)لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح...

392
لثامنةمية الدولية اعل الندوة الوان: بعن عقدت في رحابة بدبيمية والعربيست اساية الدرا كلهـ1438 رجب30-28 م2017 �أبريل27-25 )ولالجزء ا(

Upload: others

Post on 27-Oct-2020

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

الندوة العلمية الدولية الثامنةبعنوان:

عقدت في رحاب كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي

28-30 رجب 1438هـ 25-27 �أبريل 2017م

)الجزء الأول(

Page 2: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

2

قواعد الن�شر

بالأ�صالة تت�صم متميزة ببحوث �إنجاحها نحو و�ل�صعي �لندوة، �أهد�ف تحقيق على ا حر�صو�لمو�صوعية و�لإ�صافة �لمعرفية، �لتزمت �لأمانة �لعامة في تقييم �لأبحاث على �لقو�عد �لآتية:

�لأكاديمية بال�صروط و�للتز�م �للغوية، و�ل�صلامة و�لعمق، و�لأ�صالة بالجدة �لبحث يت�صم �أن - 1�لمتبعة في �لبحوث �لعلمية، وتجنب �ل�صتطر�د و�لخروج عن �لمو�صوع.

�أن تت�صمن مقدمة �لبحث �لجديد �لذي �أ�صافه �لباحث على �لدر��صات �ل�صابقة، و�لإ�صارة �إلى - 2بع�ض �لنماذج من ذلك.

�أن يكون �لبحث و��صح �ل�صلة بالأهد�ف �لمعلنة للندوة، �صمن محور من محاورها. - 3م للن�صر �إلى جهة تحكيمية، �أو نال به �صاحبه درجة علمية، �أل يكون �لبحث قد ن�صر من قبل �أو قد - 4

وعلى �لباحث �أن يقدم تعهد� خطيا بذلك.�أن تكون �لأدلة �لمذكورة موثقة بالتخريج من �لم�صادر �لأ�صلية، ومبينة درجة قبولها �إذ� كانت من - 5

غير �ل�صحيحين.�إل في حدود �ل�صرورة، مع تو�صيحها في �لحا�صية عند ��صتعمال م�صطلحات غير عربية عدم - 6

�أول ذكر لها.عدم �لتكلف في �ل�صتدلل بالن�ض على ما هو بعيد �ل�صلة به، وتو�صيح وجه �لدللـة منه. - 7

�أن تثبث قائمة �لم�صـادر و�لمر�جع م�صتوفاة في �آخر �لبحث، مرتبة على حروف �لمعجم. - 8�عتماد حال في �إل �إليه �لمحال �لكتاب بطبعة �لمتعلقة �لمعلومات �إلى �لحو��صي في ي�صار �أل - 9

�لباحث �أكثر من طبعة للكتاب �لو�حد.ذكر نتائج �لبحث وتو�صياته. - 10

�أن يكون حجم �لخط في كتابة �لبحث )16(، و�أما �لحو��صي فتكون بحجم )14(. على نظام - 11ويندوز بخط )Traditional Arabic(، مع ترك م�صافة 2.5 �صم في جو�نب �ل�صفحة �لأربعة،

و�أن يتر�وح �لبحث ما بين)25( �إلى )35( �صفحة.�لموعد في و�إر�صالها بحثه، على �لتحكيم لجنة تطلبها �لتي �لتعديلات باإجر�ء �لباحث يلتزم - 12

�لمحدد.

Page 3: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 4: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 5: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

5

بين يدي هذا الكتاب

ب�صم �لله �لرحمن �لرحيم، و�صلى �لله و�صلم وبارك على �صيدنا محمد وعلى �آله و�صحبه، وبعد:

�أن في�صر �لأمانة �لعامة لندوة �لحديث �ل�صريف بكلية �لدر��صات �لإ�صلامية و�لعربية بدبي �لموؤتمر عنو�ن يحمل كتاب في مطبوعة �لثامنة �لعلمية �لندوة �أبحاث و�لباحثين للقر�ء تقدم �لنبوية: مقوماته و�أبعاده �لح�صارية«، و�لبحوث �لمطبوعة �ل�صنة بــ »�ل�صلم �لمدني في و�لمو�صوم في �لكتاب محكمة وفق �لمعايير و�لأعر�ف �لأكاديمية، وعددها 16 بحثا، مع كلمة �ل�صيد جمعة �لماجد رئي�ض مجل�ض �أمناء �لكلية، وكلمة �ل�صيخ �لعلامة عبد �لله بن �ل�صيخ �لمحفوظ بن بيه رئي�ض �أبوظبي، و�لكلمة �لختامية �لموطاأ في �لم�صلمة ورئي�ض مركز �لمجتمعات �ل�صلم في تعزيز منتدى للاأمين �لعام للندوة مع �لتو�صيات، علما باأن �أعمال هذه �لندوة د�رت في قاعة �لندو�ت بكلية �أبريل 27-25 �لمو�فق: 1438هـ رجب 30- 28 �أيام في بدبي و�لعربية �لإ�صلامية �لدر��صات

2017م.

يعد »�ل�صلم �لمدني« - مو�صوع هذه �لندوة - من ثو�بت �ل�صريعة وخ�صو�صياتها؛ فقد جاء �لإ�صلام، و�لب�صرية في تيه و�صلال، وت�صرد و�نحلال ولم يقب�ض �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم حتى �أر�صى قو�عد �ل�صلم، ووطد دعائمه، فكانت مدينة �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �أنموذجا فريد� في ذلك، ولم يكن تطبيق �ل�صلم لينف�صل عن �لمبادئ و�لمقومات �لإ�صلامية؛ فقد حوت �ل�صنة �لنبوية ثروة من �لآثار ذ�ت �أحكام د�لة عليه من كافة جو�نبه، �نطوت هذه �لأحكام على م�صطلحات فنية ودللت مفاهيمية و�أ�صاليب وطرق تحتاج �إلى من ي�صبر �أغو�رها، وي�صتجلي غو�م�صها وفق ل عليها في ماأخذ �لفهم، لذلك تنوعت محاوره �صعيا مناهج �لعلوم �لإ�صلامية و�لإن�صانية �لتي يعو

لتكامل �ل�صورة عن منظومة �ل�صلم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية.

لقد كان �لغر�ض من مو�صوع �لندوة هو تر�صيخ �لوعي لدى �لأمة بمقومات �ل�صلم �لمدني بنائه و�لحفاظ عليه، وهذ� وبمقا�صده في �ل�صنة �لنبوية؛ فهي ت�صتمل على قيم عديدة ت�صهم في �لأمر �أ�صبح �ليوم مطلبا ملحا عند كل �ل�صعوب و�لح�صار�ت، لهذ� �ل�صبب ر�أت �لأمانة �لعامة �أن ن�صر ثقافة �ل�صلم �لمدني في �لمجتمعات �صرورة ملحة لأنها تر�صم للب�صرية �ل�صورة �لح�صارية �لمثلى �لتي جاء بها �لإ�صلام، وهذ� ل يتاأتى �إل بتفعيل دور �لموؤ�ص�صات �لتعليمية و�لإعلامية و�لثقافية في

تبني قيم �ل�صلم �لمدني وبلورة �أبعاده �لإن�صانية و�لح�صارية.

Page 6: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

6

لقد اكت�ست هذه الندوة عدة مميزات، منها:

: �صر�كة منتدى تعزيز �ل�صلم في �لمجتمعات �لم�صلمة - �أبو ظبي. اأولا

دبي بنك �لرعاة؛ ودعم �إعلاميا، �صريكا ب�صفتها بدبي �لإعلام موؤ�ص�صة م�صاندة ا: ثانيا�لإ�صلامي وم�صرف �أبوظبي �لإ�صلامي وتعاونية �لتحاد وغيرهم.

هذ� و�إن �لأمانة �لعامة لتتقدم ب�صكرها �إلى جميع �لباحثين من كافة �لأقطار �لإ�صلامية على فعاليات بها �أبحاثهم و�أثرو� قبلت بالذكر من �لبحثية، وتخ�ض بالإ�صهامات تجاوبهم مع دعوتها �إلى معالي �ل�صكر و�لعرفان لتقديم جزيل �لفر�صة �لعامة هذه �لأمانة تغتنم �لثامنة، كما �لندوة �لرحمن جمعة �لماجد رئي�ض مجل�ض �لأمناء على رعايته �لخا�صة، و�صعادة �لدكتور محمد عبد مدير �لكلية، على متابعته �لحثيثة لنجاح فعاليات �لندوة، وتتوجه �لأمانة �لعامة ب�صكرها �إلى لجنة �لتدقيق �للغوي على عملهم �لدوؤوب في مر�جعة �لأبحاث تدقيقا وتنقيحا، وللمكتب �لإعلامي على جهدهم في ت�صميم �لكتاب و�إخر�جه، ومما يذكر في هذ� �ل�صياق جهد مكتب �لأمانة �لعامة في متابعة كافة �لن�صو�ض �لحديثية و�إعادة �صبطها وتخريجها، و�صياغة هو�م�صها على منهج و�حد.

ن�صاأل �لله تعالى �أن يديم على هذ� �لبلد نعمة �لأمن و�لأمان و�ل�صلم و�ل�صلام، و�أن يجعله مطمئنا و�صائر بلاد �لم�صلمين، وما �لتوفيق �إل بالله وحده، و�لحمد لله رب �لعالمين.

الأمانة العامة

Page 7: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

7

فهرس الجزء الأول

الجل�سة الافتتاحية11كلمة ال�سيد جمعة الماجد.

كلمة �سيف ال�سرف معالي د. عبد الله بن بيه - رئي�س منتدى تعزيز ال�سلم 14في المجتمعات الم�سلمة.

المدار�س اأمناء مجل�س رئي�س - ال�سيخ عارف الدكتور ال�ساعر ق�سيدة 19الأهلية الخيرية.

الجل�سات العلمية - الجل�سة الاأولىال�سنة �سوء في تاأ�سيلية درا�سة تح�سينه: واآليات المدني لم ال�س مقومات

النبوية.اأ.د.اإبراهيم القادري بوت�سي�س - جامعة مولي اإ�سماعيل بمكنا�س - المملكة

المغربية.

23

المقومات العقدية لل�سلم المدني، في ال�سنة النبوية.83د.مبارك بن عبد العزيز بن �سالح - المملكة العربية ال�سعودية.

لم المدني درا�سة في �سوء ال�سنة النبوية، قيم اأخلاقية وقواعد ت�سريعية. ال�س137د. حبيب النامليتي - مملكة البحرين.

لم في ال�سنة النبوية. المقومات العقدية لل�س193اأ.يون�س الخملي�سي - المملكة المغربية.

الجل�سة الثانيةاأحاديث حمل ال�سيف: �سبهات و ردود.

المملكة - والتكوين التربية اأكاديمية - الزويني اليماني بن الفتاح عبد د. المغربية.

243

Page 8: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

8

ظة في ال�سنة النبوية، وتوجيهها في �سوء ن�سو�ص مرويات العقوبات المغلالعفو والت�سامح.

د. لطفي بن محمد الزغير - جامعة بي�سة - المملكة العربية ال�سعودية.305

لم المدني. اأ�س�ص العقوبات في ال�سريعة الاإ�سلامية واأثرها في تحقيق ال�سد. مازن ح�سين حريري - كلية الدرا�سات الإ�سلامية والعربية - الإمارات

العربية المتحدة.347

Page 9: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

الجل�سة الفتتاحيةكلمة ال�سيد جمعة الماجدكلمة اأ. د. عبدالله بن بيه

Page 10: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 11: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

11

كلمة ال�شيد جمعة الماجد

رئي�س مجل�س اأمناء كلية الدرا�شات الإ�شلامية والعربية وموؤ�ش�شها

لاة و�ل�صلام على �أ�صرف �لـمر�صلين، وعلى �لـحـمد لله رب �لعالمين، و�ل�صحبه �أجمعين. �آله و�ص

كارم، �أيـها �لـحفل يوف �لندوة �لأ عادة، �ص �أ�صحاب �لمعالي و�لف�صيلة و�ل�ص�لكريم،

ـمة الله وبركاته. وبعد: لام عليكم ورح ال�س

ر��صات �لإ�صلامية و�لعـربية ر�تكم في رحاب كلية �لد ب بح�ص ني �أن �أرح ي�صرولية وركم للم�صاركة في حفل �فتتاح �أعمال �لندوة �لعلمية �لد ن ح�ص بدبي، و�أثمهذ� في ومرحبا و�صهلا �أهلا جميعا: لكم و�أقول بوية، �لن نة �ل�ص حول �لثامنة

رح �لعلمي �لمبارك. �ل�ص

قد ية �لكل باأن و�صروري و�متناني �صعادتي عن لكم �أعبر �أن ني ي�صر كما رت �إمكاناتها لي�صتمر في رحابها هذ� �لحدث �لعلمي �لكبير منذ خم�ض ع�صرة �صخين و�لوطن و�لمجتمع، مع تلبية ما نويرية تجاه �لد من ر�صالتها �لأكاديمية �لت �صنة، �ص

ر. ر�ت �لع�ص يه تطو تقت�ص

�إيجابية، ورة �لثامنة، وجل�صاتها �لعلمية، عن نتائج �أن ت�صفر هذه �لد و�أتمنى

Page 12: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

12

�صالية، وطموحاتها نحو �آفاق جديدة تها �لر ية في تطوير �أد�ء مهم عات �لكل تلبي تطل. ، و�لإثر�ء �لعلمي اري في �لبناء �لح�ص

رور�ت �ص من - تعلمون كما - �لمدني لم �ل�ص �إن ! �لكر�م ور �لح�ص ها �أيياة في هذ� �لكون، كما رور�ت جميع �لكائنات، وبه ت�صتمر �لح �لإن�صان، بل من �ص

�أر�ده �لله تعالى.

�لله وهبه ما ��صتثمار يمكن ل و�لتعاي�ض، فق، و�لر و�لأمن، لم، �ل�ص وبدون �صتخلافية، �أد�ء وظيفته �ل و�إمكانات، وطاقات، في قدر�ت، للاإن�صان من تعالى

نتاج. بد�ع و�ل نوف من �لإ وتعمير �لأر�ض ب�ص

عناية �أولى قد م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي نرى �أن م�صتغربا يكن لم ولذ� بر، من �أجل ل و�ص ى �صلى �لله عليه و�صلم كثير�، وتحم ح ، و�ص لم �لمدني ة لل�ص خا�ص

ته �لمدنية. ية، �أم في فتر ته �لمك فاظ عليه، �صو�ء �أ كان في فتر �لح

بن خليفة يخ �ل�ص مو �ل�ص احب �ص �أ�صكر �أن �إل ي�صعني ل �لمنا�صبة هذه وفي مو �ل�صيخ محمد بن ر��صد احب �ل�ص ولة حفظه �لله، و�ص ز�يد �آل نهيان رئي�ض �لدمونه من ل�ض �لوزر�ء حاكم دبي، لما يقد ولة رئي�ض مج �آل مكتوم نائب رئي�ض �لدال �لبناء د عطائها في مج ية، وتـجد �صة �لعلمية �لـخير ر هذه �لموؤ�ص لتطو دعم كبير

اأهيل ل�صوق �لعمل. ال �لت ، ومج �لـمعرفي و�لثقافي

Page 13: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

13

�لذين و�لباحثين يوف �ل�ص و�أخ�ض ور، �لح�ص جميع لى �إ ول مو�ص و�صكري ـم �لعلمية. مو� عناء �صفرهم لم�صاركتهم في �لندوة، باأبحاثهم ومد�خلاته تج�ص

ريف،،، ة لندوة �لـحديث �ل�ص يـة، و�لأمانة �لعام و�إلى �إد�رة �لكلـ

ية �أو معنوية. و�إلى كل من �أ�صهم في �إنجاح هذه �لندوة، بتقديم رعاية ماد

ولية �لثامنة، وعلى ني �أن �أعلن عن بدء �أعمال هذه �لندوة �لعلمية �لد وي�صربركة �لله.

لام عليكم ورحمة �لله تعالى وبركاته. و�ل�ص

Page 14: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

14

كلمة �شيف ال�شرف معالي العلامة الدكتور عبد الله بن بيهلم في المجتمعات الم�شلمة رئي�س منتدى تعزيز ال�ش

اأبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة.

و�صحبه �آله وعلى محمد نبينا على و�صلم �صل �للهم �لعالمين رب لله �لحمد �جمعين،،،

معالي �ل�صيخ جمعة �لماجد حفظه �لله تعالى،،،ح�صرة �لأ�صاتذة و�ل�صيوخ �لأفا�صل،،،،

�صعادة �لحا�صرين،،،، �ل�صلام عليكم ورحمة �لله وبركاته،،،،

لم �لمدني يطيب لي �أن �أ�صارك �ليوم في هذه �لندوة �لقيمة حول مو�صوع �ل�ص�أهمها: في �ل�صنة �لنبوية �ل�صريفة، وهو مو�صوع عزيز على قلبي لأ�صباب كثيرة من لم منذ �صنو�ت قليلة، لكنها كثيرة بعطائها، ونحن نحاول �أننا �أ�ص�صنا منتدى تعزيز �ل�ص

لم، �أو �أن نعيد �ل�صكينة و �ل�صلام �إلى �لمجتمعات �لم�صلمة. بذلك �أن نعزز �ل�صتقوم �لذي �لدور على نثني �أن ولبد وكبير، عظيم مو�صع لم �ل�ص مو�صوع �ختلاف على �لمجتمع في و�لتعاون لم و�ل�ص �لت�صامح روح بث في �لدولة هذه به �أطيافه، وتنوع ثقافاته ودياناته، ولهذ� �ل�صبب �أتيح لنا هنا ف�صاء رحب لنتحدث فيه عن �لعالم كله، �ل�صلام في لنتحدث عن �لإمار�ت، ولكن لي�ض فقط في دولة �ل�صلام، فيه عن مقومات نتحدث �صنة لح�صور موؤتمر كبير �لعلماء كل �لع�صر�ت من ولندعو �ل�صلام، وعن فقه �ل�صلام، وعن قو�عد �ل�صلام، وعن مبادئه، ولننطلق من هنا بهذه �لدعوة لنو�صلها �إلى بقاع �صا�صعة من هذ� �لعالم و�إلى �أعلى �لمنتديات في �لعالم؛ �أي: للجمعية �لعامة للاأمم �لمتحدة، حيث بلغنا هذه �لر�صالة، لول هذ� �لدعم، ولول هذ�

�لف�صاء �لرحب، ولول هذه �لبيئة �لمو�تية، لما ��صتطعنا �أن ن�صمع �صوتنا.

Page 15: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

15

�ليوم في هذه �لندوة، وفي هذ� �ل�صرح �لعلمي �لذي يرعاه رجل قد و�صلتنا في �إفريقيا �أياديه �لبي�صاء في �إنقاذ �أعظم مكتبة في �إفريقيا �لغربية؛ �لمكتبة �لتي طالتها يد �لإرهاب. من هذ� �ل�صرح �لذي يرعاه �أخونا معالي �ل�صيخ جمعة �لماجد، يطيب لي �أن �أتحدث معكم، ل �أدري قليلا �أو كثير�، بح�صب ما ترون وما ي�صمح به وقتكم، عادة كبار �ل�صيوخ - طبعا ل �أتكلم عن �صيدي جمعة - لكن كبار �ل�صيوخ �إذ� بد�أو� بالكلام من �ل�صعب �أن ي�صكتو�، حتى �إنه من �لمعروف في تاريخ �لعرب عن �أحد �لحكماء كان يتحدث مع �أ�صدقائه، ثم بعد ذلك لما بد�أ يجول يمينا وي�صار� �أو�صى �بنته باأن تقرع له

�لع�صى، وقال �ل�صاعر:ا ... وما علم �لإن�صان �إل ليعلما لم قبل �ليوم ما تقرع �لع�ص لذي �لح

فاقرعو� �لع�صى �إذ� ر�أيتم �أني تجاوزت.�صاأتحدث قليلا عن مو�صوع �لندوة :

�ل�صلام، و لم �ل�ص �إلى دعوة كانت و�صلم عليه �لله �صلى �لله ر�صول حياة كل �ل�صلام �لباطن و�لظاهر، و�ل�صلام �لدنيوي و�لأخروي، �صلامة �لباطن، �صلامة �ل�صدور و�لمحبة لكل �لنا�ض ولكل �لكائنات. و�صلامة �لظاهر �أن يكف يده، و)�لم�صلم من �صلم �أي�صا هي رو�ية �صحيحة)2(، فهذ� �لم�صلمون من ل�صانه ويده()1(، ورو�ية �صلم �لنا�ض لم طبع حياته �صو�ء في �لفترة �لمكية -كما قال �ل�صيخ جمعة- �أو في �لفترة �لمدنية. �ل�صا، وعن لم، �إذ� تحدثنا عن �ل�صنة ن�صو�ص كانت حياته �صلى �لله عليه و�صلم دعوة �إلى �ل�ص

م، قال: »�لم�صلم من �صلم �لم�صلمون لى �لله عليه و�صل ي �لله عنهما، عن �لنبي �ص عن عبد �لله بن عمرو ر�ص -1من ل�صانه ويده، و�لمهاجر من هجر ما نهى �لله عنه«. �أخرجه: �لبخاري في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب

�لم�صلم من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده، حديث رقم: 10.ل ؟ قال : من �صلم �لنا�ض ففي رو�ية عبد�لله بن عمرو: »�إن رجلا قال : يا ر�صول �لله، �أي �لإ�صلام �أف�ص -2قلت �أبي ذر: �أحمد في م�صنده، حديث رقم: 6868. ومن حديث �لإمام �أخرجه: ويده«. ل�صانه من �بن حبان في �أخرجه: ويده«. ل�صانه من �لنا�ض �صلم »من : قال ؟ �أ�صلم �لموؤمنين فاأي �لله، ر�صول يا :

، حديث رقم: 361. �ل�صحيح، كتاب �لبر و�لإح�صان، ذكر �ل�صتحباب للمرء �أن يكون له من كل خير

Page 16: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

16

�ل�صيرة مو�قف، �صنجد �ل�صلام في كل ذلك، في ن�صو�ض �ل�صنة، ومو�قف �ل�صيرة- طبعا �ل�صيرة هي جزء من �ل�صنة - ل �أعلمكم �صيئا جديد� �إذ� قلت �إن �ل�صنة هي كل ما �أ�صيف �إلى �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، وتعريفات �لعلماء مختلفة، هي قوله وفعله �ل�صمعاني و�بن �بن �ل�صنة، وز�د �لهم من �أن �ل�صافعي: وهمه، ذلك وتقريره، وز�د �لقيم �لترك، و�إن كنت ل �أقول بهذ� �لقول، و�أعتبر �أن �لترك �لذي لم يكن موجبا قول

ل يعد من �ل�صنة.ف�صنته �صلى �لله عليه و�صلم باأبعادها �لمختلفة، وبتمظهر�تها وتجلياتها �لمختلفة، �إنما كانت مثال لل�صلم ودعوة لل�صلام. �صاأذكر هنا ثلاثة عبار�ت، عبارة �لإف�صاء، وعبارة �إذ� جعلنا �لم�صدر هنا قر�أ قر�ءة-، وعبارة �لبذل، هذه �لعبار�ت �لثلاث �لقر�ءة - موقوفا �لبخاري ذكره عمار حديث في للعالم �ل�صلام وبذل �ل�صنة)1(، في وردت على عمار)2(، لكن كما يعلم رجال �لحديث �أن �لكلام �إن لم يكن من قبيل �لر�أي فهو في حكم �لمرفوع كما ذكر �لحافظ �بن حجر، و�إن كان رفع من طريق �أخرى لي�ض فيها

قول.

نة حتى توؤمنو�، م: »ل تدخلون �لج لى �لله عليه و�صل لفظ �لإف�صاء: عن �أبي هريرة قال: قال ر�صول �لله �ص -1�أخرجه: بينكم«. لام �ل�ص �أف�صو� تحاببتم؟ فعلتموه �إذ� �صيء على �أدلكم �أول تحابو�، حتى توؤمنو� ول ة �لموؤمنين من �لإيمان ب ة �إل �لموؤمنون و�أن مح ن م�صلم، في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب بيان �أنه ل يدخل �لج

ولها، حديث رقم: 54. لام �صبب لح�ص و�أن �إف�صاء �ل�صم: �أي �لإ�صلام خير؟ لى �لله عليه و�صل لفظ �لقر�ءة: عن عبد �لله بن عمرو: »�أن رجلا �صاأل ر�صول �لله �ص -�لبخاري، في �صحيحه، �أخرجه: تعرف«. لم ومن عرفت من على لام �ل�ص وتقر�أ عام، �لط تطعم قال:

لام من �لإ�صلام، حديث رقم: 28. كتاب �لإيمان، باب �إف�صاء �ل�صنة، قال: »طيب �لكلام، وبذل ني ب�صيء يوجب لي �لج �أخبر �أبو �صريح: يا ر�صول �لله، لفظ �لبذل: قال -عام«. �أخرجه: �بن حبان، في �صحيحه، كتاب �لبر و�لإح�صان، باب �إف�صاء �ل�صلام لام، و�إطعام �لط �ل�ص

عام، حديث رقم: 504. ة للمرء بطيب �لكلام و�إطعام �لط ن و�إطعام �لطعام، ذكر �إيجاب �لجار ثلاث من جمعهن فقد جمع �لإيمان: �صلام، وقال عم لام من �لإ بوب �لبخاري بقوله: »باب �إف�صاء �ل�ص -2كتاب �صحيحه، في �لبخاري، �لإقتار«. من و�لإنفاق ، للعالم لام �ل�ص وبذل نف�صك، من اف �لإن�ص

لام من �لإ�صلام. �لإيمان، باب �إف�صاء �ل�ص

Page 17: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

17

�أن �أي�صا تعرف، �ل�صلام لمن عرفت ومن لم �إف�صاء بل للعالم«، �ل�صلام »وبذل تقر�أ �ل�صلام على من عرفت ومن لم تعرف. و�إف�صاء �ل�صلام كما تعرفون في حديث �صيء على �أدلكم �أل تحابو�، توؤمنو� حتى ول توؤمنو� �لجنة حتى تدخلو� )ل �لمحبة: �إذ� فعلتموه تحاببتم �أف�صو� �ل�صلام(، لقد �نتبه �لحافظ �بن حجر �إلى �أن �ل�صلام هنا ل يعني فقط كلمة �ل�صلام عليكم، و�إنما يعني �أخلاق �ل�صلام، هي �لأخلاق �لكريمة �لتي من على �ل�صلام تقر�أ �أن �ل�صلام، وقر�ءة و�لبذل �لإف�صاء �إذن �ل�صلام، �إلى توؤدي نادر ورودها في �لحديث، �ل�صلام للعالم، وهذه كلمة عرفت ومن لم تعرف، بذل و�لعالم عندنا هو كل ما �صوى �لله �صبحانه وتعالى -�لعالم ما �صوى �لديان من نوعي �لأعر��ض و�لمعاني- كما يقول �أهل علم �لكلام،، فقدم �ل�صلام للجماد�ت، فهو لي�ض �أن تقدم لهم �ل�صلام، �أن ت�صالم كل �لمخلوقات، فقط للنا�ض، و�إنما لكل �لمخلوقات، هذه �لعبار�ت �لقوية من �لبذل، و�لإف�صاء، وقر�ءة �ل�صلام، تدل على �أهمية �ل�صلام

ومركزيته في �ل�صنة �لنبوية.

�لحديبية، في �لر�ئع �لموقف ذلك تعرفون تعرفونها، فاأنتم �ل�صيرة مو�قف �أما و�لذي يقول فيه �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: )و�لذي نف�صي بيده ل ي�صاألني خطة تعظم �أن �لحرمات حقن بطال �بن ينقل عن �بن حجر �إليها()1(، و�أجبتهم �إل فيها �لحرمات

�لدماء، فحقن �لدماء هو �لحرمات وبخا�صة في �لحرم.

»و�لذي نف�صي بيده ل ي�صاألني خطة ...« جو�ب منه عليه �ل�صلام لما �عتر�ض بع�ض �ل�صحابة على تلك �ل�صروط �لتي يرى �لبع�ض �أنها مجحفة، ولكنه �صلى �لله عليه و�صلم وهو �لمع�صوم كان يقدم �ل�صلام �لذي �صتظهر نتائجه بعد فترة قليلة في �إ�صلام �أولئك �لنا�ض �لذين �أ�صلمو� طو�عية و�ختيار� لما قام �ل�صلام، لأن �ل�صلام هو م�صلحة �لدنيا وم�صلحة �لآخرة، في ظل �لحروب ل ي�صتطيع �لمرء �أن ي�صمع �صيئا ل ي�صتطيع �أن ي�صمع

�أخرجه: �إياها«. �أعطيتهم �إل �لله حرمات فيها مون يعظ ة خط لوني ي�صاأ ل بيده، نف�صي »و�لذي ون�صه: -1وكتابة �لحرب �أهل مع ة الح و�لم�ص هاد �لج في روط �ل�ص باب �ل�صروط، �لبخاري، في �صحيحه، كتاب

روط، حديث رقم: 2731. �ل�ص

Page 18: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

18

�لحكمة، ول �أن ي�صمع �صوت �لعقل. في ظل �ل�صلام، وفي زمن �ل�صلام فبالإمكان �أن �أن �أحد ي�صتطيع �أما في ظل �لحروب و�لنز�عات و�لفتن فلا �إلى كلمة �لخير، ت�صتمع يبلغ ر�صالته، هذ� ما كان يعيه �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم وهو �لموحى �إليه �لمع�صوم، �أن�صاأنا تنازل �لح�صن بن علي ر�صي �لله عنه، وقد �ل�صحابة بعد ذلك حينما وما فهمه له جائزة با�صمه في منتدى تعزيز �ل�صلم بف�صل �لله �صبحانه وتعالى، وهي �أول جائزة لل�صلام ين�صئها �لم�صلمون با�صم �صيدنا �لح�صن �لذي تنازل عن �لخلافة، وكان �لنا�ض على �صفا دخول حرب لن تنتهي ب�صرعة، و�صيدنا �لح�صن زكاه �صلى �لله عليه و�صلم بقوله: من عظميتين فئتين بين به ي�صلح �ن وتعالى �صبحانه �لله ولعل �صيدي هذ� �بني )�إن �لم�صلمين(، وقد ورد �لحديث برو�يات متعددة)1(، فهذه �لنبوءة تحققت عندما تنازل �لح�صن، وهذه �لجائزة جديرة بالهتمام �أذكرها �ليوم �أمام رجل من رجال �لخير، وهي ما �لدعم ذلك ولول �لجائزة، هذه يدعم بلد في نحن لله و�لحمد بالدعم، جديرة �إلى لم، و�صعو� �ل�ص �أنا�ض مغمورين)2( كتبو� عن �إلى نو�صل هذ �لجائزة �أن ��صتطعنا �لنبوية في �ل�صنة ن�صو�ض �ل�صيادية في مو�قف �لأهمية في غاية لم في فال�ص �ل�صلم.

حياة �لنا�ض.

و�ل�صلام عليكم ورحمة �لله وبركاته.

لح به بين فئتين عظيمتين من �لم�صلمين«. �أخرجه: �لبخاري، ون�صه: »�إن �بني هذ� �صيد، ولعل �لله �أن ي�ص -1ي �لله عنهما �بني م للح�صن بن علي ر�ص لى �لله عليه و�صل في �صحيحه، كتاب �ل�صلح، باب قول �لنبي �ص

، حديث رقم: 2704. لح به بين فئتين عظيمتين هذ� �صيد ولعل �لله �أن ي�ص 19 وفي خان، �لدين وحيد �لهندي للمفكر 2015 �أبريل 30 في �لأولى ن�صختها في �لجائزة �صلمت -2باأفريقيا �لو�صطى، وقد ح�صر ت�صليم �لجائزة دي�صمبر �صلمت للمن�صة �لمتعددة �لأديان من �أجل �ل�صلام �صمو �ل�صيخ عبد �لله بن ز�يد �آل نهيان وزير �لخارجية و�لتعاون �لدولي بدولة �لإمار�ت �لعربية �لمتحدة.

Page 19: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

19

م ل ت�شود اأخوة في عالم ؟ لمد. عارف ال�سيخ

؟ح���ت���������������������������ام أب����ق����ى في الم�����ه�����ام�����ه ح����ائ����را أظ������اف������را أق������ض������م ك����ال����ص����غ����ر وإلام

ض���م�������������������ائ���ر ت���س���ت���ف���ي���ق أن يح��������ن ل������رى ح���ق���ي���ق���ة م����ا ف���ع���ل���ت وت�������ب���ص���را ؟أولم

أنج�����م��������������ا أن���اه�����������������������ز ع���ل���������������م في و ؟إن ع����ب����اق�������������������را ل����ل����زم����ان أخ�����������������رج لم أو

وأق�����������م له������ا أش���ب�����������اه���ه�����������������������ا ون���ظ���������������ائ���راإن ش����ئ����ت س�����ل ع������� الح�����ي�����اة ب���ط���وله���ا

ش�����ن�����ف�����ت آذان����������ا ه�����������������������ززت م���ن���������������اب���راع���ش���ت ال���ق���������������رون ب���ع���ش���ره���ا م�����ع أر ب��ع

مشاك�����س ل��ك��ل سلم����ا أع����ش لم ب����ش����ائ����را ؟أو أك��������ن غ���ي���ث���ا حم����ل����ت أو لم

ج�������������اروا ع�����ل�����ي ولم أك�������ن أن��������������ا ج����ائ����راوال������ق������وم في ش�������رق ال���ب�����������������������اد وغ����ربه����ا

ودع�����وت ب��الح��س��ى ف���دان���ت لي ال���ذ رىن�����ادي�����ت ب��ال��ت��وح��ي��������د م����ن����ذ خ��ل��ي��ق�����������������������������ة

ت���ب���ع���وا ه��������������داي ط���وائ���ف�����������ا وع��ش��������������������ائ��راأن���ص���ف���ت أق���ص���ى ال����ق����وم م�����ن أدن����اه����م

م���زمج���������������راك����الخ����ي����ل في ك���������ري وف�����������������ري أغ����ت����دي أروح غ���������اب في ك���ال���ل���ي���ث

ول����ق����د ك�����س�����رت ق��ي�����������������������اص��را وأك�����اس�����رالم ي���ك���س���ر ال���ت���������������اري���خ س��������ور ع���زائ���م���ي

م���ع���اش���راداوي������������ت ع���م���ي�����������ان���ا ب���إثم�����������د »ط����ي����ب����ة« ب�������� »زم�������������زم« إن ش���ف���ي���ت و

وق����ط����ع����ت أن������ف������اس الج���ه�����������������������ول ت���ص����اوع�����ف�����وت ع�����ن ذي ض���غ���ن���ة ب��س��م��اح��ة

وذه������ب������ت رغ��������م م���ع���س�����������������������ري���ن م���ي���س���راك�������م ع�����ش�����ت ب�������ن م������ك������ذب ومخ���������ادع

Page 20: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

20

ولا أح����ت����ق������������������������ر ك�������ا لم أن����ت����ق��������������م في الآم����ن����ن حم���ل���ت س��ي��ف��ي ش��������������������������������اه��رالم

ول���ك���م ش���ع���رت به���م ولم أك ش��������������������������������اع��راك����م ل���ن���ت ح����ن ق���س���ت ع����ل����ي ق��ل��وبه��م

ي�����راحم�����������������ون أص����اغ�����������������������������را وأك������������������������اب����راأله�������ب�������ت ك��������ل ع��������واط��������ف ف���ج���ع���ل���ت���ه���م

لم����ك����ارم الأخ�����������������������اق أجم��ل��ه�����������ا ال��ق��������رىح����رم����ت ظ���ل���م���ا م�����������������������ذ ب���ع���ث���ت م��ت��م��م��ا

ج���اب���راث����وب ال���ق���ن���وع ل��ب��س��ت لم أح���س���د م��دد ل��ف��ق��������������ر ي������دا ال���ف���ق���������������ر إلى ت

أزل س�������دت ولم و ع����م����رت ب���الإي���ث���������������ار ق��ل��ب�����������������ا ط���اه���راب���ال���رف�����������ق والإح�����س�����ان

م���س���ل���م إن ال��������ن��������اس ب������اط������� وت�������������راه م�������� ظ���اه���������������������������������������رأح������ب������ب������ت ك��������ل في

ت���أف���ف دون أذاه حم����ل����ت ي������ك������رم م��س��ل��م��������������ا أو ك����اف����راج������������������������اري والج�����������������ار

ج�������������������ران����ه ض��������رب الم���ث�������������������ال الأش�����ه�����راس���ل إن أردت »أب����ا ح��ن��ي��ف��ة« ف��ه��و في

�يئ و نحن بالإحسان صرنا الأج���درا ؟ج������ي�����ل أوص���������ى ب������الج������وار ف����ه����ل ن��س��ي���

زوراإن أن�������ا ال������ق������رآن ك�����م ص���ح���ح���ت ب���ال���� ق������د في ك���ت���ب���ه���م م�������������������ا �����ق��������������رآن

ي�����ك ع���ن���ص���راس�������اوي�������ت ب�������ن رج�������اله�������م ون����س����ائ����ه����م ب����ال����ت����ق����وى ولم ف���ال���ف���ض���ل

س���ل���ط���ة إن�����س�����������������ان�����ي�����ة لا ف����رض����ت ع���ل���ى دن��ي��������������ا الأم��������ان ل��ت��ج���اوال�����ن�����������������������������اس

وت���ن���ص�����������راس�����ل�����م أن�������������������ا ل���ت���ي�������������������ام���ن و ت���ي�������������������اس���ر ته������������������������ودا أردت إن س������ل

الم������ك������ارم ص���غ���ت���ه���ا ك���رس���ال���ة ي���ن���ش���������������را ه������ي ذي أن ل���ع���������������������������الم الأوان آن

أت���ى ال����دن����ي����ا م���ث���ل���ي إلى ف���م���ن م���ت���ف�������ائ���ا وس����ع����ى ب����إس����ع����اد ال����������ورى ؟ ق�����ل لي

Page 21: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

21

س����ف����ه����ا ف����أص����ب����ح ك������ل ع�������������رفي م���ن���ك���راأس���ف�������������������ا رم������ي������ت ب����رم����ي����ة م������ن غ��������������ادر

ي�������ش�������وه ص�������ورتي أن ال�����ت�����ط�����رف وأق�������������������������������دراش���������اء م���ن�����������������������ه أج���������ل والله ك�������ان

ال��ق��������������رى ف����م����ش����ى يم����زق����ن��������������ي بخ����ن����ج�������������������ر غ��������دره أم في ال���ق���ل���ب أن ي�����در لم

وح����ل����ي����ف أم��������س ص��������ار ذئ�����ب�����ا أغ��������������������اس�������������������اد الأن�����������ام ت���ف���������������������������رق وتح�������������������زب

ه�����������������������������ذان ك�����ان�����ا أم��������س خ�����ط�����ا أحم������راح����ص����دت ح����������روب ط���ف���ل���ن���ا ون����س����اءن����ا

؟ق���ل لي أ »ج��ن��ك��ي��ز خ����ان« ع����اد مج���ددا م���ظ���ف���را إلي »ق���ط�������������������ز« ي���ع���ود لم لا

ع�����د لي »أب����ا ح��ف��ص« وع��ل��م »ه��ت��ل��را«إن�������ا دع�����������������������اة ع�����������������������������������دال���ة ع���م�����������������������ري���ة

لا ال����ع����ن����ف يخ����ت���������رق الم������دائ������ن وال����ق����رىأم������ل������ي تج�����������������������������ر سم�����������������������������اح����ة أذي������اله������ا

ت����ن����اص����راإن�������ا ب������ ال���دن���ي�����������ا ع���ط�����������������������اش ش���ه���ام���ة الح������ي������اة ع����ش����ن����ا إن ش������رك������اء

���ن ع��ل��ى أس���اس الح��ق��د صنفنا ال����ورى ؟وال�����دي�����ن لا إك��������������������������������راه ف���ي���ه ف���ف���ي���م نح���

م��ن غ��ر م��ا أدب وغ����اب »ال��ش��ن��ف��رى«س�������������������اد الح���ي�����������������������اة »ت��������وي��������ر« وت�����وت�����ر

ي��ل��ه��و به����ا م����ن ب��اع��ه��������������������ا وم�����ن اش����رىوال����ف����ق����ه أص����ب����ح س��ل��ع�����������������������������ة لا ش���رع���ة

ف������إذا ن��ف��ث��ت ب����ه ن��ف��ث��ت »س��ج��������������������ائ��را«وال�������وع�������ظ أم�����س�����ى رغ���ب�������������������������������ة لا ذم����ة

ق����وم����و ان������ش������روا »الآح�����������اد والم�����ت�����وات�����را«ي������ا ق����وم����ن���������ا أن������ص������ار س���ن�����������ة »أحم��������د«

السرىف����ل����ر بم�������������������ا الآح�����������������������������اد في أزم���ان���ن�����������������������ا استحلى قد م��ن حلت عويصة

دون ال��ص��ح��������������اح أت�����ى ال����زم����ان ل��ي��ظ��ه��راح������ى الم����س����ان����ي���������د ال��������ي ق������د أدرج��������ت

Page 22: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

22

الإزدراي�����ا ع���الم�����������������������ا ق�����د ض�������ل ع����ن����ه ص���������������واب���ه ب��ع��������������������������ن أح��������������دا ت��ب��ص��������������رن لا

لا ت���رك���ن أب��ن��������������������������������اء ع���م���ك في ال��ع�����راي������ا م���ت�������������������������������رف���ا يخ���ت�������������������������������ال في ن���ع���م���ائ���ه

ه����ي ص���ن���ع م����ن خ���ل���ق ال��ث�����������������ري��ا وال���ث���رىأل����وان����ن������������������������ا أع���راق���ن�����������������������������������ا ول���غ���ات���ن�����������������������ا

»هاج�����را«والم�����ص�����ط�����ف�����ى ب�������الأم�������س ك�����������ون دول���������ة ومم���ن »أن���ص���ار« خ���ر م��ن

ع�����الم في أخ���������������وة ت����س����������������������������������ود لا لم لا ي���ك���ون ال���س���ل���م روض�����ا أخ���ض���را ؟لم

ووج����������دت في أف�����������������������ق ل��������������ذاك ب��������وادراإن أق���������������������������������������ول وق������د رأي��������ت ب��ص��ي��ص��ه

ع��الم��ا ال���ي���وم تج��م��������������ع وغ�����������دت »إم�������������������ارات« لأم�����ن م��ف��خ�����راه���ي ذي »دبي«

ت���ب���ص���������������را ؟ه���ا اتخ��������������ذن��ا نه���ج »زاي��������������������د« منهجا اق���ت���ب���س���ن���������������ا م�����ن دبي ه�����ا

والح��������ق م�����ا ق�����د ق���ال�����������ه أس��������������د ال����ش����رىق���د ق����ال »ف�������ارس ع����ر ب���ن���ا« لا ت��ي��أس��وا

و ل���� »جم����ع����ة« أه�����دي ال���ث���ن���اء الأع���ط���راف��ل��ت��ن��ه��ض��وا »ع��ل��م��������������������������اءن��ا« ك��م��ش��اع��ل

Page 23: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

لم المدني واآليات تح�سينه: مقومات ال�سدرا�سة تاأ�سيلية في �سوء ال�سنة النبوية

اأ. د. اإبراهيم القادري بوت�شي�شجامعة مولي اإ�سماعيل بمكنا�ص - المملكة المغربية

Page 24: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 25: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 25 -

المقدمة

لم �لمدني من �أهم �لمطالب و�لغايات �لتي ت�صعى �إليها �ل�صعوب. بل يعتبر �ل�ص�لمتحدة، �لأمم ت�صريعات هيئة يندرج في �لأخيرة مطلبا دوليا �لعقود �أ�صبح في �لمحلية �لحقوقية و�لمنظمات للاأحز�ب �لأ�صا�صية �لبر�مج �أولويات في ويدخل و�لدولية. وهو ف�صلا عن ذلك يعد موؤ�صر� حقيقيا لقيا�ض مدى تخلف �لدول �أو لم �لمدني قوة �لمجتمع وقدرته على مو�كبة تطورها. فبقدر ما تعك�ض �صيادة �ل�ص�لتعددية وغياب و�لعرقي، و�لمذهبي �لطائفي �لقتتال �نت�صار فاإن �لتحولت، وحق �لمو�طنة يف�صح عن بد�ية حقبة �لنكو�ض �لح�صاري، وتوقف عقارب �لتنمية

و�لتطوير �لذ�تي لذلك �لمجتمع.ومن �إن�صاف �لحقيقة و�لتاريخ، �لقول: �إن �لت�صريع �لإ�صلامي كان �صباقا �إلى �ل�صنة تعاليم من وبتوجيه �لقر�آني، �لن�ض خلال من �لمدني لم �ل�ص ركائز تنظيم بين و�لتعاي�ض �لأمن تحقيق �إلى ي�صعى ثانيا ت�صريعيا م�صدر� تعتبر �لتي �لنبوية �لإن�صان تروم حماية �لعامة، وفق قو�عد �لمدني، وتدبير �لحياة �لمجتمع مكونات

�لم�صخر لأمانة �ل�صتخلاف وعمارة �لأر�ض. لم �لمدني بيد �أن �لباحث عندما يقوم بم�صح ببليوغر�في حول ما كتب عن �ل�صمن �لمو�صوع هذ� طال ما على يقف �ل�صابقة، �لدر��صات في �لنبوية �ل�صنة في �صح و�ختز�ل، وهو ما جعلني �أ�صوب �لقلم نحوه بغية �ل�صتق�صاء و�لبحث في زو�ياه �لمهملة. �صحيح �أن بع�ض �لدر��صات عالجته في �صياق عام يندرج �صمن بينها من �أذكر محترمة، و�أفكار� روؤى حوله وقدمت �لمدني، �لمجتمع در��صات ح�صن، ح�صين لأحمد �لمدني« و�لمجتمع �لإ�صلامية �ل�صيا�صية »�لجماعات كتاب

Page 26: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 26 -

مرت�صى لل�صيد �لإ�صلامي« �لفكر منظومة في �لمدني �لمجتمع معالم وكتاب« �لح�صيني �ل�صير�زي، و كتاب »�لدولة �لمدنية بين �لتجاه �لعقلي �لإ�صلامي �لمعا�صر و�لتجاه �لعلماني: در��صة عقدية« لماجد بن علي �لزميع، وكتاب »م�صتقبل �لمجتمع �لمدني في �لوطن �لعربي«، لأحمد �صكر �ل�صبيحي، ف�صلا عن �لبحث �لذي ن�صره طارق عبد �لله تحت عنو�ن: »�لمجتمع �لمدني ونظام �لوقف بين �لمرجعية �لإ�صلامية و�أزمة �لعلوم �لجتماعية«، في مجلة �لكلمة، بيروت، �لعدد 31، �ل�صنة �لثامنة، 1422 ه، وبحث »�لمجتمع �لمدني في �لإ�صلام: �لجذور و�ل�صو�بط و�لآفاق« �لذي

قدمه عز �لدين معمي�ض لموؤتمر مكة �لمكرمة �لثالث ع�صر)1(. بع�صهم فاإن �لدر��صات، هذه �أ�صحاب كعب علو من �لرغم على لكن، لم �لجتماعي كمنتوج غربي م�صتحدث وو�فد، ولد من رحم �لفكر تناولو� �ل�ص�لأر�صطي �ليوناني، لي�صتوي على �صوقه مع ظهور �لعقد �لجتماعي �لذي بلوره �لمفاهيم �إ�صقاط ذلك بموجب فتم �لأوروبية، �لنه�صة ع�صر في �لتنوير فلا�صفة �لمعا�صرة �لمقتب�صة من �صياق �لتد�ول �لغربي على �لو�قع �لعربي- �لإ�صلامي، �أو تم �لنزلق نتيجة لذلك في �صر�ك �لتعميم �لنظري، دون خلفية مرجعية لمفهوم �قت�صرت على معالجة �لدر��صات بع�ض �أن �لنبوية. كما �ل�صنة �لمدني في لم �ل�صلم �لمدني في �لدول �لعربية �لحديثة، بالتركيز على �لم�صاكل �ل�صيا�صية �لمعا�صرة �ل�ص�ل�صنة في جذوره تاأ�صيل دون �لدول، تلك في �لطائفية ��صت�صر�ء عن �لناجمة �لنبوية، فلم تفلت من �لوقوع في فخ �لخلفيات �ل�صيا�صية و�لإيديولوجية. وبالمثل، بالعلمانية و�للائكية)2(، �صاربة �صفحا عن لم �لمدني �ل�ص ربطت بع�ض �لدر��صات تناول هذ� �لموؤتمر مو�صوع: "�لمجتمع �لم�صلم: �لثو�بت و�لمتغير�ت"، وعقد بمكة �لمكرمة، 4-5 ذو �لحجة -1

1435 ه. 2- La laïcité، socle de la paix civile، texte écrit par les responsables du groupe de travail LDH

en France. Voir le site: http://www.ldh-france.org/wp-content/uploads/2014/10/

HL166-Dossier-9.-La-la%C3%AFcit%C3%A9-socle-de-la-paix-civile.pdf

Page 27: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 27 -

تاأ�صيل مو�صوع �إلى بي مما حد� �لنبوية؛ �ل�صنة بما في ذلك �إ�صلامية �أي مرجعية لم �لمدني، باإرجاعه �إلى منابعه �لأولى �لمتمثلة في �ل�صنة �لنبوية. �ل�ص

وبناء على هذه �لملاحظات �لتي ل تنق�ض من قيمة هذه �لدر��صات بقدر ما �إ�صافتها تكمن في �إلى فاإن �لقيمة �لم�صافة �لتي ت�صعى �لورقة �إثر�ئها، �إلى تهدف �أ�ص�صه، �لنبوية في و�صع �ل�صنة تعاليم و�إبر�ز دور �لمدني، لم �ل�ص تاأ�صيل مفهوم لم �لمدني، وتن�صيقها من خلال جمع �لأحاديث �ل�صريفة �لتي ت�صب في معين �ل�صمع ن�صو�ض �ل�صيرة �لنبوية، و�لك�صف من خلال تحليلها وتمحي�صها عن مقومات لم في منظور �ل�صنة �لنبوية، و�متد�د�ته في �لو�قع �لمعا�صر، و�لإ�صهام في هذ� �ل�ص

معرفة �لآليات �لتي و�صعتها لتح�صينه و�صيانته خدمة للمجتمع �لب�صري. تحقيقها على تن�صب �لتي �لأهد�ف خلال من �إل در��صة �أي قيمة تبدو ل �لمنطلق، هذ� ومن �لمعرفة. لبناء جديد� حجر� ي�صيف علمي بمنجز للخروج

ن�صعى في هذ� �لبحث - ر�جين توفيقا من �لله - �إلى �إنجاز �لأهد�ف �لتالية: تعاليم �لمدني وفق لم �ل�ص مفهوم تاأ�صيل متو��صعة من خلال م�صاهمة تقديم -يوؤمن لبناء مجتمع �لمعا�صرة �أهميتها في حياتنا �لنبوية، و�لن�ض على �ل�صنة

بالتعاي�ض �لم�صترك، وبقيم �لمو�طنة و�لحرية و�لعد�لة.ت�صب في �لتي �لنبوية �لأحاديث تنطلق من جمع متكاملة علمية روؤية بناء -لم �لمدني، وتحليلها بهدف ��صتنباط قو�عد ت�صمح بفهم �لمنظور مو�صوع �ل�ص

�لنبوي له.لم �لجتماعي للب�صرية كافة. �إبر�ز دور �ل�صنة �لنبوية في تاأ�صي�ض �ل�ص -

بالن�صبة للت�صريعات �لحديثة، لم �لمدني �صبق �ل�صنة �لنبوية لتنظيم ركائز �ل�ص -وفق توجيهات �لن�ض �لقر�آني، وتاأ�صي�ض قو�عد تروم حماية �لإن�صان �لم�صخر

Page 28: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 28 -

لأمانة �ل�صتخلاف وعمارة �لأر�ض.لم �لمدني للحفاظ على �ل�صتقر�ر �ل�ص �لنبوية في تح�صين �ل�صنة �أهمية �إبر�ز -

�لجتماعي و�لتنمية. حجر �صكلت مركزية �أ�صئلة �لدر��صة طرحت �لأهد�ف، هذه ولتحقيق �لز�وية في هذ� �لبحث، �صعينا �إلى محاولة �لإجابة عنها م�صتندين �إلى �لمو�صوعية طرحتها �لتي �لأ�صئلة مع متناغمة فجاءت و�لفهم، �لتاأ�صيل �صياق في �لعلمية

�لورقة �لتوجيهية للموؤتمر، ويتمثل �أبرزها في �لأ�صئلة �لتالية:ما هو منظور �ل�صنة �لنبوية لل�صلم �لمدني؟ وما هي �لمقومات و�لمرتكز�ت �لتي �لعملية �لآليات لتدبيره ؟ وما هي �صلوكات ملزمة �صطرت يقوم عليها؟ وكيف �لنبوية �لتعاليم هدي على ن�صير وكيف لتح�صينه؟ �تباعها على حر�صت �لتي

لم �لمدني في حياتنا �لمعا�صرة ؟ لتر�صيخ جذور �ل�صوعلى �ل�صتنباطي، �ل�صتقر�ئي �لمنهج على �لدر��صة هذه في �لعتماد تم �لتاريخي �لمتج�صد في �أي�صا على �لجانب �لتوثيق �لمكثف و�لتحليل، مع �لتركيز و�صلم عليه �لله �صلى �لر�صول لتطبيقات حقيقيا محكا تعد �لتي �لنبوية �ل�صيرة لل�صلم �لمدني على �أر�ض �لو�قع. وقد �أتاح لنا هذ� �لمزج بين �لتاريخ و�لأحاديث �لنبوية فهما �أ�صمل و�أو�صع لل�صلم �لمدني �لذي �أر�صى قو�عده �لنبي �لأعظم كونه �إن�صانا وقائد� لدولة. كما عولنا على تكثيف �صرد �لأحاديث �لنبوية للا�صت�صهاد�ت و�لإقناع بالحجة و�لدليل، وبخا�صة �لأحاديث �لمعتمدة في �ل�صحيحين �أو في كتب �ل�صنن. وفي ذ�ت �لوقت وظفنا بع�ض �لدر��صات �لحديثة �لتي عالجت مو�صوع

لم و�لأمن في �لإ�صلام، و��صتثمرناها بما يخدم �أهد�ف �لبحث. �ل�صوتاأ�صي�صا على �لم�صادر �لتي تم �عتمادها، و�لمنهج �لمتبع، جاءت خطة �لبحث

Page 29: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 29 -

موزعة على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة وتو�صيات: مقدمة: )وهو �لذي ورد في �ل�صفحتين �ل�صابقتين( طرحنا �أهمية �لمو�صوع، -و�لإ�صافات �لمركزية، و�أ�صئلته �ل�صابقة، �لدر��صات من وحظه و�إ�صكالياته،

�لتي ت�صعى �لورقة �إليها.لم �لمدني وبيان �صلته بال�صنة �لنبوية. �لمبحث �لأول: مفهوم �ل�ص -لم �لمدني من خلال �ل�صنة �لنبوية. �لمبحث �لثاني: مقومات �ل�ص -لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية. �لمبحث �لثالث: �آليات تح�صين �ل�ص -

نتائج �لبحث وتو�صياته. -لم المدني وبيان �شلته بال�شنة النبوية المبحث الأول: مفهوم ال�ش

لم �لمدني في �لدر��صات منذ ت�صعينيات �لقرن �لما�صي، تم ��صتخد�م مفهوم �ل�صتاأ�صيل هذ� ي�صتوجب مما �للب�ض و�لرتباك، توظيفه لم يخل من �أن بيد �لعربية.

�لم�صطلح لغويا و��صطلاحيا، وبيان �صحة �صلته بال�صنة �لنبوية.»�صلم«، فعل م�صتق من لم« »�ل�ص فاإن م�صطلح �للغوي، �لتاأ�صيل ناحية من �لآفات)1(. من و�لنجاة و�لخلو�ض و�لعافية �ل�صحة معنى على يحيل فعل وهو و�لباطنة«)2(. �لظاهرة �لآفات من و»�لتعري �ل�صلح، معنى �إلى �أي�صا ي�صير كما لم« في �لمعاجم �للغوية، ورد »)بك�صر �ل�صين( عند وبخ�صو�ض �صبط لفظ »�ل�ص�لمعاني هذه من وي�صتفاد دريد)4(. �بن عند وبفتحها �لعرو�ض)3(، تاج �صاحب

معجم مقايي�ض �للغة، �أحمد بن فار�ض بن زكريا، 90/3. -1معجم مفرد�ت �ألفاظ �لقر�آن، �لر�غب �لأ�صفهاني، 245. -2

تاج �لعرو�ض، �لزبيدي، 337/8. -3جمهرة �للغة، �بن دريد، 2/ 585. -4

Page 30: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 30 -

�لف�صاد و�لآفات بالأمن و�لعافية، و�لبعد عن لم« »�ل�ص �رتباط �للغوية و�صبطها، �ل�صارة، و�صلامة �لج�صد، وهي نف�ض �لأهد�ف �لتي ت�صعى �ل�صنة �لنبوية لتحقيقها

�جتماعيا كما �صنبين في �لمباحث �لقادمة.لم�صطلح �صفة فهو »�لمدني«، به ونق�صد �لرديف، �لم�صطلح وبخ�صو�ض لم، ون�صبة للمدينة، وللمو�طن �لعادي، �أو لل�صكان �لذين يقيمون في مدينة �ل�ص�أو دولة ما. ويرتبط لغويا في هذ� �لحقل �لذي نعالجه بف�صاء �لمجتمع �لمدني، �لذي على �لعلاقات من �صبكة بينها تقيم �لتي �لمجتمع موؤ�ص�صات �إلى �لنتماء يعني �أ�صا�ض ر�بطة �ختيارية طوعية، من قبيل �لنقابات و�لأحز�ب و�لجمعيات �لأهلية،

ومنظمات حقوق �لإن�صان في م�صعى لخدمة �لمو�طن)1(. �لأهلي« لم »�ل�ص �أو �لمدني« لم »�ل�ص فيعرف �ل�صطلاحية، �لناحية من �أما باأنه نظام يرتبط بالمجتمع �لمدني، وي�صعى عبر قو�عد و�صو�بط ملزمة لبناء �صلام طو�ئف بين �لتعاي�ض خلال من و�ل�صر�ع، �لعنف �أ�صكال كل يرف�ض د�خلي �إقر�ر �لحريات �لعامة، �جتماعية و�أعر�ق متعددة، وديانات �صماوية، مما ي�صتلزم بالن�صبة و�لتعامل مع مختلف �لثقافات بنظرة متو�زنة تطبعها �لم�صاو�ة، وبخا�صة

للاأقليات �لعرقية و�لدينية.وتعرف هياأة �لأمم �لمتحدة �لمجتمع �لمدني باأنه هو �لقطاع �لثالث من قطاعات منظمات من ويتكون �لأعمال. وقطاع �لحكومة مع جنب �إلى جنبا �لمجتمع، �إلى وت�صتند جهودها، تت�صافر �لتي �لحكومية غير و�لمنظمات �لمدني، �لمجتمع

حقائق �لعقل و�لم�صلحة في تدبير �لحقل �لمدني و�لت�صريع له)2(.

معجم �لمعاني، في �لر�بط �لإلكتروني: -1http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar

�نظر: �لموقع �لر�صمي لهياأة �لأمم �لمتحدة: -2http://www.un.org/ar/sections/resources/civil-society/index.html

Page 31: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 31 -

�لم�صترك �لتعاي�ض تحقيق �إلى ي�صعى �لمدني لم �ل�ص فاإن ذلك، على وبناء و�لجتماعية و�لقت�صادية �ل�صيا�صية �لأفر�د حقوق كافة و�صمان و�لندماج، �أ�ص�ض على وكر�مة، باحتر�م ثقافاتهم- �ختلاف رغم - ومعاملتهم و�لثقافية، على وتق�صي �لمو�طنة، معيار على �لدولة وبين بينهم �لمعاملات تنظم قانونية، عو�مل �لفرقة و�لنز�عات، وتعمل على مناه�صة كل �أ�صكال �لت�صادم �لتي قد تنزلق �لتفاهم، �أو قبلية، ف�صلا عن تخليق �لمجتمع وتحقيق �أهلية بالمجتمع �إلى حروب

وتوفير �لأمن للجميع.

ولن نطيل في �صرد هذه �لمفاهيم حتى نكون �أكثر �رتباطا بمو�صوع ورقتنا �لذي بالإحالة عليها في بع�ض �لدر��صات لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية، ونكتفي �ل�ص هو

�لمعا�صرة �لتي تناولت مفاهيم �لمجتمع �لمدني ون�صاأته في �لمجتمعات �لغربية)1(.

لم �لمدني كما تعك�صه �لدللت �للغوية من ح�صيلة ما تقدم، ن�صتنتج �أن �ل�صو�لمفاهيم �لمعا�صرة �لتي تد�فع عنها �لمنظمات �لحقوقية �لمحلية و�ل�صكوك �لدولية، ي�صب في نف�ض �لأهد�ف �لتي �صعت �ل�صنة �لنبوية �إلى تر�صيخها، وهو ما يتجلى في �صلوك �لنبي �لكريم، و�أحاديثه �ل�صريفة �لتي تناولت ق�صايا عديدة، ت�صكل في مجملها منهجا و��صحا لتاأ�صي�ض �صلم مدني، وتح�صينه من كافة �لجو�نب �لروحية و�لقر�ئن �لحجج �صنعطي ما وهو �ل�صيقة، �لم�صلحية �آفة من وتطهيره و�لعملية،

لإثباته في �لمبحث �لمو�لي.

للمزيد من �لتفا�صيل حول مفهوم �لمجتمع �لمدني، ير�جع �إلى جانب �لدر��صات �لو�ردة في �ض 1 من -1هذ� �لبحث، در��صات �أخرى من قبيل: مفهوم �لمجتمع �لمدني و�لدولة �لمدنية، محمد �أحمد علي مفتي، بعدها، �ل�صور�ني �ض 12 وما لغازي �لعربي، �لمجتمع �لمدني و�أزمة �لمجتمع تطور مفهوم ،28 -13

لم �لأهلي و�لنز�ع �لأهلي في �صوريا، ناريمان عامر و�آخرون، �ض 8- 11. عو�مل �ل�ص

Page 32: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 32 -

لم المدني من خلال ال�شنة النبوية. المبحث الثاني: مقومات ال�ش

ل مر�ء �أن ر�صد �لأحاديث �لنبوية �ل�صريفة و�لتفكر فيها، يتيح لنا �لوقوف لم �لمدني، ويمكن ��صتعر��صها على مجموعة من �لمقومات �لتي يقوم عليها هيكل �ل�ص

كما يلي: 1- الإيمان بالله وتطبيق اأركان الإ�سلام و�سعائر العبادات: مرتكزات اأ�سا�سية

لل�سلم المدني:�لعلاقة �لميد�نية و�لتجارب �لنف�صاني و�لطب �لعلمية �لدر��صات �أثبتت �لنا�ض �أكثر �أن من خلالها وتاأكد �لهادئ، لمي �ل�ص و�ل�صلوك �لإيمان بين �لوثيقة و�صكينة �لإيمان �إلى يفتقرون �لذين �لأ�صخا�ض �أولئك هم وتوتر�، ��صطر�با �أدركو� من متاع �لدنيا وزبد �لخير�ت �ل�صيء �لكثير. فالإيمان �لنف�ض، حتى ولو طريق �إلى �ل�صكينة و�ل�صتقر�ر، و�صبيل مف�ض �إلى حب �لآخر، و�لقبول بالعي�ض �لم�صترك معه، و�حتر�م حقه في �لختلاف كما تن�ض على ذلك تعاليم �ل�صنة �لنبوية �ل�صريفة، بدليل �أن �لر�صول عليه �ل�صلام جعل �لإيمان في �أعلى مر�تب �لأعمال، ل؟ �أف�ص �أي �لأعمال م عليه و�صل لى �لله �أبي هريرة قال: »�صئل ر�صول �لله �ص فعن وملائكته بالله �لإيمان �أن منه ي�صتنبط ما وهو �لحديث«)1(، بالله.... �إيمان قال: �جتماعي، �صلم ل�صياغة �لنطلاق قاعدة �لنبوية �ل�صنة يعتبر في ور�صله وكتبه،

و�أ�ض �لأ�ص�ض �لذي منه ين�صاأ وينمو حتى ي�صبح و�قعا ينتفع �لنا�ض بمز�ياه.فالرجل �لموؤمن �إيمانا �صادقا، ي�صعر - وفق �لمنظور �لنبوي - �أن �لخالق خلقه لر�صالة وغايات نبيلة، تلخ�ض في عمارة �لأر�ض، وحفظ �لنف�ض و�لمال و�لعر�ض، �لب�صر، بين و�لرحمة و�لمودة و�لتعارف، �لتعاون �إقامة تتطلب غايات وهي

ل �لأعمال، حديث رقم: 248. يمان بالله تعالى �أف�ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لإيمان، باب بيان كون �لإ -1

Page 33: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 33 -

�أن علما بينهم)1(، �لعدو�ن �أ�صكال كل ومنع وتفاهم، �ألفة في �لنا�ض و�جتماع �لمودة و�لرحمة بين �لب�صر هو معبر �صروري لإقامة �صلم �جتماعي. وهذ� �لإيمان �أ�صعب �ل�صديق في بكر �أبا �لكريم يخاطب �لر�صول باليقين، هو ما جعل �لمفعم لحظة كانا فيها معا على مرمى حجر من �صيوف �لم�صركين في �لغار حيث قال له: »ما ك يا �أبا بكر باثنين �لله ثالثهما«)2(، وهو قول يفهم من وجه دللته وجود علاقة ظنوعدم وثبات هدوء من ذلك عن ينجم وما �لنف�ض، و�صكينة �لإيمان بين وثيقة �نفعال. فرغم خطورة �لموقف، وج�صامة �لحدث، �إل �أن قلب �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم كان يمتلئ �أمنا و�صكينة، وبالتالي لم يترك مكانا فيه للخوف �أو �ل�صطر�ب

و�لقلق، و�صر ذلك �إنما يكمن في قوة �لإيمان.وعلى �لعك�ض، يتعذر قيام �صلم مدني �إذ� كانت نف�ض �لإن�صان تعاني من �ل�صر يدمر فال�صر �لنف�ض. و�صبط للهدوء و�لفتقار �لإيماني، �لفر�غ ب�صبب و�لخطيئة لم �لجتماعي، ولذلك فاإن تحرير �لنف�ض من �لآفات �لعدو�نية، وتطهيرها من �ل�ص

لم �لمدني. نزعة �لعنف، يكون بالإيمان، لأنه �لطريق �ل�صوي نحو �ل�صتاأ�صي�صا على ذلك، ل يخامرنا �ل�صك في �أن �ل�صنة �لنبوية و�صعت يدها على �لعطب، فجعلت من �لإيمان طريقا ل�صلام �لنف�ض �لذي ي�صكل بدوره طريقا لل�صلم �لعدو�ن �إلى �لمف�صي و�لغ�صب، �لحقد دون يحول �لنف�ض �صلام لأن �لمدني، و�لإرهاب. وحر�صت على �لتاأكيد �أن �صلم �لنف�ض ينبغي �أن ي�صرق على �لعالم باإرجاع �لإن�صان �إلى طبيعته �لأ�صلية �لفطرية �لم�صالمة، �لموؤمنة ب�صنن �لله في �لخلق، وتكريمه للاإن�صان، وهو ما ل يتحقق �إل �إذ� تخل�صت �لنف�ض من �أدر�نها و�صرورها

لم مع �لغير. لتفتح �أبو�ب �ل�ص

لم و�لحرب، عبد �لفتاح محمد �لعي�صوي ومحمد �صالح �لدر�زي، �ض57-56. فل�صفة �لإ�صلام في �ل�ص -1لهم، حديث رقم: 3653. �أخرجه �لبخاري، كتاب ف�صائل �ل�صحابة، باب مناقب �لمهاجرين وف�ص -2

Page 34: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 34 -

ونظرة ر��صدة لمجمل �لأحاديث �لنبوية حول �لإيمان وما يرتبط به من �صعائر �لعباد�ت في �لدين �لإ�صلامي و�لحر�ض على تطبيقها، تبين �أنها تهيئ �لنف�ض لبناء لم �لمدني، فال�صلاة �لتي ت�صدد �ل�صنة �لنبوية على �أد�ئها يوميا في �أوقاتها)1(، �ل�ص�إيمانية تقطع م�صادر �لعتد�ء على حق �لغير، لأن �لم�صلي يدخل في هي �صعيرة عهد مع �لله على محبة �لخير للب�صر وح�صن معاملتهم، وتجنب كل �أ�صاليب �ل�صر دقة برهان، لاة نور، و�ل�ص و�لعدو�ن. لذلك ورد في �لحديث �ل�صريف: »و�ل�صياء«)2(. و�قتر�ن �ل�صلاة بالنور في هذ� �لحديث ياأتي بالمعنى �لنقي�ض بر �ص و�ل�صللظلام �لذي هو �ل�صر و�لعدو�ن و�لقتتال؛ فال�صلاة �إذن و�صيلة لتب�صير �لب�صر، تفر�صه هذه �ل�صلة من وجوب ح�صن بالخالق، وما �ل�صلة �لمتمثلين في بم�صاريها معاملة خلقه. و�لإن�صان ل يعي�ض في �صلم �جتماعي و��صتقر�ر نف�صاني �إل �إذ� �آمن بخالقه، وعرف �أ�صر�ر حكمة �لخالق في خلق �لوجود �لب�صري، وحق �لمخلوق في

�لحياة و�لعي�ض �لآمن.

�ل�صلو�ت �إقامة على تحث �لتي �لنبوية �لأحاديث فاإن نف�صه، �لمنحى في لم �ل�ص �إ�صاعة في رحاب �لم�صاجد)3(، تحمل دللة رمزية على �لهدف �لمتمثل في و�لأخوة و�ل�صكينة �لألفة ت�صوده �آمن، ف�صاء فالم�صجد �لب�صر. بين و�لطماأنينة عمل �أي فيه ويحرم و�ل�صتم، و�ل�صب �للغط ينعدم وفيه يق�صده، من كل بين يف�صلون �لنا�ض �أن و�لطماأنينة، حتى �لثقة لزرع مكانيا عدو�ني، وي�صبح مجال �إبر�م عقود �لزو�ج فيه. كما تق�صم فيه �لأيمان، وتبرم فيه �لعهود �لتي هي مدخل �لر�عي بين �لبيعة لعقد مكانا �لما�صي في �لم�صجد �صكل وبالمثل، �لمتبادلة. للثقة

لاة لوقتها، حديث رقم: 527. ل �ل�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب مو�قيت �ل�صلاة، باب ف�ص -1وء، حديث رقم: 534. ل �لو�ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لطهارة، باب ف�ص -2

لاة، غفر له اأ هكذ�، ثم خرج �إلى �لم�صجد ل ينهزه �إل �ل�ص قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: "من تو�ص -3لاة عقبه، حديث رقم: 232. وء و�ل�ص ل �لو�ص ما خلا من ذنبه«، �أخرجه م�صلم، كتاب �لطهارة، باب ف�ص

Page 35: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 35 -

�لعهود. وكل �أو نكث �لغدر ورعيته، كعربون على �لإخلا�ض و�لوفاء، وعدم وتبادل �لنا�ض بين �لألفة لن�صج خيوط ف�صاء �لم�صجد �لمعاني و�لرموز تجعل هذه �لمحبة و�لتفاهم، وهي قيم تتولد من �لإيمان بالله، و�حتر�م خلقه �لذي ��صتخلفه في عمارة �لأر�ض، وحفظ �لنف�ض و�لمال و�لعر�ض، ومنع كل �أ�صكال �لعدو�ن، و�إقامة

�لتعاون و�لتعارف و�لمودة و�لرحمة بين �لب�صر)1(.

لم وعلى غر�ر �ل�صلاة، ياأتي �ل�صيام كمو�صم لتروي�ض �لنف�ض على قيم �ل�ص�لنف�صي لم �ل�ص �لب�صر، فهو بمثابة دورة تكوينية �صنوية في و�ل�صبر و�لتر�حم بين ولجم �أهو�ئها، في �لتحكم على وتدريبها �لنف�ض تقوية هدفها و�لجتماعي، لنف�صه و�صلام رحمة عامل ي�صير حتى �ل�صائم نف�ض بذلك فت�صمو نو�زعها، ولغيره)2(. وفي �صهر �ل�صيام �لذي هو �صهر رم�صان �لكريم، يعي�ض �لم�صلم �صابر� على �أذى �لنا�ض وجهلهم، حتى ولو بادره �لغير بال�صتفز�ز و�لإثارة، تما�صيا مع م: »قال �لله: كل عليه و�صل لى �لله قال ر�صول �لله �ص ما جاء في �لحديث �لنبوي: يام جنة، و�إذ� كان يوم يام، فاإنه لي و�أنا �أجزي به، و�ل�ص عمل �بن �آدم له �إل �ل�ص�مروؤ �إني فليقل: قاتله �أو حد �أ �صابه فاإن خب، ي�ص ول يرفث فلا �أحدكم وم �صائم... �لحديث«)3(. ون�صت�صف من �أوجه دللت هذ� �لحديث �لنبوي نموذجا �صتتنازل عن حقها في �لرد بالمثل، خدمة �أن �لنف�ض لل�صلم �لنابع من �لإيمان، ذلك لل�صلم �لمدني، لأن �لطرف �لآخر ي�صطر عندما يرى تنازل �لطرف �لأول، �أن ي�صالمه

ويعتذر له، فتتحقق �لمحبة و�لتو��صل. �أما �لزكاة �لتي هي ركن من �أركان �لإ�صلام ودليل عملي على �لإيمان بالله،

لم و�لحرب من �لمنظور �لجتماعي، �ض57-56. فل�صفة �لإ�صلام في �ل�ص -1�ل�صلام في �لإ�صلام، �صمير بودينار، �ض17. -2

ذ� �صتم، حديث رقم: 1904. ائم �إ ني �ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صوم، باب هل يقول �إ -3

Page 36: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 36 -

و�لطماأنينة بالر�حة ت�صعر ل �لتي �لنف�ض مع لم �ل�ص لتحقيق و�صيلة بدورها فهي �إل عندما تعطي قدر� من �لمال للنف�ض �لأخرى �لمحتاجة، فت�صعد لكونها م�صاركة �لأحاديث كتب جاءت ولذلك و�لتر�حم. و�لم�صاطرة �لت�صامن قيم �صنع في �صارحة خا�صة، كتبا لها �أفردت بل �لزكاة، حول بالن�صو�ض ز�خرة �ل�صحاح

�أحكامها وف�صلها في �لتقريب بين �لنا�ض، وزرع بذرة �لمحبة بينهم)1(.عرف هاما حيز� �لنبوية �لأحاديث له خ�ص�صت �لذي �لحج �أن حين في من قامو�صها يخلو روحية �صلام رحلة منازع بدون يعد �لحج«)2( »كتاب ب فعندما و�لن�صجام. و�لتاآخي لم �ل�ص معاني فيه وتفي�ض �لعنف، م�صطلحات يخرج �لإن�صان حاجا �إلى بيت �لله، تتحول هذه �لرحلة �لإيمانية �إلى عن�صر طماأنينة و�صلام في �لأر�ض، حيث يجعل �لحاج ميثاقا مع نف�صه ومع �لله �أنه ل ي�صر �إن�صانا

�أو حيو�نا، فتتربى لديه ملكة �لتفاهم و�لن�صجام مع �لغير، وقبول �لعي�ض معه. وهكذ� يبدو �لإيمان و�صعائر �لعباد�ت �لتي حثت عليها �ل�صنة �لنبوية مقومات

لم �لمدني. �صلبة، يقوم عليها �صلم �لنف�ض �لذي هو مرتكز �صروري لبناء �ل�ص2- وحدة الجن�ص الب�سري:

لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية على مقوم �إلى جانب �لإيمان، يتاأ�ص�ض خطاب �ل�ص�أ�صا�صي �آخر يتمثل في �عتبار �لنا�ض جميعا �أ�صرة و�حدة، يجمعها ر�بط �لإن�صانية، وهي و�إن �ختلفت وتنوعت �صعوبا وقبائل وطو�ئف و�أعر�قا، فاإن �لأ�صل و�حد، �لتر�بي �لأ�صل وفي �ل�صلام، عليه �آدم يمثلها �لتي �لم�صتركة �لأبوة في يجتمع �لله �صلى �لنبي عن هريرة �أبي عن �لمروي �لحديث يو�صحه ما وهو �لم�صترك،

�نظر على �صبيل �لمثال: كتاب �لزكاة، �لو�رد في �صحيح م�صلم، وتمتد �صفحاته من 343 �إلى �ض 379. -1�نظر مثلا بالن�صبة للاإمام �لبخاري �لذي �أورد في �صحيحه كتاب �لحج في �لمجلد 2 من �ض 392 �إلى -2

.455

Page 37: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 37 -

ا هو موؤمن تقي اهلية وفخرها بالآباء، �إنم عليه و�صلم: »�إن �لله �أذهب عنكم عبية �لج�آدم، و�آدم خلق من تر�ب«)1(. ووجه �لدللة في هم بنو ، �لنا�ض كل وفاجر �صقي

هذ� �لحديث �لنبوي، �أن �أ�صل �لب�صرية يلتقي في منبعين:�لتر�ب، وهو �لمادة �لتي خلق �لله بها كافة �لنا�ض، طبقا لقوله تعالى: چ ہ ہ -

ہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ چ ) �آل عمر�ن: 59(.

�آدم عليه �ل�صلام، وهو �لأب �لذي ت�صترك �لإن�صانية جمعاء في �لنتماء �إليه. -�لن�صب في لذلك نتيجة ي�صتركون �لخلق فاإن تر�ب، من خلق �آدم �أن وبما �لجن�ض وحدة يوؤكد مما �لإن�صان، بها �لله خلق �لتي �لمادة وفي �لأبوي،

�لب�صري. �لجن�ض بوحدة �لنبوية �ل�صنة �لمدني في خطاب لم �ل�ص �رتباط �أن ول ريب �لب�صري، يك�صبه معناه �لعميق، لأنه يتحول بموجب هذ� �لخطاب �إلى م�صاألة تكوينية فطرية تت�صمنها غريزة وطبيعة �لمخلوقات و�لكائنات �لمتعاي�صة، وهي �لخير و�لحب و�لتعاون، وهذه �لقيم �لفطرية مغرو�صة في طبيعة �لوجود من �لخلق �لأول، وكل �لب�صرية، نتائج خطيرة على �إلى يوؤدي قد �لنامو�ض مع هذ� ت�صادم �أو �رتكا�ض تتج�صد في �لتمايز�ت �لعرقية ونظريات �ل�صتعلاء �لعن�صري، و�نت�صار �لنز�عات

�لأهلية و�لتطاحنات �لعرقية.

وقال ،3955 رقم: حديث و�صلم، عليه �لله �صلى �لله ر�صول عن �لمناقب �أبو�ب �لترمذي، �أخرجه -1�لترمذي: »وفي �لباب عن �بن عمر، و�بن عبا�ض. وهذ� حديث ح�صن«. وفي رو�ية: عن �بن عمر عن اهلية وتعاظمها ها �لنا�ض، �إن �لله قد �أذهب عنكم عبية �لج �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم في خطبة �لفتح: »يا �أي على �لله، و�لنا�ض بنو �آدم، وخلق باآبائها، فالنا�ض رجلان: رجل بر تقي كريم على �لله، وفاجر �صقي هينها �لنا�ض �إنا خلقناكم من ذكر و�أنثى وجعلناكم �صعوبا وقبائل لتعارفو� �لله �آدم من تر�ب. قال �لله: {يا �أي�إن �أكرمكم عند �لله �أتقاكم �إن �لله عليم خبير}« �نظر: �لترمذي، �أبو�ب تف�صير �لقر�آن عن ر�صول �لله �صلى

�لله عليه و�صلم، باب ومن �صورة �لحجر�ت، حديث رقم: 3270.

Page 38: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 38 -

لم وبهذ� �لأ�صل �لإن�صاني �لم�صترك �لذي تجعله �ل�صنة �لنبوية قاعدة لبناء �ل�ص�لمدني، تت�صكل بين مختلف �لطو�ئف و�لأجنا�ض وحدة فطرية، متما�صكة �لنو�زع ��صتثمارها، �أح�صن �إذ� �إيقاعها قابلة لرتفاع و�لروح، �لمادة ممتزجة و�لأ�صو�ق،

لت�صبح �لب�صرية جمعاء تعي�ض وكاأنها �أ�صرة و�حدة متقاربة ومتما�صكة.في �لنبوية �ل�صنة عليها �أكدت �لتي �لجن�صية �لوحدة هذه قيمة وتكمن بتميز تعترف فهي ل �أعر�قه، وتباينت تعددت مكوناته، مهما للمجتمع توحيدها هذه �لفئة عن تلك، لأن �لأ�صل و�حد، مما يزيد من تما�صك �لمجتمع �لمدني. ومن �لبديهي �أن يتقوى هذ� �ل�صعور بالنتماء للاأ�صل �لو�حد بالتوجيهات �لنبوية �لتي تذكر �لب�صرية بوحدة �لألوهية و�لأبوة �لتي تنفي ��صتعلاء �أي جن�ض عن �لآخر، �أو �أي فرد عن غيره �صوى بالعمل �ل�صالح �لذي يخدم �لب�صرية. ون�صيف في �ل�صياق نف�صه حديثا نبويا �آخر يوؤكد هذه �لوحدة �لب�صرية ؛ فعندما عير �أبو ذر �لغفاري ، �إنك رجلا بكون �أمه من �لأعاجم، عاتبه �لر�صول عليه �ل�صلام بالقول: »يا �أبا ذر�مروؤ فيك جاهلية«)1(. فالإن�صان - في �صوء هذ� �لحديث �لنبوي - ل يتميز عن �إن�صان �آخر، مهما كان عرقه �أو لونه �أو ل�صانه �أو ن�صبه. ويت�صمن �إد�نة و��صحة لروح �لتمايز �لعرقي �لذي كان �صائد� في ع�صر �لجاهلية، وهذ� يعتبر في حد ذ�ته تكريما

�إلهيا خ�ض �لله به كل �لب�صر، ونعمة �صمل �لله بها جميع خلقه)2(.لم في �ل�صنة �لنبوية ينطلق من ت�صور ن�صتنبط من هذه �ل�صت�صهاد�ت �أن �ل�صعملي، يرى في �لإن�صانية بحكم طبيعة ن�صاأتها �أ�صرة كبيرة موحدة، خلقت من نف�ض رك، احبها بارتكابها �إل بال�ص ر �ص اهلية ول يكف ي من �أمر �لج �أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب �لمعا�ص -1مما يلب�ض ياأكل و�إلبا�صه مما �إطعام �لمملوك حديث رقم:30، وم�صلم)و�للفظ له( في كتاب �لأيمان، باب فه ما يغلبه، حديث رقم: 1661. وفي �لمنحى نف�صه يذهب �لحديث �لذي خرجه �لألباني: »�نظر ول يكلفاإنك ل�صت بخير من �أحمر ول �أ�صود، �إل �أن تف�صله بتقوى �لله «، وذكر �أن �لرجل �لمعني بالأمر هو بلال

�لحب�صي. �نظر: غاية �لمر�م في تخريج �أحاديث �لحلال و�لحر�م، �لألباني، ح308، )ح�صن(، 188/1.�لعلاقات �لدولية في �لإ�صلام، محمد �أبو زهرة، �ض19. -2

Page 39: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 39 -

و�حدة، ومادة و�حدة، وخالقها و�حد، تجمعها وحدة �لأبوة و�لأمومة، ف�صلا عن عقيدة �لتوحيد �لتي ت�صترك فيها �لديانات �ل�صماوية، وترتبط برباط رحمي ي�صتلزم �لتعاي�ض و�لتاآلف �لذي تفر�صه فطرة �أخوة �لرحم �لو�حد، مهما تباعدت �لأزمنة و�لأماكن)1(. وبذلك فالمنطق �لحتمي يفر�ض وفق �لأحاديث �لنبوية �لم�صت�صهد بها، بين و�لمودة �ل�صلة ويمتد حبل �لفو�رق، وتختفي كلها، �لب�صرية هذه تنتظم �أن

�لنا�ض قاطبة. 3- الأخوة والعي�ص الم�سترك:

وتطبيقه �لإ�صلامي، �لمجتمع �أفر�د بين �لم�صترك و�لعي�ض �لأخوة مقوم ياأتي �لتي �لأ�صا�صية �لمقومات �صمن �لأخرى، �لطو�ئف مع �لإ�صلامية �لدولة د�خل لم �لمدني. ول غرو فاإن �أفعال �لنبي �صلى �لله تبني عليها �ل�صنة �لنبوية فكرة �ل�صعليه و�صلم و�أقو�له، ت�صدد على مبد�أ �لإخاء �لذي يعني تبادل �لمودة و�لت�صامن ر�بطة عن منا�صبات عدة في عبرت وقد و�لتاآزر. و�لتما�صك بالحق، و�لتنا�صر �لأخوة ب�صيغ متعددة، منها ما رو�ه �ل�صيخان عن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم: و هم وتر�حمهم وتعاطفهم مثل �لج�صد، �إذ� ��صتكى منه ع�ص »مثل �لموؤمنين في تو�د�لنبي �أي�صا ما رو�ه م�صلم عن ى«)2(. ومنها و�لحم هر بال�ص �لج�صد �صائر له تد�عى �صو�، ول �صو�، ول تح�ص و�، ول تج�ص �صلى �لله عليه و�صلم: »ل تحا�صدو�، ول تباغ�ص�لنبوية �ل�صنة �إخو�نا«)3(. وفي ذ�ت �لمنحى، حر�صت �لله عباد وكونو� تناج�صو� على �صلة �لرحم �لتي �عتبرتها في مرتبة �للتز�م �لمقد�ض حيث قال عليه �ل�صلام:

�لإ�صلام دين �ل�صلام، عبد �ل�صبور �صاهين، �ض9. -1�أخرجه: �لبخاري، كتاب �لآدب، باب رحمة �لنا�ض و�لبهائم، حديث رقم: 6011، وم�صلم )�للفظ له(، -2

دهم، حديث رقم: 2586. كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تر�حم �لموؤمنين وتعاطفهم وتعا�ص�أخرجه: �لبخاري، كتاب �لآدب، باب ماينحى عن �لتحا�صد و�لتد�بر، حديث رقم: 6065، وم�صلم في -3ناف�ض و�لتناج�ض ونحوها، حديث رقم: �ض و�لت ن و�لتج�ص ريم �لظ كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح

.2563

Page 40: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 40 -

له �لله، ومن قطعني قطعه �لله«)1(. لني و�ص بالعر�ض تقول: من و�ص قة حم معل »�لرفوجه �لدللة من �لحديث �ل�صريف و��صح في دعوة �لنا�ض للاأخوة و�لتو��صل، ونبذ �لتنافر و�لت�صاحن، و�عتبار �ل�صلة مع �لخلق تاأكيد� لل�صلة مع �لخالق. وبذلك تر�بط من تزيد لأنها �لمدني، لل�صلم �أ�صا�صيا ومقوما ملزما، مبد�أ �لأخوة تكون

�لمجتمع وتما�صكه، وتلغي �أي ذرة من �لعد�وة و�لبغ�صاء.

بين �لإخاء لمبد�أ وتطبيقي و�قعي �أنموذج �أهم �أن في �ل�صك ي�صاورنا ول �لمدينة في و�لأن�صار �لمهاجرين بين جمعت �لتي �لر�بطة في يتج�صد �لم�صلمين، �لمنورة، وهو نموذج ل نجد له نظير� في �لتاريخ �لإن�صاني، حيث حل ن�صب �لإيمان محل ن�صب �لأعر�ق، فتلا�صت بينهم �لفو�رق، و�صاد بينهم �لإخاء �ل�صادق، وفق �إر�صاد�ت �لنبي �لكريم �لذي خاطب عنا�صر �لمجتمع �لجديد بلغة �صلمية لم ياألفوها �لم�صترك، و�لتعاي�ض �لمو�طنة مجال في نا�صجة نظرية بذلك موؤ�ص�صا قبل، من وتاأ�صي�ض مجتمع �لأخوة)2( �لذي �نهارت فيه معايير �لت�صنيف �لطبقي، وتلا�صت �صورة �لع�صبية و�لنعر�ت �لطائفية، فتاآخى فقيرهم مع غنيهم، وعبدهم مع حرهم، وجندهم مع �أمر�ئهم، وتاألق �لود بينهم حتى �صارو� يتناف�صون في �إيثار �لغير)3(.

�لمدني في �لمجتمع تاآخي تدل على بارزة �لتي تحمل علامات �لقر�ئن ومن ي�صد كالبنيان، للموؤمن �لموؤمن »�إن �ل�صريف: ما ورد في �لحديث �لمنورة �لمدينة

له �لله، حديث رقم: 5989، وم�صلم )و�للفظ ل و�ص �أخرجه �لبخاري في كتاب �لأدب، باب: من و�ص -1ريم قطيعتها، حديث رقم: 2555. حم، وتح لة �لر له(، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �ص

تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض115. -2دورهم �ر و�لإيمان من قبلهم يحبون من هاجر �إليهم ول يجدون في �ص ءو� �لد قال تعالى: »و�لذين تبو -3ة ومن يوق �صح نف�صه فاأولئك هم �لمفلحون«، ا�ص حاجة مما �أوتو� ويوؤثرون على �أنف�صهم ولو كان بهم خ�ص

)�لح�صر: 9(.

Page 41: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 41 -

ابعه«)1(، وهو توجيه نبوي لتجاوز �لعد�و�ت و�ل�صحناء، �ص ا. و�صبك �أ ه بع�ص بع�صودخول زمن جديد هو زمن �لتاآخي و�لمحبة، مقابل زمن �لفرقة و�لحتر�ب �لذي ولى و�ندثر مع ظهور �لإ�صلام. وفي نف�ض هذ� �لمنحى �لد�عي �إلى بناء مجتمع �لأخوة يقول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: »ل يوؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما �لتي �لقاعدة �ل�صلبة �أع�صاء �لمجتمع �لو�حد، هي لنف�صه«)2(. فالمحبة بين يحب ت�صمن �لتعاي�ض �لم�صترك بين �لأعر�ق و�لأجنا�ض �لمتباينة. ول تكتفي �ل�صنة �لنبوية ل �لذي و�لت�صامن للتكافل و�صيلة منها تجعل بل �لتعاي�ض، �أ�صا�ض �لمحبة بجعل يوجد �إل في مجتمع متاآخ. و�إلى هذ� �لمعنى ي�صير �لحديث �لنبوي: »مثل �لموؤمنين و تد�عى له �صائر هم وتر�حمهم وتعاطفهم مثل �لج�صد، �إذ� ��صتكى منه ع�ص في تو�د

ى«)3(. هر و�لحم �لج�صد بال�ص

وفي �ل�صياق نف�صه �أي�صا، حر�صت �ل�صنة �لنبوية على توطيد �صلات �لتاآخي بين �أفر�د �لمجتمع، ينه�ض دليلا على ذلك ما رو�ه �أبو هريرة عن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم: »وكونو� عباد �لله �إخو�نا، �لم�صلم �أخو �لم�صلم ل يظلمه، ول يخذله، ول يحقره«)4(. وكل هذه �لأحاديث تت�صمن ذ�ت �لأهد�ف �لتي تروم ��صتنبات �لأخوة بين �أعر�ق �لمجتمع، وتقوي �لإح�صا�ض بالنتماء �إلى �أمة ووطن م�صترك، �لتوجيه هذ� وبموجب و�لتعاون. للتعاي�ض �لح�صنة و�لنيات �لجهود فيه تت�صافر

ه، حديث رقم: ابع في �لم�صجد وغير �ص �أخرجه �لبخاري)و�للفظ له( في كتاب �ل�صلاة، باب ت�صبيك �لأ -1دهم، حديث رقم: 481، وم�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تر�حم �لموؤمنين وتعاطفهم وتعا�ص

.2585�أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب من �لإيمان �أن يحب لأخيه ما يحب لنف�صه، حديث رقم: 13. -2

دهم، حديث رقم: �أخرجه م�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تر�حم �لموؤمنين وتعاطفهم وتعا�ص -3.2586

ودمه، و�حتقاره، وخذله، �لم�صلم، ظلم ريم تح باب و�لآد�ب، و�ل�صلة �لبر كتاب في م�صلم �أخرجه -4ه، وماله، حديث رقم: 2564. وعر�ص

Page 42: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 42 -

تحالف �إلى �لجاهلي �لع�صر في �صادت �لتي �لحربية �لتحالفات تحولت �لنبوي، �أخوي بين قري�ض و�لأن�صار في بيت �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم بالمدينة �لمنورة)1(.�لديني �لتنافر �ل�صريفة، يتحول بها �لأحاديث نادت �لتي وبمنظومة �لأخوة �ل�صريف �لنبوي �أن دللة �لحديث �إلى محبة. ول ريب ت�صامح، و�لكر�هية �إلى بناء على تحفيز هي لنف�صه«)2( يحب ما لأخيه يحب حتى �أحدكم يوؤمن »ل لم �لمدني، وبخا�صة عندما تترجم هذه �لمحبة �إلى �صلوكات �أخلاقية تتمثل في �ل�ص�لإح�صان و�لتعاون وحب �لخير للغير، و�لبتعاد عن كل �أ�صباب �لتنافر و�لعد�وة. فبالأخوة تغر�ض �أقو�ل �لنبي و�صننه �لطاهرة بذرة �لحب في �لنفو�ض، وتلقي فيها ن�صمة �لرحمة، وتذكر �لنا�ض بذكرى ن�صاأتهم �لأولى من نف�ض و�حدة، وتوقظ في فاإذ� و�لم�صير. �لمن�صاأ وفي �لله في وباأخوتهم و�لقربى، �لن�صب �صعور وجد�نهم لم �لمدني �أدنى، و�إلى تلا�صي �أ�صباب خالطت هذه �لم�صاعر �أفئدتهم، كانو� �إلى �ل�ص

�لخلاف و�ل�صر�ع �أقرب.تهم �لإخاء حول بها ��صت�صهدنا �لتي �لنبوية �لأحاديث معظم �أن ومع �أتباع �لديانات �ل�صماوية �لتي �أي�صا على كافة �ل�صعوب من �لم�صلمين، فاإنها تحيل توؤمن بوحد�نية �لله، كما تعك�ض ذلك م�صطلحات »�لموؤمنين« و »عباد �لله« �لو�ردة في �لأحاديث �لنبوية، و�صمنهم �أهل �لذمة �لذين كانو� يعي�صون في كنف �لمجتمع

�لإ�صلامي. 4- التعددية وحرية المعتقد:

�أن �لإلهي بالوحي �لموؤيدة بعبقريته و�صلم عليه �لله �صلى �لر�صول �أدرك

ي �لله حابه ر�ص م بين �أ�ص لى �لله عليه و�صل �خاة �لنبي �ص �أخرجه م�صلم، كتاب ف�صائل �ل�صحابة، باب موؤ -1تعالى عنهم، حديث رقم: 2528- 2530.

�أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب من �لإيمان �أن يحب لأخيه ما يحب لنف�صه، حديث رقم: 13. -2

Page 43: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 43 -

�لأخوة ل تكون �إل حيث يكون �لتعدد و�لكثرة، و�أن �لقبول بالتعدد و�لختلاف لم �لمدني، و�لطريق للحيلولة دون �لت�صادم �أو ��صتعمال في �لر�أي هو جوهر �ل�ص

پپ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ چ تعالى: �لله فال �لو�حد. �لر�أي لفر�ض �لعنف �لإر�دة تتما�صى مع �لتي �صنة �لحياة چ )هود: 118(. فالختلاف پ ڀ ڀ �لإلهية حتى يظهر �ل�صالح من �لطالح، ويكون �لتفاعل �لحيوي حافز� لتقدم �لعقل و�حدة لغة لهم وتكون �لب�صر، بين �لختلاف ينعدم �أن يعقل فهل �لب�صري، و�لعقاب �لجز�ء يكون فكيف ؟ �لحياة في متناغمة و�أ�صاليب م�صتركة وعاد�ت

�آنذ�ك؟ وما �لغاية من وجود �لإن�صان في �لأر�ض �إذ� لم يكن ثمة �ختلاف؟)1(.

و�أ�صل �لختلاف في �ل�صنة �لنبوية ل يكمن في �لتباين �لتكويني بين �لب�صر، �ل�صنة �أولت لذلك تفكيرهم، وطرق عي�صهم ونمط وعاد�تهم ثقافتهم في بل �لنبوية قدر� كبير� من �لعناية للاأقليات �لدينية، وعالجت ق�صاياها بكثير من �لحكمة وتميزها مر�عاة خ�صو�صيتها ي�صتلزم �لذي �لمدني لم �ل�ص و�لتب�صر، حفاظا على ت بالو��صح على وجوب حمايتها من كل عن �صائر �لعرقيات �لأخرى. لذلك ن�ص�أذى �أو مكروه، وتاأمين حريتها �لدينية؛ يقول عليه �ل�صلاة و�ل�صلام محذر� من فه فوق طاقته، ه، �أو كل �أي ظلم يقع على �أهل �لذمة: »�أل من ظلم معاهد� �أو �نتق�ص�أمن �لر�صول �لقيامة«)2(..كما فاأنا حجيجه يوم بغير طيب نف�ض منه �صيئا �أخذ �أو نة، و�إن حياتهم، ونهى عن قتلهم حيث قال: »من قتل معاهد� لم يرح ر�ئحة �لج�أن �ل�صريفين �لحديثين من وي�صتنج عاما«)3(. �أربعين م�صيرة من توجد ريحها �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم كان مقتنعا - تما�صيا مع تعاليم �لن�صو�ض �لقر�آنية-

منهج �لتعارف �لإن�صاني في �لإ�صلام، نحو قو��صم م�صتركة بين �ل�صعوب، ح�صن �لبا�ض، 19. -1بالتجارة، �إذ� �ختلفو� ة م �أهل �لذ ير �أخرجه �أبود�ود في كتاب �لخر�ج و�لفيء و�لإمارة، باب في تع�ص -2

حديث رقم: 3052.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لجزية، باب �إثم من قتل معاهد� بغير جرم، حديث رقم: 3166. -3

Page 44: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 44 -

ناه�ض لذلك �لحياة، �لب�صر، و�أن كل يمتلك حق بين ب�صرورة وجود �لختلاف كل �صلوك ظالم ي�صتهدف حقوق �لأقليات �لتي و�فقت على �لعي�ض �إلى جانب

�لم�صلمين وفي ذمتهم.�أ�صا�صية في �لنبوية مبد�أ �لحرية ركيزة �ل�صنة �لتعددية، جعلت و�إلى جانب لم �لمدني، و�أفلحت في �لمز�وجة بين �لتعددية و�لحرية حين جعلت من تاأثيث �ل�صحاجة �لفرد �إلى �لحرية وكافة �لحقوق �لأخرى �متد�د� لحاجات �لمجتمع، وذلك لم �لجتماعي. من خلال �لتن�صيق بين فقه �لمعاملات وفقه �لعباد�ت، بما يثري �ل�صولذلك �صمنت �ل�صنة �لنبوية حرية �لفكر وحرية �لمعتقد�ت لكافة �ل�صعوب �لتي خدمة في �لفرد يجعل �لجانبين بين �لتكامل �أن حيث �لم�صلمين، ذمة في تدخل �جتماعية بيئة عنه يتولد ما وهو �لفرد، خدمة في �لمجتمع يجعل كما �لمجتمع، قابلة للاندماج �لجتماعي، و�لن�صهار د�خل دولة و�حدة رغم �لتنوع �لطائفي

و�لعرقي.ومن هذ� �لمنطلق، �أقرت وثيقة �لمدينة مبد�أ تعدد �لديانات �ل�صماوية و�حتر�م حرية �لعقيدة، ووحدة �لألوهية و�لم�صتركات �لعقدية �لتي ت�صاعد على �لندماج و�صلم عليه �لله �لر�صول �صلى مو�دعة يف�صر ما �لجتماعي و�لقت�صادي. وهذ� لليهود حيث عاهدهم و�أقرهم على عقيدتهم �لدينية، �صريطة �حتر�م بنود �لوثيقة، فاأ�صبحو� بذلك جزء� من دولة �لمدينة، لهم كافة �لحقوق و�لو�جبات بما في ذلك �أي عدو�ن �أن �لمدينة على بنود وثيقة �أحد ن�ض �لم�صترك، حيث �لدفاع و�جب على طائفة من �لطو�ئف �لدينية يعتبر عدو�نا على مجتمع �لمدينة برمته. ويتج�صد �لمغزى من ور�ء هذ� �لبند، �لدفاع عن كافة �أتباع �لديانات �ل�صماوية �لتي توؤلف

لم �لأهلي)1(. مجتمع �لمدينة، حفاظا على �ل�ص

تهذيب �صيرة �بن ه�صام، 113، �لبد�ية و�لنهاية، �بن كثير، 273/3- 276. -1

Page 45: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 45 -

لم المدني: 5- نظرية الأمن الجتماعي في ال�سنة النبوية كمقوم لبناء ال�سي�صكل �لأمن �لهاج�ض �لرئي�صي للاأفر�د و�لجماعات و�لأمم، فالمجتمع ي�صعى لم �لمدني؛ ول غرو ب�صتى �لو�صائل و�ل�صبل لتحقيقه، لأنه �لركن �لأ�صا�ض لبناء �ل�صفاإن بقاء مجتمع متين �لبنية، مزدهر �لنمو، وم�صتقر �لأو�صاع، رهن بتحقيق �صبل �لطماأنينة و�ل�صلام، وتجاوز �لفقر و�لمر�ض و�لأمية. ولكي تتحقق هذه �لأهد�ف، ل بد من تحقيق �لأمن �لجتماعي، كما �أن �لأمن �ل�صيا�صي و�لأمن �لقت�صادي ل

يمكن تحقيقهما بمعزل عن �لأمن �لجتماعي)1(. �لخيوط على �لوقوف في عناء �لنبوية �ل�صنة تعاليم في �لباحث يجد ول مفهوم حول متكاملة نظرية �أنتجت �إنها بل �لجتماعي، للاأمن لروؤيتها �لناظمة �لأمن �لذي ل يقوم على �أمن �لدولة فح�صب، بل على �أمن �لمجتمع �أي�صا. ووفرت هذه �لنظرية �صمانات ل�صلامة �لفرد في حياته، وهو ما يجعله يخدم بدوره �أمن �لإلهي لل�صرع يخ�صع �لمجتمع، وكلاهما �صلامة �لفرد في �صلامة لأن �لمجتمع، �لذي ينظم �أمن �لجماعة �لإ�صلامية. ول �أدل على ما توليه �ل�صنة �لنبوية من عناية لم �لمدني، �أن مجموعة من �لأحاديث �لنبوية لم�صاألة �لأمن ودوره في تر�صيخ �ل�ص�لتي �صنفها �لإمام جاءت �صمن باب »�لأمن وذهاب �لروع«، ح�صب �لأبو�ب

�لبخاري في �صحيحه. ويـاأتي تحقيق �لأمن �لنف�صي �لذي هو حق �أ�صا�صي من حقوق �لإن�صان �صمن وهو �أولوياتها، �صمن ياأتي بل ل �لنبوية، �ل�صنة في �لجتماعي لم �ل�ص مكونات معافى في �صربه �آمنا في منكم بح �أ�ص �ل�صريف: »من �لنبوي ما عبر عنه �لحديث نيا«)2(. ي�صتنبط من ن�ض هذ� �لحديث ا حيزت له �لد نم ج�صده، عنده قوت يومه فكاأ

�لأمن �لجتماعي، مقوماته، تقنياته، �رتباطه بالتربية �لمدنية، م�صطفى �لعوجي، 77. -1�أخرجه �لترمذي في �صننه، �أبو�ب �لزهد عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: 2346، وقال -2

عنه: »هذ� حديث ح�صن غريب«.

Page 46: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 46 -

�ل�صريف �أن �لأمن �لنف�صي يقوم على �حتر�م حقوق �لمو�طن �ل�صحية و�لقت�صادية يروم �جتماعي �صلم لأي �لأ�صا�صية �لعنا�صر وهي �لغذ�ئي، و�لأمن و�لنف�صية،

تحقيق م�صتوى عال في موؤ�صر �ل�صعادة.�لنف�صي و�لجتماعي �لنبوية في مجال تحقيق �لأمن �ل�صنة تعاليم ت�صمل كما �أي�صا �صمان �صلامة �لعر�ض و�لمال، لذلك �أر�صدت �لنا�ض �إلى �صرورة �حتر�م �لدم و�لمال و�لعر�ض. وفي هذ� �ل�صياق يقول �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم: »�لموؤمن نوب«)1(. طايا و�لذ من �أمنه �لنا�ض على �أمو�لهم و�أنف�صهم، و�لمهاجر من هجر �لخ

وتتمثل دللة هذ� �لحديث �لنبوي �ل�صريف من وجهين:�أن �إيمان �لمرء ل يكتمل �إل بالأمان �لذي يوفره لأخيه �لموؤمن. -1

و�ل�صلامة �لمالية �ل�صلامة �أ�صا�صين: عن�صريين �لأمان هذ� ي�صمل �أن ينبغي -2لم �لجتماعي. �لج�صدية. فبهما تتحقق �لطماأنينة، وي�صود �ل�ص

ربوع في و�ل�صكينة �لأمن لتحقيق ي�صعى �لذي �لنبوي �لتوجيه هذ� ومن �لمجتمع وفي نف�صية �لأفر�د، ورد في �صحيفة �لمدينة �لمنورة: »و�إنه من خرج �آمن، �آمن بالمدينة، �إل من ظلم و�أثم«)2(. وفي ذ�ت �لتجاه، حر�صت �ل�صنة ومن قعد تهدد �لتي �لبوؤر من باعتبارها �لأهلية، و�لنز�عات �لفتن مناه�صة على �لنبوية �لأمن و�ل�صتقر�ر، وهو ما نلم�صه في رد فعل �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم حين رفع �لأن�صار في �لمدينة �لمنورة �صيوفهم و��صتعدو� للاقتتال بينهم. فقد �أ�صعرهم م فقال لى �لله عليه و�صل بخطورة هذ� �لفعل �ل�صنيع بالقول: »... فخرج �لنبي �صاري �لأن�ص �لمهاجري بك�صعة فاأخبر �صاأنهم ما قال ثم اهلية �لج �أهل دعوى بال ما

�أخرجه �بن ماجه في �صننه، �أبو�ب �لفتن، باب حرمة دم �لموؤمن وماله، حديث رقم: 3934. -1تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض 115. -2

Page 47: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 47 -

م دعوها فاإنها خبيثة....«)1(. ووفقا لما يذكره لى �لله عليه و�صل قال فقال �لنبي �ص»دعوى ب �لو�قعة لهذه �ل�صلام عليه و�صفه فاإن لم�صلم، �صرحه في �لنووي �لقبلية في �لجاهلية كانت �لع�صبيات �أن ب�صبب لها، �لجاهلية « تدل على كر�هته ت�صتغل لتحقيق �أمور دنيوية �ألغاها �لإ�صلام. ويك�صف تعجيل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، وم�صارعته لإطفاء نار هذه �لفتنة �لتي تعيد ذ�كرة �لع�صر �لجاهلي �لمقيت،

لم �لمدني. �إلى معرفته �لدقيقة بخطورتها في زعزعة �ل�ص�لقر�ءة �لفاح�صة في ن�ض خطبة �لود�ع ما حوته من مبادئ تروم وتك�صف �صمن حيث �لمجتمع، مكونات لكافة و�لجتماعي �لنف�صي �لأمن ركائز تر�صيخ كافة حماية �لخطبة تلك في �لو�ردة بتوجيهاته و�صلم عليه �لله �صلى �لر�صول �لطو�ئف من �أي تدخل تع�صفي في خ�صو�صيتها �أو �أ�صرها �أو قومها �أو ما في ذلك عليه ون�ض �أي عبث. من و�صرفهم، �أفر�دها، حياة �صمن حماية كما نظير. من �ل�صلام في خطبته على منع �أي طائفة من �أن ت�صتعلي على طائفة �أخرى، �أو �أن تثري على ح�صاب فقر �لآخرين، وهو ما يتجلى في قوله: »�إن دماءكم و�أمو�لكم حر�م عليكم كحرمة يومكم هذ� في �صهركم هذ� في بلدكم هذ�، �أل كل �صيء من �أمر

وعة«)2(. اهلية مو�ص وع، ودماء �لج ت قدمي مو�ص اهلية تح �لجولم يقت�صر �هتمام �ل�صنة �لنبوية على تحقيق �لأمن في �لأمور �لكبرى �لمتعلقة بالحماية �لج�صدية و�لعر�ض و�لمال وكافة �لحقوق فح�صب، بل �متد �هتمامها �أي�صا �إلى بع�ض �لق�صايا �لجزئية �ل�صغيرة، من قبيل �إز�لة �لأذى عن �ل�صخ�ض، حتى ولو

اهلية، حديث رقم: 3518. �أخرجه �لبخاري في كتاب �لمناقب، باب ما ينهى من دعوة �لج -1منى، ح 1739- 1742، وم�صلم)و�للفظ له(، كتاب �أيام طبة �لخ باب �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحج، -2و�صلم، حديث رقم: 1218. و�أ�صاف �بن عليه لى �لله �لنبي �ص ة باب حج �لحج، جزء: 4 �صفحة: 38 ه�صام في �ل�صيرة زيادة في �لن�ض كما يلي: ».. �إنما �لموؤمنون �إخوة، ل يحل لمرئ مال �أخيه �إل عن طيب

نف�ض منه...«، تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض 286- 287.

Page 48: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 48 -

�إ�صاعة �لطماأنينة، تعلق �لأمر ب�صوك ي�صره وهو يم�صي في �لطريق)1(، وذلك بغية ور�حة �لقلب للاإن�صان �أينما حل و�رتحل.

�أبرز منجزنا �لتحليلي في �لق�صم �لثاني من �لبحث �لمعالم �لرئي�صية لمقومات لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية، ون�صوب �لنظر �لآن نحو �لبحث عن �لآليات �لتي �ل�ص

حر�صت هذه �لأخيرة على تح�صينه وحمايته.لم المدني في ال�شنة النبوية: المبحث الثالث: اآليات تح�شين ال�ش

1- نبذ العنف:�إن �لفاح�ض لن�صو�ض �لأحاديث �لنبوية، ي�صت�صف مناه�صتها �ل�صديدة لكل �أ�صكال �لعنف بين مكونات �لمجتمع، فهي ترف�صه جملة وتف�صيلا، وتتبر�أ من كل من �ختار �لعنف طريقا لتحقيق �أهد�فه. وبما �أن حمل �ل�صلاح في وجه �لآخر �لم�صالم، يعد و�جهة من و�جهات �لعنف، فاإن �لر�صول �لأكرم نهى نهيا قاطعا عن حمله، لاح فاإنه ل يدري �أحدكم ير �أحدكم �إلى �أخيه بال�ص فقال �صلى �لله عليه و�صلم: »ل ي�ص�أبي �لنار«)2(. وفي حديث عن من حفرة فيقع في يده، ينزع في يطان �ل�ص لعل بكرة �أنه �صمع �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم يقول: »�إذ� تو�جه �لم�صلمان ب�صيفيهما فالقاتل و�لمقتول في �لنار. قال: فقلت: �أو قيل: يا ر�صول �لله، هذ� �لقاتل فما بال �لنبوية تحمل �ل�صنة �أن يعني ما احبه«)3(، وهو �ص قتل �أر�د قد �إنه قال: �لمقتول؟ م�صوؤولية �لقتل للطرفين �لمتقاتلين، لأن نية �لقتل توفرت فيهما معا؛ ووجه �لدللة لم �لجتماعي. �أ�صلا، لتعار�صه مع �ل�ص �أن ن�ض �لحديث يناه�ض �لقتل في ذلك

لاح �إلى م�صلم، حديث رقم: �صارة بال�ص �أخرجه: م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �لنهي عن �لإ -1.2616

لاح �إلى م�صلم، حديث رقم: �صارة بال�ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �لنهي عن �لإ -2.2617

�أخرجه م�صلم، كتاب �لفتن و�أ�صر�ط �ل�صاعة، باب �إذ� تو�جه �لم�صلمان ب�صيفيهما، حديث رقم: 2888. -3

Page 49: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 49 -

ما بعر�صه، وهو �لم�ض �أو �لغير �لنبوية دم �لأحاديث نف�ض �لتجاه، حرمت وفي ه«)1(. يعك�صه قوله عليه �ل�صلام« كل �لم�صلم على �لم�صلم حر�م دمه، وماله، وعر�صوفي خطبة حجة �لود�ع، حذر �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم من مغبة �لعنف و�صفك كم بينكم حر�م كحرمة يومكم هذ�، عر��ص �لدماء فقال: »فاإن دماءكم و�أمو�لكم و�أاهد ع�صى �أن يبلغ اهد �لغائب، فاإن �ل�ص في �صهركم هذ�، في بلدكم هذ�، ليبلغ �ل�صمن هو �أوعى له منه«)2(. بل كان عليه �ل�صلام يدعو �إلى تجنب �لعنف �للفظي مثل �للعن ولو مع �لأعد�ء و�لخ�صوم؛ فعن �أبي هريرة قال: قيل: يا ر�صول �لله �دع على

ا بعثت رحمة«)3(. انا، و�إنم �لم�صركين قال: �إني لم �أبعث لع�لفتنة، �صر�ك في �ل�صقوط مغبة من �لنبوية �ل�صنة حذرت نف�صها، وللغاية طريقا ذلك و�عتبرت �أخرى، دون لطائفة �لتع�صب �أو �لجماعة، عن و�لخروج منحرفا يف�صي �إلى �لقتتال، حتى �أن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم جعل �لطائفيين �ل�صريف: �لحديث في ورد فقد جاهلية، ميتة يموتون من عد�د في و�لمتع�صبين ت ر�ية ماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تح اعة وفارق �لج »من خرج من �لطبة فقتل فقتلة جاهلية، ر ع�ص بة، �أو ين�ص بة، �أو يدعو �إلى ع�ص ب لع�ص ية، يغ�ص عمها وفاجرها، ول يتحا�صى من موؤمنها ول يفي لذي رب بر تي ي�ص ومن خرج على �أمعهد عهده، فلي�ض مني ول�صت منه«)4(. ولعظم هول خطر �لقتل و�لفتن، �عتبرهما �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم من علامات �ل�صاعة، حيث �أثر عنه قوله فيما رو�ه �أبو

ه، ريم ظلم �لم�صلم، وخذله، و�حتقاره، ودمه، وعر�ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح -1وماله، حديث رقم: 2564.

�صامع، من �أوعى غ مبل رب م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي قول باب �لعلم، كتاب �لبخاري في �أخرجه -2حديث رقم: 67.

ها، حديث رقم: 2599. و�ب وغير �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �لنهي عن لعن �لد -3�لكفر، �إلى عاة �لد ذير وتح �لفتن ظهور عند ماعة �لج بلزوم �لأمر باب �لإمارة، �أخرجه م�صلم، كتاب -4

حديث رقم: 1848.

Page 50: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 50 -

يا �لهرج وما قالو�: �لهرج. يكثر حتى اعة �ل�ص تقوم »ل عنه: �لله ر�صي هريرة �لذكر- �ل�صالفة �لأحاديث �لدللة في �لقتل«)1(. ووجه �لقتل قال: �لله؟ ر�صول �أو لفظا �أو فعلا و�أنو�عه، �أ�صكاله بكافة وتمنعه �لعنف، تدين �أنها كثير- وغيرها

معنى، وتعتبره مهدد� لل�صلم �لمدني.للاأكاذيب و�لترويج �لأقاويل �بتد�ع �لنبوية �ل�صنة ناه�صت وبالمثل، �لمجتمع مكونات بين لمية �ل�ص �لعلاقات في خلل �إلى توؤدي �لتي و�ل�صائعات �أكذب ن �لظ فاإن ، ن و�لظ »�إياكم �ل�صريف: �لحديث في جاء ولذلك �لمدني، و�، ول تد�برو�، وكونو� عباد �لله �صو�، ول تباغ�ص �صو�، ول تج�ص �لحديث، ول تح�ص�إخو�نا«)2(. وفي نف�ض �لمعنى، �أكدت �لأحاديث �لنبوية دفع �لر�صول عليه �ل�صلام لأي �صرر يقع للنا�ض عن طريق �لظن و�لتاأويلات �لخاطئة �لتي تحكم �صلبا على نية �لآخر، رجما بالغيب، وبما ل يعلمه �إل �لله، فقال معبر� عن ت�صايقه من هذه �لآفة �ل�صلبية �لتي تبث �لفرقة و�لنق�صام بين مكونات �لمجتمع: »�إني لم �أومر �أن �أنقب

قلوب �لنا�ض ول �أ�صق بطونهم«)3(.�لمجتمع، ويكون با�صتقر�ر وتخل �لفتن تزرع �لتي �لو�صايات نهى عن كما فيها �لل�صان �أكثر م�صاء من �لح�صام )4(. وفي ذ�ت �لوقت، حذر من مغبة �نت�صار توغر �لتي و�لإ�صاعات �لو�صايات ب�صب �لمجتمع �أفر�د بين و�لبغ�صاء �لعد�وة �لبين ذ�ت و�صوء »�إياكم �ل�صلام: عليه فقال �لنتقام، روح وتزرع �ل�صدور،

�أخرجه م�صلم، كتاب �لفتن و�أ�صر�ط �ل�صاعة، باب �إذ� تو�جه �لم�صلمان ب�صيفيهما، حديث رقم: 157. -1�أخرجه �لبخاري، كتاب �لفر�ئ�ض، باب تعليم �لفر�ئ�ض، حديث رقم:6724. -2

ي �لله عنه لام وخالد بن �لوليد ر�ص �أخرجه �لبخاري في كتاب �لمغازي، بعث علي بن �أبي طالب عليه �ل�ص -3ة �لود�ع، حديث رقم: 4351. �إلى �ليمن قبل حج

، فاإن �لل�صان فيها مثل وقع ورد في �صنن �بن ماجه حديث ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: "�إياكم و�لفتن -4يف« �أبو�ب �لفتن، باب كف �لل�صان في �لفتنة، حديث رقم: 3968. �ل�ص

Page 51: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 51 -

القة«)1( و�لحالقة هي �لتي تحلق �لدين، وفي حديث �آخر عن عثمان ر�صي فاإنها �لحة قتات »)2(. ن �لله عنه، عن حذيفة �أنه �صمع قول �لنبي عليه �ل�صلام: »ل يدخل �لج

اإن دللت الأحاديث ال�سالفة تتمثل في:�أنها تبدو �لتي و�لنميمة و�ل�صائعات �لأقاويل من �لمجتمع حماية �صرورة -1

�صغيرة وتافهة، ولكن �أثرها خطير على مكونات �لمجتمع �لمدني.ت�صكل خطر� على �لتي �لظاهرة �لأ�صباب �لبحث عن �لنبوية �ل�صنة تتعدى -2لم �لمدني، لتتعمق في �لأ�صباب �لباطنة �لمختفية ور�ء �لنف�ض �لب�صرية من �ل�صم�صتوى في يبقى ولكنه �لمرء، به يجاهر ل قد دفين وحقد وح�صد كر�هية �ل�صر، ويختفي في �أعماق �لنف�ض �لب�صرية �لأمارة بال�صوء. ويكون �نعكا�صه �لم�صمر، �لخطر هذ� مناه�صة من �لهدف �أما �لظاهر. �ل�صر�ع من �أثر� �أبلغ �ل�صتقر�ر على و�لم�صو�صين �لمغر�صين من يخلو مجتمع خلق في فيتجلى

لم �لمدني. �لجتماعي وتهيئ تربة �صليمة ل�صتنبات �ل�صوعلى عك�ض بع�ض �لنظريات �لتي تتبنى �لعنف كو�صيلة لح�صم �ل�صر�عات، لمي، و�لكلمة �لطيبة، و�لرفق في �لتو��صل تدعو �ل�صنة �لنبوية �إلى �تباع �لمنهج �ل�صبين كافة �صر�ئح �لمجتمع �لمتعدد. �صفيعنا في ذلك مجموعة من �لأحاديث �لنبوية �صلم من �لتي ت�صب في هذ� �لتجاه، ومنها قوله �صلى �لله عليه و�صلم: »�لم�صلم �أي�صا: وقوله عنه«)3(، �لله نهى ما هجر من و�لمهاجر ويده، ل�صانه من �لم�صلمون �لو�قع وفي ه«)4(. غر �أو م�صلما ار �ص من ملعون ملكته، �صيئ نة �لج يدخل »ل باب، و�صلم، عليه �لله �صلى �لله ر�صول عن و�لورع و�لرقائق �لقيامة �صفة �أبو�ب �لترمذي، �أخرجه -1

حيح، غريب من هذ� �لوجه.". حديث رقم: 2508، وقال: " هذ� حديث �ص�أخرجه �لبخاري، كتاب �لأدب، باب ما يكره من �لنميمة، حديث رقم: 6056. -2

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب �لم�صلم من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده، حديث رقم:10. -3م�صند �أبو يعلى، حديث رقم: 96. -4

Page 52: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 52 -

�لعياني، ��صتخدم عليه �ل�صلام �صيا�صة �للين و�لرفق �أي�صا حينما كان ين�صر �لإ�صلام بع�ض �إلى �أر�صلهما �للذين للمبعوثين و�صيته عنه �أثر حيث �لعربية �لجزيرة في ر�، ر� ول تنف ر�، وب�ص ر� ول تع�ص �لبلد�ن �لمجاورة لدولة �لر�صول عليه �ل�صلام: »ي�ص

وتطاوعا ول تختلفا« )1(.

وحفاظا على هذه �لقاعدة �لقائمة على �للين و�لم�صالمة في �لتعامل مع �لغير، كان �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم يطبقها حرفيا حتى في رده على �إ�صاء�ت �ألد �ليهود من رهط �أنه »دخل �أعد�ئه. فمن خلال ما ورد من �لأحاديث �ل�صحيحة ام عليكم. قالت عائ�صة: ففهمتها م، فقالو�: �ل�ص لى �لله عليه و�صل على ر�صول �لله �صم: مهلا لى �لله عليه و�صل عنة قالت، فقال ر�صول �لله �ص ام و�لل فقلت: وعليكم �ل�صما ت�صمع ولم �لله، ر�صول يا فقلت: كله، �لأمر في فق �لر يحب �لله �إن عائ�صة يا م: قد قلت: وعليكم«)2(. وي�صتنبط من لى �لله عليه و�صل قالو�؟ قال ر�صول �لله �صهذ� �لرد �لنبوي �أنه �أ�صلوب في �لمعاملة بالمثل، لكن دون �صتم �أو توبيخ �أو ع�صبية، يحمي �لله �أن م�صبقا يعلم لأنه �ل�صر�ع، فتيل و�إ�صعال �لأع�صاب، لإثارة تفاديا ن �لله لم بالرفق)3(. لذلك كان يو�صي عائ�صة ر�صي �لله عنها بالقول: »يا عائ�صة �إ �ل�صفق ما ل يعطي على �لعنف، وما ل يعطي على فق، ويعطي على �لر رفيق يحب �لرما �صو�ه«)4(. وكان عليه �ل�صلام ببعد نظره �لثاقب، يعرف ما يترتب عن �صيا�صة يحرم »من �ل�صريف: بالحديث ن�صتدل عليه ما �أثر طيب، وهو �للين و�لرفق من

نازع و�لختلاف في �لحرب وعقوبة من �أخرجه �لبخاري في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب ما يكره من �لت -1ى �إمامه، حديث رقم: 3038. ع�ص

فق في �لأمر كله، حديث رقم: 6024، . �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأدب، باب �لر -2لم في �لقر�آن و�ل�صنة، مرتكز�تها وو�صائل حمايتها، عبد �لهادي �لخملي�صي، �ض545. �ل�ص -3

فق، حديث رقم: 2592. ل �لر �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة ولآد�ب، باب ف�ص -4

Page 53: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 53 -

بناء �ليوم في ي�صتثمر �أن ينبغي نبوي حكيم توجيه �لخير«)1(، وهو يحرم فق �لرلم �لمدني. �ل�ص

وي�صت�صف من مجمل هذه �ل�صت�صهاد�ت �أن �ل�صنة �لنبوية تقف على طرفي على �عتد�ء فيه لما �لعنف، �أ�صكال وكل و�لقتل و�لإرهاب �لتطرف مع نقي�ض طائ�صة، �أيادي �صحايا ويذهبون به، يوؤ�خذون ذنب لهم لي�ض �أبرياء �أ�صخا�ض

لم �لجتماعي. وينتج عنه �نعد�م �لأمن وت�صدع منظومة �ل�صلم المدني: 2- الحوار كاآلية من اآليات تعزيز ال�س

لمية وت�سبثه بثقافة الحوار: نزعة الر�سول ال�سلم �لمدني حتى كان �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم قد �كت�صب تجربة في �ل�صقبل �لبعثة �لنبوية، حيث �صارك في حلف �لمطيبين �لذي هو ترجمة و�نعكا�ض �أمين لروح �لت�صامن �لجتماعي. وكان يقوم بتوزيع �لخدمات على �لحجاج، وي�صلح بين �لقبائل. كما نجح في حل بع�ض م�صاكل قومه عن طريق �لحو�ر، وهو ما تجلى في حلف �لف�صول)2( �لذي يمكن �عتباره بكل مو�صوعية �أول ر�بطة مدنية للدفاع عن حقوق �لإن�صان، يلجاأ �إليها كل مظلوم، فتكون هذه �لمبادرة - خلافا لما ذهبت

�إليه بع�ض وجهات �لنظر - قد �صبقت بذلك »�لماغنا كارتا »�لأنجليزية)3(.

فق، حديث رقم: 2592. ل �لر �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة ولآد�ب، باب ف�ص -1عن وقائع حلف �لف�صول ير�جع: �لكامل في �لتاريخ، �بن �لأثير، 27-25/2. -2

»ماغنا كارتا« ومعناها »�لعهد �لأعظم«، هي و�حدة من �لوثائق �لقانونية �لأكثر �أهمية في �لعالم. �صدرت -3في �أنجلتر� �صنة 1215 م على يد �لملك �لأنجليزي جون لكلاند. وقد ن�صرت جريدة �لتحاد �لإمار�تية �أقدم �أنها تمثل باأبو ظبي، زعم �لمتدخلون فيه ملخ�صا للنقا�ض �لذي جرى في رحاب جامعة نيويورك وثيقة في �لحرية. �نظر عدد �لجريدة �لمذكورة ليوم 31 �أكتوبر 2015، في حين يرى �لبع�ض �أنها �صكلية، وغير ذ�ت تاأثير قانوني، وبخا�صة �أن �لملك �لذي �أ�صدرها كان م�صتبد� بالحكم. وللمزيد من �لتفا�صيل

حول �لمو�صوع، ير�جع:Magna Carta، J. C. Holt، Cambridge University Press 2015.

