ظلامتوأشعة

ظلامتوأشعة

تأليفزيادة مي

وأشعة ظلماتزيادة مي

والنرش للرتجمة عربية كلماتوالنرش للرتجمة عربية كلمات للنارش محفوظة الحقوق جميع

محدودة) مسئولية ذات (رشكة

وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والنرش للرتجمة عربية كلمات إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنما

القاهرة ،١١٧٦٨ نرص مدينة ،٥٠ ص.ب.العربية مرص جمهورية

+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٢٧٤٣١ تليفون:kalimat@kalimat.org اإللكرتوني: الربيد

http://www.kalimat.org اإللكرتوني: املوقع

كلمات لرشكة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعالعمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والنرش. للرتجمة عربية

العامة. للملكية خاضعة

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 Kalimat Arabia.All other rights related to this work are in the public domain.

املحتويات

7 الحياة كوة من9 والطفل أنا13 عامني بني15 الصفا نهر نشيد19 املفقودة الساعة23 البحار سيدة يا25 الطفل بكاء27 الصامت املغرد عىل دمعة31 (١) الحياة مرقص نحو33 (٢) الحياة مرقص نحو37 الجديدة الذكرى39 العيون43 الحكمة ومطالب الحكيم45 النرص عيد ليلة51 املدمرة املعمرة الطبيعة53 املوتى يوم59 الحياة مرقص يف61 سعيدا كن67 الراقصات السهرات71 التائه املوضوع

وأشعة ظلمات

75 الغريب أيها أنت79 بيل الس منعطف قرب81 وطني أين85 الهول أبي قدمي عند

6

احلياة كوة من

بالناس وإذ هناك. أوقفني ذا ومن أقف ملاذا أدري ال الحياة كوة عند وقفت …ما عىل أعثر لعيل والحركات منهم الوجوه أتفحص فأخذت يمرون، السبيل يفمني يطلب الذي هذا ما أدرك ولعيل عني، مختلفني وهم عنهم مختلفة يجعلنيما عىل وأغبطهم بالناس أعجب فرصت اختباري. وقلة وجهيل وحريتي حداثتي رغماملظاهر تلك لتكون عندهم الكآبة بمظاهر وأتعزى بمثله، أفوز أن يل وليس لديهملم وعجزي، بحريتي شعورا إال أزدد لم أني عيل وبينهم. بيني واهية، ولو صلة،مع — الضاحكة الفرحة األقوام تلك إزاء له رضورة ال خيال بأني شعورا إال أزددإىل وصلت أني لحظة فظننت هو. ما يدري ال كثري يشء منه يطلب الخيال هذا أنوجودا هناك بأن إيل أوحي ثم الثمالة. حتى املرارة كأس رشبت وأني اليأس قرارةبها. والتمتع إليها التعرف إىل محرق باحتياج وشعرت السعادة، يدعى ملموس غريذلك تلقي من وعجزها وسكوتها انفرادها يف النفوس عىل أقىس ليس أنه ففهمت

… العميق االجتياح بذلك والشعور العنيف الوحي

والطفل أنا

للخديو باألمس كان قرص إيل املؤدية الطريق يف وضوضائها، املدينة عن بعيدا هناكشط عىل إيزيس، سهول ومرضع املرصيني معبود شط عىل له، يعد ولم إسماعيلغناء روضة هناك — أعماقه يف املبعثر العذارى رفات عىل سريه يف النائح النيل

املتأملني. زائريها أحالم جوها حفظ وقد الداخلني لجميع مفتوحةفافرتشت املدنية عادات عني نبذت منري. يوم صباح يف الحديقة إىل قصدتيف األخرض العشب عيل وتمددت الصحراء، رمال البادية سكان يفرتش كما الثرى

هنالك. املنصوبة التماثيل أحد قدمي عند شجرية يفءإال هي وإن أطفال. ثالثة إحداهما مع انجليزيتني سيدتني سوى حويل أر لمفناديته سنواته. من الرابعة يف صبي وهو هؤالء، أحد مني اقرتب حتى دقائق

الصغري!» أيها إيل «تعال قائلةصامتا. فجلس ركبتي؟» عىل تجلس «أال فسألته: باسما، واجفا فدنا

إىل قلبي ووثب امليت. الوحيد أخي ذكرت الصغري جسده بثقل شعرت وملاالهية وجنته، حالوة من امتص الطفل إيل فملت أجفاني بني الدموع وجالت شفتيالبحار. أطراف من الغيم يتصاعد كما فؤادي من املتصاعدة كآبتي عن القبلة بتلك

ابتسامهم! طعم أطيب وما األطفال، قبلة أعذب مااسمك؟» «ما الطفل: سألت ثم

«روبرت». قال:كأنما شفاف وجه اإلنجليزي: الجمال آيات من آية به فإذا وجهه يف نظرتوانكماشا. لطفا الورد كزر وفم برشيا. وجها فنحت تجمد وياسمني ورد عصري هوعميقة زرقة لهما وعينان عليها. مسدول ذهبي شعر يخفيها عالية كبرية وجبهة

وأشعة ظلمات

الظاهري جمودهما يف االنجليزية العيون كبعض وهما الغروب، بعيد البحار كزرقةفقلت متمعنة، املالمح هذه جميع يف نظرت وتالعبهما. وحالوتهما الخفية وحرارتهما

زرقتهما؟» أعطاك ومن روبرت، يا بعينيك، أتيت أين «من للطفل:«ماما». أعطاك»: «من كلمتي غري يفهم ولم أجاب،أبوك؟» يعمل عمل وأي بك! أمك عينا «قرت قلت:

وأنا ضابط. «بابا بشفتيه: متعثرة لسانه عىل تتدحرج اللطيفة ولثغاته قالبابا». مثل عسكري

يدك». هات روبرت. يا أحبك وأنا جميل «أنت قلت:.“Yes, Thank you” قال:

يد خطته ما فيها أقرأ روبرت يد أخذت كابتسامتهم. حلوة عجيبة األطفال يدواضح والقلب والعقل الحياة خطوط من كل وفيها اإلبهام كبرية مربعة يد األقدار.

… متواعدا متهددا الصغرية الكف تلك يف يرتفع املريخ وتل جيل،حفظته ما اليوم إشاراتها تنقل التي اليد «هذه همسا: وخاطبته إليه فنظرتهذه األزاهري، وملس الندى ملداعبة إال تمتد ال التي اليد هذه املالئكة، إشارات منوالحربة السيف عىل تقبض سوف جندي، يد تصري سوف الطرية الصغرية اليد«… أبرارا أم كانوا أرشارا البرش بحياة تفتك سوف املدافع، أفواه من النريان وتطلق

بابا؟» مثل عسكري «أنا بقدميه: الحديقة أديم يرضب وهو روبرت قالجميال وستكون جنديا. تصبح التجند سن تبلغ عندما روبرت، يا «نعم قلت:بأثواب وأنت اليوم منك جماال أقل لكن جدا، جميال ستكون العسكري، ثوبك يفوالصدور األكمام ومذهب الجنود، إيل يملن ألنهن النساء لك تبسم سوف الطفولة.قادرة كبرية تكون سوف الضعيفة الصغرية اليد وهذه األحالم. عالم إيل بهن يسريوعيناك وثبات! بعزم والهالك التدمري آالت تلمس سوف وتميت، وتشقي تؤلميرحم أو يلني أن دون والدموع الدماء يرى جالد عيني تكونان سوف الجميلتان

…؟ قليال إال يشعر وال اليوم يدرك ال الذي قلبك يكون كيف ترى وقلبك، …فيلعبون حسابا، الحياة يف للعواطف يحسبون ال الذين الكثريين من «أتكوناألفراح تمر بل يختربون، ملا أثر استبقاء دون ويحزنون ويتمتعون ويضحكونعليها ترتك فال الزجاج صفحة عىل الغيوم دموع تسقط كما نفوسهم عىل واألتراحوحدة بقوة يشعرون الذين أولئك من تكون أم … يزول أن يلبث ال ما سوي

10

والطفل أنا

عينيك يف فتضع امرأة يد يوما ترضبك هل وخجال؟… كربا ذلك بعكس ويتظاهرونخنجرا؟ اليأس من فؤادك يف وتغمد دموعا للحب

ذاتك فتجد البرش أحوال عىل تقف غدا ونفسا، جسدا تنمو روبرت، يا «غدا،لهيب ويلذعك املجاهدة، وتضنيك املسؤولية تعذبك غدا الحياة، معرتك يف وحيداالكلمة! لهول يا إنسانا، تصري غدا الروح. ظمأ تذوق غدا الهيام. نار وتذيبك الفكر

طويال. صمت معا!…» والها حيوانا أي إنسانا تصري غداأطراف من حلوة نغمة تصاعدت الطبيعة حضن يف الشامل الهدوء ذلك ويفيف يردد املؤذن صوت ذلك وكان األزهار: أنفاس عىل تموجها وانترش الحديقة

الغروب. عند سيعيده وما الفجر يف أنشده ما الظهريةروبرت؟» يا الصوت، سمعت «هل فسألت:

.“Yes” أجاب:هو وما النرصانية، هي وما امليثولوجية، هي ما تعرف قريب «عما قلت:والعائيل والعلمي والجنيس الديني التعصب هو ما تفهم قريب عما اإلسالم.منها تصنع العرس أثواب منها تخاط التي األنسجة أن تعلم قريب عما والفردي.حول محتشدون ألنهم باألقوام يفتكون األقوام ترى قريب عما الشهداء. أكفانروبرت، يا هذا، كل ترى قريب عما نسيجهم. لون غري بلون صبغت نسيج قطعة

بابا!» مثل عسكري ألنك فيه وتشرتك

رجل أمام متهيبة وقفت ألني أقبله لم أنا تحية. وال قبلة بال روبرت عن انفصلت… حلواء وال كعكا أعطه لم ألني يقبلني لم وهو منه. الغد

11

عامني بني

بحر يف ليصب الفخم، بعقيقه ثمال الحياة نهر يجري واملستقبل املايض شطي بنيوأغراس املوت جماجم بني تتهادى البرش وخياالت قديم؛ وال جديد ال حيث األبدية

الكلوم. من وكثريا اآلمال من كثريا ضلوعها طي مخفية الحياةالراحل! العام أيها األبدية، بحر فإىل

إلينا! الجديد، العام أيها وأنت

بني حب صلة وكنت الحنان الشيوخ قلوب يف فنبهت جميال، طفال األرض وطئتالخلصان. أرواح

الصبح حسام وامتشقت المعا، مغردا فأصبح األثري بدقائق نسيماتك امتزجتالنور كتائب ومألت املرشق يف الدماء منها فسالت الظالم جيوش أعناق ضاربا

والسماء. األرضتهليال. والنواح أمال اليأس وغدا قديمها فأفنت األيام هام عىل أعقابك وداستمزقت ولنئ حظا، رجت عذابا ذاقت كلما هرمها يف طفلة اإلنسانية هي

فؤادها. غامرة برحت ما العظيم الحب فموجات واألحقاد الضغائن أحشاءهارحماك! العام، أيها رحماك، الصباح: أصوات متخلال هتافها فاسمع

عىل أسماءنا لننقش فساعدنا الوجود، باب عىل الزمان يد اسمك كتبت لقدالسعادة! باب

تسمعنا فما قواها، مرخية الدموع عليها فتسيل األوتار نلمس باألمس كنالنوقع العيدان أرواح ننعش أن فنريد اليوم أما العبودية. وأنني املذلة شكوى سوى

األلحان. أعذب عىل املبادئ أسمى

وأشعة ظلمات

بها! فارفق تتألم اإلنسانية الجديد، العام أيها رحماك

الحبيب! الطفل أيها رحماك،ابتسامتك وعىل الرجاء، قبلة جبهتك فعىل الثالث: السنوية القبالت نعطك تعال

والتوسل. االلتماس قبلة يديك وعىل الوداد، قبلةاملنتقلة القوة رمز ويداك األزهار، عبري وابتسامتك األفكار، مستودع جبهتك

أدهار. إىل أدهار من أبديةفتحيينا. إليك ضمها بل فتالشينا تدسها فال قدميك عند بها نلقي أمانينا هذه

14

الصفا هنر نشيد

لبنان، جبال يف االصطياف اعتادوا الذين يعرفها لطيفة قرية زحلتا عنيمن وأجمل بها، تحيط التي الصنوبر غابات نفسها القرية من وألطفأمتار بعد وعىل الجبل، قدم عند املتدفق الصفا نهر منظر وتلك هذه

القاعة. نهر يركن منه قليلةإليهما املصغية األشجار عىل األبدية حكايته يرسد النهرين من كلتنئ الوادي وروح وشكوى، اندفاع يف النهران ويظل السندسية. بحللها

العظيم. البحر مياه مياههما تلثم أن إىل أثرهما يف

األثري. ذرات وذابت الهيولية الكون صور سالت هناالكسري. القلب ذات أوريديس ذكرى لتعيد ارفيوس بالبل اجتمعت هنا

سحرية. أشعة إيل الورود وتحولت الغرامية، تنهداتها العطور تنهدت هنافضية. ألحانا ألوانه من املاء يف فرتك قزح؛ قوس اغتسل هنا

الرسمدية. ألوانه قزح قوس استخرج املتجمدة األحالم دماء ومنذهبية. األثري من خيوط مع األرض إىل بأرساره بعث هنا

وتالشت بالظالم النور فامتزج املياه، بنات أجفان بني األشباح نامت هناباملنام. اليقظة

األنغام. أطيار وغنت الشعر حمائم ناحت هناوهيام. شوق النسيم لثمات هنا

وابتسام. نظرة تبادل للموجة املوجة ومداعبةاأليام. ومعاكسات الليايل فتور عىل حقد الشاطئ وجمود

وأشعة ظلمات

وتمايل وسالم الكواكب مقل من همت تحية الغصون عىل األوراق ارتعاش هناواإللهام. الوحي ملك نجوى وداللها األفنان

وأنغام. وألوان مالمس وألغاز ظالم وفجر أنوار ليلة هنايرى البلورية املرآة هذه يف صورته يرى الجبال قمم عىل الفجر يمر حينماكاألطيار. املتنقلة وامليول كاألزهار، النرضة اآلمال من يتبعها ما مع الشبيبة رمزالنظرات من يرافقها ما مع أحزانه مرارة أعماقها يف ساكبا الغروب يأتي ثمالساكنة بالصلوات، املتحركة والشفاه الكئيبة، والجباه املتغيبة، واالبتسامات املتحولة،

بالتأمالت.تسلم أنها يخيل لحظة كل ويف جريح، بقلب تبكي تبكي، األشجان عيدان هنااملجد من فيه ما بقدر والتجلد والكتمان اللوعة من فيه بشهيق األخري نفسها

األبية. النفس وعزة البسالة من والعظمة،يف بنبوءتها وتهمس املايض ذكرى تعيد بل تحيا، وال تموت ال املياه لكن

األتراح. آهات وتردد األفراح أصوات وتكرر املستقبل،اللغز، هذه أمام لغز وأنا الزمان. ليايل من وليلة الحياة ألغاز من لغز هناوال أسمع أرى، وال أنظر الحزين، الشاطئ عىل وحيدة أهيم الليلة. هذه ازاء وليلةالخفي، النهر فؤاد مع يخفق فؤادي … أعلم وال استعلم أجد، وال أبحث أفهم،ينظر الغصون، ظل يف تائه حي لغز لكني واأللحان. األحالم قيثارة ونفيسأحبها! وإن وسحقها تمزيقها فيود صورته، إال فيه يجد فال آخر لغر إيل مستفرسا

املياه وسط يف قائمة صخرة عىل وجلست النبع رأس إيل ذهبت النهار احتضار عندالعطري األريج تتنشق الخيال وأرواح جلست الكبرية. الصخرة صدر من املتسلسلةسابحني الشفق بدقائق يتالعبون األربع األلوهية وآلهة املياه. بنات شعور املعانقويف الياسمني، وقالئد البنفسج أكاليل تلتف أشباحهم وحول الظالم، أمواج عىلوالرجاء اليأس خفايا ألخواتها ترس الشعر أبكار بينا النجوم، فتيت يلمع ثغورهمتسكر خمرا «باخوس» عناقيد من تستخرج الطرب وعذارى الصنوبر، أشجار تحت

واألنبياء. الشعراء يولد اآللهة سكر ومن اآللهة. بهالخيال رحيق من مشاعري رشبته بما ثملة أحلم أنا حيث الصخرة هذه وعىلهنا جلسوا وقبيل بعده كثريون الكبري. الشهابي بشري األمري يجلس كان العلوي،

16

الصفا نهر نشيد

الخلود. وأصوات الطبيعة أنفاس أمام وخشوعا تهيبا منقبض منهم كل وفؤادويف املصدر يف تتشابه األفكار ألن بخاطرهم يجول كان اآلن بخاطري يجول وماالبرشية النفس أعماق يف الالصقة الكثرية والرغائب وتفرعها، تشعبها رغم النتيجة

ومكان. آن كل يف هي هياألرسار رس هو املرتاكضة: املياه عىل اآلن ألقيه الذي السؤال طرح جميعناوإىل أين من البرشية: أقداس قدس يف املشادة الهياكل صدى يرجعه الذي الغامضة

أين؟ وإىل أين من أين؟تذهبني؟ أين وإىل املياه أيتها تأتني أين من

… نذهب؟ أين وإىل أتينا أين منوالنحيب، الغناء يف أصواتها رفعت وقد مكربة، مهللة املياه إثر تتدفق املياهالخلود أجنحة جوانبها عىل ورفرفت اإللهي، الفيض أرسار فيها العنارص ودمدمت

……؟ أين وإىل أين من

ماهيتها، أعرف ال لهموم الصدر مني وضاق أدركها. ال بأفكار دماغي ثقل«أيتها قائلة: إليها ونظرت ذهبية أسورة يف وضعت ساعة ساعدي عن فنزعتأنا ها األبدية. بحر قاصدا فيسري الزمان نهر يف الجاري الوقت رمز أنت الساعة!معنوية». لرموز أثرا املعدنية حياتك يف تحفظي أن عىس … املياه هذه يف أغطسك«أيتها قائلة: النهر، أعماق يف الراكدة الجميلة امللونة الحىص بعض جمعت ثمتالطمت التي الكثرية بالعواطف لتذكريني النيل وادي إىل معي سأحملك الجواهر!

