)٢(

)٣(

)٤(

)٥(

)٦(

کلیۀ اآلداب مجلة مركز الخدمات لإلستشارات البحثیة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعبة النشر والخدمات المعلوماتیة الکریمقرآنلفی اقتها وحقیالنفس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رانیا محمد عزیز نظمی . د

} تخصص دراسات اسالمية {ة وادابها لشرقيواللغات ا دابها أقسم اللغة العربية وب مدرس فرع دمنهور–جامعة اإلسكندرية -كلية األداب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ : الدراسة أهداف

ثبات ان القرآن الكريم كتاب وسفر مفتوح يعالج كل قضايا العصر وألنه كتاب اهللا الباقي المعجز أ .١ . إلي ان تقوم الساعة من خالل التركيز على حقائق النفس في بعض اآليات القرآنية

وار النفس البحث عن سر النفس وجوهرها وان اإلنسان إذا أراد السعادة واالطمئنان والبحث في أغ .٢في استجالء القرآن الكريم ألنه المنبع الذي نستخرج من أعماقه الآللئ إال اإلنسانية فال يجد حقيقتها

. والدرر

. تسابق الفصحاء والبلغاء في وصف القرآن وسرد محاسنه وفضائله .٣

. أسرار القرآن العلمية والمتمثلة في غزارة معاينه .٤

. ان البالغي والبيان اإلعجازى عناية الدراسات القرآنية بالبي .٥

. القرآن وفصاحته بحقائق النفس اإلنسانية بالغةارتباط .٦

: اإلعجاز القرآني والتفسير النفسي وعالقاتهما ببعض إن إعجاز القرآن صفه يدل لها العربي في الجاهلية " قال مالك بن بني في نظرته إلي اإلعجاز

ا بالتذوق العلمي واللغوي كما فعل الجاحظ مثال ولكن المسلم اليوم قد فقد بذاته الفطرية ، أو يدر لهوعرفنا ان معجزة القرآن الدائمة دليل لرسالة .فطرة العربي في العصر الجاهلي وإمكانات عالم اللغة

وما دام القرآن موجه إلي الناس كافه . خاتمة وضرورة مالءمتها في تحديها لمن هي متوجهة إليهم دي بها إلي يوم القيامة ومادام اإلحساس الفطري والتذوق البياني قد بهت الشعور به في نفوس متح

وقد جال في خاطري بتساؤل هل ستظل نظرتنا إلي اإلعجاز القرآني محدودة إلي . العرب والمسلمين لقرآنية البد ان نظمه وعباراته وفيما يكشفان عنه من إعجاز بياني؟ ام ان فهمنا اصال لطبيعة المعجزة ا

من حيث عالمة تركيبها بنفسية المخاطبين وهو أمر – ولكن (*)يتناول اآلية كما فعل البابليون القدماء. إذا أحسن إيضاحه ويرتفع بمباحث اإلعجاز إلي المستوى اإلنساني . يستوي في فهمه العربي وغيره

ث المفسر األدبي للقرآن الكريم وإما أما عن الكشف حول عناصر النفس اإلنسانية فهي في مجال مبح . عن التفسير العلمي يستوي فيه العربي وغيره ألنه يكشف عن حقائق العلم

هم أهل بابل : البابليون (*)

)٧(

ونالحظ ان النظرة المعاصرة والحديثة للتفسير القرآني تميل إلي مباحث اإلعجاز على ما يكشف ية ، تتخطى حدود العصر وبيئته عن إمكانات النص القرآني النفسية وما يشتمل عليه من قيم إنسان

اللغوية واتجاهاته العامة إلي الناس جميعا وحمل أصحابها أمانة التبليغ وبأيديهم قرآنهم قائم ال ينسخ . ومعجزة تتحدى البشر

ونجد ان هناك ارتباطا وثيقا بين التفسير األدبي ومباحث اإلعجاز النفسي وذلك ألننا نجد التفسير ارتبط بقواعد اللغة ومدلول األلفاظ دون استخدام القواعد النصية وهذا بخالف التفسير النفسي البياني

الذي أعتمد على مظاهر االعتقاد ومآرب االنفعال ونواحي التأثر وجوانب االطمئنان والصلة بينهما في خلجات عميقة وواسعة من التغيير الفني في القرآن وطرق أدائه البياني كأشكال وأجناس معبرة

. النفوس والمعاني الذهنية والنفسية

هل القرآن كله حيثما نتعرض لمعنى مجرد أو حاله ذهنية أو صفه " ولذا يقول األستاذ سيد قطب غير ذلك مما يتعلق بالوجدان حيث يبلغ القرآن الغاية في ذلك بمادته معنوية أو نموذج إنساني أو

) ١("يني والغرض الفني من اقرب طريق ومن أرفع طريق وطريقته ويجمع بين الغرض الدان دعوة االتجاه األدبي إلي التفسير النفسي .. أمين الخولى في مناهج التجديد / مؤكدا لذلك الدكتور

عامة وكان لتقدم علم النفس الحديث وكشفه عن كثير من غرائز النفس وطبائعها أثر في ان يالحظ ما سبق اليه القرآن من استخداماته النفسية في تحقيق إعجازه ورسالته ويجب هنا العلماء والمفسرون م

منذ البدايه وقبل أن نتعرف على ما قدمه المفسر األدبي في نظريته عن التفسير واإلعجاز النفسي إلي اد بذلك األدبية بالخبرة النفسية في درس التفسير وانما أردراسةان المفسر األدبي حين دعا إلي وصل ال

استجالء الفطرة اإلنسانية والذوق العام والنشاط للوجدان على أختالف صوره ، حتى يكون متفهم القرآن والقلوب وسياسة لألنفس واألرواح ، وكيفية وصوله بما يمارس هذا من رياضه للوجدانومفسره خبيرا

مرامى القلبية وال يحتاج المفسر إلي إلي ذلك كله ، وما استخدم من حقائق في هذه المطالب الوجدانية والوقد ندفع مالحظة المفسر النفسية للمعنى في . شيء أكثر من حاجته إلي الخبرة النفسية في فهم اآليات

على حين يقبل المعنى بدون هذه المالحظة . اآلية إلي األفق باهر بذلك اإلعجاز الذى تحدثت به السماء ) ٢(".ن إليهتكاد النفس تطمئ ويسمى ساذجا ال

ونستطيع القول بأن هناك صلة بين التفسير األدبي للنص القرآني والخبرة النفسية في فهم اآليات على إال ويؤكد أمين الخولى ذلك بأن هذا القرآن من حيث هو هدى وبيان ديني لن يدار األمر فيه..

دان والدين حديث االعتقاد وخطاب سياسة النفوس البشرية ورياضتها حيث أن الفن هو نجوى الوجالقلوب ، فصلته بالنفس ومناجاته لألرواح أوضح من ان يستدل لها فالنظر الصائب إلي القرآن والفهم

على إدراك ما استخدمه من ظواهر نفسية أدار إال الصحيح له أو بعبارة أكثر صراحة تفسيره ال يقوم

.١٩١ ، ٣٣ص . ، ص " الفني فى القرأنالتصوير " سيد قطب ، ) 1( .٢١٣، ص " مناهج التجديد" امين الخولى ) 2(

)٨(

ومثيرا ومهددا فاصح ما يبنى عليه هذا التفسير هو القواعد عليها بيانه مستدال وهاديا ومقنعا ومجادال )١ (.النفسية وأصدق ما اهتدى إليه العلم قديما وحديثا عن تلك الشئون

النفسية التي مهد لها القرآن الكريم كشفت عن موران األ"محمد شريف إبراهيم / ويؤكد الدكتورأو هديا وبيانا دينيا كما تكشف عن العلل الحقيقية لصور دبيا معجزا أالنفسي بوصفه فنا اإلعجازالمنهج (مور الدينية بالبالغة والبيان ولهذا ارتبطت األمتنوعة والالمختلفة القرآني وأشكاله األسلوب ) .األدبي

ني إال إن البالغية بالجانب النفسيمورمحمد إبراهيم في ارتباط األ/ وان كنت اتفق مع الدكتور اختلف في ان هناك فرق بين الجانب البالغي أو البياني للقرآن والجانب الخاص بالمنهج األدبي وكما انه يوجه االتجاه األدبي لدى المفسر إلي مقصد هوائي بناء على دعوته النفسية والواقع ان هذا يدخل في

م نجد ان القرآن الكريم لم يترك الجانب االجتماعى للتفسير القرآني المختلف على الجانب النفسي ومن ثطرقه في شتى جوانب الحياة ولكننا في هذا المبحث سنركز على ما أشار القرآن الكريم إليه إال جانبا

من الجوانب النفسية التى تخص واقع النفس البشرية وترتبط في نفس الوقت باإلعجاز والفصاحة التى .لكريم نضع أيدينا على النفس اإلنسانية في القرآن ا

:التعريف اللغوي لكلمة نفس أصل واحد يدل على خروج النسيم كيف كان من ريح أو غيرها وإليه . . النون والفاء والسین

يرجع فروعه من التنفس ، وسميت نفسا لتولد النفس منها واتصاله بها، وقد ورد في كتب اللغة العديد ، العند ، العقل ، ، الروح م ، الجسد ، نفس الشئ عينه وذاتهالعين ، الد: (من التعريفات للنفس منها

العظمة ، الكبر ، العزة ، الهمة، األنفة ، اإلرادة ، اإلنسان جملة روحا وجسدا ، القوة والجلد ، الغيب ، )٢(. العقوبة ، الحقيقة ، قدر دبغة ، األخ ، القرب

:النفس في القرآن الكريم ولكن بصيغ مختلفة، وقد (*)بعدة صور) مرة٢٩٥عدد (في القرآن الكريم " فسن" وردت كلمة

: بن سالم أنها وردت علي سبعة وجوهوردت بمعان عدة كما في كتب الوجوه والنظائر ، حيث ذكر أ لها دأما أبن الجوزي فقد أور. القلوب ، منكم ، اإلنسان ، بعضكم بعضا ، أهل دينكم ، أنفسكم ، الروح

أما ) ٣(.ن ، البعض، النفس بعينهااآدم ، األم ، الجماعة ، األهل ، أهل الدين ، اإلنس: ( ية وجوه ثمانالقلب ، منكم ، اإلنسان ، بعضكم ، الروح ، أهل : لدي الدامغاني فقد وردت على عشرة وجوه هي

)٤(.دينكم ، جملة اإلنسان ، الغيب

.٢٠٣،المرجع السابق ، ص " مناهج التجديد" امين الخولى ) 1( .٣٦٠، ٢٠٠٠ ، الرازي، ٢٣٣، ١٤١٤، أبن منظور، ٥١٤ ، ١٣٨٠، رضا، ٤٦١، ٤٦٠، ١٣٦٩ ، بن زكريا، ٢٥٩ت ، . الزبيدي ب) 2(

مرة واحدة، ١ مرة واحدة، نفوسكم ١ مرة ، النفوس ١٣ مرة ، نفسي ٢ مرة ، نفسها ٤٠ مرات ، نفسه ١٠ مرة ، نفسك ٧٥نفس ( وردت كلمة (*) ) مرة ٢٩٥ مرات ، المجموع ٣ مرة ، أنفسنا ٩١ مرة ، أنفسهم ٤٩ مرات ، أنفسكم ٦األنفس

.٥٩٥ ، ١٤٠٧أبن الجوزي ، ) 3( .٧٧٠ ، ١٤١٩اتي ، الدامغ) 4(

)٩(

سير وشرح السنة ، تري الباحثة أن مفردة النفس وردت مما سبق ومن خالل اإلطالع على كتب التف : في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على عدة وجوه

الذات اإللهية- ١ الروح- ٢ القلب - ٣ العند - ٤

فرد معين- ٥ أهل دينكم وبني جنسكم- ٦ منكم ، منهم- ٧ الدم- ٨ العين- ٩ ذات اإلنسان-١٠

طوية اإلنسان وجوهره وضميره وداخله-١١ وروحا اإلنسان جسدا-١٢

: الذات اإللهية -١ وردت في متن اللغة عدة معان للنفس ذكر منها الذات ، وقد وردت كلمة نفس في القرآن الكريم بمعني الذات اإللهية المقدسة ، حسب ما جاء في كتب التفسير ، كما في قوله تعالي في سورة األنعام

أى أن الل كتب على نفسه المقدسة الرحمة ووعد بالرحمة فضال منه )١ () کتب على نفسه الرحمۀقل اهللا(وتكرما ، وذكر النفس هنا بارة عن تأكد وعده وارتفاع الوسائط دونه وفي الكالم ترغيب للمتولين عنه

فقل سالم علیکم کتب :( وأيضا في قوله تعالي)٢(.إلي اإلقبال إليه وتسكين خواطرهم بأنه رحيم بعبادةثم جئت ( :وفي قولة) ٤(.أى أوجبها على نفسه الكريمة تفضال منه وإحسانا )٣( )ربکم على نفسه الرحمۀ

وقد ورد في )٦(".أصطنعتك لرسالتي وروحي" قال أبن عباس)٥ ()على قدر یا موسی وأصطنعتک لنفسیطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك اللهم إني أعوذ برضاك من سخ(الحديث الذي ورد فيه الدعاء

ورب وهللا الحمد رب السموات: أي بقولك) ٧(.منك ال أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )٨(.األرض ورب العالمين، وغير ذلك بما حمدت به نفسك، اي ذاتك

وزن ات لو بع كلملقد قلت بعدك أر( قال ألم المؤمنين I وفي الحديث الصحيح أن رسول اهللا بما قلتيه لوزنتهم سبحان اهللا عدد خلقة ، سبحان اهللا زنة عرشه سبحان اهللا رضا نفسه، سبحان اهللا مداد

أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين .. قال تعالي :( يقولIوفي الحديث القدسي عن النبي ) ٩(.كلماتهفهذه ). كرته في مأل خير منهيذكرني ، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في مأل ذ

ویحذرکم اهللا .(المواضع المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء هللا نفسه التي هي ذاته المتصفة بصفتهالذات المقدسة ، وقيل يحذركم اهللا عقابه ، وقال الزجاج : قيل في تفسيرها)١٠ ()نفسه واهللا رءوف بالعباد

١٢األنعام ) 1(مختصر ابن كثير ، حيث رجعت له الباحثة في بداية . ١٤٨ ، ٢ ، جـ ١٤١٣ ، الشوكاني ، ١١١ ، ١ ، جـ ١٤١٠مختصر أبن كثير ، ) 2(

.البحث ثم رجعت لتفسير القرن العظيم ٥٤األنعام) 3( .١٧٠ ، ٢ ، جـ ١٤١٣ي ، ، الشوكان١٢٣ ، ١ ، جـ ١٤١٠مختصر أبن كثير ، ) 4( ٤١طه) 5( . ٢٨٦ ، ٥ ، جـ ١٤٠٧ ابن الجوزي ، ) 6( .٢٧٥. ، ص١٢٨٠ ، برقم ١صححة األلباني ، في صحيح الجامع ، م) 7( .٩ ، ١٠ ، جـ١٤١٠ المباركفوري ، ١١٧ ، ٢المناوي ، ب ، ت م) 8( .٩١٤. ، ص٥١٣٩ ، برقم ٢صححة األلباني ، في صحيح الجامع ، م) 9( )٣٠آل عمران() 10(

)١٠(

ولم تعثر الباحثة على حديث وردت )١(.ي يخوفكم عقوبته أ: العلمويحذركم اهللا إياه ، وقال بعض أهل .فيه كلمة النفس بمعني العقوبة علما بأنه قد ذكرت العقوبة حين تم حصر معاني النفس في تاج العروس

: الــروح -٢أي روحه، ) خرجت نفسه(قولك : ورد في تاج العروس أن النفس تأتي على ضربين إحداهما

في القرآن الكريم بمعني الروح في عديد من ) نفس( وقد وردت كلمة ) ٢(.جملة الشئ وحقيقته: نيوالثا )٤(.اهللا يقبض األرواح حين موت أجسادها) ٣( ) اهللا یتوفی األنفس حین موتها (اآليات مثل قوله تعالي

ا ناموا فتتعارف ما شاء إن اهللا يقبض أرواح األموات إذا ماتوا وأرواح األحياء إذ: وقال سعيد بن جبير اهللا أن تتعارف ، واألولي أن يقال إن توفي األنفس حال النوم بإزالة اإلحساس وحصول اآلفة به في محل الحس ، فيمسك التي قضي عليها وال يردها إلي الجسد الذي كانت فيه ، ويرسل األخرى بأن يعيد

