-١-

معاصرةا ـايقض التعليم العايل

-٢-

-٣-

الـل معـوائ األستاذ الدكتور

منشورات اهليئة العامة السورية للكتاب

م٢٠١٤ دمشق –وزارة الثقافة

-٤-

دراسات فكرية »٩«

-٥-

مقدمة

-٦-

University

World NewsHigher

Education Policy

OECDBoston CollegeObservatory of Borderless Higher Education

Pew Research CenterINCHER

الــوائل مع. د. أ

-٧-

. . . دالت البطالةـارتفاع مع هل عدد اخلرجيني يفوق احلاجة؟

)٢٠١٤آذار ٢جريدة الوطن، (

تعترف به معظم اصة لاللتحاق بالتعليم العالي حق الحصول على فريعد

دول العالم، األمر الذي أدى إلى ازدياد كبير في معدالت االلتحاق بالجامعات . والمعاهد خالل العقود األخيرة، خاصة في هذا العصر الذي لقب بعصر المعرفة

ق يأخذ تخطيط دقيمع ن له تبعات سلبية إذا لم يترافق لكن هذا التوسع قد يكو . المتطلبات المجتمعية واحتياجات سوق العمل بالحسبان

البريطانية اإللكترونية University World News "عالم الجامعات"مجلة تناول فيه كاتبه يوجانا شارما مقاال ) ٢٠١٤شباط ٢٠(نشرت في عددها األخير

Yojana Sharma في دول مشكلة ارتفاع معدالت البطالة بين خريجي الجامعاتفقد ازدادت في السنوات األخيرة أعداد الطالب الملتحقين . شرق آسيا وأسبابها

بالجامعات في بلدان شرق آسيا ذات االقتصادات سريعة النمو، كما ارتفعت أعداد الخريجين العاطلين عن العمل إلى مستويات مثيرة للقلق، والحال ينطبق

. تفعأيضا على بعض االقتصادات ذات النمو المرويتساءل الباحث فيما إذا كان هذا االرتفاع ظاهرة مؤقتة أو أنه يعكس زيادة مزمنة من الخريجين تفوق بكثير مقدار الطلب، على الرغم من أن العديد

شخاص من العثور على األ من عدم القدرة علىومل مازال يشكمن أرباب العاآلسيوية تحتاج إلى التركيز ويؤكد الخبراء أن البلدان . ذوي المهارات المناسبة

على ضمان الجودة في ليس فقط على توسيع قاعدة التعليم العالي، وإنما أيضا . الوقت إذا ما أرادت السيطرة على ارتفاع بطالة الخريجينهنفس

ثالثة " غير الفعالين اقتصاديا"في كوريا الجنوبية تجاوز عدد الخريجين حكومية التي نشرت في شباط الحالي، أي بزيادة لألرقام الماليين خريج وفقاال

أعلى الدول في وتعد كوريا الجنوبية من. عن العام السابق % ٣أكثر من

-٨-

اق الجامعي فيهاحمعدالت االلتحاق بالجامعات في العالم، إذ يبلغ معدل االلتبالنسبة لمعظم االقتصادات المتقدمة، في حين %٤٠-%١٥مقارنة بـ % ٨٠

. في معظم البلدان اآلسيوية النامية% ١٥نسبة عن تقل هذه الأما السبب الرئيسي الرتفاع البطالة هذا فيعود بالنسبة لوكالة اإلحصاء الكورية الجنوبية إلى االزدياد الكبير في خريجي الجامعات، وتتوقع الوكالة أن يستمر عدد العاطلين عن العمل من حملة الشهادات الجامعية في االرتفاع في

المستقبل المنظور، وأن تستمر زيادة العرض لمدة عشرة أعوام قادمة حتى يقلل . االنخفاض الديموغرافي من هذه الزيادة

ولو بشكل طفيف، وذلك بعد ، وفي اليابان يبدو أن الوضع آخذ في التحسنحتى في سنغافورة المزدهرة والتي . سنوات من ارتفاع معدالت بطالة الخريجين

ال من ذوي المهارات العالية لتعويض النقص لديها في المهارات، تستورد العمفي النصف األول من عام % ٣،٦إلى % ٣،٣من ارتفع معدل بطالة الخريجين

في سنغافورة البالغة حوالي معدل البطالة وهي نسبة أعلى من متوسط ، ٢٠١٣م العالي ا اضطر الحكومة إلى وضع حد لمعدل االلتحاق اإلجمالي بالتعلي، م%٢

فهذا ال يمكن أن تكون أمة تتكون بكاملها من الخريجين،"، فسنغافورة %٢٥عند وفي . ح وزير التنمية الوطنيةكما صر" يؤدي إلى نشوء بطالة خريجين ضخمة

، إذ تجاوزت الصين انخفض عدد الوظائف المتاحة للخريجين انخفاضا كبيرابات األشخاص من ذوي المؤهالت أعداد الخريجين معدالت النمو االقتصادي، و

العليا أكثر عرضة ألن يصبحوا عاطلين عن العمل من ذوي الشهادات الجامعية، في حين أن بطالة خريجي المعاهد المهنية أعلى من غيرها بحسب اإلحصائيات

. الرسميةوشهدت الهند زيادة في بطالة الخريجين في العامين الماضيين، وبحسب

عن وزارة العمل الهندية فإن واحدا من كل ثالثة خريجين دراسة صدرت مؤخرا . ٢٠١٣ كان من بين العاطلين عن العمل في عام ٢٩حتى سن

ستاذ جغرافيا التنمية في جامعة أ Craig Jeffreyوقال كريغ جيفري في تحصيل درجات في الهند يقضي خريجو الجامعات وقتا طويال: "أكسفورد

أن هذه الدرجات لن تقدم لهم ركون في نهاية المطاف لكن يد، جامعية مختلفةوخالفا لما كان عليه الحال ". " إلى وظائف القطاع الخاص المربحة سهالممرا

، م الوظائف بأعداد كبيرة للخريجينفي الماضي، لم تعد الدولة تستطيع تقدي دم وعشرين ألف متقة لذلك ترى في الهند سبع- وتناقص العرض بشكل متزايد

. "ها نفسلوظيفةل

-٩-

في الوقت نفسه، يشكو أرباب العمل في كل من هذه البلدان من أنهم ال . يستطيعون الحصول على النوعية التي يحتاجون إليها من الخريجين

من أرباب العمل في آسيا والمحيط الهادئ، تبين ٨,٦٠٠في مسح شمل البلدان اآلسيوية وال وجود مشاكل حادة في توظيف أصحاب المهارات في العديد من

من أرباب العمل الذين شملتهم الدراسة في % ٦١وقال نحو . سيما في اليابان والهند نقص مهارات المتقدمين لشغل الوظائف المعروضة نإ، في اليابان% ٨٥و ، الهند

. منعهم من توظيف األشخاص من ذوي المهارات المطلوبة أعلنوا عن وجودنباب العمل الذيفي الصين واليابان والهند نمت نسبة أر

وتقارن هذه . على التوالي% ١٣و % ٤و % ١٢ثغرات في المهارات بنسبة األرقام مع انخفاض في هذه الثغرات بالنسبة لدول مثل الواليات المتحدة وألمانيا

. مع اقتراب التباطؤ االقتصادي في الغرب من نهايتهوجد فائض في الخريجين حيث إن ويصر الخبراء االقتصاديون على أنه ال ي

على الرغم من أن بعض ، أجور الخريجين مستقرة بصفة عامة أو آخذة في االرتفاعر التقارير أشارت العام الماضي إلى أن زيادة أعداد خريجي الجامعات كان لها تأثي

قترح بعض علماء االجتماع أنه قد افي حين . سلبي على الرواتب في سنغافورةويصف أحد التقارير . من الخريجين" النوع الخاطئ "من دد كبير جدايكون هناك ع

هناك معدالت مرتفعة أن ،"احتكاكية"ولي سوق العمل بأنها الصادرة عن البنك الد إلى جنب مع ارتفاع معدالت الوظائف الشاغرة من بطالة الخريجين جنبانسبيا ويشير التقرير إلى أن ذلك. ملئهال طويال، أو التي يستغرق أرباب العمل وقتانسبيا على نقص المهارات بين الطالب الخريجين وليس فقط مؤشرا ما يكون مؤشراغالباويؤكد التقرير ضرورة النظر أيضا إلى المهارات التي . وفرة في العرضلىع

. يتمتع بها خريجو التعليم العالي، ونوع هذه المهاراتلة، وعدم تطابق التخصصات العلمية النقاش حول المهارات ذات الص

والمهارات مع تلك المطلوبة في سوق العمل نقاش شائع في آسيا كما هو الحال نسبة السكان الذين هم من خريجي التعليم العالي أعلى كونحيث ت، في الغرب

قتصادية ليست ألن التوجهات االلكن الصورة في آسيا تبدو أكثر تعقيدا. عموما المنطقة، وبالتالي فإن متطلباتها من القدرات والكفاءات البشرية واحدة في كل مثل اليابان وكوريا الجنوبية،دادول آسيوية متقدمة ج فهناك. ليست واحدة

-١٠-

وأخرى لديها اقتصادات خدمة وتأمل االرتقاء في مجال التكنولوجيا مثل ات زراعية مثل تصاد، واقسطة الدخل مثل تايالند وماليزياسنغافورة، وبلدان متو

إلى وتحتاج ، صناعيةبعض هذه الدول تأمل في أن تصبح دوال. الوس وكمبودياالبعض اآلخر يسعى لتجاوز هذه المرحلة والقفز لذلك، وإعداد الخريجين وفقا

أن يتكيف وهذه لتالي فإن إعداد الخريجين ال بد وبا. نحو اقتصادات الخدمة . هات االقتصاديةااالتج

ليونسكو اإلقليمي للتربية في آسيا والمحيط امكتب قرير صدر عن وفقا لتفإن الفجوة ،"قابلية توظيف الخريجين في آسيا: " بعنوان٢٠١٣الهادي في عام

ولكن ليس كل . في المهارات في آسيا هي بالفعل حقيقة واقعة وتزداد سوءاالتقرير إلى أن ويشير . المحللين يتفقون مع التحول إلى التركيز على المهارات

الحتياجات سوق العمل، ويريدون أرباب العمل يريدون تدريب الطالب وفقافي حين يوافق . التخلص من المقررات التي ال تمت بصلة الحتياجات عالم العمل

األكاديميون أن ثمة حاجة لبعض التغييرات، مع التأكيد أن هذه التغييرات يجب ن جهة، واحتياجات المجتمع المدني والتنمية أن توازن ما بين مطالب الصناعة م

. االجتماعية من جهة أخرىال يوافق الجميع على أن التركيز على المهارات سوف يحل مشكلة بطالة

فحسب تقرير اليونسكو، عدد الخريجين العاطلين عن العمل . الخريجين في آسياركود االقتصادي في األزمة المالية وال. عن االختالالت االقتصاديةياناتج جزئ

ولكن ، بالتأكيد سبب في انخفاض عدد الوظائف المتوفرةماسنوات األخيرة هالبقاء أعداد كبيرة من العوامل ذات الصلة بزيادة العرض ساهمت دون شك في

وإذا كان للمناهج التعليمية وعدم مواءمتها . الخريجين عاطلين عن العملمن ة الخريجين، إال أن الفائض الكبيرلمتطلبات سوق العمل دور هام في بطال

. الخريجين في بعض االختصاصات يعد أيضا أحد األسباب األساسية في البطالةوفي سورية أظهرت نتائج مسح سوق قوة العمل التي أجريت قبل األزمة

ضمن فئة الحاصلين على تعليم جامعي الحالية أظهرت معدالت بطالة قليلة نسبيا لفئة العمال %٤٥,٥(مقارنة بباقي الفئات ) عملي العاطلين عن المن إجمال% ٦,٧(

، لفئة الحاصلين على تعليم ثانوي% ١٩,٨ و ن على تعليم ابتدائي فما دون،الحاصلي . )لفئة الحاصلين على تعليم متوسط% ١٢,٥و

-١١-

زيادة نسبة بطالة فئة الحاصلين على تعليم اإلحصاءاتوقد أظهرت هذه من %) ٦,٧إلى % ٢,٦من (٢٠٠٩ و ٢٠٠٤ا بين عامي جامعي بشكل عام م

إجمالي العاطلين عن العمل، إال أن نسبة العاطلين عن العمل من الخريجين قد تراجعت بشكل عام في االختصاصات الطبية والهندسية، بينما ازدادت في

نسبة العاطلين عن العمل في الطب فقد انخفضت مثال. تصاصات النظريةاالخعام % ٢,٥٥ إلى ،٢٠٠٥ي الجامعيين المتعطلين عام من إجمال% ٤,٧ن البشري م، وفي الهندسة الكهربائية من %٠,٦١إلى % ٢,٦١، وفي الصيدلة من ٢٠٠٧، وفي %١٢,٩٤إلى % ٩,٧٧في حين ارتفعت في الحقوق من . %٢,٢إلى % ٣,٦

% ٢٩,٣٦، وفي اآلداب والعلوم اإلنسانية من %١٣,٧٢إلى % ٨,٤٧االقتصاد من . %٣٢,٦٢إلى

تشير هذه اإلحصاءات بوضوح إلى ضرورة تخفيض القبول في االختصاصات النظرية في الجامعات حيث نسبة بطالة الخريجين مرتفعة، وزيادة

لكن ما شهدناه في السنوات األخيرة . التركيز على االختصاصات العلمية والتطبيقيةة من الفرع العلمي إلى الفرع انحراف في نسبة الناجحين في الثانوية العاممن

. وما ينتج عنه من زيادة الضغط على الكليات النظرية يتناقض مع ذلك األدبيال شك في أن األزمة التي تمر بها سورية منذ ثالثة أعوام لها تداعياتها على نسب البطالة من جهة، وتبدل الحاجة لخريجين من اختصاصات معينة من

أن تتطلب ال بد الية، التي هي مرحلة إعادة إعمار،والمرحلة الت. جهة أخرىال بد من إعداد دراسة دقيقة على المستوى الوطني اختصاصات بعينها، وبالتالي

، لتحديد االحتياجات المستقبلية لسوق العمل وخطط التنمية من الموارد البشريةالجامعي ألن االستمرار في الخلل الكمي والنوعي الحالي بين مخرجات التعليم

واحتياجات سوق العمل ال يمكن إال أن يؤثر سلبا في عملية التطوير، وأن يعيق . أية خطة للتنمية البشرية وللنهوض باالقتصاد الوطني

ومن الواضح أنه مهما كانت أسباب بطالة الخريجين، فإن قطاع التعليم . دية هامةأصبحا قضية اقتصا العالي وأعداد الخريجين من الجامعات ونوعيتهم

بقوة على وقد أصبح التعليم العالي في معظم بلدان العالم كما في آسيا موجودار التعامل معها بوزارات التعليم حصيولم يعد قضية ، جدول أعمال التنمية

في طليعة جدول أعمال وزارات المالية واالقتصاد العالي، بل هي أيضا . والصناعة وغيرها

-١٢-

العامل تراوح مكاهناأزمة التعليم العايل )٢٠١٤ كانون الثاني ٢٨، جريدة الوطن(

عالم "من المجلة اإللكترونية البريطانية ٢٠١٤ كانون الثاني ١٢في عدد

التي تعنى بأخبار التعليم العالي في جميع ، University World News "الجامعاتتناول " حالية والمستقبليةأزمة التعليم العالي ال" نشر مقال بعنوان ،أنحاء العالم رئيس جمعية نائب ومن جامعة سيتي في هونغ كونغ روجر تشاو فيه كاتبه

تطورات التي طرأت في العالم على التعليم هونغ كونغ ال في التربية المقارنةالعالي على مدى العقدين الماضيين، خاصة أنه قد مضى عشرون عاما على

، وكان "الدروس المستقاة من التجارب: م العاليالتعلي"صدور تقرير البنك الدولي التعليم العالي العالمي وأهمها هذا التقرير قد لخص األزمة التي يمر بها قطاع

وكان التقرير قد خلص إلى أن القيود المفروضة على . مسألة تمويل التعليم العاليلتعليمية، وإلى أدت إلى ضعف الكوادر اإلدارية واداريةالموارد، وعدم الكفاءة اإل

تدهور البنى التحتية، وإلى سوء معايير القبول في الجامعات، وارتفاع في معدالت تسرب الطالب، وانخفاض نواتج البحوث العلمية، إضافة لقضايا

. اإلنصاف ذات الصلة بتوسع التعليم العالي وانتشاره جماهيرياي ذلك تنويع مؤسسات وكان التقرير قد دعا إلى إصالحات في السياسات، بما ف

التعليم العالي، وتطوير مؤسسات القطاع الخاص، وتنويع مصادر تمويل مؤسسات التعليم العالي الحكومية، وربط التمويل الحكومي باألداء، وإعادة تحديد دور الحكومة

. في مجال التعليم العالي، وإدخال سياسات تركز على الجودة واإلنصاف اليوم هو فيما إذا كان التعليم العالي في العالم ى الذهنيتبادر إلوالسؤال الذي

وعما . كانت عليه قد اجتاز األزمة التي كان يعاني منها أم أن األمور ظلت على ما . سيحمله لنا المستقبل على األرجح في ضوء المشهد العالمي المتغير باستمرار

-١٣-

نذ العقدين ، لكننا نشهد أيضا ملي ونضجتازدادت عولمة التعليم العا، ليم العالي في جميع أنحاء العالم للتعregionalizationالماضيين توجها إقليميا

والتي Bologna Processبدءا من التجربة األوروبية التي تجسدت بعملية بولونياوتكرار هذه التجربة في مناطق ، نجم عنها والدة منطقة للتعليم العالي األوروبية

. مختلفة من العالم cross-border higher education عن أن التعليم العالي عبر الحدود فضال

ازداد خالل السنوات الماضية، كذلك شأن المساقات التعليمية المفتوحة واسعة وبروز التعليم عبر االنترنت والتعليم عن بعد ، (MOOCs)النطاق عبر االنترنت

. حتى داخل الحدود الوطنيةافسة داخل الحدود الوطنية يم العالي لزيادة المنلقد تعرض مشهد التعل

، خاصة مع إدراج التعليم العالي في االتفاق العام بشأن التجارة في وعبرهاوظهور لوائح تصنيف ، General Agreement on Trade in Services الخدمات

الجامعات، والتقلص المستمر في تمويل التعليم العالي من القطاع العام، وفتح حدود الوطنية لسوق العمل العالمية التي أضحت في كثير من البلدان أكثر ال

. من أي وقت مضىانفتاحا

وعلى الرغم من أن زيادة معدالت االلتحاق بالتعليم العالي وتوسعه الكبير تبدو واضحة للعيان في كل أرجاء العالم، إال أن المسائل المتعلقة بالتكلفة والجودة

الت مطروحة على بساط البحث، بل غدت أكثر إلحاحا على مدى والمساواة ما ز التعليم relevanceعالوة على ذلك، فإن أهمية . العقدين الماضيين من ذي قبل

العالي أصبحت موضع تساؤل على نحو متزايد من حيث عوائده على االستثمار، . ومواءمته لسوق العمل

، والتي كانت عالميا ضمن Governance، فإن حاكمية التعليم العالي وأخيرا مع ظهور كل من التعليم سلطة الدولة الوطنية، تطورت لتصبح أكثر تعقيدا

العالي عبر الحدود والجامعات الخاصة، والتنافسية المتزايدة لهذا القطاع على . الصعيد العالمي

كل هذا يشير إلى أن األزمات السابقة والتحديات التي كانت تواجه التعليم . أزمة حاكمية ومواءمة العالي لم تجد لها طريقا للحل، ال بل توسعت لتصبح

-١٤-

تغير السياق العالمي واإلقليمي لمشهد التعليم العالي، فإن عملية رغموزيادة استقاللية إصالح السياسات ما زالت تنحو باتجاه الالمركزية والتنوع

داء وااللتزام بمعايير الجامعات، إضافة للخصخصة والتمويل المبني على األ . الجودة، وتطوير سياسات االلتحاق بالجامعات لتكون أوسع وأكثر إنصافا

بدأ التركيز على التعلم مدى الحياة، وكان من وفي أواخر التسعينياتالمفترض أن يكون بمثابة جسر نحو التعليم المستمر في مراحل الحياة المختلفة، لكنه

إضافة إلى أن . هالكبار، وأهمل جوهره الحقيقي ووظائفطبق فقط في سياق تعليم التعلم غير الرسمي ما زال مهمشا، واالعتراف بالتحصيل العلمي في مراحل سابقة

. غير موجود تقريباوقد شهد العقد الماضي زيادة في التركيز على ضمان الجودة، وعلى

دة الحراك الطالبي االعتراف المتبادل بمؤهالت التعليم العالي ما سمح بزياوهذا . لكن رغم ذلك تدهورت جودة التعليم العالي في جميع أنحاء العالم. الدولي

أدى إلى انخفاض معايير الجودة، وبالتالي فإن ضمان الجودة لم يعد يعني !!بالضرورة تحسنا في نوعية التعليم

من جهة أخرى، وقعت اتفاقيات عدة بين الجامعات لضمان االعتراف وبشكل . تبادل بالمؤهالت العلمية، لكن تنفيذها بقي عرضة لعدم التطبيقالم

مشابه، فإن الزيادة الكبيرة في منشورات البحوث العلمية على مدى العقد الماضي حاجة لتسويق ياد المنافسة والدال يعني بالضرورة أننا ننتج معرفة أفضل، فاز

الجامعات مبنية خاصة على مدى معايير مختلفة لقياس أداءاالتعليم العالي أوجد . مساهماتها في المجتمع أو رفد االقتصاد الوطني

إن ما تحقق في العالم خالل العقدين الماضيين كان توسعا في أعداد ، وزيادة في المؤهالت التعليمية الجامعات وطالب الدراسات العلياخريجي

على االستثمار في التعليم ، وتدهورا في العائد المرجعية المطلوبة في سوق العمل . العالي مع ارتفاع في التكاليف

بعد استعراض السياق العالمي المتغير لمشهد التعليم العالي، والمواكب إن لم روجر تشاولتغير النظام العالمي الذي يبدو اآلن متعدد األقطاب، يتساءل جدي في ضرورة يحن الوقت إلعادة النظر في سياسات التعليم العالي، والتفكير ال

وإن كان هناك حقا حاجة . إصالحها وتكييفها مع الظروف والبيئة المتغيرةلالستمرار في تغذية الطبيعة التنافسية والتجارية للجامعات، و إن كان باإلمكان

-١٥-

منع األزمات المستقبلية التي قد تواجه هذه المنظومة وإيجاد حلول لها، بينما لم . بقةنتمكن من حل األزمات السا

وعلى الرغم من وجود اختالفات سياقية وحاجة إلى إصالحات في السياسات المحلية، إال أن الترابط اإلقليمي والعالمي المتزايد للتعليم العالي يتطلب

هي إال إن المقاربات التدريجية ما. نهجا أكثر شمولية في صنع السياساتمية التعليم العالي، وتمويله، فحاك. معالجات قصيرة األجل وقد ال تكون مستدامة

كلها أمور في منتهى . . . والقدرة على الوصول إليه، وجودته، ومواءمته، وهي ١٩٩٤ األهمية، لكنها هي عينها التي طرحها البنك الدولي في تقريره عام

في ما زالت تشكل اليوم تحديات كبيرة، واألرجح أن تستمر في أن تكون عامالي في المستقبل، ما لم نبدأ بالتفكير في كيفية إيجاد الحلول أزمة التعليم العال

. الحاضرة، والتي ما فتئت تزداد تعقيدا - الحقيقية لتلك المسائل الماضية. ال يختلف مشهد التعليم العالي في سورية كثيرا عن المشهد العالمي

شكل عام وفي فالعديد من التحديات التي يواجهها قطاع التعليم العالي في العالم بتحديات هامة لقطاع التعليم العالي في سورية تشكل الدول النامية بشكل خاص

أيضا، كزيادة الطلب على التعليم العالي نتيجة للزيادة السكانية، وما يترتب على ذلك من ضرورة تخصيص موارد مالية كبيرة من الدولة لتمويل التوسع األفقي للجامعات

كذلك فإن . ضافية ما يشكل أعباء مالية كبيرة على الدولةوتوفير فرص تعليمية إتطوير سياسة قبول جامعي جديدة تضمن في آن معا توسيع شريحة المستفيدين

هداف االستراتيجية للتعليم العالي في حد أهم األأعتماد معايير قبول منصفة ما زال وامعدالت مرتفعة في عداد الطالب الحاصلين على أسورية بعد االزدياد الكبير في

. الثانوية العامة وصعوبة المفاضلة بينهم اعتمادا فقط على معدالتهموعلى الرغم من أن جامعات القطر بدأت تولي ضمان جودة برامجها

ملحوظا في متزايدا، وقد قطعت جامعة دمشق على األخص شوطاالتعليمية اهتماما وخاصة في الكليات النظرية حال دون هذا المجال، إال أن الضغط الطالبي الكبير

كاتباع طرائق تعليمية جديدة تطبيق العديد من اإلجراءات التي تتطلبها هذه العملية،كذلك أدى ضغط األعداد الكبيرة إلى . تعتمد على مجموعات طالبية صغيرة وغيرها

رات اتباع طرائق تقويم ال تتناسب مع طبيعة المقررات الدرسية، كاستخدام االختباالمؤتمتة متعددة الخيارات في امتحانات المقررات األدبية التي تتطلب قدرة تعبيرية

. وأسلوبية خاصة

-١٦-

كذلك أدت الكثافة الطالبية الكبيرة إلى تدهور البنى التحتية للجامعات على . الرغم من التوسعات الكبيرة التي شهدتها وافتتاحها العديد من األبنية الجديدة

الكبيرة المبذولة لتنشيط البحث العلمي، فإن إنتاج الجامعات من ورغم الجهود البحوث العلمية ما زال متواضعا جدا، األمر الذي أدى إلى تدني تصنيف جامعاتنا في أنظمة التصنيف العالمية، حيث تعتمد معظم مؤشرات التصنيف على النتاج

. البحثي للجامعاتطوير العمل اإلداري والمؤسساتي وعلى الرغم من أن تعزيز الحاكمية وت

أن العديد من الإكان وما زال من أهم أهداف التعليم العالي في سورية، جراءات المنتظر اتخاذها منذ عدة سنوات كإحداث الهيئة الوطنية لضمان اإل

كذلك فإن المركزية . الجودة واالعتماد لمؤسسات التعليم العالي، لم تر النور بعد . المشكالت األساسية التي تعيق تطور أداء الجامعاتالشديدة هي إحدى

ضافيا يتمثل في انحراف إ قطاع التعليم العالي في سورية تحديا ويواجهوهي . نسبة الناجحين في الثانوية العامة من الفرع العلمي إلى الفرع األدبي

ظاهرة تعد في غاية الخطورة، ألنها تؤدي إلى زيادة الضغط على الكليات لنظرية، وبالتالي وجود أعداد كبيرة من الخريجين فرص العمل بالنسبة لهم قليلة ا

وال يبدو أن هناك أية خطط عملية لمعالجة هذه . نسبة لخريجي الكليات التطبيقية . المشكلة على الرغم من انعكاساتها الخطيرة على خطط التنمية

جديدة كالتعليم لكن ال بد من اإلشارة إلى أن إحداث أنماط قبول جامعيالموازي، وكذلك أنماط تعليم جديدة كالتعليم المفتوح، قد وفر للجامعات مصادر تمويل إضافية لدعم خططها التطويرية، وخفف بالتالي من االعتماد المطلق على المال العام المرصود من موازنة الدولة، وهذا يتوافق مع التوجهات الدولية

كذلك فقد خفف افتتاح فروع . لتعليم العاليبضرورة تنويع مصادر تمويل اللجامعات الحكومية في المحافظات الضغط الطالبي الكبير على المقرات

لكن ما زال هناك الكثير مما . المركزية، وهذا أيضا يتوافق والتوجهات العالميةيتوجب القيام به خاصة على صعيد السياسات كي نواكب التغيرات والمتطلبات،

. تعدين لمواجهة تحديات المستقبلونكون مس

* * *

-١٧-

زبائن أم بيادق؟. . . . الطالب جامعاتنا )٢٠١٣ كانون األول ٧جريدة الوطن، (

في العديد دأب الباحثون في قضايا التعليم العالي، خالل العقود القليلة الماضية

ت على تشبيه طالب الجامعا من بلدان العالم وال سيما في الواليات المتحدة وأوروباالسبب في ذلك االنتشار الواسع للتعليم العالي، وتوقع و. "المستهلكين"أو " بالزبائن"

غالبية الناس الحصول عليه ولو لمرة واحدة في حياتهم على األقل، وانتقال تكاليف عليم التعليم العالي من الدولة إلى الطالب أنفسهم، والتنافس المتنامي بين مؤسسات الت

خاصة، أصبح من االستهالكيةفي ظل هذه الظروف السائدة في المجتمعات . العاليالصعب عدم النظر إلى الطالب كزبائن قادرين على دفع نفقات التعليم العالي أو

وهذا ما دفع بالعديد من الجامعات إلى تبني . كمستهلكين للخدمات التي تقدم لهم لتقدم النصائح اإلعالمإليها، فتلجأ إلى وسائل سياسات تسويق معقدة لجذب الطالب

بعملية االهتمام كما زاد. عن المؤسسات التعليمية أو المساقات التي يجب اختيارهاتقييم الطالب للتعليم والتعلم في مؤسسته التعليمية وللخدمات األخرى التي تقدم له،

. . . جوية شأنه في ذلك شأن نزالء الفنادق والمسافرين على متن خطوط "سياسة التعليم العالي" من مجلة ٢٠١٣في بحث نشر في عدد أيلول

Higher Education Policy ،الصادرة عن اليونسكو واالتحاد الدولي للجامعات من قسم بحوث التعليم في جامعة النكاستر Malcolm Tightيتناول مالكولم تايت

!!" أم عمالء أم مجرد بيادقالطالب هل هم زبائن"تحت عنوان في بريطانيا تطور الطريقة التي ينظر فيها إلى طالب الجامعات األمريكية واألوروبية، من

" مستخدمين"، أو "مساهمين في العملية"أو ، "عمالء" ، إلى"مستهلكين"أو " زبائن"المعرفة واالقتصاد العالمي ويرى الباحث أنه في عصر. "متدربين على مهنة"أو

مطلوبة في فيه الحكومات إلى إعداد خريجين في اختصاصات معينةالذي تسعى

-١٨-

لدعم عملية التنمية وزيادة القدرات التنافسية على المستوى العالمي، سوق العملتوجه لتحقيق غايات وأهداف بعينها، وأهمها تحقيق " أدوات"أصبح الطالب مجرد

. ظر عن ميول الطالب ورغباتهالمنفعة االقتصادية للدول وزيادة تنافسيتها، بغض النيدفع ثمن الخدمة التي " مستهلك "و أ"زبون" أما التعامل مع الطالب على أنه

شراء سيارة أو في تشبيهه بمن يرغب يسعى للحصول عليها، فهي تنطوي على إذ يتحول - التزاماتمن توقعات و ذلك ما يترتب على كل مع – وجبة سريعة

زبائن إلى) التي غالبا ما تكون مرتفعة (طهمأقسا بعد دفع الطالبهؤالء تشبيه الطالب . الجامعةوالخدمات األخرى التي تقدمها للتعليم ومستهلكينيعني أن الجامعة توفر المنتجات والخدمات على شكل consumer بالمستهلك

برامج تعليمية ودعم لمتابعة هذه البرامج، وهذا أدى إلى تغييرات كبيرة في وضمانها " الجودة" ليس فقط في األوجه األكاديمية حيث تهيمن الجامعات،

في مجاالت أخرى كالدعم المقدم وتحسينها على جداول األعمال، ولكن أيضاوينتقد البعض هذا التشبيه الشائع خاصة في . للطالب، والتسويق المؤسساتي

باعد بين على أساس أنه يشير إلى وجود مسافة ال مبرر لها تالواليات المتحدة الطالب والعملية التعليمية، ويسلط الضوء على األنشطة الترويجية لألساتذة ويعزز

ويحجم بشكل غير الئق التجربة التعليمية كمنتج وليس ، نموذج الترفيه في التعلمكذلك فهو يصور الطالب كمتلق . عملية، ويعزز النزعة الفردية على حساب المجتمع

. ارك يرغب معظم األكاديميين التعامل معهومش سلبي وليس كفرد نشط لمفهوم الطالب مشابهة صورة customer ويعطي مفهوم الطالب كزبون

أكثر تعكس صورة للطالب فهي. ، وإن كانت مختلفة بعض الشيءكمستهلك لكنها أيضا. االستمراريةاالختيار و من حيث أكثر، ما يعني فعالية والتزاما

فالطالب هنا ال يستطيع تقييم خدمات التعليم . اق واسعتعرضت لالنتقاد على نطفهو ال يدرك فوائد . العالي التي تلقاها إال بعد مرور بعض الوقت على تقديمها

والمهارات المكتسبة إال بعد مرور بضع سنوات على اكتسابها، وعندما المعرفة . تتاح له فرصة تطبيق معارفه في بيئة العمل

-١٩-

فيعني ضمنا أن العالقة القائمة بينهم clients "العمالءب"أما تشبيه الطالب المحاسبين القانونيين، وبين أساتذتهم كتلك القائمة بين األطباء أو المحامين أو

نوعيةعالقة وهذا يعني وجود . وسواهم من أصحاب المهن الرفيعة، وعمالئهمبعض ينتقد هذه الفكرة لكن ال. ا بين الطالب واألستاذ وعمقا واحترامأكثر تفاعال

أيضا ألنها تجمل العالقة بين الطالب واألستاذ وتصورها على أنها أقرب بكثير ة قد تتحقق في بعض ورغم أن هذه الحالة المثالية الجذاب. مما هي عليه في الواقع

خاصة في ، ، إال أنها ليست ممكنة في معظم الجامعات المعاصرةمؤسسات النخبةاستيعاب مئات الطالب وتنتفي الجامعية حيث يتم من الدراسةالسنوات األولى

كما أن هذه . . قيام أية عالقة نموذجية مماثلة بين الطالب وأساتذتهم إمكانية . النظرة تعزز النزعة الفردية للطالب على حساب المجتمع

باحثون آخرون يؤثرون النظر إلى الطالب كمنتجين مساهمين في عملية عدين عن ين بذلك على دورهم اإليجابي في الصف الدراسي، مبتتعليمهم، مؤكد

، معتبرين أن التعليم العالي عمل يساهم فيه جميع الفئات صورة الطالب كمتلق سلبيوبالتالي يصبح الطالب والمحاضرون وكل . المعنية من طالب وأكاديميين وغيرهم

ني يركز على المعرفة، من يدعم العملية التعليمية أفرادا مرتبطين بمشروع تعاو . إنتاج تقانيين محترفينفحسبإنتاجها ونشرها وتطبيقها، وعلى تطوير المتعلمين، ال

يدل إذهذه الرؤية المثالية شأنها شأن كل ما سبقها، يفتقر إلى الواقعية، اإلنتاج المشترك االنخراط في والرغبة في القدرة الطالب لديهم جميع على أن واألكثر األكثر تميزا الطالب علىيكون مقصورا من المرجح أن وهذا. للمعرفة

من للبحث العلمي في مرحلة الدراسات العليا مالءمة وهو أكثر، تمتعا بالحافزية لتطوير المقترحات الحديثة مع توافقه، على الرغم من الدراسة الجامعية األولى

. امعية األولىمنذ المرحلة الج اعتمادا على البحث العلمي التعليمتغفل هذه التشبيهات بعض أوجه التعليم العالي المعاصر وتكتفي بالتركيز على

وإذا ما تحول التركيز إلى المستوى الكلي، أي إلى . المستوى الجزئي للتعليم العالي في هذه األيام التعليم العالي كنظام، أو إلى الدولة بشكل أعم، أو كما هو شائع جدا

. العالمي والمجتمع، فإنه تنشأ الحاجة إلى مناظير وتشبيهات مختلفةإلى االقتصادتحرك وتوجه لتحقيق أغراض التنافسية " بأداة"أصبح الطالب اليوم أشبه

فعندما تؤكد الحكومة البريطانية على سبيل المثال ضرورة . والمنفعة االقتصادية

-٢٠-

الطالب لشغل الوظائف تقوية التميز في التعليم والبرامج التعليمية لتأهيل المستقبلية، األمر الذي يتطلب التركيز على اختصاصات مفتاحية ضرورية للنمو

فإنها تهتم بحاجات االقتصادي وتعزيز المهارات المطلوبة في سوق العمل،االقتصاد وبقابلية الخريج للقيام بأعمال محددة تخدم احتياجات أرباب العمل، وهذا

صحيح أن هذا يتيح . لتحقيق سياسات معينة" كأداة"الب بحد ذاته تعامل مع الطللدول المحافظة على موقعها التنافسي، إال أنه يتجاهل تماما ميول الطالب

وهذا تحديدا ما يفسر تبعية التعليم العالي في بريطانيا . واحتياجاته الحقيقيةالتي تركز على لوزارة األعمال والمهارات واالبتكار، وفصلها عن وزارة التعليم

. المدارسوبالعودة إلى سورية، نرى أن الطالب الجامعي ال ينظر إليه في الجامعات والمعاهد الحكومية ال كزبون و ال كمستهلك، وال كعميل، بل ينظر إليه كصاحب

ومن الضروري توفيرها له وفقا لما يسمح به معدله في ، حق في فرصة تعليميةوعن مدى توفر وبغض النظر عن ميوله الشخصيةشهادة الدراسة الثانوية،

وإن كان األمر مختلفا . فرص العمل بعد التخرج في االختصاص الذي قبل فيه خطط تسويقية، باعتبابالنسبة للجامعات الخاصة التي تسعى الستقطاب الطالب

. معتبرة الطالب زبونا يجب إرضاءهلقطاع التعليم العالي بحسب ويظل الهدف األول من األهداف االستراتيجية وبرنامجها ٢٠١٣ – ٢٠١٢ما ورد في رؤية التعليم العالي وخطة العمل للعام

معايير "التنفيذي، هو زيادة فرص االلتحاق بالتعليم العالي وإتاحتها للجميع وفق لكن أحد األهداف االستراتيجية األخرى هو تعزيز المواءمة بين . "الجدارة

عالي ومتطلبات سوق العمل، وهذا يقتضي إحداث برامج مخرجات التعليم الواختصاصات تستجيب الحتياجات التنمية المجتمعية وسوق العمل، وتطوير

وتحسين مستوى التعليم التقني بما يلبي حاجات التنمية الخطط الدراسية والمناهج . وبالتالي، فإن الطالب يغدو أحد أدوات التنمية. االقتصادية واالجتماعية

وهنا، ال بد من القيام بدراسات موثوقة و إجراء إحصائيات يمكن الركون حاجات سوق العمل من االختصاصات للتنمية وإليها عن المتطلبات الحقيقية

ويبقى التحدي األكبر الذي . المختلفة، ليصار لمواءمتها مع مخرجات التعليم العاليأو " التصحر العلمي"يه ظاهرة قطاع التعليم العالي في سورية ما أطلق عل يواجه

-٢١-

االنحراف في نسبة الناجحين في الثانوية العامة من الفرع العلمي إلى الفرع تزيد في الطلب على الكليات النظرية على حساب ألن هذه الظاهرة. األدبي

ومع ذلك، ال يبدو أن هناك أية خطط عملية لمعالجة هذه المشكلة . الكليات التطبيقية انعكاساتها الخطيرة على خطط التنمية وعلى توفير فرص عمل على الرغم من

. للخريجين

* * *

-٢٢-

. . . أوروبايإيقاظ البحث العلم

فماذا عن سورية؟

)٢٠١٣ل واأل تشرين ٢٢جريدة الوطن (

في ظل اقتصاد عالمي جديد يعتمد على المعرفة تتزايد أهمية الموهبة واإلبداع وقد طرأ تحول جذري على اقتصادات دول العالم فتحولت من اقتصادات .واالبتكار

ويسعى العديد من دول العالم إلى . تعتمد على السلع إلى اقتصادات تعتمد على األفكاروضع سياسة وطنية للعلوم والتقانة ترسم الخطوط العريضة المحددة للتوجهات المستقبلية

الوطنية، تأكيدا إلدراك أهمية العلوم والتقانة واالبتكار، لمنظومة العلوم والتقانة واالبتكار . ودورها الفاعل في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية الوطنية الشاملة

مؤخرا مقال نشر في العدد األخير من المجلة وقد استرعى انتباهيي تعنى الت، University World News "عالم الجامعات"اإللكترونية البريطانية

صرخة إليقاظ البحث : المقال بعنوان . بأخبار التعليم العالي في جميع أنحاء العالميتناول فيه كاتبه مؤتمر قمة االبتكار األوروبي العلمي واالبتكار في أوروبا،

أيلول وحتى الثاني من ٣٠الخامس الذي عقد في مقر البرلمان األوروبي من اتفقت فيه أسماء كبيرة في مجال البحث العلمي والذي ، شهر تشرين األول الحالي

، صرخة إليقاظ البحث العلمي واالبتكار في أوروباطالق إلعلى أنه آن األوان واتفقت على إعالن من خمس نقاط موجه إلى واضعي السياسات في االتحاد األوروبي وإلى الدول األعضاء بعد أن سعى العديد من المتحدثين إلى تحديد سبل

. ة العقبات في طريق تحول أوروبا إلى اقتصاد ابتكاري ناجحإلزالوقد ضبط إيقاع . "المعرفة من أجل االبتكار"تم تنظيم القمة من قبل منتدى

رئيس الوزراء البولندي السابق Jerzy Buzekالقمة من قبل جيرزي بوزيك وروبي بعيدا ال يزال االتحاد األ": والرئيس الحالي للبرلمان األوروبي، الذي قال

. "جدا عن مركز الفعل في خريطة االبتكار العالمية

-٢٣-

األفكار للمنتدى، من أن وهو نائب رئيس المجلس الحاكم واشتكى بوزيك،العظيمة التي يأتي بها العلماء األوروبيون غالبا ما تموت قبل أن تجد طريقها

قتصاد األوروبي للتنفيذ في القطاع الصناعي، وأكد الحاجة الملحة إلنعاش اال: التي وضعها لتحقيق ذلك فهي أربعأما الخطوات. وإخراج االبتكار من سباته

وتعزيز دور قطاع األعمال في ، ضرورة التركيز على تقنيات تمكينية رئيسيةحاد األوروبي، وخلق تث العلمية الضرورية على مستوى االتحديد طبيعة البحو

. استخدام الطاقات الكامنة للشبابقل، و أوروبية في مجال النشراكة ابتكاروما خلص المؤتمرون إليه في بيانهم الختامي معايير محددة يمكن أن يفيد

فقد دعوا المعنيين . المعنيين بوضع السياسات الوطنية للبحث العلمي في بالدنابالبحث العلمي في أوروبا إلى تطبيق األدوات الحديثة وسياسات دعم االبتكارالتي

كما دعوا إلى بناء ثقافة تقوم على التنبؤ بمواطن الفشل . ت القبول والتقديرالقونبهوا . المحتمل واالستجابة السريعة لتجنبه، وتحمل المخاطر، و التمويل السريع

بحثية واضحة المعالم، وتضمين االبتكار كمبدأ في إلى ضرورة إيجاد بيئة سياسةفي التفكير والعمل المشترك في مختلف جميع اإلجراءات والقرارات، واالنخراط

القطاعات وعلى طول سلسلة القيمة التي تتضمن كل مراحل اإلنتاج، وتغيير آليات وقد تناوب . العمل والتوجهات والعمل على بناء ثقافة التغيير على كل المستويات

Janez Potocnikعا جانيز بوتوتشنيك المفوضون األوروبيون على المنبر، فد األوروبي لشؤون البيئة، إلى أربعة إجراءات لتعزيز اقتصاد دائري المفوض

بناء فهم مشترك لتحديات إلىيرتكز على كفاءة استخدام الموارد، مؤكدا الحاجة وقياس التقدم المحرز في ، االبتكار البيئي وإلى وضع أهداف ومعالم مشتركة

ق التي تحول دون ومعالجة العوائ، السعي نحو تحقيق هذه الرؤية واألهداف . االبتكار بطريقة ملموسة، فقد أكد أن Günther H Oettinger غونتر اوتينجر، أما مفوض الطاقة

األمر ال يقتصر فقط على تمويل البحوث وال على تطوير التكنولوجيا، وإنما يتعلق بسياسة متكاملة ينبغي تطويرها تبدأ بالقيام ببحوث أساسية وتنتهي بتلبية

. " السوق احتياجات رأى المجتمعون أن االبتكار أمر بالغ األهمية لتحقيق النمو االقتصادي، وأن

بناء كما ال بد ألوروبا من. على كل دولة من دول االتحاد اختيار الحقل الذي تتميز فيه . نظام إبداعها الذاتي وتحسينه من أجل البقاء في دائرة المنافسة على الصعيد العالمي

-٢٤-

المحاضر في ريادة األعمال واالبتكار Burton Leeبيرتون لي بالنسبة لاسية في أوروبا هي أزمة ابتكار األوروبي في كلية ستانفورد للهندسة، األزمة األس

شتى المجاالت، وأن الطالب وهي أزمة أداء ضعيف مزمن في . ليست أزمة ديونوفضل األمثلة األوروبية في أوروبا منفصلون إلى حد بعيد عن مناهج االبتكار، وأن أ

نجدها في فنلندا والمملكة المتحدة حيث قام الطالب بتشكيل أندية ريادة األعمال . في مجال منظومة االبتكار الوطنية مهماالخاصة بهم والتي تعد العبا

ويرى الباحثون أنه من الضروري بالنسبة لالتحاد األوروبي تعزيز تكامل تشريعات االعتباطية غير سات، واالبتعاد عن الصنع السيافضل بين العلم وأ

، والتوجه نحو سياسات تنظيمية مبنية على أساس علمي متين وعلى المدروسة . دراسة متأنية للمخاطر

وفي سورية، أحدثت الهيئة العليا للبحث العلمي بالمرسوم التشريعي رقم رسم السياسة وهي تهدف وفقا لما ورد في مرسوم إحداثها إلى ٢٠٠٥ لعام ٦٨

الوطنية الشاملة للبحث العلمي والتطوير التقاني واستراتيجياتهما بما يلبي متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية المستدامة والتنسيق بين الهيئات العلمية البحثية تنسيقا كامال ودعم الهيئات العلمية البحثية لتحقيق أغراضها على جميع

سم السياسة الوطنية للعلوم والتقانة واالبتكار الذي ورد ر ويعد مشروع. الصعدويهدف إلى تطوير سياسة ، من أهم مشاريع الهيئة في الخطة الخمسية العاشرة

ووفقا لموقع الهيئة . للعلم والتقانة واالبتكار واستراتيجية وطنية للبحث العلمية دارس، وأن مائعلى االنترنت، من المتوقع أن يعمل في هذا المشروع أكثر من

لكن حتى اآلن ورغم مرور سنوات . ن دراسة قطاعيةيينتج حوالي خمس وعشرعديدة على إحداث الهيئة التي عقدت عليها الكثير من اآلمال في تنشيط البحث العلمي في القطر، ما زالت سورية تفتقر إلى سياسية وطنية للعلوم والتقانة

درته الهيئة عن واقع البحث العلمي في كما أن آخر تقرير سنوي أص. واالبتكار، وتضمن العديد من األخطاء في جمع ٢٠٠٩ و ٢٠٠٨سورية كان لعامي ، بصدد ٢٠١٤وما زالت الهيئة ونحن على أعتاب العام . المعلومات وتحليلها

ومن غير الواضح سبب التأخر الكبير في . ٢٠١٠إصدار التقرير السنوي لعام

-٢٥-

يحتاج إال لجمع المعلومات من كافة ية كون األمر الإعداد هذه التقارير السنو . الجهات المعنية بالبحث العلمي في القطر، والتأكد من صحتها والقيام بتحليلها

اسات التعليم سيإذا كان الباحثون وواضعو: ذهن هووالسؤال الذي يتبادر للطر وينعون قتصادي والمجتمعي في أوروبا يدقون نواقيس الخالعالي والتطوير اال

بتكار في بالدهم وعدم قدرة جامعاتهم ومؤسساتهم البحثية على رعاية بذرة االاالبتكار وتوجيه البحوث العلمية في االتجاه الصحيح، فما هو الحال عندنا؟ وما هو موقع االبتكار في خطط وسياسات البحث العلمي لدينا؟ ومتى سيكون لدينا

التطوير التقاني، واالستراتيجيات وخطط سياسة وطنية شاملة للبحث العلمي والعمل المرتبطة بها، والتي تلبي متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية في

سورية؟قد يكون من المتعذر في المرحلة الراهنة تخصيص الموارد المالية الالزمة

، تقتضيها ضرورات التنمية للنهوض بالحث العلمي وتوجيهه الوجهة السليمة التيلكن هذا ال ينفي ضرورة العمل على وضع سياسة وطنية شاملة للبحث العلمي والتطوير التقاني، واالستراتيجيات وخطط العمل المرتبطة بها، والتي تحقق متطلبات التنمية، بحيث تكون جاهزة للتنفيذ عندما تتوفر اإلمكانيات والموارد

. الالزمة لذلك

* * *

-٢٦-

ونسكو من قطاع التعليم العايل؟هل انسحبت الي )٢٠١٣ آب ١٤جريدة الوطن، (

، منتدى لطالما وفر العديد من المنظمات الدولية، ولنصف قرن تقريبا

لمناقشة قضايا التعليم العالي العالمية، وبعض القدرات في تحليل السياسات وقد أنتجت وثائق تعنى بسياسات ذات صلة. والبحوث الداعمة لهذا القطاع

بقضايا التعليم العالي العالمية واإلقليمية، ونشرت دراسات وكتب ومجالت، ورعت اجتماعات دولية، وقامت من وقت آلخر بتمويل وتنسيق مشاريع بحوث

. في قضايا دولية رئيسية، إضافة إلى جمع العديد من اإلحصاءات

التعليم د أهم ما قامت به أنها وفرت منتديات للمناقشة جمعت قادة حولعل أالعالي والباحثين، وفي العديد من األحيان المسؤولين الحكوميين المعنيين بالتعليم

سيما في ر الذي ينطوي على أهمية خاصة، الالعالي من جميع أنحاء العالم، األم . قطاع متنوع الجوانب مثل التعليم العالي والبحث والعلمي ٢٩الصادر في (٢٧٨دد وقد استرعى انتباهي مؤخرا مقال نشر في الع

University World Newsمن مجلة أخبار عالم الجامعات ) ٢٠١٣حزيران طويل ثمة حاجة إلى تفكير: "اإللكترونية والتي تصدر في بريطانيا، وهو بعنوان

أستاذ باحث ، وهوPhilip Altbachلفيليب ألتباخ " في مجال التعليم العالي ألجلاوقد أشار . Boston Collegeبوسطن في كلية ي الدوليالعال التعليم مركز ومدير

من المنظمات الدولية الرائدة اثنتين أدلة كافية على أن ألتباخ في مقاله إلى وجوداليونسكو ومنظمة التعاون منظمة المشاركة في مجال التعليم العالي وهما

د ة وإلى ح، قد انسحبتا في السنوات القليلة الماضي(OECD) االقتصادي والتنمية . ما أدى إلى ترك فراغ كبيركبير من مجال التعليم العالي،

وهذا التنازل أمر مؤسف للغاية ألن التعليم العالي يحتاج أكثر من أي وقت ، وتحليل للقضايا المعاصرة، وجهة تنظمية لعقد 'قدرات تفكيرية'مضى إلى

-٢٧-

ظرا ألن التعليم العالي كما أنه أمر مستغرب جدا ن. المؤتمرات والندوات الدوليةفضال عن . لم يكن في أي وقت مضى أكثر أهمية لبلدان العالم مما هو عليه اليوم

المؤسسات والنظم األكاديمية تتأثر على نحو متزايد باالتجاهات العالمية في أنأفضل "التحليل المقارن والنقاشات الدولية، ويمكن أن تستفيد من تحليل

. ف أنحاء العالمفي مختل" الممارسات في مفيداوبالعودة إلى اليونسكو، يرى ألتباخ أنها لعبت في وقت ما دورا

وكانت المنظمة . التعليم العالي، على الرغم من سمعتها المعروفة بالبيروقراطيةوكانت قادرة . الوحيدة في العالم التي تغطي كامل قطاع التربية والتعليم العالي

وكان لها . بلدان النامية والدول الصناعية على حد سواءعلى جذب ممثلين من ال. في بعض البلدان، اتصاالت فريدة من نوعها مع كبار المسؤولين الحكوميين

وقام عدد من مكاتبها اإلقليمية ببناء القدرات في مجال بحوث التعليم العالي، ت منبرا كما أن العديد من المجالت التي كانت تصدرها، وفر. وتحليل السياسات

للتحليل والنقاش، مثل مجلة التعليم العالي في أوروبا، والتي كانت تصدر عن ي ، الذي أغلق ف)CEPESاليونسكو (المركز األوروبي لليونسكو للتعليم العالي

. ، فتوقف إصدار المجلة٢٠١٠عام ن عقدا في عامي االلذ (ن حول التعليم العاليياويعد مؤتمرا اليونسكو العالم

واالجتماعات اإلقليمية العديدة األخرى مؤتمرات مفيدة للغاية، ) ٢٠٠٩ و ١٩٩٨حيث شكلت جميعها محافل جمعت مسؤولين حكوميين ورؤساء جامعات

. لكن هذه البنية التحتية فككت بشكل منهجي كامل خالل العقد الماضي. وباحثينالتي أطلقتها اليونسكو وعلى الرغم من أن بعض مبادرات التعليم العالي العالمية إال أنها جمعت تقريبا كانت ذات جودة متفاوتة وعانت من عدم كفاية التمويل،

جميع البلدان للتفكير في قضايا التعليم العالي، وفي سياقها تم إعداد عدة وثائق . وتقارير رئيسية

ة، منظمة التعاون والتنميوالتي تضطلع بها اليونسكو " أعمال التقييس" وتعد. المقارنة اإلحصاءات التعليميةجمع أساسية ل، مع المنظمات األخرى بالتعاون

لكن . بتغطيتها العالمية الواسعة رغم دقتها المتواضعة الجهود وتتميز هذهأما بالنسبة . أقلإلحصاءات اهتماما السائد هو أن اليونسكو باتت تولي ااالنطباع

-٢٨-

األعضاء في الدول ال تغطي سوى منظمة التعاون والتنمية، فهي اتحصاءإل منظمات أخرى دوبالتالي فإنه ال يوج. عدد قليل من البلدان اإلضافية مع المنظمة

منظمة اليونسكو و تنازل مع التي اختفت كواسعة وجهات نظر أو تقدم خدمات . التعاون والتنمية عن دورهما في هذا المجال

جتماع االمثلية الغرض، أحادالمؤتمرات اإلقليمية من هناك عدد كبير، عن التصنيف العالمي للجامعات جياوتونغ شنغهاي جامعةالنصف سنوي ل

الذي ينظمه المجلس الثقافي " التوجه نحو العالمية"والمؤتمر السنوي عن ، المشاركين أقل من يحضرها عدد إذ لكنها مؤتمرات أقل أهمية. البريطاني

. ا أنه ليس لها صفة الديمومة، كمتوجهات رئيسية يبدو أن لديها وال، EAIEللتعليم الدولي الجمعية األوروبية مثل كذلك هناك منظمات

المشاركين متزايدة منعدادا أجذب تIREGوالتميز التصنيف األكاديمي مرصدو؛ التعليم العالي من بجوانب محددة تهتم عادة لكنهاجتماعاتها السنوية، العالميين ال

أما ،انتقال الطالبالتدويل و موضوع بتهتم للتعليم الدولي ةفالجمعية األوروبي . الجامعات على تصنيفاهتمامه ينصب ف مرصدال

الصرعات في " أو "مواضيع الساعةب"الممولون الوكاالت و وعادة ما تهتم منلكن القليل. توظيف الخريجينوتدريب القوى العاملة ب لعنايةكا" التعليم العالي لم يكن لديهاو، منظور دولي من اهتمت بهذه المواضيعسات المؤسالوكاالت و . الدولية للمناقشة خلق قاعدة معرفية مصلحة في

المشاريع و المتخصصة المؤتمرات المجموعة التالية من وبحسب التنبؤات فإن المساقات التعليمية واسعة النطاق عبر االنترنت المدى ستكون عنالبحثية قصيرة

قصيرة االهتمامات هذهوعلى الرغم من أن . التعليم عن بعدغيرها من عناصر و في مواصلة االستثمار يحل محل ال أنه ال شيء يمكن أن، إاألجل تستحق االهتمام

. يبدو أن اليونسكو تخلت عنه العالي العالمي، وهو ما عن التعليم دولي واسع منظور ٢٦تاريخ (٢٨١ بمقال نشر في العددعلى مقال ألتباخ ردت اليونسكو

التزام اليونسكو المستمر :بعنوان" أخبار عالم الجامعات"من مجلة ) ٢٠١٣تموز على العديد يتقدم في مجال التعليم العالي أن عملها فيه أكدت" في التعليم العاليأنها، أي و. نظم فعالة في بناء الوزارات والمؤسسات يساعد ومن الجبهات،

التغيير لتعزيز"سلطتها في عقد االجتماعات اماستخدالمنظمة، مستمرة في

-٢٩-

الوحيدة لألمم الوكالةأنها ، مؤكدة"الجودة العالية للتعليم العالي ذي المستدام تنفيذراقب وت، فإنها تحدد وبهذه الصفة. المفوضة بشؤون التعليم العالي المتحدة

القدرات في قويوت، وتقدم المشورة بحوث السياسات، وتنتج المعايير واالتفاقيات، فإن هذا العمل القيود المالية التي تعاني منها وعلى الرغم من. التعليم العالي

٢٠٠٧ففي عام . ، أهمها قيادة ضمان الجودةعلى العديد من الجبهات عندها تقدمي بدعم مالي وهي تنفذها، وبناء القدرات لضمان الجودةالمبادرة العالمية أطلقت

. ةلضمان الجود إقليمية شبكات قدمت الدعم لعدة ه المبادرةهذ. البنك الدولي منضمان لدعم مؤسسات وآليات مبادرة أفريقية وضع يجري اآلن ومتابعة لذلك،

. أفريقيا في للتعليم اليونسكو اإلقليمي مكتب للتعليم العالي بواسطة جودة التعليم العالي فتبحث سياسات كذلك تلعب اليونسكو دورا في مجال

ويأتي تقرير. الجامعات مثل تصنيف التي تعد بالغة األهمية القضايا ليونسكوا تصنيف الجامعاتأنظمة "، بعنوان ٢٠١٣الذي نشر في تموز اليونسكو الذي للمنتدى، متابعة"وسوء االستخدام ستخداماال: العالي التعليم في والمساءلةويضع . سية في العالمهيئات التصنيف الرئي وجمع بين ٢٠١١أيار عقدته فيكبيرا في األوساط جدال أثار هذا الموضوع الذي دوليا حول منظوراالتقرير

للتخطيط اليونسكو الدولي معهد وتعد البحوث التي أجراها مؤخرا. األكاديميةمؤسسات على فعالية الحاكمية الوطنية في اإلصالحاتأثر "عن) IIEP (التربوي

في الدراسات التوسع في التعليم"وكذلك عن ،"أفريقياو سياآ التعليم العالي فيالتعليم سياسات التزام اليونسكو مناقشة ، مثاال آخر عن"في البلدان اآلسيوية العليا . العالي

، فقد أكدت اليونسكو أدلة وبيانات على سياسات الفعالة تبنىالوحيث أن إلى أن ، مشيرةليم العاليفي مجال التع البيانات ونشرها لتحسين جمعسعيها

قابلة للمقارنة بيانات التي تنتج المنظمة الوحيدة، هو معهد اليونسكو لإلحصاءويسعى المعهد إلى . بلد وإقليم ٢٠٠ألكثر من للتعليم العالي عبر الحدود الوطنية

التصنيف مثلمنهجيات جديدة، وضع معايير و البيانات من خالل جودة تحسين عبر قابلية المقارنة لتحسينخصيصا، والذي صمم للتعليم ليالمعياري الدو

صنع بناء القدرات في مجال ب يقومكذلك. التعليم العالي لبيانات األوطانالتزام هذا الجهد ويدعم. إلحصاءات لاستخدام محسن المبنية على السياسات . يةأنظمتها التعليم على تخطيط وإدارة قدرات البلدان تعزيز في اليونسكو

-٣٠-

اليونسكو معهدفإن ،على ضمان الجودة التدريب وباإلضافة إلى تقديمإنشاء في، و المؤسسيةاإلداريةببناء القدرات يقوم أيضا للتخطيط التربوي الدولي

كذلك يحتل المعهد . لتعليم العالي لرصدوضع مؤشرات و والتقييم، نظم للرصد . للجامعات وقواعد األخالق كاديميالغش األ بالقضايا المتعلقة رائدا في موضعافي فريد من نوعه لليونسكو تفويض لفتت المنظمة االنتباه إلى أنوأخيرا

دورا والدرجات العلمية، وهو حقل يلعب والشهادات الدولي بالدراسات االعتراف ومراجعة في رصد بقوةكما تشارك . الطالبتنظيم حركيةفي تعزيز و هاما

من نوعه فريداقانونيا في هذا المجال، وتوفر إطارا ليمية الخمساإلق االتفاقيات . على المستوى الدولي التعليم العالي توفيرحوكمة ل

مما سبق أن اليونسكو تنفي انسحابها الكلي من قطاع التعليم العالي، ظيالحإال أن نشاطاتها في هذا القطاع قد تقلصت دون شك إلى حد كبير وهذا يدعو

، خاصة في هذا العصر الذي سمي بعصر المعرفة والذي تلعب فيه فلألسمؤسسات التعليم العالي في مختلف أنحاء العالم دورا أساسيا في توليد المعرفة

والواقع أن ألتباخ لم يكن الوحيد الذي انتقد تقلص دور اليونسكو في مجال . ونقلهاالمنظمة أيضا مشيرة إلى فقد ارتفعت أصوات أخرى من داخل . التعليم العاليجورج حداد، مدير فرع بحوث التعليم واالستبصار التابع فهذا . هذا التحول

لليونسكو يشير في تعليق نشرته مجلة أخبار عالم الجامعات في عدد سابق لها نشاطات اليونسكو ذات الصلة بالتعليم العالي وتعرضنا له في مقال سابق، إلى أن

. ر، وفككت شعبة التعليم العالي التي كان يرأسها بالكاملقد خفضت إلى حد كبيما زالت األسباب الحقيقية الكامنة وراء تقليص دور اليونسكو في التعليم العالي

والبعض اآلخر . البعض يعزوه لعدم توفر الموارد المالية الالزمة. غير واضحة تمامالمنظمة والتي ترى أن يرى أن ذلك ناتج عن مواقف بعض الدول األعضاء في ا

. التعليم العالي ليس من األولويات العالمية الملحة، وهذا أمر يدعو لألسفففي عصر انتشرت فيه الفروع الخارجية للجامعات والبرامج التعليمية المشتركة، وظهرت فيه أنماط جديدة للتعليم العالي، كالتعليم العالي العابر

، MOOCاق عبر االنترنت طفتوحة واسعة النلألوطان، والمساقات التعليمة الموشاعت فيه حركية الطالب، هناك حاجة ماسة لهيئة دولية تتمتع بمصداقية وقبول واسع من الدوائر العالمية ذات الصلة بالتعليم العالي، بحيث تعمل هذه

-٣١-

الهيئة على نطاق عالمي فتجمع ما بين الجهات المتعددة المعنية بالتعليم العالي لها األرضية الالزمة لمناقشة التحديات التي يواجهها هذا القطاع من وتهيء

منظور عالمي، وتهيء السبل المساعدة القتراح الحلول المناسبة لها، كوضع طار تنظيمي لحركية الطالب، واالعتراف بالدرجات والمؤهالت العلمية لمختلف إ

. أنماط التعليم، وغيرهاد هيئة دولية تعنى بجمع البيانات كما أنه من الضروري بمكان وجو

واإلحصاءات دوريا عن مؤشرات التعليم العالي في مختلف دول العالم، وتقوم ما يسمح بتبني قرارات وسياسات حيث تسهل المقارنة عبر األوطان، بنشرها ب

ومن المفيد بمكان أن تتعاون هذه الهيئة مع مختلف المنظمات والشبكات . سليمةتلف أنحاء العالم لمساعدة الوزارات ومؤسسات التعليم العالي في المهنية في مخ

. بناء أنظمة تعليم عالي تستطيع أن تواجه بفعالية تحديات التنمية الوطنيةمن الواضح أنه ال يوجد في الوقت الحالي وال في األفق المنظور منظمة

لذا من . سكوقادرة على االضطالع بهذه المسؤولية الكبيرة والمهمة غير اليونأن ا في مجال التعليم العالي، خاصة الضروري جدا أن تستعيد مكانتها ونشاطاته

قد تعهدت بتوسيع نشاطات Irina Bokovaإيرينا بوكوفا مديرة عام اليونسكو للتعليم العالي في جميع أنحاء العالم في منظمتها لتشمل تقديم مزيد من الدعم

عن كل أداء عملها بمنتهى الشفافية وبعيداكما أن عليها. المرحلة القادمةوال يجوز أن تخضع ألي اعتبارات غير تلك التي يجب أن . األجندات السياسية

. يحتكم إليها العمل العلمي والتربوي والثقافي

* * *

-٣٢-

املساقات التعليمية واسعة النطاق . . . MOOCعرب االنرتنت

عاب؟هل هي احلل ملشكلة االستي )٢٠١٣ متوز ٣١جريدة الوطن، (

كبيرا في أوساط التعليم العالي في قضية تثير منذ عامين جدالهناك

الواليات المتحدة وفي دول عديدة أخرى لما لها من آثار كبيرة على قطاع " المساقات التعليمية واسعة النطاق المقدمة عبر االنترنت"التعليم العالي، وهي

Massive Open Online Courses (MOOC) . فالبعض وصفها بأنها بداية ثورةحقيقية في التعليم العالي، والبعض اآلخر قال أنها ستغير قواعد اللعبة وتنذر

وفئة ثالثة وصفتها بأنها تتحدى . بنهاية التعليم العالي بطرقه التقليدية المعروفةمكن أن تؤدي إلى تراجع وفئة أخيرة تتكهن بأنها ي. نماذج التعليم العالي الربحية

. الفروع الخارجية للجامعات، وربما إلى اختفائها نهائياالتعليم اإللكتروني أو التعليم عن بعد عبر اإلنترنت ليس باألمر الجديد، فقد بدأت العديد من الجامعات ومنها جامعات النخبة بتوفير برامجها التعليمية عبر

ي، وهي تؤكد أن الدرجات العلمية التي يتم االنترنت منذ تسعينيات القرن الماضالحصول عليها بهذه الطريقة ال تقل جودة عن مثيالتها التي تتم ضمن الحرم الجامعي، وأن الشهادات الجامعية الصادرة عنها وكشوف العالمات ال تتضمن

. ضمن الحرم الجامعيملتعليم سواء أكان عبر االنترنت أإشارة إلى طريقة اتختلف عن برامج " اقات التعليمية واسعة النطاق عبر االنترنتالمس"لكن

فهي وإن كانت تتطلب قيدا نظاميا في هذه . التعليم عن بعد عبر االنترنت مع األساتذة وبقية المساقات، وقد تفرض بعض الشروط للقيد فيها، وتؤمن تفاعالتقليدية، لكنها ال تقود الطالب شأنها في ذلك شأن برامج التعليم عبر االنترنت ال

-٣٣-

للحصول على ساعات معتمدة أو شهادة جامعية نظامية بل على مصدقة إتمام . ومتاحة للجميعالمساق التعليمي، كما أنها مجانية تماما

في الواليات المتحدة University of Manitobaويعود الفضل لجامعة مانيتوبا مساق تعليمي واسع النطاق عبر أول ٢٠٠٨كأول جامعة قدمت مجانا في عام

بموجبه على ااالنترنت لخمسة وعشرين طالبا نظاميا ضمن الحرم الجامعي، ليحصلوساعات معتمدة، وأللفين وثالثمائة طالب وطالبة من خارج الحرم الجامعي مجانا

لكن االنجاز الكبير جاء . ولكن دون أن يتيح لهم ذلك الحصول على ساعات معتمدة عندما قدم األستاذان بيتر ٢٠١١ في عام Stanford University عة ستانفوردمن جامالذكاء "مساقا تعليميا عن Sebastian Thrun وسيباستيان ثرنPeter Norvigنورفيغ عبر االنترنت سجل فيه أكثر من مائة وستين ألف طالب من جميع أنحاء " الصنعيأي (من المسجلين % ١٥,٨المساق لم تتعد ومع أن نسبة الذين أنهوا هذا . العالم

، لكن استقطاب هذا المساق لهذا العدد الكبير من الطالب اعتبر حدثا ) طالب٢٣٠٠٠ . كبيرا وسلط الضوء على هذا النمط من التعليم العالي

المساقات التعليمية واسعة النطاق عبر " كيانات أساسية لتقديم ةحاليا هناك ثالث من ٢٠١٢وقد انطلق في نيسان عام Courseraول يدعى كورسيرا األ. "االنترنت

جامعات شركاء رئيسيين همة األمر أربعبادئجامعة ستانفورد، وكان يضم في جامعة بعضها من ٧٣ستانفورد وبرنستون وميتشيغان وبنسلفانيا، لكنه يضم اآلن

نتو ودلهي خارج الواليات المتحدة كجامعات أدنبره وجنيف وكوبنهاغن وتورووتقدم كورسيرا أكثر من أربعمائة مساق تعليمي مجانا في طيف . وطوكيو وغيرها

نسانية والعلوم واسع من االختصاصات التي تتراوح ما بين علوم الحاسوب والعلوم اإل، تجاوز عدد المسجلين في ٢٠١٣وفي تموز عام . ربوية وغيرهااالجتماعية والت

ماليين شخص، نصفهم تقريبا من داخل الأربعة ا قات التي تقدمها كورسيرالمسا . الواليات المتحدة والباقي من مختلف أنحاء العالم

٢٠١٢ وقد أطلقت في أيار من عام edXالمنصة الثانية تدعى إديكس وجامعة هارفارد، وقد رصد MITبالشراكة بين معهد ماساشوستس للتكنولوجيا

لمشروع الذي تلقى دعما مقداره مليون مليون دوالر لهذا ا٣٠كل منهما مبلغ وقد انضمت . دوالر من مؤسسة بيل غيت ومساهمات عديدة من جهات أخرى

ويشير موقع إديكس . جامعة كاليفورنيا في بركلي لهذه المنصة في مرحلة الحقةفي جامعة في العالم أعربت عن رغبتها ١٢٠اإللكتروني إلى أن أكثر من

-٣٤-

الدارات " أول مساق له في MITوقد قدم معهد .االنضمام لهذه المشروع طالب ١٥٥،٠٠٠ حيث سجل فيه ما يقارب ٢٠١٢في ربيع عام " واإللكترونيات

٧،١٥٧ عاما، واجتاز ٧٤ و ١٤ بلدا تتراوح أعمارهم ما بين ١٦٠مجانا من وكان معظم المسجلين من داخل الواليات المتحدة تلتها . طالب المقرر بنجاح

العديد من المساقات edXوقد أطلقت . يطانيا وكولومبيا واسبانيا وغيرهاالهند وبرالجديدة في العام الدراسي الحالي في الذكاء الصنعي وعلوم الحاسوب والكيمياء

. مساقا جديدا في العام الدراسي القادم٣٨وهناك خطط إلطالق . واإللكترونيات التي أطلقها Udacity أوداسيتي والمبادرة الثالثة في هذا المجال هي مبادرة

وتعد هذه المبادرة الوحيدة . سيباستيان ثرن الذي ترك جامعة ستانفورد لهذا الغرضوقدمت أوداسيتي أول مساقاتها عبر االنترنت عن . غير المرتبطة بإحدى الجامعات

وسجل فيه حوالي مائة ألف طالب، ٢٠١٢في مطلع عام " تصميم محركات البحث"تقدم أوداسيتي حاليا . %)١٠أي (م المقرر بنجاح حوالي عشرة آالف طالب اجتاز منه

. مساقا في علوم الحاسوب والرياضيات والفيزياء واإلحصاء والذكاء الصنعي١٣ولعل التحدي الكبير الذي يواجهه هذا النمط التعليمي الجديد هو أنه حتى اآلن

