مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / mughnī al-labīb by ibn hishām

511
يبلب مغن النصاري جم ابن هشا ا1 [ 1 ] الدين بن يوسف أبنال نمد عبد اام أبمب تأليف اعارييب عن كتب الب مغن التوف ق سنةصرى اري، انصام، ا بن هشان عبد اد ب أ161 جرة حققه وفصله، وضبط من ا اميد عفا الدين عبد ام غرائبه نمد نال عنه تع[ 2 ] ئه،نه على وافر آلشكر له سبحائه، والى سابغ نعما ع مد امن الرحيم الر بسم الهم إنئه. الى آله وصحبه وسائر أوليا رسله وأنبيائه، وعلفوة الصفوة منمه على صته وس وصؤمل ق ذنوبه، اقر تطاياه و قصوره، ا ه و ف بتقصعد ا دك أتك وعظيم فضلك، أن واسع ر، فإنك كيل س عليه ك، وتسبل تشمله بعفو- يا رب- مبتدئا، ولنطولت، وت متفض أنعمت شرحا على كتابنشأتذ أكثر من عشرين عاما أ من سائلك. وبعد، فإنك، ولن يرديب راجي نمد عبد امة أبب كتب الع أوع)عاريبيب، عن كتب البمغن ال( لدين بن هشامل اا عناية وبذل من الصل يستحقه ا ح على قدر مات ق هذا الشر قد تنوقصرى، وكنتري، انصا الغاية، أوفيت على اث، حت من البحه ما يد لد في فأزي وام ام كنت أعود إليه ب سع، و الو بناشرس هذالنا أظفر إل يوم ا نيت. ولكه غت من ذلك ما وبللعربية، إذ كان ه لقراء ا يقوم بإظهارزيل،ربح ال من ورائه الم راةونشر ما يعتقدون أ على نا يقدمونؤلفات إوع من اذا الن اشرون الن منجم لكتاب أن نصيب هذا ا من ن وقد كانجمو ن أو يقدمو فهم يقدرون ويقدرون ويقدروننفاق عليه، رغمشرين عن النا عرفت من ا عيب عندهم، وليس فيه منى مؤلفام عل افت كثر ، ومن عندهم تغن هم، وم نسد ة قلةت شروحه القدؤه ق طبعاجم، وقرا ام كب أنه كتاب إتاب، وكانى نشر هذا الكتوفر علخر الشرين الواحد بعد الناثة من اك أن عرضت على ث آيات ذل

Upload: mansour1

Post on 14-Jun-2015

1.913 views

Category:

Documents


7 download

TRANSCRIPT

Page 1: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مغىن اللبيب 1ابن هشام االنصاري ج

[1 ]

مغىن اللبيب عن كتب االعاريب تأليف االمام أىب حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف أبن من اهلجرة حققه وفصله، وضبط 161أمحد بن عبد اهلل بن هشام، االنصاري، املصرى املتوىف يف سنة

تعاىل عنه غرائبه حممد حمىي الدين عبد احلميد عفا اهلل

[2 ]

بسم اهلل الرمحن الرحيم احلمد هلل على سابغ نعمائه، والشكر له سبحانه على وافر آالئه، وصالته وسالمه على صفوة الصفوة من رسله وأنبيائه، وعلى آله وصحبه وسائر أوليائه. اللهم إىن

واسع رمحتك وعظيم فضلك، أن أمحدك محد املعرتف بتقصريه وقصوره، املقر خبطاياه وذنوبه، املؤمل يفأنعمت متفضال، وتطولت مبتدئا، ولن -يا رب -تشمله بعفوك، وتسبل عليه مجيل سرتك، فإنك

خييب راجيك، ولن يرد سائلك. وبعد، فإىن منذ أكثر من عشرين عاما أنشأت شرحا على كتاب مجال الدين بن هشام )مغىن اللبيب، عن كتب االعاريب( أوعب كتب العالمة أىب حممد عبد اهلل

االنصاري، املصرى، وكنت قد تنوقت يف هذا الشرح على قدر ما يستحقه االصل من العناية وبذل الوسع، وكنت أعود إليه بني احلني واحلني فأزيد فيه ما جيد ىل من البحث، حىت أوفيت على الغاية،

يقوم بإظهاره لقراء العربية، إذ كان وبلغت من ذلك ما متنيت. ولكين مل أظفر إىل يوم الناس هذا بناشرالناشرون هلذا النوع من املؤلفات إمنا يقدمون على نشر ما يعتقدون أهنم راحبون من ورائه الربح اجلزيل، فهم يقدرون ويقدرون ويقدرون مث يقدمون أو حيجمون وقد كان من نصيب هذا الكتاب أن حيجم من

هتافت كثرهتم على مؤلفايت، وليس فيه من عيب عندهم عرفت من الناشرين عن االنفاق عليه، رغمإال أنه كتاب كبري احلجم، وقراؤه يف طبعات شروحه القدمية قلة ال نسد هنمهم، وال تغىن عندهم، ومن آيات ذلك أىن عرضت على ثالثة من الناشرين الواحد بعد اآلخر التوفر على نشر هذا الكتاب، وكان

Page 2: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

رح الصدر، حىت إذا علم أن الكتاب يقع يف أربع جملدات ضخام أحدهم يوافق رضى النفس منش أوسعين عذرا.

[3 ]

[4 ]

ولقد رأيت أن أحتال لظهور هذا الكتاب، فأظهر كتاب )مغىن اللبيب( أول االمر جمردا عن به من شرحي عليه: يف مظهر يدعو إىل الرغبة فيه واالقبال عليه، حىت إذا عرفه من مل يكن يعرفه، وتطل

أن أخرجه مرة أخرى مع الشرح. فإىل -إن كان يف االجل بقية -ليست له به سابقة، استطعت إخواىن يف مشارق البالد العربية ومغارهبا الذين أحسنوا الظن ىب فرغبوا يف أن أذيع هذا الشرح، وما

، ويطمئن قلوهبم، فتئوا يتقاضونين أن أخرجه هلم، أقدم كتاب )مغىن اللبيب( يف مرأى يسر نواظرهمأن أظهرهم على ما يف هذا الكتاب اجلليل من حماسن، -إن شاء اهلل تعاىل -وأنا على موعدة معهم

وما بذله مؤلفه فيه من جهد، وما أفرغ يف مجعه وحتقيقه من طاقة، واهلل املسئول أن حيقق ىل وهلم أكرم مسئول، وهو حسىب وإياهم ونعم االمال، وأن جينبىن وإياهم اخلطأ واخلطل والزيغ، إنه سبحانه

الوكيل. كتبه املعتز باهلل تعاىل حممد حمىي الدين عبد احلميد

[5 ]

ترمجة ابن هشام صاحب كتاب )مغىن اللبيب، عن كتب االعاريب( هو االمام الذى فاق أقرانه، العبارة ومجال وشأى من تقدمه، وأعيا من يأيت بعده، الذى ال يشق غباره يف سعة االطالع وحسن

التعليل، الصاحل الورع، أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد اهلل بن هشام، من 1331االنصاري، املصرى. ولد بالقاهرة، يف ذى القعدة من عام مثان وسبعمائة من اهلجرة )سنة

ومسع على أىب حيان ديوان زهري امليالد(. لزم الشهاب عبد اللطيف بن املرحل، وتال على ابن السراج،

Page 3: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بن أىب سلمى املزين، ومل يالزمه وال قرأ عليه غريه، وحضر دروس التاج التربيزي، وقرأ على التاج الفاكهاىن شرح االشارة له إال الورقة االخرية، وحدث عن ابن مجاعة بالشاطبية، وتفقه أول االمر على

قبيل وفاته خبمس سنني. خترج به مجاعة من أهل مذهب الشافعي، مث حتنبل فحفظ خمتصر اخلرقى مصر وغريهم، وتصدر لنفع الطالبني، وانفرد بالفوائد الغريبة، واملباحث الدقيقة، واالستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، واالطالع املفرط، واالقتدار على التصرف يف الكالم، وكانت له ملكة

متواضعا، برا، -مع ذلك كله -يريد مسهبا وموجزا، وكان يتمكن هبا من التعبري عن مقصوده مبا دمث اخللق، شديد الشفقة، رقيق القلب.

[6 ]

قال عنه أبن خلدون: )مازلنا وحنن باملغرب نسمع أنه ظهر مبصر عامل بالعربية يقال له ابن هشام قدره يف صناعة أحنى من سيبويه( وقال عنه مرة أخرى: )إن ابن هشام على علم جم يشهد بعلو

النحو، وكان ينحو يف طريقته منحاة أهل املوصل الذين اقتفوا أثر ابن جىن واتبعوا مصطلح تعليمه، فأتى من ذلك بشئ عجيب دال على قوة ملكته واطالعه(. والبن هشام مصنفات كثرية كلها نافع

ص والرغبة عن الشهرة مفيد تلوح منه أمارات التحقيق وطول الباع، وتطالعك من روحه عالئم االخالوذيوع الصيت، وحنن نذكر لك من ذلك ما اطلعنا عليه أو بلغنا علمه مرتبا على حروف املعجم، وندلك على مكان وجوده إن علمنا أنه موجود، أو نذكر لك الذى حدث به إن مل نعلم وجوده،

الشيخ خالد االزهرى، ( االعراب عن قواعد االعراب، طبع يف اآلستانة وىف مصر، وشرحه1وهاكها: )( االلغاز، وهو كتاب يف مسائل حنوية، صنفه خلزانة السلطان 2وقد طبع هو وشرحه مرارا أيضا. )

( أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك، طبع مرارا، وشرحه الشيخ 3امللك الكامل، طبع يف مصر. )بسيط ال يزال رهني القماطر، خالد، ولنا عليه ثالثة شروح: أحدها وجيز وقد طبع مرارا، وثانيها

( التذكرة، ذكر السيوطي أنه كتاب يف مخسة عشر جملدا، 4وثالثها وسيط، مطبوع يف ثالثة أجزاء. )( التحصيل والتفصيل، لكتاب التذييل والتكميل، ذكر السيوطي أنه عدة 5ومل نطلع على شئ منه )

ة باريس. ( اجلامع الصغري، ذكره السيوطي، ويوجد يف مكتب6جملدات. )

Page 4: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[1 ]

( رسالة يف انتصاب )لغة( و )فضال( وإعراب )خالفا( و 8( اجلامع الكبري، ذكره السيوطي. )1))أيضا( و )هلم جرا( وحنو ذلك، وهى موجودة يف دار الكتب املصرية وىف مكتبيت برلني وليدن، وهى

استعمال املنادى يف تسع آيات ( رسالة يف 1برمتها يف كتاب )االشباه والنظائر النحوية( للسيوطي. )( رفع اخلصاصة، عن قراء اخلالصة، ذكره السيوطي، 13من القرآن الكرمي، موجودة يف مكتبة برلني. )

( الروضة االدبية، يف شواهد علوم العربية، يوجد مبكتبة برلني، وهو شرح 11وذكر أنه أربع جملدات. )( شرح 13 معرفة كالم العرب، طبع مرارا. )( شذور الذهب، يف12شواهد كتاب اللمع البن جىن. )

( شرح شذور الذهب املتقدم، طبع 14الربدة، ذكره السيوطي، ولعله شرح )بانت سعاد( اآلتى. )( شرح الشواهد الصغرى، ذكره السيوطي، وال ندرى أهو 15مرارا، ولنا عليه شرح طبع مرارا أيضا. )

( شرح الشواهد الكربى، ذكره السيوطي أيضا، 16؟ )الروضة االدبية السابق ذكره، أم هو كتاب آخر ( شرح القصيدة اللغزية يف 18( شرح قصيدة )بانت سعاد( طبع مرارا. )11وال ندرى حقيقة حاله. )

( شرح قطر الندى، وبل الصدى، اآلتى ذكره، طبع 11املسائل النحوية، يوجد يف مكتبة ليدن. ) مرارا، ولنا عليه شرح طبع مرارا أيضا.

[8 ]

( عمدة الطالب، يف حتقيق صرف ابن احلاجب، ذكره السيوطي، وذكر أنه يف جملدين. 21)( فوح الشذا، يف مسألة كذا، وهو شرح لكتاب )الشذا، يف مسألة كذا( تصنيف أىب حيان، 22)

( قطر الندى وبل الصدى، طبع 23يوجد يف ضمن كتاب )االشباه والنظائر النحوية( للسيوطي. )( القواعد الكربى، ذكره 25( القواعد الصغرى، ذكره السيوطي. )24ولنا عليه شرح مطبوع. )مرارا،

( خمتصر االنتصاف من الكشاف، وهو اختصار لكتاب صنفه ابن املنري يف الرد على 26السيوطي. )اف( آراء املعتزلة الىت ذكرها الزخمشري يف تفسري الكشاف، واسم كتاب ابن املنري )االنتصاف من الكش

( 28( املسائل السفرية يف النحو، ذكره السيوطي. )21وكتاب ابن هشام يوجد يف مكتبة برلني. )

Page 5: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مغىن اللبيب عن كتب االعاريب، طبع يف طهران والقاهرة مرارا، وعليه شروح كثرية، طبع منها عدد شرح واف، من ذلك شرح للدماميىن وآخر للشمىن، وحاشية لالمري وأخرى للدسوقي، ولنا عليه

مسهب، نسأل اهلل أن يوفق إىل طبعه، ومغىن اللبيب هذا هو الذى أقدمه اليوم يف هذا الثوب ( موقد االذهان وموقظ الوسنان، تعرض فيه لكثري من مشكالت النحو، يوجد يف دار 21القشيب. )

-: ليلة اخلميس وقيل -الكتب املصرية وىف مكتبيت برلني وباريس. وتوىف رمحه اهلل تعاىل يف ليلة اجلمعة من امليالد( رمحه اهلل رمحة واسعة 1363اخلامس من ذى القعدة سنة إحدى وستني وسبعمائة )سنة

وأسبغ على جدثه حلل الرضوان.

[1 ]

بسم اهلل الرمحن الرحيم قال سيدنا وموالنا الشيخ االمام العامل العالمة مجال الدين رحلة الطالبني ( أما بعد محد اهلل 1وسف بن هشام، االنصاري، قدس اهلل روحه، ونور ضرحيه )أبو حممد عبد اهلل بن ي

على إفضاله، والصالة والسالم على سيدنا حممد وعلى آله، فإن أوىل ما تقرتحه القرائح، وأعلى ما جتنح إىل حتصيله اجلوانح، ما يتيسر به فهم كتاب اهلل املنزل، ويتضح به معىن حديث نبيه املرسل،

ا الوسيلة إىل السعادة االبدية، والذريعة إىل حتصيل املصاحل الدينية والدنيوية، وأصل ذلك علم فإهنماالعراب، اهلادى إىل صوب الصواب، وقد كنت يف عام تسعة وأربعني وسبعمائة أنشأت مبكة زادها

منصريف إىل اهلل شرفا كتابا يف ذلك، منورا من أرجاء قواعده كل حالك، مث إنىن أصبت به وبغريه يفمصر، وملا من اهلل ] تعاىل [ على يف عام ستة ومخسني مبعاودة حرم اهلل، واجملاورة يف خري بالد اهلل، مشرت عن ساعد االجتهاد ثانيا، واستأنفت العمل ال كسال وال متوانيا، ووضعت هذا التصنيف، على

، ومعضالت يستشكلها أحسن إحكام وترصيف، وتتبعت فيه مقفالت مسائل االعراب فافتتحتهاالطالب فأوضحتها ونقحتها، وأغالطا وقعت جلماعة من املعربني وغريهم فنبهت عليها وأصلحتها. فدونك كتابا تشد الرحال فيما دونه، وتقف عنده فحول الرجال وال يعدونه، إذ كان الوضع يف هذا

على وضعه أنىن ملا أنشأت يف الغرض مل تسمح قرحية مبثاله، ومل ينسج ناسج على منواله ومما حثين )االعراب عن قواعد االعراب( حسن وقعها عند أوىل االلباب، وسار معناه املقدمة الصغرى املسماة ب

Page 6: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نفعها يف مجاعة الطالب مع أن الذى أودعته فيها بالنسبة إىل ما ادخرته عنها كشذرة من عقد حنر، بل

ا ليست من كالم املؤلف ( ختتلف النسخ يف هذه التقدمة، وظاهر أهن1)

[13 ]

كقطرة من قطرات حبر، وها أنا بائح مبا أسررته، مفيد ملا قررته وحررته، مقرب فوائده لالفهام، واضع فرائده على طرف الثمام، ليناهلا الطالب بأدىن إملام، سائل من حسن خيمه، وسلم من داء

به القدم، أن يغتفر ذلك يف جنب ما قربت احلسد أدميه، إذا عثر على شئ طغى به القلم، أو زلت إليه من البعيد، ورددت عليه من الشريد، وأرحته من التعب، وصريت القاصي يناديه من كثب، وأن حيضر قلبه أن اجلواد قد يكبو، وأن الصارم قد ينبو، وأن النار قد ختبو، وأن االنسان حمل النسيان، وأن

الذى ترضى سجاياه كلها ؟ ! * كفى املرء نبال أن تعد ومن ذا - 1احلسنات يذهنب السيئات: معايبه وينحصر يف مثانية أبواب. الباب االول، يف تفسري املفردات وذكر أحكامها. الباب الثاين، يف تفسري اجلمل وذكر أقسامها وأحكامها. الباب الثالث، يف ذكر ما يرتدد بني املفردات واجلمل، وهو

وذكر أحكامهما. الباب الرابع، يف ذكر أحكام يكثر دورها، ويقبح باملعرب الظرف واجلار واجملرور، جهلها. الباب اخلامس، يف ذكر االوجه الىت يدخل على املعرب اخللل من جهتها. الباب السادس، يف التحذير من أمور اشتهرت بني املعربني والصواب خالفها الباب السابع، يف كيفية االعراب الباب

ذكر أمور كلية يتخرج عليها ما ال ينحصر من الصور اجلزئية وأعلم أنىن تأملت كتب الثامن، يف االعراب فإذا السبب الذى اقتضى طوهلا ثالثة أمور، أحدها: كثرة التكرار، فإهنا مل توضع الفادة

حيث القوانني الكلية، بل للكالم على الصور اجلزئية. فرتاهم يتكلمون على الرتكيب املعني بكالم، مث جاءت نظائره أعادوا

[11 ]

Page 7: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ذلك الكالم، أال ترى أهنم حيث مر هبم مثل املوصول يف قوله تعاىل: )هدى للمتقني الذين يؤمنون بالغيب( ذكروا أن فيه ثالثة أوجه، وحيث جاءهم مثل الضمري املنفصل يف قوله تعاىل: )إنك

جاءهم مثل الضمري املنفصل يف قوله تعاىل: أنت السميع العليم( ذكروا فيه ثالثة أوجه أيضا، وحيث )كنت أنت الرقيب عليهم( ذكروا فيه وجهني، ويكررون ذكر اخلالف فيه إذا أعرب فصال، أله حمل باعتبار ما قبله أم باعتبار ما بعده أم ال حمل له ؟ واخلالف يف كون املرفوع فاعال أو مبتدأ إذا وقع بعد

أو إن يف حنو )وإن امرأة خافت( أو الظرف يف حنو )أىف اهلل شك( أو إذا يف حنو )إذا السماء انشقت( لو يف حنو )ولو أهنم صربوا( وىف كون أن وأن وصلتهما بعد حذف اجلار يف حنو )شهد اهلل أنه ال إله

- 2إال هو( وحنو )حصرت صدورهم أن يقاتلوكم( يف موضع خفض باجلار احملذوف على حد قوله: [ أو نصب بالفعل 643شر قبيلة ؟ [ * أشارت كليب باالكف االصابع ] ص ] إذا قيل أي الناس

] لدن هبز الكف يعسل متنه [ * فيه كما عسل الطريق الثعلب ] - 2] املذكور [ على حد قوله: [ وكذلك يكررون اخلالف يف جواز العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة 516و 525 ص

صل املرفوع من غري وجود الفاصل، وغري ذلك مما إذا استقصى أمل القلم، اخلافض، وعلى الضمري املتوأعقب السأم، فجمعت هذه املسائل وحنوها مقررة حمررة يف الباب الرابع من هذا الكتاب، فعليك مبراجعته، فإنك جتد به كنزا واسعا تنفق منه، ومنهال سائغا ترده وتصدر عنه. واالمر الثاين: إيراد ما ال

ق باالعراب، كالكالم يف اشتقاق اسم، أهو من السمة كما يقول الكوفيون أو من السمو كما يتعليقول البصريون ؟ واالحتجاج لكل من الفريقني، وترجيح الراجح من القولني، وكالكالم على ألفه، مل

حذفت

[12 ]

لف ذا االشارية، من البسملة خطا ؟ وعلى باء اجلر والمه، مل كسرتا لفظا ؟ وكالكالم على أأزائدة هي كما يقول الكوفيون أم منقلبة عن ياء هي عني والالم ياء أخرى حمذوفة كما يقول البصريون ؟ والعجب من مكى بن أىب طالب إذ أورد مثل هذا يف كتابه املوضوع لبيان مشكل االعراب مع أن

تصغريها، وتأنيثها وتذكريها، هذا ليس من االعراب يف شئ، وبعضهم إذا ذكر الكلمة ذكر تكسريها و

Page 8: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( فيها من اللغات، وما روى من القراآت، وإن مل يننب على ذلك شئ من االعراب. 1وما ورد )والثالث: إعراب الواضحات، كاملبتدأ وخربه والفاعل ونائبه، واجلار واجملرور، والعاطف واملعطوف،

ن وأتيت مكاهنما مبا يتبصر به الناظر، وأكثر الناس استقصاء لذلك احلوىف. وقد جتنبت هذين االمريويتمرن به اخلاطر، من إيراد النظائر القرآنية، والشواهد الشعرية، وبعض ما اتفق يف اجملالس النحوية. وملا مت هذا التصنيف على الوجه الذى قصدته، وتيسر فيه من لطائف املعارف ما أردته واعتمدته،

ريب( وخطايب به ملن ابتدأ يف تعلم االعراب، وملن استمسك منه )مغىن اللبيب، عن كتب االعا مسيته ببأوثق االسباب. ومن اهلل تعاىل أستمد الصواب، والتوفيق إىل ما حيظيىن لديه جبزيل الثواب، وإياه أسأل

أن يعصم القلم من اخلطأ واخلطل، والفهم من الزيغ والزلل، إنه أكرم مسئول، وأعظم مأمول.

ما ذكر فيها من اللغات( )*( ( يف نسخة )و 1)

[13 ]

الباب االول يف تفسري املفردات، وذكر أحكامها وأعىن باملفردات احلروف وما تضمن معناها االمساء والظروف، فإهنا احملتاجة إىل ذلك، وقد رتبتها على حروف املعجم، ليسهل تناوهلا، ورمبا ذكرت

تأتى على -رحها. )حرف االلف( االلف املفردة أمساء غري تلك وأفعاال، ملسيس احلاجة إىل شأفاطم مهال بعض هذا التدلل * ] - 4وجهني: أحدمها: أن تكون حرفا ينادى به القريب، كقوله:

وإن كنت قد أزمعت صرمى فأمجلي [ ونقل ابن اخلباز عن شيخه أنه للمتوسط، وأن الذى للقريب ستفهام، وحقيقته: طلب الفهم، حنو )أزيد قائم( وقد )يا( وهذا خرق المجاعهم. والثاىن: أن تكون لال

أجيز الوجهان يف قراءة احلرميني )أمن هو قانت آناء الليل( وكون اهلمزة فيه للنداء هو قول الفراء، ويبعده أنه ليس يف التنزيل نداء بغري )يا( ويقربه سالمته من دعوى اجملاز، إذ ال يكون االستفهام منه

ومن دعوى كثرة احلذف، إذ التقدير عند جعلها لالستفهام: أمن هو قانت خري أم تعاىل على حقيقته،هذا الكافر، أي املخاطب بقوله تعاىل: )قل متتع بكفرك قليال( فحذف شيئان: معادل اهلمزة واخلرب،

دعاين إليها القلب، إىن المره * مسيع، فما أدرى - 5ونظريه يف حذف املعادل قول أىب ذؤيب اهلذىل:

Page 9: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ تقديره: أم غى، ونظريه يف جمئ اخلرب كلمة )خري( واقعة قبل أم 628و 43أرشد طالهبا ] ص )أفمن يلقى

[14 ]

يف النار خري أمن يأيت آمنا يوم القيامة( ولك أن تقول: ال حاجة إىل تقدير معادل يف البيت، وكذلك ال حاجة يف اآلية إىل لصحة قولك: ما أدرى هل طالهبا رشد، وامتناع أن يؤتى هلل مبعادل،

تقدير معادل، لصحة تقدير اخلرب بقولك: كمن ليس كذلك، وقد قالوا يف قوله تعاىل: )أفمن هو قائم على كل نفس مبا كسبت(: إن التقدير: كمن ليس كذلك، أو مل يوحدوه، ويكون )وجعلوا هلل شركاء(

ر يف قوله تعاىل: )أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب معطوفا على اخلرب على التقدير الثاين، وقالوا: التقدييوم القيامة( أي كمن ينعم يف اجلنة، وىف قوله تعاىل: )أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا( أي كمن هداه اهلل، بدليل )فإن اهلل يضل من يشاء ويهدى من يشاء( أو التقدير: ذهبت نفسك عليهم حسرة،

عليهم حسرات( وجاء يف التنزيل موضع صرح فيه هبذا اخلرب بدليل قوله تعاىل: )فال تذهب نفسكوحذف املبتدأ، على العكس مما حنن فيه، وهو قوله تعاىل: )كمن هو خالد يف النار وسقوا ماء محيما( أي أمن هو خالد يف اجلنة يسقى من هذه االهنار كمن هو خالد يف النار، وجاءا مصرحا هبما على

و من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا ميشى به يف الناس كمن مثله يف االصل يف قوله تعاىل: )أالظلمات ليس خبارج منها( )أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله(. وااللف أصل أدوات االستفهام، وهلذا خصت بأحكام: أحدها: جواز حذفها، سواء تقدمت على )أم( كقول عمر

منها معصم حني مجرت * وكف خضيب زينت ببنان فو اهلل ما أدرى وإن بداىل - 6بن أىب ربيعة: طربت - 1كنت داريا * بسبع رميت اجلمر أم بثمان ؟ أراد أبسبع، أم مل تتقدمها كقول الكميت:

وما شوقا إىل البيض أطرب * وال لعبا مىن وذو الشيب يلعب أراد أوذو الشيب يلعب ؟ واختلف يف : قول عمر بن أىب ربيعة

[15 ]

Page 10: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مث قالوا: حتبها ؟ قلت: هبرا * عدد الرمل واحلصى والرتاب فقيل: أراد أحتبها، وقيل إنه - 8خرب، أي أنت حتبها، ومعىن )قلت هبرا( قلت أحبها حبا هبرىن هبرا، أي غلبىن غلبة، وقيل: معناه

ضعفى وما عدال أحيا: أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتال * والبني جار على - 1عجبا، وقال املتنيب: فعل مضارع، واالصل أأحيا، فحذفت مهزة االستفهام، والواو للحال، واملعىن التعجب من حياته، يقول: كيف أحيا وأقل شئ قاسيته قد قتل غريى، واالخفش يقيس ذلك يف االختيار عند أمن اللبس،

رىب( يف املواضع الثالثة، واحملققون ومحل عليه قوله تعاىل: )وتلك نعمة متنها على( وقوله تعاىل: )هذا على أنه خرب، وأن مثل ذلك يقوله من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل، فيحكى كالمه مث يكر عليه باالبطال باحلجة، وقرأ ابن حميصن )سواء عليهم أنذرهتم أم مل تنذرهم( وقال عليه الصالة والسالم

ل: )وإن زىن وإن سرق(. الثاين: أهنا ترد لطلب جلربيل عليه السالم: )وإن زىن وإن سرق ؟( فقاالتصور، حنو )أزيد قائم أم عمرو( ولطلب التصديق، حنو )أزيد قائم ؟( وهل خمتصة بطلب التصديق، حنو )هل قام زيد( وبقية االدوات خمتصة بطلب التصور، حنو )من جاءك ؟ وما صنعت ؟ وكم مالك ؟

ا تدخل على االثبات كما تقدم، وعلى النفى حنو )أمل نشرح وأين بيتك ؟ ومىت سفرك ؟(. الثالث: أهنأال اصطبار لسلمى أم هلا جلد * إذا أالقى الذى - 13لك صدرك( )أو ملا أصابتكم مصيبة( وقوله:

[ ذكره بعضهم، وهو منتقض بأم، فإهنا تشاركها يف ذلك، تقول: أقام زيد أم 61القاه أمثاىل ؟ ] ص م التصدير، بدليلني، أحدمها: أهنا ال تذكر بعد )أم( الىت لالصراب كما يذكر مل يقم ؟. الرابع: متا

غريها، ال تقول: أقام زيد أم أقعد، وتقول: أم هل قعد،

[16 ]

والثاىن: أهنا إذا كانت يف مجلة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بثم قدمت على العاطف تنبيها على ظروا( )أفلم يسريوا( )أمث إذا ما وقع آمنتم به( وأخواهتا تتأخر عن أصالتها يف التصدير، حنو )أو مل ين

حروف العطف كما هو قياس مجيع أجزاء اجلملة املعطوفة، حنو )وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم ؟( )فأين تذهبون( )فأىن تؤفكون( )فهل يهلك إال القوم الفاسقون( )فأى الفريقني( )فما لكم يف املنافقني

ا مذهب سيبويه واجلمهور، وخالفهم مجاعة أوهلم الزخمشري، فزعموا أن اهلمزة يف تلك فئتني( هذ

Page 11: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

املواضع يف حملها االصلى، وأن العطف على مجلة مقدرة بينها وبني العاطف، فيقولون: التقدير يف ا )أفلم يسريوا( )أفنضرب عنكم الذكر صفحا( )أفإن مات أو قتل انقلبتم( )أفما حنن مبيتني(: أمكثو

فلم يسريوا يف االرض، أهنملكم فنضرب عنكم الذكر صفحا، أتؤمنون به يف حياته فإن مات أو قتل انقلبتم، أحنن خملدون فما حنن مبيتني، ويضعف قوهلم ما فيه من التكلف، وأنه غري مطرد ] يف مجيع

إنه أسهل املواضع [ أما االول فلدعوى حذف اجلملة، فإن قوبل بتقدمي بعض املعطوف فقد يقال:منه، الن املتجوز فيه على قوهلم أقل لفظا، مع أن يف هذا التجوز تنبيها على أصالة شئ يف شئ، أي أصالة اهلمزة يف التصدير، وأما الثاين فالنه غري ممكن يف حنو )أفمن هو قائم على كل نفس مبا كسبت(

أمن أهل القرى(: إنه عطف على وقد جزم الزخمشري يف مواضع مبا يقوله اجلماعة، منها قوله يف )أف)فأخذناهم بغتة( وقوله يف )أئنا ملبعوثون أو آباؤنا( فيمن قرأ بفتح الواو: إن )آباؤنا( عطف على الضمري يف )مبعوثون( وإنه اكتفى بالفصل بينهما هبمزة االستفهام، وجوز الوجهني يف موضع، فقال يف

ة االنكار على الفاء العاطفة مجلة على مجلة، مث قوله تعاىل: )أفغري دين اهلل يبغون(: دخلت مهز توسطت اهلمزة بينهما، وجيوز أن يعطف على حمذوف تقديره: أيتولون فغري دين اهلل يبغون.

[11 ]

فصل قد خترج اهلمزة عن االستفهام احلقيقي، فرتد لثمانية معان: أحدها: التسوية، ورمبا توهم أن د كلمة )سواء( خبصوصها، وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد )ما املراد هبا اهلمزة الواقعة بع

أباىل( و )ما أدرى( و )ليت شعرى( وحنوهن، والطابط: أهنا اهلمزة الداخلة على مجلة يصح حلول املصدر حملها، حنو )سواء عليهم أستغفرت هلم أم مل تستغفر هلم( وحنو )ما أباىل أقمت أم قعدت( أال

واء عليهم االستغفار وعدمه وما أباىل بقيامك وعدمه. والثاىن: االنكار االبطايل، ترى أنه يصح سوهذه تقتضي أن ما بعدها غري واقع، وأن مدعيه كاذب، حنو )أفأصفاكم ربكم بالبنني واختذ من املالئكة إناثا( )فاستفتهم ألربك البنات وهلم البنون( )أفسحر هذا( )أشهدوا خلقهم( )أحيب أحدكم

يأكل حلم أخيه ميتا( )أفعيينا باخللق االول( ومن جهة إفادة هذه اهلمزة نفى ما بعدها لزم ثبوته إن أن كان منفيا، الن نفى النفى إثبات، ومنه )أليس اهلل بكاف عبده( أي اهلل كاف عبده، وهلذا عطف

Page 12: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

آوى، ووجدك )وضعنا( على )أمل نشرح لك صدرك( ملا كان معناه شرحنا، ومثله )أمل جيدك يتيما فضاال فهدى( )أمل جيعل كيدهم يف تضليل، وأرسل عليهم طريا أبابيل( وهلذا أيضا كان قول جرير يف

ألستم خري من ركب املطايا * وأندى العاملني بطون راح مدحا، بل قيل: إنه أمدح - 11عبد امللك: والثالث: االنكار التوبيخى، بيت قالته العرب، ولو كان على االستفهام احلقيقي مل يكن مدحا ألبتة.

( 1مغىن اللبيب - 2فيقتضى أن ما بعدها واقع، وأن فاعله ملوم، )

[18 ]

حنو )أتعبدون ما تنحتون( )أغري اهلل تدعون( )أئفكا آهلة دون اهلل تريدون( )أتأتون الذكران( 681دوارى ؟ ] ص أطربا وأنت قنسرى * والدهر باالنسان - 12)أتأخذونه هبتانا( وقول العجاج:

[ أي أتطرب وأنت شيخ كبري ؟. والرابع: التقرير، ومعناه محلك املخاطب على االقرار واالعرتاف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه، وجيب أن يليها الشئ الذى تقرره به، تقول يف التقرير بالفعل: أضربت

ت، كما جيب ذلك يف املستفهم عنه، وقوله زيدا ؟ وبالفاعل: أأنت ضربت زيدا، وباملفعول: أزيدا ضربتعاىل: )أأنت فعلت هذا( حمتمل الرادة االستفهام احلقيقي، بأن يكونوا مل يعلموا أنه الفاعل، والرادة التقرير، بأن يكونوا قد علموا، وال يكون استفهاما عن الفعل وال تقريرا به، الن اهلمزة مل تدخل عليه،

قد أجاهبم بالفاعل بقوله: )بل فعله كبريهم هذا(. فإن قلت: ما وجه محل والنه عليه الصالة والسالمالزخمشري اهلمزة يف قوله تعاىل: )أمل تعلم أن اهلل على كل شئ قدير( على التقرير ؟. قلت: قد اعتذر

بيخى أو عنه بأن مراده التقرير مبا بعد النفى، ال التقرير بالنفى، واالوىل أن حتمل اآلية على االنكار التو االبطايل، أي أمل تعلم أيها املنكر للنسخ. واخلامس: التهكم، حنو )أصلواتك تأمرك أن نرتك ما يعبد آباؤنا(. والسادس: االمر، حنو )أأسلمتم( أي أسلموا. والسابع: التعجب، حنو )أمل تر إىل ربك كيف

ضهم معاين أخر ال صحة هلا. مد الظل(. والثامن: االستبطاء، حنو )أمل يأن للذين آمنوا(. وذكر بع

[11 ]

Page 13: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قد تقع اهلمزة فعال، وذلك أهنم يقولون )وأى( مبعىن وعد، ومضارعه يئى حبذف الواو -تنبيه لوقوعها بني ياء مفتوحة وكسرة، كما تقول: وىف يفى، ووىن يىن، واالمر منه إه، حبذف الالم ] لالمر [

إن هند املليحة - 13للغز املشهور، وهو قوله: وباهلاء للسكت يف الوقف، وعلى ذلك يتخرج ااحلسناء * وأى من أضمرت خلل وفاء فإنه يقال: كيف رفع اسم إن وصفته االوىل ؟ واجلواب: أن اهلمزة فعل أمر، والنون للتوكيد، واالصل إين هبمزة مكسورة، وياء ساكنة للمخاطبة، ونون مشددة

لتقرعن على السن من - 14مع النون املدغمة كما يف قوله: للتوكيد، مث حذفت الياء اللتقائها ساكنةندم * إذا تذكرت يوما بعض أخالقي وهند: منادى مثل )يوسف أعرض عن هذا( واملليحة: نعت هلا

* يا حكم الوارث عن عبد امللك * واحلسناء: إما نعت هلا على املوضع - 15على اللفظ كقوله: يعود الفضل منك على قريش * وتفرج - 16ى اهلل تعاىل عنه: كقول مادح عمر بن عبد العزيز رض

عنهم الكرب الشدادا فما كعب بن مامة وابن سعدى * بأجود منك يا عمراجلوادا وإما بتقدير أمدح، وإما نعت ملفعول به حمذوف، أي عدى يا هند اخللة احلسناء، وعلى الوجهني االولني فيكون إمنا أمرها

من غري أن يعني هلا املوعود، وقوله )وأى( مصدر نوعي منصوب بفعل االمر، بإيقاع الوعد الوىف،واالصل وأيا مثل وأى من، ومثله )فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر( وقوله )أضمرت( بتاء التأنيث حممول

على معىن من مثل )من كانت أمك ؟(.

[23 ]

ه، وذكره غريه. )أيا( حرف حرف لنداء البعيد، وهو مسموع، مل يذكره سيبوي -)آ( باملد أيا جبلى - 11كذلك، وىف الصحاح أنه حرف لنداء القريب والبعيد، وليس كذلك، قال الشاعر:

فأصاخ يرجو - 18نعمان باهلل خليا * نسيم الصبا خيلص إىل نسيمها وقد تبدل مهزهتا هاء، كقوله: رف جواب مثل نعم، فيكون ح -أن يكون حيا * ويقول من فرح: هيا ربا )أجل( بسكون الالم

تصديقا للمخرب، وإعالما للمستخرب، ووعدا للطالب، فتقع بعد حنو )قام زيد( وحنو )أقام زيد( وحنو )أضرب زيدا( وقيد املالقى اخلرب باملثبت، والطلب بغري النهى، وقيل: ال جتئ بعد االستفهام، وعن

أحسن منها، وقيل: ختتص باخلرب، وهو االخفش هي بعد اخلرب أحسن من نعم ونعم بعد االستفهام

Page 14: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قول الزخمشري وابن مالك ومجاعة، وقال ابن خروف: أكثر ما تكون بعده. )إذن( فيها مسائل: االوىل: يف نوعها، قال اجلمهور: هي حرف، وقيل: اسم، واالصل يف )إذن أكرمك( إذا جئتين

القول االول، فالصحيح أهنا أكرمك، مث حذفت اجلملة، وعوض التنوين عنها، وأضمرت أن، وعلىبسيطة، ال مركبة من إذ وأن، وعلى البساطة فالصحيح أهنا الناصبة، ال أن مضمرة بعدها. املسألة الثانية: يف معناها، قال سيبويه: معناها اجلواب واجلزاء، فقال الشلوبني: يف كل موضع، وقال أبو على

أنه يقال لك: أحبك، فتقول: إذن أظنك الفارسى: )يف االكثر، وقد تتمحض للجواب، بدليل صادقا،

[21 ]

. واالكثر أن تكون جوابا الن أو لو مقدرتني أو ظاهرتني، فاالول إذ ال جمازاة هنا ضرورة( اهلو - 23لئن عاد ىل عبد العزيز مبثلها * وأمكنين منها إذا ال أقيلها وقول احلماسي: - 11كقوله:

[ إذا لقام بنصري معشر 251ى * بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا ] ص كنت من مازن مل تستبح إبلخشن * عند احلفيظة إن ذو لوثة النا فقوله )إذا لقام بنصري( بدل من )مل تستبح( وبدل اجلواب جواب، والثاىن حنو أن يقال: آتيك، فتقول: )إذن أكرمك( أي: إن أتيتين إذن أكرمك، وقال اهلل

من ولد وما كان معه من إله، إذن لذهب كل إله مبا خلق، ولعال بعضهم على تعاىل: )ما اختذ اهللبعض( قال الفراء: حيث جاءت بعدها الالم فقبلها لو مقدرة، إن مل تكن ظاهرة. املسألة الثالثة: يف لفظها عند الوقف عليها، والصحيح أن نوهنا تبدل ألفا، تشبيها هلا بتنوين املنصوب، وقيل: يوقف

ن، الهنا كنون لن وإن، روى عن املازىن واملربد، وينبىن على اخلالف يف الوقف عليها خالف يف بالنو كتابتها، فاجلمهور يكتبوهنا بااللف، وكذا رمست يف املصاحف، واملازين واملربد بالنون، وعن القراء إن

املسألة الرابعة: يف عملت كتبت بااللف، وإال كتبت بالنون، للفرق بينها وبني إذا، وتبعه ابن خروف.عملها، وهو نصب املضارع، بشرط تصديرها، واستقباله، واتصاهلما أو انفصاهلما بالقسم أو بال النافية، يقال: آتيك، فتقول: )إذن أكرمك( ولو قلت )أنا إذن( قلت )أكرمك( بالرفع، لفوات

التصدير، فأما قوله:

Page 15: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[22 ]

أهلك أو أطريا فمؤول على حذف خرب إن، أي إىن ال ال ترتكين فيهم شطريا * إىن إذا - 21أقدر على ذلك، مث استأنف ما بعده، ولو قلت )إذا يا عبد اهلل( قلت: )أكرمك( بالرفع، للفصل بغري ما ذكرنا، وأجاز ابن عصفور الفصل بالنداء، وابن بابشاذ الفصل بالنداء وبالدعاء، والكسائي وهشام

ح حينئذ عند الكسائي النصب، وعند هشام الرفع، ولو قيل لك الفصل مبعمول الفعل، واالرجقال مجاعة من النحويني: إذا وقعت -)أحبك( فقلت )إذن أظنك صادقا( رفعت، النه حال تنبيه

إذن بعد الواو أو الفاء جاز فيها الوجهان، حنو )وإذن ال يلبثون خالفك إال قليال( )فإذن ال يأتون النصب فيهما، والتحقيق أنه إذا قيل: )إن تزرىن أزرك وإذن أحسن إليك( فإن الناس نقريا( وقرئ شاذا ب

قدرت العطف على اجلواب جزمت وبطل عمل إذن لوقوعها حشوا، أو على اجلملتني مجيعا جاز الرفع والنصب لتقدم العاطف، وقيل: يتعني النصب، الن ما بعدها مستأنف، أو الن املعطوف على االول

زيد يقوم وإذن أحسن إليه( إن عطفت على الفعلية رفعت، أو على االمسية أول ومثل ذلك )ترد على أربعة أوجه: أحدها: أن تكون شرطية، حنو )إن ينتهوا -فاملذهبان. )إن( املكسورة اخلفيفة

يغفر هلم( )وإن تعودوا نعد( وقد تقرتن بال النافية فيظن من ال معرفة له أهنا إال االستثنائية، حنو )إالتنصروه فقد نصره اهلل( )إال تنفروا يعذبكم( )وإال تغفر ىل وترمحين أكن من اخلاسرين( )وإال تصرف عىن كيدهن أصب إليهن( وقد بلغين أن بعض من يدعى الفضل سئل يف )إال تفعلوه( فقال: ما هذا

، حنو )إن االستثناء ؟ أمتصل أم منقطع ؟. الثاين: أن تكون نافية، وتدخل على اجلملة االمسية الكافرون

[23 ]

إال يف غرور( )إن أمهاهتم إال الالئى ولدهنم( ومن ذلك )وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته( أي: وما أحد من أهل الكتاب إال ليؤمنن به، فحذف املبتدأ، وبقيت صفته، ومثله )وإن منكم

احلسىن( )إن يدعون من دونه إال إناثا( )وتظنون إن إال واردها( وعلى اجلملة الفعلية حنو )إن أردنا إال

Page 16: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لبثتم إال قليال( )إن يقولون إال كذبا(. وقول بعضهم: ال تأتى إن النافية إال وبعدها إال كهذه اآليات، أو ملا املشددة الىت مبعناها كقراءة بعض السبعة )إن كل نفس ملا عليها حافظ( بتشديد امليم، أي ما

حافظ، مردود بقوله تعاىل: )إن عندكم من سلطان هبذا( )قل إن أدرى أقريب ما كل نفس إال عليهاتوعدون( )وإن أدرى لعله فتنة لكم( وخرج مجاعة على إن النافية قوله تعاىل: )إن كنا فاعلني(، )قل إن كان للرمحن ولد( وعلى هذا فالوقف هنا، وقوله تعاىل: )ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه( أي يف الذى ما مكناكم فيه، وقيل: زائدة، ويؤيد االول )مكناهم يف االرض ما مل منكن لكم( وكأنه إمنا عدل عن ما لئال يتكرر فيثقل اللفظ، قيل: وهلذا ملا زادوا على ما الشرطية ما قلبوا ألف ما االوىل هاء فقالوا:

الذكرى( وقيل يف هذه اآلية: مهما، وقيل: بل هي يف اآلية مبعىن قد، وإن من ذلك )فذكر إن نفعت إن التقدير وإن مل تنفع، مثل )سرابيل تقيكم احلر( أي والربد، وقيل: إمنا قيل ذلك بعد أن عمهم بالتذكري ولزمتهم احلجة، وقيل: ظاهره الشرط ومعناه ذمهم واستبعاد لنفع التذكري فيهم، كقولك: عظ

الشرط. وقد اجتمعت الشرطية والنافية يف قوله الظاملني إن مسعوا منك، تريد بذلك االستبعاد، ال تعاىل: )ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده( االوىل شرطية، والثانية نافية، جواب للقسم الذى أذنت به الالم الداخلة على االوىل، وجواب الشرط حمذوف وجوبا. وإذا دخلت على اجلملة االمسية مل

الكسائي تعمل عند سيبويه والفراء، وأجاز

[24 ]

واملربد إعماهلا عمل ليس، وقرأ سعيد بن جبري )إن الذين تدعون من دون اهلل عبادا أمثالكم( بنون خمففة مكسورة اللتقاء الساكنني، ونصب عبادا وأمثالكم، ومسع من أهل العالية )إن أحد خريا

االمهال الذى هو لغة االكثرين من أحد إال بالعافية( و )إن ذلك نافعك وال ضارك( ومما يتخرج علىقول بعضهم: )إن قائم( وأصله إن أنا قائم، فحذفت مهزة أنا اعتباطا، وأدغمت نون إن يف نوهنا، وحذفت ألفها يف الوصل، ومسع )إن قائما( على االعمال، وقول بعضهم نقلت حركة اهلمزة إىل النون

ون وأدغمت مردود، الن احملذوف لعلة مث أسقطت على القياس يف التخفيف بالنقل مث سكنت النكالثابت، وهلذا تقول )هذا قاض( بالكسر ال بالرفع، الن حذف الياء اللتقاء الساكنني، فهى مقدرة

Page 17: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الثبوت، وحينئذ فيمتنع االدغام، الن اهلمزة فاصلة يف التقدير، ومثل هذا البحث يف قوله تعاىل: )لكنا من الثقيلة، فتدخل على اجلملتني: فإن دخلت على االمسية هو اهلل رىب(. الثالث: أن تكون خمففة

جاز إعماهلا خالفا للكوفيني، لنا قراءة احلرميني وأىب بكر )وإن كال ملا ليوفينهم( وحكاية سيبويه )إن عمرا ملنطلق( ويكثر إمهاهلا، حنو )وإن كل ذلك ملا متاع احلياة الدنيا( )وإن كل ملا مجيع لدينا حمضرون(

حفص )إن هذان لساحران( وكذا قرأ ابن كثري إال أنه شدد نون هذان، ومن ذلك )إن كل نفس وقراءة ملا عليها حافظ( يف قراءة من خفف ملا وإن دخلت على الفعل أمهلت وجوبا، واالكثر كون الفعل

أن ماضيا ناسخا، حنو )وإن كانت لكبرية( )وإن كادوا ليفتنونك( )وإن وجدنا أكثرهم لفاسقني( ودونه يكون مضارعا ناسخا، حنو )وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك( )وإن نظنك ملن الكاذبني( ويقاس على

شلت ميينك إن قتلت ملسلما - 22النوعني اتفاقا، ودون هذا أن يكون ماضيا غري ناسخ، حنو قوله: * جلت عليك عقوبة املتعمد

[25 ]

النا، وإن قعد النت( ودون هذا أن يكون وال يقاس عليه خالفا لالخفش، أجاز )إن قاممضارعا غري ناسخ كقول بعضهم )إن يزينك لنفسك، وإن يشينك هليه( وال يقاس عليه إمجاعا، وحيث وجدت إن وبعدها الالم املفتوحة كما يف هذه املسألة فاحكم عليها بأن أصلها التشديد، وىف

ما إن - 23عاىل. الرابع: أن تكون زائدة، كقوله: هذه الالم خالف يأيت يف باب الالم، إن شاء اهلل تأتيت بشئ أنت تكرهه * ] إذن فال رفعت سوطي إىل يدى [ وأكثر ما زيدت بعد )ما( النافية إذا

فما إن طبنا جنب ولكن * منايانا ودولة - 24دخلت على مجلة فعلية كما يف البيت، أو امسية كقوله. بىن غدانة ما إن - 25ما( احلجازية كما يف البيت، وأما قوله: آخرينا وىف هذه احلالة تكف عمل )

أنتم ذهبا * وال صريفا ولكن أنتم اخلزف يف رواية من نصب ذهبا وصريفا، فخرج على أهنا نافية مؤكدة يرجى املرء ما إن ال براه * وتعرض دون أدناه - 26ملا. وقد تزاد بعد ما املوصولة االمسية كقوله:

ورج الفىت للخري ما إن رأيته * على السن - 21[ وبعد ما املصدرية كقوله: 611اخلطوب ] ص أال إن سرى - 28[ وبعد أال االستفتاحية كقوله: 611و 334و 38خريا ال يزال يزيد ] ص

Page 18: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ليلى فبت كئيبا * أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا وقبل مدة االنكار، مسع سيبويه رجال يقال له: أخترج بت البادية ؟ فقال: أأنا إنيه ؟ منكرا أن يكون رأيه على خالف ذلك، وزعم ابن احلاجب أهنا إن أخص

تزاد بعد ملا االجيابية، وهو سهو، وإمنا تلك أن املفتوحة.

[26 ]

وزيد على هذه املعاين االربعة معنيان آخران، فزعم قطرب أهنا قد تكون مبعىن قد كما مر يف )إن م الكوفيون أهنا تكون مبعىن إذ، وجعلوا منه )واتقوا اهلل إن كنتم مؤمنني( )لتدخلن نفعت الذكرى( وزع

املسجد احلرام إن شاء اهلل آمنني( وقوله عليه الصالة والسالم )وإنا إن شاء اهلل بكم الحقون( وحنو ب لقتل أتغضب إن أذنا قتيبة حزنا * جهارا ومل تغض - 21ذلك مما الفعل فيه حمقق الوقوع، وقوله:

[ قالوا: وليست شرطية، الن الشرط مستقبل، وهذه القصة قد مضت. 36و 35ابن خازم ؟ ] ص وأجاب اجلمهور عن قوله تعاىل )إن كنتم مؤمنني( بأنه شرط جئ به للتهييج واالهلاب، كما تقول

ذا أخربوا عن البنك: إن كنت ابين فال تفعل كذا. وعن آية املشيئة بأنه تعليم للعباد كيف يتكلمون إاملستقبل، أو بأن أصل ذلك الشرط، مث صار يذكر للتربك، أو أن املعىن لتدخلن مجيعا إن شاء اهلل أن ال ميوت منكم أحد قبل الدخول، وهذا اجلواب ال يدفع السؤال، أو أن ذلك من كالم رسول اهلل

ن كالم امللك الذى أخربه صلى اهلل عليه وسلم الصحابه حني أخربهم باملنام، فحكى ذلك لنا، أو ميف املنام. وأما البيت فمحمول على وجهني: أحدمها: أن يكون على إقامة السبب مقام املسبب، واالصل أتغصب إن افتخر مفتخر بسبب حز أذىن قتيبة، إذ االفتخار بذلك يكون سببا للغضب

يف املستقبل أن أذىن قتيبة ومسببا عن احلز. الثاين: أن يكون على معىن التبني، أي أتغضب إن تبني إذا ما انتسبنا مل تلدين لئيمة * ومل جتدى من أن تقرى به - 33حزتا فيما مضى، كما قال اآلخر:

بدا أي يتبني أىن مل تلدين لئيمة.

[21 ]

Page 19: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقال اخلليل واملربد: الصواب )أن أذنا( بفتح اهلمزة من أن، أي الن أذنا، مث هي عند اخلليل أن ، وعند املربد أهنا أن املخففة من الثقيلة. ويرد قول اخلليل أن أن الناصبة اليليها االسم على الناصبة

إضمار الفعل، وإمنا ذلك الن املكسورة، حنو )وإن أحد من املشركني استجارك(. وعلى الوجهني و 134إن يقتلوك فإن قتلك مل يكن * عارا عليك، ورب قتل عار ] ص - 31يتخرج قول اآلخر:

-[ أي إن يفتخروا بسبب قتلك، أو إن يتبني أهنم قتلوك. )أن( املفتوحة اهلمزة الساكنة النون 533على وجهني: اسم، وحرف. واالسم على وجهني: ضمري املتكلم يف قول بعضهم )أن فعلت( بسكون

)أنت، النون، واالكثرون على فتحها وصال، وعلى االتيان بااللف وقفا، وضمري املخاطب يف قولكوأنت، وأنتما، وأنتم، وأننت( على قول اجلمهور: إن الضمري هو أن والتاء حرف خطاب. واحلرف على أربعة أوجه: أحدها: أن تكون حرفا مصدريا ناصبا للمضارع، وتقع يف موضعني، أحدمها: يف االبتداء،

يستعففن خري هلن( فتكون يف موضع رفع حنو )وأن تصوموا خري لكم( )وأن تصربوا خري لكم( )وأن )وأن تعفوا أقرب للتقوى( وزعم الزجاج أن منه )أن تربوا وتتقوا وتصلحوا بني الناس( أي خري لكم، فحذف اخلرب، وقيل: التقدير خمافة أن تربوا، وقيل يف )فاهلل أحق أن ختشوه(: إن أحق خرب عما بعده،

ن يرضوه( كذلك، والظاهر فيهما أن واجلملة خرب عن اسم اهلل سبحانه، وىف )واهلل ورسوله أحق أ االصل أحق بكذا. والثاىن: بعد لفظ دال

[28 ]

على معىن غري اليقني، فتكون يف موضع رفع حنو )أمل يأن للذين آمنوا أن ختشع قلوهبم( )وعسى أن تكرهوا شيئا( اآلية، وحنو )يعجبىن أن تفعل( ونصب حنو )وما كان هذا القرآن أن يفرتى( )يقولونخنشى أن تصيبنا دائرة( )فأردت أن أعيبها( وخفض حنو )أوذينا من قبل أن تأتينا( )من قبل أن يأيت أحدكم املوت( )وأمرت الن أكون( وحمتملة هلما حنو )والذى أطمع أن يغفر يل( أصله يف أن يغفر ىل،

ار جر أو نصب ؟ فيه ومثله )أن تربوا( إذا قدر يف أن تربوا أو لئال تربوا، وهل احملل بعد حذف اجلخالف، وسيأتى، وقيل: التقدير خمافة أن تربوا، واختلف يف احملل من حنو )عسى زيد أن يقوم( فاملشهور أنه نصب على اخلربية، وقيل: على املفعولية، وإن معىن )عسيت أن تفعل( قاربت أن تفعل،

Page 20: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

رب، نقله ابن مالك عن ونقل عن املربد، وقيل: نصب بإسقاط اجلار أو بتضمني الفعل معىن قاسيبويه، وإن املعىن دنوت من أن تفعل أو قاربت أن تفعل، والتقدير االول بعيد، إذ مل يذكر هذا اجلار يف وقت، وقيل: رفع على البدل سد مسد اجلزأين كما سد يف قراءة محزة )وال حتسنب الذين كفروا أمنا

ول حريف، وتوصل بالفعل املتصرف، مضارعا منلي هلم خري النفسهم( مسد املفعولني. وأن هذه موصكان كما مر، أو ماضيا حنو )لو ال أن من اهلل علينا( )ولو ال أن ثبتناك( أو أمرا كحكاية سيبويه )كتبت إليه بأن قم(. هذا هو الصحيح. وقد اختلف من ذلك يف أمرين: أحدمها: كون املوصولة

ف يف ذلك ابن طاهر، زعم أهنا غريها، بدليلني، باملاضي واالمر هي املوصولة باملضارع، واملخالأحدمها: أن الداخلة على املضارع ختلصه لالستقبال، فال تدخل على غريه كالسني وسوف، والثاىن: أهنا لو كانت الناصبة حلكم على موضعهما بالنصب كما حكم على موضع املاضي باجلزم بعد إن

الشرطية، وال قائل به.

[21 ]

ن االول أنه منتقض بنون التوكيد، فإهنا ختلص املضارع لالستقبال وتدخل على االمر واجلواب عباطراد واتفاق، وبأدوات الشرط فإهنا أيضا ختلصه مع دخوهلا على املاضي باتفاق. وعن الثاين أنه إمنا

ثرت حكم على موضع املاضي باجلزم بعد إن الشرطية الهنا أثرت القلب إىل االستقبال يف معناه فأاجلزم يف حمله، كما أهنا ملا أثرت التخليص إىل االستقبال يف معىن املضارع أثرت النصب يف لفظه. االمر الثاين: كوهنا توصل باالمر، واملخالف يف ذلك أبو حيان، زعم أهنا ال توصل به، وأن كل شئ مسع من

صدر فات معىن االمر، الثاين: ذلك فأن فيه تفسريية، واستدل بدليلني، أحدمها: أهنما إذا قدرا باملأهنما مل يقعا فاعال وال مفعوال، ال يصح )أعجبين أن قم( وال )كرهت أن قم( كما يصح ذلك مع املاضي ومع املضارع. واجلواب عن االول أن فوات معىن االمرية يف املوصولة باالمر عند التقدير

ضي واملوصولة باملضارع عند التقدير املذكور، باملصدر كفوات معىن املضى واالستقبال يف املوصولة باملامث إنه يسلم مصدرية أن املخففة من املشددة مع لزوم مثل ذلك فيها يف حنو )واخلامسة أن غضب اهلل عليها( إذ ال يفهم الدعاء من املصدر إال إذا كان مفعوال مطلقا حنو سقيا ورعيا. وعن الثاين أنه إمنا

Page 21: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لتعليق االعجاب والكراهية باالنشاء، ال ملا ذكر، مث ينبغى له أن ال يسلم امتنع ما ذكره النه ال معىنمصدرية كى، الهنا ال تقع فاعال وال مفعوال، وإمنا تقع خمفوضة بالم التعليل. مث مما يقطع به على قوله

32له: بالبطالن حكاية سيبويه )كتبت إليه بأن قم( وأجاب عنها بأن الباء حمتملة للزيادة مثلها يف قو [ 615و 131] هن احلرائر ال ربات أمخرة * سود احملاجر [ ال يقرأن بالسور ] ص -

[33 ]

ال تدخل إال على االسم أو -زائدة كانت أو غري زائدة -وهذا وهم فاحش، الن حروف اجلر اىن عن بعض ذكر بعض الكوفيني وأبو عبيدة أن بعضهم جيزم بأن، ونقله اللحي -ما يف تأويله. تنبيه

إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا * تعالوا إىل أن يأتنا - 33بىن صباح من ضبة، وأنشدوا عليه قوله: أحاذر أن تعلم هبا فرتدها * فترتكها ثقال على كما هيا وىف هذا نظر، الن - 34الصيد حنطب وقوله:

الفعل بعدها كقراءة ابن عطف املنصوب عليه يدل على أنه مسكن للضرورة، ال جمزوم. وقد يرفعأن تقرآن على أمساء وحيكما * مىن السالم - 35حميصن )ملن أراد أن يتم الرضاعة(، وقول الشاعر:

[ وزعم الكوفيون أن أن هذه هي املخففة من الثقيلة شذ اتصاهلا 611وأن ال تشعرا أحدا ] ص على )ما( أختها املصدرية، وليس من بالفعل، والصواب قول البصريني: إهنا أن الناصبة أمهلت محال

وال تدفنين يف الفالة، فإنىن * أخاف إذا مامت أن ال أذوقها كما زعم بعضهم، - 36ذلك قوله: الن اخلوف هنا يقني، فأن خمففة من الثقيلة. الوجه الثاين: أن تكون خمففة من الثقيلة فتقع بعد فعل

ال يرجع إليهم قوال( )علم أن سيكون( )وحسبوا أن ال اليقني أو ما نزل منزلته حنو )أفال يرون أن زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا * أبشر بطول سالمة يا مربع - 31تكون( فيمن رفع تكون، وقوله:

[31 ]

وأن هذه ثالثية الوضع، وهى مصدرية أيضا، وتنصب االسم وترفع اخلرب، خالفا للكوفيني، فلو أنك يف - 38مسها أن يكون ضمريا حمذوفا، ورمبا ثبت كقوله: زعموا أهنا ال تعمل شيئا، وشرط ا

يوم الرخاء سألتىن * طالقك مل أخبل وأنت صديق وهو خمتص بالضرورة على االصح، وشرط خربها أن

Page 22: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بأنك - 31يكون مجلة، وال جيوز إفراده، إال إذا ذكر االسم فيجوز االمران، وقد اجتمعا يف قوله: أنك هناك تكون الثماال الثالث: أن تكون مفسرة مبنزلة أي، حنو )فأوحينا إليه أن ربيع وغيث مربع * و

اصنع الفلك( )ونودوا أن تلكم اجلنة( وحتتمل املصدرية بأن يقدر قبلها حرف اجلر، فتكون يف االول كوفيني أن الثنائية لدخوهلا على االمر، وىف الثانية املخففة من الثقيلة لدخوهلا على االمسية. وعن ال

إنكار أن التفسريية البتة، وهو عندي متجه، النه إذا قيل )كتبت إليه أن قم( مل يكن قم نفس كتبت كما كان الذهب نفس العسجد يف قولك: هذا عسجد أي ذهب، وهلذا لو جئت بأى مكان )أن(

لذلك غلط من يف املثال مل جتده مقبوال يف الطبع. وهلا عند مثبتها شروط: أحدها: أن تسبق جبملة، فجعل منها )وآخر دعواهم أن احلمد هلل(. والثاىن: أن تتأخر عنها مجلة، فال جيوز )ذكرت عسجدا أن ذهبا( بل جيب االتيان بأى أو ترك حرف التفسري، وال فرق بني اجلملة الفعلية كما مثلنا واالمسية حنو

بقة معىن القول كما مر، ومنه )كتبت إليه أن ما أنت وهذا(. والثالث: أن يكون يف اجلملة السا )وانطلق

[32 ]

املال منهم أن امشوا( إذ ليس املراد باالنطالق املشى، بل انطالق ألسنتهم هبذا الكالم، كما أنه ليس املراد باملشى املشى املتعارف، بل االستمرار على الشئ. وزعم الزخمشري أن الىت يف قوله تعاىل:

( مفسرة، ورده أبو عبد اهلل الرازي بأن قبله )وأوحى ربك إىل النحل( )أن اختذى من اجلبال بيوتاوالوحى هنا إهلام باتفاق، وليس يف االهلام معىن القول، قال: وإمنا هي مصدرية، أي باختاذ اجلبال بيوتا. والرابع: أن ال يكون يف اجلملة السابقة أحرف القول، فال يقال )قلت له أن افعل( وىف شرح

صغري البن عصفور أهنا قد تكون مفسرة بعد صريح القول، وذكر الزخمشري يف قوله تعاىل )ما اجلمل القلت هلم إال ما أمرتىن به أن اعبدوا اهلل( أنه جيوز أن تكون مفسرة للقول على تأويله باالمر، أي ما

: أن ال يكون فيها أمرهتم إال مبا أمرتىن به أن اعبدوا اهلل، وهو حسن، وعلى هذا فيقال يف هذا الضابطحروف القول إال والقول مؤول بغريه، وال جيوز يف اآلية أن تكون مفسره المرتين، النه ال يصح أن يكون )اعبدوا اهلل رىب وربكم( مقوال هلل تعاىل، فال يصح أن يكون تفسريا المره، الن املفسر عني

Page 23: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يف به، وال بدال من ما، أما االول تفسريه، وال أن تكون مصدرية وهى وصلتها عطف بيان على اهلاء فالن عطف البيان يف اجلوامد مبنزلة النعت يف املشتقات، فكما أن الضمري ال ينعت كذلك ال يعطف عليه عطف بيان، ووهم الزخمشري فأجاز ذلك ذهوال عن هذه النكتة، وممن نص عليها من املتأخرين

لك، وأما الثاين فالن العبادة ال يعمل فيها فعل أبو حممد بن السيد وابن مالك، والقياس معهما يف ذالقول، نعم إن أول القول باالمر كما فعل الزخمشري يف وجه التفسريية جاز، ولكنه قد فاته هذا الوجه هنا فأطلق املنع. فإن قيل: لعل امتناعه من إجازته الن )أمر( ال يتعدى بنفسه إىل الشئ املأمور به إال

به. قليال، فكذا ما أول

[33 ]

قلنا: هذا الزم له على توجيهه التفسريية، ويصح أن يقدر بدال من اهلاء يف )به( ووهم الزخمشري فمنع ذلك، ظنا منه أن املبدل منه يف قوة الساقط فتبقى الصله بال عائد، والعائد موجود حسا فال

-ل( كانت مصدرية. مسألة مانع. واخلامس: أن ال يدخل عليها جار، فلو قلت )كتبت إليه بأن افعإذا وىل أن الصاحلة للتفسري مضارع معه ال حنو )أشرت إليه أن ال تفعل( جاز رفعه على تقدير ال نافية، وجزمه على تقديرها ناهية، وعليهما فأن مفسرة، ونصبه على تقدير ال نافية وأن مصدرية، فإن

رابع: أن تكون زائدة، وهلا أربعة مواضع: فقدت )ال( امتنع اجلزم، وجاز الرفع والنصب. والوجه الأن تقع بعد ملا التوقيتية حنو )وملا أن جاءت رسلنا لوطا سئ هبم(. والثاىن: أن -وهو االكثر -أحدها

فأقسم أن لو التقينا وأنتم * لكان لكم يوم من الشر - 43تقع بني لو وفعل القسم، مذكورا كقوله: واهلل أن لو كنت حرا * وما باحلر أنت وال العتيق هذا قول سيبويه أما - 41مظلم أو مرتوكا كقوله:

وغريه، وىف مقرب ابن عصفور أهنا يف ذلك حرف جئ به لربط اجلواب بالقسم، ويبعده أن االكثر أن تقع بني الكاف وخمفوضها كقوله: -وهو نادر -تركها، واحلروف الرابطة ليست كذلك والثالث

جه مقسم * كأن ظبية تعطو إىل وارق السلم يف رواية من جر الظبية. ويوما توافينا بو - 42

[34 ]

Page 24: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( 1فأمهله حىت إذا أن كأنه * معاطى يد يف جلة املاء غامر ) - 43والرابع: بعد إذا، كقوله: وزعم االخفش أهنا تزاد يف غري ذلك، وأهنا تنصب املضارع كما جتر من والباء الزائدتان االسم، وجعل

وما لنا أن ال نتوكل على اهلل( )وما لنا أن ال نقاتل يف سبيل اهلل( وقال غريه: هي يف ذلك منه )مصدرية، مث قيل: ضمن ما لنا معىن ما منعناه، وفيه نظر، النه مل يثبت إعمال اجلار واجملرور يف املفعول

يف أن ال نفعل كذا، به، والن االصل أن ال تكون ال زائدة، والصواب قول بعضهم: إن االصل وما لنا وإمنا مل جيز للزائدة أن تعمل لعدم اختصاصها باالفعال، بدليل دخوهلا على احرف وهو لو وكأن يف

( خبالف حرف اجلر الزائد، فإنه كاحلرف 3(، وعلى االسم وهو ظبية يف البيت السابق )2البيتني )الن الزائدة غري التوكيد كسائر وال معىن -املعدى يف االختصا ص باالسم، فلذلك عمل فيه. مسألة

الزوائد، قال أبو حيان: وزعم الزخمشري أنه ينجر مع التوكيد معىن آخر، فقال يف قوله تعاىل )وملا أن جاءت رسلنا لوطا سئ هبم(: دخلت أن يف هذه القصة ومل تدخل يف قصة إبراهيم يف قوله تعاىل )وملا

نبيها وتأكيدا على أن االساءة كانت تعقب اجملئ، فهى جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما( تمؤكدة يف قصة لوط لالتصال واللزوم، وال كذلك يف قصة ابراهيم، إذ ليس اجلواب فيها كاالول، وقال الشلوبني: ملا كانت أن للسبب يف )جئت أن أعطى( أي لالعطاء أفادت هنا أن االساءة كانت الجل

)أما واهلل أن لو فعلت لفعلت( أكدت أن ما بعد لو وهو السبب يف اجملئ وتعقبه، وكذلك يف قوهلماجلواب، وهذا الذى ذكراه ال يعرفه كرباء النحويني، انتهى. والذى رأيته يف كالم الزخمشري يف تفسري سورة العنكبوت مانصه: أن صلة أكدت وجود الفعلني مرتبا أحدمها على اآلخر يف وقتني متجاورين ال

، فاصل بينهما

42( هو الشاهد رقم 3) 43و 41( مها الشاهدان 2( حقيقة القافية )غارف( )1)

[35 ]

كأهنا وجدا يف جزء واحد من الزمان، كأنه قيل: ملا أحس مبجيئهم فاجأته املساءة من غري ريث، الف انتهى. والريث: البطء، وليس يف كالمه تعرض للفرق بني القصتني كما نقل عنه، وال كالمه خم

Page 25: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لكالم النحويني، الطباقهم على أن الزائد يؤكد معىن ما جئ به لتوكيده، وملا تفيد وقوع الفعل الثاين عقب االول وترتبه عليه، فاحلرف الزائد يؤكد ذلك، مث إن قصة اخلليل الىت فيها )قالوا سالما( ليست

كيف يتخيل أن التحية تقع بعد يف السورة الىت فيها )سئ هبم(، بل يف سورة هود، وليس فيها ملا، مثاجملئ ببطء ؟ وإمنا حيسن اعتقادنا تأخر اجلواب يف سورة العنكبوت إذ اجلواب فيها )قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية( مث إن التعبري باالساءة حلن، الن الفعل ثالثى كما نطق به التنزيل، والصواب املساءة،

الشلوبني فمعرتض من وجهني: أحدمها: أن املفيد للتعليل يف وهى عبارة الزخمشري، وأما ما نقله عن -مثاله إمنا هو الم العلة املقدرة، ال أن والثاىن: أن أن يف املثال مصدرية، والبحث يف الزائدة. تنبيه

وقد ذكر الن معان أربعة أخر: أحدها: الشرطية كإن املكسورة، وإليه ذهب الكوفيون، ويرجحه عندي وارد املفتوحة واملكسورة على احملل الواحد، واالصل التوافق، فقرى بالوجهني قوله تعاىل أمور أحدها: ت

)أن تضل إحدامها( )وال جير منكم شنآن قوم أن صدوكم( )أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم [ الثاين: جمئ 21قوما مسرفني( وقد مضى أنه روى بالوجهني قوله: * أتغضب إن أذن قتيبة حزتا * ]

، 51أبا خراشة أما أنت ذا نفر * فإن قومي مل تأكلهم الضبع ] ص - 44الفاء بعدها كثريا، كقوله: [ الثالث: عطفها على إن املكسورة يف قوله: 614، 431

[36 ]

إما أقمت وأما أنت مرحتال * فاهلل يكال ما تأتى وما تذر الرواية بكسر إن االوىل وفتح - 45املفتوحة مصدرية لزم عطف املفرد على اجلملة، وتعسف ابن احلاجب يف توجيه الثانية، فلو كانت

ذلك، فقال: ملا كان معىن قولك )إن جئتين أكرمتك( وقولك )أكرمك التيانك إياى( واحدا صح عطف التعليل على الشرط يف البيت، ولذلك تقول )إن جئتين وأحسنت إىل أكرمتك( مث تقول )إن

كرمتك( فتجعل اجلواب هلما، انتهى. وما أظن أن العرب فاهت بذلك يوما جئتين والحسانك إىل أما. املعىن الثاين: النفى كإن املكسورة أيضا، قاله بعضهم يف قوله تعاىل )أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم( وقيل: إن املعىن وال تؤمنوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب إال ملن تبع دينكم، ومجلة القولاعرتاض. والثالث: معىن إذ كما تقدم عن بعضهم يف إن املكسورة، وهذا قاله بعضهم يف )بل عجبوا

Page 26: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أن جاءهم منذر منهم( )خيرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا( وقوله: * أتغضب أن أذنا فتيبة حزتا * ] ن مبعىن لئال، قيل [ والصواب أهنا يف ذلك كله مصدرية، وقبلها الم العله مقدرة. والرابع: أن تكو 21

نزلتم منزل االضياف منا * فعجلنا القرى أن تشتمونا - 46به يف )يبني اهلل لكم أن تضلوا( وقوله: والصواب أهنا مصدرية، واالصل كراهية أن تضلوا، وخمافة أن تشتمونا، وهو قول البصريني. وقيل: هو

على إضمار الم قبل أن وال بعدها، وفيه تعسف.

[31 ]

املكسورة املشددة، على وجهني: أحدمها: أن تكون حرف توكيد، تنصب االسم وترفع -ن( )إإذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن * خطاك خفافا، - 41اخلرب، قيل: وقد تنصبهما يف لغة، كقوله:

إن حراسنا أسدا وىف احلديث )إن قعر جهنم سبعني خريفا( وقد خرج البيت على احلالية وأن اخلرب ذوف، أي تلقاهم أسدا، واحلديث على أن القعر مصدر )قعرت البئر( إذا بلغت قعرها، وسبعني حم

ظرف، أي إن بلوغ قعرها يكون يف سبعني عاما. وقد يرتفع بعدها املبتدأ فيكون امسها ضمري شأن نه أي حمذوفا كقوله عليه الصالة السالم: )إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة املصورون( االصل إ

[ وإمنا مل 581إن من يدخل الكنيسة يوما * يلق فيها جاذرا وظباء ] ص - 48الشأن كما قال: جتعل )من( امسها الهنا شرطية، بدليل جزمها الفعلني، والشرط له الصدر، فال يعمل فيه ما قبله.

الن الكالم وختريج الكسائي احلديث على زيادة من يف اسم إن يأباه غري االخفش من البصريني، إجياب، واجملرور معرفة على االصح، واملعىن أيضا يأباه، الهنم ليسوا أشد عذابا من سائر الناس. وختفف فتعمل قليال، وهتمل كثريا، وعن الكوفيني أهنا ال ختفف، وأنه إذا قيل )إن زيد ملنطلق( فإن

ى سيبويه )إن عمرا ملنطلق( وقرأ نافية، والالم مبعىن إال، ويرده أن منهم من يعملها مع التخفيف، حكاحلرميان وأبو بكر )وإن كال ملا ليوفينهم(. الثاين: أن تكون حرف جواب مبعىن نعم، خالفا اليب

عبيدة، استدل املثبتون بقوله:

[38 ]

Page 27: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ ورد بأنا ال نسلم أن 641ويقلن: شيب قد عال * ك، وقد كربت، فقلت: إنه ] ص - 41ضمري منصوب هبا، واخلرب حمذوف، أي إنه كذلك، واجليد االستدالل بقول اهلاء للسكت، بل هي

ابن الزبري رضى اهلل عنه ملن قال له لعن اهلل ناقه محلتين إليك )إن وراكبها( أي نعم ولعن راكبها إذ ال جيوز حذف االسم واخلرب مجيعا. وعن املربد أنه محل على ذلك. قراءة من قرأ )إن هذان لساحران(

ض بأمرين، أحدمها: أن جمئ إن مبعىن نعم شاذ، حىت قيل: إنه مل يثبت، والثاىن: أن الالم ال واعرت تدخل يف خرب املبتدأ، وأجيب عن هذا بأهنا الم زائدة، وليست لالبتداء، أو بأهنا داخلة على مبتدأ

ال: ورج الفىت حمذوف، أي هلما ساحران، أو بأهنا دخلت بعد إن هذه لشبهها بإن املؤكدة لفظا كما ق[ فزاد )إن( بعد ما املصدرية لشبهها يف اللفظ 21للخري ما إن رأيته * على السن خريا ال يزال يزيد ]

مبا النافية، ويضعف االول أن زيادة الالم يف اخلرب خاصة بالشعر، والثاىن أن اجلمع بني الم التوكيد الشأن، وهذا أيضا ضعيف، الن املوضوع وحذف املبتدأ كاجلمع بني متنافيني، وقيل: اسم إن ضمري

لتقوية الكالم ال يناسبه احلذف، واملسموع من حذفه شاذ إال يف باب أن املفتوحة إذا خففت، فاستسهلوه لوروده يف كالم بىن على التخفيف، فحذف تبعا حلذف النون، والنه لو ذكر لوحب

ن من يقول لد ومل يك وواهلل يقول لدنك ومل التشديد، إذ الضمائر ترد االشياء إىل أصوهلا، أال ترى أيكنه وبك الفعلن، مث يرد إشكال دخول الالم، وقيل: هذان امسها، مث اختلف، فقيل: جاءت على

] إن أباها وأبا أباها [ * قد بلغا - 53لغة بلحرث بن كعب يف إجراء املثىن بااللف دائما، كقوله: ر هذا الوجه ابن مالك، وقيل: هذان مبىن لداللته على ] [ واختا 216، 122يف اجملد غايتاها ] ص

معىن [ االشارة،

[31 ]

وإن قول االكثرين )هذين( جرا ونصبا ليس إعرابا أيضا، واختاره ابن احلاجب، قلت: وعلى هذا فقراءة )هذان( أقيس، إذ االصل يف املبىن أن ال ختتلف صيغه، مع أن فيها مناسبة اللف ساحران،

الياء يف )إحدى ابنىت هاتني( فهى هنا أرجح ملناسبة ياء )ابنىت( وقيل: ملا اجتمعت ألف هذا وعكسهتأتى )إن( -وألف الثانية يف التقدير قدر بعضهم سقوط ألف التثنية فلم تقبل ألف هذا التغيري. تنبيه

Page 28: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نب، أو من آن وهو التعب تقول )النساء إن( أي تع -فعال ماضيا مسندا جلماعة املؤنث من االين مبعىن قرب، أو مسندا لغريهن على أنه من االنني وعلى أنه مبىن للمفعول على لغة من قال يف رد وحب: رد وحب، بالكسر تشبيها له بقيل وبيع، واالصل مثال )أن زيد يوم اخلميس( مث قيل )إن يوم

ن آن مبعىن قرب، أو اخلميس( أو فعل أمر للواحد من االنني، أو جلماعة االناث من االين أو م[ وقد مر، 13للواحدة مؤكدا بالنون من وأى مبعىن وعد كقوله: * إن هند املليحة احلسناء * ]

( 1ومركبة من إن النافية وأنا كقول بعضهم )إن قائم( واالصل إن أنا قائم، ففعل فيه ماضى شرحه )يف الصحاح االين االعياء، وقال أبو -فاالقسام إذن عشرة: هذه الثمانية، واملؤكدة، واجلوابية. تنبيه

-زيد: ال يبىن منه فعل، وقد خولف فيه، انتهى، فعلى قول أىب زيد يسقط بعض االقسام. )أن( املفتوحة املشددة النون، على وجهني: أحدمها: أن تكون حرف توكيد، تنصب االسم وترفع اخلرب،

ري أن يدعى أن أمنا بالفتح تفيد احلصر كإمنا، واالصح أهنا فرع عن إن املكسورة، ومن هنا صح للزخمشوقد اجتمعتا يف قوله تعاىل )قل إمنا يوحى إىل أمنا إهلكم إله واحد( فاالوىل لقصر الصفة ] على

املوصوف [، والثانية بالعكس، وقول أىب حيان )هذا شئ

24( قد بينه واضحا يف ص 1)

[43 ]

يف إمنا بالكسر( مردود مبا ذكرت وقوله )إن دعوى احلصر انفرد به، وال يعرف القول بذلك إال(، إذ اخلطاب مع 1هنا باطلة القتضائها أنه مل يوح إليه غري التوحيد( مردود أيضا بأنه حصر مقيد )

املشركني، فاملعىن ما أوحى إىل يف أمر الربوبية إال التوحيد، ال االشراك، ويسمى ذلك قصر قلب، لقلب وإال فما الذى يقول هو يف حنو )وما حممد إال رسول( ؟ فإن ما للنفي وإال للحصر اعتقاد املخاطب،

قطعا، وليست صفته عليه الصالة والسالم منحصرة يف الرسالة، ولكن ملا استعظموا موته جعلوا كأهنم ريف أثبتوا له البقاء الدائم، فجاء احلصر باعتبار ذلك، ويسمى قصر إفراد. واالصح أيضا أهنا موصول ح

مؤول مع معموليه باملصدر، فإن كان اخلرب مشتقا فاملصدر املؤول به من لفظه، فتقدير )بلغين أنك

Page 29: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تنطلق( أو )أنك منطلق( بلغين االنطالق، ومنه )بلغين أنك يف الدار( التقدير استقرارك يف الدار، الن لكون حنو )بلغين أن هذا اخلرب يف احلقيقة هو احملذوف من استقر أو مستقر، وإن كان جامدا قدر با

زيد( تقديره بلغين كونه زيدا، الن كل خرب جامد يصح نسبته إىل املخرب عنه بلفظ الكون، تقول )هذا زيد( وإن شئت )هذا كائن زيدا( إذ معنامها واحد، وزعم السهيلي أن الذى يؤول باملصدر إمنا هو أن

شددة إمنا تؤول باحلديث، قال: وهو قول سيبويه، الناصبة للفعل الهنا أبدا مع الفعل املتصرف، وأن املويؤيده أن خربها قد يكون امسا حمضا حنو )علمت أن الليث االسد( وهذا ال يشعر باملصدر، انتهى. وقد مضى أن هذا يقدر بالكون. وختفف أن باالتفاق، فيبقى عملها على الوجه الذى تقدم ] شرحه

لغة يف لعل كقول بعضهم )ائت السوق أنك تشرتى لنا شيئا( ( الثاين: أن تكون 2[ يف أن اخلفيفة ) وقراءة من قرأ )وما يشعركم أهنا إذا جاءت ال يؤمنون( وفيها حبث سيأيت يف باب الالم.

السابقة 33( انظر ص 2( يريد أنه قصر إضايف. )1)

[41 ]

، وذلك الهنا إما أن على أربعة أوجه: أحدها: أن تكون متصلة، وهى منحصرة يف نوعني -)أم( تتقدم عليها مهزة التسوية حنو )سواء عليهم أستغفرت هلم أم مل تستغفر هلم( )سواء علينا أجزعنا أم

وما أدرى وسوف إخال أدرى * أقوم آل حصن أم نساء ] ص - 51صربنا( وليس منه قول زهري: التعيني حنو )أزيد يف الدار أم [ ملا سيأيت، أو تتقدم عليها مهزة يطلب هبا وبأم 318، 313، 131

عمرو( وإمنا مسيت يف النوعني متصلة الن ما قبلها وما بعدها ال يستغىن بأحدمها عن اآلخر، وتسمى أيضا معادلة، ملعادلتها للهمزة يف إفادة التسوية يف النوع االول واالستفهام يف النوع الثاين. ويفرتق

أن الواقعة بعد مهزة التسوية ال تستحق جوابا، الن املعىن معها النوعان من أربعة أوجه: أوهلا وثانيها: ليس على االستفهام، وأن الكالم معها قابل للتصديق والتكذيب النه خرب، وليست تلك كذلك، الن االستفهام معها على حقيقته. والثالث والرابع: أن الواقعة بعد مهزة التسوية ال تقع إال بني مجلتني، وال

- 52تان معها إال يف تأويل املفردين، وتكونان فعليتني كما تقدم، وامسيتني كقوله: تكون اجلمل

Page 30: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ولست أباىل بعد فقدي مالكا * أموتى ناء أم هو اآلن وقع وخمتلفتني حنو )سواء عليكم أدعومتوهم أم السماء( أنتم صامتون( وأم االخرى تقع بني املفردين، وذلك هو الغالب فيها، حنو )أأنتم أشد خلقا أم

فقمت للطيف مرتاعا فأرقين - 53وبني مجلتني ليستا يف تأويل املفردين وتكونان أيضا فعليتني كقوله: [ وذلك على االرجح يف )هي( من أهنا فاعل 318* فقلت: أهى سرت أم عادين حلم ] ص

مبحذوف يفسره سرت، وامسيتني كقوله:

[42 ]

، * شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر االصل لعمرك ما أدرى، وإن كنت داريا - 54)أشعيث( باهلمز يف أوله والتنوين يف آخره، فحذفهما للضرورة، واملعىن: ما أدرى أي النسبني هو

(. والذى غلط ابن الشجرى حىت جعله من النوع االول تومهه 1الصحيح، ومثله بيت زهري السابق )نافاته لفعل الدراية. وجوابه أن معىن قولك )علمت أزيد أن معىن االستفهام فيه غري مقصود البتة، مل

قائم( علمت جواب أزيد قائم، وكذلك )ما علمت(. وبني املختلفتني، حنو )أأنتم ختلقونه أم حنن أم املتصلة الىت تستحق اجلواب -اخلالقون( وذلك أيضا على االرجح من كون )أنتم( فاعال. مسألة

ال عنه، فإذا قيل )أزيد عندك أم عمرو( قيل يف اجلواب: زيد، أو قيل: إمنا جتاب بالتعيني، الهنا سؤ قول عجوز مدرجى مرتوحا * - 55عمرو، وال يقال )ال( وال )نعم(. فإن قلت: فقد قال ذو الرمة:

على باهبا من عند أهلى وغاديا: أذو زوجة باملصر، أم ذو خصومة * أراك هلا بالبصرة العام ثاويا ؟ ، إن أهلى جرية * ال كثبة الدهنا مجيعا وماليا وما كنت مذ أبصرتين يف خصومة * أراجع فقلت هلا: ال

قاضيا -يا ابنة القوم -فيها

)*( 51( هو الشاهد رقم 1)

[43 ]

Page 31: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قلت: ليس قوله )ال( جوابا لسؤاهلا، بل رد ملا تومهته من وقوع أحد االمرين: كونه ذا زوجة، مل يكتف بقوله )ال(، إذ كان رد ما مل تلفظ به إمنا يكون بالكالم التام، فلهذا وكونه ذا خصومة، وهلذا

إذا عطفت بعد اهلمزة -البيت(. مسألة -البيت( و )وما كنت مذ أبصرتين -قال: )إن أهلى جرية بأو، فإن كانت مهزة التسوية مل جتز قياسا، وقد أولع الفقهاء وغريهم بأن يقولوا )سواء كان كذا أو كذا( وهو نظري قوهلم )جيب أقل االمرين من كذا أو كذا( والصواب العطف يف االول بأم، وىف الثاين بالواو، وىف الصحاح )تقول: سواء على قمت أو قعدت( انتهى. ومل يذكر غري ذلك، وهو سهو، وىف

( وهذا من كامل اهلذىل أن ابن حميصن قرأ من طريق الزعفراين )سواء عليهم أنذرهتم أو مل تنذرهمالشذوذ مبكان، وإن كانت مهزة االستفهام جاز قياسا، وكان اجلواب بنعم أو بال، وذلك أنه إذا قيل )أزيد عندك أو عمرو( فاملعىن أأحدمها عندك أم ال، فإن أجبت بالتعيني صح، النه جواب وزيادة،

اىن بأم، وجياب عندنا ويقال )احلسن أو احلسني أفضل أم ابن احلنفية ؟( فتعطف االول بأو، والثبقولك: أحدمها، وعند الكيسانية بابن احلنفية، وال جيوز أن جتيب بقولك احلسن أو بقولك احلسني، النه مل يسأل عن االفضل من احلسن وابن احلنفية وال من احلسني وابن احلنفية، وإمنا جعل واحدا

مسع حذف -فضل أم ابن احلنيفة ؟(. مسألة منهما ال بعينه قرينا البن احلنفية، فكأنه قال: )أأحدمها أ 5أم املتصلة ومعطوفها كقول اهلذىل: دعاين إليها القلب إىن المره * مسيع، فما أدرى أرشد طالهبا ]

(، وأجاز بعضهم حذف معطوفها بدوهنا، فقال يف 1[ تقديره أم غى، كذا قالوا، وفيه حبث كما مر )وقف هنا، وإن التقدير: أم تبصرون، مث يبتدأ )أنا خري( وهذا قوله تعاىل: )أفال تبصرون أم(: إن ال باطل، إذ مل يسمع حذف معطوف

)*( 14( أنظر ص 1)

[44 ]

( وإمنا املعطوف مجلة )أنا خري( ووجه املعادلة بينها وبني اجلملة قبلها أن 1بدون عاطفه )قام املسبب، الهنم إذا قالوا له أنت خري االصل: أم تبصرون، مث أقيمت االمسية مقام الفعلية والسبب م

Page 32: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كانوا عند بصراء، وهذا معىن كالم سيبويه. فإن قلت: فإهنم يقولون: أتفعل هذا أم ال، واالصل أم ال تفعل. قلت: إمنا وقع احلذف بعد ال، ومل يقع بعد العاطف، وأحرف اجلواب حتذف اجلمل بعدها

فكأن اجلملة هنا مذكورة، لوجود ما يغىن عنها. وأجاز كثريا، وتقوم هي يف اللفظ مقام تلك اجلمل،الزخمشري وحده حذف ما عطفت عليه أم، فقال يف )أم كنتم شهداء(: جيوز كون أم متصلة على أن اخلطاب لليهود، وحذف معادهلا، أي أتدعون على االنبياء اليهودية أم كنتم شهداء ؟ وجوز ذلك

ون إىل يعقوب من إيصائه بنيه باليهودية أم كنتم شهداء، الواحدى أيضا، وقدر: أبلغكم ما تنسبانتهى. الوجه الثاين: أن تكون منقطعة، وهى ثالثة أنواع: مسبوقة باخلرب احملض، حنو )تنزيل الكتاب ال ريب فيه من رب العاملني أم يقولون افرتاه( ومسبوقة هبمزة لغري استفهام، حنو )أهلم أرجل ميشون هبا أم

طشون هبا(، إذ اهلمزة يف ذلك لالنكار، فهى مبنزلة النفى، واملتصلة ال تقع بعده، ومسبوقة هلم أيد يبباستفهام بغري اهلمزة، حنو )هل يستوى االعمى والبصري أم هل تستوى الظلمات والنور ] أم جعلوا هلل

ة تتضمن مع ذلك شركاء [ ومعىن أم املنقطعة الذى ال يفارقها االضراب، مث تارة تكون له جمردا، وتار استفهاما إنكاريا، أو استفهاما طلبيا. فمن االول )هل يستوى االعمى والبصري أم هل تستوى

الظلمات والنور أم جعلوا هلل شركاء( أما االوىل فالن االستفهام ال يدخل على االستفهام،

( يف نسخة )إذ مل يسمع حذف معطوفها( وهى أحسن. )*( 1)

[45 ]

نية فالن املعىن على االخبار عنهم باعتقاد الشركاء، قال الفراء: يقولون )هل لك قبلنا وأما الثاحق أم أنت رجل ظامل( يريدون بل أنت. ومن الثاين )أم له البنات ولكم البنون( تقديره: بل أله

م شاء( البنات ولكم البنون، إذ لو قدرت لالضراب احملض لزم احملال. ومن الثالث قوهلم )إهنا البل أالتقدير: بل أهى شاء. وزعم أبو عبيدة أهنا قد تأتى مبعىن االستفهام اجملرد، فقال يف قول االخطل:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظالم من الرباب خياال إن املعىن هل رأيت. ونقل ابن - 56 خالفوهم يف ذلك، والذى الشجرى عن مجيع البصريني أهنا أبدا مبعىن بل واهلمزة مجيعا، وأن الكوفيني

Page 33: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يظهر ىل قوهلم، إذ املعىن يف حنو )أم جعلوا هلل شركاء( ليس على االستفهام، والنه يلزم البصريني دعوى التوكيد يف حنو )أم هل تستوى الظلمات( وحنو )أم ماذا كنتم تعملون( )أم من هذا الذى هو جند

كيف جيزونىن السوأى من احلسن ؟ أم كيف أىن جزوا عامرا سوأ بفعلهم * أم - 51لكم( وقوله: الناقة الىت -بفتح العني املهملة -ينفع ما تعطى العلوق به * رئمان أنف إذا ما ضن باللنب ؟ العلوق

علق قلبها بولدها، وذلك أنه ينحر مث حيشى جلده تبنا وجيعل بني يديها لتشمه فتدر عليه، فهى تسكن إليه مرة، وتنفر عنه أخرى.

[46 ]

وهذا البيت ينشد ملن يعد باجلميل وال يفعله، النطواء قلبه على ضده، وقد أنشده الكسائي يف جملس الرشيد حبضرة االصمعي، فرفع )رئمان( فرده عليه االصمعي، وقال: إنه بالنصب، فقال له

البدال الكسائي: اسكت، ما أنت وهذا ؟ جيوز الرفع والنصب واجلر، فسكت. ووجهه أن الرفع على امن )ما( والنصب بنعطى، واخلفض بدل من اهلاء، وصوب ابن الشجرى إنكار االصمعي، فقال: الن رئماهنا للبو بأنفها هو عطيتها إياه ال عطية هلا غريه، فإذا رفع مل يبق هلا عطية يف البيت، الن يف رفعه

إمنا حق االعراب واملعىن إخالء تعطى من مفعوله لفظا وتقديرا، واجلر أقرب إىل الصواب قليال، و النصب، وعلى الرفع فيحتاج إىل تقدير ضمري راجع إىل املبدل منه، أي رئمان أنف له. والضمري يف )بفعلهم( لعامر، الن املراد به القبيلة، ومن مبعىن البدل مثلها يف )أرضيتم باحلياة الدنيا من اآلخرة(

ل حمذوفة. ونظري هذه احلكاية أن ثعلبا كان يأيت وأنكر ذلك بعضهم، وزعم أن من متعلقة بكلمة البدما تنقم احلرب - 58الرياشى ليسمع منه الشعر، فقال له الرياشى يوما: كيف تروى )بازل( من قوله:

[ فقال ثعلب: املثلى 682العوان مىن * بازل عامني حديث سىن * ملثل هذا ولدتين أمي * ] ص املقطعات واخلرافات يروى البيت بالرفع على االستئناف، ( إليك هلذه1تقول هذا ؟ إمنا أسري )

وباخلفض على االتباع، وبالنصب على احلال. وال تدخل )أم( املنقطعة على مفرد، وهلذا قدروا املبتدأ يف )إهنا البل أم شاء( وخرق ابن مالك يف بعض كتبه إمجاع النحويني، فقال: ال حاجة إىل تقدير

املفردات كبل، وقدرها ] ها [ هنا ببل دون اهلمزة، مبتدأ، وزعم أهنا تعطف

Page 34: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( يف نسخة )أصري إليك( بالصاد بدل السني، وال بأس هبا. )*( 1)

[41 ]

واستدل بقول بعضهم )إن هناك البال أم شاء( بالنصب، فإن صحت روايته فاالوىل أن يقدر ل واالنقطاع: فمن ذلك قوله تعاىل )قل قد ترد أم حمتملة لالتصا -لشاء ناصب، أي أم أرى شاء تنبيه

أختذمت عند اهلل عهدا فلن خيلف اهلل عهده أم تقولون على اهلل ما ال تعلمون( قال الزخمشري: جيوز يف أم أن تكون معادلة مبعىن أي االمرين كائن، على سبيل التقرير، حلصول العلم بكون أحدمها، وجيوز أن

أحاد أم سداس يف أحاد * لييلتنا املنوطة بالتناد - 51املتنيب: تكون منقطعة، انتهى. ومن ذلك قول [ فإن قدرهتا فيه متصلة فاملعىن أنه استطال الليلة فشك أواحدة هي أم ست اجتمعت 654؟ ] ص

أيا شجر اخلابور مالك مورقا ؟ * - 63يف واحدة فطلب التعيني، وهذا من جتاهل العارف كقوله: ريف وعلى هذا فيكون قد حذف اهلمزة قبل )أحاد( ويكون تقدمي اخلرب كأنك مل جتزع على ابن ط

وهو أحاد على املبتدأ وهو لييلتنا تقدميا واجبا، لكونه املقصود باالستفهام مع سداس، إذ شرط اهلمزة املعادلة الم أن يليها أحد االمرين املطلوب تعيني أحدمها، وبلى أم املعادل اآلخر، ليفهم السامع من

االمر الشئ املطلوب تعيينه، تقول إذا استفهمت عن تعيني املبتدأ )أزيد قائم أم عمرو( وإن شئت أول )أزيد أم عمرو قائم( وإذا استفهمت عن تعيني اخلرب )أقائم زيد أم قاعد( وإن شئت )أقائم أم قاعد

طوهلا فشك فجزم بأهنا زيد( وإن قدرهتا منقطعة فاملعىن أنه أخرب عن ليلته بأهنا ليلة واحدة، مث نظر إىلست يف ليلة فأضرب ! أو شك هل هي ست يف ليلة أم ال فأضرب واستفهم، وعلى هذا فال مهزة مقدرة، ويكون تقدمي )أحاد( ليس على الوجوب، إذ الكالم خرب، وأظهر الوجهني االتصال، لسالمته

كما لزم عند اجلمهور يف )إهنا من االحتياج إىل تقدير مبتدأ يكون سداس خربا عنه يف وجه االنقطاع، البل أم شاء(

[48 ]

Page 35: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ومن االعرتاض جبملة )أم هي سداس( بني اخلرب وهو أحاد واملبتدأ وهو لييلتنا، ومن االخبار عن الليلة الواحدة بأهنا ليلة، فإن ذلك معلوم ال فائدة فيه، ولك أن تعارض االول بأنه يلزم يف االتصال

و قليل، خبالف حذف املبتدأ. واعلم أن هذا البيت اشتمل على حلنات: حذف مهزة االستفهام وهاستعمال أحاد وسداس مبعىن واحدة وست، وإمنا مها مبعىن واحدة واحدة وست ست، واستعمال سداس وأكثرهم يأباه وخيص العدد املعدول مبا دون اخلمسة، وتصغري ليلة على لييلة، وإمنا صغرهتا

61ة الياء على غري قياس، حىت قيل: إهنا مبنية على ليالة يف حنو قول الشاعر: العرب على لييلية بزياد* يف كل ما يوم وكل لياله * ومما قد يستشكل فيه أنه مجع بني متنافيني استطالة الليلة وتصغريها، -

] وكل أناس سوف تدخل بينهم [ * دويهية - 62وبعضهم يثبت جمئ التصغري للتعظيم كقوله: [ الثالث: أن تقع زائدة. ذكره أبو زيد، وقال يف قوله 626، 111، 136ها االنامل ] ص تصفر من

تعاىل )أفال تبصرون أم أنا خري(: إن التقدير أفال تبصرون أنا خري، والزيادة ظاهرة يف قول ساعدة ابن ع: أن ياليت شعرى وال منجى من اهلرم * أم هل على العيش بعد الشيب من ندم الراب - 63جؤية:

ذاك خليلي وذ يواصلين * يرمى ورائي - 64تكون للتعريف، نقلت عن طيئ، وعن محري، وأنشدوا: بامسهم وأمسلمه وىف احلديث )ليس من امرب امصيام يف امسفر( كذا رواه النمر بن تولب

[41 ]

أوهلا حنو غالم رضى اهلل عنه، وقيل: إن هذه اللغة خمتصة باالمساء الىت ال تدغم الم التعريف يف وكتاب، خبالف رجل وناس ولباس، وحكى لنا بعض طلبة اليمن أنه مسع يف بالدهم من يقول: خذ الرمح، واركب امفرس، ولعل ذلك لغة لبعضهم. ال جلميعهم، أال ترى إىل البيت السابق وأهنا يف

ال مبعىن الذى على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون امسا موصو -احلديث دخلت على النوعني )أل( وفروعه، وهى الداخلة على أمساء الفاعلني واملفعولني، قيل: والصفات املشبهة، وليس بشئ، الن الصفة املشبهة للثبوت فال تؤول بالفعل، وهلذا كانت الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة

لفاعل واملفعول، باتفاق، وقيل: هي يف اجلميع حرف تعريف، ولو صح ذلك ملنعت من إعمال امسى اكما منع منه التصغري والوصف، وقيل: موصول حريف، وليس بشئ، الهنا ال تؤول باملصدر، ورمبا

Page 36: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( أو فعلية فعلها مضارع، وذلك دليل على أهنا ليست حرف تعريف، 1وصلت بظرف، أو مجلة امسية ) - 66والثاىن كقوله: من ال يزال شاكرا على املعه * فهو حر بعيشة ذات سعه - 65فاالول كقوله:

] يقول اخلىن وأبغض - 61من القوم الرسول اهلل منهم * هلم دانت رقاب بىن معد والثالث كقوله: العجم ناطقا * إىل ربنا [ صوت احلمار اليجدع واجلميع خا ص بالشعر، خالفا لالخفش وابن مالك

ية، وكل منهما ثالثة أقسام: يف االخري. والثاىن: أن تكون حرف تعريف، وهى نوعان: عهدية، وجنس

إخل(. )*( -( يف نسخة )أو جبملة امسية 1)

[53 ]

فالعهدية إما أن يكون مصحوهبا معهودا ذكريا، حنو )كما أرسلنا إىل فرعون رسوال فعصى فرعون الرسول( وحنو )فيها مصباح املصباح يف زجاجة الزجاجة كأهنا كوكب درى( وحنو )اشرتيت فرسا مث

الفرس( وعربة هذه أن يسد الضمري مسدها مع مصحوهبا، أو معهودا ذهنيا، حنو )إذ مها يف بعتالغار( وحنو )إذ يبايعونك حتت الشجرة(، أو معهودا حضوريا، قال ابن عصفور: وال تقع هذه إال بعد

جائية حنو أمساء االشارة، حنو )جاءين هذا الرجل( أو أي يف النداء حنو )يا أيها الرجل( أو إذا الف)خرجت فإذا االسد( أو يف اسم الزمان احلاضر حنو )اآلن( انتهى. وفيه نظر، النك تقول لشامت رجل حبضرتك )ال تشتم الرجل( فهذه للحضور يف غري ما ذكر، والن الىت بعد إذا ليست لتعريف شئ

أهنا زائدة، الهنا حاضر حالة التكلم، فال تشبه ما الكالم فيه، والن الصحيح يف الداخلة على اآلنالزمة، وال يعرف أن الىت للتعريف وردت الزمة، خبالف الزائدة، واملثال اجليد للمسألة قوله تعاىل: )اليوم أكملت لكم دينكم(. واجلنسية إما الستغراق االفراد، وهى الىت ختلفها كل حقيقة، حنو )وخلق

نوا( أو الستغراق خصائص االفراد، وهى االنسان ضعيفا( وحنو )إن االنسان لفى خسر إال الذين آمالىت ختلفها كل جمازا، حنو )زيد الرجل علما( أي الكامل يف هذه الصفة، ومنه )ذلك الكتاب( أو لتعريف املاهية، وهى الىت ال ختلفها كل ال حقيقة وال جمازا، حنو )وجعلنا من املاء كل شئ حى(

الثياب( وهلذا يقع احلنث بالواحد منهما، وبعضهم يقول وقولك )واهلل ال أتزوج النساء(، أو )ال ألبس

Page 37: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يف هذه: إهنا لتعريف العهد، فإن االجناس أمور معهودة يف االذهان متميز بعضها عن بعض، ويقسم املعهود إىل شخص وجنس. والفرق بني املعرف بأل هذه وبني اسم اجلنس النكرة هو الفرق بني املقيد

[51 ]

ذا االلف والالم يدل على احلقيقة بقيد حضورها يف الذهن واسم اجلنس واملطلق، وذلك النقال ابن عصفور: أجازوا يف حنو )مررت هبذا -النكرة يدل على مطلق احلقيقة، ال باعتبار قيد. تنبيه

الرجل( كون الرجل نعتا وكونه بيانا، مع اشرتاطهم يف البيان أن يكون أعرف من املبني، وىف النعت أن كون أعرف من املنعوت، فكيف يكون الشئ أعرف وغري أعرف ؟. وأجاب بأنه إذا قدر بيانا ال ي

قدرت أل فيه لتعريف احلضور، فهو يفيد اجلنس بذاته، واحلضور بدخول أل، واالشارة إمنا تدل على يننا، احلضور دون اجلنس، وإذا قدر نعتا قدرت أل فيه للعهد، واملعىن مررت هبذا وهو الرجل املعهود ب

فال داللة فيه على احلضور، واالشارة تدل عليه، فكانت أعرف. قال: وهذا معىن كالم سيبويه. الوجه الثالث: أن تكون زائدة، وهى نوعان: الزمة وغري الزمة. فاالوىل كالىت يف االمساء املوصولة، على القول

كالنضر والنعمان والالت والعزى، أو بأن تعريفها بالصلة، وكالواقعة يف االعالم، بشرط مقارنتها لنقلهاالرجتاهلا كالسموأل، أو لغلبتها على بعض من هي له يف االصل كالبيت للكعبة واملدينة لطيبة والنجم للثريا، وهذه يف االصل لتعريف العهد. والثانية نوعان: كثرية واقعة يف الفصيح، وغريها. فاالوىل الداخلة

ا ملموح أصله كحارث وعباس وضحاك، فتقول فيها: احلرث، على علم منقول من جمرد صاحل هلوالعباس، والضحاك، ويتوقف هذا النوع على السماع، أال ترى أنه ال يقال مثل ذلك يف حنو حممد ومعروف وامحد ؟. والثانية نوعان: واقعة يف الشعر، وواقعة يف شذوذ ] من [ النثر. فاالوىل كالداخلة

على يزيد وعمرو يف قوله:

[52 ]

رأيت الوليد - 61باعد أم العمرو من أسريها * حراس أبواب على قصورها وىف قوله: - 68بن اليزيد مباركا * شديدا بأعباء اخلالفة كاهله فأما الداخلة على وليد يف البيت فللمح االصل، وقيل:

Page 38: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ر العلم إذا أضيف كقوله: أل يف اليزيد والعمرو للتعريف، وإهنما نكرا مث أدخلت عليهما أل، كما ينكعال زيدنا يوم النقا رأس زيدكم * ] بأبيض ماضى الشفرتني ميان [ واختلف يف الداخلة على - 13

223ولقد جنيتك أكمؤا وعساقال * ولقد هنيتك عن بنات االوبر ] ص - 11)بنات أوبر( يف قوله ة، مث مجع على )بنات أوبر( كما يقال [ فقيل: زائدة للضرورة، الن )ابن أوبر( علم على نوع من الكمأ

يف مجع ابن عرس )بنات عرس( وال يقال )بنو عرس( النه ملا ال يعقل، ورده السخاوى بأهنا لو كانت زائدة لكان وجودها كالعدم، فكان خيفضه بالفتحة، الن فيه العلمية والوزن، وهذا سهو منه، الن أل

دة ] فيه [، النه قد أمن فيه التنوين، وقيل: أل فيه تقتضي أن ينجر االسم بالكسرة ولو كانت زائللمح االصل، الن )أوبر( صفة كحسن وحسني وأمحر، وقيل: للتعريف، وإن )ابن أوبر( نكرة كابن

وابن اللبون إذا مالز يف قرن * مل يستطع صولة البزل القناعيس - 12لبون، فأل فيه مثلها يف قوله: مع ابن أوبر إال ممنوع الصرف. والثانية كالواقعة يف قوهلم: )ادخلوا االول قاله املربد، ويرده أنه مل يس

فاالول( و )جاؤوا اجلماء الغفري( وقراءة بعضهم )ليخرجن االعز منها االذل( بفتح الياء، الن احلال

[53 ]

واجبة التنكري، فإن قدرت االذل مفعوال مطلقا على حذف مضاف، أي خروج االذل كما قدره كتب الرشيد ليلة إىل القاضى أىب يوسف يسأله عن -زخمشري مل حيتج إىل دعوى زيادة أل. تنبيه ال

فإن ترفقي يا هند فالرفق أمين * وإن خترقى يا هند فاخلرق أشأم فأنت طالق - 13قول القائل: ا ؟ قال أبو والطالق عزمية * ثالث، ومن خيرق أعق وأظلم فقال: ماذا يلزمه إذا رفع الثالث وإذا نصبه

يوسف: فقلت: هذه مسألة حنوية فقهية، وال آمن اخلطأ إن قلت فيها برأىي، فأتيت الكسائي وهو يف فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثالثا طلقت واحدة، النه قال )أنت طالق( مث أخرب أن الطالق التام

مجلة معرتضة، فكتبت بذلك ثالث، وإن نصبها طلقت ثالثا، الن معناه أنت طالق ثالثا، وما بينهما إىل الرشيد، فأرسل إىل جبوائز، فوجهت هبا إىل الكسائي، انتهى ملخصا. وأقول: إن الصواب أن كال من الرفع والنصب حمتمل لوقوع الثالث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فالن أل يف الطالق إما جملاز اجلنس

ا للعهد الذكرى مثلها يف )فعصى فرعون الرسول( كما تقول )زيد الرجل( أي هو الرجل املعتد به، وإم

Page 39: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أي وهذا الطالق املذكور عزمية ثالث، وال تكون للجنس احلقيقي، لئال يلزم االخبار عن العام باخلا ص كما يقال )احليوان إنسان( وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، وال كل طالق عزمية وال ثالثا،

اجلنسية يقع واحدة كما قال الكسائي، وأما النصب فالنه حمتمل فعلى العهدية يقع الثالث، وعلى الن يكون على املفعول املطلق، وحينئذ يقتضى وقوع الطالق الثالث، إذ املعىن فأنت طالق ثالثا، مث

اعرتض بينهما بقوله: والطالق عزمية، والن يكون حاال من الضمري املسترت

[54 ]

ع الثالث، الن املعىن: والطالق عزمية إذا كان ثالثا، فإمنا يقع ما يف عزمية، وحينئذ ال يلزم وقو نواه، هذا ما يقتضيه معىن هذا اللفظ مع قطع النظر عن شئ آخر، وأما الذى أراده هذا الشاعر املعني

أجاز -فهو الثالث لقوله بعد: فبيين هبا إن كنت غري رفيقة * وما المرئ بعد الثالث مقدم مسألة وبعض البصريني وكثري من املتأخرين نيابة أل عن الضمري املضاف إليه، وخرجوا على ذلك الكوفيون

)فإن اجلنة هي املأوى( و )مررت برجل حسن الوجه( و )ضرب زيد الظهر والبطن( إذا رفع الوجه وقيد والظهر والبطن، واملانعون يقدرون هي املأوى له، والوجه منه، والظهر والبطن منه ] يف االمثلة [

ابن مالك اجلواز بغري الصلة. وقال الزخمشري يف )وعلم آدم االمساء كلها(: إن االصل أمساء املسميات، * بدأت ببسم اهلل يف النظم أوال * إن االصل يف نظمى، فجوزا نيابتها - 14وقال أبو شامة يف قوله:

من -ضمري الغائب. مسألة عن الظاهر وعن ضمري احلاضر، واملعروف من كالمهم إمنا هو التمثيل بالغريب أن أل تأتى لالستفهام، وذلك يف حكاية قطرب )أل فعلت ؟( مبعىن هل فعلت، وهو من إبدال اخلفيف ثقيال كما يف اآلل عند سيبويه، لكن ذلك سهل، النه جعل وسيلة إىل االلف الىت هي

حرف استفتاح مبنزلة أال، على وجهني: أحدمها: أن تكون -أخف احلروف )أما( بالفتح والتخفيف أما والذى أبكى وأضحك، والذى * أمات وأحيا والذى أمره االمر ] - 15وتكثر قبل القسم كقوله:

[ 68 ص

[55 ]

Page 40: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقد تبدل مهزهتا هاء أو عينا قبل القسم، وكالمها مع ثبوت االلف وحذفها، أو حتذف االلف رت كما تكسر بعد أال االستفتاحية. والثاىن: أن مع ترك االبدال، وإذا وقعت أن بعد أما هذه كس

تكون مبعىن حقا أو أحقا، على خالف يف ذلك سيأيت، وهذه تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقا، وهى حرف عند ابن خروف، وجعلها مع أن ومعموليها كالما تركب من حرف واسم كما قاله

قا، وقال آخرون: هي كلمتان، اهلمزة الفارسى يف )يا زيد( وقال بعضهم: ] هي [ اسم مبعىن حلالستفهام و )ما( اسم مبعىن شئ، وذلك الشئ حق، فاملعىن أحقا، وهذا هو الصواب، وموضع )ما(

أحقا أن جريتنا استقلوا * ] - 16النصب على الظرفية كما انتصب )حقا( على ذلك يف حنو قوله: أىف احلق أىن مغرم بك هائم - 11بدليل قوله: فنيتنا ونيتهم فريق [ وهو قول سيبويه، وهو الصحيح،

* ] وأنك ال خل هواك وال مخر [ فأدخل عليها يف، وأن وصلتها مبتدأ، والظرف خربه، وقال املربد: حقا مصدر حلق حمذوفا، وأن وصلتها فاعل. وزاد املالقى الما معىن ثالثا، وهو أن تكون حرف عرض

نقوم( و )أما تقعد( وقد يدعى يف ذلك أن اهلمزة لالستفهام مبنزلة أال، فتختص بالفعل، حنو )أما ما ترى الدهر قد أباد - 18التقريرى مثلها يف أمل وأال، وأن ما نافية، وقد حتذف هذه اهلمزة كقوله:

وقد تبدل ميمها االوىل ياء، استثقاال -معدا * وأباد السراة من عدنان )أما( بالفتح والتشديد بن أىب ربيعة. للتضعيف، كقول عمر

[56 ]

رأت رجال أميا إذا الشمس عارضت * فيضحى، وأميا بالعشى فيخصر وهو حرف شرط - 11( بعدها، حنو )فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه احلق 1وتفصيل وتوكيد. أما أهنا شرط فيدل هلا لزوم الفاء )

لعطف مل تدخل على اخلرب، إذ ال يعطف من رهبم، وأما الذين كفروا فيقولون( اآلية، ولو كانت الفاء لاخلرب على مبتدئه، ولو كانت زائدة لصح االستغناء عنها، وملا مل يصح ذلك وقد امتنع كوهنا للعطف

فأما القتال ال قتال لديكم * ] ولكن - 83تعني أهنا فاء اجلزاء فإن قلت: قد استغىن عنها يف قوله: من يفعل احلسنات - 81، كقول عبد الرمحن بن حسان: سريا يف عراض املواكب [ قلت: هو ضرورة

، 423، 422، 236، 165، 131، 18اهلل يشكرها * ] والشر بالشر عند اهلل مثالن [ ] ص

Page 41: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( يف التنزيل يف قوله تعاىل )فأما الذين اسودت 2[ فإن قلت: قد حذفت ) 641، 636، 511أكفرمت، فحذف القول استغناء عنه باملقول وجوههم أكفرمت بعد إميانكم(. قلت: االصل: فيقال هلم

فتبعته الفاء يف احلذف، ورب شئ يصح تبعا وال يصح استقالال، كاحلاج عن غريه يصلى عنه ركعيت الطواف، ولو صلى أحد عن غريه ابتداء مل يصح على الصحيح، هذا قول اجلمهور. وزعم بعض

أصال، وأن اجلواب يف اآلية )فذوقوا العذاب( املتأخرين أن فاء جواب )أما( ال حتذف يف غري الضرورةواالصل: فيقال هلم ذوقوا، فحذف القول وانتقلت الفاء إىل املقول، وأن ما بينهما اعرتاض، وكذا قال

يف آية اجلاثية )وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتى تتلى عليكم( اآلية، قال:

نسخة )فقد حذفت( ( يف 2( يف نسخة )فبدليل لزوم الفاء بعدها( )1)

[51 ]

أصله فيقال هلم أمل تكن آياتى، مث حذف القول وتأخرت الفاء عن اهلمزة. وأما التفصيل فهو غالب أحواهلا كما تقدم يف آية البقرة، ومن ذلك )أما السفينة فكانت ملساكني( )وأما الغالم( )وأما

سمني عن اآلخر، أو بكالم يذكر بعدها يف اجلدار( اآليات، وقد يرتك تكرارها استغناء بذكر أحد القموضع ذلك القسم، فاالول حنو )يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا باهلل واعتصموا به فسيدخلهم يف رمحة منه وفضل( أي وأما الذين كفروا باهلل فلهم كذا

عليك الكتاب منه آيات حمكمات هن أم الكتاب وأخر متشاهبات، وكذا، والثاىن حنو )هو الذى أنزلفأما الذين يف قلوهبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله( أي وأما غريهم فيؤمنون به ويكلون معناه إىل رهبم، ويدل على ذلك )والراسخون يف العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا( أي

تشابه احملكم من عند اهلل، واالميان هبما واجب، وكأنه قيل: وأما الراسخون يف العلم كل من املفيقولون، وهذه اآلية يف أما املفتوحة نظري قولك يف إما املكسورة )إما أن تنطق خبري وإال فاسكت(

آية البقرة وسيأتى ذلك، كذا ظهر ىل، وعلى هذا فالوقف على )إال اهلل( وهذا املعىن هو املشار إليه يفالسابقة فتأملها. وقد تأتى لغري تفصيل أصال، حنو )أما زيد فمنطلق(. وأما التوكيد فقل من ذكره، ومل

Page 42: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أر من أحكم شرحه غري الزخمشري، فإنه قال: فائدة أما يف الكالم أن تعطيه فضل توكيد، تقول: زيد هاب وأنه منه عزمية قلت )أما زيد ذاهب، فإذا قصدت توكيد ذلك وأنه ال حمالة ذاهب وأنه بصدد الذ

فذهب( ولذلك قال سيبويه يف تفسريه: مهما يكن من شئ فزيد ذاهب، وهذا التفسري مدل بفائدتني: بيان كونه توكيدا، وأنه يف معىن الشرط، انتهى ويفصل بني )أما( وبني الفاء بواحد من أمور ستة،

أحدها: املبتدأ كاآليات

[58 ]

ىن: اخلرب، حنو )أما يف الدار فزيد( وزعم الصفار أن الفصل به قليل، والثالث: مجلة السابقة، والثاالشرط، حنو )فأما إن كان من املقربني فروح( اآليات، والرابع: اسم منصوب لفظا أو حمال باجلواب،

و حنو )فأما اليتيم فال تقهر( اآليات واخلامس: اسم كذلك معمول حملذوف يفسره ما بعد الفاء، حن)أما زيدا فاضربه( وقراءة بعضهم )وأما مثود فهديناهم( بالنصب، وجيب تقدير العامل بعد الفاء وقبل ما دخلت عليه، الن أما نائبة عن الفعل، فكأهنا فعل، والفعل ال يلى الفعل وأما حنو )زيد كان يفعل(

ا ضمري ] لكنه ضمري [ ففى كان ضمري فاصل يف التقدير، وأما )ليس خلق اهلل مثله( ففى ليس أيضالشأن واحلديث، وإذا قيل بأن ليس حرف فال إشكال، وكذا إذا قيل فعل يشبه احلرف، وهلذا أمهلها بنو متيم، إذ قالوا )ليس الطيب إال املسك( بالرفع. والسادس: ظرف معمول الما ملا فيها من معىن

ذاهب، وأما يف الدار فإن زيدا جالس( الفعل الذى نابت عنه أو للفعل احملذوف، حنو )أما اليوم فإىنوال يكون العامل ما بعد الفاء، الن خرب إن ال يتقدم عليها فكذلك معموله، هذا قول سيبويه واملازين واجلمهور، وخالفهم املربد وابن درستويه والفراء، فجعلوا العامل نفس اخلرب، وتوسع الفراء فجوز يف بقية

م فأنا جالس( احتل كون العامل أما وكونه اخلرب لعدم املانع، وإن قلت أخوات إن، فإن قلت )أما اليو )أما زيدا فإىن ضارب( مل جيز أن يكون العامل واحدا منهما، وامتنعت املسألة عند اجلمهور، الن أما ال تنصب املفعول، ومعمول خرب إن ال يتقدم عليها، وأجاز ذلك املربد ومن وافقه على تقدير إعمال

االول: أنه مسع )أما العبيد فذو عبيد( بالنصب، )وأما قريشا فأنا أفضلها( وفيه عندي -تنبيهان اخلرب. دليل على أمور، أحدها: أنه ال يلزم أن يقدر مهما يكن من شئ، بل جيوز أن يقدر غريه مما يليق

Page 43: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ا علما فعامل( باحملل، إذ التقدير هنا مهما ذكرت، وعلى ذلك يتخرج قوهلم )أما العلم فعامل( و )أم ( مما قيل إنه مفعول مطلق 1فهذا أحسن )

إخل(. -( يف نسخة )فهو أحسن 1)

[51 ]

معمول ملا بعد الفاء، أو مفعول الجله إن كان معرفا وحال إن كان منكرا، والثاىن أن أما ليست كرم( على تقدير العمل العاملة، إذ ال يعمل احلرف يف املفعول به، والثالث أنه جيوز )أما زيدا فإىن أ

احملذوف. التنبيه الثاين: أنه ليس من أقسام أما الىت يف قوله تعاىل )أماذا كنتم تعملون( وال الىت يف قول [ بل 614، 431 ص 44الشاعر: أبا خراشة أما أنت ذا نفر * فإن قومي مل تأكلهم الضبع ] ق

االستفهامية، وأدغمت امليم يف امليم للتماثل، هي فيهما كلمتان، فالىت يف اآلية هي أم املنقطعة وما (، واالصل الن كنت، فحذف اجلار وكان لالختصار، 1والىت يف البيت هي أن املصدرية وما املزيدة )

فانفصل الضمري، لعدم ما يتصل به، وجئ مبا عوضا عن كان، وأدغمت النون يف امليم للتقارب )إما( وقد تبدل ميمها االوىل ياء، وهى مركبة عند سيبويه من إن وما، قد تفتح مهزهتا، -املكسورة املشددة

[ أي 61سقته الرواعد من صيف * وإن من خريف فلن يعد ما ] ص - 82وقد حتذف ما كقوله: إما من صيف وإما من خريف، وقال املربد واالصمعى: إن يف هذا البيت شرطية، والفاء فاء اجلواب،

فلن يعدم الرى، وليس بشئ، الن املراد وصف هذا الوعل بالرى على واملعىن: وإن سقته من خريف كل حال، ومع الشرط ال يلزم ذلك، وقال أبو عبيدة: إن يف البيت زائدة وإما عاطفة عند أكثرهم، أعىن إما الثانية يف حنو قولك )جاءين إما زيد وإما عمرو( وزعم يونس والفارسي وابن كيسان أهنا غري

يا - 83ووافقهم ابن مالك، ملالزمتها غالبا الواو العاطفة، ومن غري الغالب قوله: عاطفة كاالوىل، ليتما أمنا شالت نعامتها * أميا إىل جنة أميا إىل نار

( يف نسخة )وما الزائدة(. )*( 1)

Page 44: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[63 ]

ما وفيه شاهد ثان، وهو فتح اهلمزة، وثالث وهو االبدال، ونقل ابن عصفور االمجاع على أن إالثانية غري عاطفة كاالوىل، قال: وإمنا ذكروها يف باب العطف ملصاحبتها حلرفه، وزعم بعضهم أن إما عطفت االسم على االسم، والواو عطفت إما على إما، وعطف احلرف على احلرف غريب، وال

ما عمرو( خالف أن إما االوىل غري عاطفة، العرتاضها بني العامل واملعمول يف حنو )قام إما زيد وإوبني أحد معمويل العامل ومعموله اآلخر يف حنو )رأيت إما زيدا وإما عمرا( وبني املبدل منه وبدله حنو قوله تعاىل )حىت إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة( فإن ما بعد االوىل بدل مما قبلها. والما

إذا مل تعلم اجلائى منهما والثاىن: مخسة معان: أحدها: الشك، حنو )جاءين إما زيد وإما عمرو(االهبام، حنو )وآخرون مرجون المر اهلل إما يعذهبم وإما يتوب عليهم(. والثالث: التخيري، حنو )إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا( )إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى( ووهم ابن الشجرى،

. والرابع: االباحة، حنو )تعلم إما فقها وإما حنوا( و فجعل من ذلك )إما يعذهبم وإما يتوب عليهم()جالس إما احلسن وإما ابن سريين( ونازع يف ثبوت هذا املعىن الما مجاعة مع إثباهتم إياه الو. واخلامس: التفصيل، حنو )إما شاكرا وإما كفورا( وانتصاهبما على هذا على احلال املقدرة، وأجاز

الشرطية وما الزائدة، قال مكى: وال جييز البصريون أن يلى االسم أداة الكوفيون كون إما هذه هي إنالشرط حىت يكون بعده فعل يفسره، حنو )وإن امرأة خافت( ورد عليه ابن الشجرى بأن املضمر هنا

كان، فهو مبنزلة قوله:

[61 ]

ذه املعاين الو قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا * ] فما اعتذارك من قول إذا قيال ؟ [ وه - 84كما سيأيت، إال أن إما يبىن الكالم معها من أول االمر على ما جئ هبا الجله من شك وغريه، ولذلك وجب تكرارها يف غري ندور، وأو يفتتح الكالم معها على اجلزم مث يطرأ الشك أو غريه، وهلذا مل تتكرر.

تتكلم خبري وإال فاسكت( وقول املثقب وقد يستغىن عن إما الثانية بذكر ما يغىن عنها حنو )إما أن

Page 45: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( وإال فاطرحين واختذين 1فإما أن تكون أخى بصدق * فأعرف منك غثى من مسيىن ) - 85العبدى: [ 82* عدوا أتقيك وتتقيىن وقد يستغىن عن االوىل لفظا كقوله: * سقته الرواعد من صيف * ]

ها * وإما بأموات أمل حياهلا أي إما بدار، تلم بدار قد تقادم عهد - 86البيت، وقد تقدم، وقوله: ليس من أقسام إما الىت يف -والفراء يقيسه، فيجيز )زيد يقوم وإما يقعد( كما جيوز )أو يقعد(. تنبيه

حرف عطف، -قوله تعاىل * )فإما ترين من البشر أحدا( * بل هذه إن الشرطية وما الزائدة. )أو( اثىن عشر. االول: الشك، حنو * )لبثنا يوما أو بعض يوم( *. ذكر له املتأخرون معاين انتهت إىل

والثاىن: االهبام، حنو * )وإنا أو إياكم لعلى هدى أو يف ضالل مبني( * الشاهد يف االوىل، وقول الشاعر:

( يف نسخة )فإما أن تكون أخى حبق(. 1)

[62 ]

سحقا. والثالث: التخيري، وهى الواقعة حنن أو أنتم االوىل ألفوا احلق، فبعدا للمبطلني و - 81بعد الطلب، ] و [ قبل ما ميتنع فيه اجلمع حنو )تزوج هندا أو أختها( و )خذ من ماىل دينارا أو درمها(. فإن قلت: فقد مثل العلماء بآيىت الكفارة والفدية للتخيري مع إمكان اجلمع. قلت: ال جيوز

( وال بني الصيام والصدقة والنسك 1أن اجلميع الكفارة )اجلمع بني االطعام والكسوة والتحرير على على أهنن الفدية، بل تقع واحدة منهن كفارة أو فدية والباقى قربة مستقلة خارجة عن ذلك. والرابع: االباحة: وهى الواقعة بعد الطلب وقبل ما جيوز فيه اجلمع، حنو )جالس العلماء أو الزهاد( و )تعلم

دخلت ال الناهية امتنع فعل اجلميع حنو * )وال تطع منهم آمثا أو كفورا( * إذ الفقه أو النحو( وإذااملعىن ال تطع أحدمها، فأيهما فعله فهو أحدمها، وتلخيصه أهنا تدخل للنهى عما كان مباحا، وكذا حكم النهى الداخل على التخيري، وفاقا للسرياىف، وذكر ابن مالك أن أكثر ورود أو )لالباحة( يف

شبيه حنو * )فهى كاحلجارة أو أشد قسوة( * والتقدير حنو )فكان قاب قوسني أو أدىن( فلم خيصها التباملسبوقة بالطلب. واخلامس: اجلمع املطلق كالواو، قاله الكوفيون واالخفش واجلرمي، واحتجوا بقول

Page 46: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ه لالهبام، وقول وقد زعمت ليلى بأىن فاجر * لنفسي تقاها أو عليها فجورها وقيل: أو في - 88توبة: جاء اخلالفة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسى على قدر - 81جرير:

( يف نسخة )قلت: ال جيوز اجلمع بني االطعام والكسوة والتحرير الالتى كل منهن كفارة( وكذا فيما 1)

بعده، والذى أثبتناه أظهر. )*(

[63 ]

وكان سيان أن ال يسرحوا نعما * أو - 13وله: والذى رأيته يف ديوان جرير )إذ كانت( وقيسرحوه هبا، واغربت السوح أي: وكان الشأن أن ال يرعوا االبل وأن يرعوها سيان لوجود القحط، وإمنا

إن هبا أكتل أو رزاما * - 11قدرنا )كان( شانية لئال يلزم االخبار عن النكرة باملعرفة، وقول الراجز: إذ مل يقل )خويربا( كما تقول )زيد أو عمرو لص( وال تقول لصان، وأجاب خوير بني ينقفان اهلاما

قالت: أال ليتما - 12اخلليل عن هذا بأن )خوير بني( بتقدير )أشتم( ال نعت تابع، وقول النابغة: هذا احلمام لنا * إىل محامتنا أو نصفه فقد فحسبوه فالفوه كما ذكرت * ستا وستني مل تنقص ومل تزد

قوم إذا مسعوا الصريخ رأيتهم * ما - 13[ ويقويه أنه روى )ونصفه( وقوله: 338، 286 ( ] ص1)ذكروا جمئ أو مبعىن الواو، مث -منهم ابن مالك -بني ملجم مهره أو سافع ومن الغريب أن مجاعة

وهذه ذكروا أهنا جتئ مبعىن )وال( حنو * )وال على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم( * هي تلك بعينها، وإمنا جاءت )ال( توكيدا للنفي السابق، ومانعة من توهم تعليق النفى باجملموع، ال بكل واحد، وذلك مستفاد من دليل خارج عن اللفظ وهو االمجاع، ونظريه قولك )ال حيل ] لك [

( الىت لالباحة حالة الزنا والسرقة( ولو تركت ال يف التقدير مل يضر ذلك. وزعم ابن مالك أيضا أن )أو حمل الواو، وهذا أيضا

( يف أكثر النسخ )تسعا وتسعني( وهلا وجه ال بأس به. )*( 1)

Page 47: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[64 ] مردود، النه لو قيل )جالس احلسن وابن سريين( كان املأمور به جمالستهما ] معا [ ومل خيرج

ويني، ولكن ذكر الزخمشري عند املأمور عن العهدة مبجالسة أحدمها، هذا هو املعروف من كالم النحالكالم على قوله تعاىل: * )تلك عشرة كاملة( * أن الواو تأتى لالباحة، حنو )جالس احلسن وابن سريين( وأنه إمنا جئ بالفذلكة دفعا لتوهم إرادة االباحة يف * )فصيام ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا

ال تعرف هذه املقالة لنحوى. والسادس: رجعتم( * وقلده يف ذلك صاحب االيضاح البياىن، و االضراب كبل، فعن سيبويه إجازة ذلك بشرطني: تقدم نفى أو هنى، وإعادة العامل، حنو )ما قام زيد أو ما قام عمرو( و )ال يقم زيدا أو ال يقم عمرو( ونقله عنه ابن عصفور، ويؤيده أنه قال يف * )وال

ال تطع كفورا انقلب املعىن، يعىن أنه يصري إضرابا عن النهى تطع منهم آمثا أو كفورا( * ولو قلت أو االول وهنيا عن الثاين فقط، وقال الكوفيون وأبو على وأبو الفتح وابن برهان: تأتى لالضراب مطلقا،

ماذا ترى يف عيال قد برمت هبم * مل أحص عدهتم إال بعداد ؟ كانوا - 14احتجاجا بقول جرير: [ وقراءة أىب السمال * )أو كلما 21ية * لو ال رجاؤك قد قتلت أوالدي ] ص مثانني أو زادوا مثان

عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم( * بسكون واو )أو(، واختلف يف * )وأرسلناه إىل مائة ألف أو يزيدون( * فقال الفراء: بل يزيدون، هكذا جاء يف التفسري مع صحته يف العربية. وقال بعض الكوفيني: مبعىن

او، وللبصريني فيها أقوال، قيل: لالهبام، وقيل: للتخيري، أي إذا رآهم الرائى ختري بني أن يقول هم الو مائة ألف أو يقول هم أكثر، نقله ابن الشجرى عن سيبويه، وىف ثبوته عنه نظر، وال يصح التخيري بني

شيئني الواقع أحدمها، وقيل: هي للشك

[65 ]

مقولة يف )وما -غري القول بأهنا مبعىن الواو -بن جىن، وهذه االقوال مصروفا إىل الرائى، ذكره اأمر الساعة إال كلمح البصر أو هو أقرب( )فهى كاحلجارة أو أشد قسوة( والسابع: التقسيم، حنو )الكلمة اسم أو فعل أو حرف( ذكره ابن مالك يف منظومته ] الصغرى [ وىف شرح الكربى، مث عدل

شرحه فقال: تأتى للتفريق اجملرد من الشك واالهبام والتخيري، وأما هذه الثالثة فإن مع عنه يف التسهيل و

Page 48: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كل منها تفريقا مصحوبا بغريه، ومثل بنحو )إن يكن غنيا أو فقريا( )وقالوا كونوا هودا أو نصارى( سم وفعل قال: وهذا أوىل من التعبري بالتقسيم، الن استعمال الواو يف التقسيم أجود حنو )الكلمة ا

و 313] وننصر موالنا، ونعلم أنه [ * كما الناس جمروم عليه وجارم ] ص - 15وحرف( وقوله: فقالوا: لنا ثنتان، البد منهما * صدور رماح أشرعت أو سالسل - 16[ ومن جميئه بأو قوله: 358

كثرية للواو يقتضى انتهى، وجمئ الواو يف التقسيم أكثر ال يقتضى أن )أو( ال تأتى له، بل إثباته اال ثبوته بقلة الو، وقد صرح بثبوته يف البيت الثاين، وليس فيه دليل، الحتمال أن يكون املعىن البد من أحدمها، فحذف املضاف كما قيل يف )خيرج منهما اللؤلؤ واملرجان( وغريه عدل عن العبارتني، فعرب

ى( )وقالوا ساحر أو جمنون( إذ املعىن: وقالت بالتفصيل، ومثله بقوله تعاىل )وقالوا كونوا هودا أو نصار اليهود كونوا هودا، وقالت النصارى كونوا نصارى، وقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: جمنون فأو فيهما التفصيل االمجال يف )قالوا( وتعسف ابن الشجرى فقال يف اآلية االوىل: إهنا حذف منها

مضاف وواو ومجلتان

[66 ]

-يعىن النصارى -كونوا هودا، وقال بعضهم -يعىن اليهود -يره: وقال بعضهم فعليتان، وتقدكونوا نصارى، قال: فأقام )أو نصارى( مقام ذلك كله، وذلك دليل على شرف هذا احلرف، انتهى. والثامن: أن تكون مبعىن )إال( يف االستثناء، وهذه ينتصب املضارع بعدها بإضمار أن كقولك )القتلنه

وكنت إذا غمزت قناة قوم * كسرت كعوهبا أو تستقيما ومحل عليه بعض - 11م( وقوله: أو يسلاحملققني قوله تعاىل: )ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما مل متسوهن أو تفرضوا هلن فريضة( فقدر )تفرضوا( منصوبا بأن مضمرة، ال جمزوما بالعطف على )متسوهن( لئال يصري املعىن ال جناح عليكم فيما يتعلق مبهور النساء إن طلقتموهن يف مدة انتفاء أحد هذين االمرين، مع أنه إذا انتفى الفرض دون املسيس لزم مهر املثل، وإذا انتفى املسيس دون الفرض لزم نصف املسمى، فكيف يصح نفى

: )وإن اجلناح عند انتفاء أحد االمرين ؟ والن املطلقات املفروض هلن قد ذكرن ثانيا بقوله تعاىلطلقتموهن( اآلية، وترك ذكر املمسوسات ملا تقدم من املفهوم، ولو كان )تفرضوا( جمزوما لكانت

Page 49: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

املمسوسات واملفروض هلن مستويني يف الذكر، وإذا قدرت )أو( مبعىن إال خرجت املفروض هلن عن تفاء أحدمها، بل مشاركة املمسوسات يف الذكر. وأجاب ابن احلاجب عن االول مبنع كون املعىن مدة ان

مدة مل يكن واحد منهما، وذلك بنفيهما مجيعا، النه نكرة يف سياق النفى الصريح، خبالف االول، فإنه ال ينفى إال أحدمها. وأجاب بعضهم عن الثاين بأن ذكر املفروض هلن إمنا كان لتعيني النصف ملن،

ده قول املفسرين: إهنا نزلت يف رجل ال لبيان أن هلن شيئا يف اجلملة. وقيل: أو مبعىن الواو، ويؤي أنصارى طلق امرأته قبل املسيس وقبل الفرض، وفيها قول آخر سيأيت.

[61 ]

والتاسع: أن تكون مبعىن )إىل( وهى كالىت قبلها يف انتصاب املضارع بعدها بأن مضمرة، حنو فما انقادت اآلمال إال الستسهلن الصعب أو أدرك املىن * - 18)اللزمنك أو تقضيين حقى( وقوله:

لصابر ومن قال يف )أو تفرضوا( إنه منصوب جوز هذا املعىن فيه، ويكون غاية لنفى اجلناح، ال لنفى املسيس، وقيل: أو مبعىن الواو. والعاشر: التقريب، حنو )ما أدرى أسلم أو ودع( قاله احلريري وغريه.

إن عاش بعد الضرب وإن مات، ومثلة احلادى عشر: الشرطية، حنو )الضربنه عاش أو مات( أي)آلتينك أعطيتين أو حرمتىن( قاله ابن الشجرى. الثاين عشر: التبعيض، حنو )وقالوا كونوا هودا أو نصارى( نقله ابن الشجرى عن بعض الكوفيني، والذى يظهر ىل أنه إمنا أراد معىن التفصيل السابق،

ا بعض ملا تقدم عليهما من اجململ، ومل يرد أهنا ذكرت فإن كل واحد مما قبل )أو( التفصيلية وما بعدهالتحقيق أن )أو( موضوعة الحد الشيئني أو االشياء، وهو الذى -لتفيد جمرد معىن التبعيض. تنبيه

يقوله املتقدمون، وقد خترج إىل معىن بل، وإىل معىن الواو، وأما بقية املعاين فمستفادة من غريها، ومن ن من معاين صيغة افعل التخيري واالباحة، ومثلوه بنحو )خذ من ماىل درمها أو العجب أهنم ذكروا أ

دينارا( أو )جالس احلسن أو ابن سريين( مث ذكروا أن أو تفيدمها، ومثلوا باملثالني املذكورين لذلك، ومن التقريب البني الفساد هذا املعىن العاشر، وأو فيه إمنا هي للشك على زعمهم، وإمنا استفيد ] معىن [

ممتنع أو مستبعد، -مع تباعد ما بني الوقتني -من إثبات اشتباه السالم بالتوديع، إذ حصول ذلك

Page 50: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وينبغى ملن قال إهنا تأتى للشرطية أن يقول وللعطف النه قدر مكاهنا وإن، واحلق أن الفعل الذى قبلها دال على معىن حرف الشرط

[68 ]

ى باهبا، ولكنها ملا عطفت على ما فيه معىن الشرط دخل كما قدره هذا القائل، وأن أو علعلى مخسة أوجه: أحدها: أن تكون للتنبيه، -املعطوف يف معىن الشرط. )أال( بفتح اهلمزة والتخفيف

فتدل على حتقق ما بعدها، وتدخل على اجلملتني، حنو )أال إهنم هم السفهاء( )أال يوم يأتيهم ليس بون فيها: حرف استفتاح، فيبينون مكاهنا، ويهملون معناها، وإفادهتا مصروفا عنهم( ويقول املعر

التحقيق من جهة تركيبها من اهلمزة وال، ومهزة االستفهام إذا دخلت على النفى أفادت التحقيق، حنو )أليس ذلك بقادر على أن حيىي املوتى ؟( قال الزخمشري: ولكوهنا هبذا املنصب من التحقيق ال تكاد

ة بعدها إال مصدرة بنحو ما يتلقى به القسم، حنو )أال إن أولياء اهلل( وأختها )أما( من تقع اجلملأما والذى ال يعلم الغيب غريه * وحيىي العظام البيض وهى - 11مقدمات اليمني وطالئعه كقوله:

: [ والثاىن 15رميم وقوله: أما والذى أبكى وأضحك، والذى * أمات وأحيا، والذى أمره االمر ] أال طعان أال فرسان عادية * إال جتشؤكم حول التنانري ] ص - 133(، كقوله: 1التوبيخ واالنكار )

أال ارعواء ملن ولت شبيبته * وآذنت مبشيب بعده هرم - 131[ وقوله: 353

و ( ظاهر كالمه أن املفيد للتوبيخ واالنكار هو )أال( برمتها، والذى عليه االئمة أن املفيد هلما ه1)

اهلمزة وحدها، وأن )ال( باقية الداللة على النفى. )*(

[61 ]

أال عمر وىل مستطاع رجوعه * فريأب ما أثأت يد الغفالت ] - 132والثالث: التمىن، كقوله: [ وهلذا نصب )يرأب( النه جواب متن مقرون بالفاء. والرابع: االستفهام عن النفى، كقوله: 381 ص

[ وىف هذا البيت رد على من 13هلا جلد * إذا أالقى الذى القاه أمثاىل ؟ ] أال اصطبار لسلمى أم

Page 51: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أنكر وجود هذا القسم، وهو الشلوبني. وهذه االقسام الثالثة خمتصة بالدخول على اجلملة االمسية، ز (، وبأهنا ال جيو 1وتعمل عمل )ال( التربئة، ولكن ختتص الىت للتمين بأهنا ال خرب هلا لفظا وتقديرا )

مراعاة حملها مع امسها، وأهنا ال جيوز إلغاؤها ولو تكررت، أما االول فالهنا مبعىن أمتىن، وأمتىن ال خرب له، وأما اآلخران فالهنا مبنزلة ليت، وهذا كله قول سيبويه ومن وافقه، وعلى هذا فيكون قوله يف البيت

ة ثانية على اللفظ، وال يكون )مستطاع رجوعه( مبتدأ وخرب على التقدمي والتأخري، واجلملة صف(. واخلامس: العرض 2)مستطاع( خربا أو نعتا على احملل و )رجوعه( مرفوع به عليهما ملا بينا )

والتحضيض، ومعنامها: طلب الشئ، لكن العرض طلب بلني، والتحضيض طلب حبث، وختتص أال ا نكثوا أمياهنم( ومنه عند اخلليل قوله: هذه بالفعلية، حنو )أال حتبون أن يغفر اهلل لكم( )أال تقاتلون قوم

[ والتقدير عنده )أال 633و 255أال رجال جزاه اهلل خريا * يدل على حمصلة تبيت ] ص - 133ترونىن رجال هذه صفته( فحذف الفعل مدلوال عليه باملعىن، وزعم بعضهم أنه حمذوف على شريطة

التفسري، أي أال جزى اهلل رجال جزاه خريا،

( يف نسخة )كما بينا(. )*( 2( يف نسخة )لفظا وال تقديرا(. )1)

[13 ]

وأال على هذا للتنبيه، وقال يونس: أال للتمين، ونون اسم )ال( للضرورة، وقول اخلليل أوىل، النه ال ضرورة يف إضمار الفعل، خبالف التنوين، وإضمار اخلليل أوىل من إضمار غريه، النه مل يرد أن

على هذه الصفة، وإمنا قصده طلبه، وأما قول ابن احلاجب يف تضعيف هذا القول )إن يدعو لرجليدل صفة لرجل فيلزم الفصل بينهما باجلملة املفسرة وهى أجنبية( فمردود بقوله تعاىل )إن امرؤ هلك

-( ليس له ولد( مث الفصل باجلملة الزم وإن مل تقدر مفسرة، إذ ال تكون صفة، الهنا إنشائية. )إالعلى أربعة أوجه: أحدها: أن تكون لالستثناء، حنو )فشربوا منه إال قليال( -بالكسر والتشديد

وانتصاب ما بعدها يف هذه اآلية وحنوها هبا على الصحيح، وحنو )ما فعلوه إال قليل منهم( وارتفاع ما ال ضمري معه يف حنو بعدها يف هذه اآلية وحنوها على أنه بدل بعض من كل عند البصريني ويبعده أنه

Page 52: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)ما جاءين أحد إال زيد( كما يف ] حنو [ )أكلت الرغيف ثلثه( وأنه خمالف للمبدل منه يف النفى واالجياب، وعلى أنه معطوف على املستثىن منه و )إال( حرف عطف عند الكوفيني، وهى عندهم

عد إجياب، وهذا موجب بعد مبنزلة )ال( العاطفة يف أن ما بعدها خمالف ملا قبلها، لكن ذاك منفى بنفى، ورد بقوهلم )ما قام إال زيد( وليس شئ من أحرف العطف يلى العامل، وقد جياب بأنه ليس تاليها يف التقدير، إذ االصل )ما قام أحد إال زيد(. الثاين: أن تكون مبنزلة غري فيوصف هبا وبتاليها،

آهلة إال اهلل لفسدتا( فال جيوز يف إال هذه أن مجع منكر أو شبه. فمثال اجلمع املنكر )لو كان فيهما تكون لالستثناء، من جهة املعىن، إذ التقدير حينئذ لو كان فيهما آهلة ليس فيهم اهلل لفسدتا، وذلك يقتضى مبفهومه أنه لو كان فيهما آهلة فيهم اهلل مل تفسدا. وليس ذلك املراد، وال من جهة اللفظ، الن

ت فال عموم له آهلة مجع منكر يف االثبا

[11 ]

فال يصح االستثناء منه، فلو قلت )قام رجال إال زيدا( مل يصح اتفاقا، وزعم املربد أن )إال( يف هذه اآلية لالستثناء، وأن ما بعدها بدل، حمتجا بأن )لو( تدل على االمتناع، وامتناع الشئ انتفاؤه،

إال زيد( أجود كالم، ويرده أهنم ال يقولون )لو وزعم أن التفريغ بعدها جائز، وأن حنو )لو كان معناجاءين ديار أكرمته( وال )لو جاءين من أحد أكرمته( ولو كانت مبنزلة الثاين جلاز ذلك كما جيوز )ما فيها ديار( و )ما جاءين من أحد( وملا مل جيز ذلك دل على أن الصواب قول سيبويه إن إال وما بعدها

ضائغ: وال يصح املعىن حىت تكون إال مبعىن غري، والىت يراد هبا البدل صفة. قال الشلوبني وابن الوالعوض، قاال: وهذا هو املعىن يف املثال الذى ذكره سيبويه توطئة للمسألة، وهو )لو كان معنا رجل إال زيد لغلبنا( أي: رجل مكان زيد أو عوضا من زيد، انتهى. قلت: وليس كما قاال، بل الوصف يف

اآلية خمتلف، فهو يف املثال خمصص مثله يف قولك )جاء رجل موصوف بأنه غري زيد( وىف املثال وىفاآلية مؤكد مثله يف قولك )متعدد موصوف بأنه غري الواحد( وهكذا احلكم أبدا: إن طابق ما بعد إال موصوفها فالوصف خمصص له، وإن خالفه بإفراد أو غريه فالوصف مؤكد، ومل أر من أفصح عن هذا،

كن النحويني قالوا: إذا قيل )له عندي عشرة إال درمها( فقد أقر له بتسعة، فإن قال )إال درهم( فقد ل

Page 53: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أقر له بعشرة، وسره أن املعىن حينئذ عشرة موصوفة بأهنا غري درهم، وكل عشرة فهى موصوفة بذلك، ذلك، إذا املعىن ( وتتخرج اآلية على 1فالصفة هنا مؤكدة صاحلة لالسقاط مثلها يف )نفخة واحدة( )

حينئذ لو كان فيهما آهلة لفسدتا، أي أن الفساد يرتتب على تقدير تعدد اآلهلة، وهذا هو املعىن املراد

( يف نسخة )مثلها يف )نعجة واحدة(( وكلتامها صحيح. )*( 1)

[12 ]

االصوات أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة * قليل هبا - 134ومثال املعرف الشبيه باملنكر قوله: لو - 135[ فإن تعريف )االصوات( تعريف اجلنس. ومثال شبه اجلمع قوله: 316إال بغامها ] ص

كان غريى سليمى الدهر غريه * وقع احلوادث إال الصارم الذكر فإال الصارم: صفة لغريي. ومقتضى نا رجل إال زيد لو كان مع -) كالم سيبويه أنه ال يشرتط كون املوصوف مجعا أو شبهه، لتمثيله ب

لغلبنا( وهو ال جيرى )لو( جمرى النفى، كما يقول املربد. وتفارق إال هذه غريا من وجهني: أحدمها: أنه ال جيوز حذف موصوفها، ال يقال )جاءين إال زيد( ويقال )جاءين غري زيد( ونظريها يف ذلك اجلمل

الثاىن: أنه ال يوصف هبا إال حيث والظروف، فإهنا تقع صفات، وال جيوز أن تنوب عن موصوفاهتا. و يصح االستثناء، فيجوز )عندي درهم إال دانق( النه جيوز إال دانقا، وميتنع )إال جيدا(، النه ميتنع إال جيدا، وجيوز )درهم غري جيد( قاله مجاعات، وقد يقال. إنه خمالف لقوهلم يف )لو كان فيهما آهلة إال

معنا رجل إال زيد لغلبنا( وشرط ابن احلاجب يف وقوع إال صفة تعذر اهلل( اآلية، وملثال سيبويه )لو كانوكل أخ مفارقه أخوه * لعمر أبيك إال الفرقدان ] ص - 136االستثناء، وجعل من الشاذ قوله:

568 ]

[13 ] ( من القاعدة. والثالث: أن تكون عاطفة مبنزلة 1والوصف هنا خمصص ال مؤكد، كما بينت )

شريك يف اللفظ واملعىن، ذكره االخفش والفراء وأبو عبيدة، وجعلوا منه قوله تعاىل: )لئال الواو يف الت

Page 54: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يكون للناس عليكم حجة إال الذين ظلموا منهم( )ال خياف لدى املرسلون إال من ظلم مث بدل حسنا رابع: أن بعد سوء( أي وال الذين ظلموا، وال من ظلم، وتأوهلما اجلمهور على االستثناء املنقطع. وال

حراجيج ما تنفك إال مناخة * على - 131تكون زائدة، قاله االصمعي وابن جىن، ومحال عليه قوله: أرى الدهر إال منجنونا - 138اخلسف أو نرمى هبا بلدا قفرا وابن مالك، ] و [ محل عليه قوله:

روايته فتخرج على بأهله * وما صاحب احلاجات إال معذبا وإمنا احملفوظ )وما الدهر( مث إن صحتأن )أرى( جواب لقسم مقدر، وحذفت )ال( كحذفها يف )تاهلل تفتؤ( ودل على ذلك االستثناء املفرغ، وأما بيت ذى الرمة فقيل: غلط منه، وقيل: من الرواة، وإن الرواية )آال( بالتنوين، أي شخصا، وقيل:

ا نفى، ومناخة: حال، وقال مجاعة تنفك تامة مبعىن ما تنفصل عن التعب، أو ما ختلص منه، فنفيهكثرية: هي ناقصة واخلرب )على اخلسف( و )مناخة( حال، وهذا فاسد، لبقاء االشكال، إذ ال يقال

ليس من أقسام إال الىت يف حنو )إال تنصروه فقد نصره اهلل( وإمنا هذه -)جاء زيد إال راكبا(. تنبيه ابن مالك على إمامته ذكرها يف شرح التسهيل من كلمتان إن الشرطية وال النافية، ومن العجب أن

أقسام إال.

( يف نسخة )ملا بينت من القاعدة(. )*( 1)

[14 ]

حرف حتضيض خمتص باجلمل الفعلية اخلربية كسائر أدوات -)أال( بالفتح والتشديد عها ] ص ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة * إىل، فهال نفس ليلى شفي - 131التحضيض، فأما قوله:

[ فالتقدير: فهال كان هو، أي الشأن، وقيل: التقدير فهال شفعت نفس 583و 331و 261ليلى، الن االضمار من جنس املذكور أقيس، وشفعيها على هذا خرب حملذوف، أي هي شفعيها تنبيه

( بل هذه ليس من أقسام )أال( الىت يف قوله تعاىل: )وإنه بسم اهلل الرمحن الرحيم أال تعلوا على -( [ وال الناهية، وال موضع هلا 1كلمتان أن الناصبة وال النافية، أو أن املفسرة ] أو املخففة من الثقيلة )

على هذا، وعلى االول فهى بدل من )كتاب( على أنه مبعىن مكتوب، وعلى أن اخلرب مبعىن الطلب،

Page 55: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أن فيها الناصبة ليس غري، و )ال( فيها بقرينة )وائتوين( ومثلها )أال يسجدوا( يف قراءة التشديد، ولكن حمتملة للنفي، فتكون أال بدال من )أعماهلم( أو خربا حملذوف، أي: أعماهلم أال يسجدوا، وللزيادة فتكون )أال( خمفوضة بدل من )السبيل( أو خمتلفا فيها: أخمفوضة هي أم منصوبة، وذلك على أن

ف جر، له مثانية معان: أحدها: انتهاء الغاية الزمانية، حر -االصل لئال والالم متعلقة بيهتدون )إىل( حنو )مث أمتوا الصيام إىل الليل( واملكانية حنو )من املسجد احلرام إىل املسجد االقصى( وإذا دلت قرينة على دخول ما بعدها حنو )قرأت القرآن من أوله إىل آخره( أو خروجه حنو )مث أمتوا الصيام إىل الليل(

إىل ميسرة( عمل هبا، وإال فقيل: يدخل إن كان من اجلنس، وقيل: يدخل مطلقا، وقيل: وحنو )فنظرة ال يدخل مطلقا، وهو الصحيح، الن

( سقط ما بني هذين املعقوفني من النسخة الىت شرح عليها الدسوقي. )*( 1)

[15 ]

املعية، وذلك إذا االكثر مع القرينة عدم الدخول، فيجب احلمل عليه عند الرتدد. والثاىن:ضممت شيئا إىل آخر، وبه قال الكوفيون ومجاعة من البصريني يف )من أنصارى إىل اهلل( وقوهلم )الذود إىل الذود إبل( والذود: من ثالثة إىل عشرة ] واملعىن إذا مجع القليل إىل مثله صار كثريا [، وال

وهى املبينة لفاعلية جمرورها بعد ما يفيد حبا جيوز )إىل زيد مال( تريد مع زيد مال. والثالث: التبيني،أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل حنو )رب السجن أحب إىل(. والرابع: مرادفة الالم حنو )واالمر إليك( وقيل: النتهاء الغاية، أي منته إليك، ويقولون )أمحد إليك اهلل سبحانه( أي أهنى محده

فال ترتكين بالوعيد كأنىن * إىل الناس - 113اعة يف قوله: إليك. واخلامس: موافقة يف، ذكره مجمطلى به القار أجرب قال ابن مالك: وميكن أن يكون منه )ليجمعنكم إىل يوم القيامة( وتأول بعضهم البيت على تعلق إىل مبحذوف، أي مطلى بالقار مضافا إىل الناس فحذف وقلب الكالم، وقال ابن

معىن مبغض، قال: ولو صح جمئ إىل مبعىن يف جلاز )زيد إىل عصفور: هو على تضمني مطلى تقول وقد عاليت بالكور فوقها: * أيسقى فال يروى - 111الكوفة(. والسادس: االبتداء، كقوله:

Page 56: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أم ال سبيل إىل الشباب، وذكره * - 112إىل ابن أمحرا ؟ أي مىن. والسابع: موافقة عند، كقوله: ؟ أشهى إىل من الرحيق السلسل

[16 ]

والثامن: التوكيد، وهى الزائدة، أثبت ذلك الفراء، مستدال بقراءة بعضهم )أفئدة من الناس هتوى إليهم( بفتح الواو، وخرجت على تضمني هتوى معىن متيل، أو أن االصل هتوى بالكسر، فقلبت

مالك، وفيه نظر، الن الكسرة فتحة والياء ألفا كما يقال يف رضى: رضا، وىف ناصية: ناصاة، قاله ابن حرف جواب مبعىن نعم، فيكون -شرط هذه اللغة حترك الياء يف االصل. )إى( بالكسر والسكون

لتصديق املخرب والعالم املستخرب، ولوعد الطالب، فتقع بعد )قام زيد( و )هل قام زيد( و )اضرب د االستفهام حنو )ويستنبؤنك زيدا( وحنوهن، كما تقع نعم بعدهن، وزعم ابن احلاجب أهنا إمنا تقع بع

أحق هو، قل إى ورىب إنه حلق( وال تقع عند اجلميع إال قبل القسم، وإذا قيل )إى واهلل( مث اسقطت الواو، جاز سكون الياء وفتحها وحذفها، وعلى االول فيلتقي ساكنان على غري حدمها. )أي( بالفتح

و املتوسط، على خالف يف ذلك، قال على وجهني: حرف لنداء البعيد أو القريب أ -والسكون أمل تسمعى أي عبد يف رونق الضحى * بكاء محامات هلن هدير ويف احلديث )أي - 113الشاعر:

رب( وقد متد ألفها. وحرف تفسري، تقول )عندي عسجد أي ذهب( و )غضنفر أي أسد( وما بعدها صاحىب املستوىف واملفتاح، النا عطف بيان على ما قبلها، أو بدل، ال عطف نسق، خالفا للكوفيني و

مل نر عاطفا يصلح للسقوط دائما، وال عاطفا مالزما لعطف الشئ على مرادفه، وتقع تفسريا للجمل 433وترمينين بالطرف، أي أنت مذنب * وتقلينىن، لكن إياك ال أقلى ] ص - 114أيضا، كقوله:

[ 413و

[11 ]

ضمري حكى الضمري، حنو )تقول استكتمته احلديث أي وإذا وقعت بعد تقول وقبل فعل مسند للسألته كتمانه( يقال ذلك بضم التاء، ولو جئت بإذا مكان أي فتحت التاء فقلت )إذا سألته( الن إذا

Page 57: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إذا كنيت بأى فعال تفسره * فضم تاءك فيه ضم - 115ظرف لتقول، وقد نظم ذلك بعضهم فقال: -ة التاء أمر غري خمتلف )أي( بفتح اهلمزة وتشديد الياء معرتف وإن تكن بإذا يوما تفسره * ففتح

اسم يأيت على مخسة أوجه: شرطا، حنو )أياما تدعوا فله االمساء احلسىن( )أميا االجلني قضيت فال عدوان على(. واستفهاما، حنو )أيكم زادته هذه إميانا( )فبأى حديث بعده يؤمنون( وقد ختفف كقوله:

ماكني أيهما * على من الغيث استهلت مواطره وموصوال، حنو )لننزعن من تنظرت نصرا والس - 116كل شيعة أيهم أشد( التقدير: لننزعن الذى هو أشد، قاله سيبويه، وخالفه الكوفيون ومجاعة من البصريني، الهنم يرون أن أيا املوصولة معربة دائما كالشرطية واالستفهامية، قال الزجاج: ما تبني ىل أن

غلط إال يف موضعني هذا أحدمها، فإنه يسلم أهنا تعرب إذا أفردت، فكيف يقول ببنائها إذا سيبويه أضيفت ؟ وقال اجلرمى: خرجت من البصرة فلم أمسع منذ فارقت اخلندق إىل مكة أحدا يقول

. وزعم هؤالء أهنا يف اآلية استفهامية، وأهنا مبتدأ، وأشد خرب، مث )الضربن أيهم قائم( بالضم، اه( يقال فيهم أيهم 1اختلفوا يف مفعول ننزع، فقال اخلليل: حمذوف، والتقدير: لننزعن الفريق الذى )

أشد، وقال يونس: هو اجلملة، وعلقت ننزع عن العمل كما يف )لنعلم أي احلزبني أحصى( وقال الكسائي

( يف نسخة )لننزعن الذين يقال فيهم( وما أثبتناه أدق. )*( 1)

[18 ]

خفش: كل شيعة، ومن زائدة، ومجلة االستفهام مستأنفة، وذلك على قوهلما يف جواز زيادة واالمن يف االجياب. ويرد أقواهلم أن التعليق خمتص بأفعال القلوب، وأنه ال جيوز )الضربن الفاسق( بالرفع

إذا ما - 111بتقدير الذى يقال فيه هو الفاسق، وأنه مل يثبت زيادة من يف االجياب، وقول الشاعر: [ يروى بضم أي، وحروف اجلر ال 552و 431لقيت بىن مالك * فسلم على أيهم أفضل ] ص

تعلق، وال جيوز حذف اجملرور ودخول اجلار على معمول صلته، وال يستأنف ما بعد اجلار. وجوز أنه قيل: الزخمشري ومجاعة كوهنا موصولة مع أن الضمة إعراب، فقدروا متعلق النزع من كل شيعة، وك

Page 58: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لننزعن بعض كل شيعة، مث قدر أنه سئل: من هذا البعض ؟ فقيل: هو الذى هو أشد، مث حذف املبتدآن املكتنفان للموصول، وفيه تعسف ظاهر، وال أعلمهم استعملوا أيا املوصولة مبتدأ، وسيأتى

أشد( مبتدأ ذلك عن ثعلب. وزعم ابن الطراوة أن أيا مقطوعة عن االضافة، فلذلك بنيت، وأن )هم وخرب، وهذا باطل برسم الضمري متصال بأى، واالمجاع على أهنا إذا مل تضف كانت معربة. وزعم ثعلب أن أيا ال تكون موصولة أصال، وقال: مل يسمع )أيهم هو فاضل جاءين( بتقدير الذى هو

جل أي رجل( فاضل جاءين. والرابع: أن تكون دالة على معىن الكمال، فتقع صفة للنكرة حنو )زيد ر أي كامل يف صفات الرجال، وحاال للمعرفة كمررت بعبد اهلل أي رجل. واخلامس: أن تكون وصلة إىل نداء ما فيه أل، حنو )يا أيها الرجل( وزعم االخفش أن أيا ال تكون وصلة، وأن أيا هذه هي املوصولة

يس لنا عائد جيب حذفه، ( حذف صدر صلتها وهو العائد، واملعىن يا من هو الرجل، ورد بأنه ل1)

( يف نسخة )وأن أيا هذه موصولة(. )*( 1)

[11 ]

وال موصول التزم كون صلته مجلة امسية، وله أن جييب عنهما بأن )ما( يف قوهلم )ال سيما زيد( بالرفع كذلك. وزاد قسما، وهو: أن تكون نكرة موصوفة حنو )مررت بأى معجب لك( كما يقال: مبن

هذا غري مسموع. وال تكون )أي( غري مذكور معها مضاف إليه البتة إال يف النداء معجب لك، و واحلكاية، يقال )جاءين رجل( فتقول: أي يا هذا، وجاءين رجالن، فتقول: أيان، وجاءين رجال،

( 1أي يوم سررتين بوصال * مل ترعىن ثالثة بصدود ) - 118قول أىب الطيب: -فتقول: أيون. تنبيه [ ليست فيه أي موصولة، الن املوصولة ال تضاف إال إىل املعرفة، قال أبو على يف 514؟ ] ص

أرأيت أي سوالف وخدود * برزت لنا بني اللوى فزرود ؟ ال تكون أي فيه - 111التذكرة يف قوله: موصولة، الضافتها إىل نكرة، انتهى. وال شرطية، الن املعىن حينئذ: إن سررتين يوما بوصالك آمنتينثالثة أيام من صدودك، وهذا عكس املعىن املراد، وإمنا هي لالستفهام الذى يراد به النفى، كقولك ملن

( ثالثة بصدودك، 1ادعى أنه أكرمك: أي يوم أكرمتين ؟ واملعىن ما سررتين يوما بوصالك إال روعتين )

Page 59: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جر صفة لوصال على واجلملة االوىل مستأنفة قدم ظرفها، الن له الصدر، والثانية إما يف موضع حذف العائد: أي مل ترعىن بعده، كما حذف يف قوله تعاىل: )واتقوا يوما ال جتزى نفس( اآلية، أو نصب حاال من فاعل سررتين أو مفعوله، واملعىن: أي يوم سررتين غري رائع ىل أو غري مروع منك، وهى

أن تكون معطوفة على االوىل بفاء حال مقدرة مثلها يف )طبتم فادخلوها خالدين( أو ال حمل هلا على حمذوفة كما قيل يف )وإذا قال

( يف نسخة )إال وروعتين( بزيادة واو احلال بعد إال، والفصيح تركها. )*( 1)

[83 ]

موسى لقومه إن اهلل يأمركم أن تذحبوا بقرة، قالوا أتتخذنا هزوا ؟ قال أعوذ باهلل( وكذا يف بقية ققون يف اآلية على أن اجلمل مستأنفة، بتقدير: فما قالوا له ؟ فما قال هلم ؟ ومن االية، وفيه بعد، واحمل

روى )ثالثة( بالرفع مل جيز عنده كون احلال من فاعل سررتين، خللو )ترعىن( من ضمري ذى احلال، )إذ( ون على أربعة أوجه: أحدها: أن تكون امسا للزمن املاضي، وهلا أربعة استعماالت. أحدها: أن تك

ظرفا، وهو الغالب، حنو )فقد نصره اهلل إذ أخرجه الذين كفروا(. والثاىن: أن تكون مفعوال به، حنو )واذكروا إذ كنتم قليال فكثركم( والغالب على املذكورة يف أوائل القصص يف التنزيل أن تكون مفعوال به،

ذ فرقنا بكم البحر( وبعض بتقدير )اذكر( حنو )وإذ قال ربك للمالئكة( )وإذ قلنا للمالئكة( )وإاملعربني يقول يف ذلك: إنه ظرف ال ذكر حمذوفا، وهذا وهم فاحش، القئضائه حينئذ االمر بالذكر يف ذلك الوقت، مع أن االمر لالستقبال، وذلك الوقت قد مضى قبل تعلق اخلطاب باملكلفني منا، وإمنا

بدال من املفعول، حنو )واذكر يف الكتاب مرمي املراد ذكر الوقت نفسه ال الذكر فيه. والثالث: أن تكونإذ انتبذت( فإذ: بدل اشتمال من مرمي على حد البدل يف )يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه(. وقوله تعاىل: )اذكروا نعمة اهلل عليكم إذ جعل فيكم أنبياء( حيتمل كون إذ فيه ظرفا للنعمة وكوهنا بدال

ا إليها اسم زمان صاحل لالستغناء عنه حنو )يومئذ، وحينئذ( أو غري صاحل منها. والرابع: أن يكون مضاف

Page 60: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

له حنو قوله تعاىل: )بعد إذ هديتنا( وزعم اجلمهور أن إذ ال تقع إال ظرفا أو مضافا إليها، وأهنا يف حنو )واذكروا إذ كنتم قليال( ظرف ملفعول حمذوف، أي: واذكروا نعمة اهلل عليكم إذ كنتم

[81 ]

ليال، وىف حنو )إذ انتبذت( ظرف ملضاف إىل مفعول حمذوف، أي: واذكر قصة مرمي، ويؤيد قهذا القول التصريح باملفعول يف )واذكروا نعمة اهلل عليكم إذ كنتم أعداء(. ومن الغريب أن الزخمشري

لتقدير منه قال يف قراءة بعضهم )ملن من اهلل على املؤمنني إذ بعث فيهم رسوال(: إنه جيوز أن يكون اإذ بعث، وأن تكون إذ يف حمل رفع كإذا يف قولك: أخطب ما يكون االمري إذا كان قائما، أي ملن من اهلل على املؤمنني وقت بعثه، انتهى، فمقتضى هذا الوجه أن إذ مبتدأ، وال نعلم بذلك قائال، مث تنظريه

يقول إذ كان، الهنم يقدرون يف هذا باملثال غري مناسب، الن الكالم يف إذ ال يف إذا، وكان حقه أن املثال وحنوه إذ تارة وإذا أخرى، حبسب املعىن املراد، مث ظاهره أن املثال يتكلم ] به [ هكذا، واملشهور أن حذف اخلرب يف ذلك واجب، وكذلك املشهور أن إذا املقدرة يف املثال يف موضع نصب، ولكن

قول بعضهم: أخطب ما يكون االمري يوم اجلمعة، جوز عبد القاهر كوهنا يف موضع رفع، متسكا ببالرفع، فقاس الزخمشري إذ على إذا، واملبتدأ على اخلرب. والوجه الثاين: أن تكون امسا للزمن املستقبل، حنو )يومئذ حتدث أخبارها( واجلمهور ال يثبتون هذا القسم، وجيعلون اآلية من باب )ونفخ يف الصور(

الواجب الوقوع منزلة ما قد وقع، وقد حيتج لغريهم بقوله تعاىل: )فسوف أعىن من تنزيل املستقبل يعلمون إذ االغالل يف أعناقهم( فإن )يعلمون( مستقبل لفظا ومعىن، لدخول حرف التنفيس عليه، وقد أعمل يف إذ، فيلزم أن يكون مبنزلة إذا. والثالث: أن تكون للتعليل، حنو )ولن ينفعكم اليوم إذ

يف العذاب مشرتكون( أي: ولن ينفعكم اليوم اشرتاككم يف العذاب، الجل ظلمتم أنكم

[82 ]

ظلمكم يف الدنيا، وهل هذه حرف مبنزلة الم العلة أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكالم ال من اللفظ، فإنه إذا قيل: ضربته إذ أساء، وأريد ] بإذ [ الوقت اقتضى ظاهر احلال أن االساءة سبب

Page 61: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ب ؟ قوالن، وإمنا يرتفع السؤال على القول االول، فإنه لو قيل: )لن ينفعكم اليوم وقت ظلمكم الضر االشرتاك يف العذاب( مل يكن التعليل مستفادا، الختالف زمىن الفعلني، ويبقى إشكال يف اآلية، وهو

ظرفني، وال أن إذ ال تبدل من اليوم الختالف الزمانني، وال تكون ظرفا لينفع، النه ال يعمل يفملشرتكون، الن معمول خرب االحرف اخلمسة ال يتقدم عليها والن معمول الصلة ال يتقدم على املوصول، والن اشرتاكهم يف اآلخرة ال يف زمن ظلمهم. ومما محلوه على التعليل )وإذ مل يهتدوا به

- 123لكهف( وقوله: فسيقولون هذا إفك قدمي( )وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إال اهلل فأووا إىل ا[ 633و 511و 363فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتهم * إذ هم قريش، وإذ ما مثلهم بشر ] ص

و 631و 231إن حمال وإن مرحتال * وإن يف السفر إذ مضوا مهال ] ص - 121وقول االعشى: ماعة الذين ماتوا قبلنا [ أي إن لنا حلوال يف الدنيا وإن لنا ارحتاال عنها إىل اآلخرة، وإن يف اجل 631

إمهاال لنا، الهنم مضوا قبلنا وبقينا بعدهم، وإمنا يصح ذلك كله على القول بأن إذ التعليلية حرف كما قدمنا. واجلمهور ال يثبتون هذا القسم، وقال أبو الفتح: راجعت أبا على مرارا يف قوله تعاىل: )ولن

إذ من اليوم، فآخر ما حتصل منه أن الدنيا واآلخرة ينفعكم اليوم إذ ظلمتم( اآلية، مستشكال إبدال متصلتان، وأهنما يف حكم اهلل تعاىل سواء، فكأن اليوم ماض، أو كأن إذ مستقبلة انتهى.

[83 ]

وقيل: املعىن إذ ثبت ظلمكم. وقيل: التقدير بعد إذ ظلمتم، وعليهما أيضا فإذ بدل من اليوم، ناه يف )بعد إذ هديتنا(، الن املدعى هناك أهنا ال يستغىن عن معناها كما وليس هذا التقدير خمالفا ملا قل

جيوز االستغناء عن يوم يف يومئذ، الهنا ال حتذف الدليل، وإذا مل تقدر إذ تعليال فيجوز أن تكون أن وصلتها تعليال، والفاعل مسترت راجع إىل قوهلم )يا ليت بيىن وبينك بعد املشرقني( أو إىل القرين،

يشهد هلما قراءة بعضهم )إنكم( بالكسر على االستئناف. والرابع: أن تكون للمفاجأة، نص على و استقدر اهلل خريا وارضني به * فبينما - 122ذلك سيبويه، وهى الواقعة بعد بينا أو بينما كقوله:

د، أي العسر إذ دارت مياسري وهل هي ظرف مكان أو زمان، أو حرف مبعىن املفاجأة، أو حرف توكيزائد ؟ أقوال، وعلى القول بالظرفية فقال ابن جىن: عاملها الفعل الذى بعدها، الهنا غري مضافة إليه،

Page 62: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وعامل )بينا وبينما( حمذوف يفسره الفعل املذكور، وقال الشلوبني: إذ مضافة إىل اجلملة، فال يعمل ف وال فيما قبله، وإمنا عاملها فيها الفعل وال يف بينا وبينما، الن املضاف إليه ال يعمل يف املضا

حمذوف يدل عليه الكالم، وإذ بدل منهما، وقيل: العامل ما يلى بني بناء على أهنا مكفوفة عن االضافة إليه كما يعمل تاىل اسم الشرط فيه، وقيل: بني خرب حملذوف، وتقدير قولك )بينما أنا قائم إذ

تدأ مدلوال عليه جباء زيد، وقيل: مبتدأ، وإذ خربه، جاء زيد( بني أوقات قيامى جمئ زيد، مث حذف املبواملعىن حني أنا قائم حني جاء زيد. وذكر الذ معنيان آخران، أحدمها: التوكيد، وذلك بأن حتمل على الزيادة، قاله أبو عبيدة، وتبعه ابن قتيبة، ومحال عليه آيات منها )وإذ قال ربك للمالئكة( والثاىن:

ليه اآلية، وليس القوالن بشئ، واختار ابن الشجرى أهنا تقع زائدة بعد بينا التحقيق كقد، ومحلت ع وبينما خاصة، قال: النك إذا قلت )بينما أنا

[84 ]

جالس إذ جاء زيد( فقدرهتا غري زائدة أعملت فيها اخلرب، وهى مضافة إىل مجلة جاء زيد، وهذا . وقد مضى كالم النحويني يف ل املضاف، اهالفعل هو الناصب لبني، فيعمل املضاف إليه فيما قب

تلزم إذ -توجيه ذلك، وعلى القول بالتحقيق يف اآلية، فاجلملة معرتضة بني الفعل والفاعل. مسألة االضافة إىل مجلة، إما امسية حنو )واذكروا إذ أنتم قليل( أو فعلية فعلها ماض لفظا ومعىن حنو )وإذ قال

راهيم ربه( )وإذ غدوت من أهلك( أو فعلية فعلها ماض معىن ال لفظا ربك للمالئكة( )وإذ ابتلى إبحنو )وإذ يرفع إبراهيم القواعد( )وإذ ميكر بك الذين كفروا( )وإذ تقول للذى أنعم اهلل عليه( وقد اجتمعت الثالثة يف قوله تعاىل: )إال تنصروه فقد نصره اهلل إذ أخرجه الذين كفروا ثاىن اثنني إذ مها يف

ر إذ يقول لصاحبه ال حتزن إن اهلل معنا( االوىل ظرف لنصره، والثانية بدل منها، والثالثة قيل بدل الغاثان وقيل ظرف لثاين اثنني، وفيهما وىف إبدال الثانية نظر، الن الزمن الثاين والثالث غري االول فكيف

ال حيمل عليه التنزيل، يبدالن منه ؟ مث ال يعرف أن البدل يتكرر إال يف بدل االضراب، وهو ضعيفومعىن )ثاىن اثنني( واحد من اثنني، فكيف يعمل يف الظرف وليس فيه معىن فعل ؟ وقد جياب بأن تقارب االزمنة ينزهلا منزلة املتحدة، أشار إىل ذلك أبو الفتح يف احملتسب، والظرف يتعلق بوهم الفعل

Page 63: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ة له أهنا أضيفت إىل املفرد كقوله: وأيسر روائحه. وقد حيذف أحد شطرى اجلملة فيظن من ال خرب هل ترجعن ليال قد مضني لنا * والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا ؟ والتقدير: إذ ذاك كذلك، - 123

كانت منازل أالف عهدهتم * إذ حنن إذ ذاك دون الناس إخوانا - 124وقال االخطل:

[85 ]

وحنن وذاك مبتدآن حذف خربامها، مجع آلف باملد مثل كافر وكفار، -بضم اهلمزة -أالف والتقدير: عهدهتم إخوانا إذ حنن متآلفون، إذ ذاك كائن، وال تكون إذ الثانية خربا عن حنن، النه زمان وحنن اسم عني، بل هي ظرف للخرب املقدر، وإذ االوىل ظرف لعهدهتم، ودون: إما ظرف له أو للخرب

دون الناس، وال مينع ذلك تنكري صاحب احلال، املقدر أو حلال من إخوانا حمذوفة، أي متصافني[ وال كونه 651و 436ملية موحشا طلل * ] يلوح كأنه خلل ] ص - 125لتأخره، فهو كقوله:

اسم عني، الن دون ظرف مكان ال زمان، واملشار إليه بذلك التجاوز املفهوم من الكالم. وقالت الناس إذ ذاك من عزبز إذ االوىل ظرف ليتقى، أو كأن مل يكونوا محى يتقى * إذ - 126اخلنساء:

حلمى، أو ليكونوا إن قلنا إن لكان الناقصة مصدرا، والثانية ظرف لبز، ومن: مبتدأ موصول ال شرط، الن بز عامل يف إذ الثانية، وال يعمل ما يف حيز الشرط فيما قبله عند البصريني وبز: خرب من، واجلملة

، أي من عز منهم، كقوهلم )السمن منوان بدرهم( وال تكون إذ االوىل خرب الناس، والعائد حمذوفظرفا لبز، النه جزء اجلملة الىت أضيفت إذ االوىل إليها، وال يعمل شئ من املضاف إليه يف املضاف، وال إذ الثانية بدال من االوىل، الهنا إمنا تكمل مبا أضيفت إليه، وال يتبع اسم حىت يكمل، وال ] تكون

ا عن الناس، الهنا زمان والناس اسم عني، وذاك: مبتدأ حمذوف اخلرب، أي كائن، وعلى ذلك [ خرب فقس. وقد حتذف اجلملة كلها للعلم، ويعوض عنها التنوين، وتكسر الذال اللتقاء. الساكنني، حنو

)ويومئذ يفرح املؤمنون( وزعم االخفش أن إذ يف ذلك معربة

[86 ]

Page 64: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ملة، وإن الكسرة إعراب، الن اليوم مضاف إليها، رد بأن بناءها لوضعها لزوال افتقارها إىل اجلحنن االوىل - 121على حرفني، وبأن االفتقار باق يف املعىن كاملوصول حتذف صلته لدليل، قال:

[ أي حنن االوىل عرفوا، وبأن العوض ينزل منزلة 625فامجع مجو * عك مث وجههم إلينا ] ص هنيتك عن طالبك أم عمرو * بعافية وأنت - 128ضاف إليه مذكور، وبقوله: املعوض عنه، فكأن امل

إذ صحيح فأجاب عن هذا بأن االصل حينئذ، مث حذف املضاف وبقى اجلر كقراءة بعضهم )واهلل أضيفت )إذ( إىل اجلملة االمسية، فاحتملت الظرفية والتعليلية يف -يريد اآلخرة( أي ثواب اآلخرة. تنبيه

أمن ازديارك يف الدجى الرقباء * إذ حيث كنت من الظالم ضياء وشرحه: أن - 121نيب: قول املتأمن فعل ماض، فهو مفتوح اآلخر، ال مكسوره على أنه حرف جر كما توهم شخص ادعى االدب يف زماننا وأصر على ذلك، واالزديار أبلغ من الزيارة كما أن االكتساب أبلغ من الكسب، الن

ف، والدال بدل عن التاء، وىف: متعلقة به، ال بأمن، الن املعىن أهنم أمنوا دائما أن االفتعال للتصر تزوري يف الدجى، وإذ: إما تعليل أو ظرف مبدل من حمل يف الدجى، وضياء: مبتدأ خربه حيث،

ل، وابتدئ بالنكرة لتقدم خربها عليها ظرفا، والهنا موصوفة يف املعىن، الن من الظالم صفة هلا يف االصفلما قدمت عليها صارت حاال منها، ومن للبدل، وهى متعلقة مبحذوف، وكان تامة، وهى وفاعلها

خفض بإضافة حيث، واملعىن: إذ الضياء حاصل يف كل موضع حصلت فيه بدال من الظالم

[81 ]

)إذ ما(: أداة شرط جتزم فعلني، وهى حرف عند سيبويه مبنزلة إن الشرطية، وظرف عند املربدوابن السراج والفارسي، وعملها اجلزم قليل، ال ضرورة، خالفا لبعضهم. )إذا( على وجهني: أحدمها: أن تكون للمفاجأة، فتختص باجلمل االمسية، وال حتتاج إىل جواب، وال تقع يف االبتداء، ومعناها

ا هلم مكر(. احلال ال االستقبال، حنو )خرجت فإذا االسد بالباب( ومنه )فإذا هي حية تسعى( )إذوهى حرف عند االخفش، ويرجحه قوهلم )خرجت فإذا إن زيدا بالباب( بكسر إن، الن إن ال يعمل ما بعدها فيما قبلها، وظرف مكان عند املربد، وظرف زمان عند الزجاج، واختار االول ابن مالك،

املفاجأة، قال يف والثاىن ابن عصفور، والثالث الزخمشري، وزعم أن عاملها فعل مقدر مشتق من لفظ

Page 65: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قوله تعاىل: )مث إذا دعاكم دعوة( اآلية: إن التقدير إذا دعاكم فاجأمت اخلروج يف ذلك الوقت، وال يعرف هذا لغريه، وإمنا ناصبها عندهم اخلرب املذكور يف حنو )خرجت فإذا زيد جالس( أو املقدر يف حنو

ستقر أو استقر. ومل يقع اخلرب معها يف التنزيل )فإذا االسد( أي حاضر، وإذا قدرت أهنا اخلرب فعاملها مإال مصرحا به حنو )فإذا هي حية تسعى( )فإذا هي شاخصة( )فإذا هم خامدون( )فإذا هي بيضاء( )فإذا هم بالساهرة(. وإذا قيل )خرجت فإذا االسد( صح كوهنا عند املربد خربا، أي فباحلضرة االسد،

خيرب به عن اجلثة، وال عند االخفش الن احلرف ال خيرب به وال ومل يصح عند الزجاج، الن الزمان ال عنه، فإن قلت )فإذا القتال( صحت خربيتها عند غري االخفش. وتقول )خرجت فإذا زيد جالس( أو

)جالسا( فالرفع على اخلربية، وإذا

[88 ]

ف. نعم جيوز أن نصب به، والنصب على احلالية واخلرب إذا إن قيل بأهنا مكان، وإال فهو حمذو تقدرها خربا عن اجلثة مع قولنا إهنا زمان إذا قدرت حذف مضاف كأن تقدر يف حنو )خرجت فإذا

قالت العرب )قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور -االسد( فإذا حضور االسد. مسألة ملا سأله الكسائي، وكان فإذا هو هي( وقالوا أيضا )فإذا هو إياها( وهذا هو الوجه الذى أنكره سيبويه

من خربمها أن سيبويه قدم على الربامكة، فعزم حيىي بن خالد على اجلمع بينهما، فجعل لذلك يوما، فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف، فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها، فقال له: أخطأت،

له سيبويه [: هذا سوء أدب، فأقبل عليه مث سأله ثانية وثالثة، وهو جييبه، ويقول له: أخطأت، فقال ]الفراء فقال له: إن يف هذا الرجل حدة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال )هؤالء أبون ومررت بأبني( كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت، فأجابه، فقال: أعد النظر، فقال: لست أكلمكما

ئي [: تسألين أو أسألك ؟ فقال له سيبويه: حىت حيضر صاحبكما، فحضر الكسائي فقال له ] الكساسل أنت، فسأله عن هذا املثال فقال سيبويه )فإذا هو هي( وال جيوز النصب، وسأله عن أمثال ذلك حنو )خرجت فإذا عبد اهلل القائم، أو القائم( فقال له: كل ذلك بالرفع، فقال الكسائي: العرب ترفع

، وأنتما رئيسا بلديكما، فمن حيكم بينكما ؟ فقال له كل ذلك وتنصب، فقال حيىي: قد اختلفتما

Page 66: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الكسائي: هذه العرب ببابك، قد مسع منهم أهل البلدين، فيحضرون ويسألون، فقال حيىي وجعفر: أنصفت، فأحضروا، فوافقوا الكسائي، فاستكان سيبويه، فأمر له حيىي بعشرة آالف درهم، فخرج إىل

إىل البصرة، فيقال: إن العرب قد أرشوا على ذلك، أو إهنم علموا فارس، فأقام هبا حىت مات، ومل يعد منزلة الكسائي عند الرشيد، ويقال: إهنم قالوا: القول قول الكسائي، ومل ينطقوا بالنصب، وإن سيبويه

قال ليحىي: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم

[81 ]

زم بن حممد االنصاري ] القرطاجىن [ إذ ال تطوع به، ولقد أحسن االمام االديب أبو احلسن حاقال يف منظومته يف النحو حاكيا هذه الواقعة واملسألة: والعرب قد حتذف االخبار بعد إذا * إذا عنت فجأة االمر الذى دمها ورمبا نصبوا للحال بعد إذا * ورمبا رفعوا من بعدها، رمبا فإن تواىل ضمريان

ه غمما لذاك أعيت على االفهام مسألة * أهدت إىل سيبويه اكتسى هبما * وجه احلقيقة من إشكالاحلتف والغمما قد كانت العقرب العوجاء أحسبها * قدما أشد من الزنبور وقع محا وىف اجلواب عليها هل )إذا هو هي( * أو هل )إذا هو إياها( قد اختصما وخطأ ابن زياد وابن محزة يف * ما قال فيها أبا

عمرا على يف حكومته * يا ليته مل يكن يف أمره حكما كغيظ عمرو عليا يف بشر، وقد ظلما وغاظ حكومته * يا ليته مل يكن يف أمره حكما وفجع ابن زياد كل منتخب * من أهله إذ غدا منه يفيض

دما

[13 ]

كفجعة ابن زياد كل منتخب * من أهله إذا غدا منه يفيض دما وأصبحت بعده االنقاس باكية طرس كدمع سح وانسجما وليس خيلو امرؤ من حاسد أضم * لوال التنافس يف الدنيا ملا * يف كل

إخل( -أضما والغنب يف العلم أشجى حمنة علمت * وأبرح الناس شجوا عامل هضما وقوله )ورمبا نصبوا وقوله أي ورمبا نصبوا على احلال بعد أن رفعوا ما بعد إذا على االبتداء، فيقولون )فإذا زيد جالسا(.

