مجموعة الفتاوى الجزء الثاني عشر...

565
ارة ور اف وق الأ ون ئ ش ل وا ة ي م لأ س الأ طاع ق اء ت ف الأ وث ح& ب ل وا ة ي ع ر ش ل ا دارة ا اء ت ف الأ ة ع و م& ج م اوى ت ف ل ا ة ي ع ر ش ل ا صادرة ل ا ن ع طاع ق اء ت ف الأ وث ح& ب ل وا ة ي ع ر ش ل ا ل عام/ 1996 م1415 1416 ه ء ز& ج ل ا ي ن ا ت ل ا ر ش ع د ائ ق ع ل ا داث ا& ت ع ل ا لأث م عا م ل ا وال ح الأ ة ي ص خ ش ل ا اث ائ ت& ج ل اود حد ل وا زX خظ ل ا احة& ئ والأ اسة ت ش ل ا ة ي ع ر ش ل ا& ب لط ا- 1 -

Upload: others

Post on 12-Jan-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

مجموعة الفتاوى الجزء الثاني عشر مبدئي

وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية

إدارة الإفتاء

مجموعة الفتاوى الشرعية

الصادرة عن قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية

لعام / 1996م

1415ـ 1416هـ

الجزء الثاني عشر

العقائد ـ العبادات ـ المعاملات

الأحوال الشخصية ـ الجنايات والحدود

الحظر والإباحة ـ السياسة الشرعية ـ الطب

كتاب العقائد

ويشمل الأبواب التالية :

* باب الإسلام.

* باب التوحيد والنبوات.

* باب الردة

* باب الفرق والملل .

* باب القرآن والتفسير.

* باب الغيبيات والإيمانيات .

كتاب العقائد

باب الإسلام

2/42ح/96

المطالبة بإشهار إسلام

[3560] حضر إلى اللجنة السيد / محمد ، ومعه زوجته السيدة / اندرا ، وقدم الاستفتاء التالي:

تقدم إلى قسم إشهار الإسلام رجل مسلم الديانة ، وذكر أنه تزوج من امرأة سيلانية الجنسية بوذية الديانة بعد أن أشهرت إسلامها في بلدها، ولم تأخذ منه على النكاح مهراً، ولم تؤد أي حكم من أحكام الإسلام لمدة سنة كاملة، وكذلك زوجها لا يقوم بشيء من الأحكام، فهل تشهر إسلامها من جديد.

دخل المستفتي إلى اللجنة وأفاد بالآتي:

عقدت عليها وهي مسلمة، والآن أريد أن أعلمها الصلاة ولقد أشهرت إسلامها في الكويت، وتزوجتها في بلدها سيرلانكا، وكان إسلامها سنة 1991م، وأنا تزوجتها في عام 1995م، وهي الآن تتلفظ بالشهادتين معتقدة بها.

 

* أجابت اللجنة بما يلي :

حيث أقر المستفتي بأنه تزوج من زوجته السيلانية بعد إشهار إسلامها فلا حاجة إلى إشهار إسلامها من جديد، وإذا كانت وثيقة الإشهار قد ضاعت منه فعليه الذهاب إلى قصر العدل لاستخراج بدل فاقد، وعدم معرفتها أحكام الإسلام وأدائها لا يؤثر في إسلامها أو زواجها ويجب على زوجها أن يبذل جهده في تعليمها، وعدم أخذ المهر عند النكاح لا يبطل النكاح ما دام تم الدخول وعليه مهر المثل إلا إذا تنازلت عنه. والله أعلم.

كتاب العقائد

باب التوحيد والنبوات

4/65ع/96 إنكار رفع عيسى عليه السلام إلى السماء

[3561] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / طارق ، ونصه:

ما حكم الشرع الحنيف فيمن أقر أن عيسى رسول من عند الله لكنه لم يرفع حقيقية إلى السماء، بل قتل أو مات كباقي البشر... أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً .

* أجابت اللجنة بما يلي :

أ ـ لا يجوز للمسلم أن يشك في أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بني إسرائيل، لقوله تعالى :{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم } (الصف : الآية6). ومن أنكر ذلك كُفِّر لإنكاره نصاً من نصوص القرآن الكريم وهو كفر بإجماع المسلمين.

ب ـ من أنكر أن عيسى رفع إلى الله تعالى، ولكن قتل أو صلب فقد كفر لإنكاره نص قوله تعالى: { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً {157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيماً } (النساء: من157 ـ 158)

ج ـ أما من قال إن عيسى مات فإنه لا يوصف بالكفر ولا بالفسق، وإن كان على خلاف القول الأصح للاحتمال. والله أعلم .

5/59ع/96

مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

[3562] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من معد ومشرف ( إسلاميات ) في جريدة ما السيد / حسين ، ونصه :

وردت إلى الجريدة ... ( الصفحة الدينية) رسائل كثيرة، يشتكي أصحابها من بعض حملات الحج والعمرة الذين يرفضون الذهاب بهم إلى المدينة المنورة، قائلين لهم: إن زيارة المدينة المنورة ( بدعة ) وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم (بدعة وضلال) ولا يجوز شرعاً، مستشهدين بالحديث الشريف : " لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجدالأقصى " متفق عليه .

نودّ من هيئة الإفتاء الموقرة توضيح الحقيقة من خلال الأسئلة الآتية :

1 ـ هل زيارة المدينة المنورة ـ كما يقول هؤلاء ـ بدعة ؟ وبذلك فلا يجوز ؟

2 ـ هل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم (بدعة) وضلال ؟ ولا يجوز شرعاً ؟

3 ـ ما رأي الهيئة الموقرة في الحديث المذكور والذي يستشهد به هؤلاء ؟

نرجو إفادتنا ـ جزاكم الله خيراً ـ لنشر رأيكم الموقر ضمن أراء العلماء لأنه موضوع مطروح على بساط الإفتاء، وهو موضوع يهم كل المسلمين في كل بلدان العالم .

* أجابت اللجنة بما يلي :

1 ـ لم يقل أحد من الناس عامة والفقهاء خاصة عبر العصور الأولى: أن زيارة المدينة المنورة بدعة أو هي أمر ممنوع شرعاً، وذلك لعدم ثبوت النهي عن ذلك في كتاب أو سنة، وللقاعدة الفقهية: ( الأصل في الأشياء الإباحة ) .

2 ـ وقد أجمعت الأمة الإسلامية سلفاً وخلفاً على مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه مسلم بعد وفاته ، بل ذهب جمهور العلماء من أهل الفتوى في المذاهب إلى أنها سنة مستحبة ، وقالت طائفة - من المحققين - : إنها سنة مؤكدة تقرب من درجة الواجبات ، وذهب الفقيه المالكي أبو عمران موسى بن عيسى الفاسي إلى أنها واجبة، واستندوا على مشروعيتها بأدلة منها :

أ ـ قوله صلى الله عليه وسلم : " فزوروا القبور فإنها تذكر الموت " رواه مسلم ، فإن كانت القبور مطلقاً مأموراً بزيارتها ، فلا أقل من أن يدخل في هذا الأمر زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم .

ب ـ مجموعة أحاديث شريفة جاء الأمر فيها بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم صريحاً. وهذه الأحاديث وإن لم ترق كل منها إلى مرتبة الصحيح إلا أنها ليست موضوعة ولا متهالكة ، بل يقوي بعضها بعضاً ويمكن الاستئناس بها ، من ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي " أخرجه البيهقي عن حاطب وابن عساكر ومنه ما روي عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " من زار قبري وجبت له شفاعتي " أخرجه ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان.

وقد استدل بعض الفقهاء ـ كما تقدم ـ بهذه الأحاديث، على الوجوب وقال القاضي عياض في الشفاء : (وزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام سنة من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغّب فيها) ج 2 ص 148-149.

