من اقتراح :

ذ.حسن فتوخ

اعداد وتقديم :

نضال سبولي

السنة الدراسية :

4102 -4102

2

التصميم

:تقديم

طبيعة المسؤولية المدنية للموثق المبحث االول:

المطلب االول : المسؤولية المدنية للموثق العقدية و التقصيرية

العقدية للموثق :اوال : المسؤولية

المسؤولية التقصيرية للموثق : ثانيا:

المطلب الثاني: مسؤولية الموثق المدنية غير المباشرة و التشاركية

أركان المسؤولية المدنية للموثق وأحكام التعويض فيها المبحث الثاني:

المطلب االول: شروط قيام المسؤولية المدنية

أوال: الخطأ

ثانيا: الضرر

ثالثا : العالقة السببية

المطلب الثاني: التعويض

خاتمة :

3

تقديم:

،5291ماي 4ر التوثيق القانوني في المغرب بصورة واضحة ألول مرة بعد صدور ظهير ظه

نفوذه على رصيد عقاري مهم من أجل بسط ،تسخير مساعي المستعمر وكان الهدف من وراءه

وإن كانت أسباب .التقدم في مخططه االستعماري معها مواصلة يمكنه ،المغربيةمن األراضي

ين تبقى من ب ظهور مهنة التوثيق بالمغرب ترجع إلى ظروف تاريخية فرضت نفسها، فإنها

كما هو الشأن بالنسبة لنظام التحفيظ العقاري وقانون جابية التي تركتها الحمايةالمخلفات االي

وتظل مهنة التوثيق تلعب دورا مهما في حماية حقوق األفراد وتأمين ركائز .االلتزامات والعقود

أصبح يعرف بعض القصور غير أن هذا الدور لسلم القانوني والعدالة الوقائية داخل المجتمع.ا

على مواكبة التطورات التي 5291ماي 4األخيرة ومرد ذلك إلى عدم قدرة ظهير لسنواتخالل ا

وهو ما ثم عرفها المجتمع المغربي، والتي أصبحت تتطلب صياغة قانون جديد لمهنة التوثيق

القاضي بتنفيذ القانون رقم 9155نونبر 99الصادر بتاريخ 5-55-572بالفعل في ظهير رقم

تحديث المنظومة التشريعية وتجاوزها المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق والذي جاء في سياق 99.12

لديمقراطية من شوائب الحماية ومواكبتها لتطلعات المجتمع المغربي الهادفة إلى ترسيخ دعائم ا

ة .والمساوا

فمهنة التوثيق من المهن القانونية المنظمة وتعتمد في تنظيمها على مرجعية قانونية تتمثل في

التوثيق باإلضافة إلى ما يعرف القانون األساسي للمهنة من خالل القواعد القانونية المنظمة لمهنة

نة التوثيق في حماية الحقوق واألموال الناتجة عن دور مه وأديباتهاوتقاليدها بأعراف المهنة

.واستقرار المعامالت

ونظرا لمكانة الموثق ودوره في نشر ثقافة العدالة الوقائية , فقد عمل القانون على حمايته والحفاظ

و انطالقا مما سبق نجد ان مهنة التوثيق في ي التشريع السابق والتشريع الحاليعلى حقوقه سواء ف

ر ال تزداد اال اتساعا و انتشارا و معها تزداد المسؤوليات تنوعا بتنوع و تشابك ظل العالم المعاص

مصالح االفراد و المجتمعات.

ه المقدمة فإننا سنقتصر في هذو باعتبار موضوعنا ينحصر في نطاق المسؤولية المدنية للموثق

على التعريف بها و بالعوامل التي ساهمت في بلورتها.

مسؤولية الموثق بأنها حالة الشخص الذي يمارس مهنة التوثيق العصري حسب يمكن تعريف

, الذي يرتكب خطأ أو اخالل بالتزام يستوجب المساءلة وتحمل نتائجه, وهي اما مسؤولية االصول

فالمسؤولية االدبية للموثق هي جزاء لكل سلوك يسئ للقواعد المفروضة ادبية أو مسؤولية قانونية.