Page 54: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 54 -

لم �لجتماعي وبمجرد نزول �لوحي وبد�ية �لمرحلة �لنبوية، �رتفعت وتيرة �ل�صتلزمه �لتي �لعظمى �لنبوية �أ�صبح و�عيا بم�صوؤوليته �أنه في م�صار حياته، وبخا�صة من �لنبي يجعل �أن �ل�صدفة من يكن لم لذلك �إليه. يوحى لما �لحرفي �لتطبيق لم �لمدني �أ�صلا في علاقاته مع مجتمعه �ل�صغير في �لمدينة �لمنورة، ومع �لقوى �ل�ص

�لأخرى خارجها.�لحو�ر مبد�أ على يرتكز و�صلم عليه �لله �صلى كان �أنه بالملاحظة و�لجدير لمي في فتر�ت �لقوة و�ل�صعف على �ل�صو�ء، �إذ طبق هذ� �لمبد�أ وهو م�صطهد �ل�صفي مكة، كما طبقه وهو قوي في �صلح �لحديبية. وعندما فتح مكة ودخلها �صلما، لمي �لح�صاري، فعفا عن �ألد �أعد�ئه بالأم�ض)1(. تعامل مع خ�صومه بالأ�صلوب �ل�صبالن�صر له �لإلهي و�لوعد بها، يتمتع كان �لتي �لد�ئمة �لإلهية �لح�صانة ورغم لم و�لحو�ر كلما وجد �إلى �لمطلق، فاإنه كان عليه �ل�صلاة و�ل�صلام يجنح �إلى �ل�ص

ذلك �صبيلا، مبتعد� عن �أ�صاليب �لإكر�ه �أو فر�ض �لر�أي �لو�حد. لم �لمدني، لقد كان محمد �صلى �لله عليه و�صلم موؤهلا للحو�ر �لمف�صي �إلى �ل�ص�لمنكر، ف�صلا عن كونه بالمعروف و�لناهي عن �لآمر �لبليغ �ل�صادق �لأمين، فهو �أ�ص�ض طبق لذلك وتو��صعا. وثقة ومنطقا، وعقلا حجة و�أقو�هم �لخلق �أ�صرف لمي في حياته �لعملية �عتماد� على ثلاث و�صائل �صلمية وهي �لحكمة �ل�ص �لحو�ر و�لإقناع و�لموعظة �لح�صنة)2(، فكانت تحركاته ل تتجاوز د�ئرة �لوعظ و�لتذكير، وتفتيح �لقلوب و�لعقول على �لحق، دون �إكر�ه، بعيد� عن لغة �لتهديد و�لوعيد. فقد جاء وفد من قبيلة دو�ض �صمال �ليمن �إلى �لمدينة �لمنورة برئا�صة طفيل بن عمرو و�عتنقو� �لإ�صلام. وعندما رجع طفيل �إلى قومه، دعاهم للدين �لإ�صلامي، لكنهم رف�صو� دعوته، فعاد �إلى �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم، و�صرح له �إخفاق مهمته

�صيرة �بن ه�صام، �ض 227. -1لمي في �لإ�صلام، منهجا و�صيرة، عبد �لعظيم، �لمطعني، �ض15. مبادئ �لتعاي�ض �ل�ص -2

Page 55: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 55 -

بالحو�ر كمنهج، �لموؤمن �لنبي �أن بيد �للعنة. ي�صتنزل عليهم �أن �لدعوية، و�صاأله رف�ض ذلك ب�صدة، و�صجعه على �لعودة �إليهم، و�ل�صتمر�ر في دعوتهم بالحو�ر �ل�صنة في يعود �أن لمية �ل�ص �لنبوية �لن�صيحة بهذه فا�صتطاع �لطيبة. و�لكلمة بنعمة �لإيمان، وهو ما ي�صكل �أنعم �لله عليهم �لمو�لية، ومعه ثمانون من قومه ممن �لباحثين)1(، �أحد ذلك ��صتنتج كما �لخ�صم ��صتقطاب في ناجحا حو�ريا منهجا بل يمكن �عتباره �أي�صا خطابا دبلوما�صيا نا�صجا، يقنع �لمحاور، ويكون لديه ملكة �لتي �ل�صريفة �لأحاديث من خلال لنا �صيتبين كما �إكر�ه �أو عنف دون �لقبول،

�صياأتي ذكرها في �لفقرة �لمو�لية.فلا �صك �أن قدرة �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم، وبر�عته في �لمنهج �لحو�ري، وكفاءته في �لإقناع، تبدو و��صحة من خلال �أقو�له و�صلوكه، ومنها �لحديث �لذي �أخرجه �لإمام �أحمد في م�صنده)2(، مفاده �أن رجلا �صابا ��صتاأذن �لر�صول في �لزنا، فاأقنعه �لنبي �لكريم من خلال حو�ره �لمبني على �ل�صوؤ�ل و�لجو�ب، و�ل�صتدر�ج �لمنطقي، و�لحجج �لد�مغة، �أن �آفة �لزنا تحدث قلقا نف�صانيا في �لذ�ت، وفي �لأ�صرة، وفي د�ئرة �لأقارب و�لمجتمع، فاقتنع �لفتى بو��صطة هذه �لآلية �لحو�رية من غير �ل�صريف �لو�ردة في متن �لحديث �لو�قعة تعنيف ول زجر. وي�صتنبط من هذه لم �لجتماعي على �أنه �أمر ل يتحقق بالقوة و�لغلبة �أن �ل�صنة �لنبوية تنظر �إلى �ل�صوبالحو�ر و�لجو�رح، �لقلب �إلى ينفذ بخطاب بل �لقر�ر، ب�صلطة و�ل�صتبد�د �لمخاطب و�إقناع و�لتو�فق حولها، �لفكرة لإي�صال �لمنطقي و�لتدرج و�لإقناع،

بعدم �صو�ب ر�أيه، وجعله يقبل �لر�أي �لمخالف �ل�صائب.

�ل�صيا�صة �لخارجية للدولة �لإ�صلامية و�ل�صتر�تيجية �لعليا في �إد�رة �ل�صر�ع �لدولي، عثمان بن عثمان، -1�ض78.

2- �لم�صند، حديث رقم: 22211، وينظر في: �صل�صلة �لأحاديث �ل�صحيحة للاألباني، ح 370، 712/1.

Page 56: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 56 -

ولم يثبت في �صيرة �لنبي عليه �ل�صلام �نه ��صتبد في �أي منا�صبة بر�أيه، بل كان لم و�لحرب، حتى �لحو�ر و�لت�صاور هما �للغة �لوحيدة �لتي يتحدث بها في �ل�ص�أن �لإمام �لبخاري �أفرد في �صحيحه بابا لل�صورى و«�لم�صاورة قبل �لعزم و�لتبين »�لتي �صار على منهجها �لنبي �لكريم. و�أورد �أحاديث حول م�صاورته لأ�صحابه في غزوة �أحد، وفي حادثة �لإفك �لتي لم ي�صدر عنه ر�أي بخ�صو�صها حتى ��صت�صار �أبي طالب و�أ�صامة بن زيد ر�صي �لله عنهما)1(. و�ل�صورى - كما يذهب عليا بن �إلى ذلك �لحكماء- منهج ناجح للحفاظ على كيان �لدولة، وتدبير �صوؤونها، تفاديا لأزمات �جتماعية محتملة، و�إدر�كا للر�أي �لح�صيف �لذي يتنا�صب مع �لفكر �لحر �لعام، ومن فل�صفة �لر�أي �لمنبثق من �لحو�ر �لجتماعي، ومن ت�صور�ت �ل�صليم للمقولة طبقا �لجتماعي �ل�صتقر�ر يخدم �لذي و�لتو�فق �ل�صيا�صية، �لتعددية

�لنبوية »�أنتم �أعلم باأمر دنياكم«)2(.كاآلية ل �ل�صلام �لذي جعله �صيدنا محمد عليه �لمنهج �لحو�ري وف�صلا عن لم �لمدني، كانت �لمفاو�صات و�إ�صلاح ذ�ت �لبين محيد عنها لتح�صين قو�عد �ل�ص

�أي�صا �إحدى �لآليات �لتي نهجها كذلك لحل �لنز�عات.ويقدم لنا �لنموذج �لنبوي �أروع �لنماذج للمفاو�ض �لناجح، مع �أكبر قوة �صر و�أكثرها بط�صا وجبروتا، وهي قري�ض �لم�صركة. فقد خا�ض معها �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم �أ�صعب مفاو�صات �صجلها �لتاريخ، ولكنها �نتهت ب�صلح �لحديبية بينهم( ح تعالى )و�أمرهم �صورى باب قول �لله بالكتاب و�ل�صنة، �لبخاري، كتاب �لعت�صام �صحيح -1عليه �لله )�صلى �لنبي عن �لله ر�صي هريرة �أبو روى �ل�صياق نف�ض وفي . ،7370 -7369 - 7368لى �لله عليه و�صلم«. �نظر: حابه من ر�صول �لله - �ص كثر م�صورة لأ�ص حد� قط كان �أ يت �أ و�صلم(: "ما ر�أ�ل�صنن �لكبرى للبيهقي، كتاب �لجزية - جماع �أبو�ب �ل�صر�ئط �لتي ياأخذها �لإمام على �أهل �لذمة وما

يكون منهم نق�صا للعهد، باب �لمهادنة على �لنظر للم�صلمين، حديث رقم: 18874. م من لى �لله عليه و�صل �أخرجه م�صلم، كتاب �لف�صائل، باب وجوب �متثال ما قاله �صرعا دون ما ذكره �ص -2

�أي، حديث رقم: 2363. نيا على �صبيل �لر معاي�ض �لد

Page 57: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 57 -

�لذي وقى �لله به �لم�صلمين �صر �لحرب. فالمفاو�صات و�ل�صلح و�إ�صلاح ذ�ت �لبين �صكلت د�ئما هدفا وغاية للر�صول �صلى �لله عليه و�صلم في �إد�رته للدولة، و�آلية لم �لأهلي. لذلك جعل �ل�صلح بين �لمتنازعين في مرتبة من �آليات �لحفاظ على �ل�ص�أبي �لدرد�ء عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه �إذ ورد عن عالية من مر�تب �لإيمان، يام و�لقيام؟ قالو�: بلى يا ر�صول ل من درجة �ل�ص كم باأف�ص خبر و�صلم �أنه قال: »�أل �أالقة«)1(. وفي رو�ية عن ، وف�صاد ذ�ت �لبين هي �لح لاح ذ�ت �لبين �لله، قال: �إ�ص�أبي �أيوب، قال: قال لي ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »يا �أبا �أيوب، �أل �أخبرك و� تباغ�ص �إذ� �لنا�ض لاح �إ�ص في ي تم�ص نوب؟ �لذ به ويمحو �لأجر به �لله م يعظ بما

عها«)2(. دقة يحب �لله مو�ص وتفا�صدو�؛ فاإنها �صلم �لمدني و�صيانته، وفي ذ�ت �لمعنى �لد�ل على �أهمية �ل�صلح كاآلية لتثبيت �ل�صنة ورد فيما رو�ه �أبو هريرة عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »تفتح �أبو�ب �لجكانت رجلا �إل �صيئا بالله ي�صرك ل عبد لكل فيغفر �لخمي�ض، ويوم �لثنين يوم حتى هذين �أنظرو� طلحا ي�ص حتى هذين �أنظرو� فيقال: �صحناء، �أخيه وبين بينه طلحا«)3(. وفي حديث مروي عن �صهل بن �صعد طلحا �أنظرو� هذين حتى ي�ص ي�صر�صي �لله عنه �أن �أهل قباء �قتتلو� حتى تقاذفو� بالحجارة، فلما �أخبر عليه �ل�صلام لح بينهم«)4(. و يت�صح من دللت هذه �لأحاديث �لتي بذلك قال »�ذهبو� بنا ن�ص�أ�صاليب من �أ�صلوبا �لبين ذ�ت �إ�صلاح من جعل �لأكرم �لر�صول �أن �أوردناها،

لم �لمدني. �لحفاظ على �ل�صتقر�ر �لجتماعي وبناء �ل�ص

�أخرجه �لترمذي في �أبو�ب �صفة �لقيامة و�لرقائق و�لورع عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، حديث -1حيح«. رقم: 2509، وقال �لترمذي: »هذ� حديث ح�صن �ص

�صعب �لإيمان للبيهقي، ح 10582، )مفرد(. -2�أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �لنهي عن �لفح�صاء، و�لتهاجر، حديث رقم: 2565. -3

لح، حديث رقم: 2693. حابه �ذهبو� بنا ن�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلح، باب قول �لإمام لأ�ص -4

Page 58: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 58 -

3- ن�سر ثقافة الت�سامن والتوافق الجتماعي:ت�صليط من منا�ض ل �لمدني، لل�صلم �لنبوية �ل�صنة تح�صين كيفية لإدر�ك وح�صبنا �أ�ص�صه؛ لتثبيت و�لت�صامن �لتما�صك ثقافة لإ�صاعة دعوتها على �ل�صوء �أن كل �لأحاديث �لنبوية و�صلوكات �لر�صول و�أفعاله كانت موجهة بالأ�صا�ض نحو ن�صر ثقافة �جتماعية ت�صعى �إلى تكوين �صلات بين مكونات �لمجتمع، وبناء رو�بط �إن�صانية تتميز بديمومتها، لأنها تعك�ض �متز�ج م�صلحة �لفرد بم�صلحة �لمجتمع، على عك�ض �لرو�بط �لمادية �لمرتبطة بم�صلحة �صلطة �أو طبقة �أو فرد، و�لتي غالبا ما تنتهي بانتهاء �لحاجة �إليها، فهي رو�بط تتجاوز �لعن�صرية و�للون و�لدم و�لقبيلة و�للغة و�لوطن، لتجعل من �لمجتمع �لمدني بنيانا متر��صا متما�صكا، ي�صتع�صي على �لفرقة

و�لنق�صام)1(. ونظرة فاح�صة في متون �لأحاديث �ل�صريفة، تبين ما تفي�ض به من دعوة �إلى �لفرد، وهو ما يعك�صه �أنانية تتجاوز �لتي �لت�صامن و�لندماج في د�ئرة �لجماعة و�حد رجل على جميع مركم و�أ �أتاكم و�صلم: »من عليه �لله �صلى �لنبي قول ق جماعتكم فاقتلوه«)2(. و�لجماعة في �ل�صنة �لنبوية و يفر اكم �أ يريد �أن ي�صق ع�صتحيل على معنى �لتعا�صد و�لتما�صك، وهو ما يت�صح من خلال �لأحاديث �لنبوية ل تف�ص ماعة �لج لاة »�ص �أن حتى جماعية بكيفية �لعباد�ت ممار�صة �إلى تدعو �لتي لاة �لفذ ب�صبع وع�صرين درجة« كما جاء على ل�صان ر�صول �لله �صلى �لله عليه �صوبدورها، �لعيدين. و�صلاة �لجمعة �صلاة عن يقال نف�صه �ل�صيء و و�صلم)3(. تعد �لزكاة مظهر� من مظاهر �لتكافل بين �لأغنياء و�لفقر�ء د�خل ن�صيج �لجماعة.

لم في �لقر�آن و�ل�صنة، �لخملي�صي، �ض263. �ل�ص -1تمع، حديث رقم: 1852. ق �أمر �لم�صلمين وهو مج �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب حكم من فر -2

لاة �لفذ ب�صبع وع�صرين درجة، حديث رقم: ل �ص ماعة تف�ص لاة �لج �أخرجه: �لبخاري، كتاب �لآذ�ن، �ص -3.645

Page 59: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 59 -

فاإن �ل�صيام م�صاركة جماعية وم�صاو�ة في �لجوع، و�لحج ملتقى جماعي وبالمثل بيد بالجماعة. له �صلة ما �لنبوية على كل �ل�صنة لذلك تحر�ض �لم�صلمين، لجموع �أن �لجماعة لن ت�صل �إلى تما�صكها �إل �إذ� �صارك كل فرد من ذ�ت نف�صه وذ�ت يده، وكان �صند� لها كيفما كان نوع هذه �لم�صاندة، لذلك قال عليه �ل�صلام: »�إن خيار اء«)1(. وقال �أي�صا فيما رو�ه �أن�ض بن مالك ر�صي �لله عنه: »ما �لنا�ض �أح�صنهم ق�صل كان و �إن�صان، �أو بهيمة، �إ و يزرع زرعا، فياأكل منه طير، �أ من م�صلم يغر�ض غر�صا �أبعمل �لقيام �لإن�صان على دقة«)2(. وتكمن دللة هذ� �لحديث في تحفيز به �ص له ينتفع به �لمجتمع، وي�صاهم في تحقيق تنميته، و�عتباره عملا من �أعمال �لبر و�لخير، ت�صتفيد منه �لجماعة، وي�صل �إلى م�صتوى �ل�صدقة �لتي تزرع روح �لتكافل د�خل

�لن�صيج �لجتماعي.�لر�صول نهى و�لتعاون)3(، �لتما�صك �إلى �لد�عي �لإلهي �لهدي نور وعلى �صلى �لله عليه و�صلم عن �لعد�وة بين �لنا�ض، ودعا �إلى �لتعا�صد و�لتما�صك. من ا. و�صبك ه بع�ص للموؤمن كالبنيان، ي�صد بع�ص ذلك قوله عليه �ل�صلام: »�إن �لموؤمن هم وتر�حمهم وتعاطفهم مثل ابعه«)4(، وفي حديث �آخر: »مثل �لموؤمنين في تو�د �أ�صولأن ى«)5(. و�لحم هر بال�ص �لج�صد �صائر له تد�عى و ع�ص منه ��صتكى �إذ� �لج�صد، �لتعددية في �لمجتمع تفر�ض �لتعاون، وتتجاوز �لفردية �لنرج�صية وحب �لذ�ت، �أح�صنكم كم منه، وخير � ى خير فق�ص من ��صت�صلف �صيئا باب �أخرجه م�صلم، كتاب �لم�صاقاة و�لمز�رعة، -1

اء، حديث رقم: 1600. ق�صرع و�لغر�ض �إذ� �أكل منه، حديث رقم: 2320. ل �لز �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحرث و�لمز�رعة، باب ف�ص -2

و�لتقوى ول تعاونو� على �لإثم و�لعدو�ن(، �لمائدة/ 2. قال تعالى: )وتعاونو� على �لبر -3ه، حديث رقم: ابع في �لم�صجد وغير �ص �أخرجه �لبخاري)و�للفظ له( في كتاب �ل�صلاة، باب ت�صبيك �لأ -4دهم، حديث رقم: 481، وم�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تر�حم �لموؤمنين وتعاطفهم وتعا�ص

.2585دهم، حديث رقم: �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تر�حم �لموؤمنين وتعاطفهم وتعا�ص -5

.2586

Page 60: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 60 -

�لتكافل فربط �لحقيقة، بهذه �صدح �لر�صول فاإن للغير، �لخير بحب و��صتبد�لها ما لأخيه يحب حتى �أحدكم يوؤمن »ل �ل�صلام: عليه بقوله بالإيمان �لجتماعي يحب لنف�صه«)1(، وطالب بالتعا�صد و�لتكافل بين كل مكونات �لمجتمع �لإ�صلامي.وفي �صبيل بناء مجتمع مدني مت�صامن ومتعاون، طالب بغر�ض مجموعة من و�لتعا�صد �لتعاون ت�صمل �أخلاقية �صلوكات �إلى وترجمتها �لمجتمع، في �لقيم وحب �لخير، و�إر�صاء �صلم يجنح �إلى تغليب �لمحبة و�لمودة على ح�صاب �لخلاف �صو�، و�، ول تج�ص و�لعدو�ن. يقول عليه �ل�صلاة و�ل�صلام: »ل تحا�صدو�، ول تباغ�ص

�صو�، ول تناج�صو� وكونو� عباد �لله �إخو�نا«)2(. ول تح�ص�لمطالبة �إلى �لنبوية �ل�صنة �أفر�د �لمجتمع، ذهبت �لتعاون بين ولتر�صيخ مبد�أ �لتعا�صد �لفرد �لمحتاج، حتى يتحقق �إلى �لقوي �لفرد �لعون من جانب بمد يد �ض عن موؤمن و�لت�صامن، وهو ما ي�صت�صف من قوله �صلى �لله عليه و�صلم: »من نفر على مع�صر �ض �لله عنه كربة من كرب يوم �لقيامة، ومن ي�ص نيا نف كربة من كرب �لدنيا و�لآخرة، نيا و�لآخرة، ومن �صتر م�صلما �صتره �لله في �لد عليه في �لد ر �لله ي�صو�لله في عون �لعبد ما كان �لعبد في عون �أخيه«)3(. وهو ن�ض حديثي يوؤكد مقا�صد �ل�صنة �لنبوية في بناء مجتمع متما�صك ت�صوده روح �لتكافل و�لتعاون بهدف توثيق �لتي �لمدني �لمجتمع �صمات من �صمة وتلك مكوناته، كل بين �لإن�صانية �لأو��صر

تطمح �إليها �لمجتمعات �لمعا�صرة.

�أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب من �لإيمان �أن يحب لأخيه ما يحب لنف�صه، حديث رقم: 13. -1ونحوها، و�لتناج�ض ناف�ض و�لت �ض و�لتج�ص ن �لظ ريم تح باب و�لآد�ب، و�ل�صلة �لبر كتاب في م�صلم -2

حديث رقم: 2563.�لقر�آن، تلاوة �لجتماع على ل باب ف�ص �أخرجه م�صلم في كتاب �لذكر و�لدعاء و�لتوبة و�ل�صتغفار، -3

كر، حديث رقم: 2699. وعلى �لذ

Page 61: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 61 -

وفي �صياق ثقافة �لتعاون و�لتكافل �أي�صا، حر�صت �ل�صنة �لنبوية على �لإح�صان للفقير و�لأرملة و�ليتيم. من ذلك ما رو�ه �أبو هريرة ر�صي �لله عنه عن �لنبي �صلى اعي على �لأرملة و�لم�صكين كالمجاهد في �صبيل �لله، �لله عليه و�صلم �أنه قال: »�ل�صه، �أنا ائم �لنهار«)1(. وقال ب�صاأن �ليتيم: »كافل �ليتيم له �أو لغير يل �ل�ص �أو �لقائم �لل�لنبوية �ل�صنة �إن بل و�لو�صطى)2(. بابة بال�ص مالك و�أ�صار نة«، �لج كهاتين في وهو لم مع �لجير�ن، �ل�ص �لتاآزر و�لتكافل- لت�صمل حتى علاقات �متدت - في �صياق ار حتى ظننت يل بالج يني جبر وهو ما يتجلى في �لحديث �ل�صريف: »ما ز�ل يو�ص

ثه«)3(. �أنه �صيوروي�صت�صف من جملة �لأحاديث �لنبوية �صالفة �لذكر �أن فكر �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم، �ت�صم بال�صمولية وعمق �لنظرة لبناء مجتمع متكامل، م�صتقل ب�صيادته، للمحتاجين، �لعمل فر�ض موؤمن �لذ�تي، باقت�صاده قوي بوحدته، متما�صك م�صتغن عن �لحاجة لأي م�صاعدة خارجية. وبهذ� �لمعنى، فاإن �لتكافل �لجتماعي ل يخ�ض �لجانب �لمادي فح�صب، بل ي�صمل كل حاجيات �لمجتمع مادية �أو معنوية

�أو فكرية)4(.

فقة على �لأهل {وي�صاألونك ماذ� ينفقون قل �لعفو كذلك ل �لن �أخرجه �لبخاري في كتاب �لنفقات، وف�ص -1نيا و�لآخرة}، حديث رقم: 5353، وم�صلم في كتاب �لزهد رون في �لد كم تتفك �لله لكم �لآيات لعل يبين

رملة و�لم�صكين و�ليتيم، حديث رقم: 2983. و�لرقائق، باب �لإح�صان �إلى �لأو�ليتيم، حديث رقم: و�لم�صكين �لأرملة لى �إ ح�صان �لإ باب �لزهد و�لرقائق، �أخرجه م�صلم في كتاب -2

2983ار وقول �لله تعالى {و�عبدو� �لله ول ت�صركو� به �صيئا اة بالج �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأدب، باب �لو�ص -3تال فخور�}، حديث رقم: 6014. وم�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة قوله {مخ �إلى �إح�صانا} وبالو�لدين

ية بالجار، و�لإح�صان �إليه، حديث رقم: 2624. و�لآد�ب، باب �لو�صحمزة عبد �لله �لمليباري، در��صات تطبيقية في �لحديث �لمو�صوعي، �ض: 233 - 241. -4

Page 62: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 62 -

�لت�صامن �لنبوية جعلت من �ل�صنة �أن �لأحاديث ي�صتخل�ض من جملة هذه �لمدني، لم �ل�ص لتح�صين طريقا �لمجتمع وطو�ئف �أفر�د بين و�لتعاون و�لتكافل �ل�صر�ع �أ�صباب وتزول �لتفرقة، عو�مل تنتفي و�لتعاون و�لتما�صك فبالت�صامن لم �لمدني ر�صوخا وثباتا. و�لعد�وة، وتتقوى �للحمة بين عنا�صر �لمجتمع، مما يزيد �ل�ص

4- القدرة على اإدارة التنوع داخل مجتمع يقوم على مبداأ المواطنة: ف�صيف�صائيا يثرب، مجتمعا عند دخوله و�صلم عليه �لله �صلى �لر�صول وجد تتنوع �أعر�قه، وتتباين فيه �لديانات، ويقوم فيه نظام ع�صائري، ناهيك عن تاأجج تعرقل كانت عو�ئق وكلها �أرجائه، في �لطائفي و�لقتتال �لقبلية �لع�صبية روح بناء مجتمع مندمج ومتلاحم. غير �أن عبقريته �لقيادية جعلته يذلل كل �ل�صعاب، ويعرف كيف يجعل من هذ� �لتعدد قوة، ومن هذ� �لتنوع وحدة، ومن �ختلاف وح�صافة، بحكمة �أعدها �لتي �ل�صحيفة بف�صل وذلك م�صتمر�، تعاي�صا �لأعر�ق مكونات بين و�ندماجا �صلميا، تعاي�صا خلقت د�صتورية معاهدة �أول جعلها مما �صيا�صية وحدة �لمتعددة �لمكونات هذه من خلقت بل �لمنورة)1(، �لمدينة مجتمع رغم �صر�ع، �أو تع�صب �أدنى دون و�لتفاهم، �لتحالف على تقوم متجان�صة من �أ�صا�ض على لمية �ل�ص �ل�صيغة هذه و�أقامت و�لح�صاري. �لثقافي �لختلاف �لعدل و�لم�صاو�ة و�لحرية �لفكرية و�لعقدية، مما جعل مجتمع �لمدينة »مجتمعا دوليا »تتعاي�ض فيه كل �لأجنا�ض و�لديانات، رغم �ختلافها في �لأ�صل و�لعرق و�لدين،

حيث �عتبر �لجميع �أمة من �لموؤمنين. لمي، فاإن ورغم �أن بنود هذه �لمعاهدة �لد�صتورية ل تحدد فترة �لتعاي�ض �ل�صبكل �لقول يمكن لذلك كاملة. بنوده بتنفيذ ملزما كان �لعهود �حتر�م و�جب ورد �لن�ض حول �ل�صحيفة في �صحيح م�صلم، كتاب �لعتق، باب تحريم تولي �لعتيق غير مو�ليه، ح 3790 -1�ض 566. و�نظر تفا�صيل ن�ض �ل�صحيفة في: �لبد�ية و�لنهاية، �بن كثير، 273/3- 276 - �نظر �أي�صا:

�لوثائق �ل�صيا�صية �لر�جعة للع�صر �لنبوي، محمد حميد �لله، �ض59 - 62.

Page 63: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 63 -

�لتعاي�ض في تاريخيا �أنموذجا بحق تج�صد �لمدينة �صحيفة �إن ونز�هة: مو�صوعية لم �لمدني، بف�صل قدرتها على �إد�رة وخلق روح �لمو�طنة، ومثال بارز� لمبادئ �ل�صللتحالف نو�ة �أهد�فها �صكلت حيث �لعنا�صر، متعدد مجتمع في �لختلاف و�لتكتل، وهو ما يبدو جليا من �لبند �لقائل: »و�إن �صلم �لموؤمنين و�حدة، ل ي�صالم ت �إل على �صو�ء وعدل بينهم«. كما ن�ص من في قتال في �صبيل �لله موؤمن دون موؤ�ل�صحيفة على مبد�أ عدم حماية من يخرج عن د�ئرة �لم�صالمة، و�أكدت على �صيادة �لدولة، وم�صروعية �لتحالف لمحاربة �أعد�ء �ل�صلام، حيث ورد في �إحدى بنودها: ر على من حارب »و�إن على �ليهود نفقتهم وعلى �لم�صلمين نفقتهم، و�إن بينهم �لن�ص�لإثم«. وت�صمنت دون و�لبر يحة و�لن�ص ح �لن�ص بينهم ن و�إ حيفة، �ل�ص هذه �أهل ا �صريحا حول ن�صرة �لمظلوم كيفما كان جن�صه �أو لونه، مما يبين �أن �ل�صحيفة ن�ص�صحيفة �لمدينة كانت تن�صد بناء مجتمع مندمج، وتطبق مفهوما جديد� للمو�طنة،

يتاأ�ص�ض على مبد�أ �لنتماء للدولة، ولي�ض للعرق �أو �لقبيلة �أو �لطائفة)1(. لمية، ف�صحت �ل�صحيفة �لطريق �لعملي و�لتطبيقي للتعارف وبهذه �لبنود �ل�ص�لقانون بف�صل �لمدينة، في �لمقيمة �لأجنا�ض مختلف بين و�لت�صاكن و�لتعاي�ض �لذي و�صعه �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم، وكان حلا مدنيا بامتياز، ي�صري على �آخر، ويحمي حقوق �متياز عن�صر على �لمنورة، دون �لمدينة �صكان عنا�صر كل

لم �لمدني. �لمو�طنة، وي�صكل ح�صنا منيعا ل�صيانة �ل�ص5- تحمل الم�سوؤولية وح�سن اأداء الأمانة لمناه�سة الف�ساد:

لتح�صين �لمتاحة �لآليات �أكثر من يعد �لم�صوؤولية مبد�أ تحمل �أن مر�ء في ل �أو يحتلها، �لتي �لمكانة �ختلفت مهما مو�طن كل ي�صعر فعندما �لمدني؛ لم �ل�ص�لر�صالة و�أبعاد وثقلها، م�صوؤوليته بحجم �لمجتمع د�خل يوؤديها �لتي �لوظيفة

تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض 111- 115. -1

Page 64: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 64 -

�لجتماعية �لتي �أنيطت به، فاإنه يكون بذلك قد �صاهم في و�صع ��صتر�تيجية ناجحة لم �لمدني. لذلك فالحاجة �إلى �لمرجعية �ل�صنية �لنبوية في هذ� �ل�صدد لحماية �ل�صوتو�صيح و�لجماعية، �لفردية �لم�صوؤولية روح لتعزيز جاءت لأنها ملحة، حاجة علاقة �لتكامل بينهما، مع �إبر�ز قيمة �أد�ء �لأمانة �نطلاقا من قول �لر�صول �صلى �لله كم م�صوؤول عن رعيته... �لحديث«)1(. فدللة هذ� كم ر�ع، وكل عليه و�صلم: »كل�لحديث تكمن في تحميل �لم�صوؤولية للجميع حتى يوؤدي كل و�حد دوره �لمنوط به. فالفرد م�صوؤول عن �صلم �أ�صرته ومجتمعه، و�لمر�أة م�صوؤولة عن بيتها، و�لجماعة م�صوؤولة عن رعاية ذوي �لحاجات وكفالتهم وحمايتهم في �أنف�صهم وفي �أمو�لهم. وي�صت�صف من ذلك �أن �أ�صل �لعلاقات �لب�صرية في منظور �ل�صنة �لنبوية هو �لتعاون عليها، و�ل�صهر �لأمانة �أد�ء و�حتر�م �لجماعة، لخدمة �لجهود وتكاثف و�لتاآزر، �أفر�د �صلامة و�صمان �لعي�ض، تاأمين طريق عن �لحياة في لم �ل�ص تحقيق �أجل من �لم�صوؤولية، بثقل �لوعي قائد� - و�عيا كل ب�صفته �لر�صول - �لمجتمع. وقد كان �أمور �لم�صوؤولية لإد�رة لذلك كان يتحرى �لأمر في �ختيار من يعينهم في موقع �لم�صلمين. فعندما طلب منه �أبو ذر �لغفاري توليته على �إحدى �لوليات، �أجابه: نها �أمانة، و�إنها يوم �لقيامة خزي وند�مة، �إل من �أخذها عيف، و�إ ، �إنك �ص »يا �أبا ذرى �لذي عليه فيها«)2(، مما يوؤكد خطورة �لأمانة �لمعلقة على �أولي �لأمر، ها و�أد بحقو�صرورة توفر �لحاكم و�لو�لي على �لحزم �للازم من �أجل مكافحة �لف�صاد �لذي

يخرب �لعلاقات بين �لمجتمع �لمتعدد �لأجنا�ض.

وفي منحى هذ� �ل�صلوك �لم�صوؤول �لمتكامل �لذي ت�صارك فيه كل �لأطر�ف،

معة في �لقرى و�لمدن، حديث رقم: 7138، و م�صلم، كتاب �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأحكام، باب �لج -1ة عية و�لنهي عن �إدخال �لم�صق فق بالر ائر و�لحث على �لر مام �لعادل وعقوبة �لج يلة �لإ �لإمارة، باب ف�ص

عليهم، حديث رقم: 1829.رورة، حديث رقم: 1825. �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب كر�هة �لإمارة بغير �ص -2

Page 65: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 65 -

�لتي �لف�صاد �أ�صكال جميع تغيير في مو�طن كل دور على �لنبوية �ل�صنة تقف �ل�صريف: �لحديث �لو�ردين في »�لمنكر« و »�لمعروف« م�صطلحي �ختزلتها في ه بيده، فاإن لم ي�صتطع فبل�صانه، فاإن لم ي�صتطع فبقلبه، »من ر�أى منكم منكر� فليغير�أيا �لفرد يلزم �أنه �لحديثي �لن�ض هذ� من في�صت�صف �لإيمان«)1(. عف �أ�ص وذلك كان، بم�صوؤولية مناه�صة �لف�صاد، و�إ�صلاح كل ما من �صاأنه �أن ي�صكل م�صدر قلق للب�صر، ويهدد ��صتقر�رهم و�أمنهم. ولأهمية مناه�صة �لف�صاد لقيام مجتمع مدني �صليم، جعلت �ل�صنة �لنبوية م�صاألة �لأمر بالمعروف في مرتبة �ل�صدقة، تحفيز� للنا�ض فقال �لف�صاد، �أي ذرة من من �لمجتمع �إ�صاعة �لخير، وتح�صين لم�صاركة في على دقة. فقالو�: يا نبي �لله، فمن لم يجد؟ �صلى �لله عليه و�صلم: »على كل م�صلم �صق. قالو�: فاإن لم يجد؟ قال: يعين ذ� �لحاجة د قال: يعمل بيده، فينفع نف�صه ويت�ص، فاإنها ر �لملهوف. قالو�: فاإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليم�صك عن �ل�ص

دقة«)2(. له �صربطت �لمنكر، عن و�لنهي بالمعروف �لأمر في �لم�صوؤولية تحمل ولج�صامة �ل�صنة �لنبوية عدم �حتر�م هذه �لم�صوؤولية وتنفيذها بال�صكل �لمطلوب بالعقاب في �لآخرة، تهيبا منها، وتحذير� من عدم �للتز�م بها، �إذ جاء في �لحديث �ل�صريف فيما هم �لله ن يعم وه، يو�صك �أ ذ� ر�أو� �لمنكر فلم يغير رو�ه �أبو بكر بن �صيبة: »�إن �لنا�ض �إبعقاب«)3(. وي�صتنبط من هذ� �لحديث �ل�صريف �أن تغيير �لمنكر ومحاربة �لف�صاد، تطبيقه ويترتب عن عدم �لمدني، �لمجتمع �أفر�د من فرد لكل �صريحا �إلز�ما يعد

�أخرجه م�صلم، كتاب �لإيمان، باب بيان كون �لنهي عن �لمنكر من �لإيمان، و�أن �لإيمان يزيد وينق�ض، و�أن -1�لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر و�جبان، حديث رقم: 49.

بالمعروف، حديث فليعمل يجد لم فمن دقة م�صلم �ص كل على باب �لزكاة، �لبخاري، كتاب �أخرجه -2رقم: 1445.

�أخرجه �بن حبان في �صحيحه، كتاب �لبر و�لإح�صان، باب �ل�صدق و�لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر، -3ل و�لعلم، حديث رقم: 305. ل للاآي قد يخطئ في تاأويله لها، و�إن كان من �أهل �لف�ص ذكر �لبيان باأن �لمتاأو

Page 66: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 66 -

لمقاومة كل �لنبوية �ل�صنة عليه د�أبت �لذي �لحر�ض باب من �إلهي، وهذ� عقاب �لمثبطات �لتي تحول دون تحقيق �صلم مدني، وفي مقدمتها �لف�صاد.

6- احترام اتفاقيات التعاي�ص واللتزام بالمعاهدات:ل�صيانة �لنبوية �ل�صنة تبنتها �لتي �لآليات من �لمعاهد�ت �حتر�م مبد�أ يعتبر لم �لمدني. و�لمعاهدة في �ل�صنة �لنبوية هي �تفاق يعقده �لم�صلمون مع جماعة �ل�صتت�صاكن و�أعر�ق مختلفة، بين طو�ئف قانونية لتنظيم علاقات �لم�صلمين من غير في مجتمع و�حد، قائم على قاعدة �لمو�طنة و�لم�صاو�ة في �لحقوق و�لو�جبات، بعيد� عن �أي مظهر من مظاهر �ل�صتعلاء و�لعن�صرية، �أو تحكم طرف في �لآخر. �للف عن وبعدها ومعانيها، لغتها بو�صوح �لنبوية �لمعاهد�ت هذه تميزت وقد و�لدور�ن، �أو تعمد �للب�ض و�لغمو�ض. كما تميزت ب�صدقها وتجنبها لكل �صك �أو

�حتمال �أو تاأويل خاطئ)1(.�لمتبادل �لقبول �لر�صى، وعلى مبنية على �أنها كانت �أي�صا ومن خ�صائ�صها بين �لأطر�ف �لمتعاهدة، دون �إجبار �أو �إكر�ه تحت طائلة �أي تهديد. كما �ت�صمت بو�قعيتها وبعدها عن �لمثاليات، حيث �إن جل بنودها كانت قابلة للتطبيق. ولتلافي هذه تكون �أن و�صلم عليه �لله �صلى حر�ض �لتنفيذ، عند �لطرفين بين �لخلاف

�لمعاهد�ت محررة ومكتوبة، حتى يمكن �لرجوع �إلى ن�صو�صها عند �لختلاف.و�صيلة �لنبوية �ل�صنة في �لتفاقيات و�حتر�م بالمعاهد�ت �للتز�م وي�صكل لم �لمدني و�صيانته، �إذ ت�صل بمبد�أ �للتز�م بالتعاي�ض بين طو�ئف �لمجتمع لتفعيل �ل�صبحالة تتقيد �لغير ل فالمعاهدة مع �لمطلق، �لتقدي�ض و�لإلز�م مرتبة �إلى �لمتعددة �صعف �أو قوة، لأنها لي�صت علاجا لحالة ظرفية، بل لتثبيت �صلم �جتماعي د�ئم،

لم في �لقر�آن و�ل�صنة، �لخملي�صي، �ض573 - �لوثائق �ل�صيا�صية �لر�جعة للع�صر �لنبوي، محمد ماهر �ل�ص -1حمادة، �ض80-79.

Page 67: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 67 -

في فترة �لقوة كما في فترة �ل�صعف.�أو بالعهود، وجعل نكثها �لوفاء �لنبي �لكريم على �ل�صياق، حث وفي هذ� �لنفاق، فقال �صلى �لله عليه و�صلم: »من �لتمل�ض منها عملا يندرج �صمن باب خان« �ئتمن و�إذ� �أخلف، وعد و�إذ� كذب، ث حد �إذ� ثلاثة: �لمنافق علامات بالعهد حتى بعد �لوفاة جزء� من �إنه عليه �ل�صلاة و�ل�صلام جعل �لوفاء )1(، بل

�لإيمان)2(. وفي �ل�صياق نف�صه، تحث �لأحاديث �لنبوية على �لوفاء بالعهود لتنظيم �لعلاقات بين �لأفر�د، وبين �لمجتمعات و�لطو�ئف، وبخا�صة �ل�صعوب و�لأقليات �لتي دخلت تحت ذمة �لم�صلمين؛ فقد �أثر عن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم قوله: كم بخياركم؟ »قالو�: بلى. قال: خياركم �لموفون �لمطيبون«)3(. ويوؤخذ »�أل �أخبرمن هذ� �لحديث �ل�صريف �أنه ربط �لوفاء بالعهد هو ربط بمبد�أ �لقيم �لأخلاقية �لتي و�نتمائها عرقيا، �ختلافها �لمجتمع رغم مكونات بين �لمعقودة �للتز�مات تحترم

لديانات �صماوية مختلفة، بما يتما�صى مع مفهوم �لمو�طنة.

ون�صت�صف من �لوقائع �لتاريخية �لو�ردة في كتب �ل�صيرة �لنبوية ما يوؤكد هذ� �لتجاه. فاإبان مفاو�صات �صلح �لحديبية، لم يتو�ن �لر�صول �لأكرم عن �لت�صحية باأحد رجاله �لمخل�صين، وهو �أبو جندل ليرده �إلى �لم�صركين، طبقا لل�صلح �لذي ين�ض على �إلز�م �لم�صلمين برد من ياأتيهم من قري�ض ويدخل �لإ�صلام. فرغم منا�صدة �أبي جندل للر�صول بعدم ت�صليمه للعدو، خوفا من �لفتنة في دينه، فاإنه �أجابه بلغة �لله فاإن و�حت�صب، بر ��ص جندل �أبا »يا بالعهد: �لوفاء باأهمية و�لوعي �لم�صوؤولية

كتاب له(، وم�صلم)و�للفظ .33 رقم: حديث �لمنافق، علامة باب �لإيمان، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1ال �لمنافق، حديث رقم: 59. �لإيمان، باب بيان خ�ص

�نظر حديث عائ�صة ر�صي �لله عنها في و�صف وفاء �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم لل�صيدة خديجة، في -2�صحيح �لبخاري، كتاب �لأدب، باب ح�صن �لعهد من �لإيمان، حديث رقم: 6004.

�أخرجه �أبو يعلى في �لم�صند، حديث رقم: 1052. -3

Page 68: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 68 -

رجا.�إنا قد عقدنا بيننا وبين �لقوم عفين فرجا ومخ جاعل لك ولمن معك من �لم�صت�ص، و�إنا ل نغدر بهم« )1(، مما يدل �أن عطيناهم على ذلك و�أعطونا عهد �لله لحا و�أ �ص�للتز�م �لأطر�ف و�أن من و�جب كل �لم�صلحة، يفوق �لنبوية �ل�صنة �لعهد في

لم. بتنفيذ �لتفاقية حتى نهايتها حفاظا على �ل�صوتعد �لمعاهد�ت �لمعقودة مع �ل�صعوب �لتي فتحها �لم�صلمون �صكلا من �أ�صكال لمي معه، وهي غالبا تلك �لمعاهد�ت �لتي �لتعددية و�لقبول بالآخر و�لتعاي�ض �ل�صكان يتم عقدها بين قادة �لجيو�ض و�صكان �لبلاد �لمفتوحة عنوة، ممن �ختارو� �لبقاء على ديانتهم �لأ�صلية مع دفع �لجزية. ويعتبر عهد �لذمة د�ئم �لمفعول، لأنه ينتقل �آليا من �لأب �لذمي �إلى �بنه فحفيده. وبمجرد توقيع هذ� �لعهد، ي�صبح �لذميون

مو�طنين في د�ر �لإ�صلام )2(.بحر�صها �لذمة، �أهل مع �لتعاي�ض �لنبوية �ل�صنة نت ح�ص �أخرى، ناحية من على وجوب و�ل�صريح �لو��صح و�لن�ض معتقد�تهم، حياتهم وحرية تاأمين على حمايتهم من كل �أذى �أو �صرر؛ يقول عليه �ل�صلاة و�ل�صلام محذر� من �أي ظلم خذ و �أ فه فوق طاقته، �أ و كل ه، �أ يقع على �أهل �لذمة: »�أل من ظلم معاهد� �أو �نتق�ص

منه �صيئا بغير طيب نف�ض فاأنا حجيجه يوم �لقيامة«)3(. �ل�صنة �أولته ما على دليلا تنه�ض �ل�صريفة �لأحاديث هذه كل �أن �صك ول �لنبوية من عناية و�حتر�م للمعاهد�ت و�لتفاقيات و�ل�صكوك، لأن في �حتر�مها �إلغاء لأ�صباب �لنز�ع بين مكونات �لمجتمع، وتح�صينا لل�صلم �لمدني بدفاعات قوية،

�أ�صا�صها �لتز�م �لأطر�ف بما ي�صمن �ل�صتقر�ر �لجتماعي.

تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض201 - 202. -1�لإ�صلام و�لقانون �لدولي، �إح�صان �لهندي، �ض 49. -2

بالتجارة، �إذ� �ختلفو� ة م �أهل �لذ ير �أخرجه �أبود�ود في كتاب �لخر�ج و�لفيء و�لإمارة، باب في تع�ص -3حديث رقم: 3052.

Page 69: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 69 -

7- اإقرار الم�ساواة والعدالة بين مكونات المجتمع:لم �لمدني، بالدعوة �أ�صهمت �ل�صنة �لنبوية في و�صع حجر �لز�وية ل�صيانة �ل�صلتطبيق �لم�صاو�ة �لتامة بين �أفر�د �لمجتمع، و�لمماثلة في �لقيمة �لب�صرية بينهم، ب�صرف �لنظر عن �أعر�قهم ودياناتهم ومكانتهم �لجتماعية، وهو ما يعرف �ليوم بالمو�طنة قانون معينة، في ظل �أمة �أو �صعب �إلى �صيا�صيا بالنتماء �لمرء �إح�صا�ض �لتي هي م�صاربهم �ختلاف على �أر�ض بقعة في يعي�صون �لذين �لنا�ض جميع على يطبق

�لدينية و�لمذهبية، و�أ�صولهم �لعرقية.

�لتي �لمبادئ �أبرز �أن من يت�صح �لنبوية، �ل�صنة قر�ءة في معالم ومن خلال �لحقوق �لب�صر في بين �لم�صاو�ة تطبيقها: �إلى و�صلم عليه �لله �صلى �لر�صول دعا و�لحريات، ورف�ض �أي نوع من �أنو�ع �لتمييز �أو �لفتخار بالن�صب، و�عتبار �لنا�ض و�نتماء�تهم و�أديانهم، ولغاتهم و�أجنا�صهم �ألو�نهم عن �لنظر بغ�ض مت�صاوين، �أو �لجتماعية. ون�صت�صهد في هذ� �ل�صدد بالحديث �لمروي �أو �لقومية �ل�صيا�صية ا هم فحم جهنم، عن �أبي هريرة: »لينتهين �أقو�م يفتخرون باآبائهم �لذين ماتو� �إنمر�ء باأنفه، �إن �لله �أذهب عنكم عل �لذي يدهده �لخ �أو ليكونن �أهون على �لله من �لجبنو هم كل �لنا�ض ، �صقي وفاجر تقي موؤمن هو ا �إنم بالآباء، وفخرها اهلية �لج عبية ن ذكر و�أنثى ها �لنا�ض �إنا خلقناكم م �آدم، و�آدم خلق من تر�ب«)1(، قال �لله: »يا �أي عليم خبير«)2(. �أتقاكم �إن �لله وجعلناكم �صعوبا وقبائل لتعارفو� �إن �أكرمكم عند �للهكما ن�صتدل على هذه �لم�صاو�ة �أي�صا بمقطع من خطبة حجة �لود�ع جاء فيه: على لعربي ل ف�ص ل �أل و�حد، �أباكم و�إن و�حد، ربكم �إن �أل �لنا�ض، ها �أي »يا

�لمناقب عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، باب، حديث رقم: �أبو�ب �ل�صنن، �أخرجه �لترمذي في -13955. وقال �لترمذي: "وفي �لباب عن �بن عمر، و�بن عبا�ض. وهذ� حديث ح�صن".

�إ�صافة �لآية �لكريمة وردت في �صيرة �بن ه�صام، �ض 227- �لحجر�ت/13. -2

Page 70: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 70 -

�إل �أحمر �أ�صود على �أ�صود، ول �أحمر على ، ول لعجمي على عربي عجمي ول م«)1(. لى �لله عليه و�صل غ ر�صول �لله �ص غت؟ قالو�: بل بالتقوى، �أبل

وقد بد�أ �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم بتطبيق مبد�أ �لم�صاو�ة على نف�صه حين تقديرهم �صوء لهم فاأو�صح وتقدي�صه، تبجيله في - ق�صد غير عن - قومه بالغ �لله عبد فقولو�: عبده �أنا ا فاإنم مريم �بن ارى �لن�ص �أطرت كما تطروني »ل بقوله: ور�صوله«)2(. كما بين للجميع �أن كل من يتطاول على حقوق �لنا�ض، يقدم للعد�لة مهما علت منزلته، وتطبق عليه نف�ض �لإجر�ء�ت و�لأحكام �لتي تطبق على غيره من �أفر�د �لمجتمع. وفي هذ� �لمنحى، قرر �لنبي قاعدة �صامية من قو�عد �لم�صاو�ة ا �أهلك �لذين قبلكم �أنهم كانو� �إذ� �صرق فيهم �أمام �لقانون حينما قال خطيبا: »�إنمقامو� عليه �لحد و�يم �لله لو �أن فاطمة بنت عيف �أ ريف تركوه و�إذ� �صرق فيهم �ل�ص �ل�صد �صرقت لقطعت يدها«)3(. ومن �أقو�له �لتي تنه�ض حجة على �صرورة تطبيق م مح»�إن �ل�صلام: عليه قوله وتح�صينه �لمدني لم �ل�ص تفعيل ل�صمان و�لم�صاو�ة �لعد�لة ، وكلتا يديه يمين، حمن عز وجل �لمق�صطين عند �لله على منابر من نور عن يمين �لر�لذين يعدلون في حكمهم و�أهليهم وما ولو�«)4(. وي�صتنبط من هذه �لأحاديث

�لنبوية �لتي ت�صب في معين �لم�صاو�ة �أنها:وفي و�لمحكوم، �لحاكم على مفعوله ي�صري �لجميع، فوق �لقانون جعلت -ذلك �صمانة ر��صخة للا�صتقر�ر و�لتو�فق �لجتماعي �لذي يعد من �أهم �آليات

لم �لمدني. تح�صين �ل�ص�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 23972. -1

�أخرجه �لبخاري، كتاب �أحاديث �لأنبياء، باب قول �لله {و�ذكر في �لكتاب مريم �إذ �نتبذت من �أهلها}، -2حديث رقم: 3445.

�أخرجه �لبخاري، كتاب �أحاديث �لأنبياء، باب، حديث رقم: 3475. -3عية و�لنهي فق بالر ائر و�لحث على �لر يلة �لإمام �لعادل وعقوبة �لج �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب ف�ص -4

ة عليهم، حديث رقم: 1827. عن �إدخال �لم�صق

Page 71: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 71 -

�أخذ �لعبرة من تاريخ �لأمم �لتي �نهارت ح�صارتها ب�صبب عدم تطبيق �لقانون -على جميع �لمو�طنين، و�لتمييز بينهم بناء على �أن�صابهم ومر�تبهم �لجتماعية، و�أن �لمجتمع �لإ�صلامي ينبغي �أن ي�صتفيد من هذ� �لدر�ض �لتاريخي في بناء

�صلمه �لمدني.�لوعد بالجز�ء �لإلهي للذين يطبقون �لعد�لة و�لم�صاو�ة دون تمييز، وفي ذلك -

تحفيز للقائمين على �صوؤون �لحكم لتطبيق �لقانون على جميع �لمو�طنين.�ل�صنة ناه�صت �لمو�طنة، في �لم�صاو�ة بتحقيق �لقا�صي �لمنحى نف�ض وفي �لنبي عن �لغفاري ذر �أبي رو�ية ففي فيها، هو�دة ل مناه�صة �لظلم �لنبوية لم �لظ مت حر �إني عبادي »يا قال: وتعالى �صبحانه �لله �أن و�صلم عليه �لله �صلى �أخذ »من �آخر: تظالمو�«)1(. وفي حديث فلا ما ر مح بينكم وجعلته نف�صي، على ين«)2(. و�صددت ر�ص ه، خ�صف به يوم �لقيامة �إلى �صبع �أ من �لأر�ض �صيئا بغير حق�ل�صنة �لنبوية على منع �أولي �لأمر من �لظلم، �إذ ورد في �لحديث �ل�صريف �أي�صا: �لله م حر �إل لرعيته غا�ض وهو يموت يوم يموت رعية �لله عيه ي�صتر عبد من »ما جائر، �صلطان عند حق كلمة قول �ل�صلام عليه �لر�صول وجعل نة«)3(. �لج عليه خاك ظالما ر �أ �أعلى مر�تب �لجهاد)4(. كما �أف�صح عن عمق �لمق�صود بالحديث »�ن�ص�أو مظلوما« باأن نهي �لأخ �إذ� كان ظالما، هو ن�صر له)5(. وكلها �أحاديث ي�صت�صف لم منها �لدعوة و�لحث على تجنب �لظلم، لأنه مخرب للعمر�ن، معيق لم�صار �ل�ص

�لأهلي �لذي تن�صده �لمجتمعات.لم، حديث رقم: 2577. ريم �لظ �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح -1

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لمظالم و�لغ�صب، باب �إثم من ظلم �صيئا من �لأر�ض، حديث رقم: 2454. -2�أخرجه م�صلم، كتاب �لإيمان، باب ��صتحقاق �لو�لي �لغا�ض لرعيته �لنار، حديث رقم:142. -3

عن �أبي �صعيد �لخدري �أن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم قال » �أف�صل �لجهاد كلمة عدل عند �صلطان -4جائر«، �نظر: �بن ماجه، �أبو�ب �لفتن، باب �لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر، ح 4011.

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لمظالم، باب �أعن �أخاك ظالما �أو مظلوما، حديث رقم: 2443. -5

Page 72: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 72 -

من جهة �أخرى، كانت �ل�صنة �لنبوية �صباقة �إلى �لم�صاو�ة بين �لجن�صين، وهي م�صاألة عادة ما توؤدي �إلى �حتقان �جتماعي، وتوتر�ت تفرق بين �أطياف �لمجتمع، وبخا�صة �لمجتمعات �لتي تهيمن فيها �لعقلية �لذكورية. ويتجلى مبد�أ �لم�صاو�ة بين �لرجل و�لمر�أة بو�صوح في �ل�صنة �لنبوية، من خلال ما جاء في خطبة حجة �لود�ع �لتي ذكر فيها �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم باأن �لن�صاء �صقائق �لرجال، و�أن �لمر�أة و�لمعاملات و�لعباد�ت بالعقائد مثله مكلفة �إنها حيث من تماما للرجل م�صاوية بالن�صاء فقال: و�لأخلاق، وم�صاوية له في �لجز�ء و�لعقاب. كما ��صتو�صى خير�

»فاتقو� �لله في �لن�صاء؛ فاإنكم �أخذتموهن باأمان �لله....�لحديث«)1(. ولعل ما يوؤخذ من ن�ض خطبة �لود�ع في مو�صوع �لم�صاو�ة بين �لجن�صين �أنها من �أكثر �لدعو�ت ن�صجا لتحقيق مبد�أ �لم�صاو�ة �لمتو�زنة بين �لرجل و�لمر�أة. وهذ� �لتو�زن هو �لذي ي�صون �لمجتمع ويحميه من �ل�صر�عات �لمفتعلة بين �لجن�صين، �صهدتها �لتي �لتوتر�ت من �لمجتمع يقي �أنه كما �لجتماعي. �ل�صتقر�ر ويهدد �أنها حققت �لم�صاو�ة بين ول تز�ل ت�صهدها بع�ض �لمجتمعات �لغربية �لتي زعمت �لجن�صين، حيث �أدى �لتطرف �لذي بلغته �لمطالب �لن�صائية في تلك �لمجتمعات �إلى حد �لمطالبة بالمقاربة �لنوعية �لتي تنفي �أ�صل �لأنوثة عند �لمر�أة، و�لطبيعة �لفطرية

و�لخلقية لديها، حتى ل تتميز عن �لرجل.8- ن�سر ثقافة الت�سامح:

لم �لمدني �لتي حر�صت عليها �ل�صنة �لنبوية كذلك، من �أهم �آليات تح�صين �ل�صبالت�صامح �لو�قع. و�لمق�صود �أر�ض �لت�صامح وتفعيلها، وممار�صتها على ثقافة ن�صر مع �لتعاي�ض معناه �ل�صريفة، للاأحاديث �لتكاملية �لنظرة وفق �لنبوية �ل�صنة في

عليه و�صلم، حديث رقم: 1218. وي�صيف �بن لى �لله ة �لنبي �ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لحج، باب حج -1ه�صام: »و��صتو�صو� بهن خير� « تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �ض 286.

Page 73: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 73 -

ولي�ض �أخرى، وثقافات ديانات معتنقي من �أو م�صلمين، كانو� �صو�ء �لمخالفين بمعنى �لتغا�صي عن �لمنكر، �أو تحليل حر�م وتحريم حر�م. فالت�صامح كما ورد في تغيير �لإ�صلام، وتقت�صي �صرورة �لتي ر�صمها �ل�صرعية له حدوده �لنبوية �ل�صنة �أ�صكال كل عن �لبعيدة �لحكيمة، و�لمعالجة و�لرفق، �للين باأ�صلوب لكن �لمنكر،

�لتع�صب و�لعنف)1(. وي�صعب ح�صر جميع �أفعال و�أقو�ل �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم في تطبيقه للت�صامح و�لحث عليه. لذلك �صنكتفي بنموذجين يعك�صان مقا�صد �لت�صامح، جنب لم �لمدني، وحول بهما �لأعد�ء بهما �لم�صلمين ويلات �لحروب، وجنى بهما ثمار �ل�ص�إلى �أطر�ف متعاي�صة ومت�صاكنة. فعندما فتح مكة �لمكرمة، و��صتتب له �لن�صر، لم يكن خ�صومه من قري�ض ومعار�صو �لدعوة �لإ�صلامية ينتظرون �أن يخرج عليهم بهذه �لعبارة �لتي لم ي�صهد لها �لتاريخ نظير� حيث خاطبهم عليه �ل�صلام: »من دخل د�ر �أبي �صفيان فهو �آمن«)2(. وبهذه �ل�صورة �لنادرة، يتبين �أن �لت�صامح و�ل�صفح بالآخر، مهما �لم�صلمين �لنبوية في علاقة �ل�صنة �لتي ر�صمتها �ل�صيا�صة �لجميل هو يعمل �لت�صامح كان �إذ� معهم، وبخا�صة مو�قفه وتباينت �ختلفت عقائده عنهم، على ن�صيان �أخطاء �لما�صي ورو��صبه �لمتكل�صة �لتي تعرقل �لندماج و�لنتقال �إلى �لعد�لة و�لم�صاو�ة و�لت�صامن ورف�ض بناء على قو�عد �لتعاي�ض و�لت�صارك، زمن �ل�صفح طريق عن �لم�صاكل وحل منابعها، في �لنز�عات من و�لوقاية �لعنف،

و�لتغا�صي، وطي �صفحة �لما�صي، وبد�ية �صفحة جديدة. �لديانات �أتباع مع �لكريم �لنبي ت�صامح يترجم �لذي �لثاني �لنموذج �أما �لأخرى، فن�صتقيه من حديث �صريف ورد في �صحيح �لبخاري في رو�ية عن جابر

حمزة عبد �لله �لمليباري، �ض 140. -1ة، حديث رقم: 1780، و تهذيب �صيرة �بن ه�صام، �أخرجه م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب فتح مك -2

�ض227.

Page 74: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 74 -

ت به جنازة فقام، فقيل له: م مر لى �لله عليه و�صل بن عبد �لله �أنه قال: »�إن �لنبي �ص، فقال: �ألي�صت نف�صا«)1(.) يق�صد نف�ض �ليهودي(. �إنها جنازة يهودي

حتى و�لعفو �لت�صامحي، �لمنحى هذ� لتوؤكد �ل�صريفة �لأحاديث وجاءت عندما يكون �لمرء في موقف قوة. ففي حديث رو�ه �أبو هريرة، عن �لنبي �صلى �، وما �إل عز بعفو عبد� دقة من مال، وما ز�د �لله ت �ص �لله عليه و�صلم: »ما نق�صع �أحد لله �إل رفعه �لله«)2(. وفي حديث �آخر: ومن �صتر م�صلما �صتره �لله في تو��ص�أخيه«)3(. وكل هذه �لعبد في عون ما كان �لعبد نيا و�لآخرة، و�لله في عون �لد�لأحاديث تفي�ض بمعاني �لعفو و�ل�صفح، و�لتنازل عن حق �لنتقام حتى في ذروة �لعز و�لتمكن. وبذلك يغدو �لت�صامح في �ل�صنة �لنبوية ف�صيلة �أخلاقية، و�صرورة مجتمعية، و�آلية ل�صبط �لختلافات و�إد�رتها)4(. و�لت�صامح بهذ� �لمعنى ل يمكن �إل �أن ي�صيع مناخ �لألفة و�لتعاي�ض بين �لأطر�ف �لتي كانت متنافرة د�خل مجتمع ما،

لم �لمدني. ويحولها �إلى �أطر�ف متعاي�صة تفيد في تفعيل �ل�صنتائج البحث وتو�سياته:

من ح�صاد هذه �لورقة، خرجنا بمجموعة من �لنتائج، لعل �أبرزها يكمن في لم �ل�ص مفهوم ربطت �لتي �لدر��صات بع�ض �أحكام �صحة عدم على �لوقوف منتوجا منه �لأوروبية، وجعلت و�لنه�صة �لأنو�ر فلا�صفة ع�صر بنظريات �لمدني غربيا قحا، دون �أي �عتبار لقيمة مرجعية �ل�صنة �لنبوية في تاأ�صي�صه. فعلى خلاف لم �لمدني، و�أبرزت دور تعاليم �ل�صنة �لنبوية لت �لورقة مفهوم �ل�ص هذ� �لمنحى، �أ�ص

، حديث رقم:1312. نازة يهودي �أخرجه �لبخاري، كتاب �لجنائز، باب من قام لج -1ع، حديث رقم: 2588. �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب ��صتحباب �لعفو و�لتو��ص -2

�لقر�آن، تلاوة �لجتماع على ل باب ف�ص �أخرجه م�صلم في كتاب �لذكر و�لدعاء و�لتوبة و�ل�صتغفار، -3كر، حديث رقم: 2699. وعلى �لذحمزة عبد �لله �لمليباري، �ض 145. -4

Page 75: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 75 -

في و�صع �أ�ص�صه. كما بينت بالحجة و�لقرينة �لمقومات �لتي �صطرتها �ل�صنة �لنبوية بالله �لإيمان في �لمقومات تلك �أبرز وتتجلى بال�صتقر�ر، يتميز مدني �صلم لبناء كمرتكز جوهري لقيام �صلم مدني م�صتد�م، ثم منظومة وحدة �لجن�ض �لب�صري، �أي�صا تتمثل كما �لم�صترك. �لعي�ض ت�صتدعي �إن�صانية �أخوة من عنها يتمخ�ض وما في �لتعددية وحرية �لمعتقد �لتي �أولتها �لأحاديث �لنبوية كل �لعناية و�لهتمام، لم �لمدني ف�صلا عن توفير �لأمن �لجتماعي و�لنف�صي �لذي يعد �أحد �أعمدة �ل�ص

في منظور �ل�صنة �لنبوية.لم �لمدني، و�نطلاقا من جمع �لأحاديث �لنبوية �لتي ت�صب في مو�صوع �ل�صوتحليل �أوجه دللتها، �صاهمت هذه �لورقة �لمتو��صعة في ��صتنباط جملة من �آليات لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية، و�أهمها: نبذ �لعنف و�لتطرف، و�عتماد تح�صين �ل�ص�لحو�ر منهجا لحل �لم�صاكل �لطارئة بين مختلف مكونات �لمجتمع �لمتعدد �لأعر�ق و�لطو�ئف، و�للتز�م بثقافة �لت�صامن و�لتعاون و�لتو�فق �لجتماعي، ثم �لقدرة على �إد�رة �لتنوع د�خل �لمجتمع على �أ�صا�ض مفهوم �لمو�طنة، وتحمل �لم�صوؤولية بالمعاهد�ت و�للتز�م �لتعاي�ض �تفاقيات �حتر�م عن ف�صلا �لأمانة، �أد�ء وح�صن �إ�صاعة مع �لأقليات، و�إقر�ر �لم�صاو�ة و�لعد�لة بين مكونات �لمجتمع، ناهيك عن ثقافة �لت�صامح، وهو ما تنطق به كل تعاليم �ل�صنة �لنبوية كما �أثبت ذلك �لبحث، مما يعك�ض �أهمية تطبيقها في حياتنا �لمعا�صرة لخدمة م�صلحة �لب�صرية جمعاء، وبناء

مجتمع يوؤمن بالتعاي�ض �لم�صترك، وبقيم �لمو�طنة و�لحرية و�لعد�لة.وفي ختام هذه الورقة، نتقدم بالتو�سيات التالية:

تخطيط ��صتر�تيجية فكرية لبناء �صلم مدني وفق تعاليم �ل�صنة �لنبوية وتطعيمها -بالقو�نين و�لمو�ثيق �لدولية.

لم �لمدني ومقا�صده، و�لأهد�ف تعزيز �لوعي �لفردي و�لجماعي بمفهوم �ل�ص -

Page 76: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 76 -

ثقافة �إلى وتحويله �لعياني �لو�قع في وممار�صته �إليها، ي�صبو �لتي �لإن�صانية مطبقة على و�قعنا �لمعا�ض.

لم �ل�ص قيم �لتعليم في غر�ض و�لأ�صرة ومعاهد �لتربية لدور �لعتبار �إعادة -�لفرد تن�صئة على �إيجابي تاأثير من لها لما �لنبوية، �ل�صنة تعاليم وفق �لمدني لم �ل�ص لقيم توليد م�صدر نف�صه هو يكون حتى �لمو�طنة، بقيمة وتوعيته

�لجتماعي، خ�صو�صا في �لمجتمعات �لمتعددة �لأعر�ق.و�لحرية و�لعد�لة �لم�صاو�ة في �لمتمثلة �لنبوية �ل�صنة بتعاليم �ل�صباب توعية -�لعنف وحق �لختلاف، �لتكافل و�لت�صامن ونبذ وبقيم �لإن�صان، وحقوق بما للمجتمع، �لمكونة �لطو�ئف وكل �لأقليات وحقوق �لآخر، و�حتر�م

لمي �لح�صاري. يجعلهم و�عين بحقوقهم، ومد�فعين عنها بالأ�صلوب �ل�صتخ�صي�ض مقرر�ت ومناهج جامعية تبين دور �لم�صلمين في �لقبول بالختلاف -و�لتعاي�ض مع �للاآخرين على �متد�د تاريخهم، وتعمل على ن�صر ثقافة �لت�صامح و�لمحبة و�لإخاء و�لحو�ر، كاأ�صلوب ح�صاري في �لتعاطي مع �لم�صاكل �لطائفية

و�لعرقية و�لتع�صب �لقبلي. �لتعريف في و�أحز�ب ونقابات جمعيات من �لمدني �لمجتمع دور تن�صيط -لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية، وما تت�صمنه من �أر�صية خ�صبة للتعدد، باأهمية �ل�صو�لتنوع �لديني و�لثقافي و�لح�صاري، وحرية �لتعبير، و�إبر�ز ما يتهدد هذ�

لم كلما �بتعدنا عن تعاليمها. �ل�صتخ�ض تف�صيلية مو��صيع لدر��صة ثقافية وملتقيات وندو�ت موؤتمر�ت عقد -لم �لمدني، وتطهير �لعقل �لجمعي من �لأ�صاليب �لبحث في �آليات تح�صين �ل�صو�لت�صرذم، �لنق�صام وتزرع م�صيئا، ��صتغلال �لدين ت�صتغل �لتي �لخاطئة

Page 77: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 77 -

�لتي باأخطائهم �لتوجهات �أ�صحاب هذه لم �لجتماعي، و�إقناع �ل�ص وتهدد تتنافى مع �ل�صنة �لنبوية.

�إن�صاء موؤ�ص�صة �إ�صلامية تتكون من �لمثقفين و�لأكاديميين ورجال �لفكر وعلماء -�لمدني لم �ل�ص فكر تعميم على ت�صهر �لمدني، �لمجتمع ومنظمات �ل�صريعة �لنبوية �ل�صنة هدي من �نطلاقا ومر�ميه، باأهد�فه و�لتوعية له، و�لدعوة �لتي تن�ض على مبد�أ �لتعددية و�لتنوع و�حتر�م �لمو�طنة، و�لحرية و�لعد�لة

و�لم�صاو�ة، و�لمحبة و�لتعاي�ض بين مختلف مكونات �لمجتمع �لمتعدد. �لأفكار وتتلاقح �لفائدة، تعم حتى �لموؤتمر هذ� �أبحاث ن�صر على �لحر�ض -

لم �لمدني. وتتفاعل، وتبرز تعاليم �ل�صنة �لنبوية منار� يهتدى به ل�صيانة �ل�صتم بحمد �لله

Page 78: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 78 -

ثبت م�شادر ومراجع الدرا�شةالم�سادر:

�لقر�آن �لكريم. -�ل�صلفية، �لباقي، �لمجلد1، �لمطبعة �لأدب �لمفرد، للبخاري، تحقيق محمد فوؤ�د عبد -

�لقاهرة 1375 ه.�لبد�ية و�لنهاية، لبن كثير، �لجزء 3، تحقيق علي �صيري، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي، -

ط1، 1408 ه / 1988 م. تاج �لعرو�ض من جو�هر �لقامو�ض، للزبيدي، د�ر �لفكر، بيروت 1414 ه. -

تهذيب �صيرة �بن ه�صام، تحقيق عبد �ل�صلام محمد هارون، مكتبة �ل�صنة، ط6، �لقاهرة -1409 ه/ 1989م.

�لغرب د�ر معروف، عو�د ب�صار تحقيق ،6 ،4 �لمجلد للترمذي، �لكبير �لجامع -�لإ�صلامي، ط1، بيروت )د.ت(.

بيروت للملايين، �لعلم د�ر بعلبكي، منير رمزي تحقيق دريد، لبن �للغة، جمهرة -1408 ه/ 1987.

�لمعارف، مكتبة ،4 �لمجلد للاألباني، و�لمو�صوعة، �ل�صعيفة �لأحاديث �صل�صلة -�لريا�ض1412 ه/ 1992م.

�صنن �بن ماجة، �لجزء�ن 1 و2. تحقيق محمد فوؤ�د عبد �لباقي، مطبعة د�ر �إحياء �لكتب -�لعربية )د.ت(.

�لفكر د�ر �لحميد، عبد �لدين محيي محمد تحقيق ،2 و 1 �لجزء د�ود، �أبي �صنن -للطباعة و�لن�صر، تم تحميله من �لموقع �لإلكتروني:

http://www.motasem.net/Library/Hadeeth/old/Sonan_Abi_Da-wood/Sonan_Abi_Dawood_All.pdf

�صنن �لبيهقي �لكبرى، �لجزء 9، تحقيق محمد عبد �لقادر عطا، مكتبة د�ر �لباز، مكة -�لمكرمة 1994.

�صعب �لإيمان، للبيهقي، �لأجز�ء 4- 7- 13، تحقيق محمد �ل�صعيد ب�صيوني زغلول، -د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت 1410ه.

Page 79: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 79 -

�صحيح �لبخاري، د�ر �لفجر للتر�ث، �لقاهرة 1426ه/ 2005م. -�أ�صرف على طبعه زهير للاألباني، �لكبير(، �لفتح ( �ل�صغير وزياد�ته �لجامع �صحيح -

�ل�صاوي�ض، ط3، �لمكتب �لإ�صلامي، بيروت 1988.�صحيح م�صلم، �عتنى بجمعه ومر�جعته هيثم خليفة �لطعيمي، �لمكتبة �لع�صرية للطباعة -

و�لن�صر، �صيد�- بيروت، 1424ه/ 2003م.�لمكتب ط3، �لجزء1، للاألباني، و�لحر�م �لحلال �أحاديث تخريج في �لمر�م غاية -

�لإ�صلامي، بيروت1405.�لكامل في �لتاريخ، لبن �لأثير، �لمجلد 2، د�ر �لفكر، بيروت 1978. -

كنز �لعمال في �صنن �لأقو�ل و�لأفعال، لعلاء �لدين �لمتقي �لهندي، �لمجلد3، تحقيق -�صفوت �ل�صقا وبكري �لحياني، موؤ�ص�صة �لر�صالة، )د.ت(.

دم�صق للتر�ث، �لمامون د�ر ،10 �لجزء �أ�صد، �صليم ح�صين تحقيق يعلى، �أبو م�صند -.1984

بيروت �لر�صالة، موؤ�ص�صة و�آخرون، �لأرناوؤوط �صعيب تحقيق �أحمد، �لإمام م�صند -2001، �لجزء 36.

معجم مفرد�ت �ألفاظ �لقر�آن، للر�غب �لإ�صفهاني، تحقيق نديم مرع�صلي، د�ر �لفكر، -بيروت )د.ت(.

معجم مقايي�ض �للغة، لأحمد بن فار�ض بن زكريا، تحقيق عبد �ل�صلام محمد هارون، -د�ر �لفكر، )د.ت(.

معجم �لمعاني، في �لر�بط �لإلكتروني: - http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar

بن �صبحي محمد تحقيق ج7، لل�صوكاني، �لأخبار، منتقى �أ�صر�ر من �لأوطار نيل -ح�صن حلاق، د�ر �بن �لجوزي، 1472 ه.

الدرا�سات الحديثة:للطباعة و�لن�صر و�لتوزيع �ل�صلام �ل�صبور �صاهين، د�ر لعبد �ل�صلام، �لإ�صلام دين -

و�لترجمة، ط1، ) �لقاهرة - �لإ�صكندرية 1425ه/2004م.و�لترجمة للدر��صات طلا�ض ط4، �لهندي، لإح�صان �لدولي، و�لقانون �لإ�صلام -

Page 80: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 80 -

و�لن�صر، دم�صق 1994.�لعوجي، لم�صطفى �لمدنية، بالتربية �رتباطه تقنياته، - مقوماته �لجتماعي، �لأمن -

موؤ�ص�صة نوفل للطباعة و�لن�صر، بيروت 1983م.تطور مفهوم �لمجتمع �لمدني و�أزمة �لمجتمع �لعربي، لغازي �ل�صور�ني، مركز در��صات -

�لغد �لعربي، غزة 2004.�لد�ر ط1، ح�صن، ح�صين لأحمد �لمدني، و�لمجتمع �لإ�صلامية �ل�صيا�صية �لجماعات -

�لثقافية للن�صر، �لقاهرة 2000م.�لعلاقات �لدولية في �لإ�صلام، لمحمد �أبو زهرة، د�ر �لفكر �لعربي )د.ت.م(. -

وجدة بوجدة، �لعلمي �لمجل�ض من�صور�ت بودينار، ل�صمير �لإ�صلام، في �ل�صلام -2004 /1425ه.

لم في �لقر�آن و�ل�صنة، مرتكز�تها وو�صائل حمايتها، لعبد �لهادي �لخملي�صي، ط1، �ل�ص -د�ر �بن حزم، بيروت 2008.

لم �لأهلي و�لنز�ع �لأهلي في �صوريا، لناريمان عامر و�آخرين، من�صور�ت عو�مل �ل�ص -�لمركز �لمجتمع �لمدني و�لديموقر�طية في �صوريا 2013.

محمد �لفتاح لعبد �لجتماعي، �لمنظور من و�لحرب لم �ل�ص في �لإ�صلام فل�صفة -�لإ�صكندرية و�لن�صر، �لطباعة لدنيا �لوفاء د�ر �لدر�زي، �صالح ومحمد �لعي�صوي

.2003د�ر �لمطعني، �لعظيم لعبد و�صيرة، منهجا �لإ�صلام، في لمي �ل�ص �لتعاي�ض مبادئ -

�لفاروق للن�صر و�لتوزيع، �لقاهرة )د.ت(.�لمجتمع �لمدني في �لإ�صلام: �لجذور و�ل�صو�بط و�لآفاق، لعز �لدين معمي�ض، بحث -مقدم �إلى موؤتمر مكة �لمكرمة �لثالث ع�صر: �لمجتمع �لم�صلم: �لثو�بت و�لمتغير�ت، مكة بمكة �لإ�صلامي �لعالم ر�بطة من�صور�ت 2013م، ،1435 �لحجة ذو 5-4 �لمكرمة،

�لمكرمة.مركز ط2، �ل�صبيحي، �صكر لأحمد �لعربي، �لوطن في �لمدني �لمجتمع م�صتقبل -در��صات �لوحدة �لعربية، �صل�صلة �أطروحات �لدكتور�ه، �لعدد 37، بيروت 2008.

معالم �لمجتمع �لمدني في منظومة �لفكر �لإ�صلامي، لل�صيد مرت�صى �لح�صيني �ل�صير�زي، -

Page 81: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 81 -

موؤ�ص�صة �لتقى �لثقافية ود�ر �لعلوم للطباعة و�لن�صر، �لنجف 2015.مركز من�صور�ت مفتي، علي �حمد لمحمد �لمدنية، و�لدولة �لمدني �لمجتمع مفهوم -

�لبحوث و�لدر��صات، �لبيان، �لريا�ض 1435 ه.لح�صن �ل�صعوب بين م�صتركة قو��صم نحو �لإ�صلام، في �لإن�صاني �لتعارف منهج -

�لبا�ض، من�صور�ت جمعية �لدعوة �لإ�صلامية �لعالمية، طر�بل�ض 1426 ه 2005 م.»ن�صاأة وتطور �لمجتمع �لمدنى: مكوناته و�إطاره �لتنظيمى«، لعبد �لغفار �صكر، �لحو�ر -�لمتمدن، �لعدد: 985 بحث ن�صر بالمجلة �لإلكترونية لمجلة لحو�ر �لمتمدن بتاريخ 2004

/ 10 / 13 في: http://m.ahewar.org/s.asp?aid=24930&r=25&cid=0&u=&i=459

�لوثائق �ل�صيا�صية �لر�جعة للع�صر �لنبوي، لمحمد حميد �لله، ط5، د�ر �لنفائ�ض، بيروت -1405ه.

�لموقع �لر�صمي لهياأة �لأمم �لمتحدة في �لموقع �لإلكتروني: -http://www.un.org/ar/sections/resources/civil-society/index.htmLa laïcité، socle de la paix civile، texte écrit par les responsables du groupe

de travail LDH en France. Voir le site: http://www.ldh-france.org/wp-content/uploads/2014/10/HL166-Dossier-9.-La-la%C3%AFcit%C3%A9-socle-de-la-paix-civile.pdf.

Page 82: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 83: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

المقومات العقدية لل�سلم المدنيفي ال�سنة النبوية

د.مبارك بن عبد العزيز بن �شالحالمملكة العربية ال�سعودية

Page 84: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 84 -

Page 85: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 85 -

المقدمة

�آله وعلى محمد �صيدنا على و�ل�صلام و�ل�صلاة �لعالمين، رب لله �لحمد و�أ�صحابه �أجمعين، �أما بعد:

فطرية غاية فال�صلم كلا! ؟ و�لأمن لم �ل�ص �إلى ي�صعى ل مخلوق ثمة هل تنمو �لحياة �أو حيو�ني، ففي ظله ب�صري �إليها كل كائن ي�صعى نف�صية، و�صرورة لم مثل زماننا �لذي ويطيب �لعي�ض وت�صفو �لنفو�ض، ول �أحق بالحديث عن �ل�صنعي�ض فيه، حيث تزد�د كل حين �صر�عات عالمية ودولية و�إقليمية وطائفية، ويدخل و�ل�صر�عات للتقنية، �أ�صو�أ ��صتخد�م في �لمعا�صرة �لعلمية �لقدرة خطها على هذ� �إلى ما�صة جدة بحاجة �لم�صلمين ونحن فيها، �لمحموم و�لت�صابق �لذرية �لحديث من منطلق ديننا، ��صتجابة لظروفنا �لذ�تية �لتي تحتم علينا �أن نحمي ديننا من �صبهات �لغالين، و�نتحال �لمتطرفين، وت�صوهين �لرهابيين، و�أن نتعاون جميعا عليه �لله �صلى �لنبي و�صنة �لله كتاب في هو كما نقدمه و�أن ديننا، عن للدفاع و�صلم نا�صعا م�صرقا �آخذ� بنوره �لوهاج �لألباب و�لب�صائر، كما �أننا بهذ� �لحديث جر�ء �لطائفي و�لحتر�ب �لد�خلي �لن�صطار من مجتمعاتنا نحمي لم �ل�ص عن �لأمانة به قامت ما وح�صنا و�لتر�حم، و�لإن�صانية و�لم�صاو�ة �لعدل قانون غياب بدولة بدبي �لإ�صلامية و�لعربية �لدر��صات بكلية �ل�صريف لندوة �لحديث �لعامة �لإمار�ت �لعربية �لمتحدة �إذ طرحت هذ� �لمو�صوع �لمهم في مثل هذه �لظروف، فجز�هم �لله خير�، وقد �أحببت �أن �أ�صاهم في مو�صوع هذه �لندوة ببحث �لمقومات �لعقدية لل�صلم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية، و�خترت هذ� �لمو�صوع؛ لأهميته حيث كون في فهو �لر�صوخ فاأما وجلاء، ر�صوخا �لمدني لل�صلم �لعقدي �لبعد يعطي

Page 86: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 86 -

لم �لمدني في �لإ�صلام عميق �لجذور، وممتد �لأركان في تربة �لعقيدة �لإ�صلامية �ل�ص�أ�صل في فروعها، بحيث ل يتزحزح مبدوؤه مهما �أ�صلها كما هو فهو ر��صخ في �ختلفت �لأحو�ل و�لظروف �إل على نطاق �صيق هو نطاق �ل�صرورة �لتي تحمي ا جلاوؤه ففي كون �لعقيدة �ل�صحيحة �لجلية �لو��صحة تحمل في لم نف�صه، و�أم �ل�صلم لم جليا بعيد� عن �أهو�ء �لب�صر وحمياتهم �لتي تغب�ض جلاء �ل�ص ذ�تها طبيعة �ل�صوتجعل عليه �صبابية هائلة بكونه يعار�ض �صر�مة �لعقيدة وقوتها، و�أن فيه مد�هنة

على ح�صاب محكماتها.يهدف هذا البحث اإلى:

y لم �لمدني وتكون قاعدة �نطلاق لتعزيز ذكر �لمقومات �لعقدية �لتي تدعم �ل�صثقافته.

y .لم �لمدني بيان �لعلاقة �لوثيقة بين �لعقيدة �لإ�صلامية و �ل�صو�إنما �لعقدية، �لمدني لم �ل�ص مقومات يتناول بحثا �طلاعي ح�صب �أجد لم لم �لأهلي، وجدت عدة كتب تتحدث عن �ل�صلام �لعالمي و�لأمن �لفكري، و �ل�ص�لمقومات ذكر هي �لبحث هذ� يقدمها �لتي فالإ�صافة عام. فكري منظور من

�لعقدية لل�صلم �لمدني، و�لتي لم �أر من كتب فيها - ح�صب �طلاعي -.واأماأ خطة البحث فت�ستمل على الآتي:

�لمقدمة، وفيها ذكر �ل�صبب لطرح هذ� �لمو�صوع و�أهميته و�أهد�فه و�لدر��صات �ل�صابقة.

ثم �لتمهيد، وفيه �أو�صحت بيان معاني �ألفاظ �لبحث.لم �لمدني في باب �لعتقاد في - �لمبحث �لأول: وفيه �لمقوم �لأول: �أ�صالة �ل�ص

�ل�صنة �لنبوية.

Page 87: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 87 -

�لمبحث �لثاني: وفيه �لمقوم �لثاني: وحد�نية �لله تعالى وتفرده بالخلق و�لأمر -لم. �أ�صا�ض �ل�ص

لم �أحد ركني �لأ�صماء �ل�صرعية - �لمبحث �لثالث: وفيه �لمقوم �لثالث: �أن �ل�ص�لتي يقوم عليها �لدين.

لم مق�صد رباني رئي�ض في �لر�صالت - �لمبحث �لر�بع: وفيه �لمقوم �لر�بع: �أن �ل�ص�ل�صماوية و�لكتب �لمنزلة مرتبط بمق�صد �لإيمان و�لإ�صلام وفر�ئ�صهما.

لم مقرون د�ئما في - �ل�ص �أن �لأمر ب �لمبحث �لخام�ض: وفيه �لمقوم �لخام�ض: �لخطاب �لقر�آني و�لنبوي باأمور �لعتقاد �لكبرى!- دعوة وتكليفا-.

و�أ�صاأل �لله تعالى �لت�صديد و�لتوفيق فيما ق�صدت و�أردت، و�ل�صلاة و�ل�صلام على نبينا محمد.

التمهيد

المطلب الأول: معنى المقومات العقدية:: المقومات: هي جمع »مقوم«، وهو م�صتق من )قوم( يقال: قام يقوم اأولاقوما وقياما وقومة وقامة، و�لقومة �لمرة �لو�حدة. و�لقاف و�لو�و و�لميم �أ�صلان �صحيحان، يدل �أحدهما على جماعة نا�ض، وربما ��صتعير في غيرهم. و�لآخر على �نت�صاب �أو عزم)1(. فيقولون في �لمعنى �لثاني لقوم -: قام قياما، و�لقومة �لمرة يقوم)2(، به �أي و�لحق، �لدين قو�م هذ� �لباب: ومن �نت�صب. �إذ� �لو�حدة، وقو�م كل �صيء: ما ��صتقام به؛ و�لقو�م من �لعي�ض: ما يقيمك)3(، فالمقومات هي

مقايي�ض �للغة، 43/5، ل�صان �لعرب 496/12. -1مقايي�ض �للغة، 43/5. -2

ل�صان �لعرب، 504/12. -3

Page 88: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 88 -

لم ويقوم بها لكونها ركنا في وجوده و�أ�صا�صا في حدوثه )1(. �لتي يرتكز عليها �ل�صا: العقدية: ن�صبة �إلى �لعقيدة، وهي م�صتق من »عقد« يعقد عقد� وتعقاد� ثانياوعقده، فالعين و�لقاف و�لد�ل �أ�صل و�حد يدل على �صد، و�صدة وثوق، و�إليه

ترجع فروع �لباب كلها)2(.فالعقيدة هي ما يعقد �لعبد عليه قلبه من �لإيمان و�لدين.

تلك �لعقدية: بالمقومات ير�د ا: تركيبا العقدية المقومات معنى ا: ثالثالم �لمدني. �لأ�ص�ض �لتي ترجع �إلى باب �لعتقاد لإقامة �ل�ص

لم المدني: المطلب الثاني: معنى ال�سلم: : ال�س اأولا

و�أ�صلم وي�صلم وي�صلم م و�صل �صلم يقال: �صلم. من م�صتق لم: �ل�ص لغة: ا)3(، و�أ�صل معناه: �لبر�ءة و�لعافية، قال و�صلاما و�صلامة وت�صليما وم�صالمة و�صلم�لأعر�بي: �بن وقال تبر�أ. منه: وت�صلم �لبر�ءة. و�ل�صلامة: »�ل�صلام منظور: �بن لامة: �لتعري من �لآفات �لظاهرة لم و�ل�ص �ل�صلامة �لعافية«)4(. وقال �لر�غب: »�ل�ص

و�لباطنة«)5(.�بن قال وت�صريفاته، �صيغه ب�صائر �ل�صلام معاني يتفرع �لأ�صل هذ� من ثم ، و�ل�صاذ عنه قليل«)6(. حة و�لعافية؛ ويكون فيه ما ي�صذ فار�ض: »معظم بابه من �ل�ص

معجم �للغة �لعربية �لمعا�صرة، 1879-1874/3. -1مقايي�ض �للغة، 86/4، ل�صان �لعرب، 296/3. -2

�لقامو�ض �لمحيط، 1121. -3ل�صان �لعرب، 289/12. -4

�لمفرد�ت في غريب �لقر�آن، 421. -5معجم مقايي�ض �للغة لبن فار�ض، 90/3. -6

Page 89: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 89 -

وجاءت لفظ �صلم وم�صتقاتها في �لقر�آن كثير� وكلها ترجع �إلى معنى �لعافية و�لبر�ءة منها قوله تعالى چ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ چ ]�لأنعام:

ڌ ڌ چ ،]47 ]مريم: چ ۅ ۅ ۋ ۋ ۈۇٴ ۈ ۆ ۇۆ ۇ ڭ چ ،]54ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑچ ]�لق�ص�ض: 55[.

�ل�صلامة على مبنية �لنا�ض بين �لعلاقة تكون �أن لم �ل�ص ب ير�د ��صطلاحا: ا - �صو�ء �لعر�ض �أم بح�صن �لظن، و�إر�دة �لخير، و�حتر�م حقوق بع�صهم بع�ص

�لدم �أم �لمال - ونبذ �لعنف بينهم و�إقامة �لعدل فيهم و�لم�صاو�ة بينهم. ا: المدني: ثانيا

بها: لغة: م�صتق من »مدن «، يقال: »مدن يمدن، مدونا، فهو مادن«. وير�د خ�ض: �أتى �لمدينة، �لمدينة �صد �لبادية فهو ��صم من�صوب �إلى مدينة، يقال مدن �ل�ص�لح�صارة، باأ�صباب و�أخذو� �لمدن �أهل عي�صة عا�صو� يف: �لر �أهل ن تمد ويقال: وحالة �لأن�ض �إلى �لخ�صونة من منتقلين �لمدن �صكان باأخلاق وتخلقو� رو� تح�ص

رف)1(. �لظفيها ي�صتخدم �لتي �لمجالت بح�صب ��صطلاحات عدة له كان ا: ا�سطلاحا

فمن ذلك:y في �لمقيمين لجميع �لقانون لها يخو �لتي �لحقوق ة: المدني الحقوق ويقال

يا�صية �لمت�صلة باختيار �لحاكم. ولة، وهي �أ�صمل من �لحقوق �ل�ص �لدy تقوم �لتي ولة �لد �صلطة عن �لم�صتقلة �لمجتمع �صات موؤ�ص المدني: المجتمع

�لعلاقات بينها على �أ�صا�ض ر�بطة �ختيارية طوعية، مثل �لنقابات و�لأحز�ب

معجم �للغة �لعربية �لمعا�صرة، 2079/3. -1

Page 90: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 90 -

مات حقوق �لإن�صان)1(. و�لجمعيات �لأهلية ومنظ

ا: لم المدني ا�سطلاحا ا: معنى ال�س ثالثا

�صلم في و�لعي�ض �لمو�طنين، بين وقيمها �لمو�طنة �أخلاقيات تحقيق به ير�د وعد�لة وم�صاو�ة عامة بغ�ض �لنظر عن �ختلاف �لعقيدة و�لقبيلة و�لمذهب وغيرها

من �لنتماء�ت �لمختلفة.

لم المدني في باب العتقاد في المبحث الأول: المقوم الأول وهو: »اأ�شالة ال�شال�شنة النبوية«.

لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية �أنه �أ�صل ل فرع في �أوثق ما يدل على مكانة �ل�صوثابت �ل�صرعية، و�أ�صمائها مفاهيمها �أركان من وركن وفروعها، �لعقيدة باب و�لمكان �لزمان �ختلف مهما تتبدل ل �لتي و�أ�صولها محكماتها كثبات متغير ل لمية في باب �لمو�صوعات �لعقدية يعتبر �أعظم و�لظرف و�لحال، وهذه �لأ�صالة �ل�ص�لمقومات �لعقدية لل�صلم �لمدني، »ففكرة �ل�صلام في �لإ�صلام فكرة �أ�صيلة عميقة، هذه و�لإن�صان، و�لحياة �لكون عن �لكلية وفكرته بطبيعته، وثيقا �ت�صال تت�صل �لفكرة �لتي ترجع �إليها نظمه جميعا، وتلتقي عندها ت�صريعاته وتوجيهاته، وتجتمع �إليها �صر�ئعه و�صعائره، ب�صكل ل يخطر على بال �لباحثين �لد�ر�صين �أنف�صهم لهذ� ويتتبعو� �لبعيدة، �لعميقة �لجذور �إلى و�لدر�ض بالبحث يبلغو� �أن �إل �لدين،

�متد�دها وتفرعها، في يقظة و�صبر و�إحاطة«)2(.

معجم �للغة �لعربية �لمعا�صرة، 2079/3، بالن�صبة لتعريف �لمجتمع �لمدني هناك �إ�صكالت كثيرة يذكرها -1 - �لمدني �لمجتمع ينظر: ومو��صفاته، وتعريفه �لمدني �لمجتمع لحد بيانهم عند �لجتماع بعلم �لمعنيون در��صة نقدية، عزمي محمود، و�لمجتمع �لمدني �لتاريخ �لنقدي للفكرة -جون �إهرنبرغ - ترجمة علي

حاكم �صالح، و�لمجتمع �لمدني هوية �لختلاف، جاد �لكريم �لجباعي.�ل�صلام �لعالمي، 13. -2

Page 91: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 91 -

لم مو�سوع وفي هذ� �لمبحث �أعر�ض لأ�صل معالم هذه �لأ�صالة وهو �أن ال�سمتجذر في اأ�سماء الله و�سفاته واأفعاله �سبحانه وتعالى.

�لو�ردة في و�أفعاله �لحكيمة �لعليا �أ�صماء �لله �لح�صنى و�صفاته تاأملنا في �إذ� �لكتاب و�ل�صنة - وهو �صبحانه �صاحب �لخلق و�لأمر - و�لتي يجب �لإيمان بها لم و�لأمن عميق في كل هذه �لأ�صماء و�ل�صفات و�لأفعال لله = نجد �أن معنى �ل�ص

تعالى فنجد:

اأول ا: اأن من اأ�سمائه �سبحانه ال�سلام والموؤمن كما في قوله تعالى: چ ۇ ۇ چ ]�لح�صر: 23[.

و�صلام �صفاته و�صلام ذ�ته »�صلام يت�صمن: تعالى حقه في معناه فال�صلام: �أفعاله و�صرعه« فهو �صبحانه �صلام في ذ�ته عن كل عيب ونق�ض يتخيله وهم، و�صلام في �صفاته من كل عيب ونق�ض، و�صلام في �أفعاله من كل عيب ونق�ض و�صر وظلم وفعل و�قع على غير وجه �لعدل و�لحكمة، و�إر�دته �صلام من خروجها عن �لحكمة و�لم�صلحة، وكلماته �صلام من �لكذب و�لظلم، وملكه: �صلام من منازع فيه، �أو �إذنه، وحلمه وعفوه و�صفحه بدون عنده �صافع �أو مظاهر، معاون �أو م�صارك، ومغفرته وتجاوزه �صلام من �أن تكون عن حاجة منه �أو ذل �أو م�صانعة كما يكون من غيره، بل هو مح�ض جوده و�إح�صانه وكرمه، وكذلك عذ�به و�نتقامه و�صدة بط�صه و�صرعة عقابه �صلام من �أن يكون ظلما، �أو ت�صفيا، �أو غلظة، �أو ق�صوة، بل عها، وق�صاوؤه وقدره �صلام من عه �لأ�صياء مو��ص هو مح�ض حكمته وعدله وو�ص

لم، ومن توهم وقوعه على خلاف �لحكمة �لبالغة. �لعبث و�لجور و�لظ

و�صرعه ودينه �صلام من �لتناق�ض و�لختلاف و�ل�صطر�ب، وخلاف م�صلحة �لعباد ورحمتهم و�لإح�صان �إليهم وخلاف حكمته، بل �صرعه كله حكمة، ورحمة،

Page 92: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 92 -

وم�صلحة، وعدل)1(.وكذلك �صبحانه هو �صلام باعتبار ت�صليمه �صبحانه لخلقه من �لآفات، ولكونه من �ل�صطر�بات، ولأوليائه من �أعد�ئهم، ونحو ذلك من مظاهر �ل�صلام �لرباني �لذي نعي�صه في و�قعنا ونر�ه باأعيننا ونح�ض به في حياتنا حتى ل تكاد عينك تدرك

�صوره ول خيالك يحيط ب�صو�هده.ا �لموؤمن: فمن معانيه في حق �لله تعالى: »�أن يكون من �لأمان يوؤمن عباده و�أم�لموؤمنين من باأ�صه وعذ�به فياأمنون ذلك كما تقول: »�آمن فلان فلانا« �أي: �أعطاه �أمانا ا يقال: »�لله �لموؤمن« �أي: يوؤمن عباده �لموؤمنين فلا لي�صكن �إليه وياأمن. فكذلك �أي�ص

ياأمن �إل من �آمنه)2(. و�إذ� ثبت هذ� له �صبحانه وتعالى فاإن كل �أفعاله و�صرعه �صبحانه وتعالى ت�صدر

من مبد�أ �ل�صلام و�لأمن.چڦ ]�آل عمر�ن: 19[ چ ڃ ڃ چ چ چ چ ف�صمى دينه »�لإ�صلام« ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃچ ]�آل عمر�ن: 85[ چ ڍ ڍ ڌ ڌڎ چ ]�لمائدة:

لم « چ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭچ ]�لبقرة: 3[. و�أقامه على »�ل�ص208[ جاء عن �بن عبا�ض ومجاهد و�ل�صدي و�بن زيد و�ل�صحاك »�أنه �لإ�صلام«)3(.

وقال �لربيع: »�لطاعة«)4(. وجاء فيه قر�ءتان:لم« بفتح �ل�صين، ووجهو� تاأويلها �ء �أهل �لحجاز: »�دخلو� في �ل�ص فقر�أه عامة قر�إلى �لم�صالمة، بمعنى: �دخلو� في �ل�صلح و�لم�صاومة وترك �لحرب و�إعطاء �لجزية.

نقلا بت�صرف و�خت�صار عن بد�ئع �لفو�ئد لبن �لقيم، 605-602/2. -1��صتقاق �أ�صماء �لله للزجاجي، 221. -2

تف�صير �لطبري، 252/4. -3

تف�صير �لطبري، 252/4. -4

Page 93: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 93 -

لم«، و�ختلفو� في تاأويله: فمنهم �ء �لكوفيين بك�صر �ل�صين »�ل�ص وقر�أه عامة قرمن يوجهه �إلى �لإ�صلام، بمعنى �دخلو� في �لإ�صلام كافة، ومنهم من يوجهه �إلى �أي �لإ�صلام- معنى »�إن �لطبري: قال �ل�صلح)1(. في �دخلو� بمعنى: �ل�صلح، عند �لعرب -: دو�م �لأمر �ل�صالح عند �لعرب«)2(. و�ختار تحية �أهله »�ل�صلام« چۅ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ىچ ]�لنور: 61[، عن �بن عبا�ض

بيوتكم دخلتم »�إذ� يقول: �أنف�صكم} على ف�صلمو� بيوتا دخلتم قوله {فاإذ� في �أهل ية تح وهو �لله، ��صم لأنه لام �ل�ص وهو �لله عند من ية تح �أهلها، على ف�صلمو�

نة«)3(. �لجوفر�ض �لكف عن كل من �ألقى علينا �ل�صلام �أو �ألقاه �إلينا و�إن كان في �صاحة

ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ۇٴ چ حاله كان مهما �لمقاتلة حال وفي �لحرب، لم«، هو �ل�صت�صلام، و�إنما هذ� مثل، ې چ ]�لن�صاء: 90[. قال �لطبري: »و »�ل�صكما يقول �لرجل للرجل: »�أعطيتك قيادي«، و»�ألقيت �إليك خطامي«، �إذ� ��صت�صلم لم«، �إنما هو: �ألقو� �إليكم قيادهم له و�نقاد لأمره. فكذلك قوله: »و�ألقو� �إليكم �ل�ص

و��صت�صلمو� لكم، �صلحا منهم لكم و�صلما)4(.وهذه �لآية جاءت في �صياق بيان �لتعامل مع �لمنافقين �لذين عتب �لله على

�أهل �لإيمان �فتر�قهم في �صاأنهم �إلى فئتين مع و�صوح فتنتهم فقال تعالى:« چ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄڃ ڃ ڃ ڃ ژ ژ ڈ ڈ ڎ ڌڎ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳڳ گ گ گ گ ک کک ک ڑ ڑ

تف�صير �لطبري، 253-252/4. -1تف�صير �لطبري، 253/4. -2

�أخرجه �لبيهقي في �صعب �لإيمان، حديث رقم: 8449. -3تف�صير �لطبري، 23/8. -4

Page 94: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 94 -

ڱ چ ]�لن�صاء: 88 - 90[ ومع كل هذه �لأو�صاف �لقبيحة �ل�صنيعة فيهم ��صتثنى �لله من قتالهم، و�أمر بالكف عنهم في حالت- منها: �إذ� ��صت�صلم لكم هوؤلء �لمنافقون لم« فحينئذ:« فما جعل �لذين و�صف �صفتهم، �صلحا منهم لكم« و�ألقو� �إليكم �ل�ص�لله لكم عليهم �صبيلا«، �أي: فلم يجعل �لله لكم على �أنف�صهم و�أمو�لهم وذر�ريهم فلا �إذن، ول لكم ذلك منه باإباحة غنيمة، �أو �صباء �أو قتل �إلى طريقا ون�صائهم

�صو� لهم في ذلك �إل �صبيل خير«)1(. تعروجاء عن �لح�صن �لب�صري: »�أن �صر�قة بن مالك �لمدلجي قال: لما ظهر -يعني �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم -على �أهل بدر و�أحد، و�أ�صلم من حولهم قال �صر�قة: له: فقلت فاأتيته قال: مدلج، بني �إلى �لوليد بن خالد يبعث �أن يريد �أنه »بلغني م: دعوه، فقال لى �لله عليه و�صل �أن�صدك �لنعمة، فقال �لقوم: مه! فقال ر�صول �لله �صم ما تريد؟ فقلت: بلغني �أنك تريد �أن تبعث خالد بن لى �لله عليه و�صل ر�صول �لله �صن لم �لوليد �إلى قومي، فاأنا �أحب �أن تو�دعهم، فاإن �أ�صلم قومهم �أ�صلمو� معهم، و�إم بيد لى �لله عليه و�صل دور قومهم عليهم، فاأخذ ر�صول �لله �ص ي�صلمو� لم تخ�صن �صلى بني مدلج، فاأخذو� نع ما �أر�د. فذهب �إ خالد بن �لوليد فقال له: �ذهب معه فا�صم فاإن �أ�صلمت قري�ض �أ�صلمو� لى �لله عليه و�صل عليهم �أن ل يعينو� على ر�صول �لله �صو� لو تكفرون كما كفرو�}...�لآيات)2(. فتاأمل كيف عظم معهم، فاأنزل �لله {ود

�لله تعالى �إلقاء �ل�صلام و�لم�صالمة!! و�أعد لهم جنته و�صماها »د�ر �ل�صلام« چ چ چ ڇ ڇ ڇڇ چ ]�لأنعام: 127[.

وبنوده لم �ل�ص �إلى -�لدعوة و�لنبوي �لقر�آني �لخطاب يقرن ما وكثير� کک ک ک ڑ ڑ ژ ڈژ ڈ چ و�أفعاله، تعالى �لله باأ�صماء و�أخلاقياته

تف�صير �لطبري، 23/8. -1رقم: حديث �لله، ر�صول مهاجر في قالو� ما باب �لمغازي، كتاب م�صنفه، في �صيبة �أبي �بن �أخرجه -2

36612، تف�صير �بن كثير، 372/2.

Page 95: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 95 -

ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک چ ،]22 ]�لنور: چ گ گ گ ،]14 ]�لتغابن: چ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ ڳ گ گ گگ ک على ويعطي فق، �لر يحب رفيق �لله »�إن قال: و�صلم عليه �لله �لنبي �صلى وقال

فق ما ل يعطي على �لعنف، وما ل يعطي على ما �صو�ه«)1(. �لرلم، ا: اأن كل اأ�سمائه و�سفاته �سبحانه مت�سمنة ل�سورة من �سور ال�س ثانيا

لم حا�صر� في: فنرى �ل�ص��صم �لرب، و�لذي يرجع له عدة �أ�صماء كالخالق و�لر�زق و�لإحياء و�لإماتة �لكون هذ� تدبير وفي �لربانية �لربوبية في �أ�صا�صا نر�ه بل و�لن�صرة، و�لولية وت�صريف �صوؤونه على نحو مذهل! وفي �صفة �لرحمة و��صمها »�لرحمن �لرحيم« لم �صورة من �صور �لرحمة �لو��صعة، و�صفة �لحلم و��صمها �لحليم فال�صلامة و �ل�صو�لمغفرة �لعفو �صفة في كذلك ونجده �لعقوبة، معاجلة من �لعباد ي�صلم فبها و�لتوبة و�للطف و�أ�صمائها، وفي ��صم �لمجيب و�لودود و�لبر و�لوهاب و�لكريم و�لرز�ق و�لفتاح و�لروؤوف و�لمقيت و�لرفيق و�ل�صتير و�لبا�صط و�لمعطي و�لمنان بقـوته تتعلق �لتي �لعظيـمة �لأ�صمـاء تلك وفي و�ل�صفات، �لأ�صماء من ونحوها و�لأمن، �ل�صلام ن�صر �لوجود في �آثـارها من �أن نجـد وعـزته وجـبروته �صبحـانه في يف�صدون �لذين �لظالمين من و�لنتقام �لحق و�إحقاق للمظلومين و�لنت�صار

ڳ ڳ چ �لأر�ض ول ي�صلحون! ولذلك نجدها مقرونة بالرحمة و�لحلم �لمغفرة ڳ ڳ ڱ چ ]�ل�صعر�ء: 9[.

ويمكننا �أن نلحظ �أن �ل�صلام �لإلهي في هذه �لأ�صماء ل يقت�صر على �صورة �ل�صلب بل ل يتحقق �إل بالعطاء و�لبذل و�لإح�صان منه �صبحانه، فهو ي�صلمك من في وهكذ� �لعافية، ويعطيك �لمر�ض من وي�صلمك بالغنى، �إليك ويح�صن �لفقر

فق، حديث رقم: 2593. ل �لر �أخرجه م�صلم في �صحيحه، كتاب �لبر و�ل�صلة، باب ف�ص -1

Page 96: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 96 -

�صائر �ل�صلام �لرباني �لم�صهود في حياتنا.المبحث الثاني: وفيه المقوم الثاني: »وحدانية الله تعالى وتفرده بالخلق والأمر

لم«: اأ�شا�س ال�ش

ل مر�ء �أن ق�صية وحد�نية �لله تعالى في ربوبيته و�ألوهيته و�أ�صمائه و�صفاته هي �أ�صخم ق�صايا �لعقيدة و�أم م�صائلها، بل هي قلب �لوجود كله، فلها �أنزل �لله تعالى لم، �ل�ص منطلق هي �لوحد�نية هذه لها، �لوجود وخلق �لر�صل و�أر�صل �لكتب لم هي ق�صية وعليها يدور �ل�صلام، وبها يتحقق �لأمن في �لمجتمعات، فق�صية �ل�ص

عقدية حين نتناولها من جانب �لوحد�نية، ومما ي�صهد لهذ�:: هناك وحدانيتان قررهما الله تعالى في كتابه والنبي �سلى الله عليه و�سلم اأولا

في �سنته:وهي مكابرون، �إل فيها ينازع ل كونية قدرية وحد�نية �لأولى: �لوحد�نية �صر هي �لوحد�نية هذه و�لت�صرف، و�لأمر و�لتدبير �لخلق في �لوحد�نية تلك �نتظام �لكون �لمتعدد �لثنائيات، و�صر �لتو�زن بين كل هذه �لكائنات �لمتقابلة، و�صر �لتكامل في عمل هذه �لمخلوقات �لمتز�حمة، و�صر �لن�صجام �لذي ت�صهده �لعقول

وتب�صره �لأعين وتدركه �لقلوب.فقب�صة �لكون كله بيد �لله تعالى وحده، ل ينازعه فيها �صريك ول ي�صارعه فيها

ملك، قال تعالى چ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ۋ ۅ چ تعالى: ]�لموؤمنون: 91[، وقال چ ٹ ٹ ڤ ڤڤ ڤ ڦ ڦ ڦ

ۅ ۉ ۉ ې ېې ې ى ى ئا ئا ئە چ]�لأنبياء: 22[.

و�لقائم على هذ� �لكون هو و�حد وهو �لله تعالى فهو �لقيوم چ ڻ ۀ ۀ ہ ۋ ۇٴ ۈ ۈ ۆ ۇۆ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ے ےۓ ھ ھ ھ ہھ ہ ہ

Page 97: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 97 -

ۋ ۅۅ ۉ ۉ ې ې ې ېى ى ئا ئا ئە ئە ئو ئو ئۇئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈئې ئې ئې ئىئى ئى ی ی چ ]�لبقرة: 255[.

ڎ ڌ چ له �صريك ل وحده �لله هو عليه و�لكلمة فيه �لأمر و�صاحب ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱڱ ں ں ڻ ڻڻ ڻ ۀ ۀ ہ چ ]�لأعر�ف:

54[، چ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇڍ ڍ ڌڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑڑ ک ک ک کگ گ گ چ ]يون�ض: 3[.

ڄ ڄ چ تعالى لله �لعبودية هي و�حد لرب و�حدة غاية �لكون هذ� وغاية ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ

ڌ ڎ ڎڈ چ ]�لحج: 18[.

�إذ� فلا مجال لل�صر�ع ول للاختلاف ول للا�صطر�ب ول للت�صاك�ض فلا {�لبحر�ن يل �صابق �لنهار} {ول �ل�صماء تقع على م�ض تدرك �لقمر} {ول �لل يبغيان} ول {�ل�ص

ر! �لأر�ض} فكل في فلك ي�صبحون، ولكل �أجل م�صمى، وحد مقدالوحدانية الثانية: وحد�نية ت�صريعية وهي وحد�نية �ألوهيته وحكمه و�أمره في �لثقلين، وهذه �لوحد�نية هي �لتي نازع فيها �أكثر �لخلق و�صل عنها �لغالب من بني �آدم، وبعث �لله لها �لر�صل و�أنزل �لكتب، وكانت عليها معارك �لحق و�لباطل، فاإن و�نتظامه، �لكون �صلام �صر هي �لقدري �لكوني �لقر�ر وحد�نية كانت فاإن وحد�نية �لقر�ر �ل�صرعي هي �صر �صلام حياة �لب�صر، و�لمجتمعات و�نتظامها، وقد جعل �لله تعالى وحد�نية �لتدبير و�لربوبية دليلا على وحد�نية �ألوهيته وعبوديته، �لعزة �لقدري، فرب �لكوني لم �ل�ص بمبد�أ �لمدني �أو �لمجتمعي لم �ل�ص مبد�أ يقرر دلئل وح�صد بتوحيده �لأمر منه �صورة كل في كتابه في قرر حين و�لجلال و�لح�صية و�لكونية و�لعقلية �لفطرية - �لهائلة وتنوعاتها �أ�صكالها بكل �لوحد�نية

Page 98: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 98 -

�لوجود ق�صايا كل وربط لآخر، مو�صع من عر�صها وتجديد - و�لجتماعية للب�صرية �لحقيقة في يقرر �إنه �لوحد�نية، ق�صية �لكبرى �لق�صية بهذه و�لت�صريع لم �لأوحد، و�صبيل �ل�صلام �لفريد، �لذي ن�صهده نحن �لب�صر فيما حولنا طريق �ل�صمن هذه �لمخلوقات �لهائلة �لعدد �ل�صخمة �لحجم، �لتي تتناوب في رعاية �لأر�ض و�أهلها، ول تتنازع مهمتها، ول تتجاوز فلكها، ول تتعدى خط �صيرها! كما ن�صهده بذ�ت �لدقة و�لإتقان في تلك �لذر�ت �ل�صغيرة �لمتكاثرة تكاثر� ل نحيط بعدده، و�لتي ل نر�ها باأعيننا حين تاأخذ كل منها طريقها وت�صلم مهمتها لأختها في �صلا�صة

وهدوء! چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ڻ ں ں ڱ ڱ ڱ ڳڱ ڳ ڳ ڳ گ گ گ گ ک ک کک ڻ ڻ ڻۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ چ ]�لرعد: 16[ چ ى ئا ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې چ ]�آل عمر�ن: 83[،

ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئېئې ئى ئىئى ی چ

ی ی ی چ ]�لزمر: 29[.

ا: من دلئل تقرير الوحدانية لل�سلم: ثانيا�أن �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - �أمر �أن يدعو �أهل �لكتاب �إلى كلمة �صو�ء، �لله باأمر �إل �أحد على �صلطان منا لأحد يكون ل �أن �صر�ئطها من �لكلمة وهذه

تعالى، فقال تعالى له: چ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ

ڈچ ]�آل عمر�ن: 64[.

ن�صرك ول �لله �إل نعبد »�أل و�لتوحيد �لعدل كلمة من هنا �نطلق لم فال�ص�أب�صع �صور «، لأن من دون �لله �أربابا ا بع�ص نا بع�ص يتخذ �صيئا« وتمثل في »ول به �لتعدي على �لب�صرية هو ��صتعبادها وتعبيدها و��صتغلالها بغير وجه حق، ول يتم

Page 99: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 99 -

توحيد �لخالق حقا حتى يتم تحرير �لمخلوق من �لمخلوق �صدقا. قال �بن جريج: ا في مع�صية نا بع�ص ا �أربابا من دون �لله«، يقول: ل يطع بع�ص »ول يتخذ بع�صنا بع�صبوبية: �أن يطيع �لنا�ض �صادتهم وقادتهم في غير عبادة، و�إن �لله. ويقال �إن تلك �لر

و� لهم)1(. لم ي�صلوهذه �لدعوة قمة �لأن�صاف و�لتجرد وذروة �لحياد، لأنها دعوة ل يريد بها �لنبي- �صلى �لله عليه و�صلم- �أن يتف�صل عليهم هو ومن معه من �لم�صلمين.. كلمة �أمامها �لجميع على م�صتوى و�حد. ل يعلو بع�صهم على بع�ض، ول �صو�ء يقف ا. دعوة ل ياأباها �إل متعنت مف�صد، ل يريد �أن يفيء �إلى �لحق يتعبد بع�صهم بع�ص�لقويم. �إنها دعوة �إلى عبادة �لله وحده ل ي�صركون به �صيئا. ل ب�صر� ول حجر�. ا من دون �لله �أربابا. ل نبيا ول ر�صول. فكلهم لله ودعوة �إلى �أل يتخذ بع�صهم بع�ص

عبيد. �إنما ��صطفاهم �لله للتبليغ عنه، ل لم�صاركته في �لألوهية و�لربوبية.لم اأحد ركني الأ�شماء ال�شرعية التي المبحث الثالث: وفيه المقوم الثالث: اأن ال�ش

يقوم عليها الدين.

- �لإيمان - )�لإ�صلام �لدين عليها يقوم �لتي �ل�صرعية �لأ�صماء �أ�صول �لإح�صان( وقد دل على هذه �لركنية �أدلة:

الأول: و�إذ� رجعنا �إلى معانيها �للغوية و��صتقاقاتها نجد �أنها ذ�ت بعدين:البعد الأول: يتعلق بحق �لله تعالى. و�لبعد �لثاني: يتعلق بحق �لمخلوقين.

لامة: و�ل�ص لام »�ل�ص منظور: �بن وقال )�صلم( من ��صتقاقه �أ�صل فالإ�صلام �أ«)2(. فحق �لله تعالى فيه هو:« �ل�صت�صلام و�لنقياد«)3(، تبر م منه: �لبر�ءة. وت�صل

تف�صير �لطبري، 488/6. -1ل�صان �لعرب، 289/12. -2ل�صان �لعرب، 290/12. -3

Page 100: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 100 -

�لإباء من ي�صلم لأنه �لنقياد؛ وهو �لإ�صلام، �لباب »ومن فار�ض: �بن قال به �أتى لما و�لقبول �لخ�صوع �إظهار »�لإ�صلام: �لأزهري: وقال و�لمتناع«)1(.

لام«)2(. �لر�صول عليه �ل�ص�بن قال و�لمكروه. �لأذى من و�ل�صلامة �لم�صالمة منه: المخلوقين وحق لم و�ل�صلام بمعنى �لبر�ءة و�لم�صالمة و�لمتاركة، لح)3(. فال�ص لم: �ل�ص �ل�صكيت: و �ل�ص

ورد �آيات من كتاب �لله تعالى منها في قوله تعالى: چ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ چ ]�لفرقان: 63[، وفي معناه قولن:

الأول: ما نقله �صيبويه عن بع�ض �أئمة �لعربية: »بر�ءة ل خير بيننا وبينكم ول �صر، ولي�ض على �ل�صلام �لم�صتعمل في �لتحية؛ لأن �لآية مكية، ولم يوؤمر �لم�صلمون �ل�صلامة، وقد �أريد غير �أي ل �لم�صركين«)4(، ف�صلام هنا ي�صلمو� على �أن يومئذ و�أنه ل �لم�صالمة فكاأنه علامة �صلام عليكم، يقولون: �لجاهلية.. �لعرب في كانت

حرب هنالك)5(.الثاني: �أنهم قالو� قول: ي�صلمون فيه من �لإثم و�لتعدي. قال مجاهد: »�صد�د�

من �لقول«)6(.والإيمان: م�صتق لغة من �أمن ياأمن �أمنا و�أمانة و�أمانا و�أمنا و�أمنة، و�إمنا، فهو ك: ياأمنه كل �أحد في كل �صيء، وقد �آمنه �أمن و�أمين، ورجل �أمنة، كهمزة ويحر

نه)7(. و�أممعجم مقايي�ض �للغة لبن فار�ض، 90/3. -1

تهذيب �للغة، 312/12، �صعب �لإيمان، 109/1، مجموع �لفتاوى، 362/7. -2تهذيب �للغة، 310/12. -3

�لكتاب ل�صيبويه، 324/1-325، تف�صير �لزمخ�صري، 291/3، ل�صان �لعرب، )289/12. -4ل�صان �لعرب، 289/12. -5

تف�صير �لطبري، 295/19. -6�لقامو�ض �لمحيط، 1176. -7

Page 101: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 101 -

و�أ�صل معنى �أمن يرجع �إلى �أ�صلين - كما قال �بن فار�ض -: �أحدهما �لأمانة �لتي هي �صد �لخيانة، ومعناها �صكون �لقلب، و�لآخر �لت�صديق. و�لمعنيان كما قلنا متد�نيان)1(. وقال �لر�غب: »�أ�صل �لأمن: طماأنينة �لنف�ض وزو�ل �لخوف، و�لأمن

و�لأمانة«)2(.فحق �لله تعالى فيه: �لت�صديق و�لإقر�ر بما �أخبر �صبحانه في كتابه وعلى ل�صان »�لإيمان: و�لعربية: �ل�صريعة �أهل من �لعلماء قال و�صلم، عليه �لله �صلى ر�صوله

بمعنى �لت�صديق، و�صده �لتكذيب. يقال: �آمن به قوم وكذب به قوم«)3(.كان فقد �لبعدين: هذين على بينها �لكريم �ل�صارع �أن نجد �أننا كما الثاني: �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم يبين للنا�ض �أن هذ� �لإ�صلام يقوم على حق �لله، وحق �لمخلوقين، كما في �أحاديث كثيرة، منها: حديث عمرو بن عب�صة --قال: قال ، و�أن ي�صلم عز وجل ، ما �لإ�صلام؟ قال: »�أن ي�صلم قلبك لله رجل: يا ر�صول �لله --ه �لم�صلمون من ل�صانك ويدك«)4(، وحديث بهز بن حكيم، عن �أبيه، عن جد ما �أتيتك حتى حلفت �أكثر قال: �أتيت ر�صول �لله -- فقلت: يا ر�صول �لله! و�لله� ل يه، وقد جئت �مر من عدد �أولء �أن ل �آتيك ول �آتي دينك، وجمع بهز بين كف�إلينا؟ �لله بعثك ب �لله بوجه �أ�صاألك و�إني ور�صوله، �لله مني عل ما �إل �صيئا �أعقل لله وجهي »�أ�صلمت تقول: �أن قال: �صلام؟ �لإ �آيات وما قلت: »بالإ�صلام«. قال: �أخو�ن م، ر مح م�صلم على م�صلم كل كاة. �لز وتوؤتي لاة، �ل�ص وتقيم يت، وتخل

مقايي�ض �للغة، 133/1. -1�لمفرد�ت في غريب �لقر�آن، 90. -2

ل�صان �لعرب، 289/12، �لمفرد�ت في غريب �لقر�آن، 91. -3�أحمد، حديث م�صند �لإيمان و�لإ�صلام، حديث رقم: 20107، و باب �لرز�ق، �أخرجه: م�صنف عبد -4"�لكبير" و�لطبر�ني في �أحمد "رو�ه �لمجمع )59/1( و)207/3(: �لهيثمي في وقال رقم: 7027.

بنحوه، ورجاله ثقات".

Page 102: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 102 -

ير�ن.. « �لحديث)1(. ن�صبيان �لإ�صلام في كف �لأذى عن �لم�صلمين كما في كما كان - - يح�صر حديث عبد �لله بن عمرو)2( وجابر)3( و�أبي هريرة)4(، و ف�صالة بن عبيد)5( ر�صي �لله عنهم، عن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم جميعا قال: »�لم�صلم من �صلم �لم�صلمون

من ل�صانه ويده«. ل�صانه �لم�صلمون من �لم�صلم فيمن �صلم »هذ� يقت�صي ح�صر قال ابن رجب: ل�صانه �لم�صلمون من ي�صلم �لكامل �لإ�صلام، فمن لم �لم�صلم ويده، و�لمر�د بذلك ويده فاإنه ينتفي عنه كمال �لإ�صلام �لو�جب، فاإن �صلامة �لم�صلمين من ل�صان �لعبد و�أذى �لفعل، �ليد: فاأذى وباليد، بالل�صان حر�م �لم�صلم �أذى فاإن و�جبة، ويده

�لل�صان �لقول«)6(.وقال ابن حجر: »�لم�صلم قيل �لألف و�للام فيه للكمال نحو زيد �لرجل، �أي: �أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 20037، و20043، و�لمروزي في تعظيم قدر �ل�صلاة، حديث -1ولم �لإ�صناد �صحيح حديث »هذ� وقال: ،8774 رقم: حديث �لم�صتدرك، في و�لحاكم ،401 رقم:

يخرجاه« وو�فقه �لذهبي.�أخرجه �لبخاري في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب �لم�صلم من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده، حديث -2

رقم:10.�أخرجه م�صلم في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب بيان تفا�صل �لإ�صلام و�أي �أموره �أف�صل، حديث رقم: -3

.171حديث ويده، ل�صانه من �لم�صلمون �صلم من �لم�صلم �أن جاء ما باب �لإيمان، كتاب �لترمذي، �أخرجه -4رقم: 2627.وقال: "حديث ح�صن �صحيح"، و�لن�صائي في �ل�صغرى، كتاب �لإيمان، باب �صفة �لموؤمن، حديث رقم: 4995، و�بن حبان في �ل�صحيح، كتاب �لإيمان، باب ذكر �إطلاق ��صم �لإيمان على من �آمنه

�لنا�ض على �أنف�صهم و�أملاكهم، حديث رقم: 180.باب �ل�صحيح، في حبان و�بن �صحيح. و�إ�صناده ،23958 رقم: حديث �لم�صند، في �أحمد �أخرجه -5رقم: �لم�صلمين، حديث د�ر �إلى �لكفر د�ر من �لتحول فيها لي�ض باأن كل هجرة �لبيان ذكر �لهجرة،

حه. 4862، و�لحاكم في �لم�صتدرك، 10/1، و�صحفتح �لباري لبن رجب، 37/1- 38. -6

Page 103: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 103 -

�لكامل في �لرجولية.. و�إثبات ��صم �ل�صيء على معنى �إثبات �لكمال له م�صتفي�ض ي�صتدل �لتي �لم�صلم علامة يبين �أن بذلك �لمر�د يكون �أن ويحتمل كلامهم، في مثله في علامة ل�صانه ويده كما ذكر �لم�صلمين من �صلامة �إ�صلامه، وهي بها على

�لمنافق«)1(.وقال ابن تيمية: »وقد ير�د به - �أي �لإ�صلام - معنى ثالث هو كماله وهو قوله: {�لم�صلم من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده} فيكون �أ�صلم غيره �أي جعله �صالما منه«)2(. وقال: »فهوؤلء �لم�صتحقون لهذ� �ل�صم على �لحقيقة �لو�جبة لهم«)3(.لله، �ل�صت�صلام هو �لحقيقي: �لإ�صلام �أن »وذلك ال�سعدي: ال�سيخ وقال وتكميل عبوديته و�لقيام بحقوقه، وحقوق �لم�صلمين. ول يتم �لإ�صلام حتى يحب للم�صلمين ما يحب لنف�صه. ول يتحقق ذلك �إل ب�صلامتهم من �صر ل�صانه و�صر يده. من �لم�صلمون ي�صلم لم فمن للم�صلمين. عليه �لذي �لفر�ض هذ� �أ�صل هذ� فاإن ل�صانه �أو يده كيف يكون قائما بالفر�ض �لذي عليه لإخو�نه �لم�صلمين؟ ف�صلامتهم

من �صره �لقولي و�لفعلي عنو�ن على كمال �إ�صلامه«)4(.ولذلك �صمى �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم ب�صط �ليد على �لم�صلمين و�أمو�لهم قال قال: - عنهما �لله ر�صي - عمر بن �لله عبد حديث في كما كفر� ودمائهم ويلكم �أو �لود�ع: »ويحكم، - ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم - في حجة كم رقاب بع�ض«)5( وجاء كذلك عن �بن ار� ي�صرب بع�ص - ل ترجعن بعدي كف

فتح �لباري لبن حجر، 53/1. -1مجموع �لفتاوى، 636/7 و280/18. -2

مجموع �لفتاوى، 158/25، وينظر مو�صع: 165/25. -3بهجة قلوب �لأبر�ر وقرة عيون �لأخيار، 23. -4

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود، باب ظهر �لموؤمن حمى، حديث رقم: 6785، وم�صلم، كتاب �لإيمان، -5باب بيان قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم "ل ترجعو� بعدي كفار� "، حديث رقم:66.

