أسس علماللغة

تاليفأحمد مختار عمر

عالم الكتبم1998هـ-1419الطبعة الثامنة:

:الفهرسالصفحة الموضوع

مقدمة المترجم23 مقدمة المؤلف29

القسم األول: قضايا أساسية.- علم اللغة وفقه اللغة:1 35

موضوع فقه اللغة، موضوع علم اللغة، تعريفات اللغة، علم اللغة الوصفي، علم اللغة التاريخي، علم اللغة

المقارن، علم اللغة التركيبي، علم اللغة الجغرافي. - اللغة، الكتابة، اإليماءات، اإلشارات، الرموز،2 38

الصوت اللغوي، افتراضات حول نشأة الكالم اإلنساني،مميزات الكالم على الكتابة، مميزات اللغة المكتوبة.

(1/7)

- خصائص اللغة المتكلمة:3 40 اللغة والنشاط اإلنساني، الخصائص المشتركة للغات، العالقة بين الرمز ومدلوله، العملية الكالمية وجانباها

العضوي والنفسي.- امتداد آفاق اللغة:4 42

اللغة وعلم الطبيعة، اللغة وعلم وظائف األعضاء، اللغةوعلم االجتماع، اللغة وعلم النفس، أهمية علم اللغة.

- مستويات التحليل اللغوي:5 43 مستوي األصوات، مستوي الصرف، مستوى النحو،

مستوى المفردات: االشتقاق، الداللة، المعجم، الصلةبين المستويات المختلفة، التعلم الطبيعي لعملية اللغة.

- علم األصوات، علم األصوات العام، علم6 45الفونيمات:

إمكانيات الجهاز النطقي لم يتم حصرها، أصوات العلة وأشباه العلة والسواكن، تعريف علم األصوات، علم

األصوات التاريخي، علم األصوات النطقي، علم األصوات األكوستيكي، علم األصوات التجريبي، علم األصوات بعد اإلنتاجي، علم األصوات اإلنتاجي، علم

األصوات الوظائفي، الفون، الفونيم، موضوع علماألصوات.

- الكتابة الصوتية والكتابة الفونيمية:7 51 األبجدية الصوتية الدولية، األبجدية الفونيمية، الفرق بين

األبجديتين ومميزات كل.

(1/8)

- التركيب القواعدي: صرف ونحو:8 52 grammarمعنى كلمة قواعد، األصل اليوناني لكلمة

تفضيل مصطلح التراكيب على القواعد، موضوع علم النحو، موضوع علم الصرف، المصطلح مورفيم، أنواع

المورفيم، امتزاج النحو بالصرف، الموقعية.- المفردات: علما الداللة وتاريخ الكلمات:9 55

اللغة ال تكتسب في شكل كلمات مفردة، علم

المفردات يتناول علم المعنى وعلم تاريخ الكلمات، أهمية النوعين لعالم اللغة التاريخي وعالم اللغة

الوصفي.- تصنيف اللغات:10 55

الطريقتان الرئيسيتان لتصنيف اللغات، طريقة ثالثة غير علمية تعتمد على المعيار الجغرافي، التصنيف على

أساس القرابات اللغوية، التصنيف التشكيلي، اللغات التصريفية، اللغات الالصقة، اللغات المفردة، اللغات

المركبة، اللغات المنتسبة إلى عائلة واحد ال تخضعلطريقة تشكيلية واحدة.

- علم اللغة المقارن، إعادة التركيب اللغوي:11 58 علم اللغة المقارن بمفهوم القرن التاسع عشر،

محاوالت لوضع اللغات األمهات، إمكانية امتزاج المنهجالتاريخي المقارن بالوصفي.

- الكتابة:12 60 فائدة الكتابة لعالم اللغة، ضرر الكتابة بالنسبة لعالم

اللغة،

(1/9)

طريقتا الكتابة الرئيسيتان: الكتابة التصويرية، والكتابة األبجدية المقطعية، اللغة المتكلمة عرضة للتطور أكثر

من المكتوبة، اللغة المكتوبة تساعد على تحسينوسائل االتصال، لغة الكالم األدبية.

- توزيع اللغات وعلم اللغة الجغرافي:13/ 63 معرفة اللغات وتوزيعها على الكرة األرضية، التعرف

اللغوي، موضوع علم اللغة الجغرافي، اللغات المحلية، اللغات الوطنية، اللغات االستعمارية، اللغات األولية

والثانوية، ثنائية اللغة أو تعددها، اإلحالل اللغوي، أنواع أخرى من اللغات، المركز االجتماعي أو التربوي للغة،

معامل القراءة والكتابة، المعامل الوطني، المعاملالديني، تعايش لغتين في منطقة واحدة.

- الموقع وعدد المتكلمين وتوزيع اللغات في14/ 65الوقت الحاضر:

عدد لغات العالم، التفاوت بينها من عدة جوانب.- لغات المناطق وأهميتها النسبية:15/ 66

أمثلة من الحديث، أمثلة من القديم ومن العصورالوسطى.

- اللغة األدبية، اللغة الوطنية، اللهجات، اللغة16/ 67الدارجة، العامية:

الفاصل بين اللغة واللهجة، المستويات االجتماعية والتعليمية المتنوعة للغة الواحدة، قد يكون األبلغ استعمال اللغة األكثر محلية، اللغة الوطنية، اللغة

األدبية، الصورة المحلية غير المكتوبة، خصائص المتكلمالفرد،

(1/10)

الخط االفتراضي الفاصل بين الصور الكالمية الفردية، اللغات الطبقية، اللغات الخاصة بالمهن والحرف،

الصورة الدارجة للغة، اللغة المبتذلة، العامية.- الصورة اللغوية المتغيرة:17/ 71

االتجاه الطارد من المركز، االتجاه الجاذب نحو المركز، التفاوت في القيمة الذاتية بين اللغات قديما وحديثا،

عوامل تقدم اللغة أو تقهقرها, تنبؤات للمستقبل. القسم الثاني: علم اللغة الوصفي؛ اصطالحات

أساسية.- علم األصوات:18/ 77

أعضاء النطق، كيفية حدوث الصوت اإلنساني، العلل والسواكن، أوضاع الشفتين مع نطق العلل، العلل

األمامية والوسطى والخلفية، صوت العلة المزدوج، العلة المثلثة، الفرق بين العلة المزدوجة وتمثيل

الصوت برمزين، األصوات االنفجارية، واالحتكاكية، والمركبة، وأصوات الصفير، واألصوات المائعة، الجهر

والهمس، مخارج األصوات.- علم الفونيم:19/ 78

موضوعه، الفونيم والفون، مصطلح التنوعات الموقعيةأو األلوفون، اختبار الصوت لمعرفة أهو فونيم أم فون،

(1/11)

ظاهرة التحييد للفونيمات، إعادة التوزيع الفونيميللغات، مصطلح الحشو.

- الفونيمات الثانوية: النبر، التنغيم، المفصل:20/ 92 الفونيمات التركيبية، الفونيمات اإلضافية، أو الثانوية:

النبر، التنغين، المفصل، معنى النبر، معنى التنغيم، معنى المفصل، درجات النبر، درجة الصوت، درجات الصوت في اإلنجليزية، أثر الوقفة في المفصل في

اختالف الداللة، وفي تطورها، المقطع، ارتباط التقسيم المقطعي بالمفصل، النماذج المقطعية، التنوعات

الحرة، التجمعات الصوتية، إمكانية افتراض النظامالفونيمي والتجمعات الصوتية.

- أنواع الكلمة عند اليونانيين، محاوالت النحو21/ 99 الوصفي لوضع نظام جديد للتقعيد، المورفيم والمورف، تعريفات المورفيم، المورفيم الحر

والمورفيم المتصل، المحدثون يقيمون تقسيمهم للكلمات على أساس الوظيفة والصيغة، مقارنة بين

طريقي القدماء والمحدثين، األلومورف، التغيرالصفرى.

- المورفونيم:22/ 106 األلومورفات قد تكون مشروطة بشروط صوتية،

التغيير المورفونيمي يؤثر على المورفيم الحر والمورفيم المتصل، الصيغة األساسية والصور النوعية،

الظواهر الصوتية النحوية.

(1/12)

- التركيب النحوي، علم القواعد:23/ 108 عيوب المصطلحات الوصفية، بعض المصطلحات

الوصفية الجديدة، المكون المباشر، التحويل، الكلمة

األساسية، الكلمة الوظيفية، اختالف اللغات فياستعمال الكلمات الوظيفية.

- تعريف المفردات، تعريف الكلمة، تعريف24/ 112 الجملة، الصيغة النحوية الكاملة وغير الكاملة،

المصطلح أو التعبير، اللغة والكالم.القسم الثالث: علم اللغة الوصفي؛ منهج البحث.

- التحليل الفونيمي والمورفيمي:25/ 119 اعتماد علم اللغة الوصفي على المادة المتكلمة

المكتوبة، المحاوالت المبكرة لتطبيق المنهج الوصفي، الراوي اللغوي، الظروف البيئية والظروف الفلولوجية،

طريقة جمع المادة وفحصها ومقارنتها، فصل الفونيمات من األلوفونات، الثنائيات الصغرى، بعض

لمزالق في التحليل الفونيمي: المبالغة أو التقليل في تقدير االختالفات الصوتية،

الخطأ في التجزيء، الخلط في النغمات الصوتية ذات القيمة الفونيمية، استخدام أجهزة التسجيل، الكتابة

الصوتية والكتابة الفونيمية، التحليل المورفيمي، كيفيةالتفريق بين

(1/13)

المورفيم والمرف، الصيغة األساسية والبدائل، التحليل المروفيمي يتأثر بالعوامل المورفونيمة، وضع قواعد النحو، بيان أنواع الصيغ للغة المراد تحليلها وقواعد

تبدلها، بيان الرصيد العام للمورفيمات.- بناء النحو الوصفي:26/ 129

النحو الوصفي ليس نحوا مدرسيا، النحو الوصفي يقدم قائمة بالفونيمات واأللوفونات والفونيمات فوق التركيبية، استفادة مدرس اللغة من نتائج النحو

الوصفي، التحليل الفونيمي يتناول األصوات ال الحروف الهجائية، الكتابة الفونيمية والكتابة الصوتية، ضرورة

المقارنة من وقت آلخر.- إعداد األطلس اللغوي:27/ 131

أسبقية األطلس اللغوي في الوجود على معظم اإلنجازات الوصفية الحديثة، كيف ظهر األطلس

اللغوي، أهمية األطلس اللغوي، كيفية عمل األطلس اللغوي، عيوب األطلس اللغوي، الجغرافيا اللغوية غير

علم اللغة الجغرافي. القسم الرابع: علم اللغة التاريخي؛ اصطالحات

أساسية. - نقاط اتصال مع علمي اللغة الوصفي28/ 137

والجغرافي:أوجه االختالف بين علم اللغة الوصفي والتاريخي، كثير

(1/14)

من المصطلحات يدخل في ميادين اللغة الثالثة، اللغة المعيارية، اللهجات وأنواعها، وحدة األصل، الطبقة

السفلى، الطبقة العليا، الطبقة اإلضافية، إعادة التركيب، القانون الصوتي، القياس، التيسير، علم

النقوش، علم الوثائق.- التغير الفونولوجي والقياسي:29/ 142

التغيرات الفونيمية، كمية العلة وكيفيتها، الظواهر المتعلقة بتشكيل الصوت، الموقعية بين علتين، ازدواجية العلة، التغوير، اإلبدال العلي، اإلبدال

الشفوي، اإلجهار، سلب الشفوية، اإلهماس، األنفية، اإلعالل، أمامية العلة الخلفية، المماثلة، المخالفة، الترخيم الوسطى، حذف المقطع، إسقاط العلة أو

زيادتها، زيادة الساكن أو العلة، اإلبدال، القلب، اجتماع صوتي علة، اصطالحات تتعلق بالمقطع، إبدال

السواكن والعلل، مصطلحات تتعلق بالنبر.

- التغير الصرفي والنحوي:151/30 اللغة التركيبية واللغة التحليلية، التحول من نمط إلى

نمط، أي نمط أقدم وإلى أي نمط تتجه اللغات،اإلعراب، االشتقاق.

- التغير المعجمي، االشتقاق، التركيب، الوضع،154/31االفتراض:

نمط المفردات، هجر الكلمات، طرق خلق الكلمات,

(1/15)

االشتقاق والتركيب واالقتطاع العجزي والتقصير والوضع والتغيير الوظيفي واالفتراض، تغيير الداللة، الكلمات ذات األصل الواحد، الكلمات المشتقة من

كلمة واحدة، االشتقاق الجمعي، المبالغة في التصويب.القسم الخامس: علم اللغة التاريخي؛ منهج البحث.

- المادة اللغوية المدونة:32/ 161 أسبقية علم اللغة الوصفي، تعاون الفرعين التاريخي

والوصفي منذ القديم، احتالل علم اللغة التاريخي مكانة بارزة منذ نهاية القرن الثامن عشر، أشكال المادة

المكتوبة، الكتابة التصويرية والكتابة المقطعية، أضرار

استعمال الصيغ المكتوبة كشواهد، فك الرموز الكتابية، النقوش والوثائق، مدى كشف الكتابة عن اللغة

المتكلمة.- المنهج المقارن:33/ 168

متى شاع، كشف درجة الصلة بين اللغات والتوصل إلى اللغات األمهات، فيم تشترك اللغات المظنون انتماؤها إلى أسرة واحدة، جداول التقابالت الفونيمية، الدراسة

المقارنة تكشف عن أوجه الشبه واالختالف بينمجموعات اللغات، العائالت اللغوية.

- التصنيف العائلي، اللغات الهندية األوربية34/ 172وغير الهندية األوربية:

تصنيف اللغات على أسس تاريخية، المجموعة

(1/16)

الهندية األوربية، تقسيمات فرعية داخل المجموعة الواحدة، االهتمام بالمجموعة الهندية األوربية دون غيرها، المجموعة الحامية السامية، عائالت لغوية

أخرى، ما تزال الجهود التاريخية ضخمة.- منهج إلعادة البناء الداخلي للغة:35/ 177

استخدام الدراسة المقارنة، إعادة البناء الداخلييكشف عن بعض النقاط الغامضة.

- تاريخ اللغات واإلحصاء المعجمي:36/ 178 تباعد اللغات القريبة، استخدام اإلحصاءات الحسابية،

مشكالت هذا المنهج، المعامالت العددية.القسم السادس:

علم اللغة الجغرافي؛ اصطالحات ومصاعب رئيسية.- وظيفة علم اللغة الجغرافي:37/ 183

دراسة لغات العالم وعالقاتها وتوزيعها وبيان أهمية كل، إهمال هذه الدراسة في الفرعين الوصفي والتاريخي، علم اللغة الجغرافي نادرا ما يعالج في منهج دراسي

عادي، أهمية علم اللغة الجغرافي في العصر الحديث، بعض معلومات يزودنا بها علم اللغة الجغرافي،

المصطلحات المتعلقة باللغة واللهجة، التوزيع اللغوي، ثنائية اللغة وثالثيتها، معامل القراءة والكتابة، اللغات

الصناعية،

(1/17)

اللغات المعدلة والمبسطة، التعرف اللغوي، مصطلحات يشترك فيها علم اللغة الجغرافي مع الوصفي أو التاريخي, المناطق اللغوية، التمثيل

الصوتي، كتابة لغة بحروف لغة أخرى.- اللغات والمتكلمون، البالد واللغات:38/ 196

توزيع اللغات على أنحاء العالم، عامل ثنائية اللغة أو تعددها، إحصاءات المتكلمين باللغات، صعوبات،

طريقتان لإلحصاء اللغوي، عامل الثقافة.- اللغات المساعدة والبديلة:39/ 200

حاجتنا إلى إحصاءات دقيقة، الوضع السياسي والوضعاللغوي، اللغات العالمية المستخدمة كلغات مساعدة.

- أنظمة الكتابة والتعرف اللغوي:40/ 202 االهتمام بالجانب المكتوب، نظم الكتابة المعروفة في

أنحاء العالم، التعرف على هذه النظم، مهارات التعرفاللغوي.

- عوامل مساعدة: الثقافة، المنحنى الثقافي،41/ 206الدين، التأثير التاريخي:

الصلة بين اللغة والثقافة، اللغة جزء من الوعي الثقافي، أهمية العامل اللغوي للحضارات المتقدمة،

عامل الدين، التاريخ الماضي، لفروع علم اللغة نظرات

مختلفة إلى اللغات. - اللهجات والتنوعات المحلية، اللغات42/ 210

الطبقية:الخالفات اللهجية والخالفات األسلوبية، الخط الفاصل

(1/18)

بين اللغة واللهجة، العامل التعليمي واالنقسام اللهجي، العامل الطبقي، اختالف النظرة إلى اللغات واللهجات،

الصيغ اللهجية تؤدي إلى تعطيل تيار التفاهم، االلتزاماللغوي.

القسم السابع: علم اللغة الجغرافي؛ منهج البحث.- تعداد السكان وإحصاءات القراءة والكتابة:43/ 217

ما توضحه هذه اإلحصاءات وما تعجز عن توضيحه، إحصاءات األمية والتعلم، معرفة القوة اإلنتاجية لألمة،

درجة التعلم القومي واإلنتاج الثقافي.- التقارير التعليمية:44/ 220

معرفة اللغات األجنبية في كل قطر والنسب المئوية من السكان ومدى الجدية في التعلم، البيانات حتى

اآلن غير دقيقة، جمعية اللغات الحديثة، ميدان اإلحصاء

اللغوي أوضح ميدان للتخصص بالنسبة لعالم اللغةالجغرافي.

- دراسات للمناطق ولغاتها.45/ 221القسم الثامن: تاريخ موجز لعلم اللغة.

- العصور القديمة والوسطى:46/ 225القدماء، فالسفة اليونان، النحاة الهنود، النحاة

(1/19)

اليونانيون وجهودهم، اآلراء القديمة معيارية أكثر منها وصفية وتعليل ذلك، تفسخ المستويات المعيارية

بسقوط إدراك التغيرات اللغوية، عيوب دراسات هذهالفترة.

م:1800- من النهضة العلمية حتى عام 47 230 دانتي واللغة اإليطالية، تقديم نحو عالمي، الشك في قيمة النحو العالمي مؤخرا، عيوب الدرس في هذه

الفترة، منجزات هذه الفترة.- القرن التاسع عشر:232/48

المنهج المقارن، علم اللغة الوصفي، الخالف بين النحويين المحدثين واللغويين المحدثين، مساوئ هذا

الخالف وفوائده.- القرن العشرون:49/ 235

تحول ميزان القوى نحو علم اللغة الوصفي، اتجاه بعض هذه الدراسات إلى اللغات المجهولة، الجهود

األمريكية والجهود األوربية، استمرار البحث التاريخي.- نظرة إلى األمام:50/ 237

التنبؤ بمستقبل زاهر، علم اللغة الوصفي يجب أن يشكل األساس للدراسات اللغوية، منجزات علم اللغة

الوصفي، معوقات على الطريق، وجوب البعد عن التعقيدات، الحقل الوصفي ما يزال بكرا، األطالس

اللغوية، مشاكل ال حصر لها تحتاج إلى جهود عالم اللغة التاريخي وعالم اللغة الجغرافي، التعاون بين فروع

علم اللغة دون خلط بينهما.

(1/20)

مالحقص

- "األبجدية الصوتية الدولية".1 247- "من هو عالم اللغة".2

مؤهالت عالم اللغة وقدراته، ثقافته، مجاالته.248- "اقتراحات قليلة".3

علم اللغة الوصفي، علم اللغة التاريخي، علم253اللغة الجغرافي.

- "قائمة بالمصطلحات".4 273- "قائمة اللهجات واللغات والعائالت اللغوية".5 286

(1/21)

مقدمة المترجم

مقدمة المترجم: يعد "ماريوباي" من أعالم اللغويين المعاصرين، كما أنه

يعد من أشهر من نادوا بتبسيط علم اللغة، والبعد به عن التعقيدات، ونظريات الرياضة إلى تضره أكثر مما

تنفعه، ولم يكتف ماريوباي بالدعوة إلى هذه الفكرة والترويج لها، بل طبقها في كثير من كتبه حتى صارت طابعا مميزا له، وأصبح اسم ماريوباي يعني البساطة

والوضوح، وإن لم يكن ذلك على حساب الدقة أو العمق المطلوبين، وبذلك جذب ماريوباي إلى ميدان

علم اللغة فئات من القراء كانت بعيدة عنه، ووفق في تقريب هذه المادة إلى المتخصصين وغير المتخصصين

على السواء. والمؤلف في مقدمة كتابه هذا يقول: "وغايتي من هذا

العمل المختصر -إلى حد ما -أن أقدم الحقائق األساسية لعلم اللغة في لغة يمكن أن يفهمها كل

الناس"، كما أنه يحمل في أماكن متعددة من كتابه على أولئك الذين عقدوا من أبحاث علم اللغة وطبقوا عليها مناهج ال تصلح لها، مما كان مثار شكوى وضجر من الدارسين والمتخصصين، يقول: "إن علماء اللغة

الوصفيين يجب أن يدركوا أن التعقيدات غير الضرورية التي يخضعون لها علمهم ال تساعد على انتشار

منهجهم أو جعله مرغوبا فيه، وكثيرا ما سمعنا شكاوي من دارسي علم اللغة أنهم ال يفهمون أي شيء منه.

وال يمكن نسبة كل هذه

(1/23)

الشكاوي إلى التقصير في اإلعداد، أو إلى نقص االستعداد". ويقول في أحد مالحق الكتاب الذي يحمل

عنوان "اقتراحات قليلة", يقول: "وهناك اتجاه ظهر لبعض الوقت في علم اللغة الوصفي وهو الميل نحو

اإلبهام والغموض. وإن النزول بعلم اللغة الوصفي إلى مستوى القضايا والنظريات الرياضية, فيما سمي

بالتحليل شبه الرياضي للغة ال يحقق أي منفعة ال لعلم اللغة وال للرياضة، إن موضوع علم اللغة هو اللغة، وإذا عجز علم اللغة عن أن يجعل نفسه واضحا ومفيدا في أبحاثه وموضوعاته التي يتناولها من غير االستعانة بعلم

ال توجد بينهما عالقة واضحة، فقد فشل في أداءمهمته".

وعلى الرغم من أن المؤلف إيطالي األصل والمولد فقد كانت لغته اإلنجليزية التي كتب بها مؤلفاته واضحة

معبرة دقيقة كما الحظ ذلك جورج برناردشو حينماأرسل له الناشر األمريكي بعض فصول من أحد كتبه.

وقد كان رأي برناردشو: "بعد أن ألقيت نظرة على هذه الفصول أستطيع أن أحكم بأن الكتاب ممتع سهل

القراءة، ومع أن المؤلف إيطالي فإن لغته وتعبيراته أدق وأعمق بكثير مما يستطيع أن يفعله معظم الكتاب

اإلنجليز أنفسهم". وليست هذه هي مؤهالت ماريوباي فحسب، فقارئ

كتبه يصاحبه دائما إحساس بالدهشة والعجب من كثرة اللغات التي يجيدها ويعرفها، مما فتح أمامه طريق

الدراسات المقارنة، ومكنه من ضرب األمثلة من شتى اللغات. ولهذا لم يخف برناردشو إعجابه وتقديره لذاكرة المؤلف الفذة وذلك في قوله: "إن ذاكرة

ماريوباي االستثنائية وغزارة معلوماته تذكرني بإسحاق نيوتن". وقد مكنت هذه الموهبة المؤلف من أن يطرق باب "علم اللغة الجغرافي" بشجاعة وثقة، وأن يؤلف

عدة كتب تتناول لغات العالم بالدرس والعرضوالفحص والمقارنة، ومن أشهر هذه الكتب:

(1/24)

1 -The world's Chief Languages.2 -The Story of Language.3 -Taking Your Way Around the World.4 -The Story of English.5 -The Families of Words.