لى وثيقة إتمام ساعات معتمدة معترف ال تقود هذه المساقات التعليمية إلى الحصول عأن خاصة . ة معترف بها من أرباب العملـبها من الجامعات، أو شهادات جامعي

وهذا . عملية تقييم الطالب في نهاية المساق تتم غبر االنترنت وبعيدا عن الجامعات أما. أمر ال باس به إذا كان الغرض من اتباع هذه المساقات هو تحصيل المعرفة فقط

بيئة إذا كان المطلوب الحصول على شهادات رسمية، فال بد من إجراء االمتحانات في ولحل هذه المشكلة وقعت أوداسيتي مع مؤسسة بيرسون اتفاقا خاصا يتعلق . مضبوطة

تسمح مؤسسة بيرسون بموجب هذا االتفاق لطالب أوداسيتي . باالمتحانات النهائيةافي للمساقات التي اتبعوها، باستخدام مراكزها الراغبين بإجراء امتحان نهائي إض

. مركز في جميع أنحاء العالم مقابل رسم مالي محدود٤٥٠٠االمتحانية البالغ عددها ومن التحديات األخرى التي يواجهها هذا النمط التعليمي الجديد هو

وتفكر بعض الجامعات. االستدامة المالية لهذه البرامج كونها مجانية حتى اآلنويقول . بفرض رسوم مالية بسيطة على الطالب لتأمين العوائد المالية الالزمة

الخبير كولر من كورسيرا أن النموذج الحالي في التعليم العالي في أميركا يعتمد على تحصيل أقساط مالية مرتفعة جدا من عدد محدود من الطالب المقبولين في

-٣٥-

على " واسعة النطاق عبر االنترنتالمساقات" الجامعات، في حين ستعتمد برامجفرض أقساط مالية ضئيلة على جمهور واسع جدا من الطالب، وهذا بحد ذاته

. دمقرطة للتعليم العاليوتفكر بعض الجامعات بطرائق أخرى لتحصيل عوائد مالية لهذه البرامج

كالسماح ألرباب العمل باالستفادة من عوضا عن فرض رسوم على الطالب، المعطيات الخاصة بالسير الذاتية للطالب والتي تمكنهم من التعرف على قاعدة

وفي حال نجاح . الطالب المتميزين الذين أنهوا المساقات بنجاح الحتمال توظيفهمهذه المحاوالت تكون الجامعات قد حققت نقلة نوعية تتجسد في نقل تحمل تكاليف

. على صعيد التعليم العالي كبيراثاالدراسة من الطالب إلى أرباب العمل، ما يعد حدأما عن اآلثار المتوقعة النتشار هذه المساقات التعليمية على نطاق واسع على الجامعات التقليدية، فيرى بعض خبراء التعليم العالي أنه لن يكون لها آثار تذكر على جامعات النخبة المرموقة التي ستستمر في استقطاب الطالب

في . ين يسعون إلى الجامعات ذات السمعة والمنزلة العلمية الرفيعةالمتميزين الذحين سيكون لها بعض التأثير على الجامعات والكليات المحلية التي ستضطر إلى

ر نحو إدماج التدريب العملي المهني ضمن بإعادة توجيه برامجها بشكل أكسع في التوجيه البرامج النظامية، والتوجه نحو البرامج األكثر مهنية، والتو

لكن األثر األكبر سيكون دون . المهني واإلرشاد الوظيفي للطالب والخريجينشك على الجامعات الخاصة الربحية، وبخاصة تلك التي تعتمد مبدأ التعليم عن بعد والتي عليها اآلن أن تتنافس بشدة مع موفري هذه المساقات التعليمية من

. الربحي في طيف واسع من االختصاصاتمؤسسات القطاع العام والقطاع غير ومن الملفت للنظر أن بعض خبراء التعليم العالي يعتقد أن ظهور المساقات

النطاق المقدمة عبر االنترنت سيساعد في حل مشكلة التزايد التعليمية واسعة الكبير في الطلب على التعليم العالي، ويخفف الضغط المتزايد على الجامعات

عدالت االلتحاق بها، حيث من الممكن إدماج هذه المساقات بهدف زيادة مالتعليمية مع البرامج النظامية للجامعات، وقبول الطالب الذين لم تسمح معدالتهم الدراسية بالتحاقهم في البرامج الجامعية النظامية، قبولهم في المساقات التعليمية

علما أنه يمكن إجراء النطاق عبر االنترنت لقاء رسوم مالية محددة، واسعةاالمتحانات النهائية لهذه المساقات ضمن الحرم الجامعي ويحتسب للطالب

وهذا فعال ما طالبت به السلطات المحلية . الناجحين ساعات معتمدة نظامية . الجامعات في والية كاليفورنيا

-٣٦-

سيكون له " النطاق عبر االنترنت المساقات واسعة"مما ال شكك فيه أن ظهور آثار كبيرة على قطاع التعليم العالي في جميع أنحاء العالم خاصة إذا ما تم إيجاد حل

لكن . لمشكلة االعتراف بالوثائق الصادرة عن هذه المساقات من قبل أرباب العملالملفت للنظر أن العديد من خبراء التعليم العالي في العالم ينظرون إلى هذا النمط

ملية التعليمية التقليدية ضمن الحرم الجامعي وليس بديالالتعليمي الجديد كمكمل للعفقد وجدت بعض الجامعات األميركية، على سبيل المثال، أنه باستخدام هذا . عنها

النمط التعليمي يمكن تدريس العديد من المقررات المشتركة بين االختصاصات والتي يمياء العامة واإلحصاء يسجل فيها عادة عدد كبير من الطالب كمقررات اللغات والك

. وغيرها، األمر الذي من شأنه تخفيف الضغط على البنى التحتية للجامعةوبالنسبة لسورية، يمكن باستخدام هذا النمط التعليمي الجديد قبول أعداد إضافية كبيرة من الطالب في طيف واسع من االختصاصات بحيث تجري

الحرم الجامعي، في حين تتم االمتحانات العملية التعليمية عبر االنترنت بعيدا عنفي أوقات محددة ضمن الحرم الجامعي على غرار ما يتم حاليا في التعليم

كذلك يمكن . توفير فرص تعليمية جديدة وحل مشكلة االستيعاب وبالتالي. المفتوحتدريس العديد من المقررات في التعليم النظامي باستخدام هذه الطريقة حصرا،

عض مقررات السنوات األولى في الكليات النظرية ذات الكثافة الطالبية وخاصة بالكبيرة كاآلداب والحقوق والشريعة وغيرها والتي تعاني أصال من نسب حضور متدنية للمحاضرات والتي تحولت العملية التعليمية فيها تدريجيا إلى نوع من

ضغطا كبيرا على البنى هذا يخفف نإعن القول وغني . التعليم عن بعد مقنعالتحتية الجامعية التي أصبحت مثقلة بالكثافة الطالبية الكبيرة رغم التوسعات

لكن اتباع هذا النمط التعليمي الجديد يتطلب الكثير . الكبيرة التي حدثت مؤخرابدءا بتجهيز المواد التعليمية الالزمة باللغة العربية، . من االستعداد والتحضير

ات الحاسوبية الالزمة لمتابعة تقدم الطالب، وشبكات اتصال ذات والبرمجي . موثوقية عالية داخل وخارج الحرم الجامعي وغيرها

إن اإلقبال على التعليم العالي حق للجميع، وبالتالي كان ال بد من التفكير م أعداد الطالب خالمستمر في حلول للمشكالت اللوجستية والعلمية التي يطرحها تض

حدأ" عة النطاق عبر اإلنترنتالمساقات واس"وقد تكون . افدة كل عام إلى جامعاتناالو . تلك الحلول

-٣٧-

:لتعلم مؤسسات التعليم العايلتطوير التعليم وا

عندما ندرك أمهية الوظيفة التعليمية للجامعات )٢٠١٣ متوز ٢جريدة الوطن، (

التعليم وبناء :تتضمن رسالة كل جامعة ثالث وظائف أساسية هي

تتلخص الوظيفة األولى في قيام . القدرات، والبحث العلمي، وخدمة المجتمعالجامعة بنقل المعرفة ونشرها من خالل برامجها التعليمية المتنوعة وعن طريق تزويد الطالب بمختلف العلوم والمعارف التي تؤهلهم لدخول سوق العمل ودعم

وتتلخص الوظيفة الثانية في قيام الجامعة . اعيةبرامج التنمية االقتصادية واالجتمبدور أساسي في البحث العلمي في مختلف مجاالت المعرفة العلمية والتكنولوجية

أما الوظيفة الثالثة فهي خدمة المجتمع عن طريق . واإلنسانية، والعمل على تطويرها . التوعية العامةلعب دور تثقيفي إرشادي، والمشاركة في تقديم الخدمات االجتماعية و

فبعض. ف الثالث غالبا ما ال تعطى نفس القدر من األهميةئهذه الوظاالجامعات المرموقة في العالم دأبت على إيالء البحث العلمي األهمية القصوى

أن عقود البحث على حساب عملية التعليم والتعلم، وذلك لعدة أسباب أهمها، للجامعة موارد إضافية كبيرةخاصة تؤمنالعلمي المبرمة مع الجهات العامة وال

نتاجها البحثي بشكل مباشر، إلكون منزلة الجامعة العلمية العالمية مرتبطة بوحيث أن معظم المؤشرات التي تعتمد عليها أنظمة تصنيف الجامعات العالمية

وقد انعكس ذلك على أنظمة . باإلنتاج البحثي للمؤسسة مباشراترتبط ارتباطا إلنتاج كبيراوترقية أعضاء هيئة التدريس فيها والتي باتت تعطي ثقالتعيين

األمر . المرشح البحثي، بينما تعطي أهميه ثانوية لخبراته وإنجازاته التعليميةالذي جعل كبار األساتذة الباحثين الفائزين بجوائز بحثية كبيرة كجائزة نوبل

ما يشاهدون في قاعات اوغيرها يقصرون نشاطهم على البحث العلمي ونادر

-٣٨-

وهذا أمر له دون . التدريس، معتمدين غالبا على مساعديهم في إلقاء المحاضرات . شك انعكاسات سلبية على العملية التعليمية

والالفت أن الكثير من الدول عادت لتدرك أهمية الوظيفة التعليمية لتحديث " ع المستوى رفيفريق" وهذا ما حدا باالتحاد األوروبي لتشكيل. للجامعات

وقد أصدر الفريق . واالرتقاء بأداء مؤسساته التعليميةالتعليم العالي في أوروباتحسين نوعية التعليم والتعلم في مؤسسات التعليم العالي "بعنوان مؤخرا تقريرا

، خلص فيه إلى نتيجة أساسية مفادها أنه في العديد من الجامعات "األوروبيةجري التركيز بما فيه الكفاية على عملية التعليم والتعلم مقارنة األوروبية ال ي

أن يحصل جميع وقد أوصى التقرير بضرورة. باالهتمام الكبير بالبحث العلميشهادة في أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي في أوروبا على

. ٢٠٢٠التأهيل التربوي وذلك بحلول عام Maryيسة إيرلندا السابقة ماري ماك أليسالفريق الذي ترأسه رئ

McAleese و يتألف من عدد من األكاديميين األوروبيين المتميزين إضافة إلى انتهى في تقريره إلى ست عشرة توصية ، رئيس شركة مايكروسوفت في أوروبا

األساسي وهو أن التدريس مهم بقدر أهمية البحث العلمي، وأن تدعم فيها رأيهم والتعلم يجب أن تحتل مركز الصدارة على سلم أولويات الجامعات جودة التعلي . األوروبية

وقالت مفوضة شؤون التعليم أندروال فاسيليو إن التوصيات جاءت في وأشارت أنه في العديد . الوقت المناسب وأنها ستبذل كل ما في وسعها لتنفيذها

اف على التدريس من مؤسسات التعليم العالي األوروبية هناك تركيز غير كهما يقع في صلب رسالة التعليم ي أن كلمقارنة بالبحث العلمي، على الرغم من

. وهذا يقتضي ضرورة إعادة التوازن. العاليولعل أهم ما يوصي به التقرير أيضا أن تضمن السلطات الحكومية

ود لدعم جه جيداالمسؤولة عن التعليم العالي وجود إطار مستدام، ممول تمويالكما ينبغي على كل . مؤسسات التعليم العالي في تحسين جودة التعليم والتعلم

مؤسسة وضع وتنفيذ استراتيجية لدعم جودة التعليم والتعلم فيها وتحسينها بشكل مستمر، وتكريس المستوى الالزم من الموارد البشرية والمالية لهذه المهمة،

حيث يكون هناك تكافؤ بين التدريس ودمج هذه األولوية في رسالتها األساسية، ب . والبحث العلمي

-٣٩-

كذلك يجب أن يعطى التميز في التدريس ثقال هاما في آليات تعيين أعضاء هيئة التدريس وترقيتهم، فتقيم كفاءاتهم التدريسية عند ترشحهم للترقية في السلم

.كاديمي كما يقيم إنتاجهم العلمي من بحوث علمية وتأليف ونشراألكل هذا يحتم تأمين التأهيل المهني الالزم لألساتذة الجامعيين ليمارسوا

وبناء عليه، أوصت المجموعة بضرورة أن . مهامهم التعليمية على الوجه األكمليدعم االتحاد األوروبي إنشاء أكاديمية أوروبية للتعليم والتعلم مستوحاة من

وأن تضع مؤسسات التعليم العالي . معايير الممارسات الجيدة الواردة في التقرير ال يتجزأ من استراتيجيات تدويل شاملة وتعمل على تنفيذها، باعتبارها جزءا

وسيركز الفريق انتباهه في المرحلة القادمة، وكجزء من . رسالتها ووظائفهامهمته إليجاد سبل تحسين التعليم العالي في االتحاد األوروبي، على كيفية تعظيم

المفتوحة ب جديدة لتوفير التعليم العالي النوعي مثل المساقات التعليميةأثر أسالي . MOOCsأو ، والواسعة النطاق المقدمة عبر االنترنت

هذا التوجه معارضة من المؤسسات التعليمية، فقد رحبت رابطة لم يلقي الممثلة في مجموعة العمل بالدعوة للتأهيل اإللزام) EUA(الجامعات األوروبية

لألكاديميين، وبضرورة زيادة التركيز على مساعدة الطالب على تطوير مهاراتهم وشددت على أن . وإحداث األكاديمية األوروبية للتعليم والتعلم الريادية والمبتكرة،

التطورات في التعليم والتعلم يجب أن تأخذ بالحسبان احتياجات الفئات المختلفة من المسنين، والتطورات األخيرة في طرائق توفير المتعلمين بما في ذلك الطالب . لوجيات الحديثة على سبيل المثالالتعليم وأثر استخدامها، كالتكنو

لم يكن االتحاد األوروبي سباقا في إدراك أهمية الوظيفة التعليمية جامعات العالم ذات النشاطات البحثية فقد سبقته إلى ذلك بعض . للجامعات

منذ فترة ليست بالقريبة أن تقديم برامج تعليمية عالية الجودة المكثفة التي أدركتال يقل أهمية عن اإلنتاج البحثي للجامعة، مما دعاها لتطبيق أنظمة صارمة

وقد بدأت تشترط لقبول أعضاء هيئة تدريسية . لضبط جودة العملية التعليمة فيهاوير التعليم والتعلم في تط"للتعيين فيها أن يكونوا حاصلين على شهادة تأهيلية في

كما أحدثت برامج تعليمية . ، إضافة للشهادة االختصاصية المطلوبة"التعليم العاليخاصة لتأهيل أعضاء الهيئة التعليمية، وشجعتهم على اتباع هذه البرامج بوقت

جامعة أوكسفورد وقد أحدثت. جزئي إضافة إلى واجباتهم التدريسية األخرى الدراسات العليا ينتهي بالحصول على دبلوم عال في برنامجا على مستوى

-٤٠-

Postgraduate Diploma in Learningتطوير التعليم والتعلم في التعليم العالي

and Teaching in Higher Education . والبرنامج الذي يمتد على مدى عامينة بوقت جزئي ويهدف بشكل أساسي لتحسين التعليم وتصميم المساقات التعليمي

قادر القيادات التربوية كادر من من خالل بناءوبيئة التعلم في جامعة أكسفورد ، وهو موجه كليات الأو داخل األقسامالتوجيه والتربويةالمشورة على تقديم

إثراء فيألعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة من ذوي الخبرة الذين يرغبون وتطوير، الخاصة التعليمية ممارساتهم تعلم وإشكالياته، وتحسينفهمهم آلليات ال

أكسفورد من معهد دبلوم الويمنح هذا. التعليمية في الجامعةتحسين العملية أفكار لويتطرق لمواضيع العالي في بريطانيا، التعليم أكاديمية لتعلم، وهو معتمدمن قبلل

آفاق ا منه على قدر كبير من األهمية ألثرها في تطوير التعليم وتحسين التعلم،وتطوره، والتغذية الراجعة والتقييم، والتنوع تعلم الطالب والتعليم العالي، أهداف

والشمولية، وإعدادات واستراتيجيات التعليم، والتعليم في مجاالت محددة، والجدير بالذكر أن . التربوي وتصميم المساقات والمناهج التعليمية، وقيادة التغيير

كسفورد اتبعوا هذا البرنامج منذ إحداثه أجامعة في أكاديميا١٢٠أكثر من . وحصلوا على المؤهل المطلوب

لقد سعت جامعة دمشق منذ سنوات إلحداث برنامج تأهيلي مماثل في تطوير التعليم والتعلم في التعليم العالي بالشراكة مع إحدى الجامعات األجنبية،

على أعضاء الهيئة التدريسية ليحل محل دورات التأهيل البسيطة التي كان لزاما لكن هذا المشروع واجه بعض العقبات . اتباعها كشرط من شروط التأصيل

واليوم بات من الضروري إعادة تفعيله والسعي . القانونية التي أعاقت إحداثهالجاد إلحداثه لما له من انعكاسات كبيرة على تطوير عملية التعليم والتعلم في

مستقل ث هذا البرنامج في كلية التربية أو في مركزويمكن أن يحد. الجامعةويمكن في . لتحقيقهحكانت جامعة دمشق تطم للتميز في التعليم العالي، وهو ما

مرحلة الحقة إحداث أكاديمية وطنية لتطوير التعليم والتعلم في مؤسسات التعليم . العالي على غرار األكاديمية األوروبية المقترحة

. ل جهد ممكن لدعم وتطوير العملية التعليمية في جامعاتناال بد من بذل كفإعداد أعضاء الهيئة التدريسية وتأهيلهم لتأدية وظيفة الجامعة التعليمية يتيح تأهيل خريجين متمكنين من اختصاصاتهم وقادرين على التواؤم مع متطلبات

ت سوق العمل دائمة التطور، وهو الوظيفة األساسية التي على الجامعا

-٤١-

يتطلب أعضاء هيئة في الجامعات ال إن تطوير العملية التعليمية. االضطالع بهان في حقولهم االختصاصية فحسب، بل أيضا متميزين في إعداد يتدريسية متميز

وتقديم المحاضرات والدروس العملية، وتصميم المناهج والمساقات التعليمية، اف التعليمية للمقررات الدرسية، وتقويم الطالب تقويما جيدا يتناسب مع األهد

ولتحقيق ذلك ال بد من . واستخدام التكنولوجيات الحديثة في التعليم، وغيرهاتوفير التأهيل الالزم لهم عن طريق إحداث برامج متخصصة في تطوير التعليم

كما ال بد من إيجاد . والتعلم في التعليم العالي، أسوة بالجامعات األجنبية المرموقةات الكفيلة بتشجيعهم على االلتحاق بهذه البرامج، كتوفير حوافز مادية اآللي

ووظيفية لمن يتمكن من الحصول على التأهيل المطلوب، وتخصيص جائزة سنوية للتميز في التعليم على غرار ما تفعله العديد من الجامعات في العالم،

للمرشح للترقية وتعديل أنظمة الترقية بما يأخذ في الحسبان األداء التعليمي . نتاجه البحثي والعلمي اآلخرإالعلمية، إضافة إلى

* * *

-٤٢-

"كسب العقول" إىل »هجرة العقول«التحول من )٢٠١٣حزيران ٤، جريدة الوطن(

تؤكد األهمية المتنامية للدور الذي تلعبه القدرات البشرية ذات التأهيل

واالجتماعية للمجتمعات في عالمنا اليوم على االقتصادية العالي في التنميةضرورة توسيع قاعدة المواهب الوطنية، ال سيما في المؤسسات القائمة على

. المعرفة كالجامعاتوفي الوقت الذي تزداد فيه التقلبات العالمية، تسعى المؤسسات العلمية

يعة وذلك من واألكاديمية جاهدة لبناء كوادرها المعرفية من ذوي المؤهالت الرفخالل استقطاب المؤهلين تأهيال رفيعا والمحافظة عليهم، األمر الذي سيؤدي، في نهاية المطاف، إلى زيادة في التنافس على المواهب العلمية ذات التأهيل العالي

. في أنحاء العالم كله حملة الدكتوراه من بين أكثر المواهب العلمية التي تسعى المؤسسات دويعوكما هو معروف جيدا، تعمل القوى العلمية واالقتصادية في الدول . ابهاالستقط

ناشئة في المتقدمة كمغناطيس لجذب تلك المواهب من البلدان النامية والمناطق ال . بلدان العالم المختلفة

ونتيجة لذلك، تعاني البلدان النامية والعديد من المناطق الناشئة على حد وما تجره من عواقب وخيمة على Brain Drain" عقولهجرة ال"سواء من ظاهرة

. منظومة التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا في تلك الدولالبرتغال تعكس عقودا من هجرة : "وقد استرعى انتباهي مقال بعنوان

من مجلة ) ٢٠١٣ أيار ٢٥(نشر مؤخرا في العدد األخير "العقول إلى كسبهاكترونية التي تصدر في اإللUniversity World Newsأخبار عالم الجامعات

وقد تناول المقال الذي أعده ثالثة باحثين من مركز بحوث االبتكار . بريطانيا والتكنولوجيا والسياسات في المعهد العالي للتكنولوجيا بجامعة لشبونة التقنية

-٤٣-

اإلنتاج التي كانت تتخلف من حيث القدرات العلمية و-دراسة لحالة البرتغال هجرة "العلمي عن غيرها من الدول األوروبية، وعانت لعقود من ظاهرة

" كسب العقول"إلى ظاهرة " هجرة العقول" إذ تمكنت من تحويل ظاهرة -"العقولBrain Gain وذلك عبر تبنيها سياسات علمية قائمة على استقطاب القدرات

بناء القدرات المؤسسية، البشرية ذات التأهيل العالي، فضال عن التركيز على . وتوسيع القاعدة العلمية

وقد قام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بشهادات الدكتوراه في البرتغال ما ، والتي أظهرت تدفقا إيجابيا للدكتوراه في البرتغال في ٢٠١٠و ١٩٧٠بين عامي

عقود متتالية ، وذك بعد أربعة )أي كسبا للعقول عوضا عن هجرتها (٢٠١٠عام من حملة١٩٨٧٦فمن بين . كانت البرتغال متخلفة فيها من حيث القدرات العلمية

فقط ٦٦٩الدكتوراه الذين أكملوا دراستهم في إحدى الجامعات البرتغالية، فإن هناك من حملة شهادة ١،٨٣٦يعملون في الخارج، في حين يعمل %) ٣,٤ما يعادل (

عملون في مجاالت البحث ي %٨٣ال، ومن بينهم الدكتوراه األجنبية في البرتغ . والتطوير

وتمثل البرتغال دراسة حالة مثيرة لالهتمام ألنها استطاعت مواجهة التحدي المتمثل في التغلب على الفجوة في التطور العلمي والتكنولوجي على

مستوى منظمة التعاون والتنمية مدى عقود، بل قرون، لتتجاوز بعد ذلك متوسط ة في قوة العمل بحلول من حيث عدد الباحثين لكل ألف نسمOECDألوروبية ا

وقد تم انجاز ذلك نتيجة االستثمارات الحكومية في مجاالت العلوم . ٢٠١٠عام ونتيجة . وربطها بسياسات بناء رأس المال البشري وبناء القدرات المؤسسية معا

٪ ٧٤وراه الممنوحة أكثر من شهادات الدكت لتلك االستراتيجيات، فقد ارتفع عدد كان عدد شهادات الدكتوراه ١٩٧٠ففي عام . ٢٠١٠ و٢٠٠٠بين عامي

٢٠٠٣الممنوحة في العام الواحد أقل من مئة شهادة، ليتجاوز األلف في عام . ٢٠١٠وألف وستمائة في عام

من حملة الدكتوراه " كسب العقول"دون شك، تتطلب عملية الوصول إلى وبالعودة للتجربة البرتغالية يمكن . ، وغالبا، سياسات علمية استثنائيةوقتا والتزاما

القول أنه حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لم يكن نظام التعليم العالي يتمتع بالقدرة الكافية الفتتاح برامج الدكتوراه، وكان -بشكل عام -البرتغالي

وعليه، فقد . ديد من المجاالت العلميةشكو من نقص في الكوادر المؤهلة في العي

-٤٤-

شجعت السياسات العلمية في حينها التأهيل العالي خارج البرتغال، ما أدى إلى ولكن، خالل تسعينيات القرن الماضي اعتمدت . عملية مستمرة من هجرة األدمغة

عملية استقطاب الموارد البشرية من حملة الدكتوراه كسياسة إستراتيجية إلرساء وقد أدى ذلك إلى عودة العديد من . القواعد العلمية واألكاديمية في البرتغالأسس

حملة الدكتوراه، وكذلك إلى اتجاه األوساط العلمية واألكاديمية البرتغالية نحو مع " العقولتداول "و" هجرة العقول"ونتيجة لذلك، فقد تعايشت ظاهرتا . التدويل

سات المتبعة، فقد بلغت نسبة أعضاء هيئة بناء على السيا. بعضهما مدة من الزمنفي الجامعات الحكومية عام % ٦٨التدريس الذين يحملون شهادة الدكتوراه

وسجل في الوقت ذاته نمو . ٢٠٠١فقط في عام % ٤٨، في حين كانت ٢٠٠٩في عدد المنشورات العلمية نسبة إلى مجموع عدد السكان، والذي وصل إلى

في عام ٣٧٣، فيما كان هذا العدد ٢٠٠٩سمة في عام مقاال لكل مليون ن٧٠٣٢٠٠٤ .

وعليه، فقد أصبحت القاعدة العلمية في البرتغال في مجاالت العلوم ن تحقيق ذلك قد لك. والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات قادرة على المنافسة دوليا

الت عقود خصصت خاللها استثمارات مهمة في مجاالأربعة استغرق ما يقارب . العلوم والتكنولوجيا

أنه باإلمكان زيادة وتيرة هذه العملية في " معدو الدراسة"ويعتقد الباحثون مناطق أخرى من العالم، إذا ما اتخذت تدابير منهجية مالئمة على مستوى

كما يعتبرون أن من أهم التدابير االستثنائية المتبعة في البرتغال والتي . السياساتعلى –كان تبني برنامج عمل رئيس " كسب العقول"ز ظاهرة ساهمت في تعزي على المدى الطويل لتمويل المنح البحثية المخصصة لمشاريع -مستوى البرتغال

الدكتوراه ومشاريع ما بعد الدكتوراه، وذلك باالعتماد على تقييم دقيق وموضوعي للمقترحات البحثية الفردية المقدمة وبشكل مستقل تماما عن أية

وقد رافق ذلك برامج حكومية لتمويل الوحدات البحثية . جامعة أو مؤسسة بحثيةاستنادا إلى عقود محددة لعدة سنوات قامت من خالل تقييم البحوث الوطنية،

ويعتقد . الت الهرمية الداخلية للجامعاتوأيضا بشكل مستقل تماما عن التسلسمن أجل معرفة كيفية اطق الناشئة التي تحتاجها المنالباحثون أن تعزيز القدرات

استخدام العلم في التنمية االقتصادية يتطلب التزاما من قبل واضعي السياسات

-٤٥-

العامة من جهة، وكذلك من القائمين على تخصيص االستثمارات من جهة ومن التدابير التي أوصى الباحثون باعتمادها إحداث مسار وظيفي بحثي . أخرى

ن المسار الوظيفي التقليدي ألعضاء هيئة التدريس وعن في الجامعات، مستقل ع . اإلجراءات الجامعية الداخلية

نعتقد أنه من المفيد االطالع على تجارب الدول األخرى، ال لنسخها بل لدراستها وتحليلها واالستفادة منها، خاصة تلك التجارب الخاصة بالدول التي

البحثية مقارنة بالدول األخرى، ثم كانت تعاني من فجوة في مؤشراتها العلمية و . استطاعت ردم هذه الفجوة بإتباع خطط واستراتيجيات مناسبة

ومن الواضح أن برنامج العمل الرئيسي المركزي الذي أشار إليه الباحثون لتمويل المشاريع البحثية المخصصة للدكتوراه وما بعدها والذي " معدو الدراسة"

عوضا عن هجرتها في البرتغال، يقع في صلب " كسب العقول"ساهم في تعزيز والتي عقدت ٢٠٠٥مهام الهيئة العليا للبحث العلمي التي تأسست في سورية عام

. على انطالقها اآلمال في دعم منظومة البحث العلمي الوطني والنهوض بهونحن نأمل أن تضطلع هذه الهيئة بالدور المنوط بها على أكمل وجه لما لذلك من

اسات إيجابية تحتاج إليها سورية في مجاالت التنمية االقتصادية انعك . واالجتماعية

لقد بات التنافس العالمي على البحث العلمي وعلى المواهب البحثية تنافسا شديدا، ويبدو أن هذا التنافس سيبقى شعار المرحلة القادمة في عصرنا هذا

كانت الدول المتقدمة تسعى جاهدة الحقائق وإذا، انطالقا من تلك"عصر المعرفة"الستقطاب الخبرات البحثية من بلداننا، فاألولى بنا التسلح باألدوات األكثر فعالية لرفع قدراتنا التنافسية، وعلى رأس تلك األدوات استقطاب رأسمالنا البشري المؤهل من حملة الدكتوراه وغيرها، وبذل كل ما يلزم للمحافظة عليه، وتقديم

. عم الالزم له على اختالف أوجههالد

* * *

-٤٦-

الدكتوراه ظل املتغريات )٢٠١٣ نيسان ١٤، الوطنجريدة(

ج العديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم أعدادا متزايدة من بينما تخر

فيما إذا كان الوقت تتساءل الدكتوراه، بدأت بعض الجهات المسؤولة حملة شهادةحول عدد شهادات عدة تثار حالياتساؤالت. نتاج هذا إلبطاء خط اإلقد حان

لفرص الدكتوراه التي يحب أن ينتجها بلد ما، ومستوى جودتها، ومدى مواءمتهاالدكتوراه ستكون على الزيادة في عدد خريجي وفيما إذا كانت. العمل المتوفرة

الحصول على الدكتوراه حساب نوعية هذه الشهادة العليا، وما إذا كانت عوائد . تعوض تكاليف الحصول عليها

أخبار مجلة من األخير العدد في نشر مقال مؤخرا انتباهي استرعىوقد بريطانيا، في تصدر والتي اإللكترونية University World News الجامعات عالم

سياسات في المستشار Les Rymer الدكتور ليس ريمر أعدها دراسة يستعرض مجموعة وهي استراليا، في Group of Eightالثمانية مجموعة لدى العالي يمالتعل

الدراسة بحثت. مكثفة بحثية نشاطات ذات أسترالية جامعات ثماني من مكونةبرامج الدكتوراه في جميع أنحاء في ارتفاع عد "المتغيرة الدكتوراه "المعنونة

والتنوع ، ن شهادات الدكتوراهبالمزيد م العالم، واألسباب التي تجعل الدول ترغبالتي تواجها الجامعات في تمويل هذه المتزايد بين طالب الدكتوراه، والقيود

. البرامج، والجهود الحالية المبذولة لتحسين نوعية البرامج البحثية في إنتاج شهادات الدراسة أن الصين هي الرائدة عالميا وقد أظهرت

فبعد أن . ٢٠٠٨ات المتحدة ألول مرة في عام الدكتوراه، متجاوزة بذلك الواليفي عام أعيد تفعيلها توقفت برامج الدكتوراه في الصين خالل الثورة الثقافية،

أكثر من مائتين ٢٠٠٨منذ استئنافها حتى عام ، ومنح العمالق اآلسيوي١٩٧٨% ٢٤دكتوراه، و توسع االلتحاق ببرامج الدكتوراه بنسبة وأربعين ألف شهادة

لكن عدد األساتذة المؤهلين الالزمين لإلشراف على برامج . السنة الواحدةفي

-٤٧-

الدكتوراه في الصين لم يواكب هذه الزيادة الكبيرة في معدالت االلتحاق، ما أثار ويقول ريمر أنه . ضبط للجودة مخاوف من أن الزيادة في الكمية لم يقابلها

دكتوراه أن يشرف على اللإلشرافيتوجب على كل أستاذ صيني مؤهل . أعلى بكثير من المتوسط العالمي باحثا، وهي نسبة٥،٧٧على

عالوة على ذلك، أفادت مؤخرا بعض التقارير أن البطالة في الصين بين طالب الدراسات العليا الجدد قد ارتفعت على مدى السنوات السبع الماضية،

معية األولى في الجا وكانت أعلى من معدالت البطالة لدى طالب المرحلة األسباب التي جعلت الصين حدأ وهي. ٢٠١٢السنوات الثالث التي سبقت عام

البحوث العلمية لخدمة على زيادة عدد شهادات الدكتوراه المهنية، وتنقل تركز . القطاع الصناعي

الشعور بأن يالدكتوراه ه التي تحفز النقاش حول برامج إن إحدى القضاياالكثير من حملة هذه الشهادة العليا، على األقل في بعض الجامعات تخرج

يعثرون على خاصة بعدما تبين أن العديد من خريجي الدكتوراه ال التخصصات،وظائف أكاديمية، وأن نسبة عالية ممن يحالفهم الحظ في العمل بوظائف أكاديمية

. سهم يعملون في وظائف بدوام جزئييجدون أنفات في جميع أنحاء العالم بإنتاج أعداد متزايدة من ومع ذلك تستمر الجامع

تقدم مؤسسة تعليم عالي٤٠٠في الواليات المتحدة مثال نحو . حملة الدكتوراه مليون شهادة دكتوراه بين عامي ١,٣٥أكثر من برامج الدكتوراه، وقد منحت

منها في مجال العلوم والهندسة، وهذا يعد مؤشرا بحد %٦٢، ١٩٩٩ و ١٩٢٠وفي . ذاته على اعتماد االقتصاديات الحديثة التطور العلمي والتكنولوجي

وفي . ٢٠٠٩ - ١٩٩٩خالل العقد البرازيل، تضاعف عدد طالب الدكتوراهنفس الفترة التي ارتفعت شهادات الدكتوراه الممنوحة في العلوم في البلدان

، لتصل إلىريباتق% ٤٠وبية بنسبة األعضاء في منظمة التعاون والتنمية األوروفي مصر، تضاعف عدد المسجلين في . أربع وثالثين ألف شهادة في العام

وثالثين ألفةلى خمسإليصل ٢٠٠٩ و ١٩٩٨برامج الدكتوراه بين عامي وحتى زيمبابوي التي تعاني من الفقر تطمح ألن يحصل كل . طالب دكتوراه

ما ماليزيا فقد أ. ٢٠١٥محاضر جامعي على درجة الدكتوراه بحلول عام بحلول وهو أن يبلغ عدد حملة الدكتوراه ستين ألفاوضعت نصب عينيها هدفا

في حين يخطط االتحاد األوروبي إلحداث مليون وظيفة جديدة في ، ٢٠٢٣عام

-٤٨-

رين سنويا عش وتأمل الهند في أن تخرج، ٢٠٢٠مجال البحث العلمي بحلول عام . ألف طالب من حملة الدكتوراه

يدرك لى الرغم من أن الجميع، حكومات وجمهور على حد سواء،وعالدكتوراه، فإن إحدى العواقب الناتجة عن التوسع في معدالت برامج أهمية

االلتحاق بهذه البرامج هو أن فرص العمل المتاحة لخريجي الدكتوراه واألمان لى الحصول واألجور التي توفرها هذه الفرص ال تتناسب والتكاليف المترتبة ع

يتوقعون ي الدكتوراه يجد أن الوظائف التيفبعض خريج. على هذا المؤهلوقد تفتقر هذه . الحصول عليها في الجامعات والمراكز البحثية غير متوفرة

الوظائف في حال توفرها إلى األمان الوظيفي أو المكانة الجيدة، أو تكون رواتبها التي اكتسبها لمعرفة التخصصيةتتطلب المهارات الخاصة وا ضئيلة، أو ال

للدكتوراه، أو قد ال تتطلب حتى الحصول على مؤهل الخريجون خالل التحضير . الدكتوراه على اإلطالق

األشخاص من حملة شهادة الدكتوراه وفي بعض الحاالت، ينظر إلىكأشخاص مفرطين في التأهيل، أي حاصلين على تأهيل أعلى من المطلوب

ضة، أو من المرجح أن تنقصهم بعض الخصائص التي يتمتع بها للوظيفة المعروالية ضمن فريق على الموظف الجيد،كمهارات التواصل، أو القدرة على العمل بفع

. سبيل المثالوقد أظهرت بعض اإلحصائيات التي صدرت مؤخرا عن سوق العمل أن

جدون في نهاية ي تقريبا من حملة الدكتوراه في العلوم في المملكة المتحدة% ٨٠بالنسبة الوضع مختلفيبدو أن وال . المطاف وظائف خارج حقل تخصصهم

لحملة الدكتوراه في العلوم االجتماعية، والعلوم اإلنسانية أو الفنون، خاصة وأن ما تكون أقل مهنية من نظيرتها في الدكتوراه في هذه التخصصات غالبا

. لرياضياتتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة واإن هذه التساؤالت التي استعرضتها الدراسة بخصوص برامج الدكتوراه

فقد منحت جامعاتنا . هي أيضا تساؤالت مشروعة ومطروحة في السياق الوطنيوما زالت تمنح العديد من شهادات الدكتوراه في طيف واسع من التخصصات

ات وخطط واضحة تخدم ولكنها لم تكن موجهة وفق استراتيجي. العلمية واألدبيةاالجتماعية أغراض التنمية، وبالتالي فإن انعكاساتها على كافة القطاعات

كما أن عدد براءات االختراع التي نتجت عنها يكاد ال . كان محدودا واالقتصادية

-٤٩-

التوسع الكبير الذي شهدته بعض الكليات في عدد نإكذلك يمكن القول . يذكرة في العام الواحد كاآلداب والعلوم اإلنسانية بفروعها، الممنوحهشهادات الدكتورا

. كانت في العديد من الحاالت كما كبيرا على حساب النوعية، واالقتصاد والتربيةولوحظ في العديد من الحاالت أن حملة شهادة الدكتوراه يعملون في مجاالت

وخاصة بعيدة عن اختصاصهم نظرا الكتفاء الجامعات من بعض االختصاصات،كما أن العديد منهم يعمل في وظائف ال تتطلب . في مجال العلوم اإلنسانية . الحصول على هذه الشهادة

من هذا المنطلق، ال بد من تنظيم عملية االلتحاق ببرامج الدكتوراه واختيار المواضيع البحثية وضبط جودتها، بحيث تعكس هذه البرامج والبحوث التي

من زيادة وال بد. القتصاد الوطني ومتطلبات المجتمعتجرى ضمنها، حاجات االمتعددة التخصصات واالبتعاد ما أمكن التركيز على المشاريع البحثية الكبيرة

عن البحوث التي تهدف بشكل رئيسي إلى دفع عجلة المعرفة العلمية، وال تعكس ا وقد خطت جامعة دمشق خطوة هامة في هذا المجال مؤخر. الحاجات الوطنية

بأن أقرت آلية جديدة لتنظيم القبول في برامج الدكتوراه وتأمين مستلزماتها . البحثية

حول شهادات الدكتوراه، ستبقى هذه وعلى الرغم من الجدل الدائر حالياوستستمر الحاجة إلى أشخاص عاليي التأهيل . الشهادات ذروة اإلنجاز األكاديمي

القدرات والرفاه الوطني من خالل استخدامالمساهمة الفعالة في التقدم يمكنهم . المعرفية والبحثية التخصصية التي توفرها شهادات الدكتوراه

* * *

-٥٠-

التعليم العايل وتطوير مهارات اخلرجيني )٢٠١٣ كانون الثاني ٣٠جريدة الوطن، (

ي في حين كان انتباه صانعي السياسات التعليمية ومجتمع التعليم الدول

متوجها نحو رفع مستويات محو األمية وزيادة فرص الحصول على التعليم نحو تعزيز المهارات التي يتطلبها سوق الثانوي والعالي، أصبح اآلن متوجهاوقد ازداد هذا التوجه وضوحا خالل العام . العمل من أجل دعم النمو االقتصادي

المسألة في االقتصادات بهذهكما ازداد االعتراف . الماضي في البلدان الغنية ومن المرجح أن يتصدر في العامين المقبلين. الناشئة والبلدان متوسطة الدخل

النقاش الدائر في الدول النامية حول ما يجب أن يلي األهداف اإلنمائية لأللفية MDGs .

الجامعات تتعرض لضغوط متزايدة لضمان نإويقول خبراء التعليم العالي ما ريجيها للتوظيف، على الرغم من أن موضوع القابلية للتوظيف نادراقابلية خ

في يدرج ضمن المناهج الجامعية، كما أن المهارات التي يمكن أن تحدث فرقا . العثور على عمل وسبل تطوير هذه المهارات ال تزال غير واضحة المعالم

Results for"يةمعهد نتائج من أجل التنم"ويقول نيكوالس بورنيت، مدير عام

Development Institute لمدير عام اليونسكو والمساعد السابق في واشنطن التعليم إن هناك وعيا متزايدا بالحاجة إلى ربط التعليم بسوق العمل، وأن لشؤون

المشكلة قد تكمن في العرض وليس بأن شعورا داالركود أو التباطؤ العالمي قد ولعن عدم امتالك طالبي العمل ه البطالة قد نتجتفي الطلب، أي أن كل هذ

. للمهارات المناسبةوالواقع أن هناك شبه إجماع في األوساط الدولية المعنية بالتعليم العالي

وال شك في أن . والتنمية حول الحاجة لتحسين مواءمة التعليم العالي لسوق العملوفير المهارات نظم ومؤسسات التعليم العالي تتعرض لضغوط اإلصالح لت

ألسواق العمل دائمة التطور، خاصة في البلدان متوسطة والمعرفة المناسبين

-٥١-

يزيد الطلب على الدخل التي تطمح ألن تصبح اقتصادات قائمة على المعرفة، ما . المهارات العليا

، أستاذ التعليم في جامعة هونغ Gerard Postiglione جيرارد بوستيليونين في تقرير بنك التنمية اآلسيوي، صرح أن التعليم العالي كونغ وأحد المساهمي

مع احتياجات سوق العمل، األمر الذي أدى توسع بسرعة في آسيا محدثا خلال إلى أنه قد يكون هناك شار أيضا ألكن بوستيليوني. إلى ارتفاع معدالت البطالة

ت التي يتمتع بها على مسألة نوعية المهاراالكثير من التركيز في آسيا ودوليامؤكدا عدم وجود حل بمقاس واحد يناسب الجميع لمواءمته مع . الخريجون

ت سوق العمل فيه ومؤشرات نامكو الطلب، وأن على كل بلد أن يأخذ بالحسبان . تطورها

وبينما اقترح عدد قليل من الخبراء تخفيضا في أعداد الخريجين، ترىفي تنويع التعليم العالي لتوفير المزيج المناسب الغالبية أن البديل يجب أن يكون

لسوق العمل، وتأمين خريجي العلوم من المهارات المهنية التي تقدم خدمة أكبر . البتكار من أجل النمو االقتصاديوالباحثين الذين يمكن أن يغذوا ا

أزمة مزدوجة للنقص في فرص العمل "ويتحدث أحد التقارير عن وجود مساهمة أكبر للشركات في وضع المقررات الجامعية و يقترح، وه"والمهارات

لكنه يشير أيضا إلى أن تفاقم النقص في . لجعل الخريجين أكثر قابلية للتوظيفالتقرير، فرص العمل سببه نقص التدريب الميداني في البلدان التسعة التي شملها

. في ذلك الهند وتركيا والبرازيلبماالمهارات " تحدثت بدورها عن تعليم دي والتنميةمنظمة التعاون االقتصا

إذا ما كان هناك تكامل " أكثر فعالية"يغدو وهي ترى أن التعليم" القابلة للنقلوال تزال األمثلة عن هذا التكامل . عالم األعمالعملية التعليمية وأفضل بين الإجابتها في تبحث، تميل" مهارات"عند سؤال الشركات عن أية . قليلة ومتباعدة

. والعمل الجماعيتواصلال لإلشارة إلى مهارات عامة لينة، مثل مهاراتوالسؤال هو كيف يمكننا معرفة ما إذا كان المجتمع وقوته العاملة ككل لديه

. للعمل بشكل صحيح؟ المناسب من المهارات اللينة الالزمة المستوى أو المزيجة مساهمة التعليم في البلدان شهدت المبادرات العالمية الكبرى لزيادة درج

في ومبادرة التعليم للجميع، شهدت تحوال النامية، كاألهداف اإلنمائية لأللفيةفي الماضي كان التركيز على معدل االلتحاق بالمؤسسات . طريقة التفكير

-٥٢-

على تطوير المهارات في التعليم الثانوي التعليمية، أما اآلن فالتركيز أكبرالتعليم و، لألهداف اإلنمائية لأللفية ؤكد أن األجندة المستقبليةومن الم. والعالي

، ستلحظ العالقة بين النمو االقتصادي وفرص ٢٠١٥للجميع، لفترة ما بعد عام . لعملا

عن التعليم ويالحظ تقرير اليونسكو المتوقع صدوره في شهر أيار القادم أن أحدث٢٠١٥د عام لما بع والمهارات من أجل التنمية الشاملة والمستدامة

التطورات في مجتمع المعرفة، والتغييرات الجذرية في عالم العمل تزيد من متطلبات المهارات والمؤهالت الالزمة لدخول سوق العمل، كما تزيد الطلب على

وهذا يعني استمرار الحاجة إلى عمالة أكثر تأهيال. قوة عاملة أكثر دراية ومهارةفي الماضي كان التركيز على توفير التعليم، واآلن هو "لكن و. في البلدان النامية

، بحسب أندرياس شاليشر، مستشار أمين عام منظمة "على مخرجات التعلم إلى أن تراكم المعرفة أصبح اليوم لشؤون التعليم، الفتاOECD التعاون والتنمية

البحث في فالكثير من المعارف يمكن الحصول عليها بواسطة محركات أقل أهمية،االنترنت، ولكن بغير المهارات المناسبة ال يمكن ترجمة التقدم التكنولوجي إلى نمو

إن معدل االلتحاق . اقتصادي، وال يمكن للدول أن تنافس في اقتصادات اليومبالجامعة في ازدياد في جميع أنحاء العالم، لكن ازدياد معدالت التعليم ال يترجم

. رات وال ينعكس حتما على نوع الحياة ومستوى المعيشةبالضرورة تحسنا في المها من المفيد التأكيد هنا إلى أن نسبة العاطلين عن العمل ال ترتبط بالضرورة

كان هناك في العام الماضي مليون ونصفففي مصر مثال. بنقص فرص العملوفي نفس الوقت كانت هناك ستمائة ألف وظيفة ، عاطل عن العمل من الشباب

من % ٥٣وفي السياق نفسه، وجدت إحدى الدراسات أن . غرة تعذر ملؤهاشالم يتمكنوا من ملء شواغر متوفرة في سوق العمل بسبب أصحاب العمل الهنود

والحظت المفوضية . أن الخريجين الجدد يفتقرون إلى المهارات المناسبةاد األوروبي نسبة الشباب العاطلين عن العمل في االتح األوروبية في بروكسل أن

. ملؤها مليوني وظيفة شاغرة يتعذر، بينما هناك ما يقرب من %٢٣تقارب الـ وتشير التقارير والدراسات إلى أن أوروبا بحاجة إلى إعادة تفكير جذري في الكيفية التي يمكن ألنظمة التعليم والتدريب فيها أن توفر المهارات التي

األوروبية في استراتيجيتها حول فوضيةهذا ما أكدته الم. يحتاجها سوق العمل. إعادة النظر في التعليم والمتضمنة في تقرير نشر في تشرين الثاني الماضي

-٥٣-

والهدف هو تشجيع الدول األعضاء على اتخاذ إجراءات فورية لضمان اكتساب وبحسب المفوضية . العملالشباب للمهارات والكفاءات التي يحتاجها سوق

وكفاءة الدول األعضاء مواصلة اإلصالحات لتعزيز أداء يجب على األوروبية . أنظمتها التعليمية كي تصبح قوة دافعة للنمو وفرص العمل

المشكلة على نطاق واسع، إال أنه لم ومع أن كل هذه التقارير شخصتلتحقيق هذه الغاية التي يبدو أنها ما زالت صعبة ن حلول ملموسةتوضع حتى اآل

على س ذلكوكيفية انعكا عب معرفة طبيعة المهارات المطلوبةفمن الص. المنال . تصميم أنظمة التعليم

ة رلقد آن األوان ألن تأخذ المناهج وطرائق التدريس بالحسبان ضروة المتطلبات تطوير مهارات الخريجين كي تزيد في تنافسيتهم وقدرتهم على تلبي

. المتغيرة لسوق العملجامعات السورية بشكل عام وجامعة دمشق ال وضمن هذا اإلطار، اتخذت

جراءات عديدة لربط خريجيها بسوق العمل وإكسابهم المهارات إبشكل خاص الالزمة لذلك، فأحدثت مراكز لإلرشاد المهني ونظمت العديد من الدورات

الخريجين لدخول سوق العمل وتعزز قدراتهم التنافسية تهيئالتدريبية التي كما سعت . والمهارات اللغوية وغيرها، عمل ضمن فريقكمهارات التواصل، وال

" تعرف إلى عالم األعمال"بالتعاون مع األمانة السورية للتنمية إلدراج برنامج ضمن المناهج التعليمية، وهو يهدف بشكل أساسي إلى تطوير المهارات الريادية

ثير مما زال هناك الك وما. جيعهم على تأسيس أعمالهم الخاصةلدى الشباب وتشيتوجب عمله لردم الهوة القائمة بين التعليم األكاديمي الذي توفره وسوق العمل،

مساهمة أكبر في وضع المقررات الجامعية، كأن تساهم الشركات والمؤسسات . وأن توفر فرصا أوسع للتدريب الميداني وغيرها

جب أن تطلبات سوق العمل يسياسات مواءمة التعليم العالي مع م إن تطويرومن ثم تطويرها فرقا على أرض الواقع، قوم على أساس فهم المهارات التي تحدثي

ألن بيئة العمل تتغير باستمرار، فإنه من الصعب ولكن نظرا. وفق مناهج مدروسة . تحديد طبيعة هذه المهارات ما لم يستند ذلك إلى دراسات وبحوث ميدانية

هي قابلية تكيف الخريج مع الظروف ولعل أهم هذه المهارات في زمننا هذاوالمتغيرات واالحتياجات واألزمات وسرعته في إيجاد الحلول األنسب للتعامل

. معها

-٥٤-

رسائل متناقضة حول التعليم العايل. . . اليونســكو )٢٠١٣ كانون الثاني٨جريدة الوطن، (

Universityاسترعى انتباهي مؤخرا مقال نشر في مجلة عالم الجامعات

World News وهي مجلة إلكترونية تصدر في بريطانيا وتعنى بأخبار التعليم ،اليونسكو ترسل رسائل متناقضة : "والمقال بعنوان . العالي في جميع أنحاء العالم

، Irina Bokova كاتب تصريحات إليرينا بوكوفاال، تناول فيه "حول التعليم العالي، بأن تركيز )اليونسكو(دة للتربية والثقافة والعلوم المدير العام لمنظمة األمم المتح

من العمل لدعم التعليم منظمتها على التعليم االبتدائي قد توسع ليشمل مزيدا على التعليم العالي في العالم، موضحة أن المجتمع الدولي ركز لفترة طويلة جدا

كيز على التعليم االبتدائي فقط، وأن هذا هو السبب الكامن وراء رغبتها في الترالثانوي والجامعي في الوقت الحالي، وأقرت بأن المنظمة تساعد الكثير من بلدان

المطلعين من داخل المنظمة لكن. العالم على تعزيز أنظمة التعليم العالي فيها . يخالفونها الرأي في ذلك

التعليم "والواقع أن األبحاث الحديثة تؤكد أن مشروع اليونسكو الطموح الذي يهدف إلى توفير التعليم االبتدائي لكل األطفال ، Education for All" جميعلل

في جميع أنحاء العالم، قد توقف، على الرغم من أنه كان هناك تقدم ملحوظ في ، لكن ٢٠٠٠ البداية بعد أن وضعت األهداف التعليمية الستة للمشروع في عام

وأن العديد منها ما ٢٠١٥ حلول عامالدالئل تشير إلى أن القليل منها سيتحقق ب . عن المنالزال بعيدا

التي أطلقتها اليونسكو خالل المنتدى العالمي " التعليم للجميع"وتمثل مبادرة التزاما عالميا بتوفير التعليم األساسي الجيد لجميع ٢٠٠٠للتربية في داكار عام

ن انتفاع الجميع بضما حكومة١٦٤فقد تعهدت . األطفال والشباب والكبار موعدا لتحقيق ستة أهداف تعليمية أهمها توسيع ٢٠١٥بالتعليم، وحددت عام

وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، والعمل

-٥٥-

تمكين جميع األطفال من الحصول على تعليم٢٠١٥على أن يتم بحلول عام في مستويات محو % ٥٠حسين بنسبة ابتدائي جيد ومجاني وإلزامي، وتحقيق ت

، و إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال ٢٠١٥أمية الكبار بحلول عام المساوة بين الجنسين في ، وتحقيق٢٠١٥التعليم االبتدائي والثانوي بحلول عام

. ، وغيرها٢٠١٥بحلول عام ميدان التعليموع المهم وعن وبغض النظر عما تحقق وما لم يتحقق من هذا المشر

الحاصل في التعليم األساسي، تدعو بوكوفا إلى اتباع نهج أكثر شمولية التخبطيتضمن التعليم العالي والتعلم مدى الحياة، كما تؤكد إعطاء األولوية لتدريب المعلمين والمعاهد الفنية والمهنية، وبرأيها فإن اليونسكو تساعد العديد من بلدان

هجرة "كما أعربت عن قلقها من تأثير ظاهرة . م العلومالعالم على تطوير تعليعلى اإلجراءات الرامية لتعزيز التعليم العالي، إذ يتساءل كثير من " األدمغة

ذا كان من المفيد االستثمار في التعليم العالي في زمن تستقطب إالبلدان فيما ، مع وجود ظاهرة هجرة األدمغة الشباب المتميزين إلى البلدان األكثر تقدما

مبادرات تهدف البتكار فرص بحثية ودراسية كفيلة بتحفيز الخريجين الموهوبين . على البقاء في بلدانهم األصلية

أن جورج حداد، مدير فرع ) أوردته المجلة حسب ما(والملفت للنظر Education Research and Foresightبحوث التعليم واالستبصار التابع لليونسكو

Branchوهو ،ووعود أن هذه المناقشة حول التعليم العالي ليست سوى كالم يرىالشيء األكثر : "وفي تصريح له قال. ال يعتقد بأن المنظمة تقوم بما هو مناسب

التعليم "حن نطرح شعار ن: "وأضاف. " المظهرفحسبأهمية لدى اليونسكو هو "!ون ما يريدون سماعهوالوزراء سعداء ألنهم يسمع" التعلم مدى الحياة"و" للجميع

ونفى حداد أن تكون اليونسكو قد استعادت عملها في التعليم العالي بطريقة على العكس من ذلك إلى أنه تم تخفيض التعليم العالي بشكل كبير فعلية، مشيرا

ويضيف في معرض . ودمرت شعبة التعليم العالي التي كان يرأسها بالكامل كانت. لنتحدث بكل صراحة: "اع التعليم العالي انتقاده ألداء اليونسكو في قط

لألفكار، بدليل ما أنتجته في الستينيات والسبعينيات من منظمة اليونسكو مختبراالجميع يخشى العقوبات . اآلن فقد أصبحت منظمة محافظة أما. القرن الماضي

اعترافها سحبت الواليات المتحدة تمويلها للمنظمة بسبوهذا العام مثال. السياسية . "بفلسطين كدولة

-٥٦-

ويهدف قسم بحوث التعليم واالستبصار الذي يرأسه حداد إلى إعادة عنصر وسوف يدعو إلى تقديم أفكار من جميع أنحاء العالم حول . التجريب إلى اليونسكو

. كيفية تحسين التعليم على جميع المستويات

ن التعليم العالي أما عن أسباب إجهاض الجهود السابقة في المنظمة لتحسيفيقول حداد إن قوى جديدة بدأت تأخذ زمام المبادرة في اليونسكو كالصين على

هذه القوى ترى أن التعليم العالي ليس من األولويات العالمية سبيل المثال، وأن . الملحة

مع ذلك فإن نشرات اليونسكو األخيرة تتفق في الرأي مع بوكوفا حول وتظهر أحدث نشرة . جديد ألهمية قطاع التعليم العاليضرورة لفت االنتباه من

أن مساعدات مقدارها ثالثة مليارات " مشروع التعليم للجميع"صحفية عن نتائج ألنظمة التعليم العالي في الدول النامية، دوالر للتعليم ما بعد الثانوي ال تصل أبدا

وتشير . دول المانحة من ذلك لتمويل دراسة الطالب األجانب في الوتستخدم بدالإحدى الدراسات إلى أن تكلفة منحة طالب نيبالي واحد للدراسة في أحد البلدان

للحصول على التعليم الثانوي طالبا٢٢٩المتقدمة، يمكن أن تعطي الفرصة لـ . في الوطن

. تأتي هذه الرسائل المختلطة في وقت مثير لالهتمام بالنسبة لليونسكوتها في منصب المدير العام لليونسكو في العام الحالي، وقد فبوكوفا تنتهي والي

وهي تبرز أهمية الحاجة إلى ، ترشحها لوالية ثانيةأعلنت الشهر الماضي رسمياكحجة لتعزيز ، ٢٠١٥، والتي تنتهي في عام "التعليم للجميع"استمرارية حملة

الدوحة، لحشد قمة وقد حضرت العديد من االجتماعات الدولية، بما في ذلك. موقفها . الدعم من الحكومات بعد عام صعب على رأس منظمة اليونسكو في باريس

تشرين ٨وقالت بوكوفا في كلمة أمام المجلس التنفيذي لليونسكو في أنا مقتنعة أننا نستطيع إحياء األمل في االستقرار والمساواة في هذا العالم ": األول

ئمة على المعرفة والتي يكون كل فرد فيها غير اآلمن من خالل بناء مجتمعات قا على االستفادة من المعلومات لتغيير العالم، مجتمعات تسودها حرية قادرا

. "التعبير، ويحصل الجميع فيها على المعرفة والتعليم الجيد والتنوع الثقافيوأشارت بوكوفا في عرضها إلى زيادة التركيز على تطوير مهارات العمل،

- ٢٠١٤وكانت أهدافها المعلنة للفترة . أجل التنمية المستدامةوالتعليم من

-٥٧-

للوصول إلى أهداف مشروع في صياغة أجندة التعليم العالمية االستمرار ٢٠٢١ . ووضع التعليم في صميم جدول أعمال االستدامة العالمي الجديد" التعليم للجميع"

هو أن ياويرى بعض العاملين في اليونسكو أن الشعور السائد دولاليونسكو لم تقم بما يكفي لتعزيز التعليم، بما في ذلك توفير التعليم للجميع، ويعود

المنظمة المالية، والتي هي أشد من تلك التي تكال على األقل إلى مشذلك جزئياتعاني منها بعض منظمات األمم المتحدة األخرى، األمر الذي يمكن أن يؤدي إلى

، سواء أعيد ٢٠١٥ي قضايا التعليم في فترة ما بعد تقليص دور اليونسكو ف . انتخاب بوكوفا أم ال

ألول مرة أشار العديد من ممثلي " التعليم للجميع"عندما طرح مشروع إلى أنه تم استبعاد التعليم العالي، ويقترح الخبراء أنه قد تكون هناك البلدان

يم للجميع في فترة ما بعد تحركات اآلن لتشميل التعليم العالي في مشروع التعلولكن حتى اآلن لم تظهر أية قيادة قوية على الصعيد الدولي تعزز هذا . ٢٠١٥ويشير العالمون بخفايا األمور في المنظمة إلى أن بوكوفا لم تقم في . التوجه

، وهو ما السابق بدفع التعليم العالي في أي من اجتماعاتها أو خطاباتها دوليان توجهاتها الحالية المعلنة، على أهميتها وصوابيتها، إنما تندرج يعزز االعتقاد أ

. ضمن حملة انتخابية ليس إالال شك في أن منظمات األمم المتحدة تقوم بدور مهم في دعم خطط التنمية

عن كل األجندات يجب أن يتم بشفافية وبعيدانامية، لكن هذا الدعمفي الدول الهدفها المعلن دعم المشاريع التعليمية والثقافية فال يجوز لمنظمة . السياسية

والعلمية في خدمة التنمية البشرية والمجتمعية، أن تخضع في عملها ألي . اعتبارات غير تلك التي يجب أن يحتكم لها العمل العلمي والتربوي والثقافي

ومن جهة أخرى، فإن خطة بوكوفا المعلنة في دعم التعليم العالي هي بال شك خاصة في هذا العصر الذي لقب بعصر المعرفة، لكن مراحل هامة جداخطة

وبالتالي . التعليم األخرى هامة أيضا في بناء مجتمع المعرفة على أسس سليمةفإنه ال بد من اتباع نهج شمولي تكاملي يولي لكل مرحلة من مراحل التعليم

بدمج التعليم العالي في بالنسبة لليونسكو ويكون ذلك مثال. األهمية التي تستحقها الزخم الالزم لهذا المشروع إعطاءوبالتالي ال بد من . "التعليم للجميع"مشروع

. الهام والعمل الدؤوب لتحقيق أهدافه المعلنة في الموعد المحدد لها* * *

-٥٨-

التعليم العايل العابر لألوطان )٢٠١٢ كانون األول١٦جريدة الوطن، (

، جربت الحكومات في العالمية تنافسيتها ا بضرورة تحسين منهاقتناعا

من أجل أنظمة التعليم العالي فيها لتطوير وسائل مختلفة مختلفة من العالم أنحاءمن بين االستراتيجيات و. على الصعيد الدولي قدراتها التنافسية الوطنية تعزيز

في أنظمة تصنيف هاجامعات منزلة حسينت :حكوماتتلك ال الرئيسية التي اعتمدتها تصميم في Internationalization" تدويلال"الجامعات العالمية، وتعزيز مفهوم

حركيتهم، تعزيز من خالل تعلم الطالب إثراءتعليم الطالب، والمناهج الدراسية و . تعليمية إقليمية في المنطقة السعي نحو تأسيس أقطابو

تشجيع حركية حثيثة لجهودا بشكل خاصالحكومات اآلسيوية بذلت وقدأنظمة التعليم العالي فيها بغية تحسين منزلة جامعاتها في أنظمة الطالب وتدويل

. تصنيف الجامعات العالمية Higher Educationأن مجلة سياسة التعليم العالي لفت انتباهي مؤخراوقد

Policy مجلة التي تصدر عن االتحاد الدولي للجامعات ومنظمة اليونسكو، وهيعلمية تعنى بنشر البحوث في مجال سياسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم،

المتصلة لبحث القضايا) ٢٠١٢حزيران ( خاصا من إصداراتها قد خصصت عددا بحركيةو Transnational Higher Education لتعليم العالي العابر لألوطانبا

األقطاب وظهور التعليم العالي في شرق آسيا، وذلك في سياق تدويلالطالب . التعليمية في آسيا

UNESCO & Council of) ٢٠٠١ عام أوروبا ومجلس اليونسكو عرفتEurope) بما التعليمية، البرامج أنواع جميع بأنه لألوطان العابر العالي التعليم

فيختل بلد في موجودين المتعلمون فيه يكون التي بعد، عن التعليم برامج فيها تنتمي وقد. العلمية للدرجة المانحة التعليمية المؤسسة فيه توجد الذي البلد عن في المتبع العالي التعليم نظام عن مختلف عالي تعليم لنظام التعليمية البرامج هذه

-٥٩-

أنظمة عبور على ينطوي لألوطان العابر فالتعليم لذا فيها، تدرس التي الدولة العابر العالي للتعليم ويمكن. آخر لبلد الوطنية للحدود ما بلد في عالي تعليم

فيه تقدم آخر بلد في لها فرعا ما جامعة كافتتاح عديدة أشكاال يأخذ أن لألوطان برامجها تقديم امتياز محلية جامعة إعطاء أو بها، الخاصة التعليمية البرامج

الحصول إلى تقود محلية جامعة مع مشتركة تعليمية برامج إحداث أو التعليمية، عبر بعد عن تعليم برامج تقديم أو الجامعتين، كلتا من علمية درجة على

. األشكال من وغيرها االنترنت، في مساعد عامل أنه على لألوطان العابر العالي التعليم إلى عموما وينظر الدول جميع بين ومن. العالم دول من العديد في العالي التعليم تطوير تحفيز

للتعليم سريعا تناميا تشهد التي البلدان أكثر من واحدة الصين عدت ،اآلسيوية مجال في الباحثين من العديد اهتمام جذب الذي األمر لألوطان، العابر العالي

. العالي التعليم سياسات إذ البرامج، من النوع لهذا كبيرا ازدهارا مؤخرا شهدت الصين أن والواقع

ويرى. كبيرا انتشارا المشتركة اإلدارة ذات المحلية - بيةاألجن الكليات انتشرت بالتغيرات كبيرا ارتباطا مرتبطة النمو لهذا المحركة القوة أن الباحثون

التعليم بدأ وقد. تشهدها زالت وما الصين شهدتها التي واالقتصادية االجتماعية عندما الماضي رنالق تسعينيات في الصين في بالتسارع لألوطان العابر العالي

لتحقيق عاليا تأهيال المؤهل البشري المال رأس من مزيد إلى البالد احتاجت أخرى عوامل إلى إضافة واالجتماعية، االقتصادية التنمية من أعلى مستوى التعليم قطاع تدويل إلى والحاجة العالي، التعليم على الشابة الفئات طلب كارتفاع الحكومة ابتعدت لألوطان، العابر العالي التعليم توسع اراستمر مع أنه إال. العالي

إلى لتتحول القطاع، هذا تنظيم في التدخل بعدم األصلي نهجها عن الصينية أكبر تطورا القطاع هذا شهد والعشرين، الحادي القرن وفي. تنظيمي نهج اعتماد

دخولها في تجلى والذي العالمي االقتصاد مع للتكامل المتزايد الصين سعي مع خدمات مجال في العالمية السوق فتح إلى تسعى التي العالمية التجارة منظمة آليات تخلف أهمها القطاع هذا تنظيم في عديدة صعوبات الصين وتواجه. التعليم . العالي التعليم لقطاع السريع التوسع ظل في الجودة ضمان

-٦٠-

ظاهرة إلى يجابيةإ نظرة ينظرون الباحثين من الكثير أن من الرغم وعلى وللفرص الكامنة االقتصادية إلمكاناتها نظرا لألوطان العابر العالي التعليم نمو

السلبية األوجه من عدد إلى أشار البعض فإن توفرها، التي اإلضافية التعليمية تعطي لألوطان العابر التعليم فبرامج. آسيا شرق دول في الظاهرة هذه النتشار المجتمع، وخدمة العلمي البحث حساب على والتعلم التعليم جلبرام أولوية دوما هذه بعض جودة أن كما. الجامعات رسالة صلب من أنهما من الرغم على

أقرب بطبيعتها وهي التدريس، ولغة العلمي المحتوى حيث من متدنية البرامج يف إفراطا هناك أن كما. األكاديمية البرامج إلى منها المهنية البرامج إلى

الثقافي تأثيرها من الباحثين بعض يقلق ما البرامج هذه لبعض التجاري االستغالل وافدة غربية هيمنة ذات تعليمية وبرامج تربوية لنظم تعديا فيها ويرون السلبي،

وهم لألوطان، العابر التعليم برامج استيراد طريق عن الخارج من الوطن إلى . "طروادة حصان "بـ يصفونها

في الخارج نحو الطالب حركية أن من قلقهم عن أعربوا آخرون باحثون كبيرا ضررا بالتالي وتلحق األدمغة هجرة إلى تؤدي قد البرامج هذه سياق

جدا حرجا ذلك يكون وقد البرامج، لهذه المستضيفة للدول البشري المال بالرأس عديدة إجراءات إلى اللجوء إلى اضطرت التي كسنغافورة الصغيرة للدول بالنسبة

المواهب الستقطاب وكذلك وتنميتها، المحلية البشرية القدرات على للمحافظة سياسة وتغيير الدراسية، المنح من العديد تقديم اإلجراءات هذه ومن. الخارجية . الخارج في المغتربين مع التواصل على والمحافظة الهجرة،

برامج بأن القائل لقديما المفهوم أن يرى اآلخرين الباحثين بعض أن غير الضرر ملحقة للغرب األدمغة هجرة إلى تؤدي قد لألوطان العابر العالي التعليم المنطقة ضمن للطالب األفقية الحركية نسبة ارتفاع مع صحيحا يعد لم بالشرق العالمي التوازن في حصل الذي التغير إلى هذه التغيير أسباب وتعزى. اآلسيوية المال الرأس على تنافسها من اآلسيوية الدول من العديد زادت حيث للقوى، الصعيدين على اإلجراءات من العديد باتخاذ وذلك وخارجها آسيا ضمن البشري العالي التعليم قطاع هيكلة بإعادة قامت المحلي، الصعيد فعلى. والدولي المحلي الساحة على أكبر حضور إلى سعت الدولي، الصعيد وعلى. جاذبيته لرفع فيها

المرموقة األجنبية التعليمية المؤسسات من العديد دعوة طريق عن الدولية،

-٦١-

العالمية، االعتماد منظمات مع التوافق وكذلك المحلية، السوق إلى للدخول . الدولية المؤسساتية الشبكات إلى واالنضمام في استفتاؤهم تم الذين من العديد أعرب أنفسهم، الطالب نظر وجهة ومن

من والتخرج الدراسة عن الناتجة الخبرة أن عن وماليزيا وسنغافورة ينالص التعليم برامج إلى االنضمام وراء األساسي الدافع هي مرموقة أجنبية جامعة البرامج تجاه شديد بحماس الطالب يشعر المنطلق هذا ومن. لألوطان العابر

على فالحصول جنبية،أ وجامعة محلية جامعة بين تقوم التي المشتركة التعليمية في جيد عمل على حصولهم فرص كثيرا يحسن مرموقة أجنبية جامعة من شهادة . بالدهم

العابر التعليم برامج عن رضى أكثر سنغافورة في الطالب أن تبين وقد سنغافورة حكومة أن إلى ذلك ويعود. ماليزيا في نظرائهم من بلدهم في لألوطان . األجانب الشركاء اختيار عملية في حرصا أكثر كانت

الممارسات "عن المشترك دليلهما في أوروبا ومجلس اليونسكو وتوصي هذه جودة تكون بأن" لألوطان العابر العالي التعليم برامج تقديم في الجيدة للدرجة المانحة الجامعة في لنظيرتها مماثلة المضيفة الجامعة في البرامج من البرامج هذه في يدرسون الذين التدريس هيئة عضاءأ يكون وأن العلمية، البرامج هذه تشجع وأن دوريا، تقييمهم يتم وأن العالية، والخبرة الكفاءة ذوي وعادات بثقافات التدريس هيئة عضاءأو الطالب بين والمعرفة الوعي نشر على

قبول معايير تكون وأن المضيفة، وللدولة العلمية للدرجة المانحة المؤسسة الجامعة في تكافئ واالمتحانات التعليمية والفعاليات برنامج أي في البالط

. العلمية للدرجة المانحة الجامعة في مثيلتها المضيفة العابر العالي التعليم مجال في متقدمة اآلسيوية التجربة أن تقدم مما يتضح بالتالي المفيد ومن وسنغافورة، وماليزيا الصين تجربة األخص وعلى لألوطان، االستفادة بغية وتقييمها بعناية دراستها االستراتيجية العالي التعليم خطط لواضعي