أن النفس : موت أجسادها، وقال ابن عباس موتها أي ها ، وقيل معني يتوفي األنفس عندعليها إحساسوالروح بينهما مثل شعاع الشمس فيتوفي اهللا النفس في منامه ويدع الروح في جوفه تتقلب وتعيش ، فإن بدا له أن يقبض قبض الروح فمات ، وإن آخر أجله ، وقيل تلتقي أرواح األموات ويرسل أرواح

.األحياء إلي أجسادهاه ـم عن فراشة ثم رجع إليـام أحدكـإذا ق: ( قال Iأن رسول اهللا d هريرة وعن أبي

فلينفضه بطرف إزاره ثالث مرات فأنه ال يدري ما خلفه عليه بعده فإذا أضطجع فليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسي فأرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك

)٥ ().يقل الحمد اهللا الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي واذن لي بذكرةالصالحين فإذا استيقظ فل .رواه الترمذي

اي قبضت روحي في النوم ، ومما يدعم ذلك ) فإن أمسكت نفسي( فالنفس هنا تعني الروح ، أي )٦()لهونأخرجوا أنفسکم الیوم تجزون عذاب ا: ( وفي قوله تعالي ) رد على روحي( قوله في االستيقاظ

تضربهم المالئكة حتي تخرج أنفسهم من أجسادهم ألن الكافر إذا أحتضر بشرته المالئكة بالعذاب والنكال واألغالل والجحيم فتعصر روحه ويتمزق جسده وتأبي الخروج فتضربهم المالئكة حتى تخرج

أو أخرجوا أنفسكم من وقيل أخرجوا أنفسكم من هذه الغمرات التي وقعتم فيها. أرواحهم من أجسادهم : وفي قوله )٧(.أيدينا وخلصوها من العذاب ، أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم وسلموها إلينا لنقبضها

.٤٩٤ ، ١ ، جـ ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٣٦٦ ، ١ ، جـ ١٤١٢أبن كثير ، ) 1( .٢٥٩ت ، . الزبيدي ، ب ) 2( .الزمر) 3( .١٨٥ ، ٧ ، جـ ١٤٠٧أنظر الجوزي ، ) 4( .١٨٤. ، ص٧١٦ برقم ٢صححة األلباني ، م) 5( .٩٣األنعام ) 6( .٨١٨ ، ١٩٩٧ ، األصفهاني ، ١١٩ ، ٣ ، جـ ١٤١٣لشوكاني ، ا) 7(

)١١(

إنما یرید :( وكذا في قوله . أى تخرج أرواحهم )١ ()إنما یرید اهللا لیعذبهم بها فی الحیاة الدنیا وتزهق أنفسهم( )٢() .ماهللا أن یعذبهم فی الدنیا وتزهق أنفسه

– واهللا أعلم –أى روحي بيده ) والذي نفسي بيده: ( بقولة I وفي أحاديث كثيرة يقسم الرسول والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب اهللا بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون اهللا فيغقر : ( مثل قوله

لمؤمن بخير على كل حال تنزع ا( Iقال رسول اهللا : وعن ابن عباس قال . رواه مسلم ) اهللا لهمنفس المؤمن (Iقال رسول اهللا : وعن أبي هريرة قال)٣ ().نفسه من بين جنبيه وهو يحمد اهللا

ونفس المؤمن أي روحه معلقة بعد موته ومحبوسة عن مقامها الكريم ) معلقة بدينة حتى يقضي عنه )٤(.وعن دخولها الجنة حتى يقضي دينه

لكل إنسان نفسان، أحداهما نفس العقل : أنه قال dما روي عن ابن عباس ورد في تاج العروس الذي يكون به التمييز ، واألخرى نفس الروح الذي به الحياة ، ويقول ابن األنباري من اللغويين من

الروح .. أن النفس مؤنثة والروح مذكرة ، وقال غيرة إال سوي النفس والروح وقال هما شئ واحد ، لحياة والنفس التي بها العقل ، فإذا نام النائم قبض اهللا نفسه ولم يقبض روحه وال تقبض الروحالذي به ا

عند الموت ، قال وسميت النفس نفسا لتولد النفس منها واتصاله به ، كما سموا الروح روحا ألن إال إذا نام فال يعقل بها ، نفس التمييز وهي التي تفارقه : الروح موجود به ، قال الزجاج لكل إنسان نفسان

ونفس الحياة هي : يتوفاها اهللا تعالي ، واآلخر نفس الحياة وإذا زالت معها النفس ، والنائم يتنفس ، قال أن النفس هي الروح والحق ، أن بينها فرق ولو كانا أسمين : الروح وحركة اإلنسان ونموه ، وقيل

ونفخت فیه من (هما مكان صاحبه كقوله تعالي بمعني واحد كالليث واألسد ، لصح وقوع كل واحد منولم يقل ما في روحي ، فالفرق بينهما ) وتعلم ما فی نفسی(ولم يقل من نفسي ، وقولة ) روحی

.باالعتبارات

: القلـب -٣ حيث وردت كلمة نفس بمعني قلب في عدة مواضع من القرآن الكريم حسب ما جاء في كتب

دائما ترد بمعني النفاق ، والنفاق في معناه الشرعي إبطان الكفر ، وقد قال تعالي التفاسير ، حيث أنها : أي بالنفاق وإبطان الكفر ، قال مجاهد )٥ ()ینادونهم ألم نکن معکم قالوا بلی ولکنکم فتنتم أنفسکم(

)٦ (.أهلكتموها بالنفاق ، وقيل بالشهوات واللذات ، وقيل أسممتموها بالنفاق أي يسرون ويضمرون في أنفسهم النفاق وال يبدون لك ) ٧( )یخفون فی أنفسهم( وله تعالي وفي ق

فیصبحوا على ما أسروا (ذلك ، فنفوسهم مليئة بالوساوس والهواجس حافلة باالعترافات ، وأيضا قوله تعالي

٥٥التوبة ) 1( ٥٨التوبة ) 2( .١١٢٩. ، ص٦٦٥٢ برقم ٢صححة األلباني ، م) 3( .١١٤٧. ، ص٦٧٧٩ برقم ٢صححة األلباني ، م) 4( ١٤الحديد) 5( ٤٣ ، ٥ ، جـ ١٤١٣ ، الشوكاني ١٦٦ ، ٨، جـ ١٤٠٧الجوزي ، ) 6( ١٥٤آل عمران ) 7(

)١٢(

ا ال ينصر ، كما علي النفاق الحاصل لهم على المواالة ، وقيل قولهم لعل محمد)١ ()فی أنفسهم نادمینإنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا : فسألوه Iإلي النبي Iجاء أناس من أصحاب سيدنا رسول اهللا والمعني أي . رواه مسلم . ذلك صريح اإليمان: نعم ، قال : أن يتكلم به، قال أو قد وجدتموه ؟ قالوا

) النطق (ئ، وما أشبه ذلك مما يتعاظم نجد في قلوبنا أشياء قبيحة نحو خلق اهللا وكيف هو ومن أي شبه لعلمنا أنه قبيح ال يليق شئ منها أن يفتقده ونعلم أنه قديم خالق األشياء وغير مخلوق ، فيسألون عن

إن اهللا : Iقال رسول اهللا : قال d وأيضا في حديث أبي هريرة )٢(.حكم سريان ذلك في خواطرهمذلك ال محالة ، فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق ، والنفس كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك

)٤ (.والنفس هنا تعني القلب " متفق عليه ")٣ (.تتمني وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك ويكذبه ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغني غني Iقال رسول اهللا : وفي حديث أبي هريرة قال

يستغني القلب عن أغناء الرب فالمعني الحقيق هو قناعة النفس بما أعطاها أي ) ٥(" متفق عليه " النفس المولي وتجنب الحرص علي طلب الدنيا ، فمن كان قلبه حريصا على جمع المال فهو فقير في حقيقة الحال ومن كان له قلب قانع بالقوت وراض بعطية مالك الملك فهو غني بقلبه مستغن عن الغير ، قال

المراد بغني النفس حصول الكماالت العملية : القناعة ، وقال الطيبي: لمراد بغني النفس ا: األشرف فإن كانوا مؤمنين وباطنهم )٧ ()اهللا أعلم بما فی أنفسهم( كما ورد في تفسير اآلية الكريمة ) ٦(.والعلمية

: ما ال علم له به، وقيلكظاهرهم لهم جزاء الحسني، ولو قطع أحد لهم بشر مع إيمانهم لكان ظالما قائال )٨(.ليس لي أن أطلع على ما في نفوسهم : اهللا أعلم باإليمان واإلخالص فيجازيهم على ذلك، وقيل

: العـنـد -٤تعلم (واستشهد بقولة تعالي عن عيس عليه السالم) العند ( ذكر في تاج العروس أن النفس هي

) عندك ما(وال أعلم ) ما عندي (أى تعلم )٩()أنت عالم الغیوبما فی نفسی وال أعلم ما فی نفسک إنک وقال األنباري في هذه أن النفس هنا الغيب ، أي تعلم غيبي ألن النفس لما كانت غائبة أوقعت على

كأنه قال تعلم غيبي يا عالم الغيوب ، ) وأنت عالم الغیوب( ب ويشهد بصحته قوله في آخر اآلية ااالغيتعلم ما عندي وما في حقيقتي وال أعلم ما عندك وال : والجوزي في تفسيرهما لهذه اآليةوقال الشوكاني

أعلم ما في غيبك وتعلم ما في حقيقتك وتعلم ما أضمره وال أعلم ما عندك علمه وتعلم ما في غيبي والدله من تلقاء قل ما یکون لی أن أب( وقد ورد أيضا في تفسير قوله تعالي . أعلم ما تخفيه ما أخفية وال

٥٢المائدة ) 1( .كتاب اإليمان ، باب الوسوسة ) 2( .٥٠٣ ، ص، ٦٦١٢ ، فتح الباري ، برقم ٣٦٩. ، ص١٧٩٧ برقم ٢صححة األلباني ، م) 3( .كتاب اإليمان ، باب اإليمان بالقدر ) 4( .٩٤٨. ، ص٥٣٧٧ برقم ٢صححة األلباني ، م) 5( .٥١٧٠لرقائق ، كتاب ا) 6( ٣١هود ) 7( .٦٩١، ٢ ، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٤٤١ ١ ، جـ١٤١٢ ، مختصر ابن كثير ، ٩٩ ، ٤ ، جـ ١٤٠٧الجوزي ، ) 8( ١١٦المائدة) 9(

)١٣(

ورسول مبلغ من اهللا، أي عندي ، فالمعني أن الذي أتيت أمور أي ليس هذا إلي إنما أنا عبد م)١ ()نفسی ) .واهللا أعلم (ولم تعثر الباحثة على حديث وردت فيه بمعني العند . به من عند اهللا ال من عندي

: أفراد معينين -٥كريم في عدة مواضع لتدل على أصل اإلنسان وخلقته من نفس في القرآن ال) نفس ( وردت كلمة

)٢ ( )یا أیها الناس اتقوا ربکم الذي خلقکم من نفس واحدة( واحدة وهو آدم عليه السالم ، مثل قوله تعالي هو الذي أنشأکم من نفس واحدة وجعل منها و( وكذلك في اآليات الكريمة )٣ (.آدم: فالمراد بالنفس الواحدة

خلقکم من نفس واحدة ثم جعل منها ( وقوله ) ٥()هو الذي خلقکم من نفس واحدة وجعل منها زوجها() ٤()هازوجفلعلک باخع نفسک على آثارهم ( ، ففي اآلية الكريمة I وكذلك وردت للداللة على سيدنا محمد )٦()زوجها

تقتلها ، فوردت هنا للداللة على أي ال تهلك نفسك أسفا عليهم وال) ٧ ()إن لم یؤمنوا بهذا الحدیث أسفالعلک باخع (وقد وردت في قوله تعالي . أسفا عليهم Iوالمراد هنا ال تهلك نفسك يا محمد Iالرسول

أي لعلك قاتل نفسك بتركهم اإليمان، كما نهاه عليه الصالة والسالم عن شدة ) ٨( ) نفسک إال یکونوا مؤمنین )٩(.االغتمام بهم والحزن عليهم

وأصبر نفسک مع الذین ( وفي قوله تعالي ) ١٠ ()فال تذهب نفسک علیهم حسرات ( وفي قوله تعالي فقد ورد ) ١٢()قل ال أملک لنفسی نفعا وال ضرا إال ما شاء اهللا( وكذلك في قوله ) ١١ ()یدعون ربهم بالغداة والعشی

ن يخبر عن نفسه أنه ال يعلم غيب إليه وأمورأن يفوض األ Iأن اهللا يأمر رسوله : في تفسير اآلية قل تعالوا ندع أبناءنا ( وفي قوله تعالي )١٣(.ما شاء اهللا سبحانه إال المستقبل وال إطالع له علي شئ

أنفسنا "( قال جابر) ١٤() وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم ثم نبتهل فنجعل لعنت اهللا على الکاذبین، ونساؤنا ، فاطمة ، رواه أيضا الحاكم من الحسن والحسين: بنائنا وعلي أ Iرسول اهللا ) وأنفسكم

هل لك أن نالعنك ؟ وأخرج مسلم والترمذى Iأنهم قالوا للنبي .. وجه آخر عن جابر وصححه وفيه عليا وفاطمة وحسنا Iلما نزلت هذه اآلية قال تعالوا ، دعا رسول اهللا : عن سعد بن ابي وقاص قال

).اللهم هؤالء أهلي (وحسينا فقال

١٥يونس) 1( )١النساء() 2( )١٥يونس.(٢٠٤، ٢ ، جـ ١٤١٣ ، والشوكاني ، ١٤٤ ، ٢ ، جـ١٤١٠/ أنظر مختصر ابن كثير ) 3( ٩٨ األنعام ) 4( ١٨٩األعراف) 5( ٦الزمر ) 6( ٦الكهف ) 7( ٣الشعراء ) 8( .٤٧٧ ، ٤، جـ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 9( ٨ فاطر ) 10( ٢٨ الكهف ) 11( ١٨٨ األعراف ) 12( .٤٧٧ ، ٤، جـ ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 13( ٦١ آل عمران ) 14(

)١٤(

کل الطعام کان حال لبنی إسرائیل إال ما حرم إسرائیل على ( وذكر الشوكاني في تفسير قوله تعالي وكذا ما ورد في اآليات في سورة يوسف في آيات عديدة . بأن إسرائيل هو يعقوب عليه السالم ) ١()نفسه

قال هی راودتنی عن (وقوله ) ٢()فسه وغلقت األبوابوراودته التی هو فی بیتها عن ن(مثل قوله تعالي وكذا وردت ) ٤(. أى حاولته على نفسه ودعته إليها ألنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسن بهائه)٣()نفسی )قال رب إنی ال أملک إال نفسی وأخی(للداللة على موسي عليه السالم ، كما في قوله تعالي ) نفس(كلمة

)٦ (.أنا وأخي هارون إال عني فيهم فيمتثل أمر اهللا ويجب إلي ما دعوت إليهأي ليس أحد يطي) ٥(

: أهل دينك وبني جنسكم -٦ وردت كلمة نفس في العديد من المواضع في القرآن الكريم لتدل على أهل دينكم وبني جنسكم، ففي

إحداهما أنه : معني أنفسكم قوالن حيث ورد في )٧ ( )اهللا جعل لکم من أنفسکم أزواجا ( تفسير قوله تعالي .خلق آدم ثم خلق لكم من جنسكم أزواجا لتستأنسوا بها

اي خلق لكم من جنسكم إناثا )٨() ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا ( وكذلك في قوله تعاليفإذا دخلتم بیوتا فسلموا ( وفي تفسير قوله تعالي. تكون لكم أزواجا أى من جنسكم في البشرية واإلنسانية

أنها بيوت أنفسكم فسلموا على أهاليكم وأوالدكم : فيها ثالث أقوال )٩ () على أنفسکم تحیۀ من عند اهللاوالثاني أنها المساجد فسلموا عليها ، والثالث إذا دخلتم بيوت غيركم فسلموا عليها ، أي على أهلها الذين

ولیس على األعمى حرج وال علی األعرج حرج وال علی المریض حرج وال علی (وفي قوله تعالي. هم بمنزلة أنفسكمتخافونهم ( وفي قوله تعالي . يكم وعلى من يماثلكم من المؤمنين أي عل)١٠ ( )أنفسکم أن تأکلوا من بیوتکم