لحظة». فيها حييت التي األبدية ذكر أنت … الصفا نهر أمام فؤادي يفالراسمة الظالم ملك يد ترقب الزهرة مقلة رأيت األفق إيل عيني رفعت وإذ

السماوية. الهيئات صور الليل رداء عىلأين؟ وإىل وأين من الصفا! أنهر مرددة: النبع رأس فغادرت

معا. والجسد الروح تعبة جئتك الصفا! أنهروتمثلت املدافع، هدير مخيلتي يف فدوى الحارضة األحوال خالصة قرأتالتافه، ضجيجها أذني فمأل االجتماعات قصدت ثم املخيفة. الحرب صور لناظرياإلنسان لبالهة عجبت الخبيثة. ومراميها السطحية معانيها من نفيس وضجرت

17

وأشعة ظلمات

جماال فيه ألن فأحببته املوسيقي اسمك سمعت ذاك إذ همته. وفتور ميوله وركاكةوسالما. وعذوبة

أستخلص فجئت الحياة، أشواك يدي ومزقت الحارة، الرمال قدمي أحرقت لقدالجمال إخفاء محاوال املادة غبار بأهدابي تعلق لجروحي، بلسما أعشابك من

املقدسة. بمياهك أهدابي أغسل فأتيت ، عيني عن املعنويالعذب. برضابك وعيني يدي ألرطب جئت

يناديك الذي العظيم البحر روح إىل معك به ألبعث فأرسعت عيل، فؤادي ثقلالبعيدة. زرقته أعماق عمق من

وقهقهة الدائمة، املادة وضحكة الهوائية، الحرارة وألعوبة الغيوم، ابن أنتالوادي. يف الجبل أنشودة أنت للبحر. الشمس قبلة أنت واألودية. الهضاب بني الجو

الكبرية. الروح أحضان إىل املرسعة الصغرية الروح أنتوألحان. ألوان اسمك ويف الولهان، كنظرات عذب الجنان، كأرسار عميق أنتخذني وضوضائها، الحياة عن بعيدا معك فخذني النهر، أيها بي، تهلمم1 أنت

إليك؟ نسبتي هي ما لكن، … معكأنا … وأنا أجزائها. بني يخفق قلب وال لها، وجدان ال سوائل مجموع أنتأعرف أنا والالنهاية. الحياة بني لغز وأنا واآلفاق، البحار بني لغز أنت آخر. يشء

ولك؟ لنا ما … أنت أما وشقائه، اإلنسان بجهل وأشعر أفهمك، ال أنييف آللئ ضعي واألعشاب، النباتات اسقي واتركيني. سريي املياه، أيتها سريي،حكايتك أرسدي الوادي، وحدة يف ترنمي امللتهب، األرض صدر رطبي الورد، ثغورهذا كل احزني، اطربي أنحبي، أنشدي اهميس، ارصخي هليل، اندبي تنتهي ال التي

والكآبة. النشوة أبناء نحن إليك. ننسبهوقلبي القاتمة. بالغيوم فكري جو تلبد لقد أبكي. ودعيني املياه. أيتها سريي

… حزين منفرد — وله! لك ما —

هلم. له: قائال دعاه هلمم تهلمم: 1

18

املفقودة الساعة

فكانت ذهبي سوار يف وضعها الجوهري وأتقن نسائية حلية التجارة أرباب جعلهاالرشاء. يف نصيبي

دورتها للفضاء، رمز مساحتها ساعتي: كانت كذلك للكون، مصغرة صورةاإلنسان، رتبه الذي الوقت مقاطع عالمتها الالمكان، حدود حدودها الالنهاية، مرسحاآلمال، لوفود وترقب الرزايا هجوم من خوف دقائقها األعمال، مقياس ساعاتهاالحياة تنسج القلب نبضات ومن الزمان يتألف الثواني من … القلب دقات ثوانيها

نسجا.وثانية ثانية بني اإلنسان! قلب نبضات لهول ويا الزمان! ثواني لهول فياوتتفطر عليها بمن األرض فتميد والنار، املاء الثرى: أحشاء يف العدوان يلتقيالطبيعة وتزفر النارية، وسوائلها الجهنمية مقذوفاتها الرباكني فتقذف أساساتهاإىل فيتدحرجون مرحبة صدرها وتفتح العمران رصوح فتلتهم القتالة زفرتها

مخربا. البسيطة وجه عىل يعود من فيها ليس التي الهاويةيف املدافع رعود فتدوي الوغى ساحات يف الجيشان يتالقى وثانية ثانية بنيتندك مغلوب أو غالب كلمة وألجل األرواح. غايل السيوف بروق وتختطف الفضاء،غريها، ويشاد مدائن تخرب سواها، ويعمر ممالك تدمر عروش، وتنتصب عروشلوعة نفوسهم ويف األلوان سواد األقوام فرتتدي مجاميع وتفنى أفراد يتجندل

األحزان. وسواد الفقدانيخون عني، وتدمع شفة تبتسم يأس، ويحيا أمل يموت وثانية ثانية بني

والثانية! الثانية بني عدو، ويخلص صديق

وأشعة ظلمات

منبعثة ودماء القلب إىل منبعثة دماء األرسار. رس هناك ونبضة نبضة وبنيوالنبضة النبضة بني حيوية. مطهرة فتخرج املوت جراثيم عليه تتهافت منه،اشتعال الكيان. ذرات ملرورها تشخص وانفعاالت العمر، أسس لها تهتز تأثرياتوالحرسات الغرام لذعات النبوغ، وتقهقر البالهة ظفر العاطفة، وخمود الفكراملودعة. الروح ولهاث املسلمة الروح هتاف وشقاء، سعادة ورجاء، قنوط العظام،

حني ويهجرنا الصفاء، يوم ويخوننا الرجاء، ساعة الزمان يغدرنا أبيك! ابنة ياالزمان! ابنة يا كالزمان، هاجرة خائنة غادرة فأنت اللقاء:

يناجيك وفكري عقربيك دوران عىل مرورهن وقعت طيبات ساع من كموأتنهد تبتسمني، صامتة فأتخيلك الرسور عند لك ابتسم وضالله! هداه بأحاديثنحو يمتدان ذراعان عقربيك وكأن وتحزنني، تتنهدين فأحسبك األىس يوم حيالك

متوسلني. مستغيثني العالءالتي الصديقة «أنت قائلة ساعدي عىل بك ضغطت القلب وحدة قلبي أفنت ملا«أنت قائلة خاطبتك املؤذية، وأحاديثهم الناس أكاذيب سمعي مزقت وملا تخون». النظرت بسخافته، والغرور بدعواه الجهل أذابني وملا تتكلمني». ال ألنك تؤذين ال

تصمتني». لذلك عاملة «أنت قائلة إليكتعزيتي. وكنت

الزمان! ابنة يا زماني، وكنتكنت النهار يف بي! اهتمامك وأقل عني اعراضك أطول كان ما هذا وعىلالتلطيف. بلمسة العنف هذا عىل أنا وأجيب سلسلتك أثر فيوجعه ساعدي تطوقنيألحان الساهية موسيقاك عىل فأوقع وسادتي بجوار تسرتيحني كنت املساء ويف

استجوبها. روح وأول أشاهدها عني أول كنت املساء ويف وآمايل، أحالميتنتبهني. ال وأنت ذلك كل

وانسيني! هللا بحراسة فسريي وفقدتني، فقدتك هجرتني. قد وهاستطوقينها! التي اليد انتخبي ولكن

اعة لس أفعى فانقلبي له، أخا ليؤذي استعمالك وقصد رشير يد يف وقعت فإذاقتيال. ترصعيه حتى سمك فيه مفرغة تربحي وال

كنت لو نفوسهم وضحايا البرش ضحايا إال األرشار ليس ال، ال! لكن …تؤذي وال حية تتحويل فال الصالحني. األخيار من بالرحمة أخلق وهم تعلمني.

20

املفقودة الساعة

لتكوني صالح فقري أب طريق يف واسقطي املسكينة اليد تلك غادري بل رشيرا،جمالها الخدمة خشونة شوهت يدا زيني حلية. حياتها يف تلبس لم فتاة نصيبولو وأسعدي، هناك نامي والتحبب! القبلة بدالل الغريبة الفتاة زند عىل ونامي

الغنى! يف السعادة يحسب بائسا قلبا ساعة،ولكن! وانسيني، هناك نامي

ما لحظة اذكري املحبوبة، الصغرية ساعتي يا تذكر، ذاكرة لديك كان إنتعرفني. ما واحفظي اذكري واللهفات، املرسات من معي شهدته

ال قوته يف وهو يشء، كل ضعفنا يف إليه ننسب الذي الزمان ابنة ألست ولكنقد مداد عالماتك إنما تتأملني؟ ذهن وبأي تذكرين، حافظة بأي ترى بيشء؟ يبايلوإن إال، ليس آلة وأنت املعنى، منها يجهل عالمة إىل يشري أصبع وعقربك تحجر،

املثىل. اآلالت آلة كنتالنايس. الزمان ابنة أنتتذكرين! ال مثله وأنت

21

البحار سيدة يا

بلغنا ما أبلغك لوزيتانيا! األنباء؟ فيك قالته وما الربوق عنك طريته ما أسمعتيكتبون؟ ما وتعرفت

قويل!أم السماء! أعماق يف العنارص قوات وثارت الفضاء يف الكهرباء أرواح أتمردتلداء البرش معارف من طالبة املاء تحت املمدودة األسالك عىل البحر أسد هجمت

الدواء؟ شايف خفياألنباء؟ عنك أذاعته بما أسمعت قويل!

أجيبي! لوزيتانيا،شهورا قدمها موطئ املياه ولثمت أعواما، األمواج رقاب لها خضعت التي أنتلقدومها وابتسمت القاصيات البحار جليد أنفاسها لحر ذاب التي أنت وأياما،وغضب اللجج، وثورات العواصف، بهيجان الهازئة أيتها الدانيات، السواحل شموس

العاملني! بني النشيطة العمران صلة يا الرباكني،العنرص قاهرة يا مندحرة إنك ويذاع السائر، الدالل ذات يا غارقة إنك يقالالعنيد؟ الجبار نريان رصيعة تقعني مذيعون؟ هم وما يقولون ما أصحيح القاهر،

الحديد؟ صلب حتى منك فيذوب بطشه إزاء القوى منك تتضاءلالبحار وحشة ومألت باسمة ببسالة الشاسعات املسافات قطعت التي أنتيشء، كل من يائسة ألنك يشء بكل اآلملة أنت وأصواته، اإلنسان بزفرات الواسعات

املنتقمة؟ بصواعقك اإلنسان صواعق عىل تجيبي لم كيف املتنمرة، املرأة أيتهاللنفوس وتنقلني طعاما لألجسام تحملني الجديد العالم غادرت يوم تذكرين أالشيعتك يوم سعيدا؟ سفرا لك ويتمنى املحيي بقبسه يحييك الحرية وتمثال غذاء،

وأشعة ظلمات

لم كيف تذكرين؟ أال غاليات، وأرواحا وأرسارا أمواال أودعتك وقد وقلوب أنظارضممت ما عىل تحريص لم كيف ساملة؟ األمان مرفأ إىل بها سائرة وديعتك تصوني

الصامتة؟ العاشقة أيتها قلبك، إىلمعنى وعرفت الحياة! ضحية يا املوت، رعشة ذقت لقد لوزيتانيا! لوزيتانيا!

الزمني! الفكر أثر يا األبدية،يتموج حيث أقمار، وال كواكب وال شموس ال حيث الدامسة املياه أحضان يفالهائجة العواصف دمدمة سوى كالم ال حيث واالخرضار، االسوداد العنارص منلتخرتق األفق جبني من املنبثقة الصواعق صدى غري صوت وال املاء، صفحة عىلأنني ال حيث صامتة؛ البحرية األسالك عىل البرش أفكار تمر حيث الغرباء؛ وجنةتندثرين، هناك املرعبة الهاوية يف الغدافية،1 املياه أحضان يف إنشاد، وال نواح والوديعتك تحتضنني هناك تقطنني. متالشية وفيها السائلة نبتون كهوف يف تندثرين

الصائنني. من لها الردى يف فتكونني الحياة يف صيانتها تستطيعي لم التينحوك تهبط قبلة من هل البحار؟ مياه مخرتقة إليك تصل دمعة من هلالذي املتحرك والجمود الدائم السكوت كفنك قد لكن األرسار؟ من لديك ما مداعبة

عربات. وال دعابة وال لديه قبالت اللوزيتانيا! لوزيتانيا!

جميل وألخواتك لك التاريخ يقيم سوف البرش، من البرش لك ينتقم سوفاآلالت. طروب لذكرك ويعزف األناشيد لك تنظم سوف اآلثار،

ما إنه قويل واستخدمك أبدعك الذي اإلنسان عن الهاوية أعماق يف سئلت وإذاروح سألتك وإذا وبكاك، أحبك قد غروره يف إنه الغرور، موفور املطامع كبري زالالذي أن من ربوعنا يف يقولونه بما أجيبي بك؟ فتك كيف إذن مذهولة: الهاوية… بالجرماني املنعوت املبطاش بل باإلنساني، امللقب التحالف ليس عليك قىض

الظلمة. الشديدة 1

24

الطفل بكاء

هذا صوت إن الرتابي. جسدي يف األثريية روحي فاختلجت يضحك الطفل سمعتعىل املفكر لتحث املطربة الربيئة وضحكته املالئكة، أصوات صدى ع لريج الرضيع

الغامضة. األزلية األرسار اكتناهأواه فيه، يذوب كبري بيشء وشعرت فرقا قلبي فهلع يبكي الطفل سمعت ثم

الرجال! بكاء من إيالما أشد إنه األطفال، بكاء منتلك فكانت الورديتني، وجنتيه عىل تتحدر العربات ورأيت يبكي الطفل سمعت

تكويني. نار جمرات الذائبة الآللئيبكي ظل الوسيم. محياه عىل بادية واليأس العجز ودالئل يبكي الطفل ظلالتألق أعيد فكيف يبكي الحبيب الطفل أحد. الدنيا يف يحبه ال منفرد مرتوك بكاء

أخرى؟ مرة املالئكة أصوات صدى ضحكته يف أسمع كيف عينيه؟ إىل

صغرية، أختا أو أخا يوما تضم لم التي بذراعي إيل وضممته متوسلة، منه فدنوتشعره عقارب ورفعت الغرباء، األطفال سوى يجلس ال حيث ركبتي عىل وأجلسته

مقدسا. شيئا تلمس هي كأنما ترتجف بيد الظاهرة جبهته عنجناني يف يحوم ما كل قبلة يف ساكبة شفتي الجبهة تلك عىل وضعت ثم …الطفل يفعل ما بمقدار والشفقة االنعطاف ينبه ذا من ترى وانعطاف. شفقة من

الباكي؟ثم هنيهة، صمت روحه. تناجي روحا بأن شعر ألنه حائرا الطفل صمتعيون تحزن كيف أتعرفون معا. والتعنيف الحزن ملؤهما بعينني يف فحدق عاد

وأشعة ظلمات

لديه، عزيز أعز عن سائال يف حدق الصغار؟ أحداق تعنف كيف أتعلمون األطفال؟ماما! ماما، الحكماء: كأصوات هادئ بصوت وقال

منذ رأيتك ألني بالعليلة لست الصغري؟ أم يا تجيبني، ال فلماذا يناديك صغريكالجسم، صحيحة أنت منك. العنق تطوق والجواهر قبعتك، تحت بقدك تميسني حنيالذي الشهيق يوجعك أال ترين؟ ال الذي الطفل دموع تحرقك أال ترسعني؟ ال فلماذا

تسمعني؟ العودي السخيفة، وأحاديثك العديدة، وزياراتك الطويلة، نزهاتك من عودي

عفوا. واستميحيه الصغري أمام واركعييجعلك أن قبل أما الطبيعة وكيفتك حسناء، تكوني أن قبل امرأة خلقت لقد

زائرة. االجتماعالصغري! رسير الرسير، أمام واسجدي تعايل

فتاة، به وحلمت طفلة، ستائره بني لعبت الذي املهد هذا أمام اسجديأما. تهمليه أن خجلت فما زوجة، وانتظرته

القصوى! محجتك املهد فإن املهد أمام اسجديالوحدة، مرارة قلبه تمأل لئال يبكي الرسير رب تدعي وال الرسير، أمام اسجدي

ورصامة. كرها املرارة تحولت رجال شب ما إذا حتىدموع من إيالما ألشد األطفال دموع إن الصغري! وناغي الرسير أمام اسجدي

الرجال.

26

الصامت املغرد عىل دمعة

التأثر! الشديدة القلوب أتعس وما الورود، أثواب تتمزق ما أرسع ماوتنتثر جالبيبها بوطئه فتتشقق النرضة األزهار عىل العليل النسيم يمرويستقطر األشجان منها ليثري املنفردة النفس األلم مالمسة تكفي كذلك وريقاتها.

العربات. محاجرها منيفهمن ال من النساء ومن والفخر، والوجاهة باملجد يكتفون من الرجال من

القدر. وارتفاع والغنى بالزينة إال الحياةتام واحد يشء تستهويني. املواهب تلك وال تغرني العطايا هذه فال أنا أمامن أكرب وقسم الفكر من كبري قسم تركيبه يف يشرتك ما هو تقديري يف الجمالهو — والدنايا الصغائر عن مرتفعا كان ما وهو إعجابي ينبه واحد يشء القلب.ترويها. العذبة العواطف ومياه تحييها، واملعرفة الذكاء شمس املثال، نادرة زهرة

ثنياته. يف الجراح الستحكام ألينه وما الحساس القلب أتعس ما

من فرتك عليه الليل وانحنى جناحيه ذهب الشمس أشعة نسجت صغري طائريف وسجنته فضائه دائرة فضيقت البرش يد عليه سقطت ثم عينيه. يف قبلة سواده

مماته. يف ونعشه حياته يف عشه كان قفصوحشتي ناجى فأطربها، لكآبتي غرد طواال. شهورا أحببته صغري طائر

ألحانا. فمألها وحدتي ونادم فأرقصه، لقلبي غنى فآنسها،يقربه وال اللغة به تصلني ال صديق محل عندي فحل بحياتي ذكره امتزجبحضوري، هو يبال لم وإن الدائم حضوره إيل يعززه بل الروحي، التفاهم مني

وأشعة ظلمات

يعرف ال الذي ورسوره طبعه، من التغريد ألن إال يغرد لم وإن الرخيم وصوتهوالهواء. النور من له قدر بما وقناعته الفضاء ضيق عىل واصطباره الكآبة،

الدموع تستدر إنما عني. فأعرض بالدموع مبلال مندييل أريته اآلالم أبكتني ملافكيف مغرد شعاع األطيار وروح الليل، ظالم الندى يستدر كما األحزان ظلمة

الظالم؟ النور يتفهملوعة عن تنبئني زفرة طائري من أرى لعيل البعيد األثري إىل بيدي أرشت ثم«النور يقول: كمن بي، مبال غري قفصه قضبان عىل يتنقل أخذ ولكنه قلبه. يفإىل أنظر ال أنا واحد. كليهما ألن الروح يف يحدق ال والقلب الشمس إىل ينظر اليف محلقا يظل الذي كالشاعر عنه. بعدت وإن فيه إني منه. نقطة يف ألن األثريأحاديثهم». إىل مصغيا يجالسهم أنه من الناس وثق وإن واملعاني الخيال سماءلعيل القفص مهبط بها فارشة وريقاتها عنها نازعة باألزهار أتيته وإذاللصغائر يكرتث ال فيلسوف كأنه تغريده. متابعا استخفافا يدوسها رشع أرضيه،جنانه. يف والتفكري البحث قوى ينبه بما إال يهتم وال املظاهر، منها جملت وإن

موسيقى وتسيل بالغناء استيقاظي فيستقبل عيني أفتح كنت الصباح يفمعا. وتسكره فتذيبه قلبي عىل أنغامه

عبوس من أحيانا نفيس فتشمئز والتحبري للدرس أجلس كنت النهار ويفيف كناري فيأخذ ملكه، عن تنازل صولجان كأنه يدي يف يراعي ويثقل الكتب،كما نافذتي عند التغاريد فتتوحد الخارج من طري جماعة وتأتي والتغريد، الزقزقةأمام الكتب صفحات عىل األفكار تبتسم ذاك إذ األمواج. قلب يف األلحان تمتزجصفحات عن الغيوم وتنجيل الغدير قرب الصفصاف تمايل قلمي ويتمايل ناظري،

روحي. وتطرب نفيسجناحيه، بني رأسه فيخفي الظالم لقداسة إجالال يصمت الكنار كان املساء ويفمنور االبتسام وورد الشعر محلولة خيايل بنات تأتي ساعتئذ املفكر. جمود ويجمدحول راقصة وتدور حلقة فتعقد يمينها. يف متقد الشعر ومصباح شفتيها عىليسمعها لم عجيبة أناشيد اللجج، كأعماق رسية بألحان أناشيدها ومنشدة أحالميبحاسة إال أفهمها ولم الراقصات. العذارى أولئك بني املتهادي روحي خيال إالتطل الجوزاء ملوك بينا والكآبة. الوحدة ساعات يف الشاعر قلب يف تنبثق سادسةيرقبني والكنار الليل، آفاق عىل املفتوحة نافذتي من إيل ناظرة عالها أعايل يف

الذهبيني. جناحيه تحت املخفيتني بعينيه

28

الصامت املغرد عىل دمعة

القفص! إىل أنظر واآلنقليال إال القفص يف ترى فال املحيي، الشعاع وجمد املغني، الطائر صمت لقد

املائتة! الشمس منحشاشتي! صغري مات الغريد، الصغري مات

من أثر إال خاطري يف يبقى وال الربيع، انقضاء وقبل الفجر بزوغ عند ماتابتسامة اآلفاق، كبد يف واختفى حينا أطل ذهبي شعاع البديع. املتواضع اللحن ذلك

الظالم. أخفية يف توارت أن لبثت وما أرشقت، لطفوأسكرت. فعطرت تنفست أثري وردة العدم، لجج يف اضمحل ثم ضاء فكر نور

ذبلت. ثمالسكينة هاوية يف تالشت ثم ساعة، تموجت حب نغمة

العالم قلبي مزق وملا فآنسني، جواري يف وسكن فأطربني، غرد صغري صديقحسن كل يف أفكر وجعلني القباحة قبح فأنساني طائري غنى وصغائره برشه

بهي.أنغامها بالبل فناحت أوتارها أحد فقدت قيثارتي هذه

جراحات يفتح الذي الصغري الجرح أمر وما التأثر! الشديدة القلوب أتعس فماكبريات!