من واالستفادة المعرفة نقل في مفيدة لألوطان العابر التعليم فبرامج. منها في الكبيرة فائدتها عن ناهيك. متوفرة غير اختصاصات في الخارجية الخبرات

على والعمل جودتها، ضمان من التأكد من بد ال لكن. وتوطينها التكنولوجيا نقل . األم الجامعة في فيها تقدم التي الجودة بنفس المستضيف البلد في تقدم أن

-٦٢-

أجنبية لجامعات فروع وافتتاح المشتركة التعليمية البرامج إقامة إن بالتالي وهو الخارج، في للدراسة وانتقالهم الطالب حركية من يخفف مرموقة هذه مثل إقامة لكن. المؤهلة الشابة والطاقات األدمغة هجرة تفادي في يسهم

والقانونية المؤسساتية تيةحالت البنى وتهيئة مواتية حاضنة بيئة يتطلب البرامج ويعد. الوطنية المصلحة يخدم بما التجربة نجاح متطلبات وتوفر بذلك تسمح التي

خطوات تتبعها أن بد ال لالمجا هذا في هامة خطوة ٢٠٠٩ لعام ١ رقم القانون تفتتح كي علميا المتقدمة الصديقة الدول في للجامعات جاذبة تكون أخرى

ألبنائنا المستوى عالي علمي تأهيل تقديم في تسهم لها فروعا المتميزة جامعاتها . الطلبة

والبرامج، الشركاء اختيار في الشديد التأني من بد ال أنه فيه شك ال ومما إنشاء على التركيز يجب كذلك. التميز معيار وفق أوال االختيار يقوم بحيث واالجتماعية االقتصادية التنمية تدعم التي االختصاصات في المشتركة البرامج . المحلي السوق إليها ويفتقر عليها كبير طلب يوجد والتي

* * *

-٦٣-

التنافس على استقطاب املواهب البحثية )٢٠١٢ كانون األول ٣ جريدة الوطن،(

مجلس األوروبي للبحث الرئيسة Helga Nowotny نوفوتنيصرحت هيلغا

في مؤتمر عقد في برشلونة بمناسبة ) European Research Council(العلمي حتفال بمرور خمس سنوات على بدء عمل المجلس، أن العالم يواجه تحديات اال

على المواهب البحثية الدوليالعلمي، وأن التنافسلبحث في اعالمية غير مسبوقة وذكرت في المؤتمر الذي عقد في جامعة بامبو فابرا . سيستمر لفترة طويلة

Pampeu Fabraفي الخامس من شهر تشرين الثاني الماضي تحت عنوان :، "تعزيز جاذبية الجامعات األوروبية كوجهة لألبحاث ذات المستوى العالمي"

و ثالثمائة معني من خمسة عشر بلدا، أن اإلنفاق على البحث وشارك فيه نح الماضية، حتى بلغت قد تضاعف خالل الخمسة عشر عاما والتطوير في العالم

. تريليون دوالر١,٤قيمة االستثمارات الموظفة فيه حوالي وللمجلس األوروبي للبحث العلمي بسبب المنح التي يعطيها، الفضل األول

نائية حراز مكاسب استثإ بغية لمؤسسات البحثية وتوسع نشاطها دولياانفتاح ا في . في التنافس على تلك المنح

وكانت دراسة استقصائية أجريت مؤخرا قد أظهرت أن المؤسسات التي ات كبيرة على مستوى مجلس البحث األوروبي هي تلك التي بدأت منذ ححققت نجا

ففي المملكة . لدكتوراه والماجستيرا بعض الوقت في حشد وتجنيد حملة شهادةاألوروبي هم من غير ممن حصل على منح من مجلس البحث % ٤٩المتحدة مثال . البريطانيين

تضمن المسح الذي شمل ستمائة وخمسين من الحاصلين على منح من المجلس األوروبي سؤاال عن الظروف التي تجعل الباحثين على استعداد لمغادرة

يعود : وقد برزت إجابتان على هذا السؤال. ة إلى أوطانهم األصليةأوروبا والعود

-٦٤-

ـر البنى التحتية العلمية الباحث إلى وطنه في حال توفر ظروف عمل جيدة وتوف . ءات تعيين شفافة في تلك األوطانفي الوطن، واتباع إجرا

٣،٢٠٠والجدير بالذكر أن مجلس البحث األوروبي أعطى حتى اآلن بلدا٢٧بحثية مختلقة في مؤسسة٥٠٠ لعلماء ينتمون إلى أكثر من منحة مالية

ويعمل حاليا أكثر من خمسة . أوروبيا، تبلغ قيمتها اإلجمالية خمسة مليارات يوروعشر ألف باحث من الباحثين الشباب، يتألفون بشكل أساسي من طالب الدكتوراه

مع المستفيدين من هذه أو من باحثي ما بعد الدكتوراه، يعملون ضمن فرق بحثيةمن المستفيدين من منح المجلس األوروبي للبحث % ٥٠ومع ذلك، يتركز . المنح

. جامعة أوروبية مضيفة٥٠علمي في الويتبع المجلس األوروبي للبحث العلمي استراتيجية محددة في استهداف

ين على والدليل على ذلك أن العديد من الحائز. واستقطاب المتميزين من الباحثينالمجلس قبل أن يحصلوا على جوائزهم، وقد جائزة نوبل تلقوا منحا بحثية من

في تقدم أبحاثهم إلى حيث أهلتهم للحصول على تلكلساعترفوا بدور المج . ز العالمية عالية التميزئالجوا

ومن الملفت للنظر أن إيطاليا وألمانيا على وجه الخصوص كانتا ناجحتين . ن المجلس األوروبي لرعاياها المقيمين في بلد أوروبي آخرفي تأمين منح م

بالنسبة إليطاليا، يمكن أن يعزى هذا إلى نظام البحوث الوطني الذي ال يعمل ولكن بالنسبة أللمانيا، يمكن أن يكون مرد ذلك للبنية الهرمية . على النحو األمثل

بحث العلمي ل للالجامدة جدا، األمر الذي يجعل الشباب يبحثون عن فرص أفض . في دول أوروبية أخرى

سبانيا، فهي تبذل أقصى ما في وسعها لتفادي إلحاق ضرر كبير إوأما بالبحث العلمي في الوقت الذي تشهد فيه البالد تخفيضات كبيرة في الميزانية

. الحكوميةويقوم مجلس البحث العلمي األوروبي بتطوير الجامعات على كامل

ويؤكد على الدفع باتجاه إجراء من البرتغال إلى فنلندا،مساحته الجغرافية،إصالحات جذرية وانتهاج حاكمية فعالة في الجامعات تشجع استقطاب الكفاءات

احثين العلمية أينما كانت في دول االتحاد األوروبي، إضافة لجذب المزيد من البت الدخول ما يقتضي تسهيل إجراءات منح تأشيراوالعلماء من خارج أوروبا،

. هيل االندماج في المجتمع المحليإلى الدول األوروبية وتس

-٦٥-

وبغية تحقيق هذا الهدف، خلص مؤتمر برشلونة لعدد من التوصيات العمل على نحو الكفيلة بجذب أفضل الباحثين من خارج االتحاد األوروبي، أولها

بما في ذلك عداد حزمة متكاملة من اإلصالحات واإلجراءات الجاذبةإو استباقي،تحسين المرتبات ومنح حقوق التقاعد، وإمكان طرح خيارات العمل ألفراد أسر الباحثين، وخيارات تسهيلية لرياض األطفال؛ إضافة إلى مجموعة من العوامل

واالجتماعية، واستقطاب الجذابة األخرى مثل رفع نوعية الرعاية الصحيةوتخفيض الروتين في يق البحثي،الباحثين الشباب الموهوبين ضمن أعضاء الفر

العمل على وضع نظام اتصاالت مرن وفعال يؤمن و أدنى الحدود الممكنة،التواصل السريع مع مقدمي الطلبات لمنح المجلس األوروبي في المرحلة

. عند تسلم طلبات المنح البحثية رالتحضيرية، وكذلك نظام فعال التخاذ القراهم إجراءات التحفيز البحثية المتبعة اليوم في ومما ال شك فيه أن إحدى أ

بعض الجامعات األوروبية والتي تعد من نتائج برنامج المجلس األوروبي هي اشتراط الحصول على منحة بحثية من هذا المجلس للحصول على درجة

البوليتكنيك الفدرالية في لوزان في هذا ما تشترطه مثال مدرسة. األستاذيةت العديد من الجامعات األوروبية تحذو حذوها في اآلليات التي سويسرا، وأصبح

. عتمدها للترفيع إلى مرتبة أستاذتكذلك أصبحت االستراتيجية المؤسساتية لبعض الجامعات األوروبية تجزي

من % ٢٠ففي سويسرا، يكافأ العامل بزيادة مقدارها . العطاء للجهود البحثية . وراه إذا ما حصل على درجة الدكتأجره

أردنا مما سبق إلقاء الضوء على بعض السياسات واإلجراءات المتبعة في المؤسسات البحثية األوروبية والتي تهدف إلى رفع الكفاءة البحثية وتحسين التنافسية في جذب الباحثين، لما لهذه اإلجراءات من تأثير مباشر أو غير مباشر

افس على البحث العلمي وعلى فالتن. على تطوير البحث العلمي في مؤسساتناالمواهب البحثية بات تنافسا شديدا، وسيبقى شعار المرحلة القادمة في عصرنا هذا عصر المعرفة، وال بد من االستعداد له والتسلح باألدوات الفعالة لرفع القدرة

ومن هذه اإلجراءات ضرورة استقطاب حملة الماجستير والدكتوراة . التنافسيةعليهم ويكون ذلك بتوفير بيئات عمل جيدة تتكامل فيها الميزات والمحافظة

الوظيفية واالجتماعية، وال بد من التوسع في برامج الدراسات العليا وتطويرها . وتوفير كل مستلزماتها، فالدراسات العليا عماد البحث العلمي في الجامعات

-٦٦-

للحفاظ على تحتية الالزمة للبحث العلمي لكذلك البد من توفير البنى اإضافة إلى ضرورة أن تكون قواعد التوظيف والترقية عادلة وشفافة . الباحثين المتميزين ماديا ومعنويا بربط التعيينات والترقيات ربطا أكبر تكافئبحيث

على التميز إذا ما طبقت بدقة فمثل هذه اإلجراءات تشكل حافزا. بالبحث العلمي . وشفافيةاألوروبي يسعى جاهدا الستقطاب الخبرات البحثية من ذا كان االتحاد إو

ن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على أولى بنا وروبا، فاألأبلدان من خارج قدراتنا البحثية من الضياع واستقطابها وتقديم كل الدعم الالزم لها في الداخل كما

. في الخارج

* * *

-٦٧-

إىل أين؟. . . العوملة العلمية

)٢٠١٢اني ث تشرين ال١٨جريدة الوطن، (

لطالما صورت العولمة على أنها شر مطلق لما ينطوي عليه المفهوم نفسه من فرض قسري لمفاهيم وقيم وأنماط حياة وتفكير، الهدف منه بالدرجة األولى

ومما . االستالب الفكري وصوال إلى الغزو الثقافي والهيمنة االقتصادية المطلقةه أن القوى التي تسعى للسيطرة على العالم ومقدراته تعمل على نشر ال شك في

ما يسهل ثم مفاهيمها وأنماطها الفكرية، بتصدير لغتها وثقافتها، ومن فكر العولمة . غزو العالم والسيطرة على مقدراته

لكن مفهوم العولمة يمكن أن يكتسي في التعليم العالي بعدا إيجابيا إذا ما أداة للتنمية بمختلف جوانبها، ونقل المعرفة وتبادل الخبرات العلمية فهم على أنه

ضمن شبكة معارف عالمية تنمي االبتكار وتدفع بالبحث العلمي إلى األمام .وتضعه في خدمة المجتمعات اإلنسانية كافة

الذي " لتنميةمن أجل ااالبتكار والتعليم العالي والبحث العلمي "مؤتمر Center for Internationalتعاون بين مركز التعليم العالي الدولي انعقد مؤخرا بال

Higher Educationومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية التابع لجامعة بوسطنOECD وبحضور أربعين خبيرا من مختلف أنحاء العالم، بحث في دور

لمؤسسات الجامعات البحثية في شبكات المعارف العالمية، واآلفاق المستقبلية .البحث العلمي في البلدان النامية والبلدان المتوسطة الدخل

كما نظر المشاركون إلى دور الجامعات البحثية في االقتصاد العالمي القائم على المعرفة، والشبكات الدولية لمؤسسات التعليم العالي من خالل التكتالت

ورسم المعرفة الدولية،الدولية القائمة، وارتفاع حركية الباحثين بفضل شبكات السياسات المتعلقة بالمعرفة األكاديمية وبالمخرجات، والنمو العالمي للبحث

.العلمي المؤسساتي

-٦٨-

كما نوقشت أيضا إمكانية تأسيس الشراكات، سواء لبناء القدرات البحثية في البلدان النامية أو بين الجامعات على أساس الشمال والجنوب، وتأثير نظم

تصنيفات الجامعات على الجامعات الناشئة في البلدان متوسطة الدخل، وأساليب ودور الجمعيات العلمية في سد الفجوة بين البحوث وصنع السياسات والتمويل،

. الجامعات البحثية، ونقل التكنولوجيا، وخلق فرص العمل والعالقة بيندة منها لالستفا والواقع أنه يمكن إعادة صياغة دور الجامعات البحثية

أشارت أن بحوث عدة. كمرتكزات أساسية لالقتصاد القائم على المعرفةتشكل جزءا من مجتمع المؤسسات الجامعات البحثية، حتى المتواضعة منها،

كناية عن عقد وطنية في شبكة المعرفة العالمية التي تلعب العالمي الفعال، فهي . دورا رئيسيا في التسلسل الهرمي للمعرفة

في العولمة بأن تكون نقطة للجامعة البحثية أن تلعب دورا مركزياويمكنانطالق ونقطة نهاية التجاهات التواصل المعرفي وأن تضمن حركية متزايدة

والعولمة العلمية تعني تدويل شبكات البحث . للبحوث والباحثين على حد سواءمحل " تداول األدمغة"ليحل مفهوم العلمي، وإعادة صياغة مفهوم الحركية العلمية

والجدير بالذكر أن عددا من الباحثين أولوا أهمية بالغة . "هجرة األدمغة"مفهوم على الحراك العلمي وشبكات البحوث الدولية، لمفهوم العولمة العلمية فركزوا

.ودرسوا طرائق عملها، وكيف تبني القدرات وتحفز التميز البحثيبين ض أن العولمة أعادت خلط األوراقالذي افتر من هؤالء مارك تاديكي

الجهات الفاعلة، وقربت المنطق والعالقات ما بين مؤسسات التعليم العالي وهذا يدعو إلى استراتيجيات جديدة يقوم . والبحث العلمي والتكتالت الجامعية

فإلى أي حد يمكن لهذه التكتالت التكيف مع المتطلبات . عليها التعاون والتنافس؟ وما هي إمكاناتها في التحول لتصبح مساحات قادرة على إعادة تأطير الجديدة

برامج عمل التدويل؟والتي تضم جامعات بحثية رابطة الجامعات المطلة على المحيط الهادئ

للتدويل يمكن بالتالي وضعت معايير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مرموقة محددة حققت، بحسب الباحثين، نجاحا" بيئات تمكينية"كما أن هناك. إعادة إنتاجها

. في كل من نيوزيلندا وهونغ كونغ على التواليملحوظاففي نيوزيلندا، ساعدت الجمعية الملكية التي يمتد تاريخها لمائة وخمسين سنة في صقل دور الجمعيات العلمية وبناء الجسور بين البحوث وصنع السياسات

-٦٩-

يرة الصغيرة المكونة من أربعة ماليين شخص، والتمويل، لدرجة أنه في هذه الجز . من القطاع الخاصمن القطاع العام أكثر يجري تمويل البحث العلمي اليوم

ارتقى البحث العلمي الجامعي ليتبوأ مكانة عالمية، بعد وفي هونغ كونغ،للجنة من التواصل المعرفي المستمر، وبفضل اإلدارة االستراتيجيةثالثين عاما

هناك عصرها ودخلت بذلك الجامعات البحثية. المحسوبة منح الجامعية والمخاطرال . واالقتصاد والمجتمع الذهبي الذي ترسخ فيه العولمة العلمية وتقود اإلبداع

البحث العلمي يفترض العناية بما يصاحب ذلك من وحالتوجه الكبير ن لكن المتعارف عليه أن للتوسع قياسات، وعمليات تقييم وما شابه ذلك، وقد أصبح من

.العالمي الكبير في القياسات الكمية سلبياتهصلة بعالقات التعاون، ويتساءل البعض فيما إذا كان للنشر واالستشهاد

ذا كانت إذا كانت أنماط التعاون تختلف عبر أنظمة التعليم العالي، وفيما إوفيما علوم صعوبة ياس أحد أكثر الوعلم الق و تحرفهاأطرائق الحساب تؤثر في النتائج

اذج التي توصل إليها مومن الن. الباحثين عن خوض غمارهنودقة، وهو أمر لم يث . مع ارتفاع عدد البلدان المشاركة في تأليفها البعض أن تأثير نشرة علمية يزداد

نازلي شكري قدمت في مؤتمر بوسطن آنف الذكر لمحة عامة عن الباحثةى المعرفة في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا، وآفاق االقتصاد القائم عل

التعليم العالي العربي في ضوء ارتفاع استخدام اإلنترنت باللغة العربية، مبينة أن عما كانت %١٥٠٠هناك زيادة في استخدام اإلنترنيت لدى الباحثين تصل إلى

أفريقيا يز البحثي في أما أوليغبيميرو جيجيدي فقد أبرز التم. عليه في العقد الماضيجنوب الصحراء الكبرى، مشيرا إلى مراكز التميز الحالية في القارة السوداء،

. مناطقأفريقيا الجامعية المكونة من خمسودورها المرتقب في شبكة عموم ، نذكر برنامج جنوب أفريقيا للبحوث مع "تشبيك المعرفة" وضمن سياق

فريقيا أبين جنوب ، وهي شراكة ثنائية مبتكرة"البدائل في التنمية"هولندا بشأن .ووزارة الخارجية الهولندية موضوعا لصيقا بالعولمة العلمية، وهو نقل التكنولوجيا بحوث كثيرة تتناول

وكيفية نشر المعرفة في المجتمع من أجل أغراض التنمية ودورها في التنميةاعلة الرئيسية في مجال إنتاج والتغيير االجتماعي،وكيف ينبغي على الجهات الف

. من الجامعات البحثية، التفاعل مع المجتمعونقل المعرفة، بدءا

-٧٠-

للجامعات كل هذا ينصب في المساهمة المفيدة في الفعالية المستقبلية .البحثية، في فترة يشهد فيها التعليم العالي تغيرا كبيرا

حد من مصلحة ويبقى السؤال المطروح في هذا السياق هو إلى أي مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي السورية أن تدخل في تكتالت

وهل . جامعية بحثية لتصبح عضوا في شبكات تبادل المعلومات والخبراتسيكون في ذلك حفاظ على األدمغة الوطنية وإنقاذ لها من الهجرة، لتحل مفاهيم

المفهوم ذي االنعكاس األكثر مكان" تشاطرال"و " التداول"و " التبادل"إيجابية مثل ؟ الجواب على هذه "الهجرة"سلبية على مستقبل الوطن، وأعني به مفهوم

التساؤالت ال بد وأن يرتكز على دراسة تحليلية دقيقة إليجابيات التجارب المتبعة ت المماثلة، وصوال إلى سياسات تعليمية افي تطور المشاريع البحثية في الجامع

مع الهيكلية البحثية في الجامعات ة بناءة أكثر استنارة ومنهجية وتكامالبحثيكما يجب أن يسبق اتخاذ أي قرار من هذا النوع دراسة النعكاساته . الشريكة

السلبية المحتملة، ثم الموازنة بين السلبيات واإليجابيات بدل التخوف االنطباعي . االنفعالي من أي خطوة مماثلة

* **

-٧١-

أنظمة تصنيف اجلامعات وآثارها املتعاظمة

)٢٠١٢ آب١٢جريدة الوطن، (

اإللكترونية University World Newsنشرت مجلة أخبار عالم الجامعات

التي تصدر في بريطانيا، نشرت مؤخرا سلسلة من المقاالت تناولت فيها أنظمة مؤسسات التعليم العالي وعلى تصنيف الجامعات العالمية وتأثيرها المتعاظم على

الطالب وأعضاء الهيئة التدريسية والبحثية في الجامعات، والمؤسسات األخرى . المعنية بالتعليم العالي وغيرها من المؤسسات

وقد أصبحت أنظمة تصنيف الجامعات العالمية التي تصدر بشكل دوري مؤسسات ة وغير الحكومية، وـلمنظمات الحكوميعن بعض الجامعات، وا

، أصبحت في اآلونة األخيرة االعتماد، والشركات التجارية، ووسائل اإلعالمصناعة كبيرة واحتلت مكانة هامة لدى العاملين في المؤسسات المعنية بالتعليم

Times Higherتصنيف تايمز للتعليم العالي : وأشهر هذه األنظمة العالمية. العالي

Education World University Rankings الذي تصدره مجلة التايمز للتعليم QS world العالي اإلنكليزية ألفضل مائتي جامعة في العالم، وتصنيف كيو إس

Ranking الذي تصدره مؤسسة Quacquarelli Symonds اإلنكليزية، وتصنيفألفضل خمسمائة جامعة في العالم Shanghai Jiao Tongشانغهاي جياو تونغ جامعة شانغهاي جياو تونغ في الصين والذي أصبح ٢٠٠٣ام الذي تصدره منذ ع

. العالمية لتصنيف الجامعات فيما بعد أشهر األنظمةوينظر بشكل عام إلى أنظمة تصنيف الجامعات على أنها أداة مساعدة للطالب في عملية اختيار الجامعة المناسبة لدراستهم، وألرباب العمل في عملية

فهم، وألساتذة الجامعات والباحثين في اختيار شركاء انتقاء الخريجين وتوظيللتعاون معهم في برامج تعليمية مشتركة أو برامج بحثية مشتركة، وللمسؤولين الحكوميين وصانعي السياسات في تقييم جودة مؤسسات التعليم العالي ومستواها

-٧٢-

هم مقارنة العالمي، وللقائمين على مؤسسات التعليم العالي في تحديد أداء مؤسسات . بباقي المؤسسات المحلية والعالمية

جديدا من بعض دول العالم التي غير أن هذه األنظمة القت مؤخرا دفعااعتمدت على نتائج تصنيفها للجامعات في بعض القرارات التي اتخذتها، األمر . الذي زاد من أهمية هذه األنظمة على المستوى العالمي ورفع من مصداقيتها

وسيا، وقع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف مؤخرا على قرار ففي ر جامعة رائدة من ٢١٠منح بموجبه اعترافا رسميا بالدرجات العلمية التي تمنحها

على المواقع وقد تم تحديد هذه الجامعات بشكل أساسي اعتمادا. دولة مختلفة٢٥وبناء على ذلك . ات العالميةالمتقدمة التي احتلتها في أنظمة تصنيف الجامع

سيتوجب على آالف الطالب الروس الراغبين باالستفادة من منح الدراسة Global Education"برنامج التعليم العالمي"الجامعية في الخارج في إطار

Programme الذي تبلغ قيمته خمسة مليارات روبل، سيتوجب عليهم الدراسة في كشرط أساسي لالستفادة من Top Ranked Universityجامعة ذات تصنيف متقدم

. هذه المنح Science"علوم بال حدود"ويعتمد مشروع مماثل في البرازيل اسمه

Without Borders مخصص إليفاد مائة ألف طالب إيفادا خارجيا وتبلغ ميزانيته ر مليار دوالر، يعتمد على أنظمة تصنيف الجامعات العالمية الشهيرة الختيا١,٣

. الجامعة التي سيدرس فيها الموفد، University Grant Commissionوفي الهند، وضعت هيئة المنح الجامعية

وهي هيئة حكومية، وضعت الئحة تتضمن خمسمائة جامعة عالمية ذات تصنيف متقدم وفق أنظمة التصنيف الشهيرة، يحق للجامعات الهندية إقامة برامج تعليمية

. ون سواهامشتركة معها فقط دوفي ماليزيا تشترط العديد من الجامعات أن يتم اختيار الممتحنين الخارجيين ألطروحات الدكتوراه من بين أفضل مائتي جامعة في العالم وفق

. أنظمة تصنيف الجامعات الشهيرةلكن من الملفت للنظر أن بعض الحكومات في العالم بدأت منذ مدة

غير أكاديمية، فاستندت إليها لضبط عمليات باستخدام هذه األنظمة ألغراض الهجرة على سبيل المثال، وحصرت هجرة العمالة إليها فقط بتلك المؤهلة تأهيال

، اقترح بعض الساسة في الدانمرك أن يكون التخرج من ٢٠١٠ففي عام . عاليا

-٧٣-

وذهب . للهجرة إلى الدنمرك أساسياأفضل عشرين جامعة في العالم شرطا الهولنديون إلى أبعد من ذلك، فقد ظهر في إحدى اإلعالنات الحكومية الساسة

ذا كفاءة عالية فإنك تحتاج لشهادة ماجستير أو لكي تعد مهاجرا: "للهجرة أنهدكتوراه من جامعة هولندية معترف بها، أو من جامعة غير هولندية شريطة أن

للتعليم العالي لعام جامعة في العالم وفق تصنيف تايمز ١٥٠تكون من أفضل ، إضافة إلى شروط أخرى تتعلق بالعمر " أو تصنيف شنغهاي جياو تونغ٢٠٠٧

ون هذه وقد وصف األشخاص الذين يحقق. وإجادة اللغة اإلنكليزية أو الهولنديةوالجدير بالذكر أن هذا اإلعالن أثار بعض . التأهيلوالمعايير بأنهم أشخاص عال في عام ١٤٧كة فمثال احتلت إحدى الجامعات المرتبة التساؤالت والنوادر المضح

فهل هذا يعنى أن ، ٢٠٠٨ في العام ١٥١ لكنها هبطت إلى المرتبة ٢٠٠٧ بينما ستغلق أمامهم أبواب الهجرة ٢٠٠٧خريجيها يحق لهم الهجرة فقط في العام

أعطت الكثير من ومع ذلك فإن هذه اإلعالنات، رغم غرابتها،!! ٢٠٠٨في العام . ألنظمة التصنيف المشار إليهالصدقا

بإعداد وبالنسبة للجامعات العربية، وعلى الرغم من أنه مشهود لها فإن أيا منها خريجين على كفاية عالية في شتى االختصاصات العلمية واألدبية،

لم يكن ضمن أحسن مائتي جامعة في العالم وفق تصنيف تايمز للتعليم العالي . ال وفق التصنيفات العالمية الشهيرة األخرى، و٢٠١٢ -٢٠١١لعام

وعلى الرغم من أننا ال نتفق بالضرورة مع نتائج أنظمة التصنيف تلك، والتي تعطي ثقال وال مع المعايير المبسطة التي بنيت عليها عملية التصنيف

وال تعكس بدقة جودة العملية كبيرا لمخرجات الجامعة من البحث العلمي،في الجامعة، وال تأخذ بالحسبان الخدمة التي تؤديها الجامعة للمجتمع وال التعليمية

القبول فيها والفرص التعليمية التي توفرها، فإن أنظمة تصنيف مدى اتساع وقد بات تأثيرها كبيرا. الجامعات في العالم باتت حقيقة واقعة ال يمكن تجاهلها

طالب وأرباب عمل ومنظمات في مختلف الجهات المعنية بالتعليم العالي من وإذا ما . حكومية وخاصة، األمر الذي يحتم تحليلها ودراستها والتأقلم معها

رغبت جامعاتنا في أن تحتل موقعا متميزا على سلم التصنيف العالمي، فال بد لها، شأنها في ذلك شأن سائر الجامعات العالمية، من أن تضع في حسبانها

أساسها عملية التصنيف، وأن تولي البحث العلمي المؤشرات التي تبنى علىفهذا من شأنه أوال تحقيق متطلبات التنمية، وهو . بشكل خاص اهتماما كبيرا

-٧٤-

يحسن ثانيا موقع الجامعة وترتيبها، ألن مكانة الجامعة على الساحة الدولية تقاس تنا ترتيبها وفي حال لم تحسن جامعا. بحجم إنتاجها من البحوث العلمية األصيلة

التصنيفي، قد ال تتمكن في المستقبل من بناء شراكات مفيدة مع مؤسسات . أكاديمية عالمية عريقة فيما إذا كان على جامعاتنا أن تولي عناية خاصة لمعايير ونتساءل أخيرا

التصنيف فتشترط إيفاد معيديها إلى النخبة من الجامعات العالمية، شأنها في ذلك لبرازيل وغيرها من الدول الحريصة على أفضل تأهيل لكوادرها شأن روسيا وا

. العلمية

* * *

-٧٥-

شهادات الدكتوراه

أي النماذج أفضل للدول النامية؟

)٢٠١٢ آب ٥جريدة الوطن، (

ما ينظر إلى برامج الدكتوراه على أنها إحدى الوظائف األساسية غالباريبا أكاديميا رفيعا يعمل على خلق قدرات عاملة على توفر تد للجامعات ذلك أنها

في اإلسهاموقادرة على درجة عالية من المهارة والمعرفة وذات كفاءة كبيرة التنمية وتعيق المجتمع تواجه التي المشاكل من للعديد العلمي التشخيص للبحث الوطنية المنظومة تدعم أن لها يمكن كما واالجتماعية، االقتصادية االختراع وبراءات إطارها في تجري التي البحوث خالل من واالبتكار والتطوير

وأصبح الحصول على شهادة الدكتوراه معيارا لقياس جودة . تحرزها التي .المخرجات البحثية في جميع بلدان العالم

University Worldفي مقال نشر مؤخرا في مجلة أخبار عالم الجامعات Newsباحث ديفي تواري لألستاذ والDevi Tewari األستاذ في كلية المحاسبة

فريقيا، أ في جنوب Kwa Zulu-Natal بجامعة كوا زولو ناتال واالقتصاد والتمويلوذكر أن أي نموذج من شهادات الدكتوراه أفضل للدول النامية، تساءل الباحثال على وطرائق تحضيرها وإجراءات منحها شهدت تحو الدكتوراه نماذج برامج

. ١٨١٠نطاق واسع منذ بدء العمل بهذا النظام في جامعة برلين في ألمانيا عام يعني أن هذا المرشح قد في ذلك الوقت، كان منح درجة الدكتوراه لمرشح ما

من الحلقات الدراسية والبحثية، وقدم أطروحة مقبولة ومكتوبة بلغة حضر العديد . أمام لجنة فاحصة ودافع عنها شفهياعلمية سليمة تتميز باألصالة واإلبداع،

عمت دراسات الدكتوراه أمريكا الشمالية وكندا ١٩٣٠ و ١٨٦٠بين عامي في أميركا الشمالية، كانت . واستراليا وبريطانيا وكذلك أجزاء أخرى من أوروبا

-٧٦-

وانضمت إليها الحقا مؤسسات ، جامعة ييل أول جامعة تبدأ دراسات الدكتوراه .ميشيغان وبنسلفانيا هارفارد وجامعتاأخرى كجامعة

في الواليات المتحدة، وسعت االحتياجات الالزمة لمنح شهادة الدكتوراه لتشمل دراسة مجموعة من المساقات المتخصصة وتحقيق النجاح فيها، والتسجيل

واحدة بلغة أجنبية في الجامعة لمدة ثالث سنوات، والتمكن من مهارة القراءة . تقديم أطروحة واجتياز امتحان الدفاع عنها أمام لجنة فاحصةو على األقل،

اعتمدت كل من استراليا وبريطانيا النظام األميركي مع إجراء بعض التعديالت طلبة الدكتوراه بشكل عام وقد عكست طرائق امتحان. وفقا لظروفهما المحلية

ن القرن الماضي برز ومع نهاية الخمسينيات م. تقاليد وثقافات البلدان المانحة لهاالنموذج األوروبي وكان يطبق : نموذجان متميزان المتحان أطروحات الدكتوراه

بشكل خاص من قبل الجامعات في بريطانيا واستراليا وبعض الدول األخرى، . والنموذج األميركي الذي طبق في جامعات الواليات المتحدة وكندا

اإلشراف عليها والنماذج تعتمد نوعية أطروحة الدكتوراه على طبيعةاإلشراف على رسالة دارفي النظام األميركي، ي. ومنحها المستخدمة المتحانها

ويصبح الطالب . الدكتوراه من قبل فريق من األكاديميين برئاسة مشرف رئيسيلنيل شهادة الدكتوراه بعد حضوره مجموعة من المساقات الدراسية التي مرشحا هذا عدوي. واجتيازه امتحانا شامال فيها تقريبا شهرا١٨ لىإ ١٢عادة مدة تمتد

االمتحان من أهم الميزات في النظام األميركي، ويتضمن جزأين تحريري ويعطى للطالب الذي يرسب في االمتحان فرصة إلعادته مرة أخرى في . وشفهي

.وإذا أخفق في المرة الثانية ينصح باالنسحاب من البرنامج. غضون عامفي النظام األوروبي، يضطلع مشرف واحد فقط بعملية اإلشراف كلها مع

ويصبح الطالب . وجود إمكانية لتعيين مشرف إضافي إذا تطلب البحث ذلكبنجاح عن مخطط بحثه المقترح أمام لنيل شهادة الدكتوراه بعد دفاعه مرشحا

عام حضور وال يتضمن نظام الدكتوراه األوروبي بشكل . لجنة علمية فاحصةإن الفشل في الدفاع عن مخطط البحث . مساقات دراسية واجتياز امتحان بها

. "مرشح للدكتوراه طالب"إلى عدم منح الطالب صفة يؤدي المقترحويختلف النموذجان األمريكي واألوروبي اختالفا كبيرا في إجراءات منح شهادة

من داخل –ألكاديميين ففي النموذج األميركي، يقوم مجموعة من ا. الدكتوراهيشكل . بفحص عمل الطالب-الجامعة وخارجها بما في ذلك المشرف الرئيسي

-٧٧-

اعتماداهؤالء األكاديميون لجنة فحص الرسالة التي تقوم بامتحان الطالب شفويايقع على عاتق المشرف مسؤولية التأكد من أصالة و. المكتوبة أطروحته على

فإن للممتحن الخارجي حق النقض ويمكن أن ومع ذلك،. األطروحة وجودتها .يفشل المرشح إذا كانت األطروحة من نوعية متدنية

في النموذج األوروبي، يتم تعيين ممتحنين لتقييم األطروحة ويستبعد ويمكن . بالمرشح أو منحازا لهقد يكون متأثرا بحجة أن رأيه المشرف الرئيسي

ليين، ويشكلوا مع العميد أو نائب العميد لجنة للممتحنين أن يكونوا محليين أو دوويكون دور اللجنة األساسي تقديم تقرير موجز . الحكم على أطروحة الدكتوراه

وليس من صالحية اللجنة . عن نتائج مختلف التقارير المقدمة من الممتحنيناتخاذ قرار بشأن تنجيح المرشح أو إفشاله ولكن هذا القرار من صالحية

. الممتحنينويعتقد الباحثون في سياسات التعليم العالي أنه على الرغم من أن لكال النموذجين أوجه قصور معينة، فإن النموذج األميركي أكثر صرامة الحتوائه على مراحل عديدة يجري التوقف عندها لضبط الجودة قبل إجراء امتحان

لنظام األوروبي الذي أما ا. إال أن تطبيق النظام األميركي مكلف جدا. الدكتوراهال يتطلب من المرشح حضور مساقات تعليمية واجتياز امتحانات فيها ويكون مجمل العمل المؤهل للدكتوراه عبارة عن عمل بحثي فإنه يتميز عن النظام

. األميركي بأن حجم اإلنتاج البحثي يكون عادة أكبر يشترط أنه على الجامعات تنظيم لقانون التنفيذية الالئحة تنص سورية وفي

وأن الماجستير، درجة على حاصال يكون أن الدكتوراه درجة في الطالب لقيد على الطالب لحصول الالئحة تشترط كما. األجنبية باللغة امتحانا بنجاح يجتاز على بناء الجامعة مجلس يقره موضوع في مبتكرا بحثا يعد أن الدكتوراه درجة مجلة في رسالته بموضوع متعلقين بحثين ينشر وأن المختصة، الكلية اقتراح فيها يؤدي وأن الحكم لجنة تقبلها رسالة بحثه بنتائج يقدم وأن متخصصة، علمية للبحث مقترحا يعد أن بعد إال للدكتوراه الطالب قيد يتم ال وعادة. علنية مناقشة كما. المختص القسم يؤلفها علمية لجنة أمام علنيا ويناقشه به القيام يزمع الذي من آخر عضو الرسالة على اإلشراف في يشارك ألن مجاال الالئحة تركت خارج من المؤهلين االختصاصيين أو الزائرين األساتذة أو التدريس هيئة أعضاء

لجنة تؤلف أن على الالئحة ونصت. العلمي البحث مجال في العاملين الجامعات

-٧٨-

يكون أن ويمكن المشرف أحدهم ءأعضا خمسة من الدكتوراه رسالة على الحكم أعضاء مستوى في يكون أن شريطة الجامعات خارج من اللجنة أعضاء أحد . التدريس هيئة

ألية المرشح دراسة السوري النموذج في الدكتوراه مرحلة تتضمن وال مجمل وإنما األميركي النموذج وفق بها امتحان واجتياز إضافية تعليمية مساقات . األوروبي النظام في الحال هو كما بحثي عمل وه المنجز العمل

إجراءات أقر قد السوري الجامعات تنظيم قانون أن سبق مما يالحظ مرحلة في سواء انجازها مراحل كافة في الدكتوراه رسائل جودة لضمان متعددة متخصصة علمية مجلة في بحثين نشر (للدكتوراه التأهل مرحلة في أو القيد، مناقشة (األطروحة عن الدفاع مرحلة في أو) الرسالة بموضوع انيتعلق محكمةغير أن . )علنية جلسة في أخصائيين خمسة من مؤلفة حكم لجنة أم الرسالة

عن الرؤية الممارسة والتطبيق على أرض الواقع في الجامعات يختلفان أحياناقد لوحظ و. التي وضع على أساسها قانون تنظيم الجامعات والئحته التنفيذية

أن بعض جلسات مناقشة مخططات بحث الدكتوراه في بعض األقسام أحياناولتحقيق شرط النشر . ليست على المستوى المطلوب وأنها تفتقر للعمق الكافي

الذي نص عليه قانون تنظيم الجامعات، يلجأ بعض طالب الدكتوراه إلى نشر ت العالمية المرموقة ذات أبحاثهم في مجالت علمية متواضعة مبتعدين عن المجال

كذلك لوحظ عدة حاالت كانت فيها عملية . المعايير الصارمة في التقييم والنشراإلشراف على طالب الدكتوراه ومتابعة أبحائهم والتدقيق في النتائج التي توصلوا إليها قاصرة وغير دقيقة ما أدى إلى اكتشاف عدة حاالت للتعدي على الملكية

خ أبحاث اآلخرين، األمر الذي نتج عنه سحب الشهادة بعد الفكرية واستنسا . منحها

ويشير التقرير السنوي للدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة دمشق إلى أن عدد رسائل الدكتوراه قيد االنجاز في مختلف كليات الجامعة ٢٠١١للعام

ما ٢٠١١وقد منحت جامعة دمشق في عام . رسالة١١٥٩ بلغ٢٠١١في عام لكن . شهادة دكتوراه في مختلف االختصاصات العلمية واألدبية١٦٠مجموعه

وعلى الرغم من المستوى العلمي الرفيع للعديد من هذه الرسائل، فإن انعكاساتها محدود، كما أن عدد براءات االجتماعية واالقتصاديةعلى كافة القطاعات

إعادة توجيه هذه البحوث بد منلذا ال . االختراع التي نتج عنها يكاد ال يذكر

-٧٩-

وفق إستراتيجية بحثية علمية واضحة تخدم أغراض التنمية االقتصادية واالجتماعية وتركز على القطاعات ذات األولوية التي حددتها خطط التنمية لتعود

. بأكبر نفع على االقتصاد الوطنيالذي هو في سورية ومما ال شك فيه أن نموذج الدكتوراه المتبع حاليا

أقرب إلى النظام األوروبي هو النموذج األفضل لسورية وللدول النامية في ضوء غير أنه ال بد من بذل كل جهد ممكن وإيجاد . الطاقات البشرية والمادية المتوفرة

أفضل اآلليات لضمان جودة رسائل الدكتوراه المنجزة، كأن يكون وجود ممتحنين زما ال ممكنا، وأن تكون موافقتهما على الفي لجنة الحكم شرطا خارجيين

مسبقا إلمكانية انعقاد لجنة الحكم، وأن يقتصر نشر أبحاث الرسالة شرطا الدكتوراه على المجالت العالمية المرموقة، وغيرها من اإلجراءات وذلك بغية

التنمية متطلبات وتلبي وسمعتها السورية بالجامعات تليق رسائل على الحصول . لتحقيقها نسعى أن جميعا علينا ماسة حاجة باتت التي الشاملة

* * *

-٨٠-

واإلصالح الواقع بني اجلامعي القبول

)٢٠١٢ متوز ٨جريدة الوطن، (

يتسم بالعدالة يسعى العديد من دول العالم إلى اعتماد نظام قبول جامعي

الدراسة الجامعية ممن واإلنصاف ويحقق تكافؤ الفرص لجميع الراغبين بمتابعة ويعتمد نظام القبول الجامعي في بعض هذه الدول . أنهى مرحلة الدراسة الثانوية

كسورية ومصر على معدل النجاح في شهادة الدراسة الثانوية كمعيار أساسي للقبول والمفاضلة بين المتقدمين، إضافة إلى معايير ثانوية تتطلبها بعض

بعض الدول األخرى كالصين . األجنبية وغيرهااالختصاصات كالفنون واللغات وكوريا الجنوبية وفيتنام تلجأ إلى إجراء امتحانات قبول جامعية مستقلة عن نتائج مرحلة الدراسة الثانوية، بعضها يتم في يوم واحد وبعضها اآلخر يجري على عدة أيام، ويبنى على نتائجها توزيع الطالب مركزيا على مختلف االختصاصات

العديد من دول العالم التي ال تتبع هذا النهج المركزي في وهناك أيضا. لجامعيةاعملية القبول الجامعي وتترك للجامعات وضع وتطبيق معايير قبول خاصة بها،

. كالجامعات األميركية والبريطانية وغيرها في العدد األخير من مجلة أخبار وقد استرعى انتباهي مقال نشر مؤخرا

. اإللكترونية والتي تصدر في بريطانياUniversity World Newsالجامعات عالم " معركة شاقة إلصالح نظام القبول الجامعي"يتناول المقال الذي يحمل عنوان

الجهود التي تبذلها الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا إلصالح نظام القبول ضي امتحانات القبول ن أنه جرت خالل الشهر الماالجامعي فيها وتطويره، فيبي

مليون ٩,١٥أيام امتحن خاللها ما يقرب من الجامعي في الصين على مدى ثالثةوالجدير بالذكر أن العديد من بلدان آسيا . من المتقدمين% ٧٥طالب، قبل منهم

يعتمد نظام قبول مشابه للنظام الصيني يقوم على إجراء امتحان وطني مركزي ففي اليابان . على مختلف مؤسسات التعليم العالييوزع على أساسه الطالب

-٨١-

وتايوان تجري امتحانات القبول الجامعي على مدى يومين في حين ال تسمح ما يشكل في يوم واحد وتغطي ستة موضوعات كوريا إال بامتحانات تجري

أما امتحان القبول الجامعي لهذا العام في فيتنام فقد . على الطالب كبيراضغطا . م السابع من تموز في مختلف أنحاء البالدجرى يو

لكن العديد من الدول اآلسيوية أدرك عدم سالمة نظام القبول المركزي فأعلنت فيتنام أنها تخطط . هذا، وأنه ال بد من إدخال إصالحات ملموسة عليه

امتحان موحد "لتغيير النهج الحالي المتبع للقبول الجامعي والذي يقوم على مبدأ ليصبح أكثر صلة باالختصاصات الجامعية المطلوبة وذلك " المتقدمينلجميع

في فيتنام الذي يعتمد بشكل المتبع حاليا وينظر إلى النظام. ٢٠٢٠ابتداء من عام كلي على معدل نجاح الطالب في امتحان القبول على أنه مسؤول عن عدم

إدخال بعض وقد تم بالفعل . التواؤم الكبير بين الخريجين وسوق العمل للطالب اإلصالحات في الوقت المناسب المتحان القبول في هذا العام، فسمح مثال

الحاصلين على جوائز تفوق على المستوى الوطني باالنتساب إلى الجامعات دون كذلك سمح بقبول الكليات الطبية بعض الطالب من . الخضوع المتحان القبول

دون امتحان قبول، األمر الذي محرومة منطقة نائية٦٢األقليات اإلثنية ومن . وصفته وزارة الصحة الفيتنامية بأنه تطور مهم في آليات القبول لهذا العام

وفي الصين هناك انتقادات واسعة لنظام القبول الجامعي حيث يعتقد أن الطالب الذين يحرزون معدالت عالية في هذه االمتحانات ويحصلون بالتالي على

في جامعات النخبة هم األكثر قدرة على الحفظ وليسوا المفكرين أفضل المقاعد حاولت السلطات الصينية ٢٠٠٠ومنذ مطلع العام . المبدعين الذين تحتاجهم البلد

االستجابة لهذه االنتقادات المتكررة فأدخلت تعديالت على امتحان القبول الجامعي ارية والخيال العلمي للمتقدمين، الذي تضمن كتابة مقالة علمية لتقييم القدرة االبتك

. وكذلك احتوى على عدد أكبر من المسائل وأسئلة اختبار التفكير المنطقيوتتعرض امتحانات القبول الجامعي المركزية للكثير من االنتقادات في آسيا بشكل عام والصين بشكل خاص حيث أقر مسؤولو وزارة التعليم العالي بعدم

ووعدوا " امتحان واحد يحدد مصير الطالب"ائم على عدالة النظام الحالي القفأكدت . باتخاذ إجراءات إضافية لتحديد الطالب الموهوبين والمبدعين وتمييزهم

الحكومة في خطتها العشرية إلصالح التعليم وتطويره رغبتها في تشجيع جامعات النخبة على استخدام امتحان مستقل لفحص الطالب الراغبين باالنتساب

. على معايير مستقلةاعتمادا ٢٠١٢ا في عام إليه

-٨٢-

ويعتقد الباحثون في سياسات التعليم العالي في الصين أنه من غير الممكن التخلي كليا عن نظام القبول الجامعي المركزي رغم وجود حاجة ماسة إلعادة

كما يرى العديد منهم أن مسؤولية القبول الجامعي يجب أن تنتقل . تقييم أهميته الجامعات التي يجب أن تركز أكثر على بناء قدراتها الذاتية في عملية قبول إلى

. الطالبوقد بدأت وزارة التعليم العالي الصينية بالفعل بإعطاء بعض الجامعات حق قبول الطالب قبوال مستقل باستخدام اختبارات تصممها الجامعة نفسها، تستكمل

من جدالكن عددا قليال. م لجنة القبولفي بعض األحيان بمقابالت أكاديمية أماالجامعات منح هذه االستقاللية، وبالتالي فإن ذلك ال يكاد يرقى إلى إحداث تغيير

فعلى سبيل المثال أعطيت جامعة الجنوب للعلوم والتكنولوجيا . ملحوظ في النظامار في مقاطعة شنزن استقاللية أكبر من باقي الجامعات الحكومية فقامت باختي

طالبها باستخدام اختباراتها الخاصة، لكن ذلك كان إضافة المتحان القبول من العالمة وأعطيت الختبارات الجامعة والسجل % ٦٠الوطني الذي أعطي ثقل

. %٤٠المدرسي للطالب ثقل وليست الصين الدولة الوحيدة التي تتساءل عن قيمة امتحانات القبول

ت كوريا الجنوبية نظام القبول الجامعي الذي طور٢٠٠٨في عام . الجامعي فيها على امتحان واحد فقامت بعض الجامعات بتكليف موظفي القبول كان يعتمد كليا

على معايير إضافية تشمل رسائل توصية لديها بتقييم طلبات المتقدمين اعتماداتفصيلية من المدارس التي ارتادها الطالب والنشاطات اإلضافية على المنهاج

Extra Curricular Activities٢٠٠٨في عام . بها خالل دراسته التي قام جامعة ١٢٠اعتمدت ثمان جامعات نظام القبول الجديد هذا، واآلن تستخدمه

وتشير آخر اإلحصاءات أن حوالي . بفضل الدعم المالي المقدم من الحكومة االمتحان في الجامعات الكورية خارج نظاممن الطالب يقبلون حاليا% ١٠

في االختصاص الذي وترى الجامعات أن اختيار الطالب بناء على ميوله. الموحد عن االعتماد على معدله الكلي في امتحان القبول يؤدي إلى أداء يتقدم إليه عوضا

ا بناء على أفضل للطالب خالل حياته الجامعية مقارنة بالطالب الذين اختيروظ كذلك انخفاض معدالت االنسحاب من بعض وقد لوح. معدالتهم العالية فقط

. البرامج

-٨٣-

وفي سورية، نصت الخطة الخمسية العاشرة للتنمية االقتصادية تطوير وتنفيذ "واالجتماعية في الفصل المتعلق بتطوير قطاع التعليم العالي على

من نسبة الطالب % ٣خطة قبول جامعي تهدف إلى زيادة االلتحاق بمعدل نحو والعمل على إيجاد معايير جديدة إضافية في نظام المفاضلة ،كل عامالحاليين من

ويعد ذلك إشارة واضحة والتزاما " تأخذ باالعتبار قدرات الطالب الذهنية والفكريةكذلك تضمن . حكوميا بضرورة تطوير نظام القبول الجامعي الحالي وإصالحه

خاصااألوروبي مكونا المدعوم من االتحاد UHESمشروع قطاع التعليم العالي عن تطوير سياسة القبول الجامعي الحالية واقتراح سياسة قبول جديدة تتصف

. بالعدالة واإلنصاف والمشاركة الواسعةويؤخذ على سياسة القبول الحالية المتبعة في سورية اعتمادها بشكل رئيسي على معيار وحيد يحدد مصير الطالب هو معدل النجاح في شهادة

إضافة إلى معايير ثانوية أخرى تتطلبها بعض االختصاصات (اسة الثانوية الدردون النظر إلى أداء الطالب في مرحلة ) الجامعية كالعمارة والفنون واللغات

الدراسة ما قبل الجامعية، أو ما قام به من نشاطات إضافية على المنهاج كالعمل ين أن امتحان شهادة ويرى بعض المنتقد. التطوعي وخدمة المجتمع وغيرها

الدراسة الثانوية الذي يجري في جميع أنحاء سورية في وقت واحد، وعلى الرغم من أنه يحقق الشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين، إال أنه ال يختبر قدرة الطالب الذهنية على التفكير اإلبداعي والتحليل المنطقي، بل يكتفي

للقبول في طيف كافيا الحفظ، وبالتالي ال يمكن أن يعد معياراباختبار قدرته على . واسع من االختصاصات الجامعية

كذلك، ومع زيادة اإلقبال على التعليم العالي بفضل التطور االقتصادي واالجتماعي الذي شهدته سورية واالزدياد الكبير في عدد الناجحين في شهادة

عذر في العديد من األحيان إجراء مفاضلة بين الدراسة الثانوية، أصبح من المت على معدالت نجاهم في الثانوية فقط نظرا لتساوي رغبات الطالب اعتمادا

. معدالت عدد كبير من الطالب الراغبين في كلية معينة أو اختصاص معينمن هذا المنطلق، هناك ضرورة ملحة لتطوير نظام القبول الجامعي الحالي

بد من االستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، خاصة من وال . في القطردول كالصين وكوريا الجنوبية وفيتنام التي كانت تعتمد مبدأ االمتحان المركزي الموحد وبدأت تتحول تدريجيا نحو إعطاء جامعاتها االستقاللية في تحديد سياسة

. القبول الجامعي الخاصة بها

-٨٤-

لى نظام القبول الجامعي في سورية شبيهة غير أن إدخال إصالحات عباإلصالحات التي أجرتها بعض الدول األسيوية آنفة الذكر وإدخال معايير جديدة إضافية على عملية القبول ال يمكن أن يتم دون استعدادات مناسبة وتخصيص

فمثل هذه اإلصالحات تحتاج لبناء قدرات . الموارد البشرية والمالية الالزمة لذلكإذ يتعين على الجامعات . يع مؤسسات التعليم العالي في مجال القبول الجامعيجم

ذوي الكفاءة العالية قادرين على التعامل مع طلبات تعيين مسؤولي قبول منوعلى مسؤولي القبول في . وفق معايير عدة المتقدمين والمفاضلة فيما بينها

ا في ذلك رسائل التوصية الجامعات دراسة ملفات المتقدمين بعناية ونزاهة بم وينطوي على كبيراما يتطلب وقتاوالسجالت المدرسية وإجراء المقابالت وهو

مخاطر كبيرة في حال حصول خطأ ما في عملية االختيار مقصودا كان أم غير . مقصود

وقد يكون الفساد إحدى المشاكل التي ال بد من التعامل معها إذا ما أعطيت ففي حال غياب اختبار معياري . من االستقاللية الختيار الطالبالجامعات مزيدا

أو متطلبات محددة يقبل على أساسها الطالب، يمكن أن يفسح ذلك المجال . للوساطات والمحسوبيات

وإذا كان استنساخ تجارب اآلخرين أمرا غير وارد لتطوير آلية القبول آللية تحتاج لإلصالح بما الجامعي في سورية، إال أنه بات واضحا أن هذه ا

يتوافق والتوجه العالمي الذي يرى عدم صالحية االعتماد المطلق على نتائج امتحانات القبول المركزية، سواء أكانت امتحانات الشهادة الثانوية أو امتحانات وطنية خاصة بالقبول الجامعي، لما لها من آثار سلبية على حسن سير العملية

. رجاتهاالتعليمية وجودة مخ

* * *

-٨٥-

التعليم العايل وعقد التعليم

من أجل التنمية املستدامة

)٢٠١٢ نيسان٨ريدة الوطن، ج(

وبناء على طلب من اليابان والسويد، اتخذت الجمعية ،٢٠٠٢في عام

عقد التعليم من أجل « قرارا ببدء ٥٨العمومية لألمم المتحدة في دورتها الـ وأناطت ،٢٠١٤ ولغاية عام ٢٠٠٥ ابتداء من كانون الثاني »المستدامةالتنمية

مهمة قيادة هذه التظاهرة " اليونسكو"بمنظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم . ووضع مسودة مخطط تنفيذي دولي لهذا العقد

على ذلك أعدت منظمة اليونسكو مسودة مخطط التنفيذ الدولي،وبناء تلف الحكومات إلى النظر في اإلجراءات التي يجب أن تتخذ لتطبيق ودعت مخ

. في استراتيجياتها التعليمية وخطط عملها»التعليم من أجل التنمية المستدامة«الشراكة العالمية في : "ومن المبادرات التي أطلقت أيضا ضمن هذا السياق

١٠٠٠م حاليا أكثر من وهي شراكة تض" التعليم العالي من أجل التنمية المستدامةتعزيز فهم أفضل الستراتيجيات دمج التنمية وتهدف بشكل أساسي إلى جامعة

المستدامة في الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العالي، وتنفيذ أكثر فعاليةلجعل التنمية والقيام بمسح عالمي وتقييم التقدم الحاصل. لهذه االستراتيجيات

كما تهدف إلى. هج وبحوث مؤسسات التعليم العاليالمستدامة في صلب مناالتعرف على االستراتيجيات الفعالة، والممارسات الجيدة في نطاق تعزيز مفهوم

، ومشاركة اآلخرين فيها ونشرها من "التعليم العالي من اجل التنمية المستدامة" . خالل الندوات والمؤتمرات وشبكة االنترنت

عام ) رئيسة اللجنة الدولية للبيئة والتنمية (Brundtland بروندتالند تعرف، تلبي احتياجات األجيال الحالية التنمية المستدامة على أنها التنمية التي ١٩٨٧

-٨٦-

غير أن التعريف . دون المساس بقدرة األجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتهاقق التنمية االقتصادية، الشائع المعتمد عالميا للتنمية المستدامة هو التنمية التي تح

. والتنمية االجتماعية، وحماية البيئة في آن معا Higher Educationوقد لفت نظري مؤخرا أن مجلة سياسة التعليم العالي

Policy التي تصدر عن االتحاد الدولي للجامعات ومنظمة اليونسكو خصصت مؤسسات لبحث موضوع التنمية المستدامة في٢٠١١العدد األخير من عام

وقد شمل العدد خمسة أبحاث بحثت في دور الجامعات ومساهمتها . التعليم العاليفي التنمية المستدامة، واستعرضت تجارب بعض الجامعات في إدخال مفاهيم التنمية المستدامة في برامجها التعليمية وخاصة برامج إدارة األعمال، ومنها

كما عة غلوسترشير في بريطانيا،تجربة جامعة شنشو في اليابان وتجربة جاموتطبيق هذه بحثت في بعض منهجيات تقييم االستدامة في مؤسسات التعليم العالي

المنهجيات على كلية الهندسة في جامعة بورتو في البرتغال، وعلى جامعة . ميموريال في كندا

حول دور الجامعات ومساهمتها "وقد استعرض البحث األول وهو بعنوان من جامعة Leal Filhoالذي أعده الباحث ليل فيلهو " مية المستدامةفي التن

هامبورغ للعلوم التطبيقية، استعرض واقع التنمية المستدامة في الجامعات بشكل عام، وتناول القضايا الواجب مراعاتها لضمان التكامل المنهجي للتنمية المستدامة

كور أن ألف كتابين عن التنمية وقد سبق للباحث المذ. في مؤسسات التعليم العاليالمستدامة في مؤسسات التعليم العالي خالل العامين الماضيين، األول صدر في

الفرص والتحديات : التنمية المستدامة في الجامعات: " بعنوان٢٠١٠عام : التنمية المستدامة التطبيقية: " بعنوان٢٠١١صدر عام ، والثاني"والتوجهات

. "يز التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العاليطريق إلى األمام لتعز جامعة في العالم ٦٠٠وأشار الباحث إلى أنه على الرغم من أن أكثر من

قد ألزمت نفسها تجاه االستدامة بتوقيعها معاهدات دولية واتفاقيات بهذا بضعة آالف من الجامعات تتابع مسائل تتعلق الخصوص، وعلى الرغم من أن

في إدماج مبادئ فإن العديد منها لم ينجح المستدامة بشكل أو بآخر،بالتنمية التنمية المستدامة بشكل كامل في مناهجها وأنشطتها ألسباب متعددة تتراوح ما بين انعدام االهتمام المؤسساتي، وضآلة الموارد المتاحة، وعدم اهتمام أعضاء

. هيئة التدريس وغيرها من األسباب

-٨٧-

على عينة من الجامعات، لتقصي أسباب ري مؤخراوكان مسح دولي أجقلة عدد الجامعات التي نجحت في سعيها لتطبيق مبادئ التنمية المستدامة في

قد أظهر أن العديد من هذه الجامعات ينظر إلى التنمية المستدامة على ، برامجها. ع من المواضيويغطي طيف واسع جدا، أنها علم مجرد للغاية وبعيد عن الواقع

، وحجم الموارد الالزم تخصيصها له كما أن أساسه العلمي غير واضح تمامان في ولافسي للغاية وال يوجد أفراد مؤهكبير جدا، إضافة إلى كونه علم تن

. المواضيع التي يغطيهاوالتحدي الذي يواجه منظومة التعليم في سورية بشكل عام والتعليم العالي

همة بشكل فعال في عقد التعليم من أجل التنمية المسا بشكل خاص هو كيفيةـدرج مفاهيم التنمية المستدامة في صلب برامجنا المستدامة، وكيف يمكن أن ن

اء في العديد من االختصاصات العلمية يفجامعاتنا تعد خريجين أكف. التعليميةولم . ية المستدامةوالهندسية واالقتصادية واالجتماعية، إال أنها ال تخرج خبراء بالتنم

دماج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج الجامعية توضع أي خطط حتى اآلن إلباستثناء جهد قامت به كلية التربية بجامعة دمشق بالتعاون مع منظمة اليونسكو في العام

. دخال التنمية المستدامة في برامج كلية التربيةالماضي فوضعت دليال توجيهيا إلستدامة في الجامعات ليس مسألة سياسة جامعية مق مبادئ التنمية الإن تطبي

فاالستراتيجيات والسياسات وخطط العمل ليست ذا فائدة ما لم تقترن . فحسببأفعال محددة في أحد مجاالت التنمية المستدامة أو أكثر، كإدماج مفاهيم التنمية

ي إلى حرم صديق للبيئة، وتحويل الحرم الجامع المستدامة في المناهج التعليمية،وااللتزام بممارسات التنمية المستدامة فيه، وإجراء بحوث علمية في مجال التنمية المستدامة، والتدريب على قضايا التنمية المستدامة في سياق التعليم المستمر

. والدورات التدريبية التي تنظمها الجامعات وغيرهايق تطبيق مبادئ التنمية المستدامة في وال بد من تذليل كافة العقبات التي تعوشرح انعكاساتها على النشاطات ، الجامعات وذلك بالتوعية المستمرة بها

في الحرم الجامعي المختلفة للمؤسسات التعليمية، واإلجراءات الواجب القيام بهاوال بد من دحض الفكرة السائدة أن االستدامة تخص الدول . لتعزيزها ودعمها

فقط وال تخص األفراد وذلك بتوضيح الدور الذي يتوجب على والمنظمات بد من توضيح الصلة بين الفعاليات كذلك ال. األفراد لعبه لتحقيق االستدامة

. للمؤسسات التعليمية وانعكاساتها على البيئة اليومية المهنية

-٨٨-

لقد آن األوان لجامعاتنا أن تدرج مفاهيم التنمية المستدامة في مناهجها فعلى سبيل المثال، يتعين على كليات . عليمية وفي جميع فعالياتها وأنشطتهاالت

الهندسة أال تؤهل طالبها على تصميم أبنية جميلة وسليمة من الناحية اإلنشائية أن تدربهم على أخذ تحقق الوظيفية المطلوبة منها فحسب، بل عليها أيضا

ال التصميم، وذلك بتصميم أبنية االعتبارات البيئية في الحسبان عند القيام بأعمكفوءة من ناحية استخدامها للطاقة في اإلنارة والتدفئة والتبريد، والحرص على

ويكون ذلك أيضا باستخدام الطاقة . أن يطرح الحد األدنى من الملوثات في الهواءالشمسية ما أمكن في اإلنارة وتسخين المياه، واستخدام مواد بناء تتمتع بخصائص

كما يجب على هذه األبنية أن تكون كفوءة في استخدام المياه، وذلك . جيدةعزل بإعادة تدوير بعض المياه المستعملة واستخدامها في أغراض أخرى كالغسيل

ويجب أن تتمتع األبنية الجامعية ضمن الحرم الجامعي . وري الحدائق وغيرهابيق مبادئ التنمية بهذه الصفات الصديقة للبيئة لتكون الجامعات قدوة في تط

ال تكتفي أالمستدامة على منشآتها وأنشطتها كي تحذو باقي الجهات حذوها و . بتدريس مبادئ التنمية المستدامة

كذلك يجب أن تتضمن الخطط البحثية للجامعات بحوثا في المواضيع تلف االختصاصات العلمية، كالطاقات المتجددة، خالمتعلقة بالتنمية المستدامة في م

لتخطيط وصنع القرار المستدام، والمنشآت المستدامة، والتغير المناخي، وا . والزراعة المستدامة، وغيرها

ال شك أن هناك صعوبات عدة تعيق إدماج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج التعليمية الجامعية، من بينها عدم اإلحاطة التامة بالتعريف الدقيق لهذا

لإلشارة " التنمية المستدامة"فالبعض يستخدم تعبير . يهالمفهوم وما ينطوي علتكمن الصعوبة أيضا في . لعملية التنمية ودون إدراك للمفهوم الدقيق لهذا التعبير

تنوع المواضيع التي لها عالقة بالتنمية المستدامة وتعددها ،فمنها مواضيع علمية ي الحاجة إلى طرائق تكمن الصعوبة أيضا ف. وأخرى تقانية واجتماعية وغيرها

تدريسية جديدة تتمحور حول الطالب كالمناظرات وجلسات الحوار ،ال حول المعلم كما في التعليم التقليدي، األمر الذي يصعب تحقيقه عندما تكون أعداد

. الطالب كبيرةووفقا لفيلهو ال بد من البدء بعدد من الخطوات كي تستطيع الجامعات

لمستدامة في برامجها وأنشطتها أهمها توعية أعضاء هيئة تطبيق مبادئ التنمية ا

-٨٩-

التدريس بالدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعات في تطبيق التنمية المستدامة، وتوفير تدريب داخلي عال لهم عن المسائل المتعلقة باالستدامة، وتأسيس مراكز

قة بالتنمية بحث أو مجموعات عمل لمناقشة أنجع الطرق لمتابعة المسائل المتعلوتطوير شراكات وشبكات بين المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية ، المستدامة

لتبادل األفكار والخبرات والممارسات الجيدة حول مختلف المواضيع المتعلقة لتحقيقه في المرحلة وهذا ما يتوجب على جامعاتنا أن تسعى. بالتنمية المستدامة

. القادمة

* * *

-٩٠-

الطلب املتزايد على التعليم العايل

)٢٠١٢ آذار ٤جريدة الوطن، (

في كل يوم تأتينا الدراسات اإلحصائية بأرقام لها مدلوالتها العميقة و تستحق

المستشار Bob Goddardآخرها ما طالعنا به بوب غودار . التوقف عندها ملياوهو أنه من المتوقع أن . افي شؤون التعليم العالي في كتاب جديد له صدر مؤخر

يزداد عدد الطالب المسجلين في مؤسسات التعليم العالي في كل أنحاء العالم إلى . ٢٠٢٥ مليون طالب وطالبة بحلول عام ٢٦٢أكثر من الضعف، ليصل إلى

ومن الالفت أن جل هذا النمو سيتركز بحسب التوقعات في البلدان النامية، مع كما يتوقع لعدد . وحدهما على أكثر من نصف هذه الزيادةاستحواذ الصين والهند

يرتفع إلى ثمانية ماليين نسمة أي الطالب الذين يسعون للدراسة في الخارج أن .أضعاف ما هو عليه اليوم تقريبا ثالثة

غذيها باستمرار أعداد كبيرة من الشباب توأشار غودار أن هذه الزيادة خاصة في ، ع ارتفاع حاد في معدالت المشاركةم، الذين يدخلون سن ذروة التعليم . سنوات التعليم غير اإللزامي

ويتنبأ غودار أال تكون البلدان النامية التي تعاني من ارتفاع كبير في الطلب على التعليم العالي قادرة على توفير أماكن كافية تلبي حاجة الطلب

ى ثمانية ماليين طالب المتزايد على التعليم الجامعي، األمر الذي سيحتم عل، السفر إلى بلدان أخرى للدراسة،وهو عدد يقرب من ٢٠٢٥بحلول عام وطالبة،

. العدد الحالي ثالث أضعافالنمو السنوي في الطلب على التعليم ومن المتوقع أن يتجاوز متوسط

٪ في كل من أفريقيا ٣ الـ ٢٠٢٥ و ٢٠٠٥العالي الدولي في الفترة الواقعة بين . رق األوسط وآسيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبيةوالش

-٩١-

وعلى الرغم من أن عدم قدرة البلدان النامية على تلبية الطلب الداخلي في تحديد عدد رئيسيايعد عامالالمتزايد على التعليم العالي على المدى المتوسط

ف المتزايد الطالب الذين يسافرون إلى بلد آخر ألغراض التعليم، لكن االعترا في حركية الطالب وسفرهم أيضا هامابفوائد الخبرة التعليمية الدولية يعد عامال

. إلى الخارج طلبا للعلم ولطالما هيمنت البلدان الناطقة باالنكليزية على سوق التعليم العالي الدولية،

وردا فبلدان كانت تعد مصدرا تقليديا م. سريعالكن هذا الوضع يشهد تغيرا تقوم للطالب مثل سنغافورة وماليزيا وتايالند والشرق األوسط، أصبحت اآلن للطالب بتطوير قدراتها على توفير التعليم العالي ليس فقط لطالبها بل أيضا

سنغافورة، على سبيل المثال، تأمل في جذب مائة وخمسين ألف طالب . األجانبواألردن مائة ،٢٠٢٠ بحلول عام ، وماليزيا مائة ألف٢٠١٥أجنبي بحلول عام

ومن جهتها فإن الصين، على الرغم من مواجهتها طلب داخلي . في نفس العام ألفالمسجلين فيها من كبير على التعليم العالي،تخطط لتوسيع عدد الطالب األجانب

. ٢٠٢٠مائتي ألف طالب وطالبة في الوقت الحالي، إلى ثالثمائة ألف بحلول عام في الماضي اهتماما الدول المتقدمة مثل اليابان التي أبدتكما أن بعض

في مجال تسويق جامعاتها في الخارج، إال أن شيخوخة السكان، ووجود ضئيال إمكانية توفير فرص كبيرا، أدركت قطاع تعليم عالي غير مستغل استغالال

من العالم، الستقطاب أعداد كبيرة من الطالب القادمين إليها من أنحاء مختلفة . وما يترتب على ذلك من عوائد مالية وعلمية كبيرة

وفي سورية، أشار التقرير الوطني الثاني عن حالة سكان سورية عام أنه من المتوقع أن يتوسع حجم السكان في سورية مع منتصف ىإل. ٢٠١٠

القرن الحالي، وفق الفرضية التشاؤمية المرتفعة للنمو السكاني، وذلك بمقدار مليون نسمة، ٢٠,٦ البالغ ٢٠١٠ مليون نسمة زيادة عن حجمهم في العام ٢١,٦

وسطيا يفوق مليون نسمة، وهذا يعني تناميا٤٢,٢ إلى ٢٠٥٠ليصل في العام لهذا تبعات . النصف مليون نسمة في السنة الواحدة خالل العقود األربعة القادمة

خذ بالحسبان في عملية الدراسة عظيمة على منظومة التعليم العالي ال بد أن يؤفمن البديهي أن . والتخطيط، إذا ما أريد لتعليمنا العالي أن يحقق المأمول منه

. جدا خالل هذه الفترة كبيرا لذلك ازديادايزداد الطلب على التعليم العالي تبعاا من هذا االزدياد الهائل على الطلب ال بد لجامعاتنا ومؤسسات التعليم العالي لدين

-٩٢-

أن تتعامل معه بجدية بالغة وفق تخطيط علمي دقيق وجريء، وأن تتخذ كل ما ومن الجدير بالذكر أن نتائج مسح سوق قوة العمل للعام . يلزم لتوفير مستلزماته

أظهرت معدالت بطالة كبيرة ضمن فئة العمال الحاصلين على تعليم ٢٠٠٩من فئة % ١٩,٨ و. )العملمن إجمالي العاطلين عن % ٤٥,٥(ابتدائي فما دون

مقارنة بـفئة الحاصلين على تعليم متوسط ، الحاصلين على تعليم ثانويويستدل من هذه النسب . %)٦,٧(وفئة الحاصلين على تعليم جامعي ، %)١٢,٥(

لتحسين ملحوظاواألرقام أن حدة الطلب على التعليم العالي ستزداد حتما ازديادا . صول على عمل لدى خريجي المدارس الثانويةقابلية التوظيف وفرص الح

وبحسب التقرير نفسه فإنه على الرغم من زيادة نسبة بطالة فئة الحاصلين إلى % ٢,٦من (٢٠٠٩ و ٢٠٠٤على تعليم جامعي بشكل عام ما بين عامي

من إجمالي العاطلين عن العمل، فإن نسبة العاطلين عن العمل من %) ٦,٧شكل عام في االختصاصات الطبية والهندسية، بينما الجامعيين قد تراجعت ب

ازدادت في االختصاصات النظرية، األمر الذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على نسبة العاطلين عن عمل في الطب فقد انخفضت مثال. االختصاصات العلمية