6 -Language for Everybody. Invitationوالكتاب الذي اخترته للترجمة يحمل اسم "

to Linguisticsوقد اخترت له عنوانا عربيا هو " "أسس علم اللغة" أخذا من وصف المؤلف لهذا

A basic intioduction to theالكتاب بأنه "Science og Language."

وقد تناول المؤلف في هذا الكتاب مباحث علم اللغة تحت فروع ثالثة هي: الوصفي، والتاريخي، والجغرافي،

وأعطى الفرع األخير مزيدا من العناية نظرا لجدته وحداثته، وحتى يحتل مكانته الالئقة مع أخويه الكبيرين,

ولم يعتبر المؤلف من بين فروع علم اللغة ما يعرف باسم علم اللغة المقارن، بل وزع مباحثه إما في

القسم التمهيدي بالكتاب، أو في األقسام الخاصة بعلماللغة التاريخي.

والمؤلف ليس غريبا على القارئ العربي، فقد ترجم له الدكتور صالح العربي كتابه "لغات البشر" وعرف به في إنجاز على أنه واحد من أعظم الحجج المعاصرة

في اللغة، ونوه بالمناصب التي شغلها وكان من أهمها اشتغاله مدرسا لمادة فقه اللغة في جامعة كولومبيا

"كان األولى أن يقول أستاذا لفقه اللغات الرومانسيةبجامعة كولومبيا".

(1/25)

وإلى جانب مؤلفات ماريوباي الغزيرة في علم اللغة فقد أسهم في تأصيل مصطلحات هذا العلم وتجلية

غامضها عن طريق عملين شهيرين، أحدهما باالشتراك،واآلخر باالنفراد.Dictionary of Linguisticsأما األول فهو:

Glossary of Linguisticوأما الثاني فهو: Terminology

وقد حاولت في هذه الترجمة أن ألتزم -ما وسعني الجهد- الدقة، وأال أتدخل في عبارة المؤلف أو أمثلته بالحذف أو التغيير، وإن كنت قد أعطيت نفسي بعض

الحرية في حواشي الكتاب فتصرفت في بعضها تصرفاقليال.

كما تصرفت -بالحذف فقط- في مالحق الكتاب فأبقيت بعضا وتركت بعضا, فقد اكتفيت منها بثالثة مالحق

وتركت ما عداها ألسباب تخص كال منها. فمما تركته

ألنه ال يهم القارئ العربي جدول فونيمي صوتي لست لغات عظمى هي اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية

واإلسبانية واإليطالية والروسية، ومما تركته ألنه أصبح متخلفا إحصاءاته بعدد المتكلمين بكل لغة من اللغات

الرئيسية الموجودة في العالم، فقد أقام إحصاءاته ، وقد تغيرت1960على تقديرات األمم المتحدة عام

التقديرات اآلن بشكل ملحوظ.

(1/26)

وقد زودت الكتاب بقوائم المصطلحات التي وردت في خالل معالجة المادة اللغوية فذكرت المصطلح

اإلنجليزي "أو األجنبي" ومقابله العربى، وذكرت أمام كل مصطلح مكان أو أماكن وروده في مباحث الكتاب،

وبأخرى للهجات واللغات والعائالت اللغوية.والله ولي التوفيق.

المترجمأحمد مختار عمر

(1/27)

:مقدمة المؤلف إن علم اللغة -الذي هو الدراسة العلمية للغة واللغات-

قد أصبح علما رائجا ليس فقط في الكليات والجامعات، وإنما كذلك في الدوائر الحكومية، بل

وحتى بين المتعلمين العاديين. وهناك شعور -قد يكون خاطئا أو مبالغا فيه- بأننا اآلن

في عالمنا الممتد، المتفتح الذهن، لم يعد يكفينا اإللمام ببعض اللغات إلماما منفصال، وبخاصة في بعض الحرف

والوظائف، إن ما هو مطلوب اآلن لم يعد أقل من معرفة واسع متناسقة بحركة سير اللغات وفاعليتها،

وكيفية أدائها لوظائفها، وماذا يجب أن يفعل أو ال يفعل ألي لغة إلرساء دعائمها كوسيلة اتصال، والذي يمدك

بهذه المعلومات هو عالم اللغة الوصفي. كذلك مما يهم المرء أن يعرفه العالقات بين اللغات المختلفة، وكيفية تجمع اللغات في عائالت وفروع،

وتاريخ تطورها، ومرورها، بمراحل في الماضي حتى وصلت إلى حالتها الحاضرة، وهنا يأتي علم اللغة

التاريخي ليشبع هذه الرغبة، ويقدم للمرء ما يريد. وهناك -أخيرا- تساؤالت كثيرة حول مراكز لغات العالم

اليوم كم لغة تبلغ هذه اللغات؟ أي نوع من البشريتكلم كل لغة منها؟ أين يتكلم كل

(1/29)

منها؟ في أي غرض ثقافي أو عملي يمكن استعمالها سواء من جانب األفراد أو الجماعات؟ وهنا يبرز دور

المتخصص في علم اللغة الجغرافي، ذلك الفرع الذييعد أحدث فروع علم اللغة وأصغرها سنا.

ويجب أن يكون واضحا منذ البداية أنه ال واحد من هذه الفروع الثالثة لعلم اللغة يتناول بالتحديد طريقة تعليم

أو تعلم أي لغة على انفراد. فهذه المهمة -منذ أمد بعيد- يقوم بها معلم اللغة الذي يعطي اهتماما للغته المعينة، ويتخصص في طرق تدريسها، ولكن معلم

اللغة -شأنه في ذلك شأن الرجل العادي- يمكنه أن يستفيد من المعلومات اللغوية العامة التي يقدمها له علماء اللغة في الفروع الثالثة السابق ذكرها، ويمكن

أن نتصور لهذه االستفادة واحدا أو أكثر من أشكالثالثة هي:

أ- وضع لغته المعينة تحت ضوء المبادئ العامة التي

تتدخل وتتحكم في حركة اللغة. ب- الكشف عن أطوارها التاريخية، حتى يمكنه أن

يجيب على االستفسارات المتنوعة بكيف ومتى ولماذا. جـ- وأخيرا وضع لغته في مكانها بين لغات العالم،

والكشف عن دورها العملي الذي يمكن أن تقوم به. ومن أجل هذا وذاك لم يعد مستغربا أن يتزايد اهتمام مدرس اللغة المتخصص بأبحاث علم اللغة، وأن يلقى

هذا العلم اهتماما مطردا من كلياتنا وجامعاتنا، بل وحتى من مدارسنا الثانوية، كذلك ليس مما يثير

الدهشة اآلن أن تكون أبحاث علم اللغة ونتائجه موضع اهتمام من عدة مصادر حكومية وغير حكومية، وأن

يتجه الجميع إلى البحث بمعدالت واسعة، بعد أن كادت المسافات تطوى بين أجزاء العالم. وليس هذا فحسب،

بل إن هناك ميال من بعض الوكاالت واألوساطالحكومية إلى أن تشترط في موظفيها -من الرجال

(1/30)

والنساء- ليس فقط أن يتقوا بعض اللغات األجنبية بل أن يلموا كذلك بالمبادئ األساسية لعلم اللغة، وأخيرا،

ليس مما يثير الدهشة أن يلقى علم اللغة اهتمام المثقفين والمتعلمين من غير المتخصصين في الدرس اللغوي بعد أن لفت نظرهم احتالل اللغة واللغات مكانا

بارزا في األخبار اليومية، وترفع أدائها دورا أكبر في عالم الغد، حيث تتقدم وسائل االتصال، وتتوثق

العالقات الدولية، سواء على مستوى األعمال الحرة أوالدبلوماسية.

وغايتي من هذا العمل المختصر -إلى حد ما- أن أقدم الحقائق األساسية لعلم اللغة في لغة يمكن أن يفهمها

كل الناس، وأعني بالحقائق األساسية تلك األحكام التي يمكن إثباتها وإقامة الدليل عليها بسهولة، والتي تعد

محل اتفاق بين جميع اللغويين، وال تتضمن هذه الحقائق إال ما يعد مقدمة للمبتدئين تفتح أمامهم نافذة

لينطلقوا منها إلى مجاالت هذا العلم الواسعة، أما التفصيالت، ونقاط الخالف الرئيسية فيمكن اإلطالع

عليها في بعض المراجع المتقدمة. وهناك معلومات إضافية أكثر ميال إلى التخصص تحتوي

عليها المالحق التي ذيلت بها الكتاب. وسوف يستفيد بهذه المالحق هذا النوع من القراء الذي يريد أن

يستكشف آفاقا أكثر تعقيدا، أو يقف على أنواع معينة

من المعلومات ذات الصلة الوثيقة بأبحاث علم اللغة، أما القارئ األكثر طموحا الذي يريد أن يغطي جوانب

العلم المختلفة فقد أعددت له قائمة منتقاة من المراجع راعيت فيها أن تمثل االتجاهات المختلفة

وتعكس اآلراء المتعارضة. إن الجدل في مجاالت العلوم ليس أمرا طبيعيا عاديا

فحسب، بل هو أمر مرغوب فيه. قد تكون الحقيقة الموضوعية شيئا واحدا، ولكن جوانبها المختلفة تسمح

بتفسيرات متنوعة تكون محل خالف، وما جاء من وجوه نقد للمدارس والمناهج اللغوية في مالحق

الكتاب ال يمثل إال رأيا شخصيا، ونظرة

(1/31)

ذاتية للمؤلف. ولكنها نظرة مخلصة مبنية على خبرة طويلة في هذا الميدان، ولم أهدف من هذا النقد إلى

الهدم بل البناء، وأهم من هذا أن أنبه إلى أن هذا النقد ال يصح فهمه على أنه تشكيك في قيمة المبادئ

األساسية لعلم اللغة التي سبق عرضها في صلب

الكتاب، فهي مبادئ مقبولة ومسلمة لدى الكثرةالكثيرة من علماء اللغة.

(1/32)

القسم األول: قضايا أساسيةعلم اللغة وفقه اللغة

...- علم اللغة وفقه اللغة:1

ال يختص بدراسةPhilologyإن موضوع فقه اللغة اللغات فقط. ولكن يجمع إلى ذلك دراسات تشمل

الثقافة والتاريخ والتقاليد والنتاج األدبي للغات موضوع فيركز على اللغةLinguisticsالدراسة، أما علم اللغة

نفسها ولكن مع إشارات عابرة -أحيانا- إلى قيم ثقافية وتاريخية، ويولي علم اللغة معظم اهتمامه للغة

المتكلمة، وإن كان يوجه كذلك للغة المكتوبة شيئا مناالهتمام.

إن علم اللغة هو دراسة اللغة، والمعنى االشتقاقي للغة هو أنها "تلك التي تتعلق باللسان اإلنساني"، وهناك

تعريفات أوسع للغة بأنها "تلك التي تحمل معنى"، أو

"كل شيء له معنى مفيد"، أو "كل شيء ينقل المعنى من عقل إنساني آلخر"، وفي هذه التعريفات الواسعة

ال تقتصر اللغة على صورتها المتكلمة فقط، وإنما تحوي إلى جانب ذلك اإلشارات، واإليماءات، وتعبيرات

الوجه، والرموز من أي نوع، مثل إشارات المرور، واألسهم، وحتى الصور والرسوم، وكذلك دقات الطبول

الخاصة في أدغال إفريقية، وإطالق الدخان بطريقة معينة بين الهنود األمريكيين، كل هذه األشكال للنواقل المعبرة تلقى اهتمام عالم المعنى الذي يهتم بكل رمز له معنى مفيد، بغض النظر عن أصله وطبيعته وداللته،

ولكن اللغوي ال يلقي باال إليها إال بدرجة محدودة. وإن علم اللغة الحديث ليقسم اآلن إلى قسمين

رئيسيين هما: علم اللغة

(1/35)

وعلم اللغةdescriptive linguisticsالوصفي .historical linguisticsالتاريخي

فعلم اللغة الوصفي -كما يدل االسم- يصف اللغة، ويفحص ظواهرها ومظاهرها "على سبيل المثال

األصوات أو التركيب الخاص بلغة معينة في فترة تاريخية معينة". أما علم اللغة التاريخي فيتتبع تطور

اللغة وتغيرها على مر الزمن "على سبيل المثال تطور اللغة الالتينية إلى اللغات الرومانسية، أو

األنجلوسكسونية إلى اإلنجليزية الحديثة" وهناك مصطلح يستعمل مرادفا لعلم اللغة التاريخي وهو

diachronic linguistics مكون من" diaبمعنى بمعنى "زمن""، ومصطلح آخرchronic"عبر" و

Synchronicيرادف علم اللغة الوصفي وهو linguistics مكون من" Synبمعنى "في" و chronic

بمعنى "زمن""، ويعني دراسة اللغة كما تبدو في نقطةمعينة من الزمن.

ويوجد كذلك ما يعرف بعلم اللغة المقارنComparative linguisticsويتعلق بمقارنة

التركيبات الخاصة بلغتين أو أكثر "على سبيل المثال اإلنجليزية واأللمانية والهولندية والسويدية" غالبا بهدف

التوصل إلى أصولها المشتركة، وهذا يعني أن علم اللغة المقارن -من هذه الزاوية- أقرب إلى علم اللغة

التاريخي. ولكن من الممكن كذلك أن يقارن المرء بين لغتين حديثتين، من غير إشارة إلى تطوراتهما أو

أصولهما التاريخية، وذلك بقصد الوصول إلى مواطنالشبه واالختالف بينهما في صورتهما الحاضرة.

وهناك اصطالح يكثر استعماله مرادفا لعلم اللغة Structuralالوصفي، وهو علم اللغة التركيبي

linguisticsالذي هدفه الرئيسي، وصف تركيب ، اللغة، وقد يستعمل هذا االصطالح في معنى أضيق

ليشير إلى أعمال مدرسة لغوية معينة من مدارس علم اللغة الوصفي، تؤمن بأن أي تغير في اللغة ال يحدث خبط عشواء، أو بصورة فردية، ولكن يؤثر في نظام

اللغة وإطارها العام، مع وجود خيط معين يربطالتغيرات بعضها ببعض.

وهناك كذلك ما يعرف بعلم اللغة الجغرافيGeolinguisticsالذي

(1/36)

يعتبر حديث الوجود إلى حد ما، وهو اآلن يشق طريقه إلى اإلمام نتيجة التساع دائرته العملية، إن وظيفته أن

يصف بطريقة علمية وموضوعية توزيع اللغات في مناطق العالم المختلفة ليوضح أهميتها السياسية

واالقتصادية واالجتماعية واالستراتيجية والثقافية، وأن يدرس طرق تفاعل اللغات بعضها مع بعض، وكيفية

تأثير العامل اللغوي على تطور الثقافة والفكر الوطنيين، وكمثال واحد، ربما يكفي أن نشير إلى توزيع

اللغات السالفية وغير السالفية في جمهوريات االتحاد السوفيتي وأهميتها النسبية، ودور اللغة الروسية

باعتبارها اللغة المتسلطة، أو اللغة المشتركة. وإن علم اللغة الجغرافي ليتناول إلى جانب النتاج

الحديث حاصل العوامل واألحداث التاريخية، ومن أجل هذا فهو وثيق الصلة بعلم اللغة التاريخي، ومظاهر

تطبيقه الحديثة تبدو -إلى حد كبير- وصفية جغرافية اجتماعية. إن أي لغة تملك عددا معينا من المتكلمين

قل أو كثر, تتوزع في مناطق مختلفة من العالم ضاقت أو اتسعت إنها تستعمل في مجال اإلنتاج وتوسيق

البضائع وخلق القيم الثقافية، وهي تحمل -إلى جانب ذلك- نفوذا سياسيا وعسكريا في مناطق معينة، هذه

العوامل تبرز القيمة العملية للغة، وتجعل منها موضوعا واسعا للدراسة، وهناك مجاالت أخرى ثانوية لهذا

الفرع، مثل دراسة استعمال اللغة في الطقوس، أو ألغراض دينية أخرى، ودراسة حاالت فرضها على البالد

المستعمرة، أو التي كانت مستعمرة، وإمكان تغلبها على اللغات األصلية، أو إحاللها محلها في مناطق

متاخمة. حقا إن كل هذه العوامل متغير ومؤقت وال يوصف

بالدوام، ولكن اللغة نفسها، ظاهرة متغيرة ومؤقتة، وخاضعة لقوانين التطور، من الممكن إذن أن يوصف

علم اللغة الجغرافي بأنه التطبيق العملي الحديث لعلم اللغة، تماما كما تعتبر الهندسة تطبيقا عمليا لقوانين

علم الطبيعة، وكما يعتبر الطب والجراحة تطبيقا عمليالعلم وظائف األعضاء، وعلم التشريح.

وبينما نجد علمي اللغة التاريخي والوصفي ال يظفران بغير اهتمام اللغوي المتخصص، يظفر علم اللغة

الجغرافي باهتمام أي إنسان تتاح له أي فرصة للذهاب إلى خارج بلده، أو إلقامة اتصاالت أجنبية، أو تشغله

الحالة الدولية بوجه عام.

(1/37)

- اللغة, الكتابة, اإليماءات, اإلشارات, الرموز:2 إذا نحن قبلنا التعريف االشتقاقي الضيق للغة بأنها

"تلك التي تتعلق باللسان اإلنساني" إننا يجب أن نظل دائما على ذكر بتعريفنا إن جهاز النطق اإلنساني

"اللسان يعتبر فقط أهم عضو من أعضائه" قادر على إنتاج أصوات وأنواع من الضجيج تبعد عن اللغة بقدر ما

تبعد عنها أصوات آلة متحركة، ليكون الصوت لغويا - بالمعنى العام- فإن األصوات الصادرة عن الجهاز النطقي يجب أن تكون ذات معنى، وتنقل رسالة

محددة معينة من عقل إنسان إلى آخر. وربما ذهب المرء بشروطه أبعد من هذا وقال إنه ال بد في مثل

هذه األصوات أن تكون من النوع الذي يمكن كذلك أن يغطي المواقف غير الفورية، إن نباح كلب ربما حذرك

من خطر محدق عاجل، ولكن حينما أستعمل الكالم في إصدار تحذير من خطر يترقبك خلف تل أو ينتظرك

في الغد فإني أستعمل اللغة اإلنسانية في مجالها الواسع العريض، وأميزها عن مجرد الضجيج الذي

يصدر عن حيوان كرد فعل لمثير مباشر. ال أحد يعرف متي أو أين أو على أي صورة ابتدأ الكالم

اإلنساني، على الرغم من وجود افتراضات كثيرة في إننا نعرف جيدا أنه ال يوجد1الموضوع

__________

بعض هذه االفتراضات مشوبة بالخيال إن لم يكن1 مثالbow-wowمحض خيال، فما يسمى بنظرية

يفترض أن اللغة نشأت أوال محاكاة ألصوات سمعت وسقوطbow-wowفي الطبيعة )نباح كلب حوكي كـ

pooh-pooh". أما نظرية Crashشجر حوكي كـ فتزعم أن اللغة ترجع إلى صرخات دهشة أو صيحات

انفعال، أو غيرهما مما يعبر عن التأثير المفاجئ من ألمأو خوف =

(1/38)

على سطح األرض أي جماعة إنسانية -مهما قل حظها من الحضارة والمدنية- بدون لغة تتفاهم وتتبادل

األفكار بها. إن الكالم يمكن أن يتم بينما يباشر اإلنسان عمال آخر يدويا، ويمكن أن يحدث في الظالم، ولست في حاجة إلى ضوء لتباشر عملية الحديث مع شخص آخر، ولعل هذا هو السبب الذي حدا بأجدادنا القدماء أن يفضلوا الحديث على غيره من طرق التفاهم، مثل اإليماءات التي ربما كانت أسبق وجودا من الكالم، ومثل التعبير

بالصور الذي ربما كان متأخرا في الوجود وأدى إلىاختراع الكتابة.

وحتى عصر قريب جدا كانت اللغة المكتوبة تتمتع بميزتين ال توجدان في اللغة المتكلمة. إنها كانت باقية

بينما كانت المنطوقة زائلة، وكان من الممكن نقلها عبر مسافات بعيدة على عكس المنطوقة، أما اآلن،

فإن التسجيالت واألشرطة وغيرها من األشكال "األحاديث المحفوظة" تحقق للغة المنطوقة ميزة

االستمرار واالنتقال إلى آماد بعيدة، حتى إن من العلماء من يتساءل اآلن ما إذا كان الوقت لم يحن بعد ألن تختفي لغة الكتابة وتحل محلها لغة الحديث، ولكن

ليس هناك حتى اآلن أي عالمة على احتمال حدوث ذلك قريبا وإن معرفة القراءة والكتابة لتنتشر اآلن بين

أبناء الدول المختلفة في نفس الوقت الذي تتضاعففيه استعماالت اللغة المكتوبة.

__________ Ouch= أو فرح. وإذا كان هذا يسرى على كلمة مثل فإنه ال يبين لماذا يفضل المتكلمون بلغات أخرى

حينما يهاجمهم األلم فجأة أماau أو ayكلمات مثل فتدعي أن اللغة بدأت كسلسلة منYo-he-hoنظرية

التقيضات العضلية أو األزيز الداخلي نتيجة إجهاد المستعملة بينey ukhnemعضلي "مثل كلمة

فتدعي أنSingsong أما نظرية Volgaمراكبية الـ الكالم نشأ أوال تمثيال لتعبيرات سارة بدائية غير لغوية،

كما يحدث من طفل صغير حينما ينطق ببعض ألحان ألفها بنفسه، وهناك نظريات أخرى كثيرة غير ذلك.

"ولمزيد من التفصيالت ينصح بالرجوع إلى فصل "نشأة اللغة وطبيعتها" في كتاب "لغات البشر"

وما بعدها" "المترجم".17للمؤلف ص

(1/39)

ولكن الحقيقة الباقية حتى اآلن أن لغة الحديث هي أهم وسائل االتصال اإلنساني وأوسعها انتشارا

ومتوسط ما ينتجه اإلنسان من حديث أكبر بكثير مما ينتجه من كالم مكتوب وإيماءات وإشارات ولهذا فإنه

-على عكس دارس فقهLinguistمن السائغ للغوي - أن يهتم أوال باللغة المنطوقة، ثمphilologistاللغة

ثانيا باللغة المكتوبة "باعتبارها -إلى حد كبير أو صغير-

تمثيال صادقا للغة المنطوقة"، وأخيرا -بدرجة ضئيلة إنوجد اهتمام ألبتة- بنظم االتصال األخرى.