اكتناههما؟ يستطيع من الفناء ورس الوجود رسللنمو مربح وشوق الحياة، خمرة الرتواء ظمأ الكون ذرات من ذرة كل يفكان إذا الظمأ، ذلك وجد وملاذا الشوق، هذا غاية فما املمكنة. الحاالت أكمل وبلوغ

ونهايته؟ الكمال كعبة الفناءالحلوة الصغرية نفسه أضاعت وإيناس؟ أنس من طائري يف كان ما أتالىشهو أم واملاء؟ بالرتاب جسمه وعنارص الهواء بأمواج تغاريده امتزجت كما األثري يف

الفضاء؟ مجاهل يف هو هو ويظل ذاتيته جوهر يحفظقىض؟ وملاذا وجد عالم

نصيبي من وكان يوما أعاش غريدا؟ طائرا صار حتى نوعه ترقى الفناء ألهذاوأمري؟ أمره يف حائرة يرتكني ثم حينا نفيس كآبة يزيل يوحشني، ثم يطربني لكيالغوامض؟ من الحياة يف عما الستار ويزيح الرسائر هذه لنا يكشف الحكيم أين

29

وأشعة ظلمات

تفضوا لكي واحدة مرة تنطقون أال برشا، أم كنتم أطيارا املوتى، أيها وأنتمبالكلمة نفوسنا يف تهمسون أال الردى؟ حجب وراء األرسار من طوي بما إلينا

الوجود؟ ضمري يف الكامن الرسمدي األزيل اللغز من األوىل

30

(١) مرقصاحلياة نحو

مرقص ووجهتي الجماهري بني وجدتني الكوة يف الوقوف دور انتهى وملا …دوار حينا فتناولني يسريون. هم دافع وبأي وإياهم يسريني ذا من جاهلة الحياة،قدرتها يف فتغرق عيل تستول لم العامة الشخصية أن إال الكبري، بالجمع االختالطولم والرزايا. املعضالت وسط الحائرة الضعيفة الصغرية تلك أنا بقيت بل عجزي.ناره. يف يرضم املتوهج اإلحتياج وذلك سورته، يف يهمس املعذب الوحي ذلك يفتأاألليم النزاع فهناك مرهفة متيقظة العاطفة تكون حيث أنه وهو آخر أمرا ففهمتوالكروب الحروق مضض عىل السكوت ورشف األنفة رافقتها وإذا واالستشهاد،

… األيام مع تتجدد الصلب مأساة فهناك

(٢) مرقصاحلياة نحو

نحو رست السائرين. مع األيام بحر شط عىل رست السدول مسرتخي ليل يفمع رست األيام بحر شط عىل ديجورها؛ وادلهم نجمها غار ليلة يف الحياة مرقصبحر شط عىل عصور، وشادته عصور وخلفته عصور طمسته ما بني السائريناإلغريقي نعيل األوحال تلطخ لئال أنيقا، نظيفا املنفذ قريب سبيال أتلمس رست األيامرأيس. بها زنت التي الياسمني زهرة رأيس، زهرة وريقات السموم وتمزق األبيضعىل يحثانني جناحان قدمي من كل ويف تناديني، عيون هناك املرقص أنوارويا الطريق لطول يا الدجى، يف املتشعبة الطريق لطول يا الوصول. قبل الرقص

السائرين؟ جماهري بني يهديني هاد من أليس الطريق! لهول

تقصدين؟ أين إيل املتأدب: لهجة صوته ويف سائال خيال جاءنيونوافذه األلحان، أرسار صدره يف تتهامس الذي العظيم القرص أرأيت قلت:الحياة. مرقص ألنه أقصد إليه إنما العظيم؟ القرص أرأيت تناديني، أنوار ألحاظالسائرين. من شاء من قيادة املرقص، إىل الناس قيادة إال عميل وما قال:فاعل؟ أنت ما لتفعل إذن أنت ومن قائل؟ أنت ما أصحيح مبتهجة: قلت

واملحامي واملهندس والطبيب التاجر أنا الغرباء. أنا الغريب. أنا نفسه: يقدم قالأتعاطى والقايض. املتهم وأنا والهادم، والباني والخادم، العامل أنا والحاكم. والنائبيل منهم كل ليكون بابي يف أخدمهم يعملون. يل وهم للناس وأعمل الحرف، جميعبروابط بينهم ما يف وأعقد بدوني، عليه يحصلون ال ما لهم أقدم خادما. بابه يفاملصلحة تجعله الذي الغريب أنا منفعة. يف اشرتك وال فائدة تبودلت ما لوالها

غريب. لكل قريبا

وأشعة ظلمات

الحياة. مرقص نحو فقدني أعطيكه سواري هذا سيدي. يا عرفتك قلت:الصعاب منها أر لم وأودية جباال قطعنا طويلة، مسافة رست الغريب مركبة يفحدود يف املتساندات األطواد سلسلة وصلنا وإذ بالصخور. فيها قدمي تتعثر ولم

ومىض. الغريب ودعني املسري، تستطيع ال مركبته ألن الغريب ودعني األفق

رأيتني املتساندات. األطواد سلسلة وبينها بيني ولكن قليال منها اقرتبت املرقص داربيدي. أملسها لم أشياء وشاكتني اآلفاق، دياجري وهددتني الربد، فلذعني وحدي،تعرتضني الذي أنت من وسألت: واجفة فوقفت مماشاتي. متعمدا يقرتب خيال وإذا

طريقي؟ يفاألشياء وأنا املهددة، الدياجري أنا أنا؟ من مهني: واستهزاء رش صوته ويف أجابالشفة أنا واالمتهان. والرشاسة والوقاحة واالغتياب النميمة أنا الظالم. يف الشائكةبال لتثأر ترضب التي اليد أنا نهشا. تنهش أنيابا وراءها ألن هازئة تبتسم التيوالغرية الكيد أنا سبب. وبال بسبب والضغينة الحقد يكظم الذي القلب أنا ثأر.أنا السكوت. وتكلف التمليق شهد وراء املختبئ القبيح الذم وأنا والحسد، والخبث

األعداء. أنا العدو.عىل أحقد وال أحدا، أكره ال أنا الكالم. بهذا سواي تعني لعلك مرتعشة: قلتوأنا تفاهم، سوء عن وإما سهو عن فإما أذى مني صدر وإذا يل. أعداء وال أحد،

حدوثه. بعد له يتألم من أولأنت عدوك أنا أعني، إياك بل صوته: يف البغض معاني تضخمت وقد أجابالحذر سبل تتبعني وعبثا طريقي، تتحاشني عبثا ذلك. إال لك أكون أن أستطيع والوأبعدها مضاء، وأحدها اقتدارا، وأوفرها األسلحة، بأصغر أؤذيك سوف والتحفظ.

اللسان. العقوبة: منطقة عنلنفيس فطنت لنفيس. ففطنت عني توارى كالصواعق، عيل تنقض كلماته وبينامألته قربا خلته حتى الهواء، ضغط فيه وثقل الجو منه ضاق نفقا أقطع فوجدتنيوالعربات هائمة رست تكويني، لهيب وألسنة تلسعني، وحيات توجعني، عقاربوجدت الرهيب النفق من أخرجني منفذ عىل عثرت وملا قلبي. أقايص يف متحجراتولم املتساندات األطواد سلسلة خلفت أغالال. قدمي يف واألجنحة يأسا تحميسدموعي مسحت ثم بكيت عندئذ السهول. منبسطات إال املرقص وبني بيني يبق

34

(٢) الحياة مرقص نحو

الوجود يف يوجد يشء ألي ترى قلت: ثم جديدات. لدموع مجاال ألفسح املتسابقاتيشء؟

حرارة حركاتها من وتبعث نورا، أناملها ترسل يد إيل. اليد امتدت النسيم بلطفيدك. هاتي اليد: صاحب قال أجفلت أن وملا روحي. تدفئ

ال إني طريقي. يف الخياالت من لقيت ما كفاني قائلة: الخيال إىل فنظرتكآبتي، يف وحيدة فدعني املرقص، إىل الذهاب عن عدلت وقد أحد مساعدة أطلب

وحيدة. ويأيس سآمتي يف دعنيمساعدتي. قبول إال تستطيعني أنت وال هنا، أدعك أن أستطيع ال قال:

أنت؟ ومن ذلك؟ كيف قلت:الصديق. أنا وحالوة: إخالصا صوته يف تجمعت قد املالئكة ابتسامات وكأن قالوموضع التعزية أنا يعلم. الذي ذاك أنا ويعلم. ويفهم ويدرك يشعر الذي ذاك أنا

الصديق. أنا واألمان. الثقةأعرفك. أن أريد وال أعرفك ال وأنا بأحد. يل ثقة ال قلت:

غريي. خفاياها يعرف ال السهول هذه سيان. عندي وعكسها إرادتك قال:ألبلغها مرغما جئت وقد رسالة لك وعندي غريي. دليل من لك وليس فيها طريقك

إليك.مضمونها؟ هو وما الرسالة هذه ممن قلت:

أنها عىل يدلني نفيس يف وحجمها الخفاء يد إيل دفعتها لقد أدري. ال قال:ساعة رسها وستعلمني لك! هي خذيها، وكآبة: إلحاح صوته ويف زاد ثم يل. ليستالذي املجهول الصوت يل قال كذلك عندك. يل أخرى رسالة وتناولينني تأخذينها

يل! ما وأعطيني لك ما خذي املكان. هذا إىل بي بعث

ال ملن متشابه األمواج صوت أن إال إرشادا. طالبة نظري حولت األيام بحر إىليل ونمق قليال قليال الحباب فارتفع جوابا. سائل لكل األمواج أنة يف ولكن يسأليبتغي فذاك وصديق. وعدو غريب إىل الناس املرء «يقسم فضية: بحروف األمثولةباسما يتكلم وهذا منتقما، معذبا معاندا إال يظهر ال واآلخر متأدبا، متاجرا الدرهميف وبسمته صوته ويستقر القلوب، سويداوات إيل وبسمته صوته فينطلق ودودا

35

وأشعة ظلمات

وما الحياة، سبل إىل مرشدا مؤدبا إال هؤالء من كل كان وما القلوب، سويداواتيده يف يحمل ألنه سواه، من يعلم ال ما عليه يدرس أستاذا إال منهم كل كان

واألرسار». الغيب آلهة من عليها أؤتمن قد خفية رسالة

تعزية. سكبت يف املتدفق الغبطة منهل ومن السائرين. مع رست األيام بحر شط عىلوزعت السائرين. من معي الذين عىل أنوارا وزعت جناني يف املنرية الشمس ومنالسائرين. من املحزونني عىل تعزية غبطتي منهل ومن أنوارا جناني شمس من

36

اجلديدة الذكرى

كالنفس وتتلوى وتتأوه ر تتضو حارة جديدة ذكرى يدي وبني اليوم أصبحتاألذكار معبد إىل برأفة فحملتها شفقة منها وأخذتني واالنتحار. البقاء بني املرتددة

روحي. أعماق يف القائمتذكارات بني وجثوت خطواتي، وقع ياليش والتهيب متأنية العتبة عربتانقىض حدث ولكل اسم مىض ميت لكل حيث العميق التأمل شفق يف متبحرات«نحن وقلن: هامسات عيل وحنون الهيولية ذواتهن من التذكارات فتقلصت رسم.

فينا». وأنت فيكيف». وأنتن فيكن «أنا وقلت: همسهن فرددت

املذبح، متوسط عىل فاستوت مستقرا لها أعني الجديدة بالذكرى ونهضتوالندى، العطر فرائد جوانبها عىل وأنثر األزهار، طاقات أمامها أنسق وأخذتأرقبها وقفت ثم واللبان، باملر املجامر نار وأذكي واملصابيح الشموع حولها وأوقد

وتوجعها. اضطرابها يباغت الهدوء رأيت إذ بانرشاحاألذكار معبد غادرت الوداع نظرة وبعد املدخل. إيل مرتاجعة مشيت النهاية ويف

عظيما. أمرا أتى من وفخر عزيزا واجبا أدى من ارتياح وبي

عقودا، ترتتب حتى األعوام وتتساند أعواما، تنتظم حتى الشهور ستتسارع واآلنأعمايل. جميع يف يبدو الخفي ذكراي وأثر إال يوما أعي فال العمر موج ويتقاذفني

ذكراي. صوت فيه متكلما كان بعيدا قرارا صوتي واتخذ تكلمت فإذاكان غريه، إىل فتجاوزته فأقدمت، فهممت، فأحجمت، موقف أحرجني وإذا

ذكراي. عيل ألقتها ألمثولة الفضل

وأشعة ظلمات

ذلك كان يطوينها، بأرض مفكرات لرتيثهن يخلن بخطوات أحيانا رست وإذاذكراي. إهواء من هوى التباطؤ

إال ذلك فما حق ذي عن الدفاع يف واستبسلت ملظلوم التحمس استفزني وإذاذكراي. قلب من والدماء الدموع استدر لطغيان مكافحة

ذكراي.الرمضاء تأجج كياني يف يجاور املتجلدة البحار بزمهرير يوما شعرت وإذاسوى ذلك فما السموم، بلوافح الرصرص هبوب جوانحي بني وتالطم املستعرة،

ذكراي. عنارص بها تقوم جديدة ثورةغنى وال ائتناس ال فألن قفرا العالم وازدحام فقرا العالم خريات شمت وإذا

ذكراي. تبدعه عالم غري يفطبقات بني أملح فألني شاسعات أبعاد إىل يخرتقانه وناظراي جلييس رآني وإذا

لذكراي. القربى ذوي من خياال السحبلحظة اتخذته الكلية الروح كأن بقوة املوجودات واحتوى بغتة حبي نما وإذا

ذكراي. فطري اختمار إال ذلك فما الخالئق عىل عطفها رسول

الضيق قربي يف املدافن جالل بني وأرقد ومرجعها الكائنات منشأ إىل أعود وعندمافال الصغري اسمي من ارتبط ما وينحل فهباء، ترابا، البرشية صورتي تنقلب حيثسيكون يومذاك فحسب، األبجدية حروف من حرفني سوى والياء منه امليم تمثل

ذكراي. نصيب والحياة التماسكفتجلس الالحقات. الذراري محلها وتحل الجديدات الذراري ستمر وبعدئذاألستار وراء نافذتها من مقربة عىل الصباح كهذا شجي خريف صباح يف فتاةالفجر أنوار ساكبا الطبيعة سحر يتفتنها الذابل األفق إىل نظرها وترسل املخرمةركوب يف فجائية رغبة فتتملكها السعادة؟» «أين نفسها وتسأل السحاب. نقي يفالنور متن اعتالء يف كلها السعادة أن من واثقة الطودي الشكل ذات السحابة تلك

والهواء.لجنون!» هذا «إن قائلة: رغبتها من وتضحك حني بعد سرتجع املستقبل فتاةالصغرية النفس يف الرغبة تلك أن الساعة منذ فأعلم الحارض ابنة أنا أمااملذبح عىل ووضعتها األذكار معبد أدخلتها التي الذكرى عمل يثريها سوف املجهولة

واإلنتحار. البقاء بني الحائرة كالنفس وتتلوى وتتأوه تتضور حارة

38

العيون

ولجني. حلك من كتعاويذ الوجوه يف القائمة األحداق تلكبالشواطئ تنطقن كبحريات واألهداب األشفار بني الجائلة املياه تلك

الحور. وأشجارالعيون؟ تدهشك أال العيون،بأحالمها. الرمادية العيونبتنوعها. الزرقاء والعيون

بحالوتها. العسلية والعيونبجاذبيتها. البنية والعيون

وعذوبة. قوة من يتناوبها بما القاتمة والعيون

العيون. جميعالسماء. بصفاء تذكرك التي تلك

اليموم. عمق فيها يركد التي وتلكورسابها. الصحراء مفاوز تريك التي وتلك

بهاء. كله اثريي ملكوت يف بخيالك تعرج التي وتلكمهضبة. مربقة سحائب فيها تمر التي وتلك

الوجنة. يف شامة عن ليبحث إال برصك عنها يتحول ال التي وتلكاملستطيلة. اللوزية والعيون املستديرة، الضيقة العيونوتتبرص. تتمعن ما لشدة محاجرها يف الغائرة وتلك

الحركات. البطيئة اللواحظ الرحيبة وتلك

وأشعة ظلمات

الطيور أرساب ترفرف كما بهدوء العليا األجفان عليها تطفو التي وتلكالشمال. بحريات عىل البيضاء

القلب عىل كالب كعقافة شعاعها تلوي التي األخرض اللهيب ذات األخرى وتلكوغريها. وغريها، وغريها، فتحتجنه،

تشعر. التي العيونتفكر. التي والعيونتتمتع. التي والعيونترتنم. التي والعيون

والحفائظ. األحقاد فيها عسكرت التي وتلكاألرسار. شعابها يف غرزت التي وتلك

العيون. أرسار وجميع العيون جميعخبأة. طلعة الوحي فيها يظل التي تلكالخمول. أغشية عليها تكاثفت التي وتلك

تكره. من لدى وينكمش تحب من أمام سوادها يتسع التي وتلكاستفهاما. زادت أجبتها وكلما أنت؟» «من سائلة تفتأ ال التي وتلك

عبدي!» «أنت بلحظة تقرر التي وتلكتعذيبي؟» يتقن من الناس بني أليس األلم، إىل احتياج «بي ترصخ التي وتلك

ضحيتي؟» فأين االستبداد إيل حاجة «بي تقول التي وتلكوتتوسل. تبتسم التي وتلك

املصيل. وانخطاف الصالة انجذاب فيها يشخص التي وتلكتعرفني؟» «أال تقول وهي خفاياك مستطلعة تظل التي وتلك

وكل نفي، وكل انجذاب، وكل استخبار، كل مياهها يف يتعاقب التي وتلكإثبات.