أي كما تخافون األحرار المتشابهين لكم في الحرية وملك األموال وجواز )١١ ( )کخیفتکم أنفسکمتخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم : صرف وتخافون أقرباءكم كاآلباء واألبناء ، قال ابن عباس الت

)١٢(.بعضا

أي ) ١٣ ()فاقتلوا أنفسکم(بمعني بعضكم البعض ، فقد ورد في تفسير قوله تعالي ) نفس( وقد تأتي قاموا صفين وقتل بعضهم : ل يقتل بعضهم بعضا بالخناجر ، ال يحنو رجل علي قريب وال بعيد ، وقي

٩٣ آل عمران) 1( ٢٣ يوسف ) 2( ٢٦ يوسف ) 3( . .٢٣ ، ٢، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٢٠١ ، ٤ ، جـ١٤٠٧أنظر الجوزي ، ) 4( ٢٥ المائدة ) 5( .٤١، ١ ، جـ١٤١٢مختصر ابن كثير ، ) 6( .٧٢النحل ) 7( .٢١الروم ) 8( ٦١النور ) 9( ٦١النور ) 10( ٢٨الروم ) 11( .٢٩٩، ٦ ، جـ ١٤٠٧ ، الجوزي ٩١، ٥ ، جـ١١٠ ، ١ ، جـ١٦٢ ١، جـ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 12( .٥٤البقرة ) 13(

)١٥(

( وقولة )٢ ()ثم أنتم هؤالء تقتلون أنفسکم( وقولة )١ ()وال تخرجون أنفسکم من دیارکم( وفي قوله تعالي. بعضا )٤ (. أي بعضكم بعضا)٣ ( )وال تلمزوا أنفسکم

أي أمثالكم )٥ ()دنیایا أیها الناس إنما بغیکم على أنفسکم متاع الحیاة ال(تعالي كما جاء في تفسير قوله والذين جنسهم من جنسكم ، أي أبناء جنسهم ، وعبر عنهم باألنفس لما يدركه الجنس على جنسه من

)٦(.الشفقة ، فبغيكم ال يضربه أحد غيركم بل يرجع الظلم عليكم

للمؤمنين حين سمعوا أي كان ينبغي )٧ ( )لوال إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خیرا( وقوله تعالي بأهل دينهم ألن المؤمنين : معني بأنفسهم : مقالة أهل اإلفك أن يقيسوا ذلك على أنفسهم ، قال الحسن

بإخوانهم ، لكن الدامغاني أوردها ضمن الوجوه التي وردت في : كنفس واحدة ، قال النحاس بأنفسهم أي ) ٨()إنما بغیکم على أنفسکم( له تعالي القرآن تحت وجه األم ولكن يرد ذلك في كتب التفسير ، وقو )٩(.أمثلكم والذين جنسهم من الشفقة ، وقيل أي يرجع الظلم عليكم

الدنيا أمور أي هو أحق بهم في كل )١٠ ()النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم( وفي قوله تعالي .وأولي بهم من أنفسهم أي أن النبي أولي بالمؤمنين من بعضهم البعض

:، منهم منكم-٧ اليـرآن الكريم للداللة على منكم أو منهم كما في قوله تعـفي الق) نفس ( د وردت كلمة ـولق

أنه عربي مثلهم ، وقيل بشـر أي )١١ () لقد من اهللا على المؤمنین إذ بعث فیهم رسوال من أنفسهم(أى من ) ١٢ () من أنفسکم عزیز علیه ما عنتملقد جاءکم رسول ( وقوله تعالي. ، وقيل من أشرفهم مثلكم

جنسكم في البشرية وعلى لغتهم ومنهم ، كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي والمغيرة بن شعبة )١٣(.إن اهللا بعث فينا رسوال منا نعرف نسبه وصفته ومدخله ومخرجه وصدقه وأمانته: لرسول كسري

: الــدم -٨ليس له نفس سائلة فإنه ال ما( اللغة أن النفس هي الدم وفي الحديث حيث ورد في معجم مقاييس

، فإذا فقد الدم من بدن اإلنسان فقد نفسه ، والحائض تسمي نفساء لخروج )١٤( )ينجس الماء إذا مات فيه: ال أزال أقاتل الناس حتي يقولوا ( Iقال رسول اهللا : وكذلك في حديث أبي هريرة قال )١٥(.دمها

.٨٤البقرة ) 1( ٨٥البقرة ) 2( .١١الحجرات ) 3( .٩١، ٥ ، جـ١١٠ ، ١ ، جـ١٦٢ ١، جـ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 4( .٢٣يونس ) 5( .٦٠٩ ، ٢، جـ١٤١٣ الشوكاني ، ،٤٠٠ ، ٢، جـ ١٤١٠ مختصر ابن كثير ، ٢٠ ، ٢، جـ١٤٠٧الجوزي ، ) 6( ١٢النور ) 7( .٢٣يونس ) 8( . .٦٠٩ ، ٢، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٢٠ ، ٢ ، جـ١٤٠٧الجوزي ، ) 9( .٦األحزاب ) 10( ١٦٤آل عمران) 11( .١٢٨التوبة ) 12( .٥٨٧ ، ٢، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ٣٨٩ ، ٢ ، جـ ١٤١٠مختصر ابن كثير ، ) 13( .٩٦ ، ٥ت جـ . ن األثير ، ب اب) 14( .٤٦١ ، ١٣٦٩ابن زكريا ، ) 15(

)١٦(

) بحقها ، وحسابهم على اهللا إال اهللا ، فقد عصموا أموالهم وأنفسهم إال اهللا فإذا قالوا ال إلهإال ال إلهاهللا إال ال إله: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ( Iقال رسول اهللا : قال dوعن أبي هريرة

: رواه البخاري ) ى اهللابحقها وحسابهم عل إال اهللا عصموا منى دماءهم وأموالهم إال فإذا قالوا ال إله )١(.إنما اختلفت األلفاظ الختالف األوقات

: العيــن -٩ وقد وردت كلمة نفس في الحديث النبوي )٢(. حيث ورد في كتب اللغة أن النفس تعني العين

فقد روي أبو والحمة والنفس ،في اللدغة إال عن الرقبة Iالشريف بمعني العين ، حيث نهي الرسول مررت بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموما فنمي ذلك إلي : ود عن سهل بن حنيف يقول دا

في إال ال رقية: مروا أبا ثابت يتعوذ قال ، فقلت يا سيدي والرقي صالح ، فقال ( فقال Iرسول اهللا ومنه حديث نافس: ويقال للعائن – يريد عيونهم –إنه كان فيها نفس سبعه : )٣().نفس أو حمة أ لدغة

وعن أبي )٤()وا لهم ، فإن لهم أنفسا وأعيناالكالب من الجن فإن غشيتكم عند طعامكم فألق( ابن عباس بسم اهللا أرقيك من كل شئ : قال ) نعم : (يا محمد أشتكيت ؟ قال : فقال Iسعد أن جبريل أتي النبي

)٥(.رواه ابن ماجه). يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين أو حاسد يشفيك بسم اهللا أرقيك

: ذات اإلنسان -١٠وقد وردت آيات . أن النفس تعني الذات أي عين الشئ وجوهره " متن اللغة " حيث ورد في معجم

حيث عظم ) ٦()لقد استکبروا فی أنفسهم وعتوا عتوا کبیرا: ( كثيرة تدل على ذات اإلنسان منها قوله تعالي فاستكبروا وطغوا طغيانا كبيرا وتضخم شعورهم بأنفسهم حتى شغلهم شأن المشركين في نظر أنفسهم

أنفسهم ، وقد كبرت في إال عن تقدير القيم الحقيقية ووزنها وزنا صحيحا ، ولقد عادوا ما يحسونوهذا يعني أنهم ) ٧(.أعينهم وتضخمت وعظمت فأضمروا االستكبار عن الحق والعناد في قلوبهم

ونها بشكل غير واقعي مما أدي إلي سلوكهم الالسوي الذي ال يتناسب مع الدين ينظرون ذواتهم ويقدریخادعون اهللا والذین آمنوا وما یخدعون ( وقد ورد في تفسير اآلية . ومع الهدف من خلق اهللا تعالي لإلنسان

تمنيهم ، وقد المراد باألنفس ذواتهم حيث يمنونها األماني الباطلة وهي كذلك)٨ ()إال أنفسهم وما یشعرونفال تزکوا ( وتقديرها تقديرا صحيحا، فقد ورد في تفسير قوله تعالي ) الذوات (أمرهم بعدم تزكية النفوس

.٩٥ ، ١ ، جـ١٤١٢البغوي ، ) 1( .٢٥٩ت ، . والزبيدي ، ب٤٦٠ ، ١٣٦٩أنظر ابن زكريا ، ) 2( .١٥٠٩. سنن أبي داود، في موسوعة الحديث الشريف ، كتاب الطب باب الرقي ، ص) 3( .٩٦ ،٥ت جـ . ابن األثير ، ب) 4( . ٣٥٢٣ ، برقم ٢٦٨٨. سنن ابن ماجه في الموسوعة ، باب ما عوذ به ، ص) 5( .٢١الفرقان ) 6( . . ٢٥٥٨ ، ٥ ، جـ١٤١٦ ، قطب ، ٩٩ ، ٤ ، جـ١٤١٣الشوكاني ) 7( .٩البقرة ) 8(

)١٧(

تبوءوها من اآلثام وال تثنوا عليها فإن ترك تزكية النفس أبعد من أي ال تمتدحوها وال)١ ()أنفسکم )٢ (). لذین یزکون أنفسهم بل اهللا یزکی من یشاءألم تر إلی ا(وقال تعالي . الرياء وأقرب إلي الخشوع

دعوات المكروب ( Iعن ابن بكيرة ، قال رسول اهللا I وقد ورد في حديث سيدنا رسول اهللا تتركني لحظة أو لمحة أي ال)٣(رواه أبو داوود ) اللهم رحمتك أرجو فال تكلني إلي نفسي طرفة عين

فال( الفاء في: تقدر على قضاء حوائجي، قال الطيبي ها عاجزة الفإنها أعدي لي من جميع أعدائي، وإن. مرتب على قوله رحمتك أرجو، فال تكلني إلي نفسي ألني ال أدري ما صالح أمري وفساده ) تكلني

يتبعها فقط وإنما يرتبط بالخالق عز وجل ويرجو إال وهنا إشارة إلي أن اإلنسان لديه انفعاالت يجبقال : وعن أبي هريرة قال– واهللا أعلم–ا أي ال تكلني إلي ذاتي القاصرة وحيدا رحمتة، والمعني هن

، اي لم رواه مسلم) من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق(Iرسول اهللا ولم يرد : يا ليتني كنت مجاهدا، وقيل معناه : يكلم بالغزو نفسه، ولم يعزم على الجهاد ، ولم يقل

أي حديث اإلنسان بداخل وأن السلوك هو تكامل بين داخل )٤(.روج وعالمته في الظاهر إعداد آلتهالخ . اإلنسان وخارجه أي بين دوافع داخلية واستجابات خارجية

البر ( Iعن البر واإلثم ، فقال النبي I وعن النواس بن سمعان أن رجال سأل رسول اهللا متفق عليه ورواه الترمذى ، أي ) نفسك وكرهت أن يطلع الناس عليهحسن الخلق واإلثم ما حاك في

تحرك فيها وتردد ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب منه الشك والخوف كونه ذنبا ، وقيل يعني )٥ (.اإلثم ما أثر في قلبك أو تردد في قلبك

نفس واطمأن إليه القلب واإلثم ما البر ما سكنت إليه ال( Iقال رسول اهللا : وعن أبي ثعلبة قال بالذكر Iكما أرشدنا الرسول )٦()لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون

أال (قال له Iا واآلخرة ، من ذلك ما رواه البراء بن عازب ان النبي يوالدعاء لحفظ النفس في الدن من ليتك مت على الفطرة وإن أصبحت وقد أعلمك كلمات تقولها إذا آويت إلي فراشك فإن مت

اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك : أصبحت وقد أصبت خيرا؟ تقولیوم تأتی (وفي آية . ونفسي هنا تعني ذاتي أي أخلصت نفسي إليك ماثلة لحكمك)٧()رغبة ورهبة إليك

يا أمير المؤمنين والذي : لسيدنا عمر بن الخطاب فما قاله كعب األحبار)٨ ()کل نفس تجادل عن نفسهانفسك، وإن لجهنم إال نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبيا ألتت عليك تارات ال يهمك

وقع جاثيا على ركبته ، حتي أن إبراهيم الخليل ليدلي إال زفرة ال يبقي ملك مقرب وال نبي منتخب

.٣٢النجم ) 1( ٤٩النساء) 2( . ٦٣٨ ، ص ٣٣٨٨ برقم ١صححة األلباني ، م) 3( .٣٨١٣أنظر كتاب الجهاد ، برقم .٢٤٦ ٧ ، جـ ١٤٢٢القاري ، ) 4( . ٢٤٩٧أنظر التحفة ، أبواب الزهد ، باب ما جاء في البر واإلثم ، ) 5( . ٥٥٧. ، ص٢٨٨١ ، برقم ١صححه األلباني ، م) 6( . . ٥١٢. ، ص٨٦٢٢ ، برقم ١رواه الترمذي في باب الدعوات وصححة األلباني ، م) 7( .١٦النحل ) 8(

)١٨(

يا كعب ، أين تجد ذلك : نفسي، قال له عمر إال أسألك اليوم خليلك إبراهيم الرب أنا يا: بالخلة فيقولأي يوم يأتي كل إنسان يجادل ) یوم تأتی کل نفس تجادل عن نفسها( قوله تعالي : في كتاب اهللا ؟ قال

نسان للداللة علي الذات وما يحمله اإل) نفس (وهكذا نجد أنه قد ترد كلمه .عن ذاته ال يهمه شأن غيره .من تقدير ومفهوم لها

: طوية اإلنسان وجوهره وضميره وداخله -١١والقرآن الكريم كثيرا ما ذكر . ورد في تاج العروس أن النفس هي حقيقة الشئ وعينه وجوهره

فإن طبن لکم (يتحدث به مع نفسه، وظنونه وضميره مثل قوله تعالي اإلنسان ووساوسه وخلجاته ومايصدر منها من ألفاظ يتحقق معها طيبة مجرد ما فطيبة النفس ال)١ ()نفسا فکلوه هنیئا مریئامنه عن شئ

النفس ، فإذا ظهر منها ما يدل على عدم طيبة نفسها لم يحل للزوج أو للولي وإن كانت قد تلفظت بالهبة طابت هي له بعد تسميته أو النذر، والمراد هنا أن الرجل يجب أن يعطي المرأة صداقها طيبا بذلك فإن برضا الزوجة فإن إال أو عن شئ منه فليأكله حالال طيبا ، فال يحل له وال لغيره أن يأخذ منه شيئا

أي حاجة في )٢( )إال حاجۀ فی نفس یعقوب قضاها(كما أورد القرآن في سورة يوسف . رضيت فال حرج آلية إشارة إلي الدافع في السلوك اإلنساني فحديث نفس يعقوب أبداها وتكلم بها ، وقد يكون هنا في هذه ا

يعقوب مع أبنائه ونصيحته لهم بأن يدخلوا من أبواب متفرقة لم يكن يغني عنهم من اهللا شيئا ولكنها حاجة أو دافع في نفس يعقوب هو الذي دفعه إلي ذلك ، وقد يشير أيضا إلي عاطفة األبوة الحانية

كما يتحدث القرآن أيضا عن اإلنسان ونفسه وما يختلج فيها من . لنصح لهم الخائفة على أبنائه بتقديم ابأن المراد ) ٣ ()ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما توسوس به نفسه(وساوس حيث نجد أن الشوكاني يقسم قوله تعالي

)٤(.هنا ما يختلج في سره وقلبه

المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا( I وقد قال رسول اهللا : قال –وأنا أقول هذه : قال محمد ) ستة وأربعين جزءا من النبوة ، وما كان من النبوة فإنه ال يكذب

) ٥(.رواه البخاري. الحديث .. وكان يقال الرؤيا ثالث حديث النفس ، وتخويف الشيطان وبشري من اهللا كمن يكون في أمر أو حرفة يري نفسه ) ا يحدث بها الرجل نفسه الرؤيا مم( وقد ورد شرحه في التحفة

. في ذلك األمر

أي بما تضمرون من البر )٦( ) ربکم أعلم بما فی أنفسکم( وقد ورد في تفسير قوله تعالي والعقوق ، فمن بدرت منه بادرة وهو ال يضمر العقوق غفر له ذلك ، وقيل بما في ضمائركم من