)رمبا( يف آخر البيت بالتخفيف توكيد لرمبا يف أوله بالتشديد. وغمما يف آخر البيت الثالث بفتح الغني

Page 67: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كناية عن االشكال واخلفاء، وغمما يف آخر البيت الرابع بضمها مجع غمة. وابن زياد: هو الفراء، مسه عمرو، وألف )ظلما( للتثنية وامسه حيىي، وابن محزة هو الكسائي، وامسه على، وأبو بشر: سيبويه، وا

إن بنيته للفاعل، ولالطالق إن بنيته للمفعول، وعمرو وعلى االوالن: سيبويه والكسائي، واآلخران: ابن العا ص وابن أىب طالب رضى اهلل عنهما، وحكما االول اسم، والثاىن فعل، أو بالعكس دفعا

أبيه، وابنه املشار إليه هو ابن مرجانة املرسل يف قتلة لاليطاء، وزياد االول: والد الفراء، والثاىن زياد بناحلسني رضى اهلل عنه، وأضم كغضب وزنا ومعىن، وإعجام الضاد، والوصف منه أضم كفرح، وهضم: مبىن للمفعول، أي مل يوف حقه. وأما سؤال الفراء فجوابه أن أبون مجع أب، وأب فعل بفتحتني،

وأصله أبو،

[11 ]

مثله من أوى أو من وأى قلنا أوى كهوى، أو قلنا وأى كهوى أيضا، مث جتمعه بالواو فإذا بنينا والنون فتحذف االلف كما حتذف ألف مصطفى، وتبقى الفتحة دليال عليها فتقول: أوون أو وأون رفعا، وأوين أو وأين جرا ونصبا، كما تقول يف مجع عصا وقفا اسم رجل عصون وقفون وعصني وقفني،

مما خيفى على سيبويه وال على أصاغر الطلبة، ولكنه كما قال أبو عثمان املازىن: دخلت وليس هذاوهكذا اتفق بغداد فألقيت على مسائل فكنت أجيب فيها على مذهيب، وخيطئونين على مذاهبهم، اه

و وجه لسيبويه رمحه اهلل تعاىل. وأما سؤال الكسائي فجوابه ما قاله سيبويه، وهو )فإذا هو هي( هذا هالكالم، مثل )فإذا هي بيضاء( )فإذا هي حية( وأما )فإذا هو إياها( إن ثبت فخارج عن القياس واستعمال الفحصاء، كاجلزم بلن والنصب بلم واجلر بلعل وسيبويه وأصحابه ال يلتفتون ملثل ذلك، وإن

أن )إذا( ظرف تكلم بعض العرب به. وقد ذكر يف توجيهه أمور: أحدها اليب بكر بن اخلياط، وهوفيه معىن وجدت ورأيت، فجاز له أن ينصب املفعول ] كما ينصبه وجدت ورأيت [، وهو مع ذلك

( عن االسم بعده، انتهى. وهذا خطأ، الن املعاين ال تنصب املفاعيل الصحيحة، 1ظرف خمرب به )خر، فكان حقها أن وإمنا تعمل يف الظروف واالحوال، والهنا حتتاج على زعمه إىل فاعل وإىل مفعول آ

تنصب ما يليها. والثاىن: أن ضمري النصب استعري يف مكان ضمري الرفع، قاله ابن مالك، ويشهد له

Page 68: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قراءة احلسن )إياك تعبد( ببناء الفعل للمفعول، ولكنه ال يتأتى فيما أجازوه من قولك )فإذا زيد القائم( على زيادة أل، وليس ذلك مما ينقاس، بالنصب، فينبغي أن يوجه هذا على أنه نعت مقطوع، أو حال

ومن جوز تعريف احلال أو زعم أن

( يف نسخة )خيرب به(. )*( 1)

[12 ]

إذا تعمل عمل وجدت، وأهنا رفعت عبد اهلل بناء على أن الظرف يعمل وإن مل يعتمد، فقد للتأويل. والثالث: أنه أخطأ، الن وجد ينصب االمسني، والن جمئ احلال بلفظ املعرفة قليل، وهو قابل

مفعول به، واالصل فإذا هو يساويها، أو فإذا هو يشاهبها، مث حذف الفعل فانفصل الضمري، وهذا الوجه البن مالك أيضا، ونظريه قراءة على رضى اهلل عنه )لئن أكله الذئب وحنن عصبة( بالنصب أي

ونه أولياء ما نعبدهم( إذا قيل: إن نوجد عصبة أو نرى عصبة، وأما قوله تعاىل )والذين اختذوا من دالتقدير يقولون ما نعبدهم، فإمنا حسنه أن إضمار القول مستسهل عندهم. والرابع: أنه مفعول مطلق، واالصل: فإذا هو يلسع لسعتها، مث حذف الفعل كما تقول )ما زيد إال شرب االبل( مث حذف

قال: هو أشبه ما وجه به النصب. اخلامس: املضاف، نقله الشلوبني يف حواشى املفصل عن االعلم، و أنه منصوب على احلال من الضمري يف اخلرب احملذوف، واالصل: فإذا هو ثابت مثلها مث حذف املضاف فانفصل الضمري وانتصب يف اللفظ على احلال على سبيل النيابة، كما قالوا )قضية وال أبا

يه، وهو وجه غريب، أعىن انتصاب الضمري حسن هلا( على إضمار مثل، قاله ابن احلاجب يف أمالعلى احلال، وهو مبىن على إجازة اخلليل )له صوت صوت احلمار( بالرفع صفة لصوت، بتقدير مثل، وأما سيبويه فقال: هذا قبيح ضعيف، وممن قال باجلواز ابن مالك، قال: إذا كان املضاف إىل معرفة

، فتقول )مررت برجل زهري( باخلفض صفة للنكرة، و كلمة )مثل( جاز أن ختلفها املعرفة يف التنكري)هذا زيد زهريا( بالنصب على احلال، ومنه قوهلم )تفرقوا أيادى سبا( و )أيدى سبا( وإمنا سكنت إلياء

Page 69: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مع أهنما منصوبان لثقلهما بالرتكيب واالعالل كما يف معد يكرب وقال قال. والثاىن من وجهى إذا: أن لب أن تكون ظرفا تكون لغري مفاجأة، فالغا

[13 ]

للمستقبل مضمنة معىن الشرط، وختتص بالدخول على اجلملة الفعلية، عكس الفجائية، وقد اجتمعا يف قوله تعاىل )مث إذا دعاكم دعوة من االرض إذا أنتم خترجون( وقوله تعاىل: )فإذا أصاب به

كثريا، ومضارعا دون ذلك، وقد من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون( ويكون الفعل بعدها ماضيا والنفس راغبة إذا رغبتها * وإذا ترد إىل قليل تقنع وإمنا دخلت - 133اجتمعا يف قول أىب ذؤيب:

الشرطية على االسم يف حنو )إذا السماء انشقت( النه فاعل بفعل حمذوف على شريطة التفسري، ال حنظلية * له ولد منها فذاك املذرع إذا باهلي حتته - 131مبتدأ خالفا لالخفش، وأما قوله:

فالتقدير: إذا كان باهلي، وقيل: حنظلية فاعل باستقر حمذوفا، وباهلي: فاعل مبحذوف يفسره العامل يف حنظلية، ويرده أن فيه حذف املفسر ومفسره مجيعا، ويسهله أن الظرف يدل على املفسر، فكأنه مل

استغن ما أغناك ربك بالغىن * وإذا تصبك - 132له: حيذف. وال تعمل إذا اجلزم إال يف ضرورة كقو [ قيل: وقد خترج عن كل من الظرفية، واالستقبال، ومعىن 618و 16( ] ص 1خصاصة فتجمل )

الشرط، وىف كل من هذه فصل.

( ] *( 16( يروى )فتجمل( باجليم، وباحلاء املهملة، وسينشده املؤلف مرة أخرى قريبا ) ص 1)

[14 ]

ل االول يف خروجها عن الظرفية زعم أبو احلسن يف )حىت إذا جاءوها( أن إذا جر حبىت، الفصوزعم أبو الفتح يف )إذا وقعت الواقعة( اآلية فيمن نصب )خافضة رافعة( أن إذا االوىل مبتدأ، والثانية

لقوم رافعة خرب، واملنصوبني حاالن، وكذا مجلة )ليس( ومعموليها، واملعىن وقت وقوع الواقعة خافضة آلخرين هو وقت رج االرض، وقال قوم يف )أخطب ما يكون االمري قائما(: إن االصل أخطب أوقات

Page 70: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أكوان االمري إذا كان قائما، أي وقت قيامه، مث حذفت االوقات ونابت ما املصدرية عنها، مث حذف ال عن اخلرب، ولو كانت اخلرب املرفوع، وهو إذا، وتبعها كان التامة وفاعلها يف احلذف، مث نابت احل

)إذا( على هذا التقدير يف موضع نصب الستحال املعىن كما يستحيل إذا قلت )أخطب أوقات أكوان 133االمري يوم اجلمعة( إذا نصبت اليوم، الن الزمان ال يكون حمال للزمان. وقالوا يف قول احلماسي:

ح إن إذا يف موضع جر بدال من غد. وبعد غد يا هلف قلىب من غد * إذا راح أصحايب ولست برائ -وزعم ابن مالك أهنا وقعت مفعوال يف قوله عليه الصالة والسالم لعائشة رضى اهلل عنها: )إىن العلم إذا كنت عىن راضية وإذا كنت على غضىب(. واجلمهور على أن )إذا( ال خترج عن الظرفية، وأن حىت يف

جلملة بأسرها، وال عمل له، وأما )إذا وقعت الواقعة( حنو )حىت إذا جاءوها( حرف ابتداء دخل على افإذا الثانية بدل من االوىل، واالوىل ظرف، وجواهبا حمذوف لفهم املعىن، وحسنه طول الكالم، وتقديره

(، 1بعد إذا الثانية، أي انقسمتم أقساما )

( يف نسخة )انقسمتم انقساما( وما أثبتناه أدق. )*( 1)

[15 ]

واجا ثالثة، وأما )إذا( يف البيت فظرف للهف، وأما الىت يف املثال ففى موضع نصب، وكنتم أز النا ال نقدر زمانا مضافا إىل ما يكون، إذ ال موجب هلذا التقدير، وأما احلديث فإذا ظرف حملذوف،

( أعلم، وتقديره شأنك وحنوه، كما تعلق إذ باحلديث يف )هل أتاك حديث ضيف 1وهو معمول )م املكرمني إذ دخلوا عليه(. الفصل الثاين يف خروجها عن االستقبال وذلك على وجهني: إبراهي

( إذ للمستقبل يف قول بعضهم، وذلك كقوله تعاىل: )وال على 2أحدمها: أن جتئ للماضي كما جتئ )إليها( الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ال أجد ما أمحلكم عليه تولوا( )وإذا رأوا جتارة أو هلوا انفضوا

وندمان يزيد الكأس طيبا * سقيت إذا تغورت النجوم والثاىن: أن جتئ للحال، وذلك - 134وقوله: بعد القسم، حنو )والليل إذا يغشى( )والنجم إذا هوى( قيل: الهنا لو كانت لالستقبال مل تكن ظرفا

، وال لكون حمذوف هو لفعل القسم، النه إنشاء ال إخبار عن قسم يأيت، الن قسم اهلل سبحانه قدمي

Page 71: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حال من والليل والنجم، الن احلال واالستقبال متنافيان، وإذا بطل هذان الوجهان تعني أنه ظرف . والصحيح أنه ال يصح التعليق بأقسم االنشائى، الن القدمي ال الحدمها على أن املراد به احلال، اه

ال ميتنع التعليق بكائنا مع بقاء إذا على زمان له، ال حال وال غريه، بل هو سابق على الزمان، وأنه )مررت برجل معه االستقبال، بدليل صحة جمئ احلال املقدرة باتفاق، ك

( يف نسخة )كما جاءت(. )*( 2( يف النسخة )وهو مفعول أعلم( )1)

[16 ]

ه صقر صائدا به غدا( أي مقدرا الصيد به غدا، كذا يقدرون، وأوضح منه أن يقال: مريدا بيف ناصب إذا مذهبان، -الصيد غدا، كما فسر قمتم يف )إذا قمتم إىل الصالة( بأردمت. مسألة

أحدمها: أنه شرطها، وهو قول احملققني، فتكون مبنزلة مىت وحيثما وأيان، وقول أىب البقاء إنه مردود بأن ا يقوله اجلميع إذا املضاف إليه ال يعمل يف املضاف غري وارد، الن إذا عند هؤالء غري مضافة، كم

[ والثاىن: أنه ما يف جواهبا من فعل أو 132( * ] 1جزمت كقوله: * وإذا تصبك خصاصة فتحمل )شبهه، وهو قول االكثرين، ويرد عليهم أمور: أحدها: أن الشرط واجلزاء عبارة عن مجلتني تربط بينهما

مجلة اجلواب واملعمول داخل يف االداة، وعلى قوهلم تصري اجلملتان واحدة، الن الظرف عندهم منبدا ىل أىن لست مدرك ما مضى * وال سابقا - 135مجلة عامله. والثاىن: أنه ممتنع يف قول زهري:

[ الن اجلواب 618و 551و 418و 416و 463و 288شيئا إذا كان جائيا ] ص ئا وقت جميئه، الن الشئ حمذوف، وتقديره إذا كان جائيا فال أسبقه، وال يصح أن يقال: ال أسبق شي

إمنا يسبق قبل جميئه، وهذا الزم هلم أيضا إن أجابوا بأهنا غري شرطية وأهنا معمولة ملا قبلها وهو سابق، وأما على القول االول فهى شرطية حمذوفة اجلواب وعاملها إما خرب كان أو نفس كان إن قلنا بداللتها

جئتين اليوم أكرمتك غدا( أن يعمل أكرمتك يف ظرفني على احلدث والثالث: أنه يلزمهم يف حنو )إذامتضادين، وذلك باطل عقال، إذ احلدث الواحد املعني ال يقع بتمامه يف زمانني، وقصدا، إذ املراد وقوع

االكرام يف الغد ال يف اليوم.

Page 72: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( يروى قوله )فتحمل( باحلاء املهملة، وباجليم. )*( 1)

[11 ]

ليوم على القول االول ؟ وكيف يعمل العامل الواحد يف ظريف زمان. ؟ فإن قلت: فما ناصب اقلنا: مل يتضادا كما يف الوجه السابق، وعمل العامل يف ظريف زمان جيوز إذا كان أحدمها أعم من اآلخر حنو )آتيك يوم اجلمعة سحر(، وليس بدال، جلواز )سري عليه يوم اجلمعة سحر( برفع االول

مىت تردن يوما سفار جتد هبا * أديهم - 136عليه سيبويه، وأنشد للفرزدق: ونصب الثاين، ونص يرمى املستجيز املعورا فيوما ميتنع أن يكون بدال من مىت، لعدم اقرتان حبرف الشرط، وهلذا ميتنع يف اليوم

فار يف املثال أن يكون بدال من إذا، وميتنع أن يكون ظرفا لتجد، لئال ينفصل ترد من معموله وهو سباألجنيب، فتعني أنه ظرف ثان لرتد. والرابع: أن اجلواب ورد مقرونا بإذا الفجائية حنو )مث إذا دعاكم دعوة من االرض إذا أنتم خترجون( وباحلرف الناسخ حنو )إذا جئتين اليوم فإىن أكرمك( وكل منهما ال

اىل )فإذا نقر يف الناقور فذلك يعمل ما بعده فيما قبله، وورد أيضا والصاحل فيه للعمل صفة كقوله تعيومئذ يوم عسري( وال تعمل الصفة فيما قبل املوصوف، وختريج بعضهم هذه اآلية على أن إذا مبتدأ وما بعد الفاء خرب ال يصح إال على قول أىب احلسن ومن تابعه يف جواز تصرف إذا وجواز زيادة الفاء

نقر، واجليد أن خترج على حذف اجلواب مدلوال عليه يف خرب املبتدأ، الن عسر اليوم ليس مسببا عن البعسري، أي عسر االمر، وأما قول أىب البقاء إنه يكون مدلوال عليه بذلك فإنه إشارة إىل النقر فمردود، الدائه إىل احتاد السبب واملسبب، وذلك ممتنع، وأما حنو )فمن كانت هجرته إىل اهلل ورسوله فهجرته

( 1لبيب مغىن ال - 1إىل اهلل )

[18 ]

ورسوله( فمؤول على إقامة السبب مقام املسبب، الشتهار املسبب، أي فقد استحق الثواب العظيم املستقر للمهاجرين. قال أبو حيان: ورد مقرونا مبا النافية حنو )وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما

Page 73: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

واب، وإال القرتن بالفاء، مثل )وإن كان حجتهم( اآلية، وما النافية هلا الصدر، انتهى. وليس هذا جبيستعتبوا فما هم من املعتبني( وإمنا اجلواب حمذوف، أي عمدوا إىل احلجج الباطلة. وقول بعضهم إنه جواب على إضمار الفاء مثل )إن ترك خريا الوصية للوالدين( مردود بأن الفاء ال حتذف إال ضرورة،

[ والوصية يف اآلية نائب عن فاعل كتب، 81 كقوله: * من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ]وللوالدين: متعلق هبا، ال خرب، واجلواب حمذوف، أي فليو ص. وقول ابن احلاجب )إن إذا هذه غري شرطية فال حتتاج إىل جواب، وإن عاملها ما بعد ما النافية كما عمل ما بعد ال يف يوم من قوله تعاىل

لمجرمني( وإن ذلك من التوسع يف الظرف( مردود بثالثة أمور: )يوم يرون املالئكة ال بشرى يومئذ ل* وحنن عن فضلك ما استغنينا * ] ص - 131أحدها: أن مثل هذا التوسع خا ص بالشعر كقوله:

[ والثاىن: أن ما ال تقاس على ال، فإن ماهلا الصدر مطلقا بإمجاع 614و 531و 311و 261ا الصدر مطلقا، وقيل: ليس هلا الصدر مطلقا لتوسطها بني العامل البصريني، واختلفوا يف ال، فقيل: هل

أال إن قرطا على آلة * أال إنىن - 138واملعمول يف حنو )إن ال تقم أقم( و )جاء بال زاد( وقوله: ( القسم فلها الصدر، حللوهلا حمل أدوات الصدر، وإال 1كيده ال أكيد وقيل: إن وقعت ال يف جواب )

)إن وقعت يف صدر جواب القسم فلها الصدر(. )*( ( يف نسخة1)

[11 ]

131فال، وهذا هو الصحيح، وعليه اعتمد سيبويه، إذ جعل انتصاب )حب العراق( يف قوله: و 513و 245آليت حب العراق الدهر أطعمه * ] واحلب يأكله يف القرية السوس [ ] ص -

جيعله من باب )زيدا ضربته( الن التقدير ال [ على التوسع وإسقاط اخلافض وهو على، ومل 633أطعمه، وال هذه هلا الصدر فال يعمل ما بعدها فيما قبلها، وما ال يعمل ال يفسر يف هذا الباب عامال. والثالث: أن )ال( يف اآلية حرف ناسخ مثله يف حنو )ال رجل( واحلرف الناسخ ال يتقدمه

وز )زيدا إىن أضرب( فكيف وهو حرف نفى ؟ بل أبلغ من معمول ما بعده، ولو مل يكن نافيا، ال جيهذا أن العامل الذى بعده مصدر، وهم يطلقون القول بأن املصدر ال يعمل فيما قبله، وإمنا العامل

Page 74: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حمذوف، أي اذكر يوم، أو يعذبون يوم. ونظري ما أورده أبو حيان على االكثرين أن يورد عليهم قوله ل ندلكم على رجل يتبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفى خلق جديد( تعاىل: )وقال الذين كفروا ه

فيقال: ال يصح جلديد أن يعمل يف إذا، الن إن والم االبتداء مينعان من ذلك الن هلما الصدر، وأيضا فالصفة ال تعمل فيما قبل املوصوف. واجلواب أيضا أن اجلواب حمذوف مدلول عليه جبديد، أي إذا

احلرف الناسخ ال يكون يف أول اجلواب إال وهو مقرون بالفاء، حنو )وما تفعلوا من مزقتم جتدون، النخري فإن اهلل به عليم( وأما )وإن أطعتموهم إنكم ملشركون( فاجلملة جواب لقسم حمذوف مقدر قبل الشرط، بدليل )وإن مل ينتهوا عما يقولون ليمسن( اآلية، وال يسوغ أن يقال: قدرها خالية من معىن الشرط، فتستغين عن جواب وتكون معمولة ملا قبلها وهو )قال( أو )ندلكم( أو )ينبئكم( الن هذه

باالفعال مل تقع يف ذلك الوقت.

[133 ]

الفصل الثالث يف خروج إذا عن الشرطية ومثاله قوله تعاىل )وإذا ما غضبوا هم يغفرون( وقوله فإذا فيهما ظرف خلرب املبتدأ بعدها، ولو كانت شرطية تعاىل )والذين إذا أصاهبم البغى هم ينتصرون(

واجلملة االمسية جوابا القرتنت بالفاء مثل )وإن ميسسك خبري فهو على كل شئ قدير( وقول بعضهم )إنه على إضمار الفاء( تقدم رده، وقول آخر )إن الضمري توكيد ال مبتدأ، وإن ما بعده اجلواب( ظاهر

هبا حمذوف مدلول عليه باجلملة بعدها( تكلف من غري ضرورة. ومن التعسف، وقول آخر )إن جواذلك إذا الىت بعد القسم حنو )والليل إذا يغشى( )والنجم إذا هوى( إذ لو كانت شرطية كان ما قبلها جوابا يف املعىن كما يف قولك )آتيك إذا أتيتين( فيكون التقدير إذا يغشى الليل وإذا هوى النجم

نع، لوجهني: أحدمها: أن القسم االنشائى ال يقبل التعليق، الن االنشاء إيقاع، أقسمت. وهذا ممتواملعلق حيتمل الوقوع وعدمه، فأما )إن جاءين فو اهلل الكرمنه( فاجلواب يف املعىن فعل االكرام، النه

جواب املسبب عن الشرط، وإمنا دخل القسم بينهما جملرد التوكيد، وال ميكن ادعاء مثل ذلك هنا، النوالليل ثابت دائما، وجواب والنجم ماض مستمر االنتفاء، فال ميكن تسببهما عن أمر مستقبل وهو فعل الشرط. والثاىن: أن اجلواب خربى، فال يدل عليه االنشاء، لتباين حقيقتهما. )أمين( املختص

Page 75: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ ومهزته وصل، ال بالقسم، اسم ال حرف، خالفا للزجاج والرماىن، مفرد مشتق من اليمن ] وهو الربكة مجع ميني ومهزته قطع، خالفا

[131 ]

للكوفيني، ويرده جواز كسر مهزته، وفتح ميمه، وال جيوز مثل ذلك يف اجلمع من حنو أفلس فقال فريق القوم ملا نشدهتم: * نعم، وفريق: ليمن اهلل ما ندرى - 143وأكلب، وقول نصيب:

االبتداء، وحذف اخلرب، وإضافته إىل اسم اهلل سبحانه وتعاىل: فحذف ألفها يف الدرج، ويلزمه الرفع بخالفا البن درستويه يف إجازة جره حبرف القسم، والبن مالك يف جواز إضافته إىل الكعبة ولكاف

-الضمري، وجوز ابن عصفور كونه خربا واحملذوف مبتدأ، أي قسمي أمين اهلل. حرف الباء الباء املفردة معىن: أوهلا: االلصاق، قيل: وهو معىن ال يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه، حرف جر الربعة عشر)أمسكت بزيد( إذا قبضت على شئ من جسمه أو على ما حيبسه من يد أو مث االلصاق حقيقي ك

ثوب وحنوه، ولو قلت )أمسكته( احتمل ذلك وأن تكون منعته من التصرف، وجمازي حنو )مررت بزيد( ى مبكان يقرب من زيد، وعن االخفش أن املعىن مررت على زيد، بدليل )وإنكم أي ألصقت مرور

لتمرون عليهم مصبحني( وأقول: إن كال من االلصاق واالستعالء إمنا يكون حقيقيا إذا كان مفضيا إىل )مررت )أمسكت بزيد، وصعدت على السطح( فإن أفضى إىل ما يقرب منه فمجاز ك نفس اجملرور ك

تشب ملقرورين يصطلياهنا * وبات على النار الندى واحمللق - 141أويل اجلماعة، وكقوله: بزيد( يف ت ( 143) ص

[132 ]

)مررت بزيد، ومررت فإذا استوى التقدير ان يف اجملازية، فاالكثر استعماال أوىل بالتخريج عليه، كولقد أمر على اللئيم يسبىن - 142عليه( وإن كان قد جاء كما يف )لتمرون عليهم( )ميرون عليها(.

[ إال أن )مررت به( أكثر، فكان أوىل 645و 421* ] فمضيت مثة قلت: ال يعنيىن [ ] ص مترون الديار ومل تعوجوا - 143بتقديره أصال، ويتخرج على هذا اخلالف خالف يف املقدر يف قوله:

Page 76: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اين: التعدية، وتسمى باء النقل [ أهو الباء أم على ؟ الث 413* ] كالمكم على إذا حرام [ ] ص أيضا، وهى املعاقبة للهمزة يف تصيري الفاعل مفعوال، وأكثر ما تعدى الفعل القاصر، تقول يف ذهب زيد: ذهبت بزيد، وأذهبته، ومنه )ذهب اهلل بنورهم( وقرئ )أذهب اهلل نورهم( وهى مبعىن القراءة

فرقا، وإنك إذا قلت ذهبت بزيد كنت مصاحبا له املشهورة، وقول املربد والسهيلى )إن بني التعديتنييف الذهاب( مردود باآلية، وأما قوله تعاىل: )ولو شاء اهلل لذهب بسمعهم وأبصارهم( فيحتمل أن الفاعل ضمري الربق. والن اهلمزة والباء متعاقبتان مل جيز أقمت بزيد، وأما )تنبت بالدهن( فيمن ضم

ة الباء، أو على أهنا للمصاحبة، فالظرف حال من الفاعل، أي أوله وكسر ثالثه، فخرج على زيادمصاحبة للدهن، أو املفعول، أي تنبت الثمر مصاحبا للدهن، أو أن أنبت يأيت مبعىن ثبت كقول

رأيت ذوى احلاجات حول بيوهتم * قطينا هلا حىت إذا أنبت البقل ومن وردوها مع - 144زهري: ع اهلل الناس بعضهم ببعض( وصككت احلجر باحلجر، واالصل دفع املتعدى قوله تعاىل: )ولو ال دف

[ 645و 421بعض الناس بعضا، وصك احلجر باحلجر. ] ص

[133 ]

الثالث: االستعانة، وهى الداخلة على آلة الفعل، حنو )كتبت بالقلم( و )جنرت بالقدوم( قيل: كمل إال هبا. الرابع: السببية، حنو )إنكم ومنه ] باء [ البسملة، الن الفعل ال يتأتى على الوجه اال

ظلمتم أنفسكم باختاذكم العجل( )فكال أخذنا بذنبه( ومنه: لقيت بزيد االسد، أي بسبب لقائي قد سقيت آباهلم بالنار * ] والنار قد تسفى من االوار [ أي أهنا بسبب ما - 145إياه، وقوله:

ملاء. اخلامس: املصاحبة، حنو )اهبط بسالم( أي معه ومست به من أمساء أصحاهبا خيلى بينها وبني ا)وقد دخلوا بالكفر( اآلية. وقد اختلف يف الباء من قوله تعاىل: )فسبح حبمد ربك( فقيل: للمصاحبة، واحلمد مضاف إىل املفعول، أي فسبحه حامدا له، أي نزهه عما ال يليق به، وأثبت له ما يليق به،

ف إىل الفاعل، أي سبحه مبا محد به نفسه، إذ ليس كل تنزيه مبحمود، وقيل: لالستعانة، واحلمد مضاأال ترى أن تسبيح املعتزلة اقتضى تعطيل كثري من الصفات. واختلف يف )سبحانك اللهم وحبمدك( فقيل: مجلة واحدة على أن الواو زائدة، وقيل: مجلتان على أهنا عاطفة، ومتعلق الباء حمذوف، أي

Page 77: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اخلطاىب: املعىن ومبعونتك الىت هي نعمة توجب على محدك سبحتك، ال حبوىل وحبمدك سبحتك، وقالوقوتى، يريد أنه مما أقيم فيه املسبب مقام السبب، وقال ابن الشجرى يف )فتستجيبون حبمده(: هو كقولك )أجبته بالتلبية( أي فتجيبونه بالثناء، إذ احلمد الثناء، أو الباء للمصاحبة متعلقة حبال حمذوفة،

أي معلنني حبمده، والوجهان يف )فسبح حبمد ربك(.

[134 ]

والسادس: الظرفية حنو )ولقد نصركم اهلل ببدر( )جنيناهم بسحر( والسابع: البدل، كقول ( وانتصاب )االغارة( 1فليت ىل هبم قوما إذا ركبوا * شنوا االغارة فرسانا وركبانا ) - 146احلماسي:

ثامن: املقابلة، وهى الداخلة على االعواض، حنو )اشرتيته بألف( و )كافأت على أنه مفعول الجله. والإحسانه بضعف( وقوهلم )هذا بذاك( ومنه )ادخلوا اجلنة مبا كنتم تعملون( وإمنا مل نقدرها باء السببية كما قالت املعتزلة وكما قال اجلميع يف )لن يدخل أحدكم اجلنة بعمله( الن املعطى بعوض قد يعطى

نا، وأما املسبب فال يوجد بدون السبب، وقد تبني أنه ال تعارض بني احلديث واآلية، الختالف جماحمملى الباءين مجعا بني االدلة. والتاسع: اجملاوزة كعن، فقيل: ختتص بالسؤال، حنو )فاسأل به خبريا(

ني أيديهم بدليل )يسألون عن أنبائكم( وقيل: ال ختتص به، بدليل قوله تعاىل: )يسعى نورهم بوبأمياهنم( )ويوم تشقق السماء بالغمام( وجعل الزخمشري هذه الباء مبنزلتها يف )شققت السنام بالشفرة( على أن الغمام جعل كاآللة الىت يشق هبا، قال: ونظريه )السماء منفطر به( وتأول البصريون )فاسأل به

أصال، وفيه بعد، النه ال يقتضى قولك خبري( على أن الباء للسببية، وزعموا أهنا ال تكون مبعىن عن)سألت بسببه( أن اجملرور هو املسئول عنه. العاشر: االستعالء، حنو )من إن تأمنه بقنطار( اآلية، بدليل )هل آمنكم عليه إال كما أمنتكم على أخيه من قبل( وحنو )وإذا مروا هبم يتغامزون( بدليل

وقوله: )وإنكم لتمرون عليهم( وقد مضى البحث فيه،

23( انظر الشاهد رقم 1)

Page 78: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[135 ] * أرب يبول الثعلبان برأسه ؟ * بدليل متامه: * لقد هان من بالت عليه الثعالب * - 141

احلادى عشر: التبعيض، أثبت ذلك االصمعي والفارسي والقتىب وابن مالك، قيل: والكوفيون، وجعلوا شربن مباء البحر مث ترفعت * مىت جلج خضر هلن نئيج - 148منه )عينا يشرب هبا عباد اهلل( وقوله:

] فلثمت فاها آخذا بقروهنا [ * شرب النزيف بربد ماء - 141[ وقوله: 335و 111] ص احلشرج قيل: ومنه )وامسحوا برؤسكم( والظاهر أن الباء فيهن لاللصاق، وقيل: هي يف آية الوضوء

ن )مسح( يتعدى إىل املزال عنه بنفسه، وإىل املزيل بالباء، لالستعانة، وإن يف الكالم حذفا وقلبا، فإكنواح ريش محامة جندية * ومسحت - 153فاالصل امسحوا رؤسكم باملاء، ونظريه بيت الكتاب:

باللثتني عصف االمثد يقول: إن لثاتك تضرب إىل مسرة، فكأنك مسحتها مبسحوق االمثد، فقلب معىن روين، ويصح ذلك يف )يشرب هبا( وحنوه، وقال معمويل مسح، وقيل يف شربن: إنه ضمن

الزخمشري يف )يشرب هبا(: املعىن يشرب هبا اخلمر كما تقول )شربت املاء بالعسل(. الثاين عشر: القسم، وهو أصل أحرفه، ولذلك خصت جبواز ذكر الفعل معه

[136 ]

واستعاهلا يف القسم االستعطايف حنو )أقسم باهلل لتفعلن( ودخوهلا على الضمري حنو )بك الفعلن( حنو )باهلل هل قام زيد( أي أسألك باهلل مستحلفا. الثالث عشر: الغاية، حنو )وقد أحسن ىب( أي إىل، وقيل: ضمن أحسن معىن لطف. الرابع عشر: التوكيد وهى الزائدة، وزيادهتا يف ستة مواضع. أحدها:

فالواجبة يف حنو )أحسن بزيد( يف قول اجلمهور: إن الفاعل، وزيادهتا فيه: واجبة، وغالبة، وضرورة. االصل أحسن زيد مبعىن ذا حسن، مث غريت صيغة اخلرب إىل الطلب، وزيدت الباء إصالحا للفظ، وأما إذا قيل بأنه أمر لفظا ومعىن وإن فيه ضمري املخاطب مسترتا فالباء معدية مثلها يف )امرر بزيد(.

ى باهلل شهيدا( وقال الزجاج: دخلت لتضمن كفى معىن اكتف، وهو والغالبة يف فاعل كفى، حنو )كفمن احلسن مبكان، ويصححه قوهلم )اتقى اهلل امرؤ فعل خريا يثب عليه( أي ليتق وليفعل، بدليل جزم )يثب( ويوجبه قوهلم )كفى هبند( برتك التاء، فإن احتج بالفاصل فهو جموز ال موجب، بدليل )وما

Page 79: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ج من مثرة( فإن عورض بقولك )أحسن هبند( فالتاء ال تلحق صيغ االمر، وإن تسقط من ورقة وما ختر كان معناها اخلرب، وقال ابن السراج: الفاعل ضمري االكتفاء، وصحة قوله موقوفة على جواز تعلق اجلار بضمري املصدر، وهو قول الفارسى والرماىن، أجازا )مرورى بزيد حسن وهو بعمر وقبيح( وأجاز

عماله يف الظرف وغريه، ومنع مجهور البصريني إعماله مطلقا، قالوا ومن جمئ فاعل كفى الكوفيون إ] عمرية ودع إن جتهزت غازيا [ * كفى الشيب واالسالم - 151هذه جمردا عن الباء قول سحيم:

للمرء ناهيا

[131 ]

تزاد الباء يف أنه مل يستعمل كفى ] هنا [ مبعىن اكتف. وال -على ما اخرتناه -ووجه ذلك قليل - 152فاعل كفى الىت مبعىن أجزأ وأغىن، وال الىت مبعىن وقى، واالوىل متعدية لواحد كقوله:

[ والثانية متعدية الثنني كقوله تعاىل: 615منك يكفيين، ولكن * قليلك ال يقال له قليل ] ص زيادة الباء يف فاعل كفى املتعدية )وكفى اهلل املؤمنني القتال( )فسيكفيكهم اهلل( ووقع يف شعر املتنيب

كفى ثعال فخرا بأنك منهم * ودهر الن أمسيت من أهله أهل ومل أرمن انتقد - 153لواحد، قال: عليه ذلك، فهذا إما لسهو عن شرط الزيادة، أو جلعلهم هذه الزيادة من قبيل الضرورة كما سيأيت، أو

ملمدوح وهم بطن من طيئ، وصرفه للضرورة إذ فيه العدل لتقدير الفاعل غري جمرور بالباء، وثعل: رهط اوالعلمية كعمر، ودهر: مرفوع عند ابن جىن بتقدير: وليفخر دهر، وأهل: صفة له مبعىن مستحق، والالم متعلقة بأهل، وجوز ابن الشجرى يف دهر ثالثة أوجه، أحدها أن يكون مبتدأ حذف خربه، أي

نه قد وصف بأهل، والثاىن كونه معطوفا على فاعل كفى، أي يفتخر بك، وصح االبتداء بالنكرة الأهنم فخروا بكونه منهم وفخروا بزمانه لنضارة أيامه(. وهذا وجه ال حذف فيه، والثالث أن جتره بعد أن ترفع فخرا، على تقدير كونه فاعل كفى والباء متعلقة بفخر، ال زائدة، وحينئذ جتر الدهر بالعطف،

و حمذوفا، وزعم املعرى أن الصواب نصب دهر بالعطف على ثعال، أي وكفى دهرا وتقدر أهال خربا هلهو أهل الن أمسيت من أهله أنه أهل لكونك من أهله، وال خيفى ما فيه من التعسف وشرحه أنه

Page 80: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عطف على املفعول املتقدم، وهو ثعال، والفاعل املتأخر وهو )أنك منهم( منصوبا ومرفوعا ومها دهرا ها وما تعلق خبربها، مث حذف املرفوع وأن ومعموال

[138 ]

املعطوف اكتفاء بداللة املعىن، وزعم الربعي أن النصب بالعطف على اسم أن وأن )أهل( عطف أمل يأتيك واالنباء تنمى * مبا - 154على خربها، وال معىن للبيت على تقديره. والضرورة كقوله:

مهما ىل الليلة مهما ليه * أودى بنعلى وسرباليه ] - 155[ وقوله: 381القت لبون بىن زياد ] ص [ وقال ابن الضائع يف االول: إن الباء متعلقة بتنمى، وإن فاعل يأيت مضمر، فاملسألة من 332 ص

باب االعمال. وقال ابن احلاجب يف الثاين: الباء معدية كما تقول )ذهب بنعلى( ومل يتعرض لشرح ضمريا يف )أودى( ؟ ويصح أن يكون التقدير: أودى هو، أي مود، أي الفاعل، وعالم يعود إذا قدر

ذهب ذاهب، كما جاء يف احلديث )ال يزىن الزاىن حني يزىن وهو مؤمن وال يشرب اخلمر حني يشرهبا وهو مؤمن( أي وال يشرب هو، أي الشارب، إذ ليس املراد وال يشرب الزاىن. والثاىن مما تزاد فيه الباء:

و )وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة( )وهزى إليك جبذع النخلة( )فليمدد بسبب إىل السماء( املفعول، حن)ومن يرد فيه بإحلاد( )فطفق مسحا بالسوق( أي ميسح السوق مسحا، وجيوز أن يكون صفة: أي

] حنن بنو ضبة أصحاب الفلج [ * نضرب بالسيف وفرجو - 156مسحا واقعا بالسوق، وقوله: هد يف الثانية، فأما االوىل فلالستعانة، وقوله: بالفرج الشا

[131 ]

[ وقيل: ضمن تلقوا معىن 32] هن احلرائر ال ربات أمخرة [ * سود احملاجر ال يقرأن بالسور ] تفضوا، ويريد معىن يهم، ونرجو معىن نطمع، ويقرأن معىن يرقني ويتربكن، وأنه يقال )قرأت بالسورة(

يقال )قرأت بكتابك( لفوات معىن التربك فيه، قاله السهيلي، وقيل: املراد ال تلقو على هذا املعىن، وال أنفسكم إىل التهلكة بأيديكم، فحذف املفعول به، والباء لآللة كما يف قولك )كتبت بالقلم( أو املراد

يف بسبب أيديكم، كما يقال: ال تفسد أمرك برأيك. وكثرت زيادهتا يف مفعول )عرفت( وحنوه، وقلت

Page 81: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تبلت فؤادك يف املنام خريدة * تسقى الضجيع ببارد بسام - 151مفعول ما يتعدى إىل اثنني كقوله: وقد زيدت يف مفعول كفى املتعدية لواحد، ومنه احلديث )كفى باملرء إمثا أن حيدث بكل ما مسع(.

[ 321 و 328( ] ص 1فكفى بنا فضال على من غرينا * حب النيب حممد إيانا ) - 158وقوله: كفى - 151وقيل: إهنا هي يف البيت زائدة يف الفاعل، وحب: بدل اشتمال على احملل، وقال املتنيب

[ والثالث: املبتدأ، وذلك يف قوهلم 661جبسمى حنوال أنىن رجل * لو ال خماطبيت إياك مل ترىن ] ص ويه )بأيكم املفتون( )حبسبك درهم( و )خرجت فإذا بزيد( و )كيف بك إذا كان كذا( ومنه عند سيب

وقال أبو احلسن

( الرواية برفع )غرينا( وهو خرب مبتدأ حمذوف، واجلملة صلة من، والتقدير: الذى هو غرينا. 1)

[113 ]

بأيكم متعلق باستقرار حمذوف خمرب به عن املفتون، مث اختلف، فقيل: املفتون مصدر مبعىن من الغريب أهنا زيدت فيما أصله -ئفة منكم املفتون. تنبيه الفتنة، وقيل: الباء ظرفية، أي يف أي طا

املبتدأ وهو اسم ليس، بشرط أن يتأخر إىل موضع اخلرب كقراءة بعضهم )ليس الرب بأن تولوا( بنصب أليس عجيبا بأن الفىت * يصاب ببعض الذى يف يديه والرابع: اخلرب، وهو - 163الرب، وقوله:

)ليس زيد بقائم( )وما اهلل بغافل( وقوهلم )ال خري خبري بعده النار( إذا ضربان: غري موجب فينقاس حنومل حتمل على الظرفية، وموجب فيتوقف على السماع، وهو قول االخفش ومن تابعه، وجعلوا منه قوله

] فال تطمع، أبيت اللعن، فيها [ * ومنعكها بشئ - 161تعاىل )جزاء سيئة مبثلها( وقول احلماسي: االوىل تعليق )مبثلها( باستقرار حمذوف هو اخلرب، وبشئ مبنعكها واملعىن ومنعكها بشئ ما يستطاع و

يستطاع، وقال ابن مالك يف )حبسبك زيد( إن زيدا مبتدأ مؤخر، النه معرفة وحسب نكرة. واخلامس: : فما رجعت خبائبة ركاب * حكيم بن املسيب منتهاها وقوله - 163احلال املنفى عاملها، كقوله:

] كائن دعيت إىل بأساء دامهة [ * فما انبعثت مبزءود وال وكل ذكر ذلك ابن مالك، - 163

Page 82: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وخالفه أبو حيان، وخرج البيتني على أن التقدير حباجة خائبة، وبشخص مزءود أي مذعور، ويريد باملزءود نفسه، على حد قوهلم )رأيت

[111 ]

ل دون الثاين، الن صفات الذم إذا نفيت على منه أسدا( وهذا التخريج ظاهر يف البيت االو سبيل املبالغة مل ينتف أصلها، وهلذا قيل يف )وما ربك بظالم للعبيد( إن فعاال ليس للمبالغة بل للنسب

] وليس بذى رمح فيطعنىن به [ * وليس بذى سيف وليس بنبال أي وما ربك بذى - 164كقوله: يقال لقيت منه أسدا أو حبرا أو حنو ذلك إال عند قصد املبالغة ظلم، الن اهلل ال يظلم الناس شيئا، وال

يف الوصف باالقدام أو الكرم. والسادس: التوكيد بالنفس والعني، وجعل منه بعضهم قوله تعاىل )يرتبصن بانفسهن( وفيه نظر، إذ حق الضمري املرفوع املتصل املؤكد بالنفس أو بالعني أن يؤكد أوال

أنتم أنفسكم( والن التوكيد هنا ضائع، إذ املأمورات بالرتبص ال يذهب الوهم إىل باملنفصل حنو )قمتمأن املأمور غريهن، خبالف قولك )زارين اخلليفة نفسه( وإمنا ذكر االنفس هنا لزيادة البعث على

مذهب البصريني أن أحرف -الرتبص، الشعاره مبا يستنكفن منه من طموح أنفسهن إىل الرجال. تنبيه ر ال ينوب بعضها عن بعض بقياس، كما أن أحرف اجلزم وأحرف النصب كذلك، وما أوهم ذلك اجل

فهو عندهم إما مؤول تأويال يقبله اللفظ، كما قيل يف )والصلبنكم يف جذوع النخل(: إن )يف( ليست مبعىن على، ولكن شبه املصلوب لتمكنه من اجلذع باحلال يف الشئ، وإما على تضمني الفعل معىن

[ معىن 148عل يتعدى بذلك احلرف، كما ضمن بعضهم شربن يف قوله * شربن مباء البحر * ] فروين، وأحسن يف )وقد أحسن ىب( معىن لطف، وإما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى، وهذا االخري هو حممل الباب كله عند ] أكثر [ الكوفيني وبعض املتأخرين، وال جيعلون ذلك شاذا ومذهبهم أقل

سفا. * )جبل( * على وجهني: حرف مبعىن نعم، واسم، وهى على وجهني: اسم تع

[112 ]

Page 83: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فعل مبعىن يكفى، واسم مرادف حلسب، ويقال على االول )جبلىن( وهو نادر، وعلى الثاين ] أال إنىن أشربت أسود حالكا [ * أال جبلى من ذا الشراب أال جبل * )بل( * - 165)جبلى( قال:

فإن تالها جبملة كان معىن االضراب إما االبطال حنو )وقالوا اختذ الرمحن ولدا سبحانه، حرف إضراب، بل عباد مكرمون( أي بل هم عباد، وحنو )أم يقولون به جنة، بل جاءهم باحلق( وإما االنتقال من

جه، غرض إىل آخر، ووهم ابن مالك إذ زعم يف شرح كافيته أهنا ال تقع يف التنزيل إال على هذا الو ومثاله )قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون احلياة الدنيا( وحنو )ولدينا كتاب ينطق باحلق وهم ال يظلمون، بل قلوهبم يف غمرة( وهى يف ذلك كله حرف ابتداء، ال عاطفة، على الصحيح

تانه وجهرمه [ إذ بل بلد مل ء الفجاج قتمه * ] ال يشرتى ك - 166ومن دخوهلا على اجلملة قوله: التقدير بل رب بلد موصوف هبذا الوصف قطعته، ووهم بعضهم فزعم أهنا تستعمل جارة وإن تالها مفرد فهى عاطفة، مث إن تقدمها أمر أو إجياب )كاضرب زيدا بل عمرا، وقام زيد بل عمرو( فهى

، وإن تقدمها نفى أو جتعل ما قبلها كاملسكوت عنه، فال حيكم عليه بشئ، وإثبات احلكم ملا بعدهاهنى فهى لتقرير ما قبلها على حالته، وجعل ضده ملا بعده، حنو )ما قام زيد بل عمرو، وال يقم زيد بل عمرو( وأجاز املربد وعبد الوارث أن تكون ناقلة معىن النفى والنهى إىل ما بعدها وعلى قوهلما فيصح

ومنع الكوفيون أن يعطف هبا بعد غري النفى )ما زيد قائما بل قاعدا، وبل قاعد( وخيتلف املعىن، وشبهه، قال هشام: حمال )ضربت زيدا بل إياك( أهو ومنعهم ذلك مع سعة روايتهم دليل على قلته.

[113 ]

وجهك البدر، ال، بل الشمس - 161وتزاد قبلها )ال( لتوكيد االضراب بعد االجياب، كقوله: كيد تقرير ما قبلها بعد النفى، ومنع ابن درستويه زيادهتا بعد لو مل * يقض للشمس كسفه أو أفول ولتو

وما هجرتك، ال، بل زادين شغفا * هجر وبعد تراخى ال إىل - 168النفى، وليس بشئ، لقوله: أجل * )بلى( * حرف جواب أصلى االلف، وقال مجاعة: االصل بل، وااللف زائدة، وبعض هؤالء

ا. وختتص بالنفى، وتفيد إبطاله. سواء كان جمردا حنو )زعم الذين يقول: إهنا للتأنيث، بدليل إمالتهكفروا أن لن يبعثوا قل بلى ورىب( أم مقرونا باالستفهام، حقيقيا كان حنو )أليس زيد بقائم( فتقول:

Page 84: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بلى، أو توبيخيا حنو )أم حيسبون أنا ال نسمع سرهم وجنواهم بلى( )أحيسب االنسان أن لن جنمع قريريا حنو )أمل يأتكم نذير قالوا بلى( )ألست بربكم قالوا بلى( أجروا النفى مع التقرير عظامه بلى( أو ت

جمرى النفى اجملرد يف رده ببلى، ولذلك قال ابن عباس وغريه: لو قالوا نعم لكفروا، ووجهه أن نعم فقال تصديق للمخرب بنفى أو إجياب ولذلك قال مجاعة من الفقهاء: لو قال )أليس ىل عليك ألف(

)بلى( لزمته، ولو قال )نعم( مل تلزمه، وقال آخرون: تلزمه فيهما، وجروا يف ذلك على مقتضى العرف ال اللغة، ونازع السهيلي وغريه يف احملكى عن ابن عباس وغريه يف اآلية مستمسكني بأن االستفهام

فال تبصرون أم أنا التقريرى خرب موجب، ولذلك امتنع سيبويه من جعل أم متصلة يف قوله تعاىل )أ 8خري( الهنا ال تقع بعد االجياب، وإذا ثبت أنه إجياب فنعم بعد االجياب تصديق ] له [، انتهى. ]

[ 1مغىن اللبيب -

[114 ]

ويشكل عليهم أن بلى ال جياب هبا ] عن [ االجياب، وذلك متفق عليه، ولكن وقع يف كتب م ] اجملرد [، ففى صحيح البخاري يف كتاب االميان أنه عليه احلديث ما يقتضى أهنا جياب هبا االستفها

الصالة والسالم قال الصحابه )أترضون أن تكونوا ربع أهل اجلنة ؟( قالوا: بلى، وىف صحيح مسلم يف كتاب اهلبة )أيسرك أن يكونوا لك يف الرب سواء ؟( قال: بلى، قال )فال إذن( وفيه أيضا أنه قال )أنت

ة ؟( فقال له اجمليب: بلى، وليس هلؤالء أن حيتجوا بذلك، النه قليل فال يتخرج عليه الذى لقيتين مبكالتنزيل. واعلم أن تسمية االستفهام يف اآلية تقريرا عبارة مجاعة، ومرادهم أنه تقرير مبا بعد النفى كما

د، بامليم، مر يف صدر الكتاب، وىف املوضع حبث أوسع من هذا يف باب النون. * )بيد( * ويقال: ميوهو اسم مالزم لالضافة إىل أن وصلتها، وله معنيان: أحدمها: غري، إال أنه ال يقع مرفوعا وال جمرورا، بل منصوبا، وال يقع صفة وال استثناء متصال، وإمنا يستثىن به يف االنقطاع خاصة، ومنه احلديث )حنن

ند الشافعي رضى اهلل عنهم )بائد أهنم( اآلخرون السابقون، بيد أهنم أوتوا الكتاب من قبلنا( وىف مس، وىف احملكم أن هذا املثال حكاه وىف الصحاح )بيد مبعىن غري، يقال: إنه كثري املال بيد أنه خبيل( اه

ابن السكيت، وأن بعضهم فسرها فيه مبعىن على، وأن تفسريها بغري أعلى. والثاىن: أن تكون مبعىن من

Page 85: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نطق بالضاد بيد أىن من قريش واسرتضعت يف بىن سعد بن بكر( أجل، ومنه احلديث )أنا أفصح من وال عيب فيهم غري أن سيوفهم * - 161وقال ابن مالك وغريه: إهنا هنا مبعىن غري، على حد قوله:

هبن فلول من قراع الكتائب

[115 ]

اف إن عمدا فعلت ذاك بيد أىن * أخ 113وأنشد أبو عبيدة على جميئها مبعىن من أجل قوله: هلكت أن ترىن وقوله ترىن: من الرنني، وهو الصوت * )بله( * على ثالثة أوجه: اسم لدع، ومصدر مبعىن الرتك، واسم مرادف لكيف، وما بعدها منصوب على االول، وخمفوض على الثاين، ومرفوع على

ثالثة قوله يصف الثالث، وفتحها بناء على االول والثالث، وإعراب على الثاين، وقد روى باالوجه التذر اجلماجم ضاحيا هاماهتا * بله االكف كأهنا مل ختلق وإنكار أىب على أن يرتفع - 111السيوف:

ما بعدها مردود حبكاية أىب احلسن وقطرب له، وإذا قيل )بله الزيدين، أو املسلمني، أو أمحد، أو يف تفسري أمل السجدة: يقول اهلندات( احتملت املصدرية واسم الفعل. ومن الغريب أن يف البخاري

اهلل تعاىل )أعددت لعبادي الصاحلني ماال عني رأت، وال أذن مسعت، وال خطر على قلب بشر ذخرا (. واستعملت معربة جمرورة مبن خارجة عن املعاين الثالثة، وفسرها بعضهم 1من بله ما اطلعتم عليه( )

حمركة يف أوائل -ستثناء. حرف التاء التاء املفردة بغري، وهو ظاهر، وهبذا يتقوى من يعدها يف ألفاظ االاالمساء، وحمركة يف أواخرها، وحمركة يف أواخر االفعال، ومسكنة يف أواخرها. فاحملركة يف أوائل االمساء حرف جر معناه القسم، وختتص بالتعجب، وباسم اهلل تعاىل، ورمبا قالوا )ترىب( و )ترب الكعبة( و

ري )تالرمحن( قال الزخمش

بوالق( )*( 316/ 8السلطانية( مث انظر فتح الباري ) 116/ 6( انظر صحيح البخاري )1)

[116 ]

Page 86: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يف )وتاهلل الكيدن أصنامكم(: الباء أصل حروف القسم، والواو بدل منها، والتاء بدل من الواو، و منروذ وقهره، هوفيها زيادة معىن التعجب، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده وتأتيه مع عت

واحملركة يف أواخرها حرف خطاب حنو أنت وأنت. واحملركة يف أواخر االفعال ضمري حنو قمت وقمت وقمت، ووهم ابن خروف فقال يف قوهلم يف النسب )كنىت(: إن التاء هنا عالمة كالواو يف )أكلوين

أمر التاء االمسية أهنا جردت الرباغيث( ومل يثبت يف كالمهم أن هذه التاء تكون عالمة. ومن غريب عن اخلطاب، والتزم فيها التذكري واالفراد يف )أرأيتكما( و )أرأيتكم( و )أرأيتك( و )أرأيتك( و )أرأيتكن( إذ لو قالوا )أرأيتما كما( مجعوا بني خطابني، وإذا امتنعوا من اجتماعهما يف )يا غالمكم(

مع أن الغالم طار عليه اخلطاب بسبب النداء، -هم( فلم يقولوه كما قالوا )يا غالمنا( و )يا غالموإنه خطاب الثنني ال لواحد، فهذا أجدر، وإمنا جاز )واغالمكيه( الن املندوب ليس مبخاطب يف احلقيقة، ويأتى متام القول يف )أرأيتك( يف حرف الكاف إن شاء اهلل تعاىل. والتاء الساكنة يف أواخر

ث كقامت، وزعم اجللوىل أهنا اسم، وهو خرق المجاعهم، وعليه االفعال حرف وضع عالمة للتأنيفيأتى يف الظاهر بعدها أن يكون بدال، أو مبتدأ، واجلملة قبله خرب، ويرده أن البدل صاحل لالستغناء به عن املبدل منه، وأن عود الضمري على ما هو بدل منه حنو )اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم( قيل، وأن

إىل ملك ما أمه من حمارب * أبوه، وال كانت - 112لواقع مجلة قليل أيضا، كقوله: تقدم اخلرب ا كليب تصاهره ورمبا وصلت هذه التاء بثم ورب، واالكثر حتريكها معهما بالفتح.

[111 ]

حرف عطف يقتضى ثالثة أمور: -حرف الثاء )مث( ويقال فيها: فم، كقوهلم يف جدث: جدف الرتتيب، واملهلة، وىف كل منها خالف. فأما التشريك فزعم االخفش والكوفيون التشريك يف احلكم، و

أنه قد يتخلف، وذلك بأن تقع زائدة، فال تكون عاطفة البتة، ومحلو على ذلك قوله تعاىل: )حىت إذا ضاقت عليهم االرض مبا رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن ال ملجأ من اهلل إال إليه مث تاب

أراىن إذا أصبحت ذاهوى * فثم إذا أمسيت أمسيت غاديا وخرجت - 113قول زهري: عليهم( و اآلية على تقدير اجلواب، والبيت على زيادة الفاء. وأما الرتتيب فخالف قوم يف اقتضائها إياه، متسكا

Page 87: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بقوله تعاىل: )خلقكم من نفس واحدة، مث جعل منها زوجها( )وبدأ خلق االنسان من طني، مث جعل ه من ساللة من ماء مهني، مث سواه ونفخ فيه من روحه( )ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون، مث آتينا نسل

إن من ساد مث ساد أبوه * مث قد ساد قبل ذلك جده واجلواب - 114موسى الكتاب( وقول الشاعر عن اآلية االوىل من مخسة أوجه: أحدها: أن العطف على حمذوف، أي من نفس واحدة، أنشأها، مث

جعل منها زوجها. الثاين: أن العطف على )واحدة( على تنويلها بالفعل، أي من نفس توحدت، أي انفردت، مث جعل منها زوجها.

[118 ]

الثالث: أن الذرية أخرجت من ظهر آدم عليه السالم كالذر، مث خلقت حواء من قصرياه. بثم إيذانا برتتبه وتراخيه يف االعجاب وظهور الرابع: أن خلق حواء من آدم ملا مل جتر العادة مبثله جئ

القدرة، ال لرتتيب الزمان وتراخيه. اخلامس: أن )مث( لرتتيب االخبار ال لرتتيب احلكم، وأنه يقال )بلغين ما صنعت اليوم مث ما صنعت أمس أعجب( أي مث أخربك أن الذى صنعته أمس أعجب. واالجوبة

تصحح الرتتيب واملهلة، وهذا يصحح الرتتيب فقط، إذ ال تراخى السابقة أنفع من هذا اجلواب، الهنا بني االخبارين، ولكن اجلواب االخري أعم، النه يصح أن جياب به عن اآلية االخرية والبيت. وقد أجيب عن اآلية الثانية أيضا بأن )سواه( عطف على اجلملة االوىل، ال الثانية. وأجاب ابن عصفور عن

اجلد أتاه السؤدد من قبل االب، واالب من قبل االبن، كما قال ابن الرومي: البيت بأن املراد أنقالوا: أبو الصقر من شيبان، قلت هلم: * كال لعمري، ولكن منه شيبان وكم أب قد عال - 115

بابن ذرى حسب * كما علت برسول اهلل عدنان وأما املهملة فزعم الفراء أهنا ] قد [ تتخلف، بدليل ين ما صنعت اليوم مث ما صنعت أمس أعجب( الن مث يف ذلك لرتتيب االخبار، وال قولك: )أعجب

تراخى بني االخبارين، وجعل منه ابن مالك )مث آتينا موسى الكتاب( اآلية، وقد مر البحث يف ذلك، والظاهر أهنا واقعة موقع الفاء يف قوله:

[111 ]

Page 88: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يب مث اضطرب إذ اهلز مىت جرى يف أنابيب كهز الرديىن حتت العجاج * جرى يف االناب - 116أجرى الكوفيون مث جمرى الفاء والواو، يف جواز نصب -الرمح يعقبه االضطراب، ومل يرتاخ عنه. مسألة

املضارع املقرون هبا بعد فعل الشرط، واستدل هلم بقراءة احلسن )ومن خيرج من بيته مهاجرا إىل اهلل ره على اهلل( بنصب )يدرك( وأجراها ابن مالك جمرامها بعد الطلب، ورسوله مث يدركه املوت فقد وقع أج

فأجاز يف قوله صلى اهلل عليه وسلم: )ال يبولن أحدكم يف املاء الدائم الذى ال جيرى مث يغتسل منه( ثالثة أوجه: الرفع بتقدير مث هو يغتسل، وبه جاءت الرواية، واجلزم بالعطف على موضع فعل النهى،

بإعطاء مث حكم واو اجلمع، فتوهم تلميذه االمام أبو زكريا النووي رمحه اهلل أن املراد والنصب قال: إعطاؤها حكمها يف إفادة معىن اجلمع، فقال: ال جيوز النصب، النه يقتضى أن املنهى عنه اجلمع

و منه أم بينهما، دون إفراد أحدمها، وهذا مل يقله أحد، بل البول منهى عنه، سواء أراد االغتسال فيه أال، انتهى. وإمنا أراد ابن مالك إعطاءها حكمها يف النصب، ال يف املعية أيضا، مث ما أورده إمنا جاء من قبل املفهوم، ال املنطوق، وقد قام دليل آخر على عدم إرادته، ونظريه إجازة الزجاج والزخمشري يف

، وكونه منصوبا مع أن النصب معناه )وال تلبسوا احلق بالباطل وتكتموا احلق( كون )تكتموا( جمزوماقال الطربي يف قوله تعاىل )أمث إذا ما وقع آمنتم به(: معناه أهنالك، وليست -النهى عن اجلمع. تنبيه

اسم -مث الىت تأتى للعطف، انتهى. وهذا وهم، اشتبه عليه مث املضمومة الثاء باملفتوحتها. )مث( بالفتح )وأزلفنا مث اآلخرين( وهو ظرف ال يتصرف، فلذلك غلط من أعربه يشار به إىل املكان البعيد، حنو

مفعوال لرأيت يف قوله تعاىل: )وإذا رأيت مث رأيت( وال يتقدمه حرف التنبيه ] وال يتأخر عنه كاف اخلطاب [.

[123 ]

حرف اجليم )جري( بالكسر على أصل التقاء الساكنني كأمس، وبالفتح للتخفيف كأين وكيف جواب مبعىن نعم، ال اسم مبعىن حقا فتكون مصدرا، وال مبعىن أبدا فتكون ظرفا، وإال حرف -

] وقلن على الفردوس أول مشرب [ - 111العربت ودخلت عليها أل، ومل تؤكد أجل جبري يف قوله: إذا تقول ال ابنة العجري * - 118* أجل جري إن كانت أبيحت دعاثره وال قوبل هبا )ال( يف قوله:

Page 89: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقائلة: أسيت، فقلت: جري * أسى إنىن من ذاك إنه - 111دق، ال إذا تقول جري وأما قوله: تصفخرج على وجهني، أحدمها: أن االصل جري إن، بتأكيد جري بإن الىت مبعىن نعم، مث حذفت مهزة إن

سم، وخففت. الثاين: أن يكون شبه آخر النصف بآخر البيت، فنونه تنوين الرتمن، وهو غري خمتص باالووصل بنية الوقف. )جلل( حرف مبعىن نعم، حكاه الزجاج يف كتاب الشجرة، واسم مبعىن عظيم أو

أخى * فإذا رميت يصيبين سهمي -أميم -قومي هم قتلوا - 183يسري أو أجل. فمن االول قوله: أبوه: فلئن عفوت العفون جلال * ولئن سطوت الوهنن عظمي ومن الثاين قول امرئ القيس وقد قتل

* أال كل شئ سواه جلل * ومن الثالث قوهلم )فعلت كذا من جلك( وقال مجيل: - 181

[121 ]

[ فقيل: 136( ] ص 1رسم دار وقفت يف طلله * كدت أقضى احلياة من جلله ) - 182أراد من أجله، وقيل: أراد من عظمه يف عيىن. حرف احلاء املهملة )حاشا( على ثالثة أوجه: أحدها:

ن تكون فعال متعديا متصرفا، تقول )حاشيته( مبعىن استثنيته، ومنه احلديث أنه عليه الصالة والسالم أقال: )أسامة أحب الناس إىل( ما حاشى فاطمة، ما: نافية، واملعىن أنه عليه الصالة والسالم مل يستثن

نه من كالمه عليه الصالة فاطمة، وتوهم ابن مالك أهنا ما املصدرية، وحاشا االستثنائية، بناء على أرأيت الناس ما - 183والسالم، فاستدل به على أنه قد يقال )قام القوم ما حاشا زيدا( كما قال:

حاشا قريشا * فإنا حنن أفضلهم فعاال ويرده أن يف معجم الطرباين )ما حاشا فاطمة وال غريها( ودليل ال أحاشى من االقوام من أحد وتوهم املربد وال أرى فاعال يف الناس يشبهه * و - 184تصرفه قوله:

أن هذا مضارع حاشا الىت يستثىن هبا، وإمنا تلك حرف أو فعل جامد لتضمنه معىن احلرف. الثاين: أن تكون تنزيهية، حنو )حاش هلل( وهى عند املربد وابن جىن والكوفيني فعل، قالوا: لتصرفهم فيها

ان الدليالن ينفيان احلرفية، وال يثبتان الفعلية، قالوا: واملعىن باحلذف، والدخاهلم إياها على احلرف، وهذ يف اآلية جانب يوسف املعصية الجل اهلل، وال يتأتى هذا التأويل يف مثل )حاش هلل ما هذا بشرا(

( يروى * كدت أقضى الغداة من جلله * )*( 1)

Page 90: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[122 ]

قراءة بعضهم )حاشا هلل( بالتنوين، كما والصحيح أهنا اسم مرداف للرباءة ] من كذا [، بدليل يقال )براءة هلل من كذا( وعلى هذا فقراءة ابن مسعود رضى اهلل عنه )حاش اهلل( كمعاذ اهلل ليس جارا وجمرورا كما وهم ابن عطية، الهنا إمنا جتر يف االستثناء، ولتنوينها يف القراءة االخرى، ولدخوهلا على

ر ال يدخل على اجلار، وإمنا ترك التنوين يف قراءهتم لبناء حاشا لشبهها الالم يف قراءة السبعة، واجلاحباشا احلرفية، وزعم بعضهم أهنا اسم فعل ماض مبعىن أتربأ، أو برئت، وحامله على ذلك بناؤها، ويرده إعراهبا يف بعض اللغات. الثالث: أن تكون لالستثناء، فذهب سيبويه وأكثر البصريني إىل أهنا حرف

ا مبنزلة إال، لكنها جتر املستثىن، وذهب اجلرمى واملازين واملربد والزجاج واالخفش وأبو زيد والفراء دائموأبو عمر والشيباىن إىل أهنا تستعمل كثريا حرفا جارا وقليال فعال متعديا جامدا لتضمنه معىن إال، ومسع

حاشا أبا ثوبان، إن به * - 185)اللهم اغفر ىل وملن يسمع حاشا الشيطان وأبا االصبغ( وقال: ضنا على امللحاة والشتم ويروى أيضا )حاشا أىب( بالياء، وحيتمل أن تكون رواية االلف على لغة من

[ وفاعل حاشا ضمري مسترت عائد على 51قال: إن أباها وأبا أباها * ] قد بلغا يف اجملد غايتاها [ ] عض املفهوم من االسم العام، فإذا قيل )قام القوم مصدر الفعل املتقدم عليها، أو اسم فاعله، أو الب

زيدا. )حىت( حرف يأيت -أي قيامهم، أو القائم منهم، أو بعضهم -حاشا زيدا( فاملعىن جانب هو الحد ثالثة معان: انتهاء الغاية، وهو الغالب، والتعليل، ومبعىن إال يف االستثناء، وهذا أقلها، وقل من

يذكره.

[123 ]

مل على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون حرفا جارا مبنزلة إىل يف املعىن والعمل، ولكنها وتستعختالفها يف ثالثة أمور: أحدها: أن ملخفوضها شرطني، أحدمها عام، وهو أن يكون ظاهرا ال مضمرا،

أتت حتاك تقصد كل فج * ترجى منك أهنا ال ختيب - 186خالفا للكوفيني واملربد، فأما قوله: رورة، واختلف يف علة املنع، فقيل: هي أن جمرورها ال يكون إال بعضا مما قبلها أو كبعض منه، فلم فض

Page 91: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ميكن عود ضمري البعض على الكل، ويرده أنه قد يكون ضمريا حاضرا كما يف البيت فال يعود على ما لقوم حتاه( تقدم، وأنه قد يكون ضمريا غائبا عائدا على ما تقدم غري الكل، كقولك )زيد ضربت ا

وقيل: العلة خشية التباسها بالعاطفة، ويرده أهنا لو دخلت عليه لقيل يف العاطفة )قاموا حىت أنت، وأكرمتهم حىت إياك( بالفصل، الن الضمري ال يتصل إال بعامله، وىف اخلافضة )حتاك( بالوصل كما يف

ملنصوب )رأيتك أنت( وىف البدل منه البيت، وحينئذ فال التباس، ونظريه أهنم يقولون يف توكيد الضمري ا)رأيتك إياك( فلم حيصل لبس، وقيل: لو دخلت عليه قلبت ألفها ياء كما يف إىل، وهى فرع عن إىل، فال حتتمل ذلك، والشرط الثاين خا ص باملسبوق بذى أجزاء، وهو أن يكون اجملرور آخرا حنو )أكلت

هي حىت مطلع الفجر( وال جيوز سرت البارحة السمكة حىت رأسها( أو مالقيا آلخر جزء حنو )سالمحىت ثلثها أو نصفها، كذا قال املغاربة وغريهم، وتوهم ابن مالك أن ذلك مل يقل به إال الزخمشري،

عينت ليلة، فما زلت حىت * نصفها راجيا، فعدت يؤوسا - 181واعرتض عليه بقوله:

[124 ]

ت يف تلك الليلة حىت نصفها، وإن كان املعىن عليه، وهذا ليس حمل االشرتاط، إذ مل يقل فما زل - 188ولكنه مل يصرح به. الثاين: أهنا إذا مل يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها كما يف قوله:

[ أو عدم دخوله كما 133و 121ألقى الصحيفة كى خيفف رحله * والزاد، حىت نعله ألقاها ] ص حىت أمكن عزيت * هلم، فال زال عنها اخلري جمدودا محل على سقى احليا االرض - 181يف قوله:

الدخول، وحيكم يف مثل ذلك ملا بعد إىل بعدم الدخول، محال على الغالب يف البابني، هذا هو الصحيح يف البابني، وزعم الشيخ شهاب الدين القراىف أنه ال خالف يف وجوب دخول ما بعد حىت،

ر، وإمنا االتفاق يف حىت العاطفة، ال اخلافضة، والفرق أن العاطفة وليس كذلك، بل اخلالف فيها مشهو مبعىن الواو. والثالث: أن كال منهما قد ينفرد مبحل ال يصلح لآلخر. فمما انفردت به )إىل( أنه جيوز )كتبت إىل زيد وأنا إىل عمرو( أي هو غاييت، كما جاء يف احلديث )أنابك وإليك( و )سرت من

فة( وال جيوز: حىت زيد، وحىت عمرو، وحىت الكوفة، أما االوالن فالن حىت موضوعة البصرة إىل الكو الفادة تقضى الفعل قبلها شيئا فشيئا إىل الغاية، وإىل ليست كذلك وأما الثالث فلضعف حىت يف

Page 92: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ا حنو الغاية، فلم يقابلوا هبا ابتداء الغاية. ومما انفردت به )حىت( أنه جيوز وقوع املضارع املنصوب بعده )سرت حىت أدخلها( ] وذلك [ بتقدير حىت أن أدخلها، وأن املضمرة والفعل يف تأويل مصدر خمفوض

[125 ]

حبىت، وال جيوز: سرت إىل أدخلها، وإمنا قلنا إن النصب بعد حىت بأن مضمرة ال بنفسها كما ال يعمل يف االفعال، وكذا يقول الكوفيون الن حىت قد ثيت أهنا ختفض االمساء، وما يعمل يف االمساء

العكس. وحلىت الداخلة على املضارع املنصوب ثالثة معان: مرادفة إىل حنو )حىت يرجع إلينا موسى( ومرادفة كى التعليلية حنو )وال يزالون يقاتلونكم حىت يردوكم( )هم الذين يقولون ال تنفقوا على من عند

جلنة( وحيتملها )فقاتلوا الىت تبغى حىت تفئ إىل أمر رسول اهلل حىت ينفضوا( وقولك )أسلم حىت تدخل ااهلل( ومرادفة إال يف االستثناء، وهذا املعىن ظاهر من قول سيبويه يف تفسري قوهلم )واهلل ال أفعل إال أن تفعل( املعىن حىت أن تفعل، وصرح به ابن هشام اخلضراوي وابن مالك، ونقله أبو البقاء عن بعضهم

أحد حىت يقوال( والظاهر يف هذه اآلية ] خالفه، و [ أن املراد معىن الغاية، نعم يف )وما يعلمان منليس العطاء من الفضول مساحة * حىت جتود وما - 113هو ظاهر فيما أنشده ابن مالك يف قوله:

واهلل ال يذهب شيخي باطال * حىت أبري مالكا وكاهال الن ما بعدمها - 111لديك قليل وىف قوله: اية ملا قبلهما وال مسببا عنه، وجعل ابن هشام من ذلك احلديث )كل مولود يولد على الفطرة ليس غ

حىت يكون أبواه مها اللذان يهودانه أو ينصرانه( إذ زمن امليالد ال يتطاول فتكون حىت فيه للغاية، وال جه على أن فيه حذفا، كونه يولد على الفطرة علته اليهودية والنصرانية فتكون فيه للتعليل، ولك أن ختر

أي يولد على الفطرة ويستمر على ذلك حىت يكون.

[126 ]

وال ينتصب الفعل بعد )حىت( إال إذا كان مستقبال، مث إن كان استقباله بالنظر إىل زمن التكلم فالنصب واجب، حنو )لن نربح عليه عاكفني حىت يرجع إلينا موسى( وإن كان بالنسبة إىل ما قبلها

فالوجهان، حنو )وزلزلوا حىت يقول الرسول( اآلية، فإن قوهلم إمنا هو مستقبل بالنظر إىل الزلزال، خاصة

Page 93: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ال بالنظر إىل زمن قص ذلك علينا. وكذلك ال يرتفع الفعل بعد )حىت( إال إذا كان حاال، مث إن كانت ت ذلك وأنت يف حاليته بالنسبة إىل زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك )سرت حىت أدخلها( إذا قل

رفع، وجاز نصبه إذا مل تقدر -بل كانت حمكية -حالة الدخول، وإن كانت حاليته ليست حقيقية احلكاية حنو )وزلزلوا حىت يقول الرسول( قراءة نافع بالرفع بتقدير حىت حالتهم حينئذ أن الرسول والذين

إال بثالثة شروط: أحدها أن يكون آمنوا معه يقولون كذا وكذا. واعلم أنه ال يرتفع الفعل بعد حىتحاال أو مؤوال باحلال كما مثلنا، والثاىن أن يكون مسببا عما قبلها. فال جيوز )سرت حىت تطلع الشمس( وال )ما سرت حىت أدخلها، وهل سرت حىت تدخلها( أما االول فالن طلوع الشمس ال

السري، وأما الثالث فالن السبب مل يتسبب عن السري، وأما الثاين فالن الدخول ال يتسبب عن عدم يتحقق وجوده، وجيوز )أيهم سار حىت يدخلها( و )مىت سرت حىت تدخلها( الن السري حمقق، وإمنا الشك يف عني الفاعل وىف عني الزمان، وأجاز االخفش الرفع بعد النفى على أن يكون أصل الكالم

ى ما قبل حىت خاصة، ولو عرضت هذه املسأله إجيابا مث أدخلت أداة النفى على الكالم بأسره، ال علهبذا املعىن على سيبويه مل مينع الرفع فيها، وإمنا منعه إذا كان النفى مسلطا على السبب خاصة، وكل أحد مينع ذلك، والثالث أن يكون فضلة، فال يصح يف حنو )سريى حىت أدخلها( لئال يبقى املبتدأ بال

خرب،

[121 ]

سريى حىت أدخلها( إن قدرت كان ناقصة، فإن قدرهتا تامة أو قلت )سريى وال يف حنو )كانأمس حىت أدخلها( جاز الرفع، إال إن علقت أمس بنفس السري، ال باستقرار حمذوف. الثاين من أوجه حىت: أن تكون عاطفة مبنزلة الواو، إال أن بينهما فرقا من ثالثة أوجه: أحدها: أن ملعطوف حىت ثالثة

حدها أن يكون ظاهرا ال مضمرا كما أن ذلك شرط جمرورها، ذكره ابن هشام اخلضراوي، ومل شروط، أ)قدم احلاج حىت املشاة( أو جزأ من كل أقف عليه لغريه، والثاىن أن يكون إما بعضا من مجع قبلها ك

حىت حنو )أكلت السمكة حىت رأسها( أو كجزء حنو أعجبتين اجلارية حىت حديثها وميتنع أن تقول )ولدها( والذى يضبط لك ذلك أهنا تدخل حيث يصح دخول االستثناء، ومتتنع حيث ميتنع، وهلذا ال

Page 94: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ * الن إلقاء الصحيفة 188جيوز )ضربت الرجلني حىت أفضلهما( وإمنا جاز * حىت نعله ألقاها ] نقص، فاالول حنو والزاد يف معىن ألقى ما يثقله، والثالث: أن يكون غاية ملا قبلها إما يف زيادة أو

- 112)مات الناس حىت االنبياء( والثاىن حنو )زارك الناس حىت احلجامون( وقد اجتمعا يف قوله: قهرناكم حىت الكماة فأنتم * هتابوننا حىت بنينا االصاغرا الفرق الثاين: أهنا ال تعطف اجلمل، وذلك

مناه، وال يتأتى ذلك إال يف املفردات، الن شرط معطوفها أن يكون جزأ مما قبلها أو كجزء منه، كما قدسريت هبم حىت تكل مطيهم * ] - 113هذا هو الصحيح، وزعم ابن السيد يف قول مرئ القيس:

[ فيمن رفع )تكل( أن مجلة )تكل مطيهم( معطوفة حبىت 133وحىت اجلياد ما يقدن بأرسان [ ] ص افض، فرقا بينها وبني اجلارة، على سريت هبم الثالث: أهنا إذا عطفت على جمرور أعيد اخل

[128 ]

فنقول )مررت بالقوم حىت بزيد( ذكر ذلك ابن اخلباز وأطلقه، وقيده ابن مالك بأن ال يتعني جود ميناك فاض يف اخللق حىت * - 114كوهنا للعطف حنو )عجبت من القوم حىت بنيهم( وقوله:

وقال يف املثال: هي جارة، إذ ال يشرتط يف تاىل بائس دان باالساءة دينا وهو حسن، ورده أبو حيان، اجلارة أن يكون بعضا أو كبعض، خبالف العاطفة، وهلذا منعوا )أعجبتين اجلارية حىت ولدها( قال: وهى يف البيت حمتملة، انتهى. وأقول: إن شرط اجلارة التالية ما يفهم اجلمع أن يكون جمرورها بعضا أو

يف باب حروف اجلر، وأقره أبو حيان عليه، وال يلزم من امتناع كبعض، وقد ذكر ذلك ابن مالك )أعجبتين اجلارية حىت ابنها( امتناع )عجبت من القوم حىت بنيهم( الن اسم القوم يشمل أبناءهم، واسم اجلارية ال يشمل ابنها، ويظهر ىل أن الذى حلظه ابن مالك أن املوضع الذى يصح أن حتل فيه

فهى فيه حمتملة للجارة، فيحتاج حينئذ إىل إعادة اجلار عند قصد العطف حنو إىل حمل حىت العاطفة )اعتكفت يف الشهر حىت يف آخره( خبالف املثال والبيت السابقني، وزعم ابن عصفور أن إعادة اجلار

العطف حبىت قليل، وأهل الكوفة ينكرونه البتة، وجيملون -مع حىت أحسن، ومل جيعلها واجبة. تنبيه جاء القوم حىت أبوك، ورأيتهم حىت أباك، ومررت هبم حىت أبيك( على أن حىت فيه ابتدائية، وأن حنو )

ما بعدها على إضمار عامل. الثالث من أوجه حىت: أن تكون حرف ابتداء، أي حرفا تبتدأ بعده

Page 95: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ها فما زالت القتلى متج دماء - 115اجلمل، أي تستأنف، فيدخل على اجلملة االمسية، كقول جرير: [ 386* بدجلة حىت ماء دجلة أشكل ] ص

[121 ]

فواعجبا حىت كليب تسبىن * كأن أباها هنشل أو جماشع وال بد من - 116وقال الفروزق: تقدير حمذوف قبل حىت يف هذا البيت يكون ما بعد حىت غاية له، أي فواعجبا يسبىن الناس حىت

كقراءة نافع رمحه اهلل )حىت يقول الرسول( برفع يقول، كليب تسبىن، وعلى الفعلية الىت فعلها مضارع [ 611يغشون حىت ما هتر كالهبم * ال يسألون عن السواد املقبل ] ص - 111وكقول حسان:

وعلى الفعلية الىت فعلها ماض حنو )حىت عفوا وقالوا( وزعم ابن مالك أن حىت هذه جارة، وأن بعدها ، وفيه تكلف إضمار من غري ضرورة، وكذا قال يف حىت أن مضمرة، وال أعرف له يف ذلك سلفا

الداخلة على إذا يف حنو )حىت إذا فشلتم وتنازعتم( إهنا اجلارة، وإن إذا يف موضع جرهبا، وهذه املقالة سبقه إليها االخفش وغريه، واجلمهور على خالفها وأهنا حرف ابتداء، و ] أن [ إذا يف موضع نصب

اب يف اآلية حمذوف، أي امتحنتم، أو انقسمتم قسمني، بدليل )منكم من بشرطها أو جواهبا، واجلو يريد الدنيا، ومنكم من يريد اآلخرة( ونظريه حذف جواب ملا يف قوله تعاىل )فلما جناهم إىل الرب فمنهم مقتصد( أي انقسموا قسمني فمنهم مقتصد ومنهم غري ذلك، وأما قول ابن مالك إن )فمنهم

فمبىن على صحة جمئ جواب ملا مقرونا بالفاء، ومل يثبت، وزعم بعضهم أن مقتصد( هو اجلواب اجلواب يف اآلية االوىل مذكور وهو )عصيتم( أو )صرفكم( وهذا مبىن على زيادة الواو ومث، ومل يثبت

( 1مغىن اللبيب - 1ذلك. وقد دخلت )حىت( االبتدائية على اجلملتني االمسية والفعلية يف قوله: )

[133 ]

[ فيمن رواه برفع تكل، 113سريت هبم حىت تكل مطيهم * وحىت اجلياد ما يقدن بأرسان ] واملعىن حىت كلت، ولكنه جاء ] بلفظ املضارع [ على حكاية احلال املاضية كقولك )رأيت زيدا أمس وهو راكب( وأما من نصب فهى حىت اجلارة كما قدمنا، والبد على النصب من تقدير زمن مضاف

Page 96: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تكل، أي إىل زمان كالل مطيهم وقد يكون املوضع صاحلا القسام )حىت( الثالثة، كقولك )أكلت إىلالسمكة حىت رأسها( فلك أن ختفض على معىن إىل، وأن تنصب على معىن الواو، وأن ترفع على

عممتهم بالندى حىت غواهتم * فكنت مالك ذى - 118االبتداء، وقد روى باالوجه الثالثة قوله: [ وقوله: ] ألقى الصحيفة كى خيفف رحله * والزاد [ حىت نعله ألقاها ] 611وذى رشد ] ص غى

[ إال أن بينهما فرقا من وجهني: أحدمها: أن الرفع يف البيت االول شاذ، لكون اخلرب غري 188رأسها( مذكور، ففى الرفع هتيئة العامل للعمل وقطعه عنه، وهذا قول البصريني، وأوجبوا إذا قلت )حىت

بالرفع أن تقول )مأكول( والثاىن: أن النصب يف البيت الثاين من وجهني، أحدمها: العطف، والثاىن إضمار العامل على شريطة التفسري، وىف البيت االول من وجه واحد. وإذا قلت )قام القوم حىت زيد

بتداء، والثاىن (، وكان لك يف الرفع أوجه، أحدها: اال1قام( جاز الرفع واخلفض دون النصب ) العطف، والثالث إضمار الفعل،

( مل جيز النصب الن الناصب بعد حىت هو أن مضمرة، وأن املصدرية ال تدخل على االمساء )*( 1)

[131 ]

واجلملة الىت بعدها خرب على االول، ومؤكدة على الثاين، كما أهنا كذلك مع اخلفض، وأما على وزعم بعض املغاربة أنه ال جيوز )ضربت القوم حىت زيد ضربته( باخلفض، الثالث فتكون اجلملة مفسرة،

وال بالعطف، بل بالرفع أو بالنصب بإضمار فعل، النه ميتنع جعل )ضربته( توكيدا لضربت القوم، قال: [ الن ضمري )ألقاها( للصحيفة، وال جيوز على هذا 188وإمنا جاز اخلفض يف * حىت نعله * ]

أنه للنعل. وال حمل للجملة الواقعة بعد حىت االبتدائية، خالفا للزجاج وابن درستويه، الوجه أن يقدر زعما أهنا يف حمل جر حبىت، ويرده أن حروف اجلر ال تعلق عن العمل، وإمنا تدخل على املفردات أو ما

جونه( والقاعدة يف تأويل املفردات، وأهنم إذا أوقعوا بعدها إن كسروها فقالوا )مرض زيد حىت إهنم ال ير أن حرف اجلر إذا دخل، على أن فتحت مهزهتا حنو )ذلك بأن اهلل هو احلق( )حيث( وطيئ تقول:

وهو -حوث، وىف الثاء فيهما: الضم تشبيها بالغايات، الن االضافة إىل اجلملة كال إضافة، الن أثرها

Page 97: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ومن العرب من يعرب حيث، ال يظهر، والكسر على أصل التقاء الساكنني، والفتح للتخفيف. -اجلر وقراءة من قرأ )من حيث ال يعلمون( بالكسر حتتملها وحتتمل لغة البناء على الكسر. وهى للمكان اتفاقا، قال االخفش: وقد ترد للزمان، والغالب كوهنا يف حمل نصب على الظرفية أو خفض مبن، وقد

( 1لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم ) ] فشد ومل ينظر بيوتا كثرية [ * - 111ختفض بغريها كقوله: وقد تقع ] حيث [ مفعوال به وفاقا للفارسي، ومحل عليه )اهلل أعلم حيث جيعل رسالته( إذ املعىن أنه

تعاىل يعلم نفس املكان املستحق لوضع الرسالة فيه، ال شيئا يف املكان

( ويروى * فشد ومل تفزع بيوت كثرية * )*( 1)

[132 ]

علم حمذوفا مدلوال عليه بأعلم، ال بأعلم نفسه، الن أفعل التفضيل ال ينصب املفعول وناصبها يبه، فإن أولته بعامل جاز أن ينصبه يف رأى بعضهم، ومل تقع امسا الن، خالفا البن مالك، وال دليل له

ا، ه محى فيه عزة وأمان جلواز تقدير حيث خرب -* إن حيث استقر من أنت راعي - 233يف قوله: ومحى امسا، فإن قيل: يؤدى إىل جعل املكان حاال يف املكان، قلنا: هو نظري قولك )إن يف مكة دار زيد( ونظريه يف الزمان )إن يف يوم اجلمعة ساعة االجابة(. وتلزم حيث االضافة إىل مجلة، امسية كانت

ث زيد أراه( وندرت أو فعلية، وإضافتها إىل الفعلية أكثر، ومن مث رجح النصب يف حنو )جلست حي] ونطعنهم حتت الكلى بعد ضرهبم * ببيض املواضى [ حيث ىل - 231إضافتها إىل املفرد كقوله:

العمائم ] أنشده ابن مالك [ والكسائي يقيسه، وميكن أن خيرج عليه قول الفقهاء )من حيث أن حيث ما نفحت له * إذا ريدة من - 232كذا(. وأندر من ذلك أضافتها إىل مجلة حمذوفة كقوله:

( أي إذا ريدة نفحت له من حيث هبت، وذلك الن ريدة فاعل مبحذوف 1أتاه برياها خليل يواصله )يفسره نفحت، فلو كان نفحت مضافا إليه حيث لزم بطالن التفسري، إذ املضاف إليه ال يعمل فيما

ام: ومن أضاف حيث إىل قبل املضاف، وما ال يعمل ال يفسر عامال، قال أبو الفتح يف كتاب التم املفرد أعرهبا، انتهى، ورأيت خبط الضابطني:

Page 98: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( ريدة: أي ريح لينة اهلبوب، و )ما( زائدة، ونفحت: فاحت )*( 1)

[133 ]

أما ترى حيث سهيل طالعا * ] جنما يضى كالشهاب المعا [ بفتح الثاء من حيث - 233د، فحذف اخلرب. وإذا اتصلت هبا )ما( الكافة وخفض سهيل، وحيث بالضم وسهيل بالرفع، أي موجو

حيثما تستقم يقدر لك اهلل * جناحا يف غابر - 234ضمنت معىن الشرط وجزمت الفعلني كقوله: االزمان وهذا البيت دليل عندي على جميئها للزمان. حرف اخلاء املعجمة )خال( على وجهني:

ها نصب عن متام الكالم، وقيل: تتعلق مبا قبلها أحدمها: أن تكون حرفا جار للمستثىن، مث قيل: موضعمن فعل أو شبهه على قاعدة أحرف اجلر، والصواب عندي االول، الهنا ال تعدى االفعال إىل االمساء، أي ال توصل معناها إليها، بل تزيل معناها عنها، فأشبهت يف عدم التعدية احلروف الزائدة، والهنا

لثاىن: أن تكون فعال متعديا ناصبا له، وفاعلها على احلد املذكور يف فاعل مبنزلة إال وهى غري متعلقة. وا(، واجلملة مستأنفة أو حالية، على خالف يف ذلك، وتقول )قاموا خال زيدا( وإن شئت 1حاشا )

-ال حمالة -أال كل شئ ما خال اهلل باطل * ] وكل نعيم - 235خفضت إال يف حنو قول لبيد: ك الن )ما( ] يف [ هذه مصدرية، فدخوهلا يعني الفعلية، وموضع ما خال نصب [ وذل 16زائل ] ص

(. )*( 122( انظر كالم املؤلف يف ذلك )صفحة 1)

[134 ]

فقال السرياىف: على احلال كما يقع املصدر الصريح يف حنو )أرسلها العراك( وقيل: على الظرف ما خال زيدا( على االول: قاموا خالني عن زيد، وعلى (، فمعىن )قاموا 1لنيابتها وصلتها عن الوقت )

الثاين: قاموا وقت خلوهم عن زيد، وهذا اخلالف املذكور يف حملها خافضة وناصبة ثابت يف حاشا وعدا، وقال ابن خروف: على االستثناء كانتصاب غري يف )قاموا غري زيد( وزعم اجلرمى والربعى

Page 99: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جيوز اجلر على تقدير ما زائدة، فإن قالوا ذلك بالقياس ففاسد، والكسائي والفارسي وابن جىن أنه قد الن ما ال تزاد قبل اجلار واجملرور، بل بعده، حنو )عما قليل( )فبما رمحة( وإن قالوه بالسماع فهو من الشذوذ حبيث ال يقاس عليه. حرف الراء )رب( حرف جر، خالفا للكوفيني يف دعوى امسيته، وقوهلم

[ ممنوع، بل 31 قوله: إن يقتلوك فإن قتلك مل يكن * عارا عليك، ورب قتل عار ] إنه أخرب عنه يف)عار( خرب حملذوف، واجلملة صفة للمجرور، أو خرب للمجرور، إذ هو يف موضع مبتدأ كما سيأيت.

د وليس معناها التقليل دائما، خالفا لالكثرين، وال التكثري دائما، خالفا البن درستويه ومجاعة، بل تر للتكثري كثريا وللتقليل قليال. فمن االول )رمبا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمني( وىف احلديث )يا رب كاسية يف الدنيا عارية يوم القيامة( ومسع أعرايب يقول بعد انقضاء رمضان )يا رب صائمه لن يصومه،

عل اجملرد مبعىن املاضي، ويا رب قائمه لن يقومه( وهو مما متسك به الكسائي على إعمال اسم الفا وقال الشاعر:

( يف نسخة )قيل: على الظرف، على نيابتها وصلتها عن الوقت(. )*( 1)

[135 ]

231[ وقال آخر: 581فيارب يوم قد هلوت وليلة * بآنسة كأهنا خط متثال ] ص - 236يل أن اآلية واحلديث [ ووجه الدل 331و 131رمبا أوفيت يف علم * ترفعن ثويب مشاالت ] ص -

واملثال مسوقة للتخويف، والبيتني مسوقان لالفتخار، وال يناسب واحدا منهما التقليل. ومن الثاين قول وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * مثال اليتامى - 238أىب طالب ] يف النيب صلى اهلل عليه وسلم [:

وليس له أب * وذى ولد مل يلده أال رب مولود - 231[ وقول اآلخر: 136عصمة الرامل ] ص أبوان وذى شامة غراء يف حر وجهه * جمللة ال تنقضي الوان ويكمل يف تسع ومخس شبابه * ويهرم يف سبع معا ومثان أراد عيسى وآدم عليهما السالم والقمر، ونظري رب يف إفادة التكثري )كم( اخلربية، وىف

ما سيأيت إن شاء اهلل تعاىل يف حرف القاف، وصيغ إفادته تارة وإفادة التقليل أخرى )قد(، على

Page 100: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فويق جبيل شامخ لن تناله * بقنته - 213التصغري، تقول: حجري ورجيل، فتكون للتقليل، وقال: حىت تكل وتعمال

[136 ]

[ إال أن 62وقال لبيد: ] وكل أناس سوف تدخل بينهم [ * دويهية تصفر منها االنامل ] غري إفادهتما التقليل، ورب بالعكس. وتنفرد رب بوجوب تصديرها، ووجوب تنكري الغالب يف قد والتص

جمروها، ونعته إن كان ظاهرا، وإفراده، وتذكريه، ومتييزه مبا يطابق املعىن إن كان ضمريا، وغلبة حذف ل، معداها، ومضيه، وإعماهلا حمذوفة بعد الفاء كثريا، وبعد الواو أكثر، وبعد بل قليال، وبدوهنن أق

[ 161فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع * ] فأهليتها عن ذى متائم حمول [ ] ص - 211كقوله: * بل بلد ذى ضعد وآكام * - 212[ وقوله: 238وقوله: * وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ]

[ وبأهنا زائدة يف االعراب دون املعىن، فمحل جمرورها يف 182وقوله: * رسم دار وقفت يف طلله * ] حنو )رب رجل صاحل عندي( رفع على االبتدائية، وىف حنو )رب رجل صاحل لقيت( نصب على املفعولية، وىف حنو )رب رجل صاحل لقيته( رفع أو نصب، كما يف قولك )هذا لقيته( وجيوز مراعاة حمله

عرت وسن كسنيق سناء وسنما * ذ - 213كثريا وإن مل جيز حنو )مررت بزيد وعمرا( إال قليال، قال ( 1مبدالح اهلجري هنوض )

( ذعرت: أخفت، ومدالح اهلجري: أراد به فرسا كثري العرق يف وقت اهلاجرة. )*( 1)

[131 ]

فعطف )سنما( على حمل سن، واملعىن ذعرت هبذا الفرس ثورا وبقرة عظيمة، وسنيق: اسم جبل كون إال يف حمل نصب، والصواب ما بعينه، وسناء: ارتفاعا. وزعم الزجاج وموافقوه أن جمرورها ال ي

قدمناه. وإذا زيدت )ما( بعدها فالغالب أن تكفها عن العمل، وأن هتيئها للدخول على اجلمل الفعلية، [ ومن 231وأن يكون الفعل ماضيا لفظا ومعىن، كقوله: رمبا أوفيت يف علم * ترفعن ثويب مشاالت ]

Page 101: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ ومن دخوهلا 312بني بصرى وطعنة جنالء ] ص رمبا ضربة بسيف صقيل * - 214إعماهلا قوله: رمبا اجلامل املؤبل فيهم * وعناجيج بينهن املهار ] ص - 215على ] اجلملة [ االمسية قول أىب داود:

[ وقيل: ال تدخل املكفوفة على االمسية أصال، وإن )ما( يف البيت نكرة موصوفة، واجلامل: خرب 313ومن دخوهلا على الفعل املستقبل قوله تعاىل: )رمبا يود الذين كفروا( هلو حمذوفا، واجلملة صفة ملا.

وقيل: هو مؤول باملاضي، على حد قوله تعاىل: )ونفخ يف الصور( وفيه تكلف، الفتضائه أن الفعل 216املستقبل عرب به عن ماض متجوز به عن املستقبل، والدليل على صحة استقبال ما بعدها قوله:

يا رب قائلة غدا * يا - 211ىت سيبكى * على مهذب رخص البنان وقوله: فإن أهلك فرب ف - هلف أم معاويه

[138 ]

وىف رب ست عشرة لغة: ضم الراء، وفتحها، وكالمها مع التشديد والتخفيف، واالوجه االربعة ان الباء، مع تاء التأنيث ساكنة أو حمركة ومع التجرد منها: فهذه اثنتا عشرة، والضم والفتح مع إسك

وضم احلرفني مع التشديد ومع التخفيف. حرف السني املهملة السني املفردة: حرف خيتص باملضارع، وخيلصه لالستقبال، وينزل منه منزلة اجلزء، وهلذا مل يعمل فيه مع اختصاصه به، وليس مقتطعا من

بصريني، ومعىن قول )سوف( خالفا للكوفيني، وال مدة االستقبال معه أضيق منها مع سوف خالفا للوهو -( املضارع من الزمن الضيق 1املعربني فيها )حرف تنفيس( حرف توسيع، وذلك أهنا نقلت )

إىل الزمن الواسع وهو االستقبال، وأوضح من عبارهتم قول الزخمشري وغريه )حرف استقبال( -احلال تعاىل: )ستجدون آخرين( وزعم بعضهم أهنا قد تأتى لالستمرار ال لالستقبال، ذكر ذلك يف قوله

اآلية، واستدل عليه بقوله تعاىل: )سيقول السفهاء من الناس ما والهم عن قبلتهم( مدعيا أن ذلك إمنا نزل بعد قوهلم )ما والهم( قال: فجاءت السني إعالما باالستمرار ال باالستقبال، انتهى. وهذا الذى

نزلت بعد قوهلم )ما والهم( غري موافق عليه، قال قاله ال يعرفه النحويون، وما استند إليه من أهنا الزخمشري: فإن قلت: أي فائدة يف االخبار بقوهلم قبل وقوعه ؟ قلت: فائدته أن املفاجأة للمكروه أشد، والعلم به قبل وقوعه أبعد عن االضطراب إذا وقع، انتهى. مث لو سلم فاالستمرار إمنا استفيد من

Page 102: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

رى الضيف ويصنع اجلميل( تريد أن ذلك دأبه، والسني مفيدة لالستقبال، املضارع، كما تقول )فالن يقإذ االستمرار إمنا يكون يف املستقبل، وزعم الزخمشري أهنا إذا دخلت على فعل حمبوب أو مكروه أفادت

أنه واقع ال حمالة، ومل أر من فهم وجه ذلك، ووجهه أهنا تفيد الوعد

( يف عدة نسخ )تقلب(. )*( 1)

[ 131 ]

حبصول الفعل، فدخوهلا على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض لتوكيده وتثبيت معناه، وقد أومأ إىل ذلك يف سورة البقرة فقال يف )فسيكفيكهم اهلل(: ومعىن السني أن ذلك كأئن ال حمالة وإن تأخر

وجود الرمحة ال حمالة، إىل حني، وصرح به يف سورة براءة فقال يف )أولئك سريمحهم اهلل(: السني مفيدة فهى تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد إذا قلت )سأنتقم منك(. )سوف( مرادفة للسني، أو أوسع منها،

(، وكأن القائل بذلك نظر إىل أن كثرة احلروف تدل على كثرة املعىن، وليس مبطرد، 1على اخلالف )فه وقلب الوسط ياء مبالغة ويقال فيها )سف( حبذف الوسط، و )سو( حبذف االخري، و )سى( حبذ

يف التخفيف، حكاها صاحب احملكم. وتنفرد عن السني بدخول الالم عليها حنو )ولسوف يعطيك ربك فرتضى( وبأهنا قد تفصل بالفعل امللغى، كقوله: وما أدرى وسوف إخال أدرى * أقوم آل حصن

وعينه يف االصل واو، وتثنيته اسم مبنزلة مثل وزنا ومعىن، -[ )سى( من )ال سيما( 51أم نساء ؟ ] سيان، وتستغين حينئذ عن االصافة كما استغنت عنها مثل يف قوله: * والشر بالشر عند اهلل مثالن *

فيا رب إن مل - 218[ واستغنوا بتثنيته عن تثنية سواء، فلم يقولوا سواآن إال شاذا كقوله: 81] ا وتشديد يائه ودخول )ال( عليه ودخول الواو تقسم احلب بيننا * سواءين فاجعلين على حبها جلد

على )ال( واجب، قال ثعلب: من استعمله على خالف ما جاء يف قوله:

( يريد خالف البصريني الذين يقولون: إن املدة مع سوف أوسع منها مع السني، والكوفيني الذين 1)

ن. )*( يقولون: إهنما مرتادفان وليست املدة مع سوف أوسع، بل مها مستويا

Page 103: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[143 ]

421و 313] أال رب يوم صاحل لك منهما [ * وال سيما يوم بدارة جلجل ] ص - 211فه بالعقود وباالميان، - 223. وذكر غريه أنه قد خيفف، وقد حتذف الواو، كقوله: [ فهو خمطئ، اه

قيل )قاموا ال ال سيما * عقد وفاء به من أعظم القرب وهى عند الفارسى نصب على احلال، فإذا سيما زيد( فالناصب قام، ولو كان كما ذكر المتنع دخول الواو، ولوجب تكرار )ال( كما تقول )رأيت زيدا ال مثل عمرو وال مثل خالد( وعند غريه هو اسم لال التربئة، وجيوز يف االسم الذى بعدها اجلر

[ واجلر 211ما يوم * ] والرفع مطلقا، والنصب أيضا إذا كان نكرة، وقد روى هبن * وال سيأرجحها، وهو على االضافة، وما زائدة بينهما مثلها يف )أميا االجلني قضيت( والرفع على أنه خرب ملضمر حمذوف، وما موصولة أو نكرة موصوفة باجلملة، والتقدير: وال مثل الذى هو يوم، أوال مثل شئ

فوع مع عدم الطول، وإطالق )ما( على من هو يوم، ويضعفه يف حنو )وال سيما زيد( حذف العائد املر يعقل، وعلى الوجهني ففتحة سى إعراب، النه مضاف، والنصب على التمييز كما يقع التمييز بعد مثل يف حنو )ولو جئنا مبثله مددا( وما كافة عن االضافة، والفتحة بناء مثلها يف )ال رجل( وأما

مهور، وقال ابن الدهان: ال أعرف له وجها، ووجهه انتصاب املعرفة حنو )وال سيما زيدا( فمنعه اجلبعضهم بأن ما كافة، وأن السيما نزلت منزلة إال يف االستثناء، ورد بأن املستثىن خمرج، وما بعدها داخل من باب أوىل، وأجيب بأنه خمرج مما أفهمه الكالم السابق من مساواته ملا قبلها، وعلى هذا

تكون مبعىن مستو ] ويوصف به املكان مبعىن أنه نصف بني مكانني [ فيكون استثناء منقطعا. )سواء( (1 )

( هذه العبارة ساقطة من النسخة الىت شرح عليها الدسوقي. )*( 1)

[141 ]

Page 104: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( حنو )مكانا سوى( وهو أحد الصفات الىت 1واالفصح فيه حينئذ أن يقصر مع الكسر )وقد متد مع الفتح حنو )مررت برجل سواء جاءت على فعل كقوهلم )ماء روى( و )قوم عدى(

والعدم(. ومبعىن الوسط، ومبعىن التام، فتمد فيهما مع الفتح، حنو قوله تعاىل )يف سواء اجلحيم(، وقولك فالصرفن - 221)هذا درهم سواء(. ومبعىن القصد، فتقصر مع الكسر، وهو أغرب معانيها، كقوله:

الحزاب ذكره ابن الشجرى. ومبعىن مكان أو غري، على سوى حذيفة مدحيت * لفىت العشى وفارس اخالف يف ذلك، فتمد مع الفتح وتقصر مع الضم وجيوز الوجهان مع الكسر، وتقع هذه صفة واستثناء كما تقع غري، وهو عند الزجاجي وابن مالك كغري يف املعىن والتصرف، فتقول )جاءين سواك(

صب على املفعولية، و )ما جاءين أحد سواك( بالنصب بالرفع على الفاعلية، و )رأيت سواك( بالنوالرفع وهو االرجح، وعند سيبويه واجلمهور أهنا ظرف مكان مالزم للنصب، ال خيرج عن ذلك إال يف الضرورة، وعند الكوفيني ومجاعة أهنا ترد بالوجهني، ورد على من نفى ظرفيتها بوقوعها صلة، قالوا

ى تقدير سوى خربا هلو حمذوفا أو حاال لثبت مضمرا كما قالوا )ال )جاء الذى سواك( وأجيب بأنه علأفعله ما أن حراء مكانه( وال مينع اخلربية قوهلم )سواءك( باملد والفتح، جلواز أن يقال: إهنا بنيت الضافتها إىل املبىن كما يف غري. )تنبيه( خيرب لسواء الىت مبعىن مستو عن الواحد فما فوقه، حنو )ليسوا

ء( الهنا يف االصل مصدر مبعىن االستواء، وقد أجيز يف قوله تعاىل )سواء عليهم سوا

( يف نسخة )فتقصر مع الكسر(. ] *( 1)

[142 ]

أأنذرهتم أم مل تنذرهم( كوهنا خربا عما قبلها أو عما بعدها أو مبتدأ وما بعدها فاعل على االول بن عمرون االول بأن االستفهام ال يعمل فيه ما قبله، ومبتدأ على الثاين وخرب على الثالث، وأبطل ا

والثاىن بأن املبتدأ املشتمل على االستفهام واجب التقدمي، فيقال له: وكذا اخلرب، فإن أجاب بأنه مثل )زيد أين هو( منعناه وقلنا له: بل مثل )كيف زيد( الن )أأنذرمت( إذا مل يقدر باملفرد مل يكن خربا،

سواء، وأما شبهته فجواهبا أن االستفهام هنا ليس على حقيقته، فإن أجاب بأنه لعدم حتمله ضمري

Page 105: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كذلك يف حنو )علمت أزيد قائم( وقد أبقى عليه استحقاق الصدرية بدليل التعليق، قلنا: بل االستفهام مراد هنا، إذ املعىن علمت ما جياب به قول املستفهم أزيد قائم، وأما يف اآلية وحنوها فال

م البتة، ال من قبل املتكلم وال غريه. حرف العني املهملة )عدا( مثل خال، فيما ذكرناه من استفها(، وىف حكمها مع )ما( واخلالف يف ذلك، ومل حيفظ سيبويه فيها إال الفعلية. )على( 1القسمني )

نسبوه على وجهني: أحدمها: أن تكون حرفا، وخالف يف ذلك مجاعة، فزعموا أهنا ال تكون إال امسا، و حتن فتبدى ما هنا من صبابة * وأخفى الذى لو ال االسى - 222لسيبويه، ولنا أمران: أحدمها قوله:

[ أي لقضى على، فحذفت )على( وجعل جمرورها مفعوال، وقد محل االخفش 511لقضاىن ] ص على ذلك )ولكن ال تواعدوهن سرا( أي على سر، أي نكاح، وكذلك )القعدن هلم صراطك

يم( أي على صراطك. املستق

( )*( 133( انظر قول املؤلف يف ذلك ) ص 1)

[143 ]

والثاىن: أهنم يقولون )نزلت على الذى نزلت( أي عليه كما جاء )ويشرب مما تشربون( أي منه. وهلا تسعة معان: أحدها: االستعالء، إما على اجملرور وهو الغالب حنو )وعليها وعلى الفلك حتملون(

ا يقرب منه حنو )أو أجد على النار هدى( وقوله: * وبات على النار الندى واحمللق * ] أو على م[ وقد يكون االستعالء معنويا حنو )وهلم على ذنب( وحنو )فضلنا بعضهم على بعض(. الثاين: 141

زة املصاحبة كمع حنو )وآتى املال على حبه( )وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم(. الثالث: اجملاو [ أي عىن، 611إذا رضيت على بنو قشري * لعمر اهلل أعجبين رضاها ] ص - 223كعن كقولة:

224وحيتمل أن )رضى( ضمن معىن عطف، وقال الكسائي: محل على نقيضه وهو سخط، وقال: [ أي عنا، وقد يقال: 618و 563يف ليلة ال نرى هبا أحدا * حيكى علينا إال كواكبها ] ص -

معىن ينم. الرابع: التعليل كالالم، حنو )ولتكربوا اهلل على ما هداكم( أي هلدايته إياكم، ضمن حيكى ( 1عالم تقول الرمح يثقل عاتقي * إذا أنا مل أطعن إذا اخليل كرت ) - 225وقوله:

Page 106: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( )تقول( يف هذا البيت مبعىن تظن، فينتصب هبا املبتدأ واخلرب. )*( 1)

[144 ]

كفى حنو )ودخل املدينة على حني غفلة( وحنو )واتبعوا ما تتلو الشياطني على اخلامس: الظرفيةملك سليمان( أي: ] يف [ زمن ملكه، وحيتمل أن )تتلو( مضمن معىن تتقول، فيكون مبنزلة )ولو تقول علينا بعض االقاويل(. السادس: موافقة من حنو )إذا اكتالوا على الناس يستوفون(. السابع: موافقة

اء حنو )حقيق على أن ال أقول( وقد قرأ أىب بالباء. وقالوا: اركب على اسم اهلل. الثامن: أن تكون البإن الكرمي وأبيك يعتمل * إن مل جيد يوما على من - 226زائدة: للتعويض، أو غريه. فاالول كقوله:

بن جىن، وقيل: يتكل أي: من يتكل عليه، فحذف )عليه( وزاد على قبل املوصول تعويضا له، قاله اوال - 221املراد إن مل جيد يوما شيئا، مث ابتدأ مستفهما فقال: على من يتكل ؟ وكذا قيل يف قوله:

[ إن االصل فانظر لنفسك، 113يؤاتيك فيما ناب من حدث * إال أخو ثقة، فانظر مبن تثق ] ص تثق به، فحذف الباء مث استأنف االستفهام، وابن جىن يقول يف ذلك أيضا: إن االصل فانظر من

وجمرورها، وزاد الباء عوضا، وقيل: بل مت الكالم عند قوله فانظر، مث ابتدأ مستفهما، فقال: مبن تثق ؟ أىب اهلل إال أن سرحة مالك * على كل أفنان العضاه تروق قاله ابن - 228والثاىن قول محيد بن ثور:

معىن له هنا، وإمنا املراد تعلو وترتفع. مالك، وفيه نظر، الن )راقه الشئ( مبعىن أعجبه، وال

[145 ]

التاسع: أن تكون لالستدراك واالضراب، كقولك: فالن ال يدخل اجلنة لسوء صنيعه على أنه ال فواهلل ال أنسى قتيال رزئته * جبانب قوسى ما بقيت على - 221ييأس من رمحة اهلل تعاىل، وقوله: منا * نوكل باالدىن وإن جل ما ميضى أي على أن العادة نسيان االرض على أهنا تعفو الكلوم، وإ

بكل تداوينا فلم يشف مابنا * على أن قرب الدار خري من - 233املصائب البعيدة العهد، وقوله: البعد مث قال: على أن قرب الدار ليس بنافع * إذا كان من هتواه ليس بذى ود أبطل بعلى االوىل عموم

Page 107: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( فقال: بلى إن فيه شفاءما، مث أبطل بالثانية قوله )على أن قرب الدار خري من قوله )مل يشف مابناالبعد(. وتعلق على هذه مبا قبلها ] عند من قال به [ كتعلق حاشا مبا قبلها عند من قال به، الهنا أوصلت معناه إىل ما بعدها على وجه االضراب واالخراج، أو هي خرب ملبتدأ حمذوف، أي والتحقيق

كذا، وهذا الوجه اختاره ابن احلاجب، قال: ودل على ذلك أن اجلملة االوىل وقعت على غري علىالتحقيق، مث جئ مبا هو التحقيق فيها. والثاىن: من وجهى على: أن تكون امسا مبعىن فوق، وذلك إذا

دخلت عليها من، كقوله:

[146 ]

[ 532بزيزاء جمهل [ ] ص غدت من عليه بعد ما مت ظمؤها * ] تصل وعن قيض - 231وزاد االخفش موضعا آخر، وهو أن يكون جمرورها وفاعل متعلقها ضمريين ملسمى واحد، حنو قوله

هون عليك، فإن االمور * بكف االله مقادرها - 232تعاىل )أمسك عليك زوجك( وقول الشاعر: ل يف غري باب ظن وفقد [ النه ال يتعدى فعل املضمر املتصل إىل ضمريه املتص 532و 481] ص

وعدم، ال يقال )ضربتين( وال )فرحت ىب(. وفيه نظر، الهنا لو كانت امسا يف هذه املواضع لصح حلول فوق حملها، والهنا لو لزمت امسيتها ملا ذكر لزم احلكم بامسية إىل يف حنو )فصرهن إليك( )واضمم

كما قيل يف الالم يف )سقيا لك( وإما إليك( )وهزى إليك( وهذا كله يتخرج إما على التعلق مبحذوفعلى حذف مضاف، أي: هون على نفسك، واضمم إىل نفسك، وقد خرج ابن مالك على هذا

وما أصاحب من قوم فأذكرهم * إال يزيدهم حبا إىل هم فادعى أن االصل: يزيدون - 233قوله: املفعول، وحامله على أنفسهم، مث صار يزيدوهنم، مث فصل ضمري الفاعل للضرورة وأخر عن ضمري

ذلك ظنه أن الضمريين ملسمى واحد، وليس كذلك، فإن مراده أنه ما يصاحب قوما فيذكر قومه هلم إال ويزيد هؤالء القوم قومه حبا إليه، ملا يسمعه من ثنائهم عليهم، والقصيدة يف محاسة أىب متام، وال

بت أحرسين وحدي، ومينعىن * صوت قد - 234حيسن ختريج ذلك على ظاهره، كما قيل يف قوله: السباع به يضبحن واهلام الن ذلك شعر، فقد يستسهل فيه مثل هذا، وال على قول ابن االنباري إن

إىل قد

Page 108: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[141 ]

ترد امسا، فيقال )انصرفت من إليك( كما يقال )غدوت من عليك( النه إن كان ثابتا ففى غاية ك يف )واضمم إليك( إغراء، واملعىن خذ جناحك، أي الشذوذ، وال على قول ابن عصفور إن إلي

عصاك، الن إىل ال تكون مبعىن خذ عند البصريني، والن اجلناح ليس مبعىن العصا إال عند الفراء (، ومجيع ما ذكر هلا 1وشذوذ من املفسرين. )عن( على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون حرف جر )

لبصريون سواه، حنو )سافرت عن البلد( و )رغبت عن كذا( و عشرة معان: أحدها: اجملاوزة، ومل يذكر ا( هذا، وسيأتى. الثاين: البدل، حنو 2)رميت السهم عن القوس( وذكر هلا يف هذا املثال معىن غري )

)واتقوا يوما ال جتزى نفس عن نفس شيئا( وىف احلديث )صومي عن أمك(. الثالث: االستعالء، حنو اله ابن عمك، ال أفضلت يف حسب * عىن، وال - 235ذى االصبع: )فإمنا يبخل عن نفسه( وقول

أنت دياىن فتخزوىن أي هلل در ابن عمك ال أفضلت يف حسب على وال أنت مالكى فتسوسىن، وذلك الن املعروف أن يقال )أفضلت عليه( قيل: ومنه قوله تعاىل )إىن أحببت حب اخلري عن ذكر

اهبا، وتعلقها حبال حمذوفة، أي منصرفا عن ذكر رىب، وحكى رىب( أي قدمته عليه، وقيل: هي على بالرماين عن أىب عبيدة أن أحببت من )أحب البعري إحبابا( إذا برك فلم يثر، فعن متعلقة به باعتبار معناه التضمىن، وهى على حقيقتها، أي إىن تثبطت عن ذكر رىب، وعلى هذا فحب اخلري مفعول

الجله.

( يف نسخة )معىن آخر(. )*( 2جارا(. )( يف نسخة )حرفا 1)

[148 ]

الرابع: التعليل، حنو )وما كان استغفار إبراهيم البيه إال عن موعدة( وحنو )وما حنن بتاركي آهلتنا عن قولك( وجيوز أن يكون حاال من ضمري )تاركى( أي ما نرتكها صادرين عن قولك، وهو رأى

نها(: إن كان الضمري للشجرة فاملعىن محلهما على الزلة بسببها، الزخمشري، وقال يف فأزهلما الشيطان ع

Page 109: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وحقيقته أصدر الزلة عنها، ومثله )وما فعلته عن أمرى( وإن كان للجنة فاملعىن حنامها عنها. اخلامس: مرادفة بعد، حنو )عما قليل ليصبحن نادمني( )حيرفون الكلم عن مواضعه( بدليل أن يف مكان آخر

* ومنهل وردته - 236وحنو )لرتكنب طبقا عن طبق( إى حالة بعد حالة، وقال: )من بعد مواضعه(وآس سراة احلى حيث لقيتهم * والتك عن محل - 231عن منهل * السادس: الظرفية كقوله:

الرباعة وانيا الرباعة: جنوم احلمالة، قيل: الن وىن ال يتعدى إال بفى، بدليل )وال تنيا يف ذكرى( والظاهر ىن )وىن عن كذا( جاوزه ومل يدخل فيه، ووىن فيه دخل فيه وفرت. السابع: مرادفة من، حنو )وهو أن مع

الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات( الشاهد يف االوىل )أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن رادفة الباء، حنو ما عملوا( بدليل )فتقبل من أحدمها ومل يتقبل من اآلخر( )ربنا تقبل منا(. الثامن: م

)وما ينطق عن اهلوى( والظاهر أهنا على حقيقتها، وأن املعىن وما يصدر قوله عن هوى.

[141 ]

التاسع: االستعانة، قاله ابن مالك، ومثله برميت عن القوس، الهنم يقولون أيضا: رميت إذا كانت القوس هي بالقوس، حكامها الفراء، وفيه رد على احلريري يف إنكاره أن يقال ذلك، إال

املرمية، وحكى أيضا )رميت على القوس(. العاشر: أن تكون زائدة للتعويض من أخرى حمذوفة، أجتزع إن نفس أتاها محامها * فهال الىت عن بني جنبيك تدفع قال ابن جىن: أراد - 238كقوله:

لوجه الثاين: أن تكون فهال تدفع عن الىت بني جنبيك، فحذفت عن من أول املوصول، وزيدت بعده. ا - 231حرفا مصدريا، وذلك أن بىن متيم يقولون يف حنو أعجبين أن تفعل: عن تفعل، قال ذو الرمة:

(( أي 1( يقال )ترمست الدار )1أعن ترمست من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم )أن املشددة، فيقولون: أشهد تأملتها، وسجم الدمع: سال، وسجمته العني: أسالته، وكذا يفعلون يف

عن حممدا رسول اهلل، وتسمى عنعنة متيم. الثالث: أن تكون امسا مبعىن جانب، وذلك يتعني يف ثالثة فلقد أراىن للرماح دريئة * من عن - 243مواضع: أحدها: أن يدخل عليها من، وهو كثري كقوله:

ينهم من بني أيديهم ومن خلفهم وعن [ وحيتمله عندي )مث آلت 532( ] ص 2مييىن تارة وأمامي )

Page 110: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أمياهنم وعن مشائلهم( فتقدر معطوفة على جمرور من، ال على من وجمرورها، ومن الداخلة على عن زائدة عند ابن مالك، والبتداء الغاية عند غريه، قالوا: فإذا قيل )فعدت عن

)*( ( يف نسخة )مرة وأمامي( 2( يف نسخة )تومست من خرقاء( بالواو. )1)

[153 ]

ميينه( فاملعىن يف جانب ميينه، وذلك حمتمل للمالصقة وخلالفها، فإن جئت مبن تعني كون القعود مالصقا الول الناحية. والثاىن: أن يدخل عليها على، وذلك نادر، واحملفوظ منه بيت واحد، وهو

؟ [ الثالث: أن يكون على عن مييىن مرت الطري سنحا * ] وكيف سنوح واليمني قطيع - 241قوله: - 242جمرورها وفاعل متعلقها ضمريين ملسمى واحد، قاله االخفش، وذلك كقول امرئ القيس:

[ وقول 532( [ ] ص 1ودع عنك هنبا صيح يف حجراته * ] ولكن حديث ما حديث الرواحل )[ وذلك لئال دع عنك لومى فإن اللوم إغراء * ] وداوىن بالىت كانت هي الداء - 243أىب نواس:

يؤدى إىل تعدى فعل املضمر املتصل إىل ضمريه املتصل، وقد تقدم اجلواب عن هذا، ومما يدل على أهنا ليست هنا امسا أنه ال يصح حلول اجلانب حملها )عوض( ظرف الستغراق املستقبل مثل )أبدا(،

مبىن إن مل يضف، إال أنه خمتص بالنفى، وهو معرب إن أضيف، كقوهلم )ال أفعله عوض العائضني(وبناؤه إما على الضم كقبل، أو على الكسر كأمس، أو على الفتح كأين، ومسى الزمان عوضا النه كلما مضى جزء منه عوضه جزء آخر، وقيل: بل الن الدهر يف زعمهم يسلب ويعوض، واختلف يف

و 231 رضيعى لبان ثدى أم، حتالفا * بأسحم داج عوض ال نتفرق ] ص - 244قول االعشئ: 511 ]

( ويروى )ولكن حديثا(. )*( 1)

[151 ]

Page 111: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فقيل: ظرف لنتفرق، وقال ابن الكلىب: قسم، وهو اسم صنم كان لبكر بن وائل، بدليل قوله: حلفت مبائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعري والسعري: اسم لصنم كان لعنزة، - 245

البيت. )عسى( فعل مطلقا، ال حرف مطلقا خالفا البن انتهى. ولو كان كما زعم مل يتجه بناؤه يف* يا أبتا علك أو عساكا * ] ص - 246السراج وثعلب، وال حني يتصل بالضمري املنصوب كقوله:

[ خالفا لسيبويه، حكاه عنه السرياىف، ومعناه الرتجي يف احملبوب واالشفاق يف املكروه، وقد 611كرهوا شيئا وهو خري لكم وعسى أن حتبوا شيئا وهو شر لكم(. اجتمعا يف قوله تعاىل )وعسى أن ت

أن يقال )عسى زيد أن يقوم( واختلف يف إعرابه على أقوال: أحدها -وتستعمل على أوجه: أحدها أنه مثل كان زيد يقوم، واستشكل بأن اخلرب يف تأويل املصدر، واملخرب عنه -وهو قول اجلمهور -

ذات، وأجيب بأمور، أحدها: أنه على تقدير مضاف: إما قبل االسم، ذات، وال يكون احلدث عني الأي عسى أمر زيد القيام، أو قبل اخلرب، أي عسى زيد صاحب القيام، ومثله )ولكن الرب من آمن باهلل( أي ولكن صاحب الرب من آمن باهلل، أو ولكن الرب بر من آمن باهلل، والثاىن أنه من باب )زيد عدل،

وما كان هذا القرآن أن يفرتى( والثالث أن أن زائدة ال مصدرية، وليس بشئ، الهنا قد وصوم( ومثله )نصبت، والهنا ال تسقط إال قليال. والقول الثاين: أهنا فعل متعد مبنزلة قارب معىن وعمال، أو قاصر

مبنزلة قرب

[152 ]

ث: أهنا فعل قاصر مبنزلة من أن يفعل، وحذف اجلار توسعا، وهذا مذهب سيبويه واملربد. والثال(: بدل اشتمال من فاعلها، وهو مذهب الكوفيني، ويرده أنه حينئذ يكون بدال 1قرب، وأن يفعل )

الزما تتوقف عليه فائدة الكالم، وليس هذا شأن البدل. والرابع: أهنا فعل ناقص كما يقول اجلمهور، سد مسد اجلزأين كما سد مسد وأن والفعل بدل اشتمال كما يقول الكوفيون، وأن هذا البدل

املفعولني يف قراءة محزة رمحه اهلل )وال حتسنب الذين كفروا أمنا منلي هلم خري( باخلطاب، واختاره ابن مالك االستعمال الثاين: أن نسند إىل أن والفعل، فتكون فعال تاما، هذا هو املفهوم من كالمهم، وقال

دت أن وصلتها يف هذه احلالة مسد اجلزأين كما يف ابن مالك: عندي أهنا ناقصة أبدا، ولكن س

Page 112: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)أحسب الناس أن يرتكوا( إذ مل يقل أحد إن حسب خرجت يف ذلك عن أصلها. الثالث والرابع واخلامس: أن يأيت بعدها املضارع اجملرد، أو املقرون بالسني، أو االسم املفرد حنو )عسى زيد يقوم،

عسى الكرب الذى أمسيت فيه * - 241ول قليل كقوله: وعسى زيد سيقوم، وعسى زيد قائما( واالأكثرت يف اللؤم ملحا دائما * ال - 248[ والثالث أقل كقوله: 511يكون وراءه فرج قريب ] ص

تكثرن إىن عسيت صائما وقوهلم يف املثل )عسى الغوير أبؤسا( كذا قالوا، والصواب أهنما مما حذف ائما، الن يف ذلك إبقاء هلا على االستعمال االصلى، والن فيه اخلرب: أي يكون أبؤسا، وأكون ص

املرجو كونه صائما، ال نفس الصائم.

إخل(. )*( -( يف نسخة )وأن والفعل 1)

[153 ]

عسى طيئ من طيئ بعد هذه * ستطفئ غالت الكلى - 241والثاىن نادر جدا كقوله: : أن يقال )عساى، وعساك، وعساه( وهو واجلوانح وعسى فيهن فعل ناقص بال إشكال. والسادس

قليل، وفيه ثالثة مذاهب: أحدها: أهنا أجريت جمرى لعل يف نصب االسم ورفع اخلرب، كما أجريت لعل جمراها يف اقرتان خربها بأن، قاله سيبويه، والثاىن: أهنا باقية على عملها عمل كان ولكن استعري

ويرده أمران، أحدمها: أن إنابة ضمري عن ضمري إمنا ضمري النصب مكان ضمري الرفع، قاله االخفش،يا أبن الزبري طاملا عصيكا * ] - 253ثبت يف املنفصل، حنو )ما أنا كأنت، وال أنت كأنا( وأما قوله:

وطاملا عنيتنا إليكا [ فالكاف بدل من التاء بدال تصريفيا، ال من إنابة ضمري عن ضمري كما ظن ابن فقلت عاها نار كأس وعلها * تشكى فأيت - 251رب قد ظهر مرفوعا يف قوله: مالك، والثاىن: أن اخل

حنوها فاعودها والثالث: أهنا باقية على إعماهلا عمل كان، ولكن قلب الكالم، فجعل املخرب عنه خربا [ 246وبالعكس، قاله املربد والفارسي، ورد باستلزامه يف حنو قوله: * يا أبتا علك أو عساك * ]

تصار على فعل ومنصوبه، وهلما أن جييبا بأن املنصوب هنا مرفوع يف املعىن، إذ مدعامها أن االعراب االق

Page 113: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قلب واملعىن حباله. السابع: )عسى زيد قائم( حكاه ثعلب، ويتخرج هذا على أهنا ناقصة، وأن امسها ضمري الشأن، واجلملة االمسية اخلرب.

[154 ]

يقوم( احتمل نقصان عسى على تقدير حتملها الضمري، ومتامها إذا قيل )زيد عسى أن -تنبيه على تقدير خلوها منه، وإذا قلت )عسى أن يقوم زيد( احتمل الوجهني أيضا، ولكن يكون االضمار يف يقوم ال يف عسى، اللهم إال أن تقدر العاملني تنازعا زيدا، فيحتمل االضمار يف عسى على إعمال

يضرب زيد عمرا( فال جيوز كون زيد اسم عسى، لئال يلزم الفصل بني صلة الثاين، فإذا قلت )عسى أنأن ومعموهلا وهو عمرا باألجنيب وهو زيد، ونظري هذا املثال قوله تعاىل: )عسى أن يبعثك ربك مقاما

اسم مبعىن فوق، التزموا فيه أمرين، أحدمها، استعماله جمرورا مبن، -حممودا(. )عل( بالم خفيفة استعماله غري مضاف، فال يقال )أخذته من على السطح( كما يقال )من علوه، ومن فوقه( والثاىن:

يا رب يوم ىل ال أظلله * - 252وقد وهم يف هذا مجاعة منهم اجلوهرى وابن مالك، وأما قوله: أرمض من حتت وأضحى من عله فاهلاء للسكت، بدليل أنه مبىن، وال وجه لبنائه لو كان مضافا. ومىت

يد به املعرفة كان مبنيا على الضم تشبيها له بالغايات كما يف هذا البيت، إذ املراد فوقية نفسه، ال أر فوقية مطلقة، واملعىن أنه تصيبه الرمضاء من حتته وحر الشمس من فوقه. ومثله قول اآلخر يصف

] - 254* أقب من حتت عريض من عل * ومىت أريد به النكرة كان معربا كقوله: - 253فرسا: مكر مفر مقبل مدبر معا [ * كجلود صخر عطه السيل من عل إذ املراد تشبيه الفرس يف سرعته

جبلمود احنط من مكان ما عال، ال من علو خمصو ص.

[155 ]

)عل( بالم مشددة مفتوحة أو مكسورة: لغة يف لعل، وهى أصلها عند من زعم زيادة الالم، [ ومها مبنزلة عسى يف 642أن * تركع يوما والدهر قد رفعه ] ص ال هتني الفقري علك - 255قال:

املعىن، ومبنزلة أن املشددة يف العمل، وعقيل ختفض هبما، وجتيز يف المهما الفتح ختفيفا والكسر على

Page 114: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أصل التقاء الساكنني، ويصح النصب يف جواهبما عند الكوفيني متسكا بقراءة حفص )لعلى أبلغ عل صروف الدهر أو دوالهتا * تدلننا - 256وات فأطلع( بالنصب، وقوله: االسباب أسباب السم

اللمة من ملاهتا * فتسرتيح النفس من زفراهتا * وسيأتى البحث يف ذلك. وذكر ابن مالك يف شرح لعل التفاتا منك حنوى مقدر - 251( عند سقوط الفاء، وأنشد: 1العمدة أن الفعل قد جيزم بلعل )

القساوة للرحم وهو غريب. )عند(: اسم للحضور احلسى، حنو )فلما رآه مستقرا * ميل بك من بعدعنده( واملعنوي حنو )قال الذى عنده علم من الكتاب( وللقرب كذلك حنو )عند سدرة املنتهى عندها

جنة املأوى( وحنو )وإهنم عندنا ملن املصطفني االخيار(

أثبتناه يف االصل. )*( ( يف نسخة )قد جيزم بعد لعل( وهى خري مما1)

[156 ]

وكسر فائها أكثر من ضمها وفتحها، وال تقع إال ظرفا أو جمرورة مبن، وقول العامة )ذهبت إىل كل عند لك عندي * ال يساوى نصف عند قال احلريري: - 258عنده( حلن وقول بعض املولدين:

أن تتصرف تصرف االمساء وأن تعرب حلن، وليس كذلك، بل كل كلمة ذكرت مرادا هبا لفظها فسائغ االول: قولنا )عند اسم للحضور( موافق لعبارة ابن مالك، والصواب اسم -وحيكى أصلها. تنبيهان

ملكان احلضور، فإهنا ظرف ال مصدر، وتأتى أيضا لزمانه حنو )الصرب عند الصدمة االوىل( وجئتك عند ا، حنو )لدى احلناجر( )لدى الباب( )وما طلوع الشمس. الثاين: تعاقب عند كلمتان: لدى مطلق

كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مرمي، وما كنت لديهم إذ خيتصمون( ولدن إذا كان احملل حمل ابتداء غاية حنو )جئت من لدنه( وقد اجتمعتا يف قوله تعاىل: )آتيناه رمحة من عندنا وعلمناه من

لصح، ولكن ترك دفعا للتكرار، وإمنا حسن تكرار لدى يف لدنا علما( ولو جئ بعند فيهما أو بلدن)وما كنت لديهم( لتباعد ما بينهما، وال تصلح لدن هنا، النه ليس حمل ابتداء. ويفرتقن من وجه ثان، وهو أن لدن ال تكون إال فضلة، خبالفهما، بدليل )ولدينا كتاب ينطق باحلق وعندنا كتاب حفيظ(.

أكثر من نصبها، حىت إهنا مل جتئ يف التنزيل منصوبة، وجر عند كثري، وجر وثالث، وهو أن جرها مبن

Page 115: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لدى ممتنع. ورابع، وهو أهنما معربان، وهى مبنية يف لغة االكثرين. وخامس، وهو أهنا قد تضاف للجملة كقوله:

[151 ]

] صريع غوان راقهن ورقنه [ * لدن شب حىت شاب سود الذوائب وسادس، وهو أهنا - 251قد ال تضاف، وذلك أهنم حكوا يف غدوة الواقعة بعدها اجلر باالضافة، والنصب على التمييز، والرفع بإضمار )كان( تامة. مث اعلم أن )عند( أمكن من لدى من وجهني: أحدمها: أهنا تكون ظرفا لالعيان

كره ابن واملعاين، تقول )هذا القول عندي صواب، وعند فالن علم به( وميتنع ذلك يف لدى، ذ الشجرى يف أماليه ومربمان يف حواشيه. والثاىن: أنك تقول )عندي مال( وإن كان غائبا، وال تقول )لدى مال( إال إذا كان حاضرا، قاله احلريري وأبو هالل العسكري وابن الشجرى، وزعم املعرى أنه ال

لدن وللدى يف باب فرق بني لدى وعند، وقول غريه أوىل. وقد أغناين هذا البحث عن عقد فصل لالالم. حرف الغني املعجمة )غري(: اسم مالزم لالضافة يف املعىن، وجيوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم املعىن وتقدمت عليها كلمة ليس، وقوهلم )ال غري( حلن، ويقال )قبضت عشرة ليس غريها( برفع غري

ملقبوض غريها، و )ليس غري( على حذف اخلرب، أي مقبوضا، وبنصبها على إضمار االسم، أي ليس ابالفتح من غري تنوين على إضمار االسم أيضا وحذف املضاف إليه لفظا ونية ثبوته كقراءة بعضهم )هلل االمر من قبل ومن بعد( بالكسر من غري تنوين، أي من قبل الغلب ومن بعده، و )ليس غري(

، ال إعراب، وإن غري شبهت بالغايات بالضم من غري تنوين، فقال املربد واملتأخرون: إهنا ضمة بناء كقبل وبعد، فعلى هذا حيتمل أن يكون

[158 ]

امسا وأن يكون خربا، وقال االخفش: ضمة إعراب ال بناء، النه ليس باسم زمان كقبل وبعد وال مكان كفوق وحتت، وإمنا هو مبنزلة كل وبعض، وعلى هذا فهو االسم، وحذف اخلرب، وقال ابن

ل الوجهني، و )ليس غريا( بالفتح والتنوين، و )ليس غري( بالضم والتنوين: وعليهما خروف: حيتم

Page 116: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فاحلركة إعرابية، الن التنوين إما للتمكني فال يلحق إال املعربات، وإما للتعويض فكأن املضاف إليه دمها مذكور. وال تتعرف )غري( باالضافة، لشدة إهبامها، وتستعمل غري املضافة لفظا على وجهني: أح

: أن تكون صفة للنكرة حنو )نعمل صاحلا غري الذى كنا نعمل( أو ملعرفة قريبة منها -وهو االصل -حنو )صراط الذين أنعمت عليهم( اآلية، الن املعرف اجلنسى قريب من النكرة، والن غريا إذا وقعت

الوىل. والثاىن: أن بني ضدين ضعف إهبامها، حىت زعم ابن السراج أهنا حينئذ تتعرف، ويرده اآلية اتكون استثناء، فتعرب بإعراب االسم التاىل )إال( يف ذلك الكالم، فتقول )جاء القوم غري زيد( بالنصب، و )ما جاءين أحد غري زيد( بالنصب والرفع، وقال تعاىل )ال يستوى القاعدون من املؤمنني

م جنس، وإما على أنه استثناء وأبدل غري أوىل الضرر( يقرأ برفع غري: إما على أنه صفة للقاعدون الهنعلى حد )ما فعلوه إال قليل منهم( ويؤيده قراءة النصب وأن حسن الوصف يف )غري املغضوب عليهم( إمنا كان الجتماع أمرين اجلنسية والوقوع بني الضدين، والثاىن مفقود هنا، وهلذا مل يقرأ باخلفض صفة

ا إال الوصف، وقرئ )ما لكم من إله غريه( باجلر صفة على للمؤمنني إال خارج السبع، النه ال وجه هل( قراءة الرفع االستثناء 1اللفظ، وبالرفع على املوضع، وبالنصب على االستثناء، وهى شاذة، وحتتمل )

على أنه إيدال على احملل مثل )ال إله إال اهلل(.

إخل(. )*( -( يف نسخة )وحيتمل على قراءة الرفع االستثناء 1)

[151 ]

وانتصاب )غري( يف االستثناء عن متام الكالم عند املغاربة كانتصاب االسم بعد إال عندهم، واختاره ابن عصفور، وعلى احلالية عند الفارسى، واختاره ابن مالك، وعلى التشبيه بظرف املكان عند

مل مينع - 263وله: مجاعة، واختاره ابن الباذش. وجيوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت إىل مبىن كقلذ بقيس - 261[ وقوله: 51الشرب منها غري أن نطقت * محامة يف غصون ذات أوقال ] ص

حني يأىب غريه * تلفه حبرا مفيضا خريه وذلك يف البيت االول أقوى، النه انضم فيه إىل االهبام لىت وقعت فيها كلمة غري االول: من مشكل الرتاكيب ا -واالضافة ملبىن تضمن غري معىن إال. تنبيهان

Page 117: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وفيه ثالثة 616غري مأسوف على زمن * ينقضى باهلم واحلزن ] ص - 262(: 1قول احلكمى )أوجه: أحدها: أن غري مبتدأ ال خرب له، بل ملا أضيف إليه مرفوع يغىن عن اخلرب، وذلك النه يف معىن

، فكأنه قيل: ما مأسوف على زمن النفى، والوصف بعده خمفوض لفظا وهو يف قوة املرفوع باالبتداءينقضى مصاحبا للهم واحلزن، فهو نظري )ما مضروب الزيدان(، والنائب عن الفاعل الظرف، قاله ابن الشجرى وتبعه ابن مالك. والثاىن: أن غري خرب مقدم، واالصل زمن ينقضى باهلم واحلزن غري مأسوف

هو أبو نواس. )*( -( 1)

[163 ]

مت غري وما بعدها، مث حذف )زمن( دون صفته، فعاد الضمري اجملرور بعلى على عليه، مث قدغري مذكور، فأتى باالسم الظاهر مكانه، قاله ابن جىن، وتبعه ابن احلاجب. فإن قيل: فيه حذف املوصوف مع أن الصفة غري مفردة وهو يف مثل هذا ممتنع. قلنا: يف النثر، وهذا شعر فيجوز فيه،

[ 626و 334أنا ابن جال وطالع الثنايا * ] مىت أضع العمامة تعرفوين [ ] ص - 263كقوله: مالك عندي غري سوط وحجر * وغري كبداء شديدة - 264أي أنا ابن رجال جال االمور، وقوله:

الوتر [ * ترمى بكفى كان من أرمى البشر * أي بكفى رجل كان والثالث: أنه خرب حملذوف، ى مفعول كاملعسور وامليسور، واملراد به اسم الفاعل، واملعىن أنا غري آسف ومأسوف: مصدر جاء عل

على زمن هذه صفته قاله ابن اخلشاب، وهو ظاهر التعسف. التنبيه الثاين: من مشكل أبيات املعاين أتانا فلم نعدل سواه بغريه * نىب بدا يف ظلمة الليل هاديا فيقال: سواه هو غريه - 265قول حسان:

نه قال مل نعدل غريه بغريه. واجلواب أن اهلاء يف )بغريه( للسوى، فكأنه قال: مل نعدل سواه بغري ؟ فكأ ( هو نفسه عليه الصالة والسالم، فاملعىن فلم نعدل سواه به. 1السوى، وغري السوى )

إخل(. )*( -( يف نسخة )وغري سواه هو نفسه 1)

Page 118: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[161 ] مل خالفا لبعض الكوفيني يف قوهلم: إهنا ناصبة يف حنو )ما حرف الفاء الفاء املفردة: حرف مه

تأتينا فتحدثنا( وللمربد يف قوله: إهنا خافضة يف حنو: فمثلك حبلى قد مرقت ومرضع * ] فأهليتها عن [ فيمن جر )مثال( واملعطوف، والصحيح أن النصب بأن مضمرة كما 211ذى متائم حمول [ ]

مر. وترد على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون عاطفة، وتفيد ثالثة سيأيت وأن اجلر برب مضمرة كماأمور: أحدها: الرتتيب، وهو نوعان: معنوى كما يف )قام زيد فعمرو( وذكرى وهو عطف مفصل على جممل حنو )فأزهلما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه( وحنو )فقد سألوا موسى أكرب من ذلك فقالوا

حنو )ونادى نوح ربه فقال رب إن ابين من أهلى( اآلية، وحنو )توضأ فغسل وجهه أرنا اهلل جهرة( و مع قوله إن الواو تفيد -ويديه ومسح رأسه ورجليه( وقال الفراء: إهنا ال تفيد الرتتيب مطلقا، وهذا

عىن غريب، واحتج بقوله تعاىل: )أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون( وأجيب بأن امل -الرتتيب أردنا إهالكها أو بأهنا للرتتيب الذكرى، وقال اجلرمى: ال تفيد الفاء الرتتيب يف البقاع وال يف االمطار،

] قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى [ بني الدخول فحومل ] - 266بدليل قوله: وقت واحد. االمر [ وقوهلم )مطرنا مكان كذا فمكان كذا( وإن كان وقوع املطر فيهما يف 356 ص

( 1مغىن اللبيب - 11الثاين: التعقيب، وهو يف كل شئ حبسبه، أال ترى أنه يقال )بروج )

[162 ]

فالن فولد له( إذا مل يكن بينهما إال مدة احلمل، وإن كانت متطاولة، و )دخلت البصرة فبغداد( تر أن اهلل أنزل من السماء ماء فتصبح إذا مل تقم يف البصرة وال بني البلدين، وقال اهلل تعاىل: )أمل

االرض خمضرة( وقيل: الفاء يف هذه اآلية للسببية، وفاء السببية ال تستلزم التعقيب، بدليل صحة قولك )إن يسلم فهو يدخل اجلنة( ومعلوم ما بينهما من املهلة، وقيل: تقع الفاء تارة مبعىن مث، ومنه اآلية،

لقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا املضغة عظاما فكسونا العظام حلما( وقوله تعاىل )مث خلقنا النطفة عفالفاءات يف فخلقنا العلقة مضغة، وىف فخلقنا املضغة، وىف فكسونا مبعىن مث، لرتاخى معطوفاهتا، وتارة

[ وزعم االصمعي أن الصواب روايته بالواو، النه 266مبعىن الواو، كقوله * بني الدخول فحومل * ]

Page 119: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ز )جلست بني زيد فعمرو( وأجيب بأن التقدير: بني مواضع الدخول فمواضع حومل، كما جيوز ال جيو )جلست بني العلماء فالزهاد( وقال بعض البغداديني: االصل )ما بني( فحذف )ما( دون بني، كما

( * أصله ما بني قرن، فحذف 1* يا أحسن الناس ما قرنا إىل قدم ) - 261عكس ذلك من قال: ام قرتا مقامها، ومثله )ما بعوضة فما فوقها( قال: والفاء نائبة عن إىل، وحيتاج على هذا القول بني وأق

إىل أن يقال: وصحت إضافة بني إىل الدخول ال شتماله على مواضع، أو الن التقدير بني مواضع 268له: الدخول، وكون الفاء للغاية مبنزلة إىل غريب، وقد يستأنس له عندي مبجئ عكسه يف حنو قو

وأنت الىت حببت شغبا إىل بدا * إىل، وأوطاين بالد سوامها إذ املعىن شغبا فبدا، ومها موضعان، - ويدل على إرادة الرتتيب قوله بعده:

( جعل ابن املال هذا الشاهد صدر بيت، وروى عجزه هكذا: يا أحسن الناس ما قرنا إىل قدم * 1)

وال حبال حمب واصل تصل )*(

[163 ]

حللت هبذا حلة، مث حلة * هبذا، فطاب الواديان كالمها وهذا معىن غريب، الىن مل أر من ذكره. واالمر الثالث: السببية، وذلك غالب يف العاطفة مجلة أو صفة، فاالول حنو )فوكزه موسى فقضى

فمالئون عليه( وحنو )فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه( والثاىن حنو )آلكلون من شجر من زقوممنها البطون فشاربون عليه من احلميم( وقد جتئ يف ذلك جملرد الرتتيب حنو )فراغ إىل أهله فجاء بعجل مسني فقربه إليهم( وحنو )لقد كنت يف غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك( وحنو )فأقبلت امرأته يف

ري: للفاء مع الصفات صرة فصكت وجهها( وحنو )فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا( وقال الزخمشيا هلف زيابة للحارث - 261ثالثة أحوال: أحدها: أن تدل على ترتيب معانيها يف الوجود، كقوله:

صابح فالغامن فاآليب أي الذى صبح فغنم فآب. والثاىن: أن تدل على ترتيبها يف التفاوت -* فالفاالمجل(. والثالث: أن تدل من بعض الوجوه، حنو قولك: )خذ االكمل فاالفضل، واعمل االحسن

. البيت البن زيابة، يقول: يا هلف على ترتيب موصوفاهتا يف ذلك حنو )رحم اهلل احمللقني فاملقصرين( اه

Page 120: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أىب على احلارث إذ صبح قومي بالغارة فغنم فآب سليما أن ال أكون لقيته فقتلته، وذلك النه يريد يا ن رابطة للجواب، وذلك حيث ال يصلح الن يكون هلف نفسي والثاىن: من أوجه الفاء: أن تكو

شرطا، وهو منحصر يف ست مسائل:

[164 ]

إحداها: أن يكون اجلواب مجلة امسية حنو )وإن ميسسك خبري فهو على كل شئ قدير( وحنو )إن هى تعذهبم فإهنم عبادك، وإن تغفر هلم فإنك أنت العزيز احلكيم( الثانية: أن تكون فعلية كاالمسية، و

الىت فعلها جامد، حنو )إن ترن أنا أقل منك ماال وولدا فعسى رىب أن يؤتيىن( )إن تبدوا الصدقات فنعما هي( )ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا( )ومن يفعل ذلك فليس من اهلل يف شئ( الثالثة:

و )فإن شهدوا فال تشهد أن يكون فعلها إنشائيا، حنو )إن كنتم حتبون اهلل فاتبعوين حيببكم اهلل( وحنمعهم( وحنو )قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم مباء معني( فيه أمران: االمسية واالنشائية، وحنو )إن قام زيد فواهلل القومن( وحنو )إن مل يتب زيد فيا خسره رجال(. والرابعة: أن يكون فعلها

أخ له من قبل( وحنو )إن كان قميصه قد من ماضيا لفظا ومعىن، إما حقيقة حنو )إن يسرق فقد سرققبل فصدقت وهو من الكاذبني، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقني( وقد هنا مقدرة، وإما جمازا حنو )ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم يف النار( نزل هذا الفعل لتحقق وقوعه منزلة

و )من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت اهلل بقوم حيبهم ما وقع. اخلامسة: أن تقرتن حبرف استقبال حن - 213وحيبونه( وحنو )وما تفعلوا من خري فلن تكفروه( السادسة: أن تقرتن حبرف له الصدر، كقوله:

فإن أهلك فذى هلب لظاه * على تكاد تلتهب التهابا

[165 ]

و )ومن عاد فينتقم اهلل منه( ملا عرفت من أن رب مقدرة، وأهنا هلا الصدر، وإمنا دخلت يف حنلتقدير الفعل خرب احملذوف، فاجلملة امسية. وقد مر أن إذا الفجائية قد تنوب عن الفاء حنو )وإن تصبهم سيئة مبا قدمت أيديهم إذا هم يقنطون( وأن الفاء قد حتذف للضرورة كقوله: * من يفعل

Page 121: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ىت يف الشعر، وزعم أن الرواية: * من [ وعن املربد أنه منع ذلك ح 81احلسنات اهلل يشكرها * ] يفعل اخلري فالرمحن يشكره * وعن االخفش أن ذلك واقع يف النثر الفصيح، وأن منه قوله تعاىل: )إن ترك خريا الوصية للوالدين( وتقدم تأويله. وقال ابن مالك: جيوز يف النثر نادرا، ومنه حديث اللقطة

كما تربط الفاء اجلواب بشرطه كذلك تربط شبه اجلواب -يه )فإن جاء صاحبها وإال استمتع هبا(. تنببشبه الشرط، وذلك يف حنو )الذى يأتيين فله درهم( وبدخوهلا فهم ما أراده املتكلم من ترتب لزوم الدرهم يف االتيان، ولو مل تدخل احتمل ذلك وغريه. وهذه الفاء مبنزلة الم التوطئة يف حنو )لئن أخرجوا

يف إيذاهنا مبا أراده املتكلم من معىن القسم، وقد قرئ باالثبات واحلذف قوله تعاىل: ال خيرجون معهم()وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم(. الثالث: أن تكون زائدة دخوهلا يف الكالم كخروجها، وهذا ال يثبته سيبويه، وأجاز االخفش زيادهتا يف اخلرب مطلقا، وحكى )أخوك فوجد( وقيد الفراء

وقائلة: خوالن فانكح فتاهتم * - 211واالعلم ومجاعة اجلواز بكون اخلرب أمرا أو هنيا، فاالمر كقوله: [ 483] وأكرومة احليني خلو كما هيا [ ] ص

[166 ]

أرواح مودع أم بكور * أنت فانظر الى ذاك تصري ومحل عليه الزجاج )هذا - 212وقوله: يد فال تضربه( وقال ابن برهان: تزاد الفاء عند أصحابنا مجيعا كقوله: فليذوقوه محيم( والنهى حنو )ز

[ 433( * فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى ] ص 1] ال جتزعي إن منفس أهلكته [ ) - 213انتهى، وتأول املانعون قوله )خوالن فانكح( على أن التقدير هذه خوالن، وقوله )أنت فانظر( على أن

حذف انظر االول وحده فربز ضمريه، فقيل: أنت فانظر، والبيت الثالث التقدير: انظر فانظر، مثضرورة، وأما اآلية فاخلرب )محيم( وما بينهما معرتض، أو هذا منصوب مبحذوف يفسره فليذوقوه مثل

ملا اتقى بيد عظيم - 214)وإياى فارهبون( وعلى هذا فحميم بتقدير: هو محيم. ومن زيادهتا قوله: ت ضاحى جلدها يتذبذب الن الفاء ال تدخل يف جواب ملا، خالفا البن مالك، وأما جرمها * فرتك

قوله تعاىل: )فلما جناهم إىل الرب فمنهم مقتصد( فاجلواب حمذوف، أي انقسموا قسمني فمنهم مقتصد ومنهم غري ذلك، وأما قوله تعاىل: )وملا جاءهم كتاب من عند اهلل مصدق ملا معهم وكانوا من قبل

Page 122: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به( فقيل: جواب ملا االوىل ملا الثانية يستفوجواهبا، وهذا مردود القرتانه بالفاء، وقيل )كفروا به( جواب هلما، الن الثانية تكرير لالوىل، وقيل:

ما مقدرة عند الفاء يف حنو )بل اهلل فاعبد( جواب ال -جواب االوىل حمذوف: أي أنكروه. مسألة بعضهم، وفيه إجحاف، وزائدة عند الفارسى، وفيه بعد، وعاطفة عند غريه، واالصل تنبه

( ويروى )إن منفسا أهلكته(. )*( 1)

[161 ]

فا عبد اهلل، مث حذف تنبه، وقدم املنصوب على الفاء إصالحا للفظ كيال تقع الفاء صدرا، كما أما زيدا فاضرب( إذ االصل مهما يكن من شئ فاضرب زيدا، وقد قال اجلميع يف ] الفاء يف [ حنو )

الفاء يف حنو )خرجت فإذا االسد( زائدة الزمة عند الفارسى -مضى شرحه يف حرف اهلمزة. مسألة واملازين ومجاعة، وعاطفة عند مربمان وأىب الفتح، وللسببية احملضة كفاء اجلواب عند أىب إسحاق، وجيب

لك مثل )إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك( وحنو )ائتىن فإىن أكرمك(، إذ ال عندي أن حيمل على ذ)أحيب -يعطف االنشاء على اخلرب وال العكس، وال حيسن إسقاطها ليسهل دعوى زيادهتا. مسألة

أحدكم أن يأكل حلم أخيه ميتا فكرهتموه( قدر أهنم قالوا بعد االستفهام: ال، فقيل هلم: فهذا لغيبة مثله فاكرهوها، مث حذف املبتدأ وهو هذا، وقال الفارسى: التقدير فكما كرهتموه، يعىن وا

دون -وهو ما املصدرية -كرهتموه فاكرهوا الغيبة، وضعفه ابن الشجرى بأن فيه حذف املوصول صلتها، وذلك ردئ، ومجلة )واتقوا اهلل( عطف على )وال يغتب بعضكم بعضا( على التقدير االول،

الغيبة( على تقدير الفارسى، وبعد فعندي أن ابن الشجرى مل يتأمل كالم الفارسى، وعلى )فاكرهوافإنه قال: كأهنم قالوا يف اجلواب ال فقيل هلم فكرهتموه فاكرهوا الغيبة واتقوا اهلل، فاتقوا عطف على

الغيبة فاكرهوا، وإن مل يذكر كما يف )اضرب بعصاك احلجر فانفجرت( واملعىن فكما كرهتموه فاكرهوا وإن مل تكن كما مذكورة، كما أن )ما تأتينا فتحدثنا( معناه فكيف حتدثنا وإن مل تكن كيف مذكورة،

Page 123: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

. وهذا يقتضى أن كما ليست حمذوفة، بل أن املعىن يعطيها، فهو تفسري معىن، ال تفسري إعراب. اه قيل: الفاء تكون لالستثناف، كقوله: -تنبيه

[168 ]

لربع القواء فينطق * ] وهل ختربنك اليوم بيداء مسلق [ أي فهو ينطق، الهنا أمل تسأل ا - 215لو كانت للعطف جلزم ما بعدها، ولو كانت للسببية لنصب، ومثله )فإمنا يقول له كن فيكون( بالرفع،

الشعر صعب وطويل سلمه * إذا ارتقى فيه الذى ال يعلمه - 216أي فهو يكون حينئذ، وقوله: احلضيض قدمه * يريد أن يعربه فيعجمه أي فهو يعجمه، وال جيوز نصبه بالعطف، النه ال زلت به إىل

يريد أن يعجمه والتحقيق أن الفاء يف ذلك كله للعطف، وأن املعتمد بالعطف اجلملة، ال الفعل، عتمد واملعطوف عليه يف هذا الشعر قوله يريد، وإمنا يقدر النحويون كلمة هو ليبينوا أن الفعل ليس امل

بالعطف. )يف(: حرف جر، له عشرة معان: أحدها: الظرفية، وهى إما مكانية أو زمانية، وقد اجتمعتا يف قوله تعاىل: )أمل غلبت الروم يف أدىن االرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون يف بضع سنني(

نسوة يف رأسي( أو جمازية حنو )ولكم يف القصا ص حياة( ومن املكانية )أدخلت اخلامت يف أصبعي، والقلإال أن فيهما قلبا. الثاين: املصاحبة حنو )ادخلوا يف أمم( أي معهم، وقيل: التقدير ادخلوا يف مجلة أمم، فحذف املضاف )فخرج على قومه يف زينته(. والثالث: التعليل حنو )فذلكن الذى ملتنىن فيه(

ستها(. الرابع: االستعالء حنو )ملسكم فيما أفضتم( وىف احلديث )أن امرأة دخلت النار يف هرة حبهم صلبوا العبدى يف جذع خنلة * ] فال عطست - 211)والصلبنكم يف جذوع النخل(. وقال:

شيبان إال بأجدعا [

[161 ]

بطل كأن ثيابه يف سرحة * ] حيذى نعال السبت ليس بتوأم [ واخلامس: - 218وقال آخر: روع منا فوارس * بصريون يف طعن االباهر والكلى وليس منه ويركب يوم ال - 211مرادفة الباء كقوله:

(، أي يكثركم بسبب هذا اجلعل، واالظهر 1قوله تعاىل )يذرؤكم فيه( خالفا لزاعمه، بل هي للسببية )

Page 124: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قول الزخمشري إهنا للظرفية اجملازية، قال: جعل هذا التدبري كاملنبع أو املعدن للبث والتكثري مثل )ولكم اة(. السادس: مرادفة إىل حنو )فردوا أيديهم يف أفواههم(. السابع: مرادفة من كقوله: يف القصا ص حي

أال عم صباحا أيها الطلل الباىل * وهل يعمن من كان يف العصر اخلاىل ؟ وهل يعمن من - 283كان أحدث عهده * ثالثني شهرا يف ثالثة أحوال ؟ وقال ابن جىن: التقدير يف عقب ثالثة أحوال،

دليل على هذا املضاف، وهذا نظري إجازته )جلست زيدا( بتقدير )جلوس زيد( مع احتماله الن وال يكون أصله إىل زيد، وقيل: االحوال مجع حال ال حول، أي يف ثالث حاالت: نزول املطر، وتعاقب الرياح، ومرور الدهور، وقيل: يريد أن أحدث عهده مخس سنني ونصف، ففى مبعىن مع. الثامن:

حنو )فما متاع احلياة الدنيا يف اآلخرة إال -وهى الداخلة بني مفضول سابق وفاضل الحق -ايسة املق قليل(

( يف نسخة )للتعليل(. )*( 1)

[113 ]

التاسع: التعويض، وهى الزائدة عوضا من ] يف [ أخرى حمذوفة كقولك )ضربت فيمن رغبت( ده بالقياس على حنو قوله * فانظر مبن تثق * ] أصله: ضربت من رغبت فيه، أجازه ابن مالك وح

[ على محله على ظاهره، وفيه نظر. العاشر: التوكيد، وهى الزائدة لغري التعويض، أجازه الفارسى 221أنا أبو سعد إذا الليل دجا * خيال يف سواده يرندجا وأجازه بعضهم يف - 281يف الضرورة، وأنشد:

( حرف القاف )قد( على وجهني: حرفية وستأتى، وامسية، وهى على قوله تعاىل: )وقال اركبوا فيهاوجهني: اسم فعل وسيأتى، واسم مرادف حلسب، وهذه تستعمل على وجهني: مبنية وهو الغالب لشبهها بقد احلرفية يف لفظها ولكثري من احلروف يف وضعها، ويقال يف هذا )قد زيد درهم( بالسكون،

قاء السكون النه االصل فيما يبنون، ومعربة وهو قليل، يقال: قد زيد و )قدىن( بالنون، حرصا على بدرهم، بالرفع، كما يقال: حسبه درهم، بالرفع، و )قدى درهم( بغري نون كما يقال: حسىب، واملستعملة اسم فعل مرادفة ليكفى، يقال: قد زيدا درهم، وقدىن درهم، كما يقال: يكفى زيدا درهم،

Page 125: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قدىن من نصر اخلبيبنب قدى * ] ليس االمام بالشحيح امللحد [ - 282 ويكفيىن درهم. وقوله: حتتمل قد االوىل أن تكون مرادفة حلسب على لغة البناء، وأن تكون

[111 ]

اسم فعل، وأما الثانية فتحتمل االول وهو واضح، والثاىن على أن النون حذفت للضرورة كقوله: [ وحيتمل أهنا 344إذ ذهب القوم الكرام ليسى ] ص ] عددت قومي كعديد الطيش [ * - 283

اسم فعل مل يذكر مفعوله فالياء لالطالق، والكسرة للساكنني وأما احلرفية فمختصة بالفعل املتصرف اخلربى املثبت اجملرد من جازم وناصب وحرف تنفيس، وهى معه كاجلزء، فال تفصل منه بشئ، اللهم

313د واهلل أوطأت عشوة * وما قائل املعروف فينا يعنف ] ص أخالد ق - 284إال بالقسم كقوله: فقد واهلل بني ىل عنائي * بوشك فراقهم صرد يصيح ومسع )قد لعمري بت - 285[ وقول آخر:

أفد - 286ساهرا( و )قد واهلل أحسنت(. وقد حيذف ] الفعل [ بعدها لدليل كقول النابغة: [ أي وكأن قد زالت. وهلا مخسة معان: 342لنا، وكأن قد ] ص الرتحل، غري أن ركابنا * ملا تزل برحا

أحدها: التوقع، وذلك مع املضارع واضح كقولك )قد يقدم الغائب اليوم( إذا كنت تتوقع قدومه. وأما مع املاضي فأثبته االكثرون، قال اخلليل: يقال )قد فعل( لقوم ينتظرون اخلرب، ومنه قول املؤذن: قد

اجلماعة منتظرون لذلك، قامت الصالة، الن

[112 ]

وقال بعضهم: تقول )قد ركب االمري( ملن ينتظر ركوبه، وىف التنزيل )قد مسع اهلل قول الىت جتادلك( الهنا كانت تتوقع إجابة اهلل سبحانه وتعاىل لدعائها. وأنكر بعضهم كوهنا للتوقع مع املاضي،

وقد تبني مبا ذكرنا أن مراد املثبتني لذلك أهنا تدل على وقال: التوقع انتظار الوقوع، واملاضي قد وقع.أن الفعل املاضي كان قبل االخبار به متوقعا، ال أنه اآلن متوقع، والذى يظهر ىل قول ثالث، وهو أهنا ال تفيد التوقع أصال، أما يف املضارع فالن قولك )يقدم الغائب( يفيد التوقع بدون قد، إذ الظاهر من

ن مستقبل أنه متوقع له، وأما يف املاضي فالنه لو صح إثبات التوقع هلا مبعىن أهنا تدخل حال املخرب ع

Page 126: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

على ما هو متوقع لصح أن يقال يف )ال رجل( بالفتح إن لالستفهام الهنا ال تدخل إال جوابا ملن قال: هل من رجل، وحنوه، فالذي بعد )ال( مستفهم عنه من جهة شخص آخر، كما أن املاضي بعد قد

متوقع كذلك، وعبارة ابن مالك يف ذلك حسنة، فإنه قال: إهنا تدخل على ماض متوقع، ومل يقل إهنا تفيد التوقع، ومل يتعرض للتوقع يف الداخلة على املضارع البتة، وهذا هو احلق. الثاين: تقريب املاضي

قد قام( اختص من احلال، تقول )قام زيد( فيحتمل املاضي القريب واملاضي البعيد، فإن قلت )بالقريب. وانبىن على إفادهتا ذلك أحكام: أحدها: أهنا ال تدخل على ليس وعسى ونعم وبئس الهنن للحال، فال معىن لذكر ما يقرب ما هو حاصل، ولذلك علة أخرى، وهى أن صيغهن ال يفدن الزمان،

وال يتصرفن، فأشبهن االسم، وأما قول عدى:

[113 ]

وأن رأسي قد عسى * فيه املشيب لزرت أم القاسم فعسى هنا مبعىن اشتد، لو ال احلياء - 281وليست عسى اجلامدة الثاين: وجوب دخوهلا عند البصريني إال االخفش على املاضي الواقع حاال إما ظاهرة حنو )وما لنا أن ال نقاتل يف سبيل اهلل وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا( أو مقدرة حنو )هذه

ردت إلينا( وحنو )أو جاءوكم حصرت صدورهم( وخالفهم الكوفيون واالخفش، فقالوا: ال بضاعتنا حتتاج لذلك، لكثرة وقوعها حاال بدون قد، واالصل عدم التقدير، ال سيما فيما كثر استعماله. الثالث: ذكره ابن عصفور، وهو أن القسم إذا أجيب مباض متصرف. مثبت فإن كان قريبا من احلال

288م وقد مجيعا حنو )تاهلل لقد آثرك اهلل علينا( وإن كان بعيدا جئ بالالم وحدها كقوله: جئ بالال، والظاهر يف [ اه 636حلفت هلا باهلل حلفة فاجر * لناموا، فما إن من حديث وال صاىل ] ص -

ني، وذلك اآلية والبيت عكس ما قال، إذ املراد يف اآلية لقد فضلك اهلل علينا بالصرب وسرية احملسنحمكوم له به يف االزل، وهو متصف به مذ عقل، واملراد يف البيت أهنم ناموا قبل جميئه. ومقتضى كالم الزخمشري أهنا يف حنو )واهلل لقد كان كذا( للتوقع ال للتقريب، فإنه قال يف تفسري قوله تعاىل: )لقد

نطقون هبذه الالم إال مع قد، وقل أرسلنا نوحا( يف سورة االعراف فإن قلت: فما باهلم ال يكادون يالبيت * قلت: الن اجلملة القسمية ال تساق إال تأكيدا للجملة -عنهم حنو قوله * حلفت هلا باهلل

Page 127: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

املقسم عليها الىت هي جواهبا، فكانت مظنة ملعىن التوقع الذى هو معىن قد عند استماع املخاطب . كلمة القسم، اه

[114 ]

الك أهنا مع املاضي إمنا تفيد التقريب كما ذكره ابن عصفور، وأن من شرط ومقتضى كالم ابن مدخوهلا كون الفعل متوقعا، كما قدمنا، فإنه قال تسهيله: وتدخل على فعل ماض متوقع ال يشبه

. الرابع: دخول الم االبتداء يف حنو )إن زيدا لقد قام( وذلك الن االصل احلرف لقربه من احلال اهاالسم حنو )إن زيدا لقائم( وإمنا دخلت على املضارع لشبهه باالسم حنو )وإن ربك دخوهلا على

ليحكم بينهم( فإذا قرب املاضي من احلال أشبه املضارع الذى هو شبيه باالسم، فجاز دخوهلا عليه. املعىن الثالث: التقليل، وهو ضربان: تقليل وقوع الفعل حنو )قد يصدق الكذوب( و )قد جيود البخيل

(( وتقليل متعلقه حنو قوله تعاىل )قد يعلم ما أنتم عليه( أي ما هم عليه هو أقل معلوماته سبحانه، 1)وزعم بعضهم أهنا يف هذه االمثلة وحنوها للتحقيق، وأن التقليل يف املثالني االولني مل يستفد من قد، بل

ذلك منهما قليل كان من قولك: البخيل جيود، والكذوب يصدق، فإنه إن مل حيمل على أن صدورقد أترك - 281فاسدا، إذ آخر الكالم يناقض أوله. الرابع، التكثري، قاله سيبويه يف قول اهلذىل:

القرن مصفرا أنامله * ] كأن أثوابه جمت بفرصاد [ وقال الزخمشري يف )قد نرى تقلب وجهك(: أي رمبا - 213اعة على ذلك ببيت العرو ص: نرى، ومعناه تكثري الرؤية، مث استشهد بالبيت، واستشهد مج

قد أشهد الغارة الشعواء حتملين * جرداء معروقة اللحيني سرحوب اخلامس: التحقيق، حنو )قد أفلح من زكاها( وقد مضى أن بعضهم محل عليه قوله تعاىل )قد يعلم ما أنتم عليه( قال الزخمشري: دخلت

غريه يف )ولقد علمتم الذين اعتدوا( قد لتوكيد العلم، ويرجع ذلك إىل توكيد الوعيد، وقال

( يف نسخة )قد يعثر اجلواد( بدل )قد جيود البخيل(. )*( 1)

[115 ]

Page 128: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يف اجلملة الفعلية اجملاب هبا القسم مثل إن والالم يف اجلملة االمسية اجملاب هبا يف إفادة التوكيد، يف مثل الثانية، ولكن القول بالتحقيق فيهما وقد مضى نقل القول بالتقليل يف االوىل والتقريب والتوقع

أظهر. والسادس: النفى، حكى ابن سيده )قد كنت يف خري فتعرفه( بنصب تعرف، وهذا غريب، وإليه . وحممله عندي على خالف ما أشار يف التسهيل بقوله: ورمبا نفى بقد فنصب اجلواب بعدها، اه

، مث جاء النصب بعدها نظرا إىل املعىن، وإن ذكر، وهو أن يكون كقولك للكذوب: هو رجل صادق] سأترك منزيل لبىن متيم [ * - 211كانا إمنا حكما بالنفى لثبوت النصب فغري مستقيم، جملئ قوله:

قيل: جيوز -وأحلق باحلجاز فأسرتحيا وقراءة بعضهم )بل نقذف باحلق على الباطل فيدمغه(. مسألة إذا زيد يضربه عمرو( مطلقا، وقيل: ميتنع مطلقا، وهو النصب على االشتغال يف حنو )خرجت ف

الظاهر، الن إذا الفجائية ال يليها إال اجلمل االمسية، وقال أبو احلسن وتبعه ابن عصفور: جيوز يف حنو )فإذا زيد قد ضربه عمرو( وميتنع بدون قد، ووجهه عندي أن التزام االمسيه مع إذا هذه إمنا كان للفرق

( الفرق بذلك، إذ ال تقرتن الشرطية 1رطية املختصة بالفعلية، فإذا اقرتنت بقد حصل )بينها وبني الشعلى ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون ظرف زمان الستغراق ما مضى، وهذه بفتح القاف -هبا. )قط(

وتشديد الطاء مضمومة يف أفصح اللغات، وختتص بالنفى، يقال )ما فعلته قط( والعامة يقولون: ال ه قط، وهو حلن، واشتقاقه من قططته، أي قطعته، فمعىن ما فعلته قط ما فعلته فيما انقطع من أفعل

عمرى، الن املاضي منقطع عن احلال واالستقبال، وبنيت لتضمنها معىن مذ وإىل، إذ املعىن مذ أن خلقت ] أو مذ خلقت [ إىل اآلن،

( يف نسخة )حيصل الفرق(. )*( 1)

[116 ]

لئال يلتقى ساكنان، وكانت الضمة تشبيها بالغايات، وقد تكسر على أصل التقاء وعلى حركةالساكنني، وقد تتبع قافه طاءه يف الضم، وقد ختفف طاؤه مع ضمها أو إسكاهنا. والثاىن: أن تكون مبعىن حسب، وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء، يقال. )قطى، وقطك، وقط زيد درهم( كما يقال:

Page 129: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ك وحسب زيد درهم، إال أهنا مبنية الهنا موضوعة على حرفني، وحسب معربة. حسىب، وحسبكما يقال: يكفيين. وجتوز -بنون الوقاية -والثالث: أن تكون اسم فعل مبعىن يكفى، فيقال: قطين

نون الوقاية على الوجه الثاين، حفظا للبناء على السكون، كما جيوز. يف لدن ومن وعن كذلك. حرف جارة، وغريها، واجلارة حرف واسم واحلرف له مخسة معان: أحدها: التشبيه، -اف املفردة الكاف الك

حنو )زيد كاالسد(. والثاىن: التعليل، أثبت ذلك قوم، ونفاه االكثرون، وقيد بعضهم جوازه بأن تكون ردة من ما، الكاف مكفوفة مبا، كحكاية سيبويه )كما أنه ال يعلم فتجاوز اهلل عنه( واحلق جوازه يف اجمل

حنو )وى كأنه ال يفلح الكافرون( أي أعجب لعدم فالحهم، وىف املقرونة مبا الزائدة كما يف املثال، ومبا اآلية( قال االخفش: أي الجل إرساىل فيكم رسوال منكم -املصدرية حنو )كما أرسلنا فيكم

م بأنه من وضع اخلا ص فاذكروين، وهو ظاهر يف قوله تعاىل: )واذكروه كما هداكم( وأجاب بعضه موضع العام، إذ الذكر واهلداية يشرتكان يف أمر واحد وهو

[111 ]

االحسان، فهذا يف االصل مبنزلة )وأحسن كما أحسن اهلل إليك( والكاف للتشبيه، مث عدل عن ر، ذلك لالعالم خبصوصية املطلوب، وما ذكرناه يف اآليتني من أن ما مصدرية قاله مجاعة، وهو الظاه

وزعم الزخمشري وابن عطية وغريمها أهنا كافة، وفيه إخراج الكاف عما ثبت هلا من عمل اجلر لغري وطرفك إما جئتنا فاحبسنه * كما حيسبوا أن اهلوى حيث - 212مقتض. واختلف يف حنو قوله:

يل تنظر فقال الفارسى: االصل كيما فحذف الياء، وقال ابن مالك: هذا تكلف، بل هي كاف التعلوما الكافة، ونصب الفعل هبا لشبهها بكى يف املعىن، وزعم أبو حممد االسود يف كتابه املسمى )نزهة االديب( أن أبا على حرف هذا البيت، وأن الصواب فيه: إذا جئت فامنح طرف عينيك غرينا * لكى

: كيف أصبحت حيسبوا، البيت.. والثالث: االستعالء، ذكره االخفش والكوفيون، وأن بعضهم قيل له؟ فقال: كخري، أمرا على خري، وقيل: املعىن خبري، ومل يثبت جمئ الكاف مبعىن الباء، وقيل هي للتشبيه على حذف مضاف، أي كصاحب خري. وقيل يف )كن كما أنت(: إن املعىن على ما أنت عليه،

أ حذف خربه. وللنحويني يف هذا املثال أعاريب: أحدها: هذا، وهو أن ما موصولة، وأنت: مبتد

Page 130: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والثاىن: أهنا موصولة، وأنت خرب حذف مبتدؤه، أي كالذى هو أنت، وقد قيل بذلك يف قوله تعاىل )اجعل لنا إهلا كما هلم آهلة( أي كالذى هو هلم آهلة. والثالث: أن ما زائدة ملغاة، والكاف أيضا جارة

كما يف قوله:

[118 ]

[ وأنت: ضمري مرفوع أنيب عن 15روم عليه وجارم ] وننصر موالنا ونعلم أنه * كما الناس جماجملرور، كما يف قوهلم: ما أنا كأنت، واملعىن كن فيما يستقبل مماثال لنفسك فيما مضى. والرابع: أن ما كافة، وأنت: مبتدأ حذف خربه، أي عليه أو كائن، وقد قيل يف )كما هلم آهلة(: إن ما كافة، وزعم

وأعلم أنىن وأبا محيد * كما - 213ال تكف مبا، ورد عليه بقوله: صاحب املستوىف أن الكاف أخ ماجد مل خيزىن يوم مشهد * كما سيف عمرو مل ختنه - 214( وقوله: 1النشوان والرجل احلليم )

[ وإمنا يصح االستدال هبما إذا مل يثبت أن )ما( املصدرية توصل باجلملة االمسية. 313مضاربه ] ص افة أيضا، وأنت: فاعل، واالصل كما كنت، مث حذف كان فانفصل الضمري، وهذا اخلامس: أن ما ك

تقع )كما( بعد اجلمل كثريا صفة يف املعىن، -بعيد، بل الظاهر أن ما على هذا التقدير مصدرية. تنبيه فتكون نعتا لصدر أو حاال، وحيتملهما قوله تعاىل )كما بدأنا أول خلق نعيده( فإن قدرته نعتا ملصدرفهو إما معمول لنعيده، أي نعيد أول خلق إعادة مثل ما بدأناه، أو لنطوى، أي نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل، وإن قدرته حاال فذو احلال مفعول نعيده، أي نعيده مماثال للذى بدأنا،

لذين ال وتقع كلمة )كذلك( أيضا كذلك. فإن قلت: فكيف اجتمعت مع مثل يف قوله تعاىل )وقال ايعلمون لو ال يكلمنا اهلل أو تأتينا آية، كذلك قال الذين من قبلهم مثل قوهلم( ومثل يف املعىن نعت

ملصدر )قال( احملذوف، ] أي [ كما أن كذلك نعت له، وال يتعدى

( الكاف ال عمل هلا، والنشوان: مبتدأ، والرجل معطوف عليه، وخرب هذا املبتدأ حمذوف، واجلملة 1)

أن. )*( خرب

Page 131: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[111 ] عامل واحد ملتعلقني مبعىن واحد، ال تقول: ضربت زيدا عمرا، وال يكون )مثل( تأكيدا لكذلك، النه أبني منه، كما ال يكون زيد من قولك )هذا زيد يفعل كذا( توكيدا هلذا لذلك، وال خربا حملذوف

قبله. قلت: مثل بدل من كذلك، أو بتقدير: االمر كذلك، ملا يؤدى إليه من عدم ارتباط ما بعده مبابيان، أو نصب بيعلمون، أي ال يعلمون اعتقاد اليهود والنصارى، فمثل مبنزلتها يف )مثلك ال يفعل

(، أو الكاف مبتدأ والعائد حمذوف، أي قاله، ورد ابن الشجرى ذلك على 1كذا( أو نصب يقال )ن مثل حينئذ مفعول مطلق أو مفعول به مكى بأن قال: قد استوىف معموله وهو مثل، وليس بشئ، ال

ليعلمون، والضمري املقدر مفعول به لقال. واملعىن الرابع: املبادرة، وذلك إذا اتصلت مبا يف حنو )سلم كما تدخل( و )صل كما يدخل الوقت( ذكره ابن اخلباز يف النهاية، وأبو سعيد السرياىف، وغريمها،

الزائدة حنو )ليس كمثله شئ( قال االكثرون: التقدير ليس وهو غريب جدا. واخلامس: التوكيد، وهىشئ مثله، إذ لو مل تقدر زائدة صار املعىن ليس شئ مثل مثله، فيلزم احملال. وهو إثبات املثل، وإمنا زيدت لتوكيد نفى املثل، الن زيادة احلرف مبنزلة إعادة اجلملة ثانيا، قاله ابن جىن، والهنم إذا بالغوا يف

عل عن أحد قالوا: )مثلك ال يفعل كذا( ومرادهم إمنا هو النفى عن ذاته، ولكنهم إذا نفوه نفى الفعمن هو على أخص أوصافه فقد نفوه عنه. وقيل: الكاف يف اآلية غري زائدة، مث اختلف، فقيل: الزائد مثل، كما زيدت يف )فإن آمنوا مبثل ما آمنتم به( قالوا: وإمنا زيدت هنا لتفصل الكاف من

. الضمري، اه

( قال: املراد لفظ قال االول، أي وقال الذين ال يعلمون مثل قول اليهود، ويكون قوله كذلك 1)

معموال لقال الثاين على هذا )*(

[183 ]

والقول بزيادة احلرف أوىل من القول بزيادة االسم، بل زيادة االسم مل تثبت، وأما )مبثل ما آمنتم ل بزيادة )مثل( فيها قراءة ابن عباس )مبا آمنتم به( وقد تؤولت قراءة اجلماعة على به( فقد يشهد للقائ

Page 132: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زيادة الباء يف ] املفعول [ املطلق أي إميانا مثل إميانكم به، أي باهلل سبحانه، أو مبحمد عليه الصالة كما آمنتم بكتابكم -والسالم، أو بالقرآن، وقيل: مثل للقرآن، وما للتوراة، أي فإن آمنوا -) -

بكتاهبم، وىف اآلية االوىل قول ثالث، وهو أن الكاف ومثال ال رائد منهما، مث اختلف، فقيل: مثل - 215مبعىن الذات، وقيل: مبعىن الصفة، وقيل: الكاف اسم مؤكد مبثل، كما عكس ذلك من قال:

ارة فمرادفة ملثل، وال ] ولعبت طري هبم أبابيل [ * فصريوا مثل كعصف مأكول وأما الكاف االمسية اجل] بيض ثالث كنعاج جم [ * - 216تقع كذلك عند سيبويه واحملققني إال يف الضرورة، كقوله:

يضحكن عن كالربد املنهم وقال كثري منهم االخفش والفارسي: جيوز يف االختيار، فجوزوا يف حنو )زيد ويقع مثل هذا يف كتب املعربني كاالسد( أن تكون الكاف يف موضع رفع، واالسد خمفوضا باالضافة.