Page 104: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 104 -

عبا�ض)1( و�أبي بكرة)2( وجرير �لبجلي)3(- ر�صي �لله عنهم �أجمعين-. قال ر�صول قال: عنه - �لله م�صعود - ر�صي بن �لله وجاء في حديث عبد

�لله - �صلى �لله عليه و�صلم: »�صباب �لم�صلم ف�صوق، وقتاله كفر«)4(.�صعيد �أبي حديث في فقال لذلك �لدين عن بمروقهم �لخو�رج وو�صف �لإ�صلام، �أهل يقتلون مية، �لر من هم �ل�ص مروق ين �لد من »يمرقون �لخدري: ويدعون �أهل �لأوثان«)5( قال �صيخ �لإ�صلام �بن تيمية-رحمه �لله -: »ومروقهم منه: خروجهم؛ با�صتحلالهم دماء �لم�صلمين، و�أمو�لهم؛ فاإنه قد ثبت عنه في �ل�صحيح �أنه قال: »�لم�صلم من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده، و�لمهاجر من هجر ما نهى �لله عنه«. وهم ب�صطو� في �لم�صلمين �أيديهم و�أل�صنتهم؛ فخرجو� منه«)6(. فثبت بهذ�

لم و�ل�صلام �أحد ركني م�صمى �لإ�صلام. �أن �ل�صلم! ا الإيمان: فقد جاء في �لن�صو�ض �لكثيرة �صلته بالأمن ولي�ض فقط �ل�ص واأم

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لحج، باب �لخطبة �أيام منى، حديث رقم: 1739. -1�أخرجه �لبخاري، كتاب �لحج، باب �لخطبة �أيام منى، حديث رقم: 1741، وم�صلم، كتاب �لق�صامة، باب -2

تحريم �لدماء، حديث رقم: 1679.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لفتن، باب " ل ترجعو� بعدي كفار� ي�صرب بع�صكم رقاب بع�ض"، حديث -3رقم: 7080، وم�صلم في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب بيان قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم "ل ترجعو�

بعدي كفار� "، حديث رقم: 65.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لفتن، باب " ل ترجعو� بعدي كفار� ي�صرب بع�صكم رقاب بع�ض"، حديث -4رقم:7076، وم�صلم، كتاب �لإيمان، باب قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: "�صباب �لم�صلم ف�صوق وقتاله

كفر "، حديث رقم: 64.�أخرجه �لبخاري، كتاب �أحاديث �لأنبياء، باب قول �لله عز وجل: {و�أما عاد فاأهلكو� بريح �صر�صر}، -5

حديث رقم:3344، وم�صلم، كتاب �لزكاة، باب ذكر �لخو�رج و�صفاتهم، حديث رقم: 1064.�لنبو�ت لبن تيمية، 571/1. -6

Page 105: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 105 -

من ذلك: حديث �أبي هريرة)1( وف�صالة بن عبيد)2( وعبد �لله بن عمرو بن �لعا�ض)3( �أمنه �لنا�ض على دمائهم و�أن�ض)4( - ر�صي �لله عنهم - وفيها جميعا: »�لموؤمن من له �لذي تحققت �لكامل �لموؤمن »�أي هذ�: �صرح �لعلم في �أهل قال و�أمو�لهم«. و�صدقه، وعد�لته، �أمانته، علاماته عليه ظهرت �لذي هو وظهرت �لإيمان �صفة ة بحيث ل يخاف منه �لنا�ض باإذهاب مالهم، وقتلهم، ومد �ليد �إلى ن�صائهم لأن ماد

�لإيمان �لأمن«)5(.قال ال�سندي: »�لإيمان و�لأمانة و�لأمن �إخو�ن، بحيث كان ل وجود للاإيمان �أمو�لهم ونفو�صهم ياأمنه �لنا�ض على �أمينا بحيث �أو �لأمن فمن كان بدون �لأمانة موؤمنا)6(، ي�صمى باأن نف�صه فذلك �لحقيق �أحد ول على مال منه على ول يخاف وحا�صل هذ �إنما هو �لتنبيه على ت�صحيح ��صتقاق �ل�صم، فمن زعم �أنه مت�صف به ينبغي �أن يطالب نف�صه بما هو م�صتق منه، فاإن لم يوجد فيه فهو كمن زعم �أنه كريم

ول كرم له)7(.دمائهم على �لنا�ض ياأمنه �لذي باأنه �لموؤمن »وف�صر ال�سعدي: ال�سيخ وقال و�أمو�لهم؛ فاإن �لإيمان �إذ� د�ر في �لقلب و�متلاأ به، �أوجب ل�صاحبه �لقيام بحقوق عن و�لورع �لمعاملات، في و�ل�صدق �لأمانات، رعاية �أهمها: من �لتي �لإيمان

�صبق تخريجه، �ض 102. -1

�صبق تخريجه، �ض 102. -2�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 6925. -3

�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 2561(، و�أبو يعلى في �لم�صند، حديث رقم: 4187، و�بن حبان -4جل �أذى جير�نه من انبة �لر �ل على �أن مج بر �لد في �صحيحه، كتاب �لبر و�لإح�صان، باب �لجار، ذكر �لخ

�لإيمان، حديث رقم: 510.�لكا�صف عن حقائق �ل�صنن للطيبي، 490/2، �صرح �صنن �بن ماجه لل�صيوطي، 282، �لتنوير �صرح �لجامع -5

�ل�صغير، 394/2.حا�صية �ل�صندي على �صنن �بن ماجه، 460/2. -6

مرقاة �لمفاتيح �صرح م�صكاة �لم�صابيح، 107/1، -7

Page 106: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 106 -

ظلم �لنا�ض في دمائهم و�أمو�لهم. ومن كان كذلك عرف �لنا�ض هذ� منه، و�أمنوه على دمائهم و�أمو�لهم. ووثقو� به، لما يعلمون منه من مر�عاة �لأمانات، فاإن رعاية �لأمانة من �أخ�ض و�جبات �لإيمان، كما قال �صلى �لله عليه و�صلم: »ل �إيمان لمن ل

�أمانة له)1(«)2(.لم فري�سة من فرائ�ص هذه الأ�سماء العقدية ومعيار لكمالها الثالث: اأن ال�س

الواجب والفا�سل:لم فري�صة في �لإ�صلام و�لإيمان فيدل عليه ما يلي: ا كون �ل�ص فاأم

»�إيتاء �لإ�صلام �أركان من �أن نجد �لقت�صادي: لم �ل�ص ب يتعلق ما : اأولالم �لمدني �لقت�صادي، فعن عبد �لله بن عمر: �لزكاة«، وهي تمثل �أ�صا�ض مبد�أ �ل�صقال: قال ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم -: »بني �لإ�صلام على خم�ض: �صهادة ، و�لحج كاة، �لز و�إيتاء لاة، �ل�ص و�إقام �لله، ر�صول د� م و�أن مح �إل �لله �إله ل �أن

ان«)3(. وم رم�ص و�صوكان �لأمر بها في �أول �لإ�صلام، مقرونة بالتوحيد و�ل�صلاة، قال تعالى چڳ ہچ ہ ہ ۀۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ں ں ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ

ڈ »چ �لنار: لهم �لموجبة �لم�صركين �أعمال من تركها �لله جعل كما ،]5 ]�لبينة: ]ف�صلت: 6 - 7[، وكان ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گچ �لر�صل - عليهم �ل�صلام - ياأمرون قومهم بالق�صط في �لتعامل مع �لنا�ض ل �صيما

�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 12383، و�بن حبان في �صحيحه، كتاب فر�ض �لإيمان، ذكر خبر -1�لكمال، حديث رقم: 194، وهو للنق�ض عن �ل�صيء �لمر�د بهذه �لأخبار نفي �لأمر عن �أن يدل على

حديث ح�صن بمجموع طرقه.بهجة قلوب �لأبر�ر وقرة عيون �لأخيار، 23. -2

�لنبي بني �لإ�صلام على خم�ض، حديث رقم: 8، وم�صلم، �أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب قول -3كتاب �لإيمان، باب �أركان �لإ�صلام، حديث رقم:16.

Page 107: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 107 -

ڃ ڃڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤڤ ڤ ڤ ٹ چ �أمو�لهم في ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چچ چ ڃ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ چ ]هود: 84 - 85[، كما �أن �لله تعالى جعل �إيتاء �لمال لم�صتحقيه من

حقيقة �لإيمان �لتي ل يتم �إل بها، وذلك في قوله تعالى: چ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃڃ چ چ چ چ ڇ ڇڇ ڇ ڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎ چ ]�لبقرة: 177[، كما جعلها من �أخ�ض �صفات �لموؤمنين

في قوله تعالى: چ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ چ ]�لموؤمنون: 1 - 4[، وقال تعالى: چ پ ڀ

ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ چ ]�لنمل: 2 - 3[.

لم �لقت�صادي في كل زمان ومكان كان �لأمر بالزكاة ولأهميتها في تحقيق �ل�ص�لأنبياء �صائر ثابت وخلق د�ئم في �ل�صر�ئع، فهي و�صف و�ل�صدقة عاما في كل

ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ چ و�لمر�صلين ڀ ڀڀ ٺ ٺ ٺ چ ]�لأنبياء:73[.

كما �أخذ �لله على بني �إ�صر�ئيل �لقيام بهذه �لفري�صة، وكانت بند� ثابتا في كل �لمو�ثيق �لتي �أخذها �لله على بني �إ�صر�ئيل، چ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ى ى ې ې ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ]�لبقرة: چ ئۆ ئۆ ئۇ ئۇ ئو ئو ئە ئە ئا ئا

83[، وقال تعالى: چ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇڇ

Page 108: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 108 -

ڇ ڇ ڍ ڍڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ

ڳ ڳ گ گ گ گ ک ک ک ک ڑ

ڳ ڳڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ چ ]�لمائدة:12[.

ا لم�صتحقيها، بل جعلها �لله تعالى حقا له، فلو وهذه �لزكاة لم تكن حقا مح�ص�لعبد �أو نحو ذلك لم يرفع ذلك �لوجوب على تنازل عن �صيء منها �لفقير �أن في �إخر�جها و�أد�ئها، حيث �أنها حق لله تعالى! قال �لعلماء: »فعمدة ما روعي في �لزكاة م�صلحتان: م�صلحة ترجع �إلى تهذيب �لنف�ض، وم�صلحة ترجع �إلى �لمدينة، وهي �أنها تجمع ل محالة �ل�صعفاء وذوي �لحاجة، وتلك �لحو�دث تغدو على قوم �لحاجات و�أهل �لفقر�ء مو��صاة بينهم �ل�صنة تكن لم فلو �آخرين، على وتروح لهلكو�، وماتو� جوعا، و�أي�صا فنظام �لمدينة يتوقف على مال يكون به قو�م معي�صة عملا للمدينة عاملين كانو� ولما لها، �ل�صائ�صين و�لمدبرين عنها، �لذ�بين �لحفظة نافعا - م�صغولين به عن �كت�صاب كفافهم - وجب �أن تكون قو�م معي�صتهم عليها �أن �أو ل يقدر عليها �لبع�ض، فوجب و�لإنفاقات �لم�صتركة ل ت�صهل على �لبع�ض

تكون جباية �لأمو�ل من �لرعية �صنة«)1(.ومما يدل على تاأكدها �أن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم كان ياأخذ �لبيعة عليها من لى �أ�صحابه: فعن جرير بن عبد �لله �لبجلي- ر�صي �لله عنه- قال: »بايعت �لنبي �ص

ح لكل م�صلم«)2(. كاة، و�لن�ص لاة، و�إيتاء �لز م على �إقام �ل�ص �لله عليه و�صل - و�لن�صيحة �ل�صدق هو �لحق للم�صلم �لقت�صادي �لتعامل �أ�صا�ض وجعل

حجة �لله �لبالغة، 60/2. -1"�لدين �لن�صيحة: لله ولر�صوله �أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان-باب قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: -2�أن �لدين �لن�صيحة، بيان ولأئمة �لم�صلمين وعامتهم"، حديث رقم: 57، و م�صلم، كتاب �لإيمان، باب

حديث رقم:56.

Page 109: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 109 -

�صر�ئطها من ذلك و�أن و�لإيمان، �لإ�صلام بحقيقة �لتذكير �لأمر منطلق وجعل �لو�جبة وعلاماتها �لحقيقية؛ فنهى �لم�صلم عن �لبيع على بيع �أخيه، فعن عبد �لله بن عمر بن �لخطاب - ر�صي �لله عنهما - �أن ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم - قال: جل على بيع �أخيه حتى يبتاع �أو يذر«)1(، وعن عقبة بن عامر - ر�صي »ل يبيع �لر�لله عنه - �أن ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم قال: »�لموؤمن �أخو �لموؤمن، فلا يحل

خيه حتى يذر«)2(. خيه، ول يخطب على خطبة �أ للموؤمن �أن يبتاع على بيع �أ�أن له يحل فلا جائحة، في�صيبه �صيئا يبيعه عندما �أخيه مال �أخذ عن ونهى قال قال: عنه - �لله فعن جابر - ر�صي �لجائحة، به منه وقد وقعت �لمال يقب�ض ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم -: »�إن بعت من �أخيك ثمر�، فاأ�صابته جائحة)3(،

فلا يحل لك �أن تاأخذ منه �صيئا، ب تاأخذ مال �أخيك بغير حق؟«)4(.لل�صلم حفظا و�صلم عليه �لله �صلى �لنبي عنها نهى كثيرة بيوع وهناك

�لقت�صادي وجعل �لنتهاء عنها من حقيقة �لإيمان.عبد في كما �لطعام: باإطعام �لقيام �لم�صلمين و�أف�صل �لإ�صلام خير وجعل لى �لله عليه �لله بن عمرو بن �لعا�ض - ر�صي �لله عنهما: »�أن رجلا �صاأل �لنبي �صلام على من عرفت ومن عام، وتقر�أ �ل�ص م: �أي �لإ�صلام خير؟ قال: تطعم �لط و�صل

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لبيوع، باب ل يبيع على بيع �أخيه، ول ي�صوم على �صوم �أخيه، حتى ياأذن له -1طبة على خطبة �أخيه، حتى ياأذن �أو ريم �لخ �أو يترك، حديث رقم: 2139، وم�صلم، كتاب �لنكاح، باب تح

يترك، حديث رقم: 1412.رقم: يترك، حديث �أو ياأذن حتى �أخيه، خطبة على طبة �لخ ريم تح باب �لنكاح، كتاب م�صلم، �أخرجه -2

.1414ائحة وهي لته و�ل�صم �لج يء �أجحته �إذ� ��صتاأ�ص قال �بن حجر - رحمه �لله -: »قوله جائحة: من جحت �ل�ص -3

�لهلاك و�أطلقت على �لآفة لأنها مهلكة «، فتح �لباري لبن حجر، 317/11.�أخرجه م�صلم، كتاب �لم�صاقاة، باب و�صع �لجو�ئح، حديث رقم: 1554. -4

Page 110: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 110 -

لم تعرف«)1(. وفي رو�ية: »�أي �لم�صلمين خير ؟«)2(.

فتاأمل كيف كانت �لعقيدة -بم�صمياتها �لكبرى - �لإ�صلام و�لإيمان - منطلق لمية في �لتعامل �لقت�صادي في �لمجتمع �لم�صلم. �لأو�مر �ل�صرعية و�لمبادئ �ل�ص

ومما �أكده �لله تعالى �أن حق �لإن�صان في �لمال يجب �أن يوؤدى له، ول يبخ�ض حقه فيه �إذ� ثبت له ن�صيبه، فمن ذلك �أن �لله تعالى نهى نبيه �صلى �لله عليه و�صلم ي�صطرهم �أن بحجة - منهم �لقر�بات �صيما ل �لم�صركين- عن �ل�صدقة منع عن لنبيه محمد �صلى �لله عليه �لهد�ية منه ولي�صت �أن يوؤمنو�، وبين �صبحانه �أن �إلى

و�صلم، ول يجوز له �أن يمنعهم حقهم، فقد جاء في قوله تعالى:چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ

ک کک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ چ عن جماعة من �ل�صلف

خون)3( من �أهل �لتاأويل؛ فعن �بن عبا�ض -ر�صي �لله عنهما - قال: كانو� ل ير�صڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ فنزلت: �لم�صركين، من لقر�باتهم من �أنا�ض كان قال: عنه- �لله عنه - ر�صي ]�لبقرة: 272[«)4(، وفي رو�ية ڍچ

قو� عليهم، د ير، وكانو� يتقون �أن يت�ص ار لهم �أن�صباء وقر�بة من قريظة و�لن�ص �لأن�صويريدونهم �أن ي�صلمو�، فنزلت: چ چ چ چچ ]�لبقرة: 272[ »�لآية)5(، وعن

كتاب وم�صلم، ،12 رقم: حديث �لإ�صلام، من �لطعام �إطعام باب �لإيمان، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1�لإيمان، باب بيان تفا�صل �لإ�صلام و�أي �أموره �أف�صل، حديث رقم: 169.

�أخرجه م�صلم، كتاب �لإيمان، باب بيان تفا�صل �لإ�صلام و�أي �أموره �أف�صل، حديث رقم: 170. -2�أ�صله من ر�صخ، قال �بن فار�ض في مقايي�ض �للغة، 402/2: "وهي كلمة تدل على ك�صر، ويكون ي�صير�، -3خ له من ماله �إذ� �أعطاه، وهي عطية مقاربة لي�صت قليلا ول ثم ي�صتق منه«. و�لمر�د هنا �لعطاء يقال: ر�ص

كثير�. ل�صان �لعرب، 1658/3. تف�صير �لطبري، 587/5، 588. -4تف�صير �لطبري، 587/5، 588. -5

Page 111: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 111 -

فنزلت: ق على �لم�صركين، د م ل يت�ص عليه و�صل لى �لله �صعبة، قال: كان �لنبي �صق عليهم«)1(. د چژ ژ ڑ ڑ ک کک چ ]�لبقرة: 272[ »فت�ص

�لم�صلمين، من �لم�صالم �لإن�صان حق رعى �لإ�صلام �أن لنا يتبين هنا ومن و�إيمانه، عقيدته من ذلك منطلق �حتياجه وجعل عند و�إعانته �لمال، وغيرهم في كما لم يجعل �ختلاف �لدين �صببا لمنع �لحقوق و�لت�صييق على �أ�صحابها حتى ولو

بق�صد �إ�صلامهم و��صطر�رهم �إلى �لإيمان!

لم النف�سي: ا: ال�س ثانيا

لم في �لنف�ض �لب�صرية، وتبني لم �أنها تخلق �ل�ص من تفرد �ل�صريعة في باب �ل�صقو�عده د�خلها قبل �أن تاأمر به في �لخارج، وتعالج �أ�صباب �لعدو�ن من جذورها من د�خل �لنفو�ض، فجعلت نجاة �لعبد يوم �لقيامة تدور على �صلامة قلبه من �لآثام

قال تعالى: چ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ چ ]�ل�صعر�ء: 88، 89[.

- فيقول وتحققه، �لو�جب �لإيمان لكمال �صرطا �لنف�صي �ل�صلام وجعلت �صلى �لله عليه و�صلم - »ل يوؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنف�صه«)2(، هذ� في �أهل �لإيمان!، وفي �لجار - مهما كان - يقول �صلى �لله عليه و�صلم -: »ل

يوؤمن �أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنف�صه«)3(.

وجاء �لنهي عن �لظن؛ حماية للاأخوة �لإيمانية من �ل�صكوك و�لحقوق �لإن�صانية

تف�صير �لطبري، 587/5، 588. وقد ذكر �لطبري �آثار� �أخرى في هذ� �لباب. -1 ،13 رقم: حديث لنف�صه، يحب ما لأخيه يحب �أن �لإيمان من باب �لإيمان، كتاب �لبخاري، �أخرجه -2ال �لإيمان �أن يحب لأخيه �لم�صلم ما يحب لنف�صه، ليل على �أن من خ�ص وم�صلم، كتاب �لإيمان، باب �لد

حديث رقم: 45.ما يحب �لم�صلم لأخيه يحب �أن يمان �لإ ال من خ�ص �أن على ليل �لد باب �لإيمان، �أخرجه م�صلم، كتاب -3

، حديث رقم: 45. لنف�صه من �لخير

Page 112: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 112 -

من �لظلم فلن ي�صتقيم �إيمان عبد وقلبه مليء بالظنون �لقبيحة تجاه �إخو�نه، فعن �أبي ، ن هريرة- ر�صي �لله عنه- �أن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم قال: »�إياكم و�لظ�صو�، ول تناف�صو�، ول تحا�صدو�، �صو�، ول تج�ص فاإن �لظن �أكذب �لحديث، ول تح�صو�، ول تد�برو�، وكونو� عباد �لله �إخو�نا كما �أمركم، �لم�صلم �أخو �لم�صلم، ول تباغ�صل يظلمه، ول يخذله، ول يحقره. �لتقوى هاهنا، �لتقوى هاهنا، �لتقوى هاهنا - �لم�صلم �لم�صلم، كل �أخاه يحقر �أن ر �ل�ص �مرئ من بح�صب �إلى �صدره - وي�صير ه، وماله. �إن �لله ل ينظر �إلى �أج�صادكم، ول �إلى على �لم�صلم حر�م: دمه، وعر�صحيث �لحديث هذ� �أجل فما و�أعمالكم«)1(. قلوبكم �إلى ينظر ولكن وركم، �صلم �لمدني بين �لم�صلمين حتى �صمل مقومات عقدية كثيرة، و�أتى على كافة �صور �ل�ص

�صلامة �ل�صمير من �لحتقار و�صلامته من تركه فري�صة للاأ�صر�ر و�لمظالم!منهم يتحقق للموؤمنين حتى يتحقق لن �لإيمان باأن �ل�صحيح �لخبر جاء كما �لتي و�لخر�ب �لف�صاد �أ�ص�ض على يق�صي �لتحاب هذ� و�أن و�لتحاب، �لحب قو�صت �لأمم �لبائدة، فعن �أبي هريرة - ر�صي �لله عنه -: �أن ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم قال: »و�لذي نف�صي بيده، ل تدخلون �لجنة حتى توؤمنو�، ول توؤمنو� حتى تحابو�، �أول �أدلكم على �صيء �إذ� فعلتموه تحاببتم؟ �أف�صو� �ل�صلام بينكم«)2(.بن �لله عبد فعن �لقلب �صليم هو بالخير و�صابقهم �لموؤمنين �أف�صلية وجعل ل؟ قال: »كل م -: �أي �لنا�ض �أف�ص عليه و�صل لى �لله - �ص عمرو، قال: قيل لر�صول �للهموم دوق �لل�صان نعرفه، فما مخ دوق �لل�صان«. قالو�: �ص موم �لقلب)3(، �ص مخ

رقم: حديث يدع، �أو ينكح حتى �أخيه خطبة على يخطب ل باب �لنكاح، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1ناف�ض، و�لتناج�ض �ض، و�لت ، و�لتج�ص ن ريم �لظ لة و�لآد�ب، باب تح 5143، )7 وم�صلم، كتاب �لبر و�ل�ص

ونحوها، حديث رقم: 2563.�أخرجه م�صلم، كتاب �لإيمان، باب بيان �أنه ل يدخل �لجنة �إل �لموؤمنون، حديث رقم: 54. -2

فته. حا�صية �ل�صندي على �بن ماجه، 69/8. هو من خممت �لبيت �إذ� كن�صته ونظ -3

Page 113: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 113 -

، ول ح�صد «)1(. ، ل �إثم فيه، ول بغي، ول غل �لقلب؟ قال: »هو �لتقي �لنقيو�أخبر �أن �لإيمان ل يجتمع مع �لح�صد في قلب، فعن �أبي هريرة- ر�صي �لله عنه- �أن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم قال: »ول يجتمعان في قلب عبد: �لإيمان،

.)2(» ح و�ل�صلم، ويتلهف �صاحبه �إلى �لبغي وذلك �أن �لح�صد �صرر ناري ياأكل دعائم �ل�صيهلك �لحرث ويدمر يطمئن لحال حتى قر�ر ول بالإن�صان ي�صتقر و�لعدو�ن، فلا ثه: �أنه دخل هو و�أبوه على �أن�ض بن مالك �لديار، كما جاء �أن �صهل بن �أبي �أمامة حدلاة خفيفة لي �ص بالمدينة في زمان عمر بن عبد �لعزيز وهو �أمير �لمدينة، فاإذ� هو ي�صيت هذه؟ م قال �أبي: يرحمك �لله �أر�أ ا �صل لاة م�صافر �أو قريبا منها، فلم دقيقة كاأنها �صلى لاة ر�صول �لله �ص لته؟ قال: �إنها �لمكتوبة، و�إنها ل�ص لاة �لمكتوبة �أو �صيء تنف �ل�صلى �لله عليه م، ما �أخطاأت �إل �صيئا �صهوت عنه. فقال: �إن ر�صول �لله �ص �لله عليه و�صلدو� على د عليكم، فاإن قوما �صد دو� على �أنف�صكم في�صد م كان يقول: ل ت�صد و�صليار{ورهبانية �بتدعوها و�مع و�لد د �لله عليهم، فتلك بقاياهم في �ل�ص �أنف�صهم ف�صدنعم. قال: ولتعتبر. لتنظر تركب �أل فقال: �لغد من غد� ثم عليهم} كتبناها ما و� وفنو�، خاوية على عرو�صها، فقال: فركبو� جميعا فاإذ� هم بديار باد �أهلها و�نق�ص�لبغي هلكهم �أ قوم ديار وباأهلها، هذه بها �أعرفني ما فقال: يار؟ �أتعرف هذه �لدبه، و�لعين ق ذلك �أو يكذ د و�لح�صد، �إن �لح�صد يطفئ نور �لح�صنات، و�لبغي ي�ص

به«)3(. ق ذلك �أو يكذ د تزني، و�لكف و�لقدم و�لج�صد و�لل�صان، و�لفرج ي�ص

�أخرجه �بن ماجه، �أبو�ب �لزهد، باب �لورع و�لتقوى، حديث رقم: 4216، وقال �لبو�صيري )240/4(: "هذ� -1�إ�صناد �صحيح". قال �بن �أبى حاتم في �لعلل )127/2، رقم 1873(: قال �أبى: "هذ� حديث �صحيح ح�صن".�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 8479، و�لن�صائي في �لمجتبى، كتاب �لجهاد، باب ف�صل من عمل -2

في �صبيل �لله على قدمه، حديث رقم: 3109، وهو �صحيح.�أخرجه �أبو د�ود، كتاب �لأدب، باب في �لح�صد، حديث رقم: 4904. -3

Page 114: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 114 -

لم الأخلاقي: ا: ال�س ثالثا�إيمان �صرطا في تحقق �لجار -�أمان و�صلم عليه �لله �لنبي - �صلى فقد جعل �لعبد و�إل فهو كمن لم يوؤمن، وذلك كما في حديث �أبي هريرة - ر�صي �لله عنه -: �أن ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم- قال: »و�لله ل يوؤمن و�لله ل يوؤمن، و�لله

ل يوؤمن. قيل: ومن يا ر�صول �لله؟ قال: �لذي ل ياأمن جاره بو�يقه«)1(.لم �لإيماني بالل�صان ف�صلا عما فوقه فاإنه موعود بالنار حتى ومن �أخل بعقد �ل�صلم لجير�نه و�لأمن لهم - و�إن كان كثير �ل�صلاة كثير �ل�صوم، و�أن من �أوفى ب �ل�ص

و�إن كان قليل �ل�صلاة و�ل�صوم - فاإنه �أحق بالإيمان وكماله ممن �أخل به!وهذ� ما بينه �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - في حديث �أبي هريرة- ر�صي يامها لاتها و�ص �إن فلانة يذكر من كثرة �ص �لله عنه- قال: قال رجل يا ر�صول �لله، دقتها غير �أنها توؤذي جير�نها بل�صانها قال: هي في �لنار، قال: يا ر�صول �لله، فاإن و�صق بالأثو�ر من �لأقط ول د لاتها و�إنها ت�ص دقتها و�ص يامها و�ص ة �ص فلانة يذكر من قل

نة«)2(. توؤذي جير�نها بل�صانها قال: هي في �لجو�لأمانة عمود �لإيمان، وفر�صه �لأخلاقي �لذي ل ي�صح بدونها، وذلك في حديث �أن�ض بن مالك - ر�صي �لله عنه -قال: ما خطبنا نبي �لله �صلى �لله عليه و�صلم �لله كمانعها«)3(. وجعل دقة �ل�ص في و�لمعتدي له، �أمانة ل لمن �إيمان »ل قال: �إل

�أي بو�ئقه: رقم: 5670. بو�ئقه، حديث ياأمن جاره ل من �إثم باب �لأدب، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1�هية. �لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر، 162/1. غو�ئله و�صروره، و�حدها بائقة، وهي �لد

رقم: حديث م�صنده، في و�أحمد ،294-293 رقم: حديث م�صنده، في ر�هويه بن �إ�صحاق �أخرجه -29675، و�لبيهقي في �صعب �لإيمان، حديث رقم: 9099، و�صححه �لألباني في �ل�صحيحة، 320/1.

فر�ض باب �لإيمان، كتاب و�بن حبان في �صحيحه، رقم: 12383، �لم�صند، حديث �أحمد في �أخرجه -3�أن �لمر�د بهذه �لأخبار نفي �لأمر عن �ل�صيء للنق�ض عن �لكمال، حديث �لإيمان، ذكر خبر يدل على

رقم: 194. و�لحديث ح�صن.

Page 115: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 115 -

�لدين كله �أمانة، و�لأمانة دينا في قوله تعالى: چ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې و�ب �أنه عني بالأمانة ې چ ]�لأحز�ب: 72[، قال �لطبري: »و�أولى �لأقو�ل بال�ص

في هذ� �لمو�صع جميع معاني �لأمانات في �لدين، و�أمانات �لنا�ض، وذلك �أن �لله عز وجل لم يخ�ض بقوله »عر�صنا �لأمانة« بع�ض معاني �لأمانات دون بع�ض«)1(.

ومن �أخ�ض �أو�صاف �أهل �لإيمان �لمفلحين: �لوفاء بالأمانة و�لعهد، چ ڇ ڇ وباأد�ء ]�لموؤمنون: 8، 9[، چ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ �أو�صاف �لنف�ض �لب�صرية، �أقبح �لأمانة و�إقامة �لعهد و�ل�صهادة ي�صلم �لإن�صان من

من �لهلع عند �لطلب و�لجزع عند �لألم، و�ل�صح عند �لغنى چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ چ، ثم ذكر �صبحانه من

ئۈ ئۈ ئۆ ئۆ ئۇ ئۇ ئو ئو ئە ئە ئا ئا ى ى ې چ �أو�صافهم تاأمل �لأحاديث �لنبوية يجد �أن �أ�صل �لأ�صباب ئې چ ]�لمعارج: 19 - 34[، ومن لم �لعام عامة هو �صياع �لأمانة - و�أ�صلها لم �لمدني خا�صة و �ل�ص �لتي تقو�ض �ل�صلم يرجع �إلى �لإيمان - و�نعد�مها من �لنفو�ض، و�أن ��صتقامة �لأحو�ل وغلبة �ل�صبن حذيفة حديث في جاء ما هذ� على يدل ما و�أبين �لنفو�ض، في �لأمانة قوة : م حديثين عليه و�صل لى �لله ثنا ر�صول �لله �ص �ليمان- ر�صي �لله عنهما- قال: حدجال)2(، ثنا �أن �لأمانة نزلت في جذر قلوب �لر ر�أيت �أحدهما و�أنا �أنتظر �لآخر: حدجل �لر ينام قال: رفعها عن ثنا وحد نة. �ل�ص من علمو� ثم �لقر�آن، من علمو� ثم �لنومة ينام ثم �لوكت)4(، �أثر مثل �أثرها)3( فيظل قلبه، من �لأمانة فتقب�ض �لنومة

تف�صير �لطبري، 342/20. -1قال �لد�ودي: يعني �أنها في �لأ�صل، و�أول ما نزل في �لقلب. �لتو�صيح ل�صرح �لجامع �ل�صحيح، 565/29. -2

�أي: في�صير. وقال �لد�ودي: يعني: يبقى ويقيم، �لتو�صيح ل�صرح �لجامع �ل�صحيح، 566/29. -3هو بفتح �لو�و، وبعد �لكاف �ل�صاكنة تاء هو �لأثر �لي�صير �أثر �ل�صيء �لي�صير منه. �لتو�صيح ل�صرح �لجامع -4

�ل�صحيح، 567/29.

Page 116: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 116 -

فتر�ه فنفط)2( رجلك على دحرجته كجمر �لمجل)1(، مثل �أثرها فيبقى فتقب�ض �لأمانة، ي يوؤد �أحد يكاد فلا يتبايعون �لنا�ض بح في�ص �صيء، فيه ولي�ض )3(� منتبرجل: ما �أعقله وما �أظرفه وما �أجلده، فيقال: �إن في بني فلان رجلا �أمينا، ويقال للروما في قلبه مثقال حبة خردل من �إيمان. ولقد �أتى علي زمان وما �أبالي �أيكم بايعت، فما ا �ليوم فاأم ه علي �صاعيه، ر�نيا رد ه �لإ�صلام، و�إن كان ن�ص لئن كان م�صلما ردكنت �أبايع �إل فلانا وفلانا«)4(، و�لأمانة في �لحديث هنا هي: �لإيمان، قال جماعة من �ح �لحديث: »هي عين �لإيمان، فاإذ� ��صتمكنت �لأمانة من قلب �لعبد قام حينئذ �صرباأد�ء �لتكاليف و�غتنم ما يرد عليه منها وجد في �إقامتها«)5(، ورفع �لأمانة �أخبر به �صد�د بن معقل قال: �صمعت �بن م�صعود يقول: �أول ما تفقدون من دينكم �لأمانة،

و�آخر ما تفقدون �ل�صلاة)6(.قال �صيخ �لإ�صلام �بن تيمية- مبينا �أن رفع �لأمانة يف�صد حياة �لنا�ض وتعاملاتهم

بميم مفتوحة، ثم جيم �صاكنة: �أثر �لعمل في �ليد، يعالج به �لإن�صان �ل�صيء، حتى تغلظ جلودها. يقال منه: -1مجلت يده -بفتح �لجيم، وك�صرها- لغتان، وذكر �لحربي، عن �بن �لأعر�بي: �لرجل: �لنفط باليد ممتلئ

ماء، �لتو�صيح ل�صرح �لجامع، 567/29.هو بك�صر �لفاء كعلم قال �بن فار�ض: �لنفط: قرح يخرج في �ليد من �لعمل. �لتو�صيح ل�صرح �لجامع -2

�ل�صحيح، 568/29.يعني: مرتفعا منتفطا، و�أ�صل هذه �للفظة من �لرتفاع، ومنه �نتبر �لأمير: �إذ� �صعد على �لمنبر، ومنه �صمي -3

�لمنبر منبر�؛ لرتفاعه، �لتو�صيح ل�صرح �لجامع �ل�صحيح، 568/29.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لرقاق، باب رفع �لأمانة، حديث رقم: 6497، وم�صلم، كتاب �لإيمان، باب -4

رفع �لأمانة و�لإيمان من بع�ض �لقلوب، حديث رقم: 143.للطيبي، 3403/11، �لم�صكاة �صرح �لمنطقيين، 383، �لرد على م�صلم، 168/2، �لنووي على �صرح -5حا�صية �ل�صندي على �صنن �بن ماجه، 499/2، مرقاة �لمفاتيح �صرح م�صكاة �لم�صابيح، 3379/8، �لتحبير

لإي�صاح معاني �لتي�صير، 315/1.�لإ�صناد ولم يخرجاه، و�لطبر�ني �لم�صتدرك، 504/4، وقال: هذ� حديث �صحيح �أخرجه �لحاكم في -6في �لمعجم �لكبير، 141/9، و�لبيهقي في �صعب �لإيمان، 325/4، و�صححه �لألباني في "�ل�صحيحة"

.)1739(

Page 117: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 117 -

حتى يغلب عليها �لخيانة و�لكذب -: »ومعلوم �أن �لعمل بالحيل يفتح باب �لخيانة و�لكذب... و�لحيل توجب مرج �لعهود و�لأمانات وهو قلقها و��صطر�بها، فاإن �لرجل �إذ� �صوغ له من يعاهد عهد�، ثم ل يفي به، �أو �أن يوؤمن على �صيء فياأخذ بع�صه بنوع تاأويل �رتفعت �لثقة به و�أمثاله، ولم يوؤمن في كثير من �لأ�صياء �أن يكون �لمحارم، بها ��صتحلو� �لتي �لأمور وولة �لديو�ن �أهل حيل تاأمل ومن كذلك، �أن يقينا �أمانة علم معها عهد ول لهم يبق �لغلول و�لخيانة، ولم بها في ودخلو�

�لحتيال و�لتاأويلات �أوجب عظم ذلك)1(.وجعل �لعمل على رفع �لأذى عن �لمجتمع في طرقه �صعبة من �صعب �لإيمان، هريرة - �أبي بالإيمان، وذلك في حديث �لعبد يعمله �صلة كل خير تاأكيد� على ع ب�ص »�لإيمان عليه و�صلم -: �لله �لله - �صلى قال ر�صول قال: عنه - �لله ر�صي ذى ل �لله، و�أدناها �إماطة �لأ له �إ لها قول ل �إ ع و�صتون �صعبة، فاأف�ص و�صبعون �أو ب�ص

ياء �صعبة من �لإيمان«)2(. ريق، و�لح عن �لطبذلك يعلن و�إخو�نه لمجتمعه يوميا يقدمها ب�صدقات مطالبا �لم�صلم وجعل �صدق �إ�صلامه وتحقيقه لأظهر �آياته، كما في حديث �أبي مو�صى �لأ�صعري - ر�صي دقة. فقالو�: �لله عنه - �أن �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - قال: »على كل م�صلم �صق. قالو�: فاإن لم د يا نبي �لله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نف�صه ويت�صيجد؟ قال: يعين ذ� �لحاجة �لملهوف. قالو�: فاإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف،

دقة «)3(. ، فاإنها له �ص ر وليم�صك عن �ل�ص

�لفتاوى �لكبرى لبن تيمية، 150-148/6. -1�أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب �أمور �لإيمان، حديث رقم: 9 وم�صلم)و�للفظ له(، كتاب �لإيمان، -2

يمان، حديث رقم: 35. باب �صعب �لإكتاب وم�صلم، ،1445 رقم: حديث �صدقة، م�صلم كل على باب �لزكاة، كتاب �لبخاري، �أخرجه -3

�لزكاة- باب بيان �أن ��صم �ل�صدقة يقع على كل نوع من �لمعروف، حديث رقم: 1008.

Page 118: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 118 -

لم للم�صلمين، ولكل ذي �صلم من م�صتاأمن وجعل �أف�صل �لإ�صلام من حقق �ل�صي �لله عنه قال: قالو�: يا ر�صول �لله، �أي ومعاهد، كما في حديث �أبي مو�صى ر�ص

ل؟ قال: من �صلم �لم�صلمون من ل�صانه ويده«)1(. �لإ�صلام �أف�ص

�أن على كلهم �لآخر، وخلفها �لأول �صلفها من �لأمة علماء عقله ما وهذ� ي�صلم �أن �لإ�صلام؟ وما »�لإ�صلام، �لح�صن: قال �لإ�صلام �لم�صلمين علامة �صلامة تعالى، و�أن ي�صلم منك كل م�صلم وذي عهد«)2(، وهنا �أ�صاف �لح�صن �أن قلبك لله�لف�صيل بن عيا�ض- رحمه �لله تعالى-: »�أ�صل ي�صلم منك كل ذي عهد!. وقال للنبي �صلى �لله عليه �ل�صهادة �ل�صهادة و�لتوحيد وبعد بعد �لإيمان عندنا وفرعه و�صلم بالبلاغ وبعد �أد�ء �لفر�ئ�ض: �صدق �لحديث، وحفظ �لأمانة وترك �لخيانة، و�لوفاء بالعهد، و�صلة �لرحم، و�لن�صيحة لجميع �لم�صلمين و�لرحمة للنا�ض عامة« قيل له يعني ف�صيلا هذ� من ر�أيك تقوله �أو �صمعته؟ قال: بل �صمعناه وتعلمناه، ولو لم �آخذه من �أهل �لفقه و�لف�صل لم �أتكلم به«)3(. فانظر كيف جعل علماء �ل�صلف

�أ�صل �لتعامل �لأخلاقي ينطلق من �لإيمان بالله وتوحيده!!

وجعل مفارقة �لجماعة - ولو �صبر� - مفارقة للاإ�صلام وخروجا عنه وخلعا له: فعن �بن عبا�ض - ر�صي �لله عنه - قال: قال ر�صول �لله - �صلى �لله عليه و�صلم -: »من فارق �لجماعة �صبر�، فمات، �إل مات ميتة جاهلية«)4(. ولهذ� جعل �أهل �ل�صنة �أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب �أي �لإ�صلام �أف�صل، حديث رقم:11، وم�صلم، كتاب �لإيمان، باب -1

بيان تفا�صل �لإ�صلام و�أي �أموره �أف�صل، حديث رقم: 172.�لزهد و�لرقائق لبن �لمبارك و�لزهد لنعيم بن حماد، 231/1، وم�صنف �بن �أبي �صيبة، كتاب �لزهد، -2

باب ما قالو� في �لبكاء من خ�صية �لله، حديث رقم: 36731،�ل�صنة لعبد �لله بن �أحمد، حديث رقم: 817. -3

�أمور� بعدي "�صترون و�صلم: عليه �لله �صلى �لنبي قول باب �لفتن، كتاب �لبخاري، �أخرجه -4�لم�صلمين جماعة ملازمة وجوب باب �لإمارة، كتاب وم�صلم، ،7054 رقم: حدي تنكرونها"، .1849 رقم: حديث �لجماعة، ومفارقة �لطاعة على �لخروج وتحريم حال كل وفي �لفتن ظهور عند

Page 119: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 119 -

و�لجماعة من �أ�صولهم �لعقدية طاعة ولي �لأمر ولزوم �لجماعة)1(.لم مق�شد رباني رئي�س في المبحث الرابع: وفيه المقوم الرابع:« اأن ال�شالر�شالت ال�شماوية والكتب المنزلة مرتبط بمق�شد الإيمان والإ�شلام

وفرائ�شهما.

�أن ر�صالته ودعوته لقومه �إل وبين تعالى �لله بعثه نبي ما من �أن يدل عليه: تقوم على هد�ية ورحمة، هد�ية للحق ورحمة للخلق، باإ�صلاح �أحو�لهم �لباطنة �لله عذ�ب من نجاتهم بعد بالخلق �لرحمة و�أعظم و�لعامة، �لخا�صة و�لظاهرة و�صخطه هو ��صتقامة �صوؤون حياتهم و�صلامة دنياهم وتاآلف قلوبهم؛ فنوح - عليه چ ئۈ ئۈئې ئېئې ئى ئى ئى ی ی ی ی چ ]هود: 28[. �ل�صلام - قال

چ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ قال �ل�صلام - و�صالح - عليه ڀ چ ]هود: 63[. و�صعيب - عليه �ل�صلام - قال چ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ېى ى ئا ئا ئە ئە ئو ئو ئۇئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې

ئېئې چ ]هود: 88[.

وبين �لله تعالى - مر�ر� -�أن كتابه �لذي �أنزله على مو�صى-عليه �ل�صلام -كان ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ رحمة فقال تعالى چ

ڳ ڱ چ ]�لأنعام: 154[.

ثم نبينا محمد -�صلى �لله عليه و�صلم - كانت ر�صالته رحمة للعالمين چ ک ک گ گ گ چ ]�لأنبياء: 107[، وكان ما �أنزل �لله له من كتاب رحمة قال

تعالى: چ ې ې ې ې ى ى ئا چ ]�لأنعام: 157[، چے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ چ ]�لأعر�ف: 203[. و�أنه �صلى �لله عليه و�صلم كان

�عتقاد �أهل �ل�صنة �للالكائي، 109/1، �لعتقاد و�لهد�ية �إلى �صبيل �لر�صاد للبيهقي، 242، �لإبانة �لكبرى -1لبن بطة، 281/1.

Page 120: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 120 -

يروي كما لهم فيقول وت�صكينا وتي�صير� تب�صير� �ل�صلام بن�صر و�أمته �أ�صحابه ياأمر رو� �أن�ض بن مالك - ر�صي �لله عنه - �أن �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - قال: »ي�صرو�«)1(. ويخبر تنف نو� ول »و�صك رو�«، وفي رو�ية تنف رو� ول وب�ص رو�، تع�ص ول �أمته �صلى �لله عليه و�صلم �أن حقيقة دينهم هذ� تتجلى في �لي�صر كما في قوله �صلى

�لله عليه و�صلم: »�إن �لدين ي�صر«)2(.

وينهاهم عن �لعنت بالنا�ض و�ل�صتد�د عليهم حال �لتق�صير و�لخلل منهم، كما في ق�صة �لأعر�بي عن �أبي هريرة- ر�صي �لله عنه- قال: قام �أعر�بي فبال في �لم�صجد، م: دعوه وهريقو�)3(على بوله عليه و�صل لى �لله فتناوله �لنا�ض، فقال لهم �لنبي �صرين«)4(وحين رين، ولم تبعثو� مع�ص ا بعثتم مي�ص �صجلا من ماء، �أو ذنوبا من ماء، فاإنمتجاوز �أحد �أ�صحاب �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - �لق�صد في �إمامة �لنا�ض نهاه ر�صول يا رجل: قال قال: اري �لأن�ص م�صعود بي �أ فعن �لعتب، �أ�صد وعتب عليه م لى �لله عليه و�صل ل بنا فلان، فما ر�أيت �لنبي �ص لاة مما يطو �لله، ل �أكاد �أدرك �ل�صلى �ص فمن رون، منف �إنكم �لنا�ض، ها �أي فقال: يومئذ، من با غ�ص �أ�صد موعظة في

عيف وذ� �لحاجة«)5(. ف، فاإن فيهم �لمري�ض و�ل�ص بالنا�ض فليخف

وهذ� �لبيان منه -�صلى �لله عليه و�صلم- لحقيقة �لدين حماية جليلة وتاأ�صي�ض

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لعلم، باب ما كان �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم يتخولهم بالموعظة، حديث رقم: -16125، وم�صلم، كتاب �لجهاد، باب في �لأمر بالتي�صير وترك �لتنفير، حديث رقم:1734.

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب �لدين ي�صر، حديث رقم: 39. -2قوله: )وهريقو�( �لهاء بدل من �لهمزة، �أ�صله: )�أريقو�( من �لإر�قة، فالهاء ز�ئدة. عمدة �لقاري �صرح -3

�صحيح �لبخاري، 125/3.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لو�صوء، باب �صب �لماء على �لبول في �لم�صجد، حديث رقم: 220. -4

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لعلم، باب �لغ�صب في �لموعظة و�لتعليم، حديث رقم: 90. -5

Page 121: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 121 -

لم ينبع من �لنفو�ض �لمي�صرة �ل�صهلة �للينة �لتي تاألف عميق لل�صلم؛ لأن �أ�صل �ل�صوتوؤلف، فاإذ� ��صتقر فيها ي�صر �لدين و�صهولته كانت رحمة للمجتمع، ومن ع�صرت فاإنه غالبا ما يكون م�صدر� للخوف و�لفو�صى، ول يكاد نف�صه و��صتدت طبيعته

ين�صاع لمثل هذه �لمعاني لمجانبتها لطبيعته ومعار�صتها لحاله. لم مقرون دائما في المبحث الخام�س: وفيه المقوم الخام�س: »اأن الأمر بال�ش

الخطاب القراآني والنبوي باأمور العتقاد الكبرى! -دعوة وتكليفا-.

من �لمقومات �لعقدية لل�صلم في كتاب �لله تعالى و�صنة �لنبي �صلى �لله عليه لم وكافة �أخلاقياته مقرونة د�ئما مع �لعقيدة في خطاب و�حد ل و�صلم �أن بنود �ل�صتنفك عنه، ولم يوؤجل �لأمر بها لحظة و�حدة كما كان في �لأحكام �لأخرى بل كان

لم وقيمه �لأخلاقية. �لخطاب �لعقدي ذ�ته يحمل �صمة �ل�صوهذ� ما كان و��صحا جليا لدى �لم�صركين من �أول بلاغ للنبي �صلى �لله عليه و�صلم للر�صالة: حيث كان يتنزل عليه �آيات ترعى هذه �لبنود وتوؤكد عليها كقوله

ۅۅ ۋ ۇٴۋ ۈ ۈ ۆ ۇۆ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ چ تعالى: ئۇ ئو ئو ئە ئە ئائا ى ى ېې ې ې ۉ ۉ

ئم ئح ئج ی ی یی ئى ئى ئى ئې ئې ئې ئۈ ئۆئۈ ئۆ ئۇ

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ ئى

ڄ ڄڄ ڦ ڦ ڦڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇڇ ڇ ڇ ڍ ڍ گ ک ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ ڎڎ ڌ ڌ ]�لأنعام: چ ں ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ ڳ گ گ گ

چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ 151 - 154[، وقوله تعالى: ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڎڈ ڎ ڌ ڌ

Page 122: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 122 -

ں ں ڱ ڱڱ ڱ ڳ ڳ ڳ ڳ گ گ گ گ ک ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ۅ ۅ ۋ ۋ ۈۇٴ ۈ ۆ ۆ ۇۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ے ے چ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ تعالى: ]�لنحل: 90 - 92[، وقوله ۉ ۉ ې ېچ ڱ ںں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋچ ...�إلى قوله تعالى: چ تي ثج ثم ثى ثي جح جم چ ]�لإ�صر�ء: 38-23[، لم و�أنها كفري�صة �لتوحيد في �لخطاب فهذه �لآيات وغيرها مما يوؤكد فري�صة �ل�ص

و�لإحكام!�لم�صركين من �لو�لدين مع �لتعامل ح�صن توجب �آيات تعالى �لله �أنزل بل تعالى: �لله يقول هذ� ففي دينه عن له ومنعة لبنهم جهاد منهم كان و�إن حتى

چڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گگ ڳ ڳ ڳ ڳڱ

ڱ ڱ ڱ ں ںڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ چ]لقمان: 15[ فاأي

لم �إل في حال رعاية لل�صلم ومكانة له من �أن �ختلاف �لعقيدة ل يوجب نق�ض �ل�ص�لعدو�ن و�لعتد�ء!

ى بن عبد �أ�صعد من بني مالك بن ح�صل على وحين قدمت قتيلة �بنة عبد �لعزباب وقرظ و�صمن، وهي م�صركة، فاأبت �أ�صماء بي بكر بهد�يا، �ص �بنتها �أ�صماء �بنة �أم، فاأنزل لى �لله عليه و�صل لت عائ�صة �لنبي �ص �أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، ف�صاأين} �إلى �آخر �لآية، : {ل ينهاكم �لله عن �لذين لم يقاتلوكم في �لد �لله عز وجل

ن تدخلها بيتها«)1(. فاأمرها �أن تقبل هديتها، و�أ

�لزكاة، للم�صركين، حديث رقم: 2620، وم�صلم، كتاب �لهدية باب �لهبة، �لبخاري، كتاب �أخرجه -1باب ف�صل �ل�صدقة على �لأقربين ولو كانو� م�صركين، حديث رقم: 1003.

Page 123: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 123 -

ولذ� �صهد كفار قري�ض �أن هذ� �لدين وهذه �لعقيدة �لمحمدية لي�صت مجرد يبين هذ� ما �أجل و�أمان وعقيدة و�صلوك، ومن �إيمان بل هي �لقلوب، �إيمان في م�صركا كان لما عنه- �لله ر�صي �صفيان- �أبي خبر وي�صدقه له وي�صهد ويو�صحه حين �صاأله هرقل عن ما يدعو �إليه محمد �صلى �لله عليه و�صلم - فعن �بن عبا�ض- ر�صي �لله عنهما- قال: �أخبرني �أبو �صفيان- ر�صي �لله عنه- وذكر حديثه مع هرقل لة، و�ل�ص كاة، و�لز لاة، بال�ص ياأمرنا قلت: قال: ياأمركم؟ له: فقال �لروم عظيم و�لعفاف«)1(، فانظر كيف قرن �أبو �صفيان - ر�صي �لله عنه- بين �ل�صلة و�ل�صدق و�لعفاف وبين �لدعوة �إلى �لتوحيد و�ل�صلاة! فهي ر�صالة و�حدة وخطاب و�حد.ا �أ�صحاب �لنبي - �صلى �لله عليه و�صلم - فقد كانو� على يقين من هذه و�أميحدث عنه- �لله -ر�صي طالب �أبي بن جعفر فهذ� لها �إدر�ك وعمق �لحقيقة �لنجا�صي بهذه �لر�صالة �لجديدة، وبنودها �لتي فتحت �صفحة جديدة في �لتوحيد لم، فعن �أم �صلمة- ر�صي �لله تعالى عنها- في حديث هجرة كما فتحته في �ل�صها �لحب�صة، �أن جعفر بن �أبي طالب - ر�صي �لله عنه- قال في مخاطبة �لنجا�صي: �أينام، وناأكل �لميتة، وناأتي �لفو�ح�ض، ونقطع �لملك، كنا قوما �أهل جاهلية نعبد �لأ�صحتى ذلك على فكنا عيف، �ل�ص منا �لقوي وياأكل و�ر، �لج ون�صيء �لأرحام، �لله �إلى فدعانا وعفافه، و�أمانته، دقه، ن�صبه، و�ص نعرف منا ر�صول �إلينا بعث �لله جارة و�لأوثان، لتوحيده، ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن و�آباوؤنا من دونه من �لحو�ر، و�لكف عن حم، وح�صن �لج لة �لر د�ء �لأمانة، و�ص دق �لحديث، و�أ و�أمرنا ب�صور، و�أكل مال �ليتيم، وقذف ماء، ونهانا عن �لفو�ح�ض، وقول �لز �لمحارم و�لديام« - و�ل�ص كاة و�لز لاة بال�ص و�أمرنا �صيئا، به ن�صرك ل نعبد �لله و�أن نة، �لمح�ص

،7 رقم: حديث و�صلم؟ عليه �لله �صلى �لله ر�صول �إلى �لوحي بدء كان كيف في �لبخاري، �أخرجه -1م �إلى هرقل يدعوه �إلى �لإ�صلام، لى �لله عليه و�صل ، باب كتاب �لنبي �ص ير هاد و�ل�ص وم�صلم، كتاب �لج

حديث رقم: 1773.

Page 124: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 124 -

قناه و�آمنا به، و�تبعناه على ما جاء به من عند د قالت: فعد عليه �أمور �لإ�صلام ف�صم علينا، و�أحللنا ما �أحل لنا، منا ما حر �لله، فعبدنا �لله وحده، ولم ن�صرك به، وحر

ثم ذكر باقي �لحديث«)1(.ياأخذ كاأن - و�صلم عليه �لله �صلى �لنبي- �أن لم �ل�ص �صاأن تعظيم من وبلغ لم و�ل�صبر عليها؛ فعن عبادة بن �ل�صامت - ر�صي �لله �لبيعة على بنود هذ� �ل�صحابه: ابة من �أ�ص م قال، وحوله ع�ص لى �لله عليه و�صل عنه - قال: �أن ر�صول �لله �صبايعوني على �أن ل ت�صركو� بالله �صيئا، ول ت�صرقو�، ول تزنو�، ول تقتلو� �أولدكم، و� في معروف، فمن وفى ول تاأتو� ببهتان تفترونه بين �أيديكم و�أرجلكم، ول تع�صارة كف فهو نيا �لد فعوقب في �صيئا ذلك من اب �أ�ص ومن �لله، على فاأجره منكم اب من ذلك �صيئا ثم �صتره �لله فهو �إلى �لله، �إن �صاء عفا عنه و�إن �صاء له، ومن �أ�ص

عاقبه. فبايعناه على ذلك«)2(. بيب �لح ثني حد قال: ، �لخولني م�صلم �أبي عن ، �لخولني �إدري�ض �أبي عن ا هو عندي فاأمين عوف بن مالك �لأ�صجعي قال: ، و�أم ا هو فحبيب �إلي �لأمين، �أم�أل فقال: �صبعة، �أو ثمانية، �أو ت�صعة، م و�صل عليه �لله لى �ص �لله ر�صول عند كنا ، تبايعون ر�صول �لله، وكنا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا ر�صول �لله، ثمتبايعون �أل قال: ثم �لله، ر�صول يا بايعناك قد فقلنا: �لله ر�صول تبايعون �أل قال: �أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا ر�صول �لله، فعلام نبايعك؟ ر�صول �لله، قال: فب�صطنا وتطيعو�، �لخم�ض، لو�ت و�ل�ص �صيئا، به ت�صركو� ول �لله، تعبدو� �أن على قال: فر ي�صقط )و�أ�صر كلمة خفية(، ول ت�صاألو� �لنا�ض �صيئا فلقد ر�أيت بع�ض �أولئك �لن

�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 1740، و�بن ه�صام في �ل�صيرة، 357/1، و�أبو نعيم في �لحلية، -1115/1، وفي �لدلئل، 194، و�لبيهقي في �لدلئل، 301/2، و�إ�صناده ح�صن.

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان- باب علامة �لإيمان حب �لأن�صار، حديث رقم: 18، وم�صلم، كتاب -2�لحدود- باب �لحدود كفار�ت لأهلها، حديث رقم: 1709.

Page 125: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 125 -

�صوط �أحدهم فما ي�صاأل �أحد� يناوله �إياه«)1(.وكانت حجة �لود�ع �إعلانا مكرر� لمبد�أ �ل�صلام وبنوده، ففي كل مو�قفه �صلى �لأ�صاليب ب�صتى و�لأعر��ض و�لأمو�ل �لدماء حرمة على يوؤكد و�صلم عليه �لله �لبلاغية و�لتاأكيد�ت �للغوية؛ فعن عمرو بن �لأحو�ض - ر�صي �لله عنه- �أنه �صهد ر وذك عليه و�أثنى �لله فحمد م، و�صل عليه �لله لى �لله �ص ر�صول مع �لود�ع ة حجفقال قال، �أحرم »؟ يوم �أي �أحرم ؟ يوم �أي �أحرم ؟ يوم �أي قال: ثم ووعظ، كم و�أعر��ص و�أمو�لكم دماءكم فاإن قال: �لله، ر�صول يا �لأكبر �لحج يوم �لنا�ض: عليكم حر�م، كحرمة يومكم هذ�، في بلدكم هذ�، في �صهركم هذ�، �أل ل يجني جان �إل على نف�صه، ول يجني و�لد على ولده، ول ولد على و�لده، �أل �إن �لم�صلم ل و�إن كل ربا �أخو �لم�صلم، فلي�ض يحل لم�صلم من �أخيه �صيء �إل ما �أحل من نف�صه، �أوع، لكم رءو�ض �أمو�لكم ل تظلمون ول تظلمون، غير ربا �لعبا�ض اهلية مو�ص في �لجوع، مو�ص اهلية �لج في كان دم كل و�إن �أل ه، كل وع مو�ص فاإنه لب، �لمط عبد بن عا في �ص م�صتر كان لب، �لمط عبد بن �لحارث دم اهلية �لج دم من ع �أ�ص دم ل و�أوا هن عو�ن عندكم لي�ض �، فاإنم و� بالن�صاء خير بني ليث فقتلته هذيل، �أل و��صتو�صتملكون منهن �صيئا غير ذلك، �إل �أن ياأتين بفاح�صة مبينة، فاإن فعلن فاهجروهن في ربا غير مبرح، فاإن �أطعنكم فلا تبغو� عليهن �صبيلا، �أل و�إن ربوهن �ص اجع و��ص �لم�صكم على ن�صائكم، فلا يوطئن ا حق ا، فاأم ا ولن�صائكم عليكم حق لكم على ن�صائكم حقهن عليكم �أن فر�صكم من تكرهون، ول ياأذن في بيوتكم لمن تكرهون، �أل و�إن حق

.)2(» �صنو� �إليهن في ك�صوتهن وطعامهن تح

�أخرجه م�صلم، كتاب �لزكاة، باب كر�هة �لم�صاألة للنا�ض، حديث رقم: 1043. -1له(، و�لترمذي)و�للفظ ،3334 رقم: حديث �لربا، و�صع في باب �لبيوع، كتاب د�ود، �أبو �أخرجه -2"حديث ح�صن �لمر�أة على زوجها، حديث رقم: 1163، وقال: �لر�صاع، باب ما جاء في حق �أبو�ب �صحيح"، وفي �أبو�ب �لفتن، باب ما جاء دماوؤكم و�أمو�لكم عليكم حر�م، حديث رقم: 2159، و�بن

ماجه، كتاب �لنكاح، باب حق �لمر�أة على �لزوج، حديث رقم: 851.

Page 126: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 126 -

وحين ودعهم �صلى �لله عليه و�صلم ودعهم بو�صيته �لعظيمة وفيها جمع بين حمن �لر بال�صمع و�لطاعة، فعن عبد �أمكن ما لم في �لمجتمع �ل�ص حق �لله وحفظ فيه: نزل ممن وهو �صارية، بن �لعربا�ض �أتينا لمي وحجر بن حجر: �ل�ص بن عمرو منا ف�صل عليه} �أحملكم ما �أجد ل قلت لتحملهم �أتوك ما �إذ� �لذين على {ول لى �لله عليه لى بنا ر�صول �لله �ص وقلنا: �أتيناك ز�ئرين ومقتب�صين، فقال �لعربا�ض: �صبح ذ�ت يوم، ثم �أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها �لعيون، م �ل�ص و�صلع، فماذ� ووجلت منها �لقلوب، فقال قائل: يا ر�صول �لله، كاأن هذه موعظة مودعا، د يا مج اعة، و�إن عبد� حب�ص مع و�لط يكم بتقوى �لله، و�ل�ص تعهد �إلينا ؟ قال: �أو�ص��صدين لفاء �لر فاإنه من يع�ض منكم ف�صيرى �ختلافا كثير�، فعليكم ب�صنتي و�صنة �لخدثات �لأمور فاإن كل و� عليها بالنو�جذ، و�إياكم ومح كو� بها، وع�ص �لمهديين فتم�ص

لالة«)1(. دثة بدعة، وكل بدعة �ص محالخاتمة:

�آله و�صحبه نبينا محمد - وعلى على و�ل�صلام و�ل�صلاة �لحمد لله وحده �أجمعين، �أ�صجل هنا �أهم �لنتائج و�لتو�صيات �لتي �أثمرت من هذ� �لبحث، فاأهم

�لنتائج:لم - عموما- مق�صد كبير من مقا�صد �لعقيدة ومكوناتها. : �ل�ص اأولا

عن �لعقيدة خطاب في ورعايته به و�لأمر لم �ل�ص طلب ينف�صل ل ا: ثانيا�لعتقاد �ل�صحيح بل هما �صنو�ن ل يفترقان.

ومو�صول مت�صلا نجده �أننا �لعقيدة في لم �ل�ص عمق على يدل مما ا: ثالثا

كتاب �لترمذي، و�لترمذي ،4607 رقم: حديث �ل�صنة، لزوم باب �ل�صنة، كتاب د�ود، �أبو �أخرجه -1�لعلم، باب ما جاء في �لأخذ بال�صنة و�جتناب �لبدع، حديث رقم: 2676.

Page 127: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 127 -

و�لأنبياء للدين/بالملائكة/بالر�صل �لكبرى تعالى/بالأ�صماء )بالله �أ�صولها بكل وغيرها(.

به هو �لله به و�لحاكم �لآمر �أن �لعقيدة لم في �ل�ص �أكبر �صمانات ا: من رابعاقانون �أمام فالكل نقية، ومو�صوعية للب�صر متجاوزة معيارية يتبع فهو تعالى،

لم �صو��صية. �ل�صلم و�لمحافظة ا: �أن �أ�صول �لعقيدة �لكبرى تحمل �أ�صول قيمية لإقامة �ل�ص خام�سا

عليه. لم ومقوماته و�أخلاقياته. ا: ثر�ء �لخطاب �لعقدي بالأمر برعاية �ل�ص �ساد�سا

و�لإ�صلام �لإيمان �صدق معيارية يجعل �ل�صرعي �لعقدي �لخطاب ا: ثامنالم ونبذ �لتعدي و�لعنف. و�لقيام بهما تقوم على مر�عاة �ل�ص

واأهم التو�سيات:تعميق �لنظرة �ل�صمولية �لإ�صلامية لل�صلم و�إز�حة ركام �ل�صبهات و�ل�صلالت

لم في �لإ�صلام. عن طبيعة �ل�ص�لخطاأ فيه ويغفر لي �لعمل، هذ� مني يتقبل �أن تعالى �لله �أ�صاأل �لختام وفي

و�لخلل، كما �أ�صاأله �صبحانه �أن يجزي �لقائمين على هذه �لندوة خير �لجز�ء. و�آخر دعو�نا �أن �لحمد لله رب �لعالمين.

Page 128: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 128 -

المراجع والم�شادر�لإبانة �لكبرى، لأبي عبد �لله عبيد �لله بن محمد بن محمد بن حمد�ن �لعكبري �لمعروف -

ة �لعكبري )�لمتوفى:387(، �لمحقق: ر�صا معطي، وعثمان �لأثيوبي، ويو�صف بابن بط�لو�بل، و�لوليد بن �صيف �لن�صر، وحمد �لتويجري.

�لحنبلي - �أحمد بن �لو�حد عبد بن محمد �لله عبد �أبو �لحافظ �لمختارة، �لأحاديث بن دهي�ض. د�ر �لله بن عبد �لملك �لمحقق: عبد �لمقد�صي، بال�صياء �لم�صهور �لمقد�صي �لن�صر: مكتبة �لنه�صة �لحديثة. مدينة �لن�صر: مكة �لمكرمة. �صنة �لن�صر: 1410 �لطبعة:

�لأولى.�لإح�صان في تقريب �صحيح �بن حبان، محمد بن حبان بن �لتميمي، �أبو حاتم، �لد�رمي، -

�لب�صتي )�لمتوفى: 354(، ترتيب: �لأمير علاء �لدين علي بن بلبان �لفار�صي )�لمتوفى: 739(، حققه وخرج �أحاديثه وعلق عليه: �صعيب �لأرنوؤوط، �لنا�صر: موؤ�ص�صة �لر�صالة،

بيروت، �لطبعة: �لأولى، 1408 - 1988 م.��صتقاق �أ�صماء �لله عبد �لرحمن بن �إ�صحاق �لبغد�دي �لزجاجي، �أبو �لقا�صم )�لمتوفى: -

337(، �لمحقق: د. عبد �لح�صين �لمبارك، �لنا�صر: موؤ�ص�صة �لر�صالة.�لإ�صابة في تمييز �ل�صحابة، �أحمد بن علي بن حجر �أبو �لف�صل �لع�صقلاني �ل�صافعي، -

�لنا�صر: د�ر �لجيل - بيروت �لطبعة �لأولى، 1412.�لعتقاد و�لهد�ية �إلى �صبيل �لر�صاد على مذهب �ل�صلف و�أ�صحاب �لحديث، �أحمد -

بن �لح�صين بن علي بن مو�صى �أبو بكر �لبيهقي )�لمتوفى: 458(، �لمحقق: �أحمد ع�صام �لكاتب، �لنا�صر: د�ر �لآفاق �لجديدة - بيروت، �لطبعة: �لأولى، 1401ه.

بد�ئع �لفو�ئد، محمد بن �أبي بكر �أيوب �لزرعي �أبو عبد �لله �بن �لقيم �لجوزية، تحقيق: -علي بن محمد �لعمر�ن �لنا�صر: د�ر عالم �لفو�ئد - مكة �لمكرمة-�لطبعة �لأولى.

بهجة قلوب �لأبر�ر وقرة عيون �لأخيار في �صرح جو�مع �لأخبار، عبد �لرحمن بن -نا�صر �ل�صعدي، �لطبعة: �لر�بعة تاريخ �لن�صر: 1423، �لنا�صر: وز�رة �ل�صئون �لإ�صلامية

و�لأوقاف و�لدعوة و�لإر�صاد - �لمملكة �لعربية �ل�صعودية.

Page 129: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 129 -

تاريخ �لمدينة، عمر بن �صبة )و��صمه زيد( بن عبيدة بن ريطة �لنميري �لب�صري، �أبو زيد -)�لمتوفى: 262(، حققه: فهيم محمد �صلتوت، طبع على نفقة: �ل�صيد حبيب محمود

�أحمد - جدة عام �لن�صر: 1399.�لتحبير لإي�صاح معاني �لتي�صير، محمد بن �إ�صماعيل بن �صلاح �ل�صنعاني، )�لمتوفى: -

�صد، بحي �بن ح�صن حلاق �أبو م�صعب، �لنا�صر: مكتبة �لر د �ص 1182(، حققه: محم�لريا�ض - �لطبعة: �لأولى، 1433 - 2012 م.

تعظيم قدر �ل�صلاة، محمد بن ن�صر بن �لحجاج �لمروزي �أبو عبد �لله ]294[، �لمحقق: -د. عبد �لرحمن عبد �لجبار �لفريو�ئي، �لنا�صر: مكتبة �لد�ر - �لمدينة �لمنورة، �لطبعة:

�لأولى، 1406.تف�صير �لقر�آن �لعظيم، �أبو محمد عبد �لرحمن بن محمد بن �إدري�ض بن �لمنذر �لتميمي، -

�لحنظلي، �لر�زي �بن �أبي حاتم )�لمتوفى: 327(، �لمحقق: �أ�صعد محمد �لطيب، �لنا�صر: مكتبة نز�ر م�صطفى �لباز - �لمملكة �لعربية �ل�صعودية- �لطبعة: �لثالثة - 1419 ه.

تف�صير �لقر�آن �لعظيم، �أبو �لفد�ء �إ�صماعيل بن عمر بن كثير �لقر�صي �لدم�صقي )�لمتوفى: -774( �لمحقق: �صامي بن محمد �صلامة �لنا�صر: د�ر طيبة للن�صر و�لتوزيع �لطبعة: �لثانية

1420 - 1999 م.غير، محمد بن �إ�صماعيل �ل�صنعاني )�لمتوفى: 1182( �لمحقق: - �لتنوير �صرح �لجامع �ل�ص

�لطبعة: �لريا�ض، �ل�صلام، د�ر مكتبة �لنا�صر: �إبر�هيم، د محم �إ�صحاق د محم د. �لأولى، 1432.

تهذيب �للغة، �أبو من�صور محمد بن �أحمد �لأزهري تحقيق: محمد عو�ض مرعب د�ر -�لن�صر: د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت - 2001م.

�لتو�صيح ل�صرح �لجامع �ل�صحيح �بن �لملقن �صر�ج �لدين �أبو حف�ض عمر بن علي بن -�أحمد �ل�صافعي �لم�صري )�لمتوفى: 804(، �لمحقق: د�ر �لفلاح للبحث �لعلمي وتحقيق

�لتر�ث، �لنا�صر: د�ر �لنو�در، دم�صق - �صوريا، �لطبعة: �لأولى، 1429 - 2008 م.جامع �لبيان في تاأويل �لقر�آن، محمد بن جرير بن يزيد �أبو جعفر �لطبري )�لمتوفى: -

310(، �لمحقق: �أحمد محمد �صاكر، �لنا�صر: موؤ�ص�صة �لر�صالة.

Page 130: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 130 -

�بن ماجه، - �لم�صماه كفاية �لحاجة في �صرح �صنن �بن ماجه �ل�صندي على �صنن حا�صية �ل�صندي )�لمتوفى: 1138(، �لدين نور �أبو �لح�صن، �لتتوي، �لهادي بن عبد محمد

�لنا�صر: د�ر �لجيل - بيروت، بدون طبعة.حجة �لله �لبالغة، �لإمام �لكبير �ل�صيخ �أحمد �لمعروف ب�صاه ولي �لله �بن عبد�لرحيم -

�لدهلوي، ر�جعه وعلق عليه: �ل�صيخ محمد �صريف �صكر، �لنا�صر: د�ر �إحياء �لعلوم - بيروت لبنان، �لطبعة: �لثانية 1413 - 1992 م.

حلية �لأولياء وطبقات �لأ�صفياء، �أبو نعيم �أحمد بن عبد �لله مهر�ن �لأ�صبهاني )�لمتوفى: -430(، �لنا�صر: �ل�صعادة - بجو�ر محافظة م�صر، 1394 - 1974م.

دلئل �لنبوة، �أحمد بن �لح�صين بن علي بن مو�صى �لخر��صاني، �أبو بكر �لبيهقي )�لمتوفى: -458(، تحقيق: وثق �أ�صوله وخرج �أحاديثه وعلق عليه: �لدكتور/عبد �لمعطى قلعجي

�لنا�صر: د�ر �لكتب �لعلمية ود�ر �لريان للتر�ث �لطبعة �لأولى 1988/1408 م.�لتيمي �لأ�صبهاني ]ت 535[، �لمحقق: - �إ�صماعيل بن محمد بن �لف�صل �لنبوة، دلئل

محمد محمد �لحد�د، �لنا�صر: د�ر طيبة - �لريا�ض، �لطبعة: �لأولى، 1409.�لنا�صر: د�ر - �لعبا�ض، �أبو تيمية �لحر�ني �أحمد بن عبد �لحليم بن �لرد على �لمنطقيين،

�لمعرفة - بيروت.�لتركي - �لحنظلي، و��صح بن �لمبارك بن �لله عبد �لرحمن عبد �أبو و�لرقائق �لزهد

�لكتب د�ر �لنا�صر: �لأعظمي، �لرحمن �لمحقق: حبيب �لمروزي )�لمتوفى: 181( ثم �لعلمية - بيروت.

�ل�صلام �لعالمي و�لإ�صلام، �صيد �أحمد، د�ر �ل�صروق - �لقاهرة، �لطبعة 1412. -�صل�صلة �لأحاديث �ل�صحيحة و�صيء من فقهها وفو�ئدها، محمد نا�صر �لدين �لألباني، -

�لنا�صر: مكتبة �لمعارف، �لريا�ض، �لطبعة 1415�ل�صنة، عبد �لله بن �أحمد بن حنبل �ل�صيباني، �لنا�صر: د�ر �بن �لقيم - �لدمام-�لطبعة -

�لأولى، .1406

Page 131: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 131 -

�صنن �بن ماجه، �أبو عبد �لله محمد بن يزيد �لقزويني )�لمتوفى: 273(، �لمحقق: �صعيب -د كامل قره بللي - عبد �للطيف حرز �لله، �لنا�صر: �لأرنوؤوط - عادل مر�صد - محم

د�ر �لر�صالة �لعالمية، �لطبعة: �لأولى، 1430 - 2009 م.ب�صار - �لمحقق: �لترمذي )209، 279( بن عي�صى لأبي عي�صى محمد �لترمذي، �صنن

عو�د معروف �لنا�صر: د�ر �لغرب �لإ�صلامي - بيروت �صنة �لن�صر: 1998 م.�صنن �لن�صائي، �أبو عبد �لرحمن �أحمد بن �صعيب بن علي �لخر��صاني، �لن�صائي )�لمتوفى: -

303(، �لنا�صر: مكتب �لمطبوعات �لإ�صلامية - حلب، �لطبعة: �لثانية، 1406 - 1986. �ل�صيرة �لنبوية، عبد �لملك بن ه�صام بن �أيوب �لحميري �لمعافري، �أبو محمد، جمال -

�لحفيظ وعبد �لأبياري و�إبر�هيم �ل�صقا م�صطفى تحقيق: ،)213 )�لمتوفى: �لدين �لنا�صر: �صركة مكتبة ومطبعة م�صطفى �لبابي �لحلبي و�أولده بم�صر �لطبعة: �ل�صلبي،

�لثانية، 1375 - 1955 م.�لطبري - �لح�صن بن �لله هبة �لقا�صم �أبو و�لجماعة، �ل�صنة �أهل �عتقاد �أ�صول �صرح

�للالكائي )�لمتوفى: 418(، تحقيق: �أحمد بن �صعد بن حمد�ن �لغامدي، �لنا�صر: د�ر طيبة - �ل�صعودية، �لطبعة: �لثامنة، 2003/1423م.

�ل�صنن(، �صرف - بـ )�لكا�صف عن حقائق �لم�صمى �لم�صابيح �لطيبي على م�صكاة �صرح �لنا�صر: هند�وي �لحميد عبد د. �لمحقق: )743( �لطيبي �لله عبد بن �لح�صين �لدين

مكتبة نز�ر م�صطفى �لباز )مكة �لمكرمة �لطبعة: �لأولى، 1417.�صرح �صنن �بن ماجه، لل�صيوطي وغيره �لنا�صر: قديمي كتب خانة - كر�ت�صي. -�لبيهقي - بكر �أبو �لخر��صاني، مو�صى بن علي بن �لح�صين بن �أحمد �لإيمان، �صعب

)�لمتوفى: 458(، تحقيق: �لدكتور عبد �لعلي عبد �لحميد حامد، �لنا�صر: مكتبة �لر�صد للن�صر و�لتوزيع بالريا�ض بالتعاون مع �لد�ر �ل�صلفية، ببومباي بالهند �لطبعة: �لأولى،

1423 - 2003 م. �أبو عبد�لله �لبخاري �لجعفي، �لمحقق: محمد - �إ�صماعيل �صحيح �لبخاري، محمد بن

زهير بن نا�صر �لنا�صر �لنا�صر: د�ر طوق �لنجاة، �لطبعة: �لأولى، 1422.

Page 132: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 132 -

�لريا�ض- - - �لمعارف مكتبة �لنا�صر: �لألباني �لدين نا�صر محمد �لترمذي، �صحيح �لطبعة: �لخام�صة.

محمد - تحقيق: �لني�صابوري �لق�صيري �لح�صين �أبو �لحجاج بن م�صلم م�صلم، �صحيح فوؤ�د عبد �لباقي. �لنا�صر: د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت.

�لعلل لبن �أبي حاتم، �أبو محمد عبد �لرحمن بن محمد �لتميمي، �لحنظلي، �لر�زي -د/�صعد وعناية باإ�صر�ف �لباحثين من فريق تحقيق: ،)327 )�لمتوفى: حاتم �أبي �بن بن عبد �لله �لحميد و د/خالد بن عبد �لرحمن �لجري�صي، �لنا�صر: مطابع �لحمي�صي،

�لطبعة: �لأولى، 1427 - 2006 م�لفتاوى �لكبرى، تقي �لدين �أبو �لعبا�ض �أحمد بن عبد �لحليم بن تيمية �لحر�ني )�لمتوفى: -

728(، �لمحقق: محمد عبد�لقادر عطا - م�صطفى عبد�لقادر عطا، �لنا�صر: د�ر �لكتب �لعلمية، �لطبعة: �لطبعة �لأولى 1408 - 1987م.

ثم - �لبغد�دي �لدين �صهاب �بن �لرحمن عبد �لفرج �أبي �لدين زين �لباري، فتح د�ر بن محمد �لله بن عو�ض طارق معاذ �أبو بابن رجب، تحقيق: �ل�صهير �لدم�صقي

�لن�صر: د�ر �بن �لجوزي - �ل�صعودية/�لدمام - 1422، �لطبعة: �لثانية. �أبو �لف�صل �لع�صقلاني - �أحمد بن علي بن حجر �لباري �صرح �صحيح �لبخاري، فتح

�ل�صافعي، �لنا�صر: د�ر �لمعرفة - بيروت، 1379.�آبادي )�لمتوفى: - �لفيروز يعقوب بن �أبو طاهر محمد �لدين �لمحيط، مجد �لقامو�ض

نعيم محمد باإ�صر�ف: �لر�صالة، موؤ�ص�صة في �لتر�ث تحقيق مكتب تحقيق: ،)817�لعرق�صو�صي، �لنا�صر: موؤ�ص�صة �لر�صالة للطباعة و�لن�صر و�لتوزيع، بيروت - لبنان.

�لكتاب، عمرو بن عثمان بن قنبر �لحارثي بالولء، �أبو ب�صر، �لملقب �صيبويه )�لمتوفى: -�لطبعة: �لقاهرة �لخانجي، مكتبة �لنا�صر: هارون محمد �ل�صلام عبد �لمحقق: )180

�لثالثة، 1408 - 1988 م.�لك�صاف عن حقائق غو�م�ض �لتنزيل وعيون �لأقاويل في وجوه �لتاأويل، �لعلامة جار -

�لله �أبو �لقا�صم محمود بن عمر �لزمخ�صري)467 538( �لنا�صر: د�ر �لكتاب �لعربي بيروت �صنة �لطبع: 1407.

Page 133: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 133 -

ل�صان �لعرب، لمحمد بن مكرم بن على، �أبو �لف�صل، جمال �لدين �بن منظور �لأن�صاري -)�لمتوفى: 711(، �لنا�صر: د�ر �صادر - بيروت، �لطبعة: �لثالثة - 1414.

مجمع �لزو�ئد ومنبع �لفو�ئد، نور �لدين علي بن �أبي بكر �لهيثمي �لنا�صر: د�ر �لفكر، -بيروت -1412.

�لحر�ني - تيمية بن �لحليم عبد بن �أحمد �لعبا�ض �أبو �لدين تقي �لفتاوى، مجموع �لملك فهد �لنا�صر: مجمع قا�صم �لرحمن بن محمد بن )�لمتوفى: 728( �لمحقق: عبد

لطباعة �لم�صحف �ل�صريف، �لمدينة �لنبوية، عام �لن�صر: 1995/1416م.مرقاة �لمفاتيح �صرح م�صكاة �لم�صابيح علي بن )�صلطان( محمد، �أبو �لح�صن نور �لدين -

�لطبعة: لبنان - بيروت �لفكر، د�ر �لنا�صر: )1014 )�لمتوفى: �لقاري �لهروي �لملا �لأولى، 1422 - 2002م.

بن - محمد بن �لله عبد بن محمد �لحاكم �لله عبد �أبو �ل�صحيحين، على �لم�صتدرك حمدويه �لني�صابوري �لمعروف بابن �لبيع )�لمتوفى: 405( تحقيق: م�صطفى عبد �لقادر

عطا، �لنا�صر: د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت- �لطبعة: �لأولى، 1411 - 1990.�لم�صند، �أحمد بن حنبل، �لمحقق: �صعيب �لأرنوؤوط و�آخرون �لنا�صر: موؤ�ص�صة �لر�صالة -

�لطبعة: �لثانية 1420، 1999م.�لم�صند، �أحمد بن علي بن �لمثنى �أبو يعلى �لمو�صلي �لتميمي، تحقيق: ح�صين �صليم �أ�صد، -

�لنا�صر: د�ر �لماأمون للتر�ث - دم�صق، �لطبعة �لأولى، 1404 - 1984.م�صند �لطيال�صي، �أبو د�ود �صليمان بن د�ود بن �لجارود �لطيال�صي �لب�صري )�لمتوفى: -

�لنا�صر: د�ر هجر - م�صر 204(، �لمحقق: �لدكتور محمد بن عبد �لمح�صن �لتركي، �لطبعة: �لأولى، 1419 - 1999م.

م�صند �إ�صحاق بن ر�هويه، �إ�صحاق بن �إبر�هيم بن مخلد بن ر�هويه �لحنظلي، تحقيق: -د. عبد �لغفور بن عبد �لحق �لبلو�صي، �لنا�صر: مكتبة �لإيمان - �لمدينة �لمنورة، �لطبعة

�لأولى، 1412.�لعب�صي - عثمان بن بن محمد �لله عبد �صيبة، �أبي بن بكر �أبو �صيبة، �أبي �بن م�صنف

Page 134: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 134 -

�لريا�ض - �لر�صد مكتبة -�لنا�صر: �لحوت يو�صف كمال �لمحقق: ،)235 )�لمتوفى: -�لطبعة: �لأولى، 1409.

�لم�صنف، �أبو بكر عبد �لرز�ق بن همام بن نافع �لحميري �ليماني �ل�صنعاني )�لمتوفى: -�لطبعة: �لهند �لعلمي- �لمجل�ض �لنا�صر: �لأعظمي، �لرحمن حبيب �لمحقق: ،)211

�لثانية، 1403معالم �لتنزيل في تف�صير �لقر�آن = تف�صير �لبغوي، محيي �ل�صنة، �أبو محمد �لح�صين بن -

م�صعود �لبغوي )�لمتوفى: 510(، �لمحقق: حققه وخرج �أحاديثه محمد عبد �لله �لنمر للن�صر و�لتوزيع د�ر طيبة �لنا�صر: م�صلم �لحر�ض �صليمان - عثمان جمعة �صميرية -

�لطبعة: �لر�بعة، 1417 - 1997 م.�لقا�صم �لطبر�ني )�لمتوفى: 360(، - �أبو �أيوب �أحمد بن �لمعجم �لأو�صط، �صليمان بن

�لمحقق: طارق بن عو�ض �لله، عبد �لمح�صن بن �إبر�هيم �لح�صيني، �لنا�صر: د�ر �لحرمين - �لقاهرة.

�لبغوي - �لمرزبان بن �لعزيز عبد بن بن محمد �لله عبد �لقا�صم �أبو �ل�صحابة، معجم )�لمتوفى 317( �لمحقق: محمد �لأمين بن محمد �لجكني �لنا�صر: مكتبة د�ر �لبيان -

�لكويت �لطبعة: �لأولى، 1421 - 2000 م.بن - �لطبر�ني، تحقيق: حمدي �لقا�صم �أبو �أيوب بن �أحمد بن �صليمان �لكبير، �لمعجم

�لثانية، 1404 �لنا�صر: مكتبة �لعلوم و�لحكم - �لمو�صل، �لطبعة عبد�لمجيد �ل�صلفي، .،1983 -

- )1424 )�لمتوفى: عمر �لحميد عبد مختار �أحمد د �لمعا�صرة �لعربية �للغة معجم بم�صاعدة فريق عمل، �لنا�صر: عالم �لكتب، �لطبعة: �لأولى، 1429 - 2008 م.

�لمفرد�ت في غريب �لقر�آن �أبو �لقا�صم �لح�صين بن محمد �لمعروف بالر�غب �لأ�صفهاني -)�لمتوفى: 502(، �لمحقق: �صفو�ن عدنان �لد�ودي �لنا�صر: د�ر �لقلم، �لد�ر �ل�صامية

- دم�صق بيروت. لام - �ل�ص فار�ض بن زكريا، �لمحقق: عبد �أحمد بن �للغة، لأبي �لح�صين معجم مقايي�ض

محمد هارون، �لنا�صر: �تحاد �لكتاب �لعرب �لطبعة: 1423 = 2002م.

Page 135: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 135 -

�أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن - مكارم �لأخلاق ومعاليها ومحمود طر�ئقها، �لجابر عبد �أيمن وتحقيق: تقديم ،)327 )�لمتوفى: �ل�صامري �لخر�ئطي �صاكر بن �صهل

�لبحيري، �لنا�صر: د�ر �لآفاق �لعربية، �لقاهرة �لطبعة: �لأولى، 1419 �لمنتقى من �ل�صنن �لم�صندة �أبو محمد عبد �لله بن علي بن �لجارود �لني�صابوري )�لمتوفى: -

بيروت - �لثقافية �لكتاب موؤ�ص�صة �لنا�صر: �لبارودي عمر �لله عبد �لمحقق: ،)307�لطبعة: �لأولى، 1408 - 1988.

�صرف - بن يحيى �لدين محيي زكريا �أبو �لحجاج، بن م�صلم �صحيح �صرح �لمنهاج �لنووي )�لمتوفى: 676(، �لنا�صر: د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت �لطبعة: �لثانية،

.1392�لنبو�ت، �صيخ �لإ�صلام �أحمد بن عبد �لحليم بن تيمية �لحر�ني ت 728 در��صة وتحقيق: -

�لعربية �لمملكة �لريا�ض، �ل�صلف، �أ�صو�ء �لنا�صر: �لطويان، �صالح بن �لعزيز عبد �ل�صعودية �لطبعة: �لأولى، 1420.

�لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر/�أبو �ل�صعاد�ت �لمبارك بن محمد �لجزري، �لمكتبة -�لعلمية - بيروت، 1399 - 1979م، تحقيق: طاهر �أحمد �لز�وي - محمود محمد

�لطناحي.

Page 136: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 137: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

لم المدني ال�سدرا�سة في �سوء ال�سنة النبوية قيم اأخلاقية وقواعد ت�سريعية

د. حبيب النامليتيمملكة البحرين

Page 138: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 139: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 139 -

المقدمة

�لحمد لله �لملك �لعلام �لذي نزل �لقر�آن خير �لكلام، وهد�نا لدينه �لإ�صلام، فن�صر �لنور في �لمدن و�لبلد�ن، وبدد �لظلام، و�صرع للب�صرية �لمودة و�لت�صامح و�ل�صلام، و�صل �للهم على نبيه �لذي جمع �لنا�ض بعد �ختلاف، فاأ�صبحو� �أهل مودة و�ئتلاف، وعلى �آله و�صحبه �لأعلام، ومن �صار على نهجهم من �أولي �لنهى

و�لأحلام، وبعد:فبمجرد قيام �لدولة في �لمدينة رفع �صعار جديد في تلك �لبقعة �لمباركة من م من �نزلق �لمجتمع و�نحد�ره في مهاوي �لفتن، ذلكم هو �لأر�ض، �صعار ع�ص�صعار �ل�صلام و�لوئام، �ل�صعار �لذي �أ�ص�ض للمودة و�لحب و�ل�صماحة و�لتعاون لمبادئ �لموؤكدة �لأ�صول تقرر �لوحيين مت�صافرة �لنه�صة، فجاءت ن�صو�ض لبناء

ھ ے ے چ �صبحانه: قال �لموؤمنين، لعباده �لرباني �لأمر ففي لم، �ل�صمال �إن �لم�صالمة �إلى يميل �أن نبيه و�أمر ،)1(]208 ]�لبقرة: چ ڭ ڭ ۓ ۓ وفي ]�لأنفال:61[، چ ئى ئم ئح ئج ی ی ی ی چ بقوله: �لعدو، �إليها �صيرة نبينا عليه �ل�صلاة و�ل�صلام �لتنفيذ �لعملي و�لتف�صير �لتطبيقي لهذه �لأو�مر -ر�صي طالب �أبي بن لجعفر �لمقت�صب �لبيان �لمنهج هذ� عن عبر وقد �لقر�آنية، به �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: �لله عنه-؛ وذلك لما قال للنجا�صي و��صفا ما جاء و�ر، و�لكف عن حم، وح�صن �لج لة �لر د�ء �لأمانة، و�ص دق �لحديث و�أ »و�أمرنا ب�ص

ذهب جمهور �لمف�صرين على �أن �لمق�صود به �لأخذ بكافة ت�صريعات �لإ�صلام، �إل �أن قتادة ذهب �إلى �أن -1لم معناه �لمو�دعة، تف�صير �لقر�آن �لعظيم، �بن كثير، 565/1. ول تعار�ض فالإ�صلام منهج متكامل �ل�ص�صامل لل�صلام مع �لنف�ض بتحقيق �لتوحيد، و�ل�صلام مع �لآخر د�خل �لمجتمع وخارجه، بل جاء بال�صلام

في �لكون كله.

Page 140: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 140 -

ور، و�أكل مال �ليتيم، وقذف ماء، ونهانا عن �لفو�ح�ض، وقول �لز �لمحارم و�لدلم �لمدني في �ل�ص �لبيان في طياته معاني جليلة ل�صمات نة«)1(، فحمل هذ� �لمح�ص

د قيما �أخلاقية و�أ�ص�صا ت�صريعية. �ل�صريعة �لإ�صلامية، فعدلم �لمدني ل يمكن �أن يعد من �لنو�فل، بل هو فري�صة �إ�صلامية، �إن تحقيق �ل�صو�صرورة �جتماعية، ومن �لأولويات �لتي ي�صعى �إليها، فالمجتمعات �لتي تفتقده تتوقف عن �لعمل و�لإنتاج و�لتفكير، وحتى يتم تحقيقه ومعالجة �لخلل �لو�قع فيه �ليوم لبد �أن تكون �لمنطلقات �صرعية مبنية على �أ�ص�ض قائمة على �لتاأ�صيل، ومبينة لطريقة �لتنزيل، وبعيدة كل �لبعد عن ردود �لأفعال �أو �لت�صفي و�لنتقام؛ فذلك تنه�ض في ع�صرنا هذ� �أن �لأمة �أر�دت ب�صيء، و�إن �لإ�صلام �إلى ثو�بت ل يمت �لدو�فع �لبحث عن ما�صيها؛ وذلك عبر فيفهم �أر��ض �صلبة تقف على �أن لبد �ل�صلوكية و�لت�صريعات �لتنظيمية للمجتمع �لم�صلم �لأول، وتتبع للقو�عد �لقر�آنية

�لعامة و�لتوجيهات �لنبوية �لخا�صة.لم في وفي هذ� �ل�صياق ل بد �أن ن�صير �إلى �أمرين: �لأول: �إن مهمة تحقيق �ل�ص�لمجتمعات �أو�صع من �أن تطبق من قبل �ل�صلطات �لحاكمة �لم�صلمة، بل �إن �لأفر�د تثار و�لجماعات في �لبلاد �لإ�صلامية يتحملون م�صوؤوليتهم في ذلك؛ وذلك لـما غير دول في �لم�صلمة �لأقليات وكذلك �ل�صيطانية، و�لنزغات �لنعر�ت بينهم �إ�صلامية، ولكل من هذه �ل�صور ما ي�صندها ويدل عليها من �لتوجيهات �لمبا�صرة، �أو �لوقائع �لعملية �لنبوية في �لعهدين �لمكي و�لمدني، �لثاني: �لقول باأن �آية بر�ءة ن�صخت كل مو�دعة و�صلح ل يوؤيده �لفعل �لنبوي ول فهم �ل�صحابة من بعده، فالأئمة �صالحو� كثير� من �لبلاد على ما �أخذوه منهم وتركوهم على ما هم عليه)2(،

�أخرجه �أحمد في م�صنده، 265/3. -1�لجامع لأحكام �لقر�آن، �لقرطبي، 27/8. -2

Page 141: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 141 -

ف�صالح �أبو بكر ر�صي �لله عنه �أهل �لحيرة، وعمر - ر�صي �لله عنه - �أهل �لمقد�ض)1( مجتمعات في �لتاريخ مد�ر على �لمعاني هذه �لم�صلمون ��صت�صعر وقد وم�صر، �صمت مختلف �لأجنا�ض و�لأديان، فعا�صو� فيها ب�صلام دون �عتد�ء �أو ظلم من

فئة على �أخرى.�لم�صلمون ويعاي�صها �لإ�صلامية، �لدول تعي�صها م�صطربة ظروف ظل وفي �ليوم، فاإن �أبرز �لتحديات �لتي تو�جههم �إما د�خلية تتمثل في �صر�عات ونز�عات تت�صل و�إما �لأقليات، من معهم يعي�صون ممن �أو �لم�صلم، �لمجتمع مكونات بين بالأقليات �لإ�صلامية، وذلك با�صطهادهم في بلد�نهم، وعدم �ل�صماح لهم بممار�صة �صعائر �لدين و�إظهاره �أو تعلم �أحكامه، وفي ظل ما ن�صاهده �ليوم من ممار�صات منحرفة تقع من بع�ض �ل�صباب مبنية على �أ�صول خاطئة قد خلفت �صرور� م�صتطيرة، وفتنا ومحنا على �لأمة با�صم �لإ�صلام، حتى �صلطت �ل�صيوف على رقاب بع�صنا، لم ومبادئ وعلى �إخو�ننا من بني جلدتنا، كان من �أبرز �لت�صاوؤلت: ما قو�عد �ل�صلم �لمدني في �لمجتمعات؟ �لأمن في �ل�صريعة �لإ�صلامية! وهل �لإ�صلام ير�عي �ل�صلم، �صو�ء على �لم�صتوى �لتوجيهي �لخلقي، �أو وما هي �لو�صائل �لتي بها حفظ �ل�ص

�لت�صريعي �لتنظيمي؟ وكيف لهذه �لو�صائل �أن تهدي من �تبعها طر�ئق �ل�صلام؟ و�إذ� �أردنا �أن نقف على �لدر��صات �ل�صابقة ف�صنجد �أن هناك �صحا و��صحا في لم �لمدني عموما، ف�صلا عن تاأ�صيله من جانبه �ل�صرعي، �لكتابات �لتي تناولت �ل�صومن �لممكن �أن ن�صير لبع�ض �لدر��صات �لتي قد تتفق مع مو�صوع �لبحث في بع�ض جو�نبه، وقد عقدت بع�ض �لملتقيات و�لمنتديات �ل�صرعية و�لعامة في هذ� �لإطار:

�أ�صير هنا �إلى �لمقارنة بين هذ� �لمنهج �ل�صمح لما فتحت �أر�ض �لمقد�ض في عهد عمر ر�صي �لله عنه، وبين ما -1فعله �ل�صليبيون عند فتحها بل�صان موؤرخ منهم، حيث قال بعد ذكر �لف�صائع �لوح�صية و�أعمال �لتخريب نحو �لخطاب بن عمر �لكريم �لخليفة �صلوك غير �لقد�ض دخلو� حين �صلوكهم "كان �رتكبوها: �لتي

�لن�صارى". ح�صارة �لعرب، غو�صتاف لوبون، 337.

Page 142: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 142 -

�لو�قع وتحديات �لإ�صلامي �لفقه بعنو�ن ماج�صتير ر�صالة �لدر��صات: فمن وقد �لفلا�صي، عي�صى لمنى نموذجا« لمي �ل�ص و�لتعاي�ض »�ل�صتقر�ر �ل�صيا�صي تناولت �لباحثة تحديات �لو�قع �ل�صيا�صي بالمنظور �لكلي �لعام، وو�صائل علاجها، تتبع دون �لإ�صلامي، و�لتاريخ �ل�صرعية �لأدلة من لها و�ل�صتدلل ذلك وتقرير �لنبوية، �ل�صنة ن�صو�ض في �لمدني لم �ل�ص تحفظ �لتي و�لتنظيمات �لأخلاقيات ومنها: بحث بعنو�ن: »حرية �لمعتقد و�أثرها في تحقيق �ل�صلام في �لمجتمع �ل�صلامي �لحرية على مفهوم تناول �لذي �لمطلب«، عبد فوزي �إ�صماعيل رفعت للدكتور

لم �لمدني. وجه �لخ�صو�ض، وقام بدر��صتها مع بيان �أثرها في تحقيق �ل�صوكذلك كتاب »�لمجتمع �لمدني في عهد �لنبوة خ�صائ�صه وتنظيماته �لأولى« للدكتور �أكرم �لعمري، حيث تناول قو�عد قيام �لدولة �لمدنية، وخ�صائ�صها من لم �لمنظور �لعام، �إل�أن هذه �لقو�عد قد �أدت �إلى �لنتيجة �لحتمية في تحقيق �ل�صلأهلها، مع �إ�صارة �لم�صنف �إلى بع�ض �لو�صائل �لتي حدت من �ل�صر�عات، وتناول بين و�لأخرى �ليهود، �أمر بتنظيم �إحد�هما تتعلق �للتين �لوثيقتين، بالتف�صيل

�لم�صلمين، ولن �أقف عندهما �إذ كثر حولهما �لبحث و�لتحليل.للتنمية �لبحرين معهد نظمه �لذي كالموؤتمر �لموؤتمر�ت، بع�ض عقدت وقد لمي، وثقافة �لختلاف و�لت�صامح �ل�صيا�صية �لذي هدف �إلى تحقيق �لتعاي�ض �ل�صوقبول �لآخر من جهة، ونبذ قيم �لتع�صب، و�لتو�فق على تبني خطاب �إعلامي

ي�صتوعب �لختلافات و�لتمايز�ت �لتاريخية من جهة �أخرى. وهذه �لدر��صة �صت�صلط �ل�صوء على �لقيم و�لقو�عد �لأخلاقية، و�لت�صريعات لم �لأهلي في �لمجتمعات، ومدى تاأثيرها فيه، و�صتاأخذ �لتنظيمية �لتي تقرر مبد�أ �ل�صنبينا �صلى �لله عليه �لتمثيل من �صيرة �لتقرير، ثم �أدلة �لن�صيب �لأكبر من �ل�صنة و�صلم في �صلمه وحربه؛ وذلك في تاأ�صيل علمي وبرهان و��صح من �لأدلة �لنقلية

Page 143: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 143 -

لم تميزت هذه �لورقة. �لنبوية، وبهذه �لقو�عد وتبيان علاقتها بال�صلم، و�رتباطه �ل�ص فيها مفهوم بينت �لبحث بمقدمة تمهيدية بد�أت هذ�، وقد بالإ�صلام وبتحية �لإ�صلام �ل�صلام، و�أهمية بحثه من منظور �ل�صنة، ثم في �لمبحث لم �لمدني، �لأول عر�صت �أبرز �لقيم �لأخلاقية و�لأدبيات �ل�صلوكية �لتي تعزز�ل�ص�أ�صباب ونبذ و�لأخوة، �لمحبة قيم و�إر�صاء و�لرفق، �لت�صامح ثقافة كتر�صيخ مايثير كل وتجنب �لم�صلمة، �لمجتمعات في و�لتعددية �لحرية و�حتر�م �لخلاف، �لمبحث وفي �لطيبة. �لكلمة و�أثر و�لأفعال، �لأقو�ل من و�لمخالفين �لأعد�ء كوجود �لمدني، لم �ل�ص تعزز �لتي و�لتنظيمات �لت�صريعات �أهم عددت �لثاني: كيان حاكم، وطاعته بالمعروف، وتحقيق �لعد�لة، وتر�صيخ مبد�أ �ل�صورى، وتوفير بالمعروف �لأمر بو�جب و�لقيام �لنا�ض، لعموم لحياةكريمة ت�صريعية �صمانات و�لنهي عن �لمنكر. وجعلت لبحثي خاتمة تت�صمن �أهم �لنتائج �لتي تو�صلت �إليها،

و�أبرز �لتو�صيات.المبحث التمهيدي

لم ل بد تقرر �ل�ص بين يدي �لمقومات �لأخلاقية و�لت�صريعات �لإ�صلامية �لتي لم �لمدني، و�رتباطه بالإ�صلام وقو�عده �لعامة، �أن نقف وقفة ي�صيرة مع مفهوم �ل�صلم �لمدني من منظور �ل�صنة و�رتباط �ل�صلام بتحية �لإ�صلام، و�أهمية �لكتابة في �ل�ص

�لنبوية؛ وذلك في ثلاثة مطالب:لم المدني: المطلب الأول: مفهوم ال�س

�أ�صحى هذ� �لم�صطلح من �لم�صطلحات �ل�صائعة �لتي تحتاج �إلى تحرير حتى ل ي�صاء ��صتخد�مها وتوظيفها، فاإن �أدعياء �لح�صارة �لغربية يرفعونه، رغم �أن �لجميع لم ي�صاهد ما قامت به وما خلفته من دمار، وعند تحليل هذ� �لمركب، نقول: �إن �ل�ص

Page 144: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 144 -

�ل�صلام، ومن مدلولته �ل�صلح و�لم�صالحة، و�ل�صلامة من �لآفات و�لعيوب، من بالمو�دعة: عنه ويعبر ا)1(، بع�ص بع�صها يهيج ل ت�صايرت �إذ� �لخيل ت�صالمت فيقال: »و�دع بني فلان �أي �صالحهم و�صالمهم على ترك �لحرب و�لأذى«)2(، و�أما �لمدني ن، و�لجمع مد�ئن ومدن، و�لمدينة ��صم مدينة فهي من مدن« �أي �أقام، و�لمدينة �لح�صفها �لله �صيدنا ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم خا�صة غلبت عليها؛ تفخيما لها، �صرو�صانها«)3(، وله في �ل�صطلاح عدد من �لإطلاقات يمكن تحديد معناها بح�صب �ل�صياق، فير�د به ما يقابل �لدولة من موؤ�ص�صات �أهلية عندما يقال �لمجتمع �لمدني)4(. ويرتبط و�لتعاي�ض، �لت�صامح معنى يحمل �لمدني: لم فال�ص �لعام �لمعنى و�أما لم �لأهلي و�لجتماعي، ومفهومه بال�ص باعتباره ثمرة من ثمر�ته، وي�صمى بالأمن �صلام على بالحفاظ �لجميع »�إقر�ر �ل�صيا�صية«، للتنمية �لبحرين »معهد بح�صب ل حيث يبررهما، �أو �إليهما يدعو �أو و�لتنازع، �لعنف �أ�صكال كل يرف�ض د�ئم �لتنوعات و�لتعدد�ت �لجتماعية �إل من خلال �حتر�م �لمجتمعي لم �ل�ص يتحقق لم �لمدني نرف�ض كل �أ�صكال �لتقاتل، و�لعنف، و�لنفلات و�لفكرية فيه«)5(، فبال�ص�لأمني �لذي ينجم عنه �لإ�صر�ر باأفر�د �لمجتمع، و�لعتد�ء على حقوقهم، ويقابل لم ما كان عليه �لأمر قبل قيام �لمجتمع �لمدني بماعرف بالمجتمع �لطبيعي، وهو �ل�صعبارة عن حالة �لخوف و�نعد�م �لأمن و�ل�صتقر�ر، وغياب �لحقوق و�لو�جبات

للاأفر�د و�لمجتمع وت�صلط �لع�صيرة)6(.

�لقامو�ض �لمحيط، �لفيروز�آبادي، 1011-1012، مادة )�صلم(. -1�لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر، �لجزري، 4377/9. -2

ل�صان �لعرب، �بن منظور، 402/13. -3�لدولة �لمدنية، ج ماجد بن �إبر�هيم �لزميع، 45. -4

لم �لأهلي" و�لذي عقد في مملكة �لبحرين بتنظيم معهد �لتنمية �ل�صيا�صية، �أعمال منتدى "�لإعلام و�ل�ص -5في نوفمبر 2015.

�لدولة �لمدنية، ماجد بن �إبر�هيم �لزميع، 48. -6

Page 145: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 145 -

لم المدني من خ�سائ�ص الت�سريع الإ�سلامي: المطلب الثاني: ال�س�لت�صريع �لإ�صلامي، كيف ل ونظامه رباني لم �لمدني من خ�صائ�ض �ل�ص يعد �لإن�صان �صموله لجميع حاجات �لأخلاق، مع �لعد�لة وتر�صيخ يقوم على تحقيق يقم لم عليه و�لق�صاء لم �ل�ص تحقيق �إن بل و�لأم�صار، �لأع�صار �ختلاف على على �لت�صريعات �لآمرة �ل�صارمة، و�لعقوبات �لتاأديبية �لر�دعة فقط، بل ل بد �أن لم �لمدني كلي مكون من �أجز�ء، تاأثر ي�صحبها تغيير �صلوك �لأفر�د وثقافاتهم، فال�ص

�أي جانب منه يوؤثر على جو�نبه �لأخرى.وقد تعالى، �لله �أ�صماء من ��صم فال�صلام بالإ�صلام لم �ل�ص �رتبط وقد هذ�

ڀ ڀ �آدم �إلى �لأر�ض قال �لله تعالى:چ �رتبط بالأنبياء عليهم �ل�صلام فلما نزل ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ]�لبقرة: 38[، وچ چ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ڎ چ ]هود: 48[، و�إبر�هيم لما جاءت �لر�صل بالب�صرى حيته بال�صلام، و�ل�صلام تحية �أهل �لإيمان، و�لجنة د�ر �ل�صلام، ونبينا �صلى �لله عليه و�صلم كان ي�صاأل �لله �ل�صلامة يمان و�لإ باليمن علينا �أهلله هم �لهلال قال: »�لل �إذ� ر�أى مع غرة كل �صهر، فكان

لامة و�لإ�صلام ربي وربك �لله«)1(. و�ل�ص�لقو�عد �أ�ص�ض عدد� من �لمدينة بمقدمه �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم نور ولما �لنف�ض مع فيه لل�صلام تحقيقا وذلك ككل، للمجتمع �إ�صلاح فيها �لتي �لعامة، ها �لنا�ض و�لأ�صرة و�لمجتمع، فمن �أو�ئل توجيهات �لنبي �صلى �لله عليه قوله: »يا �أية ب�صلام«)2(. ن نيام تدخلو� �لج و� و�لنا�ض ل عام، و�ص طعمو� �لط لام، و�أ �أف�صو� �ل�صعام، وقد �صاأل رجل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، �أي �لإ�صلام خير؟ قال: تطعم �لطروؤية عند يقول ما باب �لدعو�ت، كتاب و�لترمذي، ،141 رقم: حديث �لم�صند، في �أحمد �أخرجه -1

�لهلال، حديث رقم: 3451، وقال: »هذ� حديث ح�صن غريب«.�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 24307، و�لترمذي، �أبو�ب �صفة �لقيامة و�لرقائق و�لورع عن -2

حيح«. ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، باب، حديث رقم: 2485 وقال: »هذ� حديث �ص

Page 146: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 146 -

تعرف«)1(. قال �بن بطال: »في م�صروعية ومن لم عرفت من لام على وتقر�أ �ل�ص�ل�صلام على غير �لمعرفة ��صتفتاح للمخاطبة للتاأني�ض؛ ليكون �لموؤمنون كلهم �أخوة، �لتخ�صي�ض ما قد يوقع في �ل�صتيحا�ض«)2(. �أحد، وفي �أحد من فلا ي�صتوح�ض من اف �لإن�ص �لإيمان: جمع فقد جمعهن من »ثلاث عنه: �لله ر�صى عمار وقال

، و�لإنفاق من �لإقتار«)3(. لام للعالم نف�صك، وبذل �ل�ص

�ل�صلام تلك �لتحية �لتي حوت جماع �لخير في بد�ية كل لقاء؛ لت�صكن �لنفو�ض بع�صها لبع�ض؛ ففيه طلب �ل�صلامة من �لأمر��ض �لبدنية و�لآفات �لنف�صية و�لحو�دث �لأر�صية و�لعذ�ب �لأخروي، ثم �لطلب من �لله بالرحمة و�لبركة، �إن تلك �لمعاني ت�صرح �ل�صدر، وت�صيع �لطمئنان و�لأمان، و�إن هذه �لإ�صار�ت �لمتكررة لل�صلام ل بد �أن ل نقف مع تطبيقها �لظاهري دون �لنظر �إلى معناها �لحقيقي وما تدل عليه، فمن �لآفات �لتي نعاني منها �ليوم �لتركيز على �ل�صور �لظاهرة للاأحكام �لدينية دون ��صتح�صار تلكم �لمعاني، »ولقد �ختار �لإ�صلام �ل�صلام لأتباعه ليتبادلو� بهذه مع من�صجما ليكون ذلك؛ �صوى �أو �لر�أ�ض، �أو �ليد، �إ�صارة عن ا عو�ص �لتحية

منهجه �لعام وخطه �لجوهري«)4(.

وقد يعتقد �لبع�ض باأن �لدعوة �إلى �لجهاد في �لإ�صلام تناق�ض �لأمر بال�صلام، في حين �أن �لجهاد لم ي�صرع لذ�ته، و�إنما لحفظ �لمجتمعات من �أن تدمر م�صاجدها

ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ چ قال �صبحانه: ومعابدها، �ل�صلام لتحقيق �لجهاد �صرع ،]40 ]�لحج: چ ڃڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ

عام من �لإ�صلام، حديث رقم: 12، وم�صلم، كتاب �أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب: �إطعام �لط -1ل؟ حديث رقم: 39. ل �لإ�صلام، و�أي �أموره �أف�ص �لإيمان، باب بيان تفا�ص

فتح �لباري، �بن حجر، 21/11. -2�صلام، معلقا في ترجمة �لباب. لام من �لإ �أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب �إف�صاء �ل�ص -3

مجتمع �لمدينة قبل �لهجرة وبعدها، 162. -4

Page 147: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 147 -

نظر في �ل�صامية »و�لح�صارة �لمن�صودة، �لإ�صلامية �لح�صارة ولتحقيق و�لعد�لة، و�لثقافية و�لقت�صادية و�لجتماعية �ل�صيا�صية �لظروف تهيىء �لتي هي �لم�صلم و�لمادية �لملائمة؛ لتوجه �لإن�صان نحو توحيد �لله و�إفر�ده بالعبودية، و�لتز�م تعاليمه في كل �ألو�ن �لن�صاط �لذي يمار�صه، دون �أن تعيقه �لموؤ�ص�صات و�لأجهزة �لقائمة في

�لمجتمع«)1(.ولم يبد�أ به �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، ولكنه كان يدعو �إلى �لله بالح�صنى �إلى �أن ��صتقر بالمدينة، و�أ�صبح للم�صلمين قوة تنامى معها عد�وة قري�ض وخبث �ليهود، فكان لبد للثلة �لموؤمنة �أن تحمي نف�صها بالقوة وت�صتعد لمو�جهة هذه �لأخطار، وحتى هذه �لحرب لما لجئ �إليها لم تكن قط حرب �إبادة و�نتقام وتخريب، بل ترك فيها مقاتلة من ل يقاتل في ت�صريع �نفرد به �لإ�صلام، »وجدت �مر�أة مقتولة في بع�ض م و�صل عليه �لله لى �ص �لله ر�صول فنهى م و�صل عليه �لله لى �ص �لله ر�صول مغازي بيان«)2(. وقد �صعت هذه �لحروب لتقليل �أعد�د �ل�صحايا، عن قتل �لن�صاء و�ل�صوتعجيل �نت�صار�أهل �لحق، فكانت من �أرحم �لحروب و�أنبلها، وعادت بالخيرعلى

�لمجتمعات كما ي�صهد بذلك �لتاريخ.لم المدني في ال�سنة النبوية: المطلب الثالث: اأهمية بحث مقومات ال�س

لم �لمدني �لأخلاقية و�لتنظيمية من �لأهمية بمكان؛ وذلك �إن تتبع مقومات �ل�صلعدة �أ�صباب، منها:

: �لرد على من يزعم باأن كل ما تعانيه �لمنطقة من م�صكلات و��صطر�بات اأولاويتهم للاأديان، ومعار�صته �لمدني لم �ل�ص �نف�صال فيدعي دينية، لأ�صباب يرجع

�لمجتمع �لمدني في عهد �لنبوية، �لعمري، �ض 21. -1وم�صلم، ،3015 رقم: حديث �لحرب، في �لن�صاء قتل باب و�ل�صير، �لجهاد كتاب �لبخاري، �أخرجه -2

بيان في �لحرب، حديث رقم: 1744. ريم قتل �لن�صاء و�ل�ص كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب تح

Page 148: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 148 -

�بن دم من �لذئب بر�ءة بر�ء، منه و�لإ�صلام �لخ�صو�ض، وجه على �لإ�صلام �لدليل و�لبرهان �أن هذه �دعاء�ت كاذبة، ومز�عم عارية عن يعقوب، في حين �لحروب �إن بل لم، �ل�ص تقرر �لو��صحة �ل�صنة فاأدلة و�لبهتان، �لظلم على تقوم �لدموية �لفتاكة في �لمائة عام �لمن�صرمة و�لتي خلفت دمار� عارما جلها كانت بعيدة

كل �لبعد عن �لدين، ل تمت �إلى �لإ�صلام باأي �صلة)1(.في �لفتاكة �لأ�صلحة �متلاك في �لدول بين �صباقا ن�صاهد �لع�صر هذ� وفي مقابل حرمان �صعوبها عن �صروريات �لعي�ض �لكريم، ولكي نبرئ �صاحة �لإ�صلام لم تقعيد� وتاأ�صيلا، ثم تنزيلا وتطبيقا، ليمثل �أبلغ رد عملي نحتاج لتقرير مبادئ �ل�ص

عين ومن �غتر بهم، ودليلا للمنت�صبين من �أهل �لملة و�لدين. وعلمي على �لمد�أ�صحى و�لعربية �لإ�صلامية �لمجتمعات في �لأهلي لم �ل�ص فقد�ن �إن ا: ثانياو�صمان �لم�صت�صعفين، عن �لدفاع بحجة �لخارجية �لأجنبية للتدخلات ذريعة لم، فقد حاول �ليهود تفتيت حقوق �لأقليات، فاإن �لأعد�ء ما ز�لو� يزعزعون �ل�صوحدة �لعرب في يثرب، و�إثارة �لعد�وة و�ل�صقاق بينهم بقيام حروب متو��صلة حتى قبل دخول �لإ�صلام، ليب�صطو� �صلطانهم، لكنها عادت عليهم بالخيبة، فكانت معه يحمل و�صلم عليه �لله �صلى للنبي �أهلها ل�صتقبال كالمقدمة �لنز�عات هذه ركائز �ل�صلام، ف�صعرو� بمزيد �لحاجة �إليه، وهذ� ما �أ�صارت �إليه �أم �لموؤمنين عائ�صة لى �لله عليه مه �لله لر�صوله �ص - ر�صي �لله عنها - بقولها: »كان يوم بعاث)2(يوما قد

حتى �أن �لباحثة �لأمريكية تانيا �صهو ذكرت �أن �صحايا �لمائة عام من 1907 حتى 2007 يزيد على ربع بليون -1�إن�صان، �إح�صائية في قتلى �لحروب، ويلاحظ باأن �أعد�د� كبيرة ل ي�صتهان بها �إنما هي جر�ء حروب �أهلية د�خلية. من مقال للكاتب �صالح �لنملة �أي �أمة �أو ح�صارة تحترف �لقتل و�لحرب؟، جريدة �لريا�ض، عن �لباحثة تانيا ه�صو - �لمحللة �ل�صيا�صية - في معر�ض تحليلها حول �لعنف د�خل �لديانة �لو�حدة، وكذلك

�لديانات فيما بينها.وهو يوم حرب بين �لأو�ض و�لخزرج وقع قبيل دخول �لإ�صلام، ينظر: فتح �لباري، �بن حجر، ج 1، -2

�ض 88.

Page 149: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 149 -

م وقد �فترق ملوؤهم، وقتلت �صرو�تهم لى �لله عليه و�صل م، فقدم ر�صول �لله �ص و�صلم في دخولهم في �لإ�صلام”)1(، لى �لله عليه و�صل مه �لله لر�صوله �ص حو�، فقد وجربالف�صل؛ باءت �لهجرة بعد �لمدينة في �لمدني لم �ل�ص لزعزعة محاولتهم �أن �إل

فاأ�صحى �لمجتمع �أكثر تر�بطا و�لتفاتا حول قائده.ا: �لإن�صان مدني بطبعه، وقدرته قا�صرة عن تح�صيل حاجته، �أو �لدفاع عن ثالثانف�صه، فلابد من �جتماع �لقدر�ت و�لتعاون بين بني جن�صه ليح�صل له ما يريد، ثم �إذ� ح�صل �لجتماع فلا بد لهم من و�زع �أخلاقي �أو تنظيمي يدفع �عتد�ء بع�صهم �إلى �لمقاتلة �لتنازع �لمف�صي على بع�ض، لما في طبائعهم من عدو�ن وظلم، فيقع و�صفك �لدماء، و�إذهاب �لنف�ض �لمف�صي �إلى �نقطاع �لنوع)2(، وهذ� �لو�زع �إما �أن يكون خلقيا قيميا ينطلق من �صمير �لإن�صان، و�إما �أن يكون خارجيا تنظيميا، فكان على �لعقلاء تتبع هذه �لقيم و�لت�صريعات ل �صيما من معين �ل�صنة بق�صد �لتحلي

بها و�لنقياد لها و�لجتماع عليها. من طرف كل تمكن لبع�ض، بع�صنا فاأمن تحقق، �إذ� �لمدني لم �ل�ص ا: رابعامعرفة ما عليه �لآخر، وكل من له عقل وب�صيرة وذو �إن�صاف لبد �أن يوؤثر �لإ�صلام في »لح�صنه وذلك �لأديان؛ من غيره على و�ل�صنة �لكتاب على �لقائم ومنهجه �أو�مره ونو�هيه، وح�صنه في معاملته للخلق و�لعدل فيهم، و�أنه ل جور فيه ول ظلم لم عونا للم�صلمين بوجه، فحينئذ يكثر �لر�غبون فيه و�لمتبعون له، ف�صار هذ� �ل�ص�لأخلاقية لم �ل�ص مبادئ تقرير �صيتم �لأ�صباب وغيرها �لكافرين«)3(. ولهذه على

و�لتنظيمية و�لتمثيل عليها في �لمبحثين �لتاليين �للذين هما �صلب �لبحث:

ار، حديث رقم: 3777. �أخرجه �لبخاري، كتاب ف�صائل �ل�صحابة، باب مناقب �لأن�ص -1مقدمة �بن خلدون، �ض 39-40 و 167-168، "بت�صرف و�خت�صار". -2

تي�صير �لكريم �لرحمن، �ل�صعدي، 325. -3

Page 150: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 150 -

لم المدني المبحث الأول: القيم الأخلاقية التي تعزز ال�ش

لم �لمدني في �أي مجتمع عليه �أن يلتزم بمجموعة من �لقيم حتى يتحقق �ل�ص�لحقوق و�حتر�م و�لرفق، كالت�صامح �لبناءة و�لأخلاق و�لف�صائل و�ل�صلوكيات �لعهود على و�لمحافظة �لتعددية، مع �لتعامل فقه ومعرفة �لو�جبات، و�أد�ء و�لمو�ثيق، ورف�ض �لعنف، وتجنب �لغلو، وغيرها من مكارم �لأخلاق �لتي زخرت و�متلاأت بها دو�وين �ل�صنة، ورغبت فيها، وقد تعددت عبار�ت علماء �لم�صلمين في بيان �لمدلول �لعام للخلق، منها ما ذكره �لماوردي بقوله: »وح�صن �لخلق: �أن

يكون �صهل �لعريكة، لين �لجانب، طليق �لوجه، قليل �لنفور، طيب �لكلمة«)1(. ديار وتعاملو� في ديارهم، �لم�صلمون مع غيرهم في تعامل �لأخلاق فبهذه غيرهم، و�أر�صو� قو�عد �ل�صلام، وفي �لمطالب �لتالية بع�ض �لقيم �لأخلاقية �لتي

لم: توؤثر في تحقيق �ل�صالمطلب الأول: تر�سيخ ثقافة الت�سامح، والرفق في التعامل:

�لت�صامح و�ل�صهولة، فمن مظاهر �أقرت �لتي �لت�صريعات �لإ�صلام في طليعة �لت�صامح: �لعفو و�ل�صفح عمن ظلم، وعدم �لنت�صار للذ�ت، ورحمة �لآخرين، و�لر�أفة بهم، وتعني �إمكانية �لتعاي�ض مع �لغير و�إن �ختلفت معهم، وقد جاء في �لحديث �لقد�صي: »يقول �لله: ��صمحو� لعبدي كاإ�صماحه �إلى عبيدي«)2(، »�أحب لم وما بعده يتفرع محة«)3(، وخلق �ل�صماحة �أ�صل �ل�ص نيفية �ل�ص ين �إلى �لله �لح �لدمنه، و�إن �ل�صماحة في �لإ�صلام عامة تعود على كافة �أطر�ف �لمجتمع دون تمييز،

�أدب �لدنيا و�لدين، �لماوردي، 251. -1باب �لحو�ض �لتاريخ، �أحمد، في م�صنده، حديث رقم: 16، و�بن حبان في �صحيحه، كتاب �أخرجه -2 ،6476 رقم: حديث ع، م�صف ل و و�أ �صافع، ل و�أو م و�صل عليه �لله لى �ص قوله ف و�ص ذكر و�ل�صفاعة،

و�صححه �لألباني، في �صحيح �لترغيب، 239/3.ين ي�صر، وح�صنه �لألباني في �صحيح �لأدب �لمفرد، 125. �أخرجه �لبخاري تعليقا، كتاب �لإيمان، باب �لد -3

Page 151: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 151 -

قال �صلى �لله عليه و�صلم: »لن توؤمنو� حتى تحابو�، �أفلا �أدلكم على ما تحابو� عليه؟ لام بينكم تحابو�، و�لذي نف�صي بيده ل »قالو�: بلى يا ر�صول �لله. قال: »�أف�صو� �ل�صنا رحيم. قال: »�إنه لي�ض برحمة نة حتى تر�حمو�« قالو�: يا ر�صول �لله كل تدخلو� �لج�لرحمة و�صعت د�ئرة فتاأمل كيف ة«)1(، �لعام رحمة ة �لعام رحمة ولكن �أحدكم حتى �صملت غير خا�صة �لإن�صان، ثم كيف تعامل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم مع من �أخطاأ في �لمجتمع، فر�عى ح�صناته كما وقع مع حاطب بن �أبي بلتعة)2(، فلا بد من تو�صيع هذ� �لمفهوم؛ لي�صمل تعاملنا مع �صائر �لنا�ض، ومن �ل�صو�هد �لتي تقرر ذلك �لعفو �لعام �لذي �صدر من �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم لما فتح مكة، عفا عن د�ر دخل »من قبل دخولها: وقال لنف�صه، ينتقم �صر�حهم ولم و�أطلق �لم�صركين �آمن«)3(، فهو بابه غلق �أ ومن �آمن، فهو لاح �ل�ص �ألقى ومن �آمن، فهو �صفيان �أبي و�لعفو حتى فيما يتعلق باإنز�ل �لعقوبات على �لمجرمين، فعن �أن�ض بن مالك قال: �أمر فيه ل ا�ض �إ �إليه �صيء فيه ق�ص م رفع عليه و�صل لى �لله »ما ر�أيت ر�صول �لله �ص

بالعفو«)4(.ومن ت�صامح �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم عدم �لمبالة فيما يقال عنه، فعن �أبي تعجبون كيف �أل م عليه و�صل لى �لله قال ر�صول �لله �ص قال عنه ي �لله هريرة ر�ص

�لرجل دون جاره، حديث رقم: 7403، ي�صبع �لبر و�ل�صلة، ل �لم�صتدرك، كتاب �لحاكم في �أخرجه -1جاه«، وقال �بن حجر: »ورجاله ثقات«، فتح �لباري، �بن �صناد ولم يخر حيح �لإ وقال: »هذ� حديث �ص

حجر، 438/10، وقال �لألباني: »ح�صن لغيره«، �صحيح �لترغيب و�لترهيب، 272/2.كم ي وعدو �أخرجه �لبخاري، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب �لجا�صو�ض وقول �لله تعالى {ل تتخذو� عدو -2ث، حديث رقم: 3007، وم�صلم في كتاب ف�صائل �ل�صحابة ر�صي �لله تعالى �ض: �لتبح �أولياء} �لتج�ص

ة حاطب بن �أبي بلتعة، جحديث رقم:2494. ي �لله عنهم، وق�ص ائل �أهل بدر ر�ص عنهم، باب: من ف�صة، حديث رقم: 1780. �أخرجه م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب فتح مك -3

و�صححه .4497 رقم: حديث م، �لد في بالعفو ياأمر �لإمام باب �لديات، كتاب د�ود، �أبو �أخرجه -4�لألباني �صحيح �أبي د�ود.

Page 152: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 152 -

د«)1(. م ا و�أنا مح ا ويلعنون مذمم رف �لله عني �صتم قري�ض ولعنهم ي�صتمون مذمم ي�صعليه لى �لله �لنبي �ص �إلى �أنظر وقال عبد�لله بن م�صعود-ر�صي �لله عنه-: »كاأني م عن وجهه ويقول: ربه قومه فاأدموه وهو يم�صح �لد م يحكي نبيا من �لأنبياء �ص و�صل�أو �لجماعات بع�ض ترت�ض لم ولربما يعلمون«)2(. ل فاإنهم لقومي �غفر هم »�لل�لأفر�د �أن يقال عنها �أقل من هذ� �لذي قيل في �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، في�صعل

ب�صبب ذلك فتنة ونز�ع يوؤثر في ��صتقر�ر �لمجتمع.ومن �لت�صامح بقاء �لمودة و�لحقوق �لمبنية على �صلة �لقر�بة و�لجو�ر و�ل�صد�قة تهم مع غير �لمحاربين، فعن �أ�صماء قال قدمت �أمي وهي م�صركة في عهد قري�ض ومدعليه �لله لى �ص �لنبي فا�صتفتيت �أبيها مع م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي عاهدو� �إذ ك«)3(، وقد �أر�صل عمر- لي �أم م فقلت �إن �أمي قدمت وهي ر�غبة قال نعم �ص و�صلر�صي �لله عنه- حلة �إلى �أخ له في مكة قبل �أن ي�صلم)4(، وفيه دليل على جو�ز �صلة

�لأقارب �لكفار و�لإح�صان �إليهم و�إهد�ئهم)5(.

لى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: �أخرجه �لبخاري، كتاب �لمناقب، باب ما جاء في �أ�صماء ر�صول �لله �ص -1.3533

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لأنبياء، باب، حديث رقم: 3477، وم�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب غزوة -2�أحد، حديث رقم: 1792.

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لهبة وف�صلها، باب �لهدية للم�صركينحديث رقم: 2620، م�صلم، كتاب �لزكاة، -3وج، و�لأولد، و�لو�لدين، ولو كانو� م�صركين، حديث دقة على �لأقربين و�لز ل �لنفقة، و�ل�ص باب ف�ص

رقم: 1003.لة �لأخ �لم�صرك، حديث رقم: 5981، ون�صه �لكامل: »ر�أى عمر �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأدب، باب �ص -4ا يلب�ض معة و�إذ� جاءك �لوفود، قال: �إنم �ء تباع، فقال: يا ر�صول �لله، �بتع هذه و�لب�صها يوم �لج ة �صير حلكيف فقال: ة، بحل عمر �إلى فاأر�صل بحلل منها م و�صل عليه لى �لله �لنبي �ص فاأتي له، خلاق ل من هذه لى �ألب�صها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: �إني لم �أعطكها لتلب�صها، ولكن تبيعها �أو تك�صوها فاأر�صل بها عمر �إ

ة قبل �أن ي�صلم«. �أخ له من �أهل مك�لمنهاج �صرح �صحيح م�صلم بن �لحجاج، �لنووي، 39/14. -5

Page 153: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 153 -

ولهذ� �صهد بهذ� �لخلق غير �لم�صلمين، قال �أهل �ل�صام لأبي عبيدة بن �لجر�ح �أهل ديننا«)1(. وكذلك بنا من �أر�أف »�أنتم ول�صتم على ديننا -ر�صي �لله عنه-: يقول م�صيو د�بري دوتير�صان في كتابه عن �لإ�صلام في �ل�صين بعد �أن �أثنى على �أخلاق �لم�صلمين، و�حتر�م �لنا�ض لهم وتمتعهم بال�صمعة �لح�صنة، و�أد�ئهم لل�صدقة، »و�أنهم مع طابعهم �لخا�ض، ��صتطاعو� بف�صل نباهتهم و�إخائهم �لديني وت�صامحهم �أن يلائمو� بيئتهم و�أن ينمو� ويكثرو�؛ وذلك خلافا لدعاة �لأديان �لأجنبية �لأخرى �لآن«)2(. يتقدمو� خطوة حتى فلم �ل�صين �صاأن في لهم يكون �أن �أر�دو� �لذين وقال �لموؤرخ غو�صتاف: »�لقوة لم تكن عاملا في �نت�صار �لقر�آن، فقد ترك �لعرب �لمغلوبين �أحر�ر� في �أديانهم، فاإذ� حدث �أن �عتنق بع�ض �لأقو�م �لن�صر�نية �لإ�صلام، و�تخذو� �لعربية لغة لهم؛ فذلك لما ر�أو� من عدل �لعرب �لغالبين ما لم يرو� مثله من �صادتهم �ل�صابقين، ولما كان عليه �لإ�صلام من �ل�صهولة �لتي لم يعرفوها من قبل، وبالدعوة وحدها، بالدعوة �نت�صر بل �إذن، بال�صيف �لقر�آن ينت�صر ولم قال: ثم وحدها �عتنقته �ل�صعوب«)3(. ويقول توما�ض: »ولما كان �لم�صيحيون يعي�صون في منحهم �لذي �لت�صامح بمثل هذ� ناعمين �آمنين على حياتهم وممتلكاتهم مجتمعهم ير�د ل �لت�صامح باأن �لإ�صارة يتوجب �لمقام �لديني«)4(. وفي هذ� �لتفكير حرية قيمة �لعدو�ن فالت�صامح »بمعنى عدم �لم�صلمين، ت�صلط غير �أو به �لذل و�لهو�ن، �أمر بالح�صنة �ل�صيئة ومقابلة �لبر بمعنى و�لت�صامح م�صلم، كل على فري�صة مطلقة

مطلوب ومرغوب ما لم يترتب عليه �إعانة على �لظلم �أو خذلن مظلوم«)5(.

�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 54. -1ح�صارة �لعرب، لوبون، 88. -2

ح�صارة �لعرب، غو�صتاف، 134. -3�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 81. -4

�لت�صامح و�لعدو�نية بين �لإ�صلام و�لغرب، �لح�صين، 25. -5

Page 154: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 154 -

�أما �لأمر بالرفق فقد جاء في �لحديث �لنبوي لما قال �صلى �لله عليه و�صلم: »�إن فق ل يكون في �صيء �إل ز�نه، ول ينزع من �صيء �إل �صانه«)1(. وهو يكون بين �لر�لنا�ض بع�صهم مع بع�ض، ويكون من �لولة، وقد قال نبينا �صلى �لله عليه و�صلم: �أمر من ولي ومن عليه، فا�صقق عليهم ف�صق �صيئا تي �أم �أمر من ولي من هم »�للتي �صيئا فرفق بهم فارفق به«)2(. فالرفق محمودة عو�قبه يحقق �لتلاحم بين �أفر�د �أم

�لمجتمع.المطلب الثاني: اإر�ساء قيم المحبة وتقوية روابط الأخوة:

�إن �لمجتمع �لمدني �لأول لما قام، قام على �لأخوة بين �لم�صلمين، تلك �لأخوة �لتي عقدت بين �ل�صحابة بع�صهم مع بع�ض، وما نتج عنها من تعاون ومودة و�ألفة لم ي�صهد �لتاريخ لها مثيلا، وكانت �أروع بادرة لتاأ�صي�ض �لمجتمعات، وقد مرت �لموؤ�خاة في مر�حلها �لأولى غايتها بالتو�رث بين �لمتاآخين �إلى �أن حققت مقا�صدها �لتنا�صر و�لتنا�صح �لتي هي بمعنى فبقيت �لأخوة �لمهاجرين، و��صتغنى كثير من لم، و�لتز�ور)3(، ومما ل ي�صك فيه �إن مثل هذ� �لت�صريع يحقق جانبا كبير� من �ل�صفي تعقدت �لتي و�لنز�عات �ل�صر�عات من كم �لو�قع �أر�ض في نلم�ض �إننا �إذ بلاد �أ�صحت موطنا لهجر�ت من �أ�صول متنوعة دون و�صع بر�مج وحلول لتلافي

تبعاتها.دماوؤهم، فتكافاأت �لعقيدة، بر�بطة ببع�ض بع�صهم �لم�صلمون �رتبط وقد

فق، حديث رقم: 2594. ل �لر �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب ف�ص -1عية و�لنهي فق بالر ائر و�لحث على �لر يلة �لإمام �لعادل وعقوبة �لج �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب ف�ص -2

ة عليهم، حديث رقم: 1828. عن �إدخال �لم�صقو�لرتفاق �لمو��صاة على بينهم يتاآخو� �أن ع�صر كل في �لموؤمنين "وبو�صع �لعمري: �لدكتور يقول -3و�لن�صحية، ويترتب على موؤ�خاتهم حقوق �أخ�ض من �لموؤخاة �لعامة بين �لموؤمنين"، �لمجتمع �لمدني في

عهد �لنبوة، 80.

Page 155: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 155 -

�لأخوة هذه �آتت وقد �أدناهم، بذمتهم وي�صعى �صو�هم، من على يد� و�صارو� ثمارها، فعززت �لوحدة بين �أفر�د �لمجتمع، وقوت قدرتها �لدفاعية، فاإن �لإخوة هذه على ترتب وقد �لت�صدع، عن بنيانها وتما�صك �أمة، �أي لنه�صة متين ركن �لأخوة حقوق وو�جبات كثيرة، ف�صمت نفو�صهم بالعمل �ل�صالح و�لإح�صان �إلى �لخلق، و�صفت قلوبهم من �لحقد و�إر�دة �ل�صر، وقد ��صتطاع �لنبي �صلى �لله عليه بالوحدة بالفو�صى و�صوء �لنظام و�ل�صعور �أن يدخل في مجتمع كان مليئا �صلم على نحو لم تعرفه �لعرب من قبل، فوحد بين ع�صائر كانت في نز�ع م�صتمر مع بع�صها �لبع�ض)1(، قال توما�ض »كانت �لم�صاو�ة بين �لموؤمنين في �لإ�صلام وما �صاد بينهم جميعا من �أخوة م�صتركة ل ت�صمح بوجود فو�رق بين عربي وعجمي �أو بين حر وعبد ممن �عتنقو� �لإ�صلام، فكرة عار�صت في �ل�صميم نعرة �ل�صعور �لقبلي عند �لعربي �لذي بنى �حتر�مه �ل�صخ�صي على �صهرة �أجد�ده، و�أخذ يقتدي بهم

في �إثارة �لنز�ع �لدموي«)2(.�إن �لمحبة �لتي جاءت بها �ل�صريعة ذ�ت مفهوم و��صع، �صو�ء بين �أفر�د �لمجتمع »خيار قوله: و�صلم عليه �لله �صلى نبينا عن ف�صح و�لمحكومين، �لحكام بين �أم و�صر�ر عليهم، ون ل وت�ص عليكم ون ل وي�ص ويحبونكم، ونهم ب تح �لذين تكم �أئمويلعنونكم«)3(، قال �لقرطبي وتلعنونهم ونكم، ويبغ�ص ونهم تبغ�ص �لذين تكم �أئملم: »�أي: تدعون لهم في كلمة جميلة في �صرح هذ� �لحديث وبيان �أثره على �ل�ص�لمعونة على �لقيام بالحق و�لعدل، ويدعون لكم في �لهد�ية و�لإر�صاد، و�إعانتهم بينهم من �لمو��صلة، و�لتر�حم، و�ل�صفقة، على �لخير، وكل فريق يحب �لآخر لما بما �لقيام منهما فريق كل لترك �ل�صر�ر؛ في ذلك ونقي�ض بالحقوق،... و�لقيام

�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 60. -1

�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 61. -2ة و�صر�رهم، حديث رقم: 1855. �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب خيار �لأئم -3

Page 156: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 156 -

و�لإ�صاءة، و�لبخل، و�لجور، �لأهو�ء، ولتباع للاآخر، �لحقوق من عليه يجب فين�صاأ عن ذلك �لتباغ�ض، و�لتلاعن، و�صائر �لمفا�صد«)1(. ومن �لمحبة �لتي تكون ما لأخيه يحب حتى �أحدكم يوؤمن »ل و�صلم: عليه �لله �صلى قوله �أفر�ده، بين يحب لنف�صه«)2(، ومنها تقرير حب �لوطن كمحبة فطرية وجبلة غريزية، قال �صلى يت�صع ل وقد «)3(؛ �أ�صد �أو ة مك كحبنا �لمدينة �إلينا حبب هم »�لل و�صلم: عليه �لله �لمقام لعر�ض �صائر �لأدلة، لذلك نحتاج �إلى تجنب كل عد�وة وبغ�صاء من �صاأنها بين �لمحبة بن�صر �لأهلي لم �ل�ص على لنحافظ �لجتماعي؛ �لن�صيج بهذ� �ل�صر�ر

جميع مكونات �لمجتمع.

المطلب الثالث: الدعوة اإلى نبذ اأ�سباب الخلاف والفرقة والتع�سب:�لنا�ض، �أمر غير م�صتغرب بين �لأفهام و�لثقافات �لآر�ء و�ختلاف تعدد �إن وجزء ل يتجز�أ من تكوينهم، لكننا �إن لم نح�صن طريقة �لتعامل معها و��صتثمارها لتجاوز �آليات و�صع �ل�صروري من فكان و�لنز�ع، �لفرقة �إلى �صتوؤدي فاإنها �لخلاف وتخطيه، وقد ظهر هذ� �لخلق في �صيرة �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم حتى �صرف له يكون من في �صديد� �ختلافا �لعرب قبائل �ختلفت فلما مبعثه، قبل و�صح �لحجر �لأ�صود، حكم فيهم �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم بحكم حكيم ر�صي به �لجميع)4(؛ لمثل ذلك نجد �أن �لن�صو�ض �لنبوية و��صحة في دعوتها �إلى �لتحام

�لمفهم، �لقرطبي، 65/4. -1�أخرجه �لبخاري، كتاب �لإيمان، باب من �لإيمان �أن يحب لأخيه ما يحب لنف�صه، حديث رقم: 13. -2

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لحج، �أبو�ب ف�صائل �لمدينة، باب كر�هية �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �أن تعرى -3بر على لأو�ئها، غيب في �صكنى �لمدينة و�ل�ص �لمدينة، حديث رقم: 1889، وم�صلم، كتاب �لحج، باب �لتر

حديث رقم: 1376.ثه �أنه كان فيمن يبني �لكعبة اهد، عن موله �أنه حد �أخرجه �أحمد، حديث رقم: 15744، ون�صه: عن مج -4اثر �لذي ب �لخ ه بيدي �أعبده من دون �لله تبارك وتعالى، فاأجيء بالل اهلية، قال: ولي حجر �أنا نحت في �لجع = مو�ص بلغنا فبنينا حتى فيبول، ي�صغر ثم فيلح�صه، �لكلب فيجيء عليه، ه ب فاأ�ص نف�صي، �أنف�صه على

Page 157: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 157 -

�ل�صف، ونهيها عن �لتفرق و�لتحزب، و�لتنازع و�لتقاتل، ومن ذلك قوله عليه رب ي�ص ار� كف بعدي ترجعو� ل �نظرو�، ويحكم �أو: »ويلكم و�ل�صلام: �ل�صلاة

كم رقاب بع�ض«)1(. بع�صومن �أ�صباب نبذ �لفرقة �لتخلي عن �لنتماء�ت �ل�صيقة �إلى �لقبيلة �أو �لحزب، و�لنتماء �إلى �لد�ئرة �لأكبر �لتي تجمع �لكل، وي�صتظل تحتها �لجميع، فاإن �إثارة مثل ع �أو��صر �لتعاون فيه، ويوؤذن بالخر�ب �لعام، �إل ذلك مما يمزق �لمجتمعات ويقطفيما يمكن توظيفه في �لتكافل �لجتماعي ل �لتنا�صر �لع�صبي، فعندما �صمع ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم قول �لأن�صاري: يا للاأن�صار، و�لمهاجري: يا للمهاجرين، �لمهاجري بك�صعة فاأخبر �صاأنهم ما قال ثم اهلية �لج �أهل دعوى بال »ما فقال: خبيثة....«)2(، فاإنها دعوها م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي فقال قال اري �لأن�صوجاءت �ل�صريعة باحتر�م �لآخر، و�إلغاء �لفو�رق و�لطبقية بين �لنا�ض على �أ�صا�ض �أل ل �أباكم و�حد، و�إن ربكم و�حد، �إن �أل ها �لنا�ض، �أي �أ�صولهم و�أن�صابهم، »يا ، ول �أحمر على �أ�صود، ول �أ�صود ل لعربي على عجمي ول لعجمي على عربي ف�ص

م«)3(. لى �لله عليه و�صل غ ر�صول �لله �ص غت؟ قالو�: بل على �أحمر �إل بالتقوى، �أبل

جل، جل يكاد يتر�ءى منه وجه �لر �ض �لر = �لحجر وما يرى �لحجر �أحد، فاإذ� هو و�صط حجارتنا مثل ر�أ ل �أو عه. فقالو�: �جعلو� بينكم حكما، قالو�: عه، وقال �آخرون: نحن ن�ص فقال بطن من قري�ض: نحن ن�صعه في ثوب، م فقالو�: �أتاكم �لأمين. فقالو� له. فو�ص لى �لله عليه و�صل ، فجاء �لنبي �ص رجل يطلع من �لفج

لى �لله عليه و�صلم«. عه هو �ص ثم دعا بطونهم، فاأخذو� بنو�حيه معه، فو�صقال �لهيتمي في مجمع �لزو�ئد: »ورجاله رجال �ل�صحيح، غير هلال بن خباب وهوثقة«، 420/8، وهو

في �صحيح �ل�صيرة �لنبوي لل�صيخ نا�صر �لدين �لألباني، 45.كتاب م�صلم، ،4402 رقم: حديث �لود�ع، ة حج باب �لحج، كتاب �صحيحه، في �لبخاري �أخرجه -1

كم رقاب بع�ض، حديث رقم:66. رب بع�ص ار� ي�ص �لإيمان، باب ل ترجعو� بعدي كفاهلية، حديث رقم: 3518. 2- �أخرجه �لبخاري في كتاب �لمناقب، باب ما ينهى من دعوة �لج

3- �أخرجه �أحمد في �لم�صند حديث رقم: 23972.

Page 158: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 158 -

وكذلك �صلاة �لجمعة و�لجماعة في �لم�صاجد، ففي �لم�صجد ر�صالة �جتماعية ويحل �صفوفهم، يوحد فالم�صجد �لم�صلمين، حياة في �ل�صاأن عظيمة وروحية �إلى �لنظر �لتما�صك في يزيد ومما وتما�صكهم)1(، قوتهم فيه وتظهر م�صاكلهم، �لجو�نب �لتي نجتمع عليها ونبرزها ونتعاون عليها، و�أما ما نختلف عليه فاإن كان ا �صريحا فنتنا�صح فيما بيننا محلا للاجتهاد وخفي دليله فلا �إنكار، وما خالف ن�ص

بالحكمة و�لموعظة �لح�صنة.ومنطلق معالجة �لخلاف: تقليل �أمد �لنز�ع، حتى نهي عن تجاوز ثلاثة �أيام،

قال �صلى �لله عليه و�صلم: »ل يحل لم�صلم �أن يهجر �أخاه فوق ثلاثة �أيام«)2(.المطلب الرابع: ن�سر ثقافة الحوار والتداعي لل�سلح:

من �لو�صائل �لتي تعامل بها �لإ�صلام مع تعدد �لآر�ء حل �لنز�عات و�لخلافات لمية: بالطرق �ل�ص

في �لح�صاري للتو��صل فاعلة و�صيلة مثل �لذي �لحو�ر، ثقافة �إ�صاعة : اأولاحياة �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، و�صمل �لحو�ر مو�صوعات �إيمانية كلية، وم�صائل فقهية وتوجيهات �أخلاقية، وقد �أثر في نفو�ض �أعد�ئه و�أتباعه، و�متد �لحو�ر طو�ل م�صيرته �لدعوية منذ بد�ياتها �لأولى في مكة مع �لم�صركين وو�صول �إلى محاورة �ليهود في �لمدينة، ومن نماذج ذلك محاورته لعمرو بن عب�صة)3( ول�صماد �لأزدي)4(

�ل�صيرة �لنبوية، �ل�صباعي، �ض 85. -1و�لتد�بر، حديث رقم: 6065، وم�صلم، �لتحا�صد عن ينهى ما باب �لآد�ب، �لبخاري، كتب �أخرجه -2

، حديث رقم 2561. ريم �لهجر فوق ثلاث بلا عذر �صرعي كتب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح�أخرجه م�صلم، كتاب �صلاة �لم�صافرين وق�صرها، باب �إ�صلام عمرو بن عب�صة، حديث رقم: 832، وفيه: -3؟ قال: �أر�صلني �لله. فقلت: وباأي �صيء �أر�صلك؟ قال: . فقلت: وما نبي »فقلت له: ما �أنت ؟ قال: �أنا نبي

د �لله ل ي�صرك به �صيء.... �لحديث«. لة �لأرحام وك�صر �لأوثان، و�أن يوح �أر�صلني ب�صطبة، حديث رقم: 868. لاة و�لخ �أخرجه م�صلم، كتاب �لجمعة، باب تخفيف �ل�ص -4

Page 159: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 159 -

وغيرهما حتى �أ�صلمو�، وحاور �ليهود بالمدينة، ثم محاورته لأ�صحابه من �لأن�صار بعد توزيعه لغنائم غزوة حنين �إذ لم يترك �لمجال لكثرة �لقيل و�لقال �لذي قد يجر لإنهاء �لو�صائل �أنجع فالحو�ر من لم؛ �ل�ص �صلبا على مكت�صبات �لفتن، ويوؤثر �إلى �لخلافات وجمع وجهات �لنظر، ونزع فتيل �لأزمات وتحقيق �لأمن و�ل�صلام في

�لمجتمعات.من على و�لثناء عليه، و�لحث �لمتخا�صمين بين �ل�صلح �إلى �لدعوة ا: ثانيايكون �صببا فيه، فقد �صعى نبينا �صلى �لله عليه و�صلم بنف�صه في �ل�صلح لما ذهب �إلى �أنا�ض من بني عمرو بن عوف كان بينهم �صر لي�صلح بينهم)1(، ولما �أخبر �لنبي �صلى لح ن�ص بنا تر�مو� بالحجارة، فقال: »�ذهبو� قباء حتى �أهل باقتتال �لله عليه و�صلم بينهم«)2(، �إن هذه �لمو�قف توؤكد على �أن �أي بو�در خلاف تمزق وحدة �لمجتمع، �أو ت�صر ب�صلمه فاإنه عليه �ل�صلاة و�ل�صلام ي�صعى لر�أب �ل�صدع ونزع فتيل �لنز�ع، وقد �متدح من ي�صعى في �ل�صلح، كما قال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم وهو على لح به بين �لمنبر عن �لح�صن- ر�صي �لله عنه -: »�إن �بني هذ� �صيد، ولعل �لله �أن ي�صفئتين عظيمتين من �لم�صلمين«)3(، وجعل للم�صلح �أجر �لمت�صدق، ففي �لحديث قال دقة، كل يوم تطلع ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »كل �صلامى من �لنا�ض عليه �صدقة«)4(، بل �أبيح �لكذب رغم ما فيه من مف�صدة م�ض، يعدل بين �لنا�ض �ص فيه �ل�ص»لي�ض و�ل�صلام: �ل�صلاة عليه فقال �ل�صقاق، على تترتب �أعظم مف�صدة، لدرء

لاح بين �لنا�ض، حديث رقم: 2690، وم�صلم، كتاب �ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلح، ما جاء في �لإ -1ر �لإمام ولم يخافو� مف�صدة بالتقديم، حديث رقم: لي بهم �إذ� تاأخ ماعة من ي�ص �ل�صلاة، باب تقديم �لج

.421لح، حديث رقم: 2693. حابه �ذهبو� بنا ن�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلح، باب قول �لإمام لأ�ص -2

ي �لله عنهما م للح�صن بن علي ر�ص لى �لله عليه و�صل �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلح، باب قول �لنبي �ص -3، حديث رقم: 2704. لح به بين فئتين عظيمتين �بني هذ� �صيد ولعل �لله �أن ي�ص

لاح بين �لنا�ض و�لعدل بينهم، حديث رقم: 2707. ل �لإ�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلح، باب ف�ص -4

Page 160: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 160 -

� �أو يقول خير�«)1(. لح بين �لنا�ض، فينمي خير �ب �لذي ي�ص �لكذالمطلب الخام�ص: اإقرار مبداأ الحرية واحترام التعددية:

�لحريات متكاثرة �أدلة في مقرر� �لإ�صلام به وجاء �لإن�صان، به �لله كرم مما �لمن�صبطة للب�صرية جمعاء، ومن هذه �لحريات: تقرير �لحرية في �ختيار �لدين، فلما �أبناء �لأن�صار، فقالو�: يا ر�صول �لله تم �إجلاء بني �لن�صير من �لمدينةكان فيهم من : �أبناوؤنا، فاأنزل �لله هذه �لآية: چ ی ئج ئح ئم چ ]�لبقرة: 256[، قال �صعيد بن جبير�لإ�صلام«)2(؛ وقال �بن كثير: »ل تكرهو� بهم، ومن �صاء دخل في ق فمن �صاء لحل وبر�هينه، دلئله و��صح جلي بين فاإنه �لإ�صلام، دين �لدخول في على �أحد� و�صرح للاإ�صلام �لله هد�ه من بل فيه، �لدخول على �أحد يكره �أن �إلى يحتاج �صمعه قلبه وختم على �لله �أعمى بينة، ومن فيه على ب�صيرته دخل �صدره ونور فاإنه ل يفيده �لدخول في �لدين مكرها مق�صور�«)3(، فلي�ض في �لإ�صلام وب�صره �إكر�ه للنا�ض للدخول فيه، ول �إيذ�ئهم �أو ��صطهادهم �أو �لحجر على عقائدهم، بل

ي�صلك معهم م�صلك �لإقناع بالحجة و�لبرهان حتى يتم دعوتهم.

وكذلك �لحرية في �إبد�ء �لر�أي في �لأمور �لعامة �لتي تخدم �لمجتمع دون �أن تكون تلك �لن�صيحة �صببا في �إ�صعال �لفتن �أو تهييج �لعامة على �ل�صلطان، وبهذ� ولكن علانية، له يبد فلا مر باأ ل�صلطان ح ين�ص �أن �أر�د �لنبوي: »من �لتوجيه جاء

،2692 رقم: حديث �لنا�ض، بين لح ي�ص �لذي �لكاذب لي�ض باب: �ل�صلح، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1ريم �لكذب وبيان �لمباح منه، حديث رقم: 2605. وم�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح

الة �لتي من �أجلها �أنزل �أخرجه �بن حبان في �صحيحه، كتاب �لإيمان، باب �لتكليف، ذكر �لإخبار عن �لح -2ين}، حديث رقم: 14، قال �ل�صيخ �صعيب �لأرنوؤوط: �إ�صناده �صحيح �لله جل وعلا: {ل �إكر�ه في �لد

على �صرطهما.تف�صير �لقر�آن �لعظيم، �بن كثير، 682/1. -3

Page 161: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 161 -

ى �لذي عليه له ؟«)1(، �أد فاإن قبل منه فذ�ك، و�إل كان قد به، بيده فيخلو لياأخذ وقد ر�جع عمر بن �لخطاب -ر�صي �لله عنه- �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم في �صلح �لحديبية لكنه لم يخرج عن �لتوجيه �لنبوي بل �صلم به، ومن �صور �لحرية: �لحرية �لجتماعية؛ وذلك في �ختيار كلا �لزوجين للاآخر، ومنها: حق �لنا�ض في �لحفاظ فالم�صالمة ب�صبب �صرعي، �إل تنتهك �لنف�ض و�لمال و�لعر�ض و�لعقل، فهي ل على لم في �لمنهج �لإ�صلامي لم تكن مع قوم دون �آخرين، بل عمت كل �لفئات و�ل�ص

و�لنتماء�ت.بل �إن هذه �لحرية مما �صهد بها �لأعد�ء قبل �لم�صلمين، فيقول �لموؤرخ �لإنجليزي �صير توما�ض: »فمحمد �صلى �لله عليه و�صلم نف�صه قد عقد حلفا مع بع�ض �لقبائل �إقامة �صعائرهم �لدينية، �لم�صيحية، و�أخذ على عاتقه حمايتهم، منحهم �لحرية في عن ن�صمع »لم ا: �أي�ص وقال بحقوقهم«)2(، ينعمو� �أن �لكني�صة لرجال �أتاح كما �أو �لإ�صلام، قبول على �لم�صلمين غير من �لطو�ئف لإرغام مدبرة محاولة �أية غو�صتاف ويقول �لم�صيحي«)3(. �لدين ��صئ�صال به ق�صد منظم ��صطهاد �أي عن لوبون في كتابه ح�صارة �لعرب: »كانت من �صيا�صة �لعرب �لثابتة، �إذ� ما �أر�دو� �ل�صتقر�ر بقطر؛ �أن يكونو� على وئام مع �لأهلين �لمغلوبين، و�أن يحترمو� دينهم و�صر�ئعهم، و�أن يكتفو� باأخذ جزية طفيفة منهم«)4(. هذ� و�إن و�قع �لدول �لتي فتحها �لم�صلمون وحكموها �صنو�ت متطاولة �أكبر �صاهد على �لحرية �لتي حظيت بها �لملل و�لأديان �لمختلفة في ممار�صة �صعائرهم �لدينية، ولو وجدت بع�ض �لقيود ا لمنع �أي �إثارة، �أو تع�صب ين�صاأ عن �إظهار على بع�ض �لممار�صات فاإنما كانت �أي�ص�إل �أني لم �أجد رو�ه �لإمام �أحمد، في م�صنده، حديث رقم: 15568، وقال �لهيثمي: »ورجاله ثقات -1

ل�صريح من عيا�ض و ه�صام �صماعا و�إنكان تابعيا«، 277/5.�لدعوة �إلى �لإ�صلام، �أرنولد، �صير توما�ض، 65. -2�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 90-89. -3

ح�صارة �لعرب، لوبون، 313. -4

Page 162: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 162 -

�لطقو�ض �لدينية في مظهر �لمفاخرة، وحتى ل يوؤذي ذلك �ل�صعور �لإ�صلامي)1(.�أو م�صاعرهم، جرح �أو �لآخرين، على �لعتد�ء �أبد� تعني ل �لحرية �إن �ل�صخرية بهم، �أو �ل�صتهز�ء بالدين، وبرب �لعالمين، وبر�صوله �لأمين، كما يزعم بع�ض من ين�صب للفكر و�لفن، في�صطح باأعماله، ويتجاوز كل �لحدود ثم يتذرع �أمنها �لأفعال تزيد في �صدع جد�ر �لمجتمعات، وتقلق �إن مثل هذه بل بالحرية، فيه في �لو�قع يعذر �صرعا، ولم مقبولة فمثل هذه �لحرية غير �ل�صدور، وتوغر �لعهد �لنبوي؛ وذلك لما قال رجل في غزوة تبوك م�صتهزئا بال�صحابة ر�صي �لله �أجب عند �أل�صنا، ول �أكذب �أرغب بطونا، ول عنهم: مار�أينا مثل قر�ئنا هوؤلء،

�للقاء! ثم جاء يعتذر للر�صول بقوله: )�إنما كنا نخو�ض ونلعب!(، فقال له: چ ژ ڑ ڑ ک ک کچ ]�لتوبة: 65[)2(. �لحرية �لحقيقة عند �لم�صلمين

لما يتحرر �لإن�صان من كافة �لمعبود�ت، وينقاد لله رب �لأر�ض و�ل�صمو�ت، كما قال �صبحانه وتعالى: چ ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئېئې ئى ئىئى ی ی ی ی چ ]�لزمر:29[. قال �بن كثير: »كذلك لي�صتوي �لم�صرك ل�صريك وحده �إل�لله ليعبد �لذي �لمخل�ض و�لموؤمن �لله، مع �آلهة يعبد �لذي

له«)3(.المطلب ال�ساد�ص: بث روح الم�سوؤولية الم�ستركة، والبعد عن الأنانية:

�لت�صامن ل�صعور �لإ�صلام تقوية وتحقيقه، �لمدني لم �ل�ص �صمان �آليات من تكوينه و�حدة في يد �أنهم �لجميع ي�صت�صعر بحيث �لمجتمع �أفر�د بين و�لتكاتف وطبقات وثقافات ديانات من تتكون ما غالبا �لمجتمعات فاإن به، و�لرتقاء �أن�صطة مختلفة، وحتى تحفظ على �لمجتمع �صلمه و�أمنه ل بد ومجموعات توؤدي

�لدعوة �إلى �لإ�صلام، توما�ض �أرنولد، 74. -1جامع �لبيان في تاأويل �لقر�آن، �لطبري، 334/14، و�صحح �إ�صناده �ل�صيخ �أحمد �صاكر. -2

تف�صير �لقر�آن �لعظيم، �بن كثير، 96/7. -3

Page 163: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 163 -

من �ل�صعي لتحويل تلك �لنق�صامات »�إلى علاقات تعاون وتكامل وتناف�ض �صريف، بدل من �ل�صر�ع و�لتناحر �لذي يوؤدي �إلى تق�صيم �لمجتمع وتفتيت وحدته«)1(، ومما يقرر هذ� �لمعنى، �أن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم ذهب لليهود لأخذ �لفدية منهم، وقد عا�ض نبينا حياة �ليتم مما يجعله �أكثر �إح�صا�صا بالفقر�ء و�لمحتاجين، م�صت�صعر� م�صئوليته �لجتماعية؛ فلما عددت خديجة �أم �لموؤمنين مناقبه قالت: »كلا و�لله ما وتقري �لمعدوم، وتك�صب ، �لكل مل وتح حم، �لر ل لت�ص �إنك �أبد�، �لله يخزيك «)2(، وقد عرف �لم�صلمون بالإيثار على �لذ�ت يف، وتعين على نو�ئب �لحق �ل�صا في �أوقات �لمحن و�ل�صد�ئد، كما لم يبخل �لأن�صار و�لبعد عن �لأنانية، وخ�صو�صفي مد يد �لعون لإخو�نهم من �لمهاجرين، و�صربو� �أروع �لأمثلة في �لت�صحية، وقد �متدحهم �لله على ذلك فقال �صبحانه: چ ئې ئې ئى ئى ئى ی ی چ ]�لح�صر:9[، فاإن �لطمع و�لج�صع يكون معه �ل�صلب و�لقتل و�لفتك وذهاب �لأمن.

�إن �لآيات �لتي فيها �لنهي عن �تخاذ �لكفار بطانة �أو توليهم �أو مو�دتهم، فاإنما تنهى عن �لمو�لة في �لدين، ون�صرتهم على �لم�صلمين، و�تخاذهم بطانة من دون يقاتلو� �لذين لم مع و�لتعاون �لح�صنة �لمعا�صرة باب من كانت �إذ� �أما �لموؤمنين، �لم�صلمين بما فيه �لنهو�ض معهم لم�صلحة �لمجتمع �لذي نعي�ض فيه فلي�ض فيه ما ينهى

عنه، هذ� و�إن �لتعاون بين �لب�صر �أمر حتمي ل بد منه.المطلب ال�سابع: تجنب كل ما يثير المخالفين:

من ذلك على يترتب لما �لم�صركين �آلهة �صب عن �لقر�آن نهي يخفى ل مما تحمل �لتي �لعتبارية و�ل�صخ�صيات �لعامة �لرموز فاحتر�م �لعظمى، �لمف�صدة �لدولة �لمدنية، �لزميع، نقلا عن تطور در��صة �لمجتمع �لمدني في دول مجل�ض �لتعاون، ح�صنين توفيق -1

�بر�هيم، 117.لى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: �أخرجه �لبخاري، بدء �لوحي، كيف كان بدء �لوحي �إلى ر�صول �لله �ص -2

لى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: 3. 3، وم�صلم، كتاب �لإيمان، باب بدء �لوحي �إلى ر�صول �لله �ص

Page 164: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 164 -

�لوقوع للمجتمع من فيه �صون �أ�صولهم �لأتباع على �ختلاف مكانة في قلوب في �ل�صر�عات، و�ختلال �لأمن فيها، ويظهر ذلك جليا في �لزمن �لمكي، فقد كان �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم ياأمر �أ�صحابه بال�صبر، بل رخ�ض لهم في �لنطق ظاهر� بكلمة �لكفر في حال �ل�صطر�ر لدفع ما يقع عليهم من �أذى، ولم يدع �أ�صحابه

للمو�جهات �لخا�صرة.فاأما �لأمر بال�صبر فقد كان �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم يقول لأبي عمار و�أم ف�صبر نة«)1(، �لج موعدكم فاإن يا�صر، �آل يا � بر »�ص عنهما-: �لله عمار-ر�صي ي�صبرو�، �أن �لله �صاء ما و�إيذ�ئهم قري�ض ق�صوة على �لم�صلمون يا�صر، و�صبر �آل و�أما دفع �لأذى بالنطق بالكفر ففي ق�صة عمار بن يا�صر -ر�صي �لله عنه-: »�أخذ م، لى �لله عليه و�آله و�صل ار بن يا�صر فلم يتركوه حتى �صب �لنبي �ص �لم�صركون عمم قال: لى �لله عليه و�آله و�صل ا �أتى ر�صول �لله �ص وذكر �آلهتهم بخير ثم تركوه، فلم»ما ور�ءك ؟« قال: �صر يا ر�صول �لله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت �آلهتهم

د قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان، قال: »�إن عادو� فعد«)2(. ، قال: كيف تج بخير

�أخرجه �لحاكم في �لم�صتدرك، كتاب معرفة �ل�صحابة ر�صي �لله تعالى عنهم، ذكر مناقب عمار بن يا�صر -1ولفظه: رقم: 5715، رقم: 5691، وكرره في حديث يا�صر، حديث �آل �لكفار �إيذ�ء عنه، �لله ر�صي جاه«. حيح على �صرط م�صلم، ولم يخر نة«. وقال: »�ص ار، و�آل يا�صر، فاإن موعدكم �لج رو� �آل عم »�أب�صوبلفظه �أخرجه: �لطبر�ني في �لمعجم �لأو�صلط، حديث رقم: 1508، وقال: »لم يرو هذ� �لحديث عن �أبي د به: �إبر�هيم بن عبد �لعزيز«. وفي �لمعجم �لكبير بلفظ: بير �إل ه�صام، ول عن ه�صام �إل م�صلم، تفر �لز

نة«، حديث رقم: 769، وقال �لهيتمي: »رجاله ثقات«. 293/9. برو� �آل يا�صر موعدكم �لج »��صبيد يا�صر بن عمار �أ�صارة حكاية �لنحل، �صورة تف�صير �لتف�صير، كتاب �لم�صتدرك، في �لحاكم �أخرجه -2جاه«، يخر ولم ، يخين �ل�ص �صرط على حيح �ص حديث »هذ� وقال: ،3382 رقم: حديث �لكفار، �لحافظ وقال رقم: 16997، ة، حديث د �لر على �لمكره باب ، �لمرتد كتاب �لكبرى، �ل�صنن و�لبيهقي، �بن حجر بعد �أن ذكر رو�يات �لحديث: »وهذه �لمر��صيل تقوي بع�صها ببع�ض«، فتح �لباري، �بن حجر،

.312/12

Page 165: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 165 -

باأهل �لتي قد ت�صل �إثارة �لأعد�ء ترك �لمو�جهة تقليل �لمف�صدة وتجنب ومن �لحق بالهجرة عن بلادهم كما فعل �ل�صحابة ر�صو�ن �لله عليهم في هجرتهم �إلى قال وقد �لفتنة)1(، من �لمهاجر دين �صلامة �لهجرة: مقا�صد فمن مرتين، �لحب�صة وظلمونا قهرونا ا »فلم هجرتهم: �صبب بيان في للنجا�صي عنه �لله ر�صي جعفر ناك على من �صو�ك، و� علينا، وحالو� بيننا وبين ديننا خرجنا �إلى بلدك، و�ختر و�صقها �لملك«)2(، و�لنبي �صلى �لله �أي عندك نظلم �أن ل ورغبنا في جو�رك، ورجونا عليه و�صلم و�أ�صحابه في هجرتهم �إلى �لمدينة)3(، فلم ي�صلكو� منهج �لت�صادم مع �لأفعال وهذه �ل�صعف، من �لحالة هذه في وهم معهم، و�للتحام مجتمعهم، ترجمة وتخلق باأو�مر �لقر�آن چ ڑ ک ک ک ک گ گ چ ]�لمزمل: 10[، حابه يعفون عن م و�أ�ص لى �لله عليه و�صل وروى �أ�صامة بن زيد قال: »كان �لنبي �ص

برون على �لأذى«)4(. �لم�صركين و�أهل �لكتاب كما �أمرهم �لله، وي�صبالكلمة �لطيبة، فالكلمة �لطيبة تريح به قلوب �لمخالفين �لدعوة ومما يك�صب يبة �لط »�لكلمة و�صلم: عليه �لله �صلى �لنبي قال �لأفئدة، وت�صكن �لنفو�ض، دقة«)5(، و�لإ�صلام لم يعول على �ل�صيف و�لقوة في تاريخ دعوته بقدر ما كان �ص

�لمفهم، �لقرطبي، 69/4. -1غير �ل�صحيح رجال »ورجاله �لهيثمي: وقال .1764 رقم: حديث م�صنده في �أحمد �لإمام �أخرجه -2

�إ�صحاق وقد �صرح بال�صماع«. 446/5.هذ� مع �صرورة �لإ�صارة باأن خيار �لهجرة لي�ض هو �لحل �لد�ئم للاأقليات، و�إن �لحكم فيهم لن يكون -3�إظهار �صعائر �لدين و�لأمن من �إمكان د�ئما على جميع �لأحو�ل، بل ينظر فيه �إلى �لمرحلة و�إلى مدى �لفتنة، و�إلى مدى ��صتعد�د �لدول �لم�صلمة ل�صتقبال �لأقليات، و�لقدرة على �لخروج، ومدى �لحاجة

�إليها.وتو� �لكتاب من �أخرجه �لبخاري، كتاب �لتف�صير، تف�صير �صورة �آل عمر�ن، باب {ولت�صمعن من �لذين �أ -4

قبلكم ومن �لذين �أ�صركو� �أذى كثير�}، حديث رقم: 4566.كاب ونحوه، حديث رقم: 2989، وم�صلم، �أخرجه �لبخاري، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب من �أخذ بالر -5

دقة يقع على كل نوع من �لمعروف، حديث رقم: 1009. كتاب �لزكاة، باب بيان �أن ��صم �ل�ص

Page 166: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 166 -

و�صلم عليه �لله �صلى �لنبي ر�صائل وفي و�لحكمة، �لد�مغة �لحجج على يعتمد �إلى هرقل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �ل�صلام، فكان في كتاب �إ�صار�ت لمفهوم وم: �إلى هرقل عظيم �لر د عبد �لله ور�صوله م حيم، من مح حمن �لر »ب�صم �لله �لرا بعد، فاإني �أدعوك بدعاية �لإ�صلام، �أ�صلم ت�صلم، �صلام على من �تبع �لهدى، �أم، فاإن توليت فاإن عليك �إثم �لأري�صيين، و {يا �أهل �لكتاب تين يوؤتك �لله �أجرك مريتخذ ول �صيئا به ن�صرك ول �لله �إل نعبد �أل وبينكم بيننا �صو�ء كلمة �إلى تعالو�

ا �أربابا من دون �لله فاإن تولو� فقولو� ��صهدو� باأنا م�صلمون}«)1(. نا بع�ص بع�صالمطلب الثامن: الدعوة اإلى م�سلك التو�سط والعتدال، والتحذير من م�سلك

الغلو والتنطع:لم �لمدني �لدعوة �إن من �أبرز �لو�صائل �لمنهجية �ل�صلوكية في �لحفاظ على �ل�ص�إلى �لتو�صط وتجنب م�صالك �لغلو و�ل�صدة من �لمنت�صبين للحق)2(، ففي حديث �بن ، عبا�ض -ر�صي �لله عنه- قال: قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »�إياكم و�لغلو»�إن ين«)3(، وقال �صلى �لله عليه و�صلم: �لد بالغلو في قبلكم كان من هلك ا فاإنملى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: �أخرجه �لبخاري، بدء �لوحي، كيف كان بدء �لوحي �إلى ر�صول �لله �ص -1م �إلى هرقل يدعوه �إلى �لإ�صلام، لى �لله عليه و�صل 7، م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب كتاب �لنبي �ص

حديث رقم: 1773.�لفقه مجمع عن بيان تحديده في �صدر وقد �لإرهاب، م�صطلح �لع�صر�لحديث في عليه وقد�أطلق -2�لإ�صلامي في ر�بطة �لعالم �لإ�صلامي بمكة في دورته �ل�صاد�صة ع�صرة ، �لمنعقدة في �صو�ل من عام 1423ه دو� معنى �لإرهاب في بيانهم �أن: )�لإرهاب: هو �لعدو�ن �لذي يمار�صه �أفر�د �أو بمكة �لمكرمة، حيث حدجماعات �أو دول بغيا على �لإن�صان في دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعر�صه، وي�صمل �صنوف �لتخويف و�لأذى و�لتهديد و�لقتل بغير حق، وما يت�صل ب�صور �لحر�بة و�إخافة �ل�صبيل وقطع �لطريق، وكل فعل من �أفعال �لعنف �أو �لتهديد يقع تنفيذ� لم�صروع �إجر�مي فردي �أو جماعي، ويهدف �إلى �إلقاء �لرعب بين

�لنا�ض، �أو ترويعهم باإيذ�ئهم، �أو تعري�ض حياتهم، �أو حريتهم، �أو �أمنهم، �أو �أقو�لهم للخطر.ى �أخرجه �أحمد)و�للفظ له( في �لم�صند، حديث رقم: 3310، و�بن ماجه، كتاب �لمنا�صك، باب قدر ح�ص -3

مي، حديث رقم: 3029، و�لحاكم في �لم�صتدرك، كتاب �لمنا�صك، رمي �لجمار ومقد�ر �لح�صى،= �لر

Page 167: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 167 -

ر�«)1(، هذ� و�إن »�نحر�ف ما مي�ص �لله لم يبعثني معنتا ول متعنتا، ولكن بعثني معلفي للم�صلمين �إخفاق �أول �صكل و�لتو�زن �لعتد�ل منهج عن �لم�صلمين بع�ض م�صاكل«)2(، من �لم�صلمون و�جهه ما خلق في هاما عاملا وكان �لإ�صلام، تاريخ �أن لم�صلم يحل »ل و�صلم: عليه �لله �صلى قال �لترويع عن �لنهي �ل�صريعة وفي ع م�صلما«)3(، وقد نفى �لإيمان عمن لم ياأمن جاره بو�ئقه)4( �أي �صروره، وفي يرو�ل�صريعة �لدعوة �إلى �حتر�م �لآخر، وعدم �لتعالي عليه، قال �صلى �لله عليه و�صلم:

ر �أن يحقر �أخاه �لم�صلم«)5(. »بح�صب �مرئ من �ل�صكاحتر�م �لإ�صلامية �لقيم على �لم�صلم �لمجتمع في �لأفر�د بناء تم فكيف حق �لحياة، وحقوق �لآخرين في �ختيار �لدين، وحرية �لتعلم و�لتنقل و�لتجار بالطرق �لم�صروعة، و�لعدل في �لر�صا و�لغ�صب فهي من �لثلاث �لمنجيات كما قال نبينا �صلى �لله عليه و�صلم)6(، وتوجيه طاقات �لأفر�د فيما فيه نفع لهم ولمجتمعهم

جاه«، و�بن حبان في ، ولم يخر يخين حيح على �صرط �ل�ص = حديث رقم: 1717، وقال: »هذ� حديث �ص مار، حديث رقم: ى �لتي ترمى بها �لج ف �لح�ص �صحيحه، كتاب �لحج، باب رمي جمرة �لعقبة، ذكر و�ص

.3871�أخرجه م�صلم، كتاب �لطلاق، باب بيان �أن تخيير �مر�أته ل يكون طلاقا �إل بالنية، حديث رقم: 1478. -1

�لت�صامح و�لعدو�نية بين �لإ�صلام و�لغرب، 93. -2ياأخذ من باب �لأدب، كتاب �صننه، في د�ود و�أبو ،23533 رقم: حديث �لم�صند، في �أحمد �أخرجه -3

يء من مز�ح، حديث رقم: 5004، و�صححه �لألباني، �لجامع �ل�صغير وزيادته، �ض 1362. �ل�ص�أخرجه �لبخاري، في كتاب �لأدب، باب �إثم من ل ياأمن جاره بو�يقه، حديث رقم: 6016، وعند م�صلم: -4

ريم �إيذ�ء �لجار، حديث رقم:46. نة من ل ياأمن جاره بو�ئقه«، كتاب �لإيمان، باب بيان تح »ل يدخل �لجه، وماله، ريم ظلم �لم�صلم، وخذله، و�حتقاره، ودمه، وعر�ص �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة، باب تح -5

حديث رقم: 2564.م: ثلاث مهلكات: �صح مطاع، وهوى متبع، و�إعجاب لى �لله عليه و�صل عن �أن�ض بن مالك، عن �لنبي �ص -6و�لفاقة، �لغنى في د و�لق�ص ب، و�لغ�ص ا �ص �لر في �لعدل منجيات: وثلاث يلاء، �لخ من بنف�صه �لمرء ر و�لعلانية«. �أخرجه �لطبر�ني في �لأو�صط، حديث رقم: 5458، وح�صنه �لألباني افة �لله في �ل�ص ومخ

في �لجامع �ل�صغير وزيادته، 535.

Page 168: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 168 -

بالتعددية و�لقبول و�لفكري، �ل�صيا�صي �لت�صامح من وفيها مهلك، �لفر�غ فاإن لم �لمدني في و�لختلاف، و�لإد�رة �ل�صليمة للاختلافات فكل ذلك من قو�ئم �ل�ص

�لإ�صلام.لم المدني ز ال�ش زم المبحث الثاني: الت�شريعات والتنظيمات التي تعم

لم �لمدني ب�صياج من �لأخلاقيات و�لقيم لـما �أحاطت �ل�صريعة �لإ�صلامية �ل�ص�لملزمة و�لتنظيمات �لت�صريعات �إليها �صمت بل بذلك تكتف لم تحفظها، �لتي لت�صير �صفينة �لمجتمع م�صونة بعيدة عن تاأثير �لرياح �لعا�صفة �لتي تحيط بها، ذلك �لقيم �لأخلاقية، و�لتنظيمات �ل�صريعة جمعت بين �لتربية على �أن تحقيق مقا�صد �لت�صريعية، ول يمكن �نفكاك، �أو ف�صل �أحدهما عن �لآخر، و�إن من �أعظم و�جبات لم �لأهلي و�لتو�زن �لجتماعي، وفي هذ� �ل�صياق �أبرز عدد� من �لدول تحقيق �ل�صلم، و�أدلل عليها بما يقررها من �ل�صنة، ثم �أبين �لأنظمة �لعامة �لتي توؤثر في حفظ �ل�ص

لم �لمدني. وجه �رتباطها وتاأثيرها في تحقيق �ل�صمع �لتعامل مجتمع، �أي في �لأهلي لم �ل�ص حفظ مقومات من و�إن هذ� �أفر�ده بما تقت�صيه �ل�صيا�صة �ل�صرعية، وفي �لحديث: »كانت بنو �إ�صر�ئيل ت�صو�صهم �لأمو�ل«، و�نتظام و�لم�صالح �لآد�ب »لرعاية �ل�صرعية: و�ل�صيا�صة �لأنبياء«)1(، وهي فعل �صيء من �لحاكم لم�صلحة ير�ها، و�إن لم يرد بذلك �لفعل دليل جزئي)2(، وقال �بن عقيل �لحنبلي في بيان �ل�صيا�صة �ل�صرعية: »ما كان فعلا يكون معه �لنا�ض �أقرب �إلى �ل�صلاح و�أبعد عن �لف�صاد و�إن لم ي�صعه �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم ول نزل به وحي«)3(، وقد كانت �صيا�صة �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم و��صحة منذ

�إ�صر�ئيل، حديث رقم: 3455، وم�صلم، كتاب بني عن ذكر ما باب �لأنبياء، �لبخاري، كتاب �أخرجه -1ل، حديث رقم: 1842. ل فالأو لفاء �لأو �لإمارة، باب �لأمر بالوفاء ببيعة �لخ

�لبحر �لر�ئق، �بن نجيم، 11/5. -2�لطرق �لحكمية في �ل�صيا�صة �ل�صرعية، �بن �لقيم، 17. -3

Page 169: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 169 -

لم. بد�يتها في توحيد �ل�صفوف وجمع �لكلمة وتر�صيخ قيم ومبادئ �ل�ص

المطلب الأول: وجود كيان حاكم تدين له الأطراف:

وقد و�ل�صرع)1(، �لعقل عليه دل مما وليته تحت من له ينقاد حاكم وجود تو�تر عليه �إجماع �لم�صلمين بعد �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، قال �لإمام �بن تيمية: »يجب �أن يعرف �أن ولية �أمر �لنا�ض من �أعظم و�جبات �لدين، بل ل قيام للدين �إل بها؛ فاإن بني �آدم ل تتم م�صلحتهم �إل بالجتماع لحاجة بع�صهم �إلى بع�ض، ول بد لهم عند �لجتماع من ر�أ�ض، حتى قال �لنبي �صلى �لله عليه و �صلم: »�إذ� خرج رو� �أحدهم« )2(«)3(، بل �إن �لذي ي�صعى لتفريق �لجماعة يعامل ثلاثة في �صفر فليوؤمعليه �لله �صلى قال �صرره، وينت�صر ي�صت�صري خطره ل �لعقوبات؛ حتى باأق�صى ق اكم �أو يفر و�صلم: »من �أتاكم و�أمركم جميع على رجل و�حد يريد �أن ي�صق ع�صفيكثرون خلفاء »و�صيكون و�ل�صلام: �ل�صلاة عليه وقال فاقتلوه«)4(، جماعتكم

�لغر�ض مقت�صى على فيه �لكافة يحمل �لذي �لطبيعي بالملك يكون قد بالحكم باأننا خلدون �بن يبين -1�لدنيوية �لم�صالح جلب في �لعقلي �لنظر مقت�صى على فيه �لكافة يحمل �لذي و�ل�صيا�صي و�ل�صهوة، �لأخروية م�صالحهم في �ل�صرعي �لنظر مقت�صى على �لكافة حمل هي �لتي و�لخلافة �لم�صار، ودفع

و�لدنيوية �لر�جعة �إليها. �بن خلدون، �ض 170.رون �أحدهم، حديث رقم: 2608، وقال �أخرجه �أبو د�ود، كتاب �لجهاد، باب في �لقوم ي�صافرون يوؤم -2

�لنووي في ريا�ض �ل�صالحين: »�إ�صناده ح�صن«، 482/1.ا: "فاإذ� كان قد �أوجب في �أقل �لجماعات و�أق�صر �ل�صيا�صة �ل�صرعية، �بن تيمية، 217، وقال �بن تيمية �أي�ص -3�لجتماعات �أن يولى �أحدهم: كان هذ� تنبيها على وجوب ذلك فيما هو �أكثر من ذلك" �لح�صبة، �بن تيمية، 9، وقد قال �لقرطبي في �لمفهم: "�أن ن�صب �لإمام ل بد منه"، �لمفهم، �لقرطبي، 15/4، وقال �بن خلدون: "�إن ن�صب �لإمام و�جب قد عرف وجوبه في �ل�صرع باإجماع �ل�صحابة و�لتابعين، لأن �أ�صحاب ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم عند وفاته بادرو� �إلى بيعة �أبي بكر ر�صي �لله عنه وت�صليم �لنظر �إليه في �أمورهم. وكذ� في كل ع�صرمن بعد ذلك. ولم تترك �لنا�ض فو�صى في ع�صر من �لأع�صار. و��صتقر ذلك

�إجماعا د�ل على وجوب ن�صب �لإمام" مقدمة �بن خلدون، 171.تمع، حديث رقم: 1852. ق �أمر �لم�صلمين وهو مج �أخرجه م�صلم، كتاب �لإمارة، باب حكم من فر -4

Page 170: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 170 -

ا عم �صائلهم �لله فاإن هم حق �أعطوهم ل فالأو ل و �لأ ببيعة فو� قال تاأمرنا فما قالو� عاهم«)1(. ��صتر

�لدماء و�صفك و�ل�صقاق، و�لنز�ع، �لفو�صى، عليه يترتب �لإمام وفقد �لمع�صومة، قال �صلى �لله عليه و�صلم: »�لإمام جنة«)2(، وقال علي بن �أبي طالب: فكيف �لبر هذ� �لموؤمنين، �أمير يا قالو�: فاجر« �أو بر �أمير �إل �لنا�ض لح ي�ص »ل ، ويجبي بل، ويجاهد به �لعدو ن �لله عز وجل به �ل�ص بالفاجر؟ قال: »�إن �لفاجر يوؤمفيه �لم�صلم �آمنا حتى ياأتيه به �لفيء، وتقام به �لحدود، ويحج به �لبيت، ويعبد �لله �أجله«)3(، وقال �لإيجي:« �إنا نعلم علما يقارب �ل�صرورة �أن مق�صود �ل�صارع فيما باإمام �إل �إلى �لخلق معا�صا ومعاد�، وذلك ل يتم �إنما هو م�صالح عائدة �صرع... �لأهو�ء �ختلاف مع فاإنهم لهم؛ يعن فيما �إليه يرجعون �ل�صارع قبل من يكون وت�صتت �لآر�ء وما بينهم من �ل�صحناء قلما ينقاد بع�صهم لبع�ض فيف�صي ذلك �إلى »لول �لمبارك: �بن وقال جميعا«)4(، هلاكهم �إلى �أدى وربما و�لتو�ثب �لتنازع �لخلافة لم تاأمن لنا �صبل... وكان �أ�صعفنا نهبا لأقو�نا)5(«، وقال �لماوردي: »�علم �أ�صياء �صتة ملتئمة، و�أمورها منتظمة، �أحو�لها ت�صير حتى �لدنيا ت�صلح به ما �أن هي قو�عدها، و�إن تفرعت، وهي: دين متبع، و�صلطان قاهر، وعدل �صامل، و�أمن عام، وخ�صب د�ئم، و�أمل ف�صيح«)6(، ثم قال �صارحا للقاعدة �لثانية: »�صلطان قاهر �إ�صر�ئيل، حديث رقم: 3455، وم�صلم، كتاب بني عن ذكر ما باب �لأنبياء، �لبخاري، كتاب �أخرجه -1

ل، حديث رقم: 1842. ل فالأو لفاء �لأو �لإمارة، باب �لأمر بالوفاء ببيعة �لخ ،2957 رقم: حديث به، ويتقى �لإمام ور�ء من يقاتل باب و�ل�صير، �لجهاد كتاب �لبخاري، �أخرجه -2

وم�صلم، كتاب �لإمارة، باب في �لإمام �إذ� �أمر بتقوى �لله وعدل كان له �أجر، حديث رقم: 1841.�أخرجه �لبيهقي في �صعب �لإيمان، حديث رقم: 7102. -3

�لإيجي، �لمو�قف، 575/3. -4جالس، 332/1.

بهجة المجالس وأنس الم -5

�أدب �لدنيا و�لدين، �لماوردي، 148. -6

Page 171: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 171 -

تتاألف من رهبته �لأهو�ء �لمختلفة، وتجتمع لهيبته �لقلوب �لمتفرقة، وتكف ب�صطوته �لأيدي �لمتغالبة، وتمتنع من خوفه �لنفو�ض �لعادية؛ لأن في طباع �لنا�ض من حب �لمغالبة على ما �آثروه و�لقهر لمن عاندوه، ما ل ينكفون عنه �إل بمانع قوي، ور�دع ملي«)1(، و�إن في فقد �لإمام �نقطاعا لل�صلم، قال �لغز�لي: »�لأمن على �لأنف�ض بموت �لفتن �أوقات م�صاهدة له فت�صهد مطاع، ب�صلطان �إل ينتظم ل و�لأمو�ل �ل�صلاطين و�لأئمة، و�إن ذلك لو د�م ولم يتد�رك بن�صب �صلطان �آخر مطاع د�م �ل�صناعات، وكان �لمو��صي وبطلت �لقحط وهلكت �ل�صيف و�صمل �لهرج وعم كل غلب �صلب ولم يتفرغ �أحد للعبادة و�لعلم �إن بقي حيا، و�لأكثرون يهلكون

تحت ظلال �ل�صيوف، ولهذ� قيل: �لدين و�ل�صلطان تو�أمان)2(.المطلب الثاني: طاعة ولي الأمر بالمعروف، وعدم جواز الخروج عليه:

�ل�صمع �لمجتمع �أفر�د على فاإن �لمجتمع في لم و�ل�ص �لأمن ي�صتتب حتى لى و�لطاعة و�لنقياد لحكم �لحاكم وعدم �لخروج عليه، عن �بن عمر عن �لنبي �ص�إل وكره، �أحب فيما اعة و�لط مع �ل�ص �لم�صلم �لمرء قال: »على �أنه م و�صل عليه �لله عليه �لله �صلى وقال طاعة«)3(، ول �صمع فلا ية بمع�ص �أمر فاإن ية، بمع�ص يوؤمر �أن اعة في �لمعروف«)4(، وفي بيان معنى �لمعروف يقول �لقرطبي في ا �لط و�صلم: »�إنم�لطاعات فيه فتدخل مع�صية، بمنكر، ول لي�ض ما هنا: بالمعروف »ويعنى �لمفهم: �لو�جبة، و�لمندوب �إليها، و�لأمور �لجائزة �صرعا. فلو �أمر بجائز ل�صارت طاعته

�أدب �لدنيا و�لدين، �لماوردي، 149. -1�لقت�صاد في �لعتقاد، �لغز�لي، 148. -2

ية، حديث ريمها في �لمع�ص ية وتح مر�ء في غير مع�ص �أخرجه م�صلم في كتاب �لأمارة، باب وجوب طاعة �لأ -3رقم: 1839.

ية، حديث رقم: 7145، اعة للاإمام ما لم تكن مع�ص مع و�لط �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأحكام، باب �ل�ص -4ية، حديث رقم: ريمها في �لمع�ص ية وتح مر�ء في غير مع�ص وم�صلم، كتاب �لإمارة، باب وجوب طاعة �لأ

.1840

Page 172: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 172 -

فيه و�جبة، ولما حلت مخالفته«)1(، �إن �إذعان جميع فئات �لمجتمع و�إن �ختلفو� في طاعة �لإمام وما ي�صنه من �أنظمة ل تخالف �ل�صرع من �ل�صمانات �لعظيمة في حفظ لم �إذ �إن ترك �لحرية للاأ�صخا�ض �أو �لأحز�ب في �أخذ ما تريد و�للتز�م بما تريد �ل�ص

لم و�ل�صتقر�ر في �أي بلد. دون �إلز�م �صبب للفو�صى وذهاب �ل�ص

ومن متممات دعم وجود �لحاكم عدم جو�ز �لخروج عليه، وجاء في �لنهي ماعة اعة وفارق �لج عن �لخروج قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم »من خرج من �لطبة، �أو يدعو �إلى ب لع�ص ية، يغ�ص ت ر�ية عم فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحها بر رب ي�ص تي �أم على خرج ومن جاهلية، فقتلة فقتل بة ع�ص ر ين�ص �أو بة، ع�صوفاجرها، ول يتحا�صى من موؤمنها ول يفي لذي عهد عهده، فلي�ض مني ول�صت �صيزعزع و�لخروج �لجاهلية، لأهل م�صابهة فيها �لطاعة عن فالخروج منه«)2(، لم �لأهلي وقد ينق�ض باأركانه، و�إن كان فا�صقا فاإن تحمل �ل�صرر �لأدنى �أولى �ل�صطائفة يعرف يكاد ل »ولعله تيمية: �بن �لإمام قال �لأعلى، لل�صرر �لتعر�ض من خرجت على ذي �صلطان �إل وكان في خروجها من �لف�صاد ما هو �أعظم من �لف�صاد �لذي �أز�لته«)3(، وقد �أتت �لتوجيهات �لنبوية و��صحة بينة بهذ� �لخ�صو�ض، فروى م فبايعناه، لى �لله عليه و�صل �ل�صيخان عن عبادة بن �ل�صامت قوله: »دعانا �لنبي �صاعة، في من�صطنا ومكرهنا، وع�صرنا مع و�لط فقال فيما �أخذ علينا: �أن بايعنا على �ل�صن ترو� كفر� بو�حا، عندكم من ل �أ هله، �إ ثرة علينا، و�أن ل ننازع �لأمر �أ وي�صرنا و�أ

�لمفهم، �لقرطبي، 41/4. -1�لكفر، �إلى عاة �لد ذير وتح �لفتن ظهور عند ماعة �لج بلزوم �لأمر باب �لأمارة، �أخرجه م�صلم، كتاب -2

حديث رقم: 1848. منهاج �ل�صنة �لنبوية، �بن تيمية، 232/3. -3

Page 173: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 173 -

قال: بكرة ر�صي �لله عنه �أبي �إهانته، فعن �لوعيد في بل جاء برهان«)1(، فيه �لله �صمعت ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم يقول: »من �أهان �صلطان �لله في �لأر�ض

�أهانه �لله«)2(.وقال �بن �أبي �لعز �لحنفي: »و�أما ولي �لأمر فقد ياأمر بغير طاعة �لله، فلا يطاع �إل فيما هو طاعة لله ور�صوله، و�أما لزوم طاعتهم و�إن جارو�، فلاأنه يترتب على يخيل قد جورهم«)3(، من يح�صل ما �أ�صعاف �لمفا�صد من طاعتهم من �لخروج للبع�ض باأن مثل هذه �لتوجيهات فيها خنوع و��صتلام وقبول بالظلم، ويتبادر �إلى لل�صلاطين، وقد يعميه ذلك عن للتزلف و�لتقرب باأنه ت�صدر ذهنه فور �صماعها بيان كيفية �لو��صحة في �لنبوية �لتوجيهات حقيقتين، �لأولى: - وهي �لأهم - �لتعامل في هذه �لو�قعة وقد �صبق �لإ�صارة لبع�صها، و�لثانية: و�قع �لنا�ض �لعملي، فاإن زعزعة �لأمن و�لخروج على �ل�صلاطين خلفت من �لمفا�صد و�لم�صائب و�ختلال �أ�صعاف ما كان عليه �لأمر مع وجوده �أ�صعاف لم و�صياع �لمقا�صد �ل�صرعية �ل�ص

على جوره. ترك فاإن �ل�صلطان، م�صلوب عبر �أي حق ��صترد�د �لأ�صل في كان وكذلك �لنا�ض ياأخذون حقوقهم باأيديهم �صبب للفو�صى و�لنز�ع، عن مخارق ر�صي �لله يريد ياأتيني جل �لر فقال: م، و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي �إلى رجل »جاء قال: عنه من حولك من عليه فا�صتعن قال: ر؟ ك يذ لم فاإن قال: بالله. ره ذك قال: مالي؟ لطان. �لم�صلمين. قال: فاإن لم يكن حولي �أحد من �لم�صلمين؟ قال: فا�صتعن عليه �ل�ص

تنكرونها، �أمور� بعدي �صترون م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي قول باب �لفتن، كتاب �لبخاري، �أخرجه -1ريمها في وتح ية مع�ص غير مر�ء في �لأ طاعة باب وجوب حديث رقم: 7055، وم�صلم، كتاب �لإمارة،

ية، حديث رقم: 1709. �لمع�ص�أخرجه �لترمذي، كتاب �لفتن، حديث رقم: 2224، وقال: »هذ� حديث ح�صن غريب«. -2

�صرح �لعقيدة �لطحاوية، �بن �أبي �لعز، 373. -3

Page 174: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 174 -

لطان عني؟ قال: قاتل دون مالك حتى تكون من �صهد�ء �لآخرة، قال: فاإن ناأى �ل�صنع مالك«)1(. �أو تم

�إن �ل�صلطان في �لإ�صلام »ل يكتفي بفر�ض �صلطانه بالقهر و�لغلبة، كما تفعل �لنفو�ض ��صتجابة دون �لقوة على وبقائها قيامها في تعتمد �لتي �لنظم من كثير لمبادئه وتع�صقها بهد�يته، و��صتب�صارها له، �لقلوب تفتح من بد ل بل و�لقلوب، وح�صن بحكمته و�صلم عليه �لله �صلى �لنبي ك�صب كيف ر�أينا فقد ومثله«)2(، �لكثيرة، �لغنائم بتوزيع بع�صها ك�صب حنين، غزوة بعد �لقلوب بع�ض تدبيره

و�أخرى بتحريك مكامن �لخير وم�صاعر �لولء و�لمحبة للدين في قلوبها.المطلب الثالث: تحقيق العدالة وتطبيق النظام على الجميع:

لم �إن �أ�صل ما يقوم به �ل�صلطان �لحكم بالعدل، فالعد�لة �لجتماعية قنطرة �ل�ص�لمدني، ويتجلى ذلك باأمور، منها: وقوف �لجميع في �ل�صريعة على م�صافة و�حدة عند تطبيق �لنظام عليه، دون تمييز للون �أو جن�ض �أو �أ�صل قال �صلى �لله عليه و�صلم: فه فوق طاقته، �أو �أخذ منه �صيئا بغير طيب ه، �أو كل »�أل من ظلم معاهد� �أو �نتق�صنف�ض فاأنا حجيجه يوم �لقيامة«)3(. وقال عليه �ل�صلاة و�ل�صلام: »من قتل معاهد� نة، و�إن ريحها توجد من م�صيرة �أربعين عاما«)4(. فلم ينظر �إلى لم يرح ر�ئحة �لجفي �لذميون فيعي�ض لم، و�ل�ص �لتما�صك يحقق مما وهذ� �جتماعية، رتبة �أو دين �لمجتمع �لم�صلم بكافة �لحقوق و�ل�صمانات، وعليهم في �لجملة ذ�ت �لو�جبات �إل

�أخرجه �أحمد في �لم�صند، حديث رقم: 22949، و�لن�صائي، في �لمجتبى، كتاب تحريم �لدم، حديث رقم: -14092، و�صححه �لألباني.

�ل�صباعي، �ل�صيرة �لنبوية درو�ض وعبر، 178. -2بالتجارة، �إذ� �ختلفو� ة م �أهل �لذ ير �أخرجه �أبود�ود في كتاب �لخر�ج و�لفيء و�لإمارة، باب في تع�ص -3

حديث رقم: 3052.�أخرجه �لبخاري، كتاب �لجزية، باب �إثم من قتل معاهد� بغير جرم، حديث رقم: 3166. -4

Page 175: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 175 -

�أن �لزكاة و�إن كانت لم�صلحة �لمجتمع لم تفر�ض عليهم باعتبارها قربة وتفتقر �إلى نية، و�أخذت منهم �لأمو�ل با�صم �لجزية، فلا بد �أن ل نقف كثير� عن �لم�صطلحات بقدر �لوقوف على ما تحققه للمجتمع، فاإننا ن�صاهد باأن �لنظام �لإ�صلامي هو �لذي

�أكرم �أتباع �لديانات �لأخرى، ولم يقم با�صطهادهم على �أ�صا�ض دينهم.

�إن �لعد�لة لم تقت�صر على ذلك بل �متدت �إلى �لعد�لة بين �لقبائل و�لطو�ئف غير �لإ�صلامية في �لمجتمع �لم�صلم، فعن �بن عبا�ض قال: لما نزلت هذه �لآية: {فاإن جاءوك فاحكم بينهم �أو �أعر�ض عنهم * و�إن حكمت فاحكم بينهم بالق�صط �إن �لله ية، ف �لد و� ن�ص ير �إذ� قتلو� من بني قريظة �أد يحب �لمق�صطين}. قال: كان بنو �لن�صلى ى ر�صول �لله �ص ية كاملة، ف�صو و� �إليهم �لد ير �أد و�إذ� قتل بنو قريظة من بني �لن�صم بينهم«)1(، وحديث �لمر�أة �لمخزومية �لتي �صرقت لي�ض بخاف، وقد �لله عليه و�صل�أ�صامة - ر�صي �لله عنه- خطيبا �أن �صفع لها قام �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم بعد ا �أهلك �لذين قبلكم �أنهم كانو� �إذ� لتقرير �لأمر و�لتاأكيد عليه وتر�صيخه لما قال: �إنمعيف �أقامو� عليه �لحد و�يم �لله لو ذ� �صرق فيهم �ل�ص ريف تركوه و�إ �صرق فيهم �ل�صيطبق على �لجميع، ول فالنظام يدها«)2(، لقطعت �صرقت د م مح بنت فاطمة �أن

يجوز �لتمييز بين �لنا�ض عند تطبيق �لأنظمة.حفظت قيمة �لإن�صان في �ل�صريعة دمه وماله في حال ح�صوره وغيابه، وفي حياته وبعد مماته، كما قال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم في حجة �لود�ع: »�إن دماءكم �أل بلدكم هذ�، يومكم هذ� في �صهركم هذ� في عليكم كحرمة و�أمو�لكم حر�م

ة، حديث رقم: 3591، وقال �لألباني: ح�صن م كم بين �أهل �لذ �أخرجه �أبود�ود، كتاب �لأق�صية، باب �لح -1�صحيح �لإ�صناد.

2- �أخرجه �لبخاري، كتاب �أحاديث �لأنبياء، باب، حديث رقم: 3475.

Page 176: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 176 -

وعة«)1(، مو�ص اهلية �لج ودماء وع، مو�ص قدمي ت تح اهلية �لج �أمر من �صيء كل وكذلك نهت �ل�صريعة عن تعذيب �لإن�صان حتى في تاأدية �لحقوق �لو�جبة، فقد مر ه�صام بن حكيم - ر�صي �لله عنه- بال�صام على �أنا�ض وقد �أقيمو� في �ل�صم�ض و�صب على روؤو�صهم �لزيت، فقال: ما هذ�؟ قيل: يعذبون في �لخر�ج، فقال �أما بون ب �لذين يعذ �إني �صمعت ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم يقول: »�إن �لله يعذ

نيا«)2(، وقد تخطى �لأمر بالإح�صان وتكريمه �إلى رعاية �لحيو�ن. في �لدلم و�ل�صتقر�ر �لنت�صار �أما فيما يتعلق بن�صرة �لمظلوم: فاإن مما يتحقق به �ل�صنبينا للمظلوم و�إعانة �لم�صلم، وهذ� من تمام ر�بطة �لأخوة �لإيمانية، لذلك يقول عليه �أف�صل �ل�صلاة و�لت�صليم: »�لم�صلم �أخو �لم�صلم، ل يظلمه ول ي�صلمه، ومن كان ج �لله عنه كربة من ج عن م�صلم كربة فر في حاجة �أخيه كان �لله في حاجته، ومن فركربات يوم �لقيامة، ومن �صتر م�صلما �صتره �لله يوم �لقيامة«)3(، ويقول عليه �أف�صل «)4(، �إن و�جب و� �لعاني ائع وعودو� �لمري�ض وفك �ل�صلاة و�لت�صليم: »�أطعمو� �لجلم للم�صلمين في �أرجاء �لعالم و�لنت�صار لهم ل يتمثل فقط في �لجهاد تحقيق �ل�صو�لقوة، بل عليهم كدول وموؤ�ص�صات �أن ت�صلك جميع �لو�صائل كاإبر�م �لتفاقيات

�لدولية، �أو مقاي�صتها بالم�صالح �لم�صتركة، �أو �لفد�ء.�إن �ختلال ميز�ن �لعدل، وممار�صة �لظلم بحرمان بع�ض �أفر�د �لمجتمع وتمييز

طبة �أيام منى، ح 1739- 1742، وم�صلم)و�للفظ له(، كتاب 1- �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحج، باب �لخلى �لله عليه و�صلم، حديث رقم: 1218. ة �لنبي �ص �لحج،جزء: 4 �صفحة: 38 باب حج

، حديث رقم: 2613. ب �لنا�ض بغير حق ديد لمن عذ 2- �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة، باب �لوعيد �ل�صرقم: حديث ي�صلمه، ول �لم�صلم �لم�صلم يظلم ل باب �لمظالم، كتاب له(، �لبخاري)و�للفظ �أخرجه -3

لم، حديث رقم: 2580. ريم �لظ 2442، وم�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة، باب تحطعمة، وقول �لله تعالى{كلو� من طيبات ما رزقناكم} وقوله {�أنفقو� من �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأ -4رقم: حديث عليم}، تعملون بما �إني ا الح �ص و�عملو� يبات �لط من {كلو� وقوله ك�صبتم} ما طيبات

.5373

Page 177: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 177 -

لم �لمدني، و�إن ح�صب �لناظر في �لمجتمع باأن �آخرين، يعني �نعد�م و�صعف �ل�ص�لأمور م�صتقرة، �إل �أن هذ� �ل�صتقر�ر ظاهري ل يلبث في �أي وقت �أن ينهار.

المطلب الرابع: التوزيع العادل للثروة:�لتوزيع �لعادل للثروة بين عموم �أفر�د �لمجتمع، وقد �صمن ذلك بعدد من �لو�صائل، منها: توزيع �لفيء على �أهل �لحاجة، ومنها: فر�ض حقوق معلومة في �أمو�ل �لأغنياء؛ لت�صرف على �لفقر�ء و�لمحتاجين، ومنها: فهم عمر ر�صي �لله عنه �أيدي بل جعلها تحت �لمجاهدين، فتحت عنوة على �لتي �لأر��صي يق�صم لما لم باأن ن�صاهد فاإننا عليهم؛ م�صقة �أية ي�صكل ل بما منهم �لخر�ج �أخذ مع �أ�صحابها فيه �أبنائه، ويعطى �لمتزن للثروة بين بالعد�لة و�لتوزيع �أهلها �لتي يحظى �لدول �أ�صحاب �لأمو�ل �لحرية في تنمية �أمو�لهم، و�لتجار مع عدم بخ�ض �لحق �لمعلوم لل�صائل و�لمحروم �أنها بلاد م�صتقرة هادئة ي�صعر فيها �أبناوؤها بروح �لنتماء لها، و�إن

غاب عنها ذلك ت�صارع �إليها �لف�صاد وتهاوت �أركانها.�لأ�صلية وم�صاريفها �لدولة دعم في �لم�صاهمة ذلك: تحقيق و�صائل ومن مقابل �لخدمات �لعامة �لتي تقدمها للمو�طن �لمحتاج منها على �صبيل �لخ�صو�ض، �لزكاة دفع �صورة في �لم�صلم من ذلك ويكون �لعدو�ن، حال عنها �لدفاع �أو �لتي فيها مو��صاة للمحتاج وتطهير لقلب ومال �لمزكي، ومن مقا�صدها بث روح �لمحبة ونزع �أ�صباب �لح�صد، ومن غيره في �صور �أخرى قد تتعدد م�صمياتها �إل �أن �صورتها و�حدة، وقد عرف �لأغنياء و�جبهم تجاه مجتمعهم في �لمدينة فتنوعت يلغي لبئر رومة، وهذ� مما �ل�صحابة، ومنها وقف عثمان ر�صي �لله عنه �صدقات

نوعا من �أنو�ع �ل�صر�ع، �أل وهو �ل�صر�ع �لطبقي بين �أفر�د �لمجتمع.ثم كيف ��صتطاع �لمجتمع �لمدني �أن يعالج م�صكلة �لفقر�ء، ويوؤويهم في مكان وللدكتور و�لجهاد، �لعلم في طاقاتهم توجيه مع �أمورهم على ويقوم و�حد،

Page 178: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 178 -

�أنه �إل �ل�صفة باأهل متعلقة كثيرة تفا�صيل عر�ض �أن فبعد جميل تعليق �لعمري ربط بين �لتعامل معهم، وبين تحقيق �ل�صتقر�ر و�لأمن، وذلك لما قال: »فاأنى هذ� �لنموذج مما يحدثه �لفقر�ء �لمدقعون في �لمجتمعات �لجاهلية من تكوين �لع�صابات �لتي تتولى �أعمال �ل�صرقة و�لقتل و�أنو�ع �لعدو�ن �لذي يفقد �لمجتمعات �ل�صتقر�ر كفالة �إن �لب�صرية«)1(، ونظام �لله نظام بين �لفرق... �أنه �أل بالأمن و�لإح�صا�ض �لأفر�د و�صمان �لأ�صباب �لكريمة للعي�ض عبر �صدحاجات �لمعوزين، وعلاج ظاهرة

�لفقر من �لو�صائل �لعملية �لمهمة في ��صتقر�ر �لمجتمعات، وحفظ �أمنها و�صلمها.لم: المطلب الخام�ص: عقد التفاقيات والمواثيق المعززة لل�س

مع بد�يات تكون �لدولة في �لمدينة جمع �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم �لم�صلمين و�ليهود على كتاب بمثابة �لحلف بينهم)2(، وقد عرفو� بو�جباتهم وحقوقهم �لمدنية في �لتنا�صر، وقد تكفل لهم بحريتهم �لدينية، وجعلهم حلفاء للم�صلمين يحاربون من يحاربون وي�صالمون من ي�صالمون)3(، ول يو�لون عليه عدوه، وهم على كفرهم �آمنون على دمائهم، و�أمو�لهم)4(. فالكتاب ن�ض على �لت�صامح �لديني، و�لتعاون

�لمجتمع �لمدني في عهد �لنبوة، �لعمري، 104. -1لم �لأهلي �إل �أنها لم تثبت من ناحية هذه �لوثيقة لو كانت �صحيحة لكانت منطلقا لقو�عد كثيرة في �ل�ص -2�ل�صند بتمامها، يقول �لدكتور �أكرم �صياء �لعمري: »و�إذ� كانت �لوثيقة بمجموعها ل ت�صح للاحتجاج بها في �لأحكام �ل�صرعية، �صوى ما ورد منها من كتب �لحديث �ل�صحيح، فاإنها ت�صلح �أ�صا�صا للدر��صة �لتاريخية... خا�صة و�أن �لوثيقة وردت من طرق عديدة تت�صافر في �كت�صابها �لقوة« �لعمري، �لمجتمع ا �لمدني في عهد �لنبوة، 111، ومما يدل عليها مارو�ه �لإمام �أحمد في ق�صة مقتل كعب بن �لأ�صرف فلملى �لله رهم �لنبي �ص م، فقالو�: قتل �صيدنا غيلة، فذك لى �لله عليه و�صل بحت يهود، غدو� �إلى �لنبي �ص �أ�صم �إلى لى �لله عليه و�صل م ما كان يهجوه في �أ�صعاره، وما كان يوؤذيه، ]قال: [ ثم دعاهم �لنبي �ص عليه و�صل«. �أخرج �لإمام �أحمد في م�صنده، �أن يكتب بينه وبينهم كتابا، ]�أح�صبه[ قال: فكان ذلك �لكتاب مع علي

حديث رقم: 24406، قال �لهيتمي: »رجاله رجال �ل�صحيح«. مجمع �لزو�ئد، 290/6.عبقرية �لإ�صلام في �أ�صول �لحكم، �لعجلالي، 35. -3

�بن �لقيم، ز�د �لمعاد، 126/3. -4

Page 179: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 179 -

و�دع قد �لمدينة، قدومه عند فكان �لجتماعية، و�لعد�لة �لمجتمع، م�صلحة في و�أن عدوه، عليه يمالئو� �أل عليهم و��صترط كتابا، وبينهم بينه وكتب يهودها، ين�صروه على من دهمه، و�أن ل يقاتل عنهم كما يقاتل عن �أهل �لذمة، فلم يحارب

ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم �أحد� ولم يهجه، ولم يبعث �صرية)1(.وقد قبلهم �لإ�صلام في �لمدينة، ولم ي�صترط على �أحد منهم ترك دينه حتى ب�صلم يخل عد�ء من �أبدوه ما بعد �إل منها �إجلائهم يتم ولم �لمدينة، في يبقى �إخر�جهم عقد لم، فيهود بني قينقاع مثلا كان �صبب �لمدينة، ونق�صهم لعهد �ل�صطرف ثوب �مر�أة في �صوقهم)2(، و�أما بنو �لن�صير فلاأنهم همو� بقتل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم لما ذهب �إليهم؛ لي�صتعين بهم في دفع دية رجلين معاهدين قتلهما خطا عمر بن �أمية �ل�صمري)3(، و�أما بنو قريظة لتحالفهم مع �لأحز�ب في غزوة �لخندق �صد �لم�صلمين ونق�صهم للعهد و�لميثاق �لذي عقد بينهم وبين �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم فلاقو� �لعقوبة �ل�صديدة؛ جر�ء خيانتهم �لعظمى، وبهذه �لمو�دعة وما �صبقها من �أخوة عرفت �لمدينة لأول مرة في تاريخها �لأمن و�لتر�بط، يقوم �لتعامل بين �إلى �لتعاون و�لتنا�صر و�لبر و�لإيثار و�لإح�صان �أفر�ده على مفاهيم مختلفة في

�لجار وم�صاعدة �لمحتاج و�لدفاع �لم�صترك عن موطنهم تحت قيادة و�حدة.على قائم �لإ�صلام �أن على �لأدلة من جملة �لمعقود �لكتاب هذ� في �إن

�إمتاع �لأ�صماع بما للنبى من �لأحو�ل و�لأمو�ل و�لحفدة و�لمتاع، �لمقريزي، 9/ 226، وينظر �لطبري، -1تاريخ �لر�صل و�لملوك، 48/2، �بن كثير، �لبد�ية و�لنهاية، 554/4.

في �صعيفة �لرو�ية "وهذه �لعمري: �صياء �أكرم �لدكتور قال ،319/5 كثير، �بن و�لنهاية، �لبد�ية -2تابعي �صغير مجهول �إنها موقوفة على ثم �لمخرمي، بن جعفر �بن ه�صام وعبد�لله �نقطاع بين �إ�صنادها �أبو عون، ولكن ي�صتاأن�ض بها من �لناحية �لتاريخية فقد �أوردتها معظم م�صادر �ل�صيرة، وهي �لحال هو �لنبوة، �لمدني في ع�صر �لمجتمع �لعمري، قينقاع«، بني �إجلاء �إلى �أدت �لتي �لأحد�ث تتابع ت�صور

.139�لبد�ية و�لنهاية، �بن كثير، 534/5. -3

Page 180: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 180 -

لم ما �صالمو�، و�أن مبد�أ �لعد�لة �لجتماعية، و�أن �أ�صا�ض �لعلائق بين �لم�صلمين �ل�ص�لحق و�لعدل و�لتعاون على �لبر و�لتقوى و�لعمل لخير �لنا�ض، ودفع �لأ�صر�ر عن

�لمجتمع هو �أبرز �ل�صعار�ت �لتي تنادي بها دولة �لإ�صلام.)1(ومما يقرر ذلك قول نبينا �صلى �لله عليه و�صلم: »لقد �صهدت في د�ر عبد �لله بن جدعان حلفا، ما �أحب �أن لي به حمر �لنعم، ولو �أدعى به في �لإ�صلام لأجبت«)2(، وقد قال �بن ه�صام عن هذ� �لحلف: »فتعاقدو� وتعاهدو� على �أن ل يجدو� بمكة مظلوما من �أهلها وغيرهم ممن دخلها من �صائر �لنا�ض �إل قامو� معه، وكانو� على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته، ف�صمت قري�ض ذلك �لحلف حلف �لف�صول«)3(، وكف للحقوق، حفظ من �إليه دعا لما فيه و�لتعاون �لحلف هذ� نبينا �أقر فكيف �أيدي �لظلمة، وهكذ� يجب على �أهل �لإ�صلام �لمبادرة �إلى كل �تفاقية فيها تحقيق تحفظ دولية وقو�نين �تفاقيات �إعد�د في �لمبادرة عليهم بل �لعامة، للم�صالح لم في �لمجتمعات �لمدنية، �ل�صلام، وتحقق �لخير للب�صرية، فحتى نحفظ �لأمن و�ل�صونحقق �لطماأنية و�ل�صكينة لبد من موؤ�خذة �لمعتدي �لظالم على يده وكف �صره،

و�تخاذها منه يكون في �لظروف �لعادية و�ل�صتثنائية. المطلب ال�ساد�ص: تر�سيخ مبداأ ال�سورى:

يقوم �لمجتمع �لم�صلم على مبد�أ �ل�صورى بعر�ض ما ي�صكل مما لم يرد فيه ن�ض على �أهل �لر�أي للو�صول �إلى �أقرب �لأقو�ل للحق، وقد جاء �لتوجيه به من ربنا ]159 عمر�ن: ]�آل چ ڦڦ ڦ ڤ چ و�صلم: عليه �لله �صلى محمد ر�صوله �إلى

�ل�صيرة �لنبوية، �ل�صباعي، 88. -1�أخرجه �لبيهقي في �ل�صنن �لكبرى، كتاب ق�صم �لفيء و�لغنيمة، جماع �أبو�ب تفريق ما �أخذ من �أربعة -2رقم: �لبد�ية، حديث به يقع ومن يو�ن �لد على �لفيء �إعطاء باب عليه، �لموجف �لفيء غير �أخما�ض

13203، و�صححه �بن �لملقن في �لبدر �لمنير، 325/7، و�لألباني في تحقيق فقه �ل�صيرة، 67.�ل�صيرة �لنبوية، �بن ه�صام، 265/1. -3

Page 181: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 181 -

تطييبا وتاأليفا للقلوب، وليقتدي به من بعده)1(، ف�صاور �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �أ�صحابه يوم بدر في �لمقاتلة بعد �أن خرجو� للعير، وفي �لمكان �لذي ينزلون فيه وقت �لغزوة، ويوم �أحد ��صت�صارهم بين �لبقاء في �لمدينة �أو �لخروج منها، ويوم

�لخندق في م�صالحة �لأحز�ب بثلث �لثمار)2(، فاأخذ بر�أيهم ولم ي�صتبد.�أثنى عليهم ربهم: وعلى هذ� �لنهج �صار �ل�صحابة ر�صو�ن �لله عليهم، فيما ،]38 ]�ل�صورى: چ ڻ ڻ ڻ ڻ ں ں ڱ ڱ ڱ ڱ چڳ

حتى قال �لقرطبي: »�أما �ل�صحابة بعد ��صتئثار �لله تعالى به علينا فكانو� يت�صاورون �ل�صحابة فيه ت�صاور ما و�أول و�ل�صنة، �لكتاب من وي�صتنبطونها �لأحكام في

ا تعالى نبيه بالم�صاورة لحاجة منه �إلى ر�أيهم، و�إنم روي عن �لح�صن �لب�صري و�ل�صحاك قال: "ما �أمر �لله -1لأحكام �لجامع �لقرطبي، بعده"، من ته �أم به ولتقتدي ل، �لف�ص من �لم�صاورة في ما مهم يعل �أن �أر�د

�لقر�آن، 250/4.�لنبي "و�صاور �لبخاري في كتاب �لعت�صام: �لعظيم، ج2، �ض 149، وقال �لقر�آن تف�صير �بن كثير، -2وعزم لأمته لب�ض ا فلم �لخروج له فر�أو� و�لخروج �لمقام في �أحد يوم حابه �أ�ص م و�صل عليه �لله لى �صعها حتى يحكم �لله و�صاور عليا قالو� �أقم فلم يمل �إليهم بعد �لعزم وقال ل ينبغي لنبي يلب�ض لأمته في�صلى تنازعهم �مين ولم يلتفت �إ و�أ�صامة فيما رمى �أهل �لإفك عائ�صة ف�صمع منهما حتى نزل �لقر�آن فجلد �لريرون �لأمناء من �أهل �لعلم م ي�صت�ص لى �لله عليه و�صل ة بعد �لنبي �ص ولكن حكم بما �أمره �لله وكانت �لأئملى ه �قتد�ء بالنبي �ص وه �إلى غير نة لم يتعد ح �لكتاب �أو �ل�ص في �لأمور �لمباحة لياأخذو� باأ�صهلها فاإذ� و�صلى �لله قال ر�صول �لله �ص وقد تقاتل فقال عمر كيف كاة منع �لز من قتال بكر �أبو م ور�أى عليه و�صل �لله مو� مني دماءهم قاتل �لنا�ض حتى يقولو� ل �إله �إل �لله فاإذ� قالو� ل �إله �إل �لله ع�ص م �أمرت �أن �أ عليه و�صلم ثم تابعه لى �لله عليه و�صل ق بين ما جمع ر�صول �لله �ص ها فقال �أبو بكر و�لله لأقاتلن من فر و�أمو�لهم �إل بحقم في �لذين لى �لله عليه و�صل ذ كان عنده حكم ر�صول �لله �ص بعد عمر فلم يلتفت �أبو بكر �إلى م�صورة �إل دينه م من بد لى �لله عليه و�صل ين و�أحكامه قال �لنبي �ص كاة و�أر�دو� تبديل �لد لاة و�لز قو� بين �ل�ص فر .» افا عند كتاب �لله عز وجل حاب م�صورة عمر كهول كانو� �أو �صبانا وكان وق �ء �أ�ص فاقتلوه وكان �لقر�صحيح �لبخاري، كتاب �لعت�صام بالكتاب و�ل�صنة، باب قول �لله تعالى {و�أمرهم �صورى بينهم} {

ل على �لله}. لقوله {فاإذ� عزمت فتوك و�صاورهم في �لأمر} و�أن �لم�صاورة قبل �لعزم و�لتبين

Page 182: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 182 -

�لخلافة«)1(، وقد كان �لقر�ء �أ�صحاب م�صورة عمر كهول كانو� �أو �صبانا)2(.فال�صورى تحقق �ل�صتقر�ر في �لمجتمع باختيار �لر�أي �لأقرب للحق، و�إ�صاعة �لغزو حال في �ل�صتقر�ر زعزعة �صاأنه من ما كل تدفع للمجتمع �لولء روح �إذ لل�صورى �لثمار �إحدى تعد �لثمرة �لد�خلية)3(، وهذه �لد�صائ�ض �أو �لخارجي

�إننا ن�صل بها �إلى �أنجع �لحلول و�لآر�ء فيما تعر�ض للدولة من ملمات.المطلب ال�سابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة وعلى ب�سيرة:

قيام �لم�صلمين ب�صعيرة �لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر من �صمامات �لأمان للمجتمعات �لم�صلمة، وقد قررت في عدد من �لن�صو�ض، و �صبه �لنبي ذلك �لمجتمع بال�صفينة، فاإن �أمن �لنا�ض و�صعادتهم وتطورهم ونماءهم وعمارتهم للحياة ل يكون �إل بالتذكير د�ئما، وقد عرفت في تاريخ �لإ�صلام �لح�صبة، وبع�ض �لدول �صكلت �لمجتمع »يجعل و�جباتها �لهيئات هذه و�أد�ء بالمعروف، بالأمر خا�صة �أجهزة �آمنا، ويجعل �لمو�طنين و�لمقيمين و�لز�ئرين في ماأمن من كل ما يعكر �صفوهم؛ �إذ �لهيئة ورجالها بمثابة �لعين �ليقظة �ل�صاهرة على �صبط �صلوكيات �لمجتمع و�صمان تطبيق �ل�صلوك �لإ�صلامي«)4(، و�لهيئة »تتعدى �لوعظ و�لإر�صاد �إلى تحقيق �لأمن

و��صتقر�ر �لمجتمع عن طريق �ل�صبط �لديني و�لأمني«)5(.هذ� و�إن كان �لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر في �أي مجتمع كان �صت�صب

�لجامع لأحكام �لقر�آن، �لقرطبي، 37/16. -1�لبخاري، كتاب �لعت�صام بالكتاب و�ل�صنة، باب قول �لله تعالى {و�أمرهم �صورى بينهم } {و�صاورهم -2

ل على �لله}. لقوله {فاإذ� عزمت فتوك في �لأمر} و�أن �لم�صاورة قبل �لعزم و�لتبين�لفقه �لإ�صلامي وتحديات �لو�قع �ل�صيا�صي، �لفلا�صي، 125، بت�صرف و�خت�صار. -3

�لإ�صلاح �لمجتمعي - �لأمر بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر في �ل�صعودية، هيئة �لأمر بالمعروف و�لنهي عن -4�لمنكر، موؤ�ص�صة �إ�صلاح �جتماعي في �ل�صعودية، �أ. د �إبر�هيم �لجوير، 65.

�لم�صدر �ل�صابق، 74. -5

Page 183: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 183 -

�أعماله ل�صالح ��صتقر�ر تلكم �لمجتمعات، �إل �أن مجالت �لدعوة لن ي�صتطيع تحمل لم و�لمحافظة عليها، �أعبائها فئة و�حدة، بل نحتاج للتخ�ص�ض في تر�صيخ قيم �ل�صوهذ� مما تقت�صيه طبيعة �لحياة وتطور �لع�صر، ومن مميز�تها �أن �لعديد من �لمخالفات تحل بالن�صح و�لتوجيه ولي�صل �لأمر فيها �إلى �لإجر�ء�ت �لعقابية، ورغم ما في �لأمر بالمعروف من منفعة للمجتمعات �إل �أن �ل�صوت �لأعلى ينتقدها ويهاجمها، ولعل ذلك يعود ل�صببين �لأول: وقوع �لأخطاء �لفردية و�لحو�دث �لقليلة �لتي لم يلتزم بها �لقائمون عليه باآد�ب هذ� �لو�جب. و�لثاني: �لتهويل �لممنهج و�لمق�صود عبر �ل�صخرية و�لنتقا�ض من هذه �ل�صعيرة، وفي ذلك يقول �صيخ �لإ�صلام معدد� لم �لمدني: »فاأما �لغ�ض لبع�ض �ل�صور �لتي ينكرها �لمحت�صب وهي توؤثر على �ل�ص�لم�صلمين، وجمهور �ل�صحابة جمهور فمثل...�صب »�لديانات« في و�لتدلي�ض �لأمة عموم عند �لم�صهورين �أمورهم وولة وم�صايخهم �لم�صلمين �أئمة �صب �أو بالخير. ومثل �لتكذيب باأحاديث �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �لتي تلقاها �أهل �لعلم باأن ينزل �لب�صر منزلة �لإله... فمن ظهر منه بالقبول.... ومثل �لغلو في �لدين �صيء من هذه �لمنكر�ت وجب منعه من ذلك وعقوبته عليها - �إذ� لم يتب حتى و�أما ذلك، غير �أو جلد �أو قتل من �ل�صريعة به جاءت ما بح�صب - عليه قدر

�لمحت�صب فعليه �أن يعزر من �أظهر ذلك قول �أو فعلا )1(.

�لح�صبة، �بن تيمية، 43. -1

Page 184: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 184 -

الخاتمة: وفي ختام هذ� �لبحث نقف مع �أهم �لنتائج و�أبرز �لتو�صيات:

النتائج:لم �لمدني: �لعي�ض في مجتمع �آمن وم�صتقر، : �لمق�صود من م�صطلح �ل�ص اأولات�صمن فيه �لحقوق وتوؤدى �لو�جبات، وتحترم �لتعددية و�لحرية، ويتعاون جميع

مكوناته لتحقيق �لم�صالح �لعامة عبر �لحو�ر، مع رف�ض جميع �أ�صكال �لعنف.لم �لمدني في �لإ�صلام يقوم على �أ�ص�ض وقو�عد، ومن �أبرزها ا: �إن �ل�ص ثانيا�أمور عدة، منها: تر�صيخ ثقافة �لت�صامح و�لرفق في �لقيم �لأخلاقية �لتي تمثل في �أ�صباب نبذ �إلى و�لدعوة �لأخوة، رو�بط وتقوية �لمحبة قيم و�إر�صاء �لتعامل، مبد�أ �لحرية و�إقر�ر �ل�صلح، �إلى ثقافة �لحو�ر و�لتد�عي �لخلاف و�لفرقة، ون�صر و�حتر�م �لتعددية، وبث روح �لم�صئولية �لم�صتركة و�لبعد عن �لأنانية، وتجنب كل

ما يثير �لمخالفين، و�لدعوة �إلى �لتو�صط و�لعتد�ل ونبذ �لغلو.لم فمن �أبرزها: وجود كيان حاكم و�أما �لت�صريعات �لتنظيمية �لتي تعزز �ل�صعليه، �لخروج جو�ز وعدم بالمعروف، �لأمر ولي وطاعة �لأطر�ف، له تدين وعقد للثروة، �لعادل و�لتوزيع �لجميع، على �لنظام وتطبيق �لعد�لة وتحقيق �لأمر فري�صة على و�لقيام �ل�صورى، مبد�أ وتر�صيخ لل�صلم، �لمعززة �لتفاقيات

بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر بالحكمة.ا: تت�صم �لت�صريعات و�لتنظيمات �لمنظمة لل�صلم بنوع من �لعمومية بحيث ثالثا�لو�قع �أر�ض تنزيلها، وتطبيق م�صامينها على للم�صلمين عند تترك �لمجال و��صعا بح�صب ما تقت�صيه �لم�صلحة في �لأزمان �لمتعاقبة، وتختلف درجة ظهور �لأ�ص�ض �لقوة و�ل�صعف؛ فاختلاف �لأحو�ل �لأهلي بين حالت لم �ل�ص ينطلق منها �لتي

Page 185: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 185 -

ومقومات لقو�عد متنوعة �إ�صار�ت تعطي �لنبوية بالبعثة مرت �لتي و�لمر�حل �أو �لم�صلمين قبل من �لدولة في �لمختلفين مع فيها �لتعامل يتم وكيف لل�صلم، �لأقليات �لتي بها، في ت�صريع فريد قائم على �إر�صاء �لخالق، و�لإن�صانية و�لرحمة

مع �لخلق.و�لقيم �لخلاقية �لمبادئ بهذه �لدول �لتز�م تفاوت في مدى هناك ا: رابعا�أو �لإقليمي �لم�صتوى على �صو�ء �لمدني لم �ل�ص تحقق �لتي �لتنظيمية و�لقو�عد

�لعالمي، �أو �ل�صادرة من �لدول و�لأفر�د، و�لقائمة حاليا �لبائدة منها.ا: �إن �لمناهج �لتي تتخذ م�صلك �لعنف كو�صيلة لتحقيق ماآربها و�إن كانت خام�ساح�صنة ل تت�صم ول تتنا�صق مع روح �ل�صريعة ول مع و�صائلها في �لدعوة و�لتغيير، ��صتهد�ف �أبد� تقر ل �ل�صريعة فاإن �لم�صروع؛ غير �لإرهاب �إطار في وتدخل �لآمنين من �لمدنيين، ول تدعو للدخول في �صر�عات طويلة يخ�صر فيها �لجميع، ون�صرة �لنف�ض عن �لدفاع بين �لحا�صل �لخلط �ليوم �لحقيقية �لإ�صكاليات فمن باأخلاق �لإ�صلام من تتقيد با�صمها لكنها ل �لم�صت�صعفين، و�لممار�صات �لتي تجرى

عد�لة و�إن�صاف.التو�سيات:

يتلقى �لتي لم في جميع �لمحا�صن بد�ية من �لأ�صرة �ل�ص �إن تعزيز قيم : اأولا�لتعليمية و�لمناهج فيها، و�لإعلام عبر و�صائله �لتن�صئة، و�لموؤ�ص�صات فيها بد�يات و�لخطاب �لقر�ر �أ�صحاب لتحقيقها ي�صعى �لتي �لو�جبات �أوجب من �لمختلفة

�لديني.ا: �لعمل على �إعد�د وثيقة �أو �تفاقية دولية تنطلق من منطلقات �صرعية، ثانيالم �لأهلى، وتتبناها جهات وتت�صمن �لقو�عد �لعامة و�لأ�ص�ض �لكلية في تحقيق �ل�ص

Page 186: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 186 -

ر�صمية، وي�صعى لتوقيعها من قبل دول �لعالم، و�لمنظمات �لدولية.لم فيها بد�ية من ثالثا: در��صة �ل�صيرة ب�صورة معمقة، و��صتنباط مقومات �ل�ص�لمرحلة �لمكية �لتي كان �لم�صلمون فيها �أقلية �إلى �لمرحلة �لمدنية، حيث قامت دولة �لإ�صلام، وقد ظهرت بع�ض �لت�صدعات و�لنزعات �لي�صيرة في �ل�صف �لم�صلم، �أو

تلك �لتي جرت بين �لأقليات غير �لم�صلمة فيها وكيف تم �لتعامل معها.�لعنف �تهامات من به يل�صق ما ا وخ�صو�ص �لإ�صلام عن دفاعنا �إن ا: رابعاو�لإرهاب ل ينبغي �أن يكون عاطفيا عبر �حتجاجات �أو خطابات عامة، بل ل بد �أن ي�صتند في �لأ�صا�ض على �لن�صرة �لعلمية �لتي ت�صلك �لمنهج �ل�صرعي، �صو�ء كان

�لأمر عند �لتقرير، �أو �لتطبيق و�لتنزيل.

Page 187: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 187 -

الم�شادر والمراجع �أدب �لدنيا و�لدين، �لماوردي، �أبو �لح�صن، تعليق: محمد ر�جح، �إقر�أ، بيروت، ط4، -

1405ه-1985.�لأمر - هيئة �ل�صعودية، في �لمنكر عن و�لنهي بالمعروف �لأمر - �لمجتمعي �لإ�صلاح

�إبر�هيم �أ. د بالمعروف و�لنهي عن �لمنكر، موؤ�ص�صة �إ�صلاح �جتماعي في �ل�صعودية، �لجوير، د�ر غيناء للن�صر، 1428ه.

�لكتب - د�ر �لغز�لي، محمد بن محمد بن محمد �أبوحامد �لعتقاد، في �لقت�صاد �لعلمية، بيروت، لبنان.

�إمتاع �لأ�صماع بما للنبى من �لأحو�ل و�لأمو�ل و�لحفدة و�لمتاع، �لمقريزى، تقى �لدين -�لعلمية، �لكتب د�ر �لنمي�صى، بن على )م 845(، تحقيق محمد عبد �لحميد �أحمد

بيروت، ط 1، 1999/1420. �أي �أمة �أوح�صارة تحترف �لقتل و�لحرب؟ مقال للكاتب �صالح �لنملة، جريدة �لريا�ض -

�لثلاثاء 5 جمادى �لأولى 1428ه - 22 مايو 2007م - �لعدد 14211.د�ر�لمعرفة، - �لنا�صر �لحنفي، �لدين زين نجيم، �بن �لدقائق، كنز �صرح �لر�ئق �لبحر

بيروت.�لبد�ية و�لنهاية، بن كثير، عماد �لدين �أبي �لفد�ء ��صماعيل بن عمر �لقر�صي �لدم�صقي، -

- و�لن�صر للطباعة هجر بد�ر �لبحوث مركز مع بالتعاون �لتركي، عبد�لله تحقيق: �لجيزة، ط1 1417ه - 1997 م.

�لبدر �لمنير في تخريج �لأحاديث و�لأثار �لو�قعة في �ل�صرح �لكبير، �بن �لملقن �صر�ج -�لدين �أبو حف�ض عمر بن علي بن �لم�صري، د�ر �لهجرة - �لريا�ض-�ل�صعودية، ط1،

1425ه-2004م.بهجة �لمجال�ض و�أن�ض �لمجال�ض و�صحذ �لذ�هن و�لهاج�ض، �أبو عمر يو�صف بن عبد�لله -

بيروت، �لعلمية، �لكتب د�ر �لخولي، مر�صي محمد تحقيق: �لقرطبي، عبد�لبر بن لبنان، ط2، 1981.

Page 188: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 188 -

تاريخ �لأمم و�لملوك، �لطبري، محمد بن جرير �أبو جعفر، د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، -ط1، 1407ه.

�لت�صامح و�لعدو�نية بين �لإ�صلام و�لغرب، �صالح بن عبد�لرحمن �لح�صين، �لريا�ض، -1429ه.

�لدم�صقي، - �لقر�صي عمر بن �إ�صماعيل �لفد�ء �أبو كثير، �بن �لعظيم، �لقر�آن تف�صير �لمحقق: �صامي بن محمد �صلامة، د�ر طيبة للن�صر و�لتوزيع، ط2، 1420ه - 1999 م.

تي�صير �لكريم �لرحمن في تف�صير كلام �لمنان، �ل�صعدي، عبد �لرحمن بن نا�صر، عبد -�لرحمن بن معلا �للويحق، موؤ�ص�صة �لر�صالة، ط1، 1420ه -2000 م.

تحقيق: - �لطبري، �أبوجعفر جرير، محمدبن �لقر�آن، تاأويل في �لبيان جامع �أحمدمحمد�صاكر، موؤ�ص�صة�لر�صالة، ط1، 1420 ه - 2000 م.

�لجامع �ل�صحيح �لمخت�صر، محمد بن �إ�صماعيل �أبو عبد�لله �لبخاري �لجعفي، تحقيق: -د. م�صطفى ديب �لبغا، �لنا�صر: د�ر �بن كثير، �ليمامة - بيروت، ط3، 1407 - 1987.

�لجامع لحكام �لقر�آن، �بو عبد �لله محمد بن �أحمد �لن�صاري �لقرطبي �لجزء �لول -�أعاد طبعه د�ر �حياء �لتر�ث �لعربي بيروت - لبنان 1405 ه - 1985 م.

�لح�صبة، �أحمد بن عبد�لحليم �بن تيمية، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت. -للتعليم - هند�وي موؤ�ص�صة زعيتر، عادل ترجمة غو�صتاف، لوبون، �لعرب، ح�صارة

و�لثقافة، 2013م.توما�ض - تاأليف �صير �لإ�صلامية(، �لعقيدة ن�صر تاريخ �لإ�صلام )بحث في �إلى �لدعوة

�رنولد، مترجم �إلى �لعربية، مكتبة �لنه�صة �لم�صرية، �لقاهرة، ط3، 1971م.�لدولة �لمدنية بين �لتجاه �لعقلي �لإ�صلامي �لمعا�صر و�لتجاه �لعلماني، د ماجد بن علي -

�لزميع، د�ر �لهدي �لنبوي، م�صر، ط 1، 1434ه-2013م.ريا�ض �ل�صالحين، �لنووي، تحقيق: د. ماهر يا�صين �لفحل. -�صنن �أبي د�ود، �أبو د�ود �صليمان بن �لأ�صعث �ل�صج�صتاني، د�ر �لكتاب �لعربي بيروت. -

Page 189: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 189 -

في - �لكائنة �لنظامية �لمعارف د�ئرة مجل�ض �لبيهقي، �أحمد بكر �أبو �لكبرى، �ل�صنن �لهند، ط1 1344 ه.

�ل�صيا�صة �ل�صرعية في ��صلاح �لر�عي و�لرعية، �بن تيمية، �أحمد بن عبد �لحليم �لحر�ني، -�لنا�صر: د�ر �لمعرفة.

�ل�صيرة �لنبوية، �بن ه�صام، عبد �لملك بن ه�صام بن �أيوب �لحميري �لمعافري �أبو محمد -ت 213، تحقيق طه عبد �لرءوف �صعد، د�ر �لجيل بيروت �صنة �لن�صر 1411ه.

�ل�صيرة �لنبوية درو�ض وعبر، �ل�صباعي، د م�صطفى، ط3، 1405ه-1985م. -�صرح �لعقيدة �لطحاوية، محمد بن علاء �لدين علي �بن �أبي �لعز �لحنفي، �ل�صالحي -

و�لدعوة و�لأوقاف �لإ�صلامية، �ل�صوؤون وز�رة �صاكر، �أحمد تحقيق: �لدم�صقي، و�لإر�صاد، ط1 - 1418 ه.

�صعب �لإيمان، �أبو بكر �أحمد �لبيهقي، تحقيق: محمد زغلول، د�ر �لكتب �لعلمية - -بيروت، ط1، 1410ه.

�ل�صديق، - د�ر �لألباني، �لدين نا�صر محمد �لبخاري، للاإمام �لمفرد �لأدب �صحيح ط1، 1421ه.

�صحيح �لترغيب و�لترهيب، �لألباني، محمد نا�صر �لدين، مكتبة �لمعارف - �لريا�ض، -ط5.

�صحيح �بن حبان بترتيب �بن بلبان، محمد بن حبان بن �أحمد �أبو حاتم �لتميمي �لب�صتي، -تحقيق: �صعيب �لأرنوؤوط، موؤ�ص�صة �لر�صالة - بيروت، ط2، 1414 - 1993.

�صحيح �ل�صيرة�لنبوية، محمدنا�صر�لدين �لألباني، �لمكتبة�لإ�صلامية - عمان-�لأردن، -ط1.

�أبو �لح�صين �لق�صيري �لني�صابوري، تحقيق: محمد - �صحيح م�صلم، م�صلم بن �لحجاج فوؤ�د عبد �لباقي، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت.

�لمكتب - �لدين، نا�صر محمد �لألباني، وزيادته، �ل�صغير �لجامع و�صعيف �صحيح �لإ�صلامي.

Page 190: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 190 -

د. - �لكافي، تحقيق: عبد بن بن علي �لدين تاج �ل�صبكي، �لكبرى، �ل�صافعية طبقات للطباعة هجر �لن�صر: د�ر �لحلو، محمد �لفتاح د.عبد �لطناحي، محمد محمود

و�لن�صر و�لتوزيع، ط2 - 1413ه�لطرق �لحكمية في �ل�صيا�صة �ل�صرعية، محمد بن �أبي بكر �أيوب �لزرعي �أبو عبد �لله، -

تحقيق: د. محمد جميل غازي، مطبعة �لمدني - �لقاهرة.�لأردن، - �لنفائ�ض، د�ر منير، د. �لعجلالي، �لحكم، �أ�صول في �لإ�صلام عبقرية

1405ه-1985م.�لإ�صلامي - بيروت، ط3، - �لمكتب �أحاديث �لحلال و�لحر�م، تخريج �لمر�م في غاية

1405ه.�أبو �لف�صل �لع�صقلاني - �أحمد بن علي بن حجر �لباري �صرح �صحيح �لبخاري، فتح

�ل�صافعي، �لنا�صر: د�ر �لمعرفة - بيروت، 1379.لمي نموذحا«، - �ل�ص و�لتعاي�ض »�ل�صتقر�ر �ل�صيا�صي �لو�قع �لإ�صلامي وتحديات �لفقه

ر�صالة بدبي، و�لعربية �لإ�صلامية �لدر��صات كلية محمد، عي�صى منى �لفلا�صي، ماج�صتير، 1427ه-2006م.

فقه �ل�صيرة، �لغز�لي، محمد، تحقيق: �لألباني، د�ر �لقلم - دم�صق، ط7، 1998م. -لبنان، - بيروت �لفكر، د�ر يعقوب، بن محمد �لفيروز�آبادي، �لمحيط، �لقامو�ض

1420ه-1999م.�لجيل- - د�ر عميرة، تحقيق:د.عبد�لرحمن �لإيجي، �لدين ع�صد �لمو�قف، كتاب

بيروت، ط1، 1997.د�ر �صادر - - �لنا�صر: �لم�صري، �لأفريقي منظور بن بن مكرم �لعرب، محمد ل�صان

بيروت.�لفتاح - عبد تحقيق: �لن�صائي، �لرحمن �أبوعبد �صعيب �أحمدبن �ل�صنن، من �لمجتبى

�أبوغدة، مكتب �لمطبوعات �لإ�صلامية-حلب، ط2، 1406 - 1986.

Page 191: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 191 -

مجمع �لزو�ئد ومنبع �لفو�ئد، �لهيثمي، نور �لدين علي بن �أبي بكر )735 - 807 ه(، -د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، 1408 ه- 1988 م.

�لمجتمع �لمدني في عهد �لنبوة، خ�صائ�صه وتنظيماته �لأولى، �لعمري، د �أكرم �صياء، -�لمملكة �لعربية �ل�صعودية، �لجامعة �لإ�صلامية، ط1، 1403ه- 1983م.

مجتمع �لمدينة قبل �لهجرة وبعدها، ح�صن خالد، د�ر �لنه�صة �لعربية، بيروت، لبنان، -1406ه-1986م.

�لم�صتدرك على �ل�صحيحين، محمد بن عبد�لله �أبو عبد�لله �لحاكم �لني�صابوري، تحقيق: -م�صطفى عبد �لقادر عطا، د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، ط1، 1411 - 1990.

ط2 - �لر�صالة، موؤ�ص�صة �لأرنوؤوط، �صعيب �لمحقق: حنبل، بن �أحمد �لإمام م�صند 1420ه، 1999م.

�لمعجم �لأو�صط، �لطبر�ني، �أبو �لقا�صم �صليمان بن �أحمد، تحقيق: طارق بن عو�ض �لله -بن محمد، عبد �لمح�صن �لح�صيني، د�ر �لحرمين - �لقاهرة، 1415.

�لقرطبي، - عمر بن �أحمد �لعبا�ض �أبو م�صلم، كتاب تلخي�ض من �أ�صكل لما �لمفهم )ت656ه(، د�ر �بن كثير، د�ر �لكلم �لطيب، دم�صق- بيروت، ط1، 1417ه-1996م.

مقدمة �بن خلدون، عبد�لرحمن بن محمد، د�ر �ل�صعب، �لقاهرة. -منهاج �ل�صنة �لنبوية، �بن تيمية، تحقيق: د. محمد ر�صاد �صالم، �لنا�صر: موؤ�ص�صة قرطبة، -

ط1.�لمو�طنة، د زياد عبد �لعزيز �لمدني، عمان، �لأردن، ط1، 2010. -�لمنهاج �صرح �صحيح م�صلم بن �لحجاج، �أبو زكريا يحيى بن �صرف بن مري �لنووي، -

د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت، ط2، 1392ه.�لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر، مجد �لدين �لمبارك بن محمد �لجزري، تحقيق: �أ. د -

�أحمد بن حمد �لخر�ط، وز�رة �لأوقاف و�ل�صئون �لإ�صلامية، دولة قطر.

Page 192: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 193: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

لم المقومات العقدية لل�سفي ال�سنة النبوية

اأ. يون�ش الخملي�شيالمملكة المغربية

Page 194: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 195: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 195 -

المقدمة

ا على م�صتوى لم �صرورية جد� خ�صو�ص �إن �لدر��صات �لعقدية �لمتعلقة بال�ص�لمقومات �لمعنوية، وقد حاول هذ� �لبحث �أن يدر�ض هذ� �لجانب وفقا لما تقرر في ماته و�أبعاده لم �لمدني في �ل�صنة �لنبوية؛ مقو ولية �لثامنة؛ �ل�ص »�لندوة �لعلمية �لد�لنبوية، �ل�صنة في �لمدني لم �ل�ص »مقومات محور �صمن و�لمندرج �لح�صارية«

وبال�صبط �صمن »�لمقومات �لعقدية و�لفكرية«.ي�صعى هذ� �لبحث �إلى معالجة �إ�صكال �صيغته: هل �ل�صياق �لطبيعي للاإ�صلام �أو �لحرب. و�إذ� كان �لفتر��ض �لأولي يجيب ملفوظ �ل�صلم و�إقامة �صعائره هو لم؛ فهل لذلك معزز�ت عقدية وم�صند�ت توحيدية من �أ�صول ومقا�صد تدلل �ل�ص

على ذلك تع�صيد�؟ �نطلاقا من هذ� �لإع�صال �لمركب هدف �لبحث �إلى:لم �لممدود لم هو �صياق �ل�صرع �لطبيعي، ذلك �ل�ص تبني �فتر��ض مفاده �أن �ل�ص -�لتوحيدية و�لم�صايفة له من �لرحمة �لعقيدة و�لمحيل على كل جذوره بقيم و�لعدل و�لعلم، و�لمعانق لمقا�صده �لتي تمثل من �لجهة �لتي هي فيها -كمقا�صد

لم- �صرط مقا�صد �ل�صرع و�صياقها. لل�صتف�صيل معالم هذ� �لفتر��ض. -

�ل�صتدلل على هذ� �لفتر��ض. -ليبني �لبحث بكل ذلك �أطروحته بما ي�صمن �صحة نتائجه.

�لهند�صي �لبحث ت�صميم ت�صطير �لتف�صيل في �ل�صتدلل وذلك تبلور هذ�

Page 196: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 196 -

بما يبرز �أهمية هذ� �لبحث، حيث ��صتمل على مبحثين، وفي كل مبحث مطلبان. �لأ�صول هذه- ورقتنا في �لأ�صا�ض �لمبحث وهو - �لأول �لمبحث في يتناول �لعقدي �لأ�صلي �ل�صياق عن �لأول �لمطلب في يعبر �إذ لم لل�ص �لعقدية �لمعنوية �أجل من �لمقوم بهذ� وربطه �لعقدي �صياقه في لم« »�ل�ص مفهوم بو�صع لم لل�ص�لذي يجعله �لطبيعي �صياقه منه وحالته هذه، وهو في �ل�صحيح �لمعنى ��صتقاق �صياقه عام في ب�صكل لم �ل�ص لمفهوم كمقابل �لجهاد مفهوم �لإفادة، وجعل ممكن �لرتكا�صي )ردة فعل( و�لذي يجب �أن يفهم في �صوئه �لمبلج. كما �صطر �لبحث ئا فيه د�لتين �صياقيتن تمتد�ن بالعقيدة نحو �لأمن �لجتماعي و�لثقافي و�لغذ�ئي تهيوتهييئا نتيجة �لد�لتين �ل�صياقيتين بحقيقة عقدية. يطال �لمطلب �لثاني �لحديث عن �لبحث في تنع�ض بقاعدة ذ�ته ��صتهل لم حيث لل�ص �لعقدية �لمعنوية �لق�صديات ينتمي لم �ل�ص مفهوم د�م ما و�لأخلاقيات للفقهيات �لمعنوية �لعقدية �لأ�صول �لعقدية وعلاقتها �لمقا�صدية �لخم�ض بال�صروريات ذلك وربط �لحقلين لهذين لم و��صتثنائية �لحرب لم، ثم �صطر ثلاث ت�صجيلات برهن فيها على قاعدية �ل�ص بال�صلمي« لمي« و«�لجهاد �ل�ص في �لإ�صلام، وعلى �صرورة تحقيق ما �صماه »�لجتهاد �ل�صلم فري�صة �أعلى من فري�صة �لحرب �إذ� نظرنا �إلى �لإ�صلام في منظومة وكيف �أن �ل�ص

�لإ�صلام �لكلية.لم« تناول �لبحث في وفي �لمبحث �لثاني و�لمعنون بـ: »�لمقا�صد �لعقدية لل�صلم من جهة �ل�ص تناول �لعقدية حيث لم بمقا�صده �ل�ص �لأول وحدة حقيقة مطلبه ق�صديته با�صتح�صار ما يرومه من �لمفاهيم ذ�ت �لحقل �لدللي �لو�حد وهي �لف�صل ا، ثم علل و�لعلم و�لعدل و�لرحمة وحلل �لعلاقة �لت�صايفية �لجامعة لبع�صهما بع�صذ�ته باأن �كتمال �لبحث في �لق�صدية ي�صتوجب �إكماله في بحث �لمق�صدية، وبحث �صياق �لحرب �لثاني �لمطلب تناول في لم عقديا. كما بال�ص مقا�صد علاقة �لحرب ترى لم، �ل�ص تحقيق نحو: ثلاث لقو�عد م�صاوقة تحليلات فيها و�صطر �لمق�صدي

Page 197: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 197 -

لم، و�صجل هنا ثلاث علاقات مهمة، وهي �لحرب في نف�صها كبيان في ق�صية �ل�صعلاقتها بالقتال، وفي علاقتها بال�صلطة، وفي علاقتها بال�صيا�صة، وحلل عقديا علاقة لم بال�صلطة و�ل�صيا�صية و�لقتال بما يتلاءم ومقا�صد �لعقيدة، وختم بكلية تفيد �ل�صلم بتغير �لزمان و�لمكان و�لأحو�ل. ليختم في ��صتجو�ب �إمكانية تغير مفهوم �ل�صحديث �لبحث بخلا�صة ت�صم نتائج وتليها تو�صيات في �صاأن ما تو�صل �إليه �لبحث.تتجلى �أهمية هذ� �لبحث كما يهياأ من خلال هذه �لخطة في محاولته �ل�صتدلل لم �لذي هو �ل�صلم �لطبيعي و�ل�صرعي على جعل �لحرب في �لإ�صلام م�صروطة بال�صله تاأويلا وتنزيلا. بله م�صيئاته؛ ل�صرورة ��صت�صحاب �لن�صو�ض مع بع�صها من �أجل ووجوب فقط؛ �لجزئي ولي�ض �لكلي �لن�ض مجموع من �ل�صحيح �لمعنى �إفر�ز لم بمفاهيم تفهم في بع�صها كمنظومة وهي �لعلم و�لحرب و�لعدل، و�أن ربط �ل�صلم في �لإ�صلام هو طاعة بالله �ل�صلام، ون�صر �ل�صلام في �لأر�ض �لأ�صا�ض �لأول لل�صبها تاأثيله عدة مفاهيم عالج �لبحث في �أهمية �ل�صلام. كما تتجلى ماد�م �لله منه لمي« لم، »�لجتهاد �ل�ص لم« وعلاقتها بمق�صدية �ل�ص �أطروحته وهي: »ق�صدية �ل�صلم في �لإ�صلام لمي« وعلاقتهما ببع�صهما بغر�ض �لتدليل على �أن �ل�ص و«و�لجهاد �ل�صله قيمة ذ�تية بخلاف �لحرب �لتي هي مرحلية بحيث �إذ� ز�لت مبرر�تها في �لإ�صلام عطلت �لجيو�ض ون�صخت �لحرب. وحا�صل �أهمية �لبحث هي محاولته �لم�صي في لم يمتد للعهد �لنبوي ويتجاوز كثير� من �لتحنيطات تاأ�صي�ض �آخر للاجتهاد في �ل�ص

�لتي �أ�صابته على م�صتوى مقوماته �لعقدية. �لمكتبات من �لحالي �لمتاح في -�لقا�صر- بحثنا ح�صب فاإنه هنا ومن �لمو�صوع تتناول در��صة �أي نجد لم �لمو�صوع؛ حول �ل�صابق و�طلاعنا �لمتوفرة من �لجهات �لتي عالجناه فيها، و�لمنظور�ت �لتي �صاهدناه وو�صفناه من خلالها، عد� مو�صوعات متفرقة بين بطون �لكتب في تخ�ص�صات مختلفة و�لتي ل تعالج لم في �ل�صنة �لنبوية« ب�صكل قا�صد ومبا�صر، ولذ� مو�صوع »�لمقومات �لعقدية لل�ص

Page 198: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 198 -

فاإنا ل نزعم �أنه بحث �أ�صيل جد� في مو�صوعه لكن �لبحث حاول مقاربة جو�نب مهمة في ذلك.

لم المبحث الأول: الأ�شول المعنوية العقدية لل�ش

لم ال�سرعي المطلب الأول: ال�سياق الأ�سلي العقدي لل�س�لتي �لمعرفية منظومته خانة في ت�صنيفه ي�صتلزم ما مفهوم �أو مبد�أ فهم �إن ت�صكل بالن�صبة �إليه �صياقا مو�صوعيا ي�صتطيع به �إفادة �لمعنى و�لر�صح بالمعطى، وهذ� ومناطات �متد�د�ته حيثيات ويحدد �لمبد�أ، �أو �لمفهوم بناء في ي�صارك �ل�صياق علاقاته بالمفاهيم �لأخرى و�لمبادئ �لرديفة له، وبه يتمو�صع في محله �لثقافي ويتخذ لنف�صه �إطار� جامعا لمعطياته وم�صمولته مانعا للاآخر من �لت�صرب �إليه. من هنا كانت لم �ل�صرعي« تاأتي في مو�ز�ة �إمعان تحقيق �صياقه �ل�صرعي �لذي بلورة مفهوم » �ل�صيفهم به ك�صرط، ويفهم فيه كم�صروط لتكتمل علاقة �لمفهوم ب�صياقه ما د�م �ل�صياق وقيادته �لمفهوم على �آثاره وتحديد تعيينه ي�صير وبذلك به. لا وم�صك له لا م�صك�ل�صياق نوع بالتحليل؛ هنا ونخ�ض لم، �ل�ص لمفهوم �لأ�صا�صية �لمقومات �أحد له �لعقدي كاأحد مقوماته �ل�صرورية ومحدد�ت علاقات �لد�ل بالمدلول، �أي علاقة

لم بما �صدقه وم�صدوقه عقديا. مفهوم �ل�صڃ ڃ ڄ ڄ ڄ چ تعالى: قال �لعبادة، هو �لثقلين خلق �أ�صل كل يوؤطر و�أخلاقي وت�صريعي عقدي مفهوم و�لعبادة )56 )�لذ�ريات: ڃچ �لأحكام �ل�صرعية و�لمعاملات �لإ�صلامية و�لعتقاد�ت �لإيمانية، و�إذ� ما �أخذنا هذه �لتوحيد هو �لمق�صود �لأول في �لإ�صلام باعتبارها ما يهمنا هنا وباعتبار �لأخيرة وجدنا �أن �آثار �لعبادة في جزء عظيم منها هي �متد�د للتعبد �لعقدي تكون �صياق لم في �لآن نف�صه وتت�صكل في تركيم �صياقي مهياأ ومهيئ يخطو برجلين؛ �لجهاد و�ل�ص

و�حدة مانعة و�أخرى جامعة.

Page 199: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 199 -

- العقيدة ك�سياق مانع من الظلم بكافة اأفانينه:عبد باأنه هو �ل�صرك، فعن ف�صر �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم مفهوم »�لظلم« ي �لله عنه - قال: لما نزلت هذه �لآية: {�لذين �آمنو� ولم يلب�صو� �إيمانهم �لله - ر�صنا م - وقالو�: �أي لى �لله عليه و�صل حاب ر�صول �لله - �ص بظلم} �صق ذلك على �أ�صم -: �إنه لي�ض بذ�ك، لى �لله عليه و�صل لم يلب�ض �إيمانه بظلم؟ فقال ر�صول �لله - �صرك لظلم عظيم})1(. ولي�ض يعني هذ� �أن �أل ت�صمع �إلى قول لقمان لبنه: {�إن �ل�ص�أي لفظ »�لظلم« ورد في �لوحي هو بمعنى �ل�صرك �أو �أي ظلم حدث في علاقات �لنا�ض هو �صرك، بل معنى هذ� �أن �أعظم �لظلم �لممكن هو �ل�صرك، وبما �أن �لإ�صلام جاء في �أ�صا�صه �صد� على �ل�صرك لإقامة �لتوحيد؛ كان �صد� لما دونه في �لظلم من باب �أولى، �صو�ء كان هذ� �لظلم في علاقات �لنا�ض �أو في علاقة �ل�صخ�ض بذ�ته.

بهذ� نقول:�أو قتال في �لقتال تتغير، وتوحيد في ثابتة ل �إن �لجهاد في �لإ�صلام عقيدة �لتوحيد، وتظل هذه �لعقيدة حركية �إلى قيام �ل�صاعة. لكن هذ� �لم�صمون يجب �أن يفهم وفق لحاظه �ل�صياقي وهو �أن �لقتال في �لإ�صلام كان �رتكا�صا على �لظلم، وردة فعل على �لجور �لذي لحق بالم�صلمين من قبل �لم�صركين بمكة. وفي �لت�صريح عليه لى �لله برد �لجهاد �إلى هذ� �لد�عي، عن �بن عبا�ض قال: »لما �أخرج �لنبي �ص . ليهلكن ر�جعون، �إليه و�إنا لله �إنا نبيهم، �أخرجو� بكر: �أبو قال ة مك من م و�صلرهم لقدير} فعرفت ذين يقاتلون باأنهم ظلمو� و�إن �لله على ن�ص فنزلت: {�أذن للل �آية نزلت في �لقتال«)2(. وهذه �أول �أنه �صيكون قتال . قال �بن عبا�ض: فهي �أو

�أخرجه �لبخاري، في كتاب �لتف�صير، �صورة لقمان، باب ل ت�صرك بالله �إن �ل�صرك لظلم عظيم، حديث -1رقم: 4776. وم�صلم في كتاب �لإيمان، باب �صدق �لإيمان و�إخلا�صه. حديث رقم: 124.

�أخرجه �لن�صائي في �ل�صنن �ل�صغرى، كتاب �لجهاد، باب وجوب �لجهاد، حديث رقم: 3085. و�صحح -2�لألباني �إ�صناده في »�صحيح �صنن �لن�صائي«، كتاب �لجهاد، باب وجوب �لجهاد، �ض365/2.