أي أنه سبحانه وتعالي يعلم بدوافع اإلنسان التي تحرك سلوكه، وقد . دمه في كل الطاعات اإلخالص وع

.٤النساء ) 1( .٦٨يوسف ) 2( .١٦ق ) 3( . ١٠٦ ، ٥ ، جـ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 4( . ٧٠١٧ ، برقم ٤٠٤. ، ص١٢أنظر فتح الباري ، كتاب التعبير ، م) 5( .٢٥األسراء ) 6(

)١٩(

وقد وردت النفس في كثير من . أورد ابن سالم هذه اآلية بمعني القلب أي اهللا أعلم بما في قلوبكم تهوي أنفسکم أفکلما جاءکم رسول اهللا بما ال ( اآليات لتدل على الشهوات وميول النفس مثل قوله تعالي

أي بما يميل إليها ألن أصل الهوى الميل إلي الشئ ، : فقد ذكر الشوكاني في تفسيرها )١ () استکبرتم وهذا يدل على الميول اإلنسانية ، )٢(.قال الجوهري وسمي الهوي هوي ألنه يهوي بصاحبة إلي النار ما يدعم هذه الميول ويترك ماال يدعم حيث أن اإلنسان يميل دائما إلي أشياء معينة ويسعي دائما إلي

هذه الميول ، وهنا تتجلي الذاتية في النفس اإلنسانية والبعد عن الموضوعية وإصدار أحكام عقالنية تتناسب مع المواقف وليس مع الميول أي ليس مع ما يميل إليه اإلنسان ويتجه إليه ، وفي ذلك يقول

وي الطارئ والنزوة المتقلبة ظاهرة تبدو كلما فسدت صاحب الظالب أن إتباع وإخضاع الشرائع للهالفطرة، وانطمست فيها عدالة المنطق اإلنساني ذاته ، المنطق الذي يقتضي أن ترجع الشريعة إلي

فيرجع إلي ذلك الميزان الثابت الذي ال – مصدر ال يميل مع الهوى وال تقلبات النزوة –مصدر ثابت وقوله )٤ ()کلما جاءهم رسول بما ال تهوي أنفسهم(ومثل ذلك قوله تعالي )٣ (.يتأرجح مع النزوة والهوى

) ٥( )إن یتبعون إال الظن وما تهوي األنفس( تعالي

اللهم إنی أعوذ بک من قلب ال یخشع ومن ( يقول Iكان رسول اهللا : وعن عبد اهللا بن عمرو قال أي ال تشبع بما أتاها اهللا وال تقنع بما رزقها وال تفتر )٦().دعاء ال یسمع ومن نفس ال تشبع ومن علم ال ینفع

وفي حديث رواه الترمذي عن أبن )٧(.عن جمع المال لما فيها من شدة الحرص أو من نفس تأكل كثيراإن هذا المال خضر حلو ، من ( يقول Iسمعت رسول اهللا : الوليد قال سمعت خوله بنت قيس تقول

ورب متخوض فيما شاءت له نفسه من مال اهللا ورسوله ليس له يوم أصابه بحقه بورك له فيه فهنا دوافع أولية عضوية )٨(.أي متسارع ومتصرف فيما أحبته وتلذذت به نفسه) النار إال القيامة

ودوافع ثانوية ، هذه الدوافع يجب أن يكون لها ضوابط مستقاة من الشرع اإللهي ، فال يسير اإلنسان قال ابن زيد )٩ ()وأحضرت األنفس الشح(ء هذه الدوافع مشبعا لها ، كما في قوله تعالي فقط في سلوكه ورا

ال تطيب نفسه أن يعطيها شيئا فتحلله وال تطيب نفسه أن تعطيه شيئا من مالها ، حيث في اآلية إخبار : أنه حافز لها ال منه سبحانه بأن الشح في كل واحد منهما بل في كل األنفس اإلنسانية كائن ، وجعله ك

يغيب عنها بحال من األحوال ، وذلك بحكم الجبلة والطبيعة ، فالرجل يشح بما يلزمه للمرأة من حسن العشرة وحسن النفقة ونحوها ، والمرأة تشح على الرجل بحقوقها الالزمة للزوج فال تترك له شيئا منها

)١٠(.وجوه، وشح األنفس نجعلها بما يلزمها أو يحسن فعله بوجه من ال

.٨٧البقرة ) 1( .١٦٣ ، ١ ، جـ١٤١٣أنظر الشوكاني ، ) 2( . ١٥٦ ، ٥ ، جـ١٤١٣ والشوكاني ، ٧٤ ، ٨ ، جـ١٤٠٧ أنظر الجوزي ، ) 3( .٧٠المائدة ) 4( .٢٣النجم ) 5( . ٢٧٨. ، ص١٢٩٧ ، برقم ١صححة األلباني ، مرواه مسلم والترمذي ) 6( . ١٠٨ ، ٢ت ، م. أنظر المناوي ، ب ) 7( .٢٤٨ التحفة ، – باب ما جاء في أخذ المال بحقة ،٤٤٧. ، ص٢٢٥١ ، برقم ٢صححة األلباني ، م) 8( .١٢٨النساء ) 9( . ٧٧٩ ، ١ ، جـ١٤١٣ والشوكاني ، ٢١٩ ، ٢ ، جـ١٤٠٧أنظر الجوزي ، ) 10(

)٢٠(

فی وتخفي (:في القرآن الكريم للداللة على دخل اإلنسان مثل قوله تعالي ) نفس ( وقد ترد كلمة أو أکننتم فی أنفسکم واعلموا أن ( ، وقوله)٣( )٢ ()وأسرها یوسف فی نفسه ( وقوله )١()تفسک ما اهللا مبدیۀ

بتهن والزواج بهن وأرشدهن إلي إضمار الخير أي أضرتم من خط )٤ ()اهللا یعلم ما فی أنفسکم فاحذروه: رأي عيس بن مريم رجال يسرق فقال له عيسي ( I وعن أبي هريرة قال رسول اهللا )٥(.دون الشر

رواه مسلم ، اي فيما ) آمنت باهللا وكذبت نفسي : هو فقال عيسي إال كال والذي ال إله: سرقت ؟ قال هو وبرأتك ورجعت عما ظننت بك إال قولك والذي ال إلهاي صدقتك في حلفك ب: قلت وقال الطيبي

يقول ( Iقال رسول اهللا : قال d وأتت بمعني السر كما في حديث أبي هريرة )٦ (.وكنبت نفسي اهللا تعالي أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن

أي إن ذكرني بالتنزيه والتقديس سرا ذكرته بالثواب ) نهمذكرني في ملء ذكرته في ملء خير محيث أمره ) ٧ ()وأذکر ربک فی نفسک تضرعا وخیفۀ( وأمره في القرآن الكريم بالذكر الدائم . والرحمة سرا

)٨(. ان يذكره وينهاه عن الغفلة وأن يذكره في نفسه رغبة ورهبة ود کثیر من ( و تمني زوال النعمة كما في قوله تعاليكما وردت أيضا بمعني الحسد ، والحسد ه

)أهل الکتاب لو یردونکم من بعد إیمانکم کفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبین لهم الحق فاعفوا وأصفحوا .من عند نفسه ، والحسد هو تمني زوال النعمة من المحسود إال ألن حسد اإلنسان ال يكون) ٩(

ي بعض اآليات للداللة على ما يختلج داخل الصدر والنفس من عواطف وانفعاالت وقد وردت فأي ضاقت صدورهم ) ١٠()وضاقت علیهم أنفسهم وظنوا أن ال ملجأ من اهللا إال إلیه(ومشاعر، مثل قوله تعالي

م أي حملتهم على اله)١١()وطائفۀ أهمتهم أنفسهم(وقولة تعالي . بما نالهم وبما جعل لهم من الجفوة وهكذا نجد أن النفس قد ترد بمعني حديث ) ١٢(.وأقلقتهم فال يغشاهم النعاس من القلق والخوف والجزع

. واالنفعاالت الذات، والدوافع ، والعواطف ،

: النفس المطمئنة : أوال النفس أیتها یا( فقد وردت آيات في كتاب اهللا عز وجل تشير إلي النفس المطمئنة ، قال اهللا تعالي

، ) ١٤()سنریهم ءآیاتنا فی االفاق وفی أنفسهم(وقال اهللا تعالي . )١٣ ()المطمئنه، ارجعى إلی ربک راضیۀ مرضیۀ

.٣٧األحزاب ) 1( .٧٧يوسف ) 2( . ٤٩٤ ، ٢ ، جـ ١٤١٠ مختصر ابن كثير ، ٤ ، ٢٦٤ ٤ ، جـ١٤٠٧أنظر الجوزي ، ) 3( .٢٣٥قرة االب) 4( . ٣٧٢ ١ ، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ١ ، جـ١٤١٢أنظر ابن كثير ) 5( .٥٠٥٠أنظر المرقاة ، كتاب اآلدب ، باب ما ينهي من التهاجر والتقاطع رقم ) 6( .٢٠٥األعراف ) 7( . ٣٩٦ ، ٢ ، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ، ٢٩٣ ، ٢ ، جـ١٤١٢ابن كثير ) 8( .١٠٩قرة الب) 9( .١١٨التوبة ) 10( .١٥٨آل عمران ) 11( . ٥٨٢ ، ١ ، جـ١٤١٣ ، الشوكاني ٤٢٧ ١ ، جـ١٤١٢ابن كثير ) 12( .٢٨ ، ٢٧الفجر ) 13( .٥٣فصلت ) 14(

)٢١(

وقد اجمع المفسرون على ان النفس )١ ()ان اهللا اشترى من المؤمنین أنفسهم وأموالهم(وقوله تعالي لخوف يوم القيامة وهى النفس الواثقة المطمئنة تعنى اآلمنة وهي بشارة من اهللا لها باألحسن ونزع ا

. بفضل اهللا ورحمته تعالي نة إلي قدر اهللا بها ئالمطم. المطمئنة إلي ربها المطمئنة إلي طريقها " ويقول صاحب الظالل

المطمئنة في السراء والضراء وفي البسط والقبض وفي المنع والعطاء والمطمئنة النها ال ترتاب فال )٢(.مئنة فال تخطيء في الطريق وال ترتاع في يوم الفزع والرعبتنجرف والمط

ويورد ابن القيم الجوزية بشأن النفس آراء جماعه من علماء النفس منهم أبو الحسن األشعرى جوهر ليس هو هذا الجسم وليس بجسم (والجباني وجعفر بن حرب وجعفر بن مبشر فالنفس عند هوالء

ان النفس معنى " وذكر ابن القيم رأى ارسطو طاليس الذى يقول )٣().لجوهر والجسملكنه معنى ما بين ا وإنها وهر بسيط منبت في العالم –مرتفع عن الوقوع تحت تأثير التدبير والنشوء والبلى غير دائرة

)٤(.وهي غير منقسمة الذات والبنية. يجوز ان يطلق عليه صفه قلة وال كثرة وانه ال–كله

لذا نجد من " اهللا جل جالله خلق كل شيء بمقدار فأبدع خلقه حتى الدمج لم يخلقه اهللا سبحانه عبثا يقول تموت الروح وتذوق الموت ألنها نفس وكل نفس ذائقه الموت ومن قال لها بذلك يستند لها بقوله

قال " . کل شىء هالک إال وجه "وقوله سبحانه " من علیها فان ویبقى وجه ربک ذو الجالل واإلکرامکل" تعالي .فالموته األولى لألبدان واألخرى لألرواح " ینتربنا امتنا اثنین وأحیینا اثن" اهللا تعالي عن أهل النار

بهذا الرأي : ومن قائل ال تموت األرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت األبدان وبرهان القائلين لذین قتلوا فی سبیل اهللا أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون فرحین بما ءاتاهم اهللا من وال تحسبن ا: (قوله تعالي

هذا مع القطع بأن ) ٥() فضلۀ ویستبشرون بالذین لم یلحقوا بهم من خلفهم إال خوف علیهم وال هم یحزنون . حلمشهودة هي لالبدان وليس لألرواأرواحهم قد فارقت ابدانهم وقد ذاقت الموت فالموته ا

والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها ألجسادها وخروجها " والرأى الراجح عند ابن القيم منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقه الموت فأن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدما محضا فهي

)٦( ."ال تموت بهذا االعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو عذاب

الروح في القرآن تذكر دائما بدرجه عالية من التقديس والتنزه " ويقول الدكتور مصطفي محمود أو ضجر أو ملل . هوي أو شهوة أو تطهر أو تدنس أو رفعه أو هبوط به وال يذكر لها من عذاب أو

ئما منسوبة إلي وال يذكر أنها تخرج من الجسد أو أنها تذوق الموت وال تنسب إلي اإلنسان فإنها دا

.١١١التوبة ) 1( " .٥٧٦.، دار القرأن ، ص " فى ظالل القرأن " سيد قطب. / د) 2( ١٧٧ ، دار الكتب العلمية ص "الروح " بن قيم الجوزية شمس الدين ابو عبداهللا) 3( .١٧٨، ١٧٧. ص. ، المرجع السابق ، ص " الروح" شمس الدين ابو عبداهللا بن قيم الجوزية ) 4( .١٧٠ ، ١٦٩آل عمران ) 5( ٣٤، المرجع السابق ، ص " الروح" شمس الدين ابو عبداهللا بن قيم الجوزية ) 6(

)٢٢(

یلقى الروح من أمرة ( )٢ ( )فأرسلنا إلیها روحنا فتمثل لها بشرا سویا فاتخذت من دونهم حجابا( قال تعالي ) ١(".اهللا )٣(.)على ما یشاء من عبادي

ومن اهتدى ()٤()وما اصابک من سیئۀ فمن نفسک( أما النفس فهي دائما تذكر منسوبة إلي صاحبها في اللفظ إال ، ويعرف العلم بأن النفس اآللهية ال تتشابه مع النفس اإلنسانية)٥ ()تدي لنفسهفإنما یه

جوهرة روحانية سماوية حيه :" بينما يرى أخوان الصفا وأخوان الوفا ان النفس هي)٦(.ولكنها شيء أخر فرحانة وأما مغتمة بالذات وعالمة بالقوة فعاله بالطبع تظل بعد مفارقه الجسد اما متلذذة مسرورة

وهذا الكالم قريب من كالم ابن سينا حينما تحدث عن النفس النباتية والشهوانية والحيوانية ". خاسرة .." قوال صوب األأدور النفس " طلق عليه أابن القيم في مراتب النفس أو ما ما ذكره والناطقة ولعل : ليام من التى قبلها ويذكرها على النحو التعظأربع دور كل دار أنفس فلهذه األ" يقول ابن القيم

ولك الحصد والضيق والغم والظلمات الثالث األم وهي بطن :يالدار األول . سباب السعادة والشقاءألفها واكتتب فيها الخير والشر وأ الدار التى نشأ فيها وهي: الدار الثانية. هذه الدار أولىهليإ بل نسبتها وأعظمور دار البرزخ وهى أوسع من هذه الد :الثالثةالدار . النار فال دار بعدها واهللا ينقلها في هذه الدور طبقا بعد طبق وأ الجنة دار القرار وهي :الرابعةالدار

خلقت لها وهيئت للعمل الموصل لها والتيسواها ب ال يصلح لغيرها وال يليق التيحتى يبلغها الدار اطرها ف فتبارك اهللا األخرىالدار ، هذه الدور حكم وشأن غير شأن ولها في كل دار منأيضا

ها قادت بينها ائ سعادتها وشق خارت بينها في درجهالذيومنشئها ومميتها ومحييها ومسعدها ومشقيها ين ان النفس دائما لكرج السااالقيم في مدابن ويؤكد )٧( " وقواها وأخالقها وأعمالهافي مراتب علومها

)٨()بذکر اهللا تطمئن القلوب، إال کر اهللاذالذین امنوا وتطمئن قلوبهم ب ( قال تعالي الطمأنينة تسعى إلي ولذا يقسم ابن القيم واالستقرارباإليمان واليقين إال والطمأنينة هى سكون القلب والقلب ال يطمئن

: إلي درجات هي الطمأنينة الرجاء الخائف إلي طمأنينة - طمأنينة القلب بذكر اهللا - . الروح في القصد إلي الكشف وهذا ما يطلق عليه حب االستطالع طمأنينة - )٩ (. وهو يسود بها االستقرار األمن النفس إلي طمأنينة -