3 ـ حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" : هو حديث صحيح ولكن بعض الناس يفسرونه بغير معناه

ويمنعون كل سفر لغير هذه المواطن الثلاثة ، وليس مراد الحديث ذلك ، بل السفر مباح في أصله إلى أي مكان في الدنيا ما لم يترتب على ذلك معصية، لقوله تعالى: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ} (المزمل: الآية 20). وقد يكون مندوباً أو مفروضاً، مثل السفر للتجارة، والسفر لطلب، العلم والسفر لزيارة الوالدين والأرحام، والسفر للجهاد في سبيل الله تعالى، والسفر للدعوة إلى الله سبحانه .. فلا أقل من أن يكون السفر إلى المدينة المنورة والسفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم نوعاً من السفر المباح، وإذا ضم إليها نية السفر للحرم المدني كانت الإباحة أوضح وأثبت، وكان الأجر أرجى وأكمل والله أعلم .

6/78ع/96

احترام النبي صلى الله عليه وسلم والتأدب معه

[3563] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / أحمد ، ونصه:

نص السؤال: ما هو حكم ما ورد في مقالة الدكتور أحمد المنشورة في مجلة ... بجامعة الكويت ، التي يقول فيها الكاتب : [ لقد فشل النبي صلى الله عليه وسلم في فرض الإسلام على المجتمع المكي مدة ثلاثة عشر عاماً، إلى حين دخل الإسلام قلوب الأنصار من أهل يثرب أو المدينة، قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ] وقال في موضع آخر عن الإسلام : [ ولم يفسد الإسلام إلا حين ارتبط بالسياسة بدءاً من حروب الردة ، فاغتيال عثمان بن عفان ، فحرب الجمل ، فموقعة حنين ، ثم الصراع على الخلافة ] وما حكم وصف الكاتب للنبي صلى لله عليه وسلم بالفشل في فرض الإسلام بمكة ؟ ومرفق لكم مع هذا السؤال نسخة من المجلة .

ثم اطلعت اللجنة على الفقرة المشار إليها في المقال ونصها:

( لقد فشل النبي صلى الله عليه وسلم في فرض الإسلام على المجتمع المكي مدة ثلاثة عشر عاماً، إلى حين دخل الإسلام قلوب الأنصار من أهل يثرب؟ أو المدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ؟ أليس في هذه الأمر الهام وعبرة ؟ لم تكن في المدينة جماعات التأسلم السياسي ولم يكن هناك إخوان ولا سلف ولا حزب تحرير ولا جماعة تبليغ ، كل ما هنالك كان إسلاماً بسيطاً نقياً خالصاً يدخل القلوب بالكلمة الطيبة، ولم يفسد الإسلام إلا حين ارتبط بالسياسة بدءاً من حروب الردة ، فاغتيال عثمان بن عفان، فحرب الجمل، فموقعة حنين ، ثم الصراع على الخلافة، فالخوارج حتى وصلنا إلى الجماعات الدينية التي بدأت بصورة وأسلوب اجتماعي وانتهت بعد إظهار نواياها الحقيقية، برغبة عارمة ودموية للوصول إلى السلطة أو على الأقل للسيطرة على المجتمع دون اهتمام لمن تدوسه في طريقها لتحقيق ذلك من قيم الإسلام وأرواح المسلمين) .

* أجابت اللجنة بما يلي :

اطلعت اللجنة على المقال الذي وردت فيه العبارة المسئول عنها ، ورأت أن نسب الفشل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من إساءة الأدب ، ومن الجهل بسنته وسيرته وهديه صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، فما كان ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، والله أعلم .

3/1ع/96 نقل السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم

[3564] عرض على اللجنة رسالة السيد/ يوسف ، ونصها :

أشير إلى ما ورد في كتاب ( دليل الحج والمعتمر) الصادر عن الوزارة (مكتب شئون الحج) ص28 طبعة 1995م بند سابعاً : ( آداب زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ) ولدى الملاحظات التالية :

1 ـ الواجب أن يقال (آداب زيارة مسجد وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم) كما ذكر الإمام النووي .

2 ـ ذكر المؤلف ما يخالف رأي جمهور أهل السنة والجماعة ، حيث حكم بعدم جواز الدعاء باتجاه القبر الشريف، بعد السلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

3 ـ وكذلك حكم بعدم جواز نقل السلام إليه صلى الله عليه وسلم .

أ ) مع أنه ثبت أن الإمام مالك وجَّهَ الخليفة أبو جعفر المنصور عند الدعاء إلى مواجهة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سأله ، قائلاً : ولم تعرض عن وجهه الشريف ؟

ب ) كما ثبت أن عمر بن عبد العزيز كان يبعث رسولاً خاصاً من الشام إلى المدينة المنورة ليبلغ عنه السلام إلى حضرته صلى الله عليه وسلم .

وهو القائل صلى الله عليه وسلم : " أنا حي في قبري .. " وقال : " من سلم عليّ من قريب رددت عليه ، ومن سلم علي من بعيد بُلِّغْتُه "، وهناك أحاديث كثيرة في الباب.

لذا يرجى تصحيح ذلك مستقبلاً في الطبعات والمؤلفات القادمة في الحج والعمرة بتوفيق الله العظيم

وتقبلوا خالص تحياتي وجزيل شكري .

* أجابت اللجنة بما يلي :

اطلعت اللجنة على الملاحظات الواردة في الرسالة ، وعلى نسخة الكتاب المشار إليه المطبوع على نفقة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بطبعتيه الأولى في عام 1413هـ ـ 1993م ، والثانية في عام 1415هـ ـ 1995م ، وانتهت إلى ما يلي:

1 ـ ليس في العنوان المشار إليه ( آداب زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ) مخالفة شرعية ما دام الكاتب قد ذكر تحت هذا العنوان استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو عُدِّل العنوان وفق الاقتراح على الشكل التالي : ( آداب زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف ) لكان أفضل .

2 ـ الدعاء باتجاه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ونقل السلام إليه فمن أوصى به جائز، كما ورد في رسالة السيد يوسف في ملاحظته الثانية خلافاً لما ورد في الكتاب، وعلى ذلك عامة مذاهب الفقهاء ، ما دام الدعاء موجهاً لله تعالى وخالياً من أي شبهة أو مخالفة شرعية .

وعليه تقترح اللجنة ضرورة إدخال التعديل المناسب على الفقرة (2) من ص 28 ـ 29 من الكتاب أو حذف هذه الفقرة بالكامل عند إعادة طبعه .

2/10هـ/96 التعدي على مقام النبي صلى الله عليه وسلم

[3565] اطلعت اللجنة على البيان الصحفي الذي أعده الشيخ عيسى أحمد العبيدلي في موضوع د. أحمد ... ، الذي نسب الفشل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال وجوده في مكة المكرمة في عرض الإسلام على أهل مكة ، وأن لجنة الفتوى اعتبرت هذا من الدكتور إساءة أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وجهلاً بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ثم توالت إساءات الدكتور.... على أعضاء لجنة الفتوى من خلال الصحافة ، وقد بدرت منه كلمات سجلت عليه في حق أعضاء اللجنة كانت في منتهى في القبح والسوء .

* أجابت اللجنة بما يلي :

تختار من هذا البيان مسألة الدفاع عن النبي صلى اله عليه وسلم وكيفية التعامل والحديث عنه صلى الله عليه وسلم ومسألة إكرام العلماء واحترامهم حيث إنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

واعتمدت اللجنة البيان بالصيغة التالية :

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صحفي لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : ( محمد رسول الله )29/ الفتح ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين القائل في سنته المطهرة : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه ، وعلى آله الأخيار وأصحابه الأبرار ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

ففي خضم المعركة الكلامية التي شهدتها وتشهدها الساحة الصحفية في الأيام القليلة السابقة ، والتي كادت حدودها تقترب من النيل من مقام سيد الدنيا والآخرة رسول رب العالمين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، كان لابد لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية من أن تُذَكّر الجميع بأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ينبغي أن يصان عن النيل منه ، أو العبث به ، أو الدنو منه بغير أدب يناسبه، فإن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بشر اختاره الله تعالى من خيارهم ، ليكون رسول الله إليهم ، يهديهم ويبشر بالجنة من آمن بالله واتبع هداه واتقاه وتأدب بأدب القرآن الكريم ، وينذر بالنار من كفر بالله وعصاه وأعرض عن أدب القرآن الكريم ، قال تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ } (البقرة: من الآية :119).