العيون؟ تدهشك أال العيون، جميع العيون،

ترميان؟ وراءها أو املرئيات بني نقطة أي وإىل معناهما، وما عينيك، لون ما وأنتمرآتك! إىل قم

40

العيون

اليوم؟ قبل درستهما هل السحريني، طلسميك إيل وانظروتساير األنام حركات ترصد التي العلمية الذات تتبني أعماقهما عمق يف تفرس

واألزمنة. األفالك دورةيشء. وكل وجه وكل مشهد كل ترى أعماقهما أعماق يف

يف نظرك يجدني حدقتيك يف تفرس املجهولة، أنا تعرفني، أن شئت وإذامنك. رغم عىل نظرك

41

احلكمة ومطالب احلكيم

ينصتون. حوله والطلبة يتكلم كانالعرب دعاه وقد للهجرة، التاسع القرن يف الفكري االتجاه ذلك عن يتكلم كان

طبيعية». «فلسفةمن اإلطالق عىل فلسفة أيضا االتجاه هذا «وسمي قائال: الحكيم فاستطرد

الكالمية. الفلسفة أو املتكلمني لفلسفة مقابل أنه حيثاملعتاد باملزج بها املشتغل إىل املشار الفلسفة تلك مباحث أهم الطب «وكان

وطبيب. حكيم لفظتي بنيالعارش. القرن إىل األبحاث تلك «واستمرت

.(٩٣٢ أو ٩٢٣ عام (املتويف الرازي الطبيب بها القائمني أشهر «فكانتشتت وقد وجيزة. رساالت وأكثرها الرازي. إىل املنسوبة الكتب هي «عديدة

مختلفة. مكاتب يف منها يذكر جزءخراسان، أمري إىل الرازي أهداه القديمة الكيمياء يف كتاب املؤلفات تلك «ومن

الساماني. اسحق بن منصورمبدئيا. كتابه يف أثبته عما عمليا يربهن أن عن الرازي عجز «وملا

التوحش!» هذا إىل انظروا … برصه أزالت رضبة وجهه عىل األمري «رضبه

من رضب القديمة الكيمياء بفعل االعتقاد ألن ذلك األمري «فعل الطلبة: أحدتوحشا إذن يكن لم خراسان أمري فعمل الردع. توجب األوهام ومالحقة األوهام.

عادال». عقابا بلعينيه فقد استحق الرجل هذا أن ترى أنت «إذن قصري): سكوت (بعد الحكيم

أوهاما؟» دعوته ما يالحق كان ألنه

وأشعة ظلمات

«نعم». الطالب:تستوجب بها واالعتقاد األوهام مالحقة كانت «إذا آخر): سكوت (بعد الحكيميكون أن يستحق ترى يا البرش من ذا من ترى، يا منا ذا فمن العمى عقوبة

بصريا؟»

44

النرص عيد ليلة

حزن قطرة أن عىل الرسور، وعامل الحزن عامل الجنان: يتجاذبان اثنان عامالن… اتساعه يف رسور بحر توازي عمقها يف

وصوت السعادة صوت الحياة: أقطاب سحيق من املرء يناديان اثنان صوتانوأشواك قدميه، تهشم الوعر صخور أن عىل وجهته. والسعادة يعدو فينطلق الشقاء.معرتك يف املسؤولية وتجهده لبه، يفطر والوداع الثكل وتأوه يديه، تدمي القتاد… خيال والسعادة حقيقة الشقاء ألن والنضال الشفقة بني السعادة فينىس األعمال،عمقها يف حزن قطرة أن عىل والرسور. الحزن الجنان: يتجاذبان اثنان عامالن

… اتساعه يف رسور بحر توازي

بشائر تذيع الحلفاء دول قامت يوم تبعته، التي والليلة النهار ذلك يذكر ال منوإكبار الحياة باستصغار مجاهرا الكريهة لدى هدر طاملا مدفع بدوي النرصوتقاسم العاصمة ضواحي عىل بهجته انترشت مهرجانا يذكر ال من املفاداة؟التي الفارغة اليد وصاحب العطاء للمعدم أجزل الذي الندي الكف صاحب أفراحه

والحلوى؟ الطعام أكياس أثقلتهاإال الزينات وتسطع الحفالت تتم وال األعياد لزخرف باهت النهار نور أن إال

الغدايف. الظالم رواق تحتالشمس رشعت ما بها. الوفاء يف دقيق مواعدك عىل أمني الظالم، أيها وأنت،ينفث الذي املحبوب املحب ذلك كأنك متمهال، متلمسا أنت دنوت إال األفول يف مرةقبل شتى بأساليب ويقولها بها، ينبس أن قبل طويال املنتظرة الكلمة الفه روع يف

األوحد. األسلوب انتهاج

وأشعة ظلمات

األنجم خاللها وترتجرج متلونات املغرب غيوم تتكيف حلولك، لدن واليوم،األبطال. صدور عىل الفخار وأرشطة العز أوسمة وتلك هذه كأن الزاهرات،

متفاهمات تتغامز واألنوار عليها، تعاقدن ألوية بنود تحت هيفاء النرص وأقواسوالزوايا، الشوارع جميع من تنبثق املوسيقى وأجواق األحباب، كأرواح بعد عن

تغدو. وأنى تجيء أين من يعلم أن دون بطبولها األحياء تجوب والجيوشإىل جوانبها من باعثات العىل السماوات يف تحلق إذ عزيف الطيارات وألرسابالباري. لنجوم الربايا نجوم ببسمة الشفق هواء مرصعات الضياء، بذيول األرض

هزج يصعد املدينة أحشاء ومن واألعياد. املواسم ألالء اآلفاق عىل مائج ذا هوالطرب عدوى إيل رست وقد ويتلظى. ويهتف ويموج يلمع يشء كل والظفر، النشوة

نصيبي. منه وأنال الفارحني فرح عىل ألرشف الحمى سطوح أعتيل أنا فها… ولكن

عمقها يف حزن قطرة أن عىل والرسور. الحزن الجنان: يتجاذبان اثنان عامالناتساعه. يف رسور بحر توازي

الطبيعة ونواميس انحلت قد االجتماع أنظمة أن حاسبا يبتهج اإلنسان بينا إذمغازيها. أدق يف نافذة واألنظمة بالنواميس إذا رسوره، انقضاء حتى توقفت

شاذة. نغمة تعالت املنسجم الهتاف وسط ويف …وما األجيج مصدر عن أبحث املجاورة الديار عىل املرشفة الزاوية عند وقفتحيالها تذوب التي تلك العديدة، البؤس فواجع من فاجعة يف عليه عثرت أن لبثت

القلوب. لفائفمن أخرجت أمتعة يعالجون املحاذية، السطوح أحد عىل رجال أربعة هاكظهرها، احدودب مسكينة وتنتحب. تتوسل بينهم امرأة ويزجرون صغرية غرفةشهور مرت لقد الشيخوخة. ثلج هامتها عىل العمر شتاء ونثر هيئتها، وقبحتليباع متاعها وحجز بالقانون القوي املالك فتسلح اإليجار بدل تؤد ولم خمسةوتطرد السطح، طرف يف القائمة الصغرية الغرفة من طردا فتطرد هي وأما باملزاد،

السماء. قبة تحت إىل املنزل منترقبها الظالم، يف تتلوى رشعت التي النور أفاعي ترقب السعيدة الجماهرييوما لتنقلب الدموع كانت وما وتبكي. الطرف تجيل التعسة والشيخة وتهتف.

الدائن! بها ويرىض املدين يفيها وفضة ذهبا

46

النرص عيد ليلة

املقعد هو وهذا الجاف. الغث طعامها عليها تتناول التي الطاولة هي هذهالبلور الكالحة املرآة هي وهذه البهيم. الليل خبايا تستطلع عليه جلست طاملا الذي

الغزيرة. ودموعها املمسوخة وقامتها الكئيب وجهها صورة ترجع التيالباردة! الصلبة املرآة يف اليأس دموع مشهد وجيع وجيع،

مالطفة، الساعة تلمسها هي الحقرية! األمتعة هذه عىل تحرص كانت كماآلن؟ بمثلها آتية هي أين فمن لها، تعد لم أنها أال آسفة، شاكرة، شاكية،

والزفري إليهم الشيخة فهرولت الغرفة من متاع أكرب إخراج عىل الرجال تعاونالكليلة أعضاءها أنال طاملا الذي الرسير الرسير! ذا هو الشهيق: يقطع صوتها يف

الطويل. النهار مشقة بعد راحةالهدوء عليها واستوىل عنده هي ووقفت األخرى، الحوائج بجوار الرسير وضعيف كأنها كذلك وظلت نحرها. عند استقر حتى ببطء ينحني رأسها وطفق بغتة،

حبيب. ميت رضيح عىل الحزن تمثال جمودهاأني غري وهاجا. نهارا الليل تجعل واألضواء تقصف، واملدافع تضج الجماعاتغائرات ملحت وكأني الذليلة. الشيخة وجه املجلل القنوط نقاب سوى أرى أعد لمالجماهري. ازدحام وسط الوحيدة — الوحيدة املرأة تلك مؤاساة يف يتشاورن الكواكب

عمقها يف حزن قطرة أن عىل والرسور. الحزن الجنان: يتجاذبان اثنان عامالناتساعه. يف رسور بحر توازي

وصوت السعادة صوت الحياة: أقطاب سحيق من املرء يناديان اثنان صوتانوأشواك قدميه، تهشم الوعر صخور أن عىل وجهته. والسعادة يعدو فينطلق الشقاء.ميدان يف املسؤولية وتجهده لبه، يفطر والوداع الثكل وتأوه يديه، تدمي القتادخيال. والسعادة حقيقة الشقاء ألن والنضال الشفقة بني السعادة فينىس األعمال،عمقها يف حزن قطرة أن عىل والرسور. الحزن الجنان: يتجاذبان اثنان عامالن

اتساعه. يف رسور بحر توازياملهرجان لحضور األزبكية حديقة إىل املؤدية الشوارع يف الجماهري تدافعت

املتزاحم؟ البرشي العباب وسط الشيخة إىل يهتدي باحث من فهل األكرب،تذهبني؟ أين إىل الطريدة أيتها لك، أتحزن أفتأ ال ولكني برصي فقدككريم باب تطرقني أم األبواب؟ موصدات الليلة كلهن خريية جمعية إىل أتقصدين

47

وأشعة ظلمات

مدخل يف تهجعني أم الهندام؟ أنيق الجمال لطيف بغري يعبأون ال البرش وكرامتبكني أم مترشدا؟ لصا له منزل ال من يعتربون كالرشطة والناس عظيم منزلنائحا ألن الفرحون عنك فيعرض للتسول املرتعشة يدك وتمدين باكية، رأيتك كمااملليحة بالشابة ولست صديق همة تستنهضني أم بحق! مكروه األنس صفو يعكرأنت أم املتقربون؟ إليك ليتقرب القديرة بالوجيهة وال املتحمسون، لك ليتحمسمن فتجدين وفاء ينتظر وال يجود الذي السخي النيل زيارة عىل النفس وطدتنبذتك عندما احتضنك موتا وتباركني عذبا، عطفا أمواهه ومن لينا صدرا أمواجه

الحياة.

ألودعك. قليال قفي وجهتك كانت أياروحي تتبعك الدامية، شفقتي وتتبعك حولك حائم هو وإنما عنك بعيد نظري

معك. املتفطرةالفتاة أنا بوجودي؟ أنت أشاعرة املسكينة. أيتها تعانقك، املتفطرة روحيسقيم ككل اآلن أنت الطريدة. الشيخة أيتها ا، أم لحظة لك أكون أن أستطيعيف سأهمس حنوا! الحياة من نائال أم ذي كل كان وما األم حنو إىل تحتاجنيعرباتك وسأمسح املظلومني، شفاه سوى رسها تعرف ال حلوة كلمات مسمعكالعربات آلهة إىل القلب آللئ من امتصته وما الوردة أهدي ثم البستان، ورود بأنرض

واألشجان.ة جم العذاب فأنواع حظك تندبي وال كثري. األشقياء فاخوانك الوحدة تشكي الأنت وال الرائع، اليأس جمال لك كان ما بالقبيحة لست تحىص. ال الذل وصنوف

العالم. فجر منذ كان كما فتيا فيك البكاء منها ظل ما بالعجوزأنت املجازي. الفرد يمثلون الفرحون بينا الجوهري الفرد الليلة يتجىل فيكوهم الناضجة الحقيقة أنت الطائشة. الهزلية الذات وهم املفجعة الجليلة الذاتوالجزل اللهو وراء ألن الرسور، بحر توازي التي الحزن قطرة أنت الخايل. الوهمبالحرق، متسعرة بالعواطف، زاخرة نفسا والقنوط الحرسة ووراء وخلوا، فراغا

واملستحيل. املمكن الحياة: جبارا غورها يف يتناظر بالدموع رويةوصوت السعادة صوت الحياة: أقطاب سحيق من املرء يناديان اثنان صوتانوأشواك قدميه، تهشم الوعر صخور أن عىل وجهته. والسعادة يعدو فينطلق الشقاء.

48

النرص عيد ليلة

معرتك يف املسؤولية وتجهده لبه، يفطر والوادع الثكل وتأوه يديه، تدمي القتادخيال. والسعادة حقيقة الشقاء ألن والنضال الشفقة بني السعادة فينىس األعمالعمقها يف حزن قطرة أن عىل والرسور. الحزن الجنان: يتجاذبان اثنان عامالن

اتساعه. يف رسور بحر ترجح

49

املدمرة املعمرة الطبيعة

اجتماع. يوم وكل عيد يوم كل االستقبال ردهة أزين كنت الخرضاء الشجرية بتلكفسارعنا، وتكرس، سقوط جلبة سمعنا الزائرون، خرج وقد األمساء، أحد ويفالواحدة القمزة تلك عن نتج ملا دهشت وقد الظالم يف واقفة البيضاء الهرة فإذا

العديدة. قمزاتها منالشجرية عنق وانفصل أجزاؤه، فتبعثرت وتحطم انقلب قد الخزيف اإلناء وكانالذبول بعد يشء ال إىل صائر أنه يعلم كمن بعيدا وتجندل جذعها عن املليحمن الدقيقة الخطوط تلك خرضتها فتخللت به لصقت أنيقة وريقات مع والجفاف،

وصفراء. وفستقية وبرتقالية حمراءاآلسف. جمود فجمدت

طافحة آنية يف الوريقات بهيج من عليه انترش وما الطويل العنق وضعت ثمبه تشبث وما الجذع وأحكمت ساعات. أو أخرى أياما حسنه يستبقي لعله باملاء،والنور الهواء فيه توفر مكانا له وجعلت جديد، خزيف إناء يف الرتاب مرتاكم من

والحرارة.املجدوع، الجذع ذلك يف الوجود طالئع وبدت إال آخر وجاء أسبوع انقىض وما

خرضاء. بسيمات جوانبه عند وأسفرتصور وتكون األغصان قدود تفرع فيه أرقب عليه، وحرصا به تعلقا فزدت

ويتكامل. لينمو األيام مرور سوى ينتظر يعد ولم األوراق،السخية الطبيعة أيتها بك، «بورك قائلة: وهتفت صباح ذات به أعجب فوقفتسرتد وجددت. منك العطاء يد رممت إال ودمرت الضياع يد أتلفت ما الوهوبة!إيوانا بها الردهة يل فتبدو الردهة صدر يف أضعها الحسناء، شجريتي بفضلك إيل

وأشعة ظلمات

دوما هي األخرية إشارتك ألن الشفيقة، امللبية الطبيعة أيتها بك بورك صغريا.والبناء!» الذل إشارة

املغمضتني عينيها تفتح حديثا املولودة الهرة طفلة أقبلت اللحظة هذه يفيدها إليها فمدت أمامها: الخزفية اآلنية ملحت أن لبثت وما حواليها. بما للتعرف

املتجددة. النبتة وريقات تشتم حافتها إىل وقمزت الصغريةفعله؟ إىل األم سبقتها ما البنت أتأتي ترى، …

52

املوتى يوم

الجو يف فتذره الرتاب وتسفي األوراق عنها فتنزع األشجار يف تعصف خريفية ريحعىل وتهيمن تذكارات فيها فتثري النفس مكامن يف تشتد خريفية وأشجان عجاجا،

تذكارات.الناس يأتيها حركة كل وأرى والنظرات والخطوات األصوات تجرحني اليومويف القبور، صدرة تحت املتوارية الصور تكتم يف لدي املثىل الحكمة كأنما تمثال،

والنشور. البعث أحكام من ما لحني املتقلصة األشكال هجوعالحرسة كآبة املزدوجة: الكآبة شهر هذا املوتى. شهر وهذا املوتى عيد اليوممن لألموات واملفكرين. الباحثني عند ر والتبح التأمل وكآبة الشعوريني عند والدموعواختفى، ظهر وملا ونيس، وعلم ومىض، عاش ملن أعيد وأنا املعيدون. يعيد البرش

جميعا. واملجهولة املعروفة الحياة لكيفيات أي وانطفأ، وأبرقاملوتى. جميع عيد اليوم

الذاويات؛ واآلمال الذابالت، واألوراق الساكنات، والقلوب الجامدات، العيون عيدونحروا العباد لها تزلف آلهة عيد االنتصارات، وذليل االنكسارات رشيف عيدليدوسوا معاملها ويحرقون قوائمها، يدكون قاموا ثم قرابني، األفئدة هياكلها عىلوعىل الغابات مجاهل يف رصوحها شيدت مذاهب وعيد الطاغيات؛ بأقدامهم رمادهاانربى ثم العواطف، لهب من وتصلب القلوب دماء من تجمد بما الراسيات قمممن قدس ما كل عيد األثيم. الهادم صياح جدرانها بني يصيحون البارحة مؤمنوالعلم ن دو مدنيات عيد دحر. ثم رأي من به فوخر ما وكل احتقر، ثم رمزيف ظاهرة حية زالت وما التاريخ غلس يف ذكرها غور ومدنيات واندثارها، ارتفاعهاغازاتها وتطايرت الفلكي، اإلطار يف أنوارها خبت عوالم عيد وميولنا. استعداداتنا