: النفس اللوامة : ثانيا

٣١ . ٢٤. دار الدعوة ، بيروت ، ص " القرأن كائن حي " فى محمود د مصط) 1( .١٩٣النمل) 2( .١٢١النمل ) 3( .٧٩النساء ) 4( .١٥األسراء ) 5( ١ ، ٢٦٠. ص. ، ص" رسائل اخوان الصفا د " مصطفى غالب ، ) 6( ١١٦. لسابق ، ص، المرجع ا" الروح " شمس الدين ابو عبداهللا بن قيم الجوزية ) 7( .٢٨الرعد ) 8( ٥٤٣ ، ٥٣٤ ص ١٩٨٨ دارالكتاب اللبناني بيروت - مدارج السالكين –ابن القيم ) 9(

)٢٣(

د بالنفس باتفاق المفسرين المرا) ١ ( )ال اقسم بیوم القیامۀ ، وال اقسم بالنفس اللوامۀ: ( قال اهللا تعالي النفس الطائعة المتصفة بالتقصير التي تلوم صاحبها وتلوم ذاتها فهي النفس التي ان فعلت ( اللوامة

ويروى عن الحسن . خيرا تلوم ذاتها على إنها لم تكثر منه ، وان فعلت شرا أو فارقته تلوم ذاتها ؟ ما أردت ما أردت بكلمتي: بقوليلوم نفسه، إال نراه ان المؤمن واهللا ما: قولهالبصرى في هذه اآلية

أن يلوم نفسه يوم إال بأكلتي ؟ وان يمضى قدما ما يعاتب نفسه وليس احد من اهل السموات واالرض )٢(" القيامة

النفس في القرآن هي المتهمة بالشح والوسواس والفجور والطبيعة األمارة ، وهى كذلك ذات تدفق وما (قال تعالي . ى وتتطهر ، فتوصف بأنها لوامة وملهمة ومطمئنه وراجيهوعروج وهى يمكن ان تتزك )٤ ()ومن اهتدى فإنما یهتدي لنفسه. ()٣ ( )أصابک من سیئۀ فمن نفسک

وأورد اإلمام الغزالي في إحياء علوم الدين قواعد ومبادئ ليسير عليها المربين من آباء ومعلمين سهم وتصفية طبائعهم وان المرء ليجد فيما أورده أسسا سامية الغايات فيها في تربية األبناء وتنقية نفو

تحليل نفسي بالغ الدقة فيتم عن نضج القريحة ومحرمة مؤكدة بنفسية المعلم وما عليه ان يتهجه في وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس (وقال عز وجل . وإما عالقة الهوى بالنفس اللوامة . تربية المتعلم

فالخوف هنا هو من عظمة اهللا وجالله فيقدم اإلنسان على سلخ نفسه باإليمان والعمل )٥( ) ن الهوىعالصالح هو مالق ربه ال محالة في يوم مالقاة اإلنسان ربه ليجازى كل فرد بما يستحقه وإن نهى النفس

ه عن هواها فإن من خشي ربه وخاف حسابه وعذابه وصرف نفس.. هو زجرها ونهيها عن المعاصي فقد فاز بالمنزلة التي يهنأ بها عند ربه يوم الحساب ، فصال عن الفوز بمحامد السلوك القويم في الحياة

ويقول صاحب الظالل إن نهى النفس عن الهوى هو نقطه االرتكاز في دائرة الطاعة فالهوى )٦(.الدنيالوى وينبوع الشر، وقل ان يؤتى هو لدافع القوى لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية وهو أساس الب

اإلنسان اآلمن من قبل الهوى، فالجهل أسهل عالمة ولكن الهوى هو بعد العلم وهو آفة النفس التى وجل يعلم ضخامة هذا الجهاد وقيمته في وذلك فان اهللا عز. تحتاج إلي جهد شاق طويل األمد لعالجها

)٧(.ام االسميتهذيب النفس البشرية وتقويمها ورفعها إلي المق

من عمل صالحا ( قال تعالي .. ويوضح الحق سبحانه وتعالي بأن النفس اللوامة مراهنة الذات اهد ـ واآليتان توضيح للش)٩ ( )بل اإلنسان على نفسه بصیرة( وقال تعالي )٨( )فلنفسه ومن أساء فعلیها

.٢، ١القيامة ) 1( ٢٠٠ ،٨. ص . تفسير ابن كثير ، دار القرأن بيروت ، ص ) 2( .٧٩النساء ) 3( .١٥األسراء ) 4( .٤٠النازعات ) 5( .٣٩٤ ، ٣٧٦. ص. ص" التفسيرالوسيط" لسيد طنطاوىمحمد ا) 6( ٤٥. ص ، المرجع السابق ، "فى ظالل القرأن " سيد قطب. / د) 7( .٤٦افصلت ) 8( .١٤القيامة ) 9(

)٢٤(

م ـبما كان من سيء األعمال أو حكيان حجة بغيضة على نفسه وشاهده ـالذي يلزم شهادته ، فاإلنس )١(. األفعال

فكيف . والنفس تبقي حيه بمقدار مراقبتها لذاتها ولذا فان النفس اإلنسانية بحاجه دائمة إلي التذكير س اإلنسانية ـها وبين استبانه الهدى والصواب والسداد والنفنبها إذا خبث وأوردت عليها ما يخول بي

ي ضمير اإلنسان ـلذا فالنفس اللوامة والضمير واإليمان موكول إل. ترغيب وترهيببأمس الحاجة إلي وكل مؤمن . هأموروالنفس اللوامة بالتفسير القرآني أنها هى التى تفرض عليه ان يذكر اهللا في كل .رقيب على نفسه خاضع لرقابتها وهو ادري بما يفرط فيه وما يندم عليه ويستغفره

وأما من خاف مقام ربه (رض عن النفس اللوامة وعالقتها بالنهى عن الهوى قال تعالي ونتوقف لنعفيقدم اإلنسان على سلخ نفسه من . والخوف هنا هو من عظمة اهللا وجالله ) ٢ ()ونهى النفس عن الهوى

اإلنسان األنانية، وأن العمل الصالح استعدادا ليوم هو مالق فيه ربه ال محالة في يوم من يوم مالقاةوأن نهى النفس هو زجرها عن وعيها وكفها عن السيئات . لربه ليجازى كل فرد بما يستحق

والمعاصي وردعها عن ميولها الدافعة لها نحو أهواء الضالة المضلة فان من خشي ربه وخاف حسابه عن الفوز بها عند ربه يوم الحساب فضالأوعذابه وصرف نفسه عن هواها فقد فاز بالمنزلة التى يهن

وفي هذا السياق يذكر صاحب التفسير القرآني للقرآن .. )٣(بمحامد السلوك القويم في الحياة الدنياإشارة إلي ان ألهواء النفس سلطة قاهرة وانه إذا لم يقم اإلنسان على نفسه ) ونهی النفس عن الهوى.(

وى الذي يخليه على أمر ويطرحه في ناهيا ينهاها عن أتباع الهوى كلما دعته دواعيها أنفا ولهذا اله )٤(.مطارح الضالل والهالك

نهى النفس عن الهوى هو نقطة االرتكاز في دائرة الطاعة ، فالهوى هو ( ويقول صاحب الظالل الدافع القوى لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية وهي األساس والبلوى وينبوع الشر وقبل ان يؤتى

بل الهوى ، فالجهل سهل عالجه ولكن الهوى بعد العلم هو أفه النفس التى تحتاج إلي اإلنسان األمن من قوالذى يتحدث هنا هو خالق النفس العليم بذاتها الخبير بدوائها ، وهو . جهاد شاق طويل األمد لعالجه

. ومخافتها وحدة الذى يعلم دورها ومنتهاها ويعلم أينما تكمن أهوائها وأدوارها وكيف تطارد في مكانتها )٥(.وذلك ان اهللا يعلم ضخامة هذا الجهاد وقيمته في تهذيب النفس وتقويمها ورفعتها إلي المقام االسنى

استخداما ينطوي على التأكيد الذاتي في ) impulsionدافع ( وفي علم النفس يستخدم المصطلح لميل للعمل فورا بمجرد وجود ما يستدعى األصل للجانب الدافع فيه وهذا النوع من الدافع يؤدى إلي ا

Egoي االنا ـ إلidو ـونظريات التحليل النفسي تقول تمر الدوافع من اله. االجتذاب أو االستهواء والسلوك في هذه الحالة إذا كان من غير . قدام على السلوك اإلدنى الذي يفضى إلي فتفرغ نشاطها األ

٤ص . ، تفسير سورة القيامة ، " الزمخشرى ، الكشاف ) 1( .٤٠النازعات ) 2( .٤٥. المرجع السابق ، ص " لوسيط التفسيرا" محمد السيد طنطاوى) 3( . ١٤٤٤. ، ص " التفسير القرأنى للقرأن" عبد الكريم الخطيب ) 4( ٤٥. ص ، المرجع السابق ، "فى ظالل القرأن " سيد قطب. / د) 5(

)٢٥(

لصواب في هذه الحالة قد يكون هنالك انزالق في مبادئ وتبتعد عن الحياة ا. موجه ورادع اسقط الرذيلة وقد يكون هناك تسامى حيث نرى الفضيلة وهنا تتجلى النفس اللوامة بركنيها ركن الشر وركن

)١ (.الخير قال )٢ ()من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعلیها( أما عن النفس اللوامة ومراقبة الذات قال تعالي ان يقيم إال مامهأ اآليتان من الوضوح لكل ذي بصيرة فال يبقي )٣ ( )بل اإلنسان على نفسه بصیرة( عالي ت

حض شهادته فاإلنسان حجه سيئة دت الحجة علي نفسه بنفسه فالبصيرة هنا الحجة الدافعة والشاهد الذي ال )٤(.على نفسه وشاهد بما كان من سيء األعمال أو حكيم األعمال

ففيها أزدواجيه دوافع . ونؤكد هنا ان النفس تتجلى بمراقبتها لذاتها على قدر إلجامها لنزواتها الخبر والنفس اإلنسانية مهما صفت فهي بحاجه إلي تذكير فكيف لها إذا خبثت وران عليها ما يحول

. بينهما من استبانه الهدى والصواب والسداد ترهيب لذلك نجد اإلسالم حامال بصور شتى حسيه ومعنوية عن فالنفس بحاجه إلي ترغيب و

الموت والحياة : العالم األخر بذكر القرآن الكريم والحديث الشريف يتناول مجموعه من المدركات مثل والتوبة والبرزخ والصراط ودفع الفردوس وهى ما يطلق عليه علماء النفس بسيكولوجية النفس التى

. ذرأها خالقها فضمير . والنفس اإلنسانية من هذا المنطلق لها عالقة مباشرة بالضمير وبخاصة النفس اللوامة

اإلنسان ضيق الصلة بقيمته في حياته ومجتمعه لذلك فأن كل ما نتوخاه في الحياة وبكل بساطة ان نشط في حياه صاخبة نستحضر هذه القيم لتكون ماثلة أمام عين العقل وكلما كان الضمير أكثر حيوية وأ

اإليمان موكل ( تكون النفس اللوامة أنبض بالشفافية وأكثر إلماما وأكثر يقظة في اإليمان والمحاسبة أو النفس اللوامة بالتعبير القرآني انها هى التي تفرض عليه ان يذكر اهللا في كل ) إلي ضمير اإلنسان

)٥ (.أدرى بما يفرط منه وما يسند عليه ويستغفر ه ويكون رقيبا على نفسه خاضع لرقابتها وهو أموروأما شرف النفس فأنه يكون قبول التأديب واستقرار التقويم والتهذيب الن ( لذلك قال المارودى

وإذا شرفت . النفس ربما جمحت عن األفضل وهاربة عارفه ونفرت عن التأديب وهى له غير مالئمة ضائل راعيه فإذا ما زجها صارت طبقا مالئما فيها فقد صار عرضه النفس كانت لآلداب طالبه وفي الف

واستقر فأما من مني يعلو الهمة وسلب شرف النفس فقد صار عرضه ألمر أعوزته زلته وأفسدته )٦ (.جهالته

وسئل بعض الحكماء من أسوء الناس ) ما هلك امرؤ وعرف قدر نفسه( I ولذلك قال النبي . من بعدت همته واتسعت أمنيته وقصرت آلته وقلت مقدرته حاال ؟ قال

. ٧٦. ، ص "القرأن وعلم النفس" د عبد العلى الجسمانى ) 1( .٤٦فصلت ) 2( .١٤القيامة ) 3( ١٥، تفسير القرأن سورة القيامة ، ص " الوسيط للقرأن الكريم-الكشاف ومنظر التفسير " محمد سيد الطنطأوى ) 4( ٢٥. ، ص " الشخصية المصرية درسة قرأنية" عائشة عبد الرحمن ) 5( . ٩٠، ص " ادب الدنيا والدين" المارودى ) 6(

)٢٦(

ومع هذا فقد جاز الحكماء ان يكون المشرف علي النفس مع صغر الهمة خطوة أولى من يستحقه علوا الهمة مع دناءة النفس الن من علت همته مع دناءة نفسه كان متعديا إلي طلب ما ال

: وجبه ولذا قال الشاعر ومتخطيا إلي ألتماس ما ال يست إذا أنت لم تعرف لنفسك حقهـا هوانا بها كانت عـلى الناس اهونا فنفسك أكرمها وان ضاق مسكن عليك لها فاطلب لنفسـك مسكنـا

يعد به مسيئا فيه من كان محسنا ه ـوإياك والسـكنى بمنـزل ذل

من قواعدها وأصولها وينظرون فيتطرقون إلي ذكر النفس فإنهم يذكرون األشهرفعندما يطرأ هذا ول . لنفس وتهذيبها ليكون لحبها أصولاإلظهار من شروطها وحقوقها لذا أراد اهللا سبحانه وتعالي تأديب ا

حديث جمع ونالحظ ان هذا ال)١(" من وقي شر ذبذبة ولقلقة وقبقبة فقد وقى " Iولذلك قال الرسول النفس بكل ما أريد لها من علو وصدق ومروءة ، وصفا عنه وارتفاع منزله وغيرها من فضائل النفس

)٢(. الفاضلة ونخلص إلي أنه من أهم نتائج البحث ارتباط اإليمان بالصحة النفسية لإلنسان فاإلسالم بصفه

ية المتجددة للصحة النفسية والشكلية والدمخاصة يوجه سلوك الفرد والنفس لذلك التقويم وحرارتها واالجتماعيه كما ان الرساالت السماوية جميعها ومن عهد نوح والرسل من بعدة إلي عهد خاتم األنبياء

والراسالت هي أصالح النفس . دعوة واحدة من لدن اله واحد سبحانه وتعالي Iوالرسل محمد اإلنساني ورد البشرية حينما يضل أفرادها أو مجتمعاتها البشرية التى بإصالحها يتحقق تهذيب السلوك

إلي قوانين الحق والعدل والصراط المستقيم وكل ذلك يؤكده القرآن في عظمة الكون ومشاهد النفس . وأصول البشر وعجائب الفطرة اإلنسانية

البشرية التي ال يحيط فالسور القرآنية تتناول الطبيعة ) بذکر اهللا تطمئن القلوبإال ( قال تعالي خالقها فهي آيات تخاطب العقل والقلب والوجدان وهى في نفس الوقت تخاطب الفطرة إال بأسرارها

ان يرفعهم عن التدني ليجعل لعبادة أرواحا في هذه إال وتوقظها واهللا سبحانه وتعالي ال يريد لخلقه )٣ ( )الیوم تجزي کل نفس بما کسبت( جابية هي الدنيا مسورة بسور اإليمان واالطمئنان والمحصلة اإلي

: النفس االمارة : ثالثا قال ابن القيم الجوزية في )٤ ()وما أبرىء نفسی إن النفس إلمارة بالسوء إال ما رحم ربی ( قال تعالي كـل سـوء من عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم انها صنيع كل شيء مادي و ( مدارج السالكين

النفس األمارة تجعل صاحبها يقـر . . ويستطرد قائال . . . وان كل خيرا فيها فبفضل اهللا من ربه عليها

. ٢٩١. المرجع السابق ، ص ، " ادب الدنيا والدين" المارودى ) 1( . ٢٩١. ، المرجع السابق ، ص " ادب الدنيا والدين" المارودى ) 2( .١٧غافر ) 3( .١١١يوسف ) 4(