كثريا، قال الزخمشري يف )فأنفخ فيه(: إن الضمري راجع للكاف من )كهيئة الطري( أي فأنفخ يف ذلك الشئ املماثل فيصري كسائر الطيور، انتهى. ووقع مثل ذلك يف كالم غريه، ولو كان كما زعموا لسمع

(، أحدمها: أن تكون زائدة، خالفا 1موضعني ) يف الكالم مثل )مررت بكاالسد(. وتتعني احلرفية يف ملن أجاز زيادة االمساء، والثاىن: أن تقع هي وخمفوضها صلة كقوله:

( إمنا تتعني يف املوضع االول عند الذين ال جييزون زيادة االسم، وتتعني يف الثاين الهنا لو كانت امسا 1)

تكون إال مجلة ] *( ملا صلح الن يكون صلة، النه حينئذ مفرد، والصلة ال

[181 ]

ما يرجتى وما خياف مجعا * فهو الذى كالليث والغيث معا خالفا البن مالك يف - 211إجازته أن يكون مضافا ومضافا إليه على إضمار مبتدأ، كما يف قراءة بعضهم )متاما على الذى

آى هبا حيلني * غري رماد ] مل يبق من - 218أحسن( وهذا ختريج للفصيح على الشاذ، وأما قوله: وخطام كنفني وغري ود جازل أو ودين [ * وصاليات ككما يؤثفني فيحتمل أن الكافني حرفان أكد

و 183] فال واهلل ال يلفى ملا ىب * وال للما هبم أبدا دؤاء ] ص - 211أوهلما بثانيهما كما قال: كون االوىل حرفا والثانية امسا. وأما الكاف [ وأن يكونا امسني أكد أيضا أوهلما بثانيهما، وأن ت 353

Page 133: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

غري اجلارة فنوعان: مضمر منصوب أو جمرور حنو )ما ودعك ربك( وحرف معىن ال حمل له ومعناه اخلطاب، وهى الالحقة السم االشارة حنو )ذلك، وتلك( وللضمري املنفصل املنصوب يف قوهلم )إياك،

اء االفعال حنو )حيهلك، ورويدك، والنجاءك( وال وإياكما( وحنومها، هذا هو الصحيح، ولبعض أمسرأيت مبعىن أخربين حنو )أرأيتك هذا الذى كرمت على( فالتاء فاعل، والكاف حرف خطاب هذا هو الصحيح، وهو قول سيبويه، وعكس ذلك الفراء فقال: التاء حرف خطاب، والكاف فاعل، لكوهنا

ن الكاف، وأهنا مل تقع قط مرفوعة، وقال الكسائي: املطابقة للمسند إليه، ويرده صحة االستغناء عالتاء فاعل، والكاف مفعول، ويلزمه أن يصح االقتصار على املنصوب يف حنو )أرأيتك زيدا ما صنع( النه املفعول الثاين، ولكن الفائدة ال تتم عنده، وأما )أرأيتك هذا الذى كرمت على( فاملفعول الثاين

نا خري منه ؟ وقد تلحق ألفاظا أخر شذوذا، ومحل على ذلك الفارسى حمذوف، أي مل كرمته على وأ قوله:

[182 ]

لسان السوء هتديها إلينا * وحنت، وما حسبتك أن حتينا لئال يلزم االخبار عن اسم - 333العني باملصدر، وقيل: حيتمل كون أن وصلتها بدال من. الكاف سادا مسد املفعولني كقراءة محزة )وال

الذين كفروا أمنا منلي هلم( باخلطاب. )كى( على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون امسا خمتصرا من حتسنب 35كى جتنحون إىل سلم وما ثئرت * قتال كم، ولظى اهليجاء تضطرم ؟ ] ص - 331كيف كقوله:

[ أراد كيف، فحذف الفاء كما قال بعضهم )سو أفعل(( يريد سوف. الثاين: أن تكون مبنزلة المالتعليل معىن وعمال وهى الداخلة على ما االستفهامية يف قوهلم يف السؤال عن العلة )كيمه( مبعىن مله،

إذا أنت مل تنفع فضر، فإمنا * يرجى الفىت كيما يضر وينفع - 332وعلى )ما( املصدرية يف قوله: النصب بأن. الثالث: وقيل: ما كافة، وعلى )أن( املصدرية مضمرة حنو )جئتك كى تكرمين( إذا قدرت

أن تكون مبنزلة أن املصدرية معىن وعمال، وذلك يف حنو )لكيال تأسوا( ويؤيده صحة حلول أن حملها، والهنا لو كانت حرف تعليل مل يدخل عليها حرف تعليل، ومن ذلك )جئتك كى تكرمين( وقوله تعاىل

Page 134: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لية جارة، وجيب حينئذ إضمار أن )كيال يكون دولة( إذا قدرت الالم قبلها، فإن مل تقدر فهى تعلي أردت لكيما أن تطري بقربىت * ] فترتكها شنا ببيداء بلقع [ - 333بعدها، ومثله يف االحتمالني قوله:

[183 ]

فكى إما تعليلية مؤكدة لالم، أو مصدرية مؤكدة، وال تظهر أن بعد كى إال يف الضرورة كقوله: * لسانك كيما أن تغر وختدعا ؟ وعن االخفش أن كى فقالت: أكل الناس أصبحت ماحنا - 334

جارة دائما، وأن النصب بعدها بأن ظاهرة أو مضمرة، ويرده حنو )لكيال تأسوا( فإن زعم أن كى [ رد بأن الفصيح املقيس ال خيرج على الشاذ، 211تأكيد لالم كقوله: * وال للماهبم أبد ادواء * ]

وأوقدت - 335ويرده قوهلم )كيمه( كما يقولون مله، وقول حامت: وعن الكوفيني أهنا ناصبة دائما، نارى كى ليبصر ضوؤها * وأخرجت كلىب وهو يف البيت داخله الن الم اجلر ال تفصل بني الفعل وناصبه، وأجابوا عن االول بأن االصل )كى يفعل ماذا( ويلزمهم كثرة احلذف، وإخراج ما االستفهامية

يف غري اجلر، وحذف الفعل املنصوب مع بقاء عامل النصب، وكل ذلك مل عن الصدر، وحذف ألفها يثبت، نعم وقع يف صحيح البخاري يف تفسري )وجوه يومئذ ناضرة( )فيذهب كيما فيعود ظهره طبقا

إذا قيل )جئت لتكرمين ؟ -واحدا( أي كيما يسجد، وهو غريب جدا ال حيتمل القياس عليه. تنبيه مرة، وجوز أبو سعيد كون املضمر كى، واالول أوىل، الن أن أمكن يف عمل بالنصب فالنصب بأن مض

النصب من غريها، فهى أقوى على التجوز فيها بأن تعمل مضمرة. )كم( على وجهني: خربية مبعىن كثري، واستفهامية مبعىن أي عدد. ويشرتكان يف مخسة أمور: االمسية، واالهبام، واالفتقار إىل التمييز،

ولزوم التصدير، وأما قول بعضهم يف )أمل يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون والبناء،

[184 ]

أهنم إليهم ال يرجعون(: أبدلت أن وصلتها من كم فمردود، بأن عامل البدل هو عامل املبدل منه، فإن قدر عامل املبدل منه يروا فكم هلا الصدر فال يعمل فيها ما قبلها، وإن قدر أهلكنا فال

لط له يف املعىن على البدل، والصواب أن كم مفعول الهلكنا، واجلملة إما معمولة لريوا على أنه تس

Page 135: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

علق عن العمل يف اللفظ، وأن وصلتها مفعول الجله، وإما معرتضة بني يروا وما سد مسد مفعوليه د بأن كم وهو أن وصلتها، وكذلك قول ابن عصفور يف )أو مل يهد هلم كم أهلكنا(: إن كم فاعل مردو

هلا الصدر، وقوله إن ذلك جاء على لغة رديئة حكاها االخفش عن بعضهم أنه يقول )ملكت كم عبيد( فيخرجها عن الصدرية خطأ عظيم، إذ خرج كالم اهلل سبحانه على هذه اللغة، وإمنا الفاعل

كنا( على القول ضمري اسم اهلل سبحانه، أو ضمري العلم أو اهلدى املدلول عليه بالفعل، أو مجلة )أهلبأن الفاعل يكون مجلة إما مطلقا أو بشرط كوهنا مقرتنة مبا يعلق عن العمل والفعل قلىب حنو )ظهر ىل أقام زيد( وجوز أبو البقاء كونه ضمري االهالك املفهوم من اجلملة، وليس هذا من املواطن الىت يعود

أن الكالم مع اخلربية حمتمل للتصديق الضمري فيها على املتأخر. ويفرتقان يف مخسة أمور: أحدها:والتكذيب، خبالفه مع االستفهامية. الثاين: أن املتكلم باخلربية ال يستدعى من خماطبه جوابا النه خمرب، واملتكلم باالستفهامية يستدعيه النه مستخرب. الثالث: أن االسم املبدل من اخلربية ال يقرتن باهلمزة،

ة، يقال يف اخلربية )كم عبيد ىل مخسون بل ستون( وىف االستفهامية خبالف املبدل من االستفهامي )كم مالك أعشرون أم ثالثون(.

[185 ]

الرابع: أن متييز كم اخلربية مفرد أو جمموع، تقول )كم عبد ملكت( و )كم عبيد ملكت( قال: ك يا جرير كم عمة ل - 331كم ملوك باد ملكهم * ونعيم سوقة بادوا وقال الفرزدق: - 336

وخالة * فدعاء قد حلبت على عشارى وال يكون متييز االستفهامية إال مفردا، خالفا للكوفيني. اخلامس: أن متييز اخلربية واجب اخلفض، ومتييز االستفهامية منصوب، وال جيوز جره مطلقا خالفا

وز يف التمييز وجهان: للفراء والزجاج وابن السراج وآخرين، بل يشرتط أن جتر كم حبرف جر، فحينئذ جيالنصب وهو الكثري، واجلر خالفا لبعضهم، وهو مبن مضمرة وجوبا، ال باالضافة خالفا للزجاج. وتلخص أن يف جر متييزها أقواال: اجلواز، واملنع، والتفصيل فإن جرت هي حبرف جر حنو )بكم درهم

اخلربية إذا كان اخلرب مفردا، وروى اشرتيت( جاز، وإال فال. وزعم قوم أن لغة متيم جواز نصب متييز كم[ باخلفض على 331قول الفرزدق: كم عمة لك يا جرير وخالة * فدعاء قد حلبت على عشارى ]

Page 136: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قياس متييز اخلربية، وبالنصب على اللغة التميمية، أو على تقديرها استفهامية استفهام هتكم، أي سيته، وعليهما فكم: مبتدأ خربه )قد حلبت( أخربين بعدد عماتك وخاالتك الالتى كن خيدمنين فقد ن

وأفرد الضمري محال على لفظ كم، وبالرفع على أنه مبتدأ وإن كان نكرة لكونه قد وصف بلك وبفدعاء حمذوفة مدلول عليها باملذكورة، إذ ليس املراد ختصيص اخلالة بوصفها بالفدع كما حذف )لك( من

رب )قد حلبت( وال بد من صفة خالة استدالال عليها بلك االوىل، واخل

[186 ]

تقدير قد حلبت أخرى، الن املخرب عنه يف هذا الوجه متعدد لفظا ومعىن، ونظريه )زينب وهند قامت( وكم على هذا الوجه: ظرف أو مصدر، والتمييز حمذوف، أي كم وقت أو حلبة. )كأى(:

ا بالنون، الن التنوين ملا دخل يف اسم مركب من كاف التشبيه وأى املنونة، ولذلك جاز الوقف عليهالرتكيب أشبه النون االصلية، وهلذا رسم يف املصحف نونا، ومن وقف عليها حبذفه اعترب حكمه يف االصل وهو احلذف يف الوقف. وتوافق كأى كم يف مخسة أمور: االهبام، واالفتقار إىل التمييز، والبناء،

لغالب، حنو )وكاى من نىب قاتل معه ربيون كثري( واالستفهام ولزوم التصدير، وإفادة التكثري تارة وهو اأخرى، وهو نادر ومل يثبته إال ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك، واستدل عليه بقول أىب بن كعب البن مسعود رضى اهلل عنهما )كأى تقرأ سورة االحزاب آية( فقال: ثالثا وسبعني. وختالفها يف مخسة

كبة، وكم بسيطة على الصحيح، خالفا ملن زعم أهنا مركبة من الكاف وما أمور: أحدها: أهنا مر االستفهامية، مث حذفت ألفها لدخول اجلار، وسكنت ميمها للتخفيف لثقل الكلمة بالرتكيب. والثاىن: أن مميزها جمرور مبن غالبا، حىت زعم ابن عصفور لزوم ذلك، ويرده قول سيبويه )وكأى رجال

س، و )كأى قد أتانا رجال( إال أن أكثر العرب ال يتكلمون به إال مع من، رأيت( زعم ذلك يونانتهى. ومن الغالب قوله تعاىل )وكأين من نىب( و )كأين من آية( و )كأين من دابة( ومن النصب

اطرد اليأس بالرجا، فكأى * آملا حم يسره بعد عسر - 338قوله:

[181 ]

Page 137: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كم ومنة * قدميا، وال تدرون ما من منعم والثالث: أهنا ال وكائن لنا فضال علي - 331وقوله: ( عند اجلمهور، وقد مضى. والرابع: أهنا ال تقع جمرورة، خالفا البن قتيبة وابن 1تقع استفهامية )

عصفور، أجازا )بكأى تبيع هذا الثوب(. واخلامس: أن خربها ال يقع مفردا. )كذا( ترد على ثالثة لمتني باقيتني على أصلهما، ومها كاف التشبيه وذا االشارية كقولك )رأيت أوجه: أحدها: أن تكون ك

وأسلمىن الزمان كذا * فال طرب وال أنس وتدخل عليها - 313زيدا فاضال ورأيت عمرا كذا( وقوله: ها التنبيه كقوله تعاىل )أهكذا عرشك( الثاين: أن تكون كلمة واحدة مركبة من كلمتني مكنيا هبا عن

كقول أئمة اللغة )قيل لبعضهم: أما مبكان كذا وكذا وجذ ؟ فقال: بلى وجاذا( فنصب غري عددبإضمار أعرف، وكما جاء يف احلديث )أنه يقال للعبد يوم القيامة: أتذكر يوم كذا وكذا ؟ فعلت فيه كذا وكذا(. الثالث: أن تكون كلمة واحدة مركبة مكنيا هبا عن العدد فتوافق كأى يف أربعة أمور:الرتكيب، والبناء، واالهبام، واالفتقار إىل التمييز. وختالفها يف ثالثة أمور: أحدها: أهنا ليس هلا الصدر، تقول )قبضت كذا وكذا درمها( الثاين: أن متييزها واجب النصب، فال جيوز جره مبن اتفاقا، وال

باالضافة،

( يف نسخة )ال تقع إال استفهامية( وهو فاسد )*( 1)

[188 ]

خالفا للكوفيني، أجازوا يف غري تكرار وال عطف أن يقال )كذا ثوب، وكذا أثواب( قياسا على العدد الصريح، وهلذا قال فقهاؤهم: إنه يلزم بقول القائل )له عندي كذا درهم( مائة، وبقوله )كذا

وله )كذا وكذا دراهم( ثالثة، وبقوله )كذا كذا درمها( أحد عشر، وبقوله )كذا درمها( عشرون، وبق -درمها( أحد وعشرون، محال على احملقق من نظائرهن من العدد الصريح ووافقهم على هذه التفاصيل

املربد واالخفش وابن كيسان والسرياىف وابن عصفور، ووهم ابن السيد فنقل -غري مسأليت االضافة ا ال تستعمل غالبا إال معطوفا اتفاق النحويني على إجازة ما أجازه املربد ومن ذكر معه. الثالث: أهن

عد النفس نعمى بعد بؤساك ذاكرا * كذا وكذا لطفا به نسى اجلهد وزعم ابن - 311عليها، كقوله:

Page 138: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

خروف أهنم مل يقولوا )كذا درمها( وال )كذا كذا درمها( وذكر ابن مالك أنه مسموع ولكنه قليل. ال وإمنا شددت المها لتقوية املعىن، ولدفع )كال( مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه وال النافية، ق

توهم بقاء معىن الكلمتني، وعند غريه هي بسيطة. وهى عند سيبويه واخلليل واملربد والزجاج وأكثر البصريني حرف معناه الردع والزجر، ال معىن هلا عندهم إال ذلك، حىت إهنم جييزون أبدا الوقف عليها،

اعة منهم، مىت مسعت كال يف سورة فاحكم بأهنا مكية، الن فيها واالبتداء مبا بعدها، وحىت قال مجمعىن التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك مبكة، الن أكثر العتو كان هبا، وفيه نظر، الن لزوم املكية إمنا يكون عن اختصا ص العتو هبا، ال عن غلبته، مث ال متتنع االشارة إىل عتو سابق، مث ال يظهر معىن

كال املسبوقة بنحو )يف أي صورة ما شاء ركبك( )يوم يقوم الناس لرب العاملني( )مث إن علينا الزبر يف بيانه( وقوهلم: املعىن انته عن ترك االميان بالتصوير يف أي صورة

[181 ]

ما شاء اهلل، وبالبعث، وعن العجلة بالقرآن، تعسف، إذ مل يتقدم يف االولني حكاية نفى ذلك ول الفصل يف الثالثة بني كال وذكر العجلة، وأيضا فإن أول ما نزل مخس آيات من أول عن أحد، ولط

سورة العلق مث نزل )كال إن االنسان ليطغى( فجاءت يف افتتاح الكالم، والوارد منها يف التنزيل ثالثة ع والزجر وثالثون موضعا كلها يف النصف االخري. ورأى الكسائي وأبو حامت ومن وافقهما أن معىن الرد

ليس مستمرا فيها، فزادوا فيها معىن ثانيا يصح عليه أن يوقف دوهنا ويبتدأ هبا، مث اختلفوا يف تعيني ذلك املعىن على ثالثة أقوال، أحدها للكسائي ومتابعيه، قالوا: تكون مبعىن حقا، والثاىن اليب حامت

بن مشيل والفراء ومن وافقهما، قالوا تكون ومتابعيه، قالوا: تكون مبعىن أال االستفتاحية، والثالث للنضر حرف جواب مبنزلة إى ونعم، ومحلوا عليه )كال والقمر( فقالوا: معناه إى والقمر. وقول أىب حامت عندي أوىل من قوهلما، النه أكثر اطرادا، فإن قول النضر ال يتأتى يف آيىت املؤمنني والشعراء على ما

حنو )كال إن كتاب االبرار(، )كال إن كتاب الفجار(، )كال إهنم سيأيت، وقول الكسائي ال يتأتى يف عن رهبم يومئذ حملجوبون( الن أن تكسر بعد أال االستفتاحية، وال تكسر بعد حقا وال بعدما كان مبعناها، والن تفسري حرف حبرف أوىل من تفسري حرف باسم، وأما قول مكى إن كال على رأى

Page 139: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قا فبعيد، الن اشرتاك اللفظ بني االمسية واحلرفية قليل، وخمالف الكسائي اسم إذا كانت مبعىن حلالصل، وحموج لتكلف دعوى علة لبنائها، وإال فلم ال نونت ؟ وإذا صلح املوضع للردع ولغريه جاز الوقف عليها واالبتداء هبا على اختالف التقديرين، واالرجح محلها على الردع النه الغالب فيها، وذلك

لغيب حنو )أطلع ا

[113 ]

أم اختذ عند الرمحن عهدا، كال سنكتب ما يقول( )واختذوا من دون اهلل آهلة ليكونوا هلم عزا، كال سيكفرون بعبادهتم(. وقد تتعني للردع أو االستفتاح حنو )رب ارجعون لعلى أعمل صاحلا فيما تركت،

و كانت مبعىن نعم لكانت للوعد كال إهنا كلمة( الهنا لو كانت مبعىن حقا ملا كسرت مهزة إن، ولبالرجوع الهنا بعد الطلب كما يقال )أكرم فالنا( فتقول )نعم( وحنو )قال أصحاب موسى إنا ملدركون، قال كال إن معى رىب سيهدين( وذلك لكسر إن، والن نعم بعد اخلرب للتصديق. وقد ميتنع كوهنا للزجر

يس قبلها ما يصح رده. وقول الطربي ومجاعة إنه ملا حنو )وما هي إال ذكرى للبشر، كال والقمر( إذ لنزل يف عدد خزنة جهنم )عليها تسعة عشر( قال بعضهم: اكفوين اثنني وأنا أكفيكم سبعة عشر،

قرئ )كال سيكفرون بعبادهتم( -فنزل )كال( زجرا له قول متعسف، الن اآلية مل تتضمن ذلك. تنبيه عيا، أي كلوا يف دعواهم وانقطعوا، أو من الكل وهو الثقل، أي بالتنوين، إما على أنه مصدر كل إذا أ

محلوا كال، وجوز الزخمشري كونه حرف الردع ونون كما يف )سالسال( ورده أبو حيان بأن ذلك إمنا صح يف )سالسال( النه اسم أصله التنوين فرجع به إىل أصله للتناسب، أو على لغة من يصرف ماال

. وليس التوجيه منحصرا عند الزخمشري يف ذلك، نه مفاعل أو مفاعيل، اهينصرف مطلقا، أو بشرط كو بل جوز كون التنوين بدال من حرف االطالق املزيد يف رأس اآلية، مث إنه وصل بنية الوقف، وجزم هبذا الوجه يف )قواريرا( وىف قراءة بعضهم )والليل إذا يسر( بالتنوين، وهذه القراءة مصححة لتأويله يف كال،

إذ الفعل ليس أصله التنوين.

[111 ]

Page 140: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)كأن(: حرف مركب عند أكثرهم، حىت ادعى ابن هشام وابن اخلباز االمجاع عليه، وليس كذلك، قالوا: واالصل يف )كأن زيدا أسد( إن زيدا كأسد، مث قدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت

بعد الكاف جر هبا. قال ابن جىن: وهى مهزة أن لدخول اجلار عليه، مث قال الزجاج وابن جىن: ماحرف ال يتعلق بشئ، ملفارقته املوضع الذى تتعلق فيه باالستقرار، وال يقدر له عامل غريه، لتمام الكالم بدونه، وال هو زائد، الفادته التشبيه. وليس قوله بأبعد من قول أىب احلسن: إن كاف التشبيه ال

ار غري الزائد حقه التعلق قدر الكاف هنا امسا مبنزلة مثل، فلزمه أن تتعلق دائما. وملا رأى الزجاج أن اجليقدر له موضعا، فقدره مبتدأ، فاضطر إىل أن قدر له خربا مل ينطق به قط، وال املعىن مفتقر إليه، فقال: معىن )كأن زيدا أخوك( مثل أخوة زيد إياك كائن. وقال االكثرون: ال موضع الن وما بعدها،

وأن صارا بالرتكيب كلمة واحدة، وفيه نظر، الن ذاك يف الرتكيب الوضعي، ال يف الرتكيب الن الكاف الطارئ يف حال الرتكيب االسنادي. واملخلص عندي من االشكال أن يدعى أهنا بسيطة، وهو قول بعضهم. وىف شرح االيضاح البن اخلباز: ذهب مجاعة إىل أن فتح مهزهتا لطول احلرف بالرتكيب، ال

وقد ا معمولة للكاف كما قال أبو الفتح، وإال لكان الكالم غري تام، واالمجاع على أنه تام، اهالهن -وهو الغالب عليها، واملتفق عليه -مضى أن الزجاج يراه ناقصا. وذكروا لكأن أربعة معان: أحدها

التشبيه، وهذا املعىن أطلقه اجلمهور

[112 ]

سيد البطليوسى أنه ال يكون إال إذا كان خربها امسا جامدا حنو لكأن، وزعم مجاعة منهم ابن ال)كأن زيدا اسد( خبالف )كأن زيدا قائم، أو يف الدار، أو عندك، أو يقوم( فإهنا يف ذلك كله للظن. والثاىن: الشك والظن، وذلك فيما ذكرنا، ومحل ابن االنباري عليه )كأنك بالشتاء مقبل( أي أظنه

فأصبح بطن مكة - 312لتحقيق، ذكره الكوفيون والزجاجى، وأنشدوا عليه: مقبال. والثالث: امقشعرا * كأن االرض ليس هبا هشام أي الن االرض، إذ ال يكون تشبيها، النه ليس يف االرض حقيقة. فإن قيل: فإذا كانت للتحقيق فمن أين جاء معىن التعليل ؟ قلت: من جهة أن الكالم معها

ؤال عن العلة مقدر، ومثله )اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم(. وأجيب يف املعىن جواب عن س

Page 141: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بأمور، أحدها: أن املراد بالظرفية الكون يف بطنها، ال الكون على ظهرها، فاملعىن أنه كان ينبغى أن ال يقشعر بطن مكة مع دفن هشام فيه، النه هلا كالغيث. الثاين: أنه حيتمل أن هشاما قد خلف من يسد

سده، فكأنه مل ميت. الثالث: أن الكاف للتعليل، وأن للتوكيد، فهما كلمتان ال كلمة، ونظريه م)ويكانه ال يفلح الكافرون( أي أعجب لعدم فالح الكافرين. والرابع: التقريب، قاله الكوفيون، ومحلوا

زل( وقول احلريري عليه )كأنك بالشتاء مقبل، وكأنك بالفرج آت، وكأنك بالدنيا مل تكن وباآلخرة مل ت كأىن بك تنحط * ] إىل اللحد وتنغط [ - 313(: 1)

( يف املقامة احلادية عشرة )الساوية(. )*( 1)

[113 ]

وقد اختلف يف إعراب ذلك، فقال الفارسى: الكاف حرف خطاب، والباء زائدة يف اسم كأن، كأن زمانك مقبل بالشتاء، وال وقال بعضهم: الكاف اسم كأن، وىف املثال االول حذف مضاف، أي

حذف يف )كأنك بالدنيا مل تكن( بل اجلملة الفعلية خرب، والباء مبعىن يف، وهى متعلقة بتكن، وفاعل تكن ضمري املخاطب، وقال ابن عصفور: الكاف والياء يف كأنك وكأين زائدتان كافتان لكأن عن

ن عمرون: املتصل بكأن امسها، والظرف خربها، العمل كما تكفها ما، والباء زائدة يف املبتدأ، وقال ابواجلملة بعده حال، بدليل قوهلم )كأنك بالشمس وقد طلعت( بالواو، ورواية بعضهم )ومل تكن، ومل تزل( بالواو، وهذه احلال متممة ملعىن الكالم كاحلال يف قوله تعاىل )فما هلم عن التذكرة معرضني(

د حىت فعل( وقال املطرزى: االصل كأىن أبصرك تنحط، وكأين وكحىت وما بعدها يف قولك )مازلت بزيزعم قوم أن كأن قد تنصب اجلزأين، -أبصر الدنيا مل تكن، مث حذف الفعل وزيدت الباء. مسألة

كأن أذنيه إذا تشوفا * قادمة أو قلما حمرفا فقيل: اخلرب حمذوف، أي حيكيان، - 314وأنشدوا: ه( وقيل: الرواية )قادمتا أو قلما حمرفا( بألفات غري منونة، على أن االمساء وقيل: إمنا الرواية )ختال أذني

مثناة، وحذفت النون للضرورة، وقيل: أخطأ قائله، وهو أبو خنيلة، وقد أنشده حبضرة الرشيد فلحنه أبو عمرو واالصمعى، وهذا وهم، فإن أبا عمرو توىف قبل الرشيد. )كل(: اسم موضوع الستغراق أفراد

Page 142: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نكر، حنو )كل نفس ذائقة املوت( واملعرف اجملموع حنو )وكلهم آتيه يوم القيامة فردا( وأجزاء املفرد املاملعرف حنو )كل زيد حسن( فإذا قلت )أكلت كل رغيف لزيد( كانت لعموم االفراد، فإن أضفت

ذكوان الرغيف إىل زيد صارت لعموم أجزاء فرد واحد ومن هنا وجب يف قراءة غري أىب عمرو وابن )كذلك يطبع اهلل

[114 ]

على كل قلب متكرب جبار( برتك تنوين )قلب( تقدير كل بعد قلب ليعم أفراد القلوب كما عم على ثالثة أوجه. فأما أوجهها -باعتبار كل واحد مما قبلها وما بعدها -أجزاء القلب. وترد كل

ة، فتدل على كماله، وجتب إضافتها إىل اسم باعتبار ما قبلها، فأحدها: أن تكون نعتا لنكرة أو معرفوإن الذى حانت بفلج دماؤهم - 315ظاهر مياثله لفظا ومعىن، حنو )أطعمنا شاة كل شاة( وقوله:

[ والثاىن: أن تكون توكيدا ملعرفة، قال االخفش 552* هم القوم كل القوم يا أم خالد ] ص العموم، وجتب إضافتها إىل اسم مضمر راجع إىل والكوفيون: أو لنكرة حمدودة، وعليهما ففائدهتا

كم قد ذكرتك - 316املؤكد حنو )فسجد املالئكة كلهم( قال ابن مالك: وقد خيلفه الظاهر كقوله: لو أجزى بذكركم * يا أشبه الناس كل الناس بالقمر وخالفه أبو حيان، وزعم أن )كل( يف البيت نعت

توكيدا، وليس قوله بشئ، الن الىت ينعت هبا دالة على مثلها يف )أطعمنا شاة كل شاة( وليست نلبث حوال كامال كله * ال نلتقي - 311الكمال، ال على عموم االفراد. ومن توكيد النكرة هبا قوله:

إال على منهج وأجاز الفراء والزخمشري أن نقطع كل املؤكد هبا عن االضافة لفظا متسكا بقراءة بعضهم ا ابن مالك على أن )كال( حال من ضمري الظرف وفيه ضعف من وجهني: )إنا كال فيها( وخرجه

تقدمي احلال على عامله الظرف، وقطع كل عن االضافة لفظا

[115 ]

وتقديرا لتصري نكرة فيصح كونه حاال، واالجود أن تقدر كال بدال من اسم إن، وإمنا جاز إبدال طة مثل )قمتم ثالثتكم(. والثالث: أن ال تكون الظاهر من ضمري احلاضر بدل كل النه مفيد لالحا

Page 143: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تابعة، بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إىل الظاهر حنو )كل نفس مبا كسبت رهينة( وغري مضافة حنو )وكال ضربنا له االمثال( وأما أوجهها الثالثة الىت باعتبار ما بعدها فقد مضت االشارة إليها. االول:

أن يعمل فيها مجيع العوامل حنو )أكرمت كل بىن متيم(. والثاىن: أن أن تضاف إىل الظاهر، وحكمها تضاف إىل ضمري حمذوف، ومقتضى كالم النحويني أن حكمها كالىت قبلها، ووجهه أهنما سيان يف امتناع التأكيد هبما، وىف تذكرة أىب الفتح أن تقدمي كل يف قوله تعاىل )كال هدينا( أحسن من تأخريها،

لهم، فلو أخرت لباشرت العامل مع أهنا يف املعىن منزلة منزلة ما ال يباشره، فلما قدمت الن التقدير كأشبهت املرتفعة باالبتداء يف أن كال منهما مل يسبقها عامل يف اللفظ. الثالث: أن تضاف إىل ضمري

ع كال، وحنو ملفوظ به، وحكمها أن ال يعمل فيها غالبا إال االبتداء، حنو )إن االمر كله هلل( فيمن رف)مييد إذا مادت عليه دالؤهم( * - 318)وكلهم آتيه( الن االبتداء عامل معنوى، ومن القليل قوله:

فلما تبينا اهلدى - 311فيصدر عنه كلها وهو ناهل وال جيب أن يكون منه قول على رضى اهلل عنه: ة. كان كلنا * على طاعة الرمحن واحلق والتقى حل االوىل تقدير كان شأني

[116 ]

فصل واعلم أن لفظ )كال( حكمه االفراد والتذكري، وأن معناها حبسب ما تضاف إليه، فإن كانت مضافة إىل منكر وجب مراعاة معناها، فلذلك جاء الضمري مفردا مذكرا يف حنو )وكل شئ

كل - 323: فعلوه يف الزبر( )وكل إنسان الزمناه طائره( وقول أىب بكر وكعب ولبيد رضى اهلل عنهمكل ابن أنثى وإن طالت سالمته * يوما - 321امرئ مصبح يف أهله * واملوت أدىن من شراك نعله

( وقول 235على آلة حدباء حممول أال كل شئ ما خال اهلل باطل * وكل نعيم ال حمالة زائل )مؤنثا يف قوله إذا املرء مل يدنس من اللؤم عرضه * فكل رداء يرتديه مجيل ومفردا - 322السموأل:

وكل - 323تعاىل )كل نفس مبا كسبت رهينة( )كل نفس ذائقة املوت( ومثىن يف قول الفرزدق: أخوان وهذا البيت من املشكالت لفظا ومعىن -وإن مها * تعاطى القنا قومامها -رفيقي كل رحل

)على كل قلب وإعرابا، فلنشرحه. قوله )كل رحل( كل هذه زائدة، وعكسه حذفها يف قوله تعاىل

Page 144: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

متكرب جبار( فيمن أضاف، ورحل: باحلاء املهملة، وتعاطى: أصله )نعاطيا( فحذف المه للضرورة، وعكسه إثبات الالم للضرورة فيمن قال:

[111 ]

هلا متنتان خظاتا )كما * أكب على ساعديه النمر إذا قيل: إن خظاتا فعل وفاعل، أو - 234ووحد الضمري الن الرفيقني ليس باثنني معينني، بل مها كثري كقوله االلف من )تعاطى( الم الفعل،

تعاىل )وإن طائفتان من املؤمنني اقتتلوا( مث محل على اللفظ، إذ قال )مها أخوان( كما قيل )فأصلحوا بينهما( ومجلة )مها أخوان( خرب كل، وقوله )قوما( إما بدل من الفنا الن قومهما من سببهما إذ معناها

مهما، فحذفت الزوائد، فهو بدل اشتمال، أو مفعول الجله، أي تعاطيا القنا ملقاومة كل منهما تقاو اآلخر، أو مفعول مطلق من باب )صنع اهلل( الن تعاطى القنا يدل على تقاومهما. ومعىن البيت أن

وإن تعاطى كل الرفقاء يف السفر إذا استقروا رفيقني فهما كاالخوين الجتماعهما يف السفر والصحبة، كل واحد منهما مغالبة اآلخر. وجمموعا مذكرا يف قوله تعاىل: )كل حزب مبا لديهم فرحون( وقول

325( ومؤنثا يف قول اآلخر: 62لبيد: وكل أناس سوف تدخل يينهم * دويهية تصفر منها االنامل )يبات تصيب وكل مصيبات الزمان وجدهتا * سوى فرقة االحباب هينة اخلطب ويروى: * وكل مص -

نص عليه -فإهنا * وعلى هذا فالبيت مما حنن فيه. وهذا الذى ذكرناه وجوب مراعاة املعىن مع النكرة ابن مالك، ورده أبو حيان بقول عنرتة:

[118 ]

جادت عليه كل عني ثرة * فرتكن كل حديقة كالدرهم فقال )تركن( ومل يقل تركت، - 326قائمون( والذى يظهر ىل خالف قوهلما، وأن املضافة إىل املفرد إن فدل على جواز )كل رجل قائم، و

أريد نسبة احلكم إىل كل واحد وجب االفراد حنو )كل رجل يشبعه رغيف( أو إىل اجملموع وجب اجلمع كبيت عنرتة، فإن املراد أن كل فرد من االعني جاد، وأن جمموع االعني تركن، وعلى هذا فتقول

ناين(( أو )فأغنوين( حبسب املعىن الذى تريده. ورمبا مجع الضمري مع إرادة )جاد على كل حمسن فأغ

Page 145: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

* من كل كوماء كثريات الوبر * وعليه أجاز ابن عصفور يف - 321احلكم على كل واحد، كقوله: وما كل ذى لب مبؤتيك نصحه * وما كل مؤت نصحه بلبيب أن يكون )مؤتيك( مجعا - 328قوله:

إخوتى ال تبعدوا أبدا - 321وحيتمل ذلك قول فاطمة اخلزاعية تبكى إخواهتا: حذفت نونه لالضافة، * وبلى واهلل قد بعدوا كل ما حى وإن أمروا * وارد احلوض الذى وردوا وذلك يف قوهلا )أمروا( فأما قوهلا )وردوا(( فالضمري الخوهتا، هذا إن محلت احلى على نقيض امليت وهو ظاهر، فإن محلته على

القبيلة فاجلمع يف )أمروا( واجب مرادف

[111 ]

مثله يف )كل حزب مبا لديهم فرحون( وليس من ذلك )ومهت كل أمة برسوهلم لياخذوه( الن القرآن ال خيرج على الشاذ، وإمنا اجلمع باعتبار معىن االمة، ونظريه اجلمع يف قوله تعاىل )أمة قائمة

امر يأتني( فليس الضامر مفردا يف املعىن النه قسيم اجلمع يتلون( ومثل ذلك قوله تعاىل )وعلى كال ضوهو )رجاال( بل هو اسم مجع كاجلامل والباقر، أو صفة جلمع حمذوف أي كل نوع ضامر ونظريه )وال تكونوا أول كافر به( فإن )كافر( نعت حملذوف مفرد لفظا جمموع معىن أي أول فريق كافر، ولو ال

د. وأشكل من اآليتني قوله تعاىل )وحفظا من كل شيطان مارد ال ذلك مل يقل )كافر( باالفرايسمعون( ولو ظفر هبا أبو حيان مل يعدل إىل االعرتاض ببيت عنرتة. واجلواب عنها أن مجلة )ال يسمعون( مستأنفة أخرب هبا عن حال املسرتقني، ال صفة لكل شيطان، وال حال منه، إذ ال معىن

ينئذ فال يلزم عود الضمري إىل كل، وال إىل ما أضيفت إليه، وإمنا هو للحفظ من شيطان ال يسمع، وحعائد إىل اجلمع املستفاد من الكالم. وإن كانت )كل( مضافة إىل معرفة فقالوا: جيوز مراعاة لفظها ومراعاة معناها، حنو )كلهم قائم، أو قائمون( وقد اجتمعتا يف قوله تعاىل )إن كل من يف السموات

آتى الرمحن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا( والصواب أن واالرض إالالضمري ال يعود إليها من خربها إال مفردا مذكرا على لفظها حنو )وكلهم آتيه يوم القيامة( اآلية، وقوله

ه( احلديث وقوله تعاىل فيما حيكيه عنه نبيه عليه الصالة والسالم )يا عبادي كلكم جائع إال من أطعمت

Page 146: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عليه الصالة والسالم )كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها( و )كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته( )وكلنا لك عبد( ومن ذلك

[233 ]

)إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤال( وىف اآلية حذف مضاف، وإضمار ملا دل ي أن كل أفعال هذه اجلوارح كان املكلف مسؤال عنه، وإمنا قدرنا املضاف الن عليه املعىن ال اللفظ، أ

السؤال عن أفعال احلواس، ال عن أنفسها، وإمنا مل يقدر ضمري )كان( راجعا لكل لئال خيلو )مسؤال( عن ضمري فيكون حينئذ مسندا إىل )عنه( كما توهم بعضهم، ويرده أن الفاعل ونائبه ال يتقدمان على

هما، وأما )لقد أحصاهم( فجملة أجيب هبا القسم، وليست خربا عن كل، وضمريها راجع ملن، عاملال لكل، ومن معناها اجلمع. فإن قطعت عن االضافة لفظا، فقال أبو حيان: جيوز مراعاة اللفظ حنو

أن )كل يعمل على شاكلته( )فكال أخذنا بذنبه( ومراعاة املعىن حنو )وكل كانوا ظاملني( والصواب املقدر يكون مفردا نكرة، فيجب االفراد كما لو صرح باملفرد، ويكون مجعا معرفا فيجب اجلمع، وإن كانت املعرفة لو ذكرت لوجب االفراد، ولكن فعل ذلك تنبيها على حال احملذوف فيهما، فاالول حنو

ل أحد، والثاىن )كل يعمل على شاكلته( )كل آمن باهلل( )كل قد علم صالته وتسبيحه( إذ التقدير كحنو )كل له قانتون( )كل يف فلك يسبحون( )وكل أتوه داخرين( )وكل كانوا ظاملني( أي كلهم.

االوىل، قال البيانيون: إذا وقعت )كل( يف حيز النفى كان النفى موجها إىل الشمول -مسألتان مل آخذ كل الدراهم، خاصة، وأفاد مبفهومه ثبوت الفعل لبعض االفراد، كقولك )ما جاء كل القوم، و

ما كل ما - 331* ما كل رأى الفىت يدعو إىل رشد * وقوله: - 333وكل الداهم له آخذ( وقوله: يتمىن املرء يدركه * )تأتى الرياح مبا ال تشتهى السفن(

[231 ]

ملا قال له -وإن وقع النفى يف حيزها اقتضى السلب عن كل فرد، كقوله عليه الصالة والسالم قد أصبحت - 332: )كل ذلك مل يكن( وقول أىب النجم: -و اليدين: أنسيت أم قصرت الصالة ذ

Page 147: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( وقد يشكل على قوهلم يف 633و 611و 418أم اخليار تدعى * على ذنبا كله مل أصنع ) ص القسم االول قوله تعاىل: )واهلل ال حيب كل خمتال فخور(. وقد صرح الشلوبني وابن مالك يف بيت أىب

جم بأنه ال فرق يف املعىن بني رفع كل ونصبه، ورد الشلوبني على ابن أىب العافية إذ زعم أن بينهما النفرقا، واحلق ما قاله البيانيون، واجلواب عن اآلية أن داللة املفهوم إمنا يعول عليها عند عدم املعارض،

كل يف حنو )كلما رزقوا -نية وهو هنا موجود، إذ دل الدليل على حترمي االختيال والفجر مطلقا. الثامنها من مثرة رزقا قالوا( منصوبة على الظرفية باتفاق، وناصبها الفعل الذى هو جواب يف املعىن مثل )قالوا( يف اآلية، وجاءهتا الظرفية من جهة ما فإهنا حمتملة لوجهني: أحدمها: أن تكون حرفا مصدريا

ل رزق، مث عرب عن معىن املصدر مبا والفعل، مث أنيبا عن واجلملة بعده صلة له، فال حمل هلا، واالصل كالزمان، أي كل وقت رزق، كما أنيب عنه املصدر الصريح يف )جئتك خفوق النجم(: والثاىن: أن تكون امسا نكرة مبعىن وقت، فال حتتاج على هذا إىل تقدير وقت، واجلملة بعده يف موضع خفض على

ها، أي كل وقت رزقوا فيه. الصفة، فتحتاج إىل تقدير عائد من

[232 ]

وهلذا الوجه مبعد، وهو ادعاء حذف الصفة وجوبا، حيث مل يرد مصرحا به يف شى ء من أمثلة هذا الرتكيب، ومن هنا ضعف قول أىب احلسن يف حنو )أعجبين ما قمت(: إن ما اسم، واالصل

أيا موصولة واملعىن يا من هو الرجل، فإن ماقمته، أي القيام الذى قمته، وقوله يف )يا أيها الرجل(: إنهذين العائدين مل يلفظ هبما قط، وهو مبعد عندي أيضا لقول سيبويه يف حنو )سرت طويال، وضربت زيدا كثريا(: إن طويال وكثريا حاالن من ضمري املصدر حمذوفا، أي سرته وضربته، أي السري والضرب،

: فقد قالوا )وال سيما زيد( بالرفع، ومل يقولوا قط )وال سيما الن هذا العائد مل يتلفظ به قط. فإن قلتهو زيد(. قلت: هي كلمة واحدة شذوا فيها بالتزام احلذف، ويؤنسك بذلك أن فيها شذوذين آخرين: إطالق )ما( على الواحد ممن يعقل، وحذف العائد املرفوع باالبتداء مع قصر الصلة. وللوجه االول

اضي بعدها حنو )كلما نضجت جلودهم بدلناهم( )كلما أضاء هلم مشوا فيه( مقربان: كثرة جميئ امل)وكلما مر عليه مال من قومه سخروا منه( )وإىن كلما دعوهتم لتغفر هلم جعلوا( وأن ما املصدرية

Page 148: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

التوقيتية شرط من حيث املعىن، فمن هنا احتيج إىل مجلتني إحدامها مرتبة على االخرى، وال جيوز أن ة مثلها يف )ما تفعل أفعل( المرين: أن تلك عامة فال تدخل عليها أداة العموم، وأهنا ال تكون شرطي

ترد مبعىن الزمان على االصح. وإذا قلت: )كلما استدعيتك فإن زرتين فعبدي حر( فكل منصوبة أيضا لوقوعه على الظرفية، ولكن ناصبها حمذوف مدلول عليه جبر املذكور يف اجلواب وليس العامل املذكور

بعد الفاء وإن، وملا أشكل ذلك على ابن عصفور

[233 ]

قال وقلده االبدي: إن كال يف ذلك مرفوعة باالبتداء، وإن مجليت الشرط واجلواب خربها، وإن الفاء دخلت يف اخلرب كما دخلت يف حنو )كل رجل يأتيين فله درهم( وقدرا يف الكالم حذف

فإن زرتين فعبدي حر بعده، لرتتبط الصفة مبوصوفها واخلرب مببتدئه. ضمريين، أي كلما استدعيتك فيه قال أبو حيان: وقوهلما مدفوع بأنه مل يسمع )كل( يف ذلك إال منصوبة، مث تال اآليات املذكورة،

وقوىل كلما جشأت وجاشت * مكانك حتمدى أو تسرتحيي وليس هذا مما - 333وأنشد قوله: مينع من العمل. )كال، وكلتا(: مفردان لفظا، مثنيان معىن، مضافان أبدا البحث فيه، النه ليس فيه ما

لفطا ومعىن إىل كلمة واحدة معرفة دالة على اثنني، وإما باحلقيقة والتنصيص حنو )كلتا اجلنتني( وحنو أو )احدمها أو كالمها( وإما باحلقيقة واالشرتاك حنو )كالنا( فإن )نا( مشرتكة بني االثنني واجلماعة،

إن للخري وللشر مدى * وكال ذلك وجه وقبل فإن )ذلك( حقيقة يف الواحد، - 334باجملاز كقوله: وأشريهبا إىل املثىن على معىن: وكال ما ذكر، على حدها يف قوله تعاىل: )ال فارض وال بكر عوان بني

)وساعدا عند كال أخى وخليلي واجدى عضدا * - 335ذلك( وقولنا كلمة واحدة احرتاز من قوله: إملام امللمات( فإنه ضرورة نادرة، وأجاز ابن االنباري إضافتها إىل املفرد بشرط تكريرها حنو )كالى

وكالك حمسنان( وأجاز الكوفيون إضافتها إىل النكرة املختصة حنو

[234 ]

Page 149: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)كال رجلني عندك حمسنان( فإن رجلني قد ختصصا بوصفهما بالظرف، وحكوا )كلتا جاريتني عندك مقطوعة يدها( أي تاركة للغزل. وجيوز مراعاة لفظ كال وكلتا يف االفراد حنو )كلتا اجلنتني آتت

كالمها حني جد السري بينهما * قد - 336أكلها( ومراعاة معنامها، وهو قليل، وقد اجتمعا يف قوله: إن املنية واحلتوف - 331أقلعا، وكال أنفيهما راىب ومثل أبو حيان لذلك بقول االسود بن يعفر:

كالمها * يوىف املنية يرقبان سوادى وليس مبتعني، جلواز كون )يرقبان( خربا عن املنية واحلتوف، ويكون ما بينهما إما خربا أول أو اعرتاضا، مث للصواب يف إنشاده )كالمها يوىف املخارم(، إذ ال يقال إن املنية

زيد وعمرو كالمها قائم، أو كالمها قائمان( أيهما توىف نفسها. وقد سئلت قدميا عن قول القائل )الصواب ؟ فكتبت: إن قدر كالمها توكيدا قيل: قائمان، النه خرب عن زيد وعمرو، وإن قدر مبتدأ فالوجهان، واملختار االفراد، وعلى هذا فإذا قيل )إن زيدا وعمرا( فإن قيل )كليهما( قيل )قائمان( أو

راعاة اللفظ يف حنو )كالمها حمب لصاحبه( الن معناه كل منهما، وقوله: )كالمها( فالوجهان، ويتعني مكالنا غىن عن أخيه حياته * وحنن إذا متنا أشد تغانيا )كيف(: ويقال فيها )كى( كما يقال - 338

( 332يف سوف: سو، قال: كى جتنحون إىل سلم وما ثئرت * قتالكم ولظى اهليجاء تضطرم )

[235 ]

( والبدال االسم 1ول اجلار عليه بال تأويل يف قوهلم )على كيف تبيع االخرين( )وهو اسم، لدخالصريح منه حنو )كيف أنت ؟ أصحيح أم سقيم ؟( ولالخبار به مع مباشرته الفعل يف حنو )كيف كنت ؟( فباالخبار به انتفت احلرفية ومبباشرة الفعل انتفت الفعلية. وتستعمل على وجهني: أحدمها:

شرطا، فتقتضى فعلني متفقي اللفظ واملعىن غري جمزومني حنو )كيف تصنع أصنع( وال جيوز أن تكون)كيف جتلس أذهب( باتفاق، وال )كيف جتلس أجلس( باجلزم عند البصريني إال قطربا، ملخالفتها الدوات الشرط بوجوب موافقة جواهبا لشرطها كما مر، وقيل: جيوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب

، وقيل: جيوز بشرط اقرتاهنا مبا، قالوا: ومن ورودها شرطا )ينفق كيف يشاء( )يصوركم يف والكوفيوناالرحام كيف يشاء( )فيبسطه يف السماء كيف يشاء( وجواهبا يف ذلك كله حمذوف لداللة ما قبلها، وهذا يشكل على إطالقهم أن جواهبا جيب مماثلته لشرطها. والثاىن، وهو الغالب فيها: أن تكون

Page 150: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

استفهاما، إما حقيقيا حنو )كيف زيد( أو غريه حنو )كيف تكفرون باهلل( اآلية، فإنه أخرج خمرج التعجب. وتقع خربا قبل ما ال يستغىن، حنو )كيف أنت( و )كيف كنت( ومنه )كيف ظننت زيدا( و ا )كيف أعلمته فرسك( الن ثاىن مفعويل ظن وثالث مفعوالت أعلم خربان يف االصل، وحاال قبل م

يستعىن، حنو )كيف جاء زيد ؟( أي على أي حالة جاء زيد، وعندي أهنا تأتى يف هذا النوع مفعوال مطلقا أيضا، وأن منه )كيف فعل ربك( إذ املعىن أي فعل فعل ربك، وال يتجه فيه أن )هامش صفحة

( االمحران: اخلمر واللحم، واالحامرة: مها واخللوق. 1( )235

[236 ]

ن الفاعل، ومثله )فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد( أي فكيف إذا جئنا من كل يكون حاال مأمة بشهيد يصنعون، مث حذف عاملها مؤخرا عنها وعن إذا، كذا قيل، واالظهر أن يقدر بني كيف وإذا، وتقدر إذا خالية عن معىن الشرط، وأما )كيف وإن يظهروا عليكم( فاملعين كيف يكون هلم عهد

وكذا، فكيف: حال من عهد، إما على أن يكون تامة أو ناقصة وقلنا بداللتها على وحاهلم كذااحلدث، ومجلة الشرط حال من ضمري اجلمع. وعن سيبويه أن كيف ظرف، وعن السرياىف واالخفش

( على هذا اخلالف أمورا: أحدها: أن موضعها عند سيبويه نصب دائما، 1أهنا اسم غري ظرف، وبنوا )مع املبتدأ، نصب مع غريه. الثاين: أن تقديرها عند سيبويه: يف أي حال، أو على أي وعندمها رفع

حال، وعندمها تقديرها يف حنو )كيف زيد( أصحيح زيد، وحنوه، وحنو )كيف جاء زيد( أراكبا جاء -زيد، وحنوه. والثالث: أن اجلواب املطابق عند سيبويه أن يقال )على خري( وحنوه، وهلذا قال رؤبة

وقد قيل له: كيف أصبحت )خري عافاك اهلل( أي على خري، فحذف اجلار وأبقى عمله، فإن أجيب على املعىن دون اللفظ قيل: صحيح، أو سقيم. وعندمها على العكس، وقال ابن مالك ما معناه: مل يقل أحد إن كيف ظرف، إذ ليست زمانا وال مكانا، ولكنها ملا كانت تفسر بقولك على أي حال

هنا سؤاال عن االحوال العامة مسيت ظرفا، الهنا يف تأويل اجلار واجملرور، واسم الظرف يطلق عليهما لكو . وهو حسن، ويؤيده االمجاع على أنه يقال يف البدل: كيف أنت ؟ أصحيح أم سقيم، جمازا، اه

Page 151: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ا ( يف نسخة )ورتبوا على هذ1( )236بالرفع، وال يبدل املرفوع من املنصوب. )هامش صفحة اخلالف(.

[231 ]

قوله تعاىل )أفال ينظرون إىل االبل كيف خلقت( ال تكون كيف بدال من االبل، الن -تنبيه دخول اجلار على كيف شاذ، على أنه مل يسمع يف إىل، بل يف على، والن إىل متعلقة مبا قبلها، فيلزم

تصري حينئذ غري مرتبطة، وإمنا هي أن يعمل يف االستفهام فعل متقدم عليه، والن اجلملة الىت بعدهامنصوبة مبا بعدها على احلال، وفعل النظر معلق، وهى وما بعدها بدل من االبل بدل اشتمال، واملعىن إىل االبل كيفية خلقها، ومثله )أمل تر إىل ربك كيف مد الظل( ومثلهما يف إبدال مجلة فيها كيف من

( 426دينة حاجة * وبالشام أخرى كيف يلتقيان ) ص إىل اهلل أشكو بامل - 331اسم مفرد قوله: زعم قوم أن كيف تأتى عاطفة، وممن زعم ذلك -أي أشكو هاتني احلاجتني تعذر التقائهما. مسألة

إذا قل مال املرء النت قناته * وهان - 343عيسى بن موهب، ذكره يف كتاب العلل، وأنشد عليه: رتاهنا بالفاء، وإمنا هي )هنا( اسم مرفوع احملل على اخلربية، على االدىن فكيف االباعد وهذا خطأ، الق

مث حيتمل أن االباعد جمرور بإضافة مبتدأ حمذوف، أي فكيف حال االباعد، فحذف املبتدأ على حد ( أو بتقدير: فكيف اهلوان على االباعد، فحذف املبتدأ واجلار، 1قراءة ابن مجاز )واهلل يريد اآلخرة( )

اء مث أقحمت كيف بني العاطف واملعطوف الفادة االولوية باحلكم. حرف الالم )الالم أو بالعطف بالف( تقدير 1( )231املفردة( ثالثة أقسام: عاملة للجر، وعاملة للجزم، وغري عاملة. )هامش صفحة

اآلية على هذه القراءة: واهلل يريد ثواب اآلخرة، فحذف املضاف وبقى املضاف إليه على جره.

[238 ]

وليس يف القسمة أن تكون عاملة للنصب، خالفا للكوفيني، وسيأتى. فالعاملة للجر مكسورة مع كل ظاهر، حنو لزيد، ولعمرو، إال مع املستغاث املباشر ليا فمفتوحة حنو )يا هلل( وأما قراءة بعضهم

إال مع ياء )احلمد هلل( بضمها فهو عارض لالتباع، ومفتوحة مع كل مضمر حنو لنا، ولكم، وهلم،

Page 152: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

املتكلم فمكسورة. وإذا قيل )يا لك، ويا ىل( احتمل كل منهما أن يكون مستغاثا به وأن يكون فيا شوق ما أبقى، ويا ىل من النوى * - 341مستغاثا من أجله، وقد أجازمها ابن جىن يف قوله:

كون مستغاثا ( وأوجب ابن عصفور يف )يا ىل( أن ي211)ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصىب( ) ص من أجله، النه لو كان مستغاثا به لكان التقدير يا أدعو يل، وذلك غري جائز يف غري باب ظننت وفقدت وعدمت، وهذا الزم له، ال البن جىن، ملا سأذكره بعد. ومن العرب من يفتح الالم الداخلة

: أحدها: االستحقاق، وهى على الفعل ويقرأ )وما كان اهلل ليعذهبم(. ولالم اجلارة اثنان وعشرون معىنالواقعة بني معىن وذات، حنو )احلمد هلل( والعزة هلل، وامللك هلل واالمر هلل، وحنو )ويل للمطففني( و )هلم

( حنو )اجلنة للمؤمنني، وهذا 1يف الدنيا خزى( ومنه )للكافرين النار( أي عذاهبا. والثاىن: االختصا ص )سرج للدابة، والقميص للعبد( وحنو )إن له أبا( )فإن كان له احلصري للمسجد، واملنرب للخطيب، وال

إخوة( وقولك: هذا الشعر حلبيب، وقولك: أدوم لك ما تدوم ىل. والثالث: امللك، حنو )له ما يف السموات وما يف االرض( وبعضهم يستغىن بذكر االختصا ص عن ذكر املعنيني اآلخرين، وميثل له

( الم االختصا ص: هي الداخلة بني امسني يدل 1( )238مش صفحة باالمثلة املذكورة وحنوها، )هاكل منهما على الذات، والداخلة عليه ال ميلك اآلخر، وسواء أكان ميلك غريه أم كان ممن ال ميلك

أصال.

[231 ]

ويرجحه أن فيه تقليال لالشرتاك، وأنه إذا قيل )هذا املال لزيد واملسجد( لزم القول بأهنا مع كون زيد قابال للملك، لئال يلزم استعمال املشرتك يف معنييه دفعة، وأكثرهم مينعه. لالختصا ص

الرابع: التمليك، حنو )وهبت لزيد دينارا(. اخلامس: شبه التمليك، حنو )جعل لكم من أنفسكم ويوم عقرت للعذارى مطييت * )فيا عجبا من كورها - 342أزواجا(. السادس: التعليل، كقوله:

ل( وقوله تعاىل )اليالف قريش( وتعلقها بفليعبدوا، وقيل: مبا قبله، أي فجعلهم كعصف مأكول املتحماليالف قريش، ورجح بأهنما يف مصحف أىب سورة واحدة، وضعف بأن )جعلهم كعصف( إمنا كان لكفرهم وجرأهتم على البيت، وقيل: متعلقة مبحذوف تقديره اعجبوا، وكقوله تعاىل )وإنه حلب اخلري

Page 153: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

شديد( أي وإنه من أجل حب املال لبخيل، وقراءة محزة )وإذا أخذ اهلل ميثاق النبيني ملا آتيتكم من ل( بعض الكتاب واحلكمة مث جملئ حممد صلى اهلل 1كتاب وحكمة( اآلية، أي الجل إيتائى إياكم )

اجلواب املؤخر عليه وسلم مصدقا ملا معكم لتؤمنن به، فما: مصدرية فيهما، والالم تعليلية، وتعلقت بعلى االتساع يف الظرف، كما قال االعشى: )رضيعى لبان ثدى أم حتالفا * بأسحم داج( عوض ال

( وجيوز كون )ما( موصوال امسيا. فإن قلت: فأين العائد يف )مث جاءكم رسول( ؟ )هامش 244نتفرق ) ( 1مغىن اللبيب - 13( يف نسخة )الجل إيتائى إليكم(. )1( )231صفحة

[213 ]

قلت: إن )ما معكم( هو نفس )ما آتيتكم( فكأنه قيل: مصدق له، وقد يضعف هذا لقلته حنو و 534)فيارب أنت اهلل يف كل موطن( * وأنت الذى يف رمحة اهلل أطمع ) ص - 343قوله: ، وما ( وقد يرجح بأن الثواين يتسامح فيها كثريا، وأما قراءة الباقني )بالفتح( فالالم الم التوطئة546

شرطية، أو الالم لالبتداء، وما: موصولة، أي لذى آتيتكموه، وهى مفعولة على االول، ومبتدأ على الثاين. ومن ذلك قراءة محزة والكسائي )وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ملا صربوا( بكسر الالم، ومنها

مجلة مستقلة، أي أدعوك لعمرو، الالم الثانية يف حنو )يا لزيد ولعمرو( وتعلقها مبحذوف، وهو فعل من أو اسم هو حال من املنادى، أي مدعوا لعمرو، قوالن، ومل يطلع ابن عصفور على الثاين فنقل االمجاع على االول. ومنها الالم الداخلة لفظا على املضارع يف حنو )وأنزلنا إليك الذكر لتبني للناس( وانتصاب

هور، ال بأن مضمرة أو بكى املصدرية مضمرة خالفا الفعل بعدها بأن مضمرة بعينها وفاقا للجمللسرياىف وابن كيسان، وال بالالم بطريق االصالة خالفا الكثر الكوفيني، وال هبا لنيابتها عن أن خالفا لثعلب، ولك إظهار أن، فتقول )جئتك الن تكرمين( بل قد جيب، وذلك إذا اقرتن الفعل بال حنو )لئال

أجاز أبو احلسن أن يتلقى القسم -لئال حيصل الثقل بالتقاء املثلني. فرع يكون للناس عليكم حجة(،بالم كى، وجعل منه )حيلفون باهلل لكم لريضوكم( فقال: املعىن لريضنكم، قال أبو على: وهذا عندي

إذا قلت قدىن - 344أوىل من أن يكون متعلقا بيحلفون واملقسم عليه حمذوف، وأنشد أبو احلسن: ( 431حلفة * لتغىن عىن ذا إنائك أمجعا ) ص قال باهلل

Page 154: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[211 ]

واجلماعة يأبون هذا، الن القسم إمنا جياب باجلملة، ويروون البيت لتغنن بفتح الالم ونون 345التوكيد، وذلك على لغة فزارة يف حذف آخر الفعل الجل النون إن كان ياء تلى كسرة كقوله:

ت أصائله يف ذلك البلد( وقدروا اجلواب حمذوفا والالم متعلقة وابكن عيشا تقضى بعد جدته * )طاب -به، أي ليكونن كذا لريضوكم، ولتشربن لتغىن عىن. السابع: توكيد النفى، وهى الداخلة يف اللفظ على الفعل مسبوقة مبا كان أو بلم يكن ناقصني مسندتني ملا أسند إليه الفعل املقرون بالالم، حنو )وما كان

كم على الغيب( )مل يكن اهلل ليغفر هلم( ويسميها أكثرهم الم اجلحود ملالزمتها للجحد أي اهلل ليطلعالنفى، قال النحاس: والصواب تسميتها الم النفى، الن اجلحد يف اللغة إنكار ما تعرفه، ال مطلق

خلت الالم . ووجه التوكيد فيها عند الكوفيني أن أصل )ما كان ليفعل( ما كان يفعل مث أد االنكار، اهزيادة لتقوية النفى، كما أدخلت الباء يف )ما زيد بقائم( لذلك، فعندهم أهنا حرف زائد مؤكد، غري جار، ولكنه ناصب، ولو كان جارا مل يتعلق عندهم بشئ لزيادته، فكيف به وهو غري جار ؟ ووجهه

- 346ذا كان قوله: عند البصريني أن االصل ما كان قاصدا للفعل، ونفى القصد أبلغ من نفيه، وهليا عاذاليت ال تردن مالميت * إن العواذل لسن ىل بأمري أبلغ من )ال تلمنين( النه هنى عن السبب، وعلى هذا فهى عندهم حرف جر معد متعلق خبرب كان احملذوف، والنصب بأن مضمرة وجوبا. وزعم

كثري من الناس يف قوله تعاىل )وإن كان مكرهم لتزول منه اجلبال(

[212 ]

(. وفيه نظر، الن 1يف قراءة غري الكسائي بكسر الالم االوىل وفتح الثانية أهنا الم اجلحود )النايف على هذا غري ما ومل، والختالف فاعلي كان وتزول، والذى يظهر ىل أهنا الم كى، وأن إن

الجل زوال شرطية، أي وعند اهلل جزاء مكرهم وهو مكر أعظم منه وإن كان مكرهم لشدته معدااالمور العظام املشبهة يف عظمها باجلبال، كما تقول: أنا أشجع من فالن وإن كان معدا للنوازل. وقد

فما مجع ليغلب مجع قومي * مقاومة، وال فرد لفرد أي - 341حتذف كان قبل الم اجلحود كقوله:

Page 155: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ما أنا الدعهما(. والثامن: فما كان مجع، وقول أىب الدرداء رضى اهلل عنه يف الركعتني بعد العصر )موافقة إىل، حنو قوله تعاىل )بأن ربك أوحى هلا( )كل جيرى الجل مسمى( )ولو ردوا لعادوا ملا هنوا عنه(. والتاسع: موافقة )على( يف االستعالء احلقيقي حنو )وخيرون لالذقان( )دعانا جلنبه( )وتله

فخر صريعا لليدين وللفم واجملازي حنو )ضممت إليه بالسنان قميصه( * - 348للجبني( وقوله: )وإن أسأمت فلها( وحنو قوله عليه الصالة والسالم لعائشة رضى اهلل تعاىل عنها )اشرت طى هلم الوالء( وقال النحاس: املعىن من أجلهم، قال: وال نعرف يف العربية هلم مبعىن عليهم. والعاشر: موافقة )يف( حنو

( )أهنا الم اجلحود( يف 1( )212لقيامة( )ال جيليها )هامش صفحة )ونضع املوازين القسط ليوم ا تأويل مصدر مفعول زعم.

[213 ]

لوقتها إال هو( وقوهلم )مضى لسبيله( قيل: ومنه )يا ليتىن قدمت حليايت( أي يف حيايت، وقيل: تبته خلمس للتعليل، أي الجل حيايت يف اآلخرة. واحلادي عشر: أن تكون مبعىن )عند( كقوهلم )ك

خلون( وجعل منه ابن جىن قراءة اجلحدرى )بل كذبوا باحلق ملا جاءهم( بكسر الالم وختفيف امليم. والثاىن عشر: موافقة )بعد( حنو )أقم الصالة لدلوك الشمس( وىف احلديث )صوموا لرؤيته، وأفطروا

ة معا والثالث عشر: موافقة فلما تفرقنا كاىن ومالكا * لطول اجتماع مل نبت ليل - 341لرؤيته( وقال: (. والرابع عشر: موافقة )من( حنو )مسعت له صراخا( 1)مع(، قاله بعضهم، وأنشد عليه هذا البيت )

لنا الفضل يف الدنيا وأنفك راغم * وحنن لكم يوم القيامة أفضل واخلامس عشر: - 353وقول جرير: حنو )قلت له، وأذنت له، وفسرت له(. التبليغ، وهى اجلارة السم السامع لقول أو ما يف معناه،

والسادس عشر: موافقة عن، حنو قوله تعاىل: )وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خريا ما سبقونا إليه( قاله ابن احلاجب، وقال ابن مالك وغريه: هي الم التعليل، وقيل: الم التبليغ والتفت عن اخلطاب

حمذوفا، أي قالوا لطائفة من املؤمنني ملا مسعوا بإسالم طائفة إىل الغيبة، أو يكون اسم املقول هلمأخرى، وحيث دخلت الالم على غري املقول له فالتأويل على بعض ما ذكرناه، حنو )قالت أخراهم

الوالهم ربنا هؤالء أضلونا( )وال أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم اهلل خريا( وقوله:

Page 156: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

. )*( 341رة الذى هو الشاهد رقم ( يريد بيت متمم بن نوي1)

[214 ]

( السابع عشر: الصريورة، 1كضرائر احلسناء قلن لوجهها * حسدا وبغضا: إنه لذميم ) - 351 - 352وتسمى الم العاقبة والم املآل، حنو )فالتقطه آل فرعون ليكون هلم عدوا وحزنا( وقوله:

فإن يكن املوت - 353تبىن املساكن وقوله: فللموت تغذو الوالدات سخاهلا * كما خلراب الدورأفناهم * فللموت ما تلد الوالده وحيتمله )ربنا إنك آتيت فرعون وماله زينة وأمواال يف احلياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك( وحيتمل أهنا الم الدعاء، فيكون الفعل جمزوما ال منصوبا، ومثله يف الدعاء )وال تزد

( ويؤيده أن يف آخر اآلية )ربنا اطمس على أمواهلم واشدد على قلوهبم فال يؤمنوا(. الظاملني إال ضالالوأنكر البصريون ومن تابعهم الم العاقبة، قال الزخمشري: والتحقيق أهنا الم العلة، وأن التعليل فيها وارد

عدوا وحزنا، بل على طريق اجملاز دون احلقيقة، وبيانه أنه مل يكن داعيهم إىل االلتقاط أن يكون هلماحملبة والتبىن، غري أن ذلك ملا كان نتيجة التقاطهم له ومثرته شبه بالداعى الذى يفعل الفعل الجله، فالالم مستعارة ملا يشبه التعليل كما استعري االسد ملن يشبه االسد. الثامن عشر: القسم والتعجب

اليام ذو حيد * ] مبشمخر به الظيان هلل يبقى على ا - 354معا، وختتص باسم اهلل تعاىل كقوله: واآلس [ التاسع عشر: التعجب اجملرد عن القسم، وتستعمل يف النداء كقوهلم )يا للماء(. و )يا

للشعب( إذا تعجبوا من كثرهتما، وقوله:

( االفضل يف الرواية )لدميم( أن تكون بالدال املهملة، أي مطلى بالدمام. )*( 1)

[215 ]

لك من ليل كأن جنومه * بكل مغار الفتل شدت بيذبل وقوهلم )يا لك رجال عاملا( فيا - 355شباب وشيب وافتقار وثروة * فلله هذا - 356وىف غريه كقوهلم )هلل دره فارسا، وهلل أنت( وقوله:

Page 157: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

: الدهر كيف ترددا املتمم عشرين: التعدية، ذكره ابن مالك يف الكافية، ومثل له يف شرحها بقوله تعاىل)فهب ىل من لدنك وليا( وىف اخلالصة، ومثل له ابنه باآلية وبقولك )قلت له افعل كذا( ومل يذكره يف التسهيل وال يف شرحه، بل يف شرحه أن الالم يف اآلية لشبه التمليك، وأهنا يف املثال للتبليغ، واالوىل

احلادى والعشرون: التوكيد، عندي أن ميثل للتعدية بنحو )ما أضرب زيدا لعمرو، وما أحبه لبكر(. ومن - 351وهى الالم الزائدة، وهى أنواع: منها الالم املعرتضة بني الفعل املتعدى ومفعوله كقوله:

وملكت ما بني العراق - 358يك ذا عظم صليب رجابه * ليكسر عود الدهر فالدهر كاسره وقوله: فا للمربد ومن وافقه، بل ضمن ردف ويثرب * ملكا أجار ملسلم ومعاهد وليس منه )ردف لكم( خال

معىن اقرتب فهو مثل )اقرتب للناس حساهبم(.

[216 ]

واختلف يف الالم من حنو )يريد اهلل ليبني لكم( )وأمرنا لنسلم لرب العاملني( وقول الشاعر: أريد النسى ذكرها، فكأمنا * متثل ىل ليلى بكل سبيل فقيل: زائدة، وقيل: للتعليل، مث - 351

اختلف هؤالء، فقيل: املفعول حمذوف، أي يريد اهلل التبيني ليبني لكم ويهديكم: أي ليجمع لكم بني االمرين، وأمرنا مبا أمرنا به لنسلم، وأريد السلو النسى، وقال اخلليل وسيبويه ومن تابعهما: الفعل يف

اهلل للتبيني، وأمرنا لالسالم، ذلك كله مقدر مبصدر مرفوع باالبتداء، والالم وما بعدها خرب، أي إرادة وعلى هذا فال مفعول للفعل. ومنها الالم املسماة باملقحمة، وهى املعرتضة بني املتضايفني، وذلك يف

يا بؤس - 363قوهلم )يا بؤس للحرب( واالصل يا بؤس احلرب، فأقحمت تقوية لالختصا ص، قال: دها هبا أو باملضاف ؟ قوالن، أرجحهما للحرب الىت * وضعت أراهط فاسرتاحوا وهل اجنرار ما بع

االول، الن الالم أقرب، والن اجلار ال يعلق. ومن ذلك قوهلم )ال أبا لزيد، و أخا له، وال غالمي له( على قول سيبويه إن اسم ال مضاف ملا بعد الالم، وأما على قول من جعل الالم وما بعدها صفة

ام املوصوف، وعلى قول من جعلهما خربا وجعل أبا وجعل االسم شبيها باملضاف الن الصفة من مت[ وقوهلم )مكره أخاك 53وأخا على لغة من قال: إن أباها وأبا أباها * ] قد بلغا يف اجملد غايتاها [ ]

ال بطل( وجعل حذف النون على وجه الشذوذ كقوله:

Page 158: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[211 ]

تعلقة باستقرار حمذوف. ( * فالالم لالختصا ص، وهى م1* بيضك ثنتا وبيضى مائتا ) - 361ومنها الالم املسماة الم التقوية، وهى املزيدة لتقوية عامل ضعف: إما بتأخره حنو )هدى ورمحة للذين هم لرهبم يرهبون( وحنو )إن كنتم للرؤيا تعربون( أو بكونه فرعا يف العمل حنو )مصدقا ملا معهم( )فعال

وأنا ضارب لعمرو، قيل: ومنه )إن هذا عدو لك ملا يريد( )نزاعة للشوى( وحنو: ضريب لزيد حسن،إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له * أكيال، فإىن لست آكله وحدي وفيه - 362ولزوجك( وقوله:

ال ينصبان املفعول، الهنما موضوعان -وإن كانا مبعىن معاد ومؤاكل -نظر، الن عدوا وأكيال ن، وال حموالن عما هو جمار له، الن التحويل إمنا هو للثبوت، وليسا جماريني للفعل يف التحرك والسكو

ثابت يف الصيغ الىت يراد هبا املبالغة، وإمنا الالم يف البيت للتعليل، وهى متعلقة بالتمسى، وىف اآلية متعلقة مبستقر حمذوف صفة لعدو، وهى لالختصا ص. وقد اجتمع التأخر والفرعية يف )وكنا حلكمهم

)نذيرا للبشر( فإن كان النذير مبعىن املنذر فهو مثل )فعال ملا يريد( وإن كان شاهدين( وأما قوله تعاىلمبعىن االنذار فالالم مثلها يف )سقيا لزيد( وسيأتى. قال ابن مالك: وال تزاد الم التقوية مع عامل يتعدى الثنني، الهنا إن زيدت يف مفعوليه فال يتعدى فعل إىل اثنني حبرف واحد، وإن زيدت يف

حدمها لزم ترجيح من غري مرجح، وهذا االخري ممنوع، النه إذا تقدم أحدمها دون اآلخر وزيدت الالم أ يف املقدم مل يلزم ذلك، وقد قال الفارسى يف قراءة من قرأ )ولكل

( كذا يف مجيع االصول، وال يتم وزن الرجز إال أن يكون * بيضك ثنتان وبيضى مائتا * بثبوت 1)

ن( وحذفها يف )مائتا( )*( النون يف )ثنتا

[218 ]

وجهة هو موليها( بإضافة كل: إنه من هذا، وإن املعىن اهلل مول كل ذى وجهة وجهته، والضمري على هذا للتولية، وإمنا مل جيعل كال والضمري مفعولني ويستغىن عن حذف ذى ووجهته لئال يتعدى

Page 159: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

هذا سراقة للقرآن يدرسه * - 363اء من قوله: العامل إىل الضمري وظاهره معا، وهلذا قالوا يف اهليقطع الليل تسبيحا وقرآنا إن اهلاء مفعول مطلق ال ضمري القرآن، وقد دخلت الالم على أحد

أحجاج ال تعطى العصاة مناهم * وال اهلل يعطى للعصاة - 364املفعولني مع تأخرمها يف قول ليلى: ملستغاث عند املربد، واختاره ابن خروف، بدليل صحة مناها وهو شاذ، لقوة العامل. ومنها الم ا

إسقاطها، وقال مجاعة: غري زائدة، مث اختلفوا، فقال ابن جىن: متعلقة حبرف النداء ملا فيه من معىن - 365الفعل، ورد بأن معىن احلرف ال يعمل يف اجملرور، وفيه نظر، النه قد عمل يف احلال حنو قوله:

[ وقال 431و 312ابسا * لدى وكرها العناب واحلشف الباىل ] ص كأن قلوب الطري رطبا وياالكثرون: متعلقة بفعل النداء احملذوف، واختاره ابن الضائع وابن عصفور، ونسباه لسيبويه، واعرتض بأنه متعد بنفسه، فأجاب ابن أىب الربيع بأنه ضمن معىن االلتجاء يف حنو )يا لزيد( والتعجب يف حنو

وأجاب ابن عصفور ومجاعة بأنه ضعف بالتزام احلذف فقوى تعديه بالالم، واقتصر على )يا للدواهي( إيراد هذا اجلواب أبو حيان، وفيه نظر، الن الالم املقوية زائدة كما تقدم، وهؤالء ال يقولون بالزيادة.

[211 ]

م احلذف. قلت: فإن قلت: وأيضا فإن الالم ال تدخل يف حنو )زيدا ضربته( مع أن الناصب ملتز ملا ذكر يف اللفظ ما هو عوض منه كان مبنزلة ما مل حيذف. فإن قلت: وكذلك حرف النداء عوض من

(، مث إنه ليس بلفظ 1فعل النداء. قلت: إمنا هو كالعوض، ولو كان عوضا البتة مل جيز حذفه )بقية اسم وهو آل، احملذوف، فلم ينزل منزلته من كل وجه. وزعم الكوفيون أن الالم يف املستغاث

واالصل يا آل زيد، مث حذفت مهزة آل للتخفيف، وإحدى االلفني اللتقاء الساكنني، واستدلوا بقوله: [ فإن اجلار ال 445فخري حنن عند الناس منكم * إذا الداعي املثوب قال يا ال ] ص - 366

بعد ال النافية، أو االصل يا يقتصر عليه، وأجيب بأن االصل: يا قوم ال فرار، أو ال نفر، فحذف ما لفالن مث حذف ما بعد احلرف كما يقال )أالتا( فيقال )أالفا( يريدون: أال تفعلون، وأال فافعلوا. تنبيه

إذا قيل )يا لزيد( بفتح الالم فهو مستغاث، فإن كسرت فهو مستغاث الجله، واملستغاث حمذوف، -( فكذلك عند ابن جىن، أجازمها يف قوله: فيا شوق فإن قيل )يا لك( احتمل الوجهني، فإن قيل )يا ىل

Page 160: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وقال بن عصفور: 341ما أبقى، ويا ىل من النوى * ويا دمع ما أجرى، ويا قلب ما أصىب ] الصواب أنه مستغاث الجله، الن الم املستغاث متعلقة بدعو،

لنداء، الن الفعل ( يريد لو كان حرف النداء عوضا من الفعل قطعا مل يكن ليجوز حذف حرف ا1)

حمذوف، فيكون حذفه أيضا من باب حذف العوض واملعوض منه. )*(

[223 ]

فيلزم تعدى فعل املضمر املتصل إىل ضمريه املتصل، وهذا ال يلزم ابن جىن، النه يرى تعلق الالم على شيخا( بيا كما تقدم، ويا ال تتحمل ضمريا كما ال تتحمله ها إذا عملت يف احلال يف حنو )وهذا ب

نعم هو الزم البن عصفور، لقوله يف )يا لزيد لعمرو( إن الم لعمرو متعلقة بفعل حمذوف تقديره أدعوك لعمرو، وينبغى له هنا أن يرجع إىل قول ابن الباذش إن تعلقها باسم حمذوف تقدير مدعو لعمرو، وإمنا

وأجاب ابن الضائع بأهنما ادعيا وجوب التقدير الن العامل الواحد ال يصل حبرف واحد مرتني،زادوا الالم يف بعض املفاعيل املستغنية عنها كما -خمتلفان معىن حنو )وهبت لك دينارا لرتضى(. تنبيه

تقدم، وعكسوا ذلك فحذفوها من بعض املفاعيل املفتقرة إليها كقوله تعاىل )تبغوهنا عوجا( )والقمر وقالوا )وهبتك دينارا، وصدتك ظبيا، وجنيتك مثرة( قدرناه منازل( )وإذا كالوهم أو وزنوهم خيسرون(

فتوىل - 361[ وقال: 11قال: ولقد جنيتك أكمؤا وعساقال * ] ولقد هنيتك عن بنات االوبر [ ] إذا قالت حذام فأنصتوها * ] فإن القول - 368غالمهم مث نادى: * أظليما أصيدكم أم محارا وقال:

واملشهور )فصدقوها(. الثاين والعشرون: التبيني، ومل يوفوها حقها من ما قالت حذام [ يف رواية مجاعة، الشرح، وأقول: هي ثالثة أقسام: أحدها: ما تبني املفعول من الفاعل، وهذه تتعلق مبذكور، وضابطها:

أن تقع

[221 ]

Page 161: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بعد فعل تعجب أو اسم تفضيل مفهمني حبا أو بغضا، تقول )ما أحبىن، وما أبغضين( فإن )لفالن( فأنت فاعل احلب والبغض وهو مفعوهلما، وإن قلت )إىل فالن( فاالمر بالعكس، هذا قلت

شرح ما قاله ابن مالك، ويلزمه أن يذكر هذا املعىن يف معاين )إىل( أيضا ملا بينا، وقد مضى يف موضعه. سة بفاعلية، ومصحوب الثاين والثالث: ما يبني فاعلية غري ملتبسة مبفعولية، وما يبني مفعولية غري ملتب

كل منهما إما غري معلوم مما قبلها، أو معلوم لكن استؤنف بيانه تقوية للبيان وتوكيدا له، والالم يف ذلك كله متعلقة مبحذوف. مثال املبينة للمفعولية )سقيا لزيد، وجدعا له( فهذه الالم ليست متعلقة

ال هي مقوية للعامل لضعفه بالفرعية إن قدر أنه باملصدرين، وال بفعليهما املقدرين، الهنما متعديان، و املصدر أو بالتزام احلذف إن قدر أنه الفعل، الن الم التقوية صاحلة للسقوط، وهذه ال تسقط، ال يقال )سقيا زيدا( وال )جدعا إياه( خالفا البن احلاجب ذكره يف شرح املفصل، وال هي وخمفوضها

لفعل ال يوصف فكذا ما أقيم مقامه، وإمنا هي الم مبينة صفة للمصدر فتتعلق باالستقرار، الن اللمدعو له أو عليه إن مل يكن معلوما من سياق أو غريه، أو مؤكدة للبيان إن كان معلوما، وليس تقدير احملذوف )أعىن( كما زعم ابن عصفور، النه يتعدى بنفسه، بل التقدير: إرادتى لزيد. وينبىن على

قة باملصدر أنه ال جيوز يف )زيد سقيا له( أن ينصب زيد بعامل حمذوف على أن هذه الالم ليست متعلشريطة التفسري، ولو قلنا إن املصدر احلال حمل فعل دون حرف مصدري جيوز تقدمي معموله عليه، فتقول )زيدا ضربا( الن الضمري يف املثال ليس معموال له، وال هو من مجلته، وأمنا جتويز بعضهم يف

)والذين كفروا فتعسا هلم( كون الذين يف موضع نصب على االشتغال فوهم. وقال ابن قوله تعاىل مالك يف شرح باب النعت من كتاب التسهيل: الالم يف )سقيا لك(

[222 ]

متعلقة باملصدر، وهى للتبيني، وىف هذا هتافت، الهنم إذا أطلقوا القول بأن الالم للتبيني فإمنا قة مبحذوف استؤنف للتبيني. ومثال املبينة للفاعلية )تبا لزيد، ووحيا له( فإهنما يف يريدون هبا أهنا متعل

معىن خسر وهلك، فإن رفعتهما باالبتداء، فالالم وجمرورها خرب، وحملهما الرفع، وال تبيني، لعدم متام دلول عليه، إذ الكالم. فإن قلت )تبا له وويح( فنصبت االول ورفعت الثاين مل جيز، لتخالف الدليل وامل

Page 162: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الالم يف االول للتبيني، والالم احملذوفة لغريه. واختلف يف قوله تعاىل: )أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم خمرجون ؟ هيهات هيهات ملا توعدون( فقيل: الالم زائدة، و )ما( فاعل، وقيل: الفاعل

، وقيل: هيهات مبتدأ مبعىن البعد واجلار واجملرور ضمري مسترت راجع إىل البعث أو االخراج فالالم للتبينيخرب. وأما قوله تعاىل: )وقالت هيت لك( فيمن قرأ هباء مفتوحة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، فهيت: اسم فعل، مث قيل: مسماه فعل ماض أي هتيأت، فالالم متعلقة به كما تتعلق

عل أمر مبعىن أقبل أو تعال، فالالم للتبيني، أي إرادتى لك، أو مبسماه لو صرح به، وقيل: مسماه فأقول لك، وأما من قرأ )هئت( مثل جئت فهو فعل مبعىن هتيأت، والالم متعلقة به، وأما من قرأ كذلك ولكن جعل التاء ضمري املخاطب فالالم للتبيني مثلها مع اسم الفعل، ومعىن هتيئه تيسر انفرادها به، ال

، بدليل )وراودته( فال وجه النكار الفارسى هذه القراءة مع ثبوهتا واجتاهها، وحيتمل أهنا أنه قصدهاالظاهر -أصل قراءة هشام )هيت( بكسر اهلاء وبالياء وبفتح التاء، وتكون على إبدال اهلمزة. تنبيه

رواحنا سبال لو ال مفارقة االحباب ما وجدت * هلا املنايا إىل أ - 361أن )هلا( من قول املتنيب:

[223 ]

جار وجمرور متعلق بوجدت، لكن فيه تعدى فعل الظاهر إىل ضمريه املتصل كقولك )ضربه زيد( وذلك ممتنع، فينبغي أن يقدر صفة يف االصل لسبال فلما قدم عليه صار حاال منه، كما أن قوله )إىل

ا( وجه غريب، وهو أن تقدره مجعا أرواحنا( كذلك، إذ املعىن سبال مسلوكة إىل أرواحنا، ولك يف )هلللهاة كحصاة وحصى، ويكون )هلا( فاعال بوجدت، واملنايا مضافا إليه، ويكون إثبات اللهوات للمنايا استعارة، شبهت بشئ يبتلع الناس، ويكون أقام اللها مقام االفواه جملاورة اللهوات للفم. وأما الالم

وحركتها الكسر، وسليم تفتحها، وإسكاهنا بعد الفاء والواو العاملة للجزم فهى الالم املوضوعة للطلب،أكثر من حتريكها، حنو )فليستجيبوا ىل وليؤمنوا ىب( وقد تسكن بعد مث حنو )مث ليقضوا( يف قراءة الكوفيني وقالون والبزى، وىف ذلك رد على من قال: إنه خا ص بالشعر. وال فرق يف اقتضاء الالم

لطلب أمرا، حنو )لينفق ذو سعة( أو دعاء حنو )ليقض علينا ربك( أو التماسا الطلبية للجزم بني كون اكقولك ملن يساويك )ليفعل فالن كذا( إذا مل ترد االستعالء عليه، وكذا لو أخرجت عن الطلب إىل

Page 163: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

غريه، كالىت يراد هبا ومبصحوهبا اخلرب حنو )من كان يف الضاللة فليمدد له الرمحن مدا( )اتبعوا سبيلنا لنحمل خطاياكم( أي فيمد وحنمل، أو التهديد حنو )ومن شاء فليكفر( وهذا هو معىن االمر يف و

)اعملوا ما شئتم( وأما )ليكفروا مبا آتيناهم وليتمتعوا( فيحتمل الالمان منه التعليل، فيكون ما بعدمها سكنها، فيرتجح بذلك أن منصوبا، والتهديد فيكون جمزوما، ويتعني الثاين يف الالم الثانية يف قراءة من

تكون الالم االوىل كذلك، ويؤيده أن بعدمها )فسوف يعلمون( وأما )وليحكم أهل االجنيل( فيمن قرأ فهى الم -وهو محزة -بسكون الالم فهى الم الطلب، النه يقرأ بسكون امليم، ومن كسر الالم

[224 ]

على تعليل آخر متصيد من املعىن الن قوله التعليل، النه يفتح امليم، وهذا التعليل إما معطوفتعاىل: )وآتيناه االجنيل فيه هدى ونور( معناه وآتيناه االجنيل للهدى والنور، ومثله )إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا( الن املعىن إنا خلقنا الكواكب يف السماء زينة وحفظا، وإما متعلق بفعل

االجنيل مبا أنزل اهلل أنزله، ومثله )وخلق اهلل السموات واالرض باحلق مقدر مؤخر، أي ليحكم أهل ولتجزى كل نفس( أي وللجزاء خلقهما، وقوله سبحانه: )وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات واالرض وليكون من املوقنني( أي وأريناه ذلك، وقوله تعاىل: )هو على هني ولنجعله آية للناس( أي

وإذا كان مرفوع فعل الطلب فاعال خماطبا استغىن عن الالم بصيغة افعل غالبا، وخلقناه من غري أب.حنو قم واقعد، وجتب الالم إن انتفت الفاعلية، حنو )لتعن حباجيت( أو اخلطاب حنو )ليقم زيد( أو كالمها حنو )ليعن زيد حباجيت( ودخول الالم على فعل املتكلم قليل، سواء أكان املتكلم مفردا، حنو

وله عليه الصالة والسالم: )قوموا فالصل لكم( أو معه غريه كقوله تعاىل: )وقال الذين كفروا للذين قآمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم( وأقل منه دخوهلا يف فعل الفاعل املخاطب كقراءة مجاعة

ملها كقوله: )فبذلك فلتفرحوا( وىف احلديث )لتأخذوا مصافكم(. وقد حتذف الالم يف الشعر ويبقى عحممد تفد - 311فال تستطل مىن بقائي ومديت * ولكن يكن للخري منك نصيب وقوله: - 313

[ 461نفسك كل نفس * إذا ما خفت من شئ تباال ] ص

Page 164: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[225 ] أي ليكن ولتفد، والتبال: الوبال، أبدلت الواو املفتوحة تاء مثل تقوى. ومنع املربد حذف الالم

يف الشعر، وقال يف البيت الثاين: إنه ال يعرف قائله، مع احتماله الن يكون دعاء وإبقاء عملها حىت بلفظ اخلرب حنو )يغفر اهلل لك( و )يرمحك اهلل( وحذف الياء ختفيفا، واجتزئ عنها بالكسرة كقوله:

على - 313] فطرت مبنصلى يف يعمالت [ * دوامى االيد خيبطن السرحيا قال: وأما قوله: - 312أصحاب البعوضة فامخشى * لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى فهو على قبحه جائز، النه مثل

عطف على املعىن إذ امخشي ولتخمشىن مبعىن واحد. وهذا الذى منعه املربد يف الشعر أجازه الكسائي ا، يف الكالم، لكن بشرط تقدم قل، وجعل منه )قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصالة( أي ليقيموه

ووافقه ابن مالك يف شرح الكافية، وزاد عليه أن ذلك يقع يف النثر قليال بعد القول اخلربى كقوله: ( أي لتأذن، فحذف الالم وكسر 1قلت لبواب لديه دارها * تأذن فإىن محؤها وجارها ) - 314

لص من . قيل: وهذا خت حرف املضارعة، قال: وليس احلذف بضرورة لتمكنه من أن يقول: إيذن، اهضرورة وهى إثبات مهزة الوصل يف الوصل، وليس كذلك، الهنما بيتان ال بيت مصرع، فاهلمزة يف أول

البيت ال يف حشوه، خبالفها يف حنو قوله:

( كسر ما قبل اهلمزة الساكنة جييز قلبها ياء، ولذلك يقع يف بعض االصول )تيذن( وليس ذلك 1)

( 1مغىن اللبيب - 15حنو إميان وإيذن. )*( ) بواجب ما مل يكن املكسور مهزة أخرى

[226 ]

[ واجلمهور على أن 633ال نسب اليوم وال خلة * اتسع اخلرق على الراقع ] ص - 315اجلزم يف اآلية مثله يف قولك )ائتىن أكرمك(. وقد اختلف يف ذلك على ثالثة أقوال: أحدها للخليل

من معىن إن الشرطية كما أن أمساء الشرط إمنا جزمت لذلك وسيبويه، أنه بنفس الطلب، ملا تضمنه والثاىن للسرياىف والفارسي، أنه بالطلب لنيابته مناب اجلازم الذى هو الشرط املقدر، كما أن النصب بضربا يف قولك )ضربا زيدا( لنيابته عن اضرب، ال لتضمنه معناه. والثالث للجمهور، أنه بشرط مقدر

Page 165: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ح من االول، الن احلذف والتضمني وإن اشرتكا يف أهنما خالف االصل، لكن بعد الطلب. وهذا أرجيف التضمني تغيري معىن االصل، وال كذلك احلذف، وأيضا فإن تضمني الفعل معىن احلرف إما غري واقع أو غري كثري. ومن الثاين، الن نائب الشئ يؤدى معناه، والطلب ال يؤدى معىن الشرط وأبطل ابن

أن يكون اجلزم يف جواب شرط مقدر، الن تقديره يستلزم أن ال يتخلف أحد من املقول مالك باآلية(. وأجاب ابنه بأن احلكم مسند إليهم على سبيل 1له ذلك عن االمتثال، ولكن التخلف واقع )

االمجال، ال إىل كل فرد، فيحتمل أن االصل يقم أكثرهم، مث حذف املضاف وأنيب عنه املضاف إليه اتصل بالفعل، وباحتمال أنه ليس املراد بالعباد املوصوفني باالميان مطلقا، بل املخلصني منهم، فارتفع و

وكل مؤمن خملص قال له الرسول أقم الصالة أقامها.

( اآلية هي قوله تعاىل )قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا( واجلزم على الوجه الذى رده ابن مالك 1)

قل هلم ذلك يقيموا الصالة. )*( يقتضى أن تقدير الكالم: إن ت

[221 ]

وقال املربد: التقدير قل هلم أقيموا يقيموا، واجلزم يف جواب أقيموا املقدر، ال يف جواب قل. ويرده أن اجلواب البد أن خيالف اجملاب: إما يف الفعل والفاعل حنو )ائتىن أكرمك( أو يف الفعل حنو )أسلم

)قم أقم( وال جيوز أن يتوافقا فيهما، وأيضا فإن االمر املقدر للمواجهة، تدخل اجلنة( أو يف الفاعل حنو(. وقيل: يقيموا مبىن، حللوله حمل أقيموا وهو مبىن، وليس بشئ. وزعم الكوفيون وأبو 1ويقيموا للغيبة )

احلسن أن الم الطلب حذفت حذفا مستمرا يف حنو قم واقعد، وأن االصل لتقم ولتقعد، فحذفت الالم تخفيف، وتبعها حرف املضارعة. وبقوهلم أقول، الن االمر معىن حقه أن يؤدى باحلرف، والنه أخو لل

النهى ومل يدل عليه إال باجلرف، والن الفعل إمنا وضع لتقييد احلدث بالزمان احملصل، وكونه أمرا أو ن خري قريش لتقم أنت يا اب - 316خربا خارج عن مقصوده، والهنم قد نطقوا بذلك االصل كقوله:

[ وكقراءة مجاعة )فبذلك فلتفرحوا( وىف احلديث 552* ] كى لتقضى حوائج املسلميا [ ] ص )لتأخذوا مصافكم( والنك تقول: اغز واخش وارم، واضربا واضربوا واضريب، كما تقول يف اجلزم، والن

Page 166: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الزمان كبعت وأقسمت البناء مل يعهد كونه باحلذف، والن احملققني على أن أفعال االنشاء جمردة عن وقبلت، وأجابوا عن كوهنا مع ذلك أفعاال بأن جتردها عارض هلا عند نقلها عن اخلرب، وال ميكنهم إدعاء ذلك يف حنو قم، النه ليس له حالة غري هذه، وحينئذ فتشكل فعليته، فإذا ادعى أن أصله

)لتقم( كان الدال على االنشاء الالم ال الفعل.

در هو أقيموا، وهو للمواجهة كما هو ظاهر، واجلواب املذكور هو يقيموا، وهو للغيبة، ( االمر املق1)

وال يصلح أن يكون جوابا لذلك املقدر، إذ لو أريد جوابه مقيل تقيموا، إذ ال جتاب املواجهة بالغيبة والفاعل واحد. )*(

[228 ]

ئدهتا أمران: توكيد مضمون اجلملة، وهلذا وأما الالم غري العاملة فسبع: إحداها: الم االبتداء، وفازحلقوها يف باب إن عن صدر اجلملة كراهية ابتداء الكالم مبؤكدين، وختليص املضارع للحال، كذا قال االكثرون، واعرتض ابن مالك الثاين بقوله تعاىل: )وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة( )إىن ليحزنين أن

قبال، فلو كان احلزن حاال لزم تقدم الفعل يف الوجود على فاعله مع تذهبوا به( فإن الذهاب كان مستأنه أثره، واجلواب أن احلكم واقع يف ذلك اليوم ال حمالة، فنزل منزلة احلاضر املشاهد، وأن التقدير قصد أن تذهبوا، والقصد حال، وتقدير أىب حيان قصدكم أن تذهبوا مردود بأنه يقتضى حذف الفاعل، الن

بوا( على تقديره منصوب. وتدخل باتفاق يف موضعني، أحدمها: املبتدأ حنو )النتم أشد رهبة( )أن تذهوالثاىن بعد إن، وتدخل يف هذا الباب على ثالثة باتفاق: االسم، حنو )إن رىب لسميع الدعاء( واملضارع لشبهه به حنو )وإن ربك ليحكم بينهم( والظرف حنو )وإنك لعلى خلق عظيم( وعلى ثالثةباختالف، أحدها: املاضي اجلامد حنو )إن زيدا لعسى أن يقوم( أو )لنعم الرجل( قاله أبو احلسن، ووجهه أن اجلامد يشبه االسم، وخالفه اجلمهور، والثاىن: املاضي املقرون بقد، قاله اجلمهور، ووجهه

وحممد بن أن قد تقرب املاضي من احلال فيشبه املضارع املشبه لالسم، وخالف يف ذلك خطاب مسعود الغزىن، وقاال: إذا قيل )إذا زيدا لقد قام( فهو جواب لقسم مقدر، والثالث: املاضي املتصرف

Page 167: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اجملرد من قد، أجازه الكسائي وهشام على إضمار قد، ومنعه اجلمهور، وقالوا: إمنا هذه الم القسم، عندمها الكسر. واختلف يف )علمت أن زيدا لقام( والصواب فمىت تقدم فعل القلب فتحت مهزة أن ك

دخوهلا يف غري باب إن على شيئني: أحدمها خرب املبتدأ املتقدم حنو )لقائم زيد( فمقتضى كالم مجاعة ] من النحويني [ اجلواز، و ] إن كان [ يف أماىل ابن احلاجب: الم االبتداء جيب معها املبتدأ، الثاين:

الفعل حنو )ليقوم زيد( فأجاز

[221 ]

ابن مالك واملالقي وغريمها، زاد املالقى )املاضي اجلامد( حنو )لبئس ما كانوا يعملون( ذلكوبعضهم املتصرف املقرون بقد حنو )ولقد كانوا عاهدوا اهلل من قبل( )لقد كان يف يوسف وإخوته

ملعىن آيات( واملشهور أن هذه الم القسم، وقال أبو حيان يف )ولقد علمتم(: هي الم االبتداء مفيدة . ونص مجاعة على منع ذلك كله، قال ابن التوكيد، وجيوز أن يكون قبلها قسم مقدر وأن ال يكون، اه

. وهو مقتضى اخلباز يف شرح االيضاح: ال تدخل الم االبتداء على اجلمل الفعلية إال يف باب إن، اهيعطيك ربك(: الم ما قدمناه عن ابن احلاجب، وهو أيضا قول الزخمشري، قال يف تفسري )ولسوف

االبتداء ال تدخل إال على املبتداء واخلرب، وقال يف )ال قسم(: هي الم االبتداء دخلت على مبتدأ حمذوف، ومل يقدرها الم القسم، الهنا عنده مالزمة للنون، وكذا زعم يف )ولسوف يعطيك ربك( أن

يف ذلك الم التوكيد، وأما قول املبتدأ مقدر، أي والنت سوف يعطيك ربك. وقال ابن احلاجب: الالم بعضهم إهنا الم االبتداء وإن املبتدأ مقدر بعدها ففاسد من جهات، إحداها: أن الالم مع االبتداء كقد مع الفعل وإن مع االسم، فكما ال حيذف الفعل واالسم ويبقيان بعد حذفهما كذلك الالم بعد

لسوف يقوم زيد( يصري التقدير لزيد سوف يقوم حذف االسم، والثانية: أنه إذا قدر املبتدأ يف حنو ). وىف الوجهني زيد، وال خيفى ما فيه من الضعف، والثالثة: أنه يلزم إضمار ال حيتاج إليه الكالم، اه

االخريين نظر، الن تكرار الظاهر إمنا يقبح إذا صرح هبما، والن النحويني قدروا مبتدأ بعد الواو يف حنو الفاء يف حنو )ومن عاد فينتقم اهلل منه( وبعد الالم يف حنو )القسم بيوم )قمت وأصك عينه( وبعد

القيامة( وكل ذلك تقدير الل الصناعة دون املعىن، فكذلك هنا.

Page 168: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[233 ]

وأما االول فقد قال مجاعة يف )إن هذان لساحران(: إن التقدير هلما ساحران فحذف املبتدأ حنو )لقائم زيد(. وإمنا يضعف قول الزخمشري أن فيه تكلفني وبقيت الالم، والنه جيوز على الصحيح

لغري ضرورة، ومها تقدير حمذوف وخلع الالم عن معىن احلال، لئال جيتمع دليال احلال واالستقبال، وقد صرح بذلك يف تفسري )لسوف أخرج حيا( ونظره خبلع الالم عن التعريف وإخالصها للتعويض يف )يا

سم مع املضارع ال تفارق النون ممنوع، بل تارة جتب الالم ومتتنع النون، وذلك مع هلل( وقوله إن الم القالتنفيس كاآلية، ومع تقدمي املعمول بني الالم والفعل حنو )ولئن متم أو قتلتم الىل اهلل حتشرون( ومع

ال أن كون الفعل للحال حنو )القسم( وإمنا قدر البصريون هنا مبتدأ الهنم ال جييزون ملن قصد احليقسم إال على اجلملة االمسية، وتارة ميتنعان، وذلك مع الفعل املنفى حنو )تاهلل تفتؤ( وتارة جيبان،

لالم االبتداء الصدرية، وهلذا علقت العامل -وذلك فيما بقى حنو )وتاهلل الكيدن أصنامكم(. مسألة ا أكرمه( ومن أن يتقدم يف )علمت لزيد منطق( ومنعت من النصب على االشتغال يف حنو )زيد الن

أم احلليس لعجوز شهر - 311عليها اخلرب يف حنو )لزيد قائم( واملبتدأ يف حنو )لقائم زيد( فأما قوله: [ فقيل: الالم زائدة، وقيل: لالبتداء والتقدير هلى 233به * ] ترضى من اللحم بعظم الرقبه [ ] ص

مؤخرة من تقدمي، وهلذا تسمى الالم املزحلقة، عجوز، وليس هلا الصدرية يف باب إن الهنا ] فيه [واملزحلقة أيضا، وذلك الن أصل )إن زيدا لقائم( )الن زيدا قائم( فكرهوا افتتاح الكالم بتوكيدين

فأخروا الالم دون إن لئال يتقدم معمول احلرف عليه، وإمنا مل ندع أن

[231 ]

العامل واملعمول، والهنم قد نطقوا بالالم االصل )إن لزيدا قائم( لئال حيول ماله الصدر بني] أال يا سنا برق على قلل احلمى [ * هلنك من برق على كرمي - 318مقدمة على إن يف حنو قوله:

والعتبارهم حكم صدريتها فيما قبل إن دون ما بعدها، دليل االول أهنا متنع من تسلط فعل القلب اهلل يعلم إنك لرسوله( بل قد أثرت هذا املنع مع حذفها على أن ومعموليها، ولذلك كسرت يف حنو )و

Page 169: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فغريت بعدهم بعيش ناصب * وإخال إىن الحق مستتبع االصل إىن لالحق، - 311يف قول اهلذىل: فحذفت الالم بعد ما علقت إخال، وبقى الكسر بعد حذفها كما كان مع وجودها، فهو مما نسخ

يتخطاها، تقول )إن يف الدار لزيدا( و )إن زيدا لقائم( لفظه وبقى حكمه. ودليل الثاين أن عمل إنوكذلك يتخطاها عمل العامل بعدها حنو )إن زيدا طعامك الكل( ووهم بدر الدين ابن ابن مالك،

)إن زيدا لقام، أو -فمنع من ذلك، والوارد منه يف التنزيل كثري حنو )إن رهبم هبم يومئذ خلبري( تنبيه م مقدر، ال الم االبتداء، فإذا دخلت عليها )علمت( مثال فتحت مهزهتا، ليقومن( الالم جواب قس

فإن قلت )لقدم قام زيد( فقالوا: هي الم االبتداء، وحينئذ جيب كسر اهلمزة، وعندي أن االمرين حمتمالن فصل وإذا خففت إن حنو )وإن كانت لكبرية( )إن كل نفس ملا عليها حافظ( فالالم عند

الفرق بني -مع إفادهتا توكيد النسبة وختليص املضارع للحال -الم االبتداء أفادت سيبويه واالكثرين إن املخففة من الثقيلة وإن النافية، وهلذا صارت

[232 ]

الزمة بعد أن كانت جائزة، اللهم إال أن يدل دليل على قصد االثبات كقراءة أىب رجاء )وإن كل إن كنت قاضى حنىب يوم بينكم * - 383لالم أي للذى، وكقوله: ذلك ملا متاع احلياة الدنيا( بكسر ا

إن احلق ال خيفى على ذى - 381( وجيب تركها مع نفى اخلرب كقوله: 1لو مل متنوا بوعد غري توديع )بصرية * وإن هو مل يعدم خالف معاند وزعم أبو على وأبو الفتح ومجاعة أهنا الم غري الم االبتداء،

ل أبو الفتح: قال ىل أبو على: ظننت أن فالنا حنوى حمسن، حىت مسعته يقول: إن اجتلبت للفرق، قا. وحجة أىب الالم الىت تصحب إن اخلفيفة هي الم االبتداء، فقلت له: أكثر حنوىي بغداد على هذا، اه

على دخوهلا على املاضي املتصرف حنو )إن زيد لقام( وعلى منصوب الفعل املؤخر عن ناصبه يف حنو إن وجدنا أكثرهم لفاسقني( وكالمها ال جيوز مع املشددة. وزعم الكوفيون أن الالم يف ذلك كله )و

أمسى أبان ذليال بعد - 382مبعىن إال، وأن إن قبلها نافية، واستدلوا على جمئ الالم لالستثناء بقوله: نت ملؤمنا( بكسر [ وعلى قوهلم يقال )قد علمنا إن ك 233عزته * وما أبان ملن أعالج سودان ] ص

اهلمزة، الن النافية مكسورة دائما، وكذا على قول سيبويه الن الم االبتداء تعلق العامل عن العمل،

Page 170: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وأما على قول أىب على وأىب الفتح فتفتح. القسم الثاين: الالم الزائدة، وهى الداخلة يف خرب املبتدأ يف لو مل متنوا بوعد غري مكذوب * )*( ( احملفوظ يف شواهد النجاة * 1حنو قوله: * )هامش( )

[233 ]

[ وقيل: االصل هلى عجوز، وىف خرب أن املفتوحة كقراءة 311* أم احلليس لعجوز شهر به * ] * ولكنىن من - 383سعيد بن جبري )أال أهنم ليأكلون الطعام( بفتح اهلمزة، وىف خرب لكن يف قوله:

م مقيسا بعد أن املفتوحة خالفا للمربد، وال بعد لكن [ وليس دخول الال 212حبها لعميد * ] ص خالفا للكوفيني، وال الالم بعدمها الم االبتداء خالفا له وهلم، وقيل: الالمان لالبتداء على أن االصل )ولكن إنىن( فحذفت مهزة إن للتخفيف، ونون ولكن لذلك لثقل اجتماع االمثال، وعلى أن ما يف

[ استفهام، ومت الكالم عند )أبان( مث ابتدئ ملن 382أعالج سودان * ] ( قوله: * وما أبان ملن1)أعالج، إى بتقدير هلو من أعالج، وقيل: هي الم زيدت يف خرب ما النافية، وهذا املعىن عكس املعىن

وما زلت من ليلى لدن أن - 384على القولني السابقني: ومما زيدت فيه أيضا خرب زال يف قوله. اهلائم املقصى بكل مراد وىف املفعول الثاين الرى يف قوله بعضهم )أراك لشامتي( وحنو عرفتها * لك

ذلك. قيل: وىف مفعول يدعو من قوله تعاىل )يدعو ملن ضره أقرب من نفعه( وهذا مردود، الن زيادة ية قوالن: هذه الالم يف غاية الشذوذ فال يليق ختريج التنزيل عليه، وجمموع ما قيل يف الالم يف هذه اآل

أحدمها هذا، وهو أهنا زائدة، وقد بينا فساده، والثاىن أهنا الم االبتداء، وهو الصحيح، مث اختلف هؤالء، فقيل: إهنا مقدمة من تأخري، واالصل يدعو من لضره أقرب من نفعه، فمن: مفعول، وضره

أقرب: مبتدأ وخرب، واجلملة

ل( و )ما( مبعىن الذى، أي وعلى أن الذى يف قوله، ( هذا الكالم عطف على قوله )على أن االص1)

أو مقصود لفظها، أي وعلى أن لفظ ما يف قوله، وخرب )أن( هو قوله )استفهام( الواقع بعد إنشاد الشاهد. )*(

Page 171: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[234 ] صلة ملن، وهذا بعيد، الن الم االبتداء مل يعهد فيها التقدم عن موضعها، وقيل: إهنا يف

(، الن التقدير لبئس املوىل هو، وهو الصحيح، مث 1بتدأ، ولبئس املوىل خربها )موضعها، وإن من ماختلف هؤالء يف مطلوب يدعو على أربعة أقوال، آحدها: أهنا ال مطلوب هلا، وأن الوقف عليها، وأهنا ] إمنا [ جاءت توكيدا ليدعو يف قوله )يدعو من دون اهلل ما ال يضره وما ال ينفعه( وىف هذا القولدعوى خالف االصل مرتني، إذ االصل عدم التوكيد، واالصل أن ال يفصل املؤكد من توكيده وال سيما يف التوكيد اللفظى، والثاىن أن مطلوبه مقدم عليه، وهو )ذلك هو الضالل( على أن ذلك موصول، وما

عند البصريني، بعده صلة وعائد، والتقدير يدعو الذى هو الضالل البعيد، وهذا االعراب ال يستقيم الن )ذا( ال تكون عندهم موصولة إال إذا وقعت بعد ما أو من االستفهاميتني والثالث: أن مطلوبه حمذوف، واالصل يدعوه، واجلملة حال، واملعىن ذلك هو الضالل البعيد مدعوا، والرابع: أن مطلوبه

ل، والقول يقع على اجلمل، اجلملة بعده، مث اختلف هؤالء على قولني، أحدمها: أن يدعو مبعىن يقو والثاىن: أن يدعو ملموح فيه معىن فعل من أفعال القلوب، مث اختلف هؤالء على قولني، أحدمها: أن معناه يظن، الن أصل ] يدعو [ معناه يسمى، فكأنه قال: يسمى من ضره أقرب من نفعه إهلا، وال

ملفعول الثاين حمذوف كما قدرنا، يصدر ذلك يقني اعتقاد، فكأنه قيل: يظن، وعلى هذا القول فاوالثاىن: أن معناه يزعم، الن الزعم قول مع اعتقاد. ومن أمثلة الالم الزائدة قولك )لئن قام زيد أقم، أو فأنا أقوم( أو )أنت ظامل لئن فعلت( فكل ذلك خا ص بالشعر، وسيأتى توجيهه واالستشهاد عليه.

جواب لو حنو )لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا( )ولو كان الثالث: الم اجلواب، وهى ثالثة أقسام: الم فيهما آهلة إال اهلل لفسدتا( والم جواب لو ال حنو )ولو ال دفع اهلل الناس بعضهم ببعض لفسدت

االرض( والم جواب القسم حنو

( يف نسخة )ولبئس املوىل خربه(. )*( 1)

[235 ]

Page 172: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كيدن أصنامكم( وزعم أبو الفتح أن الالم بعد )لو( و )لو )تاهلل لقد آثرك اهلل علينا( )وتاهلل ال ال( و )لو ما( الم جواب قسم مقدر، وفيه تعسف، نعم االوىل يف )ولو أهنم آمنوا واتقوا ملثوبة من عند اهلل خري( أن تكون الالم الم جواب قسم مقدر، بدليل كون اجلملة امسية، وأما القول بأهنا الم جواب

وقد جعلت قلو ص بىن سهيل * من - 385استعريت مكان الفعلية كما يف قوله: لو وأن االمسية االكوار مرتعها قريب ففيه تعسف، وهذا املوضع مما يدل عندي على ضعف قول أىب الفتح، إذ لو كانت الالم بعد لو أبدا يف جواب قسم مقدر لكثر جمئ ] اجلواب بعد لو مجلة امسية [ حنو )لو

كما يكثر ذلك يف باب القسم الرابع: الالم الداخلة على أداة شرط لاليذان بأن جاءين النا أكرمه(اجلواب بعدها مبىن على قسم قبلها، ال على الشرط، ومن مث تسمى الالم املؤذنة، وتسمى املوطئة أيضا، الهنا وطأت اجلواب للقسم، أي مهدته له، حنو )لئن أخرجوا ال خيرجون معهم، ولئن قوتلوا ال

روهنم، ولئن نصروهم ليولن االدبار( وأكثر ما تدخل على إن، وقد تدخل على غريها كقوله: ينصملىت صلحت ليقضني لك صاحل * ولتجزين إذا جزيت مجيال وعلى هذا فاالحسن يف قوله - 386

تعاىل )ملا آتيتكم من كتاب وحكمة( أن ال تكون موطئة وما شرطية، بل لالبتداء وما موصولة، النه على االكثر وأغرب ما دخلت عليه إذ، وذلك لشبهها بإن، وأنشد أبو الفتح: محل

[236 ]

غضبت على الن شربت جبزة * فالذ غضبت الشربن خبروف وهو نظري دخول الفاء - 381يف )فإذ مل يأتوا بالشهداء فأولئك عند اهلل هم الكاذبون( شبهت إذ إن فدخلت الفاء بعدها كما

لشرط، وقد حتذف مع كون القسم مقدرا قبل الشرط حنو )وإن أطعتموهم إنكم تدخل يف جواب املشركون( وقول بعضهم ليس هنا قسم مقدر وإن اجلملة االمسية جواب الشرط على إضمار الفاء

[ مردود، الن ذلك خا ص بالشعر، وكقوله تعاىل 81كقوله: * من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ] - 388قولون ليمسن( فهذا ال يكون إال جوابا للقسم، وليست موطئة يف قوله: )وإن مل ينتهوا عما ي

لئن كان ما حدثته - 381لئن كانت الدنيا على كما أرى * تباريح من ليلى فللموت أروح وقوله: أملم بزينب إن البني قد أفدا * قل - 313اليوم صادقا * أصم يف هنار القيظ للشمس باديا وقوله:

Page 173: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ن كان الرحيل غدا بل هي يف ذلك كله زائدة كما تقدمت االشارة إليه، أما االوالن فالن الثواء لئالشرط قد أجيب باجلملة املقرونة بالفاء يف البيت االول وبالفعل اجملزوم يف البيت الثاين، فلو كانت

الالم للتوطئة مل جيب إال القسم، هذا هو الصحيح، وخالف يف ذلك

[231 ]

زعم أن الشرط قد جياب مع تقدم القسم عليه، وأما الثالث فالن اجلواب قد حذف الفراء، فمدلوال عليه مبا قبل إن، فلو كان مث قسم مقدر لزم االجحاف حبذف جوابني. اخلامس: الم أل كالرجل واحلارث، وقد مضى شرحها. السادس: الالم الالحقة المساء االشارة للداللة على البعد أو

على خالف يف ذلك، وأصلها السكون كما يف )تلك( وإمنا كسرت يف )ذلك( اللتقاء على توكيده،الساكنني. السابع: الم التعجب غري اجلارة حنو )لظرف زيد، ولكرم عمرو( مبعىن ما أظرفه وما أكرمه، ذكره ابن خالويه يف كتابه املسمى باجلمل، وعندي أهنا إما الم االبتداء دخلت على املاضي لشبهه جلموده باالسم، وإما الم جواب قسم مقدر. )ال(: على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون نافية، وهذه على مخسة أوجه: أحدها: أن تكون عاملة عمل إن، وذلك إن أريد هبا نفى اجلنس على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ تربئة، وإمنا يظهر نصب امسها إذا كان خافضا حنو )ال صاحب جود

فال ثوب جمد غري ثوب ابن أمحد * على أحد إال بلؤم مرقع أو - 311قول أىب الطيب: ممقوت( و رافعا حنو )ال حسنا فعله مذموم( أو ناصبا حنو )ال طالعا جبال حاضر( ومنه )ال خريا من زيد عندنا(

وقول أىب الطيب:

[238 ]

)أقل( على أن تكون عاملة قفا قليال هبا على، فال * أقل من نظرة أزودها وجيوز رفع - 312عمل ليس. وختالف ال هذه إن من سبعة أوجه: أحدها: أهنا ال تعمل إال يف النكرات. الثاين: أن امسها إذا مل يكن عامال فإنه يبىن، وقيل: لتضمنه معىن من االستغراقية، وقيل: لرتكيبه مع التركيب

على الفتح يف حنو )ال رجل، وال رجال( مخسة عشر، وبناؤه على ما ينصب به لو كان معربا، فيبىن

Page 174: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ومنه )ال تثريب عليكم اليوم( )قالوا ال ضري( )يا أهل يثرب ال مقام لكم( وعلى الياء يف حنو )ال رجلني( و )ال قائمني( وعن املربد أن هذا معرب لبعده بالتثنية واجلمع عن مشاهبة احلرف، ولو صح

ون( وال قائل به، وعلى الكسرة يف حنو )ال مسلمات( وكان هذا للزم االعراب يف )يا زيدان، ويا زيدالقياس وجوهبا ولكنه جاء بالفتح، وهو االرجح، الهنا احلركة الىت يستحقها املركب، وفيه رد على السرياىف والزجاج إذ زعما أن اسم ال غري العامل معرب، وأن ترك تنوينه للتخفيف. ومثل ال رجل عند

ال جرم أن هلم النار( واملعىن عنده ال بد من كذا، أو ال حمالة يف كذا، فحذفت الفراء )ال جرم( حنو )من أوىف، وقال قطرب: ال رد ملا قبلها، أي ليس االمر كما وصفوا، مث ابتدئ ما بعده، وجرم: فعل، ال اسم، ومعناه وجب وما بعده فاعل، وقال قوم: ال زائدة، وجرم وما بعدها فعل وفاعل كما قال قطرب،ورده الفراء بأن )ال( ال تزاد يف أول الكالم، وسيأتى البحث يف ذلك والثالث: أن ارتفاع خربها عند إفراد امسها حنو )ال رجل قائم( مبا كان مرفوعا به قبل دخوهلا، ال هبا، وهذا القول لسيبويه، وخالفه

االخفش واالكثرون

[231 ]

إذا كان امسا عامال. الرابع: أن خربها ال يتقدم على وال خالف بني البصريني يف أن ارتفاعه هباامسها ولو كان ظرفا أو جمرورا. اخلامس: أنه جيوز مراعاة حملها مع امسها قبل مضى اخلرب وبعده، فيجوز رفع النعت واملعطوف عليه حنو )ال رجل ظريف فيها، وال رجل وامرأة فيها(. السادس: أنه جيوز إلغاؤها

)ال حول وال قوة إال باهلل( ولك فتح االمسني، ورفعهما، واملغايرة بينهما، خبالف حنو إذا تكررت، حنو [ فال حميد عن النصب. والسابع: 121قوله: إن حمال وإن مرحتال * وإن يف السفر إذ مضوا مهال ]

أن أنه يكثر حذف خربها إذا علم، حنو )قالوا ال ضري( )فال فوت( ومتيم ال تذكره حينئذ. الثاين:[ 631من صد عن نرياهنا * فأنا ابن قيس ال براح ] ص - 313تكون عاملة عمل ليس، كقوله:

وإمنا مل يقدروها مهملة والرفع باالبتداء الهنا حينئذ واجبة التكرار، وفيه نظر، جلواز تركه يف الشعر. و ليس مبوجود. )ال( هذه ختالف ليس من ثالث جهات: إحداها: أن عملها قليل، حىت ادعى أنه

الثانية: أن ذكر خربها قليل، حىت إن الزجاج مل يظفر به فادعى أهنا تعمل يف االسم خاصة، وأن

Page 175: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تعز فال شئ على االرض باقيا * وال وزر مما قضى اهلل واقيا ] ص - 314خربها مرفوع، ويرده قوله: 243 ]

[243 ]

ثت حصنا بالكماة حصينا فال دليل نصرتك إذ ال صاحب غري خاذل * فبؤ - 315وأما قوله: فيه كما توهم بعضهم، الحتمال أن يكون اخلرب حمذوفا و )غري( استثناء(. الثالثة: أهنا ال تعمل إال يف

وحلت سواد - 316النكرات، خالفا البن جىن وابن الشجرى، وعلى ظاهر قوهلما جاء قول النابغة: إذا اجلود مل يرزق - 311اخيا وعليه بىن املتنيب قوله: القلب ال أنا باغيا * سواها، وال عن حبها مرت

إذا قيل )ال رجل يف الدار( بالفتح تعني -خالصا من االذى * فال احلمد مكسوبا وال املال باقيا تنبيه (( وإن قيل بالرفع تعني كوهنا عاملة عمل ليس، 1كوهنا نافية للجنس ويقال يف توكيده )بل امرأة )

هملة، وإال تكررت كما سيأيت، واحتمل أن تكون لنفى اجلنس وأن تكون لنفى وامتنع أن تكون مالوحدة، ويقال يف توكيده على االول )بل امرأة( وعلى الثاين )بل رجالن، أو رجال(. وغلط كثري من الناس، فزعموا أن العاملة عمل ليس ال تكون إال نافية للوحدة ال غري، ويرد عليهم حنو قوله: تعز فال

( وإذا قيل )ال رجل وال امرأة يف الدار( برفعهما احتمل 314على االرض باقيا * البيت..... ) شئ كون ال االوىل عاملة

( املراد توكيد املعىن الذى دل عليه قولك )ال رجل( ووجهه أن )بل( تفيد تقرير يف الذى قبلها 1)

وتثبت ضده ملا بعدها، وهذا التقرير هو مراده بالتوكيد. )*(

[241 ]

يف االصل عمل إن مث ألغيت لتكرارها، فيكون ما بعدها مرفوعا باالبتداء، وأن تكون عاملة عمل ليس، فيكون ما بعدها مرفوعا هبا، وعلى الوجهني فالظرف خرب عن االمسني إن قدرت ال الثانية

ل ليس أو بالعكس تكرارا لالوىل وما بعدها معطوفا، فإن قدرت االوىل مهملة والثانية عاملة عم

Page 176: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فالظرف خرب عن أحدمها، وخرب اآلخر حمذوف كما يف قولك )زيد وعمرو قائم( وال يكون خربا عنهما، لئال يلزم حمذوران: كون اخلرب الواحد مرفوعا ومنصوبا: وتوارد عاملني على معمول واحد. وإذا

ثلها يف )ال رجال( وكوهنا احتمل كون الفتحة بناء م -قيل )ما فيها من زيت وال مصابيح( بالفتح عالمة للخفض بالعطف وال مهملة، فإن قلته بالرفع احتمل كون ال عاملة عمل ليس، وكوهنا مهملة والرفع بالعطف على احملل. فأما قوله تعاىل )وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة يف االرض وال يف

ر وأكرب معطوفني على لفظ مثقال السماء وال أصغر من ذلك وال أكرب( فظاهر االمر جواز كون أصغأو على حمله، وجواز كون ال مع الفتح تربئة، ومع الرفع مهملة أو عاملة عمل ليس، ويقوى العطف أنه مل يقرأ يف سورة سبأ يف قوله سبحانه وتعاىل )عامل الغيب ال يعزب عنه مثقال ذرة( اآلية إال بالرفع ملا

ل عليه أنه يفيد ثبوت العزوب عند ثبوت الكتاب، كما مل يوحد اخلفض يف لفظ مثقال، ولكن يشكأنك إذا قلت )ما مررت برجل إال يف الدار( كان إخبارا بثبوت مرورك برجل يف الدار، وإذا امتنع هذا تعني ] أن [ الوقف على )يف السماء( وأن ما بعدها مستأنف، وإذا ثبت ذلك يف سورة يونس قلنا به

)االرض( وأنه إمنا مل جيئ فيه الفتح اتباعا للنقل، وجوز بعضهم العطف يف سورة سبأ وأن الوقف علىفيهما على أن ال يكون معىن يعزب خيفى، بل خيرج إىل الوجود. الوجه الثالث: أن تكون عاطفة، وهلا ثالثة شروط، أحدها: أن يتقدمها إثبات كجاء زيد ال عمرو، أو أمر كاضرب زيدا ال عمرا، قال

( 1مغىن اللبيب - 16اء و )سيبويه: أو ند

[242 ]

يا ابن اخى ال ابن عمى، وزعم ابن سعدان أن هذا ليس من كالمهم. الثاين: أن ال تقرتن بعاطف، فإذا قيل )جاءين زيد ال بل عمرو( فالعاطف بل، وال رد ملا قبلها، وليست عاطفة، وإذا قلت

للنفي، وىف هذا املثال مانع آخر من العطف بال، )ما جاءين زيد وال عمرو( فالعاطف الواو، وال توكيدوهو تقدم النفى، وقد اجتمعا أيضا يف )وال الظالني( والثالث: أن يتعاند متعاطفاها، فال جيوز )جاءين رجل ال زيد( النه يصدق على زيد اسم الرجل، خبالف )جاءين رجل ال امرأة( وال ميتنع العطف هبا

ا للزجاجي، أجاز )يقوم زيد ال عمرو( ومنع )قام زيد ال عمرو( وما على معمول الفعل املاضي خالف

Page 177: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كأن دثارا حلقت بلبونه * عقاب تنوىف ال - 318منعه مسموع، فمنعه مدفوع، قال امرؤ القيس: عقاب القواعل دثار: اسم راع، وحلقت: ذهبت، واللبون: نوق ذوات لنب، وتنوىف: جبل عال،

ن العامل مقدر بعد العاطف، وال يقال )ال قام عمرو( إال على الدعاء والقواعل: جبال صغار، وقوله إمردود بأنه لو توقفت صحة العطف على صحة تقدير العامل بعد العاطف المتنع )ليس زيد قائما وال قاعدا(. الوجه الرابع: أن تكون جوابا مناقضا لنعم، وهذه حتذف اجلمل بعدها كثريا، يقال )أجاءك

ال( واالصل: ال مل جيئ. واخلامس: أن تكون على غري ذلك، فإن كان ما بعدها مجلة زيد ؟( فتقول )امسية صدرها معرفة أو نكرة ومل تعمل فيها، أو فعال ماضيا لفظا وتقديرا، وجب تكرارها. مثال املعرفة

تفعل( )ال الشمس ينبغى هلا أن تدرك القمر، وال الليل سابق النهار( وإمنا مل تكرر يف )ال نولك أن النه مبعىن ال ينبغى لك، فحملوه على ما هو

[243 ]

(( الهنما مبعىن، ولو ال أن االصل يف يذر 1مبعناه، كما فتحوا يف )يذر( محال على )يدع )الكسر ملا حذفت الواو كما مل حتذف يف يوجل ومثال النكرة الىت مل تعمل فيها ال )ال فيها غول وال

ار هنا واجب، خبالفه يف )ال لغو فيها وال تأثيم(. ومثال الفعل املاضي )فال هم عنها ينزفون( فالتكر صدق وال صلى( وىف احلديث )فإن املنبت ال أرضا قطع وال ظهرا أبقى( وقول اهلذىل: كيف أغرم من ال شرب وال أكل، وال نطق وال استهل، وإمنا ترك التكرار يف )ال شلت يداك( و )ال فض اهلل فاك(

433] أال يا اسلمي يا دارمي على البلى [ * وال زال منهال جبرعائك القطر وقوله: - 311وقوله: ال بارك اهلل يف الغواىن هل * يصبحن إال هلن مطلب ؟ الن املراد الدعاء، فالفعل مستقبل يف املعىن، -

كذا( وقول ومثله يف عدم وجوب التكرار بعدم قصد املضى إال أنه ليس دعاء قولك )واهلل ال فعلتحسب احملبني يف الدنيا عذاهبم * تاهلل ال عذبتهم بعدها سقر وشذ ترك التكرار يف - 431الشاعر:

الهم إن احلارث بن جبله * زىن على أبيه مث قتله وكان يف جاراته ال عهد له * وأى أمر - 432قوله: مبعىن سيق.. وى سئ ال فعله زىن: بتخفيف النون، كذا رواه يعقوب، وأصله زنأ باهلمز

Page 178: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( أصل الدال يف )يدع مكسورة(، بدليل حذف الواو، وفتحت الدال الجل حرف احللق وهو 1) العني، ومثله يهب، ومحل )يذر( على يدع الن معنامها واحد. )*(

[244 ]

بتشديدها، واالصل زىن بامرأة أبيه، فحذف املضاف وأناب على عن الباء، وقال أبو خراش إن تغفر اللهم تغفر مجا * وأى عبد لك ال أملا وأما قوله سبحانه - 433هو يطوف بالبيت: اهلذىل و

وتعاىل )فال اقتحم العقبة( فإن ال فيه مكررة يف املعىن، الن املعىن فال فك رقبة وال أطعم مسكينا، الن آمنوا( معطوف ذلك تفسري للعقبة، قاله الزخمشري. وقال الزجاج: إمنا جاز الن )مث كان من الذين

عليه وداخل يف النفى فكأنه قيل: فال اقتحم وال آمن، انتهى، ولو صح جلاز )ال أكل زيد وشرب( وقال بعضهم: ال دعائية، دعاء عليه أن ال يفعل خريا، وقال آخر: حتضيض، واالصل فأال اقتحم، مث

فة أو حال حنو حذف اهلمزة، وهو ضعيف. وكذلك جيب تكرارها إذا دخلت على مفرد خرب أو ص)زيد ال شاعر وال كاتب( و )جاء زيد ال ضاحكا وال باكيا( وحنو )إهنا بقرة ال فارض وال بكر( )وظل من حيموم ال بارد وال كرمي( )وفاكهة كثرية ال مقطوعة وال ممنوعة( )من شجرة مباركة زيتونة ال شرقية

ارها حنو )ال حيب اهلل اجلهر بالسوء( وال غربية(. وإن كان ما دخلت عليه فعال مضارعا مل جيب تكر )قل ال أسألكم عليه أجرا( وإذا مل جيب أن تكرر يف )ال نولك أن تفعل( لكون االسم املعرفة يف تأويل املضارع فأن ال حيب يف املضارع أحق. ويتخلص املضارع هبا لالستقبال عند االكثرين، وخالفهم ابن

االتفاق، مع االتفاق على أن اجلملة احلالية ال تصدر بدليل مالك، لصحة قولك )جاء زيد ال يتكلم( ب استقبال.

[245 ]

من أقسام )ال( النافية املعرتضة بني اخلافض واملخفوض، حنو )جئت بال زاد( و )غضبت -تنبيه من ال شئ( وعن الكوفيني أهنا اسم، وأن اجلار دخل عليها نفسها، وأن ما بعدها خفض باالضافة،

يراها حرفا، ويسميها زائده كما يسمون كان يف حنو )زيد كان فاضل( زائدة وإن كانت مفيدة وغريهم

Page 179: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ملعىن وهو املضى واالنقطاع، فعلم أهنم قد يريدون بالزائد املعرتض بني شيئني متطالبني وإن مل يصح اته معىن أصل املعىن بإسقاطه كما يف مسألة ال يف حنو )غضبت من ال شئ( وكذلك إذا كان يفوت بفو

كما يف مسألة كان، وكذلك ال املقرتنة بالعاطف يف حنو )ما جاءين زيد وال عمرو( ويسموهنا زائدة، وليست بزائدة البتة، أال ترى أنه إذا قيل )ما جاءين زيد وعمرو( احتمل أن املراد نفى جمئ كل منهما

ار الكالم نصا يف املعىن على كل حال، وأن يراد نفى اجتماعهما يف وقت اجملئ: فإذا جئ بال صاالول، نعم هي يف قوله سبحانه )وما يستوى االحياء واالموات( جملرد التوكيد، وكذا إذا قيل )ال

اعرتاض ال بني اجلار واجملرور يف حنو )غضبت من ال شئ( وبني -يستوى زيد وال عمرو(. تنبيه زوم يف حنو )إن ال تفعلوه( وتقدم الناصب واملنصوب يف حنو )لئال يكون للناس( وبني اجلازم واجمل

معمول ما بعدها عليها يف حنو )يوم يأيت بعض آيات ربك ال ينفع نفسا إمياهنا( اآلية دليل على أهنا ليس هلا الصدر، خبالف ما، اللهم إال أن تقع يف جواب القسم، فإن احلروف الىت يتلقى هبا القسم

: آليت حب العراق الدهر أطعمه * ] واحلب يأكله يف كلها هلا الصدر، وهلذا قال سيبويه يف قوله[ إن التقدير على حب العراق، فحذف اخلافض ونصب ما بعده بوصول 131القرية السوس [ ]

الفعل إليه، ومل جيعله من باب )زيدا ضربته( الن التقدير ال أطعمه، وهذه اجلملة جواب آلليت فإن يل: ال مطلقا، والصواب االول معناه حلفت، وقيل: هلا الصدر مطلقا، وق

[246 ]

الثاين من أوجه )ال( أن تكون موضوعة لطلب الرتك، وختتص بالدخول على املضارع، وتقتضي جزمه واستقباله، سواء كان املطلوب منه خماطبا حنو )ال تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء( أو غائبا حنو

ال أعرفن ربربا - 434حنو )ال أرينك ههنا( وقوله: )ال يتخذ املؤمنون الكافرين أولياء( أو متكلماحورا مدامعها * ] مردفات على أعجاز أكوار [ وهذا النوع مما أقيم فيه املسبب مقام السبب، واالصل ال تكن هنا فأراك، ومثله يف االمر )وليجدوا فيكم غلظة( أي وأغلظوا عليهم ليجدوا ذلك، وإمنا عدل

(، وأما االغالظ فلم يقصد لذاته، بل ليجدوه، 1ها على أنه املقصود بالذات )إىل االمر بالوجدان تنبيوعكسه )ال يفتننكم الشيطان( أي ال تفتتنوا بفتنة الشيطان. واختلف يف ال من قوله تعاىل )واتقوا فتنة

Page 180: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ال تصينب الذين ظلموا منكم خاصة( على قولني، أحدمها: أهنا ناهية، فتكون من هذا، واالصل ال عرضوا للفتنة فتصيبكم، مث عدل عن النهى عن التعرض إىل النهى عن االصابة الن االصابة مسببة تت

عن التعرض، وأسند هذا املسبب إىل فاعله، وعلى هذا فاالصابة خاصة باملتعرضني وتوكيد الفعل رة ممتنع، بالنون واضح القرتانه حبرف الطلب مثل )وال حتسنب اهلل غافال( ولكن وقوع الطلب صفة للنك

حىت إذا جن - 435فوجب إضمار القول، أي واتقوا فتنة مقوال فيها ذلك، كما قيل يف قوله: [ الثاين: أهنا نافية، واختلف 585الظالم واختلط * ] جاؤا مبذق هل رأيت الذئب قط [ ] ص

ن اجلملة القائلون بذلك على قولني، أحدمها: أن اجلملة صفة لفتنة، وال حاجة إىل إضمار قول، ال خربية، وعلى هذا فيكون دخول النون شاذا، مثله يف قوله:

( يف نسخة )املقصود لذاته(. )*( 1)

[241 ]

فال اجلارة الدنيا هبا تلحينها * ] وال الضيف عنها إن أناح حمول [ بل هو يف اآلية - 436ة بال الناهية، وعلى هذا الوجه أسهل، لعدم الفصل، وهو فيهما مساعي، والذى جوزه تشبيه ال النافي

تكون االصابة عامة للظامل وغريه، ال خاصة بالظاملني كما ذكره الزخمشري، الهنا قد وصفت بأهنا ال تصيب الظاملني خاصة، فكيف تكون مع هذا خاصة هبم ؟ والثاىن أن الفعل جواب االمر، وعلى هذا

ر هذا الوجه الزخمشري، وهو فاسد، الن املعىن فيكون التوكيد أيضا خارجا عن القياس شاذا، وممن ذكحينئذ فإنكم إن تتقوها ال تصيب الذين ظلموا منكم خاصة، وقوله إن التقدير إن أصابتكم ال تصيب الظامل خاصة مردود، الن الشرط إمنا يقدر من جنس االمر، ال من جنس اجلواب، أال ترى أنك تقدر

يصح اجلواب يف قوله )ادخلوا مساكنكم( اآلية، إذ يصح: يف )ائتىن أكرمك( إن تأتين أكرمك، نعمإن تدخلوا ال حيطمنكم، ويصح أيضا النهى على حد )ال أرينك ههنا( وأما الوصف فيأتى مكانه هنا أن تكون اجلملة حاال، أي ادخلوها غري حمطومني، والتوكيد بالنون على هذا الوجه االول مساعي،

اقتضاء ال الطلبية للجزم بني كوهنا مفيدة للنهى سواء كان للتحرمي كما وعلى النهى قياسي. وال فرق يف

Page 181: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تقدم، أو للتنزيه حنو )وال تنسوا الفضل بينكم( وكوهنا للدعاء كقوله تعاىل )ربنا ال تؤاخذنا( وقول 438يقولون ال تبعدوهم يدفنونين * وأين مكان البعد إال مكانيا ؟ وقول اآلخر: - 431الشاعر:

431نشلل يد فتكت بعمرو * فإنك لن تذل ولن تضاما وحيتمل النهى والدعاء قول الفرزدق: فال -إذا ما خرجنا من دمشق فال نعد * هلا أبدا ما دام فيها اجلراضم أي العظيم البطن، وكوهنا لاللتماس -

كقولك لنظريك غري مستعل عليه

[248 ]

ب إىل غريه كالتهديد يف قولك لولدك أو عبدك )ال تفعل كذا( وكذا احلكم إذا خرجت عن الطل)ال تطعين(. وليس أصل )ال( الىت جيزم الفعل بعدها الم االمر فزيدت عليها ألف خالفا لبعضهم، وال هي النافية واجلزم بالم )أمر( مقدرة خالفا للسهيلي. والثالث: ال الزائدة الداخلة يف الكالم جملرد تقويته

إذ رأيتهم ضلو أال تتبعين( )ما منعك أال تسجد( ويوضحه اآلية االخرى )ما وتوكيده، حنو )ما منعكوتلحينىن يف اللهو أن ال - 413منعك أن تسجد( ومنه )لئال يعلم أهل الكتاب( أي ليعلموا، وقوله:

أىب جودة ال البخل واستعجلت به * نعم من - 411( وقوله: 1أحبه * وللهو داع دائب غري غافل )نع اجلود قاتله وذلك يف رواية من نصب البخل، فأما من خفض فال حينئذ اسم مضاف، النه فىت ال مي

أريد به اللفظ. وشرح هذا املعىن أن كلمة )ال( تكون للبخل، وتكون للكرم، وذلك أهنا إذا وقعت بعد نوالك قول القائل أعطين أو هل تعطيين كانت للبخل، فإن وقعت بعد قوله أمتنعين عطاءك أو أحترمين

كانت للكرم، وقيل: هي غري زائدة أيضا يف رواية النصب، وذلك على أن جتعل امسا مفعوال، والبخل بدال منها، قاله الزجاج، وقال آخر: ال مفعول به، والبخل مفعول الجله، أي كراهية البخل مثل )يبني

أبو احلسن: فسرته العرب أىب اهلل لكم أن تضلوا( أي كراهية أن تضلوا، وقال أبو على يف احلجة: قال . وكما اختلف يف ال يف هذا البيت أنافية أم زائدة كذلك اختلف جوده البخل، وجعلوا ال حشوا، اه

فيها يف مواضع من التنزيل، أحدها: قوله تعاىل )ال أقسم بيوم القيامة( فقيل: هي نافية، واختلف لىت شرح عليها الدسوقي متأخرا عن يف النسخة ا 413( وقع البيت رقم 1( )248)هامش صفحة

411 .

Page 182: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[241 ]

هؤالء يف منفيها على قولني، أحدمها: أنه شئ تقدم، وهو ما حكى عنهم كثريا من إنكار البعث، فقيل هلم: ليس االمر كذلك مث استؤنف القسم، قالوا: وإمنا صح ذلك الن القرآن كله كالسورة

به يف سورة أخرى، حنو )وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر الواحدة، وهلذا يذكر الشئ يف سورة وجواإنك جملنون( وجوابه )ما أنت بنعمة ربك مبجنون( والثاىن: أن منفيها أقسم، وذلك على أن يكون إخبارا ال إنشاء، واختاره الزخمشري، قال: واملعىن يف ذلك أنه ال يقسم بالشئ إال إعظاما له، بدليل

لنجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم( فكأنه قيل: إن إعظامه باالقسام به كال إعظام، )فال أقسم مبواقع اأي أنه يستحق إعظاما فوق ذلك، وقيل: هي زائدة. واختلف هؤالء يف فائدهتا على قولني، أحدمها: أهنا زيدت توطئة ومتهيدا لنفى اجلواب، والتقدير ال أقسم بيوم القيامة ال يرتكون سدى، ومثله )فال

فال وأبيك ابنة العامري * ال يدعى - 412وربك ال يؤمنون حىت حيكموك فيما شجر بينهم(، وقوله: القوم أىن أفر ورد بقوله تعاىل: )ال أقسم هبذا البلد( اآليات، فإن جوابه مثبت وهو )لقد خلقنا

رد التوكيد وتقوية الكالم، االنسان يف كبد( ومثله )فال أقسم مبواقع النجوم( اآلية، والثاىن: أهنا زيدت جملكما يف )لئال يعلم أهل الكتاب( ورد بأهنا ال تزاد لذلك صدرا، بل حشوا، كما أن زيادة ما وكان كذلك حنو )فبما رمحة من اهلل( )أينما تكونوا يدرككم املوت( وحنو )زيد كان فاضل( وذلك الن زيادة

به، قالوا: وهلذا نقول بزيادهتا يف حنو )فال أقسم الشئ تفيد اطراحه، وكونه أول الكالم يفيد االعتناء برب املشارق واملغارب( )فال أقسم مبواقع النجوم( لوقوعها بني الفاء ومعطوفها، خبالف هذه، وأجاب

أبو على مبا تقدم من أن القرآن كالسورة الواحدة.

[253 ]

أن ال تشركوا به شيئا( فقيل: إن املوضع الثاين: قوله تعاىل )قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكمال نافية، وقيل: ناهية، وقيل: زائدة، واجلميع حمتمل. وحاصل القول يف اآلية أن )ما( خربية مبعىن الذى منصوبة بأتل، و )حرم ربكم( صلة، و )عليكم( متعلقة حبرم، هذا هو الظاهر، وأجاز الزجاج كون

Page 183: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بأتل، النه مبعىن أقول، وجيوز أن يعلق عليكم بأتل، ومن )ما( استفهامية منصوبة حبرم، واجلملة حمكيةرجحه على تعلقه حبرم، وىف أن وما بعدها أوجه: -وهم الكوفيون -رجح إعمال أول املتنازعني

أحدها: أن يكونا يف موضع نصب بدال من )ما(، وذلك على أهنا موصولة ال استفهامية، إذ مل يقرتن ين: أن يكونا يف موضع رفع خربا هلو حمذوفا. أجازمها بعض املعربني، البدل هبمزة االستفهام. الثا

وعليهما فال زائدة، قاله ابن الشجرى، والصواب أهنا نافية على االول، وزائدة على الثاين. والثالث: أن يكون االصل أبني لكم ذلك لئال تشركوا، وذلك الهنم إذا حرم عليهم رؤساؤهم ما أحله اهلل سبحانه

فأطاعوهم أشركوا، الهنم جعلوا غري اهلل مبنزلته. والرابع: أن االصل أوصيكم بأن ال تشركوا، وتعاىلبدليل أن )وبالوالدين إحسانا( معناه وأوصيكم بالوالدين، وأن يف آخر اآلية )ذلكم وصاكم به(. وعلى

شركوا، فحذف هذين الوجهني فحذفت اجلملة وحرف اجلر. واخلامس: أن التقدير أتل عليكم أن ال تمدلوال عليه مبا تقدم، وأجاز هذه االوجه الثالثة الزجاج. والسادس: أن الكالم مت عند )حرم ربكم( مث

ابتدئ: عليكم أن ال تشركوا، وأن حتسنوا بالوالدين إحسانا، وأن ال تقتلوا، وال تقربوا، فعليكم

[251 ]

لستة مصدرية، و )ال( يف االوجه االربعة على هذا اسم فعل مبعىن الزموا. و )أن( يف االوجه ااالخرية نافية. والسابع: أن )أن( مفسرة مبعىن أي، والناهية، والفعل جمزوم ال منصوب، وكأنه قيل: أقول لكم ال تشركوا به شيئا، وأحسنوا بالوالدين إحسانا، وهذان الوجهان االخريان أجازمها ابن

عاىل: )وما يشعركم أهنا إذا جاءت ال يؤمنون( فيمن فتح الشجرى. املوضع الثالث: قوله سبحانه وتاهلمزة، فقال قوم منهم اخلليل والفارسي: ال زائدة، وإال لكان عذرا للكفار، ورده الزجاج بأهنا نافية يف قراءة الكسر، فيجب ذلك يف قراءة الفتح، وقيل: نافية، واختلف القائلون بذلك، فقال النحاس:

أهنم يؤمنون، وقال اخلليل يف قول )له( آخر: أن مبعىن لعل مثل )ائت السوق حذف املعطوف، أي أو أنك تشرتى لنا شيئا( ورجحه الزجاج وقال: إهنم أمجعوا عليه، ورده الفارسى فقال: التوقع الذى يف

، لعل ينافيه احلكم بعدم إمياهنم، يعىن يف قراءة الكسر، وهذا نظري ما رجح به الزجاج كون ال غري زائدةوقد انتصروا لقول اخلليل بأن قالوا: يؤيده أن )يشعركم( و )يدريكم( مبعىن، وكثريا ما تأتى لعل بعد

Page 184: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فعل الدراية حنو )وما يدريك لعله يزكى( وأن يف مصحف أىب )وما أدراكم لعلها( وقال قوم: أن كم معذورون مؤكدة، والكالم فيمن حكم بكفرهم ويئس من إمياهنم، واآلية عذر للمؤمنني، أي أن

( من أهنم ال يؤمنون حينئذ، ونظريه )إن الذين حقت 1النكم ال تعلمون ما سبق هلم من القضاء )عليهم كلمة ربك ال يؤمنون ولو جائتهم كل آية( وقيل: التقدير الهنم، والالم متعلقة مبحذوف، أي

آليات إال أن كذب هبا اآلولون( الهنم ال يؤمنون امتنعنا من االتيان هبا، ونظريه )وما منعنا أن نرسل با إخل(. -( يف نسخة )ما سبق هلم به القضاء 1( )251واختاره الفارسى. )هامش صفحة

[252 ]

حمذوف، -على هذا القول، وعلى القول بأهنا مبعىن لعل -واعلم أن مفعول )يشعركم( الثاين )وحرام على قرية أهلكناها أهنم ال يرجعون( أي امياهنم، وعلى بقية االقوال أن وصلتها. املوضع الرابع:

فقيل: ال زائدة، واملعىن ممتنع على أهل قرية قدرنا إهالكهم أهنم يرجعون عن الكفر إىل قيام الساعة، وعلى هذا فحرام خرب مقدم وجوبا، الن املخرب عنه أن وصلتها، ومثله )وآية هلم أنا محلنا ذريتهم( ال

عن اخلرب كما جوزه أبو البقاء النه ليس بوصف صريح، والنه مل يعتمد مبتدأ وأن وصلتها فاعل أغىنعلى نفى وال استفهام، وقيل: ال نافية، واالعراب إما على ما تقدم، واملعىن ممتنع عليهم أهنم ال يرجعون إىل اآلخرة، وإما على أن حرام مبتدأ حذف خربه، أي قبول أعماهلم، وابتدئ بالنكرة لتقييدها

ل، وإما على أنه خرب ملبتدأ حمذوف، أي والعمل الصاحل حرام عليهم، وعلى الوجهني فأهنم ال باملعمو يرجعون تعليل على إضمار الالم، واملعىن ال يرجعون عما هم فيه، ودليل احملذوف ما تقدم من قوله

ئ أن يف تعاىل: )ومن يعمل من الصاحلات وهو مؤمن فال كفران لسعيه( ويؤيدمها متام الكالم قبل جمقراءة بعضهم بالكسر. املوضع اخلامس: )ما كان لبشر أن يؤتيه اهلل الكتاب واحلكم والنبوة مث يقول للناس كونوا عبادا ىل من دون اهلل، ولكن كونوا ربانيني مبا كنتم تعلمون الكتاب ومبا كنتم تدرسون، وال

برفع )يأمركم( ونصبه، فمن رفعه قطعه عما يأمركم أن تتخذوا املالئكة والنبيني أربابا( قرئ يف السبعة قبله، وفاعله ضمريه تعاىل أو ضمري الرسول، ويؤيد االستئناف قراءة بعضهم )ولن يأمركم( و )ال( على هذه القراءة نافية ال غري، ومن نصبه فهو معطوف على )يؤتيه( كما أن )يقول( كذلك، و )ال( على

Page 185: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقيل: على )يقول( ومل يذكر الزخمشري غريه، مث جوز يف )ال( هذه زائدة مؤكدة ملعىن النفى السابق، وجهني، أحدمها: الزيادة، فاملعىن ما كان

[253 ]

لبشر أن ينصبه اهلل للدعاء إىل عبادته وترك االنداد، مث يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم زائدة، ووجهه بأن النيب عليه الصالة والسالم أن تتخذوا املالئكة والنبيني أربابا، والثاىن: أن تكون غري

كان ينهى قريشا عن عبادة املالئكة، وأهل الكتاب عن عبادة عزير وعيسى، فلما قالوا له: أنتخذك ربا ؟ قيل هلم: ما كان لبشر أن يستنبئه اهلل مث يأمر الناس بعبادته وينهاهم عن عبادة املالئكة واالنبياء،

فسر ال يأمر بينهى الهنا حالته عليه الصالة والسالم، وإال فانتفاء االمر أعم هذا ملخص كالمه، وإمنا من النهى والسكوت، واملراد االول وهى احلالة الىت يكون هبا البشر متناقضا، الن هنيه عن عبادهتم لكوهنم خملوقني ال يستحقون أن يعبدوا، وهو شريكهم يف كونه خملوقا، فكيف يأمرهم بعبادته ؟

قرأ مجاعة )واتقوا فتنة لتصينب الذين ظلموا( -طاب يف )وال يأمركم( على القراءتني التفات. تنبيه واخلوخرجها أبو الفتح على حذف ألف )ال( ختفيفا، كما قالوا )أم واهلل( ومل جيمع بني القراءتني بأن تقدر

فيها يف أمرين: أحدمها: يف ال يف قراءة اجلماعة زائدة، الن التوكيد بالنون يأىب ذلك. )الت(: اختلفحقيقتها، وىف ذلك ثالثة مذاهب: أحدها: أهنا كلمة واحدة فعل ماض مث اختلف هؤالء على قولني أحدمها: أهنا يف االصل مبعىن نقص من قوله تعاىل )ال يلتكم من أعمالكم شيئا( فإنه يقال: الت

كما أن قل كذلك، قاله أبو ذر يليت كما يقال: ألت يألت، وقد قرئ هبما، مث استعملت للنفياخلشىن. والثاىن: أن أصلها ليس بكسر الياء، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلت السني تاء. واملذهب الثاين: أهنا كلمتان: ال النافية، والتاء لتأنيث اللفظة كما يف مثت وربت، وإمنا

هور. وجب حتريكها اللتقاء الساكنني، قاله اجلم

[254 ]

Page 186: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والثالث: أهنا كلمة وبعض كلمة، وذلك أهنا ال النافية والتاء زائدة يف أول احلني، قاله أبو عبيدة خمتلطة -وهو مصحف عثمان رضى اهلل عنه -وام الطراوة. واستدل أبو عبيدة بأنه وجدها يف االمام

جة عن القياس ؟. ويشهد حبني يف اخلط، وال دليل فيه، فكم يف خط املصحف من أشياء خار للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء واهلاء، وأهنا رمست منفصلة عن احلني، وأن التاء قد تكسر على أصل

، ولو كانت فعال حركة التقاء الساكنني، وهو معىن قول الزخمشري )وقرئ بالكسر على البناء كجري( اهىف ذلك أيضا ثالثة مذاهب: أحدها: أهنا ال ماضيا مل يكن للكسر وجه. االمر الثاين: يف عملها، و

تعمل شيئا، فإن وليها مرفوع فمبتدأ حذف خربه، أو منصوب فمفعول لفعل حمذوف، وهذا قول لالخفش، والتقدير عنده يف اآلية ال أرى حني منا ص، وعلى قراءة الرفع وال حني منا ص كائن هلم.

رب، وهذا قول آخر لالخفش. والثالث: أهنا تعمل والثاىن: أهنا تعمل عمل إن، فتنصب االسم وترفع اخلعمل ليس، وهو قول اجلمهور. وعلى كل قول فال يذكر بعدها إال أحد املعمولني، والغالب أن يكون احملذوف هو املرفوع. واختلف يف معموهلا، فنص الفراء على أهنا ال تعمل إال يف لفظة احلني، وهو

اعة إىل أهنا تعمل يف احلني وفيما رادفه، قال الزخمشري: زيدت ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسى ومج التاء على ال، وخصت بنفى االحيان.

[255 ]

قرئ )والت حني منا ص( خبفض احلني، فزعم الفراء أن الت تستعمل حرفا جارا المساء -تنبيه فأجبنا أن الت طلبوا صلحا والت أوان * ) - 413الزمان خاصة كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد:

( وأجيب عن البيت جبوابني، أحدمها: أنه على إضمار من االستغراقية، ونظريه 681حني بقاء( ) ص يف بقاء عمل اجلار مع حذفه وزيادته قوله: أال رجل جزاه اهلل خريا * )يدل على حمصلة تبيت(

ضاف لقطعه عن ( فيمن رواه جبر رجل، والثاىن: أن االصل )والت أوان صلح( مث بىن امل133)االضافة، وكان بناؤه على الكسر لشبهه بنزال وزنا، أو النه قدر بناؤه على السكون مث كسر على أصل التقاء الساكنني كأمس، وجري، ونون للضرورة، وقال الزخمشري: للتعويض كيومئذ، ولو كان كما زعم

ول وهو واضح، وبالثاىن وتوجيهه العرب الن العوض ينزل منزلة املعوض منه، وعن القراءة باجلواب اال

Page 187: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أن االصل )حني مناصهم( مث نزل قطع املضاف إليه من منا ص منزلة قطعه من حني الحتاد املضاف واملضاف إليه، قاله الزخمشري، وجعل التنوين عوضا عن املضاف إليه، مث بىن احلني الضافته إىل غري

تضى بتاء احلني ابتداء، وإن املنا ص معرب وإن كان واالوىل أن يقال: إن التنزيل املذكور اق متمكن، اهقد قطع عن االضافة باحلقيقة لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض. )لو( على مخسة أوجه: أحدها: لو املستعملة يف حنو )لو جاءين الكرمته( وهذه تفيد ثالثة أمور أحدها: الشرطية، أعىن عقد السببية

لثاىن: تقييد الشرطية بالزمن املاضي، وهبذا الوجه وما يذكر بعده فارقت واملسببية بني اجلملتني بعدها. وا إن، فإن تلك لعقد السببية واملسببية يف املستقبل، وهلذا قالوا: الشرط بإن سابق

[256 ]

على الشرط بلو، وذلك الن الزمن املستقبل سابق على الزمن املاضي، عكس ما يتوهم ل )إن جئتين غدا أكرمتك( فإذا انقضى الغد ومل جيئ قلت )لو جئتين املبتدئون، أال ترى أنك تقو

)أمس( أكرمتك(. الثالث االمتناع، وقد اختلف النحاة يف إفادهتا له، وكيفية إفادهتا إياه على ثالثة أقوال: أحدها: أهنا ال تفيده بوجه، وهو قول الشلوبني، زعم أهنا ال تدل على امتناع الشرط وال على

اجلواب، بل على التعليق يف املاضي، كما دلت إن على التعليق يف املستقبل، ومل تدل باالمجاع امتناع على امتناع وال ثبوت، وتبعه على هذا القول ابن هشام اخلضراوي. وهذا الذى قااله كإنكار

غري الضروريات، إذ فهم االمتناع منها كالبديهي، فإن كل من مسع )لو فعل( فهم عدم وقوع الفعل منتردد، وهلذا يصح يف كل موضع استعملت فيه أن تعقبه حبرف االستدراك داخال على فعل الشرط

ولو أن ما أسعى - 414منفيا لفظا أو معىن، تقول )لو جاءين أكرمته، ولكنه مل جيئ( ومنه قوله: وقد ( ولكنما أسعى جملد مؤثل * 538من املال ) ص -ومل أطلب قليل -الدىن معيشة * كفاىن

فلو كان محد خيلد الناس مل متت * ولكن محد - 415( وقوله: 261يدرك اجملد املؤثل أمثاىل ) ص الناس ليس مبخلد ومنه قوله تعاىل )ولو شئنا آلتينا كل نفس هداها، ولكن حق القول مىن المالن

جهنم( أي: ولكن مل أشأ ذلك فحق القول مىن، وقوله تعاىل:

Page 188: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[251 ] كثريا لفشلتم ولتنازعتم يف االمر ولكن اهلل سلم( أي فلم يريكموهم كذلك، وقول )ولو أراكهم

( مث قال: لكن 23احلماسي: لو كنت من مازن مل تستبسح إبلى * بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا )قومي وإن كانوا ذوى عدد * ليسوا من الشر يف شئ وإن هانا إذ املعىن لكنىن لست من مازن، بل من

سوا يف شئ من الشر وإن هان وإن كانوا ذوى عدد. فهذه املواضع وحنوها مبنزلة قوله تعاىل )وما قوم ليكفر سليمان ولكن الشياطني كفروا( )فلم تقتلوهم ولكن اهلل قتلهم( )وما رميت إذ رميت ولكن اهلل

رى على ألسنة رمى(. والثاىن: أهنا تفيد امتناع الشرط وامتناع اجلواب مجيعا، وهذا هو القول اجلااملعربني، ونص عليه مجاعة من النحويني، وهو باطل مبواضع كثرية، منها قوله تعاىل )ولو أننا نزلنا إليهم املالئكة وكلمهم املوتى وحشرنا عليهم كل شئ قبال ما كانوا ليؤمنوا( )ولو أن ما يف االرض من شجرة

هلل( وقول عمر رضى اهلل عنه )نعم العبد أقالم والبحر ميده من بعده سبعة أحبر ما نفدت كلمات اصهيب، لو مل خيف اهلل مل يعصه( وبيانه أن كل شئ امتنع ثبت نقيضه، فإذا امتنع ما قام ثبت قام، وبالعكس، وعلى هذا فيلزم على هذا القول يف اآلية االوىل ثبوت إمياهنم مع عدم نزول املالئكة وتكليم

الثانية نفاد الكلمات مع عدم كون كل ما يف االرض من شجرة املوتى هلم وحشر كل شئ عليهم، وىف مغىن - 11أقالما تكتب الكلمات وكون البحر االعظم مبنزلة الدواة وكون السبعة االحبر مملوءة )

( 1اللبيب

[258 ]

مدادا وهى متد ذلك البحر، ويلزم يف االثر ثبوت املعصية مع ثبوت اخلوف، وكل ذلك عكس ثالث: أهنا تفيد امتناع الشرط خاصة، وال داللة هلا على امتناع اجلواب وال على ثبوته، ولكنه املراد. وال

إن كان مساويا للشرط يف العموم كما يف قولك )لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا( لزم لو كانت انتفاؤه، النه يلزم من انتفاء السبب املساوى انتفاء مسببه، وإن كان أعم كما يف قولك )

الشمس طالعة كان الضوء موجودا( فال يلزم انتفاؤه، وإمنا يلزم انتفاء القدر املساوى منه للشرط، وهذا قول احملققني. ويتلخص على هذا أن يقال: إن )لو( تدل على ثالثة أمور: عقد السببية واملسببية،

Page 189: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اط مناسب وتارة ال يعقل. فالنوع وكوهنما يف املاضي، وامتناع السبب، مث تارة يعقل بني اجلزأين ارتباالول على ثالثة أقسام: ما يوجب فيه الشرع أو العقل احنصار مسببية الثاين يف سببية االول حنو )ولو شئنا لرفعناه هبا( وحنو )لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا( وهذا يلزم فيه من امتناع االول

عدم االحنصار املذكور حنو )لو نام النتقض وضوءه( وحنو )لو امتناع الثاين قطعا وما وجب أحدمها فيهكانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا( وهذا ال يلزم فيه من امتناع االول امتناع الثاين كما قدمنا، وما جيوز فيه العقل ذلك حنو )لو جاءين أكرمته( فإن العقل جيوز احنصار سبب االكرام يف اجملئ،

الظاهر من ترتيب الثاين على االول، وأنه املتبادر إىل الذهن، واستصحاب ويرجحه أن ذلك هو االصل، وهذا النوع يدل فيه العقل على انتفاء املسبب املساوى النتفاء السبب، ال على االنتفاء مطلقا، ويدل االستعمال والعرف على االنتفاء املطلق. والنوع الثاين قسمان، أحدمها: ما يراد فيه تقرير

واب وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أوىل، وذلك كاالثر عن عمر، فإنه يدل على تقرير عدم اجل العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء املعصية مع ثبوت اخلوف أوىل، وإمنا مل تدل

[251 ]

وىف على انتفاء اجلواب المرين، أحدمها: أن داللتها على ذلك إمنا هو من باب مفهوم املخالفة،هذا االثر دل مفهوم املوافقة على عدم املعصية، النه إذا انتفت املعصية عند عدم اخلوف فعند اخلوف أوىل، وإذا تعارض هذان املفهومان قدم مفهوم املوافقة، الثاين: أنه ملا فقدت املناسبة انتفت العلية، فلم

بأمر آخر، وهو احلياء واملهابة جيعل عدم اخلوف علة عدم املعصية، فعلمنا أن عدم املعصية معللواالجالل واالعظام، وذلك مستمر مع اخلوف، فيكون عدم املعصية عند عدم اخلوف مستندا إىل ذلك السبب وحده، وعند اخلوف مستندا إليه فقط أو إليه وإىل اخلوف معا، وعلى ذلك تتخرج آية

ه االمور فالن ال تنفد مع قلتها وعدم لقمان، الن العقل جيزم بأن الكلمات إذا مل تنفد مع كثرة هذبعضها أوىل، وكذا )ولو مسعوا ما استجابوا لكم( الن عدم االستجابة عند عدم السماع أوىل، وكذا )ولو أمسعهم لتولوا( فإن التوىل عند عدم االمساع أوىل، وكذا )لو أنتم متلكون خزائن رمحة رىب إذا

عدم ذلك أوىل. والثاىن: أن يكون اجلواب مقررا على كل المسكتم خشية االنفاق( فإن االمساك عند

Page 190: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حال من غري تعرض الولوية حنو )ولو ردوا لعادوا( فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، واملقصود يف هذا القسم حتقيق ثبوت الثاين، وأما االمتناع يف االول فإنه وإن كان حاصال

د اتضح أن أفسد تفسري للو قول من قال: حرف امتناع المتناع، وأن العبارة لكنه ليس املقصود. وقاجليدة قول سيبويه رمحه اهلل: حرف ملا كان سيقع لوقوع غريه، وقول ابن مالك: حرف يدل على انتفاء تال، ويلزم لثبوته ثبوت تاليه، ولكن قد يقال: إن يف عبارة سيبويه إشكاال ونقصا. فأما االشكال فإن

لالم من قوله )لوقوع غريه( يف الظاهر الم التعليل، وذلك فاسد، فإن عدم نفاد الكلمات ليس معلال ابأن ما يف االرض من شجرة أقالم وما بعده، بل بأن صفاته سبحانه ال هناية هلا، واالمساك خشية

االشفاق

[263 ]

ح، وكذا التوىل وعدم االستجابة ليس معلال مبلكهم خزائن رمحة اهلل، بل مبا طبعوا عليه من الشليس معللني بالسماع، بل مبا هم عليه من العتو والضالل، وعدم معصية صهيب ليست معللة بعدم اخلوف بل باملهابة، واجلواب أن تقدر الالم للتوقيت، مثلها يف )ال جيليها لوقتها إال هو( أي أن الثاين

دل على أهنا دالة على امتناع شرطها، واجلواب أنه يثبت عند ثبوت االول. وأما النقض فالهنا ال تمفهوم من قوله )ما كان سيقع( فإنه دليل على أنه مل يقع. نعم يف عبارة ابن مالك نقص، فإهنا ال تفيد أن اقتضاءها لالمتناع يف املاضي، فإذا قيل )لو حرف يقتضى يف املاضي امتناع ما يليه واستلزامه

اشتهر بني الناس السؤال عن معىن االثر املروى عن -بارات. تنبيهان: االول لتاليه( كان ذلك أجود الععمر رضى اهلل عنه، وقد وقع مثله يف حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وىف كالم الصديق رضى اهلل عنه، وقل من يتنبه هلما، فاالول قوله عليه الصالة والسالم يف بنت أىب سلمة )إهنا لو مل تكن

يت يف حجري ما حلت ىل، إهنا البنة أخى من الرضاعة( فإن حلها له عليه الصالة والسالم منتف ربيب)عنه( من جهتني: كوهنا ربيبته يف حجره، وكوهنا ابنة أخيه من الرضاعة، كما أن معصية صهيب منتفية

له كادت من جهىت املخافة واالجالل، والثاىن قوله رضى اهلل عنه ملا طول يف صالة الصبح وقيلالشمس تطلع )لو طلعت ما وجدتنا غافلني( الن الواقع عدم غفلتهم وعدم طلوعها، وكل منهما

Page 191: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يقتضى أهنا مل جتدهم غافلني، أما االول فواضح، وأما الثاين فالهنا إذا مل تطلع مل جتدهم البتة ال اهلل فيهم خريا المسعهم هلجت الطلبة بالسؤال عن قوله تعاىل )ولو علم -غافلني وال ذاكرين. الثاين

ولو أمسعهم لتولؤا وهم معرضون( وتوجيهه أن اجلملتني يرتكب منهما قياس، وحينئذ فينتح: لو علم اهلل فيهم خريا لتولوا، وهذا مستحيل، واجلواب من ثالثة

[261 ]

ير أوجه اثنان يرجعان إىل نفى كونه قياسا وذلك بإثبات اختالف الوسط، أحدمها: أن التقدالمسعهم إمساعا نافعا، ولو أمسعهم إمساعا غري نافع لتولوا، والثاىن أن تقدر ولو أمسعهم على تقدير عدم علم اخلري فيهم، والثالث بتقدير كونه قياسا متحد الوسط صحيح االنتاج، والتقدير: ولو علم اهلل فيهم

ون حرف شرط يف املستقبل، إال أهنا خريا وقتا ما لتولوا بعد ذلك الوقت. الثاين من أقسام لو: أن تكولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا * ومن دون رمسينا من االرض سبسب لظل - 416ال جتزم، كقوله:

ولو أن ليلى - 411صدى صويت وإن كنت رمة * لصوت صدى ليلى يهش ويطرب وقول توبة: قا * إليها صدى من االخيلية سلمت * على ودوين جندل وصفائح لسلمت تسليم البشاشة، أوز

ال يلفك الراجيك إال مظهرا * خلق الكرام، ولو تكون عدميا وقوله - 418جانب القرب صائح وقوله: تعاىل: )وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم( أي وليخش الذين إن شارفوا

لالوصياء، وإمنا يتوجه إليهم قبل الرتك، وقاربوا أن يرتكوا، وإمنا أولنا الرتك مبشارفة الرتك الن اخلطابالهنم بعده أموات، ومثله )ال يؤمنون به حىت يروا العذاب االليم( أي حىت يشارفوا رؤيته ويقاربوها،

الن بعده

[262 ]

)فيأتيهم بغتة وهم ال يشعرون( وإذا رأوه مث جاءهم مل يكن جميئه هلم بغتة وهم ال يشعرون، رؤية على حقيقتها، وذلك على أن يكونوا يرونه فال يظنونه عذابا مثل )وإن يروا وحيتمل أن حتمل ال

كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم( أو يعتقدونه عذابا، وال يظنونه واقعا هبم، وعليهما

Page 192: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فيكون أخذه هلم بغتة بعد رؤيته، ومن ذلك )كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت( أي إذا قارب ا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن( الن بلوغ االجل انقضاء العدة، وإمنا االمساك حضوره )وإذ

قبله. وأنكر ابن احلاج يف نقده على املقرب جمئ لو للتعليق يف املستقبل، قال: وهلذا ال تقول )لو يقوم ار ذلك زيد فعمرو منطلق( كما تقول ذلك مع إن. وكذلك أنكره بدر الدين بن مالك، وزعم أن إنك

قول أكثر احملققني، قال: وغاية ما يف أدلة من أثبت ذلك أن ما جعل شرطا للو مستقبل يف نفسه، أو مقيد مبستقبل، وذلك ال يناىف امتناعه فيما مضى المتناع غريه، وال حيوج إىل إخراج )لو( عما عهد

ققني، فإنا ال نعرف من . وىف كالمه نظر يف مواضع: أحدها: نقله عن أكثر احمل فيها من املضى، اهكالمهم إنكار ذلك، بل كثري منهم ساكت عنه، ومجاعة منهم من أثبتوه. والثاىن: أن قوله )وذلك ال

إىل آخره( مقتضاه أن الشرط ميتنع المتناع اجلواب، والذى قرره هو وغريه من مثبىت االمتناع -يناىف أحدا صرح خبالف ذلك، إال ابن احلاجب وابن فيهما أن اجلواب هو املمتنع المتناع الشرط، ومل نر

اخلباز. فأما ابن احلاجب فإنه قال يف أماليه: ظاهر كالمهم أن اجلواب امتنع

[263 ]

المتناع الشرط، الهنم يذكروهنا مع لوال فيقولون لوال حرف امتناع لوجود واملمتنع مع لوال هو القول أوىل، الن انتفاء السبب ال يدل على انتفاء الثاين قطعا، فكذا يكون قوهلم يف لو، وغري هذا

مسببه، جلواز أن يكون مث أسباب أخر. ويدل على هذا )لو كان فيهما آهلة إال اهلل لفسدتا( فإهنا مسوقة لنفى التعدد يف اآلهلة بامتناع الفساد، ال أن امتناع الفساد المتناع اآلهلة، النه خالف املفهوم

ية، والنه ال يلزم من انتفاء اآلهلة انتفاء الفساد، وجلواز وقوع ذلك وإن مل يكن من سياق أمثال هذه اآلتعدد يف اآلهلة، الن املراد بالفساد فساد نظام العامل عن حالته، وذلك جائز أن يفعله االله الواحد

. وهذا الذى قاله خالف املتبادر يف مثل )لو جئتين أكرمتك( وخالف ما فسروا به سبحانه، اهعبارهتم، إال بدر الدين، فإن املعىن انقلب عليه، لتصرحيه أوال خبالفه، وإال ابن اخلباز، فإنه من ابن احلاجب أخذ، وعلى كالمه اعتمد، وسيأتى البحث معه. وقوله: )املقصود نفى التعدد النتفاء الفساد(

فساده. فإن قال: إنه مسلم، ولكن ذلك اعرتاض على من قال: إن لو حرف امتناع المتناع، وقد بينا

Page 193: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لو جئتين الكرمتك( و )لو علم اهلل فيهم خريا -) على تفسريى ال اعرتاض عليهم. قلنا: فما تصنع بالمسعهم( فإن املراد نفى االكرام واالمساع النتفاء اجملئ وعلم اخلري فيهم ال العكس. وأما ابن اخلباز فإنه

شئنا لرفعناه هبا(: يقول النحويون: إن التقدير مل نشأ فلم قال يف شرح الدرة وقد تال قوله تعاىل: )ولو نرفعه، والصواب مل نرفعه فلم نشأ،

[264 ]

الن نفى الالزم يوجب نفى امللزوم، ووجود امللزوم يوجب وجود الالزم، فيلزم من وجود املشيئة شيئة الرفع ال مطلق املشيئة، . واجلواب أن امللزوم هنا م وجود الرفع، ومن نفى الرفع نفى املشيئة، اه

وهى مساوية للرفع، أي مىت وجدت وجد، ومىت انتفت انتفى، وإذا كان الالزم وامللزوم هبذه احليثية لزم من نفى كل منهما انتفاء اآلخر. االعرتاض الثالث على كالم بدر الدين: أن ماقاله من التأويل ممكن

ه تعاىل: )وليخش الذين لو تركوا( اآلية، إذ ال يف بعض املواضع دون بعض، فمما أمكن فيه قوليستحيل أن يقال: لو شارفت فيما مضى أنك ختلف ذرية ضعافا خلفت عليهم، لكنك مل تشارف ذلك فيما مضى، ومما ال ميكن ذلك فيه قوله تعاىل: )وما أنت مبؤمن لنا ولو كنا صادقني( وحنو ذلك.