وجعل الله تعالى للحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث عنه آداباً خاصة ليست لغيره من الناس ، تناسب مقامه العالي ومهمته الكبرى ، من تجاهلها عصى الله تعالى معصية عظيمة وانحرف عن جادة الصواب ، قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ََلا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَََلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ ََلا تَشْعُرُونَ {2} إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } (الحجرات: من الآية 2ـ3)، وقال جل من قائل :{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (النور:الآية63)، وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ََلا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات الآية :1).

وعليه فإن الفشل الذي لايليق أن يسند لأي قائد حكيم لا يجوز إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب أولى ، وإن أدنى مايوصف به من أسند الفشل إلى جنابه صلى الله عليه وسلم هو سوء الأدب معه ، لأنه لايمكن أن يحصل ـ منه صلى الله عليه وسلم شيء من الخلل ولا القصور عن الوصول إلى الأمل ، ذلك أن الفشل يعني القصور عن الوصول إلى الغاية للتقصير في اتخاذ الأسباب إليها ، قال في المصباح : " الفَشِل الجبان الضعيف القلب "، وقال الفيروز آبادي في القاموس : فَشِلَ: كسل وضعف وتراخى وجبن، ولم يحصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهدين المكي والمدني شيء من ذلك في اتخاذ الأسباب .

كما أنه لم يقصر عن إدراك الغاية، أما أمر الهداية والاقتناع فمتروك لله سبحانه وتعالى، قال جل من قائل : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } (البقرة: الآية 272) ، وقال أيضاً : { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إََِلا الْبَََلاغُ } (الشورى: الآية 48) ، وقوله تعالى : { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } (آل عمران: الآية 20) ، وقال سبحانه : { مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } (المائدة : الآية 99) ، ولايمكن أن يعلق النجاح بالعدد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط " أخرجه البخاري ، وعليه فقد كان النجاح حليف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهدين ، ولم يكن منه قصور عن بلوغ الغاية فيهما ، على خلاف ما ظنه بعض الناس ، وهو ما دعا لجنة الفتوى بالوزارة إلى وصف من أسند للنبي صلى الله عليه وسلم الفشل بسوء الأدب والجهل بالسيرة .

ولا يجوز أن يغيب عن بال كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسدد بالوحي من السماء في كل أمور الدعوة وأحوالها فلا يقر على خطأ ، لقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إََِلا وَحْيٌ يُوحَى } (النجم : الآية 4) ، وأن أي اتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله مما هو من أمور الدعوة هو اتهام لوحي السماء .

ولا نظن أن مسلماً ما سيجرؤ بعد هذا البيان على النيل من مقام النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون من المستهترين .

ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بعد أن قامت بواجبها في بيان ما تقدم ، تسأل الله تعالى لكل من زلت به قدمه ، أو اشتط به قلمه الهداية والرشاد والتوفيق إلى التوبة النصوح ، وهي إذ تُذكِّر الناس جميعاً بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدب الكتابة عنه ، والتحدث في سيرته ، تذكرهم أيضاً بمقام العلماء ووجوب تكريمهم والتأدب معهم وتوقيرهم لقوله تعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (المجادلة: الآية11) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " العلماء ورثة الأنبياء " أخرجه أبو داوود والترمذي ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " أخرجه الإمام أحمد والحاكم .

والوزارة تحتفظ بحقها في صون علمائها ومقاضاة من تطاول عليهم أو حاول النيل منهم .

والله نسأل أن يحفظ دينه ونبيه من عبث العابثين وأن يهدينا جميعاً إلى طريق الحق والصواب فإنه نعم المسئول ونعم المجيب .

والحمد لله رب العالمين،،،،

كتاب العقائد

باب الردة

1/23ع/96

لبس المسلم الصليب في صدره

[3566] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / حسان ، ونصه:

أرى كثيراً من الرجال أو الشباب المراهقين يلبسون سوراً من فضة أو حديد أو أي معدن آخر ومنهم من يطوق عنقه بسلسة علق فيها مصحفاً أو صليباً أو حرفاً إنجليزياً يرمز إلى محبوبته مثلاً ومنهم من يقدح أذنه ويلبس القرط ، وهم مسلمون، وأبناء مسلمين فهل يجوز شرعاً للمسلم أن يلبس شيئاً من ذلك على نحو ماذكرت ؟

أفيدونا جزاكم الله خيراً .

*أجابت اللجنة بما يلي :

لا يجوز للرجل أن يتزين بزينة المرأة ، ولا للمرأة أن تتزين بزينة الرجل للحديث الشريف : " لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال " رواه البخاري وغيره .

كما لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة التزين بما فيه تشبه بغير المسلمين، بما يكون خاصاً، بهم وشعاراً لهم، للحديث الشريف : " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أحمد والطبراني.

وعليه فلا يجوز للرجل لبس الأساور من الفضة أو الذهب أو أي معدن آخر ، ولا تعليق مصحف من الذهب في صدره، ولا لبس القرطين في أذنيه لما فيه من التشبه بالنساء ، ولا يجوز له وضع الصليب على صدره وهو حرام لما فيه من التشبه بغير المسلمين ، والله أعلم .

6/40ح/96

زوجة المرتد

 

[3567] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيدة / غادة ، ونصه:

زوجي رجل مستهزىء بالدين ولا يصلي إلا مجاملة لي، ومن أقواله: بأن الصلاة تجب على من يكون في حاجة ولا تجب عليّ لأني إنسان مستقيم، وأيضاً يقول: ما فائدة الحج كله تعب، وأيضاً هو يستهزىء بألفاظ القرآن الكريم وقد كنت مرة أقرأ القرآن وأخذ يقرأ القرآن بصورة مضحكة مستهزئاً بي، ويعتقد بأن الدين الإسلامي ليس هو الدين الصحيح بسبب وجود النزاعات والحروب، وأيضاً يشكك بمسألة البعث والنشور.

وسؤالي: هل بقائي مع زوجي صحيح أم لا ؟

دخلت المستفتية إلى اللجنة وأفادت بمثل ما جاء في الاستفتاء، وأضافت بأن زوجها يعتقد بوجود إله، لكنه لا يعتقد أن الدين الإسلامي دين صحيح، ولم أسمعه ذات مرة يقول كلمة التوحيد أو الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يذكر ذلك عند الناس ولقد صلى ذات مرة بعد أن حثثته على الصلاة فقال لي: أنا لم أصلِّ إلا مجاملة لك.

ولما سألتها اللجنة هل يصوم رمضان ؟ قالت: نعم.

 

* أجابت اللجنة بما يلي :

إذا ثبت ما جاء في الاستفتاء من مسلم بالغ عاقل، وهو الاستهزاء بالقرآن الكريم والاعتقاد بأن الدين الإسلامي ليس هو الدين الصحيح والتشكيك في مسألة البعث والنشور، فإنه يكون مرتداً عن الإسلام ويجب استتابته، فإن تاب فبها وإلا حكم عليه بعقوبة الردة، وهذا لا يكون إلا من القاضي، أما بالنسبة للزوجة فإنها إذا كانت متأكدة مما جاء في استفتائها وتستطيع إثبات ذلك، فإنه يجب عليها أن تمتنع عن تمكينها منه وأن ترفع الأمر للقضاء. والله أعلم. 

7/50ع/96 هل يكفر من ترك الصلاة ؟

[3568] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / محسن ، ونصه :

السؤال : رجل عامي قليل الفهم والمعرفة نشأ في بيئة جاهلة بأمور الدين، أي أنها غير متمسكة حقيقة بأمور دينها ، وما يعرف عن هذا الرجل أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولا ينكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة، وكان كغيره ممن يعيش معهم لا يعلمون مدى أهمية الصلاة ووجوب أدائها والمحافظة عليها ، فيتركون الصلاة تهاوناً وكسلاً لا جحوداً وإنكاراً ، وهذا الرجل قد شهد بحقه بعض الناس بأنه صلى وصام لكن لا يعلم استدامته للصلاة فيما هو ظاهر من حاله ، وشهد بعضهم بأنه تبرع لبناء المسجد الذي أنشأ في قريته بمبلغ لا يقل عن أقرانه بل أكثر ، هذا ما نعلمه عنه من الناحية الدينية ، وحصل أن مرض هذا الرجل مرضاً عضالاً استمر خمسة أشهر ثم توفي بعد ذلك، وقد تم تغسيله وتكفينه ولكن لم يصل عليه ودفن بعيداً عن مقابر المسلمين بناء على رأي إمام مسجد قريته القائل بتكفير هذا الرجل وأخرجه من الملة الإسلامية، ورفضوا قبول تعزية المعزين، والذي جعلهم يتصرفون ذلك هو استغلالهم ضعف ذلك الرجل المتوفى وانحطاط منزلته الاجتماعية،علماً أن غيره من تاركي الصلاة والمتهاون فيها من أهل تلك القرية لم يعمل بهم بعد موتهم مثل ما عمل بهذا الرجل ، والذي نرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي فيما يلي :

1 ـ التصرف الذي قام به أهل القرية تجاه هذا المتوفى .