)٢٧(

ويستشعر بأن النعمة واإلحسان والفـضل بيـد خـالق ) أقر وألتزم وأنجو بذنبي ( بالذنب فيحدث نفسه )١(.هذه هي مصدر الدين واإلساءة النفس األمارة تحيل صاحبها إلي اإلقرار بأن نفسه األمارة . النفس

قال ابـن . من عصمه اهللا تعالي ، بهذا المعنى إال واإلشارة إلي النفس الن النفس تتحدث وتنمني ان اهللا سبحانه وتعالي عظيم يعتبر النفوس بموجب طباعها ومبـالغ " ويقول أبو السعود الحنبلى )٢(.كثير

ت بمقتضى ذلك مع التعرض لعنوان الربوبية لتربية مبادىء المغفـرة في الرحمة لها بعصمتها من الكربا )٣(".والرحمة

من أن أزكيهـا ألن الـنفس أمـارة ) وما أبرئ نفسي ( بو جعفر الطبرى أ وفي هذا السياق يذهب مـا إال "بالسوء أى ان النفوس نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وان كان الهوى في غير ما هيه رضا اهللا

ان يرحم ربي من شاء من خلقه فينجيه من أتباع هواها وطاعته فيما تأمره به مـن إال اى" أمرهم ربي )٤ (.السوء

إن النفس بطبيعتها تدعوه إلي مشتهيات من السيئات على كثرتها ونجاتهاا من الجهل أن تبرأ مـن ها إلي الشر ويصرفها عن السوء ويوفقهـا لـصالح الميل إلي السوء وإنما خلق من أمرها السوء ودعوت

العمل برحمة من اهللا سبحانه يصرفها عن السوء ونوقفها لصالح العمل وإلي هذا ذهـب محمـد حـسين )٥(.الطباطباتى

وان كل نفس تعطى جزاء مما عملت فتنال جزاءها العادل ولكنها في كل مسلكها محكومة بعلـم : هثه بعقل العاقل وفيها قال الشاعر العليم وفي تصرفها مرت

علم العليم وعقل العاقل كل وما اختلفا من ذا الذي منها قد أحرز الشرفا

ريب راجعه إلي ربها الذى يراها ويعلم ما لها وما كـسبت عبـر مـسيرتها والنفس تدرك انها ال في " ويقول صاحب الظالل )٦ ()بت وهم ال یظلمونواتقوا یوما ترجعون فیه إلی اهللا ثم توفی کل نفس ما کس(

لتقرير كل معاني الرحمة انه ال برهان يقتضي مطمئن بأن اإلله ] الرحمن الرحیم [ تفسير سورة الفاتحة في اإلسالم ال يطارد عبادة مطاردة الخصوم واألعداء في نزواتها وتوارثهـا كمـا تـصورها أسـاطير

يكشف عن ) الصراط المـستقیم . ( د االنتقامية كما تزعم األساطير المزورة اإلغريق وال يدبر لها المكائ قوة السلوك القويم والقوى اإلنسانية نوعان قوى مهذبة تنشر الخير والصالح والحسن وقوى ضالة فتبقى

وذکر به ان تبسل نفس(في شتات أمر وشيك قاتل فأما التنازع والصراع النفسي في قوله سبحانه وتعالي - الـنفس – جاء في محاسن التأويل للقاسمى قوله ذكر الناس بهذا القرآن مخافة ان يـسلم )٧()بما کسبت

٢٤٣ ، ١مدارج الساكين ص ) 1( .٧٧٩ ، ص ٢تفسير ابن كثير ص ) 2( . ١٥٨ ، ٣ص . السليم الى مزايا الكتاب الكريمارشاد العمل. قاضى القضاه ابو السعود محمد العشمأوى الحنبلى ) 3( . الطبري ٣٠١ ، ١٣. ص. مصطفى البانى ص- جامع البيان عن تأويل القرأن) 4( ١٩٧ ، ١١. ص. الميزان فى تفسير القرأن ص–محمد حسين الطباطانى ) 5( .٢٨١البقرة ) 6( .٧٠األنعام ) 7(

)٢٨(

إلي الهالك وترتهن بسوء كسبها وغرورها بارتكاز اآلخرة ويقال ابسله ولكن عرضه ورهله أو اسـلمة )١ (.في المهلكة

: ثالث في االبسال هى وقد ورد في تفسير المنار ما ذكره ابن العباس من أوجه الحبس في النار – ٣ اإلسالم للهالك -٢ الفضيحة – ١

وهذا جواب ابن عباس لنافع بن األرق فسأله نافع أو تعرف العرب ذلك في كالمها ؟ اجابـه ابـن : أما سمعت زهير يقول . عباس نعم

داع قلب مبسل غلكاوفارقتك برهن الفكاك له يوم الواء أن تبسل كل نفس في اآلخرة بما كسبت اى اتقـاء ـق فمعنى اآلية ذكر الناس معظمهم بالقرآن أت

)٢(.حبسها ورميها في العذاب أو إسالمها إليه أو منها من نعمة الجنة

والخطـاب موجـه )٣(. وكال المفسرين أكدا تفسير القرطبي الذى كان قد نحا هذا المنحى في التأويل للنفس والعقل معا ، وثمة فرق بينهما هو التسمية كما هو واضح في الوجـود الن اهللا سـبحانه جعـل وجود النفس مالزما للحياة واستحواذها للقلب واستخدامها للحواس في صحيفة العقل المؤثر عليها وعلى

ر من الـصدق والكـذب فـي األقـوال وأختالف صفتها الن الفعل هاديا إلي الرشد دو . جميع الحواس والحق والباطل في االعتقادات والخير والشر في عواقب األعمال وصـفات الـنفس األمـارة بالـسوء موسوسة ومسولة وواعية إلي مذموم األخالق نحو الطيش والشح والهلع والمتسع لهوى نفسه يخـوض

افکلما جاءکم رسول بما (سبحانه وتعالي من وراء عقله ويتكبر على من هو أفضل منه ويحسده ولذلك قال )٤() ال تهوى أنفسکم استکبرتم ففریقا کذبتم وفریقا تقتلون

: النفس السواله : رابعا علـى مـا قال بل سولت لکم أنفسکم أمرا فصبر جمیل واهللا المستعان ()٥()وکذلک سولت لی نفسی (

بمعنى زينـت وحـسنت ) سولت لی نفسی ()٧()صبر جمیل بل سولت لکم أنفسکم أمرا ف قال ()٦()تصفونوالمراد ان السامرى قال لموسى عرفت مالم تعرفه القوم وهو ان الذى جئتهم به ليس بحق فقـد كنـت اقتفي أثرك واتبعت دينك فزينت لي نفسي ان اطرح ذلك ظهريا ورجعت إلي عبادة العجل ويمثل ذلـك

ته لذلك أمر موسي وقومه بمقاطعته والبعد عنه فهام على وجـه زينت لى نفسي وحسنته في دخليتى ففعل .يخالطوه يؤاكلوه وال إال ذكر بني إسرائيل)٨()مساس ال(مرددا هذا القول

٢١٦٣. ص. ، ص٦ ج محاسن التأويل – محمد جمال الدين القاسمى) 1( ٥٠٣ ، ص ٧ ج المنار –محمد رشيد رضا ) 2( ١١٧ ، ص ٧ ج الجامع الحكام القرأن –القرطبي ) 3( .٨٧البقرة ) 4( .٩٦طه ) 5( .١٨يوسف ) 6( .٨٣يوسف ) 7( ، دار الكتاب الجديد بيروت "التفسير الفريد للقرأن المجيد" محمد عبد المنعم الجمال ، ) 8(

)٢٩(

:وأفعالهاالنفس السواله فيـه تجد هذا اإلحساس .. من هذه القوى قوى اإلحساس . كثيرةأودع اهللا سبحانه في النفس قوى خرى فتعـرض عنهـا أشياء أ في لما ونفوراأوتجد ليها ،إ وميلها األشياء لحبها لتلك أشياءي ف لذةالنفس

.هذا اإلحساس مشترك بين اإلنسان والحيوان . وتنفر منها مركـب وجـداني كيان ..كمله أ ب الوجدانينسيج عجيب يشتمل على الكيان علي ةفالنفس متضمن : عنيها يالقلب بما النفس هذمنظومة ويدخل في . في التعقيد غايةوانه ، ومعقد في ةاللحم الصنوبريه الشكل الواقعمن القطعةهو هذه ، وهو القلب المنظور تشريحيا :المعنـى األول

تجويفات تشكل جهاز تـصفيه ومنهـا أربعوفي جوف قطعه اللحم هذه . وسط يسار القفص الصدرى وتـضخ منـه إلـي البخاريةتتولد الروح (ر ان في القلب هذا يذك. جسم جزاء الأيضخ الدم إلي سائر

). مع الدمالجسم أجزاءسائر بهـذا المتعلقـة الروحانيـة والجوهرة الربانية اللطيفةوهو (آخرهو ان للقلب معنى :الثانيالمعنى

ـ تارة اللطيفةوهذه (كما مر وصفه في المعنى األول )القلب سان وهـى يقال لها النفس والروح واإلنكيفيه تعلقهـا بالقلـب و . وهى مورد التكليف االلهى والثواب والعقاب لها والمستطيعةالعالمة والعارفة

)١(.فأمر تحير فيه العقالء

والرجـاء، مثل الخـوف النفسيةهو محل الحاالت الثاني الموصوف في المعنى المعنويالقلب ، المـادي هـذه علـى القلـب النفسيةوتنعكس الحاالت . رح والحب ، والحياء ، والخجل ، والغم، والف

المـادي فالقلب .وطيدة عالقةوهى بين القلبين ، للعالقة االضطراب والخفقان ، وذلك أثار فتظهر عليه . خالقه مفطور ةرادإخر بن إحداهما منظور واآلأبيد ، واحدشيء المعنويوالقلب ،د فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن جرأقلب ( :ربعه أالقلوب ، Iسيدنا رسول اهللا وقد قال غلف مربوط على غالفه فذلك قلب المنافق، وقلب مـصفح أوقلب سود منكوس فذلك قلب الكافر ،أوقلب

يمـدها القرحة، ومثل النفاق فيه كمثل فيه إيمان ونفاق ، فمثل اإليمان فيه كمثل البقله يمدها الماء الطيب لجسم اإلنسان سالمه )٢(.هـ ذهبت ب روايةوفي .. ) المادتين غلبت عليه حكم له بها فأيصديد القيح وال فـي سـلوك اإلنـسان باديةثاره آ تكون المعنويوكذلك قلبه . وكذلك لقلبه سالمه ومرض ..ومرض

الخيـرة في النفس. أو القلب المريضالنقي بالقلب الرتباطها بالخير أو الشر موصوفةوتكون نفس المرء ، وذلك حين يملك القلب ونفسه اليقـين وأثارها اإلنسانيةوما تالزمه من قلب سليم تظهر جميع خصائص

)٣ (.) بما کسبت قلوبکمکمولکن یؤاخذ (:واالطمئنان ويشير الحق سبحانه من خالل النفس السواله إلي ما يسمي في علم النفس بـاالنحراف الـسلوكي

.٢٦ ص ٢، ج " القلب السليم" عبد الحسين دستغيب ) 1( :للمزيد راجع ) 2(

، أمراضها وعالجها فى الشريعه اإلسالمية: النفس محمد الفقي . ٢٧ .ص، ٢، المصدر السابق ، ج " القلب السليم" عبد الحسين دستغيب

٢٢٥البقرة ) 3(

)٣٠(

وصالح .فمرض النفس مالزم لمرض القلب .)١ () لفؤاد کل أولئک کان عنه مسئوال ن السمع والبصر وا إ( يعلـم مـا اعـد للـصالحين ، والمتواضـعين ، إنسانوالواقع ما من . القلب النفس مالصق لصالح

يفوق خيـالهم، وقـد حـدث وأنعام جميلة ، جآتمفاحوالهم من أوالمحسنين ، والذاكرين اهللا في غالب .)٢( )خفی لهم من قرة اعینأتعلم نفس ما فال (: كريم عن ذلك فقال القرآن ال

ن أذ رأت ، وال عـين لعبادي الـصالحين مـا ال أعددت( قدسي ال ه ، في حديث وجلقال اهللا عز

المفسرين رايا بـين أصوب مما جعل ابن العباس يقول ، وهو من )٣()سمعت، وال خطر على قلب بـشر )٤( "األسماء إال شيء الجنة ليس في الدنيا من : "Iصحابه النبي

وإذا التـوت . إذا صحت النفوس وفقهت القلوب ، استقامت النفوس وسلمت القلوب بالعلم واإليمان وإذا كانت القلوب أوعيه للعلـم ، وإذا لـم . النفوس وران على القلوب ما يشينها ، مرضت هذه وتلك

)٥ (:، هي خمسة أسباب ذلك إلي يرجعفإنما إليهايصل العلم نقصان القلب في ذاته وذلك كقلب الصبي فأنه ال تتجلى له المعلومات لنقصانه : أوال . كثرة الشهوات ، فأن ذلك يمنـع ث الذي يتراكم على وجه القلب من ب دورة المعاصي والخ :ثانيا

كم الذنوب عليه ، واليه اإلشارة بقولـة صفاء القلب وجالءه ، فيمتنع ظهور الحق فيه لظلمته وترا I ) : اى حصل في قلبة كدورة ال يزول أثرها، ) : من فارق ذنبا فارقه عقل ال يعود اليه ابدااتق اهللا حيثما كنت ، واتبـع الـسيئة : [ Iايته ان يتبعه بحسنه يمحوها بها يقول في ذلك غإذ

محالـة ولم تتقدم السيئة الزداد ال بالحسنةجاء فلو ] . الحسنه تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن القلب ، فلما تقدمت السيئة سقطت فائدة الحسنه ، فمجاهدة النفس وعدم طاعتها في شـهواتها إشراق

: Iرسول اهللا وقال ) والذین جاهدوا فینا لنهدیهم سبلنا : (لذلك قال اهللا تعالي . يجلب للقلب صفاءه ) . علم ما لم يعلمثه اهللاروأمن عمل بما علم ( المطلوبة ، فأن قلب المطيع الصالح ، وان كان صـافيا، الحقيقة جهة ان يكون معدوال به من :ثالثا

م بتفـصل الطاعـات البدنيـة أو يكـون م يتضح فيه جلية الحق إذ ربما يكون مستوعبا اله فانه ال الربوبية والحقـائق الخفيـة المعيشة فال يصرف فكره إلي التأمل في حضره أسبابمشغوال بتهيئة

األعمال وخفايـا آفاتما هو قائم بتفكيره ومشغول به من دقائق إال لهية ، ولذا فأنه ال ينكشف له اآل .عيوب النفس

كشف له ت من الحقائق قد ال ي حقيقةالحجاب ، فإن المطيق القاهر لشهواته المتجدد الفكر في : رابعاالصبا على سبيل التقليد والقبول بحسن الظن ، فـإن ق إليه منذ سب باعتقادذلك لكونه محجوبا عنه

. من ظاهر التقليد عرفه الحق ويمنع من ان يكتشف في قلبه خالف ما حقيقةذلك يحول بينه وبين

التى يقع فيها العثور على المطلوب ، فإن طالب العلم ال يستطيع ان يحصل العلـم الجهة :خامسا

.٣٦سراء األ) 1( .١٧السجدة ) 2( .٣٠ ، باب كتاب التفسير: البخارى ) 3( .١٧٤ ، ص ١تفسير الطبرى ، ج ) 4( ١٠٠ – ٩٨ ، مصدر سابق ، ص في الشريعة اإلسالميةأمراضها وعالجها : النفس محمد الفقي ، ) 5(

)٣١(

. مطلوبة تناسب التي للعلوم بالتذكر إال بالمجهود

ال فكل قلب هـو بالعظـة صـالح إ ، ومور للقلوب من معرفة حقائق األالمانعةفتلك هي األسباب والشرف واليه اإلشـارة الخاصية شريف فارق سائر جواهر العلم ، بهذه ربانيلمعرفة الحقائق النه أمر

، وحملها اإلنسان والجبال فأبین ان یحملنها واشفقن منهاواألرضنا عرضنا االمانه على السموات إ (بقوله عز وجل بأنها هـى المعرفـة ةاألمانوتفسر . به كإنسان خاصة إشارة إلي ان له خاصية )١ ()انه کان ظلوما جهـوال

ولكن ممـا يثبطـة أعبائها ومطبق لها وقادر على تحمل ةاألمان مستعد لحمل أدمىوالعلوم ، وقلب كل فقد ، هى األسباب التى اشير اليها من قبل ، ولذلك تحقيقها إلي الوصول ينبغي كما نةألماابعن النهوض