وأشعة ظلمات

من يجذبها ما إىل منها كل لينضم الشاسعات املدى يف متفرقة أجزاؤها وتفتتتجليلة أنظمة إىل والحرارة بالنور بعثت طاملا شموس وعيد كوكب. أو عنرصعني ألن لغيابها، يلتفت من وليس صفورا، الرهيبة الهاوية يف وإياها فصفرتالحيوية، بأنانيتها الهية األكوان وألن عاجزة، ضعيفة بالتلسكوب تسلحت وإن العلمشمس، من يلتهب ما سبيلها يف يستوقفها فال املفروضة، دورتها تميم إىل مسوقة

سيار. من ويحرتق عالم، من ويتحطمماليني من فيك وتالزب تراكم بما العظيمة، املجرة أيتها عيدك، اليوم بلمن جزء غري لست الضخامة هذه عىل وأنت والتحول. التكون املتتابعة الكواكبوتتجدد يحد، ال الذي الفضاء فتمأل الفخمة األكوان تتعاقب حيث الشاملة الخليقةالالنهاية. ظلمات يف وتختفي تبىل ثم قياس، يدركها ال أبعاد عىل اتجاه كل يف

املوت ذكرنا ما متجلدات، وشموس خاويات أبراج إىل منا الفكر يطري أن قبل ولكنمتكلمني، سمعناكم إال املوت ذكرنا ما الراقدون. النازحون أيها قلوبنا احتضنتكم إالأنتم؟» «أين فنسألكم أيدينا. راحات يف قلوبكم بنبضات وشعرنا باسمني، وخلناكمنبضات من وراحاتنا عناقكم من قلوبنا فتفرغ حماي». يف هم «ها القبور فتجيبعربات. سائل غري عيوننا تبرص وال األىس تنهد غري مسامعنا يف يرن وال قلوبكم،

أعضائي فتاقت الفسيح، املايض جثمان أستنشق متمهلة األرضحة بني البارحة رستاملرمرية القبور هذه أقاموا الذين لغرور يا الحنونة. الغصون ظل يف الرقاد إىلوالهبوط الصعود كربيائنا من يسوي املنايا عجان الفنية! التماثيل حواليها ناصبنيوحفر اآلكام إعالء إىل الحقرية أيدينا فتعود العام، التحول معمل يف بنا يلقي إذيريد ما عىل باريهم إىل بذوينا نبعث أن من وبدال األسماء! لذليل تمييزا الحفراتخوفا والتماثيل بالجدران كواهلهم ونثقل والدعوى، التظاهر بكتائف نوثقهم ترانااملوتى أصوات ولكن فحسب! أحزاننا يف ولو متواضعني بسطاء نكون أن منشهم رضيح هذا الحقرية: املزخرفة والقبور الجليلة البسيطة القبور وراء تتشابه

قىض. ثم وجاهد وتعذب وأحب عاش لقد فقال: نزيله حكاية سألته عظيمعاش لقد فأجاب: ضيفه عن سألته املضاجع وراء ينزوي فقري مضجع وهذا

قىض. ثم وجاهد وتعذب وأحب

54

املوتى يوم

اآلالم قلبها ويف والبسمات اللطف غري منها الناس ير لم فتاة قرب وهذاقضت. ثم وجاهدت وتعذبت وأحبت عاشت لقد يقول: كذلك وهو ات، والغص

لقد يقول: وصوته جميعا، وأبناءها زوجها أسعدت صالحة امرأة قرب وهذاقضت. ثم وجاهدت وتعذبت وأحبت عاشت

من حتى محيطه كل وعىل ذويه، وعىل نفسه عىل عالة كان من قرب وهذاقىض. ثم وجاهد وتعذب وأحب عاش لقد يقول: وصوته طريقه، يف صدفة لقيهحكاية هي هذه يقول وهو األيام، بغري عمره يحسب لم رضيع طفل قرب وهذا

بهم. الالحقني نحن حكايتنا هي وهذه املوتىوالكبري واملظلوم، منهم الظالم حكاية اإلطالق، عىل املوتى حكاية هي هذهتبلغ ال الذي املرمري القرب صاحب والحكيم، واألحمق املعتوه، والذكي والصغري،عاش منهم كل األقدام، هامته تدوس الذي الرتابي املضجع وصاحب عتبته، الهاماتالردى دعاه ثم واالكتسابي الفطري بإمكانه وجاهد وتعذب مرغما، وأحب مرغما،

صاغرا. فلبى

لها، حدود ال التي الخليقة مقربة إىل الحدود ذات املقربة هذه عن تحولنا وإذاكل ومن واملدنية، والجنس والشعب واإلنسان والحيوان والشجرة الزهرة من سمعناالتغري: تأبى التي الالزمة هذه شميس، نظام كل ومن شمس، كل ومن سيار،بقوة أحب ولقد فصائلها. يف وأدمجته وشكلته كونته التي الحياة بقوة عاش لقداألرواح أوجاع وتوايس لتمزقها، القلوب جراح تضمد التي العنيفة الشفيقة الجاذبيةالعمر ألن تعذب ولقد األرسار. بغوامض لتثقلها أرسارا للعقول وتجلو لتضنيها،يف الفرد يتفطر املحتمة املتناقضات هذه وبني وتناقص، ونمو وانحدار ارتفاعإىل موصلة يزعمها وسيلة الجهاد ألن جاهد ولقد والثبات. التوازن إىل احتياجهجاهد لقد العاملون! علم لو نفسها، غري إىل توصل ال وهي والتوازن. الثباتاالصطالحات ضد الجماعات، وضد األجناس ضد الفصول، وضد العنارص ضدوضد والقباحة، الجمال ضد معا، والفقر الغنى ضد املتهورة. واملجازفات املتحجرةأحب ضد وجاهد األصدقاء، وضد األعداء، وضد الغرباء، ضد جاهد والذكاء. البلهالقدرة لولب تكرس التي الجهود تلت — ذاته ضد جهوده أوجع وكان األحباب.منه تحلبت عندما ثم وتقويه. تعززه الخارجي العالم ضد الجهود بينا وتبيده

55

وأشعة ظلمات

وأسدل األعظم، باللغز التحف أي — قىض والجهاد والعذاب والحب بالحياة القوىالنار يف ليتقمص الكائنات مغذية يف وغاص الخفاء، حجاب الظاهرة حقيقته عىلأهي الذرة؟ هي وما ذرة. الرتاب ويف قطرة، املاء ويف نسمة، الهواء ويف رشارة،وملاذا كفيفة؟ هي أم بصرية أهي منفعلة؟ هي أم فاعلة أهي قوة؟ هي أم مادةكل املادة أيف تحلها؟ ثم تشكلها ثم تحلها، ثم الصور لتشكل ومثيالتها تتجمهرتتعاون وملاذا قواها؟ وكل املادة وعود كل الحياة يف أم قواها، وكل الحياة وعودأعضائنا ويف عاطفة، جناننا ويف ادراكا، دماغنا يف تصريا حتى واملادة الحياةتبتغي وماذا الحياة منا تريد ماذا دموعا، محاجرنا ويف نورا، ألحاظنا ويف حركة،وتستطرد باالهتزاز، تبتدئ التي السحرية األلعوبة هذه تنتهي ومتى منا؟ املادة

ينهيها؟ اهتزاز وال باالهتزاز،والكرب، الغم طنني تطن واألجراس وتندب، تعتول الرياح أسمع إذ واآلنفيها زرعت وجبال أودية يل ترتاءى ثم واالنتحاب؛ التفجع ألحان يعزف واألرغونأجسامنا من تغذت ومروج سهول ملخيلتي وتنبسط األعصاب، وامتدت منا العظامجميع ناظري أمام وتتزاحم الحزانى، الباكني أصوات حويل وتضج بدمائنا، وارتوتفأذوب الحياة. به تقيض أمر وفراق املوت يحتمه مر فراق — الفراق مشاهدمتلهفة متوجعة واحدة ذرة البث حتى العام الشقاء بحر حيال أذوب ثم وأتضاءلواألنانية، الجهل حجب عاقلتي عن تنقشع ذاك إذ — التاليش إىل تتوق متفجعةحيث إىل قويان جناحان ويحملني الالنهاية، فضاء يف األعظم الروح يد بي وتلقيويعظم ويتعاىل كياني ينمو ذاك إذ زائال، خياال والفناء عرضيا حدثا املوت أجد

مكان. كل يف السائدة الواحدة الحياة هواء فيتنشقالخرساء املادة يف املبعثرة السلب نواة من الجبال، أعايل إىل اللجج أعماق مناملزهرة، الشجرة إىل الرمل، ذرة من الكهرباء، بوارق يف الكامنة اإليجاب نواة إىلتلبد شموس فتيت إىل الغمام، تحت سابحات طري إىل أفنانها، املالمس الهواء إىلمن ذلك وراء ما إىل العظيم، الخيال غري يدركها ال أبعاد إىل املجرة، حضن يفزمان كل من مكان كل يف مسافة كل من نقطة كل إىل السلبي، الخليقة إطارمتنوعة، متفردة متقطعة، متتابعة النضناض الحياة حركة ج تتمو أبدية كل يفأبدية متعادلة، متشددة متضاعفة، متمهلة متخاشنة، متالطفة متوارية، متظاهرةأفق، إىل أفق ومن حنجرة، إىل حنجرة من يرتاجع العجيب صوتها رسمدية. أزلية

56

املوتى يوم

مع هامسا اإلعصار، مع مولوال سكوت، إىل سكوت ومن عالم، إىل عالم ومنمن ألف ثالثمائة مع متمتما العنارص، مع مدمدما البحار، مع نادبا النسمات،ملعلعا املجهوالت، مع ا آج والذرات، املكروبات جميع مع صامتا الحرشات، أجناساملاليني ماليني يف ونرباته أنغامه بجميع داويا األفالك، حفيف يف ا حاف اآلالت، مع

الخالئق. أصوات منفيها فنحن السماء وتحضننا خيوطه تبىل ال سحري كرداء الحياة تكسوناتغزونا يتناوبان. نفوسنا يف والفردوس والجحيم املوت، وبعد الحياة قبل مقيمونلم أم أشئنا سواء ضحاياها ونحن أبطالها فنحن االنتصار، ويف االندحار يف الحياة

نشأ.الوقت هي إنما — دهرية مدافن سوى األفالك، وأبعاد والبحار األرض ماونحن بخلودها. تفنينا وهي بفنائنا الحياة نخلد نحن وتكوين. توليد معامل نفسهاألكوان عرى وتتفكك العنارص قوى وتضمحل الشموس تثلج حتى كذلك أبدا

هللا. حضن يف األوحد، البقاء يف األنور، الفناء يف سابحةاألحياء؟ عيد أم اليوم املوتى أعيد إذن

الطبيعة تبدعها أشكاال يعجن الذي الفرد الناموس عيد يوم، ككل اليوم إنماوال معينة. صور ذات قطعا التكييف تدعى التي الواحدة باليد يجبلها العلماء.تعاقبها لألحقاب ليتم الجديد، يف القديم ويدغم القديم من الجديد يستخرج يفتأ

الخالدة. الالنهاية مجاهل يف والزمان واألفالك بالبرش

57

مرقصاحلياة يف

تلجه الذي الفسيح امليدان جوانب فبلغت املاليني املكتسح التيار يف ودرجت …شيئا فيه تغلغلت واالختبار األيام أنمتها إذا حتى املناهج، جميع من األفواجظننت كما واحد قرص يف ليس مرقصها الحياة تقيم امليدان ذلك يف فشيئا.الصحارى من بينها وما واألكواخ واملنازل القصور من األلوف مئات يف بل قبال،وجدته تناديني نور ألحاظ أخاله كنت وما والبحار. والوهاد والجبال والواحاتالجنازات، وشموع األسلحة، وملعان األفراح، وأضواء االنتصار، مشاعل من مزيجاحسبته الذي والنشيد والعناء، االجتهاد ونباريس النذور، ومسارج التدفئة، ووقودالهلكى وعويل الرصعى رصاخ من هائال خليطا كان وحبور طرب أهزوجةوالسعداء الفرحني وتهليل املتوجعني، واسرتحام املحرومني وأنني الغرقى، واستغاثةوصعق والشماتة، الحفيظة وزفري واملصلني. والزهاد األتقياء وابتهال واملستفلحني،ألوف وألوف — والرضوان والشكر القناعة وحمد واالستنزال، والتهديد التحريض

املستديم. الرائع الحياة نشيد املؤلفة األصواتإىل وأوصلتني السري إىل بي دفعت ثم الكوة يف أوقفتني التي الخفية والقدرةفتذمرت ويلطمون. يصفقون حويل جعلتهم والذين سوتني التي هي امليدان، هذافعرفت كالنبالء، وتنشطت كالطفيليني وتواكلت األقوياء، مع وانترصت الضعفاء معويتأملون، يؤملون كيف ويشبعون، يجوعون كيف يذلون، وكيف الناس يعز كيفواستقالل ولجاجتهم وحسدهم املساكني عبودية عرفت ويظلمون. يستبدون كيفلكل وأن وبش، هش وإن غما امرئ لكل أن عرفت وجفافهم. وأناقتهم األغنياءومطالب أطماعا الحياة أرسى من لكل وأن وانتصب، تقوم وإن حمال عاتقوواحد شيئا، ينال وال يكد وواحد والجهود، بالحذق الفوز يبتغي فواحد وشكايات:

وأشعة ظلمات

الكفاءة له وليس ونصيب حق ذو بأنه يصيح وواحد يشء، كل ينال ولكنه يتعب الاألصوات جلبة وبينا النصيب، بهذا والتمتع الحق بذلك للظفر الالزم واالجتهادواملطامع والجهود واألنظمة الجماهري جارفا املد يطغى صوب كل من تتعاىلالقطرات ماليني الزاخر الخضم يحتضن كما الرجاف العباب الحياة من فيحتضنهااالشباح تتابع حيث مرقصها محيية الحياة وتظل — تحىص وال تعد ال التي

… والظلمات واألنوار والحركات واللغو والصورالوجود مساجني يعانيه ما معانية الحياة مرقص أطراف يف أسري ذا أنا وهااملتجدد الوحي ذلك مثلهم وأتلقى السعادة إىل الشوق وإياهم بي يربح جميعا،كل وعند وجذل، أمل خطوة كل وعند وكمد، خيبة خطوة كل وعند بوجودها.يدري. ال حيث إيل مزبدا مرغيا يتدفق الذي الحيوي السيل هذا حيال روعة خطوةاأللم معنى عن وغايتها، الحياة معنى عن له جواب ال استفهام خطوة كل وعندالنفس وجدت ملاذا للكون سؤال خطوة كل وعند وغايته. الطرب معنى عن وغايته،… وجيعا عميقا رنانا صدى يقرعها صوت لكل ترجع املجوف كالنحاس اإلنسانية

60

سعيدا كن

يقول: فسمعته القوم يف يخطب األكرب الزعيم وقف اإلنسانية األشجان هيكل يفمشكور وكنت لك هيئت الخطرية األمور مزاولة ألن سعيدا! كن غنيا كنت «إذافوق العز رواق ونرش حوزتك، ومنعت جانبك، عز لقد الجميل. مرجو الصالحاتألنك سعيدا! كن فقريا كنت وإن واالستقالل. الحرية وجوه من وجه لك فتم ذماركعرض ما ووقيت املطالب جميع لرغبته دانت من به ابتيل معنوي شلل من سلمتبعني متاعك إىل ينظر وال لنعمتك الصدور تتلظى فال وكره، حسد من الرسي له

مريضة.األجساد وسرتت الفارغة، األيدي مألت ألنك سعيدا! كن محسنا كنت «إذاومئات عرشات إسعاد ووددت نفسك عن فرضيت له كيان ال من وكونت العارية،عن عجزت وإن بأسبابها. املنتفعني د بتعد الواحدة النبيلة مرستك لتتضاعفصانعت ممن الجميل نكران فيها تشهد ساعة أجلت فقد سعيدا! كن اإلحسانتلك حذقا. والسفاهة شجاعة التجني حاسبا به يهددك سالحا املعروف فاتخذعواطفك، وتقسو سخطك، ويفوز أعصابك، لها فتتوتر مرورها من بد ال الساعةقمة إىل تصل أن قبل إصالحه من وتيأس اإلنسان وتحتقر كرمك، منهل ويجف

الحكيم. والتغايض السامي الغفرانبعد وقد الغصون، مخضلة مطالبك شجرة ألن سعيدا! كن شابا كنت «إذاحقيقا. بذلك كنت إذا الواقع حيز إىل األحالم إخراج لك فتيرس اآلمال مرمى أمامكصدق من إليك وألقيت وناسه الدهر عركت ألنك سعيدا! كن شيخا كنت وإذاوالدقيقة منافع، شئت إن أعمالك فكل األمور: مقاليد املعالجة وحسن الفراسةكأنها الرأي، وأصالة والتبرص بالخربة حافلة ألنها أعواما عمرك من توازي الواحدة

وأشعة ظلمات

والدسم االكتمال بمادة أشبعت العصري، غزيرة النضج، موفورة الخريف ثمرةوالرغبة.