% ٢,٥٥إلى ،٢٠٠٥من إجمالي الجامعيين المتعطلين عام % ٤,٧البشري من ، وفي طب األسنان من %٠,٦١إلى % ٢,٦١ي الصيدلة من ، وف٢٠٠٧عام ، وفي %٢,٢إلى % ٣,٦وفي الهندسة الكهربائية من ، %٠,٥٦إلى % ٢,٢

في حين ارتفعت في الحقوق من . %١,١٤إلى % ٢,٤١الهندسة المعلوماتية من ، وفي %١٣,٧٢إلى % ٨,٤٧، وفي االقتصاد من %١٢,٩٤إلى % ٩,٧٧

. %٣٢,٦٢إلى % ٢٩,٣٦ من اآلداب والعلوم اإلنسانيةهذا يؤكد ضرورة أن تستعد مؤسسات التعليم العالي في سورية لمواجهة

بسبب الطلب المتزايد على التعليم العالي المتوقع حصوله في العقود القليلة القادمةالنمو السكاني من جهة، وبسبب االرتفاع المتوقع في معدالت االلتحاق بتلك

وهو أمر ناتج عن تضاؤل فرص التوظيف للفئات المؤسسات من جهة أخرى، . غير الحاصلة على تعليم ما بعد الثانوي

ويكون ذلك بافتتاح جامعات جديدة عامة وخاصة ال بزيادة استيعاب كما يحتم هذا تحويل الجامعات الحكومية الحالية التي بلغت طاقتها القصوى،

افظات إلى جامعات مستقلة بعد فروع الجامعات الحكومية القائمة حاليا في المح. توفير كل مستلزمات ذلك من بنى تحتية وتجهيزات مخبرية وقدرات بشرية

-٩٣-

وبالفعل تخطط جامعة دمشق الفتتاح جامعة دمشق الثانية في منطقة التل، وكذلك من كبيرالتحويل فروعها في المحافظات الجنوبية التي أصبحت تضم عددا

نوعية في تنمية القوى البشرية في المحافظات الطالب والتي أحدثت نقلة الجنوبية، إلى جامعات مستقلة بعد تهيئة المقرات الدائمة لها وهو ما تسعى إليه

. جامعة دمشق حاليا في توفير فرص كذلك يجب أن تلعب الجامعات الخاصة دورا أساسيا

الستكمال تعليمية إضافية للطالب في اختصاصات نوعية مطلوبة في سوق العمل لها في الجامعات النقص في االختصاصات الحديثة العملية التي نجد مثيال

. العالمية، وخلق كفاءات متميزة وفرص عمل مبتكرةوال ننسى أهمية تطوير المعاهد التقنية كي ترفد سوق العمل بالفنيين الالزمين في طيف واسع من التخصصات الفنية والمهنية، ودراسة أسباب

الطالب عن التسجيل في بعضها وهو ما شهدناه خالل األعوام الماضية عزوفرغم زيادة الطلب على التعليم العالي واالرتفاع الكبير في عدد الناجحين في

. شهادة الدراسة الثانوية بكافة فروعهاإن إعداد دراسة دقيقة على المستوى الوطني لتحديد االحتياجات المستقبلية

لموارد البشرية أصبح من الضرورات الحتمية ألن االستمرار لسوق العمل من افي الخلل الكمي والنوعي الحالي بين مخرجات التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل ال يمكن إال أن يؤثر سلبا في عملية التطوير وأن يعيق أية خطة للتنمية

. البشرية وللنهوض باالقتصاد الوطني

* * *

-٩٤-

عليم عال بال حدودت )٢٠١٢ كانون الثاني ٢٩جريدة الوطن، (

يلجأ العديد من جامعات العالم إلى افتتاح فروع دولية لها في بلدان أخرى فبعض هذه الجامعات يرى في ذلك فرصة لتحقيق عائدات مالية . ألسباب مختلفة

ال إضافية من أقساط الطالب المنتسبين إلى فروعها الدولية، خاصة في حفي حين ترى جامعات أخرى في تلك االفتتاحات . انخفاض التمويل الحكومي لها

فرصة لها لظهور أوضح على الساحة الدولية، وتحسينا لمنزلتها العالمية، وقدرة . أكبر على التنافس في سوق التعليم العالي الدولية

ل ومن جهة أخرى يشجع العديد من دول العالم الجامعات العريقة من دوحوافز على شكل أخرى على تأسيس فروع لها على أراضيها، عن طريق منحها

دعم مالي أو إعفاءات ضريبية، أو بتخصيصها بأراض، وغيرها من الحوافز، لما لذلك من أهمية في توفير فرص تعليمية إضافية عالية الجودة للطالب في

ن الفرع الخارجي بلدهم األم، وتعزيز تواصل الطالب وأعضاء هيئة التدريس بيوالجامعة األم مما يؤدي لمزيد من التفاعل الجماعي والعمل المشترك وبناء

إضافة إلى أن ذلك يسهم في . جسور التفاهم بين الشعوب من مختلف الثقافاتتطوير مناهج جامعية جديدة تتالءم واالحتياجات المحلية، ويعد وسيلة ناجعة

أكاديمية عالمية، ناهيك عن خلق فرص لتوفير هيئة تدريس وطنية ذات خبرة . جديدة للبحث العلمي Observatory" مرصد التعليم العالي بال حدود" تقرير عن صدر مؤخرا

of Borderless Higher Education ، وهو منظمة أبحاث مقرها بريطانيا، كشفأن آسيا قد أصبحت اآلن المستقطب الرئيسي لفروع الجامعات العالمية في

في كبيرا نحو عقد من الزمن شهدت فيه منطقة الشرق األوسط توسعاارج بعدالخ سيما ال توسع الجامعات نحو دول الشرق األوسطعدد هذه الفروع الدولية، لكن

-٩٥-

قد تباطأ اآلن، بحسب وليام الوتون مدير المرصد، فيما يتسارع في منطقة الخليج :ر الصادر عن المرصد وهو بعنوان للتقريووفقا. في دول الشرق األقصىحاليا

والذي استند إلى " بياناتها وتطورها: الفروع الخارجية الدولية للجامعات"، ٢٠١١معلومات تم الحصول عليها من مسح أجري في النصف الثاني من عام

لفروع الجامعات األجنبية، إذ الصين تعد اآلن واحدة من أكثر الدول استقطابا فإن لجامعات عالمية مقارنة بعشرة فروع قبل عامين فرعا١٧ تستضيف حاليا

١٨ ـتليها سنغافورة ب. وهناك سبعة فروع أخرى يجري اإلعداد الفتتاحها قريبا . ٢٠٠٩ في عام ١٢، بعد أن كان عدد الفروع فيها فرعا

فرع افتتحتها الجامعات ٢٠٠نحو وعلى المستوى العالمي هناك اليومج وتمنح فيها الجامعات األم درجات علمية لطالب يتابعون العالمية في الخار

فرعا١٦٠ بينما كان عدد فروع الجامعات الخارجية. التحصيل فيها في أوطانهم جامعيا فرعا٣٧ويتوقع أن يفتتح . ٢٠٠٦ في عام فرعا٨٢و ، ٢٠٠٩في عام

انية آخر على مدى العامين القادمين، معظمها تعود لجامعات بريطدولياوكلية أميركية جامعة١٣ومن بين الجامعات التي حددها المرصد، . وأمريكية

ومن الملفت . وكوريا الجنوبية ورواندا وغيرها افتتحت فروعا لها في الصينفي دولة اإلمارات العربية المتحدة للنظر أنه ال توجد فروع جديدة مزمع افتتاحهاجامعات الدولية خالل العقد الماضي، بعد أن كانت المستقطب الرئيسي لفروع ال

الدولية للجامعات في ما يقارب ربع الفروع٢٠٠٩إذ استضافت وحدها في عام عن لكن مركز ثقل هذه الفروع آخذ في التحول نحو الشرق األقصى بعيدا. العالم

. دول الخليجوبحسب التقرير فإن الدعم المالي من الحكومة المضيفة هو العامل الحاسم في كثير من الحاالت، وغالبا ما تكون الحكومات المضيفة على استعداد لتحمل

من خالل حوافز على ، المخاطر المالية األساسية الناتجة عن إقامة فرع جامعيفعلى سبيل المثال أبدت حكومة . وأراض، وإعفاءات ضريبية، شكل منح نقدية

ع لواحدة من أعظم وأغنى لتغطية جميع تكاليف إنشاء فر سنغافورة استعدادها . Yale Universityوهي جامعة ييل جامعات العالم

الحكومات المضيفة لفروع الجامعات األجنبية في إقامة ما يسمى رغبة نإيعد عامال أساسيا في إقامة على أراضيها Education Hubباألقطاب التعليمية

قطر وفي دولة اإلمارات فمعظم الفروع الجامعية التي أحدثت في، هذه الفروع

-٩٦-

للعديد من أصبحت في حد ذاتها مطمحا" أقطاب تعليمية"العربية المتحدة تقع في وتعد سنغافورة من بين دول جنوب . ال سيما في شرق آسيا، الحكومات اآلسيوية

إذ ارتفع . "أقطاب تعليمية" في تحقيق تطلعاتها إلقامة شرق آسيا األكثر نجاحا فرعا في غضون ١٨ إلى ١٢عات األجنبية المفتتحة فيها من عدد فروع الجام

عامين، من بينها المدرسة العليا إلدارة األعمال في فرنسا التي افتتحت فرعا لها وفرعان لجامعتي لندن ومانشستر ، في سنغافورة بدعوة من هيئة النقد

كز وفروع لمرا، MITالبريطانيتين، وفرع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كذلك تخطط كل من . البحوث العائدة لجامعة ستانفورد من الواليات المتحدة

جامعتي غالسكو في اسكتلندا وييل في الواليات المتحدة الفتتاح فروع لها في كل من ماليزيا وكوريا الجنوبية وسريالنكا إلى إقامة كما تطمح. سنغافورة

ا مجموعة كبيرة لفروع جامعات فيها أسوة بسنغافورة، تحشد فيه" أقطاب تعليمية" .أجنبية عالمية عريقة

أما بالنسبة لبلدان منشأ هذه الجامعات، فما زالت الواليات المتحدة المصدر لكن فرنسا وبريطانيا تعدان األساسي ألكبر عدد من فروع الجامعات في الخارج،

فقد أحدثت فرنسا . م في تصدير التعليم العالي إلى العالحاليا الدولتين األسرع نموا، جامعيا وعشرين فرعاسبعا في مواقع عدة في أوروبا وشمال أفريقيا وشرق آسيا

وأما . ESMOD International Fashion University منها تتبع لجامعة أزياء١٢ في مختلف دوليا ثالثة عشر فرعا٢٠٠٩بريطانيا التي كان لجامعاتها في عام

فرعا، ٢٥عف اآلن تقريبا عدد هذه الفروع ليصل إلى أنحاء العالم،فقد تضاوقطر ، )استراليا(أحدثها أربعة فروع أحدثتها جامعة لندن في كل من أدياليد

. وكازاخستان وسنغافورة، وثالثة فروع لجامعات بريطانية عدة في الهند في أنحاء العالم، وأكثر من ثلث الفروع الجامعية جامعيا حرما٧٨ألمريكا و

أما . الخارجية المقرر افتتاحها في العامين المقبلين تعود لجامعات أمريكيةفقد أصبح ، ٢٠٠٩ في الخارج في عام جامعيا فرعا١٤استراليا التي كان لديها

. فرعا أحدثتها في كل من الهند وسيريالنكا١٢لديها اآلن على حكراوالجدير بالذكر أن ظاهرة افتتاح فروع خارجية لم تعد

الجامعات األمريكية والفرنسية والبريطانية، فمنذ فترة وجيزة بدأت جامعات من دول غير تقليدية مثل الهند وماليزيا وإيران بتأسيس حضور لها في الخارج

من التبادل العلمي والثقافي إذ تقوم ناشئا جديداأيضا، األمر الذي يعد نمطا

-٩٧-

وبحسب . رجية لها في بلدان نامية أخرىجامعات بلدان نامية بإنشاء فروع خاتقرير المرصد فإن واحدا من بين كل خمسة فروع دولية أنشئت في الخارج

والالفت في األمر . بلدانا تقليدية مصدرة للتعليم العالينبعت من بلدان ال تعدتزايد عدد هذه الفروع ليصل عدد تلك التي افتتحتها جامعات من بلدان الجنوب

٢٦، مقارنة بـ )من مجمل الفروع المفتتحة% ١٧أي ما يعادل (فرعا ٣٤إلى . قبل عامينفرعا

إذ ، الهند الدولة الرائدة في تصدير الخدمات التعليمية من العالم الناميعدوتعشرة منها في دولة اإلمارات العربية المتحدة ، خارجيا جامعيا فرعا١٧لديها

حرم جامعي في ة الصداقة الهندية لديها أيضاوجامع. وأربعة في موريشيوس Limkokwingكما أن جامعة ليمكوكوينج الماليزية للتكنولوجيا اإلبداعية. لندن

University of Creative Technology لديها فروع في كمبوديا والصين . وبوتسوانا وليسوتو، وفرع في لندن

في إيران الوافد Islamic Azad University جامعة آزاد اإلسالمية عدوتكما أن لديها . الجديد إذ لديها فروع في أفغانستان وأرمينيا ولبنان وتنزانيا ودبي

اإللكتروني فإنها ا إلى موقع جامعة آزادواستناد. أكسفورد حرما جامعيا في . تخطط الفتتاح فروع أخرى لها في كندا وطاجاكستان وماليزيا

ى إقامة حرم جامعي في الوس لتوثيق ومن جهتها، تعكف الصين عل .العالقات التجارية المهمة مع هذا البلد

لمدى نشاط الصين في استخراج الموارد الطبيعية في أفريقيا، فمن ونظراوعلى ، غير المستبعد افتتاح المزيد من الفروع الجامعية الصينية في تلك القارة

كما تخطط جامعة والية بكين . األخص في السودان وأنغوال وزامبيا ونيجيرياولم تتخلف جامعة كمباال الدولية في . إلنشاء حرم جامعي لها في سريالنكا

.أوغندا عن إحداث فروع لها في كل من كينيا وتنزانياوال يتوقع المراقبون تفجرا عدديا للجامعات بين بلدان الجنوب فعدد الفروع

ما يفتتح بين بلدان الشمال، لكن الخارجية المفتتحة فيها يظل أقل بكثير مالديناميكية في بلدان الجنوب مختلفة عن تلك الموجودة في بلدان الشمال، إذ ال

يق الربح المادي بل تهدف بشكل أساسي لخدمة أهداف التنمية قتسعى فقط لتحذاك هو مثال حال حرم الجامعة األوغندية في كل من كينيا وتنزانيا، . الشاملة

. التنمية اإلقليمية ونقل المعرفة" لتحقيق هدف سام هو والذي يهدف

-٩٨-

وفي سورية لم نشهد حتى اآلن افتتاح أي فرع لجامعة أجنبية على الرغم خارج من أن القانون يسمح بذلك، كما أنه ال يوجد ألية جامعة سورية فرع

وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن جامعة . أراضي الجمهورية العربية السورية الفتتاح فرع لها في الالذقية بالشراكة مع اإليرانية تخطط حاليا" بية مدرستر"

، كما أن جامعة دمشق افتتحت خالل "جامعة الفارابي"جامعة تشرين وتحت اسم السنوات الماضية العديد من البرامج التعليمية المشتركة على مستوى الماجستير

في سوق ات مطلوبة جدابالشراكة مع جامعات أجنبية عريقة وفي اختصاصالعمل كالمصارف والتمويل، وحماية البيئة، وترميم األبنية القديمة والمواقع األثرية، وهندسة االتصاالت المتقدمة، والتخطيط اإلقليمية والتنمية المستدامة

والعديد من هذه البرامج يؤدي إلى الحصول على شهادتين من جامعة . وغيرها . شريكةدمشق، ومن الجامعة ال

فالتجربة العالمية إن لم يكن من . دروس كثيرة يمكن أن نستقيها مما سلفالحكمة إسقاطها على الواقع المحلي، يمكن على األقل دراسة أبعادها ومحاولة

ولعل أهم فائدة لظاهرة افتتاح فروع جامعية في الخارج . االستفادة من نتائجهالخبرات العلمية العالمية المرموقة، وإتاحة هو تيسير نقل المعرفة، واالستفادة من ا

الفرصة أمام أبنائنا للتحصيل العلمي الرفيع وباختصاصات فريدة دونما حاجة ألن يتغربوا، وخلق بيئة للبحث العلمي التفاعلي تنعكس نتائجها على عملية التطوير بكل أبعادها، وإدخال الجامعات الوطنية في بيئة تنافسية مع جامعات

وهو أمر حاسم للوصول بمؤسسات التعليم العالي إلى المستويات ، يةأجنبلكن استقطاب الجامعات العالمية المرموقة يحتم تشجيعها وتقديم . المرجوة

الحوافز لها أسوة بما قامت به دول شرق آسيا، وهو أمر يصب في النهاية في . مصلحتنا العلمية

فتصبح سورية " قطبا تعليميا"وكما أننا يمكن أن نشكل على المدى البعيد مهد الحضارات وملتقى الثقافات واحة علم تتجمع فيها فروع لجامعات عالمية عدة، يمكن للجامعات السورية افتتاح فروع تخصصية محددة لها في أماكن أخرى من العالم لتصبح منارة علم ورسول حضارة، لكن تحقيق هذا الحلم

العالي لدينا بتطبيق أعلى معايير الجودة على يقتضي رفع سوية مؤسسات التعليم . وخارجيابرامجها التعليمية لتفرض نفسها وتكون قادرة على المنافسة داخليا

-٩٩-

الدراسات العليا عماد البحث العلمي اجلامعات )٢٠١٢ كانون الثاني ٨جريدة الوطن، (

بناء القدرات، تتضمن رسالة كل جامعة ثالث وظائف أساسية هي التعليم وتتلخص الوظيفة األولى في قيام الجامعة بنقل . والبحث العلمي، وخدمة المجتمع

المعرفة ونشرها من خالل برامجها التعليمية المتنوعة وعن طريق تزويد الطالب بمختلف العلوم والمعارف التي تؤهلهم لدخول سوق العمل ودعم برامج التنمية

. االقتصادية واالجتماعيةلخص الوظيفة الثانية في قيام الجامعة بدور أساسي في البحث العلمي وتت

في مختلف مجاالت المعرفة العلمية والتكنولوجية واإلنسانية والعمل على وتزداد أهمية هذه الوظيفة بشكل خاص في هذا العصر الذي سمي . تطويرها

الجامعات إذ عن طريق البحث العلمي الجامعي يمكن أن تسهم ، "بعصر المعرفة"قتصادية في التشخيص العلمي للعديد من المشاكل التي تعيق التنمية اال

واالجتماعية، كما يمكن لها أن تدعم المنظومة الوطنية للبحث والتطوير واالبتكار . من خالل البحوث التي تجريها وبراءات االختراع التي تحرزها

ع عن طريق لعب دور أما الوظيفة الثالثة للجامعة فتكمن في خدمة المجتم . تثقيفي إرشادي، والمشاركة في تقديم الخدمات االجتماعية والتوعية العامة

ما يمارس البحث العلمي في وبالعودة إلى ثاني الوظائف، فإنه غالباالجامعات من قبل فرق بحث تخصصية تضم أعضاء في الهيئة األكاديمية

لدراسات العليا عماد البحث وتعد برامج ا. وطالب دراسات عليا ومخبريينالعلمي في الجامعات وإحدى دعائمه األساسية، بسبب البحوث التي يجريها طالب

. الدراسات العليا وخاصة الدكتوراه ضمن هذا السياقمن هذا المنطلق سعت العديد من الجامعات العريقة في العالم إلى التوسع في

الطالب فيها لما لذلك من انعكاسات برامج الدراسات العليا واستيعاب مزيد من

-١٠٠-

كبيرة على منظومة البحث والتطوير في الجامعة، وعلى منزلة الجامعة على الشهيرة، الصعيدين اإلقليمي والدولي حيث أن معظم أنظمة التصنيف العالمية

Thames Higher Education وتيمزQSكتصنيف شنغهاي جاو توتنغ، وتصنيفا كعدد (إلنتاج الجامعة البحثي ) في عملية التصنيف( كبيرا البريطانيان، تعطي ثقال

. )إلخ... ختراع،البحوث المنشورة في المجالت المحكمة، وعدد براءات االوتتراوح نسبة طالب الدراسات العليا في الجامعات العالمية العريقة عادة

لبحثية لنشاطات الجامعة امن إجمالي عدد الطالب وذلك وفقا% ٤٠و % ٢٥بين كما هي % ٥٠تتجاوز في بعض الحاالت الـ وبرامج الدراسات العليا فيها، وقد

% ٦٨,٤ الحال في جامعة هارفارد حيث تبلغ نسبة طالب الدراسات العليا فيهاوفي جامعة ، %٣٣,٤في حين تبلغ في جامعة برنستون ، من مجمل عدد الطالب

. %٥٤,٧٣ ييلر معلومات وكالة إحصاءات التعليم أما في الجامعات البريطانية فتشي

إلى أن عدد طالب الجامعات في Higher Education Statistics Agencyالعالي طالبا وطالبة، منهم ٢,٠٩٣,٦٣٥انكلترا بلغ في العام الدراسي الماضي

من طالب ٤٨٥,٣٣٥ من طالب المرحلة الجامعية األولى و ١,٦٠٨,٣٠٠طالب الدراسات العليا بلغت على المستوى الوطني أي أن نسبة . الدراسات العليا

غير أن المعلومات الواردة على . من مجمل طالب الجامعات% ٢٣في انكلترا موقع جامعة أكسفورد اإللكتروني تشير إلى أن نسبة طالب الدراسات العليا في هذه الجامعة أعلى بكثير من المعدل الوطني إذ بلغت في العام الدراسي الحالي

، وفي جامعة %٣٤من مجموع طالب الجامعة، وفي جامعة كمبردج % ٤٢، األمر الذي يشير بوضوح إلى إيالء الجامعات ذات النشاطات %٢٩مانشستر

البحثية المكثفة اهتماما كبيرا للتوسع في برامج الدراسات العليا من حيث عددها ت هامة على اإلنتاج وتنوعها وأعداد الطالب المقبولين فيها لما لذلك من انعكاسا

. البحثي للجامعة وفي جامعة طهران كانت نسبة طالب الدراسات العليا، منذ سنوات قليلة،

علمني رئيس الجامعة آنذاك في إحدى زياراته لجامعة أتبلغ حوالي الثلث، ودمشق أن جامعته تخطط ألن ترتفع هذه النسبة إلى الثلثين في المستقبل القريب،

طالب الجامعة فقط من طالب المرحلة الجامعية األولى وبما بحيث يكون ثلث يوفر تغذية مستمرة لبرامج الدراسات العليا من نخبة هؤالء الطالب، وذلك دعما

-١٠١-

لمنظومة البحث والتطوير في الجامعة، وضمن مسعاها ألن تصبح مركز تميز ترنت إلى ويشير موقع جامعة طهران على االن. قليمي ودولي في البحث العلميإ

طالب ٣,٥٥٩ طالبا وطالبة منهم ٣٤,٦٩١أن عدد طالب الجامعة الحالي يبلغ طالبا في المرحلة الجامعية ١٩,٦٤٠ طالب ماجستير، مقابل ١١,٤٩٢دكتوراه، و

من مجمل طالب % ٤٣,٤األولى، أي أن نسبة طالب الدراسات العليا تبلغ في سعيها لتحقيق ملموساطاالجامعة ما يشير بوضوح إلى أن الجامعة قطعت شو

. هدفها المنشودوفي جامعة دمشق يشير التقرير السنوي عن الدراسات العليا والبحث

إلى أن عدد برامج الدراسات العليا في جامعة دمشق بلغ ٢٠١٠العلمي لعام ، ٩، وطب أسنان ٥٥طب بشري ( أكثرها في مجال العلوم الطبية برنامجا٢١٣

٣٨حين يبلغ عدد برامج الدراسات العليا في العلوم الهندسية في . )١٥وصيدلة ٢٧نسانية برنامجا، وفي اآلداب والعلوم اإل١٣، وفي العلوم األساسية برنامجاوحسب إحصائيات جامعة دمشق، فقد بلغ عدد الطالب اإلجمالي في . برنامجا

وطالبة طالب١٢٤,٧٩٩) ٢٠١١ -٢٠١٠(الجامعة في العام الدراسي الماضي تقريبا من مجمل %٨ طالب دراسات عليا أي بنسبة مقدارها ٩,٨٠٤من بينهم

إن هذه النسبة، على الرغم من تدنيها مقارنة بالنسب العالمية،. طالب الجامعةمرشحة لمزيد من االنخفاض بسبب صدور قرار مجلس التعليم العالي األخير

كن لعضو الهيئة التدريسية أن الذي حدد عدد رسائل الدراسات العليا التي يميشرف عليها بثالث رسائل فقط دون أن يأخذ بالحسبان تأثير هذا القرار على برامج الدراسات العليا وعلى أعداد الطالب المقبولين فيها، إذ تشير المعلومات الواردة من جامعة دمشق إلى انخفاض عدد الطالب المستجدين المقبولين في

، %٣٠بمقدار ) ٢٠١٢-٢٠١١(ليا في العام الدراسي الحالي برامج الدراسات العوإغالق عدد من برامج الماجستير المفتتحة منذ مدة، األمر الذي سيكون له أثر

. ملحوظ على اإلنتاج البحثي للجامعةشك فيه أن عدد الطالب المقبولين في أي برنامج دراسات عليا مما ال

رية والبنى التحتية والمخبرية المتوفرة كان، يجب أن يتناسب مع القدرات البشلدعم هذا البرنامج وتوفير مستلزمات نجاحه، وهنا بالضبط يجب أن تتركز الجهود المبذولة، أي استخدام الموارد الذاتية الكبيرة للجامعات في تحسين قدراتها البحثية من مخابر وتجهيزات حاسوبية ومكتبات عادية ورقمية، وتشجيع أعضاء

-١٠٢-

وقد قطعت . ة التدريسية على االنخراط في البحث العلمي بتقديم الحوافز لهمالهيئومع ذلك فهناك الكثير من . في هذا االتجاه ملحوظاجامعة دمشق بالفعل شوطا

اإلجراءات والدراسات التي سيترتب على الجامعة القيام بها لتحفيز من يحجم عن لدراسات العليا للقيام بواجبه العمل في البحث العلمي واإلشراف على طالب ا

والحل ليس بالتأكيد تحديد سقف عدد طالب الدراسات الذي . كامال في هذا الحقليحق لعضو الهيئة التدريسية اإلشراف عليه، وإنما بإيجاد أنجع الوسائل لضبط جودة هذا اإلشراف، والحصول بالتالي على رسائل تليق بجامعة دمشق وسمعتها

التنمية الشاملة التي باتت حاجة ماسة علينا جميعا أن نسعى وتلبي متطلبات . لتحقيقها

* * *

-١٠٣-

حركية الطالب أهم مسات عصر املعرفة

)٢٠١١ كانون األول١٨جريدة الوطن، (

تنظر العديد من دول وجامعات العالم إلى حركية الطالب أي قضاء فترة يء مرغوب فيه كونه يوسع من آفاقهم من دراستهم الجامعية في الخارج كش

العمل في بيئة عالمية، واكتساب خبرات دولية، العلمية، ويكسبهم القدرة على ويعزز من فهمهم لآلخرين وخلفياتهم الثقافية ما يزيد من قابليتهم للتوظيف وإيجاد

كذلك تحاول العديد من جامعات العالم استقطاب طالب أجانب . فرص عمل لزيادة التنوع الثقافي في الجامعة، ودعم خطط البحث والتطوير للدراسة فيها

. فيها، وزيادة إيراداتها الماليةأولت العديد من الجامعات العالمية موضوع التبادل هذا المنطلق فقد من

الطالبي اهتماما خاصا، وقد أثار اهتمامي ما نشرته مجلة أخبار عالم الجامعات ١٩٨ التي تصدر في بريطانيا في عددها University World News اإللكترونية

الطالب الصينيون يحتلون المرتبة األولى في عدد الطالب : "تحت عنوانوذكر المقال أن التحاق الطالب األجانب في . "األجانب في الواليات المتحدة

الكليات والجامعات األميركية شهد نموا مطردا على مدى السنوات الخمس ، ٢٠١٠ طالبا وطالبة في عام ٧٢٣,٢٧٧حيث بلغ رقما قياسيا قدره الماضية،

١٥٨,٠٠٠عددهم إلى وقد جاء الطالب الصينيون بالمركز األول حيث وصلمن الطالب األجانب في % ٢٣طالب وطالبة، وارتفعت بذلك نسبتهم إلى

. الجامعات األمريكية، فيما جاء الطالب الهنود في المركز الثانيثارت هذه الزيادة في حركية الطالب نحو الجامعات األمريكية غبطة وقد أ

عبر عن ذلك الذيInstitute of Global Education رئيس معهد التعليم الدوليإنه من األنباء السارة أن تستمر مؤسسات التعليم العالي لدينا في التميز : " بقوله

الطالب األمريكيين للنجاح باستقطاب الطالب من جميع أنحاء العالم، وفي إعداد . "في بيئة عالمية

-١٠٤-

استمرار تعثر االقتصاد األمريكي، يعد النمو في وذكر التقرير ذاته أنه معمعدالت التحاق الطالب األجانب نعمة اقتصادية حيث يساهم الطالب بأكثر من

مليارات دوالر منذ عقد مليار دوالر في االقتصاد األميركي، مقارنة بعشرة٢١ . ن الزمانم

وال يساعد الطالب األجانب في زيادة إيرادات الجامعات التي تستضيفهم فحسب، بل يساهمون في تحفيز االقتصاد المحلي عن طريق دفع بدالت إيجار

ما ، وشراء السلع والكتب المدرسية، المنازل التي يقطنونها، والتأمين الصحي . اليات مليارات دوالر في بعض الو٣يولد دخال يقارب

بالمقابل فقد نما عدد الطلبة األميركيين الذين يدرسون في الخارج بنسبة خالل السنوات العشر األخيرة، حيث التحق هؤالء في فترات قصيرة % ٨٨

. األجل للدراسة، وعموما ثمانية أسابيع أو أقل خالل العام الدراسيبالنسبة وإذا كانت الجامعات األمريكية شكلت مكان استقطاب حقيقي

للطالب األجانب الراغبين بإكمال تحصيلهم الدراسي العالي بشكل كامل خارج فترات الدراسة والتدريب في الخارج، في إطار وطنهم، فإن تشجيع زيادة

التعاون عبر الحدود، وتحسين نوعية التعليم والتدريب، وبناء منطقة معرفة حكومات االتحاد األوربي ولوية لمشتركة حقيقية يعد واحدا من المجاالت ذات األ

على -في عدد كانون األول" عالم الجامعات" حسب ما نشرته مجلة –التي اتفقت أن طالبا واحدا على األقل من بين كل خمسة طالب تعليم عال، ينبغي أن يقضي

وقد جاء ذلك . ٢٠٢٠ثالثة أشهر للدراسة أو التدريب في الخارج بحلول عام دولة في االتحاد خالل الشهر الماضي ٢٧ع لوزراء التعليم من في سياق اجتما

اعتمدت خالله التوصيات المتعلقة بتحديث نظام التعليم العالي في تلك الدول مع . التركيز بشكل خاص على حركية الطالب

هو الموعد ٢٠٢٠وقد أجمع المشاركون في ذلك االجتماع على أن عام من خريجي التعليم % ٢٠ن يكون ما ال يقل عن المستهدف الذي ينبغي بحلوله أ

العالي في أوروبا قد أمضوا في الخارج فترة دراسة أو تدريب ذات صلة ساعة معتمدة ١٥، تمثل )بما في ذلك التدريب في مواقع العمل(بتعليمهم العالي

. ، أو مدة ثالثة أشهر)وفق النظام األوروبي(على األقل إدراج حركية : خطوات لتعزيز الحركية منهاوأبرز الوزراء عددا من ال

ضمن المناهج الدراسية بما يضمن االعتراف بالساعات المعتمدة التي الطالب

-١٠٥-

يكتسبوها في الخارج، والدبلومات التي يحصلون عليها، وإزالة جميع العقبات نظام اإلدارية التي تعترض التعاون عبر الحدود والتبادل الطالبي، وتطبيق

على جميع مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز التعاون بين فعالضمان جودة . مؤسسات التعليم العالي

عملية "ويعد تشجيع حركية الطالب من أهم األهداف الكامنة وراء إطالق إلى إنشاء في دول االتحاد األوروبي والتي هدفت Bologna Process "بولونيا

بلدا ذات أنظمة تعليم ٤٧تضم حاليا وEHEA المنطقة األوروبية للتعليم العاليأن حركية الطالب " عملية بولونيا"وتنص أولويات . "متشابهة ومتجانسة"عال

مهمة لتنمية مهاراتهم الشخصية وقابليتهم للتوظيف، وهي تعزز احترام التنوع كما تشجع التعددية اللغوية ،التي يقوم . والقدرة على التعامل مع الثقافات األخرى

ها التقليد المتعدد اللغات للمنطقة األوروبية للتعليم العالي، وتزيد من التعاون علي . والتنافس بين مؤسسات التعليم العالي

وفي سورية، تشارك جامعات القطر بشكل عام وجامعة دمشق بشكل خاص بالعديد من برامج التبادل الطالبي خاصة تلك التي ترعاها المنظمات

كذلك شاركت جامعتا دمشق وحلب خالل السنوات . طالبيالعالمية للتبادل الللتبادل Erasmus Mundos القليلة الماضية في برنامج إيراسموس موندوس

الطالبي الذي يرعاه االتحاد األوروبي، واستفاد العديد من طالب وخريجي هاتين بين الجامعتين من المنح الدراسية التي قدمها هذا البرنامج والتي تراوحت مدتها

لطالب المرحلة الجامعية األولى، وعدة سنوات لطالب الماجستير ستة أشهركذلك استقبلت جامعة دمشق خالل األعوام المنصرمة العديد من . والدكتوراة

الطالب األجانب الذي قدموا إليها وفق اتفاقيات تعاون علمي لتعلم اللغة العربية . لمدد تراوحت بين ستة أشهر وسنة

النضمام واالستفادة الفعالة من برامج التبادل الطالبي العالمية غير أن اكإيراسموس وغيره يقتضي منا أكثر من مجرد المشاركة في هذه البرامج، فالبد من تهيئة البنية القانونية والمؤسساتية في جامعاتنا لدعم هذا الغرض كاالعتراف

ناء دراستهم جزئيا في بالمقررات وبالساعات المعتمدة التي ينجزها الطالب أثالخارج وهو األمر الذي مازال غائبا حتى اآلن، كما يتوجب توقيع اتفاقيات . تعاون علمي مع جامعات عالمية مرموقة لتنظيم عملية التبادل وضبطها جودتها

كذلك، فإن السعي الستقطاب الطالب األجانب في جامعاتنا يتطلب منا جعل

-١٠٦-

األجانب كتقديم بعض البرامج التعليمية بلغات جامعاتنا أكثر جاذبية للطالب، وتقديم )وهو ما لجأت إليه العديد من الجامعات المرموقة في العالم(أجنبية

لهؤالء أثناء إقامتهم كتلك المتعلقة بالسكن والضمان خدمات طالبية متميزة . الصحي وغيرها

ة لتعزيزوإذا كانت دول االتحاد األوربي تؤكد على أن هناك حاجة ملححركية الطالب بغية زيادة المنافسة في االقتصاد العالمي، وزيادة الكفاءة والقدرة

العقبات كافة التي تعترض حركية لتذليل على االبتكار، وتدعو كل بلد أوروبيلفهم الطالب، فمن باب أولى أن تهتم جامعاتنا بحركية الطالب وأن تسعى

ير والتحديث، وبناء جسور ثقافية حقيقية االتجاهات العالمية، ومواكبة التغيوشراكات علمية مع العديد من جامعات العالم لتتمكن من االضطالع بدورها

. الريادي في دعم خطط التنمية في وطننا الغالي

* * *

-١٠٧-

اهليئة الوطنية

ضرورة ملحة... لضمان اجلودة واالعتماد

)٢٠١١ تشرين األول٣٠جريدة الوطن، (

على الرغم من أن المسؤولية الرئيسية عن المعايير والجودة األكاديمية تقع على عاتق الجامعات، حيث من المفترض أن يكون لدى كل جامعة أو مؤسسة تعليمية إجراءات ضمان الجودة الداخلية الخاصة بها، فهناك حاجة لهيئة وطنية

لجامعات ومؤسسات التعليم لضمان الجودة في كل دولة تقوم بمراجعة أداء اللتأكد من مدى توافق معايير األداء فيها مع مقاييس جودة األداء المعتمدة العالي

في مؤسسات التعليم العالي الدولية، ومن فعالية إجراءات ضمان الجودة المعمول والتي يتم على بها في المؤسسة، ومدى التزامها بمؤشرات الجودة المعدة مسبقا

. يد مواطن القوة والضعف في المؤسسةضوئها تحدوتعتمد الهيئة بشكل أساسي في تقييمها ألداء المؤسسات التعليمية على تقرير التقييم الذاتي الذي أعدته المؤسسة التعليمية عن نفسها حول أدائها، حيث تقوم الهيئة بزيارات ميدانية لمؤسسة التعليم العالي تجمع خاللها معلومات

الحقائق الموجودة في التقرير الذاتي، ومن ثم الحكم على مدى فعالية لمقارنتها ب . أنظمة ضمان الجودة في المؤسسة

كذلك تقوم الهيئة بتقييم البرامج األكاديمية في الجامعات والمؤسسات التعليمية بهدف ضمان حصول الخريجين على المعرفة والمهارات الالزمة التي

دد تقرير الهيئة مدى توافق هذه البرامج مع ويح. تؤهلهم لدخول سوق العملالمعايير المعتمدة، كما يشتمل على اقتراحات وتوصيات لتحسين برامج الدراسة

. األكاديمية للمؤسسة التعليمية

-١٠٨-

ومن هذا المنطلق لجأت العديد من الدول العربية إلى إحداث هيئات وطنية لألهداف جها التعليمية تحقيقالضمان جودة واعتماد مؤسسات التعليم العالي وبرام

. بالعديد من الدول المتقدمة السباقة في هذا المجال اآلنفة الذكر وأسوةالهيئة القومية لضمان جودة التعليم "٢٠٠٦عام ففي مصر أحدثت

وجاء في قانون . كهيئة تتمتع باالستقاللية وتتبع رئيس مجلس الوزراء" واالعتمادوتطويره المستمر من خالل لى ضمان جودة التعليمإحداث الهيئة أنها تهدف إنشر الوعي بثقافة الجودة، والتنسيق مع المؤسسات : تحقيق خمسة أهداف هي

التعليمية بما يكفل الوصول إلى منظومة متكاملة من المعايير وقواعد مقارنات اتية بالمعايير الدولية، ودعم القدرات الذالتطوير وآليات قياس األداء استرشادا

للمؤسسات التعليمية للقيام بالتقويم الذاتي، وتوكيد الثقة على المستوى المحلي والتقويم الشامل واإلقليمي والدولي في جودة مخرجات العملية التعليمية،

للمؤسسات التعليمية وبرامجها طبقا للمعايير القياسية المعتمدة لكل مرحلة تعليمية . ولكل نوع من المؤسسات التعليمية

كما جاء في قانون الهيئة أنها في سبيل تحقيق أهدافها يحق لها اتخاذ ما بوضع السياسات واالستراتيجيات الخاصة تتعلقيلزم من إجراءات وقرارات

بضمان جودة التعليم وإعداد تقرير التقويم واالعتماد واإلجراءات التنفيذية تعليمية وبرامجها ومدى الالزمة لذلك، وإعالم المجتمع بمستوى المؤسسات ال

لرسالتها المعلنة، ووضع آليات نشر قدرتها على تقديم الخدمة التعليمية وفقاالوعي بثقافة الجودة والتطوير لدى المؤسسات التعليمية والمجتمع، ووضع ، المعايير واإلجراءات لقياس مدى استيفاء المؤسسة التعليمية لشروط االعتماد

دية لقيام المؤسسات التعليمية بالتقويم الذاتي، وتقويم ووضع أسس وآليات استرشاالبرامج واألداء في المؤسسات التعليمية، من حيث البنية األساسية واألنشطة

والمجتمعية والمناخ التربوي وثقافة التعليم والتعلم والبحث العلمي، الطالبية . وغيرها

٢٠٠٧في عام " يهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العال"األردن أحدثتوفي مهام اعتماد ١٩٩٩ به منذ عام لتحل محل مجلس االعتماد الذي كان مناطا

وتتلخص رؤية الهيئة في الوصول بمؤسسات التعليم . مؤسسات التعليم العاليأما رسالتها فتنص على . إلى مستو عال من الجودة والتنافسية العالميةالعالي

ليم العالي وتعزيز قدراتها التنافسية على االرتقاء بمستوى أداء مؤسسات التع

-١٠٩-

المستوى الوطني واإلقليمي والعالمي وضمان تطبيقها ألنظمة ومعايير االعتماد . يتهاسوالجودة األردنية ووضع معايير ومقاييس تضمن استمرارية جودتها وتناف

تطوير معايير االعتماد: وتستند استراتيجية الهيئة على تحقيق الغايات التاليةات ا، وضمان تطوير إجراءات وآليومأسسة إجراءات متابعتها وتنفيذهالخاص

ا في سائر مؤسسات التعليم العالي، وتحديد ضمان الجودة وتحديثها وتطبيقهوقياس مخرجات البرامج األكاديمية التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي ووضع

. وغيرها ا،قهي مؤشرات عن تحقالمعايير وأدوات التقييم التي تعط واالعتماد للتقويم الوطنية الهيئة "أحدثت السعودية، العربية المملكة وفي معروفة تصبح ألن تسعى أن على رؤيتها وتنص، ٢٠٠٤ عام في" األكاديمي

في للجودة المستدام التحسين في إسهاماتها وفعالية بجودة وخارجها المملكة داخل تشجيع، على رسالتها وتنص. لمملكةا في الثانوي فوق التعليم قطاعات كل

ومساندة وتقويم جودة مؤسسات التعليم فوق الثانوي، والبرامج التي تقدمها هذه المؤسسات، من أجل ضمان تحقيقها ألعلى المعايير العالمية في جودة حصيلة التعلم، وفي جودة اإلدارة والخدمات المساندة المتوفرة داخل المؤسسات التعليمية،

فوق الثانوي في البحث العلمي وفيما تقدمه هامات مؤسسات التعليمإس وفي . للمجتمع الذي تعمل به

وضع معايير لضمان الجودة وتعمل الهيئة طبقا لرؤيتها ورسالتها على واالعتماد األكاديمي متوافقة مع المعايير العالمية مع مراعاة متطلبات البيئة

دة واالعتماد األكاديمي متوافقة مع الممارسة المحلية، وإتباع عمليات لضمان الجو، وتقديم العون لمؤسسات التعليم فوق الثانوي من الجيدة المتعارف عليها عالميا . والتخطيط لتحسين هذا األداء أجل مساعدتها على تقويم أدائها، ٢٠٠٨عام " هيئة ضمان جودة التدريب والتعليم"وفي البحرين تأسست

التابعة لها في مراجعة راجعة أداء مؤسسات التعليم العاليوتختص مهام وحدة مجودة أداء جميع مؤسسات التعليم العالي في مملكة البحرين وفق المؤشرات

وتهدف بشكل أساسي إلى تعزيز جودة التعليم . االسترشادية التي تضعها الهيئةذها لضمان العالي في البحرين عن طريق القيام بمراجعة اإلجراءات التي تم اتخا

والضعف فيها والمجاالت التي وتحديد مواطن القوة، جودة المؤسسة التعليميةتحتاج إلى تطوير، ومراجعة برامجها التعليمية لضمان التزامها بالحد األدنى من

وتنشر الهيئة تقريرها في جميع وسائل اإلعالم . المعايير المعتمدة من قبل الهيئة

-١١٠-

الع عليه، كما طلطلبة وباقي الشركاء المعنيين االكي يتسنى ألولياء األمور واتضعه بتصرف مجلس التعليم العالي الذي يعد الجهة الوحيدة المسؤولة في البحرين عن إصدار التراخيص لمؤسسات التعليم العالي، معتمدا في ذلك على

. تقارير المراجعة التي تقوم الهيئة بإعدادها األهداف اإلستراتيجية لقطاع التعليم وفي سورية، نص الهدف الثاني من

: العالي في الخطة الخمسية العاشرة للتنمية االقتصادية واالجتماعية علىالوصول إلى مستوى نوعي عال في الخطط الدراسية والمناهج والبرامج "

والنشاطات األكاديمية، يوفر الربط المحكم بين مخرجات التعليم العالي كما وال بد لتحقيق ذلك من . "لتنمية الشاملة ومتطلبات سوق العملونوعا، وحاجات ا

هيئة مستقلة لضمان الجودة واالعتماد في مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة تقوم بتقييم أداء هذه المؤسسات وبرامجها األكاديمية، وتقدم النصح

ورغم أن . هيللتدارك مواطن الضعف، وتنشر الممارسات الجيدة في التعليم والتأإحداث هذه الهيئة الوطنية كان واحدا من مشاريع الخطة الخمسة العاشرة في

بعد مرور عام على انتهاء هذه الخطة وبدء الخطة قطاع التعليم العالي، إال أنه بعد، ومن غير الواضح الخمسية الحادية عشرة لم تر هذه الهيئة الوطنية النور

هذه الهيئة ومهامها العديدة الحساسة بمديرية إن اختصار عمل. متى سيتم ذلكصغيرة في وزارة التعليم العالي فيه الكثير من اإلجحاف بحق مؤسسات التعليم

بعد أن بلغ عدد الجامعات العالي العامة والخاصة التي أصبح عددها كبيراالخاصة المرخص لها تسع عشرة جامعة، األمر الذي حرف األمور عن مجراها

فجعل هذه المديرية الصغيرة المثقلة باألعباء تلجأ إلى التدقيق والتمسك الصحيحبمؤشرات شكلية، وتبتعد عن القضايا الجوهرية التي لها انعكاسات حقيقية على

. جودة العملية التعليمية في الجامعاتبد من اإلسراع بإحداث الهيئة الوطنية لضمان الجودة واالعتماد في لذا الير كل مستلزمات نجاحها من بنى تحتية وأطر بشرية وغيرها سورية وتوف

لمساعدتها على أداء مهامها الهامة على أكمل وجه، أسوة بالعديد من الدول تتسم أحكامها أن يتصف عمل هذه الهيئة بالتميز، وأن ويجب . العربية الشقيقة

سات بشفافية وصدق وأمانة مع جميع مؤس، وأن تتعامل بالموضوعية والمهنيةالتعليم العالي، وأن تلتزم بالحيادية والمساواة في عالقاتها مع الجهات العامة

. والخاصة على حد سواء

-١١١-

كما والبد أن تقوم هذه الهيئة بوضع معايير وأدلة استرشادية متوافقة مع المعايير العالمية لمساعدتها في أداء مهامها وتحقيق أهدافها، وأن تتوفر لها

لجميع وإجراءاتها، وعند اتخاذها تامة في تطوير معايير الجودةال االستقاللية . قراراتال

خيارا إن إحداث الهيئة الوطنية لضمان الجودة واالعتماد في سورية لم يعد نأخذ به أو ال نأخذ، بل أضحى ضرورة ملحة لضمان جودة مؤسساتنا التعليمية

على تسميته بعصر وبرامجها، خاصة في هذا العصر الذي أجمع الباحثون في توليد هاماالمعرفة والذي نتطلع ألن تلعب فيه جامعاتنا ومعاهدنا دورا

. المعرفة ونقلها وتسخيرها لخدمة أهدافنا الوطنية

* * *

-١١٢-

حداث مركز إخطوة هامة حنو

لبحوث التعليم العايل

)٢٠١١تشرين األول١٦جريدة الوطن، (

الجيدة للجامعات إلى منظومة متكاملة تدعم عملية اتخاذ حتاج اإلدارة تووضع القرار فيها خاصة فيما يتعلق بالتطوير العلمي والمؤسساتي في الجامعة

خطط العمل الالزمة لذلك، كخطة بناء القدرات، وخطة البحث العلمي، والخدمات .التي تقدمها الجامعة للمجتمع، والعالقة بين الجامعة وسوق العمل

وتواجه منظومة التعليم العالي حاليا تحديات كبيرة على مستوى التخطيط فهناك حاجة ملحة، على سبيل المثال، لرسم . االستراتيجي ورسم السياسات

سياسة قبول جامعي جديدة تتسم باإلنصاف والمشاركة الواسعة وتستند إلى حاجات سوق العمل،التوقعات المستقبلية المستمدة من خطط التنمية االقتصادية و

لوضع خطة متكاملة لضمان جودة مؤسسات التعليم العالي وبرامجها المختلفة، وواستراتيجية بحث علمي خاصة بمؤسسات التعليم العالي تتماشى مع االستراتيجية

واستراتيجية وطنية للشراكة بين مؤسسات التعليم العالي الوطنية للبحث العلمي،ة ما بين البرامج التعليمية في الجامعات والمعاهد وسوق العمل تضمن المواءم

من جهة وحاجات سوق العمل من جهة أخرى، وتوفر فرص تدريب لطالب الجامعات في مختلف المؤسسات والشركات العامة والخاصة، واستراتيجية

. خاصة بالتعاون الدولي والمشاركة بالمشاريع الدولية الستراتيجيات ووضع الخططوال بد لنجاح عملية رسم السياسات وا

المرتبطة بها من أن تكون مبنية على بحوث ميدانية مسندة بالبينات وبمعلومات دقيقة تغطي كافة األوجه المرتبطة بالسياسة المرسومة والخطط الموضوعة

. والفئات المستهدفة

-١١٣-

من هذا المنطلق سعت جامعة دمشق لتأسيس مركز لبحوث التعليم العالي اكز البحوث العالمية العاملة في هذا المجال والتي تهدف إلى على غرار مر

إجراء البحوث والدراسات الداعمة لعملية التطوير المؤسساتي والتعليمي في التعليم العالي الجامعة، وعملية اتخاذ القرار في مجاالت هامة في قطاع

سيس هذا وقد استعانت الجامعة في سعيها لتأ. كالمجاالت اآلنفة الذكر وغيرها في جامعة INCHERالمركز بخبراء من المركز الدولي لبحوث التعليم العالي

كان في البداية مركز بحوث عن التعليم ١٩٧٨كاسل، وهو مركز تأسس عام فيما بعد بالعديد من القضايا األخرى أيضا يعنى ثم أصبح، العالي وسوق العمل

أنظمة "، و"ولمة وتدويل التعليم العاليالتعاون الدولي والع"، و"كالتقييم و الجودة" . وغيرها" حاكمية التعليم العالي"، و"التعليم العالي

وفي سعيها لتوفير القدرات الذاتية الالزمة لهذا المركز عمدت الجامعة إلى إيفاد بعض كوادرها للدراسة وإجراء البحوث في مركز جامعة كاسل لما لهذا

وفي األسبوع . انة رفيعة في هذا المجالالمركز من سمعة عالمية طيبة ومكأول رسالة دكتوراه أعدها في المركز باحث سوري بإشراف نوقشت الماضي

وقد منح بنتيجتها الباحث محمد فادي الشلبي شهادة . سوري-مشترك ألمانيمقارنة راسةد" :الدكتوراه من جامعة كاسل بتقدير جيد جدا عن أطروحة بعنوان

ودور Internationalization of Higher Education العالي تدويل التعليم عن. "وألمانيا مديريات العالقات الدولية في جامعات مختارة من الشرق األوسط

تعامل وكيفية دوليا بعدا الجامعة إعطاء ظاهرة دراسة على األطروحة ركزت الخطط مع يتوافق بما لها التخطيط حيث من الظاهرة هذه مع الجامعة

وتحديد إدارتها حيث ومن ورؤيتها، الجامعة ورسالة الوطنية االستراتيجياتو دور على األطروحة ركزت وقد. وغيرها والنشاطات والمشاريع األولويات

النشاطات وإدارة تنفيذ في دمشق جامعة في والثقافية الدولية العالقات مكتب حول القرار اتخاذ عملية في لمساعدتها الجامعة لرئاسة الدعم تقديم وفي الدولية في الجامعة أساتذة دعم كذلك المقترحة، والشراكات الدولي التعاون مشاريع بالمشاريع والمشاركة والندوات المؤتمرات كحضور الدولية نشاطاتهم ممارسة التدويل لظاهرة مقارنة دراسة الباحث أجرى وقد. وغيرها األطراف متعددة األوسط الشرق من منها اثنتين جامعات أربع يف الدولية العالقات مكتب ودور كاسل جامعة هما ألمانيا من واثنتين البعث، وجامعة األردنية الجامعة هما

. همبولدت وجامعة

-١١٤-

استراتيجيتها بتطوير دمشق جامعة تقوم أن ضرورة إلى الدراسة وخلصت تطوير ىعل تعمل وأن فيها، العاملين األكاديميين من واسعة بمشاركة التدويلية القريب المديين على االستراتجية الخطة إطار في الدولي الطابع ذات نشاطاتها مجموعة الدراسة حددت فقد الدولية العالقات لمديرية بالنسبة أما. والمتوسط من بد ال الفشل عوامل من أخرى ومجموعة تبنيها من بد ال نجاح عوامل في التدويل عملية تلعبه الذي لكبيرا الدور إلى خاتمتها في وأشارت. تجنبها قامت الذي ذاتهأ المبد وهو الدوليين، والتفاهم الثقة وبناء اآلخر مع الحوار مفهوم في ERASMUS إراسموس كبرنامج الكبيرة الطالب تبادل برامج أساسه على بين واالجتماعي الثقافي االندماج تعزيز إلى هدف والذي األوروبي االتحاد دول في به يضطلعوا أن لألكاديميين يمكن الذي الدور أهمية الدراسة أكدت كما. دوله إلى كسورية دولة وحاجة النظر وجهات وتقريب الثقافات بين الحوار عملية . ةسوري عن الحقيقية الصورة لتقديم الحراك من النوع هذا ودعم تعزيز

شق من لقد نبع قرار إحداث مركز لبحوث التعليم العالي في جامعة دمقناعة بضرورة تأمين ما يلزم من أدوات بحثية تعين على حسن اإلدارة واتخاذ

وال بد من التأكيد بأن االستفادة من التجارب العالمية التي أثبتت جدواها . القراروكان لها أكبر األثر في تطوير منظومة التعليم العالي في الدول التي لها باع في

ل من األحوال استنساخ هذه التجارب بل اإلفادة منها هذا المجال ال يعني بأي حا . ضمن سياقاتنا الخاصة وبحسب ضروراتنا الوطنية

إن عملية اتخاذ القرار خاصة في المجاالت الحيوية ال بد وأن تكون متأنيةلن نات وإال فإن القرارات المتخذةومبنية على بحوث ودراسات مدعومة بالبي

إن إحداث . حقا إلى تعديلها أو التراجع عنها نهائياتكون سليمة ما قد يؤدي المراكز البحوث والدراسات المتخصصة الداعمة لعملية اتخاذ القرار كمركز بحوث التعليم العالي المزمع إنشاؤه في جامعة دمشق يوفر بيئة بحثية علمية ـن من إجراء البحوث متميزة لدراسة معظم متغيرات التعليم العالي ويمك

لدراسات المتعلقة بتشخيص الوضع الراهن لقطاع التعليم العالي وما يعترضه وا البحوث إجراءمن مشكالت، واقتراح الحلول التنظيمية المناسبة، وكذلك

في العالي التعليم مستقبل استشراف في المتخصصة االستراتيجية والدراسات . في ضوء المتغيرات المحلية واإلقليمية والدوليةالقطر

* * *

-١١٥-

تسرب الباحثات

خطر يهدد خطط البحث العلمي

)٢٠١١أيلول٢٢جريدة الوطن، (

على الحفاظ من أن الفشل في أوروبي رفيع المستوى مسؤولحذر في وجه مساعي االتحاد األوروبي لتطبيق خطته رئيسياعائقا زال ما الباحثات

للعمل في ٢٠٢٠بحلول عام ضافيإالتي أعلنها مؤخرا في توظيف مليون باحث مجال البحث واالبتكار والتطوير ضمن برنامج بحوث السنوات السبع المقبلة

، خاصة بعد أن أظهر تقرير التنافسية )Horizon 2020وهو ما يسمى أفق عام ( الصادر عن االتحاد األوروبي أن منافسي أوروبا ٢٠١١االبتكارية لعام

متحدة واليابان وروسيا والصين والهند، قد تجاوزوها األساسيين، أي الواليات الإذ زادت . منذ منتصف التسعينيات في اإلنفاق على البحث العلمي واالبتكار

بين عامي % ٦٠االستثمارات األميركية اإلجمالية في مجال البحوث بنسبة بينما ازدادت في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان ، ٢٠٠٨ و١٩٩٥

وفي % ١٤٥وفي البرازيل والهند وروسيا وجنوب إفريقيا بنسبة ، %٧٥بة بنس، في حين كان نمو االستثمار في البحث العلمي في الدول %٨٥٥الصين بنسبة

.األعضاء في االتحاد األوروبي بمقدار الصفر خالل الفترة نفسهاة التابعة للمفوضي رئيس وحدة األبحاث واالبتكار، انهيرمانز ستيف وقال طالبات الدراسات العليا في من الباحثات من متزايداإن عددا األوروبية

البحث العتقادهن أن وظيفة الباحث غير مهنة يتخلين عنالجامعات يتسربن ووأعرب . مستقرة وغير مالئمة للحياة العائلية وشروط الدخول إليها صعبة

عدم وجود أن من يتهفي مدينة مانشستر عن خش هيرمان في مؤتمر دولي عقدمليون جهود المفوضية الرامية لتوظيف يحبط يمكن أن في هذه المهنة نساء

. ٢٠٢٠باحث إضافي بحلول عام

-١١٦-

فكيف هو الحال في سورية؟ وكيف هو توزع القدرات البحثية في الجامعات والمؤسسات البحثية؟

العربية بعد التدقيق في التقرير الوطني عن البحث العلمي في الجمهورية الصادر عن الهيئة العليا للبحث العلمي والذي ٢٠٠٩ و ٢٠٠٨السورية لعامي

تضمن إحصائيات عن التوزع العددي والنسبي للباحثين العاملين في المراكز والهيئات البحثية في القطر، تبين أن التقرير يحتوي على معلومات تبدو غير

إلى هذا التقرير لوصف المشهد وبالتالي فإن الركون. منطقية وغير مبررةفعلى سبيل المثال، أشار التقرير إلى أن عدد . البحثي السوري وتقييمه غير ممكن

٢٠٠٩الباحثين في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية في القطر بلغ في عام كذلك أشار التقرير إلى عدم وجود . باحثين اثنين فقط، وهذا بالطبع غير منطقي

القطر في مجال العلوم القانونية، وال في مجال العلوم التربوية، وهذا باحثين في ونظرا لعدم صدور التقرير الوطني عن البحث العلمي لعام . بالطبع غير صحيح

حتى اآلن، فقد اعتمدنا في دراستنا لتقييم واقع القدرات البحثية في القطر ٢٠١٠حثية كجامعة دمشق وهيئة على المعلومات المستقاة مباشرة من الهيئات الب . البحوث الزراعية وغيرها وبنينا عليها إحصائياتنا

وإذا نظرنا إلى جامعة دمشق حيث أعضاء الهيئة التدريسية فيها الحاصلين على شهادة الدكتوراه هم أيضا من الباحثين، إذ من واجب عضو الهيئة التدريسية

التدريس، نجد أن التوزع من حيث المبدأ العمل في البحث العلمي إلى جانبالعددي والنسبي للباحثين يميل بقوة إلى جانب الذكور في معظم اختصاصات العلوم الهندسية والعلوم األساسية والعلوم الطبية، وهو متوازن ما بين الذكور

. واإلناث في بعض اختصاصات العلوم اإلنسانية والتربويةواإلناث % ٩٢ العلوم الهندسية فقد بلغت نسبة الباحثين الذكور في كليات

لإلناث، وفي العلوم % ١٨للذكور و % ٨٢ وبلغت في العلوم الطبية، %٨وللذكور % ٨٣لإلناث، وفي العلوم الزراعية % ٢٢للذكور و% ٧٨األساسية

لإلناث، وفي العلوم % ٢٢للذكور و % ٧٨ لإلناث، وفي العلوم القانونية% ١٧وفي حين كانت أكثر توازنا في العلوم . إلناثل% ١٣للذكور و % ٨٧االقتصادية للذكور % ٥٤( والعلوم التربوية ،)لإلناث% ٣٥للذكور و % ٦٥(اإلنسانية

وال يتوقع أن تختلف باقي جامعات القطر عن جامعة دمشق . )لإلناث% ٤٦واختالفا ملحوظا، فعلى سبيل المثال، تشير إحصائيات مديرية البحث العلمي

-١١٧-

العالي إلى أن توزع الباحثين العاملين في القطر في مجال العلوم بوزارة التعليم لإلناث، وهذا ال % ٤٣للذكور و% ٥٧يبلغ ) من حملة شهادة الدكتوراه(التربوية

. عما هو عليه الحال في جامعة دمشق في حقل العلوم التربويةيختلف كثيرا على أية ومن الجدير بالذكر أن بعض أقسام جامعة دمشق ال يحتوي

عضوة هيئة تدريسية مثل قسم الجراحة في كلية الطب وهو من أكبر أقسام جامعة دمشق، وقسم جراحة الفم والفكين في كلية طب األسنان، وهذه ظاهرة

تحتوي إال على ال كما أن بعض كليات الجامعة. تستدعي الدراسة والتدقيق بأن هذه الباحثة تعد مثاالعلما هيئة تدريس واحدة ككلية العلوم السياسيةعضو على ما يمكن أن تحققه الباحثات الشابات العامالت في المجال األكاديمي هاما

والبحثي في سورية، فقد حصلت على شهادتي دكتوراه، األولى من جامعة . ودمشق والثانية من إحدى الجامعات الروسية

هيئات البحثية وإذا اعتبرنا هيئة البحوث الزراعية جهة ممثلة عن الالتخصصية في القطر، فإننا نرى أن توزع الباحثين العاملين فيها بين الذكور

عما هو عليه الحال في جامعة دمشق، فنسبة الباحثين واإلناث ال يختلف كثيرا . %١٤واإلناث % ٨٦الذكور الحاصلين على شهادة الدكتوراه

البحثي ليست ظاهرة إن عزوف اإلناث عن العمل في المجال األكاديمي وتقتصر على دول االتحاد األوروبي، وإنما تتعداه إلى دول عديدة في العالم وفي

وال بد من دراسة عميقة ألسباب هذا العزوف بغية . منطقتنا ومنها سوريةومن هذه األسباب تلك المتعلقة بطبيعة هذه المهنة ومتطلباتها، . معالجتها

فطول سنوات التحصيل العلمي . من األسبابوبالتطور الوظيفي فيها وغيرهاالذي يتطلبه الدخول إلى الميدان األكاديمي والبحثي، والجهود الكبيرة والمضنية التي يتطلبها هذا الخيار، والتحديات التي تفـرض نفسها على الباحث، ربما

ناهيك عن المسؤوليات االجتماعية واألسرية التي . تكون من أسباب هذا العزوفعلما أن الباحثات السوريات في الجامعات . قع على عاتق المرأة في مجتمعاتنات

والمراكز البحثية األخرى أثبتن جدارة عالية، بل تفوقن أحيانا على البعض من ولعل مرد ذلك إلى الصفات التي تتحلى بها األنثى عادة من . أقرانهن الذكور

أن المرأة نصف المجتمع، فإن وبما . صبر وجلد وتفان وإخالص في العملمسألة عزوفها عن العمل في مجال البحث العلمي مشكلة ال بد لها من حل مناسب، وإال فإن المجتمع يفقد فرصة االستفادة من نصف طاقاته الكامنة، وهذا

-١١٨-

وإذا كان االتحاد األوروبي . ما ليس باستطاعة دولة ناشئة مثل سورية أن تتحمله، قد دق عاته ما يقارب مائة وعشرة آالف شهادة دكتوراه سنوياالذي تمنح جام

ناقوس الخطر وسلط األضواء على هذه المسألة ودعا إلى معالجتها، فمن األجدى لدولة ناشئة مثل سورية أن تبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الطاقات المتوفرة

. واالستفادة من قدرات جميع أبنائها وبناتها

* * *

-١١٩-

والتعليم العايل الثورة الرقمية

)٢٠١١ أيلول ١١جريدة الوطن، (

واالتصاالت المعلومات قطاع شهدها التي الكبيرة الثورة أن فيه شك ال مما له كان المجال هذا في حدث الذي الهائل التكنولوجي والتقدم األخيرة العقود خالل من جديدة أنماط توفير أهمها العالي، التعليم على تحصى ال كبيرة إيجابية آثار

من كبير عدد وتوفير االنترنت، عبر والتعليم الحاسوب بمعونة كالتعليم التعليم، المكتبات إلى الولوج وإمكانية االختصاصات، شتى في اإللكترونية الكتب

الكتب من هائال كما والطالب الباحثين يد متناول في وضعت التي اإللكترونية . واألطروحات العلمية والمقاالت متناول في ومعلومات مراجع من تضع بما الرقمية الثورة لهذه لكن السرقات وتسريع تسهيل في يتجلى فيه شك ال سلبي أثر والباحثين الطالب Pew Research Centerفقد أظهرت دراسة جديدة من مركز بو لألبحاث . العلمية

اضي أن سوء األمانة العلمية في الواليات المتحدة نشرت في شهر آب الم في أصبحا في تصاعد مستمر Plagiarismواالقتباس غير المشروع ألبحاث الغير

واستنتجت أن هذا التصاعد هو أحد اآلثار السلبية لتطور . الجامعات األميركيةالثورة : "أجريت هذه الدراسة تحت عنوان. التكنولوجيا الرقمية في الجامعات

من رؤساء الجامعات ١٠٥٥، وتضمنت استطالعا لـ "العاليالرقمية والتعليم . حول تأثير التكنولوجيا الرقمية على الجامعات العامة والخاصة عن آرائهم

أكد أن السرقات أكثر من نصف رؤساء الجامعات الذين شملهم االستطالعب، العلمية قد ازدادت ازديادا كبيرا خالل السنوات العشر الماضية بين الطال

أن انتشار أجهزة الكمبيوتر واإلنترنت %) ٨٩(وأعربت الغالبية الساحقة منهم . في ارتفاع سرقة أعمال الغير بين الطالب ونسبها ألنفسهم رئيسيالعبت دورا

-١٢٠-

أن يتحول ونمن رؤساء الجامعات يتوقع% ٦٢ومن الجدير بالذكر أن رونية بالكامل خالل فترة أكثر من نصف الكتب الجامعية المقررة إلى كتب إلكت

وال يمكن للجامعات أن تدير ظهرها لهذه الثورة الرقمية وهو ما . عشر سنواتمن رؤساء الجامعات الذين شملتهم الدراسة، إذ أكدوا أن % ٧٧عبر عنه

م فعليا مساقات تعليمية عبر مؤسساتهم التعليمية، حكومية كانت أم خاصة، تقدها عن تلك التي تقدم في قاعات المحاضرات، وأن هذا ال تقل في قيمت االنترنت

. الرقم مرشح لالزدياد في المستقبل آثاره تدرأ أن لها يمكن وكيف التطور؟ هذا عن بمنأى جامعاتنا فهل

السلبية؟ على خاص بشكل دمشق وجامعة عام بشكل القطر جامعات عملت لقد دعم في واالتصاالت معلوماتال قطاع شهده الذي الهائل التقدم من االستفادة بنية والباحثين للطالب فوفرت الجامعة، في العلمي والبحث التعليمية العمليةإن لدى جامعة دمشق على . من تجهيزات وبرمجيات متميزة معلوماتية تحتية

سبيل المثال، شبكة ألياف ضوئية تربط كافة الكليات والمعاهد العليا التابعة إلى شبكة االنترنت عبر شبكة بوابة عريضة الحزمة للجامعة وتؤمن النفاذ

. )ثانية/ ميغابت٣٠٠ويجري حاليا زيادتها إلى (ثانية / ميغابت١٠٠سرعتها حاسوب منتشرة في تؤمن هذه الشبكة االتصال باإلنترنت لحوالي ثالثة آالف

كما أن لدى عدد كبير من . المخابر التعليمية ومكاتب أعضاء الهيئة التدريسيةلكليات والمعاهد في جامعة دمشق شبكات السلكية يستطيع من خاللها الطالب ا

والمدرس الولوج إلى شبكة الجامعة واالستفادة من كافة الخدمات التي تقدمها . وأهمها المكتبات اإللكترونية العالمية التي اشتركت الجامعة بها

الستخدام الكبير االنتشار هذا فإن العالم جامعات سائر في الحال هو وكما السلبية، اآلثار بعض من يخلو ال جامعاتنا في واالتصاالت المعلومات تكنولوجيا في العلمية السرقات ازدياد من لألبحاث بو مركز دراسة إليه أشارت ما وأهمها

العلمية والدراسات األبحاث من كبير قدر فتوفير. األميركية الجامعات في البعض يغري قد اإللكترونية والمكتبات نتاالنتر عبر العلمية واألطروحات

بعض شهدت ولقد. أنفسهم إلى ونسبها شرعي غير بشكل اآلخرين أعمال اقتباس بما العلمية السرقات عدد في ملحوظا ازديادا ألخيرة اآلونة في القطر جامعات

المعنية الجامعات أثرها على قامت بالكامل، دكتوراه ألطروحات سرقات فيها . العلمية السرقة وثبوت اكتشاف بعد منحتها التي الدكتوراه شهادة ببسح

-١٢١-

االنترنت شبكات انتشار من الحد في الحال بطبيعة الحل يكمن ال بالعواقب هؤالء بتوعية بل والباحثين، الطالب بين اإللكترونية والمكتبات انينالقو وبتفعيل العلمية، األمانة سوء عن تترتب أن يمكن التي الخطيرة

متطورة حاسوبية برمجيات تتوفر كما. االقتباس لعملية الناظمة والتشريعات وبات االنترنت، شبكة في التنقيب في الصنعي الذكاء تقنيات استخدام على تعتمد أو المنسوخ عن الدقيق للكشف البرمجيات هذه إلى يلجأ الجامعات من الكثير

. ككل العمل إلى ونسبتها العلمية ةالسرق درجة وتحديد أخرى، أعمال من المقتبس ال لكنه اإليجابيات من الكثير له حدين، اذ سالحا والتطور العلم كان لطالما

المناسبة القوانين وسن بالتوعية تداركها يمكن التي السلبية اآلثار بعض من يخلو وءاللج جانب إلى تفعيله، من بد ال الذي الفكرية الملكية حماية كقانون والرادعة

تتنافى التي المرضية الظاهرة هذه لدرء والقانونية التقنية الوسائل كل إلى التطور طريق في عثرة حجر وتقف االبتكار حركة وتعيق األخالقية والمبادئ . الحق البحثي العلمي

* * *

-١٢٢-

أنظمة التصنيف العاملية

وأثرها على اجلامعات واخلرجيني

)٢٠١١ آب ٢٢جريدة الوطن، (

على الرغم من أن أنظمة تصنيف الجامعات شكلت جزءا أساسيا من مشهد التعليم العالي في الواليات المتحدة منذ عدة عقود، إال أنها لم تحظ باالهتمام

في باقي أنحاء العالم إال في نهاية التسعينيات من القرن " سوء السمعة"والشعبية وظمة في الواليات المتحدة من قبل المنظمات هذه األن عادة ما تنشر. الماضي

الحكومية ومؤسسات االعتماد، ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، وأشهر هذه األنظمة وأكثرها . والمنظمات التجارية، ووسائل اإلعالم الشعبية US News and World Reportشعبية هو التصنيف الذي يصدر كل عام عن

انتقل االهتمام بتصنيف ومع تدويل التعليم العالي، . ريكيةألفضل الجامعات األممن الصعيد المحلي إلى الصعيد العالمي ،فأصبح هناك تصنيف تصدره الجامعات

ألفضل مائتي جامعة THE World University Ranking صحيفة التايمز اإلنكليزية Shanghai Jiao Tong Academicفي العالم، وتصنيف شانغهاي جياو تونغ

Ranking of World Universities ألفضل خمسمائة جامعة في العالم والذي . العالمية لتصنيف الجامعات أصبح فيما بعد أشهر األنظمة

وينظر إلى أنظمة تصنيف الجامعات على أنها عنصر مساعد للطالب في عملية اختيار الجامعة المناسبة لدراستهم، وألرباب العمل في عملية انتقاء