) يهودانـه أو ينـصرانه أو يمجـسانه أبواه وإنماكل مولود يولد على الفطرة ، :(Iقال رسول اهللا ) . واتا الشياطين يحومون على قلوب بنى ادم لنظروا إلي السمإنلوال : (وقوله في النفس اإلنسانية إذا خلـت لهـا ميـادين الفعـل ينواالندفاعات تتز . نفس السواله اندفاعاتها لل

رداى ان يكون مـسبوقا إفمن مميزات الفعل اال . رادى الكابح لتلك االندفاعات التى يتحكم فيها الهوى إاالثيقة بـالقيم الذاتيـة ذات ، ومن ثم نستطيع القول بأن النفس لها صلة و بروية قائمة على التأمل والتمهل

.النزعة األخالقية األخالقية بوسائل أخالقية ، ومن اجل غايات أخالقية النزعةغى للقرآن توكيد على يفي المنهج التبل ف

وفي كل ما في القرآن من تذكير وترغيب وترهيب ، ووعد ووعيد ، وسوى ذلك كل ما يهم اإلنـسان . الدنيا ، هذا موجه إلي جذب االنتبـاه إلـي الـصفات الذاتيـة الحياة في هذه. على وجه هذه البسيطة

. المختلفةالحتوائها على النفس بضروبها والجماعات ، ووصفه ينطبق على نفوس النـاس فـي كـل األفرادوالقرآن دقيق الوصف لنفوس

فالقرآن يحـض علـى . والمكتسبة الموروثة يتماشى مع خصائص النفس وصفاتها ألنهزمان ومكان ، النفس تضطرب إذا هى دانت الشر ف . )٢ () اهللا ال یغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بأنفسهمإن( : تهذيب النفس

للـنفس غرائزهـا . )اال بذکر اهللا تطمئن القلـوب (: وتستقر إذا الزمت اإليمان وعملت به وتهدأوقاربته علـى خاصـيتين وأكد الكثير الشيءن خصائص النفس وقد بين القرآن م . وميولها ودوافعها ونوازعها

: اساسيتين هما . النزوع إلي اقتناص الشهوات – ١ . المجاهدة في طريق التقوى - ٢

وأخـرى عت نفـس سـواله ابين نز : تان تحدثان في النفس احتداما ، يشتد أواره يصافهاتان الخ . في المجتمع والنفس أوال أمول الموإحرازتجاهد في كسب مرضاه اهللا ،

: النفس الموسوسة: خامسا من سورة الشمس األربع هذه اآلية مع اآليات . )٣ () ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما توسوس به نفـسه (

. ٧٢ األحزاب ) 1( .١١الرعد ) 2( .١٦ق ) 3(

)٣٢(

وهدیناه ( إلي ضافة باإل)١ () وقد خاب من دساها. قد افلح من زکاها. فجورها وتقواها فألهمها. ونفس وما سواها (مـا إما شـاکرا و إنا هدیناه السبیل إ(: من سورة اإلنسان ٣مضافا إلي هذه اآليات اآلية رقم . )٢ () النجدین

طبيعـة اآليات الكريمـة تـشير إلـي . سليمة لنظرية نفسية في اإلسالم قاعدة هذه اآليات تمثل ) کفورانيوية ، دلتقت كل ما هناك من ازدواجية ، ومن تناقضات ففي بنية تكوين اإلنسان ا . الشخصية اإلنسانية

. ومن انطواء على النفس وتطلعات افاقية

جبـل مـن الـذي هذا اإلنسان . والعدوان اآلثمهذا اإلنسان المجبول على الخير والشر ، وعلى نفسه وفـي التواءاتهـا عقله وفي استقامات آفاق تفكيره وفي إبعادتراب فإذا به هذا الكائن العجيب في

ـ حاأ و شـعوره فمن األسباب ما يقدم عليها بمحض اختياره وبكل وعيه وبكامل : آخرلسبب أو سه ، سيومن األعمال ما يأتيها ولكن بعد ان يكون قد فقد عقلـه . ، على وفق وسوسه النفس كانت أو شرا اخير

ن ذلـك لـيس إو . المرضيةما في حاالتها كما في حاله الجنون ، وبعد ان تفلت نفسه من زمام ارداته ك يغيـب عنـا ان إال يجب( هذا اإلنسان ، وهذا عقله ، وهذه نفسه ، ومع هذا . من شأننا في هذا المجال

)٣( مازالـت دون حـل –ولها حتى ا التى تم تن–معرفتنا باإلنسان مازالت بدائية ؛ وان معظم المعضالت . ، الحائز على جائزة نوبل Alekcis Krilعلى حد تعبير الكسيس كاريل

تقويم ؛ ولذا نجد أحسن خلقه في إذاإلنسان في كل منحى من مناحي تكوينه ، عز وجل اهللا كرم فـي الـدنيا، فـإذا شيءن اإلنسان يعلو كل إف: ( في دارات العلم ومدارته أيضا مكانا خاصا لإلنسان

) ٤(.ى عظمه الدنيا المادية ، لن تلبث ان تـزول وتتالشـى انحط وتدهور ، فإن جمال الحضارة ، بل حت

. أيضاكما كتب كاريل

وهو تعبير يمثل ويصور القبضه المالكة ، . i الذى يجرى فية دم )ونحن اقرب إلیه من حبل الورید (ـ .يرتعش ويحاسب ان البد الحقيقةوحين يتصور اإلنسان هذه . المباشرة والرقابة البي فـي يقول الثعس، وتوسوس معنـاه تتحـدث فـي اإلنسان اسم جن) ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (تفسير الوسوسـة (ويقول النسفي في تفسير اآلية الكريمة هذه . تستعمل في غير الخير إنما والوسوسة، فكرتها

إذ) . حـديث الـنفس الصوت الخفي ، ووسوسة النفس ما يخطر ببال اإلنسان ويهجس في ضميره من والتلقن بـالحفظ التلقي ] عن الیمین وعن الشمال قعیـد [ يعنى الملكين الحافظين . ) یتلقى المتلقیان (

عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيـد مـن وتقديره. المقاعد كالجليس بمعنى المجالس : والقعيد . والكتابة . عليهي المتلقيين فترك إحداهما لدالله الثان

ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما تحـدث بـه (:وفي تفسير اآلية الكريمة يذكر الطبري يقول تعالي ذكره والوريد عـرق بـين .الوريدن اقرب اليه من حبل حون. فال تخفي علينا سرائره وضمائر قلبه ) نفـسه

.١٠ : ٧الشمس ) 1( .١٠البلد ) 2( .٣١٦ ، ترجمه شفيق اسعد فريد ص االنسان ذلك المجهول، Alekcis Kril الكسيس كاريل ) 3( .١١ . صالمرجع السابق ، االنسان ذلك المجهولالكسيس كاريل ، ) 4(

)٣٣(

)١(.أسمةلفظ إلي ال إلي نفسه ، الختالف وأضيف، والحبل هو الوريد ، لعوم الحلقوم والب

يقول عبد الكريم ). من حبل الوریدإلیهونحن اقرب . علم ما توسوس به نفسه نولقد خلقنا اإلنسان و( في هذه اآلية عرض لقدرة اهللا سبحانه وتعالي ، وقد غاب مفهوم هذه : الخطيب في تفسير هذه اآلية

ة اهللا ، تذكير لهم ببعض مظاهر هذه هذا العرض لقدرإعادةوفي . القدرة عن عقول هؤالء المشركين . الذين هم سائرون فية ل ، وليراجعوا من طريق الضالأخريالقدرة، ليراجعوا عقولهم مرة

خلق اإلنسان من تراب ، فجعل منه هذا الكـائن العاقـل الـسميع، الذي، هو وتعالي فاهللا سبحانه ان ما توسوس به من خواطر ، وما يـضطرب فيهـا يعلم من أمر هذا اإلنسالذيالبصير ، وهو سبحانه

هو عـرق : وحبل الوريد . من حبل الوريد–إنسان كل –وهو سبحانه اقرب إلي اإلنسان ... من خلجات يـستورد الـدم ألنـه سمى العرق يشبه الحبل في امتداده واستدارته وسمى وريدا، ... صفحة العنق يف

)٢ (...) . يتغذي منها الجسم التي مويةالد األوعيةه في ضخالنقي من القلب ، ويجنس القوي النفسانية ، وجنس القوي : وهذه : واحدة من القوى النفسانية باإلثم الموسوسةفالنفس

، األطبـاء وبأتفاق الحكماء وعامة ) ٣(كما يذهب إلي ذلك ابن سينا . ، وجنس القوى الحيوانية الطبيعية جالينوس يرى ان لكل واحدة من القوى عضوا رئيسا هو معـدنها ومنـه كما يقول ابن سينا وخصوصا

)٤ (. الدماغ أفعالهالقوة النفسانية مسكنها ومصدر ايصدر افعالها ويرون ان . لمثل العليا يعتبرها القرآن الكريم من لوازم الفطرة في الحياة اإلنسانيةباكل نفس بسلوكها مقيدة ف

، بل وأطهرها التخلي عن المثل العليا في الحياة اإلنسانية ، حي ضمير ئ يستمرفال يستسيغ عقل ، والالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد " : Iهو الحمق نفسه على ما تشير إليه تعاليم النبوة من قوله

قد يكون األمانيفمن يتمني )٥(". االمانى الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها ، وتمني على اهللا ون بشأنها بدال من ان يرتقي بها إلي ما تصبو إليه من الكمالاضيع نفسه ، وقصر في حق نفسه وته

. صيبها ي لها متعمد ، واما ينشأ ذلك عن مرض نفسي سالالإذما إوالعجز بحق النفس . طرتها فبحكم . بحق النفس اإلنسانيةكارثةوفي كلتا الحالتين تكون النتيجة

: فس الموسوسة باالنحسار تصابالن: سادسا ، وهـو الـشلل فهو العاجز الشامل ( يقول صاحب الظالل . )٦ () لنفس شیئا نفس یوم ال تملک (

الكامل ، وهو االنحسار واالنكماش واالنفصال بين النفوس المشغولة بهمها وحملها عن كل من تعـرف تيهـا بـالخواء ويجتلـب لهـا يأارتـدادي انحـسار النفس حينما تجد ذاتها في التباسما . من النفوس

بؤسها هذا يصيبها بالشلل الـوظيفي ، كمـا يـذكر . ، ويجعلها بمعزل عن نفسها وعن سواها المصائب

.١٥٧ ، ص ٢٦،ج مصطفي البابي )جامع البيان ( تفسير الطبري ابو جعفر محمد بن جرير الطبري ، ) 1( . ٤٧٨ ، ص ٧مجلد ، ، دار الفكر العربي ، بيروت ، بال تاريخ التفسير القرأنى للقرأنعبد الكريم الخطيب ، ) 2( . ٦٦ ، ص القانون في الطبالشيخ الرئيس ابو علي الحسين بن على بن سينا ، ) 3( ٧٧. ع السابق ، صالمرج ، التفسير القرأنى للقرأنعبد الكريم الخطيب ، ) 4( .٥٢٨ ، ص ٢ ، ج دراسات وبحوث في الفكر اإلسالمى المعاصر) 5( .١٩أنفطار ) 6(

)٣٤(

. معها األفكارالتحليل النفسي ، فيشلها ويشل ر ، فمـن والفكـر كـالبح ( :يقـول . . في البؤساء " فكتور هوجو " كتب .. بشان الندم والذنب

وعله البحـر . إلي مناطه ة استطاع ان يرد الفكر عن العود شاطئهاستطاع ان يرد البحر عن العود إلي ـ . فكر يعرفها المذنب وهى الندم في ذلك يعرفها المالح وهى المد والجزر وعله ال حان مـن يثيـر بسف

.)النفس كما يثير البحر المحيط عرف بعضهم اإلنسان بأنه حيوان ضاحك . ي ميتافيزيقوعرف شوبنهور اإلنسان بأنه حيوان . وعرف بعضهم اإلنسان بأنه حيوان ناطق . وبعضهم بأنه حيوان اجتماعي . وبعضهم بأنه حيوان راق .

:ربط االنحسار النفسي بالمدرسة السلوكية النفسية خيرهـا وهـدايتها ، وشـرها خلق اهللا سبحانه وتعالي النفس وأودعها جسم اإلنسان ، وخلق معها

نو لقيم الحياة ومنها القـيم دطامها ، النت له واستجابت وراحت ت ح ب األخذفإن استطاع العقل . وغوايتها علميـة ، ال تـتم أساسـية ان تؤدى إلي تكوين خاصية نالقيم من وجهه نظر نزوعية يمك . االجتماعية

. خارجية باالستبطان ، وانما يتم الكشف عنها بالمالحظة ال. النظرية الوجدانية من ناحية نفـسية تدعمهوالنظريات السلوكية تدعم ذلك في هذا المجال ، كما

ان المعـايير أسـاس وذلـك . وكل هذا يصدر عن المنبع االجتماعي ، ويرمي إلي الغاية االجتماعيـة )١(.في المجتمع والحياة لتصرف اإلنسان السلوكي هما المحك االجتماعية والوظيفةاالجتماعية

:النفس المطواعة الخاسرة: سابعا اهللا محمد بن احمد االنصارى يقول ابو عبد )٢ () فقتله فأصبح من الخاسرین خیهأ قتل هفطوعت له نفس (

: مسائلأربعفي هذه اآلية :يليالقرطبي في تفسير هذه اآلية ما وسهلت نفسه عليه األمر وشجعته وصورت لـه ان قتـل اى سولت ) : فطوعت له نفسه ( :األولى

. اى سهله : اى سهل وانقاد وطوعه فالن له: يطوع الشيءطاع : يقال . طوع سهل له أخيه لعنه اهللا سبليأ عملية تحريض من ألنهايطانية ش ان في قتل قابيل هابيل معصية :الثانية قد يحمله حسده على اهالك نفسه تضمنت اآلية حال الحاسد ، حتى انه : الثالثة . اى ممن خسر حسناته ) : فأصبح من الخاسرین: ( وقوله :الرابعة .