تباره ممارسا لمهنة التوثيق. وقد شرعت للحفاظ على االعتبار الشخصي للموثق على الشخص باع

لى بها كل حان يتوهي صفات يجب مانة والثقة والنزاهة والشرف. الذي يجب أن يتصف باأل

المنظم لهذه المهنة 99-12شخص يمارس مهنة التوثيق العصري. فالمادة الثانية من القانون رقم

4

المهني بمبادئ االمانة والنزاهة والتجرد الموثق يتقيد في سلوكه تنص صراحة على أن: "

ديبية الموثق د المهنة" وتطال المسؤولية التأوالشرف وما تقتضيه االخالق الحميدة وأعراف وتقالي

ارتكبه بمناسبة عمله, كمخالفة النصوص القانونية أو سمسرة الزبناء. أو كان سواء كان الخطأ الذي

ن يمس بشرف المهنة واالستقامة والمروءة أة االنحراف خارج اطار العمل شريطالخطأ او

ديبية تطال الموثق فان المسؤولية التأ ،ون وما بعدهامن نفس القان 79فطبقا للمادة والسلوك الحسن.

مع ، ة القانونية عندما تتوفر شروطهاوالمتمرن معا. وال تحول هذه المسؤولية دون قيام المسؤولي

وسع ألها ضرر. وبذلك فمجاالخطأ أو االنحراف أي م أن هذه المسؤولية تتحقق ولو لم يحدث الالعل

قاعدة من المسؤولية القانونية التي تتحقق اذا كان الفعل المرتكب خروج وانحراف عن مقتضيات ال

و مدنية.أالقانونية وهي اما جنائية

و الفرد بصفة خاصة. واالفعال أعامة هي جزاء لضرر لحق المجتمع بصفة جنائيةفالمسؤولية ال

شرعية الذي ال دأبالمنشئة للمسؤولية الجنائية والجزاءات عنها محددة قانونا. وهو ما يعبر عنه بم

ما المسؤولية المدنية فمجالها اكثر اتساعا من مجال أ وال عقاب اال بنص. يلخص في مبدا ال جريمة

فهي تنشا عن كل فعل يشكل ضررا للغير. وتتحقق عند كل مخالفة لقواعد ,الجنائية المسؤولية

وبذلك .واالخالل قد يطال واجبا قانونيا او التزاما تعاقديااحدثت ضررا للغير. التي القانون المدني

و مسؤولية تعاقدية.أفهي اما مسؤولية تقصيرية

ال تربطه به ألخرتنشا نتيجة خطا ارتكبه شخص فسبب ضررا ىاالولالفرق بينهما في ان ويتجلى

. فهي اخالل يكون مستندا الى العقد ا في المسؤولية العقدية فان الخطأاية رابطة تعاقدية. بينم

، اال أنه رغم الفارق المذكور .لتزام ناشئ عن عقد صحيح بين المتسبب في الضرر والمضروراب

. فما هو موقع مسؤولية أن كال منهما ناشئة عن مبدا رئيسي هو الخطأفان التشابه بينهما كبير اذ

الموثق من االحكام العامة للمسؤولية ؟

ثم ، في المبحث االول،طبيعة مسؤولية الموثق المدنيةاكبر سنتناول في هذا البحث وإليضاح

.أركان المسؤولية المدنية وأحكام التعويض فيهانتحدث عن

5

االول :المبحث

طبيعة المسؤولية المدنية للموثق

مسؤولية الموثق المدنية هي جزاء أو نتيجة اخالالت أو أخطاء مهنية ارتكبها الموثق بمناسبة القيام

سؤولية المدنية هاته تخضع من حيث مبعمله احدثت ضررا للمتعاقدين أو أحدهما. واحكام ال

تطبيقاتها للقواعد العامة للمسؤولية المدنية طبقا للقانون المدني مع تقييدها بالقواعد الخاصة

ومن هنا يتبين بأن المشرع ميز بين مسؤولية الموثق العصري.المنصوص عليها بقانون التوثيق

أطراف العقد، وبين مسؤولية الموثق المدنية المدنية العقدية ، وهو ما عبر عنه بالمسؤولية اتجاه

التقصيرية، وهي مسؤوليته اتجاه

الغير. كما اعتبر المشرع الموثق مسؤوال عن فعل الغير، ونص على المسؤولية التشاركية.