لخريجين وتوظيفهم، وللحكومة وصانعي السياسات في تقييم جودة مؤسسات االتعليم العالي ومستواها العالمي، ولمؤسسات التعليم العالي في المساعدة على

ومما الشك فيه أن الشعبية المتزايدة ألنظمة . تقييم أدائها مقارنة بباقي المؤسسات . طاع التعليم العاليالتصنيف تنبع من بساطتها واستقالليتها عن ق

-١٢٣-

وقد استرعى انتباهي مؤخرا بحث نشر في مجلة سياسة التعليم العالي Higher Education Policy التي تصدر عن منظمة اليونسكو واالتحاد الدولي

خبرة القادة : التعايش مع أنظمة تصنيف الجامعات: "للجامعات بعنوان دبلن للتكنولوجيا في جمهورية ، لمجموعة من الباحثين من معهد"المؤسساتيين

واالتحاد الدولي للجامعات OECDإيرلندا بدعم من منظمة التعاون والتنمية IAU تناولوا فيه مدى أهمية هذه األنظمة وأثرها العميق على أصحاب القرار ،

في منظومة التعليم العالي وعلى عالقة المؤسسة التعليمية والخريج بسوق العمل بلدا من ٤١فقد تضمن البحث نتائج مسح لرؤساء جامعات في . والمجتمع المحيط

العالم عن كيفية استجابة مؤسساتهم ألنظمة تصنيف الجامعات، وما هو وقع أو تأثير هذه األنظمة، سلبا أم إيجابا، على السلوك المؤسساتي وعلى عملية صنع

. القرار في هذه المؤسساتجامعات األمريكية يعتقدون أن رؤساء ال من% ٧٦ وتظهر األرقام أن

مهم جدا US News and World Reportالتصنيف الذي يصدر كل عام عن نشرة منهم حاولوا تحسين تصنيفهم بناء على هذا التصنيف بينما % ٥١لمؤسساتهم،

التصنيف كوسيلة داخلية لمقارنة أداء مؤسساتهم مع منهم% ٥٠استخدم الجامعات قاموا بتشكيل فرق عمل من رؤساء% ٤المؤسسات األخرى؛فقط

منهم أنهم تجاهلوا نتائجه تماما% ٢٠لمعالجة مسألة التصنيف، في حين أقر .وقد ركز البحث الذي أجري في معهد دبلن للتكنولوجيا على كيفية استجابة مؤسسات التعليم العالي ألنظمة تصنيف الجامعات العالمية، خاصة فيما يتعلق

ظمة على الطالب والجهات المعنية األخرى، وعلى الفعاليات بتأثير هذه األن . المؤسساتية، واالستراتيجيات، والتنظيم واإلدارة

وعلى الرغم من القلق الكبير الذي أعرب عنه بعض رؤساء الجامعات نتائج حيال عدد من القضايا الفنية والمنهجية التي تخص عملية التصنيف، إال أن

القوي لحقيقة أن أنظمة التصنيف تساعد في بناء المنزلة بينت إدراكهم البحثالمؤسساتية والسمعة وفي المحافظة عليها، فهذه األنظمة يستخدمها الطالب

الختيار الجامعات ذات المنزلة الرفيعة خاصة في مرحلة الدراسة المتفوقونلى قراراتها الجامعية األولى، وتستخدمها الجهات المعنية بالتعليم العالي للتأثير ع

لذا فقد بدأ رؤساء الجامعات . فيما يتعلق بالتمويل، والرعاية، وتوظيف الخريجينبأخذ نتائج أنظمة التصنيف على محمل الجد، وأعربت أغلبيتهم العظمى أنهم غير

-١٢٤-

راضين عن التصنيف الحالي لمؤسساتهم وأنهم يريدون تحسين تصنيفهم الوطني من % ١٠في أن يكونوا بين أحسن بتهممنهم أكدوا رغ% ٧٠. أو العالمي

منهم في أن يكونوا بين % ٧١الجامعات على المستوى الوطني، بينما يرغب . من الجامعات على المستوى العالمي% ٢٥أحسن

وأكد عدد من رؤساء الجامعات المشاركين بالمسح أن التصنيف الجيد ة وباقي مؤسسات لمؤسساتهم يسر تأسيس شراكات وعالقات تعاون مع الصناع

التعليم العالي، كما أثر في رغبة مؤسسات التعليم العالي األخرى في الدخول في شراكات معهم وفي تقديم الدعم لمؤسساتهم للحصول على عضوية المنظمات

وبعضهم لمس بالفعل بعض المزايا والفوائد الناتجة عن . األكاديمية والمهنية التصنيف والتي تجلت بشكل خاص في الحصول على مرتبة عالية في عملية

استقطاب طالب وأساتذة أفضل، والحصول على تمويل خارجي إضافي، وسهولة وعلى الرغم من أنه من غير الواضح . الحصول على االعتماد والدعم الخارجيمن بعض مؤسسات التعليم العالي نتيجة فيما إذا كان أي دعم قد سحب فعال

يساهم في السيئصبح من المتعارف عليه أن التصنيف لتصنيفها المتدني، فإنه أ . إضعاف مكانة المؤسسة التعليمية ويحرمها من العديد من المنافع االيجابية

لكن المأخذ الكبير على عملية التصنيف هو في كونها تعرض صورة تعسفيا للجودة فيها مما يولد مبسطة عن وضع الجامعة الحقيقي وتطرح تعريفا

لدى الجمهور، خاصة إذا كان تصنيف المؤسسة ال يعكس الجودة الحقيقية ارتباكاوما يزيد األمر خطورة أن العديد من الجهات المعنية بالتعليم العالي تعتقد . فيها

ال عن أن ضف. بوجود ارتباط قوي ما بين تصنيف المؤسسة ومستوى الجودة فيهالي وعملية اتخاذ القرارات المتعلقة على تطور التعليم العااألنظمة التصنيف تأثيرلكن هذا الموضوع ما زال مثار جدل كبير في قطاع . بسياسة التعليم العاليففي حين يعتقد البعض أن أنظمة التصنيف تساعد على . التعليم العالي في العالم

الشفافية والمساءلة، وتوفر معلومات مفيدة للطالب وللجمهور، يرى البعض اآلخر العالي وبينما يعتقد البعض أنها تساعد مؤسسات التعليم. ه القيم األكاديميةأنها تشو

على وضع أهداف استراتيجية وتحسين الجودة، يرى البعض اآلخر أنها تشجع مرتبتهاتلك المؤسسات على إعادة تركيز فعالياتها وتخصيص مواردها لتحسين

ليس على تحسين الجودة بالتركيز على المؤشرات التي تقيسها أنظمة التصنيف وأنظمة نإرؤساء الجامعات المستفتين قالوا لكن الغالبية العظمى من . بشكل عام

-١٢٥-

التصنيف ال توفر صورة كاملة عن المؤسسة التعليمية وأنها تميل لصالح المؤسسات . التعليمية الراسخة مع إعطاء أهمية كبيرة للبحث العلمي وللدراسات العليا

من الطالب فقط % ٤٠ وعلى الرغم من أنه قد تبين أن وبالنسبة للطالب،في الواليات المتحدة يستخدمون أنظمة التصنيف التي تصدرها الصحف المحلية

عتبروا هذه األنظمة امنهم % ١١في اختيارهم لمكان دراستهم الجامعية، فإن ذه وعلى الرغم من أن ه. في اختيارهم للجامعة التي سيدرسون فيها هاماعامال

النسبة تمثل مجموعة صغيرة من الطالب، لكنها في الواقع تمثل المتفوقين منهم وفي مسح أجري في المملكة المتحدة تبين أن . الذين تسعى كل جامعة الستقطابهم

من طالب المملكة راجعوا نتائج تصنيف الجامعات قبل أن يقوموا % ٦١مة أو هامة جدا في عملية منهم اعتبروا هذه األنظمة ها% ٧٠باختيارهم، وأن

وقد أظهرت دراسة صادرة عن مركز تطوير التعليم العالي في ألمانيا . االختيارمن الطالب المحتملين على دراية بأنظمة التصنيف ونتائجها % ٦٠أن

اإلشارة إلى أن وهنا البد من. الهامة للمعلومات ويستخدمونها كأحد المصادربأنظمة تصنيف الجامعات العالمية ستجابة وتأثراطالب الدراسات العليا أكثر ا

. بسبب نضوجهم، وتركيزهم الوظيفي، وقدرتهم على التنقلوبالنسبة لتأثر الجهات الموظفة للخريجين بأنظمة تصنيف الجامعات، فقد أظهرت دراسة أعدتها جامعة سسكس لصالح مجلس تمويل التعليم العالي في

ل يعتمدون بشدة على السمعة المؤسساتية الناتجة أن أرباب العم HEFCEانكلترا عن أنظمة تصنيف الجامعات التي تعدها الكثير من الجهات الموظفة المصدر

ما يلجأ أرباب العمل إلى وغالبا. الرئيسي لمعلوماتها عن الجودة والمعاييراستخدام أنظمة التصنيف كوسيلة لتحديد خيارهم األول في التوظيف، فيستهدفون

. خريجي أفضل عشر أو عشرين جامعةوحجم ومن جهة أخرى، لوحظ وجود ارتباط قوي بين ترتيب الجامعة

كل هذه األمور مجتمعة جعلت . التمويل المخصص لها من الجهات الممولةتؤكد ضرورة االهتمام من رؤساء الجامعات المستفتون% ٧٥مجالس أمناء

. أو لم يعجبهمبأنظمة تصنيف الجامعات سواء أعجبهم ذلك فماذا عن الجامعات السورية؟ على الرغم من أن جامعاتنا مشهود لها بإعداد خريجين على كفاية عالية في شتى االختصاصات العلمية واألدبية،

من الجامعات السورية لم تكن ضمن أحسن مائتي ا فإن أيوخاصة جامعة دمشق،نكليزية، أو من بين أحسن جامعة في العالم وفق تصنيف صحيفة التايمز اإل

-١٢٦-

ويعود ذلك بشكل . خمسمائة جامعة في العالم وفق تصنيف شانغهاي جياو تونغأساسي إلى ارتباط جميع المؤشرات التي تبنى عليها عملية التصنيف باإلنتاج

حتى إن معياري جودة التعليم ونوعية أعضاء الهيئة . البحثي للمؤسسة التعليميةتصنيف شانغهاي بعدد جوائز نوبل وعدد الميداليات وعدد التعليمية قد قيسا في

. البحوث التي حصل عليها أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعة وخريجوهاغير أن ترتيب جامعة دمشق على المستوى العالمي واإلقليمي قد تحسن

مرتبة عالميا ١٥٧٦ مرتبة عربيا و١٦بشكل ملحوظ في اآلونة األخيرة إذ صعد التابع لمركز األبحاث االسباني " ويب ميتريكس الدولي للجامعات"صنيف في ت

الذي يصنف الجامعات على أساس موقع كل جامعة على " سي اس أي سي"ومما ال شك فيه أن . شبكة االنترنت، وعدد اللغات والبحوث العلمية المنشورة فيه

ا الجامعة في هذا هذا التحسن جاء نتيجة الجهود التطويرية الحثيثة التي بذلتهورغم أن التصنيف الحالي لجامعة دمشق ما زال دون الطموح وال يمثل . المجال

منزلتها الحقيقية على المستوى العربي والدولي، لكن التقدم الحاصل مؤخرا، يدل على وعي إدارة الجامعة بأهمية أنظمة التصنيف بالنسبة لمختلف الجهات المعنية

. لتها التأقلم مع المعايير التي تبنى عليها عملية التصنيفبالتعليم العالي ومحاووعلى الرغم من أن العديد من مسؤولي التعليم العالي ورؤساء الجامعات في العالم ال يتفقون مع نتائج أنظمة التصنيف، وال مع المعايير المبسطة التي

عليمية في والتي ال تعكس بدقة جودة العملية الت بنيت عليها عملية التصنيفالجامعة، فإن أنظمة تصنيف الجامعات في العالم باتت حقيقة واقعة وذات تأثير كبير في مختلف الجهات المعنية بالتعليم العالي من طالب وأرباب عمل

فقد أثار . ومنظمات حكومية وخاصة، وال بد من تحليلها ودراستها والتأقلم معهادول األكاديمية والحكومية في عدد من في األوساط واسعاتصنيف شانغهاي جدال

العالم كفرنسا التي لم تحتل جامعاتها مراتب متقدمة في التصنيف، األمر الذي أدى إلى تعديل القوانين الجامعية وإعطاء الجامعات الفرنسية مزيدا من االستقاللية كي

ت جامعة وإذا ما رغب. تتمكن من الحصول على مرتبة متقدمة في التصنيف العالميدمشق في أن تحتل موقعا مميزا على سلم التصنيف العالمي، فإنه ال بد لها، شأنها

والعربية، أن تضع في حسبانها المؤشرات في ذلك شأن سائر الجامعات الوطنيةالتي تبنى على أساسها عملية التصنيف، وأن تولي البحث العلمي بشكل خاص

ألن مكانة الجامعة على الساحة بات التنمية، وثانيااهتماما كبيرا، أوال لتحقيق متطل . الدولية تقاس بحجم إنتاجها من البحوث العلمية األصيلة

-١٢٧-

اإلنفاق على البحث العلمي

)٢٠١١ آب ٧ جريدة الوطن، (

استرعى انتباهي مؤخرا مقال نشر في مجلة أخبار عالم الجامعاتUniversity World Newsتي تصدر في بريطانيا عن خطة االتحاد اإللكترونية ال

األوروبي إلحداث مليون فرصة عمل في مجال البحث واالبتكار والتطوير ضمن . Horizon 2020برنامج بحوث السنوات السبع المقبلة وهو ما يسمى بأفق عام

وجاء هذا اإلعالن بعد أن أظهر تقرير جديد نشر مؤخرا أن منافسي الواليات المتحدة واليابان وروسيا والصين والهند، قد أوروبا األساسيين، أي

. تجاوزوها في اإلنفاق على البحث العلمي واالبتكار منذ منتصف التسعينيات Marie كوين -األمر الذي دعا مفوضة االتحاد األوروبي ماري جيوغيغين

Geogheghen-Quinn حزيران الماضي باإلعالن عن زيادة ٢٩ إلى القيام في خالل % ٤٦يل المخصص للبحث واالبتكار في االتحاد األوروبي بنسبة التمو

مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة ٨٠، لتصل إلى ٢٠٢٠ إلى ٢٠١٤األعوام كوين أن الزيادة - وقالت جيوغيغين. ملحوظة عن برنامج السبع سنوات الحالي

أعمال في التمويل من شأنها أن تضع حقيبة البحث واالبتكار في صميم جدولاالتحاد األوروبي الداعم لفرص العمل، األمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى خلق ما

. يقرب من مليون فرصة عملووصفت مفوضة االتحاد األوروبي هذه الميزانية بأنها مضادة لألزمات، وداعمة لفرص العمل، ومحفزة على النمو االقتصادي ومفيدة لمواجهة أكبر

أوروبا كتغير المناخ، وأمن الطاقة، واألمن الغذائي، التحديات التي تواجهها لمؤسسات البحث وأضافت أن التمويل سيكون متاحا. والصحة وشيخوخة السكان

العلمي، والجامعات والشركات الخاصة العاملة في مجال االبتكار، وكذلك . المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

-١٢٨-

تستفيد من هذه وأكدت أن جميع قطاعات االقتصاد األوروبي سوف الميزانية كالزراعة، وصيد األسماك، واألغذية، والصحة، والنقل، والطاقة

. ، وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وغيرها)وخاصة الطاقات المتجددة( الصادر مؤخرا عن االتحاد ٢٠١١و في تقرير التنافسية االبتكارية لعام

االتحاد والذي أظهر أن إجمالي األوروبي، كشف عن حجم التحدي الذي يواجه نمو االستثمار في البحث العلمي في الدول األعضاء كان مقداره الصفر بين

وخالل الفترة نفسها، زادت االستثمارات األمريكية . ٢٠٠٨ و ١٩٩٥عامي ، وفي اليابان وكوريا الجنوبية %٦٠اإلجمالية في مجال البحوث بنسبة

في البرازيل والهند وروسيا وجنوب أفريقيا ، و%٧٥وسنغافورة وتايوان بنسبة وبناء %. ١٠٠، وبقية العالم بنسبة %٨٥٥، وفي الصين بنسبة %١٤٥بنسبة

على هذه التوجهات، خلص التقرير إلى احتمال أن تتجاوز الصين االتحاد حيث ٢٠١٤األوروبي في حجم اإلنفاق على البحث والتطوير بحلول عام

مرة أسرع ٣٠ بمعدل ٢٠٠٠وير في الصين منذ عام ازدادت كثافة البحث والتطمن الناتج القومي اإلجمالي % ١،١٢مما كان عليه الحال في أوروبا، لتصل إلى

)GNP ( ٢٠٠٨في عام . بتكارية أن االستثمار ومن النتائج التي خلص إليها تقرير التنافسية اال

كان في قطاع األدنى في مجال البحث والتطوير في دول االتحاد األوروبي . األعمال

، كان ٢٠٠٨ففي عام . وتحتل أوروبا منزلة رفيعة من حيث عدد الباحثينهناك مليون ونصف مليون باحث بدوام كامل في االتحاد األوروبي، مقارنة مع مليون وأربعمائة ألف باحث في الواليات المتحدة وسبعمائة ألف باحث في

دارة العالم من حيث عدد الباحثين الذي ومع ذلك، فقد احتلت الصين ص. اليابان . ٢٠٠٨وصل إلى مليون وستمائة ألف باحث في عام

وقال التقرير إن االتحاد األوروبي سوف يحتاج إلى إحداث ما ال يقل عن من الناتج القومي % ٣مليون وظيفة بحث جديدة إذا ما رغب ببلوغ هدف الـ

.٢٠٢٠اإلجمالي من حيث كثافة البحوث بحلول عام لى زيادة كبيرة إوقد أشار التقرير إلى أن القطاع الخاص األوروبي بحاجة

في دول االتحاد %) ٥٤(في عدد الباحثين، حيث يعمل أكثر من نصف الباحثين في . منهم في قطاع األعمال% ٤٦األوروبي في القطاع العام، وما يقرب من

-١٢٩-

، وفي اليابان %٦٩ي الصين حين يبلغ عدد الباحثين العاملين في قطاع األعمال ف %.٨٠وفي الواليات المتحدة % ٧٣

ويذكر أن دول االتحاد األوروبي تمنح كل عام مائة وعشرة آالف شهادة دكتوراه وهذا يعني أن االتحاد ينتج ما يقرب من ضعف ما تنتجه الواليات

. المتحدة من حملة الدكتوراهليار يورو لبحوث وبحسب المفوضة، خصصت أربعة مليارات ونصف الم

األغذية والزراعة مما سيعزز الزراعة وإنتاج الغذاء، ويسهم في جعل االقتصاد .الريفي أكثر خضرة وأكثر قدرة على المنافسة

الزيادة المقترحة في التمويل ما زالت قيد العرض على البرلمان األوروبي ت الحق من ومن المتوقع اتخاذ قرار بهذا الخصوص في وق. والمجلس األوروبي

. هذا العاموفي سورية، يشير التقرير الوطني عن البحث العلمي الصادر عن الهيئة

أن اإلنفاق على البحث العلمي في منظومة ٢٠١٠العليا للبحث العلمي في عام ، وبلغ في ٢٠٠٩التعليم العالي بلغ حوالي أربعمائة مليون ليرة سورية في عام

لي ملياري ليرة سورية، وأن العدد اإلجمالي الهيئات والمراكز العلمية حواللباحثين في الجامعات كان حوالي أربعة آالف وسبعمائة باحث، وفي الهيئات

وأن الغالبية الساحقة من األموال . والمراكز البحثية العلمية خمسمائة باحثأنفقت على البحوث التطبيقية، في حين حظيت %) ٩٨(المخصصة للبحث العلمي

. من اإلنفاق لكل منها% ١طوير التقاني والبحوث األساسية بأقل من بحوث التكما أظهر التقرير أن المبادرات الفردية تشكل العنصر الرئيسي في وضع خطط البحث العلمي، وأن الهيئات والمراكز العلمية تعتمد في أساليب تنفيذ

مراكز بحثية خططها البحثية على جهودها الذاتية وال تلجأ إال فيما ندر إلى وأن التعاون في تنفيذ خطط البحث العلمي بين الهيئات . أكاديمية متخصصة

والمراكز العلمية البحثية من جهة، والقطاعات االقتصادية من جهة أخرى ضئيل، وأن مساهمة القطاع الخاص االقتصادي في تنفيذ خطط البحث العلمي

. تكاد تكون معدومةيم العالي أن عدد الورقات العلمية المنشورة وتشير إحصائيات وزارة التعل

بحثا مقارنة ٣١٢ بلغ ٢٠٠٨لباحثين سوريين في دوريات علمية محكمة في عام بحثا ١,٠٧٠ للباحثين األردنيين، و ١,٥٣٢ للباحثين المصريين، و ٥,٥٥٩بـ

-١٣٠-

ن من وأن عدد المقاالت والورقات البحثية المنشورة لباحثي. للباحثين اللبنانيين . بحثا١٢٥ بلغ حوالي ٢٠١٠الجامعات السورية في مجالت عالمية معتمدة في عام

يالحظ بوضوح من تقرير الهيئة العليا للبحث العلمي، وكذلك من ع البحث العلمي في سورية غير مرضإحصائيات وزارة التعليم العالي أن واقوال من حيث ) حث العلمياإلنفاق على الب(على اإلطالق، ال من حيث المدخالت

عدد الورقات العلمية المنشورة في مجالت عالمية معتمدة، وعدد (المخرجات ، وال من حيث التعاون والتنسيق بين الجهات البحثية )براءات االختراع، وغيرها

عن وأننا ما زلنا بعيدين جدا. والجهات المستفيدة من نتائج البحث العلميك العائدة ألوروبا والواليات المتحدة واليابان وكوريا المؤشرات العالمية كتل

وال بد أن تتضافر الجهود من قبل . الجنوبية والهند والبرازيل وجنوب إفريقياجميع الجهات المعنية بالبحث العلمي سواء من حيث التخطيط ورسم

ففي القرن الواحد . االستراتيجيات، أو اإلدارة أو التنفيذ لتحسين هذا الواقعوالعشرين الذي سمي بعصر المعرفة ليس البحث العلمي خيارا نأخذ به أو ال نأخذ، بل هو سبيلنا الوحيد كي نحتل مكانة مميزة ضمن النظام العالمي القائم

. على التنافسية التي يدعمها البحث العلمي والتقدم التقانيداد وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت وما وزالت تبذل في إع

وصياغة استراتيجيات وسياسات خاصة بالبحث العلمي إال أن التنفيذ على أرض الواقع بطيء جدا، وواكب مع األسف هذا البطء االنفصال بين مؤسسات البحوث

. والتطوير والمؤسسات اإلنتاجيةال بد من تعظيم دور العلم والتقانة فى دعم االقتصاد الوطني من خالل

ستراتيجية وربطها بالتنمية، وزيادة اإلنفاق على البحث تنفيذ المخططات االمن الناتج القومي % ٢(العلمي تدريجيا بحث يصل إلى المستويات العالمية

، وأن تركز األبحاث على االحتياجات الوطنية، مع العمل على توفير )اإلجماليوالخدمية قتصادية الصناعية والتجارية حوافز للبحث واالبتكار، ودعم األنشطة اال

التي تعزز البحث والتطوير، وأن تتبنى الحكومة سياسات تشجع الجهات اإلنتاجية على تخصيص نسبة من أرباحها لتمويل المشروعات البحثية، مقابل الحصول على إعفاءات ضريبية أو ميزات أخرى، حتى ال يغدو البحث العلمي عبئا على

. لالقتصاد الوطنيميزانية الدولة بل عنصرا مساعدا وداعما

-١٣١-

التنوع والتجانس مؤسسات التعليم العايل

)٢٠١١متوز ٢٦جريدة الوطن، (

في مؤسسات التعليم العالي diversityتنظر العديد من الدول إلى التنوع كهدف يجب السعي لتحقيقه وذلك لجعل نظام التعليم العالي أقرب إلى حاجات

لم تحبذ ) كإيطاليا(فإن بعض الدول األخرى وعلى العكس من ذلك، . المجتمع في التعليم العالي، وعوضا عن ذلك diversification processesعمليات التنويع

عبر مؤسسات homogeneityفقد فضلت إتباع سياسات تهدف إلى التجانس التعليم العالي، مفترضة أن ذلك سيؤدي إلى تحقيق المساواة والجودة في التعليم

فأي النظامين أقدر على تلبية حاجات المجتمع وسوق العمل . بحث العلميوفي المن خريجين من ذوي الكفاءة العالية في طيف واسع من االختصاصات المتنوعة

كافية لاللتحاق بالتعليم العالي مبنية على مبدأي وفي الوقت ذاته توفير فرص اإلنصاف والمساواة؟

ات التعليم العالي على أن للتنوع ميزات يجمع العديد من الباحثين في سياسفهو يمكـن الجامعات من التعامل مع حاجات ومقدرات مختلفة للطالب، . عديدة

كما أنه يساعد . وكذلك يوفر خيارات تعلم مختلفة لهم تناسب خلفياتهم التعليميةكل مؤسسة تعليم عالي على اختيار رسالتها الخاصة بها، وتكييف فعالياتها

فمن خالل تقديم . والتنوع يتيح الحراك االجتماعي. والبحثية وفقا لذلك يميةالتعلأنماط دخول مختلفة للتعليم العالي، وتقديم أشكال نقل متعددة، يحفز النظام

ويسمح بتصحيح األخطاء في . ونحو األسفل المتنوع الحراك نحو األعلى . االختيار، ويوفر فرصا إضافية للنجاح

ففي . نظام المتنوع أكثر قدرة على تلبية احتياجات سوق العملكذلك يعد الهناك ضرورة ألعداد متزايدة ومتنوعة من التخصصات في المجتمعات الحديثة

ومما الشك فيه أن . سوق العمل لدعم عملية التطور االقتصادي واالجتماعي

-١٣٢-

عة لسوق متجانس سيكون أقل قدرة على تلبية االحتياجات المتنو نظام تعليم عالي . العمل من نظام متنوع

فالتخصص المؤسساتي . ويزيد التنوع من فعالية مؤسسات التعليم العالييسمح لمؤسسات التعليم العالي أن تركز اهتمامها وطاقتها، ما يساعدها في تحقيق

. مستويات أعلى من الفعاليةيسمح التنوع بالتركيبة المناسبة من مؤسسات التعليم العالي كذلك

ومؤسسات التعليم Elite Higher Education Institutions المخصصة للنخبةبشكل عام، تميل النظم Mass Higher Education Institutionsالعالي الجماهيرية

النظم إلى أن تكون أكثر تنوعا من نظم النخبة، حيث تستوعب هذه الجماهيريةمتطلبات ابة لطيف واسع من االستج وتحاول المزيد من الطالب غير المتجانسين

ويعتبر بعض الباحثين في سياسات التعليم العالي أن استدامة مؤسسات . سوق العمل النخبة في منظومة التعليم العالي يعتمد بشكل كبير على وجود نظام تعليم عالي

فقط في حال توفر مثل هذا النظام القادر و. على التوازيغير نخبوي جماهيريب المعارف والمهارات الالزمة إليجاد وظائف مناسبة في سوق على إكساب الطال

. العمل، يتمكن عندها عدد قليل من مؤسسات النخبة من البقاء التنوع في مؤسسات التعليم العالي على ١٩٨٣وقد صنف بيرنباوم عام

والذي يتعامل مع التنوع systemic diversity سبعة أشكال هي؛ التنوع المنظومي structural diversityع أو صنف المؤسسات التعليمية، والتنوع البنيويفي الطاب

والذي يتعامل مع البعد التنظيمي للمؤسسات التعليمية وتقسيماتها الداخلية، والذي يتعامل مع التنوع في البرامج programmatic diversity والتنوع البرامجي

عليمية، والتنوع اإلجرائيالتعليمية والدرجات العلمية ومناهج المؤسسات التprocedural diversity والذي يتعامل مع التنوع في أنماط التعليم في المؤسسات

والذي reputational diversity التعليمية وفي البرامج البحثية، والتنوع في السمعةيشير إلى التنوع في منزلة المؤسسات التعليمية وهيبتها ونفوذها، والتنوع

والذي يتعامل مع الطالب المستفيدين من constitutional diversityالدستوريالمؤسسات التعليمية، والتنوع في القيم والمناخ والذي يتعامل مع البيئة الداخلية

. الثقافية واالجتماعية لمؤسسات التعليم العاليويطلق الباحثون على التنوع في طبيعة المؤسسات التعليمية ورسالتها

horizontalتعليمية والبحثية والدرجات التي تمنحها بالتنوع األفقي وبرامجها ال

-١٣٣-

diversity وعلى التنوع في منزلة المؤسسات التعليمية وتصنيفها وجودتها ، . vertical diversityبالتنوع الشاقولي

نحو التنوع في مؤسسات التعليم العالي تنوع الكتلة ومن العوامل التي تدفعيد المتنامي لحقول المعرفة وظهور فروع جديدة ونموها، وزيادة الطالبية، والتعق

أما أهم العوامل التي تعيق . الطلب على خريجي الجامعات في سوق العملعمليات التنوع وتزيل التمايز بين مؤسسات التعليم العالي وتدفع نحو التجانس

لقيم بينها فهي السياسات الحكومية والتشريعات ذات الطابع المركزي، واوالمعايير األكاديمية التي كلما كان تأثيرها كبيرا كلما قل االختالف الكائن بين

بين مؤسسات التعليم مؤسسات التعليم العالي، والتنافس على الموارد المحدودةالعالي الذي يؤدي إلى ردود فعل تنظيمية متشابهة من المؤسسات القوية وزوال

التي تدفع المؤسسات ذات imitationزعة التقليد المؤسسات الضعيفة المتباينة، ون . المنزلة المتواضعة إلى تقليد المؤسسات ذات المنزلة الرفيعة والتشبه بها

وإذا نظرنا إلى نظام التعليم العالي الجامعي في سورية فيمكن القول بأنه يع إلى حد بعيد، فجم متجانساكان في مطلع السبعينيات من القرن الماضي نظاما

الجامعات كانت تخضع إلى قوانين وأنظمة واحدة هي قانون تنظيم الجامعات وجميع الخطط الدرسية في الجامعات كانت . والئحته التنفيذية وقانون التفرغ

متشابهة بل ومتطابقة في الكليات المتناظرة بحيث يمكن القول أن التنوع األفقي بين والهيكليات اإلدارية كان معدومامن حيث البرامج التعليمية والبنى التنظيمية

جامعات القطر وذلك انطالقا من االعتقاد السائد آنذاك بأن التجانس عبر مؤسسات التعليم العالي يؤمن عدالة ومساواة أفضل للمستفيدين األساسيين من

. خدمة هذه المؤسسات وهم الطالبقطاعات منذ لكن مع اإلصالحات الكبيرة التي شهدها القطر في كافة ال

مطلع القرن الحالي، ومع تطور حاجات سوق العمل الختصاصات عديدة ومتنوعة كنتيجة لسياسة اإلصالح االقتصادي، كان من بين اإلصالحات التي طالت قطاع التعليم العالي السماح بقدر من التنوع األفقي بين الجامعات خاصة

كل جامعة توجهاتها الخاصة فيما يتعلق بالمناهج والخطط الدرسية بحيث أصبح ل . من حيث برامجها التعليمية وخططها البحثية

ومع دخول الجامعات الخاصة في قطاع التعليم العالي ازداد التنوع األفقي بين جامعات القطر ذلك أن هذه الجامعات تختلف عن الجامعات الحكومية في

-١٣٤-

لتي تعتمد مبدأ الساعات طبيعتها، وفي بنيتها اإلدارية، وفي وبرامجها التعليمية اوقد ركزت هذه الجامعات على . المعتمدة وتقدم العديد منها باللغة اإلنكليزية

االختصاصات المطلوبة في سوق العمل كالطب والصيدلة والعلوم اإلدارية، غير أن دخول هذه الجامعات إلى قطاع التعليم . والمصارف والتمويل، وغيرها

واضحا بين الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة العالي خلق تنوعا شاقوليامن حيث الجودة والمنزلة العلمية ذلك أن الجامعات الحكومية تستقطب الشريحة العليا من الطالب في حين تستقطب الجامعات الخاصة الشرائح األدنى والتي لم تستطع تحقيق رغباتها في االنتساب إلى الجامعات الحكومية في االختصاصات

وهذا ما أكدته االمتحانات الوطنية التي أجرتها وزارة التعليم العالي . المنشودةللخريجين في عدة اختصاصات والتي أظهرت وجود فارق واضح بين مستوى

ومما الشك فيه أن أكبر تحدي . خريجي الجامعات الحكومية والجامعات الخاصةم هذه الفجوة عن طريق يتوجب على الجامعات الخاصة التعامل معه حاليا هو رد

استقطاب أعضاء هيئة تدريسية من ذوي الكفاءة العالية، واستخدام ميزتها النسبية في التعامل مع أعداد قليلة نسبيا من الطالب مقارنة بالجامعات الحكومية في تقديم تعليم عالي الجودة يعتمد على استخدام طرائق تعليمية حديثة كالتعليم المبني

وغيرها والتي يتعذر تطبيقها في العديد من كليات الجامعات على الفريق . الحكومية بسبب أعداد الطالب الكبيرة

وما زال قطاع التعليم العالي في سورية يفتقد إلى المؤسسات التعليمية كالمدارس العليا ) باستثناء المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا(المخصصة للنخبة الحتضان دها ضرورياوجسبيل المثال، والتي يعد و على الموجودة في فرنسا

المتميزين ورعايتهم وإعدادهم كعلماء وباحثين وإداريين رفيعي المستوى قادرين ويعد افتتاح . والعلمية في القطر على دعم خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية

٢٠٠٨م لعا٢٤المركز الوطني للمتميزين الذي أحدث بالمرسوم التشريعي رقم خطوة صحيحة وهامة في هذا االتجاه لكن ال بد أن يتلوها إحداث مؤسسات تعليم عالي مخصصة للنخبة ترعى هؤالء المتميزين خالل دراستهم الجامعية كما

. رعاهم المركز الوطني للمتميزين خالل دراستهم المدرسيةلى تلبية شك فيه أن نظام التعليم العالي المتنوع هو أكثر قدرة ع مما ال

احتياجات المجتمع وسوق العمل من النظام المتجانس، غير أن درجتي التنوع األفقي والشاقولي للمؤسسات التعليمية البد أن يحددها القائمون على وضع

-١٣٥-

سياسات التعليم العالي في كل بلد آخذين بعين االعتبار الخصوصيات االجتماعية ال، يعتقد أولريخ تايخلر المدير السابق فعلى سبيل المث. واالقتصادية لهذا البلد

للمركز الدولي لبحوث سياسات التعليم العالي في جامعة كاسل في ألمانيا أن نظام تعليم عالي يتسم بتنوع شاقولي منخفض مع تنوع أفقي واسع هو أكثر قدرة على

. للواقع السوري أيضاخدمة أهداف المجتمع وهذا يبدو مناسبا

* * *

-١٣٦-

التعليم اإللكرتوني وآفاقه جامعاتنا

)٢٠١١ حزيران ٢٠جريدة الوطن، (

لإلشارة إلى جميع ١٩٩٨يستخدم مصطلح التعليم اإللكتروني منذ عام وعلى الرغم من االستخدام الواسع لهذا . مبادرات التعليم المدعومة بالتكنولوجيا

بعض يعرفه على أنه تعليم عن بعد فال. المصطلح فليس هناك إجماع على تعريفهوالبعض اآلخر يعرفه على . تكنولوجيا معلومات أخرى) أو(باستخدام االنترنت و

أنه عملية تعلم ذاتي باستخدام شبكات االتصال المعتمدة على تكنولوجيا : وهوفي حين يعتمد البعض تعريفا أكثر شموال. المعلومات ووسائل أخرى

ي عبر جميع الوسائط اإللكترونية بما فيها االنترنت، والبث تقديم المحتوى العلم" ". عبر األقمار الصناعية، والفيديو والتلفاز التفاعلي واألقراص المدمجة

والمهم في األمر أن التعليم اإللكتروني يبرز أكثر فأكثر كمكون هام من االنتساب إلى مكونات التعليم العالي ألنه يوفر فرصا ألولئك الذين لم يستطيعوا

الجامعات، أو الذين ال يستطيعون االبتعاد عن وظائفهم والتوجه إلى الحرم وهو يوفر مجموعة جديدة من األدوات يمكن أن يكون لها قيمة مضافة . الجامعي

فإذا ما استخدم التعليم اإللكتروني استخداما فعاال . بالنسبة ألنماط التعليم التقليديةك العديد من النواقص التي تعانيها طرائق التعليم التقليدي عن فإنه يساعد في تدار

بعد، وكذلك المشكلة المتأصلة التي يواجهها معلم الصف يوميا في التعامل مع . صف مليء بمتعلمين يحتاجون أساليب تعلم مختلفة ويمتلكون مهارات متباينة

الطالب كما توفر منصات التعليم عبر االنترنت بيئة تواصل تفاعلي بينوالمعلمين، وتزود المعلمين باألدوات الالزمة لتحفيز الطالب على االنخراط في

. نشاطات تعاونية مشتركةونظرا للفوائد الهامة للتعليم اإللكتروني وللطلب الملح على تعليم سهل المنال، لجأت العديد من مؤسسات التعليم العالي في العالم إلى تقديم أنظمة تعليم

-١٣٧-

وقد تحتاج مؤسسات التعليم العالي . ني ضمن مساقاتها التعليمية التقليديةإلكترولدى تحولها للتعليم اإللكتروني إلى تبني نماذج تعلم جديدة عبر االنترنت تنطوي

وكذلك فإن التبني الناجح والمفيد للتعليم اإللكتروني يرتبط . على بعض المجازفة . مؤسسات، ويتطلب خطة متكاملة وإدارة قويةبشكل كبير بالقدرات اإلبتكارية لتلك ال

إحدى أنسب الطرق إلعداد خطة استخدام التعليم اإللكتروني تقوم على ذلك أن صناع السياسات، في . استثمار الخبرات المتوفرة من الدول األخرى

الدول النامية خاصة، يواجهون نقصا مزمنا في الموارد، لذا ال بد لهم من رات الدول المتقدمة والدول النامية وتكييف الطرائق التي االستفادة من خب

استخدمتها بما يتناسب وظروف بلدانهم ويمكنهم من تجنب األخطاء السابقة . والحصول على عوائد كبيرة بالرغم من قلة االعتمادات المخصصة

بحث نشر في مجلة سياسة التعليم العالي وقد استرعى انتباهي مؤخراHigher Education Policy الصادرة عن االتحاد الدولي للجامعات ومنظمة

توصيات لتعزيز التعليم اإللكتروني في مؤسسات التعليم "اليونسكو، بعنوان ، أعده باحثون في أقسام الهندسة الصناعية في "دراسة حالة إيران: العالي

ات جامعات العالمة الطبطبائي، وأصفهان، وآزاد، الهدف منه الخروج بتوصي. لتعزيز التعليم اإللكتروني في الدول النامية بشكل عام وإيران بشكل خاص

روسيا (شملت الدراسة أحد عشر بلدا في خمس مناطق مختلفة من العالم البيضاء، واستراليا، وترينيداد وتوباغو، واألردن، وأوزبكستان، وتركيا،

ومما يدعو للتساؤل أن ،)وبلغاريا، واندونيسيا، وايرلندا، وأرمينيا، وإنكلتراسورية لم تكن من بين الدول التي شملتها الدراسة، على الرغم من أن لديها جامعة تعتمد التعليم اإللكتروني حصرا في تقديم برامجها التعليمية، هي الجامعة

. االفتراضية السورية توصية عدت األكثر ٢٣ توصية اختاروا منها ٢٧٩ خرج الباحثون بـ

صنفت التوصيات . نجاح التعليم اإللكتروني في مؤسسات التعليم العاليأهمية لوتتعلق بالجوانب الفنية (البنى التحتية والتكنولوجيا : في خمس مجموعات هي

، والموارد )والعملية الستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في قطاع التعليمومات واالتصاالت للقوى وتتعلق بتطوير مهارات تكنولوجيا المعل(البشرية

وتهتم بالخطط (Network Enablers، وممكنات الشبكة )العاملة في حقل التعليم، )والسياسات واالستراتيجيات المعتمدة لتحسين استخدام التعليم اإللكتروني

-١٣٨-

وتتعلق بتطوير مواد تعليمية ومساقات تهدف إلى تعزيز ثقافة (وتصميم المناهج وتعنى بالتعاون (، وعالقات التعاون )تروني بين المتعلمينومهارات التعليم اإللك

مع الهيئات األخرى العامة والخاصة والدول األخرى لالستفادة من خبراتها في ). تطبيق التعليم اإللكتروني واستخدامها في مؤسسات التعليم العالي

وقد حظيت التوصيات المتعلقة بالبنى التحتية والتكنولوجيا والموارد شرية بأهمية قصوى وعدت شرطا أساسيا لنجاح التعليم اإللكتروني، الب، "Broad Bandكضرورة وصل مؤسسات التعليم العالي بحزمة عريضة "زيادة االستثمار في التجهيزات الحاسوبية الحديثة والبرمجيات المتطورة، "و

ن والطالب تدريب العاملي"و". وإمكانية الوصول إلى الشبكات، والمحتوى التعليميواألساتذة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وفقا للمعايير العالمية

استقطاب "، و"لتحسين المعرفة المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ". العاملين المتحمسين المؤمنين بالتعليم اإللكتروني

صول كضرورة الح"وأعطيت بعض التوصيات األخرى أهمية متوسطة " على نظام تكنولوجيا معلومات واتصاالت متكامل يدعم التعليم اإللكتروني

تطوير البنى التحتية "، و"توفير منصة متطورة ومستدامة للتعليم اإللكتروني"ووتأمين الالزمة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ضمن مؤسسات التعليم العالي،

ينريتحسين مستوى معرفة المد"، و"كترونيتدريب داخلي من خالل أنظمة التعليم اإللوصانعي القرار في مؤسسات التعليم العالي بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت

". ليتمكنوا من تقديم هذه التكنولوجيا كأداة لتحسن عملية التعليم والتعلمكذلك أعطيت أهمية متوسطة لبعض التوصيات ذات الصلة بالتعاون

مبادرات مع منظمات حكومية وغيرها لبناء برامج شراكة كأخذ ال"والشراكات، التعاون مع جميع الفرقاء "، و "win-win conditionيكون الكل فيها رابحا

المعنيين وخاصة األساتذة لضمان التطبيق الناجح لالستراتيجيات المصممة للتعليم وني في تبادل الخبرات الناجحة في سياسات التعليم اإللكتر"، و"اإللكتروني

". مؤسسات التعليم العالي مع الدول األخرى والمجموعات اإلقليميةوإذا ما نظرنا إلى جميع التوصيات المتعلقة بمتطلبات إنشاء نظام تعليم إلكتروني ناجح في مؤسسات التعليم العالي، وخاصة تلك التي عدت على أنها

جامعات السورية ذات أهمية قصوى، يالحظ أنها متوفرة إلى حد كبير في البشكل عام وفي جامعة دمشق بشكل خاص حيث تتوفر بنى تحتية معلوماتية

-١٣٩-

فلدى جامعة دمشق شبكة ألياف ضوئية تربط . متميزة من تجهيزات وبرمجياتكافة الكليات والمعاهد العليا التابعة للجامعة وتؤمن النفاذ إلى شبكة االنترنت عبر

زيادتها ويجري حاليا(ثانية / ميغابت١٠٠شبكة بوابة عريضة الحزمة سرعتها تؤمن هذه الشبكة االتصال باإلنترنت لحوالي ثالثة ). ثانية/ ميغابت٣٠٠إلى حاسوب منتشرة في المخابر التعليمية ومكاتب أعضاء الهيئة التدريسية، آالف

كما أن لدى عدد كبيرمن الكليات والمعاهد في جامعة دمشق شبكات السلكية اللها الطالب والمدرس الولوج إلى شبكة الجامعة واالستفادة من يستطيع من خ

كافة الخدمات التي تقدمها وأهمها المكتبات اإللكترونية العالمية التي اشتركت أما فيما يتعلق بالقدرات البشرية، فقد أصبحت معظم جامعات القطر . الجامعة بها

تأمين الدعم الفني تخرج مهندسي معلوماتية ومهندسي حواسيب قادرين على كما أن في كليات التربية أخصائيين بطرائق التعليم والطرائق التي تعتمد . الالزم

على استخدام التكنولوجيا في التعليم، وهم قادرون على المساهمة بتطوير مناهج . التعليم اإللكتروني

ومما الشك فيه أن هناك الكثير من اإلجراءات التحضيرية الواجب اتخاذها كتدريب العاملين واألساتذة على هذه التقنية الحديثة، وتحفيزهم على استخدام هذا النمط من التعليم إلى جانب التعليم التقليدي كداعم ومكمل له وليس كبديل له، ووضع خطة إستراتيجية واقعية للتطبيق التدريجي للتعليم اإللكتروني في

اإللكتروني المبني على االنترنت في ومما الشك فيه أن اعتماد التعليم. الجامعاتالتعليم المفتوح سيحدث دون شك نقلة نوعية كبيرة في هذه البرامج التي تعتمد

. نمط التعليم عن بعدلم يعد التفكير في تطوير التعليم اإللكتروني واالستفادة من إمكاناته الهائلة

ملحة ألن في ذلك في منظومة التعليم العالي في سورية ترفا، بل أصبح ضرورةحلوال لكثير من المشكالت التربوية والتعليمية، والمشكالت ذات الصلة بالبنى

. التحتية وبتحسين بيئة التعليم ومحتواه

* * *

-١٤٠-

رضا الطالب عن عملية التعليم والتعلم

مقياس مهم للجودة اجلامعات

)٢٠١١ نيسان ٤جريدة الوطن، (

الكبير على التعليم العالي الذي شهده العديد من بلدان العالم في مع اإلقبال العقود األخيرة، قامت بعض الجامعات ومراكز بحوث التعليم العالي في العالم ببحوث ميدانية الستطالع مدى رضا الطالب عن عملية التعليم والتعلم، خاصة

تؤثر في رضا في المرحلة الجامعية األولى، ودراسة مختلف العوامل التي الطالب، كعدد الطالب في المؤسسة التعليمية، ونسبة الطالب إلى األساتذة، ومدى انهماك أعضاء الهيئة التعليمية بالنشاطات البحثية أو المهنية للمؤسسة وإعطائهم التعليم أولوية ثانوية، وعدم تخصيصهم وقتا كافيا لمقابالت الطالب بعد

. املالمحاضرات، وغيرها من العوومن أشهر البحوث التي أجريت في هذا المجال بحث أجرته في منتصف الثمانينيات مؤسسة كارنيجي األمريكية لتطوير التعليم، أظهر انخفاضا في مستوى رضا الطالب عن التعليم والتعلم في الجامعات األميركية مع مرور

عات ذات كما أظهر أن مستوى رضا الطالب عن التعليم في الجام. الزمنوقد . النشاطات البحثية المكثفة أقل بشكل ملحوظ من باقي الجامعات والمعاهد

عزي ذلك إلى انهماك أعضاء الهيئة التعليمية في تلك الجامعات بالبحث العلمي وخلص بحث آخر أجري في منتصف التسعينيات إلى أنه . وعزوفهم عن التدريس

ات التدريسية والقدرات البحثية ألعضاء على الرغم من االرتباط الوثيق بين القدرالهيئة التعليمية، إال أن العالقة بين إنجازاتهم البحثية وفعاليتهم التدريسية معقدة

تعطيها وتتأثر بعوامل عدة أهمها السياسة التعليمية للمؤسسة واألهمية النسبية التي . اهفيدريس نظام ترقية أعضاء هيئة التللتعليم وللبحث العلمي، وطريقة ربط

-١٤١-

في مطلع القرن الواحد والعشرين، أظهرت بحوث أخرى تحسنا في رضا الطالب عن العملية التعليمية في الجامعات األمريكية ذات النشاطات البحثية المكثفة وتالشي الفارق بينها وبين باقي المؤسسات التعليمية بهذا الخصوص، مع

ب الجامعة الواحدة تبعا لنوع ظهور اختالف في مستوى رضا الطالب بين طالوفي بريطانيا، أظهر االستطالع الوطني للطالب . االختصاص الذي يدرسونه

في انكلترا وويلز وايرلندة الشمالية مستوى عاليا من ٢٠٠٥الذي أجري عام الرضا عن التعليم في الجامعات مع وجود عالقة عكسية مباشرة بين حجم

. طالبها، ورضا الطالب عنهاالمؤسسة التعليمية من حيث عدد Higherواسترعى انتباهي مؤخرا مقال نشر في مجلة سياسة التعليم العالي

Education Policy ،التي تصدر عن االتحاد الدولي للجامعات ومنظمة اليونسكو دراسة مقارنة بين –رضا الطالب عن التعليم الجامعي في الصين "بعنوان

استند البحث على ". لبحثية المكثفة وباقي الجامعاتالجامعات ذات النشاطات امسح وطني لرضا الطالب عن التعليم الجامعي شمل عينة واسعة من الجامعات في الصين، وقام باستفتاء حوالي خمسة آالف طالب وسبعة آالف أستاذ جامعي

جامعات "في اثنين وسبعين جامعة من مختلف األنواع والتصنيفات، منها ثمانية ذات نشاطات بحثية "، وإحدى عشرة جامعة )كجامعتي تسينغوا وبكين" (يقةعر

وتضمن االستطالع مدى رضا الطالب عن تعليم أساتذتهم وتقييمهم ". مكثفةلطرائق التدريس وفعاليتها، ومحتوى المساقات التعليمية، والدعم والمصادر

في مستوى رضا النتائج أظهرت تدنيا نسبيا . التعليمية المتوفرة، وغيرهاباستثناء جامعتي (الطالب، خاصة في الجامعات ذات النشاطات البحثية المكثفة

فعند سؤلهم عن أهم عوامل عدم رضاهم عن العملية التعليمية ). تسينغوا وبكينالمحتوى "، ثم "ضعف المستوى األكاديمي لألساتذة: "أجابوا بحسب األهمية

نقص الخبرة التعليمية "ثم " مساقات التعليميةالعلمي القديم الذي تجاوزه الزمن للنقص مشاركة األساتذة "، و أخيرا "نقص المواد التعليمية المناسبة"، تاله "لألساتذة

وقد بدا طالب الجامعات ذات النشاطات البحثية ". المرموقين في العملية التعليميةعتبر اذتهم حيث لمستوى األكاديمي ألساتالمكثفة أكثر سلبية في معرض تقييمهم ل

ويبدو أن . من الطالب فقط أن أساتذتهم يتمتعون بمستوى أكاديمي عال% ٥٢مشاركة طالب المرحلة الجامعية األولى في البحوث التي يجريها أساتذتهم تؤثر

. في رضاهم عن العملية التعليمية

-١٤٢-

من الطالب نادمون على اختيارهم لجامعاتهم % ٤٣ومن الالفت للنظر أن سباب عدة أهمها عدم رضاهم عن البيئة الجامعية والحياة الثقافية في وذلك أل

الحرم الجامعي، وهي أسباب ال عالقة مباشرة لها بالعملية التعليمية، وهذا يعني أهمية العناية بتوفير بيئة جامعية مريحة غنية بالنشاطات الثقافية واالجتماعية

. والرياضية وسواها معظمهم على أن لالنخراط في البحث العلمي دوراأما األساتذة فقد اتفق

في تحسين أدائهم التدريسي، لكن انصرافهم للبحث العلمي تحقيقا لمتطلبات هاماالترقية يمنعهم من تخصيص الوقت والجهد الالزمين لتطوير طرائقهم التدريسية،

وهنا نرى . لكفاءتهم التعليميةخاصة وأن هذه المتطلبات ال تعطي ثقال كافيا من األهمية ضرورة إعادة النظر في متطلبات الترقية لتعطي قدرا متساويا

إلنجازات األستاذ من البحث العلمي ولكفاءته كمدرس على حد سواء دون إغفال . أي من العاملين

أما التوصية األساسية التي خلصت إليها الدراسة فهي زيادة االستثمارات . يتناسب مع التوسع في التعليم العالي وأعداد الطالبالحكومية في التعليم بما

وتخصيص استثمارات إضافية للحفاظ على القدرات المتميزة من التسرب خارج منظومة التعليم العالي، وإقناع القدرات المتوفرة في الخارج بالعودة إلى الوطن،

لدمج البحث وقيام الجامعات ذات النشاطات البحثية المكثفة بتطوير آليات جديدة العلمي بالتعليم، وإعطاء دفع لمشاريع البحث العلمي في المرحلة الجامعية األولى وللتعليم المعتمد على البحث، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على تعريف طالبهم بمشاريعهم البحثية، وإعطاء أنظمة التقييم األكاديمية ثقال متساويا للبحث العلمي

. والتعليمت الخطة الخمسية العاشرة للتنمية االقتصادية واالجتماعية في لقد خصص

سورية مبالغ طائلة لإلنفاق على التعليم العالي بغية تطوير البنى التحتية للجامعات، وتأمين توسعها األفقي، وبناء القدرات فيها، األمر الذي كان له

يه أن هذا ومما الشك ف. انعكاس إيجابي ملحوظ على العملية التعليمية ككلالتطور سيستمر ويتعمق خالل الخطة الخمسية الحادية عشرة التي اعتبرت

لكن القيام بالبحوث العلمية الميدانية التي تهدف . التعليم العالي أحد أهم أولوياتهاللتعرف على آراء طالب التعليم العالي ومدى رضاهم عن العملية التعليمية أمر

كما أنه من األهمية بمكان . امعات وتطوير خدماتهابالغ األهمية لتقييم أداء الج

-١٤٣-

بالنسبة لجامعاتنا التي تجاوز عدد طالب بعضها المائة ألف طالب والتي تعد تجريها التيجامعات ضخمة حتى بالمقياس الصيني، أن تستفيد من نتائج البحوث

جهات أخرى، واالهتمام بمدلول العالقة العكسية بين رضا الطالب وحجم سسة التعليمية، ونسبة الطالب إلى األساتذة، خاصة وأن العديد من كلياتنا المؤ

وقاعاتنا التدريسية مازالت مكتظة بالطالب، والعديد من أساتذتنا مازالوا يتبعون أن توضع نتائج مثل هذه البحوث والدراسات كما ال بد . طرائق تدريس قديمة

ذ القرارات الصائبة ضمن عملية بين أيدي أصحاب القرار لالستعانة بها في اتخا . تطوير شاملة وعميقة لمنظومة التعليم العالي

ومن هذا المنطلق، اتخذ مجلس جامعة دمشق مؤخرا قرارا بإحداث مركز لبحوث سياسات التعليم العالي في الجامعة تكون مهمته األساسية دعم عملية

ة فيما يتعلق بالتطوير العلمي اتخاذ القرار فيها وفي منظومة التعليم العالي، خاصوالمؤسساتي، ووضع خطط العمل الالزمة لذلك، كخطة بناء القدرات، وخطة البحث العلمي، والخدمات التي تقدمها الجامعة للمجتمع، والعالقة بين الجامعة

كذلك سيعنى المركز بإجراء دراسات ميدانية أساسية . وسوق العمل وغيرهاع آراء الطالب عن العملية التعليمية، وآراء الخريجين لتطوير الجامعة، واستطال

. عن مدى استعدادهم لسوق العمل واندماجهم فيه

* * *

-١٤٤-

...الكتب اإللكرتونية

هل هي البديل جامعاتنا؟

)٢٠١١كانون الثاني١٠ جريدة الوطن، (

الدراسية في يعد توفير كتاب جامعي باللغة العربية يغطي معظم المقرراتكافة االختصاصات العلمية في جامعات القطر من أهم منجزات منظومة التعليم

إال أن الكتاب الجامعي بوضعه الحالي يطرح مشكالت كثيرة . العالي في سوريةفبعض هذه . ويواجه تحديات حقيقية ال بد من التعامل معها بإيجابية وموضوعية

حتاج الكثير من التعديل والتحديث الكتب ألف على عجل، وبعضها اآلخر ي. ليتماشى والتطور العلمي السريع كما في حقل المعلوماتية وعلوم البيئة وغيرها

وإن . كما أنها تحتاج لرفدها بوسائل إيضاحية تسهل عملية نقل العلوم واستيعابهانسينا فال ننسى إشكالية انتهاك حقوق الملكية الفكرية بتداول نسخ مصورة بخسة

لثمن األمر الذي يؤدي إلى كساد الكتب الجامعية في المستودعات والتسبب ا . للجامعات بخسائر مادية كبيرة

كحل لبعض هذه e booksلجأت بعض الدول إلى خيار الكتب اإللكترونية من مجلة أخبار عالم ١٥١وقد قرأت مؤخرا تقريرا نشر في العدد . المشكالت التي تصدر في بريطانيا، تناول الكتب University World Newsالجامعات

. اإللكترونية وتصاعد انتشارها في مؤسسات التعليم العالي في العالم الصين والهند تحتالن موقع الصدارة في مجال النشر و بحسب التقرير فإن

الرقمي بما في ذلك الكتب اإللكترونية المستخدمة في التعليم العالي، وكذلك في أي تحويلها من النموذج ( العديد من الكتب الورقية الموجودة digitizingرقمنة

، وتطوير كتب جديدة تتمتع بميزات محسنة، )الورقي إلى النموذج الرقمي . كإظهار الرسوم البيانية العلمية بمزيد من التفصيل على سبيل المثال

-١٤٥-

حيث صناعة النشر الرقمية مزدهرة جدا في الصين وأشار التقرير إلى أن هي مدعومة من قبل أعداد و. ٢٠٠٩ مليار دوالر في عام ١٢بلغت مخرجاتها

شركة تصنيع ٤٠كبيرة من أجهزة القراءة الرقمية إذ يوجد في الصين أكثر من ملحوظا في السوق مما دفع القارئات اإللكترونية، أحرز العديد منها اختراقا

تلبية كبيرة من مطبوعاتها العديد من دور النشر في الصين إلى رقمنة كمية . الحتياجات جمهورها المحلي الضخم

وبهدف إغراء القراء وتعويدهم على القراءة اإللكترونية، تم دمج مخزون كبير من المحتوى الرقمي مع أجهزة القراءة اإللكترونية على شكل كتب

الطالب ن يبدأإ ا مهإلكترونية مجانية، فبعض العاملين في هذه الصناعة يؤمن بأنأن محتواها المجاني جهزة القراءة اإللكترونية، خاصة بالتعود على استخدام أ

. يغريهم بذلك، فإن هذا سيمكن دور النشر الحقا من بيعهم حزما برمجية إضافية التكنولوجيا والخبرة المتوفرة في تحويل الكتب الورقية إلى وفي الهند، تعد

كم هائل من المهارات العالية في المعلوماتية رقمية عنصر جذب كبير مع توفر وقد تضاعف في . والقدرة على التعامل مع الوسائط المتعددة والرسوم المتحركة

الهند في السنوات األخيرة عدد المؤسسات التي تقوم بالتدريب على هذه ويشارك في الرقمنة في الهند العديد من شركات التكنولوجيا الكبيرة . المهارات

ولكن عوضا عن مجرد نسخ الكتب الورقية ببساطة، يتم إنتاج . والصغيرةمنهاالمحتوى األكاديمي مع تحسينات رقمية هامة كتضمين الكتب مخططات تفصيلية

ويمكن للشركات الهندية أن تحدث . ومقاطع فيديو ورسوم توضيحية متحركة فعل على منتجات تحوال كبيرا في هذا القطاع حيث أن العديد منها يركز بال

التعليم اإللكتروني ولديها الموارد الالزمة للنشر الرقمي على نطاق واسع وطرح . كتب إلكترونية جاهزة في تخصصات أكاديمية محددة

وبشكل عام، تطور انتشار الكتب الرقمية المخصصة للتعليم العالي تطورا ى الكتب المرجعية وكان التركيز في البداية عل. ملحوظا خالل العقد األخير

والكتب الهامة التي لم تعد تطبع حيث قامت العديد من دور النشر التي تعمل في وفيما بعد دخلت العالم األكاديمي ، مجال العلوم والتكنولوجيا والطب برقمنة كتبها

الكتب المتوفرة على شبكة اإلنترنت والتي يمكن تحميلها مقابل دفع اشتراك، ما . الكتب اإللكترونية أكثر مالءمة للباحثينجعل الوصول إلى

-١٤٦-

وفي الواليات المتحدة، يستخدم أكثر من أربعمائة ألف طالب في أربعمائة العديد من الكتب اإللكترونية الجامعية المجانية المتوفرة على حرم جامعي

ويفضل الطالب . االنترنت، األمر الذي ينافس كبار دور نشر الكتب الجامعيةكترونية عادة بسبب ميزتها السعرية مقارنة بالنسخ المطبوعة حيث تعد الكتب اإلل

وبما أن . ٪ من النسخ المطبوعة٦٠ ٪ إلى ٥٠الكتب اإللكترونية أرخص بنسبة استخدام الطالب للكتب الجامعية يقتصر عادة على فترة دراستهم للمقرر التعليمي

تي تباع على االنترنت على الذي يغطيه الكتاب، فقد بدأت الكتب اإللكترونية ال . في الواليات المتحدةيس االشتراك بالحصول على قبول نسبأسا

على الرغم من التحسن السريع في الجاهزية الرقمية وذكر التقرير أنه كما . للدول العربية، إال أن اعتماد الكتب اإللكترونية ما زال محدودا في جامعاتها

اب اإللكتروني وتوسيع استخدامه في الجامعات تشجيع الكتأشار التقرير إلى أن العربية يقتضي إيالء البنى التحتية الرقمية والحواسيب وانتشار اإلنترنت وتكاليف

كما أن التوسع في التعليم عبر اإلنترنت يمكن أن . مزيدا من االهتمام االتصال الدول لكن تطور التعليم عبر اإلنترنت في. يعزز استخدام الكتب اإللكترونية

جيداالعربية يتفاوت بشكل كبير بين دولة وأخرى، فبعض الدول أحرزت تقدما . في هذا المجال، في حين ال تزال دول أخرى في مرحلة البداية

وبحسب التقرير فإن معظم الكتب اإللكترونية المطورة محليا في العالم أية ميزات وال تتضمن ،العربي هي مجرد نسخ رقمية من الكتب المطبوعة

أخرى كمقاطع الفيديو والتسجيالت الصوتية أو أية ميزات تفاعليةنة محس . أوصى التقريرولتشجيع انتشار الكتب اإللكترونية في الجامعات العربية،

إقامة مراكز مرتبطة بالجامعات إلنتاج هذه الكتب، ووضع معايير تكنولوجية بالفكرية للكتاب اإللكتروني، والتوسع في للكتب اإللكترونية وقواعد لحقوق الملكية

نمط خدمة الكتاب اإللكتروني في مكتبات الجامعات، وكذلك إنشاء الجامعات . االفتراضية

وبعد، فإذا كان الكتاب الجامعي إنجازا بحد ذاته، فإنه لن يستطيع االستمرار بوضعه الحالي والصمود في وجه التحديات الكبيرة التي أشرنا إليها

وقد يكون الكتاب اإللكتروني بديال مناسبا خاصة في الكليات العلمية . المقدمةفيالتطبيقية، على الرغم من أن كلف إنتاجه مرتفعة لما يحتويه من وسائل إيضاح

وقد يساعد الكتاب . وما يتطلبه إنتاجه من خبرات تقانية متنوعة ومتطورة

-١٤٧-

يله إلى تعليم مبني على اإلنترنيت اإللكتروني في تطوير التعليم المفتوح و تحوومما ال شك فيه أن انتشار . كما في أنظمة التعليم عن بعد في الدول المتقدمة

الكتاب اإللكتروني مرتبط بانتشار الحواسيب الشخصية وتطور شبكات االتصال وخدمات اإلنترنيت، وقد شهدت سورية تطورا كبيرا في هذا المجال، كما شهدت

ورا كبيرا في مخابرها الحاسوبية، إضافة إلى وجود عدد من الجهات جامعاتنا تطكمصرف التسليف الطالبي والتي باتت تقدم للطالب قروضا ميسرة لشراء حواسيب شخصية، األمر الذي يدفعنا للتفكير جديا بالشروع باستبدال الكتاب

ندسة المعلوماتية الجامعي التقليدي الحالي بكتاب إلكتروني، خاصة أن كليات الهفي القطر تخرج كفاءات عالية المستوى وقادرة على التعامل مع التقنيات

. المعلوماتية الحديثة الالزمة لصناعة الكتاب اإللكتروني

* * *

-١٤٨-

جامعة دمشق وتطوير البنى التحتية )٢٠١٠كانون األول ٢٧جريدة الوطن، (

اتنا بشكل عام وجامعة دمشق بشكل خاص لعل أكبر تحدي تواجهه جامعهو التعامل مع الطلب المتزايد على التعليم العالي الناتج عن النمو السكاني

. والتطور االقتصادي واالجتماعي الذي شهدته سورية خالل العقود األخيرةوكان لزاما على الجامعة أن تطور بناها التحتية وتوسعها باستمرار

المتزايدة للطالب، وكذلك لدعم خطط التنمية الوطنية التي للتعامل مع األعداد . تتطلب إحداث العديد من االختصاصات العلمية الجديدة

ومن هذا المنطلق، وضعت جامعة دمشق خطة لتطوير بنيتها التحتية وقد نتج عن ذلك أنها وضعت في الخدمة عددا كبيرا من . وسهرت على تطبيقهاففي . دم العملية التعليمية والبحثية وكذلك السكن الطالبياألبنية الجديدة التي تخ

كلية الزراعة، أنشئ كل من مبنى الصناعات الغذائية واأللبان ومبنى االقتصاد والهندسة الريفية، وهما يحتويان على معامل وصاالت تصنيع ومخابر بحثية

. اريةوعلمية إضافة للعديد من المدرجات والقاعات التدريسية والغرف اإلد في لعب دور هام وكذلك مبنى مركز المكافحة الحيوية الذي يعول عليه حاليا

. لمكافحة اآلفات الزراعية بطرائق صديقة للبيئةوفي كلية الحقوق، ساهم مبنى المدرجات الجديد الذي وضع في الخدمة في مطلع العام الماضي والذي يحتوي على تسعة مدرجات كبيرة، ساهم في تخفيف

لضغط الطالبي الكبير على مبنى ثكنة الحميدية األثري الذي يضم كليتي الحقوق ا . والشريعة والذي كان يضيق بمن فيه

كما أتاح مشروع توسع كلية الهندسة المعمارية قبول المزيد من الطالب في هذه الكلية التطبيقية التي تحتاج لبنى تحتية خاصة تلبي متطلبات الجلسات

. دة خاصة في مقرر التصميم المعماريالعملية العدي

-١٤٩-

وفي كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، أدى وضع مبنى الهندسة الطبية في الخدمة إلى توفير العديد من المدرجات والورشات والمخابر اإلضافية التي

كذلك تضمن هذا المبنى مقرا دائما . تدعم العملية التعليمية وترفع من سويتهاندسة الغزل والنسيج، وكذلك للمعهد العالي لبحوث الليزر الذي يحتاج لقسم ه

. للعديد من المخابر البحثية الالزمة ليتمكن من إنجاز مهمته البحثيةوفي كلية العلوم دخل في الخدمة في مطلع العام الماضي مبنى مخابر

من الغرف جديد يضم مخابر تعليمية وبحثية لعدد من أقسام الكلية إضافة للعديد اإلدارية، والعمل جار على إنهاء مبنى مخابر قسمي البيولوجيا والجيولوجيا الذي

. سيدعم العملية التعليمية والبحثية في هذه الكليةوفي كلية العلوم السياسية، وضع مبنى مدرجات جديد في الخدمة ليزيد

ت إضافية لكلية الطاقة االستيعابية للكلية، كما بدأ العمل مؤخرا بتنفيذ مدرجا . االقتصاد التي بدأت تضيق بطالبها من التعليم النظامي والتعليم المفتوح

وفي كلية اآلداب التي تجاوز عدد طالبها في التعليم النظامي األربعين ألف طالبا إضافة لطالب التعليم المفتوح، بدأ العد التنازلي إلزالة الهنغارات

ريد لها أن تكون أبنية مؤقتة للتعامل مع بشكل نهائي، هذه الظاهرة التي أوقد بدأت تفسح . الضغط الطالبي الكبير، ثم تحولت إلى أبنية شبه دائمة

المجال بعد إزالتها لظهور بناء حديث متعدد األجزاء تقارب مساحته الطابقية أربعين ألف متر مربع، وضعت أحد أجزائه في الخدمة في مطلع هذا العام

جزء الذي يحتضن كلية اإلعالم ويضم العديد من المدرجات الدراسي، وهو الوالقاعات التدريسية والغرف اإلدارية، وستوضع باقي أجزائه في الخدمة تباعا، وخاصة الجزء العائد لتجهيزات كلية اإلعالم الذي أصبح شبه جاهز

ستوديو وجزر المونتاج ومنظومتي اإلذاعة والتلفزيون والمكتبة ويتضمن األقمية، وقد حرصت الجامعة على تزويده بأفضل األجهزة والمعدات الالزمة الر

لكلية إعالم عصرية ونموذجية، وخصصت في هذا السياق ما يقارب مائتي وتتضمن باقي األبنية . مليون ليرة سورية من مواردها الذاتية لهذا الغرض

مدرجات وقاعات درسية وغرف إدارية لمساعدة طاقم كلية اآلداب علىكما سيوفر هذا . التعامل األمثل مع الضغط الطالبي وأساليب التدريس الحديثة

للمعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية الذي احتضنه منذ دائماالمبنى مقرا

-١٥٠-

تأسيسه مبنى الطاقات المتجددة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية لضيق . المكان في كلية اآلداب

ي الخدمة منذ أسابيع قليلة مبنى كلية الهندسة المعلوماتية كما وضع فالجديد، هذه الكلية التي تستقطب الصفوة من طالبنا والتي كانت تتواجد في

أما اآلن فقد انتقلت الكلية إلى مقرها الدائم الذي تبلغ . مبنى مؤقت منذ إحداثهاكبيرا من ألف وسبعمائة متر مربع، ويضم عددا١٢مساحته اإلجمالية

المدرجات والمخابر الحاسوبية والغرف اإلدارية، وتخطط الجامعة ألن تكون هذه الكلية مركز تميز رفيع المستوى يضم حاضنات تقانية ومخابر بحثية

. وغيرهاوعلى صعيد توفير السكن الطالبي، وهو مطلب حق لكل طالب علم في

ديدة في الخدمة في األعوام بلدنا، فقد وضعت العديد من األبنية السكنية الجاألخيرة سواء في المقر الرئيسي للمدينة الجامعية في المزة، أم في التجمعات األخرى كتجمع كلية الزراعة في برزة، وتجمع كلية الهندسة الميكانيكية

وعلى . والكهربائية في الشاغور بساتين، وتجمع كلية العلوم السياسية في التلالجامعية التي كانت في مطلع السبعينيات تقتصر على الرغم من أن المدينة

مبنيين اثنين فقط أحدهما للذكور واآلخر لإلناث، وأن عدد مبانيها قد تجاوز اليوم تجاوز الثالثين مبنى، فإنها مازالت غير قادرة على تلبية جميع احتياجات أبنائنا الطلبة من السكن الجامعي، مما اضطر إدارة المدينة لقبول

عداد تفيض عن القدرة االستيعابية الحقيقية للمباني، فكان لهذا األمر أانعكاسات سلبية كثيرة على حالة المباني وخدماتها، وعلى الوضع السكني

لذا فإن العمل جار على إنجاز وحدات سكنية إضافية . للطالب على حد سواءألشهر خاصة في منطقة الشاغور بساتين، وهي ستدخل في الخدمة خالل ا

. القليلة القادمةفقد قامت . ولم تنحصر خطط الجامعة لتطوير بناها التحتية في دمشق وحدها

خالل السنوات القليلة الماضية وفي مدد قياسية بافتتاح ثالثة فروع لها في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، تضم فيما بينها عشر كليات، وذلك تنفيذا لخطة الحكومة

وقامت بتجهيز األبنية التي وضعتها وزارات أخرى . األفقي للتعليم العاليبالتوسع . تحت تصرفها تجهيزا جيدا ريثما يتم إنجاز المقرات الدائمة لهذه الفروع