يف حنو )وما أنت مبؤمن لنا ولو كنا صادقني( )ليظهره على وكون لو مبعىن )إن( قاله كثري من النحوينيالدين كله ولو كره املشركون( )قل ال يستوى اخلبيث والطيب ولو أعجبك كثرة اخلبيث( )ولو أعجبتكم( )ولو أعجبكم( )ولو أعجبك حسنهن( وحنو )أعطوا السائل ولو جاء على فرس( وقوله:

دون النساء ولو باتت بأطهار وأما حنو )ولو ترى إذ وقفوا قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم * - 411] لقد أقوم مقاما [ لو يقوم - 423على النار( )أن لو نشاء أصبناهم( وقول كعب رضى اهلل عنه:

به * أرى وأمسع ما لو يسمع الفيل فمن القسم االول، ال من هذا القسم، الن املضارع يف ذلك مراد ك أن تعلم أن خاصية )لو( فرض ما ليس بواقع واقعا، ومن مث انتفى ( ذل1به املضى، وحترير )

( يف نسخة )وتقرير ذلك(. ] *( 1)

Page 194: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[265 ] شرطها يف املاضي واحلال ملا ثبت من كون متعلقها غري واقع، وخاصية إن تعليق أمر بأمر

قوله )ولو باتت مستقبل حمتمل، وال داللة هلا على حكم شرطها يف املاضي واحلال، فعلى هذا بأطهار( يتعني فيه معىن إن، النه خرب عن أمر مستقبل حمتمل، أما استقباله فالن جوابه حمذوف دل عليه شدوا، وشدوا مستقبل، النه جواب إذا، وأما احتماله فظاهر، وال ميكن جعلها امتناعية،

-[ )ولو تلتقي 416قوله ] لالستقبال واالحتمال، والن املقصود حتقق ثبوت الطهر ال امتناعه، وأماالبيت( فيحتمل أن لو فيهما مبعىن إن، على أن املراد جمرد -[ )ولو أن ليلى 411البيت( وقوله ]

االخبار بوجود ذلك عند وجود هذه االمور يف املستقبل، وحيتمل أهنا على باهبا وأن املقصود فرض ا. واحلاصل أن الشرط مىت كان مستقبال حمتمال، هذه االمور واقعة واحلكم عليها مع العلم بعدم وقوعه

وليس املقصود فرضه اآلن أو فيما مضى، فهى مبعىن إن، ومىت كان ماضيا أو حاال أو مستقبال، ولكن قصد فرضه اآلن أو فيما مضى، فهى االمتناعية. والثالث: أن تكون حرفا مصدريا مبنزلة أن إال أهنا ال

و يود، حنو )ودوا لو تدهن( )يود أحدهم لو يعمر( ومن وقوعها تنصب وأكثر وقوع هذه بعد ود أما كان ضرك لو مننت، ورمبا * من الفىت وهو املغيظ احملنق وقوله - 421بدوهنما قول قتيلة:

ورمبا فات قوما جل أمرهم * من التأين، وكان احلزم لو عجلوا وقول امرئ القيس: - 422االعشى:

[266 ]

[ وأكثرهم 522حراسا عليها ومعشرا * على حراصا لو يسرون مقتلي ] ص جتاوزت أ - 423مل يثبت ورود لو مصدرية، والذى أثبته الفراء وأبو على وأبو البقاء والتربيزي وابن مالك. ويقول املانعون يف حنو )يود أحدهم لو يعمر ألف سنة(: إهنا شرطية، وإن مفعول يؤيد وجواب لو حمذوفان، والتقدير:

ود أحدهم التعمري لو يعمر ألف سنة لسره ذلك، وال خفاء مبا يف ذلك من التكلف. ويشهد للمثبتني يقراءة بعضهم )ودوا لو يدهن فيدهنوا( حبذف النون، فعطف يدهنوا بالنصب على تدهن ملا كان معناه

نه أمدا أن تدهن. ويشكل عليهم دخوهلا على أن يف حنو )وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبيبعيدا(. وجوابه أن لو إمنا دخلت على فعل حمذوف مقدر بعد لو تقديره تود لو ثبت أن بينها. وأورد

Page 195: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ابن مالك السؤال يف )فلو أن لنا كرة( وأجاب مبا ذكرنا، وبأن هذا من باب توكيد اللفظ مبرادفه حنو درية، وىف اجلواب الثاين )فجاجا سبال( والسؤال يف اآلية مدفوع من أصله، الن لو فيها ليست مص

نظر، الن توكيد املوصول قبل جمئ صلته شاذ كقراءة زيد بن على )والذين من قبلكم( بفتح امليم. والرابع: أن تكون للتمين حنو )لو تأتيين فتحدثين( قيل: ومنه )فلو أن لنا كرة( أي فليت لنا كرة، وهلذا

ب ليت يف )يا ليتىن كنت معهم فأفوز( وال نصب )فنكون( يف جواهبا كما انتصب )فأفوز( يف جوا دليل يف هذا، جلواز أن

[261 ]

(( مثله يف )إال وحبا أو من وراء حجاب أو يرسل رسوال( وقول 1يكون النصب يف )فنكون )و 361و 283ولبس عباءة وتقر عيىن * أحب إىل من لبس الشفوف ] ص - 424ميسون:

، فقال ابن الضائع وابن هشام: هي قسم برأسها ال حتتاج إىل [ واختلف يف )لو( هذه 551و 411جواب كجواب الشرط، ولكن قد يؤتى هلا جبواب منصوب كجواب ليت، وقال بعضهم: هي لو الشرطية أشربت معىن التمىن، بدليل أهنم مجعوا هلا بني جوابني: جواب منصوب بعد الفاء، وجواب

عن كليب * فيخرب بالذنائب أي زير بيوم الشعثمني لقر عينا فلو نبش املقابر - 425بالالم كقوله: * وكيف لقاء من حتت القبور ؟ وقال ابن مالك: هي لو املصدرية أغنت عن فعل التمىن، وذلك أنه أورد قول الزخمشري )وقد جتئ لو يف معىن التمىن يف حنو لو تأتيين فتحدثين( فقال: إن أراد أن االصل

ثين( فحذف فعل التمىن لداللة لو عليه فأشبهت ليت يف االشعار مبعىن التمىن )وددت لو تأتيين فتحدفكان هلا جواب كجواهبا فصحيح، أو أهنا حرف وضع للتمين كليت فممنوع، الستلزامه منع اجلمع

. اخلامس: أن تكون للعرض حنو )لو تنزل عندنا بينها وبني فعل التمىن كما ال جيمع بينه وبني ليت، اهخريا( ذكره يف التسهيل. وذكر ابن هشام اللخمى وغريه هلا معىن آخر، وهو التقليل حنو فتصيب

)تصدقوا ولو بظلف حمرق( وقوله تعاىل )ولو على أنفسكم( وفيه نظر.

( يف نسخة )جلواز أن يكون النصب يف فأفوز(. )*( 1)

Page 196: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[268 ]

سم مرفوع معمول حملذوف يفسره ما وهنا مسائل إحداها، أن )لو( خاصة بالفعل، وقد يليها ابعده، أو اسم منصوب كذلك، أو خرب لكان حمذوفة، أو اسم هو يف الظاهر مبتدأ وما بعده خرب، فاالول كقوهلم )لو ذات سوار لطمتىن( وقول عمر رضى اهلل عنه )لو غريك قاهلا يا أبا عبيدة( وقوله:

بىن العوام والثاىن حنو )لو زيدا رأيته أكرمته( لو غريكم علق الزبري حببله * أدى اجلوار إىل - 426ال - 421والثالث حنو )التمس ولو خامتا من حديد، واضرب ولو زيدا، وأال ماء ولو باردا( وقوله:

يأمن الدهر ذو بغى ولو ملكا * جنوده ضاق عنها السهل واجلبل واختلف يف )قل لو أنتم متلكون( ون متلكون، فحذف الفعل االول فانفصل الضمري، وقيل: من فقيل: من االول، واالصل: لو متلك

الثالث، أي لو كنتم متلكون، ورد بأن املعهود بعد لو حذف كان ومرفوعها معا، فقيل: االصل لو كنتم لو بغري املاء - 428أنتم متلكون فحذفا، وفيه نظر، للجمع بني احلذف والتوكيد. والرابع حنو قوله:

لو يف طهية أحالم ملا عرضوا * دون - 421صان باملاء اعتصار وقوله: حلقى شرق * كنت كالغالذى أنا أرميه ويرميين واختلف فيه، فقيل: حممول على ظاهره وإن اجلملة االمسية وليتها شذوذا كما

قيل يف قوله:

[261 ]

هو [ قال الفارسى: 131] ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة * إىل [ فهال نفس ليلى شفيعها ] من النوع االول، واالصل لو شرق حلقى هو شرق، فحذف الفعل أوال واملبتدأ آخرا، وقال املتنيب:

ولو قلم ألقيت يف شق رأسه * من السقم ما غريت من خط كاتب فقيل: حلن، النه ال - 433ر: ميكن أن يقدر ولو ألقى قلم، وأقول: روى بنصب قلم ورفعه، ومها صحيحان، والنصب أوجه بتقدي

ولو ال بست قلما، كما يقدر يف حنو )زيدا حبست عليه( والرفع بتقدير فعل دل عليه املعىن، أي ولو إذا ابن أىب موسى بالال بلغته * ] فقام - 431حصل قلم، أي ولو لوبس قلم، كما قالوا يف قوله:

ألقيت صفة لقلم، بفأس بني وصليك جازر [ فيمن رفع ابنا: إن التقدير إذا بلغ، وعلى الرفع فيكون

Page 197: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ومن االوىل تعليلية على كل حال متعلقة بألقيت، ال بغريت، لوقوعه يف حيز ما النافية، وقد تعلق [ املسألة 131بغريت، الن مثل ذلك جيوز يف الشعر كقوله: * وحنن عن فضلك ما استغنينا * ]

وا( )ولو أنا كتبنا عليهم( )ولو أهنم الثانية: تقع )أن( بعدها كثريا حنو )ولو أهنم آمنوا( )ولو أهنم صرب فعلوا ما يوعظون به( وقوله: ولو أن ما أسعى الدىن معيشة * ] كفاىن ومل أطلب قليل من املال [ ]

[ وموضعها عند اجلميع رفع، فقال سيبويه: باالبتداء وال حتتاج إىل خرب، الشتمال صلتها على 414ما يؤول باالسم بالوقوع بعد لو، كما اختصت غدوة املسند واملسند إليه، واختصت من بني سائر

بالنصب بعد لدن، واحلني بالنصب بعد الت، وقيل: على االبتداء واخلرب حمذوف، مث قيل: يقدر مقدما، أي ولو ثابت إمياهنم، على حد

[213 ]

ا بعد أما )وآية هلم أنا محلنا( وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرا، ويشهد له أنه يأيت مؤخر عندي اصطبار، وأما أنىن جزع * يوم النوى فلوجد كاد يربيين وذلك الن لعل ال تقع - 432كقوله:

هنا، فال تشتبه أن املؤكدة إذا قدمت بالىت مبعىن لعل، فاالوىل حينئذ أن يقدر مؤخرا على االصل، أي اعلية، والفعل مقدر بعدها، أي ولو ولو إمياهنم ثابت. وذهب املربد والزجاج والكوفيون إىل أنه على الف

ثبت أهنم آمنوا، ورجح بأن فيه إبقاء لو على االختصا ص بالفعل. قال الزخمشري: وجيب كون خرب أن فعال ليكون عوضا من الفعل احملذوف، ورده ابن احلاجب وغريه بقوله تعاىل )ولو أن ما يف االرض من

ما أطيب - 433ق ال اجلامد كالذى يف اآلية وىف قوله: شجرة أقالم( وقالوا: إمنا ذاك يف اخلرب املشتولو أهنا عصفورة حلسبتها * - 434العيش لو أن الفىت حجر * تنبو احلوادث عنه وهو ملموم وقوله:

لو أن - 435مسومة تدعو عبيدا وأزمنا ورد ابن مالك قول هؤالء بأنه قد جاء امسا مشتقا كقوله: عب الرماح وقد وجدت آية يف التنزيل وقع فيها اخلرب امسا مشتقا، ومل حيا مدرك الفالح * أدركه مال

يتنبه هلا الزخمشري، كما مل يتنبه آلية لقمان، وال ابن احلاجب وإال ملا منع من ذلك، وال ابن مالك

[211 ]

Page 198: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

رب وإال ملا استدل بالشعر، وهى قوله تعاىل: )يودوا لو أهنم بادون يف االعراب( ووجدت آية اخلفيها ظرف )لغو( وهى )لو أن عندنا ذكرا من االولني(. املسألة الثالثة: لغلبة دخول )لو( على املاضي مل جتزم، ولو أريد هبا معىن إن الشرطية، وزعم بعضهم أن اجلزم هبا مطرد على لغة، وأجازه مجاعة يف

آلطال هند ذو خصل لو يشأ طار به ذو ميعة * ال حق ا - 436الشعر منهم ابن الشجرى كقوله: تامت فؤادك لو حيزنك ما صنعت * إحدى نساء بىن ذهل بن شيبانا - 431( وقوله: 618) ص

وقد خرج هذا على أن ضمة االعراب سكنت ختفيفا كقراءة أىب عمرو )وينصركم( و )يشعركم( و واخلأمت، وهو )يأمركم( واالول على لغة من يقول شايشا بألف، مث أبدلت مهزة ساكنة، كما قيل العأمل

توجيه قراءة ابن ذكوان )منساته( هبمزة ساكنة، فإن االصل )منسأته( هبمزة مفتوحة مفعلة من نسأه إذا أخره، من أبدلت اهلمزة ألفا مث االلف مهزة ساكنة. املسألة الرابعة: جواب لو إما مضارع منفى بلم حنو

والغالب على املثبت دخول الالم عليه حنو )لو مل خيف اهلل مل يعصه( أو ماض مثبت، أو منفى مبا، )لو نشاء جلعلناه حطاما( ومن جترده منها )لو نشاء جعلناه أجاجا( والغالب على املنفى جترده منها

ولو نعطى اخليار ملا افرتقنا * ولكن ال - 438حنو )ولو شاء ربك ما فعلوه( ومن اقرتانه هبا قوله: خيار مع اللياىل

[212 ]

أما والذى لو شاء مل خيلق - 431ه يف الشذوذ اقرتان جواب القسم املنفى مبا هبا كقوله: ونظري النوى * لئن غبت عن عيىن ملا غبت عن قلىب وقد ورد جواب )لو( املاضي مقرونا بقد وهو غريب

لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة * تدع احلوائم ال جيدن غليال ونظريه يف الشذوذ - 443كقول جرير: [ قيل: وقد يكون 14اقرتان جواب لو ال هبا كقول جرير أيضا: * لو ال رجاؤك قد قتلت أوالدي * ]

جواب لو مجلة امسية مقرونة بالالم أو بالفاء، كقوله تعاىل )ولو أهنم آمنوا واتقوا ملثوبة من عند اهلل لك عادة * أن قالت سالمة: مل يكن - 441خري( وقيل: هي جواب لقسم مقدر، وقول الشاعر:

ترتك االعداء حىت تعذرا لو كان قتل يا سالم فراحة * لكن فررت خمافة أن أوسرا )لو ال(: على أربعة أوجه: أحدها: أن تدخل على ] مجلتني [ امسية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود االوىل حنو: )لو ال

Page 199: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والسالم: )لو ال أن أشق على أمىت زيد الكرمتك( أي لو ال زيد موجود، فأما قوله عليه الصالة المرهتم بالسواك عند كل صالة( فالتقدير لو ال خمافة أن أشق على أمىت المرهتم، أي أمر إجياب، وإال

ال نعكس معناها، إذ املمتنع املشقة، واملوجود االمر.

[213 ]

ال هبا أصالة، خالفا وليس املرفوع بعد لو ال م فاعال بفعل حمذوف، وال بلوال لنيابتها عنه، و لزاعمي ذلك، بل رفعه باالبتداء، مث قال أكثرهم: جيب كون اخلرب كونا مطلقا حمذوفا، فإذا أريد الكون املقيد مل جيز أن تقول )لو ال زيد قائم( وال أن حتذفه، بل جتعل مصدره هو املبتدأ، فتقول )لو ال قيام

ال أن زيدا قائم( وتصري أن وصلتها مبتدأ حمذوف زيد التيتك( أو تدخل أن على املبتدأ فتقول )لواخلرب وجوبا، أو مبتدأ ال خرب له، أو فاعال يثبت حمذوفا، على اخلالف السابق يف فصل )لو(. وذهب الرماين وابن الشجرى والشلوبني وابن مالك إىل أنه يكون كونا مطلقا كالوجود واحلصول فيجب

فيجب ذكره إن مل يعلم حنو )لو ال قومك حديثو عهد باالسالم حذفه، وكونا مقيدا كالقيام والقعود هلدمت الكعبة( وجيوز االمران إن علم، وزعم ابن الشجرى أن من ذكره )ولو ال فضل اهلل عليكم ورمحته( وهذا غري متعني، جلواز تعلق الظرف بالفضل، وحلن مجاعة ممن أطلق وجوب حذف اخلرب

يذيب الرعب منه كل عضب * فلو ال الغمد ميسكه لساال - 442املعرى يف قوله يف وصف سيف: [ وليس جييد، الحتمال تقدير )ميسكه( بدل اشتمال على أن االصل أن ميسكه، مث 542] ص

حذفت أن وارتفع الفعل، أو تقدير ميسكه مجلة معرتضة، وقيل: حيتمل أنه حال من اخلرب احملذوف، ن احلال بعدها، النه خرب يف املعىن، وعلى االبدال واالعرتاض وهذا مردود بنقل االخفش أهنم ال يذكرو

فو اهلل لو ال اهلل ختشى عواقبه * لزعزع - 443واحلال عند من قال به يتخرج أيضا قول تلك املرأة: ( 1مغىن اللبيب - 18من هذا السر جوانبه )

[214 ]

Page 200: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

رده أنه ال رابط بينهما. وإذا وىل لو ال وزعم ابن الطراوة أن جواب لو ال أبدا هو خرب املبتدأ، ويمضمر فحقه أن يكون ضمري رفع، حنو )لو ال أنتم لكنا مؤمنني( ومسع قليال )لوالى، ولوالك، ولواله( خالفا للمربد. ] مث [ قال سيبويه واجلمهور: هي جارة للضمري خمتصة به، كما اختصت حىت والكاف

جملرور هبا رفع باالبتداء، واخلرب حمذوف. وقال االخفش: بالظاهر، وال تتعلق لو ال بشئ، وموضع االضمري مبتدأ، ولو ال غري جارة، ولكنهم أنابوا الضمري املخفوض عن املرفوع، كما عكسوا، إذ قالوا )ما أنا كأنت، وال أنت كأنا( وقد أسلفنا أن النيابة إمنا وقعت يف الضمائر املنفصلة لشبهها يف

ظاهرة، فإذا عطف عليه اسم ظاهر، حنو )لوالك وزيد( تعني رفعه، الهنا ال ختفض استقالهلا باالمساء الالظاهر. الثاين: أن تكون للتحضيص والعرض فتختص باملضارع أو ما يف تأويله حنو )لو ال تستغفرون اهلل( وحنو )لو ال أخرتين إىل أجل قريب( والفرق بينهما أن التحضيص طلب حبث وإزعاح، والعرض

ني وتأدب. والثالث: أن تكون للتوبيخ والتندمي فتختص باملاضي حنو )لوال جاءوا عليه بأربعة طلب بلشهداء( )فلو ال نصرهم الذين اختذوا من دون اهلل قربانا آهلة( ومنه )ولو ال إذ مسعتموه قلتم ما يكون

كم * بىن ضوطرى تعدون عقر النيب أفضل جمد - 444لنا أن نتكلم هبذا( إال أن الفعل أخر، وقوله: لو ال الكمى املقنعا إال أن الفعل أضمر، إى لو ال عددمت، وقول النحويني )لو ال تعدون( مردود،

[215 ]

إذ مل يرد أن حيضهم على أن يعدوا يف املستقبل، بل املراد توبيخهم على ترك عده يف املاضي، ني مثل ذلك فحسن. وقد فصلت من وإمنا قال )تعدون( على حكاية احلال، فإن كان مراد النحوي

الفعل بإذ وإذا معمولني له، وجبملة شرطية معرتضة، فاالول حنو )ولو ال إذ مسعتموه قلتم( )فلوال إذ جاءهم بأسنا تضرعوا( والثاىن والثالث حنو )فلو ال إذا بلغت احللقوم وأنتم حينئذ تنظرون وحنن أقرب

تم غري مدينني ترجعوهنا( املعىن فهال ترجعون الروح إذا إليه منكم ولكن ال تبصرون( )فلو ال إن كنبلغت احللقوم إن كنتم غري مدينني، وحالتكم أنكم تشاهدون ذلك، وحنن أقرب إىل احملتضر منكم بعلمنا، أو باملالئكة، ولكنكم ال تشاهدون ذلك، ولو ال الثانية تكرار لالوىل. الرابع: االستفهام، حنو

ل قريب( )لو ال أنزل عليه ملك( قاله اهلروي، وأكثرهم ال يذكره، والظاهر أن )لو ال أخرتين إىل أج

Page 201: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االوىل للعرض، وأن الثانية مثل )لو ال جاؤا عليه بأربعة شهداء(. وذكر اهلروي أهنا تكون نافية مبنزلة التوبيخ، مل، وجعل منه )فلو ال كانت قرية آمنت فنفعها إمياهنا إال قوم يونس( والظاهر أن املعىن على

أي فهال كانت قرية واحدة من القرى املهلكة تابت عن الكفر قبل جمئ العذاب فنفعها ذلك، وهو تفسري االخفش والكسائي والفراء وعلى بن عيسى والنحاس، ويؤيده قراءة أىب وعبد اهلل )فهال كانت(

الزخمشري قائل بأهنا للنفي ويلزم من هذا املعىن النفى، الن التوبيخ يقتضى عدم الوقوع، وقد يتوهم أن لقوله: )واالستثناء منقطع مبعىن لكن، وجيوز كونه متصال واجلملة يف معىن النفى، كأنه قيل: ما آمنت( ولعله إمنا أراد ما ذكرنا، وهلذا قال )واجلملة يف معىن النفى )ومل يقل )ولو ال للنفي( وكذا قال يف )لو ال

إذ جاءهم بأسنا تضرعوا(:

[216 ]

معناه نفى التضرع، ولكنه جئ بلو ال ليفاد أهنم مل يكن هلم عذر يف ترك التضرع إال عنادهم فإن احتج حمتج للهروى بأنه قرئ بنصب وقسوة قلوهبم وإعجاهبم بأعماهلم الىت زينها الشيطان هلم، اه

يه رائحة النفى، )قوم( على أصل االستثناء، ورفعه على االبدال، فاجلواب أن االبدال يقع بعد ما ف] وبالصرمية منهم منزل خلق [ * عاف تغري إال النؤى والوتد فرفع ملا كان تغري مبعىن - 445كقوله:

مل يبق على حاله، وأدق من هذه قراءة بعضهم )فشربوا منه إال قليل منهم( ملا كان شربوا منه يف معىن ذلك أن البدل يف غري املوجب أرجح فلم يكونوا منه، بدليل )فمن شرب منه فليس مىن( ويوضح لك

من النصب، وقد أمجعت السبعة على النصب يف )إال قوم يونس( فدل على أن الكالم موجب، ولكن ليس من -[ تنبيه 445فيه رائحة غري االجياب، كما يف قوله: * عاف تغري إال النؤى والوتد * ]

أمساء أن ال أحبها * فقلت: بلى لو ال ينازعين أال زعمت - 446أقسام )لو ال( الواقعة يف حنو قوله: شغلى الن هذه كلمتان مبنزلة قولك )لو مل( واجلواب حمذوف، أي لو مل ينازعين شغلى لزرتك، وقيل: بل هي لو ال االمتناعية، والفعل بعدها على إضمار )أن( على حد قوهلم )تسمع باملعيدى خري من أن

ول: لو ما زيد الكرمتك، وىف التنزيل )لو ما تأتينا باملالئكة( وزعم تراه(. )لو ما(: مبنزلة لو ال، تق

Page 202: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لو ما االصاخة للوشاة لكان ىل * - 441املالقى أهنا مل تأت إال للتحضيض، ويرده قول الشاعر: من بعد سخطك يف رضاك رجاء

[211 ]

. وقد يرفع الفعل )مل(: حرف جزم لنفى املضارع وقلبه ماضيا، حنو )مل يلد ومل يولد( اآليةلوال فوارس من نعم وأسرهتم * يوم الصليفاء مل يوفون باجلار ] ص - 448)املضارع( بعدها، كقوله:

[ فقيل: ضرورة، وقال ابن مالك: لغة. وزعم اللحياىن أن بعض العرب ينصب هبا كقراءة 331در أم يوم قدر وخرجا يف أي يومى من املوت أفر * أيوم مل يق - 441بعضهم )أمل نشرح( وقوله:

على أن االصل )نشرحن( و )يقدرن( حذفت نون التوكيد اخلفيفة وبقيت الفتحة دليال عليها، وىف هذا شذوذان: توكيد املنفى بلم، وحذف النون لغري وقف وال ساكنني، وقال أبو الفتح: االصل يقدر

جرت العرب الساكن اجملاور للمحرك وقد أ -بالسكون، مث ملا جتاورت اهلمزة املفتوحة والراء الساكنة أبدلو اهلمزة احملركة ألفا، كما تبدل -جمرى احملرك، واحملرك جمرى الساكن، إعطاء للجار حكم جماوره

اهلمزة الساكنة بعد الفتحة، يعىن ولزم حينئذ فتح ما قبلها، إذ ال تقع االلف إال بعد فتحة، قال: وعلى ] وتضحك مىن - 453ف، وعليه خرج أبو على قول عبد يغوث: ذلك قوهلم: املراة، والكماة باالل

هبمزة بعدها ألف -[ فقال: أصله ترأى 218شيخة عبشمية [ * كأن مل ترا قبلى أسريا ميانيا ] ص أرى عيىن ما مل تر أياه * ] كالنا عامل بالرتهات [ مث حذفت - 451كما قال سراقة البارقى: -

مزة ألفا ملا ذكرنا، وأقيس من خترجيهما أن يقال يف قوله )أيوم مل يقدر(: االلف للجازم، مث أبدلت اهل نقلت حركة مهزة أم إىل راء يقدر، مث أبدلت اهلمزة

[218 ]

الساكنة ألفا، مث االلف مهزة متحركة اللتقاء الساكنني، وكانت احلركة فتحة إتباعا لفتحة الراء، -ذلك القول يف )املراة والكماة( وقوله * كأن مل ترا قبلى أسريا ميانيا كما يف )وال الضالني( فيمن مهزه، وك

[ ولكن مل حترك االلف فيهن لعدم التقاء الساكنني. وقد تفصل من جمزومها يف الضرورة 453* ]

Page 203: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

- 453* تكن يف الناس يدركك املراء وقوله: -إذا حنن امرتينا -فذاك ومل - 452بالظرف كقوله: تؤهل وقد يليها االسم معموال -سوى أهل من الوحش -ا قفارا رسومها * كأن مل فأضحت مغانيه

ظننت فقريا ذا غىن مث نلته * فلم ذا رجاء ألقه غري - 454لفعل حمذوف يفسره ما بعده كقوله: واهب )ملا(: على ثالثة أوجه: أحدها: أهنا ختتص باملضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا كلم، إال أهنا

فارقها يف مخسة أمور: أحدها: أهنا ال تقرتون بأداة شرط، ال يقال )إن ملا تقم( وىف التنزيل )وإن مل تفإن كنت مأكوال - 455تفعل( )وإن مل ينتهوا(. الثاين: أن منفيها مستمر النفى إىل احلال كقوله:

فكن خري آكل * وإال فأدركين وملا أمزق

[211 ]

حنو )ومل أكن بدعائك رب شقيا( واالنقطاع مثل )مل يكن شيئا ومنفى مل حيتمل االتصالمذكورا( وهلذا جاز )مل يكن مث كان( ومل جيز )ملا يكن مث كان( بل يقال )ملا يكن وقد يكون( ومثل ابن

وكنت إذ كنت إهلى وحدكا * مل يك شئ يا إالهى قبلكا وتبعه - 456مالك للنفي املنقطع بقوله: التسهيل، وذلك وهم فاحش. والمتداد النفى بعد ملا مل جيز اقرتاهنا حبرف ابنه فيما كتب على

التعقيب، خبالف مل، تقول قمت فلم تقم، الن معناه وما قمت عقيب قيامى، وال جيوز )قمت فلما تقم( الن معناه وما قمت إىل اآلن. الثالث: أن منفى ملا ال يكون إال قريبا من احلال، وال يشرتط ذلك

ى مل، تقول: مل يكن زيد يف العامل املاضي مقيما، وال جيوز )ملا يكن( وقال ابن مالك: ال يف منفيشرتط كون منفى ملا قريبا من احلال مثل )عصى إبليس ربه وملا يندم( بل ذلك غالب ال الزم. الرابع:

م مل يذوقوه إىل أن منفى ملا متوقع ثبوته، خبالف منفى مل، أال ترى أن معىن )بل ملا يذوقوا عذاب( أهناآلن وأن ذوقهم له متوقع، قال الزخمشري يف )وملا يدخل االميان يف قلوبكم(: ما يف ملا من معىن التوقع

. وهلذا أجازوا )مل يقض ماال يكون( ومنعوه يف ملا. وهذا دال على أن هؤالء قد آمنو فيها بعد، اهي فهما سيان يف نفى املتوقع وغريه، مثال املتوقع أن الفرق بالنسبة إىل املستقبل، فأما بالنسبة إىل املاض

تقول: ماىل قمت ومل تقم، أو وملا تقم، ومثال غري املتوقع أن تقول ابتداء: مل تقم، أو ملا تقم. اخلامس: أن منفى ملا جائر احلذف لدليل، كقوله:

Page 204: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[283 ]

ا أكن بدأ قبل ذلك، أي فجئت قبورهم بدأ وملا * فناديت القبور فلم جيبنه أي، ومل - 451احفظ وديعتك الىت - 458سيدا، وال جيوز )وصلت إىل بغداد ومل( تريد ومل أدخلها، فأما قوله:

استودعتها * يوم االعازب إن وصلت وإن مل فضرورة. وعلة هذه االحكام كلها أن مل لنفى فعل، وملا مجلتني وجدت ثانيتهما عند وجود لنفى قد فعل. الثاين من أوجه ملا: أن ختتص باملاضي، فتقتضى

أوالمها، حنو )ملا جاءين أكرمته( ويقال فيها: حرف وجود لوجود، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وزعم ابن السراج وتبعه الفارسى وتبعهما ابن جىن وتبعهم مجاعة أهنا ظرف مبعىن حني، وقال

الضافة إىل اجلملة. ورد ابن خروف على ابن مالك: مبعىن إذ، وهو حسن، الهنا خمتصة باملاضي وبامدعى االمسية جبواز أن يقال: ملا أكرمتين أمس أكرمتك اليوم، الهنا إذا قدرت ظرفا كان عاملها اجلواب، والواقع يف اليوم ال يكون يف االمس. واجلواب أن هذا مثل )إن كنت قلته فقد علمته( والشرط

ت أىن كنت قلته، وكذا هنا. املعىن ملا ثبت اليوم إكرامك ىل ال يكون إال مستقبال، ولكن املعىن إن ثبأمس أكرمتك. ويكون جواهبا فعال ماضيا انفاقا، ومجلة امسية مقرونة بإذا الفجائية أو بالفاء عند ابن

مالك، وفعال مضارعا عند ابن عصفور، دليل االول )فلما جناكم إىل الرب

[281 ]

إىل الرب إذا هم يشركون( والثالث )فلما جناهم إىل الرب فمنهم أعرضتم( والثاىن )فلما جناهممقتصد( والرابع )فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى جيادلنا( وهو مؤول جيادلنا، وقيل يف آية الفاء: إن اجلواب حمذوف، أي انقسموا قسمني فمنهم مقتصد، وىف آية املضارع إن اجلواب )جاءته

- 451ادة الواو، أو حمذوف، أي أقبل جيادلنا. ومن مشكل ملا هذه قول الشاعر: البشرى( على زيأقول لعبد اهلل ملا سقاؤنا * وحنن بوادي عبد مشس وهاشم فيقال: أين فعالها ؟ واجلواب أن )سقاؤنا( فاعل بفعل حمذوف يفسره وهى مبعىن سقط، واجلواب حمذوف تقديره قلت، بدليل قوله أقول، وقوله

أمر من قولك )مشت الربق( إذا نظرت إليه، واملعىن ملا سقط سقاؤنا قلت لعبد اهلل مشه. )شم(

Page 205: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على اجلملة االمسية، حنو )إن كل نفس ملا عليها حافظ( ، فيمن شدد امليم، وعلى املاضي لفظا ال معىن حنو )أنشدك اهلل ملا فعلت( أي ما أسألك إال فعلك

قالت له: باهلل يا ذا الربدين * ملا غنثت نفسا أو اثنني وفيه رد لقول اجلوهرى: إن ملا - 463قال: مبعىن إال غري معروف يف اللغة. وتأتى ملا مركبة من كلمات، ومن كلمتني. فأما املركبة من كلمات فكما

تشديد نون إن وميم ملا، فيمن تقدم يف )وإن كال ملا ليوفينهم ربك( يف قراءة ابن عامر ومحزة وحفص ب قال: االصل ملن ما

[282 ]

فأبدلت النون ميما وأدغمت، فلما كثرت امليمات حذفت االوىل، وهذا القول ضعيف، الن حذف مثل هذا امليم استثقاال مل يثبت، وأضعف منه قول آخر: إن االصل ملا بالتنوين مبعىن مجعا، مث

الوقف، الن استعمال ملا يف هذا املعىن بعيد، وحذف التنوين من حذف التنوين إجراء للوصل جمرى املنصرف يف الوصل أبعد، وأضعف من هذا قول آخر: إنه فعلى من اللمم، وهو مبعناه، ولكنه منع الصرف اللف التأنيث، ومل يثبت استعمال هذه اللفظة، وإذا كان فعلى فهال كتب بالياء، وهال أماله

اختار ابن احلاجب أهنا ملا اجلازمة حذف فعلها، والتقدير: ملا يهملو، أو ملا من قاعدته االمالة، و يرتكوا، لداللة ما تقدم من قوله تعاىل )فمنهم شقى وسعيد( مث ذكر االشقياء والسعداء وجمازاهتم، قال:

حلق وال أعرف وجها أشبه من هذا، وإن كانت النفوس تستبعده من جهة أن مثله مل يقع يف التنزيل، وا. وىف تقديره نظر، واالوىل عندي أن يقدر )ملا يوفوا اعماهلم( أي أهنم إىل أن ال يستبعد لذلك، ا ه

اآلن مل يوفوها وسيوفوهنا، ووجه رجحانه أمران، أحدمها: أن بعده )ليوفينهم( وهو دليل على أن التوفية دمنا، واالمهال غري متوقع الثبوت. مل تقع بعد وأهنا ستقع، والثاىن: أن منفى ملا متوقع الثبوت كما ق

وأما قراءة أىب بكر بتخفيف )أن( وتشديد )ملا( فتحتمل وجهني، أحدمها: أن تكون خمففة من الثقيلة، ويأتى يف ملا تلك االوجه، والثاىن: أن تكون أن نافية، و )كال( مفعول بإضمار أرى، وملا مبعىن إال.

يف امليم وقراءة احلرميني بتخفيفهما فإن يف االوىل على أصلها وأما قراءة النحويني بتشديد النون وختفمن التشديد ووجوب االعمال، وىف الثانية خمففة من الثقيلة، وأعملت على أحد الوجهني، والالم من

Page 206: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ملا فيهما الم االبتداء، وقيل: أو هي يف قراءة التخفيف الفارقة بني إن النافية، واملخففة من الثقيلة الن تلك إمنا تكون عند ختفيف إن وإمهاهلا، وما زائدة للفصل بني الالمني كما زيدت وليس كذلك،

االلف

[283 ]

للفصل بني اهلمزتني يف حنو )أأنذرهتم( وبني النونات يف حنو )اضربنان يا نسوة( قيل: وليست اب، وإمنا مجلة القسم موصولة جبملة القسم الهنا إنشائية، وليس كذلك، الن الصلة يف املعىن مجلة اجلو

مسوقة جملرد التوكيد، ويشهد لذلك قوله تعاىل )وإن منكم ملن ليبطئن( ال يقال: لعل من نكرة أي لفريق ليبطئن، الهنا حينئذ تكون موصوفة، ومجلة الصفة كجملة الصلة يف اشرتاط اخلربية: وأما املركبة

و 521أدع القتال وأشهد اهليجاء ] ص ملا رأيت أبا يزيد مقاتال * - 461من كلمتني فكقوله: [ وهو لغز، يقال فيه: أين جواب ملا ؟ ومب انتصب أدع ؟ وجواب االول أن االصل )لن ما( مث 614

أدغمت النون يف امليم للتقارب، ووصال خطا لاللغاز، وإمنا حقهما أن يكتبا منفصلني ونظريه يف نا * برديه تصادفيه سخينا فيقال: كيف يكون التربيد عافت املاء يف الشتاء، فقل - 462االلغاز قوله:

سببا ملصادفته سخينا ؟ وجوابه أن االصل )بل رديه( مث كتب على لفظه لاللغاز، وعن الثاين أن انتصابه بلن، وما الظرفية وصلتها ظرف له فاصل بينه وبني لن للضرورة، فيسأل حينئذ: كيف جيتمع

شهد اهليجاء ؟ فيجاب بأن أشهد ليس معطوفا على أدع، بل نصبه قوله لن أدع القتال مع قوله لن أبأن مضمرة، وأن والفعل عطف على القتال، أي لن أدع القتال وشهود اهليجاء على حد قول ميسون:

[ 425* ولبس عباءة وتقر عيىن * ]

[284 ]

يف لن وميما )لن(: حرف نصب ونفى واستقبال، وليس أصله وأصل مل ال فأبدلت االلف نونا يف مل خالفا للفراء، الن املعروف إمنا هو إبدال النون ألفا ال العكس حنو )لنسفعا( و )ليكونا( وال أصل لن )ال أن( فحذفت اهلمزة ختفيفا وااللف للساكني خالفا للخليل والكسائي، بدليل جواز تقدمي

Page 207: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وامتناع حنو )زيد يعجبىن أن معمول معموهلا عليها حنو )زيدا لن أضرب( خالفا لالخفش الصغري، تضرب( خالفا للفراء، والن املوصول وصلته مفرد، ولن أفعل كالم تام، وقول املربد إنه مبتدأ حذف خربه أي ال الفعل واقع مردود بأنه مل ينطق به مع أنه مل يسد شئ مسده، خبالف حنو " لوال زيد

خلة على اجلملة االمسية واجبة التكرار إذا مل الكرمتك " وبأن الكالم تام بدون املقدر، وبأن ال الداتعمل، وال التفات له يف دعوى عدم وجوب ذلك، فإن االستقراء يشهد بذلك. وال تفيد لن توكيد النفى خالفا للزخمشري يف كشافه، وال تأييده خالفا له يف أمنوذجه، وكالمها دعوى بال دليل، قيل: ولو

وم يف )فلن أكلم اليوم إنسيا( ولكان ذكر االبد يف )ولن يتمنوه أبدا( كانت للتأييد مل يقيد منفيها باليتكرارا، واالصل عدمه. وتأتى للدعاء كما أتت ال لذلك وفاقا جلماعة منهم ابن عصفور، واحلجة يف

لن تزالوا كذلكم مث الزلت لكم خالدا خلود اجلبال وأما قوله تعاىل )قال رب مبا - 463قوله: أكون ظهريا للمجرمني( فقيل: ليس منه، الن فعل الدعاء ال يسند إىل املتكلم، بل أنعمت على فلن

ويرده قوله: * إىل املخاطب أو الغائب، حنو " يا رب ال عذبت فالنا " وحنو " ال عذب اهلل عمرا " اه [ وتلقى القسم هبا وبلم نادر حدا، كقول أىب طالب: 463مث الزلت لكم خالدا خلود اجلبال * ]

[285 ]

[ وقيل 618واهلل لن يصلوا إليك جبمعهم * حىت أوسد يف الرتاب دفينا ] ص - 464لبعضهم: ألك بنون ؟ فقال: نعم، وخالقهم مل تقم عن مثلهم منجبة، وحيتمل هذا أن يكون على

- 465حذف اجلواب، أي إن ىل لبنني، مث استأنف مجلة النفى. وزعم بعضهم أهنا قد جتزم كقوله: لن خيب االن من - 466] أيادى سبايا عزما كنت بعدكم [ * فلن حيل للعينني بعدك منظر وقوله:

[. واالول حمتمل لالجتزاء بالفتحة عن االلف 618رجائك من * حرك من دون بابك احللقه ] ص ا فيا ليت الشباب يعود يوم - 461للضرورة. )ليت(: حرف متن يتعلق باملستحيل غالبا، كقوله:

فأخربه مبا فعل املشيب وباملمكن قليال. وحكمه أن ينصب االسم ويرفع اخلرب، قال الفراء وبعض * يا ليت أيام الصبا رواجعا * وبىن على ذلك ابن املعتز قوله: - 468أصحابه: وقد ينصبهما كقوله:

حممول على مرت بنا سحرا طري، فقلت هلا: طوباك، يا ليتىن إياك، طوباك واالول عندنا - 461

Page 208: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حذف اخلرب، وتقديره أقبلت، ال تكون، خالفا للكسائي لعدم تقدم إن ولو الشرطيتني، ويصح بيت ابن املعتز على إنابة ضمري النصب عن ضمري الرفع.

[286 ]

وتقرتن هبا ما احلرفية فال تزيلها عن االختصا ص باالمساء. ال يقال " ليتما قام زيد " خالفا البن وطاهر القزويين، وجيوز حينئذ إعماهلا لبقاء االختصا ص، وإمهاهلا محال على أخواهتا، ورووا أىب الربيع

[ وحيتمل أن 12بالوجهني قول النابغة: قالت،: أال ليتما هذا احلمام لنا إىل محامتنا أو نصفه فقد ] احلمام لنا، فال الرفع على أن " ما " موصولة، وأن االشارة خرب هلو حمذوفا، أي ليت الذى هو هذا

يدل حينئذ على االمهال، ولكنه احتمال مرجوح، الن حذف العائد املرفوع باالبتداء يف صلة غري أي مع عدم طول الصلة قليل، وجيوز " ليتما زيدا ألقاه " على االعمال، وميتنع على إضمار فعل على

ب الفراء: وقد ينصبهما، شريطة التفسري. )لعل(: حرف ينصب االسم ويرفع اخلرب، قال بعض أصحاوزعم يونس أن ذلك لغة لبعض العرب وحكى " لعل أباك منطلقا " وتأويله عندنا على إضمار يوجد،

] فقلت: - 413وعند الكسائي على إضمار يكون. وقد مر أن عقيال خيفضون هبا املبتدأ كقوله: [ وزعم الفارسى أنه ال 441ادع أخرى وارفع الصوت جهرة [ * لعل أىب املغوار منك قريب ] ص

دليل يف ذلك، النه حيتمل أن االصل " لعله اليب املغوار منك جواب قريب " فحذف موصوف قريب، وضمري الشأن، والم لعل الثانية ختفيفا، وأدغم االوىل يف الم اجلر، ومن مث كانت مكسورة، ومن فتح

ثري، ومل يثبت ختفيف لعل، مث هو حمجوج فهو على لغة من يقول " املال لزيد " بالفتح، وهذا تكلف كبنقل االئمة أن اجلر بلعل لغة قوم بأعياهنم. واعلم أن جمرور لعل يف موضع رفع باالبتداء لتنزيل لعل منزلة اجلار الزائد حنو " حبسبك درهم " جبامع ما بينهما من عدم التعلق بعامل، وقوله " قريب " هو

لكان كذا " على قول سيبويه إن لوال جارة، خرب ذلك املبتدأ، ومثله " لوالى

[281 ]

Page 209: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] فكيف إذا مررت بدار قوم [ * وجريان - 411وقولك " رب رجل يقول ذلك " وحنوه قوله: لنا كانوا كرام على قول سيبويه إن " كان " زائدة، وقول اجلمهور إن الزائد ال يعمل شيئا، فقيل:

ن الزائد إصالحا للفظ، لئال يقع الضمري املرفوع املنفصل إىل االصل " هم لنا " مث وصل الضمري بكاجانب الفعل، وقيل: بل الضمري توكيد للمسترت يف لنا على أن لنا صفة جلريان، مث وصل ملا ذكر، وقيل: بل هو معمول لكان باحلقيقة، فقيل: على أهنا ناقصة ولنا اخلرب، وقيل: بل على أهنا زائدة وأهنا

كما يعمل فيه العامل امللغى حنو " زيد ظننت عامل ". وتتصل بلعل " ما " احلرفية تعمل يف الفاعل] أعد نظرا يا عبد قيس [ لعلما * - 412فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قوله:

[ وجوز قوم إعماهلا حينئذ محال على ليت، الشرتاكهما 288أضاءت لك النار احلمار املقيدا ] ص أهنما يغريان معىن االبتداء، وكذا قالوا يف كأن، وبعضهم خص لعل بذلك، الشدية التشابه الهنا يف

وليت لالنشاء، وأهنا كأن فللخرب. قيل: وأول حلن مسع بالبصرة " لعل هلا عذر وأنت تلوم " وهذا ون ". وفيها حمتمل لتقدير ضمري الشأن كما تقدم يف " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة املصور

عشر لغات مشهورة، وهلا معان: أحدها: التوقع، وهو: ترجى احملبوب واالشفاق من املكروه، حنو " (، ولعل الرقيب حاصل " وختتص باملمكن، وقول فرعون )لعلى أبلغ االسباب 1لعل احلبيب قادم )

أسباب السموات( إمنا قاله جهال أو خمرقة وإفكا.

قدم ". )*( ( يف نسخة " احلبيب ي1)

[288 ]

الثاين: التعليل، أثبته مجاعة منهم االخفش والكسائي، ومحلوا عليه )فقوال له قوال لينا لعله يتذكر أو خيشى( ومن مل يثبت ذلك حيمله على الرجاء، ويصرفه للمخاطبني، أي اذهبا على رجائكما.

حنو )ال تدرى لعل اهلل حيدث بعد ذلك الثالث: االستفهام، أثبته الكوفيون، وهلذا علق هبا الفعل يف. وىف اآلية أمرا( وحنو )وما يدريك لعله يزكى( قال الزخمشري: وقد أشرهتا معىن ليت من قرأ )فأطلع( اه

لعلك يوما أن تلم ملمة * ] 413حبث سيجئ. ويقرتن خربها بأن كثريا محال على عسى كقوله:

Page 210: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فقوال هلا قوال رقيقا لعلها - 414يس قليال كقوله: عليك من الالئى يدعنك أجدعا [ وحبرف التنفسرتمحين من زفرة وعويل وخرج بعضهم نصب )فأطلع( على تقدير أن مع أبلغ كما خفض املعطوف

[ على 135من بيت زهري: بدا ىل أىن لست مدرك ما مضى * وال سابق شيئا إذا كان جائيا ] ال ماضيا خالفا للحريري، وىف احلديث " وما يدريك تقدير الباء مع مدرك. وال ميتنع كون خربها فع

وبدلت 415لعل اهلل اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وقال الشاعر: قرحا داميا بعد صحة * لعل منايانا حتولن أبؤسا وأنشد سيبويه: أعد نظرا يا عبد قيس لعلما *

[ 412أضاءت لك النار احلمار املقيد ]

[281 ]

فإن اعرتض بأن لعل هنا مكفوفة مبا، فاجلواب أن شبهة املانع أن لعل لالستقبال فال تدخل على املاضي، وال فرق على هذا بني كون املاضي معموال هلا أو معموال ملا يف حيزها، ومما يوضح

ت نسيا منسيا( بطالن قوله ثبوت ذلك يف خرب ليت وهى مبنزلة لعل حنو )يا ليتىن مت قبل هذا وكنمن مشكل باب ليت -)يا ليتىن كنت ترابا( )يا ليتىن قدمت حليايت( )يا ليتىن كنت معهم(. تنبيه

فليت كفافا كان خريك كله * وشرك عىن ما ارتوى املاء مرتوى - 416وغريه قول يزيد بن احلكم: افا اسم ليت، وأن كان وإشكاله من أوجه، أحدها: عدم ارتباط خرب ليت بامسها، إذ الظاهر أن كف

تامة، وأهنا وفاعلها اخلرب، وال ضمري يف هذه اجلملة. والثاىن: تعليقه عن مبرتو. والثالث: إيقاعه املاء فاعال بارتوى، وإمنا يقال: ارتوى الشارب. واجلواب عن االول أن كفافا إمنا هو خرب لكان مقدم عليها

فليتك أو فليته: أي فليت الشأن، ومثله قوله: وهو مبعىن كاف، واسم ليت حمذوف للضرورة، أي فليت دفعت اهلم عىن ساعة * ] فبتنا على ما خليت ناعمى بال [ وخريك: اسم كان، وكله: - 411

توكيد له، واجلملة خرب ليت، وأما " وشرك " فريوى بالرفع عطفا على " خريك " فخربه إما حمذوف ولو أن واش - 418مرتو على أنه سكن للضرورة كقوله: تقديره كفافا، فمرتو: فاعل بارتوى، وإما

باليمامة داره * ودارى بأعلى حضرموت اهتدى ليا وروى بالنصب: إما على أنه اسم لليت حمذوفة،

Page 211: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مغىن اللبيب - 11وسهل حذفها تقدم ذكرها، كما سهل ذلك حذف كل وبقاء اخلفض يف قوله: )1 )

[213 ]

أ * ونار توقد بالليل نارا وإما على العطف على اسم ليت أكل امرئ حتسبني امر - 411املذكورة إن قدر ضمري املخاطب، فأما ضمري الشأن فال يعطف عليه لو ذكر فكيف وهو حمذوف، ومرتوي على الوجهني مرفوع: إما النه خرب ليت احملذوفة، أو النه عطف على خرب ليت املذكورة. وعن

: الن املرتوي يكف عن الشرب، كما جاء )فليحذر الذين خيالفون الثاين بأنه ضمن مرتو معىن كافعن أمره( الن خيالفون يف معىن يعدلون وخيرجون، وإن علقته بكفافا حمذوفا على وجه مر ذكره فال إشكال. وعن الثالث أنه إما على حذف مضاف أي شارب املاء، وإما على جعل املاء مرتويا جمازا

* وجبت هجريا يرتك املاء صاديا * ويروى " املاء " بالنصب على - 483كما جعل صاديا يف قوله: تقدير من كما يف قوله تعاىل: )واختار موسى قومه سبعني رجال( ففاعل ارتوى على هذا مرتو، كما

حرف ينصب االسم ويرفع اخلرب، وىف معناها -تقول: ما شرب املاء شارب. )لكن( مشددة النون وهو املشهور: أنه واحد، وهو االستدراك، وفسر بأن تنسب ملا بعدها حكما ثالثة أقوال: أحدها،

خمالفا حلكم ما قبلها، ولذلك البد أن يتقدمها كالم مناقض ملا بعدها حنو " ما هذا ساكنا لكنه متحرك " أو ضد له حنو " ما هذا أبيض لكنه أسود " قيل: أو خالف حنو " ما زيد قائما، لكنه

جيوز ذلك. والثاىن: أهنا ترد تارة لالستدراك وتارة للتوكيد، قاله مجاعة منهم صاحب شارب " وقيل: ال

[211 ]

البسيط، وفسروا االستدراك برفع ما يتوهم ثبوته حنو " ما زيد شجاعا، لكنه كرمي " الن الشجاعة ن عمرا قام " وذلك والكرم ال يكادان يفرتقان، فنفى أحدمها يوهم انتفاء اآلخر، و " ما قام زيد، لك

إذا كان بني الرجلني تالبس أو متاثل يف الطريقة، ومثلوا للتوكيد بنحو " لو جاءين أكرمته لكنه مل جيئ " فأكدت ما أفادته لو من االمتناع. والثالث: أهنا للتوكيد دائما مثل إن، ويصحب التوكيد معىن

Page 212: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ولكن، ومعناها التوكيد، ومل يزد على ذلك، االستدراك، وهو قول ابن عصفور، قال يف املقرب: إن وأن . والبصريون على أهنا بسيطة، وقال يف الشرح: معىن لكن التوكيد، وتعطى مع ذلك االستدراك، اه

] - 481وقال الفراء: أصلها لكن أن، فطرحت اهلمزة للتخفيف، ونون لكن للساكنني، كقوله: ( وقال باقى الكوفيني: مركبة 1ماؤك ذا فضل )فلست بآتيه وال أستطيعه [ * والك اسقىن إن كان

- 482من: ال، وإن، والكاف الزائدة ال التشبهية، وحذفت اهلمزة ختفيفا وقد حيذف امسها كقوله: 483فلو كنت ضبيا عرفت قرابيت * ولكن زجنى عظم املشافر أي ولكنك زجنى، وعليه بيت املتنيب:

[ وبيت الكتاب: 635ن يبصر جفونك يعشق ] ص وما كنت ممن يدخل العشق قلبه * ولكن م -

( أصله " ولكن اسقىن " واالصل أن يتخلص من التقاء الساكنني بكسر نون لكن، فلما مل يتيسر 1)

ذلك له حذف أول الساكنني، وهو نون لكن. )*(

[212 ]

فيهما من، الن ولكن من ال يلق أمرا ينوبه * بعدته ينزل به وهو أعزل وال يكون االسم - 484الشرط ال يعمل فيه ما قبله وال تدخل الالم يف خربها خالفا للكوفيني، احتجوا بقوله: * ولكنىن من

[ وال يعرف له قائل، وال تتمة، وال نظري، مث هو حممول على زيادة الالم، أو 383حبها لعميد * ] -ساكنني. )لكن( ساكنة النون على أن االصل " لكن أنىن " مث حذفت اهلمزة ختفيفا ونون لكن لل

ضربان: خمففة من الثقيلة، وهى حرف ابتداء، ال يعمل خالفا لالخفش ويونس، لدخوهلا بعد التخفيف على اجلملتني، وخفيفة بأصل الوضع، فإن وليها كالم فهى حرف ابتداء جملرد إفادة

هم الظاملني( وبدوهنا حنو قول االستدراك، وليست عاطفة، وجيوز أن تستعمل بالواو، حنو )ولكن كانوا إن ابن ورقاء ال ختشى بوادره * لكن وقائعه يف احلرب تنتظر وزعم ابن أىب الربيع أهنا - 485زهري:

حني اقرتاهنا بالواو عاطفة مجلة على مجلة، وأنه ظاهر قول سيبويه، وإن وليها مفرد فهى عاطفة ا قام زيد لكن عمرو، وال يقم زيد لكن عمرو " بشرطني: أحدمها: أن يتقدمها نفى أو هنى، حنو " م

فإن قلت " قام زيد " مث جئت بلكن جعلتها حرف ابتداء فجئت باجلملة فقلت " لكن عمرو مل يقم

Page 213: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

" وأجاز الكوفيون " لكن عمرو " على العطف، وليس مبسموع. الشرط الثاين: أن ال تقرتن بالواو، ال تستعمل مع املفرد إال بالواو. واختلف يف حنو " ما قام زيد قاله الفارسى وأكثر النحويني، وقال قوم: ولكن عمرو " على أربعة أقوال، أحدها

[213 ]

ليونس: إن لكن غري عاطفة، والواو عاطفة مفردا على مفرد، الثاين البن مالك: إن لكن غري ير يف حنو " ما قام زيد عاطفة والواو عاطفة جلملة حذف بعضها على مجلة صرح جبميعها، قال: فالتقد

ولكن عمرو " ولكن قام عمرو، وىف )ولكن رسول اهلل( ولكن كان رسول اهلل، وعلة ذلك أن الواو ال تعطف مفردا على مفرد خمالف له يف االجياب والسلب، خبالف اجلملتني املتعاطفتني فيجوز ختالفهما

إن لكن عاطفة، والواو زائدة الزمة. والرابع فيه، حنو " قام زيد ومل يقم عمرو " والثالث البن عصفور: البن كيسان: إن لكن عاطفة، والواو زائدة غري الزمة. ومسع " ما مررت برجل صاحل ولكن صاحل " باخلفض، فقيل: على العطف، وقيل: جبار مقدر، أي لكن مررت بطاحل، وجاز إبقاء عمل اجلار بعد

كلمة دالة على نفى احلال، وتنفى غريه بالقرينة، حنو " حذفه لقوة الداللة عليه بتقدم ذكره. )ليس(:له نافالت ما يغب نواهلا * وليس عطاء اليوم مانعه - 486ليس خلق اهلل مثله " وقول االعشى:

(، ومل نقدره فعل بالفتح النه ال 1غدا وهى فعل ال يتصرف، وزنه فعل بالكسر، مث التزم ختفيفه )يوجد يف يائى العني إال يف هيؤ، ومسع " لست " بضم الالم، فيكون خيفف، وال فعل بالضم النه مل

على هذه اللغة كهيؤ. وزعم ابن السراج أنه حرف مبنزلة ما، وتابعه الفارسى يف احللبيات وابن شقري ومجاعة، والصواب االول، بدليل لست ولستما ولسنت وليسا وليسوا وليست ولسن. وتالزم رفع االسم

يل: قد خترج عن ذلك يف مواضع: ونصب اخلرب، وق

( ختفيفه: بتسكني عينه وهى الياء. وإمنا خيفف على هذا الوجه مكسور العني أو مضمومها. )*( 1)

[214 ]

Page 214: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أحدها: أن تكون حرفا ناصبا للمستثىن مبنزلة إال حنو " أتوىن ليس زيدا " والصحيح أهنا مما تقدم، واستتاره واجب، فال يليها يف اللفظ إال الناسخة، وأن امسها ضمري راجع للبعض املفهوم

(، وذلك أنه جاء إىل محاد بن سلمة 1املنصوب، وهذه املسألة كانت سبب قراءة سيبويه للنحو )لكتابة احلديث، فاستملى منه قوله صلى اهلل عليه وسلم " ليس من أصحايب أحد إال ولو شئت

: ليس أبو الدرداء، فصاح به محاد: حلنت يا سيبويه، إمنا الخذت عليه ليس أبا الدوداء " فقال سيبويههذا استثناء، فقال سيبويه: واهلل الطلنب علما ال يلحنىن معه أحد، مث مضى ولزم اخلليل وغريه. والثاىن: أن يقرتن اخلرب بعدها بإال حنو " ليس الطيب إال املسك " بالرفع، فإن بىن متيم يرفعونه محال هلا على ما

مهال عند انتقاض النفى، كما محل أهل احلجاز ما على ليس يف االعمال عند استيفاء شروطها، يف االحكى ذلك عنهم أبو عمرو بن العالء، فبلغ ذلك عيسى بن عمر الثقفى، فجاءه فقال )له(: يا أبا عمرو ما شئ بلغين عنك ؟ مث ذكر ذلك له، فقال له أبو عمرو: منت وأدجل الناس، ليس يف االرضمتيمي إال وهو يرفع، وال حجازى إال وهو ينصب، مث قال لليزيدي وخللف االمحر: اذهبا إىل أىب مهدى فلقناه الرفع فإنه ال يرفع، وإىل املنتجع التميمي فلقناه النصب فإنه ال ينصب، فأتيامها وجهدا

يسى: هبذا فقت بكل منهما أن يرجع عن لغته فلم يفعل، فأخربا أبا عمرو وعنده عيسى، فقال له عالناس. وخرج الفارسى ذلك على أوجه: أحدها: أن يف " ليس " ضمري الشأن، ولو كان كما زعم

لدخلت إال على أول اجلملة االمسية الواقعة خربا فقيل: ليس إال الطيب املسك، كما قال:

( يف نسخة " سببا يف قراءة سيبويه النحو ". )*( 1)

[215 ]

ال ما قضى اهلل كائن * وما يستطيع املرء نفعا وال ضرا وأجاب بأن إال قد أال ليس إ - 481* وما اغرته الشيب إال اغرتارا * أي إن - 288توضع يف غري موضعها مثل )إن نظن إال ظنا( وقوله:

حنن إال نظن ظنا، وما اغرته اغرتارا إال الشيب، الن االستثناء املفرغ ال يكون يف املفعول املطلق وكيدى، لعدم الفائدة فيه. وأجيب بأن املصدر يف اآلية والبيت نوعي على حذف الصفة، أي إال الت

Page 215: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ظنا ضعيفا وإال اغرتارا عظيما والثاىن: أن الطيب امسها، وأن خربها حمذوف، أي يف الوجود، وأن يف املسك بدل من امسها، الثالث: أنه كذلك، ولكن " إال املسك " نعت لالسم، الن تعريفه تعر

اجلنس ] فهو نكرة معىن [ أي ليس طيب غري املسك طيبا. واليب نزار امللقب مبلك النحاة توجيه آخر، وهو أن الطيب امسها، واملسك مبتدأ حذف خربه، واجلملة خرب ليس، والتقدير: إال املسك

قائل ذلك أفخره. وما تقدم من نقل أىب عمرو أن ذلك لغة متيم يرد هذه التأويالت. وزعم بعضهم عن هي الشفاء لدائي لو - 481أنه قدرها حرفا، وأن من ذلك قوهلم " ليس خلق اهلل مثله " وقوله:

ظفرت هبا * وليس منها شفاء النفس مبذول وال دليل فيهما: جلواز كون ليس فيهما شانية. املوضع لنا، وقد أجبنا عن ذلك. الثالث: أن تدخل على اجلملة الفعلية، أو على املبتدأ واخلرب مرفوعني كما مث

[216 ]

الرابع: أن تكون حرفا عاطفا، أثبت ذلك الكوفيون أو البغداديون، على خالف بني النقلة، أين املفر واالله الطالب * واالشرم املغلوب ليس الغالب وخرج على أن - 413واستدلوا بنحو قوله:

يف االصل ضمري متصل عائد على االشرم، أي " الغالب " امسها واخلرب حمذوف، قال ابن مالك: وهو ليسه الغالب، كما تقول " الصديق كانه زيد " مث حذف التصاله. ومقتضى كالمه أنه لوال تقديره متصال مل جيز حذفه، وفيه نظر. حرف امليم )ما(: تأتى على وجهني: امسية، وحرفية، وكل منهما ثالثة

كون معرفة، وهى نوعان: ناقصة، وهى املوصولة، حنو )ما أقسام. فأما أوجه االمسية. فأحدها: أن تعندكم ينفد وما عند اهلل باق( وتامة، وهى نوعان: عامة أي مقدرة بقولك الشئ، وهى الىت مل يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له يف املعىن حنو )إن تبدو الصدقات فنعما هي( أي فنعم الشئ

ن الكالم يف االبداء ال يف الصدقات، مث حذف املضاف وأنيب هي، واالصل فنعم الشئ إبداؤها، العنه املضاف إليه، فانفصل وارتفع وخاصة هي الىت تقدمها ذلك، وتقدر من لفظ ذلك االسم حنو " غسلته غسال نعما " و " دققته دقا نعما " أي نعم الغسل ونعم الدق، وأكثرهم ال يثبت جمئ ما معرفة

م ابن خروف ونقله عن سيبويه. والثاىن: أن تكون نكرة جمردة عن معىن احلرف، تامة، وأثبته مجاعة منه وهى أيضا نوعان: ناقصة، وتامة.

Page 216: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[211 ]

فالناقصة هي املوصوفة، وتقدر بقولك شئ كقوهلم " مررت مبا معجب لك " أي بشئ معجب ر ساعيا وقول اآلخر: ملا نافع يسعى اللبيب، فال تكن * لشئ بعيد نفعه الده - 411لك، وقوله:

ر له فرجة كحل العقال أي رب شئ تكرهه النفوس، فحذف -* رمبا تكره النفوس من االم - 412العائد من الصفة إىل املوصوف. وجيوز أن تكون ما كافة، واملفعول احملذوف امسا ظاهرا، أي قد تكره

(، وىف هذا إنابة املفرد عن 1) النفوس من االمر شيئا، أي وصفا فيه، أو االصل: أمرا من االموراجلمع، وفيه وىف االول إنابة الصفة غري املفردة عن املوصوف، إذ اجلملة بعده صفة له، وقد قيل يف )إن اهلل نعما يعظكم به(: إن املعىن نعم هو شيئا يعظكم به، فما نكرة تامة متييز، واجلملة صفة، والفاعل

واجلملة صلة، وقيل غري ذلك، وقال سيبويه يف )هذا ما لدى مسترت، وقيل: ما معرفة موصولة فاعل، عتيد(: املراد شئ لدى عتيد، أي معد أي جلهنم بإغوائى إياه، أو حاضر، والتفسري االول رأى الزخمشري، وفيه أن " ما " حينئذ للشخص العاقل، وإن قدرت " ما " موصولة فعتيد بدل منها، أو

ة تقع يف ثالثة أبواب: أحدها: التعجب، حنو " ما أحسن زيدا " خرب ثان، أو خرب حملذوف. والتاماملعىن شئ حسن زيدا، جزم بذلك مجيع البصريني، إال االخفش فجوزه، وجوز أن تكون معرفة موصولة واجلملة بعدها صلة ال حمل هلا، وأن تكون نكرة موصوفة واجلملة بعدها يف موضع رفع نعتا هلا،

ذوف وجوبا، وتقديره شئ عظيم وحنوه. وعليهما فخرب املبتدأ حم

( يف نسخة " من االمور أمرا ". )*( 1)

[218 ]

الثاين: باب نعم وبئس، حنو " غسلته غسال نعما، ودققته دقا نعما " أي نعم شيئا، فما: نصب مر. على التمييز عند مجاعة من املتأخرين منهم الزخمشري، وظاهر كالم سيبويه أهنا معرفة تامة كما

والثالث: قوهلم إذا أرادوا املبالغة يف االخبار عن أحد باالكثار من فعل كالكتابة " إن زيدا مما أن

Page 217: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يكتب " أي أنه من أمر كتابة، أي أنه خملوق من أمر وذلك االمر هو الكتابة، فما مبعىن شئ، وأن ( جعل لكثرة عجلته وصلتها يف موضع خفض بدل منها، واملعىن مبنزلته يف )خلق االنسان من عجل

كأنه خلق منها، وزعم السرياىف وابن خروف وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه أهنا معرفة تامة مبعىن الشئ أو االمر، وأن وصلتها مبتدأ، والظرف خربه، واجلملة خرب الن، وال يتحصل للكالم معىن طائل

ف، وهى نوعان: أحدمها: االستفهامية، على هذا التقدير. والثالث: أن تكون نكرة مضمنة معىن احلر ومعناها أي شئ، حنو )ما هي( )ما لوهنا( )وما تلك بيمينك( )قال موسى ما جئتم به السحر( وذلك على قراءة أىب عمرو )السحر( مبد االلف، فما: مبتدأ، واجلملة بعدها خرب، والسحر: إما بدل من ما،

تم به، وإما بتقدير أهو السحر، أو السحر هو، وأما من وهلذا قرن باالستفهام، وكأنه قيل: السحر جئقرأ )السحر( على اخلرب فما موصولة، والسحر خربها، ويقويه قراءة عبد اهلل )ما جئتم به سحر(. وجيب حذف ألف ما االستفهامية إذا جرت وإبقاء الفتحة دليال عليها، حنو فيم وإالم وعالم ] ومب [

ء قد طال مكثهم * فحتام حتام العناء املطول ؟ ورمبا تبعت الفتحة فتلك والة السو - 413وقال: االلف يف احلذف، وهو خمصو ص بالشعر، كقوله:

[211 ]

يا أبا االسود مل خلفتين هلموم طارقات وذكر وعلة حذف االلف الفرق بني االستفهام - 414جع املرسلون( )مل تقولون ما ال واخلرب، فلهذا حذفت يف حنو )فيم أنت من ذكراها( )فناظرة مب ير

تفعلون( وثبتت يف )ملسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم( )يؤمنون مبا أنزل إليك( )ما منعك أن تسجد ملا خلقت بيدى( وكما ال حتذف االلف يف اخلرب ال تثبت يف االستفهام، وأما قراءة عكرمة

ا قام يشتمين لئيم * كخنزير مترغ على م - 415وعيسى )عما يتساءلون( فنادر، وأما قول حسان: يف دمان فضرورة، والدمان كالرماد وزنا ومعىن، ويروى " يف رماد " فلذلك رجحته على تفسري ابن

إنا قتلنا بقتالنا سراتكم * أهل اللواء ففيما يكثر - 416الشجرى له بالسرجني، ومثله قول اآلخر: لضعفه، فلهذا رد الكسائي قول املفسرين يف )مبا غفر ىل القيل وال جيوز محل القراءة املتواترة على ذلك

رىب( إهنا استفهامية، وإمنا هي مصدرية، والعجب من الزخمشري إذ جوز كوهنا استفهامية مع رده على

Page 218: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

من قال يف )مبا أغويتين( إن املعىن بأى شئ أغويتين بأن إثبات االلف قليل شاذ، وأجاز هو وغريه أن و بعيد، الن الذى غفر له هو الذنوب، ويبعد إرادة االطالع عليها، وإن غفرت، تكون مبعىن الذى، وه

وقال مجاعة منهم االمام فخر الدين يف )فبما رمحة من اهلل( إهنا لالستفهام التعجىب، أي فبأى رمحة، ويرده ثبوت االلف، وأن خفض رمحة حينئذ ال يتجه، الهنا ال تكون بدال من ما، إذ املبدل من اسم

[333 ]

االستفهام جيب اقرتانه هبمزة االستفهام حنو " ما صنعت أخريا أم شرا " والن ما النكرة الواقعة يف غري االستفهام والشرط ال تستغىن عن الوصف، إال يف باىب التعجب ونعم وبئس، وإال يف حنو قوهلم "

الن ما االستفهامية ال توصف، إىن مما أن أفعل " على خالف فيهن، وقد مر، وال عطف بيان، هلذا، و وما ال يوصف كالضمري ال يعطف عليه عطف بيان، وال مضافا إليه، الن أمساء االستفهام وأمساء الشرط واملوصوالت ال يضاف منها غري أي باتفاق، وكم يف االستفهام عند الزجاج يف حنو " بكم

ستفهامية مع ذا مل حتذف ألفها حنو درهم اشرتيت " والصحيح أن جره مبن حمذوفة. وإذا ركبت ما اال" ملاذا جئت " الن ألفها قد صارت حشوا. وهذا فصل عقدته ] يف [ ملاذا أعلم أهنا تأتى يف العربية على أوجه: أحدها: أن تكون ما استفهامية وذا إشارة حنو " ماذا التواين ؟ " و " ماذا الوقوف ؟ ".

أال تسأالن املرء ماذا حياول * - 411لة، كقول لبيد: والثاىن: أن تكون ما استفهامية وذا موصو أحتب فيقضى أم ضالل وباطل ؟ فما مبتدأ، بدليل إبداله املرفوع منها، وذا: موصول، بدليل افتقاره للجملة بعده، وهو أرجح الوجهني يف )ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو( فيمن رفع العفو، أي الذى

ن جتاب االمسية باالمسية والفعلية بالفعلية. ينفقونه العفو، إذ االصل أ

[331 ]

- 418الثالث: أن يكون " ماذا " كله استفهاما على الرتكيب كقولك " ملاذا جئت ؟ " وقوله: يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم * ] ال يستفقن إىل الديرين حتنانا ؟ [ وهو أرجح الوجهني يف اآلية يف

العفو( بالنصب، أي ينفقون العفو. الرابع: أن يكون " ماذا " كله اسم جنس قراءة غري أىب عمرو )قل

Page 219: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

دعى ماذا علمت - 411مبعىن شئ، أو موصوال مبعىن الذى، على خالف يف ختريج قول الشاعر: [ فاجلمهور على أن " ماذا " كله مفعول دعى، مث اختلف 332سأتقيه ولكن باملغيب نبئيين ] ص

خروف: ما موصول مبعىن الذى، وقال الفارسى: نكرة مبعىن شئ، قال: الن فقال السرياىف وابن الرتكيب ثبت يف االجناس دون املوصوالت. وقال ابن عصفور: ال تكون ماذا مفعوال لدعى، الن االستفهام له الصدر، وال لعلمت، النه مل يرد أن يستفهم عن معلومها ما هو، وال حملذوف يفسره

نئذ ال حمل هلا، بل ما اسم استفهام مبتدأ، وذا موصول خرب، وعلمت صلة، سأتقيه، الن علمت حيوعلق دعى عن العمل باالستفهام، انتهى. ونقول: إذا قدرت " ماذا " مبعىن الذى أو مبعىن شئ مل ميتنع كوهنا مفعول دعى، وقوله " مل يرد أن يستفهم عن معلومها " الزم له إذا جعل ماذا مبتدأ وخربا،

تعليق دعى مردودة بأهنا ليست من أفعال القلوب، فإن قال: إمنا أردت أنه قدر الوقف على ودعواهدعى فاستأنف ما بعده رده قول الشاعر " ولكن " فإهنا البد أن خيالف ما بعدها ما قبلها، واملخالف

هنا دعى، فاملعىن دعى كذا، ولكن أفعلى كذا، وعلى هذا فال يصح استئناف ما بعد

[332 ]

دعى، النه ال يقال: من يف الدار فإنىن أكرمه ولكن أخربين عن كذا. اخلامس: أن تكون ما أنورا سرع ماذا يا فروق * ] وحبل الوصل منتكث حذيق [ أنورا - 533زائدة وذا لالشارة كقوله:

روج، بالنون أي أنفارا، سرع: أصله بضم الراء فخفف، يقال: سرع ذا خروجا، أي أسرع هذا يف اخلقال الفارسى: جيوز كون ذا فاعل سرع، وما زائدة، وجيوز كون ماذا كله امسا كما يف قوله: * دعى ماذا

[ السادس: أن تكون ما استفهاما وذا زائدة، أجازه مجاعة منهم ابن مالك 411علمت سأتقيه * ] ذا جئت " يف حنو " ماذا صنعت " وعلى هذا التقدير فينبغي وجوب حذف االلف يف حنو " مل

والتحقيق أن االمساء ال تزاد. النوع الثاين: الشرطية، وهى نوعان: غري زمانية حنو )وما تفعلوا من خري يعلمه اهلل( )ما ننسخ من آية( وقد جوزت يف )وما بكم من نعمة فمن اهلل( على أن االصل وما يكن،

ا ذراعا، وإن صربا فنصرب للصرب إن العقل يف أموالنا ال نصق هب - 531مث حذف فعل الشرط كقوله: أي إن يكن العقل وإن حنبس حبسا، واالرجح يف اآلية أهنا موصولة، وأن الفاء داخلة على اخلرب، ال

Page 220: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

شرطية والفاء داخلة على اجلواب. وزمانية، أثبت ذلك الفارسى وأبو البقاء وأبو شامة وابن برى وابن وا لكم فاستقيموا هلم( أي استقيموا هلم مدة استقامتهم مالك، وهو ظاهر يف قوله تعاىل: )فما استقام

لكم، وحمتمل يف )فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن(

[333 ]

إال أن ما هذه مبتدأ ال ظرفية، واهلاء من به راجعه إليها، وجيوز فيها املوصولية وفآتوهن اخلرب، عبد اهلل فينا * فال ظلما خناف وال افتقارا فما تك يا ابن - 532والعائد حمذوف أي الجله، وقال:

استدل به ابن مالك على جميئها للزمان، وليس بقاطع، الحتماله للمصدر أي للمفعول املطلق، فاملعىن: أي كون تكن فينا طويال أو قصريا. وأما أوجه احلرفية، فأحدها: أن تكون نافية، فإن دخلت

التهاميون والنجديون عمل ليس بشروط معروفة حنو )ما هذا على اجلملة االمسية أعملها احلجازيون و بشرا( )ما هن أمهاهتم( وعن عاصم أنه رفع أمهاهتم على التميمية، وندر تركيبها مع النكرة تشبيها هلا

وما بأس لوردت علينا حتية * قليل على من يعرف احلق عاهبا وإن دخلت على - 533بال كقوله: ا تنفقون إال ابتغاء وجه اهلل( فأما )وما تنفقوا من خري فالنفسكم( )وما تنفقوا الفعلية مل تعمل حنو )وم

من خري يوف إليكم( فما فيهما شرطية، بدليل الفاء يف االوىل واجلزم يف الثانية، وإذا نفت املضارع ختلص عند اجلمهور للحال، ورد عليهم ابن مالك بنحو )قل ما يكون ىل أن أبدله( وأجيب بأن شرط كونه للحال انتفاء قرينة خالفه. والثاىن: أن تكون مصدرية، وهى نوعان: زمانية، وغريها. فغري الزمانية حنو )عزيز عليه ما عنتم( )ودوا ما عنتم( )وضاقت عليهم االرض مبا رحبت( )فذوقوا مبا نسيتم لقاء

نا( يومكم هذا( )هلم عذاب شديد مبا نسوا يوم احلساب( )ليجزيك أجر ما سقيت ل

[334 ]

وليست هذه مبعىن الذى، الن الذى سقاه هلم الغنم، وإمنا االجر على السقى الذى هو فعله، ال على الغنم، فإن ذهبت تقدر أجر السقى الذى سقيته لنا فذلك تكلف ال حموج إليه، ومنه )مبا كانوا

لني متماثلني، وىف هذه يكذبون( )آمنوا كما آمن الناس( وكذا حيث اقرتنت بكاف التشبيه بني فع

Page 221: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اآليات رد لقول السهيلي: إن الفعل بعد " ما " هذه ال يكون خاصا، فتقول " أعجبين ما تفعل " وال جيوز " أعجبين ما خترج ". والزمانية حنو )ما دمت حيا( أصله مدة دوامى حيا، فحذف الظرف وخلفته

ة العصر " و " آتيك قدوم احلاج " ومنه " ما " وصلتها كما جاء يف املصدر الصريح حنو " جئتك صالأجارتنا إن اخلطوب - 534)إن أريد إال االصالح ما استطعت( )فاتقوا اهلل ما استطعتم(، وقوله:

تنوب * وإىن مقيم ما أقام عسيب ولو كان معىن كوهنا زمانية أهنا تدل على الزمان بذاهتا ال بالنيابة منا الذى - 535بن السكيت وتبعه ابن الشجرى يف قوله: لكانت امسا ومل تكن مصدرية كما قال ا

هو ما إن طر شاربه * والعانسون ومنا املرد والشيب معناه حني طر، قلت: وزيدت إن بعدها لشبهها [ وبعد 21يف اللفظ مبا النافية كقوله: ورج الفىت للخري ما إن رأيته * على السن خريا ال يزال يزيد ]

دير ما نافية: الن زيادة إن حينئذ قياسية، والن فيه سالمة من االخبار بالزمان عن فاالوىل يف البيت تقوكأن -ومها كوهنا للزمان جمردة، وكوهنا مضافة -اجلثة، ومن إثبات معىن واستعمال ملا مل يثبتا له

ه الذى صرفهما عن هذا الوجه مع ظهوره أن ذكر املرد بعد ذلك ال حيسن، إذ الذى مل ينبت شاربال -وهم الذين مل يتزوجوا -أمرد، والبيت عندي فاسد التقسيم بغري هذا، أال ترى أن العانسني

يناسبون بقية االقسام، وإمنا العرب حمميون من اخلطأ يف االلفاظ دون املعاين. وىف البيت

[335 ]

ه يف املؤنث، شذوذان: إطالق العانس على املذكر، وإمنا االشهر استعمال -مع هذا العيب -ومجع الصفة بالواو والنون مع كوهنا غري قابلة للتاء وال دالة على املفاضلة. وإمنا عدلت عن قوهلم ظرفية إىل قوىل زمانية ليشمل حنو )كلما أضاء هلم مشوا فيه( فإن الزمان املقدر هنا خمفوض، أي كل وقت

ابة عن الزمان أن، خالفا البن جىن، إضاءة، واملخفوض ال يسمى ظرفا. وال تشارك " ما " يف النيوتاهلل ما إن شهلة أم واحد بأوجد مىن أن يهان صغريها وتبعه الزخمشري، - 536ومحل عليه قوله:

ومحل عليه قوله تعاىل )أن آتاه اهلل امللك( )إال أن يصدقوا( )أتقتلون رجال أن يقول رىب اهلل( ومعىن فق عليه، فال معدل عنه. وزعم ابن خروف أن " ما " التعليل يف البيت واآليات ممكن، وهو مت

املصدرية حرف باتفاق، ورد على من نقل فيها خالفا، والصواب مع ناقل اخلالف، فقد صرح

Page 222: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االخفش وأبو بكر بامسيتها، ويرجحه أن فيه ختلصا من دعوى اشرتاك ال داعى إليه، فإن " ما " ا ال يعقل، واالحداث من مجلة ما ال يعقل، فإذا قيل " املوصولة االمسية ثابتة باتفاق، وهى موضوعة مل

أعجبين ما قمت " قلنا: التقدير أعجبين الذى قمته، وهو يعطى معىن قوهلم: أعجبين قيامك، ويرد ذلك أن حنو " جلست ما جلس زيد " تريد به املكان ممتنع مع أنه مما ال يعقل، وأنه يستلزم أن يسمع

النه عندمها االصل، وذاك غري مسموع، قيل: وال ممكن، الن قام غري متعد، كثريا " أعجبين ما قمته "وهذه خطأ بني، الن اهلاء املقدرة مفعول مطلق ال مفعول به، وقال ابن الشجرى: أفسد النحويون

( 1مغىن اللبيب - 23تقدير االخفش بقوله تعاىل )وهلم عذاب أليم مبا كانوا يكذبون( )

[336 ]

ن كان الضمري احملذوف للنىب عليه السالم أو للقرآن صح املعىن وخلت الصلة عن عائد، فقالوا: إ. وهذا سهو منه أو للتكذيب فسد املعىن، الهنم إذا كذبوا التكذيب بالقرآن أو النيب كانوا مؤمنني، اه

واملفعول ومنهم، الن كذبوا ليس واقعا على التكذيب، بل مؤكد به، النه مفعول مطلق، ال مفعول به،به حمذوف أيضا، أي مبا كانوا يكذبون النيب أو القرآن تكذيبا، ونظريه )وكذبوا بآياتنا كذابا( واليب البقاء يف هذه اآلية أوهام متعددة، فإنه قال: ما مصدرية صلتها يكذبون، ويكذبون خرب كان، وال

فية وصلتها بكان، وكون يكذبون عائد على ما، ولو قيل بامسيتها، فتضمنت مقالته الفصل بني ما احلر يف موضع نصب النه قدره خرب كان، وكونه ال موضع له النه قدره صلة ما، واستغناء املوصول االمسى عن عائد، وللزخمشرى غلطة عكس هذه االخرية، فإنه جوز مصدرية ما يف )واتبع الذين ظلموا ما اترفوا

أليس أمريى يف - 531الفعل اجلامد يف قوله: فيه( مع أنه قد عاد عليها الضمري. وندر وصلها باالمور بأنتما * مبا لستما أهل اخليانة والغدر وهبذا البيت رجح القول حبرفيتها، إذ ال يتأتى هنا تقدير الضمري. الوجه الثالث: أن تكون زائدة، وهى نوعان: كافة، وغري كافة. والكافة ثالثة أنواع: أحدها:

ال تتصل إال بثالثة أفعال: قل، وكثر، وطال، وعلة ذلك شبههن برب، وال الكافة عن عمل الرفع، و قلما يربح اللبيب إىل ما * يورث اجملد - 538يدخلن حينئذ إال على مجلة فعلية صرح بفعلها كقوله:

داعيا أو جميبا فأما قول املرار:

Page 223: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[331 ]

و 582دوم ] ص صددت فأطولت الصدود، وقلما * وصال على طول الصدود ي - 531[ فقال سيبويه: ضرورة، فقيل: وجه الضرورة أن حقها أن يليها الفعل صرحيا والشاعر أوالها 513

فعال مقدرا، وأن " وصال " مرتفع بيدوم حمذوفا مفسرا باملذكور وقيل: وجهها أنه قدم الفاعل، ورده وقيل: وجهها أنه أناب اجلملة االمسية ابن السيد بأن البصريني ال جييزون تقدمي الفاعل يف شعر وال نثر،

[ وزعم املربد أن " ما " زائدة، ووصال: فاعل 131عن الفعلية كقوله: * فهال نفس ليلى شفيعها * ] ال مبتدأ، وزعم بعضهم أن ما مع هذه االفعال مصدرية ال كافة. والثاىن: الكافة عن عمل النصب

ا اهلل إله واحد( )كأمنا يساقون إىل املوت( وتسمى املتلوة والرفع وهى املتصلة بإن وأخواهتا، حنو )إمنبفعل مهيئة، وزعم ابن درستويه وبعض الكوفيني أن " ما " مع هذه احلروف اسم مبهم مبنزلة ضمري الشأن يف التفخيم، واالهبام، وىف أن اجلملة بعده مفسرة له، وخمرب هبا عنه، ويرده أهنا ال تصلح لالبتداء

ول ناسخ غري إن وأخواهتا، ورده ابن اخلباز يف شرح االيضاح بامتناع " إمنا أين زيد " مع هبا، وال لدخصحة تفسري ضمري الشأن حبملة االستفهام، وهذا سهو منه، إذ ال يفسر ضمري الشأن باجلمل غري

خريا " اخلربية، اللهم إال مع أن املخففة من الثقيلة فإنه قد يفسر بالدعاء، حنو " أما أن جزاك اهللوقراءة بعض السبعة )واخلامسة أن غضب اهلل عليها( على أنا ال نسلم أن اسم أن املخففة يتعني كونه ضمري شأن، إذ جيوز هنا أن يقدر ضمري املخاطب يف االول والغائبة يف الثاين، وقد قال سيبويه يف قوله

وأما )إن ما توعدون آلت( )وأن تعاىل )أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا( إن التقدير أنك قد صدقت. ما يدعون من دونه

[338 ]

الباطل( )أن ما عند اهلل هو خري لكم( )أحيسبون أن ما مندهم به من مال وبنني نسارع هلم يف اخلريات( )واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن هلل مخسه( فما يف ذلك كله اسم باتفاق، واحلرف عامل،

-وهو أبو رجاء العطاردي -مليتة( فمن نصب امليتة فما: كافة، ومن رفعها وأما )إمنا حرم عليكم ا

Page 224: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فما: أسم موصول، والعائد حمذوف، وكذلك )إمنا صنعوا كيد ساحر( فمن رفع كيد فإن عاملة وما موصولة والعائد حمذوف، لكنه حمتمل لالمسى واحلريف، أي إن الذى صنعوه، أو إن صنعهم. ومن

فما كافة، وجزم النحويون بأن ما كافة يف )إمنا خيشى اهلل -د والربيع بن خيثم وهو ابن مسعو -نصب من عباده العلماء( وال ميتنع أن تكون مبعىن الذى، والعلماء خرب، والعائد مسترت يف خيشى. وأطلقت " ما " على مجاعة العقالء، كما يف قوله تعاىل )أو ما ملكت أميانكم( )فانكحوا ما طاب لكم من

[ فمن نصب احلمام وهو االرجح 12لنساء( وأما قول النابغة: * قالت أال ليتما هذا احلمام لنا * ] اعند النحويني يف حنو " ليتما زيدا قائم " فما: زائدة غري كافة، وهذا: امسها، ولنا: اخلرب، قال سيبويه:

كافة، وهذا مبتدأ، وحيتمل . فعلى هذا حيتمل أن تكون ما وقد كان رؤية بن العجاج ينشده رفعا، اهأن تكون موصولة وهذا خرب حملذوف، أي ليت الذى هو هذا احلمام لنا، وهو ضعيف، حلذف الضمري املرفوع يف صلة غري أي مع عدم الطول، وسهل ذلك لتضمنه إبقاء االعمال. وزعم مجاعة من

سبب إفادهتا للحصر، قالوا: الن إن االصوليني والبيانيني أن " ما " الكافة الىت مع إن نافية، وأن ذلك لالثبات وما للنفي، فال جيوز أن يتوجها معا إىل سئ واحد: النه تناقض، وال أن حيكم بتوجه النفى

للمذكور بعدها، النه

[331 ]

خالف الواقع باتفاق، فتعني صرفه لغري املذكور وصرف االثبات للمذكور، فجاء احلصر. وهذا متني باطلتني بإمجاع النحويني، إذ ليست إن لالثبات، وإمنا هي لتوكيد الكالم البحث مبىن على مقد

إثباتا كان مثل " إن زيدا قائم " أو نفيا مثل " إن زيدا ليس بقائم " ومنه )إن اهلل ال يظلم الناس شيئا( سب القول وليست " ما " للنفي، بل هي مبنزلتها يف أخواهتا ليتما ولعلما ولكنما وكأمنا، وبعضهم ين

بأهنا نافية للفارسي يف كتاب الشريازيات، ومل يقل ذلك الفارسى ال يف الشريازيات وال يف غريها، وال قاله حنوى غريه، وإمنا قال الفارسى يف الشريازيات: إن العرب عاملوا إمنا معاملة النفى وإال يف فصل

إمنا * يدافع عن أحساهبم أنا أو مثلى ] أنا الذائد احلامى الذمار [ و - 513الضمري كقول الفرزدق: قد علمت سلمى وجاراهتا * ما قطر الفارس إال أنا وقول أىب حيان: ال - 511فهذا كقول اآلخر:

Page 225: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جيوز فصل الضمري احملصور بإمنا، وإن الفصل يف البيت االول ضرورة واستدالله بقوله تعاىل )قل إمنا هلل( )وإمنا توفون أجوركم يوم القيامة( وهم، الن احلصر أعظكم بواحدة( )إمنا أشكو بثى وحزين إىل ا

فيهن يف جانب الظرف ال الفاعل، أال ترى أن املعىن ما أعظكم إال بواحدة، وكذا الباقي. والثالث: الكافة عن عمل اجلر، وتتصل بأحرف وظروف. فاالحرف أحدها رب، وأكثر ما تدخل حينئذ على

[ الن التكثري والتقليل إمنا يكونان 231* ترفعن ثويب مشاالت ] املاضي كقوله: رمبا أوفيت يف علمفيما عرف حده، واملستقبل جمهول، ومن مث قال الرماين يف )رمبا يود الذين كفروا( إمنا جاز الن

املستقبل معلوم عند اهلل تعاىل

[313 ]

وقيل: التقدير رمبا كاملاضي، وقيل: هو على حكاية حال ماضية جمازا مثل )ونفخ يف الصور( كان يود، وتكون كان هذه شانية، وليس حذف كان بدون إن ولو الشرطيتني سهال، مث اخلرب حينئذ وهو يود خمرج على حكاية احلال املاضية فال حاجة إىل تقدير كان. وال ميتنع دخوهلا على اجلملة

ل املؤبل فيهم * ] وعناجيج بينهن االمسية، خالفا للفارسي، وهلذا قال يف قول. أىب دؤاد: رمبا اجلام[ ما: نكرة موصوفة جبملة حذف مبتدؤها، أي رب شئ هو اجلامل. الثاين: الكاف، 215املهار [ ]

[ قيل: ومنه )اجعل لنا 214حنو " كن كما أنت " وقوله: * كما سيف عمرو مل ختنه مضاربه * ] هو آهلة هلم، وقيل: ال تكف الكاف مبا، وإن ما إهلا كما هلم آهلة( وقيل: ما موصولة، والتقدير كالذى

فلئن صرت ال حتري جوابا * - 512يف ذلك مصدرية موصولة باجلملة االمسية. الثالث: الباء كقوله: لبما قد ترى وأنت خطيب ذكره ابن مالك، وأن ما الكافة أحدثت مع الباء معىن التقليل، كما

ذكروه كما هداكم( والظاهر أن الباء والكاف للتعليل، وأن أحدثت مع الكاف معىن التعليل يف حنو )وا" ما " معهما مصدرية، وقد سلم أن كال من الكاف والباء يأيت للتعليل مع عدم " ما " كقوله تعاىل )فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت هلم( )ويكأنه ال يفلح الكافرون( وأن التقدير

: مث املناسب يف البيت معىن التكثري ال التقليل. أعجب لعدم فالح الكافرين

Page 226: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[311 ] وإنا ملما نضرب الكبش ضربة * ] على رأسه تلقى اللسان - 513الرابع: من، كقول أىب حية:

[ قاله ابن الشجرى: والظاهر أن " ما " مصدرية، وأن املعىن مثله يف )خلق 322من الفم [ ] ص ] أال أصبحت أمساء جاذمة احلبل [ * وضنت علينا، والضنني - 514االنسان من عجل( وقوله:

من البخل فجعل االنسان والبخيل خملوقني من العجل والبخل مبالغة. وأما الظروف فأحدها " بعد " -بكسر الالم -أعالقة أم الوليد بعدما * أفنان رأسك كالثغام املخلس املخلس - 515كقوله:

" ما " مصدرية، وهو الظاهر، الن فيه إبقاء بعد على أصلها من املختلط رطبه بيابسه. وقيل:بينما حنن باالراك معا * إذا - 516االضافة، والهنا لو مل تكن مضافة لنونت. والثاىن " بني " كقوله:

أتى راكب على مجله وقيل: " ما " زائدة، وبني مضافة إىل اجلملة، وقيل: زائدة، وبني مضافة إىل زمن اف إىل اجلملة، أي بني أوقات حنن باالراك، واالقوال الثالثة جترى يف " بني " مع االلف حمذوف مض

( ] ص 1فبينا نسوس الناس واالمر أمرنا * إذا حنن فيهم سوقة ليس ننصف ) - 511يف حنو قوله: 311 ]

ني وصاروا ( حفظى " إذا حنن فيهم سوقة نتنصف " يريد أهنم صاروا حمكومني بعد أن كانوا حاكم1)

يطلبون النصفة والعدل بعد أن كان ذلك يطلب منهم. )*(

[312 ]

والثالث والرابع " حيث، وإذ " ويضمنان حينئذ معىن إن الشرطية فيجزمان فعلني. وغري الكافة نوعان: عوض، وغري عوض. فالعوض يف موضعني: أحدمها: يف حنو قوهلم " أما أنت منطلقا انطلقت

لقت الن كنت منطلقا، فقدم املفعول له لالختصا ص، وحذف اجلار وكان لالختصار، " واالصل: انطوجئ، مبا للتعويض، وأدغمت النون للتقارب، والعمل عند الفارسى وابن جىن ملا، ال لكان. والثاىن: يف حنو قوهلم " أفعل هذا إما ال " وأصله: إن كنت ال تفعل غريه وغري العوض تقع بعد الرافع كقولك "

لو بأبانني جاء خيطبها * زمل ما أنف خاب بدم وقد - 518شتان ما زيد وعمرو " وقول مهلهل.

Page 227: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وأن التقدير أنفارا سرع هذا، وبعد 533مضى البحث يف قوله: * أنورا سرع ماذا يا فروق * ] )أياما تدعوا( الناصب الرافع حنو " ليتما زيدا قائم " وبعد اجلازم حنو )وإما ينزغنك من الشيطان نزغ(

مىت ما تناخى عند باب ابن هاشم تراحى وتلقى من فواضله - 511)أينما تكونوا( وقول االعشى: ندا وبعد اخلافض حرفا كان حنو )فبما رمحة من اهلل لنت هلم( )عما قليل( )مما خطيأهتم( وقوله: رمبا

[ وقوله: 231ضربة بسيف صقيل * بني بصرى وطعنة جنالء ]

[313 ]

[ أو امسا كقوله تعاىل )أميا 15وننصر موالنا ونعلم أنه * كما الناس جمروم عليه وجارم ] نام اخللى، وما أحس رقادي * واهلم حمتضر لدى وسادى من غري - 523االجلني( وقول الشاعر:

[ 211ما سقم، ولكن شفىن * هم أراه قد أصاب فؤادى وقوله: * وال سيما يوم بدارة جلجل * ] أي وال مثل يوم، وقوله " بدارة " صفة ليوم، وخرب ال حمذوف. ومن رفع " يوم " فالتقدير وال مثل الذى هو يوم، وحسن حذف العائد طول الصلة بصفة يوم، مث إن املشهور أن ما خمفوضة، وخرب ال حمذوف، وقال االخفش: ما خرب لال، ويلزمه قطع سئ عن االضافة من غري عوض، قيل: وكون خربال معرفة، وجوابه أنه قد يقدر ما نكرة موصوفة، أو يكون قد رجع إىل قول سيبويه يف " ال رجل قائم " إن ارتفاع اخلرب مبا كان مرتفعا به، ال بال النافية، وىف اهليتيات للفارسي " إذا قيل: قاموا ال سيما زيد،

ويرد صحة دخول الواو، وهى ال تدخل فال مهملة، وسى حال، أي قاموا غري مماثلني لزيد يف القيام " على احلال املفردة، وعدم تكرار ال، وذلك واجب مع احلال املفردة، وأما من نصبه فهو متييز، مث قيل: ما نكرة تامة خمفوضة باالضافة، فكأنه قيل. وال مثل شئ، مث جئ بالتمييز، وقال الفارسى: ما حرف

على التمرة مثلها زيدا " وإذا قلت: ال سيما زيد، كاف لسى عن االضافة، فأشبهت االضافة يف " جاز جر " زيد " ورفعه، وامتنع نصبه.

[314 ]

Page 228: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وزيدت قبل اخلافض كما يف قول بعضهم " ما خال زيد، وما عدا عمرو " باخلفض، وهو نادر. غري جازمة حنو وتزاد بعد أداة الشرط، جازمة كانت حنو )أينما تكونوا يدرككم املوت( )وإما ختافن( أو

)حىت إذا ما جاؤها شهد عليهم مسعهم( وبني املتبوع وتابعه يف حنو )مثال ما بعوضة( قال الزجاج: ما ، ويؤيده سقوطها يف قراءة ابن مسعود وبعوضة بدل، وقيل: حرف زائد للتوكيد عند مجيع البصريني، اه

وقرأ رؤية برفع بعوضة، واالكثرون ما اسم نكرة صفة ملثال أو بدل منه، وبعوضة عطف بيان على ما،على أن ما موصولة، أي الذى هو بعوضة، وذلك عند البصريني والكوفيني على حذف العائد مع عدم طول الصلة وهو شاذ عند البصريني قياس عند الكوفيني، واختار الزخمشري كون ما استفهامية مبتدأ،

- 521 احلقارة وزادها االعشى مرتني يف قوله: وبعوضة خربها، واملعىن أن شئ البعوضة فما فوقها يفإما ترينا حفاة ال نعال لنا * إنا كذلك ما حنفى وننتعل وأمية بن أىب الصلت ثالث مرات يف قوله:

سلع ما، ومثله عشر ما * عائل ما، وعالت البيقورا وهذا البيت قال عيسى بن عمر: ال - 522وقال غريه: كانوا إذا أرادوا االستسقاء يف سنة اجلدب عقدوا يف أدرى ما معناه، وال رأيت أحدا يعرفه،

أذناب البقر وبني عراقيبها السلع بفتحتني والعشر بضمة ففتحة، ومها ضربان من الشجر، مث أوقدوا فيها النار وصعدوا هبا اجلبال، ورفعوا أصواهتم بالدعاء قال:

[315 ]

لك بني اهلل واملطر ومعىن " عالت البيقورا " أن أجاعل أنت بيقورا مسلعة * ذريعة - 523السنة أثقلت البقر مبا محلتها من السلع والعشر وهذا فصل عقدته للتدريب يف ما قوله تعاىل )ما أغىن عنه ماله وما كسب( حتتمل ما االوىل النافية أي مل يغن واالستفهامية فتكون مفعوال مطلقا، والتقدير

، ويضعف كونه مبتدأ حبذف املفعول املضمر حينئذ، إذ تقديره أي إغناء أغناه أي إغناء أغىن عنه مالهعنه ماله، وهو نظري " زيد ضربت " إال أن اهلاء احملذوفة يف اآلية مفعول مطلق، وىف املثال مفعول به،

ر وأما ما الثانية فموصول امسى أو حريف، أي والذى كسبه، أو وكسبه، وقد يضعف االمسى بأنه إذا قدوالذى كسبه لزم التكرار لتقدم ذكر املال، وجياب بأنه جيوز أن يراد به الولد، ففى احلديث " أحق ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه " واآلية حينئذ نظري )لن تغىن عنهم أمواهلم وال أوالدهم(

Page 229: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لالستفهامية وللنافية، وأما )وما يغىن عنه ماله إذا تردى( )ما أغىن عىن ماليه( فما فيهما حمتملةويرجحها تعينها يف )فما أغىن عنهم مسعهم وال أبصارهم( واالرجح يف )وما أنزل على امللكني( أهنا موصولة عطف على السحر، وقيل: نافية فالوقف على السحر، واالرجح يف )لتنذر قوما ما أنذر

وحتتمل املوصولة واالظهر يف )فاصدع مبا آباؤهم( أهنا النافية بدليل )وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير( تؤمر( املصدرية، وقيل: موصولة، قال ابن الشجرى: ففيه مخسة حذوف، واالصل مبا تؤمر بالصدع به، فحذفت الباء فصار بالصدعه فحذفت أل المتناع مجعها مع االضافة فصار بصدعه، مث حذف

- 524كما قال عمرو بن معد يكرب: املضاف كما يف )واسأل القرية( فصار به، مث حذف اجلار [ 566أمرتك اخلري فافعل ما أمرت به * ] فقد تركتك ذا مال وذ انشب [ ] ص

[316 ]

فصار تؤمره، مث حذف اهلاء كما حذفت يف )أهذا الذى بعث اهلل رسوال( وهذا تقرير ابن جىن. ننسخ وانتصاهبا إما على أهنا وأما )ما ننسخ من آية( فما شرطية، وهلذا جزمت، وحملها النصب ب

مفعول به مثل )أيا ما تدعوا( فالتقدير أي شئ ننسخ، ال أي آية ننسخ، الن ذلك ال جيتمع مع )من آية( وإما على أهنا مفعول مطلق، فالتقدير: أي نسخ ننسخ، فآية مفعول ننسخ، ومن زائدة، ورد هذا

منه، فإنه نفسه نقل عن صاحب هذا الوجه أن ما أبو البقاء بأن " ما " املصدرية ال تعمل، وهذا سهو مصدر مبعىن أهنا مفعول مطلق، ومل ينقل عنه أهنا مصدرية. وأما قوله: تعاىل )مكناهم يف االرض ما مل منكن لكم( فما حمتملة للموصوفة أي شيئا مل منكنه لكم، فحذف العائد، وللمصدرية الظرفية، أي أن

االول على املصدر، وقيل: على املفعول به على تضمني مكنا معىن مدة متكنهم أطول، وانتصاهبا يفأعطينا، وفيه تكلف. وأما قوله تعاىل )فقليال ما يؤمنون( فما حمتملة لثالثة أوجه، أحدها: الزيادة، فتكون إما جملرد تقوية الكالم مثلها يف )فما رمحة من اهلل لنت هلم( فتكون حرفا باتفاق، وقليال يف

[ وإما الفادة التقليل مثلها يف " 134فى مثلها يف قوله: * قليل هبا االصوات إال بغامها * ] معىن النأكلت أكالما " وعلى هذا فيكون تقليال بعد تقليل، ويكون التقليل على معناه، ويزعم قوم أن " ما "

در حمذوف، أو هذه اسم كما قدمناه يف )مثال ما بعوضة( والوجه الثاين: النفى، وقليال: نعت ملص

Page 230: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الظرف حمذوف، أي إميانا قليال أو زمنا قليال، أجاز ذلك بعضهم، ويرده أمران: أحدمها أن ما النافية هلا الصدر فال يعمل ما بعدها فيما قبلها، ويسهل ذلك شيئا ما على تقدير

[311 ]

تغنينا * ] قليال نعتا للظرف، الهنم يتسعون يف الظرف، وقد قال: * وحنن عن فضلك ما اس[ والثاىن: أهنم ال جيمعون بني جمازين، وهلذا مل جييزوا " دخلت االمر " لئال جيمعوا بني حذف 131

يف وتعليق الدخول باسم املعىن، خبالف " دخلت يف االمر " و " دخلت الدار " واستقبحوا " سري وصوف، خبالف " سري عليه عليه طويل " لئال جيمعوا بني جعل احلدث أو الزمان مسريا وبني حذف امل

طويال " و " سري عليه سري طويل، أو زمن طويل ". والثالث: أن تكون مصدرية، وهى وصلتها فاعل بقليال، وقليال حال معمول حملذوف دل عليه املعىن، أي لعنهم اهلل، فأخروا قليال إمياهنم، أجازه ابن

ما فرطتم يف يوسف( ما إما زائدة، فمن احلاجب، ورجح معناه على غريه. وقوله تعاىل )ومن قبل متعلقة بفرطتم، وإما مصدرية فقيل: موضعها هي وصلتها رفع باالبتداء، وخربه من قبل، ورد بأن الغايات ال تقع أخبارا وال صالت وال صفات وال أحواال، نص على ذلك سيبويه ومجاعة من احملققني،

يل: نصب عطفا على أن وصلتها، أي أمل تعلموا ويشكل عليهم )كيف كان عاقبة الذين من قبل( وقأخذ أبيكم املوثق وتفريطكم، ويلزم على هذا االعراب الفصل بني العاطف واملعطوف بالظرف وهو ممتنع، فإن قيل: قد جاء )وجعلنا من بني أيديهم سدا ومن خلفهم سدا( )ربنا آتنا يف الدنيا حسنة وىف

كما توهم ابن مالك، بل املعطوف شيئان على شيئني. وقوله اآلخرة حسنة( قلنا: ليس هذا من ذلك تعاىل )ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما مل متسوهن( ما ظرفية، وقيل: بدل من النساء، وهو بعيد،

وتقول " اصنع ما صنعت " فما موصولة أو

[318 ]

أمتنعت الشرطية، شرطية، وعلى هذا فتحتاج إىل تقدير جواب، فإن قلت " اصنع ما تصنع "الن شرط حذف اجلواب مضى فعل الشرط. وتقول " ما أحسن ما كان زيد " فما الثانية مصدرية،

Page 231: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وكان زيد صلتها، واجلملة مفعول، وجيوز عند من جوز إطالق ما على آحاد من يعلم أن تقدرها مبعىن على قوله أيضا أن تكون الذى، وتقدر كان ناقصة رافعة لضمريها وتنصب زيدا على اخلربية، وجيوز

مبعىن الذى مع رفع زيد، على أن يكون اخلرب ضمري ما، مث حذف، واملعىن ما أحسن الذى كانه زيد، إال أن حذف خرب كان ضعيف. ومما يسأل عنه قول الشاعر يف صفة فرس صافن: أي ثان يف وقوفه

الث كسريا فيقال: كان الظاهر ألف الصفون فما يزال كأنه * مما يقوم على الث - 525إحدى قوائمه: رفع كسريا خربا لكأن. واجلواب أنه خرب ليزال، ومعناه كاسر: أي ثان، كرحيم وقدير، ال مكسور ضد الصحيح كجريح وقتيل، وما مصدرية، وهى وصلتها خرب كأن، أي ألف القيام على الثالث فال يزال

، وقيل: ما مبعىن الذى وضمري يقوم عائد ثانيا إحدى قوائمه حىت كأنه خملوق من قيامه على الثالثإليها، وكسريا حال من الضمري، وهو مبعىن مكسور، وكأن ومعموالها خرب يزال، أي كأنه من اجلنس الذى يقوم على الثالث، واملعىن االول أوىل. )من(: تأتى على مخسة عشر وجها: أحدها: ابتداء

سائر معانيها راجعة إليه، وتقع هلذا املعىن يف غري الغاية، وهو الغالب عليها، حىت ادعى مجاعة أن الزمان، حنو )من املسجد احلرام( )إنه من سليمان( قال الكوفيون واالخفش واملربد وابن درستويه: وىف

الزمان أيضا،

[311 ]

- 526بدليل )من أول يوم( وىف احلديث " فمطرنا من اجلمعة إىل اجلمعة " وقال النابغة: ن أزمان يوم حليمة * إىل اليوم، قد جربن كل التجارب وقيل: التقدير من مضى أزمان يوم خترين م

حليمة، ومن تأسيس أول يوم، ورده السهيلي بأنه لو قيل هكذا الحتيج إىل تقدير الزمان. الثاين: التبعيض، حنو )منهم من كلم اهلل( وعالمتها إمكان سد بعض مسدها، كقراءة ابن مسعود )حىت

قوا بعض ما حتبون( الثالث: بيان اجلنس، وكثريا ما تقع بعد ما ومهما، ومها هبا أوىل: الفراط تنفإهبامهما حنو )ما يفتح اهلل للناس من رمحة فال ممسك هلا( )ما ننسخ من اآلية( )مهما تأتنا به من آية(

فيها من أساور وهى وخمفوضها يف ذلك يف موضع نصب على احلال، ومن وقوعها بعد غريمها )حيلونمن ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستربق( الشاهد يف غري االوىل فإن تلك لالبتداء، وقيل:

Page 232: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زائدة، وحنو )فاجتنبوا الرجس من االوثان( وأنكر جمئ من لبيان اجلنس قوم، وقالوا: هي يف )من نبوا من االوثان الرجس وهو ذهب( و )من سندس( للتبعيض، وىف )من االوثان( لالبتداء، واملعىن فاجت

عبادهتا، وهذا تكلف. وىف كتاب املصاحف البن االنباري أن بعض الزنادقة متسك بقوله تعاىل )وعد اهلل الذين آمنوا وعملوا الصاحلات منهم مغفرة( يف الطعن على بعض الصحابة، واحلق أن من فيها

ذين استجابوا هلل والرسول من بعد ما أصاهبم للتبيني ال للتبعيض، أي الذين آمنوا هم هؤالء ومثله )الالقرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم( وكلهم حمسن ومتق )وإن مل ينتهوا عما يقولون ليمسن

الذين كفروا منهم عذاب أليم( فاملقول فيهم ذلك كلهم كفار.

[323 ]

لك من نبإ جاءين * ] وخربته عن وذ - 521الرابع: التعليل، حنو )مما خطيئاهتم أغرقوا( وقوله: يغضى حياء ويغضى من مهابته * ] فما - 528أىب االسود [ وقول الفرزدق يف على بن احلسني:

يكلم إال حني يبتسم [ اخلامس: البدل، حنو )أرضيتم باحلياة الدنيا من اآلخرة( )جلعلنا منكم مالئكة لن تغىن عنهم أمواهلم وال أوالدهم من اهلل شيئا( يف االرض خيلفون( الن املالئكة ال تكون من االنس )

أي بدل طاعة اهلل، أو بدل رمحة اهلل " وال ينفع ذا اجلد منك اجلد " أي ال ينفع ذا احلظ من الدنيا حظه بذلك، أي بدل طاعتك أو بدل حظك، أي بدل حظه منك، وقيل: ضمن ينفع معىن مينع،

)فليس من اهلل يف شئ( فليس من هذا خالفا لبعضهم، بل ومىت علقت من باجلد انعكس املعىن، وأما - 521من للبيان أو لالبتداء، واملعىن فليس يف شئ من والية اهلل، وقال ابن مالك يف قول أىب خنيلة:

] جارية مل تأكل املرققا [ * ومل تذق من البقول الفستقا املراد بدل البقول، وقال غريه: توهم الشاعر بقول، وقال اجلوهرى: الرواية " النقول " بالنون، ومن عليهما للتبعيض، واملعىن على أن الفستق من ال

قول اجلوهرى أهنا تأكل البقول إال الفستق، وإمنا املراد أهنا ال تأكل إال البقول، الهنا بدوية، وقال مري أخذوا املخاض من الفصيل غلبة * ظلما، ويكتب لال - 533اآلخر يصف عامل الزكاة باجلور:

أفيال أي بدل الفصيل، واالفيل: الصغري، النه يأفل بني االبل: أي يغيب، وانتصاب أفيال على احلكابة، الهنم يكتبون " أدى فالن أفيال " وأنكر قوم جمئ من للبدل

Page 233: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[321 ]

فقالوا: التقدير يف )أرضيتم باحلياة الدنيا من االخرة( أي بدال منها، فاملفيد للبدلية متعلقهااحملذوف، وأما هي فلالبتداء، وكذا الباقي، السادس: مرادفة عن، حنو )فويل للقاسية قلوهبم من ذكر اهلل( )يا ويلنا قد كنا يف غفلة من هذا( وقيل: هي يف هذه اآلية لالبتداء، لتفيد أن ما بعد ذلك من

وا من النار( وال يصح ( بويل، مثل )فويل للذين كفر 1العذاب أشد، وكأن هذا القائل يعلق معناها )(، وقيل: هي فيهما لالبتداء، أو هي يف االول للتعليل، أي من 2كونه تعليقا صناعيا للفصل باخلرب )

أجل ذكر اهلل، النه إذا ذكر قست قلوهبم. وزعم ابن مالك أن من يف حنو " زيد أفضل من عمرو " ىل من قول سيبويه وغريه إهنا البتداء للمجاوزة، وكأنه قيل: جاوز زيد عمرا يف الفضل، قال: وهو أو

. وقد االرتفاع يف حنو " أفضل منه " وابتداء االحنطاط يف حنو " شر منه " إذ ال يقع بعدها إىل، اهيقال: ولو كانت للمجاوزة لصح يف موضعها عن. السابع: مرادفة الباء، حنو )ينظرون من طرف خفى(

من: مرادفة يف، حنو )أروىن ماذا خلقوا من االرض( )إذا نودى قاله يونس، والظاهر أهنا لالبتداء. الثاللصالة من يوم اجلمعة( والظاهر أهنا يف االوىل لبيان اجلنس مثلها يف )ما ننسخ من آية(. التاسع: موافقة عند، حنو )لن تغىن عنهم أمواهلم وال أوالدهم من اهلل شيئا( قاله أبو عبيدة، وقد مضى القول

للبدل العاشر: مرادفة رمبا، وذلك إذا اتصلت مبا كقوله بأهنا يف ذلك

( االوىل حذف " معىن " فتكون العبارة " وكأن هذا القائل يعلقها بويل " الن من يف املشبه هبا 1)

( املراد باخلرب هنا اجلملة اخلربية، وهو )قد كنا يف غفلة من هذا(. )*( 2متعلقة بويل. )

[322 ]

[ قاله السرياىف وابن 513الكبش ضربة * على رأسه تلقى اللسان من الفم ] وإنا ملما نضرب خروف وابن طاهر واالعلم، وخرجوا عليه قول سيبويه: واعلم أهنم مما حيذفون كذا، والظاهر أن من فيهما ابتدائية وما مصدرية، وأهنم جعلوا كأهنم خلقوا من الضرب واحلذف مثل )خلق االنسان من

Page 234: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ى عشر: مرادفة على، حنو )ونصرناه من القوم( وقيل: على التضمني، أي منعناه منهم عجل(. احلاد(. الثاين عشر: الفصل، وهى الداخلة على ثاىن املتضادين حنو )واهلل يعلم املفسد من 1بالنصر )

املصلح( )حىت مييز اخلبيث من الطيب( قاله ابن مالك، وفيه نظر، الن الفصل مستفاد من العامل، مازوميز مبعىن فصل، والعلم صفة توجب التمييز، والظاهر أن من يف اآليتني لالبتداء، أو مبعىن فإن

عن. الثالث عشر: الغاية، قال سيبويه " وتقول رأيته من ذلك املوضع " فجعلته غاية لرؤيتك، أي حمال جاوزة، والظاهر لالبتداء واالنتهاء، قال " وكذا أخذته من زيد " وزعم ابن مالك أهنا يف هذه للم

عندي أهنا لالبتداء، الن االخذ ابتدئ من عنده وانتهى إليك. الرابع عشر: التنصيص على العموم، وهى الزائدة يف حنو " ما جاءين من رجل " فإنه قبل دخوهلا حيتمل يف اجلنس ونفى الوحدة، وهلذا

كيد العموم، وهى الزائدة يصح أن يقال " بل رجالن " وميتنع ذلك بعد دخول من. اخلامس عشر: تو يف حنو " ما جاءين من أحد، أو من ديار " فإن أحدا وديارا صيغتا عموم. وشرط زيادهتا يف النوعني

ثالثة أمور:

( حاصل هذا الكالم أن من يف اآلية متعلقة بنصر البتة، فإن كان نصر باقيا على معناه كانت من 1)

ضمن نصر معىن منع كانت من باقية على معناها، الن منع مبعىن على، الن نصر بعلى ال مبن، وإن يتعدى مبن. )*(

[323 ]

أحدها: تقدم نفى أو هنى أو استفهام هبل، حنو )وما تسقط من ورقة إال يعلمها( )ما ترى يف خلق الرمحن من تفاوت( )فارجع البصر هل ترى من فطور( وتقول " ال يقم من أحد " وزاد الفارسى

ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خاهلا ختفى على الناس تعلم ] ص - 531وله: الشرط كق[ وسيأتى فصل مهما. والثاىن: تنكري جمرورها. والثالث: كونه فاعال، أو مفعوال به، أو مبتدأ. 333

د وما أحدها: قد اجتمعت زيادهتا يف املنصوب واملرفوع يف قوله تعاىل: )ما اختذ اهلل من ول -تنبيهات (، الن مرفوعها شبيه 1كان معه من إله( ولك أن تقدر كان تامة، الن مرفوعها فاعل، وناقصة )

Page 235: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بالفاعل وأصله املبتدأ. الثاين: تقييد املفعول بقولنا به هي عبارة ابن مالك، فتخرج بقية املفاعيل، وكأن املعىن مبنزلة اجملرور مبع وبالالم وجه منع زيادهتا يف املفعول معه واملفعول الجله واملفعول فيه أهنن يف

وبفى، وال جتامعهن، ولكن ال يظهر للمنع يف املفعول املطلق وجه، وقد خرج عليه أبو البقاء )ما فرطنا يف الكتاب من شئ( فقال: من زائدة، وشئ يف موضع املصدر، أي تفريطا، مثل )ال يضركم كيدهم

مفعوال به، الن فرط إمنا يتعدى إليه بفى، وقد عدى هبا إىل شيئا( واملعىن تفريطا وضرا، قال: وال يكون الكتاب، قال: وعلى هذا فال حجة يف اآلية ملن ظن أن الكتاب حيتوى على ذكر كل شئ صرحيا، قلت: وكذا ال حجة فيها لو كان شئ مفعوال به، الن املراد بالكتاب اللوح احملفوظ، كما يف قوله

يف كتاب مبني( وهو رأى الزخمشري، والسياق يقتضيه. تعاىل: )وال رطب وال يابس إال

( يريد أنك إن قدرت كان تامة فمرفوعها فاعل، وإن قدرهتا ناقصة فمرفوعها أصله مبتدأ، فقد وجد 1)

الشرط الثالث على الوجهني. )*(

[324 ]

هنما يف االصل الثالث: القياس أهنا ال تزاد يف ثاىن مفعويل ظن، وال ثالث مفعوالت أعلم، الخرب، وشذت قراءة بعضهم )ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء( ببناء نتخذ للمفعول،

(، ويظهر ىل فساده يف املعىن، النك إذا قلت " ما 1ومحلها ابن مالك على شذوذ زيادة من يف احلال )اه عن اختاذه، وعلى هذا كان لك أن تتخذ زيدا يف حالة كونه خاذال لك " فأنت مثبت خلذالنه ن

فيلزم أن املالئكة أثبتوا النفسهم الوالية. الرابع: أكثرهم أمهل هذا الشرط الثالث، فيلزمهم زيادهتا يف اخلرب، يف حنو " ما زيد قائما " والتمييز يف حنو " ما طاب زيد نفسا " واحلال يف حنو " ما جاء أحد

البقاء يف )ما ننسخ من آية(: إنه جيوز كون )آية( حاال ومن راكبا " وهم ال جييزون ذلك. وأما قول أىب زائدة كما جاءت آية حاال يف )هذه ناقة اهلل لكم آية( واملعىن أي شئ ننسخ قليال أو كثريا، ففيه ختريج التنزيل على شئ إن ثبت فهو شاذ، أعىن زيادة من يف احلال، وتقدير ما ليس مبشتق ومنتقل وال

ال حاال، والتنظري مبا ال يناسب، فإن )آية( يف )هذه ناقة اهلل لكم آية( مبعىن عالمة يظهر فيه معىن احل

Page 236: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ال واحدة اآلى، وتفسري اللفظ مبا ال حيتمله، وهو قوله قليال أو كثريا، وإمنا ذلك مستفاد من اسم د الشرط لعمومه ال من آية. ومل يشرتط االخفش واحدا من الشرطني االولني، واستدل بنحو )ولق

جاءك من نبإ املرسلني( )يغفر لكم من ذنوبكم( )حيلون فيها من أساور من ذهب( )نكفر عنكم من سيئاتكم(.

( أصل العبارة قبل بناء الفعل للمجهول: يتخذنا الناس أولياء، فحذف الفاعل وهو الناس، وبىن 1)

ل انتصاب أولياء على الفعل للمجهول وأسند للضمري، وابن مالك يعترب اختذ متعدية لواحد فيجع احلالية، وغريه يعترب اختذ متعدية الثنني فيجعل نصب أولياء على أنه مفعول ثان. )*(

[325 ]

ومل يشرتط الكوفيون االول، واستدلوا بقوهلم " قد كان من مطر " وبقول عمر بن أىب ربيعة: ائي على زيادهتا " إن من وينمى هلا حبها عندنا * فما قال من شاكح مل يضر وخرج الكس - 532

أشد الناس عذابا يوم القيامة املصورون " وابن جىن قراءة بعضهم )ملا أتيتكم من كتاب وحكمة( (. وجوز الزخمشري يف )وما أنزلنا 1بتشديد ملا، وقال: أصله ملن ما، مث أدغم، مث حذفت ميم من )

كون املعىن ومن الذى كنا منزلني، فجوز على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلني( اآلية (. وقال الفارسى يف )وننزل من السماء من جبال فيها من برد(: جيوز كون من 1زيادهتا مع املعرفة )

ومن االخريتني زائدتني، فجوز الزيادة يف االجياب. وقال املخالفون: التقدير قد كان هو أي كائن من نس الكاشح، وإنه من أشد الناس أي إن الشأن، ولقد جنس املطر، وفما قال هو أي قائل من ج

جاءك هو أي جاء من اخلرب كائنا من نبأ املرسلني، أو ولقد جاءك نبأ من نبأ املرسلني مث حذف املوصوف، وهذا ضعيف يف العربية، الن الصفة غري مفردة، فال حيسن ختريج التنزيل عليه. واختلف يف

ال اجلمهور: البتداء الغاية، ورد بأهنا ال تدخل عندهم على الزمان " من " الداخلة على قبل وبعد، فق كما مر، وأجيب بأهنما غري متأصلني يف الظرفية

Page 237: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( من الىت قال ابن جىن بزيادهتا يف اآلية الكرمية هي الداخلة على كتاب والتقدير عنده: ملن مجلة ما 1)وهى مستكملة لشروط زيادهتا، والكالم يف ( من الداخلة على جند زائدة، 2آتيتكم كتاب وحكمة. )

من مقدرة الدخول على )ما( الىت جعلها مبعىن الذى وجعلها معطوفة على جند وهى يف )وما كنا منزلني( فصار التقدير: ومن الذى كنا منزلني، فزيدت من وهى داخلة على معرفة. )*(

[326 ]

ت قبلك " جئت زمنا قبل زمن جميئك، فلهذا وإمنا مها يف االصل صفتان للزمان، إذ معىن " جئسهل ذلك فيهما، وزعم ابن مالك أهنا زائدة، وذلك مبىن على قول االخفش يف عدم االشرتاط

)كلما أرادوا أن خيرجوا منها من غم( من االوىل لالبتداء والثانية للتعليل، وتعلقها -لزيادهتا. مسألة بدل اشتمال، وأعيد اخلافض، وحذف الضمري، أي من غم بأرادوا أو بيخرجوا، أو لالبتداء فالغم

)مما تنبت االرض من بقلها( من االوىل لالبتداء، والثانية إما كذلك فاجملرور بدل بعض -فيها. مسألة وأعيد اجلار، وإما لبيان اجلنس فالظرف حال واملنبت حمذوف، أي مما تنبته كائنا من هذا اجلنس.

تم شهادة عنده من اهلل( من االوىل مثلها يف " زيد أفضل من عمرو " ومن )ومن أظلم ممن ك -مسألة الثانية لالبتداء على أهنا متعلقة باستقرار مقدر، أو باالستقرار الذى تعلقت به عند، أي شهادة حاصلة عنده مما أخرب اهلل به، قيل: أو مبعىن عن، على أهنا متعلقة بكتم على جعل كتمانه عن االداء

)أتأتون الرجال شهوة من -وجبه اهلل كتمانه عن اهلل، وسيأتى أن )كتم( ال يتعدى مبن. مسألة الذى أ" دون النساء( من لالبتداء، والظرف صفة لشهوة، أي شهوة مبتدأة من دوهنن، قيل: أو للمقابلة ك

ه أنه ال خذ هذا من دون هذا " أي اجعله عوضا منه، وهذا يرجع إىل معىن البدل الذى تقدم، ويرد)ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب وال -(. مسألة 1يصح التصريح به وال بالعوض مكاهنا هنا )

املشركني أن

( وجه عدم صحة التصريح باملقابلة وبالعوض مكان من يف هذه اآلية الكرمية أن لفظ )دون( مينع 1)

صح التصريح به مكاهنا. )*( من التصريح بأحدمها، وقد علم أن من ال تكون للعوض إال إذا

Page 238: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[321 ]

ينزل عليكم من خري من ربكم( اآلية. فيها من ثالث مرات، االوىل للتبيني الن الكافرين نوعان )آلكلون من شجر من زقوم( )ويوم -كتابيون ومشركون، والثانية زائدة، والثالثة البتداء الغاية مسألة

)نودى من -منهما لالبتداء، والثانية للتبيني. مسألة حنشر من كل أمة فوجا ممن يكذب( االوىلشاطئ الوادي االمين يف البقعة املباركة من الشجرة( من فيهما لالبتداء، وجمرور الثانية بدل من جمروز االوىل بدل اشتمال الن الشجرة كانت نابتة بالشاطئ. )من(: على مخسة أوجه: شرطية حنو )من

امية حنو )من بعثنا من مرقدنا ؟( )فمن ربكما يا موسى ؟(. وإذا قيل " من يعمل سوأ جيز به(. واستفهيفعل هذا إال زيد ؟ " فهى من االستفهامية أشربت معىن النفى، ومنه )ومن يغفر الذنوب إال اهلل( وال يتقيد جواز ذلك بأن يتقدمها الواو، خالفا البن مالك، بدليل )من ذا الذى يشفع عنده إال بإذنه(.

ذا قيل " من ذا لقيت ؟ " فمن: مبتدأ وذا: خرب موصول، والعائد حمذوف، وجيوز على قول الكوفيني وإيف زيادة االمساء كون ذا زائدة، ومن مفعوال، وظاهر كالم مجاعة أنه جيوز يف " من ذا لقيت " أن تكون

إعرابه وثعلب يف من وذا مركبتني كما يف قولك " ماذا صنعت " ومنع ذلك أبو البقاء يف مواضع منأمالية وغريمها، وخصوا جواز ذلك مباذا، الن " ما " أكثر إهباما، فحسن أن جتعل مع غريها كشئ واحد، ليكون ذلك أظهر ملعناها، والن الرتكيب خالف االصل، وإمنا دل عليه الدليل مع " ما " وهو

اهلل يسجد له من يف السموات ومن قوهلم " ملا جئت " بإثبات االلف وموصولة ] يف [ حنو )أمل تر أن يف االرض(.

[328 ]

رب من أنضجت غيظا قلبه * قد - 533ونكرة موصوفة، وهلذا دخلت عليها رب يف قوله: متىن ىل موتا مل يطع ووصفت بالفكرة يف حنو قوهلم " مررت مبن معجب لك " وقال حسان رضى اهلل

( ويروى برفع غري، فيحتمل أن من 158يب حممد إيانا )عنه: فكفى بنا فضال على من غرينا * حب النعلى حاهلا، وحيتمل املوصولية، وعليهما فالتقدير: على من هو غرينا، واجلملة صفة أو صلة، وقال

Page 239: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إىن وإياك إذ حلت بأرحلنا * كمن بواديه بعد احملل ممطور أي كشخص ممطور - 534الفرزدق: كرة إال يف موضع خيص النكرات، ورد هبذين البيتني، فخرجهما بواديه. وزعم الكسائي أهنا ال تكون ن

على الزيادة، وذلك شئ مل يثبت كما سيأيت. وقال تعاىل )ومن الناس من يقول آمنا باهلل( فجزم مجاعة بأهنا موصوفة وهو بعيد، لقلة استعماهلا، وآخرون بأهنا موصولة، وقال الزخمشري: إن قدرت أل يف

ة مثل )ومنهم الذين يؤذون النيب( أو للجنس فموصوفة مثل )من املؤمنني رجال( الناس للعهد فموصولتقول " من يكرمين أكرمه " فتحتمل ] من [ االوجه االربعة، فإن -وحيتاج لتأمل. تنبيهان: االول

قدرهتا شرطية جزمت الفعلني، أو موصوفة رفعتهما، أو استفهامية رفعت االوىل وجزمت الثاين، النه بغري الفاء، ومن فيهن مبتدأ، وخرب االستفهامية اجلملة االوىل، واملوصولة أو املوصوفة اجلملة جواب

الثانية، والشرطية االوىل أو الثانية على خالف يف ذلك، وتقول " من زارين زرته " فال حتسن (، وحيسن ما عداها. 1االستفهامية )

تصح )*( -مع ذلك -ولكنها ( ال حتسن االستفهامية لكون ما بعدها ماضيا،1)

[321 ]

زيد يف أقسام من قسمان آخران، أحدمها أن تأتى نكرة تامة، وذلك عند أىب على، قاله -الثاين و 435] ونعم من كأمن ضافت مذاهبه [. * ونعم من هو يف سر وإعالن ] ص - 535يف قوله:

" خمصو ص باملدح، فهو مبتدأ خربه ما قبله أو [ فزعم أن الفاعل مسترت، ومن متييز، وقوله " هو 431خرب ملتبدأ حمذوف، وقال غريه: من موصول فاعل، وقوله " هو " مبتدأ خربه هو آخر حمذوف على

و 431] أنا أبو النجم [ وشعرى شعرى ] هلل درى ما أجن صدري [ ] ص - 536حد قوله: ونعم من هو الثابت يف حاىل السر ( والظرف متعلق باحملذوف، الن فيه معىن الفعل، أي 651

والعالنية. قلت: وحيتاج إىل تقدير هو ثالث يكون خمصوصا باملدح. الثاين: التوكيد، وذلك فيما زعم الكسائي ] من [ أهنا ترد زائدة كما، وذلك سهل على قاعدة الكوفيني يف أن االمساء تزاد، وأنشد

يا شاة من - 531فيمن خفض غرينا، وقوله: [ 158عليه: * فكفى بنا فضال على من غرينا * ]

Page 240: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قص ملن حلت له * حرمت على، وليتها مل حترم فيمن رواه مبن دون ما، وهو خالف املشهور، وقوله: ( 1آل الزبري سنام اجملد، قد علمت * ذاك القبائل واالثرون من عددا ) - 538

د وهو قوله " ذاك " وليس لك أن ( علمت يف هذا املوضع مبعىن عرفت فتحتاج إىل مفعول واح1)

تعتربها من أفعال اليقني فتكون حمتاجة إىل مفعولني، ووجه عدم صحة ذلك أن الشاعر مل يذكر إال مفعوال واحدا، وأنت خبري أن حذف املفعول الثاين من مفعويل ظن وأخواهتا لغري دليل ال جيوز، وهو

الذى يسمونه احلذف اقتصارا. )*(

[333 ]

أهنا يف االولني نكرة موصوفة، أي على قوم غرينا، ويا شاه: إنسان قنص، وهذا من الوصف ولناباملصدر للمبالغة، وعددا: إما صفة ملن على أنه اسم وضع موضع املصدر، وهو العد: أي واالثرون

ن. قوما ذوى عد، أي قوما معدودين، وإما معمول ليعد حمذوفا صلة أو صفة ملن، ومن بدل من االثرو )مهما(: اسم، لعود الضمري إليها يف )مهما تأتنا به من آية لتسحرنا هبا( وقال الزخمشري وغريه: عاد

. واالوىل أن يعود ضمري )هبا( آلية، عليها ضمري )به( وضمري )هبا( محال على اللفظ وعلى املعىن، اهن خليقة * وإن خاهلا ختفى وزعم السهيلي أهنا تأتى حرفا، بدليل قول زهري: ومهما تكن عند امرئ م

[ قال: فهى هنا حرف مبنزلة إن، بدليل أهنا ال حمل هلا، وتبعه ابن يسعون، 531على الناس تعلم ] ( قال: إذ 1قد أوبيت كل ماء فهى ضاوية * مهما تصب أفقا من بارق تشم ) - 531واستدل بقوله

فعوال الستيفاء فعل الشرط مفعوله، وال ال تكون مبتدأ لعدم الرابط من اخلرب وهو فعل الشرط، وال مسبيل إىل غريمها، فتعني أهنا ال موضع هلا. واجلواب أهنا يف االول إما خربتكن، وخليقة امسها، ومن زائدة، الن الشرط غري موجب عند أىب على، وإما مبتدأ، واسم تكن ضمري راجع إليها، والظرف خرب،

ومثله " ما جاءت حاجتك " فيمن نصب حاجتك، ومن خليقة وأنث ضمريها الهنا اخلليقة يف املعىن، تفسري للضمري، كقوله:

Page 241: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( أوبيت: فعل ماض مبىن للمجهول وزانه أكرمت ومعناه منعت، وضاوية: هزيلة من العطش، 1)أي نظر إليه -بوزن باعه يبيعه -والبارق: السحاب ذو الربق، وتشم: تنظر، من شام الربق يشيمه

طر. )*( ليعرف أين مب

[331 ]

] فتوضح فاملقراة مل يعف رمسها [ ملا نسجتها من جنوب ومشال وىف الثاين مفعول - 543تصب، وأفقا: ظرف، ومن بارق: تفسري ملهما أو متعلق بتصب، فمعناها التبعيض، واملعىن: أي شئ

بارقا من تصب يف أفق من البوارق تشم وقال بعضهم: مهما ظرف زمان، واملعىن أي وقت تصبأفق، فقلب الكالم، أو يف أفق بارقا، فزاد من، واستعمل أفقا ظرفا، انتهى، وسيأتى أن مهما ال تستعمل ظرفا. وهى بسيطة، ال مركبة من مه وما الشرطية، وال من ما الشرطية وما الزائدة. مث أبدلت

عان: أحدها: ما ال يعقل غري اهلاء من االلف االوىل دفعا للتكرار، خالفا لزاعمي ذلك. وهلا ثالثة مالزمان مع تضمن معىن الشرط، ومنه اآلية، وهلذا فسرت بقوله تعاىل )من آية( وهى فيها إما مبتدأ أو منصوبة على االشتغال، فيقدر هلا عامل متعد كما يف " زيدا مررت به " متأخرا عنها، الن هلا الصدر،

شرط، فتكون ظرفا لفعل الشرط، ذكره ابن مالك، وزعم أن أي مهما حتضرنا تأتنا به. الثاين: الزمان والوإنك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك ناال منتهى الذم أمجعا - 541النحويني أمهلوه، وأنشد حلامت:

وأبياتا أخر، وال دليل يف ذلك، جلواز كوهنا للمصدر مبعىن أي إعطاء كثريا أو قليال وهذه املقالة سبق ( 1وشدد الزخمشري االنكار على من قال هبا )إليها ابن مالك غريه،

( أراد املؤلف هبذا أن ينكر على ابن مالك شيئني، االول ادعاؤه أن النحويني أمهلوا هذا املعىن من 1)

معاين مهما، فذكر أن غري ابن مالك سبقه إىل ذكر هذه املقالة، والثاىن: أن هذا املعىن الذى ادعاه به من ال يدله يف العربية )*( ملهما غري صحيح، وإن يقول

[332 ]

Page 242: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فقال: هذه الكلمة يف عداد الكلمات الىت حيرفها من ال يد له يف علم العربية، فيضعها يف غري موضعها، ويظنها مبعىن مىت، ويقول " مهما جئتين أعطيتك " وهذا من وضعه، وليس من كالم واضع

آيات اهلل، انتهى. والقول بذلك يف اآلية ممتنع، ولو صح العربية، مث يذهب فيفسر هبا اآلية فيلحد يف ثبوته يف غريها، لتفسريها مبن آية. الثالث: االستفهام، ذكره مجاعة منهم ابن مالك، واستدلوا عليه

[ فزعموا أن مهما مبتدأ، وىل اخلرب، 155بقوله: مهما ىل الليلة مهما ليه * أودى ينعلى وسر باليه ] وكيدا، وأودى. مبعىن هلك، ونعلي: فاعل، والباء زائدة مثلها يف )كفى باهلل شهيدا( وأعيدت اجلملة ت

وال دليل يف البيت، الحتمال أن التقدير مه اسم فعل مبعىن اكفف مث استأنف استفهاما مبا وحدها. ال * ومهما تصلها أو بدأت براءة * ونقول فيه: - 543من املشكل قول الشاطيب رمحه اهلل: -تنبيه

جيوز يف مهما أن تكون مفعوال به لتصل الستيفائه مفعوله، وال مبتدأ لعدم الرابط، فإن قيل: قدر مهما واقعة على براءة، فيكون ضمري تصلها راجعا إىل براءة، وحينئذ فمهما مبتدأ أو مفعول حملذوف يفسره

العام، وبالوجه الذى تصل، قلنا: اسم الشرط عام، وبراءة اسم خا ص فضمريها كذلك، فال يرجع إىل* - 543بطل به ابتدائية مهما يبطل كوهنا مشتغال عنها العامل بالضمري. وهذه خبالفها يف قوله:

ومهما تصلها مع أواخر سورة * فإهنا هناك واقعة على البسملة الىت يف أول كل سورة، فهى عامة، تصل تصلها، والظرفية مبعىن وأى فيصح فيها االبتداء أو النصب بفعل يفسره تصل، أي وأى بسملة

وقت تصل البسملة، على القول جبواز ظرفيتها.

[333 ]

وأما هنا فيتعني كوهنا ظرفا لتصل بتقدير وأى وقت تصل براءة، أو مفعوال به حذف عامله أي ومهما تفعل، ويكون تصل وبدأت بدل تفصيل من ذلك الفعل، وأما ضمري تصلها فلك أن تعيده

مظهر قبله حمذوفا، أي ومهما تفعل يف براءة تصلها أو بدأت هبا، وحذف هبا، وملا خفى على اسماملعىن حبذف مرجع الضمري ذكر براءة بيانا له. إما على أنه بدل منه، أو على إضمار أعىن، ولك أن

، أو تعيده على ما بعده وهو براءة: إما على أنه بدل منه مثل " رأيته زيدا " فمفعول بدأت حمذوفعلى أن الفعلني تنازعاها فأعمل الثاين متسعا فيه بإسقاط الباء، وأضمر الفضلة يف االول، على حد

Page 243: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب * جهارا فكن يف الغيب أحفظ للود )مع(: اسم، - 544قوله: راءة ( " وق1بدليل التنوين يف قولك " معا " ودخول اجلار يف حكاية سيبويه " ذهبت من معه )

بعضهم )هذا ذكر من معى( وتسكني عينه لغة غنم وربيعة، ال ضرورة خالفا لسيبويه، وامسيتها حينئذ باقية، وقول النحاس " إهنا حينئذ حرف باالمجاع " مردود. وتستعمل مضافة، فتكون ظرفا، وهلا حينئذ

معكم( والثاىن: زمانه، حنو ثالثة معان: أحدها: موضع االجتماع، وهلذا خيرب هبا عن الذوات حنو )واهلل" جئتك مع العصر ". والثالث: مرادفة عند، وعليه القراءة وحكاية سيبويه السابقتني. ومفردة، فتنون،

أفيقوا بىن حرب وأهواؤنا معا * - 545وتكون حاال. وقد جاءت ظرفا خمربا به يف حنو قوله: على امسية " مع " يف موضعني، االول أن ( التنوين يدل 1)وأرماحنا موصولة مل تقضب( )هامش( * )

تكون امسا ملوضع االجتماع، والثاىن أن تكون امسا لزمان االجتماع، وقبول دخول من عليها يدل على امسيها يف موضع واحد، وهو أن يكون امسا مرادفا لعند، وهى ال خترج عن هذه املواضع الثالثة. )*(

[334 ]

، وهى يف االفراد مبعىن مجيعا عند ابن مالك، وهو خالف قول وقيل: هي حال، واخلرب حمذوفثعلب: " إذا قلت " جا آ مجيعا " احتمل أن فعلهما يف وقت واحدا أو يف وقتني، وإذا قلت " جا آ

كنت وحيىي كيدى واحد * - 546. وفيه نظر، وقد عادل بينهما من قال: معا " فالوقت واحد " اه* إذا حنت - 541ستعمل معا للجماعة كما تستعمل لالثنني، قال: نرمى مجيعا ونرامى معا وت

وأفىن رجاىل فبادوا معا * فأصبح قلىب هبم مستفزا - 548االوىل سجعن هلا معا * وقالت اخلنساء: )مىت(: على مخسة أوجه: اسم استفهام، حنو )مىت نصر اهلل( واسم شرط، كقوله: ] أنا ابن جال

[ واسم مرادف للوسط، وحرف مبعىن من أو يف، 263أضع العمامة تعرفوين ] وطالع الثنايا [ * مىت أخيل برقا مىت - 541وذلك يف لغة هذيل يقولون " أخرجها مىت كمه " أي منه، وقال ساعدة:

حاب له زجل * إذا يفرت من توماضه حلجا أي من سحاب حاب، أي ثقيل املشى له تصويت، مىت كمى " فقال ابن سيده: مبعىن يف، وقال غريه: مبعىن وسط، واختلف يف قوله بعضهم: " وضعته

وكذلك اختلف يف قول أىب ذؤيب يصف السحاب:

Page 244: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

على االصل ومعناه شام -مضارع أخال الربق، وأخيله -بضم اهلمزة وكسر اخلاء -( أخيل 1)

بوزن -بذاك، والزجل سحابه، ومىت: مبعىن من، واحلاىب معناه الدائى، وفسره املؤلف بالثقيل، وليس الصوت، ويفرت: يضعف، والتوماض: اللمع اخلفيف من الربق، وحلج: أمطر. )*( -مجل

[335 ]

[ فقيل: مبعىن من، وقال ابن 148شربن مباء البحر مث ترفعت * مىت جلج خضر هلن نثيج ] جمرور، فقيل: مها سيده: مبعىن وسط. )منذ، ومذ(: هلما ثالث حاالت: إحدامها: أن يليهما اسم

امسان مضافان، والصحيح أهنما حرفا جر: مبعىن من إن كان الزمان ماضيا، ومبعىن يف إن كان حاضرا، ومبعىن من وإىل مجيعا إن كان معدودا حنو " ما رأيته منذ يوم اخلميس، أو مذ يومنا، أو عامنا، أو مذ

ترجيح جر منذ للماضي على رفعه، ثالثة أيام " وأكثر العرب على وجوب جرمها للحاضر، وعلى ] قفا نبك من ذكرى حبيب - 553وترجيح رفع مذ للماضي على جره، ومن الكثري يف منذ قوله:

] ملن الديار بقنة احلجر( * - 551وعرفان [. * وربع عفت آثاره منذ أزمان ومن القليل يف مذ قوله: م مرفوع، حنو " مذ يوم اخلميس، ومنذ يومان " أقوين مذ حجج ومذ دهر واحلالة الثانية: أن يليهما اس

فقال املربد وابن السراج والفارسي: مبتدآن، وما بعدمها خرب، ومعنامها االمذ إن كان الزمان حاضرا أو معدودا، وأول املدة إن كان ماضيا، وقال االخفش والزجاج والزجاجى: ظرفان خمرب هبما عما بعدمها،

فمعىن " ما لقيته مذ يومان " بيىن وبني لقائه يومان، والخفاء مبا فيه من ومعنامها بني وبني مضافني، التعسف، وقال أكثر الكوفيني: ظرفان مضافان جلملة حذف فعلها، وبقى فاعله، واالصل: مذ كان يومان، واختاره السهيلي وابن مالك، وقال بعض الكوفيني: خرب حملذوف، أي ما رأيته من الزمان الذى

بناء على أن مذ مركبة من كلمتني من وذو الطائية. هو يومان،

[336 ]

Page 245: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ما زال مذ عقدت يداه إزاره - 552احلالة الثالثة: أن يليهما اجلمل الفعلية أو االمسية، كقوله: وما زلت أبغى املال مذ أنا يافع ] وليدا وكهال حني - 553] فسما فأدرك مخسة االشبار [ وقوله:

شهور أهنما حينئذ ظرفان مضافان، فقيل: إىل اجلملة، وقيل: إىل زمن مضاف إىل شبت وأمردا [ واملاجلملة، وقيل: مبتدآن، فيجب تقدير زمان مضاف للجملة يكون هو اخلرب. وأصل مذ منذ، بدليل رجوعهم إىل ضم ذال مذ عند مالقاة الساكن، حنو " مذ اليوم " ولوال أن االصل الضم لكسروا، والن

ل " مذ زمن طويل " فيضم مع عدم الساكن، وقال ابن ملكون: مها أصالن، النه ال بعضهم يقو يتصرف يف احلرف وال شبهه، ويرده ختفيفهم إن وكأن ولكن ورب وقط، وقال املالقى: إذا كانت مذ

امسا فأصلها منذ، أو حرفا فهى أصل....

تاب " مغىن اللبيب، عن كتب االعاريب " اجلزء االول من ك -قد مت حبمد اهلل تعاىل وتوفيقه وتيسريه

اجلزء الثاين، -إن شاء اهلل تعاىل -الحنى النحاة العالمة ابن هشام، االنصاري، املصرى. ويليه مفتتحا حبرف النون من باب احلروف وقال أكثر الكوفيني: ظرفان مضافان جلملة حذف فعلها، وبقى

يلي وابن مالك، وقال بعض الكوفيني: خرب حملذوف، فاعله، واالصل: مذ كان يومان، واختاره السه أي ما رأيته من الزمان الذى هو يومان، بناء على أن مذ مركبة من كلمتني من وذو الطائية.

[336 ]

....

اجلزء االول من كتاب " مغىن اللبيب، عن كتب االعاريب " -قد مت حبمد اهلل تعاىل وتوفيقه وتيسريه

اجلزء الثاين، -إن شاء اهلل تعاىل -العالمة ابن هشام، االنصاري، املصرى. ويليه الحنى النحاة مفتتحا حبرف النون من باب احلروف نسأل اهلل جلت قدرته أن يعني على إكماله مبنه وفضله

Page 246: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مغىن اللبيب

2ابن هشام االنصاري ج

[331 ]

مغىن اللبيب عن كتب االعاريب تأليف االمام أىب حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف ابن أمحد بن من اهلجرة حققه، وفصله، وضبط غرائبه 161عبد اهلل بن هشام، االنصاري، املصرى املتوىف يف سنة

اجلزء الثاين تعاىل عنه حممد حمىي الدين عبد احلميد عفا اهلل

[331 ] تأتى على أربعة أوجه: أحدها: نون التوكيد، وهى -بسم اهلل الرمحن الرحيم حرف النون النون املفردة

خفيفة وثقيلة، وقد اجتمعتا يف قوله تعاىل: )ليسجنن وليكونا( ومها أصالن عند البصريني، وقال لتوكيد، قال اخلليل: والتوكيد بالثقيلة أبلغ، وخيتصان بالفعل، وأما الكوفيون: الثقيلة أصل، ومعنامها ا

] أريت إن جاءت به أملودا * مرجال ويلبس الربودا [ * أقائلن أحضروا الشهودا * - 554قوله: - 555فضرورة سوغها شبه الوصف بالفعل. ويؤكد هبما صيغ االمر مطلقا، ولو كان دعائيا كقوله:

ا ] وثبت االقدام إن القينا [ إال أفعل يف التعجب، الن معناه كمعىن الفعل املاضي، فأنزلن سكينة علين] ومستبدل من بعد غضىي صرمية [ * فأحربه بطول فقر وأحريا وال يؤكد هبما - 556وشذ قوله:

دامن سعدك لو رمحت متيما * لوالك مل يك للصبابة جاحنا - 551املاضي مطلقا، وشذ قوله: أنه مبعىن أفعل، وأما املضارع فإن كان حاال مل يؤكد هبما، وإن كان مستقبال أكد هبما والذى سهله

وجوبا يف حنو قوله تعاىل )وتاهلل الكيدن أصنامكم( وقريبا من الوجوب بعد إما يف حنو )وإما ختافن من

Page 247: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

على حد قوله: * قوم( )وإما ينزغنك( وذكر ابن جىن أنه قرئ )فإما ترين( بياء ساكنة بعدها نون الرفع [ 448يوم الصليفاء مل يوفون باجلار * ]

[343 ]

ففيها شذوذان: ترك نون التوكيد، وإثبات نون الرفع مع اجلازم. وجوازا كثريا بعد الطلب حنو )وال ] إذا مات منهم سيد سرق ابنه [ * ومن عضة - 558حتسنب اهلل غافال( وقليال يف مواضع كقوهلم:

ها الثاين: التنوين، وهو نون زائدة ساكنة تلحق اآلخر لغري توكيد، فخرج نون حسن ما ينبنت شكري الهنا أصل، ونون ضيفن للطفيلي الهنا متحركة، ونون منكسر وانكسر الهنا غري آخر، ونون )لنسفعا(

ه الهنا للتوكيد. وأقسامه مخسة: تنوين التمكني، وهو: الالحق لالسم املعرب املنصرف إعالما ببقائعلى أصله وأنه مل يشبه احلرف فيبىن، وال الفعل فيمنع الصرف، ويسمى تنوين اال مكنية أيضا، وتنوين

الصرف، وذلك كزيد ورجل ورجال. وتنوين التنكري، وهو: الالحق لبعض االمساء املبنية فرقا بني ختوم بويه بقياس حنو معرفتها ونكرهتا، ويقع يف باب اسم الفعل بالسماع كصه ومه وإيه، وىف العلم امل

" جاءين سيبويه وسيبويه آخر ". وأما تنوين رجل وحنوه من املعربات فتنوين متكني، ال تنوين تنكري، كما قد يتوهم بعض الطلبة، وهلذا لو مسيت به رجال بقى ذلك التنوين بعينه مع زوال التنكري. وتنوين

ة النون يف " مسلمني " وقيل: هو عوض عن املقابلة، وهو: الالحق لنحو " مسلمات " جعل يف مقابلالفتحة نصبا، ولو كان كذلك مل يوجد يف الرفع واجلر، مث الفتحة قد عوض عنها الكسرة، فما هذا

العوض الثاين ؟ وقيل: هو تنوين التمكني، ويرده ثبوته مع التسمية به كعرفات كما تبقى نون مسلمني ني، وهلذا لو مسى مبسلمة مسمى به، وتنوين التمكني ال جيامع العلت

[341 ]

أو عرفة زال تنوينهما، وزعم الزخمشري أن عرفات مصروف، الن تاءه ليست للتأنيث، وإمنا هي وااللف للجمع، قال: وال يصح أن يقدر فيه تاء غريها، الن هذه التاء الختصاصها جبمع املؤنث تأىب

كورة مبدلة من الواو، ولكن اختصاصها باملؤنث يأىب ذلك، كما ال تقدر التاء يف بنت مع أن التاء املذ

Page 248: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ذلك، وقال ابن مالك: اعتبار تاء حنو عرفات يف منع الصرف أوىل من اعتبار تاء حنو عرفة ومسلمة، الهنا لتأنيث معه مجعية، والهنا عالمة ال تتغري يف وصل وال وقف. وتنوين العوض، وهو: الالحق عوضا

مضاف إليه: مفردا، أو مجلة. فاالول كجوار وغواش، فإنه عوض من من حرف أصلى، أو زائد، أو الياء وفاقا لسيبويه واجلمهور، ال عوض من ضمة الياء وفتحتها النائبة عن الكسرة خالفا للمربد، إذ لو صح لعوض عن حركات حنو حبلى، وال هو تنوين التمكني واالسم منصرف خالفا لالخفش، وقوله ملا

اجلمع بأوزان اآلحاد كسالم وكالم فصرف مردود، الن حذفها عارض للتخفيف، حذفت الياء التحقوهى منوية، بدليل أن احلرف الذى بقى أخريا مل حيرك حبسب العوامل، وقد وافق على أنه لو مسى يكتف امرأة مث سكن ختفيفا مل جيز صرفه كما جاز صرف هند، وأنه إذا قيل يف جيال علما لرجل

نصرف انصراف قدم علما لرجل، الن حركة تاء كتف ومهزة جيل منويا الثبوت، وهلذا جيل بالنقل مل يمل تقلب ياء جيل ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. والثاىن: كجندل، فإن تنوينه عوض من ألف جنادل، قاله ابن مالك، والذى يظهر خالفه، وأنه تنوين الصرف، وهلذا جير بالكسرة، وليس ذهاب االلف الىت

هي علم اجلمعية كذهاب الياء من حنو جوار وغواش. والثالث: تنوين كل وبعض إذا قطعتا عن االضافة حنو )وكال ضربنا له

[342 ]

االمثال( )فضلنا بعضهم على بعض( وقبل: هو تنوين التمكني، رجع لزوال االضافة الىت كانت ى يومئذ واهية( واالصل فهى يوم إذ انشقت تعارضه. والرابع: الالحق الذ يف حنو )وانشقت السماء فه

واهية، مث حذفت اجلملة املضاف إليها للعلم هبا، وجئ بالتنوين عوضا عنها، وكسرت الذال للساكنني. وقال االخفش: التنوين تنوين التمكني والكسرة إعراب املضاف إليه. وتنوين الرتمن، وهو: الالحق

وهو االلف والواو والياء، وذلك يف إنشاد بىن متيم، وظاهر للقوايف املطلقة بدال من حرف االطالق،قوهلم أنه ] تنوين [ حمصل للرتمن وقد صرح بذلك ابن يعيش كما سيأيت، والذى صرح به سيبويه وغريه من احملققني أنه جئ به لقطع الرتمن، وأن الرتمن وهو التغين حيصل بأحرف االطالق لقبوهلا ملد الصوت

551وا ومل يرتمنوا جاءوا بالنون يف مكاهنا وال خيتص هذا التنوين باالسم، بدليل قوله: فيها، فإذا أنشد

Page 249: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] أقلى اللوم عاذل والعتابن [ * وقوىل إن أصبت لقد أصابن وقوله: ] أفد الرتحل غري أن ركابنا [ * -غاىل، وهو: [ وزاد االخفش والعروضيون تنوينا سادسا، ومسوه ال 286ملا تزل برحالنا وكأن قدن ]

وقامت االعماق خاوى املخرتقن * ] مشتبه االعالم - 563الالحق آلخر القواىف املقيدة، كقول رؤبة: [ ومسى غاليا لتجاوزه حد الوزن، ويسمى االخفش احلركة الىت قبله غلوا، 361ملاع اخلفقن [ ] ص

من، زاعما أن الرتمن حيصل بالنون وفائدته الفرق بني الوقف والوصل، وجعله ابن يعيش من نوع تنوين الرت نفسها، الهنا حرف أغن، قال: وإمنا مسى املغىن مغنيا "

[343 ]

النه يغنن صوته: أي جيعل فيه غنة، واالصل عنده مغنن بثالث نونات فأبدلت االخرية ياء ختفيفا، عل الشاعر كان يزيد " إن " وأنكر الزجاج والسرياىف ثبوت هذا التنوين البتة، النه يكسر الوزن، وقاال: ل

يف آخر كل بيت، فضعف صوته باهلمزة، فتوهم السامع أن النون تنوين، واختار هذا القول ابن مالك، وزعم أبو احلجاج ابن معزوز أن ظاهر كالم سيبويه يف املسمى تنوين الرتمن أنه نون عوض من املدة،

حق للقوايف املطلقة والقوايف املقيدة تنوينا جماز، وليس بتنوين، وزعم ابن مالك يف التحفة أن تسمية الالوإمنا هو نون أخرى زائدة، وهلذا ال خيتص باالسم، وجيامع االلف والالم، ويثبت يف الوقف. وزاد

ويوم دخلت - 561بعضهم تنوينا سابعا، وهو تنوين الضرورة، وهو: الالحق ملاال ينصرف كقوله: سالم - 562يالت، إنك مرجلى [ وللمنادى املضموم كقوله: اخلدر خدر عنيزة ] فقالت: لك الو

اهلل يا مطر عليها * ] وليس عليك يا مطر السالم [ وبقوله أقول يف الثاين دون االول، الن االول تنوين التمكني، الن الضرورة أباحت الصرف، وأما الثاين فليس تنوين متكني، الن االسم مبىن على

ين الشاذ، كقول بعضهم " هؤالء قومك " حكاه أبو زيد، وفائدته جمرد تكثري الضم. وثامنا، وهو التنو اللفظ، كما قيل يف ألف قبعثرى، وقال ابن مالك: الصحيح أن هذا نون زيدت يف آخر االسم كنون ضيفن، وليس بتنوين، وفيما قاله نظر، الن الذى حكاه مساه تنوينا، فهذا دليل منه على أنه مسعه يف

الوقف، ونون ضيفن ليست كذلك. وذكر ابن اخلباز يف شرح اجلزولية أن أقسام التنوين الوصل دون عشرة، وجعل كال من

Page 250: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[344 ]

تنوين املنادى وتنوين صرف ما ال ينصرف قسما برأسه، قال: والعاشر تنوين احلكاية، مثل أن تسمى ه بأنه تنوين الصرف، الن الذى كان رجال بعاقلة لبيبة، فإنك حتكى اللفظ املسمى به، وهذا اعرتاف من

( بعدها. الثالث: نون االناث، وهى اسم يف حنو " النسوة يذهنب " خالفا 1قبل التسمية حكى )للمازين، وحرف يف حنو " يذهنب النسوة " يف لغة من قال " أكلوين الرباغيث " خالفا ملن زعم أهنا

بله خربه. الرابع: نون الوقاية، وتسمى نون العماد اسم وما بعدها بدل منها، أو مبتدأ مؤخر واجلملة قأيضا، وتلحق قبل ياء املتكلم املنتصبة بواحد من ثالثة: أحدها: الفعل، متصرفا كان حنو " أكرمىن "

أو جامدا حنو " عساين، وقاموا ما خالىن وما عداىن وحاشاىن " إن قدرت فعال، وأما قوله: ] عددت [ فضرورة، وحنو )تأمرونين( جيوز فيه 283القوم الكرام ليسى ] قومي كعديد الطيس [ إذ ذهب

الفك، واالدغام، والنطق بنون واحدة، وقد قرئ هبن يف السبعة، وعلى االخرية فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، وهو الصحيح. الثاين: اسم الفعل حنو " دراكىن " و " تراكىن " و " عليكىن

أدركين وأتركين والزمىن. الثالث: احلرف حنو " إنىن " وهى جائزة احلذف مع إن وأن ولكن " مبعىنوكأن، وغالبة احلذف مع لعل، وقليلته مع ليت. وتلحق أيضا قبل الياء املخفوضة مبن وعن إال يف

غري ذلك ( من الكالم، وقد تلحق يف 2الضرورة، وقبل املضاف إليها لدن أو قد أو قط إال يف القليل ) شذوذا كقوهلم " جبلىن " مبعىن حسىب.

( يف نسخة " إال يف قليل الكالم ". )*( 2( يف نسخة " حيكى بعدها " )1)

[345 ]

] وما أدرى وظين كل ظن [ * أمسلمىن إىل قومي شراحي يريد شراحيل، وزعم هشام - 563وقوله: ذلك على قوله يف ضاربين إن الياء منصوبة، ويرده أن الذى يف " أمسلمىن " وحنوه تنوين ال نون، وبىن

وليس املوافيىن لريفد خائبا * ] فإن له أضعاف ما كان أمال [ وىف احلديث " - 564قول الشاعر:

Page 251: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

غري الدجال أخوفين عليكم " والتنوين ال جيامع االلف والالم وال اسم التفضيل لكونه غري منصرف، الصحاح أنه يقال " جبلى " وال يقال " جبلىن " وليس كذلك. )نعم( وما ال ينصرف ال تنوين فيه، وىف

بفتح العني، وكنانة تكسرها، وهبا قرأ الكسائي، وبعضهم يبدهلا حاء، وهبا قرأ ابن مسعود، وبعضهم بكسر النون إتباعا لكسرة العني تنزيال هلا منزلة الفعل يف قوهلم نعم وشهد بكسرتني، كما نزلت بلى

ن( ؟ يف االمالة، والفارسي مل يطلع على هذه القراءة وأجازها بالقياس وهى حرف تصديق منزلة )الفووعد وإعالم، فاالول بعد اخلرب كقام زيد، وما قام زيد. والثاىن بعد افعل وال تفعل وما يف معنامها حنو

باملعىن الثالث هال تفعل وهال مل تفعل، وبعد االستفهام يف حنو هل تعطيين، وحيتمل أن تفسر يف هذا والثالث بعد االستفهام يف حنو هل جاءك زيد، وحنو )فهل وجدمت ما وعد ربكم حقا( )أئن لنا الجرا( وقول صاحب املقرب " إهنا بعد االستفهام للوعد " غري مطرد، ملا بيناه قبل. قيل: وتأتى للتوكيد إذا

إعالم، وأهنا جواب لسؤال مقدر، وقعت صدرا حنو " نعم هذه أطالهلم " واحلق أهنا يف ذلك حرف ومل يذكر سيبويه معىن االعالم البتة، بل قال: وأما نعم فعدة وتصديق، وأما بلى فيوجب هبا بعد النفى،

وكأنه رأى أنه إذا قيل " هل قام زيد " فقيل نعم فهى لتصديق ما بعد االستفهام واالوىل

[346 ]

أن تقول لقائل ذلك: صدقت، النه إنشاء ال خرب. واعلم أنه ما ذكرناه من أهنا لالعالم، إذ ال يصح إذا قيل " قام زيد " فتصديقه نعم، وتكذيبه ال، وميتنع دخول بلى لعدم النفى. وإذا قيل " ما قام زيد " فتصديقه نعم، وتكذيبه بلى، ومنه )زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى ورىب( وميتنع دخول ال، الهنا

بات ال لنفى النفى. وإذا قيل " أقام زيد " فهو مثل قام زيد، أعىن أنك تقول إن أثبت القيام: لنفى االثنعم، وإن نفيته: ال، وميتنع دخول بلى، وإذا قيل " أمل يقم زيد " فهو مثل مل يقم زيد، فتقول إذا أثبت

كم نذير قالوا بلى( )ألست القيام: بلى، ومينع دخول ال، وإن نفيته قلت: نعم، قال اهلل تعاىل )أمل يأتبربكم قالوا بلى( )أو مل تؤمن قال بلى( وعن ابن عباس رضى اهلل تعاىل عنهما أنه لو قيل نعم يف

جواب )ألست بربكم( لكان كفرا. واحلاصل أن " بلى " ال تأتى إال بعد نفى، وأن " ال " ال تأتى إال ى قد جاءتك آياتى( مع أنه مل يتقدم أداة نفى بعد إجياب، وأن " نعم " تأتى بعدمها، وإمنا جاز )بل

Page 252: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الن )لو أن اهلل هداين( يدل على نفى هدايته، ومعىن اجلواب حينئذ بلى قد هديتك مبجئ اآليات، (، مثل )وأما مثود فهديناهم(. وقال سيبويه، يف باب النعت، يف مناظرة 1أي قد أرشدتك لذلك )

لست تقول كذا وكذا، فإنه ال جيد بدا من أن يقول: نعم، جرت بينه وبني بعض النحويني: فيقال له: أفيقال له: أفلست تفعل كذا ؟ فإنه قائل: نعم، فزعم ابن الطراوة أن ذلك حلن. وقال مجاعة من

املتقدمني واملتأخرين منهم الشلوبني: إذا كان قبل النفى استفهام فإن كان على حقيقته فجوابه كجواب ادا به التقرير فاالكثر أن جياب مبا جياب به النفى رعيا للفظه، وجيوز عند أمن النفى اجملرد، وإن كان مر

اللبس أن جياب مبا جياب به االجياب

( يف نسخة " قد أرشدتك بذلك " وكالمها صحيح، ولكل وجه. )*( 1)

[341 ]

قال: أليس أحد يف الدار، رعيا ملعناه، أال ترى أنه ال جيوز بعده دخول أحد، وال االستثناء املفرغ، ال يوال أليس يف الدار إال زيد، وعلى ذلك قول االنصار رضى اهلل تعاىل عنهم للنىب صلى اهلل عليه وسلم

أليس الليل جيمع أم عمرو * - 565نعم، وقول جحدر: -وقد قال هلم: ألستم ترون هلم ذلك -وها النهار كما عالىن وعلى ذلك جرى كالم وإيانا، فذاك بنا تداىن نعم، وأرى اهلالل كما تراه * ويعل

سيبويه، واملخطئ خمطئ. وقال ابن عصفور: أجرت العرب التقرير يف اجلواب جمرى النفى احملض وإن كان إجيابا يف املعىن، فإذا قيل " أمل أعطك درمها " قيل يف تصديقه: نعم، وىف تكذيبه: بلى، وذلك

الفك، فإذا قال نعم مل يعلم هل أراد نعم مل تعطىن على الن املقرر قد يوافقك فيما تدعيه وقد خياللفظ أو نعم أعطيتين على املعىن، فلذلك أجابوه على اللفظ، ومل يلتفتوا إىل املعىن، وأما نعم يف بيت

جحدر فجواب لغري مذكور، وهو ما قدره يف اعتقاده من أن الليل جيمعه وأم عمرو، وجاز ذلك المن البيت -أحد يعلم أن الليل جيمعه وأم عمرو، أو هو جواب لقوله " وأرى اهلالل اللبس، لعلمه أن كل

" وقدمه عليه. قلت: أو لقوله: " فذاك بنا تداىن " وهو أحسن. وأما قول االنصار فجاز لزوال اللبس، . هالنه قد علم أهنم يريدون نعم نعرف هلم ذلك، وعلى هذا حيمل استعمال سيبويه هلا بعد التقرير، ا

Page 253: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ويتحرر على هذا أنه لو أجيب )ألست بربكم( بنعم مل يكف يف االقرار، الن اهلل سبحانه وتعاىل أوجب يف االقرار مبا يتعلق بالربوبية العبارة الىت ال حتتمل غري املعىن املراد من املقر، وهلذا ال يدخل يف

دة فقط، ولعل ابن عباس رضى اهلل االسالم بقوله " ال إله إال اهلل " برفع إله: الحتماله لنفى الوح عنهما إمنا قال إهنم لو قالوا نعم

[348 ]

مل يكن إقرارا كافيا، وجوز الشلوبني أن يكون مراده أهنم لو قالوا نعم جوابا للملفوظ به على ما هو االفصح لكان كفرا، إذ االصل تطابق اجلواب والسؤال لفظا، وفيه )نظر( ؟، الن التكفري ال يكون

على مخسة أوجه: أحدها: أن تكون ضمريا للغائب، وتستعمل -باالحتمال. حرف اهلاء اهلاء املفردة يف موضعي اجلر والنصب، حنو )قال له صاحبه وهو حياوره(. والثاىن: أن تكون حرفا للغيبة، وهى اهلاء

ا. والثالث: هاء ( أهنا حرف جملرد معىن الغيبة، وأن الضمري " إيا " وحده1يف " إياه " فاحلق )السكت، وهى الالحقة لبيان حركة أو حرف حنو )ماهيه( وحنو " ها هناه، ووازيداه " وأصلها أن

وأتى - 566يوقف عليها، ورمبا وصلت بنية الوقف. والرابع: املبدلة من مهزة االستفهام كقوله: تعد هذه، الهنا ليست صواحبها فقلن: هذا الذى * منح املودة غرينا وجفانا ؟ والتحقيق أن ال

بأصلية، على أن بعضهم زعم أن االصل " هذا " فحذفت االلف. واخلامس: هاء التأنيث، حنو " رمحه " يف الوقف، وهو قول الكوفيني. زعموا أهنا االصل، وأن التاء يف الوصل بدل منها، وعكس

كلمة ال كلمة. ذلك البصريون، والتحقيق أن ال تعد ولو قلنا بقول الكوفيني، الهنا جزء

إخل ". )*( -( يف نسخة " والتحقيق أهنا 1)

[341 ]

)ها( على ثالثة أوجه: أحدها: أن تكون امسا لفعل، وهو خذ، وجيوز مد ألفها، ويستعمالن بكاف اخلطاب وبدوهنا، وجيوز يف املمدودة أن يستغىن عن الكاف بتصريف مهزهتا تصاريف الكاف، فيقال "

Page 254: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ر بالفتح و " هاء " للمؤنث بالكسر، و " هاؤما " و " هاؤن " و " هاؤم " ومنه )هاؤم هاء " للمذكاقرأوا كتابيه(. والثاىن: أن تكون ضمريا للمؤنث، فتستعمل جمرورة املوضع ومنصوبته حنو )فأهلمها

بالبعيد فجورها وتقواها(. والثالث: أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة، أحدها: االشارة غري املختصةحنو " هذا " خبالف مث وهنا بالتشديد وهنالك. والثاىن: ضمري الرفع املخرب عنه باسم إشارة حنو )ها

أنتم أوالء( وقيل: إمنا كانت داخلة على االشارة فقدمت، فرد بنحو )ها أنتم هؤالء( فأجيب بأهنا ى يف هذا واجبة للتنبيه على أنه أعيدت توكيدا، والثالث: نعت أي يف النداء حنو " يا أيها الرجل " وه

املقصود بالنداء، قيل: وللتعويض عما تضاف إليه أي، وجيوز يف هذه يف لغة بىن أسد أن حتذف ألفها، وأن تضم هاؤها إتباعا، وعليه قراءة ابن عامر )أيه املؤمنون( )أيه الثقالن( )أيه الساحر( بضم اهلاء يف

لقسم عند حذف احلرف، يقال )ها اهلل( بقطع اهلمزة ووصلها، الوصل، والرابع: اسم اهلل تعاىل يف اوكالمها مع إثبات ألف " ها " وحذفها. )هل(: حرف موضوع لطلب التصديق االجيايب، دون التصور،

ودون التصديق السليب، فيمتنع حنو " هل زيدا ضربت " الن تقدمي االسم يشعر حبصول التصديق م أم عمرو " إذا أريد بأم املتصلة، و " هل مل يقم زيد " ونظريها يف بنفس النسبة، وحنو " هل زيد قائ

االختصا ص بطلب التصديق أم املنقطعة، وعكسهما أم املتصلة، ومجيع أمساء االستفهام فإهنن لطلب التصور ال غري، وأعم من اجلميع اهلمزة فإهنا مشرتكة بني الطلبني.

[353 ]

وجه: أحدها: اختصاصها بالتصديق. والثاىن: اختصاصها باالجياب، وتفرتق هل من اهلمزة من عشرة أتقول " هل زيد )قائم( ؟ " وميتنع " هل مل يقم " خبالف اهلمزة، حنو )أمل نشرح( )ألن يكفيكم(

[ والثالث: ختصيصها املضارع 133)أليس اهلل بكاف عبده( وقال: * أال طعان أال فرسان عادية * ] ل تسافر ؟ " خبالف اهلمزة حنو " أتظنه قائما " وأما قول ابن سيده يف شرح باالستقبال، حنو " ه

اجلمل: ال يكون الفعل املستفهم عنه إال مستقبال، فسهو، قال اهلل سبحانه وتعاىل )فهل وجدمت ما فمن مبلغ االحالف عىن رسالة * وذبيان هل أقسمتم كل - 561وعد ربكم حقا( وقال زهري:

امس والسادس: أهنا ال تدخل على الشرط، وال على إن، وال على اسم بعده فعل، مقسم والرابع واخل

Page 255: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يف االختيار، خبالف اهلمزة، بدليل )أفإن مت فهم اخللدون( )أئن ذكرمت، بل أنتم قوم مسرفون( )أئنك و النت يوسف( )أبشرا منا واحدا نتبعه(. والسابع والثامن: أهنا تقع بعد العاطف، ال قبله وبعد أم حن

ليت - 568)فهل يهلك إال القوم الفاسقون( وىف احلديث " وهل ترك لنا عقيل من رباع " وقال: شعرى هل مث هل آتينهم * أو حيولن دون ذاك محام ؟ وقال تعاىل )قل هل يستوى االعمى والبصري أم

اخلرب بعدها هل تستوى الظلمات والنور( التاسع: أنه يراد باالستفهام هبا النفى، ولذلك دخلت على إال يف حنو )هل جزاء االحسان إال االحسان( والباء يف قوله:

[351 ]

] يقول إذا اقلوىل عليها وأقردت [: * أال هل أخو عيش لذيذ بدائم ؟ وصح العطف يف - 561[ إذ ال يعطف 483وإن شفائى عربة مهراقة * وهل عند رسم دارس من معول ] ص - 513قوله:

ى اخلرب. فإن قلت: قد مر لك يف صدر الكتاب أن اهلمزة تأتى ملثل ذلك مثل )أفاصفاكم االنشاء علربكم بالبنني( أال ترى أن الواقع أنه سبحانه مل يصفهم بذلك ؟. قلت: إمنا مر أهنا لالنكار على

ما جيوز " مدعى ذلك، ويلزم من ذلك االنتفاء، ال أهنا للنفي ابتداء، وهلذا ال جيوز " أقام إال زيد " كهل قام إال زيد " )فهل على الرسل إال البالغ املبني( )هل ينظرون إال الساعة( وقد يكون االنكار مقتضيا لوقوع الفعل، على العكس من هذا، وذلك إذا كان مبعىن ما كان ينبغى لك أن تفعل، حنو

ادعى وقوع الشئ، أتضرب زيدا وهو أخوك ؟ ويتلخص أن االنكار على ثالثة أوجه: إنكار على من ويلزم من هذا النفى وإنكار على من أوقع الشئ، وخيتصان باهلمزة وإنكار لوقوع الشئ، وهذا هو معىن النفى، وهو الذى تنفرد به هل عن اهلمزة. والعاشر: أهنا تأتى مبعىن قد، وذلك مع الفعل، وبذلك فسر

ابن عباس رضى اهلل عنهما والكسائي قوله تعاىل )هل أتى على االنسان حني من الدهر( مجاعة منهموالفراء واملربد قال يف مقتضبه: هل لالستفهام حنو هل جاء زيد، وقد تكون مبنزلة قد حنو قوله جل امسه

. وبالغ الزخمشري فزعم أهنا أبدا مبعىن قد، وأن االستفهام إمنا هو مستفاد )هل أتى على االنسان( اه فصل عن سيبويه، فقال: وعند سيبويه أن هل مبعىن من مهزة مقدرة معها، ونقله يف امل

Page 256: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[352 ] 511قد، إال أهنم تركوا االلف قبلها، الهنا ال تقع إال يف االستفهام، وقد جاء دخوهلا عليها يف قوله:

ولو كان كما زعم مل تدخل إال سائل فوارس يربوع بشدتنا * أهل رأونا بسفح القاع ذى االكم اه -د، وثبت يف كتاب سيبويه رمحه اهلل ما نقله عنه، ذكره يف باب أم املتصلة، ولكن فيه على الفعل كق

أيضا ما قد خيالفه، فإنه قال يف باب عدة ما يكون عليه الكلم ما نصه: وهل هي لالستفهام، ومل يزد أي على ذلك. وقال الزخمشري يف كشافه )هل أتى( أي قد أتى، على معىن التقرير والتقريب مجيعا،

أتى على االنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان الطويل املمتد مل يكن فيه شيئا مذكورا، بل شيئا . وفسرها منسيا نطفة يف االصالب، واملراد باالنسان اجلنس بدليل )إنا خلقنا االنسان من نطفة( ه

ال بعضهم: معناها غريه بقد خاصة، ومل حيملوا قد على معىن التقريب، بل على معىن التحقيق، وقالتوقع، وكأنه قيل لقوم يتوقعون اخلرب عما أتى على االنسان وهو آدم عليه الصالة والسالم، قال:

واحلني زمن كونه طينا، وىف تسهيل ابن مالك أنه يتعني مرادفة هل لقد إذا دخلت عليها اهلمزة يعىن ها، بل قد تأتى لذلك كما يف اآلية، وقد كما يف البيت، ومفهومه أهنا ال تتعني لذلك إذا مل تدخل علي

ال تأتى له، وقد عكس قوم ما قاله الزخمشري، فزعموا أن هل ال تأتى مبعىن قد أصال. وهذا هو الصواب عندي، إذ ال متمسك ملن أثبت ذلك إال أحد ثالثة أمور: أحدها: تفسري ابن عباس رضى

ة للتقرير، وليس باستفهام حقيقي، وقد صرح بذلك اهلل عنهما، ولعله إمنا أراد أن االستفهام يف اآليمجاعة من املفسرين، فقال بعضهم: هل هنا لالستفهام التقريرى، واملقرر به من أنكر البحث، )وقد( ؟

علم أهنم يقولون: نعم قد مضى دهر طويل ال إنسان فيه، فيقال هلم: فالذي أحدث الناس

[353 ]

يه إحياؤهم بعد موهتم ؟ وهو معىن قوله تعاىل: )ولقد علمتم النشأة بعد أن مل يكونوا كيف ميتنع علاالوىل فلوال تذكرون( أي فهال تذكرون فتعلمون أنه من أنشأ شيئا بعد أن مل يكن قادر على إعادته

بعد عدمه ؟ انتهى. وقال آخر مثل ذلك، إال أنه فسر احلني بزمن التصوير يف الرحم، فقال: املعىن أمل الناس حني من الدهر كانوا فيه نطفا مث علقا مث مضغا إىل أن صاروا شيئا مذكورا. وكذا قال يأت على

Page 257: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الزجاج، إال أنه محل االنسان على آدم عليه الصالة والسالم، فقال: املعىن أمل يأت على االنسان حني هل لالستفهام . وقال بعضهم: ال تكون من الدهر كان فيه ترابا وطينا إىل أن نفخ فيه الروح ؟ اه

التقريرى، وإمنا ذلك من خصائص اهلمزة، وليس كما قال، وذكر مجاعة من النحويني أن هل تكون مبنزلة إن يف إفادة التوكيد والتحقيق، ومحلوا على ذلك )هل يف ذلك قسم لذى حجر( وقدروه جوابا

دهم، وقد مضى أن للقسم، وهو بعيد. والدليل الثاين: قول سيبويه الذى شافه العرب وفهم مقاصسيبويه مل يقل ذلك. والثالث: دخول اهلمزة عليها يف البيت، واحلرف ال يدخل على مثله يف املعىن،

وقد رأيت عن السرياىف أن الرواية الصحيحة " أم هل " وأم هذه منقطعة مبعىن بل، فال دليل، وبتقدير ( واحد على 1مع بني حرفني ملعىن )ثبوت تلك الرواية فالبيت شاذ، فيمكن خترجيه على أنه من اجل

[ بل الذى يف ذلك البيت أسهل، 211سبيل التوكيد، كقوله: * وال للما هبم أبدا دواء * ] الختالف اللفظني، وكون أحدمها على حرفني فهو كقوله:

( يف نسخة " مبعىن واحد ". )*( 1)

[354 ]

اهلوى أم تصوبا )هو( وفروعه: تكون أمساء وهو فأصبح ال يسألنه عن مبا به * أصعد يف علو - 512الغالب، وأحرفا يف حنو " زيد هو الفاضل " إذا أعرب فصال وقلنا: ال موضع له من االعراب، وقيل:

هي مع القول بذلك أمساء كما قال االخفش يف حنو صه ونزال: أمساء ال حمل هلا، وكما يف االلف ا امسا. حرف الواو )الواو املفردة( انتهى جمموع ما ذكر من والالم يف حنو " الضارب " إذا قدرنامه

أقسامها إىل أحد عشر: االول: العاطفة، ومعناها مطلق اجلمع، فتعطف الشئ على مصاحبه حنو )فأجنيناه وأصحاب السفينة( وعلى سابقه حنو )ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم( وعلى الحقه حنو )كذلك

لك(، وقد اجتمع هذان يف )ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى يوحى إليك وإىل الذين من قببن مرمي( فعلى هذا إذا قيل " قام زيد وعمرو " احتمل ثالثة معان، قال ابن مالك: وكوهنا للمعية

. وجيوز أن يكون بني متعاطفيها تقارب أو تراخ حنو )إنا رادوه راجح، وللرتتيب كثري، ولعكسه قليل، اه

Page 258: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

من املرسلني( فإن الرد بعيد إلقائه يف اليم واالرسال على رأس أربعني سنة، وقول بعضهم إليك وجاعلوه" إن معناها اجلمع املطلق " غري سديد، لتقييد اجلمع بقيد االطالق، وإمنا هي للجمع ال بقيد، وقول

بإفادهتا إياه قطرب السرياىف " إن النحويني واللغويني أمجعوا على أهنا ال تفيد الرتتيب " مردود، بل قالوالربعى والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي، ونقل االمام يف الربهان عن بعض احلنفية

أهنا للمعية

[355 ]

وتنفرد عن سائر أحرف العطف خبمسة عشر حكما: أحدها: احتمال معطوفها للمعاىن الثالثة شاكرا وإما كفورا(. والثالث: اقرتاهنا بال إن سبقت بنفى ومل السابقة. والثاىن: اقرتاهنا بإما حنو )إما

تقصد املعية حنو " ما قام زيد وال عمرو " ولتفيد أن الفعل منفى عنهما يف حالىت االجتماع واالفرتاق، ومنه )وما أموالكم وال أوالدكم بالىت تقربكم عندنا زلفى( والعطف حينئذ من عطف اجلمل عند

العامل، واملشهور أنه من عطف املفردات، وإذا فقد أحد الشرطني امتنع دخوهلا، بعضهم على إضمار فال جيوز حنو " قام زيد وال عمرو " وإمنا جاز )وال الضالني( الن يف )غري( معىن النفى، وإمنا جاز قوله:

، فاذهب فأى فىت يف الناس أحرزه * من حتفه ظلم دعج وال حيل الن املعىن ال فىت أحرزه - 513مثل )فهل يهلك إال القوم الفاسقون(، وال جيوز " ما اختصم زيد وال عمرو " النه للمعية ال غري، وأما

)وما يستوى االعمى والبصري، وال الظلمات وال النور، وال الظل وال احلرور، وما يستوى االحياء وال اقرتاهنا بلكن حنو )ولكن رسول اهلل(. االموات( فال الثانية والرابعة واخلامسة زوائد المن اللبس. والرابع:

مررت برجل قائم زيد -" واخلامس: عطف املفرد السبيب على األجنيب عند االحتياج إىل الربط كوأخوه " وحنو " زيد قائم عمرو وغالمه " وقولك يف باب االشتغال " زيدا ضربت عمرا وأخاه ".