المسؤولية المدنية للموثق العقدية و التقصيريةالمطلب االول :

وال : المسؤولية العقدية للموثق :أ

فالموثق يكون بين الموثق وزبونه تبين أنهما مرتبطين بعقد، طبيعة االلتزامات التي تربطإن

التزامه في الغالب التزام بتحقيق نتيجة والمتمثلة في صحة المحرر الرسمي من الناحية الشكلية،

وان كان الموثق ملزم ببذل العناية بخصوص إرشاد زبنائه ونصحهم فيما يخص البيانات

عية . بل انه ملزم بإبراز مزايا المحررات الرسمية للزبناء قبل أن يقدم على تحرير الموضو

المحررات العرفية لهم.

المسؤولية التقصيرية للموثق : ثانيا:

.رقيامه بعمل غير مشروع اتجاه الغيأن مسؤولية الموثق تنشا عند مخالفته للقانون وذلك ب ال شك

فتختلف مسؤوليته بين العمل غير المشروع وإخالله بالتزاماته. وعلى إال انه في مواجهة الزبناء

خصوصا في الحالة التي يصل ذلك فان الموثق يمكن أن يساءل اتجاه زبنائه خارج العمل التعاقدي،

فيها خطا الموثق إلى مستوى الجريمة . ففي هذه الحالة تقتضي مصلحة الزبون تكييف مسؤولية

إال أن مسؤولية الموثق التقصيرية ال تنتج عن فعله الشخصي فقط .الموثق على أساس تقصيري

التي تنص على أن الشخص ال من ق.ل.ع 51 ،وإنما تمتد كذلك إلى فعل معاونيه وذلك طبقا للمادة

يكون مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه بفعله فحسب لكن يكون كذلك مسؤوال عن الضرر الذي

6

قد اختلف الفقه في و99.12 القانون من 92األشخاص الذين في عهدته وهذا ما أكدته المادة يحدثه

يرية وقائل بأنها مسؤولية الموثق المدنية بين قائل بانها مسؤولية تقص الحكم على طبيعة مسؤولية

: عقدية

فالرأي الذي يقول بأن مسؤولية الموثق المدنية هي مسؤولية تقصيرية استمد نظريته هاته من

شخصيا وماليا عن الذي اعتبر الموثقين ونوابهم مسؤولين 5291من ظهير 92مقتضيات المادة

تابهم أو مستخدميهم.كأخطائهم وأخطاء

, فان ذلك يدخل في الموثق من أجل التعاقدأما االتجاه الثاني فيرى بأن الزبون عندما يتوجه الى

اطار االيجاب والقبول بين الموثق وأطراف العقد. وبذلك فان شروط التعاقد متوفرة.

خطأ الموثق كما قد يصيب أحد أطراف العقد الذي لجأ اليه من أجل اضفاء صبغة والحقيقة أن

فطبقا و اتفاق المتعاقدين.ه بالعقد أالرسمية على اتفاقهم، وقد يصيب الغير أيضا الذي ال عالقة ل

المدنية عن أخطائه اتجاه من هذا القانون ميز المشرع بين مسؤولية الموثق 95و 92للمادتين

المذكورة قصرت مسؤولية الموثق المدنية 95أطراف العقد ومسؤوليته المدنية اتجاه الغير. فالمادة

فجاءت عامة 92عقدية. أما المادة هي مسؤوليةعلى أطراف العقد، واعتبرت أن هذه المسؤولية

به أثناء ككل ضرر يصيب الغير نتيجة خطأ ارتواعتبرت الموثق مسؤوال مسؤولية شخصية عن

عمله التوثيقي. وهكذا فان مسؤولية الموثق المدنية قد تكون ذات طبيعة تقصيرية عندما يكون

تكون مسؤولية عقدية عندما يكون المضرور . وقد لموثقاالمضرور من خطئه غيرا ال عالقة له ب

.من خطأ الموثق أحد أطراف العقد

المطلب الثاني: مسؤولية الموثق المدنية غير المباشرة و التشاركية

وانما يسأل كذلك عن خطأ ل عن خطئه الشخصي فقط أو المباشر،ان الموثق العصري ال يسا

وهي مسؤولية الغير. فهو يسال مسؤولية غير مباشرة عن أفعال وأخطاء المتمرنين لديه وأجرائه.

وهي قد تكون مسؤولية تقصيرية وقد تكون مسؤولية قواعد المسؤولية المدنية. و تخضع الحكام

عقدية.