2 ـ إن لم يكن تصرفهم صحيحاً فما حكم الصلاة عليه الآن ، وما حكم إبعاده عن مقبرة المسلمين وهل يجوز نبشه ودفنه معهم أم لا ؟

3 ـ إن كان هناك وزر بسبب التصرف المذكور فعلى من يقع ؟

أفتونا مأجورين .

ملاحظة : نحيطكم علماً أن مسألتنا هذه لا يترتب عليها أي خصومة أو منازعة في أهل القرية، وإنما يريدون بيان الحكم الشرعي فيها لاتباعه فيما يستجد من حالات كحالة هذا الرجل المذكور

* أجابت اللجنة بما يلي :

إذا كان الأمر كما ورد في نص الاستفتاء من أن المتوفى كان في حياته يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنه لا ينكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة، وأنه لم يترك الصلاة جحوداً أو كفراً بها فإنه يعتبر مسلماً عاصياً ، ولا يحكم بكفره ، فيغسل ، ويكفن ، ويصلى عليه ، ويدفن في مقابر المسلمين ، وإذا ثبت أنه دفن من غير أن يصلى عليه فإنه يصلى عليه في قبره ، ولا ينبش قبره لدفنه في مقابر المسلمين لحرمة الميت ، والله أعلم .

 

كتاب العقائد

باب الفرق والملل

4/21ع/96

فرقة البهائية

[3569] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / خالد ، ونصه:

نرجو إفادتنا برأيكم حول الديانة البهائية، وعما إذا كانت من المذاهب التي تنتمي إلى الإسلام أم لا ؟ آملين أن يصلنا ردكم بالسرعة الممكنة

* أجابت اللجنة بما يلي :

قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة في الفترة من 10 من شعبان 1398هـ إلى 17 (منه الدورة الأولى) خروج البهائية عن شريعة الإسلام، واعتبرها حرباً عليه ، وكفّر أتباعها كفراً بواحاً سافراً لا تأويل فيه ، وحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة ، وأهاب بهم أن يقاوموها ويأخذوا حذرهم منها .

واللجنة بعد أن اطلعت على القرار المشار إليه وعلى حيثياته رأت أن الفرقة البهائية فرقة خارجة عن دائرة الديانة الإسلامية . والله أعلم .

2/20ع/96 - تسمية اليهود والنصارى كفاراً

- محاورة أهل الكتاب

[3570] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / محمد ، ونصه:

س1ـ ما حكم القول بأن اليهود والنصارى كفار مع الدليل ؟

س2ـ ما حكم الحوار مع الأديان السماوية بمفهوم اليهود والنصارى ، ومنه إزالة العداوة بين المسلمين وبينهم على زعمهم مع الدليل ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

س1: سمى القرآن الكريم اليهود والنصارى كفاراً في أكثر من آية كريمة منه ، من ذلك قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }( البينة: الآية 6) ، وقوله : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } (المائدة : الآية 17) ، وقوله سبحانه : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} (المائدة : الآية 37) .

وقوله جل من قائل : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (التوبة : الآية 30) ، وسبب الحكم عليهم بالكفر أنهم حرفوا كتبهم التي أنزلت عليهم ، ولأنهم يعتقدون في الله ورسله ما لا يجوز اعتقاده ، ولأنهم لا يؤمنون برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذه التسمية لا تعني وجوب معاداتهم والإضرار بهم ، بل الواجب على المسلم هو حسن معاملتهم ومنع الضرر عنهم ما داموا لم يلحقوا بالمسلمين أذى .

س2ـ لا بأس بمحاورة اليهود والنصارى وأصحاب الديانات المختلفة من قبل أصحاب الاختصاص من العلماء بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبخاصة إذا كان يرجى من ذلك هدايتهم ، ولا بأس بعيادة مريضهم ومساعدة فقيرهم والإحسان إلى المحتاج منهم ما داموا لم يؤذوا المسلمين ولم يكن في ذلك أيّ ضعة أو مذلة ، قال تعالى : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة : الآية 8) . والله أعلم .

كتاب العقائد

باب القرآن والتفسير

2/2ع/96 كتابة الآيات القرآنية على جدران المساجد

[3571] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من مدير مكتب الخدمات العامة السيد/فريد ونصه يرجى الإحاطة أن كثيراً من المتبرعين الذين يقومون ببناء المساجد يكتبون على جدرانها بعض الآيات القرآنية .

فما حكم الآيات القرآنية المكتوبة على جدران المساجد ؟ وهل يشترط في كتابة الآيات أن تكون موافقة لخط المصحف ( الرسم العثماني ) وهل يلزم شرعاً تغيير كتابة الآيات القرآنية التى كتبت بخلاف خط المصحف ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

أجاز أكثر الفقهاء كتابة القرآن الكريم بالإملاء الحديث تيسيراً على القارىء كما أجازوها بالرسم العثماني ، سوى المصحف فلا تجوز كتابته إلا بالرسم العثماني حفظاً لنص القرآن الكريم من أن يدخله التحريف والتبديل .

وعلى ذلك فلا حاجة إلى تغيير الآيات المكتوبة على جدران المساجد بشكل مشروع، سواء أكانت مكتوبة بالخط العثماني أو بالإملاء الحديث لجواز الكتابة بهما أصلاً ، إلاّ أن تكون فيها أخطاء إملائية أو كانت مكتوبة بخط لا يقرأ ، والله أعلم .

10/10ع/96

طباعة المصحف بالألوان للتجويد

[3572] عرض جواب الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف السيد / د.محمد ، ونصه :

فنشير إلى خطابكم بشأن تلقيكم مصحفاً مجوداً ، مطبوعاً بعدة ألوان في الكلمة الواحدة في جوهر القرآن الكريم الأخضر والأحمر والبنفسجي والرمادي بالإضافة إلى اللون الأسود ، ورغبتكم معرفة رأي اللجنة العلمية في الموضوع حيث سبق أن عرض عليها هذا المصحف .

نورد لكم فيما يلي خلاصة لرأي اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة في مثل هذا الموضوع :

إن قصر علم التجويد بأبوابه المتعددة على باب أحكام النون الساكنة والتنوين ، وعلى باب المد وإهمال بقية أبواب التجويد ، أمر يدعو إلى العجب ، مع أن كل باب من أبواب التجويد له دوره في تقويم لسان القارىء .

فاستخدام الألوان ليرمز كل لون إلى حكم معين من أحكام التجويد التي لم تخرج عن بابي أحكام النون الساكنة والتنوين والمدود، فيه إهمال ما عدا ذلك من أبواب التجويد الآتية :

الميم الساكنة ، اللامات السواكن ، المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين ، مخارج الحروف، صفات الحروف ، الترقيق والتفخيم ، كيفية الوقف على أواخر الكلم ، الإثبات والحذف، المقطوع والموصول حتى يتسنى للقارىء معرفة ما يوقف عليه بالقطع وما يوقف عليه بالوصل التاءات المفتوحة ليقف القارىء على ما رسم منها بالتاء المجرورة بالتاء وما رسم منها بالتاء المربوطة بالهاء ، الوقف والابتداء ، كيفية الابتداء بهمزة الوصل ، ما يراعى لحفص .

فكيف يسلم بعد ذلك بقراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة ، والقارىء لم يعرف شيئاً عن هذه الأبواب التي بذل فيها سلفنا الصالح وعلماء الأمة جهدهم حرصاً على كتاب الله تعالى، وصيانة له عن التحريف، وبعداً به عن التغيير والتبديل والزيادة والنقص.