األكرب. الحياة معنى يتجسم الرجولة شهامة يف ألن سعيدا، كن رجال كنت «إذاوعذوبتها اتكاله، موضع ونبلها الرجل، منشودة فاملرأة سعيدا! كن امرأة كنت وإذا

أتعابه. مكافأة وبسمتها تعزيته، مستودعيويص أن دون الجماعة بثقة فزت فقد سعيدا! كن الحسب رفيع كنت «إذاعيلتك مؤسس تكون أن لك خري ألنه سعيدا! كن النسب وضيع كنت وإن أحد. بكاملرغمني أبنائها أحد تكون أن من بذكراه، وتفاخر به تعرف الذي عمادها ورافع

بإعالئه. لهم فضل وال اسمهم حمل عىل الحال بطبيعةوالنجاح منهم. كل ذات يف ترتسم ذاتك ألن سعيدا! كن األصدقاء كثري كنت «إذاصفات يستلزم حولك القلوب وجمع مرارة. أقل واإلخفاق ظهورا أبهر الصداقة معحصن من الخروج أهمها الكبري، الوزن ذات النفوس غري يف توجد ال وقدراتاألعداء كثري كنت وإذا وذكاء. ولطف نبل من اآلخرين عند ما الستكشاف أنانيتكزادت وكلما بخطورتك. شهادة أضمن وهم االرتقاء سلم األعداء ألن سعيدا! كنفاتعظت بأهميتك، شعورا زدت والنميمة، االغتياب ع وتنو والتحامل، املقاومة منهمقليلة بكميات تأخذه ولكنك فتاكا يريدونه كالسم هو الذي النقد من بالصائبإعراضا والعجز، الكيد مصدره وكان بقي، عما وتعرض املقويات. أعظم لك فيكون

الغرباء؟ خنافس له تتآمر بما اآلفاق قيص يف املحلق النرس يهتم وهل رشيقا.وانسجامه الكيل الناموس توازن فيك استبان فقد سعيدا! كن صحيحا كنت «إذامرسح ألنك سعيدا! كن عليال كنت وإن العقبات. ودحر املصاعب ملعالجة وأهلتما عىل موقوف والشفاء منهما تختار ملا فالغلبة العظيمتان الكون قوتا فيه تتقاتل

تريد.األسنى املقام من أملعي شعاع فيك تجىل فقد سعيدا! كن عبقريا كنت «إذاويف طلسما، عينيك ويف فكرا، جبهتك عىل صورتها انعكست بنظرة الرحمن ورمقكبني صارت ومقاطع ونربات أصوات اآلخرين عند هي التي واأللفاظ سحرا. صوتكوتذل وتكرب، وتخجل وتهنأ، وتحرق وتيضء تلذع ونورا نارا ملسك وتحت شفتيككنت وإن فيكون. «كن!» للمعنى وتقول وتدهش، وتسخط وتلطف، وتوجع وتنشط،فيها يستعر ال واألنظار لتذكرك، حدها ترهف ال األلسنة ألن سعيدا! كن خامال

62

سعيدا كن

كفؤا. كنت إن فاقتحمها القمة هاك إليك. تتجه إذ املنافسة وحب التفحص لهيبفاإليوانات وقودا. الكفاءة تستعملك الكون أجزاء من مهم جزء بأنك فاقنع وإالال من بها ينعم ال براحة متمتع وأنت الصغرية، الحجارة بغري تقوم ال الباذخة

اإللهام. سيول بغري روحه تغتسل وال الحياة ماء بغري شفتاه ترتويكنوزها. أثمن من بكنز حبتك األيام ألن سعيدا! كن وفيا صاحبك كان «إذاتلقيها خفية أمثولة الستماع استعداد عىل يكن لم ألنه سعيدا! كن خائنا كان وإنمنه خري هو ملن مكانا ليفسح إال املحبة حظرية امرؤ يغادر وال نفسك. عليه

وأجدر.وتتسع امللكات وتتشدد القوى تتمرن الحرية ففي سعيدا! كن حرا كنت «إذافيها تتعلم مدرسة أفضل العبودية ألن سعيدا! كن مستعبدا كنت وإن املمكنات.

أهال. لها يصريك ما عىل وتقف الحرية دروسشبابا يوم كل اكتسبت فهناك سعيدا! كن ويقدرك يفهمك وسط يف عشت «إذاوإن والبحار. اآلفاق منها أذهلتك حتى نمت ثم روحك ونمت جديدة، وقوة جديداتخلق أن من حل يف ألنك سعيدا. كن التعس! أيها منحط، متقهقر وسط يف عشتقوتا حوى عاملا روحك أشباح من تبدع حيث إيل فوقه، بهما تطري جناحني لك

جنانك. لظمأ ورشابا فكرك لجوعأبنائها إىل وضمتك الحياة دللتك فقد سعيدا! كن محبوبا محبا كنت «إذايف التائهان النصفان واجتمع القلوب، تبادل يف عطفها األلوهية وأرتك املختارين،بعد تهتد لم بما الشموس وهنأتهما الفجر بدائع لهما فتجلت املدلهمة املجاهليتأمالن هما لذلك أرساره، بمكنون األثري إليهما وأفىض األفالك، بني دورتها يف إليهيف ويتفرسان يجد، حيث ويمزحان يتكلم، حيث ويصمتان الخايل، يتصابى حيث

خياال. هو يلمح ال حيث البقاء خطوطأعىل يف املنبوذ يحب النابذ ألن سعيدا! كن محبوب غري محبا كنت «وإناملعاني جمة حالة والهجران يهوى. بمن افتتانه يدانيه ال حبا — كيانه طبقاتيغدو حتى االنفعاالت من عكر ما وتصفي الرغبات من ضخم ما ترقق واأللغاز

الخلود. كوثر اآللهة فيها تتناول كآنية متأللئا نورانيا شفافا الفؤادففي املتباعدة األنسية الصورة تلك يف يكن لم إن تريد بمن تفوز ولسوفتعرف ال وأنت وسكنات، هبات للحب ألن املشاعر أثقلتك مهما للحب تهيأ سواها.

63

وأشعة ظلمات

الرتاب يسف حب فنصيبك وإال العظيم، الحب ليختارك عظيما كن مروره. ساعةأبراج إىل تسمو أن من بدال به، تهبط أو أنت ما عىل فتظل األوحال، يف ويتمرغعىل تقام إنما مطالبنا هياكل ألن برش، قلب عىل عجائبها تخطر ولم عني ترها لم

األشواق. منا وضعتها وهمية خرائطالحياة ومسالك تحىص، ال الحظ ومنافذ شتى، السعادة أبواب ألن سعيدا «كن

حال!» كل عىل سعيدا كن دواما، سعيدا كن الدقائق. مع تتجدد

وتبكي، لتنتحب الهيكل خارج جدار بقية عند تقف الجماعات فإذا القوم انفضنظرة قربي انتصب شبح إىل فنظرت هازئا. ضاحكا سبيله يف غريها ومىض

الناس». يف تأثريي أرى جئت الخطاب روح «أنا فقال: استفهامعنده». الناس يبكي الذي هذا ما تعلم أنت «إذن قلت:

الدموع». جدار «هذا قال:أورشليم؟» يف نحن وهل يهود هؤالء «وهل قلت:

وتتحرس». عليه تبكي دموع» «جدار لليهود كما «لإلنسانية فقال:خطبة الرجاء، املوحية املعزية الخطبة تلك بعد هؤالء يبكي «وملاذا قلت:

الجميلة؟» السعادةاآلن قبل سمعها ألنه ومنهم قبل. من يسمعها لم ألنه يبكي من «منهم قال:بأثقالها الوراثة وجرته املحيط عليه تغلب ثم أياما استفاد ألنه وآخر يستفد. ولمولو به يحيطون الباكني ألن عصبيا بكاء يبكي وغريه القنوط. هوة إىل الباهظةتستوعب حساسة نفس ذو أنه ليظهر وغريه املقلدين. أول لكان ورقصوا ضحكواوهو الذاوية آلماله صورة املحطم الجدار يف يرى ألنه غريه ويبكي صالح. تأثري كل

اآلثار». ومتعفي الديار، ومندثر األخربة، مرتاكم حيال يندبون الذين منالضاحكون؟» «وأولئك قلت:

ال ما بكل وتهزأ تفهم ال بما تعرتف ال التي املحددة األذهان ذوو «هم قال:الباكني». من باإلشفاق أحق إنهم تعرتف.

إىل جنبا يسريان وامرأة رجل يضحكان. وال يبكيان ال خياالن «وهناك قلت:األفكار، دوائر تتتاىل عيونهما ويف الجبهة منحنيي بطيئة هادئة بخطوات جنب

هما؟» من أتدري

64

سعيدا كن

هما املقدسة. الشعلة هما املخصبة. األرض «هما وقال: الشبح إليهما فرناواستفادا». فهما اللذان

يستفيد فال الغفرية الجماهري تسمعه البليغ الخطاب عىل «أسفا مكتئبة: فقلتاثنني!» سوى به

هذين يف هو خطابا أنفعه ما «بل وقال: سماوي بنور الشبح وجه فتألقمشعل األيدي هذه ويف للقديم، مجدد الفكرين هذين ويف للدهور، غلة الروحنيخطابا، به بورك األذهان. وشموس األفالك شموس به فتتقد الرشر منه يتطاير

به!» بوركخفيني جناحني كتفيه من فنرش الخيالني ذينك إيل وسار الشبح وغادرني

ويرعاهما. يقودهما رأسيهما فوق وحلق

65

الراقصات السهرات

السائرين جملة يف ورست أفواجا، املدينة أهل مها فيم الراقصات السهرات موسم دنايف خطوت وما والطرب، الشباب بشدو يحدوني والقلب املردن القرمزي بثوبيتمايل واستحثني والعازفني. العازفات لتوقيع ترنحت حتى خطوة الساطعة القاعةرحبات يف بينا أنه ونسيت والتباريح، اللواعج ذكر فأغفلت والراقصني الراقصاتعيون. وتدمع حشاشات تتفطر القدر كهوف يف إذن ويلهون السعداء يتمتع الجذلعسجدية، كؤوس من الكوثر واحتسيت كياسة، ذي راقص كل مع رقصتطائف طاف وملا المعة، عني لكل عيناي وملعت باسمة، شفة لكل شفتاي وبسمتعميقة. طويلة نومة ونمت مضجعي إىل الرسور مستوفية عدت أجفاني بني الكرىيف الفناء وبطعم روحي، يف برترضض أشعر أن فأذهلني الغد يف واستيقظت

الدماء. أحمال كأنها وجداني صفحة عىل تميع وبأثقال فمي،دورة يف لك «هل وقال: الرجال بني رجل أظرف حياني الثانية السهرة ويف

األوتار؟» وأنني تتوافقيتعبون هم فال أجمعني األنس أبناء وعن نفيس عن اليوم عفوت «بل قلت:

عليها». بتعليقهم أتحف أنا وال بمراقصتيواملجاملة». والحلوى الرشاب حيث املقصف خلوة يف نجلس «إذن قال:

يزيله، وال الظالم يمازج رقيق النور حيث الصغرية الرشفة عىل بل «ال. قلت:إصغاء». هذه سهرتي فكل أملعي محدث بي اتصل

ألنه شاكرا انحنى ثم، بإعجاب طرفيهما إىل ورنا بأناقة، شاربيه ففتلاملقعد هذا عىل واسرتيحي إذن «تفضيل وقال: الرشفة إىل بي سار ثم متواضع.

املاليني». بصاحبة العالقة ذي

وأشعة ظلمات

حكايتها!» من بطرف هات هذه؟ «ومن قلت:إىل النبيل ذلك مثلها أهدى زهرة إيل قدم ثم شديدا. وأضحكني بظرف ففعلوأخرى الجميلة تلك من جاءته رسالة عيل تال ثم حكايتهما. ورسد العظيمة، تلك

حكايتهما. ورسد الوزير، ذلك من إليه وردتمتخارصة أزواجا يتتابعون الراقصون وكان وأخريات. آخرين عن حدثني ثمإىل صعدوا والجماعات األفراد تواريخ األمينة صفحاته حفظت سجل نديمي وذاكرةوما — نقص من يشوبها وما — أقله! وما — فضل من يزينها بما اآلباء آباءوعقد الدول واتفاق املمالك تقسيم يف الحايل تأثريه عن اإلملاع إىل وتطرق أوفره!بها يرس كان هو وإنما أحد ليعرفها يكن لم شؤون تلك القوانني. وسن املؤتمراتمن يسبقهما أو هذين يتبع ما وكل واإلعجاب، اإلكبار بعني إيل ينظر ألنه إيليبارى، ال ظرفا يقول ما يف أجد إذ ضاحكة متفكهة أصغي فكنت االعتبارات،«ليته لنفيس أهمس كنت أني إال نضوب. أو كلل يلحقها ال وفطنة يخمد، ال وتوقدا

تكون!» الغد يف هي كيف ألعلم حكايتي يل يرسدالساعة!» هذه أقرص كان «ما بإخالص فقلت السهرة آخر عىل وأتينا

ألنه شاكرا انحنى ثم بإعجاب، طرفيهما إيل ورنا بأناقة، شاربيه ففتلمنا. مقربة عىل مر املنظر، مهيب الخطى، بطيء رجل إىل مشريا قال ثم متواضع.

هذا». نظر يف قصرية كانت إذا ما أدري «ال قال:هذا؟» هو «ومن فسألت:

معنى لسكوته املرء يدرك فال صامتا يظل فإما اثنني: أحد «هذا محدثي أجابأن الظرفاء أحد يزعم قول عليه فينطبق … يتكلم وإما سنة، مليون عارشه ولو

سينا!» ابن الرئيس عن قاله هللاسينا!» ابن عن قاله تعاىل أنه الظريف ذلك يزعم بما اخربني «أال قلت:

إىل سينا ابن مىض ملا أنه النكتة املليح صاحبي «يزعم قائال: نديمي فحدثنيهللا؟» هو «ما وسأاله امللكان جاءه ربه

االسطقسات». فوق اسطقس «هو لفوره: فأجابهجاء لقد «ربنا! وقاال: سبحانه الحق إىل فذهبا يفهما. فلم نظرة امللكان فتبادلمعنى». لقوله نفقه ال ولكننا كاملتكلمني يتكلم رجل البرش، عبيدك من عبد الساعة

الرجل؟» هذا يقول «وماذا وعال: جل الحق فسأل

68

الراقصات السهرات

فوق اسطقس «هو فقال: هللا؟» هو «ما سألناه ربنا! امللكان: فأجاباالسطقسات».

الرجل هذا أمر «إن وقال: الكالم، مغزى عليه ألبس وقد سبحانه املوىل فأطرقامللكان؟» أيها اسمه، وما لغريب!

سينا». ابن الرئيس عبدك اسمه «ربنا! امللكان: فقالقىض رجل هذا وشأنه. فدعاه عرفته! لقد «هاهاها! وقال: الجالل ذو فضحك

أقواله». من كلمة األرضني خالئق تفهم فلم متكلما عمرهسينا». ابن الرئيس عن تعاىل هللا قاله ما صاحبي، زعم عىل «ذاك،

وهمست ظريف!» رجل إنك «حقا قائلة: محدثي وودعت ضحكت، ثم فضحكتتكون!» الغد يف هي كيف ألعلم حكايتي يل رسد «ليته أخرى مرة لنفيس

فمي، يف الفناء وبطعم روحي، يف برترضض أشعر أن فأذهلني الغد يف واستيقظتالدماء. أحمال كأنها وجداني صفحة عىل تميع وبأثقال

الكاذب، والتمثيل املزعج، واللغو الفارغة. الدعوى من شهدته ملا قلبي يف وبكىحديث». وال رقص ال فالليلة «إذن مصممة: قلت ثم السقيمة. والعاطفة

والراقصني، الراقصات قاعة تجنبت الحافلة. السهرة إىل فقصدت الليل وجنالسكوت. الرجل ينفرد فيه مكانا وانتحيت الرجال، بني رجل أظرف من وهربت

وإنما جوابا يحر فلم األسئلة عليه وألقيت التحية، يرد فلم بالتحية بادرتهظل يف فجلست الدهور. ومواكب األجيال محافل وراءها رأيت نظرة إيل نظروانبسطت األفالك. بحفيف اململوء الفضاء سكوت سوى سكوته يكن ولم سكوته،الرسية القوة منه واجتذبتني كياني، هالة فاحتوت قليال قليال وترامت فكره دوائر

األضواء. برج إىل يفيض األليل الليل حيث الوجود قلب سويداء إىلألواصل إال أرقد لم مضجعي إىل عدت وملا تبتدئ. أن قبل السهرة وانتهت

السكوت. عالم يف السريقوس أشعة لونتهما وقد جناحيها روحي فحركت الصباح يف واستيقظتفجأة وكربت ونموت عليها، ركز قد معنوي تاج تحت جبهتي وارتفعت الغمام،

يف. انبثقت واالطالع املعرفة يف الرغبات مختلف ألنووعيت والجن، اإلنس لغات جميع تعلمت فيها أعوام ماليني انقضت قد وهاوجادلت أساتذتهم، لجميع وتتلمذت مصنفاتهم، جميع واستظهرت علومهم، جميع

69

وأشعة ظلمات

قممهم، جميع وتسلقت أغوارهم، وسربت أقوالهم، جميع ومحصت فالسفتهم، جميعيجول معنى أبسط بادراك أظفر أن دون الغيوب عتبات الداميتان قدماي وملست

السكوت. الرجل خاطر يف

70

التائه املوضوع

السنوية. الحفلة يف خطبة إلقاء إىل يدعوني كبري وفد األسنى» «النادي من جاءقائلة: الوفد فخاطبت

والفضالء واألعيان العلماء السادة أيهاكنت وملا املدعوين. مراتب جميع املحرتمة أشخاصكم يف تمثلون أنتمعرضة ونكون سدى الوقت يضيع لئال الجمهور ورىض رضاكم يف طامعةالناس أخاطب موضوع عىل كلمتكم تتفق أن إليكم أطلب فأنا لالنتقاد،

بارتياح. دعوتكم فأقبل به،

نسائية حركة عند ونحن أما الحصيف! االقرتاح «حبذا األعضاء: أحد فقالطريق عن املرأة ترقية يف تتكلمي أن بك فأحر وبناتنا، نساءنا تتناول أن نبتغيوسالمة األمة عظمة تقوم عليها إنما العائلة، دعامة وهي ألنها، والتهذيب العلم

العمران».بهذا ذاكرتنا إذا أما حسن. هذا غري موضوع كل سيدي، «عفوك آخر: فقالوبعض فعلت أني سبق كما اآلخر، بعد واحدا املدعوون ينسحب فقد الشأنأنها نحسب رصنا حتى سماعة، سئمنا ما أمامنا تلوك سيدة قامت يوم أصحابيعن الغد خطيبة إذن فلتحدثنا تعي. وال األلفاظ تحوك فارغة اسطوانة مرددة

وأنفع». أنسب فذلك العامة العرص وروح الكربى العمرانية الحركةالسيارة الصحف مطالعة من به نلم قد ما بتهيئة ابنتنا «أنزعج ثالث: فقالكما والعرفان، الرقي حب فيهن ونبث النساء ننشط أن نريد والربيد؟ الربق وإنباء

وأشعة ظلمات

يف إذن فلتتكلم الرقص. وحانات املقامرة وموائد القهاوي عن الرجال تحويل نريدالنفوس». ويغذي القرائح يشحذ فلسفي علمي موضوع

هناك يكون ال ساعة أي العشاء طعام بعد االجتماع «سينعقد آخر: فقالسوى يفهمه ال كالم نفع وما أوانه. غري يف «الشحذ» ويكون «للتغذية» متسعجهلهم يف ويمقتون متقعرة الخطيبة فيحسبون اآلخرين أرواح فتزهق القليل النفرحتى دواما، اخواتها مارسته ما يف بحثا علينا فلتلقي أال للنساء؟ العلم وتخلفهمبعد ملطفا سائغا كالمها فيجيء والغناء والرقص كاملوسيقى املظلمة، العصور يف

أحد». عىل معانيه تغلق وال الشاق، النهار عمللتبجح هدفا تجعلها أن وترتاح أنت لتتسىل «أتريد قائال: آخر فاعرتضوالغناء الرقص يف نظرية دروسا علينا تلقي أن من بدال سيقولون: الذين السخفاءوالتنقيب». والبحث العلم عناء عنها طارحة العميل الدرس منهما ترينا أن فاألوفقتمحيصها فتحكم الشائنة عاداتنا من عادة إىل تعمد أن ولها لنا خري أنه «إذا قلت:تلك من فنخرج عليها، الجري يحسن أخرى عادة إىل مشرية أرضارها، وإظهار