(1/40)

:خصائص اللغة المتكلمة- 3 إن اللغة المتكلمة لتمتد إلى كل مجاالت الحياة

البشرية بدون استثناء أو تمييز. كل الناس تتفاهم أساسا عن طريق األصوات الكالمية، وهذا يعني أن اللغة جامعة، بمعنى أنها توجه وتصاحب كل نشاط

إنساني يشترك فيه اثنان أو أكثر. واللغة -لكونها نظاما من النوافل ذات المعنى وتستلزم

اثنين فأكثر "حتى عندما تتكلم إلى نفسك فأنت تجرد من شخصك فردا متكلما وآخر سامعا"- تعتمد على

االصطالح واالتفاق الجماعي السابق، بين أعضاء الجماعة اللغوية، على المعنى أو المعاني المعينة التي

تستدعيها أصوات خاصة وإذا تحدثنا موضوعيا، فإن اللغة التي ال تفهمها ال تزال لغة في الواقع، ولكن من

وجهة النظر الذاتية "وألسباب عملية" ال تعتبر لغة وإنما مجموعة من األصوات العشوائية فقط, كعملة مشتركة

قابلة للتداول بين اثنين على األقل تصبح لغة بالمعنىالذاتي والنفعي لكلمة لغة.

وعلى الرغم من تعدد اللغات وتنوعها، فكلها تحملخصائص مشتركة.

(1/40)

أوالها وأهمها أن كل اللغات تتكون من أصوات تصدرها أعضاء النطق اإلنسانية، هذه األصوات -لتصبح ذات

معنى- يجب أن توضع في شكل تتابعي محدد معين، مكونة" كلمات أو مجموعة من الكلمات هذه الكلمات

أو مجموعاتها يجب أن تكون محل اتفاق أعضاء المجموعة اللغوية باعتبارها قيما رمزية تستحضر -ولو

على وجه التقريب- في ذهنهم أفكارا معينة. وإنه لواضح بدرجة كافية أن القيمة التي يدل عليها

الرمز تتم بطريق التحكم والفرض، وأنه ليس هناك أي رابطة فطرية بين اللفظ ومدلوله، ولو صح االفتراض القائل بوجود عالقة فطرية بينهما لكان حتما أن يتكلم

الناس لغة واحدة. في اإلنجليزيةdogولكن األمر على غير ذلك، فكلمة

inu اإلسبانية، وperro الفرنسية، وchienيقابلها اليابانية اللغة المتكلمة إذن تعتمد على االصطالح

واالتفاق الجماعي مهما قل عدد أفراد الجماعة اللغوية، وهذا يضع اللغة حتما في قائمة الرموز مثل عملة النقد الورقية التي ترمز إلى قيمة شرائية معينة، وتعتمد في قيمتها على العرف واالتفاق بين أفراد المجتمع، ال على

قيمتها الذاتية. عملية الكالم -إذن- تتكون من جانبين عضوي ونفسي، وحركة الكالم تبدأ من الرباط النفسي أو العقلي الذي

سبق االتفاق عليه في عقول المتكلمين بين داللة معينة ومجموعة من األصوات، ترمز إليها، ولكن سرعان ما

تنتقل إلى العملية العضوية عن طريق إشارات عصبية يرسلها العقل إلى الجهاز النطقي إلنتاج الصوت

المطلوب. وفي الحال تبدأ مهمة الجهاز النطقي الذي يصدر

أصواتا متتابعة مسموعة تنتقل عن طريق موجات صوتية إلى أذن السامع، وأذن السامع بدورها توصل

الرمز الصوتي الذي استقبلته إلى العقل، الذي يعطي هذه الرموز قيمتها، ويترجم الرسالة على ضوء ما

اختزن فيه سابقا من عالقة بين الرمز الصوتي

(1/41)

ومدلوله، سواء اتفق الفهم تماما مع ما في ذهنالمتكلم أم ال.

إن سر العملية الكالمية كلها يكمن في تلك الصلة القائمة في عقول اثنين بين الرمز والمدلول وما عدا ذلك -من العملية الكالمية- عضوي طبيعي ميكانيكي.

أما كيف تم في البداية عقد االرتباط بين الرمز ومدلوله -حتى في أبسط صوره حيث تم في عقل

إنسان فرد- فإنه ال يزال لغزا من األلغاز، على الرغم مما سبق أن رأيناه من محاوالت كثيرة, وسر آخر هو

كيف امتد -في القديم- هذا االرتباط من عضو في الجماعة اللغوية إلى آخر، وكيف أصبح ملكا عاما بين الناس، وإن كان يمكننا اآلن أن نرصد حركة العملية

الكالمية.

(1/42)

امتداد آفاق اللغة...

- امتداد آفات اللغة:4 للغة ارتباط وثيق بعلوم الطبيعة، فإن أصوات لغة

الكالم تنتج وتستقبل عن طريق أجهزة الجسم اإلنساني، وتركيب هذه األجهزة ووظائفها "أجهزة مثل

الرئتين والقصبة الهوائية والفم واللسان واألنف واألذنين ... إلخ" جزء من علم وظائف األعضاء، كذلك

فإن انتقال الصوت على شكل موجات صوتية عبر الهواء يدخل في اختصاص علم الطبيعة، وبخاصة ذلك الفرع المعروف بعلم الصوت. ولكن اللغة -من ناحية أخرى- لها عالقة وثيقة بعلم اإلنسان, وعلم االجتماع،

باعتبارها نتاج عالقة اجتماعية، ووسيلة نقل الثقافة التي تعتبر من وجهة نظر علم اإلنسان مجموعة تقاليد

الشعب وأوجه استعماالته للغته. وبالنظر إلى وظيفة اللغة كتعبير عن الفكر، يمكن اعتبار اللغة جزءا من علم النفس، كذلك تطرق اللغة كل أبواب النشاط

اإلنساني المشترك من عقيدة وحرب وسياسة وقانون وترفيه. واللغة -إلى جانب ذلك- تعمل كأداة للفكر

الراقي، فالخطابة واألدب والشعر والفلسفة والعلوم،كل أولئك ال بد أن تتناول عن طريق اللغة.

(1/42)

ومن أجل هذا فإن علم اللغة يعتبر نوعا من الدراسة التي ال يمكن بالضبط أن تعد من علوم الطبيعة، أو

االجتماع، أو فرعا من فروع العلوم اإلنسانية، إنه يحتل مكانا ملموسا بين هذه األقسام الثالثة للمعرفة

اإلنسانية، إن اللغة أداة ذات أهمية بالغة في الحضارة اإلنسانية، إنها شيء ال غنى عنه، وأيضا فاللغة ملك

مشاع لكل طبقات المجتمع من أعالها إلى أدناها، ليس كل الناس يكتبون، وقليل منهم نسبيا من يهتمون

بصناعة األدب، ولكن كل الناس يتكلمون. وهذا كله يجعل علم اللغة "الدراسة المقصودة للغة" موضوعا ذا أهمية كبيرة، وإن كانت عملية استخدام

اللغة نفسها تعتبر أساسا عملية غير واعية، وتأخذ في طبيعتها صورة األفعال الالإرادية أو المنعكسة منذ

اللحظة التي يكتسب فيها اإلنسان اللغة، ويتمكن منها.

(1/43)

:مستويات التحليل اللغوي- 5 إن دراسة اللغة -على ما جرى عليه العرف- سواء كان

المنهج وصفيا أو تاريخيا، وتندرج في أربعة مستويات، وإن كانت الحدود بينها غير واضحة تماما كما قد نحب

أن يكون. هذه المستويات هي: ، ويدرس أصواتphonology- مستوى األصوات 1

اللغة، ويشمل كال النوعين المعروفين باسم علم وعلم الفونيماتphoneticsاألصوات العام phonemicsوسوف نحدد المراد بهذين المصطلحين .

فيما بعد. ، أو مستوى دراسةMorphology- مستوى الصرف 2

الصيغ اللغوية وبخاصة تلك التغييرات التي تعتري صيغ الكلمات فتحدث معنى جديدا، مثل اللواحق التصريفية

inflectional endings على سبيل المثال" Sالتي prefixes فتصيرها جمعا"، والسوابق Catتضاف إليه

قبلre"مثل

(1/43)

tellلتعطيها معنى يخبر مرة ثانية"، والتغيرات الداخلية internal changes مثل تغيير حرف العلة في" sing

إلفادة الماضي".sangإلى

, الذي يختص بتنظيمSyntax- مستوى النحو 3 الكلمات في جمل أو مجموعات كالمية "مثل نظام الجملة: ضرب موسى عيسى، التي تفيد عن طريق

وضع الكلمات في نظام معين أن موسى هو الضارب.1وعيسى هو المضروب"

. الذي يختصVocabulary- مستوى المفردات 4 بدراسة الكلمات المنفردة، ومعرفة أصولها، وتطورها التاريخي، ومعناها الحاضر، وكيفية استعمالها، ويدخل

تحت دراسة المفردات فرع يسمى باالشتقاقEtymologyوهو يختص بدراسة تاريخ الكلمات، وفرع

ويختص بدراسة معانيSemanticsآخر يسمى الداللة Lexicographyالكلمات وهناك فرع يسمى المعجم

وهو فن عمل المعجمات اللغوية، ويستمد وجوده من علم دراسة تاريخ الكلمات وعلم الداللة، يضاف إلى ذلك اهتمامه ببيان كيفية نطق الكلمة، ومكان النبر

فيها، وطريقة هجائها، وكيفية استعمالها في لغة العصرالحديث.

وإن الحدود بين هذه المستويات األربعة غير واضحة تماما ومتشابكة، فأصوات اللغة مثال تتأثر كثيرا بالصيغ،

والعكس كذلك صحيح، والصوت والصيغة كالهما

يتأثران -غالبا- بالمعنى، كذلك يوجد تبادل مطرد بين الصرف والنحو، كما هو الحال بالنسبة لبعض اللغات

.2حين تستعمل واحدا منهما وتستغني عن اآلخر__________

"John hit George المثال الذي ضربه المؤلف هو "1"المترجم".

في الالتينية والروسية -على سبيل المثال- تعد2 النهايات الصرفية على درجة كبيرة من األهمية ويعد علم النحو قليل األهمية، وفي اللغة الصينية ال وجود

لعلم الصرف، ويقوم علم النحو وحده بوظيفة إعطاءالمعنى للجملة أو العبارة.

"وسيأتي تمثيل المؤلف بالجملة الصينية: "هو ضرب أنا" حيث ال يوجد اختالف في شكل الضمير باختالف

موقعه اإلعرابي". "المترجم".

(1/44)

ولهذا فإن الصرف والنحو كثيرا ما يجمعان تحت اسم Grammaticalواحد هو التركيب القواعدي

Structure.

وإذا نظرنا من زاوية اكتساب اللغة نجد أن أولئك الذين يتعلمون لغتهم األم يكتسبون النماذج الصوتية وقواعد

اللغة األساسية في وقت مبكر، وهم من ثم يستعملونها بصورة مشتركة، مع اختالفات بسيطة

ترجع إلى الموقع الجغرافي "لهجات محلية"، وطبقة المتكلم االجتماعية، ونوع تعليمه ولكن نفس الشيء ال

يمكن أن يقال بالنسبة لمفردات اللغة التي تعكس اختالفات هائلة بين المتكلمين في مجتمع لغوي واحد،

إلى جانب ذلك هناك قدر أساسي مشترك منالمفردات يستعمله أبناء اللغة الواحدة بوجه عام. وإن التعليم الطبيعي لعملية اللغة يأتي عن طريق التكرار، والمحاكاة، وخصوصا فيما يمس األصوات

وصور التنغيم وقواعد اللغة األساسية، وإن دراسة اللغة عن طريق قواعد النحو قد وصفت -ببراعة- بأنها حيلة الستنفاذ الوقت، حيث تستغل قدرة الشخص العقلية

على التعميم والتجريد، بدال من اللجوء إلى التكرار والتقليد الالنهائيين، كما هو الحال حيث يكتسب

الشخص لغته األم في مرحلة الطفولة.

(1/45)

- علم األصوات, علم األصوات العام, علم الفونيمات:6 إن عدد األصوات التي يمكن لجهاز النطق اإلنساني أن

ينتجها لم يمكن حصرها أو تقديرها على وجه الدقة حتى اآلن، وهذا يرجع إلى أن أقل انحراف في المخرج

point of articulationيمكن أن يعطي نتائج مختلفة تدركها األجهزة الحساسة مثل السبكتروجراف أو

مسجل تردد الموجات الصوتية، إن لم تدركها األذن، وأيضا فإن كثيرا من األصوات اإلنسانية التي ال تعد

أصواتا كالمية في بعض اللغات تعد -بكل تأكيد- أصواتاكالمية في بعضها اآلخر.

(1/45)

وعلى سبيل المثال فإن الصوت الذي نحدثه حينما نريد إطفاء عود الكبريت، أو صوت التقبيل، أو صوت

استدعاء فرس أو نحوها, كل أولئك يشكل جزءا من معدات األصوات الكالمية في لغات مثل اليابانية أو

"في جنوب إفريقية" وقد درجHottentotالهوتنتوتية اللغويون على تقسيم أصوات الكالم -في شيء من

وأشباه العلةVowelsالتحكم- إلى أصوات علة

Semivowels1 وسواكن Consonantsفي أقسام ، واحتكاكيplosiveوأوصاف أخرى مثل: انفجاري

Fricative وجانبي Lateral وأنفي Nasalومجهور Voiced ومهموس Unvoicedإلخ "انظر المبحث ...

؛ علم األصوات".18رقم بأنهphonologyوقد سبق تعريفنا لعلم األصوات

دراسة أصوات اللغة، ولكن بعض اللغويين يطلقونه ويريدون به دراسة التغيرات والتحوالت التي تحدث في

أصوات اللغة نتيجة تطورها "ولكن هذه الدراسة للتغيرات التاريخية في األصوات يمكن أن يطلق عليها

historicalكذلك اسم علم األصوات التاريخي phonetics أو diachronic phoneticsوهناك فريق

phonetics وphonologyثالث يعتبر المصطلحين: مترادفين.

علىphonologyوإذا نحن قبلنا تعريف الفونولوجي أنه الدراسة التاريخية ألصوات اللغة فألن علم األصوات

ينبغي أن يعرف على أنه العلم الذيphoneticsالعام يدرس ويحلل ويصنف األصوات الكالمية من غير إشارة

إلى تطورها التاريخي، وإنما فقط باإلشارة إلى كيفيةإنتاجها وانتقالها واستقبالها، وعلم

__________ من آثار فوضى المصطلحات عدم اتفاق اللغويين1

العرب حتى اآلن على مصطلحين محددين يقابالن وقد استعملوا في مقابلconsonantالمصطلحين

األول الكلمات "وال أقول المصطلحات حيث ال اصطالح" علة, لين, صائت, طليق، كما استعملوا في

مقابل الثاني الكلمات: صحيح, ساكن, صامت, حبيس. راجع: الوجيز في فقه اللغة لمحمد األفطاكي ط سنة

. "المترجم".146 ص1969

(1/46)

األصوات العام بهذا المعنى األخير فرع من فروع علم اللغة الوصفي، وله أقسام عدة "مثل علم األصوات

، والفزيائي أوarticulatory phoneticsالنطقي acoustic phonctics 1األكوستيكي أو السمعي

وما بعدexperimental phoncticsوالتجريبي 3 واإلنتاجيgenemmic phonetics 2اإلنتاجي

genetic phonctics والوظائفي physiological phoneticsوإن كان هناك نوعان فقط منها يمكن ،

معالجتها هنا. وإننا في مجال اإلصالح نختار هنا موقفا وسطا بين

بالدراسةphonologyموقفين يقيد أحدهما الـ بوصفphoneticsالتاريخية للتغيرات الصوتية، والـ

األصوات عند نقطة معينة من الزمن، أما اآلخر فيستعمل المصطلحين مترادفين مع إتباعهما بكلمة

التاريخي أو الوصفي على حسب الحالة. وإن الوحدة األساسية أو المادة الخام لعلم األصوات

الذيphone هي الصوت المفرد phoneticsالعام يعرف بأنه أي صوت لغوي مفرد بسيط يمكن تسجيله باآلالت الحساسة في المعمل، وعلم األصوات النطقي

يقوم أساسا على تحديد مخارج األصوات وبيان الصفات الصوتية التي تشكل الصوت. إنه يعطينا وصفا

موضوعيا لهذه األصوات وكيفية إنتاجها، ويصنفها تصنيفا ضيقا أو واسعا "على سبيل المثال كيف ينتج

اإلنجليزية، وكيف يختلف ذلكPit في pالصوت ", وهذا التصنيف قد تكلفت بهfit في Fالصوت عن

األبجدية الصوتية الدوليةlnternational phonetic Alphabet- التي تشتمل

من الوجهة النظرية

__________ المصطلحان األوالن اختيار الدكتور بشر في كتابه:1

،19علم اللغة العام, القسم الثاني: األصوات ص والثالث اختيار الدكتور السعران في كتابه: علم اللغة

، وقد شرحه بقوله: ما يتعلق بالصوت من حيث381ص انتقال موجاته في الهواء إلى أذن السامع وأثره

السمعي. Glossary of Linguisticوانظر ماريوباي في كتابه:

Terminologyحيث أتى بتفسيرين لهذا5، 4 ص المصطلح "المترجم".

أي دراسة أصوات الكالم بعد إنتاجها، راجع ماريوباي2 "المترجم".102المرجع السابق ص

أي دراسة إنتاج أصوات الكالم. المرجع السابق ص3. "المترجم".103

(1/47)

على األقل- على التنوعات األساسية الممكنة ألصوات الكالم، وتصنفها على حسب المخارج الصوتية

المستعملة مع كل منها، واألوضاع التي تتعرض لها هذه

المخارج. ولكن هناك طريقا آخر لتصنيف األصوات الخاصة بلغة

ما، عالوة على التصنيف الموضوعي الميكانيكي لألصوات الكالمية لكل اللغات، وإن علم األصوات األكوستيكي يعالج أصوات الكالم كما تسقبلها أذن

السامع، أما علم الفونيمات فهو علم حديث بالنسبة لعلم األصوات العام، ووظيفته وصف أصوات لغة معنية

وتصنيفها على أساس من إحساس المتكلمين باللغة، واعتبارهم عددا من األصوات صوتا واحدا أو أصواتا

متعددة منفصلة، "على سبيل المثال ماذا يجعل الرجل كصوت واحدsip وSpit وpit في pاإلنجليزي يقبل

على الرغم من اختالفها في السمع، وماذا يجعله ?", هناfit في f وpit في pيرفض تطابق الصوتين

يتدخل عامل المعنى، ودعنا اآلن نفحص هذه األمثلةالمتقابلة في شيء من الدقة:

موضوعيا، ومن وجهة نظر علم األصوات النطقي، "األخيرsip وspit وpit في pاألصوات الثالثة المسماة

كما ينطق عادة في أمريكا مع قفل نهائي للشفتين في " تعتبر أصوتا ثالثة متميزةTake a sipعبارة مثل

"على الرغم منphoneمنفصلة يسمى كل منها فونا

أنها متقاربة جدا"، ولكن من الصعب أن تقنع الرجل األمريكي العادي بذلك لسبب واحد، هو أنها جميعا تمثل

. ولكن ما هو أهم من ذلكPعلى الورق بشكل واحد أن تلك األصوات الثالثة ال تقع أبدا بعضها في مكان

البعض اآلخر، وفوق كل هذا إن أيا من هذه األصوات الثالثة ال يعار لموضع يؤدي فيه إلى معنى خاطئ،

الذي تتلوه نفخة هوائيةpit في pالصوت القوي نطقا مسموعة ال يقع إال في أول كلمة، أو مع مجموعة

نفسية، والصوت الرقيق غير المتلو بدفعة هوائية فيSpit يقع باستمرار بعد s سواء كانت الـ Sفي أول

الكلمة "وهو الغالب"، أو في موقع آخر، أما الصوت الذي ال تنفتح الشفتان من أجله،sipالمكتوم في

والذي ال يحدث معه

(1/48)

مطلقا أن تنفتح الشفتان، فيقع عادة في آخر الكلمة أو مجموعة الكلمات، هذه األصوات اللغوية الثالثية -من

وجهة نظر اللغة اإلنجليزية- يقال إنها ذات توزيع إنها تمثلcomplementary distributionتكاملي

لما يعدpositional variantsثالثة تنوعات موضعية في عرف المتكلم اإلنجليزي ووعيه شيئا واحد، إن

الرجل اإلنجليزي على الرغم من نطقه لها باستمرار ال يفطن للفرق بينها، ولكن -وهذا دليل قاطع- إذا حدث ألمر ما أن استعمل متكلم أحد األصوات مكان اآلخر

بقوة أقل منpit"كما إذا كان المتكلم مريضا ونطق الموجودة فيPالمعدل، وكان في الحقيقة ناطقا لـ

spit أو كان قوي االنفعال ونطق ،spitمستعمال الـ p " ال سوء فهم ينجم عن ذلكpitالقوية الموجودة في

مثال محل وحد من هذهkبخالف ما إذا أحل صوت األصوات الثالثة.

معنى هذا أنه يوجد -في فهم األمريكي المتكلم واحدة، أو كما يقال اصطالحا "فونيم"pباإلنجليزية-

بثالثة أصواتا منفصلة، أو كما يقال فيPواحد هو االصطالح ثالثة "فونات"، ذات مواقع متنوعة.

"الفونيم" إذن يمكن أن يعرف على أنه مجموعة أو تنوع أو ضرب يضم أصواتا وثيقة الصلة "فونات" ينظر

إليها المتكلمون على أنها تمثل وحدة واحدة، بغضالنظر عن تنوعاتها الموضعية.

ولكن الصورة قد تتغير تماما إذا نحن حاولنا أن

بالتبادل فيspit وفي Pit الموجودة في pنستعمل لغات أخرى مثل الصينية والهندية، هناك من الممكن أن يقع كل من الصوتين "الفونين" في موقع اآلخر أو

محيطه، وقد يتغير معنى الكلمة إذا وضع أحدهما موضع وspit في pاآلخر، وبناء على هذا يمكن أن يقال إن

pit يمثالن "باإلضافة إلى الصوت المكتوم في sip" فونيما واحدا في اللغة اإلنجليزية وفونيمين في اللغة

. ومن وجهة نظر اللغة اإلنجليزية الصوتان1الصينية__________

"Pit في p "المشتملة على الـ P'u في الصينية 1 spit في p "المشتملة على puمعناها "متجر"، ولكن

معناها "جزء".