-١٥١-

وما كان ذلك كله ليتحقق لوال الدعم الكبير والمتابعة الحثيثة الذي تلقتها ا، األمر الذي مكننا من تحقيق جامعة دمشق وما زالت تتلقاها من حكومتنا وقيادتن

في العديد من % ١٠٠نسب إنجاز عالية في خطتنا االستثمارية تجاوزت الـ السنوات، فوفرت لنا االعتمادات اإلضافية الالزمة لتحقيق نسب اإلنجاز العالية،

. وقدمت لنا كل ما يلزم من متابعة وتسهيالت لتنفيذ خطتنا المسؤولية الملقاة على عاتقها في عظمإن جامعة دمشق تعي تماما

جهدا في تأمين وتوفير كل مستلزمات العملية التعليمية والتأهيلية، وهي لن تألما يلزم لرفع سوية الخدمات فيها، التزاما منها برسالتها العلمية ووفاء

. ألهدافها الوطنية والقومية

* * *

-١٥٢-

ت املهنيةجامعة دمشق وقبول محلة الشهادا

وخرجيي املعاهد املتوسطة

)٢٠١٠ تشرين ثاني ٢٨جريدة الوطن، (

تحتاج اإلدارة الحكيمة لمؤسسات التعليم العالي إلى منظومة متكاملة تدعم كذلك . عملية اتخاذ القرار فيها خاصة فيما يتعلق بالتطوير العلمي والمؤسساتي

ة على مستوى التخطيط االستراتيجي تواجه منظومة التعليم العالي حاليا تحديات كبيرفهناك حاجة ملحة، على سبيل . ورسم سياسات جديدة وتقييم السياسات الحالية

المثال، لتطوير سياسة القبول الجامعي بحيث تتوافق بشكل أفضل مع خطط التنمية وحاجات سوق العمل، وهناك حاجة ملحة لوضع تصور جديد للتعليم المفتوح في

ة المستهدفة منه، وهناك ضرورة لمعالجة مسألة العزوف عن الجامعات والفئاالختصاص العلمي في الدراسة الثانوية والتوجه نحو االختصاص األدبي وما لذلك

وال بد لنجاح عملية تقويم السياسات . من تأثير كبير على خطط التنمية في القطر تكون مبنية على الحالية ورسم سياسات جديدة ووضع الخطط المرتبطة بها من أن

بحوث ميدانية مسندة بالبينات، ومعلومات دقيقة تغطي كافة األوجه المتعلقة بالسياسة . المرسومة والخطط الموضوعة والفئات المستهدفة

وغالبا ما تتولى مراكز بحوث تخصصية في الجامعات القيام بمثل هذه المستوى في طيف البحوث لما يتوفر لدى الجامعات من خبرات أكاديمية رفيعة

. واسع من االختصاصات العلمية والتربوية واالجتماعيةوقد قامت جامعة دمشق مؤخرا بدراسة تحليلية حول أحد أوجه سياسة

بقبول عدد معين من حملة الشهادات القبول الجامعي المتبعة حاليا والتي تسمحن االختصاص نفسه، ومن الثانوية الفنية أو المهنية في السنة األولى في الكليات م

خريجي المعاهد المتوسطة التابعة للمجلس األعلى للمعاهد في السنة الثانية في

-١٥٣-

لكن المعلومات الواردة من بعض كليات الجامعة . الكليات من االختصاص نفسهإلى تعثر العديد من الطالب المقبولين وفق هذه اآللية، وبقائهم في الجامعة تشير

استنفاذ العديد منهم لفرص التسجيل المتاحة، األمر الذي لزمن مكوث طويل أويؤدي إلى فصلهم من الجامعة دون أن يستفيدوا من هذه الفرصة التي أتاحها لهم

. قانون تنظيم الجامعاتوقد استندت الدراسة التي أعدها قسم الدراسات والبحوث في الجامعة

اسات التعليم العالي وهو نواة لمركز دراسات وبحوث متخصص في مجال سي(استندت إلى بيانات ) تعتزم الجامعة إحداثه بالتعاون مع جامعة كاسل األلمانية

عدد من كليات الجامعة التي يقبل فيها حملة الشهادات المهنية وخريجي المعاهد . المتوسطة لخمسة دفعات دراسية متتالية

أن حملة الشهادات وأظهرت الدراسة نتائج مثيرة جدا لالهتمام، فقد تبين الثانوية يعانون مشاكل حقيقية في التكيف مع الحياة الجامعية، وأن الغالبية العظمى منهم ال يستفيدون من الفرصة التي أتاحها لهم قانون تنظيم الجامعات

فعلى سبيل المثال تبين أن غالبية المقبولين في كلية . وفق آلية القبول الحاليةالكهربائية من حملة الشهادات الثانوية المهنية قد فصلوا من الهندسة الميكانيكية ووا جميع فرص التسجيل المتاحة لهم، ولم تتعد نسبة دالكلية بعد أن استنف

الخريجين الثالثين بالمائة من مجموع المقبولين وفق هذه اآللية، بزمن مكوث . يقدر وسطيا بثماني سنوات

لة الشهادات الثانوية المهنية التجارية، وفي كلية االقتصاد التي يقبل فيها حموعلى الرغم من أن أداء الطالب كان جيدا من حيث نسبة الخريجين التي بلغت

سنة، أي ما ٧،٢، غير أن الزمن الوسطي لمكوث الخريج في الكلية الذي بلغ %٧٦ . يقارب ضعف المدة الدنيا للدراسة في كلية االقتصاد، ال يعد جيدا على اإلطالق

أما بالنسبة لكلية الزراعة التي يقبل فيها عدد من حملة الشهادة الثانوية الفنية الزراعية، فقد أظهرت الدراسة أن نسبة الخريجين من إجمالي المقبولين في

وهي أفضل بكثير من مثيلتها في كلية الهندسة الميكانيكية % ٦١الكلية بلغت سنوات ٨لخريج في الكلية وهو والكهربائية، غير أن الزمن الوسطي لمكوث ا

. غير مرض أيضالكن الدراسة أظهرت صورة مختلفة تماما بالنسبة لخريجي المعاهد المتوسطة الذين يقبلون في السنة الثانية من الكليات ذات االختصاص نفسه،

-١٥٤-

فقد بلغت . وأفضل بكثير من مثيلتها في حالة حملة الشهادة الثانوية الفنية والمهنية الخريجين من إجمالي الطالب المقبولين في السنة الثانية من كلية الطب من نسبة

، وفي كلية طب األسنان بلغت نسبة الخريجين %٩٢خريجي المعاهد المتوسطة وهي أعلى نسبة بين كل الكليات الباقية، وفي كلية الهندسة المدنية % ١٠٠وقد شذت % . ٤٠,٦كلية االقتصاد ، وفي %٩٣، وفي كلية الزراعة %٧٥,٦ هذه الصورة كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، التي أظهرت البيانات أن عن

المسجلين فيها وفق هذه اآللية إما فصلوا منها، أو أنهم مازالوا مسجلين حتى اآلن . رغم مرور عشر سنوات على قبول بعضهم

عليم الثانوي بد من معالجة أسباب الفجوة الكبيرة الكائنة بين الت لذا الالمهني والتعليم الجامعي وأهمها المعدالت المتدنية التي يقبل على أساسها الطالب الحاصلين على شهادة التعليم األساسي في الثانويات المهنية، ومستوى التأهيل في هذه الثانويات من حيث المناهج، والكادر التدريسي والبنى التحتية المتوفرة

لك عدم التوافق بين مناهج الثانويات المهنية والمناهج كالمخابر والورش، وكذ فيه فاالستمرار في قبول حملة هذه الشهادات وفق اآللية المتبعة حاليا. الجامعية

الكثير من إضاعة الجهد والمال والوقت، وقد يكون من األنسب قبول حملة هذه بشكل أفضل مع الشهادات في المعاهد المتوسطة التقانية التي تتوافق مناهجها

مناهج الثانويات المهنية، أو بإخضاعهم إلى سنة تحضيرية إضافية تهيئهم وتعدهم . بشكل أفضل لدخول الجامعة في حال نجاحهم بها

في أما بالنسبة لخريجي المعاهد المتوسطة الذين يقبلون في السنة الثانية سة التي يتيحها الكليات من االختصاص نفسه فال بد من االستمرار بهذه السيا

قانون تنظيم الجامعات ألن غالبية المقبولين وفق هذه اآللية قد أثبتوا تفوقهم في الجامعة أيضا مع ضرورة تقصي أسباب شذوذ المقبولين في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية عن باقي الكليات وربما يعود ذلك لعدم التوافق بين مناهج

يجيها في هذه الكلية مع مناهج الكلية، وعدم توفر البنى المعاهد التي يقبلوا خر . التحتية المناسبة من مخابر وورش في هذه المعاهد

لقد وضعت جامعة دمشق هذه الدراسة ونتائجها تحت تصرف مجلس التعليم العالي والمجلس األعلى للمعاهد المتوسطة وجميع الجهات الحكومية المعنية

عاهد المتوسطة وذلك لالستفادة من النتائج التي توصلت إليها بالثانويات المهنية والم . إلى سياسة قبول جامعي أفضلبغية تطوير هذه التجربة وتحسينها وصوال

-١٥٥-

الدول الناشئة تتحدى الواليات املتحدة وأوروبا واليابان البحث والتطوير

)٢٠١٠ تشرين الثاني ٢١جريدة الوطن، (

را، التقرير الذي أطلقته منظمة اليونسكو في باريس استرعى انتباهي مؤخفي العاشر من شهر تشرين األول الماضي في اليوم العالمي للعلوم وأشارت فيه بوضوح إلى أن الواليات المتحدة وأوروبا واليابان، وعلى الرغم من أنها ما

تواجه زالت تتبوأ مركز الصدارة في جهود البحث والتطوير في العالم، إال أنها . من الدول الناشئة وخاصة الصين متزايداتحديا

التقرير مشهدا سريع التغير إذ ينمو االستثمار في البحث والتطوير ويصور الحجم، لكن الدول الناشئة تكتسب بوضوح قوة في بشكل سريع من حيث عالميا

ي على السيما من حيث نصيب آسيا من اإلنفاق اإلجمال،مجال العلم والتكنولوجيا الصين والهند وكوريا الجنوبية تحتل مركز الصدارة في فقد باتت. البحث والتطوير

اإلنفاق على البحث والتطوير من بين دول آسيا التي ارتفعت حصتها من اإلنفاق في حين سجلت حصة ،٢٠٠٧ و ٢٠٠٢بين عامي % ٣٢إلى % ٢٧العالمي من

في نفس انخفاضا) األوروبي واليابانالواليات المتحدة واالتحاد(العمالقة الثالث من البحث والتطوير في البلدان % ٨٣، تم تنفيذ ما يقرب من ٢٠٠٢في عام . الفترة

وفي حين شهدت %. ٧٦ انخفضت هذه النسبة إلى ٢٠٠٧المتقدمة، لكن بحلول عام بين زيادة حادة من اإلنفاق اإلجمالي على البحث والتطويرحصة القطاع الخاص

في كل من اليابان والصين وسنغافورة، وخصوصا كوريا، ٢٠٠٧ و ٠٠٠٢عامي انخفاض طفيف في روسيا ظلت مستقرة في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، مع

في إيرينا بوكوفا وقد أشارت المديرة العامة لليونسكو .االتحادية والواليات المتحدةوير بين الشمال والجنوب مع تغير توزيع جهود البحث والتطمقدمة التقرير إلى

لقد بدأ العالم الثنائي القطب الذي كانت " :يظهور العبين جدد في االقتصاد العالم

-١٥٦-

على العلم والتكنولوجيا، بدأ الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي واليابانتهيمن فيه وث يفسح المجال تدريجيا إلى عالم متعدد األقطاب، مع عدد متزايد من مراكز البح

فقد ارتفعت نسبة الباحثين ".العامة والخاصة المنتشرة في كل من الشمال والجنوبوكانت ثلثا هذه ، ٢٠٠٧في % ٣٨ إلى ٢٠٠٢في عام % ٣٠في البلدان النامية من

وشك تجاوز الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي الزيادة في الصين التي باتت علىواليوم تساهم كل من . وأربعمائة ألف باحثبعدد باحثيها الذي زاد على مليون

من الباحثين في العالم، تليها اليابان % ٢٠أوروبا والواليات المتحدة والصين بـ وقد انخفضت حصة البلدان المتقدمة من %). ٧(وروسيا االتحادية %) ١٠(

وازدادت . ٢٠٠٨في % ٧٥ إلى ٢٠٠٢في عام % ٨٤المنشورات العلمية من )%. ١٠،٦إلى % ٥،٢من ( حصة الصين إلى أكثر من الضعف خالل هذه الفترة

، ومعظمها كما ازداد عدد المقاالت التي نشرها الباحثون في أمريكا الالتينية أيضاواسطة "ويقول التقرير إن التطور السريع لالنترنت التي أصبحت . في البرازيل

المستفيدين من خدمة لنشر المعرفة ساعد جدا في هذا التحول، فقد ارتفع عدد" قويةلكن . ٢٠٠٧ و ٢٠٠٢االنترنت في جميع أنحاء العالم ارتفاعا ملحوظا بين عامي ، كان ٢٠٠٢ففي عام . التقدم في هذا المجال كان أكثر أهمية في الدول الناشئة

شخص يستخدمون شبكة اإلنترنت على مستوى العالم، في ١٠٠ من كل ١٠حوالي ١،٢ وارتفعت هذه النسبة من . ١٠٠ شخص لكل ٢٣من حين يستخدمها اليوم أكثر

في الدول العربية، ومن ١٦ إلى ٢،٨ ومنإلى ثمانية في الفترة نفسها في إفريقيا، وذكر التقرير أن االنتشار السريع لإلنترنت في . في أمريكا الالتينية٢٨ إلى ٨،٦

. الجنوب هو واحد من االتجاهات الجديدة الواعدة لأللفية الرغم من أن االقتصادات الناشئة قد رضيت حتى فترة قريبة بتنفيذ وعلى

أنشطة بحث وتطوير بتكليف من البلدان المتطورة، فقد انتقلت اآلن إلى عملية التنمية وهكذا بدأت الصين والبرازيل والهند في . التكنولوجية المستقلة والبحوث التطبيقية

العلم والصناعة والتكنولوجيا، وأدى وقت واحد عمليات اللحاق بالركب في مجال ذلك إلى ظهور عدد من الشركات متعددة الجنسيات من الدول الناشئة في قطاعات

والصناعات ذات التكنولوجيا العالية مثل صناعة السيارات والسلع االستهالكية الواليات المتحدة (ومع ذلك، فقد حافظت دول العمالقة الثالث . كصناعة الطائرات

فمكاتب تسجيل . على مركزها الطليعي في براءات االختراع) با واليابانوأوروبراءات االختراع في كل من الواليات المتحدة وأوروبا واليابان تحظى بحصة األسد

-١٥٧-

ويشير التقرير إلى أنه على . ما تكون عالية الجودة غالباالتيمن براءات االختراع يب المزيد من الباحثين والعلماء، فهذا ال يعني الرغم من أن البلدان النامية تقوم بتدر

بالضرورة أن يجد هؤالء العلماء والباحثون وظائف بسهولة في بلدانهم، بل قد وتلك مشكلة تواجه الهند وتركيا . يغذون هجرة الخريجين من الجنوب إلى الشمال

ثلث فالتقديرات تشير إلى أن . وبعض البلدان في أفريقيا وجنوب آسيا بشكل خاصكذلك تشير بيانات منظمة التنمية . باحثي إفريقيا على األقل يعملون في الخارج

مليون مهاجر يعملون في بلدان المنظمة، ٥٩والتعاون األوروبية إلى أنه من بين وفيما يتعلق باألزمة المالية . مليونا منهم يتمتعون بدرجة عالية من الكفاءة٢٠

الرغم من صعوبة تقدير اآلثار المترتبة عن هذه العالمية ذكر التقرير أنه على األزمة وعن الركود العالمي الذي تبعها، فقد كان لها أثر ملحوظ على ميزانيات

فقد . البحث والتطوير، التي غالبا ما تكون عرضة لالنقطاع في أوقات األزماتخصصة خفضت الشركات األميركية الناشطة جدا في البحث والتطوير ميزانياتها الم

ولذلك، فقد كانت الواليات . ٢٠٠٩في عام % ٢٥إلى % ٥لهذا الغرض بنسبة المتحدة أكثر تأثرا من البرازيل والصين والهند باألزمة المالية العالمية، األمر الذي

وذكرت بوكوفا . سيتيح لهذه البلدان اللحاق بشكل أسرع مما كان متوقعا قبل األزمةنعة أكثر من أي وقت مضى، بأن التعاون العلمي اإلقليمي في مقدمة التقرير أنها مقت

المتشابكة والمعقدة التي ووالدولي أمر حاسم في التصدي للتحديات العالمية المتنامية في السنوات القادمة، سوف تتخذ الدبلوماسية الدولية على نحو ". جميعاتواجهنا

الصدد، يتعين على اليونسكو، وفي هذا ". دبلوماسية العلوم" من أشكال متزايد شكالأن تواصل جهودها لتعزيز الشراكات والتعاون الدوليين، وال سيما التعاون بين بلدان

. "الجنوبوسورية بدورها ال بد من أن يكون لها إستراتيجيتها الخاصة في مجال البحث والتطوير شأنها في ذلك شأن الدول الناشئة كالصين والهند وكوريا

، إستراتيجية تعمل وفقها جميع الجهات والهيئات العامة والخاصة والبرازيلالمعنية بالبحث والتطوير، من مراكز بحثية وجامعات ومصانع بحيث تتكاتف جهودها جميعا وتتكامل لخدمة أهداف الخطط الوطنية للتنمية االقتصادية

واجهتها إن تحديات القرن الواحد والعشرين أعقد من أن نحاول م. واالجتماعيةبالعزلة والعمل المنفرد، بل ببناء الشراكات البناءة والتحالفات الوطنية واإلقليمية

. والدولية التي تعود بالفائدة األكيدة على عملية التنمية الوطنية

-١٥٨-

جامعة دمشق وماجستري إدارة الكوارث واملخاطر )٢٠١٠ تشرين األول ٥جريدة الوطن، (

ات األرضية والثورات البركانية والفيضانات تعد الزالزل واالنهيار

واألعاصير كوارث طبيعية تقتل آالف الناس كل عام وتدمر ما قيمته مليارات . الدوالرات من المواطن الطبيعية والممتلكات

وقد أدى النمو السريع لسكان العالم وازدياد تمركزه في كثير من األحيان البلدان النامية وتعاني. ث الطبيعية وشدتهافي بيئة خطرة إلى زيادة وتيرة الكوار

النتشار مناطق السكن خطر الكوارث الطبيعية نظرا أكثر من غيرها منالعشوائية فيها، وإزالة المناطق الخضراء، وبطء وسائل االتصاالت، وضعف أو

. عدم كفاية الميزانية المخصصة للوقاية من الكوارث الطبيعية حيث تؤثر مختلف األخطار وتتصدر آسيا قائمة ضحايا الكوارث

الطبيعية كالزالزل واالنهيارات األرضية والفيضانات واألعاصير على مناطق ومن هذه الكوارث الطبيعية ما هو جيوفيزيائي األصل. واسعة جدا من هذه القارة

كالزالزل والثورات البركانية واالنهيارات األرضية، ومنها ما هو مناخي األصل . والفيضانات واألعاصير، والجراد وحرائق الغاباتكالجفاف

وتعد سورية، كسائر دول المنطقة، عرضة للكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات وموجات الجفاف، وللكوارث الناتجة عن النشاطات البشرية كالحرائق وحوادث الطائرات والقطارات وغيرها، والبد لها من أن تضع االستراتيجيات

. وتبني القدرات للتعامل مع مختلف أنواع الكوارث والمخاطروالخطط وعلى الرغم من أنه قد ال يكون من الممكن السيطرة على الطبيعة سيطرة تامة، ووقف نشوء الظواهر الطبيعية، إال أنه يمكن بذل الجهود لتجنب الكوارث

ويكون . توتخفيف آثارها على اإلنسان وعلى البنى التحتية واألرواح والممتلكاالكوارث، وإعداد كاإلنذار المبكر عن وقوع ذلك بتبني استراتيجيات مناسبة

-١٥٩-

وتنفيذ خطط تنموية لتوفير القدرة على مواجهتها، وتعبئة الموارد الالزمة لها بما في ذلك وسائل االتصاالت الحديثة والخدمات الطبية، والمساعدة في إعادة التأهيل

. بعد وقوع الكوارثوشدتها والخسائر الناجمة ارتفاع وتيرة الكوارث الطبيعية وعددهاوقد دفع

عنها في األرواح البشرية والممتلكات، دفع الجمعية العامة لألمم المتحدة إلى إعالن عقد التسعينيات من القرن الماضي عقدا دوليا للحد من الكوارث الطبيعية

. الحد من الكوارث الطبيعيةوذلك لتسليط الضوء على جميع المسائل المتعلقة بوالتأهب وتنطوي عملية إدارة الكوارث بشكل أساسي على التخطيط

وتقييم األضرار والتنبؤ واإلنذار المبكر بوقوعها، والرصد قبل وقوع الكارثة، . الناجمة عنها وإدارة أعمال اإلغاثة

مجاالت وانطالقا من سعي جامعة دمشق الدائم لبناء القدرات البشرية في الالتي تدعم حاجات المجتمع وخطط التنمية، فهي بصدد إحداث ماجستير في كلية الهندسة المدنية في إدارة الكوارث والمخاطر بالتعاون مع وزارة اإلدارة المحلية

ويعد هذا الماجستير جزءا أساسيا من مشروع . وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي في وزارة اإلدارة المحلية الذي ينفذ حاليا" رثتعزيز بناء قدرات إدارة الكوا"

وسيتضمن برنامج الماجستير مواضيع . بدعم من برنامج األمم المتحدة اإلنمائيمختلفة تغطي معظم المناحي المتعلقة بإدارة الكوارث الناجمة عن الزالزل والحرائق وحوادث الطيران وغيرها، إضافة إلى الوسائل الحديثة في التعامل مع

الكوارث كنظام المعلومات الجغرافي، وتكنولوجيا االتصاالت، وبناء المجتمعات وفي هذا السياق، سيقوم برنامج األمم المتحدة . القادرة على مواجهة الكوارث

اإلنمائي بتقديم منحة سخية لجامعة دمشق تتضمن تزويدها بالمواد العلمية افة إلى التنسيق والربط مع والمكتبية والتجهيزات واالستشارات الدولية، إض . جامعات ومراكز بحث متخصصة في إدارة الكوارث

بذل اآلن كل الجهود الالزمة الفتتاح الماجستير من إعداد للبرامج والالئحة تومن المنتظر أن يستقبل طالبه في بداية العام . . . الداخلية وتهيئة للبنية التحتية

ماجستيرات التأهيل والتخصص التي لينضم إلى عقد ٢٠١٢ – ٢٠١١الدراسي . تضعها الجامعة في خدمة المجتمع وتفتح بها آفاقا غنية جديدة للخريجين

* * *

-١٦٠-

وسوق العمل خرجيو اجلامعات

)٢٠١٠آب١٥جريدة الوطن، ( العمل، سوق لمتطلبات تلبية أكثر تكون ألن الجامعة مسعى إطار في مسعاها وضمن اإلنمائي المتحدة األمم رنامجب مع بالتعاون الجامعة أجرت بهدف الجامعة طالب من لعينة شامال مسحا المهني، للتوجيه مركز الفتتاح

الجهات ما، حد وإلى توقعاتهم، ماهية عن تفصيلية معلومات على الحصول لتحديد خاص وبشكل جامعي، مهني توجيه مركز من لهم، المستقبلية الموظفة العمل أرباب يراها التي وتلك مستقبليين، كعاملين الطالب، عتبرهاي التي الخدمات هي وما العمل، سوق إلى الجامعية الدراسة من الطالب تحول لتسهيل ضرورية . ذلك لتحقيق الالزمة والقدرات المتطلبات الجامعة، لطالب موجه األول النموذج. األسئلة من نموذجين إعداد تم وقد في شارك وقد. بالجامعة المحيطة البيئة في والمؤسسات تللشركا موجه والثاني والهندسة االقتصاد شملت مختلفة دراسية حقول عشر من وطالبة طالبا ١٩٤ الدراسة وطب والتربية والكهربائية الميكانيكية والهندسة المعلوماتية والهندسة والعمارة المدنية المسح عملية أثناء الباحثون سعى وقد رواآلثا االجتماع وعلم اإلنكليزية واللغة األسنان بين المفترضة االختالفات لمراعاة متنوعة دراسية حقول من طالب الستفتاء

). والهندسية االجتماعية العلوم بين الكائنة كالفروق (المختلفة العلمية االختصاصات هي مجموعات أربع إلى اختصاصاتهم بحسب المستفتون الطالب قسم والعلوم الهندسية، والعلوم االقتصادية، والعلوم االجتماعية، العلوم مجموعة أنهم حيث األخيرة السنوات طالب استفتاء على التركيز جرى وقد. التربوية . المهني التوجيه مركز من المستهدفة المجموعة يمثلون

في تضعها أن للجامعة البد لالهتمام مثيرة نتائج الدراسة أظهرت وقد . العمل بسوق خريجيها اندماج وتسهيل بالمجتمع ربطها خطط عوض عند الحسبان

-١٦١-

أجاب التخرج، بعد إليه يتطلعون الذي العمل نوع عن الطالب سؤال فعند من% ١٩ أعرب فيما بهم، خاص عمل تأسيس ينوون أنهم فقط منهم% ١٢

عدد أعرب كما. الخارج في للعمل السفر في رغبتهم عن المستفتين الطالب أعرب فيما الخاص، والقطاع العام القطاع لدى للعمل تطلعهم عن ممنه ملحوظ

غالبية أن للنظر الملفت ومن. العليا الدراسات بمتابعة رغبتهم عن منهم% ٣٦ وكذلك. الهندسية العلوم إلى ينتمون بهم خاص عمل بتأسيس رغبتهم أبدوا الذين الغالبية أن حين في. العليا الدراسات متابعة يودون للذين بالنسبة الحال هي

ينتمون) الدولة في التوظيف (العام القطاع لدى للعمل يتطلعون الذين من العظمى ينوون الذين التربية كليات لخريجي بالنسبة منطقي خيار وهو التربوية العلوم إلى

يودون الذين الطالب من الكبيرة النسبة للنظر والملفت. التعليم بسلك االلتحاق من يزيد أعلى تأهيل على حصولهم بأن لشعورهم ربما العليا اتالدراس متابعة . ويحسنها عملهم فرص

% ١٤ أجاب العمل، سوق لدخول استعدادهم مدى عن الطالب سؤال ولدى% ٣٤ و حسن، بشكل% ٤٤ و ،جدا جيد بشكل مهيئون بأنهم يشعرون أن منهم. العمل سوق لدخول ضعيف بشكل مهيئين% ٨و مناسب، بشكل مهيئين غير

في مهني توجيه لمركز الحاجة مدى إلى بوضوح اإلحصائيات هذه وتشير نفسها العينة على مستقبال نفسه السؤال طرح إعادة جدا المفيد ومن. الجامعة . المهنية الحياة فعال دخولهم بعد رأيهم عند زالوا ما الطالب كان إذا ما لبيان

العمل، سوق دخولهم أجل من للدعم حاجتهم مدى عن الطالب سؤال وعند عن% ٤١و الملحة، حاجتهم عن% ٢٦ (الدعم لهذا حاجتهم عن منهم% ٩٤ أعرب يؤكد وهذا. دعم ألي حاجتهم% ٦ نفى بينما ،)قليلة حاجة عن% ٢٧و كبيرة، حاجة إضافية ومهارات وتوجيه نصح من للطالب الدعم تقديم إلى الحاجة أخرى مرة

العلوم طالب من% ١٣ أن والالفت. العمل متطلبات هةلمواج أفضل تهيئة لتهيئتهم عن% ٨ و دعم ألي حاجتهم عدم عن أعربوا) المستقبليين المعلمين (التربوية مسابقات وعبر منظم بشكل يتم التعليم سلك إلى الدخول ألن ربما قليل لدعم حاجتهم . وظيفي وإرشاد توجيه إلى يحتاج وال التربية وزارة تجريها

على حصولهم في لهم الجامعة دعم أهمية مدى عن الطالب السؤ ولدى ذلك أن منهم% ٧٩ أجاب عمل، على للحصول تهيئتهم أجل من عملية خبرات

-١٦٢-

الساحقة الغالبية أن للنظر والملفت. ما حد إلى هام ذلك بأن% ١٠و، جدا مهم ليحص كي للطالب الجامعة دعم أهمية أكدوا الهندسية العلوم طالب من%) ٩٧(

. عملية خبرات على يفضلون التي الفعاليات عن للخريجين الموظفة الجهات سؤال ولدى% ١٨ اختار خرجيها، توظيف قابلية تحسين على الجامعة لمساعدة بها االنخراط

تقديم% ١٧و، للطالب عمل وورشات عملية تدريبية دورات إجراء منهم شرحا تعطي وضعر تقديم% ١٣و للطالب، وظيفية وإرشادات استشارات . األعمال عالم عن تفصيليا

سوق بدخول يفكرون عندما قلقهم يثير ما أكثر ما عن الطالب سؤال وعند ،"والواقع النظرية المعلومات بين الفجوة "منهم العظمى الغالبية اختار العمل، امتالك فعدم "،"المتوفرة العمل فرص ضآلة "ثم ،"العملية الخبرة قلة "تالها العمل فرص ضآلة "أولوا االجتماعية العلوم طالب لكن". الالزمة اتالمهار

. األولوية" المتوفرة سوق لدخول الفعاليات من عدد لفائدة تقييمهم عن الطالب لئس وعندما

األهمية أكبر" الرئيسية الكفاءات اكتساب "و ،"العملية الخبرة المتالك "كان العمل، بغية للخريجين الموظفة الجهات مع لتواصلا "مباشرة تبعها وقد. نظرهم في

". األعمال عالم عن أعمق معلومات على الحصول المهارات سلم أعلى في" العملية الخبرة "الطالب صنف ،هنفس السياق وفي كمهارات" المكتسبة المهارات "تبعها العمل، سوق لدخول الالزمة والخصائص

" الدراسة حقل "و" التخصصية المعرفة "اأعطو فيما. أجنبية بلغة واإللمام التواصل تصنيفا أعطوا العمل أرباب أن للنظر الملفت لكن. والسادسة الخامسة المرتبتين تالها األولى، المرتبة" المكتسبة المهارات "فيه احتلت الشيء بعض مغايرا

" المعرفة لحقل "أعطوا حين في". العمل طالب شخصية "ثم ،"أجنبية بلغة اإللمام" والسادسة والخامسة الرابعة المرتبات" التخصصية المعرفة"و" العملية للخبرة"و

. األهمية حيث من التوالي على القدرة "أعطوا األهم أنها يعتقدون التي الكفاءات عن الطالب سؤال ولدى

تقنيات استخدام على القدرة "هتتل األول، التصنيف" فريق ضمن المنتج العمل على" أجنبية بلغة والكتابة الفهم على القدرة "ثم ،"فعاال استخداما يثةالحد المعلومات

-١٦٣-

عن أعربوا التي الكفاءات وهي". الوقت وإدارة المستقبلي التخطيط على القدرة"و . الجامعية دراستهم خالل كاف بشكل تطويرها من يتمكنوا لم أنهم

لكفاءاتوا الشخصية المهارات عن للخريجين الموظفة الجهات سؤال ولدى القدرة "أعطوا مؤسساتهم، في العمل في لينجحوا الخريجون يمتلكها أن يجب التي تقنيات استخدام على القدرة " هتتل األول الترتيب" أجنبية بلغة والكتابة الفهم على

على القدرة" و" الفعال العمل على القدرة "ثم" فعاال استخداما الحديثة المعلومات ". فريق ضمن المنتج العمل

أجل من كبيرة جهودا تبذل أن الجامعة على مازال أنه سبق مما يتضح عن ذلك أكان سواء العمل، وسوق توفره الذي األكاديمي التعليم بين الهوة ردم

وكيفية المتوفرة العمل لفرص وتوجيههم والخريجين الطالب إرشاد طريق العمل سوق لدخولهم مةالالز بالمهارات تزويدهم طريق عن أو عليها، الحصول، فريق ضمن والعمل التواصل، كمهارات فيه التنافسية قدرتهم وتعزيز

الذي المهني التوجيه مركز مهام صلب من وهذا. وغيرها اللغوية والمهارات . دمشق جامعة في الماضي العام أحدث

التطبيقي بالجانب غنية دراسية لمناهج الكبيرة الحاجة الدراسة أظهرت كما . لتحقيقه الجامعة تسعى ما وهذا الطالب لدى العملية، الخبرات نميةلت

األعمال ريادة تشجيع في جهودها الجامعة تضاعف أن من بد ال كذلك خاص عمل تأسيس نيتهم عن أعربوا فقط منهم% ١٢ وأن خاصة خريجيها لدى والجمعية الجامعة بين حاليا القائم التعاون أن فيه الشك ومما. التخرج بعد بهم

واالتصاالت، المعلومات تقانة حاضنة تأسيس في للمعلوماتية السورية العلمية إلدراج الوطني" شباب "مشروع إطار في للتنمية السورية واألمانة الجامعة وبين

يهدف والذي التعليمية الجامعة مناهج ضمن" األعمال عالم إلى تعرف "برنامج تأسيس على وتشجيعهم الشباب لدى رياديةال المهارات تطوير إلى أساسي بشكل

عليها البناء من البد لكن االتجاه هذا في هامة خطوة يعد الخاصة، أعمالهم . لتحقيقه الجامعة تطمح ما وهو فيها، والتوسع

* * *

-١٦٤-

املهين واإلرشاد دمشق جامعة

)٢٠١٠ أيار ٢جريدة الوطن، (

أكثر الجامعات من يتطلب العمل، لسوق جيدا إعدادا الخرجين إعداد إن

ومواءمتها جودتها وضمان التعليمية لبرامجها العلمي المحتوى تحديث مجرد من بمهارات يتمتعوا أن الخريجين من يتطلب العمل فسوق. العمل سوق متطلبات مع

القيادية والمهارات فريق، ضمن والعمل التواصل كمهارات خاصة، إضافية . وحاسوبية لغوية ومهارات المناسب، الوقت في لحاسما القرار واتخاذ

المهني مسارهم لتخطيط يسعون الذين والخريجين الطالب حق من كذلك التي والقطاعات مناسبة، عمل فرص فيها تتوفر التي القطاعات على يتعرفوا أن

ـد . غيرها من أكثر عمل فرص تـول من بالعديد أسوة دمشق، جامعة افتتحت الغايات، هذه ولتحقيق ولهذا اإلنمائي المتحدة األمم برنامج مع وبالتعاون العالم، في المرموقة الجامعات األساسي هدفه ،"المهني للتوجيه مركزا "والعمل، االجتماعية الشؤون ووزارة العمل، سوق في المطلوبة اإلضافية المهارات والخريجين الطالب إكساب

واالستعداد الذاتية السيرة كتابة وكيفية عمل صفر إيجاد كيفية نحو وتوجيههم . تدريبية عمل ورشات أو فردية نصائح خالل من وذلك العمل لمقابالت من العمل أرباب من العديد باستضافة نشاطاته بالفعل المركز بدأ وقد وتقديم الجامعة في المحاضرات إللقاء وغيرها والصناعية االقتصادية القطاعات يجب التي والكفاءات المتوفرة العمل فرص عن والخريجين طالبلل اإلرشادات

العمل ورشات من العديد المركز نظم فقد كذلك. لها المتقدمين في تتوفر أن العمل، مقابالت إجراء وكيفية الذاتية، السيرة كتابة في التدريبية والدورات

عمال،األ وريادة الوظيفي، المسار وتخطيط عمل، عن البحث واستراتيجيات التواصل مهارات وتطوير للمشاريع، االقتصادية الجدوى دراسات إجراء وأسس . وغيرها الصغيرة المشاريع وتخطيط وجدولة القيادة، ومهارات الفعال،

-١٦٥-

الشركات ومندوبي الجامعة طالب بين اللقاءات من العديد المركز نظم كما النفط وشركات تاالتصاال كمؤسسات الجامعة لخريجي الموظفة والمؤسسات

ومتطلبات الشركات هذه لدى المتوفرة العمل فرص على للتعرف وذلك، وغيرها . لديها العمل

مع التعامل كيفية على لديه العاملين من عدد بتدريب المركز قام كذلك خالل من وذلك المهني مسارهم تحديد على ومساعدتهم العمل فرص طالبي االتصال على وتدريبهم المهني، واإلرشاد توجيهال خدمات تقديم كيفية في تأهيلهم

وإكسابهم المشاكل، وحل االيجابي التفكير وآليات الوقت، وإدارة والتواصل، . والعرض اإلقناع مهارات

تجارب إلى النظر من بد ال كان المنطقة في رائدة التجربة ألن ونظرا من عدد بزيارة عةالجام عن ممثلين قام فقد. المجال هذا في المتقدمة الدول الجامعة قامت كما العريقة، العالمية الجامعات بعض في المهني التوجيه مراكز

لالستفادة المهني اإلرشاد مجال في العاملين الدوليين الخبراء من عدد باستضافة . كوادره وتدريب المركز، عمل وإستراتيجية خطة إعداد قي خبراتهم من

والعمل االجتماعية الشؤون وزارة تقدمه لذيا الدعم إلى اإلشارة من والبد وفرتها التي التدريبية البرامج خالل من المركز، لهذا لها التابعة والمؤسسات

الوزارة تقوم التي العمل سوق بيانات قاعدة خالل ومن المركز، لكوادر الوزارة . مستقبال منها االستفادة للمركز ويمكن حاليا بإنشائها

األمانة و دمشق جامعة بين القائم التعاون إلى شارةاإل من البد كذلك إلى تعرف "برنامج إلدراج الوطني" شباب "مشروع إطار في للتنمية السورية

إلى أساسي بشكل يهدف والذي التعليمية، الجامعة مناهج ضمن" األعمال عالم .الخاصة أعمالهم تأسيس على وتشجيعهم الشباب لدى الريادية المهارات تطوير

نهضة المرحلة هذه في تشهد سورية أن تماما ندرك دمشق جامعة في إننا التكيف من بد ال جديدة احتياجات عنها نتج القطاعات، كافة في كبيرة تنموية الطالب توجيه معها يجب ومتنوعة معقدة متطلبات وهي متطلباتها، وتلبية معها

القطاعين وأن خاصة مثل،األ بالشكل معها للتعامل الوسائل ألفضل والخريجين وأن للخريجين عمل فرص تأمين في العام القطاع إلى انضما والخاص األهلي

. المكتسبة العلمية المعارف جانب إلى للمهارات كبيرا تطويرا تفرض التنافسية * * *

-١٦٦-

العايل التعليم على العاملي التنافس

)٢٠١٠آذار١٤جريدة الوطن، (

ومن الطبيعي . بامتياز" بعصر المعرفة"ن والواحد والعشريوصف القرن أن تحظى فيه المؤسسات التي تولد المعرفة وتنقلها كالجامعات والمعاهد باهتمام

ومن الطبيعي أيضا أن تتنافس الجامعات . كبير من قبل مختلف دول العالمن الطالب ومؤسسات التعليم العالي األخرى فيما بينها على استقطاب أكبر عدد م

المتميزين ألن ذلك سينعكس في النهاية على إنتاجها العلمي والبحثي ومنزلتها للدخل في زمن أصبح فيه اإلنفاق هاماالعالمية، إضافة إلى أن هذا يشكل مصدرا

. على التعليم العالي أمرا باهظ التكاليفالي وقد شرعت العديد من الدول الناشئة بوضع تميز خدمات التعليم الع

وهذا ما حدا بأكثر الدول . فيها كأولوية من أهم أولويات استراتيجياتها التطويريةتقدما في هذا المجال كبريطانيا والواليات المتحدة األمريكية أن تخشى من أن تفقد مكانتها وموقعها المتقدم، وباتت تخشى من أن تنافسها دول أخرى ناشئة في

. والمحيط الهادي على هذا الموقع المتميزجنوب شرق آسية والخليج العربي لكوت، المدير التنفيذي مقال كتبه دون أومؤخرا و قد استرعى انتباهي

أميركية على السوق - نجلوومفاده أن الهيمنة اإل" لمرصد التعليم العالي بال حدود"الدولية للطالب تتعرض حاليا للتهديد من ظهور تكتالت عالمية جديدة قوية في

لنعتقد هل نحن حقا من السذاجة بمكان"تساءل دون ألكوت و. ال التعليم العاليمجكالصين والهند وماليزيا وكوريا الجنوبية ودول الخليج وغيرها ال ترغب أن دوال

أنظمة جامعية مستدامة في بلدانها ومناطقها في أن تبني على المدى الطويلأكيد ليست هذه هي المرة األولى، ستكون بالت"وأضاف ألكوت " وعالية الجودة ؟ ". قراءة التطورات العالميةالتي تسيء فيها الدول الغربية تماما وال ربما األخيرة

التي أدت إلى نشوء منطقة التعليم" عملية بولونية"أوضح ألكوت أنه في أعقاب

-١٦٧-

العالي األوروبية بهدف تشجيع حراكية الطالب واألساتذة وجذب المزيد من الطلبة األجانب، تولد قلق متزايد من بدء ظهور تجمعات إقليمية مماثلة في مناطق أخرى من

باختيار مكان الدراسة وبناء الشراكات في منطقتهم العالم يقوم الطالب والجامعات فيهاوعلى الصعيد األوروبي، ومع أن المملكة المتحدة كانت من الدول . بدال من الخارج

٢٠٠٨أعده عام " عولمة التعليم العالي" عن ايا، إال أن تقريرالموقعة على إعالن بولونللحكومة البريطانية السير دروموند الرئيس السابق لجامعة ليفربول، قد حذر من أن

تشكل تهديدا متزايدا لمكانة المملكة المتحدة في سوق التعليم أوروبا القارية أصبحت مملكة المتحدة من سوق الطالب العالميويقول التقرير أن حصة ال. العالي العالمية

تحتفظ في حين . ، وهي تحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الواليات المتحدة% ١١ تبلغ مخاطر مصدرها دول في منطقة ويلحظ التقرير أيضا% . ٥,٨فرنسا بحصة مقدارها للتميز تقود المنافسة الجديدة وتسعى بدأب لتكون مراكز عالمية آسيا والمحيط الهادئ

. كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا في التعليم العاليبناء على ما سبق ال بد أن يبقى قطاع التعليم العالي على رأس األولويات في الدول العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص، وهذا ما أخذت به الخطة الخمسية

وال بد للدول العربية من أن تفكر . ية في سوريةالعاشرة للتنمية االقتصادية واالجتماع" منطقة التعليم العالي األوروبية"على غرار " منطقة تعليم عالي عربية"في إحداث

تنسجم أنظمة التعليم العالي فيها بعضها مع البعض اآلخر، األمر الذي يشجع على بناء . طالب والباحثين عن تجزئتها، ويسهل حراكية الالشراكات وتكامل الجهود عوضا

والبد لجامعاتنا أن تأخذ على محمل الجد هذا التنافس العالمي على التعليم العالي بأن تطور برامجها التعليمية وإمكانياتها البحثية باستمرار لتكون مراكز تميز تستقطب

الذي تقدم " التعليم العالي بال حدود"ففي عصر . الطالب المتميزين من الداخل والخارج العديد من الجامعات العريقة في العالم برامجها التعليمية عبر فروعها الخارجية فيه

وعبر االنترنت إضافة إلى حرمها الرئيسي، علينا التفكير مليا في تحويل جامعاتنا إلى إن تحقيق معادلة . مراكز تميز وأن نسعى للتكامل فيما بيننا للحيلولة دون تبعثر الجهود

يغني العديد من طالبنا عن السفر بعيدا للتخصص، األمر الذي يحد التميز والتكامل من ظاهرة هجرة األدمغة التي نعاني منها ويحافظ على الكثير من قدراتنا الوطنية

. لتسهم في عملية التنمية الشاملة

-١٦٨-

السباق على البحث العلمي

)٢٠١٠آذار ١جريدة الوطن، (

ر عن وزارة األعمال البريطانية في تقرير صاداسترعى انتباهي مؤخراشهر تشرين أول الماضي مفاده أن الصين فعلت ما هددت به لسنوات، فقد تجاوزت من حيث إنتاج البحوث العلمية المملكة المتحدة لتصبح ثاني أكبر دولة

ويؤكد التقرير أن الصين قد انتقلت إلى. منتجة للبحوث األكاديمية في العالم عالميا في إنتاج البحوث العلمية بعد الواليات المتحدة التي تحتل المرتبة الثانية في بحثا٩١٢٧٣ورغم أن المملكة المتحدة نشرت ما مجموعه . المرتبة األولى

١١ وبزيادة قدرها – بحث لكل باحث ٢،٣ أي ما يعادل وسطيا– ٢٠٠٨عام ق على أكثر ، فإن ذلك لم يكن كافيا للتفو٢٠٠٧ألف بحث عما نشر في عام

فقد شهدت الصين زيادة في إنتاجها البحثي مقدارها . بلدان العالم تعدادا للسكان آالف ورقة ١١٠على مدى العقد الماضي، فأنتجت أكثر من أربعة أضعاف ألف ورقة بحثية عما أنتجته في ٣٠ أي بزيادة حوالي - ٢٠٠٨بحثية في عام

دة في التقرير أن حصة المملكة وقد أظهرت اإلحصائيات الوار. ٢٠٠٧عام ، بعد ٢٠٠٨عام % ٩,٧المتحدة من الورقات البحثية المنشورة في العالم بلغت

في حين احتفظت الواليات المتحدة . منذ حوالي خمس سنوات % ٥,٨أن كانت بريادتها في مجال البحوث المنشورة، على الرغم من أن حصتها انخفضت أيضا

. الفترة نفسهاخالل % ٢٩,٥ إلى ٣٤من في عدد البحوث العلمية التي ي عالميويشير التقرير إلى ارتفاع استثنائ

، والفضل في ذلك يعود إلى حد كبير إلى كل من الصين ٢٠٠٨نشرت عام . والبرازيل والهند وإيران

أنه رغم انخفاض حصة المملكة المتحدة من وذكر التقرير أيضا أي االستشهاد– من االستشهادات العلمية المنشورات العلمية، فإن حصتها

-١٦٩-

قد ارتفع من متوسط قدره –كاديميين اآلخرين بالورقة العلمية من قبل األ، ما ٢٠٠٨في عام % ١١,٨على مدى السنوات الخمس الماضية إلى % ١١,٢

. يضع المملكة المتحدة في المرتبة الثانية بعد الواليات المتحدةجاوز الصين في إنتاجها العلمي المملكة المتحدة على قد ال يبدو مستغربا أن تت

جامعة ١١ الرغم من أن تصنيف شنغهاي ألفضل مائة جامعة في العالم يتضمنن تحتالن المرتبة الرابعة والعاشرة ا كمبردج وأكسفورد اللتابريطانية منها جامعت

ان الصين فعدد سك. عالميا، في حين ال يتضمن التصنيف المذكور أية جامعة صينيةيبلغ أكثر من عشرة أضعاف عدد سكان المملكة المتحدة ومن المتوقع أن يكون عدد

لك على ذالباحثين الصينيين أكبر بكثير من عدد الباحثين البريطانيين وأن ينعكس لكن الشيء الملفت لالنتباه والمثير لإلعجاب في نفس الوقت ما . حجم اإلنتاج البحثي

تاج الصين من البحوث العلمية تضاعف أربع مرات خالل ذكره التقرير من أن إنوهذا يدل بوضوح على وجود رؤية واضحة وإستراتيجية تعمل . العقد الماضي

مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات البحثية الصينية بدأب على تحقيقها وهي أن . تكون الصين في طليعة الدول المنتجة للبحث العلمي والمعرفة

و الصين بأن يكون لنا رؤية وإستراتيجية واضحة ذو حذحوال بد أن نللبحث العلمي خاصة بنا نعمل جميعا كجامعات ومؤسسات بحثية وطنية على

وهنا يبرز دور الهيئة . لكذتحقيقها، ونحشد اإلمكانات المادية والبشرية الالزمة لمل وخطط العاإلستراتيجيةه ذالعليا للبحث العلمي التي من مهامها وضع ه

ومما ال شك فيه أن الجامعات السورية، وفي مقدمتها جامعة . هاذالالزمة لتنفيواستجابة لتوجيهات قيادتنا وحكومتنا، تضع البحث العلمي على رأس دمشق،

بما يتوفر هذه اإلستراتيجية في تحقيق هاما دوراأولوياتها، وهي بالتالي ستلعب . طاقات بشريةاتية وذلها من بنى تحتية وموارد مالية

* * *

-١٧٠-

جامعة دمشق ومشروع تطوير األداء النوعي

اجلامعات العربية )٢٠١٠شباط١٦جريدة الوطن، (

في إطار جهودها الرامية لرفع سوية أدائها، شاركت جامعة دمشق خالل السنوات الماضية في مشروع تطوير األداء النوعي ورفع كفاءة التخطيط

في الجامعات العربية، وهو مشروع رعاه برنامج األمم المتحدة المؤسساتي وقد بدأ المشروع بمرحلة أولى استمرت عامين جرى خاللها . UNDP اإلنمائي

تقييم جودة برامج تعليم الهندسة المعلوماتية وعلوم الحاسوب في الجامعات أربع إلى جانب) كلية الهندسة المعلوماتية(وشاركت جامعة دمشق . العربية

. عشرة جامعة عربية في هذا التقييمشاركت الجامعة في تقييم ، وفي نطاق المرحلة الثانية من نفس المشروع

جودة برامج كليات التربية في الوطن العربي حيث اشتركت كلية التربية بجامعة دمشق إلى جانب كليات التربية في ثمان وعشرين جامعة عربية بتقييم برنامج

. يل التربوي فيهادبلوم التأهالتي عنيت بتقييم برامج كليات الهندسة من المشروع وفي المرحلة الثالثة

في الجامعات العربية، شاركت جامعة دمشق أيضا بتقييم برنامج اإلجازة في اإلدارة الهندسية واإلنشاء في كلية الهندسة المدنية إلى جانب كليات الهندسة في

. عشرين جامعة عربيةمن المشروع في كل مرحلة من مراحله دورات تدريبية هدفها وقد تض

في عملية التقييم وتدريبهم على كيفية إجراء تأهيل ممثلي الجامعات المشاركينعملية التقييم الذاتي للبرامج المدروسة، وتوصيف مقررات كل برنامج وكتابة

. محصالته التعليمية وغيرها

-١٧١-

QAA وكالة ضمان الجودة البريطانية تمت عمليات التقييم هذه وفق معاييروتتضمن " (المعايير األكاديمية"التي تعتمد على تقييم ثالثة معايير أساسية هي

المحصالت التعليمية المستهدفة، والمناهج، وطرائق اختبار الطالب، وإنجازات وتتضمن تقييما لعملية التعليم والتعلم، " (نوعية الفرص التعليمية"، و)الطالب

كذلك ". ضمان الجودة والتحسين المستمر"، و)دم الطالب، والمصادر التعليميةوتقتضمنت عملية التقييم زيارة حقلية للنظراء قام بها خبراء الوكالة بالمشاركة مع خبراء من الجامعات العربية المشاركة لتدقيق تقرير التقييم الداخلي للكليات

. المشاركةنهائية لعملية التقويم كانت في معظم وعلى الرغم من أن المحصلة ال وجود العديد من نقاط الضعف التي الحاالت مرضية، إال أنها أظهرت أيضا

ففي برنامج دبلوم . ينبغي أن تعمل الجامعة مع الكليات المعنية على تداركهاالتأهيل التربوي على سبيل المثال أوصت اللجنة بأن يكون هناك توصيف

المرجوة من كل مقرر تدريسي وليس فقط من البرنامج للمحصالت التعليمية بشكل عام، كما أوصت بمراجعة المنهاج الحالي إلعطاء المزيد من الوقت للجلسات العملية، وتركيز المكونات النظرية للبرنامج على الحاجات التدريبية

كذلك أوصت اللجنة بإتباع طرائق تدريس وتقويم متنوعة بحيث. الفعلية للمعلمينمن كل مقرر، وأن يكون هناك للمحصالت التعليمية المرجوة تكون أكثر مالءمة

. استخدام أفضل للمصادر التعليمية المتوفرة كالمخابر الحاسوبية وغيرها وفي برنامج اإلدارة الهندسية واإلنشاء، أشارت اللجنة إلى وجود نقاط

ناسبة مؤهالتهم مرضية عديدة كوجود عدد كاف من أعضاء هيئة التدريس، وموخبراتهم للبرنامج المدروس بما في ذلك الممارسة العملية، وكفاية المخابر الحاسوبية وتسهيالت الولوج إلى اإلنترنت، هذا إلى جانب وجود نقاط ضعف عديدة تعمل الجامعة على تداركها كعدم توفر تدريب حقلي للطالب في المواقع

مناسب للمهارات العملية للطالب وتطبيقها الهندسية المختلفة، وعدم وجود تقييمفي حاالت واقعية، وعدم إتباع استراتيجيات التعلم الذاتي، وعدم كفاية المخابر

. والورش وغيرهامما ال شك فيه أن هناك منافع مباشرة لمشاركة الجامعة في هذه المشاريع

. اجب اتخاذهاالدولية كتحديد مواطن الضعف التي يجب تداركها، واإلجراءات الوأما المنافع غير المباشرة التي تجنيها الجامعة فال تقل أهمية عن سابقتها وهي

-١٧٢-

تتمثل بنشر ثقافة الجودة في الكليات المشاركة، وبناء القدرات في مجال تقييم البرامج األكاديمية وفق المعايير الدولية، إضافة إلى أن ذلك يساعد في تحديد

. نسبة إلى باقي الجامعات العربيةموقع الجامعة اإلقليمي ومشروع تطوير األداء النوعي في الجامعات العربية ليس هو المشروع الدولي الوحيد الذي شاركت فيه جامعة دمشق في مجال ضمان الجودة، فهناك

التي يرعاها االتحاد األوروبي شاركت فيها TEMPUSالعديد من مشاريع تمبس على التجربة األوروبية في مجال ضمان جودة الجامعة وتعرفت من خاللها

ها تأسيس مركز ضمان الجودة في جامعة حدأالبرامج األكاديمية، وقد نتج عن . دمشق

يمكن أن تأخذ به الجامعات إن ضمان جودة البرامج األكاديمية ليس خيارا مع أو ال تأخذ به، بل هو نهج لم يعد منه بد لتكون البرامج التعليمية متالئمة

متطلبات التنمية وتلبي حاجات المجتمع وسوق العمل، وليمتلك الخريجون الكفاءات الالزمة التي تكسبهم قدرة تنافسية في سوق العمل الوطنية والعربية،

. وهو ما تضعه جامعة دمشق نصب عينها وتسعى جاهدة لتحقيقه

* * *

-١٧٣-

ة؟سوري اجلودة لضمان وطنية هيئة ملاذا

)٢٠٠٩ شباط ٧جريدة الوطن، (

تقع األكاديمية والجودة المعايير عن الرئيسية المسؤولية أن من الرغم على مؤسسة أو جامعة كل لدى يكون أن المفترض من حيث الجامعات، عاتق على

وطنية لهيئة حاجة فهناك بها، الخاصة الداخلية الجودة ضمان إجراءات تعليمية التعليم ومؤسسات الجامعات أداء بمراجعة تقوم دولة كل في الجودة لضمانمقاييس جودة األداء المعتمدة مع فيها األداء معايير توافق مدى من للتأكد العالي

في مؤسسات التعليم العالي الدولية، ومن فعالية إجراءات ضمان الجودة المعمول والتي يتم على بها في المؤسسة،ومدى التزامها بمؤشرات الجودة المعدة مسبقا

. ضوئها تحديد مواطن القوة والضعف في المؤسسة على التعليمية المؤسسات ألداء تقييمها في أساسي بشكل الهيئة وتعتمد

التعليمية عن نفسها حول أدائها، حيث تقرير التقييم الذاتي الذي أعدته المؤسسةلها معلومات تجمع خال تقوم الهيئة بزيارات ميدانية لمؤسسة التعليم العالي

الموجودة في التقرير الذاتي، ومن ثم الحكم على مدى فعالية لمقارنتها بالحقائق . أنظمة ضمان الجودة في المؤسسة

البرامج األكاديمية في الجامعات والمؤسسات بتقييم الهيئة تقوم كذلكعلى المعرفة والمهارات الالزمة التي التعليمية بهدف ضمان حصول الخريجين

ويحدد تقرير الهيئة مدى توافق هذه البرامج مع . سوق العمل لهم لدخولتؤهوتوصيات لتحسين برامج كما يشتمل التقرير على اقتراحات المعايير المعتمدة،

. التعليمية الدراسة األكاديمية للمؤسسة المسؤوليات وفق آخر إلى بلد من الجودة ضمان هيئات رسالة وتختلف المصرية التعليم جودة ضمان هيئة رسالة تنص المثال، بيلس فعلى. بها المناطة مخرجاته، في المجتمع ثقة لكسب المستمر وتطويره التعليم بجودة االرتقاء "على

-١٧٤-

خالل من وذلك المعلنة، وأهدافها لرساالتها وفقا التعليمية المؤسسات واعتماد ليس الهيئة مهام من نهأ أي". والشفافية والعدالة باالستقاللية تتسم وإجراءات نظم اعتماد قرارات إصدار أيضا وإنما به واالرتقاء التعليم جودة ضبط فقط

تختص مهام وحدة مراجعة أداء حين في. التعليمية والبرامج المؤسساتمؤسسات التعليم العالي التابعة لهيئة ضمان جودة التدريب والتعليم في البحرين

التعليم العالي في ودة أداء جميع مؤسساتفي مراجعة ج ٢٠٠٨التي تأسست عام وتهدف بشكل . وفق المؤشرات االسترشادية التي تضعها الهيئة مملكة البحرين

العالي في البحرين عن طريق القيام بمراجعة أساسي إلى تعزيز جودة التعليماإلجراءات التي تم اتخاذها لضمان جودة المؤسسة التعليمية، وتحديد مواطن القوة

التي تحتاج إلى تطوير في المؤسسة، ومراجعة اطن الضعف والمجاالتوموالمعايير المعتمدة من قبل برامج المؤسسة لضمان التزامها بالحد األدنى من

اإلعالم كي يتسنى ألولياء األمور وتنشر الهيئة تقريرها في جميع وسائل. الهيئةضعه بتصرف مجلس وباقي الشركاء المعنيين اإلطالع عليه، كما ت والطلبة

التعليم العالي الذي يعد الجهة الوحيدة المسؤولة في البحرين عن إصدار المراجعة التي ويعتمد المجلس على تقارير. التعليم العالي التراخيص لمؤسسات اتخاذ القرارات المتعلقة باعتماد أو إصدار التراخيص في تقوم الهيئة بإعدادها

. بها بمعايير الترخيص المعمولومدى التزامها لهذه المؤسساتلقد نص الهدف الثاني من األهداف اإلستراتيجية لقطاع التعليم العالي في : الخطة الخمسية العاشرة للتنمية االقتصادية واالجتماعية في سورية على

الوصول إلى مستوى نوعي عال في الخطط الدراسية والمناهج والبرامج "ربط المحكم بين مخرجات التعليم العالي كما والنشاطات األكاديمية يوفر ال

وال بد لتحقيق ذلك من ". ونوعا، وحاجات التنمية الشاملة ومتطلبات سوق العملهيئة مستقلة لضمان الجودة واالعتماد في مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة تقوم بتقييم أداء هذه المؤسسات وبرامجها األكاديمية، وتقدم النصح

ورغم أن . دارك مواطن الضعف، وتنشر الممارسات الجيدة في التعليم والتأهيللتإحداث هذه الهيئة الوطنية كان واحدا من مشاريع الخطة الخمسة العاشرة في قطاع التعليم العالي، فإننا قد شارفنا اآلن على مطلع العام األخير من هذه الخطة

رة دون أن ترى هذه الهيئة ونقف على أعتاب الخطة الخمسية الحادية عش وال يسعنا إال أن نؤكد على أهميتها وأن نأمل أن ترى النور قريبا. الوطنية النور

. أسوة بالغالبية العظمى من الدول العربية ودول العالم

-١٧٥-

للجامعات العاملي والتصنيف دمشق جامعة

)٢٠١٠ كانون الثاني ٦جريدة الوطن، ( العالمي التصنيف مركز من كل أطلق ٢٠٠٣ عام من حزيران في مرة وألول تونغ جياو شنغهاي لجامعة التابعين العالي التعليم ومعهد للجامعات هذا تحديث سنويا يجري الحين ذلك ومنذ . العالم لجامعات األكاديمي التصنيف ستة على اعتمد والذي ،"شنغهاي تصنيف "باسم الحقا عرف الذي التصنيف ونوعية الجامعة، في التعليم جودة تعكس أن المفروض من موضوعية مؤشرات. النسبي وأداءها العلمي، البحث من الجامعة وإنتاج فيها، التعليمية الهيئة أعضاء خريجيها عدد أو الجامعة في التدريسية الهيئة أعضاء عدد: هي المؤشرات وهذه وعدد تلفة،المخ المعرفة حقول في وميداليات نوبل جائزة على حصلوا الذين

المقاالت وعدد العالمية، األدبيات في بهم يستشهد من أكثر هم الذين الباحثين في الواردة البحثية المقاالت وعدد والعلوم، الطبيعة مجالت في المنشورة البحثية . حجمها إلى نسبة الجامعة وأداء العلمي، االستشهاد فهرسة نظام

موقع تحديد كان التصنيف اهذ من األساسي الهدف أن من الرغم وعلى التصنيف هذا استقطب فقد العالم، بجامعات مقارنة المرموقة الصينية الجامعات

أنحاء شتى في واإلعالمية والحكومية األكاديمية األوساط اهتمام إطالقه منذ . العالم

وكاليفورنيا وستانفورد هارفارد جامعات حازت ٢٠٠٩ عام تصنيف وفي فيما. التوالي على الثالث وللعام األولى الثالث المراكز على األمريكية) بركلي(

٢٠٠٦ عام في الثانية المرتبة تحتل كانت التي البريطانية كمبريدج جامعة انتقلت. الخامسة المرتبة على للتكنولوجيا ماساشوستس معهد وحاز. الرابعة المرتبة إلى المرتبة طوكيو عةوجام العاشرة، المرتبة احتلت فقد أكسفورد جامعة أما

تصنيف أعلى) السادسة باريس (كوري وماري بيير جامعة وحققت. العشرين . األربعين المركز على بحصولها فرنسية لجامعة

-١٧٦-

كفاية على خريجين بإعداد لها مشهود دمشق جامعة أن من الرغم وعلى ذلك في شأنها دمشق جامعة فإن واألدبية العلمية االختصاصات شتى في عالية في جامعة ٥٠٠ أفضل بين من مرتبة أية تحتل لم العربية الجامعات باقي شأن المؤشرات جميع الرتباط أساسي بشكل ذلك ويعود. شنغهاي تصنيف وفق العالم نإ حتى. التعليمية للمؤسسة البحثي باإلنتاج شنغهاي تصنيف عليها بني التي

نوبل جوائز بعدد قيسا قد ةالتعليمي الهيئة أعضاء ونوعية التعليم جودة معياري في التعليمية الهيئة أعضاء عليها حصل التي البحوث وعدد الميداليات وعدد

. وخريجيها الجامعة العالي التعليم سياسات مجال في الباحثين من العديد أن من الرغم وعلى

تيوال عليها بني التي المعايير مع وال التصنيف هذا نتائج مع يتفقون ال العالم في يعد بات شنغهاي تصنيف فإن الجامعة، في التعليمية العملية جودة بدقة تعكس ال

في واسع جدل إثارة في سببا وكان وأهمية، تأثيرا العالمية التصنيفات أكثر نهاية في أدى الذي األمر كفرنسا، الدول بعض في والحكومية األكاديمية األوساط من مزيدا الفرنسية الجامعات وإعطاء الجامعية القوانين تعديل إلى المطاف

. االستقاللية التصنيف سلم على مميزا موقعا تحتل أن في دمشق جامعة رغبت ما وإذا في تضع أن العربية، الجامعات سائر شأن ذلك في شأنها لها، بد ال فإنه العالمي، البحث تولي وأن شنغهاي، تصنيف أساسها على بني التي المؤشرات حسبانها الجامعة مكانة ألن وثانيا التنمية، متطلبات لتحقيق أوال كبيرا، اهتماما العلمي . األصيلة العلمية البحوث من إنتاجها بحجم تقاس الدولية الساحة على

خالل من حاضر هو بل دمشق، جامعة في غائبا ليس العلمي والبحث التي التدريسية ئةالهي أعضاء وبحوث والدكتوراه الماجستير بحوث من العديد ومراكزها العليا ومعاهدها الجامعة كليات في االختصاصات شتى في تجرى ماجستير رسالة ستمائة يقارب ما دمشق جامعة نجزتأ ٢٠٠٩ عام ففي. البحثية

وسجل. بحثا خمسين حوالي فيها التدريسية الهيئة أعضاء أنجز كذلك. ودكتوراه من دمشق جامعة صرفت ٢٠٠٩ عام فيو. جديدا بحثا ١٥٠ حوالي لديها

البحث دعم على سورية ليرة مليون ٣٠٠ حوالي الذاتية مواردها ومن ميزانيتها العلمي البحث مهمات على واإلنفاق وتطويرها المخابر تجهيز ذلك في بما العلمي ليرة مليون ٢٠٠ يقارب بما أخرى مالية حجوزات وهناك . األمور من وغيرها

-١٧٧-

لكن. البحثية ومراكزها ومعاهدها الجامعة كليات لمختلف أمينالت قيد سورية المستوى ودون الطموحات من بكثير أقل العلمي البحث من الجامعة إنتاج مازال . العالم جامعات بين جيدا تصنيفا لها يضمن الذي

الوحيد سبيلها هو بل للجامعات، خيارا ليس العلمي البحث في االنخراط إن أكاديمية مكانة وتبوء التنمية، وخطط المجتمع خدمة في صحيحال دورها للعب ولكن وضحاها، ليلة بين يتم أن لذلك يمكن وال. الدولية المعايير وفق رفيعة من كبير جزء استخدام للجامعات أتاح الذي الجديد الجامعات تنظيم قانون بفضل

تضع بأن وحكومتنا قيادتنا توجيهات وبفضل العلمي، البحث لدعم الذاتية مواردها خالل دمشق جامعة قطعت فقد أولوياتها، رأس على العلمي البحث الجامعات لنقوم الكثير أمامنا ومازال الصحيح الطريق على ملحوظا شوطا الماضية األعوام

. طموحاتنا تحقيق سبيل في به خاصة العلمي البحث باتجاه جديدا دفعا القطر جامعات تشهد أن والمأمول

وطنية استراتيجية وضع مهامها من والتي للعلمي للبحث العليا الهيئة إحداث بعد لتحقيق عليها البحوث تركيز يتوجب التي األساسية المحاور تحدد العلمي للبحث الجهات مختلف بين الجهود وتنسيق الوطني، الصعيد على ممكن نفع أكبر

على والحفاظ الجهود لتكام منطلق من له ةوالمنتج العلمي للبحث الطالبة . والموارد الطاقات

* * *

-١٧٨-

عام دمشق جامعة )٢٠٠٩ كانون األول ٢٨جريدة الوطن، (

فيها نقف ولحظة بها يحتفى مناسبة جديد عام ووفود عام انقضاء كان لطالما

. القاعدة هذه عن العام هذا يشذ وال. لتحقيقه نسعى وما جامعتنا في تحقق ما على من استقبلت فقد. المجتمع خدمة في العمل من بالكثير ٢٠٠٩ عام حفل لقد النظامي، التعليم في طالب ألف العشرين على يزيد ما الوافدين الجدد الطالب اإلمكانات كافة تطوير على وحرصت المفتوح، التعليم في طالب آالف وخمسة

. الشاملة الجامعية المنظومة في اندماجهم وتسهيل لهم األفضل لتقديم والظروف البشرية قدراتها وتطوير التحتية بنيتها توسيع في بخطتها الجامعة استمرت كما

وبرامج وأقسام كليات بافتتاح المنصرم العام تميز وقد. مناهجها وتحديث الدبلومات من عدد طالب من جديدة دفعات وتخريج جديدة، عليا دراسات

. مرموقة عالمية جامعات مع لمشتركةا التخصصية والماجستيرات فقد، ٢٠٠٩ العام في الجامعة شهدتها التي الجديدة لالفتتاحات بالنسبة أما الحكومة من بدعم" االقتصادي التحول "في ماجستير افتتاح الجامعة شهدت األلمانية ماربورغ جامعة مع بالتعاون االقتصاد كلية في أحدث والذي األلمانية عمل ينظم جديد تشريع إلى الحاجة بسبب ٢٠٠٨ عام في افتتاحه رتعذ قد ،وكان

الجديد التشريع هذا صدور وكان. أجنبية الجامعات مع المشتركة الماجستيرات عام بشكل القطر لجامعات كبيرا دعما ٢٠٠٩ عام مطلع في ) ١ رقم القانون(

من ثيرالك وتذليل خططها تنفيذ على ساعدها إذ خاص، بشكل دمشق وجامعة البرامج من المزيد إلحداث السبيل ومهد طريقها، اعترضت التي العقبات

. العمل وسوق المجتمع حاجة تلبي التي المشتركة الماجستيرات إحداث في التوسع إلى ٢٠١٠ العام في دمشق جامعة وتتطلع

تولوز، جامعة مع بالتعاون الكيمياء في كماجستير وافتتاحها، المشتركة . برشلونة جامعة مع اآلثار في وماجستير

-١٧٩-

في األكبر التحدي مواجهة هو األهم وهدفها األولى الجامعة مهمة وألن التي المجتمع الحتياجات تلبية البشرية القدرات بناء وهو أال التنمية، عملية ٢٠٠٩ عام دمشق جامعة خرجت فقد، أولوياتها العاشرة الخمسية الخطة حددت للترجمة العالي المعهد في والتخصص التأهيل جستيراتما من الثانية الدفعة

تخرج كما. والمنطقة سورية في نوعه من فريد معهد وهو الفورية والترجمة السابق في أحدثت التي األخرى التأهيلية الماجستيرات من العديد في طالبا

. أجنبية جامعات مع بالتعاون فرعيها طالب من األولى الدفعات ٢٠٠٩ العام في الجامعة خرجت كذلك

جديدة وأقساما القنيطرة محافظة في للتربية كلية وافتتحت والسويداء، درعا في واللغة االجتماع وعلم الفلسفة كأقسام والسويداء درعا محافظتي في فرعيها في

. دمشق في الرئيسي فرعها في السياحة وكلية الفرنسية، هذه من الدفعات من المزيد تخريج إلى ٢٠١٠ العام في ونتطلع الدفعة سيما وال العمل وسوق التنمية خطة احتياجات تلبي التي الماجستيرات

المدرسة مع بالتعاون المحدث المتقدمة االتصاالت هندسة ماجستير من األولى العمراني التخطيط ماجستير من األولى والدفعة فرنسا، في لالتصاالت العليا

الفالييه مارن "جامعة مع بالتعاون العمارة كلية في حافتت الذي المستدامة والتنمية الذي األلمانية اللغة قسم طالب من األولى الدفعة لتخريج نتطلع كذلك". الفرنسية من فريد قسم وهو DAAD األلمانية األكاديمي التبادل مؤسسة مع بالتعاون أحدث . القطر جامعات في نوعه

في أدخل فقد. التحتية الجامعة نيةب لتوسيع وساق قدم على العمل واستمر الحقوق، كلية مدرجات كمبنى الجديدة، المباني من عدد ٢٠٠٩ عام الخدمة ومبان الطبية الهندسة مبنى من الليزر لبحوث العالي للمعهد المخصص والجزء ستدخل ٢٠١٠ عام وفي. التل في السياسية العلوم كلية تجمع في وسكنية تعليمية

وبالتالي الطالبية الكثافة حدة من التخفيف دعم شأنها من جديدة مبان الخدمة في الذي الجديد المعلوماتية الهندسة كلية كمبنى فعالية، وأكثر أسلم تأهيلية بيئة تأمين من B و E والكتلتين ،حاسوبيا مخبرا وعشرون وأربعة مدرجا عشر أحد يضم إعالم كلية إلى اإلعالم مقس بتحويل ستسمحان التين الجديد اآلداب كلية مبنى