مستفيدين». متفاهمني الحفلةفعندنا والتقويم التهذيب إىل واحتجنا واإلرشاد الوعظ طلبنا «إذا آخر: فقالفلتلفتنا كبري قومي تطور يف ونحن أما املسجد. يف والخطيب الكنيسة يف الكاهنالبالد عىل العائدة واالقتصادية واآللية الزراعية املرشوعات من إليه نفتقر ما إىل

عظيم». تأثري لقولها ويكون تأييده عىل فتحثنا والفرج، بالثروةوبني األندية احتفاالت بني صاحبي، يا تخلط، «ولكنك قائال: آخر فتأففوتعديل للبالد، جديدة قوانني سن قصدنا ليس التقرير. ولجان اإلصالح أحزابنحن إن بسواها. التعليم برامج وإبدال األمور، والة عىل الدروس وإلقاء ميزانيتها،أن فأرى وطرب. أنس ليلة يحيون ونساء رجال من اجتماعي ناد أعضاء إالاالبتكار إىل سبقونا الغربيني ألن غربي، شاعر أو كاتب عن قصيدة أو مقاال ترتجم

إجهاد». بال لها نبتهج جديدة بأفكار فتتحفنا الذهني،قعر إىل التعريب وليهبط الحضيض إىل الرتجمة «فلتسقط قائال: آخر فصاحالببغاوات بمعرش جدير عمل يف وقته يفني أن ذكيا كان من عىل حرام الهاوية!ولتتكلم إذن، فلتتكلم بيننا أجنبي ال رشقيون االجتماع هذا يف ونحن أما البرشية.وخليقون ضالون هم كم املتفرنجون ليفهم بلغتهم القوم تعلق وجوب عن بحماسة

واالحتقار». بالسخرية

72

التائه املوضوع

عليه يعود اقرتاحا لتقرتح عزيزي، يا إليك، النادي ذنب «وما آخر: فقالتاركني هؤالء يسخط أن أتريد ومتفرنجات؛ متفرنجون األعضاء جل إن بالتداعي؟خطيبتنا أما هللا، أنزلها لغات من شاؤوا بما يتكلمون الناس دع بالقع؟ قاعاتناالناس طبقات بعض فيها تصف غرامية حكاية يف النسائي جنسها فلتصدقاليوم فالرواية املتنافرة. ونزعاتها املرأة عواطف وترشح البلدان، عادات وبعضالعلمية والنظريات التاريخية اآلراء لنرش فريدة آلة غدت موجزة، أم كانت مسهبةيف والديني االجتماعي اإلصالح وتسيري الشعوب أحوال وصف عن فضال والفلسفية

معينة». وجهةاألهمية هذه للرواية يجعل وال املوقف، لهذا مناسبة الرواية أرى «ال آخر: فقالوالتلفيق. األوهام من مجردة الجادة األبحاث يأنفون الذين الكليلة األذهان ذوو إالوالفلك، كالطبيعيات فتاة يف نكربه بما وتحدثنا املبارشة اإلفادة إىل هي فلرتم بل

ما». علمية فائدة منهم تنالني الذين إال والخطباء الكتاب من أحتمل ال فأناهي وهل والرياضية؟ الطبيعية العلوم يف محصورة اإلفادة «وهل آخر: فقالهو األمثل الكاتب أن أرى املتعلمني؟ صغار املعلم يلقن كما األبله التلقني يف قائمةمن واثقا أبحاثه يف يسرتسل بل وذكاء، علما اآلخرين فوق نفسه يتصور ال الذيميوله مع يتفق ما الخاصة آرائه من يحتضن أن منهم ولكل يفهمونه. الجميع أنصفحات عند مجالسته وأهوى وأحبه أعزه الذي الفنان الكاتب هو هذا وحاجاته.جديد أمامي يفتح وكيف والرغبات، الشجون مني يثري كيف يعرف ألنه األوراقاملغرور الدعي هو املركب، الجاهل فهو يل معلما نفسه ب ينص الذي أما اآلفاق.أنه وهو أعلمه، مما وثوقا الزداد واحدة نظرة وتفيقه تنطعه عىل ألقي الذي

«… متعاظما يعطيني مما أكثر عنده ليس وأنه غريه ماء من يخيفنيحتى الناس قلوب يف العواطف مناهل جفت هل «رباه! قائال: آخر فتنهدأو منظومة منها قصيدة فلتسمعنا أال واألبحاث؟ العلوم سوى لهم هم ال صارواتساعدنا األعىل املثل أجنحة إىل حاجة يف ونحن يشء. كل قبل شاعرة فهي منثورة،

الجمال». أبدية يف لحظة، ولو لنعيش، املادة حمأة من النهوض عىلوانربى الجيل، هذا آفة إنه قائلني واملنثور املنظوم الشعر عىل قوم فاحتجالفريقان واشتبك ورونقها. ووحيها الحياة سلوى إنه قائلني عنه يدافعون آخرون

والجدال. املناقشة يف

73

وأشعة ظلمات

معارف من نفيسة اخالطا يف فوجدت املوضوع عن أبحث بنفيس أنا فاختليتالفلسفية األبحاث فهناك اإلنسان: بني إرث دواما وستظل كانت وقدرات ومدركاتالعلوم وهناك واللغات، اآلداب وهناك واالخرتاعات، االكتشافات وهناك والتاريخية،الجملية الفنون وهناك والباطنية، الالهوتية املذاهب وهناك والرياضية، الطبيعيةوهناك األسفار، ووصف البيان وعلوم واألشعار الروايات وهناك اختالفها، عىلمقربة وعىل املحزنة. الرثائية الوجيعة واألخرى املفكهة، الرشيقة الخفيفة املوضوعات

املتنوعة. املرشوعات وخرائط اإلصالح واقرتاحات النقد أساليب منهاالجماهري لذاتي أخلق أنا جعلت حويل تصطخب النادي وفد جلبة وبيناورصت ،— الكبرية الرواية تمثيل خالل مصغرة رواية أحيانا تمثل كما — املتعددةأطيله، وهناك هنا، الكالم فاقتضب ويتطلب. يحب بما جمهور كل يف أخطبالطبيعي العلم برصامة حينا أخرى. الباحث وبتدقيق الشاعر، س بتحم مرة أتكلماإلصالح بقسوة وهناك وأنينه، الحب بعذوبة هنا الفلسفي. الفكر بسيطرة وحينا

واستئثاره.ألوقف ال ألستفيد، بل ألفيد ال ألتعلم، بل ألعلم ال الجماهري لذاتي خلقتودرست تكلمت وممكناتي. أرساري إىل ألهتدي بل وممكناتهم أرسارهم عىل اآلخرينونفيس ألطري ذلك فعلت وأنميها. ألعزيها وأدللها، نفيس ألهذب وخطبت وكتبتاألزهار، عصري ونمتص األعماق، غور ونكتنه الغدران، ماء ونحسو الشواهق، فوقبدائع عىل وحدها منها يرشف التي الرائعة الداخلية الحياة تلك وإياها فأعيش

الكون.ويف وأنفع، أنسب املوضوعات أي يف يتناقشون والناس ذلك، أفعل زلت وما

أعالج! أن عيل املوضوعات أي

74

الغريب أهيا أنت

الحياة. سجناء من سجينان وأنت أناباسمه. حي كل يعرف بأرقامهم السجناء يعرف وكما

حينا، سواهم من الضحك عىل بينهم فيما املتفقني جماعات وسط التقينا وقدأحيانا. بعض من بعضهم والضحك

مني وجها ألريك أقلدهم إنما ألني يسوؤني، بهم شبهك أن غري وإياك منهم أناوسجية؟ طوية فيك واالستخفاف الهزء أم قصدي بمثل أتجاريهم وأنت، جديدا.

منك للتغافل امتعايض ورغم والظرف، منك للنكتة انقبايض رغم ولكنيف يظهر آخر تفاهم يتخلله مستديم صامت تفاهم عىل وإياك أراني والحبور،

والتأثر. والعبوس الكتمان لحظاتما فرصت به. وتهتم ترقبه عني له من غبطة تذوقت الهادئ النافذ بنظركأنثر أن متمنية والكرم، والنبل الصالح من فضفاض بثوب نفيس ارتدت إال ذكرتك

الخالئق. جميع عىل والسعادة الخريإخفاق عند رحمتك إىل سأفزع دموعا. يفيض العتي وقلبي موثوقة، ثقة بك يل

طيارة طروبة تراني التي أنا — أحزاني شكوى وأبثك األماني،أنا — أيامي فجر منذ رأيس وحنت كتفي قوست التي األثقال لك وأحيص

بإكليل. متوجة بجناحني محفوفة أسري التياآلمر. وتأثري الكبري سطوة فيك متهيبة وأمي أبي وسأدعوك

باملحبني. دواما ليسوا هؤالء أن أعلم التي أنا وعشريتي، قومي وسأدعوكصديق. وال يل أخ ال التي أنا وصديقي، اخي وسأدعوك

وأشعة ظلمات

األبطال قوة يف تتخيل التي أنا املعونة، إىل واحتياجي ضعفي عىل وسأطلعكالصناديد. ومناعة

تدري. ال وأنت أمامك، أبكي ثم والحنان، العطف إىل افتقاري لك وسأبنيالسبل. واشتباك فكري ارتباك عند والنصيحة الرأي منك وسأطلب

انتظار يف واجفة متواضعة إليك سأسري ما ذنبا وأرتكب الترصف أيسء وإذاوالعقوبة. التعنيف

ألمرك. وأمتثل يدك عىل فأتوب عيل بسخطك ألفوز الخطأ أتعمد وقدألحصل حسابا أعمايل عن لك مقدمة املعنوية رقابتك تحت نفيس وسأصلح

الحالني. يف فأسعد االستنكار، أو منك التحبيذ عىلاملنصف. الحكم وحدك يل فتكون آثام، من إيل ينسب ما حقيقة عىل وسأوقفكفيه الغلط إىل فتنبهني أمامك سأبسطه وحسنات فضال يل الناس يحسبه وما

والنقصان. والسهوتقرأ ألنك واملتطاولني املتحاملني وتحتقر وتشجعني، وتسامحني ستقومني

جناني. لوح عىل منقوشة الحقيقةفيك نظرتي سوى أصدق وال حاسديك، وبهتان منافسيك وشاية أنا أكذب كما

شاهد. أبر وهيتعلم! ال وأنت ذلك، كل

وآمالك. وأطماعك غمومك حكاية منك ألسمع خلوتي يف متكلما ذكرك سأستعيدأحد. فرد يف املتجمعة البرش حكاية

صوتك. لهجة عىل أعثر عيل األصوات جميع إىل وسأتسمعآلرائك تقديري ليتعاظم اآلراء من الصائب وأمتدح األفكار جميع وأرشح

وأفكارك.تافهة شاحبة هي كم ألعلم واملعنى التعبري صور الوجوه جميع يف وسأتبني

ومعناك. تعبريك صور ليست ألنهاابتسامتك. املرآة يف وسأبتسم

عن سأتحول غيابك ويف فيك، ألفكر نفيس إىل عنك سأتحول حضورك يففيك. ألفكر إليك اآلخرين

76

الغريب أيها أنت

وطنا لك ألكون مرذوال مطرودا ألعزيك، مصابا ألشفيك، عليال سأتصوركفريدا متفوقا أبرصك ثم االخالص، يجازف تهور بأي ألشهدك سجينا وطن، وأهل

إليك. وأركن بك ألفاخروكيف تحزن، وكيف تشتاق، وكيف تطرب، أنت كيف مرة ألف ألف وسأتخيلاالنفعال إال وحرارة ببسالة لتستسلم وشهامة برزانة االنفعال عادي عىل تتغلبأي وإىل تقسو، أن أنت تستطيع درجة أي إىل مرة ألف ألف وسأتخيل النبيل.

تحب. أن أنت تستطيع درجة أي إىل ألعرف ترفق أن أنت تستطيع درجةدونه عجز ما إيل أوحيت ألنك بخورا لك الشكر يتصاعد نفيس أعماق ويف

اآلخرون.تعلم؟ أن أريد ال الذي أنت ذلك، أتعلم تعلم؟ ال الذي أنت ذلك، أتعلم

77

بيل منعطفالس قرب

السري واستحالة الحارض وجمود املايض، انقضاء تمثلت عندما السبيل منعطف قرببحرشجة مفعمة طويلة ميتة امليتتني: إحدى اختيار سوى يل يبق لم األمام، إىل

املنقذة. الرسيعة االنتحار وميتة القنوط،فيها تتلوى وال الدماء تلطخها ال مأنوسة كيسة أجعلها أن عىل هذه فاخرتتولهاث بالسم العطر منعها تطعم التي املزعوفة األزهار إىل واهتديت األعضاء،عىل دواهيه من القدر أقام حيث الضائقة الزاوية تلك يف هناك، ولكن الردى.فجأة برزت الشفق حلول قرب هناك الرصاص، ومعاقل الحديد جدران صدري

أمامي.األشياء، يف توارت وأشياء املعاني، طي اختفت معان عن تتكلم وأخذتلجج يف أرشق ونور الرش، وراء حصحص وخري املستحيالت، يف حجبت وممكنات

الحقارة. جالل تجىل وسمو الظالم،كأنما ساهية، سحرية اإلشارات منها فبدت متأنية مرتيثة تتحرك يدك وكانتالجو وضاء القصور مهجور يف املتبحرة املرايا عىل خيفة إشارات انعكاس هيالعوالم. جديد يف يكتشف إيل توا نظرك وميش والسؤدد، واألبهة الرشف بألالء حويلإال حينة عند — أجيل تخليت ما أني وأدركت الوجود إعزاز فعلمتني نظرت،قبيل متجددين منتعشني املتسابقون يتنفس كما — كبرية لوثبة وأتحرض ألتشدد

األشواط. خطريوالرياض املروج عن مسفرة الحصون وتنحت قليال قليال الحوائط فارتدت

املتيمني. زعم عىل الوجد يد سوى تنسجه ال وسيم بنقاب الكائنات واتشحتالوجد؟ جاء أنى ولكن،

وأشعة ظلمات

روحي أوصال تشل عالم ولكن بك. أهتم أكن لم وأنا بي تهتم تكن لم أنتبعد؟ عن خيايل تلمح إذ يديك وارتعاش اضطرابك وعالم حللته؟ مكان من للدنوتتبلبل كانت ملاذا ولكن إليك. أنظر أكن لم وأنا إيل تنظر تكن لم أنتصوتك يخرج ملاذا السكوت، تستطع لم إن وأنت قدومك؟ عند وأهرب خواطري

ما؟ تأثرا لتقهر تجاهد كأنك متهدجا متقطعابوجودك. أعبأ أكن لم وأنا بوجودي، تعبأ تكن لم أنت

مثال وأنت وملاذا، االنتباه؟ وعدم اإلعراض متعملة أخاشنك كنت ملاذا ولكنعيل، يتجنى أن يود كمن وتنقبض لحضوري تكفهر كنت والتهذيب، الوداعةالتالية املرة يف نظرك يعود ثم واملجاملة، بالبشاشة يرمى أن يخىش كمن أوتحدث أن قبل مرغمة وأتناىس لك أغتفر كنت التي أنا — زلته عن يستفحصني

باالستغفار. نفسكطريقك عن أحيد كنت ملاذا ولكن فيك. أفكر أكن لم وأنا يف تفكر تكن لم أنتخطواتك تتقن كنت وملاذا مكان؟ كل يف عنك أبحث أن أود التي أنا بك ألتقي لئال

إيل؟ واصلة أنها تعلم إذ وتنوعها صوتك نربات وتنغم أرقبها، أني تعلم إذكنت حولك القائمني وجوه ولكن شيئا، لك أكن لم وأنا شيئا، يل تكن لم أنتإنسان. قبيل يأتها لم كأنها مني حركة كل تدهشك كانت وأنت بنورك، متألقة أراهافوق حلقت إرادتك أن أليس ولكن شيئا. لك أكن لم وأنا شيئا يل تكن لم أنتتحاول كنت أنك ليس أو والخضوع؟ الطاعة إىل ألجلها فتقت آمرة كيد خواطريعظيما؟ بهيا فتجليت املألوفة ذاتك فوق بذلك ارتفعت حتى إعجابي وإثارة إرضائي

كنت؟ وماذا أنت؟ منوعذابي؟ شوقي أطياف من وطيفا املكتظة، شاعريتي فيض من وحيا أكنتالشواطئ إىل البحر يف السفن مرور حياتي أفق يف مرت محسوسة حقيقة أنت أمشوقي أطياف من طيفا وكنت املكتظة، شاعريتي فيض من وحيا كنت لقد النائية؟إىل البحر يف السفن مرور حياتي أفق يف مرت محسوسة حقيقة وأنت وعذابي،

النائية. الشواطئمهذبي! يا

80

وطني أين

الوطنيات. أسماء ذاعت عندماأقبله. شفتي عليه ووضعت وطني اسم كتبت

وطنا. األوطان كذوي يل بأن مفاخرة آالمه وأحصيتتحل. ال التي باملشاكل فأملمت والتفصيل الرشح دور جاء ثم

أفكر. وأنشأت جبهتي وحنيتشعورا. يف التفكري انقلب أن لبث وما

يذلني. عميق بانسحاق فشعرتلها. وطن ال التي تلك سواي، دون ألني،

تثقلها أنغام النحاس أبواق ولدوي املودعة. الجيوش نفري الصباح يف يوقظنيوأود الظافرين فأمقت واالستبسال، التفادي طلب يجنحها وأهازيج الفراق، دموع

هواني. بطشهم ويف فقري، ثروتهم يف ألنىس وإياهم أتوحد أن لحظةوهتاف الشهداء؛ نعوش وراء أعالمها منكسة املظلومة األمم مواكب تمر وإذيف شعب ابنة ألني أعتز منها، والتفجع الثكل أنني عىل يتغلب واالستقالل الحريةاالنحدار. سوى أمامه يبق ولم وارتفع تكون شعب تابعة ال واالرتفاع، التكون حالةمنا لست «أنت يقولون: فهؤالء مسمعي، يطرق همسا تهمس الشعوب ولكنآخر». جنس من ألنك منا لست «أنت أولئك: ويقول … أخرى» طائفة من ألنك

لها؟ وطن ال التي تلك سواي، دون أكون، فلماذا

تنتقل نفيس وأشباح بلد، يف وسكني بلد، من وأمي بلد، من وأبي بلد، يف ولدتأدافع؟ البلدان هذه أي وعن أنتمي، البلدان هذه فألي بلد، إىل بلد من

وأشعة ظلمات

ورشفا بها، ينعمون ومعنوية. حسية وراثات لألحفاد تاركني املوتى يميضسوى موتاي آثار من يل يبق فلم أنا أما عليها. يحافظون وتقاليد يعززونه، قومياما قدماي جرت والفرار طرحها حاولت إذا أثقال وعنقي. يدي يف املعلقة األثقالالساخرين، املتشفني أصابع نحوي تشري جلجلتي طريق عىل فهبطت منها. أثقل هو