لقد تعمق سلفنا الصالح في تجويد حروفه بأدق ميزان عادل ، وقانون منصف حكيم ، فلا نقص ولا تطفيف ، ولا إفراط ولا تفريط ، ثم قالوا لمن تلقوا عنهم وأخذوا منهم: لا تطغوا في الميزان ، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان .

ألا وإن من المسلّمات أن القرآن الكريم لا يؤخذ من المصاحف ، بل بالتلقي والمشافهة، لأن هناك أموراً لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة والأخذ عن الشيخ والقراءة عليه ، فالقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ، ولا مجال فيها للرأي ولا للقياس ، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ القرآن الكريم عن أمين الوحي جبريل عليه السلام، قال الله تعالى : { لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } (القيامة :من الآية 16 ـ 19) .

كما كان صنيع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين الأخذ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أرسل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف إلى الأمصار أرسل مع كل مصحف إماماً يقرىء أهل هذا المصر بما في مصحفهم لأن العمدة في قراءة القرآن الكريم هو التلقي .

إن استخدام الألوان المشار إليها، بدلاً من أن يترك قارىء القرآن الكريم يتلقى عن شيخ ثبت ليقرأ القرآن كما أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن وصل إلينا، فيه استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وكأنه بعمله ذلل العَصيَّ وقرب القَصيَّ، مع أن فيه حصراً لفكر القارىء بين الألوان فقط ، دون معرفة المصطلحات التجويدية كالإدغام بغنة ، والإقلاب ، والإخفاء ... فالقارىء لا يعرف معنى هذه المصطلحات لغة واصطلاحاً ، فما هي فائدة اللون للقارىء ؟

إذن لا بد من دراسة هذه المصطلحات في أبوابها، كما أنه لا بد من دراسة جميع التجويد، وإلا فكيف ينطق القارىء بقوله تعالى : { وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا } (هود : الآية 41) وحفص يميل الراء والألف بعدها إمالة كبرى، وبقوله سبحانه : { قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } (يوسف :الآية 11) فقد استخدم في كتابه كلمة { لاَ تَأْمَنَّا } اللون الأخضر إشارة إلى الإدغام ، وحفص كغيره من القراء العشرة - ما عدا أبا جعفر - يقرأ بالروم ، كما يقرأ بالإدغام مع الإشمام ، وليس له إدغام محض في هذه الكلمة ، وكيف ينطق القارىء بقول الله جلت قدرته : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوََْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ }(فصلت : الآية44) وحفص يقرأ بتسهيل الهمزة الثانية بين بين - أي بين الهمزة والألف- إلى غير ذلك مما يجل عن الحصر .

وترى اللجنة أن هذه الطريقة لا تخدم قارىء القرآن الكريم ، بل أضرت به لأنها قضت على علم التجويد من أساسه ، وحالت بين القارىء وبين معرفته علم التجويد .

فالقرآن الكريم يجب أن يظل بمنأى عن هذه الاجتهادات في رسمه وكتابته وفي طريقة تلقيه ، وأن لا يسمح بمرور الألوان بين أحرف الكلمات القرآنية .

نأمل التكرم بالإحاطة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

* أجابت اللجنة بما يلي :

بعد اطلاع لجنة الفتوى على المصحف المرفق مع الاستتفاء وهو مصحف صادر من دار المعرفة ، الطبعة الأولى 1414هـ، مطبعة ركابي ونضر ، دمشق ، المنطقة الحرة .

لاحظت اللجنة أن المصحف المرافق مأخوذ عن نسخة معتمدة من قبل جهات علمية معترف بها إلا أنه أثناء التصوير والتلوين وقع بعض الأخطاء في رسم بعض الحروف، وربما سقطت بعض الحروف ، كما لاحظت اللجنة أن التلوين المشار إليه لم يستوعب كل أحكام التجويد .

لهذا ترى اللجنة أن مبدأ تلوين بعض الحروف للدلالة على بعض مواطن التجويد مبدأ مقبول شرعاً ولا شيء فيه من المخالفة للأحكام الشرعية إلا أن تغير الحروف وإدخال بعض النقص عليها ممنوع لما فيه من تغير الرسم العثماني .

ولا يجوز تداول المصحف المذكور إلا بعد مراجعته من جهة مختصة بطبع القرآن والحصول على موافقتها في صحة الرسم وصحة وضع الألوان في مكانها الصحيح وفقاً لأحكام التجويد المعتمدة .

وتستحث اللجنة واضع الألوان في المصحف أن يستكمل بها أحكام التجويد الأخرى ما أمكن ، وأن ينص في مقدمة المصحف على أن هذه الألوان لا تستوعب جميع أحكام التجويد . والله أعلم .

5/72ع/96 اقتباس كلمات من القرآن في الأغاني والغزل

[3573] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من أحد المستفتين ، ونصه

لقد أساءنا ماقام به أحد المطربين وذلك بالتجرؤ على كتاب الله تعالى حيث يباع له شريط من غنائه فيه مقاطع من القرآن الكريم كسورة الانشراح وسورة عبس حيث يقول في نص أغنيته الماجنة: ( أقرأ ألم نشرح فتقرأ لي عبس عبس..) ولا شك أن هذا استهزاء وتحقير لكلام الله، فلا بد أن يكون لوزارتكم وقفة مع مثل هذه الأمور التي تخالف عقيدتنا وخصوصاً أن وزارتكم مسؤولة عن نشر الوعي الديني ، ويقول المولى عز وجل في كتابه الكريم : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }(المائدة :الآية 3)، ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعن فلا يستجيب لكم " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .

وإيماناً منا بأهمية هذا الدور الإيجابي وبما له من مردود طيب على مجتمعنا المسلم بادرنا بمخاطبتكم، وكلنا يقين أن حرصكم لن يقل عن حرصنا لأن دفع هذا الأمر سيعود على جميع الأسر الكويتية وينقي مجتمعنا من هذه الشوائب التي حاربها ديننا الحنيف، وأن ينعم مجتمعنا برضا الله ورحمته .

وأخيراً نقول بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم : " من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا " رواه أبو داوود .

وهذا استفتاء آخر من لجنة خيرية بخصوص نفس الموضوع:

تهديكم لجنتنا أطيب تمنياتها وتحياتها لكم بدوام التوفيق والسداد، يقول الله تعالى: { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }(آل عمران : الآية 104) ، يرجى من الإخوة معرفة الحكم الشرعي لما قام به أحد المطربين، والذي يزور الكويت حالياً لإقامة بعض الحفلات الغنائية، حيث بيع له شريط من غنائه لبعض مقاطع من القرآن الكريم كسورة الانشراح وسورة عبس حيث يقول في نص أغنيته الماجنة ( أقرأ ألم نشرح فتقرأ لي عبس عبس..)

لاشك أن هذا استهزاء وكفر وتحقير لكلام الله تعالى، حيث يقول جل وعلا : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (التوبة : الآية 66)، وقد أرفق مع هذين الكتابين شريط فيه الأغنية المشار إليها فيهما .

* أجابت اللجنة بما يلي :

ليس في الشريط المرفق غناء بنص القرآن الكريم ، وإنما هما كلمتان فقط قالهما محب لمحبوبته ( أقرأ ألم نشرح فتقرأ لي عبس عبس ) .

واللجنة ترى أن وضع هذه الكلمات المشار إليها في الشريط من باب الاقتباس من القرآن وهو ممنوع مادامت الأغنية مرافقة للموسيقى ولكلمات أخرى فيها غزل ، ولأنها استعملت في غير معناها الصحيح والواجب الامتناع عن ذلك ومنع تداول الشريط ، والله أعلم .

3/72ع/96 قراءة يس في الخير أو الشر

[3574] عرض على اللجنة الاستفتاء المرسل بالفاكس ، ونصه :

ماهو حكم الإسلام في الشخص الذي يقوم بقراءة سورة " يّس " أو الادعاء بأنه سيقرأ سورة ياسين على أي شخص مسلم سواء بالخير أو بالشر ، وما هو دور الحاكم في ردع هذا الشخص ؟ جزاكم الله خيراً .