Page 200: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 200 -

ل تف�ص �أخرى في �لجهاد �آيات تلتها ثم به. للم�صلمين باب �لجهاد وتاأذن تفتح �آية �أحكامه وتو�صح قو�نينه وتحافظ على نف�ض قيمة رد �لظلم، ففي مثل قوله تعالى: چ ی ئى ئى ئى ئې ئېئې ئۈ ئۈ ئۆ ئۆ ئۇ ئۇ ئو چ

)�لبقرة: 190( كان �صياق �لقتال هو رد �لعتد�ء، ورده بدون تجاوز �أو ظلم، بل برد �لظلم بالعدل. وفي مثل قوله تعالى: چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے )�لتوبة: 12(، كان چ ے ۓ ۓ ڭڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ في �لطعن �صوت و�إ�صكات للاأمانة �لعتبار و�إعادة �لغدر رد هو �لقتال �صياق

ې ې ۉ ۉ ۅ چ تعالى: قوله مثل وفي �لدين. �لعنف رد هو �لقتال �صياق كان ،)36 )�لتوبة: چ ئە ئا ئا ى ى ېې

ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ تعالى: �لم�صلمين. وفي مثل قوله �لكفار نحو �لكلي من چ چ چڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ چ )�لبقرة: 193(، كان �صياق �لقتال هو رد �لفتنة �لتي يقيمها �لكفار، فاإن �نتهو� فلا عدو�ن �إل على �لظالمين. وهكذ� في كل �آية تح�ض على �لجهاد لبد �أن لها �صياقها يحدد قيمة رد �لظلم و�إرجاع �لعدل. وعند �لإن�صات لهذ� �لمفهوم �لأخير و�لذي بني �لجهاد �لإ�صلامي كله على �إقامته يتجلى عقدي مفهوم �أنه نجد �صنرى؛ كما �لأخرى �لمفاهيم من ي�صايفه بما وبعثه في كل مظاهر �ل�صريعة وقو�عدها وفروعها و�أحكامها، �إنه �صياق �صرطي لإ�صد�ر حكم يبيح �لقتال �أو يمنعه لتحقيق �لعدل في �لأفعال �لإن�صانية عامة باإتاحة �لحرية و�صخ �لب�صرية �لذ�ت في �لكر�مة مناطق وتو�صيع للاإن�صان بال�صرع �لمحدودة عبقات �لتاآلف في �لتعالقات �لآدمية وتكري�ض �لقيم �لعليا في �لمجتمعات، وفتح �لإدر�كات لتقبل �لآخر باآخريته بما لها من �ختلاف لغوي وعرقي وديني وفكري وجغر�في، ومد ج�صور �إحقاقات �لمعاني �لم�صتركة بين �لأمم و�لتركيز على خطاباتها

وتعميمها. يتوخى �أنه بما �لإ�صلام يوجبه �أو يبيحه �أي جهاد �أن يعنيه مما يعني كل هذ�

Page 201: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 201 -

�لعدل وما ي�صايفه من �لقيم ويروم رفع �لظلم وما ي�صايفه ل يكون لمجرد وقوع جن�ض �لظلم في �لحياة ورفع جن�ض �لعدل في �لأ�صياء، فاإذ� كان �ل�صرع لم يلزم �عتباره مع فاإنه �لدينية، �لطرق �أي �ختيار حرية له وفتح �لإ�صلام على �لكافر لل�صرك باأنه ظلم لم يدع لرفعه بالقوة لإقامة �لتوحيد و�لعدل بدله، وموؤدى هذ� نتيجة و�حدة وهو �أن �لإ�صلام ير�عي �لو�قع وخ�صو�صياته )مثل خ�صو�صية �لكافر �لحر في �ختيار �لدين �أو �لبقاء على ما هو عليه( و�لم�صالح �لمتحققة من ور�ء ذلك بما يحقق �أكبر �لعدل ويرفع �أكبر �لظلم، ذلك �أن فقه �لمو�زنات �لعقدي في تقييم مفهوم على ح�صاب مفهوم �آخر -كلاهما عقديان- في حالة على �أخرى �أو في مناط دون مناط، )�أي �أن تحقيق �أكبر �لعدل هو �صياق ت�صريع �لجهاد( = يفرق بين حالت �لظلم ويرتبها ح�صب �لأولى فالأولى. �إذن؛ كان �صياق ت�صريع �لجهاد �أثناء

�لعتد�ء على �لم�صلمين في مكة و�غت�صاب �أمو�لهم فيها.لم �إذ �صبق ت�صريع �لجهاد ومن هنا ن�صتطيع �إنعا�ض �صياق �لإ�صلام باأنه �صياق �ل�ص)�آخى عليه و�صلم �لله �لنبي �صلى �إن وتاأكيده حتى �لتاآخي ت�صريع �لهجرة بعد لين�صخ تو�رث بع�صهم بع�صهم بين �لمهاجرين و�لأن�صار على �لمو��صاة و�لحق()1( �ل�صت�صلام لله يعني �لذي �لإ�صلام لفظ يلمح هذ� من �لتركة. كما بعد في فيما لم وتعطيل للا�صطد�م �ل�ص �لمفاهيم �لأخيرة موؤ�صر�ت نحو و�لخ�صوع له. وهذه �لذي يولد �لعنف، لأن �لعنف وليد ��صتكبار طرفين �أو ظلم �أحد �لطرفين للاآخر، ربه �لعبد على ��صتكبار �لله و�صرورة عدم �لظلم عن بانتفاء موؤ�صر�ت �أنها كما له تعالى، وهذه مقومات عقدية تجعل �صياقها �لعبد وعلى خلقه وثبات خ�صوع وربه �لعبد بين لم �ل�ص ل�صياق قيمة �لإ�صلام معنى فكان لم. لل�ص مولد� �لعقدي عبر �ل�صت�صلام له، ومقومات هذ� �ل�صياق كلها عقدية، مما يعني �أنه �صياق عقدي،

لم في �لإ�صلام هو �صياق عقدي. �إذن؛ �صياق �ل�صعيون �لأثر في فنون �لمغازي و�ل�صمائل و�ل�صير، لأبي �لفتح �ليعمري، �ض 322-1. -1

Page 202: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 202 -

اأ جامع للاأمنين الجتماعي والغذائي: - العقيدة ك�سياق مهيئ ومهيٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ چ تعالى: يقول ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ تعالى:چ ويقول )4-3 )قري�ض: چ ٿ ٿ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڦڄ ڦ ڦ ڤڦ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑک ک ک ک گ گ گ چ)�لمائدة: 66-67(. �صن�صطر وفق تحديد هذه �لآيات د�لتين �صياقيتين ن�صتطيع من خلال تعبئتهما �لإبلاغ ذلقة بحقيقة �صلبة توؤطر قاعدة

�ل�صياق برمته. الدالة ال�سياقية الأولى:

للاأمن مهيئ ك�صياق �لعقيدة �لجتماعي؛ للاأمن مهياأ ك�صياق �لعقيدة -في تفعيله عند �لتوحيد بو��صطة و�لأمن لم �ل�ص تحقيق حيث �لجتماعي؛ �لعتقاد كت�صليم، وفي �لعمل كمعاملات و�أخلاق، وفيهما معا كاإيمان. وهذ� يوثق ملاحظة مهمة وهي �أن من غايات �لتوحيد تحقيق �لأمن �لذي ورد في �صياق تعد�د �لنعم �لموجبة للعبادة و�لتوحيد، و�إذ� عك�صنا �لجدل بين �لعبادة و�لأمن؛ وجدنا �أن هذ� �لأخير هو �ل�صياق �لطبيعي لعبادة �لله، ذلك �أن قري�صا و�لتقدير، �لتوقير للحرم من �لعرب يكنه لما �لبعثة قبل �أمن بمكة كانت في ح �لله تعالى بهذ� �لأمن عليهم وذكرهم ب�صرورة عبادة �لله تعالى �لمنعم فتمدفقط لي�ض �لله عبادة يوجب لم �ل�ص �أن يفيد نف�صه �لتمدح به، وهذ� عليهم عليهم �لله �أنعم كما بالتوحيد؛ لم �ل�ص نعمة مو�جهة �أي �لقيمة منطق على بالأمن وجب �أن ي�صكروه ويحمدوه ويعبدوه بالتوحيد، بل حتى على منطق لم في �أبلج �صوره تت�صور في تفعيل �لتوحيد، �لو�قع �لمفيد باأن تجليات �ل�ص)فليعبدو�( �لتوحيدي �لم�صارع بفعل عبر لهذ� �لتوحيد، يوجب لم فال�ص

Page 203: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 203 -

لمي )�آمنهم(. فالتوحيد هو ��صتكمال ل بفعل �لما�صي �ل�ص كحدث جديد مفعلم ويقت�صيه �لأمن، للاأمن لكن في �صيغة �لتوحيد، وهو �متد�د لما يوجبه �ل�صينتع�ض في �لم�صالمة و�لآمنة، لأن ف�صاءه �لوقائع مناخه في �لتوحيد يجد �إذ �لأمن، و�أر�صيته �لخ�صبة �لتي يت�صلب فيها هي مناطق �لأمن، وهذ� يعني �أن ميل �لنا�ض �إليه في خ�صم �لحروب و�لكو�رث يروم �لتخل�ض منها و�للجوء فاإنه ي�صير رخو� في يت�صلب في مناطق �لأمن �إليه كمخل�ض منها، وما د�م لم �أحد موجبات مناطق �لحرب و�لعنف، فالحرب من موجبات �لكفر، و�ل�ص

�لإيمان. �إذ� ما كررنا نف�ض �لجمل �لعقيدة ك�صياق مهياأ للاأمن �لغذ�ئي؛ ي�صح لنا هنا -�ل�صابقة باإبد�ل لفظة �لأمن �لغذ�ئي بالأمن �لجتماعي �أن نقول؛ باأن �صياقات توحيد �لله تكون في �لمعتاد �لطبيعي بالبطون �لمملوءة، و�ل�صبعان مهيئ للاإيمان ماد�م �لإيمان ين�صط في م�صاحات �لرخاء، من هنا كانت حالة بد�ية �لدعوة �أو في و�صطها؛ تر�صح بموؤمنين من ف�صائل �لأغنياء كاأبي بكر وعثمان وم�صعب � عن بن عمير وثمامة... وف�صائل �لفقر�ء كبلال... فعامل �لرخاء لي�ض �صادلم �لمتلب�ض بالظلم �لجتماعي و�للام�صاو�ة �لإيمان، بل �ل�صاد عنه هو عدم �ل�ص�صائد �أ�صير وغني م�صتعبد فقير �لفاح�صة بين عبد �لكر�مة و�لطبقية و�إعد�م

كما كان عليه مجتمع قري�ض. الدالة ال�سياقية الثانية:

�لعقيدة ك�صياق مهيئ للاأمنين �لجتماعي و�لغذ�ئي؛ ولأن �لجوع محارب -من �لتوحيد، ولأن وكر �لكفر و�ل�صخط هو �لجوع؛ كان �لأمن �لجتماعي و�لغذ�ئي �صليل �لتوحيد، فاإذ� ما وحد �لعبد ربه �أطعمه �لله و�صقاه، كما قال تعالى: { ٺ ٺ ٺ ٺ...�لآية} ول يعقل �أن يكون وعد �لتوحيد هو

Page 204: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 204 -

�لإطعام و�لأكل ويكون �لتوحيد في �لآن نف�صه مف�صيا للجوع كغاية �أو حا�صلا لم �لغذ�ئي ويف�صي �إليه كنتيجة، فيه ك�صياق؛ بمعنى �أن �لتوحيد يولد ذ�تيا �ل�صلهذ� قال تعالى { ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤڦ } �أي �أنه يحايثه وي�صاوقه،

ولم يقل »ثم �صياأكلون«، وبالن�صبة للاأمن قال بعدها: {چ چ ڇ ڇ ڇ ڇڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ} �أي بهذ� �لتبليغ و�لتعبد، فاإذ� ما �أخذنا �لمعنى على ظاهره قلنا �إن �لمخاطب هو محمد �صبى �لله عليه و�صلم وحده، و�إذ� ما فهمناه في �ل�صياق �لكلي �حتفظنا بكتلة �لمعنى �لمفيدة له خا�صة ي�صة �صريفة تبليغه كخ�ص للنبي �صلى �لله عليه و�صلم في بالع�صمة يات �لتوحيد به وخال�صة له، ودفعنا بالمعنى �إلى �أق�صى مد�ه لإثبات �أن مف�صو�لتبليغ هو �ل�صلم و�لأمن كما �أف�صى ذلك بالع�صمة بالن�صبة لنبينا �صلى �لله

عليه و�صلم. بالمعنى �لد�لتين هاتين �إفعام ن�صتطيع و�آياته �لكريم �لقر�آن �صياقات بتجميع �ل�صرعية �لن�صو�ض لتجميع ��صتح�صار� �لآتية: بالحقيقة �لقارئ �إفهام يجايل بما �لله عليه و�صلم: �لله �صلى فيه ر�صول قال �لذي �ل�صريف هنا �لحديث ن�صتح�صر و�أ�صل �لأخلاق �أكرم �لتوحيد �أن وبما �لأخلاق«)1(. مكارم لأتمم بعثت ا »�إنمهذ� �إتمام يتق�صد �آمن لمكان دخوله في �لتوحيد �أن على دل �لأخرى �أ�صائلها �أق�صى مد�ها �إر�صائه و�لدفع بهذه �لقيمة �إلى �لأمن و�لعقد على ��صتتبابه وروم على كافة �لم�صتويات؛ �لجتماعية، و�لغذ�ئية وغيرها. وتوفير �لأمن �لغذ�ئي في �أن يعني فيه، �لعقيدة م�صامين على يحافظ عقدي ��صتحقاق من له بما �لإ�صلام لم ومقل�صة �لعنف، فالجزية �لو�ردة في �لوحي كما كل �لفرو�ض �لمالية باعثة �ل�ص

�أخرجه �لبيهقي في �ل�صنن �لكبرى، كتاب �ل�صهاد�ت، جماع �أبو�ب من تجوز �صهادته ومن ل تجوز، باب -1بيان مكارم �لأخلاق ومعاليها، حديث رقم:20839)و�للفظ له(، �لأدب �لمفرد، �لإمام �لبخاري، باب

ح�صن �لخلق، حديث رقم: 273 . و�صححه �لألباني في »�صحيح �لأدب �لمفرد«، �ض 118.

Page 205: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 205 -

في قوله تعالى: چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ چ )�لتوبة: 29( ل تعني �لوقوف على كونها عنفا ماليا ك�صريبة على �لكفر فقط بل هي في �لوقت نف�صه دعوة �إلى �لإ�صلام، ذلك �أن �لمعطي للجزية تدعوه حاجته �إلى �لنفكاك عنها، ول يجد طريقا غير �لإ�صلام، لهذ� لما ��صتكى �أحدهم ا لعمر بنق�ض في بيت مال �لم�صلمين لأن �لإ�صلام ف�صى بين �لأقباط، �أنباأه قائلا: »�أمد� د�عيا، ولم يبعثه جابيا«)1(، �أي �أن �أحد �أغر��ض �لجزية م بعث مح بعد، فاإن �للههو هد�يتهم للاإ�صلام ل تعنيفهم ب�صريبة �لمال فقط، ولذلك �إذ� منع �لكافر �لجزية لي�ض بال�صرورة يعنف كما يعنف �لم�صلم �لمانع للزكاة �لذي يوؤخذ �صطر ماله منه ماله«)2( هذ� من جهة، و�صطر �آخذوها فاإنا منعها �ل�صريف: »ومن وفقا للحديث بني على وحقيقتها- معناها -ل �لجزية ��صم عمر �أ�صقط فقد �أخرى جهة ومن هم عمر الح زية، ......، ف�ص تغلب لأنهم »�إن بني تغلب قوم عرب، ياأنفون من �لجدقة..«)3( حتى يحقق بمو�ز�ة مق�صدي عف عليهم �ل�ص اب، على �أن �أ�ص بن �لخط

�ل�صارع معا وهما �إفعال قيمة �لجزية �لتعبدية وهد�يتهم للاإ�صلام. )�لدولة(، و�لكافر �لم�صلم بين مالية كعلاقة �لجزية �رتباط �أن �لمعلوم من محدد�ت تحكمها )�لدولة( و�لم�صلم �لم�صلم بين مالية كعلاقة �لزكاة و�رتباط عقدية تعمل في �ل�صياق �ل�صرطي �لعقدي؛ وهو �أن �إعطاء �لجزية قيمة تعبدية قطعية

�لطبقات، �بن �صعد، 283/5. -1�أخرجه �أبو د�ود في كتاب �لزكاة، باب في زكاة �ل�صائمة، 26/3. و�صححه �لألباني في »�صحيح �صنن -2

�أبي د�ود« 1/ 436.�لأمو�ل، �أبو عبيد �لقا�صم بن �صلام، باب �لع�صر على بني تغلب وت�صعيف �ل�صدقة عليهم، 647-646. -3وهذ� �لخبر قال فيه �أحمد �صاكر: "خبر بني تغلب هذ� روي من طرق كثيرة تطمئن �لنف�ض �إلى �أن له �أ�صلا �صحيحا« و�إن كان �بن حزم و�صمه بال�صطر�ب �إل �أنه �صحح حديثا �آخر يع�صده، �نظر: تحقيق �أحمد

�صاكر للمحلى لبن حزم 132-129/6.

Page 206: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 206 -

تعد بمكانة �ل�صريبة على �لكفر، وهذه �لقيمة تعمل بمو�ز�ة مق�صد �آخر -لبد �أن ر �أثناء �لحديث عن مفهوم �لجزية- وهو كون �لجزية باعثة �لإيمان، فهي ي�صتح�صبدوره فيه، و�لذي �لإيمان مثار�ت تن�صيط �أجل لديه؛ من �لإ�صلام ينبوع ت�صهل فهي له، مثبتة بل �لإيمان على �صريبة لي�صت و�لزكاة �لفقر؛ مجففات �أحد هو �إفعال �لممكنات بين مختلف طبقات �لأغنياء بح�صب �لأن�صبة و�لقدر �لمخرج من �أمو�لهم �لزكوية لتجنيب �ل�صعفاء عنف �لفقر �لد�فع للكفر و�لذي بدوره �أحد �إذ� ما لخ�صنا محفز�ت �لفقر، فالزكاة مانعة من �لكفر و�لجزية هادية �إلى �لإيمان

�لتطلع �إلى �صياقهما �لعقدي. وكما �أكدنا �آنفا من �أن �لتوحيد في دخوله لمكان �آمن يتق�صد �إتمام هذ� �لأمن �أق�صى مد�ها على �إر�صائه، و�لدفع بهذه �لقيمة �إلى و�لعقد على ��صتتبابه وروم كافة �لم�صتويات؛ �لجتماعية، و�لغذ�ئية، كان �إ�صغاله لهذه �لقيمة �صاريا حتى على م�صتوياتها �لثقافية، فال�صريعة تحفز على ت�صافر �ل�صتغال على �لم�صتركات �لقيمية،

قال تعالى: چ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎ ڎ ڈ ڈ ژ چ )�لحجر�ت: 13( ويمكن تاأطير هذ� بكلية هي: »�لإ�صلام ح�صر في �لحياة للنا�ض �أجمعين وهذ� يقت�صي كونية قيمه وتدعيم �لقيم �لكونية في �لوجود« لأن �لنكما�ض على قيم قومية ومحاولة تعميمها يفتر�ض �لف�صل م�صبقا، باإطار �لعاملة �لثقافية �لحرية فتح بو��صطة م�صتركة لقيمة �لإفعال تعميم ونجاح �ل�صرع يهيئ لمزيد �لتمتع بقيم كونية �أخرى مثل �لم�صاو�ة و�لأخوة و�لحتر�م...بين مختلف �ل�صعوب. قال تعالى: چ ڤ ڤ ڦ ڦ چ )�لكافرون: 6( وقال تعالى: معتقده على �لكافر بقاء فحرية )29 )�لكهف: چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ چ

وحظر �إجباره على لبو�ض �لإ�صلام يقرر قيمة �لحرية �لفكرية في علاقات �لم�صلم بالكافر. و�إن�صاء فاعلية �لتعارف بين �لنا�ض -مطلق �لنا�ض- و�لإف�صاح عن قنو�ت �لتثاقف لتنعيم �لفكر بالتلاقح �لمعرفي و�لتطور �لعلمي و�إحقاق م�صالك �لتو��صل

Page 207: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 207 -

�لثقافي و�للغوي بين مختلف �ل�صعوب �لإ�صلامية وغيرها ي�صعر باإخطار�ت قيمة وهو �لعقدي �ل�صرط فاعلية باإبقاء هذ� وكل �لنفتاح، لقيمة �ل�صرعي �لتقييم �لتوحيد و�لتبليغ و�لحفاظ عليه. وهذ� �لحد ي�صل �إلى تحريم ممار�صة �أي عنف ولو وهذه )1 )�لهمزة: لمزة} همزة لكل {ويل تعالى: قال كما �لآخر، على رمزي �لكافر يعم بما �صو�ء عام ب�صكل و�لهمز �للمز بمكة وعينت تحريم نزلت �ل�صورة و�لم�صلم، و�إذ� حرم �للمز و�لهمز كعنف رمزي معنوي كان تحريم �لعنف �لرمزي �لتي و�لبذيء و�لفاح�ض و�لطعان �للاعن كالكلام وذلك و�أحرى �أولى �لمادي و�لم�صلم، �لكافر ي�صمل �ل�صنة. وهذ� عموم كما في للموؤمن لي�صت �صفات هي

وهو ما �صرحت �لآية �لعظيمة بجله في قوله تعالى: چ ھ ھ ے ے ۓ ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ۇٴ ۈ ۈ ۆ ۇۆ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ چ )�لأنعام: 108( وهذ� لي�ض يعني �لتحريم لغاية وهي �جتناب �صب ې ې ې �لكفار للاإ�صلام، بل �إن �ل�صب هو قيمة �صلبية في ذ�ته، ونهي �ل�صرع عنه في مقام لي�ض يعني تخ�صي�ض �لنهي بذلك �لمقام فقط، فالله تعالى حرم �لرفث و�لف�صوق و�لجد�ل في �لحج، وقيد �لحج هذ� لي�ض يبيحه في غيره، بل يعظم ذنبها فيه فقط، هي تكون ومو�صوعات حالت في يباح وقد ممنوع �أ�صله في �ل�صب فكذلك �ل�صتثناء ل �لقاعدة. وبهذ� حرم �لوحي �لعنف �لرمزي �لم�صر بالتوحيد ك�صب ت�صتبطنه ن�صو�ض �لكفار �لمف�صي ل�صب �لإ�صلام. وهذ� �للحاظ للبعد �لم�صتقبلي �أن يفرز لتاأليب �لقلب في �لم�صتقبل �لذي يمكن �لغيبة و�لنميمة... �لموؤدية تحريم عنفا ماديا عقديا كقطع �لتعارف و�لتلاقح بين �لأمم �لم�صلمة وغيرها �لم�صاد لقوله �أو �لم�صلمين، بين �ل�صلات وقطع كال�صجار عقدي غير �أو {لتعارفو�} تعالى:

عنفا رمزيا عقديا �لم�صاد لقوله تعالى: {ول ت�صبو� �لذين..}�إذ� فهمنا �لآيات و�لأحاديث �ل�صابقة بمحدد قوله �صلى �لله عليه و�صلم عندما ومن عرفت من على لام �ل�ص وتقر�أ عام، �لط تطعم قال: خير؟ �صلام �لإ �أي �صئل

Page 208: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 208 -

لم تعرف«)1(. علمنا �أن خيرية �إ�صلام �لم�صلم تتجلى في �لأ�صل بقدر �إذ�عته لنفع �لنا�ض على م�صتوى �لغذ�ء )�لطعام( و�لأمن )�لذي يحيل عليه �إقر�ء �ل�صلام عند م�صتلزم �لإ�صلامي �ل�صلام للاإطعام و�لأمن وكاأن �لإ�صلام جاء فكاأن �لم�صلمين( لم يوجب �لعبادة للطعام وم�صتلزم له. وهذه �لمعالجات كلها تتركز في مادة �أن �ل�صيخالج قد بحيث �لمتو�صط �أو �لقريب �لأمد على �صو�ء لم �ل�ص توجب و�لعبادة لم و�لمهيئ �لعنف هذ� �لأمد، وبعبارة �أخرى و�لمعنى و�حد؛ �ل�صياق �لقبلي لل�صلم و�لمهيئ هو �لتوحيد، فالتوحيد �صياق هو �لتوحيد، كما �أن �ل�صياق �لبعدي لل�ص�ل�صلم، هو �لتوحيد ق�صدية من كجزء �لطبيعي �ل�صياق �أن كما وغايته، لم �ل�ص

وهذه �لق�صدية هي ما �صنتناوله في �لمطلب �لآتي.لم المطلب الثاني: الق�سديات اأو الأ�سا�سيات المعنوية العقدية لل�س

�لخم�ض مقا�صده وحفظ �لدين منظومة لحفظ �لطبيعي �لأ�صل هو �ل�صلام وهي كلية بقاعدة هذ� و�صاأوؤطر عقدي، �أ�صل بمجموعها وحفظها �ل�صرورية.

»�لفقهي �أو �لأخلاقي بالجزء عقيدة بالكل«:ذلك �أن ما كان فرعا فقهيا �أو �أخلاقيا كان كليه عقيدة، فالركوع فرع فقهي بالن�صبة لل�صلاة لكنه في كليه عندما ينظر �إليه في وحدة ومنظومة عبادة �ل�صلاة ي�صير عقيدة، و�ل�صلاة فرع فقهي بالن�صبة للعباد�ت، لكنها �أ�صل عقدي من حيث وقيمته، �لجزئي و�صعية يعزز �ل�صرع في �لتو�تر لأن �لكلية، �لعباد�ت منظومة )�ل�صغائر �أن كما حر�م(،)2( بمجموعه و�لمكروه و�جب بمجموعه ف)�لمندوب بالإ�صر�ر عليها تعطى حكم �لكبائر()3( وهكذ�. وبالن�صبة لمو�صوعنا هنا فاإن حفظ

في وم�صلم .12 رقم: حديث �لإ�صلام، من عام �لط �إطعام باب �لإيمان، كتاب في �لبخاري، �أخرجه -1ل؟ حديث رقم: 39. ل �لإ�صلام، و�أي �أموره �أف�ص كتاب �لإيمان، باب بيان تفا�ص

�لمو�فقات، �ل�صاطبي، 190/1-191 "بت�صرف". -2تحفة �لمريد �صرح جوهرة �لتوحيد، �إبر�هيم �لبيجوري، 215. -3

Page 209: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 209 -

�أحد مقا�صد �ل�صريعة هو �أ�صل عقدي عند �لنظر �إلى مجموع �لمقا�صد وتلا�صقها مع بع�صها �لأمر �لذي يوؤدي �إلى �نك�صار كل �لمقا�صد �لأخرى، �إذ� �نك�صر �أحدها، ا عندما نعلم �أن �لعقيدة هي �لينبوع �لأول لينابيع �لإ�صلام �لأخرى من وخ�صو�صفاإذ� كانت �لمعاملات و�لعباد�ت فقهية بمفردها �لمعاملات و�لعباد�ت و�لأخلاق، �لتوحيد هو �إن �لكل عقيدة من حيث فاإن مجموع و�لأخلاق قيم في وحدتها؛ ك لفعاليتها �لنظرية و�لتطبيقية. فتت�صرب �لعقيدة في عمق �لخيط �لناظم لها و�لمحر�أخلاقي وتحرك �صطح كل تطبيق له، من هنا كان علماء �أو كل فرع جزئي فقهي وتتجلى بالفروع. ور�ءها ما وي�صمون �لدين باأ�صول �لعقيدة ي�صمون �لم�صلمين �لعقيدة في كل جزئية فقهية و�أخلاقية، �أو تتحلى كل جزئية فقهية و�أخلاقية في �لعقيدة كمثال على �أن كل جزئية لها حمولت عقدية من حيث �عتقاد �نت�صابها لل�صرع و�عتقاد نوعية �لحكم �لمل�صق بها، فال�صلاة عقيدة من حيث �عتقاد �أنها من �أنه �عتقاد �ل�صرعي عقيدة من حيث و�لبيع �عتقاد وجوبها، �لدين، ومن حيث من �لدين، ومن حيث �عتقاد �إباحته كمعاملة، و�لتو��صع عقيدة من حيث �عتقاد �أنه قيمة دينية، ومن حيث �عتقاد وجوبه �أو ��صتحبابه، وهكذ� في كل قيمة فقهية �أو �أخلاقية تكون عقيدة من هذ� �لمنطلق. فالأ�صل �لمعنوي لل�صروريات �ل�صرعية لم هو �لأ�صل �لطبيعي لإحقاق هذه �ل�صروريات ا �أن �ل�ص هو �لعقيدة، خ�صو�ص

�لخم�ض من حيث �إن:بلذة �لوجود، وتعدم لم بمزيد �لحياة و�لتمتع �ل�ص �لنف�ض تحفظ في حالت -1

بالآلة �لحربية �لقاتلة. �ل�صلاح بجنون و�لرجال و�لأطفال للن�صاء �لحارقة بالحرب يعدم و�لن�صل -2

�لفتاك.�لأفر�د بله �لدول تفقر �صخمة مالية مو�رد من تتطلبه لما بها ي�صيع و�لمال -3

Page 210: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 210 -

�لتجاري و�لعجز �لعملة و�نهيار �لمالي �لت�صخم �لقت�صاد وتوجب وتنهك وغلاء �لأ�صعار بما يوؤثر �لقت�صادي فيه بالجتماعي.

و�لعقل يهبل في �أوقات �لحرب ويموت �لإبد�ع �لفكري و�لعلمي �لم�صروط -4ومطبات فتن من بما تحمله �لحرب �صكر �إذ �لجتماعي، لم و�ل�ص بال�صتقر�ر ومدلهات للمجتمع و�لثقافة و�لجماعة و�لدولة �أعظم من �صكر �لخمر و�لمخدر بما يحمله من تخدير فردي محدود، كما ت�صحق �لجهاز �لنف�صي بالعقد �لمر�صية �للاديني �لتطرف نحو �لمجتمعات يهيئ بما �لدماء نتيجة �لمتنوعة �لنف�صية �لإلحادي �أو �لتطرف �لديني �لمغالي؛ وكلاهما ينعي �لحفاظ على �لدين في

�لمجتمع.لم بذلك قائما باأ�صول معنوية عقدية ماد�مت هي �أ�صول �ل�صروريات كان �ل�ص�إر�دة بال�صرورة عند لم �ل�ص �إل به، ومن هنا كان يفتر�ض تنه�ض �لتي ل �لخم�ض تحقيق هذه �ل�صروريات �لخم�ض في �لحياة، فلي�ض مفهوما حاجيا �أو تح�صينيا بل هو معنوية عقدية �أ�صول من يحمله لما �لطبيعي و�أ�صلها �لخم�ض �ل�صروريات �صرط

�أهلته لأن يكون هو �لأ�صل �لطبيعي لزيادة �لإيمان، قال تعالى: چ ڤ ڤ ڦ ڦ چ ڇ ڇ ڇ چ چچ چ ڃ ڃ ڃڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ لم هو �أول �لمتثال، ول يتم نق�صه �إل �بتلاء، فلا تقام )�لفتح: 4( فالمحافظة على �ل�صلم لذ� كانت �لحدود ل تقام في �لحروب. �صر�ئع �لإ�صلام كاملة �إل في خ�صم �ل�صلم �إل �بتلاء« وتعني هذه �لمقولة �أننا قبل و�صاأ�صوغ هذ� بقاعدة: »ل يتم نق�ض �ل�صلم ك�صياق و�أ�صل �أن نفكر في فري�صة �لجهاد ك�صعيرة لبد �أن نفكر في فري�صة �ل�صلم فري�صة طبيعيين لإقامة كل �ل�صعائر، وكما �أن جهاد �ل�صيف فري�صة فاإن جهاد �ل�صلم كذلك، ول يخت�ض م�صمى »�لجهاد« بمعنى �لعنف �لم�صروع بل ي�صمل معنى �ل�صبالقر�آن كما �أي )�لفرقان: 52( چ چ ڭ ۇ ۇ ۆ تعالى: قال كذلك،

Page 211: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 211 -

قال �لمف�صرون، بل �صماه �لجهاد �لكبير، وجهاد �لكفار بالقر�آن يقت�صي قر�ءته عليهم وهد�يتهم به، �أي تطبيق �لقر�آن في و�صطهم، و�ل�صياق �لطبيعي لتطبيقه هو �ل�صلم بتحقيق بالقر�آن هو دعوة م�صروطة �لقر�آن للجهاد �لمهيئ ل�صماعه، فكانت دعوة

�أ�صله و�صياقه �لطبيعيين وهو �ل�صلم و�لذي ل يطبق �لقر�آن في �لمعتاد بدونه. من هنا ن�ستطيع ت�سطير الت�سجيلات الآتية:

لم هو �لأ�صل �لمعنوي ل�صروريات �ل�صريعة و�لذي الت�سجيل الأول: �إن �ل�ص�ل�صرع كذلك، و�إذ� �لموؤ�صل معنويا ل�صروريات بالتوحيد يتاأ�صل معنويا بدوره �أي حرب �أن يعني مما �ل�صتثناء هو �لجهاد �أو �لم�صروعة �لحرب فاإن كان كذلك لم، ففي �لإ�صلام: �لحرب -من-�أجل- تقوم يجب �أن تقوم من �أجل �إحقاق �ل�ص��صتنفاذ بعد �إل للحرب يهرع ل لهذ� لم. �ل�ص -من-�أجل- لم و�ل�ص لم، �ل�صلم كلها حتى ل يبقى طريق �إل طريق �لحرب لحفظ �صروريات �ل�صريعة و�صائل �ل�صلم، فنخل�ض بمفهوم »�لجهاد و�لإ�صلام؛ لأن �لذي �صرع �لحرب هو �لذي �أمر بال�ص

لمي« وهو �لآتي. لمي« �إلى �صيغة �أخرى ت�صاوقها وهي مفهوم »�لجتهاد �ل�ص �ل�صلم، لمي؛ وهو بذل �لجهد في بلوغ غر�ض �ل�ص الت�سجيل الثاني: �لجتهاد �ل�صا �عتقاد� من �صميم �لتوحيد ذلك �أن �لجهاد بال�صلاح كفري�صة )�عتقاد كونه فر�صفالقتال �صرع �لظلم و�لق�صوة و�لف�صاد، و�لعقيدة( كان ويكون كردة فعل على

في قوله تعالى: )چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ چ )�لتوبة: 12( لرد �لغدر �إذ قتال �أيمة �لكفر كان ب�صبب �لغدر من �أجل رد ظلمهم �لمتوقف بانتهائهم هم، وذلك بعد ��صتنفاذ لم، وهو ما �أو�صحته �لجهد في توقي �لحرب، وبذل كل �لجهد في بلوغ غر�ض �ل�ص�لآية �لكريمة: چ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀہ ہ ہ ہ ھ ھ چ �إل عند �لمطاق ول تحارب قدر �أ�صباب �لحرب وتخطاها �أي تجنب )�لأنفال: 58(.

Page 212: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 212 -

ها �لنا�ض ل تتمنو� لقاء �لعدو و�صلو� �ل�صرورة كما قال �صلى �لله عليه و�صلم: »�أي�أق�صى باإفعال يكون لمي �ل�ص فالجتهاد برو�«)1( فا�ص لقيتموهم فاإذ� �لعافية �لله تهند�ض ��صتر�تيجيات و�صع في بالتفكير وذلك لم �ل�ص لتحقيق �لذهني �لمطاق لم و��صتتبابه وتثقيف �لعقول بروحه ب�صكل ي�صمل �لوجود لطرق �لحفاظ على �ل�صعند �لم�صلمين �صعار كان لهذ� وكافره. م�صلمه نعرف، لم وما منه عرفنا ما كله �لقيم �ل�صلام بما ي�صايفه من �أي نثر �ل�صلام عليكم ورحمة �لله. �للقاء و�لفر�ق؛ �لله عليه و�صلم عندما قال �صلى �لمعروف و�لمجهول، �لعالم مثلا( في )�لرحمة عرفت من على لام �ل�ص وتقر�أ عام، �لط تطعم قال: خير؟ �لإ�صلام �أي �صاأله رجل ومن لم تعرف«)2(. و�لم�صاهمة في رفع �أ�صباب �لعنف بالإ�صلاح بين طائفتين من �لموؤمنين يقتتلون �أو منع �لنميمة و�لغيبة �أو حتى �إماطة �لأذى عن �لطريق و�لتي قد م قال: »ل تمنو� لقاء �لعدو لى �لله عليه و�صل توؤذي �أحد� باإ�صقاطه عنفا، عن �لنبي �ص�أ�صباب �لحرب لم وت�صييل �ل�ص �أ�صباب ت�صهيل �إذن؛ برو�«)3(. فا�ص لقيتموهم فاإذ� لم وتقنين �لعلاقات �لفردية و�لجتماعية وتربية �لذهن و�لقلب و�لفعال على �ل�ص�لجتهاد ن م م�ص هو ذلك تحقيق في �لمطاق �أق�صى ببذل لم �ل�ص نحو و�لدولية

لمي. �ل�صلم لم كفري�صة م�صتمد من نف�ض �أ�صيقة �ل�ص الت�سجيل الثالث: كان حكم �ل�صلمقا�صد �ل�صريعة وكونه �صياقا لها وناه�ض بالعقيدة في عمقه فا�صتفاد بذلك حكم �لوجوب، لأن �لحكم �ل�صرعي لي�ض فقط وليد �للفظ �لمبا�صر ب�صيغه �لمعروفة من

، حديث رقم: 3026. وم�صلم في �أخرجه �لبخاري، في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب ل تمنو� لقاء �لعدو -1كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب كر�هة تمني لقاء �لعدو، و�لأحر بال�صبر عند �للقاء، حديث رقم: 1742.

في وم�صلم .12 رقم: حديث �لإ�صلام، من عام �لط �إطعام باب �لإيمان، كتاب في �لبخاري، �أخرجه -2ل؟ حديث رقم: 39. ل �لإ�صلام، و�أي �أموره �أف�ص كتاب �لإيمان، باب بيان تفا�ص

، حديث رقم: 3026. وم�صلم في �أخرجه �لبخاري، في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب ل تمنو� لقاء �لعدو -3كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب كر�هة تمني لقاء �لعدو و�لأمر بال�صبر عند �للقاء، حديث رقم: 1742.

Page 213: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 213 -

�لأمر و�لم�صارع �لمقرون بلام �لأمر...وغير ذلك من �صيغ �لأمر. وهذ� ي�صتدعي �إنعا�ض �أنماط م�صادر �لحكم �ل�صرعي و�لدفع بها من م�صادر تتوخى �للفظ �لجزئي و�ل�صت�صحابية �ل�صياقية بم�صمولته �لكلي مع �لجزئي بمعية تتعا�صد م�صادر �إلى و�لمعنوية و�لمقا�صدية. و�إذ� كان �ل�صلام يومئ �إلى �ل�صلام من خلال مادته �للغوية لم، ويجب �عتباره في )�ض ل م( فاإنه يظل موؤ�صر� حيا �إلى �أن �لإ�صلام دين �ل�ص

ا �صرعيا. كل مناطات �لإ�صلام، و�عتباره كذلك فر�صو�لمو�صوع �لمادة يقوم تبرير� يقت�صيان لميين �ل�ص و�لجتهاد �لجهاد هذ� �إن به. ويفيد يفيده معنى له �أي ق�صديا ي�صير حتى عليه وي�صتغلان يعجنانه �لذي

ويمكن قرم هذ� �لت�صويغ في �لأ�صول �لمعنوية �لآتية:لم من حيث �إنه تعالى هو �ل�صلام، فعن ثوبان قال: طاعة �لله تعالى في قيمة �ل�ص -1لاته ��صتغفر ثلاثا، رف من �ص م �إذ� �ن�ص عليه و�صل لى �لله »كان ر�صول �لله �صو�لإكر�م«)1( �لجلال ذ� تباركت لام، �ل�ص ومنك لام، �ل�ص �أنت هم �لل وقال: و�إذ� كان �لله هو �ل�صلام فقد وجبت طاعته به في هذه �ل�صفة �لعظيمة كما قال �لعز بن عبد �ل�صلام في ف�صل �لتخلق با�صم �لله �ل�صلام: )�إن �أخذ -�أي من فاإنه �ل�صلام، باإف�صاء فعليك عباده، ت�صليمه على من �ل�صلام- �لله ��صم �أف�صل خ�صال �لإ�صلام، و�إن �أخذ من �ل�صلامة من �لعيوب فهو كالقدو�ض، و�إن �أخذ من �لذي �صلم عباده من ظلمه فلي�صلم �لنا�ض من غ�صمك وظلمك، فكان ويده()2(. ل�صانه من �لم�صلمون �صلم من �لم�صلم فاإن و�صرك، و�صرك لم نف�صه هو قيمة �إلهية عليا يجب �أن تنعك�ض على �لحياة بو��صطة مفهوم �ل�ص�لم�صلمين، ويجب عليهم طاعته بها تعالى لت�صود �أخلاق �لنور، و�لوحي في

فته، لاة وبيان �ص كر بعد �ل�ص �أخرجه م�صلم، في كتاب �لم�صاجد ومو��صع �ل�صلاة، باب ��صتحباب �لذ -1حديث رقم: 591.

�صجرة �لمعارف و�لأحو�ل و�صالح �لأقو�ل و�لأعمال، �لعز بن عبد �ل�صلام، 32. -2

Page 214: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 214 -

�لعالم ك�صلام م�صرع لل�صلام �صمى نف�صه به ولم ي�صم نف�صه بالحرب.

لم من حيث �إن �ل�صلام منه. وذلك يعني �صرورة طاعة لله تعالى في قيمة �ل�ص -2ن�صر �ل�صلام في �لأر�ض، و�صحق مبرر�ت �لعنف من �لظلم وعدم �لرحمة و�لجهل و�لفقر. فكان �ل�صلام منه ولم يجعل �لحرب منه تعالى مع �أنه م�صرعها �أحيانا لكنه جعل �ل�صلام منه �إعلاما باأن �لإ�صلام دين �ل�صلام، فهي كالن�صب تاأدبا، كما قال تعالى حكاية �أن �لله خالقها �لقا�صية من �لتي تن�صب للعبد مع لم في عن �إبر�هيم: چ ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ چ )�ل�صعر�ء: 80( �إذن؛ بتفعيلنا لل�ص�لحياة �إننا نتعبد با�صمه تعالى عقديا، ونن�صر هذه �لقيمة �ل�صرعية في �لوجود،

ول ننكر ��صما له بذلك عن فعالنا، ول نعطله عن �صلوكاتنا.

�لم�صالم يعك�ض �لحب في �أن �لعقدي، ذلك لم طيه مفهوم �لحب �ل�ص يثوي -3�صلمه، فخ�صوعه لله وطاعته له دليل على �لحب له تعالى وبقدر طاعته بقدر �أ�صوله �أعظم و�جبات �لإيمان و�أكثر و�أكبر �إذ )محبة �لله ور�صوله من حبه، و�أحل قو�عده، بل هي �أ�صل كل عمل من �أعمال �لإيمان و�لدين )...( فاإن كل حركة في �لوجود �إنما ت�صدر عن محبة )...( فجميع �لأعمال �لدينية ل �لمحبة �لمحمودة هي محبة �لله()1(، �لمحبة �لمحمودة، و�أ�صل �إل عن ت�صدر ما وبما �أن �ل�صلام من �لإيمان ومن �لله تعالى �ل�صلام كان �لحب �لعقدي مقو

ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ چ له كتطبيق، قال تعالى: لم كمفهوم، ومقيما لل�ص)�آل عمر�ن: 31( ومن طاعاته تعالى چ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃڃ چ چ چ لم و�لحرب لومة لئم؛ ن�صر �لمحبة و�لجهاد في �صبيله وعدم �لخوف في �ل�صلم، �لم�صالمة �لأخلاقية بين �لم�صلمين لما في ن�صره من تحقيق للمحبة �لمحركة لل�صول توؤمنو�، حتى نة �لج تدخلون »ل و�صلم: عليه �لله �صلى �لله ر�صول قال

�لتحفة �لعر�قية في �لأعمال �لقلبية، �بن تيمية، 62-61. -1

Page 215: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 215 -

�أف�صو� تحاببتم؟ فعلتموه �إذ� �صيء على �أدلكم �أول تحابو�، حتى توؤمنو� لام بينكم«)1(. فربط بين �ل�صلام و�لحب ت�صايفا، وبذلك ي�صلم �لم�صلمون �ل�صمن ل�صان �لم�صلم ويده، وي�صير نا�صر� للحب و�ل�صلام نابذ� للعنف باأ�صكاله، لم �لجتماعي �لعنف �لرمزي و�لمادي ماد�م غير م�صروع، وهذ� يحقق �ل�صو�لتو��صلي ويعرف �لنا�ض بالحب �لأحق �لأخلاقي فيدعوه به �إلى �لإيمان بالله له تعالى، و�ل�صت�صلام �لقائم على �لحب لله �لعقدي �إلى �لحب �أي تعالى، تعالى، و�لت�صديق ب�صرعه و�لقبول بوحيه و�لإخلا�ض لهديه و�لنقياد لدينه و�ليقين بوعده، و�ل�صبر على �لدين بما فيه من �صلم وت�صليم وحب، وبما فيه

من �صعائر �لجهاد وكافة �لفر�ئ�ض. لم في ق�صده، قد يتحقق �لحب بالجهاد بال�صيف ماد�م هذ� �لجهاد يتوخى �ل�ص -4

قال تعالى: چ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ �ل�صيف. ذلك �إذ� فهمنا �لجهاد هنا بجهاد چ)�لمائدة: 54( ۋ ۋۅ ۅ ۉ ۉ �أن �لحب هو �إطاعة �لمحبوب فيما �أحب، و�لله تعالى هو �ل�صلام ومنه �ل�صلام ونعمل �إليه �أمرنا ون�صلم له ن�صت�صلم و�أن كافة، لم �ل�ص في لندخل ودعانا يتق�صد ماد�م �لكاملة()2( �لمحبة )دليل يكون �لجهاد فاإطاعته في بالإ�صلام؛ لم ولو عن طريق �لحرب لإر�صاء �صلام د�ئم، لم ويجاهد في طلب �ل�ص �ل�صدليل نهايتها- في لم �ل�ص تتق�صد حرب تخللته -ولو لمي �ل�ص �لجهاد فكان

�لمحبة �لكملى.�أن مفهوم »�لحرب« في �لإ�صلام مطلوب لغيره، و�إذ� كانت من هنا نعرف -5ة �لموؤمنين من �لإيمان ب ة �إل �لموؤمنون و�أن مح ن �أخرجه م�صلم، في كتاب �لإيمان، باب بيان �أنه ل يدخل �لج -1

ولها، حديث رقم: 54. لام �صبب لح�ص و�أن �إف�صاء �ل�ص�لتحفة �لعر�قية في �لأعمال �لقلبية، 72. -2

Page 216: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 216 -

�لحرب في �لإ�صلام عر�صية لم تعد في حقيقتها حربا، وهذ� يجعل من �لعنف ا ومقننا ولي�ض مق�صد�، �إذ )كل نف�صه في �لإ�صلام �أنه لي�ض عنفا، ماد�م عار�صلم فيه مطلوب لذ�ته، لأن �لله هو عنف عار�ض ومقنن لي�ض عنفا(.)1( و�ل�ص��صتحقاقا �لله عبادة �أعلاها مقامات؛ �ل�صلام وعبادتنا لله على �ل�صلام ومنه ومن مكان كل في و�أبد� �أزل لها وم�صتحق �لعبادة ي�صتحق تعالى لأنه �أي خوفا عبادته مقام هناك �ل�صتحقاق مقام وتحت كان. كيفما مخلوق �أي

ورجاء. ويجب على �لعبد �أن يعبد �لله بكل هذه �لمقامات، قال تعالى: چې ما و�إذ� )9 )�لزمر: چ ئۇئۆ ئۇ ئو ئو ئە ئە ئا ئا ى ى ې جعلنا -جدل- »�لخوف و�لرجاء« هما �لأ�صلان �لعقديان لمفهومي »�لحرب لم« فاإننا ن�صيب في جعل �لأ�صل �لمعنوي �لعقدي للحرب هو »�لخوف« و�ل�صلم« هو »�لرجاء«، لأن دون �لإ�صابة في جعل �لأ�صل �لعقدي �لمعنوي » لل�ص�لخوف غير مطلوب لذ�ته فكانت �لحرب كذلك، و�لرجاء غير مطلوب لذ�ته �إن �لخوف و�لرجاء ثانية؛ لم مطلوب لذ�ته، هذ� من جهة، ومن جهة و�ل�ص�أحدهما ي�صتلزم ل �لإ�صلام في و�لحرب لم و�ل�ص لبع�صهما، م�صتلزمان لم لم ول تفتر�ض �لحرب �أثناء ��صتح�صار �ل�ص لم فيه من �أجل �ل�ص �لآخر، فال�صلم لم فيه حربا ما لم تفر�ض بال�صرورة. فكان �ل�ص في �لإ�صلام ول تتق�صد �ل�صمعا �لأم للخوف و�لرجاء و�لم�صتلزمان �لمفهوم �لتي هي �إلى )�لمحبة يعود بها()2(. وبقدر تخلل �لحرب في �لمحبة عبر ��صتلز�مها للخوف بقدر ��صتلز�م لم للحرب، وبما �أن �لأ�صل �لعقدي هو �لمحبة بذ�تها و�لخوف عابر فيها �ل�صبل بالذ�ت، مق�صودة �لإ�صلامي وغير لم �ل�ص فقط في عابرة �لحرب كانت يرجع و�إليه �ل�صلام ومنه �ل�صلام هو �لله لأن �ل�صلم؛ هو بالذ�ت �لمق�صود

�لأمر كله وله �لأمر من قبل ومن بعد. في �لعنف، حنا �أرندت، ترجمة: �بر�هيم �لعري�ض، 33 /32 »بت�صرف«. -1

�لتحفة �لعرقية في �لأعمال �لقلبية، �بن تيمية، 75 »بت�صرف«. -2

Page 217: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 217 -

لم هو �لحب، وهذ� �لحب يدفع �إلى طاعة �لله باأفانين �لعباد�ت �إن �أ�صل �ل�ص -6�للطيفة و�لقيم �لرقيقة، مثل �لتقرب �إليه باإغاثة �لملهوف و�لعطف على �ليتيم و�إيو�ء �بن �ل�صبيل و�إطعام �لأ�صير، وكل هذه �لعباد�ت �لفا�صلة و�لقيم �لرقيقة �أن يدور على قطب �أي عمل �صالحا لبد من ت�صتبطن �لحب، وحتى يكون »�لإخلا�ض« �لذي هو قطب �لإ�صلام، )بل �إخلا�ض �لدين لله هو �لدين �لذي ل يقبل �لله �صو�ه وهو �لذي بعث به �لأولون و�لآخرون من �لر�صل، و�أنزل به جميع �لكتب و�تفق عليه �أئمة �أهل �لإيمان، وهذ� هو خلا�صة �لدعوة �لنبوية

وهو قطب �لقر�آن �لذي تدور عليه رحاه()1(، لهذ� قال تعالى: چٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ)�لإن�صان: 9-10(، فربط بين �لحب و�لإخلا�ض و�لخوف، حينما عالق �لخوف و�لإخلا�ض لله وحبه له تعالى بتف�صيل �أمره على ما يحبه لم وين�صره في �لأر�ض، وهذ� كله �ل�ص تقديم �جتهاد �صلمي يحقق هو، عبر لم لأنه ي�صتحق ذلك، ونتعبد يوؤدي �إلى �ل�صتحقاق حيث نعبد �ل�صلام بال�ص�لدين ��صتحقاق وجودي وقيمة كونية و�صرعية �صرورية تحفظ لأنه لم بال�صبتطبيقه )كونه �صياق مقا�صد �ل�صريعة نموذجا( و�لإن�صان برحمته وحب �لخير له )وجوب رحمة �لنا�ض لأن �لر�حمين يرحمهم �لرحمن، وفي �لحرب؛ �إطعام �لن�صاء و�ل�صيبان)2( قتل به، ونهيه �صلى �لله عليه و�صلم عن �لأ�صير و�لرفق في �لحروب...نموذجا( و�لطبيعة بت�صخيرها دون �إهلاكها وهكذ�. هنا نعلم به �إل يدل �لذي ل �لدللي ن�صتح�صر حقله لم �ل�ص با�صتح�صارنا لمفهوم �أننا ول يدل بدونه، وهذ� �لحقل �لدللي مملوء بقيم رقيقة عليا كالرحمة و�لعدل لم و�لعلم و�لحب و�لإخلا�ض و�لف�صل، هذه �لدو�ل هي �لتي تجعل د�لة �ل�ص

�لتحفة �لعر�قية من �لأعمال �لقلبية، 62. -1�أخرجه �لبخاري، في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب قتل �لن�صاء في �لحرب، حديث رقم: 3015. وم�صلم -2

بيان في �لحرب، حديث رقم: 1744. ريم قتل �لن�صاء و�ل�ص في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب تح

Page 218: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 218 -

�إذ م�صمونه، وي�صيع فيه �لمعنى يتلف وبدونها معنى، ذ�ت طبيعية د�لة ا ووحدة و�حدة وحيدة تفيد �لحقائق وتنع�ض بمجموعها ت�صكل ن�صقا متر��ص

�لمعاني وت�صير ق�صدية. عن �لحديث وجب و�أ�صا�صياته �لعقدي لم �ل�ص �صياق عن تحدثنا �أن وبعد لم في �إحالته �لذ�تية و�لبعدية �أي وجب تطلعاته �لغائية �لعقدية ل�صتكمال خط �ل�ص

�لنتقال من �لق�صدية �إلى �لمق�صدية.لم المبحث الثاني: المقا�شد العقدية لل�ش

ا لم بم�سايفاته وبالحرب عقديا المطلب الأول: مق�سد علاقة ال�ستتجلى فالق�صدية د�ت مقا�صده، �إل بمحد تكتمل لم ل �ل�ص �إن حقيقة بد�ية، بالمق�صدية و�لعك�ض، ومن هنا فاإني �أنطلق من مقولة �أوحد بها بين �لمق�صد و�لق�صد ي�صايفه �لذي �لدللي حقله با�صتح�صار تتحقق لم �ل�ص �أ�صا�صية �أو ق�صدية وهي: في بو�صعه لم �ل�ص مق�صد يتحقق كما تاما �لمق�صدي حقله وبا�صتح�صار كاملا

ق�صديته كلها.لم عقديا يحيل على �أ�صوله �لعقدية �لمعنوية �لأولى �لم�صكلة كان مفهوم �ل�ص�لله وهو �ل�صلام من لم �ل�ص �إليه يحيل ما �إلى كلها �لر�جعة �لقبلية �لأولية لمادته بذ�تها ت�صير كما ق�صديا ت�صيره �لتي هي له �لأولى �لمادة تعالى. وهذه �ل�صلام ذكر �ل�صابق �لمفاهيم من �لمادة هذه وتتكون لم. �ل�ص وطيها بمجموعها ق�صدية

بع�صها ونقت�صر هنا على ذكر قيم »�لعلم«؛ »�لعدل«؛ »�لف�صل«. ذكرنا فيما �صبق �أن �لحرب في �لإ�صلام تكون �صرعا نتيجة ردة �لفعل، و�إذ� ة له قيمة ثقيلة وتحقيل م�صاحتها ير �أردنا ق�صم هذه �لح�صة �لم�صروعة للحرب �لم�صهذه، قلنا �إن ردة �لفعل ل تكون دوما بالعنف، ونفهم هذ� جيد� �إذ� علمنا �أن بع�ض

Page 219: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 219 -

لم هي �لف�صل و�لعدل و�لعلم و�لحب، كما �لأ�صول �لمعنوية �لعقدية �لأخرى لل�ص�أو �لأ�صياء بين م�صاو�ة هو فالعدل بالكل، متكامل جدل في به د�لة ت�صير �أنها �إن�صاف لها، و�لف�صل هو زيادة �إمتاعها بما يفوق �لعدل معها، فالله مثلا يتف�صل على �لم�صلمين و�إذ� �أنفذ �لعدل فيهم �أهلكهم جميعا، فمقت�صى فعله بينهم هو �لف�صل في لم يجب �أن نتعامل مع �لنا�ض باإحقاق �لعدل �لغالب. وهذ� يعني �أننا في مقوم �ل�صوعند تنفيذه ح�صن تقديم �لف�صل؛ لأن توقيف �لمعتدي على خطئه و�إحقاق �لعدل و�إتباع ذلك بالف�صل يزيد من قيمة �لف�صل في ذ�تها وفي نف�ض �لمعتدي. فاإحقاق لأنه به و�جب �لعتر�ف �إذ �لف�صل على مقدم تنفيذه- يلزم ل �لعدل -�لذي قيمة في ذ�ته لكن �لف�صل �أجمل من تنفيذه. لكن لي�ض بين هذه �لقيم علاقة تاأ�صي�ض �أو �لعلم �أ�صا�ض �لعدل �أو �لعك�ض، �أو لم �ل�ص �أ�صا�ض هو �لعدل �إن يقال بحيث �لعك�ض...بل بينهما علاقة ن�صق محايث ترتع هذه �لقيم كلها في جغر�فيا مب�صوطة ل قيعان فيها ول حفر، ولها نف�ض �لظهور في هذ� �لب�صاط �لممدود ونف�ض �لتاأثير في بع�صها في هذه �لب�صطاء، فعلاقتها �أفقية تعالقية ل عمودية تاآ�ص�صية، لأنه لو كان لم �أن نتعامل تفاعلهما بالتاآ�ص�ض ل بالتعانق لوجب في قولنا �إن �لعدل �أ�صا�ض �ل�صمع �لنا�ض بالحزم و�لعدل دون ��صتح�صار للف�صل و�لرحمة، وهذ� ل ي�صح لأن �لله �أمر بالتعامل بالف�صل كثير� و�أن نتعامل بالف�صل قبل تنفيذ �لعدل في معاملاتنا، قال

تعالى: چ ئۈ ئې ئې ئېئى ئى ئى ی ی چ )�لبقرة: 237( چ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ېى ى ئا ئا ئە ئە چ )�لنحل: 126( بهذ� نفقه �أن �لحرب كردة فعل يمكن �أن تكون عدل، فالمعتدي يرد �عتد�وؤه عدل، لكن �إذ� �عتد�ئه عن �لعفو كان ما ل�صبب معه �صرورية �لحرب تعد ولم �عتد�وؤه توقف �أف�صل. �إذن؛ �إذ� كانت �لحرب ردة فعل فاإنه يكون بالعدل و�لق�صط، و�أحيانا تكون

ۓ ڭ چ تعالى: قال كما �لأولى، هو بالعنف ل لم بال�ص �لعنف فعل ردة ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴچ )�لفرقان: 63( وهنا �أكل

Page 220: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 220 -

فقدم �لحرب، فيه تحل فيما حتى وخنقها �لم�صروعة مناطقها �لحرب من لم �ل�صعليها في �صياقها وهو رد �لفعل �لم�صاد، لأن �لحرب عندما ل تكون م�صروعة تكون و�إذ� ثقيلة، �لقيمة �أي جهاد�، وهذه قيمة تكون م�صروعة تكون وعندما بربرية، تقابلت �لقيم �لرقيقة مع �لثقيلة كان تقديم �لرقيقة �أكثر قيمة مما لو قدمت �لثقيلة، فاإذ� تقابل �لثاأر مع �ل�صفح قدم �لأخير ��صتحبابا وكانت �لجو �أكثير قيمة، و�إذ� تقابل �لعتد�ء وتوقف �آخرين على قوم �عتدى و�إذ� لم، �ل�ص قدم �لحرب مع لم �ل�ص�لحرب على عنهم و�ل�صفح لم �ل�ص على �لحفاظ قدم �صرورية �لحرب تعد ولم ورد �لعتد�ء و�لعقاب. فكانت طاعته �لله �ل�صلام بال�صلام و�لله �لمنعم �لمتف�صل هو �أولى ما د�م تعالى قد تف�صل على �لإن�صان بالوجود وبالإ�صلام و�لم�صالح �لدنيوية و�لأخروية في �صعائر �لإ�صلام، وتعامل مع �لم�صلمين بالف�صل لدرجة �أن �لم�صقات رخ�ض من بها �لقيام ت�صهل عظيمة م�صالح وفيها مطاقة، هي �ل�صرع في �لتي وغفر�ن و�أجر على �لخطاأ وتجاوز على �لن�صيان، وتحفز �لعمل في �لعز�ئم لما فيها

من م�صالح دنيوية وثو�ب �أخروي، ولو تعامل معنا بالعدل لهلكنا. ومن ثم فاإن هذه �لقيم تتلاحم تعانقا ويقعد بع�صها لبع�ض، �إذن ل يمكن ت�صور لم �إل بلو�زمه وهي �لعدل و�لرحمة و�لعلم، وكذلك ل تت�صور هذه �لقيم �إل �ل�صلم فلا �صلم بدون محبة، ول �صلم بدون عدل ول علم، وماد�م �لف�صل هو بال�صزيادة م�صتحبة على �لعدل، كان في طاعتنا له تعالى بال�صلام �إمكان �أن يكون هناك لم �أو هو �صلم بدون ف�صل لأن �لف�صل هو �صلم م�صتحب �أي قيمة ز�ئدة على �ل�صلأعلى وتن�صيطه مد�ه �أق�صى �إلى لم �ل�ص بقيمة �لدفع هو �أي �كتماله في �ل�صلم لم و�لعدل كان م�صتويات �إمكاناته، وبما �أن هذه �لعلاقة �لمعقدة هي �لتي تحكم �ل�صلم-في-�لعدل« لم �أو �ل�ص لا وهو: »�لعدل-في- �ل�ص �صرط �لعقيدة �لكوني مفع�لعدل �أو �لعدل على لم �ل�ص تقديم �فتر��ض دون بينهما �لعلاقة تت�صايف بحيث ا. وبذلك لم، بل بما ي�صاوق �لمفهومين �أنف�صهما ذ�تيا ويحايث بع�صهما بع�ص على �ل�ص

Page 221: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 221 -

ت�صير هذه �لمفاهيم و�لقيم ذ�ت ق�صدية عقدية، وحتى نكمل جر �ل�صتار لبد من تكثيف �لحديث من �لق�صد �إلى �لمق�صد �أي من هذ� �لدو�ل �لنظرية �لمتقدمة �إلى �إلى �لعلمي بعدها �أي من �لمق�صدية �إلى �لق�صدية �لعملية، و�لنتقال من دو�لها

بعدها �لعملي ليكون كلامنا هنا �إحدى نتائج ما تقدم عمليا. تقديم يمكن ل نقول؛ فاإننا لبع�صها م�صايفة �لمتقدمة �لرقيقة �لقيم كانت �إذ� لم على �لعدل؛ ول �لعك�ض؛ لأن ق�صديتها تفيد بتلاحمها وبالتالي فلي�ض هناك �ل�صلم في ظل �صلطة ظالمة محمود، ول ترتيب �أولوي مق�صدي بينهما، فلا يقال �إن �ل�صيقال �إن تطبيق �لقانون حرفيا )�لعدل( في ظل �لحرب محمود، )من هنا كان مباحا لم محدود، �أو �لحرب مع تعليق �لحدود في �لحروب( كما ل يقال �إن �لفقر مع �ل�صا �لغنى محدود )من هنا كان تعليق عمر لحد �ل�صرقة �أيام �لمجاعة(، ول يقال �أي�صلم محمود )بع�ض �لدول من �لعالم �لثالث( �أو �لعلم مع �لحرب �إن �لجهل مع �ل�صمحمود )كما تفعل بع�ض �لدول رغم تقدمها علميا وتقنيا وتكنولوجيا تظل م�صرة

على �إقامة �لحروب(. لم �لعقدية في �لإ�صلام تقوم على �إحقاق كل هذه �لقيم في �إن مقا�صد �ل�صب�صاط و�حد على كافة �لمجتمعات دون تف�صيل �أو تقديم لمجتمع على ح�صاب �آخر يجعل �لأخرى دون منها قيمة بتطبيق بينها ف�صل و�أي �لمفاهيم، هذه تحقيق في �لقيمة �لمطبقة مهترئة، ذلك �أن تحقيق قيمة �لعلم مثلا في مجتمع �أو دولة ما وخو�ض لم لم حتى في �لدولة �لتي تنعم بال�ص حروب في دولة �أخرى يعني عدم تفعيل �ل�صلم وذلك من جانبين؛ �لجانب �لأول: �أن حربها في مناطق �أخرى و�إ�صعار بلدها بال�صخطيئة؛ لأن �لقيمة �لو�حدة ل تنق�صم. و�لجانب �لثاني: �أن تقدمها �لعلمي يوجب عليها �أن تكون م�صالمة ل �أن تحارب لت�صايف قيمة �لعلم و�لعدل، وبناء عليه يجب و�لإبد�ع و�لعلم للتعلم لم �ل�ص وت�صخير و�لعدل، لم �ل�ص لقيمة �لعلم ت�صخير

Page 222: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 222 -

في �لعلوم تقدم ظل وفي عقدي. كمق�صد �ل�صرع في هو كما �لعدل وتحقيق �لع�صر �لحديث كان �إفعال هذه �لمقومات بق�صدياتها ومقا�صدها �لعقدية �صروريا جد� في هذ� �لقرن، و�لذي �إذ� كان توقع لينين �أن �لقرن �لع�صرين )�لفارط( هو قرن �لحروب و�لثور�ت، فهذ� �لقرن -�أعني قرن �لو�حد و�لع�صرين- ل يخرج عن قرينه لتو�جد كل �لمهيئات و�ل�صياقات نف�صها و�لتي فتحت �لحروب في �لقرن لم �صرورية. �ل�صالف، فتو�صع �لآلة �لتدميرية في �لع�صر �لحالي جعل فري�صة �ل�ص

لم طرد� وعك�صا، وهذه �إن تطور و�صائل �لعنف ي�صتدعي تطوير و�صائل �ل�صباأبعادها �لأخلاقية و�لجتماعية، و�لعقيدة بالتمام �لعقدية �لمتون لتها �لأبعاد ف�صلكونها �إحقاقا و�لأقليات و�لإثنيات �لجماعات كل على دوما تركز �لإ�صلام في رحمة للعالمين، مما يعني �أنها �آلية غير تهمي�صية لأي طرف ما، وهذ� �لمعطى يفيدنا هنا في هذ� �ل�صياق وهو �أن جدل �ل�صلطة و�لعنف قد تغير كثير� في هذ� �لع�صر مما لها، حربية ��صتر�تيجية �لع�صابات حرب تتخذ �لتي �لم�صلحة �لجماعات مع ينقل مما مو�جهتها عن معطلة �صبه �لمهلكة و�لأ�صلحة �لنظامية �لجيو�ض يجعل �ل�صلطة من �لدولة �لقوية بعتادها وجنودها �إلى �لع�صابات �لمتمردة، فكان �لعنف في يد -لي�ض من يملك �أدو�ته �أكثر على م�صتوى �لكم -من يملك �أدو�ت تفعيلها كيفا؛ لأن �لأ�صلحة �ليوم ذ�ت طابع كيفي �أكثر من كمي، وفي ظل تهيئة �لإ�صلام �أكثر دوما يجعله لها �لعتبار و�إعادة لها تهمي�صه للاأقليات و�لجماعات في عدم �صلطة عليها بحكم �عتباره لها طو�ل تاريخها، فاإذ� ما م�صكت �ل�صلطة بتمردها كان فوق وكان عالمية، �صلم �أد�ة كان هنا �لإ�صلام، هو و�لوحيد لها �لفعلي �لحاكم لم في �لم�صتقبل، وتتهيئ ل�صروطه، وتهيئ ذلك �أد�ة م�صتقبلية تتوقع �إحد�ث �ل�صلم في لم في �لعالم عبر تهيئته لل�ص �صروطه م�صبقا، �أي �أن �لإ�صلام يفتر�ض بعديا �ل�صلوعي وهوية وتاريخ من قد تنقل �ل�صلطة لهم في يوم ما �إذ� ما تغير �لزمن. وهنا لم فعليا �لآن و�فتر��صيا فيما بعد �لآن، �أد�ة ��صتغال �صلمية هنا كان �أد�ة فاعلة لل�ص

Page 223: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 223 -

لم هناك. وهذه قيمة عقدية؛ لأن �لعقيدة هي �أ�صلها، ذ�ك �أن و�أد�ة �ن�صغال لل�صلم في �لإ�صلام جعلت �ل�صوؤ�ل عن �أ�صبابه محاولة لإخر�جه عن �أ�صله، �أ�صالة �ل�صمعالجة محل دوما �لعنف �أ�صباب وتظل عليه، �صوؤ�ل ل �أ�صله على جاء من �إذ عن �ل�صوؤ�ل دون ن�صالحهما �لإ�صلام في طائفتان تقاتلت �إذ� لذلك و��صتف�صار، �لعنف و�كت�صاف �صوؤ�ل عو�مل بعد �إل �إحد�ها نقاتل لكنا ل �لإ�صلاح، �أ�صباب �لفئة �لباغية ثم يكون �لعنف، فنلاحظ �أن �لعنف مرجاأ دوما، و�أنه لبد من تبريره ثم يبرر في حالة طلب يفعل �لذي لم �ل�ص بعك�ض �أ�صبابه، به ودر��صة �لقيام قبل تبريره على غير �لمعتاد لأنه �أ�صل. و�أثناء �لعنف يحرم �ل�صرع بمقا�صده �لإمعان في �لعنف فالفئة �لباغية تقاتل لي�ض حتى تباد بل فقط حتى تفيء �إلى �أمر �لله، بمعنى �أن �لإمعان في �لعنف حر�م، و�لعنف في �ل�صريعة ل يعني �لنهاية نهاية طائفة �أو دولة �أو مخالف، بل نهاية م�صوغات قتاله فقط، وتحريم �لإمعان في �لقتال محرم حتى

مع �لكافرين لحتمال �نقلابهم م�صلمين �أو �أ�صدقاء، قال تعالى: چ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦڦ ڄ ڄڄ ڄ ڃ ڃ چ )�لممتحنة: 7( �إذن؛ يهيئ �لمتقاتلين و�للاوعي للوعي �لقبلي -ب�صقائه �لم�صالمين ويهيئ لم، لل�ص �لم�صتقبلي- -بح�صه لم، ويهيئ �لكفار -بعديا- للاإ�صلام لي�ض �لآن �إذ� ما عاندو� بقيمه- لمزيد �إفعال �ل�صبل في �لأفق �لبعيد، �صو�ء في �أنف�صهم هم بعد �صنو�ت، �أو في �أحفادهم، لعل �لله يخرج من �أ�صلابهم من يوحد �لله، كما فعل �لنبي عليه �ل�صلاة و�ل�صلام مع غالب �لعرب فاأ�صلمو� �أجمعهم، فهذه هي مخ ر�صالة �لإ�صلام �أنه رحمة للعالمين �لآن وما لم هو �أحد �متد�د�ت �لعقيدة فقد تلب�ض بهذ� بعد �لآن، هنا وهناك، وبما �أن �ل�صلم �للبو�ض �لذي له لحاظ م�صتقلبي بعدي توقعي، هنا كانت �لإحالت �لبعدية لل�ص

عقدية. لم ولي�ض �إن �لإ�صلام ي�صعى لتق�صيد �لعنف ور�صم خانة له لتجعله يخدم �ل�ص�لعنف في مورثات يجعل كل للعنف �لتق�صيد �لعنف، وهذ� لم �ل�ص يخدم �أن

Page 224: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 224 -

ق�صيدة فغر�ض لها، وقا�صدة لم بال�ص موؤطرة �لب�صرية و�ل�صلوكات �لتعاملات لم هو �ل�صلام و�إن تخللتها جمل �لعنف كانت نف�ض هذه �لجمل حاملة لخدمة �ل�صغر�ض �لق�صيدة تلقائيا، وعليه �إذ� �أردنا �لتاأكيد بال�صتدلل، على �أن �لله منه �ل�صلام �لإ�صلام؛ �لوجود و�صعائر �لعنف في كل حركات غائيا تمرير يق�صد ق�صد� ولم ��صتدللنا في ذلك على �أن غاية �لإ�صلام هي توزيع �ل�صلام في �لوجود ولتح�صيل ذ�ته ويتمعن يكون-في-�لإ�صلام �أن �لم�صلم �لمانع على �لجامع �صكله لم في �ل�صلم بجو�رحه ول�صانه وقلبه، فالم�صلم من �صلم �ل�ص ين�صر �أن به لدرجة فيه ويفي�ض يكتفي �أحد..، ول على يحقد ل بحيث قلبه وي�صلم ويده ل�صانه من �لم�صلمون نة من ل ياأمن جاره بترك �ل�صر و�لإذ�ية كقوله �صلى �لله عليه و�صلم: »ل يدخل �لجلم في �أرجاء �لوجود، بو�ئقه«)1( �إذ هذ� في �صياق �لمعا�صي �لثقيلة، بل يبث �ل�صيوؤمن كان و�صلم: »من عليه �لله �صلى �لله ر�صول قال �لموجود�ت. في ويذيعه بالله و�ليوم �لآخر فليح�صن �إلى جاره، ومن كان يوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فليكرم � �أو لي�صكت«)2(، �أو: »من كان يفه، ومن كان يوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فليقل خير �صيوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فلا يوؤذ جاره، ومن كان يوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فليكرم مت«)3(. فالم�صلم في � �أو لي�ص يفه، ومن كان يوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فليقل خير �صكما �لوجود لم في �ل�ص لبث و�صاع للحرب. وم�صاد �لجميع مع م�صالم �لأ�صل نجد في ن�صو�ض �ل�صنة �لناهية عن �صب �لريح و�لزمن و�لديك و�لأمو�ت...بل ى فاإنها تذهب حتى �لأدو�ء، فعندما �صبت �أم �ل�صائب �لحمى قال: »ل ت�صبي �لحم} يهلكهن { موبقا } �أخرجه �لبخاري، في كتاب �لآد�ب، باب �إثم من ل ياأمن جاره بو�يقه {يوبقهن -1ريم �إيذ�ء �لجار، حديث مهلكا، حديث رقم: 6016. وم�صلم)و�للفظ له( في كتاب �لإيمان، باب بيان تح

رقم: 46. ، مت �إل من �لخير يف ولزوم �ل�ص ار و�ل�ص �أخرجه م�صلم، في كتاب �لإيمان، باب �لحث على �إكر�م �لج -2

ه من �لإيمان، حديث رقم: 48. وكون ذلك كل�أخرجه �لبخاري، في كتاب �لآد�ب، باب من كان يوؤمن بالله و�ليوم �لآخر فلا يوؤذ جاره، حديث رقم: -3

.6018

Page 225: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 225 -

خطايا بني �آدم كما يذهب �لكير خبث �لحديد«)1(. وفعالية مق�صد �لدين كله �إثارة للرحمن عبد� �لم�صلم فيكون �لم�صلم، فاعلية عبر �لوجود في �لإ�صلامية �لرحمة لم ك�صياق �أن مقا�صد �لدين هي �ل�ص نا�صر� للرحمة في �لحياة بدين �لرحمة، وبما كل في لم �ل�ص يق�صد جعله هو بها �لم�صلم تق�صيد كان �ل�صريعة لأحكام طبيعي �أفعاله على �لم�صتوى �لبعيد، ولو تخللت بع�ض �صلوكاته �لعنف �لعار�ض �لم�صروع �لإ�صلام �لدين وهذ� كلها. �لحياة �إلى لم �ل�ص غر�ض تمطيط �إكمال جرم فلا عبرها ويتم �لحياة، في بها �ل�صلام لن�صر عليها �لم�صتغل �لمادة هو �لذي �لرحيم لم فيه كليا، فعقيدته �صلام من �ل�صلام لم ويجلي طاقة �ل�ص تق�صيد �لخلق نحو �ل�صلم و�إد�مته، ولي�ض �إفعال �لعنف وتركيمه، وهذ� �لمق�صد مق�صد تتوخى �إحر�ز �ل�ص�أغر��ض �أن �لفقهيات و�لأخلاقيات، ذلك �أي هو مق�صد �ل�صريعة بقيد لل�صريعة و�لق�صاء �لزو�ج من �لأ�صرة و�أحكام و�ل�صر�ء �لبيع في �لمعاملاتية �لتنظيمات لم و�لم�صايف له، �إذ �إن �لقانون يخلق و�ل�صهادة...هو �إفعال �لعدل �لمحايث بال�صلم ويعدم �لفو�صى �لجتماعية ويحقق �ل�صتقر�ر في �لأو�صاط �لحركية �لتي �ل�صيعمرها �لإن�صان، لأنه يقف دون ت�صلط �إن�صان على �آخر و�غت�صاب حق ما �أو جور �صاأنه خلق زلز�ل من �لحقد لدى �آخر، و�لذي من �أو �صاحب جاه على �صلطان و�أبرز �لدموية و�لثور�ت �لم�صلحة �لنتفا�صات عو�مل �أحد هو �لذي �ل�صعفاء

مهيئاتها في �لنفو�ض و�لمجتمعات.و�إن مق�صد �لأخلاق يتجلى في �إحر�ز �لحب بين �لنا�ض وتحقيق م�صالمة هادئة تنع�ض روح �لطماأنينة و�ل�صكون بينهم، لهذ� كان �صعار �للقاء �لأول بين �لم�صلمين للتعارف �لأولى �لو�صيلة هو �أنه �أي ل �أو بع�صهم �أعرفو� �صو�ء �ل�صلام هو و�لتو��صل و�لحو�ر و�لذي هو �أ�صا�ض ف�ض �لعنف وم�صحه عن �صاحات �لتعاملات

و نحو يبه من مر�ض �أو حزن �أ �أخرجه م�صلم، في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب ثو�ب �لموؤمن فيما ي�ص -1وكة ي�صاكها، حديث رقم: 2575. ذلك حتى �ل�ص

Page 226: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 226 -

ا و�صيلة بد�ية �لندماج بين �أنا�ض يعرفون بع�صهم م�صبقا، وهذه �لب�صرية، وهو �أي�ص�لتعاملات �لتو��صلية هي قنو�ت لتوريد �لأفكار وتلاقح �لأذهان، و�لتي لبد منها و�أ�صا�ض �ل�صلم �لعقدي هو �لتعاقد �أ�صا�ض فكان منها عقدية، تكون في كمية �أن و�لتخلق �لفكري �لتثاقف �أ�صا�ض �أنه كما �ل�صلم، �لعقدية هو �لعقود �إبر�م هذه �أن �لعقيدة لم، وبما �ل�ص �أن مقا�صد �لأخلاق هي بعث روح �لأخلاقي. مما يعني لم �أحد �أهم مقا�صد هي �أ�صا�ض �لأخلاق و�لفقه معا لأنها بوؤرة كل �ل�صرع كان �ل�ص

�لعقيدة.لم �إلى معالجة �أدو�ت �لعنف �للطيفة �لمنع�صة له �أي تلك �لتي ويمتد هذ� �ل�صهي عنف لكنها في لفظ لطيف موؤدب تظهر كعاملة على هام�ض �لعنف لكنها �أحد مرتكز�ته، و�أق�صد بذلك �ل�صيا�صة كامتد�د للحرب، و�ل�صلطة كاأد�ة لها م�صروعية لم بمقوماته �لعقدية مما يجعل ممار�صة �لعنف و�حتكاره. ففي �لإ�صلام تم �رتباط �ل�صوغاياته �لحرب و�صائل يجعل عك�صية، وبعبارة �صرعية، وغاياته لم �ل�ص و�صائل �لغاية بين �لتفريق على يقوم �لذي لم �ل�ص بين �لفرق ندرك هنا ومن �صرعية، لم �ل�ص وبين »�لميكيافلية«، وفق �صيء �لو�صيلة وكل تبرر �لغاية و�لو�صيلة، حيث �لتعبدية في �لعقدية �لقيمة لوجود �لعك�ض فيه ول �لغاية �لو�صيلة تبرر �لذي ل و�صائل تحديد �أن يعني مما تجازوها، يحرم معا لم و�ل�ص وغايتها، �لحرب و�صيلة ممكنا لم �ل�ص وماآلت �لحرب نهاية توقع �إمكانية يجعل بال�صرع لم و�ل�ص �لحرب لإحكام و�صائلهما، في حين يكون فتح �لو�صيلة �أمام كل �لحتمالت يجعل �لتوقع لم �ل�ص هذ� حالة في موؤقتا ه�صا لم �ل�ص فيظل م�صتحيلا، لم و�ل�ص �لحرب بماآلت لم بمحدد�ت �أخرى كالم�صلحة، مهدد� با�صتعال �لحرب في �أي وقت لرتباط �ل�صبقيمة مرتبط غير لأنه �ل�صريعة في طبيعيا و�قعيا �لإ�صلامي لم �ل�ص يظل حين في لم �ل�ص و�رتباط بها. متعبد� م�صبوطة ذ�ته وو�صائله قيمة في حد هو بل خارجية �لعقيدة، ومن ثم �لقيمة وعن �لعقدية يجعل �لخروج عنها خروجا عن بمقوماته

Page 227: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 227 -

لم في حد ذ�ته قيمة مقد�صة ل مجال ل�صرعنة تبني و�صائل غير �صرعية ما د�م �ل�صلم ل ي�صرع �لحرب �إل لتحقيق �صلم �أعلى، �أو �صرورة �لحرب جعلت م�صاحة �ل�صلم بالحق لم حال �أو ماآل. وبقدر تحاقق �ل�ص تقل، فوجبت �لحرب لتو�صيع منطقة �ل�ص�لدرجات ونيل �لعقدية �لفا�صلة �لقيم في �لتماهي بقدر �لإ�صلامي �لد�خل في �لدركات، �لتهاوي في بقدر �لإ�صلامي �لد�خل باطلا في �إ�صعال �لحرب وبقدر كم بع�ص رب ي�ص ار�، كف بعدي ترجعو� قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »ل �لف�صقي �لعملي �لكفر على �أمثلة �صربه في �لحديث ولحظ بع�ض«)1(، رقاب �لحرب �صياق هو و�لكفر �لف�صوق �صياق �أن على ليوؤ�صر لم �ل�ص وعدم بالحرب لم �لد�خلية تقابلها درجة في �لإيمان بقدر ما يقابل �لحرب �لد�خلية، �إذن �صياق �ل�ص�لد�خلية بالحرب لان �لمح�ص و�لف�صوق �لكفر فبقدر �لكفر، في درجة �لد�خلية

لم �لد�خلي. بقدر �لإيمان و�لإح�صان �لمح�صلان بال�صمن هنا كانت ت�صور �لإ�صلام للعنف �لثقيل )�لحرب( �أو �للطيف )�ل�صيا�صة

لم: و�ل�صلطة( تمر عبر ثلاث قو�عد لتحقيق �ل�صلم منزوع �لعنف ولو في مناط ما من مناطاته - ا في �ل�ص �ص لم متمح جعل �ل�ص

م�صامينه، من ما م�صمون �أو �صياقاته من ما �صياق في كليا �لعنف بتجنب وتجنب �أنو�عه من �لعنف �لمادي و�لرمزي و�لنف�صي...

�لإمكان، - قدر �أطول لمدة �لنا�ض، من ممكن قدر �أكبر على لم �ل�ص تحقيق ا من �لبدع وهذ� �متد�د للبعد �لعقدي �لذي ين�ض على جعل �لدين خال�ص

و�لأن�صنات.تحقيقه لأكبر عدد ممكن من �لنا�ض وغر�صه في �لحياة لمدة �أطول. -

كتاب في وم�صلم .121 رقم: حديث للعلماء، ات �لإن�ص باب �لعلم، كتاب في �لبخاري، �أخرجه -1كم رقاب بع�ض، حديث رقم: 65 . رب بع�ص ار� ي�ص �لإيمان، باب ل ترجعو� بعدي كف

Page 228: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 228 -

لم يتجذر بو�صع نق�صيه وهو �لحرب في �صياقه �إن تو�صيح ما تقدم حول �ل�صلم عبر تبيان �لحرب. لإبلاج مغيا �ل�ص

لم كمانع(: المطلب الثاني: الحرب في �سياقها المق�سدي )اأو ال�سڭ ڭ ۇ ۇ ۆ چ تعالى: قوله �أن نعلم في ظل هذه �لخطوط )39 )�لأنفال: چ ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۇٴۋ ۈ ۈ ۆ �لنا�ض ا له، لأكبر عدد ممكن من �لدين هو كونه لله وحده خال�ص �أن غر�ض تعني �أحد �ل�صلم وهو للدين هو �لمعتاد �ل�صياق �أن �أطول زمنيا، وبما كما وكيفا، لمدة �رتكا�ض. وقد �صرح بل هي مق�صد� لي�صت �لحرب �إن �لمهمة في حين مقا�صده �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم بذلك في غزوة �لخندق يوم �أن �عتدى �لأحز�ب على �لمدينة بالغزو قائلا كما روى �لبر�ء: »�لملا قد بغو� علينا، �إذ� �أر�دو� فتنة �أبينا �أبينا. وته«)1(. و�لقاعدة هنا هي »طبيعة �لمرتك�ض �أنه ل يكون مق�صد�« كان يرفع بها �صلم مق�صد� حميما، لكن �إذ� خرج �لدين عن قاعدته �لثلاثية �لعقدية و�متد�د�تها �ل�ص�لب�صرية �ل�صاحة �إلى لم �ل�ص لم هنا يكون �لحرب �صرورة لإرجاع �ل�ص في �صيغة

و�ل�صلوك �لإن�صاني ولحاظه �لطبيعي. من هنا ندرك اأن:

لم. م�صروعية �لعنف ل ت�صتمد من ذ�ته �أو من قيمة �لم�صلحة بل من قيمة �ل�ص -1ا هو �ل�صياق �لمحايث دوما للحرب، و�لذي ي�صتعي�صها في �أي لم �أي�ص و�ل�ص -2

فترة كلما �صارت �لحرب غير �صرورية.لم هو �صرط �لعنف حيث ل يكون �لعنف �إل ب�صارط �صلمي يهيكل كما �أن �ل�ص -3لم هو �لمعنى �لوجودي حدوده وغاياته ومناطاته ومبرر�ته، هنا �أنتج لنا �أن �ل�ص

جل لول �لله ما �هتدينا، حديث رقم: 7236. وم�صلم �أخرجه �لبخاري، في كتاب �لتمني، باب قول �لر -1ندق، حديث رقم: 1803. في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب غزوة �لأحز�ب وهي �لخ

Page 229: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 229 -

و�لوجوبي للعنف، فكان مرتكز ح�صارة �لعقيدة �لإ�صلامية هو �ل�صلم ولي�ض �لعنف؛ لهذ� فالم�صلم كائن �صلمي ماد�م م�صلما. وهذه �لتهيئة �لنظرية تنبينا عمليا �أن �لحرب في �لإ�صلام قائمة على رد �لعتبار للعدل و�لعلم و�لحب من جديد و�إعادة �لتفكير فيها باإعادة �لعمل بها، ووفق هذ� �لن�صق �لنظري تكون:

- الحرب في �سياق العنف كقتال:لي�صت �لنز�عات ف�ض فمحكمة �لحرب، في �لإمعان وعدم لم �ل�ص تتق�صد

لم و�لقيمة، قال تعالى: چ ڳ ڱ ڱ هي معيار �لحرب و�لقوة، �إنها معيار �ل�صڱ ڱ ں ںڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ فالقتال )�لحجر�ت:9( چ ھے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭڭ ۇ ۇ ۆ ۆ معلق بالطائفة �لباغية بالعدل و�لق�صط، ونلاحظ تكر�ر �لأمر بالعدل وربطه بالحب، لم �ل�ص عبر �لنز�ع لحلحلة �لطبيعي �ل�صياق هو �لنز�ع ف�ض محكمة جعلت هنا و�ل�صلح، و�أثناء �لقتال كحل �صروري و�أخير جعل معيار �لعدل و�لق�صط -لحظ كرره بال�صم و�لأمر- هو �لحكم في �صوت �لقتال، فكان �لقتال ��صتثنائيا وطابع لم، �ل�ص �أجل- لم حيث �لحرب -من �ل�ص يتغيا �أنه �ل�صروري و�لأخلاقي �لقتال و�متد�د دو�م �أجل- حرب-من فهو عادلة �أو �أخلاقية غير لغاية �لحرب و�أما

لم. �لحرب. فالقتال �إذن في �لإ�صلام؛ هو �متد�د لل�ص- الحرب في �سياق العنف ك�سلطة:

لم، و�إفعالها دون �صطط �ل�ص لم لتحقيق �ل�ص �ل�صلطة في �لإ�صلام قائمة على ع �لمن على �لأ�صير مثلا كما من �صلى �لله عليه و�صلم على ثمامة وقال: »�أطلقو� �صرثمامة«)1(. لأن �ل�صلطة فيه عند ��صتق�صاء تعاريفها وحدودها تجتمع على مفهومي وكان �لم�صجد في ا �أي�ص �لأ�صير وربط �أ�صلم �إذ� �لغت�صال باب �ل�صلاة، كتاب في �لبخاري، �أخرجه -1�صريح ياأمر �لغريم �أن يحب�ض �إلى �صارية �لم�صجد، حديث رقم: 462. وم�صلم في كتاب �لجهاد و�ل�صير،

باب ربط �لأ�صير وحب�صه وجو�ز �لمن عليه، حديث رقم: 1764.

Page 230: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 230 -

فاإنهما في �لإ�صلام يتعلقان �لأمر و�لنهي، و�إذ� كانت �ل�صلطة هي �لأمر و�لنهي، لم �أكثر من �لعنف في �ل�صرع لأنه هو �ل�صياق �لطبيعي وهو �لمق�صد لتطبيق بال�ص�أو�مر �ل�صريعة ونو�هيها وما ي�صتبطنانه من �لأحكام �لنوعية كالو�جب و�لمندوب لم في �لإ�صلام �أ�صا�ض علاقة و�لمباح و�لمكروه و�لحر�م، فكانت علاقة �ل�صلطة بال�ص�ل�صلطة بالعنف و�أكثر م�صاحة منها، لهذ� فالله هو �ل�صلام وهذ� هو �لأ�صل و��صمه -طبعا �لآحاد حادث �أنه �أي ��صما، ولي�ض فعل �صفة فهو �لغ�صب و�أما تعالى، �لنوع- )�لحدوث ل يعني �لمخلوقية(، وقال �صلى �لله عليه و�صلم: )�تقو� قديم يجانب �لإ�صلام حكم كان هنا من �لقيامة()1(. يوم ظلمات �لظلم فاإن �لظلم �لأكثر �لحكم هو »مونتي�صكيو« ح�صب �لطغيان )حكم �أن ذلك �لطغيان، حكم عنفا و�لأقل قوة بين �أ�صكال �لعنف(، )2( وبما �أن �لأقلية في �لإ�صلام هي �لعنف، لم دوما وتقديمه على �لعنف وهو �لم�صيطر في �ل�صاحة وذلك من جهة تغليب �ل�ص�ل�صرعية ون�صو�صها كما وكيفا، يكون �لحكم �لإ�صلامي لي�ض بحكم طغيان، وهذه لم �إذ� ما قومناه بالعقيدة �لقا�صدة لإحقاق �متد�د�ت �صيا�صية و�أخلاقية لفقه �ل�ص�لدنيا من خلالها تكون �صالمة �صليمة و�لرحمة لخلق حياة لم و�ل�ص و�لعلم �لعدل د�ر �ل�صلام، وبما �أن �لحالة �لتي نحن عليها في �لدنيا هي �لتي تحدد ما نكون عليه في �لآخرة، �إذ حالة �لكفر في �لدنيا تورث وتحدد حالة �لكافر في �لآخرة من �أنه في �لنار، وحالة �لم�صلم هنا في �لدنيا تحدد له حالته في �لآخرة من كونه في �لجنة �أجل تحديد من �لدنيا �ل�صلام كحالة في د�ر �لحياة �لدين هو جعل مق�صد و�إن هي لل�صلام كد�ر �لآخرة في �لحالة وهذه كذلك، لل�صلام كد�ر �لآخرة حالة �لجنة، و�صميت �لجنة بد�ر �ل�صلام لأن �ل�صلام عمها وهي ثو�ب لمن �أ�صلم م�صلما لم في �لدنيا، و�صعى لجعلها د�ر �ل�صلام كما ق�صد �ل�صرع ذلك في �لإ�صلام بال�ص

لم، حديث رقم: 2578. ريم �لظ �أخرجه م�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب تح -1في �لعنف، حنا �أرندت، 36، "بت�صرف ي�صير". -2

Page 231: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 231 -

وق�صد �لله �ل�صلام ذلك، فد�ر �ل�صلام في �لجنة هي نتيجة حال تحقيق �ل�صلام في �لأر�ض �إذ حالة �لآخرة نتاج حالة �لدنيا. ونيل �لجنة ق�صد كل م�صلم، فنيل �ل�صلام �إذن ق�صد كل م�صلم، وبما �أن �لجنة مفهوم غيب عقدي كانت �لعقيدة هي مق�صد لم و�لرتماء لم وتتغياه وتحمل معتقديها على تغيي �ل�ص كل م�صلم تحمل طيها �ل�صلم، وفيه تجاوز للا�صتبد�د �لذي �إليه. فال�صلطة في �لإ�صلام �إذن؛ هي �متد�د لل�ص

يجعل �ل�صلطة �متد�د� للعنف. - الحرب في �سياق العنف ك�سيا�سة:

�أر�صله دعوي �صيا�صي خطاب فاأول �لحتر�م على قامت �لنبوة �صيا�صة �إن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم للملوك كان خطاب �إ�صلام و�أمن، وفيه: »فاإني �أدعوك فاإن توليت فاإن ، تين مر �أجرك �لله يوؤتك و�أ�صلم ت�صلم، �أ�صلم �لإ�صلام، بدعاية لي�صت �لحرب فاإن �صرعية، غاية هو لم �ل�ص كان و�إذ� ري�صيين«)1( �لأ �إثم عليك هي �لماآل �لوحيد في نهاية �لأمر، بل �لماآل �لوحيد في نهاية �لأمر يجب �أن يكون لم، وهذ� يعني �أن لم، وتكون وفق هذ� �لمق�صد �ل�صيا�صة �ل�صرعية �متد�د� لل�ص لل�صلم ب�صكل حقيقي، وتعتبر �إقامة �لعلاقات �ل�صيا�صة �لدولية في �لإ�صلام تتق�صد �ل�ص�أفق �لعملية في لم ونمذجاته �ل�ص فري�صة تمثلات كاأحد �لعالم مع جير�نها ودول �لتعاملات �لبر�نية، كما �أن علاقة �لدولة بالمو�طن ومفهوم �ل�صيادة و�إر�دة �لدولة وهذ� �لد�خلية، علاقاتها م�صتوى على لم �ل�ص �إفعال تتق�صد �لقانون في �لمتمثلة �لبعد هو �لمحدد لعلاقات �لمو�طن باأجهزة �لدولة �لتنفيذية و�لت�صريعية و�لق�صائية لم. من هنا يجب �أن تدر�ض �لعلاقة بين �لحرب و�ل�صيا�صة �لقائمة على مق�صد �ل�ص�لعقدية، بمقوماتهما و�لم�صلحة لم �ل�ص �لمفهومين: قرينيهما �أ�صا�ض على �ل�صرعيين ل نعبد �أخرجه �لبخاري في كتاب �لتف�صير، باب {قل يا �أهل �لكتاب تعالو� �إلى كلمة �صو�ء بيننا وبينكم �أ -1لى �لله د، حديث رقم:4553. وم�صلم في كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب كتاب �لنبي �ص �إل �لله} �صو�ء: ق�ص

م �إلى هرقل يدعوه �إلى �لإ�صلام، حديث رقم: 1773. عليه و�صل

Page 232: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 232 -

لم لل�ص �لجنوح نحقق حتى بال�صلطة �لعنف علاقة لدر��صة نف�صه �لأ�صا�ض وهو كمفاهيم �ل�صيا�صة، م�صتوى وعلى �لقتال م�صتوى وعلى �ل�صلطة م�صتوى على لم في �لإ�صلام وكمحدد�ت لعلاقاتنا مع �لآخر �لقائمة تعبر كلها عن �متد�د لل�ص�لد�خلية في �ل�صيا�صة �أو �لدولية �ل�صيا�صة �لخارجية �صو�ء في مجال لم �ل�ص على

علاقة �لفرد بالدولة م�صد�قا لقوله تعالى: چ ی ی ی ی ئج ئح ئم ئى چ لم فذلك �ل�صيا�صة �ل�صرعية في مقا�صدها هي �متد�د لل�ص )�لأنفال: 61( و�إذ� كانت �لآن في ظل �لبر�غماتية �ل�صيا�صة �متد�د� للحرب كما هو طابع لي�صت �أنها يعني �لدولة �لحديثة وفق �لمبد�أ �لمهند�ض �لعام؛ )�لحرب هي �متد�د لل�صيا�صة( كما قال

»كارل فون كلاوزوفيت�ض«)1(.فاإن لم �ل�ص ظل في يبنى �لطبيعي �لإ�صلامية �لح�صارة �صياق كان �إذ� �إذن؛ �لقرن لم و�لعلم ولي�ض �لحرب كما فعلت حروب �ل�ص تنتج �لحرب في �لإ�صلام �لع�صرين، �لتي ولدت حرب عالمية �أولى وولدت �لأولى �لثانية، وولدت �لثانية �آخر. �صر�ع في ليدخل ب�صر�ع ينتهي �صر�ع �صل�صلة في وهكذ� باردة حروبا �لآلت �لقيمة �لطبيعية وت�صاوق �لعقيدة و�صياقاتها قيم �أن تخدم �لحرب فيجب �لذ�ت حماية قبل �لب�صرية �لذ�ت حماية �أجل من و�لقا�صفات و�لمد�فع �لحربية �لثقافية �لمتنوعة �أو �لذ�ت �لعرقية �لمختلفة �أو �لدينية �لمتباينة. وهذ� هو ما ي�صجله لم بارز� جد� فيه، و�لذي �لإ�صلام وتاريخه في �لع�صر �لنبوي حيث كان دور �ل�صلم �لإ�صلام فيه �أكثر مما خدمته �لحرب، فبمجرد �لهجرة تاأ�ص�صت �لدولة، خدم �ل�صلم حيث كانت �لدعوة �لمكية فما يوؤ�ص�ض دولة �لإ�صلام لي�ض هو �لعنف، بل �ل�صو�لهجرة وبيعة �أهل �لمدينة �صلمية، لكن توطين �لدولة قد يكون بالعنف كما في عدد كان ذلك ومع و�لجهل، �لظلم ورد �لمكت�صب وحرز لإبقائها وذلك بدر

�أبو هو��ض، �صامر ترجمة: ��صتر�تيجية، روبرت غرين، �لماكر: �لحرب ثلاث وثلاثون �لكتاب هنا ينظر -1ا ��صتر�تيجيات �لحرب �لهجومية؛ 455-241. وخ�صو�ص

Page 233: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 233 -

�أن بله �لألف مثنى يتجاوز لم �لنبوي �لعهد في و�لم�صلمين �لكفار من �لقتلى �أن لدرجة جد� عظيما كان فيه �لم�صلمين وعدد تك�صير، جمع �لألوف فيه تجمع مجرد من حج فقط من �لقادرين في حجة �لود�ع مع �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم في �ل�صيا�صة تتفنن لم �أن �ل�صلط �لعقدية �لد�عمة لل�ص تجاوز مئة �ألف. فعلم بهذ� بالحرب كتاأويل وحيد لل�صرع. وهذ� �أعظم �لرد و�ل�صلطة و�لقتال نف�صه ول تتفتن�أو جعل من �لحرب مق�صد� �صرعيا، وينطلق �لإ�صلام كدين عنف على من فهم من فر�صيات تح�ص�صها من �صكل ما ربما يكون �صرعيا وربما كانت ردة فعل ظرفية �أو نف�صية �أو �جتماعية عاي�صها هذ� �لفرد فاأثرت في فهمه للن�ض وجعلته يتح�ص�ض هذه �لفر�صيات وينطلق منها لت�صير بعد ذلك م�صلمات فعلما، هنا يكون مق�صد �لعقيدة هو دفع �لم�صلم نحو دو�م �لمر�جعة �ل�صارمة لي�ض لما يفكر فيه فقط على م�صتوى وعيه، بل لغزو �لمناطق �لدفينة في �للاوعي و�لتي �صارت ل مفكر� فيها، ومحاولة بلورتها بال�صرع من جديد وتجنب �ل�صياقات �لظرفية �لتي توؤثر في عملية تاأويل �لن�ض وتنزيله ومحاولة تجاوزها نحو ��صتنطاق �لن�ض نف�صه، و��صتنطاقه في للذ�ت. �ل�صرع يوؤول ��صتنطاقا �لموؤولة �لذ�ت ��صتنطاق ولي�ض �لموؤولة، �لذ�ت �صرعي، عنفا غير �أي �ل�صرعي نطاقه ت�صييره خارج وهناك بحوث حول �لجهاد لدعم �لن�صو�ض تاأويل عبره يتم ما عنف لتبرير �لن�ض قر�ءة يتم عندما وذلك �لجهادي عن �لن�ض يخرج هنا �لجهاد، �إطار عنيفة خارج فكرة �أو حادثة عنف فارغة �لن�صو�ض ت�صير وبالتالي �لبر�غماتي، د�ئرة �إلى بمقوماته �لعقدي �إطاره �لحقيقة ويعاد �إنتاجها من جديد لي�صير �لن�ض بذلك �أد�ة �صحن وتخطيطا للعنف. وبما �أن �صياق حديثنا مق�صدي كان لبد من �ل�صتعانة بقاعدة من قو�عد من مقا�صد �ل�صريعة هنا لنبرهن ختاما على ما نريد قوله، ون�صطر هنا كلية مهمة نوؤطر بها كلامنا وهي: »�إن �لزمان و�لمكان يجعل من �لمقا�صد ذ�ت �أولوية على بع�صها و�لمكان �لزمان تغير وفق تتغير يجعلها �لفتاوي من �لجزئية �لأمور ففي �أحيانا،

Page 234: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 234 -

و�لأحو�ل و�لأ�صخا�ض لكن �لأمور �لكبرى و�لكلية يجعلها تتو�لى« ففي موقف �لدفاع عن بلد من غزو �لكفار تكون حتمية �لعنف و�لجهاد �صرورية ولي�ض ذلك لم، بل لأن تغير �لحال و�لظرف و�لزمان و�لمكان جعلها �أولى �لآن ن�صخا لمق�صد �ل�صفري�صة فتكون �لظرف هو �لحرب. لم في هذ� �ل�ص لم، لأن �صرط تحقيق �ل�ص من �لهيدروجينية بالأ�صلحة يتدرع �لذي �لع�صر هذ� في �لم�صالمة ومقا�صد لم �ل�صو�لنووية وكافة �لأ�صلحة �لقذرة و�لآلت �لمدمرة، �أولى في ن�صرها وبعثها و�أولى في �لحو�ر�ت و�لتخاطبات من غيرها، و�أولى في تقديمها على غيرها في �لمحافل �لدولية و�لندو�ت �لفكرية و�لموؤتمر�ت و�لقمم و�لتعاملات و�لتعالقات و�لعلاقات، هذ� من جانب، ومن جانب �آخر حتى ت�صاحب قوة هذه �لآلة �لباط�صة معان وقيم �آلة تعقلن نظرية بهيمنة معنوية و�صلطة �لعملية تكون في قوتها، وتو�زي هيمنتها لم هنا في هذ� �لزمان كق�صية كبرى �لحرب وتقومها في �لم�صار�ت �ل�صحيحة. فال�صل يجوز �أن تتغير لأن تغيرها يعني �لحرب؛ �لعدم �لعام، بعك�ض �لق�صايا �لجزئية و�لأحو�ل و�لمكان �لزمان لتغير �لحرمة �إلى �لجو�ز من �أحكامها تتغير قد �لتي لم �صيء لم هنا ثابت �إلى �أجل غير م�صمى، و�لذي يلي �ل�ص و�لنيات...فتو�لي �ل�صبينها �أي �نف�صال �أن تظل مت�صلة بدون لم يجب �ل�ص �آخر، فمادة و�حد هو �صلم بمادة �أخرى من �لعنف. وتو�لي �لق�صايا �لكبرى دون تغيرها يكون لأ�صباب، منها: �لقيمة ��صتنز�ف دو�عي يتم �أن �أو هنا، تغيرها هلاك عام، كمثالنا يكون في �أن لم وتحقيق �لم�صادة وتجفيف �أ�صبابها، فمثلا؛ �إن �لحرب في �لإ�صلام تكون لقيمة �ل�صلم، فاإذ� ما كانت �لحرب غير �صرورية بزو�ل �أ�صبابها بحيث �صاد �لعدل مق�صد �ل�صلمتلاك �لجميع هلاك يعني �لحرب �إ�صعال �صار �أو و�لرحمة، و�لعلم لم و�ل�صثابتا وبذلك لم وحده �لكل للاأ�صلحة �لهالكة للكل =كان مق�صد تو�لي قيمة �ل�صتن�صخ �لحرب وتعطل �لجيو�ض، فالإ�صلام ل يرفع �ل�صيف �إل لإقامة �لعدل �أو رفع باإعد�م يتحقق قد للنا�ض، و�لذي �إحقاق حق �لحياة �أو لم؛ �ل�ص �أو تحقيق �لظلم

Page 235: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 235 -

�لحرب عبر �متلاك �لكل لأ�صلحة ر�دعة للظلم و�لعدو�ن توجب �لهلاك للجميع �إن قامت �لحرب؛ �صو�ء في رده على �لظلم و�صد �لرحمة )جهاد �لدفع( �أو في رده على �لجهل )كجهاد �لطلب لرفع �لجهل بالإ�صلام عن �لآخر �صلميا �صو�ء �أ�صلم لم و�لعلم لأن �لعنف ل ي�صلح ما �أف�صده �أو لم ي�صلم( من �أجل تحقيق �لعدل و�ل�ص�لعنف، ولذ� كان �لعنف �آخر �لحلول في �ل�صرع ول يمال �إليه �إل عند �ل�صرورة لم �صروريا لوقف �لعنف، وكانت غايات بعد طلب �لإ�صلام و�لجزية، وكان �ل�صلم، وهو �لذي ي�صلح نتائج �لعنف وف�صاده، ولي�ض �لعنف هو �لعنف طلب �ل�ص�لذي يعالج ذ�ته وي�صلح ما �أف�صده، فلي�ض دو�ء عاقلة �لمقتول قتل �لقاتل، بل في �لإ�صلاح، و�إذ� لم تقتنع تتحمل م�صئولية قتل �لقاتل و�لتي تتجلى في عدم �إفادة ا لم هو مق�صد �ل�صريعة، و�لعنف بذلك قزمه �ل�صرع كم �صيء ور�ء قتله؛ لأن �ل�ص

وكيفا قدر �لمطاق.

خاتمة:

�إذ� نظرنا �إلى حظر �لإكفار �إل بالحق. كعنف رمزي ي�صتجلب عنفا ماديا كما جل �أخاه فقد باء بها �أحدهما«)1( ر �لر قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »�إذ� كف�إلى نحتاج لم. لل�ص طيعة كمادة �لإ�صلام مجتمع منها يتركب طينة �أي عرفنا ملحاحا لم �ل�ص كان �إذ� ولأنه �لآن. مهلكة �لحرب لأن �لم�صالم؛ �لم�صلم �لمجتمع باأخلاقها �أد�ة �لمر�قبة �لوحيدة �لتي تر�صح �ليوم لتعدد �لفتك في �لأ�صلحة، فاإنه في �لفرد حتى ل يمار�ض عنفا رقميا مثل �لقر�صنة �لرقمية للاأمو�ل...لما ي�صعره في لمية تجاه �لآخر �لمبلورة في �صرورة �لتعامل �لفرد من روح �لأمانة و�لم�صئولية �ل�صكامتياز ولي�ض بذلك، معه �لتعامل يجب له كحق لم �ل�ص �أ�صا�ض على �لآخر مع لم حق للجميع ولي�ض هدية �أو ترقية �أو �متياز�، وهذ� �لحق يجب تعطيه له، فال�ص

�أخرجه م�صلم في كتاب �لإيمان، باب بيان حال �إيمان من قال لأخيه �لم�صلم: يا كافر، حديث رقم: 60. -1

Page 236: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 236 -

�أن ي�صل �إلى حد �لإنفاق للعفو كما قال تعالى: چ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئېچ لم زكاة و�جبة على �لجميع لم دوما وجعل �ل�ص )�لبقرة: 219( فاإنفاق �لعفو �إنفاق �ل�ص

تحرم �لحرب وتفقرها.و�إذ� تحقق هذ� �لمق�صد �لكلي في �ل�صريعة علمنا �أن مق�صد �لحرب هو �ل�صلم هو لم �ل�ص ومق�صد بدونه، معنى وذ� د�ل ي�صير ل بحيث �ل�صلم هو وق�صديته �لم�صالح بله لله �لمح�ض �لتعبد �أي و�لإخلا�ض �لحب فيها قيمة لأنه نف�صه �ل�صلم مبرر�ت هنالك تعد لم ولذ� و�لرحمة، �لحب هو وق�صديته فيه، �لتي �لدنيوية لم �ل�ص �إلى نهايته في يوؤول فالإ�صلام �لجيو�ض. تعطيل دون تقف كافية �صرعية و�لعدل و�لرحمة و�لعلم و�لف�صل كمقا�صد عقدية ي�صعى لبثها في �لوجود، �أي يوؤول في نهايته كمق�صد مرتكز فيه �إلى �إفناء �لجهل و�إعد�م �لق�صوة ودفن �لفقر

ون�صخ �لحرب وتعطيل �لجيو�ض. وهذه المقا�سد كلها يجب اأن:

تت�صطح بمفهوم �لإخلا�ض كمق�صد ذ�تي في نف�صه يجب �أن يلف كل �لعلاقات �لعمل، �أثناء و�لأمانة �ل�صتغال، �أثناء �لم�صئولية روح في علنا وتظهر �لإ�صلامية

لم وما ي�صايفه في �لحياة؛ و�لإح�صا�ض بمر�قبة �لله تعالى �أثناء تفعيل مفهوم �ل�صتتعمق وتتجذر بمفهوم �لإخلا�ض كذلك كل �لتفاعلات �لإ�صلامية وتتحرك به كوقود ي�صري فيها وت�صري به في �لحياة �لثقافية و�لفكرية و�لأخلاقية و�لجتماعية

و�لنف�صية؛ لم ويجعلنا وهذ� يوؤدي �إلى تعظيم مفهوم »�لتعبد« لله تعالى فينا بمفهوم �ل�صر�صول« محمد �لله �إل �إله »ل فة: �لم�صر �لملمة منهاج على �لعبادة لتحقيق ن�صير

كمق�صد �أ�صمى لقيم �لإ�صلام كلها.

Page 237: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 237 -

نتائج: من خلال ما �سطرناه في هذا البحث نخل�ص اإلى الآتي: �لمقومات - تجذر من �لم�صتمدة �لإ�صلام في مركزية قيمة ذو لم �ل�ص مفهوم

�لعقدية في تاأثيله، فعلى م�صتوى �ل�صياقات �لعقدية كان هو �ل�صياق �لطبيعي ا على م�صتوى �لمقا�صد �ل�صرورية �لخم�ض لتطبيق �ل�صعائر �لإ�صلامية وخ�صو�صمو�صوعاتها في �لفاعلية تمام لها موؤثر كو�صف لم �ل�ص ظل في تعمل �لتي

وق�صدياتها.حقيقة - �لنا�ض عقول في تر�صخ حتى �لعنف لمفهوم لم �ل�ص �صرطية �عتبار

لم �لعقيدة ك�صياق مهياأ للاأمن �لجتماعي �لعنف في �لإ�صلام �لم�صروطة بال�صا. و�لغذ�ئي و�لثقافي، وهي �صياق مهيي لذلك �أي�ص

لم، وهو �لذي - ��صت�صحاب �لن�صو�ض مع بع�صها �أثناء تاأويل �آيات �لجهاد و�ل�صلم و�لجهاد ومقوماتهما �لعقدية. يعطينا �لمعنى �ل�صحيح لل�ص

لم بما ي�صايفه من �لمفاهيم �لعقدية كالف�صل و�لحب و�لعدل و�لعلم، - �رتباط �ل�صلم في �ل�صرع وق�صديته �ل�صحيحة. وهو �لذي يجعلنا ندرك مركزية �ل�ص

لم« وفرق بينهما بما يخدم �أطروحة - لم« و«مق�صد �ل�ص �أثل مفهوم »ق�صدية �ل�ص�لبحث.

لم و�صجل تو�صيحات - ف�صل �لبحث في �لأ�صول �لمعنوية �لعقدية لمفهوم �ل�صمحاول لمي« �ل�ص و«�لجتهاد لمي« �ل�ص »�لجهاد مفهومي من �أثله ما ب�صاأن

�إنارتهما بالتاأ�صي�ض. �ل�صلام - �لله طاعة وهو �لعقدي؛ �لمفهوم على �لإ�صلام في لم �ل�ص قيا�ض

لم ل في �صرورة ��صت�صحاب قيمة �ل�ص بال�صلام و�لذي منه تعالى �ل�صلام ف�صذلك وربط و�لع�صرون، �لو�حد �لقرن في �لطائ�صة �لباط�صة �لحرب لآلة

Page 238: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 238 -

بمقا�صد �لأخلاق و�لمعاملات �لإ�صلامية. لم �لإ�صلامي. - �صطر ثلاث قو�عد رئي�صة لتحقيق �ل�صو�لقتال، - و�لعنف و�ل�صيا�صة، و�لعنف و�ل�صلطة، �لعنف بين �لعلاقة حلل

وعلاقة هذه �لثلاثة ببع�صها في �صوء �لإ�صلام. لم قيمة ذ�تية لها قد��صة في ذ�تها. ومن ثم - �أكد �أن �لحرب قيمة غيرية بينما �ل�ص

فهو قيمة عقدية تهدف في �لأمد �لبعيد لتعطيل �لجيو�ض ون�صخ �لحرب. �صطر ق�صية تغير �لفتاوى بتغير �لزمان و�لمكان و�لأحو�ل و�لنيات، و�أكد بكلية -

�أن �لمفاهيم �لكبرى تتو�لى ول تتجاوز بعك�ض �لفتاوى �لجزئية ومن ثم يظل لم دون تجاوزه بالحرب. لم هادفا نحو �ل�ص �ل�ص

لم على م�صتوى �لفكر، ومن �أجل - حاول �لبحث بناء تاأ�صي�ض �آخر لمفهوم �ل�صلمي، ومن �أجل تطبيق �آخر �إرجاعه �إلى ينبوعه �لأول حيث �صياق �لتنزيل �ل�صو �لو�قع ويناغم يلائم بما له �لتنزيل و�إعادة �لإ�صلامي، و�قعنا في لم لل�ص

ير�صي �ل�صتقر�ر فيه. التو�سيات:

بمقوماته - لم« �ل�ص « مفهوم ��صت�صحاب �لجهاد؛ لن�صو�ض تاأويلنا �أثناء ينبغي �لكل في و�لمقا�صدية؛ وتجميع �لمعنوية �ل�صياقية و�لأ�صول �لثلاث؛ �لعقدية كوحدة �لن�ض من �ل�صحيح �لمعنى �إفر�ز �أجل من وحيدة و�حدة وحدة

مت�صلة غير منف�صلة. م�صتوى - على لمي« �ل�ص »�لجتهاد �لبحث �صماه فيما بالدر��صة �ل�صير

عبر نظريا �لمفهوم هذ� بلورة في قدما �ل�صير �أجل من فيه، و�لنظر �لتفكير فيه مادة معرفية نر�كم �لعقلي حتى �لن�صق له علميا على م�صتوى �لتاأ�صي�ض

Page 239: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 239 -

تتج�صد �لدر��صات و�لتاأ�صيلات و�لتقعيد�ت �لمبلورة له ن�صتطيع من خلالها �صياغة تر�ث يتكامل مع �لتر�ث �لإ�صلامي �لغني بهذه �لمادة، وذلك بالمعالجة

و�لتحليل و�لنقد و�لتجاوز و�إعادة �ل�صياغة. لمي« بتوعية �لنا�ض بفري�صة - ينبغي �ل�صير في بناء ما �صماه �لبحث »�لجهاد �ل�ص

�لكفاح معاني لكل عليه بالإ�صفاء �لحربي« »�لجهاد لفري�صة �لم�صاوقة لم �ل�صو�لمثابرة و�ل�صبر و�لفد�ء و�لت�صحية �لموجودة في �لجهاد بال�صيف؛ و�صخها لمي وذلك من �أجل ت�صغيله عمليا على �لحياة، وهو ممر يكثف في �لجهاد �ل�صروح �لم�صئولية في �لأفر�د نحو �لتفكير في �لعي�ض في �صبيل �لله قبل �لموت في �صبيله، ما د�مت �لحياة طبيعيا وزمنيا هي قبل �لموت، كما ينع�ض �إعادة �لتفكير من لم �ل�ص بعث �أجل من وذلك �لعنف. م�صئولية قبل لم �ل�ص م�صئولية في

د�خل �لمجتمع ولي�ض من د�خل �أجهزة �ل�صلطة. لم هو �صرط مفهوم �لعنف دوما، و�لذي يمنحه �ل�صرعية، من - �عتبار مفهوم �ل�ص

لمية، ومن �أجل لم، ومن �أجل تذكيره باأ�صوله �ل�ص �أجل تق�صيد �لعنف نحو�ل�صلم كاأ�صل وغاية و�صياق له. لمي؛ حتى نقلم �أظفار �لعنف بال�ص حده في �صياقه �ل�ص

يو�صي �لبحث باإن�صاء مركز �أو معهد يخ�ص�ض �لعمل فيه على �لنحو �لآتي: -لم، وتاأثيله على م�صتوى بلورة �لعمل على بناء �لن�صق �لد�خلي لمفهوم �ل�صو�أ�صوله �لأنطولوجية �أ�ص�صه حيث؛ من وذلك �لكلية، �لإ�صلامية �صيغته �لمعنوية ومقا�صده �ل�صرعية وق�صديته �لبي�صتمولوجية وقيمه �لأخلاقية نظريا؛ لم، و�لعو�مل �لخارجية �لعاملة در��صة �ل�صلط �لمفاهيمية و�لمنهجية �لد�عمة لل�صعلى ��صتتبابه عمليا؛ تكون نتائج هذ� �لمركز هي �لبر�ديغم �لقيمي و�لأخلاقي �لذي تتظلل تحته �أجهزة �لدولة )�ل�صرطة و�لجي�ض..( وتهتدي به في علاقتها

بالمجتمع و�لمو�طن.

Page 240: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 240 -

الم�شادر والمراجع)�لقاهرة: - �لباقي عبد فوؤ�د تح: �لبخاري، �إ�صماعيل بن �لإمام محمد �لمفرد، �لأدب

�لمطبعة �ل�صلفية، 1375ه(.�لتحفة �لعر�قية في �لأعمال �لقلبية، �أحمد بن عبد �لحليم �بن تيمية، تح: �ل�صحات �أحمد -

�لطحان، ط1)�لمن�صورة-م�صر: د�ر �لكلمة، 2006(.�لكتب - د�ر )بيروت: ط3 �لبيجوري، �إبر�هيم �لتوحيد، جوهرة �صرح �لمريد تحفة

�لعلمية، 2007(.هو��ض، - �أبو �صامر ترجمة: غرين، روبرت ��صتر�تيجية، وثلاثون ثلاث �لحرب

ط2)�لإمار�ت-�ل�صعودية: كلمة-�لعبيكان، 2011(.�صنن �أبي د�ود، �أبو د�ود �صليمان بن �لأ�صعث �ل�صج�صتاني، د�ر �لكتاب �لعربي بيروت -

- لبنان، �لترقيم �لمكتبة �لع�صرية - �صيد� - بيروت.�صنن �لن�صائي، �أبو عبد �لرحمن �أحمد بن �صعيب �لن�صائي، د�ر �لمعرفة للطباعة و�لن�صر -

و�لتوزيع - بيروت - لبنان، �لطبعة: �لأولى 1428ه - 2007م.�لمعارف - د�ئرة مجل�ض �لبيهقي، علي بن �لح�صين بن �أحمد بكر �أبو �لكبرى، �ل�صنن

�لعمانية بحيدر �آباد �لدكن - �لهند، �لطبعة: �لأولى 1352: 1355 ه.�صجرة �لمعارف و�لأحو�ل و�صالح �لأقو�ل و�لأعمال، �لعز بن عبد �ل�صلام، تح: �أحمد -

فريد، ط1)بيروت: د�ر �لكتب �لعلمية، 2003(.�لدليل، - مكتبة ط4)�ل�صعودية: �لألباني، �لدين نا�صر محمد �لمفرد، �لأدب �صحيح

.)1997- - �لنجاة طوق د�ر �لبخاري، عبد�لله �أبو �إ�صماعيل بن محمد �لبخاري، �صحيح

بيروت، �لطبعة �لأولى، 1422ه.�صحيح �صنن �أبي د�وود، محمد نا�صر �لدين �لألباني، ط1)�لريا�ض: مكتبة �لمعارف، -

.)1998

Page 241: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 241 -

�لمعارف، - مكتبة ط1)�لريا�ض: �لألباني، �لدين نا�صر محمد �لن�صائي، �صنن �صحيح .)1998

- - �لجيل د�ر �لني�صابوري، �لق�صيري �لحجاج بن م�صلم �لح�صين �أبو م�صلم، �صحيح ترقيم ه(، 1334 �صنة ��صتانبول في �لمطبوعة �لتركية �لطبعة من )م�صورة بيروت

�لأحاديث، وفق طبعة: )د�ر �إحياء �لكتب �لعربية - �لقاهرة(.عيون �لأثر في فنون �لمغازي و�ل�صمائل و�ل�صير، �أبو �لفتح �ليعمري، تح: محمد �لعيد -

�لخطر�وي، محيي �لدين متو، ط1)�لمدينة �لمنورة: مكتبة د�ر �لتر�ث، 1992(.في �لعنف، حنا �أرندت، ترجمة: �بر�هيم �لعري�ض، ط1)بيروت: د�ر �ل�صاقي، 1992(. -كتاب �لطبقات، محمد بن �صعد بن منيع �لزهري، تح: علي عمر، ط1)مكتبة �لخانجي، -

.)2001وت�صعيف - تغلب بني على �لع�صر باب �صلام، بن �لقا�صم عبيد �أبو �لأمو�ل، كتاب

�ل�صدقة عليهم، تح: محمد عمارة، ط1)�لقاهرة: د�ر �ل�صروق، 1989(.�لمحلى لبن حزم، تح: �أحمد �صاكر، )�لقاهرة: مكتبة د�ر �لتر�ث، 2005(. -�ل�صباغ، - �صيد �لطهطاوي، م�صطفى �أحمد تح: �ل�صاطبي، �إ�صحاق �أبو �لمو�فقات،

ط1)�لقاهرة: د�ر �لف�صيلة، 2010(.