: ويورد القرطبي بيتين من الشعر الدم عليه السالم قالهما بعد مقتل هابيل ، وقد حزن عليه مغير قبيح األرض فوجه تغيرت البالد ومن عليها

)٣( ذى طعم ولون وقل بشاشة الوجه المليح تغير كل

.٢٨٤ – ٢٦٩ ، ٦٢ – ٣٩ ، ص في معرفه الخير والشرفيليب بلير رايس ، : لمزيد راجع ) 1( .٣٠المائدة ) 2( . ١٣٥ ص ٣ دار الشعب القاهرة ج – تفسير القرطبي: القرطبي ) 3(

)٣٥(

. ثم والذنب ؟ الجواب نجـده فـي القـرآن الكـريم فمنذ متى وبنو البشر ينوؤن تحت وطأة األ إلي أخاهومنذ ساق احد ابني ادم . ادم عن أمر ربه ، أوال فلااإلنسان تكاد تسحق نفسه الخطيئة منذ خ

انـه الحـسد القاتـل والحقـد . ثانيا هأخي سبحانه وتعالي رفض قربانه وتقبل قربان المجزرة، الن اهللا . األسود، في األخرتتحرك نوازع الحسد لدى إحداهما ، وتثور ثائرات الشر حين ترجح كفه إحداهما على

وصـواحي لـرأي افليتأمل اإلنسان كيف يغتال الحسد والحقد دواعي . منازل الرضا والقبول عند اهللا . العقل، وكيف يذهب الطيش والحنق بمنطق السداد والحكمة

، على قلب الحاسد رآناقد ففي قصه بني ادم ، كما يرويها القصص القرآني ، نجد الحقد والحسد فقـط وإنمـا . شىء ؟ ال هفما مكسب . أخيه على حسدهوطمسا على بصيرته ، فصب نار حقده ولظى

. في نفسه خاصة عن مكانه من هذه الدنيا لغاية خاهألكي يزحزح ، والعفـة الحكمـة ، : فيـه خلق اهللا في اإلنسان اضدادا متباينة لتتعادل فتحفظ عليه توازنه خلق

. يقابلها الجهل ، والشر ، والجبن ، والجور . ، والعدالة والشجاعة فالحكمة مقابل الجهل مقابل الجبن والشجاعة ره ـ مقابل الشلعفةوا ابل الجور ـ مقوالعدالة

في تـرف اإلنـسان المتجلي تكون كفه الرجحان ، يكون السلوك األضدادفمن ذلك يتجلى من هذه .مما يؤدي إلي شذوذ النفس وما ينتح عنها من أخطاء التفسير حسبما تملية نوازعه

غير ان مقابل هـذه الـنفس .عم بالطمأنينة وبالهدوء الساجى كل ما ترجوه النفس السوية ان تن لذا تـستحوذ علـى التـي الحسية هى لذة الي واللذة الحسية التى تنبض بالهوتتوق إلي تريد ان أخرىنفس

الن الحياة الحـسية بالنـسبة . معظم النازعين إلي بلوغ الغاية من الوجود كما يريدون ، وكما يشتهون . إذ ان النفس هى ذات اإلنسان . كل ما فيها من قوة وامتالء إليهم هى كل شىء ب

الكليات ، عن ابن عبـاس : في كتابة الموسوم ) م١٦٨٣ - هـ ١٠٩٤توفي (قاء ب ابو ال ويؤكد d) : فالنفس التى بها العقـل .يان في ابن ادم نفسا وروحا ، نسبتهما إليه ، بينهما مثل الشعاع الشمس

)١ (.ويتوفي النفس وحدها عند النوم الروح التى بها النفس والحياة يتوفيان عند الموت ،والتمييز ، و

أخـر كى النفس موت عند نوم حياتنا مع الروح تبقـى : لذلك نظم ابو البقاء في هذا الشأن يقول عـادة األخالقي اموااللتز )٢( للنفس والنفس حية حياة لها موت إذا رحت من هنا موتهالعمر في الهنا وكم

عند جمهـرة علمائنـا األولـين ، الناطقة هو من خصائص النفس المدركة التى توصف بأنها النفس إنما . قوالهم ابو البقاء ألي ، ويؤمن على اابن سينا ، وبن رشد ، والغز: ومنهم

ـ فعلى اإلنسان ان يحافظ على توازن عاقل وسط بحر متالطم ومتغير مـن الرغ والحـوافز ابب

١٢٧ ص ١٩٩٣ابو ايوب موسي الكفوي المعروف بأبي البقاء الكليات تحقيق الدكتور عدنان درويش ومحمد المصرى، مؤسسة الرساله بيروت) 1( . المرجع السابق – ابو ايوب موسي الكفوي المعروف بأبي البقاء الكليات تحقيق الدكتور عدنان درويش ومحمد المصرى ) 2(

)٣٦(

أكثر صور السلوك التى تعزى ولعل السلوك البعيد عن المنطق في الشؤون اإلنسانية ، هو . واألحاسيس . السقيمة إلي النفس غير

: لذا يذكر التسامي في علم النفس وهو يساوى الصفاء في الروح ويقول مصطفي صادق الرافعى بإنزالها علـى أحكـام إال امى أمرء على نفسه وأهواء نفسه الدين في السمو على اهواء النفس وال يتس (

)١ ().القاعد العامة الألحية الطريق ثم نهم لم يرسموا أ والمتكلمين ، يأخذ عليهم الفالسفة أراءبعد ان يورد ابن القيم و

"ية واحدة ويخلص إلي ان رب العباد قد جمع كل ذلك في ا .بين مقادير كل قسم منها ، ومالمح حدودها لم ینزل به سلطانا وان والبغی بغیر الحق وان تشرکوا باهللا ماواإلثم حرم ربی الفواحش ما ظهر منها وما بطن إنماقل

.فاآلية الكريمة قد جمعت مقومات القلب السليم والضمير الحي . " تعلمون تقولوا على اهللا ما ال

ترمي إلي ما يحمل على ان تغرق فـي غـسق الـشك وكل محاوالت المهتمين بالنفس وأحوالها أیها النـاس یا" الدنيا واالغترار بالنفس المطواعه الخاسرة وقال تعالي الخانق البائس والتعليل هو غرور

الـدنيا حلـوة نـضرة واهللا " وفي الحديث " ان وعد اهللا حق فال تغرنکم الحیاة الدنیا وال یغرنکم باهللا الغـرور )٢ (" . فناظر كيف تعملون مستخلفكم فيها

قدام على اشباع رغبـات بين زم النفس عن هوى مضل ، واأل : بين أمرين ا فاإلنسان يقف حائر نفسية تضيعه في متاهات شك مضن ، وشتان ما بين نفس مطمئنة راضية هانئة أزمةتقضى حاجه إلي

القول بأن بنية الشخـصية اإلنـسانية إال سعنا ال ي وأخيرا ا شانئة لكياناتهذة رافضه ا ش منحرفةونفس . وحـسب ( تسعى إلي الندم عن طريق الضمير اإلنساني وهذا ما ذكرته الدكتورة عائشة عبد الـرحمن

اإليمان رقيبا على عمل المؤمن وسلوكه هو الذي يردعه عن الكبائر والفواحش ويرد إلي التقوى بالنـدم )٣ (.لذنب ليس من اإليمانوالتوبة عن يقين بأن اإلصرار على ا

والمرء إذا ما قام من نفسه على نفسه رقيبا أحس براحه وسعادة ولـذا نجـد ان كـل الـشرائع وما من رقابـه خارجيـة ( والقوانين تحكم في الضمير مثل النفس وهذا ما أكدته الدكتورة بنت الشاطئ

)٤ (.مانه اإلنسان تغنى عن مراقبة النفس التى افعمت باإليمان وحملها أ وفي الختام نقول ان الخير في اإلنسان يستمد من نفسه وضميره وعقله الن عقل اإلنسان ينـضج باألفكار التى تعكس الواقع السلوكي فيتحدد من خاللها الخير والشر وموازين الفضيلة والرذيلـة فيكـون

ومقتضاه ومن ثم فالضمير قاصـدا للخيـر نزيهـا منها قانون الحياة ودستورها الذى يحكم شعور النفس لالكتراث بالقيم ومن ثم بالضمير األخالقي المتعلق بالقيم الموضوعية الزمنية والمكانية ونلتمس ذلك من

)٥( ) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعلیها وما ربک بظالم للعبید(التوجيه الرباني في قوله تعالي

. ٣٢٥ ص ١ ج وحي القلمفي صادق الرافعى مصط) 1( . ٦٠٦١. ، ص ٦ج " كتاب الرقائق ما يخور من زهرة الدنيا" البخارى ) 2( . ١٣٤ ص "دراسة قرأنية " الشخصية اإلسالمية عائشة عبد الرحمن ) 3( . ١٣٤لسابق ، ص المرجع ا " دراسة قرأنية" الشخصية اإلسالمية عائشة عبد الرحمن ) 4( .٤٦فصلت ) 5(

)٣٧(

عبـد الـرازق نوفـل / ارة عن منهج المقال التفسيري حول سكينة النفس للدكتور ويجدر بنا اإلش فالقرآن الكريم أول من نبـه األذهـان إلـي " القرآن والعلم الحديث " وترد هذه المقالة من ضمن كتاب

هـو الـذي أنـزل الـسکینۀ فـی ( سكينة النفس وأهميتها ونتائجها وجعلها من سمات المؤمنين ، فاهللا يقول إذ ()٢ ( )أنزل اهللا السکینۀ على رسوله وعلى المؤمنین ثم ( )١( )لوب المؤمنین لیزدادوا إیمانا مع إیمانهمق

فتكرار اآليات التي تبشر من وهبهم اهللا سكينة ) ٣ ()یقول لصاحبۀ ال تحزن إن اهللا معنا فأنزل اهللا سکینته علیهبها لمن يشاء من عباده المؤمنين والمؤمن هـو الـذي النفس من المؤمنين وأنها أحدي هبات اهللا التي يه

آمن باهللا حق إيمانه فإن أصابه خير أطمأن به وشكر اهللا وإن أصابه الشر صبر ولم يجزع منه ودع اهللا أن يخفف عنه ويري أن كل ما في الوجود من اهللا وإلي اهللا ويؤمن بأن رزقه وعمره وولده إنمـا هـي

. مكتوبة أمور أن قال القرآن كلمته عن سكينة النفس ووجه النظر إليها وبعد عشرات المئات مـن الـسنين وبعد

وسنوات طويلة في األبحاث الطبية والنفسية يحاول العلم جاهدا فيها عالج اإلنسان ووقايته ليـصل إلـي .الحقيقة التي قدرها القرآن الكريم

ضيفه السكينة على اإلنسان ال يتمثل في خير معنوياته ولقد كتب عن سكينة النفس ما ثبت أن ما ت " دي ليبمـان " بل يتجاوز ذلك حتي يشمل وظائفه العضوية وصحته البدنية والعقلة ، ومما كتب في ذلك

إنه بعد ربع قرن من التجارب أصبح يدرك أن سكينة النفس هي الغاية المثلي للحيـاة الرشـيدة وأنهـا بل بغير مدد من الصحة ومن الحكم التي تردد حاليا تلك التي تقول إذا كـان تزدهر بغير عون من المال

القرن التاسع عشر قد حمل إلينا أساليب التعقيم والتحصين فإن القرن العشرين قد جـاء بأصـل الـداء وأصل الشفاء سكينتها ومن عجب أن القرآن الكريم قد جاء بها في القـرن الـسادس، ولكـن تفـسيرها

)٤ (.في القرن العشرين إال يعرفالعلمي لم لقد أثبت األطباء أن األمراض التي ليس لها سبب عضوي سببها نفسي بل أن معظـم األمـراض

حتى المرضي الذين يقصدون األطباء أن يعالجوا أنفسهم من القلـق والخـوف . العضوية سببها النفس رر علماء االجتماع أن حوادث العمل ترجع إلـي الـنفس وليس أمر النفس وسكينتها يقف عند ذلك بل يق

. الحائرة إن أهم األركان التـي تقـوم عليهـا األصـول " هاري امرسون " ويشير هذا كله إلي صحة قول

الجوهرية للحياة الصحيحة الخالية من أمراض البدن والنفس هو سكينة النفس ، وهكـذا يوضـح علـم عبد . فاته أن سلسلة طويلة من األمراض العضوية نفسية ، وأخيرا يؤكد د الطب النفسي في أحدث اكتشا

إن القرآن الكريم سبق هذا الحلم فيما أرشد إليه وهو أن اهللا يهب سكينة الـنفس لعبـادة .. الرازق نوفل

.٤الفتح ) 1( .٢٠التوبة ) 2( .٤٠التوبة ) 3( .) بتصرف ( ٤٦، ٤١. ص. ، نوفل ، صالقرآن الكريم والعلم الحديث) 4(

)٣٨(

مـا لقد رضی اهللا عن المؤمنین إذ یبایعوك تحت الشجرة فعلم ( األخيار المؤمنين ومصداق ذلك قوله تعالي )١ () فی قلوبهم فأنز السکینۀ علیهم وأثابهم فتحا قریبا

:المراجع . ١٩٣٥ ، ادمز تشالز ، طبع القاهرة ، اإلسالم والتجديد في مصر )١ . ١٩٧٠ خورشيد البري ، طبع دار المعارف بالقاهرة ، ، عبدا هللالقرآن وعلومه في مصر )٢ . ١٩٧١بحوث اإلسالمية بالقاهرة ، مجمع الخطوات التفسير البياني )٣ ١٩٦٠عائشة عبد الرحمن ، طبع دار المعارف ، . ، دالتفسير البياني للقرآن الكريم )٤ ١٩٧٣عائشة عبد الرحمن ، طبع بيروت ، . دالشخصية اإلسالمية دراسة قرآنية )٥ ١٩٦٩ للدكتورة عائشة عبد الر حمن ، طبع دار المعارف ، القرآن والتفسير العصرى )٦ . تحقيق على محمد عمر ١٩٧٢ هـ طبع القاهرة ٩٤٥ للداودى محمد بن علي أحمد ت طبقات المفسرين )٧ .١٩٧٣عبداهللا دراز ، طبع بالكويت ولبنان ، . ، د دستور األخالق للقرآن الكريم )٨ .١٩٧٤سيد قطب ، طبع دار الشروق ، . ، دالتصوير الفني في القرآن الكريم )٩

.١٩٧٥ د عبد المجيد عبدين ، طبع مجمع البحوث اإلسالمية ، العصـر الحديـثاتجـاهات التفسـير فـي ) ١٠ ١٩٨٢د محمد إبراهيم شريف دار التراث القاهرة ، . اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر ) ١١ .١٩٨١عبد العلى الجسمانى ، بيروت . دعلم النفس وتطبيقاته اجتاعية التربوية ) ١٢ .. ١٩٨٧عبد العلى الجسمانى بيروت . د سالقرآن وعلم النف ) ١٣ ، ابو السعود العمادى الحنبلى إرشاد العقل السليم إلي مزايا الكتاب الكريم مكتبـه الريـاض قاضى القـضاه ) ١٤

. هـ ١٤١٤الحديثه ، منشورات دار اإلفتاء والدعوة بالرياض المملكة العربية السعودية مفتاح السعادة ابن القيم الجوزية ) ١٥ ١٩٧٥ البن القيم الجوزية سنه –الروح ) ١٦ ١٩٨٧ دار الكتاب العربي تفسير النسفي ) ١٧ ١٩٨٧ لاللوسي دار الفكر العربي روح المعاني ) ١٨ . هـ ١٤٠٦لسيد قطب ، طبعة جدة ، دار الطباعة للعلم والنشر ، في ظالل القرآن ) ١٩ .ربية الجامع ألحكام القرآن ، القاهرة ، دار إحياء الكتب الع–القرطبي ) ٢٠ . للموردى ، بيروت ، دار الكتب العلمية ادب الدين والدنيا ) ٢١ . هـ ٦١٥ النبوي أبو محمد الحسيني بن مسعود معالم التنزيل في تفسر القرآن الكريم ) ٢٢ هـ ، طبع بالقـاهرة، ٧٧٤ البن كثير أبو الفدا إسماعيل بن عمرو الحافظ المؤرخ توفي تفسير القرآن العظيم ) ٢٣

.م١٩٤٣ للطبرى يان في تأويل القرآنجامع الب ) ٢٤ ١٩٩١، عيسوى ، دار المعارف باإلسكندرية د محمد جالل شرف ، د عبد الرحمن سيكولوجية الحياة الروحية ) ٢٥

.١٨الفتح ) 1(

)٣٩(

.١٩٧١ ، شوقي ضيف ، طبع دار الشروق بالقاهرة التعبير الفني في القرآن الكريم ) ٢٦ .١٩٦٥ة ، ، أمين الخولي ، طبع دار المعرفة بالقاهرالمجددون في اإلسالم ) ٢٧ .١٩٦١، طبع دار المعرفة بالقاهرة ، أمين الخولي مناهج تجديد في النحو والبالغة واألدب والتفسير ) ٢٨ .١٩٧٣عبد الرازق نوفل ، طبع بالقاهرة ، . ، دبين الدين والعلم ) ٢٩ .١٩٧٥عبد الرازق نوفل ، طبع بالقاهرة ، الثانية ، . ، دالقرآن والعلم الحديث ) ٣٠ في الشوكاني ، محمد بن علي بين محمد ، تحقيق امع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير فتح القدير الج ) ٣١

. هـ ١٤٢٠سيد إبراهيم الرياض ، دار زمزم ، .١٩٩٧ ، تحقيق صفوان عدنان ، بيروت ، دار الشامية ، األصفهاني ، الراغب مفردات القرآن الكريم ) ٣٢ .محمد بن عبد الكريم الداخلي ، طبعة بيروت ، مؤسسة الرسالة ، دراسة وتحقيق علم الوجوده والنظائر ) ٣٣ ، تحقيق فاطمة الوجوه والنظائر أللفاظ كتاب اهللا العزيز ومعانيها الدامغاني ، ابي عبد اهللا الحسين بين محمد ، ) ٣٤

.هـ ١٤١٩يوسف الخيمي ، دمشق ، لعزيز آل الشيخ ، طبعة دار الـسالم ، الكتب الستة ، بإشراف ومراجعة صالح عبد ا موسوعة الحبيب الشريف ) ٣٥

. هـ ١٤١٢للنشر والتوزيع ، عند الكتب الستة وعند مسند الدارحجي وسوط أمالك ومسند أحمد بـن المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي ) ٣٦

.حنبل ، طبعـة زاد المسير في علـم التفـسير ابن الجوزي ، ابي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بين على بن محمد ) ٣٧

.هـ ١٤٠٧بيروت ، المكتب اإلسالمي ، ، تحقيـق النهاية في غريب الحديث واألثـر ابن األثير ، مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجذري ، )٣٨

.محمود الطناحي ، طاهر الزواوي ، القاهرة ، دار إحياء الكتب العربية