(1/49)

allophones يطلق عليها p"أو الثالثة" الداخالن تحت "ومعناها الحر في أصوات أخرى، ومعناها الدقيق

أصوات تقع في مواقع أخرى أو محيطات أخرى" أيأصوات ترتبط بالفونيم األساسي الواحد.

live وleaveولنعكس الصورة؛ دعنا نمثل بالكمتين

اللتين تشتمالن على صوتي علة متماثلين، ومع ذلك يعدان في اإلنجليزية فونيمين مختلفين، إن سائر

حروف الكلمتين متماثلة، واختالف حرفي العلة في كلتا الكلمتين هو السبب في هذا الفرق الجوهري بينهما في

المعنى، ولكن المتكلم باإلسبانية من ناحية أخرى قد vivoيستعمل كال الصوتين بالتبادل في كلمة مثل

"أعيش" دون أن يتغير المعنى، الصوت األول من الممكن أن يقع في اإلسبانية حين تلقى الكلمة بمهل

وضغط على الحروف، والثاني حين تلقى الكلمة بسرعة وعدم اكتراث. وعليه فإن هذين الصورتين "أو

الفونين" المختلفين موضوعيا يشكالن فونيمين مختلفين في اإلنجليزية في حين أنهما في اإلسبانية

تنوعان "ليسا من التنوعات الموضعية وإنما التنوعات".free variants 1الحرة

موضوع علم األصوات إذن هو أصوات اللغة المدركة "الفونات" التي هي حقائق عامة ويمكن قياسها بدقة

باآلالت الميكانيكية. وموضوع علم الفونيمات هو األصوات أو المجموعات الصوتية المتقاربة التي يدرك عالقتها شعور الجماعة التي تتكلم لغة معينة، واالختيار الموضوعي للفونيمات هو "المغايرة"، أو االختالف في

المعنى الذي يظهر أو ال يظهر عندما يحل صوت محل آخر، مع بقاء سائر حروف الكلمة كما هي، استعمل

ستجدSpit في الكلمة pit الموجود في pالصوت تجدKit لتصير الكلمة kالمعنى هو هو، ولكن استعمل

يعدانpالمعنى قد تغير ولهذا فالتنوعان الصوتيان لـ يعدانk وPفي اللغة اإلنجليزية فونيما واحدا، ولكن

فيها فونيمين مختلفين.__________

في القسم الثاني من هذا20 انظر المبحث رقم 1الكتاب.

(1/50)

:الكتابة الصوتية والكتابة الفونيمية- 7 حيث إن المادة اللغوية تظهر غالبا في شكل مكتوب،

وجد اللغويون أن من األفضل استعمال طريقتين كتابيتين لتمثيل أصوات اللغة بشكل يخلصهم من العيوب والتناقضات الموجودة في طرق الكتابة

االصطالحية، أحد النظامين الهجائيين صوتي، ويستعمل International phoneticاألبجدية الصوتية الدولية

alphabetالتي توضع رموزها بين قوسين معقوفين هكذا ][ ، وتعتبر -من الناحية النظرية على األقل- ممثلة ألصوات الكالم الموضوعية، إنها يمكن أن

تستعمل في كتابة أي لغة من اللغات، وإن كانت بعض رموزها -بدون شك- تستعمل في كتابة بعض اللغات

دون بعضها اآلخر. أما األبجدية الثانية ففونيمية، وهي -في جزئها األكبر-

تستعمل األبجدية االصطالحية الرومانية، وأحيانا تستعمل األبحدية الصوتية الدولية حين يكون ذلك مطلوبا، والرموز الفونيمية توضع عادة بين خطين

مائلين هكذا / /، وكل لغة تفضل نظامها الكتابيالخاص الذي قد ال يصلح للغة أخرى.

(1/51)

وإن الكتابة الفونيمية أكثر اقتصادا للوقت وعدد الرموز، ولكنها من ناحية أخرى تختص بلغة واحدة،

وتقتضي معرفة كاملة بالتركيب الفونيمي لتلك اللغة، أما الكتابة الصوتية فأكثر تعقيدا، ولكنها أدق، وذات

تطبيق عالمي.

(1/52)

- التركيب القواعدي؛ صرف ونحو:8 اصطالح تقليدي يستعملgrammarالكلمة قواعد

ليشمل ما يمكن أن يوصف بأنه قوانين المرور، أو نظام السلوك للغة، ومن الناحية االشتقاقية ترجع

إلى أصل يوناني قديم يدل علىgrammarالكلمة معنى الكتابة، وحيث إن الكتابة عند اللغوي مظهر

ثانوي للغة، والكالم مظهر أساسي يفضل بعض اللغويين المحدثين استعمال كلمة "التركيب"

structureالتي يدل اشتقاقها التاريخي على طريقة بناء الشيء وإقامته.

وبينما يعد من المسلمات أن كل اللغات -بدون استثناء- تتكون أساسا من أصوات لغوية، وأن هذه

األصوات -في معظم اللغات- تتجمع في شكل كلمات "في بعض اللغات من الصعب التفريق بين الكلمة

والمجموعة الكالمية أو الجملة"؛ فإنه من النادر جدا أن تجد الكلمات منفصلة في االستعمال اللغوي فمن ناحية

تتجمع الكلمات عادة في شكل مجموعات، وحنيئذ

فطريقة تنظيم هذه الكلمات تصبح مهمة، وربمامتحكمة في المعنى كله "ضرب موسى

(1/52)

على سبيل المثال1عيسى، وضرب عيسى موسى يختلف معناهما إلى حد كبير على الرغم من اتحاد

الكلمات الثالث المستعملة"، ومن ناحية أخرى غالبا ما تتعرض الكلمات نفسها لتغييرات معينة في الصيغة

تؤدي إلى تغيير في المعنى "أرى الكلب, رأيت الكلب" فالتغييرات الحادثة هنا داخل الكلمات نفسها تشكل

الذي يختصmorphologyموضوع علم الصرف بدراسة الصيغ. وتنظيم الكلمات في نسق معين يشكل

. وإن الصرف والنحوsyntaxموضوع علم النحو أو التركيبgrammarليكونان ما يسمى بعلم القواعد

structureأو قوانين المرور التي ال يمكن أن تنتهك , تجنبا للوقوع في ورطة تعوق تيار المعاني، المتدفق

الذي يربط متكلما بآخر، وتوفق التفاهم الذي هوالهدف األساسي أو الوحيد للغة.

والموضوع األساسي، أو موضوع الدراسة في علم

الصرف هو دور السوابق واللواحق والتغييرات الداخلية التي تؤدي إلى تغيير المعنى األساسي للكلمة "مثل

tellو retellو foretell ومثل dogو dog'sو dogs، وsaw وsee, ومثل walking وwalked وwalkومثل seen ومثل ،writeو wroteو written."

وإن علم اللغة الوصفي الحديث ليفضل مصطلح على المصطلحات التقليديةmorpheme"مورفيم"

مثل النهايات التصريفية، والجذر، واألصل، ويعرف المورفيم على أنه أصغر وحدة ذات معنى فبينما النحو

أنها تشتمل على أصل هوdogsالتقليدي قد يصف dog ونهاية تصريفية تفيد الجمع هي sيصف علم ،

كليهما على أنهماs، وdogاللغة التركيبي الحديث مورفيمان، أو وحدتان ذواتا معنى، تحمل إحداهما

المعنى األساسي للكلمة، وتحمل الثانية فكرة الجمعية اإلضافية، وعلى كل حال فالتفرقة بين اللفظين، ربما

تتم عن طريق تسمية.__________

George وJohn hit George أمثلة المؤلف هي 1hit John"المترجم"

(1/53)

"أيfree morphemeاألول باسم المورفيم الحر " باسمsالذي يمكن أن يستعمل بمفرده" والثاني "

"أي الذي الbound morphemeالمورفيم المتصل يستعمل منفردا، وإنما متصال بمورفيم آخر".

الذي هو تنظيم الكلمات فيsyntaxأما علم النحو شكل مجموعات أو جمل، فقد يتسع مدلوله في بعض

األحيان على أيدي النحاة التقليديين ليشمل سمات وخصائص تتعلق باألسلوب األدبي، وليس لها في الواقع أي اتصال، أو لها اتصال بسيط بالنماذج األساسية للغة

المتكلمة، وفي لغات معينة "الصينية على سبيل المثال" يحتل علم النحو مكانا هاما نظرا لعدم وجود علم الصرف، وفي لغات أخرى "مثل الالتينية" يلعب النحو دورا ثانويا بسيطا، حيث إن المعدات الصرفية،

المتمثلة في النهايات التصريفية توجه اهتماما إلى معظم المشاكل المتعلقة بالتغيرات التي تؤثر في

المعنى، وفي معظم اللغات الغربية الحديثة يوجد مزيج من كالم الفرعين، وهو مزيج غير محتاج إليه في بعض

األحيان، وفي الجملة كال الفرعين، وهو مزيج غير محتاج إليه في بعض األحيان، وفي الجملة اإلنجليزية

John hit Georgeإنه فقط النظام النحوي الذي يدل ، He hitالسامع على الضارب وعلى المضروب، وفي

me" ،نجد دليلين اثنين He وليس himعلى " " جاءت في الوضعmeالفاعلية. وفي نفس الوقت "

المعتاد المخصص للمفعول، ودلت على المفعولية ". وإذا أدخلنا في االعتبارI وليست meكذلك بصيغتها "

لغات أخرى، وأردنا المقارنة نجد أنه في الصينية ليس " بدون تغييرHe hit Iمن الممكن إال أن تقول "

الضمير الختالف محله، وحينئذ فموقعية الضمير وحدها Hit" وحتى "Me hit heتتابعا في الجملة مثل هذا "

he me" أو "Hit me heوكذلك في حاالت تغيير ،" الضمائر إلى أسماء ظاهرة اعتمادا على ما تحتويه

األسماء من نهايات معينة تشير إلى الفاعل والمفعول1.

__________ من الممكن التمثيل كذلك باللغة العربية التي يمكن1

فيها تقديم المفعول على الفعل أو الفاعل، سواء كانالمفعول ضميرا أو اسما ظاهرا. "المترجم".

(1/54)

- المفردات؛ علما الداللة وتاريخ الكلمات:9 ينكر بعض اللغويين أن تكون اللغة تكتسب في شكل

كلمات مفردة، أو أن يكون المتكلم على وعي بالكلمات مفردة حين يتكلم، إن هؤالء يفضلون أن

يتحدثوا عن العملية اللغوية على أنها تبنى على جمل أو مجموعات كالمية، وهناك شك حول صدق هذه

النظرية. وعلى أي حال، سواء كانت صحيحة أو ال، فإن الكلمة المفردة قد قبلها علماء اللغة على أنها موضوع من الموضوعات الرئيسية لعلم اللغة، وعلى أنها محل

.vocabularyاهتمام ما يعرف بعلم المفرادات وكما يتضح من معاجمنا الضخمة، فإن أهم المشاكل المرتبطة بالمفردات هي ما يتصل بالداللة المفردة

، وتاريخ الكلمات وتطورهاsemanticsلكل كلمة etymologyوكال الموضوعين، وخصوصا ثانيهما يمثل .

مكانة هامة لدى عالم اللغة التاريخي ال الوصفي، وعلى كل حال فإنه من الممكن تماما دراسة الداللة بطريقة وصفية محضة تركز على المعنى أو المعاني التي تدل عليها الكلمة اليوم "أو عند أي لحظة زمنية معينة" من

غير إشارة إلى كيفية اكتساب الكلمة لمعناها هذابمرور الوقت.

(1/55)

- تصنيف اللغات:10 حتى اآلن، ناقشنا موضوعات تمس اللغة بوجه عام،

وتتعلق باللغات جميعها قديمها وحديثها، وهذه المناقشة قد خصصت لموضوعات من علم اللغة العام أو

تصنيف اللغاتالوصفي أو التركيبي، ولكن حينما نأتي ل نكتشف أن هناك طريقتين رئيسيتين للتصنيف، هما:

القرابة اللغوية أو الرجوع إلى األصل، والطريقة التشكيلية أو التصنيف على أساس وسائل بناء الكلمات

وتوليدها، أما الطريقة األولى فتعد في معظمها تاريخية، وأما الثانية فوصفية، وهناك طريقة ثالثة غير علمية تعتمد على المعيار الجغرافي "اللغات األوربية,

اللغات اإلفريقية لخ". وهذه الطريقة ما تزال مستعملة في المجاالت التي يصعب فيها تطبيق أحد المنهجين

السابقين، حينما تكون معلوماتنا "أو حينما كانت حتى عهد قريب جدا" غير كافية. ولهذا فنحن ما نزال نتكلم

عن اللغات األسترالية الوطنية أو غيرها، "واضعين تحت المنطقة الجغرافية ما قد يمكن تصنيفه إلى أنواع

متعددة لو طبقنا أحد المنهجين األولين، والتصنيف

الجغرافي -على أي الحاالت- ربما يكون جديراباالستعمال ألغراض لغوية جغرافية.

geneticأما التصنيف على أساس القرابات اللغوية classificationفيتطلب وال شك دراسة تاريخية ،

لربط اللغات بأصل معروف أو تخميني. اللغات الرومانسية مثال مصطلح يستعمل ليغطي كل اللغات

التي ترجع إلى أصل التيني. ولكن الالتينية نفسها تعتبر عضوا في عائلة أكبر تسمى اللغات الهندية األوربية

وإن التقسيمات الواسعة إلى عائالت لغوية كبيرة مثل الهندية األوربية، والحامية السامية، والطوراني لتتضمن

لغات يبدو رجوعها في القديم إلى أصل واحد، فهي لذلك رغم بعد ذلك األصل وعدم توافر وسائل اإلثبات

أحيانا تقسيمات واضحة إلى حد كبير، أو على األقلمحتملة الصحة.

typologicalوأما التصنيف التشكيلي classificationالذي ربما يكون أو ال يكون قد بني

على عوامل تاريخية, فيهتم أوال بالتركيب الحديث للغة، ولذا فهو في جزئه األعظم وصفي. أما األنواع العامة

للغات فهي كما يلي: وهي التي تدلinflectlonal- اللغات التصريفية 1

على العالقات النحوية عن طريق السوابق واللواحق والتغييرات الداخلية في بنية الكلمة وإذا استعملنا

مصطلحات أكثر تحديدا، نقول عن طريق الجمع بين مورفيمات حرة ومتصلة على سبيل المثال: الكلمات

وفي لغات مثلwalk-ing وwalk-s وwalkاإلنجليزية الالتينية أو الروسية يقل بشكل ملحوظ عدد

المورفيمات الحرة، حيث إن األسماء والصفاتواألفعال ال يمكن -بوجه عام-

(1/56)

"أوpolysynthetic- اللغات المركبة 4incorporatingوهي التي تركب أعدادا من ،"

المورفيمات المتصلة في شكل عبارة واحدة، بحيث تكون الوحدة هي المجموعة الكالمية أو الجملة ال

الكلمة، ومثال ذلك: التي تعني: أنا أبحث عنg-nagla-sl-i-zak-sالعبارة:

" تفيد معنىnagla" معناه "أنا" و"gقرية: فالرمز " " صفة األسميةnagla" أداة تعطي "sl"مقيم" و"

" فهي سابقة فعليةiليصبح معناها معها "قرية". أما "

" فمعناها "أبحثzak" فعل. أما "zakتدل على أن " " تدل على االستمرار. وال أحد من هذهsعن" و"

الواحدات يمكن أن يعطي معنى محددا لو استعملبمفرده.

وإن اللغات التي ينظر إليها باعتبارها تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة لتعيد توزيع نفسها إذا صنفت بالطريقة

التشكيلية، فداخل اللغات التي تنتمي إلى العائلة

(1/57)

الهندية األوربية، والتي كانت في أصلها تصريفية إلى حد كبير، نجد اللغتين اإلنجليزية، واألفريكانية تميالن

إلى نوع اللغات المفردة نظرا لتوسعهما في إسقاط اللواحق، واستعمالها لألصول المجردة -ذات المقطع

الواحد غالبا- التي يدل على معناها عادة بنظام الجملة. وإلى جانب ذلك نجد في نفسي العائلة، اللغة الهندية

التي تقرب من نوع اللغات الالصقة، تاركة نظام النهايات التصريفية الموجود في اللغة السنسكريتية، ونجد الفرنسية، في بعض صيغها المتكلمة، تميل إلى

نوع اللغات المركبة.

أما توزيع اللغات ودراسة جغرافيتها فموضوع -في عمومه- وصفي، حيث يعالج الجانب الجغرافي للغة، ولكنه مع ذلك يمكن أن يحوي مالمح تاريخية، إذا ما

أخذ في االعتبار مقارنة امتداد اللغة وأهميتها في لحظة معينة من الزمن بها في لحظة متقدمة، ولقد كانت أمريكا الشمالية -على سبيل المثال- مغطاة تماما بلغات أمريكية هندية ولغات اإلسكيمو خالل القرن

الرابع عشر، ولكنها اآلن مغطاة باإلنجليزية، واإلسبانية والفرنسية، إلى جانب اللغات األصلية المحصورة بين

بعض األقليات والمجموعات المحلية المنعزلة.

(1/58)

- علم اللغة المقارن؛ إعادة التركيب اللغوي:11 comparative linguisticsكان علم اللغة المقارن

بمفهوم القرن التاسع عشر يعني تماما علم اللغة التاريخي. إنه يحوي أساسا منهجا للبحث بواسطته

توضح مجموعة من اللغات -عادة في أشكالها المؤكدة القديمة- بعضها بجانب بعض بقصد الوصول إلى

الروابط والعالقات بينها. وبالوصول إلى ذلك يمكن

فرض صورة اللغة األم التي تفرعت منها هذه اللغات، والتي لم تصلنا مادتها فعال. والفضل كل الفضل يرجع

إلى هذا المنهج في تقسيم اللغات إلى عائالت، إن المقارنة بين صيغ لغات قديمة مثل السنسكريتية

واليونانية القديمة والالتينية واأليرلندية القديمة والسالفية القديمة والقوطية تؤكد بشيء ال يقبل الجدل

أن

(1/58)

كل هذه اللغات قد انشعبت عن لغة غير مكتوبة امتدت فروعها من شمالي الهند إلى أيسلندة، وشملت معظم

أوربا وأقساما كبيرة من جنوب غربي آسيا، وقد أدى هذا إلى اختيار اسم اللغات الهندية واألوربية لهذه

العائلة، وقد مكن هذا المنهج المقارن اللغويين -من جهة- من إعادة خلق تلك اللغة األم، على األقل على سبيل المحاولة، كما مكنهم -من جهة أخرى- من أن

يقرروا مع شيء من الثقة أن اللغات الحديثة مثل اإلنجليزية واأللمانية واألسكندنافية والرومانسية

والسالفية وكذلك اللتوانية واليونانية واأللبانية واألرمينية

والفارسية ومعظم اللغات الموجودة اآلن في شمالالهند وباكستان كل أولئك ترجع إلى لغة أم واحدة.

ومقارنة اللغات -على كل حال- يمكن القيام بها اآلن بطريقة وصفية بالنسبة للغات العالم الحديثة بقصد الوصول إلى مواطن االتفاق واالختالف في نماذجها

الصوتية وتراكيبها النحوية ورصيدها اللغوي من المفردات، ولعله من الحق أن يقال إن علم اللغة

المقارن في صورته المبسطة يدخل في دراسة كل اللغات األجنبية وتدريسها، ما لم تتجنب هذه المقارنة بطريقة مباشرة عمدية، من غير أن يؤخذ في االعتبار

لغة المتكلم نفسه، أو يشار إليها ألبتة، "وحتى هنا فمن المستحيل أن تمنع المتعلم من عقد هذه المقارنة في عقله بين صيغ اللغة التي يتكلمها ويعرفها، وما يقابلها

في اللغة التي يريد اكتسابها وتعلمها". وإن منهج البحث التاريخي المقارن ربما امتزج بالمنهج الوصفي حين يأخذ الدارس لغة ما في فترتين زمنيتين معالجا كال منهما أوال معالجة وصفية "وذلك باستخالص

النماذج الصوتية والتراكيب النحوية والرصيد اللغوي لكل مرحلة من مراحل اللغة"، وأخيرا يقارن االثنتين

ليصل من ذلك إلى التغيرات التي طرأت على الظواهرالتي يهتم بدراستها.

(1/59)

- الكتابة:12 إن الصورة المكتوبة للغة، التي كانت، وال تزال،

وستظل ذات أهمية ضخمة للجنس البشري في نقل المعاني من مكان إلى مكان عبر السنين "على الرغم

من تضاؤل قيمتها نسبيا أما وسائل القرن العشرين المختلفة في تسجيل أصوات الكالم المنطوق" لتعد من وجهة نظر علم اللغة مفيدة ومضمرة في وقت

واحد. إنها مفيدة بمقدار ما أمدتنا به من مادة لتلك اللغات

التي اختفت من عالم الوجود، وهي مضرة ألنها ليست دائما أمينة في إعطاء الصورة المنطوقة كما هي، بل ربما كانت خادعة ومضللة، وليس هناك مثال في هذا المقام أدل على التعبير عما نعنيه من طريقة الهجاء

الحديثة للغة اإلنجليزية التي تعطي صورة جزئية،وكثيرا ما تكون مضللة، لطريقة النطق اليوم.

وللكتابة طريقتان رئيسيتان: الطريقة التي تعبر عن-Pictographicالفكرة بصورة أو رمز وتسمى

ideographic أو logographicوذلك مثل اللغة" الصينية" حيث ال توجد أي رابطة بين األصوات

المنطوقة والرموز المكتوبة، ألن تلك الرموز تشير ، أما الطريقة الثانية1مباشرة إلى الصورة الذهنية

-syllabicفتعرف بالطريقة األبجدية المقطعية alphabeticحيث تمثل الرموز المكتوبة أصوات اللغة

المنطوقة. فكأن تلك الرموز يعد كل منها رمزا لرمز. "اللغة المتكلمة نفسها تعد سلسلة من الرموز

".2التحكمية لصورة ذهنية__________

في اللغة الصينية، الكلمة المنطوقة لتدل على1 الفرس، نعبر عنها كتابيا برمز كان أصال صورة حقيقية

والكلمة التي تدلpictogramالفرس، وهذا يسمى على الشرق يعبر عنها كتابيا بواسطة صورة الشمس

.ideogramتشرق فوق شجرة، وهذا يسمى في نظام الكتاب للغة األمهرية الحبشية يمثل كل2

رمز تركيبا مقطعيا يتكون عادة من ساكن + علة "مثل المقطعيةالكتابةبا، بي, بو" وهذا يعرف باسم

syllabic scriptأما النظام األبجدي العادي، فكل رمز فيه يمثل صوتا متكلما مفردا "في اإلنجليزية مثل

ba=a+bو so=o+s."