والسابع: عطف الصفات املفرقة مع اجتماع والسادس: عطف العقد على النيف، حنو أحد وعشرون. منعوهتا كقوله:

[356 ]

Page 259: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بكيت، وما بكا رجل حزين ؟ * على ربعني مسلوب وباىل والثامن: عطف ما حقه التثنية أو - 514إن الرزية ال رزية مثلها * فقدان مثل حممد وحممد وقول أىب نواس: - 515اجلمع حنو قول الفرزدق:

يوما ويوما وثالثا * ويوما له يوم الرتحل خامس وهذا البيت يتسأل عنه أهل االدب، أقمنا هبا - 516فيقولون: كم أقاموا ؟ واجلواب: مثانية الن يوما االخري رابع، وقد وصف بأن يوم الرتحل خامس له،

تصم وحينئذ فيكون يوم الرتحل هو الثامن بالنسبة إىل أول يوم. التاسع: عطف ما ال يستغىن عنه كاخزيد وعمرو، واشرتك زيد وعمرو. وهذا من أقوى االدلة على عدم إفادهتا الرتتيب، ومن ذلك: جلست

بني زيد وعمرو، وهلذا كان االصمعي يقول الصواب: ] قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط و [ ال فحومل، وأجيب بأن التقدير: بني نواحى الدخول، فه 266اللوى [ بني الدخول وحومل ]

كقولك: " جلست بني الزيدين فالعمرين " أو بأن الدخول مشتمل على أماكن وتشاركها يف هذا احلكم أم املتصلة يف حنو " سواء أقمت أم قعدت " فإهنا عاطفة ما ال يستغىن عنه. والعاشر واحلادي

مؤمنا عشر: عطف العام على اخلا ص، وبالعكس، فاالول حنو )رب اغفر ىل ولوالدي وملن دخل بيىت وللمؤمنني واملؤمنات( والثاىن حنو

[351 ]

" مات )وإذا أخذنا من النبيني ميثاقهم ومنك ومن نوح( اآلية. ويشاركها يف هذا احلكم االخري حىت ك( العلماء وقدم احلجاج حىت املشاة "، فإهنا عاطفة خاصا على عام. والثاىن عشر: 1الناس حىت )

] - 511على عامل آخر مذكور جيمعهما معىن واحد، كقوله: عطف عامل حذف وبقى معمولهإذا ما الغانيات برزن يوما [ * وزججن احلواجب والعيونا أي وكحلن العيون، واجلامع بينهما التحسني،

ولوال هذا التقييد لورد " اشرتيته بدرهم فصاعدا " إذ التقدير فذهب الثمن صاعدا. والثالث عشر: ه حنو )إمنا أشكو بثى وحزين إىل اهلل( وحنو )أولئك عليهم صلوات من رهبم عطف الشئ على مرادف

ورمحة( وحنو )عوجا وال أمتا( وقوله عليه الصالة والسالم " ليلىن منكم ذوو االحالم والنهى " وقول ] وقددت االدمي لراهشيه [ * وألفى قوهلا كذبا ومينا وزعم بعضهم أن الرواية " كذبا - 518الشاعر:

بينا " فال عطف وال تأكيد، ولك أن تقدر االحالم يف احلديث مجع حلم بضمتني فاملعىن ليلىن م

Page 260: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

البالغون العقالء، وزعم ابن مالك أن ذلك قد يأيت يف أو، وأن منه )ومن يكسب خطيئة أو إمثا(. يك أال يا خنلة من ذات عرق * عل - 511والرابع عشر: عطف املقدم على متبوعه للضرورة كقوله:

[ واخلامس عشر: عطف املخفوض على اجلوار كقوله تعاىل )وامسحوا 651ورمحة اهلل السالم ] ص زعم قوم أن الواو قد خترج عن -برؤسكم وأرجلكم( فيمن خفض االرجل، وفيه حبث سيأيت. تنبيه

إفادة مطلق اجلمع، وذلك على أوجه:

لة النحاة. )*( ( يف نسخة " حىت االنبياء " وهو املشهور يف أمث1)

[358 ]

أحدها: أن تستعمل مبعىن أو، وذلك على ثالثة أقسام، أحدها: أن تكون مبعناها يف التقسيم كقولك [ وممن ذكر ذلك ابن 15" الكلمة اسم وفعل وحرف " وقوله: * كما الناس جمروم عليه وجارم * ]

إذ االنواع جمتمعة يف الدخول حتت مالك يف التحفة، والصواب أهنا يف ذلك على معناها االصلى،اجلنس، ولو كانت " أو " هي االصل يف التقسيم لكان استعماهلا فيه أكثر من استعمال الواو. والثاىن:

( أو يف االباحة، قاله الزخمشري، وزعم أنه يقال " جالس احلسن وابن سريين " أي 1أن تكون مبعىن )بعد ذكر ثالثة وسبعة، لئال يتوهم إرادة االباحة، واملعروف أحدمها، وأنه هلذا قيل )تلك عشرة كاملة(

من كالم النحويني أنه لو قيل " جالس احلسن وابن سريين " كان أمرا مبجالسة كل منهما، وجعلوا ذلك فرقا بني العطف بالواو والعطف بأو. والثالث: أن تكون مبعناها يف التخيري، قاله بعضهم يف قوله:

ت فاخرت هلا الصرب والبكا * فقلت: البكا أشفى إذا لغليلي قال: معناه أو البكاء، وقالوا: نأ - 583إذ ال جيتمع مع الصرب. ونقول: حيتمل أن ] يكون [ االصل فاخرت من الصرب والبكاء، أي أحدمها، مث

يف حذف من كما يف )واختار موسى قومه( ويؤيده أن أبا على القاىل رواه مبن، وقال الشاطيب رمحه اهللباب البسملة " وصل واسكتا " فقال شارحو كالمه: املراد التخيري، مث قال حمققوهم: ليس ذلك من

قبل الواو، بل من جهة أن املعىن وصل إن شئت واسكنت إن شئت، وقال أبو شامة: وزعم بعضهم أن

Page 261: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ومالك " و " بعت الشاء الواو تأتى للتخيري جمازا. والثاىن: أن تكون مبعىن باء اجلر كقوهلم " أنت أعلم شاة ودرمها " قاله مجاعة، وهو ظاهر.

( يف نسخة " أن تكون مبعناها ". )*( 1)

[351 ]

والثالث: أن تكون مبعىن الم التعليل، قاله اخلارزجنى، ومحل عليه الواوات الداخلة على االفعال املنصوبة يعلم الذين( )أم حسبتم أن تدخلوا اجلنة وملا يعلم يف قوله تعاىل )أو يوبقهن مبا كسبوا ويعف عن كثري و

اهلل الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين( )يا ليتنا نرد وال نكذب بآيات ربنا ونكون( والصواب أن الواو فيهن للمعية كما سيأيت. والثاىن والثالث من أقسام الواو: واوان يرتفع ما بعدمها. إحدامها: واو

لكم ونقر يف االرحام ما نشاء( وحنو " ال تأكل السمك وتشرب اللنب " فيمن االستئناف حنو )لنبنيرفع، وحنو )من يضلل اهلل فال هادى له ويذرهم( فيمن رفع أيضا، وحنو )واتقوا اهلل ويعلمكم اهلل( إذ لو كانت واو العطف النتصب )نقر( والنتصب أو اجنزم " تشرب " وجلزم )يذر( كما قرأ اآلخرون، وللزم

على احلكم املأتى يوما إذا قضى * قضيته أن ال جيور - 581عطف اخلرب على االمر، وقال الشاعر: ويقصد وهذا متعني لالستئناف، الن العطف جيعله شريكا يف النفى، فيلزم التناقض وكذلك قوهلم "

، وهذا باطل دعين وال أعود " النه لو نصب كان املعىن ليجتمع تركك لعقوبيت وتركي ملا تنهاىن عنه(، الن طلبه لرتك العقوبة إمنا هو يف احلال، فإذا تقيد ترك املنهى عنه باحلال مل حيصل غرض 1)

املؤدب، ولو جزم فإما بالعطف ومل يتقدم جازم، أو بال على أن تقدر ناهية، ويرده أن املقتضى لرتك تناقض بني النهى عن العود وبني التأديب إمنا هو اخلرب عن نفى العود، ال هنيه نفسه عن العود، إذ ال

العود خبالف العود واالخبار بعدمه، ويوضحه أنك تقول " أنا أهناه وهو يفعل " وال تقول " أنا ال أفعل وأنا أفعل معا ". والثانية: واو احلال الداخلة على اجلملة االمسية، حنو " جاء زيد والشمس طالعة

واالقدمون بإذ، وال يريدون أهنا مبعناها، " وتسمى واو االبتداء، ويقدرها سيبويه

Page 262: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( يف نسخة " وهو باطل ". )*( 1)

[363 ]

إذ ال يرادف احلرف االسم، بل إهنا وما بعدها قيد للفعل السابق كما أن إذ كذلك، ومل يقدرها بإذا م أنفسهم( فقال: الهنا ال تدخل على اجلمل االمسية، ووهم أبو البقاء يف قوله تعاىل )وطائفة قد أمهته

الواو للحال، وقيل: مبعىن إذ، وسبقه إىل ذلك مكى، وزاد عليه فقال: الواو لالبتداء، وقيل: للحال، . والثالثة مبعىن واحد، فإن أراد باالبتداء االستئناف فقوهلما سواء. ومن أمثلتها وقيل: مبعىن إذ، اه

يشيموا سيوفهم * ومل تكثر القتلى هبا حني بأيدى رجال مل - 582داخلة على اجلملة الفعلية قوله: ( ال نقلب املدح ذما. وإذا سبقت جبملة حالية احتملت 1[ ولو قدرهتا عاطفة ) 411سلت ] ص

العاطفة واالبتدائية حنو )اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم يف االرض -عند من جييز تعدد احلال -ا، ومها واو املفعول معه كسرت والنيل، وليس النصب مستقر(. الرابع واخلامس: واوان ينتصب ما بعدمه

هبا خالفا للجرجاين، ومل يأت يف التنزيل بيقني، فأما قوله تعاىل )فأمجعوا أمركم وشركاءكم( يف قراءة السبعة )فأمجعوا( بقطع اهلمزة و )شركاءكم( بالنصب، فتحتمل الواو فيه ذلك، وأن تكون عاطفة مفردا

أي وأمر شركائكم، أو مجلة على مجلة بتقدير فعل أي وأمجعوا شركاءكم على مفرد بتقدير مضافبوصل اهلمزة، وموجب التقدير يف الوجهني أن " أمجع " ال يتعلق بالذوات، بل باملعاين، كقولك:

أمجعوا على قول كذا، خبالف مجع فإنه مشرتك، بدليل )فجمع كيده( )الذى مجع ماال وعدده( ويقرأ ل فال إشكال، ويقرأ برفع الشركاء عطفا على الواو للفصل باملفعول. والواو الداخلة )فامجعوا( بالوص

على املضارع املنصوب لعطفه على اسم صريح أو مؤول، فاالول كقوله:

( يف نسخة " ولو قدرت عاطفة ". )*( 1)

[361 ]

Page 263: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أن يتقدم الواو نفى أو [ والثاىن شرطه 424ولبس عباءة وتقر عيىن * أحب إىل من لبس الشفوف ] طلب، ومسى الكوفيون هذه الواو واو الصرف، وليس النصب هبا خالفا هلم، ومثاهلا )وملا يعلم اهلل

ال تنه عن خلق وتأتى مثله * ] عار عليك إذا - 583الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين( وقوله: لسابع: واوان ينجر ما بعدمها. فعلت عظيم [ واحلق أن هذه واو العطف كما سيأيت. السادس وا

إحدامها: واو القسم، وال تدخل إال على مظهر، وال تتعلق إال مبحذوف، حنو )والقرآن احلكيم( فإن تلتها واو أخرى حنو )والتني والزيتون( فالتالية واو العطف، وإال الحتاج كل من االمسني إىل جواب.

أرخى سدوله ] على بأنواع اهلموم ليبتلى [ وال وليل كموج البحر - 584الثانية: واو رب كقوله: تدخل إال على منكر، وال تتعلق إال مبؤخر، والصحيح أهنا واو العطف، وأن اجلر برب حمذوفة خالفا

563للكوفيني واملربد، وحجتهم افتتاح القصائد هبا كقول رؤبة: * وقامت االعماق خاوى املخرتق * ] شئ يف نفس املتكلم، ويوضح كوهنا عاطفة أن واو العطف ال [ وأجيب جبواز تقدير العطف على

وواهلل لوال متره ما حببته * ] وال كان أدىن من - 585تدخل عليها كما تدخل على واو القسم، قال: ( 1عبيد ومشرق [ )

إخل ". )*( -( يروى يف صدر هذا البيت " فأقسم وال متره 1)

[362 ]

وجها، وهى الزائدة، أثبتها الكوفيون واالخفش. ومجاعة، ومحل على ذلك والثامن: واو دخوهلا كخر )حىت إذا جاءوها وفتحت أبواهبا( بدليل اآلية االخرى، وقيل: هي عاطفة، والزائدة الواو يف )وقال هلم

خزنتها( وقيل: مها عاطفتان، واجلواب حمذوف أي كان كيت وكيت، وكذا البحث يف )فلما أسلما وتله وناديناه( االوىل أو الثانية زائدة على القول االول، أو مها عاطفتان واجلواب حمذوف على القول للجبني

فما بال من أسعى الجرب عظمه * حفاظا وينوى من سفاهته - 586الثاين، والزيادة ظاهرة يف قوله: سع، واو ولقد رمقتك يف اجملالس كلها * فإذا وأنت تعني من يبغيىن والتا - 581كسرى وقوله:

الثمانية، ذكرها مجاعة من االدباء كاحلريري، ومن النحويني الضعفاء كابن خالويه، ومن املفسرين

Page 264: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كالثعليب، وزعموا أن العرب إذا عدوا قالوا ستة، سبعة، ومثانية، إيذانا بأن السبعة عدد تام، وأن ما رابعهم كلبهم( إىل قوله بعدها عدد مستأنف واستدلوا على ذلك بآيات: إحداها )سيقولون ثالثة

سبحانه )سبعة وثامنهم كلبهم( وقيل: هي يف ذلك لعطف مجلة على مجلة، إذ التقدير هم سبعة، مث قيل: اجلميع كالمهم، وقيل: العطف من كالم اهلل تعاىل، واملعىن نعم هم سبعة وثامنهم كلبهم، وإن

املقالة، ويؤيده قول ابن عباس رضى اهلل هذا تصديق هلذه املقالة كما أن )رمجا بالغيب( تكذيب لتلك عنهما: حني جاءت الواو انقطعت العدة، أي مل تبق عدة عاد يلتفت إليها.

[363 ]

فإن قلت: إذا كان املراد التصديق فما وجه جمئ )قل رىب أعلم بعدهتم ما يعلمهم إال قليل( ؟. قلت: ملصدق، ووجه الثانية االشارة إىل أن القائلني وجه اجلملة االوىل توكيد صحة التصديق بإثبات علم ا

تلك املقالة الصادقة قليل، أو أن الذى قاهلا منهم عن يقني قليل، أو ملا كان التصديق يف اآلية خفيا ال يستخرجه إال مثل ابن عباس قيل ذلك، وهلذا كان يقول: أنا من ذلك القليل، هم سبعة وثامنهم

ى هذا فيقدر املبتدأ اسم إشارة أي هؤالء سبعة، ليكون يف الكالم ما كلبهم. وقيل: هي واو احلال وعليعمل يف احلال، ويرد ذلك أن حذف عامل احلال إذا كان معنويا ممتنع، وهلذا ردوا على املربد قوله يف

[ إن 123بيت الفرزدق: ] فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتهم * إذ هم قريش [ وإذا ما مثلهم بشر ] اصبها خرب حمذوف، أي وإذ ما يف الوجود بشر مماثال هلم. الثانية: آية الزمر، إذ قيل مثلهم حال ن

)فتحت( يف آية النار الن أبواهبا سبعة، )وفتحت( يف آية اجلنة إذ أبواهبا مثانية، وأقول: لو كان لواو بواب، وهى مجع ال الثمانية حقيقة مل تكن اآلية منها، إذ ليس فيها ذكر عدد ألبتة، وإمنا فيها ذكر اال

يدل على عدد خا ص، مث الواو ليست داخلة عليه، بل على مجلة هو فيها، وقد مر أن الواو يف )وفتحت( مقحمة عند قوم وعاطفة عند آخرين، وقيل: هي واو احلال، أي جاؤها مفتحة أبواهبا كما

رسي ومجاعة، وقيل: وإمنا صرح مبفتحة حاال يف )جنات عدن مفتحة هلم االبواب( وهذا قول املربد والفافتحت هلم قبل جميئهم إكراما هلم عن أن يقفوا حىت تفتح هلم. الثالثة: )والناهون عن املنكر( فإنه

الوصف الثامن، والظاهر أن العطف

Page 265: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[364 ]

يف هذا الوصف خبصوصه إمنا كان من جهة أن االمر والنهى من حيث مها أمر وهنى متقابالن، خبالف ت، أو الن اآلمر باملعروف ناه عن املنكر، وهو ترك املعروف، والناهي عن املنكر آمر بقية الصفا

( وأنه ال يكتفى فيه مبا حيصل يف ضمن اآلخر، وذهب 1باملعروف، فأشري إىل االعتداد بكل منهما )نة أبو البقاء على إمامته يف هذه اآلية مذهب الضعفاء فقال: إمنا دخلت ] الواو [ يف الصفة الثام

إيذانا بأن السبعة عندهم عدد تام، ولذلك قالوا: سبع يف مثانية، أي سبع أذرع يف مثانية أشبار، وإمنا دخلت الواو على ذلك الن وضعها على مغايرة ما بعدها ملا قبلها. الرابعة: )وأبكارا( يف آية التحرمي،

ليب، والصواب أن هذه الواو ذكرها القاضى الفاضل، وتبجح باستخراجها، وقد سبقه إىل ذكرها الثعوقعت بني صفتني مها تقسيم ملن اشتمل على مجيع الصفات السابقة، فال يصح إسقاطها، إذ ال

جتتمع الثيوبة والبكارة، وواو الثمانية عند القائل هبا صاحلة للسقوط، وأما قول الثعليب إن منها الواو يف بني، وإمنا هذه واو العطف، وهى واجبة الذكر، مث قوله تعاىل: )سبع ليال ومثانية أيام حسوما( فسهو

إن )أبكارا( صفة تاسعة ال ثامنة: إذ أول الصفات )خريا منكن( ال )مسلمات(، فإن أجاب بأن مسلمات وما بعده تفصيل خلريا منكن فلهذا مل تعد قسيمة هلا، قلنا: وكذلك )ثيبات وأبكارا( تفصيل

لعاشرة: الواو الداخلة على اجلملة املوصوف هبا لتأكيد لصوقها للصفات السابقة فال نعدمها معهن. وامبوصوفها وإفادهتا أن اتصافه هبا أمر ثابت، وهذه الواو أثبتها الزخمشري ومن قلده، ومحلوا على ذلك

مواضع لواو فيها كلها واو احلال حنو )وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خري لكم( اآلية )سبعة وثامنهم ذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها( )وما أهلكنا من قرية إال وهلا كتاب كلبهم( )أو كال

معلوم( واملسوغ جملئ

( يف نسخة " بكل من الوصفني ". )*( 1)

[365 ]

Page 266: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

احلال من النكرة يف هذه اآلية أمران: أحدمها خا ص هبا، وهو تقدم النفى، والثاىن عام يف بقية اآليات إذ احلال مىت امتنع كوهنا صفة جاز جميئها من النكرة، وهلذا جاءت منها عند وهو امتناع الوصفية،

تقدمها عليها حنو " يف الدار قائما رجل " وعند مجودها حنو " هذا خامت حديدا، ومررت مباء قعدة رجل " ومانع الوصفية يف هذه اآلية أمران، أحدمها خا ص هبا، وهو اقرتان اجلملة بإال، إذ ال جيوز

ريغ يف الصفات، ال تقول " ما مررت بأحد إال قائم " نص على ذلك أبو على وغريه، والثاىن عام التفيف بقية اآليات، وهو اقرتاهنا بالواو. واحلادي عشر: واو ضمري الذكور، حنو " الرجال قاموا " وهى

لوا منزلتهم، حنو اسم، وقال االخفش واملازين: حرف، والفاعل مسترت، وقد تستعمل لغري العقالء إذا نز شربت - 588قوله تعاىل: )يأيها النمل أدخلوا مساكنكم( وذلك لتوجيه اخلطاب إليهم، وشذ قوله:

هبا والديك يدعو صباحه * إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا والذى جرأه على ذلك قوله " بنو " ال سري، فسهل جميئه لغري بنات، والذى سوغ ذلك أن ما فيه من تغيري نظم الواحد شبهه جبمع التك

العاقل، وهلذا اجاز تأنيث فعله حنو )إال الذى آمنت به بنو إسرائيل( مع امتناع " قامت الزيدون ". الثاين عشر: واو عالمة املذكرين يف لغة طئ أو أزدشنوأة أو بلحارث، ومنه احلديث " يتعاقبون فيكم

نين يف اشرتاء النخيل أهلى فكلهم ألوم وهى يلومو - 581مالئكة بالليل ومالئكة بالنهار " وقوله: عند سيبويه حرف دال على اجلماعة كما أن التاء يف " قالت " حرف دال على التأنيث، وقيل: هي

اسم مرفوع على الفاعلية، مث قيل: إن ما بعدها

[366 ]

و " قمن نسوتك " بدل منها، وقيل: مبتدأ واجلملة خرب مقدم، وكذا اخلالف يف حنو " قاما أخواك " وقد تستعمل لغري العقالء إذا نزلوا منزلتهم، قال أبو سعيد: حنو " أكلوين الرباغيث " إذ وصفت

باالكل ال بالقر ص، وهذا سهو منه، فإن االكل من صفات احليوانات عاقلة وغري عاقلة، وقال ابن بنيك أكل الضب حىت أكلت - 513الشجرى: عندي أن االكل هنا مبعىن العدوان والظلم كقوله:

* وجدت مرارة الكال الوبيل أي ظلمتهم، وشبه االكل املعنوي باحلقيقي، واالحسن يف الضب يف البيت أن ال يكون يف موضع نصب على حذف الفاعل أي مثل أكلك الضب، بل يف موضع رفع

Page 267: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فيحتمل على حذف املفعول: أي مثل أكل الضب أوالده، الن ذلك أدخل يف التشبيه، وعلى هذا ( " أعق من ضب " 1االكل الثاين أن يكون معنويا، الن الضب ظامل الوالده بأكله إياهم، وىف املثل )

وقد محل بعضهم على هذه اللغة )مث عموا وصموا كثريا منهم( )وأسروا النجوى الذين ظلموا( ومحلهما ال من الواو يف )وأسروا( أو على غري هذه اللغة أوىل لضعفها، وقد جوز يف )الذين ظلموا( أن يكون بد

مبتدأ خربه إما )وأسروا( أو قول حمذوف عامل يف مجلة االستفهام، أي يقولون هل هذا، وأن يكون خربا حملذوف: أي هم الذين، أو فاعال بأسروا والواو عالمة كما قدمنا، أو بيقول حمذوفا، أو بدال من

ل )يأتيهم( أو على إضمار أذم أو أعىن، وأن واو )استمعوه( وأن يكون منصوبا على البدل من مفعو يكون جمرورا على البدل من )الناس( يف )اقرتب للناس حساهبم( أو من اهلاء وامليم يف )الهية قلوهبم(

فهذه أحد عشر وجها، وأما اآلية االوىل فإذا قدرت الواوان فيها عالمتني فالعالمالن قد تنازعا الظاهر، فيجب حينئذ أن

نسخة " ففى املثل ". )*( ( يف 1)

[361 ]

تقدر يف أحدمها ضمريا مسترتا راجعا إليه، وهذا من غرائب العربية، أعىن وجوب استتار الضمري يف فعل الغائبني، وجيوز كون )كثري( مبتدأ وما قبله خربا، وكونه بدال من الواو االوىل مثل " اللهم صل

ينئذ عائدة على متقدم رتبة، وال جيوز العكس، الن االوىل حينئذ عليه الرؤوف الرحيم " فالواو الثانية حال مفسر هلا. ومنع أبو حيان أن يقال على هذه اللغة " جاءوين من جاءك " الهنا مل تسمع إال مع ما لفظه مجع، وأقول: إذا كان سبب دخوهلا بيان أن الفاعل اآلتى مجع كان حلاقها هنا أوىل، الن اجلمعية

وجب اجلميع عالمة التأنيث يف " قامت هند " كما أوجبوها يف " قامت امرأة " وأجازوها خفية وقد أيف " غلت القدر، وانكسرت القوس " كما أجازوها يف " طلعت الشمس، ونفعت املوعظة ". وجوز الزخمشري يف )ال ميلكون الشفاعة إال من اختذ عند الرمحن عهدا( كون )من( فاعال والواو عالمة. وإذا

( أن يكون من هذه اللغة، وكذا تقول يف " 1قيل " جاؤا زيد وعمرو وبكر " مل جيز عند ابن هشام )

Page 268: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] توىل - 511جاآ زيد وعمرو " وقول غريه أوىل، ملا بينا من أن املراد بيان املعىن، وقد رد عليه بقوله: نه إمنا مينع التخريج ال [ وليس بشئ: ال 311قتال املارقني بنفسه [ * وقد أسلماه مبعد ومحيم ] ص

الرتكيب، وجيب القطع بامتناعها يف حنو " قام زيد أو عمرو " الن القائم واحد، خبالف " قام أخواك أو غالماك " النه اثنان، وكذلك متتنع يف " قام أخواك أو زيد " وأما قوله تعاىل: )إما يبلغان عندك

و غالط، بل االلف ضمري الوالدين يف )وبالوالدين الكرب أحدمها أو كالمها( فمن زعم أنه من ذلك فه إحسانا( وأحدمها أو كالمها بتقدير يبلغه أحدمها

( هو ابن هشام احلضراوى. )*( 1)

[368 ]

أو كالمها، أو أحدمها بدل بعض، وما بعده بإضمار فعل، وال بكون معطوفا، الن بدل الكل ال زيد وجهه وأخوك " على أن االخ هو زيد، النك ال يعطف على بدل البعض، ال تقول " أعجبين

تعطف املبني على املخصص. فإن قلت " قام أخواك وزيد " جاز " قاموا " بالواو، إن قدرته من عطف املفردات، و " قاما " بااللف إن قدرته من عطف اجلمل، كما قال السهيلي يف )ال تأخذه سنة

لثالث عشر: واو االنكار، حنو " آلرجلوه " بعد قول القائل قام وال نوم( إن التقدير وال يأخذه نوم. واالرجل والصواب أن ال تعد هذه، الهنا إشباع للحركة بدليل " آلرجاله " يف النصب و " آلرجليه " يف

] وأنين حيثما يثىن - 512اجلر، ونظريها الواو يف " منو " يف احلكاية، وىف " أنظور " من قوله: ] مىت كان اخليام بذى - 513من حومثا سلكوا أدنو فأنظور وواو القواىف كقوله: اهلوى بصرى [ *

طلوح [ * سقيت الغيث أيتها اخليامو الرابع عشر: واو التذكر، كقول من أراد أن يقول " يقوم زيد " ا. فنسى زيد، فأراد مد الصوت ليتذكر، إذ مل يرد قطع الكالم " يقومو " والصواب أن هذه كالىت قبلهاخلامس عشر: الواو املبدلة من مهزة االستفهام املضموم ما قبلها كقراءة قنبل )وإليه النشور وأمنتم(

)قال فرعون وآمنتم به( والصواب أن ال تعد هذه أيضا، الهنا مبدلة، ولو صح عدها لصح عد الواو (. 1من أحرف االستفهام )

Page 269: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بطل كوهنا من أحرف االستفهام يبطل عد الواو ( وليست الواو من أحرف االستفهام قطعا، وإذا1)

املبدلة من حرف االستفهام. )*(

[361 ]

)وا( على وجهني: أحدمها: أن تكون حرف نداء خمتصا بباب الندبة، حنو " وازيداه " وأجاز بعضهم فوك وا، بأىب أنت و - 514استعماله يف النداء احلقيقي: والثاىن: أن تكون امسا العجب، كقوله:

515االشنب * كأمنا ذر عليه الزرنب * أو زجنبيل، وهو عندي أطيب * وقد يقال " واها " كقوله: وى، كأن من يكن له - 516واها لسلمى مث واها واها * ] هي املىن لو أننا نلناها [ ووى كقوله: -

شفى ولقد - 511نشب حيبب، ومن يفتقر يعش عيش ضر وقد تلحق هذه كاف اخلطاب كقوله: نفسي وأبرأ سقمها * قيل الفوارس: ويك عنرت، أقدم وقال الكسائي: أصل ويك ويلك فالكاف ضمري جمرور، وأما )وى كأن اهلل( فقال أبو احلسن: وى اسم فعل، والكاف حرف خطاب، وأن على إضمار

يت ] الالم، واملعىن أعجب الن اهلل، وقال اخلليل: وى وحدها كما قال * وى كأن من يكن * البكأنىن حني أمسى ال تكلمين * متيم يشتهى ما ليس - 518[، وكأن للتحقيق، كما قال: 516

موجود أي إنىن حني أمسى على هذه احلالة.

[313 ]

حرف االلف واملراد )به( هنا احلرف اهلاوى املمتنع االبتداء به، لكونه ال يقبل احلركة، فأما الذى يراد ر الكتاب. وابن جىن يرى أن هذا احلرف امسه " ال " وأنه احلرف الذى يذكر به اهلمزة فقد مر يف صد

قبل الياء عند عد احلروف، وأنه ملا مل ميكن أن يتلفظ به يف أول امسه كما فعل يف أخواته إذ قيل صاد جيم توصل إليه بالالم كما توصل إىل اللفظ بالم التعريف بااللف حني قيل يف االبتداء " الغالم "

يتقارضا، وأن قول املعلمني الم ألف خطأ الن كال من الالم وااللف قد مضى ذكره، وليس الغرض لبيان كيفية تركيب احلروف، بل سرد أمساء احلروف البسائط. مث اعرتض على نفسه بقول أىب النجم:

Page 270: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أقبلت من عند زياد كاخلرف * ختط رجالى خبط خمتلف * تكتبان يف الطريق الم ألف * - 511وأجاب بأنه لعله تلقاه من أفواه العامة، الن اخلط ليس له تعلق بالفصاحة وقد ذكر لاللف تسعة

(. والثاىن: أن تكون للتذكر 1أوجه: أحدها: أن تكون لالنكار، حنو " أعمراه " ملن قال: رأيت عمرا )ني حنو " كرأيت الرجال. وقد مضى أن التحقيق أن ال يعد هذان. الثالث: أن تكون ضمري االثن

الزيدان قاما " وقال املازىن: هي حرف، والضمري مسترت.

( يف نسخة " لقيت عمرا " واخلطب هني. )*( 1)

[311 ]

ألفيتا عيناك عند القفا * ] أوىل فأوىل لك ذا واقيه [ - 633الرابع: أن تكون عالمة االثنني كقوله: ورمى، وما رمتا يداه، - 631يه قول املتنيب: [ وعل 511وقوله: * وقد أسلماه مبعد ومحيم * ]

فصابين * سهم يعذب، والسهام تريح اخلامس: االلف الكافة كقوله: فبينا نسوس الناس واالمر أمرنا * [ وقيل: االلف بعض ما الكافة، وقيل: إشباع، وبني مضافة 511إذا حنن فيهم سوقة ليس ننصف ]

بينا تعانقه الكماة وروغه * يوما أتيح - 632 املفرد يف قوله: إىل اجلملة، ويؤيده أهنا قد أضيفت إىل[ السادس: أن تكون فاصلة بني اهلمزتني حنو )أأنذرهتم( ودخوهلا جائز، 522له جرى سلفع ] ص

ال واجب، وال فرق بني كون اهلمزة الثانية مسهلة أو حمققة. السابع: أن تكون فاصلة بني النونني نون وكيد حنو " اضربنان " وهذه واجبة. الثامن: أن تكون ملد الصوت باملنادى املستغاث، النسوة ونون الت

يا يزيدا آلمل نيل عز * وغىن بعد فاقة وهوان - 633أو املتعجب منه، أو املندوب، كقوله:

[312 ]

عظيما محلت امرا - 635يا عجبا هلذه الفليقه * هل تذهنب القوباء الريقه وقوله: - 634وقوله: فاصطربت له * وقمت فيه بأمر اهلل يا عمرا التاسع: أن تكون بدال من نون ساكنة، وهى إما نون

] وإياك وامليتات ال - 636وليكونا( وقوله: -التوكيد أو تنوين املنصوب، فاالول حنو )لنسفعا

Page 271: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

" يا حرسي اضربا تقربنها [ * وال تعبد الشيطان، واهلل فاعبدا وحيتمل أن تكون هذه النون من بابعنقه ". والثاىن كرأيت زيدا، يف لغة غري ربيعة. وال جيوز أن تعد االلف املبدلة من نون إذن، وال ألف

التكثري كألف قبعثرى، وال ألف التأنيث كألف حبلى، وال ألف االحلاق كألف أرطى، وال ألف * من طلل كاالحتمى أهنجا ] ما هاج أشواقا وشجوا قد شجا [ - 631االطالق كااللف يف قوله:

وال ألف التثنية كالزيدان، وال ألف االشباع الواقعة يف احلكاية حنو " منا " أو يف غريها يف الضرورة، أعوذ باهلل من العقراب * ] الشائالت عقد االذناب [ وال االلف الىت تبني هبا احلركة - 638كقوله:

ألف التصغري حنو ذيا واللذيا، ملا قدمنا. يف الوقف وهى ألف " أنا " عند البصريني، وال

[313 ]

حرف الياء )الياء املفردة( تأتى على ثالثة أوجه، وذلك أهنا تكون ضمريا للمؤنثة حنو " تقومني، وقومي " وقال االخفش واملازين: هي حرف تأنيث والفاعل مسترت، وحرف إنكار حنو " أزيد نيه " وحرف

د تقدم البحث فيهما، والصواب أن ال يعدا كما ال تعد ياء التصغري، وياء تذكار حنو )قدمى( ؟، وقاملضارعة، وياء االطالق، وياء االشباع، وحنوهن، الهنن أجزاء للكلمات، ال كلمات. )يا(: حرف

موضوع لنداء البعيد حقيقة أو حكما، وقد ينادى هبا القريب توكيدا، وقيل: هي مشرتكة بني القريب يل: بينهما وبني املتوسط، وهى أكثر أحرف النداء استعماال، وهلذا ال يقدر عند احلذف والبعيد، وق

سواها حنو )يوسف أعرض عن هذا( وال ينادى اسم اهلل عز وجل، والسم املستغاث، وأيها وأيتها، إال اء الدعو هبا، وال املندوب إال هبا أو بوا، وليس نصب املنادى هبا، وال بأخواهتا أحرفا، وال هبن أمس

متحملة لضمري الفاعل، خالفا لزاعمي ذلك، بل بأدعو حمذوفا لزوما، وقول ابن الطراوة: النداء إنشاء، وأدعو خرب، سهو منه، بل أدعو املقدر إنشاء كبعت وأقسمت. وإذا وىل " يا " ما ليس مبنادي

* وقبل منايا عاديات أال يا اسقياين بعد غارة سنجال - 631كالفعل يف )أال يا اسجدوا( وقوله: وأوجال واحلرف يف حنو )يا ليتين كنت معهم فأفوز( " يا رب كاسية يف الدنيا عارية يوم القيامة "

يالعنة اهلل واالقوام كلهم * والصاحلني على مسعان من جار - 613واجلملة االمسية كقوله:

Page 272: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[314 ] نبيه، لئال يلزم االجحاف حبذف اجلملة كلها، فقيل: هي للنداء واملنادى حمذوف، وقيل: هي جملرد الت

وقال ابن مالك: إن وليها دعاء كهذا البيت أو أمر حنو )أال يا اسجدوا( فهى للنداء، لكثرة وقوع النداء قبلهما حنو )يا آدم اسكن( )يا نوح اهبط( وحنو )يا مالك ليقض علينا ربك( وإال فهى للتنبيه،

كتاب يف تفسري اجلملة، وذكر أقسامها، وأحكامها شرح اجلملة، وبيان واهلل أعلم. الباب الثاين من الأن الكالم أخص منها، ال مرادف هلا الكالم: هو القول املفيد بالقصد. واملراد باملفيد: ما دل على

" زيد قائم " قام زيد " واملبتدأ وخربه ك معىن حيسن السكوت عليه. واجلملة عبارة عن الفعل وفاعله كا كان مبنزلة أحدمها حنو " ضرب اللص " و " أقائم الزيدان " و " كان زيد قائما " و " ظننته " وم

قائما ". وهبذا يظهر لك أهنما ليسا مبرتادفني كما يتومهه كثري من الناس، وهو ظاهر قول صاحب طه املفصل، فإنه بعد أن فرغ من حد الكالم قال: ويسمى مجلة، والصواب أهنا أعم منه، إذ شر

االفادة، خبالفها، وهلذا تسمعهم يقولون: مجلة الشرط، مجلة اجلواب، مجلة الصلة، وكل ذلك ليس مفيدا، فليس بكالم وهبذا التقرير يتضح لك صحة قول ابن مالك يف قوله تعاىل )مث بدلنا مكان السيئة

يشعرون، ولو أن أهل احلسنة حىت عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم ال القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء واالرض، ولكن كذبوا فأخذناهم مبا كانوا

يكسبون، أفأمن

[315 ]

أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون( إن الزخمشري حكم جبواز االعرتاض بسبع مجل، إذ زعم د عليه من ظن أن اجلملة والكالم مرتادفان فقال: إمنا أن )أفأمن( معطوف على )فأخذناهم( ور

اعرتض بأربع مجل، وزعم أن من عند )ولو أن أهل القرى( إىل )واالرض( مجلة، الن الفائدة إمنا تتم مبجموعه. وبعد، ففى القولني نظر. أما قول ابن مالك فالنه كان من حقه أن يعدها مثان مجل،

وهى )آمنوا، واتقوا، وفتحنا( واملركبة من أن وصلتها مع -يف حيز لو إحداها )وهم ال يشعرون( وأربعةثبت مقدرا أو مع ثابت مقدرا، على اخلالف يف أهنا فعلية أو امسية، والسادسة )ولكن كذبوا( والسابعة

Page 273: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)فأخذناهم( والثامنة )مبا كانوا يكسبون( فإن قلت: لعله بىن ذلك على ما اختاره ونقله عن سيبويه من ن أن وصلتها مبتدأ ال خرب له، وذلك لطوله وجريان االسناد يف ضمنه. قلت: إمنا مراده أن يبني ما كو

لزم على إعراب الزخمشري، والزخمشري يرى أن أن وصلتها هنا فاعل بثبت. واما قول املعرتض فالنه ال مرتبطة كان من حقه أن يعدها ثالث مجل، وذلك النه ال يعد )وهم ال يشعرون( مجلة، الهنا ح

بعاملها، وليست مستقلة برأسها، وبعد لو وما يف حيزها مجلة واحدة: إما فعلية إن قدر ولو ثبت أن أهل القرى آمنوا واتقوا، أو امسية إن قدر ولو أن إمياهنم وتقواهم ثابتان، ويعد )ولكن كذبوا( مجلة، و

يناىف ذلك ما قدمناه يف تفسري )فأخذناهم مبا كانوا يكسبون( كله مجلة، وهذا هو التحقيق، والاجلملة، الن الكالم هنا ليس يف مطلق اجلملة، بل يف اجلملة بقيد كوهنا مجلة اعرتاض، وتلك ال تكون

إال كالما تاما.

[316 ]

انقسام اجلملة إىل امسية وفعلية وظرفية فاالمسية هي: الىت صدرها اسم، كزيد قائم، وهيهات العقيق، ، عند من جوزه وهو االخفش والكوفيون. والفعلية هي: الىت صدرها فعل، كقام زيد، وقائم الزيدان

وضرب اللص، وكان زيد قائما، وظننته قائما، ويقوم زيد، وقم. والظرفية هي: املصدرة بظرف أو ر جمرور، حنو: أعندك زيد، وأىف الدار زيد، إذا قدرت زيدا فاعال بالظرف واجلار واجملرور، ال باالستقرا

احملذوف، وال مبتدأ خمربا عنه هبما، ومثل الزخمشري لذلك بفى الدار من قولك " زيد يف الدار " وهو مبىن على أن االستقرار املقدر فعل ال اسم، وعلى أنه حذف وحده وانتقل الضمري إىل الظرف بعد أن

-ية ملا سيأيت. تنبيه عمل فيه. وزاد الزخمشري وغريه اجلملة الشرطية، والصواب أهنا من قبيل الفعلمرادنا بصدر اجلملة املسند أو املسند إليه، فال عربة مبا تقدم عليهما من احلروف، فاجلملة من حنو " أقائم الزيدان، وأزيد أخوك، ولعل أباك منطلق، وما زيد قائما " امسية، ومن حنو " أقام زيد، وإن قام

أيضا ما هو صدر يف االصل، فاجلملة من حنو " كيف زيد، وقد قام زيد، وهال قمت " فعلية. واملعتربجاء زيد " ومن حنو )فأى آيات اهلل تنكرون( ومن حنو )فريقا كذبتم وفريقا تقتلون( و )خشعا

ابصارهم خيرجون( فعلية، الن هذه االمساء يف نية التأخري وكذا اجلملة يف حنو " يا عبد اهلل " وحنو )وإن

Page 274: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)واالنعام خلقها( )والليل إذا يغشى( ] فعلية [ الن صدورها يف االصل أحد من املشركني استجارك( أفعال، والتقدير: أدعو زيدا، وإن استجارك أحد، وخلق االنعام، وأقسم والليل.

[311 ]

باب ما جيب على املسئول يف املسئول عنه أن يفصل فيه الحتماله االمسية والفعلية، الختالف نحويني ولذلك أمثلة: أحدها: صدر الكالم من حنو " إذا قام زيد فأنا أكرمه التقدير، أو الختالف ال

" وهذا مبىن على اخلالف السابق يف عامل إذا، فإن قلنا جواهبا فصدر الكالم مجلة امسية، وإذا مقدمة من تأخري، وما بعد إذا متمم هلا، النه مضاف إليه، ونظري ذلك قولك " يوم يسافر زيد أنا مسافر "

فبينا حنن نرقبه أتانا * ] معلق وفضة وزناد راع [ إذا قدرت ألف بينا زائدة - 611عكسه قوله: و وبني مضافة للجملة االمسية، فإن صدر الكالم مجلة فعلية، والظرف مضاف إىل مجلة امسية، وإن قلنا

ا يف قولك " مىت العامل يف إذا فعل الشرط، وإذا غري مضافة، فصدر الكالم مجلة فعلية قدم ظرفها كمتقم فأنا أقوم ". الثاين: حنو " أىف الدار زيد، وأعندك عمرو " فإنا إن قدرنا املرفوع مبتدأ أو مرفوعا

مببتدأ حمذوف تقديره كائن أو مستقر، فاجلملة امسية ذات خرب يف االوىل وذات فاعل مغن عن اخلرب يف ف فظرفية. الثالث: حنو " يومان " يف حنو " ما رأيته الثانية، وإن قدرناه فاعال باستقر ففعلية، أو بالظر

مذ يومان " فإن تقديره عند االخفش ولزجاج: بيىن وبني لقائه يومان، وعند أىب بكر وأىب على: أمد انتفاء الرؤية يومان، وعليهما فاجلملة امسية ال حمل هلا، ومنذ خرب على االول ومبتدأ على الثاين، وقال

ملعىن منذ كان يومان، فمنذ ظرف ملا قبلها، وما بعدها مجلة فعلية فعلها ماض الكسائي ومجاعة: ا حذف فعلها، وهى يف حمل خفض، وقال آخرون:

[318 ]

املعىن من الزمن الذى هو يومان، ومنذ مركبة من حرف االبتداء وذو الطائية واقعة على الزمن، وما هنا صلة. الرابع: " ماذا صنعت " فإنه حيتمل معنيني، بعدها مجلة امسية حذف مبتدؤها، وال حمل هلا ال

أحدمها: ما الذى صنعته ؟ فاجلملة امسية قدم خربها عند االخفش ومبتدؤها عند سيبويه، والثاىن: أي

Page 275: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

شئ صنعت، فهى فعلية قدم مفعوهلا، فإن قلت " ماذا صنعته " فعلى التقدير االول اجلملة حباهلا، ة بأن تقدر " ماذا " مبتدأ، و " صنعته " اخلرب، والفعلية بأن تقدره مفعوال وعلى الثاين حتتمل االمسي

لفعل حمذوف على شريطة التفسري، ويكون تقديره بعد ماذا، الن االستفهام له الصدر. اخلامس: حنو )أبشر يهدوننا( فاالرجح تقدير بشر فاعال ليهدى حمذوفا، واجلملة فعلية، وجيوز تقديره مبتدأ، وتقدير

االمسية يف )أأنتم ختلقونه( أرجح منه يف )أبشر يهدوننا( ملعادلتها لالمسية، وهى )أم حنن اخلالقون( [ أكثر رجحانا من تقديرها 53وتقدير الفعلية يف قوله: * فقلت: أهى سرت أم عادين حلم ؟ * ]

إن قدرت حرف تثنية يف )أبشر يهدوننا( ملعادلتها الفعلية. السادس: حنو " قاما أخواك " فإن االلف كما أن التاء حرف تأنيث يف " قامت هند " أو امسا وأخواك بدل منها فاجلملة فعلية، وإن قدرت امسا

وما بعدها مبتدأ فاجلملة امسية قدم خربها. السابع: حنو " نعم الرجل زيد " فإن قدر " نعم الرجل " زيد خربا ملبتدأ حمذوف فجملتان فعلية خربا عن زيد فامسية، كما يف " زيد نعم الرجل " وإن قدر

وامسية. الثامن: مجلة البسملة، فإن قدر ابتدائى باسم اهلل فامسية، وهو قول البصريني،

[311 ]

أو أبدأ باسم اهلل ففعلية، وهو قول الكوفيني، وهو املشهور يف التفاسري واالعاريب، ومل يذكر الزخمشري ومناسبا ملا جعلت البسملة مبتدأ له، فيقدر باسم اهلل أقرأ، باسم اهلل غريه، إال أنه يقدر الفعل مؤخرا

أحل، باسم اهلل أرحتل، ويؤيده احلديث " بامسك رىب وضعت جنىب ". التاسع: قوهلم " ما جاءت حاجتك " فإنه يروى برفع حاجتك فاجلملة فعلية، وبنصبها فاجلملة امسية، وذلك الن جاء مبعىن صار،

ما " خربها، و " حاجتك " امسها، وعلى الثاين ما مبتدأ وامسها ضمري ما، وأنث محال فعلى االول "على معىن ما، وحاجتك خربها. ونظري ما هذه ما يف قولك " ما أنت وموسى " فإهنا أيضا حتتمل

الرفع والنصب، إال أن الرفع على االبتدائية أو اخلربية، على خالف بني سيبويه واالخفش، وذلك إذا قدرت موسى عطفا على أنت، والنصب على اخلربية أو املفعولية، وذلك إذا قدرته مفعوال معه، إذ البد من تقدير فعل حينئذ، أي ما تكون، أو ما تصنع. ونظري ما هذه يف ] هذين [ الوجهني على

فليس اختالف التقديرين كيف يف حنو " كيف أنت وموسى " إال أهنا ال تكون مبتدأ وال مفعوال به،

Page 276: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

للرفع إال توجيه واحد، وأما النصب فيجوز كونه على اخلربية أو احلالية. العاشر: اجلملة املعطوفة من حنو " قعد عمرو وزيد قام " فاالرجح الفعلية للتناسب، وذلك الزم عند من يوجب توافق اجلملتني

يقم، وعمرو ال يذهب " باجلزم، املتعاطفتني. ومما يرتجح فيه الفعلية حنو " موسى أكرمه " وحنو " زيد لالن وقوع اجلملة الطلبية خربا قليل، وأما حنو " زيد قام " فاجلملة امسية ال غري، لعدم ما يطلب الفعل.

هذا قول اجلمهور، وجوز املربد وابن العريف وابن مالك فعليتها على االضمار والتفسري، والكوفيون على التقدمي والتأخري

[383 ]

ت: " زيد قام وعمرو قعد عنده " فاالوىل امسية عند اجلمهور، والثانية )مشتملة( ؟ هلما على فإن قلالسواء عند اجلميع. انقسام اجلملة إىل صغرى وكربى الكربى هي: االمسية الىت خربها مجلة حنو " زيد

ا يف املثالني. وقد تكون قام أبوه، وزيدا أبوه قائم " والصغرى هي: املبنية على املبتدأ، كاجلملة املخرب هباجلملة صغرى وكربى باعتبارين، حنو " زيد أبوه غالمه منطلق " فمجموع هذا الكالم مجلة كربى ال

غري، و " غالمه منطلق " صغرى ال غري، الهنا خرب، و " أبوه غالمه منطلق " كربى باعتبار " غالمه هلل رىب( إذ االصل لكن أنا هو اهلل رىب، ففيها منطلق " وصغرى باعتبار مجلة الكالم، ومثله )لكنا هو ا

أيضا ثالث مبتدآت إذا مل يقدر )هو( ضمريا له سبحانه ولفظ اجلاللة بدل منه أو عطف بيان عليه كما جزم به ابن احلاجب، بل قدر ضمري الشأن وهو الظاهر، مث حذفت مهزة أنا حذفا اعتباطيا،

ذفت، مث أدغمت نون لكن يف نون أنا. تنبيهان االول: ما وقيل: حذفا قياسيا بأن نقلت حركتها مث حفسرت به اجلملة الكربى هو مقتضى كالمهم، وقد يقال: كما تكون مصدرة باملبتدأ تكون مصدرة

بالفعل حنو " ظننت زيدا يقوم أبوه ". الثاين: إمنا قلت صغرى وكربى موافقة هلم، وإمنا الوجه استعمال كأن صغرى وكربى من فقاقعها * حصباء - 612ة، ولذلك حلن من قال: فعلى أفعل بأل أو باالضاف

] يا - 613در على أرض من الذهب وقول بعضهم إن من زائدة وإهنما مضافان على حد قوله: من رأى عارضا أسر به [ * بني ذراعي وجبهة االسد يرده أن الصحيح أن " من " ال تقحم يف

االجياب، وال مع تعريف اجملرور،

Page 277: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[381 ]

إذا - 614ولكن رمبا استعمل أفعل التفضيل الذى مل يرد به املفاضلة مطابقا مع كونه جمردا قال: غاب عنكم أسود العني كنتم * كراما، وأنتم ما أقام أالئم أي لئام، فعلى هذا يتخرج البيت، وقول

لة كربى. وقد حيتمل النحويني ] مجلة [ صغرى وكربى وكذلك قول العروضيني: فاصلة صغرى، وفاصالكالم الكربى وغريها. وهلذا النوع أمثله: أحدها: حنو )أنا آتيك به( إذا حيتمل )آتيك( أن يكون فعال مضارعا ومفعوال، وأن يكون اسم فاعل ومضافا إليه مثل )وإهنم آتيهم عذاب( )وكلهم آتيه يوم القيامة

االلف من )آتيك( وذلك ممتنع على تقدير انقالهبا فردا( ويؤيده أن أصل اخلرب االفراد، وأن محزة مييلمن اهلمزة. الثاين: حنو " زيد يف الدار " إذ حيتمل تقدير استقر وتقدير مستقر. الثالث: حنو " إمنا أنت سريا " إذ حيتمل تقدير تسري وتقدير سائر، وينبغى أن جيرى هنا اخلالف الذى يف املسألة قبلها. الرابع:

ه " إذ حيتمل أن يقدر أبوه مبتدأ، وأن يقدر فاعال بقائم. تنبيه يتعني يف قوله: * أال عمر " زيد قائم أبو [ تقدير رجوعه مبتدأ ومستطاع خربه واجلملة يف حمل نصب على أهنا 132وىل مستطاع رجوعه * ]

ا وال تقديرا، صفة ال يف حمل رفع على أهنا خرب، الن " أال " الىت للتمين ال خرب هلا عند سيبويه ال لفظ فإذا قيل " أال ماء " كان ذلك كالما مؤلفا من حرف واسم، وإمنا مت

[382 ]

الكالم بذلك محال على معناه وهو أمتىن ماء، وكذلك ميتنع تقدير مستطاع خربا ورجوعه فاعال ملا موضع رفع ذكرنا، وميتنع أيضا تقدير مستطاع صفة على احملل، أو تقدير " مستطاع رجوعه " مجلة يف

على أهنا صفة على احملل إجراء الال جمرى ليت يف امتناع مراعاة حمل امسها، وهذا أيضا قول سيبويه يف الوجهني، وخالفه يف املسألتني املازىن واملربد. انقسام اجلملة الكربى إىل ذات وجه، وإىل ذات وجهني

( 1أبوه " كذا قالوا، وينبغى أن يراد ) ذات الوجهني: هي امسية الصدر فعلية العجز، حنو " زيد يقومعكس ذلك يف حنو " ظننت زيدا أبوه قائم " بناء على ما قدمنا. وذات الوجه حنو " زيد أبوه قائم "

ومثله على ما قدمنا حنو " ظننت زيدا يقوم أبوه ". اجلمل الىت ال حمل هلا من االعراب وهى سبع،

Page 278: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ذلك هو االصل يف اجلمل. فاالوىل: االبتدائية، وتسمى أيضا وبدأنا هبا الهنا مل حتل حمل املفرد، و املستأنفة، وهو أوضح، الن اجلملة االبتدائية تطلق أيضا على اجلملة املصدرة باملبتدأ، ولو كان هلا

حمل، مث اجلمل املستأنفة نوعان: أحدمها: اجلملة املفتتح هبا النطق، كقولك ابتداء " زيد قائم " ومنه ح هبا السور. والثاىن: اجلملة املنقطعة عما قبلها حنو " مات فالن، رمحه اهلل " وقوله تعاىل اجلمل لتفتت

)قل سأتلو عليكم منه ذكرا، إنا مكنا له يف االرض( ومنه مجلة العامل اللمغى لتأخره حنو " زيد قائم ا، إال أهنا من باب أظن " فأما العامل امللغى لتوسطه حنو " زيد أظن قائم " فجملته أيضا ال حمل هل

مجل االعرتاض.

( يف عدة نسخ " يزاد " بالزاى، وهى صحيحة، واملقصود واحد. )*( 1)

[383 ]

وخيص البيانيون االستئناف مبا كان جواب لسؤال مقدر حنو قوله تعاىل )هل أتاك حديث ضيف فإن مجلة القول الثانية جواب إبراهيم املكرمني إذ دخلوا عليه فقالوا سالما قال سالم قوم منكرون(

لسؤال مقدر تقديره: فماذا قال هلم ؟ وهلذا فصلت عن االوىل فلم تعطف عليها، وىف قوله تعاىل )سالم قوم منكرون( مجلتان حذف خرب االوىل ومبتدأ الثانية، إذ التقدير سالم عليكم، أنتم قوم

ن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سالما منكرون، ومثله يف استئناف مجلة القول الثانية )ونبئهم عقال إنا منكم وجلون( وقد استؤنفت مجلتا القول يف قوله تعاىل )ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى

زعم العواذل أنىن يف غمرة * - 615قالوا سالما قال سالم( ومن االستئناف البياىن أيضا قوله: " صدقوا " جواب لسؤال ] مقدر [ تقديره: أصدقوا أم كذبوا صدقوا، ولكن غمريت ال تنجلي فإن قوله

االول: -؟ ومثله قوله تعاىل )يسبح له فيها بالغدو واآلصال رجال( فيمن فتح باء )يسبح( تنبيهات من االستئناف ما قد خيفى، وله أمثلة كثرية. أحدها: )ال يسمعون( من قوله تعاىل )وحفظا من كل

املال االعلى( فإن الذى يتبادر إىل الذهن أنه صفة لكل شيطان أو حال شيطان مارد ال يسمعون إىلمنه، وكالمها باطل، إذ ال معىن للحفظ من شيطان ال يسمع، وإمنا هي لالستئناف النحوي، وال يكون

Page 279: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

استئنافا بيانيا لفساد املعىن أيضا، وقيل: حيتمل أن االصل " لئال يسمعوا " مث حذفت الالم كما يف " أال أيهذا الزاجرى أحضر - 616أن تكرمين " مث حذفت أن فارتفع الفعل كما يف قوله: جئتك

[ فيمن رفع " أحضر " واستضعف 641الوغى * ] وأن أشهد اللذات هل أنت خملدى [ ] ص الزخمشري، اجلمع بني احلذفني.

[384 ]

عدم مساعه، أي بعد احلفظ. فإن قلت: اجعلها حاال مقدرة، أي وحفظا من كل شيطان مارد مقدرا قلت: الذى يقدر وجود معىن احلال هو صاحبها، كاملمرور به يف قولك " مررت برجل معه صقر

صائدا به غدا " أي مقدرا حال املرور به أن يصيد به غدا، والشياطني ال يقدرون عدم السماع وال ىل )فال حيزنك قوهلم( فإنه ] رمبا ] يتبادر يريدونه. الثاين: )إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون( بعد قوله تعا

إىل الذهن أنه حمكى بالقول، وليس كذلك، الن ذلك ليس مقوال هلم الثالث: )إن العزة هلل مجيعا( بعد قوله تعاىل )فال حيزنك قوهلم( وهى كالىت قبلها، وىف مجال القراء للسخاوي أن الوقف على قوهلم يف

يف مجيع القرآن وقف واجب. الرابع: )مث يعيده( بعد )أو مل يروا اآليتني واجب، والصواب أنه ليسكيف يبدأ اهلل اخللق( الن إعادة اخللق مل تقع بعد فيقرروا برؤيتها، ويؤيد االستئناف فيه قوله تعاىل

على عقب ذلك )قل سريوا يف االرض فانظروا كيف بدأ اخللق مث اهلل ينشئ النشأة اآلخرة( اخلامس: مت أن من ذلك )تثري االرض( فقال: الوقف على )ذلول( جيد، مث يبتدئ )تثري االرض( زعم أبو حا

على االستئناف، ورده أبو البقاء بأن )وال( إمنا تعطف على النفى، وبأهنا لو أثارت االرض كانت ذلوال. ويرد اعرتاضه االول صحة " مررت برجل يصلى وال يلتفت " والثاىن أن أبا حامت زعم أن ذلك

ن عجائب هذه البقرة، وإمنا وجه الرد أن اخلرب مل يأت بأن ذلك من عجائبها، وبأهنم إمنا كلفوا بأمر مموجود، ال بأمر خارق للعادة، وبأنه كان جيب تكرار " ال " يف " ذلول " إذ ال يقال " مررت برجل ال

حلرث( الن ذلك واقع شاعر " حىت تقول " وال كاتب " ال يقال قد تكررت بقوله تعاىل )وال تسقى ا بعد االستئناف على زعمه التنبيه الثاين: قد حيتمل اللفظ االستئناف وغريه، وهو نوعان:

Page 280: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[385 ] أحدمها: ما إذا محل على االستئناف احتيج إىل تقدير جزء يكون معه كالما حنو " زيد " من قولك "

نه مجلة تامة، وذلك كثري جدا حنو اجلملة نعم الرجل زيد ". والثاىن: ما ال حيتاج فيه إىل ذلك، لكو املنفية وما بعدها يف قوله تعاىل: )يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا بطانة من دونكم ال يألونكم خباال،

ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما ختفى صدورهم أكرب( قال الزخمشري: االحسن ليل للنهى عن اختاذهم بطانة من دون املسلمني، وجيوز أن واالبلغ أن تكون مستأنفات على وجه التع

يكون ال يألونكم وقد بدت صفتني، أي بطانة غري ما نعتكم فسادا بادية بغضاؤهم. ومنع الواحدى هذا الوجه، لعدم حرف العطف بني اجلملتني، وزعم أنه ال يقال " ال تتخذ صاحبا يؤذيك أحب

دد بغري عاطف وإن كانت مجلة كما يف اخلرب حنو )الرمحن علم مفارقتك " والذى يظهر أن الصفة تتعالقرآن خلق االنسان علمه البيان( وحصل لالمام فخر الدين يف تفسري هذه اآلية سهو، فإنه سأل ما

احلكمة يف تقدمي " من دونكم " على " بطانة " وأجاب بأن حمط النهى هو " من دونكم " ال بطانة، ت التالوة كما ذكر، ونظري هذا أن أبا حيان فسر يف سورة االنبياء كلمة فلذلك قدم االهم، وليس

)زبرا( بعد قوله تعاىل )وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا( وإمنا هي يف سورة املؤمنني، وترك تفسريها هناك، وتبعه على هذا السهو رجالن خلصا من تفسريه إعرابا. التنبيه الثالث: من اجلمل ما جرى فيه خالف،

هو مستأنف أم ال ؟ وله أمثلة أحدها: " أقوم " من حنو قولك " إن قام زيد أقوم " وذلك الن هل املربد يرى أنه على إضمار الفاء، وسيبويه يرى أنه مؤخر من تقدمي، وأن االصل أقوم إن قام زيد، وأن

جواب الشرط حمذوف، ويؤيده التزامهم يف مثل ذلك كون الشرط ماضيا.

[386 ]

ىن على هذا مسألتان: إحدامها: أنه هل جيوز " زيدا إن أتاىن أكرمه " بنصب زيدا ؟ فسيبويه جييزه وينبكما جييز " زيدا أكرمه إن أتاىن " والقياس أن املربد مينعه، النه يف سياق أداة الشرط فال يعمل فيما

ل املرفوع بفعل معطوف، تقدم على الشرط، فال يفسر عامال فيه. والثانية: أنه إذا جئ بعد هذا الفعهل جيزم أم ال ؟ فعلى قول سيبويه ال جيوز اجلزم، وعلى قول املربد ينبغى أن جيوز الرفع بالعطف على

Page 281: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

(: مذ ومنذ وما بعدمها 2( الفاء املقدرة وما بعدها. الثاين )1لفظ الفعل واجلزم بالعطف على حمل )وضع نصب على احلال، وليس بشئ، لعدم الرابط، يف حنو " ما رأيته مذ يومان " فقال السرياىف: يف م

وقال اجلمهور: مستأنفة جوابا لسؤال تقديره عند من قدر مذ مبتدأ: ما أمد ذلك، وعند من قدرها خربا: ما بينك وبني لقائه. الثالث: مجلة أفعال االستثناء ليس وال يكون وخال وعدا وحاشا، وقال

الني عن زيد، وجوز االستئناف، وأوجبه ابن عصفور، فإن قلت " السرياىف: حال، إذ املعىن قام القوم خجاءين رجال ليسوا زيدا " فاجلملة صفة، وال ميتنع عندي أن يقال " جاءين ليسوا زيدا " على احلال.

[ فقال اجلمهور: 115الرابع: اجلملة بعد حىت االبتدائية كقوله: * حىت ماء دجلة أشكل * ] بن درستويه أهنا يف موضع جرحبىت، وقد تقدم. اجلملة الثانية: املعرتضة بني مستأنفة، وعن الزجاج وا

شيئني الفادة الكالم تقوية وتسديدا أو حتسينا، وقد وقعت يف مواضع.

( الثاين من أمثلة اجلملة 2( التحقيق أن احملل للجملة الىت بعد الفاء، وليس للفاء مدخل يف ذلك. )1)

أنفة. )*( الىت اختلف يف كوهنا مست

[381 ]

شجاك أظن ربع الظاعنينا * ] ومل تعبأ بعذل العاذلينا [ - 611أحدها: بني الفعل ومرفوعه كقوله: ويروى بنصب ربع على أنه مفعول أول، و " شجاك " مفعوله الثاين، وفيه ضمري مسترت راجع إليه،

وال عزل وهو الظاهر يف قوله: أمل وقد أدركتين واحلوادث مجة * أسنة قوم ال ضعاف - 618وقوله: [ على أن الباء زائدة يف الفاعل، وحيتمل أن 154يأتيك واالنباء تنمى * مبا القت لبون بىن زياد ]

يأيت وتنمى تنازعا ما فأعمل الثاين وأضمر الفاعل يف االول، فال اعرتاض وال زيادة، ولكن املعىن على - 621نمى هبذا وبغريه. الثاين: بينه وبني مفعوله كقوله: االول أوجه، إذ االنباء من شأهنا أن ت

- 623وبدلت والدهر ذو تبدل * هيفا دبورا بالصبا والشمأل والثالث: بني املبتدأ وخربه كقوله: وفيهن وااليام يعثرن بالفىت * نوادب ال ميللنه ونوائح ومنه االعرتاض جبملة الفعل امللغى يف حنو " زيد

ملة االختصا ص يف حنو قوله عليه الصالة والسالم: " حنن معاشر االنبياء ال نورث " أظن قائم " وجب

Page 282: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حنن بنات طارق * منشي على النمارق وأما االعرتاض بكان الزائدة يف حنو قوله - 621وقول الشاعر " أو نىب كان موسى " فالصحيح أهنا ال فاعل هلا، فال مجلة.

[388 ]

-وإىن لرام نظرة فبل الىت * لعلى وإن شطت نواها - 622ملبتدأ واخلرب كقوله: والرابع: بني ما أصله ا[ وذلك على تقدير أزورها خرب لعل، وتقدير الصلة حمذوفة، أي الىت 585و 311أزورها ] ص

624لعلك واملوعود حق لقاؤه * بدا لك يف تلك القلو ص بداء وقوله: - 623أقول لعلى، وكقوله: ى واملىن ال تنفع * هل أغدون يوما وأمري جممع إذا قيل بأن مجلة االستفهام خرب على يا ليت شعر -

تأويل شعرى مبشعورى، لتكون اجلملة نفس املبتدأ فال حتتاج إىل رابط، وأما إذا قيل بأن اخلرب حمذوف له الذى أي موجود، أو إن ليت ال خرب هلا ههنا إذ املعىن ليتىن أشعر، فاالعرتاض بني الشعر ومعمو

إن الثمانني وبلغتها * قد أحوجت مسعي إىل ترمجان ] - 625علق عنه باالستفهام، وقول احلماسي: إن سليمى واهلل بكلؤها * ضنت بشئ ما كان يرزؤها ] ص - 626[ وقول ابن هرمة: 316 ص

و 316إىن وأسطار سطرن سطرا * لقائل يا نصر نصر نصرا ] ص - 621[ وقول رؤية: 316451 ]

[381 ]

وإىن وهتيامى بعزة بعدما * ختليت مما بيننا وختلت لكاملرجتى ظل الغمامة كلما * - 328وقول كثري: تبوأ منها للمقيل اضمحلت قال أبو على: هتيامى بعزة مجلة معرتضة بني اسم إن وخربها، وقال أبو

فتكون الباء متعلقة بالتهيام ال الفتح: جيوز أن تكون الواو للقسم كقولك " إىن وحبك لضنني بك "خبرب حمذوف. اخلامس: بني الشرط وجوابه، حنو )وإذا بدلنا آية مكان آية واهلل أعلم مبا ينزل قالوا إمنا

أنت مفرت( وحنو )فإن مل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار( وحنو )إن يكن غنيا أو فقريا فاهلل أوىل هبما فال (( وال يرد ذلك تثنية 1منهم ابن مالك، والظاهر أن اجلواب )فاهلل أوىل هبما ) تتبعوا اهلوى( قاله مجاعة

الضمري كما تومهوا الن أو هنا للتنويع، وحكمها حكم الواو يف وجوب املطابقة، نص عليه االبدي،

Page 283: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وهو احلق، أما قول ابن عصفور إن تثنية الضمري يف اآلية شاذة فباطل كبطالن قوله مثل ذلك يف إفراد الضمري يف )واهلل ورسوله أحق أن يرضوه( وىف ذلك ثالثة أوجه: أحدها: أن )أحق( خرب عنهما،

وسهل إفراد الضمري أمران: معنوى وهو أن إرضاء اهلل سبحانه إرضاء لرسوله عليه الصالة والسالم، أن اسم وبالعكس )إن الذين يبايعونك إمنا يبايعون اهلل( ولفظي وهو تقدمي إفراد أحق، ووجه ذلك

التفضيل اجملرد من أل واالضافة واجب االفراد حنو )ليوسف وأخوه أحب( )قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشريتكم( إىل قوله )أحب إليكم(.

( التحقيق أن اجلواب حمذوف، والتقدير: إن يكن املشهود عليه غنيا أو فقريا فال تكتموا الشهادة 1)

إخل. )*( -اهلل أوىل رأفة به الن

[313 ]

والثاىن: أن )أحق( خرب عن اسم اهلل سبحانه، وحذف مثله خربا عن امسه عليه الصالة والسالم، أو بالعكس. والثالث: أن )أن يرضوه( ليس يف موضع جر أو نصب بتقدير بأن يرضوه، بل يف موضع رفع

عىن وإرضاء اهلل وإرضاء رسوله أحق من بدال عن أحد االمسني، وحذف من اآلخر مثل ذلك، وامللعمري وما عمرى على هبني * لقد - 321إرضاء غريمها. والسادس: بني القسم وجوابه كقوله:

نطقت بطال على االقارع وقوله تعاىل: )قال فاحلق واحلق أقول المالن( االصل أقسم باحلق المالن بأقسم حمذوفا، واحلق الثاين بأقول، - بعد إسقاط اخلافض -وأقول احلق، فانتصب احلق االول

واعرتض جبملة " أقول احلق " وقدم معموهلا لالختصا ص، وقرئ برفعهما بتقدير فاحلق قسمي واحلق أقوله، وجبرمها على تقدير واو القسم يف االول والثاىن توكيدا كقولك " واهلل واهلل الفعلن "، وقال

ل واحلق، أي هذا اللفظ، فأعمل القول يف لفظ واو القسم مع الزخمشري: جر الثاين على أن املعىن وأقو . وقرئ برفع االول جمرورها على سبيل احلكاية، قال: وهو وجه حسن دقيق جائز يف الرفع والنصب، اه

ونصب الثاين، قيل: أي فاحلق قسمي أو فاحلق مىن أو فاحلق أنا، واالول أوىل، ومن ذلك قوله تعاىل نجوم( اآلية. والسابع: بني املوصوف وصفته كاآلية فإن فيها اعرتاضني: اعرتاضا بني )فال أقسم مبواقع ال

Page 284: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

املوصوف وهو )قسم( وصفته وهو )عظيم( جبملة )لو تعلمون(، واعرتاضا بني )أقسم مبواقع النجوم( د وجوابه وهو )إنه لقرآن كرمي( بالكالم الذى بينهما، وأما قول ابن عطية ليس فيها إال اعرتاض واح

وهو )لو تعلمون( الن )وإنه لقسم عظيم( توكيد ال اعرتاض

[311 ]

فمردود، الن التوكيد واالعرتاض ال يتنافيان، وقد مضى ذلك يف حد مجلة االعرتاض. والثامن: بني ذاك الذى وأبيك يعرف مالكا * ] واحلق يدمغ ترهات الباطل [ - 633املوصول وصلته كقوله:

[ وذلك على أن تقدر 622لرام نظرة قبل الىت * لعلى وإن شطت نواها أزورها ] وحيتمله قوله: وإىنالصلة " أزورها " وتقدر خرب لعل حمذوفا، أي لعلى أفعل ذلك. والتاسع: بني أجزاء الصلة حنو )والذين

كسبوا السيئات جزاء سيئة مبثلها وترهقهم ذلة( اآليات، فإن مجلة )وترهقهم ذلة( معطوفة على بوا السيئات( فهى من الصلة، وما بينهما اعرتاض بني به قدر جزائهم، ومجلة )ما هلم من اهلل من )كس

عاصم( خرب، قاله ابن عصفور، وهو بعيد، الن الظاهر أن )ترهقهم( مل يؤت به لتعريف الذين ، فيعطف على صلته، بل جئ به لالعالم مبا يصيبهم جزاء على كسبهم السيئات، مث إنه ليس مبتعني

جلواز أن يكون اخلرب )جزاء سيئة مبثلها( فال يكون يف اآلية اعرتاض، وجيوز أن يكون اخلرب مجلة النفى كما ذكر، وما قبلها مجلتان معرتضتان، وأن يكون اخلرب )كأمنا أغشيت( فاالعرتاض بثالث مجل، أو

لذين( ليس مبتدأ، بل أن )ا -وهو االظهر -)أولئك أصحاب النار( فاالعرتاض بأربع مجل، وحيتمل معطوف على الذين االوىل، أي للذين أحسنوا احلسىن وزيادة، والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة

مبثلها، فمثلها هنا يف مقابلة الزيادة هناك، ونظريها يف املعىن قوله تعاىل )من جاء باحلسنة فله خري منها ومن جاء بالسيئة فال جيزى

[312 ]

لسيئات إال ما كانوا يعملون( وىف اللفظ قوهلم " يف الدار زيد واحلجرة عمرو " وذلك من الذين عملوا االعطف على معمويل عاملني خمتلفني عند االخفش، وعلى إضمار اجلار عند سيبويه واحملققني، ومما

Page 285: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

احتيج إىل يرجح هذا الوجه أن الظاهر أن الباء يف )مبثلها( متعلقه باجلزاء، فإذا كان جزاء سيئة مبتدأتقدير اخلرب، أي واقع، قاله أبو البقاء، أوهلم، قاله احلوىف، وهو أحسن، الغنائه عن تقدير رابط بني هذه اجلملة ومبتدئها وهو )الذين( وعلى ما اخرتناه يكون جزاء عطفا على احلسىن، فال حيتاج إىل

وإن الباء زيدت يف اخلرب كما زيدت تقدير آخر، وأما قول أىب احلسن وابن كيسان إن مبثلها هو اخلرب، يف املبتدأ يف " حبسبك درهم " فمردود عند اجلمهور، وقد يؤنس قوهلما بقوله )وجزاء سيئة سيئة

مثلها(. والعاشر: بني املتضايفني كقوهلم " هذا غالم واهلل زيد " و " ال أخا فاعلم لزيد " وقيل: االخ جاء على لغة القصر، كقوله " مكره أخاك ال بطل " فهو هو االسم والظرف اخلرب، وإن االخ حينئذ

كقوهلم " ال عصا لك ". احلادى عشر: بني اجلار واجملرور كقوله " اشرتيته بأرى ألف درهم ". الثاين كأن وقد أتى حول كميل * أثافيها محامات - 631عشر: بني احلرف الناسخ وما دخل عليه كقوله:

تكون هذه اجلملة حالية تقدمت على صاحبها، وهو اسم كأن، على مثول كذا قال قوم، وميكن أن [ 365حد احلال يف قوله: كأن قلوب الطري رطبا ويابسا * لدى وكرها العناب واحلشف الباىل ]

الثالث عشر: بني احلرف وتوكيده كقوله:

[313 ]

ني حرف التنفيس والفعل لبت وهل ينفع شيئا ليت * ليت شبابا بوع فاشرتيت الرابع عشر: ب - 632[ وهذا االعرتاض يف أثناء 51كقوله: وما أدرى وسوف إخال أدرى * أقوم آل حصن أم نساء ]

اعرتاض آخر، فإن سوف وما يعدها اعرتاض بني أدرى ومجلة االستفهام. اخلامس عشر: بني قد رف النفى ومنفيه [ السادس عشر: بني ح 284والفعل كقوله: * أخالد قد واهلل أوطأت عشوة * ]

فال وأىب دمهاء - 634وال أراها تزال ظاملة * ] حتدث ىل نكبة وتنكؤها [ وقوله: - 633كقوله: زالت عزيزة * ] على قومها ما دام للزند قادح [ السابع عشر: بني مجلتني مستقلتني حنو )فأتوهن من

حرث لكم( فإن )نساؤكم حرث حيث أمركم اهلل، إن اهلل حيب التوابني وحيب املتطهرين، نساؤكملكم( تفسري لقوله تعاىل )من حيث أمركم اهلل( أي أن املأتى الذى أمركم اهلل به هو مكان احلرث، وداللة على أن الغرض االصلى يف االتيان طلب النسل ال حمض الشهوة، وقد تضمنت هذه اآلية

Page 286: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االنسان بوالديه محلته أمه وهنا على االعرتاض بأكثر من مجلة، ومثلها يف ذلك قوله تعاىل )ووصينا وهن وفصاله يف عامني أن أشكر ىل ولوالديك( وقوله تعاىل )رب إىن وضعتها أنثى واهلل أعلم مبا

وضعت وليس الذكر كاالنثى وإىن مسيتها مرمي( فيمن قرأ بسكون تاء )وضعت( إذ اجلملتان املصدرتان ض، واملعىن: وليس الذكر الذى طلبته كاالنثى الىت وهبت بإىن من قوهلا عليها السالم، وما بينها اعرتا

هلا، وقال الزخمشري:

[314 ]

هنا مجلتان معرتضتان كقوله تعاىل )وإنه لقسم لو تعلمون عظيم( انتهى، وىف التنظري نظر، الن الذى من مجلتني يف اآلية الثانية اعرتاضان كل منهما جبملة، ال اعرتاض واحد جبملتني. وقد يعرتض بأكثر

كقوله تعاىل )أمل تر إىل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشرتون الضاللة ويريدون أن تضلوا السبيل واهلل أعلم بأعدائكم وكفى باهلل وليا وكفى باهلل نصريا من الذين هادوا حيرفون الكلم( إن قدر )من الذين

يف اليهود والنصارى واملراد اليهود، أو بيانا هادوا( بيانا للذين أوتوا وختصيصا هلم إذا كان اللفظ عاماالعدائكم، واملعرتض به على هذا التقدير مجلتان، وعلى التقدير االول ثالث مجل، وهى واهلل أعلم

وكفى باهلل مرتني، وأما يشرتون ويريدون فجملتا تفسري ملقدر، إذ املعىن أمل تر إىل قصة الذى أوتوا، وإن صرناه من القوم( أو خبرب حمذوف على أن )حيرفون( صفة ملبتدأ حمذوف، أي علقت من بنصريا مثل )ون

قوم حيرفون كقوهلم " منا ظعن ومنا أقام " أي منا فريق فال اعرتاض البتة، وقد مر أن الزخمشري أجاز يف سورة االعراف االعرتاض بسبع مجل على ما ذكر ابن مالك. وزعم أبو على أنه ال يعرتض بأكثر

أراىن وال كفران هلل أية * لنفسي قد طالبت غري - 635وذلك النه قال يف قول الشاعر: من مجلة،منيل إن أية وهى مصدر " أويت له " إذا رمحته ورفقت به ال ينتصب بأويت حمذوفة، لئال يلزم

هذا االعرتاض جبملتني، قال: وإمنا انتصابه باسم " ال " أي وال أكفر اهلل رمحة مىن لنفسي، ولزمه منترك تنوين االسم املطول، وهو قول البغداديني أجازوا " ال طالع جبال " أجروه يف ذلك جمرى املضاف

كما أجرى جمراه يف االعراب، وعلى قوهلم يتخرج احلديث " ال مانع ملا أعطيت وال معطى ملا

Page 287: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[315 ] بغري تنوين. وقد اعرتض ابن منعت " وأما على قول البصريني فيجب تنوينه، ولكن الرواية إمنا جاءت

مالك قول أىب على بقوله تعاىل )وما أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن لعمري واخلطوب مغريات * وىف طول املعاشرة - 636كنتم ال تعلمون بالبينات والزبر( وبقول زهري:

تبايل وقد جياب عن اآلية بأن مجلة االمر دليل التقاىل لقد باليت مظعن أم أوىف * ولكن أم أوىف الاجلواب عند االكثرين ونفسه عند قوم: فهى مع مجلة الشرط كاجلملة الواحدة، وبأنه جيب أن يقدر

للباء متعلق حمذوف، أي أرسلناهم بالبينات، النه ال يستثىن بأداة واحدة شيئان، وال يعمل ما قبل إال حنو " ما قام إال زيد " أو مستثىن منه حنو " ما قام إال زيدا أحد " أو فيما بعدها إال إذا كان مستثىن

كثريا ما تشتبه املعرتضة باحلالية، ومييزها منها -تابعا له حنو " ما قام أحد إال زيدا فاضل ". مسألة دى اهلل، أمور: أحدها: أهنا تكون غري خربية كاالمرية يف )وال تؤمنوا إال ملن تبع دينكم قل إن اهلدى ه

أن يؤىن أحد مثل ما أوتيتم( كذا مثل ابن مالك وغريه، بناء على أن )أن يؤتى أحد( متعلق بتؤمنوا، وأن املعىن وال تظهروا تصديقكم بأن أحدا يؤتى من كتب اهلل مثل ما أوتيتم، وبأن ذلك االحد

ال يغري اعتقادهم خبالف حياجونكم عند اهلل يوم القيامة باحلق فيغلبونكم، إال الهل دينكم الن ذلكاملسلمني، فإن ذلك يزيدهم ثباتا، وخبالف املشركني، فإن ذلك يدعوهم إىل االسالم، ومعىن االعرتاض

حينئذ أن اهلدى بيد اهلل، فإذا قدره الحد مل يضره مكرهم.

[316 ]

تظهروا االميان الكاذب واآلية حمتملة لغري ذلك، وهى أن يكون الكالم قد مت عند االستثناء، واملراد والالذى توقعونه وجه النهار وتنقضونه آخره إال ملن كان منكم كعبد اهلل بن سالم مث أسلم، وذلك الن

)أن يؤتى( من كالم اهلل إسالمهم كان أغيظ هلم ورجوعهم إىل الكفر كان عندهم أقرب، وعلى هذا فد دبرمت هذا الكيد، وهذا الوجه أرجح تعاىل، وهو متعلق مبحذوف مؤخر، أي لكراهية أن يؤتى أح

لوجهني: أحدمها: أنه املوافق لقراءة ابن كثري )أأن يؤتى( هبمزتني، أي لكراهية أن يؤتى قلتم ذلك. والثاىن: أن يف الوجه االول عمل ما قبل إال فيما بعدها، مع أنه ليس من املسائل الثالث املذكورة آنفا.

Page 288: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وقوله: إن سليمى 625 وبلغتها * قد أحوجت مسعي إىل ترمجان ] وكالدعائية يف قوله: إن الثمانني[ وكالقسمية يف قوله: * إىن وأسطار سطرن سطرا 626واهلل يكلؤها * ضنت بشئ ما كان يرزؤها ]

[ وكالتنزيهية يف قوله تعاىل )وجيعلون هلل البنات، سبحانه، وهلم ما 451[ البيت ] ص 621* ] هم. وكاالستفهامية يف قوله تعاىل )فاستغفروا لذنوهبم، ومن يغفر الذنوب إال يشتهون( كذا مثل بعض

اهلل ومل يصروا( كذا مثل ابن مالك.

[311 ]

فأما االوىل فال دليل فيها إذا قدر هلم خربا، وما مبتدأ، والواو لالستئناف ال عاطفة مجلة على مجلة، ختتار، تريد بذلك إيعاده أو التهكم به، بل إذا قدر وقدر الكالم هتديدا كقولك لعبدك: لك عندي ما

)هلم( معطوفا على )هلل( وما معطوفة على البنات، وذلك ممتنع يف الظاهر، إذ ال يتعدى فعل الضمري املتصل إىل ضمريه املتصل إال يف باب ظن وفقد وعدم حنو )فال حيسبنهم مبفازة من العذاب( فيمن

( وال جيوز مثل " زيد ضربه " تريد ضرب نفسه، وإمنا يصح يف اآلية ضم الباء، وحنو )أن رآه استغىنالعطف املذكور إذا قدر أن االصل والنفسهم مث حذف املضاف، وذلك تكلف، ومن العجب أن

الفراء والزخمشري واحلوىف قدروا العطف املذكور ومل يقدروا املضاف احملذوف، وال يصح العطف إال به. وغريه على أن االستفهام فيها مبعىن النفى، فاجلملة خربية. وقد فهم مما أوردته من وأما الثانية فنص هو

أن املعرتضة تقع طلبية أن احلالية ال تقع إال خربية، وذلك باالمجاع، وأما قول بعضهم يف قول القائل: [ إن الواو للحال، 586اطلب وال تضجر من مطلب * ] فآفة الطالب أن يضجرا [ ] ص - 631

إن ال ناهية، فخطأ، وإمنا هي عاطفة إما مصدرا يسبك من أن والفعل على مصدر متوهم من االمر و السابق، أي ليكن منك طلب وعدم ضجر، أو مجلة على مجلة، وعلى االول ففتحة تضجر إعراب،

فقلت ادعى وأدعو - 638وال نافية، والعطف مثله يف قولك " ائتىن وال أجفوك " بالنصب وقوله: أندى * لصوت أن ينادى داعيان وعلى الثاين فالفتحة للرتكيب، واالصل وال تضجرن بنون التوكيد إن

اخلفيفة فحذفت للضرورة، وال ناهية، والعطف مثله يف قوله تعاىل )واعبدوا اهلل وال تشركوا به شيئا(.

Page 289: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[318 ] 51أدرى وسوف إخال أدرى * ] الثاين: أنه جيوز تصديرها بدليل استقبال كالتنفيس يف قوله: * وما

[ وأما قول احلوىف يف )إىن ذاهب إىل رىب سيهدين(: إن اجلملة حالية فمردود، وكلن يف )ولن تفعلوا( وكالشرط يف )فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا يف االرض( )قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال

مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم( )إىن أن ال تقاتلوا( )وال جناح عليكم إن كان بكم أذى من أخاف إن عصيت رىب عذاب يوم عظيم( )فكيف تنقون إن كفرمت يوما( )فلوال إن كنتم غري مدينني

ترجعوهنا( وإمنا جاز " الضربنه إن ذهب وإن مكث "، الن املعىن الضربنه على كل حال، إذ ال يصح وأعلم - 631: أنه جيوز اقرتاهنا بالفاء كقوله: أن يشرتط وجود الشئ وعدمه لشئ واحد. والثالث

فعلم املرء ينفعه * أن سوف يأيت كل ما قدرا وكجملة )فاهلل أوىل هبما( يف قول وقد مضى، وكجملة )فبأى آالء ربكما تكذبان( الفاصلة بني )فإذا انشقت السماء فكانت وردة( وبني اجلواب وهو

ة بني )ومن دوهنما جنتان( وبني )فيهن خريات حسان( وبني )فيومئذ ال يسأل عن ذنبه إنس( والفاصلصفتيهما، وهى )مدهامتان( يف االوىل )وحور مقصورات( يف الثانية، وحيتمالن تقدير مبتدأ، فتكون

اجلملة إما صفة وإما مستأنفة. الرابع: أنه جيوز اقرتاهنا بالواو مع تصديرها باملضارع املثبت كقول املتنيب: دىي عريها، وأحسبىن * أوجد ميتا قبيل أفقدها يا حا - 643

[311 ]

قفا قليال هبا على، فال * أقل من نظرة أزودها قوله " أفقدها " على إضمار أن، وقوله " أقل " يروى للبيانيني يف االعرتاض اصطالحات خمالفة الصطالح النحويني، ولزخمشري -بالرفع والنصب. تنبيه

قوله تعاىل: )وحنن له مسلمون(: جيوز أن يكون حاال من فاعل )نعبد( أو يستعمل بعضها كقوله يفمن مفعوله، الشتماهلا على ضمرييهما، وأن تكون معطوفة على )نعبد( وأن تكون اعرتاضية مؤكدة،

أي من حالنا أنا خملصون له التوحيد، ويرد عليه مثل ذلك من ال يعرف هذا العلم كأىب حيان تومها منه عرتاض إال ما يقوله النحوي وهو االعرتاض بني شيئني متطالبني. اجلملة الثالثة: التفسريية، وهى أنه ال ا

الفضلة الكاشفة حلقيقة ما تليه، وسأذكر هلا أمثلة توضحها: أحدها: )وأسروا النجوى الذين ظلموا:

Page 290: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تكون بدال هل هذا إال بشر مثلكم( فجملة االستفهام مفسرة للنجوى، وهل هنا للنفي، وجيوز أنمنها إن قلنا إن ما فيه معىن القول يعمل يف اجلمل، وهو قول الكوفيني، وأن تكون معمولة لقول حمذوف، وهو حال مثل )واملالئكة يدخلون عليهم من كل باب سالم عليكم(. الثاين: )إن مثل

ملثل آدم، ال عيسى عند اهلل كمثل آدم خلقه من تراب مث قال له كن فيكون( فخلقه وما بعده تفسريباعتبار ما يعطيه ظاهر لفظ اجلملة من كونه قدر جسدا من طني مث كون، بل باعتبار املعىن، أي إن

شأن عيسى كشأن آدم يف اخلروج عن مستمر العادة وهو التولد بني أبوين. والثالث: )هل أدلكم على جارة، وقيل: مستأنفة معناها جتارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون باهلل( فجملة تؤمنون تفسري للت

الطلب، أي آمنوا،

[433 ]

بدليل )يغفر( باجلزم كقوهلم " اتقى اهلل امرؤ فعل خريا يثب عليه " أي ليتق اهلل وليفعل يثب، وعلى االول فاجلزم يف جواب االستفهام، تنزيال للسبب وهو الداللة منزلة املسبب وهو االمتثال. الرابع: )وملا

الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا( وجوز أبو البقاء كوهنا حالية على يأتكم مثلإضمار قد، واحلال ال تأتى من املضاف إليه يف مثل هذا. اخلامس: )حىت إذا جاؤك جيادلونك يقول

ا، الذين كفروا( إن قدرت " إذا " غري شرطية فجملة القول تفسري ليجادلونك، وإال فهى جواب إذاملفسرة ثالثة أقسام: جمردة من حرف التفسري كما يف االمثلة -وعليهما فيجادلونك حال. تنبيه

السابقة، ومقرونة بأى كقوله: وترمينين بالطرف أي أنت مذنب * ] وتقلينىن لكن إياك ال أقلى [ ] إن مل تقدر الباء [ ومقرونة بأن )فأوحينا إليه أن أصنع الفلك( وقولك " كتبت إليه أن افعل " 114

قبل أن. السادس: )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليات ليسجننه( فجملة ليسجننه قيل: هي مفسرة للضمري يف بدا الراجع إىل البداء املفهوم منه، والتحقيق أهنا جواب لقسم مقدر، وأن املفسر جمموع

ا هو املعىن املتحصل من اجلواب، اجلملتني، وال مينع من ذلك كون القسم إنشاء: الن املفسر هنا إمنوهو خربى ال إنشائى، وذلك املعىن هو سجنه عليه الصالة والسالم، فهذا هو البداء الذى بدا هلم. مث

أعلم أنه ال ميتنع كون اجلملة االنشائية مفسرة بنفسها، ويقع ذلك يف موضعني:

Page 291: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[431 ]

ىل زيد أعطه ألف دينار ". والثاىن: أن يكون أحدمها: أن يكون املفسر إنشاء أيضا، حنو " أحسن إمفردا مؤديا معىن مجلة حنو )وأسروا النجوى الذين ظلموا( اآلية. وإمنا قلنا فيما مضى إن االستفهام مراد به النفى تفسريا ملا اقتضاه املعىن وأوجبته الصناعة الجل االستثناء املفرغ، ال أن التفسري أوجب

زيد كالم واهلل الفعلن كذا ". وجيوز أن يكون )ليسجننه( جوابا لبدا، الن ذلك. ونظريه " بلغين عن ولقد علمت لتأتني منيىت * - 641أفعال القلوب الفادهتا التحقيق جتاب مبا جياب به القسم، قال:

[ وقال الكوفيون: اجلملة فاعل، مث قال هشام وثعلب 431] إن املنايا ال تطيش سهامها [ ] ص ز ذلك يف كل مجلة حنو " يعجبىن تقوم " وقال الفراء ومجاعة: جوازه مشروط بكون املسند ومجاعة: جيو

إليها قلبيا، وباقرتاهنا بأداة معلقة حنو " ظهر ىل أقام زيد، وعلم هل قعد عمرو " وفيه نظر، الن أداة ء ؟ وبعد التعليق بأن تكون مانعة أشبه من أن تكون جموزة، وكيف تعلق الفعل عما هو منه كاجلز

فعندي أن املسألة صحيحة، ولكن مع االستفهام خاصة دون سائر املعلقات، وعلى أن االسناد إىل مضاف حمذوف ال إىل اجلملة االخرى، أال ترى أن املعىن ظهر ىل جواب أقام زيد، أي جواب قول

ظهور الشئ القائل ذلك ؟ وكذلك يف " علم أقعد عمرو " وذلك البد من تقديره دفعا للتناقض، إذوالعلم به منافيان لالستفهام املقتضى للجهل به. فإن قلت: ليس هذا مما تصح فيه االضافة إىل

اجلمل. قلت: قد مضى ] لنا [ عن قريب أن اجلملة الىت يراد هبا اللفظ حيكم هلا حبكم املفردات.

[432 ]

البصريني يقدرون نائب الفاعل ] يف السابع: )وإذا قيل هلم ال تفسدوا يف االرض( زعم ابن عصفور أنقيل [ ضمري املصدر، ومجلة النهى مفسرة لذلك الضمري، وقيل: الظرف نائب ] عن [ الفاعل،

فاجلملة يف حمل نصب، ويرد بأنه ال تتم الفائدة بالظرف، وبعدمه يف )وإذا قيل إن وعد اهلل حق( منصوبة بالقول، فكيف انقلبت مفسرة ؟ والصواب أن النائب اجلملة، الهنا كانت قبل حذف الفاعل

واملفعول به متعني للنيابة، وقوهلم اجلملة ال تكون فاعال وال نائبا عنه جوابه أن الىت يراد هبا لفظها

Page 292: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حيكم هلا حبكم املفردات، وهلذا تقع مبتدأ حنو " ال حول وال قوة إال باهلل كنز من كنوز اجلنة " وىف ومن هنا مل حيتج اخلرب إىل رابط يف حنو " قوىل ال إله إال اهلل " كما ال املثل " زعموا مطية الكذب "

حيتاج إليه اخلرب املفرد اجلامد. الثامن: )وعد اهلل الذين آمنوا وعملوا الصاحلات هلم مغفرة وأجر عظيم( هو الن وعد يتعدى الثنني، وليس الثاين هنا )هلم مغفرة(، الن ثاىن مفعويل كساال يكون مجلة، بل

حمذوف، واجلملة مفسرة له، وتقديره خريا عظيما أو اجلنة، وعلى الثاين فوجه التفسري إقامة السبب مقام املسبب، إذ اجلنة مسببة عن استقرار الغفران واالجر. وقوىل يف الضابط " الفضلة " احرتزت به

ا موضع باالمجاع، الهنا خرب عن اجلملة املفسرة لضمري الشأن، فإهنا كاشفة حلقيقة املعىن املراد به، وهليف احلال أو يف االصل، وعن اجلملة املفسرة يف باب االشتغال ] يف حنو " زيدا ضربته " [ فقد قيل:

قولنا إن اجلملة املفسرة ال -إهنا تكون ذات حمل كما سيأيت، وهذا القيد أمهلوه وال بد منه. مسألة ما تفسره، فهى يف حنو " زيدا ضربته " ال حمل هلا، وىف حمل هلا خالف فيه الشلوبني، فزعم أهنا حبسب

حنو )إنا كل شئ

[433 ]

يف حمل رفع، وهلذا يظهر الرفع إذا قلت آكله، -خلقناه بقدر( وحنو " زيد اخلبز يأكله " بنصب اخلبز أن فمن حنن نؤمنه يبت وهو آمن * ] ومن ال جنره ميس منا مفزعا [ فظهر اجلزم، وك - 642وقال:

اجلملة املفسرة عنده عطف بيان أو بدل، ومل يثبت اجلمهور وقوع البيان والبدل مجلة، وقد بينت أن مجلة االشتغال ليست من اجلمل الىت تسمى يف االصطالح مجلة مفسرة وإن حصل فيها تفسري، ومل

يب على أن يثبت جواز حذف املعطوف عليه عطف البيان، واختلف يف املبدل منه، وىف البغداديات الاجلزم يف ذلك بأداة شرط مقدرة، فإنه قال ما ملخصه: إن الفعل احملذوف والفعل املذكور يف حنو قوله:

[ جمزومان يف التقدير، وإن اجنزام الثاين ليس على البدلية، إذ 213* ال جتزعي إن منفسا أهلكته * ] سا إن أهلكته، وساغ إضمار إن مل يثبت حذف املبدل منه، بل على تكرير إن، أي إن أهلكت منف

وإن مل جيز إضمار الم االمر إال ضرورة التساعهم فيها، بدليل إيالئهم إياها االسم، والن تقدمها مقو للداللة عليها، وهلذا أجاز سيبويه " مبن مترر أمرر " ومنع " من تضرب أنزل " لعدم دليل على

Page 293: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قال " مررت برجل صاحل إن ال صاحل فطاحل " احملذوف، وهو عليه، حىت تقول " عليه " وقال فيمنباخلفض: إنه أسهل من إضمار رب بعد الواو، ورب شئ يكون ضعيفا مث حيسن للضرورة كما يف " ضرب غالمه زيدا " فإنه ضعيف جدا، وحسن يف حنو " ضربوين وضربت قومك " واستغىن جبواب

ته قائما " بثاين مفعويل ظننت املذكورة عن ثاىن االوىل عن جواب الثانية كما استغىن يف حنو " أزيدا ظنن مفعويل ظننت املقدرة. اجلملة الرابعة: اجملاب هبا القسم حنو )والقرآن احلكيم إنك ملن املرسلني(

[434 ]

وحنو )وتاهلل الكيدن أصنامكم( ومنه )لينبذن يف احلطمة( )ولقد كانوا عاهدوا اهلل من قبل( يقدر لذلك لقسم. ومما حيتمل جواب القسم )وإن منكم إال واردها( وذلك بأن تقدر الواو عاطفة على وملا أشبهه ا

)مث لنحن أعلم( فإنه وما قبله أجوبة لقوله تعاىل: )فوربك لنحشرهنم والشياطني( وهذا مراد ابن عطية (، 1)من قوله: هو قسم، والواو تقتضيه، أي هو جواب قسم والواو هي احملصلة لذلك الهنا عاطفة

وتوهم أبو حيان عليه ما ال يتوهم على صغار الطلبة، وهو أن الواو حرف قسم، فرد عليه بأنه يلزم منه من أمثلة جواب القسم -حذف اجملرور وبقاء اجلار وحذف القسم مع كون اجلواب منفيا بإن. تنبيه

ون( )وإذ أخذنا ميثاق بىن ما خيفى حنو )أم لكم أميان علينا بالغة إىل يوم القيامة إن لكم ملا حتكمإسرائيل ال تعبدون إال اهلل( )وإذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم( وذلك الن أخذ امليثاق مبعىن االستحالف، قاله كثريون منهم الزجاج، ويوضحه )وإذ أخذ اهلل ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه

بأن ال تعبدوا إال اهلل، وبأن ال تسفكوا، مث حذف للناس( وقال الكسائي والفراء ومن وافقهما: التقدير اجلار، مث أن فارتفع الفعل، وجوز الفراء أن يكون االصل النهى، مث أخرج خمرج اخلرب، ويؤيده أن بعده

تعش فإن عاهدتين ال - 643)وقولوا( )وأقيموا( )وآتوا(. ومما حيتمل اجلواب وغريه قول الفرزدق: أرى - 644ئب يصطحبان فجملة النفى إما جواب لعاهدتين. كما قال: ختونىن * نكن مثل من يا ذ

حمرزا عاهدته ليوافقن * فكان كمن أغريته خبالف

( يف نسخة " عطفت ". )*( 1)

Page 294: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[435 ]

فال حمل هلا، أو حال من الفاعل أو املفعول أو كليهما فمحلها النصب، واملعىن شاهد للجوابية، وقد أمل ترىن عاهدت رىب، وإنين * لبني رتاج قائما ومقام على حلفة ال - 645أيضا: حيتج للحالية بقوله

أشتم الدهر مسلما * وال خارجا من يف زور كالم وذلك أنه عطف " خارجا " على حمل مجلة " ال أشتم " فكأنه قال " حلفت غري شامت وال خارجا " والذى عليه احملققون أن " خارجا " مفعول مطلق،

وال خيرج خروجا، مث حذف الفعل وأناب الوصف عن املصدر، كما عكس يف قوله تعاىل )إن واالصلأصبح ماؤكم غورا( الن املراد أنه حلف بني باب الكعبة وبني مقام إبراهيم أنه ال يشتم مسلما يف

قال -املستقبل وال يتكلم بزور، ال أنه حلف يف حال اتصافه هبذين الوصفني على شئ آخر. مسألة ثعلب: ال تقع مجلة القسم خربا، فقيل يف تعليله: الن حنو " الفعلن " ال حمل له، فإذا بىن على مبتدأ فقيل " زيد ليفعلن " صار له موضع، وليس بشئ، النه إمنا منع وقوع اخلرب مجلة قسمية، ال مجلة هي

عن االخرى، ومجلتا جواب القسم، ومراده أن القسم وجوابه ال يكونان خربا، إذ ال تنفك إحدامهاالقسم واجلواب ميكن أن يكون هلما حمل من االعراب كقولك: " قال زيد أقسم الفعلن " وإمنا املانع عنده إما كون مجلة القسم ال ضمري فيها فال تكون خربا، الن اجلملتني ههنا ليستا كجمليت الشرط

وىل، وهلذا منع بعضهم وقوعها صلة، وإما واجلزاء، الن اجلملة الثانية ليست معمولة لشئ من اجلملة اال أعىن -كون اجلملة

[436 ]

إنشائية، واجلملة الواقعة خربا البد من احتماهلا للصدق والكذب، وهلذا منع قوم من -مجلة القسم أن يقال: " زيد اضربه، وزيد هل جاءك ! ". وبعد فعندي أن كال -منهم ابن االنباري -الكوفيني لني ملغى. أما االول فالن اجلملتني مرتبطتان ارتباطا صارتا به كاجلملة ] الواحدة [ وإن مل من التعلي

يكن بينهما عمل، وزعم ابن عصفور أن السماع قد جاء بوصل املوصول باجلملة القسمية وجواهبا، م على الالم، وذلك قوله تعاىل: )وإن كال ملا ليوفينهم( قال: فما موصولة ال زائدة، وإال لزم دخول الال

Page 295: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

انتهى. وليس بشئ، الن امتناع دخول الالم على الالم إمنا هو المر لفظي، وهو ثقل التكرار، والفاصل يزيله ولو كان زائدا، وهلذا اكتفى بااللف فاصلة بني النونات يف " اذهبنان " وبني اهلمزتني يف

)وإن منكم ملن ليبطئن( فإن قيل: )أأنذرهتم( وإن كانت زائدة، وكان اجليد أن يستدل بقوله تعاىل:حتتمل من املوصوفية، أي لفريقا ليبطئن، قلنا: وكذا ما يف اآلية، أي لقوم ليوفينهم، مث إنه ال يقع صفة

إال ما يقع صلة، فاالستدالل ثابت وإن قدرت صفة، فإن قيل: فما وجهه واجلملة االوىل إنشائية ؟ صود مجلة اجلواب، وهى خربية، ومل يؤت جبملة القسم إال جملرد قلت: جاز الهنا غري مقصودة، وإمنا املق

التوكيد، ال للتأسيس. وأما الثاين فالن اخلرب الذى شرطه احتمال الصدق والكذب اخلرب الذى هو قسيم االنشاء، ال خرب املبتدأ، لالتفاق على أن أصله االفراد، واحتمال الصدق والكذب إمنا هو من

واز " أين زيد ؟ وكيف عمرو ؟ " وزعم ابن مالك أن السماع ورد مبا منعه صفات الكالم، وعلى جثعلب وهو قوله تعاىل: )والذين آمنوا وعملوا الصاحلات لندخلنهم يف الصاحلني( )والذين آمنوا وعملوا

الصاحلات لنبوئنهم( )والذين جاهدوا فينا لنهدينهم( وقوله:

[431 ]

يأتني * ] وإذا أتاك فالت حني منا ص [ وعندي ملا استدل جشأت فقلت: اللذ خشيت ل - 646به تأويل لطيف، وهو أن املبتدأ يف ذلك كله ضمن معىن الشرط، وخربه منزل منزلة اجلواب، فإذا قدر

قبله قسم كان اجلواب له، وكان خرب املبتدأ املشبه جلواب الشرط حمذوفا، لالستغناء جبواب القسم االستغناء جبواب القسم املقدر قبل الشرط اجملرد من الم التوطئة حنو )وإن مل املقدر قبله، ونظريه يف

وقع ملكى وأىب البقاء وهم -ينتهوا عما يقولون ليمسن( التقدير: واهلل ليمس لئن مل ينتهوا ميسن. تنبيه بكم يف مجلة اجلواب فأعرباها إعرابا يقتضى أن هلا موضعا. فأما مكى فقال يف قوله تعاىل )كتب ر

على نفسه الرمحة ليجمعنكم( إن ليجمعنكم بدل من الرمحة، وقد سبقه إىل هذا االعراب غريه، ولكنه زعم أن الالم مبعىن أن املصدرية وأن من ذلك )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليات ليسجننه( أي أن

الم الم جواب القسم، يسجنوه، ومل يثبت جمئ الالم مصدرية، وخلط مكى فأجاز البدلية مع قوله إن الوالصواب أهنا الم اجلواب، وأهنا منقطعة مما قبلها إن قدر قسم أو متصلة به اتصال اجلواب بالقسم إن

Page 296: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وأما أبو 641أجرى " بدا " جمرى أقسم كما أجرى علم يف قوله: * ولقد علمت لتأتني منيىت * ] آلية( من فتح الالم ففى ما وجهان: أحدمها: ا -البقاء فإنه قال يف قوله )ملا آتيتكم من كتاب وحكمة

أهنا موصولة مبتدأ، واخلرب إما )من كتاب( أي للذى آتيتكموه من الكتاب، أو )لتؤمنن به(، والالم جواب القسم، الن أخذ امليثاق قسم، و )جاءكم( عطف على )آتيتكم(، واالصل مث جاءكم به،

فحذف عائد ما، أو االصل

[438 ]

مث ناب الظاهر عن املضمر، أو العائد ضمري " استقر " الذى تعلقت به مع. والثاىن: أهنا مصدق له، شرطية، والالم موطئة، وموضع " ما " نصب بآتيت، واملفعول الثاين ضمري املخاطب، و )من كتاب(

ا . ملخصا، وفيه أمور: أحدها: أن إجازته كون )من كتاب( خرب مثل من آية يف )ما ننسخ من آية( اهفيه االخبار عن املوصول قبل كمال صلته، الن )مث جاءكم( عطف على الصلة. الثاين: أن جتويزه كون

)لتؤمنن( خربا مع تقديره إياه جوابا الخذ امليثاق يقتضى أن له موضعا، وأنه ال موضع له، وإمنا كان اد بقوله " الالم جواب حقه أن يقدره جوابا لقسم حمذوف، ويقدر اجلملتني خربا، وقد يقال: إمنا أر

القسم الن أخذ امليثاق قسم " أن أخذ امليثاق دال على مجلة قسم مقدرة، وجمموع اجلملتني اخلرب، وإمنا مسى )لتؤمنن( خربا، النه الدال على املقصود باالصالة، ال أنه وحده هو اخلرب باحلقيقة وأنه ال

م، وقد يقال: لو أراد هذا مل حيصر الدليل فيما قسم مقدر، بل أخذ اهلل ميثاق النبيني هو مجلة القسذكره، لالتفاق على أن وجود املضارع مفتتحا بالم مفتوحة خمتتما بنون موكدة دليل قاطع على القسم، وإن مل يذكر معه أخذ امليثاق أو حنوه. والثالث: أن جتويزه كون العائد ضمري استقر يقتضى عود ضمري

ائد إىل املوصول. والرابع: أنه جوز حذف العائد اجملرور مع أن املوصول مفرد إىل شيئني معا، فإنه عولو أن ما عاجلت لني فؤادها * - 641غري جمرور، فإن قيل: اكتفى بكلمة به الثانية فيكون كقوله:

فقسا استلني به لالن اجلندل قلنا: قد جوز على هذا الوجه عود به املذكورة إىل الرسول، ال إىل ما.

[431 ]

Page 297: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زعم االخفش يف -واخلامس: أنه مسى ضمري )آتيتكم( مفعوال ثانيا، وإمنا هو مفعول أول. مسألة [ أن " لتغىن " جواب 344قوله: إذا قال: قدىن، قال: باهلل حلفة * لتغىن عىن ذا إنائك أمجعا ]

وكذلك جعلنا لكل نىب القسم، وكذا قال يف )ولتصغى إليه أفئدة الذين ال يؤمنون باآلخرة( الن قبله )عدوا( اآلية، وليس فيه ما يكون )ولتصغى( معطوفا عليه، والصواب خالف قوله، الن اجلواب ال

يكون إال مجلة، والم كى وما بعدها يف تأويل املفرد، وأما ما استدل به فمتعلق الالم فيه حمذوف، أي عة جوابا لشرط غري جازم مطلقا، أو لتشربن لتغىن عىن، وفعلنا ذلك لتصغى. اجلملة اخلامسة: الواق

جازم ومل تقرتن بالفاء وال بإذا الفجائية، فاالول جواب لو ولوال وملا وكيف، والثاىن حنو " إن تقم أقم " وإن قمت قمت " أما االول فلظهور اجلزم يف لفظ الفعل، وأما الثاين فالن احملكوم ملوضعه باجلزم

لسادسة: الواقعة صلة السم أو حرف، فاالول حنو " جاء الذى قام الفعل، ال اجلملة بأسرها. اجلملة اأبوه " فالذي يف موضع رفع، والصلة ال حمل هلا، وبلغين عن بعضهم أنه كان يلقن أصحابه أن يقولوا:

إن املوصول وصلته يف موضع كذا، حمتجا بأهنما ككلمة واحدة، واحلق ما قدمت لك، بدليل ظهور ول يف حنو " ليقم أيهم يف الدار، واللزمن أيهم عندك، وامرر بأيهم هو أفضل " االعراب يف نفس املوص

وىف التنزيل )ربنا أرنا اللذين أضالنا( وقرئ )أيهم أشد( بالنصب، وروى * فسلم على أيهم أفضل * ] [ باخلفض، وقال الطائى: 111

[413 ]

- 641ما كفانيا وقال العقيلى: ] فإما كرام موسرون لقيتهم [ * فحسيب من ذى عندهم - 648هم الالؤن فكوا - 653حنن الذون صبحوا الصباحا * ] يوم النخيل غارة ملحاحا [ وقال اهلذىل:

الغل عىن * والثاىن حنو " أعجبين أن قمت، أو ما قمت " إذا قلنا حبرفية ما املصدرية، وىف هذا النوع ل حرف فال إعراب له ال لفظا وال حمال، وأما قول يقال: املوصول وصلته يف موضع كذا، الن املوصو

أىب البقاء يف )مبا كانوا يكذبون(: إن ما مصدرية وصلتها )يكذبون( وحكمه مع ذلك بأن يكذبون يف موضع نصب خربا لكان، فظاهره متناقض، ولعل مراده أن املصدر إمنا ينسبك من ما ويكذبون، ال

اس وأىب بكر وأىب على وأىب الفتح وآخرين: إن كان الناقصة ال منها ومن كان، بناء على قول أىب العب

Page 298: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مصدر هلا. اجلملة السابعة: التابعة ملا ال حمل له حنو " قام زيد ومل يقم عمرو " إذا قدرت الواو عاطفة، ال واو احلال. اجلمل الىت هلا حمل من االعراب وهى أيضا سبع: اجلملة االوىل: الواقعة خربا، وموضعها

يف باىب املبتدأ وإن، ونصب يف باىب كان وكاد، واختلف يف حنو " زيد اضربه، وعمرو هل جاءك " رفع فقيل: حمل اجلملة الىت بعد املبتدأ رفع على اخلربية، وهو صحيح، وقيل: نصب بقول مضمر هو اخلرب،

قعة حاال، وموضعها بناء على أن اجلملة االنشائية ال تكون خربا، وقد مر إبطاله. اجلملة الثانية: الوا نصب، حنو )وال متنن تستكثر(

[411 ]

وحنو )ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى( )قالوا أنؤمن لك واتبعك االرذلون( ومنه )ما ياتيهم من ذكر من رهبم حمدث إال استمعوه وهم يلعبون( فجملة استمعوه حال من مفعول يأتيهم، أو من فاعله، وقرئ

وهو أن يكون -خمتص بصفته مع أنه قد سبق بالنفى، فاحلاالن على االول )حمدثا( الن الذكر مثلهما يف قولك " ما لقى الزيدين عمر ومصعدا إال منحدرين " -استمعوه حاال من مفعول يأتيهم

مثلهما يف قولك " ما لقى -وهو أن يكون مجلة استمعوه حاال من فاعل يأتيهم -وعلى الثاين ا إال ضاحكا " وأما )وهم يلعبون( فحال من فاعل )استمعوه( فاحلاالن متداخلتان، الزيدين عمرو راكب

والهية حال من فاعل )يلعبون( وهذا من التداخل أيضا، أو من فاعل )استمعوه( فيكون من التعدد ال من التداخل. ومن مثل احلالية أيضا قوله عليه الصالة والسالم " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو

اجد " وهو من أقوى االدلة على أن انتصاب " قائما " يف " ضريب زيدا قائما " على احلال، ال على سأنه خرب لكان حمذوفة، إذ ال يقرتن اخلرب بالواو، وقولك " ما تكلم فالن إال قال خريا " كما تقول " ما

رزدق: بأيدى رجال مل تكلم إال قائال خريا "، وهو استثناء مفرغ من أحول عامة حمذوفة، وقول الف[ الن تقدير العطف مفسد للمعىن، وقول 582يشيموا سيوفهم * ومل تكثر القتلى هبا حني سلت ]

] شجت بذى شبم من ماء حمنية [ * صاف بأبطح أضحى وهو - 651كعب رضى اهلل عنه: مشمول وأضحى تامة.

Page 299: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[412 ] مل تنب عن فاعل، وهذه النيابة خمتصة بباب القول اجلملة الثالثة: الواقعة مفعوال، وحملها النصب إن

حنو )مث يقال هذا الذى كنتم به تكذبون( ملا قدمناه من أن اجلملة الىت يراد هبا لفظها تنزل منزلة االمساء املفردة. قيل: وتقع أيضا يف اجلملة املقرونة مبعلق، حنو " علم أقام زيد " وأجاز هؤالء وقوع هذه

يه )وتبني لكم كيف فعلنا هبم( )أومل يهد هلم كم أهلكنا( )مث بدا هلم من بعد ما رأوا فاعال، ومحلوا علاآليات ليسجننه( والصواب خالف ذلك، وعلى قول هؤالء فيزاد يف اجلمل الىت هلا حمل اجلملة الواقعة

لق فاعال. فإن قلت: وينبغى زيادهتا على ما قدمت اختياره من جواز ذلك مع الفعل القلىب املعباالستفهام فقط حنو " ظهر ىل أقام زيد ". قلت: إمنا أجزت ذلك على أن املسند إليه مضاف

حمذوف، ال اجلملة. وتقع اجلملة مفعوال يف ثالثة أبواب. أحدها: باب احلكاية بالقول أو مرادفه، قعد فاالول حنو )قال إىن عبد اهلل( وهل هي مفعول به أو مفعول مطلق نوعي كالقرفصاء يف "

القرفصاء " إذ هي دالة على نوع خا ص من القول ؟ فيه مذهبان، ثانيهما اختيار ابن احلاجب، قال: والذى غر االكثرين أهنم ظنوا أن تعلق اجلملة بالقول كتعلقها بعلم يف " علمت لزيد منطلق " وليس

اجلمهور: إذ يصح أن . والصواب قول كذلك، الن اجلملة نفس القول والعلم غري املعلوم فافرتقا، اهخيرب عن اجلملة بأهنا مقولة كما خيرب عن زيد من " ضربت زيدا " بأنه مضروب، خبالف القرفصاء يف

املثال فال يصح أن خيرب عنها بأهنا مقعودة، الهنا نفس القعود، وأما تسمية النحويني الكالم قوال فكتسمينهم إياه لفظا، وإمنا احلقيقة أنه مقول وملفوظ.

[413 ]

والثاىن: نوعان: ما معه حرف التفسري كقوله: وترمينين بالطرف أي أنت مذنب * وتقلينىن، لكن إياك [ وقولك " كتبت إليه أن افعل " إذا مل تقدر باء اجلر، واجلملة يف هذا النوع مفسرة 114ال أقلى ]

يم بنيه ويعقوب يا بىن إن اهلل للفعل فال موضع هلا. وما ليس معه حرف التفسري، حنو )ووصى هبا إبراهاصطفى لكم الدين( وحنو )ونادى نوح ابنه وكان يف معزل يا بىن اركب معنا( وقراءة بعضهم )فدعا ربه

رجالن من مكة أخربانا * إنا رأينا رجال عريانا روى بكسر - 652إىن مغلوب( بكسر اهلمزة، وقوله:

Page 300: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

البصريون: النصب بقول مقدر، وقال الكوفيون: " إن " فهذه اجلمل يف حمل نصب اتفاقا، مث قالبالفعل املذكور، ويشهد للبصريني التصريح بالقول يف حنو )ونادى نوح ربه فقال رب إن ابين من أهلى(

وحنو )إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إىن وهن العظم مىن( وقول أىب البقاء يف قوله تعاىل )يوصيكم االنثيني( إن اجلملة الثانية يف موضع نصب بيوصى، قال: الن املعىن اهلل يف أوالدكم للذكر مثل حظ

يفرض لكم أو يشرع لكم يف أمر أوالدكم، وإمنا يصح هذا على قول الكوفيني، وقال الزخمشري: إن اجلملة االوىل إمجال، والثانية تفصيل هلا، وهذا يقتضى أهنا عنده مفسرة وال حمل هلا، وهو الظاهر.

ول: من اجلمل احملكية ما قد خيفى، فمن ذلك يف احملكية بعد القول )فحق علينا قول اال -تنبيهات ربنا إنا لذائقون( واالصل إنكم لذائقون عذايب، مث عدل إىل التكلم، الهنم تكلموا بذلك عن أنفسهم،

كما قال:

[414 ]

الك، ومنه يف احملكية بعد أمل تر أىن يوم جو سويقة * بكيت فنادتين هنيدة ماليا واالصل م - 653ما فيه معىن القول )أم لكم كتاب فيه تدرسون، إن لكم فيه ملا ختريون( أي تدرسون فيه هذا اللفظ، أو

تدرسون فيه قولنا هذا الكالم، وذلك إما على أن يكونوا خوطبوا بذلك يف الكتاب على زعمهم، أو واجهتهم، وقد قيل يف قوله تعاىل )يدعو ملن االصل إن هلم ملا يتخريون، مث عدل إىل اخلطاب عند م

يدعون عنرت والرماح كأهنا - 654ضره أقرب من نفعه( إن يدعو يف معىن يقول مثلها يف قول عنرتة: * أشطان بئر يف لبان االدهم فيمن رواه " عنرت " بالضم على النداء، وإن )من( مبتدأ، و )لبئس

لة، ومجلة )من( وخربها حمكية بيدعو، أي أن الكافر يقول ذلك املوىل( خربه، وما بينهما مجلة امسية صيف يوم القيامة، وقيل: من مبتدأ حذف خربه: أي إهله، وإن ذلك حكاية ملا يقول يف الدنيا، وعلى هذا

فاالصل يقول: الوثن إهله، مث عرب عن الوثن مبن ضره أقرب من نفعه، تشنيعا على الكافر. الثاين: قد ما حيتمل احلكاية وغريها حنو " أتقول موسى يف الدار " فلك أن تقدر موسى مفعوال يقع بعد القول

أول وىف الدار مفعوال ثانيا على إجراء القول جمرى الظن، ولك أن تقدرمها مبتدأ وخربا على احلكاية

Page 301: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ستوىف كما يف قوله تعاىل: )أم تقولون إن إبراهيم وإمساعيل وإسحاق( اآلية، أال ترى أن القول قد ا شروط إجرائه جمرى الظن ومع هذا جئ باجلملة بعده حمكية.

[415 ]

الثالث: قد يقع بعد القول مجلة حمكية وال عمل للقول فيها، وذلك حنو " أول قوىل إىن أمحد اهلل " إذا كسرت إن، الن املعىن أول قوىل هذا اللفظ، فاجلملة خرب ال مفعول، خالفا اليب على، زعم أهنا يف موضع نصب بالقول، فبقى املبتدأ بال خرب فقدر موجود أو ثابت، وهذا املقدر يستغىن عنه، بل هو مفسد للمعىن، الن " أول قوىل إىن أمحد اهلل " باعتبار الكلمات إن وباعتبار احلروف اهلمزة، فيفيد

غري ثابت، اللهم الكالم على تقديره االخبار بأن ذلك االول ثابت، ويقتضى مبفهومه أن بقية الكالمإال أن يقدر أول زائدا، والبصريون ال جييزونه، وتبع الزخمشري أبا على يف التقدير املذكور، والصواب

خالف قوهلما، فإن فتحت فاملعىن محد اهلل، يعىن بأى عبارة كانت. الرابع: قد تقع اجلملة بعد القول تعاىل )فماذا تأمرون( بعد )قال املال من غري حمكية به، وهى نوعان: حمكية بقول آخر حمذوف كقوله

قوم فرعون إن هذا لساحر عليم( الن قوهلم مت عند قوله )من أرضكم( مث التقدير: فقال فرعون، بدليل قالت له وهو بعيش ضنك * ال تكثري لومى وخلى عنك - 655)قالوا أرجه وأخاه( وقول الشاعر:

يف االسراف يف االنفاق، ال تكثري لومى، فحذف احملكية التقدير قالت له: أتذكر قولك ىل إذ ألومك باملذكور، وأثبت احملكية باحملذوف. وغري حمكية، وهى نوعان: دالة على احملكية، كقولك " قال زيد

لعمرو يف حامت أتظن حامتا خبيال " فحذف املقول، وهو " حامت خبيل " مدلوال عليه جبملة االنكار الىت ليس من ذلك قوله تعاىل: )قال موسى أتقولون للحق ملا جاءكم أسحر هذا( هي من كالمك دونه، و

وإن كان االصل واهلل أعلم

[416 ]

أتقولون للحق ملا جاءكم هذا سحر، مث حذفت مقالتهم مدلوال عليها جبملة االنكار، الن مجلة دالة عليه حنو )وال حيزنك االنكار هنا حمكية بالقول االول، وإن مل تكن حمكية بالقول الثاين، وغري

Page 302: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قوهلم إن العزة هلل مجيعا(، وقد مر البحث فيها. اخلامس: قد يوصل باحملكية غري حمكى، وهو الذى يسميه احملدثون مدرجا، ومنه )وكذلك يفعلون( بعد حكاية قوهلا، وهذه اجلملة وحنوها مستأنفة ال

اجلملة مفعوال: باب ظن وأعلم، فإهنا تقع مفعوال يقدر هلا قول. الباب الثاين من االبواب الىت تقع فيها ثانيا لظن وثالثا العلم، وذلك الن أصلهما اخلرب، ووقوعه مجلة سائغ كما مر، وقد اجتمع وقوع خربى

فإن تزغميىن كنت أجهل - 656كان وإن والثاىن من مفعويل باب ظن مجلة يف قول أىب ذؤيب: لباب الثالث: باب التعليق، وذلك غري خمتص بباب ظن، بل فيكم * فإىن شريت احللم بعدك باجلهل ا

هو جائز يف كل فعل قلىب، وهلذا انقسمت هذه اجلملة إىل ثالثة أقسام: أحدها: أن تكون يف موضع مفعول مقيد باجلار، حنو )أو مل يتفكروا ما بصاحبهم من جنة( )فلينظر أيها أزكى طعاما( )يسألون

فكرت فيه، وسألت عنه، ونظرت فيه، ولكن علقت هنا باالستفهام عن أيان يوم الدين( النه يقال:الوصول يف اللفظ إىل املفعول، وهى من حيث املعىن طالبة له على معىن ذلك احلرف. وزعم ابن

عصفور أنه ال يعلق فعل غري علم وظن حىت يضمن معنامها، وعلى هذا فتكون هذه اجلملة سادة مسد املفعولني.

[411 ] اختلف يف قوله تعاىل: )إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مرمي( فقيل: التقدير ينظرون أيهم يكفل مرمي، و

وقيل: يتعرفون، وقيل. يقولون: فاجلملة على التقدير االول مما حنن فيه، وعلى الثاين يف موضع املفعول . والثاىن: أن تكون يف به املسرح، أي غري مقيد باجلار، وعلى الثالث ليست من باب التعليق البتة

موضع املفعول املسرح، حنو " عرفت من أبوك " وذلك النك تقول: عرفت زيدا، وكذا " علمت من أبوك " إذا أردت علم مبعىن عرف، ومنه قول بعضهم " أما ترى أي برق ههنا " الن رأى البصرية

ة باسم عني حنو " مسعت زيدا وسائر أفعال احلواس إمنا تتعدى لواحد بال خالف، إال " مسع " املعلقيقرأ " فقيل: )مسع( متعدية الثنني ثانيهما اجلملة، وقيل: إىل واحد واجلملة حال، فإن علقت مبسموع فمتعدية لواحد اتفاقا، حنو )يوم يسمعون الصيحة باحلق(. وليس من الباب )مث لننزعن من كل شيعة

ىب، بل أي موصولة ال استفهامية، وهى املفعول، أيهم أشد( خالفا ليونس، الن " ننزع " ليس بفعل قل

Page 303: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وضمتها بناء ال إعراب، وأشد: خرب هلو حمذوفا، واجلملة صلة. والثالث: أن تكون يف موضع املفعولني، حنو )ولتعلمن أينا أشد عذابا( )لنعلم أي احلزبني أحصى( ومنه )وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب

لبون، ال مفعول به ليعلم، الن االستفهام ال يعمل فيه ما قبله، ينقلبون( الن أيا مفعول مطلق لينقستعلم ليلى - 651وجمموع اجلملة الفعلية يف حمل نصب بفعل العلم. ومما يومهون يف إنشاده وإعرابه:

[ 515أي دين تداينت * وأى غرمي للتقاضى غرميها ] ص

[418 ]

هبا يف )أي منقلب( إال أهنا مفعول به، ال مفعول والصواب فيه نصب " أي " االوىل على حد انتصامطلق، ورفع " أي " الثانية مبتدأ، وما بعدها اخلرب، والعلم معلق عن اجلملتني املتعاطفتني الفعلية

واالمسية. واختلف يف حنو " عرفت زيدا من هو " فقيل: مجلة االستفهام حال، ورد بأن اجلمل عول ثان على تضمني عرف معىن علم، ورد بأن التضمني ال االنشائية ال تكون حاال، وقيل: مف

ينقاس، وهذا الرتكيب مقيس، وقيل: بدل من املنصوب، مث اختلف، فقيل: بدل اشتمال، وقيل: بدل كل، واالصل عرفت شأن زيد، وعلى القول بأن عرف مبعىن علم فهل يقال: إن الفعل معلق أم ال ؟

علمت زيدا البوه قائم " أو " ما أبوه قائم " فالعامل معلق عن قال مجاعة من املغاربة: إذا قلت " اجلملة، وهو عامل يف حملها النصب على أهنا مفعول ثان، وخالف يف ذلك بعضهم، الن اجلملة

حكمها يف مثل هذا أن تكون يف موضع نصب، وأن ال يؤثر العامل يف لفظها وإن مل يوجد معلق، " واضطرب يف ذلك كالم الزخمشري فقال يف قوله تعاىل )ليبلوكم وذلك حنو " علمت زيدا أبوه قائم

أيكم أحسن عمال( يف سورة هود: إمنا جاز تعليق فعل البلوى ملا يف االختبار من معىن العلم، النه طريق إليه، فهو مالبس له، كما تقول " أنظر أيهم أحسن وجها، واستمع أيهم أحسن صوتا " الن

. ومل أقف على تعليق النظر البصري واالستماع إال من جهته، ق العلم، اهالنظر واالستماع من طر وقال يف تفسري اآلية يف سورة امللك: وال يسمى هذا تعليقا، وإمنا التعليق أن يوقع بعد العامل ما يسد

بعد تقدم أحد -علمت أيهما عمرو " أال ترى أنه ال يفرتق احلال -" مسد منصوبيه مجيعا كبني جمئ ماله الصدر وغريه ؟ ولو كان تعليقا الفرتقا كما افرتقا يف " علمت زيدا منطلقا، -ني املنصوب

Page 304: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فائدة احلكم على حمل اجلملة يف التعليق بالنصب ظهور ذلك يف -وعلمت أزيد منطلق ". تنبيه التابع، فتقول " عرفت من زيد وغري ذلك من أموره " واستدل به ابن عصفور بقول كثري:

[411 ]

وما كنت أدرى قبل عزة ما البكى * وال موجعات القلب حىت تولت بنصب " موجعات " - 658ولك أن تدعى أن البكى مفعول، وأن " ما " زائدة، أو أن االصل " وال أدرى موجعات " فيكون من

عطف اجلمل، أو أن الواو للحال وموجعات اسم ال، أي وما كنت أدرى قبل عزة واحلال أنه الموجعات للقلب موجودة ما البكاء، ورأيت خبط االمام هباء الدين بن النحاس رمحه اهلل: أقمت مدة

. وممن نص أقول: القياس جواز العطف على حمل اجلملة املعلق عنها بالنصب، مث رأيته منصوصا، اهالرابعة: املضاف عليه ابن مالك، وال وجه للتوقف فيه مع قوهلم: إن املعلق عامل يف احملل. اجلملة

إليها، وحملها اجلر، وال يضاف إىل اجلملة إال مثانية: أحدها: أمساء الزمان، ظروفا كانت أو أمساء، حنو )والسالم على يوم ولدت( وحنو )وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب( وحنو )لينذر يوم التالق يومهم

يف االوىل، ومفعول ثان يف الثانية، وبدل بارزون( وحنو )هذا يوم ال ينطقون( أال ترى أن اليوم ظرفمنه يف الثالثة، وخرب يف الرابعة، وميكن يف الثالثة أن يكون ظرفا ليخفى من قوله تعاىل )ال خيفى على اهلل منهم شئ(. ومن أمساء الزمان ثالثة إضافتها إىل اجلملة واجبة: إذ باتفاق، وإذا عند اجلمهور وملا

عم سيبويه أن اسم الزمان املبهم إن كان مستقبال فهو كإذا يف اختصاصه عند من قال بامسيتها، وز باجلمل الفعلية، وإن كان ماضيا فهو كإذ يف االضافة إىل اجلملتني فتقول " آتيك زمن يقدم احلاج "

وال جيوز " زمن احلاج قادم " وتقول " أتيتك زمن قدم احلاج، وزمن احلاج قادم " ورد عليه دعوى وكن ىل شفيعا يوم - 651ستقبل بالفعلية بقوله تعاىل )يومهم بارزون( وبقول الشاعر: اختصا ص امل

[ 582ال ذو شفاعة * مبغن فتيال عن سواد بن قارب ] ص

[423 ]

Page 305: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وأجاب ابن عصفور عن اآلية بأنه إمنا يشرتط محل الزمان املستقبل على إذا إذا كان ظرفا، وهى يف ( هذا اجلواب يف البيت، واجلواب الشامل هلما أن يوم 1ال ظرف، وال يأيت )اآلية بدل من املفعول به

القيامة ملا كان حمقق الوقوع جعل كاملاضي، فحمل على إذ، ال على إذا، على حد )ونفخ يف الصور(. الثاين: حيث، وختتص بذلك عن سائر أمساء املكان، وإضافتها إىل اجلملة الزمة، وال يشرتط لذلك

أن حيث يف قوله: -وليس باملهدوى املفسر املقرئ -ا، وزعم املهدوى شارح الدريدية كوهنا ظرفمثت راح يف امللبني إىل * حيث حتجى املأزمان ومىن ملا خرجت عن الظرفية بدخول إىل عليها - 663

خرجت عن االضافة إىل اجلمل، وصارت اجلملة بعدها صفة هلا، وتكلف تقدير رابط هلا، وهو فيه، يس بشئ، ملا قدمنا يف أمساء الزمان. الثالث: آية مبعىن عالمة، فإهنا تضاف جوازا إىل اجلملة الفعلية ول

بآية يقدمون اخليل شعثا * ] كأن على سنابكها - 661املتصرف فعلها مثبتا أو منفيا مبا، كقوله: ما كانوا ضعافا وال ] الكىن إىل قومي السالم رسالة [ * بآية - 662[ وقوله: 638مداما [ ] ص

[ وهذا قول سيبويه، زعم أبو الفتح أهنا إمنا تضاف إىل املفرد حنو )آية ملكه أن 421عزال ] ص ] أال من مبلغ - 663يأتيكم التابوت( وقال االصل بآية ما يقدمون، أي بآية إقدامكم كما قال:

وصول حريف غري أن وبفاء صلته، وفيه حذف م [ اه 638عىن متيما [ * بآية ما حتبون الطعاما ] ص مث هو غري متأت يف قوله:

( يف نسخة " وال يتأتى ". )*( 1)

[421 ]

[ الرابع: ذو يف قوهلم " اذهب بذى تسلم " والباء يف ذلك 662* بآية ما كانوا ضعافا وال عزال * ] وف نكرة، أي أذهب ظرفية، وذى صفة لزمن حمذوف، مث قال االكثرون: هي مبعىن صاحب، فاملوص

يف وقت صاحب سالمة، أي يف وقت هو مظنة السالمة، وقيل: مبعىن الذى فاملوصوف معرفة، واجلملة صلة فال حمل هلا، واالصل: اذهب يف الوقت الذى تسلم فيه، ويضعفه أن استعمال ذى

م البناء، ومل موصولة خمتص بطيئ، ومل ينقل اختصا ص هذا االستعمال هبم، وأن الغالب عليها يف لغته

Page 306: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يسمع هنا إال االعراب وأن حذف العائد اجملرور هو واملوصول حبرف متحد املعىن مشروط باحتاد املتعلق حنو )ويشرب مما تشربون( واملتعلق هنا خمتلف، وأن هذا العائد مل يذكر يف وقت، وهبذا االخري

ذوف، واجلملة صلة وعائد، يضعف قول االخفش يف )يا أيها الناس( إن أيا موصولة والناس خرب حمل[ فيمن 211أي يا من هم الناس، على أنه قد حذف العائد حذفا الزما يف حنو * وال سيما يوم * ]

رفع، أي ال مثل الذى هو يوم، ومل يسمع يف نظائره ذكر العائد، ولكنه نادر، فال حيسن احلمل عليه. ىل اجلملة الفعلية الىت فعلها متصرف، ويشرتط واخلامس، والسادس: لدن وريث، فإهنما يضافان جوازا إ

كونه مثبتا، خبالفه مع آية. فأما لدن فهى اسم ملبدأ الغاية، زمانية كانت أو مكانية، ومن شواهدها لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم * فال يك منكم للخالف جنوح وأما ريث فهى مصدر - 664قوله:

ان يف االضافة إىل اجلملة، كما عوملت املصادر معاملة أمساء راث إذا أبطأ، وعوملت معاملة أمساء الزمخليلي رفقا رث أقضى آية * من - 665الزمان يف التوقيت كقولك " جئتك صالة العصر " قال:

العرصات املذكرات عهودا

[422 ]

ل وشرحه، وزعم ابن مالك يف كافيته وشرحها أن الفعل بعدمها على إضمار أن، واالول قوله يف التسهيوقد يعذر يف ريث، الهنا ليست زمانا، خبالف لدن، وقد جياب بأهنا ملا كانت ملبدأ الغايات مطلقا مل ختلص للوقت، وىف الغرة البن الدهان أن سيبويه ال يرى جواز إضافتها إىل اجلملة، وهلذا قال يف قوله:

نت شوال، ومل يقدر من لد كانت. * من لد شوال ] فإىل إتالئها [ * إن تقديره من لد أن كا - 666قول يا للرجال ينهض منا * مسرعني الكهول والشبانا - 661والسابع والثامن: قول وقائل كقوله:

وأجبت قائل كيف أنت بصاحل * حىت مللت وملىن عوادى واجلملة اخلامسة: الواقعة - 668وقوله: د يقبل اجلزم لفظا كما يف قولك " إن تقم أقم بعد الفاء أو إذا جوابا لشرط جازم، الهنا مل تصدر مبفر

" وحمال كما يف قولك " إن جئتين أكرمتك " مثال املقرونة بالفاء )من يضلل اهلل فال هادى له ويذرهم( وهلذا قرئ جبزم يذر عطفا على احملل، ومثال املقرونة بإذا )وإن تصبهم سيئة مبا قدمت أيديهم

[ ومنه 81املوجودة كقوله: * من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ] إذا هم يقنطون( والفاء املقدرة ك

Page 307: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وإن أتاه خليل يوم مسغبة * يقول ال غائب - 661عند املربد حنو " إن قمت أقوم " وقول زهري: ماىل وال حرم

[423 ]

ال عينه، وهذا أحد الوجهني عند سيبويه، والوجه اآلخر أنه على التقدمي والتأخري: فيكون دليل اجلوابوحينئذ فال جيزم ما عطف عليه، وجيوز أن يفسر ناصبا ملا قبل االداة، حنو " زيدا إن أتاىن أكرمه " ومنع املربد تقدير التقدمي، حمتجا بأن الشئ إذا حل يف موضعه ال ينوى به غريه، وإال جلاز " ضرب

و " إن قام زيد قام عمرو " فمحل غالمه زيدا " وإذا خال اجلواب الذى مل جيزم لفظه من الفاء وإذا حناجلزم حمكوم به للفعل ال للجملة، وكذا القول يف فعل الشرط، قيل: وهلذا جاز حنو " إن قام ويقعدا

أخواك " على إعمال االول، ولو كان حمل اجلزم للجملة بأسرها لزم العطف على اجلملة قبل أن أجل قريب فأصدق وأكن( باجلزم، فقيل: عطف قرأ غري أىب عمرو )لوال أخرتين إىل -تكمل. تنبيه

على ما قبله على تقدير إسقاط الفاء، وجزم )أصدق( ويسمى العطف على املعىن، ويقال له يف غري القرآن العطف على التوهم، وقيل: عطف على حمل الفاء وما بعدها وهو )أصدق( وحمله اجلزم، النه

على )من يضلل اهلل فال هادى له ويذرهم( باجلزم، جواب التحضيض، وجيزم بإن مقدرة وإنه كالعطفوعلى هذا فيضاف إىل الضابط املذكور أن يقال: أو جواب طلب، وال تقيد هذه املسألة بالفاء: الهنم

[ 411( ] ص 1فأبلوين بليتكم لعلى * أصاحلكم وأستدرج نويا ) - 613أنشدوا على ذلك قوله: ل الفاء الداخلة يف التقدير على لعلى وما بعدها، قلت: وقال أبو على: عطف " أستدرج " على حم

[ يف باب الشرط، وبعد 81فكأن هذا ] هنا [ مبنزلة: * من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ] فالتحقيق أن العطف يف الباب من العطف على املعىن،

ونويا أي نواى، قلب االلف ( أبلوين: أعطوين، والبلية: الناقة يربطوهنا على قرب صاحبها حىت متوت،1)

ياء وأدغمها يف باء املتكلم على لغة هذيل. ومعناه اجلهة الىت ينويها. )*(

Page 308: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[424 ] الن املنصوب بعد الفاء يف تأويل االسم، فكيف يكون هو والفاء يف حمل اجلزم ؟ وسأوضح ذلك يف

اع: أحدها: املنعوت هبا، فهى يف باب أقسام العطف. اجلملة السادسة: التابعة ملفرد، وهى ثالثة أنو موضع رفع يف حنو )من قبل أن يأيت يوم ال بيع فيه( ونصب يف حنو )واتقوا يوما ترجعون فيه( وجر يف

حنو )ربنا إنك جامع الناس ليوم ال ريب فيه( ومن مثل املنصوبة احملل )ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تطهرهم( اآلية، فجملة )تكون لنا عيدا( صفة ملائدة، ومجلة تكون لنا عيدا( )خذ من أمواهلم صدقة

)تطهرهم وتزكيهم( صفة لصدقة، وحيتمل أن االوىل حال من ضمري مائدة املسترت يف )من السماء( على تقديره صفة هلا ال متعلقا بأنزل، أو من )مائدة( على هذا التقدير، الهنا قد وصفت، وأن الثانية

)فهب ىل من لدنك وليا يرثىن( أي وليا وارثا، وذلك فيمن رفع )يرث( حال من ضمري )خذ( وحنووأما من جزمه فهو جواب للدعاء، ومثل ذلك )أرسله معى ردا يصدقين( قرئ برفع يصدق وجزمه.

والثاىن: املعطوفة باحلرف حنو " زيد منطلق وأبوه ذاهب " إن قدرت الواو عاطفة على اخلرب، فان ة فال موضع هلا، أو قدرت الواو واو احلال فال تبعية واحملل نصب. وقال أبو قدرت العطف على اجلمل

البقاء يف قوله تعاىل )أمل تر أن اهلل أنزل من السماء ماء فتصبح االرض خمضرة(: االصل فهى تصبح، والضمري للقصة، و )تصبح( خربه، أو )تصيح( مبعىن أصبحت، وهو معطوف على )أنزل( فال حمل له

. وفيه إشكاالن: أحدمها أنه ال حموج يف الظاهر لتقدير ضمري القصة، والثاىن تقديره الفعل إذا، اه املعطوف على الفعل املخرب به ال حمل له.

[425 ]

وجواب االول أنه قد يكون قدر الكالم مستأنفا، والنحويون يقدرون يف مثل ذلك مبتدأ كما قالوا يف " لتقدير: وأنت تشرب اللنب، وذلك إما لقصدهم إيضاح االستئناف، أو وتشرب اللنب " فيمن رفع: إن ا

النه ال يستأنف إال على هذا التقدير، وإال لزم العطف الذى هو مقتضى الظاهر. وجواب الثاين أن الفاء نزلت اجلملتني منزلة اجلملة الواحدة، وهلذا اكتفى فيهما بضمري واحد، وحينئذ فاخلرب جمموعهما

الشرط واجلزاء الواقعتني خربا، واحملل لذلك اجملموع، وأما كل منهما فجزء اخلرب، فال حمل كما يف مجليت

Page 309: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

له، فافهمه فإنه بديع. وجيب على هذا أن يدعى أن الفاء يف ذلك وىف نظائره من حنو " زيد يطري الذباب فيغضب " قد أخلصت ملعىن السببية، وأخرجت عن العطف، كما أن الفاء كذلك يف جوابالشرط، وىف حنو " أحسن إليك فالن فأحسن إليه " ويكون ذكر أىب البقاء للعطف جتوزا أو سهوا.

ومما يلحق هبذا البحث أنه إذا قيل: " قال زيد عبد اهلل منطلق وعمرو مقيم " فليست اجلملة االوىل يف نهما، الن املقول حمل نصب والثانية تابعة هلا، بل اجلملتان معا يف موضع نصب، وال حمل لواحدة م

جمموعهما، وكل منهما جزء للمقول، كما أن جزأى اجلملة الواحدة ال حمل لواحد منهما باعتبار القول، فتأمله. الثالث: املبدلة كقوله تعاىل: )ما يقال لك إال ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو

از إسناد يقال إىل اجلملة كما مغفرة وذو عقاب أليم( فإن وما عملت فيه بدل من ما وصلتها، وججاز يف )وإذا قيل إن وعد اهلل حق والساعة ال ريب فيها( هذا كله إن كان املعىن ما يقول اهلل لك إال

ما قد قيل، فأما إن كان املعىن ما يقول لك كفار قومك من الكلمات املؤذية إال مثل ما قد قال به الزخمشري، فاجلملة استئناف. الكفار املاضون النبيائهم، وهو الوجه الذى بدأ

[426 ]

ومن ذلك )وأسروا النجوى( مث قال اهلل تعاىل: )هل هذا إال بشر مثلكم أفتاتون السحر( قال الزخمشري: هذا يف موضع نصب بدال من النجوى، وحيتمل التفسري: وقال ابن جىن يف قوله: إىل اهلل

[ مجلة االستفهام بدل من حاجة 331قيان ؟ ] أشكو باملدينة حاجة * وبالشأم أخرى كيف يلت( تعذر التقائهما اجلملة السابعة: التابعة جلملة هلا حمل، ويقع 1وأخرى، أي إىل اهلل أشكو حاجىت )

ذلك يف باىب النسق والبدل خاصة فاالول حنو " زيد قام أبوه وقعد أخوه " إذا مل تقدر الواو للحال، كربى. والثاىن شرطه كون الثانية أوىف من االوىل بتأدية املعىن املراد، وال قدرت العطف على اجلملة ال

حنو )واتقوا الذى أمدكم مبا تعلمون أمدكم بأنعام وبنني وجنات وعيون( )فإن داللة الثانية على نعم أقول له ارحل ال تقيمن عندنا * ] وإال فكن يف السر - 611اهلل مفصلة، خبالف االوىل، وقوله:

[ فإن داللة الثانية على ما أراده من إظهار الكراهية القامته باملطابقة، 456مسلما [ ] ص واجلهر ذكرتك واخلطى خيطر بيننا * وقد هنلت منا املثقفة - 612خبالف االوىل. قيل: ومن ذلك قوله:

Page 310: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ينا، جلواز . وليس متع السمر فإنه أبدل " وقد هنلت " من قوله " واخلطى خيطر بيننا " بدل اشتمال، اهكونه من باب النسق، على أن تقدر الواو للعطف، وجيوز أن تقدر واو احلال، وتكون اجلملة حاال،

إما من فاعل ذكرتك على املذهب

( يف نسخة " أشكو حاجتني ". )*( 1)

[421 ]

على هذا الصحيح يف جواز ترادف االحوال، وإما من فاعل خيطر فتكون احلاالن متداخلتني، والرابط الواو، وإعادة صاحب احلال مبعناه، فإن املثقفة السمر هي الرماح. ومن غريب هذا الباب قولك "

قلت هلم قوموا أولكم وآخركم " زعم ابن مالك أن التقدير: ليقم أولكم وآخركم، وأنه من باب بدل وزوجك اجلنة( و )ال اجلملة من اجلملة ال املفرد من املفرد، كما قال يف العطف يف حنو )اسكن أنت

هذا الذى -خنلفه حنن وال أنت مكانا سوى( و )ال تضار والدة بولدها وال مولود له بولده(. تنبيه جار على ما قرروا، واحلق أهنا تسع، والذى أمهلوه: -من احنصار اجلمل الىت هلا حمل يف سبع -ذكرته

فنحو )لست عليهم مبسيطر إال من توىل وكفر فيعذبه اجلملة املستثناة، واجلملة املسند إليها. أما االوىل اهلل( قال ابن خروف: من مبتدأ، ويعذبه اهلل اخلرب، واجلملة يف موضع نصب على االستثناء املنقطع،

وقال الفراء يف قراءة بعضهم )فشربوا منه إال قليل منهم(: إن )قليل( مبتدأ حذف خربه أي مل يشربوا، تك( بالرفع: إنه مبتدأ واجلملة بعده خرب، وليس من ذلك حنو " ما مررت وقال مجاعة يف )إال امرأ

بأحد إال زيد خري منه " الن اجلملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند االخفش، وكل منهما قد مضى ذكره، وكذلك اجلملة يف )إال إهنم ليأكلون الطعام( فإهنا حال، وىف حنو " ما علمت زيدا إال

ري " فإهنا مفعول، وكل ذلك قد ذكر. وأما الثانية فنحو )سواء عليهم أأنذرهتم( اآلية إذا يفعل اخلأعرب سواء خربا، وأنذرهتم مبتدأ، وحنو " تسمع باملعيدى خري من أن تراه " إذا مل تقدر االصل أن

بال( وىف تسمع، بل يقدر تسمع قائما مقام السماع كما أن اجلملة بعد الظرف يف حنو )ويوم نسري اجل ( حرف سابك 1حنو )أأنذرهتم( يف تأويل املصدر، وإن مل يكن معها )

Page 311: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وهلا وجه. )*( -( يف نسخة " معهما " بالتثنية 1)

[428 ]

واختلف يف الفاعل ونائبه هل يكونان مجلة أم ال، فاملشهور املنع مطلقا، وأجازه هشام وثعلب مطلقا اء ومجاعة ونسبوه لسيبويه فقالوا: إن كان الفعل قلبيا ووجد معلق حنو " يعجبىن قام زيد " وفصل الفر

عن العمل حنو " ظهر ىل أقام زيد " صح، وإال فال، ومحلوا عليه )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليات وما - 613ليسجننه حىت حني( ومنعوا " يعجبىن يقوم زيد " وأجازمها هشام وثعلب، واحتجا بقوله:

ري بشرطة * ] وعهدي به قينا يسري بكري [ ومنع االكثرون ذلك كله، وأولوا ما ورد مما راعين إال يسيومهه، فقالوا: يف بدا ضمري البداء، وتسمع ويسري على إضمار أن. وأما قوله تعاىل )وإذا قيل هلم ال

اجلنة " وقول تفسدوا يف االرض( وقوله عليه الصالة والسالم " ال حول وال قوة إال باهلل كنز من كنوز العرب " زعموا مطية الكذب " فليس من باب االسناد إىل اجلملة، ملا بينا يف غري هذا املوضع. حكم

اجلمل بعد املعارف وبعد النكرات يقول املعربون على سبيل التقريب: اجلمل بعد النكرات صفات، لىت مل يستلزمها ما قبلها: إن وبعد املعارف أحوال. وشرح املسألة مستوفاة أن يقال: اجلمل اخلربية ا

كانت مرتبطة بنكرة حمضة فهى صفة هلا، أو مبعرفة حمضة فهى حال عنها، أو بغري احملضة منهما فهى وهو الواقع صفة ال -حمتملة هلما، وكل ذلك بشرط وجود املقتضى وانتفاء املانع. مثال النوع االول

ىت تنزل علينا كتابا نقرؤه( )مل تعظون قوما اهلل قوله تعاىل )ح -غري لوقوعه بعد النكرات احملضة مهلكهم أو معذهبم( )من قبل أن يأيت يوم ال بيع فيه( ومنه )حىت إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها(

وإمنا أعيد ذكر االهل النه لو قيل استطعماهم مع أن املراد وصف القرية لزم

[421 ]

استطعماها كان جمازا، وهلذا كان هذا الوجه أوىل من أن خلو الصفة من ضمري املوصوف، ولو قيلتقدر اجلملة جوابا الذا، الن تكرار الظاهر يعرى حينئذ عن هذا املعىن، وأيضا فالن اجلواب يف قصة

Page 312: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الغالم )قال أقتلت( ال قوله )فقتله( الن املاضي. املقرون بقد ال يكون جوابا، فليكن )قال( يف هذه )وال متنن -وهو الواقع حاال ال غري لوقوعه بعد املعارف احملضة -ومثال النوع الثاين اآلية أيضا جوابا.

وهو احملتمل هلما بعد النكرة -تستكثر( )ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى(. ومثال النوع النوع الثالث رها حاال )وهذا ذكر مبارك أنزلناه( فلك أن تقدر اجلملة صفة للنكرة وهو الظاهر، ولك أن تقد -

منها الهنا قد ختصصت بالوصف وذلك يقرهبا من املعرفة، حىت إن أبا احلسن أجاز وصفها باملعرفة فقال يف قوله تعاىل )فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم االوليان( إن االوليان صفة

رك( إال أنه قد يضعف آلخران لوصفه بيقومان، ولك أن تقدرها حاال من املعرفة وهو الضمري يف )مبامن حيث املعىن وجها احلال، أما االول فالن االشارة إليه مل تقع يف حالة االنزال كما وقعت االشارة إىل البعل يف حالة الشيخوخة يف )وهذا بعلى شيخا( وأما الثاين فالقتضائه تقييد الربكة حبالة االنزال،

( ومثال النوع 1، لزوال االهبام عن النكرة بعمومها )وتقول " ما فيها أحد يقرأ " فيجوز الوجهان أيضا)كمثل احلمار حيمل أسفارا( فإن املعرف اجلنسى يقرب يف -وهو احملتمل هلما بعد املعرفة -الرابع

املعىن من النكرة، فيصح تقدير )حيمل( حاال أو وصفا ومثله )وآية هلم الليل نسلخ منه النهار( وقوله: [ وقد اشتمل الضابط املذكور على قيود: أحدها: كون 142يم يسبىن * ] * ولقد أمر على اللئ

اجلملة خربية، واحرتزت بذلك من حنو " هذا عبد بعتكه "

( يف نسخة " لعمومها ". )*( 1)

[433 ]

تريد باجلملة االنشاء، و " هذا عبدى بعتكه " كذلك، فإن اجلملتني مستأنفتان، الن االنشاء ال يكون ا وال حاال، وجيوز أن يكونا خربين آخرين إال عند من منع تعدد اخلرب مطلقا، وهو اختيار ابن نعت

عصفور، وعند من منع تعدده خمتلفا باالفراد واجلملة، وهو أبو على، وعند من منع وقوع االنشاء اختالف خربا، وهم طائفة من الكوفيني. ومن اجلمل ما حيتمل االنشائية واخلربية فيختلف احلكم ب

التقدير، وله أمثلة: منها: قوله تعاىل )قال رجالن من الذين خيافون أنعم اهلل عليهما( فإن مجلة )أنعم

Page 313: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اهلل عليهما( حتتمل الدعاء فتكون معرتضة، واالخبار فتكون صفة ثانية، ويضعف من حيث املعىن أن )أو جاءوكم حصرت تكون حاال، وال يضعف يف الصناعة لوصفها بالظرف. ومنها: قوله تعاىل

صدورهم( فذهب اجلمهور إىل أن )حصرت صدورهم( مجلة خربية، مث اختلفوا فقال مجاعة منهم االخفش: هي حال من فاعل جاء على إضمار قد، ويؤيده قراءة احلسن )حصرة صدورهم( وقال

ي قوما آخرون: هي صفة، لئال حيتاج إىل إضمار قد، مث اختلفوا فقيل: املوصوف منصوب حمذوف، أحصرت صدورهم، ورأوا أن إضمار االسم أسهل من إضمار حرف املعىن، وقيل: خمفوض مذكور وهم

قوم املتقدم ذكرهم، فال إضمار البتة، وما بينهما اعرتاض، ويؤيده أنه قرئ بإسقاط )أو( وعلى ذلك ( الن فيكون )جاءوكم( صفة لقوم، ويكون )حصرت( صفة ثانية، وقيل: بدل اشتمال من )جاءوكم

اجملئ مشتمل على احلصر، وفيه بعد، الن احلصر من صفة اجلائني، وقال أبو العباس املربد: اجلملة إنشائية معناها الدعاء، مثل )غلت أيديهم( فهى مستأنفة، ورد بأن الدعاء عليهم بضيق قلوهبم عن

وا منكم خاصة( قتال قومهم ال يتجه. ومن ذلك قوله تعاىل: )واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلم

[431 ]

فإنه جيوز أن تقدر ال ناهية ونافية، وعلى االول فهى مقولة لقول حمذوف هو الصفة. أي فتنة مقوال فيها ذلك، ويرجحه أن توكيد الفعل بالنون بعد ال الناهية قياس حنو )وال حتسنب اهلل غافال( وعلى

يد الثاين: صالحيتها لالستغناء عنها، وخرج الثاين فهى صفة لفتنة، ويرجحه سالمته من تقدير. القبذلك مجلة الصلة، ومجلة اخلرب، واجلملة احملكية بالقول، فإهنا ال يستغىن عنها، مبعىن أن معقولية القول

متوقفة عليها وأشباه ذلك. القيد الثالث: وجود املقتضى، واحرتزت بذلك عن حنو )فعلوه( من قوله ر( فإنه صفة لكل أو لشئ، وال يصح أن يكون حاال من كل مع جواز تعاىل )وكل شئ فعلوه يف الزب

الوجهني يف حنو " أكرم كل رجل جاءك " لعدم ما يعمل يف احلال، وال يكون خربا، الهنم مل يفعلوا كل شئ، ونظريه قوله تعاىل )لوال كتاب من اهلل سبق( يتعني كون )سبق( صفة ثانية، ال حاال من

ال يعمل يف احلال، وال من الضمري املسترت يف اخلرب احملذوف، الن أبا احلسن الكتاب، الن االبتداءحكى أن احلال ال يذكر بعد لوال كما ال يذكر اخلرب، وال يكون خربا، ملا أشرنا إليه، وال ينقض االول

Page 314: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

خلبطتها ولوال بنوها حوهلا - 614بقوله " لوال رأسك مدهونا " وال الثاين بقول الزبري رضى اهلل عنه: * ] كخبطة عصفور ومل أتلعثم [ لندورمها، وأما قول ابن الشجرى يف )ولوال فضل اهلل عليكم(: إن عليكم خرب، فمردود، بل هو متعلق باملبتدأ، واخلرب حمذوف. القيد الرابع: انتفاء املانع، واملانع أربعة

نئذ االستئناف حنو " زارين زيد أنواع، أحدها: ما مينع حالية كانت متعينة لوال وجوده، ويتعني حي سأكافئه " أو

[432 ]

" لن أنسى له ذلك " فإن اجلملة بعد املعرفة احملضة حال، ولكن السني ولن مانعان، الن احلالية ال تصدر بدليل استقبال، وأما قول بعضهم يف )وقال إىن ذاهب إىل رىب سيهدين(: إن )سيهدين( حال

فسهو. والثاىن: ما مينع وصفية كانت متعينة لوال وجود املانع، وميتنع فيه كما تقول " سأذهب مهديا "االستئناف، الن املعىن على تقييد املتقدم، فتتعني احلالية بعد أن كانت ممتنعة، وذلك حنو )وعسى أن

تكرهوا شيئا وهو خري لكم وعسى أن حتبوا شيئا وهو شر لكم( )أو كالذى مر على قرية وهى خاوية( مضى زمن والناس يستشفعون ىب * ] فهل ىل إىل ليلى الغداة شفيع [ واملعارض فيهن - 615له: وقو

الواو، فإهنا ال تعرتض بني املوصوف وصفته، خالفا للزخمشري ومن وافقه. والثالث: ما مينعهما معا، مها دون حنو )وحفظا من كل شيطان مارد ال يسمعون( وقد مضى البحث فيها، والرابع: ما مينع أحد

اآلخر ولوال املانع لكانا جائزين، وذلك حنو " ما جاءين أحد إال قال خريا " فإن مجلة القول كانت قبل وجود إال حمتمله للوصفية واحلالية، وملا جاءت إال امتنعت الوصفية ومثله: )وما أهلكنا من قرية إال

فللوصفية مانعان الواو وإال، ومل ير هلا منذرون( وأما )وما أهلكنا من قرية إال وهلا كتاب معلوم( الزخمشري وأبو البقاء واحدا منهما مانعا، وكالم النحويني خبالف ذلك، وقال االخفش: ال تفصل إال

بني املوصوف وصفته، فإن قلت " ما جاءين رجل إال راكب " فالتقدير إال رجل راكب، يعىن أن راكبا ة كاالسم، يعىن يف إيالئك إياها العامل، وقال صفة لبدل حمذوف، قال وفيه قبح، جلعلك الصف

- 616الفارسى: ال جيوز " ما مررت بأحد إال قائم " فإن قلت " إال قائما " جاز، ومثل ذلك قوله: ( 1وقائله ختشى على: أظنه * سيؤدى به ترحاله وجعائله )

Page 315: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

به " وليس بشئ )*( ( قرأ الدسوقي " أظنه " بوزن أعزة، وجعله مجع ظن، كما قرأ " سريدى 1)

[433 ]

فإن مجلة " ختشى على " حال من الضمري يف قائلة، وال جيوز أن يكون صفة هلا، الن اسم الفاعل ال يوصف قبل العمل، واهلل أعلم. الباب الثالث من الكتاب يف ذكر أحكام ما يشبه اجلملة، وهو الظرف

لقهما بالفعل، أو ما يشبهه، أو ما أول مبا يشبهه، واجلار واجملرور. ذكر حكمها يف التعلق البد من تعأو ما يشري إىل معناه، فإن مل يكن شئ من هذه االربعة موجودا قدر، كما سيأيت. وزعم الكوفيون وابنا

طاهر وخروف أنه ال تقدير يف حنو " زيد عندك " وعمرو يف الدار " مث اختلفوا، فقال ابنا طاهر ما أنه يرفع اخلرب إذا كان عينه حنو " زيد أخوك " وينصبه إذا كان غريه، وخروف: الناصب املبتدأ، وزع

وأن ذلك مذهب سيبويه، وقال الكوفيون: الناصب أمر معنوى، وهو كوهنما خمالفني للمبتدأ. وال ( قوله تعاىل )أنعمت عليهم غري 1معول على هذين املذهبني. مثال التعلق بالفعل وما يشبهه )

واشتعل املبيض يف مسوده * مثل اشتعال النار يف جزل - 611قول ابن دريد: املغضوب عليهم( و [ وقد تقدر " يف " االوىل متعلقة باملبيض، فيكون تعلق اجلارين باالسم، ولكن 652الغضا ] ص

تعلق الثاين باالشتعال يرجح تعلق االول بفعله، النه أمت ملعىن التشبيه، وقد جيوز تعلق " يف " الثانية ون حمذوف حاال من النار، ويبعده أن االصل عدم احلذف. بك

( يف نسخة " بالفعل وشبهه ". )*( 1)

[434 ]

ومثال التعلق مبا أول مبشبه الفعل قوله تعاىل )وهو الذى يف السماء إله وىف االرض إله( أي وهو الذى يوصف فتقول " إله واحد " وال هو إله يف السماء، ففى متعلقة بإله، وهو اسم غري صفة، بدليل أنه

يوصف به ال يقال " شئ إله " وإمنا صح التعلق به لتأوله مبعبود، وإله خرب هلو حمذوفا، وال جيوز تقدير

Page 316: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إله مبتدأ خمربا عنه بالظرف أو فاعال بالظرف، الن الصلة حينئذ خالية من العائد، وال حيسن تقدير يه، وتقدير )وىف االرض إله( معطوفا كذلك، لتضمنه الظرف صلة وإله بدال من الضمري املسترت ف

االبدال من ضمري العائد مرتني، وفيه بعد، حىت قيل بامتناعه، والن احلمل على الوجه البعيد ينبغى أن ( إىل تأويلني فال، وال جيوز 1يكون سببه التخلص به من حمذور، فأما أن يكون هو موقعا فيما حيتاج )

)وىف االرض إله( مبتدأ وخربا، لئال يلزم فساد املعىن إن استؤنف، وخلو على هذا الوجه أن يكونوإن لساين شهدة يشتفى هبا * وهو على - 618الصلة من عائد إن عطف. ومن ذلك أيضا قوله:

من صبه اهلل علقم أصله " علقم عليه " فعلى احملذوفة متعلقة بصبه،، واملذكورة متعلقة بعلقم، لتأوله ق، أو شديد. ومن هنا كان احلذف شاذا، الختالف متعلقي جار املوصول وجار بصعب، أو شا

[ 514* أنا أبو املنهال بعض االحيان * ] ص - 611العائد. ومثال التعلق مبا فيه رائحته قوله: أنا ابن ماوية إذ جد النقر * ] وجاءت اخليل أثاىف زمر [ فتعلق بعض وإذ باالمسني - 683وقوله:

ال لتأوهلما باسم يشبه الفعل، بل ملا فيهما من العلمني،

إخل. )*( -( يف نسخة " موقعا فيما حيوج 1)

[435 ]

( 1معىن قولك الشجاع أو اجلواد. وتقول " فالن حامت يف قومه " فتعلق الظرف مبا يف حامت من معىن )املصغر بقول بعضهم " أظنين اجلود، ومن هنا رد على الكسائي يف استدالله على إعمال اسم الفاعل

حىت شآها كليل - 681مرحتال وسويرا فرسخا " وعلى سيبويه يف استدالله على إعمال فعيل بقوله: موهنا عمل * ] باتت طرابا وبات الليل مل ينم [ وذلك أن " فرسخا " ظرف مكان و " موهنا "

يوضح كون املوهن ليس مفعوال به ظرف زمان، والظرف يعمل فيه روائح الفعل، خبالف املفعول به، و أن كليال من كل، وفعله ال يعدى، واعتذر عن سيبويه بأن كليال مبعىن مكل، وكأن الربق يكل الوقت

بدوامه فيه، كما يقال " أتعبت يومك " أو بأنه إمنا استشهد به على أن فاعال يعدل إىل فعيل يف االول محل الكالم على اجملاز مع إمكان للمبالغة، ومل يستدل به على االعمال، وهذا أقرب، فإن

Page 317: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ جيوز 535محله على احلقيقة، وقال ابن مالك يف قول الشاعر: * ونعم من هو يف سر وإعالن * ] كون من موصولة فاعلة بنعم، وهو: مبتدأ خربه هو أخرى مقدرة، وىف: متعلقة باملقدرة، الن فيها معىن

الوىل أن يكون املعىن الذى هو مالزم حلالة واحدة يف سر الفعل، أي الذى هو مشهور، انتهى: واوإعالن، وقدر أبو على من هذه متييزا، والفاعل مسترت، وقد أجيز يف قوله تعاىل: )وهو اهلل يف

السموات وىف االرض( نعلقه باسم اهلل تعاىل وإن كان علما، على معىن وهو املعبود، وهو املسمى هبذا لم، وبسركم وجهركم، وخبرب حمذوف قدره الزخمشري بعامل، ورد الثاين بأن فيه االسم، وأجيز تعلقه بيع

تقدمي معمول املصدر وتنازع عاملني يف متقدم، وليس بشئ الن املصدر هنا ليس مقدرا حبرف مصدري وصلته، والنه قد جاء حنو )باملؤمنني

واد ". )*( ( العبارة الدقيقة " فتعلق الظرف حبامت ملا فيه من معىن اجل1)

[436 ]

رؤوف رحيم( والظرف متعلق بأحد الوصفني قطعا، فكذا هنا، ورد أبو حيان الثالث بأن " يف " ال تدل على عامل وحنوه من االكوان اخلاصة، وكذا رد على تقديرهم )فطلقوهن لعدهتن( مستقبالت

بعده )يعلم سركم وجهركم( لعدهتن، وليس بشئ، الن الدليل ما جرى يف الكالم من ذكر العلم، فإنوليس الدليل حرف اجلر، ويقال له: إذا كنت جتيز احلذف للدليل املعنوي مع عدم ما يسد مسده

فكيف متنعه مع وجود ما يسد ؟ وإمنا اشرتطوا الكون املطلق لوجوب احلذف، ال جلوازه. ومثال التعلق قدم ذكر االرسال، ولكن ذكر النيب واملرسل باحملذوف )وإيل مثود أخاهم صاحلا( بتقدير وأرسلنا ومل يت

إليهم يدل على ذلك، ومثله )يف تسع آيات إىل فرعون( ففى وإىل متعلقان باذهب حمذوفا )وبالوالدين إحسانا( أي وأحسنوا بالوالدين إحسانا مثل )وقد أحسن ىب( أو وصيناهم بالوالدين إحسانا مثل

البسملة. هل يتعلقان بالفعل الناقص ؟ من زعم أنه ال يدل )ووصينا االنسان بوالديه حسنا( ومنه باء على احلدث منع من ذلك، وهم املربد فالفارسي فابن جىن فاجلرجاين فابن برهان مث الشلوبني،

والصحيح أهنا كلها دالة عليه إال ليس. واستدل ملثبيت ذلك التعلق بقوله تعاىل: )أكان للناس عجبا أن

Page 318: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تعلق بعجبا، النه مصدر مؤخر، وال بأوحينا لفساد املعىن، والنه صلة الن، وقد أوحينا( فإن اللزم ال تمضى عن قريب أن املصدر الذى ليس يف تقدير حرف موصول وال صلته ال ميتنع التقدمي عليه، وجيوز

أيضا أن تكون متعلقة مبحذوف هو حال من عجبا على حد قوله: ملية موحشا طلل * ] يلوح كأنه [ 125خلل [ ]

[431 ]

هل يتعلقان بالفعل اجلامد ؟ زعم الفارسى يف قوله: ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه * ونعم من هو يف [ أن من نكرة تامة متييز لفاعل نعم مسترتا، كما قال هو وطائفة يف " ما " من 535سر وإعالن ]

عل، وأن هو مبتدأ خربه هو حنو )فنعما هي( إن الظرف متعلق بنعم، وزعم ابن مالك أهنا موصولة فا[ وإن الظرف متعلق هبو احملذوفة لتضمنها معىن 536أخرى مقدرة على حد * شعرى شعرى * ]

الفعل، أي ونعم الذى هو باق على وده يف سره وإعالنه، وإن املخصو ص حمذوف، أي بشر بن وكيف أرهب - 682مروان، وعندي أن يقدر املخصو ص هو، لتقدم ذكر بشر يف البيت قبله، وهو:

أمرا أو أراع به * وقد زكأت إىل بشر بن مروان ؟ فيبقى التقدير حينئذ هو هو هو. هل يتعلقان بأحرف املعاين ؟ املشهور منع ذلك مطلقا، وقيل جبوازه مطلقا، وفصل بعضهم فقال: إن كان نائبا عن

ول أىب على وأىب الفتح، ( النيابة ال االصالة، وإال فال، وهو ق1فعل حذف جاز ذلك على طريق )زعما يف حنو " يا لزيد " أن الالم متعلقة بيا، بل قاال يف " يا عبد اهلل " إن النصب بيا، وهو نظري

[ إن " ما " الزائدة هي الرافعة الناصبة، ال كان 44قوهلما يف قوله: * أبا خراشة أما أنت ذا نفر * ] احملذوفة.