في سيدخل كذلك. المستقبل إعالميي تأهيل مستلزمات كلب مجهزة نموذجية تجمع في الطالبي للسكن المخصصة المباني من عدد ٢٠١٠ العام في الخدمة

-١٨٠-

بإنشائهما تقوم اللذين الصنع المسبقي والمبنيين والكهربائية، الميكانيكية الهندسة والسويداء درعا محافظتي في الجامعة فرعي في يةالعسكر اإلسكان مؤسسة في الجديدة االفتتاحات من بالمزيد فيهما األعمال اكتمال عند سيسمحان واللذين . الفرعين هذين

دمشق جامعة شرعت، األسد بشار الرئيس أصدره الذي المرسوم وبفضل في معيدين األوائل خريجيها بتعيين التوالي على الثاني وللعام ٢٠٠٩ العام في

خططها تستلزمها التي االختصاصات وفي مسابقة إعالن إلى الحاجة دون كلياتهم الجامعة وتتطلع. التعيينات من مزيدا ٢٠١٠ العام وسيشهد. المستقبلية العلمية التعليم مجلس إلى رفعته الذي المقترح وفق المرسوم هذا من االستفادة تعظيم إلى

. األوائل الثالث الخريجين يشملل المرسوم يعدل بأن العالي جديدة تشريعات صدور إلى ٢٠١٠ العام في دمشق جامعة في نتطلع كذلك بتحويل الخاص التشريع ومنها الجامعة، على الخاص وقعها لها سيكون اقترحتها عدد تجاوز أن بعد وإداريا ماليا مستقلة مؤسسة إلى الجامعية األسد باسل مدينة . الجامعة على كبيرا عبئا تشكل شؤونها إدارة وأصبحت بنىم ثالثين أبنيتها

من الجامعة في المخلصة الجهود تكاتف لوال ليتحقق كان ما كله ذلك إن قيادتنا من نلقاه الذي الكبير الدعم ولوال وعمال، وإداريين تعليمية هيئة أعضاء

جاوزتت إنجاز نسب ٢٠٠٩ العام في نحقق أن على ساعدنا والذي وحكومتنا اإلضافية المالية االعتمادات لنا ووفرت االستثمارية خطتنا من% ١٠٠ الـ

. لذلك الالزمة ألن نتطلع فإننا دمشق، لجامعة بالنسبة مميزا عاما ٢٠٠٩ عام كان وكما

لتحقيق وسعنا في ما كل وسنبذل اهللا، بإذن آخر مميزا عاما ٢٠١٠ العام يكون الخيرة الجهود كل وتضافر الوطنية األيادي كل اتفتك صادقين لنأمل وإننا. ذلك متماسك، واحد كفريق جميعا العمل من لنتمكن العالي التعليم ووزارة الجامعة في

نسعى التي العليا الوطن مصلحة هو فقط واحدا أمرا أعيننا نصب واضعين . لتأمينها متكاتفين جميعا

* * *

-١٨١-

سفورد جامعة دمشق وجامعة أك

وتطوير املهارات القيادية )٢٠٠٩ تشرين الثاني ٨ جريدة الوطن،(

فقد مضى على . تعد جامعة أكسفورد من أفضل جامعات العالم وأقدمها

تأسيسها أكثر من ثمانمائة عام وهي جامعة عريقة متعددة االختصاصات تخرجت وعلى . لمرموقةمنها العديد من الشخصيات العلمية واالجتماعية والسياسية ا

الرغم من أن كلية سعيد إلدارة األعمال التابعة لجامعة أكسفورد والتي أحدثت بدعم من السيد وفيق سعيد هي كلية حديثة نسبيا ولم يمض على تأسيسها سوى عشرة أعوام، إال أنها سرعان ما أصبحت واحدة من أفضل عشر كليات إدارة

لكلية إضافة إلى برامجها االعتيادية في وأهم ما يميز هذه ا. أعمال في العالمإدارة األعمال، احتواءها على أحد أفضل برامج تدريب للمدراء التنفيذيين في

ويتضمن هذا البرنامج دورات في تطوير المهارات . الجامعات البريطانية . القيادية، وفي اإلدارة المالية، والتخطيط االستراتيجي، وإدارة التغيير وغيرها

ذا لخطتها اإلستراتيجية ولسياستها في االنفتاح على التعاون مع وتنفيالجامعات المرموقة في العالم لما فيه خدمة العملية العلمية ودعم عملية التنمية

Said" مؤسسة سعيد"الوطنية، سعت جامعة دمشق منذ فترة، وبدعم من

Foundationاألعمال، إلى التعاون مع جامعة أكسفورد خاصة في مجال إدارة لما لهذا المجال من أهمية كبيرة وانعكاس كبير على عملية التنمية خاصة في هذه األيام التي يشهد فيها الوطن تطورات كبيرة على الصعيد االقتصادي ولدت

-١٨٢-

الحاجة إلى مدراء تنفيذيين على مستوى عال من الكفاءة سواء في القطاعين العام . ية التطور والتغيير بكل متطلباتهاأو الخاص قادرين على إدارة عمل

وقد توصلت المباحثات بين جامعة دمشق وجامعة أكسفورد وكلية سعيد إلدارة األعمال إلى التركيز في المرحلة األولى على إحداث برنامج تدريبي مشترك للمدراء التنفيذيين، مع إمكانية توسيع التعاون بين الجامعتين مستقبال

. وغيرهاMBAمية مشتركة كماجستير في إدارة األعمال ليشمل برامج تعليومن خالل زيارة للقطر قام بها بعض أساتذة هذه الكلية ومؤسسة سعيد، وعقد خاللها أكثر من أربعين لقاء شاركت فيها مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والجامعات والمنظمات غير الحكومية، للتعرف

تياجات في سورية وأهم التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة، بغية على االحالوصول إلى تصميم برنامج تدريبي مناسب يكون على صلة كبيرة بالواقع

وقد تم التوصل بنتيجة هذه اللقاءات الميدانية إلى خيارات عدة . المحلي للقطرطاع المالي وقطاع كأن تنظم دورات تدريبية فنية لقطاعات اقتصادية معينة كالق

التأمين والقطاع السياحي وغيرها، أو أن تنظم دورات في مهارات إدارة األعمال للمدراء في القطاع الخاص كدورات تدريبية في التمويل والقوى البشرية والتسويق وغيرها، أو أن تنظم دورات في تطوير القدرات اإلدارية في القطاع

، وخدمة الزبائن، وإدارة المشاريع، وطرائق العام كدورات في اإلدارة الماليةالتعاقد وغيرها، أو أن تنظم دورات تدريبية في تطوير المهارات القيادية للقطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية تشمل دورات في القيادة اإلستراتيجية، ومهارات التأثير، وخلق منظمات عالية الكفاءة، وقيادة التغيرات

. اتيجية وإدارتهااإلستروبعد دراسة مستفيضة متأنية رجح الخيار الرابع وهو البدء بعقد دورات تدريبية في تطوير المهارات القيادية موجهة بشكل خاص للمدراء التنفيذيين الذين يشغلون حاليا مواقع وسطى وعليا في القطاعين العام والخاص وقطاع المنظمات

لدورة األولى التي يتوقع أن تبدأ في شهر شباط القادم وستشتمل ا. غير الحكوميةمحاضرات تدريبية ومشاريع حقلية تم انتقاؤها بعناية لتناسب الواقع المحلي

-١٨٣-

وسيشارك بعض أساتذة جامعة دمشق إلى جانب أساتذة جامعة . السوريأكسفورد في عملية التدريب خاصة خالل المشاريع الحقلية التي تقرر أن يكون

. شرف من كل جامعةلها مبين جامعة دمشق " برنامج سورية أكسفورد للتطوير القيادي" إن إطالق

وجامعة أكسفورد ممثلة بكلية سعيد إلدارة األعمال هو حدث مميز في مسيرة ألن تكون الرائدة في دعم عملية التنمية الوطنية جامعة دمشق التي سعت دوما

المتنوعة وبرامج التدريب المستمر، وإنما ليس فقط من خالل برامجها التعليمية أيضا من خالل الشراكات اإلستراتيجية التي أنشأتها والتي أثمرت عن افتتاح العديد من البرامج التعليمية المشتركة في اختصاصات هامة وثيقة الصلة بسوق

ونحن نأمل أن يمتد هذا التعاون مع جامعة أكسفورد ليشمل مجاالت . العمل . في النهاية في خدمة مصلحة هذا الوطنأخرى تصب

* * *

-١٨٤-

يف من العطاءكلية طب الشام مائة عام ون

)٢٠٠٩ تشرين األول ١٨جريدة الوطن، ( عبد السلطان دمشق أهالي من العديد طالب العشرين، القرن مطلع في افتتاح أن همعرائض في جاء وقد. دمشق في طبية مدرسة بافتتاح العثماني الحميد في األجنبيتين الطب مدرستي إلى أبنائهم إرسال عن سيغنيهم المدرسة هذه

،)اليسوعية والجامعة األميركية الجامعة (تبشيرية بعثات امأنشأته نتيلوال بيروت . جدا مكلف أمر وهو اسطنبول طب كلية إلى إرسالهم عن أو

الرأي كسب بغية مدرسةال هذه افتتاح على الحميد عبد السلطان وافق وقد. المسلمين رعاياه بين السلطان سلطة وتمتين الشام بالد في اإلسالمي العام

: أنذاك عليها وأطلق ،١٩٠٣ عام من أيلول في بالفعل المدرسة هذه وافتتحت اوقسم للطب اقسم قسمين تضم وكانت" الشام طب كلية "أو" الشام طب مدرسة"

في آنذاك المعتمدة الطبية المناهج إنشائها عند ليةالك هذه اعتمدت وقد. للصيدلة ما وبحسب لكن. التركية باللغة فيها التدريس كان التي اسطنبول طب مدرسة كتابه في اإلسالمية الدول منظمة عام أمين أوغلي إحسان الدين أكمل السيد ذكر

الطبية المصطلحات فإن ،"سورية في الحديثة العثمانية الصحية المؤسسات" جعل األمرالذي العربية، باللغة كلها كانت اسطنبول مناهج في المستخدمة. هذا يومنا إلى كذلك وبقي عربية، بمصطلحات الشام طب كلية في التدريس للمؤتمرات سعيد رضا مركز (الغرباء مستشفى أو الحميدي المستشفى وكان الكلية هذه افتتاح يدأع العثمانيين خروج وبعد. الطب لكلية يتبع مشفى أول) حاليا معهد "مع شكل والذي والصيدلة الطب بفرعيه" العربي الطبي المعهد "اسم تحت

وأصبحت ١٩٢٣ عام رسميا تأسست التي السورية الجامعة نواة" العربي الحقوق . دمشق بجامعة بعد فيما تعرف

صادف يوم الثاني عشر من حزيران الماضي مرور مئة عام على تخريج وقد بلغ عدد خريجيها في ذلك الحين عشرة . ة األولى من كلية طب الشامالدفع

-١٨٥-

الدفعة الرابعة من قسم الصيدلة في ) ١٩٠٩(أطباء بينما تخرجت في نفس العام هذه الكلية، وبلغ عدد الخريجين خمسا وعشرين صيدالنيا إذ أن دراسة الصيدلة

الهيئة التدريسية في هذه وقد بلغ عدد أعضاء. كانت تستغرق ثالث سنوات فقط . الكلية في ذلك الحين خمسة عشر

ربعمئة طبيب، أيزيد على وهذا العام خرجت كلية الطب بجامعة دمشق ما وكلية الطب تضم في عضويتها . خمسين صيدالنياووكلية الصيدلة حوالي مئتين

ضخمة افهيئة تدريسية وتتبع لها سبع مش وخمسين عضو نحاليا أكثر من مائتي وبصمة بيضاء دولهذه الكلية أيا. عالي المستوى لطالبهاتوفر تدريبا طبيا

لعبت عديدة أجيال تخرجت فمنها. وتطويره وبنائه الوطن هذا نهضة في واضحة . ية ونهضتهسور في الصحي القطاع تطوير في أساسيا دورا

فعميد. رفيعة مناصب تبوأت كبيرة شخصيات للوطن الكلية هذه قدمت كما عند السورية للجامعة رئيس أول عين سعيد رضا الدكتور العربي الطبي المعهد أو (دمشق جامعة رئاسة منصب الكلية هذه خريجي من عدد وتبوأ. تأسيسها زياد والدكتور القنواتي شوكت والدكتور سبح حسني كالدكتور) السورية الجامعة رئيس تخرج هافيو درس اعدهامق وعلى مرتضى، هاني والدكتور الشويكي

. األسد بشار الدكتور الجمهوريةبمرور نحتفل إذ ونحن ! الوطن هذا خدمة في الكلية هذه قطعته شوط فأي

مائة عام على تخريجها ألول دفعة من طالبها، نكبر الجهود التي بذلتها وتبذلها، ألطباء المشهود لهم إدارة وهيئة تدريسية وفنية وموظفين، في إعداد أجيال من ا

ع أفضل مبكفاءتهم المهنية واألخالقية أينما ذهبوا، والمعول عليهم في بناء مجت . وفي خدمة اإلنسانية، بحثا ورعاية وأخالقا مهنية رفيعة

و ما زالت كلية الطب في جامعة دمشق محط األنظار ومعقد اآلمال، وما ر مناهجها وأدواتها وبنيتها التحتية زال عليها الكثير من الواجبات، وما زال تطوي

واجبا يقع على عاتق كل أساتذتها والعاملين في القطاع الصحي المرتبط بها، فكل . فعلى إخالصهم وكفاءتهم نعول للحفاظ على سمعة الكلية وتميز خريجيها

. عام وهم وكليتهم وجامعتهم والوطن كله بألف خير

* * *

-١٨٦-

ياسات االندماجاجلامعات وس

)٢٠٠٩ أيلول ٦جريدة الثورة، (

شاع خالل العقود األخيرة التي شهدت تطورات كبيرة على صعيد التعليم العالي في العديد من دول العالم اندماج بعض مؤسسات التعليم العالي كالجامعات

. أو الكليات أو المعاهد مع مؤسسات أخرى ألسباب عدةت التعليم العالي عمليات االندماج التي حدثت يصنف الباحثون في سياسا

/ ضعيف "خالل تلك الفترة إلى ثالثة أنواع رئيسية، األول اندماج من نوع ، أي اندماج مؤسسة ضعيفة مع مؤسسة ضعيفة أخرى لتشكيل تحالف "ضعيف

والصنف الثاني من . أقوى تكون له حصة أكبر من السوق ومكانة علمية أفضل، أي اندماج مؤسسة ضعيفة مع مؤسسة قوية أو مرموقة "ضعيف/ قوي "نوع

وهو أشبه ما يكون باستيالء المؤسسة القوية على المؤسسة الضعيفة وذلك إلنقاذ المؤسسة الضعيفة من وضع مالي صعب نتيجة انخفاض الطلب عليها، أو . لمشاكل تتعلق بفشل برامجها في الحصول على االعتماد الالزم وغير ذلك

أي اندماج مؤسسة تعليمية مرموقة مع "قوي/ قوي "لثالث هو من نوع والصنف اوهو تحالف استراتيجي بين المؤسستين بغرض . مؤسسة تعليمية مرموقة أخرى

وأشهر أنواع هذا االندماج ذاك الذي حدث مؤخرا بين . تحسين ميزاتها التنافسية. )UMIST(لتقانة وجامعة مانشستر للعلوم وا) VUM( فيكتوريا - جامعة مانشستر

وقد بني هذا االندماج على رؤية استراتيجية مفادها أن البيئة الخارجية تفضل مؤسسات كبيرة ذات طيف واسع ومستوى عميق من برامج الدراسة والبحث

وقد نتج عن هذا التحالف تشكيل جامعة جديدة في مانشستر تضم خمسة . العلميمن بين أفضل جامعات العالم في وثالثين ألف طالب تطمح بوضوح ألن تصبح

بين ” بالمثلث الذهبي“ وأن تكسر ما يسمى ٢٠١٥البحث العلمي بحلول عام جامعات لندن وأكسفورد وكامبردج وهي التي تستقطب في بريطانيا الحصة

. األكبر من منح البحث العلمي والجوائز العالمية

-١٨٧-

اج ظاهرة مألوفة في وخالل العقود األربعة األخيرة أصبحت عمليات االندمالعديد من منظومات التعليم العالي في العالم وخاصة مع ازدياد الطلب على التعليم العالي وسعي الحكومات إلى ضبط الكلف الناجمة عن ذلك، وبناء

وبالتالي أصبحت عمليات االندماج بمثابة أدوات بيد . مؤسسات تعليم عال قوية، ”التفكك المؤسساتي“ المشاكل الناجمة عن بعض الحكومات تستخدمها في معالجة

والمؤسسات التعليمية الصغيرة المتخصصة المكلفة، وبناء مؤسسات أوسع وذات واستخدمت الحكومات عمليات االندماج في أوقات . تخصصات أكثر شمولية

األزمات المالية وفي حاالت انخفاض معدالت القيد وكذلك للتعامل مع المؤسسات . للحياةغير القابلة

وعلى الصعيد العالمي، كانت أغلبية عمليات االندماج التي تمت بين الستينيات وحتى مطلع التسعينيات بمبادرات حكومية وبهدف حل المشاكل الناتجة عن التفكك والمؤسسات التعليمية الصغيرة الموجودة عادة خارج قطاع

. الجامعاتريطانيا واستراليا وكندا وهولندا وقد تركزت الجهود المبذولة في كل من ب

قطاع الكليات التقنية وصوال ” عقلنة“والنرويج على سبيل المثال ال الحصر على وباستثناء . إلى مؤسسات تعليمية أوسع وأكثر شمولية من حيث التخصصات

امتصاص الجامعات لعدد قليل من من الكليات المتخصصة فقد كان لهذه الجهود ففي استراليا على سبيل المثال، ضمت، خالل . على الجامعاتالمبذولة أثر قليل

السبعينيات وحتى مطلع الثمانينات، العديد من الكليات الصغيرة أو امتصت من في حين انخفض عدد معاهد التدريب العالي المهني في هولندا، . قبل الجامعات

معهدا إلى ٣٥٠من في الفترة الواقعة ما بين الثمانينات وحتى نهاية التسعينيات، مجت وفي النرويج في مطلع التسعينيات، د. معهدا نتيجة عمليات االندماج٥٨

. وعشرين كلية رسمية كلية مهنية لخلق ست٩٨حوالي غير أنه منذ مطلع التسعينيات، أثرت عمليات االندماج بشكل متزايد في

عملية االندماج هذه وقد أتت. الجامعات والكليات وخاصة في القطاع الحكوميفي العديد من الدول كجنوب إفريقيا والصين واليابان وفيتنام وأوروبا الشرقية،

. في سياق برنامج إصالح وطني للتعليم العاليوفي جنوب إفريقيا استخدمت الحكومة عمليات االندماج لمعالجة قضايا

علق بشكل أساسي وهي تت” نظام التمييز العنصري“بعد زوال برزت في فترة ما

-١٨٨-

في حين تركزت الجهود في الصين وفيتنام . بالعرق وببنية المؤسسات التعليميةعلى ضم الجامعات ذات التخصصات الدقيقة مع بعضها البعض لتشكيل جامعات

ضمت ١٩٩٨ و ١٩٩٠ففي الفترة الواقعة بين . جديدة متنوعة االختصاصاتكجزء من برنامج إصالح بنيوي و. جامعة ٨٤ جامعات في الصين لتشكل ٢٠٧

ضم عشر ٢٠٠١للجامعات اليابانية، قررت حكومة اليابان المركزية في عام مع جامعات متعددة االختصاصات وخفض عدد ” أحادية الكلية“جامعات

وهناك العديد من الحاالت األخرى . جامعة٨٨ إلى ٩٩الجامعات الوطنية من سات تعليم عال قوية من تلقاء نفسها أو في عدد من دول العالم لجأت فيها مؤس

بتشجيع من الحكومات إلى البحث عن شريك مناسب بهدف تحسين موقعها . التنافسي في كل من سوق الطالب وسوق البحث العلمي

وتحت وطأة استخدام الحكومات المتنامي آلليات السوق والتجارة العابرة ج البحث العلمي، تواجه مؤسسات للحدود في كل من الخدمات التعليمية ونوات

. في آن واحدفيما بينها كبيرة للتنافس والتعاون التعليم العالي ضغوطاوالتنافس ليس فقط على الموارد المالية والطالب وأعضاء الهيئة

وغالبا ما يقود التنافس والتعاون . التدريسية وإنما أيضا على السمعة والمنزلةبر وأقوى من حيث إنتاجها للخدمات التعليمية وللبحث إلى مؤسسات تعليمية أك

ويمكن للتعاون في التعليم . العلمي وخاصة في قطاعات التعليم العالي الحكومية غير رسمي لتبادل األساتذة االعالي أن يأخذ أشكاال عديدة كأن يكون تعاون

سام أكثر رسمية كتأسيس أقواستخدام المخابر بشكل مشترك، وقد يأخذ شكالوقد يؤدي من جهة أخرى إلى اندماج كلي بين . أكاديمية ومعاهد بحثية مشتركة

. المؤسسات المتعاونةيجادل البعض أن جامعة دمشق التي تضم اليوم ست عشرة كلية وخمسة معاهد عليا في دمشق وحدها تحتوي فيما بينها على أكثر من مئة وعشرين ألف

ت تخصصية، كأن تنقسم إلى جامعة للعلوم طالب، يجب أن تقسم إلى ثالث جامعاالطبية وأخرى للعلوم الهندسية والعلوم األساسية وثالثة للعلوم اإلنسانية، وذلك

لكن المشهد العالمي يوحي . على نحو ما حدث في فرنسا في نهاية الستينياتفالحاالت التي تم فيها تقسيم مؤسسة تعليمية قائمة كجامعة . بعكس ذلك تماما

ق إلى عدة جامعات كما حدث في فرنسا نادرة جدا، بل على العكس من ذلك دمشفقد بدأت الحكومة الفرنسية باتباع سياسة إعادة ضم الجامعات وتشكيل ما أطلق

-١٨٩-

وذلك بعد التصنيف غير PRESS” أقطاب الدراسات العليا والبحث العلمي“عليه صنيف شانغهاي كونها المرضي الذي حصلت عليه الجامعات الفرنسية من قبل ت

ليست جامعات شاملة لجميع التخصصات، وألن البيئة العالمية حاليا تميز ا على المستوى العالمي من حيث تنوع حضورالمؤسسات التعليمية األكثر

وذلك كله ال يتحقق بالتفكك . التخصصات العلمية وغزارة البحث العلمي ونوعيتهالشراكات االستراتيجية التي تؤدي إلى تكامل واالنعزال وإنما ببناء التحالفات و

. الجهود والقدرات التعليمية والبحثية وليس هدرها وبعثرتهاواستنادا إلى ما سبق فإن القرار الذي صدر مؤخرا بإلحاق المعاهد المتوسطة التابعة لوزارة التعليم العالي بالجامعات الحكومية هو بال شك خطوة

وهو أشبه ما يكون بتحالف من . لى صعيد تطوير المعاهدفي االتجاه الصحيح عولكن ذلك يجب أن يترافق مع تطوير . ”ضعيف/ قوي “الصنف الثاني، أي

مؤسساتي وتشريعي يسهـل عملية اندماج المعاهد في الجامعات، ويسمح . للجامعات من استخدام طاقاتها المادية والبشرية في تطوير المعاهد

للتحديات التي تواجهها الجامعات الحكومية في بلدنا فإن أفضل أما بالنسبة طريقة لمواجهتها ال تكون بتقسيمها إلى جامعات اصغر، ألن ذلك يتناقض

علما أنه . والتوجهات العالمية ومصلحة الجامعات نفسها ويضعفها بدل أن يقويها األم، نظرا من الممكن والمفيد تأسيس جامعات من الفروع الخارجية للجامعات

لتكرار االختصاصات فيها، لكن هذا رهن بظروفه وباإلمكانات المتاحة، وهو . اآلن سابق ألوانه

* * *

-١٩٠-

جامعة دمشق والتوجيه املهين

)٢٠٠٩ أيار ٢٠جريدة الثورة، ( التعليمية برامجها مواءمة كيفية هو عريقة جامعة لكل األكبر الهاجس إن

جيدا إعدادا خريجيها وإعداد العمل، سوق وحاجات المجتمع لباتمتط مع العلمي المحتوى حيث من سواء الحاجات، تلك وتلبية المتطلبات هذه لمواجهة . العمل سوق في المطلوبة ضافيةاإل المهارات حيث من أو والفكري، سوق في خريجيها اندماج لتسهيل ممكن جهد كل تبذل دمشق وجامعة

األعوام فخالل. عدة محاور على المسعى، هذا ضمن نعمل، لعمل،ونحنا متطلبات اإلمكان قدر لتوائم الحالية التعليمية برامجنا بتحديث قمنا الماضية الدراسات مستوى على الجديدة االختصاصات من العديد وأحدثنا المجتمع، بعضها االعلي والدراسات والتخصص، التأهيل ودراسات األولى، الجامعية االقتصادية القطاعات من عدد الحتياجات تلبية أجنبية، جامعات مع بالشراكة والقطاع االتصاالت كقطاع عاليا تأهيال المؤهلة الكوادر من السورية والخدمية

بناء في األساسية الركائز أحد والتعليمي التربوي القطاع عن ناهيك المصرفي، . المعافى السليم المجتمع

مع كتعاوننا التنموية، العملية في لنا محليين شركاء مع تعاونا دفق كذلك" واالتصاالت المعلومات تقانة حاضنة "موضوع في للمعلوماتية السورية الجمعية

حرمها ضمن مكانا لها ووفرت دمشق جامعة واحتضنتها الجمعية اقترحتها التي. الحاضنة هذه من نالمستفيدي أكثر هم الجامعة خريجي أن منطلق من الجامعي

يسمى ما إلى خريجونا بها تقدم والتي المحتضنة المشاريع من عدد اآلن وصل وقد هذه أصحاب ليصبح الرحب األعمال مجال في انطلق أنه بمعنى"التخرج مرحلة"

. لها مستهلكين يكونوا أن من بدال عمل فرص منتجي الناشئة الشركات" شباب "مشروع إطار في للتنمية يةالسور األمانة مع نتعاون أننا كما كذلك. التعليمية مناهجنا ضمن" األعمال عالم إلى تعرف "برنامج إلدراج الوطني

-١٩١-

الذي" نطالقةا "مشروع إطار في" سورية شل "شركة مع بالتعاون مؤخرا بدأنا . األعمال ريادة نحو الخريجين توجيه إلى أيضا يهدف

من أكثر يتطلب العمل، لسوق جيدا داإعدا الخرجين إعداد أن ندرك ونحن وضمان باستمرار وتطويرها التعليمية لبرامجنا العلمي المحتوى تحديث مجرد خاصة، إضافية بمهارات يتمتعوا أن الخريجين من يتطلب العمل فسوق. جودتها

الحاسم القرار واتخاذ القيادية والمهارات فريق، ضمن والعمل التواصل كمهارات . وحاسوبية لغوية ومهارات المناسب، الوقت في

المهني مسارهم لتخطيط يسعون الذين والخريجين الطالب حق من كذلك التي والقطاعات مناسبة، عمل فرص فيها تتوفر التي القطاعات على يتعرفوا أن

ـد . غيرها من أكثر عمل فرص تـول من بالعديد أسوة دمشق، جامعة سعت الغايات، هذه ولتحقيق ولهذا اإلنمائي المتحدة األمم برنامج مع وبالتعاون العالم، في المرموقة الجامعات هدفه ،"المهني للتوجيه مركز "تأسيس إلى والعمل، االجتماعية الشؤون ووزارة سوق في المطلوبة اإلضافية المهارات والخريجين الطالب إكساب األساسي الذاتية السيرة كتابة فيةوكي عمل فرص إيجاد كيفية نحو وتوجيههم العمل،

. عمل ورشات أو فردية نصائح خالل من وذلك العمل لمقابالت واالستعداد العمل أرباب بعض استضافة طريق عن نشاطاته بالفعل المركز بدأ وقد

الجامعة في المحاضرات إللقاء وغيرها والصناعية االقتصادية القطاعات من التي والكفاءات المتوفرة العمل فرص نع والخريجين للطالب اإلرشادات وتقديم . لها المتقدمين في تتوفر أن يجب

تجارب إلى النظر من بد ال كان المنطقة في رائدة التجربة ألن ونظرا الجامعات بعض من المستقاة المعلومات وتفيد. المجال هذا في المتقدمة الدول

اإلرشاد في نشاطاته المركز يمارس لكي أنه العريقة واألوروبية األمريكية لكل المهني اإلرشاد في واحد مختص على يحتوي أن يجب فإنه بفعالية الوظيفي مختص مائتي على يزيد ما توفير يتطلب ذلك أن الواضح ومن. طالب خمسمائة وحدها، دمشق لجامعة اإلرشادية الخدمات من النوع هذا وتقديم المركز في للعمل

المركز نشاطات فإن لذا. طالب ألف وعشرين لمائةا تجاوز قد طالبها عدد أن إذ والمحاضرات التدريبية كالدورات ،)الكليات في أي (مقره خارج في ستعقد التي

يتعلق فيما أما. والكليات االختصاصات كافة ستشمل العمل، أرباب مع واللقاءات

-١٩٢-

ييعان التي االختصاصات ببعض التوجيه حصر فسيتم الفردي رشاداإل بتقديم اإلنسانية كالعلوم غيرهم، من أكثر عمل فرص إيجاد في صعوبات خريجوها الطالب جميع سيتمكن كذلك. الكافي الكادر توفر لحين وذلك وغيرها واالقتصاد شبكة على المركز موقع عبر المركز معطيات قاعدة استشارة من والخريجين . مناسبة عمل فرص فيها تتوفر التي القطاعات على للتعرف االنترنت نهضة المرحلة هذه في تشهد سورية أن تماما ندرك دمشق جامعة في إننا التكيف من بد ال جديدة احتياجات عنها نتج القطاعات، كافة في كبيرة تنموية الطالب توجيه معها يجب ومتنوعة معقدة متطلبات وهي متطلباتها، وتلبية معها

القطاعين أن خاصة األمثل، لشكلبا معها للتعامل الوسائل ألفضل والخريجين وأن للخريجين عمل فرص تأمين في العام القطاع إلى انضما والخاص األهلي

. المكتسبة العلمية المعارف جانب إلى للمهارات كبيرا تطويرا تفرض التنافسية

* * *

-١٩٣-

٢٠٠٩ لعام ١ رقم القانون

)٢٠٠٩جريدة الثورة، شباط (

لعام ١ رقم القانون الحالي العام مطلع في األسد بشار ئيسالر أصدر الدراسة بعد ما مرحلة في التعليمية البرامج إحداث عملية ينظم الذي ٢٠٠٩ أنه على القانون نص وقد. سورية غير جامعات مع بالشراكة األولى الجامعية علمي اونتع اتفاقيات تعقد أن الجامعات تنظيم لقانون الخاضعة للجامعات يجوز درجات إحداث تتضمن معتمدة سورية غير عليا ومدارس ومعاهد جامعات مع

الدراسة وشهادتي وتخصص، تأهيل يرتوماجس وتخصص، تأهيل لومبد (علمية ). والدكتوراة والماجستير الطب، في والفرعية العامة التخصصية ويروالتط االقتصادي اإلصالح مسيرة ظل وفي الحالي، القرن مطلع ومنذ

التعليم مؤسسات على فرضت والتي األسد بشار الرئيس يقودها التي الشامل سوق وحاجات االقتصادية التنمية خطط متطلبات مواكبة تحديات مواجهة العالي سباقة وكانت الدولي التعاون صعيد على كبير بشكل دمشق جامعة نشطت العمل،

في عريقة أجنبية جامعات مع المشتركة التعليمية البرامج من العديد إحداث في هذه ومن العمل، سوق احتياجات وتلبي التنمية عملية تخدم اختصاصات

واإلدارة والتمويل، المصارف في ماجستيرات المحدثة الجديدة االختصاصات الداخلي األعمال وقانون القديمة، واألبنية األثرية المواقع وترميم البيئية،

المستدامة، والتنمية اإلقليمي والتخطيط متقدمة،ال االتصاالت وهندسة والدولي، إدارة في المعلومات تقانة واستخدام واالجتماعية، السياسية العلوم في وماجستير دعما سيعطي القانون هذا صدور أن فيه شك ال ومما. وغيرها التشييد، مشاريع على ويساعدها خاص بشكل دمشق وجامعة عام بشكل القطر لجامعات كبيرا الطريق ويمهد طريقها، اعترضت التي العقبات من الكثير ويذلل خططها، تنفيذ

الذي االقتصادي اإلصالح كماجستير األخرى المشتركة البرامج بعض إلحداث

-١٩٤-

كلية في ثهاحدإ لمزمعاو واأللمانية السورية الحكومتين بين مفاوضات نتيجة أتى . وغيره األلمانية، غماربور جامعة مع بالشراكة دمشق بجامعة االقتصاد الدولي التعاون على انفتاحها من عظيمة فوائد دمشق جامعة جنت لقد

في االستراتيجية أهدافها أهم أحد تحقيق ذلك لها وأتاح الدولية، الشراكات وبناء البشرية القدرات من التنمية وخطط المجتمع متطلبات تلبية و الذاتية قدراتها بناء

هي إنما ناجعة حلوال ليست الذات على واالنكفاء العزلة نأ تدرك وهي. المتميزة هذه بناء في التأني ضرورة تدرك أنها كما. العلمي التطور أمام حقيقي عائق

لجني المطلوبة، االختصاصات في عالميا المتميزين الشركاء وانتقاء الشراكات . منها ممكنة علمية فائدة أكبر

تشكر القانون، هذا بصدور والوطن سهانف دمشق جامعة تهنئ إذ واليوم لقطاع يوليهما اللذين الكبيرين واالهتمام الرعاية على األسد بشار الرئيس سيادة . ومستقبله الوطن هذا حاضر لبناء األساسية الركائز أحد باعتباره العالي التعليم

* * *

-١٩٥-

العايل التعليم لبحوث مركز ملاذا ق؟دمش جامعة

)٢٠٠٨ كانون األول ١٤ جريدة الثورة،(

اتخاذ عملية تدعم متكاملة منظومة إلى للجامعات الجيدة اإلدارة تحتاج

ووضع الجامعة في والمؤسساتي العلمي بالتطوير يتعلق فيما خاصة فيها القرار والخدمات العلمي، البحث وخطة القدرات، بناء كخطة لذلك، الالزمة العمل خطط . العمل وسوق الجامعة بين والعالقة للمجتمع، الجامعة دمهاتق التي

مستوى على كبيرة تحديات حاليا العالي التعليم منظومة تواجه كذلك المثال، سبيل على ملحة، حاجة فهناك. السياسات ورسم االستراتيجي التخطيط لىإ وتستند الواسعة والمشاركة باإلنصاف تتسم جديدة جامعي قبول سياسة لرسم

. العمل سوق وحاجات االقتصادية التنمية خطط من المستمدة المستقبلية التوقعات والفئة الجامعات في المفتوح للتعليم جديد تصور لوضع ملحة حاجة وهناك

العلمي االختصاص عن العزوف مسألة لمعالجة ضرورة وهناك. منه المستهدفة كبير تأثير من لذلك وما ياألدب االختصاص نحو والتوجه الثانوية الدراسة في . القطر في التنمية خطط على

أن من بها المرتبطة الخطط ووضع السياسات رسم عملية لنجاح بد وال كافة تغطي دقيقة ومعلومات بالبينات مسندة ميدانية بحوث على مبنية تكون . المستهدفة والفئات الموضوعة والخطط المرسومة بالسياسة المتعلقة األوجه

هذه بمثل القيام الجامعات في تخصصية بحوث مراكز تتولى ما باوغال طيف في المستوى رفيعة أكاديمية خبرات من الجامعات لدى يتوفر لما البحوث . واالجتماعية والتربوية العلمية االختصاصات من واسع

التعليم ومعلومات بحوث مركز بريطانيا في شيءنأ ،المثال سبيل فعلى وجاء. Open Universityالمفتوحة الجامعة في ١٩٩٢ عام يف CHERI العالي

-١٩٦-

الخبرة توفير إلى وأنشطته فعالياته خالل من يسعى أنه المركز رسالة في العالي التعليم أنظمة تواجه التي والتغيرات للقضايا الموضوعي والتحليل

عم بالتعاون بذلك يقوم وهو. العالم أنحاء جميع وفي بريطانيا في ومؤسساته. والدولية الوطنية السياقات من واسع طيف وضمن المؤسسين الشركاء من العديد األكاديميين كبار من والعديد وباحثيه أعضائه خبرة على رسالته أداء في ويعتمد

الخبرة مجاالت وتكمن .العالي التعليم منظومة أنحاء عجمي في واإلداريين االجتماعية، والعدالة والمساواة ،المعرفة ومجتمع العمالة في للمركز الرئيسية . والتنظيم واإلدارة

بيانات قاعدة بريطانيا في العالي التعليم ومعلومات بحوث مركز أنشأ وقد ملخصات وتتضمن HEER" التجريبية العالي التعليم بحوث بيانات قاعدة "تسمى لصلةا ذات المواضيع من واسع مجال في بالبينات المسندة المنشورة البحوث عن

في والباحثين واألكاديميين السياسات، لواضعي موجهة وهي. العالي بالتعليم . العالي التعليم مجال

كان والتقارير الدراسات من العديد ٢٠٠٨ عام خالل المركز أصدر وقد التي الكفاءات"و ،"أوروبا مع مقارنة: المتحدة المملكة خريجي توظيف "آخرها في العمر فرق"و ،"منهم المطلوبة والكفاءات اأوروب في الخريجون يمتلكها . وغيرها ،"أوروبا عبر الخريجين توظيف

في INCHER العالي التعليم لبحوث الدولي المركز تأسس ألمانيا، وفي العالي التعليم عن بحوث مركز البداية في وكان. ١٩٧٨ عام كاسل جامعة تتعلق التي األخرى لقضاياا من بالعديد أيضا يعنى أصبح أنه ،إال العمل وسوق المواضيع من واسعا طيفا ليغطي والمجتمع والدولة الجامعات بين بالتفاعل

اوطني ابعد لعمله أن كما. المقارنة البحوث من بالعديد ويقوم والتخصصات، والمنهجية النظرية البحوث تقدم في المساهمة إلى أساسي بشكل يهدف إذ اودولي التعليم بقضايا صلة وذات نظامية معرفة توفير وإلى العالي التعليم مجال في

. والدولية واألوروبية المحلية العالي ستة في كاسل مركز باحثي أيدي على مؤخرا أجريت التي البحوث وتقع ،"التعليمية والمساقات الطالب"و ،"العمل وسوق العالي التعليم: "رئيسية مجاالت

أنظمة"و ،"العالي التعليم وتدويل والعولمة الدولي ونالتعا"و ،"والجودة التقييم"و يزيد ما المركز أعضاء عن صدر وقد". ليالعا التعليم حاكمية"و ،"العالي التعليم

-١٩٧-

ألمانيا في العالي التعليم سياسات على األثر أكبر لها كان منشور بحث ألفي عن وكان. عملال وسوق الجامعات بين بالعالقة يتعلق فيما خاصة أوروبا وفي

. ألمانيا في العالي التعليم قطاع في هامة قضايا على الضوء ألقى من أول المركز خمسة من أقل أن الماضي، القرن من الثمانينيات في أظهر المثال، سبيل فعلى عيشهم كسب على قادرين كانوا ألمانيا في الجميلة الفنون خريجي من المائة في في المرأة فرص ضآلة إلى جدا مبكر وبشكل أشار كذلك. الفنية موهبتهم من

. ذلك وراء الكامنة األسباب وبحث بالرجل، مقارنة ألمانيا في األكاديمية الوظائف العالي التعليم لبحوث مركز لتأسيس دمشق جامعة تسعى المنطلق هذا ومن

تدعم التي والدراسات البحوث بإجراء افتتاحه عند المركز وسيقوم. الجامعة في في القرار اتخاذ عملية وكذلك الجامعة، في والتعليمي المؤسساتي تطويرال

بين والعالقة الجامعي، القبول كسياسة العالي التعليم سياسات من هامة مجاالت وسيجهز. وغيرها العالي، التعليم في واالعتمادية والجودة العمل، وسوق الجامعة. القرار التخاذ الالزمة اءاألد ومؤشرات المعلومات تتضمن معطيات بقاعدة

تبين كدراسات االستراتيجي التخطيط في تساعد استشرافية دراسات وسيصدر وغيرها اختصاص، لكل بالنسبة الخريجين من المستقبلية العمل سوق احتياجات

. الدراسات من من ينبع دمشق جامعة في العالي التعليم لبحوث مركز إحداث قرار إن

اإلدارة حسن على تعين بحثية أدوات من يلزم ما تأمين ةبضرور الجامعة قناعة لها وكان جدواها أثبتت التي العالمية التجارب من تستفيد إذ وهي. القرار واتخاذ هذا في باع لها التي الدول في العالي التعليم منظومة تطوير في األثر أكبر

الخاصة سياقاتنا ضمن منها اإلفادة بل التجارب هذه استنساخ تريد ال المجال، . الوطنية ضروراتنا وبحسب

* * *

-١٩٨-

املرأة ومتكني دمشق جامعة

)٢٠٠٨ تشرين الثاني ٢٣جريدة الثورة، (

القطاع في االستثمار تعزيز على الماضية العقود خالل الدولة عملت نتحسي مجال في كبيرة قفزة إحداث إلى بالنتيجة أدى الذي األمر االجتماعي،

العمل فرص وتوفير والصحية االجتماعية النواحي من سورية في المرأة أوضاع . والسياسية واالجتماعية االقتصادية الحياة في وإشراكها في واالجتماعية االقتصادية للتنمية العاشرة الخمسية الخطة وضعت وقد ريةالسو المرأة حياة في نوعي تطور تحقيق ضرورة أولوياتها أهم كأحد سورية والمشروعات البرامج في أساسية كمتغيرات االجتماعي النوع قضايا وإدخال . ذلك لتحقيق متكاملة رؤية وضعت كما الخمس، الخطة سنوات خالل ستنفذ التي

تحقيق خاللها من يمكن التي الرئيسة القطاعات أحد التعليم مجال ويعد ومن. االجتماعي النوع بقضايا الوعي وتوفير المرأة لتمكين الوطنية األهداف

التعليمية الهيئات في المتميز المرأة حضور سورية في لذلك اإليجابية المؤشرات المجاورة، الدول ببقية مقارنة متميز حضور وهو المختلفة، للمراحل والتدريسية

التعليم مرحلتي في وهي االبتدائي، التعليم في% ٦٤ نحو النسبة تتجاوز حيث الجامعي السلك وفي ،%٥٠ الثانوي والتعليم) األساسي للتعليم المكمل (اإلعدادي

%. ٢٠ نحو المرأة مكانة تشكيل إعادة "حول دمشق في مؤخرا عقد الذي المؤتمر في

في ذكرت ،الرئيس السيد عقيلة األسد أسماء السيدة وترأسته" المجتمع في أن مثال نذكر. رةالمجاو الدول في المرأة حققته عما حصائياتاإل بعض المؤتمر بعد يوما يزداد تركيا في والثقافية واالجتماعية السياسية الحياة في المرأة اشتراك

ونسبة، المائة في تسعة من أكثر أصبحت البرلمان في النساء نسبة وأن يوم والمحاميات ،%٢٩ والجراحات والطبيبات ،%٣٦ بلغت المعماريات المهندسات

-١٩٩-

وجه على هنا يعنيني وما%. ٢٧ الدبلوماسي السلك في والعامالت ،%٣٣ رؤساء بين من جامعة رئيسة عشرة إحدى هناك أن من ورد ما الخصوص . تركيا في جامعة رئيس ١٣٠ عددهم البالغ الجامعات القليلة العقود خالل ملحوظا تقدما حققت قد السورية المرأة أن فيه الشك ومما. سورية في والثقافية واالجتماعية السياسية ةالحيا في مشاركتها صعيد على الماضية من بعدد كلفت كما الجمهورية، رئيس نائب أبرزها عديدة رفيعة مناصب فتبوأت من عددا جدارة عن واحتلت الشعب، مجلس عضوية في وانتخبت الوزارية، الحقائب وضع تقصي إلى دفعتني ذكرها ورد التي حصائياتاإل لكن. األخرى الهامة المناصب واإلدارة، التعليم في مشاركتها نسبة على الضوء إللقاء دمشق جامعة في المرأة

. المجاورة الدول في نجدها التي بتلك أو العالمية بالنسب ومقارنتها الهيئة أعضاء عدد أن وجدنا بها، قمنا التي اإلحصائية الدراسة وبنتيجة

وأن عضوا، ١٧٤٢ يبلغ الدكتوراة شهادة يحملون ممن الجامعة في التدريسية أعضاء إجمالي بين من اإلناث نسبة أن أي اإلناث، من فقط منهم عضوا ٣٢١ الذكور بنسبة قورنت ما إذا قليلة تعد نسبة وهي فقط،% ١٨ تبلغ التدريسية الهيئة والكليات األقسام مستوى على الدراسة في التعمق لكن%. ٨٢ تبلغ التي

في المرأة مشاركة مدى عن أوضح صورة يعطي ةالعلمي اإلدارية والمناصب من التدريسية الهيئة أعضاء فعدد. المشاركة تلك نوعية وعن األكاديمية، الحياة اإلنكليزية واللغة الفرنسية اللغة كقسمي اآلداب كلية أقسام بعض في اإلناث تتضمن ال أقسام بالمقابل هناك ولكن. الذكور التدريسية الهيئة أيضاء عدد يتجاوز

في الجراحة كقسم اإلطالق، على اإلناث من أحدا التدريسية هيئتها عضوية في ويبلغ العربية، اللغة قسم بعد دمشق جامعة في قسم أكبر ثاني وهو الطب كلية كلية في والفكين الفم جراحة قسم في الحال وكذلك عضوا؛ ستين أعضائه عدد وقسم الذكور، من لهمك عضوا عشر خمسة أعضائه وعدد األسنان طب

الذكور، من كلهم عضوا وثالثون ستة أعضائه وعدد العلوم كلية في الجيولوجيا . السياسية العلوم كلية أقسام وكافة

أعضاء نسبة تبلغ حيث دمشق بجامعة اآلداب كلية في مختلف والحال نم% ٤٢ اإلناث نسبة تبلغ التربية كلية وفي، %٤٥ اإلناث التدريسية الهيئة

كذلك جيدة، تعد نسب وهي الصيدلة، كلية في% ٣٦و التدريسية، الهيئة أعضاء والهندسة األسنان طب كليتي وفي ،% )١٩ (البشري الطب لكلية بالنسبة األمر

-٢٠٠-

والميكانيكية المدنية الهندسة كليات في% ٥ عن تقل بينما ،%٢٣ المعمارية . الميةالع بالمعايير مقبولة غير نسب وهي والكهربائية، أن نرى فإننا دمشق جامعة في العلمية اإلدارية المناصب مستوى على أما

أقسام في% ٣٨ وإلى، %٤٢ إلى صلت اآلداب كلية ألقسام اإلناث ترؤس نسبة أقسام في% ٢٠و والعمارة، والعلوم الطب كليات أقسام في% ٢٥و التربية، كلية والزراعة االقتصاد كليات في مقس رئيسة أية نجد ال حين في. األسنان طب كلية

. وغيرها الجميلة والفنون والشريعة والحقوق كليات عمداء كل بين من دمشق جامعة في واحدة عميدة حاليا وهناك

الجامعة لرئيس واحد نائب هناك كذلك. عميدا ٢٤ عددهم البالغ الجامعة ومعاهد مجلس أن بالذكر والجدير. األربعة الجامعة رئيس نواب بين من اإلناث من

العلمية الكفاءة من كبير قدر على عميدتين عقده في يضم كان السابق الجامعة . الجامعية العلمية اإلدارة على المرأة قدرة على دليل خير وكانتا واإلدارية مشاركة واقع تعكس دمشق جامعة بها قامت التي اإلحصائيات هذه إن بعض في للمرأة جيدة مشاركة نسب رتظه وهي األكاديمية، الحياة في المرأة . عام بشكل تحسين إلى تحتاج نسب شك دون لكنها سواها، دون الكليات

وراء الكامنة االجتماعية األسباب في المعمق البحث بالدارسين يجدر كما في الجراحة كقسم الهامة االختصاصات بعض في تماما النسائي العنصر اختفاء . الهندسة ككليات أخرى وكليات قسامأ في وندرتها الطب، كلية

وهي وتطويره، المجتمع بخدمة معنية دمشق جامعة أن فيه شك ال مما المرأة بشؤون المعنية والخاصة العامة الجهات مع العمل على حريصة بالتالي السورية والهيئة النسائي، واالتحاد والعمل، االجتماعية الشؤون كوزارة واألسرة الخمسية الخطة ألهداف تحقيقا الحكومية، غير لمنظماتوا األسرة، لشؤون الخبرات وتقديم المختصة، العلمية أقسامها تطوير خالل من وذلك العاشرة،. االختصاصات هذه بعض في البحوث وتوجيه لديها، العاملة العلمية والكفاءات

ليس فيها، يةواإلدار العلمية التنموية العملية في المرأة بإشراك معنية أيضا لكنها من القصوى االستفادة باب من بل الحصص، توزيع في المساواة باب من

لحق وإحقاقا سواء، حد على والذكور اإلناث عند تجدها التي الكبيرة الكفاءات في تمثل المرأة نرى أن لنطمح وإننا. المبدعة المرأة من االستفادة في المجتمع أسوة التدريسية، الهيئة عضوية في تواجدها نسبة بنفس كافة الجامعية اإلدارات . علينا كله المجتمع حق فهذا األخرى، العالمية بالجامعات

-٢٠١-

قــدمش ةــجامع الفرنسي السوري األكادميي والتعاون

)٢٠٠٨ أيلول الثورة، جريدة(

الوطن صعيد على مميزا رياديا دورا تأسيسها منذ دمشق جامعة لعبت

الفكرية المجاالت كافة في الوطني التطوير لعملية داعم خير فكانت العربي، العربي الوطن أرجاء ليشمل أثرها امتد وقد. والثقافية واالجتماعية واالقتصادية

مناهل من فيها نهلوا الذين العرب الطالب آالف بل مئات خرجت أن بعد كافة فأعارتهم اتذتهاأس خيرة صدرت كما. التحرري القومي بالفكر وتشبعوا العلم

حركة دعم في ليساهموا الخليج إلى المحيط من المنتشرة العربية للجامعات وأعمقها دمشق جامعة منجزات أبرز أحد ولعل. الشامل والبناء الوطني التحرر في مميزة عالمة كانت التي العلوم تعريب حركة إطالقها البعيد المدى على أثرا

على منها حرصا لها والداعمين بها المؤمنين أشد من زالت ما وهي تاريخها، . والقومية الوطنية هويتنا مقومات أهم أحد الفصحى العربية لغتنا

جامعة لعمل الموجهة األساسية المحاور أحد الهوية على الحرص كان وإذا لألول، المكمل اآلخر المحور هو علميا مفيد هو ما كل على االنفتاح فإن دمشق،

وهو للجامعة أساسيا هدفا يحقق األفق، بعيد مدروس انفتاح وهو. له الداعم بل مستويات أفضل بتهيئة المتجددة المجتمع حاجات وتلبية العلمي التطور مواكبة . المنشود المستقبل لكوادر الممكنة التأهيل

البرامج من سلسلة األخيرة الخمس السنوات في االنفتاح هذا تجسد وقد حلقاتها فتئت ما والتي عريقة، أوروبية جامعات مع المحدثة لمشتركةا التعليمية ببرامجها تمتاز جامعات من نخبة يضم عقدا لتشكل وتتكامل وتتسع تزداد

جامعة إلى إضافة متنوعة، علمية ميادين في لها والمشهود الواسعة وخبراتها . القلب موقع منه تحتل التي األمويين عاصمة

-٢٠٢-

الجامعات مع بالتعاون المحدثة تلك طيفا وأوسعها برامجال هذه أهم ولعل التعليمية والمؤسسات الجامعات من بالعديد ترتبط دمشق فجامعة. الفرنسية الماضية القليلة السنوات خالل شهدت العالقات هذه لكن. وثيقة بعالقات الفرنسية وإيفاد، لمشتركةا التعليمية البرامج من العديد إحداث في تجسد ملحوظا تطورا التعاون مشاريع من بعدد والمشاركة الفرنسية، الجامعات إلى المعيدين من العديد . الدولية

نموا يشهد الذي والمالي المصرفي للقطاع دمشق،خدمة جامعة أحدثت فقد جامعة مع والتمويل المصارف في مشترك ماجستير برنامج ومتسارعا، كبيرا هفي تخرجت األوروبي، االتحاد يرعاه مشروع سياق في يةالفرنس الرابعة بوردو نقصا تسد كوادره ألن شديد بنهم المصرفي القطاع تلقفهما اآلن حتى دفعتان من العاملة اليد توظيف إلى تلجأ ألن السابق في الخاصة بالمصارف دفع كبيرا . المجاورة الشقيقة الدول

ماجستير برنامج علوماتيةالم الهندسة كلية في الجامعة أحدثت كذلك العليا برست مدرسة مع بالشراكة المتقدمة االتصاالت هندسة في مشترك

االتصاالت قطاع يشهده الذي السريع للتطور استجابة فرنسا، في لالتصاالت عالي تأهيال المؤهلة البشرية القدرات على القطاع هذا في الكبير للطلب وتلبية

العام نهاية في البرنامج هذا من األولى الدفعة تتخرج أن ويتوقع. المستوى عملية على إيجابية انعكاسات له يكون أن يتوقع الذي األمر الحالي الدراسي . التنمية

اإلقليمي، التخطيط لموضوع الحكومة توليها التي الكبيرة لألهمية ونظرا مع الشتراكبا العمارة كلية في تأهيليا ماجستيرا مؤخرا دمشق جامعة افتتحت الدراسي العام مطلع في فيه الدراسة وستبدأ الفرنسية الفالييه مارن جامعة الجامعة أحدثتها التي الهامة العلمية البرامج من عدد إلى إضافة. الحالي

بواتييه، جامعة مع العلوم كلية في وبيئتها الصناعية النظم أمان إدارة كماجستير قانون دبلوم و شايو، مدرسة مع العمارة كلية في األثرية األبنية ترميم وماجستير بين العلمي التعاون أن كما. الثانية باريس جامعة مع والدولي الداخلي األعمال كدبلوم األخرى البرامج من عدد في وثيق الفرنسية والجامعات دمشق جامعة وريةالف والترجمة الترجمة ومعهد FLEبها الناطقين لغير الفرنسية اللغة تعليم الوكالة تدعمها التي والبرامج المشاريع إلى إضافة الحصر، ال المثال سبيل على

-٢٠٣-

التعليمية المؤسسات من والعديد الجامعة بين القائمة والشراكات الفرانكفونية، إلى المعيدين من كبير عدد إيفاد عن ناهيك. تمبوس مشاريع خالل من الفرنسية الموقعة المعيدين تأهيل اتفاقية إطار في هممن العديد والتخصص، للدراسة فرنسا . الفرنسية الحكومة مع

العزلة أن تدرك الوطنية وأهدافها بهويتها تتمسك إذ دمشق جامعة إن التطور أمام حقيقي عائق هي إنما ناجعة حلوال ليست الذات على واالنكفاء تعاونال أواصر توطيد على الماضية السنوات خالل حرصت فقد لذا. العلمي

الفرنسية العليا والمدارس الجامعات من النخبة هذه مع والعلمي األكاديمي ولم. أكيدة وطنية مصلحة ذلك في أن ويقينها العلمي مستواها إلى الطمئنانها

الدولي التعاون على انفتاحها من عديدة فوائد جنت إذ دمشق جامعة ظن يخب سواء التحديات من العديد جهةموا في ذلك وساعدها الدولية، الشراكات وبناء . التنمية وخطط المجتمع متطلبات تلبية مأ الذاتية، قدراتها بناء صعيد على أكانت

* * *

-٢٠٤-

مؤشرات مهمة لتقويم براجمنا التعليمية

)٢٠٠٨ أيلول ٧جريدة الثورة، (

التعليم إن أحد المعايير األساسية التي تعتمدها مؤسسات اعتماد برامج

نسبة أو : "العالي العالمية عند تقويمها جودة البرامج التعليمية والحكم عليها هيفإذا . dropout rateالـ " التسرب"المقيم أو " معدل انسحاب الطالب من البرنامج

كانت نسبة انسحاب الطالب من برنامج ما كبيرة فهذا مؤشر على أن هذا رة تدفع الطالب إلى االنسحاب منه، وبالتالي البد البرنامج يعاني من مشاكل خطي

. من تدارك النواقص أو المشاكل التي يعاني منهالكننا وجدنا عند مشاركتنا في عدد من المشاريع الدولية واإلقليمية التي

) أو المؤشر(تعنى بتقييم جودة البرامج التعليمية أنه ال يمكن تطبيق هذا المعيار . مجنا التعليمية وبشكل خاص في مرحلة الدراسة الجامعية األولىعند تقييم برا

ذلك أن الدوافع التي تدعو الطالب المسجلين في برنامج ما في إحدى الكليات إلى فاألقساط الجامعية التي . قليلة) الفصل من الجامعة(االنسحاب أو الخروج قسرا

أقساط رمزية وال ) ليم الموازيباستثناء التع(يدفعها الغالبية العظمى من الطالب كما أن زمن . تشكل عبئا حقيقيا على دافعيها إذا ما مكثوا مدة طويلة في الجامعة

المكوث األعظمي المسموح به في الجامعة وفق القوانين الجامعية يبلغ ضعف وهذه المدة ) إلى أن عدل مؤخرا بالنسبة للدفعات الجديدة(زمن المكوث األدنى

سبيا وهي، إضافة إلى األقساط المتدنية، ال تشكل عامل ضغط حقيقي طويلة ن . على الطالب يدفعهم إلنهاء فترتهم الدراسية بأقصر زمن ممكن

إضافة إلى ذلك هناك بعض المنافع التي يمكن لبعض الطالب أن يجنوها من البقاء أطول فترة ممكنة في الجامعة خاصة في االختصاصات األدبية التي ال

تطلب حضورا مستمرا، كتأجيل الخدمة اإللزامية على سبيل المثال، والتوظف تدراسة بوقت "في إحدى الجهات العامة أو الخاصة وتحويل نمط الدراسة إلى

. عوضا عن التفرغ التام للدراسة كما تفترضه األنظمة" جزئي

-٢٠٥-

س من برنامج ما بقيا" معدل االنسحاب"لذا فقد استعضنا عن قياس مؤشر وقد تبين نتيجة ". الزمن الوسطي لمكوث الطالب في البرنامج"مؤشر آخر هو

تحليل معلومات عن عدد من الدفعات المقبولة في بعض كليات الجامعة على مدى خمس سنوات أن الزمن الوسطي لمكوث الطالب في الكليات التي تتطلب

لهندسة وغيرها ال يزيد معدالت قبول عالية في شهادة الدراسة الثانوية كالطب وافقد بلغ على سبيل المثال الزمن . كثيرا عن الزمن األدنى للمكوث في البرنامج

سنة أي بزيادة ٦,١الوسطي لمكوث الطالب في كلية الهندسة المدنية حوالي فقط عن الزمن األدنى لمكوث الطالب في هذه الكلية وهو % ٢٠مقدارها حوالي

، وتبين أن ) سنوات١٠( الزمن األعظمي للمكوث خمس سنوات، ويقل بكثير عنمن الطالب في هذه الكلية يكملون دراستهم خالل المدة الدنيا أي خمس % ٥٠

أما الزمن الوسطي . سنوات٧خالل % ١٢ سنوات، و٦خالل % ٢٠سنوات، ولمكوث الطالب في الكليات التي تتطلب معدالت قبول منخفضة في شهادة

كليات النظرية، فإنه يزيد بشكل ملحوظ عن الزمن األدنى الدراسة الثانوية كالفقد بلغ الزمن الوسطي . للمكوث ويقترب من الزمن األعظمي المسموح به

عن الزمن % ٦٢ سنة أي بزيادة ٦,٥لمكوث الطالب في كلية الحقوق حوالي سنوات، وفي قسم اللغة العربية في كلية اآلداب بلغ الزمن٤األدنى للمكوث وهو

عن الزمن األدنى للمكوث % ٦٧ سنة، أي بزيادة ٦,٧الوسطي لمكوث الطالب فقط من الطالب يكملون % ٢٦وقد تبين نتيجة الدراسة أن . سنوات٤وهو

% ٢٠دراستهم خالل المدة الدنيا في كلية الحقوق، وأن هذا الرقم ينخفض إلى . في قسم اللغة العربية

لكبير في برنامج ما في جامعاتنا على غير أنه ال يمكن عد زمن المكوث اأنه مؤشر على وجود ضعف في هذا البرنامج على الرغم من أنه مؤشر على

فزمن المكوث الطويل يؤدي إلى تفاقم أعداد . وجود مشاكل تتطلب المعالجةالطالب في الكلية األمر الذي يسبب ضغوطا كبيرة على البنى التحتية والمرافق

وعلى الرغم من أن الالئحة التنفيذية الجديدة . مية واإلداريةوالعمليتين التعليلقانون تنظيم الجامعات خفضت الزمن األعظمي المسموح به لمكوث الطالب في

فقط عن زمن % ٥٠الجامعة من ضعف زمن المكوث األدنى إلى ما يزيد بـ ، )ات سنو٤أي ست سنوات في الكليات التي مدة الدراسة فيها (المكوث األدنى

إال أن ذلك ال يعد كافيا، والبد من اتخاذ إجراءات إضافية تحث الطالب على إنهاء دراستهم بأقصر فترة ممكنة، كزيادة األقساط الدراسية على الطالب الذين

-٢٠٦-

يتكرر رسوبهم في السنوات الدراسية بحيث تزداد الرسوم الدراسية بشكل . ىتصاعدي مع زيادة زمن المكوث عن الحد األدن

بد من توخي الحذر عند قياس المؤشرات المتعلقة بتقييم البرامج والفعلى سبيل المثال، . التعليمية، ومراعاة السياق المحلي عند تحليلها وتعليلهاتحسين ضمان الجودة "شاركت جامعة دمشق في المرحلة الثانية من مشروع

رنامج األمم المتحدة الذي يرعاه ب" والتخطيط المؤسساتي في الجامعات العربيةوقد اشتركت كلية التربية في هذا المشروع إلى جانب كليات . UNDP اإلنمائي

التربية في ثمان وعشرين جامعة عربية وقامت بتقييم برنامج دبلوم التأهيل التربوي . QAA لقد جرت عملية التقييم وفق معايير وكالة ضمان الجودة البريطانية. فيها

لخبراء البريطانيين من هذه الوكالة بزيارة الكلية لتقييم البرنامج وعندما قام فريق امعدل "المذكور والتحقق من تقرير التقييم الذاتي الذي أعدته الكلية، وجد أن

، وهو أحد أهم معايير التقييم المعتمدة في الوكالة، )"التسرب(االنسحاب من البرنامج كاد ينعدم وجودهم في القاعات التدريسية مرتفع جدا وخاصة فيما بين الذكور الذين ي

وكان يمكن لهذا المؤشر أن . على الرغم من قبول العديد منهم في البرنامج المذكوريشكل نقطة سلبية جدا بالنسبة للبرنامج، غير أن اللجنة الحظت من خالل المقابالت

بذلك بغرض التي أجرتها أن العديد من الذكور الذين ينتسبون إلى البرنامج يقومونوبالتالي فإن . التأهيل التربويتأجيل الخدمة اإللزامية وليس للحصول على دبلوم

نسبة عدم اإلكمال الكبيرة عند الذكور ال تعد مؤشرا سلبيا على ضعف البرنامج وإنما مشكلة تتطلب المعالجة خارج البرنامج، وبالرغم من أن نتيجة عملية

رضية، مع وجود بعض المالحظات التي يجب التقويم كانت في النهاية متداركها، إال أنه ال بد من إيجاد حل مناسب لظاهرة االنتساب إلى البرامج التعليمية، خاصة على مستوى الدراسات العليا، ليس للتعلم وإنما بغرض تأجيل

. الخدمة اإللزامية، مما يفوت الفرصة على العديد من الراغبين بالتعلم حقا هذه الدراسات والقياسات التي بدأت جامعة دمشق القيام بها منذ عدة إن

أعوام والمشاريع التي شاركت بها، إنما تهدف في نهاية المطاف إلى تقييم برامجنا التعليمية وأنظمتنا اإلدارية والتعرف على مواطن الخلل ونقاط الضعف

كزمن المكوث الكبير وهي تشير إلى وجود مشاكل هامة تستدعي المعالجة . فيها. للطالب في بعض الكليات وظاهرة التسرب من بعض برامج الدراسات العليا

، وعلى كافة الصعد، بغية توفير توالبد من إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكال . مي التعلفرص تعليم أفضل للراغبين حقا ف

-٢٠٧-

اجلامعة وسوق العمل

)٢٠٠٨ آب ٢٦جريدة الثورة، الثالثاء (

مواءمة برامجها التعليمية مع لعل الهاجس األكبر لكل جامعة عريقةجامعة ما هو أن تكون فأسوأ ما يمكن أن يصيب. حاجات سوق العمل ومتطلباته

. آخر وحاجات سوق العمل في وادبرامجها التعليمية في وادفالبعض يلجأ إلى . الغرض تنحو الجامعات مناح مختلفة ولتحقيق هذا

وأرباب ، االقتصادية كالمصارف وشركات التأمين طيد العالقات مع المؤسساتتوعن طريق تأمين ، والمحامين، المهندسين والجمعيات المهنية كنقابات، الصناعة

وإعطائها دورا أساسيا في تحديد تمثيل دائم لها في مختلف المجالس الجامعية، تتماشى وحاجات سوق العمل المحتوى العلمي لبرامج الجامعة التعليمية بحيث

يكمن في متابعة والبعض اآلخر يرى أن الحل األمثل لتحقيق هذا التواصلالصعوبات واالستفهام منهم عن، التواصل مع الخريجين عبر رابطات الخريجين

ومدى نجاح الجامعة وبرامجها التعليمية في، التي واجهوها في سوق العملوالتعديالت التي ، واجهة هذه الصعوبات أو التحدياتإعدادهم إعدادا مناسبا لم

إدخالها على برامج الجامعة لتواكب حاجات سوق العمل المتغيرة يجبعاشوا تجربة االندماج في سوق العمل وتعرفوا بشكل فالخريجون. باستمرار

. بالتالي اإلفادة من آرائهم وتجربتهم في هذا المجال مباشر على متطلباته ويمكنالجامعات العالمية الشهيرة في معرض الترويج لبرامجها وقد ذهبت بعضحصائيات الواردة من سوق العمل وبالذات واالستشهاد باإل التعليمية إلى التباهي

يقضيها خريجو الجامعة في كل اختصاص من عن الفترة الوسطية التيط في الثقة بعضها اآلخر المفر وذهب. اختصاصاتها قبل الحصول على عمل ما

الجامعة تضمن لخريجيها في قابلية خريجيها للتوظيف إلى اإلعالن صراحة أنستعاد لهم الإأنهم سيجدون فرصة عمل مناسبة خالل ستة أشهر من تخرجهم و

. األقساط التعليمية

-٢٠٨-

دمشق منذ عدة سنوات إلى تلبية متطلبات سوق العمل لقد سعت جامعةمن البرامج التعليمية على مستوى الدراسات ت العديدفأحدث، والتوافق مع حاجاته

والدراسات العليا خدمة لهذه الجامعية األولى ودراسات التأهيل والتخصصكما أنها . العاشرة المتطلبات واحتياجات خطط التنمية والسيما الخطة الخمسية

العملية قطعت شوطا ملحوظا في عملية إرساء منظومة متكاملة لضمان جودة . التعليمية واإلدارية في كلياتها ومديرياتها كافة

أكثر من تحديث ، الخرجين إعدادا جيدا لسوق العمل يتطلب لكن إعدادفسوق . للبرامج التعليمية وتطويرها باستمرار وضمان جودتها المحتوى العلمي

كمهارات ، أن يتمتعوا بمهارات إضافية خاصة العمل يتطلب من الخريجينالقيادية واتخاذ القرار الحاسم في والمهارات، والعمل ضمن فريقالتواصل

حق الطالب والخريجين كذلك من. ومهارات لغوية وحاسوبية، الوقت المناسبالتي تتوفر فيها الذين يسعون لتخطيط مسارهم المهني أن يتعرفوا على القطاعات

. رهاوالقطاعات التي تولد فرص عمل أكثر من غي، فرص عمل مناسبةأسوة بالعديد من الجامعات المرموقة في العالم، جامعة دمشق ولهذا فإن ،

للتوجيه المهني بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي بصدد تأسيس مركزاالجتماعية والعمل هدفه األساسي إكساب الطالب والخريجين ووزارة الشؤون

وتوجيههم نحو كيفية إيجاد فرص ، لفي سوق العم المهارات اإلضافية المطلوبةواالستعداد لمقابالت العمل وذلك من خالل عمل وكيفية كتابة السيرة الذاتية

. نصائح فردية أو ورشات عملالتوجيه المهني المتوقع افتتاحه قريبا بتنظيم زيارات تعريفية وسيقوم مركزمل التي تساعد وتنظيم العديد من ورشات الع، القطاعات للشركات من مختلف

وكذلك استضافة العديد من أرباب ، الوظيفي الطالب على التخطيط لمسارهمعن الوظائف والمهن المختلفة العمل من مختلف القطاعات للتحدث مع الطلبة . وعن مسيرتهم المهنية واإلجابة على استفساراتهم

ار ستبذل كل جهد ممكن إلرشاد طالبها وخريجيها الختي إن جامعة دمشقكما أنها ستعمل ما يلزم ، والذي يلبي طموحاتهم المسار الوظيفي المناسب لهم

ندرك أن توفير كوادر مؤهلة تأهيال ونحن. لتسهيل اندماجهم في سوق العملالتواصلية الالزمة هو التحدي جيدا في شتى االختصاصات والمسلحة بالمهارات

. أعيننا عه نصبوهو ما نض، األكبر الذي يتوجب علينا مواجهته

-٢٠٩-

قــدمش ةــجامع الكبرية الطالبية اموعات مع والتعامل

)٢٠٠٨جريدة الثورة، حزيران (

بشكل دمشق وجامعة عام بشكل السورية الجامعات يواجه تحدي أهم لعل

التعامل وكيفية النظرية، الكليات في وخاصة الكبيرة الطالبية الكثافة هو خاص حيث من مأ التحتية البنى حيث من سواء الكبيرة لطالبيةا المجموعات مع

. والتعليمية التربوية الوسائل على يزيد ما الحالي الدراسي العام في دمشق جامعة طالب عدد بلغ فقد

عدد بلغ اآلداب كلية وفي النظامي، التعليم في طالب ألف عشرينالو المائة الحقوق، كلية في طالب ألف ١٣ حوالي هناك و. طالب ألف٤٤ حوالي الطالب

. التربية كلية في طالب الفآ وثمانية االقتصاد، كلية في طالب ألف ١٢ و بين النظرية الكليات في تتراوح الطالب إلى األساتذة نسبة كانت وإذا التربية كلية في ٩٢:١ و، اآلداب كلية في ١٥٩:١ و الحقوق، كلية في ٢٤٥:١ في ١٩:١ (التطبيقية الكليات في بمثيالتها نتقور ما إذا مقبولة غير نسب وهي التدقيق فإن ،)المدنية الهندسة في ١٧:١و الزراعة، في ١٨:١و البشري، الطب أكثر وضعا يعكس الخاص قبولها لها التي األقسام مستوى على النسب بهذه

. ٦٧٥:١ إلى تصل اإلنجليزية اللغة قسم في الطالب إلى األساتذة فنسبة. صعوبة على خطيرة انعكاسات النظرية الكليات في الكبيرة الطالبية للكثافة إن المحاضرات، وقاعات المدرجات في الكبير االزدحام منها التعليمية، العملية وليس الطالب حول تتمحور التي الحديثة التدريس طرائق اعتماد إمكانية وعدم حلقات عن ريجيالتد والتخلي صغيرة، طالبية مجموعات تتطلب والتي المعلم الكبيرة األعداد مع التعامل إمكانية عدم بسبب أهميتها من الرغم على البحث