صري فالموثق قد يعمل بشكل منفرد أما بخصوص المسؤولية التشاركية فطبقا لقانون التوثيق الع

من القانون 12عقد مشاركة مع موثق اخر أو أكثر. فقد نصت المادة ومستقل، وقد يعمل في اطار

المذكور بأنه : " يمكن لموثقين أو أكثر ابرام عقد مشاركة في الوسائل الالزمة لممارسة مهنتهم

رة الترابية للمحكمة االستئنافية..." اذ ان عقد وادارة وتسيير المكتب اذا كانوا معينين في نفس الدائ

المشاركة بين الموثقين يقف عند حدود الوسائل الالزمة لممارسة مهنتهم وادارة وتسيير المكتب

فقط. أما بالنسبة للعمل التوثيقي المتجلي في ابرام وتحرير العقود فان كل موثق يبقى مستقال عن

لتي يرتكبها عند تلقي العقود و تحريرها. اذن فالمسؤولية مشاركيه, ويسأل شخصيا عن االخطاء ا

الذي يعمل في اطار عقد مشاركة، هي مسؤولية شخصية عن أخطاءه المهنية طبقا المدنية للموثق،

من نفس القانون. 29لما نصت عليه المادة

7

الثاني:المبحث

المدنية للموثق وأحكام التعويض فيها أركان المسؤولية

يخص المشرع المغربي مسؤولية الموثق المدنية بأي مقتضى خاص ، وبذلك تبقى القواعد لم

العامة للمسؤولية المدنية هي الواجبة التطبيق في هذا المجال ، األمر الذي يسير عليه القضاء

الفرنسي الذي درج على استعمال عبارات عامة ال تسمح حتى بالتمييز بين المسؤولية العقدية

دأ القاضي بإلزام كل من لية التقصيرية . ولما كانت هاتان المسؤوليتان تتحدان في المبوالمسؤو

يسبب للغير ضررا بالتعويض وتقومان على نفس األركان المتمثلة في الخطأ و أارتكب خط

دون وط قيام مسؤولية الموثق المدنية الضرر والعالقة السببية بينهما فان ذلك يقتضي دراسة شر

ين نوعيها، وكيفية التعويض في حال تبوثها.تمييز بال

المطلب االول: شروط قيام المسؤولية المدنية

المهنية التي يرتكبها الموثق ترتب مسؤوليته التأديبية وفق ما اذا كانت كل االخطاء و االخالالت

سبقت االشارة اليه: فان ذلك خالف المسؤولية القانونية. فالمسؤولية الجنائية للموثق ال تقوم اال اذا

موثق فال انوني. أما المسؤولية المدنية للكان الخطأ أو االخالل يشكل جريمة معاقب عليها بنص ق

قواعد القانون المدني وقواعد القانون المنظم ألحكامطبقا ذا تحققت شروطها القانونيةتتحقق اال ا

العالقة السببية بين الخطأ و الضرر بالنسبة لمسؤولية الموثق -الضرر-لمهنة التوثيق، وهي: الخطأ

المدنية بصفة عامة، مع اضافة الشرط الخاص المتجلي في وجوب الحكم ببطالن العقد لقيام

لية الموثق المدنية اتجاه أطراف العقد بصفة خاصة.مسؤو

وال: الخطأأ

الخطأ بصفة عامة هو " كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة واختيار، ومن غير أن يسمح به القانون،

قي، فهو كل خطأ أو اخالل بالتزام قانوني ما الخطأ التوثيفأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير..." أ

العقد بعد تصريح المحكمة ألطراف ارتكبه الموثق بمناسبة عمله التوثيقي وأحدث ضررا للغير أو

ببطالنه.

ومن خالل هذا التعريف نميز بين نوعين من الخطأ: الخطأ المضر بالغير بصفة عامة، والخطأ

لمضر بالغير بصفة عامة، هو الخطأ الذي ال يمس فالخطأ االمضر بأطراف العقد بصفة خاصة.

مصلحة المتعاقدين، فقد يحدث أن ينصب التعاقد على عقار ليس في ملكية المتعاقدين وليس لهما

الحق في التصرف فيه. وذلك سواء عن طريق الخطأ أو عن طريق التواطؤ والتدليس. وهنا

8

وما 77حكام الفصل ة تقصيرية تخضع ألمسؤوليته مسؤوليل مسؤولية خطئه وتكون مفالموثق يتح

بعده من قانون االلتزامات والعقود.