(1/60)

وهذا رسم يبين طريقتي الكتابة الرئيسيتين: والحقيقة القائلة: إن اللغة المتكلمة عرضة للتطور

بسرعة في حين أن المكتوبة تميل إلى الجمود والتمسك بالتقاليد تفسد العالقة الم ثالية بين الرموز

الكتابية واألصوات المنطوقة، وهذا يعني أننا في دراستنا اللغوية -سواء كانت وصفية أو تاريخية- يجب

أن نأخذ الحيطة في قبول اللغة المكتوبة -انخداعا بقيمتها الظاهرية- على أنها أشرف وأرقى من اللغة المنطوقة، إن الثقة في النصوص المكتوبة يجب أن تقرر دائما في حذر، وليس معنى هذا أنها يجب أن

تستبعد أو تطرح جانبا من ميدان دراستنا، فهذا غير مقبول وبخاصة في الدراسة التاريخية، حيث ال يوجد

لدينا من المادة الموثوق بها سوى هذه النصوص المكتوبة رغم نقصها، ولكن في مجال علم اللغة

الوصفي أو التزامني، فإن وجود متكلمين باللغة على قيد الحياة، وسهولة تسجيل كالمهم قد قلل من

االعتماد على النصوص المكتوبة. ولكن يجب أن يؤخذ في االعتبار في الصيغة المكتوبة للغة -وخصوصا إذا كانت اللغة واسعة االنتشار- تقوم

بدور هام في تعطيل تيار التغير الذي يلحق لغة الكالم بسرعة إن لغة الكالم إذا تركت وشأنها تكون عرضة لتغيرات طبيعية فطرية تبعدها عن المركز تعبر عن

نفسها بسرعة خالل الزمن وتظهر في شكل

(1/61)

. وكال العاملين "التطور الفطري1لهجات عبر الزمان واالنقسام إلى لهجات" يعوق تحقق الغاية العملية للغات وهي االتصال وإن الصيغة المكتوبة بفرضها

مستوى معينا من الصواب -مهما كان تعسفيا- تعطل حركة هذين العاملين وتعوق فعاليتهما، إنها تحرك قوى

مركزية جاذبة -ولو صناعية- تعادل القوى المركزية الطاردة الموجودة في اللغة. اللغة المكتوبة إذن

تساعد على تحسين وسائل االتصال -حتى في مجاالت

التفاهم الشفوي- بين أعضاء الجماعة اللغوية الواحدة "إن فائدتها -على األقل- تتمثل في إضفاء روح اللغة

األدبية المشتركة -التي تتمتع باهتمام الدارسين- على اللغة المتكلمة ليسهل التفاهم بها، وإال فإنه من

المشكوك فيه أن يتمكن رجالن فرنسيان أحدهما من الشمال واآلخر من الجنوب من أن يتفاهما بسهولة وفي الصين حيث نعد لغتها المكتوبة معقدة، تتقطع

الصلة بينها وبين لغة الكالم بشكل عاق تفاهم الصينيينمن ذوي اللهجات المختلفة بعضهم مع بعض.

وإنه من المحتمل -في المستقبل القريب- أن يزيد نفوذ االتجاه المحافظ المعياري الذي تمثله الصورة

المكتوبة للغة، والذي أخذ في الظهور منذ عهد قريب عن طريق الوسائل الفعالة المنتشرة لالتصال

الشفوي، مثل أجهزة الراديو والتليفزيون واألفالم الناطقة، ولهذا فإنه في معظم البالد المتحضرة قد

ظهرت للغة الكالم صورة أدبية إلى حد ما، أو هي فيطريق الظهور.

__________ اللغة الالتينية التي كانت تتكلم أصال في "روما"1

واألماكن المتاخمة لها تغيرت على أرض وطنها

وتحولت أخيرا إلى لهجة روما الحديثة اإليطالية. وكذلك بعد انتشارها في معظم أجزاء الجنوب الغربي األوربي

انقسمت إلى الغالية واأليبيرية وغير ذلك من لهجات التينية عامية، هذه اللهجات تطورت فيما بعد وصارت لغات فرنسية وإسبانية وبرتغالية ... إلخ وهذه بدورها

انقسمت إلى لهجات مختلفة، وإن إنجليزية القرن السابع عشر بلهجاتها المتعددة لم تتطور فقط إلى

لهجات القرن العشرين المختلفة على أرضها وحدها، وإنما أفسحت الطريق كذلك ألشكال من اإلنجليزية

األمريكية انقسمت بدورها إلى لهجات إقليمية.

(1/62)

:توزيع اللغات وعلم اللغة الجغرافي- 13 من أهم الدراسات التطبيقية العلمية لعلم اللغة معرفة

اللغات اإلنسانية -ولو الرئيسي منها- وتوزيعها على أجزاء الكرة األرضية، والعلم بعدد المتكلمين بكل منها، ونوع من يتكلمون بها، وفي أي نمط من الحياة يمكن أن تستعمل، وكيف -إذا تيسر ذلك- يمكن أن تتراجع لغة أمام لغة أخرى، وبخاصة ما كان منها مشهورا،

وراء هذه المعلومات ذات الطابع العام -التي تجمع بين الدراسة الجغرافية واللغوية- يمكن السؤال الخاص

وهذاlanguage identificationبالتعرف اللغوي يتطلب معرفة أولية بأشكال اللغات في صورتها المكتوبة، وكذلك بمعالمها الصوتية األساسية في صورتها المتكلمة، حتى يمكن تمييز كل منها عن

األخرى بواسطة التعرف المسبق. وإن معلومات تفصيلية -إلى حد ما- من هذا النوع تمثل

جزءا من أسلحة المتخصصين اللغويين وخبراتهم. وعالوة على ذلك فإن الحقائق المؤكدة الخاصة بتوزيع

اللغات في العالم واألهمية النسبية للغات الرئيسية منها، يجب، بل ويمكن أن يجعل معروفا لكل األفراد

المثقفين أو المتعلمين حتى من لم يتخصص منهم في الدراسات اللغوية، وهذا القدر من المعلومات، الذي

يعد ذا أهمية عملية كبيرة لغير المتخصصين، أكثر من أهميته للغويين الوصفيين أو التاريخيين، يمكن أن ترد أبحاثه -ولو من الناحية الظاهرة على األقل- إلى كال

النظامين الرئيسيين في الدراسة اللغوية "النظام الوصفي والنظام التاريخي" علم اللغة الوصفي يهتم

أساسا بالحقائق التركيبية المشتركة في مجموع اللغة

أو اللغات. وفي إيضاحه لألسس اللغوية العامة ينزلفي بعض األحيان -وبقصد التمثيل- إلى اللغة المفردة.

وحينما يصف لغة ما بشيء من التفصيل، يعزل هذه اللغة عادة ليتمكن من التركيز على بعض الحقائق

الخاصة بها، ووضعها جنبا إلى جنب مع األسس العامة للغة، أما الدراسة اللغوية التاريخية فتركز -من الناحية

األخرى- على تطور اللغة أو اللغات عبر السنينوالصور العادية للمقارنة التي تلجأ إليها، تأخذ

(1/63)

شكل دراسة لمرحلتين أو أكثر من مراحل لغة واحدة، أو لغتين كانتا في األصل لغة واحدة، وال توجه اهتماما

كبيرا لمقارنة لغات حديثة في صورتها الحالية. يغطي -بشيءGeolinguisticsوعلم اللغة الجغرافي

من التفصيل- الوضع الحالي للغات العالم، عاقدا المقارنة بينها على ضوء العوامل الموضوعية الحديثة مثل عدد المتكلمين، والتوزيع الجغرافي، واحتماالت

االستفادة منها، وأهميتها التجاربة والعلمية والسياسية واالستراتيجية والثقافية في إطار عالمنا الذي نعيش

فيه. ومن بين أبحاثه دراسة عوامل مثل: اللغات المحلية

area languagesومجاالت النفوذ اللغوي، واللغات أوcolonial, واالستعمارية indigenousالوطنية

superimposedمع تتبع نفوذ األخيرة على األولى ، حتى بعد زوال االستعمار. وكذلك دراسة موضوع

فيsecondary والثانوية primaryاللغات األولية منطقة معينة، وما يترتب على ذلك من ثنائية اللغة

bilingualism أو تعددها ،multilingualismويعطي . اهتماما أيضا لموضوع إحالل لغة محل أخرى

substitutionوموضوع اللغات الناشئة من الهجرة أو التجنس، ومن مباحثه كذلك موضوع انتشار اللغات

التي تكونت بطريق االنتخاب المتعمد من مجموعة من ، وغير ذلكkoinesاللهجات اإلقليمة ثم حلت محلها

من اللغات ذات العالقات المشتركة مع غيرها "مثل تلك اللغات التي توضع للتفاهم بين األقاليم المتجاورة

أو تلك اللغاتpidginsبنحو مبسط وكلمات مختلطة , أوcreolesالتي تتولد عن لغة وتتميز ببساطة تركيبها

تلك اللغة التي يتعمد تغيرها من ناحية الهجاء أو النطق أو القواعد النحوية بقصد تيسيرها على المتعلمين

modified languageكذلك يعطي اهتماما للمركز officialاالجتماعي أو التربوي "لغة رسمية

language لغة وطنية ،national languageلغة ، , لهجةdialect لهجة literary languageأدبية

،patoisشائعة بين أفراد الطبقة الدنيا في المجتمع مجموعة من الكلمات أوclass languageلغة طبقية

التعبيرات أو المصطلحات

(1/64)

، لهجة عاميةjargonالخاصة بمهنة أو جماعة معينة siangويهتم إلى جانب هذا كله بمعامل معرفة ."

الذي يوضحliteracy coefficientالقراءة والكتابة مجاالت اللغة المكتوبة، وبالمعاملين الوطني

nationalistic coefficient والديني liturgical اللذين يؤثران في حياة لغة ما، ومدى فاعليتها. وأخيرا

يعطي اهتماما لمشكلة التعايش السلمي بين لغتين "أو أو احتكاكهماsymbiosisأكثر" في مكان واحد،

وتبادل التأثير والتأثر بينهما "إليضاح بعض هذه

المعنون:37المصطلحات ارجع إلى المبحث رقم وظيفة علم اللغة الجغرافي".

(1/65)

الموقع وعدد المتكلمين وتوزيع اللغات في الوقت- 14:الحاضر

يوجد في العالم اآلن نحو ثالثة آالف لغة متكلمة، بخالف اللهجات، وكل لغة من هذه اللغات لها جمهورها

الخاص من المتكلمين الذين يتفاهمون بها، ويتخذونها وسيلتهم العادية التصاالتهم الشفوية، وتعد كل لغة من هذه اللغات صاحبة السيادة في منطقتها الخاصة، وال

بد أن تؤخذ بعين االعتبار. وهناك تفاوت كبير بين هذه اللغات، سواء في عدد

المتكلمين أو في المساحات التي تسود فيها. فمعظم هذه اآلالف الثالثة من اللغات يتكلم بها قلة قليلة من

الناس يتراوحون ما بين بضع مئات إلى ما دون المليون، وتتراوح مناطق اللغات من قرية منعزلة إلى

عدة مئات من األميال المربعة. أما عدد لغات العالم التي تملك جمهورا يبلغ المليون

فصاعدا فال تتجاوز المائة بكثير وحتى من بين هذه المائة التي تحتل مكان الصدارة من الناحية العددية

لغة يتكلم بها أكثر13يوجد تفاوت كبير؛ فهناك فقط مليون نسمة. وبين اللغات الثالث عشر، وحتى50من

بين المائة، تفاوت كبير في المساحات ومناطق التوزيع، فبعض هذه اللغات يمثل اللغة الرسمية في

مساحات شاسعة من العالم, وبعض آخر منحصر فيمنطقة جد صغيرة. وبعضها يتكلم في مناطق غير

(1/65)

متالصقة، وبعضها اآلخر يتركز في منطقة واحدة، وبعض اللغات مثل اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية تتمتع بمعامالت عالية في مستوى اإلنتاج والتجارة والنتاج العلمي واألدبي، وبعض آخر يستعمل بين

جماعة من الناس يمكن أن توصف بالتخلف حيث يهبط فيها مستوى اإلنتاج، ويقل حجم التجارة، وينعدم -أو

يكاد- إنتاجها العلمي والعقلي، -هذه هي الحال مع معظم اللغات الهندية األمريكية في الواليات المتحدة

األمريكية، ومع اللغات الوطنية في أستراليا. بعض هذه

اللغات تستخدمها مجموعات بشرية ذات مكانة سياسية وعسكرية ممتازة "مثل اإلنجليزية والروسية"، وبعضها يعاني في تفاهة مركزه السياسي والعسكري "مثل لغة هاواييني وبعض لغات نيوزلندة", ولكن بعضا

من لغات القسم الثاني تستعمل في مناطق ذات مركز سياسي واستراتيجي هام، على الرغم من ضآلة قيمة

المتكلمين بها "مثل الفيتنامية، والسواحيلية في شرقيإفريقية".

وإن الدراسة التفصيلية الموضوعية العلمية لكل هذه العوامل لتشكل المجال الحقيقي لعلم اللغة الجغرافي،

وعلى ضوء ما هو معروف عن مجاالت علم اللغة بفرعيه الرئيسيين الوصفي والتاريخي، وميادين بحث

كل منهما، فإنه من غير المتوقع أن يتمكن أي من هذين الفرعين من معالجة الموضوعات السابقة على

وجهها األكمل، أو يدعي لنفسه المقدرة على فعل ذلك.

(1/66)

:لغات المناطق وأهميتها النسبية- 15 بعض اللغات -ألسباب تاريخية سابقة- قد فرضت

نفسها كلغات عامة للتفاهم في مناطق تتجاوز منطقتها األساسية التي تعتبر فيها لغة وطنية، وربما أصبحت مكانتها كبيرة في تلك المناطق الجديدة، ومثال ذلك

األلمانية في وسط أوربا، والفرنسية في الشمال اإلفريقي واإلنجليزية في الهند، وتتفاوت درجة أهمية

تلك اللغات وفائدتها في أداء وظيفتها تفاوتا كبيرا. وفي القديم، كانت اليونانية والالتينية تستعمالن كلغات مناطق على طول حوض البحر المتوسط وغربي أوربا،

وقد ثبتت اللغة الالتينية في النهاية دعائمها كلغة متكلمة عامة في مناطق واسعة كان أصحابها يتكلمون

في األصل لغات أخرى. وفي العصور الوسطى كان استعمال الالتينية لغة العلم والدين يشمل أوربا الغربية

كلها، أما اآلن فإن اإلنجليزية تستعمل كلغة بديلة في مناطق واسعة مثل الهند وباكستان اللتين كانتا يوما ما ضمن المستعمرات البريطانية، وكذلك اللغة الفرنسية

التي تستعمل بطريقة مماثلة في حوالي نصف إفريقية، كذلك فإن الروسية هي لغة التفاهم العامة

في أقاليم االتحاد السوفيتي في آسيا التي ال تعدالروسية لغتها األساسية.

هذا االنتشار لبعض اللغات ليغطي -بصورة أو بأخرى-

مناطق واسعة لم تكن تتكلمها من قبل يعطي أهمية . وفيarea languagesلما سميناه بلغات المناطق

بعض الحاالت من الممكن التكهن -على أساس دراسة العوامل والظواهر الموجودة- أن لغة معينة سوف

تتمكن في النهاية من فرض نفسها في منطقة معينة، وتحل محل لغات أخرى ما تزال مستعملة حتى اآلن

في هذه المناطق. وفي حاالت أخرى من الممكن التنبؤ -على نفس األساس- بأن لغة منطقة معينة سوف

تتقهقر، وفي النهاية تختفي من أجزاء معينة في المنطقة المستعملة فيها اآلن، وعلى هذا فإن

السواحيلية من الممكن أن تحل محل اإلنجليزية في شرقي إفريقية، وإن الهوالندية آخذة في االختفاء

بالفعل من إندونيسيا. ولكن هذه التقديرات اللغوية لالحتماالت المستقبلة، مع

تطبيقاتها الواسعة المدى تحتاج إلى دراسة متخصصةوال شك.

(1/67)

- اللغة األدبية, اللغة الوطنية, اللهجات, اللغة16الدارجة, العامية:

كل الدارسين لعلم اللغة دراسة وصفية أو تاريخية يجتهدون ليضعوا حدا فاصال بين اللغات واللهجات، وبين

المستويات االجتماعية والتعليمية المتنوعة للغة الواحدة المعينة، ولكنهم نادرا ما يتبعون طريقا واقعيا

في اإلشارة إلى تلك الظواهر اللغوية، أو محاولة تفسيرها في ضوء أهميتها العملية، سواء للمجتمع أو

لألفراد، وهذا راجع -في األعم األغلب- إلى سوء تقديرهم لما يشكل اتجاها علميا، وانحرافهم في اختيار

الحقائق التي يمكن أن تعتبر أحكاما ذات قيمة. إنه ليس حكما ذا قيمة أن تصف لغة ما بأنها تحتل

مكانا عمليا عظيما أكثر من غيرها إذا أخذت في االعتبار العوامل الموضوعية المحققة مثل عدد

السكان، ومناطقهم السكنية وإنتاجيتهم، وليس حكما ذا قيمة كذلك أن تدعي أن لغة ما -في الوقت الحاضر-

تفوق غيرها ثقافيا إذا كانت ثمرات الثقافة تتحقق بصورة واضحة في شكل نتاج عقلي وأدبي وعلمي،

وأخيرا، فليس حكما ذا قيمة أن تدعي أن شكال معينا من أشكال اللغة تسعمله الجماعة كلها، يجري على

ألسنة الطبقة المثقفة, أن تدعي أنه أفضل من شكل آخر يتصف بالمحلية، ويستعمل بين طائفة من األميين

أو أنصاف األميين. ومن الطبيعي تحت ظروف معينة أن يكون األبلغ استعمال اللغة األكبر محلية أو األقل ثقافة فبعثة

تبشيرية إلى أدغال األمازون نجد من األفضل لها أن تستعمل لغة هندية قليلة األهمية ال أن تستعمل لغة

يستخدمها مئات الماليين من األوربيين، وضابط البوليس في تعقبه للمجرمين يجد لغتهم الخاصة أنفع

له من لغة المحامين واألطباء واألساتذة، ولكن هذهحاالت استثنائية ويجب أن تعرض كما هي.

وإن وجود دعائم التوحد بشكل واسع وقوي بين جماعة nationalما ليبرز ما يسمى باللغة الوطنية

languageوهذه اللغات الوطنية كانت في األصل ظواهر صناعية تتكون في معظم األحيان إما من لهجة معينة اختيرت لتقوم بوظيفة عامة، وإما من مجموعة من اللهجات طفت على السطح، أو حدث توفيق بينها

كحل وسط. ويحدث هذا عادة استجابة لحاجة ملحة في التفاهم العام، وخصوصا لتيسير التبادل التجاري

بين األقاليم المتعددة، إن اللغة

(1/68)

الوطنية هي الصورة الكالمية التي تحظى بتأييد الحكومة، وتدرس -نظريا على األقل- في مدراس

الدولة. وكثيرا -ولكن ليس دائما- ما تتطابق اللغة الوطنية مع

التي تؤدي بهاliterary languageاللغة األدبية معظم األعمال الكتابية، وقد كان هذا هو الحال مع

فيFlorentine Tuscanاللغة الفلورنتية التوسكانية إيطاليا، وإن تم ذلك بعد إدخال تعديالت كبيرة

واالستفادة من اللهجات األخرى، وغالبا ما يكون للهجة شكل أدبي ونتاج أدبي، وربما -من أجل ذلك- وصفت بأنها لغة أدبية، هكذا كان الحال مع اللهجة البيكاردية

picardفي العصور الوسطى بفرنسا، ومع لهجة ، ولكن ظهورmodern Neapolitanنابولي الحديثة

اللغة الوطنية -على أي حال- يثبط الهمم في استعمالاللهجات للتعبير عن اإلحساسات األدبية.

اللهجات إذن تعتبر شكال محليا للكالم يستعمل في محيط واسع. وإن كان من الممكن أن تصنف اللهجات إلى وحدات كبيرة على أساس من سماتها العامة، فإن

البحث الدقيق قد أثبت أن مثل هذا التصنيف -على الرغم من فائدته- يعد من صنع الخيال إلى درجة

كبيرة. ال يوجد -من الناحية الموضوعية- شيء كهذا في الواليات المتحدة األمريكية مثال؛ فال يوجد ما يمكن أن يسمى لهجة جنوبية، أو لهجة غربية وسطى، أو لهجة

نيو إنجالند، ولكن توجد سلسلة من الخصائص المحلية غير المتناهية مع بعض مالمح مشتركة من ناحية

ومالمح متباينة -من إقليم إلى إقليم- من ناحية أخرى. وعلى أساس من الحقيقة المطلقة، فإن كل مدينة أو بلدة أو قرية لها لهجتها الخاصة. وقد وضع الفرنسيون

لهذه الصورة الكالمية المحلية غير المكتوبة اسمpatoisولو ذهبنا بالتحليل أبعد من ذلك ألمكننا أن .

نقول إن كل شخص على حدة له خصائصه النطقية المختلفة التي تميزه عن غيره، حتى ما بين أعضاء

أسرته القريبين، والتي تسمح ألصدقائه ومعارفه بأن يميزوه في حالة عدم رؤيته عن طريق صوته. هذه

الصورة

(1/69)

.idiolectsالفردية للكالم تسمى العادات الكالمية ومن ناحية أخرى فإن الحدود المميزة للصور الكالمية الفردية المتنوعة ربما تمثل بخطوط افتراضية تسمى

وهناك -على سبيلisoglossesالخطوط الفاصلة المثال- خط افتراضي واضح محدد يمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي يخترق معظم األراضي

األلمانية، وعلى أحد جانبي هذا الخط يقول المتكلمون:dat :وعلى الجانب اآلخر يقولون dasوإذا كان هذا .

الخط االفتراضي ال يتطابق دائما مع الواقع فإنه غالبا ما ينظم الظواهر في شكل حزم أو مجموعات، مع

اختالفات بسيطة نسبيا، وإذا أخذ المرء المتوسط أو المعدل أو مجموعات مع اختالفات بسيطة نسبيا، وإذا

أخذ المرء المتوسط أو المعدل لهذه الخطوط الفاصلة فإنه يمكنه أن يحدد خطأ مفردا يفصل منطقة لهجة رئيسية عن غيرها. وهذا هو أساس الطريقة العلمية

لتصنيف اللهجات الرئيسية في لغة معينة. ومن الناحية العملية، لكل لغة مستويات مختلفة على أساس الطبقة االجتماعية أو التعليمة، وناتج هذا يمكن

أن يسمى اللغات الطبقيةclass languagesفحينما يستعمل المتعلمون في .

مجتمع ما طريقة كالمية خاصة نجد طبقة أنصاف المتعلمين يستعملون طريقة أخرى. وقد أدى هذا إلى

ظهور المصطلح اإلنجليزي المستخدم في بريطانيا . ولغة غيرU"languageوهو: لغة الجامعيين "

وlidy "فكلمات مثل non-U"languageالجامعيين "bobيتجنبها اإلنجليزي الجامعي عادة" وإلى جانب ذلك

فهناك بعض المهن، واألعمال التي تستعمل نوعا معينا من المفردات والمصطلحات وهذا يختص باسم

jargon أما الصورة الدارجة للغة .colloquialفهي التي تستعمل في مجاالت األحاديث غير الجادة، حتىمن رجال مثقفين، ونادرا ما تستعمل في األحاديث أو

l've got fiveالكتابات الرسمية "وذلك مثل: dollarsوقد تهبط اللغة الدارجة إلى درجة أكبر ."

فتدخل تحت ما تسميه المعاجم القديمة باللغة المبتذلةvulgarisms مثل" I ain't seen himأو العامية

slangمثل

(1/70)

He packs a gat،التي ربما كانت لها صفة المحلية ." ولكنها في الغالب تتصف بالعمومية. هذه الطبقات

االجتماعية أو الثقافية للغة هامة، جدا من وجهة نظر علم اللغة الجغرافي، ألنه تبلور الصورة العامة

للتنوعات اللغوية المستعملة على ظهر الكرة األرضية. وإن الفروق الطبقية في اللغة -التي تحدثنا عنها سابقا- تعد أكثر فعالية في اللغات الثقافية الكبيرة الهامة، منها في اللغات األقل متكلمين وثقافة، ومع ذلك ففي بعض الحاالت يمكن للنوع األخير من اللغات أن يمثل ما يعد

من الناحية، العملية طبقات اجتماعية، عن طريق استعمال مجموعة من الناس لبعض الصيغ المنبوذة

لدى مجموعة أخرى من المتكلمين بنفس اللغة، وفي بعض القبائل الهندية األمريكية -على سبيل المثال-

تتكلم المرأة لغة تختلف إلى حد كبير عن لغة الرجل. وسترد معلومات أوفى عن بعض المصطلحات السابق

اإلشارة إليها، من وجهة نظر علم اللغة التاريخي في وعنوانه: نقاط اتصال مع علم اللغة28المبحث رقم

الوصفي وعلم اللغة الجغرافي.