-٢١٠-

ال اختبار طرائق إلى واللجوء فيها، الطالب ومناقشة وتدقيقها البحث لحلقات طرائق كاعتماد منه، المرجوة التعليمية والمحصلة المدروس والمقرر تتناسب

كله وهذا. واإلنشاء التعبير تفترض التي المقررات في المؤتمتة االختبارات . التعليمية العملية مخرجات على سلبا ينعكس

يسهل صغيرة طالبية مجموعات إلى الطالب تشعيب أن الواضح ومن تطبيق من ويمكن واالختبارات، والعملية النظرية الدروس في معها التعامل الهيئة أعضاء نسبة في كبيرا تحسينا يتطلب أنه إال فيها، الحديثة التدريس طرائق

في والمخابر التدريسية القاعات من كبير إضافي عدد وتوفير للطالب، التدريسية . واحد آن

فمن. اتجاهات عدة في دمشق جامعة تعمل الكبير التحدي هذا ولمواجهة تحتية بنى وتوفير فيها التحتية البنى مساحة زيادة إلى الجامعة تسعى جهة

تعليمية مبان إنشاء طريق عن ومخابر محاضرات وقاعات درجاتم من إضافية ما فهناك. إنشائها منذ منشآتها في توسع عملية أكبر تشهد حاليا وهي. إضافية أن ويتوقع اإلنشاء، قيد الطابقية المساحة من مربع متر ألف ٢٠٠ على يزيد

لكلية ضخم نىمب منها القادمة، القليلة األعوام خالل تدريجيا الخدمة في توضع . مربع متر ألف ٤٠ حوالي تبلغ طابقية بمساحة اآلداب

إلى األساتذة نسبة لتحسين حثيثة جهودا الجامعة تبذل أخرى جهة ومن للتنمية العاشرة الخمسية الخطة عليه نصت ما وفق ومعاهدها كلياتها في الطالب

وفي عشر، سعالتا الفصل في أكدت والتي سورية في واالجتماعية االقتصادية على الحفاظ ضرورة على العالي التعليم أهداف من الثالث الهدف تحقيق معرض في ٢٠:١ و األدبية األقسام في ٤٠:١ بحدود تكون بحيث طالب : أستاذ نسبة

جديد معيد ثالثمائة على يزيد ما تعيين بصدد دمشق وجامعة. العلمية األقسام ،حاليا موفدين معيد ٥٦٨ إلى فةإضا األخير، الوزاري اإلعالن في نجحوا

بشكل سيحسن الذي األمر اإليفاد، بانتظار عملهم رأس على قائمين معيد ٢٦٧و األقسام من العديد في الطالب إلى التدريسية الهيئة أعضاء نسبة ملحوظ حديثا المعينين المعيدين من الكبيرة األعداد هذه إيفاد أن ندرك ونحن. والكليات تأهيال لتأهيلهم العريقة األوروبية الجامعات إلى بعد يوفدوا لم ذينال والمعيدين

إليفاد المخصصة الميزانية في ملحوظة وزيادة إضافية مالية أعباء يتطلب رفيعا الذاتية مواردها من جزء لتخصيص مستعدة دمشق فجامعة لذا. خارجيا المعيدين . وتقدمها الجامعة تطور ىعل كبيرة انعكاسات من لذلك لما معيديها لتأهيل

-٢١١-

في لها فروع بافتتاح الجامعة بدأتها التي األفقي التوسع عملية فإن كذلك أثر لها سيكون السياسية قيادتنا من بتوجيه) والسويداء درعا (الجنوبية المحافظات

في الرئيسي الفرع على الطالبي الضغط تخفيف في المتوسط المدى على ملحوظ . دمشق

البشرية القدرات وتوفر الخدمة في الجديدة األبنية دخول نتظاروبا ولكن، الوضع لمعالجة جريئة قرارات اتخاذ من البد المعيدين، تأهيل نتيجة اإلضافية التعليمية العملية جودة وضبط والكليات األقسام بعض في حاليا القائم الصعب

اآلداب كلية قسامأ وبعض والشريعة والتربية والحقوق االقتصاد فكليات. فيها من مزيد استيعاب على قادرة تعد لم) والعربية اإلنكليزية اللغة قسمي وخاصة(

وإن. األساتذة من إضافية وأعداد إضافية تدريسية قاعات توفير دون الطالب العملية على خطيرة انعكاسات له سيكون أخرى إضافية أعداد أية استيعاب . التعليمية تحقيق سياق في العاشرة الخمسية الخطة علية نصت ما تنفيذ من البد لذا المجتمع خدمة في العالي التعليم "أي (العالي التعليم أهداف من األول الهدف

على تعمل مرحلية وخطة قبول سياسات وتنفيذ تصميم: "من") الوطني واالقتصاد بمعدل تالمعلوما وتكنولوجيا األعمال إدارة وأقسام كليات في الطلبة أعداد زيادة

وفي %) ٢٥ (بمعدل والطب والتكنولوجيا والهندسة العلوم كليات وفي ، %)٩( االجتماعية والعلوم اإلنسانيات في القبول معدالت من التقليل مع %) ٨ (التربية %)". ٨ (بمعدل

وكلية األعمال إدارة أقسام في القبول زيادة أن إلى اإلشارة تجدر وهنا دمشق جامعة في تحقق قد العاشرة الخمسية الخطة ةعلي نصت ما وفق التربية اقتصاد وكلية والسويداء، درعا محافظتي في إضافيتين تربية كليتي بافتتاح كليات في المقبولين أعداد تخفيض علينا لزاما وأصبح. درعا محافظة في إضافية تعذر منطلق من فقط ليس أيضا، الخطة عليه نصت ما وفق اإلنسانية العلوم

التعليمية، العملية جودة ضبط وضرورة الطالب من مزيد استيعاب على لقدرةا . العمل سوق واحتياجات التنمية خطة لمتطلبات تنفيذا أيضا وإنما

الراهن الواقع مع التعامل الجامعة تحاول ذلك، تحقيق لنا يتسنى وريثما من دداع السياق هذا في الجامعة نظمت فقد. ممكنة نتائج بأفضل للخروج من خبراء استضافت التأهيلية والدورات العمل وورشات العلمية الندوات

-٢١٢-

الممارسات أفضل حول الخبرات لتبادل المجال، هذا في باع لها عالمية جامعات المجموعات مع للتعامل اعتمادها لنا يمكن والتي عالميا المتبعة والمنهجيات

أو المتعلم بحاجات يفي يعد لم الذي يديالتقل التعليم عن بعيدا الكبيرة الطالبية بأهمية الوعي نشر إلى يهدف الندوات هذه مثل إن. األستاذ طموح يرضي التعليم كاستبدال الطالبي، االكتظاظ مع للتعامل بديلة حلول إيجاد وإمكانية المجموعات في مناسبة تعلم ظروف يخلق حداثة أكثر بأسلوب التقليدي النظري والتفاعل التواصل على وتحثهم الطالب تعددية بالحسبان تأخذ، بيرةالك الطالبية العمل في االستقاللية من نوعا المتعلم لدى وتولد عمل، مجموعات ضمن

. المعرفي واالكتساب وهي والتطوير، اإلصالح طريق في المضي في جادة دمشق جامعة إن

الجهود لكن. جودتها انوضم التعليمية بيئتها لتحسين األصعدة كافة على تعمل كل تتكاتف لم وما وانسجام، بتناغم تعمل لم ما تثمر أن يمكن ال شأنها عظم مهما

. الوطن تقدم في الجامعة بدور المؤمنة المخلصة األيدي

* * *

-٢١٣-

املستدامة والتنمية العايل التعليم

)٢٠٠٨جريدة الثورة، آذار (

الجمعية اتخذت والسويد، اليابان من طلب لىع وبناء ،٢٠٠٢ عام في أجل من التعليم دقع” ببدء قرارا ٥٨ الـ دورتها في المتحدة لألمم العمومية وأناطت ،٢٠١٤ عام ولغاية ٢٠٠٥ الثاني كانون من ابتداء “المستدامة التنمية التظاهرة ههذ قيادة مهمة" اليونسكو"والعلوم والثقافة للتربية المتحدة األمم بمنظمة . العقد لهذا دولي تنفيذي مخطط مسودة ووضع

الدولي، التنفيذ مخطط مسودة اليونسكو منظمة أعدت ذلك على وبناء لتطبيق تتخذ أن يجب التي اإلجراءات في النظر إلى الحكومات مختلف ودعت

. عملها وخطط التعليمية استراتيجياتها في “المستدامة التنمية أجل من التعليم” في العالمية الشراكة: "السياق هذا ضمن أيضا أطلقت التي المبادرات ومن

١٠٠٠ من أكثر حاليا تضم شراكة وهي" المستدامة التنمية أجل من العالي التعليم التنمية دمج الستراتيجيات أفضل فهم تعزيز إلى أساسي بشكل وتهدف جامعة

فعالية أكثر وتنفيذ العالي، التعليم مؤسسات من وغيرها الجامعات في المستدامة التنمية لجعل الحاصل التقدم وتقييم عالمي بمسح والقيام. االستراتيجيات لهذه

إلى تهدف كما. العالي التعليم مؤسسات وبحوث مناهج صلب في المستدامة مفهوم تعزيز نطاق في الجيدة والممارسات الفعالة، االستراتيجيات على التعرف

من ونشرها فيها اآلخرين ومشاركة ،"المستدامة التنمية اجل من العالي التعليم" . االنترنت وشبكة والمؤتمرات الندوات خالل

العالي والتعليم عام بشكل سورية في التعليم منظومة يواجه الذي والتحدي ندرج أن يمكن وكيف العقد، هذا في فعال بشكل المساهمة كيفية هو خاص بشكل . التعليمية برامجنا صلب في تدامةالمس التنمية مفاهيم

-٢١٤-

تلبي التي التنمية أنها على المستدامة التنمية ١٩٨٧ عام بروندتالند تعرف تلبية على المستقبلية األجيال بقدرة المساس دون، الحالية األجيال احتياجات التنمية هو المستدامة للتنمية عالميا المعتمد الشائع التعريف أن غير. احتياجاتها

. معا آن في البيئة وحماية االجتماعية، والتنمية االقتصادية، التنمية تحقق التي االختصاصات من العديد في اءيأكف خريجين تعد سورية في جامعاتنا إن . المستدامة بالتنمية خبراء تخرج ال أنها إال واالجتماعية، واالقتصادية الهندسية

والطرق العمرانية كالتوسعات تنفذ التي الهندسية المشاريع إلى نظرنا فإذا الجيدة، االقتصادية عوائدها من الرغم على بعضها أن لوجدنا وغيرها والمصانع

واالجتماعية االقتصادية الثالث بأبعادها المستدامة التنمية شروط يحقق ال . دالبعي المدى على استدامتها تهدد البيئة على ضارة آثارا لها أن كما والبيئية، مناهجها في المستدامة التنمية مفاهيم تدرج أن لجامعاتنا األوان آن لقد على طالبها تؤهل أال الهندسة كليات على يتعين المثال، سبيل فعلى. التعليمية منها المطلوبة الوظيفية تحقق اإلنشائية الناحية من وسليمة جميلة أبنية تصميم عند الحسبان في البيئية االعتبارات خذأ على تدربهم أن أيضا عليها بل فحسب، في للطاقة استخدامها ناحية من كفوءة أبنية بتصميم وذلك التصميم، بأعمال القيام في الملوثات من األدنى الحد يطرح أن على والحرص والتبريد، والتدفئة اإلنارة خينوتس اإلنارة في أمكن ما الشمسية الطاقة باستخدام أيضا ذلك ويكون. الهواء هذه على يجب كما. جيدة عزل بخصائص تتمتع بناء مواد واستخدام المياه، المياه بعض تدوير بإعادة وذلك المياه، استخدام في كفوءة تكون أن األبنية

. وغيرها الحدائق وري كالغسيل أخرى أغراض في واستخدامها المستعملة للمشاريع يطالتخط عند االجتماعية باالعتبارات األخذ من البد كذلك

متكافئة اقتصادية عوائد المشاريع هذه تؤمن بحيث أنواعها، بمختلف التنموية . أخرى عن شريحة تميز وال بها المعنيين لجميع

وضع الدول من العديد في العالي التعليم برامج اعتماد هيئات بدأت لقد برنامج اعتماد عند مراعاتها يتوجب التي المعايير كأحد المستدامة التنمية مفاهيم والتقانة للهندسة األميركي المجلس دليل أكد المثال، سبيل فعلى. ما تدريسي

المتحدة، الواليات في الهندسية البرامج شتى باعتماد يقوم الذي ABET" أبت" الهندسية، التصاميم إجراء عند بالحسبان االستدامة مفهوم وضع ضرورة

-٢١٥-

في الهندسية الحلول لوقع دقيقا فهما سيالهند التعليم برامج تشمل أن وضرورة . واالجتماعي والبيئي االقتصادي العالمي السياق

في المستدامة التنمية مفاهيم إدماج تعيق عدة صعوبات هناك أن شك ال لهذا الدقيق بالتعريف التامة اإلحاطة عدم بينها من الجامعية، التعليمية المناهج لإلشارة" المستدامة التنمية "تعبير يستخدم ضفالبع. عليه ينطوي وما المفهوم في أيضا الصعوبة تكمن. التعبير لهذا الدقيق للمفهوم إدراك ودون التنمية لعملية علمية مواضيع ،فمنها وتعددها المستدامة بالتنمية عالقة لها التي المواضيع تنوع

طرائق إلى الحاجة في أيضا الصعوبة تكمن. وغيرها واجتماعية تقانية وأخرى حول ،ال الحوار وجلسات كالمناظرات الطالب حول تتمحور جديدة تدريسية أعداد تكون عندما تحقيقه يصعب الذي التقليدي،األمر التعليم في كما المعلم

. كبيرة الطالب مناهجها في البيئية المساقات إدخال في رائدة دمشق جامعة كانت لقد ستكون وهي البيئية، واإلدارة البيئية علوم في جديدة برامج إحداث وفي التعليمية وستدعو. التعليمية مناهجها في المستدامة التنمية مفاهيم إدخال في أيضا رائدة هذا في منها مساهمة" المستدامة التنمية أجل من العالي التعليم "عن مؤتمر لعقد بركائزها ستدامةالم التنمية مفهوم عن العلمية والمعرفة التوعية نشر وبغية العقد

. التعليمية مناهجنا في مفاهيمها إدماج في إتباعه يتوجب الذي النهج وعن ،الثالث التنمية متطلبات كافة وبرامجها استراتيجياتها في تواكب أن لجامعتنا نريد فنحن . توجهاتنا علينا يملي ما وهو

* * *

-٢١٦-

الدويل والتعاون دمشق جامعة

)٢٠٠٧ورة، كانون األول جريدة الث(

نشاطا أكثر العالم أنحاء جميع في الجامعات أضحت التسعينيات، مطلع منذ األساتذة، وتبادل الطالب، حركية ازدياد خالل من الدولي الصعيد على وفاعلية . التعليمية المناهج في الدولي البعد وازدياد

الدولي التعاون في كبير توسع بريطانيا في هناك كان المثال، سبيل فعلى بالشراكات خاص بشكل تجسد الذي األمر األخيرين، العقدين خالل الجامعات في

علمية بحوث إجراء إلى الحاجة أهمها عديدة أسباب إلى ذلك عزي وقد. الدولية األوروبي االتحاد يرعاه الذيERASMUS إيراسموس مشروع وإطالق تعاونية، تمويل مصادر عن للبحث والحاجة ،)الطالبي تبادلال (الطالب حركية يدعم والذي . التميز نحو السعي وكذلك، الجامعات لهذه الحكومي الدعم تقليص بعد جديدة

الشراكات وبناء الدولي التعاون خالل من الجامعات تسعى عام، وبشكل أظهر وقد. االستراتيجية وأهدافها لرسالتها تبعا مختلفة غايات تحقيق إلى الدولية إستراتيجية لديها الجامعات هذه من العظمى الغالبية أن البريطانية للجامعات مسح هذا من األساسي الهدف أن حين وفي. دوليا بعدا رسالتها وتتضمن دولي، تعاون بعض فإن األجانب، الطالب استقطاب هو الجامعات هذه من العديد في التعاون

تعليمية برامج كتأسيس أخرى أهداف تحقيق إلى تسعى األخرى الجامعات وتبادل للشركاء، البحثية القدرات فيها تتكامل مشتركة بحوث وإجراء مشتركة، . األساتذة

منذ أضحت العالم في العريقة الجامعات شأن ذلك في شأنها دمشق وجامعة مسيرة ظل في خاصة الدولي التعاون صعيد على نشاطا أكثر الحالي القرن مطلع

والتي األسد بشار الرئيس يقودها التي والتحديث والتطوير قتصادي،اال اإلصالح

-٢١٧-

مواجهاتها من بد ال جدية تحديات لدينا العالي التعليم مؤسسات على فرضت واالجتماعية االقتصادية التنمية وخطط العمل لسوق الجديدة المتطلبات لمواكبة

. المرحلة هذه في القطاع في ومتسارع كبير نمو قتصادياال االنفتاح سياسة عن مثال نتج فقد

وشركات الخاصة المصارف من العديد افتتاح في تجسد والمصرفي المالي لهذا تستجيب أن دمشق لجامعة بد ال وكان المال، أسواق وقريبا الخاصة التأمين عالية بشرية قدرات توفير على نسبيا قصيرة زمنية فترة خالل تعمل وأن التحدي فطورت. فيه أحدثت التي الوظائف وإشغال القطاع هذا خدمة على قادرة الكفاءة، ماجستير برنامج وأحدثت، القطاع هذا احتياجات تخدم بحيث التدريسية برامجها سياق في الفرنسية الرابعة بوردو جامعة مع والتمويل المصارف في مشترك أقامت كما. ناآل حتى دفعتان منه تخرجت األوروبي، االتحاد يرعاه مشروع بموجبه تقدم والمصرفية المالية للعلوم العربية األكاديمية مع شراكة دمشق جامعة

. الجامعة مع بالتعاون العملي الجانب على تركز التي برامجها األكاديمية على الكبيرة وانعكاساته االتصاالت لقطاع السريع التطور فرض فقد كذلك

االقتصادية القطاعات على كبير تأثير نم القطاع لهذا لما التنمية، عملية برامجها طورت بأن دمشق جامعة له استجابت كبيرا تحديا فرض األخرى، برنامج المعلوماتية الهندسة كلية في وأحدثت جهة، من المجال هذا في التعليمية لالتصاالت العليا المدرسة مع بالشراكة االتصاالت هندسة في مشترك ماجستير

على القطاع هذا في الكبير الطلب لتغطية وذلك أخرى، جهة من فرنسا في . عالمي مستوى على تأهيال المؤهلة البشرية القدرات

اإلقليمي، التخطيط لموضوع الحكومة توليها التي الكبيرة لألهمية واستجابة كلية في أيضا االختصاص هذا في مشترك ماجستير الفتتاح حاليا جار فالعمل . الفرنسية الفالييه مارن جامعة مع باالشتراك العمارة

مع شراكات عن جميعها نتجت عديدة وأقسام لبرامج إحداثات وهناك إدارة كماجستير. عالمية أكاديمية مؤسسات مع تعاون أو عريقة أجنبية جامعات

في األثرية األبنية ترميم وماجستير العلوم، كلية في وبيئتها الصناعية النظم أمان اللغويات وماجستير الزراعة، كلية في الحيوية التقانة وماجستير العمارة، كلية

كلية في البيئية العلوم وقسم اآلداب، كلية في اإلنجليزية اللغة قسم في التطبيقية . اآلداب كلية في واإلسبانية واأللمانية، والفارسية، اليابانية، اللغات وأقسام العلوم،

-٢١٨-

االختصاصات على الجديدة اإلحداثات تقتصر لم مالحظ، هو وكما للترجمة العالي المعهد الماضي العام افتتحنا فقد فحسب، والعلمية الهندسية دمشق جامعة أساتذة من مجموعة فيه التدريس على ويقوم الفورية والترجمة في يشارك كما. الترجمة في متخصصة عريقة أوروبية مدرسة في تدربوا

أن ويتوقع. الزائرين أو المقيمين األجانب لخبراءا من مجموعة فيه التدريس عالية درجة على بمترجمين العمل سوق لرفد العام هذا منه األولى الدفعة تتخرج

. الكفاءة من االجتماعية للخدمة شعبة إحداث على حاليا العمل يجري نفسه، السياق وفي

يكون أن دعت يالت العاشرة الخمسية الخطة لمتطلبات تلبية اآلداب كلية في تطوير إلى دعت كما ،"النوعية عالية اجتماعية بخدمات متمتعا "السوري المجتمع الشعبة هذه لمناهج أولي تصور وضع وقد. القطر في االجتماعية الرعاية برامج

. اإلنمائي المتحدة األمم برنامج مع بالتعاون إحداث على يقتصر لم دمشق جامعة في المزدهر الدولي التعاون لكن دمشق فجامعة. أخرى عديدة مجاالت إلى تعداه بل المشتركة، التعليمية البرامج لضمان اإلقليمية المشاريع من عدد في الماضية القليلة السنوات خالل شاركت تقييم خاللها من جرى اإلنمائي، المتحدة األمم برنامج رعاها العالي التعليم جودة التقييم نتائج وكانت دولية، لمعايير وفقا جامعةال في التعليمية البرامج بعض

. مرضية TEMPUS مشاريع في الكبيرة مشاركتها عبر الجامعة تمكنت فقد كذلك

المشتركة التعليمية البرامج من العديد تأسيس من األوروبي، االتحاد يرعاها التي من تمكنت كما والتخصص، التأهيل ودراسات العليا الدراسات مستوى على

لضمان مركز وتأسيس الجودة، ضمان مجال في كبيرة أوروبية خبرات اكتساب . دمشق جامعة في الجودة

البريطاني الثقافي والمجلس دمشق جامعة بين القائم التعاون خالل ومن بدأت فيها الجودة لضمان متكاملة مؤسساتية منظومة بتأسيس حاليا الجامعة تقوم

األطراف كافة استفتاء بعد االستراتيجية وألهدافها ةالجامع لرسالة دقيق بتحديد كافة وممثلي عمل وأرباب وإداريين وأساتذة طالب من دمشق جامعة في المعنية

لجامعة البريطاني الثقافي المجلس أمن وقد. واالجتماعية االقتصادية القطاعات مانض وكالة من خبير خالل من الجودة ضمان في المستوى رفيعة خبرة دمشق

-٢١٩-

هذا في القدرات بناء في يساعد كما العمل منهجية على يشرف البريطانية الجودة . المجال

منذ العالي التعليم وزارة أبرمتها التي الدولية االتفاقيات ننسى أال ويجب المعيدين إيفاد واتفاقية البريطاني، الجانب مع القدرات بناء كاتفاقية سنوات عدة تمكنت والتي األلمانية، الجامعات إحدى مع مشابهة فاقيةوات الفرنسي، الجانب مع

والتخصص للدراسة معيديها من المئات إيفاد من جميعا خاللها من دمشق جامعة شتى في العلمية قدراتها بناء في األثر أكبر له مما البلدان هذه جامعات في

. المجاالت وبناء الدولي عاونالت على انفتاحها من عديدة فوائد دمشق جامعة جنت لقد ذلك كان سواء التحديات من العديد مواجهة في ذلك وساعدها الدولية، الشراكات

وهي. التنمية وخطط المجتمع متطلبات تلبية أو الذاتية، قدراتها بناء صعيد على حقيقي عائق هي إنما ناجعة حلوال ليست الذات على واالنكفاء العزلة أن تدرك . العلمي التطور أمام

التي األخرى الهامة التحديات من العديد هناك زال ما أنه أخيرا ننسى وال العملية جودة على وخطيرة كبيرة انعكاسات من لها لما مواجهتها من البد

وضبطها معها التعامل من مفر ال التي الهائلة الطالبية الكثافة وأهمها التعليمية، عاتقها، على الملقاة الوطنية ةالمسؤولي بمستوى األم الجامعة هذه تظل كي

لعملية حقيقيا سندا تكون وكي الوطن هذا قدرات دعم في كامال دورها ولتؤدي . التنمية

* * *

-٢٢٠-

اجلودة وضمان دمشق جامعة

)٢٠٠٧ تشرين الثاني ٢٥ جريدة الثورة،(

في يقةالعر الجامعات اهتمام صلب في وإدارتها الجودة ضمان عملية تقع من تمنحه وما األكاديمية برامجها وجودة معايير عن مسؤولة جامعة فكل. العالم

لتحقيق تتبعها التي الخاصة الداخلية إجراءاتها جامعة ولكل. علمية درجات . باستمرار وتحسينها برامج من تقدمه ما جودة ولضمان المطلوبة، المعايير

من بد ال كان مباشر، بشكل عليميةالت العملية جودة قياس يمكن ال أنه وبما بإعداد تقوم الجامعة أن من التأكد أي م،والتعل التعليم عملية ناتج من التحقق وكالة تعتمد المثال، سبيل فعلى. والمهنية األكاديمية المتطلبات يلبون خريجين قاييسم ثالثة على التعليمية البرامج لجودة تقييمها في البريطانية الجودة ضمان لكل المستهدفة التعليمية المحصالت تقييم وتتضمن (األكاديمية المعايير: هي

الفرص وجودة ،)الطالب وانجازات الطالب، واختبارات والمناهج،، برنامج ،)التعلم ومصادر الطالب، وتطور والتعلم، التعليم لعملية تقييم وتتضمن (التعليمية . والتحسين الجودة ضمان وآلية

جامعة اهتمام صلب في زالت وال كانت التعليمية البرامج جودة انضم إن فقد كذلك. إحداثها عند األكاديمية البرامج كافة بتقويم الجامعة تقوم حيث دمشق، البرامج جودة بضمان تعنى التي واإلقليمية الدولية المشاريع من بالعديد شاركت في الهندسي التعليم دةجو لتقييم TEMPUS أوروبي مشروع ومنها. التعليمية كلية (دمشق جامعة فيه شاركت المتوسط األبيض البحر دول جامعات بعض

. عربية دول سبع من جامعة عشرة ثالث جانب إلى) المدنية الهندسة والتخطيط الجودة ضمان تحسين "مشروع في الجامعة شاركت كما المتحدة األمم برنامج يرعاه مشروع وهو ،"العربية الجامعات في المؤسساتي وعلوم المعلوماتية تعليم برامج جودة بتقييم األولى مرحلته في بدأ اإلنمائي،

-٢٢١-

أربع جانب إلى) المعلوماتية الهندسة كلية (دمشق جامعة فيه وشاركت الحاسوب تقييم عامين امتداد وعلى المشروع هذا إطار في جرى وقد. عربية جامعة عشرة معايير وفق الجامعات هذه في الحاسوب وعلوم تيةالمعلوما الهندسة كليات برامج حقلية زيارة التقييم عملية وتضمنت. QAA البريطانية الجودة ضمان وكالة

. كلية لكل الداخلي التقييم تقرير لتدقيق الوكالة خبراء بها قام للنظراء في دمشق جامعة شاركت المشروع، نفس من الثانية المرحلة نطاق وفي كلية اشتركت فقد، العربي الوطن في التربية كليات برامج ودةج تقييم مشروع جامعة وعشرين ثمان في التربية كليات جانب إلى دمشق جامعة في التربية وفق التقييم عملية جرت وقد. فيها التربوي التأهيل دبلوم برنامج بتقييم عربية كلتا في التقويم ةعملي نتيجة وكانت. أيضا البريطانية الجودة ضمان وكالة معايير

. تداركها يجب التي المالحظات بعض وجود مع مرضية السابقتين المرحلتين يرعاه الذي المشروع هذا من الثالثة المرحلة في حاليا دمشق جامعة وتشارك الهندسة كليات برامج بتقييم المرحلة هذه وتعنى. اإلنمائي المتحدة األمم برنامج

. العربية الجامعات في لضمان TEMPUS أوروبي بمشروع حاليا دمشق جامعة تشارك لككذ واالستقاللية الجامعة في الجودة إدارة "بعنوان وهو العالي التعليم في الجودة

إحداث ويتضمن ألمانيا، في همبولدت جامعة مع بالمشاركة ويتم" المؤسساتية مطلع في بالفعل المركز هذا أحدث وقد. دمشق جامعة في الجودة لضمان مركزـع العام، هذا الجامعة رئيس مستشار ويديره مباشرة، الجامعة لرئيس وأتب

كلية على الجودة ضمان معايير بتطبيق المشروع هذا يعنى كما. الجودة لشؤون المشروع ويركز الغرض، لهذا الزراعية الهندسة كلية اختيرت وقد نموذجية،

. مهاوتقيي األكاديمية الجودة معايير تعريف على السنوات خالل دمشق جامعة بذلتها التي الكبيرة الجهود من الرغم وعلى

مؤسساتية منظومة إلى تفتقر كانت فإنها الجودة، ضمان مجال في الماضية القليلة األكاديمية البرامج مخرجات لتقويم نظام ذلك في بما فيها الجودة لضمان متكاملة منذ الجهود انصبت فقد لذا. منها المرجوة فاألهدا إلى الوصول من التحقق بغية متكاملة يومية آلية في فاعال عامال لتصبح البنية هذه تأسيس على الماضي العام

. الجودة لضمان

-٢٢٢-

الجودة أن منطلق من" التعليم جودة تطوير "مفهوم دمشق جامعة فسرت لقد الطالب تشمل لتيوا التعليمية، بالعملية المعنية الجهات متطلبات تلبية تعني

وأعضاء الجامعة لخريجي الموظفة الخارجية والجهات التعليمي الكادر وأعضاء في دمشق جامعة تبنت الجهات، هذه متطلبات تقييم أجل ومن. اإلداري الكادر الحالي الواقع توصيف أجل من األطراف هذه بين التشاركي النهج ٢٠٠٦ العام

رسالة مضمون على إجماع إلى التوصل غرضب واإلدارية، التعليمية للعمليات . إلقرارها تمهيدا الجامعة مجلس إلى تقديمها يتم

سياسية شخصيات دمشق جامعة دعت رسالتها، مكونات تحديد أجل من و إلى باإلضافة التعليمية، بالعملية المعنية الجهات من وثقافية واجتماعية واقتصادية

إلى المعنية الجهات مناقشات وأثمرت. بوالطال التعليمي الكادر عن ممثلين . الجامعة مجلس تبناها المقترحات من مجموعة إلى التوصل

الجامعة مجلس اعتمده للتطوير استراتيجي عمل برنامج وضع تم فقد كذلك ومهارات وقدرات البحثية، والقدرات التعليمية، البرامج تطوير ويشمل أيضا، البنى وتطوير اإلدارية، العمليات وتحسين دارية،اإل والهيئة التدريس هيئة أعضاء كالتعليم (التعليم في التقليدية غير الطرائق وتطوير التعليمية، والبيئة التحتية هذا تنفيذ على العمل وسيجري. وغيرها بالمجتمع، الجامعة وربط ،)المفتوح ريبيتد برنامج العمل هذا وسيرافق. القادمة الثالث السنوات خالل البرنامج األكاديمية، برامجها وأهداف الخاصة، رسالتها تحديد أجل من كلية لكل متكامل

. التعليمية للعملية المتوقعة والمخرجات التعليمية المؤسسات في يعد لم الجودة تقييم أن تدرك دمشق جامعة إن في العمل فإن لذا. العصر متطلبات لتلبية منها بد ال ضرورة غدا بل خيارا، سبيل في المستويات، مختلف على فيها األداء لتقييم وساق قدم على قائم ناجامعت الجامعة هذه تظل كي التعليمية، المخرجات وتحسين األداء هذا تطوير ضمان في كامال دورها ولتؤدي عاتقها، على الملقاة الوطنية المسؤولية بمستوى األم لتلبية مؤهلة شريةب كوادر من يحتاج بما ورفده الوطن هذا قدرات دعم

. للتنمية المتجددة المتطلبات

* * *

-٢٢٣-

العمل وسوق.... خرجيونا )٢٠٠٧ تشرين الثاني ٧جريدة الثورة، (

بحيث العمل وسوق للجامعات التعليمية البرامج بين التوافق تحقيق إن اجساله هو ومتطلباته العمل سوق حاجات العلمي ومحتواها البرامج هذه تعكس تكون أن هو ما جامعة يصيب أن يمكن ما فأسوأ. عريقة جامعة لكل األكبر

تتمكن لن ذلك عند. آخر واد في العمل سوق وحاجات واد في التعليمية برامجها فرص على العثور من خريجوها يتمكن ولن التنمية، خطط دعم من الجامعة هذه . العالمي أم قليمياإل أم المحلي السوق في ذلك أكان سواء مناسبة عمل

. العمل سوق ومتطلبات تتوافق برامجها جعل في طريقتها جامعة ولكل توطيد إلى يلجأ) المثال سبيل على األلمانية كالجامعات (الجامعات فبعض

وأرباب التأمين، وشركات كالمصارف االقتصادية المؤسسات مع العالقات تأمين طريق عن والمحامين، ،المهندسين كنقابات المهنية والجمعيات الصناعة،

والكليات األقسام كمجالس (الجامعية المجالس مختلف في لهم دائم تمثيل مختلف حاجات حول العلمية والمشورة النصح تقديم لهم يتيح بما) والجامعات

المحتوى على بدوره ينعكس الذي األمر واإلنتاجية، االقتصادية القطاعات هذه ويلجأ. الجامعات هذه في العلمي البحث خطط وعلى ةالتعليمي للبرامج العلمي الخريجين رابطات عبر الخريجين مع التواصل متابعة إلى اآلخر البعض

نجاح ومدى العمل سوق في واجهوها التي الصعوبات عن منهم واالستفهام أو الصعوبات هذه لمواجهة مناسبا إعدادا إعدادهم في التعليمية وبرامجها الجامعة

. دياتالتح بإجراء العالي التعليم بحوث في المتخصصة البحوث مراكز تقوم كذلك مركز "في أعدت التي كالدراسة العمل وسوق العالي التعليم عن ميدانية دراسات وتوظيف العالي التعليم "عن األلمانية كاسل جامعة في" العليا الدراسات بحوث

في عال تعليم خريج ألف ربعينأل حقلية مسوحا وشملت ،"أوروبا في الخريجين . أوروبية دول تسع

-٢٢٤-

العمل سوق متطلبات تلبية إلى سنوات عدة منذ دمشق جامعة سعت لقد الدراسات مستوى على التعليمية البرامج من العديد فأحدثت حاجاته، مع والتوافق لهذه خدمة العليا والدراسات والتخصص التأهيل ودراسات األولى الجامعية وتلبية. العاشرة الخمسية الخطة سيما وال التنمية خطط واحتياجات تالمتطلبا

كلية في أحدث باستمرار، المتنامي والمصرفي المالي القطاع الحتياجات في الفرنسية الرابعة بوردو جامعة مع مشترك ماجستير برنامج االقتصاد مع تحالفا الجامعة أقامت كما اآلن، حتى دفعتان منه تخرجت والتمويل المصارف التي برامجها األكاديمية بموجبه تقدم والمصرفية المالية للعلوم العربية األكاديمية

الكبير لالهتمام ونظرا كذلك. الجامعة مع بالتعاون العملي الجانب على تركز ماجستيرا العلوم كلية في أحدثنا فقد للبيئة، سورية في التنمية خطة توليه الذي

وبيئتها الصناعية النظم أمان إدارة في الفرنسية بواتييه جامعة مع مشتركا الجامعية الدراسات مستوى على وبرنامجا ،اآلن حتى دفعات عدة منه تخرجت ونظرا. العام هذا افتتح مانشستر جامعة مع بالتعاون البيئية العلوم في األولى الهندسة كلية في الحالي الدراسي العام سنفتتح االتصاالت، قطاع ألهمية

في فرنسا في لالتصاالت العليا المدرسة مع مشترك ماجستير برنامج المعلوماتية اعترضت التي الصعوبات كافة بتذليل أخيرا قمنا أن بعد االتصاالت هندسة التخطيط في آخر مشتركا ماجستيرا العمارة كلية في نفتتح كي جار والعمل. إحداثه

الحكومة توليها التي الكبيرة لألهمية نظرا رنسية،ف جامعة مع باالشتراك العمراني حتى االفتتاح تأجيل فرضت إحداثه اعترضت التي الصعوبات لكن القطاع، لهذا الفورية والترجمة للترجمة العالي المعهد إلى اإلشارة من والبد. القادم الدراسي العام هذا منه األولى دفعةال تتخرج أن ويتوقع الماضي الدراسي العام في افتتحتاه الذي . الكفاءة من عالية درجة على بمترجمين العمل سوق لرفد العام

في واالجتماعية االقتصادية للتنمية العاشرة الخمسية الخطة إلعطاء ونظرا السوري المجتمع يكون أن دعت حيث االجتماعي للبعد متميزا مكانا سورية

الرعاية برامج تطوير إلى دعت كما ،"النوعية عالية اجتماعية بخدمات متمتعا" كلية في االجتماعية للخدمة شعبة إلحداث نخطط فنحن القطر، في االجتماعية

نأمل التي الشعبة هذه لبرامج أولي تصور وضع من االنتهاء تم حيث اآلداب . القادم العام في افتتاحها

واللذان سبانيةاال واللغة األلمانية اللغة قسما اآلداب كلية في افتتح ومؤخرا . والتجاري السياحي القطاعين سيدعمان

-٢٢٥-

في واضعة مناهجها بتحديث الجامعة كليات من العديد قامت فقد كذلك . العمل سوق وحاجات والتقاني العلمي التطور الحسبان

بل عالية، كفاءة ذوي طالب لتخريج وحده يكفي ال المناهج تحديث لكن الطالب أعداد في الكبير فاالزدحام. إضافية دراسية ظروف كذلك تتوفر أن يجب يعيق والشريعة، والحقوق اآلداب كليات وخاصة النظرية الكليات تشهده الذي الكبيرة فاألعداد. موضوعية جيدة بشروط بحث وحلقات عملية دروس إجراء وهو صغيرة ونقاش عمل مجموعات إلى الطالب تقسيم أمام حقيقيا عائقا تشكل

وتطوير التعليمية العملية كفاءة رفع في الجامعات من العديد تعتمده ذيال األسلوب إلى كله ذلك أدى وقد. العلمي والنقاش المنطقي التحليل على الطالب مهارات طرائق باعتا إلى أدى كما األدنى، الحد إلى الكليات هذه في البحث حلقات تقليص وأهداف أحيانا تتناسب ال) اتالخيار متعددة المؤتمتة كاالمتحانات (امتحانية . للطالب الكبيرة األعداد مع التعامل تعذر بغرض وذلك المدروسة المقررات المحتوى إلى إضافة يتطلب، العمل لسوق جيدا إعدادا الخرجين إعداد إن فريق، ضمن والعمل التواصل كمهارة لديهم خاصة مهارات تطوير العلمي،

تطوير يقتضي كما المناسب، الوقت في الحاسم لقرارا واتخاذ القيادية والمهارات فرص إيجاد كيفية نحو توجيههم من أيضا والبد. والحاسوبية اللغوية المهارات

خالل من وذلك العمل لمقابالت واالستعداد الذاتية السيرة كتابة وكيفية عمل. متخصصة حاسوبية برامج استخدام حتى أو عمل ورشات أو فردية نصائح بالتعاون مهني تأهيل مركز إحداث بمشروع للتقدم دمشق جامعة دفع الذي راألم بين ما الوصل حلقة توفير األساسي هدفه اإلنمائي المتحدة األمم برنامج مع

والعمل العالم، في المرموقة الجامعات من بالعديد أسوة العمل، وسوق الجامعة . إحداثه تعترض التي العقبات تذليل على جار

الذي الوحيد المعيار هي ليست العمل سوق احتياجات أن البعض ليجاد سوق تكون ال فقد. وتطويرها التعليمية البرامج إحداث عند بالحسبان أخذه يجب يعني ال هذا ولكن القديمة، باللغات أخصائيين أو فالسفة إلى مثال بحاجة العمل بعوامل وتتأثر يرةمتغ العمل سوق فحاجات صحيح وهذا!! األقسام هذه إغالق ولكن. العالي التعليم برامج على الحكم في الوحيد المعيار ليست وهي عدة،

كوادر توفير يبقى القطاعات، كافة في كبيرا نموا يشهد سورية مثل لبلد بالنسبة يتوجب الذي األكبر التحدي هو المطلوبة االختصاصات في جيدا تأهيال مؤهلة . عينيها نصب دمشق جامعة تضعه ما وهو مواجهته، التعليمية المؤسسات على

-٢٢٦-

جامعة دمشق وبناء القدرات الذاتية

)٢٠٠٩جريدة الثورة، حزيران (

: تقرير بعنوانامعة دمشقصدر عن قسم الدراسات والبحوث في ج بناء أسلوبيهدف إلى إلقاء الضوء على". المعيدون وبناء القدرات الذاتية"

إعالنات المعيدين، ومدى نجاح طريقن عة في جامعة دمشق القدرات الذاتيوفاعلية هذه الطريقة في توفير االختصاصات المطلوبة، والزمن الذي يستغرقه

. توفير هذه االختصاصاتوقد بات ملحا إجراء مثل هذه الدراسة نظرا ألن عملية إيفاد المعيدين

ات باهظة تتطلب استثمارات خارجيا للحصول على الدكتوراه تكلف الدولة نفقكبيرة مع وجود مؤشرات تشير إلى انخفاض نسبة المعيدين العائدين من االيفاد،

. وطول الفترة الزمنية التي تستغرقها عملية إعداد المعيد وتأهيلهوقد استندت اإلحصائيات الواردة في التقرير على المعلومات العائدة

١٩٩٦ و ١٩٩٥ هي إعالنات أعوام دين إعالنات وزارية النتقاء معيةألربع . ٢٠٠٠ و ١٩٩٧و

وقد تبين نتيجة الدراسة أن الزمن الوسطي لمكوث المعيد قبل اإليفاد يختلف من كلية ألخرى ويتراوح عموما بين سنتين وثالث سنوات، وقد تجاوز

التي حددها قانون تنظيم " سنواتالثالث "د من الكليات مدة هذا المكوث في العدي . لجامعاتا

كذلك فقد بينت الدراسة أن زمن مكوث المعيد خالل اإليفاد قد تجاوز في أي أن ملء الشاغر . بعض الكليات سبع سنوات، ونادرا ما يقل عن أربع سنوات

من أي اختصاص عن طريق إعالن معيدين يتطلب وسطيا ما بين سبع وعشر . سنوات من تاريخ اإلعالن

-٢٢٧-

نجحت الجامعة في ١٩٩٥ وفق إعالن عام هوخلصت الدراسة إلى أن االختصاصات باقيأما. فقط من االختصاصات المطلوبة% ٤٨الحصول على

فلم تنجح الجامعة في الحصول عليها نتيجة تسرب عدد ملحوظ من ،األخرى). إلخ.. اإليفاد،عدم المباشرة، عدم اإليفاد، عدم العودة من(المعيدين ألسباب متعددة

فإن هذه ١٩٩٧بالنسبة إلى إعالن و. ١٩٩٦حال فيما يخص إعالن وكذلك هي ال، فإن هذه النسبة ٢٠٠٠وفيما يخص إعالن عام %. ٣٨النسبة تنخفض إلى

أي أنه بعد مرور ما يقارب تسعة أعوام على اإلعالن فإن %. ١١انخفضت إلى ر فقط من االختصاصات المطلوبة األمر الذي يشي% ١١الجامعة تمكنت من ملء

إلى عدم نجاعة هذه الطريقة في توفير االختصاصات الملحة الناتجة عن إحداث . برامج تعليمية جديدة واختصاصات جامعية حديثة

ظهر التقرير بوضوح أن بناء القدرات الذاتية للجامعة بواسطة وقد أ، إن كان مقبوال عندما كان عدد أعضاء الهيئة التدريسية في "إعالنات المعيدين"

امعة ال يتجاوز بضع مئات، وكانت الجامعة بأمس الحاجة إلى أعضاء هيئة الجتدريسية إضافيين من مختلف االختصاصات، فإنه لم يعد ناجعا في سد الحاجات الملحة من اختصاصات دقيقة نظرا للفترة الطويلة التي يستغرقها إعداد المعيد

. وتأهيلهخر الذي أتاحه قانون تنظيم وأوصت الدراسة بالتركيز على األسلوب اآل

" اإلعالن المباشر"الستقطاب وتعيين أعضاء هيئة تدريسية جدد، وهو الجامعات عن الحاجة ألعضاء هيئة تدريس من خارج المالك، وهو األسلوب الذي تتبعه معظم جامعات العالم، وذلك لقصر المدة التي يستغرقها سد الحاجة من

لكن ذلك يجب أن يترافق مع شروط . األسلوباالختصاصات المطلوبة وفق هذا عمل مؤاتية، بحيث تتناسب التعويضات مع طبيعة االختصاصات ومقدار الطلب

. عليها وإال فلن ينجح هذا األسلوب في استقطاب الخبرات المطلوبةكما أوصت الدراسة بالتخفيف ما أمكن من مسابقات المعيدين بشكلها

لذي يستغرقه إعداد المعيد، وللنفقات الباهظة الحالي نظرا للزمن الطويل اوأوصت بتطبيق آليات جديدة تقلل من مدة مكوث المعيد في . المترتبة عن ذلك

بلد اإليفاد ليعود إلى الوطن بأسرع وقت ممكن، فال يهدر الوقت وال المال العام، ق ويمكن أن يتحقق ذلك عن طري. على أال يكون ذلك على حساب السوية العلمية

وكذلك عن طريق تأهيل . اإلشراف المشترك على رسائل الماجستير والدكتوراه

-٢٢٨-

المعيدين داخليا في مرحلة الماجستير، إذا توفرت اإلمكانيات لذلك، ثم إيفادهم . خارجيا ليكملوا تحصيلهم العلمي العالي في مرحلة الدكتوراه

يد الرئيس كذلك أوصت بتعظيم االستفادة من المرسوم الذي أصدره السبتعيين الخريجين األوائل في كلياتهم التي تخرجوا منها دون مسابقة، فهو أكبر

وقد يكون من المناسب . ضامن للجامعات الستقطاب المتفوقين من خريجيها . اقتراح تعديل هذا المرسوم ليشمل الخريجين الثالثة األوائل

ق خالل ويذكر أنه صدر عن قسم الدراسات والبحوث في جامعة دمشالعامين الماضيين عدة تقارير عن التعليم المفتوح وعن واقع المعيدين في

لبحوث التعليم " قرارا بإحداث مركز وقد اتخذ مجلس جامعة دمشق. الجامعة مهمة إجراء بالتعاون مع جامعة كاسل األلمانية، وستناط به مستقبال" العالي

. التعليم العاليمختلف الدراسات والبحوث التي تتعلق بسياسات

* * *

-٢٢٩-

املسؤولية مستوى على دمشق جامعة أساتذة

)٢٠٠٧ حزيران الثورة، جريدة(

على ملحوظا تطورا المنصرمين العامين خالل العالي التعليم قطاع شهد الجامعات تنظيم بقانون بدأت القوانين من سلسلة صدرت إذ. التشريعات صعيد لقانون التنفيذية فالالئحة للتفرغ، التنظيمي المرسوم تالها التفرغ، نونوقا الجديد، التشريعات لهذه كان وقد. بالالئحة الملحق المالي المرسوم ثم الجامعات، تنظيم ألعضاء المعيشي الوضع على خاصة وملموسة كبيرة انعكاسات عام بشكل بما الجامعة في للعمل همتفرغ لقاء تعويضات لهم احتسبت الذين التعليمية الهيئة كان التي المهام من الكثير جعلت كما. رواتبهم من% ٢٠٠ لنسبة يصل أن يمكن وغير للمتفرغين مأجورة مهام مقابل دون من التدريسية الهيئة عضو بها يقوم

رسائل على واإلشراف االمتحانية األوراق كتصحيح سواء، حد على المتفرغين . المعيدين على فواإلشرا العليا، الدراسات التعليم مؤسسات في التعليمية الهيئة أعضاء إن أقول حين سرا أكشف وال

قوانين بصدور وجهودهم كفاءاتهم فتقدر ينصفوا أن طويال انتظروا العالي هذه صدرت انتظار، طول وبعد. حقهم وتعطيهم عملهم تنظم جديدة ولوائح الجامعية المؤسسات عمل وإنجاح تعليميةال الهيئة أعضاء إنصاف بهدف القوانين

األكبر التحدي أما. عاتقها على الملقاة التحديات مواجهة في لها يتبعون التي المساهمة : جسام أعباء طياتها في تحمل بسيطة قليلة بكلمات إيجازه فيمكن . العصر متطلبات ومواكبة الشاملة الوطنية التنمية عملية في الفعالة

من بعضا التعليمية الهيئة ألعضاء أعادت قد الجديدة لتشريعاتا كانت وإذا مبدأ على يقوم للتعامل آخر ومنظورا للعمل جديدا إطارا أوجدت فقد حقوقهم، بين االختيار الجامعي األستاذ بمقدور أصبح إذ. الحر بالخيار االلتزام واجب عليه يفرضها لواجباتا من جملة بين موازنة هذا اختياره ويعني. وعدمه التفرغ

-٢٣٠-

بين الخيار. عليها الحصول تفرغه له يتيح الحقوق من جملة مقابل في تفرغه، الواجبات من جملة بأداء وعلني ضمني التزام إذن جوهره في هو وعدمه التفرغـل أن الطبيعي من فإنه وبالتالي. الحقوق من سلة على الحصول مقابل يقاب

غبار وال فيها لبس ال بسيطة واضحة والمعادلة. لحقوقبا مس بالواجبات اإلخالل . لألمور السليم المنطق تغالط وال شيء، في العدل تجانب ال ألنها عليها

منحتها التي المكاسب فإن التفرغ لعدم أو للتفرغ الخيار كان وسواء تنتظر السياسية والقيادة. إضافية واجبات عليهم ترتب الجامعة ألساتذة القوانين يخيبوا لن دمشق جامعة وأساتذة. جامعاتنا على الكثير وتعول أساتذتنا من الكثير فالقوانين. متفرغين غير أم متفرغين أكانوا سواء بالتزاماتهم، يخلوا ولن الرجاء بالمقابل لكنها دخلهم، وزيادة أنصبتهم تخفيض أهمها حقوقا أعطتهم الجديدة عجلة ودفع المناهج وتطوير الطالب مع صلبالتوا أكبر التزاما منهم تتطلب التعليمية هيئتها أعضاء أن في الثقة كل تثق دمشق وجامعة. العلمي البحث

أعلنوا واجبات من عليهم يترتب ما بأداء ملتزمون خياراتهم، ألبعاد مدركون . لتأديتها استعدادهم صراحة قلب يف وهي العزيز، الوطن هذا من يتجزأ ال جزء دمشق جامعة إن شحذ الجميع من تتطلب والتي طاقاته بكل يخوضها التي الشامل التطوير مسيرة جامعة أساتذة ليثبت مضى وقت أي من أكثر مواتية اليوم والظروف، الهمم أكمل على واجباتهم تأدية على وحريصون قيادتهم بثقة جديرون أنهم دمشق . وجه

* * *

-٢٣١-

حلم يتحقق..... املياهاملعهد العايل إلدارة

)٢٠٠٧ نيسان الثورة، جريدة(

رقم التشريعي المرسوم الجمهورية رئيس األسد بشار الدكتور السيد أصدر وهو المياه إلدارة العالي المعهد بإحداث القاضي ٢٠٠٧ نيسان ١٢ تاريخ ٣٧

كونسي والذي سورية، في المياه قطاع في العاملين من العديد انتظره الذي األمر . القطر في المائية للموارد المتكاملة اإلدارة تطوير في األثر أكبر له

كبيرا تطورا األخيرة األربعة العقود خالل السورية العربي القطر شهد وأنجزت السدود، من العديد فأقيمت. واستغاللها المائية الموارد تنمية صعيد على اإلمداد مشاريع من العديد أنجزت كذلك بها، المرتبطة الري مشاريع من العديد السكنية المناطق من العظمى الغالبية غطت التي الصحي والصرف الشرب بمياه . واألرياف المدن في

المائية مواردنا من العظمى الغالبية تنمية على شارفنا أن وبعد لكننا كنقل (تقليدية غير مائية مصادر إلى اللجوء وشك على وأضحينا بيسر، المتاحة المياه على المتعاظم الطلب لتغطية) المالحة المياه وتحلية األحواض عبر المياه الكبير التحدي فإن واالجتماعي، االقتصادي والتطور السكاني النمو نتيجة العذبة بتخصيصها أي األمثل، الوجه على المائية مواردنا إدارة هو اليوم يواجهنا الذي

الحسبان في تضع والتي الوطني االقتصاد على نفع بأكبر تعود التي لالستخدامات على تنافس بوادر تظهر بدأت أن بعد خاصة والبيئية، االجتماعية االعتبارات

وباألخص) والصناعي والبلدي الزراعي (المختلفة القطاعات بين ما العذبة المياه . الشح مواسم في

أمر لهو المائية ردالموا إدارة مجال في البشرية القدرات بناء فإن وبالتالي، إحداث فكرة جاءت هنا ومن. فائقة بعناية يحظى أن الطبيعي ومن األهمية بالغ الموارد بإدارة المتعلقة األوجه بمختلف يعنى المائية الموارد إلدارة عال معهد

. والمؤسساتية والبيئية والقانونية واالقتصادية منها الفنية المائية،

-٢٣٢-

على قادرين مهندسين إعداد على السنين برع القطر جامعات ركزت لقد بناء تول لم أنها غير وغيرها، المائية الهندسية، المشاريع مختلف مع التعامل تخرج جامعاتنا وأضحت. الالزم االهتمام المائية الموارد إدارة مجال في القدرات . اءيأكف مائيين إداريين ليس لكن جيدين مائيين مهندسين

فحسب، المائية المشاريع بإشادة تتحقق ال المائية للموارد ةالجيد فاإلدارة البيئية وآلثارها المشاريع، لهذه دقيق اقتصادي تقييم ذلك يسبق أن يجب بل

العوائد يظهر المائية الموارد الستخدام سليم تخطيط على تبنى وأن واالجتماعية، االستخدام بدائل الحسبان في ويضع المشاريع لهذه واالجتماعية االقتصادية المشاريع هذه استدامة شروط تتحقق وأن بد وال. القطاعات كافة وفي األخرى

والمؤسساتية البيئية االستدامة حيث من أيضا بل فقط، الفيزيائية الناحية من ليس المعهد على يتوجب التي األساسية والقدرات المهارات تحديدا هي وتلك. والمالية . وتطويرها بناءها المائية واردالم إلدارة العالي

تأسيسية لجنة آنذاك، العالي التعليم وزير من وبقرار أعوام عدة منذ شكلت تخطيط وهيئة دمشق وجامعة العالي التعليم وزارة عن ممثلين من تتألف للمعهد عمل ومتابعة المعهد إحداث لدراسة المياه، قطاع في العاملة الجهات وكافة الدولة خالل ومن. اإلحداث لخطة أولية دراسة بوضع المكلف لمانياأل الجانب

اللجنة راعت قدمت، التي المتأنية والدراسات عقدت التي العديدة االجتماعات االستقاللية من ممكن قدر بأكبر المعهد يتمتع أن ضرورة العالي للمعهد التأسيسية نطاق خارج يعمل أن ارتأت وقد. والتعليمية منها التدريبية مهامه أداء من ليتمكن

إلدارة العالي المعهد غرار على العالي التعليم وزارة مباشرة يتبع وأن الجامعات برامجه جانب إلى تتضمن، المعهد فرسالة. االستقاللية لهذه توفيرا األعمال

تدريبية برامج توفير البحثية، وأغراضه) والدكتوراه الماجستير (األكاديمية في كفاءاتهم بتطوير الراغبين المياه قطاع في العاملين كافةل الطلب وحسب والدوليين المحليين الخبراء من بالعديد االستعانة يتطلب وهذا المائية، اإلدارة . معهم والتعاقد الخبراء الستقدام إدارية مرونة يستلزم الذي األمر

الشديد نباالمتنا يشعرون والمياه العالي التعليم قطاعي في العاملين إن في هو اليوم الكبير والتحدي حقيقة، الحلم حول الذي األسد بشار الرئيس للسيد مستلزمات وتوفير المعهد هذا انطالق حسن لتأمين الالزمة اإلمكانات كل توفير . الوطنية مهمته أداء في نجاحه

-٢٣٣-

دمشق جامعة رسالة

)٢٠٠٧ شباط الثورة، جريدة(

رسائل على بدورها تنعكس محددة رسالة المالع في عريقة جامعة لكل اإلستراتيجية الخطط أساسها على وتوضع واإلدارية، العلمية وأقسامها كلياتها إلى استنادا شيء كل قبل التعليمية وبرامجها وكلياتها الجامعات وتقيم. للجامعة المعايير إلى إضافة عنها المنبثقة اإلستراتيجية وللخطط الرسالة لهذه تحقيقها مدى

. الجودة ضمان في األخرى العلمي البحث على التركيز في رسالتها الجامعات هذه بعض وترى

االنهماك في رسالته منها اآلخر البعض يرى حين في القصوى، األهمية وإعطائه تنتمي التي والمنطقة المجتمع خدمة في يراها اآلخر والبعض والتعلم، التعليم قي فعلى. معا المناحي هذه جميع في العمل في رسالته يرى والبعض. الجامعة إليها أكثر إحدى تكون ألن تسعى أنها برنستون جامعة رسالة في جاء المثال سبيل

الدراسة برامج تقديم في وأفضلها العالم في العلمي البحث في تقدما الجامعات رسالة في جاء كذلك. كبير وتحد شاقة مهمة شك بدون وهي. األولى الجامعية العلمي للبحث جامعة تكون ألن تسعى الجامعة أن بريطانيا في نيوكاسل جامعة وأن الجودة، من مستوى بأعلى تعليما تقدم وأن العالمي، المستوى ذي المكثف شرق لشمال والثقافي واالجتماعي االقتصادي التطور في رياديا دورا تلعب

. محلي بعد على واضح هو اكم تنطوي الرسالة وهذه. انجلترا لها تكون أن دمشق لجامعة البد المرموقة، الجامعات كل شأن هو وكما وتحدد المتجددة، واحتياجاته المجتمع تطلعات تعكس التي الواضحة رسالتها عنصر على تحتوي أن من الرسالة لهذه والبد. المستقبلي التطوير في اتجاهاتها الجودة ضمان منظومة ألن. أخرى جهة من اقعيةو تكون وأن جهة، من التحدي ولألهداف الرسالة لهذه تحقيقها مدى إلى استنادا مستقبال الجامعة ستقيم

-٢٣٤-

إلى تستند ال خيالية رسالة كانت فإذا عنها، المنبثقة العمل وبرامج اإلستراتيجية . رسالتها تحقيق في ستفشل الجامعة فإن المتاحة واإلمكانيات الواقع

تشارك أن عليها بل الرسالة، هذه بتحديد تنفرد أن واحدة لجهة يمكن وال وإذا. والبحثية التعليمية العملية ناتج من والمستفيدة الفاعلة األطراف مختلف فيها بتحديد المعنيين أول شك بال هم الجامعة في واإلداريون والطالب األساتذة كان في للخريجين الموظفة والجهات عملال كأرباب أخرى أطرافا فإن الرسالة، هذه

العلمي البحث من المستفيدة وتلك واالجتماعية، االقتصادية القطاعات مختلف رسالة تحديد بعملية مباشر وبشكل معنية كلها الجامعة، من المقدمة والخدمات . الجامعة

مؤخرا دمشق جامعة قامت التشاركي، للنهج وتطبيقا رسالتها، ولتحديد المعنية الجهات من وثقافية واجتماعية واقتصادية سياسية صياتشخ بدعوة وأثمرت. والطالب التعليمي الكادر عن ممثلين إلى باإلضافة التعليمية، بالعملية يمكن الرسالة مضمون لتحديد المقترحات من مجموعة المعنية الجهات مناقشات :يأتي بما تلخيصها التنمية متطلبات يحقق بما األكاديمية والبرامج العلمي البحث دعم §

.سورية في واالجتماعية االقتصادية .العمل وسوق الدولة مؤسسات متطلبات لتلبية متميزين طالب تخريج § والبحث التعليم لتطوير أكاديمية مراكز مع إستراتيجية شراكات إقامة §

.العلمي . المختارة األكاديمية المجاالت بعض في التعليم في “التميز” § خالل من وإغناؤها الجامعة، حرم ضمن التعليمية العملية على زالتركي §

.العمل موقع في التعلم فرص يتيح بما خارجية، جهات مع تشاركية أعمال .التعلم عملية في أكبر مسؤولية الطالب تحميل § .والتعلم للتعليم التحتية والبنية المادية الموارد تطوير § .والمعاهد الكليات في ريواإلدا التعليمي الكادر مهارات تطوير § .اإلدارة حسن مبادئ تبني §

كما العتمادها، تمهيدا بعناية المقترحات هذه بدراسة الجامعة مجلس سيقوم عن منبثق للتطوير استراتيجي عمل برنامج وضع إلى تنفيذي عمل فريق سيعمد تم الذي الجودة ضمان مركز لنشاطات العام المستقبلي التوجه يحدد الرسالة هذه

-٢٣٥-

العلوم من كليتين اختيار سيتم أولى، وكمرحلة. الجامعة في مؤخرا افتتاحه والحصيلة األكاديمية البرامج أهداف تحديد أجل من اإلنسانية والعلوم التطبيقية الجامعات مع سنعمل كذلك . الكليتين هاتين في التعليمية العملية من المرجوة وزارة مع وبالتنسيق العالقة، ذات جهاتوال المعنية والهيئات األخرى السورية على األكاديمية للبرامج المعيارية المواصفات ورقة وضع أجل من العالي، التعليم أجل من كلية لكل متكامل تدريبي برنامج العمل هذا وسيرافق. الوطني الصعيد من المرجوة والحصيلة األكاديمية برامجها وأهداف الخاصة، رسالتها تحديد لتقييم محدد وإطار للتطوير عمل برنامج وضع إلى وصوال التعليمية، ةالعملي . العمل في والتطور األداء جودة

الجهات كافة متطلبات تلبية تعني" التعليم جودة "أن دمشق جامعة ترى. وغيرهم عمل وأرباب وإداريين وأساتذة طالب من التعليمية بالعملية المعنية النهج ٢٠٠٦ العام في دمشق جامعة تبنت الجهات، هذه متطلبات تقييم أجل ومن

توصيف بغية منهم واسعة عينات باستفتاء فقامت األطراف هذه بين التشاركي على إجماع إلى التوصل بغرض فيها، واإلدارية التعليمية للعمليات الحالي الواقع

جودة تقييم ثم ومن الرسالة هذه لتحقيق الجهود كل بذل ثم رسالتها مضمون . تطويره على والعمل األداء

* * *

-٢٣٦-

احملتــوى

الصفحة

٥ .....................................................................ةمقدم ٧ ..............هل عدد الخريجين يفوق الحاجة؟... البطالةت معدالارتفاع

.٢٠١٤ آذار ٢ الوطن، جريدة ١٢ ............................... التعليم العالي في العالم تراوح مكانهاأزمة

.٢٠١٤ كانون ثاني ٢٨جريدة الوطن، ١٧ ................................زبائن أم بيادق؟ .... معاتنا في جاالطالب

.٢٠١٣ كانون األول ٧جريدة الوطن، ٢٢ ....................... في أوروبا فماذا عن سورية؟ ي البحث العلمإيقاظ

.٢٠١٣ تشرين أول ٢٢جريدة الوطن، ٢٦ ........................... انسحبت اليونسكو من قطاع التعليم العالي؟هل

.٢٠١٣ آب ١٤جريدة الوطن، : MOOCر االنترنت التعليمية واسعة النطاق عبالمساقات

٣٢ .................................هل هي الحل لمشكلة االستيعاب؟ .٢٠١٣ تموز ٣١جريدة الوطن،

: التعليم والتعلم في مؤسسات التعليم العاليتطوير ٣٧ .....................عندما ندرك أهمية الوظيفة التعليمية للجامعات

.٢٠١٣ تموز ٢جريدة الوطن، ٤٢ ............................"كسب العقول"إلى " العقولهجرة" من التحول

.٢٠١٣ حزيران ٤يدة الوطن ، جر ٤٦ ............................................. في ظل المتغيرات الدكتوراه

.٢٠١٣ نيسان ١٤جريدة الوطن ٥٠ ................................. العالي وتطوير مهارات الخريجينالتعليم

٢٠١٣ كانون الثاني ٣٠ ن،جريدة الوط

-٢٣٧-

الصفحة

٥٤ ..........................رسائل متناقضة حول التعليم العالي... اليونسكو ٢٠١٣ كانون الثاني ٨جريدة الوطن،

٥٨ ............................................. العالي العابر لألوطانالتعليم ٢٠١٢ كانون األول ١٦ جريدة الوطن

٦٣ ................................... على استقطاب المواهب البحثيةالتنافس ٢٠١٢ كانون األول ٣جريدة الوطن،

٦٧ ................................................إلى أين؟ .. العلميةالعولمة ٢٠١٢اني ث تشرين ال١٨جريدة الوطن،

٧١ .............................. تصنيف الجامعات وآثارها المتعاظمةأنظمة ٢٠١٢ آب ١٢ريدة الوطن، ج

٧٥ ....................نامية؟ أي النماذج أفضل للدول ال- الدكتوراه شهادات ٢٠١٢ آب ٥جريدة الوطن،

٨٠ ..................................... الجامعي بين الواقع واإلصالحالقبول ٢٠١٢ تموز ٨جريدة الوطن،

٨٥ ......................ي وعقد التعليم من أجل التنمية المستدامةال العالتعليم .٢٠١٢ نيسان ٨جريدة الوطن،

٩٠ ........................................ المتزايد على التعليم العاليلطلبا ٢٠١٢ آذار ٤جريدة الوطن،

٩٤ ...................................................... عال بال حدودتعليم ٢٠١٢ كانون الثاني ٢٩جريدة الوطن،

٩٩ ........................ العليا عماد البحث العلمي في الجامعاتالدراسات ٢٠١٢ الثاني كانون ٨جريدة الوطن،

١٠٣ ................................ الطالب أهم سمات عصر المعرفةحركية ٢٠١١ كانون األول١٨جريدة الوطن،

١٠٧ ...........................ضرورة ملحة... الوطنية لضمان الجودةالهيئة ٢٠١١ تشرين األول٣٠جريدة الوطن،

١١٢ .....................حداث مركز لبحوث التعليم العاليإ مهمة نحو خطوة ٢٠١١تشرين األول١٦جريدة الوطن،

١١٥ .......................... الباحثات خطر يهدد خطط البحث العلميتسرب ٢٠١١ أيلول ٢٢جريدة الوطن،

-٢٣٨-

حةالصف

١١٩ ............................................ الرقمية والتعليم العالي الثورة .٢٠١١ أيلول ١١جريدة الوطن ،

١٢٢ .............. التصنيف العالمية وأثرها على الجامعات والخريجين أنظمة ٢٠١١ آب ٢٢جريدة الوطن،

١٢٧ ................................................ على البحث العلمياإلنفاق ٢٠١١آب ٧ جريدة الوطن،

١٣١ .............................. التعليم العاليات والتجانس في مؤسسالتنوع ٢٠١١تموز٢٦الوطن، جريدة

١٣٦ .....................................فاقه في جامعاتناآ اإللكتروني والتعليم ٢٠١١ حزيران ٢٠جريدة الوطن،

١٤٠ م مقياس مهم للجودة في الجامعات الطالب عن عملية التعليم والتعلرضا ٢٠١١نيسان ٤جريدة الوطن،

١٤٤ .............................أهي البديل في جامعاتنا؟ .. االلكترونيةالكتب ٢٠١١ ن الثانيكانو ١٠جريدة الوطن ،

١٤٨ ....................................... دمشق وتطوير البنى التحتيةجامعة ٢٠١٠ كانون األول ٢٧جريدة الوطن،

١٥٢ ....... دمشق وقبول حملة الشهادات المهنية وخريجي المعاهد المتوسطةجامعة ٢٠١٠ ثاني التشرين ٢٨ ،جريدة الوطن

الناشئة تتحدى الواليات المتحدة وأوروبا واليابان الدول ١٥٥ ...............................................يرفي البحث والتطو

٢٠١٠ ثاني التشرين ٢١جريدة الوطن، ١٥٨ ....................... دمشق وماجستير إدارة الكوارث والمخاطرجامعة

.٢٠١٠ تشرين األول ٥جريدة الوطن، ١٦٠ ...........................................العمل الجامعات وسوق خريجو

٢٠١٠ آب ١٥جريدة الوطن، ١٦٤ ........................................... دمشق واإلرشاد المهنيجامعة

٢٠١٠ أيار ٢جريدة الوطن، ١٦٦ ........................................لتعليم العالي العالمي على االتنافس

٢٠١٠ آذار ١٤جريدة الوطن،

-٢٣٩-

الصفحة

١٦٨ ................................................ على البحث العلميالسباق ٢٠١٠آذار ١جريدة الوطن،

١٧٠ ...... النوعي في الجامعات العربيةاء دمشق ومشروع تطوير األدجامعة ٢٠١٠ شباط ١٦جريدة الوطن،

١٧٣ ............................. هيئة وطنية لضمان الجودة في سوريا؟ لماذا ٢٠٠٩ باطش ٧جريدة الوطن،

١٧٥ ............................... دمشق والتصنيف العالمي للجامعاتجامعة ٢٠١٠ كانون الثاني ٦ وطن،جريدة ال

١٧٨ ..................................................... دمشق في عامجامعة ٢٠٠٩ كانون األول ٢٨جريدة الوطن،

١٨١ ................ دمشق وجامعة أكسفورد وتطوير المهارات القياديةجامعة ٢٠٠٩ تشرين الثاني ٨ جريدة الوطن،

١٨٤ ................................من العطاء طب الشام مئة عام ونيف كلية ٢٠٠٩ تشرين األول ١٨جريدة الوطن،

١٨٦ ............................................ياسات االندماج وسالجامعات ٢٠٠٩ أيلول ٦جريدة الثورة،

١٩٠ ............................................ المهنيوجيه دمشق والتجامعة ٢٠٠٩أيار ٢٠جريدة الثورة،

١٩٣ .............................................. ٢٠٠٩ لعام ١ رقم القانون .٢٠٠٩ شباط ،جريدة الثورة

١٩٥ .......................امعة دمشق لبحوث التعليم العالي في جمركز لماذا ٢٠٠٨ كانون األول ١٤ جريدة الثورة،

١٩٨ ............................................. دمشق وتمكين المرأة جامعة .٢٠٠٨ تشرين الثاني ٢٣جريدة الثورة،

٢٠١ ...................... دمشق والتعاون األكاديمي السوري الفرنسيجامعة ٢٠٠٨ جريدة الثورة، أيلول

٢٠٤ .................................. مهمة لتقويم برامجنا التعليمية مؤشرات ٢٠٠٨ أيلول ٧جريدة الثورة،

٢٠٧ .................................................... وسوق العمل الجامعة ٢٠٠٨ آب ٢٦جريدة الثورة،

-٢٤٠-

الصفحة

٢٠٩ .............................. دمشق والمجموعات الطالبية الكبيرةجامعة ٢٠٠٨ جريدة الثورة، حزيران

٢١٣ .......................................... العالي والتنمية المستدامةالتعليم .٢٠٠٨جريدة الثورة، آذار

٢١٦ ............................................ دمشق والتعاون الدوليجامعة ٢٠٠٧جريدة الثورة، كانون األول

٢٢٠ .............................................ضمان الجودةو دمشق جامعة ٢٠٠٧ تشرين الثاني ٢٥ جريدة الثورة،

٢٢٣ ..................................................وسوق العمل.. خريجونا ٢٠٠٧تشرين الثاني ٧ الثورة، يدةجر

٢٢٧ ....................................... وبناء القدرات الذاتية دمشقةجامع ٢٠٠٩حزيران جريدة الثورة ،

٢٣٠ ............................. جامعة دمشق على مستوى المسؤولية أساتذة ٢٠٠٧ نجريدة الثورة، حزيرا

٢٣٢ .............................حلم يتحقق ..... العالي إلدارة المياه المعهد .٢٠٠٧نيسان جريدة الثورة،

٢٣٤ ...................................................... جامعة دمشقرسالة .٢٠٠٧جريدة الثورة، شباط

م٢٠١٤/ الطبعة األوىل نسخة١٠٠٠لطبع عدد ا