من قانون التوثيق 95أما الخطأ المضر بأطراف العقد، فهو الخطأ الذي تحدث عنه المشرع بالمادة

العصري، أي الخطأ المهني المنتج لبطالن العقد وسبب ضررا الحد أطراف العقد. وتعتبر

التي تشترط الحكم ببطالن العقد لقيام مسؤولية عقدية. وبخالف هذه الحالة،مسؤولية الموثق هنا

من نفس القانون لم تشترط بطالن العقد 92مسؤولية الموثق المدنية عن خطئه المهني، فان المادة

لقيام مسؤولية الموثق عندما يمتنع عن القيام بواجبه بدون سبب مشروع، واكتفت باشتراط حصول

فالموثق مطالب بالحرص على تطبيق القانون والعمل على انهاء مهمته باضفاء الضرر فقط.

رتكاب الخطأ وال يعفيه من ذلك يث انه يقع عليه عبء اثبات عدم اصبغة الرسمية على العقد، بح

اال الحادث الفجائي والقوة القاهرة.

الضررثانيا:

أ فال يكفي أن يصدر عن الموثق خط للموثق ،يعتبر الضرر شرطا الزما لقيام المسؤولية المدنية

يصيب الزبون أو الغير . امهني للقول بمسؤوليته، وإنما يجب أن ينتج عن هذا الخطأ ضرر

ضرر مادي يتمثل في إخالل الموثق بمصلحة ذات قيمة مالية نوعان:والضرر كما هو معلوم

وضرر معنوي يصيب احتماليا.ون ويجب أن يكون هذا اإلخالل محققا وال يكفي أن يك للمضرور،

لمعنوي أن يكون محققا كذلك في الضرر ا ويشترط نفسه.في ا ألمالشخص في شعوره ويسبب له

إال انه يجوز نفسه،كما أن التعويض عن الضرر المعنوي مقصور على المضرور ال محتمال.

الثانية. إلى الدرجة الحكم بالتعويض لذوي الشخص المضرور كاألزواج واألقارب

من هذا القانون على أن : "الموثق يتحمل مسؤولية االضرار الناتجة عن 92نصت المادة ولقد

أخطائه المهنية واالخطاء المهنية للمتمرنين لديه وأجرائه وفق قواعد المسؤولية المدنية" اال أن

بل أن المشرع قيده بشروط خاصة في ،المسؤولية المدنية بصفة عامة ليس مطلقا ألحكامالخضوع

م مسؤولية الموثق المدنية اتجاه ااشترطت لقي 99-12من قانون 97حاالت معينة. ذلك أن المادة

ن يكون هذا البطالن أوأطراف العقد, أن يؤدي الخطأ الى بطالن العقد المحرر من طرف الموثق.

الضرر ال يكون ناشئا مباشرة عن الخطأ . ففي هذه الحالة فان قد أحدث ضررا الحد أطراف العقد

عندما اعتبر 92بل هو ناشئ عن البطالن المحكوم به. مع استثناء وحيد نص عليه المشرع بالمادة

أن مجرد امتناع الموثق عن القيام بواجبه بدون سبب مشروع يؤدي الى قيام مسؤوليته المدنية

راف العقد. ففي هذه الحالة يعتبر الخطأ طأشريطة أن يكون هذا االمتناع قد احدث ضررا الحد

المتجلي في االمتناع عن القيام بالواجب بدون سبب مشروع محدثا للضرر مباشرة. وتكون

المذكورة, عندما تتوفر االركان العامة للمسؤولية 92قائمة, طبقا للمادة ةمسؤولية الموثق المدني

حاجة الى بطالن العقد المنصوص عليه بالمادة ودون ،وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما

.اعاله 95

المذكورة، 95واذا كان المشرع قد اشترط بطالن العقد لقيام مسؤولية الموثق المدنية، طبقا للمادة

فانه لم يترك أمر تقدير حاالت البطالن لسلطة القضاء. بل حددها وعددها على سبيل الحصر

9

ا نص على أن : " يكون باطال كل عقد تم تلقيه وفقا للشكل من نفس القانون عندم 42بالمادة

اذا كان غير 41و 92و 97و 99و 95و 91الرسمي، وأنجز خالفا لمقتضيات أحكام المواد

مذيل بتوقيع كافة االطراف. واذا كان يحمل توقيع كل االطراف تكون له فقط قيمة العقد العرفي مع

في الحالتين وامكانية تطبيق العقوبات التأديبية والزجرية في الحق في مطالبة الموثق بالتعويض

حقه...".