Page 242: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 243: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

اأحاديث حمل ال�سيف: �سبهات و ردود

د. عبد الفتاح بن اليماني الزوينياأكاديمية التربية والتكوين - المملكة المغربية

Page 244: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 245: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 245 -

المقدمة

نبينا محمد �لمبعوث رحمة �لحمد لله رب �لعالمين، و�ل�صلاة و�ل�صلام على �لموؤمنين، �أمهات �أزو�جه عن �لله ور�صي �لطاهرين، �لطيبين �آله وعلى للعالمين

و�صحابته �لغر �لميامين، ومن تبعهم باإح�صان �إلى يوم �لدين، �أما بعد:فلا جرم �أن �ل�صنة �لم�صدر �لثاني للت�صريع �لإ�صلامي و�لمف�صرة للقر�آن �لكريم، حيث �تجهت عناية �لعلماء �إلى �لهتمام �لكبير بالمدونة �لحديثية �صند� ومتنا، فال�صنة �لمطهرة هي �لدليل �لعملي �لخالد لتنزيل �لقر�آن �لمجيد في و�قع �لم�صلمين في كل �لع�صور، غير �أن �لإفادة من �لدليل �لنبوي تتطلب قدرة على فهمها، و��صتنطاقها و�لآليات، و�لمتحول و�لثابت و�لأولويات، و�ل�صنن و�لقو�عد �لمقا�صد لتحديد و�لتنازع �لغلو �نت�صار من �صتى لفتن �لأمة تعر�صت �لقدرة هذه فقدت ومتى و�لتفريط ونحوها، ومن هنا كانت ق�صية ��صتيعاب مناهج �لتعامل مع �ل�صنة ق�صية

جوهرية وم�صيرية.�لأهمية بالغة �إ�صكالية �أغو�ر �صبر �إلى �لنظار نظر ��صتمالة �لبحث يحاول تتعلق في ن�صقها �لعام بالدللة و�لفهم و�لتاأويل، لما لوقوع �لخلط و�لزلل في فهم �أحاديث حمل �ل�صيف وتاأويلها من تد�عيات وخيمة على �لحياة �لعامة و�لم�صتقبل �لح�صاري للاأمة، ولتوقي مكامنها، لزم �لرد على عدة �صبهات تناوب عليها بع�ض �لغالين، وتاأويل �لجاهلين، �لمغر�صين فهما و��صتدلل وتنزيلا، ونفيا عنها تحريف

و�نتحال �لمبطلين.تعر�ض �لدر��صة في �لمبحث �لأول حديث عبد �لله بن عمر)ر�صي �لله عنهما(

Page 246: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 246 -

يف حتى اعة بال�ص قال: قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »بعثت بين يدي �ل�صلة �لذ وجعلت ي، رمح ظل ت تح رزقي وجعل له، �صريك ل وحده �لله يعبد

ه بقوم فهو منهم«. غار على من خالفني، ومن ت�صب و�ل�صوتحاول الإجابة عن اإ�سكاليات في فهم الحديث وتطبيقه:

�لكفر - و�أ�صرك؟ وهل قتل كل من كفر معناه �ل�صيف في �لحديث هل حمل مختلف بحديث �لأخذ يجوز هل للقتل؟ موجبتان �صفتان هما و�ل�صرك �لعفو �آيات ؟ وهل �لكريم �لقر�آن من ثابت هو ما على ح�صاب في �صحته �أ�صبابها، لها كانت �لتي �ل�صيف و�أحاديث حمل �آيات وتن�صخ ترد و�ل�صفح و�أحاديث حمل باآيات �لمق�صود �لجهاد نوع ما �صياقها ومبرر�تها؟ لها وكان

�ل�صيف؟ وما غاياته؟م�صلطة - و�أنها و�لغلظة؟ �لق�صوة تعني �ل�صيف حمل �أحاديث �أ�صياف هل

هكذ� دون مبرر�ت �أو �صو�بط �صرعية، وقد �أثبت �لبلاغ �لقر�آني في مو��صع قاربت �لمائتين �لعفو و�ل�صفح مع �لمخالفين، و�أثبت لخير �لمر�صلين �صلى �لله عليه و�صلم �لرحمة بالعالمين؛ كافرهم وموؤمنهم، ونفى عنه �لغلظة و�لق�صوة؟

هل �لحديث م�صتوف ل�صروط �ل�صحة من حيث �ل�صند و�لمتن؛ وقد تعارف -�أهل �لجتهاد على عدم جو�ز �لحتجاج بالحديث �ل�صعيف �أو �لمختلف في �صحته، ول �لركون �إليه خا�صة �إذ� كان مجال �لجتهاد متعلق بالق�صايا �لكبرى و�لم�صيرية �لتي تتعلق باأمر �لدين كله، وكيان هذه �لأمة، وخا�صة �إذ� تعار�ض يكون �أن وينبغي �لجد�ل، ول �لمر�ء يقبل ل �لذي �لقر�آن �صريح مع ذلك �لعمدة في ذلك �صريح �لقر�آن �لكريم ومحكمه، و�ل�صنة �ل�صحيحة �لثابتة عن

ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم ؟

Page 247: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 247 -

�إحدى - نقد �إلى توجههم خا�صة �لحديث، علماء فحول تقرير�ت مجمل ما حلقات �لحديث )عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان �لعن�صي(؟

ي« دعوة �لم�صلمين - ت ظل رمح هل يفهم من طرف �لحديث: »جعل رزقي تحدماء، قتل وذبح و�صفك يتبعهما من و�ل�صيف وما �لرمح �لرزق من لطلب �أم �أنه تقرير حال، و�إخبار باإباحة �لفد�ء و�لنفل لما كان محظور� على �لأنبياء ف�صلها �لتي �لخاتمة �لأمة هذه خ�صي�صة �لحلية هذه و�أن �ل�صابقة، و�أممهم �لباري تعالى بعدة ف�صائل، منها هذه؟ وهل يمكن �عتبارها دعوة للا�صترز�ق من �لقتال و�صفك �لدماء، وترك �ل�صعي و�لعمل، وتعاطي �لأ�صباب �لم�صروعة لتح�صيل �لقوت، ورغد �لعي�ض، وتو�صيع �لعمر�ن، وت�صييد �لح�صارة و�لمدنية

�لإ�صلامية؟و�نتقلت في �لمبحث �لثاني �إلى عر�ض حديث �أبي هريرة)ر�صي �لله عنه( �أن -

له ن �أقاتل �لنا�ض حتى يقولو� ل �إ �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم قال: »�أمرت �أه وح�صابه على م مني نف�صه وماله �إل بحق فقد ع�ص فمن قال ل �إله �إل �لله �إل �لله«، وحاولت �لإجابة عن عدة �إ�صكاليات في فهم �لحديث وتطبيقه من قبل: �لله

غير - من له، �لحرفي و�لتف�صير �لحديث لهذ� �لظاهرية �لنظرة تولد �أل في ولب�صا خللا �ل�صديد �لفهم و�صو�بط �ل�صتدلل، ل�صروط ��صتح�صار معانيه ومقا�صده، فهل �لمر�د بالنا�ض �لعالم كله؟ �أم �لمق�صود به خ�صو�ض من يقاتل �لم�صلمين؟ وهل علة �لمقاتلة �لكفر �أم �لمحاربة و�لعتد�ء؟ وهل �لإ�صلام

�نت�صر بال�صيف و�ل�صنان �أم بالحجة و�لبيان؟�لنا�ض، - و��صتعباد �لعالم �إبادة �لإ�صلام في �ل�صيف حمل من �لد�فع هل

و�صلب ثرو�ت �لأمم و�إ�صباع لذة �لقهر و�ل�صيطرة و�لعد�ء �لديني و�لتع�صب �لممقوت؛ و�لله �صبحانه وتعالى يقول: چ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ

Page 248: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 248 -

ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک چ ]�لممتحنة:8[، فاإن كانت �صبهات �أحاديث حمل �ل�صيف تزعم �أن ر�صول �لرحمة �لمهد�ة �صلى �لله عليه و�صلم بعث بال�صيف لي�صلطه على رقاب كل من �أ�صرك، فكيف ياأمرنا �لله بالبر

بهم و�لق�صط �إليهم؟!�لن�صو�ض، و�لجمود على ظو�هرها، و�إهمال - �لوقوف عند حرفية �أل يمكن

�لنظر فيما ور�ء �أحكامها من علل، وما ترومه من مقا�صد، �أن ي�صيب �ت�صاق �ل�صريعة بخلل في �لفهم و�لتطبيق؟

وتناولت في �لمبحث �لثالث حديث عبد �لله بن عمرو بن �لعا�ض )ر�صي �لله -عنهما( �أن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم لما كان يطوف بالبيت غمزته قري�ض ولمزته ثلاثا، فقال �صلى �لله عليه و�صلم: »ت�صمعون يا مع�صر قري�ض �أما و�لذي �إ�صكاليات في بح«، وحاولت �لإجابة عن بالذ جئتكم لقد بيده د م نف�ض مح

فهم �لحديث وتطبيقه من قبل:�أم - قري�ض كفار من محدود بعدد خا�ض بح« بالذ »جئتكم في �لوعيد هل

�لذين قري�ض �صناديد من �ل�صبعة وهل ؟ �لمطلق و�لعموم �ل�صمول به ير�د هم �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، وعرفت �أماكن م�صارعهم في قليب بدر؛ عد»جئتكم فهم في �ل�صياقية �لدللت وما �لمذكور؟ بالوعيد �لمخت�صون هم

بح«؟ بالذ�أفردت �لموؤلفات �لحديثية و�صروحاتها رو�ية هذه �لق�صة �صمن كتاب دلئل -

خ�صهم فمن �لوعيد تحقق �إلى منهم �إ�صارة �عتبارها يمكن هل �لنبوة، �لخطاب، فيكون ذلك دليلا �آخر على �أن �لوعيد خا�ض بمن �صبق ذكره �آنفا؟ وهل يمكن �عتبارها قر�ئن حقيقية تفند نظرية توجيه �لخطاب لي�صمل �لعموم

�لمطلق)�لكفار جميعا( �أو �لمطلق �لمقيد )قري�ض جميعها(؟

Page 249: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 249 -

وما �ل�صروط و�لمبادئ و�صو�بط �ل�صتغال بالمدونة �لحديثية �لمتعلقة باأحاديث -حمل �ل�صيف عموما بغر�ض تمكين �لنظار من �آليات �لترجيح و�لتنزيل تحقيقا

لفهم �صديد وتطبيق ر�صيد؟ متكاملا، وطريقة منهجا للعالم �لمدني لم بال�ص �لمتعلق �لنبوي �لمير�ث يقدم في و�صلم عليه �لله �صلى �لكريم �لر�صول بها �حتذى �لتي �لتعاليم لفهم مثالية �صبر �أغو�ر �لحياة �لجتماعية و�ل�صيا�صية و�لقت�صادية و�لأخلاقية لمجتمع �لمدينة؛ ليكون هذ� �لمنهج مثال يحتذى به في كل �لميادين؛ �ل�صيء �لذي يتطلب معه بذل �لحديثية، �لمدونة من بال�صتنباط تعلقها عند خا�صة �لجتهاد عملية في �لو�صع �صديد؛ وتاأويل موثوق ب�صكل �ل�صامية ومبادئها �لمهد�ة �لرحمة مقا�صد وتنزيل بــ »�أحاديث حمل �ل�صيف: �صبهات وردود« ولعل ورقات هذ� �لبحث �لمو�صوم

يندرج �صمن هذ� �ل�صياق لتحقيق �أهد�ف �أذكر من بينها ما ياأتي:لدن - من ��صتح�صارها ينبغي بمحدد�ت مرتبط عموما �لحديثي �لن�ض �أن

م�صدر �ل�صنة �أن �عتبار على �ل�صارع خطاب ��صتنباط يتوخى مجتهد كل للحياة �لتف�صيلي �لمنهاج تر�صم فهي له، وتال للقر�آن مكمل للمعرفة رباني مبد�أ تحقيق تروم �لتي �لح�صارية و�أبعادها �لوجودية، تجلياتها مختلف في

�ل�صتخلاف على �لأر�ض بالإ�صلاح و�لتعمير و�لتعليم و�لتربية و�لتزكية.وخطورة - �لمتعددة، وتد�عياتها �لأحاديث دللت تبيين �لبحث يروم

يمكن ل �لتي �لو�جبات من و�أنه به، �لعتناء وجدوى و�أهميته، �ل�صتنباط �لتهاون في �صاأنه، لأن ذلك يعد كذبا على �لله تعالى ور�صوله �لكريم �صلى �لله عليه و�صلم ؛ لذلك فالبحث يعر�ض �أحاديثا وردت بخ�صو�ض حمل �ل�صيف، ن�صبت لنبي �لرحمة �لمهد�ة �صلى �لله عليه و�صلم، و�لهدف �إز�لة ما قد يعلق

بالأذهان من �أن ظاهرها يدل على �أن �لإ�صلام دين �لعدو�ن.

Page 250: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 250 -

�أن �لإفادة من �لدليل �لنبوي تتطلب قدرة علمية على �لفهم و�ل�صتنباط لتحديد -ومتى و�لآليات، و�لمتحول و�لثابت و�لأولويات، و�ل�صنن و�لقو�عد �لمقا�صد فقدت هذه �لقدرة تعر�صت �لأمة لفتن �صتى من �نت�صار �لغلو و�لتنازع و�لتفريط على للوقوف �لر�بع �لمبحث �أفردت فقد �لهدف، هذ� ولتحقيق ونحوها؛ »مبادئ �لفهم و�صو�بط �لعمل باأحاديث حمل �ل�صيف« بهدف ��صتيعاب مناهج

�لتعامل مع �لمدونة �لحديثية �لمتعلقة بحمل �ل�صيف كق�صية جوهرية وم�صيرية.�إ�صكاليات متعددة تتعلق في �لعمق بفهم �أحاديث حمل - يجيب �لبحث عن

�ل�صيف وتطبيقها، ويروم در��صة تجلياتها �لتي تتمثل في �لقت�صار على �لفهم �أو و�لو�قع، �ل�صياق يغفل �لذي �لب�صيط �لفهم �أو �لنقلي، للن�ض �لحرفي �لفهم �لمفرط في �عتبار �لمقا�صد �إلى درجة �إهمال �لأ�صول و�لقو�عد �لمعتبرة على و�لجمود �لن�صو�ض، حرفية عند �لوقوف باأن مني �إيمانا ذلك؛ في ظو�هرها، و�إهمال �لنظر فيما ور�ء �أحكامها من علل، وما ترومه من مقا�صد،

ي�صيب �ت�صاق �ل�صريعة بخلل في �لفهم و�لتطبيق.يحاول �لبحث بتجرد ومو�صوعية علمية �لرد على عدة �صبهات تناوب عليها -

بع�ض �لمغر�صين فهما و��صتدلل وتنزيلا لأحاديث حمل �ل�صيف؛ ك�صبهة �أن �لإ�صلام �نت�صر بال�صيف و�ل�صنان ل بالحجة و�لبيان، و�صبهة �لإكر�ه في �لدين، �ل�صترز�ق و�صبهة �صرعي، مبرر بدون �لهجومي و�لجهاد �لعتد�ء و�صبهة ي«، وغيرها من ت ظل رمح من �لقتال و�صفك �لدماء في »وجعل رزقي تح

�صبهات تحريف �لغالين وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين.�ل�صيف بما يكتنفها من - �أحاديث حمل تتبع ودر��صة �لبحث من خلال يروم

و�لتنزيل �لترجيح و�آليات �صروط �إبر�ز و�لتطبيق؛ بالفهم تتعلق �إ�صكاليات نطاق تحديد لأن وذلك �ل�صرعي، �لحكم ��صتنباط بغر�ض بها ي�صتغل لمن

Page 251: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 251 -

�أهل �إل بها مهمة مركبة ل يقدر عليها تطبيقها، و�لعمل �لحتجاج، ومجال �لخت�صا�ض؛ �صعيا �إلى تحقيق �لفهم �ل�صديد و�لتطبيق �لر�صيد لل�صنة �لمطهرة، ونفيا عنها تحريف �لغالين، وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين؛ �إيمانا مني باأن �صحة ومدى �لفهم، حق وفهمها �إ�صنادها ب�صحة �لمقطوع �لأحاديث دللة

تاأويلها، م�صكلة ل تقل �أهمية عن م�صكلة �ل�صحة و�لثبوت.لقد بذلت جهود كبيرة لحل �إ�صكالية �لثبوت و�ل�صحة في �لأحاديث من جهة، وجهود �أخرى لحل �إ�صكالية �لدللة و�لفهم و�لتطبيق، وت�صتد م�صاعفة �لجهود في تدوينه، كتاأخر �لحديث؛ لتدوين �لتاريخية �لأبعاد ��صتح�صار عند �لجانب هذ� و�قت�صار رو�ية �أكثر �لأحاديث على �لم�صافهة، و�حتمال تحريف لفظي من �لر�وي �أو عند تحولها من �لرو�ية بالم�صافهة �إلى ن�ض مكتوب، و �لأهم من كل ذلك رو�ية

�أكثرها بالمعنى ولي�ض باللفظ.�لوقوف على تجليات �لذي يروم �لتوجه �لبحث يندرج �صمن هذ� وهذ� وتد�عيات هذه �لإ�صكالية؛ �لتي تتمثل بين �لقت�صار على �لفهم �لحرفي للحديث، �أو �لفهم �لب�صيط �لذي يغفل �ل�صياق و�لو�قع، �أو �لفهم �لمفرط في �عتبار �لمقا�صد �إلى درجة �إهمال �لأ�صول و�لقو�عد �لمعتبرة في ذلك؛ كما �أن مو�صوع �لبحث يتعلق باأحاديث حمل �ل�صيف، و�لإ�صكاليات �لمتعلقة بالفهم و�لتطبيق، خ�صو�صا و�أن هذ� �لمو�صوع من هذه �لجهات ليز�ل ح�صب علمي بكر� من حيث �لبحث »�لحكم لـ: بالن�صبة �لحال كما هو معينة ز�وية �لبع�ض من تناوله و�إن و�لدر��صة، يدي بين بال�صيف بعثت و�صلم عليه �لله �صلى �لنبي قول من بالإذ�عة �لجديرة

�ل�صاعة«.)1( لزين �لدين عبد �لرحمن بن �أحمد بن رجب بن �لح�صن، �ل�صلامي، �لبغد�دي، ثم �لدم�صقي، �لحنبلي -1د�ر ن�صرت �لأرناوؤوط، �لقادر عبد حققها )50(�صفحة، خم�صين من ر�صالة �ألف �لذي )ت795ه(،

�لماأمون بدم�صق �ل�صورية طبعتها �لأولى �صنة 1410ه/1990م.

Page 252: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 252 -

ولقد تناول فيه �بن رجب �لحنبلي حديثا من �أحاديث حمل �ل�صيف، يتعلق يدي بين »بعثت و�صلم: عليه �لله �صلى �لمهد�ة �لرحمة لنبي �لمن�صوب بالقول ي، ت ظل رمح يف حتى يعبد �لله وحده ل �صريك له، وجعل رزقي تح اعة بال�ص �ل�ص

ه بقوم فهو منهم«)1(. غار على من خالفني، ومن ت�صب لة و�ل�ص وجعلت �لذ�لفقهي، تي�صر لديه من �ختيار�ت من �لتر�ث ولقد حاول �لموؤلف �صرحه بما غير �أنه )رحمه �لله تعالى( لم يخرج في �صرحه عن �لنظرة �لظاهرية �ل�صرفة؛ حيث ظل محافظا بقوة على �لتف�صير �لحرفي للن�ض �لنقلي، مما قد يوقع بع�ض �لنظار في

�إ�صكالية �صوء �لفهم و�لتطبيق.�لبحث �ل�صيف« لم يوف حقه من »�أحاديث حمل �أن مو�صوع و�إيمانا مني م في هذ� �لمجال ل يعدو محاولت و�لتمحي�ض، و�لدر��صة و�لتحقيق، و�أن ما قد�أفرده �أن �رتاأيت فقد �لعتبار�ت ولهذه و�ل�صمول؛ �لعمق، �إلى تفتقر جزئية بالتناول �لعلمي �لمو�صوعي على �أمل �لم�صاركة به في �لندوة �لعلمية �لدولية �لثامنة دبي و�لعربية �لإ�صلامية �لدر��صات كلية برحاب �لمنعقدة �ل�صريف، للحديث �ل�صنة في �لمدني لم »�ل�ص عنو�ن: تحت �ل�صقيقة �لمتحدة �لعربية �لإمار�ت بدولة عر�ض تتوخى عمل خطة ح�صب وذلك �لح�صارية«؛ و�أبعاده مقوماته �لنبوية: �أحاديث حمل �ل�صيف و�لقيام بدر��صتها من حيث �ل�صند و�لمتن، وعر�ض مختلف �إ�صكاليات �لفهم و�لتطبيق �لمتعلقة بها، و�لآثار �لمترتبة عليها على �لفرد و�لجماعة،

وتناولها بالدر��صة و�لتمحي�ض بكل مو�صوعية علمية.

بالفهم �لمتعلقة �لإ�صكاليات على و�لوقوف ودر��صته �لحديث تخريج تعالى �لله باإذن لحقا �صياأتي -1و�لتطبيق.

Page 253: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 253 -

المبحث الأول: حديث عبد الله بن عمر )ر�شي الله عنهما( في حمل ال�شيف

قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه قال: بن عمر)ر�صي �لله عنهما( �لله عن عبد يف حتى يعبد �لله وحده ل �صريك له، وجعل اعة بال�ص و�صلم: »بعثت بين يدي �ل�صت�صبه ومن خالفني، من على غار و�ل�ص لة �لذ وجعلت ي، رمح ظل ت تح رزقي

بقوم فهو منهم«)1(.اأول اإ�سكاليات في فهم الحديث وتطبيقه:

هل �لحديث معناه قتل كل من كفر و�أ�صرك؟ وهل �لكفر و�ل�صرك هما �صفتان -موجبتان للقتل؟

هل يجوز �لأخذ بحديث مختلف في �صحته على ح�صاب ما هو ثابت من -�صريح �لقر�آن �لكريم؟

�لتي - �ل�صيف حمل و�أحاديث �آيات وتن�صخ ترد و�ل�صفح �لعفو �آيات هل كانت لها �أ�صبابها، وكان لها �صياقها ومبرر�تها؟ وما نوع �لجهاد �لمق�صود باآيات

و�أحاديث حمل �ل�صيف؟ وما غاياته؟م�صلطة - و�أنها و�لغلظة؟ �لق�صوة تعني �ل�صيف حمل �أحاديث �أ�صياف هل

هكذ� دون مبرر�ت �أو �صو�بط �صرعية، وقد �أثبت �لبلاغ �لقر�آني في مو��صع �أحمد بن حنبل)ت241ه( في م�صنده]م�صند عبد �لله بن عمر )ر�صي �لله عنهما(، )ح5114، �أخرجه -1في و�لطبر�ني)ت360ه( �ض478[، ج9، )ح5667، �ض126(، ج9، )ح5115، �ض123(، ج9، م�صند �ل�صاميين، �بن ثوبان، عن ح�صان بن عطية، ]ح216، ج1، �ض135[، و�بن �أبي �صيبة)ت235ه(، ما ذكر في ف�صل �لجهاد و�لحث عليه، ]ح19401، ج4، �ض212[، و�لبيهقي في �صعب �لإيمان، �لتوكل بالله عز وجل و�لت�صليم لأمره في كل �صيء، ]ح1154، ج2، �ض418[، وعلق �لبخاري ب�صيغة �لتمري�ض ت ظل م: »جعل رزقي تح لى �لله عليه و�صل )غير جازم( طرفا منه بقوله:»ويذكر عن �بن عمر، عن �لنبي �صغار على من خالف �أمري«. �صحيح �لبخاري، كتاب �لجهاد، باب ما قيل في لة و�ل�ص ي، وجعل �لذ رمح

�لرماح، ]بعد ح 2913، ج4، �ض40[.

Page 254: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 254 -

قاربت �لمائتين �لعفو و�ل�صفح مع �لمخالفين، و�أثبت لخير �لمر�صلين �صلى �لله عليه و�صلم �لرحمة بالعالمين؛ كافرهم وموؤمنهم، ونفى عنه �لغلظة و�لق�صوة؟وقبل �لإجابة عن هذه �لإ�صكاليات و�ل�صبهات؛ كان لبد لي �أن �أعرج �أول �لحديث �أن خا�صة �لمبحث؛ هذ� بها في و�ل�صتهلال �لحديث �صند در��صة على غير موجود في �ل�صحيحين، و�أن علماء �لرو�ية قد �ختلفو� في توثيق �صند عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان)يقال: هو عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان �أبو عبد �لله �لملك، عبد خلافة في ولد �ل�صالحين، �أحد �لمحدث �لدم�صقي بالنون �لعن�صي ترجيح فكان لختلافهم دور محوري في �صنة خم�ض و�صتين ومائة()1(، وتوفي �لقول في حديث عبد �لله بن عمر )ر�صي �لله عنهما(؛ حيث �ختلفت كتب �لرو�ية وغيرها في �صبط �أقو�ل �لجرح و�لتعديل بين من �صعف �أحاديثه ورماها بالنكارة،

وبين من لم ير فيه باأ�صا في �أق�صى �لأحو�ل.�لحديث، رجال معرفة لأهمية تام ��صتح�صار على �لمقام هذ� في ولعلنا �لرو�ية، و�لرو�ية بالدين، و�لدين خبر، و�لخبر مح�صله �لمت�صل فهم رو�ة �لخبر عمدتها �لرجال، و�لرجال فيهم �ل�صادق وفيهم دون ذلك، و�إليه �أ�صار محمد بن ن تاأخذون دينكم«)2(؛ �صيرين)ت110ه/729م(: »�إن هذ� �لعلم دين فانظرو� عملذلك نهى علماء هذه �ل�صناعة عن قبول خبر �ل�صعيف، وحكمو� بالحرمة على رو�ية �لو�صاع، وفي مقابل ذلك �أمرو� بقبول رو�ية �لعدل �لثقة، ولتخلي�ض هذ� من ذ�ك حثو� على معرفة حال �لرجل وعينه، لأن معرفة �لحال و�لعين هي مقدمة

للحكم على �لرو�ية �إما بالقبول �أو بالرد)3(.

�لو�في بالوفيات لل�صفدي )ت764ه( ]ج18، �ض77[. -1ين، ]ج1، �ض14[. �صناد من �لد �صحيح م�صلم، مقدمة �لإمام م�صلم )رحمه �لله(، باب بيان �أن �لإ -2

�لجزء وتاأ�صيلا( تنظير� �لرو�ة: بين �لمو�زنة )علم �لنبوية �ل�صنة خدمة في وجهوده �لر�زي حاتم �أبو -3�ل�صابع، للدكتور محمد خروبات، �ض:13.

Page 255: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 255 -

��صتنباط منير في معر�ض حديثه عن قول د.وليد �أ�صتح�صر ولعلني كذلك م�صد�قية �ل�صنة من �لكتاب وما يتبعه من ��صتنباطات د�خلية تخت�ض �ل�صنة: »هل اع خبير �أن يختلق �صند� له كل �صروط �ل�صحة ليفتري على �لنبي �صلى �لله لو�صبـ �إجابة �صافية، وقد تكون �لإجابة �إلى �ل�صوؤ�ل في حاجة عليه و�صلم كذبا؟ هذ� »نعم« �إن �جتمعت عدد� من �لرجال كلهم ثقاة، وعا�ض كل منهم في فترة يتاح من خلالها لقاوؤه بالآخر، و�لرو�ية عنه، وتجمعت ظروف مو�ئمة لذلك �للقاء، وتلك

�لرو�ية... �إلى غير ذلك من مظان �لإ�صابة و�ل�صحة مما عدده علماء �لحديث)1(.يف...«. اعة بال�س ثانيا: رواية حديث »بعثت بين يدي ال�س

1- اأقوال من وثقه ولم ير به باأ�سا:قال �بن تيمية)ت728ه( في معر�ض �صرح جزء منه: »�إ�صناده جيد...و�حتج �ل�صير؛ في �لذهبي)ت748ه( ورو�ه �لحديث«)2(. بهذ� وغيره �أحمد �لإمام وقال: »�إ�صناده �صالح«)3(. وقال �لحافظ �أبو �لف�صل �لعر�قي)ت806ه(: »�إ�صناده بن �لرحمن عبد وفيه �لطبر�ني، »رو�ه �لهيثمي)ت807ه(: وقال �صحيح«)4(. ثابت بن ثوبان، وثقه �بن �لمديني و�أبو حاتم وغيرهما، و�صعفه �أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات«)5(. وقال �بن حجر �لع�صقلاني)ت852ه(: »و�صله �أبو د�ود ووقع لنا بعلو في م�صند عبد بن حميد، وله �صاهد باإ�صناد ح�صن مر�صل في م�صنف بن �أبي

�صيبة باب ما قيل في درع �لنبي «)6(، و�صححه �لألباني )7(.�ل�صتنباط من �لم�صادر �لإ�صلامية، �ض:144. -1

�قت�صاء �ل�صر�ط �لم�صتقيم لمخالفة �أ�صحاب �لجحيم، لبن تيمية)ت728ه(]ج1، �ض269[. -2�صير �أعلام �لنبلاء للذهبي )ت748ه(]ج12، �ض86[]ج15، �ض509[. -3

ينظر: �لمغني عن حمل �لأ�صفار في �لأ�صفار، في تخريج ما في �لإحياء من �لأخبار]ج1، �ض505[. -4مجمع �لزو�ئد ومنبع �لفو�ئد]ح9379، ج5، �ض267[. -5

فتح �لباري �صرح �صحيح �لبخاري]ج1، �ض46[. -6تخريج �أحاديث م�صكلة �لفقر وكيف عالجها �لإ�صلام]ج1، �ض25[. -7

Page 256: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 256 -

2- اأقوال من اأعله و�سعفه:�لأرنوؤوط در��صة تخريج هذ� �إ�صر�ف �صعيب �لمحققين تحت �أعاد فريق من �لحديث �لذي رو�ه �لإمام �أحمد في م�صنده، وخل�صو� �إلى عدم �صحته ب�صبب علل في �ل�صند ونكارة في �لمتن؛ يقول �صعيب �لأرنوؤوط: »�إ�صناده �صعيف على نكارة في بع�ض �ألفاظه، �بن ثوبان: وهو عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان، �ختلفت فيه �أقو�ل �لمجرحين و�لمعدلين، فمنهم من قوى �أمره، ومنهم من �صعفه، وقد تغير �أ�صار فقد ينكر، بما يتفرد لم �إذ� �لحديث ح�صن �إنه فيه �لقول وخلا�صة باآخره،

�لإمام �أحمد �إلى �أن له �أحاديث منكرة، وهذ� منها«)1(.�لآثار« م�صكل »�صرح �أورده في �لذي �لطحاوي )ت321ه( �إ�صناد ويعلل

بثلاث علل:الأولى: تفرد �لوليد بن م�صلم بهذ� �لطريق، فرو�ه عن �لأوز�عي، عن ح�صان بن عطية، وخالف بذلك جمعا من �ل�صيوخ حيث رووه عن عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان عن ح�صان بن عطية، كما مر �آنفا، ثم �إن �لوليد يدل�ض تدلي�ض �لت�صوية، وهو هنا لم ي�صرح ب�صيغة �ل�صماع بين �لأوز�عي وبين ح�صان بن عطية، و�لأوز�عي قد لقي عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان وكاتبه، فلعله �صمعه منه، فدل�صه �لوليد،

و�أ�صقط �بن ثوبان.الثانية: �أن �أبا �أمية �لطر�صو�صي �صيخ �لطحاوي له �أوهام �إذ� حدث من حفظه، كتاب غير من حفظه من فحدثهم م�صر دخل �لثقات، من كان حبان: �بن قال

باأ�صياء �أخطاأ فيها، فلا يعجبني �لحتجاج بخبره �إل ما حدث من كتابه)2(.قلنا: و�لطحاوي �إنما �أخذ عن �أبي �أمية بم�صر، وهو هنا قد �صمى �صيخه محمد

هام�ض م�صند �أحمد]ج9، �ض124[. -1�لثقات لأبي حاتم، �لد�رمي، �لب�صتي )�لمتوفى: 354ه( ]ج9، �ض137[. -2

Page 257: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 257 -

بن وهب بن عطية، �لذي حدث بم�صر عن �لوليد بن م�صلم وغيره هو محمد بن وهب بن م�صلم �لقر�صي �لدم�صقي، وهو �صعيف منكر �لحديث، و�لأول �صالح �لحديث، و�أما �بن عدي و�بن منده، فقد ذكر� �أن محمد بن وهب بن عطية منكر �لحديث، كذ� قال، ولعلهما �أر�د� �بن م�صلم �لقر�صي �لدم�صقي فوهما في ��صمه،

وكلاهما ذكرت له رو�ية عن �لوليد بن م�صلم)1(.هكذ� عنه روي فقد �لأوز�عي، على فيه وقع �لذي �ل�صطر�ب الثالثة: كما هو عند �لطحاوي. وروي عنه، عن يحيى بن �أبي كثير، عن �أبي �صلمة، عن �أبي هريرة، عن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، وقال عن �أبيه، عن دحيم )وقع في �أ�صله: �أبي دحيم، وهو خطاأ، ودحيم: لقب لعبد �لرحمن بن �إبر�هيم �لدم�صقي(: �لأوز�عي، عن �صعيد بن جبلة، عن ب�صيء، �لحديث حديث لي�ض هذ� �لحديث

طاوو�ض، عن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، يعني مر�صلا)2(.�لرو�ية هي �لأوز�عي عن �لمحفوظ �أن يريان حاتم و�أبا دحيما كاأن قلنا: �لمر�صلة ل غير، ولهذ� �لمر�صل �لذي �أ�صار �إليه دحيم)3(، وعلى �إر�صاله فقد ح�صن �لحافظ �بن حجر �إ�صناده)4(؛ فهذه �لعلل �لثلاثة مجتمعة ل يمكن معها تقوية �لحديث

�لمرفوع بمتابعة �لأوز�عي لعبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان)5(.و�لجدير بالذكر �أن �أمر عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان قد �ختلط على �لعديد من �أئمة �لحديث و�لجرح و�لتعديل، كما مر معنا �آنفا؛ حيث وجدنا يحيى بن معين

وتاريخ �ض61[، ]ج4، 748ه(، )ت �لذهبي �لدين �صم�ض �لرجال، نقد في �لعتد�ل ميز�ن �نظر: -1دم�صق لبن ع�صاكر )ت571ه(، ]ج16، �ض:95-94[.

ذكره �بن �أبي حاتم في �لعلل]ج1، �ض319[. -2خرجه �بن �أبي �صيبة في م�صنفه]ج5، �ض322[. -3

�لفتح]ج6، �ض980[. -4�نظر ردود �صعيب �لأرنوؤوط على �إ�صناد �لطحاوي بهام�ض م�صند �أحمد بن حنبل]ج9، �ض124[. -5

Page 258: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 258 -

�أبو �إليه �أ�صار قد �لأمر وهذ� بال�صعف)1(؛ يلينه وتارة به، لباأ�ض فيه يقول تارة حف�ض �لمعروف بابن �صاهين)ت385ه( في موؤلفيه �لمو�صومين بـ »�لمختلف فيهم«، و »ذكر من �ختلف �لعلماء ونقاد �لحديث فيه« بقوله: »روى �بن �صاهين، �أن يحيى بن معين قال: �بن ثوبان، �أ�صله خر��صاني، نزل �ل�صام، وما ذكره �إل بخير. وفي

رو�ية �لمف�صل بن غ�صان عنه �أنه قال: لي�ض ب�صيء«)2(.3- اأقوال العلماء في عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان:

ذهب جمع غفير من علماء �لحديث �إلى �لطعن في �صبط �لر�وي �بن ثوبان:بن �لرحمن عبد له: قيل حنبل، بن �أحمد �صمعت علي: بن محمد قال بكر �أبو وقال �لحديث)3(. في بالقوي يكن لم قال: هو؟ كيف ثوبان بن ثابت ثوبان، �بن يقول: حنبل( بن )�أحمد �لله عبد �أبا �صمعت �لأثرم)ت261ه(: ثوبان بن ثابت بن �لرحمن »عبد )ت303ه(: �لن�صائي وقال مناكير)4(. �أحاديثه لي�ض بالقوي«)5(. وذكره �بن عدي )ت365ه()6(. ويقول �أبو �لفرج بن �لجوزي )ت597ه(: »قال يحيى �بن ثوبان �صعيف، وقال �أحمد: لم يكن بالقوي و�أحاديثه بالوفيات: �لو�في )ت764ه(�صاحب �ل�صفدي �لدين �صلاح ونقل مناكير«)7(. حزم �بن »و�أعله �لملقن)ت804ه(: بن حف�ض �أبو ويقول �صعيف«)8(. »قدري بعبد �لرحمن هذ� وهو �بن ثوبان -وقال �أحمد وغيره: لي�ض بالقوي. ووثق �أي�صا

�لتحقيق في �أحاديث �لخلاف]ح823، ج1، �ض511[. -1�لمختلف فيهم، �ض:43، ينظر كذلك: ذكر من �ختلف �لعلماء ونقاد �لحديث فيه، �ض:68. -2

�صعفاء �لعقيلي، �ض:917. -3�لجرح و�لتعديل لبن حاتم �لر�زي )ت327ه( ]ج5، �ض1031[. -4

�لكامل لبن عدي]ح1109، ج4، �ض281[. -5�لكامل في �صعفاء �لرجال ]ح1109، ج5، �ض460[. -6

�لتحقيق في �أحاديث �لخلاف]ح823، ج1، �ض511[. -7�لو�في بالوفيات]ج18، �ض77[. -8

Page 259: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 259 -

- وباأبي عائ�صة، وقال: هو مجهول ل ندري من هو ول يعرفه �أحد« )1(. وقال �أبو �لعبا�ض بن قايماز �لبو�صيري)ت840ه(: »عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف

فيه«)2(.زرعة و�أبو معين بن يحيى قال فيه: �لقول تح�صين �إلى �آخرون وذهب ثقة، وقال �إبر�هيم دحيم: هو بن �لرحمن باأ�ض«. وقال عبد به »لي�ض و�لعجلي: �أبو حاتم: »هو �صامي لباأ�ض به«)3(. ونقل عن �أحمد بن عبد �لله �لعجلي)ت261 ه(: »هو ثقة وما علمت �أحد� ذكره ب�صوء وقد �صمع منه ح�صان بن عطية«)4(. وقال �لذهبي)ت748ه(: »لم يكن بالمكثر، ول هو بالحجة، بل �صالح �لحديث«)5(. وقال �بن حجر)ت852ه(: »و�أبو منيب ل يعرف ��صمه وفي �لإ�صناد عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف في توثيقه، وله �صاهد مر�صل باإ�صناد ح�صن �أخرجه بن �أبي - �بن حجر من �لقول فهذ� بن جبلة«)6(. �صعيد �لأوز�عي عن من طريق �صيبة رحمه �لله - يدل على ت�صعيفه، و�إل لما �لتم�ض له �صاهد� �آخر. ومع ذلك، فال�صاهد �لذي �أحال عليه �بن حجر، لي�ض بجيد، فهو مع �إر�صاله، من رو�ية �صعيد بن جبلة، و�صعيد بن جبلة هذ�؛ قال عنه �بن حجر: »�صعيد بن جبلة عن طاو�ض عن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �أن �لله بعثني بين يدي �ل�صاعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي �لحديث وعنه �لأوز�عي، قال بن �أبي حاتم: �صاألت �أبي عنه، فقال: هو �صامي، وقال

محمد بن خفيف �ل�صير�زي لي�ض هو عندهم بذ�ك«)7(.

تخريج �لأحاديث و�لأثار �لو�قعة في �ل�صرح �لكبير ]ج5، �ض63[. -1م�صباح �لزجاجة في زو�ئد �بن ماجة]ج4، �ض75[. -2

�لجرح و�لتعديل]علم1031، ج5، �ض219[. -3�قت�صاء �ل�صر�ط �لم�صتقيم لمخالفة �أ�صحاب �لجحيم]ج1، �ض269[. -4

�صير �أعلام �لنبلاء]ج7، �ض314[. -5فتح �لباري]ج6، �ض98[. -6

ل�صان �لميز�ن]ج3، �ض25[. -7

Page 260: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 260 -

ولقد �أ�صار علماء �لحديث منذ ع�صر �لتدوين �إلى �صرورة �لجمع بين علمي �لحديث معاني في »�لتفقه :)230 )ت �لمديني بن علي قال و�لدر�ية؛ �لرو�ية ن�صف �لعلم، ومعرفة �لرجال ن�صف �لعلم«)1(؛ فعلم در�ية �لحديث علم باحث �ألفاظ �لحديث، وعن �لمر�د منها مبنيا على قو�عد �لعربية عن �لمعنى �لمفهوم من

و�صو�بط �ل�صريعة مطابقا لأحو�ل �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم.ا: دراية الحديث: ثالثا

بعد �لوقوف على مختلف تجليات در��صة �لرو�ية �لمتعلقة بحديث »بعثت بين ت ظل وحده ل �صريك له، وجعل رزقي تح يف حتى يعبد �لله بال�ص اعة يدي �ل�صه بقوم فهو منهم«، غار على من خالفني، ومن ت�صب لة و�ل�ص ي، وجعلت �لذ رمحنظر� لمجمل �صند هذ� �لحديث �لتام بخ�صو�ض �لتثبت �إلى عدم �لبحث خل�ض تقرير�ت فحول علماء �لحديث، خا�صة توجههم �إلى ت�صعيف �إحدى حلقاته )عبد علماء عند �صحته في مختلف فالحديث �لعن�صي(؛ ثوبان بن ثابت بن �لرحمن �لرو�ية؛ علقه �لبخاري ب�صيغة �لتمري�ض، وعفا عنه م�صلم، و�صحح بع�صهم طرفا منه، و�أعله �لآخر، فهو غير م�صتوف ل�صروط �ل�صحة من حيث �ل�صند و�لمتن؛ وقد تعارف �أهل �لجتهاد على عدم جو�ز �لحتجاج بالحديث �ل�صعيف �أو �لمختلف في �صحته، ول �لركون �إليه خا�صة �إذ� كان مجال �لجتهاد متعلق بالق�صايا �لكبرى و�لم�صيرية �لتي تتعلق باأمر �لدين كله، وكيان هذه �لأمة، وخا�صة �إذ� تعار�ض ذلك �أن يكون �لعمدة في مع �صريح �لقر�آن �لذي ل يقبل �لمر�ء ول �لجد�ل، وينبغي �لله ر�صول عن �لثابتة �ل�صحيحة و�ل�صنة ومحكمه، �لكريم �لقر�آن �صريح ذلك

�صلى �لله عليه و�صلم.

�لفار�صي )�لمتوفى: 360ه(، �لر�مهرمزي بن خلاد �أبو محمد �لر�وي و�لو�عي، �لفا�صل بين �لمحدث -1�ض:320.

Page 261: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 261 -

يقول �بن �ل�صلاح)ت643ه(: »�صبيل من �أر�د �أن يحتج بحديث من �ل�صنن �إذ جميع ذلك لم ي�صترط من جمعه �ل�صحة ول �أو بحديث من �لم�صانيد و�حد؛ له فلي�ض من غيره، �ل�صحيح لمعرفة متاأهلا كان �إن �لمحتج فهذ� خا�صة. �لح�صن �أن يحتج بحديث من �ل�صنن من غير �أن ينظر في �ت�صال �إ�صناده وحال رو�ته. كما �أنه لي�ض له �أن يحتج بحديث من �لم�صانيد حتى يحيط علما بذلك. و�إن كان غير متاأهل لدرك ذلك؛ ف�صبيله �أن ينظر في �لحديث �إن كان خرج في �ل�صحيحين، �أو �صرح �أحد من �لأئمة ب�صحته، فله �أن يقلد في ذلك، و�إن لم يجد �أحد� �صححه ول ح�صنه فما له �أن يقدم على �لحتجاج به، فيكون كحاطب ليل؛ فلعله يحتج

بالباطل وهو ل ي�صعر«)1(.و�إلى هذ� �لجانب من �إ�صكالية �لثبوت و�ل�صحة؛ تبرز �إ�صكالية بالغة �لأهمية تاأويلها في و�لزلل �لخلط لوقوع لما و�لتاأويل، و�لفهم بالدللة �لعمق في تتعلق وفهمها من تد�عيات وخيمة على �لحياة �لعامة و�لم�صتقبل �لح�صاري للاأمة، ولتوقي مكامنها، لزم �لرد على عدة �صبهات تناوب عليها بع�ض �لمغر�صين فهما و��صتدلل

وتنزيلا، ونفيا عنها تحريف �لغالين وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين.1- رد �سبهة اأن الإ�سلام انت�سر بال�سيف وال�سنان ل بالحجة والبيان:

من �لحقائق �لملمو�صة �لتي ل يمكن تغييبها خلال تتبع �آيات �لكتاب �لمكنون؛ �أن لفظة »�ل�صيف« مثلا لي�صت من �ألفاظ �لقر�آن، فلم ترد فيه ول مرة و�حدة، و�أن لم وما ��صتق منه ورد فيما يزيد على مائة و�أربعين �آية في حين لم يرد لفظ لفظ �ل�ص

�لحرب وما ��صتق منه في �لقر�ن �لكريم �إل في �صت �آيات فقط.كما �أن �ل�صيف لم يكن حا�صر� في �لحياة �لعامة للنبي �صلى �لله عليه و�صلم و�أ�صحابه )ر�صو�ن �لله عليهم( من بعده، مما ي�صعف تاأويل من توهم �أن �لإ�صلام

�لنكت على كتاب �بن �ل�صلاح، ج1، �ض 449. -1

Page 262: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 262 -

قد �نت�صر بال�صيف و�ل�صنان ل بالحجة و�لبيان؛ و�إلى ذلك �أ�صار �بن �لقيم �لجوزية �إذ� قام يخطب �أخذ ع�صا فتوكاأ عليها )ت751ه(: »وكان �صلى �لله عليه و�صلم وهو على �لمنبر، كذ� ذكره عنه �أبو د�ود عن �بن �صهاب. وكان �لخلفاء �لثلاثة بعده يفعلون ذلك، وكان �أحيانا يتوكاأ على قو�ض، ولم يحفظ عنه �أنه توكاأ على �صيف، وكثير من �لجهلة يظن �أنه كان يم�صك �ل�صيف على �لمنبر �إ�صارة �إلى �أن �لدين �إنما قام

بال�صيف، وهذ� جهل قبيح من وجهين:وعلى �لع�صا على توكاأ و�صلم عليه �لله �صلى �أنه �لمحفوظ �أن اأحدهما:

�لقو�ض.الثاني: �أن �لدين �إنما قام بالوحي، و�أما �ل�صيف فلمحق �أهل �ل�صلال و�ل�صرك، ومدينة �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم �لتي كان يخطب فيها �إنما فتحت بالقر�آن ولم

تفتح بال�صيف«)1(.�بن قال بال�صيف؛ �لإكر�ه �صبهة ينفي �لقر�آني �لبلاغ �أن كما

بج ئي ئمئى ئح ئج ی چ تعالى: �لله لقول تف�صيره في كثير)ت774ه/1373م( بح بخ بمبى چ ]�لبقرة:256[؛ �أي: ل تكرهو� �أحد� على �لدخول في دين �لإ�صلام؛ فاإنه بين و��صح جلي دلئله وبر�هينه ل يحتاج �إلى �أن يكره �أحد على �لدخول فيه، بينة، ومن فيه على بل من هد�ه �لله للاإ�صلام و�صرح �صدره ونور ب�صيرته دخل �أعمى �لله قلبه وختم على �صمعه وب�صره فاإنه ل يفيده �لدخول في �لدين مكرها �أن �صبب نزول هذه �لآية في قوم من �لأن�صار، و�إن كان مق�صور�. وقد ذكرو�

حكمها عاما)2(.هذ� ولم يعلم �أن �لم�صلمين كانو� يرغمون �أحد� على �لدخول في دين �لله،

ز�د �لمعاد]ج1، �ض183[. -1تف�صير �بن كثير]ج1، �ض682[. -2

Page 263: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 263 -

�لدول في وجد لما هوؤلء؛ يدعيه كما موجود� �لدين على �لإكر�ه كان لو ثم �ليهود نرى ونحن �لأخرى، �لديانات �أ�صحاب من �أحد �لم�صلمون حكمها �لتي �إلى �لإ�صلام �أن قامت دولة �لإ�صلام منذ و�لن�صارى وغيرهم يعي�صون في دول يومنا هذ�، وكذلك لما قبل �لم�صلمون �ل�صلح مع �أحد؛ ول قبلو� �لجزية من �أحد، بل ول ��صتثنو� في معاركهم من �لقتل �أحد�؛ و�إلى هذ� ذهب �بن �لقيم وغيره من علماء �لم�صلمين: »و�لمق�صود �أنه �صلى �لله عليه و�صلم لم يكره �أحد� على �لدخول في دينه �ألبتة، و�إنما دخل �لنا�ض في دينه �ختيار� وطوعا، فاأكثر �أهل �لأر�ض دخلو� في دعوته لما تبين لهم �لهدى، و�أنه ر�صول �لله حقا؛ فهوؤلء �أهل �ليمن كانو� على دين �ليهودية و�أكثرهم، كما قال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم لمعاذ لما بعثه �إلى �ليمن: �إل �لله �إله �أن ل �إليه �صهادة �أول ما تدعوهم �أهل كتاب، فليكن �إنك �صتاأتي قوما وذكر �لحديث، ثم دخلو� في �لإ�صلام من غير رغبة ول رهبة، وكذلك من �أ�صلم �ل�صير و�لمغازي، لم �لمدينة، وهم جماعة كثيرون مذكورون في كتب يهود من

ي�صلمو� رغبة في �لدنيا ول رهبة من �ل�صيف«)1(.

ظل تحت رزقي الدماء في »وجعل القتال و�سفك 2- رد �سبهة ال�سترزاق من رمي«:

تتعلق �إ�صكاليات عن �لمتمخ�صة �ل�صبه مجموع �إلى ت�صاف �صبهة وهي فالتف�صير �لحرفي لطرف من حديث في معزل عن �ل�صيف، �أحاديث حمل بفهم مر�د فهم في خللا يحدث �صحيحة متو�ترة و�أحاديث محكمة �آيات توجيهات عنه، �للفظ ثبوت يعرف �أن على يتوقف �ل�صارع بكلام فال�صتدلل �ل�صارع؛ ولم لفظا قال �ل�صارع يظن من يغلط ما فكثير� باللفظ، مر�ده يعرف �أن وعلى يقله، �أو يجعله عاما �أو خا�صا ويكون مر�ده خلاف ذلك، كما يغلط من يظنه �عتبر

هد�ية �لحيارى في �أجوبة �ليهود و�لن�صارى، �ض:238. -1

Page 264: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 264 -

ل ظاهر �لحديث فيحم �ألغى معنى وقد �عتبره، ونحو ذلك؛ �أو معنى لم يعتبره تاأويلا ياأباه مر�د �ل�صارع من عموم �لن�صو�ض �لمحكمة �ل�صحيحة، ون�صبته �إلى �أنه مر�د �ل�صارع من فا�صد �لنظر، و�إليه ذهب من ف�صر �لحديث �أعلاه على ظاهره، �أمام نفثات �لحا�صدين، وتلبي�ض �لمغر�صين، وتحريف �لغالين، وتاأويل فاتحا �لباب و�صماحتها؛ �لإ�صلامية �لدعوة �صلمية في للطعن �لمبطلين، و�نتحال �لجاهلين، باإفكهم �أن �أرز�ق �لم�صلمين مرتبطة بالقتل و�لذبح و�لدماء و�ل�صيف و�لرمح؛ وهي بالتف�صير �لحرفي لما ورد في رو�ية �لإمام �أحمد في م�صنده، وعلى �صبهة مرتبطة فر�ض �صحتها، و�لأمر بعيد عن ذلك لما تقدم من در��صة �صندها، فهناك نكارة في

متنها، و�إن �صحت فلا يمكن قبولها �إل تبيانا لما ياأتي:ي« ل يفهم منه دعوة �لم�صلمين لطلب �لرزق ت ظل رمح تح رزقي فـ»جعل من �لرمح و�ل�صيف وما يتبعهما من قتل وذبح و�صفك دماء، و�إنما هو تقرير حال، و�أن �ل�صابقة، و�أممهم �لأنبياء لما كان محظور� على و�لنفل �لفد�ء باإباحة و�إخبار هذه �لحلية خ�صي�صة هذه �لأمة �لخاتمة �لتي ف�صلها �لباري تعالى بعدة ف�صائل، منها هذه، و�إليها �أ�صار �لحديث �ل�صحيح �لمتفق عليه عند �ل�صيخين وغيرهما: »�أعطيت عب م�صيرة �صهر، وجعلت لي رت بالر خم�صا لم يعطهن �أحد من �لأنبياء قبلي: ن�صحلت و�أ ، ل فلي�ص لاة �أدركته �ل�ص تي �أم من رجل ا و�أيم وطهور�، م�صجد� �لأر�ض ة، و�أعطيت ة، وبعثت �إلى �لنا�ض كاف لي �لغنائم، وكان �لنبي يبعث �إلى قومه خا�ص

فاعة«)1(. �ل�ص

�أخرجه �لبخاري، كتاب �ل�صلاة، باب قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: " جعلت لي �لأر�ض م�صجد� -1وطهور�" ]ح438، ج1، �ض95[، وم�صلم، كتاب �لم�صاجد ومو��صع �ل�صلاة، باب جعلت لي �لأر�ض

م�صجد� وطهور�]ح521، ج1، �ض370[.

Page 265: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 265 -

ولقد و�صف �لبلاغ �لقر�آني �لغنيمة في حق من �صبق من �لأمم �ل�صابقة بالوزر)1( في قوله تعالى:چ ی ی ی ئج ئح ئم چ ]طه:87[؛ فلم تكن �لغنيمة حلال لهم في ذلك �لزمان، ف�صماها �أوز�ر� لذلك، فالغنائم لم تكن حلال طيبا لأحد قبل �لإ�صلام بل كانت �لأنبياء �إذ� غنمو� مال جمعوه، فتاأتي نار من �ل�صماء تاأخذه، ثم

�أحلت للنبي �صلى �لله عليه و�صلم وكانت في �صدر �لإ�صلام له خا�صة)2(.ءو�ض �لر �صود لقوم �لغنائم ل تح »لم : �لكريم �لر�صول به �أخبر ما وهذ� ا كان يوم بدر �أ�صرع �لنا�ض ماء فتاأكلها، فلم مع، فتنزل نار من �ل�ص قبلكم، كانت تج

ئى ئى ئې ئې ئې ئۈ ئۈ ئۆ ئۆ چ وجل عز �لله فاأنزل �لغنائم، في �أي�صا چ ]�لأنفال: 69[«)3(، وفي �لآية ی ی ی ئج ئحئم چ ئىچ ]�لأنفال: 68[

�إباحة �لغنائم �لتي كانت محظورة قبل ذلك)4(.ي«: كون �لله تعالى قد �أحل لنبينا �لخاتم ت ظل رمح فمنعى »وجعل رزقي تح

و�لق�صة معروفة جاءت في حق بني �إ�صر�ئيل �لذين حملو� �أحمال من حلي ن�صاء �لأقباط وثيابهن �لتي -1كان غالبها من �لذهب و�لف�صة حين همو� بالخروج من م�صر، فهي زينة �لقوم �لتي �صاغ منها �ل�صامري ]ج3، �لبغوي تف�صير لهم. �لغنائم تحل لم حيث و�آثام، تبعات لأنها �أوز�ر� ت�صميتها ولعل �لعجل،

�ض272[.�ل�صر�ج �لمنير في �لإعانة على معرفة بع�ض معاني كلام ربنا �لحكيم �لخبير للخطيب �ل�صربيني)�لمتوفى: -2

977ه( ]ج1، �ض571[.�أخرجه �أحمد في م�صنده]ح7433، ج12، �ض403[، وقال محققه �صعيب �لأرنوؤوط: "�إ�صناده �صحيح -3على �صرط �ل�صيخين"، و�لترمذي في �ل�صنن، ]ح3085، ج5، �ض271[، وقال �أبو عي�صى: هذ� حديث ح�صن �صحيح غريب من حديث �لأعم�ض، و�أخرجه �لطبري بنحوه من طريق: �أبى معاوية عن �لأعم�ض �بن �لطبري]ح16301، ج14[، و�أخرجه تف�صير �لإ�صناد. �صاكر: حديث �صحيح �أحمد �ل�صيخ قال به، حبان في �صحيحه]ح4806، ج11، �ض134[ من طريق جرير، عن �لأعم�ض به. قال محققه: �إ�صناده على

�صرط �ل�صيخين. وكذ� قال �لألباني في )�ل�صل�صله �ل�صحيحة ح 2155(.�لزحيلي]ج10، لوهبة �لمنير تف�صير �ض378[، �لبغوي]ج3، تف�صير �ض145[، كثير]ج9، �بن تف�صير -4

�ض77[.

Page 266: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 266 -

من لأحد �لغنائم فلم تحل �لأنبياء؛ من دون غيره �لغنائم و�صلم عليه �لله �صلى قبلنا؛ ذلك باأن �لله تبارك وتعالى ر�أى �صعفنا وعجزنا فطيبها لنا، فهي طيبة مباركة،

حلال لهذه �لأمة.ومما ينبغي معه تحذير بع�ض �لغاليين و�لجهلة تحميلهم �لحديث معان ل ت�صتقيم مع �لقيم �ل�صامية لر�صالة �لإ�صلام �لد�عية �إلى �لتعارف و�لإ�صلاح و�لتعمير ون�صر �لأر�ض؛ فمثل مبد�أ �ل�صتخلاف في لتحقيق نة �لممك لم و�ل�صلام قيم �لخير و�ل�صتلك �لتاأويلات �لقا�صرة ل ت�صمد �أمام دللة ن�صو�ض �لوحي �ل�صحيحة و�لحقائق �أن �لإ�صلام هو دين �لرحمة ل دين �لقتال، هو دين توؤكد بجلاء �لتاريخية �لتي �ل�صلام ل دين �لقتل و�لعد�ء، بعث �لله ر�صوله �صلى �لله عليه و�صلم بالهدى ودين �لحق، بعثه �صلى �لله عليه و�صلم متمما لمكارم �لأخلاق ل محاربا باحثا عن �لأرز�ق

تحت ن�صل �ل�صيف.يقول �بن رجب �لحنبلي)ت795ه( في ر�صالته: »�لحكم �لجديرة بالإذ�عة من قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم بعثت بال�صيف بين يدي �ل�صاعة«، عند �صرحه لـ ي«: »�إ�صارة �إلى �أن �لله لم يبعثه بال�صعي في طلب ت ظل رمح »وجعل رزقي تح�لدنيا، ول بجمعها و�كتنازها، ول �لجتهاد في �ل�صعي في �أ�صبابها؛ و�إنما بعثه د�عيا

�إلى توحيده بال�صيف«)1(.فهل يمكن �عتبارها دعوة للا�صترز�ق من �لقتال و�صفك �لدماء، وترك �ل�صعي �لعي�ض، وتو�صيع �لقوت، ورغد لتح�صيل �لم�صروعة �لأ�صباب و�لعمل، وتعاطي

�لعمر�ن، وت�صييد �لح�صارة و�لمدنية �لإ�صلامية؟وبهم نخيلهم في ويعملون و�لبحر، �لبر في يتاجرون كانو� فال�صحابة � من �أن ، خير حد طعاما قط �لقدوة، م�صد�قا لقوله �صلى �لله عليه و�صلم: »ما �أكل �أ

�ض:23. -1

Page 267: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 267 -

لام، كان ياأكل من عمل يده«)1(، د�ود عليه �ل�ص ن نبي �لله ياأكل من عمل يده، و�إوفي �لتنزيل: چ ۆ ۆ ۈ ۈ چ ]�لأنبياء: 80[.

�إن حمل �لحديث محملا د�عيا للقتال با�صتمر�ر لتحقيق منفعة �ل�صترز�ق من ومن �لم�صلمون يكون حيث ذ�تها، �لدعوة بم�صالح �إ�صر�ر فيه و�ل�صيف، �لرمح �عتنق �لدين حديثا في حالة م�صتمرة من �لقلق و�ل�صطر�ب، فتن�صرف �لعقول عن �لتفكير في �صمو ر�صالة �لإ�صلام �لتي هي في غنى مطلق عن �للجوء لل�صيف و�صلامة ون�صوج، قوة من فيها تو�فر لما وذلك بها، للاعتقاد و�لقوة و�لرمح وو�صوح، وقدوة طيبة من �أتباعه، )2( فالإ�صلام �نت�صر في �لآفاق بقوة ذ�تية فيه، ووحي ياأ�صر �لقلوب، وياأخذ بمجامع �لنفو�ض ل بال�صيف و�لرمح و�ل�صنان، بدليل �لرماح في تقار�صت)3( �ل�صيوف ول فيها ت�صل بقاع لم �لم�صلمين في �أكثر وجود

حرب.فلي�ض معنى بقاء فر�صية حمل �ل�صيف هو �أن �لحروب د�ئمة وقائمة على قدم و�أن �ل�صعوب، بقية مع م�صتمر عد�ء حالة هناك و�أنه �لم�صلمين، غير مع و�صاق و�ل�صرك، �لإ�صلام بين د�ئم نز�ع و�لجهاد منا�صبة، وبغير بمنا�صبة تعلن �لحرب وعقوبة تنزل باأعد�ء �لإ�صلام و�أن �لإله هو للم�صلمين خا�صة، ول ي�صود �ل�صلام

حتى يتبع �لعالم �صريعة محمد �صلى �لله عليه و�صلم )4(.

�أخرجه �لبخاري عن �لمقد�م، كتاب �لبيوع، باب ك�صب �لرجل وعمله بيده]ح2072، ج3، �ض57[. -1�آثار �لحرب في �لإ�صلام لوهبة �لزحيلي:77. -2

تقار�صت �لرماح في �لحرب، �إذ� تد�خل بع�صها في بع�ض. قال �أبو زبيد: )�إما تقار�ض بك �لرماح فلا... -3�أبكيك �إل للدلو و�لمر�ض( وقد �صمت �لعرب قري�صا ومقار�صا. �أنظر: جمهرة �للغة �لأزدي )ت321ه(

]ج2، �ض732[.�لحرب و�ل�صلام لخدوري، �ض:59 وما بعدها. -4

Page 268: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 268 -

3- رد �سبهة الإكراه في الدين: ل جرم �أن �لباعث على حمل �ل�صيف في �لإ�صلام هو دفع �لعد�ون، و�إر�صاء قو�عد �لحرية �لدينية ل�صعوب �لأر�ض بحيث يمكنهم �لنظر في دين �لإ�صلام؛ فحمل وبا�صتقر�ء �لدين؛ على للاإكر�ه ولي�ض ��صطر�ر�، �لإ�صلام في م�صروع يف �ل�ص�لحو�دث �لتاريخية ل نجد حادثة تدل �أن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم �أكره �أحد� �لتدبر يوؤمنو� عن طريق �أن �لنا�ض د�أب على حث �لكريم و�لقر�آن �لدين، على و�لرهبة و�لوعيد �لتهديد طريق عن يتاأتى ل وهذ� و�لعقل، و�لتفكر و�لنظر،

و�لخوف تحت ن�صل �ل�صيوف.فالإيمان �لذي �أر�ده �لإ�صلام؛ هو ذ�ك �لذي يكون بمح�ض �لإر�دة و�لختيار، ول �صبيل للاإكر�ه فيه و�إل كان هدر�، لذلك كانت مهمة �لر�صول �صلى �لله عليه �إذ� �أعر�ض �لنا�ض و�صلم �لإنذ�ر و�لتبليغ فقط، وقد رفع �لله عنه �لأ�صى و�لحزن

ڦ ڦ ڤ چ ]�لغا�صية:22[، چ ې ې ې تعالى:چ �لله قال دعوته؛ عن ۀ چ ]�لنور:54[، چ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ چ ]�لنحل:35[، چ ڄ ڦ ڦ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ چ ]�لأعر�ف:184[، چ ۀ ہ ہ ہ و�إليه ]�ل�صعر�ء:3[؛ چ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ چ ]�لكهف:6[، چ ڦ ڤ ذهب جمهرة �لمف�صرين: »لم يجر �لله �أمر �لإيمان على �لإجبار و�لق�صر، ولكن على

ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ چ تعالى: قوله ونحوه و�لختيار، �لتمكين على لق�صرهم �صاء لو �أي: ]يون�ض:99[ چ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦڦ

�لإيمان، ولكنه لم يفعل، وبنى �لأمر على �لختيار«)5(.فمبد�أ منع �لإكر�ه في �لدين مبد�أ ثابت م�صتقر ولم ي�صذ عنه �صلوك �لم�صلمين، تمتع وقد �لعهود، �صتى في م�صروعا �لديني و�ل�صطهاد �لتع�صب يكن ولم

�لبحر �لمحيط]ج2، �ض616، مفاتيح �لغيب]ج7، �ض15[، �لك�صاف]ج1، �ض303[. -5

Page 269: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 269 -

�لذميون بكامل حقوقهم ب�صو�هد تاريخية وجغر�فية.4- رد �سبهة العتداء والجهاد الهجومي بدون مبرر �سرعي:

لقد جاء �لبلاغ �لقر�آني في كثير من �لمو��صع د�ل على عد�لة ر�صالة �لإ�صلام �لبو�عث على قتال �لآخر؛ فاأوقفها على و�صماحتها ورحمتها بالعالمين، كما �أنه بين

�ل�صرورة �ل�صرعية. قال �لله تعالى: چ ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئېئې ئې ئى ئى ئى ی چ ]�لبقرة:190[، فهذ� �أمر من �لله �أل نقاتل �إل من قاتلنا �لقتال في �لإ�صلام هو �لمقاتلة �لقتال؛ فالباعث على �أل نعتدي في فقط؛ و�أمرنا للاإكر�ه �لأوقات من تكن في وقت �لحرب لم ومبا�صرة �لكفر، ولي�ض و�لحر�بة

على �لدين، و�إنما كانت لمنع �لفتنة �لدينية وحماية كر�مة �لدعوة)1(.�أد�ة فاإنه �ل�صرعية، قامت دو�عيه �إذ� �لكفائية �لفر�صية بقي على �إن فالجهاد عاقلة في يد �لم�صلم، ولي�ض و�صيلة طائ�صة لل�صيطرة على �لعالم، �أو لتثبيت �ل�صلطان وتو�صيع �لملك، �أو لمحو �لديانات �لأخرى، وتحويل د�ر �لحرب �إلى د�ر �لإ�صلام

بدون مبرر كما يدعي بع�ض �لكاتبين �لغربيين)2(.فلي�ض �لد�فع من حمل �ل�صيف في �لإ�صلام �إبادة �لعالم و��صتعباد �لنا�ض، �أو �لديني و�لتع�صب �لعد�ء �أو �لقهر و�ل�صيطرة لذة �إ�صباع �أو �لأمم ثرو�ت �صلب

ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ چ تعالى: قوله �لممقوت؛ وهذ� و��صح في ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک چ ]�لممتحنة:8[، فاإن كانت �صبهة حديث حمل �ل�صيف تزعم �أن ر�صول �لرحمة �لمهد�ة �صلى �لله عليه و�صلم بعث و�لق�صط بهم بالبر �لله ياأمرنا فكيف �أ�صرك، من لي�صلطه على رقاب كل بال�صيف

�إليهم؟!

�آثار �لحرب في �لإ�صلام للزحيلي، �ض132. -1�لحرب و�ل�صلام لخدوري، �ض:53. -2

Page 270: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 270 -

�لنبي �صيرة تاأمل »ومن بالقول: �ل�صدد هذ� في �لقيم)ت751ه( �بن يمدنا قاتل من �إنما و�أنه دينه قط، �أحد� على يكره �أنه لم له تبين عليه و�صلم �لله �صلى قاتله، و�أما من هادنه فلم يقاتله ما د�م مقيما على هدنته، لم ينق�ض عهده، بل �أمره

�لله تعالى �أن يفي لهم بعهدهم ما ��صتقامو� له، كما قال تعالى: چ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿٿ ٹ ٹ ٹ ٹ چ ]�لتوبة:7[)1(.

وهذه �لآيات كلها قد �تفقت على �أن محمد� �صلى �لله عليه و�صلم �إنما بعث �لنا�ض، ولم و�إقامة �لحجة على وتبيان كل �صيء، بالرحمة و�لهدى ودين �لحق، يبعث �صاهر� �صيفه على �لنا�ض، حتى في حالة تولي �لنا�ض عنه: لم يوؤمر باأن ي�صهر ]�آل عمر�ن:20[، چ ھ ھ ھ ھ ےے چ له: قيل �إنما �ل�صيف، في وجوههم

ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿٿ ٿ ٺ ٺٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ چ

ڤ چ ]�لنور:54[، چ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې چ ]�لتوبة:129[.

فاأ�صل �لعلاقة بين �لم�صلمين وغيرهم علاقة �صلم و�أمان، و�أن �لحرب و�لقتال �أمر طارئ ل يلجاأ �إليه �إل للدفاع عن �لم�صلمين حينما يكون هناك �عتد�ء عليهم، �أو �إيذ�ء �أو ظلم لهم �أو فتنة لهم عن دينهم، ومتى كانو� م�صالمين تاركين �لدعوة �إن �لم�صلمين �لدين؛ بل قتالهم لمجرد �لمخالفة في فاإنه ل يحل �لإ�صلامية و�صاأنها؛

ماأمورون باأن يعاملو� مخالفيهم بالح�صنى و�لبر و�لق�صط. يقول تعالى: چ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک چ چ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې چ ]�لممتحنة:8[، ]�لن�صاء:90[، چ ی ی ی ی ئج چ ]�لأنفال:61[، وقد �أكد �لنبي �صلى �لله عليه لم و�لأمان:»من قتل نف�صا و�صلم على حماية �لمعاهدين و�أهل �لذمة وحقق لهم �ل�ص

هد�ية �لحيارى في �أجوبة �ليهود و�لن�صارى، �ض:238. -1

Page 271: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 271 -

ة و�إن ريحها ليوجد من م�صيرة �أربعين عاما«)1(. ن معاهد� لم يرح ر�ئحة �لجالمبحث الثاني: حديث اأبي هريرة)ر�شي الله عنه( في حمل ال�شيف.

عن اأبي هريرة)ر�سي الله عنه( اأن الر�سول �سلى الله عليه و�سلم قال: »اأمرت فقد ع�سم مني فمن قال ل اإله اإل الله ى يقولوا ل اإله اإل الله ا�ص حت اأن اأقاتل الن

.)2(» ه وح�سابه على الله نف�سه وماله اإل بحقاأول: اإ�سكالية التف�سير الحرفي للن�ص النقلي:

�أل تولد �لنظرة �لظاهرية لهذ� �لحديث و�لتف�صير �لحرفي له، من غير ��صتح�صار ومقا�صده، معانيه في ولب�صا خللا �ل�صديد �لفهم و�صو�بط �ل�صتدلل، �صروط فهل �لمر�د بالنا�ض �لعالم كله؟ �أم �لمق�صود به خ�صو�ض من يقاتل �لم�صلمين؟ وهل علة �لمقاتلة �لكفر �أم �لمحاربة و�لعتد�ء؟ وهل �لإ�صلام �نت�صر بال�صيف و�ل�صنان �أم

بالحجة و�لبيان؟هل �لد�فع من حمل �ل�صيف في �لإ�صلام �إبادة �لعالم و��صتعباد �لنا�ض، و�صلب ثرو�ت �لأمم و�إ�صباع لذة �لقهر و�ل�صيطرة و�لعد�ء �لديني و�لتع�صب �لممقوت؛

ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ و�لله �صبحانه وتعالى يقول: چ ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک چ ]�لممتحنة:8[، فاإن كانت �صبهات �أحاديث حمل �ل�صيف تزعم �أن ر�صول �لرحمة �لمهد�ة �صلى �لله عليه و�صلم بعث بال�صيف

لي�صلطه على رقاب كل من �أ�صرك، فكيف ياأمرنا �لله بالبر بهم و�لق�صط �إليهم؟!

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لجزية، باب: �إثم من قتل معاهد� بغير جرم ]ح2995، ج3، �ض1155[. -1�أخرجه �لبخاري، كتاب �لجمعة، باب من �نتظر حتى تدفن]ح2946، ج4، �ض48[، كما �أنه �أخرجه في -2عدة �أبو�ب، وم�صلم في كتاب �لإيمان، باب �لأمر بقتال �لنا�ض حتى يقولو�: ل �إله �إل �لله محمد ر�صول

�لله ]ح21، ج1، �ض52[.

Page 272: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 272 -

�لن�صو�ض، و�لجمود على ظو�هرها، و�إهمال �لوقوف عند حرفية �أل يمكن �ت�صاق ي�صيب �أن مقا�صد، من ترومه وما علل، من �أحكامها ور�ء فيما �لنظر

�ل�صريعة بخلل في �لفهم و�لتطبيق؟1- غاية القتال:

حرم فعلوها �إذ� بحيث �إليها، قتالهم يباح �لتي للغاية ذكر �لحديث هذ� قتالهم، و�لمعنى: �أني لم �أوؤمر بالقتال �إل �إلى هذه �لغاية، ولي�ض �لمر�د �أني �أمرت �أن �أقاتل كل �أحد �إلى هذه �لغاية؛ فاإن هذ� خلاف �لن�ض و�لإجماع، فاإنه لم يفعل هذ�

قط، بل كانت �صيرته �أن من �صالمه لم يقاتله)1(.وذلك ظاهر من خلال قوله تعالى: چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ گ ک ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ ڌ

گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ چ ]�لتوبة: 29[.

جعلت غاية �لقتال هي �لو�صول �إلى �لمعاهدة �لتي كانت قديما نظام �لذمة، ولو كان �لق�صد منها �أنهم يقاتلون لكفرهم، و�أن �لكفر �صبب لقتالهم لجعلت غاية

�لقتال �إ�صلامهم، ولما قبلت منهم �لجزية و�أقرو� على دينهم)2(.2- العموم مقيد:

فلفظة »�لنا�ض« عامة لكن ير�د بها من يقاتل �لم�صلمين من �لم�صركين، ومثل هذ� ماألوف في �لعربية.

]�لن�صاء:54[، چ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ چ تعالى: �لله قال و�لنا�ض هنا عام �أريد به �لخ�صو�ض، وهو �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم ؛ فالم�صركون

�آثار �لحرب في �لفقه �لإ�صلامي للزحيلي، �ض:107. -1�آثار �لحرب في �لفقه �لإ�صلامي، �ض:107، �لعلاقات �لدولية لمحمود �صلتوت، �ض:37. -2

Page 273: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 273 -

ح�صدو� ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم على نعمة �لوحي �إليه)1(.وقال �لله تعالى: چ ئې ئې ئې ئى ئى ئى ی ی ی چ ]�آل عمر�ن:173[، هنا ومن �صفيان؛ �أبو وبالثاني �لأ�صجعي، م�صعود بن نعيم �لأول: بالنا�ض �أريد �أنه يجوز تخ�صي�ض �لعام �إلى �لو�حد مطلقا �أي �صو�ء �أكان ��صتنبط �لأ�صوليون

جمعا �أم ل.بها ويق�صد �لفريقين؛ من �لمفاعلة تفيد �لتي �لمقاتلة من »�أقاتل« ولفظة �بتد�وؤه؛ تعني رد �لعتد�ء ولي�ض �لمقاتلة و�لمجابهة، فهي �بتد�ء ورد �عتد�وؤهم

ئى ئى ئى ئې ئېئې ئۈ ئۈ ئۆ ئۆ ئۇ ئۇ ئو چ تعالى: �لله قال ی چ ]�لبقرة:190[.

3- مناط القتال:�إن مناط �لقتال هو �لحر�بة و�لمقاتلة ولي�ض �لكفر؛ لأنه لو كان �لكفر هو �لموجب للقتل، بل هو �لمبيح له لم يحرم قتل من به علة �لكفر من ن�صاء و�صبيان وعجزة، ومن في حكمهم مما جاءت �لأحاديث تنهى عن قتلهم كالرهبان، و�لمقعد و�لأعمى و�لفلاح؛ فالباعث على �لقتال في �لحديث هو �لحر�بة و�لمقاتلة ولي�ض �لكفر؛ لأنه لو كان �لقتل للكفر جائز�، لكان �لقتل على �لإكر�ه في �لدين جائز�، ولكان ذلك بمچ بخ بح بج ئي ئمئى ئح ئج ی چ تعالى: �لله قال �لقر�آن؛ لمحكم معار�صا چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ ڄڃ ڄ ڄ ڄ چ تعالى: وقال ،]256 ]�لبقرة:

]�لكهف:29[.

�لحر�بة هو �لقتال مناط �أن و�لحنابلة، و�لحنفية �لمالكية فقهاء قرره ما وهذ� �إنما يقتل �صخ�ض لمجرد مخالفته للاإ�صلام، �لكفر؛ فلا و�لمقاتلة و�لعتد�ء ولي�ض لم، لعتد�ئه على �لإ�صلام، وغير �لمقاتل ل يجوز قتاله، و�إنما يلتزم معه جانب �ل�ص

�أ�صو�ء �لبيان]ج9، �ض163[. -1

Page 274: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 274 -

�لدعوة، �صبل لتاأمين ك�صرورة ��صطر�رية؛ دوما فهي �لم�صلمين عند �لحرب �أما للقهر مباد�أة ل و�أعر��صهم، �لم�صلمين وحرمات �لعقيدة حرية عن و�لدفاع هو وحده �لكفر ولي�ض �لقتل، من �لمانع هو وحده �لإ�صلام فلي�ض و�لت�صلط،

�لموجب له.)1(

المبحث الثالث: حديث عبد الله بن عمرو بن العا�س )ر�شي الله عنهما( في حمل ال�شيف

ابت بن عمرو بن �لعا�ض قال قلت له ما �أكثر ما ر�أيت قري�صا �أ�ص عن عبد �للهرتهم وقد �جتمع �أ�صر�فهم يوما فيما كانت تظهر من عد�وته قال ح�ص من ر�صول �للهنا عليه بر م فقالو� ما ر�أينا مثل ما �ص عليه و�صل لى �لله �ص جر فذكرو� ر�صول �لله في �لحو�صب جماعتنا ق وفر ديننا وعاب �آباءنا و�صتم �أحلامنا ه �صف قط جل �لر هذ� من طلع �إذ كذلك هم فبينما قال قالو� كما و �أ عظيم �أمر على منه نا بر �ص لقد �آلهتنا كن ثم مر بهم ي حتى ��صتلم �لر م فاأقبل يم�ص عليه و�صل لى �لله �ص عليهم ر�صول �للها �أن مر بهم غمزوه ببع�ض ما يقول قال فعرفت ذلك في وجهه ثم طائفا بالبيت فلمى ثم مر بهم ثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم م�ص ا مر بهم �لثانية غمزوه بم ى فلم م�صبيده د م نف�ض مح و�لذي �أما قري�ض مع�صر يا ت�صمعون فقال ثلها بم فغمزوه �لثالثة ر�أ�صه على ا كاأنم �إل رجل منهم ما حتى كلمته �لقوم فاأخذت بح بالذ جئتكم لقد فوؤه باأح�صن ما يجد من �لقول اة قبل ذلك لير هم فيه و�ص طائر و�قع حتى �إن �أ�صدقال جهول كنت ما فو�لله ر��صد� رف �ن�ص �لقا�صم �أبا يا رف �ن�ص ليقول �إنه حتى

�ختلاف �لفقهاء للطبري، �ض:195. -1

Page 275: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 275 -

رف)1(. فان�ص

اأول: اإ�سكاليات فهم الحديث وتطبيقه:بح« - بح«؟ وهل �لوعيد في »جئتكم بالذ ما هي �لدللت �ل�صياقية في فهم »جئتكم بالذ

ير�د به �ل�صمول و�لعموم �لمطلق �أم هو خا�ض بعدد محدود من كفار قري�ض؟و�صلم، - عليه �لله �صلى �لنبي هم عد �لذين قري�ض �صناديد من �ل�صبعة هل

وعرفت �أماكن م�صارعهم في قليب)2( بدر؛ هم �لمخت�صون بالوعيد �لمذكور؟ �لموؤلفات �لحديثية و�صروحاتها من جعلها بها تزودنا �لتي �لعلمية �لقيمة وما رو�ية هذه �لق�صة �صمن كتاب دلئل �لنبوة، هل يمكن �عتبارها �إ�صارة منهم �أن على �آخر دليلا ذلك فيكون �لخطاب، خ�صهم فمن �لوعيد تحقق �إلى تفند قر�ئن حقيقية �عتبارها يمكن �آنفا؟ وهل ذكره �صبق بمن �لوعيد خا�ض نظرية توجيه �لخطاب لي�صمل �لعموم �لمطلق)�لكفار جميعا( �أو �لمطلق �لمقيد

)قري�ض جميعها(؟

�لم�صند)�صعيب محققي من جماعة وح�صنه �ض609[، ج11، ]ح7036، م�صنده في �أحمد رو�ه -1ج14، مطول]ح6567، �صحيحه في حبان و�بن و�آخرون(، مر�صد عادل �صاكر، �أحمد �لأرنوؤوط، بن �ل�صيخين غير محمد ثقات رجال "�إ�صناده قوي، رجاله �لأرنوؤوط: �ض525[ وقال محققه �صعيب مجمع في �لهيثمي وح�صنه تدلي�صه"، �صبهة فانتفت بالتحديث، �صرح وقد �صدوق، وهو �إ�صحاق، �لزو�ئد ]ح9813، ج6، �ض15[، وقال: "في �ل�صحيح طرف منه، رو�ه �أحمد، وقد �صرح �بن �إ�صحاق وعند ،" �ض:149[ �لنبوية، �ل�صيرة �صحيح في و�لألباني �ل�صحيح."، رجال رجاله وبقية ماع، بال�ص�لبخاري رو�ية طرف من �لق�صة عن عروة بن �لزبير، قال: �صاألت عبد �لله بن عمرو، عن �أ�صد ما �صنع �لنبي �صلى �لله �إلى معيط، جاء �أبي �لم�صركون بر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، قال: ر�أيت عقبة بن عليه و�صلم وهو ي�صلي، " فو�صع رد�ءه في عنقه فخنقه به خنقا �صديد�، فجاء �أبو بكر حتى دفعه عنه، ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم} ]غافر: 28[ �صحيح �لبخاري، فقال: {�أتقتلون رجلا �أن يقول ربي �للهمتخذ� كنت »لو و�صلم: عليه �لله �صلى �لنبي قول باب و�صلم، عليه �لله �صلى �لنبي �أ�صحاب كتاب

خليلا«]ح3678، ج5، �ض10[.قليب: بئر. -2

Page 276: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 276 -

بح«: ثانيا: الدللت ال�سياقية للوعيد في »جئتكم بالذمعين؛ وبحدث قري�ض من نفر في خا�صة جاءت بح« بالذ »جئتكم فكلمة و�لتعميم ل ي�صتقيم مع �ل�صياق �لذي ورد فيه �لحديث؛ فهي من هذه �لجهة ل ير�د بها �ل�صمول و�لعموم �لمطلق؛ وذلك ظاهر من توجيه �لخطاب لنفر معين، وت�صدير �لحديث بـ »يا مع�صر قري�ض«؛ فهي قر�ئن حال تنفي حمله على �لعموم �لمطلق، كما �أنه ل ير�د بها �لعموم �لمقيد »عموم قري�ض« لوجود قر�ئن تعار�ض هذه �لمعاني؛

وذلك من عدة �أوجه:1- الخطاب موجه لنفر من قري�ص خا�سة:

يك�صف لنا تتبع �لحديث في بع�ض طرقه �أن �لمق�صود بالخطاب �صناديد قري�ض، و�أئمة �لكفر منهم: �أبي جهل بن ه�صام، وعتبة بن ربيعة، و�صيبة بن ربيعة، وعقبة بن �أبي معيط، و�أمية بن خلف، �أو �أبي بن خلف؛ وذلك و��صح من رو�يات �أخرى لحدث �أذى قري�ض للنبي �صلى �لله عليه و�صلم ؛ حيث قال له �أبو جهل بعدما �أخذته �لرهبة من قول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: يا محمد ما كنت جهول ؟ فاأجابه �لنبي

�صلى �لله عليه و�صلم: »�أنت منهم«.كما تمدنا رو�ية �أخرى لبن م�صعود في �ل�صحيح ب�صحة هذ� �لتوجيه: �أن �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم كان ي�صلي عند �لبيت، و�أبو جهل و�أ�صحاب له جلو�ض، �إذ قال بع�صهم لبع�ض: �أيكم يجيء ب�صلى جزور بني فلان، في�صعه على ظهر محمد �إذ� �صجد؟ فانبعث �أ�صقى �لقوم فجاء به، فنظر حتى �صجد �لنبي �صلى �لله عليه منعة، لو كان لي �صيئا، �أغني �أنظر ل و�أنا و�صلم، و�صعه على ظهره بين كتفيه، قال: فجعلو� ي�صحكون ويحيل بع�صهم على بع�ض، ور�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم �صاجد ل يرفع ر�أ�صه، حتى جاءته فاطمة، فطرحت عن ظهره، فرفع ر�صول هم عليك بقري�ض«. ثلاث مر�ت، ف�صق �لله �صلى �لله عليه و�صلم ر�أ�صه ثم قال: »�لل

Page 277: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 277 -

عليهم �إذ دعا عليهم، قال: وكانو� يرون �أن �لدعوة في ذلك �لبلد م�صتجابة، ثم هم عليك باأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، و�صيبة بن ربيعة، و�لوليد �صمى: »�لليحفظ -، فلم �ل�صابع معيط« - وعد �أبي بن وعقبة خلف، بن و�أمية عتبة، بن قال: فو �لذي نف�صي بيده، لقد ر�أيت �لذين عد ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم

�صرعى، في �لقليب قليب بدر)1(.وهم قري�ض؛ بعموم ولي�ض قري�ض كفار من محدود بعدد خا�ض فالوعيد �أماكن م�صارعهم في �ل�صبعة �لذين عدهم �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، وعرفت قليب بدر؛ ولعل هذ� �لأمر هو �لذي حد� ببع�ض علماء �لحديث و�صع رو�ياتهم لهذه �لق�صة في كتاب دلئل �لنبوة، �إ�صارة منهم �إلى تحقق �لوعيد فمن خ�صهم قر�ئن كلها وهذه �آنفا، ذكره �صبق بمن خا�ض �لوعيد �أن د�ل فكان �لخطاب، �لمقيد �لمطلق �أو جميعا( �لمطلق)�لكفار �لعموم لي�صمل �لخطاب توجيه تدح�ض

)قري�ض جميعها(.2- العبرة من الخطاب:

هو قري�ض؛ �صناديد �أمام بح« بالذ جئتكم »لقد عبارة ترديد من �لق�صد �إن �إرباك نف�صيتهم، وجعلها تتر�جع عن عدو�نيتها �لمعلنة و�لمتكررة �صد �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم وهو يمر بهم طائفا بالبيت؛ وقمع هيجانها �ل�صتفز�زي؛ وثنيهم عن همزه ولمزه؛ فاأخذهم في �أنف�صهم بها ورجعو� كثير� عنه؛ حتى �أنهم �أخذو� يرفوؤه �أخرجه �لبخاري، كتاب �لو�صوء، باب �إذ� �ألقي على ظهر �لم�صلي قذر �أو جيفة لم تف�صد عليه �صلاته -1]ح240، ج1، �ض57[، وورد في تعليق م�صطفى �لبغا على �لحديث: )ب�صلى( �لجلدة �لتي يكون فيها �أنثى. )فانبعث( �أم �لإبل ذكر� للاآدمي. )جزور )كل مذبوح من بالن�صبة �لبهائم وهي كالم�صيمة ولد �أ�صرع. )�أ�صقى �لقوم( �أكثرهم خبثا وهو عقبة بن �أبي معيط. )ل �أغير( �أي من فعلهم. )منعة( عز وقوم يمنعوني من �لأعد�ء لطرحته عنه. )يحيل( ين�صب كل منهم �لفعل للاآخر تهكما. وفي رو�ية )يميل( �أي كم كثرة �ل�صحك. )عليك بقري�ض( �أهلك كفارهم ومن فعل ذلك منهم. )�صرعى( قتلى جمع �صريع.

)�لقليب( �لبئر �لقديمة[.

Page 278: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 278 -

باأح�صن ما يجدو� من �لقول �للين؛ وذلك و��صح من �لو�صف �لت�صويري لعبد �لله و�أبيه )ر�صي �لله عنهما(: »فاأخذت �لقوم كلمته، حتى ما منهم رجل �إل كاأنما على ر�أ�صه طائر و�قع، حتى �إن �أ�صدهم فيه و�صاة قبل ذلك، ليرفوؤه باأح�صن ما يجد من كنت ما فو�لله ر��صد�، �ن�صرف �لقا�صم، �أبا يا �ن�صرف ليقول: �إنه �لقول، حتى

جهول«)1(. بالذبح« »جئتكم لفظة وبتر ي�صتقيم، ل وتعميمه �لحديث فتجزيء لذلك �صنع محمد وقد �لأمة؛ على تد�عيات وخيمة له بل مو�صوعي، �صياقها غير من �لغز�لي)ت1416ه( على �لأدعياء �لد�عين للاغتر�ف مبا�صرة من �لكتاب و�ل�صنة بقوله: »��صتفادة �لأحكام من م�صادرها لها علم خا�ض بها ولها رجال ثقات، وعلى �لعامة �أن ت�صمع وتطيع. عندما كتبنا في �أحد موؤلفاتنا �أنه ل �صنة بلا فقه كنا نريد �أن نمنع �أنا�ض ي�صترون �أحد كتب �لحديث، ثم يطالعون �أثر� ل يدرون ما قبله ول ما

بعده، ثم يحدثون فو�صى قد تر�ق فيها �لدماء.«)2(�لعلمية �ل�صروط من تمكن دون �لنبوية بال�صنة �ل�صتدلل على فالتجروؤ �لمتعارف عليها عند �أهل �لخت�صا�ض، يعد �صربا من تحريف �لكلم عن مو��صعه، فالتحريف كما �أنه يكون بتبديل �لألفاظ يكون كذلك بالخروج بالمعنى عما و�صع

له �للفظ.ومثال ذلك ما �أقدم عليه بع�ض �لمنحرفين في فهم �لإ�صلام من �لغلاة؛ حيث بترو� لفظة »جئتكم بالذبح« عن �صياقها لتبرير جر�ئمهم �ل�صنعاء في حق �لإ�صلام و�لإن�صانية على حد �صو�ء، في �نحر�ف مغر�ض، ومن غير �لتفات لتجلياتها �لتي ترتبط في �لعمق بال�صياق �لذي وردت فيه، ونوع �لمخاطبين بها، و�لمق�صود منها

�صبق تخريجه. -1�ل�صنة �لنبوية بين �أهل �لفقه و�أهل �لحديث لمحمد �لغز�لي، �ض:3 وما بعدها. -2

Page 279: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 279 -

قد بتجرئهم هذ� �إنهم �لوخيمة؛ حيث تد�عياتها نظر في في �لخطاب، ومن غير و�صلم عليه �لله �صلى �لمهد�ة �لرحمة بنبي �أخرى مرة �لأذى �إلحاق في �صاهمو� ؛ وهو �لذي قالها مرة و�حدة على فر�ض �صحتها عنه لدفع �لأذى �لم�صلط عليه من قبل �صناديد قري�ض و�أئمة �لكفر؛ فاأظهروه للعالم وكاأنه �صفاكا للدماء، محبا للموت و�لقتل وقطع ر�أ�ض كل من خالفه، وقد قالها �صلى �لله عليه و�صلم وهو

�أعزل من �ل�صلاح ودون �صاحب يجيره �أو يوؤ�زره.3- مقا�سد النبوة:

�ل�صنة قرينة للبلاغ �لقر�آني مت�صلة به باعتبارها مبنية له �أو د�عية �إليه �أو �جتهاد� ر عقلا �أن توجد �صنة �صحيحة ثابتة تعار�ض محكم و في �إطاره �أقره �لقر�آن، فلا يت�ص�لقر�آن ومقا�صده، و�إن ظن بع�ض �لنا�ض وجود ذلك، فلا بد �أن تكون �ل�صنة غير

�صحيحة، �أو يكون فهمنا غير �صحيح، �أو يكون �لتعار�ض ظاهريا.تحديد في �صريحان �ل�صنة و�صحيح �لقر�آن فمحكم �لمنظور؛ هذ� ومن �لمق�صد من �إنز�ل �لقر�آن و�إر�صال �لر�صل و�لنبوة �لخاتمة خا�صة؛ فر�صالته �صلى �لله �لتف�صير في �لكلام على بينه علماء �أعظم نعمة على �لخلق، كما عليه و�صلم هي ف�صل تعالى �لله فبين ]�إبر�هيم:28[؛ چ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژچ تعالى قوله وتعالى؛ حيث جعله رحمة تبارك ربه عند و�صلم وكر�مته عليه �لله �صلى �لنبي رحمة �أي 107[؛ ]�لأنبياء: چ گ گ گ ک ک چ تعالى: للعالمين.قال للجن و�لإن�ض، و�لوح�ض و�لطير؛ رحمة للموؤمنين: باإنجائهم يوم �لدين، ورحمة �لأمم بمكذبي يلحق كان �لذي �لعذ�ب؛ نزول من �لدنيا في باإنجائهم للكافرين: �ل�صابقة؛ وهو قوله تعالى: چ ئا ئە ئە ئو ئو ئۇئۇ چ ]�لأنفال:33[: لأنه

�أر�صل رحمة للعالمين.يقول �لطاهر بن عا�صور)ت1393ه( في تف�صير قوله تعالى: چ ک ک گ

Page 280: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 280 -

گ گ چ: »وعطفت هذه �لجملة على جميع ما تقدم من ذكر �لأنبياء �لذين �أوتو� حكما وعلما، وذكر ما �أوتوه من �لكر�مات، فجاءت هذه �لآية م�صتملة على و�صف جامع لبعثة محمد �صلى �لله عليه و�صلم، ومزيتها على �صائر �ل�صر�ئع؛ مزية للعالمين، فهذه �لجملة عطف على تنا�صب عمومها ودو�مها، وذلك كونها رحمة

جملة چ پ پ ڀ ڀ چ ]�لأنبياء:91[ ختاما لمناقب �لأنبياء)1(.فهذه �لن�صو�ض �لمحكمة وغيرها كثير تحدد �لمق�صد من �إنز�ل �لقر�آن و�إر�صال �أبي هريرة)ر�صي �لر�صل و�لنبوة �لخاتمة خا�صة، وفي �صحيح م�صلم من حديث ا انا، و�إنم �لله عنه( قال: قيل: يا ر�صول �لله �دع على �لم�صركين قال: »�إني لم �أبعث لع

بعثت رحمة«)2(.وكذ� هديه �صلى �لله عليه و�صلم �لذي يتناق�ض مع فكرة �لذبح، كعدم تعجله �لعذ�ب لقومه، و�لدعاء بالهد�ية لهم، وعدم �لدعاء عليهم، فدعا �لنا�ض �إلى �لله ربهم، ل يطلب منهم على ذلك �أجر� �أو مقابلا، وتحمل منهم في �صبيل ذلك �لأذى �لكثير، ومنع �لعدو�ن على �لنا�ض حتى لو كانو� من �لكافرين، فبلغ عن ربه قوله:

ئو ئو ئە ئائە ئا ى ى ې ې ې ې ۉ ۉ ۅ چ

]�لمائدة: 2[ �ل�صناآن: چ ئۇئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئېئې ئې ئىئى ئى ی ی ی هو �لبغ�ض.

ومنع �صلى �لله عليه و�صلم �لظلم بين �لنا�ض ولم يقبله حتى من �أتباعه على �أعد�ئه، و�أمر بالعدل حتى مع �لأعد�ء، فبلغ عن ربه تعالى قوله: چ ہ ہ ۇۆ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ےۓ ے ھ ھ ھ ھ

ۆ ۈ ۈ ۇٴۋ ۋ ۅۅ ۉ ۉ ې ې ې چ ]�لمائدة: 8[.

�لتحرير و�لتنوير للطاهر بن عا�صور]ج17، �ض164[. -1ج4، ]ح2599، وغيرها �لدو�ب لعن عن �لنهي باب و�لآد�ب، و�ل�صلة �لبر كتاب م�صلم، �صحيح -2

.]2006

Page 281: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 281 -

مع حتى و�لعقود بالعهود �لوفاء �إلى �لنا�ض و�صلم عليه �لله �صلى ودعا لي�ض علينا لمن خالفنا في قالو�: يكونو� كالذين �أن �أ�صحابه �لأعد�ء، ولم يو�ض ديننا �أية حقوق، ي�صتحلون بذلك ظلم من يخالفهم ويكذبون على �لله وين�صبون ذلك �إليه، فبلغ عن ربه تعالى قوله: چ ژ ژ ڑ ڑ ک چ ]�لمائدة:1[،

وقوله: چڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱڱ ڱ ں ں ڻ ڻچ ]�لنحل: 91[.

فكيف نن�صب �إليه �صلى �لله عليه و�صلم حمولة دللة م�صتقاة من تف�صير حرفي »جئتكم بلفظ �رتبط ما كل عليه ون�صقط ودو�عيه، �صياقه عن معزول لطرف بح« من معان يناأى عنه خلق نبي �لرحمة �لمهد�ة ويتعالى عنها؛ فلم ينقل �إلينا بالذ�أن �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم قد �أمر بذبح �أحد ممن كان مخالفا له، ول فعل

ذلك �صحابته )ر�صو�ن �لله عليهم(.فهو �لذي نهى عن خيانة �لنا�ض جميعا، حتى من تخ�صى خيانته من �لأعد�ء؛

ھ ہ ہ ہ ۀہ ڻۀ ڻ ڻ ڻ ں ں چڱ تعالى: ربه عن فبلغ ھ چ ]�لأنفال: 58[.

�لله فقال �صلى و�لتر�حم؛ وللت�صامح نبذ �لخلافات �إلى �لنا�ض جميعا ودعا �حمون عليه و�صلم: »من ل يرحم ل يرحم«)1(، وقال �صلى �لله عليه و�صلم: »�لرحم �صجنة)2( من ماء، �لر حمن، �رحمو� �أهل �لأر�ض يرحمكم �أهل �ل�ص يرحمهم �لرج8، ومعانقته]ح5997، وتقبيله �لولد رحمة باب �لآد�ب، كتاب هريرة، �أبي عن �لبخاري �أخرجه -1�لنا�ض و�لبهائم]ح6013، ج8، �ض10[، باب رحمة �لآد�ب، بن عبد �لله، كتاب �ض7[، وعن جرير وم�صلم عن �أبي هريرة، كتاب �لف�صائل، باب رحمته �صلى �لله عليه و�صلم �ل�صبيان و�لعيال وتو��صعه

وف�صل ذلك]ح2318، ج4، �ض1808[.�ل�صجنة يجوز في �ل�صين �ل�صم و�لك�صر و�لفتح؛ وهي في �لأ�صل عروق �ل�صجر �لم�صتبكة. ��صتق ��صمها -2من هذ� ��صم "�لرحمن" �لذي هو �صفة من �صفات �لله تعالى، و�لمعنى �أن �لرحم �أثر من �آثار رحمته تعالى م�صتبكة بها فمن قطعها كان منقطعا من رحمة �لله عز وجل ومن و�صلها و�صلته رحمة �لله تعالى. �أنظر

تعليق م�صطفى �لبغا على �صحيح �لبخاري]ج8، �ض6[.

Page 282: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 282 -

.)1(» له، ومن قطعها قطعه �لله لها و�ص حمن فمن و�ص �لر4- نبي الرحمة المهداة لم يبعث بالذبح ل لقري�ص ول لغيرها من النا�ص:

ي�صهد �لتاريخ باأن قري�ض قد حاربت �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم و�أ�صحابه �أ�صد �لمحاربة، و�ألبو� عليه �لقبائل و�آذوه و�آذو� �أ�صحابه، منذ بد�ية �لدعوة وحتى فتح مكة)�ل�صنة �لثامنة للهجرة(؛ فن�صره �لله تبارك وتعالى ن�صر� عزيز�، فدخل مكة نه �لله منهم و�أظهره عليهم؛ �إل �أنه �صلى �لله عليه و�صلم لم يكن فاتحا موؤزر�؛ فمكللنا�ض للعالمين، بعث رحمة بل لذلك، يبعث و�لت�صفي، ولم �لنتقام خلقه من جميعا، فكان عفوه وت�صامحه معهم �أقوى من �ل�صيف و�لذبح؛ فكان �صلى �لله عليه بدليل ما ح�صل يوم �أ�صد رحمة على قري�ض من رحمته على من �صو�ها، و�صلم انع بكم؟« قالو�: فتح مكة؛ فقال لهم حين �جتمعو� في �لم�صجد: »ما ترون �أني �ص�لله كان �صلى فلو لقاء«، �لط فاأنتم »�ذهبو� قال: �أخ كريم و�بن �أخ كريم، خير�، عليه و�صلم �أر�صل لقري�ض بالذبح و�لتنكيل لكانت هذه فر�صة �صانحة، بل وموؤيدة، �لمبنية على و�صلم عليه �لله ر�صالته �صلى �أ�صل مع لتعار�ض هذ� يفعل ولكنه لم

�لرحمة و�لتر�حم وطلب �لهد�ية للنا�ض ل قتلهم و�إكر�ههم في �لدين.ولقد ج�صد �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم �صماحة �لإ�صلام في �أبهى و�أقد�ض �أم عائ�صة عن روي فقد �صروبها؛ و�أ�صعب �لظروف �أحلك وفي �صورها، �لموؤمنين)ر�صي �لله تعالى عنها( �أنها قالت للنبي �صلى �لله عليه و�صلم هل �أتى عليك �أخرجه �لحاكم في م�صتدركه، كتاب �لبر و�ل�صلة، باب و�أما حديث عبد �لله بن عمرو ]ح7274، ج4، -1�ض175[، وقال �لذهبي: "وهذه �لأحاديث كلها �صحيحة و�إنما ��صتق�صيت في �أ�صانيدها بذكر �ل�صحابة �ل�صحيحة"، �لأحاديث يهملا لم عنهما �لله ر�صي �ل�صيخين �أن متوهم يتوهم لئلا عنهم �لله ر�صي و�لترمذي ]ح1924، ج3، �ض324[، وقال �أبو عي�صى:" هذ� حديث ح�صن �صحيح "و�صححه مجموعة من �لمحققين "�أحمد محمد �صاكر، محمد فوؤ�د عبد �لباقي، نا�صر �لدين �لألباني( وله �صاهد من حديث �أبي هريرة عند �لبخاري، كتاب �لآد�ب، باب من و�صل و�صله �لله]ح5988، ج8، �ض6[، ]ح5988،

ج8، �ض6[.

Page 283: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 283 -

يوم كان �أ�صد من يوم �أحد، قال �صلى �لله عليه و�صلم: »لقد لقيت من قومك ما ت نف�صي على بن عبد يا ليل لقيت، وكان �أ�صد ما لقيت منهم يوم �لعقبة؛ �إذ عر�صبن عبد كلال)1(؛ فلم يجبني �إلى ما �أردت، فانطلقت، و�أنا مهموم على وجهي، تني، فلم �أ�صتفق �إل و�أنا بقرن �لثعالب)2(، فرفعت ر�أ�صي، فاإذ� �أنا ب�صحابة قد �أظلقومك لك، وما قول قد �صمع �لله �إن فقال: فناد�ني، يل، جبر فيها فاإذ� فنظرت، بال؛ لتاأمره بما �صئت فيهم، فناد�ني ملك و� عليك، وقد بعث �لله �إليك ملك �لج رد�أطبق �أن ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما �صئت �إن �صئت م علي بال، ف�صل �لج، فقال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: »بل �أرجو �أن يخرج �لله من عليهم �لأخ�صبين)3(؛ فقد �صفح و�صبر ورجا من به �صيئا« ي�صرك ل وحده يعبد �لله لابهم من �أ�ص�لله �إيمان من يخرج من �أ�صلابهم؛ وهذ� �أق�صى درجات �ل�صبر و�ل�صفح و�أعظم

درجات �لخلق �لكريم. ولقد �آثر نبي �لرحمة طلب �لهد�ية للمخالفين له في �لعقيدة على �أن يدعو

�لمغازي و�لذي في كنانة، ��صمه عبد كلال وبن ثقيف، من �لطائف �أهل �أكابر من ياليل عبد �بن كان -1�أن �لذي كلمه هو عبد ياليل نف�صه، وعند �أهل �لن�صب �أن عبد كلال �أخوه ل �أبوه، و�أنه عبد يا ليل بن عمرو بن عمير بن عوف، ويقال ��صم بن عبد ياليل م�صعود، وكنانة بن عبد بن عمرو بن عمير عظيم �أهل �لطائف، وقد ذكر مو�صى بن عقبة وبن �إ�صحاق �أن كنانة بن عبد ياليل وفد مع وفد �لطائف �صنة ع�صر، فاأ�صلمو�، وذكره �بن عبد �لبر في �ل�صحابة لذلك لكن ذكر �لمديني �أن �لوفد �أ�صلمو� �ل كنانة فخرج �إلى �لروم ومات بها بعد ذلك، و�بن عبد ياليل لم يعرف له �إ�صلام. فتح �لباري، قوله باب ذكر �لملائكة]ج6،

�ض315[ �ل�صيرة �لحلبية]ج2، �ض52[.قرن �لثعالب: جبل م�صرف على �أ�صفل منى بينه وبين م�صجد منى �ألف وخم�صمائة ذر�ع، وقيل له قرن -2�لثعالب لكثرة ما كان ياأوي �إليه من �لثعالب، فتح �لباري]ج3، �ض385[، وقال �لنووي في �صرحه على �صحيحه على �صحيح م�صلم باأن �لثعالب هو قرن �لمنازل وهو ميقات �أهل نجد وهو على مرحلتين من

مكة، و�أ�صل �لقرن كل جبل �صغير ينقطع من جبل كبير]ج12، �ض195[.�أخرجه �لبخاري، كتاب بدء �لخلق، باب: �إذ� �أحدكم و�لملائكة في �ل�صماء فو�فقت �إحد�هما �لأخرى غفر -3له ما تقدم من ذنبه]ح3231، ج4، �ض115[، وم�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب: ما لقي �لنبي �صلى

�لله عليه و�صلم من �أذى �لم�صركين و�لمنافقين ]ح1795، ج3، �ض1420[.

Page 284: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 284 -

دو�صا �هد هم »�لل لدو�ض و�صلم عليه �لله �صلى قوله و�لفناء في بالزو�ل عليهم هم �هد ثقيفا«)2(، رغم و�أت بهم«)1(، رغم ع�صيانها وتمردها وعنادها، ولثقيف»�للدمويتها ومكرها وخبثها، فعلمتنا �صماحة �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم �أل نعتدي

في �لدعاء عليهم حتى في �أحلك �لمو�قف و�أ�صعب �لأحو�ل.

و�لحا�صل �أن �ل�صور �لنبوية �لمترجمة للبلاغ �لقر�آني في �صمو روحه وتعدد �أبعاده �لإن�صانية في علاقة �لإ�صلام بغير معتنقيه قد بلغت مبلغا يت�صاءل �أمام روعتها وعظمتها �أحدث ما عرفه �لفكر �لإن�صاني من مبادئ �إن�صانية؛ �إذ �إنها �أ�صفت �لغليل بم�صادقتها تلاعب �أو تحايل دون و�لتز�م �عتقاد عن بها متم�صك كل و�أر�حت بالكر�مة و�لإخاء و�لتعاون و�لعدل �لو�قعية على كافة �لحقوق �لإن�صانية �لمتعلقة لم و�ل�صلام، و�لوفاء بالعهود و�لمو�ثيق �لدولية، و�لبر و�لم�صاو�ة، �لرحمة، و�ل�ص�لإحاطة عن تعجز �لب�صر ولغة �لدين، �لإكر�ه في و�لإح�صان، وعدم و�لق�صط

بكل مفرد�تها في هذ� �لمحل.المبحث الرابع: مبادئ الفهم و�شوابط العمل باأحاديث حمل ال�شيف.

لقد و�صع �أهل �لخت�صا�ض جملة من �ل�صروط و�لمبادئ و�ل�صو�بط للا�صتغال نطاق تحديد لأن وذلك منها، �ل�صرعية �لأحكام ��صتنباط بغر�ض عموما بال�صنة �لحتجاج بال�صنة، ومجال تطبيقها، و�لعمل بها؛ مهمة مركبة ل يقدر على �إدر�كها

ليتاألفهم بالهدى �لدعاء للم�صركين �أبي هريرة، كتاب ف�صل �لجهاد و�ل�صير، باب �لبخاري عن �أخرجه -1من باب عنهم، تعالى �لله ر�صي �ل�صحابة ف�صائل كتاب م�صلم، و�أخرجه �ض44[، ج4، ]ح2937،

�صلم وجهينة و�أ�صجع ومزينة وتميم ودو�ض وطيىء]ح2524، ج4، �ض1957[. ائل غفار و�أ ف�ص"�إ�صناده قوي �أحمد في م�صنده ]ح14702، ج23، �ض50[، وقال محققه �صعيب �لأرنوؤوط: �أخرجه -2وبني ثقيف في مناقب باب �لمناقب، �أبو�ب كتاب �صننه، في �لترمذي و�أخرجه م�صلم"، �صرط على حنيفة]ح3942، ج5، �ض729[ وقال: "هذ� حديث ح�صن �صحيح غريب"، و�بن �أبي �صيبة، ما جاء في

ثقيف ]ح32496، ج6، �ض413[.

Page 285: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 285 -

و�لإحاطة بها �إل من �صبر �أغو�رها، وتو�فرت فيه �صروط �لمجتهد �لمتمكن من �آليات �لترجيح و�لتنزيل، و�إلمامه بجملة من �ل�صو�بط �لمنهجية و�لمبادئ �لأ�صا�صية؛ وفيما ياأتي ما تعلق منها بنفي عن �أحاديث حمل �ل�صيف تحريف �لغالين وتاأويل �لجاهلين

وتحقيق �لفهم �ل�صديد و�لتطبيق �لر�صيد: 1- الجمع بين ثبوت حديث حمل ال�سيف و�سحته ح�سب الموازين العلمية

الدقيقة:ف�صحة �ل�صند �صرط لرو�ية حديث حمل �ل�صيف و�لحتجاج به، ولكنه لي�ض �صرطا كافيا، �إذ لبد من �أن تتو�فر للمتن �صروط �أخرى، �إذ� تخلفت كان �لحديث

معيبا في متنه، ولم يكن ممكنا �لحتجاج به.ر�صول قال قال: عنهما(، �لله )ر�صي عمر بن �لله عبد حديث ذلك ومثال يف حتى يعبد �لله وحده اعة بال�ص �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »بعثت بين يدي �ل�صعدم �إلى �لبحث خل�ض حيث ي«؛ رمح ظل ت تح رزقي وجعل له، �صريك ل علماء فحول تقرير�ت لمجمل نظر� �لحديث هذ� �صند بخ�صو�ض �لتام �لتثبت �لحديث، خا�صة توجههم �إلى ت�صعيف �إحدى حلقاته )عبد �لرحمن بن ثابت بن ثوبان �لعن�صي(؛ فالحديث مختلف في �صحته عند علماء �لرو�ية؛ علقه �لبخاري ب�صيغة �لتمري�ض، وعفا عنه م�صلم، �صحح �لبع�ض طرفا منه، و�أعله �لبع�ض �لآخر،

فهو غير م�صتوف ل�صروط �ل�صحة من حيث �ل�صند و�لمتن.ومثال ذلك: حديث عبد �لله بن عمرو بن �لعا�ض )ر�صي �لله عنهما( في حمل د بيده لقد م �ل�صيف، قال: قال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »�أما و�لذي نف�ض محبح«؛ حيث خل�ض �لبحث �إلى وجود �إ�صكاليات تتعلق بمتن �لحديث، جئتكم بالذ�لمطلق؛ و�لعموم �ل�صمول به ير�د ل فالوعيد �صياقية؛ و�أخرى دللية �أبعاد ذ�ت و�إنما �لوعيد جاء في حدث خا�ض، و�لمق�صود به عدد محدود وفئة معينة من كفار

Page 286: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 286 -

قري�ض، غايته �إرباك نف�صيتهم، وجعلها تتر�جع عن عدو�نيتها �لمعلنة و�لمتكررة �صد �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم وهو يمر بهم طائفا بالبيت؛ وقمع هيجانها �ل�صتفز�زي؛

وثنيهم عن همزه ولمزه.فاأخذهم في �أنف�صهم بها ورجعو� كثير� عنه؛ حتى �أنهم �أخذو� يرفوؤه باأح�صن �لقوم »فاأخذت �لر�وي: و�صف من و��صح وذلك �للين؛ �لقول من يجدو� ما فيه �أ�صدهم �إن و�قع، حتى طائر ر�أ�صه كاأنما على �إل منهم رجل ما كلمته، حتى و�صاة قبل ذلك، ليرفوؤه باأح�صن ما يجد من �لقول، حتى �إنه ليقول: �ن�صرف يا �أبا

�لقا�صم، �ن�صرف ر��صد�، فو�لله ما كنت جهول«.ومثاله كذلك: حديث �أبي هريرة)ر�صي �لله عنه( �أن �لر�صول �صلى �لله عليه فمن قال ل �إله �إل �لله له �إل �لله ن �أقاتل �لنا�ض حتى يقولو� ل �إ و�صلم قال: »�أمرت �أ«؛ فالحديث رو�ه �ل�صيخان ه وح�صابه على �لله م مني نف�صه وماله �إل بحق فقد ع�صظو�هره، على و�لجمود �لن�ض، حرفية عند �لوقوف �أن �إل �ل�صحيحين؛ في ترومه تلك �لأحكام من مقا�صد، �أحكامه من علل، وما �لنظر فيما ور�ء و�إهمال بقوة عبارة ن�صتح�صر و�لتطبيق؛ ولعلنا �لفهم بخلل في �ل�صريعة �ت�صاق ي�صيب لل�صاطبي)ت790ه(في �لعت�صام: »من ياأخذ �لأدلة من �أطر�ف �لعبارة �ل�صرعية ول ينظر بع�صها ببع�ض، فيو�صك �أن يزل، ولي�ض هذ� من �صاأن �لر��صخين؛ و�إنما هو

من �صاأن من ��صتعجل طلبا للمخرج في دعو�ه«)1(.خل�ض وقد �لنقلي«؛ للن�ض �لحرفي �لتف�صير »�إ�صكالية بـ �أ�صميته ما وهو �لبحث في هذ� �ل�صياق �إلى �أن لفظة »�لنا�ض« في �لحديث ل يق�صد بها �لعالم كله

بل خ�صو�ض من يقاتل �لم�صلمين، و�أن علة �لمقاتلة �لمحاربة ولي�ض �لكفر.

�لعت�صام لل�صاطبي]2، �ض9[. -1

Page 287: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 287 -

2- جمع الأحاديث الواردة في مو�سوع واحد:وهذ� �صرط لزم لفهم �أحاديث حمل �ل�صيف فهما �صحيحا بعيد� عن تحريف بالرجوع �إلى مجموع �لأحاديث �إذ �لغالين وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين؛ لمقا�صد �صاملة نظرة بع�ض في �صوء �إلى بع�صها �لو�حد ورد بالمو�صوع �لمت�صلة �لإ�صلام، يتو�صح ق�صد �لم�صرع ومر�ده في �لمو�صوع، وينجلي �لمعنى �لمر�د من �لأحاديث برد مت�صابهها �إلى محكمها، وحمل مطلقها على مقيدها، وتف�صير عامها بخا�صها، بالجمع بين �لأحاديث �لتي تتعار�ض ظو�هرها بالترجيح بينها عندما يتعذر �لتوفيق بينها باأحد �لمرجحات �لتي ذكرها �لعلماء وعددها �ل�صيوطي، فبلغت �أكثر من مرجح؛ وهذ� يحتاج �إلى فقه عميق، ونظر دقيق، ودر��صة م�صتوعبة للن�صو�ض، و�إدر�ك ب�صير لحقيقة �لدين ومقا�صد �ل�صريعة مع ورع وتجرد؛ وهذ� �لمنهج �لقويم

لزم �لفحول من �صر�ح �لحديث.)1( قاله ما �لعالم بين ميز �إذ� »ثم بالقول: تيمية)ت728ه( �بن �أ�صار ونبه و�إليه �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم وما لم يقله؛ فاإنه يحتاج �أن يفهم مر�ده، ويفقه ما قاله، ويجمع بين �لأحاديث، وي�صم كل �صكل �إلى �صكله، فيجمع بين ما جمع �لله بينه ور�صوله �صلى �لله عليه و�صلم، ويفرق بين ما فرق �لله بينه ور�صوله �صلى �لله تلقيه وقبوله، وبه به �لم�صلمون، ويجب ينتفع عليه و�صلم. فهذ� هو �لعلم �لذي

�صاد �أئمة �لم�صلمين، كالأربعة وغيرهم)2(.�لجماعة[و]ج3، �صلاة وجوب باب قوله �ض127 حجر]ج2، لبن �لباري فتح ير�جع: نظر ولمزيد -1�ض117 قوله �لذن بالجنازة[و]ج8، �ض492 قوله �لذين يح�صرون على وجوههم[، عون �لمعبود �صرح �صنن �أبي د�ود، ومعه حا�صية �بن �لقيم: تهذيب �صنن �أبي د�ود و�إي�صاح علله وم�صكلاته، محمد �لعظيم �آبادي )ت 1329ه(، باب �لت�صمية على �لو�صوء]ج1، �ض122[، وباب �لدعاء للميت]ج8، �ض358[.�لدين بدر �أبي د�ود، �صنن �صرح يوم عا�صور�ء]ج8، �ض9[، باب �صوم م�صلم، �لنووي على �صرح

�لعيني )ت855ه(، باب �لمو�قيت]ج2، �ض252[.مجموع �لفتاوى]ج27، �ض316[. -2

Page 288: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 288 -

هذ� في �لغلط »ومد�ر بقوله: �ل�صاطبي)ت790ه( عليه درج �لأمر نف�ض �صم وعدم �ل�صرع، بمقا�صد �لجهل هو �إنما و�حد؛ حرف على هو �إنما �لف�صل �أطر�فه بع�صها �إلى بع�ض؛ فاإن ماأخذ �لأدلة عند �لأئمة �لر��صخين �إنما هي على �أن �لمرتبة وجزئياتها كلياتها من ثبت ما بح�صب �لو�حدة كال�صورة �ل�صريعة توؤخذ ومجملها مقيدها، على �لمحمول ومطلقها خا�صها؛ على �لمرتب وعامها عليها، �لمف�صر بمبينها، �إلى ما �صوى ذلك من مناحيها، فاإذ� ح�صل للناظر من جملتها حكم

من �لأحكام؛ فذلك هو �لذي نطقت به حين ��صتنطقت.وما مثلها �إل مثل �لإن�صان �ل�صحيح �ل�صوي، فكما �أن �لإن�صان ل يكون �إن�صانا ي�صتنطق؛ فينطق باليد وحدها، ول بالرجل وحدها، ول بالر�أ�ض وحده، ول بالل�صان وحده، بل بجملته �لتي �صمي بها �إن�صانا، كذلك �ل�صريعة ل يطلب منها �لحكم على حقيقة �ل�صتنباط �إل بجملتها، ل من دليل منها �أي دليل كان، و�إن ظهر لبادي �لر�أي نطق ذلك �لدليل، فاإنما هو توهمي ل حقيقي؛ كاليد �إذ� ��صتنطقت فاإنما تنطق توهما

ل حقيقة، من حيث علمت �أنها يد �إن�صان، ل من حيث هي �إن�صان؛ لأنه محال.ف�صاأن �لر��صخين ت�صور �ل�صريعة �صورة و�حدة يخدم بع�صها بع�صا؛ كاأع�صاء �أي ما دليل �أخذ �لمت�صابهات متبعي و�صاأن متحدة، �إذ� �صورت �صورة �لإن�صان �أو جزئي، فكما ما يعار�صه من كلي �أوليا، و�إن كان ثم دليل كان، عفو� و�أخذ� �أن �لع�صو �لو�حد ل يعطى في مفهوم �أحكام �ل�صريعة حكما حقيقيا، فمتبعه متبع مت�صابه، ول يتبعه �إل من في قلبه زيغ كما �صهد �لله به، چ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ چ

]�لن�صاء:87[«)1(.

3- مراعاة اللغة العربية وعلومها في فهم معنى الحديث، وبيان دللته.�إن �أكثر �ل�صنة ن�صو�ض، و�لن�صو�ض �ألفاظ، و�لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم

�لعت�صام لل�صاطبي]ج2، �ض61[. -1

Page 289: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 289 -

وعلومها �لعربية �للغة يتقن �أن �ل�صنة لد�ر�ض فلابد �ل�صاد، بلغة نطق من �أبلغ ليتي�صر له فهم خطاب �لعرب وعاد�تهم في �ل�صتعمال، ويميز بها بين �صريح �لكلام و�جتهاد عقلي عمل من ولبد ومفهومه، ومنطوقه ومجازه، وحقيقته وظاهره لغوي لفهم �لألفاظ وتحديد معناها �لمر�د؛ وقد كان هذ� �ل�صابط و�صفا غريزيا في �ل�صحابة و�لتابعين من �لعرب �لخل�ض، فلم يكونو� في حاجة لقو�عد ت�صبطه لهم.ومثال ذلك: لفظة »�لنا�ض« في قول �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم: »�أمرت م مني نف�صه فقد ع�ص فمن قال ل �إله �إل �لله �أن �أقاتل �لنا�ض حتى يقولو� ل �إله �إل �للهنظرة من و�لعموم �ل�صمول فاختطاف حكم ،» �لله على وح�صابه ه بحق �إل وماله ظاهرية عابرة، وقر�ءة عجلى للحديث، يولد خللا ولب�صا في �لمعاني �لمق�صودة منه، و�لتي تعا�صدها �لتوجيهات �لعامة لل�صريعة، وتت�صق معها قو�عدها �ل�صرعية، وفي هذ� �ل�صياق؛ فلفظة »�لنا�ض« قد تاأتي عامة لكن ير�د بها �لخ�صو�ض، ومن هنا �أنه يجوز تخ�صي�ض �لعام �إلى �لو�حد مطلقا �أي �صو�ء �أكان ��صتنبط �لأ�صوليون ڦچ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ چ تعالى: قوله في كما ل؛ �أم جمعا ]�لن�صاء:54[؛ و�لق�صد �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم، فالم�صركون ح�صدو� ر�صول �لله

ئې ئې ئې ئى چ تعالى: �إليه، وقوله �لوحي نعمة �صلى �لله عليه و�صلم على م�صعود بن نعيم �لأول: بالنا�ض �أريد عمر�ن:173[، ]�آل چ ی ی ی ئى ئى كقولهم: �لعرب؛ ل�صان في ماألوف هذ� ومثل �صفيان، �أبو وبالثاني �لأ�صجعي،

»جاءني بنو تميم«.4- مراعاة القواعد ال�سرعية في فهم معنى الحديث، وبيان دللته.

�أثر في بالقو�عد �ل�صرعية في فهم �لحديث �ل�صريف لقد كان لعناية �لعلماء معنى مخالفا يوهم �لذي �لأحاديث و�صرفها عن ظاهرها بع�ض ن�صو�ض تاأويل �لمدونة �صرح على �لإقد�م عند �لملزم من كان لذلك �لقو�عد؛ تلك لدللت

Page 290: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 290 -

�لحديثية، خ�صو�صا �أحاديث حمل �ل�صيف، مر�عاة �لقو�عد �ل�صرعية، كما ي�صتلزم ي�صتقيم. توجيها تاأويلا �صحيحا، وتوجيه دللتها تاأويل معانيها بها في �ل�صتعانة وقد �أ�صار �لإمام �ل�صيوطي �إلى �أهمية �لقو�عد �ل�صرعية في فهم ما يبحث فيه من ن�صو�ض وم�صائل بقوله: »وحق على طالب �لعلم �أن ي�صتعمل �لقو�عد، ويعر�ض يفهمه وما �لأ�صلي، طبعه بح�صب وفهمه نف�صه ير�جع ثم عليها، فيه �لمبحوث عموم �لنا�ض، ثم يو�زن بينهما مرة بعد �أخرى، حتى يتبين له �لحق فيه، كما يعر�ض

�لذهب على �لمحك، ويعلقه ثم يعر�صه حتى يتخل�ض«)1(.5- مراعاة الت�ساق والتعا�سد مع �سريح القراآن ومكمه في فهم معنى الحديث،

وبيان دللته.بعر�ض متن حديث حمل �ل�صيف، على فر�ض �صحته؛ على توجيهات �لبلاغ �لقر�آني ومقا�صده، يرى باأن منطوقه ل ي�صتقيم مع �صريح �لقر�آن ومحكمه، وبناوؤه

ی ئج ئح چ تعالى: �لله قال معانيه ودللته؛ مع متعا�صد مت�صق ول غير ئم ئى چ ]�لبقرة:119[، چ ۀہ ہ ہ ہ ھ ھ چ ]�صباأ:28[،

ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ چ

ڦ چ ]�لتوبة:33[؛ فالر�صول �صلى �لله عليه و�صلم لم يبعث بال�صيف، و�إنما ]�لحديد:25[، و�لر�صول �صلى �لله عليه چ ٱ ٻ ٻ ٻ چ بالبينات بعث

و�صلم وهو �أول من �أر�صل بالبينات، فكيف نقول �إنه بعث بال�صيف؟!�لنقلية �لن�صو�ض �صريح تخالف �لتي �لمتون بخ�صو�ض تيمية �بن ويوؤكد ما منها لكن لها، �صابط ل �لجهال من كثير ينقلها �لتي »�لأحاديث �ل�صحيحة: يعرف كذبه بالعقل، ومنها ما يعرف كذبه بالعادة، ومنها ما يعرف كذبه باأنه خلاف

تنوير �لحو�لك �صرح موطاأ مالك لل�صيوطي، ]ج1، �ض232[. -1

Page 291: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 291 -

ما علم بالنقل �ل�صحيح، ومنها ما يعرف كذبه بطرق �أخرى«)1(.�أحاديث �لأحكام، و�لترخي�ض قليلا، ل �أكثر �لأئمة على �لت�صديد في لهذ� ما �إ�صناده، ل ما �صعف فيقبلون في ذلك �لف�صائل و�لرقائق، �لترخي�ض في كل يلتفتون ل �لوهن �ل�صديدة و�لأحاديث �لمو�صوعة، �لأحاديث فاإن رو�ته، �تهم �إليها، بل يروونها للتحذير منها، فمن دل�صها �أو غطى تبيانها، فهو جان على �ل�صنة،

خائن لله ور�صوله �صلى �لله عليه و�صلم.و�لمفرو�ض �أن �لأحاديث �لتي تبين موقف �لإ�صلام، يجب �لتوقف و�لت�صدد فيها، و�لعلماء قالو� �إن �أحاديث �لحلال و�لحر�م، و�أحاديث �لأحكام ل يوؤخذ فيها �لمتعلقة بف�صائل بالن�صبة للاأحاديث �أو ح�صن، وكذلك �لأمر �إل بحديث �صحيح

�لأحكام.

�سفة له وما بت�سريع لي�ص وما ت�سريعا ال�سنة من كان ما بين التفريق -6العموم وما له �سفة الخ�سو�ص:

�لمرويات �صحة من بالتثبت فقط مرتبطا �أمر� لي�ض بال�صنة �لحتجاج �إن فح�صب؛ بل يتطلب �أي�صا معرفة �لمنا�صبات �لتي قيلت فيها و�لإطار �لذي �صدرت �أو �لتبليغ، فيه، فقد تكون �صادرة من �لر�صول �صلى �لله عليه و�صلم على �صبيل �صبيل �لإمامة، �أو �صبيل �لق�صاء، وقد تكون خا�صة به �أو من�صوخة، �إلى غير ذلك مما ل �لقول فيه علماء �أ�صول �لفقه وكثير من �لمحدثين، �أما �إذ� عزلت �لأحاديث ف�صعن منا�صباتها، فاإن �إعمالها على ظاهرها يخرج بها عن �لمر�د منها، بحيث ل تكون ثمرة تلك �لأعمال حكما بما �أنزل �لله تعالى؛ لذلك فاإهمال �ل�صياق و�لمنا�صبة يعد

منهاج �ل�صنة �لنبوية في نق�ض كلام �ل�صيعة �لقدرية ]ج8، �ض105[. -1

Page 292: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 292 -

جريمة في حق �لمعنى.)1(7- مراعاة ال�سياق في فهم معنى الحديث، وبيان دللته.

�ل�صياق ير�صد �إلى تبيين �لمجمل، وتعيين �لمحتمل، و�لقطع بعدم �حتمال غير �لمر�د، وتخ�صي�ض �لعام، وتقييد �لمطلق، وتنوع �لدللة، وهذ� من �أعظم �لقر�ئن غلط في نظره، وغالط في مناظرته، فانظر �أهمله �لمتكلم، فمن �لد�لة على مر�د �صياقه تجد كيف ]�لدخان:49[ چ ڑ ڑ ژ ژ ڈ چ تعالى: قوله �إلى يدل على �أنه �لذليل �لحقير)2(؛ �إن كان في �لكلمة خفاء في �لدللة، فلي�ض فيها بعد من �ل�صياق، و�إن كان فيها موهم من �ل�صتر�ك �للفظي، فلي�ض لتاأويلها �صاهد من

�لو�قع.�أحاديث و�ألفاظ �ألفاظ �لحديث عموما، �لنظر في ت�صتدعي �ل�صياق ودللة �ل�صيف على �لخ�صو�ض من �أولها �إلى �آخرها، قال �ل�صاطبي)ت790ه/1388م(: ق »فلا محي�ض للمتفهم عن رد �آخر �لكلام على �أوله، و�أوله على �آخره، فاإن فر

�لنظر في �أجز�ئه، فلا يتو�صل �إلى مر�ده«)3(.بح« مثلا عن �صياقها و�إهمال منا�صبتها �لتي قيلت فيها، فبتر عبارة »جئتكم بالذيعد جريمة في حق معنى �لحديث ككل، ومن تم قد يختطف �لناظر �لمت�صرع حكما ن�صقه �ل�صمول و�لعموم �لمطلق، وهذ� �لتعميم ل ي�صتقيم و�ل�صياق �لذي ورد فيه �لمطلق �لعموم �صو�ء �لتعميم معاني تعار�ض قوية حال قر�ئن لوجود �لحديث،

�لت�صريع وما لي�ض بينما هو من قبيل �ل�صنة و�لتفريق �ل�صابط �لأ�صا�صي في فهم ير�جع بخ�صو�ض هذ� -1ت�صريعا: علم �أ�صول �لفقه وخلا�صة تاريخ �لت�صريع، عبد �لوهاب خلاف )�لمتوفى: 1375ه(، �ض:43.

تاريخ �لت�صريع �لإ�صلامي، مناع بن خليل �لقطان )�لمتوفى: 1420ه1999م(؛ ]�ض:82 83.[.بد�ئع �لفو�ئد ]ج4، �ض815[. -2

�لمو�فقات لل�صاطبي]ج3، �ض413[. -3

Page 293: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 293 -

»عموم �لنا�ض« �أو �لعموم �لمقيد »عموم قري�ض«)1(.تتبع منه �لذي ق�صدت �لبحث نهاية هذ� �إلى �لله وتوفيقه بعون ناأتي هكذ� و�لتطبيق، �لفهم م�صتوى على �إ�صكاليات من �صابها وما �ل�صيف حمل �أحاديث فما وتو�صياته نتائجه �أهم تلخي�ض ويمكن وهادفة، مو�صوعية در��صة ودر��صتها

ياأتي:�إن ق�صية ��صتيعاب مناهج �لتعامل مع �ل�صنة ق�صية جوهرية وم�صيرية؛ لذلك - 1

لتحديد و��صتنطاقها فهمها، على قدرة تتطلب �لنبوي �لدليل من فالإفادة �لمقا�صد و�لقو�عد و�ل�صنن و�لأولويات، و�لثابت و�لمتحول و�لآليات، ومتى و�لتنازع �لغلو �نت�صار من �صتى لفتن �لأمة تعر�صت �لقدرة هذه فقدت

و�لتفريط ونحوها.�إن دللة �لأحاديث �لمقطوع ب�صحة �إ�صنادها وفهمها حق �لفهم، ومدى �صحة - 2

تاأويلها، م�صكلة ل تقل �أهمية عن م�صكلة �ل�صحة و�لثبوت.وجود - 3 �إلى �ل�صيف حمل �أحاديث ودر��صة تتبع خلال من �لبحث خل�ض

بغر�ض بال�صنة ي�صتغل لمن معه ينبغي مما و�لتطبيق؛ بالفهم تتعلق �إ�صكاليات ��صتنباط �لحكم �ل�صرعي، �أن يكون فقيها تتو�فر فيه �صروط �لمجتهد من �آليات �لترجيح و�لتنزيل، وذلك لأن تحديد نطاق �لحتجاج بال�صنة ومجال تطبيقها و�لعمل بها مهمة مركبة ل يقدر عليها �إل �أهل �لخت�صا�ض؛ �صعيا �إلى تحقيق �لغالين، عنها تحريف ونفيا �لمطهرة، لل�صنة �لر�صيد و�لتطبيق �ل�صديد �لفهم

وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين.

�ل�صياقية �لدللت ير�جع �لحديث؛ معنى فهم في �أ�صا�صي كمبد�أ �ل�صياق �صابط حول نظر ولمزيد -1حمل في عنهما( �لله )ر�صي �لعا�ض بن عمرو بن �لله عبد حديث بح" من بالذ " جئتكم في للوعيد

�ل�صيف)�لمبحث �لثالث(.