واطلعت اللجنة على الحديثين اللذين زود الشيخ/ بدر البدر اللجنة بهما

الأول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل شيء قلباً ، وقلب القرآن يّس، ومن قرأ يّس يريد بها وجه الله تعالى ، غفر الله له ، وأعطاه من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنين وعشرين مرة ، وأيما مسلم قرىء عنده - إذا نزل به ملك الموت - سورة يس نزل بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً ، يصلون عليه، ويستغفرون له ، ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ، ويصلون عليه ، ويشهدون دفنه ، وأيما مسلم قرأ سورة يس - وهو في سكرات الموت - لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة ، يشربها وهو على فراشه ، فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ، ولايحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان " أورده البيضاوي في تفسيره .

الثاني : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن في القرآن سورة تشفع لقارئها ، وتغفر لمستمعها ألا وهي سورة يّس " .

ثم ذكر في آخر هذين الحديثين أنه استخرجهما من ( تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ج 3) وفيه بيان ضعف هذين الحديثين .

* أجابت اللجنة بما يلي :

ورد في فضل قراءة سورة يس بعض أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم تسلم أسانيدها من الضعف، وعلى كل فهي سورة من القرآن، والقرآن كله خير، ولا بأس بقراءتها في أي وقت بنية خير، ولا يجوز قراءتها هي ولا غيرها من آيات وسور القرآن الكريم بنية الإضرار بأحد، لأن الإضرار بالآخرين ممنوع شرعاً بواسطة القرآن أو غيره، والله أعلم .

7/51ع/96 تفسير القرآن الكريم بالرسم

[3575] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم عن رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر (القرآن عطاء متجدد ... فأين حفّاظنا ) في الأمانة العامة للأوقاف السيد / د. بدر ، ونصه :

يعتزم الصندوق الوقفي للقرآن الكريم وعلومه إقامة مؤتمر ( القرآن الكريم عطاء متجدد ... فأين حفّاظنا ) وسيحوي المؤتمر بإذن الله معرضاً للقرآن الكريم ، يتم فيه تجسيد الآيات القرآنية بصورة فنية ، وانطلاقاً من حرص الجميع على احترام الآيات القرآنية وحفظها بعيداً عن الامتهان وسوء التوجيه والاستعمال ، نتقدم إليكم بالسؤال التالي، وهو: ما الضوابط لعرض الآية القرآنية بصورة فنية كقوله تعالى : { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (محمد :الآية 24)، فيرسم الفنان قلب مغلق بقفل وتكتب هذه الآية في لوحة فنية ، فتكون الصورة الفنية معبرة عن الآية ، وكذا قوله تعالى : { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ } (الحشر :الآية 21) ، وقوله تعالى : {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} (ق: الآية 10)، وقوله تعالى : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى }(النجم :الآية49)، وأمثالها.

* أجابت اللجنة بما يلي :

لا تجوز كتابة الآية القرآنية مصاحبة لرسم يوهم خلاف المعنى المقصود منها ، أو يحملها على وجه لا تحتمله قواعد تفسير القرآن الكريم أو اللغة العربية ، لما فيه من التلبيس على القاريء ، كأن يرسم قلب مغلق بفقل مصاحباً لقوله تعالى : { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (محمد :الآية 24)، ونحوه .

أما إذا كان الرسم لا يؤدي إلى لبس في المعنى فلا مانع منه شرعاً، كرسم النخيل مصاحباً لقوله تعالى : { وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ }}(ق: الآية 10) ونحوه .

ـ وتوصي لجنة الفتوى الجهة المنظمة للمعرض أن تقوم بعرض اللوحات المشار إليها على الرقابة الشرعية في الأمانة العامة للأوقاف قبل اشتراكها في المعرض . والله أعلم

7/51ع/96 استعمال الذهب والفضة في كتابة الآيات القرآنية

[3576] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم عن رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر(القرآن عطاء متجدد ... فأين حفّاظنا ) في الأمانة العامة للأوقاف السيد / د. بدر ، ونصه :

يعتزم الصندوق الوقفي للقرآن الكريم وعلومه إقامة مؤتمر ( القرآن الكريم عطاء متجدد ... فأين حفّاظنا ) وسيحوي المؤتمر بإذن الله معرضاً للقرآن الكريم ، يتم فيه تجسيد الآيات القرآنية بصورة فنية ، وانطلاقاً من حرص الجميع على احترام الآيات القرآنية وحفظها بعيداً عن الامتهان وسوء التوجيه والاستعمال ، نسوق لكم السؤال التالي ، وهو: هل يجوز استخدام الذهب أو الفضة والأحجار الكريمة أو الثمينة في كتابة الآيات القرآنية، وتعليقها؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

لا مانع شرعاً من استعمال الزجاج والسجاد والخزف وسائر الوسائل لكتابة الآيات، ويشترك لذلك أن تكون مواد غير متنجسة وأن تصان عن الابتذال والامتهان، كما يجوز استعمال هذه المواد في رسم اللوحات الفنية، ويشترط لذلك أن يكون الرسم مباحاً، بأن لا يكون مجسماً وأن لا يصور فيه ما يحرم تصويره .

ويكره شرعاً استعمال الذهب والفضة والأحجار الكريمة في كتابة الآيات القرآنية وتعليقها لما فيه من السرف . والله أعلم.

3/42ع/96

الرقية بالقرآن الكريم

[3577] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / عبد الله ، ونصه :

لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض الأدعياء والزاعمين بالإعلان في الصحف المحلية مدّعين قدرتهم على العلاج بالقرآن الكريم، مستغلين جهل البسطاء وسهولة خداعهم وأكل أموالهم بالباطل، ولا يخفى عليكم أن القرآن الكريم دستور خالد نزل لهداية الناس والتشريع لهم وتنظيم عباداتهم ومعاملاتهم، وقد جاءت جميع آيات القرآن الكريم مؤكدة هذه الحقيقة مثل قوله تعالى : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } (ص: الآية 29)، { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ } (النحل: الآية 64) ، { ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } (البقرة: الآية 2) وغير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على مراد الشارع الحكيم من إنزال الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم .

ورغبة في حفظ كتاب الله عن امتهان الأدعياء والزاعمين ، ونأياً به عن أن يُستَغل وسيلة لكسب غير مشروع، فإنني ألتمس من سيادتكم إصدار فتوى بهذا الخصوص تبين الضوابط الشرعية لهذا العمل، لتكون مرجعاً لمن أراد معرفة الحكم الشرعي .

* أجابت اللجنة بما يلي :

ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الرقية بالقرآن من كل داء يصيب الإنسان لقوله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ... } (الإسراء :الآية82)، ولما أخرجه البخاري عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال : " سألت عائشة رضي الله عنها عن الرقية من الحمُة فقالت رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية من كل ذي حُمة " ، والحُمة : ذوات السعوم وأيضاً لما أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه وأمسح بيده نفسه لبركتها " رواه البخاري .

وجواز الرقية مشروط بأربعة أمور، هي :

الأول : أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو بالمأثور الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذكر الله مطلقاً .

الثاني : أن يكون بكلام مفهوم المعنى ، وألا يستعمل فيها الطلاسم والرموز التي لا يفهم معناها .

الثالث: أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، بل بإذن الله تعالى وقدرته.

الرابع : أن لا تشتمل الرقية على شرك أو معصية .

وقد روى عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله، كيف ترى في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : " اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن في شرك " أخرجه مسلم .

إلا أن اللجنة ترى التنزه عن اتخاذ الرقية مهنة لما فيها من تزكية الراقي لنفسه، ولأنه قد يؤدي عدم تحقق الفائدة المرجوة أحياناً إلى تشكيك العوام في القرآن ، وضعف ثقتهم بأنه شفاء، هذا ولم يعهد العمل بذلك عن سلف الأمة وعلمائها ،والله أعلم .

4/32ع/96 تداول لوحات قرآنية فيها أخطاء

[3578] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم بواسطة / بدر ، ونصه:

آيتان من آخر سورة القلم ، كتبتا في لوحة مذهبة وهما قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: { وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ {51} وَمَا هُوَ إََِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }(القلم : من الآية51ـ52) .

وقد لوحظ فيها نقص وزيادة وعدم وضوح في بعض الأحرف .