ثالثا : العالقة السببية

تعتبر عالقة السببية الركن الثالث لقيام مسؤولية الموثق ، فهي تلك الرابطة التي تجمع بين الخطأ

بب الضرر الذي ارتكبه الموثق والضرر الناتج عنه بمعنى أن يكون خطا الموثق هو الذي س

ن أونة بصدور خطا عنه ، وحدوث ضرر وللزبون المضرور وبالتالي فان مسؤولية الموثق مقر

يكون الضرر ناشئا بشكل مباشر عن هذا الخطأ.

عالقة السببية كقاعدة عامة على عاتق المضرور ويقع على الموثق عبء نفي الويقع عبء إثبات

إلى بإثبات أن عدم تنفيذه لاللتزامات الملقاة على عاتقه يعودهذه السببية إذا ادعى عدم قيامها وذلك

سبب أجنبي ال بد له فيه مثل القوة القاهرة أو الحادث الفجائي .

لكن بالعودة إلى طبيعة االلتزام الملقى على عاتق الموثق والذي هو التزام بتحقيق نتيجة ،يمكن

والمهم ل مباشر باالخالالت الصادرة عن الموثق.القول بان الضرر الالحق بالزبون مرتبط بشك

ذلك ففي حالة اشتراك المتضرر مع الموثق في للضرر وعلىفي السببية هو اعتماد السبب المباشر

جزئيا للموثق من المسؤولية. الخطأ تتوزع المسؤولية بينهما وهو ما يشكل إعفاء

اال أنه طبقا لضرر والعالقة السببية بينهما،فأركان المسؤولية المدنية، بصفة عامة، هي الخطأ وا

يتبين أن المشرع أضاف لهذه االركان شرطا جديدا يتجلى في أن يكون خطأ 99-12لقانون

الموثق أدى الى صدور حكم قضائي ببطالن العقد، وأن يكون هذا البطالن أحدث ضررا الحد

أن: " الموثق يسأل مدنيا اذا قضت من القانون المذكور على 95فقد نصت المادة أطراف العقد

المحكمة ببطالن عقد أنجزه بسبب خطئه المهني، ونتج عن هذا البطالن ضرر الحد االطراف".

، وبين القواعد العامة ألحكامفمن خالل هذا النص يظهر الفرق بين المسؤولية المدنية الخاضعة

كون الضرر ناتج مباشرة عن الخطأ، مسؤولية الموثق المدنية اتجاه أطراف العقد. ففي االولى ي

بينما في الثانية يكون الضرر ناتج عن بطالن العقد.

المطلب الثاني: التعويض

يستحق التعويض بثبوت مسؤولية الموثق المدنية، والمحكمة هي التي تملك سلطة تقدير التعويض

الى قانون المستحق، بحسب الظروف الخاصة بكل حالة وجسامة الضرر الحاصل. وبالرجوع

من حيث شروط استحقاقه المنظم لمهنة التوثيق يتبين أن المشرع لم يتحدث عن التعويض 12-99

وانقضائه. فهو يخضع ألحكام القواعد العامة في القانون المدني.

10

ومن بين أسباب انقضاء التعويض التقادم والذي يخضع في تقدير وجوده ألحكام القانون المدني

للمسؤولية التعاقدية أو المسؤولية التقصيرية.سواء بالنسبة

خاتمة :

يكتسب التوثيق أهمية بارزة في اثبات الحقوق واستقرار المجتمع وتشجيع االستثمار، بحيث يعتبر

من أهم الوسائل المادية والعلمية في االثبات سواء أمام القضاء أو االدارة. لذلك حدد المشرع

ذه المهنة وقيدها بقواعد صارمة تؤدي في حال االخالل بها الى المغربي بدقة مجال ممارسة ه

المساءلة القانونية للموثق.

الجديد للمهنة لن يخلو من صعوبة التنزيل على من خالل هذه النقط يمكننا القول بأن القانون

مجال ايجابية في كراهات وتحديات، لكنه يبقى طفرةي لما تتميز به هذه المهنة من االمستوى العمل

التوثيق بالمغرب ال يمكن نكران دورها في ترسيخ مبادئ وأسس المهنة التي ستمكن الفقه القانوني

من التفكير وتنظير لمستقبل جديد للمهنة.

11

المراجع المعتمدة

12