وتؤايس. تعني رحيمة يد من وليسهؤالء بي لتحكم عنه تخلوا ولو األباعد. أولئك عليه فاستوىل موتاي متاع وأماالحسد عيل وأنكر عيوبا، عندهم انقلبت بصفات القحة منهم عريتني الذين األقارب

والعربات. بالجهود اشرتيته بما التمتع حق والخمول منهموهي، جماعتي بلغة أأتقيد أرتبط؟ الروابط وبأي والناس، أتفاهم اللهجات بأينظرهم يف وأنا الغرباء بلغة أكتفي أم ألمثايل؟ توجد ولم يل ليست زعمهم، عىلاألساليب أقبل أم الناهضون اليوم يحاربها قديمة عادات أأصون عليها؟ متهجمة

هدفا؟ املحافظني لسهام فأكون الحديثةيف جبهتها تمرغ عبدة قالوا عنه غنى ال ما إىل توصال العتي جاملت إذاعيل سطت حصنا، األنفة ومن سالحا، املصارحة من يل جعلت وإذا وتتزلف، الرتابإنما ألنهم «املخلصون» حويل من وانقض «اإلخوان»، ألسنة ومزقتني الحديدية، اليد

نفوسهم. ملساعدة خلقواالتي تلك فأميس الوطنية، رشوط تنقصه وطن ابنة أكون أن عيل قدر فلماذا

لها؟ وطن ال

الضعفاء، حقوق صيانة يف ونبلها املدنية عىل وفضلها عظمتها عن تحدث أمة كلأعجب؟ األمم فبأي

واملساواة العدل عن وتذود الحرية ذمار تحمي — سواها دون — أمة وكلأتكل؟ األمم أي فعىل واإلخاء،

والسماء الحياة، يف والفضيلة الرشف ألتباعه إحتكر — سواه دون — دين وكلأعتنق؟ األديان فأي املمات، بعد واأللوهية

الخري يضحي الرأي صائب فرد وكل والعصمة، الصدق يدعي حزب وكلأتبع؟ األفراد وأي أصدق األحزاب فأي العام، للخري الخاص

اشتياقي. إليها سعى إال بالد وصف سمعت ما

82

وطني أين

أمتي. تمنيتها إال وسؤددها أمة بسالة عن حدثت والوأميل. يأيس صوت خلته إال قوم صوت إىل أصغيت وال

وعيوبي. مفاخري صورة أدركتها إال ومفاخره شعب عيوب تبينت والوذاك املغاالة هذه يف وجدت إال واملغاالت بالتعصب طائفة طائفة رمت وال

التعصب.والعوالم والكواكب والبحار والصحارى الفلك وأبعاد األرض مسافات تخيلت والوتنتظرني طفولتي ترنيمة هواؤها يردد أوطان كأنها إليها الحنني اهتاجني إال

والخالن. األحباب قلوب فيهاعميقة اكتئابي قوى تتجمع فلماذا وجنون، باستهتار تتوزع إعزازي وقوى أما

لها؟ وطن ال التي تلك — الدنيا يف وحدي أنا ألني مرهفة

والنبوءات. الوحي امتزج وطني بنسيمالجمال. صور انترشت فيه الشمس أشعة ومع

اآللهة وخياالت والهجران الجمود مظاهر وراء متلظية وهاجة حياة له فكانتمتأملة. متمهلة فيه أبدا تسري

معاني تتعاىل واملروج األحراج من والينابيع، الصخور من واألودية، القمم منيف تتداول كأنها وتتجمهر األشياء أرواح تتكامل الشفق وعند الضحى، يف بالدي

جديدة. عوالم إنشاءأحب حني، منذ املحراث دغدغها التي األرض ورائحة الجدود تربة عطور أحب

األصالد. شقوق إىل امللتجئة املاء وقطرات واألعشاب، الحىصأسفرت أم الوادي أحشاء يف محجوبة أكانت الوارف الظل ذات األشجار وأحب

البعيد. البحر عىل مرشقةالجبال أكتاف عىل املتلوية وتلك الغاب، قلب يف املتوارية الوعرة الطرق وأحبمنها الذهبي الغبار وكأن املمتدة، املمتدة الطويلة السبل وتلك البيضاء، كاألفاعي

الشمس. قرص إىل ينتهيوطني يف أنا األفيح حبي رغم وهكذا لنا؟ ليصري شيئا نحب أن أيكفي ولكن

لها. وطن ال الطريدة الرشيدة تلكوامليول. واألذواق األفكار وطنية صنوفا: الوطنيات من جربت

83

وأشعة ظلمات

القلوب. وطنية املثىل: القدسية الوطنية وتلكالحس. عالم يف عرفته ما املعنى عالم يف فوجدت

املعاني. وتسامت الصور فيها تفردت بعيدة بقعة إالاألخرى. األوطان أبناء وأدبني وطني، أبناء ثقفنيأيضا. الغرباء وأسعدني وطني أبناء وأسعدنيإيالما. أوسعوني أنهم يف وطني ألبناء ميزة وال

كثري. أذى الغرباء من نالني فقد

الوطن. أبناء أقيس األقيسة فبأيوطنها؟ أين تدري ال التي تلك وحدي أنا أكون وملاذا

فيها! وأرشكوني سعادتكم يل عرفوا واألوطان، األهل ذوي السعداء أيهااليوم أما وطن، من والفن والشعر والفلسفة للعلم ليس بأنه حينا رضيتضعف أعرف رصت وطنا. والفنان والشاعر والفيلسوف للعالم أن أعلم فرصتال املضني لجسمه ناعما مضجعا طلب والراحة النوم إىل مال إذا الذي اإلنسان

اللجج. منه تبتلعه عرمرما بحرا وال والربد، الحر منه يتناوله واسعا مرجااكتشفت أن بعد الذي أنت القديم، الفيلسوف أيها الصامت، تفطرك أعبد إنيصديقا أريد إنما فقلت: الدهور شكوى كأنها زفرة أرسلت وعجائبه، الفكر آيات

ألجله. ألموتوطنا أريد إنما قولك: يشبه ما مرددة ذكرك أمام خاشعة اآلن أجثو وأنا

به! ألحيا أو — ألجله ألموت

84

أيباهلول قدمي عند

أحشاء يف الشهب وأضواء املساكن وأنوار عميق، عميق والليل واسع، واسع األفقعداها. ما جاهلة املدينة أوصاب عن تحدث املدينة وأصوات وحروق. جراح الدجىاملقيد الضاج البرش عمران بني فصلت تالل وراء اختالء أنشد ناديك جئت لذلك

املتناهي. غري السكوت حضن يف املستقل وعمرانكوالعادات، واللغات والرشائع باألديان تأتي ودول شعوب البسيطة عىل تتتاىلوزعازع وثورات وأوبئة وصواعق وبراكني زالزل األجيال عمل محق يف وتتبارىأحكام تنقض الفضاء وجه يف انتصبت أهرام أمام رابض هنا وأنت وطوفانات.وتعززه والصوان الحجر بألفاظ الدهر حديث يديك بني تلقي والهياكل الفناء.

والكماة. وامللوك األرباب بصوربالغته خطابها املنيلة الصور تلك بعض العاديات من بها نزل ما وكأن

وروعته.والجالل الكتمان مملكة الفيحاء مملكتك يف الرمال وثري عىل فريدا تربض ههناالرفيعة. املجردة عظمتك حيال ودميمة النعمة حديثة القيارصة وعظمة واإليماء،يف ولكنك السني. وحدتك أيوان يدخل األستار بهتك الشغوف املتطاول واإلنسانالذبابية األيدي لهذه ملموس وغري الفانية، األشباح لهذه منظور غري غيبوبتك

واستقصاء. تلهيا ومنكبيك مخالبك عىل املتنقلةالدنف خصوصا هو بل فحسب، املستقيص باملتلهي ليس اإلنسان أن غريالعام الثبات أن فيدرك والنوائب الفواجع دوار قهرا الكون من يتناوله املتألم.والتحول. التغري من مصنوع الظاهر البقاء وأن واالضطراب، الوجل من منسوجيف جزافا تضيع القوى عجاجات أن يدرك والقدر. الحرية بني الكفاح مأساة يدرك

وأشعة ظلمات

واألنبياء والقديسني والشارعني واملحاربني اآللهة الجارف واألنسال الذراري ل شالوالتيجان والصوالجة العروش، طريق عىل التعاسة يرى سواسية. والقتىل والقتلةالعوز يتخللها والوفيات واملواليد والجنازات األعراس يرى املجرمني. بقيود تختلطوالهدى. والضالل والتطري، والدعوى واألمانة، والخيانة والعافية، واملرض والبطر،تتوثب واألشياء والخالئق هو، ما عىل الكون يظل سواه ويعذب يفطره ما وإزاءتعقبها نهاية كان وشيكا منها خال ما وكل الرجراجة، الرهوة كاملياه وتتولد فيه

األسس. عليها تستوي وأنقاضا بدايةإال هذا «ما الحياة!» هي «هذه له يقال تفسريا للحوادث طالبا يزفر وإذوالحرمان، الهبة إزاء الساهي، األهوال أبا يا نعم. كذا» إال الحياة تكون «ال الحياة»،كل إزاء واالندحار، والغلبة واملذلة، والفخار والسواد، والبياض والغدر، والوفاءداء ونداوي بالحياة، الحياة نفرس إننا يتغري! ال واحد التفسري توجع، وكل مرسة

لوجه. وجها والحياة لنجدنا الحياة من ونهرب الحياة، بمصل الحياة

أولئك جميع نهض كما الحياة أتفهم نهضت الحياة صور ماليني من صورة وأناوقفت العابرين عىل األسئلة تلقي طيبة طريق عىل قديما وقفت وكما املساكني.

األم». صدر «هي أحدهم فقال الحياة، معنى عن السبيل أبناء أسألوأمان، مناعة وحصن وحرارة دفء عش يف منه أنا فإذا أمي بصدر فالتصقتومر املتدفقة. والسيول امللعلعة والربوق الداوية والرعود العاصفة الرياح ترعبني ال

الحياة؟» هي «ما أسأل موقفي إىل وعدت أمي صدر بي فضاق يوم،والتقوى». الدين «هي مجيب فأجاب

تحت واألماتة التقشف أداة مخفية املذبح عتبة عىل جبهتي أمرغ فبادرتتخطر لم وذنوب أرتكبها لم آثام عن مستغفرة صدري وأقرع األثواب. مزركشالحربة بنكال الصلبان يل وهمست أطرها يف الصامتة الصور فناجتني بايل. عىلصالبة كاملرمر انقلب عطوفا لينا كان الذي الهيكل وصدر يوم، فمر واملسامري.تنزل كانت التي البخور وأرواح مرسحيا. ترتيبا الدينية الطقوس وصارت وبرودة.الكثيف. الذوق ذوات تنرشها كعطور مزعجة غدت واإللهام الوحي فيض عيل

الحياة؟» هي «ما سائلة السبيل من مكاني إىل فعدتوالتظرف؟» والدالل التيه غري للفتاة هي «وهل الغرور صوت فقال

86

الهول أبي قدمي عند

الصورة تلك أفارق أكن ولم فيها. صورتي فتعشقت مرآتي أساجل فمضيتتذوقت وقد فأصبحت الباكني، مشهد يبكيني وكان ويجملها. يزينها عما ألبحث إال. عيني يف امللل شبح فأطل يوم، ومر القلوب. خيوط نسل يف واللعب اللهو لذة

الحياة؟» هي «ما السبيل أبناء أسأل فعدتوالجاه الثروة «هي وقال: اآلالت وجلبة البخار صفري يف الحضارة صوت فعال

العمران». وأبهة العامليفعدت كياني. تحجر حتى ساعة أرصف لم أني سوى هذه، سبيل يف فعدوت

الحياة؟» هي «ما أسأل يقتلني والضجرمن صورة فانبثقت املوت طلبت حتى وقنطت غزيرا، وبكيت طويال سألتالنجوم الهول، أبا يا أرأيت، عندها. الحياة أن فهمت وإنما تتكلم لم عنائي. غوروخشعت حويل، النجوم جميع فرقصت النواميس ثابت تململ بلحظة راقصة؟صورة املوجودات وتناقلت الجربوت، ذي عند شفيعها هو من لدى سجودا الكائناتمعانيه. من معنى وانتحال خطوطه من خط بنسخ فخرت أو — واحد وجهوبهجة الجو زرقة وصارت اثنتني، عينني تألق من نورها األرشقة جميع واستحدثتالبطيئة البسمة تلك — البسمة لتلك ضئيال مبهما انعكاسا األمواج وطالوة الربيععىل الباري ويد يدي فوضعت عرشها إىل األلوهية واستدعتني النادرة. الرقيقةالنجوم ثورة فقمعت يوم. فمر األكوان. حركة بإدارة وإياه وقمت الوجود لولبفرجعت الخليقة. يف أهميته كائن لكل وعادت األوحد، للنظام خضوعها وقدمت

الحياة؟» هي «ما العابرين أسألالحياة». أرشح ألني الحياة «أنا الرزين العلم صوت فقال

الروحانية والفلسفة تارة املادي العلم أعالج الزاخر الخضم يف بنفيس فألقيتأبدعنا لغة من وكم يعلم، ال عما لنبحث املليك، أيها خلقنا، علم من كم أخرى.بني الكوني التفاعل بها يتم التي القوة إىل الجهابذة فهداني يرشح! ال ما لنرشحهذه هي وما فسألت: الجاذبية. ذرة: وال شمس عناقها من تتفلت فال األجراماألثري، تموج عىل ينتقل وسيط أهي ملسها؟ من سمعها، من رآها من الجاذبية،وهو الحياة رس «ذاك فأجابوا العنارص؟ عن مستقال بنفسه يتموج سيال هي أم

مجهول».جميعا. واالتحاد االنفصال تمثالن لفظتان مجهول! الحياة!

87

وأشعة ظلمات

يا سنة، آالف أربعة منذ — ناعمة بطنافس ربوعك تفرش التي الرمال هذهويديرها منها الواحدة الذرة يقلب والعلم سنة آالف أربعة منذ الصحراء، حارستركيبها علة متلمسا وتحليال ودرسا بحثا نحرها لقد تقسيمها. ويجزئ ويقسمهااستفهام ومن مجهول إىل مجهول من جهوده فسارت محلها. وراء املتواري واللغزهي ما الحياة؟ هي «ما يسأل الغريرة الطفلة أنا مثيل زال وما استفهام. إىل

الحياة؟»يفهموا، لم ألنهم ومضوا كثريون فضحك للسابلة استجوابي طال كذلك

واألىس. والحرقة اللجاجة يف أرهفوا وأجابوا وقفوا الذين والقليلون

جعلوا وملاذا الرامزون؟ بك رمز حقيقة أي إىل والتعاويذ، السحر أم بابل وليد ياوملاذا األهرام؟ مجاهل يف وتاه امتد رسداب إىل تفيض خفية درجات كفيك بنيوملاذا الهواتف؟ لآللهة يستمعون العرافون كان حيث الغيب باب مفتاح قلبك أودعوااألعقاب؟ كر عىل املطبقتني شفتيك سوى منك جوف إال أصغرك موضع يعرف العىل أإشفاق إيهام؟ أم البسمة هذه أتأكيد وإعالن، كشف دون شفتاك تفرتحصاة ظل من أقلص كائن هو ما ألن أم األوحال، فيها أذيبت وقد املفاداة دماء

سيكون؟ ما حيالمن يظهره ملا مصبه إىل منبعه من عبد املحيي الطبيعة رضاب نيلك هذاشكل معنى أتفهم خصبه؟ ومعنى الصيفي احمراره معنى أتدرك ووفاء، أريحيةدائرة يرسموا أن قبل الكلدان نحتك الذي أنت الخالدة؟ أهرامك به تجلب هنديسأم للفراعنة، مدافن أم للصحراء، منائر األهرام هذه كانت إذا ما أتعلم الربوج،أوزريس يدين فيه محفال أم عشاق، مجتمع أم كنوز، مستودعات أم دفاع، حصونمع األكفان طي الهريوغليفية وأرسارها الربدي أوراق أدرجت ملاذا أتعلم موتاه؟النيل عرائس وزهرات املاء سوسن معنى أتعرف والنواويس؟ التوابيت يف املومياتإىل رموز هي إنما هذه جميع أن نعلم الجهالء نحن املقدس؟ النهر عىل العائمةوتسكت نظرك لتحول ههنا يكتسب ما لك يبق ألم وأنت فينا، املتحكمة الحياة

ينتهي؟ ال سكوتااإلبرة املوجه األصبع حركة أترصد نرقب؟ ما سوى هناك ترقب ال أنت أمتستعرض أم الكواكب؟ وهيئات الشمسية النظم بعدها تجر الشمال نحو املمغنطة

88

الهول أبي قدمي عند

أم واألزمنة، األمكنة وجحافل والسيارات، الثوابت وجيوش والظلمات، األنوار مواكبوالسدم واملذنبات الشموس بحروف النواميس قلم يخطه الحياة اسم تتهجا أنتأثريا ن ليتكو الوجود حجب وراء من اإللهي الفيض تدفق يذهلك أم والعوالم؟

وهيوىل؟ وماء ونارا وهواءننتظره الذي هذا ما تعلم فهل ونرتقب، ونتوقع ونتوقع نرتقب مثلك نحنالنور خيوط تخرتقها الظلمات حالك يف سجنا لقد علينا؟ املنحنية اآلفاق وتنتظرهالخداع الرساب غري هي وما الرجية، لتحقيق مقدمة نحسبها فنهب حني بعد حينا

مرتددين. االنتظار يف ونلبث حلكا الظالم فيزيدوتبتسم، الرشق ترقب زلت وما عالك عىل املغرية الرمال يف نصفك دفن لقد

ونرجو. نرتقب فنظل الدواهي بنا وتفتك الكوارث. تغزونا ونحنعىل آلهته خلق كما له رمزا اإلنسان خلقك أم الدهور لغز لغزك أن أصحيحالرامزة الجوفية الغريزة مكمن الخارصتني الثور من أعطاك لقد ومثاله؟ صورتهالنرس ومن الجرأة، إىل الرامزة واالستماتة التحمس براثن األسد ومن السكوت، إىل— إنسانيته من — ومنه املعرفة، إىل الرامزين املدى بعيد يف املحلقني الجناحنيواالنفعال الغريزة عىل املتغلبة املدركة واإلرادة التبرص إىل مشريا الرأس أعطاكما إليها يضيف وال تتجاذبه التي النزعات هذه جميع فيك يحرص فكيف والخيال.مثلك إنه أليس فيه؟ أبدا املتجدد األمل صورة الدائم ابتسامك يكون ال ملاذا بقي؟ظفر كما العىل السموات يف أبدا شاخصا هول أبا أعماقه يف إن أليس مثله؟ ألنك

ساطعة؟ شمس ورشوق جديد كوكب بزوغ يتوقع لبث ورشوق بفجر

89