يابة. )*( ( يف نسخة " على " سبيل الن1)

[438 ]

Page 319: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وما - 683وأما الذين قالوا باجلواز مطلقا فقال بعضهم يف قول كعب بن زهري رضى اهلل تعاىل عنه: سعاد غداة البني إذ رحلوا * إال أغن غضيض الطرف مكحول غداة البني: ظرف للنفي، أي انتفى

اليوم إذ ظلمتم( إذ بدل من اليوم، كوهنا يف هذا الوقت إال كأغن. وقال ابن احلاجب يف )ولن ينفعكم واليوم إما ظرف للنفع املنفى، وإما ملا يف لن من معىن النفى، أي انتفى يف هذا اليوم النفع، فاملنفى نفع

مطلق، وعلى االول نفع مقيد باليوم. وقال أيضا: إذا قلت " ما ضربته للتأديب " فإن قصدت نفى عل، واملنفى ضرب خمصو ص، وللتأديب: تعليل للضرب املنفى، ضرب معلل بالتأديب فالالم متعلقة بالف

وإن قصدت نفى الضرب كل حال فالالم متعلقة بالنفى والتعليل له، أي أن انتفاء الضرب كان الجل التأديب، النه قد يؤدب بعض الناس برتك الضرب، ومثله يف التعلق حبرف النفى " ما أكرمت املسئ

كافأته "، إذ لو علق هذا بالفعل فسد املعىن املراد، ومن ذلك قوله تعاىل لتأديبه، وما أهنت احملسن مل)ما أنت بنعمة ربك مبجنون( الباء متعلقة بالنفى، إذ لو علقت مبجنون الفاد نفى جنون خا ص، وهو اجلنون الذى يكون من نعمة اهلل تعاىل، وليس يف الوجود جنون هو نعمة، وال املراد نفى جنون خا ص،

صا. وهو كالم بديع، إال أن مجهور النحويني ال يوافقون على صحة التعلق باحلرف، فينبغي ملخ اهعلى قوهلم أن يقدر أن التعلق بفعل دل عليه النايف، أي انتفى ذلك بنعمة ربك. وقد ذكرت يف

شرحي لقصيدة كعب رضى اهلل تعاىل عنه أن املختار تعلق الظرف مبعىن التشبيه الذى تضمنه البيت، وذلك على أن االصل: وما كسعاد إال ظىب أغن، على التشبيه املعكوس للمبالغة، لئال يكون الظرف

متقدما يف التقدير على اللفظ احلامل ملعىن التشبيه، وهذا الوجه هو اختيار ابن عمرون، وإذا جاز حلرف التشبيه أن يعمل يف احلال يف حنو قوله:

[431 ]

[ مع أن احلال شبيهة 465بسا * لدى وكرها العناب واحلشف الباىل ] كأن قلوب الطري رطبا وياباملفعول به، فعمله يف الظرف أجدر. فإن قلت: ال يلزم من صحة إعمال املذكور ] صحة [ إعمال

املقدر، النه أضعف. قلت: قد قالوا " زيد زهري شعرا وحامت جودا " وقيل يف املنصوب فيهما: إنه حال الظاهر، وأيا كان فاحلجة قائمة ] به [، وقد جاء أبلغ من ذلك، وهو إعماله يف احلالني، أو متييز، وهو

Page 320: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تعرينا أننا عالة * وحنن صعاليك أنتم ملوكا إذ املعىن تعرينا أننا فقراء، وحنن يف - 684وذلك يف قوله: عنه حال صعلكتنا مثلكم يف حال ملككم. فإن قلت: قد أوجبت يف بيت كعب بن زهري رضى اهلل

أن يكون من عكس التشبيه لئال يتقدم احلال على عاملها املعنوي، فما الذى سوغ تقدم صعاليك هنا عليه ؟ قلت: سوغه الذى سوغ تقدم بسرا يف " هذا بسرا أطيب منه رطبا " وإن كان معمول اسم

أن هذا مطرد مث التفضيل ال يتقدم عليه يف حنو " هلو أكفؤهم ناصرا " وهو خشية اختالط املعىن، إاللقوة التفضيل. ونادر هنا لضعف حرف التشبيه. وهذا الذى ذكرته يف البيت أجود ما قيل فيه، وفيه قوالن آخران، أحدمها: ذكره السخاوى يف كتابه سفر السعادة، وهو أن عالة من " عالىن الشئ " إذا

هم، وحنن أنتم أي مثلكم يف هذا اثقلين، و " ملوكا " مفعول: أي أننا نثقل امللوك بطرح كلنا علياالمر، فاالخبار هنا مثله يف )وأزواجه أمهاهتم( والثاىن قاله احلريري وقد سئل عن البيت، وهو أن

التقدير: إنا عالة صعاليك حنن وأنتم، وقد خطئ يف ذلك، وقيل: إنه كالم ال معىن له، وليس كذلك، بل هو متجه على

[443 ]

ون صعاليك مفعول عالة، أي إنا نعول صعاليك، ويكون حنن توكيدا لضمري عالة، بعد فيه، وهو أن يكوأنتم توكيد لضمري مسترت يف صعاليك، وحصل يف البيت تقدمي وتأخري للضرورة، ومل يتعرض لقوله "

ملوكا " وكأنه عنده حال من ضمري عالة، واالوىل على قوله أن يكون صعاليك حاال من حمذوف، أي اليك ويكون احلاالن مبنزلتهما يف " لقيته مصعدا منحدرا " فإهنم نصوا على أنه يكون نعولكم صع

االول للثاين والثاىن لالول، الن فصال أسهل من فصلني، ويكون أنتم توكيدا للمحذوف، ال لضمري ىن. صعاليك النه ضمري غيبة، وإمنا جوزناه أوال الن الصعاليك هم املخاطبون، فيحتمل كونه راعى املع

ذكر ما ال يتعلق من حروف اجلر يستثىن من قولنا " البد حلرف اجلر من متعلق " ستة أمور: أحدها: احلرف الزائد كالباء ومن يف )كفى باهلل شهيدا( )هل من خالق غري اهلل( وذلك الن معىن التعلق

لك حبروف اجلر، االرتباط املعنوي، واالصل أن أفعاال قصرت عن الوصول إىل االمساء فأعينت على ذوالزائد إمنا دخل يف الكالم تقوية له وتوكيدا، ومل يدخل للربط. وقول احلوىف إن الباء يف )أليس اهلل

Page 321: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بأحكم احلاكمني( متعلقة وهم، نعم يصح يف الالم املقوية أن يقال إهنا متعلقة بالعامل املقوى حنو تعربون( الن التحقيق أهنا ليست زائدة حمضة، )مصدقا ملا معهم( و )فعال ملا يريد( و )إن كنتم للرؤيا

بل ملا ختيل يف العامل من الضعف الذى نزله منزلة القاصر، وال معدية حمضة الطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بني املنزلتني. الثاين: لعل يف لغة عقيل، الهنا مبنزلة احلرف الزائد، أال ترى أن جمرورها يف

دليل ارتفاع ما بعده على اخلربية، قال: موضع رفع على االبتداء، ب

[441 ]

[ والهنا مل تدخل لتوصيل عامل، بل الفادة معىن التوقع، كما 413* لعل أىب املغوار منك قريب * ] دخلت " ليت " الفادة معىن التمىن، مث إهنم جروا هبا منبهة على أن االصل يف احلروف املختصة

ص به كحروف اجلر. الثالث: لوال فيمن قال " لوالى، ولوالك، ولواله باالسم أن تعمل االعراب املخت" على قول سيبويه: إن لوال جارة للضمري، فإهنا أيضا مبنزلة لعل يف أن ما بعدها مرفوع احملل باالبتداء،

فإن لوال االمتناعية تستدعى مجلتني كسائر أدوات التعليق. وزعم أبو احلسن أن لوال غري جارة، وأن ضمري بعدها مرفوع، ولكنهم استعاروا ضمري اجلر مكان ضمري الرفع، كما عكسوا يف قوهلم " ما أنا ال

كأنت " وهذا كقوله يف " عساى " ويردمها أن نيابة ضمري عن ضمري خيالفه يف االعراب إمنا تثبت ] عنه منفصال، يف الكالم [ يف املنفصل، وإمنا جاءت النيابة يف املتصل بثالثة شروط: كون املنوب

] وما نبايل إذا ما كنت جارتنا [ * - 685وتوافقهما يف االعراب، وكون ذلك يف الضرورة، كقوله: حنن بغرس الودى أعلمنا * منا بركض - 686أن ال جياورنا إالك ديار وعليه خرج أبو الفتح قوله:

ئب عن حنن، ليتخلص اجلياد يف السدف فادعى أن " نا " مرفوع مؤكد للضمري يف أعلم، وهو نابذلك من اجلمع بني إضافة أفعل وكونه مبن، وهذ البيت أشكل على أىب على حىت جعله من ختليط

االعراب. والرابع: رب يف حنو " رب رجل صاحل لقيته، أو لقيت "، الن جمرورها

[442 ]

Page 322: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الناصب بعد اجملرور ال مفعول يف الثاين، ومبتدأ يف االول، أو مفعول على حد " زيدا ضربته " ويقدرقبل اجلار، الن رب هلا الصدر من بني حروف اجلر، وإمنا دخلت يف املثالني الفادة التكثري أو التقليل، ال لتعدية عامل. هذا قول الرماين وابن طاهر. وقال اجلمهور: هي فيهما حرف جر معد، فإن قالوا إهنا

الستيفائه معموله يف املثال االول، وإن قالوا عدت عدت العامل املذكور فخطأ، النه يتعدى بنفسه، و حمذوفا تقديره حصل أو حنوه كما صرح به مجاعة ففيه تقدير ملا معىن الكالم مستغن عنه ومل يلفظ به يف وقت. اخلامس: كاف التشبيه، قاله االخفش وابن عصفور، مستدلني بأنه إذا قيل " زيد كعمرو "

ال تدل عليه، خبالف حنو يف من " زيد يف الدار " وإن كان فعال فإن كان املتعلق استقر فالكاففهو متعد بنفسه ال باحلرف. واحلق أن مجيع احلروف اجلارة الواقعة يف -وهو أشبه -مناسبا للكاف

موضع اخلرب وحنوه تدل على االستقرار. السادس: حرف االستثناء، وهو خال وعدا وحاشا، إذا عل عما دخلن عليه، كما أن إال كذلك، وذلك عكس معىن التعدية الذى خفضن، فإهنن لتنحية الف

هو إيصال معىن الفعل إىل االسم، ولو صح أن يقال إهنا متعلقة لصح ذلك يف إال، وإمنا خفض هبن املستثىن ومل ينصب كاملستثىن بإال لئال يزول الفرق بينهن أفعاال وأحرفا. حكمهما بعد املعارف

عدمها حكم اجلمل، فهما صفتان يف حنو " رأيت طائرا فوق غصن، والنكرات حكمهما ب

[443 ]

أو على غصن "، الهنما بعد نكرة حمضة، وحاالن يف حنو " رأيت اهلالل بني السحاب، أو يف االفق " الهنما بعد معرفة حمضة، وحمتمالن هلما يف حنو " يعجبىن الزهر يف أكمامه، والثمر على أغصانه "، الن

عرف اجلنسى كالنكرة، وىف حنو " هذا مثر يانع على أغصانه " الن النكرة املوصوفة كاملعرفة. حكم املاملرفوع بعدمها إذا وقع بعدمها مرفوع، فإن تقدمهما نفى أو استفهام أو موصوف أو موصول أو " و " صاحب خرب أو حال حنو " ما يف الدار أحد " و " أىف الدار زيد " و " مررت برجل معه صقرجاء الذى يف الدار أبوه " و " زيد عندك أخوه " و " مررت بزيد عليه جبة " ففى املرفوع ثالثة

مذاهب: أحدمها: أن االرجح كونه مبتدأ خمربا عنه بالظرف أو اجملرور، وجيوز كونه فاعال. والثاىن: أن والتأخري. والثالث: أنه جيب االرجح كونه فاعال، واختاره ابن مالك، وتوجيهه أن االصل عدم التقدمي

Page 323: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كونه فاعال، نقله ابن هشام عن االكثرين. وحيث أعرب فاعال فهل عامله الفعل احملذوف أو الظرف أو اجملرور لنيابتهما عن استقر وقرهبما من الفعل العتمادمها ! فيه خالف، واملذهب املختار الثاين،

يف الدار جالسا " ولو كان العامل الفعل مل ميتنع، لدليلني: أحدمها امتناع تقدمي احلال يف حنو " زيد] فإن يك جثماىن بأرض سواكم [ * فإن فؤادى عندك الدهر أمجع فأكد الضمري - 681ولقوله:

املسترت يف الظرف، والضمري ال يسترت إال يف عامله، وال يصح أن

[444 ]

ذف متنافيان، وال السم إن على حمله من يكون توكيدا لضمري حمذوف مع االستقرار، الن التوكيد واحلالرفع باالبتداء، الن الطالب للمحل قد زال. واختار ابن مالك املذهب االول، مع اعرتافه بأن الضمري مسترت يف الظرف وهذا تناقض، فإن الضمري ال يستكن إال يف عامله. وإن مل يعتمد الظرف أو اجملرور

فاجلمهور يوجبون االبتداء، واالخفش والكوفيون جييزون الوجهني، زيد " -أو عندك -حنو " يف الدار الن االعتماد عندهم ليس بشرط، ولذا جييزون يف حنو " قائم زيد " أن يكون قائم مبتدأ وزيد فاعال

االول: حيتمل قول املتنيب يذكر دار احملبوب: -وغريهم يوجب كوهنما على التقدمي والتأخري. تنبيهات ا تنطوى على كبد * نضيجة فوق خلبها يدها أن تكون اليد فيه فاعلة بنضيجة، أو ظلت هب - 688

بالظرف، أو باالبتداء، واالول أبلغ، النه أشد للحرارة، واخللب: زيادة الكبد، أو حجاب القلب، أو ما بني الكبد والقلب، وأضاف اليد إىل الكبد للمالبسة بينهما، فإهنما يف الشخص. وال خالف يف

ني االبتداء يف حنو " يف داره زيد " لئال يعود الضمري على متأخر لفظا ورتبة. فإن قلت " يف داره تعقيام زيد " مل جيزها الكوفيون ألبتة، أما على الفاعلية فلما قدمنا، وأما على االبتدائية فالن الضمري مل

ا هو املبتدأ، وأجازه البصريون على يعد على املبتدأ، بل على ما ضيف إليه املبتدأ، واملستحق للتقدمي إمن أن يكون املرفوع مبتدأ ال فاعال، كقوهلم " يف أكفانه درج امليت " وقوله:

[445 ]

Page 324: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

* مبسعاته هلك الفىت أو جناته * وإذا كان االسم يف نية التقدمي كان ما هو من متامه كذلك. - 681" الن اسم التفضيل ال يرفع الفاعل الظاهر عند واالرجح تعني االبتدائية يف حنو " هل أفضل منك زيد

االكثر على هذا احلد، وجتوز الفاعلية يف لغة قليلة. ومن املشكل قوله: فخري حنن عند الناس منكم * ] [. الن قوله " حنن " إن قدر فاعال لزم إعمال الوصف غري معتمد، ومل 366إذا املثوب قال ياال [ ]

ر يف غري مسألة الكحل وهو ضعيف، وإن قدر مبتدأ لزم الفصل به وهو يثبت، وعمل أفعل يف الظاهعلى أن الوصف خرب لنحن حمذوفة، -وتبعه ابن خروف -أجنيب بني أفعل ومن، وخرجه أبو على

وقدر حنن املذكورة توكيدا للضمري يف أفعل. ما جيب فيه تعلقهما مبحذوف وهو مثانية: أحدها: أن يقعا من السماء( الثاين: أن يقعا حاال حنو )فخرج على قومه يف زينته( وأما قوله صفة حنو )أو كصيب

سبحانه وتعاىل: )فلما رآه مستقرا عنده( فزعم ابن عطية أن )مستقرا( هو املتعلق الذى يقدر يف أمثاله جود قد ظهر، والصواب ما قاله أبو البقاء وغريه من أن هذا االستقرار معناه عدم التحرك، ال مطلق الو

واحلصول، فهو كون خا ص. الثالث: أن يقعا صلة حنو )وله من يف السموات واالرض ومن عنده ال يستكربون(. الرابع: أن يقعا خربا، حنو " زيد عندك، أو يف الدار " ورمبا ظهر يف الضرورة كقوله:

[446 ]

شرح ابن يعيش: متعلق لك العز إن موالك عز، وإن يهن * فأنت لدى حببوبة اهلون كان وىف - 613الظرف الواقع خربا، صرح ابن جىن جبواز إظهاره، وعندي أنه إذا حذف ونقل ضمريه إىل الظرف مل

جيز إظهاره، النه قد صار أصال مرفوضا، فأما إن ذكرته أوال فقلت " زيد استقر عندك " فال مينع مانع )أىف اهلل شك( وحنو )أو كصيب من . وهو غريب. اخلامس: أن يرفعا االسم الظاهر حنو منه، اه

السماء فيه ظلمات( وحنو " أعندك زيد ". والسادس: أن يستعمل حمذوفا يف مثل أو شبهه، كقوهلم ملن ذكر أمرا قد تقادم عهده " حينئذ اآلن " أصله: كان ذلك حينئذ وامسع اآلن، وقوهلم للمعرس "

املتعلق حمذوفا على شريطة التفسري حنو " أيوم بالرفاء والبنني " بإضمار أعرست. والسابع: أن يكوناجلمعة صمت فيه " وحنو " بزيد مررت به " عند من أجازه مستدال بقراءة بعضهم )وللظاملني أعد

هلم( واالكثرون يوجبون يف ] مثل [ ذلك إسقاط اجلار، وأن يرفع االسم باالبتداء أو ينصب بإضمار

Page 325: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ية، والنصب قراءة اجلماعة، ويرجحها العطف على اجلملة جاوزت أو حنوه، وبالوجهني قرئ يف اآلالفعلية، وهل االوىل أن يقدر احملذوف مضارعا، أي ويعذب، ملناسبة يدخل، أو ماضيا، أي وعذب، ملناسبة املفسر ؟ فيه نظر. والرفع باالبتداء، وأما القراءة باجلر فمن توكيد احلرف بإعادته داخال على

ؤكد، مثل " إن زيدا إنه فاضل " وال يكون اجلار واجملرور توكيدا للجار واجملرور، ضمري ما دخل عليه املالن الضمري ال يؤكد الظاهر، الن الظاهر أقوى، وال يكون اجملرور بدال من اجملرور بإعادة اجلار، الن

قياس. العرب مل تبدل مضمرا من مظهر، ال يقولون " قام زيد هو " وإمنا جوز ذلك بعض النحويني بال

[441 ]

والثامن: القسم بغري الباء حنو )والليل إذا يغشى( )وتاهلل الكيدن أصنامكم( وقوهلم " هلل ال يؤخر االجل " ولو صرح بالفعل يف حنو ذلك لوجبت الباء. هل املتعلق الواجب احلذف فعل أو وصف ؟ ال

لة ال يكونان إال مجلتني. قال ( القسم والصلة، الن القسم والص1خالف يف تعيني الفعل يف باب )ابن يعيش: وإمنا مل جيز يف الصلة أن يقال إن حنو " جاء الذى يف الدار " بتقدير مستقر على أنه خرب

. وكذلك حملذوف على حد قراءة بعضهم )متاما على الذى أحسن( بالرفع، لقلة ذاك واطراد هذا، اهالن الفاء جتوز يف حنو " رجل يأتيين فله درهم " جيب يف الصفة يف حنو " رجل يف الدار فله درهم "كل أمر مباعد أو مدان * فمنوط حبكمة - 611ومتتنع يف حنو " رجل صاحل فله درهم " فأما قوله:

فالنه االصل يف -وهم االكثرون -املتعاىل فنادر. واختلف يف اخلرب والصفة واحلال، فمن قدر الفعل صل يف اخلرب واحلال والنعت االفراد، والن الفعل يف ذلك البد من العمل، ومن قدر الوصف فالن اال

تقديره بالوصف، قالوا: والن تقليل املقدر أوىل، وليس بشئ، الن احلق أنا مل حنذف الضمري، بل نقلناه إىل الظرف، فاحملذوف فعل أو وصف، وكالمها مفرد. وأما يف االشتغال فيقدر حبسب املفسر،

و " أيوم اجلمعة تعتكف فيه " والوصف يف حنو " أيوم اجلمعة أنت معتكف فيه " فيقدر الفعل يف حن واحلق عندي أنه ال يرتجح تقديره امسا وال فعال، بل حبسب املعىن كما سأبينه.

إخل ". )*( -( يف نسخة " يف باىب 1)

Page 326: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[448 ]

االشتغال فتقديره كاملنطوق به حنو " كيفية تقديره باعتبار املعىن أما يف القسم فتقديره أقسم، وأما يفيوم اجلمعة صمت فيه ". وأعلم أهنم ذكروا يف باب االشتغال أنه جيب أن ال يقدر مثل املذكور إذا

حصل مانع صناعي كما يف " زيدا مررت به " أو معنوى كما يف " زيدا ضربت أخاه " إذ تقدير لثاين خالف الواقع، إذ الضرب مل يقع بزيد، املذكور يقتضى يف االول تعدى القاصر بنفسه، وىف ا

فوجب أن يقدر جاوزت يف االول، وأهنت يف الثاين، وليس املانعان مع كل متعد باحلرف، وال مع كل سبيب، أال ترى أنه ال مانع يف حنو " زيدا شكرت له " الن شكر يتعدى باجلار وبنفسه، وكذلك

مل ال يتعدى إىل ضمري الظرف بنفسه، مع أنه يتعدى الظرف حنو " يوم اجلمعة صمت فيه " الن العاإىل ظاهره بنفسه، وكذلك ال مانع يف حنو " زيدا أهنت أخاه " الن إهانة أخيه إهانة له، خبالف

( املعىن، وأما يف البواقى حنو " زيد يف الدار " فيقدر كونا 1الضرب. وأما يف املثل فيقدر حبسب )ارعهما إن أريد احلال أو االستقبال حنو " الصوم اليوم " أو " يف مطلقا وهو كائن أو مستقر أو مض

اليوم " و " اجلزلة غدا " أو " يف الغد " ويقدر كان أو استقر أو وصفهما إن أريد املضى، هذا هو الصواب، وقد أغفلوه مع قوهلم يف حنو " ضريب زيدا قائما ": إن التقدير إذ كان إن أريد املضى أو إذا

ريد املستقبل، وال فرق، وإذا جهلت املعىن فقدر الوصف فإنه صاحل يف االزمنة كلها، وإن كان إن أكانت حقيقته احلال، وقال الزخمشري يف قوله تعاىل )أفأنت تنقذ من يف النار( إهنم جعلوا يف النار اآلن

ه أبلغ وأحسن. وال لتحقق املوعود به، وال يلزم ما ذكره، النه ال ميتنع تقدير املستقبل، ولكن ما ذكر جيوز تقدير الكون اخلا ص كقائم وجالس إال لدليل، ويكون احلذف حينئذ جائزا ال واجبا، وال ينتقل

ضمري من احملذوف إىل الظرف واجملرور، وتوهم

فقد ذكر املثل وشبهه ومثاال لكل منهما )*( 446( انظر االمر السادس يف ص 1)

[441 ]

Page 327: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ون اخلا ص، يبطله أنا متفقون على جواز حذف اخلرب عند وجود الدليل، مجاعة امتناع حذف الكوعدم وجود معمول، فكيف يكون وجود املعمول مانعا من احلذف مع أنه إما أن يكون هو الدليل أو

مقويا للدليل ؟ واشرتاط النحويني الكون املطلق إمنا هو لوجوب احلذف، ال جلوازه. ومما يتخرج على ىل بكذا " أي من يتكفل ىل به ؟ وقوله تعاىل: )فطلقوهن لعدهتن( أي مستقبالت ذلك قوهلم " من

لعدهتن، كذا فسره مجاعة من السلف، وعليه عول الزخمشري، ورده أبو حيان تومها منه أن اخلا ص ال . وقد حيذف، وقال: الصواب أن الالم للتوقيت، وأن االصل الستقبال عدهتن، فحذف املضاف، اه

تلك الشبهة، ومما يتخرج على التعلق بالكون اخلا ص قوله تعاىل: )احلر باحلر، والعبد بالعبد، بينا فسادواالنثى باالنثى( التقدير مقتول أو يقتل، ال كائن، اللهم إال أن تقدر مع ذلك مضافني، أي قتل احلر

كال من املصدرين كائن بقتل احلر، وفيه تكلف تقدير ثالثة الكون واملضافان، بل تقدير مخسة، الن البد له من فاعل، ومما يبعد ذلك أيضا أنك ال تعلم معىن املضاف الذى تقدره مع املبتدأ إال بعد متام

الكالم، وإمنا حسن احلذف أن يعلم عند موضع تقديره حنو )واسأل القرية( ونظري هذه اآلية قوله تعاىل والعني مفقوءة بالعني، واالنف جمدوع )أن النفس بالنفس( اآلية، أي أن النفس مقتولة بالنفس،

باالنف، واالذن مصلومة باالذن، والسن مقلوعة بالسن، هذا هو االحسن، وكذلك االرجح يف قوله تعاىل )الشمس والقمر حبسبان( أن يقدر جيريان، فإن قدرت الكون قدرت مضافا، أي جريان الشمس

)قل ال يعلم من يف السموات واالرض الغيب إال والقمر كائن حبسبان، وقال ابن مالك يف قوله تعاىل اهلل(: إن الظرف ليس متعلقا باالستقرار، الستلزامه إما اجلمع بني احلقيقة واجملاز، فإن الظرفية املستفادة

من )يف( حقيقة بالنسبة

[453 ]

لغة مرجوحة، وهى إىل غري اهلل سبحانه وتعاىل وجماز بالنسبة إليه تعاىل، وإما محل قراءة السبعة علىإبدال املستثىن املنقطع كما زعم الزخمشري، فإنه زعم أن االستثناء منقطع، واملخلص من هذين

احملذورين أن يقدر: قل ال يعلم من يذكر يف السموات واالرض، ومن جوز اجتماع احلقيقة واجملاز يف ىل ذلك، وىف اآلية وجه آخر، وهو كلمة واحدة واحتج بقوهلم " القلم أحد اللسانني " وحنوه مل حيتج إ

Page 328: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أن يقدر من مفعوال به، والغيب بدل اشتمال، واهلل فاعل، واالستثناء مفرغ. تعيني موضع التقدير االصل أن يقدر مقدما عليهما كسائر العوامل مع معموالهتا، وقد يعرض ما يقتضى ترجيح تقديره

" الن احملذوف هو اخلرب، وأصله أن يتأخر عن مؤخرا، وما يقتضى إجيابه. فاالول حنو " يف الدار زيداملبتدأ. والثاىن حنو " إن يف الدار زيدا " الن إن ال يليها مرفوعها. ويلزم من قدر املتعلق فعال أن يقدره

رد مجاعة منهم ابن -( يف مجيع املسائل، الن اخلرب إذا كان فعال ال يتقدم على املبتدأ. تنبيه 1متأخرا )قدر الفعل بنحو قوله تعاىل: )إذا هلم مكر يف آياتنا( وقولك " أما يف الدار فزيد " الن مالك على من

" إذا " الفجائية ال يليها الفعل، و " أما " ال يقع بعدها فعل إال مقرونا حبرف الشرط حنو )فأما إن كان من املقربني(، وهذا على ما بيناه غري وارد، الن الفعل يقدر مؤخرا.

نسخة أن " يقدره مؤخرا ". )*( ( يف 1)

[451 ]

الباب الرابع من الكتاب يف ذكر أحكام يكثر دورها، ويقبح باملعرب جهلها، وعدم معرفتها على وجهها. فمن ذلك ما يعرف به املبتدأ من اخلرب. جيب احلكم بابتدائية املقدم من االمسني يف ثالث

تبتهما حنو " اهلل ربنا " أو اختلفت حنو " زيد الفاضل، مسائل: إحداها: أن يكونا معرفتني، تساوت ر والفاضل زيد " هذا هو املشهور، وقيل: جيوز تقدير كل منهما مبتدأ وخربا مطلقا، وقيل: املشتق خرب

وإن تقدم حنو " القائم زيد ". والتحقيق أن املبتدأ ما كان أعرف كزيد يف املثال، أو كان هو املعلوم يقول: من القائم ؟ فتقول " زيد القائم " فإن علمهما وجهل النسبة فاملقدم املبتدأ. عند املخاطب كأن

الثانية: أن يكونا نكرتني صاحلتني لالبتداء هبما حنو " أفضل منك أفضل مىن ". الثالثة: أن يكونا ن له ما يسوغ خمتلفني تعريفا وتنكريا والول هو املعرفة " كزيد قائم " وأما إن كان هو النكرة فإن مل يك

االبتداء به فهو خرب اتفاقا حنو " خز ثوبك " و " ذهب خامتك " وإن كان له مسوغ فكذلك عند اجلمهور، وأما سيبويه فيجعله املبتدأ حنو " كم مالك " و " خري منك زيد " و " حسبنا اهلل " ووجهه

منهما حنو " الفاضل أنت " أن االصل عدم التقدمي والتأخري، وأهنما شبيهان مبعرفتني تأخر االخص

Page 329: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ويتجه عندي جواز الوجهني إعماال للدليلني، ويشهد البتدائية النكرة قوله تعاىل: )فإن حسبك اهلل( )إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة( وقوهلم " إن قريبا منك زيد "

[452 ]

قوهلم " ما جاءت حاجتك " وقوهلم " حبسبك زيد " والباء ال تدخل يف اخلرب يف االجياب، وخلربيتها بالرفع. واالصل ما حاجتك، فدخل الناسخ بعد تقدير ملعرفة مبتدأ، ولوال هذا التقدير مل يدخل، إذ ال يعمل يف االستفهام ما قبله، وأما من نصب فاالصل ما هي حاجتك، مبعىن أي حاجة هي حاجتك،

يد هو الفاضل " وتقدر هو مبتدأ ثانيا ال مث دخل الناسخ على الضمري فاسترت فيه، ونظريه أن تقول " ز فصال وال تابعا، فيجوز لك حينئذ أن تدخل عليه كان فتقول " زيد كان الفاضل ". وجيب احلكم

بنونا بنو أبنائنا ] وبناتنا * بنوهن أبناء - 612بابتدائية املؤخر يف حنو " أبو حنيفة أبو يوسف ". و ( أن تقدر االول مبتدأ بناء على أنه من التشبيه املعكوس 1ف )الرجال االباعد [ رعيا للمعىن، ويضع

للمبالغة، الن ذلك نادر الوقوع، وخمالف لالصول، اللهم إال أن يقتضى املقام املبالغة، واهلل أعلم. ما يعرف به االسم من اخلرب اعلم أن هلما ثالث حاالت: احداها: أن يكونا معرفتني، فإن كان املخاطب

دون اآلخر فاملعلوم االسم واجملهول اخلرب، فيقال " كان زيد أخا عمرو " ملن علم زيدا يعلم أحدمهاوجهل أخوته لعمرو، و " كان أخو عمرو زيدا " ملن يعلم أخا لعمرو وجيهل أن امسه زيد، وإن كان يعلمهما وجيهل انتساب أحدمها إىل اآلخر فإن كان أحدمها أعرف فاملختار جعله االسم، فتقول "

كان زيد القائم " ملن كان قد مسع بزيد ومسع برجل قائم، فعرف كال منهما بقلبه، ومل يعلم أن أحدمها هو اآلخر، وجيوز قليال " كان القائم زيدا ". وإن مل يكن أحدمها أعرف فأنت خمري حنو " كان زيد أخا

عمرو "

إخل ". )*( -( يف نسخة " ويضعفه 1)

[453 ]

Page 330: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

و زيدا " ويستثىن من خمتلفى الرتبة حنو " هذا " فإنه يتعني لالمسية ملكان التنبيه املتصل وكان أخو عمر به، فيقال " كان هذا أخاك، وكان هذا زيدا " إال مع الضمري، فإن االفصح يف باب املبتدأ أن جتعله

الضمري متصل املبتدأ وتدخل التنبيه عليه، فتقول " ها أنذا " وال يتأتى ذلك يف باب الناسخ، النبالعامل، فال يتأتى دخول التنبيه عليه، على أنه مسع قليال يف باب املبتدأ " هذا أنا ". واعلم أهنم

حكموا الن وأن املقدرتني مبصدر معرف حبكم الضمري، النه ال يوصف كما أن الضمري كذلك، فلهذا أن قالوا( والرفع ضعيف كضعف قرأت السبعة )ما كان حجتهم إال أن قالوا( )فما كان جواب قومه إال

االخبار بالضمري عما دونه يف التعريف. احلالة الثانية: أن يكونا نكرتني، فإن كان لكل منهما مسوغ لالخبار عنها فأنت خمري فيما جتعله منهما االسم وما جتعله اخلرب، فتقول " كان خري من زيد شرا من

قط جعلتها االسم حنو " كان خري من زيد امرأة ". عمرو " أو تعكس، وإن كان املسوغ الحدامها فاحلالة الثالثة: أن يكونا خمتلفني، فتجعل املعرفة االسم والنكرة اخلرب، حنو " كان زيد قائما " وال يعكس

] قفى قبل التفرق يا ضباعا [ * وال يك موقف منك الوداعا وقوله: - 613إال يف الضرورة كقوله: [ وأما قراءة ابن عامر 615بيت رأس [ * يكون مزاجها عسل وماء ] ص ] كأن سبيئة من - 614

)أومل تكن هلم آية أن يعلمه( بتأنيث تكن ورفع آية، فإن قدرت تكن تامة فالالم متعلقة هبا وآية فاعلها، و )أن يعلمه( بدل من آية، أو خرب حملذوف أي هي أن يعلمه، وإن قدرهتا ناقصة فامسها

ن يعلمه( مبتدأ، وآية خربه، واجلملة خرب كان، أو آية امسها، ضمري القصة، و )أ

[454 ]

وهلم خربها، و )أن يعلمه( بدل أو خرب حملذوف، وأما جتويز الزجاج كون آية امسها و )أن يعلمه( خربها فردوه ملا ذكرنا، واعتذر له بأن النكرة قد ختصصت بلهم. ما يعرف به الفاعل من املفعول وأكثر

شتبه ذلك إذا كان أحدمها امسا ناقصا واآلخر امسا تاما. وطريق معرفة ذلك أن جتعل يف موضع ما يالتام إن كان مرفوعا ضمري املتكلم املرفوع، وإن كان منصوبا ضمريه املنصوب، وتبدل من الناقص امسا

فال جيوز مبعناه يف العقل وعدمه، فإن صحت املسألة بعد ذلك فهى صحيحة قبله، وإال فهى فاسدة،" أعجب زيد ما كره عمرو " إن أوقعت " ما " على ما ال يعقل، فإنه ال جيوز " أعجبت الثوب "

Page 331: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وجيوز النصب، النه جيوز " أعجبين الثوب " فإن أوقعت " ما " على أنواع من يعقل جاز، النه جيوز " تقول " أمكن -ع أعجبت النساء " وإن كان االسم الناقص من أو الذى جاز الوجهان أيضا. فرو

املسافر السفر " بنصب املسافر، النك تقول " أمكنىن السفر " وال تقول " أمكنت السفر " وتقول " ما دعا زيدا إىل اخلروج " و " ما كره زيد من اخلروج " بنصب زيد يف االوىل مفعوال والفاعل ضمري "

وفا، النك تقول " ما دعاين إىل اخلروج " و ما " مسترتا، وبرفعه يف الثانية فاعال واملفعول ضمري ما حمذ" ما كرهت منه " وميتنع العكس، النه ال جيوز " دعوت الثوب إىل اخلروج " و " كره من اخلروج "

( وتقول " زيد يف رزق عمرو عشرون دينارا " برفع العشرين ال غري، فإن قدمت عمرا فقلت " عمرو 1)ونصبه، وعلى الرفع فالفعل خال من الضمري، فيجب توحيده زيد يف رزقه عشرون " جاز رفع العشرين

مع املثىن واجملموع، وجيب ذكر اجلار واجملرور الجل الضمري الراجع إىل

( االوىل أن يقول " وكرهين الثوب من اخلروج " تطبيقا للقاعدة الىت أصلها. )*( 1)

[455 ]

يف التثنية، واجلمع، وال جيب ذكر اجلار واجملرور. ما املبتدأ، وعلى النصب فالفعل حمتمل للضمري، فيربزافرتق فيه عطف البيان والبدل وذلك مثانية أمور: أحدها: أن العطف ال يكون مضمرا وال تابعا

ملضمر، النه يف اجلوامد نظري النعت يف املشتق، وأما إجازة الزخمشري يف )أن اعبدوا اهلل( أن يكون بيانا )إال ما أمرتىن به( فقد مضى رده، نعم أجاز الكسائي أن ينعت الضمري بنعت للهاء من قوله تعاىل

مدح أو ذم أو ترحم، فاالول حنو " ال إله إال هو الرمحن الرحيم " وحنو )قل إن رىب يقذف باحلق عالم له: الغيوب( وقوهلم " اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم " والثاىن حنو " مررت به اخلبيث " والثالث حنو قو

[ وقال الزخمشري 412] قد أصبحت بقرقرى كوانسا [ * فال تلمه أن ينام البائسا ] ص - 615يف )جعل اهلل الكعبة البيت احلرام(: إن )البيت احلرام( عطف بيان على جهة املدح كما يف الصفة، ال

أما البدل على جهة التوضيح، فعلى هذا ال ميتنع مثل ذلك يف عطف البيان على قول الكسائي. و فيكون تابعا للمضمر باالتفاق حنو )ونرثه ما يقول( )ما أنسانيه إال الشيطان أن أذكره( وإمنا امتنع

Page 332: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الزخمشري من جتويز. كون )أن اعبدوا اهلل( بدال من اهلاء يف )به( تومها منه أن ذلك خيل بعائد " رأيته إياه " أو ملضمر كاملوصول، وقد مضى رده. وأجاز النحويون أن يكون البدل مضمرا تابعا

" رأيت زيدا إياه " وخالفهم ابن مالك فقال: إن الثاين مل يسمع، وإن الصواب يف االول قول لظاهر كالكوفيني إنه توكيد كما يف " قمت أنت ". الثاين: أن البيان ال خيالف متبوعه، يف تعريفه وتنكريه، وأما

قول الزخمشري:

[456 ]

اهيم( عطف على )آيات بينات( فسهو، وكذا قال يف )إمنا أعظكم بواحدة أن تقوموا(: إن )مقام إبر إن )أن تقوموا( عطف على )واحدة( وال خيتلف يف جواز ذلك يف البدل، حنو )إىل صراط مستقيم

صراط اهلل( وحنو )بالناصية ناصية كاذبة(. الثالث: أنه ال يكون مجلة، خبالف البدل حنو )ما يقال لك ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم( وحنو )وأسروا النجوى الذين إال

لقد - 616ظلموا هل هذا إال بشر مثلكم( وهو أصح االقول يف " عرفت زيدا أبو من هو " وقال: خبالف أذهلتين أم عمرو بكلمة * أتصرب يوم البني أم لست تصرب ؟ الرابع: أنه ال يكون تابعا جلملة،

البدل، حنو )اتبعوا املرسلني اتبعوا من ال يسألكم أجرا( وحنو )أمدكم مبا تعلمون أمدكم بأنعام وبنني( [ اخلامس: أنه ال يكون فعال تابعا لفعل، خبالف 611وقوله: * أقول له أرحل ال تقيمن عندنا * ]

. السادس: أنه ال يكون بلفظ البدل، حنو قوله تعاىل )ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب(االول، وجيوز ذلك يف البدل بشرط أن يكون مع الثاين زيادة بيان كقراءة يعقوب )وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إىل كتاهبا( بنصب كل الثانية، فإهنا قد اتصل هبا ذكر سبب اجلثو، وكقول احلماسي:

ى على سفوان رويد بىن شيبان بعض وعيدكم * تالقوا غدا خيل - 611

[451 ]

تالقوا جيادا ال حتيد عن الوغى * إذا ما غدت يف املأزق املتداىن تالقوهم فتعرفوا كيف صربهم * على ما جنت فيهم يد احلدثان وهذا الفرق إمنا هو على ما ذهب إليه ابن الطراوة من أن عطف البيان ال

Page 333: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وحجتهم أن الشئ ال يبني نفسه، وفيه نظر يكون من لفظ االول، وتبعه على ذلك ابن مالك وابنه، من أوجه، أحدها: أنه يقتضى أن البدل ليس مبينا للمبدل منه، وليس كذلك، وهلذا منع سيبويه "

مررت ىب املسكني، وبك املسكني " دون " به املسكني " وإمنا يفارق البدل عطف البيان يف أنه مبنزلة فرد احملض. والثاىن: أن اللفظ املكرر إذا اتصل به ما مل يتصل مجله استؤنفت للتبيني، والعطف تبيني بامل

باالول كما قدمنا اجته كون الثاين بيانا مبا فيه من زيادة الفائدة، وعلى ذلك أجازوا الوجهني يف حنو [ 622و 621يا زيد زيد اليعمالت الذبل * ] تطاول الليل عليك فانزل [ ] ص - 618قوله: تيم عدى ] ال أبالكم * ال يلقينكم يف سوأة عمر [ إذا ضممت املنادى فهما. يا تيم - 611و...

والثالث: أن البيان يتصور مع كون املكرر جمردا، وذلك يف مثل قولك " يا زيد زيد " إذا قلته وحبضرتك اثنان اسم كل منهما زيد، فإنك ملا تذكر االول يتوهم كل منهما أنه املقصود، فإذا كررته تكرر

ابك الحدمها وإقبالك عليه فظهر املراد، وعلى هذا يتخرج قول النحويني يف قوله رؤبة: * لقائل يا خط[ إن الثاين والثالث عطفان على اللفظ وعلى احملل، وخرجه هؤالء على 621نصر نصر نصرا * ]

مفعول التوكيد اللفظى فيهما أو يف االول فقط، فالثاين إما مصدر دعائي مثل " سقيا لك " أو

[458 ]

به بتقدير عليك، على أن املراد إغراء نصر بن سيار حباجب له امسه نصر على ما نقل أبو عبيدة، وقيل: لو قدر أحدمها توكيدا لضما بغري تنوين كاملؤكد. السابع: أنه ليس يف نية إحالله حمل االول،

د احلارث " وىف حنو " يا سعيد كرز " خبالف البدل، وهلذا امتنع البدل وتعني البيان يف حنو " يا زيبالرفع أو " كرزا " بالنصب، خبالف " يا سعيد كرز " بالضم فإنه بالعكس، وىف حنو " أنا الضارب

الرجل زيد " وىف حنو " زيد أفضل الناس الرجال والنساء، أو النساء والرجال " وىف حنو " يا أيها الرجل وعمرو جاءك " وىف حنو " جاءين كال أخويك زيد وعمرو ". غالم زيد " وىف حنو " أي الرجلني زيد

الثامن: أنه ليس يف التقدير من مجلة أخرى، خبالف البدل، وهلذا امتنع أيضا البدل وتعني البيان يف حنو قولك " هند قام عمرو أخوها " وحنو " مررت برجل قام عمرو أخوه " وحنوه " زيد ضربت عمرا أخاه

م الفاعل والصفة املشبهة وذلك أحد عشر أمرا: أحدها: أنه يصاغ من املتعدى ". ما افرتق فيه اس

Page 334: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والقاصر كضارب وقائم ومستخرج ومستكرب، وهى ال تصاغ إال من القاصر كحسن ومجيل. الثاين: أنه يكون لالزمنة الثالثة، وهى ال تكون إال للحاضر، أي املاضي املتصل بالزمن احلاضر. الثالث: أنه ال

ال جماريا للمضارع يف حركاته وسكناته كضارب ويضرب ومنطلق وينطلق، ومنه يقوم وقائم، الن يكون إاالصل يقوم، بسكون القاف وضم الواو، مث نقلوا، وأما توافق أعيان احلركات فغري معترب، بدليل ذاهب

ويذهب وقاتل ويقتل، وهلذا قال ابن اخلشاب: وهو وزن عروضى ال نصر يفى، وهى تكون

[451 ]

جمارية له كمنطلق اللسان ومطمئن النفس وطاهر العرض وغري جمارية وهو الغالب حنو ظريف ومجيل، من صديق - 133وقول مجاعة " إهنا ال تكون إال غري جمارية " مردود باتفاقهم على أن منها قوله: " زيد عمرا ضارب " أو أخى ثقة * أو عدو شاحط دارا الرابع: أن منصوبه جيوز أن يتقدم عليه حنو

وال جيوز " زيد وجهه حسن ". اخلامس: أن معموله يكون سببيا وأجنبيا حنو " زيد ضارب غالمه وعمرا " وال يكون معموهلا إال سببيا تقول " زيد حسن وجهه " أو " الوجه " وميتنع " زيد حسن عمرا

ب مع قصور فعلها، تقول " زيد ". السادس: أنه ال خيالف فعله يف العمل، وهى ختالفه، فإهنا تنصحسن وجهه " وميتنع " زيد حسن وجهه " بالنصب، خالفا لبعضهم، فأما احلديث " أن امرأة كانت هتراق الدماء " فالدماء متييز على زيادة أل، قال ابن مالك: أو مفعول على أن االصل هتريق مث قلبت

وهذا مردود، الن شرط ذلك حترك الياء كجارية الكسرة فتحة والياء ألفا كقوهلم جاراة وناصاة وبقا، وناصية وبقى. السابع: أنه جيوز حذفه وبقاء معموله، وهلذا أجازوا " أنا زيد ضاربه " و " هذا ضارب زيد وعمرا " خبفض زيد ونصب عمرو بإضمار فعل أو وصف منون، وأما العطف على حمل املخفوض

، وال جيوز " مررت برجل حسن الوجه والفعل " خبفض فممتنع عند من شرط وجود احملرز كما سيأيتالوجه ونصب الفعل وال " مررت برجل وجهه حسنه " بنصب الوجه وخفض الصفة، الهنما ال تعمل حمذوفة، والن معموهلا ال يتقدمها، وما ال يعمل ال يفسر عامال. الثامن: أنه ال يقبح حذف موصوف

ه. حنو " مررت بقاتل أبيه " ويقبح " مررت حبسن وجهه ". اسم الفاعل وإضافته إىل مضاف إىل ضمري

Page 335: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[463 ] " زيد ضارب يف الدار أبوه عمرا " وميتنع عند اجلمهور " زيد التاسع: أنه يفصل مرفوعه ومنصوبه، ك

حسن يف احلرب وجهه " رفعت أو نصبت. العاشر: أنه جيوز إتباع معموله جبميع التوابع، وال يتبع ة، قاله الزجاج ومتأخرو املغاربة، ويشكل عليهم احلديث يف صفة الدجال " أعور عينه معموهلا بصف

اليمىن ". احلادى عشر: أنه جيوز إتباع جمروره على احملل عند من ال يشرتط احملرز، وحيتمل أن يكون منه )وجاعل الليل سكنا والشمس( وال جيوز " هو حسن الوجه والبدن " جبر الوجه ونصب البدن،

خالفا للفراء، أجاز " هو قوى الرجل واليد " برفع املعطوف، وأجاز البغداديون إتباع املنصوب مبجرور فظل طهاة اللحم ما بني منضج * صفيف شواء أو قدير معجل ] ص - 131يف البابني كقوله:

[ التقدير: املطبوخ يف القدر، وهو عندهم عطف على صفيف، وخرج على أن االصل " أو 414بخ قدير " مث حذف املضاف وأبقى جر املضاف إليه كقراءة بعضهم )واهلل يريد اآلخرة( باخلفض، طا

أو أنه عطف على صفيف ولكن خفض على اجلوار، أو على توهم أن الصفيف جمرور باالضافة كما اعلم [ ما افرتق فيه احلال والتمييز، وما اجتمعا فيه 135قال: * وال سابق شيئا إذا كان جائيا * ]

أهنما قد اجتمعا يف مخسة، وافرتقا يف سبعة. فأوجه االتفاق أهنما امسان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، رافعتان لالهبام.

[461 ]

" جاء زيد يضحك " وظرفا حنو " رأيت اهلالل وأما أوجه االفرتاق فأحدها: أن احلال يكون مجلة كعلى قومه يف زينته( والتمييز ال يكون إال امسا. والثاىن: أن بني السحاب " وجارا وجمرورا حنو )فخرج

احلال قد يتوقف معىن الكالم عليها كقوله تعاىل: )وال متش يف االرض مرحا( )ال تقربوا الصالة وأنتم إمنا امليت من يعيش كئيبا * كآسفا باله قليل الرجاء خبالف التمييز. - 132سكارى( وقال:

- 133ينة للهيئات، والتمييز مبني للذوات. والرابع: أن احلال يتعدد كقوله: والثالث: أن احلال مبعلى إذا ما زرت ليلى خبفية * زيارة بيت اهلل رجالن حافيا خبالف التمييز، ولذلك كان خطأ قول

* تبارك رمحانا رحيما وموثال * إهنما متييزان، والصواب أن رمحانا بإضمار أخص - 134بعضهم يف:

Page 336: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ح، ورحيما حال منه، ال نعت له، الن احلق قول االعلم وابن مالك: إن الرمحن ليس بصفة بل أو أمد علم، وهبذا أيضا يبطل كونه متييزا، وقول قوم إنه حال. وأما قول الزخمشري: إذا قلت " اهلل رمحن "

النه مل أتصرفه أم ال، وقول ابن احلاجب: إنه اختلف يف صرفه، فخارج عن كالم العرب من وجهني: يستعمل صفة وال جمردا من أل، وإمنا حذفت يف البيت للضرورة، وينبىن على علميته أنه يف البسملة

وحنوها بدل ال نعت، وأن الرحيم بعده نعت له، ال نعت السم

[462 ]

اهلل سبحانه وتعاىل، إذ ال يتقدم البدل على النعت، وأن السؤال الذى سأله الزخمشري وغريه مل قدم الرمحن مع أن عادهتم تقدمي غري االبلغ كقوهلم: عامل حنرير، وجواد فياض، غري متجه. ومما يوضح لك أنه غري صفة جميئه كثريا غري تابع حنو )الرمحن علم القرآن( )قل ادعوا اهلل أو ادعوا الرمحن( )وإذا قيل

عاملها إذا كان فعال متصرفا، أو هلم اسجدوا للرمحن قالوا وما الرمحن(. واخلامس: أن احلال تتقدم على ] عدس ما لعياد عليك إمارة * - 135(( وقوله: 1وصفا يشبهه حنو )خاشعا أبصارهم خيرجون )

جنوت [ وهذا حتملني طليق أي وهذا طليق حمموال لك، وال جيوز ذلك يف التمييز على الصحيح، فأما سيد هند مقلص * كميش إذا عطفاه ماء رددت مبثل ال - 136استدالل ابن مالك على اجلواز بقوله:

إذا املرء عينا قر بالعيش مثريا * ومل يعن باالحسان كان مذمما فسهو، الن عطفاه - 131حتلبا وقوله: ] ضيعت - 138واملرء مرفوعان مبحذوف يفسره املذكور، والناصب للتمييز هو احملذوف، وأما قوله:

شيبا رأسي اشتعال حزمى يف إبعادى االمال [ * وما ارعويت و

( هذه قراءة أىب عمرو ومحزة والكسائي. )*( 1)

[463 ]

أنفسا تطيب بنيل املىن * وداعي املنون ينادى جهارا فضرورتان. السادس: أن حق - 131وقوله: احلال االشتقاق، وحق التمييز اجلمود، وقد يتعاكسان فتقع احلال جامدة حنو " هذا مالك ذهبا "

Page 337: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اجلبال بيوتا( ويقع التمييز مشتقا حنو " هلل دره فارسا " وقولك " كرم زيد ضيفا " إذا أردت )وتنحتونالثناء على ضيف زيد بالكرم، فإن كان زيد هو الضيف احتمل احلال والتمييز، واالحسن عند قصد

: حال التمييز إدخال من عليه، واختلف ىل املنصوب بعد " حبذا " فقال االخفش والفارسي والربعىمطلقا، وأبو عمرو بن العالء: متييز مطلقا، وقيل: اجلامد متييز واملشتق حال، وقيل: اجلامد متييز

* يا حبذا املال مبذوال بال سرف * فحال، وإال - 113واملشتق إن أريد تقييد املدح به كقوله. )وىل مدبرا( )فتبسم فتمييز حنو " حبذا راكبا زيد ". السابع: أن احلال تكون مؤكدة لعاملها حنو

ضاحكا( )وال تعثوا يف االرض مفسدين( وال يقع التمييز كذلك، فأما )إن عدة الشهور عند اهلل اثنا عشر شهرا( فشهرا: مؤكد ملا فهم من )إن عدة الشهور( وأما بالنسبة إىل عامله وهو اثنا عشر فمبني،

تزود مثل زاد - 111يد " فمردود، وأما قوله: وأما ما اختاره املربد ومن وافقه من " نعم الرجل رجال ز أبيك فينا * فنعم الزاد زاد أبيك زادا

[464 ]

فالصحيح أن " زادا " معمول لتزود: إما مفعول مطلق إن أريد به التزود، أو مفعول به إن أريد به نعم - 112له: الشئ الذى يتزوده من أفعال الرب، وعليهما فمثل نعت له تقدم فصار حاال، وأما قو

الفتاة فتاة هند لو بذلت * رد التحية نطقا أو بإمياء ففتاة: حال مؤكدة. أقسام احلال تنقسم باعتبارات: االول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إىل قسمني: منتقلة وهو الغالب، ومالزمة،

، حنو " هذا مالك ذهبا " و " وذلك واجب يف ثالث مسائل: إحداها: اجلامدة غري املؤولة باملشتقهذه جبتك خزا " خبالف حنو " بعته يدا بيد " فإنه مبعىن متقابضني، وهو وصف منتقل، وإمنا مل يؤول يف االول، الهنا مستعملة يف معناها الوضعي، خبالفها يف الثاين، وكثري يتوهم أن احلال اجلامدة ال تكون

املؤكدة حنو )وىل مدبرا( قالوا: ومنه )هو احلق مصدقا( الن إال مؤولة باملشتق، وليس كذلك. الثانية:احلق ال يكون إال مصدقا، والصواب أنه يكون مصدقا ومكذبا، وغريمها، نعم إذا قيل )هو احلق

صادقا( فهى مؤكدة. الثالثة: الىت دل عاملها على جتدد صاحبها، حنو )وخلق االنسان ضعيفا( وحنو " أطول من رجليها " احلال أطول، ويديها: خلق اهلل الزرافة يديها

Page 338: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[465 ]

بدل بعض، قال ابن مالك بدر الدين: ومنه )وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصال( وهذا سهو منه، الن الكتاب قدمي. وتقع املالزمة يف غري ذلك بالسماع، ومنه )قائما بالقسط( إذا أعرب حاال، وقول

حبسب قصدها لذاهتا -ها غري مستفاد مما قبلها. الثاين: انقسامها مجاعة إهنا مؤكدة وهم، الن معناإىل قسمني: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهى اجلامدة املوصوفة حنو )فتمثل هلا بشرا -وللتوطئة هبا

-سويا( فإمنا ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول " جاءين زيد رجال حمسنا ". الثالث: انقسامها إىل ثالثة: مقارنة، وهو الغالب، حنو )وهذا بعلى شيخا( ومقدرة، وهى املستقبلة -حبسب الزمان

كمررت برجل معه صقر صائدا به غدا، أي مقدرا ذلك، ومنه )ادخلوها خالدين( )لتدخلن املسجد احلرام إن شاء اهلل آمنني حملقني رؤوسكم ومقصرين( وحمكية، وهى املاضية حنو " جاء زيد أمس راكبا

إىل قسمني: مبينة، وهو الغالب، وتسمى مؤسسة -حبسب التبيني والتوكيد -لرابع: انقسامها ". اأيضا، ومؤكدة، وهى الىت يستفاد معناها بدوهنا، وهى ثالثة: مؤكدة لعاملها حنو )وىل مدبرا( ومؤكدة

اجلملة حنو لصاحبها حنو " جاء القوم طرا " وحنو )المن من يف االرض كلهم مجيعا( ومؤكدة ملضمون " زيد أبوك عطوفا " وأمهل النحويون املؤكدة لصاحبها، ومثل ابن مالك وولده بتلك االمثلة للمؤكدة

لعاملها، وهو سهو. ومما يشكل قوهلم يف حنو " جاء زيد والشمس طالعة ": إن اجلملة االمسية حال، حال مؤكدة، فقال ابن جىن: مع أهنا ال تنحل إىل مفرد، وال تبني هيئة فاعل وال مفعول، وال هي

تأويلها جاء زيد طالعة الشمس عند جميئه، يعىن فهى

[466 ]

كاحلال والنعت السببني " كمررت بالدار قائما سكاهنا، وبرجل قائم غلمانه " وقال ابن عمرون: هي وأثبت جمئ مؤولة بقولك مبكرا، وحنوه، وقال صدر االفاضل تلميذ الزخمشري: إمنا اجلملة مفعول معه،

املفعول معه مجلة، وقال الزخمشري يف تفسري قوله تعاىل )والبحر ميده من بعده سبعة أحبر( يف قراءة من وقد أغتدى والطري يف وكناهتا * ] مبنجرد قيد االوابد هيكل [ و " - 113رفع البحر: هو كقوله:

Page 339: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ذلك عريت عن ضمري جئت واجليش مصطف " وحنومها من االحوال الىت حكمها حكم الظرف، فلذى احلال، وجيوز أن يقدر " وحبرها " أي وحبر االرض. إعراب أمساء الشرط واالستفهام وحنوها اعلم

أهنا إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلها اجلر حنو )عم يتساءلون( وحنو " صبيحة أي يوم سفرك " و مكان حنو )فأين تذهبون( أو و " غالم من جاءك " وإال فإن وقعت على زمان حنو )أيان يبعثون( أ

حدث حنو )أي منقلب ينقلبون( فهى منصوبة مفعوال فيه ومفعوال مطلقا، وإال فإن وقع بعدها اسم نكرة حنو " من أب لك " فهى مبتدأ، أو اسم معرفة حنو " من زيد " فهى خرب أو مبتدأ على اخلالف

ن وقع بعدها فعل قاصر فهى مبتدأة حنو " من السابق، وال يقع هذان النوعان يف أمساء الشرط، وإال فإقام " وحنو " من يقم أقم معه " واالصح أن اخلرب فعل الشرط ال فعل اجلواب، وإن وقع بعدها فعل

متعد فإن كان واقعا عليها فهى مفعول به حنو )فأى آيات اهلل تنكرون( وحنو )أياما تدعوا( وحنو )من قعا على ضمريها يضلل اهلل فال هادى له( وإن كان وا

[461 ]

حنو " من رأيته " أو متعلقها حنو " من رأيت أخاه " فهى مبتدأة أو منصوبة مبحذوف مقدر بعدها وإذا وقع اسم الشرط مبتدأ فهل خربه فعل الشرط وحده النه اسم تام، وفعل -يفسره املذكور. تنبيه

يه معىن الشرط لكان مبنزلة قولك " كل الشرط مشتمل على ضمريه، فقولك " من يقم " لو مل يكن فمن الناس يقوم " أو فعل اجلواب الن الفائدة به متت، واللتزامهم عود ضمري منه إليه على االصح،

والن نظريه وهو اخلرب يف قولك " الذى يأتيين فله درهم " أو جمموعهما الن قولك " من يقم أقم معه معه " ؟ والصحيح االول، وإمنا توقفت الفائدة على اجلواب " مبنزلة قولك " كل من الناس إن يقم أقم

من حيث التعلق فقط، ال من حيث اخلربية. مسوغات االبتداء بالنكرة مل يعول املتقدمون يف ضابط ذلك إال على حصول الفائدة، ورأى املتأخرون أنه ليس كل أحد يهتدى إىل مواطن الفائدة، فتتبعوها،

مورد ما ال يصلح أو معدد المور متداخلة، والذى يظهر ىل أهنا منحصرة فمن مقل خمل، ومن مكثر يف عشرة أمور: أحدها: أن تكون موصوفة لفظا أو تقديرا أو معىن، فاالول حنو )وأجل مسمى عنده( )ولعبد مؤمن خري من مشرك( وقولك " رجل صاحل جاءين " ومن ذلك قوهلم " ضعيف عاذ بقرملة "

Page 340: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فاملبتدأ يف احلقيقة هو احملذوف، وهو موصوف، والنحويون يقولون: يبتدأ إذ االصل: رجل ضعيف،بالنكرة إذا كانت موصوفة أو خلفا من موصوف، والصواب ما بينت. وليست كل صفة حتصل

الفائدة، فلو قلت " رجل من الناس جاءين " مل جيز، والثاىن

[468 ]

قدر - 114ه، وقوهلم: " شر أهر ذا ناب ". و.. حنو قوهلم: " السمن منوان بدرهم " أي منوان منأحلك ذا اجملاز ] وقد أرى * وأىب مالك ذو اجملاز بدار [ إذ املعىن شر أي شر، وقدر ال يغالب،

والثالث حنو " رجيل جاءين " النه يف معىن رجل صغري وقوهلم " ما أحسن زيدا " النه يف معىن شئ صفة مقدرة فيكونان من القسم الثاين. والثاىن: أن تكون عظيم حسن زيدا، وليس يف هذين النوعني

عاملة: إما رفعا حنو " قائم الزيدان " عند من أجازه، أو نصبا حنو " أمر مبعروف صدقة " و " أفضل منك جاءين " إذ الظرف منصوب احملل باملصدر والوصف، أو جرا حنو " غالم امرأة جاءين " و "

رط هذه: أن يكون املضاف إليه نكرة كما مثلنا، أو معرفة واملضاف مما مخس صلوات كتبهن اهلل " وشال يتعرف باالضافة حنو " مثلك ال يبخل " و " غريك ال جيود " وأما ما عدا ذلك فإن املضاف إليه

فيه معرفة ال نكرة. والثالث: العطف بشرط كون املعطوف أو املعطوف عليه مما يسوغ االبتداء به حنو ل معروف( أي أمثل من غريمها، وحنو )قول معروف ومغفرة خري من صدقة يتبعها أذى( )طاعة وقو

وكثري منهم أطلق العطف وأمهل الشرط، منهم ابن مالك، وليس من أمثلة املسألة ما أنشده من قوله: عندي اصطبار وشكوى عند قاتليت * فهل بأعجب من هذا امرؤ مسعا ؟ إذ حيتمل أن الواو - 115

ال، وسيأتى أن ذلك مسوغ، وإن سلم العطف فثم صفة مقدرة يقتضيها املقام، أي وشكوى هنا للحعظيمة، على أنا ال حنتاج إىل شئ من هذا كله، فإن اخلرب هنا ظرف خمتص، وهذا مبجرده مسوغ كما

قدمنا، وكأنه توهم أن

[461 ]

Page 341: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كان لدفع توهم الصفة، وإمنا مل جيب التسويغ مشروط بتقدمه على النكرة، وقد أسلفنا أن التقدمي إمناهنا حلصول االختصا ص بدونه، وهو ما قدمناه من الصفة املقدرة، أو الوقوع بعد واو احلال، فلذلك جاز تأخر الظرف كما يف قوله تعاىل )وأجل مسمى عنده(. فإن قلت: لعل الواو للعطف، وال صفة

الن املسوغ عطف النكرة، واملعطوف يف مقدرة: فيكون العطف هو املسوغ. قلت: ال يسوغ ذلك،البيت اجلملة ال النكرة. فإن قيل: حيتمل أن الواو عطف امسا وظرفا على مثليهما، فيكون من عطف

املفردات. قلنا: يلزم العطف على معمويل عاملني خمتلفني، إذ االصطبار معمول لالبتداء، والظرف ني استقرارا، واجعل التعاطف بني االستقرارين ال بني معمول لالستقرار. فإن قيل: قدر لكل من الظرف

الظرفني. قلنا: االستقرار االول خرب، وهو معمول للمبتدأ نفسه عند سيبويه، واختاره ابن مالك، فرجع االمر إىل العطف على معمويل عاملني. والرابع: أن يكون خربها ظرفا أو جمرورا، قال ابن مالك: أو

د( )ولكل أجل كتاب( و " قصدك غالمه رجل " وشرط اخلرب فيهن مجلة، حنو )ولدينا مزياالختصا ص، فلو قيل " يف دار رجل " مل جيز، الن الوقت ال خيلو عن أن يكون فيه رجل ما يف دار

ما، فال فائدة يف االخبار بذلك، قالوا: والتقدمي، فال جيوز " رجل يف الدار " وأقول: إمنا وجب التقدمي الصفة، واشرتاطه هنا يوهم أن له مدخال يف التخصيص، وقد ذكروا املسألة فيما جيب هنا لدفع توهم

فيه تقدمي اخلرب، وذاك موضعها.

[413 ]

واخلامس: أن تكون عامة: إما بذاهتا كأمساء الشرط وأمساء االستفهام، أو بغريها حنو " ما رجل يف وىف شرح منظومة ابن احلاجب له أن االستفهام الدار " و " هل رجل يف الدار ؟ " و )أإله مع اهلل(

املسوغ لالبتداء هو اهلمزة املعادلة بأم حنو " أرجل يف الدار أم امرأة ؟ " كما مثل به يف الكافية، وليس كما قال. والسادس: أن تكون مرادا هبا صاحب احلقيقة من حيث هي، حنو " رجل خري من امرأة "

سابع: أن تكون يف معىن الفعل، وهذا شامل لنحو " عجب لزيد " و " مترة خري من جرادة ". والوضبطوه بأن يراد هبا التعجب، ولنحو )سالم على آل يس( و )ويل للمطففني( وضبطوه بأن يراد هبا الدعاء، ولنحو )قائم الزيدان( عند من جوزها، وعلى هذا ففى حنو " ما قائم الزيدان " مسوغان كما

Page 342: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ا كتاب حفيظ( مسوغان، وأما منع اجلمهور لنحو " قائم الزيدان " فليس النه ال يف قوله تعاىل )وعندنمسوغ فيه لالبتداء، بل إما لفوات شرط العمل وهو االعتماد، أو لفوات شرط االكتفاء بالفاعل عن اخلرب وهو تقدم النفى أو االستفهام، وهذا أظهر لوجهني، أحدمها: أنه ال يكفى مطلق االعتماد: فال

وز يف حنو " زيد قائم أبوه " كون قائم مبتدأ وإن وجد االعتماد على املخرب عنه، والثاىن: أن اشرتاط جياالعتماد وكون الوصف مبعىن احلال أو االستقبال إمنا هو للعمل يف املنصوب، ال ملطلق العمل بدليلني:

حنو " أقائم الزيدان " كون أحدمها أنه يصح " زيد قائم أبوه أمس " والثاىن: أهنم مل يشرتطوا لصحةالوصف مبعىن احلال أو االستقبال. والثامن: أن يكون ثبوت ذلك اخلرب للنكرة من خوارق العادة حنو " شجرة سجدت " و " بقرة تكلمت " إذ وقوع ذلك من أفراد هذا اجلنس غري معتاد، ففى االخبار به

عنها فائدة، خبالف حنو " رجل مات " وحنوه.

[411 ]

والتاسع: أن تقع بعد إذا الفجائية حنو " خرجت فإذا أسد " أو " رجل بالباب "، إذ ال توجب العادة أن ال خيلو احلال من أن يفاجئك عند خروجك أسد أو رجل. والعاشر: أن تقع يف أول مجلة حالية

از ما ذكرناه سرينا وجنم قد أضاء، فمذ بدا * حمياك أخفى ضوءه كل شارق وعلة اجلو - 116كقوله: الذئب يطرقها يف الدهر واحدة * وكل يوم تراين مدية - 111يف املسألة قبلها، ومن ذلك قوله:

بيدى وهبذا يعلم أن اشرتاط النحويني وقوع النكرة بعد واو احلال ليس بالزم. ونظري هذا املوضع قول لضابط أن تقع يف أول مجلة ابن عصفور يف شرح اجلمل: تكسر إن إذا وقعت بعد واو احلال، وإمنا ا

حالية، بدليل قوله تعاىل: )وما أرسلنا قبلك من املرسلني إال إهنم ليأكلون الطعام( ومن روى " مدية " بالنصب فمفعول حلال حمذوفة، أي حامال أو ممسكا، وال حيسن أن يكون بدال من الياء، ومثل ابن

عرضنا فسلمنا فسلم كارها * - 118الشاعر: مالك بقوله تعاىل: )وطائفة قد أمهتهم أنفسهم( وقولعلينا، وتربيح من الوجد خانقه وال دليل فيهما، الن النكرة موصوفة بصفة مذكورة يف البيت ومقدرة يف

اآلية، أي: وطائفة من غريكم، بدليل )يغشى طائفة منكم(.

Page 343: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[412 ] يف الدار رجل " أو للتفصيل حنو " الناس ومما ذكروا من املسوغات: أن تكون النكرة حمصورة حنو " إمنا

فأقبلت زحفا على الركبنني * فثوب نسيت وثوب - 111رجالن رجل أكرمته ورجل أهنته " وقوله: [ وقوهلم " شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى " أو بعد فاء اجلزاء حنو " إن مضى 633أجر ] ص

البتداء فيها بالنكرة صحيح قبل جمئ إمنا، وأما عري فعري يف الرباط ". وفيهن نظر، أما االوىل فالن اوكنت كذى رجلني رجل - 123الثانية فالحتمال رجل االول للبدلية والثاىن عطف عليه، كقوله:

صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت ويسمى بدل التفصيل، والحتمال شهر االول اخلربية، ذو تراب ند، وشهر ترى فيه الزرع، وشهر ذو والتقدير: أشهر االرض املمطورة شهر ذو ثرى، أي

مرعى، والحتمال نسيت وأجر للوصفية واخلرب حمذوف، أي فمنها ثوب نسيته ومنها ثوب أجره، وحيتمل أهنما خربان ومث صفتان مقدرتان، أي فثوب ىل نسيته وثوب ىل أجره، وإمنا نسى ثوبه لشغل

ة [ * لعوب تنسيىن إذا قمت سرباىل وإمنا جر ] ومثلك بيضاء العوارض طفل - 121قلبه كما قال: اآلخر ليعفى االثر عن القافة، وهلذا زحف على ركبتيه، وأما الثالثة فالن املعىن فعري آخر، مث حذفت

قال يونس: -وحبيب ممنوع من الصرف النه اسم أمه -الصفة، ورأيت يف كالم حممد بن حبيب. ل على أنه خرب، والبد من تقدير مضاف قبل املبتدأ لتصحيح قال رؤبة: املطر شهر ثرى إخل، وهذا دلي

االخبار عنه بالزمان.

[413 ]

أقسام العطف وهى ثالثة: أحدها: العطف على اللفظ، وهو االصل حنو " ليس زيد بقائم وال قاعد " ال زيد " باخلفض، وشرطه إمكان توجه العامل إىل املعطوف، فال جيوز يف حنو " ما جاءين من امرأة و

إال الرفع عطفا على املوضع، الن من الزائدة ال تعمل يف املعارف وقد ميتنع العطف على اللفظ وعلى قاعد " الن يف العطف على اللفظ إعمال " ما " يف -أو بل -احملل مجيعا، حنو " ما زيد قائما لكن

سخ، والصواب الرفع على إضمار املوجب، وىف العطف على احملل أعتبار االبتداء مع زواله بدخول النامبتدأ. والثاىن: العطف على احملل، " حنو ليس زيد بقائم وال قاعدا " بالنصب، وله عند احملققني ثالثة

Page 344: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

شروط: أحدها: إمان ظهوره يف الفصيح، أال ترى أنه جيوز يف " ليس زيد بقائم " و " ما جاءين من ى هذا فال جيوز " مررت بزيد وعمرا " خالفا البن امرأة " أن تسقط الباء فتنصب، ومن فرتفع، فعل

جىن، النه ال جيوز " مررت زيدا " وأما قوله: مترون الديار ومل تعوجوا * ] كالمكم على إذن حرام [ ] [ فضرورة، وال ختتص مراعاة املوضع بأن يكون العامل يف اللفظ زائدا كما مثلنا، بدليل قوله: 143( وأجاز الفارسى يف قوله 1عدنان والدا * ودون معد فلتزعك العواذل )فإن مل جتد من دون - 122

تعاىل: )وأتبعوا يف هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة( ان يكون )يوم القيامة( عطفا على حمل هذه ] الن حمله النصب [.

( دون معد: منصوب، وهو معطوف على حمل " من دون عدنان " وظهر النصب يف املعطوف الن 1)

العامل وهو وجد كما يتعدى إىل ثاىن مفعوليه مبن يتعدى إليه بنفسه. )*(

[414 ]

الثاين: أن يكون املوضع حبق االصالة، فال جيوز " هذا ضارب زيدا وأخيه " الن الوصف املستوىف لشروط العمل االصل إعماله ال إضافته اللتحاقه بالفعل، وأجازه البغداديون متسكا بقوله: ] فظل

[ وقد مر جوابه. والثالث: 131طهاة اللحم ما بني [ منضج * صفيف شواء أو قدير معجل ] وجود احملرز، أي الطالب لذلك احملل، وابتىن على هذا امتناع مسائل. إحداها: " إن زيدا وعمرو إن. قائمان " وذلك الن الطالب لرفع زيد هو االبتداء واالبتداء هو التجرد، والتجرد قد زال بدخول

والثانية: " إن زيدا قائم وعمرو " إذا قدرت عمرا معطوفا على احملل، ال مبتدأ، وأجاز هذه بعض البصريني، الهنم مل يشرتطوا احملرز، وإمنا منعوا االوىل ملانع آخر، وهو توارد عاملني إن واالبتداء على

ز، والن إن مل تعمل عندهم يف معمول واحد وهو اخلرب، وأجازمها الكوفيون، الهنم ال يشرتطون احملر اخلرب شيئا، بل هو مرفوع مبا كان مرفوعا به قبل دخوهلا، ولكن شرط الفراء لصحة الرفع قبل جمئ اخلرب

خفاء إعراب االسم، لئال يتنافر اللفظ، ومل يشرتطه الكسائي، كما أنه ليس لشرط باالتفاق يف سائر )إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون( اآلية، مواضع العطف على اللفظ، وحجتهما قوله تعاىل:

Page 345: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقوهلم " إنك وزيد ذاهبان " وأجيب عن اآلية بأمرين: أحدمها: أن خرب إن حمذوف أي مأجورون أو آمنون أو فرحون، والصابئون مبتدأ، وما بعده اخلرب، ويشهد له قوله:

[415 ]

[ ويضعفه أنه 622باهلوى دنفان ؟ ] ص خليلي هل طب، فإىن وأنتما * وإن مل تبوحا - 123حذف من االول لداللة الثاين عليه، وإمنا الكثري العكس، والثاىن: أن اخلرب املذكور الن، وخرب

فمن يك أمسى باملدينة رحله * فإىن وقيار - 124)الصابئون( حمذوف، أي كذلك، ويشهد له قوله: املبتدأ حىت يقدم، حنو " لقائم زيد " ويضعفه [ إذ ال تدخل الالم يف خرب 622هبا لغريب ] ص

تقدمي اجلملة املعطوفة على بعض اجلملة املعطوف عليها، وعن املثال بأمرين: أحدمها أنه عطف على توهم عدم ذكر إن، والثاىن أنه تابع ملبتدأ حمذوف، أي إنك أنت وزيد ذاهبان، وعليهما خرج قوهلم "

الثالثة: " هذا ضارب زيد وعمرا " بالنصب. املسألة الرابعة: " أعجبين إهنم أمجعون ذاهبون ". املسألة ضرب زيد وعمرو " بالرفع أو " وعمرا " بالنصب، منعهما احلذاق: الن االسم املشبه للفعل ال يعمل

يف اللفظ حىت يكون بأل أو منونا أو مضافا، وأجازمها قوم متسكا بظاهر قوله تعاىل )وجاعل الليل ] هويت ثناء مستطابا جمددا [ * فال ختل - 125س والقمر حسبانا( وقول الشاعر: سكنا والشم

من متهيد جمد وسوددا وأجيب بأن ذلك على إضمار عامل يدل عليه املذكور، أي وجعل الشمس، ومهدت سوددا، أو يكون سوددا مفعوال معه، ويشهد للتقدير يف اآلية أن الوصف فيها مبعىن املاضي،

رد من أل ال يعمل النصب، ويوضح لك مضيه قوله تعاىل )ومن رمحته جعل لكم الليل واملاضي اجمل والنهار لتسكنوا فيه( اآلية، وجوز

[416 ]

الزخمشري كون )الشمس( معطوفا على حمل الليل، وزعم مع ذلك أن اجلعل مراد منه فعل مستمر يف ك يوم الدين( على أنه إذا محل على الزمن االزمنة ال يف الزمن املاضي خبصوصيته مع نصه يف )مال

قد كنت داينت هبا - 126املستمر كان مبنزلته إذا محل على املاضي يف أن إضافته حمضة، وأما قوله:

Page 346: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حسانا * خمافة االفالس والليانا فيجوز أن يكون " الليانا " مفعوال معه، وأن يكون معطوفا على " ليان، ولو مل يقدر املضاف مل يصح، الن الليان فعل لغري خمافة " على حذف مضاف، أي وخمافة ال

املتكلم، إذ املراد أنه داين حسان خشية من إفالس غريه ومطله، والبد يف املفعول له من موافقته لعامله يف الفاعل. ومن الغريب قول أىب حيان: إن من شرط العطف على املوضع أن يكون للمعطوف عليه

ملسألة شرطا هلا، مث إنه أسقط الشرط االول الذى ذكرناه، والبد منه. لفظ وموضع: فجعل صورة اوالثالث: العطف على التوهم حنو " ليس زيدا قائما وال قاعدا " باخلفض على توهم دخول الباء يف اخلرب، وشرط جوازه صحة دخول ذلك العامل املتوهم، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك، وهلذا حسن

[ وقول اآلخر: 125 لست مدرك ما مضى وال سابق شيئا إذا كان جائيا ] قول زهري: بداىل أىن ما احلازم الشهم مقداما وال بطل * إن مل يكن للهوى باحلق غالبا ومل حيسن قول اآلخر: - 121

[411 ]

وما كنت ذا نريب فيهم * وال منمش فيهم منمل لقلة دخول الباء على خرب كان، خبالف - 128وما، والنريب: النميمة، واملنمل: الكثري النميمة، واملنمش: املفسد ذات البني. وكما وقع خربى ليس

هذا العطف يف اجملرور وقع يف أخيه اجملزوم، ووقع أيضا يف املرفوع امسا، وىف املنصوب امسا وفعال، وىف خرتين إىل أجل قريب املركبات. فأما اجملزوم فقال به اخلليل وسيبويه يف قراءة غري أىب عمرو )لوال أ

فأصدق وأكن( فإن معىن لوال أخرتين فأصدق ومعىن إن أخرتين أصدق واحد، وقال السرياىف والفارسي: هو عطف على حمل فأصدق كقول اجلميع يف قراءة االخوين )من يظلل اهلل فال هادى له

ار الشرط، فليست الفاء ويذرهم( باجلزم، ويرده أهنما يسلمان أن اجلزم يف حنو " ائتىن أكرمك " بإضمهنا وما بعدها يف موضع جزم، الن ما بعد الفاء منصوب بأن مضمرة، وأن والفعل يف تأويل مصدر

معطوف على مصدر متوهم مما تقدم، فكيف تكون الفاء مع ذلك يف موضع اجلزم ؟ وليس بني يتكم لعلى * أصاحلكم املفردين املتعاطفني شرط مقدر، ويأتى القوالن يف قول اهلذىل: فأبلوين بل

[ أي نواى، وكذلك اختلف يف حنو " قام القوم غري زيد وعمرا " بالنصب، 613وأستدرج نويا ] والصواب أنه على التوهم، وأنه مذهب سيبويه، لقوله الن " غري زيد " يف موضع " إال زيدا " ومعناه،

Page 347: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ل وال احلديدا وقد استنبط من ] معاوى إننا بشر فأسجح * فلسنا باجلبا - 121فشبهوه بقوهلم: ضعف فهمه من إنشاد هذا البيت هنا أنه يراه عطفا على احملل ولو أراد ذلك مل يقل إهنم شبهوه به.

[418 ]

وقال به الفارسى يف قراءة قنبل: )إنه من يتقى ويصرب فإن اهلل( بإثبات الياء -رجع القول إىل اجملزوم من موصلة، فلهذا ثبتت ياء يتقى، وأهنا ضمنت معىن الشرط، يف )يتقى( وجزم )يصرب( فزعم أن

ولذلك دخلت الفاء يف اخلرب، وإمنا جزم )يصرب( على توهم معىن من، وقيل: بل وصل )يصرب( بنية الوقف كقراءة نافع )وحمياى وممايت( بسكون ياء )حمياى( وصال، وقيل: بل سكن لتواىل احلركات يف

)يشعركم( وقيل: من شرطية، وهذه الياء إشباع، والم الفعل حذفت كلمتني كما يف )يأمركم( و للجازم، أو هذه الياء الم الفعل، وأكتفى حبذف احلركة املقدرة. وأما املرفوع فقال سيبويه: واعلم أن ناسا من العرب يغلطون فيقولون " إهنم أمجعني ذاهبون، وإنك وزيد ذاهبان " وذلك على أن معناه

[ 135] فريى أنه قال هم، كما قال: * بدا ىل أىن لست مدرك ما مضى * البيت اه معىن االبتداء،ومراده بالغلط ما عرب عنه غريه بالتوهم، وذلك ظاهر من كالمه، ويوضحه إنشاده البيت، وتوهم ابن

أن مالك أنه أراد بالغلط اخلطأ فاعرتض عليه بأنا مىت جوزنا ذلك عليهم زالت الثقة بكالمهم، وامتنعنثبت شيئا نادرا المكان أن يقال يف كل نادر: إن قائله غلط. وأما املنصوب امسا فقال الزخمشري يف

قوله تعاىل )ومن وراء إسحاق يعقوب( فيمن فتح الباء. كأنه قيل: ووهبنا له إسحاق ومن وراء إسحاق ببني غراهبا ] ص مشائيم ليسوا مصلحني عشرية * وال ناعب إال - 133يعقوب، على طريقة قوله:

، وقيل: على إضمار وهبنا، أي ومن وراء إسحاق وهبنا يعقوب، بدليل [ اه 553

[411 ]

)فبشرناها( الن البشارة من اهلل تعاىل بالشئ يف معىن اهلبة، وقيل: هو جمرور عطفا على بإسحاق، أو عطوف على اجملرور كمررت منصوب عطفا على حمله، ويرد االول أنه ال جيوز الفصل بني العاطف وامل

بزيد واليوم عمرو، وقال بعضهم يف قوله تعاىل )وحفظا من كل شيطان مارد( إنه عطف على معىن )إنا

Page 348: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زينا السماء الدنيا( وهو إنا خلقنا الكواكب يف السماء الدنيا زينة للسماء كما قال تعاىل )ولقد زينا ن يكون مفعوال الجله، أو مفعوال مطلقا، وعليهما السماء الدنيا مبصابيح وجعلناها رجوما( وحيتمل أ

فالعامل حمذوف: أي وحفظا من كل شيطان زيناها بالكواكب، أو وحفظناها حفظا. وأما املنصوب فعال فكقراءة بعضهم )ودوا لو تدهن فيدهنوا( محال على معىن ودوا أن تدهن، وقيل يف قراءة حفص

( بالنصب: إنه عطف على معىن لعلى أبلغ، وهو لعلى )لعلى أبلغ االسباب أسباب السموات فأطلعأن أبلغ، فإن خرب لعل يقرتن بأن كثريا، حنو احلديث " فلعل بعضكم أن يكون أحلن حبجته من بعض

[ ومع هذين 424" وحيتمل أنه عطف على االسباب على حد: * للبس عباءة وتقر عيىن * ] ءة حجة على جواز النصب يف جواب الرتجي محال له االحتمالني فيندفع قول الكوىف: إن هذه القرا

على التمىن. وأما يف املركبات فقد قيل يف قوله تعاىل: )ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم( إنه على تقدير ليبشركم وليذيقكم، وحيتمل أن التقدير: وليذيقكم وليكون كذا وكذا أرسلها، وقيل يف

على قرية( إنه على معىن أرأيت كالذى حاج أو كالذى مر، وجيوز أن يكون قوله تعاىل )أو كالذى مر على اضمار فعل، أي أو رأيت مثل الذى، فحذف لداللة )أمل تر إىل الذى حاج( عليه، الن كليهما

تعجب، وهذا التأويل هنا وفيما تقدم أوىل، الن اضمار الفعل لداللة

[483 ]

املعىن، وقيل: الكاف زائدة، أي أمل تر إىل الذى حاج أو الذى مر، املعىن عليه أسهل من العطف علىوقيل: الكاف ] اسم [ مبعىن مثل معطوف على الذى، أي أمل تنظر إىل الذى حاج أو إىل مثل الذى

من العطف على املعىن على قول البصريني حنو " اللزمنك أو تقضيين حقى " إذ النصب -مر. تنبيه أن والفعل يف تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم، أن ليكونن لزوم مىن أو عندهم بإضمار أن، و

قضاء منك حلقي، ومنه )تقاتلوهنم أو يسلموا( يف قراءة أىب حبذف النون، وأما قراءة اجلمهور بالنون فبالعطف على لفظ تقاتلوهنم، أو على القطع بتقدير أو هم يسلمون، ومثله " ما تأتينا فتحدثنا "

، أي ما يكون منك إتيان فحديث، ومعىن هذا نفى االتيان فينتفى احلديث، أي ما تأتينا بالنصبفكيف حتدثنا، أو نفى احلديث فقط حىت كأنه قيل: ما تأتينا حمدثا، أي بل غري حمدث، وعلى املعىن

Page 349: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ى االول جاء قوله سبحانه وتعاىل )ال يقضى عليهم فيموتوا( أي فكيف ميوتون، وميتنع أن يكون علالثاين: إذ ميتنع أن يقضى عليهم وال ميوتون، وجيوز رفعه فيكون إما عطفا على تأتينا، فيكون كل منهما داخال عليه حرف النفى، أو على القطع فيكون موجبا، وذلك واضح يف حنو " ما تأتينا فتجهل أمرنا "

- 131م تنسى وىف قوله: و " مل تقرأ فتنسى " الن املراد إثبات جهله ونسيانه، والنه لو عطف جلز غري أنا مل يأتنا بيقني * فنرجى ونكثر التأميال إذ املعىن أنه مل يأت باليقني فنحن نرجو خالف ما أتى به النتفاء اليقني عما أتى به، ولو جزمه أو نصبه لفسد معناه، النه يصري منفيا على حدته كاالول إذا

اد إثباته، وأما إجازهتم ذلك يف املثال السابق فمشكلة، جزم، ومنفيا على اجلمع إذا نصب، وإمنا املر الن احلديث ال ميكن مع عدم االتيان، وقد يوجه قوهلم بأن يكون معناه ما تأتينا يف املستقبل فأنت

حتدثنا اآلن، عوضا عن ذلك، ولالستئناف وجه آخر، وهو أن

[481 ] ول، وهو أحد وجهى النصب، وهو قليل، وعليه قوله: يكون على معىن السببية وانتفاء الثاين النتفاء اال

فلقد تركت صبية مرحومة * مل تدر ما جزع عليك فتجزع أي لو عرفت اجلزع جلزعت، - 132ولكنها مل تعرفه فلم جتزع، وقرأ عيسى بن عمر )فيموتون( عطفا على )يقضى(، وأجاز ابن خروف فيه

لبيت، وقرأ السبعة )وال يؤذن هلم فيعتذرون( وقد كان االستئناف على معىن السببية كما قدمنا يف االنصب ممكنا مثله يف )فيموتوا( ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، واملشهور يف توجيهه أنه مل يقصد

إىل معىن السببية، بل إىل جمرد العطف على الفعل وإدخاله معه يف سلك النفى، الن املراد بال يؤذن هلم ( منهم بعد 1ر، وقد هنوا عنه يف قوله تعاىل )ال تعتذروا اليوم( فال يتأتى العذر )نفى االذن يف االعتذا

ذلك، وزعم ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير: فهم يعتذرون، وهو مشكل على مذهب اجلماعة، القتضائه ثبوت االعتذار مع انتفاء االذن كما يف قولك " ما تؤذينا فنحبك " بالرفع، ولصحة

ئناف حيمل ثبوت االعتذار مع جمئ )ال تعتذروا اليوم( على اختالف املواقف، كما جاء )فيومئذ االستال يسأل عن ذنبه إنس وال جان( )وقفوهم إهنم مسئولون(، وإليه ذهب ابن احلاجب، فيكون مبنزلة "

وقت عن نفى ما تأتينا فتجهل أمورنا " ويرده أن الفاء غري العاطفة للسببية، وال يتسبب االعتذار يف

Page 350: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االذن فيه يف وقت آخر، وقد صح االستئناف بوجه آخر يكون االعتذار معه منفيا، وهو ما قدمناه ونقلناه عن ابن خروف من أن املستأنف قد يكون على معىن السببية، وقد صرح به هنا االعلم، وأنه

يف املعىن مثل )ال يقصى عليهم فيموتوا( ورده ابن عصفور بأن االذن

إخل ". )*( -( يف نسخة " فال يأيت العذر 1)

[482 ]

يف االعتذار قد حيصل وال حيصل اعتذار، خبالف القضاء عليهم، فإنه يتسبب عنه املوت جزما، ورد عليه ابن الضائع بأن النصب على معىن السببية يف " ما تأتينا فتحدثنا " جائز بإمجاع، مع أنه قد

حديث، والذى أقول: إن جمئ الرفع هبذا املعىن قليل جدا، فال حيسن محل حيصل االتيان وال حيصل الت" ال تأكل مسكا وتشرب لبنا " إن جزمت فالعطف على اللفظ والنهى عن كل -التنزيل عليه. تنبيه

منهما، وإن نصبت فالعطف عند البصريني على املعىن والنهى عند اجلميع عن اجلمع، أي ال يكن ب لنب، وإن رفعت فاملشهور أنه هنى عن االول وإباحة للثاين، وأن املعىن: ولك منك أكل مسك مع شر

شرب اللنب، وتوجيهه أنه مستأنف، فلم يتوجه إليه حرف النهى، وقال بدر الدين ابن مالك: إن معناه . وكأنه قدر ( السمك وأنت تشرب اللنب، اه1كمعىن وجه النصب، ولكنه على تقدير ال تأكل )

ال، وفيه بعد، لدخوهلا يف اللفظ على املضارع املثبت، مث هو خمالف لقوهلم، إذ جعلوا لكل الواو للحمن أوجه االعراب معىن. عطف اخلرب على االنشاء، وبالعكس منعه البيانيون، وابن مالك يف شرح باب املفعول معه من كتاب التسهيل، وابن عصفور يف شرح االيضاح، ونقله عن االكثرين، وأجازه

تلميذ ابن عصفور، ومجاعة، مستدلني بقوله تعاىل: )وبشر الذين آمنوا وعملوا -بالفاء -الصفار الصاحلات( يف سورة البقرة، )وبشر املؤمنني( يف سورة الصف، قال أبو حيان، وأجاز سيبويه " جاءين

زيد ومن عمرو العاقالن " على أن يكون العاقالن خربا حملذوف، ويؤيده قوله:

إخل ". )*( -( يف نسخة " ولكنه على طريق ال تأكل السمك 1)

Page 351: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[483 ]

تناغى غزاال - 133[ وقوله: 513وإن شفائى عربة مهراقة * وهل عند رسم دارس من معول ؟ ] عند باب ابن عامر * وكحل أماقيك احلسان بإمثد واستدل الصفار هبذا البيت، وقوله: وقائلة خوالن

[ فإن تقديره عند سيبويه: هذه خوالن. 211وأكرومة احليني خلو كما هيا [ ] فانكح فتاهتم * ] وأقول: أما آية البقرة فقال الزخمشري: ليس املعتمد بالعطف االمر حىت يطلب له مشاكل، بل املراد

عطف مجلة ثواب املؤمنني على مجلة عذاب الكافرين، كقولك " زيد يعاقب بالقيد وبشر فالنا وجوز عطفه على )اتقوا( وأمن من كالمه يف اجلواب االول أن يقال: املعتمد بالعطف مجلة باالطالق "

الثواب كما ذكر، ويزاد عليه فيقال: والكالم منظور فيه إىل املعىن احلاصل منه، وكأنه قيل: والذين آمنوا صح أن يكون وعملوا الصاحلات هلم جنات فبشرهم بذلك، وأما اجلواب الثاين ففيه نظر، النه ال ي

جوابا للشرط، إذ ليس االمر بالتبشري مشروطا بعجز الكافرين عن االتيان مبثل القرآن، وجياب بأنه قد علم أهنم غري املؤمنني، فكأنه قيل: فإن مل يفعلوا فبشر غريهم باجلنات، ومعىن هذا فبشر هؤالء

لى )تؤمنون( النه مبعىن آمنوا، املعاندين بأنه الحظ هلم من اجلنة. وقال يف آية الصف: إن العطف ع وال يقدح يف ذلك أن املخاطب بتؤمنون املؤمنون، وببشر النيب عليه الصالة والسالم،

[484 ]

وال أن يقال يف )تؤمنون(: إنه تفسري للتجارة ال طلب، وإن )يغفر لكم( جواب االستفهام تنزيال ة، الن ختالف الفاعلني ال يقدح، تقول " لسبب السبب منزله السبب كما مر يف حبث اجلمل املفسر

قوموا واقعد يا زيد " والن )تؤمنون( ال يتعني للتفسري، سلمنا، ولكن حيتمل أنه تفسري مع كونه أمرا، وذلك بأن يكون معىن الكالم السابق اجتروا جتارة تنجيكم من عذاب أليم كما كان )فهل أنتم

ريا يف املعىن دون الصناعة، الن االمر قد يساق الفادة املعىن منتهون( يف معىن أنتهوا، أو بأن يكون تفسالذى يتحصل من املفسرة، يقول: هل أدلك على سبب جناتك ؟ آمن باهلل، كما تقول: هو أن تؤمن

باهلل، وحينئذ فيمتنع العطف، لعدم دخول التبشري يف معىن التفسري. وقال السكاكى: االمران معطوفان

Page 352: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أيها(، وحذف القول كثري، وقيل: معطوفان على أمر حمذوف تقديره يف االوىل على قل مقدرة قبل )يفأنذر، وىف الثانية فأبشر، كما قال الزخمشري يف )واهجرين مليا(: إن التقدير فاحذرىن واهجرين، لداللة

[ فهل فيه نافية، مثلها 513)الرمجنك( على التهديد. وأما * وهل عند رسم دارس من معول * ] [ فمعناه تنبه خلوالن، أو الفاء جملرد 211يهلك إال القوم الظاملون(: وأما * هذه خوالن * ] )فهل

السببية مثلها يف جواب الشرط، وإذ قد استدال بذلك فهال استدال بقوله تعاىل )إنا أعطيناك الكوثر لى النظر فيما [ فيتوقف ع 133فصل لربك واحنر( وحنوه يف النزيل كثري. وأما * وكحل أماقيك * ]

قبله من االبيات، وقد يكون معطوفا على أمر مقدر يدل عليه املعىن، أي فافعل كذا وكحل، كما قيل يف )واهجرين مليا(.

[485 ]

وأما ما نقله أبو حيان عن سيبويه فغلط عليه، وإمنا قال: وأعلم أنه ال جيوز " من عبد اهلل وهذا زيد نصبت، النك ال تثىن إال على من أثبته وعلمته، وال جيوز أن ختلط من الرجلني الصاحلني " رفعت أو

تعلم ومن ال تعلم فتجعلهما مبنزلة واحدة، وقال الصفار: ملا منعها سيبويه من جهة النعت علم أن زوال النعت يصححها، فتصرف أبو حيان يف كالم الصفار فوهم فيه، وال حجة فيما ذكر الصفار، إذ

نعان ويقتصر على ذكر أحدمها، النه الذى اقتضاه املقام. واهلل أعلم. عطف االمسية قد يكون للشئ ماعلى الفعلية، وبالعكس فيه ثالثة أقوال: أحدها: اجلواز مطلقا، وهو املفهوم من قول النحويني يف باب

فتني االشتغال يف مثل " قام زيد وعمرا أكرمته " إن نصب عمرا أرجح، الن تناسب اجلملتني املتعاطعاضها اهلل - 134أوىل من ختالفهما. والثاىن: املنع مطلقا، حكى عن ابن جىن أنه قال يف قوله:

غالما بعد ما * شابت االصداغ والضرس نقد إن الضرس فاعل مبحذوف يفسره املذكور، وليس مببتدأ، ئناف. والثالث: اليب ويلزمه إجياب النصب يف مسألة االشتغال السابقة، إال إن قال: أقدر الواو لالست

على، أنه جيوز يف الواو فقط، نقله عنه أبو الفتح يف سر الصناعة، وبىن عليه منع كون الفاء يف " خرجت فإذا االسد حاضر " عاطفة. وأضعف الثالثة القول الثاين، وقد هلج به الرازي يف تفسريه،

ومجاعة من احلنفية. وذكر يف كتابه يف مناقب الشافعي رضى اهلل عنه أن جملسا مجعه

Page 353: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[486 ]

وأهنم زعموا أن قول الشافعي " حيل أكل مرتوك التسمية " مردود بقوله تعاىل )وال تأكلوا مما مل يذكر اسم اهلل عليه وإنه لفسق( فقال: فقلت هلم: ال دليل فيها، بل هي حجة للشافعي، وذلك الن الواو

لية، وال لالستئناف، الن أصل الواو أن تربط ما ليست للعطف، لتخالف اجلملتني باالمسية والفعبعدها مبا قبلها، فبقى أن تكون للحال، فتكون مجلة احلال مقيدة للنهى، واملعىن ال تأكلوا منه يف حالة كونه فسقا، ومفهومه جواز االكل إذا مل يكن فسقا، والفسق قد فسره اهلل تعاىل بقوله )أو فسقا أهل

ال تأكلوا منه إذا مسى عليه غري اهلل، ومفهومه كلوا منه إذا مل يسم عليه غري اهلل، اهلغري اهلل به( فاملعىن ملخصا موضحا. ولو أبطل العطف لتخالف اجلملتني باالنشاء واخلرب لكان صوابا. العطف على

معمويل عاملني وقوهلم " على عاملني " فيه جتوز، أمجعوا على جواز العطف على معمويل عامل واحد، حنو " إن زيدا ذاهب وعمرا جالس " وعلى معموالت عامل حنو " أعلم زيد عمرا بكرا جالسا، وأبو بكر خالدا سعيدا منطلقا " وعلى منع العطف على معمويل أكثر من عاملني حنو " إن زيدا ضارب

لك: هو أبوه لعمرو، وأخاك غالمه بكر " وأما معموال عاملني، فإن مل يكن أحدمها جارا فقال ابن ماممتنع إمجاعا حنو " كان آكال طعامك عمرو ومترك بكر " وليس كذلك، بل نقل الفارسى اجلواز مطلقا عن مجاعة، وقيل: إن منهم االخفش، وإن كان أحدمها جارا فإن كان اجلار مؤخرا حنو " زيد يف الدار

كذلك، بل هو جائز عند واحلجرة عمرو، أو وعمرو احلجرة " فنقل املهدوى أنه ممتنع إمجاعا، وليس من ذكرنا، وإن كان اجلار مقدما حنو " يف الدار زيد واحلجرة عمرو " فاملشهور عن سيبويه املنع، وبه

قال املربد وابن السراج وهشام، وعن االخفش االجازة، وبه قال الكسائي والفراء والزجاج، وفصل قوم ثال جاز، النه فقالوا: إن وىل املخفوض العاطف كامل -منهم االعلم -

[481 ]

كذا مسع، والن فيه تعادل املتعاطفات، وإال امتنع حنو " يف الدار زيد وعمرو احلجرة ". وقد جاءت مواضع يدل ظاهرها على خالف قول سيبويه، كقوله تعاىل )إن يف السموات واالرض آليات

Page 354: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الليل والنهار وما أنزل اهلل من للمؤمنني، وىف خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، واختالفالسماء من رزق فأحيا به االرض بعد موهتا وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون( آيات االوىل منصوبة إمجاعا، الهنا اسم إن، والثانية والثالثة قرأمها االخوان بالنصب، والباقون بالرفع، وقد استدل بالقراءتني

ا الرفع فعلى نيابة الواو مناب االبتداء وىف، وأما النصب فعلى نيابتها يف )آيات( الثالثة على املسألة، أممناب إن وىف. وأجيب بثالثة أوجه: أحدها: أن يف مقدرة، فالعمل هلا، ويؤيده أن يف حرف عبد اهلل

التصريح بفى، وعلى هذا الواو نائبة مناب عامل واحد، وهو االبتداء أو إن. والثاىن: أن انتصاب ى التوكيد لالوىل، ورفعها على تقدير مبتدأ، أي هي آيات، وعليهما فليست يف مقدرة. )آيات( عل

والثالث: خيص قراءة النصب، وهو أنه على إضمار إن وىف، ذكره الشاطى وغريه، وإضمار إن بعيد. [ 232ومما يشكل على مذهب سيبويه قوله: هون عليك، فإن االمور * بكف االله مقاديرها ]

ك منهيها * وال قاصر عنك مأمورها الن " قاصر " عطف على جمرور الباء، فإن كان فليس بآتي مأمورها عطفا على مرفوع

[488 ]

ليس لزم العطف على معمويل عاملني، وإن كان فاعال بقاصر لزم عدم االرتباط باملخرب عنه، إذ بأنه ملا كان الضمري يف مأمورها التقدير حينئذ فليس منهيا بقاصر عنك مأمورها. وقد أجيب عن الثاين

عائدا على االمور كان كالعائد على املنهيات، لدخوهلا يف االمور. وأعلم أن الزخمشري ممن منع العطف املذكور، وهلذا اجته له أن يسأل يف قوله تعاىل )والشمس وضحاها والقمر إذا تالها( اآليات، فقال:

واوات عاطفة وقعت يف العطف على عاملني، يعىن فإن قلت: نصب إذا معضل، النك إن جعلت الأن إذا عطف على إذا املنصوبة بأقسم، واملخفوضات عطف على الشمس املخفوضة بواو القسم،

قال: وإن جعلتهن للقسم وقعت فيما اتفق اخلليل وسيبويه على استكراهه، يعىن أهنما استكرها ذلك ن فعل القسم ملا كان ال يذكر مع واو القسم لئال حيتاج كل قسم إىل جواب خيصه، مث أجاب بأ

خبالف الباء صارت كأهنا هي الناصبة اخلافضة فكان العطف على معمويل عامل. قال ابن احلاجب: وهذه قوة منه، واستنباط ملعىن دقيق، مث اعرتض عليه بقوله تعاىل )فال أقسم باخلنس اجلوارى الكنس

Page 355: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اجلار هنا الباء، وقد صرح معه بفعل القسم، فال تنزل الباء والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس( فإن . وبعد، فاحلق جواز العطف على معمويل عاملني يف حنو " يف الدار زيد منزلة الناصبة اخلافضة، اه

واحلجرة عمرو " وال إشكال حينئذ يف اآلية. وأخذ ابن اخلباز جواب الزخمشري فجعله قوال مستقال : وقيل إذا كان أحد العاملني حمذوفا فهو كاملعدوم، وهلذا جاز العطف يف حنو فقال يف كتاب النهاية

)والليل إذا يغشى والنهار إذا جتلى( وما أظنه وقف يف ذلك على كالم غري الزخمشري فينبغي له أن يقيد احلذف بالوجوب.

[481 ]

دها: أن يكون الضمري مرفوعا املواضع الىت يعود الضمري فيها على متأخر لفظا ورتبة وهى سبعة: أحبنعم أو بئس، وال يفسر إال بالتمييز، حنو " نعم رجال زيد، وبئس رجال عمرو " ويلتحق هبما فعل الذى يراد به املدح والذم حنو )ساء مثال القوم( و )كربت كلمة خترج( و " ظرف رجال زيد " وعن

فعل، ويرده " نعم رجال كان زيد " وال الفراء والكسائي أن املخصو ص هو الفاعل، وال ضمري يف اليدخل الناسخ على الفاعل، وأنه قد حيذف حنو )بئس للظاملني بدال(. الثاين: أن يكون مرفوعا بأول

جفوين ومل أجف االخالء، إنىن * لغري مجيل من خليلي - 135املتنازعني املعمل ثانيهما حنو قوله: ائي: حيذف الفاعل، وقال الفراء: يضمر ويؤخر عن مهمل والكوفيون مينعون من ذلك، فقال الكس

املفسر، فإن استوى العامالن يف طلب الرفع وكان العطف بالواو حنو " قام وقعد أخواك " فهو عنده فاعل هبما. الثالث: أن يكون خمربا عنه فيفسره خربه حنو )إن هي إال حياتنا الدنيا( قال الزخمشري:

إال مبا يتلوه، وأصله إن احلياة إال حياتنا الدنيا، مث وضع هي موضع هذا ضمري ال يعلم ما يعىن به * هي النفس حتمل ما محلت * و " هي - 126احلياة الن اخلرب يدل عليها ويبينها، قال: ومنه:

العرب تقول ما شاءت " قال ابن مالك: وهذا من جيد كالمه، ولكن يف متثيله هبى النفس وهى النفس والعرب بدلني وحتمل وتقول خربين، وىف كالم ابن مالك أيضا العرب ضعف، المكان جعل ضعف، المكان وجه ثالث

Page 356: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[413 ] يف املثالني مل يذكره، وهو كون هي ضمري القصة، فإن أراد الزخمشري أن املثالني ميكن محلهما على

والقصة حنو )قل هو ذلك ال أنه متعني فيهما فالضعف يف كالم ابن مالك وحده. الرابع: ضمري الشأن اهلل أحد( وحنو )فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا( والكويف يسميه ضمري اجملهول. وهذا الضمري خمالف للقياس من مخسة أوجه: أحدها: عوده على ما بعده لزوما، إذ ال جيوز للجملة املفسرة له أن

أسكران كان - 131ل يف قوله: تتقدم هي وال شئ منها عليه، وقد غلط يوسف ابن السرياىف، إذ قاابن املراغة إذ هجا * متيما جبو الشام أم متساكر فيمن رفع سكران وابن املراغة: إن كان شانية، وابن املراغة سكران: مبتدأ وخرب، واجلملة خرب كان. والصواب أن كان زائدة، واالشهر يف إنشاده نصب

ه خرب هلو حمذوفا، ويروى بالعكس، فاسم كان مسترت سكران ورفع ابن املراغة، فارتفاع متساكر على أنفيها. والثاىن: أن مفسره ال يكون إال مجلة، وال يشاركه يف هذا ضمري، وأجاز الكوفيون واالخفش

تفسريه مبفرد له مرفوع حنو " كان قائما زيد، وظننته قائما عمرو " وهذا إن مسع خرج على أن املرفوع ه راجعان إليه، النه يف نية التقدمي، وجيوز كون املرفوع بعد كان امسا هلا، مبتدأ، واسم كان وضمري ظننت

وأجاز الكوفيون " إنه قام " و " إنه ضرب " على حذف املرفوع والتفسري بالفعل مبنيا للفاعل أو للمفعول، وفيه فسادان: التفسري باملفرد، وحذف مرفوع الفعل. والثالث: أنه ال يتبع بتابع، فال يؤكد،

وال يعطف عليه، وال يبدل منه. والرابع: أنه ال يعمل فيه إال االبتداء أو أحد نواسخه.

[411 ]

واخلامس: أنه مالزم لالفراد، فال يثىن وال جيمع، وإن فسر حبديثني أو أحاديث. وإذا تقرر هذا علم أنه يراكم هو وقبيله( إن اسم ال ينبغى احلمل عليه إذا أمكن غريه، ومن مث ضعف قول الزخمشري يف )إنه

إن ضمري الشأن، واالوىل كونه ضمري الشيطان، ويؤيده أنه قرئ )وقبيله( بالنصب، وضمري الشأن ال يعطف عليه، وقول كثري من النحويني إن اسم أن املفتوحة املخففة ضمري شأن، واالوىل أن يعاد على

صدقت الرؤيا( إن تقديره أنك، وىف " كتبت غريه إذا أمكن، ويؤيده قول سيبويه يف )أن يا إبراهيم قد(: أن 1إليه أن ال يفعل " إنه جيزم على النهى، وينصب على معىن لئال، ويرفع على أنك. اخلامس )

Page 357: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جير برب مفسرا بتمييز، وحكمه حكم ضمري نعم وبئس يف وجوب كون مفسره متييزا وكونه هو مفردا، اجملد دائبا فأجابوا ولكنه يلزم أيضا التذكري، فيقال " ربه فتية دعوت إىل ما * يورث - 138وقال:

ربه امرأة " ال رهبا، ويقال " نعمت امرأة هند " وأجاز الكوفيون مطابقته للتمييز يف التأنيث والتثنية واجلمع، وليس مبسموع. وعندي أن الزخمشري يفسر الضمري بالتمييز يف غري باىب نعم ورب، وذلك أنه

واهن سبع مسوات( الضمري يف )فسواهن( ضمري منهم، وسبع مسوات تفسريه، قال يف تفسري )فسكقوهلم " ربه رجال " وقيل: راجع إىل السماء، والسماء يف معىن اجلنس، وقيل: مجع مساءة، والوجه

. وتؤول على أن مراده أن سبع مسوات بدل، وظاهر تشبيهه بربه رجال يأباه. العريب هو االول، اه " ضربته زيدا " قال كون مبدال منه الظاهر املفسر له، كالسادس: أن ي

( اخلامس من املواضع الىت يعود فيها الضمري على متأخر لفظا ورتبة. )*( 1)

[412 ]

ابن عصفور: أجازه االخفش ومنعه سيبويه، وقال ابن كيسان: هو جائز بإمجاع، نقله عنه ابن مالك، لهم صل عليه الرؤوف الرحيم " وقال الكسائي: هو نعت، واجلماعة ومما خرجوا على ذلك قوهلم " ال

[ وقال 615يأبون نعت الضمري، وقوله: قد أصبحت بقرقرى كوانسا * فال تلمه أن ينام البائسا ] سيبويه: هو بإضمار أذم، وقوهلم " قاما أخواك، وقاموا إخوتك، وقمن نسوتك " وقيل: على التقدمي

ف والواو والنون أحرف كالتاء يف " قامت هند " وهو املختار. والسابع: أن يكون والتأخري، وقيل: االلضرب غالمه زيدا " أجازه االخفش وأبو الفتح وأبو -" متصال بفاعل مقدم، ومفسره مفعول مؤخر ك

ولو أن جمدا أخلد الدهر واحدا * - 131عبد اهلل الطوال من الكوفيني، ومن شواهده قول حسان: كسا حلمه ذا احللم أثواب سودد * ورقى نداه ذا - 143اس أبقى جمده الدهر مطعما وقوله: من الن

الندى يف ذرى اجملد واجلمهور يوجبون يف ذلك يف النثر تقدمي املفعول، حنو )وإذ ابتلى إبراهيم ربه( مها عبد وميتنع باالمجاع حنو " صاحبها يف الدار " التصال الضمري بغري الفاعل، وحنو " ضرب غال

هند " لتفسريه بغري املفعول، والواجب فيهما تقدمي اخلرب واملفعول وال خالف يف جواز حنو " ضرب

Page 358: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

غالمه زيد " وقال الزخمشري يف )ال حيسنب الذين يفرحون مبا أتوا( اآلية يف قراءة أىب عمرو )فال حيسبنهم(

[413 ]

حون واقعا على ضمريهم حمذوفا، واالصل ال بالغيبة وضم آخر الفعل: إن الفعل مسند للذين يفر حيسبنهم الذين يفرحون مبفازة، أي ال حيسنب أنفسهم الذين يفرحون فائزين، و )فال حيسبنهم( توكيد، وكذا قال يف قراءة هشام )وال حيسنب الذين قتلوا يف سبيل اهلل أمواتا( بالغيبة: إن التقدير وال حيسبنهم،

ن باستلزامه عود الضمري على املؤخر، وهذا غريب جدا، فإن هذا املؤخر والذين فاعل، ورده أبو حيامقدم يف الرتبة، ووقع له نظري هذا يف قول القائل: مررت برجل ذاهبة فرسه مكسورا سرجها، فقال:

تقدمي احلال هنا على عاملها وهو ذاهبة ممتنع، الن فيه تقدمي الضمري على مفسره، وال شك أنه لو قدم لك " غالمه ضرب زيد " ووقع البن مالك سهو يف هذا املثال من وجه غري هذا، وهو أنه لكان كقو

منع من التقدمي لكون العامل صفة، وال خالف يف جواز تقدمي معمول الصفة عليها بدون املوصوف، ومن الغريب أن أبا حيان صاحب هذه املقالة وقع له أنه منع عود الضمري إىل ما تقدم لفظا، وأجاز

وده إىل ما تأخر لفظا ورتبة، أما االول فإنه منع يف قوله تعاىل: )وما عملت من سوء تود( كون ما عشرطية، الن )تود( حينئذ يكون دليل اجلواب، ال جوابا، لكونه مرفوعا، فيكون يف نية التقدمي، فيكون

ري اآلن عائد على حينئذ الضمري يف )بينه( عائدا على ما تأخر لفظا ورتبة، وهذا عجيب، الن الضممتقدم لفظا، ولو قدم )تود( لغري الرتكيب، ويلزمه أن مينع " ضرب زيدا غالمه " الن زيدا يف نية

التأخري، وقد استشعر ورود ذلك، وفرق بينهما مبا ال معول عليه، وأما الثاين فإنه قال يف قوله تعاىل: ا عائد على السجن املفهوم من ليسجننه )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليات ليسجننه( إن فاعل بد

شرح حال الضمري املسمى فصال وعمادا والكالم فيه يف أربع مسائل: االوىل: يف شروطه، وهى ستة، وذلك أنه يشرتط فيما قبله أمران:

[414 ]

Page 359: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ة أحدمها: كونه مبتدأ يف احلال أو يف االصل، حنو )أولئك هم املفلحون( )وإنا لنحن الصافون( اآلي)كنت أنت الرقيب عليهم( )جتدوه عند اهلل هو خريا( )إن ترىن أنا أقل منك ماال وولدا( وأجاز

االخفش وقوعه بني احلال وصاحبها كجاء زيد هو ضاحكا، وجعل منه )هؤالء بناتى هن أطهر لكم( فيمن نصب )أطهر(، وحلن أبو عمرو من قرأ بذلك، وقد خرجت على أن )هؤالء بناتى( مجلة، و

)هن( إما توكيد لضمري مسترت يف اخلرب، أو مبتدأ ولكم اخلرب، وعليهما فأطهر حال، وفيهما نظر، أما االول فالن بناتى جامد غري مؤول باملشتق، فال يتحمل ضمريا عند البصريني، وأما الثاين فالن احلال

وأجاز الفراء وهشام ومن ال يتقدم على عاملها الظرىف عند أكثرهم. والثاىن: كونه معرفة كما مثلنا، تابعهما من الكوفيني كونه نكرة حنو " ما ظننت أحدا هو القائم " و " كان رجل هو القائم " ومحلوا

عليه )أن تكون أمة هي أرىب من أمة( فقدروا )أرىب( منصوبا. ويشرتط فيما بعده أمران: كونه خربا ة يف أنه ال يقبل أل كما تقدم يف خريا وأقل، ملبتدأ يف احلال أو يف االصل، وكونه معرفة أو كاملعرف

وشرط الذى كاملعرفة: أن يكون امسا كما مثلنا، وخالف يف ذلك اجلرجاين فأحلق املضارع باالسم لتشاهبهما وجعل منه )إنه هو يبدئ ويعيد( وهو عند غريه توكيد، أو مبتدأ، وتبع اجلرجاين أبو البقاء،

بور( وابن اخلباز فقال يف شرح االيضاح: ال فرق بني كون امتناع فأجاز الفصل يف )ومكر أولئك هو ي، وهو قول السهيلي، أل لعارض كأفعل من واملضاف كمثلك وغالم زيد، أو لذاته كالفعل املضارع، اه

قال يف قوله تعاىل )وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحىي، وأنه خلق الزوجني الذكر واالنثى(: الفصل يف االولني دون الثالث، الن بعض وإمنا أتى بضمري

[415 ]

اجلهال قد يثبت هذه االفعال لغري اهلل كقول منروذ: أنا أحىي وأميت، وأما الثالث فلم يدعه أحد من . وقد يستدل لقوله اجلرجاين بقوله تعاىل: )ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك الناس، اه

. ويشرتط له يف نفسه طف )يهدى( على )احلق( الواقع خربا بعد الفصل، اههو احلق ويهدى( فعأمران: أحدمها: أن يكون بصيغة املرفوع، فيمتنع " زيد إياه الفاضل، وأنت إياك العامل " وأما " إنك إياك الفاضل " فجائز على البدل عند البصريني، وعلى التوكيد عند الكوفيني. والثاىن: أن يطابق ما

Page 360: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وكائن باالباطح من صديق - 141ه، فال جيوز " كنت هو الفاضل " فأما قول جرير بن اخلطفى. قبل* يراىن لو أصبت هو املصابا وكان قياسه " يراىن أنا " مثل )إن ترىن أنا أقل( فقيل: ليس هو فصال

إذا أصيب وإمنا هو توكيد للفاعل، وقيل: بل هو فصل، فقيل: ملا كان صديقه مبنزلة نفسه حىت كان كأن صديقه هو قد أصيب فجعل ضمري الصديق مبنزلة ضمريه، النه نفسه يف املعىن، وقيل: هو على

تقدير مضاف إىل الياء، أي يرى مصايب، واملصاب حينئذ مصدر كقوهلم " جرب اهلل مصابك " أي مصيبتك، أي يرى مصايب هو املصاب العظيم، ومثله يف حذف الصفة )اآلن جئت باحلق( أي

الواضح، وإال لكفروا مبفهوم الظرف )فال نقم هلم يوم القيامة وزنا( أي نافعا، الن أعماهلم توزن، بدليل )ومن خفت موازينه( اآلية، وأجازوا " سري بزيد سري "

[416 ]

بتقدير الصفة، أي واحد، وإال مل يفد، وزعم ابن احلاجب أن االنشاد " لو أصيب " بإسناد الفعل إىل الصديق، وإن " هو " توكيد له، أو لضمري يرى، قال: إذ ال يقول عاقل يراىن مصلتا إذا أصابتين ضمري

. وعلى ما قدمناه من تقدير الصفة ال يتجه االعرتاض، ويروى " يراه " أي يرى نفسه، و " مصيبة، اهيطلع على هاتني تراه " باخلطاب: وال إشكال حينئذ وال تقدير، واملصاب حينئذ مفعول ال مصدر، ومل

الروايتني بعضهم فقال: ولو أنه قال يراه لكان حسنا، أي يرى الصديق نفسه مصابا إذا أصبت. املسألة الثانية: يف فائدته، وهى ثالثة أمور: أحدها لفظي، وهو االعالم من أول االمر بأن ما بعده

ا، النه يعتمد عليه معىن الكالم، خرب ال تابع، وهلذا مسى فصال، النه فصل بني اخلرب والتابع، وعمادوأكثر النحويني يقتصر على ذكر هذه الفائدة، وذكر التابع أوىل من ذكر أكثرهم الصفة، لوقوع الفصل

يف حنو )كنت أنت الرقيب عليهم( والضمائر ال توصف. والثاىن معنوى، وهو التوكيد، ذكره مجاعة، يد نفسه هو الفاضل " وعلى ذلك مساه بعض الكوفيني وبنوا عليه أنه ال جيامع التوكيد فال يقال " ز

دعامة، النه يدعم به الكالم، أي يقوى ويؤكد. والثالث معنوى أيضا، هو االختصا ص، وكثري من البيانيني يقتصر عليه، وذكر الزخمشري الثالثة يف تفسري )وأولئك هم املفلحون( فقال: فائدته الداللة

Page 361: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

، والتوكيد، وإجياب أن فائدة املسند ثابتة للمسند إليه دون غريه. على أن الوارد بعده خرب ال صفة املسألة الثالثة: يف حمله. زعم البصريون أنه ال حمل له، مث قال أكثرهم: إنه حرف، فال إشكال،

[411 ]

وقال اخلليل: اسم، ونظريه على هذا القول أمساء االفعال فيمن يراها غري معمولة لشئ، وأل املوصولة (، وقال الكوفيون: له حمل، مث قال الكسائي: حمله حبسب ما بعده، وقال الفراء: حبسب ما قبله، 1)

فمحله بني املبتدأ واخلرب رفع، وبني معمويل ظن نصب، وبني معمويل كان رفع عند الفراء، ونصب عند ل يف حنو )كنت الكسائي. وبني معمويل إن بالعكس. املسأله الرابعة: فيما حيتمل من االوجه. حيتم

أنت الرقيب عليهم( وحنو )إن كنا حنن الغالبني( الفصلية والتوكيد، دون االبتداء النتصاب ما بعده، وىف حنو )وإنا لنحن الصافون( وحنو " زيد هو العامل، وإن عمرا هو الفاضل " الفصلية واالبتداء، دون

ثانية، والثالثة. وال يؤكد الظاهر باملضمر النه التوكيد لدخول الالم يف االوىل ولكون ما قبله ظاهرا يف الضعيف والظاهر قوى، ووهم أبو البقاء، فأجاز يف )إن شانئك هو االبرت( التوكيد، وقد يريد أنه توكيد

لضمري مسترت يف )شانئك( ال لنفس شانئك، وحيتمل الثالثة يف حنو " أنت أنت الفاضل " وحنو )إنك دال الضمري من الظاهر أجاز يف حنو " إن زيدا هو الفاضل " البدلية، أنت عالم الغيوب( ومن أجاز إب

ووهم أبو البقاء، فأجاز يف )جتدوه عند اهلل هو خريا( كونه بدال من الضمري املنصوب. ومن مسائل الكتاب " قد جربتك فسكنت أنت أنت " الضمريان مبتدأ وخرب، واجلمله خرب كان، ولو قدرت االول

لقلت " أنت إياك ". والضمري يف قوله تعاىل: )أن تكون أمة هي أرىب من أمة( مبتدأ: فصال أو توكيدا الن ظهور ما قبله مينع التوكيد، وتنكريه مينع الفصل.

( غري أن إعراب أل املوصولة ظهر فيما بعدها بسبب كوهنا على صورة احلرف. )*( 1)

[418 ]

Page 362: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حىت يكون أبواه مها اللذان يهودانه أو ينصرانه " إن قدر يف وىف احلديث " كل مولود يولد على الفطرة " يكون " ضمري لكل فأبواه مبتدأ، وقوله " مها إما مبتدأ ثان وخربه للذان واجلملة خرب أبواه، وإما

( إبدال الضمري من الظاهر، واللذان خرب أبواه، وإن قدر " 1فصل، وإما بدل من أبواه إذا أجزنا )الضمري فأبواه اسم يكون، و " مها " مبتدأ أو فصل أو بدل، وعلى االول فاللذان يكون " خاليا من

بااللف، وعلى االخريين هو بالياء. روابط اجلملة مبا هي خرب عنه وهى عشرة: أحدها الضمري، وهو االصل، وهلذا يربط به مذكورا كزيد ضربته، وحمذوفا مرفوعا حنو )إن هذان لساحران( إن قدر هلما

(، ومنصوبا كقراءة ابن عامر يف سورة احلديد )وكل وعد اهلل احلسىن( ومل يقرأ بذلك يف 2ران )ساحسورة النساء، بل قرأ بنصب )كل( كاجلماعة، الن قبله مجلة فعلية وهى )فضل اهلل اجملاهدين( فساوى

أغفلوه، أعىن بني اجلملتني يف الفعلية، بل بني اجلمل، الن بعده )وفضل اهلل اجملاهدين( وهذا مماالرتجيح باعتبار ما يعطف على اجلملة، فإهنم ذكروا رجحان النصب على الرفع يف باب االشتغال يف

حنو " قام زيد وعمرا أكرمته " للتناسب، ومل يذكروا مثل ذلك يف حنو " زيد ضربته وأكرمت عمرا " وال [ 332ذنبا [ كله مل أصنع ] فرق بينهما، وقول أىب النجم: ] قد أصبحت أم اخليار تدعى * على

ولو نصب " كل " على التوكيد مل يصح، الن " ذنبا " نكرة، أو على املفعولية كان فاسدا معىن، ملا بيناه يف فصل كل، وضعيفا صناعة، الن حق كل متصلة بالضمري أن ال تستعمل إال توكيدا أو مبتدأ

حنو )إن االمر كله هلل( قرئ بالنصب والرفع

( يف نسخة " إذا قدر هلما ساحران ". )*( 2 نسخة " إذا جوزنا " )( يف1)

[411 ]

( مجاعة )أفحكم اجلاهلية يبغون( بالرفع، وجمرورا حنو " السمن منوان بدرهم " أي منه، وقول 1وقراءة ) امرأة " زوجي املس مس أرنب والريح ريح زرنب " إذا مل نقل إن أل نائبة عن الضمري، وقوله تعاىل)وملن صرب وغفر إن ذلك عزم االمور( أي إن ذلك منه، والبد من هذا التقدير، سواء أقدرنا الالم

لالبتداء ومن موصولة أو شرطية أم قدرنا الالم موطئة ومن شرطية، أما على االول فالن اجلملة خرب،

Page 363: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ل على ضمري، سواء وأما على الثاين فالنه البد يف جواب اسم الشرط املرتفع باالبتداء من أن يشتمقلنا إنه اخلرب أو إن اخلرب فعل الشرط وهو الصحيح، وأما الثالث فالهنا جواب القسم يف اللفظ،

وجواب الشرط يف املعىن، وقول أىب البقاء واحلوىف " إن اجلملة جواب الشرط " مردود، الهنا امسية، ، وجيب على قوهلما أن تكون الالم وقوهلما " إهنا على إضمار الفاء " مردود، الختصا ص ذلك بالشعر

قد يوجد الضمري يف اللفظ وال حيصل الربط، وذلك يف ثالث مسائل: -لالبتداء، ال للتوطئة. تنبيه أحدها: أن يكون معطوفا بغري الواو، حنو " زيد قام عمرو فهو " أو " مث هو ". والثانية: أن يعاد

لثة: أن يكون بدال حنو " حسن اجلارية اجلارية أعجبتين العامل، حنو " زيد قام عمرو وقام هو ". والثاهو " فهو: بدل اشتمال من الضمري املسترت العائد على اجلارية، وهو يف التقدير كأنه من مجلة أخرى، وقياس قول من جعل العامل يف البدل نفس العامل يف املبدل منه أن تصح املسألة، وحنو ذلك مسألة

والرفع يف حنو " زيد ضربت عمرا وأباه " وميتنع الرفع والنصب مع الفاء ومث االشتغال، فيجوز النصب ومع التصريح بالعامل، وإذا أبدلت " أخاه " وحنوه من عمرو مل جيوزا، على ما مر من االختالف يف

عامل البدل،

( يف نسخة " وقرأ مجاعة " وهذا من أمثلة حذف الضمري الرابط املنصوب. )*( 1)

[533 ] ( [ وجيوز باالتفاق " زيد ضربت رجال حيبه " رفعت 1فإن قدرته بيانا جاز باتفاق ] أو بدال مل جيز )

زيدا أو نصبته، الن الصفة واملوصوف كالشئ الواحد. الثاين: االشارة، حنو )والذين كذبوا بآياتنا لف نفسا إال وسعها واستكربوا عنها أولئك أصحاب النار( )والذين آمنوا وعملوا الصاحلات ال نك

أولئك أصحاب اجلنة( )إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال( وحيتمله )ولباس التقوى ذلك خري( وخص ابن احلاج املسألة بكون املبتدأ موصوال أو موصوفا واالشارة إشارة البعيد، فيمتنع

حلجة عليه يف اآلية الثالثة، وال حجة عليه يف حنو " زيد قام هذا " ملانعني، و " زيد قام ذلك " ملانع، واالرابعة، الحتمال كون )ذلك( فيها بدال أو بيانا، وجوز الفارسى كونه صفة، وتبعه مجاعة منهم أبو

Page 364: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

البقاء، ورده احلوىف بأن الصفة ال تكون أعرف من املوصوف. الثالث: إعادة املبتدأ بلفظه، وأكثر وقوع يم، حنو )احلاقة ما احلاقة( )وأصحاب اليمني ما أصحاب اليمني( وقال: ذلك يف مقام التهويل والتفخ

ال أرى املوت يسبق املوت شئ * نغص املوت ذا الغىن والفقريا والرابع: إعادته مبعناه، حنو " - 142زيد جاءين أبو عبد اهلل " إذا كان أبو عبد اهلل كنية له، أجازه أبو احلسن مستدال بنحو قوله تعاىل:

لذين ميسكون بالكتاب وأقاموا الصالة إنا ال نضيع أجر املصلحني( وأجيب مبنع كون الذين مبتدأ، )وابل ] هو [ جمرور بالعطف على )الذين يتقون( ولئن سلم فالرابط العموم، الن املصلحني أعم من

دليله. املذكورين، أو ضمري حمذوف، أي منهم، وقال احلوىف: اخلرب حمذوف، أي مأجورون، واجلملة ( سقطت هذه اجلملة من 1واخلامس: عموم يشمل املبتدأ حنو " زيد نعم الرجل " وقوله: * )هامش( )

النسخة الىت شرح عليها الدسوقي، وىف ذكرها نوع تكرار. )*(

[531 ]

] أال ليت شعرى هل إىل أم جحدر * سبيل ؟ [ فأما الصرب عنها فال صربا كذا قالوا، - 143جييزوا " زيد مات الناس، وعمرو كل الناس ميوتون، وخالد ال رجل يف الدار " أما املثال ويلزمهم أن

فقيل: الرابط إعادة املبتدأ مبعناه بناء على قول أىب احلسن يف صحة تلك املسألة، وعلى القول بأن أل ليس العموم فيه يف فاعلي نعم وبئس للعهد ال للجنس، وأما البيت فالرابط فيه إعادة املبتدأ بلفظه، و

مرادا، إذ املراد أنه ال صرب له عنها، النه ال صرب له عن شئ. والسادس: أن يعطف بفاء السببية مجلة ذات ضمري على مجلة خالية منه أو بالعكس، حنو )أمل تر أن اهلل أنزل من السماء ماء فتصبح االرض

وتارات حيم فيغرق كذا قالوا، والبيت وإنسان عيىن حيسر املاء تارة * فيبدو، - 144خمضرة( وقوله: حمتمل الن يكون أصله حيسر املاء عنه، أي ينكشف عنه، وىف املسألة حتقيق تقدم يف موضعه.

والسابع: العطف بالواو، أجازه هشام وحده حنو " زيد قامت هند وأكرمها " وحنو " زيد قام وقعدت كمسألة الفاء، وإمنا الواو للجمع يف املفردات ال هند " بناء على أن الواو للجمع، فاجلملتان كاجلملة

يف اجلمل، بدليل جواز " هذان قائم وقاعد " دون " هذان يقوم وقعد ". والثامن: شرط يشتمل على

Page 365: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ضمري مدلول على جوابه باخلرب، حنو " زيد يقوم عمر وإن قام ". التاسع: أل النائبة عن الضمري، وهو يني، قول الكوفيني وطائفة من البصر

[532 ]

ومنه )وأما من خاف مقام ربه وهنى النفس عن اهلوى فإن اجلنة هي املأوى( االصل مأواه، وقال املانعون: التقدير هي املأوى له. والعاشر: كون اجلملة نفس املبتدأ يف املعىن، حنو " هجريى أىب بكر ال

هو اهلل أحد( وحنو )فإذا هي شاخصة إله إال اهلل " ومن هذا أخبار ضمري الشأن والقصة، حنو )قل الرابط يف قوله تعاىل )والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يرتبصن( إما -أبصار الذين كفروا(. تنبيه

النون على أن االصل وأزواج الذين، وإما كلمة هم خمفوضة حمذوفة هي وما أضيف إليه على التدريج، رتبصن، وهو قول االخفش، وإما بعده، أي يرتبصن بعدهم، وتقديرمها إما قبل يرتبصن، أي أزواجهم ي

االصل يرتبص أزواجهم، مث جئ بالضمري مكان -وتبعه ابن مالك -وهو قول الفراء، وقال الكسائي االزواج لتقدم ذكرهن فامتنع ذكر الضمري، الن النون ال تضاف لكوهنا ضمريا، وحصل الربط بالضمري

( وهى أحد عشر: أحدها: 1لضمري. االشياء الىت حتتاج إىل الرابط )القائم مقام الظاهر املضاف لاجلملة املخرب هبا، وقد مضت، ومن مث كان مردودا قول ابن الطراوة يف " لوال زيد الكرمتك ": إن

الكرمتك هو اخلرب، وقول ابن عطية يف )فاحلق واحلق أقول المالن( إن المالن خرب احلق االول فيمن قوله إن التقدير أن أمال مردود، الن أن تصري اجلملة مفردا وجواب القسم ال يكون قرأه بالرفع، و

مفردا، بل اخلرب فيهما حمذوف، أي لوال زيد موجود، واحلق قسمي، كما يف " لعمرك الفعلن ".

( يف نسخة " حتتاج إىل رابط ". )*( 1)

[533 ]

لضمري: إما مذكورا حنو )حىت تنزل علينا كتابا نقرؤه( أو والثاىن: اجلملة املوصوف هبا، وال يربطها إال ا[ أي هو 31مقدرا إما مرفوعا كقوله: إن يقتلوك فإن قتلك مل يكن * عارا عليك، ورب قتل عار ]

Page 366: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] محيت محى هتامة بعد جند [ * وما شئ محيت مبستباح ] ص - 145عار، أو منصوبا كقوله: و )واتقوا يوما ال جتزى نفس عن نفس شيئا، وال يقبل منها [ أي محيته، أو جمرورا حن 633و 612

شفاعة، وال يؤخذ منها عدل، وال هم ينصرون( فإنه على تقدير فيه أربع مرات، وقراءة االعمش )فسبحان اهلل حينا متسون وحينا تصبحون( على تقدير فيه مرتني، وهل حذف اجلار واجملرور معا أو

ويوما شهدناه سليما وعامرا * - 146 واتصل بالفعل كما قال: حذف اجلار وحده فانتصب الضمري] قليال سوى الطعن النهال نوافله [ أي شهدنا فيه، مث حذف منصوبا ؟ قوالن: االول عن سيبويه،

والثاىن عن أىب احلسن، وىف أماىل ابن الشجرى قال الكسائي: ال جيوز أن يكون احملذوف إال اهلاء، أي ، مث حذف الضمري، وقال آخر: ال يكون احملذوف إال فيه، وقال أكثر النحويني أن اجلار حذف أوال

. وهو خمالف ملا نقل غريه، وزعم أبو منهم سيبويه واالخفش: جيوز االمران، واالقيس عندي االول، اهوم حيان أن االوىل أن ال يقدر يف اآلية االوىل ضمري، بل يقدر أن االصل يوما يوم ال جتزى، بإبدال ي

الثاين من االول، مث حذف املضاف، وال يعلم أن مضافا إىل مجلة حذف، مث إن ادعى أن اجلملة باقية

[534 ]

على حملها من اجلر فشاذ، أو أهنا أنيبت عن املضاف، تكون اجلملة مفعوال يف مثل هذا املوضع. إما مذكورا حنو )الذين يؤمنون( وحنو الثالث: اجلملة املوصول هبا االمساء، وال يربطها غالبا إال الضمري:

)وما عملته أيديهم( )وفيها ما تشتهيه االنفس( وحنو )يأكل مما تأكلون منه( وإما مقدرا حنو )أيهم أشد( وحنو )وما عملت أيديهم( )وفيها ما تشهى االنفس( وحنو )ويشرب مما تشربون( واحلذف من

من اخلرب. وقد يربطها ظاهر خيلف الضمري كقوله: الصلة أقوى منه من الصفة، ومن الصفة أقوى منه[ وهو قليل، قالوا: 343( * وأنت الذى يف رمحة اهلل أطمع ] 1فيا رب ليلى أنت يف كل موطن )

وأنت الذى - 141وتقديره وأنت الذى يف رمحته، وقد كان ميكنهم أن يقدروا يف رمحتك، كقوله: فيك يلوم [ وكأهنم كرهوا بناء قليل على قليل، إذ الغالب " أخلفتين ما وعدتين * ] وأمشت ىب من كان

أنت الذى فعل " وقوهلم " فعلت " قليل. ولكنه مع هذا مقيس، وأما " أنت الذى قام زيد " فقليل غري مقيس، وعلى هذا فقول الزخمشري يف قوله تعاىل: )احلمد هلل الذى خلق السموات واالرض وجعل

Page 367: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كفروا برهبم يعدلون( إنه جيوز كون العطف بثم على اجلملة الفعلية ضعيف، الظلمات والنور مث الذين النه يلزمه أن يكون من هذا القليل، فيكون االصل كفروا به، الن املعطوف على الصلة صلة، فالبد

من رابط، وإما إذا قدر العطف على احلمد هلل وما بعده فال إشكال.

كل موطن * )*( ( وىف رواية * فبا ؟ أنت اهلل يف 1)

[535 ]

الرابع: الواقعة حاال، ورابطها إما الواو والضمري حنو )ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى( أو الواو فقط حنو )لئن أكله الذئب وحنن عصبة( وحنو " جاء زيد والشمس طالعة " أو الضمري فقط حنو )ترى الذين

الصورة الثانية أنه البد من تقدير الضمري، أي كذبوا على اهلل وجوههم مسودة( وزعم أبو الفتح يفطالعة وقت جميئه، وزعم الزخمشري يف الثالثة أهنا شاذة نادرة، وليس كذلك، لورودها يف مواضع من

التنزيل حنو )أهبطوا بعضكم لبعض عدو( )فنبذوه وراء ظهورهم كأهنم ال يعلمون( )واهلل حيكم ال املرسلني إال إهنم ليأكلون الطعام( )ويوم القيامة ترى الذين كذبوا معقب حلكمه( )وما أرسلنا قبلك من

على اهلل وجوههم مسودة( وقد خيلو منهما لفظا فيقدر الضمري حنو " مررت بالرب قفيز بدرهم " أو 148الواو كقوله يصف غائصا لطلب اللؤلؤ انتصف النهار وهو غائص وصاحبه ال يدرى ما حاله:

[ اخلامس: املفسرة لعامل االسم 636غامره * ورفيقه بالغيب ال يدرى ] ص نصف النهار املاء -املشتغل عنه حنو " زيدا ضربته، أو ضربت أخاه، أو عمرا وأخاه، أو عمرا أخاه " إذا قدرت االخ بيانا،

فإن قدرته بدال مل يصح نصب االسم على االشتغال، وال رفعه على االبتداء، وكذا لو عطفت بغري وقوله تعاىل )والذين كفروا فتعسا هلم( الذين: مبتدأ، وتعسا: مصدر لفعل حمذوف هو اخلرب، وال الواو،

يكون الذين منصوبا مبحذوف يفسره تعسا كما تقول " زيدا ضربا إياه " وكذا ال جيوز " زيدا جدعا له ال باملصدر النه ال " وال " عمرا سقيا له " خالفا جلماعة منهم أبو حيان، الن الالم متعلقة مبحذوف،

يتعدى باحلرف، وليست الم التقوية الهنا الزمة، والم التقوية غري الزمة، وقوله تعاىل )سل بىن إسرائيل

Page 368: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

كم آتيناهم من آية( إن قدرت )من( زائدة فكم مبتدأ أو مفعول آلتينا مقدرا بعده، وإن قدرهتا بيانا لكم

[536 ]

آية( مل جيز واحد من الوجهني، لعدم الراجع حينئذ إىل كم، وإمنا كما هي بيان ملا يف )ما ننسخ من هي مفعول ثان مقدم، مثل " أعشرين درمها أعطيتك " وجوز الزخمشري يف كم اخلربية واالستفهامية،

ومل يذكر النحويون أن كم اخلربية تعلق العامل عن العمل، وجوز بعضهم زيادة من كما قدمنا، وإمنا تزاد هام هبل خاصة، وقد يكون جتويزه ذلك على قول من ال يشرتط كون الكالم غري موجب بعد االستف

مطلقا، أو على قول من يشرتطه يف غري باب التمييز، ويرى أهنا يف " رطل من زيت، وخامت من حديد " زائدة، ال مبينة للجنس. السادس والسابع: بدال البعض واالشتمال، وال يربطهما إال الضمري: ملفوظا

حنو )مث عموا وصموا كثري منهم( )يسئلونك عن الشهر احلرام قتال فيه( أو مقدرا حنو )من استطاع( أي منهم، وحنو )قتل أصحاب االخدود النار( أي فيه، وقيل: إن أل خلف عن الضمري، أي ناره،

ه، لقد كان يف حول ثواء ثويته * تقضى لبانات ويسأم سائم أي ثويته في - 141وقال االعشى: فاهلاء من " ثويته " مفعول مطلق، وهى ضمري الثواء، الن اجلملة صفته، واهلاء رابط الصفة، والضمري

باملبدل منه وهو حول، وزعم ابن سيده أنه جيوز كون اهلاء من ثويته -وهو ثواء -املقدر رابط للبدل حينئذ من ضمري للحول على االتساع يف ضمري الظرف حبذف كلمه يف، وليس بشى، خللو الصفة

املوصوف، وال شرتاط الرابط يف بدل البعض وجب يف حنو قولك " مررت بثالثة زيد وعمرو " القطع إمنا مل حيتج بدل الكل إىل رابط -بتقدير منهم، النه لو اتبع لكان بدل بعض من غري ضمري. تنبيه أ ال حتتاج إىل رابط لذلك. النه نفس املبدل منه يف املعىن، كما أن اجلملة الىت هي نفس املبتد

[531 ]

الثامن: معمول الصفة املشبهة، وال يربطه أيضا إال الضمري: إما ملفوظا به حنو " زيد حسن وجهه " أو " وجها منه " أو مقدرا حنو " زيد حسن وجها " أي منه، واختلف يف حنو " زيد حسن الوجه "

Page 369: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الضمري، وقال تعاىل )وإن للمتقني حلسن مآب جنات بالرفع، فقيل: التقدير منه، وقيل: أل خلف عنعدن مفتحة هلم االبواب( جنات بدل أو بيان، والثاىن مينعه البصريون، النه ال جيوز عندهم أن يقع عطف البيان يف النكرات، وقول الزخمشري إنه معرفة الن عدنا علم على االقامة بدليل )جنات عدن

عينت البدلية باالتفاق، إذ التبني املعرفة النكرة، ولكن قوله ممنوع، الىت وعد الرمحن عباده( لو صح توإمنا عدن مصدر عدن، فهو نكرة، والىت يف اآلية بدل ال نعت، و )مفتحة( حال من جنات

الختصاصها باالضافة، أو صفة هلا، ال صفة حلسن، النه مذكر، والن البدل ال يتقدم على النعت، و يسم فاعله أو بدل من ضمري مسترت، واالول أوىل، لضعف مثل " مررت بامرأة )االبواب( مفعول ما مل

حسنة الوجه " وعليهما فالبد من تقدير أن االصل االبواب منها أو أبواهبا، ونابت أل عن الضمري، وهذا البدل بدل بعض ال اشتمال خالفا للزخمشري. التاسع: جواب اسم الشرط املرفوع باالبتداء، وال

يضا إال الضمري: إما مذكورا حنو )فمن يكفر بعد منكم فإىن أعذبه( أو مقدرا أو منوبا عنه حنو يربطه أ)فمن فرض فيهن احلج فال رفث وال فسوق وال جدال يف احلج( أي منه، أو االصل يف حجه، وأما

ين آمنوا فإن قوله تعاىل )بلى من أوىف بعهده واتقى فإن اهلل حيب املتقني( )ومن يتول اهلل ورسوله والذ فمن تكن احلضارة أعجبته * فأى رجال بادية ترانا ؟ - 153حزب اهلل هم الغالبون( وقول الشاعر:

[538 ]

فقال الزخمشري يف اآلية االوىل: إن الرابط عموم املتقني، والظاهر أنه ال عموم فيها، وأن املتقني يت حمذوف وتقديره يف اآلية االوىل: حيبه اهلل، وىف مساوون ملن تقدم ذكره، وإمنا اجلواب يف اآليتني والب

الثانية: يغلب، وىف البيت: فلسنا على صفته. العاشر: العامالن يف باب التنازع، فالبد من أرتباطهما إما بعاطف كما يف " قام وقعد أخواك " أو عمل أوهلما يف ثانيهما حنو )وأنه كان يقول سفيهنا على

ما ظننتم أن لن يبعث اهلل أحدا( أو كون ثانيهما جوابا لالول، إما جوابية اهلل شططا وأهنم ظنوا كالشرط حنو )تعالوا يستغفر لكم رسول اهلل( وحنو )آتوىن أفرغ عليه قطرا( أو جوابية السؤال حنو

)يستفتونك قل اهلل يفتيكم يف الكاللة( أو حنو ذلك من أوجه االرتباط، وال جيوز " قام قعد زيد " قليل من املال * -ومل أطلب -بطل قول الكوفيني إن من التنازع قول أمرئ القيس: * كفاىن ولذلك

Page 370: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وإنه حجة على رجحان اختيار إعمال االول، الن الشاعر فصيح وقد ارتكبه مع لزوم 414] حذف مفعول الثاين وترك إعمال الثاين مع متكنه منه وسالمته من احلذف والصواب أنه ليس من

ع يف شئ، الختالف مطلويب العاملني، فإن كفاىن طالب للقليل، وأطلب طالب للملك حمذوفا التناز للدليل، وليس طالبا للقليل، لئال يلزم فساد املعىن، وذلك الن التنازع يوجب تقدير قوله ومل أطلب

ن لو، وإذا معطوفا على كفاىن، وحينئذ يلزم كونه مثبتا، النه حينئذ داخل يف حيز االمتناع املفهوم مامتنع النفى جاء االثبات، فيكون قد أثبت طلبه للقليل بعدما نفاه بقوله: * ولو أن ما أسعى الدىن

معيشة *

[531 ]

وإمنا مل جيز أن يقدر مستأنفا النه ال ارتباط حينئذ بينه وبني كفاىن، فال تنازع بينهما. فإن قلت: مل ال ، فإنك إذا قلت " لو دعوته الجابين غري متوان " أفادت لو انتفاء جيوز التنازع على تقدير الواو للحال

الدعاء واالجابة دون انتفاء عدم التواىن حىت يلزم إثبات التواىن ؟ قلت: أجاز ذلك قوم منهم ابن احلاجب يف شرح املفصل ووجه به قول الفارسى والكوفيني إن البيت من التنازع وإعمال االول، وفيه

ىن حينئذ لو ثبت أىن أسعى الدىن معيشة لكفاين القليل يف حالة أىن غري طالب له، نظر، الن املعفيكون انتفاء كفاية القليل املقيدة بعدم طلبه موقوفا على طلبه له، فيتوقف عدم الشئ على وجوده. ل وهلذه القاعدة أيضا بطل قول بعضهم يف )فلما تبني له قال أعلم أن اهلل على كل شئ قدير( إن فاع

تبني ضمري راجع إىل املصدر املفهوم من أن وصلتها بناء على أن تبني وأعلم قد تنازعاه كما يف " ضربين وضربت زيدا "، إذ ال ارتباط بني تبني وأعلم، على أنه لو صح مل حيسن محل التنزيل عليه،

عف حذف مفعول لضعف االضمار قبل الذكر يف باب التنازع، حىت إن الكوفيني ال جييزونه البتة، وض" ضربين وضربت زيد " حىت إن البصريني ال جييزونه إال يف الضرورة. والصواب العامل الثاين إذا أمهل ك

أن مفعول أطلب " امللك " حمذوفا كما قدمنا، وأن فاعل تبني ضمري مسترت: إما للمصدر، أي فلما ت ليسجننه( أو لشئ دل عليه الكالم، أي تبني له تبني كما قالوا يف )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليا

Page 371: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فلما تبني له االمر أو ما أشكل عليه، ونظريه " إذا كان غدا فأتين " أي إذا كان هو، أي ما حنن عليه من سالمة.

[513 ]

احلادى عشر: ألفاظ التوكيد االول، وإمنا يربطها الضمري امللفوظ به حنو " جاء زيد نفسه، والزيدان لقوم كلهم " ومن مث كان مردودا قول اهلروي يف الذخائر تقول " جاء القوم مجيعا " على كالمها، وا

احلال، و " مجيع " على التوكيد، وقول بعض من عاصرناه يف قوله تعاىل: )هو الذى خلق لكم ما يف مل عليه االرض مجيعا(: إن مجيعا توكيد ملا، ولو كان كذا لقيل مجيعه، مث التوكيد جبميع قليل، فال حي

التنزيل، والصواب أنه حال، وقول الفراء والزخمشري يف قراءة بعضهم )إنا كال فيها(: إن كال توكيد، والصواب أهنا بدل، وإبدال الظاهر من ضمري احلاضر بدل كل جائز إذا كان مفيدا لالحاطة، حنو "

مل إذا مل تتصل بالضمري، قمتم ثالثتكم " وبدل الكل ال حيتاج إىل ضمري، وجيوز لكل أن تلى العواحنو " جاءين كل القوم " فيجوز جميئها بدال، خبالف " جاءين كلهم " فال جيوز إال يف الضرورة، فهذا

أحسن ما قيل يف هذه القراءة، وخرجها ابن مالك على أن كال حال، وفيه ضعفان: تنكري كل بقطعها هبم كال " أي مجيعا، وتقدمي احلال على عن االضافة لفظا ومعىن، وهو نادر، كقول بعضهم " مررت

عاملها الظرىف. واحرتزت بذكر االول عن أمجع وأخواته، فإهنا إمنا تؤكد بعد كل، حنو )فسجد املالئكة كلهم أمجعون(. االمور الىت يكتسبها السم باالضافة وهى عشرة: أحدها: التعريف، حنو " غالم زيد "

( واملراد بالتخصيص الذى مل يبلغ 2مرأة " )(. الثاين: التخصيص، حنو " عالم ا1)

( أي مىت كان املضاف إليه نكرة كامرأة. )*( 2( أي فيما إذا كان املضاف إليه معرفة كزيد. )1)

[511 ]

درجة التعريف، فإن " غالم رجل " أخص من غالم، ولكنه مل يتميز بعينه كما يتميز " غالم زيد ". رب زيد، وضاربا عمرو، وضاربو بكر " إذا أردت احلال أو االستقبال، فإن " ضا الثالث: التخفيف، ك

Page 372: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( منه، إذ ال تنوين معه وال نون، ويدل على 1االصل فيهن أن يعملن النصب، ولكن اخلفض أخف )أن هذه االضافة ال تفيد التعريف قولك " الضاربا زيد، والضاربو زيد " وال جيتمع على االسم تعريفان،

ىل: )هديا بالغ الكعبة( وال توصف النكرة باملعرفة، وقوله تعاىل: )ثاىن عطفه( وقول أىب كبري: وقوله تعافأتت به حوش الفؤاد مبطنا * ] سهدا إذا ما نام ليل اهلوجل [ وال تنتصب املعرفة على - 151

وال يا رب غابطنا لو كان يطلبكم * ] القى مباعدة منكم وحرمانا [ - 152احلال، وقول جرير: تدخل رب على املعارف، وىف التحفة أن ابن مالك رد على ابن احلاجب يف قوله " وال تفيد إال ختفيفا

" فقال: بل تفيد أيضا التخصص، فإن " ضارب زيد " أخص من " ضارب " وهذا سهو، فإن " ضارب زيد " أصله " ضارب زيدا " بالنصب، وليس أصله ضاربا فقط، فالتخصيص حاصل باملعمول

قبل أن تأتى االضافة. فإن مل يكن الوصف مبعىن احلال واالستقبال، فإضافته حمضة تفيد التعريف والتخصيص، الهنا ليست يف تقدير االنفصال. وعلى هذا صح وصف اسم اهلل تعاىل مبالك يوم

الدين، قال الزخمشري: أريد باسم الفاعل هنا: إما املاضي، كقولك " هو مالك عبيده أمس "

( يف نسخة " أحب منه " وليست بشئ. )*( 1)

[512 ]

أي مالك االمور يوم الدين على حد )ونادى أصحاب اجلنة( وهلذا قرأ أبو حنيفة )ملك يوم الدين( ملخصا. وهو وإما الزمان املستمر كقولك " هو مالك العبيد " فإنه مبنزلة قولك موىل العبيد، اه

الثاين عندما تكلم على قوله تعاىل: )وجاعل الليل سكنا والشمس حسن، إال أنه نقض هذا املعىن والقمر( فقال: قرئ جبر الشمس والقمر عطفا على الليل، وبنصبهما بإضمار جعل أو عطفا على حمل

الليل، الن اسم الفاعل هنا ليس يف معىن املضى فتكون إضافته حقيقية، بل هو دال على جعل ومثله )فالق احلب والنوى( و )فالق االصباح( كما تقول " زيد قادر عامل " مستمر يف االزمنة املختلفة،

. وحاصله أن إضافة الوصف إمنا تكون حقيقية إذا كان مبعىن املاضي، وال تقصد زمانا دون زمان، اهوأنه إذا كان الفادة حدث مستمر يف االزمنة كانت إضافته غري حقيقية، وكان عامال، وليس االمر

Page 373: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مررت بالرجل احلسن الوجه " فإن الوجه إن رفع قبح -" رابع: إزالة القبح أو التجوز، ككذلك. الالكالم، خللو الصفة لفظا عن ضمري املوصوف، وإن نصب حصل التجوز بإجرائك الوصف القاصر

إنارة العقل مكسوف بطوع هوى * وعقل - 153جمرى املتعدى. اخلامس: تذكري املؤنث كقوله: يزداد تنويرا وحيتمل أن يكون منه )إن رمحة هلل قريب من احملسنني( ويبعده )لعل الساعة عاصي اهلوى

قريب( فذكر الوصف حيث ال إضافة، ولكن ذكر الفراء أهنم التزموا التذكري يف " قريب " إذا مل يرد وجوب قرب النسب، قصدا للفرق، وأما قول اجلوهرى " إن التذكري لكون التأنيث جمازيا " فوهم، ل

التأنيث

[513 ]

يف حنو " الشمس طالعة، واملوعظة نافعة " وإمنا يفرتق حكم اجملازى واحلقيقي الظاهرين، ال املضمرين. السادس: تأنيث املذكر، كقوهلم " قطعت بعض أصابعه " وقرئ )تلتقطه بعض السيارة( وحيتمل أن

نار فأنقذكم منها( أي من الشفا، وحيتمل يكون منه )فله عشر أمثاهلا( )وكنتم على شفا حفرة من الأن الضمري للنار، وفيه بعد، الهنم ما كانوا يف النار حىت ينفذوا منها، وأن االصل فله عشر حسنات

طول اللياىل أسرعت يف نقضى * - 154أمثاهلا، فاملعدود يف احلقيقة املوصوف، وهو مؤنث، وقال: الديار شغفن قلىب * ] ولكن حب من سكن وما حب - 155نقضن كلى ونقضن بعضى وقال:

وتشرق بالقول الذى قد أذعته * كما شرقت صدر القناة من الدم - 156الديارا [ وأنشد سيبويه: جتنب صديقا مثل ما، واحذر الذى * - 151وإىل هذا البيت يشري ابن حزم الظاهرى يف قوله:

هدي * )كما شرقت صدر القناة من يكون كعمرو بني عرب وأعجم فإن صديق السوء يزرى، وشاالدم( ومراده مبا الكناية عن الرجل الناقص كنقص ما املوصولة، وبعمرو الكناية عن الرجل املريد أخذ

ما ليس له كأخذ عمرو الواو يف اخلط.

[514 ]

Page 374: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

" غالم وشرط هذه املسألة والىت قبلها صالحية املضاف لالستغناء عنه، فال جيوز " أمة زيد جاء " والهند ذهبت " ومن مث رد ابن مالك يف التوضيح قول أىب الفتح يف توجيهه قراءة أىب العالية )ال تنفع نفسا إمياهنا( بتأنيث الفعل: إنه من باب " قطعت بعض أصابعه " الن املضاف لو سقط هنا لقيل

عن االميان يف الفاعلية، ويلزم نفسا ال تنفع بتقدمي املفعول لريجع إليه الضمري املسترت املرفوع الذى نابمن ذلك تعدى فعل املضمر املتصل إىل ظاهره حنو قولك " زيد ظلم " تريد أنه ظلم نفسه، وذلك ال

611جيوز. السابع: الظرفية، حنو )تؤتى أكلها كل حني( وقوله: * أنا أبو املنهال بعض االحيان * ] [ وأى يف البيت استفهامية 118 ثالثة بصدود ] [ وقال املتنيب: أي يوم سررتين بوصال * مل تسؤين

يراد هبا النفى، ال شرطية، النه لو قيل مكان ذلك " إن سررتين " انعكس املعىن، ال يقال: يدل على أهنا شرطية أن اجلملة املنفية إن استؤنفت ومل تربط باالوىل فسد املعىن النا نقول: الربط حاصل

ذوف، أي مل ترعىن بعده، مث حذفا دفعة أو على التدريج، أو حاال بتقديرها صفة لوصال، والرابط حممن تاء املخاطب، والرابط فاعلها، وهى حال مقدرة، أو معطوفة بفاء حمذوفة فال موضع هلا، أي ما

سررتين غري مقدر أنك تروعين، ومن روى ثالثة بالرفع فاحلالية ممتنعة، لعدم الرابط. الثامن: املصدرية، لم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( فأى: مفعول مطلق ناصبه ينقلبون، ويعلم: معلقة عن حنو )وسيع

العمل باالستفهام، وقال:

[515 ]

[ أي االوىل واجبة النصب مبا بعدها 651ستعلم ليلى أي دين تداينت * وأى غرمي للتقاضى غرميا ] اينت ماال " ال مفعول مطلق، الهنا مل تضف كما يف اآلية، إال أهنا ] هنا [ مفعول به، كقولك " تد

ملصدر، والثانية واجبة الرفع باالبتداء مثلها يف )لنعلم أي احلزبني أحصى( )ولتعلمن أينا أشد عذابا(. التاسع: وجوب التصدير، وهلذا وجب تقدمي املبتدأ يف حنو " غالم من عندك " واخلرب يف حنو " صبيحه

و " غالم أيهم أكرمت " ومن وجمرورها يف حنو " من غالم أيهم أنت أي يوم سفرك " واملفعول يف حن - 158أفضل " ووجب الرفع يف حنو " علمت أبو من زيد " وإىل هذا يشري قول بعض الفضالء:

عليك بأرباب الصدور، فمن غدا * مضافا الرباب الصدور تصدرا وإياك أن ترضى صحابة ناقص *

Page 375: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ع أبو من مث خفض مزمل * يبني قوىل مغريا وحمذرا واالشارة بقوله " مث فتنحط قدرا من عالك وحتقرا فرفكأن أبانا يف عرانني وبله * كبري أناس يف جباد مزمل ] - 151خفض مزمل " إىل قول امرئ القيس:

(. 1[ وذلك أن " مزمال " صفة لكبري، فكان حقه الرفع، ولكنه خفض جملاورته املخفوض ) 683 ص

جملاورته للمخفوض " وكلتامها صحيحة. )*( ( يف نسخة "1)

[516 ]

والعاشر: االعراب، حنو " هذه مخسة عشر زيد " فيمن أعربه، واالكثر البناء. واحلادي عشر: البناء، وذلك يف ثالثة أبواب: أحدمها: أن يكون املضاف مبهما كغري ومثل ودون، وقد استدل على ذلك

بينهم وبني ما يشتهون( )ومنا دون ذلك قاله االخفش، وخولف، بأمور: منها قوله تعاىل: )وحيل - 163وأجيب عن االول بأن نائب الفاعل ضمري املصدر، أي وحيل هو، أي احلول، كما يف قوله:

وقالت: مىت يبخل عليك ويعتلل * يسؤك، وإن يكشف غرامك تدرب أي ويعتلل هو، أي االعتالل، لوال عليها باملذكورة، وتكون حاال من املضمر، ليتقيد هبا فتفيد والبد عندي من تقدير " عليك " مد

ما مل يفده الفعل، وعن الثاين بأنه ] على [ حذف املوصوف، أي ومنا قوم دون ذلك كقوهلم " منا ظعن ومنا أقام " أي منا فريق ظعن ومنا ] فريق [ أقام، ومنها قوله تعاىل: )لقد تقطع بينكم( فيمن

االخفش، ويؤيده قراءة الرفع، وقيل: بني ظرف، والفاعل ضمري مسترت راجع إىل مصدر فتح بينا، قاله الفعل، أي لقد وقع التقطع، أو إىل الوصل، الن )وما نرى معكم شفعاءكم( يدل على التهاجر، وهو

- 161يستلزم عدم التواصل، أو إىل )ما كنتم تزعمون( على أن الفعلني تنازعاه، ويؤيد التأويل قوله: أهم بأمر احلزم لو أستطيعه * وقد حيل بني العري والنزوان بفتح " بني " مع إضافته ملعرب، ومنها قوله

تعاىل: )إنه حلق مثل ما أنكم تنطقون( فيمن فتح مثال، وقراءة بعض السلف )أن يصيبكم مثل ما أصاب( بالفتح، ويقول الفرزدق:

المري بقوله " أي حيتد لسانك وينطق ". )*( ( يف نسخة " تذرب " بذال معجمة وفسرها ا1)

Page 376: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[511 ]

[ وزعم ابن مالك أن ذلك ال يكون يف " مثل " 123* إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر * ] ملخالفتها للمبهمات، فإهنا تثىن وجتمع كقوله تعاىل: )إال أمم أمثالكم( وقول الشاعر: * والشر بالشر

أن " حقا " اسم فاعل من حق حيق، وأصله حاق فقصر، كما قيل بر [ وزعم 81عند اهلل مثالن * ] وسر ومن، ففيه ضمري مسترت، ومثل: حال منه، وأن فاعل يصيبكم ضمريه تعاىل لتقدمه يف )وما

توفيقي إال باهلل( ومثل: مصدر، وأما بيت الفرزدق ففيه أجوبة مشهورة، ومنها قوله: مل مينع الشرب [ فغري: فاعل ليمنع وقد جاء مفتوحا، 263مة يف غصون ذات أو قال ] منها غري أن نطقت * محا

وال يأيت فيه حبث ابن مالك، الن قوهلم " غريان وأغيار( ليس بعريب. ولو كان املضاف غري مبهم مل ينب، وأما قول اجلرجاين وموافقيه إن " غالمي " وحنوه مبىن فمردود، ويلزمهم بناء " غالمك، وغالمه "

ل بذلك. الباب الثاين: أن يكون املضاف زمانا مبهما، واملضاف إليه " إذ " حنو )ومن خزى وال قائيومئذ( و )من عذاب يومئذ( يقرآن جبر يوم وفتحه. الثالث: أن يكون زمانا مبهما واملضاف إليه فعل

أصح على حني عاتبت املشيب على الصبا * وقلت: أملا - 162مبىن، بناء أصليا كان بناء كقوله: والشيب وازع ؟ أو بناء عارضا كقوله.

[518 ]

الجتذبن منهن قلىب حتلما * على حني يستصبني كل حليم رويا بالفتح، وهو أرجح من - 163االعراب عند ابن مالك، ومرجوح عند ابن عصفور. فإن كان املضاف إليه فعال معربا أو مجلة امسية،

ح جواز البناء، ومنه قراءة نافع )هذا يوم ينفع الصادقني( بفتح فقال البصريون: جيب االعراب، والصحيإذا قلت هذا حني - 164يوم، وقراءة غري أىب عمرو وابن كثري )يوم ال متلك نفس( بالفتح، وقال:

-يا عمرك اهلل -أمل تعلمي - 165أسلو يهيجين * نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر وقال آخر: لكرام قليل وأىن ال أخزى إذا قيل: مملق * سخى، وأخزى أن يقال: خبيل رويا أنىن * كرمي على حني ا

- 166بالفتح. وحيكى أن ابن االخضر سئل حبضرة ابن االبرش عن وجه النصب يف قول النابغة:

Page 377: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أنك ملتىن * وتلك الىت تستك منها املسامع مقالة أن قد قلت: سوف أناله، * -أبيت اللعن -أتاىن اء مثلك رائع وذلك من تلق

[511 ]

] إذا كنت يف قوم فصاحب خيارهم [ * وال تصحب االردى فرتدى مع الردى فقيل - 161فقال: له: اجلواب، فقال ابن االبرش: قد أجاب، يريد أنه ملا أضيف إىل املبىن اكتسب منه البناء، فهو مفتوح

رفع، وهذا اجلواب عندي غري جيد، لعدم ال منصوب، وحمله الرفع بدال من " أنك ملتىن " وقد روى بالإهبام املضاف، ولو صح لصح البناء يف حنو " غالمك، وفرسه " وحنو هذا مما ال قائل به، وقد مضى

أن ابن مالك منع البناء يف " مثل " مع إهبامها لكوهنا تثىن وجتمع، فما ظنك هبذا ؟ وإمنا هو منصوب ى املصدرية، وىف البيت إشكال لو سأل السائل عنه لكان على إسقاط الباء، أو بإضمار أعىن أو عل

أوىل، وهو إضافة " مقالة " إىل " أن قد قلت " فإنه يف التقدير: مقالة قولك، وال يضاف الشئ إىل نفسه، وجوابه أن االصل مقالة فحذف التنوين للضرورة ال لالضافة، وأن وصلتها بدل من مقالة، أو

ذوف، وقد يكون الشاعر إمنا قاله " مقالة ان " بإثبات التنوين ونقل حركة من " أنك ملتىن " أو خرب حملاهلمزة، فأنشده الناس بتحقيقها، فاضطروا إىل حذف التنوين، ويروى " مالمة " وهو مصدر للمتىن

املذكورة، أو الخرى حمذوفة. االمور الىت ال يكون الفعل معها إال قاصرا وهى عشرون: أحدها: كونه ل بالضم كظرف وشرف، النه وقف على أفعال السجايا وما أشبهها مما يقوم بفاعله وال على فع

يتجاوزه، وهلذا يتحول املتعدى قاصرا إذا حول وزنه إىل فعل لغرض املبالغة والتعجب، حنو ضرب الرجل وفهم

[523 ]

وال ثالث هلما، ووجههما مبعىن ما أضربه وأفهمه، ومسع " رحبتكم الطاعة " و " أن بشرا طلع اليمن " أهنما ضمنا معىن وسع وبلغ، والثاىن والثالث: كونه على فعل بالفتح أو فعل بالكسر ووصفهما على

فعيل، حنو ذل وقوى. والرابع: كونه على أفعل مبعىن صار ذا كذا حنو " أغد البعري، وأحصد الزرع " إذا

Page 378: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اقشعر وامشأز. السادس: كونه على افوعل ( ذوى غدة وحصاد. واخلامس: كونه على افعلل ك1صارا )كا كوهد الفرخ إذا ارتعد. السابع: كونه على افعنلل بأصالة الالمني كاحر جنم مبعىن اجتمع. الثامن: كونه على افعنلل بزيادة أحد الالمني كاقعنسس اجلمل إذا أىب أن ينقاد. التاسع: كونه على افعنلى

قد جعل النعاس يفر ؟ ؟ يىن * أطرده عىن - 168: كاحر نىب الديك إذا انتفش، وشذ قولهيعلوىن ويغلبىن، ومبعناه يسرنديىن العاشر: -بالغني املعجمة -ويسرنديىن وال ثالث هلما، ويغرنديىن

كونه على استفعل وهو دال على التحول كاستحجر الطني، وقوهلم " إن البغاث بأرضنا يستنسر ". ل حنو انطلق وانكسر. الثاين عشر: كونه مطاوعا ملتعد إىل واحد حنو احلادى عشر: كونه على وزن انفع كسرته فانكسر وأزعجته فانزعج.

إخل ". )*( -( يف نسخة " أي صارا 1)

[521 ]

فإن قلت: قد مضى عد انفعل. قلت: نعم لكن تلك عالمة لفظية وهذه معنوية، وأيضا فاملطاوع ال حلسنات فتضاعفت، وعلمته فتعلم، وثلمته فتثلم، وأصله أن املطاوع يلزم وزن انفعل، تقول: ضاعفت ا

ينقص عن املطاوع درجة كألبسته الثوب فلبسه، وأقمته فأقام، وزعم ابن برى أن الفعل ومطاوعه قد يتفقان يف التعدي الثنني حنو استخربته اخلرب فأخربين اخلرب، واستفهمته احلديث فأفهمىن احلديث،

فأعطاين درمها، وىف التعدي لواحد حنو استفتيته فأفتاىن، واستنصحته فنصحين، واستعطيته درمهاوالصواب ما قدمته لك، وهو قول النحويني، وما ذكره ليس من باب املطاوعة، بل من باب الطلب

(، وإمنا حقيقة املطاوعة أن يدل أحد الفعلني على تأثري ويدل اآلخر على قبول فاعله 1واالجابة )أثري. الثالث عشر: أن يكون رباعيا مزيدا فيه حنو تدحرج واحر جنم واقشعر واطمأن. الرابع لذلك الت

فعل قاصر، حنو قوله تعاىل )وال تعد عيناك عنهم( )فليحذر الذين خيالفون عن عشر: أن يضمن معىنأمره( )أذاعوا به( )وأصلح ىل يف ذرييت( )ال يسمعون إىل املال االعلى( وقوهلم " مسع اهلل ملن محده "

] وإن تعتذر باحملل من ذى ضروعها * إىل الضيف [ جيرح يف عراقيبها نصلى فإهنا - 161وقوله:

Page 379: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ضمنت معىن وال تنب وخيرجون، وحتدثوا، وبارك، وال يصغون، واستجاب، ويعث أو يفسد. والستة الباقية أن يدل على سجية كلؤم وجنب وشجع، أو على عرض

( يف نسخة " واالباحة " )*( 1)

[522 ]

كفرح وبطر وأشر وحزن وكسل، أو على نظافة كطهر ووضؤ، أو دنس كنجس ورجس وأجنب، أو لى لون كامحر واخضر وأدم وامحار واسواد، أو حلية كدعج وكحل وشنب ومسن وهزل. تنبيه: يف ع

فصيح ثعلب يف باب املشدد: فالن يتعهد ضيعته، قال ابن درستويه: وال جيوز عنده يتعاهد، النه ال عشرا * ] يكون عند أصحابه إال من اثنني، وال يكون متعديا، ويرده قوله: * جتاوزت أحراسا إليها وم

[ وأجاز اخلليل يتعاهد، وهو قليل، وسأل احلكم بن قنرب أبا زيد عنها فمنعها، وسأل يونس 423فأجازها، فجمع بينهما، وكان عنده ستة من فصحاء العرب، فسئلوا عنها فامتنعوا من يتعاهد، فقال

السيد أنه قال يف يونس: يا أبا زيد كم من علم استفدناه كنت أنت سببه، ونقل ابن عصفور عن ابن[ إن من رواه جبر 632قول أىب ذؤيب: بينا تعانقه الكماة وروغه * يوما اتيح له جرى سلفع ]

التعانق خمطئ، الن تفاعل ال يتعدى، مث رد عليه بأنه إن كان قبل دخول التاء متعديا إىل اثنني فإنه نا الدراهم، وإن كان متعديا إىل واحد يبقى بعد دخوهلا متعديا إىل واحد، حنو عاطيته الدراهم وتعاطي

فإنه يصري قاصرا، حنو تضارب زيد وعمرو، إال قليال حنو جاوزت زيدا وجتاوزته، وعانقته وتعانقته، اهوإمنا ذكر ابن السيد أن تعانق ال يتعدى، ومل يذكر أن تفاعل ال يكون متعديا، وأيضا فلم خيص الرد

برواية اجلر، وال معىن لذلك.

[523 ]

االمور الىت يتعدى هبا الفعل القاصر وهى سبعة: أحدها: مهزة أفعل حنو )أذهبتم طيباتكم( )ربنا أمتنا اثنتني وأحييتنا اثنتني( )واهلل أنبتكم من االرض نباتا، مث يعيدكم فيها وخيرجكم إخراجا( وقد ينقل

Page 380: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ا ثوبا، وأعطيته دينارا " ومل ينقل متعد املتعدى إىل واحد باهلمزة إىل التعدي إىل اثنني حنو " ألبست زيدإىل اثنني باهلمزة إىل التعدي إىل ثالثة إال يف " رأى، وعلم " وقاسه االخفش يف أخواهتما الثالثة القلبية حنو ظن وحسب وزعم، وقيل: النقل باهلمزة كله مساعي، وقيل: قياسي يف القاصر واملتعدي إىل واحد،

مساعي يف غريه، وهو ظاهر مذهب سيبويه. الثاين: ألف املفاعلة، تقول واحلق أنه قياسي يف القاصر،يف جلس زيد ومشى وسار " جالست زيدا، ومااشيته، وسايرته ". الثالث: صوغه على فعلت بالفتح

أي غلبته الكرم. الرابع: صوغه على استفعل -افعل بالضم الفادة الغلبة، تقول " كرمت زيدا " بالفتح " استخرجت املال، واستحسنت زيدا، واستقبحت الظلم " وقد ينقل سبة إىل الشئ كللطلب أو الن

ذو املفعول الواحد إىل اثنني، حنو " استكتبته الكتاب، واستغفرت اهلل الذنب "، وإمنا جاز " استغفرت اهلل من الذنب " لتضمنه معىن استتبت، ولو استعمل على أصله مل جيز فيه ذلك، وهذا قول ابن

طراوة وابن عصفور، وأما قول أكثرهم إن استغفر من باب اختار فمردود. اخلامس: تضعيف العني، ال تقول يف فرح زيد " فرحته " ومنه )قد أفلح

[524 ]

من زكاها( )هو الذى يسريكم( وزعم أبو على أن التضعيف يف هذا للمبالغة ال للتعدية، لقوهلم " زعن من سرية أنت سرهتا [ * فأول راض سنة من يسريها وفيه ] فال جت - 113سرت زيدا " وقوله:

نظر، الن " سرته " قليل، وسريته كثري، بل قيل: إنه ال جيوز " سرته " وإنه يف البيت على إسقاط الباء توسعا، وقد اجتمعت التعدية بالباء والتضعيف يف قوله تعاىل )نزل عليك الكتاب باحلق مصدقا ملا بني

لتوراة واالجنيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان( وزعم الزخمشري أن بني التعديتني فرقا، يديه وأنزل افقال: ملا نزل القرآن منجما والكتابان مجلة واحدة جئ بنزل يف االول وأنزل يف الثاين، وإمنا قال هو يف

صاحل منجما " النه خطبة الكشاف " احلمد هلل الذى أنزل القرآن كالما مؤلفا منظما، ونزله حبسب املأراد باالول أنزله من اللوح احملفوظ إىل السماء الدنيا وهو االنزال املذكور يف )إنا أنزلناه يف ليلة القدر( وىف قوله تعاىل )شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن( وأما قول القفال: إن املعىن الذى أنزل يف وجوب

إليه، وبالثاىن تنزيله من السماء الدنيا إىل رسول اهلل صومه أو الذى أنزل يف شأنه فتكلف ال داعى

Page 381: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

صلى اهلل عليه وسلم جنوما يف ثالث وعشرين سنة. ويشكل على الزخمشري قوله تعاىل )وقال الذين كفروا لوال نزل عليه القرن مجلة واحدة( فقرن نزل جبملة واحدة، وقوله تعاىل )وقد نزل عليكم يف

هلل يكفر هبا( وذلك إشارة إىل قوله تعاىل )وإذا رأيت الذين خيوضون يف الكتاب أن إذا مسعتم آيات اآياتنا( اآلية، وهى آية واحدة. والنقل بالتضعيف مساعي يف القاصر كما مثلنا، وىف املتعدى لواحد حنو

" علمته احلساب، وفهمته املسالة " ومل يسمع يف املتعدى الثنني، وزعم احلريري أنه جيوز يف علم عدية الثنني أن ينقل بالتضعيف إىل ثالثة، وال يشهد له مساع وال قياس، املت

[525 ]

وظاهر قول سيبويه أنه مساعي مطلقا، وقيل: قياسي يف القاصر واملتعدي إىل واحد. السادس: التضمني، فلذلك عدى رحب وطلع إىل مفعول ملا تضمنا معىن وسع وبلغ، وقالوا: فرقت زيدا، و

لتضمنهما معىن خاف وامتهن أو أهلك. وخيتص التضمني عن غريه من املعديات بأنه قد )سفه نفسه( ينقل الفعل ] إىل [ أكثر من درجة، ولذلك عدى ألوت بقصر اهلمزة مبعىن قصرت إىل مفعولني بعد ما كان قاصرا، وذلك يف قوهلم " ال آلوك نصحا، وال آلوك جهدا " ملا ضمن معىن ال أمنعك، ومنه قوله تعاىل )ال يا لونكم خباال( وعدى أخرب وخرب وحدت وأنبأ ونبأ إىل ثالثة ملا ضمنت معىن أعلم وأرى

بعد ما كانت متعدية إىل واحد بنفسها وإىل آخر باجلار، حنو )أنبئهم بأمسائهم، فلما أنبأهم بأمسائهم( على سر، أي نكاح )نبؤىن بعلم(. السابع: إسقاط اجلار توسعا حنو )ولكن ال تواعدوهن سرا( أي

)أعجلتم أمر ربكم( أي عن أمره )واقعدوا هلم كل مرصد( أي عليه، وقول الزجاج إنه ظرف رده 3الفارسى بأنه خمتص باملكان الذى يرصد فيه، فليس مبهما، وقوله: * كما عسل الطريق الثعلب * ]

، وقوله إنه اسم لكل ما يقبل [ أي يف الطريق، وقول ابن الطراوة إنه ظرف مردود أيضا بأنه غري مبهماالستطراق فهو مبهم لصالحيته لكل موضع منازع فيه، بل هو اسم ملا هو مستطرق. وال حيذف اجلار

قياسا إال مع أن وأن، وأمهل النحويون هنا ذكر كى مع جتويزهم يف حنو " جثت كى تكرمين " أن تكون كى مصدرية والالم

Page 382: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[526 ] مين، وأجازوا أيضا كوهنا تعليلية وأن مضمرة بعدها، وال حيذف مع كى إال الم مقدرة واملعىن لكى تكر

العلة، الهنا ال يدخل عليها جار غريها، خبالف أختيها، قال اهلل تعاىل )وبشر الذين آمنوا وعملوا الصاحلات أن هلم جنات( )شهد اهلل أنه ال إله هو( أي بأن هلم، وبأنه )وترغبون أن تنكحوهن( أي يف

ويرغب أن يبىن املعاىل - 111أن، أو عن، على خالف يف ذلك بني املفسرين، ومما حيتملهما قوله: خالد * ويرغب أن يرضى صنيع االالئم أنشده ابن السيد، فإن قدر " يف " أوال و " عن " ثانيا هما فمدح، وإن عكس فذم، وال جيوز أن يقدر فيهما معا يف أو عن، للتناقض. وحمل أن وأن وصلت

بعد حذف اجلار نصب عند اخلليل وأكثر النحويني محال على الغالب فيما ظهر فيه االعراب مما حذف منه، وجوز سيبويه أن يكون احملل جرا، فقال بعد ما حكى قول اخلليل: ولو قال إنسان إنه جر

أن اخلليل يرى أن لكان قوال قويا، وله نظائر حنو قوهلم " اله أبوك " وأما نقل مجاعة منهم ابن مالك املوضع جر وأن سيبويه يرى أنه نصب فسهو. ومما يشهد ملدعى اجلر قوله تعاىل )وأن املساجد هلل فال تدعوا مع اهلل أحدا( )وأن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون( أصلهما ال تدعوا مع اهلل أحدا

ب الفعل عليه إذا كان أن وصلتها، ال الن املساجد هلل، وفاعبدون الن هذه. وال جيوز تقدمي منصو وما زرت ليلى أن تكون حبيبة * إىل، وال دين هبا أنا - 112تقول " أنك فاضل عرفت " وقوله:

طالبه

[521 ]

رووه خبفض " دين " عطفا على حمل " أن تكون "، إذ أصله الن تكون، وقد جياب بأنه عطف على مل على العطف على احملل أظهر من احلمل على العطف على توهم دخول الالم، وقد يعرتض بأن احل

التوهم، وجياب بأن القواعد ال تثبت باحملتمالت، وهنا معد ثامن ذكره الكوفيون، وهو حتويل حركة وأن يعرين إن كسى اجلوارى * فتنبو - 113العني، يقال: كسى زيد، بوزن فرح، فيكون قاصرا، قال:

فتحت السني صار مبعىن سرت وغطى، وتعدى إىل واحد، كقوله: ( فإذا1العني عن كرم عجاف )وأركب يف الروع خيفانة * كسا وجهها سعف منتشر أو مبعىن أعطى كسوه وهو الغالب، - 114

Page 383: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فيتعدى إىل اثنني، حنو كسوت زيدا جبة، قالوا: وكذلك شرتت عينه بكسر التاء قاصر مبعىن انقلب د ] مبعىن [ قلبها، وهذا عندنا من باب املطاوعة، يقال: شرته فشرت جفنها، وشرت اهلل عينه بفتحها متع

كما يقال ثرمه فثرم وثلمه فثلم، ومنه كسوته الثوب فكسيه، ومنه البيت، ولكن حذف فيه املفعول. * * * الباب اخلامس من الكتاب يف ذكر اجلهات الىت يدخل االعرتاض على املعرب من جهتها وهى

: أن يراعى ما يقتضيه ظاهر الصناعة وال يراعى املعىن، وكثريا ما تزل االقدام بسبب عشرة: اجلهة االوىل ذلك. وأول واجب على املعرب أن يفهم معىن ما يعربه، مفردا أو مركبا، وهلذا

أي ذوات كرم. )*( -بالراء كما يف اللسان وكامل املربد -( عن كرم 1)

[528 ]

على القول بأهنا من املتشابه الذى استأثر اهلل تعاىل بعلمه. ولقد حكى ىل ال جيوز إعراب فواتح السور ال يبعد اهلل التلبب والغارات إذ قال - 115أن بعض مشايح االقراء أعرب لتلميذ له بيت املفصل.

اخلميس: نعم فقال: نعم حرف جواب، مث طلبا حمل الشاهد يف البيت، فلم جيداه، فظهر ىل حينئذ انة يف نعم اجلوابية وهى نعم بكسر العني، وإمنا نعم هنا واحد االنعام، وهو خرب حملذوف، حسن لغة كن

عالم عطف " حبقلد " -وقد عرض اجتماعنا -أي هذه نعم، وهو حمل الشاهد. وسألين أبو حيان تقى نقى مل يكثر غنيمة * بنهكة ذى قرىب وال حبقلد فقلت: حىت أعرف ما - 116من قول زهري:

قلد، فنظرناه فإذا هو سئ اخللق، فقلت: هو معطوف على شئ متوهم، إذ املعىن ليس مبكثر احلغنيمة، فاستعظم ذلك. وقال الشلوبني: حكى ىل أن حنويا من كبار طلبة اجلزوىل سئل عن إعراب : )كاللة( من قوله تعاىل )وإن كان رجل يورث كاللة أو امرأة( فقال: أخربوين ما الكاللة، فقالوا له

الورثة إذا مل يكن فيهم أب فما عال وال ابن فما سفل، فقال: فهى إذا متييز، وتوجيه قوله أن يكون االصل: وإن كان رجل يرثه كاللة، مث حذف الفاعل وبىن الفعل للمفعول فارتفع الضمري واسترت، مث

ييز بالفاعل بعد جئ بكاللة متييزا، ولقد أصاب هذا النحوي يف سؤاله، وأخطأ يف جوابه، فإن التمحذفه نقض للغرض الذى حذف الجله، وتراجع عما بنيت اجلملة عليه من طى ذكر الفاعل فيها،

Page 384: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وهلذا ال يوجد يف كالمهم مثل ضرب أخوك رجال، وأما قراءة من قرأ )يسبح له فيها بالغدو واآلصال ذكر يف مجلة أخرى غري فالذي سوغ فيها أن يذكر الفاعل بعد ما حذف أنه إمنا -رجال( بفتح الباء

يبسط - 111الىت حذف فيها. وكإعراب هذا املعرب كاللة متييزا قول بعضهم يف هذا البيت: لالضياف وجها رحبا * بسط ذراعيه لعظم كلبا

[521 ]

إن االصل كما بسط كلب ذراعيه، مث جئ باملصدر وأسند للمفعول فرفع، مث أضيف إليه، مث جئ الصواب يف اآلية أن )كاللة( بتقدير مضاف، أي ذا كاللة، وهو إما حال من ضمري بالفاعل متييزا. و

)يورث( فكان ناقصة، ويورث خرب، أو تامة فيورث صفة، وإما خرب فيورث صفة، ومن فسر الكاللة بامليت الذى مل يرتك ولدا وال والدا فهى أيضا حال أو خرب، ولكن ال حيتاج إىل تقدير مضاف، ومن

لقرابة فهى مفعول الجله. أما البيت فتخرجيه على القلب، وأصله كما بسط ذراعاه كلبا، مث فسرها باجئ باملصدر وأضيف للفاعل املقلوب عن املفعول، وانتصب كلبا على املفعول املقلوب عن الفاعل.