(1/71)

:الصورة اللغوية المتغيرة- 17 إن االتجاه الطبيعي للغة، وبخاصة في صورتها الدارجة أو المتكلمة، هو اتجاه يبعدها عن المركز، أو ما يمكن

. فاللغةcentrifugalأن يسمى اتجاها طرد بمركزيا تميل إلى التغير، سواء خالل الزمان أو عبر المكان،

إلى الحد الذي ال توقف تياره العوامل الجاذبة نحو المركز أو التي يمكن أن تسمى بالجذبيمركزية

centripetalهذه الخاصية العالمية للغة هامة لعالم . اللغة التاريخي حيث إنها تشكل األساس في كل تغير

لغوي، وهي هامة لعالم اللغة الوصفي ألنها تكون األساس لالختالفات اللهجية أو الطبقية التي يصادفها

الباحث

(1/71)

في اللغة موضوع دراسته ووصفه وتحليله. وهي هامة لعالم اللغة الجغرافي، ليس فقط بسبب أنها تعطيه

صورة -أقرب إلى الدقة- للغات العالم، وتبين له أهمية بعضها بالنسبة للبعض اآلخر، ولكن أيضا ألنها تمده

باألسس التي يبنى عليها تنبؤاته فيما يتعلق بمستقبل

اللغات في العالم. ومن الحقائق العامة أنه وجدت -في الماضي- لغات معينة كانت يوما ما هامة ومنتشرة, ثم اختفت من

الوجود نهائيا وبادت معالمها، اللهم إال من بعض نصوص كتابية وكلمات قليلة افترضتها لغات كانت أكثر حظا، وهي تلك التي عاشت وازدهرت، وهناك لغات أخرى أظهرت قوة جبارة في التوسع واالمتصاص واستمالة

أعداد هائلة من المتكلمين الجدد الذين لم يسبق استعمالهم لها. وقد كانت اللغة الالتينية من ذلك النوع

الذي جذب عددا من المتكلمين بلغات مثل اإلتروريةEtruscan واألسكانية Oscan واألمبرية Umbrian وألسنة أخرىGaulish والغالية Iberianواأليبيرية

كثيرة ضاعت معالمها وقد عاشت الالتينية ونجحت، وظلت تنبض فيها الحياة حتى عصرنا الحاضر في شكل اللغات الرومانسية التي هي في الواقع سليلة الالتينية،

وهي هي مع بعض خالفات حدثت بمرور الزمن. ولو انتقلنا إلى لغات حديثة زمنيا لشاهدنا ازديادا في

قوة الشخصية وعدد المتكلمين بالنسبة للغات كاإلنجليزية والفرنسية واإلسبانية والروسية، فكل منها

قد اكتسب متكلمين جددا عن طريق االمتصاص من

ناحية، والنمو الطبيعي من ناحية أخرى، ونحن في بعض األحيان نصطدم بلغات مثل اللغة الصينية التي يرجع التزايد العددي لمتكلميها إلى سبب واحد، وهو

النمو السكاني الداخلي. وإنه من بين وظائف عالم اللغة الجغرافي أن يدرس

العوامل التي تؤدي إلى تقدم لغة أو تقهقرها، وأنيعكس صورة اللغة المستقبلة من خالل حاضرها.

(1/72)

ولكن الوظيفة األخيرة جد صعبة، وذلك بسبب تعدد وتنوع العوامل التاريخية التي تدخل في تكوين تلك

الصورة، وهذه العوامل قد تكون ذات طبيعة عسكرية أو سياسية أو اقتصادية أو دينية أو ثقافية. فاللغة

الالتينية مثال قد انتشرت نتيجة لغزو عسكري، وحنكة سياسية، ومهارة إدارية، ولكن بقاءها مؤخرا في

مساحات واسعة كان مرده -في األعم األغلب- إلى عوامل دينية، حيث كانت اللغة الالتينية قد أصبحت اللغة الرسمية للكنيسة المسيحية الغربية، وامتداد

اللغة العربية كانت نتيجة لعالم الغزو العسكري

المصحوب بالتوسع الديني، وقد أصبحت القشتاليةCastilianهي اللهجة الغالبة في شبه الجزيرة

اإلسبانية نتيجة للدور العسكري الذي لعبه المتكلمون . وإن التوسعMoorsبها بعد إعادة فتحها على يد المور

الالحق للقشتالية إلى مسافات بعيدة من العالم الجديد كان يرجع إلى الجهود االستعمارية التي امتزجت

بعوامل عسكرية ودينية واقتصادية، وقد حدث شيء مماثل بالنسبة للغة اإلنجليزية، باإلضافة إلى الفعالية

الكبيرة لعامل االمتصاص لمجموعة ضخمة من المهاجرين وأعقابهم، الذين كانوا يتكلمون عادة لغة

أخرى غير اإلنجليزية، وإن لهجة شمال فرنساFrancienبعد انتصارها في العصور الوسطى على

لهجات أخرى أدبية مماثلة، نظرا لما تصادف من أنها اللهجة المحلية لباريس حيث البالط الملكي،

استطاعت مؤخرا أن تفرض نفسها على مساحات واسعة من األرض نتيجة قوة عسكرية واستعمارية منناحية، وما تتمتع به من إغراء ثقافي من ناحية أخرى. واستنتاجا من دروس الماضي ينبغي على عالم اللغة

الجغرافي أن يقاوم أي زعم بأن المركز النسبي الحالي للغات العالم اليوم سوف يستمر، إن الصورة

التي يجب أن تكون مائلة أمامه هي أن اللغة سريعة التطور، ولربما لم تكن هذه الصورة في أي يوم مضى

أصدق منها اآلن. وبينما يجب على اللغوي أن يصفموضوعيا

(1/73)

صورة لغات العالم كما تظهر اآلن، وربما يعطي تنبؤات متحفظة عن المستقبل. يجب أن يكون مستعدا

للتغيرات المفاجئة وربما المروعة، وقد شاهدنا فعال.1تغيرات متعددة من هذا القبيل خالل القرن الحالي

__________ من بين هذه التغييرات تدهور منزلة اللغة الفرنسية1

واأللمانية -ربما لفترة مؤقتة- خالل الحربين العالميتين األولى والثانية، وارتفاع منزلة اللغة اإلسبانية بعد

الحرب العالمية األولى، واللغات الصينية والعربية بعد الحرب العالمية الثانية، ومن الممكن كذلك اإلشارة إلى ازدياد مكانة بعض اللغات الناشئة حديثا، والتي

تعتبر لغات اصطناعية إلى حد ما، مثل اللغة األندونيسية التي هي اآلن اللغة الرسمية لدولة يبلغ

تعدادها حوالي مائة مليون ومثل هذا ينطبق على " التيTagalogاللغات الهندية واألردنية والتاغالوغية "

صارت اللغات الرسمية للهند والباكستان والفليبين "على التوالي"، ولكن ليس بدون مقاومة من متكلمين

بلغات أخرى في هذه المناطق.

(1/74)

القسم الثاني: علم اللغة الوصفي "اصطالحاتأساسية"

:علم األصوات- 18 يتم إنتاج األصوات اللغوية المنفردة "تسمى أيضا

" بواسطة6" "انظر المبحث رقمPhonesفونات تقومانIungsأعضاء النطق اإلنسانية. فالرئتان

بوظيفة المنفاخ الذي يوفر التيار الهوائي الذي يعتبر المادة الخام إلنتاج األصوات اللغوية، هذا التيار الهوائي

wind pipeيتجه إلى أعلى خالل القصبة الهوائية ويواجه تضاريس مختلفة من التقبضات واالنسدادات،

vocal cordsوبمجرد أن يغادر الهواء األوتار الصوتية يمكن له أن يتجه إما إلى الفم أوlarynxوالحنجرة

إلى األنف اللذين يقومان بوظيفة حجرتي رنينresonating chamberواألوتار الصوتية التي يمكن .

يمكن أنAdam's appleتحسسها بملس تفاحة آدم يغلق نهائيا وأن تتذبذب وأن تفتح نهائيا، فإذا أغلقت

األوتار الصوتية تماما تم أطلقت ينتج ما يسمى بالهمزةglottat stopأو بداية تيار النفس الذي يمكن سماعه ،

"وأحيانا في اللغةdie Eierفي تجمع ألماني مثل " حينco-operateاإلنجليزية حين النطق بكلمة "

" األولى إلى الثانية. وقد توجد فيOاالنتقال من " " حينما ينطق حرفbottleنطق لهجي لكلمة مثل "

".bo'le" كأنه همزة، ويكون الناتج صوتا مثل: "Tالـ" فإذا توجه تيار الهواء إلى الفم تنتج األصوات الفموية

oral soundsوإذا توجه إلى األنف نتجت األصوات , وحتى من قبل أن يصل تيارnasal soundsاألنفية

الهواء إلى الفم أو األنف من الممكن إنتاج بعضاألصوات اللغوية داخل التجويف الحلقي. وإن مثل هذه

(1/77)

األوسط فيقابل نقطة االلتقاء بين الطبق وما يسمى . أماhard palateبالغار أو وسط الحنك الصلب

مقدمه فيقابل الغار، وأما طرفه فعادة ما يقابل األسنان السفلي أو العليا. والشفتان تليان اللسان في

القدرة على التحرك من بين أعضاء النطق، ويوجد التي يمكن أن تتذبذب بجريانuyulaكذلك اللهاة

النفس وينتج ما يعرف بالراء اللهوية الفرنسية "يمكن توضيح حركة اللهاة أيضا بحركتها عند النحنحة

الخفيفة". أما األسنان، وسقف الحلق، والتجويفاألنفي فغير قابلة للحركة.

وإنها لحقيقة هامة تلك التي يقررها علم وظائف األعضاء من أن تلك األجزاء المسماة بأعضاء النطق

ليست وظيفتها األولى النطق، وأنها تؤدي وظائف أخرى أساسية في بقاء الكائن الحي مثل التنفس

واألكل. وعند إنتاج أصوات العلة ينفتح الفراغ الفموي بوجه

عام، ويكون حرا، من العقبات بالقياس إليه عند إنتاج األصوات الساكنة، ولكن -مع ذلك- يوجد شيء من االنقباض نتيجة وضع اللسان والشفتين، إن اللسان

يمكن أن يرتفع من مقدمه، أو وسطه، أو جزئه

الخلفي؛ والشفتين يمكن أن تنفتحا إلى أقصى أو أقل حد، وكذلك يمكن أن تستديرا "كما في وضع القبلة" أو

تمتدا إلى األمام. ومعنى هذا أن صوت العلة ربما , أوmiddle، أو وسطي frontوصف بأنه أمامي

central أو خلفي ،backتبعا للجزء المرتفع من ، وسطية،hatاللسان "الكسرة أمامية، والحركة في

والضمة خلفية" وصوت العلة كذلك يمكن أن يوصف علىlow أو منخفض mid أو متوسط highبأنه عال

أساس مدى ارتفاع اللسان إلى أعلى، أو يوصف بأنه أو ضيفhalf open، أو نصف مفتوح openمفتوح close1 على أساسي درجة انفتاح الشفتين.

__________ من الممكن -إلى حد كبير- أن يقال: إن1

المصطلحات: مقفول وعال، ونصف مفتوح ومتوسط، ومفتوح ومنخفض من الممكن استعمال كل زوجين منها كمترادفين في هذا المقام. إن ارتفاع اللسان

يصاحب غالبا -وبطريقة أوتوماتيكية- بقفل الشفتين, " فيiوانخفاض اللسان بفتح الشفتين. ولهذا فإن "

machine"عالية ومقفولة، و e في "metمتوسطة منخفضة ومفتوحة.fatber" في aونصف مفتوحة، و"

(1/79)

وصوت العلة أخيرا يمكن أن يوصف بأنه مستديرrounded أو نصف مستدير ،half roundedأو ،

- على حسب وضع الشفتين )حرفspreadمنبسط نصفawful في aw مستدير، وrule في Uالـ

غير مستدير، أو منبسط".hat في aمستدير و وعلى هذا يمكننا اآلن أن نصف صوت العلة في

machine،"كصوت أمامي منبسط عال "ضيق بأنه أمامي عالlune في uوالصوت الفرنسي

اإلنجليزيةu"ضيق" ولكنه مستدير ليس منبسطا. أما a فهي خلفية مستديرة عالية "ضيقة". وأما ruleفي فهي متوسطة منبسطة منخفضةfatherفي

"مفتوحة". ولعل مما ينبغي مالحظته أن بعضا من هذه اإلمكانيات الناتجة عن اجتماع ثالث صفات متعددة لصوت العلة توجد في بعض اللغات، دون بعض "ال

أمامية عالية مستديرة مثلUيوجد في اإلنجليزية مثال الفرنسية" ولكن من المهم أن نشير إلى أن النطق

الصحيح ألي صوت غير مألوف لدى المتكلم يمكن إلى حد ما أن يتوصل إليه عن طريق وصفه الدقيق بثالث

كلمات موضحة من مثل تلك التي استعملناها فيما سبق بقصد توجيه المتكلم إلى مخرجه الدقيق حين

إنتاجه. وهذه إحدى فوائد المصطلحات اللغوية العلميةالدقيقة.

ومن الناحية الصوتية فإن حرف العلة يتكون من صوت مفرد ال يصحبه تغيير في وضع األعضاء النطقية، ولكن إذا تغير وضع األعضاء النطقية خالل إنتاج الصوت، كما

فإنbone أو sighيحدث في الكلمات اإلنجليزية . ومنdiphthngالناتج يكون صوت علة مزدوجا

الممكن تعريفه بأنه تتابع مباشر لصوتي علة يوجدان في مقطع واحد فقط "من الممكن أن يعرف بأنه صوتا

علة ينطقان في فترة زمنية ال تكفي إال لنطق صوت واحد، وهذا التعريف وإن كان أقل علمية أكثر وضوحا

وتفهما" وهناك إلى جانب ذلك احتمال

(1/80)

توالي ثالثة أصوات علة في مقطع واحد مكونة ما . كما فيtriphthongيعرف بصوت العلة المثلث

buey واإلسبانية waw أو wayالكلمة اإلنجليزية

حيث توجد ثالثة أصوات علة مجتمعةsouiواإليطالية في مقطع واحد.

وفي صوت العلة المزدوج أو المثلث ال بد أن يحتل واحد من االثنين أو الثالثة مكانا بارزا فيكون أطول

زمنيا، وأكثر وضوحا، ويتحمل النبر، ولهذا فإن األصوات األخرى في المجموعة يسمى كل منها نصف علة

semivowel أو نصف ساكن ،semiconsonantأو وإن الصوتين اإلنجليزيين المرموزglideانحداري

-وبخاصة األول منهما- يعامالن بوجه عامy وWإليهما على أنهما نصفا علة. وإذا كان صوت العلة األكثر بروزا

risingتاليا لنصف العلة نتج صوت علة مزدوج صاعد diphthong" وذلك كما في" wa الموجودة في "was

" وإذا كان العكس نتج ما يعرف بعلةyes" في yeأو " " فيow "مثل "falling diphthongمزدوج هابط

blow أو now" ومثل oy في "boy." وهنا يجب أن نلفت النظر إلى ضرورة اليقظة وعدم

"الذيdiphthongالخلط بين ما سميناه علة مزدوجة هو وحدة نطقية" وبين تمثيل صوت واحد برمزين

كتابيين "وهو وحدة كتابية" وهو ما يعرف باسمdigraph وذلك مثل thفي اللغة اإلنجليزية في نحو

this أو ،ph في نحو philadelphis أو ,shفي نحو shirt أو ،ea في نحو beat1وإن طريقة الهجاء .

اإلنجليزية التقليدية غير المرضية أدت إلى تمثيل كثير برمزينmonophthongsمن األصوات المفردة

كتابيين، وكذلك إلى العكس، ونعني به تمثيل كثير من وboneاألصوات المزدوجة برموز مفردة "الكلمتان

fateمثاالن __________

1 ea في beatفسرها بعض األصواتيين األمريكيين it التي في iعلى أنها صوت علة مزدوج مكون من

االنحدارية. ولكن بعضا آخر يتفق معyمتلوة بـ األصواتيين األنجليز في أنها صوت علة طويل.

(1/81)

تتكون صوتيا منbone" في oتوضيحيان؛ فإن "w+o"و ،a في "fate تتكون من y+eهذا التحليل .

يعترف به معظم األصواتيين اإلنجليز، ولكن األمريكيين -بوجه عام- ينكرون هذه االزدواجية, وهم -فيما يبدو-

قد وقعوا تحت تأثير الهجاء التقليدي للكلمتين".

أما الصوت الساكن فهو ذلك الصوت الذي ينطق مع صوت آخر "عادة صوت علة " وهو غالبا ما يحتل في

، ويتطلبpeak of sonorityالمقطع قمة الرنين الصوت الساكن إما إغالقا كامال للمخرج "إيقاف تيار

النفس ثم إطالقه", أو درجة كبيرة من الشدة أواالحتكاكية أكثر مما يحدث مع صوت العلة.

__________ مقدم اللسان مع طرف اللثة العليا في اإلنجليزية1

عادة، وطرف اللسان مع مؤخر األسنان العليا أوالسفلى في لغات أخرى كالفرنسية واإليطالية.

(1/82)

األصوات األسنانية الخالصة توجد في لغات كثيرة فقد استعيض عنها في اإلنجليزية بأصوات مخرجها من

"االنحباس بين مقدمalveolarsمنابت األسنان "alvoliاللسان وحافة اللثة العليا أو منبت األسنان

وبعد هذا االنتقال البسيط في المخرج هو المسبب في كل من اإلنجليزيةd وtللفرق الصوتي بين

والفرنسية.

أما الصنف الثاني في السواكن فيشمل األصوات "األول معناه أنهاspirants أو fricativesاالحتكاكية

تقترن باحتكاك بجانبي المخرج، أما الثاني فمعناه أنها تلفظ مع النفس وليست انفجارية" وهنا ليس عندنا انحباس للهواء وغلق كلي للمخرج، وإنما تضييق، أو

غلق جزئي يسمح بمرور الهواء. وينطق اليابانيون صوت الفاء بطريقة تجعلها شفوية

صرفة مهموسة احتكاكية عن طريق إرسال الهواء منبين الشفتين شبه المفتوحتين، كما يحدث حينما

(1/83)

أما الصوت الطبقي االحتكاكي فينتج عن طريق رفع مؤخر اللسان حتى يكاد يلمس الطبق، وهذا الصوت

غير موجود في اإلنجليزية، ولكن نوعه المهموس وفي األلمانيةlochموجود في الكلمة اإلسكتلندية

ach وفي نطق اسم الملحن الموسيقي bach. وبالنسبة لألصوات األسنانية االحتكاكية تملك اإلنجليزية

"مثلthالصوتين الممثلين في الكتابة بالرمزين thingو thisحيث يعد أولهما مهموسا وثانيهما

مجهورا، ولكن الهجاء اإلنجليزي ال يلقي باال إلى هذا الفرق". وهنا نضع طرف اللسان على حافة مؤخر

األسنان، أو بين األسنان, السفلى والعليا، ونسمح لتيارالهواء أن يمر ببطء.

ولدينا زوجان آخران من المجموعة االحتكاكية يخرجان وينتجان برفع وسط اللسان أوpalatalمن الغار

مقدمه حتى ليكاد يلمس الغار، فينتج الصوتان الممثالن s وshoot "مهموس" كما في shفي اإلنجليزية بـ

.measure"مجهور" كما في فهي أصوات ال تنتجaffricatesأما األصوات المركبة

عن طريق تغيير__________

من المفيد في هذا المقام أن يستمع الشخص إلى1 , ويقارنه بالنطقpagarالنطق اإلسباني لكلمة

. الصوت اإلسباني في هذهpagareاإليطالي لكلمة الكلمة احتكاكي، أما اإليطال فانفجاري.

(1/84)

المخرج وإنما تعديل طريقة النطق، فإذا حدث أن كان " حدثtاالنغالق المتلو بانطالق، الموجود في نطق الـ"

أن كان متبوعا بالصوت االستمراري االحتكاكي فإن . ونفسchurch الموجودة في chالنتيجة ستكون

إذا اتبعت بالصوت االحتكاكيdالشيء يحدث مع الـ حيث يكون الناتج صوتmeasure" في sالمجهور "

. ومن الممكن بنفس الطريقةjet" الموجود في Jالـ" , اللذين تمثلهما بعضdz و tsإنتاج أصوات مركبة مثل

األبجديات "وبخاصة األلمانية واإليطالية" برمز واحد هو1 zوذلك عن طريق الجمع بين أسناني انفجاري ,

من غيرspirant ضيق "احتكاكي" sibilantوصفيري تعديل في مخرج الصوت. ولعل من المهم هنا أن نشير

إلى أن عددا كبيرا من علماء األصوات يرفضون االعتراف بالطبيعة المركبة لألصوات المرموز إليها في

ويفضلون أن ينظروا إليها باعتبارهاj أو chاإلنجليزية بـ المقابل االنفجاري للغاري االحتكاكي المرموز إليه في

.measure في S وshاإلنجليزية بـ ويوصف الصوتان س، ز غالبا بأنهما صفيريان

sibilantsلما يصحبهما من صفير أو أزيز" وهما في" الحقيقة صوتان من النوع االحتكاكي. وطريقة إنتاجهما

تكون بوضع طرف اللسان قريبا من مقدم اللثة، والسماح للهواء بالمرور خالل الفتحة المتكونة بينه

وبين األسنان العليا، وتتوقف على قدر ارتداد طرف الذيsاللسان إلى الوراء إمكانية إنتاج هذا النوع من الـ

والذي يوجد فيspicalيظهر في شكل صفير قوي sبعض اللهجات اإلسبانية وفي اليونانية، وكذلك إنتاج الـ

الفرنسية األسنانيةs أو الـalveolarاإلنجليزية اللثوية وتذبذب األوتار الصوتية باإلضافة إلى ما سبق ينتج لنا

اإلنجليزي.Zالصوت __________

في اإليطالية يكتب الحرف مكررا غالبا.1

(1/85)

للهواء بالصعود إلى األنف فإن الناتج يكون ما يسمى ny, ng الممثلة في م, ن, nasalباألصوات األنفية

. هذه األصوات يمكن أنcanyon 1الموجودة في توصف بأنها شفوية أنفية، وأسنانية "أو لثوية" أنفية،

وغارية أنفية. وفي كل األحوال تتذبذب األوتار الصوتية،ولذا فإن كل األصوات األنفية تعد مجهورة.