Page 294: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 294 -

حمل - 4 �أحاديث بفهم �لعمق في تتعلق متعددة �إ�صكاليات عن �لبحث �أبان على �لقت�صار بين تتمثل �لتي لتجلياتها بالتبيان ووقف وتطبيقها، �ل�صيف �لفهم �لحرفي للن�ض �لنقلي، �أو �لفهم �لب�صيط �لذي يغفل �ل�صياق و�لو�قع، و�لقو�عد �لأ�صول �إهمال درجة �إلى �لمقا�صد �عتبار في �لمفرط �لفهم �أو �لمعتبرة في ذلك؛ فالوقوف عند حرفية �لن�صو�ض، و�لجمود على ظو�هرها، ي�صيب مقا�صد، ترومه من وما �أحكامها من علل، فيما ور�ء �لنظر و�إهمال

�ت�صاق �ل�صريعة بخلل في �لفهم و�لتطبيق.�أحاديث حمل - 5 �لتام بخ�صو�ض �صند بع�ض �لتثبت �إلى عدم �لبحث خل�ض

غير وبع�صها �لرو�ية، علماء عند �صحته في مختلف بع�صها و�أن �ل�صيف، م�صتوف ل�صروط �ل�صحة من حيث �ل�صند و�لمتن؛ و�أبان �لبحث عدة �صو�هد تبين تعار�صها مع �صريح �لقر�آن و�ل�صنة �ل�صحيحة �لثابتة عن ر�صول �لله �صلى

�لله عليه و�صلم.بع�ض - 6 تناوب عليها �صبهات �لرد على عدة �لبحث بمو�صوعية علمية حاول

�أن ك�صبهة �ل�صيف؛ حمل لأحاديث وتنزيلا و��صتدلل فهما �لمغر�صين من �ل�صترز�ق و�صبهة و�لبيان، بالحجة ل و�ل�صنان بال�صيف �نت�صر �لإ�صلام ي«، و�صبهة �لإكر�ه ت ظل رمح �لقتال و�صفك �لدماء في »وجعل رزقي تح�صرعي، وغيرها بدون مبرر �لهجومي �لدين، و�صبهة �لعتد�ء و�لجهاد في

من �ل�صبهات �لتي �صابها تحريف �لغالين وتاأويل �لجاهلين، و�نتحال �لمبطلين.لتر�صيخ - 7 �لمعنية و�لموؤ�ص�صات �لو�صائل بكافة بال�صتعانة �أو�صي �أنني كما

بهدف �لأمة؛ �أجيال مختلف وعقول نفو�ض في ومو�صوعية و�عية معرفة �لأمم باقي بين �لح�صاري تفاعلهم في �ل�صتخلافي �لدعوي دورهم تعزيز

و�ل�صعوب.

Page 295: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 295 -

ماآلت - 8 لتقلي�ض و�لتوعوي �لديني �لحقل في �لمتدخلين كل جهود ت�صافر �لتد�فع بين �لمعرفة �لأكاديمية �لم�صتوفية ل�صروطها و�صو�بطها في �إطار �لجتهاد �لجماعي وبين �لمعرفة �ل�صفوية �ل�صائدة �لمفتقرة ل�صو�بط �لمو�صوعية في كثير من جو�نب �كت�صابها و�نتقالها؛ بغية تحقيق �أد�ء �جتماعي �صليم مج�صد بوعي ومو�صوعية ي�صاهم في توطيد �لن�صيج �لجتماعي لجماعة �لأمة، و�إبر�ز �لدور

�ل�صتخلافي �لإ�صلاحي للاأمة �لإ�صلامية.�لحقائق - 9 تبليغ �أنو�عها في باختلاف �لإلكترونية بالو�صائط �ل�صتعانة �صرورة

وفكري فقهي وعي لخلق و�لم�صيرية �لكبرى �لأمة بق�صايا �لمتعلقة �لمعرفية همومهم مع و�لميد�ني �لذوؤوب بالتفاعل مكوناتها �صفوف في وتربوي ودعاة علماء توفير معه ي�صتلزم �لذي �ل�صيء وت�صاوؤلتهم؛ و�ن�صغالتهم معطياتها تحليل في �لعلمية �لعدة ولهم �لحاجيات، بهذه ملمين و�إعلاميين موفقة بين فقه �ل�صرع وفقه �لو�قع، لأن �لتر�خي في �لقيام بهذ� �لإجر�ء قد

يوؤدي �أحيانا �إلى تاأخر بيان �لحكم �ل�صرعي عن وقت �لحاجة.�لكريم، لوجهه خال�صا �لعمل هذ� يجعل �أن تعالى �لله �أ�صاأل �لختام، وفي و�أ�صاأله �صبحانه وتعالى �أن يجزي �لقائمين على هذه �لندوة �لعلمية �لمباركة خير �لجز�ء، و�أن يكلل م�صاعيهم بالتوفيق و�لنجاح، فهو وحده �صبحانه وتعالى �لموفق

و�لمعين.

Page 296: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 296 -

قائمة الم�شادر والمراجع�لقر�آن �لكريم. -تنظير� - �لرو�ة: بين �لمو�زنة �لنبوية)علم �ل�صنة خدمة في وجهوده �لر�زي حاتم �أبو

بمر�ك�ض/ �لوطنية و�لور�قة �لمطبعة خروبات، د/محمد �ل�صابع، �لجزء وتاأ�صيلا( �لمملكة �لمغربية، ط1، 1431ه/2010م.

�لفكر، - د�ر �لزحيلي، د/وهبة مقانة(، �لإ�صلامي)در��صة �لفقه في �لحرب �آثار دم�صق/�صوريا، ط3، 1419ه/1998م.

�ختلاف �لفقهاء، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب �لآملي، �أبو جعفر �لطبري -)�لمتوفى: 310ه(، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت/لبنان.

�لتي - �لدولية �لعلمية �لندوة �أعمال من مد�خلة �لإ�صلامية، �لم�صادر من �ل�صتنباط �أبي د�ر �لوحي(، من �ل�صتمد�د )مناهج بالمغرب للعلماء �لمحمدية �لر�بطة نظمتها

رقر�ق لطباعة و�لن�صر، �لرباط/�لمملكة �لمغربية، ط1، 1429ه/2008م.�أ�صو�ء �لبيان في �إي�صاح �لقر�آن بالقر�آن، محمد �لأمين بن محمد �لمختار بن عبد �لقادر -

�لجكني �ل�صنقيطي )�لمتوفى: 1393ه(، د�ر �لفكر للطباعة و�لن�صر و�لتوزيع بيروت/لبنان، طبعة: 1415ه - 1995م.

ام، �إبر�هيم بن مو�صى بن محمد �للخمي �لغرناطي �ل�صهير بال�صاطبي )�لمتوفى: - �لعت�ص790ه(، تح: د. محمد بن عبد �لرحمن �ل�صقيرـ د �صعد بن عبد �لله �آل حميد د ه�صام بن �إ�صماعيل �ل�صيني، د�ر �بن �لجوزي للن�صر و�لتوزيع، �لمملكة �لعربية �ل�صعودية، ط1،

1429 ه - 2008 م.�قت�صاء �ل�صر�ط �لم�صتقيم لمخالفة �أ�صحاب �لجحيم، تقي �لدين �أبو �لعبا�ض �أحمد بن -

�لحر�ني تيمية �بن بن محمد �لقا�صم �أبي بن �لله عبد بن �ل�صلام عبد بن �لحليم عبد �لحنبلي �لدم�صقي )�لمتوفى: 728ه(، تح: نا�صر عبد �لكريم �لعقل، د�ر عالم �لكتب،

بيروت/لبنان، ط7، 1419ه - 1999م.�لبحر �لمحيط في �لتف�صير، �أبو حيان محمد بن يو�صف بن علي بن يو�صف بن حيان �أثير -

Page 297: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 297 -

�لدين �لأندل�صي )�لمتوفى: 745ه(، تح: �صدقي محمد جميل، د�ر �لفكر، بيروت/لبنان، ط، 1420ه.

�لبدر �لمنير في تخريج �لأحاديث و�لأثار �لو�قعة في �ل�صرح �لكبير، �بن �لملقن �صر�ج -تح: 804ه(، )�لمتوفى: �لم�صري �ل�صافعي �أحمد بن علي بن عمر حف�ض �أبو �لدين م�صطفى �أبو �لغيط وعبد �لله بن �صليمان ويا�صر بن كمال، د�ر �لهجرة للن�صر و�لتوزيع،

�لريا�ض/�ل�صعودية، ط1، 1425ه/2004م.مكتبة - )�لمتوفى: 1420ه1999م(، �لقطان بن خليل مناع �لإ�صلامي، �لت�صريع تاريخ

وهبة، ط5، 1422ه-2001م.تاريخ دم�صق، �أبو �لقا�صم علي بن �لح�صن بن هبة �لله �لمعروف بابن ع�صاكر )�لمتوفى: -

571ه(، تح: عمرو بن غر�مة �لعمروي، د�ر �لفكر، بيروت/لبنان، 1415 ه - 1995 م.

�لكتاب - تف�صير من �لجديد �لعقل وتنوير �ل�صديد �لمعنى »تحرير و�لتنوير �لتحرير - للن�صر �لتون�صية �لد�ر 1393ه(، )�لمتوفى: عا�صور بن �لطاهر محمد �لمجيد«،

تون�ض، ط 1984 ه.�لتحقيق في �أحاديث �لخلاف، جمال �لدين �أبو �لفرج عبد �لرحمن بن علي بن محمد -

�لكتب د�ر �ل�صعدني، محمد �لحميد عبد م�صعد تح: 597ه(، )�لمتوفى: �لجوزي �لعلمية - بيروت/لبنان، ط1، 1415.

�لألباني - �لدين نا�صر محمد �لإ�صلام، عالجها وكيف �لفقر م�صكلة �أحاديث تخريج )�لمتوفى: 1420ه(، �لمكتب �لإ�صلامي - بيروت/لبنان، ط1، 1405 ه/1984 م.

تف�صير �لقر�آن �لعظيم )�بن كثير(، �أبو �لفد�ء �إ�صماعيل بن عمر بن كثير �لقر�صي �لب�صري -ثم �لدم�صقي )�لمتوفى: 774ه(، تح: محمد ح�صين �صم�ض �لدين، د�ر �لكتب �لعلمية،

بيروت/لبنان، ط1، 1419ه. �لح�صين - بن �لح�صن بن عمر بن محمد �لله عبد �أبو �لغيب(، �لكبير)مفاتيح �لتف�صير

�لتيمي �لر�زي �لملقب بفخر �لدين �لر�زي خطيب �لري )�لمتوفى: 606ه(، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت/لبنان، ط3، 1420 ه.

Page 298: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 298 -

�لتف�صير �لمنير في �لعقيدة و�ل�صريعة و�لمنهج، د وهبة بن م�صطفى �لزحيلي، د�ر �لفكر -�لمعا�صر، دم�صق/لبنان، ط2، 1418 ه.

�ل�صيوطي - �لدين �أبي بكر، جلال بن �لرحمن تنوير �لحو�لك �صرح موطاأ مالك، عبد )�لمتوفى: 911ه(، �لمكتبة �لتجارية �لكبرى - م�صر، 1389 - 1969 ه.

تهذيب �لتهذيب، �أبو �لف�صل �أحمد بن علي بن محمد بن �أحمد بن حجر �لع�صقلاني -)�لمتوفى: 852ه(، مطبعة د�ئرة �لمعارف �لنظامية، �لهند، ط1، 1326ه.

�أبو حاتم، - �لتميمي، معبد، بن معاذ بن بن حبان �أحمد بن بن حبان �لثقات، محمد مدير خان �لمعيد عبد محمد �لدكتور �عتناء: 354ه(، )�لمتوفى: �لب�صتي �لد�رمي، د�ئرة �لمعارف �لعثمانية، د�ئرة �لمعارف �لعثمانية بحيدر �آباد �لدكن �لهند، ط1، 1393

ه ، 1973م.تاأويل �لقر�آن)تف�صير �لطبري(، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن - جامع �لبيان في

غالب �لآملي، �أبو جعفر �لطبري )�لمتوفى: 310ه(، تح: �أحمد محمد �صاكر، موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت/لبنان، ط1، 1420 ه - 2000 م.

�إدري�ض بن �لمنذر �لتميمي، - �أبو محمد عبد �لرحمن بن محمد بن �لجرح و�لتعديل، �لمعارف د�ئرة مجل�ض طبعة 327ه(، )�لمتوفى: حاتم �أبي �بن �لر�زي �لحنظلي، ط1، بيروت/لبنان، - �لعربي �لتر�ث �إحياء د�ر �لهند، - �آباد بحيدر - �لعثمانية

1271 ه 1952 م. جمهرة �للغة، �أبو بكر محمد بن �لح�صن بن دريد �لأزدي )�لمتوفى: 321ه(، تح: رمزي -

منير بعلبكي، د�ر �لعلم للملايين، بيروت/لبنان، ط1، 1987م.�لحكم �لجديرة بالإذ�عة من قول �لنبي بعثت بال�صيف بين يدي �ل�صاعة، زين �لدين -

�لدم�صقي، ثم �لبغد�دي، �ل�صلامي، �لح�صن، بن رجب بن �أحمد بن �لرحمن عبد �لحنبلي )�لمتوفى: 795ه(، تح: عبد �لقادر �لأرناوؤوط، د�ر �لماأمون - دم�صق/�صورية،

ط1، �صنة �لن�صر: 1990م.بن - بن عثمان �أحمد بن �أبو حف�ض عمر فيه، �لعلماء ونقاد �لحديث ذكر من �ختلف

Page 299: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 299 -

�أحمد بن محمد بن �أيوب بن �أزد�ذ �لبغد�دي �لمعروف بـ �بن �صاهين )�لمتوفى: 385ه(، تح: حماد بن محمد �لأن�صاري، مكتبة �أ�صو�ء �ل�صلف - �لريا�ض - �ل�صعودية، ط1،

1419ه - 1999م.�أيوب بن �صعد �صم�ض �لدين - �أبي بكر بن �لعباد، محمد بن ز�د �لمعاد في هدي خير

�بن قيم �لجوزية )�لمتوفى: 751ه(، موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت - مكتبة �لمنار �لإ�صلامية، �لكويت، ط27، 1415ه /1994م.

�صم�ض - �لخبير، �لحكيم ربنا كلام معاني بع�ض معرفة على �لإعانة في �لمنير �ل�صر�ج �لدين، محمد بن �أحمد �لخطيب �ل�صربيني �ل�صافعي )�لمتوفى: 977ه(، مطبعة بولق

)�لأميرية( - �لقاهرة، طبعة: 1285 ه.�ل�صنة �لنبوية بين �أهل �لفقه و�أهل �لحديث، �ل�صيخ محمد �لغز�لي، د�ر �لأمان، ط6. -�أبو - �لترمذي، �ل�صحاك، بن مو�صى بن �صورة بن عي�صى بن محمد �لترمذي، �صنن

عي�صى )�لمتوفى: 279ه(، تح: ب�صار عو�د معروف، د�ر �لغرب �لإ�صلامي، بيروت/لبنان، طبعة 1998 م.

�صير �أعلام �لنبلاء، �صم�ض �لدين �أبو عبد �لله محمد بن �أحمد بن عثمان بن قايماز �لذهبي -�لأرناوؤوط، �صعيب �ل�صيخ باإ�صر�ف �لمحققين من مجموعة تح: 748ه(، )�لمتوفى:

موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت/لبنان، ط3، 1405 ه /1985.�أحمد - بن �إبر�هيم بن �لماأمون(، علي �لأمين �لعيون في �صيرة )�إن�صان �ل�صيرة �لحلبية

�لكتب د�ر 1044ه(، )�لمتوفى: �لدين برهان �بن �لدين نور �لفرج، �أبو �لحلبي، �لعلمية - بيروت/لبنان، ط2، 1427ه.

�لعماد - �بن محمد بن �أحمد بن �لحي عبد ذهب، من �أخبار في �لذهب �صذر�ت وعبد �لأرناوؤوط، محمود تح: 1089ه(، )�لمتوفى: �لفلاح �أبو �لحنبلي، �لعكري �لقادر �لأرناوؤوط، د�ر �بن كثير، دم�صق - بيروت/لبنان، ط1، 1406 ه - 1986م.

�صرح �صنن �أبي د�ود، محمود بن �أحمد بن مو�صى بن �أحمد بن ح�صين �لغيتابى �لحنفي -�إبر�هيم �لم�صري، مكتبة �أبو �لمنذر خالد بن بدر �لدين �لعيني )�لمتوفى: 855ه(، تح:

�لر�صد - �لريا�ض/�لملكة �لعربية �ل�صعودية، ط1، 1420 ه -1999 م.

Page 300: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 300 -

�صعب �لإيمان، �أحمد بن �لح�صين بن علي بن مو�صى �لخ�صروجردي �لخر��صاني، �أبو بكر -�لبيهقي )�لمتوفى: 458ه(، تح: د/عبد �لعلي عبد �لحميد حامد، مكتبة �لر�صد للن�صر و�لتوزيع بالريا�ض بالتعاون مع �لد�ر �ل�صلفية ببومباي بالهند، ط1، 1423 ه - 2003

م.�أمور ر�صول �لله �صلى �لله - �لمخت�صر من �ل�صحيح �لم�صند �لبخاري، )�لجامع �صحيح

عليه و�صلم و�صننه و�أيامه(، محمد بن �إ�صماعيل �أبو عبد�لله �لبخاري �لجعفي، محمد زهير بن نا�صر �لنا�صر، د�ر طوق �لنجاة )م�صورة عن �ل�صلطانية باإ�صافة ترقيم محمد فوؤ�د عبد �لباقي، �صرح وتعليق د. م�صطفى ديب �لبغا �أ�صتاذ �لحديث وعلومه في كلية

�ل�صريعة - جامعة دم�صق(، ط1، 1422ه.�صحيح �ل�صيرة �لنبوية، محمد نا�صر �لدين �لألباني )�لمتوفى: 1420ه(، �لنا�صر: �لمكتبة -

�لإ�صلامية، عمان/�لأردن، ط1.�لله - ر�صول �إلى �لعدل عن �لعدل بنقل �لمخت�صر �ل�صحيح )�لم�صند م�صلم، �صحيح

�صلى �لله عليه و�صلم(، م�صلم بن �لحجاج �أبو �لح�صن �لق�صيري �لني�صابوري )�لمتوفى: 261ه(، تح: محمد فوؤ�د عبد �لباقي، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت/لبنان.

�لمكي - �لعقيلي حماد بن مو�صى بن عمرو بن محمد جعفر �أبو �لكبير، �ل�صعفاء )�لمتوفى: 322ه(، تح: عبد �لمعطي �أمين قلعجي، د�ر �لمكتبة �لعلمية - بيروت/لبنان،

ط1، 1404ه - 1984م.�لعلاقات �لدولية، �ل�صيخ محمود �صلتوت، مطبعة �لأزهر، 1370ه/1951م. -�أبو �لفرج عبد �لرحمن بن علي - �لعلل �لمتناهية في �لأحاديث �لو�هية، جمال �لدين

بن محمد �لجوزي )�لمتوفى: 597ه(، تح: �إر�صاد �لحق �لأثري، �إد�رة �لعلوم �لأثرية، في�صل �آباد، باك�صتان، ط2، 1401ه/1981م.

)�لمتوفى: - خلاف �لوهاب عبد �لت�صريع، تاريخ وخلا�صة �لفقه �أ�صول علم 1375ه1956م(، مطبعة �لمدني »�لموؤ�ص�صة �ل�صعودية بم�صر«.

د�ود - �أبي �صنن تهذيب �لقيم: �بن حا�صية ومعه د�ود، �أبي �صنن �صرح �لمعبود عون و�إي�صاح علله وم�صكلاته، محمد �أ�صرف بن �أمير بن علي بن حيدر، �أبو عبد �لرحمن،

Page 301: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 301 -

- �لعلمية �لكتب د�ر 1329ه(، )�لمتوفى: �آبادي �لعظيم �ل�صديقي، �لحق، �صرف بيروت/لبنان، ط2، 1415 ه/1995م.

�أبو �لف�صل �لع�صقلاني - �أحمد بن علي بن حجر �لباري �صرح �صحيح �لبخاري، فتح �ل�صافعي، تح: محمد فوؤ�د عبد �لباقي، محب �لدين �لخطيب، عبد �لعزيز بن عبد �لله

بن باز، د�ر �لمعرفة - بيروت/لبنان، 1379ه.�لكامل في �لتاريخ، �أبو �لح�صن علي بن �أبي �لكرم محمد بن محمد بن عبد �لكريم بن -

عبد �لو�حد �ل�صيباني �لجزري، عز �لدين �بن �لأثير )�لمتوفى: 630ه(، تح: عمر عبد �ل�صلام تدمري، د�ر �لكتاب �لعربي، بيروت - لبنان، ط1، 1417ه /1997م. 10[.

�لكامل في �صعفاء �لرجال، �أبو �أحمد بن عدي �لجرجاني )�لمتوفى: 365ه(، تح: عادل - - �لعلمية �لكتب �صنة، �أبو �لفتاح عبد معو�ض محمد �لموجود-علي عبد �أحمد

بيروت-لبنان، ط1، 1418ه1997م.�أحمد، - بن عمرو بن محمود �لقا�صم �أبو �لتنزيل، غو�م�ض حقائق عن �لك�صاف

ت�صمنه فيما )�لنت�صاف بحا�صية ]مذيل 538ه(، )�لمتوفى: �لله جار �لزمخ�صري للاإمام �لك�صاف �أحاديث وتخريج )683 )ت �لإ�صكندري �لمنير لبن �لك�صاف(

�لزيلعى[، د�ر �لكتاب �لعربي - بيروت، ط3، 1407 ه.د�ئرة - تح: �ل�صافعي، �لع�صقلاني �لف�صل �أبو حجر بن علي بن �أحمد �لميز�ن، ل�صان

ط3، بيروت/لبنان، - للمطبوعات �لأعلمي موؤ�ص�صة �لهند، - �لنظامية �لمعرف 1406ه - 1986.

�صليمان - بن بكر �أبي بن علي �لدين نور �لح�صن �أبو �لفو�ئد، ومنبع �لزو�ئد مجمع �لهيثمي )�لمتوفى: 807ه(، تح: ح�صام �لدين �لقد�صي، مكتبة �لقد�صي، �لقاهرة، طبعة:

1414 ه، 1994 م.�لحر�ني - تيمية بن �لحليم عبد بن �أحمد �لعبا�ض �أبو �لدين تقي �لفتاوى، مجموع

لطباعة فهد �لملك مجمع قا�صم، بن محمد بن �لرحمن عبد تح: 728ه(، )�لمتوفى: �لم�صحف �ل�صريف، �لمدينة �لنبوية، �لمملكة �لعربية �ل�صعودية، ط: 1416ه/1995م.

�أبو محمد �لح�صن بن عبد �لرحمن بن خلاد - �لمحدث �لفا�صل بين �لر�وي و�لو�عي،

Page 302: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 302 -

�لفكر، د�ر �لخطيب، عجاج محمد تح: 360ه(؛ )�لمتوفى: �لفار�صي �لر�مهرمزي بيروت/لبنان، ط3، 1404ه.

�لمختلف فيهم، �أبو حف�ض عمر بن �أحمد بن عثمان بن �أحمد بن محمد بن �أيوب بن -�أزد�ذ �لبغد�دي �لمعروف بـ �بن �صاهين )�لمتوفى: 385ه(، تح: عبد �لرحيم بن محمد بن �أحمد �لق�صقري، مكتبة �لر�صد، �لريا�ض، �لمملكة �لعربية �ل�صعودية، ط1، 1420ه

/1999م.ط1، - �لر�صالة، موؤ�ص�صة �لقر�صاوي، يو�صف �ل�صيخ �لنبوية، �ل�صنة لدر��صة �لمدخل

.2001م�صند �لإمام �أحمد بن حنبل، �أبو عبد �لله �أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن �أ�صد -

د �إ�صر�ف: و�آخرون، مر�صد، �لأرنوؤوط - عادل �صعيب �ل�صيباني )ت 241ه(، تح: عبد �لله بن عبد �لمح�صن �لتركي، موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت/لبنان، ط1، 1421 ه -

2001 م. �لقا�صم - �أبو �ل�صامي، �للخمي مطير بن �أيوب بن �أحمد بن �صليمان �ل�صاميين، م�صند

�لر�صالة، موؤ�ص�صة �ل�صلفي، �لمجيد عبد بن تح/حمدي 360ه(، )�لمتوفى: �لطبر�ني بيروت/لبنان، ط1، 1405ه/1984م.

م�صباح �لزجاجة في زو�ئد �بن ماجه، �أبو �لعبا�ض �صهاب �لدين �أحمد بن �أبي بكر بن -�إ�صماعيل بن �صليم بن قايماز بن عثمان �لبو�صيري �لكناني �ل�صافعي )�لمتوفى: 840ه(،

تح: محمد �لمنتقى �لك�صناوي، د�ر �لعربية - بيروت، ط2، 1403 ه.�لم�صنف في �لأحاديث و�لآثار، �أبو بكر بن �أبي �صيبة، عبد �لله بن محمد بن �إبر�هيم -

مكتبة يو�صف �لحوت، )�لمتوفى: 235ه(، تح: كمال �لعب�صي بن خو��صتي بن عثمان �لر�صد - �لريا�ض/�لمملكة �لعربية �ل�صعودية، ط1، 1409.

م�صعود - بن �لح�صين محمد �أبو �لبغوي(، )تف�صير �لقر�آن تف�صير في �لتنزيل معالم �لبغوي )�لمتوفى: 510ه(، تح: محمد عبد �لله �لنمر - عثمان جمعة �صميرية - �صليمان

م�صلم �لحر�ض، د�ر طيبة للن�صر و�لتوزيع، ط4، 1417 ه - 1997 م.

Page 303: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 303 -

مغاني �لأخيار في �صرح �أ�صامي رجال معاني �لآثار، �أبو محمد محمود بن �أحمد بن -مو�صى بن �أحمد بن ح�صين �لغيتابى �لحنفي بدر �لدين �لعيني )�لمتوفى: 855ه(، تح: محمد ح�صن محمد ح�صن �إ�صماعيل، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت/لبنان، ط1، 1427

ه - 2006 م.�لمغني عن حمل �لأ�صفار في �لأ�صفار، في تخريج ما في �لإحياء من �لأخبار )مطبوع -

�أبو �لف�صل زين �لدين عبد �لرحيم بن �لح�صين بن عبد �إحياء علوم �لدين(، بهام�ض �لرحمن بن �أبي بكر بن �إبر�هيم �لعر�قي )�لمتوفى: 806ه(، د�ر �بن حزم، بيروت -

لبنان، ط1، 1426 ه - 2005 م.�أحمد - �لعبا�ض �أبو �لدين تقي �لقدرية، �ل�صيعة كلام نق�ض في �لنبوية �ل�صنة منهاج

بن عبد �لحليم بن عبد �ل�صلام بن عبد �لله بن �أبي �لقا�صم بن محمد �بن تيمية �لحر�ني �لحنبلي �لدم�صقي )�لمتوفى: 728ه(، تح: محمد ر�صاد �صالم، جامعة �لإمام محمد بن

�صعود �لإ�صلامية، ط1، 1406 ه - 1986 م.�لنووي - �صرف بن يحيى �لدين محيي �لحجاج، بن م�صلم �صحيح �صرح �لمنهاج

)�لمتوفى: 676ه(، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت/لبنان، ط2، 1392ه/1973م.�لمو�فقات، �إبر�هيم بن مو�صى بن محمد �للخمي �لغرناطي �ل�صهير بال�صاطبي )�لمتوفى: -

790ه(، �أبو عبيدة م�صهور بن ح�صن �آل �صلمان، د�ر �بن عفان، ط1، 1417ه/1997م.ميز�ن �لعتد�ل في نقد �لرجال، �صم�ض �لدين �أبو عبد �لله محمد بن �أحمد بن عثمان -

للطباعة �لمعرفة د�ر �لبجاوي، علي محمد تح: )�لمتوفى: 748ه(، �لذهبي قايماز بن و�لن�صر، بيروت - لبنان، ط1، 1382 ه - 1963 م.

�لنكت على كتاب �بن �ل�صلاح، �أبو �لف�صل �أحمد بن علي بن محمد بن �أحمد بن حجر -�لع�صقلاني )�لمتوفى: 852ه(، تح: ربيع بن هادي عمير �لمدخلي، عمادة �لبحث �لعلمي بالجامعة �لإ�صلامية، �لمدينة �لمنورة، �لمملكة �لعربية �ل�صعودية، ط1، 1404ه/1984م.

�صعد - بن �أيوب بن بكر �أبي بن و�لن�صارى، محمد �ليهود �أجوبة �لحيارى في هد�ية �صم�ض �لدين �بن قيم �لجوزية )�لمتوفى: 751ه(، تح: محمد �أحمد �لحاج، د�ر �لقلم-

د�ر �ل�صامية، جدة - �ل�صعودية، ط1، 1416ه - 1996م.

Page 304: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 304 -

�لو�في بالوفيات، �صلاح �لدين خليل بن �أيبك بن عبد �لله �ل�صفدي )�لمتوفى: 764ه(، -تح: �أحمد �لأرناوؤوط وتركي م�صطفى، د�ر �إحياء �لتر�ث - بيروت، طبعة:1420ه-

2000م.

Page 305: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

ظة في مرويات العقوبات المغلال�سنة النبوية، وتوجيهها في �سوء ن�سو�ص العفو والت�سامح

د. لطفي بن محمد الزغيرجامعة بي�سة - المملكة العربية ال�سعودية

Page 306: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 307: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 307 -

المقدمة

�لحمد لله و�ل�صلاة و�ل�صلام على ر�صول �لله، وعلى �آله و�صحبه ومن و�له، وبعد:

فمما ل ريب فيه ول ي�صتطيع �أن يماري فيه عاقل �أن �لدين �لإ�صلامي دين رحمة و�لآيات عليه، ومدللة بذلك ناطقة �لمتو�فرة �لمتو�ترة ون�صو�صه ور�أفة، وعدل �لقر�آنية في ذلك كثيرة وو�فرة، ويكفي �أن نعرف �أن كلمة �لرحمة وم�صتقاتها قد تكررت في �لقر�آن �لكريم �أكثر من ثلاثمئة مرة، مع ملاحظة �أن من �أ�صمائه �صبحانه وتعالى؛ �لرحمن، �لرحيم، �لروؤوف، �لعفو، �لغفور، وهذ� وغيره كثير يدلل على مكانة �لت�صامح و�لرحمة و�لر�أفة في دين �لله �صبحانه وتعالى، و�لن�صو�ض �ل�صرعية ل بحيث �لكثرة من تعالى �لله دين في و�لت�صامح و�ل�صفح و�لعفو �لرحمة في يمكن لمقالة �أو لبحث كالذي نحن ب�صدده �أن ي�صتوعبها، فهي بحاجة �إلى م�صنفات

مفردة، وقد كتب فيها ذلك.ومعلوم �أن مجتمعا ت�صود فيه قيم �لعفو و�لت�صامح و�لرحمة، ويرتفع �صاأنها فيه لم �لمجتمعي بين �أفر�ده، وحل فيه �لن�صجام مجتمع مت�صالح مع ذ�ته، قد تحقق �ل�ص

و�لوئام مكان �لتنافر و�لخ�صام. و�لت�صامح �لعفو عن �لمتكاثرة �لمتو�ترة �لن�صو�ض هذه مقابل في ولكن و�لرحمة، نجد رو�يات تن�صب �إلى �لنبي ، �أو بع�ض �أ�صحابه تتناق�ض في ظاهرها مع هذ� �لتجاه، كالعقوبات �لمغلظة و�ل�صديدة �لمروية عن ر�صول �لله �أو بع�ض �أ�صحابه ر�صو�ن �لله عليهم؛ كقطع �لأطر�ف، �أو �صمل �لأعين، �أو ر�صخ �لروؤو�ض،

Page 308: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 308 -

لم �لمدني؛ �أو تحريق �لآدميين،.. و�لعقوبات في �لأ�صل رديف لما مر في تر�صيخ �ل�صنظر� لما تتركه هذه �لعقوبات من �أثر �إيجابي في ردع من ت�صول له نف�صه �لعبث بقيم �لمجتمع و�أمنه و�صلامته، �إل �أن �لعقوبات �لمغلظة �أو �ل�صديدة قد ل تترك ذ�ت �لأثر لم �لجتماعي، بل قد �لذي تتركه �لعقوبة �لعادية وهو �لردع، وبالتالي تحقق �ل�صلم �لجتماعي �أول، يكون لها تاأثير �إعلامي �صلبي، وبالتالي فاإن �أثرها �صلبي على �ل�صوقد يتجاوز �لأثر �ل�صلبي �لمجتمع �لمحلي �إلى �لمجتمع �لخارجي، مما �أحوج �إلى بحث متخ�ص�ض ودر��صة متعمقة لفهم هذه �لمرويات في �صوء ما تقدم عن دعوة �لإ�صلام �إلى �لرحمة و�لر�أفة و�لعفو و�ل�صفح، ومعرفة درجتها ومكانتها �لحديثية. �لمحكم �لدين و�لأمر بيان حقيقة هذ� �إلى بالإ�صافة �لدر��صة لهذه �فع و�لدفيه وهو �لر�أفة و�لرحمة و�لعفو، ��صتغلال بع�ض من لم يتمكن �لدين في قلوبهم ونفو�صهم، و�لأخذ بظاهر هذه �لمرويات، و�لختباء خلفها دون فقه ول فهم لها، ف�صلا عن تنقيب ل�صحتها من �صقمها، وبناء �أحكام عليها وجعلها �لأ�صل في �لدين ومحاكاتها، وكاأني بهم يعيدون ما �بتغاه �لحجاج من �صوؤ�ل �أن�ض عن �أغلظ عقوبة

�أنزلها ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم على قوم فاأخبره بحديث �لعرنيين)1(!! و�أ�صحاب �لملحدين لتعرية و�أمثاله؛ �لعمل هذ� �إلى �لحاجة �زد�دت وقد تثبت، و�لتركيز مرويات لم ��صتغلو� وجود �لذين �لم�صلمين، �لأغر��ض من غير على ت�صخيمها، م�صتفيدين من مفرز�ت �لتقنية �لحديثة في �لن�صر و�لو�صول �إلى �لآخرين، و��صتغلال هذه �لن�صو�ض وتقديمها على �أنها تعاليم هذ� �لدين، وللاأ�صف فقد �نجرف ور�ءهم في هذ�، بع�ض من ين�صبون �أنف�صهم للاإ�صلام و�لم�صلمين، فهم �أم �أعلمو� �صو�ء �إلى معول هدم، ومروجين لفتر�ء�تهم، ب�صنيعهم هذ� تحولو�

جهلو� ماآرب �لآخرين، لكنهم خدموهم يقينا جهلا �أو �إدر�كا.

�صياأتي تخريج ذلك وبيانه في ثنايا �لبحث �إن �صاء �لله تعالى. -1

Page 309: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 309 -

وقد �تبعت في هذ� �لبحث منهج �لجمع و�لنقد، فقمت بجمع هذه �لمرويات �آثرت تقديم مادة �لعفو و�لإح�صان في وت�صنيفها ومن ثم نقدها وتوجيهها، وقد �ل�صنة و�لقر�آن، على مباحث هذه �لدر��صة؛ لتتم �لإحالة عليه و�لتحاكم �إليه، لأن

كل ما ي�صت�صكل �إنما هو في �صوء ن�صو�ض �لر�أفة و�لرحمة و�لعفو و�لت�صامح.�أو �ل�صحيحين �إلى بالإحالة �كتفيت قد فاإني و�لتوثيق، �لتخريج في �أما �أحدهما �إن روي �لحديث فيهما، و�إن روي في غيرهما تناولته بالتخريج و�لحكم على �لحديث من كلام �لأقدمين �إن وجد، و�إن عدم ففي نقد�ت غيرهم ممن بعدهم

�أو من �لمعا�صرين، �أو �أقوم بدر��صة �لحديث و�لحكم عليه. هذ� طبيعة ببيان تعنى كثيرة در��صات فقد وجدت �ل�صابقة: �لدر��صات �أما �أذكر بالعقوبات تتعلق در��صات وهناك ت�صامح، وعفو من رحمة فيه وما �لدين بع�صها لحقا، �أما من حيث بحوث ودر��صات تبحث �لأمرين معا فلم �أقف على �أنعم �لله به من �لفتح في هذ� �لنوع من �لدر��صات، وقد كتبت بحثا بعنو�ن »ما تخريج وتوجيه حديث جئتكم بالذبح« ن�صرته في ملتقى �أهل �لحديث عام 2008م، بعنو�ن: جامعية ر�صالة وهناك �لبحث، هذ� منطلق ذ�ت من فكرته في ينطلق »علانية تنفيذ �لعقوبة و�أثرها في �لزجر و�لردع« لعلي بن حمد �لتركي، في جامعة �لإمام، وبحث في«حد �لحر�بة بين �لنظرية و�لتطبيق« للدكتور: محمد محمد عبد �لحكيم، دح�ض �ل�صبهات �لتي تثار حول �لعقوبات �ل�صرعية، د. عبد �لعزيز بن فوز�ن بن �صالح �لفوز�ن، ن�صر في مجلة �لبيان عام 1424هـ/2003م. وغير ذلك

من �لكتب �لتي تت�صم بال�صمة �لفقهية.ا لوجهه �لكريم، و�أن يوفقني فيه لل�صو�ب في و�لله �أ�صاأل �أن يجعل عملي خال�ص�لحكم و�لفهم، و�أن يجنبني �لخطاأ و�لخطل، فاإن ح�صلا فهما من نف�صي و�ل�صيطان،

وبالله �لتوفيق، وعليه �لتكال.

Page 310: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 310 -

وقد جاء هذ� �لبحث في تمهيد ومبحثين على �لنحو �لتالي:تمهيد: وفيه ن�صو�ض �لعفو و�لت�صامح و�لرحمة في �لقر�آن و�ل�صنة: -�لمبحث �لأول: �لعقوبات �لمغلظة �لمروية عن �لنبي ، وفيه مطلبان: -�لكريم - �لقر�آن في و�أ�صل �إ�صارة لها �لتي �لمغلظة �لعقوبات �لأول: �لمطلب

وتوجيهها.�لمطلب �لثاني: �لمرويات �لقولية للعقوبات �لمغلظة وتوجيهها. -�لمبحث �لثاني: �لعقوبات �لمغلظة �لمروية عن بع�ض �ل�صحابة وتوجيهها، وفيه -

مطلبان: �لمغلظة - �لعقوبات �إيقاع من �لر��صدين �لخلفاء عن روي ما �لأول: �لمطلب

وتوجيهها.�لمطلب �لثاني: ما روي عن غيرهم من �لأمر�ء و�لقادة و�لع�صكريين وتوجيهها. -

تمهيد: الن�سو�ص المحكمة في دعوة الإ�سلام اإلى الراأفة والت�سامح والرحمة.�أفة و�لرحمة و�لت�صامح ل يجد �لباحث كبير عناء في �ل�صتدلل على قيم �لرفي �لدين �لإ�صلامي، فن�صو�ض �لكتاب و��صحة جلية، ون�صو�ض �ل�صنة كذلك، وتطبيقاتها في و�قع حياة �لنبي من �أو�صح �لو��صحات، وح�صبي �أن �أ�صير �إلى �لبحث، ومن هذه ما ��صتيعابها يخرج عن طبيعة هذ� �لن�صو�ض؛ لأن عدد من ون�صو�ض و�لت�صامح: و�لعفو �لرحمة على تحث �لتي �لكريم �لقر�آن وردفي

گ گ ک چک تعالى: قوله منها: جد� كثيرة �لجانب هذ� في �لكتاب ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ چپ وقوله: ]�لأنبياء:107[، گچ ھ چھ وقوله: عمر�ن:159[، ]�آل ڤچ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ

Page 311: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 311 -

ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ے ے

ۆ چ ]�لتوبة:128[.

فهذه �لآيات تبين ما كان عليه �لنبي من خلق �لرحمة و�للين، ومن حر�صه على �لموؤمنين و�صائر �لخلق، ولهذ� نجد �أن �لله تعالى و�صفه بـ چگ گچ وقد و�ليوم بالله �آمن روى �لطبري وغيره عن �بن عبا�ض ر�صي �لله عنهما قوله: »من مما ور�صوله عوفي نيا و�لآخرة، ومن لم يوؤمن بالله حمة في �لد �لآخر كتب له �لر

اب �لأمم من �لخ�صف و�لقذف«)1(. �أ�صوهذه �ل�صفات من ر�أفة، ورحمة، وعفو، و�صفح، وت�صامح منه �إنما هي ترتيب من �لله لنبيه، وتهيئة؛ له ليقوم باأمر �لر�صالة على �لوجه �لأكمل، روى �بن �لفظاظة من ره طه قد »و�لله قال: �أنه قتادة عن وغيرهما �لمنذر و�بن حاتم، �أبي و�لغلظة، وجعله رحيما قريبا روؤوفا بالموؤمنين«)2(، فهذه �أمور جبل عليها ر�صول

. لله��لله ر�صي �لعا�ض بن عمرو بن �لله عبد عن �صحيحه في �لبخاري وروى عنهما، �أن هذه �لآية �لتي في �لقر�آن چڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ چ �لعا�ض بن عمرو بن �لله عبد لقيت قال: ي�صار بن عطاء ]�لأحز�ب:45[، قال: »عن في م و�صل عليه �لله لى �ص �لله ر�صول فة �ص عن ني �أخبر قلت: عنهما: �لله ي ر�صها فته في �لقر�آن: يا �أي وف في �لتور�ة ببع�ض �ص �لتور�ة، قال: �أجل، و�لله �إنه لمو�صيين، �أنت عبدي ور�صولي، م ر� ونذير� وحرز� للاأ �لنبي �إنا �أر�صلناك �صاهد� ومب�صيئة اب في �لأ�صو�ق، ول يدفع بال�ص ل، لي�ض بفظ ول غليظ، ول �صخ يتك �لمتوك �صمة �لعوجاء، باأن يقولو�: ه �لله حتى يقيم به �لمل يئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقب�ص �ل�ص

�أخرجه �لطبري في جامع �لبيان في تف�صير �لقر�آن �لمعروف بتف�صير �لطبري، 441/16. -1�أخرجه �بن �أبي حاتم في تف�صيره، 801/3، و�بن �لمنذر في تف�صيره، 465/2. -2

Page 312: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 312 -

ا، وقلوبا غلفا«)1(. م ل �إله �إل �لله، ويفتح بها �أعينا عميا، و�آذ�نا �صفهذه ن�صو�ض من �لكتاب �لكريم تبين ما كان عليه �لنبي من خلق �لرحمة و�لر�أفة و�لعفو و�ل�صفح، و�لذي يمثل �لثابت و�لمحكم مما �أمر �لله به، وجبل عليه

گ گ ک ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ چ تعالى: قوله ومنها: ، نبيه گچ ]�لنور:22[، وقال: چ ۉ ې ې ې ې ى ى ئاچ ]�لمائدة:13[،

ڭ ۓ ۓ ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ہ ہ ہ چۀ ا: �أي�ص وقال ۇ چھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ وقال: ]�لحجر:85[، ڭ ڭچ ۆ ۆ ۈ ۈچ ]�ل�صورى:40[، ويكفي في هذ� �لمجال �لآية �لجامعة �لمانعة �لآمرة

]�لأعر�ف:199[. وفي چڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چچ تعالى: قوله وهي �صملت متنوعة وكثيرة �لتوجه وتردفه وهي توؤيد هذ� ا كثيرة ن�صو�ص نة نجد �ل�ص�لأقو�ل و�لأفعال، وح�صبي �أن �أ�صير �إلى �صيء منها، كالحديث �لذي رو�ه م�صلم في �صحيحه عن �أبى هريرة قال: قيل : يا ر�صول �لله �دع على �لم�صركين قال: »�إنى

ا بعثت رحمة«)2(. انا و�إنم لم �أبعث لعو في �ل�صحيحين عن عائ�صة ر�صي �لله عنها �أن ر�صول �لله : »يا عائ�صة �إن فق فى �لأمركله«. قالت �ألم ت�صمع ما قالو� قال »قد قلت وعليكم«)3(. يحب �لر �للهفق ل يكون فى �صىء �إل ز�نه و�لأحاديث �لتي تدعو �إلى �لرفق كثيرة منها: »�إن �لر

ول ينزع من �صىء �إل �صانه«)4(.

وق، حديث رقم: 2125. خب في �ل�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �لبيوع، باب كر�هية �ل�ص -1ها، حديث رقم: 2599. و�ب وغير �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب �لنهي عن لعن �لد -2فق في �لأمر كله، حديث رقم:6395، وم�صلم، كتاب �ل�صلام، �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأدب، باب �لر -3

لام، وكيف يرد عليهم، حديث رقم: 2165. باب �لنهي عن �بتد�ء �أهل �لكتاب بال�ص

فق، حديث رقم: 2594. ل �لر �أخرجه م�صلم، كتاب �لبر و�ل�صلة و�لآد�ب، باب ف�ص -4

Page 313: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 313 -

عائ�صة ر�صي روي عن ما منها: فكثيرة �لفعلية �لت�صامح �لعفو �أحاديث �أما �أ�صد كان يوم عليك �أتى هل �لله، ر�صول يا : �لله لر�صول قالت �أنها عنها �لله منهم لقيت ما �أ�صد وكان لقيت، ما قومك من لقيت »لقد فقال: �أحد؟ يوم من ت نف�صى على �بن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبنى �إلى يوم �لعقبة، �إذ عر�صل و�أنا بقرن �لثعالب، �صتفق �إ نا مهموم على وجهى، فلم �أ ما �أردت، فانطلقت و�أيل فناد�نى فقال تنى، فنظرت فاإذ� فيها جبر نا ب�صحابة قد �أظل فرفعت ر�أ�صى، فاإذ� �أبال لتاأمره و� عليك، وقد بعث �إليك ملك �لج قد �صمع قول قومك لك وما رد �إن �للهد، فقال ذلك فيما م م على ثم قال يا مح بال، ف�صل بما �صئت فيهم، فناد�نى ملك �لج ، فقال �لنبى بل �أرجو �أن يخرج �لله �صئت، �إن �صئت �أن �أطبق عليهم �لأخ�صبين

وحده ل ي�صرك به �صيئا«)1(. لابهم من يعبد �لله من �أ�صومن �لن�صو�ض �لعملية �لو��صحة ما تم �أثناء فتح مكة �إذ من �لمعلوم و�لمتفق عليه �أنه لم يحدث قتل ول ترويع ول �نتقام عند فتح مكة، بل عفو و�صفح، ورويت رو�يات متنوعة في ذلك منها ما هو �صحيح، ومنها ما �ختلف فيه. فمن �ل�صحيح بي �صفيان ما رو�ه م�صلم وفيه جزء من ق�صة فتح مكة وجاء فيها: »من دخل د�ر �أغلق بابه فهو �آمن«)2(. وهناك �لرو�ية لاح فهو �آمن ومن �أ فهو �آمن ومن �ألقى �ل�ص�لتاريخي �لو�قع �أن �إل فيها �صعف على لقاء«)3(، �لط فاأنتم »�ذهبو� �لم�صهورة: ماء فو�فقت �إحد�هما �أخرجه �لبخاري، كتاب بدء �لخلق، باب : �إذ� قال �أحدكم : �آمين و�لملائكة في �ل�ص -1م من ذنبه، حديث رقم: 3231، و�أخرجه م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب ما لقي �لأخرى غفر له ما تقد

م من �أذى �لم�صركين و�لمنافقين، حديث رقم: 1795. لى �لله عليه و�صل �لنبي �صة، حديث رقم: 1780. �أخرجه م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب فتح مك -2

�أورده �بن �إ�صحاق في �ل�صيرة، 531/2. و�أورد �لبيهقي في �ل�صنن �لكبرى، 118/9 بغير �صند، فابن -3��صحاق رو�ه بغير �صند وعز�ه لبع�ض �أهل �لعلم فقال: وحدثني بع�ض �أهل �لعلم �أنه قام على باب �لكعبة... ثم قال: يا مع�صر قري�ض ما ترون �أني فاعل فيكم؟ قالو�: خير�، �أخ كريم، و�بن �أخ كريم، قال:=

Page 314: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 314 -

فح هو ما كان معهم. وهذ� يوؤكد �أن هذ� ما تم مع كفار قري�ض، و�أن �لعفو و�ل�صعفو جماعي، �أما �أحاديث �لعفو و�ل�صفح �لخا�صة فاأكثر من �أن تح�صى.

فهذه ن�صو�ض تبين مكانة �لعفو و�ل�صفح في كتاب �لله �صبحانه وتعالى وفي �صنة ر�صوله ، و�أن هذه قيم �أ�صيلة محكمة، ينبغي �أن يحمل ما ت�صابه وع�صر فهمه

عليها.

المبحث الأول: مرويات العقوبات المغلظة في ال�شنة، وتوجيهها في �شوء مرويات العفو والرحمة.

�إن �لمتتبع لمرويات �ل�صنة �لنبوية يجد فيها عدد� من �لعقوبات �لمغلظة، قد ير�ها و�ل�صفح، و�لعفو و�لرحمة �لر�أفة ن�صو�ض من مر ما مع متعار�صة �لنا�ض بع�ض لم �لمدني �لذي تمثل تلك �لقيم حجر �لأ�صا�ض فيه، وبالتالي فهي متعار�صة مع �ل�ص�إ�صارة و�أ�صل في له بع�صها �أن �إلى ترجع �لن�صو�ض �لأعظم. وهذه وتعد ركنه

كتاب �لله، وبع�صها �نفردت �ل�صنة باأ�صله وفرعه، وهذ� بيان ما �أجملت:

الكريم القراآن في اإ�سارة لها التي المغلظة العقوبات مرويات الأول: المطلب وتوجيهها:

: حديث �لعرنيين، �إن �أول ما يتبادر �إلى �لذهن من هذه �لمرويات حديث اأولا�لعرنيين، �إذ يعد حديث �لعرنيين �لحديث �لذي ��صتمل على �أغلظ عقوبة عاقب بها ر�صول �لله ، ففي �ل�صحيح �أن �لحجاج �صاأل �أن�صا ر�صي �لله عنه عن �أ�صد عقوبة

وهو =�ذهبو� فاأنتم �لطلقاء، وهذ� مع�صل، فابن �إ�صحاق يروي �أحد�ثا قد ح�صلت في عهد �لنبي لم يدرك من �أدركها، ولكن يقوي هذ� �لأمر ورود كلمة �لطلقاء في �لأحاديث �ل�صحيحة، و�أن �أنا�صا ائف، حديث رقم من قري�ض كانو� يعرفون بالطلقاء كما عند �لبخاري، كتاب �لمغازي، باب غزوة �لط

جال، حديث رقم: 1059. )4333، 4337(، وم�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب غزوة �لن�صاء مع �لر

Page 315: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 315 -

كل �لحديث روى وقد عاقب ر�صول �لله بها، فاأخبره بحديث �لعرنيين )1(. عرينة �أو عكل من �أنا�ض قال: »قدم �أن�ض عن من �لبخاري وم�صلم رحمهما �لله، م بلقاح، و�أن ي�صربو� من �أبو�لها لى �لله عليه و�صل فاجتوو� �لمدينة، فاأمرهم �لنبي �صو��صتاقو� م و�صل عليه �لله لى �لنبي �ص ر�عي قتلو� و� ح ا �ص فلم فانطلقو�، و�ألبانها ا �رتفع �لنهار جيء بهم، ل �لنهار، فبعث في �آثارهم، فلم بر في �أو �لنعم، فجاء �لخفلا ي�صت�صقون ة، �لحر لقو� في و�أ عينهم، �أ و�صمرت و�أرجلهم �أيديهم فقطع فاأمر

ي�صقون«)2(.وهذ� �لحديث مرتبط بقوله تعالى: چچ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ ڌ ڍ ڍ

ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں چ ]�لمائدة:33[.

فيما ر�أى �لقتل، في م�صرف ظالم طرف طرفان؛ به تم�صك �لحديث وهذ� ت�صمنه حجة له فيما يفعل فز�د في ظلمه وجوره، نظير ما نقل عن �لحجاج عندما �أبو عو�نة في م�صتخرجه عن �أن�ض ر�صي �لله عنه بهذ� �لحديث، فقد روى ثه حد

وقد �أنكر �لح�صن �لب�صري رحمه �لله على �أن�ض ر�صي �لله عنه تحديثه بذلك، فعند �لبخاري قال: »فبلغ -1و�ء باألبان �لإبل، حديث رقم: 5685، ثه«. �نظر: كتاب �لطب، باب �لد �لح�صن، فقال: وددت �أنه لم يحد�لحديث، ث يحد وثابت وجهه ر ويتمع بوجهه يعر�ض �لح�صن يت ر�أ فلقد " عو�نة: �أبي م�صند وفي �إقامة بيان باب �لحدود، كتاب �نظر: وجهه"، يلطم ا كاأنم كر�هية و�صمال يمينا بوجهه يعر�ض و�لح�صن يب من دماء �لم�صلمين و�أمو�لهم غدر� في �رتد�ده، حديث رقم: �لحد على من يرتد عن �لإ�صلام في�ص6111، وقد برر �لح�صن ر�صي �لله عنه هذ� عندما قال: �إن �لحجاج �صلطان �أو �صيطان يلتهب، وياأتي �أن�ض ر�صي �لله عنه يحدثه هذ� �لحديث !! )�نظر: �لطبر�ني في م�صند �ل�صاميين، حديث رقم: 1272، وروى �لإ�صماعيلي في م�صتخرجه عن ثابت قال: حدثني �أن�ض قال: ما ندمت على �صيء ما ندمت على حديث حدثت به �لحجاج كما ذكر �بن حجر في فتح �لباري: 142/10، وعقب قائلا: لأن �لحجاج كان م�صرفا

في �لعقوبة، وكان يتعلق باأدنى �صبهة.ها، حديث رقم: 233، ومر�ب�ص و�لغنم و�ب و�لد �لإبل بو�ل �أ باب �لو�صوء، �لبخاري، كتاب �أخرجه -2

وكرره في �أكثر من مو�صع.

Page 316: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 316 -

- �صلى فقال: ر�صول �لله اج، �لحج فوثب ثابت بعد �صياق هذ� �لحديث: »قال: ، ونحن �لله عليه و�صلم -: قتل على ذود وقطع �لأيدي و�لأرجل، و�صمل �لأعين ور�صوله، �أنهم حاربو� �لله ، قال �لح�صن: ول يذكر عدو �لله ية �لله ل نقتل في مع�صر�أيت فلقد قال: و�صرقو�، �لله م حر �لتي �لنف�ض وقتلو� �إ�صلامهم، بعد وكفرو� يعر�ض و�لح�صن �لحديث، ث يحد وثابت وجهه، ر ويتمع بوجهه يعر�ض �لح�صن ا يلطم وجهه«)1(. ولذلك كره �لح�صن تحديث �أن�ض بوجهه يمينا و�صمال كر�هية، كاأنم. �لحجاج بهذ�، لأن �لحجاج كان م�صرفا في �لعقوبة، وكان يتعلق باأدنى �صبهةكما مروعند �لطبر�ني �أن �لحجاج قال: »�أين هوؤلء �لذين يعيبون علينا و�لنبي �صلى

�لله عليه و�صلم قد عاقب بهذ�«)2(. بها قام حتى �لحجاج �نتهى ما فو�لله بهز رو�ية »في : �أن حجر �بن وذكر على �لمنبر فقال حدثنا �أن�ض فذكره وقال قطع �لنبي �صلى �لله عليه و �صلم �لأيدي

و�لأرجل و�صمل �لأعين في مع�صية �لله �أفلا نفعل نحن ذلك في مع�صية �لله«)3(.وطرف طاعن في �ل�صنة بل طاعن في �لدين كله، ر�أى في بع�ض �ألفاظ هذ�

�لحديث ما يخدم ماأربه.هذه لمثل وحديثا قديما و�لأهو�ء �لأغر��ض ذوي ��صتغلال يتبين هذ� وفي �لمرويات، وتوظيفها وفق ما يريدون؛ لتبرير توجهاتهم وو�قعهم، فياأخذون �لرو�ية مجردة عن �لتف�صير و�لتوجيه، ويحرفون �لمر�د منها، دون نظر �إلى �صروح �أو كلام

لأهل �لعلم فيها.

يب �أخرجه �أبوعو�نة في م�صتخرجه، كتاب �لحدود، باب بيان �إقامة �لحد على من يرتد عن �لإ�صلام في�ص -1من دماء �لم�صلمين و�أمو�لهم غدر� في �رتد�ده، حديث رقم: 6111.

�أخرجه �لطبر�ني في م�صند �ل�صاميين، حديث رقم: 1272. -2�نظر: فتح �لباري، 142/10. -3

Page 317: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 317 -

ول �صك ل فالحديث �ل�صالفة: �لعفو مرويات وفق �لعرنيين حديث توجيه -�ختلاف في �صحته)1(، وثبوته، ولكن �لخلاف في فهمه وتوجيهه، وقبل ذلك تتكرر، ولم يحدث فريدة لم �لعرنيين حالة قتل �أن حادثة ن�صجل �أن علينا عهد ول في �لنبي عهد �لإ�صلامي؛ ل في �لتاريخ نظيرها في �أو مثيلها

�أ�صحابه �لذين ي�صتدل ويقتدى باأفعالهم وت�صرفاتهم.ڇ ڇ چ چ چچ �لمائدة: باآية �لحديث هذ� لرتباط ونظر� ڇ...چ فلا يمكن توجيه �لحديث بمعزل عن �لآية، وبيان هل ما جاء في �لآية

�لكريمة من باب �لتاأييد و�لتاأكيد للحديث، �أم باب �لت�صويب و�لتعقيب؟؟�لآية هذه �أن ومنها، �لآية، هذه في �لعلم �أهل �أقو�ل جرير �بن ذكر وقد قائلا: وعقب �أن�ض عن ذلك وروى نزولها، �صبب فهم �لنفر، هوؤلء في نزلت لى �لله هذه �لآية على نبيه �ص »و�أولى �لأقو�ل في ذلك عندي �أن يقال: �أنزل �لله ور�صوله و�صعى في �لأر�ض ف�صاد� ، فة حكمه على من حارب �لله م معر عليه و�صلم بالعرنيين ما فعل«)2(. فابن لى �لله عليه و�صل �ص بعد �لذي كان من فعل ر�صول �للهجرير يرى �أن �لآية تاأكيد وتاأييد لما جاء في �لحديث، ولعل كلام �أبي قلابة عقب رو�يته �لحديث كما عند �لبخاري ي�صب في هذ� �لتجاه �إذ قال: »فهوؤلء �صرقو� �لله: وكان قال رحمه �لأم 245/4، كتاب �لله في �لح�صين رحمه بن �ل�صافعي عن علي نقل ما �صوى -1علي بن ح�صين ينكر حديث �أن�ض في �أ�صحاب �للقاح، �أخبرنا بن �أبي يحيى عن جعفر عن �أبيه عن علي بن ح�صين قال: و�لله ما �صمل ر�صول �لله عينا، ول ز�د �أهل �للقاح على قطع �أيديهم و�أرجلهم. وقد �ض بهذ� ويقول كما في معرفة �ل�صنن و�لآثار، 205/13: »حدثنا �أن�ض حديثا ثابتا كان �لإمام �أحمد يعربعد �صحة بقوله: »فلا معنى للاإنكار �لبيهقي �أ�صحابه«: لذلك عقب �صحيحا قد رو�ه عنه جماعة من �لإ�صناد، فاإما �أن يحمل على �لن�صخ كما ذهب �إليه �بن �صيرين وقتادة، وعلى ذلك حمله �ل�صافعي في �أول كلامه، و�إما �أن يحمل على �أنه فعل بهم ما فعلو� بالرعاء« و�نظر �ل�صنن �لكبرى، 69/9، )قلت(: و�إنكار علي بن �لح�صين للحديث لي�ض نفيا للحديث على ��صطلاح �أهل �لحديث، و�إنما من باب �إكباره �أن يكون

. هذ� �صدر عن �لنبيجامع �لبيان لبن جرير، 367/8. -2

Page 318: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 318 -

وقتلو�، وكفرو� بعد �إيمانهم، وحاربو� �لله ور�صوله«)1(. �أن ما في هذه �لآية ن�صخ لتلك �لعقوبة �ل�صديدة �لتي ولكن هناك من يرى �لله من عتاب �لآية هذه �إن بع�صهم: وز�د �لنا�ض، بهوؤلء �لله ر�صول �أنزلها

وت�صويب. وممن يرى �أن �لحديث من�صوخ: محمد بن �صيرين �إذ روى �لبخاري عن قتادة د بن �صيرين: �أن ذلك كان قبل �أن تنزل �لحدود«)2(، وقتادة م ثني مح �أنه قال: »فحدا فقد عقب بعد رو�يته للحديث عن �أن�ض بقوله: »بلغنا �أن �لنبي كان يرى هذ� �أي�ص

دقة، وينهى عن �لمثلة«)3(. م بعد ذلك كان يحث على �ل�ص لى �لله عليه و�صل �صفابن �صيرين يرى ن�صخ هذ� �لحكم، ويو�فقه في هذ� قتادة، وقد مال �ل�صافعي �أنكر من على �لرد معر�ض في عنه �لبيهقي ذكر كما كلامه �أول في �لن�صخ �إلى �لحديث، بل �لبيهقي رجح �لن�صخ فقال: »و�لأح�صن حمله على �لن�صخ«)4(. وذكر

قول قتادة عن �بن �صيرين �ل�صابق. وذكر �لحديث رو�يه عقب فقال �صلام بن �لقا�صم عبيد �أبو قرره ما وهذ� �لختلاف فيه: »وقد ذكرت �لعلماء �أن هذ� قد ن�صخ، و�أنه كان في �أول �لإ�صلام«)5(. ا، فبعد �أن روى حديث �لعرنيين، روى و�إلى �لن�صخ ذهب �بن �صاهين �أي�صبن ومعقل بكرة، �أبو �لنبي �أ�صحاب من �لله، عن خم�صة �لح�صن رحمه عن

ها، حديث رقم: 233 و و�ب و�لغنم ومر�ب�ص بو�ل �لإبل و�لد �أخرجه �لبخاري، كتاب �لو�صوء، باب �أ -1.6805

بل، حديث رقم: 5686. و�ء باأبو�ل �لإ �أخرجه �لبخاري، كتاب �لطب، باب �لد -2ة عكل وعرينة، حديث رقم: 4192. �أخرجه �لبخاري، كتاب �لمغازي، باب ق�ص -3

رب ب�ص �لإ�صار بعد �لم�صركين قتل باب �ل�صير، �أبو�ب جماع �ل�صير، كتاب للبيهقي، �لكبرى �ل�صنن -4�لأعناق دون �لمثلة، حديث رقم: 18128.

�لنا�صخ و�لمن�صوخ لبي عبيد �لقا�صم بن �صلام، 215. -5

Page 319: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 319 -

ي�صار، و�أبو برزة و�أن�ض بن مالك، وعمر�ن بن ح�صين قالو�: ما �صمعنا �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم قط على �لمنبر �إل »ياأمرنا بال�صدقة، وينهانا عن �لمثلة«، فكاأنه يرى �أن هذ� م�صير من هوؤلء جميعا �إلى �لن�صخ فقال: »وهذ� �لحديث نا�صخ لكل مثلة كانت في �لإ�صلام، ول يجوز �أن يمثل بم�صلم و�إنما مثل �لنبي بالعرينيين؛ لأنهم

�رتدو� عن �لإ�صلام«)1(. �لن�صخ يحتاج �لعالم«:»و�دعاء �لن�صخ فقال في »�إعلام �بن �لجوزي و�أنكر عاء، �لر �أعين �صملو� لأنهم �أولئك �أعين �صمل �إنما �لعلماء قال وقد تاريخ، �إلى

فاقت�ض منهم بمثل ما فعلو�«)2(. ورد عليه �بن حجر و�بن دقيق �لعيد)3(، وروى بع�صهم �أن �لله قد عاتب نبيه »�أن مر�صلا: �لزناد �أبي عن روي كما �لمعاتبة، مع عندهم �لن�صخ �إثبات فيكون م لما قطع �لذين �صرقو� لقاحه و�صمل �أعينهم بالنار، لى �لله عليه و�صل ر�صول �لله �صا جز�ء �لذين يحاربون �لله ور�صوله وي�صعون في عاتبه �لله في ذلك فاأنزل �لله {�إنمبو�} �لآية )4(. وقد روي مو�صول عن �أبي هريرة ل �لأر�ض ف�صاد� �أن يقتلو� �أو ي�ص

في غر�ئب مالك لبن �لمظفر)5(. و�لأمر �لآخر �لذي حمل عليه �لحديث غير �لن�صخ هو �لق�صا�ض، فذهب عدد

نا�صخ �لحديث ومن�صوخه، لأبي حف�ض عمر �صاهين 423، وفي كتب �ل�صنة تف�صيل لهذه �لمرويات �لخم�ض -1وهي بين �صحيح وح�صن.

�إعلام �لعالم بعد ر�صوخه بحقائق نا�صخ �لحديث ومن�صوخه، لبن �لجوزي، 428. -2فتح �لباري لبن حجر، 341/1، و�إحكام �لأحكام �صرح عمدة �لأحكام، لبن دقيق �لعيد، 440. -3

�أخرجه �أبو د�ود، كتاب �لحدود، باب ما جاء في �لمحاربة، حديث رقم: 4370، و�لن�صائي في �لكبرى، -4كتاب تحريم �لدم، تاأويل قول �لله جل وعز �إنما جز�ء �لذين يحاربون �لله ور�صوله، حديث رقم: 3491.

عيف، فلا تقوم به حجة. وهو مر�صل كما في �لمتن، و�لمر�صل من جن�ض �ل�صغر�ئب مالك لبن �لمظفر، حديث رقم: 136، وهو في غاية �ل�صعف، وح�صبك به من �لغر�ئب، وهو ل -5

يقارب �لمر�صل ول يد�نيه.

Page 320: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 320 -

من �أهل �لعلم، وهو ما تم�صك به �بن �لجوزي في �إعلامه، ورد عليه �بن دقيق �لعيد ا �صمل �لنبي كما مر �آنفا، �عتماد� على ما روي عن �أن�ض في �ل�صحيح �أنه قال: »�إنم

عاء«)1(. م �أعين �أولئك لأنهم �صملو� �أعين �لر لى �لله عليه و�صل �صعليه لى �لله ا �صمل �لنبي �ص وعند �لبغوي عن �صليمان �لتيمي عن �أن�ض: »�إنميريد رجلهم. و�أ �أيديهم وقطعو� عاء، �لر �أعين �صملو� �أولئك، لأنهم �أعين م و�صلذلك بهم فعل ا �إنم ي�صقو� لأنه لم ا نم و�إ �أفعالهم، مثال على منهم �قت�ض �أنه بذلك

للقتل، وفي �صقيهم ��صتبقاوؤهم«)2(.�لعربي بعد �بن �لمالكية، فقال �صر�ح بالق�صا�ض ر�أي مالك وغالب و�لقول

حيح«)3(. ا، وهو �ل�ص ذكر قول �أن�ض بالمعنى، وقال �أن�ض: »كان ذلك ق�صا�ص�لنا�ض فى مبرز� ر�أي مالك: »�ختلف �لأقول ا �لقا�صي عيا�ض ملخ�ص وقال معنى هذ� �لحديث، وفعل �لنبى لهوؤلء ما فعل. فقال بع�ض �ل�صلف: كان هذ� قبل نزول �لحدود و�آية �لمحاربين و�لنهى عن �لمثلة، فلما نزل ذلك ��صتقرت �لحدود وفيهم من�صوخ، غير محكم هو وقيل: من�صوخ. هو �لمثلة، عن �لنبى ونهى

نزلت �آية �لمحاربين.ذلك، مثل بالرعاة فعلو� لأنهم ا؛ ق�صا�ص فعل ما فيهم �لنبى فعل و�إنما وروى ذلك م�صلم فى بع�ض حديثه، و�بن �إ�صحاق ومو�صى بن عقبة، و�أهل �ل�صير،

و�لترمذى، ففى هذ� مال مالك فى �أنه يقت�صى �لقاتل بمثل ما فعل بالمقتول«)4(.

ين، حديث �أخرجه م�صلم، كتاب �لق�صامة و�لمحاربين و�لق�صا�ض و�لديات، باب حكم �لمحاربين و�لمرتد -1رقم: 1671.

ريق، حديث اع �لط �أخرجه �لبغوي في �صرح �ل�صنة، كتاب قتال �أهل �لبغي، باب عقوبة �لمحاربين وقط -2رقم: 2569.

�لم�صالك �صرح موطاأ مالك، للقا�صي �أبي بكر بن �لعربي، 157/7. -3ى عيا�ض، 463/5. �إكمال �لمعلم بفو�ئد م�صلم، للقا�ص -4

Page 321: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 321 -

وهذ�ن �لتوجيهان من �أكثر �لتوجيهات قربا و�حتمال، ولذلك نجد �أن �لعلماء قدموهما على بقية ما قيل في توجيه هذ� �لحديث، بالإ�صافة �إلى كونه حديثا مفرد� ياأتلف �أميل �إلى �لن�صخ من ذلك كله، وبهذ� في حادثة فريدة لم تتكرر، و�أر�ني لم �لمدني، حيث �إنه تم ن�صخ هذ� �لفعل و�لرد �إلى �لأ�صل، و�لله �أعلم. هذ� مع �ل�ص�لمغلظة �لعقوبات على �لم�صتملة �لأحاديث ومن �لرجم، �أحاديث ا: ثانيا�أحاديث �لرجم، و�لكلام فيها يطول، �إذ �إن كثيرين يتم�صكون بعدم ��صتمال �لقر�آن �صر�حة على �لرجم، فيبادرون للجحود و�لنفي، وقد رويت �أحاديث �صحيحة بورود �آية �لرجم ون�صخها، وكان في هذ� �بتلاء لكثيرين �أنكرو� هذ� �لن�ض، وقد

قمت باإجر�ء بحث تبين لي من خلاله تو�تر مرويات ن�صخ ن�ض �لرجم.

�لله عبا�ض ر�صي �بن �ل�صحيحين عن ما ورد في ذلك �لأحاديث في ومن عنهما �أن عمر بن �لخطاب �صعد �لمنبر فخطب �لجمعة، وكان مما قال ر�صي �لله عنه ، و�أنزل عليه �لكتاب، فكان م بالحق لى �لله عليه و�صل د� �ص م فقال: »�إن �لله بعث محلى �لله عليه جم، فقر�أناها وعقلناها ووعيناها، رجم ر�صول �لله �ص مما �أنزل �لله �آية �لرد �آية م ورجمنا بعده، فاأخ�صى �إن طال بالنا�ض زمان �أن يقول قائل: و�لله ما نج و�صلجم في كتاب �لله حق ة �أنزلها �لله، و�لر ك فري�ص و� بتر ل جم في كتاب �لله، في�ص �لرو �أ بل �لح كان و �أ �لبينة قامت �إذ� و�لن�صاء، جال �لر من ن �أح�ص �إذ� زنى من على �لعتر�ف«)1(. ز�د �أبو د�ود: »و�يم �لله لول �أن يقول �لنا�ض ز�د عمر في كتاب �لله

لكتبتها«)2(.توؤيد ما جاء في هذ� �لحديث فعن �بن م�صعود �أخرى وقد وردت مرويات

نت، حديث نا �إذ� �أح�ص بلى من �لز �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب رجم �لح -1نى، حديث رقم:1691. رقم: 6830، وم�صلم، كتاب �لحدود، باب رجم �لثيب في �لز

جم، حديث رقم: 4418. �أخرجه �أبو د�ود، كتاب �لحدود، باب في �لر -2

Page 322: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 322 -

ر�صي �لله عنه �أن ر�صول �لله قال: »ل يحل دم �مرئ م�صلم ي�صهد �أن ل �إله �إل بالنف�ض، و�لتارك �ني، و�لنف�ض باإحدى ثلاث؛ �لثيب �لز �إل و�أني ر�صول �لله �لله

لدينه �لمفارق للجماعة«)1(.كما رويت في ذلك �أحاديث عملية، �أمر فيها �لنبي بالرجم، منها حديث

ره )4(. ماعز)2(، و�لمر�أة �لتي �عترفت بالزنا )3(، و�لع�صيف �لذي زنا بزوجة موؤجوهذه �لأحاديث تدل بمجموعها على تو�تر معنى �لرجم، �إذ حديث �آية �لرجم ون�صخها تلاوة مروي عن: )عمر بن �لخطاب، و�بن عبا�ض، و�أبي بن كعب، و�صهل بن حنيف، وزيد بن ثابت، وعبادة بن �ل�صامت، وعائ�صة، و�لعجماء خالة �صهل بن حنيف، وعمرو بن �لعا�ض(، وحديث ل يحل دم �مريء م�صلم فرو�ه )�بن

م�صعود، وعائ�صة، وعثمان، و�أن�ض( هذ� ف�صلا عن �لأحاديث �لفعلية)5(. �أحاديث �لرجم، وبيان تو�تر معنى �لرجم فيها، فهذ� ول�صت ب�صدد در��صة

�أخرجه �لبخاري، كتاب �لديات، باب قول �لله تعالى {�أن �لنف�ض بالنف�ض و�لعين بالعين و�لأنف بالأنف -1ارة له ومن لم يحكم بما �أنـزل �لله ق به فهو كف د ا�ض فمن ت�ص ن و�لجروح ق�ص ن بال�ص و�لأذن بالأذن و�ل�صالمون}، حديث رقم: 6878، وم�صلم، كتاب �لق�صامة و�لمحاربين و�لق�صا�ض و�لديات، فاأولئك هم �لظ

باب ما يباح به دم �لم�صلم، حديث رقم: 1676.�أو لم�صت للمقر لعلك �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب : هل يقول �لإمام -2نى، حديث رقم: غمزت، حديث رقم: 6824، وم�صلم، كتاب �لحدود، باب من �عترف على نف�صه بالز

.1695-1692نى، حديث رقم: 1696. �أخرجه م�صلم، كتاب �لحدود، باب من �عترف على نف�صه بالز -3

�أو لم�صت للمقر لعلك �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب : هل يقول �لإمام -4نى، بالز نف�صه على �عترف من باب �لحدود، كتاب وم�صلم، و6828، 6827 رقم: حديث غمزت،

حديث رقم: 1697 و1698. بل قد ذكر �لكتاني في »نظم �لمتناثر« تو�تر �أحاديث بعينها ل بالمجموع، ففي �ض 162 -163 ذكر تو�تر -5حديث: »�لولد للفر��ض وللعاهر �لحجر«، حيث ذكر �أنه روي عن 24 نف�صا، وحديث ق�صة ماعز عن 18

نف�صا، و�أيد غير و�حد تو�تر بع�ض هذه �لأحاديث.

Page 323: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 323 -

له مكان �آخر، فاأكتفي بما �أ�صرت �إليه، و�لإ�صارة �إلى �أن هذه �لأحاديث �صحيحة، رو�يات ترجيح �دعاء �أو فيها، للطعن فلا مجال �ل�صحة، �أعلى درجات بل في �أخرى ونبذ ما ��صتمل على �لرجم، وجاء ذكر هذ� �لحديث �صمن �لأحاديث �لتي لها �أ�صل �أو �إ�صارة في �لقر�آن �لكريم، نظر� لأن �لرجم كما مر كان في �لقر�آن ثم

ن�صخت تلاوته.توجيه �أحاديث �لرجم، �أما عن كون هذه �لعقوبة مغلظة فو��صح، وبع�صهم -

يرى فيه مثلة، و�لمثلة منهي عنها، فتكون عقوبة مغلظة ومتعار�صة مع ن�صو�ض �لنهي عن �لمثلة. وقد رد على ذلك باأن هذ� �لحديث يت�صمن حد� من حدود �ل�صرع، و�لحدود ل مثلة فيها، ول �عتد�ء، قال �بن حزم رحمه �لله: »�لمثلة ما ا �أو حد�؛ كالرجم للمح�صن، كان �بتد�ء فيما ل ن�ض فيه، و�أما ما كان ق�صا�ص

�أو كالقطع �أو �ل�صلب للمحارب فلي�ض مثلة«)1(. �أربعة تنفيذ هذه �لعقوبة ب�صروط �صديدة، ك�صهادة �أحاط �إن �ل�صرع قد ثم �أو �لمكحلة، في كالمرود �حتمال، ول فيها لب�ض ل �صحيحة روؤية �لحادثة يرون �عتر�ف �لفاعل على نف�صه، بل �إن �لنبي قد حاول �صرف �لعقوبة عمن �عترف �أو غمزت....�لخ، ففي بالمبالغة في �ل�صتق�صاء منه، كاأن يقول له: لعلك قبلت م لى �لله عليه و�صل �ل�صحيح: عن �أبي هريرة ر�صي �لله عنه قال: »�أتى ر�صول �لله �صفناد�ه: يا ر�صول �لله، �إني زنيت، يريد نف�صه، رجل من �لنا�ض وهو في �لم�صجد، قبله، �أعر�ض �لذي وجهه ق ل�ص ى فتنح م و�صل عليه �لله لى �ص �لنبي عنه فاأعر�ض لى �لله عليه ق وجه �لنبي �ص فقال: يا ر�صول �لله، �إني زنيت، فاأعر�ض عنه، فجاء ل�صلى ربع �صهاد�ت، دعاه �لنبي �ص ا �صهد على نف�صه �أ م �لذي �أعر�ض عنه، فلم و�صلنت؟، قال: م فقال: �أبك جنون؟، قال: ل، يا ر�صول �لله، فقال: �أح�ص �لله عليه و�صل

�لمحلى لبن حزم، 288/12. -1

Page 324: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 324 -

نعم، يا ر�صول �لله قال: �ذهبو� فارجموه«)1(. ا وفي رو�ية �أخرى عند �لبخاري: عن �بن عبا�ض، ر�صي �لله عنهما، قال: »مم قال له: لعلك قبلت، �أو غمزت، �أو لى �لله عليه و�صل �أتى ماعز بن مالك �لنبي �صنظرت قال: ل يا ر�صول �لله، قال: �أنكتها ل يكني، قال: فعند ذلك �أمر برجمه«)2(.

لى �لله عليه �صلمي �أتى ر�صول �لله �ص وعند م�صلم قال: »�أن ماعز بن مالك �لأرني. م فقال: يا ر�صول �لله، �إني قد ظلمت نف�صي وزنيت، و�إني �أريد �أن تطه و�صل�لثانية، ه فرد زنيت. قد �إني �لله، ر�صول يا فقال: �أتاه �لغد من كان ا فلم ه، فردم �إلى قومه فقال: �أتعلمون بعقله باأ�صا تنكرون لى �لله عليه و�صل فاأر�صل ر�صول �لله �صينا فيما نرى، فاأتاه �لثالثة فاأر�صل الح منه �صيئا؟ فقالو�: ما نعلمه �إل وفي �لعقل، من �صحفر �بعة �لر كان ا فلم بعقله، ول به �ض باأ ل نه �أ فاأخبروه عنه ف�صاأل ا، �أي�ص �إليهم قد �إني يا ر�صول �لله، فقالت: �لغامدية فجاءت قال: فرجم. به �أمر ثم له حفرة، ني؟ لعلك ا كان �لغد قالت: يا ر�صول �لله، لم ترد ها، فلم رني، و�إنه رد زنيت فطهفاذهبي حتى تلدي. ا ل، �إم قال: بلى، �إني لح ني كما رددت ماعز�، فو�لله ترد �أن عيه فاأر�ص �ذهبي قال: ولدته، قد هذ� قالت: خرقة، في بي بال�ص �أتته ولدت ا فلمبي في يده ك�صرة خبز فقالت: هذ� يا نبي �لله قد ا فطمته �أتته بال�ص حتى تفطميه. فلمبي �إلى رجل من �لم�صلمين، ثم �أمر بها فحفر عام، فدفع �ل�ص فطمته، وقد �أكل �لط

مر �لنا�ض فرجموها«)3(. درها، و�أ لها �إلى �ص

نت، حديث مام �لمقر هل �أح�ص �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب �صوؤ�ل �لإ -1رقم: 6823.

�أو لم�صت للمقر لعلك �أخرجه �لبخاري، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب : هل يقول �لإمام -2غمزت، حديث رقم: 6824.

نى، حديث رقم: �أخرجه م�صلم، كتاب �لحدود وما يحذر من �لحدود، باب من �عترف على نف�صه بالز -3 .1695

Page 325: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 325 -

فهذه رو�يات تبين �لت�صدد في �إثبات �لفعل و�إنفاذ �لحكم حتى ولو �عترف �لفاعل و�أعاد �عتر�فه �أكثر من مرة، وفيه �إعطاء هذ� �لفاعل ف�صحة قال �بن حجر: »وفيه �لتثبت في �إزهاق نف�ض �لم�صلم و�لمبالغة في �صيانته لما وقع في هذه �لق�صة �إكر�ها �إن �دعى �إلى قبول دعو�ه بالرجوع، و�لإ�صارة �إليه ترديده، و�لإيماء من

و�أخطاأ في معنى �لزنا، �أو مبا�صرة دون �لفرج مثلا �أو غير ذلك«)1(.ومع �أن هذه �لعقوبة تتنا�صب وعظم �لذنب �لمقترف، �إل �أنها �أحيطت ب�صروط وغالبها هذ�، وقوع في قلية حو�دث �إل لنا تذكر لم ولهذ� لتنفيذها، �صديدة �عتر�ف ل ب�صهادة �صهود، وفي �لتطبيق ر�أينا �صنيع �لنبي وتوجيهه لمن �رتكب

هذ� �لفعل كاأنه ي�صير �إلى �ل�صتر و�لتوبة.المطلب الثاني: اأحاديث ا�ستملت على عقوبات مغلظة تفردت بذكرها ال�سنة

النبوية.: حديث �لر�صخ، وفيه: �أن �لنبي ر�صخ ر�أ�ض يهودي بحجرين وهذه رو�ياته: اأولاعلى جارية قتل يهوديا �أن عنه: �لله ي ر�ص �أن�ض »عن �ل�صحيحين: ففي م وبها رمق، لى �لله عليه و�صل اح)2( لها، فقتلها بحجر، فجيء بها �إلى �لنبي �ص �أو�صن �أ بر�أ�صها: فاأ�صارت �لثانية، قال ثم ل، ن �أ بر�أ�صها: فاأ�صارت فلان، �أقتلك فقال: م و�صل عليه لى �لله �لنبي �ص فقتله نعم، �أن �صها: بر�أ فاأ�صارت �لثالثة، �صاألها ثم ل،

بحجرين«)3(.

فتح �لباري: 125/12. -1نوع من �لحلي يعمل من �لف�صة، �صميت بها؛ لبيا�صها، و�حدها: و�صح.�نظر: �لنهاية في غريب �لحديث -2

و�لأثر، لبن �لأثير، 429/5.�لق�صامة بالحجر، حديث رقم: 6879، وم�صلم، كتاب �أقاد من باب �لبخاري، كتاب �لديات، �أخرجه -3لات د�ت و�لمثق ه من �لمحد ا�ض في �لقتل بالحجر وغير و�لمحاربين و�لق�صا�ض و�لديات، باب ثبوت �لق�ص

جل بالمر�أة، حديث رقم: 1672. وقتل �لر

Page 326: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 326 -

فقيل بين حجرين، وفي رو�ية عند �لبخاري: »�أن يهوديا ر�ض ر�أ�ض جارية لى �لله ، فاأتي به �لنبي �ص ي �ليهودي لها: من فعل بك هذ�؟ �أفلان �أو فلان، حتى �صم

جارة«)1(. م، فلم يزل به حتى �أقر به، فر�ض ر�أ�صه بالح عليه و�صلوفي توجيه هذ� �لحديث، يبدو جليا �أن �صنيع �لنبي هنا من باب �لق�صا�ض، ولكن �ختلف �لعلماء في جو�ز �لق�صا�ض بمثل هذ� �لأمر، فهل يقتل �لقاتل بالطريقة �لتي قتل بها ؟؟ وهذ� ر�أي �لجمهور، �أم يقت�ض منه بال�صيف ل غير كما ذهب بع�ض مذي �إلى هذ� فقال: »و�لعمل على هذ� عند بع�ض �أهل �أهل �لعلم؟ وقد �أ�صار �لتر

�لعلم، وهو قول �أحمد و�إ�صحق، وقال بع�ض �أهل �لعلم: ل قود �إل بال�صيف«)2(.بغير �لق�صا�ض �أنكر من �لرد على فيه �لحديث »هذ� عيا�ض: �لقا�صي وقال �صذ لمن خلافا بالمر�أة، �لرجل قتل على دللة وفيه �ل�صيف(، بغير )�أي �لحديدة فقال: ل يقتل �لرجل بالمر�أة.... وقد �ختلف �لنا�ض فى �لق�صا�ض بغير �لمحدد من �ل�صيف و�لرمح و�ل�صكين وغيره، فذهب جمهور �لعلماء �إلى �أن �لقاتل يقتل بمثل

ما قتل به من حجر �أو ع�صى«)3(. وقال �بن �لطلاع: »في هذ� �لحديث من �لفقه �أن يقتل �لقاتل بمثل ما قتل من حجر �أو ع�صا �أو خنق �أو �صبهه، وهو قول مالك، بخلاف قول �أهل �لعر�ق �لذين

يقولون: ل قود �إل بحديدة«)4(.فالمماثلة بالق�صا�ض عدل، ول ق�صوة فيه؛ لأن �لجاني قد عوقب بجن�ض فعله،

ۉ چۅ ويقول: ]�ل�صورى:40[، ےچ ے ھ چھ يقول: تعالى و�لله

قر�ر في �لحدود، حديث رقم: 6876. �أخرجه �لبخاري، كتاب �لديات، باب �صوؤ�ل �لقاتل حتى يقر و�لإ -1�نظر: �صنن �لترمذي �لمطبوع با�صم �لجامع �ل�صحيح، عقب رو�يته لحديث رقم )1394(. -2

�إكمال �لمعلم، 468-467/5. -3�أق�صية ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�آله و�صلم، لبن �لطلاع، 13. -4

Page 327: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 327 -

ۉ ې ې ې ېچ ]�لنحل:126[. ول �أحد �أعدل من �لله في هذ�، و�لعد�لة لم �لمدني. �إن تحققت فهي دعامة من دعائم �ل�ص

ا فيه مثلة ! ا: قتل امراأة قتلاا عنيفا ثانيا

وردت مرويات في كتب �ل�صير و�لتو�ريخ تفيد باأن �مر�أة من بني فز�رة على عهد �لنبي �صتمته وجهزت لقتاله، فجهز �صرية لقتال قومها، وتم قتلها في تلك

�ل�صرية قتلا عنيفا.

دة، لذ� �صوف وهذه �لق�صة روي �أنها وقعت في زمن �أبي بكر في حروب �لر�أتناولها بمزيد بحث وتخريج في �لمبحث �لتالي، و�إنما ذكرتها هنا؛ لورود رو�يات تفيد باأنها وقعت في عهد ر�صول �لله باأمره وعلمه ومو�فقته !! وهذ� ما وجدته في مرويات هذه �لحادثة �لتي يكررها �لن�صارى و�لملحدين ظنا منهم �أنهم ظفرو�

عن في �لنبي ، وما جاء به من دين. ب�صيد ثمين يلجون منه �إلى �لط

يرة قال: حدثني عبد و�أمثل �أ�صانيد هذه �لق�صة ما رو�ه �بن �إ�صحاق في �ل�ص�لله بن �أبي بكر قال: »بعث ر�صول �لله زيد بن حارثة �إلى و�دي �لقرى، فلقي به بني فز�رة، و�أ�صيب بها نا�ض من �أ�صحابه، و�نفلت زيد من بين �لقتلى، فاأ�صيب فيها �أحد بني �صعد بن هزيم، و�أ�صابه �أحد بني بكر، فلما قدم زيد بن حارثة نذر �أن ل يم�ض ر�أ�صه غ�صل من جنابة حتى يغزو فز�رة، فلما ��صتبل جر�حه بعثه ر�صول �لله في جي�ض �إلى بني فز�رة، فلقيهم بو�دي �لقرى، و�أ�صاب فيهم، وقتل قي�ض بن �لم�صحر بن �لنعمان، م�صعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، و�أ�صر �أم قرفة، وهي لها، بدر عجوز� كبيرة وبنت بن بدر، وكانت عند حذيفة بن بنت زمعة فاطمة وعبد �لله بن م�صعدة، فاأمر زيد بن حارثة �أن تقتل �أم قرفة، فقتلها قتلا عنيفا، وربط

Page 328: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 328 -

برجليها حبلين، ثم ربطا �إلى بعيرين �صتى حتى �صقاها«)1(.

ا فقال: »وفيها )�صنة �صت للهجرة( �صرية زيد بن حارثة ورو�ها �لطبري �أي�ص�إلى �أم قرفة في �صهر رم�صان، وفيها قتلت �أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر، اها �صقا، وكانت قتلها قتلا عنيفا؛ ربط برجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين حتى �صقعجوز� كبيرة، وكان من ق�صتها ما حدثنا �بن حميد قال حدثنا �صلمة قال حدثني

�بن �إ�صحاق عن عبد�لله بن �أبي بكر قال: بعث ر�صول �لله ثم ذكر �لق�صة«)2(. �أبي �إ�صحاق يروي عن عبد �لله بن ومرويات هذه �لق�صة كلها �صعيفة فابن �أو �أبي بكر بن حزم، وحديثه هذ� مر�صل بكر، وعبد �لله هذ� هو �بن محمد بن مع�صل، �إذ �إنه ولد في حدود 65ه، وغالب مروياته عن �لتابعين، و�إن روى عن فهو عنه)3(، �لله ر�صي مالك بن كاأن�ض �صغارهم من �صئيل عدد فعن �ل�صحابة يحدث عن �أمور وقعت �صنة �صت للهجرة، ول ريب �أنه لم يدركها، بل لعله لم

يدرك من �أدركها !!. �لمح�صر �بن قي�ض قتلها قرفة، و�أم ....« للمقريزي: �لأ�صماع �إمتاع وفي �ليعمري قتلا عنيفا؛ ربط بين رجليها حبلا، ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا

�لقدر �لمطبوع من �صيرة �بن �إ�صحاق لم ي�صتمل على �لق�صة، وقد �صاق �بن �صيد �لنا�ض في عيون �لأثر في -1فنون �لمغازي و�ل�صير، 147/2-148، هذه �لحكاية وذكر �إ�صناد �بن �إ�صحاق من رو�ية يون�ض بن بكير

لل�صيرة.تاريخ �لأمم و�لملوك لمحمد بن جرير �لطبري، 127/2، وروى �بن �صعد في �لطبقات �لكبرى، 90/2، -2هذ� �لحديث دون �صند، لكنه يروي غالبا مثل هذ� �صيخه �لو�قدي، وقد ذكر �لو�قدي هذه �لق�صة في �لمغازي له، 565/2، بمثل �صياق �بن �صعد لها، وكلاهما ذكر �أن قي�ض بن �لمح�صر هو من با�صر قتل �لمر�أة

على �لطريقة �لمذكورة !!. بل لم يذكر �لمزي في تهذيب �لكمال، 350/14 ممن روى عنهم من �ل�صحابة �صوى �أن�ض بن مالك، و�أرخ -3ث عن حو�دث عام �بن �صعد وفاته كما ذكر �لمزي عنه �صنة 135ه، وعا�ض �صبعين �صنة، فاأنى له �أن يحد

6ه؟! ترجمته: تهذيب �لكمال، 349/14 - 352.

Page 329: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 329 -

فقطعاها، وهي عجوز كبيرة. فاأمر ر�صول �لله بر�أ�صها فدير به في �لمدينة ليعلم قتلها«)1(.

ولعل ما ذكره �لمقريزي �أغرب من غيره لأن فيه: »�أن �لر�صول �أمر بر�أ�صها فدير بها في �لمدينة«!! فالق�صة لم تثبت �بتد�ء حتى تثبت هذه �لحيثيات!! ثم �إن قطع �لر�أ�ض من �لمثلة، وقطع �لروؤو�ض وحملها لم يثبت في خبر �صحيح ول قريب من �ل�صحة، ل عن �لنبي �أو في عهده، �أو عن خلفائه �أو في عهودهم، وكل ما روي �إنما هو �أقرب �إلى �لحكايات �ل�صعبية و�لأ�صاطير، فقد روى �صعيد بن من�صور ، م ر�أ�ض قط لى �لله عليه و�صل هري �أنه قال: »لم يحمل �إلى �لنبي �ص في �صننه عن �لزوؤو�ض عبد ل من حملت �إليه �لر ول يوم بدر، وحمل �إلى �أبي بكر ر�أ�ض فاأنكره، و�أو

هري هنا كلام ناقد ل ر�وية، فلينتبه. «)2(. وكلام �لز بير �لله بن �لزولم بل �صيء، منها ي�صح لم تبين وكما �لق�صة، لهذه مرويات عدة فهذه تقترب �أية رو�ية منها من �أدنى درجات �لقبول حتى ت�صبح مد�ر حكم �صرعي لم �لمبحث بيان في �لق�صة بمزيد �أتناول هذه �لرو�ية!! و�صوف �إل في هذه يعرف

�لتالي، لأنها رويت كحادثة في عهد �أبي بكر !!

�إمتاع �لأ�صماع بما للنبى من �لأحو�ل و�لأمو�ل و�لحفدة و�لمتاع، للمقريزى )ت 845(، تحقيق محمد -1عبد �لحميد �لنمي�صي، د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، �لطبعة �لأولى 1999م/1420ه.

وؤو�ض، حديث �أخرجه �صعيد بن من�صور في �صننه)و�للفظ له(، كتاب �لجهاد، باب ما جاء في حمل �لر -2وؤو�ض، حديث رقم: 8620، عن رقم: 2651، وروى �لن�صائي في �ل�صنن �لكبرى كتاب �ل�صير، حمل �لربكر �أبي �إلى �لبطريق يناق بر�أ�ض بريد� بعثاه ح�صنة بن و�صرحبيل �لعا�ض بن عمرو �أن عامر، بن عقبة �إنهم م و�صل عليه لى �لله ر�صول �لله �ص خليفة يا فقال: �أنكره، �أ�ض بالر بكر �أبي على قدم ا فلم يق، د �ل�صو�لخبر«، �لكتاب يكفيني ا فاإنم ر�أ�ض، �إلي يحملن ل وم؟ و�لر بفار�ض �أفا�صتنانا قال: بنا، ذلك يفعلون وؤو�ض، حديث و�نظر هذ� �لأثر في �ل�صنن ل�صعيد بن من�صور، كتاب �لجهاد، باب ما جاء في حمل �لررقم: 2649، ولو �أردت �ل�صتر�صال في تقرير هذ� لطال �لمقام وخرج عن �لمر�د، ولكن كلام �لزهري

كعالم في �لحديث و�إمام في �ل�صيرة لعله كاف في تقرير �لم�صاألة.

Page 330: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 330 -

ويندرج تحت هذ� �لعنو�ن قوله : »و�لذي نف�صي بيده لقد هممت �أن �آمر ن لها ثم �آمر رجلا فيوؤم �لنا�ض ثم �أخالف �إلى لاة فيوؤذ بحطب فيحطب ثم �آمر بال�ص

ق عليهم بيوتهم«)1(. رجال فاأحرروع، ولم فالتحريق من �لعقوبات �لمغلظة، و�لأمر هنا لم يتجاوز �لهم و�ل�صيقع ما هم به، ولكن مجرد �لهم بالفعل يجعل �لبع�ض يت�صاءل عن م�صروعية هذ� محمد حديث من هذ� �صد على يدل ما بورود هذ� على يجاب وقد �لفعل، ره على �صرية قال: فخرجت فيها، وقال: بن حمزة �لأ�صلمي �أن ر�صول �لله �أم»�إن وجدتم فلانا فاأحرقوه بالنار«. فوليت فناد�ني فرجعت �إليه فقال: »�إن وجدتم ب بالنار �إل رب �لنار«)2(، و�لذي يهمنا فقط رقوه، فاإنه ل يعذ فلانا فاقتلوه ول تح�إثبات �أن �لنبي قد هم بهذ� �لأمر وفكر بفعله، وهو من �لعقوبات �لمغلظة �لتي

فيها تعذيب ومثلة، لكننا ��صتفدنا عدم م�صروعية �لتحريق ون�صخه.المبحث الثاني: مرويات العقوبة المغلظة المروية عن الخلفاء الرا�شدين اأو

المن�شوبة اإلى عهودهم، وتوجيهها في �شوء ن�شو�س ال�شفح والعفو والرحمة.

لقد وقفت على عدد من �لمرويات في �لعقوبات �لمغلظة �أو �ل�صديدة في عهد ��صدين ر�صو�ن �لله �ل�صحابة ر�صو�ن �لله عليهم، وقد خ�ص�صت زمن �لخلفاء �لرعليهم؛ نظر� لمكانة �أقو�لهم و�أفعالهم في وجد�ن �لم�صلم، وتعاليم �ل�صرع، وبالتالي �أول �لخلفاء �لمرفوع، ولقد خ�ص�صت �لن�ض ياأخذه مما قريبا تاأخذ �أحكامهم فاإن وقد �لبحث، هذ� عنو�ن على ي�صدق ما عنهم �إلينا نقل لأنه بالذكر؛ و�آخرهم

ه عن �لع�صاء في ماعة وقال �لح�صن �إن منعته �أم لاة �لج �أخرجه �لبخاري، كتاب �لأذ�ن، باب وجوب �ص -1ل ف�ص باب �ل�صلاة، ومو��صع �لم�صاجد كتاب وم�صلم، ،644 رقم: حديث يطعها، لم �صفقة ماعة �لج

ف عنها، حديث رقم: 651. ماعة، وبيان �لت�صديد في �لتخل لاة �لج �صو�لحديث رقم: 2673، بالنار، حديث �لعدو حرق كر�هية في باب �لجهاد، كتاب د�ود، �أبو �أخرجه -2

�صحيح.

Page 331: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 331 -

�لرو�يات، يدخل �صنيع غير �لخلفاء في هذ�، لكنه �صمن فترتهم، و�صاأذكر هذه �أ�صفعها بالتوجيه بعد تخريجها وبيان درجتها، بخلاف ما قمت به في �لمبحث ثم توجيه هذ� وفي �صقوطها على للدللة �لرو�ية �صعف �أبين �أن ويكفي �ل�صابق،

وبيان.المطلب الأول: ما روي عن اأبي بكر ال�سديق في ذلك وتوجيهه:

بعد تتبع �لمرويات عن �ل�صديق ر�صي �لله في ذلك وجدت �أن �أول ما �أ�صت�صهد به رو�يتين ��صتهرتا عنه، وفيهما ما ي�صعر بمجافاتهما لمنهج �لر�أفة و�لرحمة و�لت�صامح.

: حديث قتل اأم قرفة الفزارية و�سقها. اأولا مر معنا في �لمبحث �ل�صابق �أن قتل �أم قرفة �لفز�رية حدث في عهد �لنبي�صنة �صت للهجرة، ولكن في �لمقابل وجدنا عدد� من �لمرويات ين�صب هذه �لق�صة بهذه �كتفينا ولو دة، �لر حروب في عنه �لله ر�صي �ل�صديق بكر �أبي عهد �إلى بتخريجها �صاأقوم ذلك ومع وتهاويها، �لرو�يات هذه ��صطر�ب لبيان �لإ�صارة

ونقدها ح�صب �أ�صول �أهل �لعلم.م �أ قتل �أبا بكر �أن بن عبد �لعزيز؛ ومن ذلك ما رو�ه �لد�رقطني عن �صعيد اها)1(!! اح بهما ف�صق ، ثم �ص تها، قتلة مثلة، �صد رجليها بفر�صين قرفة �لفز�رية في ردبه، �لعزيز عبد بن �صعيد عن �لد�رقطني �صند بنف�ض كذلك �صاهين �بن ورو�ه وعلق قائلا: ول نعلم �أن �أبا بكر مثل بغيرها، ونهى �أبو بكر عن �لمثلة، ون�صخ حديث

�لمثله و�لمثلة، هو �أن تحلق �للحية �و تقطع �لآذ�ن و�لأنف وت�صمر �لعيون)2(.عبد بن �صعيد �إن �إذ عف، �ل�ص عليه يظهر �أيدينا بين �لذي �لإ�صناد وهذ�

�أخرجه �لد�رقطني، في �ل�صنن، كتاب �لحدود و�لديات وغيره، حديث رقم: 3202. -1�لنا�صخ و�لمن�صوخ، 423، حديث رقم: 558. -2

Page 332: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 332 -

�لعزيز يعد من تبع �لأتباع وهو من �أقر�ن �صفيان �لثوري)1(، وغالب رو�يته عن �لمنقطع، لذ� �أنها من قبيل �أبي بكر وزمنه ل�صك �لتابعين و�أتباعهم، ورو�يته عن حكم �لزيلعي و�بن حجر)2( بانقطاعه، و�أ�صار �بن �لملقن �إلى ��صطر�به فقال: »تنبيه: وقع فيما تقدم �أن �لذي قتلها �ل�صديق هي �أم قرفة، وكذ� �أخرجه �لد�رقطني �أي�صا ولفظه: »�أن �أبا بكر قتل �أم قرفة �لفز�رية في ردتها قتلة مثلة، �صد رجليها بين فر�صين ثم �صاح بهما، ف�صرباها ف�صقاها«، وذكر �لو�قدي �أنها قتلت يوم »بز�خة« وذكر �أبو عمر في �ل�صتذكار: »�أن ر�صول �لله قتل يوم قريظة و�لخندق �أم قرفة« فلعلها ر«: ر ومح�ص �أخرى. وفي �لإكمال لبن ماكول، في حرف �لميم في ترجمة »مج�صر كان خرج، مع زيد بن حارثة في �ل�صرية �إلى �أم قرفة فاأخذها، قي�ض بن �لمح�ص

وهو �لذي تولى قتلها، و�لله �أعلم«)3(.

هذه عن تتحدث �لتي �لرو�يات و��صطر�ب �صعف هذ� خلال من فيظهر �لو�قعة، مما يجعلها خارج �إطار �لحتجاج و�ل�صت�صهاد، ومما يزيدنا يقينا ب�صعف وهو �ل�صرية �أو �لغزوة، هذه في م�صلم عند ورد ما و�صقوطها �لرو�يات هذه ثني �لعنيف، وفيه: »حد �لقتل �أ�صلا ف�صلا عن �لقتل م�صاألة ما روي في يخالف �لله ر�صول ره م �أ بكر �أبو وعلينا فز�رة غزونا قال: �أبي ثني حد �صلمة، بن �إيا�ض �صنا، ثم ا كان بيننا وبين �لماء �صاعة، �أمرنا �أبو بكر فعر م علينا، فلم لى �لله عليه و�صل �ص�صن �لغارة فورد �لماء، فقتل من قتل عليه و�صبى، و�أنظر �إلى عنق من �لنا�ض فيهم ا بل، فلم بل فرميت ب�صهم بينهم وبين �لج يت �أن ي�صبقوني �إلى �لج ، فخ�ص ر�ري �لذة من بني فز�رة عليها ق�صع من هم وقفو�، فجئت بهم �أ�صوقهم وفيهم �مر�أ ر�أو� �ل�ص

�نظر: تهذيب �لتهذيب للمزي، 541/10. وكل من ذكرهم �لمزي من �صيوخه هم من �لتابعين بل من -1�صغار �لتابعين و�أتباعهم.

�نظر: ن�صب �لر�ية للزيلعي، 459/3، و�لدر�ية لبن حجر، 137/2. -2�لبدر �لمنير في تخريج �لأحاديث و�لأثار �لو�قعة في �ل�صرح �لكبير، لبن �لملقن، 574/8- 575. -3

Page 333: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 333 -

�أدم، )قال : �لق�صع �لنطع(، معها �بنة لها من �أح�صن �لعرب، ف�صقتهم حتى �أتيت لني �أبو بكر �بنتها، فقدمنا �لمدينة وما ك�صفت لها ثوبا، فلقيني ر�صول بهم �أبا بكر فنفيا فقلت: �لمر�أة. لي هب �صلمة، يا فقال: وق �ل�ص في م و�صل عليه �لله لى �ص �لله لى �لله ر�صول �لله، و�لله لقد �أعجبتني، وما ك�صفت لها ثوبا، ثم لقيني ر�صول �لله �صوق فقال لي: يا �صلمة، هب لي �لمر�أة لله �أبوك. فقلت: م من �لغد في �ل�ص عليه و�صللى �لله عليه هي لك يا ر�صول �لله، فو�لله ما ك�صفت لها ثوبا، فبعث بها ر�صول �لله �ص

ة«)1(. ة ففدى بها نا�صا من �لم�صلمين كانو� �أ�صرو� بمك م �إلى �أهل مك و�صللمي: ا: تحريق الفجاءة ال�س ثانيا

لمي، وردت رو�يات عدة تن�صب �إلى �أبي بكر تحريق رجل يقال له �لفجاءة �ل�صوهذه �لمرويات وردت في كتب تاريخية وهذ� بيانها:

حبال بن د�ود »و�أخبرني فقال: �صند� و�صاق �لفتوح، في �لبلاذري روى عبد بن �إيا�ض بن بجير وهو �لفجاءة و�أتى قالو�: قومه من �أ�صياخ عن �لأ�صدي �أقاتل �لمرتدين، فحمله و�أعطاه �صلاحا، ني �أبا بكر فقال: �حملني وقو لمي �ل�ص �للهفخرج يعتر�ض �لنا�ض، فيقتل �لم�صلمين و�لمرتدين وجمع جمعا، فكتب �أبو بكر �إلى ياأمره بقتاله، فقاتله و�أ�صره �بن حاجزة، طريفة بن حاجزة �أخي معن بن حاجزة فبعث به �إلى �أبي بكر فاأمر �أبو بكر باإحر�قه في ناحية �لم�صلى«)2(. وهذ� �صند ل يعتد

به كما يرى، فلي�ض فيه �إل مجاهيل!!.وروى �لطبري عدة مرويات في هذ� �ل�صاأن فقال: »قال �ل�صري: قال �صعيب، عن �صيف، عن �صهل و�أبي يعقوب قال: كان من حديث �لجو�ء وناعر �أن �لفجاءة

نفيل وفد�ء �لم�صلمين بالأ�صارى، حديث رقم: 1755. �أخرجه م�صلم، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب �لت -1فتوح �لبلد�ن للبلاذري، 103-102. -2

Page 334: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 334 -

�أبي بكر فقال: �أعني ب�صلاح، ومرني بمن �صئت من �إيا�ض بن عبد ياليل قدم على �أهل �لردة؟ فاأعطاه �صلاحا و�أمره �أمره، فخالف �أمره �إلى �لم�صلمين، فخرج حتى ينزل بالجو�ء، وبعث نجبة بن �أبي �لميثاء من بني �ل�صريد، و�أمره بالم�صلمين، ف�صنها �إلى فاأر�صل بكر �أبا ذلك وبلغ وهو�زن، وعامر �صليم في م�صلم كل على غارة قي�ض بن عبد�لله �إليه وبعث �إليه، ي�صير و�أن له يجمع �أن ياأمره حاجز بن طريفة �لجا�صي عونا ففعل، ثم نه�صا �إليه وطلباه، فجعل يلوذ منهما حتى لقياه على �لجو�ء فاقتتلو�، فقتل نجبة وهرب �لفجاءة فلحقه طريفة فاأ�صره، ثم بعث به �إلى �أبي بكر، فقدم به على �أبي بكر فاأمر فاأوقد له نار� في م�صلى �لمدينة على حطب كثير، ثم

رمي به فيها مقموطا.عن �لفجاءة �صاأن في حدثنا فاإنه حميد �بن و�أما جعفر)�لطبري( �أبو قال �صلمة عن محمد بن �إ�صحاق عن عبد�لله بن �أبي بكر قال قدم على �أبي بكر رجل بع�ض وفيها �لأولى �لرو�ية بمثل رو�يته �صاق ثم �لفجاءة له يقال �صليم بني من

�لزياد�ت....«)1(.فهاتان رو�يتان عند �لطبري ل تخلو�ن من مقال، بل مما ين�صفهما ن�صفا وجود �صيف بن عمر في �لأولى وهو �صعيف، بل �صعيف جد�، ورماه �أبو زرعة بو�صع �لحديث، وقال �أبو حاتم يروي �لمو�صوعات عن �لأثبات)2(، هذ� ف�صلا عمن فيهم

جهالة وفي حديثهم نكارة ك�صعيب و�صهل.وفي �صعيف، �لطبري �صيخ �لر�زي حميد بن فمحمد �لثاني: �لحديث �أما وهو وقال: �لنبلاء �صير في �لذهبي وترجمه و�حد، غير وكذبه نكارة، حديثه

تاريخ �لأمم و�لملوك، 266/2. -1�نظر: تهذيب �لكمال للمزي، 327-326/12. -2

Page 335: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 335 -

مع �إمامته منكر �لحديث، �صاحب عجائب)1(. و�صلمة قريبا منه �أو مثله)2(، ف�صلا عن �أن �بن �إ�صحاق يروي هذ� �لحديث عن عبد �لله بن �أبي بكر، وقد مر معنا �أن رو�يات عبد �لله عن زمن �أبي بكرة مر�صلة �أو مع�صلة، فلا خير في هذين �لخبرين.وقد رويت رو�يات �أخرى قد ي�صتدل منها على �لتحريق تفيد بندم �أبي بكر على هذ� �لفعل، منها ما رو�ه �بن زنجويه: »�أن عبد �لرحمن بن عوف، دخل على �أبي بكر �ل�صديق ر�صو�ن �لله عليه في مر�صه �لذي قب�ض فيه، فر�آه مفيقا، فقال: �أما �إني ل �آ�صى من �لدنيا �إل على ثلاث فعلتهن وددت �أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت لو �أني كنت فعلتهن، �أما �للاتي وددت �أني تركتهن، فوددت �أني لم �أكن لمي، ليتني فعلت كذ� وكذ� ل�صيء ذكره ووددت �أني لم �أكن حرقت �لفجاءة �ل�ص�لحديث، بقية ذكر ثم بالنار...«)3(، �أحرقه ولم نجيحا، خليته �أو �صريحا، قتلته منكر �لحديث هذ� ر�وي فعلو�ن �صابقاتها، من باأ�صعد لي�صت �لرو�ية وهذه �لحديث كما قال �لبخاري رحمه �لله، وهذ� �لحديث بكل رو�ياته عند �بن زنجويه، �لعقيلي: »علو�ن بن د�ود �لرجل، لذ� قال و�لطبري، و�لعقيلي يدور على هذ� ثني �لبجلي ويقال: علو�ن بن �صالح، ول يتابع على حديثه، ول يعرف �إل به، حد، قال: علو�ن بن د�ود �لبجلي ويقال: علو�ن �آدم بن مو�صى، قال: �صمعت �لبخاريبن �صالح منكر �لحديث«)4(ثم �صاق له هذ� �لحديث )حديث ندم �أبي بكر( �لذي

قال عنه: ل يعرف �إل به !!.

وقد كتب �لباحث د. �إ�صماعيل ر�صو�ن من �لجامعة �لإ�صلامية في غزة بحثا

�صير �أعلام �لنبلاء للذهبي، 107/22. -1لمي، للدكتور �إ�صماعيل ر�صو�ن �ض246. �تظر مرويات �إحر�ق �لفجاءة �ل�ص -2

كتاب �لأمو�ل لبن زنجويه، 348/1، وقد روى �لطبري، تاريخ �لأمم، 353/2، بنف�ض �لأ�صانيد ندم �أبي -3بكر على تحريق �لفجاءة.

�ل�صعفاء �لكبير للعقيلي، 419/3. -4

Page 336: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 336 -

»جمــع لمي �ل�ص للفجـاءة بكر �أبي �إحــر�ق »مرويـات عنو�نه: �لخ�صو�ض بهذ� ودر��صــة ونقــد« خل�ض فيه �إلى: »�إن �لمرويات �لتي تحدثت عن �إحر�ق �أبي بكر �إن حيث وم�صطربة، �صـعيفة مرويات هي ذلك على وندمه لمي �ل�ص للفجاءة

مد�رها كان على علو�ن بن د�ود، وهو منكر �لحديث ول يتابع على حديثه«)1(. المطلب الثاني: ما ورد عن علي ر�سي الله عنه في التحريق.

لعل ما روي عن تحريق علي ر�صي �لله عنه لبع�ض �لزنادقة و�لمرتدين من �أ�صح ما روي عن �ل�صحابة ر�صو�ن �لله عليهم في هذ� �لمجال، فقد روى �لبخاري عن عكرمة �أن عليا ر�صي �لله عنه، حرق قوما، فبلغ �بن عبا�ض فقال: »لو كنت �أنا لم بو� بعذ�ب �لله ولقتلتهم كما م قال: ل تعذ عليه و�صل لى �لله قهم لأن �لنبي �ص �أحر

ل دينه فاقتلوه«)2(. م: من بد لى �لله عليه و�صل قال �لنبي �صدق �بن عبا�ض«)3(، وفي رو�ية �لترمذي و�صححه: »فبلغ ذلك عليا فقال: �ص�أبي د�ود: »ويح �بن عبا�ض«)4(، �إعجابا وت�صويبا لما ر�أى، ومعناه �لمدح له وعند

و�لإعجاب بقوله، كما ذكر �لخطابي)5(. وهذ� �لحديث ل يحتاج كلاما كثير�، فالأمر ثابت عن علي ر�صي �لله عنه، فاإن �صح من ت�صويبه فعل �بن عبا�ض فيكون ندما منه على هذ� �لفعل، وفي رو�ية ��ض على �لهنات«)6( !! وقد حاول بع�صهم ل؛ �إنه لغو قال علي: »ويح �بن �أم �لف�ص

لمي، مجلة �لجامعة �لإ�صلامية بغزة: �لمجلد 2/13 �ض246. مرويات �إحر�ق �لفجاءة �ل�ص -1ب بعذ�ب �لله، حديث رقم: 3017. �أخرجه �لبخاري، كتاب �لجهاد و�ل�صير، باب : ل يعذ -2

، حديث �أخرجه �لترمذي، �أبو�ب �لحدود عن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، باب ما جاء في �لمرتد -3حيح ح�صن«. رقم: 1458. وقال �لترمذي: »هذ� حديث �ص

، حديث رقم: 4351. كم فيمن �رتد �أخرجه �أبو د�ود، كتاب �لحدود، باب �لح -4معالم �ل�صنن للخطابي، 292/3. -5

، باب قتل من �رتد عن �لإ�صلام �إذ� ثبت عليه رجلا كان �أخرجه �لبيهقي في �ل�صنن �لكبرى، كتاب �لمرتد -6ة، حديث رقم: 16960، وهذ� عند �لد�رمي في �لرد على �لجهمية: �ض208. �أو �مر�أ

Page 337: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 337 -

فما هيهات ولكن عنه، �لله ر�صي علي عن للدفاع �لبخاري رو�ية في �لطعن �أن ويكفي ثابتة!! و�أحاديث �صحيحة مرويات بتوهين يكون �لأئمة عن �لدفاع ننقل ما ورد في ندم علي فهو كاف في �لرد عنه، ثم لو ثبت هذ� �لفعل عنه، ولم يثبت �لندم فلا ناأخذ به، لأنه مخالف لما ورد في �صحيح �ل�صنة، ومن فعله في

�لنهي عن �لتحريق بالنار، و�لتعذيب بعذ�ب �لله.اأعالي من ورمي ور�سخ حرق من عنه الله ر�سي خالد الثالث:فعل المطلب

الجبال!!�لحروب في حياته �أم�صى ع�صكري، رجل عنه �لله ر�صي خالد� �أن معلوم و�لغزو�ت، وما �صينقل عنه لو ثبت ل يعطيه �لقوة كما لو �صدر عن �أحد علماء �ل�صحابة وفقهائهم، فكيف �إن كانت هذه �لمرويات في غاية �ل�صعف و�لوهي؟! و�إزهاق �لقتل في �لم�صرفين �لغلاة من �لأغر��ض ذوو ��صتقبلها فقد ذلك ومع و�أ�صر�بهم �لملاحدة و��صتغلها و�قعهم، لتبرير و�لتهليل، بالتكبير �لأرو�ح

للا�صتدلل على وح�صية هذ� �لدين!! و�صاأ�صرد هذه �لرو�يات م�صفعا �إياها بما ينا�صبها من �لنقد وبيان �أحو�لها، منتهيا

ببيان ما يوؤخذ منها ثنا �صعيب، عن �صيف، عن �أبي عمرو، عن نافع، قال: : قال �لطبري: »حد اأولا في �أمرك، فاإن �، و�تق �لله به عليك خير كتب �أبو بكر �إلى خالد: ليزدك ما �أنعم �للهحد ول تبنين، ول تظفرن باأ �صنون جد في �أمر �لله مع �لذين �تقو� و�لذين هم مح �للهه، ممن ترى اد �أو �ص لت به غيره، ومن �أحببت ممن حاد �لله قتل �لم�صلمين �إل قتلته ونكوب، ويرجع عد عنها وي�ص لاحا فاقتله فاأقام على �لبز�خة �صهر� ي�ص �أن في ذلك �صجارة، بالح خه ور�ص قمطه من ومنهم �أحرق، من فمنهم �أولئك، طلب في �إليها حابه، فلم ينزلو� ولم يقل لهم ة و�أ�ص بال وقدم بقر ومنهم من رمى به من روؤو�ض �لج

Page 338: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 338 -

حابه، لأنهم لم يكونو� في مثل حالهم، ولم يفعلو� فعلهم«)1(. كما قيل لعيينة و�أ�صا: »وكتب �إلي �ل�صري يقول: حدثنا �صعيب عن �صيف عن ه�صام بن وقال �أي�صدى و�لر�صخ و�لحرق على عروة عن �أبيه قال: قتلهم و�لله كل قتلة؛ بالنير�ن و�لر

غير ق�صا�ض«)2(.�لكوفي، �إبر�هيم بن �صعيب كليهما ففي �صحيحين، غير �لأثر�ن وهذ�ن على تحاملا فيه �أن وذكرو� �لنكرة، بع�ض حديثه في وقال: عدي �بن يعرفه لم �ل�صلف، فلعل هذ� من تحامله !! وفي �لإ�صناد �لأول �صيف بن عمر وقد بينت حاله

في �ل�صعف و�لنكارة، بل في �لو�صع كما ذهب �إلى ذلك غير و�حد.�إذ فيه مجاهيل و�صعفاء ومتروكون، وهو فوق فالأثر �لأول لي�صح بحال، ذلك منقطع، �إذ �إن ر�ويه عن �أبي بكر نافع، ونافع لم يدرك عمر وعثمان ف�صلا عن �أبي بكر، قال �لعلائي: »نافع مولى �بن عمر، قال �أبو زرعة حديثه عن عثمان مر�صل

وقال �أبو حاتم: �درك �أبا لبابة وحديثه عن عائ�صة وحف�صة مر�صل« )3(. �أما �لحديث �لثاني فمر�صل غير مت�صل، �إذ �إن عروة لم يدرك �أبا بكر ول زمنه، �أبي بكر �ل�صديق مر�صل، وعن �أبو حاتم: عروة بن �لزبير عن قال �لعلائي: »قال بكر �أبي زرعة: عروة عن �أبو مر�صل، وقال �لنعمان بن ب�صير مر�صل، وعن علي

�ل�صديق مر�صل، وعن عمر مر�صل، وعن �صعد مر�صل،...«)4(.�صليم بني في »كانت قال: عروة عن �لطبقات في �صعد �بن وروى ا: ثانياائر، عنه خالد بن �لوليد، فجمع منهم رجال في ح�ص ي �لله ة، فبعث �أبو بكر ر�ص رد

تاريخ �لأمم و�لملوك، 265/2، لينظر تهذيب �لثار م�صند علي للطبري، حديث رقم: 149. -1تهذيب �لآثار، حديث رقم: 150. -2

تحفة �لتح�صيل في رو�ة �لمر��صيل، 325. -3تحفة �لتح�صيل، 226. -4

Page 339: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 339 -

ب عنه، فقال: �نزع رجلا عذ ي �لله ثم �أحرقهم بالنار، فجاء عمر �إلى �أبي بكر ر�صار حتى يكون على �لكف ه �لله ، ل �أ�صيم �صيفا �صل ، فقال �أبو بكر: ل و�لله بعذ�ب �لله

ى لوجهه من وجهه ذلك �إلى م�صيلمة«)1(. يمه ثم �أمره، فم�ص هو �لذي ي�صبكر �أبي زمن عن عروة رو�ية من فهو �ل�صابق �لحديث عن ذكرت وكما

ورو�يته عنه �أو عن زمنه منقطعة. هذه هي �لمرويات �لتي رويت عن �أ�صحاب ر�صول �لله في هذ� �لجانب، وكما ر�أينا �أن غالبها �صعيف �صاقط ل تقوم به حجة، ول ت�صتنار به محجة، ولم ي�صح فيما روي عن �أ�صحاب ر�صول �لله �صوى ما ورد عن علي في تحريق �لزنادقة، وقد بينت ما ورد من تعقيب علي ر�صي �لله عنه لنتقاد�ت �بن عبا�ض مما ي�صير�إلى تخطئة نف�صه، وندمه و�لله �أعلم، وبالتالي فلا حجة لمن يحتج بهذه �لمرويات م�صتدل على �أنها �لدين �لحق، و�أنها �ل�صبيل �لأ�صح في �لتعامل مع �لخلق!! وفي �لمقابل رد على من ي�صوق هذه �لمرويات دون �أن يبحث عن درجتها على �أنها تعاليم �لدين �لإ�صلامي، ويظهره على �أنه دين عنف وق�صوة وظلم !! متنا�صيا ن�صو�ض �لرحمة

�أو �لعفو و�لت�صامح �لمتو�ترة �لمحكمة. وبين بينها، تنافر ل �أن جليا ظهر مغلظة لعقوبات مرويات فهذه وبعد: لم �لمدني، لأن هذه ن�صو�ض �لعفو و�لت�صامح و�لرحمة، وبالتالي ل تتناق�ض مع �ل�ص�لمرويات تتر�وح ما بين رو�ية من�صوخة، �أو رو�ية لم تتكرر، �أو رو�يات �أحيطت ب�صروط �صديدة يع�صر توفرها ف�صلا عن تطبيقها، �أو مرويات لم تثبت باأدنى درجات

�لثبوت، ولهذ� يبقى �لأ�صل هو �ل�صائد �لثابت في مقابل �لنادر و�لو�هي.

�لطبقات �لكبرى، 396/7، و�نظر �بن ع�صاكر، 240/16. -1

Page 340: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 340 -

الخاتمة: وفي ختام هذا البحث و�سلت اإلى النتائج التالية:

�إن �لأ�صل و�لمحكم من دين �لله تعالى �لعفو و�ل�صفح و�لرحمة و�لر�أفة. -�إن �لعفو �لت�صامح، و�إيقاع �لعقوبة على �لمذنب دعامتان رئي�صتان من دعائم -

لم �لمدني. �ل�ص�إن من يريد �أن يجعل �لنادر هو �لأ�صل، و�لمحكم مختلف فيه ومن�صوخ فقد -

�أبعد �لنجعة وحمل دين �لله ما ل يحتمل. �لمغلظة �لعقوبات ن�صو�ض �أما متو�ترة كثيرة، متو�فرة �لرحمة ن�صو�ض �إن -ا وقائع لم تتكرر، �أو ن�صو�ض ووقائع لم تثبت باأقل درجات �لثبوت. فهي �إم

�إن بع�ض �لمرويات وردت كق�صا�ض، وهو �لمعاملة بالمثل، و�لق�صا�ض فيه عدل -و�إن كان قا�صيا.

و�صع �صروط �صديدة ي�صعب توفرها وبالتالي يندر تنفيذها كالرجم. -�أو عدم ن�صخ من �لمغلظة �لعقوبات بمرويات �لتي حفت �لظروف �إن هذه -وبين بينها �لتعار�ض ترفع مروياته، من لكثير �صعف �أو ق�صا�ض �أو تكر�ر

لم �لمدني. ن�صو�ض �لعفو �لت�صامح وبالتالي �ل�صدو�وين من ديو�ن �أي في ترو لم �لتي �لتاريخية �لرو�يات بع�ض ت�صللت -�لإ�صلام، �أو بع�صها روي في كتب متاأخرة دون �أن تخ�صع �إلى �لنقد، وكانت في تاريخية، رو�ية �أنها بحجة و�لمترب�صين!!، �لأغر��ض لذوي كالم�صلمات

حين �أنها تحمل في طياتها �أحكاما.

Page 341: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 341 -

الم�شادر والمراجع�لقر�آن �لكريم. -�إحكام �لأحكام �صرح عمدة �لأحكام، لتقي �لدين �أبي �لفتح محمد بن علي �لق�صيري، -

�لمعروف بابن دقيق �لعيد )ت 702ه(، تحقيق: م�صطفى �صيخ م�صطفى و مدثر �صند�ض، موؤ�ص�صة �لر�صالة - بيروت، �لطبعة �لأولى 1426 ه - 2005 م.

�إعلام �لعالم بعد ر�صوخه بحقائق نا�صخ �لحديث ومن�صوخه، لأبي �لفرج عبد �لرحمن -بن علي بن �لجوزي )ت597 هـ(: �ض428، تحقيق: د.

�أق�صية ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�آله و�صلم، لمحمد بن �لفرج �لقرطبي، �أبو عبد �لله -�بن �لطلاع )ت 497 ه(، د�ر �لكتاب �لعربي - بيروت، عام �لن�صر: 1426 ه.

ى عيا�ض بن مو�صى �ليح�صبي - حيح م�صلم للقا�ص �إكمال �لمعلم بفو�ئد م�صلم، �صرح �صو�لن�صر للطباعة �لوفاء د�ر �إ�صماعيل، يحيى د. تحقيق: 544ه(، )ت �ل�صبتي، و�لتوزيع- م�صر، �لطبعة: �لأولى، 1419 ه - 1998 م.�أحمد بن عبد �لله �لزهر�ني،

د�ر �بن حزم، �لطبعة �لأولى 1423هـ/2002م.�لطبعة - بيروت، - �لمعرفة د�ر �ل�صافعي)ت204ه(، �إدري�ض بن محمد للاإمام �لأم

�لثانية 1393هـ.�إمتاع �لأ�صماع بما للنبى من �لأحو�ل و�لأمو�ل و�لحفدة و�لمتاع، لتقى �لدين �أحمد بن -

على �لمقريزى )ت 845(، تحقيق: محمد عبد �لحميد �لنمي�صى، د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، �لطبعة �لأولى 1420هـ/1999م.

�لأمو�ل، لحميد بن زنجويه)ت251هـ(، تحقيق: �صاكر ذيب فيا�ض، مركز �لملك في�صل -للبحوث 1406ه/1986م ط �لأولى.

�لبدر �لمنير في تخريج �لأحاديث و�لأثار �لو�قعة في �ل�صرح �لكبير، لبن �لملقن �صر�ج -تحقيق: 804ه(:، )ت �لم�صري �ل�صافعي �أحمد بن علي بن عمر حف�ض �أبو �لدين م�صطفى �أبو �لغيط و عبد�لله بن �صليمان ويا�صر بن كمال، د�ر �لهجرة للن�صر و�لتوزيع

- �لريا�ض-�ل�صعودية، �لطبعة: �لولى، 1425ه-2004م.

Page 342: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 342 -

تاريخ �لأمم و�لملوك لمحمد بن جرير �لطبري)ت 303ه(، د�ر �لكتب �لعلمية - بيروت، -�لطبعة �لأولى 1407ه.

تحفة �لتح�صيل في رو�ة �لمر��صيل، لولي �لدين �أحمد بن عبد�لرحيم �لعر�قي )826ه( -تحقيق: عبد �لله نو�رة، مكتبة �لر�صد - �لريا�ض.

�أ�صعد - تحقيق: )ت303(، �لر�زي حاتم �أبي بن �لرحمن عبد محمد لأبي �لتف�صير، محمد �لطيب، �لمكتبة �لع�صرية - �صيد�.