أما النقص فعدم وجود سن لياء (ليزلقونك) وعدم كتابة (إنه) بعد قوله تعالى : (ويقولون).

وأما الزيادة فشدة فوقها فتح فوق راء ( بأبصارهم ) وزيادة ألف في كلمة لمجنون .

وأما عدم الوضوح ففي هاء ( أبصارهم ) وهاء (هو) فأرجو إفتاءنا عن مدى جواز تداول وتعليق هذه اللوحة مع وجود هذه الأخطاء من عدم الجواز واللوحة مرفقة مع الاستفتاء . ثم اطلعت اللجنة على اللوحة المشار إليها .

* أجابت اللجنة بما يلي :

لا يجوز تعليق ولا بيع ولا شراء ولا تداول اللوحة القرآنية المعروضة على اللجنة والمتضمنة قوله تعالى : { وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ {51} وَمَا هُوَ إََِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } الآيتان 51 ـ 52 من سورة (القلم) وذلك لما فيها من النقص ، وهو لفظ( إنه) ، و( الهاء) في (أبصارهم ) ولأن النقاط فيها بعيدة عن الحروف ، ولأن الضبط بالشكل غير صحيح، ولسقوط بعض الهمزات . والله أعلم .

1/29ع/96 تلوين أحرف القرآن حسب التجويد

[3579] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من رئيس مجلس إدارة معهد أهلي السيد/ ناصر ، ونصه :

تم طباعة مصاحف ذات أحرف ملونة في بلد عربي ، وبما أننا الوكلاء المعتمدون في الكويت لدار المعرفة صاحبة حقوق طباعة هذه المصاحف ، فإننا نرجو منكم إفادتنا بحكم تلوين بعض أحرف القرآن الكريم ، شاكرين لكم حسن تعاونكم .

وكان قد سبق أن استفتت إدارة الثقافة الإسلامية عن المصحف المذكور لكنها أرفقت مع الاستفتاء مصحفاً فيه بعض الأخطاء في رسم بعض الحروف ، ثم أحضر المستفتي في وقت لاحق نسخة أخرى لم يلاحظ فيها وجود مثل هذه الأخطاء .

* أجابت اللجنة بما يلي :

ترى اللجنة أن مبدأ تلوين بعض حروف المصحف للدلالة على بعض مواطن التجويد فيه مبدأ مقبول شرعاً ، ولا شيء فيه من المخالفة للأحكام الشرعية ما لم يؤثر ذلك على شكل الحروف ويغير من طبيعتها، أو يغاير أحكام التجويد.

وقد لاحظت اللجنة أن التلوين المشار إليه لم يستوعب كل أحكام التجويد.

أما النسخة المرافقة للسؤال فيجب أن ينظر فيها ويتبين مدى صحتها وتطابقها مع رسم المصحف العثماني من قبل اللجان والسلطات المسؤولة عن طبع المصاحف، وهو خارج عن اختصاص لجنة الفتوى.

وتستحث اللجنة واضع الألوان في المصحف أن يستكمل بها أحكام التجويد الأخرى ما أمكن، وإذا لم يستوف ذلك فإن عليه أن ينص في مقدمة المصحف على أن هذه الألوان لا تستوعب جميع أحكام التجويد . والله أعلم .

4/2ع/96 كتابة الآيات القرآنية على العملات من النقدين

[3580] عرض على اللجنة المقدم من البنك المركزي السيد / علي ، ونصه :

أود إحاطتكم علماً بأن بنك الكويت المركزي بصدد إصدار مسكوكة فضية وأخرى ذهبية، وذلك احتفالاً بمرور خمس سنوات على ذكرى تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الباغي، وسيتضمن أحد وجهي المسكوكة أجزاء من آيات قرآنية وهي : { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }(محمد: الآية 7)، و{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }(آل عمران : الآية160)، وعلى الوجه الآخر عبارة: ( اللهم ارحم شهدائنا، وفك قيد أسرانا ) كما هو مرفق رقم ( 1 ) .

وهذه المسكوكة التذكارية المزمع إصدارها ليست عملة معرضة للتداول، وإنما سيتم تبادلها وإهداؤها، وكذلك ستجمع من قبل هواة المسكوكات ، أي : مبدأ الاحتفاظ بها هو الغالب .

وبنك الكويت المركزي قد سبق أن أصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة مؤتمر القمة الإسلامي الخامس ( كما هو مرفق رقم2 ) ، كما تفضلت هيئة الفتوى بإصدار فتواها رقم 47/93 بتاريخ 17 من شعبان 1413هـ الموافق 9/2/1993م بشأن جواز كتابة عبارة ( وبالله نستعين ) أو ( لفظ الجلالة ) أو ( كلمة التوحيد ) على مختلف أوراق النقد .

وبناء على ما سبق فإن البنك المركزي يستفتي الجهة المختصة في الوزارة عما إذا كان يجوز شرعاً تضمين المسكوكات ( الفضية والذهبية ) التذكارية المنوه عنها أعلاه لفظ الجلالة أو آيات قرآنية أو أجزاء منها كما سبق شرحه .

* أجابت اللجنة بما يلي :

لا بأس بتضمين المسكوكات الفضية والذهبية التذكارية لفظ الجلالة أو آيات أو آيات من القرآن الكريم أو أجزاء منها، ما دامت الكتابة واضحة ومقروءة وصحيحة ، وذلك لأن الشأن في هذا الفعل أنه لا يدل على الامتهان ، والله أعلم.

كتاب العقائد

باب الغيبيات والإيمانيات

5/47ع/96

الاعتقاد بالأبراج

[3581] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / محمد ، ونصه :

الرجاء إفادتنا بالحكم الشرعي حول :

ـ الاعتقاد بالأبراج وما يتعلق بها من الرجم بالغيب .

ـ حكم نشر مثل هذه الأمور في الصحف والمجلات .

ـ حكم المتاجرة بها أي أخذ الأجر على كتابتها .

ـ وحكم الإعانة على نشرها.

* أجابت اللجنة بما يلي :

لا يجوز الاعتقاد في هذه الأبراج والتعلق بها ولا نشرها ولا الإعانة عليها ولا المتاجرة بها وأخذ الأجرة عليها، لأنه نوع من ادعاء الغيب، ولأنها تؤثر في عقائد العوام وتجعلهم يعتمدون في حياتهم على الحظ دون غيره وهذا أمر منهي عنه شرعاً. والله أعلم.

كتاب العبادات

ويشمـــل الأبواب التالية :

* باب الأذان.

* باب الطهارة.

* باب صلاة الجماعة.

* باب صلاة الجمعة

* باب الصوم.

* باب الزكاة.

* باب زكاة الفطر.

* باب الصدقة.

* باب الحج والعمرة.

* باب الأضحية.

* باب المساجد.

* باب المقابر.

* باب الجنائز.

* باب النذر.

كتاب العبادات

باب الأذان

3/9ع/96 توحيد الأذان في المساجد المتقاربة

[3582] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من مدير مكتب الخدمات العامة السيد/ فريد، ونصه:

الموضوع : توحيد الأذان بالمساجد القريبة من بعضها داخل مدينة الكويت.

نظراً للتقارب الشديد بين بعض المساجد داخل مدينة الكويت وخاصة في المنطقة التي حول مسجد السوق الكبير مما يتسبب في تداخل أصوات الأذان من هذه المساجد في مساحة صغيرة، مما يتعذر معه سماع الآذان بصورة طبيعية .

ونظراً لشكوى بعض المصلين من ذلك فقد تقدموا باقتراح توحيد الأذان لكل مجموعة مساجد متقاربة، وذلك بإيصال سماعات هذه المساجد ببعضها البعض بحيث يتم الأذان في إحداها ويتم سماعه في المساجد الأخرى، على أن يتم فصل هذا الاتصال بعد الأذان مباشرة لاختلاف توقيت الإقامة من مسجد لآخر .

وبناء على ما تقدم فإننا نقترح عرض الموضوع على إدارة الإفتاء والبحوث الشرعية لإبداء الرأي الشرعي في الفكرة المطروحة أعلاه .

* أجابت اللجنة بما يلي :

إن المأثور من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن لكل مسجد مؤذناً وإماماً ، فالاكتفاء بأذان واحد لكل مجموعة مساجد خلاف المأثور .