,liquidsأما الالم والراء فيوصفان بأنها صوتان مائعان ولكن على ضوء ما بينهما من اختالف ربما كان من

"يغلقlateralاألحسن أن توصف الالم بأنها جانبية اللسان مقدم الفم، ولكنه يهبط من الجانبين ليسمح

للهواء بالمرور بينهما وبين سقف الحنك". وإذا كانت نقطة االنغالق "الناتجة عن رفع اللسان" متقدمة جدا في الفم نتج ما يمكن أن يسمى الالم

. وإذا تأخرت إلىmillion 2المائعة الموجودة في . وإذا تأخرتlove, lambوسط الفم نتجت الالم في

. وعلى هذا يمكنmilkأكثر نحو الخلف نتجت الالم في أن ننتج صوتا جانبيا أماميا أو متوسطا أو خلفيا، وكل هذه األصوات تصحبها ذبذبة في األوتار الصوتية فهي

.3مجهورة في اإلنجليزية وكثير من اللغات trillأما الراء فهي في معظم اللغات مكررة أو ترددية

يتم نطقها في مقدمة اللسان، مع حدوث ذبذبةflapأو في األوتار الصوتية "يطلق عليها أحيانا اسم المهتزة

vibrantألن إنتاجها يصاحبه دائما ذبذبة في األوتار الصوتية أو اللسان أو اللهاة".

مجهور نتيجةrوالصوت الممثل كتابة في الفرنسية بـذبذبة اللهاة معه.

__________ اإلسبانية.n الفرنسية أو اإليطالية أو gn أو 1.gl وفي اإليطالية ll في اإلسبانية 2 ll في لغة ويلز يوجد الم مهموسة تمثل في الكتابة بـ 3

وغيرها.Llanfair, Lloydكما في

(1/86)

وفي اإلنجليزية األمريكية يتم إنتاجه غالبا بتقعير اللسان، والسماح لتيار الهواء بالمرور على امتداد

حوافه. هذه التنوعات الثالثة لصوت تمثله األبجديات اإلمالئية

في كل اللغات برمز واحد أوضح مثال على وجوب عدم الثقة في نظام الكتابة العادي لتمثيل الصوت

المنطوق، وتعبر عن هذا إحدى الحكم المشهورة التي تقول: "العين عدوة األذن". ولو أن أمريكيا أراد أن

يتعلم الفرنسية عن طريق الصورة المكتوبة، فإنه -وال تماما بنفسrشك- سينطق ما يراه ممثال على شكل

قيمته في اإلنجليزية األمريكية. فهوhأما الصوت الممثل في اإلنجليزية على شكل

ببساطة يتكون عن طريق اندفاع مهموس لتيار الهواء في الفم بدون حواجز أو احتكاكات "يوجد -على كل

ولذاglottisحال- احتكاك خفيف في فتحة المزمار وإذا صاحبته ذبذبةglottalيمكن أن يسمى مزماريا

في األوتار الصوتية فإننا نحصل على الصوت العربي غgh.

هذا البيان الموجز واألولى لكيفية إنتاج األصوات اللغوية بعيد كل البعد عن محاولة استقصاء االحتماالت الممكنة التي تبدو في األبجدية الصوتية العالمية، التي هي نفسها بعيدة عن التمام، وال توجد لغة في العالم

صوتا من مئات اإلمكانيات60تستعمل أكثر من الصوتية التي يمكن للجهاز النطقي لإلنسان أن ينتجها,

بل إن بعض اللغات مثل الهاولينية تستعمل فقطحوالي اثني عشر.

(1/87)

- علم الفونيم:19 إن كل ما ناقشناه في الفصل السابق يختص بميدان

أوarticulatory phoneticsاألصوات المنطوقة:

".6علم األصوات البسيط الخالص "انظر المبحث رقم فإذا انتقلنا إلى الجوانب الفونيمية لألصوات اللغوية

مرة أخرىphonemics علم الفونيمفإننا ربما نعرف على أنه العلم الذي يعالج الخصائص الصوتية الوثيقة الصلة بلغة معينة من وجهة نظر إحساس المتكلمين، وهنا نجد أمامنا غالبا مجاميع من األصوات المتشابهة "فونيمات". وإذا كان من الممكن أن يشتمل الفونيم

"أو صوت موضوعي"phoneعلى صوت واحد: فون فهو في الكثير األعم يشتمل على مجموعة من

phoneticالفونات المتشابهة، أو التنوعات الصوتية variantsالتي يتوقف استعمال كل منها أساسا على ،

موقعه في الكلمة "أوال, وسطا, آخرا ... إلخ" وعلى األصوات المجاورة له "قبل علة, قبل ساكن, بين

علتين, مالصق لصوت مجهور أو مهوس ... إلخ" وقد كما فيPسبق أن رأينا أن ما يمثل في الكتابة بالرمز

Pitو sipإنما يحوي في الحقيقة ثالثة فونات مختلفة وإن كانت متشابهة ومتقاربة، ولكننا رأينا كذلك أن هذه التشكيالت تصدر عن المتكلم بلغته بدون وعي، ودون أن يفطن إلى الفروق بينها في العادة، اللهم إال إذا نبه

تمثلsip وspit وPit في Pإليها. وعلى الرغم من أن

ثالثة أصوات موضوعية متخالفة أو ثالثة فونات فهي تمثل فونيما واحدا في الوعي العادي للمتكلم

األمريكي. هذه الفونات الثالثة حينئذ تسمى تنوعات ، أو ألوفوناتPositional variantsموقعية

allophonesلنفس الفونيم، هذا يدوره يعني أن الفونيم ال يمكن أن يحدد بالنسبة لفونات أو األصوات لغة على سبيل اإلطالق إنه أقرب إلى أن يكون شيئا

تجريديا أو نظريا ال يتحقق وجوده الموضوعي في الخارج، وإنما يوجد في شكل واحد من ألوفوناته.

وعدم تحقق الفونيم موضوعيا ال في فرد من أفراده يطلق عليه فنيا مصطلح تحقق الفونيم

actualization أو realizationوإن الفونيم أو . في اإلنجليزية األمريكية يمكن أنpالوحدة الذهنية

يتحقق وجودها الموضوعي فقط عن طريق الفونات ولكن هذه تسمى فونات الsip وsipt وpitفي

فونيمات. ومن األمور الواضحة المسلم بها أن فونات الفونيم

الواحد يجب أن تتقاسم

(1/88)

بعض الشبه الصوتي مثل المخرج وكيفية النطق، وعلى هذا فإنه من المستبعد جدا وإن لم يكن مستحيال في

t وpit في Pالجملة من لغة بعينها يمكن أن تستعمل .1 كفونات لفونيم واحدkit في k وtitفي

وإن نظرية التشابه الصوتي العام لأللوفوناتallophonesالمتفرعة عن فونيم واحد لها -في

العادة- اعتبار كبير في األنظمة الهجائية للغات ففي الموجودة فيpاإلنجليزية األمريكية الفونات الثالثة لـ

sip, spit, pitتمثل كلها برمز كتابي واحد، ولكننا ال يمكننا دائما أن نستمد العون من النظام الهجائي،

وبخاصة للغتين اإلنجليزية والفرنسية. وموضوع ما إذا كان صوتان معينان يمثالن فونيمين

مختلفين أو فونين لفونيم واحد يعتمد على ما رأينا من " على نظام كل لغة على حدة،6قبل "المبحث رقم

واالختيار المتبع في حالة كهذه أن يجرب الصوتان بأن يوضع كل منهما مكان اآلخر في كلمة ما، مع االحتفاظ

بباقي حروفها، فإذا حدث ووجد اختالف في المعنى فهما فونيمان، وإذا لم يحدث أي اختالف في المعنى

نتيجة__________

الحظ مع هذا أنه من الممكن أن يغزو فونيم منطقة1 فونيم آخر فيتكلم فيها. في األلمانية -على سبيل

يحاكي -إذا وقعdالمثال- ما يعتبر تاريخيا وهجائيا هذهbath="bad في كلمات مثل "tآخرا- الصوت

neutralizationالظاهرة تدعي التحييد أو التعادلية بين فونين مختلفين في العادة ولكن تعادال كهذا ال

يحدث إال في موقع معين ولهذا فإن األلمانية تفرق t, dبحرص في الموقع األمامي والتوسطي بين

مدمجة إياهما، أو معادلة بينهما في اآلخر فقط. ولد صيغ مصطلح خاص ليشمل هذه الظاهرة وهو الفونيم

. والفونيم الرئيسي يتضمنarchiphonemeالرئيسي كأعضاء فونيمين "أو أكثر" يتداخالن في موقع معين

ليصيرا صوتا واحدا باإلضافة إلى فوناتهما العادية. وعلى هذا ففي الحالة الخاصة التي سبقت اإلشارة إليها من الممكن أن يقال إن اللغة األلمانية تحتوي

الذين يظالن متميزين فيt, dعلى فونيم رئيسي العادة حتى يقع لبس في المعنى لو استعمل أحدهما

مكان اآلخر، ولكنهما يتعادالن أو يندمجان في الموقعيةالمتطرفة.

(1/89)

. وعلى هذا، فإذا1هذا التغيير فهما فونان لفونيم واحد bit وقلنا b إلى pit الموجودة في Pنحن غيرنا

فسينتج معنى آخر مغاير، ولذا فهما في اإلنجليزية . ولكن إذا حدث تبادل2فونيمان ال فونان لفونيم واحد

فسنجد الكلمة -spit واألخرى في pit في pبين الـ على الرغم من ذلك- ما تزال محتفظة بمعناها لدى

السامع، ولذا فهما فونان لفونيم واحد. ولكن في الكالم العادي -الذي ال يتعمد هذا التبادل لغرض تجريبي- ال يمكن للمرء أن يبادل بين هذين

الفونين على اإلطالق. إنه سيستعمل كال منهما -بدون شعور- في موضعه الصحيح. إنهما يعتبران أن داخل

الcomplementary distributionتوزيع تكاملي يعتدي فيه أي منهما -في العادة- على اختصاصات

اآلخر. وبالنظرة الشاملة يتبين أن الفونات تغطي كل االحتماالت الموقعية الممكنة، وبعبارة أخرى كل

.Rأشكال الفونيم المتحققة في الواقع، وفي هذا يقول Fowkesفي تعبيره المشهور: "إن الفونيم صورة

ذهنية يكد المتكلم في الوصول إليها، أما الصوتallophonفهو اإلنجاز الذي يحققه" تحت أي ظرف

معين، وفي أي محيط محدد. وإن المتكلمين ليفطنون بسرعة إلى كل االختالفات

الفونيمية، ولكنهم ربما ال يكونون على علم باالختالفات الصوتية، وذلك سببه أن تغيير الفونيم يصحبه تغيير

المعنى مما يثير انتباه السامع، في حين أن تغيير الصوت ال يصحبه ذلك. وعلى هذا فإذا نطق الرجل

تأثرا بنطقهspit كما ينطقها في pit في pاإلسباني الـ الخاص في لغته، فال أحد سيلقي باال إليه. ولكنه إذا

liveاستعمل __________

minmal pair يستخدم في هذا المقام مصطلح 1 وهو مصطلح يطلق على كل كلمتين تتفقان في جميع

األصوات ما عدا واحدا، فإذا اختلف معنى الكلمتين وأمكن حلول أحد الصوتين محل اآلخر كان الصوتان

فونيمين وإال كانا فونين ... "المترجم". ليس هذا في اللغة العربية. فإذا نطقنا كلمة ابتسام2

بهمس الباء أو بجهرها فإن المعنى لن يتميز ولذافالصوتان فونان لفونيم واحد ... "المترجم".

(1/90)

أو العكس فهو وال شك سيخلق موقفاleaveبدال من يوقع السامع في لبس.

وباستثناء الحاالت التي سبقت اإلشارة إليها عن التحييد، فإن كل فونيم يظل عادة بمنأى عن منطقة اآلخر، وإذا لم يتبع ذلك فإن النتيجة الحتمية أعداد ال نهاية لها من الخلط وغموض المعنى، مما يؤدي إلى فشل اللغة في هدفها األساسي وغايتها األولية وهي

التفاهم واالتصال. ومن الناحية التاريخية يوجد -على أي حال- عديد من

الحاالت التي تم فيها اندماج صوتين، مما أدى إلى إعادة التوزيع الفونيمي، وحتى من الناحية الوصفية، وبالنظر إلى فترة زمنية واحدة يتم هذا، ففي أمريكا

الواقعين بينd والـtيميل بعض المتكلمين إلى نطق الـ بين بين، فيلتقيان فيwedding وwettingعلتين في

نقطة يصعب على السامع من االضطراب، ويساعد على توصيل الرسالة بصورة صحيحة ليمكن ترجمتها على الرغم من صورتها الصوتية المبهمة، واالنحراف

العارض على نطقها، ومثل هذا يحدث كثيرا خالل المكالمات التليفونية ألن ما يحدث في الغالب هو

% فقط من المحتوى الصوتي، ولكن يحدث50وصول

تعويض عن طريق معرفة السامع بالمحتوى الداللي، وعن طريق استنتاجه شبه الطبيعي المؤسس على

خبراته وعاداته السابقة، ويالحظ في مثل هذه الحالة أنه إذا ورد ذكر كلمة غير مشهورة كاسم أسرة مثال،

فإن الحديث يتوقف طلبا لنطق االسم بوضوح أوتهجيه.

وإن السامع -على ضوء معرفته العامة بالسياق، وسابق خبرته بموضوع الحديث- ال يحتاج الستمرار

المحادثة إلى تمييز كل األصوات المعروضة المقدمة فيها الرسالة، وإنما ربما يحتاج فقط إلى نصفها، وقد

وضع خبراء االتصال مصطلحا هو الحشوredundancyليطلق على حالة االتصال حينما تظهر

وحدات فونيمية في الرسالة أكثر من القدر الفعلي المحتاج إليه للفهم. ومحصل قوة هذا العامل تقل

بدرجة ملحوظة إذا كان السامع حديث عهد باللغة التي يتحدث بها، أو على غير سابق خبرة بموضوع الحديث. وهو تحت هذه العوامل يرهف أذنيه ليلتقط كل وحدة

صوتية ممكنة، ويحاول على قدر مهارته أن يستفيد مناإلشارات واللمحات التي تصاحب الحديث.

(1/91)

الفونيمات الثانوية النبر- التغنيم- المفصل...

- الفونيمات الثانوية؛ النبر, التنغيم, المفصل:20 ال1إن المالمح التي تدخل تحت الجانب األكوستيكي

pitchالجانب اإلنتاجي لألصوات هي: درجة الصوت . أما األولtimbre وكيفية تنغيمه loudnessوعلوه

frequencyفيعتمد على نسبة تردد الموجات الصوتية of sound wavesوأما الثاني فعلى سعتها ،

amplitudeوأما الثالث فعلى تركيب النغمة األساسية fundamental toneمع النغمات التوافقية

overtones.المرتبطة بها "إن كيفية تنغيم الصوت هي التي تعيننا على تمييز

أصوات األشخاص". إن أصوات العلة، واألصوات الساكنة تكون ما يسمى

ولهذا توصفspeech segmentsبجزيئات الكالم segmental 2بالتالي بأنها فونيمات جزئية أو تركيبية

phonemesيوجد إلى جانب ذلك مالمح صوتية . إضافية تؤثر على األصوات الكالمية أو مجموعاتها،

وهذه يطلق عليها أسماء الفونيمات اإلضافية أو الثانوية

secondery أو supra segmentalومن أهم أنواعها intonation"، والتنغيم stress" accentالنبر

.junctureوالمفصل __________

Glossary of Linguistic شرح المؤلف في كتابه 1Terminologyهذا المصطلح بقوله: إنه دراسة

الجانب الصوتي للكالم كما تستقبله أذن السامع، acousticوالموجات الصوتية التي تصحبه "مادة

phonetics."المترجم" " الكالم عبارة عن سلسلة كالمية، أو مجرى مستمر2

خالل زمن معين، وبناء على هذا يمكن أن يجزأ المجرىإلى فونيمان أو ألوفونان منفصلة.

(1/92)

والنبر معناه أن مقطعا من بين مقاطع متتابعة يعطي stressمزيدا من الضغط أو العلو "نبر علوي

accentأو يعطي زيادة أو نقص في نسبة التردد "نبر " ". أما التنغيمpitch accentيقوم على درجة للصوت

فهو عبارة عن تتابع النغمات الموسيقية أو اإليقاعات

في حدث كالمي معين، وأما المفصل فهو عبارة عن pauseنقطة االتصال أو عدم االتصال "سكتة كالمية

of silenceبين مقاطع الحدث الكالمي الواحد هذه " الوحدات الفونيمية الثالثة قد تكون في بعض األحيان مهمة للمعنى تماما كأهمية الواحدت الصوتية "العلل

والسواكن" في الحدث الكالمي. وبالنظر إلى النبر على سبيل المثال نجده غير مؤثر

ألبتة في تغيير المعنى في بعض الحاالت، كما إذا بوضع النبر على المقطع الثانيpoliceنطقت كلمة

كالمعتاد، أو بوضعه على المقطع األول كما ينطقها بعضهم، ولكن الفرق الداللي يبدو في كلمات مثل

presént, présent وكذلك مثل permit, pérmit .black bird, blackbirdوكذلك مثل

وفي اإلنجليزية -كما هو معروف- أربع درجات من النبر , وثالثيsecondary، وثانوي Primaryهي أولي tertiary وضعيف ,weakولتوضيح هذه األنواع نمثل . التي تتحملmerger, given, weatherبالكلمات

نبرا أوليا على المقطع األول، وضعيفا على األخير، التي تتحمل نبرا أولياwindfall, Baseballوالكلمات

على المقطع األول، وثالثيا على المقطع األخير.

التي تتحمل نبرا أولياgenerate وArtifactوالكلمات على المقطع األول، وثالثيا على األخير، وضعيفا -أو ال

يوجد نبر بالمرة- على المقطع المتوسط. ويظهر النبر ,fine manالثانوي عادة في مجموعات الكلمات مثل

red house،حيث يقع النبر األولي على الكلمة الثانية , والنبر الثانوي على الكلمة األولى، وفي الكتابة

الفونيمية الضيقة تمثل هذه الدرجات إما

(1/93)

، أو بوضع عالمة فوق الحرف4، 3، 2، 1بأرقام "اقرأ من اليمين إلىè, ê, é, é 1المنبور هكذا:

اليسار". وبينما يعتبر موضوع النبر في معظم األحيان مرتبطا بقوة الصوت أو علوه ترتبط درجة الصوت بالنغمات

الموسيقية. في الصينية مثال تعد درجة الصوت أو نغمته جزءا متأصال من الكلمة، وقيمته الفونيمية تعادل تماما

قيمة أصوات العلل، أو األصوات السواكن، في هذه بألحان متعددة فتعنيkan shuاللغة، يمكن أن تنطق

Fuمرة "اقرأ كتابا" ومرة "اقطع خشبا" و"كذلك

تنطق بأربعة ألحان مختلفة فتعني مرة "رجل" ومرة "حظا سعيدا" ومرة "مقر الوالي" ومرة "غني" وفي اللغة السويدية تستعمل نغمة نازلة إلى جانب نغمة

مع النغمة البسيطة النازلةandenمركبة. فكلمة مثل تعني "البط" ومع النغمة المركبة تعني "النفس" أو

"الروح". ومن الدارسين من يدعي أن توقيعات الطبول المعينة عند اإلفريقيين إنما هي محاكاة لنغمات

الكلمات في اللغة المحلية. وفي اللغة اإلنجليزية نادرا تعد درجة الصوت أو التنغيم وحدات فونيمية، وغالبا ما يظهر أثرهما في العبارة أو

الجملة، ال في الكلمة المنفردة، ولكن بمساعدة الموقف ربما سبب التنغيم اختالفا في المعنى يمكن أن

يوصف بأنه فونيمي، وهناك مثال بين القى رواجا بين اللغويين، وهو يمثل هذه الظاهرة، خير تمثيل وذلك

what are we having for dinner motherقولك: مع نطق الكلمة األخيرة وتنغيمها إما كصيغة خطاب، أو

كاحتمال فرضي كما لو كان يسأل عما سوف يحتويه طعام الغذاء وهناك نماذج أخرى بقصد المزاح مثل:

what is coming up the street? what are you reading.shakespeare

بتنغيمها كما لو كان الشاعر هو المخاطب. وإنه ليقال: إن في اإلنجليزية أربع درجات للصوت:

، وعال جداhigh, وعال mid, ومتوسط lowمنخفض extra highوتمثيل درجات .__________

.green house, greenhouse الحظ الفرق بين 1

(1/94)

الصوت معقد نوعا بسبب اختالف المتكلمين في استعمالهم لهذه الدرجات وحتى الكلمات ذات المقطع الواحد تتعرض لتغيرات في درجة الصوت، من بدايتها

" مرة فيgoإلى نهايتها ومن الممكن استعمال كلمة " I am going to goجملة محادية غير انفعالية مثل:

there tomorrowواستعمالها مرة ثانية في سؤال ? ويمكن استعمالها في مقامGo thereعادي من نوع

وأخيرا تستعملGo thereاإلنكار وعدم التصديق! األولى من الممكن أن يقالgo. إن Goكفعل أمر!

عنها إنها تستعمل نغمة متوسطة عادية على امتداد طولها، أما الثانية فتستعمل نغمة عالية، وأما الثالثة

فتبدأ منخفضة وتنتهي عالية، أما الرابعة فتبدأ عاليةوتنتهي منخفضة.

ولكن -كما قلنا- يوجد تنوع كبير بين األفراد في ذلك، ومن األسلم أال يحاول المرء وضع قانون صارم يحددطريقة النطق، ومن ناحية أخرى، فإن كل لغة لها -

بالنسبة لكل مجموعة من الكلمات أو الجمل- نماذج متميزة تماما إلى الحد الذيintonationللتنغيم

يمكن الشخص من أن يتعرف على اللغة المتكلمةأمامه حتى إذا لم يميز فعال واحدة من كلماتها.

-ويسمى أيضا االنتقالjunctureأما المفصل transitionفهو عبارة عن سكتة خفيفة بين كلمات -

أو مقاطع في حدث كالمي بقصد الداللة على مكان انتهاء لفظ ما أو مقطع ما وبداية آخر، ولكن بعض

الكتاب يدعي أن اختالف الداللة ال يتكون من الوقفة، بقدر ما يتكون من إعطاء قيم مختلفة للسواكن

والعلل، وكذلك مخالفة التنغيم، إن االنتقال الحاد بينnightو rate في night rateيسمى عادة مفصل" , ويوضح في الكتابة عنopen junctureمفتوح

muddyطريق عالمة زائد" يقابل االنتقال الخفي transition بين r, t في nitrateيسمى كذلك"

ويعبر عنه في الكتابةclose junctureمفصل ضيق عن طريق عالمة ناقص".

وقد أدى الخلط في الماضي في أماكن الفصل إلىتغيرات تاريخية مثل

(1/95)

an ewt التي تطورت إلى a newt ومثل ،a napron . وحتى في عصرناan apronالتي تطورت إلى

الحاضر نجد الفصل هو الذي يساعدنا على أن نميز بينan iceboxو a nice box وبين light

housekeeperو lighthouse keeperباإلضافة إلى . التنغيم والسياق. وحتى في الحاالت التي ال يلعب فيها

المفصل "وكذلك النبر والتنغيم" دورا فونيميا، فإنه يؤدي دورا ملحوظا في التفريق بين نطق األجانب،

ونطق أبناء اللغة. peak of عبارة عن قمة إسماع syllableوالمقطع sonorityمضافا إليها1, غالبا ما تكون صوت علة ،

أصوات أخرى عادة -ولكن ليس حتما- تسبق القمة، أو قمة اإلسماع -كماahتلحقها، أو تسبقها وتلحقها، ففي

, وفيo هي do، وفي i هي it، وفي aهو واضح- هي get هي e.