لفساد، وها أنا مورد بعون اهلل أمثلة مىت بىن فيها على ظاهر اللفظ ومل ينظر يف موجب املعىن حصل اوبعض هذه االمثلة وقع للمعربني فيه وهم هبذا السبب، وسرتي ذلك معينا. فأحدها: قوله تعاىل:

)أصلواتك تأمرك أن نرتك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل يف أموالنا ما نشاء( فإنه يتبادر إىل الذهن عطف اهلم ما يشاؤن، وإمنا هو )أن نفعل( على )أن نرتك(، وذلك باطل، النه مل يأمرهم أن يفعلوا يف أمو

بالتاء ال -عطف على ما، فهو معمول للرتك، واملعىن أن نرتك أن نفعل، نعم من قرأ تفعل وتشاء فالعطف على )أن نرتك(، وموجب الوهم املذكور أن املعرب يرى أن والفعل مرتني، وبينهما -بالنون

( أبا يزيد مقاتال * أدع القتال 1) حرف العطف. ونظري هذا سواء أن يتوهم يف قوله: لن ما رأيت [ 461وأشهد اهليجاء ]

إخل " لقصد االلغاز، ليسأل " أين جواب ملا " -[ " ملا رأيت 283( كتبت يف فصل ملا ] ص 1)

كما قال املؤلف هناك، وحقيقته أن يكتب كما هنا. )*(

Page 385: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[533 ]

، وقد بينت يف فصل ملا أن ذلك خطأ، وأن أن الفعلني متعاطفان، حني يرى فعلني مضارعني منصوبني" أدع " منصوب بلن، وأشهد معطوف على القتال. الثاين: قوله تعاىل: )وإىن خفت املواىل من ورائي( فإن املتبادر تعلق من خبفت، وهو فاسد يف املعىن، والصواب تعلقه باملواىل، ملا فيه من معىن الوالية، أي

فتهم، أو مبحذوف هو حال من املواىل أو مضاف إليهم، أي خفت واليتهم من بعدى وسوء خالكائنني من ورائي، أو فعل املواىل من ورائي، وأما من قرأ )خفت( بفتح اخلاء وتشديد الفاء وكسر التاء

فمن متعلقة بالفعل املذكور. الثالث: قوله تعاىل )وال تسأموا أن تكتبوه صغريا أو كبريا إىل أجله( فإن ق إىل بتكتبوه، وهو فاسد، القتضائه استمرار الكتابة إىل أجل الدين، وإمنا هو حال، أي املتبادر تعل

مستقرا يف الذمة إىل أجله. ونظريه قوله تعاىل: )فأماته اهلل مائة عام( فإن املتبادر انتصاب مائة بأماته، والصواب أن يضمن وذلك ممتنع مع بقائه على معناه الوضعي، الن االمانة سلب احلياة وهى ال متتد،

أماته معىن ألبثه، فكأنه قيل فألبثه اهلل باملوت مائة عام، وحينئذ يتعلق به الظرف مبا فيه من املعىن العارض له بالتضمني، أي معىن اللبث ال معىن االلباث، النه كاالماتة يف عدم االمتداد، فلو صح

مبنزلته يف قوله تعاىل )قال لبثت يوما أو ذلك لعلقناه مبا فيه من معناه الوضعي، ويصري هذا التعلقبعض يوم، قال بل لبثت مائة عام(. وفائدة التضمني: أن يدل بكلمة واحدة على معىن كلمتني،

يدلك على ذلك أمساء الشرط واالستفهام. ونظريه أيضا قوله عليه الصالة والسالم: )كل مولود يولد انه وينصرانه " ال جيوز أن يعلق حىت على الفطرة حىت يكون أبواه مها اللذان يهود

[531 ]

بيولد، الن الوالدة ال تستمر إىل هذه الغاية، بل الذى يستمر إليها كونه على الفطرة، فالصواب تعليقها مبا تعلقت به على، وأن على متعلقة بكائن حمذوف منصوب على احلال من الضمري يف بولد،

تركت بنا لوحا، ولو شئت جادنا * بعيد الكرى ثلج - 118 ويولد خرب كل. الرابع: قول الشاعر:بكرمان ناصح فإن املتبادر تعلق بعيد الكرى جباد، والصواب تعليقه مبا يف ثلج من معىن بارد، إذ املراد

Page 386: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وصفها بأن ريقها يوجد عقب الكرى باردا، فما الظن به يف غري ذلك الوقت ؟ ال أنه يتمىن أن جتود العطش. اخلامس: قوله -بفتح الالم -لكرى دون ما عداه من االوقات، واللوح له ] به بعيد [ ا

تعاىل )فلما بلغ معه السعي( فإن املتبادر تعلق مع ببلغ، قال الزخمشري: أي فلما بلغ أن يسعى مع أبيه عي، يف أشغاله وحوائجه، قال: وال يتعلق مع ببلغ، القتضائه أهنما ] بلغا [ معا حد السعي، وال بالس

الن صلة املصدر ال تتقدم عليه، وإمنا هي متعلقة مبحذوف على أن يكون بيانا، كأنه قيل: فلما بلغ احلد الذى يقدر فيه على السعي، فقيل: مع من ؟ فقيل: مع أعطف الناس عليه وهو أبوه، أي أنه مل

ل رسالته( فإن يستحكم قوته حبيث يسعى مع غري مشفق. السادس: قوله تعاىل )اهلل أعلم حيث جيعاملتبادر أن حيث ظرف مكان، النه املعروف يف استعماهلا، ويرده أن املراد أنه تعاىل يعلم املكان

املستحق للرسالة، ال أن علمه يف املكان، فهو مفعول، ال مفعول فيه، وحينئذ ال ينتصب بأعلم إال ذوفا دل عليه أعلم. ( حم1على قول بعضهم بشرط تأويله بعامل، والصواب انتصابه بيعلم )

. )*( 131( ارجع إىل مبحث حيث يف ص 1)

[532 ]

السابع: قوله تعاىل )فخذ أربعة من الطري فصرهن إليك( فإن املتبادر تعلق إىل بصرهن، وهذا ال يصح إذا فسر صرهن بقطعهن، وإمنا تعلقه خبذ، وأما إن فسر بأملهن فالتعلق به، وعلى الوجهني جيب تقدير

ف، أي إىل نفسك، النه ال يتعدى فعل املضمر املتصل إىل ضمريه املتصل إال يف باب ظن حنو مضا)أن رآه استغىن( )فال حيسبنهم مبفازة( فيمن ضم الباء، وجيب تقدير هذا املضاف يف حنو )وهزى إليك

جبذع النخلة( )واضمم إليك جناحك من الرهب( )أمسك عليك زوجك( وقوله: هون عليك فإن [ قوله 242[ وقوله: * ودع عنك هنبا صيح يف حجراته * ] 232مور * بكف االله مقاديرها ] اال

" حجراته " بفتحتني أي نواحيه، وقول ابن عصفور إن عن وعلى يف ذلك امسان كما يف قوله: * [ وقوله: فلقد أراىن للرماح دريئة * من عن مييىن مرة 231غدت من عليه بعد ما مت ضمؤها * ]

[ دفعا للمحذور املذكور وهم، الن معىن على االمسية فوق، ومعىن عن االمسية 243أمامي ] و

Page 387: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جانب، وال يتأتيان هنا، والن ذلك ال يتأتى مع إىل، الهنا ال تكون امسا الثامن: قوله تعاىل )حيسبهم مىت ظنهم ظان قد اجلاهل أغنياء من التعفف( فإن املتبادر تعلق من بأغنياء جملاورته له، ويفسده أهنم

استغنوا من تعففهم

[533 ]

علم أهنم فقراء من املال، فال يكون جاهال حباهلم، وإمنا هي متعلقة بيحسب، وهى للتعليل. التاسع: قوله تعاىل )أمل تر إىل املال من بىن إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا( فإن املتبادر تعلق إذ بفعل الرؤية،

علمه أو نظره إليهم يف ذلك الوقت، وإمنا العامل مضاف حمذوف، أي أمل تر إىل ويفسده أنه مل ينتهقصتهم أو خربهم، إذ التعجب إمنا هو من ذلك، ال من ذواهتم. العاشر: قوله تعاىل )فمن شرب منه

فليس مىن، ومن مل يطعمه فإنه مىن إال من اغرتف غرفة( فإن املتبادر تعلق االستثناء باجلملة الثانية،وذلك فاسد، القتضائه أن من اغرتف غرفة بيده ليس منه، وليس كذلك، بل ذلك مباح هلم، وإمنا هو مستثىن من االوىل، ووهم أبو البقاء يف جتويزه كونه مستثىن من الثانية، وإمنا سهل الفصل باجلملة الثانية

ضى مفهومه أن من مل يطعمه الهنا مفهومة من االوىل املفصولة، النه إذا ذكر أن الشارب ليس منه اقتمنه، فكان الفصل به كال فصل. احلادى عشر: قوله تعاىل )فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق( فإن املتبادر تعلق إىل باغسلوا، وقد رده بعضهم بأن ما قبل الغاية البد أن يتكرر قبل الوصول إليها،

ات( وغسل اليد ال يتكرر قبل الوصول إىل املرفق، تقول " ضربته إىل أن مات " وميتنع )قتلته إىل أن مالن اليد شاملة لرؤوس االنامل واملناكب وما بينهما، قال: فالصواب تعلق إىل بأسقطوا حمذوفا،

ويستفاد من ذلك دخول املرافق يف الغسل، الن االسقاط قام االمجاع على أنه ليس من االنامل، بل ، والغالب أن ما بعد إىل يكون غري داخل، خبالف حىت، وإذا مل من املناكب، وقد انتهى إىل املرافق

يدخل يف االسقاط بقى داخال يف املأمور

[534 ]

Page 388: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بغسله، وقال بعضهم: االيدى يف عرف الشرع اسم لالكف فقط، بدليل آية السرقة، وقد صح اخلرب سريا للمراد بااليدي يف آية باقتصاره صلى اهلل عليه وسلم يف التيمم على مسح الكفني، فكان ذلك تف

التيمم. قال: وعلى هذا فإىل غاية للغسل، ال لالسقاط، قلت: وهذا إن سلم فالبد من تقدير حمذوف أيضا، أي ومدوا الغسل إىل املرافق، إذ ال يكون غسل ما وراء الكف غاية لغسل الكف. الثاين عشر:

اقه محامه دون املدى فإن املتبادر تعلق إىل إن امرأ القيس جرى إىل مدى فاعت - 111قول ابن دريد: جبرى، ولو كان كذلك لكان اجلرى قد انتهى إىل ذلك املدى، وذلك مناقض لقوله: * فاعتاقه محامه

دون املدى * وإمنا " إىل مدى " متعلق بكون خا ص منصوب على احلال، أي طالبا إىل مدى، ونظريه لها رب العلى * ملا دحا تربتها على البىن فإن قوله " ينوى الىت فض - 183قوله أيضا يصف احلاج.

على البىن " متعلق بأبعد الفعلني، وهو فضل، ال بأقرهبما وهو دحا مبعىن بسط، لفساد املعىن. الثالث عشر: ما حكاه بعضهم من أنه مسع شيخا يعرب لتلميذه )قيما( من قوله تعاىل )ومل جيعل له عوجا

لت له: يا هذا كيف يكون العوج قيما ؟ وترمحت على من وقف من القراء قيما( صفة لعوجا، قال: فقعلى ألف التنوين يف )عوجا( وقفة لطيفة دفعا هلذا التوهم، وإمنا )قيما( حال: إما من اسم حمذوف هو

وعامله، أي أنزله

[535 ]

قالوا: وال تكون قيما، وإما من الكتاب، ومجلة النفى معطوفة على االول ومعرتضة على الثاين، معطوفة، لئال يلزم العطف على الصلة قبل كماهلا، وإما من الضمري اجملرور بالالم إذا أعيد إىل الكتاب

ال إىل جمرور على، أو مجلة النفى وقيما حاالن من الكتاب، على أن احلال يتعدد، وقياس قول ون احلال كذلك، ال يقال: قد صح ذلك الفارسى يف اخلرب إنه ال يتعدد خمتلفا باالفراد واجلملة أن يك

يف النعت حنو )وهذا ذكر مبارك أنزلناه( بل قد ثبت يف احلال يف حنو )ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى( مث قال سبحانه )وال جنبا( الن احلال باخلرب أشبه " من مث اختلف يف تعددمها، واتفق على تعدد

ال، وقيل: املنفية حال، و )قيما( بدل منها، عكس " النعت، وأما )جنبا( فعطف على احلال، ال حعرفت زيدا أبو من هو ". الرابع عشر: قول بعضهم يف )أحوى( إنه صفة لغثاء، وهذا ليس بصحيح

Page 389: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

على االطالق، بل إذا فسر االحوى باالسود من اجلفاف واليبس، وأما إذا فسر باالسود من شدة جعله صفة لغثاء كجعل قيما صفة لعوجا، وإمنا الواجب أن اخلضرة لكثرة الرى كما فسر )مدهامتان( ف

تكون حاال من املرعى وأخر لتناسب الفواصل. اخلامس عشر: قول بعضهم يف قوله تعاىل )فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا خنرج منه حبا مرتاكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من

عطف على قنوان، وهذا يقتضى أن جنات االعناب خترج من طلع أعناب( فيمن رفع )جنات( إنهالنخل، وإمنا هو مبتدأ بتقدير: وهناك جنات، أو وهلم جنات، ونظريه قراءة من قرأ )وحور عني( بالرفع بعد قوله تعاىل )يطاف عليهم بكأس من معني( أي وهلم حور، وأما قراءة السبعة )وجنات( بالنصب

شئ( وهو من باب )ومالئكته وجربيل وميكال(. فبالعطف على )نبات كل

[536 ]

السادس عشر: قول ابن السيد يف قوله تعاىل )من استطاع إليه سبيال( إن )من( فاعل باملصدر، ويرده أن املعىن حينئذ وهلل على الناس أن حيج املستطيع، فيلزم تأثيم مجيع الناس إذا ختلف مستطيع عن

عىن ضعف من جهة الصناعة، الن االتيان بالفاعل بعد إضافة املصدر إىل احلج، وفيه مع فساد املأفىن تالدى وما مجعت من نشب * قرع القواقيز - 181املفعول شاذ، حىت قيل: إنه ضرورة كقوله:

أفواه االباريق فيمن رواه برفع أفواه، واحلق جواز ذلك يف النثر، إال أنه قليل، ودليل اجلواز هذا البيت، روى بالرفع مع التمكن من النصب وهى الرواية االخرى، وذلك على أن القواقيز الفاعل، واالفواه فإنه

مفعول، وصح الوجهان الن كال منهما قارع ومقروع، ومن جميئه يف النثر احلديث " وحج البيت من ، واملشهور استطاع إليه سبيال " وال يتأتى فيه ذلك االشكال، النه ليس فيه ذكر الوجوب على الناس

يف )من( يف اآلية أهنا بدل من الناس بدل بعض، وجوز الكسائي كوهنا مبتدأ، فإن كانت موصولة فخربها حمذوف، أو شرطية فاحملذوف جواهبا، والتقدير عليهما: من استطاع فليحج، وعليهن فالعموم

ويلتا أعجزت أن أكون خمصص إما بالبدل أو باجلملة. السابع عشر: قول الزخمشري يف قوله تعاىل )يامثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخى( إن انتصاب )أوارى( يف جواب االستفهام، ووجه فساده أن

جواب الشئ مسبب عنه، واملواراة ال تتسبب عن العجز وإمنا انتصابه بالعطف على )أكون( ومن هنا

Page 390: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ء فتصبح االرض خمضرة( الن امتنع نصب )تصبح( يف قوله تعاىل )أمل تر أن اهلل أنزل من السماء ما إصباح االرض خمضرة ال يتسبب عن رؤية إنزال املطر، بل عن االنزال نفسه، وقيل: إمنا مل ينصب

[531 ]

الن )أمل تر( يف معىن قد رأيت، أي أنه استفهام تقريري مثل )أمل نشرح( وقيل: النصب جائز كما يف قلوب( ولكن قصد هنا إىل العطف على )أنزل( على قوله تعاىل )أفلم يسريوا يف االرض فتكون هلم

تأويل تصبح بأصبحت، والصواب القول االول، وليس )أمل تر( مثل )أفلم يسريوا( ملا بيناه. الثامن عشر: قول بعضهم يف )فلوال نصرهم الذين اختذوا من دون اهلل قربانا آهلة( إن االصل اختذوهم قربانا،

وآهلة بدل من قربانا، وقال الزخمشري: إن ذلك فاسد يف املعىن، وإن وإن الضمري وقربانا مفعوالن،الصواب أن آهلة هو املفعول الثاين، وأن قربانا حال، ومل يبني وجه فساد املعىن، ووجهه أهنم إذا ذموا

على اختاذهم قربانا من دون اهلل اقتضى مفهومه احلث على أن يتخذوا اهلل سبحانه قربانا، كما أنك إذا لت " أتتخذ فالنا معلما دوين ؟ " كنت آمرا له أن يتخذك معلما له دونه، واهلل تعاىل يتقرب إليه ق

بغريه، وال يتقرب به إىل غريه، سبحانه التاسع عشر: قول املربد يف قوله تعاىل )أو جاءوكم حصرت بأن حتصر صدورهم( إن مجلة )حصرت صدورهم( مجلة دعائية، ورده الفارسى بأنه ال يدعى عليهم

صدورهم عن قتال قومهم، ولك أن جتيب بأن املراد الدعاء عليهم بأن يسلبوا أهلية القتال حىت ال يستطيعوا أن يقاتلوا أحدا البتة. املتمم العشرين: قول أىب احلسن يف قوله تعاىل )ولبثوا يف كهفهم

ث، أو جمرورا بدال من مائة، ثالمثائة سنني( فيمن نون مائة إنه جيوز كون سنني منصوبا بدال من ثالوالثاىن مردود، فإنه إذا أقيم مقام مائة فسد املعىن. احلادى والعشرون: قول املربد يف )لو كان فيهما آهلة إال اهلل لفسدتا(: إن اسم اهلل تعاىل بدل من آهلة، ويرده أن البدل يف باب االستثناء مستثىن موجب له

إخراج، و " ما قام أحد إال زيد " مفيد الخراج احلكم، أما االول فالن االستثناء،

[538 ]

Page 391: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زيد، وأما الثاين فالنه كلما صدق " ما قام أحد إال زيد " صدق " قام زيد " واسم اهلل تعاىل هنا ليس مبستثىن وال موجب له احلكم، أما االول فالن اجلمع املنكر ال عموم له فيستثىن منه، والن املعىن حينئذ

يهما آهلة مستثىن منهم اهلل لفسدتا، وذلك يقتضى أنه لو كان فيهما آهلة فيهم اهلل مل يفسدا، لو كان فوإمنا املراد أن الفساد يرتتب على تقدير التعدد مطلقا، وأما أنه ليس مبوجب له احلكم فالنه لو قيل لو

معنا رجل إال زيد لغلبنا كان فيهما اهلل لفسدتا مل يستقم. وهذا البحث يأيت يف مثال سيبويه " لو كان" الن رجال ليس بعام فيستثىن منه، والنه لو قيل لو كان معنا مجاعة مستثىن منهم زيد لغلبنا اقتضى

أنه لو كان معهم مجاعة فيهم زيد مل يغلبوا، وهذا وإن كان معىن صحيحا إال أن املراد إمنا هو أن زيدا ية واملفرد يف املثال غري عامني، الهنما واقعان يف سياق وحده كاف. فإن قيل: ال نسلم أن اجلمع يف اآل

لو، وهى لالمتناع، واالمتناع انتفاء. قلت: لو صح ذلك لصح أن يقال لو كان فيهما من أحد، ولو جاءين ديار ولو جاءين فأكرمه بالنصب لكان كذا وكذا، والالزم ممتنع. الثاين والعشرون: قول أىب

فاه إىل يف " إن انتصاب فاه على إسقاط اخلافض، أي من فيه، ورده احلسن االخفش يف " كلمته املربد فقال: إمنا يتكلم االنسان من يف نفسه ال من يف غريه، وقد يكون أبو احلسن إمنا قال ذلك يف " كلمين فاه إىل يف " أو قاله يف ذلك ومحله على القلب لفهم املعىن، فال يرد عليه سؤال أىب العباس،

أظلوم إن مصابكم - 182إىل مثال غري هذا. حكى عن اليزيدى أنه قال يف قول العرجى: فلنعدل [ 613رجال * رد السالم حتية ظلم ] ص

[531 ]

إن الصواب رجل بالرفع خرب الن، وعلى هذا االعراب يفسد املعىن املراد يف البيت، وال يتحصل له . رووا عن أىب عثمان املازىن أن بعض أهل الذمة بذل معىن ألبتة، وله حكاية مشهورة بني أهل االدب

له مائة دينار على أن يقرئه كتاب سيبويه، فامتنع من ذلك مع ما كان به من شدة احتياج، فالمه تلميذه املربد، فأجابه بأن الكتاب مشتمل على ثلثمائة وكذا وكذا آية من كتاب اهلل تعاىل، فال ينبغى

قدر أن غنت جارية حبضرة الواثق هبذا البيت، فاختلف احلاضرون يف نصب متكني ذمى من قراءهتا، مثرجل ورفعه، وأصرت اجلارية على النصب، وزعمت أهنا قرأته على أىب عثمان كذلك، فأمر الواثق

Page 392: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بإشخاصه من البصرة، فلما حضر أوجب النصب، وشرحه بأن مصابكم مبعىن إصابتكم، ورجال يتم املعىن بدونه، قال: فأخذ اليزيدى يف معارضيت، فقلت له: هو مفعوله، وظلم اخلرب، وهلذا ال

كقولك " إن ضربك زيدا ظلم " فاستحسنه الواثق، مث أمر له بألف دينار، ورده مكرما، فقال للمربد: تركنا هلل مائة دينار فعوضنا ألفا. اجلهة الثانية: أن يراعى املعرب معىن صحيحا، وال ينظر يف صحته يف

ة، وها أنا مورد لك أمثلة من ذلك. أحدها: قول بعضهم يف )ومثودا فما أبقى( إن مثودا مفعول الصناعمقدم، وهذا ممتنع، الن ملا النافية الصدر، فال يعمل ما بعدها فيما قبلها، وإمنا هو معطوف على

النه شعر، [ 131)عادا( أو هو بتقدير وأهلك مثودا، وإمنا جاء: * وحنن عن فضلك ما استغنينا * ] مع أن املعمول ظرف، وأما قراءة عمرو بن فائد )من شر ما خلق( بتنوين شر، فما بدل من شر،

بتقدير مضاف، أي من شر شر ما خلق، وحذف الثاين لداللة االول.

[543 ]

الثاين: قول بعضهم يف إذ من قوله تعاىل )إن الذين كفروا ينادون ملقت اهلل أكرب من مقتكم أنفسكمإذ تدعون إىل االميان فتكفرون( إهنا ظرف للمقت االول، أو للثاين، وكالمها ممنوع، أما امتناع تعليقه بالثاين فلفساد املعىن، الهنم مل ميقتوا أنفسهم ذلك الوقت، وإمنا ميقتوهنا يف اآلخرة، ونظريه قول من

صواب اجلزم بأنه خطأ، الن زعم يف )يوم جتد( إنه ظرف ليحذركم، حكاه مكى، قال: وفيه نظر، والالتحذير يف الدنيا ال يف اآلخرة، وال يكون مفعوال به ليحذركم كما يف )وأنذرهم يوم اآلزفة( الن حيذر

-قد استوىف مفعوليه، وإمنا هو نصب مبحذوف تقديره اذكروا أو احذروا، وأما امتناع تعليقه باالول فصل بني املصدر ومعموله باألجنيب، وهلذا قالوا يف فالستلزامه ال -وهو رأى مجاعة منهم الزخمشري

وهن وقوف ينتظرن قضاءه * بضاحى غداة أمره وهو ضامز إن الباء متعلقة بقضائه، ال - 183قوله: بوقوف وال بينتظرن، لئال يفصل بني قضائه وأمره باألجنيب، وال حاجة إىل تقدير ابن الشجرى وغريه

ما يعمل، ونظري ما لزم الزخمشري هنا ما لزمه إذ علق )يوم تبلى أمره معموال لقضى حمذوفا لوجودالسرائر( بالرجع من قوله تعاىل )إنه على رجعه لقادر( وإذ علق أياما بالصيام من قوله تعاىل )كتب

عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات( فإن يف االوىل الفصل

Page 393: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ر، وىف الثاين الفصل مبعمول كتب وهو كما كتب. فإن قيل: لعله يقدر )كما كتب( خبرب إن وهو لقادصفة للصيام، فال يكون متعلقا بكتب. قلنا: يلزم حمذور آخر، وهو إتباع املصدر قبل أن يكمل

معموله، ونظري الالزم له على هذا التقدير ما لزمه إذ قال يف قوله تعاىل )وصد عن سبيل اهلل

[541 ]

وكفر به واملسجد احلرام(: إن املسجد عطف على سبيل اهلل، وإنه حينئذ من مجلة معمول املصدر، وقد عطف )كفر( على املصدر قبل جميئه. والصواب أن الظروف الثالثة متعلقة مبحذوف، أي مقتكم إذ

ىل ال تتقيد تدعون، وصوموا أياما، ويرجعه يوم تبلى السرائر، وال ينتصب يوم بقادر، الن قدرته تعابذلك اليوم وال بغريه، ونظريه يف التعلق مبحذوف )يوم يرون املالئكة ال بشرى يومئذ للمجرمني( أال

ترى أن اليوم لو علق ببشرى مل يصح من وجهني: أنه مصدر، وأنه اسم لال، وأما )أال يوم يأتيهم ليس واب أن خفض )املسجد( بباء مصروفا عنهم( فعلى اخلالف يف جواز تقدم منصوب ليس عليها. والص

حمذوفة لداللة ما قبلها عليها، ال بالعطف، وجمموع اجلار واجملرور عطف على )به(، وال يكون خفض املسجد بالعطف على اهلاء، النه ال يعطف على الضمري املخفوض إال بإعادة اخلافض. ومن أمثلة

ن تسعدا والدمع أشفاه سامجه وقد وفاؤ كما كالربع أشجاه طامسه * بأ - 184ذلك قول املتنيب: سأل أبو الفتح املتنيب عنه، فأعرب " وفاؤكما كالربع " مبتدأ وخربه، وعلق الباء بوفاؤكما، فقال له:

لسنا كمن جعلت إباد دارها * تكريت - 185كيف خترب عن اسم مل يتم ؟ فأنشده قول الشاعر: جمئ معمول جعلت وهو دارها، والصواب تعليق متنع حبها أن حيصدا أي أن " إباد " بدل من من قبل

دارها وبأن تسعدا مبحذوف، أي جعلت ووفيتما، ومعىن البيت وفاؤكما

[542 ]

يا صاحيب مبا وعدمتاين به من االسعاد بالبكاء عند ربع االحبة إمنا يسليىن إذا كان يدمع ساجم، أي ان دارسا. الثالث: تعليق مجاعة الظروف من هامل، كما أن الربع إمنا يكون أبعث على احلزن إذا ك

قوله تعاىل: )ال عاصم اليوم من أمر اهلل( )ال تثريب عليكم اليوم( ومن قوله عليه الصالة والسالم: " ال

Page 394: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مانع ملا أعطيت، وال معطى ملا منعت " باسم ال، وذلك باطل عند البصريني، الن اسم ال حينئذ لتعليق يف ذلك مبحذوف إال عند البغداديني، وقد مضى. والرابع: مطول، فيجب نصبه وتنوينه، وإمنا ا

وهو عكس ذلك: تعليق بعضهم الظرف من قوله تعاىل: )ولوال فضل اهلل عليكم( مبحذوف: أي كائن عليكم، وذلك ممتنع عند اجلمهور، وإمنا هو متعلق باملذكور وهو الفضل، الن خرب املبتدأ بعد لوال

[ اخلامس: قول 442املعرى يف قوله: * فلوال الغمد ميسكه لساال * ] واجب احلذف، وهلذا حلنبعضهم يف )ومن ذريتنا أمة مسلمة لك(: إن الظرف كان صفة المة، مث قدم عليها فانتصب على

احلال، وهذا يلزم منه الفصل بني العاطف واملعطوف باحلال، وأبو على ال جييزه بالظرف، فما الظن هة باملفعول به ؟ ومثله قول أىب حيان يف )فاذكروا اهلل كذكركم آباءكم أو أشد باحلال الىت هي شبي

ذكرا( إن )أشد( حال كان يف االصل صفة لذكرا. السادس: قول احلوىف: إن الباء من قوله تعاىل )فناظرة مب يرجع املرسلون( متعلقة بناظرة، ويرده أن االستفهام له الصدر، ومثله قول ابن عطية

[543 ]

يف )قاتلهم اهلل أىن يؤفكون(: إن أىن ظرف لقاتلهم اهلل، وأيضا فيلزم كون يؤفكون ال موقع هلا حينئذ، والصواب تعلقهما مبا بعدمها. ونظريمها قول املفسرين يف )مث إذا دعاكم دعوة من االرض إذا أنتم

بعدها، حكى ذلك عنهم أبو خترجون(: إن املعىن إذا أنتم خترجون من االرض، فعلقوا ما قبل إذا مباحامت يف كتاب الوقف واالبتداء، وهذا ال يصح يف العربية. وقول بعضهم يف )ملعونني أينما ثقفوا أخذوا(: إن ملعونني حال من معمول ثقفوا أو أخذوا، ويرده أن الشرط له الصدر. والصواب أنه

رونك( فمردود، الن الصحيح أنه ال منصوب على الذم، وأما قول أىب البقاء إنه حال من فاعل )جياو يستثىن بأداة واحدة دون عطف شيئان. وقول آخر يف )وكانوا فيه من الزاهدين(: إن يف متعلقة

بزاهدين املذكور، وهذا ممتنع إذا قدرت أل موصولة وهو الظاهر، الن معمول الصلة ال يتقدم على حمذوفا مدلوال عليه باملذكور، أو بالكون املوصول، فيجب حينئذ تعلقها بأعىن حمذوفة، أو بزاهدين

احملذوف الذى تعلق به من الزاهدين، وأما إن قدرت أل للتعريف فواضح. السابع: قول بعضهم يف ابعد بعدت بياضا ال بياض له * النت أسود يف عيىن من الظلم - 186بيت املتنيب خياطب الشيب:

Page 395: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يل، وذلك ممتنع يف االلوان، والصحيح أن " من إن من متعلقة بأسود، وهذا يقتضى كونه اسم تفضيلقاك مرتديا بأمحر من دم - 181الظلم " صفة السود، أي أسود كائن من مجلة الظلم، وكذا قوله:

* ذهبت خبضرته الطلى واالكبد

[544 ]

دم صار " من دم " إما تعليل، أي أمجر من أجل التباسه بالدم، أو صفة كأن السيف لكثرة التباسه بالدما. الثامن: قول بعضهم يف " سقيا لك " إن الالم متعلقة بسقيا، ولو كان كذا لقيل سقيا إياك، فإن

سقى يتعدى بنفسه. فإن قيل: الالم للتقوية مثل )مصدقا ملا معهم(. فالم التقوية ال تلزم، ومن هنا ن هلم ليس متعلقا باملصدر. امتنع يف )والذين كفروا فتعسا هلم( كون الذين نصبا على االشتغال، ال

التاسع: قول الزخمشري يف )ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله(: إنه من اللف والنشر، وإن املعىن منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، وهذا يقتضى أن يكون النهار معموال

وهو بالليل، وهذا ال جيوز يف الشعر، فكيف يف لالبتغاء مع تقدميه عليه، وعطفه على معمول منامكمأفصح الكالم ؟ وزعم عصرى يف تفسري له على سوريت البقرة وآل عمران يف قوله تعاىل: )جيعلون

أصابعهم يف آذاهنم من الصواعق حذر املوت( أن )من( متعلقة حبذر أو باملوت، وفيهما تقدمي معمول املضاف إليه على املضاف، وحامله على ذلك أنه لو علقه املصدر، وىف الثاين أيضا تقدمي معمول

بيجعلون وهو يف موضع املفعول له لزم تعدد املفعول له من غري عطف، إذ كان حذر املوت مفعوال له، وقد أجيب بأن االول تعليل للجعل مطلقا، والثاىن تعليل له مقيدا باالول، واملطلق واملقيد غريان،

، وإن احتد يف اللفظ، والصواب أن حيمل على أن املنام يف الزمانني واالبتغاء فاملعلل متعدد يف املعىنفيهما. العاشر: قول بعضهم يف )قليال ما يؤمنون(: إن ما مبعىن من، ولو كان كذلك لرفع قليل على

أنه خرب.

[545 ]

Page 396: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الشأن، وأن احلادى عشر: قول بعضهم يف )وما هو مبزحزحه من العذاب أن يعمر(: إن هو ضمري يعمر: مبتدأ، ومبزحزحه: خرب، ولو كان كذلك مل يدخل الباء يف اخلرب. ونظريه قول آخر يف حديث

بدء الوحى " ما أنا بقارى ": إن ما استفهامية مفعولة لقارئ، ودخول الباء يف اخلرب يأىب ذلك. الثاين ك: إنه جيوز كون الشرط متصال عشر: قول الزخمشري يف )أينما تكونوا يدرككم املوت( فيمن رفع يدر

مبا قبله، أي وال تظلمون فتيال أينما تكونوا: يعىن فيكون اجلواب حمذوفا مدلوال عليه مبا قبله، مث يبتدئ )يدرككم املوت ولو كنتم يف بروج مشيدة( وهذا مردود بأن سيبويه وغريه من االئمة نصوا على أنه ال

" أنت ظامل إن فعلت " وال تقول " أنت ظامل إن تفعل حيذف اجلواب إال وفعل الشرط ماض، تقول" إال يف الشعر، وأما قول أىب بكر يف كتاب االصول: إنه يقال " آتيك إن تأتين " فنقله من كتب

الكوفيني، وهم جييزون ذلك، ال على احلذف، بل على أن املتقدم هو اجلواب، وهو خطأ عند عشر: قول بعضهم يف )باالخسرين أعماال(: إن )أعماال( أصحابنا، الن الشرط له الصدر. الثالث

مفعول به، ورده ابن خروف بأن خسر ال يتعدى كنقيضه ربح، ووافقه الصفار مستدال بقوله تعاىل: )كرة خاسرة( إذ مل يرد أهنا خسرت شيئا، وثالثتهم ساهون، الن اسم التفضيل ال ينصب املفعول به،

لذين خسروا أنفسهم( )خسر الدنيا واآلخرة( وأما خاسرة فكأنه على والن خسر متعد، ففى التنزيل )االنسب أي ذات خسر، وربح أيضا يتعدى فيقال: ربح دينارا، وقال سيبويه: أعماال مشبه باملفعول به، ويرده أن اسم التفضيل ال يشبه باسم الفاعل، النه ال تلحقه عالمات الفروع إال بشرط، والصواب أنه

متييز.

[546 ]

اجلهة الثالثة: أن خيرج على ما مل يثبت يف العربية، وذلك إمنا يقع عن جهل أو غفلة، فلنذكر منه أمثلة. أحدها: قول أىب عبيدة يف )كما أخرجك ربك من بيتك باحلق( إن الكاف حرف قسم، وإن

ه هذا القول املعىن: االنفال هلل والرسول والذى أخرجك، وقد شنع ابن الشجرى على مكى يف حكايتوسكوته عنه قال: ولو أن قائال قال " كاهلل الفعلن " الستحق أن يبصق يف وجهه. ويبطل هذه املقالة

أربعة أمور، أن الكاف مل جتئ مبعىن واو القسم، وإطالق " ما " على اهلل سبحانه وتعاىل، وربط

Page 397: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اهلل يف كل موطن [ * ] املوصول بالظاهر وهو فاعل أخرج وباب ذلك الشعر كقوله: ] فيا رب أنت[ ووصله بأول السورة مع تباعد ما بينهما. وقد جياب عن 343وأنت الذى يف رمحة اهلل أطمع [ ]

الثاين بأنه قد جاء حنو )والسماء وما بناها( وعنه أنه قال: اجلواب )جيادلونك( ويرده عدم توكيده، وىف اتقوا اهلل، ويفسده اقرتانه بالفاء، وخلوه من رابط اآلية أقوال أخر، ثانيها: أن الكاف مبتدأ، وخربه ف

وتباعد ما بينهما، وثالثها: أهنا نعت مصدر حمذوف، أي جيادلونك يف احلق الذى هو إخراجك من أهنا -وهو أقرب مما قبله -بيتك جداال مثل جدال إخراجك، وهذا فيه تشبيه الشئ بنفسه ورابعها

النفال ثابتة هلل والرسول مع كراهيتهم ثبوتا مثل ثبوت إخراج نعت مصدر أيضا، ولكن التقدير قل ا: أهنا نعت حلقا، أي أولئك هم -وهو أقرب من الرابع -ربك إياك من بيتك وهم كارهون، وخامسها

-املؤمنون حقا كما أخرجك، والذى سهل هذا تقارهبما، ووصف االخراج باحلق يف اآلية، وسادسها ا خرب حملذوف، أي هذه احلال أهن -وهو أقرب من اخلامس

[541 ]

كحال إخراجك، أي أن حاهلم يف كراهية ما رأيت من تنفيلك الغزاة مثل حاهلم يف كراهية خروجك من بيتك للحرب، وىف اآلية أقوال أخر منتشرة. املثال الثاين: قول ابن مهران يف كتاب الشواذ فيمن قرأ

188العرب تزيد تاء على التاء الزائدة يف أول املاضي، وأنشد: )إن البقر تشاهبت( بتشديد التاء: إن تتقطعت ىب دونك االسباب وال حقيقة هلذا البيت وال هلذه القاعدة، وإمنا أصل القراءة )إن البقرة( -

بتاء الوحدة، مث أدغمت يف تاء تشاهبت، فهو إدغام من كلمتني. الثالث: قول بعضهم يف )وما لنا أن سبيل اهلل(: إن االصل وما لنا وأن ال نقاتل، أي ما لنا وترك القتال، كما تقول " مالك ال نقاتل يف

وزيدا " ومل يثبت يف العربية حذف واو املفعول معه. الرابع: قول حممد بن مسعود الزكي يف كتابه البديع رضان، فيقع : إن الذى وأن املصدرية يتقا-وهو كتاب خالف فيه أقوال النحويني يف أمور كثرية -

أتقرح أكباد احملبني كالذى * أرى كبدي من حب مية يقرح ؟ وتقع أن - 181الذى مصدرية كقوله: . فأما وقوع الذى مصدرية مبعىن الذى كقوهلم " زيد أعقل من أن يكذب " أي من الذى يكذب، اه

لك الذى يبشر اهلل فقال به يونس والفراء والفارسي، وارتضاه ابن خروف وابن مالك، وجعلوا منه )ذ

Page 398: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عباده( )وخضتم كالذى خاضوا(. وأما عكسه فلم أعرف له قائال، والذى جرأه عليه إشكال هذا الكالم،

[548 ]

فإن ظاهره تفضيل زيد يف العقل على الكذب، وهذا ال معىن له، ونظائر هذا الرتكيب كثرية مشهورة توجيهان: أحدمها: أن يكون يف الكالم تأويل على االستعمال، وقل من يتنبه الشكاهلا، وظهر ىل فيها

تأويل، فيؤول أن والفعل باملصدر، ويؤول املصدر بالوصف، فيؤول إىل املعىن الذى أراده ولكن بتوجيه يقبله العلماء، أال ترى أنه قيل يف قوله تعاىل )وما كان هذا القرآن أن يفرتى( إن التقدير: ما كان

مفرتى. وقال أبو احلسن يف قوله تعاىل )مث يعودون ملا قالوا(: إن املعىن مث افرتاء. ومعىن هذا ما كانيعودون للقول، والقول يف تأويل املقول: أي يعودون للمقول فيهن لفظ الظهار، وذلك هو املوافق هل لقول مجهور العلماء: إن العود املوجب للكفارة العود إىل املرأة ال العود إىل القول نفسه كما يقول أ

113الظاهر، وبعد فهذا الوجه عندي ضعيف، الن التفضيل على الناقص ال فضل فيه، وعليه قوله: إذ أنت فضلت امرأ ذا براعة * على ناقص كان املديح من النقص التوجيه الثاين: أن " أعقل " -

يست اجلارة ضمن معىن أبعد فمعىن املثال زيد أبعد الناس من الكذب لفضله من غريه، فمن املذكورة لللمفضول، بل متعلقة بأفعل، ملا تضمنه من معىن البعد، ال ملا فيه من املعىن الوضعي، واملفضل عليه

مرتوك أبدا مع أفضل هذا لقصد التعميم، ولوال خشية االسهاب الوردت لك أمثلة كثرية من هذا البعيدة واالوجه الضعيفة، الباب لتقف منها على العجب العجاب. اجلهة الرابعة: أن خيرج على االمور

ويرتك الوجه القريب والقوى، فإن كان مل يظهر له إال ذاك فله عذر، وإن ذكر اجلميع فإن قصد بيان احملتمل أو تدريب الطالب فحسن، إال يف ألفاظ التنزيل فال جيوز أن خيرج إال على ما يغلب على الظن

من إرادته، فإن مل يغلب شئ فليذكر االوجه احملتملة

[541 ]

Page 399: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

غري تعسف، وإن أراد جمرد االغراب على الناس وتكثري االوجه فصعب شديد، وسأضرب لك أمثله مما خرجوه على االمور املستبعدة لتجتنبها وأمثاهلا. أحدها: قول مجاعة يف )وقيله( إنه عطف على لفظ

وأبعد منه قول أىب عمرو )الساعة( فيمن خفض، وعلى حملها فيمن نصب، مع ما بينهما من التباعد، يف قوله تعاىل )إن الذين كفروا بالذكر( إن خربه )أولئك ينادون من مكان بعيد( وأبعد من هذا قول

الكوفيني والزجاج يف قوله تعاىل ) ص والقرآن ذى الذكر(: إن جوابه )إن ذلك حلق( وقول بعضهم يف وقول الزخمشري يف )وكل أمر مستقر( )مث آتينا موسى الكتاب(: إنه عطف على )ووهبنا له إسحاق(

فيمن جر )مستقر(: إن كال عطف على )الساعة( وأبعد منه قوله يف )وىف موسى إذ أرسلناه(: إنه عطف على )وىف االرض آيات( وأبعد من هذا قوله يف )فاستفتهم ألربك البنات(: إنه عطف على

السورة وإن تباعدت بينهما املسافة، )فاستفتهم أهم أشد خلقا( قال: هو معطوف على مثله يف أولانتهى. والصواب خالف ذلك كله. فأما )وقيله( فيمن خفض، فقيل: الواو للقسم وما بعده اجلواب،

واختاره الزخمشري، وأما من نصب، فقيل: عطف على )سرهم( أو على مفعول حمذوف معمول مصدر لقال حمذوفا، أو نصب على ليكتبون أو ليعلمون، أي يكتبون ذلك، أو يعلمون احلق، أو أنه

إسقاط حرف القسم، واختاره الزخمشري. وأما )إن الذين كفروا بالذكر( فقيل: الذين بدل من الذين يف )إن الذين يلحدون( واخلرب )ال خيفون( واختاره الزخمشري، وقيل: مبتدأ خربه مذكور، ولكن حذف

( أي يف شأهنم وقيل: هو )ملا جاءهم( أي كفروا رابطه، مث اختلف يف تعيينه، فقيل: هو )ما يقال لك به وقيل )ال يأتيه الباطل( أي ال يأتيه منهم، وهو بعيد: الن الظاهر أن )ال يأتيه( من مجلة خرب إنه.

[553 ]

وأما ) ص والقرآن( اآلية، فقيل: اجلواب حمذوف، أي إنه ملعجز، بدليل الثناء عليه بقوله )ذى الذكر( املرسلني( بدليل )وعجبوا أن جاءهم منذر منهم( أو ما االمر كما زعموا، بدليل )وقال أو )إنك ملن

الكافرون هذا ساحر كذاب( وقيل: مذكور، فقال االخفش )إن كل إال كذب الرسل( وقال الفراء وثعلب )صلى اهلل عليه وآله( الن معناها صدق اهلل، ويرده أن اجلواب ال يتقدم، فإن أريد أنه دليل

واب فقريب، وقيل )كم أهلكنا( اآلية، وحذفت الالم للطول. وأما )مث آتينا( فعطف على )ذلكم اجل

Page 400: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وصاكم به( ومث لرتتيب االخبار، ال لرتتيب الزمان، أي مث أخربكم بأنا آتينا موسى الكتاب. وأما )وكل مة بالغة( وما أمر مستقر( فمبتدأ حذف خربه، أي وكل أمر مستقر عند اهلل واقع، أو ذكر، وهو )حك

بينهما اعرتاض، وقول بعضهم اخلرب )مستقر( وخفض على اجلوار محل على ما مل يثبت يف اخلرب. وأما )وىف موسى( فعطف على )فيها( من )وتركنا فيها آية للذين خيافون العذاب االليم(. الثاين: قول

ن ما بعده إغراء ليفيد بعضهم يف )فال جناح عليه أن يطوف هبما( إن الوقف على )فال جناح( وإصرحيا مطلوبية التطوف بالصفا واملروة، ويرده أن إغراء الغائب ضعيف، كقول بعضهم وقد بلغه أن

إنسانا يهدده " عليه رجال ليسىن " أي ليلزم ] غريى [، والذى فسرت به عائشة رضى اهلل عنها ك مسطورة يف صحيح البخاري خالف ذلك، وقصتها مع عروة بن الزبري رضى اهلل تعاىل عنهم يف ذل

مث االجياب ال بتوقف على كون )عليه( إغراء، بل كلمة على تقتضي ذلك مطلقا. وأما قول بعضهم يف )قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن ال تشركوا به شيئا(: إن الوقف قبل )عليكم( وإن )عليكم(

تأويل. إغراء فحسن، وبه يتخلص من إشكال ظاهر يف اآلية ؟ حوج لل

[551 ]

الثالث: قول بعضهم يف )إمنا يريد اهلل ليذهب عنكم الرجس أهل البيت( إن )أهل( منصوب على االختصا ص، وهذا ضعيف، لوقوعه بعد ضمري اخلطاب مثل " بك اهلل نرجو الفضل " وإمنا االكثر أن

أنه منادى. الرابع: قول يقع بعد ضمري التكلم كاحلديث " حنن معاشر االنبياء ال نورث " والصواب الزخمشري يف )فال جتعلوا هلل أنددا( إنه جيوز كون )جتعلوا( منصوبا يف جواب الرتجي أعىن )لعلكم

تتقون( على حد النصب يف قراءة حفص )فأطلع( وهذا ال جييزه بصرى، ويتأولون قراءة حفص: إما سباب، على حد قوله: * ولبس على أنه جواب لالمر وهو )ابن ىل صرحا( أو على العطف على اال

[ أو على معىن ما يقع موقع أبلغ، وهو أن أبلغ، على حد قوله * وال 424عباءة وتقر عيىن * ] [ مث إن ثبت قول الفراء إن جواب الرتجي منصوب كجواب التمىن فهو قليل، 135سابق شيئا * ]

ىل )قل ال يعلم من يف السموات واالرض فكيف خترج عليه القراءة اجملمع عليها. وهذا كتخرجيه قوله تعاالغيب إال اهلل( على أن االستثناء منقطع، وأنه جاء على البدل الواقع يف اللغة التميمية، وقد مضى

Page 401: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

البحث فيها. ونظري هذا على العكس قول الكرماين يف )ومن يرغب عن ملة إبراهيم إال من سفه كيد، فحمل قراءة السبعة على النصب يف مثل " ما نفسه( إن )من( نصب على االستثناء و )نفسه( تو

قام أحد إال زيدا " كما محل الزخمشري قراءهتم على البدل يف مثل " ما فيها أحد إال محار " وإمنا تأتى قراءة اجلماعة على أفصح الوجهني، أال ترى إىل إمجاعهم على الرفع يف )ومل يكن هلم شهداء إال

يف )ما فعلوه إال قليل منهم( وأنه مل يقرأ أحد بالبدل يف )وما الحد عنده أنفسهم( وأن أكثرهم قرأ به من نعمة جتزى إال ابتغاء وجه ربه االعلى( النه منقطع ؟. وقد

[552 ]

قيل: إن بعضهم قرأ به يف )ما هلم به من علم إال اتباع الظن( وإمجاع اجلماعة على خالفة. ونظري محل كيد يف موضع مل حيسن فيه ذلك قول بعضهم يف قوله تعاىل )واملطلقات الكرماين النفس على التو

يرتبصن بأنفسهن( إن الباء زائدة، و )أنفسهن( توكيد للنون، وإمنا لغة االكثرين يف توكيد الضمري املرفوع املتصل بالنفس أو العني أن يكون بعد التوكيد باملنفصل حنو " قمتم أنتم أنفسكم ". اخلامس:

م يف )لتستووا على ظهوره(: إن الالم لالمر، والفعل جمزوم، والصواب أهنا الم العلة والفعل قول بعضهمنصوب، لضعف أمر املخاطب بالالم كقوله: لتقم أنت يا ابن خري قريش * فلتقضى حوائج املسلمينا

ن أصله [ السادس: قول التربيزي يف قراءة حيىي بن يعمر )متاما على الذى أحسن( بالرفع: إ 316] إذا ما شاء ضروا من أرادوا * وال - 111أحسنوا، فحذفت الواو اجتزاء عنها بالضمة، كما قال:

يألوهم أحد ضرارا واجتماع حذف الواو وإطالق الذى على اجلماعة كقوله: * وإن الذى حانت بفلج حسن، وقد [ ليس بالسهل، واالوىل قول اجلماعة: إنه بتقدير مبتدأ، أي هو أ 315دماؤهم * ]

جاءت منه مواضع، حىت إن أهل الكوفة يقيسونه، واالتفاق على أنه قياس مع أي كقوله: * فسلم [ وأما قول بعضهم يف قراءة ابن حميصن )ملن أراد أن يتم الرضاعة(: إن 111على أيهم أفضل * ]

لكن أظهر االصل أن يتموا باجلمع فحسن، الن اجلمع على معىن من مثل )ومنهم من يستمعون( و منه قول اجلماعة: إنه قد جاء على إمهال أن الناصبة محال على أختها ما املصدرية.

Page 402: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[553 ] السابع: قول بعضهم يف قوله تعاىل )وإن تصربوا وتتقوا ال يضركم كيدهم شيئا( فيمن قرأ بتشديد الراء

ن يصرع أخوك تصرع ] يا أقرع بن حابس يا أقرع [ * إنك إ - 112وضمها: إنه على حد قوله: فخرج القراءة املتواترة على شئ ال جيوز إال يف الشعر، والصواب أنه جمزوم، وأن الضمة إتباع كالضمة يف قولك مل يشد ومل يرد وقوله تعاىل )عليكم أنفسكم ال يضركم من ضل إذا اهتديتم( إذا قدر )ال

بل قد امتنع الزخمشري من ختريج التنزيل يضركم( جوابا السم الفعل، فإن قدر استئنافا فالضمة إعراب، على رفع اجلواب مع مضى فعل الشرط فقال يف قوله تعاىل )وما عملت من سوء تود(: ال جيوز أن

تكون ما شرطية لرفع تود، هذا مع تصرحيه يف املفصل جبواز الوجهني يف حنو " إن قام زيد أقوم " ولكنه لقراءة املتفق عليها عليه، يوضح لك هذا أنه جوز ذلك يف ملا رأى الرفع مرجوحا مل يستسهل ختريج ا

قراءة شاذة مع كون فعل الشرط مضارعا، وذلك على تأويله باملاضي، فقال قرئ )أينما تكونوا يدرككم املوت( برفع يدرك، فقيل: هو على حذف الفاء، وجيوز أن يقال: إنه حممول على ما يقع موقعه، وهو

ال ناعب * ] يف قوله [: ] مشائيم ليسوا مصلحني عشرية * وال ناعب إال أينما كنتم، كما محل * و [ على ما يقع موقع " ليسوا مصلحني " وهو ليسوا مبصلحني، وقد يرى كثري 133ببني غراهبا [ ]

من الناس قول الزخمشري يف هذه املواضع متناقضا، والصواب ما بينت لك، قال: وجيوز أن يتصل بقوله ، وقد مضى رده. الثامن: قول ابن حبيب: إن )بسم اهلل( خرب، و )احلمد( مبتدأ، وهلل اه )وال تظلمون(

حال، والصواب أن )احلمد هلل( مبتدأ وخرب، وبسم اهلل على ما تقدم يف إعراهبا. التاسع: قول بعضهم إن أصل بسم كسر السني أو ضمها على لغة من قال سم أو سم، مث سكنت السني، لئال يتواىل

سرات، أو لئال خيرجوا من كسر إىل ضم، واالوىل قول اجلماعة إن السكون أصل، وهى لغة ك االكثرين، وهم الذين يبتدئون امسا هبمز الوصل.

[554 ]

العاشر: قول بعضهم يف الرحيم من البسملة: إنه وصل بنية الوقف فالتقى ساكنان امليم والم احلمد ز ذلك ابن عطية، ونظري هذا قول مجاعة منهم املربد إن حركة راء " فكسرت امليم اللتقائهما، وممن جو

Page 403: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أكرب " من قول املؤذن " اهلل أكرب، اهلل أكرب " فتحة، وإنه وصل بنية الوقف، مث اختلفوا، فقيل: هي حركة الساكنني، وإمنا مل يكسروا حفظا لتفخيم الالم كما يف )أمل اهلل( وقيل: هي حركة اهلمزة نقلت:

ا خروج عن الظاهر لغري داع، والصواب أن كسرة امليم إعرابية، وأن حركة الراء ضمة إعرابية، وكل هذوليس هلمزة الوصل ثبوت يف الدرج فتنقل حركتها إال يف ندور. احلادى عشر: قول اجلماعة يف قوله

مضافني، تعاىل )تبينت اجلن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا يف العذاب املهني(: إن فيه حذفواملعىن علمت ضعفاء اجلن أن لو كان رؤساؤهم، وهذا معىن حسن، إال أن فيه دعوى حذف مضافني مل يظهر الدليل عليهما، واالوىل أن )تبني( مبعىن وضح، وأن وصلتها بدل اشتمال من اجلن، أي وضح

ن الوقف على )تسمى( للناس أن اجلن لو كانوا إخل. الثاين عشر: قول بعضهم يف )عينا فيها تسمى(: إهنا، أي عينا مسماة معروفة، وإن )سلسبيال( مجلة أمرية أي: اسأل طريقا موصلة إليها، ودون هذا يف

البعد قول آخر: إنه علم مركب كتأبط شرا، واالظهر أنه اسم مفرد مبالغة يف السلسال، كما أن منقول وصرف النه اسم ملاء، وتقدم السلسال مبالغة يف السلس، مث حيتمل أنه نكرة، وحيتمل أنه علم

ذكر العني ال يوجب تأنيثه كما تقول " هذه واسط " بالصرف، ويبعد أن يقال: صرف للتناسب ك)قواريرا( التفاقهم على صرفه. الثالث عشر: قول مكى وغريه يف قوله تعاىل )وال متدن عينيك إىل ما

رة حال من اهلاء يف به، أو من ما، وإن التنوين حذف متعنا به أزواجا منهم زهرة احلياة الدنيا(: إن زه للساكنني مثل قوله:

[555 ]

[ وإن جر احلياة على أنه 644] فألفيته غري مستعتب [ * وال ذاكر اهلل إال قليال ] ص - 113بدل من ما، والصواب أن )زهرة( مفعول بتقدير جعلنا هلم أو آتيناهم، ودليل ذلك ذكر التمتيع، أو

بتقدير أذم، الن املقام يقتضيه، أو بتقدير أعىن بيانا ملا أو للضمري، أو بدل من أزواج، إما بتقدير ذوى زهرة، أو على أهنم جعلوا نفس الزهرة جمازا للمبالغة، وقال الفراء: هو متييز ملا أو للهاء، وهذا على

تنهم( من صلة )متعنا( فيلزم مذهب الكوفيني يف تعريف التمييز، وقيل: بدل من ما، ورد بأن )لنفالفصل بني أبعاض الصلة بأجنىب، وبأن املوصول ال يتبع قبل كمال صلته، وبأنه ال يقال " مررت بزيد

Page 404: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أخاك " على البدل، الن العامل يف املبدل منه ال يتوجه إليه بنفسه، وقيل: من اهلاء، وفيه ما ذكر، على أن املبدل منه يف نية الطرح فيبقى املوصول بال عائد وزيادة االبدال من العائد، وبعضهم مينعه بناء

يف التقدير، وقد مر أن الزخمشري منع يف )أن اعبدوا اهلل( أن يكون بدال من اهلاء يف )أمرتىن به( ورددناه عليه، ولو لزم إعطاء منوى الطرح حكم املطروح لزم إعطاء منوى التأخري حكم املؤخر، فكان

-مه " ويرد ذلك قوله تعاىل: )وإذ ابتلى إبراهيم ربه( واالمجاع على جوازه. تنبيه ميتنع " ضرب زيدا غالوقد يكون املوضع ال يتخرج إال على وجه مرجوح، فال حرج على خمرجه، كقراءة ابن عامر وعاصم

)وكذلك جنى املؤمنني( فقيل: الفعل ماض مبىن للمفعول، وفيه ضعف من جهات: إسكان آخر ة ضمري املصدر مع أنه مفهوم من الفعل، وإنابة غري املفعول به مع وجوده، وقيل: مضارع املاضي، وإناب

أصله ننجي بسكون ثانيه، وفيه ضعف، الن النون عند اجليم ختفى وال تدغم، وقد زعم قوم أهنا أدغمت فيها قليال وأن منه أترج وإجاصة وإجانة، وقيل: مضارع وأصله

[556 ]

وتشديد ثالثه مث حذفت النون الثانية، ويضعفه أنه ال جيوز يف مضارع نبأت ونقبت ننجي بفتح ثانية ونزلت وحنوهن إذا ابتدأت بالنون أن حتذف النون الثانية إال يف ندور كقراءة بعضهم )ونزل املالئكة

لك تنزيال(. اجلهة اخلامسة: أن يرتك بعض ما حيتمله اللفظ من االوجه الظاهرة. ولنورد مسائل من ذجيوز يف الضمري املنفصل -ليتمرن هبا الطالب مرتبة على االبواب ليسهل كشفها. باب املبتدأ مسألة

من حنو )إنك أنت السميع العليم( ثالثة أوجه: الفصل وهو أرجحها، واالبتداء وهو أضعفها، وخيتص أكرمته " االبتداء واملفعولية، جيوز يف االسم املفتتح به من حنو قوله " هذا -بلغة متيم، والتوكيد. مسألة

ومثله " كم رجل لقيته " و " من أكرمته " لكن يف هاتني يقدر الفعل مؤخرا، ومثلهما " رب رجل جيوز يف املرفوع من حنو " أىف اهلل شك " و " ما يف الدار زيد " االبتدائية -صاحل لقيته ". مسألة

(، الن 1تأخري، ومثله كلمتا )غرف( يف سورة الزمر )والفاعلية، وهى أرجح الن االصل عدم التقدمي والالظرف االول معتمد على املخرب عنه، والثاىن على املوصوف، إذ الغرف االوىل موصوفة مبا بعدها،

] وإن صخرا لتأمت اهلداة به [ * كأنه علم يف رأسه نار ومثله - 114وكذا " نار " يف قول اخلنساء:

Page 405: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

" زيد قائم وأبوه " و " أقائم زيد " ملا ذكرنا، والن االب إذا قدر فاعال االسم التاىل للوصف يف حنو كان خرب زيد مفردا، وهو االصل يف اخلرب، ومثله

( اآلية هي )لكن الذين اتقوا رهبم هلم غرف من فوقها غرف(. )*( 1)

[551 ]

الصفة االفراد، فإن قلت )ظلمات( من قوله تعاىل )أو كصيب من السماء فيه ظلمات( الن االصل يف " أقائم أنت " فكذلك عند البصريني، وأوجب الكوفيون يف ذلك االبتدائية، ووافقهم ابن احلاجب،

ووهم إذ نقل يف أماليه االمجاع على ذلك، وحجتهم أن املضمر املرتفع بالفعل ال جياوره منفصال عنه، لئال جيهل معناه، النه يكون معه مسترتا، ال يقال " قام أنا " والواجب أنه إمنا انفصل مع الوصف

خبالفه مع الفعل فإنه يكون بارزا كقمت أو قمت، والن طلب الوصف ملعموله دون طلب الفعل، فلذلك احتمل معه الفصل، والن املرفوع بالوصف سد يف اللفظ مسد واجب الفصل وهو اخلرب،

تعاىل )أراغب أنت عن آهليت( وقول خبالف فاعل الفعل، ومما يقطع به على بطالن مذهبهم قوله خليلي ما واف بعهدي أنتما * ] إذا مل تكونا ىل على من أقاطع [ فإن القول بأن - 115الشاعر:

الضمري مبتدأ كما زعم الزخمشري يف اآلية مؤد إىل فصل العامل من معموله باألجنيب، والقول بذلك يف جيوز يف حنو " ما يف الدار زيد " وجه ثالث عند ابن البيت مؤد إىل االخبار عن االثنني بالواحد، و

عصفور، ونقله عن أكثر البصريني، وهو أن يكون املرفوع امسا ملا احلجازية، والظرف يف موضع نصب جيوز يف حنو " أخوه " -على اخلربية، واملشهور وجوب بطالن العمل عند تقدم اخلرب ولو ظرفا. مسألة

ر أخوه " أن يكون فاعال بالظرف، العتماده على ذى احلال وهو ضمري من قولك " زيد ضرب يف الدازيد املقدر يف ضرب، وأن يكون نائبا عن فاعل ضرب على تقديره خاليا من الضمري، وأن يكون مبتدأ خربه الظرف واجلملة حال، والفراء والزخمشري يريان هذا الوجه شاذا رديئا، خللو اجلملة االمسية احلالية

و، ويوجبان الفاعلية يف حنو " جاء زيد عليه جبة " من الوا

Page 406: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[558 ] وليس كما زعما، واالوجه الثالثة يف قوله تعاىل )وكأين من نىب قتل معه ربيون كثري( قيل: وإذا قرئ

بتشديد قتل لزم ارتفاع ربيون بالفعل، يعىن الن التكثري ال ينصرف إىل الواحد، وليس بشئ، الن النيب " زيد نعم الرجل " يتعني -ال واحد، بدليل كأين، وإمنا أفرد الضمري حبسب لفظها. مسألة هنا متعدد

يف زيد االبتداء، و " نعم الرجل زيد " قيل: كذلك، وعليهما فالرابط العموم، أو إعادة املبتدأ مبعناه، ذوف وجوبا، على اخلالف يف االلف والالم اجلنس هي أم للعهد، وقيل: جيوز أيضا أن يكون خربا حمل

أي املمدوح زيد، وقال ابن عصفور: جيوز فيه وجه ثالث وهو أن يكون مبتدأ حذف خربه وجوبا، أي على القول بأن حب -" حبذا زيد " حيتمل زيد -زيد املمدوح، ورد بأنه مل يسد شئ مسده. مسألة

كون خربا حملذوف، وجيوز على أن يكون مبتدأ خمربا عنه حببذا، والرابط االشارة، وأن ي -فعل وذا فاعل قول ابن عصفور السابق أن يكون مبتدأ حذف خربه، ومل يقل به هنا، النه يرى أن حبذا اسم، وقيل: بدل من ذا، ويرده أنه ال حيل حمل االول وأنه ال جيوز االستغناء عنه، وقيل: عطف بيان، ويرده قوله:

لريان أحيانا [ وال تبني املعرفة بالنكرة باتفاق، وحبذا نفحات من ميانية * ] تأتيك من قبل ا - 116وإذا قيل حبذا اسم للمحبوب فهو مبتدأ وزيد خرب، أو بالعكس عند من جييز يف قولك " زيد الفاضل

" وجهني وإذا قيل بأن حبذا كله فعل فزيد فاعل، وهذا أضعف ما قيل، جلواز حذف املخصو ص ورمبا * منحت اهلوى ما ليس باملتقارب -لوال احلياء -أال حبذا - 111كقوله:

[551 ]

جيوز يف حنو )فصرب مجيل( ابتدائية كل منهما وخربية اآلخر، أي شأين -والفاعل ال حيذف. مسألة جيوز يف كان من حنو -صرب مجيل، أو صرب مجيل أمثل من غريه. باب كان وما جرى جمراها مسألة

حنو " زيد كان له مال " نقصان كان، ومتامها، وزيادهتا وهو )إن يف ذلك لذكرى ملن كان له قلب( و أضعفها، قال ابن عصفور: باب زيادهتا الشعر، والظرف متعلق هبا على التمام، وباستقرار حمذوف

مرفوع على الزيادة، ومنصوب على النقصان، إال أن قدرت الناقصة شانية فاالستقرار مرفوع النه خرب ر كيف كان عاقبة مكرهم( حيتمل يف كان االوجه الثالثة، إال أن الناقصة ال )فانظ -املبتدأ. مسألة

Page 407: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تكون شانية، الجل االستفهام، ولتقدم اخلرب، وكيف: حال على التمام، وخرب لكان على النقصان، )وما كان لبشر أن يكلمه اهلل إال وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل -وللمبتدأ على الزيادة. مسألة

تمل كان االوجه الثالثة، فعلى الناقصة اخلرب إما لبشر، ووحيا استثناء مفرغ من االحوال، رسوال( حتفمعناه موحيا أو موحى، أو من وراء حجاب، بتقدير: أو موصال ذلك من وراء حجاب، وأو يرسل

حياء أو بتقدير أو إرساال، أي أو ذا إرسال، وإما وحيا والتفريغ يف االخبار، أي ما كان تكليمهم إال إإيصاال من وراء حجاب أو إرساال، وجعل ذلك تكليما على حذف مضاف، ولبشر على هذا تبيني،

" أين كان زيد -وعلى التمام والزيادة فالتفريغ يف االحوال املقدرة يف الضمري املسترت يف لبشر. مسألة له، أو أين فيتعلق مبحذوف قائما " حيتمل االوجه الثالثة، وعلى النقصان فاخلرب إما قائما وأين ظرف

وقائما حال، وعلى الزيادة

[563 ]

جيوز يف حنو " -والتمام فقائما حال، وأين ظرف له، وجيوز كونه ظرفا لكان إن قدرت تامة. مسألة جيوز -زيد عسى أن يقوم " نقصان عسى فامسها مسترت، ومتامها فأن والفعل مرفوع احملل هبا. مسألة

عسى أن يقوم زيد " فعلى النقصان زيد امسها وىف يقوم ضمريه، وعلى التمام ال إضمار، الوجهان يف " وكل شئ يف حمله، ويتعني التمام يف حنو " عسى أن يقوم زيد يف الدار " و )عسى أن يبعثك ربك

)وما ربك -مقاما حممودا( لئال يلزم فصل صلة أن من معموهلا باألجنيب وهو اسم عسى. مسألة حتتمل ما احلجازية والتميمية، وأوجب الفارسى والزخمشري احلجازية ظنا أن املقتضى لزيادة الباء بغافل(

] وإن - 118نصب اخلرب، وإمنا املقتضى نفيه، المتناع الباء يف " كان زيد قائما " وجوازها يف: زيد بقائم ". مدت االيدى إىل الزاد [ مل أكن * بأعجلهم، ] إذ أجشع القوم أعجل [ وىف " ما إن

" ال رجل وال امرأة يف الدار " إن رفعت االمسني فهما مبتدآن على االرجح، أو امسان لال -مسألة احلجازية، فإن قلت " ال زيد وال عمرو يف الدار " تعني االول، الن ال إمنا تعمل يف النكرات، فإن

ب أن تعمل، وحنو )فال رفث وال فسوق قلت " ال رجل يف الدار " تعني الثاين، الن ال إذا مل تتكرر جيوال جدال يف احلج( إن فتحت الثالثة فالظرف خرب للجميع عند سيبويه، ولواحد عند غريه، ويقدر

Page 408: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لآلخرين ظرفان، الن ال املركبة عند غريه عاملة يف اخلرب، وال يتوارد عامالن على معمول واحد، فكيف ا حجازية تعني عند اجلميع إضمار خربين إن قدرت عوامل ؟ وإن رفعت االولني فإن قدرت ال معهم

ال الثانية كاالوىل وخربا واحدا إن قدرهتا مؤكدة هلا وقدرت الرفع بالعطف، وإمنا وجب التقدير يف الوجهني

[561 ]

الختالف خربى احلجازية والتربئة بالنصب والرفع، فال يكون خرب واحد هلما، وإن قدرت الرفع قدرت عند غري سيبويه خربا واحدا لالولني أو للثالث كما -على أهنما مهملتان - باالبتداء فيهما

(. باب املنصوبات 1تقدر يف " زيد وعمرو قائم " خربا لالول أو للثاين، ومل حيتج لذلك عند سيبويه )ا( أي من ذلك حنو )وال تظلمون فتيال( )وال تظلمون نقري -املتشاهبة ما حيتمل املصدرية واملفعولية

ظلما ما أو خريا ما، أي ال تنقصونه مثل )ومل تظلم منه شيئا( ومن ذلك )مث مل ينقصوكم شيئا( أي نقصا أو خريا، وأما )وال تضروه شيئا( فمصدر، الستيفاء ضر مفعوله، وأما )فمن عفى له من أخيه

ملصدرية والظرفية شئ( فشئ قبل ارتفاعه مصدر أيضا، ال مفعول به، الن عفا ال يتعدى. ما حيتمل ا( طويال، ومنه 2من ذلك " سرت طويال " أي سريا طويال، أو زمنا طويال، أو سرته ) -واحلالية

أي االزالف -)وأزلفت اجلنة للمتقني غري بعيد( أي إزالفا غري بعيد، أو زمنا غري بعيد أو أزلفته اجلنة عل حاال من اجلنة فاالصل غري بعيدة، يف حالة كونه غري بعيد، إال أن هذه احلال مؤكدة، وقد جي -

وهى أيضا حال مؤكدة، ويكون التذكري على هذا مثله )لعل الساعة قريب(. ما حيتمل املصدرية " جاء زيد ركضا " أي يركض ركضا، أو عامله " جاء " على حد " قعدت جلوسا " أو -واحلالية

)ائتيا طوعا أو كرها، قالتا: أتينا طائعني( التقدير جاء راكضا، وهو قول سيبويه، ويؤيده قوله تعاىل من ذلك -فجاءت احلال يف موضع املصدر السابق ذكره. ما حيتمل املصدرية واحلالية واملفعول الجله

)يريكم الربق

Page 409: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( وجهه أن سيبويه ال يرى لالعمال يف اخلرب، فال ميتنع على مذهبه أن يكون للجميع خرب واحد. 1) ته " يعود إىل السري املفهوم من الفعل. )*( ( الضمري يف " سر 2)

[562 ]

خوفا وطمعا( أي فتخافون خوفا وتطمعون طمعا، وابن مالك مينع حذف عامل املصدر املؤكد إال فيما استثىن، أو خائفني وطامعني، أو الجل اخلوف والطمع، فإن قلنا " ال يشرتط احتاد فاعلي الفعل

ابن خروف فواضح، وإن قيل باشرتاطه فوجهه أن )يريكم( مبعىن جيعلكم واملصدر املعلل " وهو اختيارترون، والتعليل باعتبار الرؤية ال االراءة، أو االصل إخافة وإطماعا، وحذفت الزوائد. وتقول " جاء زيد

رغبة " أي يرغب رغبة، أو جمئ رغبة، أو راغبا، أو للرغبة، وابن مالك مينع االول، ملا مر، وابن ب مينع الثاين، النه يؤدى إىل إخراج االبواب عن حقائقها، إذ يصح يف " ضربته يوم اجلمعة " أن احلاج

- 111يقدر ضرب يوم اجلمعة، قلت: وهو حذف بال دليل، إذ مل تدع إليه ضرورة، وقال املتنيب: ا، مث اعرتض أيلى اهلوى أسفا يوم النوى بدىن * ] وفرق اهلجر بني اجلفن والوسن [ والتقدير آسف أسف

بذلك بني الفاعل واملفعول به، أو إبالء أسف، أو الجل االسف، فمن مل يشرتط احتاد الفاعل فال إشكال، وأما من اشرتطه فهو على إسقاط الم العلة توسعا، كما يف قوله تعاىل: )يبغوهنا عوجا( أو

ي فبليت أسفا، وال تقدر فبلى االحتاد موجود تقديرا: إما على أن الفعل املعلل مطاوع أبلى حمذوفا، أبدىن، الن االختالف حاصل، إذ االسف فعل النفس ال البدن، أو الن اهلوى ملا حصل بتسببه كان

حنو " أكرمتك وزيدا " جيوز كونه -كأنه قال: أبليت باهلوى بدىن. ما حيتمل املفعول به واملفعول معه ك وهذا " حيتملهما وكونه معطوفا على الفاعل، عطفا على املفعول وكونه مفعوال معه، وحنو " أكرمت

حلصول الفصل باملفعول، وقد أجيز يف " حسبك وزيدا درهم " كون " زيد " مفعوال معه، وكونه مفعوال به بإضمار حيسب، وهو الصحيح، النه ال يعمل يف املفعول معه، إال ما كان من جنس ما

يعمل يف املفعول به، وجيوز جره:

[563 ]

Page 410: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يل: بالعطف، وقيل: بإضمار حسب أخرى وهو الصواب، ورفعه بتقدير حسب فحذفت وخلفها فقإذا كانت اهليجاء وانشقت العصا * فحسبك - 833املضاف إليه، ورووا باالوجه الثالثة قوله:

والضحاك سيف مهند باب االستثناء جيوز يف حنو " ما ضربت أحدا إال زيدا " كون زيد بدال من نه، أرجحها، وكونه منصوبا على االستثناء، وكون إال وما بعدها نعتا، وهو أضعفها، ومثله " املستثىن م

ليس زيد شيئا إال شيئا ال يعبأ به " فإن جئت مبا مكان ليس بطل كونه بدال، الهنا ال تعمل يف رورا، جيوز يف حنو " قام القوم حاشاك، وحاشاه " كون الضمري منصوبا، وكونه جم -املوجب. مسألة

-فإن قلت " حاشاى " تعني اجلر، أو " حاشاىن " تعني النصب، وكذا القول يف خال وعدا. مسألة جيوز يف حنو " ما أحد يقول ذلك إال زيد " كون زيد بدال من أحد وهو املختار، وكونه بدال من

ما رأيت ضمريه، وأن ينصب على االستثناء، فارتفاعه من وجهني، وانتصابه من وجه، فإن قلت "أحدا يقول ذلك إال زيد " فبالعكس، ومن جميئه مرفوعا قوله: يف ليلة ال نرى هبا أحدا * حيكى علينا

[ و " على " هنا مبعىن عن، أو ضمن حيكى معىن ينم أو يشنع. ما حيتمل احلالية 224إال كواكبها ] متييز حمول عن الفاعل، من ذلك " كرم زيد ضيفا " إن قدرت أن الضيف غري زيد فهو -والتمييز

ميتنع أن تدخل عليه من، وإن قدر نفسه احتمل احلال والتمييز، وعند قصد التمييز فاالحسن إدخال من، ومن ذلك

[564 ]

" هذا خامت حديدا " واالرجح التمييز للسالمة به من مجود احلال، ولزومها، أي عدم انتقاهلا، ووقوعها حنو -باالضافة. من احلال ما حيتمل كونه من الفاعل وكونه من املفعول من نكرة، وخري منهما اخلفض

" ضربت زيدا ضاحكا " وحنو )وقاتلوا املشركني كافة( وجتويز الزخمشري الوجهني يف )ادخلوا يف السلم كافة( وهم الن كافة خمتص مبن يعقل، وومهه يف قوله تعاىل )وما أرسلناك إال كافة للناس( إذ قدر

أشد، النه أضاف إىل استعماله فيما ال يعقل -أي إرسالة كافة -نعتا ملصدر حمذوف )كافة( إخراجه عما التزم فيه من احلالية، وومهه يف خطبة املفصل إذ قال " حميط بكافة االبواب " أشد وأشد

خا( حنو )وهذا بعلى شي -الخراجه اياه عن النصب ألبتة. من احلال ما حيتمل باعتبار عامله وجهني

Page 411: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ها - 831حيتمل أن عامله معىن التنبيه أو معىن االشارة، وعلى االول فيجوز " قائما ذا زيد " قال: [ وعلى الثاين ميتنع، 651بينا ذا صريح النصح فاصغ له * ] وطع فطاعة مهد نصحه رشد [ ] ص

حنو " ما جاء -داخل وأما التقدمي عليهما معا فيمتنع على كل تقدير. من احلال ما حيتمل التعدد والتزيد راكبا ضاحكا " فالتعدد على أن يكون عاملهما جاء، وصاحبهما زيد، والتداخل على أن االوىل من زيد وعاملها جاء والثانية من ضمري االوىل وهى العامل، وذلك واجب عند من منع تعد: احلال،

، ويستحيل التداخل، وجيب وأما " لقيته مصعدا منحدرا " فمن التعدد، لكن مع اختالف الصاحبكون االوىل من املفعول والثانية من الفاعل تقليال للفصل، وال حيمل على العكس إال بدليل كقوله:

خرجت هبا أمشى جتر وراءنا * ] على أثرينا ذيل مرط مرحل [ - 832

[565 ]

ا باب إعراب عهدت سعاد ذات هوى معىن * فزدت، وعاد سلوانا هواه - 833ومن االول قوله: " ما تأتينا فتحدثنا " لك رفع حتدث على العطف فيكون شريكا يف النفى، أو -الفعل مسألة

االستئناف فتكون مثبتا، أي فأنت حتدثنا اآلن بدال عن ذلك، ونصبه بإضمار أن، وله معنيان: نفى إضمار أن السبب فينتفى املسبب، ونفى الثاين فقط، فإن جئت بلن مكان ما، فللنصب وجهان:

والعطف، وللرفع وجه وهو القطع، وإن جئت بلم فللنصب وجه وهو إضمار أن، وللرفع وجه وهو االستئناف ولك اجلزم بالعطف، فإن قلت " ما أنت آت فتحدثنا " فال جزم وال رفع بالعطف، لعدم

والنصب على " هل تأتيين فأكرمك " الرفع على وجهني، -تقدم الفعل، وإمنا هو على القطع. مسألة االضمار، و " هل زيد أخوك فتكرمه " ال يرفع على العطف، بل على االستئناف، و " هل لك

التفات إليه فتكرمه " الرفع على االستئناف، والنصب إما على اجلواب أو على العطف على التفات، نكون( إن سلم كون وإضمار أن واجب على االول وجائز على الثاين، وكاملثال سواء )فلو أن لنا كرة ف

" ليتىن أجد ماال فأنفق منه " الرفع على وجهني، والنصب على إضمار أن، و -" لو " للتمين مسألة " ليقم زيد فنكرمه " الرفع على القطع، -" ليت ىل ماال فأنفق منه " ميتنع الرفع على العطف. مسألة

Page 412: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

سريوا يف االرض فينظروا( حيتمل اجلزم حنو )أفلم ي -واجلزم بالعطف، والنصب على االضمار. مسألة بالعطف والنصب على االضمار، مثل )أفلم يسريوا يف االرض فتكون هلم قلوب( وحنو

[566 ]

)وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم( حيتمل )تتقوا( اجلزم بالعطف، وهو الراجح، والنصب بإضمار أن ] وال خيش ظلما ما أقام وال هضما [ باب ومن يقرتب منا وخيضع نؤوه * - 834على حد قوله: ( وقوله تعاىل: )ماذا 1جيوز يف حنو " ماذا صنعت، وماذا صنعته " ما مضى شرحه ) -املوصول مسألة

أجبتم املرسلني( ماذا: مفعول مطلق، ال مفعول به، الن أجاب ال يتعدى إىل الثاين بنفسه، بل بالباء، " ماذا " مبتدأ وخربا، الن التقدير حينئذ: ما الذى أجبتم به، مث وإسقاط اجلار ليس بقياس، وال يكون

حذف العائد اجملرور من غري شرط حذفه، واالكثر يف حنو " من ذا لقيت " كون ذا لالشارة خربا، ولقيت: مجلة حالية، ويقل كون ذا موصولة، ولقيت صلة، وبعضهم ال جييزه، ومن الكثري )من ذا الذى

يدخل موصول على موصول إال شاذا كقراءة زيد بن على )والذين من قبلكم( يشفع عنده( إذ ال )فاصدع مبا تؤمر( ما مصدرية، أي باالمر، أو موصول امسى أي بالذى -بفتح امليم والالم مسألة

[ وأما من قال " أمرتك بكذا " وهو االكثر فيشكل، 524تؤمره، على حد قوهلم * أمرتك اخلري * ] لعائد اجملرور باحلرف أن يكون املوصول خمفوضا مبثله معىن ومتعلقا حنو )ويشرب مما الن شرط حذف ا

تشربون( أي منه، وقد يقال: إن )اصدع( مبعىن اؤمر، وأما )فما كانوا ليؤمنوا مبا كذبوا( يف االعراف يونس، فيحتمل أن يكون االصل مبا كذبوه فال إشكال، أو مبا كذبوا به ويؤيده التصريح به يف سورة

وإمنا جاز مع اختالف املتعلق، الن )ما كانوا ليؤمنوا( مبنزلة كذبوا يف املعىن، وأما )ذلك الذى يبشر اهلل عباده( فقيل: الذى مصدرية

. )*( 333( فيه ستة أوجه تقدم ذكرها، وانظر فصال عقده املؤلف يف " ماذا " ص 1)

[561 ]

Page 413: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

به، مث حذف اجلار توسعا فانتصب الضمري مث حذف. مسألة أي ذلك تبشري اهلل، وقيل: االصل يبشرجيوز يف حنو )متاما على الذى أحسن( كون الذى موصوال امسيا فيحتاج إىل تقدير عائد، أي زيادة -

على العلم الذى أحسنه، وكونه موصوال حرفيا، فال حيتاج لعائد، أي متاما على إحسانه، وكونه نكرة ة، ويكون أحسن حينئذ اسم تفضيل، ال فعال ماضيا، وفتحته إعراب ال موصوفة فال حيتاج إىل صل

حنو -بناء، وهى عالمة اجلر، وهذان الوجهان كوفيان، وبعض البصريني يوافق ] على [ الثاين. مسألة " أعجبين ما صنعت " جيوز فيه كون ما مبعىن الذى، وكوهنا نكرة موصوفة وعليهما فالعائد حمذوف،

فال عائد، وحنو )حىت تنفقوا مما حتبون( حيتمل املوصولة واملوصوفة، دون املصدرية، الن وكوهنا مصدريةاملعاين ال ينفق منها، وكذا )ومما رزقناهم ينفقون( فإن ذهبت إىل تأويل )ما حتبون( و )ما رزقناهم(

أبو حيان: باحلب والرزق وتأويل هذين باحملبوب واملرزوق فقد تعسفت من غري حموج إىل ذلك، وقال مل يثبت جمئ ما نكرة موصوفة، وال دليل يف " مررت مبا معجب لك " الحتمال الزيادة، ولو ثبت حنو " سرىن ما معجب لك " لثبت ذلك، انتهى. وال أعلمهم زادوا ما بعد الباء إال ومعناها السببية، حنو

إذا قلت: " أعجبين من جاءك -)فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم )فبما رمحة من اهلل لنت هلم(. مسألة " احتمل كون من موصولة أو موصوفة، وقد جوزوا يف )ومن الناس من يقول( وضعف أبو البقاء املوصولة، الهنا تتناول قوما بأعياهنم، واملعىن على االهبام، وأجيب بأهنا نزلت يف عبد اهلل بن أىب

وأصحابه.

[568 ]

العاملني رب موسى وهارون( حيتمل بدل الكل من الكل، وعطف حنو )آمنا برب -باب التوابع مسألة البيان، ومثله )نعبد إهلك وإله آبائك إبراهيم وإمساعيل وإسحاق( )فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا

حنو )سبح -دمرناهم( فيمن فتح اهلمزة، وحيتمل هذا تقدير مبتدأ أيضا، أي هي أنا دمرناهم. مسألة وز فيه كون )االعلى( صفة لالسم أو صفة للرب، وأما حنو " جاءين غالم زيد اسم ربك االعلى( جي

الظريف " فالصفة للمضاف، وال تكون للمضاف إليه إال بدليل، الن املضاف إليه إمنا جئ به لغرض * وكل فىت يتقى فائز * فالصفة للمضاف إليه، الن - 835التخصيص، ومل يؤت به لذاته، وعكسه:

Page 414: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ئ به لقصد التعميم، ال للحكم عليه ولذلك ضعف قوله: وكل أخ مفارقه أخوه * لعمر املضاف إمنا جحنو )هدى للمتقني الذين يؤمنون( و " مررت بالرجل الذى -[ مسألة 136أبيك إال الفرقدان ]

فعل " جيوز يف املوصول أن يكون تابعا أو بإضمار أعىن أو أمدح أو هو، وعلى التبعية فهو نعت ال ال إذا تعذر، حنو )ويل لكل مهزة ملزة الذى مجع ماال( الن النكرة ال توصف باملعرفة. باب بدل إ

حنو " زيد كعمرو " حتتمل الكاف فيه عند املعربني احلرفية فتتعلق باستقرار، -حروف اجلر مسألة وقيل: ال تتعلق، واالمسية فتكون مرفوعة احملل وما يعدها جر

[561 ]

قدير باالتفاق، وحنو " جاء الذى كزيد " يتعني احلرفية، الن الوصل باملتضايفني ممتنع. باالضافة وال ت(، وعليهما فهى متعلقة باستقرار حمذوف. 1" زيد على السطح " حيتمل على الوجهني ) -مسألة قيل يف حنو )والضحى والليل ": إن الواو حتتمل العاطفة والقسمية، والصواب االول، وإال -مسألة

الحتاج كل إىل اجلواب، ومما يوضحه جمئ الفاء يف أوائل سوريت املرسالت والنازعات. باب يف مسائل حنو )يسبح له فيها بالغدو واآلصال( فيمن فتح الباء حيتمل كون النائب عن الفاعل -مفردة مسألة ئب الظرف أو أو الثاين أو الثالث، وحنو )مث نفخ فيه أخرى( النا -وهو االوىل -الظرف االول

" جتلى الشمس " حيتمل كون -الوصف، وىف هذا ضعف، لضعف قوهلم " سري عليه طويل ". مسألة جتلى ماضيا تركت التاء من آخره جملازية التأنيث، وكونه مضارعا أصله تتجلى مث حذفت إحدى التاءين

لظت، الن التأنيث واجب على حد قوله تعاىل: )نارا تلظى( وال جيوز يف هذا كونه ماضيا وإال لقيل تمع اجملازى إذا كان ضمريا متصال، ومبا ذكرنا من الوجهني يف املثال االول تعلم فساد قول من استدل

متىن ابنتاى أن يعيش أبو مها * ] وهل أنا إال - 836على جواز حنو " قام هند " يف الشعر بقوله: ىن. * * * اجلهة السادسة: أن ال يراعى [ جلواز أن يكون أصله تتم 613من ربيعة أو مضر [ ] ص

الشروط املختلفة حبسب االبواب، فإن العرب

( الوجهان مها أن تكون على حرف جر لالستعالء، وامسا ظرفا مبعىن فوق. )*( 1)

Page 415: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[513 ]

يشرتطون يف باب شيئا ويشرتطون يف آخر نقيض ذلك الشئ على ما اقتضته حكمة لغتهم وصحيح ا مل يتأمل املعرب اختلطت عليه االبواب والشرائط. فلنورد أنواعا من ذلك مشريين إىل أقيستهم، فإذ

بعض ما وقع فيه الوهم للمعربني: النوع االول: اشرتاطهم اجلمود لعطف البيان، واالشتقاق للنعت. ما ومن الوهم يف االول قول الزخمشري يف )ملك الناس، إله الناس( إهنما عطفا بيان، والصواب أهن

نعتان، وقد جياب بأهنما أجريا جمرى اجلوامد، إذ يستعمالن غري جاريني على موصوف وجترى عليهما الصفات، حنو قولنا " إله واحد، وملك عظيم ". ومن اخلطأ يف الثاين قول كثري من النحويني يف حنو "

بعضا يف ذلك، مررت هبذا الرجل " إن الرجل نعت، قال ابن مالك: أكثر املتأخرين يقلد بعضهمواحلامل هلم عليه تومههم أن عطف البيان ال يكون إال أخص من متبوعه، وليس كذلك، فإنه يف

اجلوامد مبنزلة النعت يف املشتق، وال ميتنع كون املنعوت أخص من النعت، وقد هدى ابن السيد إىل الزجاج والسهيلى، قال . قلت: وكذا احلق يف املسألة فجعل ذلك عطفا ال نعتا، وكذا ابن جىن، اه

السهيلي: وأما تسمية سيبويه له نعتا فتسامح، كما مسى التوكيد وعطف البيان صفة، وزعم ابن عصفور أن النحويني أجازوا يف ذلك الصفة والبيان، مث استشكله بأن البيان أعرف من املبني وهو

ف جيتمع يف الشئ أن يكون جامد، والنعت دون املنعوت أو مساو له وهو مشتق أو يف تأويله، فكيبيانا ونعتا ؟ وأجاب بأنه إذا قدر نعتا فالالم فيه للعهد واالسم مؤول بقولك احلاضر أو املشار إليه،

وإذا قدر بيانا فالالم لتعريف احلضور، فيساوى االشارة بذلك ويزيد بإفادته اجلنس املعني فكان أخص، نظر، الن الذى يؤوله النحويون باحلاضر واملشار إليه إمنا . وفيما قاله قال: وهذا معىن قول سيبويه، اه

هو اسم االشارة نفسه إذا وقع نعتا " كمررت بزيد هذا " فأما نعت اسم االشارة فليس ذلك معناه، وإمنا هو معىن ما قبله، فكيف جيعل معىن ما قبله تفسريا له ؟

[511 ]

Page 416: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ن اسم اهلل تعاىل صفة لالشارة أو بيانا، وربكم اخلرب، وقال الزخمشري يف )ذلكم اهلل ربكم(: جيوز كو فجوز يف الشئ الواحد البيان والصفة، وجوز كون العلم نعتا، وإمنا العلم ينعت وال ينعت به، وجوز

نعت االشارة مبا ليس معرفا بالم اجلنس، وذلك مما أمجعوا على بطالنه. النوع الثاين: اشرتاطهم ت املعرفة، والتنكري للحال، والتمييز، وأفعل من، ونعت النكرة. ومن الوهم التعريف لعطف البيان ولنع

يف االول قول مجاعة يف )صديد من ماء صديد( وىف طعام مساكني من )كفارة طعام مساكني( فيمن نون كفارة: إهنما عطفا بيان، وهذا إمنا هو معرتض على قول البصريني ومن وافقهم، فيجب عندهم يف

بدال، وأما الكوفيون فريون أن عطف البيان يف اجلوامد كالنعت يف املشتقات، فيكون ذلك أن يكون] فبت كأىن ساورتين - 831يف املعارف والنكرات، وقول بعضهم يف " ناقع " من قول النابغة:

ضئيلة [ * من الرقش يف أنياهبا السم ناقع إنه نعت للسم، والصواب أنه خرب للسم، والظرف متعلق أو خرب ثان. وليس من ذلك قول الزخمشري يف )شديد العقاب(: إنه جيوز كونه صفة السم اهلل به،

تعاىل يف أوائل سورة املؤمن، وإن كان من باب الصفة املشبهة، وإضافتها ال تكون إال يف تقدير ضة االنفصال، أال نرى أن )شديد العقاب( معناه شديد عقابه، وهلذا قالوا: كل شئ إضافته غري حم

( على تقدير أل، وجعل سبب 1فإنه جيوز أن تصري إضافته حمضة، إال الصفة املشبهة، النه جعله )حذفها إرادة االزدواج، وأجاز وصفيته أيضا أبو البقاء، لكن على أن شديدا مبعىن مشدد كما أن

والذى قدمه االذين يف معىن املؤذن، فأخرجه بالتأويل من باب الصفة املشبهة إىل باب اسم الفاعل، الزخمشري أنه ومجيع ما قبله أبدال، أما أنه بدل فلتنكريه، وكذا املضافان قبله وإن

( هذا تعليل لقوله " وليس من ذلك قول الزخمشري ". )*( 1)

[512 ]

كانا من باب اسم الفاعل، الن املراد هبما املستقبل، وأما البواقى فللتناسب، ورد على الزجاج يف جعله شديد العقاب( بدال وما قبله صفات، وقال: يف جعله بدال وحده من بني الصفات نبو ظاهر. ومن )

ولست باالكثر منهم حصى * ] وإمنا العزة - 838( قول اجلاحظ يف بيت االعشى: 1ذلك )

Page 417: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

للكاثر [ إنه يبطل قول النحويني " ال جتتمع أل ومن يف اسم التفضيل " فجعل كال من أل ومن معتدا جاريا على ظاهره، والصواب أن تقدر أل زائدة، أو معرفة ومن متعلقة بأكثر منكرا حمذوفا مبدال من به

املذكور أو باملذكور على أهنا مبنزلتها يف قولك " أنت منهم الفارس البطل " أي أنت من بينهم، وقول أخواهتا إهنا تدل عليه، بعضهم " إهنا متعلقة بليس " قد يرد بأهنا ال تدل على احلدث عند من قال يف

والن فيه فصال بني أفعل ومتييزه وباالجنيب، وقد جياب بأن الظرف يتعلق بالوهم، وىف ليس رائحة قولك على أنىن بعد ما قد مضى * ثالثون - 831انتفى، وبأن فصل التمييز قد جاء يف الضرورة يف قوله: من الوهم يف الثاين قول مكى يف قراءة ابن أىب للهجر حوال كميال وأفعل أقوى يف العمل من ثالثون. و

عبلة )فإنه آمث قلبه( بالنصب: إن )قلبه( متييز، والصواب أنه مشبه باملفعول به كحسن وجهه، أو بدل من اسم إن وقول اخلليل واالخفش واملازين يف " إياى، وإياك، وإياه ": إن إيا ضمري أضيف إىل

ال يكون إال للنكرات وهو االضافة، وقول بعضهم يف " ال إله ضمري، فحكموا للضمري باحلكم الذى إال اهلل " إن اسم اهلل تعاىل خرب ال التربئة ويرده أهنا ال تعمل إال يف نكرة منفية، واسم اهلل تعاىل معرفة

موجبة، نعم يصح أن يقال: إنه

يقتضيه ظاهر صنيع املؤلف. ( هذا من الوهم يف الثاين وهو ما يشرتط فيه التنكري، وليس على ما 1)

)*(

[513 ]

خرب لالمع امسها فإهنما يف موضع رفع باالبتداء عند سيبويه، وزعم أن املركبة ال تعمل يف اخلرب، لضعفها بالرتكيب عن أن تعمل فيما تباعد منها وهو اخلرب، كذا قال ابن مالك. والذى عندي أن

أيضا، الن جزء الشئ ال يعمل فيه، وأما " ال رجل ظريفا " سيبويه يرى أن املركبة ال تعمل يف االسم بالنصب فإنه عند سيبويه مثل " يا زيد الفاضل " بالرفع، وكذا البحث يف " ال إله إال هو " للتعريف

واالجياب أيضا، وىف " ال إله إال إله واحد " لالجياب، وإذا قيل " ال مستحقا للعبادة إال إله واحدا، أو مل يتجه االعتذار املتقدم، الن ال يف ذلك عاملة يف االسم واخلرب لعدم الرتكيب، وزعم إال اهلل "

Page 418: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االكثرون أن املرتفع بعد " إال " يف ذلك كله بدل من حمل اسم ال، كما يف قولك " ما جاءين من أحد ن االسم إال زيد " ويشكل على ذلك أن البدل ال يصلح هنا حللوله حمل االول، وقد جياب بأنه بدل م

مع ال، فإهنما كالشئ الواحد، ويصح أن خيلفهما، ولكن يذكر اخلرب حينئذ فيقال " اهلل موجود " وقيل: هو بدل من ضمري اخلرب احملذوف، ومل يتكلم الزخمشري يف كشافه على املسألة أكتفاء بتأليف

، على القاعدة، مث قدم اخلرب، مفرد له فيها، وزعم فيه أن االصل " اهلل إله " املعرفة مبتدأ، والنكرة خربمث أدخل النفى على اخلرب واالجياب على املبتدأ، وركبت ال مع اخلرب، فيقال له: فما تقول يف حنو " ال طالعا جبال إال زيد " مل انتصب خرب املبتدأ ؟ فإن قال: إن ال عاملة عمل ليس، فذلك ممتنع، لتقدم

زأين، فأما قوله " جيب كون املعرفة املبتدأ " فقد مر أن اخلرب، والنتقاض النفى، ولتعريف أحد اجلاالخبار عن النكرة املخصصة املقدمة باملعرفة جائز حنو )إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة(. ومن ذلك قول الفارسى يف " مررت برجل ما شئت من رجل ": إن ما مصدرية، وإهنا وصلتها صفة لرجل،

قال: ومثله قوله تعاىل )يف أي صورة ما شاء ركبك( أي يف أي وتبعه على ذلك صاحب الرتشيح، صورة مشيئته أي يشاؤها، وقول أىب البقاء يف )تعالوا إىل كلمة سواء بيننا وبينكم أن ال نعبد

[514 ]

إال اهلل(: إن أن وصلتها بدل من سواء، وبدل الصفة صفة، واحلرف املصدرى وصلته يف حنو ذلك صفة للنكرة. وقول بعضهم يف )ويل لكل مهزة ملزة الذى مجع(: إن الذى صفة. معرفة، فال يقع

والصواب أن " ما " يف املثال شرطية حذف جواهبا، أي فهو كذلك، والصفة اجلملتان معا. وأما اآلية االوىل فقال أبو البقاء: ما شرطية أو زائدة، وعليهما فاجلملة صفة لصورة، والعائد حمذوف، أي عليها،

كالمه. وكان حقه إذ علق يف بركبك وقال اجلملة صفة أن يقطع بأن ما زائدة، ىف متعلقه بركبك، اهو إذ ال يتعلق الشرط اجلازم جبوابه، وال تكون مجلة الشرط وحدها صفة، والصواب أن يقال: إن قدرت

ر حمذوف هو حال ما زائدة فالصفة مجلة شاء وحدها، والتقدير شاءها، وىف متعلقة بركبك، أو باستقرامن مفعوله، أو بعد ذلك، أي وضعك يف صورة أي صورة، وإن قدرت ما شرطية فالصفة جمموع

اجلملتني، والعائد حمذوف أيضا، وتقديره عليها، وتكون يف حينئذ متعلقة بعدلك، أي عدلك يف صورة

Page 419: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أ. وىف الثالثة أن )الذى( أي صورة، مث استؤنف ما بعده. والصواب يف اآلية الثانية أهنا على تقدير مبتدبدل، أو صفة مقطوعة بتقدير هو أو أذم أو أعىن. هذا هو الصواب، خالفا ملن أجاز وصف النكرة باملعرفة مطلقا، وملن أجازه بشرط وصف النكرة أوال بنكرة، وهو قول االخفش، زعم أن )االوليان(

ومان، وكذا قال بعضهم يف قوله تعاىل صفة آلخران يف )فآخران يقومان مقامهما( اآلية، لوصفهما بيق)إن اهلل ال حيب كل خمتال فخور الذين يبخلون(. ومن ذلك قول الزخمشري يف )إمنا أعظكم بواحدة أن

تقوموا هلل(: إن )أن تقوموا( عطف بيان على واحدة، وىف )مقام إبراهيم(:

[515 ]

أن البيان واملبني ال يتخالفان تعريفا انه عطف بيان على )آيات بينات( مع اتفاق النحويني علىوتنكريا، وقد يكون عرب عن البدل بعطف البيان لتآخيهما، ويؤيده يف قوله )أسكنوهن من حيث

سكنتم من وجدكم(: إن )من وجدكم( عطف بيان لقوله تعاىل )من حيث سكنتم( وتفسري له، قال: . وإمنا يريد البدل، م مما تطيقون، اهومن: تبعيضية حذف مبعضها، أي أسكنوهن مكانا من مساكنك

الن اخلافض ال يعاد إال معه، وهذا إمام الصناعة سيبويه يسمى التوكيد صفة وعطف البيان صفة كما مر. النوع الثالث: اشرتاطهم يف بعض ما التعريف شرطه تعريفا خاصا، كمنع الصرف اشرتطوا له

شارة وأى يف النداء، اشرتطوا هلما تعريف الالم تعريف العلمية أو شبهه، كما يف أمجع، وكنعت االاجلنسية، وكذا تعريف فاعلي نعم وبئس، ولكنها تكون مباشرة له أو ملا أضيف إليه، خبالف ما تقدم فشرطها املباشرة له. ومن الوهم يف ذلك قول الزخمشري يف قراءة ابن أبن عبلة )إن ذلك حلق ختاصم

لالشارة، وقد مضى أن مجاعة من احملققني اشرتطوا يف نعت أهل النار( بنصب ختاصم: إنه صفةاالشارة االشتقاق كما اشرتطوه يف غريه من النعوت، وال يكون التخاصم أيضا عطف بيان، الن البيان يشبه الصفة، فكما ال توصف االشارة إال مبا فيه أل كذلك ما يعطف عليها، وهلذا منع أبو الفتح يف

راءة ابن مسعود برفع شيخ كون )بعلى( عطف بيان، وأوجب كونه خربا، )وهذا بعلى شيخ( يف قوشيخ: إما خرب ثان، أو خرب حملذوف، أو بدل من بعلى، أو بعلى بدل وشيح اخلرب، ونظري منع أىب الفتح ما ذكرنا منع ابن السيد يف كتاب املسائل واالجوبة وابن مالك يف التسهيل كون عطف البيان

Page 420: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

متناع ذلك يف النعت، ولكن أجاز سيبويه " يا هذان زيد وعمرو " على عطف تابعا للمضمر، الالبيان، وتبعه الزيادي، فأجاز " مررت هبذين الطويل والقصري " على البيان، وأجازه على البدل أيضا،

ومل جيزه

[516 ]

ت يف هذا على النعت، الن نعت االشارة ال يكون إال طبقها يف اللفظ، وممن نص على منع النعسيبويه واملربد والزجاج، وهو مقتضى القياس. ومنع سيبويه فيها خمالف الجازته يف النداء. النوع الرابع:

اشرتاط االهبام يف بعض االلفاظ كظروف املكان، واالختصا ص يف بعضها كاملبتدآت وأصحاب عيدها سريهتا االوىل( وقول االحوال. ومن الوهم يف االول قول الزخمشري يف )فاستبقوا الصراط( وىف )سن

[ وقول مجاعة يف " دخلت الدار، أو 3ابن الطراوة يف قوله: * كما عسل الطريق الثعلب * ] املسجد، أو السوق " إن هذه املنصوبات ظروف، وإمنا يكون ظرفا مكانيا ما كان مبهما، ويعرف

واب أن هذه املواضع على بكونه صاحلا لكل بقعة كمكان وناحية وجهة وجانب وأمام وخلف. والصإسقاط اجلار توسعا، واجلار املقدر " إىل " يف )سنعيدها سريهتا االوىل( و " يف " يف البيت، وىف أو إىل يف الباقي، وحيتمل أن )استبقوا( ضمن معىن تبادروا، وقد أحيز الوجهان يف )فاستبقوا اخلريات( وحيتمل

ل اشتمال، أي سنعيدها طريقتها. ومن ذلك قول الزجاج )سريهتا( أن يكون بدال من ضمري املفعول بديف )واقعدوا هلم كل مرصد( إن كال ظرف، ورده أبو على يف االغفال مبا ذكرنا، وأجاب أبو حيان بأن )اقعدوا( ليس على حقيقته، بل معناه أرصدوهم كل مرصد، ويصح أرصدوهم كل مرصد، فكذا يصح

. وهذا خمالف زيد، كما جيوز قعدت مقعده، اه قعدت كل مرصد، قال: وجيوز قعدت جملسلكالمهم، إذ اشرتطوا توافق ماديت الظرف وعامله، ومل يكتفوا بالتوافق املعنوي كما يف املصدر، والفرق

أن انتصاب هذا النوع على الظرفية على خالف القياس لكونه خمتصا، فينبغي أن ال يتجاوز به حمل السماع، وأما حنو " قعدت

[511 ]

Page 421: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جلوسا " فال دافع له من القياس، وقيل: التقدير ] اقعدوا هلم [ على كل مرصد، فحذفت على، كما [ أي لقضى على، وقياس الزجاج أن يقول يف 222قال: * وأخفى الذى لوال االسى لقضاىن * ]

ني أهنما )القعدن هلم صراطك املستقيم( مثل قوله يف )واقعدوا هلم كل مرصد( والصواب يف املوضععلى تقدير على، كقوهلم " ضرب زيد الظهر والبطن " فيمن نصبهما، أو أن القعدن واقعدوا ضمنا معىن اللزمن والزموا. ومن الوهم يف الثاين قول احلوىف يف )ظلمات بعضها فوق بعض(: إن )بعضها

خرب حملذوف، فوق بعض( مجلة خمرب هبا عن ظلمات، وظلمات غري خمتص: فالصواب قول اجلماعة إنهأي تلك ظلمات، نعم إن قدر أن املعىن ظلمات أي ظلمات مبعىن ظلمات عظام أو متكاثفة وتركت

له حاجب يف كل أمر يشينه * ] وليس له عن طالب - 813الصفة لداللة املقام عليها كما قال ته " واعرتضه العرف حاجب [ صح، وقول الفارسى يف )ورهبانية ابتدعوها(: إنه من باب " زيدا ضرب

ابن الشجرى بأن املنصوب يف هذا الباب شرطه أن يكون خمتصا ليصح رفعه باالبتداء، واملشهور أنه عطف على ما قبله، وابتدعوها: صفة، والبد من تقدير مضاف، أي وحب رهبانية، وإمنا مل حيمل أبو

وجل، وقد يتخيل ورود اعرتاض على اآلية على ذلك العتزاله، فقال: الن ما يبتدعونه ال خيلقه اهلل عز ابن الشجرى على أىب البقاء يف جتويزه يف )وأخرى حتبوهنا( كونه كزيدا ضربته، وجياب بأن االصل " وصفة أخرى " وجيوز كون )حتبوهنا( صفة، واخلرب إما نصر، وإما حمذوف، أي ولكم نعمة أخرى،

فارسا - 811ين يف قول احلماسي: ونصر: بدل أو خرب حملذوف، وقول ابن ] ابن [ مالك بدر الد ما غادروه ملحما * ] غري زميل وال نكس وكل [

[518 ]

إنه من باب االشتغال كقول أىب على يف اآلية، والظاهر أنه نصب على املدح ملا قدمنا، وما يف البيت يف بعض زائدة، وهلذا أمكن أن يدعى أنه من باب االشتغال. النوع اخلامس: اشرتاطهم االضمار

املعموالت، واالظهار يف بعض، فمن االول جمرور لوال وجمرور وحد، وال خيتصان بضمري خطاب وال غريه، تقول: لوالى، ولوالك، ولواله، ووحدى، ووحدك، ووحده، وجمرور لىب وسعدى وحناين، ويشرتط

شق أقوام ] دعوين [ فيا لىب إذ هدرت هلم * ] شقا - 812هلن ضمري اخلطاب، وشذ حنو قوله:

Page 422: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] إنك لو دعوتين ودوين * زوراء ذات مرتع بيون( * لقلت - 813فأسكتها هدرى [ وقول آخر: ] دعوت ملا نابىن مسورا [ * فلىب - 814لبيه ملن يدعوين * كما شذت إضافتها إىل الظاهر يف قوله:

ت وال تقول: ميوت فلىب يدى مسور ومن ذلك مرفوع خرب كاد وأخواهتا إال عسى، فتقول: كاد زيد ميو أبوه، وجيوز " عسى زيد أن يقوم، أو يقوم أبوه " فريفع السبيب، وال جيوز رفعه األجنيب حنو " عسى زيد

أن يقوم عمرو عنده ". ومن ذلك مرفوع اسم التفضيل يف غري مسألة الكحل، وهذا شرطه مع ين تأكيد االسم املظهر، والنعت، االضمار االستتار، وكذا مرفوع حنو قم وأقوم ونقوم وتقوم. ومن الثا

واملنعوت، وعطف البيان، واملبني ومن الوهم يف االول قول بعضهم يف " لوالى وموسى ": إن موسى حيتمل اجلر، وهذا خطأ، النه ال يعطف على الضمري اجملرور إال بإعادة اجلار، والن لوال ال جتر الظاهر،

ذه مسألة حياجى هبا فيقال ضمري جمرور ال يصح أن فلو أعيدت مل تعمل اجلر، فكيف ومل تعد ؟ ه يعطف عليه اسم جمرور أعدت اجلار أم مل تعده، وقوىل

[511 ]

" جمرور " النه يصح أن تعطف عليه امسا مرفوعا، الن " لوال " حمكوم هلا حبكم احلروف الزائدة، ا أشبه الزائد، وقول مجاعة يف قول والزائد ال يقدح يف كون االسم جمردا من العوامل اللفظية، فكذا م

[ إن فرجا اسم كان، 241هدبة: عسى الكرب الذى أمسيت فيه * يكون وراءه فرج قريب ] وقد - 815والصواب أنه مبتدأ خربه الظرف، واجلملة خرب كان، وامسها ضمري الكرب، وأما قوله:

، بدل اشتمال من تاء جعلت، جعلت إذا ما قمت يثقلين * ثويب، فأهنض هنض الشارب الثمل فتوىبال فاعل يثقلين. ومن الوهم يف الثاين قول أىب البقاء يف )إن شانئك هو االبرت(: إنه جيوز كون هو توكيدا وقد مضى، وقول الزخمشري يف قوله تعاىل )ما قلت هلم إال ما أمرتىن به أن اعبدوا اهلل( إذا

اء، وقول النحويني يف حنو )اسكن أنت وزوجك قدرت أن مصدرية، وأهنا وصلتها عطف بيان على اهلاجلنة( إن العطف على الضمري املسترت، وقد رد ذلك ابن مالك وجعله من عطف اجلمل، واالصل

وليسكن زوجك، وكذا قال يف )ال خنلفه حنن وال أنت(: إن التقدير وال ختلفه أنت، الن مرفوع فعل ى النون ال يكون غري ضمري املتكلم، وجوز يف قوله: االمر ال يكون ظاهرا، ومرفوع الفعل الضارع ذ

Page 423: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نطوف ما نطوف مث نأوى * ذوو االموال منا والعدمي إىل حفر أسافلهن جوف * وأعالهن - 816 صفاح مقيم

[583 ]

كون ذوو فاعال بفعل غيبة حمذوف، أي يأوى ذوو االموال، وكونه وما بعده توكيدا على حد " ضرب من العوامل ما يعمل يف الظاهر وىف املضمر بشرط استتاره وهو نعم -". تنبيه زيد الظهر والبطن

وبئس، تقول " نعم الرجالن الزيدان، ونعم رجلني الزيدان " وال يقال " نعما " إال يف لغية، أو بشرط ة إفراده وتذكريه وهو " رب " يف االصح. النوع السادس: اشرتاطهم املفرد يف بعض املعموالت، واجلمل

يف بعض. فمن االول الفاعل ونائبه وهو الصحيح، فأما )مث بدا هلم من بعد ما رأوا اآليات ليسجننه( )وإذا قيل هلم ال تفسدوا يف االرض( فقد مر البحث فيهما ومن الثاين خرب أن املفتوحة إذا خففت،

وىل حق " وكذلك خرب وخرب القول احملكى حنو " قوىل ال إله إال اهلل " وخرج بذكر احملكى قولك " قضمري الشأن، وعلى هذا فقوله تعاىل )ومن يكتمها فإنه آمث قلبه( إذا قدر ضمري إنه للشأن لزم كون آمث خربا مقدما وقلبه مبتدأ مؤخرا، وإذا قدر راجعا إىل اسم الشرط جاز ذلك، وأن يكون آمث اخلرب

يف )فطفق مسحا بالسوق واالعناق( إن وقلبه فاعل به، وخرب أفعال املقاربة ومن الوهم قول بعضهم )مسحا( خرب طفق، والصواب أنه مصدر خلرب حمذوف أي ميسح مسحا، وجواب الشرط، وجواب

( ومن الوهم قول الكسائي وأىب حامت يف حنو )حيلفون باهلل لكم لريضوكم( إن الالم وما 1القسم )يف قوله تعاىل )أفمن زين له سوء بعدها جواب، وقد مر البحث يف ذلك، وقول بدر الدين ابن مالك

عمله فرآه حسنا( إن جواب الشرط حمذوف، وإن تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرة، بدليل )فال تذهب نفسك عليهم حسرات( أو كمن هداه اهلل، بدليل )فإن اهلل يضل من يشاء

إخل " -املفتوحة ( هذا معطوف على قوله " خرب أن " يف قوله فيما مضى " ومن الثاين خرب أن1)

يعىن أن جواب الشرط وجواب القسم مما اشرتطوا فيه أن يكون مجلة )*(

Page 424: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[581 ] ويهدى من يشاء(، والتقدير الثاين باطل: وجيب عليه كون من موصولة، وقد يتوهم أن مثل هذا قول

وات واالرض( فإنه قال يف قوله تعاىل: )أمن خلق السم -وهو أبو الفضل الرازي -صاحب اللوامح . وإمنا هذا مبىن على تسمية مجاعة منهم اه -البد من إضمار مجلة معادلة، والتقدير كمن ال خيلق

الزخمشري يف مفصلة الظرف من حنو " زيد يف الدار " مجلة ظرفية، لكونه عندهم خلفا عن مجلة قلنا إنه مجلة. النوع مقدرة، وال يعتذر مبثل هذا عن ابن مالك، فإن الظرف ال يكون جوابا، وإن

السابع: اشرتاط اجلملة الفعلية يف بعض املواضع، واالمسية يف بعض ومن االول مجلة الشرط غري لوال ومجلة جواب لو ولوال ولوما، واجلملتان بعد ملا، واجلمل التالية أحرف التحضيض، ومجلة أخبار أفعال

ابعيه حنو )ولو أهنم آمنوا(. ومن الثاين اجلملة بعد املقاربة، وخرب أن املفتوحة بعد لو عند الزخمشري ومت" إذا " الفجائية، و " ليتما " على الصحيح فيهما. ومن الوهم يف االول أن يقول من ال يذهب إىل

قول االخفش والكوفيني يف حنو )وإن امرأة خافت( )وإن أحد من املشركني استجارك( و )إذا السماء ذلك خطأ، النه خالف قول من اعتمد عليهم، وإمنا قاله سهوا، واما إذا انشقت(: إن املرفوع مبتدأ، و

قال ذلك االخفش أو الكوىف فال يعد ذلك االعراب خطأ، الن هذا مذهب ذهبوا إليه ومل يقولوه سهوا عن قاعدة، نعم الصواب خالف قوهلم يف أصل املسألة، وأجازوا أن يكون املرفوع حمموال على

اجلمهور، وأجاز الكوفيون وجها ثالثا، وهو أن يكون فاعال بالفعل املذكور على إضمار فعل كما يقول التقدمي والتأخري، مستدلني على جواز ذلك بنحو قول الزباء:

[582 ]

ما للجمال مشيها وئيدا * ] أجندال حيملن أم حديدا [ فيمن رفع " مشيها " وذلك عند - 811ول اخلرب، أي مشيها يكون وئيدا أو يوجد وئيدا، وال يكون بدل اجلماعة مبتدأ حذف خربه وبقى معم

بعض من الضمري املسترت يف الظرف كما كان فيمن جره بدل اشتمال من اجلمال، النه عائد على " ما " االستفهامية، ومىت أبدل اسم من اسم استفهام وجب اقرتان البدل هبمزة االستفهام، فكذلك حكم

ال ضمري فيه راجع إىل املبدل منه. ومن ذلك قول بعضهم يف بيت الكتاب: ] ضمري االستفهام، والنه

Page 425: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ إن " وصال " مبتدأ، 531صددت فأطولت الصدود [ وقلما * وصال على طول الصدود يدوم ] والصواب أنه فاعل بيدوم حمذوفا مفسرا باملذكور، وقول آخر يف حنو " آتيك يوم زيدا تلقاه ": إنه جيوز

فع باالبتداء، وذلك خطأ عند سيبويه، الن الزمن املبهم املستقبل حيمل على إذا يف أنه ال يف زيد الر يضاف إىل اجلملة االمسية، وأما قوله تعاىل )يوم هم بارزون( فقد مضى أن الزمن هنا حممول على إذ،

ا يوجب ذلك ال على إذا، وأنه لتحققه نزل منزلة املاضي، وأما جواب ابن عصفور عن سيبويه بأنه إمنيف الظروف، واليوم هنا بدل من املفعول به وهو )يوم التالق( يف قوله تعاىل )لتنذر يوم التالق(

فمردود، وإمنا ذلك يف اسم الزمان ظرفا كان أو غريه، مث هذا اجلواب ال يتأتى له يف قوله: وكن ىل الوهم أيضا قول بعضهم يف [ ومن 651شفيعا يوم ال ذو شفاعة * مبغن فتيال عن سواد بن قارب ]

قوله تعاىل: )فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه( بعد ما جزم بأن )من( شرطية: إنه جيوز كون اجلملة االمسية

[583 ]

معطوفة على )كان( وما بعدها، ويرده أن مجلة الشرط ال تكون امسية، فكذا املعطوف عليها، على أنه قوله أيضا، الن الفاء ال تدخل يف اخلرب إذا كانت الصلة مجلة امسية، لعدم لو قدر من موصولة مل يصح

فإن ال مال أعطيه فإىن * صديق من - 818شبهه حينئذ باسم الشرط، وقول ابن طاهر يف قوله: غدو أو رواح وقول آخرين يف قول الشاعر: ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة * إىل، فهال نفس ليلى

ا بعد إن ال وهال مجلة امسية نابت عن اجلملة الفعلية، والصواب أن التقدير [ إن م 131شفيعها ] يف االوىل فإن أكن، وىف الثانية فهال كان، أي االمر والشأن، واجلملة االمسية فيهما خرب. ومن ذلك

جواب قول مجاعة منهم الزخمشري يف )ولو أهنم آمنوا واتقوا ملثوبة من عند اهلل خري(: إن اجلملة االمسيةلو، واالوىل أن يقدر اجلواب حمذوفا، أي لكان خريا هلم، أو أن يقدر " لو " مبنزلة ليت يف إفادة

التمىن، فال حتتاج إىل جواب. ومن ذلك قول مجاعة منهم ابن مالك يف قوله تعاىل: )فلما جناهم إىل حمذوفة، أي انقسموا قسمني الرب فمنهم مقتصد(: إن اجلملة جواب ملا، والظاهر أن اجلواب مجلة فعلية

Page 426: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فمنهم مقتصد ومنهم غري ذلك، ويؤيد هذا أن جواب ملا ال يقرتن بالفاء. ومن الوهم يف الثاين جتويز كثري من النحويني االشتغال يف حنو " خرجت

[584 ]

فإذا زيد يضربه عمرو " ومن العجب أن ابن احلاجب أجاز ذلك يف كافيته مع قوله فيها يف حبث روف: وقد تكون للمفاجأة فيلزم املبتدأ بعدها، وأجاز ابن أىب الربيع يف " ليتما زيدا أضربه " أن الظ

يكون انتصاب " زيدا " على االشتغال كالنصب يف " إمنا زيدا أضربه " والصواب أن انتصابه بليت، الرازي على الزخمشري اعرتض -النه مل يسمع حنو " ليتما قام زيد " كما مسع " إمنا قام زيد ". تنبيه

يف قوله تعاىل: )والذين كفروا بآيات اهلل أولئك هم اخلاسرون(: إن اجلملة معطوفة على )وينجى اهلل الذين اتقوا( بأن االمسية ال تعطف على الفعلية، وقد مر أن ختالف اجلملتني يف االمسية والفعلية ال مينع

قاء يف قوله تعاىل: )منهم من كلم اهلل(: إنه جيوز كون التعاطف، وقال بعض املتأخرين يف جتويز أىب الب. اجلملة االمسية بدال من )فضلنا بعضهم على بعض(: هذا مردود، الن االمسية ال تبدل من الفعلية، اه

ومل يقم دليل على امتناع ذلك. النوع الثامن: اشرتاطهم يف بعض اجلمل اخلربية، وىف بعضها االنشائية. صلة، والصفة، واحلال، واجلملة الواقعة خربا لكان، أو خربا الن أو لضمري الشأن، قيل: فاالول كثري كال

811أو خربا للمبتدأ، أو جوابا للقسم غري االستعطايف. ومن الثاين جواب القسم االستعطايف كقوله: بعيشك يا - 823بريك هل ضممت إليك ليلى * ] قبيل الصبح أو قبلت فاها ؟ [ وقوله: -

ارمحى ذا صبابة * ] أىب غري ما يرضيك يف السر واجلهر [ وما ورد على خالف ما ذكر مؤول، سلمى فمن االول قوله:

[585 ]

[ وخترجيه على إضمار القول، 622أزورها ] -وإن شطت نواها -وإىن لراج نظرة قبل الىت * لعلى ذوف، واجلملة معرتضة، أي لعلى أفعل أي قبل الىت أقول لعلى، أو على أن الصلة أزورها وخرب لعل حم

* فإمنا أنت أخ ال - 821[ وقوله: 435ذلك، وقوله: * جاؤا مبذق هل رأيت الذئب قط * ]

Page 427: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

نعدمه * وخترجيهما على إضمار القول، أي أخ مقول فيه ال جعلنا اهلل نعدمه، ومبذق مقول عند رؤيته أخرب تقله " أي صادفت الناس مقوال فيهم ذلك، وقول أىب الدرداء رضى اهلل عنه " وجدت الناس

وكوين باملكارم ذكريين * ودىل دل ماجدة صناع واجلملة يف هذا مؤولة باجلملة - 822ذلك، وقوله: اخلربية، أي وكوين تذكرينين، مثل قوله تعاىل: )قل من كان يف الضاللة فليمدد له الرمحن مدا( أي

824س سيدهم * ال حتسبوا ليلهم عن ليلكم ناما وقوله: إن الذين قتلتم أم - 823فيمد، وقوله: إىن إذا ما القوم كانوا أجنيه * واضطرب القوم اضطراب االرشيه * هناك أوصيين وال توصى بيه * -

وينبغى أن يستثىن من منع ذلك يف خربى إن وضمري الشأن خرب أن املفتوحة إذا

[586 ]

ية كقوله تعاىل: )واخلامسة أن غضب اهلل عليها( يف قراءة من خففت: فإنه جيوز أن يكون مجلة دعائقرأ أن بالتخفيف وغضب بالفعل واهلل فاعل، وقوهلم " أما أن جزاك اهلل خريا " فيمن فتح اهلمزة، وإذا

مل نلتزم قول اجلمهور يف وجوب كون اسم ] أن [ هذه ضمري شأن فال استثناء بالنسبة إىل ضمري يقدر واخلامسة أهنا، وأما أنك، وأما )نودى أن بورك من يف النار( فيجوز كون أن الشأن، إذ ميكن أن

تفسريية. ومن الوهم يف هذا الباب قول بعضهم يف قوله تعاىل: )وانظر إىل العظام كيف ننشزها(: إن مجلة االستفهام حال من العظام، والصواب أن كيف وحدها حال من مفعول ننشز، وأن اجلملة بدل

عظام، وال يلزم من جواز كون احلال املفردة استفهاما جواز ذلك يف اجلملة، الن احلال كاخلرب وقد من الجاز باالتفاق حنو " كيف زيد " واختلف يف حنو " زيد كيف هو " وقول آخرين إن مجلة االستفهام

نظر القلىب، حال يف حنو " عرفت زيدا أبو من هو " وقد مر. واعلم أن النظر البصري يعلق فعله كالقال تعاىل: )فلينظر أيها أزكى طعاما(، وقال سبحانه وتعاىل: )انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض(.

ومن ذلك قول االمني احمللى فيما رأيت خبطه: إن اجلملة الىت بعد الواو من قوله: اطلب وال تضجر من ة، والصواب أن الواو [ حالية، وإن " ال " ناهي 631مطلب * ] فآفة الطالب أن يضجرا [ ]

للعطف، مث االصح أن الفتحة إعراب مثلها يف " ال تأكل السمك وتشرب للنب " ال بناء الجل نون

Page 428: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

توكيد خفيفة حمذوفة. النون التاسع: اشرتاطهم لبعض االمساء أن يوصف، ولبعضها أن ال يوصف فمن " جاؤا اجلماء االول جمرور رب إذا كان ظاهرا، وأى يف النداء، واجلماء يف قوهلم

[581 ]

الغفري " وما وطئ به من خرب أو صفة أو حال، حنو " زيد رجل صاحل، ومررت يزيد الرجل الصاحل " ومنه )بل أنتم قوم تفتنون( )ولقد ضربنا للناس يف هذا القرآن( إىل قوله تعاىل )قرآنا عربيا( وقول

أم كنت امرأ ال أطيعها ؟ ومن مث أبطل أبو أأكرم من ليلى على فتبتغي * به اجلاه - 825الشاعر: رب رفد هرقته ذلك اليو * م وأسرى من معشر أقيال - 826على كون الظرف من قول االعشى:

متعلقا بأسرى، لئال خيلو ما عطف على جمرور رب من صفة، قال: وأما قوله فيا رب يوم قد هلوت الثاين حمذوفة مدلول عليها بصفة االول، وال [ فعلى أن صفة 236وليلة * بآنسة كأهنا خط متثال ]

يتأتى ذلك هنا، وقد جيوز ذلك هنا، الن االراقة إتالف، فقد جتعل دليال عليه. ومن الثاين فاعال نعم وبئس واالمساء املتوغلة يف شبه احلرف إال من وما النكرتني فإهنما يوصفان حنو " مررت مبن معجب

االخفش أيا حنو " مررت بأى معجب لك " وهو قوى يف القياس، لك، ومبا معجب لك " وأحلق هبماالهنا معربة، ومن ذلك الضمري، وجوز الكسائي نعته إن كان لغائب والنعت لغري التوضيح، حنو )قل

إن رىب يقذف باحلق عالم الغيوب( وحنو )ال إله إال هو الرمحن الرحيم( فقدر )عالم( نعتا للضمري ق( و )الرمحن الرحيم( نعتني هلو، وأجاز غري الفارسى وابن السراج نعت فاعلي املسترت يف )يقذف باحل

نعم الفىت املرى أنت إذا هم * حضروا لدى احلجرات نار املوقد - 821نعم وبئس متسكا بقوله: ومحله الفارسى وابن السراج على البدل، وقال ابن مالك: ميتنع نعته إذا قصد بالنعت التخصيص مع

اعل مقام اجلنس، الن ختصيصه حينئذ مناف لذلك القصد، فأما إذا تؤول باجلامع الكمل إقامة الف اخلصال فال مانع من نعته حينئذ، المكان أن

[588 ]

Page 429: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

. وقال الزخمشري وأبو البقاء يف )وكم ينوى يف النعت ما نوى يف املنعوت، وعلى هذا حيمل البيت، اهاجلملة بعدكم صفة هلا، والصواب أهنا صفة لقرن، ومجع أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن(: إن

الضمري محال على معناه، كما مجع وصف مجيع يف حنو )وإن كل ملا مجيع لدينا حمضرون(. النوع العاشر: ختصيصهم جواز وصف بعض االمساء مبكان دون آخر، كالعامل من وصف ومصدر، فإنه ال

نه ال يوصف قبل متام صلته ويوصف بعد متامها، يوصف قبل العمل ويوصف بعده، وكاملوصول فإوتعميمهم اجلواز يف البعض، وذلك هو الغالب. ومن الوهم يف االول قول بعضهم يف قول احلطيئة:

أزمعت يأسا مبينا من نوالكم * ولن ترى طاردا للحر كالياس إن " من " متعلقة بيأسا، - 828ال يوصف قبل أن يأيت معموله. وقال أبو البقاء يف والصواب أن تعلها بيئست حمذوفا، الن املصدر

)وال آمني البيت احلرام يبتغون فضال(: ال يكون يبتغون نعتا آلمني: الن اسم الفاعل إذا وصف مل . وهذا قول ضعيف، والصحيح جواز الوصف بعد العمل يعمل يف االختيار، بل هو حال من آمني، اه

أخبار النواسخ أن يتصل بالناسخ حنو " كان قائما زيد " ومنع النوع احلادى عشر: إجازهتم يف بعضذلك يف البعض حنو " إن زيدا قائم ". ومن الوهم يف هذا قول املربد يف قوهلم " إن من أفضلهم كان

زيدا " إنه ال جيب أن حيمل على زيادة كان كما قال سيبويه، بل جيوز أن تقدر كان ناقصة وامسها دم رتبة، إذ هو اسم إن، ومن أفضلهم: خرب كان، وكان ومعموالها خرب إن، فلزمه ضمري زيد، النه متق

تقدمي خرب إن على امسها مع أنه ليس ظرفا وال جمرورا، وهذا ال جييزه أحد.

[581 ]

النوع الثاين عشر: إجياهبم لبعض معموالت الفعل وشبهه أن يتقدم كاالستفهام والشرط وكم اخلربية حنو ت اهلل تنكرون( )وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( )أميا االجلني قضيت( وهلذا قدر )فأى آيا

[ ولبعضها أن 48ضمري الشأن يف قوله: إن من يدخل الكنبسة يوما * يلق فيها جآذرا وظباء ] يتأخر: إما لذاته كالفاعل ونائبه ومشبهه، أو لضعف الفعل كمفعول التعجب حنو " ما أحسن زيدا "

أو لعارض معنوى أو لفظي وذلك كاملفعول يف حنو " ضرب موسى عيسى " فإن تقدميه يوهم أنه مبتدأ وأن الفعل مسند إىل ضمريه، وكاملفعول الذى هو أي املوصولة حنو " سأكرم أيهم جاءين " كأهنم

Page 430: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عرفت أنك قصدوا الفرق بينها وبني أي الشرطية واالستفهامية، واملفعول الذى هو أن وصلتها حنو "فاضل " كرهوا االبتداء بأن املفتوحة لئال يلتبس بأن الىت مبعىن لعل، وإذا كان املبتدأ الذى أصله التقدمي

جيب تأخره إذا كان أن وصلتها حنو )وآية هلم أنا محلنا ذريتهم( فأن جيب تأخر املفعول الذى أصله ل عامل اقرتن بالم االبتداء أو القسم، أو التأخري حنو )وال ختافون أنكم أشركتم( أحق وأوىل، وكمعمو

حرف االستثناء، أو ما النافية، أوال يف جواب القسم. ومن الوهم االول قول ابن عصفور يف )أو مل يهد هلم كم أهلكنا(: إن كم فاعل يهد، فإن قلت: خرجه على لغة حكاها االخفش، وهى أن بعض

رتف برداءهتا، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، العرب ال يلتزم صدرية كم اخلربية، قلت: قد اعوالصواب أن الفاعل مسترت راجع إىل اهلل سبحانه وتعاىل، أي أو مل يبني اهلل هلم، أو إىل اهلدى،

واالول قول أىب البقاء، والثاىن قول الزجاج، وقال الزخمشري: الفاعل اجلملة، وقد مر أن الفاعل ال هلكنا، واجلملة مفعول يهد، وهو معلق عنها، وكم اخلربية تعلق خالفا يكون مجلة، وكم مفعول أ

الكثرهم ومن الوهم يف الثاين قول بعضهم يف بيت الكتاب:

[513 ]

[ إن " وصال " فاعل 531] صددت فأطولت الصدود [ وقلما * وصال على طول الصدود يدوم ] يل بعد حول * أظىب كان أمك أم محار إن " ] فإنك ال تبا - 821بيدوم، وىف بيت الكتاب أيضا:

ظىب " اسم كان، والصواب أن " وصال " فاعل يدوم حمذوفا مدلوال عليه باملذكور، وأن " ظىب " اسم لكان حمذوفة مفسرة بكان املذكورة، أو مبتدأ، واالول أوىل، الن مهزة االستفهام باجلمل الفعلية أوىل

ضمري راجع إليه، وقول سيبويه " إنه أخرب عن النكرة باملعرفة " منها باالمسية، وعليهما فاسم كان واضح على االول، الن ظبيا املذكور اسم كان، وخربه " أمك " وأما على الثاين فخرب ظىب إمنا هو

النكرة 1اجلملة، واجلمل نكرات، ولكن يكون حمل االستشهاد قوله " كان أمك " على أن ضمري سم مقدم. وقول بعضهم يف قوله تعاىل )إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنده نكرة ال على أن اال

كان عنه مسؤال(: إن )عنه( مرفوع احملل مبسؤال، والصواب أن اسم كان ضمري املكلف وإن مل جير له ذكر، وأن املرفوع مبسؤال مسترت فيه راجع إليه أيضا، وأن )عنه( يف موضع نصب وقول بعضهم يف قوله:

Page 431: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ إنه من باب االشتغال، ال على إسقاط على كما قال 131حب العراق الدهر أطعمه * ] * آليتسيبويه، وذلك مردود: الن " أطعمه " بتقدير ال أطعمه. وقول الفراء يف )وإن كال ملا ليوفينهم ربك

وال جيوز أعماهلم( فيمن خفف إن: إنه أيضا من باب االشتغال مع قوله إن الالم مبعىن إال، وإن نافية باالمجاع أن يعمل ما بعد إال فيما قبلها، على أن هنا مانعا آخر وهو الم القسم، وأما قوله تعاىل

)ويقول االنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا( فإن إذا ظرف الخرج، وإمنا جاز تقدمي الظرف على الم القسم لتوسعهم يف الظرف، ومنه قوله:

[511 ]

[ أي ال نتفرق أبدا، وال النافية هلا 244الفا * بأسحم داج عوض ال نتفرق ] رضيعى لبان ثدى أم حتالصدر يف جواب القسم، وقيل: العامل حمذوف، أي أئذا ما مت أبعث لسوف أخرج. النوع الثالث

عشر: منعهم من حذف بعض الكلمات، وإجياهبم حذف بعضها، فمن االول الفاعل، ونائبه، واجلار يف مواضع حنو قوهلم " اهلل الفعلن " و " بكم درهم اشرتيت " أي واهلل، وبكم من الباقي عمله، إال

درهم. ومن الثاين أحد معمويل " الت ". ومن الوهم يف االول قول ابن مالك يف أفعال االستثناء حنو ىل " قاموا ليس زيدا، وال يكون زيدا، وما خال زيدا ": إن مرفوعهن حمذوف، وهو كلمة بعض مضافة إ

ضمري من تقدم، والصواب أنه مضمر عائد إما على البعض املفهوم من اجلمع السابق كما عاد الضمري من قوله تعاىل )فإن كن نساء( على البنات املفهومة من االوالد )يف يوصيكم اهلل يف أوالدكم( وإما

اء " ال يزىن الزاىن زيدا، كما ج -أي القائم -على اسم الفاعل املفهوم من الفعل، أي ال يكون هو حني يزىن وهو مؤمن، وال يشرب اخلمر حني يشرهبا وهو مؤمن " وإما على املصدر املفهوم من الفعل،

زيدا. ومن -أي قيامهم -وذلك يف غري ليس وال يكون، تقول " قاموا خال زيدا " أي جانب هو وهنا يف موضع جر بإسقاط حرف ذلك قول كثري من املعربني واملفسرين يف فواتح السور: إنه جيوز ك

القسم. وهذا مردود بأن ذلك خمتص عند البصريني باسم اهلل سبحانه وتعاىل، وبأنه ال أجوبة للقسم يف سورة البقرة وآل عمران ويونس وهود وحنوهن، وال يصح أن يقال: قدر )ذلك الكتاب( يف البقرة، و

Page 432: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

- 833الم من اجلملة االمسية كحذفها يف قوله: )اهلل ال إله إال هو( يف آل عمران جوابا، وحذفت ال ورب السموات العلي وبروجها * واالرض وما فيها املقدر كائن

[512 ]

على -وقول ابن مسعود " واهلل الذى ال إله غريه هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة " الن ذلك حنت نوار - 831ابن عصفور يف قوله: خمصو ص باستطالة القسم. ومن الوهم يف الثاين قول -قلته

والت هنا حنت * ] وبدا الذى كانت نوار أجنت [ إن هنا اسم الت، وحنت خربها بتقدير مضاف، أي وقت حنت، فاقتضى إعرابه اجلمع بني معموليها، وإخراج هنا عن الظرفية، وإعمال الت يف معرفة

ف، وحذف املضاف إىل اجلملة، واالوىل قول ظاهرة وىف غري الزمان وهو اجلملة النائبة عن املضاالفارسى إن " الت " مهملة، وهنا خرب مقدم، وحنت مبتدأ مؤخر بتقدير أن مثل " تسمع باملعيدى

خري من أن تراه ". النوع الرابع عشر: جتويزهم يف الشعر ما ال جيوز يف النثر، وذلك كثري، وقد أفرد بدال الغلط والنسيان زعم بعض القدماء أنه ال جيوز يف بالتصنيف، وعكسه، وهو غريب جدا، وذلك

الشعر، النه يقع غالبا عن ترو وفكر. النوع اخلامس عشر: اشرتاطهم وجود الرابط يف بعض املواضع، وفقده يف بعض، فاالول قد مضى مشروحا. والثاىن اجلملة املضاف إليها حنو " يوم قام زيد " فأما

مضت سنة لعام - 833ستطيع * نباحا هبا الكلب إال هريرا وقوله: وختن ليلة ال ي - 832قوله: ولدت فيه * وعشر بعد ذاك وحجتان فنادر، وهذا احلكم خفى على أكثر النحويني، والصواب يف

مثل قولك " أعجبين يوم ولدت فيه " تنوين اليوم، وجعل اجلملة بعده صفة له، وكذلك " أمجع " وما د، جيب جتريده من ضمري املؤكد، وأما قوهلم " جاء يتصرف منه يف باب التوكي

[513 ]

القوم بأمجعهم " فهو بضم امليم ال بفتحها، وهو مجع لقولك مجع، على حد قوهلم فلس وأفلس، هذا وجدكم - 834واملعىن جاءوا جبماعتهم، ولو كان توكيدا لكانت الباء فيه زائدة مثلها يف قوله:

ىل إن كان ذاك وال أب [ فكان يصح إسقاطها. النوع السادس عشر: الصغار بعينه * ] ال أم

Page 433: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اشرتاطهم لبناء بعض االمساء أن تقطع عن االضافة كقبل وبعد وغري، ولبناء بعضها أن تكون مضافة، وذلك أي املوصولة، فإهنا ال تبىن إال إذا أضيفت وكان صدر صلتها ضمريا حمذوفا حنو )أيهم أشد(.

قول ابن الطراوة )هم أشد( مبتدأ وخرب، وأى مبنية مقطوعة عن االضافة، وهذا ومن الوهم يف ذلكخمالف لرسم املصحف والمجاع النحويني. * * * اجلهة السابعة: أن حيمل كالما على شئ، ويشهد استعمال آخر يف نظري ذلك املوضع خبالفه، وله أمثلة: أحدها: قول الزخمشري يف )خمرج امليت من

طف على )فالق احلب والنوى( ومل جيعله معطوفا على )خيرج احلى من امليت(، الن عطف احلى( إنه عاالسم على االسم أوىل، ولكن جمئ قوله تعاىل )خيرج احلى من امليت وخيرج امليت من احلى( بالفعل به فيهما يدل على خالف ذلك. الثاين: قول مكى وغريه يف قوله تعاىل )ماذا أراد اهلل هبذا مثال يضل

كثريا(: إن مجلة )يضل( صفة ملثال أو مستأنفة، والصواب الثاين، لقوله تعاىل يف سورة املدثر )ماذا أراد اهلل هبذا مثال كذلك يضل اهلل من يشاء(. الثالث: قول بعضهم يف )ذلك الكتاب ال ريب(: إن الوقف

ورة السجدة )أمل تنزيل هنا على )ريب( ويبتدئ )فيه هدى( ويدل على خالف ذلك قوله تعاىل يف س الكتاب ال ريب فيه من رب العاملني(.

[514 ]

الرابع: قول بعضهم يف )وملن صرب وغفر إن ذلك ملن عزم االمور(: إن الرابط االشارة، وإن الصابر والغافر جعال من عزم االمور مبالغة، والصواب أن االشارة للصرب والغفران، بدليل )وإن تصربوا وتتقوا

ذلك من عزم االمور( ومل يقل إنكم. اخلامس: قوهلم يف )أين شركائي الذين كنتم تزعمون(: إن فإنالتقدير تزعموهنم شركاء، واالوىل أن يقدر تزعمون أهنم شركاء، بدليل )وما نرى معكم شفعاءكم الذين

بل على أن زعمتم أهنم فيكم شركاء( والن الغالب على " زعم " أن ال يقع على املفعولني صرحيا،تعلم رسول اهلل - 835وصلتها، ومل يقع يف التنزيل إال كذلك. ومثله يف هذا احلكم " تعلم " كقوله:

زعمتين شيخا - 836أنك مدركى * ] وأن وعيدا منك كاالخذ باليد [ ومن القليل فيهما قوله: قهر عدوها * ] تعلم شفاء النفس - 831ولست بشيخ * ] إمنا الشيخ من يدب دبيبا [ وقوله:

فبالغ بلطف يف التحيل واملكر [ وعكسهما يف ذلك هب مبعىن ظن، فالغالب تعديه إىل صريح

Page 434: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فقلت: أجرين أبا خالد، * وإال فهبين امرأ هالكا ووقوعه على أن وصلتها - 838املفعولني كقوله: ول القائل " هب أن نادر، حىت زعم احلريري أن قول اخلوا ص " هب أن زيدا قائم " حلن، وذهل عن ق

أبانا كان محارا " وحنوه. السادس: قوهلم يف )سواء عليهم أأنذرهتم أم مل تنذرهم ال يؤمنون( إن )ال يؤمنون( مستأنف، أو خرب الن، وما بينهما اعرتاض، واالوىل االول، بدليل )وسواء عليهم أأنذرهتم أم

بظالم( )وما اهلل بغافل(: إن اجملرور يف مل تنذرهم ال يؤمنون(. السابع: قوهلم يف حنو )وما ربك

[515 ]

موضع نصب أو رفع على احلجازية والتميمية، والصواب االول، الن اخلرب بعد " ما " مل جيئ يف التنزيل جمردا من الباء إال وهو منصوب حنو )ما هن أمهاهتم( )ما هذا بشرا(. الثامن: قول بعضهم يف )ولئن

لن اهلل(: إن اسم اهلل سبحانه وتعاىل مبتدأ أو فاعل، أي اهلل خلقهم أو سألتهم من خلقهم ليقو خلقهم اهلل. والصواب احلمل على الثاين، بدليل )ولئن سألتهم من خلق السموات واالرض ليقولن

خلقهن العزيز العليم(. التاسع: قول أىب البقاء يف )أفمن أسس بنيانه على تقوى( إن الظرف حال أي ى، أو مفعول أسس، وهذا الوجه هو املعتمد عليه عندي، لتعينه يف )ملسجد أسس على على قصد تقو وقد حيتمل املوضع أكثر من وجه، ويوجد ما يرجح كال منها، فينظر يف أوالها كقوله -التقوى(. تنبيه

تعاىل )فاجعل بيننا وبينك موعدا( فإن املوعد حمتمل للمصدر، ويشهد له )ال خنلفه حنن وال أنت(وللزمان ويشهد له )قال موعدكم يوم الزينة( وللمكان ويشهد له )مكانا سوى( وإذا أعرب )مكانا(

بدال منه ال ظرفا لتخلفه تعني ذلك. * * * اجلهة الثامنة: أن حيمل املعرب على شئ، وىف ذلك املوضع لساحران(: إهنا ما يدفعه. وهذا أصعب من الذى قبله، وله أمثلة: أحدها: قول بعضهم يف )إن هذان

إن وامسها، أي إن القصة، وذان: مبتدأ، وهذا يدفعه رسم إن منفصلة، وهذان متصلة. والثاىن: قول االخفش وتبعه أبو البقاء يف )وال الذين ميوتون وهم كفار(: إن الالم لالبتداء، والذين: مبتدأ، واجلملة

بالعطف على )الذين يعملون السيئات( ال بعده خربه، ويدفعه أن الرسم )وال( وذلك يقتضى أنه جمرور مرفوع باالبتداء، والذى

Page 435: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[516 ] محلهما على اخلروج عن ذلك الظاهر أن من الواضح أن امليت على الكفر ال توبة له لفوات زمن

التكليف وميكن أن يدعى هلما أن االلف ] يف ال [ زائدة كااللف يف )ال أذحبنه( فإهنا زائدة يف الرسم، يف )ال أوضعوا( واجلواب أن هذه اجلملة مل تذكر ليفاد معناها مبجرده، بل ليسوى بينها وبني ما وكذا

قبلها، أي أنه ال فرق يف عدم االنتفاع بالتوبة بني من أخرها إىل حضور املوت وبني من مات على ال إمث عليه( مع الكفر، كما نفى االمث عن املتأخر يف )فمن تعجل يف يومني فال إمث عليه ومن تأخر ف

أن حكمه معلوم، النه آخذ بالعزمية، خبالف املتعجل فإنه آخذ بالرخصة، على معىن يستوى يف عدم االمث من يتعجل ومن مل يتعجل، ومحل الرسم على خالف االصل مع إمكانه غري سديد. والثالث:

ويدفعه رسم أيهم قول ابن الطراوة يف )أيهم أشد( هم أشد: مبتدأ وخرب، وأى مضافة حملذوف، متصلة، وأن أيا إذا مل تضف أعربت باتفاق. والرابع: قول بعضهم يف )وإذا كالوهم أو وزنوهم

خيسرون(: إن هم االوىل ضمري رفع مؤكد للواو، والثانية كذلك أو مبتدأ وما بعده خربه، والصواب أن ال يف الفاعل، إذ املعىن إذا هم مفعول فيهما، لرسم الواو بغري ألف بعدها، والن احلديث يف الفعل

أخذوا من الناس أستوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا، وإذا جعلت الضمري للمطففني صار معناه إذا أخذوا استوفوا وإذا تولوا الكيل أو الوزن هم على اخلصو ص أخسروا، وهو كالم متنافر، الن احلديث يف الفعل

تعاىل )ذلك هو الفضل الكبري، جنات عدن ال يف املباشر. اخلامس: قول مكى وغريه يف قولهيدخلوهنا( إن جنات بدل من الفضل، واالوىل أنه مبتدأ، لقراءة بعضهم بالنصب على حد " زيدا

ضربته ". السادس: قول كثري من النحويني يف قوله تعاىل )إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إال من القل، والصواب اتبعك(: إنه دليل على جواز استثناء االكثر من ا

[511 ]

أن املراد بالعباد املخلصون ال عموم اململوكني، وأن االستثناء منقطع، بدليل سقوطه يف آية سبحان )إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيال( ونظريه املثال اآلتى. السابع: قول الزخمشري يف

االستثناء من )فأسر بأهلك( ومن رفع قدره )وال يلتفت منكم أحد إال امرأتك(: إن من نصب قدر

Page 436: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

من )وال يلتفت منكم أحد( ويرد باستلزامه تناقض القراءتني، فإن املرأة تكون مسرى هبا على قراءة الرفع، وغري مسرى هبا على قراءة النصب، وفيه نظر، الن إخراجها من مجلة النهى ال يدل على أهنا

أهنا تبعتهم، وأهنا التفتت فرأت العذاب فصاحت فأصاهبا مسرى هبا، بل على أهنا معهم، وقد روى حجر فقتلها، وبعد فقول الزخمشري يف اآلية خالف الظاهر، وقد سبقه غريه إليه، والذى محلهم على ذلك أن النصب قراءة االكثرين، فإذ قدر االستثناء من )أحد( كانت قراءهتم على الوجه املرجوح، وقد

اءة االكثر على ذلك، مستدال بقوله تعاىل )إنا كل شئ خلقناه بقدر( فإن التزم بعضهم جواز جمئ قر النصب فيها عند سيبويه على حد قوهلم " زيدا ضربته " ومل ير خوف إلباس املفسر بالصفة مرجحا

كما رآه بعض املتأخرين وذلك النه يرى يف حنو " خفت " بالكسر و " طلت " بالضم، أنه حمتمل فعول، وال خالف أن حنو " تضار " حمتمل هلما، وأن حنو " خمتار " حمتمل لفعلى الفاعل وامل

لوصفهما، وكذلك حنو " مشرتى " يف النسب، وقال الزجاج يف )فما زالت تلك دعواهم(: إن النحويني جييزون كون االول امسا والثاىن خربا والعكس، وممن ذكر اجلواز فيهما الزخمشري، قال ابن

ضرب موسى عيسى " كل من االمسني حمتمل للفاعلية واملفعولية، والذى التزم احلاج: وكذا حنو " . فاعلية االول إمنا هو بعض املتأخرين، وااللباس واقع يف العربية، بدليل أمساء االجناس واملشرتكات. اه

[518 ]

لة االمر على والذى أجزم به أن قراءة االكثرين ال تكون مرجوحة، وأن االستثناء يف اآلية من مجالقراءتني، بدليل سقوط )وال يلتفت منكم أحد( يف قراءة ابن مسعود، وأن االستثناء منقطع بدليل سقوطه يف آية احلجر، والن املراد باالهل املؤمنون وإن مل يكونوا من أهل بيته، ال أهل بيته وإن مل

إنه ليس من أهلك إنه عمل غري يكونوا مؤمنني، ويؤيده ما جاء يف ابن نوح عليه السالم )يا نوح صاحل( ووجه الرفع أنه على االبتداء، وما بعده اخلرب، واملستثىن اجلملة ونظريه )لست عليهم مبسيطر،

إال من توىل وكفر، فيعذبه اهلل( واختار أبو شامة ما اخرتته من أن االستثناء منقطع، ولكنه قال: وجاء تميمية، وهذا يدل على أنه جعل االستثناء من مجلة النهى النصب على اللغة احلجازية والرفع على ال

وما قدمته أوىل، لضعف اللغة التميمية، وملا قدمت من سقوط مجلة النهى يف قراءة ابن مسعود حكاها

Page 437: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أبو عبيدة وغريه. اجلهة التاسعة: أن ال يتأمل عند وجود املشتبهات، ولذلك أمثلة: أحدها: حنو " زيد حصى ماال " فإن االول على أن أحصى اسم تفضيل، واملنصوب متييز مثل " أحصى ذهنا، وعمرو أ

أحسن وجها " والثاىن على أن أحصى فعل ماض، واملنصوب مفعول مثل )أحصى كل شئ عددا(. ومن الوهم قول بعضهم يف )أحصى ملا لبثوا أمدا(: إنه من االول، فإن االمد ليس حمصيا بل حمصى،

" زيد أكثر ماال " خبالف " مال زيد أكثر د أفعل كونه فاعال يف املعىن كوشرط التمييز املنصوب بعمال ". الثاين: حنو " زيد كاتب شاعر " فإن الثاين خرب أو صفة للخرب، وحنو " زيد رجل صاحل " فإن

ري الثاين صفة ال غري، الن االول ال يكون خربا على انفراده لعدم الفائدة ومثلهما " زيد عامل يفعل اخل وزيد رجل يفعل اخلري " وزعم الفارسى أن اخلرب

[511 ]

ال يتعدد خمتلفا باالفراد واجلملة، فيتعني عنده كون اجلملة الفعلية صفة فيهما، واملشهور فيهما اجلواز، كما أن ذلك جائز يف الصفات، وعليه قول بعضهم يف )فإذا هم فريقان خيتصمون(: إن خيتصمون

وحيتمل احلالية أيضا، أي فإذا هم مفرتقون خمتصمني، وأوجب الفارسى يف )كونوا خرب ثان أو صفة، قردة خاسئني( كون خاسئني خربا ثانيا، الن مجع املذكر السامل ال يكون صفة ملا ال يعقل. الثالث: "

رأيت زيدا فقيها، ورأيت اهلالل طالعا " فإن رأى يف االول علمية، وفقيها مفعول ثان، وىف الثاينبصرية، وطالعا حال، وتقول، " تركت زيدا عاملا " فإن فسرت تركت بصريت فعاملا مفعول ثان، أو

خبلفت فحال، وإذا محل قوله تعاىل: )وتركهم يف ظلمات ال يبصرون( على االول فالظرف وال يبصرون س، وإن محل مفعول ثان، وتكرر كما يتكرر اخلرب، أو الظرف مفعول ثان واجلملة بعده حال، أو بالعك

على الثاين فحاالن. الرابع: )اغرتف غرفة بيده( إن فتحت الغني فمفعول مطلق، أو ضممتها فمفعول به، ومثلهما " حسوت حسوة، وحسوة ". اجلهة العاشرة: أن خيرج على خالف االصل، أو على

ية إن خالف الظاهر لغري مقتض، كقول مكى يف )ال تبطلوا صدقاتكم باملن واالذى كالذى( اآلالكاف نعت ملصدر حمذوف، أي إبطاال كالذى، ويلزمه أن يقدر إبطاال كإبطال إنفاق الذى ينفق، والوجه أن يكون )كالذى( حاال من الواو، أي ال تبطلوا صدقاتكم مشبهني الذى ينفق، فهذا الوجه

Page 438: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

هي لفظ، ال حذف فيه. وقول بعض العصريني يف قول ابن احلاجب " الكلمة لفظ " أصله الكلمة ومثله قول ابن عصفور يف شرح اجلمل: إنه جيوز يف " زيد هو الفاصل " أن

[633 ]

حيذف، مع قوله وقول غريه: إنه ال جيوز حذف العائد يف حنو " جاء الذى هو يف الدار " النه ال دليل م * إذ هم حينئذ على احملذوف، ورده على من قال يف بيت الفرزدق: فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمته

[ إن بشر مبتدأ، ومثلهم: نعت ملكان حمذوف خربه، أي وإذ ما 123قريش وإذ ما مثلهم بشر ] بشر مكانا مثل مكاهنم، بأن مثال ال خيتص باملكان، فال دليل حينئذ، وكقول الزخمشري يف قوله: ال

عل، أي وال أرى، [ إن النصب بإضمار ف 315نسب اليوم وال خلة * ] اتسع اخلرق على الراقع [ ] وإمنا النصب مثله يف " ال حول وال قوة " وقول اخلليل يف قوله: أال رجال جزاه اهلل خريا * ] يدل على

[ إن التقدير " أال تروىن رجال " مع إمكان أن يكون من باب االشتغال، وهو 133حمصلة تبيت [ ] ر: أحدها: أن رجال نكرة، وشرط أوىل من تقدير فعل غري مذكور، وقد جياب عن هذا بثالثة أمو

املنصوب على االشتغال أن يكون قابال للرفع باالبتداء، وجياب بأن النكرة هنا موصوفة بقوله: * يدل على حمصلة تبيت * الثاين: أن نصبه على االشتغال يستلزم الفصل باجلملة املفسرة بني املوصوف

هلك ليس له ولد(. الثالث: أن طلب رجل هذه والصفة، وجياب بأن ذلك جائز كقوله تعاىل )إن امرؤصفته أهم من الدعاء له، فكان احلمل عليه أوىل. وأما قول سيبويه يف قوله: اليت حب العراق الدهر

[ 131أطعمه * ] واحلب يأكله يف القرية السوس [ ]

[631 ]

خبالف حذف اجلار، إن أصله آليت على حب العراق، مع إمكان جعله على االشتغال وهو قياسي،فجوابه أن " أطعمه " بتقدير ال أطعمه، وال النافية يف جواب القسم هلا الصدر، حللوهلا حمل أدوات الصدور، كالم االبتداء وما النافية، وماله الصدر ال يعمل ما بعده فيما قبله، وما ال يعمل ال يفسر

إنه على تقدير " يا "، ومل جيعله صفة على عامال. وإمنا قال يف )قل اللهم فاطر السموات واالرض(:

Page 439: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

احملل، الن عنده أن اسم اهلل سبحانه وتعاىل ملا اتصل به امليم املعوضة عن حرف النداء أشبه اعتاد قلبك من سلمى عوائده * وهاج أحزانك - 831االصوات، فلم جيز نعته. وإمنا قال يف قوله:

* وكل حريان سار ماؤه خضل إن التقدير: هو ربع، ومل املكنونة الطلل ربع قواء أذاع املعصرات به جيعله على البدل من الطلل، الن الربع أكثر منه، فكيف يبدل االكثر من االقل ؟ ولئال يصري الشعر

معيبا لتعلق أحد البيتني باآلخر، إذ البدل تابع للمبدل منه، ويسمى ذلك علماء القواىف تضمينا، والن يها أن حتمل على عامل مضمر، يقال: دارمية، وديار االحباب، رفعا بإضمار أمساء الديار قد كثر ف

هي، ونصبا بإضمار اذكر، فهذا موضع ألف فيه احلذف. وإمنا قال االخفش يف " ما أحسن زيدا " إن اخلرب حمذوف بناء على أن " ما " معرفة موصولة أو نكرة موصوفة، وما بعدها صلة أو صفة، مع أنه

مل حيتج إىل تقدير -كما قال سيبويه -ا " نكرة تامة واجلملة بعدها خربا إذا قدر " م

[632 ]

خرب، النه رأى أن " ما " التامة غري ثابتة أو غري فاشية، وحذف اخلرب فاش، فرتجح عنده احلمل عليه. إمكان تقديره وإمنا أجاز كثري من النحويني يف حنو قولك " نعم الرجل زيد " كون زيد خربا حملذوف مع

مبتدأ واجلملة قبله خربا، الن نعم وبئس موضوعان للمدح والذم العامني، فناسب مقامهما االطناب بتكثري اجلمل، وهلذا جييزون يف حنو )هدى للمتقني الذين يؤمنون( أن يكون )الذين( نصبا بتقدير

جلزم بأن املخصو ص مبتدأ وما أمدح، أو رفعا بتقديرهم، مع إمكان كونه صفة تابعة، على أن التحقيق ا( قوهلم " نعم الرجل 1قبله خرب، وهو اختيار ابن خروف وابن الباذش، وهو ظاهر قول سيبويه: وأما )

عبد اهلل " فهو مبنزلة " ذهب أخوه عبد اهلل، مع قوله: وإذا قال " عبد اهلل نعم الرجل " فهو مبنزلة " ص وتقدميه، والذى غر أكثر النحويني أنه قال: كأنه عبد اهلل ذهب أخوه " فسوى بني تأخري املخصو

قال " نعم الرجل " فقيل له: من هو: فقال: عبد اهلل، ويرد عليهم أنه قال أيضا: وإذا قال " عبد اهلل " فكأنه قيل له: ما شأنه: فقال: نعم الرجل، فقال مثل ذلك مع تقدم املخصو ص، وإمنا أراد أن تعلق

زم، فال حتصل الفائدة إال باجملموع قدمت أو أخرت، وجوز ابن عصفور يف املخصو ص بالكالم تعلق الاملخصو ص املؤخر أن يكون مبتدأ حذف خربه، ويرده أن اخلرب ال حيذف وجوبا إال إن سد شئ

Page 440: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مسده، وذلك وارد على االخفش يف " ما أحسن زيدا ". وأما قول الزخمشري يف قول اهلل عزوجل: )قل وشفاء والذين ال يؤمنون يف آذاهنم وقر(: إنه جيوز أن يكون تقديره: هو يف هو للذين آمنوا هدى

آذاهنم وقر، فحذف املبتدأ، أو يف آذاهنم منه وقر، واجلملة خرب للذين، مع

( قوله " وأما قوهلم نعم الرجل عبد اهلل " هذا نص كالم سيبويه. )*( 1)

[633 ]

ملا رأى ما قبل هذه اجلملة وما بعدها حديثا يف القرآن قدر إمكان أن يكون ال حذف فيه، فوجهه أنهما بينهما كذلك، وال ميكن أن يكون حديثا يف القرآن إال على ذلك، اللهم إال أن يقدر عطف الذين على الذين، ووقر على هدى، فيلزم العطف على معمويل عاملني، وسيبويه ال جييزه، وعليه فيكون )يف

قدم عليه فصار حاال. واما قول الفارسى يف " أول ما أقول إىن أمحد اهلل " فيمن آذاهنم( نعتا لو قر كسر اهلمزة: إن اخلرب حمذوف تقديره ثابت، فقد خولف فيه، وجعلت اجلملة خربا، ومل يذكر سيبويه

املسألة، وذكرها أبو بكر يف أصوله، وقال: الكسر على احلكاية، فتوهم الفارسى أنه أراد احلكاية لقول املذكور، فقدر اجلملة منصوبة احملل، فبقى له املبتدأ بال خرب فقدره، وإمنا أراد أبو بكر أنه حكى با

وإذ قد اجنر بنا القول إىل ذكر احلذف فلنوجه القول إليه، فإنه -لنا اللفظ الذى يفنتح به قوله: خامتة حاىل كقولك ملن رفع سوطا " وهى مثانية: أحدها: وجود دليل -من املهمات، فنقول: ذكر شروطه

زيدا " بإضمار اضرب، ومنه )قالوا سالما( أي سلمنا سالما، أو مقايل كقولك ملن قال: من أضرب ؟ " زيدا " ومنه )وإذا قيل هلم ماذا أنزل ربكم ؟ قالوا: خريا( وإمنا حيتاج إىل ذلك إذا كان احملذوف

سالم قوم منكرون( أي سالم عليكم أنتم قوم اجلملة بأسرها كما مثلنا، أو أحد ركنيها حنو )قال( يفيد معىن فيها هي مبنية عليه حنو )تاهلل 1منكرون، فحذف خرب االوىل ومبتدأ الثانية، أو لفظا )

تفتؤ( أي ال تفتؤ، وأما إذا كان احملذوف فضلة فال يشرتط حلذفه وجد ان الدليل،

ذا كان احملذوف اجلملة بأسرها " )*( ( هذا معطوف على قوله " اجلملة " يف قوله " إ1)

Page 441: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[634 ]

ولكن يشرتط أن ال يكون يف حذفه ضرر معنوى كما يف قولك " ما ضربت إال زيدا " أو صناعي كما يف قولك " زيد ضربته " وقولك " ضربين وضربته زيد " وسيأتى شرحه. والشرتاط الدليل فيما تقدم

أبيض " خبالف حنو " رأيت رجال كاتبا " وحذف امتنع حذف املوصوف يف حنو " رأيت رجالاملضاف يف حنو " جاءين غالم زيد " خبالف حنو )وجاء ربك( وحذف العائد يف حنو " جاء الذى هو يف الدار " خبالف حنو )لننزعن من كل شيعة أيهم أشد( وحذف املبتدأ إذا كان ضمري الشأن، الن ما

از حذفه يف باب إن حنو " إن بك زيد مأخوذ " الن عدم بعده مجلة تامة مستغنية عنه، ومن مث جاملنصوب دليل عليه، وحذف اجلار يف حنو " رغبت يف أن تفعل " أو " عن أن تفعل " خبالف " عجبت من أن تفعل " وأما )وترغبون أن تنكحوهن( فإمنا حذف اجلار فيها لقرينة، وإمنا اختلف

الختالفهم يف سبب نزوهلا، فاخلالف يف احلقيقة يف القرينة. وكان العلماء يف املقدر من احلرفني يف اآلية مردودا قول أىب الفتح: إنه جيوز " جلست زيدا " بتقدير مضاف، أي جلوس زيد، الحتمال أن املقدر كلمة إىل، وقوله مجاعة: إن بىن متيم ال يثبتون خرب ال التربئة، وإمنا ذلك عند وجود الدليل، وأما حنو "

أغري من اهلل " وقولك مبتدئا من غري قرينة " ال رجل يفعل كذا " فإثبات اخلرب فيه إمجاع، ال أحد وقول االكثرين: إن اخلرب بعد لوال واجب احلذف، وإمنا ذلك إذا كان كونا مطلقا حنو " لوال زيد لكان

حذفت فواجبة الذكر، كذا " يريد لوال زيد موجود أو حنوه، وأما االكوان اخلاصة الىت ال دليل عليها لو حنو " لوال زيد ساملنا ما سلم " وحنو قوله عليه الصالة والسالم: " لوال قومك حديثو عهد باالسالم السست البيت على قواعد إبراهيم " وقال اجلمهور: ال جيوز " ال تدن من االسد يأكلك " باجلزم،

أي فإن تدن -الن الشرط املقدر إن قدر مثبتا

[635 ] أي فال تدن فسد املعىن، خبالف " ال -يناسب فعل النهى الذى جعل دليال عليه، وإن قدر منفيا مل

تدن من االسد تسلم " فإن الشرط املقدر منفى، وذلك صحيح يف املعىن والصناعة، ولك أن جتيب

Page 442: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ال، وعند عن اجلمهور بأن اخلرب إذا كان جمهوال وجب أن جيعل نفس املخرب عنه عند اجلميع يف باب لو متيم يف باب ال، فيقال " لوال قيام زيد " و " ال قيام " أي موجود، وال يقال " لوال زيد " وال " ال

رجل " ويراد قائم، لئال يلزم احملذور املذكور، وأما " لوال قومك حديثو عهد " فلعله مما يروى باملعىن، ال عليه باملعىن ال باللفظ، ترجيحا للقرينة وعن الكسائي يف إجازته اجلزم بأنه يقدر الشرط مثبتا مدلو

املعنوية على القرينة اللفظية، وهذا وجه حسن إذا كان املعىن مفهوما. تنبيهان أحدمها: أن دليل احلذف نوعان، أحدمها: غري صناعي، وينقسم إىل حاىل ومقاىل كما تقدم، والثاىن: صناعي، وهذا خيتص

ن جهة الصناعة، وذلك كقوهلم يف قوله تعاىل )ال أقسم بيوم القيامة( مبعرفته النحويون، النه إمنا عرف مإن التقدير: النا أقسم، وذلك الن فعل احلال ال يقسم عليه يف قول البصريني، وىف " قمت وأصك

عينه " إن التقدير: وأنا أصك، الن واو احلال ال تدخل على املضارع املثبت اخلاىل من قد، وىف " إهنا إن - 843ء " إن التقدير: أم هي شاء، الن أم املنقطعة ال تعطف إال اجلمل، وىف قوله: البل أم شا

من الم يف بىن بنت حسا * ن أمله وأعصه يف اخلطوب إن التقدير: إنه أي الشأن، الن ] اسم [ الشرط ال يعمل فيه ما قبله، ومثله قول املتنيب: وما كنت ممن يدخل العشق قلبه * ولكن من يبصر

[ وىف )ولكن رسول اهلل( إن التقدير: ولكن كان رسول اهلل، الن ما بعد 483فونك يعشق ] ج

[636 ]

لكن ليس معطوفا هبا لدخول الواو عليها، وال بالواو النه مثبت وما قبلها منفى، وال يعطف بالواو ة صح ختالفهما كما مفرد على مفرد إال وهو شريكه يف النفى واالثبات، فإذا قدر ما بعد الواو مجل

ولست حبالل التالع خمافة * ولكن - 841تقول " ما قام زيد وقام عمرو " وزعم سيبويه يف قوله: ( أن التقدير: ولكن أنا، ووجهوه بأن لكن تشبه الفعل فال تدخل عليه وبيان 1مىت يسرتفد القوم أرفد )

دم يف الرتبة عليه. ورده الفارسى بأن كوهنا داخلة عليه أن " مىت " منصوبة بفعل الشرط، فالفعل مقاملشبه بالفعل هو لكن املشددة ال املخففة، وهلذا مل تعمل املخففة لعدم اختصاصها باالمساء، وقيل: إمنا حيتاج إىل التقدير إذا دخلت عليها الواو، الهنا حينئذ ختلص ملعناها، وخترج عن العطف. التنبيه

ون طبق احملذوف، فال جيوز " زيد ضارب وعمرو " أي ضارب، شرط الدليل اللفظى أن يك -الثاين

Page 443: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وتريد بضارب احملذوف معىن خيالف املذكور: بأن يقدر أحدمها مبعىن السفر من قوله تعاىل )وإذا ضربتم يف االرض( واآلخر مبعىن االيالم املعروف، ومن مث أمجعوا على جواز " زيد قائم وعمرو، وإن زيدا قائم

نع " ليت زيدا قائم وعمرو " وكذا يف لعل وكأن، الن اخلرب املذكور متمىن أو مرتجى وعمرو " وعلى مأو مشبه به، واخلرب احملذوف ليس كذلك، النه خرب املبتدأ. فإن قلت: فكيف تصنع بقوله تعاىل )إن ول اهلل ومالئكته يصلون على النيب( يف قراءة من رفع. وذلك حممول عند البصريني على احلذف من اال لداللة الثاين، أي إن اهلل يصلى ومالئكته يصلون. وليس عطفا على املوضع ويصلون خربا عنهما،

إخل ". )*( -( وقع يف مجيع النسخ املطبوعة " ولست حبالل التالل 1)

[631 ]

محة، وقال لئال يتوارد عامالن على معمول واحد، والصالة املذكورة مبعىن االستغفار، واحملذوفة مبعىن الر الفراء يف قوله تعاىل )أحيسب االنسان أن لن جنمع عظامه بلى قادرين( إن التقدير: بلى ليحسبنا

قادرين، واحلسبان املذكور مبعىن الظن، واحملذوف مبعىن العلم، إذ الرتدد يف االدعاء كفر، فال يكون إال * وهلا يف -تأملت ولو -لن تراها - 842مأمورا به، وقال بعض العلماء يف بيت الكتاب:

مفارق الرأس طيبا إن ترى املقدرة الناصبة لطيبا قلبية ال بصرية، لئال يقتضى كون املوصوفة مكشوفة الرأس، وإمنا متدح النساء باخلفر والتصون، ال بالتبذل، مع أن رأى املذكورة بصرية ؟ ؟. قلت: الصواب

العطف بالنسبة إىل اهلل سبحانه وتعاىل الرمحة وإىل عندي أن الصالة لغة مبعىن واحد، وهو العطف، مث املالئكة االستغفار وإىل اآلدميني دعاء بعضهم لبعض، وأما قول اجلماعة فبعيد من جهات، إحداها:

اقتضاؤه االشرتاك واالصل عدمه ملا فيه من االلباس، حىت إن قوما نفوه، مث املثبتون له يقولون: مىت صل كاجملاز قدم عليه، الثانية: أنا ال نعرف يف العربية فعال واحدا خيتلف عارضه غريه مما خيالف اال

معناه باختالف املسند إليه إذا كان االسناد حقيقيا، والثالثة: أن الرمحة فعلها متعد والصالة فعلها س قاصر، وال حيسن تفسري القاصر باملتعدى، والرابعة: أنه لو قيل مكان " صلى عليه " دعا عليه انعك

املعىن، وحق املرتادفني صحة حلول كل منهما حمل اآلخر. وأما آية القيامة فالصواب فيها قول سيبويه

Page 444: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إن )قادرين( حال، أي بلى جنمعها قادرين، الن فعل اجلمع أقرب من فعل احلسبان، والن بلى إجياب اآلية ظن، بل اعتقاد للمنفى وهو يف اآلية فعل اجلمع، ولو سلم قول الفراء فال يسلم أن احلسبان يف

وجزم، وذلك الفراط كفرهم.

[638 ]

وأما قول املعرب يف البيت فمردود، وأحوال الناس يف اللباس واالحتشام خمتلفة، فحال أهل املدر خيالف حال أهل الوبر، وحال أهل الوبر خمتلف، وهبذا أجاب الزخمشري عن إرسال شعيب عليه

ملاشية، وقال: العادات يف مثل ذلك متباينة، وأحوال العرب خالف الصالة والسالم ابنتيه لسقى اأحوال العجم. الشرط الثاين: أن ال يكون ما حيذف كاجلزء، فال حيذف الفاعل وال نائبه وال مشبهه، وقد مضى الرد على ابن مالك يف مرفوع أفعال االستثناء، وقال الكسائي وهشام والسهيلى يف حنو "

": إن الفاعل حمذوف ال مضمر، وقال ابن عطية يف )بئس مثل القوم الذين ضربين وضربت زيداكذبوا(: إن التقدير بئس املثل مثل القوم، فإن أراد أن الفاعل لفظ املثل حمذوفا فمردود، وإن أراد

تفسري املعىن وأن يف بئس ضمري املثل مسترتا فأين تفسريه، وهذا الزم للزخمشري فإنه قال يف تقديره: س مثال ! وقد نص سيبويه على أن متييز فاعل نعم وبئس ال حيذف، والصواب أن )مثل القوم( بئ

فاعل، وحذف املخصو ص، أي مثل هؤالء، أو مضاف: أي مثل الذين كذبوا، وال خالف يف جواز حذف الفاعل مع فعله حنو )قالوا خريا( و " يا عبد اهلل " و " زيدا ضربته ". الثالث: أن ال يكون

دا، وهذا الشرط أول من ذكره االخفش، منع يف حنو " الذى رأيت زيد " أن يؤكد العائد احملذوف مؤكبقولك " نفسه "، الن املؤكد مريد للطول، واحلاذف مريد لالختصار، وتبعه الفارسى، فرد يف كتاب

حلذف االغفال قول الزجاج يف )إن هذان لساحران( إن التقدير: إن هذان هلما ساحران، فقال: اوالتوكيد بالالم متنافيان، وتبع أبا على أبو الفتح، فقال يف اخلصائص: ال جيوز " الذى ضربت نفسه زيد " كما ال جيوز إدغام حنو اقعنسس، ملا فيهما مجيعا من نقض الغرض ] وهو االحلاق باحر جنم [

الن املقصود به تقوية " ضربت ضربا " وتبعهم ابن مالك فقال: ال جيوز حذف عامل املصدر املؤكد ك عامله وتقرير معناه، واحلذف مناف لذلك، وهؤالء كلهم خمالفون

Page 445: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[631 ]

للخليل وسيبويه أيضا، فإن سيبويه سأل اخلليل عن حنو " مررت بزيد وأتاىن أخوه أنفسهما " كيف نيهما أنفسهما، ينطق بالتوكيد ؟ فأجابه بأنه يرفع بتقدير: مها صاحباى أنفسهما، وينصب بتقدير: أع

ووافقهما على ذلك مجاعة، واستدلوا بقول العرب: إن حمال وإن مرجتال * ] وإن يف السفر إذ مضوا [ و " إن ماال وإن ولدا " فحذفوا اخلرب مع أنه مؤكد بإن، وفيه نظر، فإن املؤكد 121مهال [ ]

من حذف العائد يف حنو " الذى نسبة اخلرب إىل االسم، ال نفس اخلرب، وقال الصفار: إمنا فر االخفشرأيته نفسه زيد " الن املقتضى للحذف الطول، وهلذا ال حيذف يف حنو " الذى هو قائم زيد " فإذا فروا من الطول فكيف يؤكدون ؟ وأما حذف الشئ لدليل وتوكيده فال تناىف بينهما، الن احملذوف

لة حبث أجاد فيه. الرابع: أن ال يؤدى حذفه لدليل كالثابت، ولبدر الدين بن مالك مع والده يف املسأإىل اختصار املختصر، فال حيذف اسم الفعل دون معموله، النه اختصار للفعل، وأما قول سيبويه يف "

يا أيها املائح، دلوى دونكا * ] إىن رأيت الناس - 843زيدا فاقتله " وىف " شأنك واحلج " وقوله: عليك زيدا، وعليك احلج، ودونك دلوى، فقالوا: إمنا أراد [ إن التقدير: 618حيمدونكا [ ] ص

تفسري املعىن ال االعراب، وإمنا التقدير خذ دلوى، والزم زيدا، والزم احلج، وجيوز يف دلوى أن يكون مبتدأ ودونك خربه. اخلامس: أن ال يكون عامال ضعيفا، فال حيذف اجلار واجلازم والناصب للفعل، إال

ها الداللة وكثر فيها استعمال تلك العوامل، وال جيوز القياس عليها. السادس: أن يف مواضع قويت في ال يكون عوضا عن شئ، فال حتذف ما يف " أما أنت

[613 ]

منطلقا انطلقت " وال كلمة ال من قوهلم " افعل هذا إما ال " وال التاء من عدة وإقامة واستقامة، فأما ما جيب الوقوف عنده، ومن هنا مل حيذف خرب كان النه عوض أو قوله تعاىل )وإقام الصالة( فم

كالعوض من مصدرها، ومن مث ال جيتمعان، ومن هنا قال ابن مالك: إن العرب مل تقدر أحرف النداء عوضا من أدعو وأنادي، الجازهتم حذفها. السابع والثامن: أن ال يؤدى حذفه إىل هتيئة العامل للعمل

Page 446: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوى، ولالمر االول منع وقطعه عنه، وال إىل إالبصريون حذف املفعول الثاين من حنو " ضربين وضربته زيد " لئال يتسلط على زيد مث يقطع عنه برفعه بالفعل االول، والجتماع االمرين امتنع عند البصريني أيضا حذف املفعول يف حنو " زيد ضربته " الن

ه تسليط ضرب على العمل يف زيد مع قطعه عنه، وإعمال االبتداء مع التمكن من إعمال يف حذفالفعل، مث محلوا على ذلك " زيد ما ضربته، أو هل ضربته " فمنعوا احلذف وإن مل يؤد إىل ذلك، وكذلك منعوا رفع رأسها يف " أكلت السمكة حىت رأسها " إال أن يذكر اخلرب، فتقول: مأكول،

هما مع االلباس منع اجلميع تقدمي اخلرب يف حنو " زيد قام " والنتفاء االمرين جاز عند والجتماعالبصريني وهشام تقدمي معمول اخلرب على املبتدأ يف حنو " زيد ضرب عمرا " وإن مل جيز تقدمي اخلرب،

[ * مبا ] قنافذ هداجون حول بيوهتم - 844فأجاروا " زيدا أجله أحرز " وقال البصريون يف قوله: كان إياهم عطية عودا إن عطية مبتدأ، وإياهم مفعول عود، واجلملة خرب كان، وامسها ضمري الشأن،

وهو أن يفصلوا بني كان وامسها -وقد خفيت هذه النكتة على ابن عصفور فقال: هربوا من حمذور رب املبتدأ، وقد بينا فوقعوا يف حمذور آخر، وهو تقدمي معمول اخلرب حيث ال يتقدم خ -مبعمول خربها

أن امتناع تقدمي اخلرب يف ذلك ملعىن مفقود يف

[611 ]

تقدمي معموله، وهذا خبالف علة امتناع تقدمي املفعول على ما النافية يف حنو " ما ضربت زيدا " فإنه رمبا - لنفس العلة املقتضية المتناع تقدمي الفعل عليها، وهو وقوع ما النافية ] فيه [ حشوا. تنبيه - 845خولف مقتضى هذين الشرطني أو أحدمها يف ضرورة أو قليل من الكالم. فاالول كقوله:

وخالد حيمد ساداتنا * ] باحلق، ال حيمد بالباطل [ وقوله: ] قد أصبحت أم اخليار تدعى * على ذنبا ل وعد اهلل [ وقيل: هو يف صيغ العموم أسهل، ومنه قراءة ابن عامر )وك 332[ كله مل أصنع ]

بعكاظ يعشى الناظرين إذا هم حملوا شعاعه فإن فيه هتيئة " حملوا " - 846احلسىن(. والثاىن كقوله: للعمل يف " شعاعه " مع قطعه عن ذلك بإعمال " يعشى " فيه، وليس فيه إعمال ضعيف دون قوى،

[ 118ى رشد ] وذكر ابن مالك يف قوله: عممتهم بالندى حىت غواهتم * فكنت مالك ذى غى وذ

Page 447: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إنه يروى " غواهتم " باالوجه الثالثة، فإن ثبتت رواية الرفع فهو من الوارد يف النوع االول يف الشذوذ، إذ ال ضرورة متنع من اجلر والنصب، وقد رويا. بيان أنه قد يظن أن الشئ من باب احلذف، وليس منه

صارا، ويريدون باالختصار احلذف لدليل، جرت عادة النحويني أن يقولوا: حيذف املفعول اختصارا واقت وباالقتصار احلذف لغري دليل، وميثلونه بنحو

[612 ]

)كلوا واشربوا( أي أوقعوا هذين الفعلني، وقول العرب فيما يتعدى إىل اثنني " من يسمع خيل " أي عل من غري تعيني تكن منه خيلة. والتحقيق أن يقال: إنه تارة يتعلق الغرض باالعالم مبجرد وقوع الف

من أوقعه أو من أوقع عليه، فيجاء مبصدره مسندا إىل فعل كون عام، فيقال: حصل حريق أو هنب. وتارة يتعلق باالعالم مبجرد إيقاع الفاعل للفعل، فيقتصر عليهما، وال يذكر املفعول، وال ينوى، إذ

زلة ماال مفعول له، ومنه )رىب الذى املنوي كالثابت، وال يسمى حمذوفا، الن الفعل ينزل هلذا القصد منحيىي ومييت( )هل يستوى الذين يعلمون والذين ال يعلمون( )وكلوا واشربوا وال تسرفوا( )وإذا رأيت مث(

إذ املعىن رىب الذى يفعل االحياء واالماتة، وهل يستوى من يتصف بالعلم ومن ينتفى عنه العلم، ذا حصلت منك رؤية هنالك، ومنه على االصح )وملا ورد وأوقعوا االكل والشرب، وذروا االسراف، وإ

ماء مدين( اآلية، أال ترى أنه عليه الصالة والسالم إمنا رمحهما إذ كانتا على صفة الذياد وقومهما على السقى، ال لكون مذودمها غنما ومسقيهم إبال، وكذلك املقصود من قوهلما )نسقى( السقى، ال

سقون إبلهم، وتذودان غنمهما وال نسقى غنمنا. وتارة يقصد إسناد املسقى، ومن مل يتأمل قدر: يالفعل إىل فاعله وتعليقه مبفعوله، فيذكران حنو )ال تأكلوا الربا( )وال تقربوا الزنا( وقولك " ما أحسن زيدا " وهذا النوع إذا مل يذكر مفعوله قيل: حمذوف، حنو )ما ودعك ربك وما قلى( وقد يكون يف

تدعيه فيحصل اجلزم بوجوب تقديره، حنو )أهذا الذى بعث اهلل رسوال( )وكل وعد اهلل اللفظ ما يس [ 145احلسىن( و: ] محيت محى هتامة بعد جند [ * وما شئ محيت مبستباح ]

[613 ]

Page 448: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بيان مكان املقدر القياس أن يقدر الشئ يف مكانه االصلى، لئال خيالف االصل من وجهني: احلذف، غري حمله. فيجب أن يقدر املفسر يف حنو " زيدا رأيته " مقدما عليه، وجوز البيانيون ووضع الشئ يف

تقديره مؤخرا عنه، وقالوا: النه يفيد االختصا ص حينئذ، وليس كما تومهوا، وإمنا يرتكب ذلك عند فهام تعذر االصل، أو عند اقتضاء أمر معنوى لذلك. فاالول حنو " أيهم رأيته " إذ ال يعمل يف االست

ما قبله، وحنو )وأما مثود فهديناهم( فيمن نصب، إذ ال يلى " أما " فعل، وكنا قدمنا يف حنو " يف الدار زيد " أن متعلق الظرف يقدر مؤخرا عن زيد، النه يف احلقيقة اخلرب، وأصل اخلرب أن يتأخر عن املبتدأ،

عامل يف الظرف، وأصل العامل أن مث ظهر لنا أنه حيتمل تقديره مقدما ملعارضة أصل آخر، وهو أنه يتقدم على املعمول، اللهم إال أن يقدر املتعلق فعال فيجب التأخري، الن اخلرب الفعلى ال يتقدم على

املبتدأ يف مثل هذا، وإذا قلت " إن خلفك زيدا " وجب تأخري املتعلق، فعال كان أو امسا، الن مرفوع زيد " جاز الوجهان، ولو قدرته فعال، الن خرب كان إن ال يسبق منصوهبا وإذا قلت " كان خلفك

يتقدم مع كونه فعال على الصحيح، إذ ال تلتبس اجلملة االمسية بالفعلية. والثاىن حنو متعلق باء البسملة الشريفة، فإن الزخمشري قدره مؤخرا عنها، الن قريشا كانت تقول: باسم الالت والعزى نفعل كذا،

ما اختذوه معبودا هلم تفخيما لشأنه بالتقدمي، فوجب على املوحد أن يعتقد فيؤخرون أفعاهلم عن ذكر )أقرأ باسم ربك( وأجاب بأهنا أول سورة ذلك يف اسم اهلل تعاىل فإنه احلقيق بذلك، مث اعرتض ب

أنزلت، فكان تقدمي االمر بالقراءة فيها أهم، وأجاب عنه السكاكى بتقديرها متعلقة باقرأ الثاين. بعض العصريني باستلزامه الفصل بني املؤكد وتأكيده مبعمول املؤكد. وهذا سهو منه، إذ ال واعرتضه

توكيد هنا، بل أمر أوال بإجياد القراءة، وثانيا بقراءة مقيدة، ونظريه )الذى خلق، خلق االنسان(

[614 ]

متعلقة باقرأ االول الن ومثل هذا ال يسميه أحد توكيدا. مث هذا االشكال الزم له على قوله إن الباءتقييد الثاين إذا منع من كونه توكيدا فكذا تقييد االول، مث لو سلم ففصل املوصوف من صفته مبعمول

مررت برجل عمرا ضارب " فكذا يف التوكيد، وقد جاء الفصل بني املؤكد -" الصفة جائز باتفاق، كما مفردان، واجلمل أمحل للفصل، وقال الراجز: واملؤكد يف )وال حيزن ويرضني مبا آتيتهن كلهن( مع أهن

Page 449: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

] يا ليتىن كنت صبيا مرضعا * حتملين الذلفاء حوال أكتعا إذا بكيت قبلتين أربعا [ * إذا - 841ذكروا أنه إذا اعرتض شرط على آخر حنو " إن أكلت إن شربت -ظللت الدهر أبكى أمجعا تنبيه

منهما، وجواب الثاين حمذوف مدلول عليه بالشرط االول فأنت طالق " فإن اجلواب املذكور للسابق (، وهلذا قال حمققو الفقهاء يف املثال 1وجوابه، كما قالوا يف اجلواب املتأخر عن الشرط والقسم )

املذكور: إهنا ال تطلق حىت تقدم املؤخر وتؤخر املقدم، وذلك الن التقدير حينئذ إن شربت فإن أكلت ، ولكنهم جعلوا منه قوله تعاىل: )وال ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح فأنت طالق، وهذا كله حسن

لكم إن كان اهلل يريد أن يغويكم( وفيه نظر، إذ مل يتوال شرطان وبعدها بواب كما يف املثال، وكما يف إن تستغيثوا بنا إن تذعروا جتدوا * منا معاقل عز زاهنا كرم وقول ابن دريد: - 848قول الشاعر:

إن عثرت بعدها إن وألت * نفسي من هاتا فقوال اللعا ف - 841

( يف نسخة " عن القسم والشرط " واخلطب يف ذلك سهل. )*( 1)

[615 ]

إذ اآلية الكرمية مل يذكر فيها جواب، وإمنا تقدم على الشرطني ما هو جواب يف املعىن للشرط االول، ت أن أنصح لكم فال ينفعكم نصحي إن كان اهلل فينبغي أن يقدر إىل جانبه، ويكون االصل: إن أرد

يريد أن يغويكم، وأما أن يقدر اجلواب بعدمها مث يقدر بعد ذلك مقدما إىل جانب الشرط االول فال وجه له، واهلل أعلم. بيان مقدار املقدر ينبغى تقليله ما أمكن، لتقل خمالفة االصل. ولذلك كان تقدير

أو إذ -ضربه قائما، أوىل من تقدير باقى البصريني: حاصل إذا كان االخفش يف " ضريب زيدا قائما "قائما، النه قدر اثنني وقدروا مخسة، والن التقدير من اللفظ أوىل. وكان تقديره يف " أنت مىن -كان

فرسخان " بعدك مىن فرسخان، أوىل من تقدير الفارسى: أنت مىن ذو مسافة فرسخني، النه قدر عه إىل تقدير شئ آخر يتعلق به الظرف، والفارسي قدر شيئني حيتاج معهما إىل مضافا ال حيتاج م

تقدير ثالث. وضعف قول بعضهم يف )وأشربوا يف قلوهبم العجل( إن التقدير: حب عبادة العجل، واالوىل تقدير احلب فقط. وضعف قول الفارسى ومن وافقه يف )والالء يئسن( اآلية: إن االصل: والالء

Page 450: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عدهتن ثالثة أشهر، واالوىل أن يكون االصل: والالء مل حيضن كذلك. وكذلك ينبغى أن مل حيضن ف يقدر يف حنو " زيد صنع بعمرو مجيال وخبالد سوأ

[616 ]

وبكر " أي كذلك، وال يقدر عني املذكور، تقليال للمحذوف، والن االصل يف اخلرب االفراد، والنه لو تقدم لثقل التكرار. ولك أن ال تقدر يف اآلية شيئا البتة، وذلك بأن صرح باخلرب مل حيسن إعادة ذلك امل

جتعل املوصول معطوفا على املوصول، فيكون اخلرب املذكور هلما معا، وكذا تصنع يف حنو " زيد يف الدار وعمرو "، وال يتأتى ذلك يف املثال السابق، الن إفراد فاعل الفعل يأباه، نعم لك أن تسلم فيه من

، بأن تقدر العطف على ضمري الفعل حلصول الفصل بينهما. فإن قلت: لو صح ما ذكرته يف احلذفاآلية واملثال السابق لصح " زيد قائمان وعمرو " بتقدير: زيد وعمرو قائمان. قلت: إن سلم منعه

ولست مقرا للرجال - 853فلقبح اللفظ، وهو منتف فيما حنن بصدده، ولكن يشهد للجواز قوله: ة * أىب ذاك عمى االكرمان وخاليا وقد جوزوا يف " أنت أعلم وزيد " كون زيد مبتدأ حذف ظالم

خربه، وكونه عطفا على أنت، فيكون خربا عنهما. بيان كيفية التقدير إذا استدعى الكالم تقدير أمساء ، فال ( وصفة مضافة، أو جار وجمرور مضمر عائد على ما حيتاج إىل الرابط1متضايقة، أو موصوفة )

تقدر أن ذلك حذف دفعة واحدة، بل على التدريج.