وعلى ذلك ترى اللجنة أن من الأولى تركه، وأن يكون لكل مسجد مؤذنه وإمامه، وتوصي اللجنة المعنيين بالمساجد المتقاربة بتخفيض صوت المكبر بما يمنع التشويش ويحقق الإعلان ، والله أعلم .

كتاب العبادات

باب الطهارة

3/69ع/96 هل يجب على الرجل الغُسل التام عند الاحتلام

[3583] عرض على اللجنة الاستفتاء المرسل بالفاكس، ونصه :

هل يجب على الرجل الغُسل التام عند الاحتلام ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

الغسل التام هو مااستوفى الشروط والأحكام والسنن ، ويلزم من أحدث حدثاً أكبر كالحيض، والنفاس، والجنابة بالاحتلام أو غيره . والله أعلم .

3/32ع/96

نجاسة المسكرات وتناولها

[3584] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / فوزي ، ونصه :

يوجد في البقالات والجمعيات بعض أنواع المسكرات يصنع في الكويت في صبحان الصناعية ، وبه نسبة كبيرة من الكحول وبعض الناس المدمنين يشربونها ، يرجى التنبيه على الحكم الشرعي في تناولها . ولكم جزيل الشكر .

* أجابت اللجنة بما يلي :

إن مادة الكحول غير نجسة شرعاً ، بناء على ما سبق تقريره من أن الأصل في الأشياء الطهارة ، سواء كان الكحول صرفاً أو مخففاً بالماء ، ترجيحاً للقول بأن نجاسة الخمر وسائر المسكرات معنوية غير حسيّة ، لاعتبارها رجساً من عمل الشيطان ، وعليه : فلا حرج شرعاً في استخدام الكحول طبياً كمطهر للجلد والجروح والأدوات وقاتل للجراثيم ، أو استعمال الروائح العطرية ( ماء الكولوينا ) التي يستخدم الكحول فيها كمذيب للمواد العطرية الطيارة ، أواستخدام الكريمات التي يدخل الكحول فيها ، ولاينطبق ذلك على الخمر لحرمة الانتفاع به .

وتنبه اللجنة إلى أنه لا يجوز شرب المادة المسئول عنها بقصد الإسكار ، لحرمة ذلك ولما فيها من الضرر الصحي . والله أعلم .

كتاب العبادات

باب الصلاة

3/56ع/96 الصلاة في مسجد أقيم على أرض الغير

[3585] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / تركي ، ونصه :

ما حكم الصلاة في مسجد وجوده غير قانوني، حيث إنه أقيم على أرض الدولة من غير إذنها، أي إنه مخالف لقانون البلدية، وقد صدر فيه حكم بالإزالة ؟

هل يختلف الحكم لو لم يصدر فيه حكم الإزالة ؟

مع العلم أن هناك حاجة ماسة لوجوده لبعد المساجد الموافقة لقانون البلدية ، حيث إن أقرب مسجد قانوني يبعد تقريباً 300 متر ، وما حكم الصلاة السابقة فيه ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

أ ـ لا يجوز أن يقام المسجد على أرض الغير بدون إذن صاحبها، وهو نوع من الغصب المحرم، فإذا أقيم وعلم صاحبها به فلم يعترض وسكت مدة مع قدرته على الاعتراض عد ذلك منه موافقة على إقامته ، وتصبح الأرض متبرعاً بها من قبله للمسجد بطريق الدلالة .

ب ـ اتفق الفقهاء على المنع من الصلاة في الأرض المغصوبة، إلا أن الجمهور قالوا: الصلاة في الأرض المغصوبة صحيحة مع الكراهة .

ج ـ إذا كانت الحاجة ماسة إلى هذا المسجد وعلمت البلدية طيلة تلك المدة دون اعتراض فعلى البلدية إبقاؤه ، فإذا تحتم هدمه لمصلحة هامة وجب عليها تأمين غيره بدلاً منه يفي بالحاجة قبل هدمه . والله أعلم .

5/54ع/96 رفع المصلي يديه في دعاء القنوت

[3586] عرض على اللجنة الاستفتاء المؤجل المقدم من السيد / عبد الرحمن ، ونصه:

1 ـ ما هو حكم رفع اليدين للدعاء في صلاة الوتر، وما هي صفة الرفع ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

رفع اليدين في دعاء القنوت في صلاة الوتر، وصلاة الفجر عند من يقول به مما اختلف فيه الفقهاء، فذهب البعض إلى عدم الرفع ، وذهب البعض الآخر إلى ندب الرفع، وخير آخرون المصلي بين الرفع وعدمه. وعلى ذلك فالمصلي بالخيار بين الرفع وعدمه، والله أعلم .

6/54ع/96

صلاة النفل جلوساً

[3587] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / عبد الرحمن ، ونصه :

ـ ما هو حكم صلاة السنة جلوساً بغير عذر ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

صلاة السنة من التنفل ، وقد اتفق الفقهاء على جواز التنفل قاعداً لعذر أو غير عذر ، إلا أن صلاة المصلي قائماً أكثر أجراً من صلاته قاعداً إذا كان القعود لغير عذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صلى قائما ًفهو أفضل ، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم ، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد ) أخرجه البخاري .والله أعلم.

6/13ع/96

قضاء النوافل الفائتة

[3588] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / أحمد ، ونصه :

عند الجمع بين صلاتي الظهر والعصر للمطر أو لأي عذر شرعي آخر يبيح الجمع ، هل تصلى سنة الظهر البعدية ، فقد سمعنا لأحد العلماء قولاً أنها تسقط، لأنك أدخلت العصر بالجمع ولا صلاة بعد العصر ، وإن صليتها فتعتبر قضاء .

أرجو توضيح المسألة مع الأدلة ، وأقوال الفقهاء فيها .

* أجابت اللجنة بما يلي :

اختلف الفقهاء في موضوع قضاء النفل إذا فات عن موعده .

فذهب الجمهور إلى أن النفل إذا فات عن موعده لا يقضى سوى الوتر وركعتي الفجر.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن النفل يقضى بشروط وأحوال بينوها في كتبهم ، وللتفصيل يرجع إلى مصطلح ( تطوع ) ومصطلح ( جمع الصلوات ) ومصطلح ( أداء ) ومصطلح ( قضاء الفوائت ) من الموسوعة الفقهية. والله أعلم .

8/53ع/96 قضاء الصلاة الفائتة

[3589] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / خالد ، ونصه:

رجل تارك للصلاة عمره الآن 46 سنة رجع وتاب وواظب على الصلاة منذ فترة وجيزة، فماذا يفعل من أجل تكفير تركه للصلاة طول الفترة الماضية ؟

* أجابت اللجنة بما يلي :

يجب على من فاتته صلاة واحدة أو صلوات متعددة مهما كثرت فلم يصلها في أوقاتها أن يقضيها كلها ، ثم إن كان فوتها لعذر كالنوم أو النسيان فلا إثم عليه بعد قضائها ، وإن كان فوتها لغير عذر فهو آثم لتأخيرها عن وقتها بغير عذر ، والواجب عليه في هذه الحال التوبة النصوح إلى الله تعالى بالندم والعزم على عدم تفويت الصلوات وذلك مع قضائها ، ثم إن كانت الصلوات الفائتة قليلة أقل من ست صلوات فالواجب عليه قضاؤها قبل أداء الصلاة الوقتية ، وإن كانت أكثر من ذلك قضاها على التراخي وأسرع في قضائها قدر الإمكان خشية الموت قبل قضائها ، فله أن يقضي مع كل صلاة وقتية صلاة أو صلاتين أو أكثر من ذلك على قدر إمكانه حتى يقضيها كلها ، ثم إن علم عدد الصلوات الفائتة قضاها بعددها كاملاً ، وإن جهل قضى بحسب ظنه وتقديره واحتاط ، والله أعلم .

6/53ع/96 مرور الطفل بين يدي المصلي

[3590] عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد / خالد ، ونصه :

لدى والدتي طفلان معوقان عقلياً، وعندما تريد أداء صلاة الفريضة يمران أمامها ولا يقومان بالاستماع إلى التوجيهات، ولا تستطيع قفل باب الغرفة عليها لأداء الفريضة، مع العلم أنها تصلي على سجادة للصلاة ، وش