تف�صير �بن �لمنذر، لأبي بكر محمد بن �إبر�هيم بن �لمنذر �لني�صابوري )ت 319ه(، قدم -له د. عبد �لله بن عبد �لمح�صن �لتركي، حققه وعلق عليه د. �صعد بن محمد �ل�صعد،

د�ر �لماآثر - �لمدينة �لنبوية، �لطبعة: �لأولى 1423 ه، 2002 م.تهذيب �لثار وتف�صيل �لثابت عن ر�صول �لله من �لأخبار، لأبي جعفر محمد بن جرير -

بن يزيد �لطبري )ت 310ه(، تحقيق: محمود محمد �صاكر، �لنا�صر: مطبعة �لمدني.تهذيب �لكمال: لأبي �لحجاج يو�صف بن عبد �لرحمن �لمزي )ت 742ه(، تحقيق د. -

ب�صار عو�د معروف، موؤ�ص�صة �لر�صالة - بيروت، �لطبعة �لأولى 1400ه/1980م.جامع �لبيان في تف�صير �لقر�آن �لمعروف بتف�صير �لطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير -

�لطبري )ت 310(، تحقيق: مكتب �لتحقيق بد�ر هجر، د�ر هجر، �لطبعة �لأولى.- - �ل�صعب د�ر )ت256ه(، �لبخاري �إ�صماعيل بن محمد للاإمام �ل�صحيح �لجامع

�لقاهرة 1406هـ/1986م �لطبعة �لأولى، ح�صب ترقيم فتح �لباري.محمد - تحقيق ، �لني�صابوري)261ه(، �لق�صيري �لحجاج بن لم�صلم �ل�صحيح �لجامع

فوؤ�د عبد �لباقي، د�ر �إحياء �لترث �لعربي - بيروت.لجامع لأحكام �لقر�آن، لأبي عبد �لله محمد بن �أحمد بن �أبي بكر �لقرطبي )ت 671 -

ه(، تحقيق: �صمير �لبخاري، د�ر عالم �لكتب - �لريا�ض 1423 ه/2003 م.�لدر�ية في تخريج �أحاديث �لهد�ية لأحمد بن علي �بن حجر �لع�صقلاني )ت 851 ه(. -ج�صتاني )ت 275ه(، تحقيق: محمد محيي �لدين - �ل�صنن لأبي د�ود بن �لأ�صعث �ل�ص

عبد �لحميد، ، د�ر �لفكر- بيروت.

Page 343: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 343 -

با�صم �لجامع �ل�صحيح:، تحقيق �أحمد محمد �صاكر و�آخرون، - �صنن �لترمذي �لمطبوع د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي - بيروت.

و�آخرون، - �لأرنوؤوط �صعيب حققه �لد�رقطني)ت385ه(، عمر بن لعلي �ل�صنن، موؤ�ص�صة �لر�صالة- بيروت، �لطبعة �لأولى 1424ه/2004م.

�ل�صنن ل�صعيد بن من�صور �لجوزجاني )ت 227 ه(، تحقيق: حبيب �لرحمن �لأعظمي، -�لد�ر �ل�صلفية - �لهند، �لطبعة �لأولى 1403ه/1982م.

�ل�صنن �لكبرى لأبي بكر �أحمد بن �لح�صين �لبيهقي )ت458 ه(، مجل�ض د�ئرة �لمعارف -�لنظامية �لكائنة في �لهند - حيدر �آباد، �لطبعة �لأولى 1344هـ.

�ل�صنن �لكبرى لأحمد بن �صعيب �لن�صائي )ت 303 ه(، حققه وخرج �أحاديثه: ح�صن -عبد �لمنعم �صلبي، �أ�صرف عليه: �صعيب �لأرناوؤوط، موؤ�ص�صة �لر�صالة - بيروت، �لطبعة:

�لأولى، 1421 ه - 2001 م�لكتب - د�ر �لمزيدي، فريد �أحمد تحقيق ه(، 151 )ت �إ�صحاق �بن لمحمد �ل�صيرة

�لعلمية - بيروت، ط �لأولى 2004م/1424ه.�صرح �ل�صنة للح�صين بن م�صعود �لبغوي )ت516 ه(، تحقيق: �صعيب �لأرناوؤوط - -

محمد زهير �ل�صاوي�ض، �لمكتب �لإ�صلامي - دم�صق - بيروت، �لطبعة �لثانية، 1403ه - 1983م.

�ل�صعفاء �لكبير لأبي جعفر محمد بن عمرو �لعقيلي )ت 322ه(، تحقيق: عبد �لمعطي -�أمين قلعجي، د�ر �لمكتبة �لعلمية - بيروت، �لطبعة �لأولى، 1404ه - 1984م.

�إح�صان عبا�ض، د�ر - بن �صعد�لب�صري )ت 230ه(، تحقيق: �لكبرى، لمحمد �لطبقات �صادر - بيروت، �لطبعة �لأولى 1968م.

بن محمد - �لفتح محمد �أبو �لنا�ض �صيد لبن و�ل�صير، �لمغازي فنون �لأثر في عيون �لطبعة: بيروت، - �لقلم د�ر رم�صان، محمد �إبر�هيم تعليق: )ت734( �ليعمري

�لأولى، 1414هـ/1993.

Page 344: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 344 -

غر�ئب حديث �لإمام مالك بن �أن�ض: لمحمد بن �لمظفر �لبغد�دي )ت379ه(، تحقيق: -�أبي عبد �لباري ر�صا بن خالد �لجز�ئري، د�ر �ل�صلف، �لريا�ض - �ل�صعودية، �لطبعة

�لأولى، 1418 ه.فتح �لباري، د�ر �لمعرفة - بيروت، ترقيم محمد فوؤ�د عبد �لباقي. -فتوح �لبلد�ن، لأحمد بن يحيى �لبلاذري)ت279ه(، د�ر ومكتبة �لهلال - بيروت -

1988م.�لمحلى بالآثار، لأبي محمد علي بن �أحمد بن حزم)ت456ه(، د�ر �لفكر- بيروت. -لمي، للدكتور �إ�صماعيل ر�صو�ن، مجلة �لجامعة �لإ�صلامية - مرويات �إحر�ق �لفجاءة �ل�ص

)�صل�صلة �لدر��صات �ل�صرعية( �لمجلد �لثالث ع�صر- �لعدد �لثاني، من �ض259-211، يونيو 2005م.

�لم�صالك �صرح موطاأ مالك، للقا�صي محمد بن عبد �لله �أبو بكر بن �لعربي )�ت 543ه( -د�ر اوي، �لقر�ص يو�صف د. له: م قد ليماني، �ل�ص �لح�صين �بنا تحقيق: محمد وعائ�صة

�لغرب �لإ�صلامي - بيروت، �لطبعة: �لأولى، 1428 ه - 2007 م.�لم�صتخرج �لمطبوع با�صم م�صند �أبي عو�نة لأبي عو�نة يعقوب بن �إ�صحاق �ل�صفر�ئني -

)ت 316ه(: 84/4 - 85، د�ر �لمعرفة - بيروت.بن - حمدي تحقيق: ،)360 )ت �لطبر�ني بن �أحمد بن ل�صليمان �ل�صاميين، م�صند

عبد�لمجيد �ل�صلفي، موؤ�ص�صة �لر�صالة - بيروت، �لطبعة �لأولى، 1405ه - 1984م.�لمطبعة - )ت288ه(، �لب�صتي �لخطابي محمد بن حمد �صليمان لأبي �ل�صنن: معالم

�لعلمية - حلب، �لطبعة �لأولى 1351 ه - 1932 م.معرفة �ل�صنن و�لآثار، لأحمد بن �لح�صين �لبيهقي )458ه(، تحقيق: عبد �لمعطي �أمين -

قلعجي.-بيروت(، - )دم�صق قتيبة د�ر باك�صتان(، - )كر�ت�صي �لإ�صلامية �لدر��صات جامعة

د�ر �لوعي )حلب - دم�صق(، د�ر �لوفاء )�لمن�صورة - �لقاهرة(، �لطبعة: �لأولى، 1412ه - 1991م.

Page 345: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 345 -

�لمغازي لمحمد بن عمر �لو�قدي)ت 207ه(، تحقيق: مار�صدن جون�ض، عالم �لكتب -- بيروت.

�لنا�صخ و�لمن�صوخ لبي عبيد �لقا�صم بن �صلام، مكتبة �لر�صد - �لريا�ض، �لطبعة �لأولى. -نا�صخ �لحديث ومن�صوخه، لأبي حف�ض عمر بن �أحمد بن �صاهين)ت(تحقيق: �صمير بن -

�أمين �لزهيري، مكتبة �لمنار - �لزرقاء �لطبعة �لأولى، 1408ه - 1988م.ن�صب �لر�ية لأحاديث �لهد�ية، لجمال �لدين عبد �لله بن يو�صف �لزيلعي )ت762ه(. -تحقيق: محمد عو�مة، موؤ�ص�صة �لريان للطباعة و�لن�صر - بيروت - لبنان/د�ر �لقبلة -

للثقافة �لإ�صلامية - جدة - �ل�صعودية، �لطبعة �لأولى، 1418ه/1997م. �صرف - تحقيق: �لكتاني)1345ه(، جعفر بن لمحمد �لمتو�تر، �لحديث في �لمتناثر نظم

حجازي، د�ر �لكتب �ل�صلفية- م�صر �لطبعة �لثانية. �لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر، لأبي �ل�صعاد�ت �لمبارك بن محمد �لجزري �بن �لأثير -

)ت 606ه(، تحقيق: طاهر �أحمد �لز�وى - محمود محمد �لطناحي، �لمكتبة �لعلمية - بيروت، 1399ه/1979م.

Page 346: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 347: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

اأ�س�ص العقوبات في ال�سريعة الإ�سلامية لم المدني واأثرها في تحقيق ال�س

د. مازن ح�شين حريريكلية الدرا�سات الإ�سلامية والعربية - الإمارات العربية المتحدة

Page 348: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل
Page 349: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 349 -

المقدمة

�لحمد لله رب �لعالمين، و�أف�صل �ل�صلاة و�أتم �لت�صليم على نبينا محمد وعلى �آله و�صحبه �أجمعين، ومن �تبع هد�ه و�قتفى �أثره �إلى يوم �لدين وبعد:

فاإن ت�صريع �لعقوبات، ومعرفة فقهها، وتفعيل دورها في �لمجتمعات �أمر توجبه م�صلحة �لأفر�د و�لجماعات، وهي من مظاهر رحمة �لله تبارك وتعالى بعباده؛ لما لها من �أثر في �صون �ل�صروريات، و�لحد من �نت�صار �لف�صاد، و�صد كثير من �أبو�ب لم و�ل�ص و�لأمان، بالأمن وينعمون �لنا�ض، حياة فت�صتقيم و�ل�صطر�بات، �لفتن

و�لطمئنان. وقد تناول �لعلماء -قديما وحديثا- �لعقوبات من حيث م�صروعيتها و �أركانها و�صروطها، و بيان �أحكامها وتفا�صيلها، وما يتعلق بذلك، لذ� فاإن هذ� �لبحث لن يعنى بتكر�ر ما �صبق بيانه، و�إنما يتناول �لأ�ص�ض �لتي تقوم عليها �لعقوبات �ل�صرعية، لم �لمدني؛ لأن �لعقوبات وما ل�صتنطاقها في بيان �لأثر �لذي تتركه في تحقيق �ل�صيتعلق بها من تف�صيلات، ويلاب�صها من �جتهاد�ت ت�صكل لدى �لبع�ض نقطة رخوة في ح�صن �ل�صريعة �لإ�صلامية يلج من خلالها �لمغر�صون و�لم�صككون ومن يثيرون

�لخلافات و�ل�صبهات. ن ولعل �لجهل بفقه �لعقوبات، ومنه عدم معرفة �أ�ص�صها، وما يتعلق بها قد يمكوت�صويه �لإ�صلامي، �لت�صريع من بجو�نب �لثقة زعزعة من �ل�صبهات �أ�صحاب �صورته في نفو�ض بع�ض �لم�صلمين؛ �إذ ي�صورون �لعقوبة �ل�صرعية وكاأنها �لغر�ض م�صهد في ويق�صرونها �لعظيم، �لت�صريع هذ� في �لأ�صا�ض و�لعن�صر �لأوحد

Page 350: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 350 -

�إل فائدة ول لها هم ل �لعقوبة وكاأن تقطع، �لتي و�لروؤو�ض �لتي تجلد �لظهور �لمرء و�أخيه، �إلى �لخلاف �لمذموم �لذي يفرق بين ا �أي�ص هذ�. وقد يوؤدي �لجهل

لم �لمدني و�لتعاي�ض �لمجتمعي. و�لمرء وزوجه، ويهدد �ل�صوبناء على ما �صبق فاإن للبحث �أهميته �لكبيرة في بيان �لأثر �لذي تتركه �لمعرفة لم �لمدني في �لمجتمعات، كما تزد�د �أهمية �لبحث باأ�ص�ض �لعقوبات في تر�صيخ �ل�ص

�إذ� تمكن من �لإجابة عن �لت�صاوؤلت �لآتية:كيف للعقوبة �لمت�صمنة �إهلاك �لنف�ض �أو �إتلاف �لع�صو، �أو �لمت�صببة في �لإيلام �لح�صي �أو �لمعنوي، �أو �لغر�مة �لمالية - وهذه كلها �أ�صر�ر في �لظاهر- �أن ت�صهم

لم �لمدني و�زدهار �لمجتمع وتاآلفه ؟ في تحقيق �ل�صلم �لمدني، فما �لجانب و�إذ� كانت �لعقوبات �ل�صرعية موؤثرة فعلا في تحقيق �ل�ص�لأكثر تاأثير� في هذ� �لمجال؟ هل هو تطبيق �لعقوبة، �أو �أن فقه �لعقوبة وفهم �أ�ص�صها

هو �لأكثر تاأثير� ؟ تناول �لعديد من �لموؤلفين و�لباحثين مو�صوع �لعقوبات من حيث �لأحكام عن موؤلفاتهم ثانيا في منهم �لعديد تكلم كما ذلك، ونحو و�لأركان و�ل�صروط مبادئ �لعقوبة و�أ�صولها وفو�ئدها، ولكنني لم �أجد في هذه �لموؤلفات - بح�صب �أثر بيان �لمو�صوع من جانب تناول �صابقا م�صتقلا بحثا �أو علمي وجهدي- كتابا وجديده �لبحث جدية فاإن وعليه، �لمدني. لم �ل�ص تحقيق في �لعقوبات �أ�ص�ض يكمنان في ��صتخلا�ض هذ� �لأثر؛ ف�صلا عن جمع �لأ�ص�ض وترتيبها و�إعادة �صياغة

بع�صها.�قت�صت طبيعة �لبحث �أن يتبع �لباحث �أكثر من منهج لتحقيق هدف �لبحث، فيما �لفقهاء مقولت ور�صد تتبع في حا�صر� �لو�صفي �ل�صتقر�ئي �لمنهج فكان

Page 351: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 351 -

عبار�تهم)1(، فحوى �صوء ��صتنباطه في �أو �ل�صرعية، للعقوبة �أ�صا�صا يمكن جعله هذه من �لمرجو �لأثر ��صتخلا�ض في �ل�صتنباطي �لتحليلي �لمنهج ر ح�ص كذلك

لم �لمدني و��صتنباطها. �لأ�ص�ض في تحقيق �ل�صمقدمة على �لم�صتملة �لبحث خطة خلال من �لمو�صوع در��صة تمت وقد

ومطالب ثلاثة وخاتمة.في - و�أثره �لإ�صلامية �ل�صريعة في للعقوبة �لعقدي �لأ�صا�ض �لأول: �لمطلب

لم �لمدني. تحقيق �ل�صفي - و�أثرها �لإ�صلامية �ل�صريعة في للعقوبة �لنظرية �لأ�ص�ض �لثاني: �لمطلب

لم �لمدني. تحقيق �ل�ص�أو �لتطبيقية للعقوبة في �ل�صريعة �لإ�صلامية - �لمطلب �لثالث: �لأ�ص�ض �لعملية

لم �لمدني. و�أثرها في تحقيق �ل�صالمطلب الأول:

لم المدني الأ�شا�س العقدي للعقوبة في ال�شريعة الإ�شلامية واأثره في تحقيق ال�ش

�لحقيقة �أن �أ�ص�ض �لعقوبات جميعها تنطلق من �لأ�صا�ض �لعقدي �لذي يتمثل في �لإيمان �لجازم بالله تبارك وتعالى، و�أنه وحده ل �صريك له هو �لم�صتحق للعبادة، وهو �لحاكم �لمت�صرف في هذ� �لكون. ويتفرع عن هذ� �لأ�صا�ض جملة من �لأ�ص�ض

تو�صحه وتجليه يمكن �أن نلخ�صها في �لنقاط �لآتية:�أول: �لإيمان بالله تبارك وتعالى يقت�صي تحقيق �لعبودية �لكاملة له جل وعز؛

ڄ ڄ ڄ چ �صبحانه: قال �لنا�ض؛ لأجلها خلق �لتي �لأ�صا�ض �لوظيفة لأنها

ل �أدعي �أني ح�صرت �لأ�ص�ض كلها، و�إنما ذكرت �أهمها و�أبرزها ح�صب جهدي. -1

Page 352: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 352 -

ي �لله عنه: �أن �أعر�بيا �أتى ڃ ڃ ڃ چ ] �لذ�ريات: 56[، وعن �أبي هريرة ر�صنة. قال: �إذ� عملته دخلت �لج م فقال: »دلني على عمل عليه و�صل لى �لله �لنبي �صلله �لمطلق بالت�صليم �إل تتحقق ل �لعبودية وهذه �صيئا«)1(، به ت�صرك ل �لله تعبد �صبحانه وتعالى، و�لنقياد ل�صريعته، وذلك بفعل ما �أمرنا به و�جتناب ما نهانا عنه،

ڭ ڭ ڭ ڭ چ ثناوؤه: جل قال �لله؛ وفي لله و�صكناتنا حركاتنا تكون حتى -162 �لأنعام: [ چ ې ې ۉ ۉ ۅ ۋۅ ۋ ۇٴ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ 163[. وعليه، فاإن �أي مخالفة لما تقدم تعني خروجا عن �لمنهج �ل�صليم للحياة، و�أي

خروج ي�صتوجب موقفا منه لتقويمه و�إعادته �إلى �لطريق �لقويم.لم المدني: اأثر العبودية الكاملة في تحقيق ال�س

من �آمن بالله حق �لإيمان، وحقق �لعبودية �لخال�صة لله تبارك وتعالى ل بد �أن ي�صت�صعر معية �لله �صبحانه وتعالى في �أقو�له و�أفعاله كلها، وبالتالي فهو ير�قب �لله �أو ير�قبه من �إلى يحتاج فلن وحينئذ و�صكونه، حركته في وعلانيته، ه �صر في يمنعه من �لوقوع في �لمحظور؛ فالمر�قبة �لذ�تية لله تعالى، كفيلة بردعه عن �لوقوع ا يتعلق بحقوق �لعباد، وهذ� م �لله �صو�ء �أفيما يتعلق بحقوقه �صبحانه، �أم فيما حرفها �لنبي في حديث جبريل �لم�صهور عندما يو�صله �إلى درجة �لإح�صان �لتي عرفاإنه ير�ك«)2(، كاأنك تر�ه، فاإن لم تكن تر�ه �صاأله ما �لإح�صان؟ قال: »�أن تعبد �لله فالموؤمن �لحق )�لمح�صن( يحا�صب نف�صه وي�صبطها وفق �صرع �لله و�أحكامه، ويمنعها

من �لعتد�ء و�رتكاب �لجر�ئم، وبالتالي فلن تتعر�ض للعقاب �أ�صلا.

كاة، لاة و�آتو� �لز كاة وقول �لله تعالى } و�أقيمو� �ل�ص �أخرجه �لبخاري في كتاب �لزكاة، باب وجوب �لز -1حديث رقم: 1397، وم�صلم في كتاب �لإيمان، باب بيان �لذي يدخل به �لجنة، حديث رقم:14.

م عن �لإيمان و�لإ�صلام لى �لله عليه و�صل يل �لنبي �ص �أخرجه �لبخاري في كتاب �لإيمان، باب �صوؤ�ل جبر -2اله، اعة، حديث رقم: 50؛ وم�صلم في كتاب �لإيمان، باب �لإيمان ما هو وبيان خ�ص و�لإح�صان وعلم �ل�ص

اله، حديث رقم: 10. حديث رقم: 9، و باب �لإ�صلام ما هو وبيان خ�ص

Page 353: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 353 -

ومما ل �صك فيه �أن هذ� �لأمر ي�صهم في تقليل �لجر�ئم و�لخ�صومات و�لنز�عات لم �لمدني، وحد من �أ�صباب هدمه بين �لنا�ض، وفي هذ� تعزيز لفر�ض �نت�صار �ل�ص

وتقوي�صه. �أ�صف �إلى ذلك �أن �لإيمان �لخال�ض و�لعبودية �لحقة لله تبارك وتعالى لهما �أثر كبير في تحقيق �لتو�زن �لروحي و�لطمئنان �لنف�صي لدى �لفرد �لموؤمن �لذي يعد لم �لمدني؛ لأنه كلما كان �لفرد �لم�صلم مطمئنا، ومتزنا، �للبنة �لأ�صا�ض في بناء �ل�صومت�صالحا مع نف�صه، كان �أقدر على تحقيق �لأمن و�لأمان في مجتمعه، وبالتالي كان

لم �لمدني �أينما حل �أو �رتحل. قادر� على تر�صيخ �ل�صا: طاعة الر�سول ممد �سلى الله عليه و�سلم: ثانيا

ل يمكن �أن يتحقق كمال �لإيمان بالله تبارك وتعالى �إل بطاعته وطاعة نبيه �صلى قال و�صلم؛ عليه �لله �صلى �لله ر�صول طاعة تقت�صي فالطاعة لله و�صلم، عليه �لله ]�آل چ چ چ چ ڃڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ چ �صبحانه:

ڀ ڀ پ پ پپ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ علاه:چ في جل وقال ،] 31 عمر�ن: ڀ ڀ چ ]�لن�صاء: 80[. وعن �أبي هريرة -ر�صي �لله عنه- عن �لنبي �صلى �لله ى �لله ومن يطع اني فقد ع�ص طاع �لله ومن ع�ص عليه و�صلم قال: »من �أطاعني فقد �أ

اني«)1(. مير فقد ع�ص �لأمير فقد �أطاعني ومن يع�ض �لأوفي �صورة �لنور ثلاث �آيات ت�صتدعي �لنتباه و�لتاأمل، قال �صبحانه وتعالى:

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻپ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺٺ ٺ ٿ ٿٿ چ

ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ

رقم: 2957؛ به، حديث ويتقى �لإمام ور�ء من يقاتل باب و�ل�صير، �لجهاد كتاب �لبخاري، �أخرجه: -1ية، حديث رقم: ريمها في �لمع�ص ية وتح وم�صلم في كتاب �لإمارة، باب وجوب طاعة �لأمر�ء في غير مع�ص

.1835

Page 354: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 354 -

ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ گ گ گ ک ک ک ک ڑ ژڑ ژ ڈ ڈ ڎ ڌڎ ڌ ڍ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ چ ] �لنور: 54-56[ فقد تكرر في �لطاعة �صبب في �لر�صول، و�أن هذه �لكريمات �لحث على طاعة �لآيات هذه �لهد�ية، �لآية )54(، ثم تكرر �لأمر بطاعة �لر�صول في �لآية )56(، بعد �لأمر باإقامة �ل�صلاة و�إيتاء �لزكاة، و�أح�صب �أن هذ� �لتكر�ر يفيد ويوؤكد �أنه ل يمكن �أد�ء �ل�صلاة، و�إيتاء �لزكاة - وكذلك �صائر �لعباد�ت- على �لوجه �لمطلوب �صرعا، و�لمحقق للفائدة في �لدنيا و�لآخرة دون طاعة �لر�صول، و�إن لم يكن لتكر�ر �لأمر بطاعة �لر�صول فائدة، لكان بالإمكان �لكتفاء بذكره مرة و�حدة في �آية)54(

وح�صب.لم �أنه ير�صم للم�صلم منهاج تحقيق �ل�ص و�لعجيب في هذ� �لجزء من �لآيات �لآيتين بين �لفا�صل في ذلك يت�صح �إذ ر�صوله؛ وطاعة �لله طاعة عبر و�ل�صلام �ل�صابقتين فالوعد بال�صتخلاف و�لتمكين وتبديل �لأمن بالخوف مع �صرط �لعبادة لعباد �لتمكين �أن ومعلوم ،لر�صول� وطاعة �لله بطاعة �إل يتحقق ل �لحقة، لم في �ل�ص مقومات تحقيق من هما و�لأمان �لأمن حياة وعي�صهم �ل�صالحين، �لله

. لمجتمعات، و ل يمكن �أن يتحقق كل ذلك دون طاعة �لر�صول�لم المدني: اأثر طاعة الر�سول ممد �سلى الله عليه و�سلم في تحقيق ال�س

ف�صلا عما ورد �آنفا، فقد جاءت �ل�صنة �لنبوية �لمطهرة بتفا�صيل كثيرة تتعلق بالعقوبة �ل�صرعية، مبثوثة في كتب �ل�صنن وكتب �لفقه �لإ�صلامي، ومن كان موؤمنا ما بفعل �إر�صائهما، على �لحر�ض كل �صيحر�ض فاإنه لهما، طائعا ور�صوله، بالله �أمر به و�جتناب ما نهي عنه، و�لقتد�ء بر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، و�تباع

�صنته؛ قال �صبحانه: چ ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہہ ہ ھھ ھ ھ ے

Page 355: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 355 -

ےچ ]�لح�صر: 7 [. وقال تعالى: چۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ وعن �لن�صاء:65[. [ ئوچ ئە ئە ئا ئا ى ى ې ې ې ې م قال: »فاإذ� نهيتكم عن �صيء فاجتنبوه، لى �لله عليه و�صل �أبي هريرة عن �لنبي �صو�إذ� �أمرتكم باأمر فاأتو� منه ما ��صتطعتم«)1(. ومعلوم �أن هذه �لطاعة تعني �لوقوف �لمطيع يرتكب فلا �لنا�ض، على حقوق �لعتد�ء عن و�لمتناع �لله، عند حدود �أثر ملمو�ض في ما يوجب �لحد، �أو �لق�صا�ض �أو �لدية، �أو �لتعزير. ولهذ� �لأمر لم و�ل�صلام، فالإ�صلام دين �ل�صلام ونبينا محمد �صلى �لله عليه و�صلم تحقيق �ل�ص

هو د�عية �ل�صلام �لأول.وعلا؛ جل لله �لت�صريع يكون �أن يقت�صي وتعالى تبارك بالله �لإيمان ا: ثالثاوعليه فاإن على �لم�صلم �أن يقر باأن �لت�صريع حق لله تبارك وتعالى، ولي�ض لأحد من ع عقوبة تخالف �ل�صرع، �أو يلغي �أخرى ثبتت بن�ض �صحيح �صريح. �لب�صر �أن ي�صروطالما �أن هذ� �لدين هو �لدين �لخاتم، و�أن �ل�صريعة من عند �لله �صبحانه، وهي

نا�صخة لما عد�ها من �ل�صر�ئع، فلا بد من �صلاحيتها لكل زمان ومكان.وقال جل ثناوؤه: چ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ چ ]�لمائدة: 44[.

وقال �صبحانه: چ ے ے ۓ ۓڭ ڭ ڭڭ ۇ ۇ ۆ چ ]�لأنعام:57[.لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

�لعقوبة لله عظمت ت�صريع �لمرجعية في فاإن تعالى، كله لله �لت�صريع �أن طالما قدرته، وعندما يوؤمن �لم�صلم بذلك فاإن عليه �أن ين�صاع لأمر �لله في ت�صريع �لعقوبة، و�أن ي�صلم باأنها في م�صلحته ومن �أجل �صعادته، فال�صريعة جاءت لتحقيق م�صالح

عليه لى �لله �لله �ص ر�صول ب�صنن �لقتد�ء باب بالكتاب و�ل�صنة، �لبخاري في كتاب �لعت�صام �أخرجه -1م وقول �لله تعالى {و�جعلنا للمتقين �إماما}، حديث رقم: 7288؛ وم�صلم في كتاب �لحج، باب و�صل

ة في �لعمر، 1337. فر�ض �لحج مرة في �لعمر. وفي كتاب �لف�صائل، باب فر�ض �لحج مر

Page 356: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 356 -

جلب على مبنية و�لتكاليف عنهم، �لمف�صدة ودرء لهم، �لنفع بجلب �لنا�ض �لت�صليم �لمطلق لحكم �لله �لم�صالح و دفع �لمفا�صد)1(، ولهذ� �لأمر عظيم �لأثر في

ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ چ تعالى: قال به؛ و�لأخذ تعالى ف�صعادة .] 36 ]�لأحز�ب: چ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺٺ ٺ ٺ ڀ

�لإن�صان في �تباع �صرع �لله، و�صقاوؤه في �لإعر��ض عنه، قال �صبحانه: چ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې ئى ئى ئى ی ی ی چ ]طه: 124 [.

فهذ� �لت�صليم و�لنقياد ينزع فتيل �لفتنة و�لأحقاد �لتي تختزنها �لنفو�ض جر�ء �لغر�ء، �ل�صريعة به تكفلت ما �لعقوبة، وهذ� �أو بالثاأر �إل تنتهي ل �لتي �لجر�ئم وفي ذلك تعزيز لل�صلم �لمدني عبر �لت�صليم لله، و�لنقياد لحكمه، و�لعمل ب�صريعته

�صبحانه، و�لطمئنان لعد�لة �أحكامه.�إن �لذي يوؤمن باأن �لله تبارك وتعالى هو �لم�صرع، عليه �أن ي�صلم بكل ما �صرعه

�لله، ل �أن ينتقي هذ� ويترك ذ�ك؛ قال تعالى: چ ڃ ڃ چ چ چچ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ڄ ڄ ڦ چ �صبحانه: وقال ،]85 ]�لبقرة: چ گ گ گ گ ک کک ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ا مهم جد� في تحقيق �أي�ص ]�لن�صاء: 150[. وهذ� چ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ لم �ل�ص مهدد�ت �أبرز من بمكيالين و�لكيل و�لكيفية �لنتقائية �إذ �لمدني؛ لم �ل�ص

�لمدني؛ لما تزرعه من �صغائن و�أحقاد في �لنفو�ض.ا: الإيمان باأن العقاب الأخروي هو الأ�سل: رابعا

ل يكتمل �إيمان �لم�صلم �إل �إذ� �آمن باليوم �لآخر �لذي يتم فيه �لح�صاب، فيجازى

�لفقهية �لقو�عد 11/1؛ �ل�صلام، عبد �بن �لعز �لأحكام، قو�عد 46/2؛ �لآمدي، �لإحكام، ينظر: -1وتطبيقاتها في �لمذ�هب �لفقهية �لأربعة، محمد �لزحيلي، 230/1.

Page 357: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 357 -

�لإن�صان على �أعماله كلها دقيقها وجليلها؛ �إن خير� فخير، و�إن �صر� ف�صر، فيحا�صب لل�صاة ليقت�ض �صبحانه �إنه حتى �لخلائق بين ويق�صي �ليوم، هذ� في �لنا�ض �لله م و�صل عليه �لله لى �ص �لله ر�صول �أن هريرة �أبي عن �لقرناء؛ �ل�صاة من �لجلحاء اة �ل�ص من لحاء �لج اة لل�ص يقاد حتى �لقيامة يوم �أهلها �إلى �لحقوق ن »لتوؤد قال: �لقرناء«)1(، ومن جملة ما يحا�صب عليه �لإن�صان في هذ� �ليوم جر�ئمه �لتي �رتكبها في حق غيره، حا�صر� �أو غائبا، علم به غيره �أو لم يعلم فهي �آثام يحر�ض �لموؤمن على �جتنابها، ول �صك �أن عدل �لله يقت�صي �أن ينت�صف للمظلوم من �لظالم، و�أن يرد �لحق �إلى �أهله، وهذ� ما وعد �لله به عباده �لموؤمنين. »وقد حث �لرب �صبحانه ثو�ب من عليها رتب وبما فاعليها، ومدح بمدحها �لآخرة م�صالح تح�صيل على �لدنيا و�لآخرة وكر�متهما، وزجر �صبحانه عن �رتكاب �لمفا�صد بذمها وذم فاعليها،

وبما رتبه عليها من عقاب �لدنيا و�لآخرة و�إهانتهما«)2(. لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

�لفرع، هو �لدنيوي و�لعقاب �لأ�صل، هو �لأخروي �لعقاب باأن �آمن من و�لثاأر �لنتقام فري�صة حب يقع ولن ومهدد�ته، لم �ل�ص �آفات يبتعد عن ف�صوف �لدنيا، له في يقت�ض �إن لم �لقيامة يوم ل حقه �صيح�ص �أنه يعلم ظلمه، وهو ممن و�أعتقد �أن هذ� �لأ�صا�ض عند تر�صخه في �لنفو�ض، وتفهمه في �لعقول �صيكون له �أثر لم �لمدني، و�أثره �أكبر من ملمو�ض في �لتقليل من �لجر�ئم و�لإ�صهام في تحقيق �ل�صتطبيق �لعقوبة على مرتكب �لجريمة؛ لأن �لذي و�صل �إلى هذ� �لم�صتوى من �لإيمان و�لفهم �صيكون حر�صه على �لآخرة �لباقية �أكبر من حر�صه على �لدنيا �لفانية، هذ� و�صينعك�ض �إيجابيا على �صلوكه؛ لأنه �صي�صبط نف�صه بنف�صه، وي�صلم �أمره لله تعالى، لم، حديث رقم: 2582. و�لجلحاء: »�لتي ل قرن ريم �لظ �أخرجه م�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة، باب تح -1

لها«، ينظر: �لنهاية في غريب �لحديث، لبن �لأثير، 284/1.�لفو�ئد في �خت�صار �لمقا�صد، عز �لدين بن عبد �ل�صلام 37. -2

Page 358: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 358 -

وير�قبها ويمنعها من �لنزلق في متاهات �لثاأر و�لأحقاد ومحاولت �لنتقام، مما يعني �لحد من �لأفعال �لتي ت�صتوجب �لعقوبة.

فتخ�صر �لح�صد، رذيلة فيها وتقوى �لأحقاد، علها ت�صيطر �لتي �لنفو�ض �أما �صو�بطها، وتفقد تقديرها �ل�صحيح للاأمور، وت�صور �ل�صغائر في �صورة �لكبائر، و�لكبائر في �صورة �ل�صغائر وتحاول �لتخل�ض ممن يز�حمها بالق�صاء عليه، وهذ� لم �لمدني؛ لأنه �بتعاد عن جوهر �لإيمان و�لت�صليم باأن �لله �صيحقق من مهدد�ت �ل�ص

له �لعد�لة.المطلب الثاني:

لم المدني الأ�ش�س النظرية للعقوبة في ال�شريعة الإ�شلامية واأثرها في تحقيق ال�ش

: ت�سريع العقوبة مبناه على الرحمة، و تحقيق الم�سلحة: اأولا�لأ�صا�ض [: هذ� ]�لأنبياء: 107 چ ک ک گ گ گ چ تعالى: قال قامت عليه �ل�صريعة كلها، و�لعقوبات جزء من �ل�صريعة لذ� فلا ي�صتغرب �أن يكون ير�د رحمته، ودفع �إر�دة �لخير و�لنفع لمن �لرحمة ا، ومعنى �أي�ص للعقوبة �أ�صا�صا �ل�صرر و�ل�صر عنه)1(؛ يقول �بن تيمية: »�لعقوبات �ل�صرعية �إنما �صرعت رحمة من �لله تعالى بعباده، فهي �صادرة عن رحمة �لخلق، و�إر�دة �لإح�صان �إليهم، ولهذ� �إليهم، و�لرحمة �أن يق�صد بذلك �لإح�صان ينبغي لمن يعاقب �لنا�ض على ذنوبهم

لهم، كما يق�صد �لو�لد تاأديب ولده، وكما يق�صد �لطبيب معالجة �لمري�ض«)2(.ويقول �ل�صاطبي: »و�صع �ل�صر�ئع �إنما هو ل�صالح �لعباد في �لعاجل و�لآجل �صرر�، تدفع �أو نفعا تجلب �إما فهي م�صالح، كلها �لإ�صلامية فال�صريعة معا«)3(؛

ينظر: �لق�صا�ض و�لديات، عبد �لكريم زيد�ن �ض12. -1�لفتاوى �لكبرى 521/5؛ منهاج �ل�صنة �لنبوية 237/5. -2

�لمو�فقات، 4/2. -3

Page 359: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 359 -

وهذ� هدف عام من �أهد�ف �ل�صريعة، و ين�صجم ت�صريع �لعقوبات مع هذ� �لهدف �ن�صجاما تاما؛ لأن جلب �لم�صلحة ودفع �لمف�صدة يحتم معاقبة �لمجرم �لذي يعكر �صفو �لأفر�د و�لجماعات، فهو كالد�ء ينبغي علاجه، �أو �جتثاثه قبل �أن ي�صتفحل خطره، وينت�صر �صره، فيهدد �لمجتمع كله، ما يوؤدي �إلى تقوي�ض �أركانه و�نهياره؛ .]179 ]�لبقرة: ۈچ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ چڭ تعالى: قال وفي �لحديث عن �لنبي قال: »...فاإن يتركوهم وما �أر�دو� هلكو� جميعا، و�إن �أخذو� على �أيديهم نجو� ونجو� جميعا«)1(، وي�صتنتج منه �أن مقاومة �ل�صر و�لف�صاد،

و�لأخذ على �أيدي �لع�صاة فيه نجاة للجميع، و�صلاح وخير ورحمة.

�ل�صرع �أمر �لتي مقا�صدهم تح�صيل في �لخلق �صلاح �أن �لغز�لي بين وقد بحفظها، وهي: »�أن يحفظ عليهم دينهم ونف�صهم وعقلهم ون�صلهم ومالهم، فكل ما يت�صمن حفظ هذه �لأ�صول �لخم�صة فهو م�صلحة، وكل ما يفوت هذه �لأ�صول

فهو مف�صدة ودفعها م�صلحة«)2(.

�لمجتمع، في �لأ�صا�صية �لم�صالح تحقيق �إلى تهدف �لإ�صلامية فال�صريعة بال�صروريات �لخم�ض: )�لدين، و�لنف�ض، وتح�صينها مع �لمحافظة عليها، وتعرف رتبة في و�قع حفظها �لخم�صة �لأ�صول »وهذه و�لن�صل(. و�لمال، و�لعقل، �لكافر بقتل �ل�صرع ق�صاء ومثاله: �لم�صالح في �لمر�تب �أقوى فهي �ل�صرور�ت، دينهم، �لخلق على يفوت هذ� فاإن بدعته، �إلى �لد�عي �لمبتدع وعقوبة �لم�صل وق�صاوؤه باإيجاب �لق�صا�ض �إذ به حفظ �لنفو�ض، و�إيجاب حد �ل�صرب �إذ به حفظ

رقم: 2361؛ فيه، حديث و�ل�صتهام �لق�صمة في يقرع هل باب �ل�صركة، كتاب �لبخاري في �أخرجه -1علاها هم �أ اب بع�ص و�أوله: »مثل �لقائم على حدود �لله و�لو�قع فيها، كمثل قوم ��صتهمو� على �صفينة، فاأ�صو� على من فوقهم، فقالو�: لو �أنا خرقنا ذ� ��صتقو� من �لماء مر هم �أ�صفلها، فكان �لذين في �أ�صفلها �إ وبع�ص

يبنا خرقا، ولم نوؤذ من فوقنا...«. في ن�ص�لم�صت�صفى، 174/1. -2

Page 360: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 360 -

�لعقول �لتي هي ملاك �لتكليف، و�إيجاب حد �لزنا �إذ به حفظ �لن�صل و�لأن�صاب، معا�ض هي �لتي �لأمو�ل حفظ يح�صل به �إذ �ق و�ل�صر اب �لغ�ص زجر و�إيجاب

�لخلق وهم م�صطرون �إليها«)1(.�أو جلد �لنف�ض بقتل تق�صي �لتي �لعقوبات �لبع�ض: كيف لهذه وربما يقول �لظهر �أو قطع �ليد ونحو ذلك �أن تكون م�صلحة وهي نظريا مف�صدة؟ وقد �أجاب عن ذلك �لعز بن عبد �ل�صلام بقوله: »ربما كانت �لم�صالح مفا�صد فيوؤمر بها، �أو تباح �لمتاآكلة، �لأيدي �لم�صالح، وذلك كقطع �إلى موؤدية لكونها بل مفا�صد، لكونها ل �ل�صرعية �لعقوبات وكذلك �لجهاد، في بالأرو�ح وكالمخاطرة للاأرو�ح، حفظا كلها لي�صت مطلوبة لكونها مف�صدة؛ بل لكون �لم�صلحة هي �لمق�صودة من ت�صريعها

كقطع يد �ل�صارق وقتل �لجناة ورجم �لزناة وجلدهم...«)2(.لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

لم لعل هذ� �لأ�صا�ض بعنو�نه وتفا�صيله يف�صح عن �لأثر �لمرجو في تحقيق �ل�ص�لمدني، وقد ل نحتاج �إلى مزيد من �ل�صرح و�لإي�صاح لنبرهن على ذلك؛ لأن ما بني على �لرحمة، و�إر�دة �لخير و�لم�صلحة للمعاقب وللمجتمع في �آن و�حد ي�صهم و�لأمان، �لأمن توفير و�لمخالفات، وفي �لتعديات من �لحد �صك في �أدنى دون

لم �لمدني في �لمجتمعات)3(. و�لطماأنينة و�ل�صلام، وهذ� من عو�مل تر�صيخ �ل�صا: ل عقوبة بدون جناية: ثانيا

ح �لحكم بالعقوبة على �إن�صان �إل بعد �رتكابه �لجريمة، وثبوتها عند �لحاكم ل ي�ص

�لم�صدر ذ�ته، 174/1. -1قو�عد �لأحكام في م�صالح �لأنام، 4/1. -2

�لمجتمع م�صلحة بين )�لمو�زنة �أ�صا�ض: عن حديثنا عند �لأ�صا�ض هذ� �أثر عن �لكلام من مزيد �صياأتي -3وم�صلحة �لفرد(.

Page 361: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 361 -

ها �لنا�ض، قد بو�صائل �لإثبات �لمعروفة، كالإقر�ر و�لبينة، قال ر�صول �لله : »يا �أياب من هذه �لقاذورة �صيئا، فلي�صتتر ب�صتر �آن لكم �أن تنتهو� عن حدود �لله، من �أ�صكتاب �لله«)1(. وفي هذ� دللة و��صحة عليه نقم فحته، لنا �ص يبدي من فاإنه �لله، على �أن �لحد ل يقام �إل على من �رتكب �لجناية و�عترف مثبتاأ ذلك على نف�صه،

و�إل فاإنه لو �صتر نف�صه، ولم يبد �صفحته لما عوقب. فلا بد -�إذ�- من �لتثبت من �رتكاب �لجريمة حقيقة، فاإن كان ثمة �صك في �أنه �لجاني، وجب �لحكم ببر�ءته؛ لأن �لبر�ءة في حال �ل�صك �أدعى �إلى تحقيق �لعد�لة

من عقاب �لبريء مع �ل�صك. ولعل هذ� �لأ�صا�ض مبني على �لبر�ءة �لأ�صلية �لمفتر�صة في �لإن�صان؛ �إذ �لأ�صل

بر�ءة ذمته من �لحقوق، وبر�ءة ج�صده من �لحدود و�لق�صا�ض و�لتعزير�ت)2(.وبالتالي ، �صاذ �أمر لأنها لها؛ مناق�صة �لفطرة، و�لجريمة يولد على و�لإن�صان يزول فلا مثله، بيقين �إل يزول ل و�ليقين يقين، و�لعدم �لعدم، فيها فالأ�صل بال�صك، و�لأ�صل بقاء ما كان على ما كان حتى يثبت عك�صه)3(. و�ليقين �أن �لإن�صان �بن عبا�ض -ر�صي �لله عنه- يثبت خلاف ذلك؛ فعن �إليه حتى ين�صب بريء مما عى نا�ض دماء رجال و�أمو�لهم؛ �أن �لنبي قال: »لو يعطى �لنا�ض بدعو�هم لد

عى عليه«)4(. ولكن �ليمين على �لمدرقم: 3048. بالزنا، حديث يعترف فيمن جاء باب �لرجم و�لحدود، كتاب �لموطاأ، مالك في �أخرجه -1فة و�لبيهقي في �ل�صنن �لكبرى، كتاب �لأ�صربة و�لحد فيها، جماع �أبو�ب �صفة �ل�صوط، باب ما جاء في �ص

رب، حديث رقم: 17652. وط و�ل�ص �ل�صينظر: قو�عد �لأحكام في م�صالح �لأنام؛ لبن عبد�ل�صلام )2: 65(؛ �لأ�صباه و�لنظائر لل�صيوطي �ض54. -2ينظر: �لأ�صباه و�لنظائر لبن نجيم 47/1؛ �لأ�صباه و�لنظائر لل�صبكي 13/1، ون�ض �لقاعدة عنده: �ليقين -3

ل يرفع بال�صك؛ �لمنثور في �لقو�عد �لفقهية للزرك�صي 286/2.�أخرجه: �لبخاري، كتاب �ل�صهاد�ت، ب: �ليمين على �لمدعى عليه رقم 2668، وفي مو��صع �أخرى؛ و -4

م�صلم، كتاب �لأق�صية، ب: �ليمين على �لمدعى عليه، رقم 1711.

Page 362: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 362 -

عي قال �بن حجر �لع�صقلاني: »قال �لعلماء: �لحكمة في ذلك لأن جانب �لمدة �لقوية، وهي �لبينة؛ لأنها ل تجلب �صعيف؛ لأنه يقول خلاف �لظاهر فكلف �لحجعي، وجانب �لمدعى عليه لنف�صها نفعا ول تدفع عنها �صرر� فيقوى بها �صعف �لمد

قوي؛ لأن �لأ�صل فر�غ ذمته فاكتفى باليمين، وهي حجة �صعيفة«)1(.لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

دليل �رتكب جرما، وفق �إذ� �إل وبناء على ذلك، فلا يمكن عقاب �صخ�ض جازم يثبت �لتهمة، ويرفع ما ثبت له �أ�صلا من �فتر��ض �لبر�ءة، وفي هذ� حماية و�صلم: عليه �لله �صلى قال فقد حمايتها؛ �لن�صو�ض كفلت �لتي وحريته لحقوقه في هذ�، يومكم كحرمة حر�م بينكم كم عر��ص و�أ و�أمو�لكم دماءكم »...فاإن

�صهركم هذ�، في بلدكم هذ�...«)2(.كذلك ل يجوز �تهام �صخ�ض بجناية �أو ما �أ�صبهها �إل بدليل قاطع، قال تعالى: ،]112 ]�لن�صاء: چ ۇٴ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ے چ

»فهذه �لآية تدعو �إلى �صرورة حماية �لبر�ءة في كل �إن�صان من �أن ي�صيبها �لعدو�ن ا هو في �لأ�صل بريء؛ مما يوحي د، �أو مخطئ يريد �أن يقذف �صخ�ص من قبل متعم

معها �أن �لبر�ءة �أمر هائل ثقيل �لوزن في ميز�ن �لله«)3(.فرد في �طمئنان كل �لمدني ويحققها من جهة لم �ل�ص فكرة يعزز كله وهذ� �لمجتمع �لم�صلم �إلى �أن بر�ءته م�صونة، و�أنه لن يوؤخذ بدون جناية، كما ل يجوز �تهامه بلا برهان، ولن يعاقب �إل بعد ثبوت �رتكابه �لجرم يقينا. وعليه فاإن �لحرية

فتح �لباري ب�صرح �صحيح �لبخاري 5: 283. -1من �أوعى مبلغ »رب و�صلم -: عليه �لله �صلى �لنبي - قول باب �لعلم، كتاب �لبخاري في �أخرجه -2ريم تغليظ تح �صامع«؛ حديث رقم: 67؛ وم�صلم، كتاب �لق�صامة و�لمحاربين و�لق�صا�ض و�لديات، باب

ماء و�لأعر��ض و�لأمو�ل، حديث رقم: 1679. �لد�لحماية �لجنائية للحق في �أ�صل �لبر�ءة در��صة مقارنة؛ عبد�لمنعم �صالم �ل�صيباني، 61. -3

Page 363: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 363 -

مع �لتعاطي في �إيجابيا �لمرء تجعل �ل�صريعة بن�صو�ض �لمحمية و�لحقوق ون �لم�صعقل تملكت لو �لتي و�لتهمة �ل�صطر�ب عن بعيد� فيه، يعي�ض �لذي مجتمعه �أي وقت، ولن للانفجار في قابل �إلى �صخ�ض عدو�ني �لإن�صان وتفكيره حولته يحا�صب نف�صه تجاه عدو�نيته هذه؛ لأنه متهم ومحل ريبة في �لمجتمع، ولن يعيبه

لم فيه. �أي ت�صرف مخل بال�صا: ل عقوبة اإل اإذا وافقت ال�سرع -�سرعية العقوبة-: ثالثا

هذ� �لأ�صا�ض يعد نقطة �نطلاق للتجريم و�لعقاب؛ �إذ ل توجد جريمة �أو عقوبة من موجبات �لحدود و�لق�صا�ض �إل وهناك ن�ض �أو دليل �صرعي ت�صتند �إليه، وهذ�

ما يعبر عنه قانونا بـ »ل جريمة ول عقوبة �إل بن�ض«. قوله منها قر�آنية عديدة؛ ن�صو�ض �لأ�صا�ض من وي�صتدل على م�صمون هذ�

تعالى: چڭ ۇ ۇ ۆ ۆۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅۅ ۉ ۉ ې ې ېې ى ى ئا ئا ئە ئەچ ]�لإ�صر�ء: 15[، فهذه �لآية تن�ض على �أن �لله لم يترك �لخلق �صدى بل �أر�صل �إليهم ر�صلا مب�صرين ومنذرين، وفي هذ� دليل على �أن �لأحكام ل تثبت �إل بال�صرع)1(، وقد ��صتنتج �لفقهاء من هذه �لآية مبد�أ: »ل جريمة ول عقوبة

ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ چ «. ومنها قوله تعالى: بن�ض �إل ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ چ ]�لن�صاء: 165[. وقوله تعالى: چ ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې ئى ئىئى ی ی ی ی ئج ئح ئم چ

]�لق�ص�ض: 59[.

فهذه �لآيات تدل بو�صوح على �أن �لله ل ياأخذ �لنا�ض بعقاب �إل بعد �أن يبين لهم وينذرهم على ل�صان ر�صله، وعليه فلا تجريم �إل بعد بيان، ول عقوبة �إل بعد �أن بعد �إل �أحد �لعقوبة على و�صلم عليه �لله �لله �صلى ر�صول �أوقع وما �إنذ�ر.

ينظر: �لجامع لأحكام �لقر�آن، للقرطبي، 10: 231. -1

Page 364: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 364 -

عليه لى �لله قتل ر�صول �لله �ص �رتكب موجبها؛ ففي �صحيح �لبخاري: »فو�لله ما �أو فقتل، نف�صه بجريرة قتل رجل ال: خ�ص ثلاث �إحدى في �إل قط �أحد� م و�صل�صلام...«)1(. ان، �أو رجل حارب �لله ور�صوله، و�رتد عن �لإ رجل زنى بعد �إح�ص�لأ�صياء في »�لأ�صل مثل: �لعامة �لفقهية �لقو�عد ببع�ض ي�صتدل كما تدلن على �ل�صرع«)3(؛ وهما ورود قبل �لعقلاء �لإباحة«)2(، و»ل حكم لأفعال �أن �لأفعال في �لأ�صل مباحة؛ ولذلك ل حرج في �إتيانها �أو تركها حتى يرد ن�ض �أو دليل على حظرها �أو م�صروعيتها، فلا يمكن و�صف �لفعل باأنه جريمة، ول يمكن

�لمعاقبة عليه حتى يقوم �لدليل �ل�صرعي على �لتجريم و�لعقاب.وبناء عليه، فاإن هذ� يقت�صي ح�صر مادة �لتجريم و�لعقاب في ن�صو�ض نظامية )قانونية( تتحدد بمقت�صاها �لأعمال �لتي تعد جر�ئم، وبيان تلك �لجر�ئم، وتحديد معرفة �لأفر�د ي�صتطيع حيث و�لمقد�ر؛ �لنوع حيث من لها، �لمقررة �لعقوبات �لأفعال �لمحظورة، و�لمعاقب عليها م�صبقا، ليوجهو� �صلوكهم �لوجهة �لم�صروعة،

ويتحا�صو� �لوقوع فيما هو محظور عليهم)4(.�لحدود جر�ئم في دقيقا تطبيقا وطبقته �لإ�صلامية، �ل�صريعة فعلته ما وهذ� تعيينا �لعقوبات لها وعينت حتها، وو�ص عليها فن�صت و�لديات؛ و�لق�صا�ض

دقيقا)5(.

�أخرجه �لبخاري في كتاب �لديات، باب �لق�صامة، حديث رقم: 6899. -1�لأ�صباه و�لنظائر في قو�عد وفروع فقه �ل�صافعية، �ل�صيوطي، �ض:60، �لأ�صباه و�لنظائر على مذهب �أبي -2

حنيفة �لنعمان؛ �بن نجيم، �ض: 66�لإحكام في �أ�صول �لأحكام، �لآمدي، 130/1. -3

http://www.alyaum.com/article/1166926؛ �لأن�صاري محمد �لله عبد فهد ينظر: -4تاريخ �لدخول: �ل�صبت 2016/7/2م �لو�حدة ظهر�.

ينظر: �لجريمة و�لعقوبة -�لجريمة-، محمد �أبو زهرة، �ض46. -5

Page 365: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 365 -

لكنها لم تطبق ذلك في جر�ئم �لتعزير، فلم تعتن ببيانها وتعيين عقوباتها كما فعلت في �لحدود و�لق�صا�ض و�لديات، و�إنما تركت لولي �لأمر �أو من ينيبه بيان جر�ئم �لتعزير و�لعقوبات �لمقررة لها، في �إطار �لأحكام �لعامة لل�صريعة �لإ�صلامية و�لمقررة بو��صطة �لكتاب و�ل�صنة و�لإجماع، مع مر�عاة تحقيق �لعدل و�لم�صلحة، �أ�صول بني على فما �لد�ئرة؛ ا، ول يخرجها عن هذه �أي�ص وهذ� يجعلها �صرعية

�ل�صريعة وقو�عدها �لعامة ومبادئها �لأ�صا�صية فهو �صرعي.لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

لم �لمدني؛ لأنه يعد �صمانا لحقوق ي�صهم هذ� �لأ�صا�ض بدوره في تحقيق �ل�صيمنحهم وذلك �صافيا، بيانا وعقوباتها �لجر�ئم لهم يبين فهو وحرياتهم، �لأفر�د �لقدرة على تمييز �أفعالهم من حيث ما هو م�صروع فيقومون به، �أو غير م�صروع �أن �صن �لت�صريعات �لخا�صة بالعقوبات منح�صر �أنهم يعلمون فيمتنعون عنه، كما في �ل�صرع وحده، ولي�ض لأحد �أن ي�صن قانونا تجريميا �أو عقوبة ياأخذ بموجبها �لنا�ض

وي�صوقهم �إليها بح�صب هو�ه ور�أيه �ل�صخ�صي. وهذ� ي�صمن لهم �لطماأنينة و�لأمن و�لأمان، ويحول دون �لم�صا�ض بحرياتهم

لم �لمدني. �ل�صخ�صية، ومعلوم ما لهذه �لخ�صال من �أثر في تحقيق �ل�ص�إن �لعلم ب�صرعية �لعقوبة يمنع �لإقد�م على �لفعل �لمحظور، و�إيقاع �لعقوبة بعد �رتكاب �لمحظور يمنع من �لعود �إليه. فعلم �لجاني ي�صعره باأن ما ي�صدر عنه من �إ�صر�ر بالغير �أو تعد على حرمات �لله تعالى �صيعود عليه بال�صرر، و�صينال ج�صمه �ألف مرة قبل �لإقد�م على فاإذ� �صعر �لجاني بذلك ر�جع نف�صه حقه من �لعقاب

جنايته، وحا�صب نف�صه ح�صابا ع�صير�)1(.

ينظر: �لجنايات في �لفقه �لإ�صلامي در��صة مقارنة بين �لفقه �لإ�صلامي و�لقانون، ح�صن �ل�صاذلي، 30، -1.36

Page 366: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 366 -

�لله عند من �لإ�صلامية �ل�صريعة في �لعقوبات نظام �أن �لمرء يعلم عندما تبارك وتعالى �لمتفرد بالعبودية و�لحاكمية، فاإنه يدرك �أن هذ� �لنظام غير خا�صع لجتهاد�ت ب�صرية تتعر�ض لتاأثير�ت معينة �أو تقع تحت رغبات خا�صة، من �صاأنها �أن تفقدها �ل�صمولية و�لعد�لة؛ لق�صور �لعقل �لب�صري وخ�صوعه لمختلف �لموؤثر�ت، و�إذ� تر�صخ هذ� في نف�ض �لم�صلم فاإنه يق�صي على فكرة �لت�صلط بالقوة، و�لنتقام و�لثاأر بكل �أنو�عه و�أ�صكاله، ويمنع �أن يكون �لمجتمع �لم�صلم غابة ياأكل فيها �لقوي �ل�صعيف؛ ذلك �أنه يعلم �أن �لله قد �صرع عقوبة من�صفة تاأخذ له حقه ممن ظلمه، و�أنه

�صينال حقه غير منقو�ض �إن لم يكن في �لدنيا ففي �لآخرة. بد من تفاوت مر�تب قال �بن �لقيم: »فلما تفاوتت مر�تب �لجنايات لم يكن ذلك، معرفة �إلى عقولهم في وكلو� لو �لنا�ض �أن �لمعلوم من �لعقوبات، وكان بهم لذهبت �لجناية جن�صا وو�صفا وقدر� من ينا�صبها ما وترتيب كل عقوبة على و��صتد �لخلاف ولعظم م�صعب، كل �لطرق بهم وت�صعبت مذهب، كل �لآر�ء �لخطب، فكفاهم �أرحم �لر�حمين �أحكم �لحاكمين موؤنة ذلك، و�أز�ل عنهم كلفته، ما جناية كل على ورتب وقدر�، نوعا تقديره ورحمته وعلمه بحكمته وتولى

ينا�صبها من �لعقوبة ويليق بها من �لنكال«)1(.ا: الغر�ص من العقوبة ال�سرعية: الن�سح والتاأديب ل الإيلام والتعذيب: رابعا

من �أبرز ما تت�صم به �لعقوبات �ل�صرعية �أنها تهدف �إلى �إ�صلاح �لجاني وتقويم �صلوكه ومنعه من �لعودة �إلى �لإجر�م مرة �أخرى)2(. فهي لي�صت �صيفا م�صلطا على وتقييد وتعذيبهم �إيلامهم �إلى ت�صعى لظهورهم، موجعا �صوطا �أو �لعباد رقاب حرياتهم؛ بل هي طريق من طرق �لن�صح و�لإر�صاد للجاني ولغيره، ويمكن ملاحظة

�إعلام �لموقعين 100/2. -1ينظر: في �أ�صول �لنظام �لجنائي �لإ�صلامي، محمد �صليم �لعو�، 96. -2

Page 367: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 367 -

لها في �لآتي: ذلك من جو�نب عديدة - بع�صها ذكر �صمن �لأ�ص�ض �ل�صابقة-، نف�ص�لمرء �قترف فاإذ� �لتوبة، على وتحث و�لت�صتر، �ل�صتر على تح�ض �ل�صريعة عليه و�إنما للعقاب، وي�صلمها نف�صه يف�صح �أن عليه فلي�ض �لعقوبة، ي�صتوجب ما بالت�صتر و�لتوبة، فاإن �لتوبة تجب ما قبلها، و�إذ� تاب �لجاني تاب �لله عليه. قال جل

وعز: چ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چڇ ڇ ڇ ڇ ڍچ ]�لفرقان:70 [. ويقول �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: »ل ي�صتر عبد عبد� اب من نيا �إل �صتره �لله يوم �لقيامة«)1(، وقال �صلى �لله عليه و�صلم: »من �أ�ص في �لدهذه �لقاذورة �صيئا، فلي�صتتر ب�صتر �لله«)2(. و عندما حاول ماعز �لأ�صلمي �لهرب ه �أن يتوب فيتوب �لله عليه؟ ثم قال: �أثناء رجمه، قال �لنبي : »هلا تركتموه، لعل� لك«)3(. ولذلك ن�ض �لفقهاء على �أن �ل�صتر بثوبك كان خير ته �ل، لو �صتر يا هز

�أف�صل)4(.ولعل �لعقوبة �أن تكون حافز� للجاني على �لتوبة، قال تعالى: چ ٱ ٻ ٻ

ٻ ٻ پ پ پ پڀ ڀ ڀ ڀ ٺ چ ]�لزخرف: 48[.

�إذ� نفذت �لعقوبة على �لجاني كانت طهرة له، فلا يجوز �صبه �أو �صتمه �أثناء يتعامل يوؤذيه، فلا �أو يعير �لجاني �أن ل �لمجتمع بعدها، وعلى �لعقوبة ول �إقامة معه بموجب �صو�بقه، بل بموجب و�قعه �لذي هو فيه. فقد ورد �أن بع�ض �أ�صحاب

نيا باأن ي�صتر عليه �أخرجه م�صلم في كتاب �لبر و�ل�صلة و�لأدب، باب ب�صارة من �صتر �لله تعالى عيبه في �لد -1في �لآخرة، حديث رقم: 2590.

نا، حديث رقم 2389. �أخرجه مالك في �لموطاأ، كتاب �لحدود، ما جاء في من �عترف على نف�صه بالز -2تر �أخرجه: م�صند �لإمام �أحمد)و�للفظ له(، حديث رقم: 22310، و�أبو د�ود في كتاب �لحدود، باب �ل�ص -3�إ�صناد �لحدود، حديث رقم: 4377. قال �لمحقق )�صعيب �لأرنوؤوط(: �صحيح لغيره، وهذ� �أهل على

�ني، حديث رقم: 7234. تر على �لز ح�صن؛ و�لن�صائي في �لكبرى، و�للفظ له، كتاب �لرجم، �ل�صر�صد لبن و�لتح�صيل �لبيان 207/4؛ للزيلعي �لحقائق تبيين 116/3؛ �لبد�ية �صرح �لهد�ية ينظر: -4

262/4؛ �لمغني لبن قد�مة 182/10؛ �لمو�صوعة �لفقهية �لكويتية 294/5.

Page 368: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 368 -

ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم قال لمن نفذ عليه حد �ل�صكر�ن: �للهم �لعنه، ما �أكثر ما يوؤتى به؟ فقال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: »ل تلعنوه فو�لله ما علمت �أنه يحب لى �لله عليه �لله ور�صوله«)1((، وفي لفظ �آخر: »ما له �أخز�ه �لله، فقال ر�صول �لله �ص

يطان على �أخيكم«)2(. م: ل تكونو� عون �ل�ص و�صلح فانت�ص بحجر �لوليد بن خالد »فرماها رجمت: �لغامدية عندما وفي ق�صة م: ل لى �لله عليه و�صل �صيء من دمها على جبة خالد، ف�صبها، فقال له ر�صول �لله �صاحب مك�ض لتاب �لله عليه، ثم �أمر بها ت�صبها يا خالد فاإنها قد تابت توبة لو تابها �ص

لى عليها«)3(. نت ثم �ص فكفوفي �لحديث عندما خا�ض �لنا�ض في ماعز فقال �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم: »��صتغفرو� لماعز بن مالك. قال: فقالو�: غفر �لله لماعز بن مالك، قال: فقال ر�صول ة لو�صعتهم«)4( وهذ� يوؤكد م: لقد تاب توبة لو ق�صمت بين �أم لى �لله عليه و�صل �لله �ص�أن �لغر�ض من �لعقاب هو �لإ�صلاح ل �لإيلام، و�أن �أ�صا�ض �لعقوبة في �لإ�صلام �لحفاظ على �لحقوق وعلى �صلامة �لعلاقات بين �أفر�د �لمجتمع؛ ل يعتدي �أحدهم على �لآخر، فاإن فعل نال �لعقوبة �لمنا�صبة وعاد و�حد� من �أفر�د �لمجتمع �لأ�صوياء

له ما لهم وعليه ما عليهم.ة، �لمل من بخارج لي�ض و�إنه مر �لخ �صارب لعن من يكره ما باب �لحدود، كتاب �لبخاري في �أخرجه -1

حديث رقم: 6780.ة، �لمل من بخارج لي�ض و�إنه مر �لخ �صارب لعن من يكره ما باب �لحدود، كتاب �لبخاري في �أخرجه -2

حديث رقم: 6781.امل �إذ� هي زنت حتى تفطم ولدها، �أخرجه �لن�صائي في �لكبرى، كتاب �لرجم، تاأخير �لحد عن �لمر�أة �لح -3حديث رقم: 7231. قال �لخطابي: �صاحب �لمك�ض: هو �لذي يع�صر �أمو�ل �لم�صلمين، وياأخذ من �لتجار و�لمختلفة �إذ� مرو� عليه وعبرو� به مك�صا با�صم �لع�صر، ولي�ض هو بال�صاعي �لذي ياأخذ �ل�صدقات. ينظر:

معالم �ل�صنن 5/3.نى، حديث رقم: 1695؛ و�لن�صائي في �أخرجه م�صلم في كتاب �لحدود، باب من �عترف على نف�صه بالز -4

نا، حديث رقم: 7125. �لكبرى، كتاب �لرجم، كيف �لعتر�ف بالز

Page 369: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 369 -

لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

عند معرفتنا �أن �لعقوبات �ل�صرعية ل تهدف �إلى �إيلام �لجاني �أو �إهانته، و�إنما هي زو�جر �صرعت لإ�صلاحه وتكفير ذنبه؛ بل هي �لعلاج بالن�صبة �أليه، »كما يق�صد �لو�لد تاأديب ولده، وكما يق�صد �لطبيب معالجة �لمري�ض«)1(. فاإن هذ� له �أثره في مر�عاة نف�صية �لجاني، و�أن �لعقوبة ت�صعى في م�صلحته �إذ �إنها تزجره عن �رتكاب �لجريمة، »فيتخل�ض من �لوقوع في �لإثم و�لخطيئة، و�إذ� لم ينزجر و�رتكب �لجريمة وعوقب، فاإن �لعقوبة في حقه بمنزلة �لكي بالن�صبة للمري�ض �لمحتاج �إليه، وبمنزلة قطع �لع�صو �لمتاآكل، فاإن بهذ� �لقطع �أو ذلك �لكي م�صلحة موؤكدة له و�إبقاء لحياته

و�إيقافا للمر�ض من �ل�صر�ية وهلاك �لج�صم كله«)2(.

ففي حال يرتكبها، �أن �أو �لجريمة، �رتكاب يمتنع عن �أن �إما -�إذ�- فالمجرم لم �لمدني ول �صك، وفي حال �رتكابها، �متناعه عنها، فاإن ذلك ي�صهم في تحقيق �ل�صفاإنه عندما يعلم �أن �لغر�ض من عقابه هو �إ�صلاحه ل �إيلامه، فاإن هذ� �صيعينه على �لتوبة، و�لنظر �إلى �لمجتمع بعين �لر��صي، ل بعين �ل�صاخط �لمنبوذ �لذي يتحين �لفر�ض للنيل منه و�لنتقام من �أفر�ده، يعينه على ذلك �إيمانه ب�صحة �لحكم وعد�لة ذ �أد�ة لي�ض لفعلها �نعكا�صات د�خلية �أو خارجية، وهذ� من �صاأنه �لم�صرع، و�أن �لمنف

ا. لم �لمدني �أي�ص �أن يحقق �ل�صوبالنظر �إلى بع�ض �لنظريات �لأوروبية �لجديدة �لتي تبنت فكرة �أن �لإجر�م نوع من �لأمر��ض، و�أن �لمجرم مري�ض يجب معالجته ل عقابه، فاإن هذ� �لأ�صا�ض يعد منطلقا في مناق�صة هذه �لنظريات؛ لأن �لمر�ض في مر�حل �لق�صاء عليه قد يحتاج ، �أو �أي عمل �آخر غير مرغوب فيه، �أو يحتاج �إلى �إلى بتر ع�صو، �أو تناول دو�ء مر

�لفتاوى �لكبرى 521/5؛ منهاج �ل�صنة �لنبوية 237/5. -1�لق�صا�ض و�لديات، �ض13. -2

Page 370: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 370 -

تلقيح ما، وذلك عند �نت�صار �لأمر��ض �لمعدية في مجتمع من �لمجتمعات، فاإنه ل بد للاأفر�د حينها من �أخذ �لحقن �لم�صادة لهذ� �لمر�ض، �أو �أخذ �لأدوية �لتي تن�صط ا -بح�صب تلك �لجانب �لمناعي في �لإن�صان. وكذلك �لإجر�م، فاإنه و�إن كان مر�ص�لنظريات- فاإن �لعقوبة �لر�دعة تعمل عمل �لتلقيح �لوقائي تجاه هذه �لأمر��ض كي

ي�صلم ج�صد �لمجتمع.وهذ� يعزز فكرة �أن �لعقوبات »قد و�صعت على �أ�صا�ض متين من علم �لنف�ض، �لتي بالدو�فع �لإجر�م على �لمجرم تحمل �لتي �لدو�فع محاربة بق�صد وذلك ت�صرفه عنها، وما يقال عن �صدة �لعقوبة، فالغر�ض: �لمنع ثم لتحقيق �لم�صاو�ة«)1(. كذلك فاإن لهذ� �لأ�صا�ض �أثره في ت�صحيح طريقة تعامل �لمجتمع مع �لجاني، فكما �صبق ل يجوز نبذ �لجاني ول تعييره ول ت�صييق �لخناق عليه، بل ينظر له على �أ�صا�ض من �لرحمة و�لعون له على �أن ي�صلك طريق �لتوبة �لحقيقية، و�أن يعي�ض في

مجتمعه ب�صوية وفعالية، وهذ� كله ي�صهم في تحقيق �ل�صلم �لمدني. ا: الموازنة بين م�سلحة المجتمع وم�سلحة الفرد: خام�سا

يعني هذ� �لأ�صا�ض تاأكيد حماية �لمجتمع من �صرر �لجريمة دون �إهمال �ل�صخ�ض �لمجرم عند تقرير �لعقوبة على من ي�صتحقها.

بين و�زنت مقاديرها وتحديد �لعقوبات ت�صريعها في �لإ�صلامية و�ل�صريعة هاتين �لم�صلحتين، فر�عت تحقيق م�صلحة �لمجتمع بحمايته من �لجريمة و�لمجرمين، وفي �لوقت ذ�ته نظرت �إلى تحقيق م�صلحة �لمجرم بمر�عاة ظروفه و�أحو�له بالقدر

�لذي ي�صتحقه من �لمر�عاة.وملاحظة �لمجرم، رعاية �لإ�صلامية �ل�صريعة جعلت �لحدود عقوبات ففي

نظام �لإ�صلام في �لعبادة و�لعقوبة، د. محمد عقلة، �ض 207. -1

Page 371: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 371 -

�لإكر�ه بلوغه وعقله و�ختياره وعدم �لتاأكد من تقف عند حد و�أحو�له ظروفه �أو �ل�صطر�ر، وفي عقوبات �لعتد�ء على �لنف�ض �أو ما دونها، فاإن �لعقوبة هي �لق�صا�ض �إذ� تو�فرت �صروطه دون نظر �إلى �صخ�صية �لمجرم �إل بقدر �لتاأكد من و�أحو�له �لمجرم وظروفه ل�صخ�صية فاإن �لتعزيرية �لعقوبات بلوغه وعقله. وفي تبلغ في خطورتها �لعقوبة؛ لأن هذه �لجر�ئم ل تقدير �عتبار� كبير� في و�صو�بقه مبلغ جر�ئم �لحدود و�لق�صا�ض، ومن ثم فاإن مر�عاة �صخ�صية �لمجرم تجد مجالها

�لو��صع في هذه �لجر�ئم)1(.�أن تكون كذلك فاإن في تنفيذ �لعقوبة م�صالح تعود على �لجاني ذ�ته، منها: �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم في �أخبر بذلك تطهير� وتكفير� لذنبه في �لآخرة كما قوله: »تبايعوني على �أن ل ت�صركو� بالله �صيئا، ول ت�صرقو�، ول تزنو�، ول تقتلو� و� في معروف، �أولدكم، ول تاأتو� ببهتان تفترونه بين �أيديكم و�أرجلكم، ول تع�صنيا فهو اب من ذلك �صيئا فعوقب في �لد فمن وفى منكم فاأجره على �لله، ومن �أ�صن اب من ذلك �صيئا ف�صتره �لله، فاأمره �إلى �لله: �إن �صاء عاقبه و�إ ارة له، ومن �أ�ص كف�صاء عفا عنه فبايعناه على ذلك«)2(. وعن علي بن �أبي طالب -ر�صي �لله عنه- �أن نيا فالله لت عقوبته في �لد � فعج اب حد �لنبي �صلى �لله عليه و�صلم قال: »من �أ�ص� ف�صتره �لله عليه اب حد �أعدل من �أن يثني على عبده �لعقوبة في �لآخرة، ومن �أ�صوعفا عنه فالله �أكرم من �أن يعود �إلى �صيء قد عفا عنه«)3(. كما �أن �لعقوبة قد تكون

و�صيلة للتوبة �لن�صوح.

ينظر: �لق�صا�ض و�لديات، عبد �لكريم زيد�ن، �ض17-16. -1بيعة �لن�صاء، حديث رقم: 7213؛ وم�صلم، كتاب �لحدود، باب �أخرجه �لبخاري في كتاب �لأحكام، -2

ار�ت لأهلها، حديث رقم: 1709. باب �لحدود كفقال .2626 رقم: حديث موؤمن، وهو �ني �لز يزني ل جاء ما باب �لإيمان، كتاب �لترمذي، �أخرجه: -3�لترمذي: وهذ� حديث ح�صن غريب؛ و�لبيهقي، في �ل�صنن �لكبرى، كتاب �لأ�صربة و�لحد فيها - جماع

ار�ت، حديث رقم: 17671. �أبو�ب �صفة �ل�صوط، باب �لحدود كف

Page 372: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 372 -

لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

�لعقوبة ت�صريع في �لمتحققة و�لجماعة �لفرد م�صلحة بين �لمو�زنة هذه �إن لم �لمدني وتحقيقه في �لمجتمع ب�صكل و��صح جد�؛ ذلك �أن ي�صب في تر�صيخ �ل�ص

هذ� �لأ�صا�ض يعد و�صطا بين نظريتين في �لعقاب:

الأولى: تذهب �إلى تاأكيد حماية �لمجتمع من �لجريمة و�لمجرمين، وتبالغ في هذ� �لتاأكيد �إلى حد �إهمال �صخ�صية �لمجرم وظروفه و�أحو�له ودو�فع �رتكابه �لجريمة،

لذ� ل باأ�ض عندها من ت�صريع �أق�صى �لعقوبات ما د�مت تحقق حماية �لمجتمع.

ودو�فع وظروفه و�أحو�له �لمجرم ب�صخ�صية �لهتمام على توؤكد والثانية: �رتكابه �لجريمة، وتحاول �أن تخفف عنه �لعقوبة �إلى �أقل قدر ممكن بحجة �أنها تريد

علاجه و�إ�صلاحه، و�إن �أدى ذلك �إلى تعر�ض �لمجتمع للفو�صى و�لإجر�م.هذه �لو�صطية �لتي تبرز في هذ� �لأ�صا�ض، ف�صلا عن كونها �صمة من �صمات ا؛ لأن عقاب لم �لمدني �أي�ص �ل�صريعة �ل�صمحة ب�صكل عام، فاإنها ت�صهم في تحقيق �ل�ص�لجاني يكر�ض مفاهيم �لعد�لة ويوؤدي �إلى تثبيت دعائم �لنظم �لجتماعية)1(، و �إلى تحقيق �لأمن و�ل�صتقر�ر في �لمجتمع و�صرعة �لف�صل في �لخ�صومات و�لمنازعات ب�صكل متقن وهذ� ما يعمق �لثقة و�لطماأنينة في �ل�صلطة �لق�صائية كما يقوي �صعور

�لت�صامن و�لتكافل �لجتماعي بين �أفر�د �لم�لجر�ئم، �رتكاب من عندما حذر �لإ�صلامي �لت�صريع فاإن �أخرى ومن جهة ورتب �لعقوبات عليها كان يروم تربية �لنف�ض و�صقلها وتحقيق �صفافيتها، و�إ�صعارها هو و�حد لإن�صان �لإح�صان و�أن جميعا، للنا�ض �أذى هو و�حد �إن�صان �أذى باأن

پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ تعالى:چ قوله وفي جميعا. للنا�ض �إح�صان

ينظر: علم �لعقاب، عدنان �لدوري، �ض105؛ �أحكام �لجريمة و�لعقوبة، محمد �أبو ح�صان، �ض168. -1

Page 373: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 373 -

ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ �لجناية �أن �إلى وو��صحة جلية �إ�صارة ]32 ]�لمائدة: چ ڤڤ ڤ ٹ ٹ توؤثر في �لمجتمع توؤثر في �لمجني عليه فقط، و�إنما �لإ�صلامية ل �ل�صريعة في نظر كله؛ لأنها تنتهك حرمته وتهدد م�صيرته، وتقلق هدوءه، وتعوق تقدمه، و�إذ� كان �صررها عاما، فاإن �أكمل �ل�صبل و�أتمها في تقرير نوعية �لعقوبة، يكمن في مجابهة مو�طن �لد�ء بكل حزم، وبهذ� �لم�صلك �لحازم يبعد �صبح �لجريمة، وت�صلح م�صيرة

�لنا�ض جميعا، وي�صود �لأمن و�ل�صتقر�ر)1(.

ا: مراعاة الفطرة الإن�سانية في النت�ساف والت�سفي: �ساد�سا

في �لعقوبة �ل�صرعية مر�عاة لفطرة �لإن�صان من حيث رغبته في �لنت�صاف له ممن ظلمه، و�صفاء نف�ض �لمجني عليه و�أنف�ض ذويه، قال تعالى: چ ٱ ٻ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٺ ٺٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿٹ ٹ ٹ ٹچ ]�لتوبة: 14-15[؛ ف�صفاء �ل�صدور و�إذهاب غيظ �لقلوب، فطرة ل ينكرها �أحد، ولذلك �عتنت بها �ل�صريعة وجعلتها لأنه تعالى؛ �لله �صرعه �لمثال �صبيل على فالق�صا�ض �لعقوبة. ت�صريع �أغر��ض من �ل�صبيل �لعادل �لذي يحقق ذلك؛ �إذ يفعل بالجاني مثل ما فعل بالمجني عليه)2(؛ جاء في بد�ئع �ل�صنائع: »ولأبي حنيفة -ر�صي �لله عنه- �أن �لمق�صود من �لق�صا�ض هو �لت�صفي، و�أنه ل يح�صل للميت، ويح�صل للورثة فكان حقا لهم �بتد�ء«)3( وعندما يتعذر �لق�صا�ض �أو يمتنع ل�صبب من �لأ�صباب، فاإنه ل بد من �لتعوي�ض �لمالي �لذي

ينظر: �لجنايات في �لفقه �لإ�صلامي در��صة مقارنة بين �لفقه �لإ�صلامي و�لقانون، ح�صن �ل�صاذلي، �ض: -1.37 -36

ينظر: �لنهاية في غريب �لحديث و�لأثر، �بن �لأثير 72/4، مادة )ق �ض �ض(؛ �لإعلام بفو�ئد عمدة -2�لأحكام، �بن �لملقن 41/9؛ �لفقه على �لمذ�هب �لأربعة، للجزيري 217/5؛.

.242/7 -3

Page 374: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 374 -

فيه ما يعو�ض عن �لق�صا�ض وي�صفي ما في �لنفو�ض �صفاء مقبول تزول به نو�زع �لحقد و�لكره و�لنتقام.

فللاإ�صلام عناية و��صحة ب�صفاء غيظ �لمكلومين ما و�صعه �لحق و�لعدل، من غير �صطط ول �إ�صر�ف.

لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س�أمور �لعقوبات ت�صريع من �لإ�صلامية �ل�صريعة مق�صد �أن عا�صور �بن يرى ثلاثة: »تاأديب �لجاني، و�إر�صاء �لمجني عليه، وزجر �لمقتدي بالجناة«)1(، فاإر�صاء �لنتقام، يفكر في �أنه »ل �أثر في له �أو غيظ ذويه- �لمجني عليه و�صفاء غيظه - فلا ي�صرف في �لعتد�ء، ول ي�صرف في �لقتل... و�إن لنا في �إح�صاء�ت �لجر�ئم ا لعبرة، ... فجريمة �لقتل �لتي تكون �أخذ� بالثاأر، �أو �نتقاما من �إهانة لحقت �صخ�ص�لأعقاب لتتو�رثه �لثاأر �إن ثالثة، حتى �لثانية يتبع ثم بالثاأر، �أخذ� �أخرى يتبعها و�لذرية، وما كان ذ�ك �إل لأن �لقو�نين لم تعمل على �صفاء �صدر �لمجني عليه«)2(. ويقول �لجزيري: »و�إذ� كان �لغر�ض من �لق�صا�ض هو حقن �لدماء، و�لكف ينظر �أن �ل�صروري من فاإن �آمنين، �لنا�ض ليعي�ض �لأرو�ح، على �لعدو�ن عن كانت فاإذ� و�صيانتها، �لأرو�ح عليها حفظ يترتب �لتي �لنو�حي كل �ل�صرع في �لعقوبة تزجر فا�صد �لأخلاق �لذي تميل نف�صه �إلى �لجريمة فتمنعه عن قتل نف�صه، وقتل غيره، ولكن يجب �لنظر �إلى ما يرفع �لأحقاد، و�ل�صغائن من نفو�ض �لأ�صرة،

حقنا للدماء ومحافظة على �لأرو�ح«)3(.ففي �إيقاع �لعقوبة �إر�صاء للمجني عليه، وتطييب لخاطره و�أهله مما يبعده عن

مقا�صد �ل�صريعة �لإ�صلامية، �ض207. -1�لجريمة و�لعقوبة -�لجريمة-، محمد �أبو زهرة، �ض16. -2

�لفقه على �لمذ�هب �لأربعة، للجزيري 231/5. -3

Page 375: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 375 -

�لثاأر حتى د�ئرة فتتو�صع عقباها، تحمد ل من ويلات يخلفه وما بالثاأر، �لتفكير ت�صم �لكثير ممن لي�ض لهم ذنب ول �صلة بالجريمة �لأولى.

المطلب الثالث:

لم الأ�ش�س العملية اأو التطبيقية للعقوبة في ال�شريعة واأثرها في تحقيق ال�شالمدني.

: كفايتها للردع والزجر: اأولاكي تكون �لعقوبة ر�دعة وز�جرة، فاإنه ل بد من �حتو�ئها على مقد�ر من �لألم يكون كافيا للردع و�لزجر للاإن�صان، و�إخافته من �رتكاب �لجريمة، لئلا يقع عليه �لموؤلم و�لمخوف؛ لأن في كل �إن�صان غريزة حب �لذ�ت، وحب �لبقاء، و�ل�صلامة من �لموؤذي �لموؤلم)1(. وفي هذ� منع �لجاني من معاودة �لمع�صية و�رتكاب �لجريمة،

ومنع غيره من �لتفكير في �لجريمة �أو �لإقد�م عليها. وفي �صحيح م�صلم �أن ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم بعد �إقامة �لحد على ما �نطلقنا غز�ة في �صبيل �لله ماعز �لأ�صلمي، قام خطيبا من �لع�صي، فقال: »�أوكلتخلف رجل في عيالنا، له نبيب كنبيب �لتي�ض، علي �أن ل �أوتى برجل فعل ذلك �أ�صبته منه من به..«)2(؛ �أي جعلته نكال: »�أي عظة وعبرة لمن بعده بما لت نك �إل

�لعقوبة ليمتنعو� من تلك �لفاح�صة«)3(.��صتمال ب�صرورة ي�صرحون كانو� �لفقهاء �أغلب �أن ذلك على يدلل ومما من �لأ�صلي »و�لمق�صد �لحد: �لمرغيناني عن يقول و�لردع، �لزجر على �لعقوبة

ينظر: �لق�صا�ض و�لديات، عبد �لكريم زيد�ن، �ض15. -1و�لنبيب .1694 رقم: حديث نى، بالز نف�صه على �عترف من باب �لحدود، كتاب في م�صلم �أخرجه -2

�صوت �لتي�ض عند �ل�صفاد. ينظر: �صرح �لنووي على �صحيح م�صلم 195/11.�صرح �لنووي على �صحيح م�صلم 196/11. -3

Page 376: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 376 -

بع�ض �لهمام كلام بن �لكمال �لعباد«)1(، وينقل به يت�صرر �لنزجار عما �صرعه: �لعلماء عن �لحدود: »�إنها مو�نع قبل �لفعل زو�جر بعده«)2(. ويذكر �لقر�في �أن �لزو�جر م�صروعة لدرء �لمفا�صد �لمتوقعة، و�أنها في معظمها تكون زجر� للع�صاة

عن �لمع�صية، وزجر� لمن يقدم بعدهم على �لمع�صية)3(. ما �رتكاب للردع عن تعالى �لماوردي: »و�لحدود زو�جر و�صعها �لله وقال حظر، وترك ما �أمر به لما في �لطبع من مغالبة �ل�صهو�ت �لملهية عن وعيد �لآخرة حذر� �لجهالة ذ� به يردع ما �لحدود زو�جر من تعالى �لله فجعل �للذة، بعاجل �ألم �لعقوبة، وخيفة من نكال �لف�صيحة؛ ليكون ما حظر من محارمه ممنوعا، من ه متبوعا، فتكون �لم�صلحة �أعم و�لتكليف �أتم، قال �لله تعالى: وما �أمر به من فرو�ص�لجهالة، من ��صتنقاذهم في يعني :]107 ]�لأنبياء: چ گ گ گ ک چک

و�إر�صادهم من �ل�صلالة، وكفهم عن �لمعا�صي، وبعثهم على �لطاعة«)4(.وتاأكيد� لفكرة �أن �لعقوبات للزجر ل للاإتلاف، فقد ��صترط �لفقهاء في �لآلة �لتي تنفذ بها �لعقوبة، وفي طريقة �لتنفيذ، وفي �ل�صخ�ض �لمنفذ �صروطا تدلل بما ل يدع مجال لل�صك �أن �لعقوبة للزجر ل للاإهلاك ونحوه، وهذ� يوؤيد ما �صبق ذكره

�أن �لعقوبات تهدف �إلى �إ�صلاح �لجاني ول تهدف �إلى �لإيلام �أو �لتعذيب)5(.�لهد�ية مطبوع مع فتح �لقدير 212/5. -1

فتح �لقدير 212/5. -2ينظر: �لفروق، 213/1. -3

�لأحكام �ل�صلطانية، �ض221. -4ينظر: �لبيان في مذهب �لإمام �ل�صافعي، يحيى بن �أبي �لخير �لعمر�ني، 405/11؛ �صرح منتهى �لإر�د�ت، -5من�صور بن يون�ض �لبهوتى، 276/3؛ حا�صية �لرو�ض �لمربع على ز�د �لم�صتقنع، 202/7، عبد �لرحمن بن محمد بن قا�صم �لعا�صمي؛ �لمو�صوعة �لفقهية �لكويتية، 147/4؛ مو�صوعة �لفقه �لإ�صلامي، محمد

بن �إبر�هيم بن عبد �لله �لتويجري، 45/5. لى �لله نا على عهد ر�صول �لله �ص وفي موطاأ �لإمام مالك: عن زيد بن �أ�صلم، �أن رجلا �عترف على نف�صه بالز

م ب�صوط، فاأتي ب�صوط مك�صور، فقال: فوق هذ�،= لى �لله عليه و�صل م، فدعا له ر�صول �لله �ص عليه و�صل

Page 377: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 377 -

لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�سيرى �بن �لقيم �أن �لله تبارك وتعالى �صرع �لعقوبات في �لجنايات �لو�قعة بين �أكمل �لوجوه �لمت�صمنة لم�صلحة �لردع �لنا�ض بع�صهم على بع�ض، وجعلها على و�لزجر، مع عدم �لمجاوزة لما ي�صتحقه �لجاني من �لردع؛ فلم ي�صرع في �لكذب قطع �لل�صان ول �لقتل، ول في �لزنا �لخ�صاء، ول في �ل�صرقة �إعد�م �لنف�ض؛ وذلك �إن�صان بما »لتزول �لنو�ئب، وتنقطع �لأطماع عن �لتظالم و�لعدو�ن، ويقتنع كل

�آتاه مالكه وخالقه؛ فلا يطمع في ��صتلاب غيره حقه«)1(. في ي�صهم �أنه عن ف�صلا �لمدني، لم �ل�ص تحقيق في �أثر من لهذ� ما ومعلوم مزيد �رتكاب منع �إلى ترمي فالعقوبة �لجريمة. منع وهو �لعقوبة، هدف تحقيق من �لجر�ئم، وفي تنفيذها على �لمجرم منع له من �لعود �إلى �لإجر�م مرة �أخرى، وفي تنفيذ �لعقوبة علنا �أمام �لنا�ض ما يحقق �لمنع �لعام)2(. وفي ذلك كله �صون

للمجتمع و�لأفر�د، وحفاظ على �لألفة بينهم و�لتو�د و�لتعاون.ا: تنفذ العقوبة على مرتكب الجناية فقط: ثانيا

ذ �لعقوبة �إل على مرتكبها، ول يوؤخذ �أحد بجناية غيره، وهذ� �أ�صا�ض ل تنفقرره �لقر�آن �لكريم في �آيات كثيرة، ومنها قوله عز وجل: چ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئېئې ئې ئى ئى ئى یی چ ]�لأنعام: 164[؛ وفي هذ� �إخبار من �لمولى �صبحانه وتعالى

= فاأتي ب�صوط جديد، لم تقطع ثمرته، فقال: دون هذ� فاأتي ب�صوط قد ركب به ولن، فاأمر به ر�صول �لله نا، حديث م فجلد، ... كتاب �لرجم و�لحدود، ما جاء في من �عترف على نف�صه بالز لى �لله عليه و�صل �ص

رقم: 3048.�إعلام �لموقعين، 73/2. -1

في �لحكام تب�صرة 293؛ �ض �لماوردي �ل�صلطانية، �لأحكام 112/4؛ �لهمام �بن �لقدير، فتح ينظر: -2�لنظام �لجنائي �لإ�صلامي، محمد �أ�صول �أ�صول �لأق�صية ومناهج �لأحكام، �بن فرحون 205/2؛ في

�صليم �لعو�، �ض 73.

Page 378: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 378 -

ب �لأبناء بذنب �لآباء)1(، وهو ما جاء �أنه ل يوؤ�خذ �أحد� بذنب غيره، و�أنه ل يعذفي �لمادة )2 )من قانون �لعقوبات �لإمار�تي: »ل يوؤخذ �إن�صان بجريمة غيره. و�لمتهم ل بريء حتى تثبت �إد�نته وفقا للقانون«، وهذ� �أمر منطقي يحقق �لعد�لة، ويحم�ل�صخ�ض نتيجة �أفعاله، ول يحملها عنه غيره، و�إنما توؤخذ كل نف�ض بجريرتها �لتي � على �عتقادهم في �لجاهلية من �كت�صبتها؛ قال �بن �لعربي: »وهذ� �إنما بينه لهم ردموؤ�خذة �لرجل بابنه وباأبيه وبجريرة حليفه«)2(. وقد نفى ر�صول �لله �صلى �لله عليه جل بجريرة �أبيه، ول بجريرة �أخيه«)3(. عن و�صلم هذ� بقوله: »... ول يوؤخذ �لرلى م، ثم �إن �لنبي �ص لى �لله عليه و�صل �أبي رمثة قال:«�نطلقت مع �أبي نحو �لنبي �صا؟ قال: �أ�صهد م قال لأبي: �بنك هذ� ؟ قال: �إي ورب �لكعبة. قال: حق �لله عليه و�صلاحكا، من ثبت �صبهي في �أبي، م �ص لى �لله عليه و�صل م ر�صول �لله �ص به. قال: فتب�صني عليه وقر�أ ر�صول �لله ، ثم قال: �أما �إنه ل يجني عليك، ول تج ومن حلف �أبي علي

م چ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉې چ ]فاطر:18[«)4(. لى �لله عليه و�صل �صلم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

لو كانت �لعقوبة تنفذ على �لجاني وعلى غيره من �أهل �أو ع�صيرة �أو �صديق �أو نحو ذلك، فاإن لهذ� محاذير كثيرة منها:

و�صيحا�صبون �بتد�ء، متهمون لأنهم �لجاني؛ مع �لمذكورين هوؤلء ب تع�صعلى فعل �صاحبهم، ف�صيكونون في حالة عد�ء مع �لمجتمع، وتن�صاأ بذلك �لع�صبيات

ينظر: �أحكام �لقر�آن؛ �أحمد بن علي �لر�زي �أبو بكر �لج�صا�ض، 4: 200. -1�أحكام �لقر�آن؛ �أبو بكر بن محمد بن �لعربي، 2: 300. -2

�لألباني: �ل�صيخ قال 4138؛ رقم: حديث �لقتل، ريم تح باب �لدم، تحريم كتاب في �لن�صائي �أخرجه -3�صحيح.

خيه، �أ �أو �أبيه بجريرة جل �لر يوؤخذ ل باب �لديات، كتاب في له( )و�للفظ د�ود �أبو �أخرجه -4ه غير بجريرة حد �أ يوؤخذ هل - و�لقود �لق�صامة كتاب في �لن�صائي، و 4459؛ رقم: حديث

؟ حديث رقم: 4847.

Page 379: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 379 -

لم �لمدني في �لمجتمع. �ض �ل�ص و�لع�صابات وما �أ�صبه ذلك، وهذ� يقوقد يحاول �لجاني �إلحاق �ل�صرر بغيره عمد� عن طريق جنايته هو، فاإذ� �أر�د �أن ي�صر بقريبه �أو من يلوذ به فاإنه �صيجعل �رتكابه �لجريمة �صبيلا �إلى هذ� �لإ�صر�ر، لم و�ل�صلام �ض �ل�ص ا يقو وبذلك تت�صع د�ئرة خ�صوم �لقانون و�لمجتمع، وهذ� �أي�صيقطع هذ� فاإن فقط، �لجاني على �لعقوبة تنفيذ حال في لكن �لمجتمعات. في �إلى بالنتيجة توؤدي و�لتي �لوقوع، �لممكنة �لحتمالت تلك كل على �لطريق نتيجة �لعقوبة ��صتحق قد �أنه يعلم نف�صه �لجاني �أن عن ف�صلا لم، بال�ص �لإخلال

فعله، وهذ� هو �لعدل بعينه.ا: العقوبة تطال كل مرتكبي موجباتها )عموم العقوبة(: ثالثا

�أي �أن �لعقوبة عامة تنفذ على جميع �لجناة ممن قامت فيهم �أ�صبابها و�صروطها وقوي وو�صيع �صريف بين فرق ل من�صب، �أو لون �أو جن�ض عن �لنظر بغ�ض �رتكب جريمة �إن�صانا فالإ�صلام ل يح�صن و�صعيف، ولي�ض هناك ح�صانة لأحد، تبارك �لله �أحكام �أمام �لم�صط كاأ�صنان �صو��صية �لنا�ض كل �لأدلة، عليه وقامت وتعالى، ولقد كانت �لمحاباة في تنفيذ �لعقوبات �صببا لهلاك �لأمم، ففي �لحديث �ل�صريف عن عائ�صة -ر�صي �لله عنها-، �أن قري�صا �أهمهم �صاأن �لمر�أة �لمخزومية �لتي �صرقت، فقالو�: من يكلم فيها ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم؟ فقالو�: ومن يجترئ عليه �إل �أ�صامة، حب ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم، فكلمه �أ�صامة، فقال ر�صول �لله �صلى �لله عليه و�صلم: »�أت�صفع في حد من حدود �لله ثم قام فاختطب ثم قال: ذ� �صرق فيهم ريف تركوه و�إ ا �أهلك �لذين قبلكم �أنهم كانو� �إذ� �صرق فيهم �ل�ص �إنمد �صرقت لقطعت يدها«)1(. م عيف �أقامو� عليه �لحد و�يم �لله لو �أن فاطمة بنت مح �ل�ص

�أخرجه �لبخاري، كتاب �أحاديث �لأنبياء، باب، حديث رقم: 3475؛ وم�صلم في كتاب �لحدود، باب -1فاعة في �لحدود، حديث رقم: 1688. ه و�لنهي عن �ل�ص ريف وغير ارق �ل�ص قطع �ل�ص

Page 380: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 380 -

لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�سويعطي �لإ�صلامي، �لقانون �أمام �لنا�ض بين �لم�صاو�ة �لأ�صا�ض هذ� يحقق للعقوبات �ل�صرعية قوة ردع وزجر كافية تمنع �لقوي من �لجري ور�ء نزو�ته، وما تخيله له نف�صه من �إمكانية �لإفلات من �لعقاب �إذ� �رتكب �لجريمة، لقوته �أو مركزه �لجتماعي، �أو رئا�صته �أو ثر�ئه �أو كثرة �أتباعه �أو �صرفه؛ لأن قوته مهما عظمت ل وياأمن �ل�صعيف يطمئن قوته، وبهذ� �أكبر من �لدولة فقوة �لعقاب؛ تخل�صه من على نف�صه وماله وعر�صه من �عتد�ء �لأقوياء، لأنه �أقوى منهم بتاأييد �لدولة لحقه)1(.لم �لمدني في �لمجتمع، و�إذ� كانت �لعقوبة �لعدل و�لم�صاو�ة �أ�صا�ض تحقيق �ل�ص�لعقوبة �صروط وجوب د�مت ما موجباتها، �رتكب من كل على تنفذ �ل�صرعية لم �لمدني، لما يمنحه ذلك من �طمئنان متحققة فيهم، فاإن هذ� ي�صهم في تحقيق �ل�صعلى �صروريات �لإن�صان من �عتد�ء �لمعتدين، وما ي�صيعه في �لمجتمع من ثقة في تعين و�لرتياح و�لأمان �لأمن من حالة فت�صود مغت�صبيها، من �لحقوق تح�صيل

على نمو �لمجتمع وتطوره وتما�صكه.ا: الم�ساواة اأو الموازنة بين العقوبة والجناية: رابعا

�أي �أن تكون �لعقوبة بقدر ما ت�صتحقه �لجريمة، فلا تكون �لعقوبة �لكبيرة على چ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ چ تعالى: قال �لعك�ض؛ ول �ل�صغيرة �لجريمة

]يون�ض: 27[، وقال تعالى: چ ھ ھ ے ےۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇۇ ۆ ۆ ۈ ۈچ]�ل�صورى: 40[، وقوله تعالى: چ ک ک ک ک گ گگ گ ڳ ڳ

ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں چ ]�لأنعام: 160[، وقال جل �صاأنه: چٱ ٻ ٿ ٿ ٺٿ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ پڀ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٿ ٹ چ ]�لرعد: 6[؛ »�لمثلات �أي �لعقوبات �لمماثلة للذنوب �لتي وقع فيها

�لق�صا�ض و�لديات، عبد �لكريم زيد�ن، �ض18، بت�صرف. -1

Page 381: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 381 -

�لجرم، بين �لم�صاو�ة �أ�صا�صها عام ب�صكل �لإ�صلامية فالعقوبات �صبقوهم...، من ا«)1(. وعقابه؛ ولذلك ت�صمى ق�صا�ص

ولأن لعباده؛ ي�صرعه فيما تعالى �لرب عدل �آثار »من �لأ�صا�ض وهذ� �لعقوبة �صرعت لل�صرورة، �صرورة �إ�صلاح �لأفر�د ودرء �لمفا�صد عن �لمجتمع، و�ل�صرور�ت تقدر بقدرها، ولأن �لعقوبة لي�صت هي �لأ�صل في �لإ�صلاح، وحفظ فيه؛ يتو�صع ل و�ل�صتثناء �لأ�صل، هذ� من كال�صتثناء و�إنما هي �لنا�ض، م�صالح ولأنها كالدو�ء بالن�صبة للمري�ض، و�لدو�ء يعطى بمقد�ر موزون دقيق بقدر حاجة

�لمري�ض، ول يعطى جز�فا«)2(. ول بد من �لإ�صارة �إلى �أن �لم�صاو�ة �لمق�صودة ل تعني �لمماثلة �لمادية -�لمطابقة مئة في �لمئة-، �لتي قد تتبادر �إلى �لذهن للوهلة �لأولى، بل هي تلك �لتي ينظر

عند تقدير عقوبة �لجريمة فيها �إلى �أمور ثلاثة:مقد�ر �لأذى �لذي ينزل بالمجني عليه.- 1مقد�ر �لترويع -�لإفز�ع �لعام- �لذي تحدثه �لجريمة.- 2مقد�ر ما فيها من هتك لحمى �لف�صيلة �لإ�صلامية، ومقد�ر �لزجر و�لردع في - 3

�لعقوبة.فلا تكون �لم�صاو�ة في جريمة �ل�صرقة مثلا بمقد�ر �لمال �لم�صروق، و�إنما بما �أحدثته �أمو�ل �إخلال ب�صرورة من �صرور�ت حياة �لمجتمع وهي حفظ هذه �لجريمة من �لنا�ض، ومقد�ر �لترويع �لذي تحدثه هذه �لجريمة في �لمجتمع)3(. وكذ� �لقاتل فاإنه

بجريمته هذه تعدى على حق �لحياة لكل نف�ض؛ يقول تعالى: چ ٱ ٻ ٻ ٻ

�لجريمة و�لعقوبة في �لفقه �لإ�صلامي-�لجريمة-، محمد �أبو زهرة، �ض 9. -1�لق�صا�ض و�لديات، عبد �لكريم زيد�ن، �ض14، بت�صرف. -2

ينظر: �لجريمة و�لعقوبة في �لفقه �لإ�صلامي -�لعقوبة-، محمد �أبو زهرة، �ض9-8. -3

Page 382: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 382 -

ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ ]�لمائدة: 32[، لهذ� كان �لق�صا�ض بمثابة

�لحياة للمجتمع على �لرغم مما فيه من �إتلاف للنفو�ض؛ يقول جل وعلا: چڭ �لفقهاء قرر ]�لبقرة: 179[. »ولذلك چ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ بل بذ�ته، قائما لي�ض فيها �لفرد وحق للمجتمع حماية تكون �لتي �لعقوبات �أن د�خل في حق �لله تعالى، ل ينظر فيها �إلى مقادير �لأفعال، �إنما ينظر فيها �إلى مقد�ر �نتهاكها لحرمات �لله تعالى �لتي تحمي �لف�صيلة وتدفع �لرذيلة، ولذلك كان �لعقاب على �صرقة �لمال �لي�صير بمقد�ر �لعقوبة على �صرقة �لمال �لكبير، ومن زنى باأمة كانت ا ا من عامة �لنا�ض كان كمن قذف �صخ�ص عقوبته كمن زنى بحرة، ومن قذف �صخ�صمن �أ�صر�ف �لنا�ض.... �أما �لجر�ئم �لتي تكون حقا للعبيد، �أو يكون لله حق فيها، ولكنه لي�ض بغالب، فاإن �لعقوبة تكون بمقد�ر �لجريمة تماما، بحيث يكون �لت�صاوي بين ما وقع بالمجني عليه وحده، وما ينزل بالجاني من عقاب، و�إذ� تعذر �لت�صاوي

فاإن �لق�صا�ض ينتقل من �لعقوبة �لبدنية �إلى �لعقوبة غير �لبدنية«)1(.�لمتنوعة �لقيم بين �لتو�زن ر�عت �لإ�صلامية �ل�صريعة في �لعقوبة �إن بل فال�صرقة على �صبيل �لمثال »توؤدي �إلى حدوث خلل في �لعلاقة بين قيمتين: بين قيمة ت بهذه �لقيمة مبا�صرة، وبين قيمة �حتر�م �لآدمية؛ �حتر�م �لملكية؛ لأن �ل�صرقة م�صلأن �ل�صارق �إن�صان مقدم على �لمال، فالنف�ض مقدمة في �لحفظ على �لمال. فهاتان قيمتان: قيمة �لنف�ض وقيمة �لمال؛ فالعقوبة -�إذ�- يجب �أن تعيد �لتو�زن بين هاتين �لقتل �ل�صرقة عقوبة تكون باأن �لأخرى، على باإحد�هما ت�صحي �أن ل �لقيمتين، مثلا، فلو �صرعت عقوبة �لقتل لل�صرقة لكان فيها تغليب لقيمة �أقل على قيمة �أعلى؛ لكن �لذي �صرع هو عقوبة قطع �ليد، �أي بتر �لع�صو �لذي �متد و�عتدي به على

�لجريمة و�لعقوبة في �لفقه �لإ�صلامي - �لعقوبة-، محمد �أبو زهرة، �ض 10-11بت�صرف. -1

Page 383: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 383 -

ملكية �لغير، وهذ� من �صاأنه �إعادة �لتو�زن بين �لقيمتين، فعقوبة قطع يد �ل�صارق من �صاأنها تحقيق �لزجر �لذي يحفظ �لأمو�ل دون �لم�صا�ض باآدمية �لإن�صان وحقه في �إعادة �لتو�زن -قدر �لحياة«)1(. »�إن �لنظام �لعقابي �لأمثل هو �لذي يتمكن من �أهمية تها �لجريمة، فلا تتم �لت�صحية بعن�صر �أكثر �لم�صتطاع- بين �لعنا�صر �لتي م�ص

في �صبيل عن�صر �أقل �أهمية«)2(.لم المدني: اأثر ذلك في تحقيق ال�س

يوثق هذ� فاإن معها، ومتو�زنة للجريمة م�صاوية تكون عندما �لعقوبة �إن �لعتقاد باأن �لعقوبة هي للاإ�صلاح و�لتهذيب، ولي�صت للانتقام و�لتعذيب، وبناء لدى �لنف�صي �لطمئنان توفير �لمدني و��صح في لم �ل�ص �لأثر في تحقيق فاإن عليه نق�صان، �أو زيادة بلا ي�صتحقه �لذي �لعادل نال جز�ءه �أنه �لفرد -�لجاني- في �لتي نفذت عليه لم يكن �لعقوبة �أن تد�ن، وهو على يقين وفق هذ� تدين فكما �لغر�ض منها �لنتقام منه �أو تعذيبه ونبذه، بحيث يتحول �إلى عن�صر حاقد على مجتمعه، بل بق�صد �إحقاق �لحق و�لحفاظ على �لعد�لة بين �لنا�ض، وتاأمين �لمجتمع

من تعديات �لمخالفين، ل�صمان بقاء �لمجتمع �صليما معافى. كذلك فاإن �لعقوبة وفق هذ� �لأ�صا�ض ت�صهم في توفير �لأمن �لمجتمعي؛ لأنها �صتحقق �لغر�ض �لمن�صود من تنفيذها، وذلك بالق�صاء على �لجريمة �أو تقليلها و�لحد ومنا�صب �لإن�صانية، �لفطرة مع متو�فق موزون بمقد�ر تعطى لأنها خطرها؛ من لردع �لجاني و�لق�صاء على �لجريمة، بحيث ل يعود �إلى �رتكاب �لجريمة مرة �أخرى.

فل�صفة �لعقوبة في �ل�صريعة �لإ�صلامية و�لقانون �لو�صعي، عبد �لمجيد قا�صم ومحمد ليبا، مجلة �لإ�صلام -1في �آ�صيا، مجلد9، �لعدد1، يونيو2012م، �ض74 بت�صرف.

�لنظام �لعقابي �لإ�صلامي در��صة مقارنة، �أبو �لمعاطي حافظ �أبو �لفتوح، ر�صالة دكتور�ه كلية �لحقوق، -2جامعة �لقاهرة، 1976م، نقلا عن: فل�صفة �لعقوبة في �ل�صريعة �لإ�صلامية و�لقانون �لو�صعي، عبد �لمجيد

قا�صم ومحمد ليبا، مجلة �لإ�صلام في �آ�صيا، مجلد9، �لعدد1، يونيو2012م، �ض73.

Page 384: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 384 -

الخاتمة:�لحمد لله �لذي بنعمته تتم �ل�صالحات، و�ل�صلاة و�ل�صلام على محمد �صلى �لله عليه و�صلم، وعلى �آله و�صحبه و�صلم، وفيما ياأتي �أهم �لنتائج �لتي خل�ض �إليها

هذ� �لبحث:�لأ�ص�ض - ومنطلق �رتكاز محل بو�صفه و�لأخطر �لأهم هو �لعقدي �لأ�صا�ض

�لعقيدة وتعميق وتعالى، تبارك بالله �لإيمان تر�صيخ فاإن ولذلك �لأخرى، لم �لمدني ب�صكل ملحوظ. �ل�صحيحة في �لنفو�ض ي�صهمان في تحقيق �ل�ص

�لحقوق - و�صمان �لنف�صي، �لطمئنان توفير فكرة تعزز �لأ�ص�ض معظم لم �لمدني؛ �إذ �إن �أغلب مهدد�ت و�لحريات �لفردية، ولهذ� �أثر كبير في �ل�ص�أو �لعتد�ء على �لحقوق لم �لمدني تن�صاأ من خلل نف�صي في �ل�صخ�ض، �ل�ص

و�لحريات، وعدم رعايتها وحمايتها.على - �لمحافظة في �لمجتمع م�صلحة رعاية على �لأ�ص�ض من �لعديد ركزت

قلت �لأ�صا�صيات �صمنت و�إذ� �لخم�ض-، -�ل�صروريات بقائه �أ�صا�صيات لم في �لمجتمعات. ز �ل�ص �لخ�صومات و�لنز�عات، وتعز

مع - �لمجتمع تعامل طريقة ت�صحيح في �ل�صرعية �لعقوبات �أ�ص�ض فقه ي�صهم �لجاني، فلا يجوز نبذه ول تعييره ول ت�صييق �لخناق عليه، بل ينظر �إليه على �لتوبة �لحقيقية، و�أن ي�صلك طريق له عله �لعون يد �لرحمة ومد �أ�صا�ض من

لم �لمدني. يعي�ض في مجتمعه ب�صوية وفعالية، وهذ� كله ي�صهم في تحقيق �ل�ص�لعقوبة - �إلى �لنظرة ت�صحيح في ا �أي�ص �ل�صرعية �لعقوبات �أ�ص�ض فقه ي�صهم

ذ�تها، فعلى �لرغم من �أنها تحتوي على قدر من �لأذى و�لألم، �إل �أنها تحقق م�صالح عديدة؛ لأنها تعطى كما يعطى �لدو�ء للمر�صى، وتق�صي على �لجريمة

كما يبتر �لع�صو �لفا�صد كي ل ي�صري ف�صاده �إلى �صائر �لبدن.

Page 385: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 385 -

يع�صد فهم هذه �لأ�ص�ض وفقهها في �أل يقع �لمرء فري�صة حب �لنتقام و�لثاأر -ممن ظلمه، وهو يعلم �أنه �صيح�صل حقه يوم �لقيامة �إن لم يقت�ض له في �لدنيا.

لم �لمدني. وترك �لثاأر و�لنتقام من �أبرز ما يحقق �ل�صيبين فقه �لعقوبة ومعرفة �أ�ص�صها ومبادئها للنا�ض �لجر�ئم وعقوباتها بيانا �صافيا، -

وذلك يمنحهم �لقدرة على تمييز �أفعالهم �ل�صارة، وما يترتب عليها من عقاب؛ لم �لمدني في �لمجتمع. ومعرفة ما للمرء وما عليه و�لتز�مه به يعزز �ل�ص

يحول فقه �لعقوبة ومعرفة �أ�ص�صها ومبادئها دون �لتطرف في �لأحكام ودون -تنفيذ هذه �لقائمين على تاأهيل �لتنفيذ �لمجحف لها، ويك�صف عن �صرورة �لأمر يتولى �أن لأحد بعده يحق ل �صليما وعقديا علميا تاأهيلا �لأحكام

بنف�صه....تنفيذ - �أهمية عن يقل كبير ل �أثر له فقهها و��صتيعاب �لأ�ص�ض فهم هذه �إذ�:

لم �لمدني، فالفهم و�لتنفيذ كلاهما يت�صافر�ن في تحقيق �لعقوبة في تحقيق �ل�صهذ� �لهدف �لنبيل.

بها - تجلد �صياطا لي�صت �ل�صرعية، �لعقوبة �أن �إلى �لإ�صارة �أود �لختام وفي �أو يفهمها �أن للبع�ض يحلو كما �لرقاب، على م�صلطة �صيوفا ول �لظهور، �لإ�صلامي �لت�صريع في �لأ�صا�ض و�لمحور �لأولى �لخطوة وكاأنها ي�صورها، خطو�ت بعد �إل تنفذ ل �لعقوبة �أن هو �إليه �لتنبيه ينبغي و�لذي �لعظيم، عديدة، ووفق �صو�بط و�صروط محددة، وفي ظروف ملائمة، وهذ� يوؤكد فكرة �أن �لت�صريع �لإ�صلامي يهدف من خلال �لعقوبة �ل�صرعية �إلى �لإ�صلاح لم �ل�ص خانة في �لنهاية في ي�صب وهذ� و�لتعذيب، �لإيلام ل و�لتاأديب،

و�ل�صلام.

Page 386: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 386 -

قائمة الم�شادر والمراجع�صالم - بن محمد علي �أبي بن علي �لدين �صيف �لأحكام، �أ�صول في �لإحكام

�لآمدي)ت: 631ه(، د�ر �لكتب �لعربية، بيروت، ت. د.�أحكام �لجريمة و�لعقوبة، محمد �أبو ح�صان، مكتبة �لمنار، �لزرقاء، ط1، 1987م. -�لأحكام �ل�صلطانية، �أبو �لح�صن علي بن محمد بن محمد بن حبيب �لب�صري �لبغد�دي، -

�ل�صهير بالماوردي )ت: 450ه(، د�ر �لحديث، �لقاهرة، د.ت.تح: - 543ه(، )ت: �لعربي بن محمد بن �لله عبد بن محمد بكر �أبو �لقر�آن، �أحكام

م. 2003 - ه 1424 ط3 بيروت، �لعلمية، �لكتب د�ر عطا �لقادر عبد محمد �ل�صديق - �لر�زي �لج�صا�ض )ت: 370ه(، تح: محمد بن علي �أحمد �لقر�آن، �أحكام

قمحاوي، د�ر �إحياء �لتر�ث، بيروت، ط 1405ه.�لأ�صباه و�لنظائر على مذهب �أبي حنيفة �لنعمان؛ زين �لعابدين بن �إبر�هيم بن محمد -

�بن نجيم )ت: 970ه(، د�ر �لكتاب �لعلمية، بيروت، ط1400ه.�لأ�صباه و�لنظائر في قو�عد وفروع فقه �ل�صافعية؛ جلال �لدين �ل�صيوطي عبد �لرحمن -

بن �أبي بكر )ت: 911ه(، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت، ط1 1411ه - 1990م.�أحمد - بن علي بن عمر حف�ض �أبو �لدين �صر�ج �لأحكام، عمدة بفو�ئد �لإعلام

�ل�صافعي �لم�صري �لمعرة بابن �لملقن )ت: 804ه(، تح: عبد �لعزيز بن �أحمد بن محمد �ل�صعودية، ط1، 1417ه - �لعربية �لمملكة للن�صر و�لتوزيع، �لعا�صمة �لم�صيقح، د�ر

1997م.�إعلام �لموقعين عن رب �لعالمين، �صم�ض �لدين محمد بن �أبي بكر بن �أيوب بن �صعد -

�بن قيم �لجوزية )ت: 751ه(، تح: محمد عبد �ل�صلام �إبر�هيم، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت، ط1، 1411-1991م.

�أبو بكر بن م�صعود �لكا�صاني )ت: 587ه(، د�ر - بد�ئع �ل�صنائع في ترتيب �ل�صر�ئع، �لكتب �لعلمية، بيروت، ط2 1406ه/1986م.

Page 387: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 387 -

�لبيان في مذهب �لإمام �ل�صافعي، يحيى بن �أبي �لخير بن �صالم �لعمر�ني)ت: 558ه(، -تح: قا�صم محمد �لنوري، د�ر �لمنهاج، جدة، ط1 1421ه- 2000م.

�أحمد - بن �لم�صتخرجة، محمد لم�صائل و�لتعليل و�لتوجيه �لبيان و�لتح�صيل و�ل�صرح �بن ر�صد �لقرطبي )ت: 520ه(، تح: د محمد حجي و�آخرون، د�ر �لغرب �لإ�صلامي،

بيروت، لبنان، ط2 1408 ه - 1988م.بن - �إبر�هيم �لدين برهان �لأحكام، ومناهج �لأق�صية �أ�صول في �لحكام تب�صرة

ط1. بيروت، �لعلمية، �لكتب د�ر 799ه(، )ت: فرحون، �بن محمد، بن علي ، عثمان بن علي بن محجن �لبارعي، - لبي تبيين �لحقائق �صرح كنز �لدقائق وحا�صية �ل�ص

فخر �لدين �لزيلعي �لحنفي )ت: 743 ه(، و�لحا�صية ل�صهاب �لدين �أحمد بن محمد لبي )ت: 1021 ه(، �لمطبعة �لكبرى �لأميرية، بولق، �لقاهرة، بن �أحمد �بن يون�ض �ل�ص

ط1313 ه.�لخزرجي - �لأن�صاري فرح بن بكر �أبي بن �أحمد بن محمد �لقر�آن؛ لأحكام �لجامع

�صم�ض �لدين �لقرطبي )ت: 671ه(، تح: �أحمد �لبردوني و�إبر�هيم �أطفي�ض، د�ر �لكتب �لم�صرية، �لقاهرة، ط2، 1384ه - 1964.

�لجريمة و�لعقوبة في �لفقه �لإ�صلامي -�لعقوبة-، محمد �أبو زهرة، د�ر �لفكر �لعربي. -�لجريمة و�لعقوبة، محمد �أبو زهرة )�لجريمة(، د�ر �لفكر �لعربي، �لقاهرة، ط 1998م. -ح�صن - و�لقانون، �لإ�صلامي �لفقه بين مقارنة در��صة �لإ�صلامي �لفقه في �لجنايات

�ل�صاذلي، د�ر �لكتاب �لجامعي، ط2.قا�صم - بن محمد بن �لرحمن عبد �لم�صتقنع، ز�د �صرح �لمربع �لرو�ض حا�صية

�لعا�صمي)ت: 1392ه(، )بدون نا�صر(، ط1 1397ه. �لحماية �لجنائية للحق في �أ�صل �لبر�ءة در��صة مقارنة؛ عبد�لمنعم �صالم �ل�صيباني، د�ر -

�لنه�صة �لعربية، �لقاهرة، ط1.ج�صتاني )ت: 275ه(، - �صنن �أبي د�ود، �أبو د�ود �صليمان بن �لأ�صعث بن �إ�صحاق �ل�ص

د كامل قره بللي، د�ر �لر�صالة �لعالمية، ط1 1430 ه - تح: �صعيب �لأرنوؤوط - محم2009م.

Page 388: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 388 -

�صنن �لترمذي، محمد بن عي�صى )ت: 279ه(، تح: عبد �لرحمن عثمان، د�ر �لفكر، -بيروت، ط2 1403ه.

�ل�صنن �لكبرى، �أحمد بن �لح�صين �لبيهقي، د�ئرة �لمعارف، �لهند، ط1، 1344ه. -�ل�صنن �لكبرى، �أحمد بن �صعيب بن علي �لخر��صاني، �لن�صائي )ت: 303ه(، تح: ح�صن -

عبد �لمنعم �صلبي، و�إ�صر�ف: �صعيب �لأرناوؤوط، موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت، ط1 1421 ه - 2001 م

�صرح منتهى �لإر�د�ت، من�صور بن يون�ض بن �صلاح �لدين �لبهوتى، عالم �لكتب، -بيروت، ط1 1414ه - 1993م.

�أبو - �لحجاج(، بن م�صلم �صحيح �صرح )�لمنهاج م�صلم �صحيح على �لنووي �صرح زكريا محيي �لدين يحيى بن �صرف �لنووي )ت: 676ه(، د�ر �إحياء �لتر�ث �لعربي،

بيروت، ط2، 1392ه.�إ�صماعيل �لبخاري )256ه(، تح: محمد زهير بن نا�صر - �صحيح �لبخاري، محمد بن

�ل�صلطانية عن )م�صورة �لنجاة طوق د�ر �لبغا، ديب م�صطفى وتعليق: �لنا�صر، باإ�صافة ترقيم محمد فوؤ�د عبد �لباقي(، ط1 1422ه

د�ر - �لباقي، عبد فوؤ�د محمد تح: 261ه(، )ت: �لحجاج بن م�صلم م�صلم، �صحيح �إحياء �لتر�ث �لعربي، بيروت.

علم �لعقاب، عدنان �لدوري، د�ر �ل�صلا�صل، �لكويت، ط1 1989م. -)ت: - تيمية �بن �ل�صلام عبد بن �لحليم عبد بن �أحمد �لدين تقي �لكبرى، �لفتاوى

728ه(، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت، ط1 1408ه - 1987م.فتح �لباري ب�صرح �صحيح �لبخاري، �أحمد بن علي بن حجر �لع�صقلاني )852ه(، د�ر -

�لمعرفة، بيروت، ط. 1379 ه، رقم كتبه و�أبو�به و�أحاديثه: محمد فوؤ�د عبد �لباقي.فتح �لقدير، مال �لدين محمد بن عبد �لو�حد �ل�صيو��صي �لمعروف بابن �لهمام )ت: -

861ه(، د�ر �لفكر، بيروت، ط2، د.ت.

Page 389: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 389 -

بالقر�في - �ل�صهير �لمالكي �لرحمن عبد بن �إدري�ض بن �أحمد �لدين �صهاب �لفروق، )ت: 684ه(، طبعة عي�صى �لحلبي، م�صر، 1346ه.

�لفقه على �لمذ�هب �لأربعة، عبد �لرحمن بن محمد عو�ض �لجزيري )ت: 1360ه(، -د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت، لبنان، ط2، 1424 ه - 2003 م.

فل�صفة �لعقوبة في �ل�صريعة �لإ�صلامية و�لقانون �لو�صعي، عبد �لمجيد قا�صم ومحمد -ليبا، مجلة �لإ�صلام في �آ�صيا، مجلد9، �لعدد1، يونيو2012م.

�لفو�ئد في �خت�صار �لمقا�صد، عز �لدين عبد �لعزيز بن عبد �ل�صلام، �لملقب ب�صلطان -�لعلماء )ت: 660ه(، تح: خالد �لطباع، د�ر �لفكر �لمعا�صر، د�ر �لفكر، دم�صق، ط1

1416ه. في �أ�صول �لنظام �لجنائي �لإ�صلامي، محمد �صليم �لعو�، د�ر �لمعارف، �لريا�ض، د. -

ت.�لر�صالة، - موؤ�ص�صة زبد�ن، �لكريم عبد �لإ�صلامية، �ل�صريعة في و�لديات �لق�صا�ض

بيروت، ط1 1428ه- 2007م.�لملقب - �ل�صلام، عبد بن �لعزيز عبد �لدين عز �لأنام، �إ�صلاح �لأحكام في قو�عد

عبد مر� جعة طه �لقاهرة، �لأزهرية، �لكليات مكتبة �لعلماء )ت: 660ه(، ب�صلطان �لروؤوف �صعد، ط1414ه-1991م.

�لقو�عد �لفقهية وتطبيقاتها في �لمذ�هب �لفقهية �لأربعة، محمد �لزحيلي، د�ر �لفكر، -دم�صق، ط1 1427ه-2006م.

�لطو�صي )ت: 505ه(، تح: محمد - �لغز�لي بن محمد �أبو حامد محمد �لم�صت�صفى، عبد �ل�صلام عبد �ل�صافي، د�ر �لكتب �لعلمية، بيروت، ط1 1413ه - 1993م.

�ل�صيباني )ت: - �أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال �أبو عبد �لله �أحمد، م�صند �لإمام 241ه(، تح: �أحمد محمد �صاكر، د�ر �لحديث، �لقاهرة، ط1، 1416 ه - 1995 م.

معالم �ل�صنن، وهو �صرح �صنن �أبي د�ود، �أبو �صليمان حمد بن محمد بن �إبر�هيم بن -�لخطاب �لب�صتي �لمعروف بالخطابي )ت: 388ه(، �لمطبعة �لعلمية، حلب، ط1 1351ه

- 1932 م.

Page 390: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 390 -

�لمغني، عبد �لله بن �أحمد بن محمد بن قد�مة �لجماعيلي �لمقد�صي، �ل�صهير بابن قد�مة -�لمقد�صي )ت: 620ه(، مكتبة �لقاهرة، د. ط، 1388ه - 1968م.

مقا�صد �ل�صريعة �لإ�صلامية، محمد �لطاهر بن محمد بن محمد �لطاهر بن عا�صور )ت: -1393ه(، تح: محمد �لحبيب �بن �لخوجة، وز�رة �لأوقاف و�ل�صوؤون �لإ�صلامية، قطر،

ط 1425 ه - 2004 م.�لمنثور في �لقو�عد �لفقهية، بدر �لدين محمد بن عبد �لله بن بهادر �لزرك�صي )ت: -

794ه(، وز�رة �لأوقاف �لكويتية، ط2 1405ه - 1985م.منهاج �ل�صنة �لنبوية في نق�ض كلام �ل�صيعة �لقدرية، تقي �لدين �أحمد بن عبد �لحليم -

بن عبد �ل�صلام �بن تيمية )ت: 728ه(، تح: محمد ر�صاد �صالم، جامعة �لإمام محمد بن �صعود �لإ�صلامية، ط1 1406 ه - 1986 م.

بال�صاطبي - �ل�صهير �لغرناطي �للخمي محمد بن مو�صى بن �إبر�هيم �لمو�فقات، ط1 عفان، �بن د�ر �صلمان، �آل ح�صن بن م�صهور عبيدة �أبو تح: 790ه(، )ت:

1417ه/1997م.�لأفكار - بيت �لتويجري، �لله عبد بن �إبر�هيم بن محمد �لإ�صلامي، �لفقه مو�صوعة

�لدولية، ط1، 1430 ه - 2009 م.د�ر - �لكويت، �لإ�صلامية، و�ل�صوؤون �لأوقاف وز�رة �لكويتية، �لفقهية �لمو�صوعة

�ل�صلا�صل، �لكويت، ط2.موطاأ �لإمام مالك، مالك بن �أن�ض بن مالك بن عامر �لأ�صبحي �لمدني )ت: 179ه(، تح: -

ب�صار عو�د معروف - محمود خليل، موؤ�ص�صة �لر�صالة، بيروت، ط 1412 ه.بن - بن محمد �لمبارك �ل�صعاد�ت �أبو �لدين و�لأثر، مجد �لحديث غريب �لنهاية في

محمد بن محمد �بن عبد �لكريم �ل�صيباني �لجزري �بن �لأثير )ت: 606ه(، تح: طاهر �أحمد �لز�وي - محمود محمد �لطناحي، �لمكتبة �لعلمية، بيروت، 1399ه - 1979م.

�لهد�ية في �صرح بد�ية �لمبتدي، برهان �لدين علي بن �أبي بكر بن عبد �لجليل �لمرغيناني، -�لفكر، د�ر �ل�صيو��صي، �لو�حد عبد محمد �لقدير فتح مع مطبوع 593ه(، )ت:

بيروت، ط2، د.ت.

Page 391: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل

- 391 -

موقع الكتروني:http://www.alyaum.com/article/1166926؛ فهد عبد �لله محمد �لأن�صاري.

تاريخ �لدخول: �ل�صبت 2016/7/2م �لو�حدة ظهر�.

Page 392: )لولأا ءزجلا(wadod.net/library/42/4263-1.pdf · 2019. 6. 8. · ًايعص هروامح تعونت كلذل ،مهفل ذخأ ام في اهيلع لوعَُّي يتل