( يف نسخة " أو موصوف وصفة مضافة " وكلمة " موصوفة " معطوفة بأو على كلمة " متضايفة 1)

)*( ."

[611 ]

إذا قامتا تضوع - 851فاالول حنو )كالذى يغشى عليه( أي كدوران عني الذى. والثاىن كقوله: م الصبا جاءت بريا القرنفل أي تضوعا مثل تضوع نسيم الصبا والثالث كقوله املسك منهما * نسي

تعاىل: )واتقوا يوما ال جتزى نفس عن نفس شيئا( أي ال جتزى فيه، مث حذفت يف فصار ال جتزيه، مث

Page 451: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حذف الضمري منصوبا ال خمفوضا، هذا قول االخفش، وعن سيبويه أهنما حذفا دفعة ] واحدة [ ونقل القول االول عن الكسائي، واختاره، قال: والثاىن قول حنوى آخر، وقال أكثر أهل العربية ابن الشجرى

. وهو نقل غريب. ينبغى أن يكون احملذوف من لفظ املذكور منهم سيبويه واالخفش: جيوز االمران، اه، دون " إذ مهما أمكن فيقدر يف " ضريب زيدا قائما " ضربه قائما، فإنه من لفظ املبتدأ وأقل تقديرا

كان، أو إذا كان " ويقدر " أضرب " دون أهن يف " زيدا أضربه ". فإن منع من تقدير املذكور معىن أو صناعة قدر ماال مانع له، فاالول حنو " زيدا اضرب أخاه " يقدر فيه أهن دون اضرب، فإن قلت "

اوز دون أمور، النه ال يتعدى زيدا أهن أخاه " قدرت أهن. والثاىن حنو " زيدا امرر به " تقدر فيه جبنفسه، نعم إن كان العامل مما يتعدى تارة بنفسه وتارة باجلار حنو نصح يف قولك " زيدا نصحت له "

جاز أن يقدر نصحت زيدا، بل هو أوىل من تقدير غري امللفوظ به.

[618 ]

دونكا * ] إىن رأيت الناس ومما ال يقدر فيه مثل املذكور ملانع صناعي قوله: يا أيها املائح دلوى] - 852[ إذا قدر دلوى منصوبا فاملقدر خذ، ال دونك، وقد مضى، وقوله: 843حيمدونكا [ ]

أكر وأمحى للحقيقة منهم [ * وأضرب منا بالسيوف القوانسا الناصب فيه للقوانس فعل حمذوف، ال ملذكور يف املفعول، فكيف يعمل اسم تفضيل حمذوف، النا فررنا بالتقدير من إعمال اسم التفضيل ا

فيه املقدر ؟ وقولك " هذا معطى زيد أمس درمها " التقدير أعطاه، وال يقدر اسم فاعل، النك إمنا فررت بالتقدير من إعمال اسم الفاعل املاضي اجملرد من أل، وقال بعضهم يف قوله تعاىل )لن نؤثرك

لقسم، فعلى هذا دليل اجلواب احملذوف مجلة النفى على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا(: إن لواو لالسابقة، وجيب أن يقدر: والذى فطرنا ال نؤثرك، الن القسم ال جياب بلن إال يف الضرورة كقول أىب

[ وقال الفارسى ومتابعوه 464طالب: واهلل لن يصلوا إليك جبمعهم * حىت أوسد يف الرتاب دفينا ] فعدهتن ثالثة أشهر، وهذا ال حيسن وإن كان ممكنا، النه لو صرح به يف )والالئى مل حيضن( التقدير:

اقتضت الفصاحة أن يقال: كذلك، وال تعاد اجلملة الثانية. إذا دار االمر بني كون احملذوف مبتدأ وكونه خربا فأيهما أوىل ؟ قال الواسطي: االوىل كون احملذوف املبتدأ، الن اخلرب حمط الفائدة

Page 452: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[611 ]

العبدى: االوىل كونه اخلرب، الن التجوز يف أواخر اجلملة أسهل، نقل القولني ابن إياز. ومثال وقالاملسألة )فصرب مجيل( أي: شأين صرب مجيل، أو صرب مجيل أمثل من غريه، ومثله )طاعة معروفة( أي

طاعتكم الذى يطلب منكم طاعة معلومة ال يرتاب فيها، ال إميان باللسان ال يواطئه القلب، أو معروفة، أي عرف أهنا بالقول دون الفعل، أو طاعة معروفة أمثل بكم من هذه االميان الكاذبة. ولو

عرض ما يوجب التعيني عمل به، كما يف " نعم الرجل زيد " على القول بأهنما مجلتان، إذ ال حيذف وجزم كثري من اخلرب وجوبا إال إذا سد شئ مسده، ومثله " حبذا زيد " إذا محل على احلذف،

النحويني يف حنو " عمرك الفعلن " و " أمين اهلل الفعلن " بأن احملذوف اخلرب، وجوز ابن عصفور كونه املبتدأ، ولذلك مل يعده فيما جيب فيه حذف اخلرب، لعدم تعينه عنده لذلك، قال: والتقدير إما قسمي

سمي، مل ميتنع، إذ املعرفة املتأخرة عن معرفة . ولو قدرت أمين اهلل ق أمين اهلل، أو أمين اهلل قسم ىل، اهجيب كوهنا اخلرب على الصحيح. إذا دار االمر بني كون احملذوف فعال والباقى فاعال وكونه مبتدأ والباقى

خربا، فالثاين أوىل الن املبتدأ عني اخلرب، فاحملذوف عني الثابت، فيكون احلذف كال حذف، فأما هم إال أن يعتضد االول برواية أخرى يف ذلك املوضع، أو مبوضع آخر الفعل فإنه غري الفاعل. الل

يشبهه، أو مبوضع آت على طريقته.

[623 ]

فاالول كقراءة شعبة )يسبح له فيها( بفتح الباء، وكقراءة ابن كثري )وكذلك يوحى إليك وإىل الذين من زين لكثري من املشركني قتل أوالدهم، قبلك، اهلل العزيز احلكيم( بفتح احلاء، وكقراءة بعضهم )وكذلك

ليبك يزيد، ضارع خلصومه * ] - 853شركاؤهم( ببناء زين للمفعول، ورفع القتل والشركاء، وكقوله: ( فيمن رواه مبنيا للمفعول، فإن التقدير: يسبحه رجال، ويوحيه اهلل، 1وخمتبط مما تطيح الطوائح [ )

هذه املرفوعات مبتدآت حذفت أخبارها، الن هذه االمساء وزينه شركاؤهم، ويبكيه ضارع، وال تقدر قد ثبتت فاعليتها يف رواية من بىن الفعل فيهن للفاعل والثاىن كقوله تعاىل: )ولئن سألتهم من خلقهم

Page 453: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ليقولن اهلل( فال يقدر ليقولن اهلل خلقهم، بل خلقهم اهلل، جملئ ذلك يف شبه هذا املوضع، وهو: )ولئن سموات واالرض ليقولن خلقهن العزيز العليم( وىف مواضع آتية على طريقته حنو سألتهم من خلق ال

)قالت: من أنبأك هذا ؟ قال: نبأىن العليم اخلبري( )قال: من حيىي العظام وهى رميم ؟ قل: حيييها الذى : نون أنشأها(. إذا دار االمر بني كون احملذوف أوال، أو ثانيا فكونه ثانيا أوىل وفيه مسائل: إحداها

الوقاية يف حنو )أحتاجوين( و )تأمروين( فيمن قرأ بنون واحدة

( من العلماء من قال يف هذا البيت: إن " يزيد " منادى حبرف نداء حمذوف أي ليبك ضارع يا 1)

يزيد. )*(

[621 ]

اره ابن مالك: وهو قول أىب العباس وأىب سعيد وأىب على وأىب الفتح وأكثر املتأخرين، وقال سيبويه واخت] تراه كالثغام يعل - 854إن احملذوف االوىل. الثانية: نون الوقاية مع نون االناث يف حنو قوله:

مسكا [ * يسوء الفاليات إذا فليىن هذا هو الصحيح، وىف البسيط أنه جممع عليه، الن نون الفاعل ال هب سيبويه. الثالثة: تاء املاضي مع يليق هبا احلذف، ولكن يف التسهيل أن احملذوف االوىل، وأنه مذ

تاء املضارع يف حنو )نارا تلظى( وقال أبو البقاء يف قوله تعاىل )فإن تولوا فإن اهلل عليم باملفسدين( . وهذا فاسد ؟ الن احملذوف يضعف كون )تولوا( فعال مضارعا، الن أحرف املضارعة ال حتذف، اه

لك هشام الكوىف، مث إن التنزيل مشتمل على مواضع كثرية الثانية، وهو قول اجلمهور، واملخالف يف ذمن ذلك الشك فيها حنو )نارا تلظى( )ولقد كنتم متنون املوت(. الرابعة: حنو مقول ومبيع، احملذوف

منهما واو مفعول، والباقى عني الكلمة، خالفا لالخفش. اخلامسة: حنو إقامة واستقامة، احملذوف عال والباقى عني الكلمة، خالفا لالخفش أيضا. السادسة: حنو: يا زيد منهما ألف االفعال واالستف

] يا من رأى - 855[ بفتحهما، و: 618زيد اليعمالت الذبل * ] تطاول الليل عليك فانزل [ ] عارضا أسر به [ * بني ذراعي وجبهة االسد وهذا هو الصحيح، خالفا للمربد. السابعة: حنو " زيد

Page 454: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

سيبويه أن احلذف فيه من االول لسالمته من الفصل، والن فيه إعطاء اخلرب وعمرو قائم " ومذهب للمجاور، مع أن مذهبه يف حنو

[622 ]

[ أن احلذف من الثاين، قال ابن احلاجب: إمنا اعرتض باملضاف 618* يا زيد زيد اليعمالت * ] مما ذهب، وأما هنا فلو كان قائم خربا الثاين بني املتضايفني ليبقى املضاف إليه املذكور يف اللفظ عوضا

عن االول لوقع يف موضعه، إذ ال ضرورة تدعو إىل تأخريه، إذ كان اخلرب حيذف بال عوض حنو " زيد . وقيل أيضا: كل من املبتدأين عامل يف اخلرب، فاالوىل إعمال قائم وعمرو " من غري قبح يف ذلك، اه

اخلالف إمنا هو عند -يقال بذلك يف مسألة االضافة تنبيه الثاين لقربه، ويلزم من هذا التعليل أنحنن مبا عندنا، وأنت مبا * عندك - 856الرتدد، وإال فال تردد يف أن احلذف من االول يف قوله

[ 123راض، والرأى خمتلف وقوله: خليلي هل طب ؟ فاىن وأنتما * وإن مل تبوحا باهلوى دنفان ] قل لئن اجتمعت االنس واجلن على أن يأتوا مبثل هذا القرآن ال يأتون مبثله( ومن الثاين يف قوله تعاىل )

إذ لو كان اجلواب للثاين جلزم، فقلنا بذلك يف حنو " إن أكلت إن شربت فأنت طالق " وىف )فأما إن كان من املقربني فروح( وحنو )ولوال رجال مؤمنون( مث قال تعاىل )لو تزيلوا لعذبنا( وانبىن على ذلك املثال أهنا ال تطلق حىت تؤخر املقدم وتقدم املؤخر، إذ التقدير: إن أكلت فأنت طالق إن شربت، وجواب الثاين يف هذا الكالم من حيث املعىن هو الشرط االول وجوابه، كما أن اجلواب من حيث

صناعة املعىن يف أنت ظامل إن فعلت " ما تقدم على اسم الشرط، بل قال مجاعة: إنه اجلواب يف ال [ 124أيضا. ومن ذلك قوله: ] فمن يك أمسى باملدينة رحله [ * فإىن وقيار هبا لغريب ]

[623 ]

وقد تكلف بعضهم يف البيت االول، فزعم أن " حنن " للمعظم نفسه، وأن " راض " خرب عنه، وال نا لنحن املسبحون( حيفظ مثل " حنن قائم " بل جيب يف اخلرب املطابقة حنو )وإنا لنحن الصافون، وإ

وأما )قال رب ارجعون( فأفرد مث مجع الن غري املبتدأ واخلرب ال جيب هلما من التطابق ما جيب هلما.

Page 455: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

)وجاء ربك( )فأتى اهلل بنياهنم( أي -ذكر أماكن من احلذف يتمرن هبا املعرب حذف االسم املضاف تعدية، أي أذهب اهلل نورهم. ومن ذلك ما أمره، الستحالة احلقيقي، فأما )ذهب اهلل بنورهم( فالباء لل

نسب فيه حكم شرعى إىل ذات، الن الطلب ال يتعلق إال باالفعال حنو )حرمت عليكم أمهاتكم( أي استمتاعهن )حرمت عليكم امليتة( أي أكلها )حرمنا عليهم طيبات( أي تناوهلا، ال أكلها، ليتناول

يتناول الركوب والتحميل، ومثله )وأحلت لكم شرب ألبان االبل )حرمت ظهورها( أي منافعها، لاالنعام(. ومن ذلك ما علق فيه الطلب مبا قد وقع حنو )أوفوا بالعقود( )وأوفوا بعهد اهلل( فإهنما قوالن قد وقعا فال يتصور فيهما نقض وال وفاء، وإمنا املراد الوفاء مبقتضامها، ومنه )فذلكن الذى ملتنىن فيه(

هبا لوم، والتقدير يف حبه، بدليل )قد شغفها حبا( أو يف مراودته، بدليل )تراود إذ الذوات ال يتعلق فتاها( وهو أوىل النه فعلها خبالف احلب )واسأل القرية الىت كنا فيها والعري الىت أقبلنا فيها( أي أهل

)وما القرية وأهل العري )وإىل مدين أخاهم شعيبا( أي وإىل أهل مدين بدليل )أخاهم( وقد ظهر يفكنت ثاويا يف أهل مدين( وأما )وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا( فقدر النحويون االهل بعد من

وأهلكنا وجاء، وخالفهم الزخمشري يف االولني، الن القرية هتلك، ووافقهم يف )فجاء( الجل )أوهم قائلون( )إذا الذقناك ضعف احلياة وضعف املمات( أي ضعف عذاب احلياة

[624 ]

وضعف عذاب املمات )ملن كان يرجو اهلل( أي رمحته )خيافون رهبم( أي. عذابه، بدليل )ويرجون رمحته وخيافون عذابه( )يضاهئون قول الذين كفروا( أي يضاهى قوهلم قول الذين كفروا، وقال االعشى:

إىل ليلة أمل تغتمض عيناك ليلة أرمدا * ] وبت كما بات السليم مسهدا( فحذف املضاف - 851واملضاف إليه ليلة وأقام صفته مقامه، أي اغتماض ليلة رجل أرمد، وعكسه نيابة املصدر عن الزمان " جئتك طلوع الشمس " أي وقت طلوعها، فناب املصدر عن الزمان، وليس من ذلك " جئتك مقدم

م إىل حذف مضاف إذا احتاج الكال -احلاج " خالفا للزخمشري، بل املقدم اسم لزمن القدوم. تنبيه ميكن تقديره مع أول اجلزءين ومع ثانيهما فتقديره مع الثاين أوىل، حنو )احلج أشهر( وحنو )ولكن الرب من آمن( فيكون التقدير: احلج حج أشهر، والرب بر من آمن، أوىل من أن يقدر: أشهر احلج أشهر،

Page 456: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

والن احلذف من آخر اجلملة أوىل. وذا الرب من آمن، النك يف االول قدرت عند احلاجة إىل التقدير،حذف املضاف إليه يكثر يف ياء املتكلم مضافا إليها املنادى حنو )رب اغفر ىل( وىف الغايات حنو )هلل

االمر من قبل ومن بعد( أي من قبل الغلب ومن بعده، وىف أي وكل وبعض وغري بعد ليس، ورمبا جاء ينون، أي فال خوف شئ عليهم، ومسع " سالم يف غريهن، حنو )فال خوف عليهم( فيمن ضم ومل

عليكم " فيحتمل ذلك، أي سالم اهلل، أو إضمار أل. حذف امسني مضافني )فإهنا من تقوى القلوب( أي فإن تعظيمها من أفعال ذوى تقوى القلوب )قبضة من أثر الرسول( أي من أثر حافر

] فأدرك إرقال - 858(: 1رؤبة )فرس الرسول )كالذى يغشى عليه( أي كدوران عني الذى، وقال العرادة ظلعها [ * وقد جعلتين من حزمية إصبعا

( البيت ليس لرؤبة، وإمنا هو للكلحبة الريبوعي. )*( 1)

[625 ]

أي ذا مسافة إصبع حذف ثالث متضايفات )فكان قاب قوسني( أي فكان مقدار مسافة قربه مثل للقاب -واحد من خربها، كذا قدره الزخمشري. تنبيه قاب قوسني، فحذف ثالثة من اسم كان، و

معنيان: القدر، وما بني مقبض القوس وطرفيها، وعلى تفسري الذى يف اآلية بالثاين فقيل: هي على القلب، والتقدير قاىب قوس، ولو أريد هذا الغىن عنه ذكر القوس. حذف املوصول االمسى ذهب

ابن مالك، وشرط يف بعض كتبه كونه معطوفا على موصول الكوفيون واالخفش إىل إجازته، وتبعهم أمن يهجو رسول اهلل - 851آخر، ومن حجتهم )آمنوا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم( وقول حسان:

ما الذى دأبه احتياط وحزم * وهواه أطاع - 863منكم * وميدحه وينصره سواء ؟ وقول آخر: ذى أطاع هواه. حذف الصلة جيوز قليال لداللة صلة أخرى، يستويان أي والذى أنزل، ومن ميدحه، وال

وعند الذى والالت عدنك إحنة * عليك، فال يغررك كيد العوائد أي الذى عادك، - 861كقوله: [ أي حنن االوىل عرفوا 121أو داللة غريها كقوله: حنن االوىل فامجع مجو * عك مث وجههم إلينا ]

Page 457: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تيا واللتيا والىت * إذا علتها أنفس تردت فقيل: يقدر مع اللتيا فيهما يعد الل - 862بالشجاعة، وقال: نظري اجلملة الشرطية املذكورة، وقيل: يقدر اللتيا دقت

[626 ]

واللتيا دقت، الن التصغري يقتضى ذلك، وصلة الثالثة اجلملة الشرطية، وقيل: يقدر مع اللتيا فيهما: وله: ] وكل أناس سوف تدخل بينهم [ * دويهية تصفر منها عظمت، ال دقت، وإنه تصغري تعظيم كق

[ حذف املوصوف قوله تعاىل )وعندهم قاصرات الطرف( أي حور قاصرات )والنا له 63االنامل ] احلديد، أن اعمل سابغات( أي دروعا سابغات )فليضحكوا قليال وليبكوا كثريا( أي ضحكا قليال

)وذلك دين القيمة( أي دين امللة القيمة )ولدار اآلخرة خري( وبكاء كثريا، كذا قيل، وفيه حبث سيأيتأي ولدار الساعة اآلخرة، قاله املربد، وقال ابن الشجرى: احلياة اآلخرة، بدليل )وما احلياة الدنيا إال

متاع الغرور( ومنه )حب احلصيد( أي حب النبت احلصيد، وقال سحيم: أنا ابن جال وطالع الثنايا * [ قيل: تقديره أنا ابن رجل جال االمور، وقيل: جال علم حمكى 263العمامة تعرفوين [ ] ] مىت أضع

863على أنه منقول من حنو قولك " زيد جال " فيكون مجلة، ال من قولك جال زيد، ونظريه قوله: من نبئت أخواىل بىن يزيد * ظلما علينا هلم فديد فيزيد: منقول من حنو قولك " املال يزيد " ال -

قولك يزيد املال، وإال العرب غري منصرف، فكان يفتح، النه مضاف إليه. واختلف يف املقدر مع اجلملة يف حنو " منا ظعن ومنا أقام " فأصحابنا يقدرون موصوفا: أي فريق، والكوفيون يقدرون

صوف موصوال، أي الذى أو من، وما قدرناه أقيس، الن اتصال املوصول بصلته أشد من اتصال املو بصفته لتالزمهما، ومثله " ما منهما مات حىت لقيته " نقدره بأحد، ويقدرونه مبن )وإن من أهل

الكتاب إال ليؤمنن به( أي إال إنسان، أو إال من، وحكى الفراء عن بعض

[621 ]

قدمائهم أن اجلملة القسمية ال تكون صلة، ورده بقوله تعاىل )وإن منكم ملن ليبطئن(. حذف الصفة)يأخذ كل سفينة غصبا( أي صاحلة، بدليل أنه قرئ كذلك، وأن تعييبها ال خيرجها عن كوهنا سفينة،

Page 458: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

فال فائدة فيه حينئذ )تدمر كل شئ( أي سلطت عليه بدليل )ما تذر من شئ أتت عليه( اآلية )قالوا من أختها( اآلن جئت باحلق( أي الواضح، وإال لكان مفهومه كفرا )وما نريهم من آية إال هي أكرب

] وليس - 865] وقد كنت يف احلرب ذاتدرإ * فلم أعط شيئا ومل أمنع وقال: - 864وقال: لعيشنا هذا مهاه [ * وليست دارنا هاتا بدار أي من أختها السابقة، وبدار طائلة، ومل أعط شيئا

ظنا( أي طائال، دفعا للتناقض فيهن )قل يا أهل الكتاب لستم على شئ( أي نافع )إن نظن إالضعيفا. حذف املعطوف وجيب أن يتبعه العاطف حنو )ال يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح

وقاتل( أي ومن أنفق من بعده، دليل التقدير أن االستواء إمنا يكون بني شيئني ودليل املقدر )أولئك ين آمنوا باهلل ورسله أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا( )ال نفرق بني أحد من رسله( )والذ

ومل يفرقوا بني أحد منهم( أي بني أحد وأحد منهم، وقيل: أحد فيهما ليس مبعىن واحد مثله يف )قل هو اهلل أحد( بل هو املوضوع للعموم، ومهزته أصلية ال مبدلة من الواو، فال تقدير، ورد بأنه يقتضى

وإمنا فرقوا بني حممد عليه الصالة والسالم حينئذ أن املعرض هبم وهم الكافرون فرقوا بني كل الرسل، وبني غريه يف النبوة، وىف لزوم هذا نظر، والذى يظهر ىل وجه التقدير، وأن املقدر بني أحد

[628 ]

وبني اهلل، بدليل )ويريدون أن يفرقوا بني اهلل ورسله( وحنو )سرابيل تقيكم احلر( أي والربد، وقد يكون حانه وتعاىل يف أول السورة )لكم فيها دف ء( )وله ما سكن( أي وما حترك، اكتفى عن هذا بقوله سب

وإذا فسر سكن باستقر مل حيتج إىل هذا )فإن أحصرمت فما استيسر من اهلدى( أي فإن أحصرمت فحللتم )فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية( أي فحلق ففدية )ال ينفع نفسا إمياهنا مل

ل أو كسبت يف إمياهنا خريا( أي إمياهنا وكسبها، واآلية من اللف والنشر وهبذا التقدير تكن آمنت من قبتندفع شبهة املعتزلة كالزخمشري وغريه، إذ قالوا: سوى اهلل تعاىل بني عدم االميان وبني االميان الذى مل

اجب. ومن القليل يقرتن بالعمل الصاحل يف عدم االنتفاع به، وهذا التأويل ذكره ابن عطية وابن احل 5حذف " أم " ومعطوفها كقوله: ] دعاين إليها القلب إىن المره * مطيع [ فما أدرى أرشد طالهبا ] [ أي أم غى، وقد مر البحث فيه. حذف املعطوف عليه )أن أضرب بعصاك احلجر فانفجرت( أي

Page 459: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اء )فانفجرت( فضرب فانفجرت، وزعم ابن عصفور أن الفاء يف )فانفجرت( هي فاء فضرب، وأن فحذفت، ليكون على احملذوف دليل ببقاء بعضه، وليس بشئ، الن لفظ الفاءين واحد، فكيف حيصل

الدليل ؟ وجوز الزخمشري ومن تبعه أن تكون فاء اجلواب، أي: فإن ضربت فقد انفجرت، ويرده أن ن قيل: املراد ذلك يقتضى تقدم االنفجار على الضرب مثل )إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل( إال إ

فقد حكمنا برتتب االنفجار على ضربك، وقيل يف )أم حسبتم أن تدخلوا اجلنة(: إن أم متصلة، والتقدير: أعلمتم أن اجلنة حفت باملكاره أم حسبتم.

[621 ]

حذف املبدل منه قيل يف )وال تقولوا ملا تصف ألسنتكم الكذب( وىف )كما أرسلنا فيكم رسوال ب بدل من مفعول تصف احملذوف، أي ملا تصفه، وكذلك يف )رسوال( بناء على أن منكم(: إن الكذ

ما يف )كما( موصول امسى، ويرده أن فيه إطالق " ما " على الواحد من أوىل العلم، والظاهر أن ما كافة، وأظهر منه أهنا مصدرية، البقاء الكاف حينئذ على عمل اجلر، وقيل يف )الكذب( إنه مفعول

لوا واجلملتان بعده بدل منه، أي ال تقولوا الكذب ملا تصفه ألسنتكم من البهائم باحلل أو إما لتقو احلرمة، وإما حملذوف، أي فتقولون الكذب، وإما لتصف على أن ما مصدرية واجلملتان حمكيتا القول،

سم، وبالرفع أي ال حتللوا وحترموا جملرد قول تنطق بن ألسنتكم، وقرئ باجلر بدال من )ما( على أهنا اوضم الكاف والذال مجعا لكذوب صفة للفاعل، وقد مر أنه قيل يف " ال إله إال اهلل ": إن اسم اهلل

تعاىل بدل من ضمري اخلرب احملذوف. حذف املؤكد وبقاء توكيده قد مر أن سيبويه واخلليل أجازاه، أن ستفهام حنو )وما أدراك ما (. حذف املبتدأ يكثر ذلك يف جواب اال2أبا احلسن ومن تبعه منعوه )

احلطمة ؟ نار اهلل( أي هي نار اهلل )وما أدراك ما هيه ؟ نار حاميه( )ما أصحاب اليمني ؟ يف سدر خمضود( اآليتني )هل أنبئكم بشر من ذلكم ؟ النار(. وبعد فاء اجلواب حنو )من عمل صاحلا فلنفسه،

ن ختالطوهم فإخوانكم( أي فهم إخوانكم )فإن ومن أساء فعليها( أي فعمله لنفسه وإساءته عليها )وإ مل يصبها وابل فطل( )وإن مسه الشر فيؤوس قنوط( )فإن مل

Page 460: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

(. )*( 638( انظر الشرط الثالث من شروط احلذف يف ) ص 1)

[633 ]

يكونا رجلني فرجل وامرأتان( أي فالشاهد، وقرأ ابن مسعود )إن تعذهبم فعبادك(. وبعد القول حنو أساطري االولني( )إال قالوا ساحر أو جمنون( )سيقولون ثالثة( اآليات )بل قالوا أضغاث )وقالوا

أحالم(. وبعد ما اخلرب صفة له يف املعىن حنو )التائبون العابدون( وحنو )صم بكم عمى(. ووقع يف غري )مل يلبثوا إال ذلك أيضا حنو )ال يغرنك تقلب الذين كفروا يف البالد متاع قليل( )وال تقولوا ثالثة(

ساعة من هنار، بالغ( أي هذا بالغ، وقد صرح به يف )هذا بالغ للناس( )سورة أنزلناها( أي هذه سورة، ومثله قول العلماء " باب كذا " وسيبويه يصرح به. حذف اخلرب )وطعام الذين أوتوا الكتاب

وتوا الكتاب من قبلكم( حل لكم وطعامكم حل هلم، واحملصنات من املؤمنات واحملصنات من الذين أأي حل لكم )أكلها دائم، وظلها( أي دائم، وأما )أأنتم أعلم أم اهلل( فال حاجة إىل دعوى احلذف كما قيل، لصحة كون أعلم خريا عنهما، وأما " أنت أعلم ومالك " فمشكل النه إن عطف على

ية، أو على ضمري أعلم لزم أنت لزم كون أعلم خربا عنهما، أو على أعلم لزم كونه شريكه يف اخلرب أيضا نسبة العلم إليه والعطف على الضمري املرفوع املتصل من غري توكيد وال فصل، وإعمال أفعل يف الظاهر، وإن قدر مبتدأ حذف خربه لزم كون احملذوف أعلم، والوجه فيه أن االصل مبالك، مث أنيبت

ملعنوي، كما قصد بالعطف يف حنو )وأرجلكم( الواو مناب الباء قصدا للتشاكل اللفظى، ال لالشرتاك ا فيمن خفض على القول بأن اخلفض للجوار، ونظريه " بعت الشاء شاة ودرمها " واالصل

[631 ]

شاة بدرهم، وقالوا " الناس جمزيون بأعماهلم، إن خري فخري " أي إن كان يف عملهم خري، فحذفت خائف * يبغى جوارك حني ليس جمري أي ليس هلفى عليك للهفة من - 866كان وخربها، وقال:

له، وقالوا " من تأتى أصاب أو كاد، ومن استعجل أخطأ أو كاد " وقالوا " إن ماال وإن ولدا " وقال [ أي إن لنا حلوال يف الدنيا 121االعشى: إن حمال وإن مرحتال * ] وإن يف السفر إذ مضوا مهال [ ]

Page 461: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بحث يف )إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل اهلل( )إن الذين كفروا وإال لنا ارحتاال عنها، وقد مر البالذكر ملا جاءهم( مستوىف، وقال تعاىل )قالوا ال ضري( أي علينا )ولو ترى إذ فزعوا فال فوت( أي هلم،

[ وقد كثر حذف خرب " ال " 313وقال احلماسي: من صد عن نرياهنا * فأنا ابن قيس ال براح ] إذا قيل سريوا إن ليلى لعلها * جرى دون ليلى مائل - 861ه ال يذكر، وقال آخر: هذه حىت قيل: إن( أي لعلها قريبة. ما حيتمل النوعني يكثر بعد الفاء حنو )فتحرير رقبة( )فعدة من أيام 1القرن أعضب )

ذا. أخر( )فما استيسر من اهلدى( )فنظرة إىل ميسرة( أي فالواجب كذا، أو فعليه كذا، أو فعليكم كويأتى يف غريه حنو )فصرب مجيل( أي أمرى، أو أمثل، ومثله )طاعة وقول معروف( أي أمرنا أو أمثل،

فقالت: على اسم اهلل، أمرك طاعة * ] وإن كنت قد كلفت ما مل أعود [ - 868ويدل لالول قوله:

( ( خرب إن هو كلمة لعلها مع خربها احملذوف، وقوله " جرى " هو جواب إذا. )*1)

[632 ]

وقد مر جتويز ابن عصفور الوجهني يف " لعمرك الفعلن، وأمين اهلل الفعلن " وغريه جزم بأن ذلك من حذف اخلرب، وىف " نعم الرجل زيد " وغريه جزم بأنه إذا جعل على احلذف كان من حذف املبتدأ.

حنو )وإن أحد من حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب، أو معهما يطرد حذفه مفسرااملشركني استجارك( )إذا السماء انشقت( )قل لو أنتم متلكون( واالصل: لو متلكون متلكون، فلما

حذف الفعل انفصل الضمري، قاله الزخمشري وأبو البقاء وأهل البيان، وعن البصريني أنه ال جيوز " لو " وقيل: االصل لو كنتم، فحذفت كان زيد قام " إال يف الشعر أو الندور حنو " لو ذات سوار لطمتىن

دون امسها، وقيل: لو كنتم أنتم، فحذفا مثل " التمس ولو خامتا من حديد " وبقى التوكيد. ويكثر يف جواب االستفهام حنو )ليقولن اهلل( أي ليقولن خلقهن اهلل )وإذا قيل هلم ماذا أنزل ربكم قالوا خريا(.

ملالئكة يدخلون عليهم من كل باب سالم عليكم( حىت وأكثر من ذلك كله حذف القول، حنو )واقال أبو على: حذف القول من حديث البحر قل وال حرج. ويأتى حذف الفعل يف غري ذلك حنو

)انتهوا خريا لكم( أي وأتوا خريا، وقال الكسائي: يكن االنتهاء خريا، وقال الفراء: الكالم مجلة

Page 462: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اءا خريا )والذين تبوءوا الدار واالميان من قبلهم( أي واحدة، وخريا: نعت ملصدر حمذوف، أي انتهعلفتها تبنا وماءا باردا * ] حىت شتت مهالة عيناها - 861واعتقدوا االميان من قبل هجرهتم. وقال:

[ فقيل: التقدير وسقيتها، وقيل: ال حذف، بل ضمن علفتها معىن أنلتها وأعطيتها وألزموا صحة حنو أعمرو بن هند ما ترى رأى صرمة [ - 813تبنا " فالتزموه حمتجني بقول طرفة: " علفتها ماءا باردا و

* هلا سبب ترعى به املاء والشجر

[633 ]

وقالوا " احلمد هلل أهل احلمد " بإضمار أمدح، وىف التنزيل )وامرأته محالة احلطب( بإضمار أذم، ن كنت منطلقا انطلقت، وقالوا " ال أكلمه ما ونظائره كثرية، وقالوا " أما أنت منطلقا انطلقت " أي ال

أن حراء مكانه، وما أن يف السماء جنما " أي ما ثبت، ويروى " جنم " بالرفع، فأن: فعل ماض مبعىن عرض، وأصله عن. حذف املفعول يكثر بعد " لو شئت " حنو )فلو شاء اهلل هلداكم أمجعني( أي فلو

و )أال إهنم هم السفهاء ولكن ال يعلمون( أي أهنم سفهاء شاء هدايتكم، وبعد نفى العلم وحنوه، حن)وحنن أقرب إليه منكم ولكن ال تبصرون( وعائدا على املوصول حنو )أهذا الذى بعث اهلل رسوال(

وحذف عائد املوصوف دون ذلك كقوله: ] محيت محى هتامة بعد جند [ * وما شئ محيت مبستباح ] [ وقوله: * فثوب 332قوله: * على ذنبا كله مل أصنع * ] [ وعائد املخرب عنه دوهنما ك 145

[ وجاء يف غري ذلك، حنو )فمن مل جيد فصيام شهرين( )فمن مل 111( * ] 1لبست وثوب أجر )يستطع فإطعام ستني مسكينا( أي فمن مل جيد الرقبة، فمن مل يستطع الصوم. ومن غريبه حذف املقول

ن للحق ملا جاءكم( أي هو سحر، بدليل )أسحر هذا( ويكثر وبقاء القول حنو )قال موسى أتقولو حذفه يف الفواصل حنو )وما قلى( )وال ختشى( وجيوز حذف مفعويل أعطى حنو )فأما من أعطى(

وثانيهما فقط حنو

( " فثوب نسيت " وشرحه وذكر له نظريا يف املعىن. )*( 412( رواه املؤلف فيما مضى ) ص 1)

Page 463: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[634 ] طيك ربك(، وأوهلما فقط، خالفا للسهيلي، حنو )حىت يعطوا اجلزية(. حذف احلال أكثر )ولسوف يع

ما يرد ذلك إذا كان قوال أغىن عنه املقول حنو )واملالئكة يدخلون عليهم من كل باب سالم عليكم( الواو أي قائلني ذلك، ومثله )وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإمساعيل ربنا تقبل منا( وحيتمل أن

للحال وأن القول احملذوف خرب، أي وإمساعيل يقول، كما أن القول حذف خربا للموصول يف )والذين اختذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إال ليقربونا( وحيتمل أن اخلرب هنا )إن اهلل حيكم بينهم( فالقول

من الصلة، هذا كله إن احملذوف نصب ] على احلال [ أو رفع خربا أول، أو ال موضع له، النه بدل -كان )الذين( للكفار، والعائد الواو، فإن كان للمعبودين عيسى واملالئكة واالصنام والعائد حمذوف

فاخلرب )إن اهلل حيكم بينهم( ومجلة القول حال أو بدل. حذف التمييز حنو " كم -أي اختذوهم كم عشرون صابرون( وهو شاذ يف صمت " أي كم يوما، وقال تعاىل )عليها تسعة عشر( )إن يكن من

باب نعم حنو " من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت " أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة. حذف االستثناء. وذلك بعد إال وغري املسبوقني بليس، يقال: قبضت عشرة ليس إال، أو ليس غري، وقد

تقدم، وأجاز بعضهم ذلك بعد مل يكن، وليس مبسموع.

[635 ]

إن امرأ رهطه بالشام منزله * برمل يربين - 811ف العطف بابه الشعر كقول احلطيئة: حذف حر جارا شد ما اغرتبا أي ومنزله برمل يربين، كذا قالوا، ولك أن تقول: اجلملة الثانية صفة ثانية، ال

معطوفة، وحكى أبو زيد " أكلت خبزا حلما مترا " فقيل: على حذف الواو، وقيل: على بدل اب، وحكى أبو احلسن " أعطه درمها درمهني ثالثة " وخرج على إضمار أو، وحيتمل البدل االضر

املذكور، وقد خرج على ذلك آيات، إحداها )وجوه يومئذ ناعمة( أي ووجوه، عطف على )وجوه يومئذ خاشعة(، والثانية )أن الدين عند اهلل االسالم( فيمن فتح اهلمزة، أي وأن الدين، عطف على

إله إال هو( ويبعده أن فيه فصال بني املتعاطفني املرفوعني باملنصوب، وبني املنصوبني باملرفوع، )أنه الوقيل: بدل من أن االوىل وصلتها، أو من القسط، أو معمول للحكيم على أن أصله احلاكم مث حول

Page 464: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يل: بل هو للمبالغة، والثالثة )وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ال أجد( أي وقلت: وقاجلواب، و )تولوا( جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: فما حاهلم إذ ذاك ؟ وقيل: )تولوا( حال على

إضمار قد، وأجاز الزخمشري أن يكون )قلت( استئنافا، أي إذا ما أتوك لتحملهم تولوا، مث قدر أنه ط واجلزاء. حذف فاء قيل: مل تولوا باكني ؟ فقيل: )قلت ال أجد ما أمحلكم عليه( مث وسط بني الشر

اجلواب هو خمتص بالضرورة، كقوله:

[636 ]

[ وقد مر أن أبا احلسن خرج عليه )إن ترك خريا الوصية 81* من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ] للوالدين(. حذف واو احلال تقدم يف قوله: نصف النهار املاء غامره * ] ورفيقه بالغيب ال يدرى [ ]

النهار واحلال أن املاء غامر هذا الغائص. حذف قد زعم البصريون أن الفعل [ أي انتصف 148املاضي الواقع حاال البد معه من " قد " ظاهرة حنو )وما لكم أن ال تأكلوا مما ذكر اسم اهلل عليه وقد

فصل لكم( أو مضمرة حنو )أنؤمن لك واتبعك االرذلون( )أو جاؤكم حصرت صدورهم( وخالفهم واشرتطوا ذلك يف املاضي الواقع خربا لكان كقوله عليه الصالة والسالم لبعض أصحابه " الكوفيون،

وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة * عشية القينا جذاما - 812أليس قد صليت معنا "، وقول الشاعر: ومحريا وخالفهم البصريون. وأجاز بعضهم " إن زيدا لقام " على إضمار قد، وقال اجلميع: حق املاضي

املثبت اجملاب به القسم أن يقرن بالالم وقد حنو )تاهلل لقد آثرك اهلل علينا( وقيل يف )قتل أصحاب االخدود( إنه جواب للقسم على إضمار الالم وقد مجيعا للطول، وقال: حلفت هلا باهلل حلفة فاجر *

[ 288لناموا، فما إن من حديث وال صال ]

[631 ]

أرسلنا رحيا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون( فزعم قوم أنه من ذلك، فأضمر " قد " وأما )ولئنوهو سهو، الن ظلوا مستقبل، النه مرتب على الشرط وساد مسد جوابه، فال سبيل فيه إىل قد، إذ

املعىن ليظلن، ولكن النون ال تدخل على املاضي. حذف ال التربئة حكى االخفش " ال رجل وامرأة "

Page 465: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وال امرأة، فحذفت ال وبقى البناء للرتكيب حباله. حذف ال النافية وغريها يطرد ذلك يف بالفتح، وأصلهفقلت: ميني اهلل - 813جواب القسم إذا كان املنفى مضارعا حنو )تاهلل تفتؤ تذكر يوسف( وقوله:

فإن شئت آليت - 814أبرح قاعدا * ] ولو قطعوا رأسي لديك وأوصايل [ ويقل من املاضي كقوله: بني املقا * م والركن واحلجر االسود نسيتك ما دام عقلي معى * أمد به أمد السرمد ويسهله تقدم ال

فال واهلل نادى احلى قومي * ] طوال الدهر ما دعى اهلديل [ ومسع بدون - 815على القسم كقوله: ل وقوىل إذا ما أطلقوا عن بعريهم: * يالقونه حىت يؤوب املنخ - 816القسم كقوله:

[638 ]

وقد قيل به يف )يبني اهلل لكم أن تضلوا( أي لئال، وقيل: احملذوف مضاف، أي كراهة أن تضلوا. حذف ما النافية ذكر ابن معطى ذلك يف جواب القسم، فقال يف ألفيته: وإن أتى اجلواب منفيا بال *

ل احلذف قال ابن اخلباز: أو ما كقويل والسما ما فعال فإنه جيوز حذف احلرف * إن أمن االلباس حاوما رأيت يف كتب النحو إال حذف ال، وقال ىل شيخنا: ال جيوز حذف ما، الن التصرف يف ال أكثر

فواهلل ما نلتم وما نيل منكم * مبعتدل وفق وال - 811من التصرف يف ما، انتهى. وأنشد ابن مالك: وف " ما " النافية، وىف بعضها قدره ما متقارب وقال: أصله ما ما نلتم، مث يف بعض كتبه قدر احملذ

املوصولة. حذف ما املصدرية قاله أبو الفتح يف قوله: بآية يقدمون اخليل شئنا * ] كأن على سنابكها [ والصواب أن آية مضافة إىل اجلملة كما مر، وعكسه قول سيبويه يف قوله: ] أال من 661مداما ]

[ إن ما زائدة، والصواب أهنا مصدرية. 663اما ] مبلغ عىن متيما [ * بآية ما حتبون الطع

[631 ]

حذف كى املصدرية أجازه السريايف حنو " جئت لتكرمين " وإمنا يقدر اجلمهور هنا " أن " بعينها، الهنا أم الباب، فهى أوىل بالتجوز حذف أداة االستثناء ال أعلم أن أحدا أجازه، إال أن السهيلي قال يف

ال تقولن لشئ( اآلية: ال يتعلق االستثناء بفاعل إذ مل ينه عن أن يصل إال أن يشاء اهلل قوله تعاىل )و بقوله ذلك، وال بالنهي، النك إذا قلت أنت منهى عن أن تقوم إال أن يشاء اهلل فلست مبنهى، فقد

Page 466: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

، سلطته على أن يقوم ويقول: شاء اهلل ذلك، وتأويل ذلك أن االصل إال قائال إال أن يشاء اهللفتضمن كالمه حذف أداة االستثناء واملستثىن مجيعا، والصواب أن االستثناء وحذف القول كثري، اه

مفرغ، وأن املستثىن مصدر أو حال، أي إال قوال مصحوبا بأن يشاء اهلل، أو إال متلبسا بأن يشاء اهلل، ه لذلك، وعليهما وقد علم أنه ال يكون القول مصحوبا بذلك إال مع حرف االستثناء، فطوى ذكر

فالباء حمذوفة من أن، وقال بعضهم: جيوز أن يكون )أن يشاء اهلل( كلمة تأبيد، أي ال تقولنه أبدا، كما قيل يف )وما يكون لنا أن نعود فيها إال أن يشاء اهلل ربنا(، الن عودهم يف ملتهم مما ال يشاؤه اهلل

ك إال أن يشاء اهلل أن تقوله بأن يأذن لك فيه، سبحانه. وجوز الزخمشري أن يكون املعىن وال تقولن ذلوملا قاله مبعد، وهو أن ذلك معلوم يف كل أمر وهنى، ومبطل، وهو أنه يقتضى النهى عن قول إىن

فاعل ذلك غدا مطلقا، وهبذا يرد أيضا قول من زعم أن االستثناء منقطع، وقول من زعم أن )إال أن يشاء اهلل( كناية عن التأبيد.

[643 ]

حذف الم التوطئة )وإن مل ينتهوا عما يقولون ليمسن( )وإن أطعتموهم إنكم ملشركون( )وإن مل تغفر لنا وترمحنا لنكونن من اخلاسرين( خبالف )وإال تغفر ىل وترمحين أكن من اخلاسرين(. حذف اجلار يكثر

ن عليكم أن هداكم( ويطرد مع أن وأن حنو )مينون عليك أن أسلموا( أي بأن، ومثله )بل اهلل مي)والذى أطمع أن يغفر ىل( )ونطمع أن يدخلنا ربنا( )وأن املساجد هلل( أي: والن املساجد هلل )أيعدكم أنكم إذا متم( أي بأنكم. وجاء يف غريمها حنو: )قدرناه منازل( أي قدرنا له )ويبغوهنا عوجا( أي يبغون

-أوليائه. وقد حيذف مع بقاء اجلر كقول رؤبة هلا )إمنا ذلكم الشيطان خيوف أولياءه( أي خيوفكم ب" خري عافاك اهلل " وقوهلم " بكم درهم اشرتيت " ويقال يف القسم " -وقد قيل له كيف أصبحت

اهلل الفعلن ". حذف أن الناصبة هو مطرد يف موضع معروفة، وشاذ يف غريها حنو " خذ اللص قبل ] فلم أر مثلها - 818ها " وقال به سيبوه يف قوله: يأخذك " و " مره حيفرها " و " البد من تتبع

خباسة واجد [ * وهننهت نفسي بعدما كدت أفعله وقال املربد: االصل أفعلها، مث حذفت االلف

Page 467: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ونقلت حركة اهلاء إىل ما قبلها، وهذا أوىل من قول سيبويه، النه أضمر أن يف موضع حقها أن ال ا مع ذلك بإبقاء عملها. تدخل فيه صرحيا وهو خرب كاد، واعتد هب

[641 ]

وإذا رفع الفعل بعد إضمار أن سهل االمر، ومع ذلك فال ينقاس، ومنه )قل أفغري اهلل تأمروين أعبد( )ومن آياته يريكم الربق( و " تسمع باملعيدى خري من أن تراه " وهو االشهر يف بيت طرفة: أال أيها ذا

[ وقرئ )أعبد( بالنصب كما 616ات هل أنت خملدى ؟ ] الزاجرى أحضر الوغى * وأن أشهد اللذروى " أحضر " كذلك، وانتصاب )غري( يف اآلية على القراءتني ال يكون بأعبد، الن الصلة ال تعمل فيما قبل املوصول، بل بتأمروىن، و )أن أعبد( بدل اشتمال منه، أي تأمروين بغري اهلل عبادته. حذف

م يف حنو " قل له يفعل " وجعل منه )قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الم الطلب هو مطرد عند بعضهالصالة( )وقل لعبادي يقولوا( وقيل: هو جواب لشرط حمذوف، أو جواب للطلب، واحلق أن حذفها

[ حذف 311خمتص بالشعر كقوله: حممد تفد نفسك كل نفس * ] إذا ما خفت من أمر تباال [ ] ن( )يوسف أعرض عن هذا( )أن أدوا إىل عباد اهلل( وشذ يف امسى اجلنس حرف النداء حنو )أيها الثقال

] إذا مهلت عيىن هلا قال صاحيب [: * مبثلك هذا - 811واالشارة يف حنو " أصبح ليل " وقوله: هلذى برزت لنا فهجت رسيسا * ] مث انثنيت وما - 883لوعة وغرام وحلن بعضهم املتنيب يف قوله:

ب بأن " هذى " مفعول مطلق: أي برزت هذه الربرة، ورده ابن مالك شفيت رسيسا [ وأجي

[642 ]

بأنه ال بشار إىل املصدر إال منعوتا باملصدر املشار إليه كضربته ذلك الضرب، ويرده بيت أنشده هو، يا عمرو إنك قد مللت صحابيت * وصحابتيك إخال ذاك قليل حذف مهزة - 881وهو قوله:

ر يف أول الباب االول من هذا الكتاب. حذف نون التوكيد جيوز يف حنو " الفعلن " االستفهام قد ذكفال وأىب لنأتيها مجيعا * ولو كانت هبا عرب وروم وجيب حذف اخلفيفة - 882يف الضرورة كقوله:

إذا لقيها ساكن حنو " اضرب الغالم " بفتح الباء، واالصل اضربن، وقوله: ال هتني الفقري علك أن *

Page 468: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ وإذا وقف عليها تالية ضمة أو كسرة ويعاد حينئذ ما كان حذف 255ركع يوما والدهر قد رفعه ] تالجلها، فيقال يف " اضربن يا قوم ": اضربوا، وىف " اضربن يا هند ": اضريب، قيل: وحذفها يف غري

رمبا اضرب عنك اهلموم طارقها * ضربك بالسيف قونس الفرس وقيل: - 883ذلك ضرورة كقوله: جاء يف النثر، وخرج بعضهم عليه قراءة من قرأ )أمل نشرح( بالفتح،

[643 ]

وقيل: إن بعضهم ينصب بلم وجيزم بلن، ولك أن تقول: لعل احملذوف فيهما الشديدة، فيجاب بأن تقليل احلذف واحلمل على ما ثبت حذفه أوىل. حذف نوىن التثنية واجلمع حيذفان لالضافة حنو )تبت

أىب هلب( و )إنا مرسلو الناقة( ولشبه االضافة حنو " ال غالمي لزيد " و " ال مكرمي لعمرو " إذا يدا مل تقدر الالم مقحمة، ولتقصري الصلة حنو " الضاربا زيدا، والضاربو عمرا " ولالم الساكنة قليال حنو

ما إسار ومنة، * وإما مها خطتا: إ - 884)لذائقو العذاب( فيمن قرأه بالنصب، وللضرورة حنو قوله: [ فيمن رواه برفع " إسار ومنة " وأما من خفض فباالضافة، 611دم، والقتل باحلر أجدر ] ص

] رب حى - 885وفصل بني املتضايفني بإما، فلم ينفك البيت عن ضرورة، واختلف يف قوله: قباب، وقيل للقباب، عرندس ذى طالل [ * ال يزالون ضاربني القباب فقيل: االصل: ضاربني ضاريب ال

[ وقيل: ضاربني معرب إعراب مساكني، فنصبه 2كقوله: * أشارت كليب باالكف االصابع * ] بالفتحة، ال بالياء. حذف التنوين حيذف لزوما لدخول أل حنو " الرجل " ولالضافة حنو " غالمك "

ضاف، وملانع الصرف حنو ولشبهها حنو " ال مال لزيد " إذا مل تقدر الالم مقحمة، فإن قدرت فهو م" فاطمة " وللوقف يف غري النصب، ولالتصال بالضمري حنو " ضاربك " فيمن قال إنه غري مضاف،

فأما قوله:

[644 ]

[ فضرورة، خالفا هلشام، مث هو نون 563] وما أدرى وظين كل ظىن [ * أمسلمىن إىل قوم شراحي ] [ إذ ال 564فد خائبا * ] فإن له أضعاف ما كان أمال [ ] وقاية ال تنوين كقوله: وليس املوافيىن لري

Page 469: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

جيتمع التنوين مع آل، ولكون االسم علما موصوفا مبا اتصل به وأضيف إىل علم، من ابن وابنة اتفاقا، جبارية من قيس بن ثعلبه * ] كرمية أخواهلا والعصبه [ - 886أو بنت عند قوم من العرب، فأما قوله

113لتقاء الساكنني قليال كقوله: فألفيته غري مستعتب * وال ذاكر اهلل إال قليال ] فضرورة، وحيذف ال[ وإمنا آثر ذلك على حذفه لالضافة الرادة متاثل املتعاطفني يف التنكري، وقرئ )قل هو اهلل أحد اهلل

( 1تنوين )الصمد( )وال الليل سابق النهار( برتك تنوين أحد وسابق وبنصب النهار. واختلف مل ترك اليف حنو " قبضت عشرة ليس غري " فقيل: النه مبىن كقبل وبعد، وقيل: لنية االضافة وإن الضمة إعراب وغري متعينة الهنا لسم ليس، ال حمتملة لذلك وللخربية، ويرده ان هذا الرتكيب مطرد، وال حيذف تنوين

اهلل يد ورجل من قاهلا " فإن مضاف لغري مذكور باطراد، إال إن أشبه يف اللفظ املضاف حنو " قطعاالول مضاف للمذكور، والثاىن جملاورته له مع أنه املضاف إليه يف املعىن كأنه مضاف إليه لفظا حذف

أل حتذف لالضافة املعنوية، وللنداء حنو " يا رمحن " إال من اسم اهلل تعاىل، واجلمل احملكية، قيل: ومسع " سالم عليكم " واالسم املشبه به حنو " يا اخلليفة هيبة "

إخل ". )*( -( يف نسخة " مل ترك تنوين غري يف حنو 1)

[645 ]

بغري تنوين، فقيل: على إضمار أل، وحيتمل عندي كونه على تقدير املضاف إليه، واالصل سالم اهلل ، ويرده عليكم، وقال اخلليل يف " ما حيسن بالرجل خري منك أن يفعل كذا " هو على نية أل يف خري

أنه ال جتامع من اجلارة للمفضول، وقال االخفش: الالم زائدة، وليس هذا بقياس، والرتكيب قياسي، وقال ابن مالك، خري بدل، وإبدال املشتق ضعيف، وأوىل عندي أن خيرج على قوله: ولقد أمر على

الثة: حذف [ حذف الم اجلواب وذلك ث 142اللئيم يسبىن * ] فمضيت مثت قلت ال يعنيىن [ ] الم جواب لو حنو )لو نشاء جعلناه أجاجا( وحذف الم لقد، حيسن مع طول الكالم حنو )قد أفلح

وقتيل مرة أثأرن، فإنه - 881من زكاها( وحذف الم الفعلن خيتص بالضرورة كقول عامر بن الطفيل: من حروف القسم، * فرغ، وإن أخاكم مل يثأر حذف مجلة القسم كثري جدا، وهو الزم مع غري الباء

Page 470: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وحيث قيل " الفعلن " أو " لقد فعل " أو " لئن فعل " ومل يتقدم مجلة قسم فثم مجلة قسم مقدرة، حنو )العذبنه عذابا شديدا( اآلية )ولقد صدقكم اهلل وعده( )لئن أخرجوا ال خيرجون معهم( واختلف

نه جوابا لقسم أوال ؟ حذف جواب يف حنو " لزيد قائم " وحنو " إن زيدا قائم، أو لقائم " هل جيب كو القسم جيب إذا تقدم عليه أو اكتنفه ما يغىن عن اجلواب، فاالول حنو " زيد قائم واهلل " ومنه " إن

جاءين زيد واهلل أكرمته " والثاىن حنو " زيد واهلل قائم " فإن قلت " زيد واهلل إنه قائم، أو لقائم " م عليه، واحتمل كونه جوابا ومجلة القسم وجوابه اخلرب. احتمل كون املتأخر عنه خربا عن املتقد

[646 ]

وجيوز يف غري ذلك، حنو )والنازعات غرقا( اآليات، أي لتبعثن، بدليل ما بعده، وهذا املقدر هو العامل يف )يوم ترجف( أو عامله اذكر، وقيل: اجلواب )إن يف ذلك لعربة( وهو بعيد لبعده، ومثله )ق والقرآن

د( أي لنهلكن، بدليل )كم أهلكنا( أو إنك ملنذر، بدليل )بل عجبوا أن جاءهم منذر( وقيل: اجملياجلواب مذكور، فقال االخفش )قد علمنا( وحذفت الالم للطول مثل )قد أفلح من زكاها( وقال ابن

كيسان )ما يلفظ من قول( اآلية، الكوفيون )بل عجبوا( واملعىن لقد عجبوا، بعضهم )إن يف ذلك لذكرى( ومثله ) ص والقرآن ذى الذكر( أي إنه ملعجز، أو )إنك ملن املرسلني( أو ما االمر كما

يزعمون، وقيل: مذكور، فقال الكوفيون والزجاج )إن ذلك حلق( وفيه بعد، االخفش )إن كل إال كذب هلكنا( الرسل( الفراء وثعلب ) ص( الن معناها صدق اهلل، ويرده أن اجلواب ال يتقدم، وقيل: )كم أ

وحذفت الالم للطول. حذف مجلة الشرط هو مطرد بعد الطلب حنو )فاتبعوين حيببكم اهلل( أي فإن تتبعوين حيببكم اهلل )فاتبعين أهدك( )ربنا أخرنا إىل أجل قريب جنب دعوتك ونتبع الرسل(. وجاء بدونه

هذه البلدة فإياى حنو )إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون( أي فإن مل يتأت إخال ص العبادة ىل يففاعبدون يف غريها )أم اختذوا من دونه أولياء فاهلل هو الوىل( أي إن أرادوا أولياء حبق فاهلل هو الوىل )أو تقولوا لو أنا أنزل( علينا الكتاب لكنا أهدى منهم، فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورمحة فمن أظلم

دون به من أنفسكم فقد جاءكم بينة وإن كذبتم ممن كذب بآيات اهلل( أي إن صدقتم فيما كنتم تعوهى من -فال أحد أكذب منكم فمن أظلم، وإمنا جعلت هذه اآلية من حذف مجلة الشرط فقط

Page 471: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

النه قد ذكر يف اللفظ مجلة قائمة مقام اجلواب، وذلك يسمى جوابا -حذفها وحذف مجلة اجلواب جتوزا كما سيأيت،

[641 ]

بعه ابن مالك بدر الدين )فلم تقتلوهم( أي إن افتخرمت بقتلهم فلم تقتلوهم، وجعل منه الزخمشري وتويرده أن اجلواب املنفى بلم ال تدخل عليه الفاء. وجعل منه أبو البقاء )فذلك الذى يدع اليتيم( أي إن

فطلقها - 888أردت معرفته فذلك، وهو حسن وحذف مجلة الشرط بدون االداة كثري كقوله: كف ء * وإال بعل مفرقك احلسام أي وإال تطلقها. حذف مجلة جواب الشرط وذلك فلست هلا ب

واجب إن تقدم عليه أو اكتنفه ما يدل على اجلواب: فاالول حنو " هو ظامل إن فعل " والثاىن حنو " هو إن فعل ظامل " )وإنا إن شاء اهلل ملهتدون( ومنه " واهلل إن جاءين زيد الكرمنه " وقول ابن معطى: * اللفظ إن يفد هو الكالم * إما من ذلك ففيه ضرورة، وهو حذف اجلواب مع كون الشرط مضارعا، وإما اجلواب اجلملة االمسية ومجلتا الشرط واجلواب خرب ففيه ضرورة أيضا، وهى حذف الفاء كقوله: *

حذف اجلواب [ ووهم ابن اخلباز إذ قطع هبذا الوجه، وجيوز 81من يفعل احلسنات اهلل يشكرها * ] يف غري ذلك حنو )فإن استطعت أن تبتغى نفقا يف االرض( اآلية، أي فافعل )ولو أن قرآنا سريت به اجلبال( اآلية، أي ملا آمنوا به، بدليل )وهم يكفرون بالرمحن( والنحويون يقدرون: لكان هذا القرآن،

لتكاثر )ولو افتدى به( أي ما تقبل وما قدرته أظهر )لو تعلمون علم اليقني( أي الرتدعتم وما أهلاكم امنه )ولو كنتم يف بروج مشيدة( أي الدرككم )وإذا قيل هلم اتقوا ما بني أيديكم وما خلفكم لعلكم

ترمحون( أي أعرضوا، بدليل ما بعده )أئن

[648 ]

لرأيت أمرا ذكرمت( أي تطريمت )ولو جئنا مبثله مددا( أي لنفد )ولو ترى إذ اجملرمون ناكسو رؤسهم( أي فظيعا )ولوال فضل اهلل عليكم ورمحته وأن اهلل تواب حكيم( أي هللكتم )قل أرأيتم إن كان من عند اهلل وكفرمت به( قال الزخمشري: تقديره ألستم ظاملني، بدليل )إن اهلل ال يهدى القوم الظاملني( ويرده أن مجلة

Page 472: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

حنو " إن جئتك أفما حتسن إىل " ومقدمة على االستفهام ال تكون جوابا إال بالفاء مؤخرة عن اهلمزة التحقيق أن من حذف اجلواب مثل )من كان يرجو لقاء اهلل -غريها حنو " فهل حتسن إىل ". تنبيه

فإن أجل اهلل آلت( الن اجلواب مسبب عن الشرط، وأجل اهلل آت سواء أوجد الرجاء أم مل يوجد، ت، ومثله )وإن جتهر بالقول( أي فاعلم أنه غىن عن وإمنا االصل فليبادر بالعمل فإن أجل اهلل آل

جهرك )فإنه يعلم السر( )وإن يكذبوك( أي فتصرب )فقد كذبت رسل من قبلك( )إن ميسسكم قرح( أي فاصربوا )فقد مس القوم قرح مثله( )ومن يتبع خطوات الشيطان( أي يفعل الفواحش واملنكرات

اهلل ورسوله والذين آمنوا( أي يغلب )فإن حزب اهلل هم )فإنه يأمر بالفحشاء واملنكر( )ومن يتول الغالبون( )وإن عزموا الطالق( أي فال تؤذوهم بقول وال فعل، فإن اهلل يسمع ذلك ويعلمه )فإن تولوا(

أي فال لوم على )فقد أبلغتكم(. حذف الكالم جبملته. يقع ذلك باطراد يف مواضع: أحدها: بعد ؟ فتقول: نعم، وأمل يقم زيد ؟ فتقول: نعم، إن صدقت النفى، وبلى، حرف اجلواب، يقال: أقام زيد

قالوا: أخفت ؟ فقلت: إن، وخيفىت * ما إن تزال منوطة برجائي - 881إن أبطلته، ومن ذلك قوله:

[641 ]

[ فال يلزم 41فإن إن هنا مبعىن نعم، وأما قوله: ويقلن: شيب قد عال * ك وقد كربت فقلت: إنه ] من ذلك، خالفا الكثرهم، جلواز أن ال تكون اهلاء للسكت، بل امسا الن على أهنا املؤكدة واخلرب كونه

حمذوف، أي إنه كذلك. الثاين: بعد نعم وبئس إذا حذف املخصو ص، وقيل: إن الكالم مجلتان حنو إذا قيل: إنه )إنا وجدناه صابرا نعم العبد(. والثالث: بعد حروف النداء يف مثل )ياليت قومي يعلمون(

قالت بنات العم يا سلمى - 813على حذف املنادى: أي يا هؤالء. الرابع: بعد إن الشرطية كقوله: وإن * كان فقريا معدما ؟ قالت: وإن أي: وإن كان كذلك رضيته. اخلامس: يف قوهلم " افعل هذا إما

ذكر، أنشد أبو احلسن: ال " أي إن كنت ال تفعل غريه فافعله. حذف أكثر من مجلة يف غري ما إن يكن طبك الدالل فلو يف * سالف الدهر والسنني اخلواىل أي إن كان عادتك الدالل فلو - 811

كان هذا فيما مضى الحتملناه منك، وقالوا يف قوله تعاىل )فقلنا اضربوه ببعضها، كذلك حيىي اهلل قوله تعاىل: )أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون( املوتى(: إن التقدير فضربوه فحىي فقلنا: كذلك حيىي اهلل، وىف

Page 473: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اآلية: إن التقدير: فأرسلون إىل يوسف الستعربه الرؤيا فأرسلوه فأتاه وقال له يا يوسف، وىف قوله تعاىل )فقلنا اذهبا إىل القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم( إن التقدير فأتياهم فأبلغاهم الرسالة فكذبومها

احلذف الذى يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة، وذلك -فدمرناهم. تنبيه

[653 ]

بأن جيد خربا بدون مبتدأ أو بالعكس، أو شرطا بدون جزاء أو بالعكس، أو معطوفا بدون معطوف عليه، أو معموال بدون عامل، حنو )ليقولن اهلل( وحنو )قالوا خريا( وحنو " خري عافاك اهلل " وأما قوهلم

حنو )سرابيل تقيكم احلر( إن التقدير: والربد، وحنو )وتلك نعمة متنها على أن عبدت بىن إسرائيل( يفإن التقدير ومل تعبدىن، ففضول يف فن النحو، وإمنا ذلك للمفسر، وكذا قوهلم، حيذف الفاعل لعظمته

ه تطفل منهم على وحقارة املفعول أو بالعكس أو للجهل به أو للخوف عليه أو منه أو حنو ذلك، فإنوهل أنا إال - 812صناعة البيان، ومل أذكر بعض ذلك يف كتايب جريا على عادهتم، وأنشد متمثال:

من غزية: إن غوت * غويت، وإن ترشد غزية أرشد بل الىن وضعت الكتاب الفادة متعاطى التفسري اطف ومعطوف، أي والناقة، والعربية مجيعا، وأما قوهلم يف " راكب الناقة طليحان " إنه على حذف ع

فالزم هلم، ليطابق اخلرب املخرب عنه، وقيل: هو على حذف مضاف، أي أحد طليحني، وهذا ال يتأىن يف حنو " غالم زيد ضربتهما ". الباب السادس من الكتاب يف التحذير من أمور اشتهرت بني املعربني،

رون موضعا. أحدها: قوهلم يف لو " إهنا والصواب خالفها. وهى كثرية، والذى حيضرين اآلن منها عشحرف امتناع المتناع " وقد بينا الصواب يف ذلك يف فصل لو، وبسطنا القول فيه مبا مل نسبق إليه.

والثاىن: قوهلم يف إذا غري الفجائية " إهنا ظرف ملا يستقبل من الزمان وفيها معىن الشرط غالبا " وذلك نه يف كل موضع، وإمنا ذلك تفسري لالداة من حيث معيب من جهات: إحداها: أهنم يذكرو

[651 ]

هي، وعلى املعرب أن يبني يف كل موضع: هل هي متضمنة ملعىن الشرط أم ال ؟ وأحسن مما قالوه أن يقال، إذا أريد تفسريها من حيث هي: ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب جبوابه صاحل لغري ذلك.

Page 474: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قى للمتدربني يطلب فيها االجيار لتخف على االلسنة: إذ احلاجة داعية إىل والثانية: أن العبارة الىت تلتكرارها، وكان أخصر من قوهلم ملا يستقبل من الزمان أن يقولوا: مستقبل. والثالثة: أن املراد أهنا ظرف

موضوع للمستقبل، والعبارة مومهة أهنا حمل للمستقبل، كما تقول: اليوم ظرف للسفر، فإن الزمان قدجيعل ظرفا للزمان جمازا كما تقول: كتبته يف يوم اخلميس يف عام كذا، فإن الثاين حال من االول، فهو

ظرف له على االتساع، وال يكون بدال منه، إذ ال يبدل االكثر من االقل على االصح، ولو قالوا " البا " راجع إىل قوهلم " ظرف مستقبل " لسلموا من االسهاب وااليهام املذكورين والرابعة: أن قوهلم " غ

فيه معىن الشرط " كذا يفسرونه، وذلك يقتضى أن كونه ظرفا وكونه للزمان وكونه للمستقبل ال يتخلفن، وقد بينا يف حبث إذا أن االمر خبالف ذلك. الثالث: قوهلم " النعت يتبع املنعوت يف أربعة

يتبع يف اثنني من مخسة: واحد من أوجه من عشرة " وإمنا ذلك يف النعت احلقيقي، فأما السبيب فإمنااالعراب، وواحد من التعريف والتنكري، وأما االفراد والتذكري وأضدادمها فهو فيها كالفعل تقول: مررت

برجلني قائم أبوامها، وبرجال قائم آباؤهم، وبرجل قائمة أمه وبامرأة قائم أبوها، وإمنا يقول: قائمني يقول أكلوين الرباغيث، وىف التنزيل )ربنا أخرجنا من هذه القرية الظامل أبوامها، وقائمني آباؤهم، من

أهلها( غري أن الصفة الرافعة للجمع جيوز فيها يف الفصيح أن تفرد، وأن تكسر، وهو أرجح على االصح كقوله:

[652 ]

ن هذا بكرت عليه بكرة فوجدته * قعودا عليه بالصرمي عواذله وصح االستشهاد بالبيت ال - 813احلكم ثابت أيضا للخرب واحلال. والرابع: قوهلم يف حنو )فكال منها رغدا( " إن رغدا نعت مصدر

حمذوف " ومثله )واذكر ربك كثريا( وقول ابن دريد: واشتعل املبيض يف مسوده * مثل اشتعال النار يف ر. قيل: ومذهب سيبويه [ أي أكال رغدا، وذكرا كثريا، واشتعاال مثل اشتعال النا 611جزل الغضا ]

واحملققني خالف ذلك، وأن املنصوب حال من ضمري مصدر الفعل، واالصل فكاله، واشتعله، أي فكال االكل واشتعل االشتعال ودليل ذلك قوهلم " سري عليه طويال " وال يقولون طويل، ولو كان نعتا

، تقول " رأيت كاتبا " وال للمصدر جلاز، وبدليل أنه ال حيذف املوصوف إال والصفة خاصة جبنسه

Page 475: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

تقول: رأيت طويال، الن الكتابة خاصة جبنس االنسان دون الطول وعندي فيما احتجوا به نظر، أما االول فلجواز أن املانع من الرفع كراهية اجتماع جمازين: حذف املوصوف، وتصيري الصفة مفعوال على

منعوا " دخلت االمر " الن تعلق الدخول السعة، وهلذا يقولون " دخلت الدار " حبذف يف توسعا، و باملعاين جماز، وإسقاط اخلافض جماز، وتوضيحه أهنم يفعلون ذلك يف صفة االحيان، فيقولون: سري عليه زمن طويل، فإذا حذفوا الزمان قالوا: طويال، بالنصب ملا ذكرنا، وأما الثاين فالن التحقيق أن

ل، ال على االختصا ص، بدليل )وألنا له احلديد أن حذف املوصوف إمنا يتوقف على وجدان الدلياعمل سابغات( أي دروعا سابغات، ومما يقدح يف قوهلم جمئ حنو قوهلم " اشتمل الصماء " أي

الشملة الصماء، واحلالية متعذرة لتعريفه. واخلامس: قوهلم " الفاء جواب الشرط " والصواب أن يقال: ط اجلملة. رابطة جلواب الشرط، وإمنا جواب الشر

[653 ]

والسادس: قوهلم " العطف على عاملني " والصواب على معمويل عاملني. والسابع: قوهلم " بل حرف إضراب " والصواب حرف استدراك وإضراب، فإهنا بعد النفى والنهى مبنزلة لكن سواء. والثامن: قوهلم

صحيح أنه جواب لشرط مقدر، وقد يف حنو " ائتىن أكرمك ": إن الفعل جمزوم يف جواب االمر، واليكون إمنا أرادوا تقريب املسافة على املتعلمني. والتاسع: قوهلم يف املضارع يف مثل " يقوم زيد ": فعل

مضارع مرفوع خللوه من ناصب وجازم، والصواب أن يقال: مرفوع حللوله حمل االسم، وهو قول ، وإال فما باهلم يبحثون على تصحيح قول البصريني، وكأن حاملهم على ما فعلوا إرادة التقريب

البصريني يف ذلك، مث إذا أعربوا أو عربوا قالوا خالف ذلك ؟. والعاشر: قوهلم " امتنع حنو سكران من الصرف للصفة والزيادة، وحنو عثمان للعلمية والزيادة " وإمنا هذا قول الكوفيني، فأما البصريون

اللفى التأنيث، وهلذا قال اجلرجاين: وينبغى أن تعدموا مع الصرف فمذهبهم أن املانع الزيادة املشبهة مثانية ال تسعة، وإمنا شرطت العلمية أو الصفة الن الشبه ال يتقوم إال بأحدمها، ويلزم الكوفيني أن

فإن أجابوا بأن املعترب هو زيادتان بأعياهنما، سألناهم عن علة -علما -مينعوا صرف حنو عفريت ال جيدون مصرفا عن التعليل مبشاهبة ألفى التأنيث، فريجعون إىل ما اعتربه البصريون. االختصا ص، ف

Page 476: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

واحلادي عشر: قوهلم يف حنو قوله تعاىل )فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثىن وثالث ورباع( " إن أما اآلية الواو نائبة عن أو " وال يعرف ذلك يف اللغة، وإمنا يقوله بعض ضعفاء املعربني واملفسرين، و

فقال أبو طاهر محزة بن احلسني االصفهاىن يف كتابه املسمى " الرسالة املعربة عن شرف االعراب " القول فيها

[654 ]

بأن الواو مبعىن أو عجز عن درك احلق، فاعلموا أن االعداد الىت جتمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم يام يف احلج وسبعة إذا رجعتم، تلك عشرة كاملة( بعضه إىل بعض وهو االعداد االصول، حنو )ثالثة أ

ثالثني ليلة وأمتمناها بعشر فتم ميقات ربه أربعني ليلة( وقسم يؤتى به ال ليضم بعضه إىل بعض، وإمنا يراد به االنفراد، ال االجتماع، وهو االعداد املعدولة كهذه اآلية وآية سورة فاطر، وقال: أي منهم

ومجاعة ذوو ثالثة ثالثة ومجاعة ذوو أربعة أربعة، فكل جنس مفرد بعدد، مجاعة ذوو جناحني جناحنيولكنما أهلى بواد أنيسه * ذئاب تبغى الناس مثىن وموحدا ومل يقولوا ثالث - 814وقال الشاعر:

ومخاس ويريدون مثانية كما قال تعاىل )ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا رجعتم( وللجهل مبواقع هذه عملها املتنيب يف غري موضع التقسيم، فقال: أحاد أم سداس يف أحاد * لييلتنا املنوطة االلفاظ است[ وقال الزخمشري: فإن قلت الذى أطلق للناكح يف اجلمع أن جيمع بني اثنني أو ثالث 63بالتنادي ]

ب كل أو أربع، فما معىن التكرير يف مثىن وثالث ورباع ؟ قلت: اخلطاب للجميع، فوجب التكرير ليصيناكح يريد اجلمع ما أراده من العدد الذى أطلق له، كما تقول للجماعة: اقتسموا هذا املال درمهني

درمهني وثالثة ثالثة وأربعة أربعة، ولو أفردت مل يكن له معىن. فإن قلت: مل جاء العطف بالواو دون ال يسوغ هلم أن يقتسموه أو ؟ قلت: كما جاء هبا يف املثال املذكور، ولو جئت فيه بأوال علمت أنه

إال على أحد أنواع هذه القسمة، وليس هلم أن جيمعوا بينها فيجعلوا بعض القسمة على تثنية وبعضها على تثليث وبعضها على تربيع، وذهب معىن جتويز اجلمع بني أنواع القسمة الذى دلت عليه الواو،

وحتريره أن الواو دلت على إطالق أن يأخذ الناكحون

Page 477: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[655 ] من أرادوا نكاحها من النساء على طريق اجلمع، إن شاؤوا خمتلفني يف تلك االعداد وإن شاؤا متفقني فيها، حمظورا عليهم ما وراء ذلك. وأبلغ من هذه املقالة يف الفساد قول من أثبت واو الثمانية، وجعل

، واختلف فيها هنا فقيل: منها )سبعة وثامنهم كلبهم( وقد مضى يف باب الواو أن ذلك ال حقيقة لهعاطفة خرب هو مجلة على خرب مفرد، واالصل هم سبعة وثامنهم كلبهم، وقيل: لالستئناف، والوقف على سبعة، وإن يف الكالم تقريرا لكوهنم سبعة، وكأنه ملا قيل سبعة قيل: نعم وثامنهم كلبهم، واتصل

ن )وكذلك يفعلون( ليس من كالمها، ويؤيده أنه الكالمان، ونظريه )إن امللوك إذا دخلوا قرية( اآلية، فإقد جاء يف املقالتني االوليني )رمجا بالغيب( ومل جيئ مثله يف هذه املقالة، فدل على خمالفتها هلما فتكون

صدقا، وال يرد ذلك بقوله تعاىل )ما يعلمهم إال قليل( النه ميكن أن يكون املراد ما يعلم عدهتم أو عليك إال قليل من أهل الكتاب الذين عرفوه من الكتب، وكالم الزخمشري قصتهم قبل أن نتلوها

يقتضى أن القليل هم الذين قالوا سبعة، فيندفع االشكال أيضا، ولكنه خالف الظاهر، وقيل: هي واو احلال، أو الواو الداخلة على اجلملة املوصوف هبا لتأكيد لصوق االسم بالصفة كمررت برجل ومعه

او االوىل فال حقيقة هلا، وأما واو احلال فأين عامل احلال إن قدرت هم ثالثة أو هؤالء سيف، فأما الو ثالثة، فإن قيل على التقدير الثاين: هو من باب )وهذا بعلى شيخا( قلنا: العامل املعنوي ال حيذف.

ء يف حماوراهتم، الثاين عشر: قوهلم " املؤنث اجملازى جيوز معه التذكري والتأنيث " وهذا يتداوله الفقهاوالصواب تقييده باملسند إىل املؤنث اجملازى، وبكون املسند فعال أو شبهه، وبكون املؤنث ظاهرا، وذلك حنو " طلع الشمس، ويطلع الشمس، وأطالع الشمس " وال جيوز: هذا الشمس، وال هو

الشمس، وال الشمس

[656 ]

] - 815ع " خالفا البن كيسان، واحتج بقوله: هذا، أو هو، وال جيوز يف غري ضرورة " الشمس طل[ قال: وليس بضرورة لتمكنه من أن 613فال مزنة ودقت ودقها [ * وال أرض أبقل إبقاهلا ] ص

يكون " أبقلت ابقاهلا " بالنقل، ورد بأنا ال نسلم أن هذا الشاعر ممن لغته ختفيف اهلمزة بنقل أو غريه.

Page 478: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

روف اجلر عن بعض " وهذا أيضا مما يتداولونه ويستدلون به، الثالث عشر: قوهلم " ينوب بعض حوتصحيحه بإدخال قد على قوهلم ينوب، وحينئذ فيتعذر استدالهلم به، إذ كل موضع ادعوا فيه ذلك

يقال هلم فيه: ال نسلم أن هذا مما وقعت فيه النيابة، ولو صح قوهلم جلاز أن يقال: مررت يف زيد، القلم، على أن البصريني ومن تابعهم يرون يف االماكن الىت ادعيت ودخلت من عمرو، وكتبت إىل

فيها النيابة أن احلرف باق على معناه، وأن العامل ضمن معىن عامل يتعدى بذلك احلرف، الن التجوز يف الفعل أسهل منه يف احلرف. الرابع عشر: قوهلم " إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غري

عرفة أو أعيدت املعرفة معرفة أو نكرة كان الثاين عني االول " ومحلوا على ذلك االوىل، وإذا أعيدت مما ورى " لن يغلب عسر يسرين " قال الزجاج: ذكر العسر مع االلف والالم مث ثىن ذكره، فصار املعىن

. ويشهد للصورتني االوليني أنك تقول: اشرتيت فرسا مث بعت فرسا، فيكون إن مع اليسر يسرين، اه - 816لثاين غري االول، ولو قلت. مث بعت الفرس، لكان الثاين عني االول، وللرابع قول احلماسي: ا

صفحنا عن بىن ذهل * وقلنا: القوم إخوان عسى االيام أن يرجعن قوما كالذى كانوا ويشكل على ذلك أمور ثالثة.

[651 ]

كرار للجملة االوىل كما تقول " إن لزيد دارا أحدها: أن الظاهر يف آية )أمل نشرح( أن اجلملة الثانية تإن لزيد دارا " وعلى هذا فالثانية عني االوىل والثاىن: أن ابن مسعود قال: لو كان العسر يف جحر لطلبه اليسر حىت يدخل عليه، إنه لن يغلب عسر يسرين، مع أن اآلية يف قراءته وىف مصحفه مرة

، وعلى أنه مل يستفد تكرر اليسر من تكرره، بل هو من غري واحدة، فدل على ما ادعيناه من التأكيدذلك كأن يكون فهمه مما يف التنكري من التفخيم فتأوله بيسر الدارين والثالث: أن يف التنزيل آيات ترد

هذه االحكام االربعة، فيشكل على االول قوله تعاىل )اهلل الذى خلقكم من ضعف( اآلية، )وهو ىف االرض إله( واهلل إله واحد سبحانه وتعاىل، وعلى الثاين قوله تعاىل )فال الذى يف السماء إله، و

جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خري( فالصلح االول خا ص، وهو الصلح بني الزوجني، والثاىن عام، وهلذا يستدل هبا على استحباب كل صلح جائز، ومثله )زدناهم عذابا فوق العذاب(

Page 479: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ن فوق نفسه، وعلى الثالث قوله تعاىل )قل اللهم مالك امللك تؤتى امللك من تشاء والشئ ال يكو وتنزع امللك ممن تشاء( فإن امللك االول عام، والثاىن خا ص )هل جزاء االحسان إال االحسان( فإن

ملقتولة، االول العمل والثاىن الثواب )وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس( فإن االوىل القاتلة والثانية ا 811وكذلك بقية اآلية. وعلى الرابع )يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء( وقوله:

( فإن الثاين لو ساوى االول يف 1] بالد هبا كنا وكنا من أهلها [ * إذ الناس ناس والزمان زمان ) - مفهومه مل يكن يف االخبار به عنه فائدة، وإمنا هذا من باب قوله:

( احملفوظ: * إذ الناس ناس والبالد بالد * ورأيته بالقافية الىت رواها املؤلف يف رسالة للبديع اهلمذاىن 1)

وذكر البديع أنه لرجل من عاد، وفيه " وكنا حنبها ". )*( 211/ 4أثرها صاحب اليتيمة

[658 ]

ته. فإذا ادعى أن القاعدة [ أي وشعرى مل يتغري عن حال 536* أنا أبو النجم وشعرى شعرى * ] فيهن إمنا هي مستمرة مع عدم القرينة، فأما إن وجدت قرينة فالتعويل عليها، سهل االمر. وىف

الكشاف " فإن قلت: ما معىن لن يغلب عسر يسرين ؟ قلت: هذا محل على الظاهر، وبناء على قوة القول فيه أن اجلملة الثانية حيتمل أن الرجاء، وأن وعد اهلل ال حيمل إال على أبلغ ما حيتمله اللفظ، و

( وكتكرير املفرد يف حنو 1تكون تكريرا لالوىل كتكرير )ويل يومئذ للمكذبني( لتقرير معناها يف النفوس )جاء زيد زيد، وأن تكون االوىل عدة بأن العسر مردوف باليسر ال حمالة، والثانية عدة مستأنفة بأن

ما يسران على تقدير االستئناف وإمنا كان العسر واحد الن الالم إن العسر متبوع باليسر ال حمالة، فهكانت فيه للعهد يف العسر الذى كانوا فيه فهو هو، الن حكمه حكم زيد يف قولك " إن مع زيد ماال

إن مع زيد ماال " وإن كانت للجنس الذى يعلمه كل أحد فهو هو أيضا، وأما اليسر فمنكر متناول كان الكالم الثاين مستأنفا فقد تناول بعضا آخر، ويكون االول ما تيسر هلم من لبعض اجلنس، فإذا

الفتوح يف زمنه عليه الصالة والسالم، والثاىن ما تيسر يف أيام اخللفاء، وحيتمل أن املراد هبما يسر الدنيا وقال ويسر اآلخرة مثل )هل تربصون بنا إال إحدى احلسنيني( ومها الظفر والثواب " اه ملخصا.

Page 480: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

بعضهم: احلق أن يف تعريف االول ما يوجب االحتاد، وىف التنكري يقع االحتمال، والقرينة تعني، وبياهنا هنا أنه عليه الصالة والسالم كان هو وأصحابه يف عسر الدنيا، فوسع اهلل عليهم بالفتوح والغنائم، مث

ر: إن مع العسر يف الدنيا يسرا يف وعد عليه الصالة والسالم بأن اآلخرة خري له من االوىل، فالتقدي الدنيا وإن مع

( يف نسخة " يف النفس ". )*( 1)

[651 ]

العسر يف الدنيا يسرا يف اآلخرة، للقطع بأنه ال عسر عليه يف اآلخرة، فتحققنا احتاد العسر، وتيقنا أن لعامل يف احلال هو العامل له يسرا يف الدنيا ويسرا يف اآلخرة. اخلامس عشر: قوهلم " جيب أن يكون ا

يف صاحبها " وهذا مشهور يف كتبهم وعلى ألسنتهم، وليس بالزم عند سيبويه، ويشهد لذلك أمور: أحدها: قولك " أعجبين وجه زيد متبسما، وصوته قارئا " فإن صاحب احلال معمول للمضاف أو

[ 125] يلوح كأنه خلل [ ] جلار مقدر، واحلال منصوبة بالفعل. والثاىن قوله: ملية موحشا طلل *فإن صاحب احلال عند سيبويه النكرة، وهو عنده مرفوع باالبتداء، وليس فاعال كما يقول االخفش

والكوفيون، والناصب للحال االستقرار الذى تعلق به الظرف. والثالث: )وإن هذه أمتكم أمة واحدة( ف التنبيه أو اسم االشارة، ومثله )وإن فإن )أمة( حال من معمول إن وهو )أمتكم( وناصب احلال حر

هذا صراطي مستقيما( وقال: ها بينا ذا صريح النصح فاصغ له * ] وطع فطاعة مهد نصحه رشد [ ] [ العامل حرف التنبيه، ولك أن تقول: ال نسلم أن صاحب احلال طلل، بل ضمريه املسترت يف 831

ب ابن خروف بأن الظرف إمنا يتحمل الضمري إذا الظرف، الن احلال حينئذ حال من املعرفة، وأما جواتأخر عن املبتدأ فمخالف الطالقهم ولقول أىب الفتح يف: ] أال يا خنلة من ذات عرق [ * عليك ورمحة

[ 511اهلل السالم ]

[663 ]

Page 481: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إن االوىل محله على العطف على ضمري الظرف، ال على تقدمي املعطوف على املعطوف عليه، وقد عليه بأنه ختلص عن ضرورة بأخرى، وهى العطف مع عدم الفصل، ومل يعرتض بعدم الضمري، اعرتض

" مررت برجل سواء والعدم " حىت قيل: إنه قياس، وجوابه أن عدم الفصل أسهل، لوروده يف النثر كوأما جواب ابن مالك بأن احلمل على طلل أوىل النه ظاهر، فإمنا يصح لو ساوى الظاهر الضمري يف التعريف، وأما البواقى فاحتاد العامل فيها موجود تقديرا، إذ املعىن أشري إىل أمتكم وإىل صراطي، وتنبه

لصريح النصح بينا، وأما مسألتا املضاف إليه فصالحية املضاف فيهما للسقوط جعل املضاف إليه را. السادس عشر: قوهلم كأنه معمول الفعل، وعلى هذا فالشرط يف املسألة احتاد العامل حتقيقا أو تقدي

" يغلب املؤنث على املذكر يف مسألتني: إحدامها ضبعان يف تثنية ضبع للمؤنث، وضبعان للمذكر، إذ مل يقولوا ضبعانان، والثانية: التأريخ، فإهنم أرخوا باللياىل دون االيام " ذكر ذلك اجلرجاين ومجاعة، وهو

ى حكم أحدمها على اآلخر، وال جيتمع الليل سهو، فإن حقيقة التغليب: أن جيتمع شيئان فيجر والنهار، وال هنا تعبري عن شيئني بلفظ أحدمها على اآلخر، وإمنا أرخت العرب باللياىل لسبقها، إذ كانت أشهرهم قمرية، والقمر إمنا يطلع ليال، وإمنا املسألة الصحيحة قولك: كتبته لثالث بني يوم

يز مبذكر ومؤنث، وكالمها مما ال يعقل، وفصال من العدد بكلمة وليلة، وضابطها: أن يكون معنا عدد ممفطافت ثالثا بني يوم وليلة * السابع عشر: قوهلم يف حنو )خلق اهلل السموات( -* 818بني، قال:

إن السموات مفعول به، والصواب أنه مفعول مطلق: الن املفعول املطلق ما يقع عليه اسم املفعول بال قيد، حنو

[661 ]

قولك " ضربت ضربا " واملفعول به ما ال يقع عليه ذلك إال مقيدا بقولك به كضربت زيدا، وأنت لو قلت السموات مفعول كما تقول الضرب مفعول كان صحيحا، ولو قلت السموات مفعول به كما

ام، تقول زيد مفعول به مل يصح. وقد يعارض هذا بأن يصاغ لنحو السموات يف املثال اسم مفعول تفيقال: فالسموات خملوقة، وذلك خمتص باملفعول به. إيضاح آخر: املفعول به ما كان موجودا قبل الفعل الذى عمل فيه، مث أوقع الفاعل به فعال، واملفعول املطلق ما كان الفعل العامل فيه هو فعل

Page 482: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أفعال العباد، وهم إمنا إجياده، والذى غر أكثر النحويني يف هذه املسألة أهنم ميثلون املفعول املطلق ب(، فتومهوا أن املفعول املطلق ال يكون إال حدثا، ولو 1جيرى على أيديهم إنشاء االفعال ال الذوات )

( 2مثلوا بأفعال اهلل تعاىل لظهر هلم أنه ال خيتص بذلك، الن اهلل تعاىل موجد لالفعال والذوات )، وممن قال هبذا الذى ذكرته اجلرجاين وابن مجيعا، ال موجد هلما يف احلقيقة سواه سبحانه وتعاىل

احلاجب يف أماليه. وكذا البحث يف " أنشأت كتابا " و " عمل فالن خريا " و )آمنوا وعملوا الصاحلات(. وزعم ابن احلاجب يف شرح املفصل وغريه أن املفعول املطلق يكون مجلة، وجعل من ذلك

م أيضا يف " أنبأت زيدا عمرا فاضال " أن االول حنو " قال زيد عمرو منطلق " وقد مضى رده، وزعمفعول به، والثاىن والثالث مفعول مطلق، الهنما نفس النبأ، قال: خبالف الثاين والثالث يف " أعلمت زيدا عمرا فاضال " فإهنما متعلقا العلم، ال نفسه، وهذا خطأ، بل مها أيضا منبأ هبما، ال نفس النبأ،

أحد، وال يقتضيه النظر الصحيح. الثامن عشر: قوهلم يف كاد: إثباهتا نفى، وهذا الذى قاله مل يقله ونفيها إثبات، فإذا قيل " كاد

( يف نسخة " للذوات واالفعال مجيعا ". )*( 2( يف نسخة " ال الذات ". )1)

[662 ]

الول )وإن كادوا يفعل " فمعناه أنه مل يفعل، وإذا قيل " مل يكد يفعل " فمعناه أنه فعله، دليل اكادت النفس أن تفيض عليه * ] إذ غدا حشو - 811ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك( وقوله:

ريطة وبرود [ ودليل الثاين )وما كادوا يفعلون( وقد اشتهر ذلك بينهم حىت جعله املعرى لغزا فقال: صورة اجلحد أثبتت * أحنوى هذا العصر ما هي لفظة * جرت يف لساين جرهم ومثود إذا استعملت يف

وإن أثبتت قامت مقام جحود والصواب أن حكمها حكم سائر االفعال يف أن نفيها نفى وإثباهتا إثبات، وبيانه: أن معناها املقاربة، وال شك أن معىن " كاد يفعل " قارب الفعل، وأن معىن " ما كاد

ة فواضح، النه إذا انتفت مقاربة الفعل يفعل " ما قارب الفعل، فخربها منفى دائما، أما إذا كانت منفيانتفى عقال حصول ذلك الفعل، ودليله )إذا أخرج يده مل يكد يراها( وهلذا كان أبلغ من أن يقال " مل

Page 483: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

يرها " الن من مل يرقد يقارب الرؤية، وأما إذا كانت املقاربة مثبتة فالن االخبار بقرب الشئ يقتضى ر حينئذ حبصوله، ال مبقاربة حصوله، إذ ال حيسن يف العرف أن عرفا عدم حصوله، وإال لكان االخبا

يقال ملن صلى: قارب الصالة، وإن كان ما صلى حىت قارب الصالة، وال فرق فيما ذكرنا بني كاد ويكاد، فإن أورد على ذلك )وما كادوا يفعلون( مع أهنم قد فعلوا، إذ املراد بالفعل الذبح، وقد قال

واب أنه إخبار عن حاهلم يف أول االمر، فإهنم كانوا أوال بعداء من ذحبها، بدليل تعاىل )فذحبوها( فاجل ما يتلى علينا

[663 ]

من تعنتهم وتكرر سؤاهلم، وملا كثر استعمال مثل هذا فيمن انتفت عنه مقاربة الفعل أوال مث فعله بعد عل بعينه، وليس كذلك، وإمنا ذلك توهم من توهم أن هذا الفعل بعينه هو الدال على حصول ذلك الف

فهم حصول الفعل من دليل آخر كما فهم يف اآلية من قوله تعاىل: )فذحبوها(. التاسع عشر: قوهلم يف السني وسوف: حرف تنفيس، واالحسن حرف استقبال، النه أوضح، ومعىن التنفيس التوسيع، فإن

زمن الواسع وهو االستقبال. وههنا إىل ال -وهو احلال -هذا احلرف ينقل الفعل عن الزمن الضيق أحدمها: أن الزخمشري قال يف )أولئك سريمحهم اهلل(: إن السني مفيدة وجود الرمحة ال حمالة، -تنبيهان

فهى مؤكدة للوعد، واعرتضه بعض الفضالء بأن وجود الرمحة مستفاد من الفعل، ال من السني، وبأن ار للسني به، وأجيب بأن السني موضوعة للداللة على الوقوع الوجوب املشار إليه بقوله ال حمالة ال إشع

( املقام ليس مقام تأخر لكونه بشارة متحضت الفادة الوقوع، وبتحقق الوقوع 1مع التأخر، فإن كان )يصل إىل درجة الوجوب. الثاين: قال بعضهم يف )ستجدون آخرين(: السني لالستمرار، ال لالستقبال

هنا نزلت بعد قوهلم: )ما والهم عن قبلتهم( اآلية، ولكن دخلت السني مثل )سيقول السفهاء( فإ. واحلق أهنا لالستقبال، وأن )يقول( مبعىن يستمر على القول، وذلك مستقبل، إشعارا باالستمرار، اه

فهذا يف املضارع نظريا )يا أيها الذين آمنوا آمنوا( يف االمر، هذا إن سلم أن قوهلم سابق على النزول، و خالف املفهوم من كالم الزخمشري، فإنه سأل: ما احلكمة يف االعالم بذلك قبل وقوعه ؟. وه

Page 484: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إخل ". )*( -( يف نسخة " فإذا كان 1)

[664 ]

متام العشرين: قوهلم يف حنو " جلست أمام زيد ": إن زيدا خمفوض بالظرف، والصواب أن يقال: ينبغى للمعرب -صوصية كون املضاف ظرفا. خامتة خمفوض باالضافة، فإنه ال مدخل يف اخلفض خل

أن يتخري من العبارات أوجزها وأمجعها للمعىن املراد، فيقول يف حنو ضرب: فعل ماض مل يسم فاعله، وال يقول: مبىن ملا مل يسم فاعله، لطول ذلك وخفائه، وأن يقول يف املرفوع به: نائب عن الفاعل، وال

( من حنو " أعطى زيد 1، لذلك ولصدق هذه العبارة على املنصوب )يقول مفعول ما مل يسم فاعلهدينارا " أال ترى أنه مفعول العطى، وأعطى مل يسم فاعله ؟ وأما النائب عن الفاعل فال يصدق إال على املرفوع، وأن يقول يف قد: حرف لتقليل زمن املاضي وحدث اآلىن ولتحقيق حدثهما، وىف أما:

د، وىف مل: حرف جزم لنفى املضارع وقلبه ماضيا، ويزيد يف ملا اجلازمة حرف شرط وتفصيل وتوكيمتصال نفيه متوقعا ثبوته، وىف الواو: حرف عطف جملرد اجلمع، أو ملطلق اجلمع، وال يقول: للجمع املطلق، وىف حىت: حرف عطف للجمع والغاية، وىف مث: حرف عطف للرتتيب واملهلة، وىف الفاء:

التعقيب، وإذا اختصرت فيهن فقل: عاطف ومعطوف، وناصب ومنصوب، حرف عطف للرتتيب و وجازم وجمزوم، كما تقول: جار وجمرور. الباب السابع من الكتاب يف كيفية االعراب واملخاطب:

مبعظم هذا الباب املبتدئون اعلم أن اللفظ املعرب عنه إن كان حرفا واحدا عرب عنه بامسه اخلا ص به أو املشرتك

إخل ". )*( -نسخة " ولصدق هذه العبارة باملنصوب ( يف1)

[665 ]

فيقال يف املتصل بالفعل من حنو " ضربت ": التاء فاعل، أو الضمري فاعل، وال يقال ت فاعل، كما بلغين عن بعض املعلمني، إذ ال يكون اسم ] ظاهر [ هكذا فأما الكاف االمسية فإهنا مالزمة لالضافة،

Page 485: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ضاف إليه، وهلذا إذا تكلمت على إعراهبا جئت بامسها فقلت يف ] حنو [ قوله: فاعتمدت على امل* وما هداك إىل أرض كعاملها * الكاف فاعل، وال تقول ك فاعل، لزوال ما تعتمد عليه، - 133

وجيوز يف حنو " م اهلل " و " ق نفسك و " ش الثوب " و " ل هذا االمر " أن تنطق بلفظها فتقول: م لك على القول بأهنا بعض أمين، وتقول: ق فعل أمر، الن احلذف فيهن عارض، فاعترب فيهن مبتدأ، وذ

االصل، وتقول: الباء حرف جر، والواو حرف عطف، وال تنطق بلفظهما. وإن كان اللفظ على حرفني نطق به، فقيل: قد حرف حتقيق، وهل حرف استفهام، ونا فاعل أو مفعول، واالحسن أن تعرب

الضمري، لئال تنطق باملتصل مستقال، وال جيوز أن تنطق باسم شئ من ذلك كراهية عنه بقولك:االطالة، وعلى هذا فقوهلم " أل " أقيس من قوهلم: االلف والالم، وقد استعمل التعبري هبما اخلليل وسيبويه. وإن كان أكثر من ذلك نطق به أيضا، فقيل: سوف حرف استقبال، وضرب فعل ماض،

م، وهلذا أخرب عنها بقولك فعل ماض، وإمنا فتحت على احلكاية، يدلك على ما ذكرنا وضرب هذا اسأن الفعل ما دل على حدث وزمان، وضرب هنا ال تدل على ذلك، وأن الفعل ال خيلو عن الفاعل يف حالة الرتكيب، وهذا ال يصح أن يكون له فاعل، ومما يوضح لك ذلك أنك تقول يف زيد من " ضرب

مرفوع بضرب، أو فاعل بضرب، فتدخل اجلار عليه، وقال ىل زيد " زيد

[666 ]

بعضهم: ال دليل يف ذلك، الن املعىن بكلمة ضرب، فقلت له: وكيف وقع ضرب مضافا إليه مع أنه يف ذلك ليس باسم يف زعمك ؟ فإن قلت: فإذا كان امسا فكيف أخربت عنه بأنه فعل ؟ قلت: هو

يد قائم " أال ترى أنك أخربت عن زيد باعتبار مسماه، ال باعتبار لفظه ؟ نظري االخبار يف قولك " ز ( على احلدث والزمان، فهذا يف أنه 1وكذلك أخربت عن ضرب باعتبار مسماة، وهو ضرب الدال )

لفظ مسماه لفظ كأمساء السور وأمساء حروف املعجم، ومن هنا قلت: حرف التعريف أل، فقطعت قلت اللفظ من احلرفية إىل االمسية أجريت عليه قياس مهزات االمساء، كما أنك اهلمزة، وذلك النك ملا ن

إذا مسيت باضرب قطعت مهزته، وأما قول ابن مالك: إن االسناد اللفظى يكون يف االمساء واالفعال واحلروف، وإن الذى خيتص به االسم هو االسناد املعنوي، فال حتقيق فيه. وقال ىل بعضهم: كيف

Page 486: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ابن مالك اشتبه عليه االمر يف االسم والفعل واحلرف ؟ فقلت: كيف توهم ابن مالك أن تتوهم أن النحويني كافة غلطوا يف قوهلم: إن الفعل خيرب به، وال خيرب عنه، وإن احلرف ال خيرب به وال عنه، وممن

إعرابه قلد ابن مالك يف هذا الوهم أبو حيان. والبد للمتكلم على االسم أن يذكر ما يقتضى وجه كقولك: مبتدأ، خرب، فاعل، مضاف إليه، وأما قول كثري من املعربني مضاف أو موصول أو اسم

إشارة فليس بشئ، الن هذه االشياء ال تستحق إعرابا خمصوصا، فاالقتصار يف الكالم عليها على هذا ل: مفعول مطلق، القدر ال يعلم به موقعها من االعراب، وإن كان املبحوث فيه مفعوال عني نوعه، فقي

أو مفعول به، أو الجله، أو معه، أو فيه، وجرى اصطالحهم على أنه إذا قيل مفعول وأطلق مل يرد إال املفعول به، ملا كان أكثر املفاعيل دورا يف الكالم خففوا امسه، وإمنا كان حق ذلك

( يف نسخة " وهو ضرب الذى يدل على احلدث والزمان ". )*( 1)

[661 ] ن ال يصدق إال على املفعول املطلق، ولكنهم ال يطلقون على ذلك اسم املفعول إال مقيدا بقيد أ

فحسن والبد من بيان متعلقه كما يف -فقيل: ظرف زمان أو مكان -االطالق، وإن عني املفعول فيه أول، أو اجلار واجملرور الذى له متعلق، وإن كان املفعول به متعددا عينت كل واحد فقلت: مفعول

ثان، أو ثالث. وينبغى أن تعني للمبتدئ نوع الفعل، فتقول: فعل ماض، أو فعل مضارع، أو فعل أمر، وتقول يف حنو تلظى: فعل مضارع أصله تتلظى، وتقول يف املاضي: مبىن على الفتح، وىف االمر: مبىن

االناث، وىف حنو على ما جيزم به مضارعه، وىف حنو )يرتبصن( مبىن على السكون التصاله بنون)لينبذن(: مبىن على الفتح ملباشرته لنون التوكيد، وتقول يف املضارع املعرب: مرفوع حللوله حمل االسم،

وتقول: منصوب بكذا، أو بإضمار أن، وجمزوم بكذا، ويبني عالمة الرفع والنصب واجلزم، وإن كان سم وينصب اخلرب، وإن كان املعرب الفعل ناقصا نص عليه فقال مثال: كان فعل ماض ناقص يرفع اال

حاال يف غري حمله عني ذلك: فقيل يف قائم مثال من حنو " قائم زيد ": خرب مقدم، ليعلم أنه فارق موضعه االصلى، وليتطلب مبتدأه، وىف حنو )ولو ترى إذ يتوىف الذين كفروا املالئكة(: الذين مفعول

Page 487: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

مقصود لذاته قيل: خرب موطئ، ليعلم أن املقصود ما مقدم، ليتطلب فاعله، وإن كان اخلرب مثال غري بعده كقوله تعاىل )بل أنتم قوم جتهلون( وقوله: كفى جبسمى حنوال أنىن رجل * لوال خماطبيت إياك مل

[ وهلذا أعيد الضمري بعد قوم ورجل إىل ما قبلهما، ال إليهما، ومثله احلال املوطئة يف حنو 151ترىن ] عربيا(. وإن كان املبحوث فيه حرفا بني نوعه ومعناه وعمله إن كان عامال، فقال مثال: )إنا أنزلناه قرآنا

[668 ]

إن حرف توكيد تنصب االسم وترفع اخلرب، لن: حرف نفى ونصب واستقبال، أن: حرف مصدري تكلم ينصب الفعل املضارع، مل: حرف نفى جيزم املضارع ويقلبه ماضيا، مث بعد الكالم على املفردات ي

(، أهلا حمل من االعراب أم ال ؟ فصل وأول ما حيرتز. منه املبتدئ يف صناعة االعراب 1عن اجلمل )ثالثة أمور: أحدها: أن يلتبس عليه االصلى بالزائد، ومثاله أنه إذا مسع أن أل من عالمات االسم، وأن

الواو والفاء من أحرف أحرف نأيت من عالمات املضارع، وأن تاء اخلطاب من عالمات املاضي، وأن العطف، وأن الباء والالم من أحرف اجلر، وأن فعل ما مل يسم فاعله مضموم االول، سبق ومهه إىل أن ألفيت وأهلبت امسان، وأن أكرمت وتعلمت مضارعان، وأن وعظ وفسخ عاطفان ومعطوفان، وأن حنو

ا مل يسم فاعله، وقد مسعت من بيت وبني وهلو ولعب كل منهما جار وجمرور، وأن حنو أدحرج مبىن مليعرب )أهلاكم التكاثر( مبتدأ وخربا، فظنهما مثل قولك " املنطلق زيد ". ونظري هذا الوهم قراءة كثري من العوام )نار حامية أهلاكم التكاثر( حبذف االلف كما حتذف أول السورة يف الوصل فيقال )خلبري

ء ممن يقرأ علم العربية أنه استشكل قول الشريف القارعة( وذكر ] ىل [ عن رجل كبري من الفقهاأتبيت ريان اجلفون من الكرى * وأبيت منك بليلة امللسوع وقال: كيف ضم التاء - 131املرتضى:

من تبيت وهى للمخاطب ال للمتكلم ؟ وفتحها من أبيت وهو للمتكلم ال للمخاطب فبينت للحاكي الكلمة، وأن اخلطاب يف االول مستفاد من تاء املضارعة، أن الفعلني مضارعان، وأن التاء فيهما الم

والتكلم يف الثاين

( يف نسخة " يتكلم على اجلمل ". )*( 1)

Page 488: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[661 ]

مستفاد من اهلمزة، واالول مرفوع حللوله حمل االسم، والثاىن منصوب بأن مضمرة بعد واو املصاحبة بيىن * وبينكم املودة واالخاء ؟ وحكى أمل أك جاركم ويكون - 132على حد قول احلطيئة:

العسكري يف كتاب التصحيف أنه قيل لبعضهم: ما فعل أبوك حبماره ؟ فقال: باعه، فقيل له: مل قلت باعه ؟ قال: فلم قلت أنت حبماره ؟ فقال: أنا جررته بالباء، فقال: فلم جتر باؤك وبائى ال جتر ؟ ومثله

لتارخيي يف كتاب " أخبار النحويني " أن رجال قال لسماك من القياس الفاسد ما حكاه أبو بكر ابالبصرة: بكم هذه السمكة ؟ فقال: بدرمهان، فضحك الرجل، فقال السماك: أنت أمحق، مسعت

سيبويه يقول: مثنها درمهان. وقلت يوما: ترد اجلملة االمسية احلالية بغري واو يف فصيح الكالم، خالفا وم القيامة ترى الذين كذبوا على اهلل وجوههم مسودة( فقال بعض من للزخمشري، كقوله تعاىل: )وي

حضر: هذه الواو يف أوهلا. وقلت يوما: الفقهاء يلحنون يف قوهلم " البايع " بغري مهز، فنال قائل: فقد قال اهلل تعاىل )فبايعهن(. وقال الطربي يف قوله تعاىل )أمث إذ ما وقع(: إن مث مبعىن هنالك. وقال مجاعةمن املعربني يف قوله تعاىل )وكذلك جنى املؤمنني( يف قراءة ابن عامر وأىب بكر بنون واحدة: إن الفعل

ماض، ولو كان كذلك لكان آخره مفتوحا، واملؤمنني مرفوعا. فإن قيل: سكنت الياء للتخفيف كقوله: * هو اخلليفة فارضوا ما رضى لكم * وأقيم ضمري املصدر مقام الفاعل. - 133

[613 ]

قلنا: االسكان ضرورة، وإقامة غري املفعول به مقامه مع وجوده ممتنعة، بل إقامة ضمري املصدر ممتنعة، ولو كان وحده، النه مبهم. ومما يشتبه حنو )تولوا( بعد اجلازم والناصب، والقرائن تبني، فهو يف حنو

اف عليكم( )فإن تولوا فإمنا عليه ما )فإن تولوا فقل حسىب اهلل( ماض، وىف حنو )وإن تولوا فإىن أخمحل وعليكم ما محلتم( مضارع، وقوله تعاىل: )وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا على االمث

والعدوان( االول أمر، والثاىن مضارع، الن النهى ال يدخل على االمر، و )تلظى( يف )فأنذرتكم نارا من قوله: متىن ابنتاى أن يعيش أبو مها * ] وهل أنا إال تلظى( مضارع، وإال لقيل: تلظت، وكذا متىن

Page 489: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ ووهم ابن مالك فجعله ماضيا من باب. ] فال مزنة ودقت ودقها [ 836من ربيعة أو مضر [ ؟ ] [ وهذا محل على الضرورة من غري ضرورة. ومما يلتبس على املبتدئ 815* وال أرض أبقل إبقاهلا ]

" إن الكسرة عالمة اجلر، حىت إن بعضهم يستشكل قوله تعاىل )ال أن يقول يف حنو " مررت بقاض ينكحها إال زان أو مشرك( وقد سألين بعضهم عن ذلك فقال: كيف عطف املرفوع على اجملرور ؟ فقلت: فهال استشكلت ورود الفاعل جمرورا، وبينت له أن االصل زاىن بياء مضمومة، مث حذفت

اللتقائها ساكنة هي والتنوين، فيقال فيه: فاعل، وعالمة رفعه ضمة الضمة لالستثقال، مث حذفت الياء مقدرة على الياء احملذوفة، ويقال يف حنو " مررت بقاض ": جار وجمرور، وعالمة جره كسرة مقدرة

على الياء احملذوفة، وىف حنو )والفجر وليال عشر( والفجر جار وجمرور، وليال عاطف

[611 ]

فتحه مقدرة على الياء احملذوفة، وإمنا قدرت الفتحة مع خفتها لنيابتها عن ومعطوف، وعالمة جرهالكسرة، ونائب الثقيل ثقيل، وهلذا حذفت الواو يف يهب كما حذفت يف يعد، ومل حتذف يف يوجل،

الن فتحته ليست نائبة عن الكسرة، الن ماضيه وجل بالكسر فقياس مضارعه الفتح، وماضيهما فعل مضارعهما الكسر، وقد جاء يعد على ذلك، وأما يهب فإن الفتحة فيه عارضة حلرف بالفتح فقياس

احللق. ومن هنا أيضا قال أبو احلسن يف يا غالما: يا غالم، حبذف االلف وإن كانت أخف احلروف، الن أصلها الياء. ومن ذلك أن يبادر يف حنو املصطفني واالعلني إىل احلكم بأنه مثىن، والصوب أن

وال يف نونه، فإن وجدها مفتوحة كما يف قوله تعاىل )وإهنم عندنا ملن املصطفني االخيار( حكم ينظر أبأنه مجع، وىف اآلية دليل ثان، وهو وصفه باجلمع، وثالث وهو دخول من التبعيضية عليه بعد )وإهنم(

واستبق حتلم عن االدنني - 134وحمال أن يكون اجلمع من االثنني، وقال االحنف ] بن قيس [: ودهم * ولن تستطيع احللم حىت حتلما ومن ذلك أن يعرب الياء والكاف واهلاء يف حنو " غالمي

أكرمىن، وغالمك أكرمك، وغالمه أكرمه " إعرابا واحدا، أو بعكس الصواب، فليعلم أهنن إذا اتصلن " أرأيتك زيدا ما بالفعل كن مفعوالت، وإن اتصلن باالسم كن مضافا إليهن، ويستثىن من االول، حنو

صنع، وأبصرك زيدا " فإن الكاف فيهما حرف خطاب، ومن الثاين نوعان: نوع ال حمل فيه هلذه

Page 490: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

االلفاظ، وذلك حنو قوهلم " ذلك، وتلك، وإياى، وإياك، وإياه " فإهنن أحرف تكلم وخطاب وغيبة، ونوع هي فيه يف حمل نصب، وذلك حنو " الضاربك،

[612 ]

ى قول سيبويه، النه ال يضاف الوصف الذى بأل إىل عار منها، وحنو قوهلم " ال عهد والضاربه " علىل بأالم قفا منه وال أو ضعه " بفتح العني، فاهلاء يف موضع نصب كاهلاء يف " الضاربه " إال أن ذلك

إال مفعول، وهذا مشبه باملفعول، الن اسم التفضيل ال ينصب املفعول إمجاعا، وليست مضافا إليها و خلفض " أوضع " بالكسرة، وعلى ذلك فإن قلت " مررت برجل أبيض الوجه ال أمحره " فإن فتحت

] فإن يكن النكاح أحل - 135الراء فاهلاء منصوبة احملل، وإن كسرهتا فهى جمرورته ومن ذلك قوله: فاصل بني شئ [ * فإن نكاحها مطر حرام فيمن رواه جبر مطر، فالضمري منصوب على املفعولية، وهو

إذا قلت " رويدك زيد " فإن قدرت رويدا اسم فعل فالكاف حرف خطاب، وإن -املتضايفني تنبيه ( 1قدرته مصدرا فهو اسم مضاف إليه، وحمله الرفع، النه فاعل. والثاىن: أن جيرى لسانه على عبارة )

ة: فعل وفاعل، ملا ألف من اعتادها فيستعملها يف غري حملها، كأن يقول يف " كنت، وكانوا " يف الناقصقول ذلك يف حنو فعلت وفعلوا، وأما تسمية االقدمني االسم فاعال واخلرب مفعوال فهو اصطالح غري مألوف، وهو جماز، كتسميتهم الصورة اجلميلة دمية، واملبتدئ إمنا يقوله على سبيل الغلط، فلذلك

ظر يف ذلك املطلوب، كأن يعرب فعال وال يعاب عليه. والثالث: أن يعرب شيئا طالبا لشئ، ويهمل النيتطلب فاعله، أو مبتدأ وال يتعرض خلربه، بل رمبا مر به فأعربه مبا ال يستحقه ونسى ما تقدم له. فإن

قلت: فهل من ذلك قول الزخمشري يف قوله تعاىل )وطائفة قد أمهتهم

( يف نسخة " إىل عبارة ". )*( 1)

[613 ]

Page 491: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

أمهتهم: صفة لطائفة، ويظنون: صفة أخرى، أو حال مبعىن قد أمهتهم أنفسهم أنفسهم( اآلية: قد ظانني، أو استئناف على وجه البيان للجملة قبلها، ويقولون: بدل من يظنون، فكأنه نسى املبتدأ، فلم جيعل شيئا من هذه اجلملة خربا له. قلت: لعله رأى أن خربه حمذوف، أي ومعكم طائفة صفتهم كيت

لظاهر أن اجلملة االوىل خرب، وأن الذى سوغ االبتداء بالنكرة صفة مقدرة، أي وطائفة من وكيت، واغريكم، مثل " السمن منوان بدرهم " أي منه، أو اعتماده على واو احلال كما جاء يف احلديث " دخل

عبد مواله عليه الصالة والسالم وبرمة على النار " وسألت كثريا من الطلبة عن إعراب " أحق ما سأل ال" فيقولون: مواله مفعول، فيبقى هلم املبتدأ بال خرب، والصواب أنه اخلرب، واملفعول العائد احملذوف: أي سأله، وعلى هذا فيقال: أحق ما سأل العبد ربه، بالرفع، وعكسه " إن مصابك املوىل قبيح " يذهب

إمنا هو مفعول، واملصاب مصدر الوهم فيه إىل أن املوىل خرب، بناء على أن املصاب اسم مفعول، و مبعىن االصابة، بدليل جمئ اخلرب بعده، ومن هنا أخطأ من قال يف جملس الواثق باهلل يف قوله: أظلوم إن

قد -[ إنه برفع رجل، وقد مضت احلكاية. تنبيه 182مصابكم رجال * أهدى السالم حتية ظلم ] خر تغري إعرابه، فينبغي التحرز يف ذلك. من يكون للشئ إعراب إذا كان وحده، فإذا اتصل به شئ آ

ذلك " ما أنت، وما شأنك " فإهنما مبتدأ وخرب، إذا مل تأت بعدمها بنحو قولك " وزيدا " فإن جئت به فأنت مرفوع بفعل حمذوف، واالصل: ما تصنع، أو ما تكون، فلما حذف الفعل برز الضمري

كان، وشأنك بتقدير ما يكون، وما فيهما يف موضع وانفصل، وارتفاعه بالفاعلية، أو على أنه اسم ل نصب خربا

[614 ]

ليكون، أو مفعوال لتصنع. ومثل ذلك " كيف أنت وزيدا " إال أنك إذا قدرت تصنع كان " كيف " حاال، إذ ال تقع مفعوال به. وكذلك خيتلف إعراب الشئ باعتبار احملل الذى حيل فيه، وسألت طالبا:

ا ذكرت يف قولك " ما أحسن زيدا ؟ " فقال: زائدة، بناء منه على أن املثال املسئول ما حقيقة كان إذعنه " ما كان أحسن زيدا " وليس يف السؤال تعيني ذلك، والصواب االستفصال، فإهنا يف هذا املوضع

قوم زائدة كما ذكر، وليس هلا اسم وال خرب، الهنا ] قد [ جرت جمرى احلروف، كما أن قل يف " قلما ي

Page 492: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

زيد " ملا استعملت استعمال ما النافية مل حتتج لفاعل، هذا قول الفارسى واحملققني، وعند أىب سعيد ] هي [ تامة وفاعلها ضمري الكون، وعند بعضهم هي ناقصة، وامسها ضمري ما، واجلملة بعدها خربها.

ما كان زيد " وكان وإن ذكرت بعد فعل التعجب وجب االتيان قبلها مبا املصدرية وقيل " ما أحسنتامة، وأجاز بعضهم أهنا ناقصة على تقدير ما امسا موصوال، وأن ينصب زيد على أنه اخلرب، أي ما

أحسن الذى كان زيدا، ورد بأن " ما أحسن زيدا " مغن عنه. الباب الثامن من الكتاب يف ذكر أمور قاعدة: القاعدة االوىل قد يعطى كلية يتخرج عليها ما ال ينحصر من الصور اجلزئية وهى إحدى عشرة

الشئ حكم ما أشبهه: يف معناه، أو يف لفظه، أو فيهما. فأما االول فله صور كثرية: إحداها: دخول الباء يف خرب أن يف قوله تعاىل )أو مل يروا أن اهلل الذى

[615 ]

در، والذى سهل ذلك خلق السموات واالرض ومل يعى خبلقهن بقادر( النه يف معىن أو ليس اهلل بقاالتقدير تباعد ما بينهما، وهلذا مل تدخل يف )أو مل يروا أن اهلل الذى خلق السموات واالرض قادر على

أن خيلق مثلهم(. ومثله إدخال الباء يف )كفى باهلل شهيدا( ملا دخله من معىن اكتف باهلل شهيدا، [ وىف قوله: ] هن 152ه قليل [ ] خبالف قوله: قليل منك يكفيين، ولكن * ] قليلك ال يقال ل

[ ملا دخله من معىن ال يتقربن بقراءة 32احلرائر ال ربات أمخرة [ * سود احملاجر ال يقرأن بالسور ] السور، وهلذا قال السهيلي: ال جيوز أن تقول " وصل إىل كتابك فقرأت به " على حد قوله: * ال

لثانية: جواز حذف خرب املبتدأ يف حنو " إن زيدا قائم يقرأن بالسور * النه عار عن معىن التقرب. واوعمرو " اكتفاء خبرب إن، ملا كان " إن زيدا قائم " يف معىن زيد قائم، وهلذا مل جيز " ليت زيدا قائم وعمرو ". والثالثة: جواز " أنا زيدا غري ضارب " ملا كان يف معىن أنا زيدا ال أضرب، ولوال ذلك مل

املضاف إليه على املضاف. فكذا ال يتقدم معموله، ال تقول " أنا زيدا أول ضارب، جيز، إذ ال يتقدمفىت هو - 136أو مثل ضارب " ودليل املسألة قوله تعاىل )وهو يف اخلصام غري مبني( وقول الشاعر:

( 1حقا غرب ملغ توله * وال تتخذ يوما سواه خليال )

Page 493: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قا. )*( ( " حقا " مفعول به مللغ، أي غري ملغ ح1)

[616 ]

إن امرأ خصين يوما مودته * على التنائى لعندى غري مكفور وحيتمل أن يكون منه - 131وقوله: )فذلك يومئذ يوم عسري، على الكافرين غري يسري( وحيتمل تعلق )على( بعسري، أو مبحذوف هو نعت

دمي، الن النايف هنا ال حيل له، أو حال من ضمريه. ولو قلت " جاءين غري ضارب زيدا " مل جيز التقمكان غريه. والرابعة: جواز " غري قائم الزيدان " ملا كان يف معىن ما قائم الزيدان، ولو ال ذلك مل جيز،

غري اله - 138الن املبتدأ إما أن يكون ذا خرب أو ذا مرفوع يغىن عن اخلرب، ودليل املسألة قوله: م وهو أحسن ما قيل يف بيت أىب نواس: غري مأسوف على عداك فاطرح اللهو، * وال تغرتر بعارض سل

[ واخلامسة: إعطاؤهم " ضارب زيد اآلن أو غدا " حكم " 262زمن * ينقضى باهلم واحلزن ] ضارب زيدا " يف التنكري، النه يف معناه، وهلذا وصفوا به النكرة، ونصبوه على احلال، وخفضوه برب،

حال جمروره عليه حنو " هذا ملتوتا شارب السويق " كما يتقدم وأدخلوا عليه أل، وأجاز بعضهم تقدميعليه حال منصوبه، وال جيوز شئ من ذلك إذا أريد املضى، النه حينئذ ليس يف معىن الناصب.

والسادسة: وقع االستثناء املفرغ يف االجياب يف حنو )وإهنا لكبرية إال على اخلاشعني( )ويأىب اهلل إال أن كان املعىن وإهنا ال تسهل إال على اخلاشعني، وال يريد اهلل إال أن يتم نوره. يتم نوره( ملا

[611 ]

] فما سودتين عامر عن وراثة [ * أىب اهلل أن - 131السابعة: العطف بوال بعد االجياب يف حنو: قوله تعاىل )ما أمسو بأم وال أب ملا كان معناه قال اهلل ىل: ال تسم بأم وال أب. الثامنة: زيادة ال يف

منعك أال تسجد( قال ابن السيد: املانع من الشئ آمر للممنوع أن ال يفعل، فكأنه قيل: ما الذى قال لك ال تسجد، واالقرب عندي أن يقدر يف االول مل يرد اهلل ىل، وىف الثاين ما الذى أمرك، يوضحه يف

تعدى رضى بعلى يف قوله: إذا رضيت هذا أن الناهية ال تصاحب الناصبة، خبالف النافية. التاسعة:[ ملا كان رضى عنه مبعىن أقبل عليه بوجه وده، 223على بنو قشري * ] لعمر اهلل أعجبين رضاها [ ]

Page 494: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

وقال الكسائي: إمنا جاز هذا محال على نقيضه وهو سخط. العاشرة: رفع املستثىن على إبداله من ملا كان معناه فلم يكونوا منه، بدليل )فمن شرب منه املوجب يف قراءة بعضهم )فشربوا منه إال قليل(

فليس مىن( وقيل: إال وما بعدها صفة، فقيل: إن الضمري يوصف يف هذا الباب، وقيل: مرادهم بالصفة عطف البيان، وهذا ال خيلص من االعرتاض إن كان الزما، الن عطف البيان كالنعت فال يتبع

أي مل يشربوا. احلادية عشرة: تذكري االشارة يف قوله تعاىل الضمري، وقيل: قليل مبتدأ حذف خربه، )فذانك برهانان( مع أن املشار إليه اليد والعصا ومها مؤنثان، ولكن املبتدأ عني اخلرب يف املعىن والربهان

مذكر، ومثله )مث مل نكن فتنتهم إال أن قالوا( فيمن نصب الفتنة وأنث الفعل. الثانية عشرة: قوهلم " زيد من هو " برفع زيد جوازا، النه نفس من يف املعىن. علمت

[618 ]

الثالثة عشرة: قوهلم " إن أحدا ال يقول ذلك " فأوقع أحدا يف االثبات النه نفس الضمري املسترت يف يقول، والضمري يف سياق النفى فكان أحد كذلك، وقال يف ليلة ال ترى هبا أحدا * حيكى علينا إال

[ فرفع كواكبها بدال من ضمري حيكى، النه راجع إىل " أحدا "، وهو واقع يف سياق 224كواكبها ] غري االجياب، فكان الضمري كذلك. وهذا الباب واسع، ولقد حكى أبو عمرو بن العالء أنه مسع شخصا من أهل اليمن يقول: فالن لغوب أتته كتايب فاحتقرها، فقال له: كيف قلت أتته كتايب ؟

فيها - 113الكتاب يف معىن الصحيفة ؟. وقال أبو عبيدة لرؤبة بن العجاج ملا أنشد: فقال: أليسخطوط من سواد وبلق * كأنه يف اجللد توليع البهق إن أردت اخلطوط فقل: كأهنا، أو السواد والبلق فقل: كأهنما، فقال: أردت ذلك ويلك. وقالوا " مررت برجل أىب عشرة نفسه، وبقوم عرب كلهم،

اع عرفج كله " برفع التوكيد فيهن، فرفعوا الفاعل باالمساء اجلامدة، وأكدوه ملا حلظوا فيها املعىن، إذ وبقاالول: أنه وقع يف -كان العرب مبعىن الفصحاء، والعرفح مبعىن اخلشن، واالب مبعىن الولد. تنبيهان

مبعناه، وهو تنزيلهم اللفظ ] كالمهم أبلغ مما ذكرنا من تنزيلهم لفظا موجودا منزلة لفظ آخر لكونه املعدوم [ الصاحل للوجود مبنزلة املوجود كما يف قوله: بداىل أىن لست مدرك ما مضى * وال سابق شيئا

[ وقد مضى ذلك. 135إذا كان جائيا ]

Page 495: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[611 ]

والثاىن: أنه ليس بالزم أن يعطى الشئ حكم ما هو يف معناه، أال ترى أن املصدر قد ال يعطى حكمأن أو أن وصلتهما، وبالعكس، دليل االول أهنم مل يعطوه حكمهما يف جواز حذف اجلار، وال يف

سدمها مسد جزءى االسناد، مث إهنم شركوا بني أن وأن يف هذه املسألة يف باب ظن، وخصوا أن ما اخلفيفة وصلتها بسدها مسدمها يف باب عسى، وخصوا الشديدة بذلك يف باب لو، ودليل الثاين أهنال يعطيان حكمه يف النيابة عن ظرف الزمان، تقول: عجبت من قيامك، وعجبت أن تقوم، وأنك

فإياك إياك املراء فإنه * إىل الشر دعاء وللشر - 111قائم، وال جيوز: عجبت قيامك، وشذ قوله: جالب فأجرى املصدر جمرى أن يفعل يف حذف اجلار، وتقول " حسبت أنه قائم، أو أن قام " وال

تقول " حسبت قيامك " حىت تذكر اخلرب، وتقول " عسى أن تقوم " وميتنع: عسى أنك قائم، ومثلها يف ذلك لعل، وتقول: لو أنك تقوم، وال تقول لو أن تقوم، وتقول: جئتك صالة العصر، وال جيوز "

ملشبه له وهو ما أعطى حكم الشئ ا -جئتك أن تصلى العصر " خالفا البن جىن والزخمشري. والثاىن له صور كثرية أيضا: أحدها: زيادة إن بعد ما املصدرية الظرفية، وبعد ما الىت -يف لفظه دون معناه

مبعىن الذى، الهنما بلفظ ما النافية كقوله: ورج الفىت للخري ما إن رأيته * على السن خريا ال يزال يزيد [ فهذان حمموالن على 26ه اخلطوب ] [ وقوله: يرجى املرء ما إن ال يراه * وتعرض دون أدنا 21]

ما إن رأيت وال مسعت مبثله * كاليوم هانئ أينق جرب - 112حنو قوله:

[683 ]

الثانية: دخول الم االبتداء على ما النافية: محال هلا يف اللفظ على ما املوصولة الواقعة مبتدأ، كقوله: جل ماىل ؟ فهذا حممول يف اللفظ على ملا أغفلت شكرك فاصطنعين * فكيف ومن عطائك - 113

حنو قولك " ملا تصنعه حسن ". الثالثة: توكيد املضارع بالنون بعد ال النافية محال هلا يف اللفظ على ال الناهية حنو )أدخلوا مساكنكم ال حيطمنكم سليمان وجنوده( وحنو )واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلموا

على حنو )وال حتسنب اهلل غافال( ومن أوهلا على النهى مل حيتج منكم خاصة( فهذا حممول يف اللفظ

Page 496: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

إىل هذا. الرابعة: حذف الفاعل يف حنو قوله تعاىل )أمسع هبم وأبصر( ملا كان " أحسن بزيد " مشبها يف اللفظ لقولك " امرر بزيد ". اخلامسة: دخول الم االبتداء بعد إن الىت مبعىن نعم، لشبهها يف اللفظ

دة، قاله بعضهم يف قراءة من قرأ )إن هذان لساحران( وقد مضى البحث فيها. السادسة: بإن املؤكقوهلم " اللهم اغفر لنا أيتها العصابة " بضم أية ورفع صفتها كما يقال " يا أيتها العصابة " وإمنا ] كان

لفظ مبنزلة [ حقهما وجوب النصب كقوهلم " حنن العرب أقرى الناس للضيف " ولكنها ملا كانت يف الاملستعملة يف النداء أعطيت حكمها وإن انتفى موجب البناء، وأما " حنن العرب " يف املثال فإنه ال

يكون منادى، لكونه بأل، فأعطى احلكم الذى يستحقه يف نفسه، وأما حنو " حنن معاشر االنبياء ال السابعة: بناء باب حذام نورث " فواجب النصب، سواء اعترب حاله أو حال ما يشبهه وهو املنادى.

يف لغة احلجاز على الكسر، تشبيها هلا بدراك ونزال، وذلك مشهور يف املعارف، ورمبا جاء يف غريها، يا ليت حظى من جداك الصاىف * والفضل أن ترتكين كفاف - 114وعليه وجه قوله:

[681 ]

جاءت - 115امت قوله: فاالصل كفافا، فهو حال، أو ترك كفاف، فمصدر، ومنه عند أىب حلتصرعين، فقلت هلا: اقصرى * إىن امرؤ صرعى عليك حرام وليس كذلك، إذ ليس لفعله فاعل أو

فاعلة، فاالوىل قول الفارسى إن أصله " حرامى " كقوله: ] أطربا وأنت قنسرى [ * والدهر باالنسان صلحنا والت أوان * فأجبنا أن ( لكان أوىل، وأما قوله: طلبوا1[ مث خفف، ولو أقوى ) 12دوارى ]

[ فعلة بنائه قطعه عن االضافة، ولكن علة كسره وكونه مل يسلك به يف الضم 413ليس حني يقاء ] مسلك قبل وبعد شبهه بنزال. الثامنة: بناء حاشا يف )وقلن حاش هلل( لشبهها يف اللفظ حباشا احلرفية،

ين على إعراهبا كما تقول " تنزيها هلل " وإمنا قلنا إهنا والدليل على امسيتها قراءة بعضهم )حاشا( بالتنو ليست حرفا لدخوهلا على احلرف، وال فعال إذ ليس بعدها اسم منصوب هبا، وزعم بعضهم أهنا فعل

حذف مفعوله، أي جانب يوسف املعصية الجل اهلل وهذا التأويل ال يتأتى يف كل موضع، يقال لك: قول " حاشا هلل " فإمنا هذه مبعىن تربأت هلل براءة من هذا الفعل، ومن أتفعل كذا ؟ أو أفعلت كذا ؟ فن

نوهنا أعرهبا على إلغاء هذا الشبه، كما أن بىن متيم أعربوا باب حذام لذلك. التاسعة: قول بعض

Page 497: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

الصحابة رضى اهلل تعاىل عنهم " قصرنا الصالة مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أكثر ما كنا قط وقع قط بعد ما املصدرية كما تقع بعد ما النافية. العاشرة: إعطاء احلرف حكم مقاربه يف وآمنه " فأ

املخرج حىت أدغم فيه، حنو )خلق كل شئ( و )لك قصورا( وحىت اجتمعا روينب كقوله:

( أقوى: أي خالف بني حركات الروى، فرفع حرام لكونه خرب املبتدأ. )*( 1)

[682 ]

شئ هني * املنطق الطيب والطعيم وقول أىب جهل: ما تنقم احلرب العوان مىن * بىن إن الرب - 116إذا ركبت فاجعلوين - 111[ وقول آخر: 58بازل عامني حديث سىن * ملثل هذا ولدتين أمي * ]

وهو ما أعطى حكم الشئ -( ويسمى ذلك إكفاء. والثالث 1وسطا * إىن كبري ال أطيق العندا )حنو اسم التفضيل وأفعل يف التعجب، فإهنم منعوا أفعل التفضيل أن يرفع -ومعىن ملشاهبته له لفظا

الظاهر لشبهه بأفعل يف التعجب وزنا وأصال وإفادة للمبالغة، وأجازوا تصغري أفعل يف التعجب لشبهه ياما أميلح غزالنا شدن لنا * ] من هؤ ليائكن الضال - 118بأفعل التفضيل فيما ذكرنا، قال:

سمر [ ومل يسمع ذلك إال يف أحسن وأملح، ذكره اجلوهري، ولكن النحويني مع هذا قاسوه، ومل والحيك ابن مالك اقتياسه إال عن ابن كيسان، وليس كذلك، قال أبو بكر بن االنباري: وال يقال إال ملن

صغر سنه. القاعدة الثانية أن الشئ يعطى حكم الشئ إذا جاوره كقول بعضهم " هذا جحر ضب خرب " باجلر، واالكثر الرفع، وقال:

وهو الذى حييد عن الطريق. )*( -بوزن راكع وركع -( العند: مجع عاند 1)

[683 ]

[ وقيل به يف )وحور عني( فيمن 151] كأن أبانا يف عرانني وبله [ * كبري أناس يف جباد مزمل ] وأباريق( إذ ليس املعىن أن الولدان يطوفون جرمها، فإن العطف على )ولدان خملدون( ال على )أكواب

Page 498: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

عليهم باحلور، وقيل: العطف على )جنات( وكأنه قيل: املقربون يف جنات وفاكهة وحلم طري وحور، وقيل: على )أكواب( باعتبار املعىن، إذ معىن )يطوف عليهم ولدان خملدون بأكواب( ينعمون بأكواب،

)أيديكم( ال على )رءوسكم(، إذ االرجل مغسولة ال وقيل يف )وأرجلكم( باخلفض: إنه عطف على ممسوحة، ولكنه خفض جملاورة )رءوسكم( والذى عليه احملققون أن خفض اجلوار يكون يف النعت قليال

يا صاح بلغ ذوى الزوجات كلهم * أن ليس وصل إذا - 111كما مثلنا، وىف التوكيد نادرا كقوله: يعىن -ه أبو اجلراح خبفض كلهم، فقلت له: هال قلت كلهم احنلت عرى الذنب قال الفراء: أنشدني

( قلته أنا، مث استنشدته إياه، فأنشدنيه باخلفض، وال يكون يف 1فقال: هو خري من الذى ) -بالنصب النسق، الن العاطف مينع من التجاور، وقال الزخمشري: ملا كانت االرجل من بني االعضاء الثالثة

( على املمسوح ال 2عليها كانت مظنة االسراف املذموم شرعا، فعطف ) املغسولة تغسل بصب املاءلتمسح، ولكن لينبه على وجوب االقتصاد يف صب املاء عليها، وقيل )إىل الكعبني( فجئ بالغاية

أنكر -إماطة لظن من يظن أهنا ممسوحة، الن املسح مل تضرب له غاية يف الشريعة، انتهى. تنبيه خلفض على اجلوار، وتأوال قوهلم " خرب " باجلر على أنه صفة لضب. السرياىف وابن جىن ا

( يف نسخة " فعطفت ". )*( 2( يف نسخة " مما قلته أنا ". )1)

[684 ]

مث قال السرياىف: االصل خرب اجلحر منه، بتنوين خرب ورفع اجلحر، مث حذف الضمري للعلم به، كما تقول " مررت برجل حسن الوجه " باالضافة، وحول االسناد إىل ضمري الضب، وخفض اجلحر

واالصل حسن الوجه منه مث أتى بضمري اجلحر مكانه لتقدم ذكره فاسترت. وقال ابن جىن: االصل خرب جحره، مث أنيب املضاف إليه عن املضاف فارتفع واسترت. ويلزمهما استتار الضمري مع جريان

البصريني وإن أمن اللبس، وقول السرياىف إن هذا مثل الصفة على غري من هي له، وذلك ال جيوز عند " مررت برجل قائم أبواه ال قاعدين " مردود، الن ذلك إمنا جيوز يف الوصف الثاين دون االول على ما

سيأيت. ومن ذلك قوهلم " هنأين ومرأىن " واالصل أمرأىن، وقوهلم " هو رجس جنس " بكسر النون

Page 499: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ة فكسرة، كذا قالوا، وإمنا يتم هذا أن لو كانوا ال يقولون هذا جنس وسكون اجليم، واالصل جنس بفتحبفتحة فكسرة، وحينئذ فيكون حمل االستشهاد إمنا هو االلتزام للتناسب، وأما إذا مل يلتزم فهذا جائز بدون تقدم رجس، إذ يقال فعل بكسرة فسكون يف كل فعل بفتحة فكسرة، حنو: كتف ولنب ونبق،

قدم وما حدث " بضم دال حدث، وقراءة مجاعة )سالسال وأغالال( بصرف وقوهلم " أخذه ماسالسل، وىف احلديث " ارجعن مأزورات غري مأجورات " واالصل موزورات بالواو النه من الوزر،

أحب املؤقدين إىل مؤسى * وجعدة، إذ أضاءمها - 123وقراءة أىب حبة )يؤقنون( باهلمزة، وقوله: الوقود

[685 ] مز " املؤقدين ومؤسى " على إعطاء الواو اجملاورة للضمة حكم الواو املضمومة، فهمزت كما قيل يف هب

وجوه: أجوه: وىف وقتت: أقتت، ومن ذلك قوهلم يف صوم: صيم، محال على قوهلم يف عصو عصى، يشربون * قد يؤخذ اجلار جبرم اجلار * القاعدة الثالثة قد - 121وكان أبو على ينشد يف مثل ذلك:

لفظا معىن لفظ فيعطونه حكمه، ويسمى ذلك تضمينا. وفائدته: أن تؤدى كلمة مؤدى كلمتني، قال الزخمشري: أال ترى كيف رجع معىن )وال تعد عيناك عنهم( إىل قولك: وال تقتحم عيناك جماوزين إىل

مثل ذلك أيضا قوله . ومن غريهم )وال تأكلوا أموهلم إىل أموالكم( أي وال تضموها إليها آكلني، اهتعاىل )الرفث إىل نسائكم( ضمن الرفث معىن االفضاء، فعدى بإىل مثل )وقد أفضى بعضكم إىل

بعض( وإمنا أصل الرفث أن يتعدى بالباء، يقال: أرفث فالن بامرأته، وقوله تعاىل )وما تفعلوا من خري اثنني ال إىل واحد، وقوله تعاىل )وال فلن تكفروه( أي فلن حترموه، أي فلن حترموا ثوابه، وهلذا عدى إىل

تعزموا عقدة النكاح( أي ال تنووا، وهلذا عدى بنفسه ال بعلى، وقوله تعاىل )ال يسمعون إىل املال االعلى( أي ال يصغون. وقوهلم " مسع اهلل ملن محده " أي استجاب، فعدى يسمع يف االول بإىل وىف

ه مثل )يوم يسمعون الصيحة( وقوله تعاىل )واهلل يعلم املفسد الثاين بالالم، وإمنا أصله أن يتعدى بنفسمن املصلح( أي مييز، وهلذا عدى مبن ال بنفسه، وقوله تعاىل )للذين يؤلون من نسائهم( أي ميتنعون من وطئ نسائهم باحللف، فلهذا عدى مبن، وملا خفى التضمني على بعضهم يف اآلية، ورأى أنه ال

Page 500: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

قال: من متعلقة مبعىن للذين، كما تقول ىل منك مربة، قال -حلف عليه يقال " حلف من كذا " بل وأما قول الفقهاء " آىل من امرأته " فغلط أوقعهم فيه عدم فهم املتعلق يف اآلية، وقال أبو كبري اهلذىل:

[686 ]

لن به ممن مح - 123محلت به يف ليلة مزءودة * كرها، وعقد نطاقها مل حيلل وقال قبله: - 122وهن عواقد * حبك النطاق فشب غري مهبل مزءودة أي مذعورة، ويروى باجلر صفة لليلة مثل )والليل إذا يسر( وبالنصب حاال من املرأة، وليس بقوى، مع أنه احلقيقة، الن ذكر الليلة حينئذ ال كبري فائدة

محلته أمه كرها(، وقال فيه. والشاهد فيهما أنه ضمن محل معىن علق، ولوال ذلك لعدى بنفسه مثل )كيف تراين قالبا جمىن * قد قتل اهلل زيادا عىن أي صرفه عىن بالقتل. وهو كثري، قال - 124الفرزدق:

أبو الفتح يف كتاب التمام: أحسب لو مجع ما جاء منه جلاء عنه كتاب يكون مئني أوراقا. القاعدة ا، أو اختالط. فلهذا قالوا " االبوين " يف االب الرابعة أهنم يعلبون على الشئ ما لغريه، لتناسب بينهم

واالم، ومنه )والبويه لكل واحد منهما السدس( وىف االب واخلالة، ومنه )ورفع أبويه على العرش( و " املشرقني، واملغربني " ومثله " اخلافقان " يف املشرق واملغرب، وإمنا اخلافق املغرب، مث إمنا مسى خافقا

فوق فيه، و " القمرين " يف الشمس والقمر، قال املتنيب: جمازا، وإمنا هو خم

[681 ]

واستقبلت قمر السماء بوجهها * فأرتىن القمرين يف وقت معا أي الشمس وهو وجهها وقمر - 125السماء. وقال التربيزي: جيوز أنه أراد قمرا وقمرا، النه ال جيتمع قمران يف ليلة كما أنه ال جتتمع

. وما ذكرناه أمدح، و " القمران " يف العرف الشمس والقمر، وقيل: إن منه قول اه الشمس والقمر،أخذنا بآفاق السماء عليكم * لنا قمراها والنجوم الطوالع وقيل: إمنا أراد حممدا - 126الفرزدق:

الوا " واخلليل عليهما الصالة والسالم، الن نسبه راجع إليهما بوجه، وإن املراد بالنجوم الصحابة، وقالعمرين " يف أىب بكر وعمر، وقيل: املراد عمر بن اخلطاب وعمر بن عبد العزيز، فال تغليب، ويرد بأنه قيل لعثمان رضى اهلل عنه: نسألك سرية العمرين، قال: نعم، قال قتادة: أعتق العمران فمن بينهما من

Page 501: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اجني " يف رؤبة والعجاج، و " املروتني اخللفاء أمهات االوالد، وهذا املراد به عمر وعمر، وقالوا " العج" يف الصفا واملروة. والجل االختالط أطلقت من على ما ال يعقل يف حنو )فمنهم من ميشى على بطنه، ومنهم من ميشى على رجلني، ومنهم من ميشى على أربع( فإن االختالط حاصل يف العموم

على رجلني( اختالط آخر يف عبارة التفصيل، السابق يف قوله تعاىل )كل دابة من ماء( وىف )من ميشى فإنه يعم االنسان والطائر، واسم املخاطبني على الغائبني يف قوله تعاىل )اعبدوا ربكم الذى خلقكم

والذين من قبلكم لعلكم تتقون( الن " لعل " متعلقة خبلقكم ال باعبدوا، واملذكرين على املؤنث حىت واملالئكة على أبليس حىت استثىن منهم يف )فسجدوا إال إبليس( عدت منهم يف )وكانت من القانتني(

قال الزخمشري: واالستثناء متصل، النه واحد

[688 ]

من بني أظهر االلوف من املالئكة، فغلبوا عليه يف )فسجدوا( مث استثىن منهم استثناء أحدهم، مث قال: ا( بعد )لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا وجيوز أن يكون منقطعا. ومن التغليب )أو لتعودن يف ملتن

معك من قريتنا( فإنه عليه الصالة والسالم مل يكن يف ملتهم قط، خبالف الذين آمنوا معه ومثله )جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن االنعام أزواجا يذرؤكم فيه( فإن اخلطاب فيه شامل للعقالء واالنعام،

واالنعام، ومعىن )يذرؤكم فيه( يبثكم ويكثركم يف هذا التدبري، فغلب املخاطبون والعاقلون على الغائبنيوهو أن جعل للناس ولالنعام أزواجا حىت حصل بينهم التوالد، فجعل هذا التدبري كاملنبع واملعدن للبث

والتكثري، فلذا جئ بفى دون الباء، ونظريه )ولكم يف القصا ص حياة( وزعم مجاعة أن منه )يا أيها وحنو )بل أنتم قوم جتهلون( وإمنا هذا من مراعاة املعىن، االول من مراعاة اللفظ. القاعدة الذين آمنوا(

اخلامسة أهنم يعربون بالفعل عن أمور. أحدها: وقوعه، وهو االصل. والثاىن: مشارفته، حنو )وإذا رون طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن( أي فشارفن انقضاء العدة )والذين يتوفون منكم ويذ

أزواجا وصية الزواجهم( أي والذين يشارفون املوت وترك االزواج يوصون وصية )وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية( أي لو شارفوا أن يرتكوا، وقد مضت يف فصل لو ونظائرها، ومما مل يتقدم ذكره

إىل ملك كاد اجلبال لفقده * تزول، وزال الراسيات من الصخر - 121قوله:

Page 502: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[681 ]

الثالث: إرادته، وأكثر ما يكون ذلك بعد أداة الشرط حنو )فإذا قرأت القرآن فاستعذ باهلل( )إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا( )إذا قضى أمرا فإمنا يقول له كن( )وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط( )وإن

لعدوان( )إذا ناجيتم الرسول فقدموا عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به( )وإذا تناجيتم فال تتناجوا باالمث وااآلية( )إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدهتن( وىف الصحيح " إذا أتى أحدكم اجلمعة فليغتسل ". ومنه -

يف غريه )فأخرجنا من كان فيها من املؤمنني، فما وجدنا فيها غري بيت من املسلمني( أي فأردنا للمالئكة اسجدوا آلدم( الن مث للرتتيب، وال ميكن هنا االخراج )ولقد خلقناكم مث صورناكم مث قلنا

مع احلمل على الظاهر، فإذا محل خلقنا وصورنا على إرادة اخللق والتصوير مل يشكل. وقيل: مها على حذف مضافني، أي خلقنا أباكم مث صورنا أباكم. ومثله )وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا( أي

( أي أراد الدنو من حممد عليه الصالة والسالم، فتدىل فتعلق يف اهلواء، أردنا إهالكها )مث دىن فتدىلوهذا أوىل من قول من ادعى لقلب يف هاتني اآليتني وأن التقدير: وكم من قرية جاءها بأسنا

فارقنا قبل أن نفارقه * ملا قضى من مجاعنا وطرا أي أراد - 128فأهلكناها، مث تدىل فدىن، وقال: المهم عكس هذا، وهو التعبري بإرادة الفعل عن إجياده، حنو )ويريدون أن يفرقوا بني اهلل فراقنا وىف ك

ورسله( بدليل أنه قوبل بقوله سبحانه وتعاىل )ومل يفرقوا بني أحد منهم( والرابع: القدرة عليه، حنو الرادة )وعدا علينا إنا كنا فاعلني( أي قادرين على االعادة، وأصل ذلك أن الفعل يتسبب عن ا

والقدرة، وهم يقيمون سبب

[613 ]

مقام املسبب وبالعكس، فاالول حنو )ونبلو أخباركم( أي ونعلم أخباركم، الن االبتالء االختبار، وباالختبار حيصل العلم، وقوله تعاىل )هل يستطيع ربك( اآلية يف قراءة غري الكسائي يستطيع بالغبة ؟

فعرب عن الفعل باالستطاعة الهنا شرطه، أي هل ينزل علينا ربك وربك بالرفع، معناه هل يفعل ربك،مائدة إن دعوته. ومثله )فظن أن لن نقدر عليه( أي لن نؤاخذه، فعرب عن املؤاخذة بشرطها، وهو

Page 503: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

( فتقديرها هل تستطيع سؤال ربك، فحذف املضاف، أو هل 1القدرة عليها. وأما قراءة الكسائي )ائدة أي استجابته، ومن الثاين )فاتقوا النار( أي ] فاتقوا [ العناد املوجب تطلب طاعة ربك يف إنزال امل

للنار. القاعدة السادسة أهنم يعربون عن املاضي واآليت كما يعربون عن الشئ احلاضر قصدا الحضاره يف الذهن حىت كأنه مشاهد حالة االخبار، حنو )وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة( الن الم االبتداءللحال، وحنو )هذا من شيعته وهذا من عدوه( إذ ليس املراد تقريب الرجلني من النيب صلى اهلل عليه وسلم، كما نقول: هذا كتابك فخذه، وإمنا االشارة كانت إليهما يف ذلك الوقت هكذا فحكيت،

تلك الصورة ومثله )واهلل الذى أرسل الرياح فتثري سحابا( قصد بقوله سبحانه وتعاىل )فتثري( إحضار البديعة الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، تبدو أوال قطعا مث تتضام متقلبة بني أطوار حىت تصري ركاما. ومنه )مث قال له كن فيكون( أي فكان )ومن يشرك باهلل فكأمنا خر من السماء فتخطفه

استضعفوا يف االرض( إىل قوله الطري أو هتوى به الريح يف مكان سحيق( )ونريد أن منن على الذينتعاىل: )ونرى فرعون وهامان( ومنه عند اجلمهور )وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد( أي يبسط ذراعيه،

بدليل )ونقلبهم(

( قرأ الكسائي )هل تستطيع ربك( بتاء املضارعة وبنصب ربك. )*( 1)

[611 ]

ئي وهشام: إن اسم الفاعل الذى مبعىن املاضي يعمل، ومل يقل وقلبناهم، وهبذا التقرير يندفع قول الكساومثله )واهلل خمرج ما كنتم تكتمون( إال أن هذا على حكاية حال كانت مستقبلة وقت التدارؤ، وىف

جارية يف رمضان املاضي * تقطع احلديث - 121اآلية االوىل حكيت احلال املاضية، ومثلها قوله: ول حسان: يغشون حىت ال هتر كالهبم * ] ال يسألون عن السواد باالمياض ولوال حكاية احلال يف ق

[ مل يصح الرفع، النه ال يرفع إال وهو للحال، ومنه قوله تعاىل: )حىت يقول الرسول( 111املقبل [ ] بالرفع. القاعدة السابعة أن اللفظ قد يكون على تقدير، وذلك املقدر على تقدير آخر، حنو قوله

ذا القرآن أن يفرتى من دون اهلل( فإن يفرتى مؤول باالفرتاء، واالفرتاء مؤول مبفرتى، تعاىل: )وما كان ه

Page 504: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى * ولكنما الفتيان كل فىت ندى وقالوا " عسى زيد - 133وقال: أن يقوم " فقيل: هو على ذلك، وقيل: على حذف مضاف، أي عسى أمر زيد، أو عسى زيد

وقيل: أن زائدة، ويرده عدم صالحيتها للسقوط يف االكثر، وأهنا قد عملت، والزائد ال صاحب القيام، يعمل، خالفا اليب احلسن، وأما قول أىب الفتح يف بيت احلماسة:

[612 ]

حىت يكون عزيزا يف نفوسهم * أو أن يبني مجيعا وهو خمتار جيوز كون أن زائدة: فالن - 131ال بأن، وقيل يف )مث يعودون ملا قالوا( إن )ما قالوا( مبعىن القول، والقول النصب هنا يكون بالعطف

بتأويل املقول، أي يعودون للمقول فيهن لفظ الظهار وهن الزوجات، وقال أبو البقاء يف )حىت تنفقوا . وهذا يقتضى أن مما حتبون(: جيوز عند أىب على كون ما مصدرية، واملصدر يف تأويل اسم املفعول، اه

غري أىب على ال جييز ذلك. وقال السرياىف: إذا قيل: " قاموا ما خال زيدا، وما عدا زيدا " فما مصدرية، . وهى وصلتها حال، وفيه معىن االستثناء، قال ابن مالك: فوقعت احلال معرفة لتأوهلا بالنكرة، اه

" إن ما وصلتها نصب على والتأويل خالني عن زيد، ومتجاوزين زيدا، وأما قول ابن خروف والشلوبني االستثناء " فغلط الن معىن االستثناء قائم مبا بعدمها ال هبما، واملنصوب على معىن ال يليق ذلك املعىن بغريه. القاعدة الثامنة كثريا ما يغتفر يف الثواين ما ال يغتفر يف االوائل، فمن ذلك " كل شاة وسخلتها

ارها * و " رب رجل وأخيه " )وإن نشأ ننزل عليهم * أي فىت هيجاء أنت وج - 132بدرهم " و من السماء آية فظلت( وال جيوز: كل سخلتها، وال أي جارها، وال رب أخيه، وال جيوز " إن يقم زيد

ان يسمعوا سبة طاروا هبا فرحا * عىن، وما - 133قام عمرو " يف االصح، إال يف الشعر كقوله: يسمعوا من صاحل دفنوا

[613 ] ذ ال تضاف كل وأى إىل معرفة مفردة، كما أن اسم التفضيل كذلك، وال جتر رب إال النكرات، وال إ

إن تركبوا فركوب اخليل - 134يكون يف النثر فعل الشرط مضارعا واجلواب ماضيا، وقال الشاعر:

Page 505: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ية على مجلة عادتنا * أو تنزلون فإنا معشر نزل فقال يونس: أراد أو أنتم تنزلون، فعطف اجلملة االمسالشرط، وجعل سيبويه ذلك من العطف على التوهم، قال: فكأنه قال: أتركبون فذلك عادتنا أو تنزلون

فنحن معرفون بذلك، ويقولون: مررت برجل قائم أبواه ال قاعدين وميتنع قائمني ال قاعد أبواه، على الظرف واجملرور ما ال يتسعون يف إعمال الثاين وربط االول باملعىن. القاعدة التاسعة أهنم يتسعون يف

زيد جالسا " -أو عندك -غريمها، فلذلك فصلوا هبما الفعل الناقص من معموله حنو " كان يف الدار وفعل التعجب من املتعجب منه حنو " ما أحسن يف اهليجاء لقاء زيد، وما أثبت عند احلرب زيدا "

تلحين فيها فإن حببها * أخاك مصاب القلب فال - 135وبني احلرف الناسخ ومنسوخه حنو قوله: أبعد بعد تقول الدار جامعة * - 136جم بال مله وبني االستفهام والقول اجلارى جمرى الظن كقوله

] مشلى هبم أم تقول البعد حمتوما [ وبني املضاف وحرف اجلر وجمرورمها، وبني إذن ولن ومنصوهبما حنو إذن واهلل نرميهم حبرب * ] تشيب - 131واهلل درهم " وقوله: " هذا غالم واهلل زيد، واشرتيته ب

الطفل من قبل املشيب [

[614 ]

[ وقدمومها خربين على االسم 461وقوله: لن ما رأيت أبا يزيد مقاتال * أدع القتال وأشهد اهليجاء ] ار زيد جالسا " وقوله: يف باب إن حنو )إن يف ذلك لعربة( ومعمولني للخرب يف باب ما حنو " ما يف الد

] بأهبة حزم لذ وإن كنت آمنا [ * فما كل حني من تؤايت مؤاتيا فإن كان املعمول غريمها - 138] وقالوا: تعرفها املنازل من مىن [ * وما كل من واىف مىن أنا عارف - 131بطل عملها كقوله:

الفعل املنفى مبا يف حنو قوله: * وحنن ومعمولني لصلة أل حنو )وكانوا فيه من الزاهدين( يف قول، وعلى [ وقيل: وعلى إن معموال خلربها يف حنو أما بعد فإىن أفعل كذا 131عن فضلك ما استغنينا * ]

[ وعلى العامل املعنوي 44وكذا، وقوله: أبا خراشة أما أنت ذا نفر * فإن قومي مل تأكلهم الضبع ] أما مسألة أما فاعلم أنه إذا تالها ظرف، ومل يل الفاء ما يف حنو قوهلم " أكل يوم لك ثوب ". وأقول:

فزيد جالس " جاز كونه معموال الما أو ملا -أو عندك -ميتنع تقدم معموله عليه حنو " أما يف الدار فإىن صارب " فالعامل -أو اليوم -بعد الفاء، فإن تال الفاء ما ال يتقدم معموله عليه حنو " أما زيدا

Page 506: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

ازىن أما فتصح مسألة الظرف فقط، الن احلروف ال تنصب املفعول به، وعند املربد جتوز فيه عند امل مسألة الظرف من وجهني، ومسألة املفعول به

[615 ]

من جهة إعمال ما بعد الفاء، واحتج بأن " أما " وضعت على أن ما بعد فاء جواهبا يتقدم بعضه 44ظرف دون املفعول به، وأما قوله * أما أنت ذا نفر * ] فاصال بينها وبني أما، وجوزه بعضهم يف ال

[ فليس املعىن على تعلقه مبا بعد الفاء، بل هو متعلق تعلق املفعول الجله بفعل حمذوف، والتقدير: أهلذا فخرت على ؟ وأما املسألة االخرية فمن أجاز " زيد جالسا يف الدار " مل يكن ذلك خمتصا عنده

عاشرة من فنون كالمهم القلب. وأكثر وقوعه يف الشعر، كقول حسان رضى اهلل بالظرف. القاعدة ال[ فيمن نصب املزاج، فجعل 614تعاىل عنه: كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء ]

املعرفة اخلرب والنكرة االسم، وتأوله الفارسى على أن انتصاب املزاج على الظرفية اجملازية، واالوىل رفع زاج ونصب العسل، وقد روى كذلك أيضا، فارتفاع ماء بتقدير وخالطها ماء، ويرى برفعهن على امل

إضمار الشأن، وأما قول ابن أسد إن كان زائدة فخطأ، الهنا ال تزاد بلفظ املضارع بقياس، وال ضرورة ن لون ومهمه مغربة أرجاؤه * كأن لون أرضه مساؤه أي كأ - 143تدعو إىل ذلك هنا، وقول رؤبة:

فإن أنت - 141مسائه لغربهتا لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف املضاف، وقال آخر: وال هتيبين املوماة أركبها - 142القيت يف جندة * فال تتهيبك أن تقدما أي تتهيبها، وقال ابن مقبل:

* إذا جتاوبت االصداء بالسحر أي وال أهتيبها، وقال كعب:

[616 ]

ن أوب ذراعيها إذا عرقت * رقد تلفع بالقور العساقيل القور: مجع قارة، وهى اجلبل كأ - 143الصغري، والعساقيل: اسم الوائل السراب، وال واحد له، والتلفع: االشتمال، وقال عروة بن الورد:

فلما أن جرى - 145فديت بنفسه نفسي وماىل * وما آلوك إال ما أطيق وقال القطامى: - 144يها * كما طينت بالفدن السياعا الفدن: القصر، والسياع: الطني، ومنه يف الكالم " أدخلت مسن عل

Page 507: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

القلنسوة يف رأسي " و " عرضت الناقة على احلوض " و " عرضتها على املاء " قاله اجلوهرى ومجاعة منهم السكاكى والزخمشري، وجعل منه )ويوم يعرض الذين كفروا على النار( وىف كتاب التوسعة

ليعقوب بن إسحاق السكيت: إن " عرضت احلوض على الناقة " مقلوب، وقال آخر: ال قلب يف 146واحد منهما، واختاره أبو حيان، ورد على قول الزخمشري يف اآلية، وزعم بعضهم يف قول املتنيب:

وعذلت أهل العشق حىت ذقته * فعجبت كيف ميوت من ال يعشق أن أصله كيف ال ميوت من -والصواب خالفه، وأن املراد أنه صار يرى أن ال سبب للموت سوى العشق، ويقال: إذا طلعت يعشق،

اجلوزاء انتصب العود يف احلرباء، أي انتصب احلرباء يف العود. وقال ثعلب يف قوله تعاىل )مث يف سلسلة رية أهلكناها ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه(: إن املعىن اسلكوا فيه سلسلة، وقيل: إن منه )وكم من ق

فجاءها بأسنا( )مث دىن فتدىل( وقد مضى تأويلهما ونقل اجلوهرى يف )فكان قاب قوسني( أن أصله قاىب قوس، فقلبت التثنية

[611 ]

باالفراد، وهو حسن إن فسر القاب مبا بني مقبض القوس وسيتها أي طرفها، وهلا طرفان، فله قابان، إذا أحسن ابن العم بعد إساءة * فلست لشرى فعله حبمول - 141ونظري هذا إنشاد ابن االعرايب:

أي فلست لشر فعليه قيل: ومن القلب )اذهب بكتايب هذا( اآلية: وأجيب بأن املعىن مث تول عنهم إىل مكان يقرب منهم، ليكون ما يقولونه مبسمع منك فانظر ماذا يرجعون، وقيل يف )فعميت عليهم(:

(، وىف )حقيق على أن ال أقول( اآلية فيمن جر بعلى بعد أن وصلتها على 1إن املعىن فعميتم عنها )أن املعىن حقيق على، بإدخاهلا على ياء املتكلم كما قرأ نافع: وقيل: ضمن حقيق معىن حريص، وىف

)ما إن مفاحته لتنوء بالعصبة(: إن املعىن لتنوء العصبة هبا أي تنهض هبا متثاقلة، وقيل الباء للتعدية مزة، أي لتنئ العصبة، أي جتعلها تنهض متثاقلة. القاعدة احلادية عشرة من ملح كالمهم تقارض كاهل

اللفظني يف االحكام، ولذلك أمثلة: أحدها: إعطاء " غري " حكم إال يف االستثناء هبا حنو )ال يستوى الوصف هبا القاعدون من املؤمنني غري أوىل الضرر( فيمن نصب غري، وإعطاء " إال " حكم غري يف

حنو )لو كان فيهما آهلة إال اهلل لفسدتا(. والثاىن: إعطاء أن املصدرية حكم " ما " املصدرية يف االمهال

Page 508: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

[ الشاهد يف " أن " 35كقوله: أن تقرآن على أمساء وحيكما * مين السالم وأن ال تشعرا أحدا ] عمال " ما " محال على أن كما روى االوىل، وليست خمففة من الثقيلة، بدليل أن املعطوفة عليها، وإ

من قوله عليه الصالة والسالم " كما تكونوا يوىل عليكم " ذكره ابن احلاجب، واملعروف يف الرواية كما تكونون.

( الصواب أن يقال " فعموا عنها " أو تتلى آية هود )فعميت عليكم( ليكون املعىن " فعميتم عنها 1)

)*( ."

[618 ]

إعطاء إن الشرطية حكم لو يف االمهال كما روى يف احلديث " فإن ال تراه فإنه يراك " والثالث: وإعطاء لو حكم إن يف اجلزم كقوله: لو يشأ طار هبا ذو ميعة * ] الحق اآلطال هند ذو خصل [ ]

بااللف -[ ذكر الثاين ابن الشجرى، وخرجه غريه على أنه ] جاء [ على لغة من يقول شايشا 436ويؤيده أنه ال جيوز جمئ إن -باهلمزة - أبدلت االلف مهزة على حد قول بعضهم العأمل واخلأمت مث -

الشرطية يف هذا املوضع، النه إخبار عما مضى، فاملعىن لو شاء، وهبذا يقدح أيضا يف ختريج احلديث رى الصحيح السابق على ما ذكر، وهو ختريج ابن مالك، والظاهر أنه يتخرج على إجراء املعتل جم

كقراءة قنبل )إنه من يتقى ويصرب فإن اهلل( ؟ ؟ ياء يتقى وجزم يصرب. والرابع: إعطاء إذا حكم مىت يف [ وإمهال 132اجلزم هبا كقوله: ] استغن ما أغناك ربك بالغين [ * وإذا تصبك خصاصة فتحمل ]

قامك ال يسمع الناس ". مىت حكما هلا حبكم إذا، كقول عائشة رضى اهلل عنها " وأنه مىت يقوم مواخلامس: إعطاء مل حكم لن يف عمل النصب، ذكره بعضهم مستشهدا بقراءة بعضهم )أمل نشرح(

محل الشئ على ما حيل حمله كما -أو حيسن -بفتح احلاء، وفيه نظر، إذ ال حتل لن هنا، وإمنا يصح دليال عليها، وىف هذا شذوذان: قدمنا، وقيل: أصله " نشرحن " مث حذفت النون اخلفيفة وبقى الفتح

توكيد املنفى بلم مع أنه كالفعل املاضي يف املعىن، وحذف النون لغري مقتض مع أن املؤكد ال يليق به

Page 509: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

احلذف، وإعطاء لن حكم مل يف اجلزم كقوله: لن خيب اآلن من رجائك من * حرك من دون بابك [ 466احللقه ]

[611 ]

دس: إعطاء ما النافية حكم ليس يف االعمال، وهى لغة أهل احلجاز حنو )ما الرواية بكسر الباء. والساهذا بشرا( وإعطاء ليس حكم ما يف االمهال عند انتقاض النفى بإال كقوهلم " ليس الطيب إال املسك

" وهى لغة بىن متيم. والسابع: إعطاء عسى حكم لعل يف العمل كقوله: ] تقول بنىت قد أىن أنا كا [ * [ وإعطاء لعل حكم عسى يف اقرتان خربها بأن، ومنه احلديث " فلعل 246تا علك أو عساكا ] يا أب

بعضكم أن يكون أحلن حبجته من بعض ". والثامن: إعطاء الفاعل إعراب املفعول وعكسه عند أمن مثل القنافذ - 148اللبس، كقوهلم: خرق الثوب املسمار، وكسر الزجاج احلجر، وقال الشاعر:

قد سامل - 141ون قد بلغت * جنران أو بلغت سوآهتم هجر ومسع أيضا نصبهما كقوله: هداجاحليات منه القدما * ] االفعوان والشجاع الشجعما [ يف رواية من نصب احليات، وقيل: القدما تثنية

[ 884حذفت نونه للضرورة كقوله: مها خطتا إما إسار ومنة * ] وإما دم، والقتل باحلر أجدر [ ] إن من صاد عقعقا ملشوم * كيف من - 153فيمن رواه برفع إسار ومنة، ومسع أيضا رفعهما كقوله:

صاد عقعقان وبوم

[133 ]

والتاسع: إعطاء " احلسن الوجه " حكم " الضارب الرجل " يف النصب، وإعطاء " الضارب الرجل " عجب حكم أفعل التفضيل، يف جواز حكم " احلسن الوجه " يف اجلر. والعاشر: إعطاء أفعل يف الت

التصغري، وإعطاء أفعل التفضيل حكم أفعل يف التعجب يف أنه ال يرفع الظاهر، وقد مر ذلك. ولو ذكرت أحرف اجلر ودخول بعضها على بعض يف معناه جلاء من ذلك أمثلة كثرية...... وهذا آخر ما

نشائه وإمتامه يف البلد احلرام، يف شهر ذى تيسر إيراده يف هذا التأليف، وأسأل اهلل الذى من على بإالقعدة احلرام، ويسر على إمتام ما أحلقت به من الزوائد يف شهر رجب احلرام: أن حيرم وجهى على

Page 510: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

النار، وأن يتجاوز عما حتملته من االوزار، وأن يوقظين من رفدة الغفلة قبل الفوت، وأن يلطف ىب عند بأهلى وأحبايب، ومجيع املسلمني، وأن يهدى أشرف صلواته معاجلة سكرات املوت، وأن يفعل ذلك

وأزكى حتياته إىل أشرف العاملني، وإمام العاملني: حممد نىب الرمحة، الكاشف يف يوم احلشر بشفاعته الغمة، وعلى آله اهلادين، وأصحابه الذين شادوا لنا قواعد االسالم، ومهدوا الدين، وأن يسلم تسليما

دين، واحلمد هلل رب العاملني، اللهم صلى وسلم وبارك على حبيبنا حممد عدد الرمل كثريا إىل يوم القد وضعنا رقما متتابعا للشواهد الشعرية، فإذا -والدقيق وعدد املوج الدفيق، وسلم تسليما..... تنبيه

تكرر البيت وضعنا يف املرة االوىل يف

[133 ]

الضارب الرجل " يف النصب، وإعطاء " الضارب الرجل " والتاسع: إعطاء " احلسن الوجه " حكم " حكم " احلسن الوجه " يف اجلر. والعاشر: إعطاء أفعل يف التعجب حكم أفعل التفضيل، يف جواز التصغري، وإعطاء أفعل التفضيل حكم أفعل يف التعجب يف أنه ال يرفع الظاهر، وقد مر ذلك. ولو

يف معناه جلاء من ذلك أمثلة كثرية...... وهذا آخر ما ذكرت أحرف اجلر ودخول بعضها على بعض تيسر إيراده يف هذا التأليف، وأسأل اهلل الذى من على بإنشائه وإمتامه يف البلد احلرام، يف شهر ذى القعدة احلرام، ويسر على إمتام ما أحلقت به من الزوائد يف شهر رجب احلرام: أن حيرم وجهى على

حتملته من االوزار، وأن يوقظين من رفدة الغفلة قبل الفوت، وأن يلطف ىب عند النار، وأن يتجاوز عما معاجلة سكرات املوت، وأن يفعل ذلك بأهلى وأحبايب، ومجيع املسلمني، وأن يهدى أشرف صلواته وأزكى حتياته إىل أشرف العاملني، وإمام العاملني: حممد نىب الرمحة، الكاشف يف يوم احلشر بشفاعته

وعلى آله اهلادين، وأصحابه الذين شادوا لنا قواعد االسالم، ومهدوا الدين، وأن يسلم تسليما الغمة،كثريا إىل يوم الدين، واحلمد هلل رب العاملني، اللهم صلى وسلم وبارك على حبيبنا حممد عدد الرمل

شواهد الشعرية، فإذا قد وضعنا رقما متتابعا لل -والدقيق وعدد املوج الدفيق، وسلم تسليما..... تنبيه تكرر البيت وضعنا يف املرة االوىل يف آخره رقم الصفحة أو الصفحات الىت يتكرر فيها، ووضعنا يف

آخره يف كل مرة بعد االوىل رقمه الذى استحقه أول مرة، فإذا رأيت بيتا وضع يف أوله رقم فاعلم أنه مل

Page 511: مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب /  Mughnī al-labīb by ibn hishām

اعلم أنه سيأيت يف الصفحة أو الصفحات يتقدم ذكره، وإذا رأيت يف آخره رقما مسبوقا حبرف ص ف املذكورة أرقامها، وإذا رأيت يف آخره رقما غري مسبوق هبذا احلرف فاعلم أنه قد سبق ذكره هبذا الرقم.