ليرتبطsyllabic divisionوإن التقسيم المقطعي ارتباطا وثيقا بالمفصل، حيث إنه توجد عادة وقفة غير محسوسة غالبا بين المقطعين وهذه الوقفة قد تعادل

أحيانا المفصل المفتوح "االنتقال الحاد". وتميل اللغات إلى اتخاذ نماذج مقطعية معينة توصف

"علىcanonical formsأحيانا بأنها نماذج مقبولة الرغم من أن النماذج المقبولة تتضمن أحيانا عوامل أخرى غير التقسيم المقطعي". وفي اللغة اإلنجليزية

al, er, genيشيع المقطع س ع س أو ع س "مثل حينما ينتهي بساكن،closedوالمقطع يسمى مقفوال

حينما ينتهي بعلة"، وفي لغات أخرىopenومفتوحا مثل اإلسبانية واإليطالية واليابانية واإلندونيسية يفضل

النموذج س ع "كما في__________

بينما تكون قمة اإلسماع عادة صوت علة، توجد1 لغات كثيرة يمكن فيها لالم والراء والميم والنون، وحتى السين والزاي، أن تقطع قمة إسماع مكان

العلة، وتكون محور المقطع. ففي التشيكية كلمات

, حيث تقوم الراء والالم بدور قمةpin, krstمثل: اإلسماع مؤدية وظيفة العلل.

(1/96)

ge-ne-ra-le بدال من ge-ne-ralوهذا يؤدي إلى ،" اختالف أساسي في المفصل، واختالف في تلوين

Freeصوت العلة، حيث إن العلة في مركزها الحر positionفي نهاية المقطع تنال حظا أكبر من البروز

والرنين الصوتي واالستمرار، مما لو كانت في موضع "أي متبوعة بصوت ساكنchecked positionمقيد

في نفس المقطع". وهذا االختالف في النظام المقطعي للغات -على الرغم من النظرة إليه على أنه

نادرا ما يكون فونيميا، بمعنى أن يؤدي إلى تغيير المعنى- أساسي الكتساب طريقة النطق المطابقة

. وأحسن طريقة للتعود على1لنطق أصحاب اللغة النطق الصحيح للنغمات الصوتية وللوقفات الموجودة في لغة أجنبية هي نطق الكلمات أو مجموعة، ببطء مقطعا مقطعا، مع الوقفات الصحيحة بين كل مقطع

ومقطع. وبالتدريج يزيد المرء من سرعة نطقه للحدث

الكالمي حتى يصل إلى السرعة العادية. وهناك سمتان إضافيتان في اللغات تتقاسمان طبيعة

Freeصوتية وفونيمية وهما التنوعات الحرة variations والتجمعات الصوتية ،sound

combinations.المسموح بتكوينها في لغة معينة أما التنوعات الحرة فتعني السماح -على قدم

المساواة- بنطقين اثنين كما يحدث في كلمات مثلeither التي تنطق كأنها تشتمل على العلة eeفي

feet أو العلة i في sigh وكلمة .tomatoالتي تنطق .this أو thing في thكأنها تشتمل على الساكن

وهناك احتمال قوي أن كل كلمة حينما تنطق بنطقين فكل نطق يمثل طبقة اجتماعية أو لهجة محلية ربما يكون أصلها التاريخي قد نسي بمرور الزمن. ولكن

محاولة الرجوع إلى الوراء الكتشاف أصول الكلمات إنما هو في الحقيقة من عمل علم اللغة التاريخي ال

الوصفي،__________

تبعاge-ne-ral إذا نطق ناطق مثال الكلمة اإلسبانية 1 فإنهge-ne-ralللتقسيم اللفظي اإلنجليزي للكلمة

سوف يفهم، ولكنه سينظر إليه على أنه أجنبي.

(1/97)

فإن األخير يسجل ببساطة الحقيقة المتعلقة بتعايشنطقين، ويمضي قدما لوصف كل منهما وال يتعدى ذلك.

أما التجمعات الصوتية وبخاصة تجمعات السواكنconsonant clustersوالمواقع التي يمكن أن تقع ،

فيها، فتختلف من لغة إلى أخرى. اللغة اإلنجليزية مثال تسمح بتجمع نهائي للسواكن مثل ذلك الموجود في

pests, desksفي حين أن لغات أخرى كثيرة ربما ال , تتسامح في مثل ذلك. ولكن اإلنجليزية ترفض تجمعات

"تنطقsdr التي توجد في الروسية، أو nrأولية مثل zdrالتي تقع في اإليطالية. وحيث إن هذه التجمعات "

مسموح بها في اإلنجليزية في موقعيات غير تلك في وunravelالكلمة، أو في الكلمات المتتابعة "مثل

hisdrawlفإن المتعلم اإلنجليزي ينصح بأن ينطق " الكلمة اإلنجليزية أو الكلمات المتتابعة مسقطا الصوت

أو األصوات التي تسبق التجمع الصوتي المطلوبنطقه.

ولعل مما يجب مالحظته أن النظام الفونيمي ألي لغة، والتجمعات الصوتية المسموح بها فيها، رغم أنها أشياء

قد تكونت بالفعل، ليس هناك ما يمنع من اقتراض لغة "ربما كانت كلمة استخدام أنسب هنا" فونيمات لغة

أخرى، أو تجمعاتها الصوتية المسموح بها حين اقتراضها بعض كلمات منها، وحينئذ تحدث عملية تجنيس

naturalization.لهذه األصوات أو التجمعات األجنبية اللغة اإلنجليزية مثال ال تملك الصوت الطبقي المهموس

الموجود في اللغة األلمانية، ولكن ذلكachاالحتكاكي نطقاBachلم يمنع كثيرا من الناس من نطق اسم

صحيحا. وهناك تجمعان صوتيان ممنوعان في اإلنجليزية في

وtsالموقع األولي بالنسبة للكلمات األصلية وهي shm ومع ذلك فاسم الذباب المعروف ،testse،

المقترضة من الييديةschmoوكذلك الكلمة yiddish والعالم األلماني ،schmidtكل هذه الكلمات

ينطقها المثقفون اإلنجليز، وحتى غير المثقفين منهمنطقا صحيحا.

(1/98)

هذه النماذج التي قدمناها ال تخرج عن أن تكون نظرة عامة للقضايا التي عرضناها والتي يسلم بها على

المستوى العالمي، وليس هناك أي صوت أو تجمع صوتي في أي لغة ال يمكن أن يكتب المتكلم األجنبي

نطقه الصحيح بشرط توفير القدر الضروري منالوقت، ووجود االنتباه الكافي، وبذل الجهد المطلوب.

(1/99)

:علم المورفيم- 21 إن التصورات التقليدية لعلم القواعد النحوية قد أقيمت

-أساسا- على ذلك النظام الذي بدعه النحاة اليونان حين وصفوا لغتهم الخاصة التي تعتبر من اللغات

اإلعرابية إلى حد كبير. وتتضمن األقسام التي وضعها النحاة اليونان ألنواع الكلمة أشياء مثل العدد، والجنس

"التذكير والتأنيث" والحاالت التي تتعاور على الكلمة سواء كانت اسما أو صفة أو ضميرا. كذلك تتضمن الفعل من حيث الزمن والصيغة والبناء للمعلوم أو

المجهول، ومن حيث إسناده إلى عدد ما من األفراد أو شخص من األشخاص. وإن تركيب كثير من اللغات

الهندية األوربية القديمة مثل السنسكريتية واليونانية والالتينية، وعدد ال بأس به من اللغات الحديثة مثل

-إلى حد كبير-lithuanian واللتوانية slavicالسالفية ومثل األلمانية -إلى درجة أقل- يسمح بتصنيف أقسام

تصنيفا علميا خالصا إلى:parts of speechالكالم أسماء، صفات، ضمائر، أفعال، ظروف، أدوات, حرف

جر, روابط, حروف نداء, وهو تقسيم ال يتبع معنى الكلمة، ولكن وظيفتها وسلوكها وصيغتها. إن االسم له صيغه الخاصة ووظيفته المعينة التي تميزه بوضوح عن

الصفة، وكالهما بدوره متميز عن الفعل. هذه الحدود الحاسمة بين أنواع الكالم ترجع -لدرجة كبيرة- إلى قابلية أواخر الكلمات ألنواع معينة من التصرفات،

وللتغيرات الداخلية التي يتميز كل قسم من أقسامالكالم بنوع خاص منها.

(1/99)

ولم يكتشف أن نظام التقعيد للغات الهندية األوربية القديمة ليس عالميا، وأنه ال يسري على كل اللغات بال تمييز، إال بعد أن طبق على لغات من عائالت مختلفة,

مثل الصينية، واللغات الهندية األمريكية، أو حتى على لغات من نفس العائلة الهندية األوربية ولكنها ابتعدت عن أصلها األول مثل اللغة اإلنجليزية. وقد حاول علم

اللغة الوصفي، وما زال يحاول، "وإن لم تكن كل محاوالته تتم بنجاح حتى اآلن" وضع نظام جديد لتقعيد

القواعد، وتصنيف األنواع النحوية التي ربما تشمل اللغات جميعها، أو على األقل تعطي نتائج مرضية في

وصف معظم اللغات التي تدخل تحت كل نوع مناألنواع األربعة التي سبق الحديث عنها "المبحث رقم

" وهي اللغات التصريفية والالصقة والمفردة10والمركبة.

وإن مصطلح المورفيم كما عرف سابقا بأنه أصغر " وكما قسم إلى8وحدة ذات معنى "المبحث رقم

مورفيم حر ومورفيم متصل بناء على استعماله منفرداأو متصال يعتبر واحدا من مالمح النظام الجديد للتقعيد.

ولكن قبل الدخول في تفصيالت عن المورفيم يستحسن أن ننبه إلى أنه في مقابل ما يسمى بالفون بالنسبة للفونيم توجد وحدة أساسية أو مادة خام هي

المورف بالنسبة للمورفيم، وقد عرف المورف بأنه سلسلة من الفونيمات الممكن النطق بها، والتي ربما

أدت وظيفة مورفيم في نظام لغة معينة. وهذا يعني أنه بالنظر إلى اللغة اإلنجليزية مثال، فإن سلسلة

ربما كانت مورفات، وإن لمlund أو sabالفونيمات تكن مورفيمات في الواقع ألنها ال تحمل معنى في اللغة اإلنجليزية. ولكن هذه السالسل الفونيمية في نفس الوقت تصلح أن تكون مورفيما إنجليزيا، ألنها

تناسب النظام الفونيمي للغة اإلنجليزية، وتبدو إنجليزية منshmorptفي شكلها، ولكن تتابعا صوتيا مثل

ناحية أخرى ال يمكن أن يقوم بدور المورفيم فياإلنجليزية، اللهم إال إذا وقع ضمن الكلمات المقترضة

1.__________

هذا التعريف له مزية إضافية حيث يكشف عن أن1 اللغات ما تزال بعيدة عن استخدام كل إمكانياتها في

التجمعات الصوتية للفونيمات، وما زال هناك فراغ كبيرمتروك للغات لتتسع وتنمو.

(1/100)

وقد سبق تعريفنا للمورفيم بأنه أصغر وحدة ذات معنى، وربما كان من الممكن كذلك، أن يوصف بأنه

سلسلة من الفونيمات ذات المعنى التي ال يمكن تقسيمها بدون تضييع المعنى أو تغييره، إذا نحن أخذنا

نجد من الممكن تقسيمه إلىpostaتتابعا مثل هنا تؤدي معنى الجمعيةs؛ "s+postمورفيمين هما:

اإلضافي". ومن الواضح أنه من غير الممكن بعد ذلك القيام بعمل أي تقسيمات أخرى ألحدهما: إذا حاولنا

st+poفإننا يمكن أن نعطي الجزء األول معنى ألنه يحمل اسم نهر في إيطاليا، ولكنه معنى مغاير. ومع ذلك فال يمكن أن نجد معنى للجزء الثاني. وإذا نحن

ال نجد للجزء األولost+pحاولنا أن نقسم الكلمة إلى نظيرا في االستعمال، ونجد الثاني يمكن أن يستخدم

.boneجزءا من صيغة مركبة كبادئة بمعنى عظم ولكن مرة أخرى، لقد تغير المعنى. أما القسمان

t+posفيعطيان صيغتين غير مستعملتين. وعلى هذا يجب أن يحتفظ بها سليمة. إنها تحملpostفكلمة

معنى معينا، وينطبق عليها تعريف المورفيم. والمورفيم ليس دائما مقطعا واحدا، أو حتى مقطعا

الدال على الجمعية يعد فونيما،sكامال. فإن مورفيم الـ

ولكنه ليس مقطعا. ولكن في كلمات مثلMonongahela أو ،crocodileنجد عندنا مورفيمات

يتكون كل منها من عدة مقاطع. وإن التتابع الفونيمي -postالواحد ربما شكل مورفيمات متعددة، فالكلمة

على سبيل المثال- لها كثير من القيم المورفيمية كما وto establish a post وto post a noticeفي

post officeوبينما ال يتعرف على الفونيمات إال من . خالل فوناتها، نجد المورفيمات عادة ثابتة ودائمة.

أوfree morphemesوالنظر إلى المورفيمات الحرة نجد بعض اللغويينbound morphemesالمتصلة

formatالمحدثين يفضلون استعمال المصطلح للمورفيم الحر، مخصصين المصطلح مورفيم للنوع

المتصل فقط، أو الذي يمكن أن يوصف بأنه يدل على فكرة إضافية. إذا نحن نظرنا إلى المصطلحات النحوية

التقليدية

(1/101)

نجد أن المورفيم الحر يعادل -على وجه التقريب- ما ، بينما يقابلstem أو rootيعرف باألصل أو الجذر

المورفيم المتصل ما يعرف بالنهاية التصريفية أوالتغيير الداخلي.

وformantوالسبب في تفضيل المصطلحين: morphemeعلى مورفيم حر ومورفيم متصل، أنه

بينما يناسب المصطلحان األخيران ذلك النوع من اللغات التي يستعمل الجذور المجردة ككلمات منفصلة

التي يمكن استعمالهاmail"مثل الكلمة اإلنجليزية ,ing, sمنفصلة، وأن يوصل بها مورفيم متصل مثل

edفإنهما ال يناسبان كثيرا لغات مثل الالتينية ," واليونانية والروسية التي ال تستعمل الجذر مجردا إال

نادرا في التصنيف القديم أو البلومفيلدي يمكن أن بأنها مورفيم حر، حيثmailتوصف الكلمة اإلنجليزية

ingإنها يمكن أن تستخدم بنفسها، في حين توصف "-1بأنها مورفيم متصل. ولكن كلمات التينية مثل

mur-"و "usمن الضروري اعتبارها من نوع " المورفيم المتصل ما دامت كل منها ال يمكن استعمالها

formantمستقلة، ومن ناحية أخرى إذا نحن استعملنا الالتينية،mur اإلنجليزية وmailفي كلتا الكلمتين

us اإلنجليزية وingوخصصنا المصطلح مورفيم لمثل الالتينية فإننا نكسب فائدة أخرى، وهي شمول

المصطلحين الجديدين للفكرة القديمة عن "جذر" يشكل المعنى األساسي و"الحقة" تعطي المعنى

الثانوي "مورفيم في معناه المقيد" وتعدل من المعنىاألساسي للكلمة أو تبين كيفية استعمالها.

وفيما يخص أنواع الكالم -كما ذكرها علماء اللغة التقليديون- ما يزال علماء اللغة المحدثون يعرفون بها، ولكنهم يقيمون تقسيمهم للكلمات على أساس مجموع

الوظيفة والصيغة، ال على أساس المعنى أو التاريخ االشتقاقي. وهذا يعني أنهم واصفون أكثر منهم

في اللغة اإلنجليزيةnounمعرفين. االسم __________

" تعتبر الجذر لكلمة حائط ولكنهاmur في الالتينية "-1 ال يمكن استعمالها مستقلة ويجب استعمالها مع لواحق

-" إلخ.um-" أو "o-" أو"i-" أو "usمثل "

(1/102)

-على سبيل المثال- قد يعرف على الطريقة التقليدية الشخص أو المكان أو الشيء"،nameعلى أنه "اسم

ولكن بالطريقة التقعيدية الوصفية يوصف بأنه كلمة

يمكن أن تستعمل في وظائف أو مواقع محددة خاصة، وتتخذ صيغا معينة. فاالسم من الممكن أن يقع فاعال أو

مفعوال لفعل، أو يقع بعد حرف جر "الـ ... يذهب إلى البيت, أرى الـ ... , سأذهب بـ ... " كذلك االسم يتحمل

ويفيد معنىes أو sإضافات معينة إلفادة الجمعية مثل this is the ... ' s book, the إليه "sالملكية بإضافة

... s go, the ... goesوالفعل اإلنجليزي من " إذا كان للغائبsمالمحه الخاصة أنه يبنى بإضافة

لتكوين اسم الفاعلingالمفرد، ويضاف إليه present participleأما بناء ماضيه واسم مفعوله .

past participle فيكون بإضافة d أو ed أو tأو فتقع دائما قبلadjectiveبتغيير داخلي. أما الصفة

... the man is ... , theاالسم أو بعد فعل الكينونة "man"

أوest أو erوكذلك تفيد التفضيل بدرجتيه بإضافة . ولكن ال تتصرف غيرmost أو moreيسبقها بكلمة

ذلك. وإذا كانت األمثلة السابقة قد وضعت في شكل مبسط

إلى أقصى حد فإنها -وال شك- قادرة على أن تعطينا فكرة ال بأس بها عن األسس الوصفية الجديدة لتصنيف

أنواع الكالم. هذه الطريقة التركيبية الجديدة لتصنيف الكالم قد أقيمت أساسا على الصيغة والوظيفة، وال تلقي باال إلى المعنى الخاص بكل كلمة على حدة.

ولكنه ما يزال محل جدل ونقاش اعتبار أو عدم اعتبار هذه الطريقة الحديثة تحسينا للطريقة القديمة التي

تقوم أساسا على المعنى، وخصوصا في تطبيقها على اللغات الغربية، وإن كان الظاهر أن الطريقة الحديثة

أكثر طواعية للتطبيق من القديمة، مع قبولها للتعديالتالمالئمة لتناسب لغات أخرى غير هندية أوربية.

أنphonalogyوتماما كما وجدنا في علم األصوات للفونيم عدة فونات أو ألوفونات "أصوات موضوعية

يقع كل منها في مواقع مختلفة يكمل بعضها

(1/103)

بعضا، ومقبولة من جمهور المتكلمين كأشكال مسموع بها" كذلك في المورفيمات يوجد ما يسمى ألومورفات

allomorphs أو الصيغ المتنوعة variant forms التي تستعمل في ظروف مختلفة لتعطي المعنى

المعين.

وإذا تبعنا الطريقة التقليدية ونظرنا إلى ظواهر اللغة المكتوبة أمكننا أن نقول: إن األسماء اإلنجليزية تشكل

وأحيانا قليلة عنsجموعها عادة عن طريق إضافة ، أو بتغيير نوع العلة فيox, oxen" enطريق إضافة "

", أو بدون تغيير ظاهر أو مسموعman, menالمفرد ""sheep, sheepولكننا لو استعملنا التقسيم ."

المورفيمي االصطالحي وأخذنا في االعتبار فقط اللغة -"iz-" و"z-" و"sالمتكلمة أمكن للمرء أن يقول: إن "

عبارة عن التنوعات المنطوقة لمعظم نهايات الجمع "boys, sizes, books, legsوهي كلها ألومورفات "

allomorphsتقع في مواقع مختلفة، وال تتعاور على حينما ينتهي االسم بصوت ساكنsالموقع الواحد "

حينما ينتهي االسم بصوتz وbooksمهموس مثل ,boysساكن مجهور، أو علة، أو نصف علة، كما في

ladies, legs أما .iz فحينما ينتهي االسم بـ S أو Z وتغييرoxen في en" أما sizes, glassesكما في

وfoot وكذلك في goose وgeeseصوت العلة في feet1، والتغيير الصفري

zero change الموجود في sheepو deerفتعتبر كلها ألومورفات استثنائية لمورفيم واحد عام يدل على

الجمعية. وهذه الصور االستثنائية تقع فقط في حاالت تخص أسماء معينة من السهل حصرها وتصنيفها،

وحيث إن منهج البحث، والمصطلحات الحديثة المستعملة في الوصف المورفيمي كلها وصفية محضة،

فإنه يجب تجنب كل اإلشارات التاريخية المتعلقةبسبب اختالف__________

يستعمل عندما ال يكونzero change المصطلح 1 هناك تغيير مربي في الصيغة من المفرد للجمع مثل:

two sheep, one sheepأو من المضارع للماضي ، مع ضمير المتكلم.putمثل

(1/104)

بعض األسماء في سلوكها عن األخرى، الوصفيون عادة يقصرون أنفسهم على وصف الظاهرة اللغوية على ما

هي عليه في مرحلتها الحديثة. والفعل اإلنجليزي مقسم بالطريقة التقليدية إلى

. في الصيغةstrong وقوي weakنوعين: ضعيف المكتوبة يشكل ماضي األفعال الضعيفة وتصريفها

وwork "كما في ed أو dالثالث عن طريق إضافة worked وكذلك loveو loved."

أما الفعل القوي فيشكل ماضيه وتصريفه الثالث عادة ,sung, sangعن طريق تغيير حرف العلة "كما في

singأو عن طريق بعض إضافات ربما كانت في " spoken, spoke, speakاآلخر أو في غيره "مثل

".brought, brought, bringومثل فإذا أردنا أن نطبق على الفعل تصورنا للمورفيم

أوdواأللومورف أمكننا أن نقول إن النهايات المكتوبة edالمضافة إلى األفعال الضعيفة "والتي تنطق عادة

التيwrapped كما في id أو d أو tكما لو كانت " هذه النهايات تنحلloved وlighted وwraptتنطق

إلى ألومورفات للمورفيم السابق اإلشارة إليه الدال " بعدtعلى الماضوية، مع تنوعات موقعية هي "

" بعد الساكن المجهور أو العلة،dالساكن المهموس و" . أما صيغ الماضي التيd أو t" بعد ما ينطق idو"

sang, singتشكل من طريق التغيير الداخلي للعلة " " فتوصف حينئذ وتصنف على أنهاwrote, writeو

ألومورفات إضافية للمورفيم الماضوي السابق ذكره،

zero allomorphوال حظ كذلك األلومورف الصفري .bet وPut وhurtفي أفعال مثل

(1/105)

:المورفوفونيم- 22 إن األلومورفات قد تكون صرفية أو نحوية محضة كما

والتي ال تعتمد علىoxen" الموجودة في enفي " . ولكنها -منphonological 1أعلى عامل صوتي

ناحية أخرى- ربما تكون مشروطة بشروط صوتية" بعد ساكن مهموس، و"Sتشكيلية، كما لو استعملنا "

Z.بعد ساكن مجهور أو علة " وتحت ظروف كهذه يوصف التغير بأنه مورفوفونيمي

morphophonemicبمعنى أنه يتضمن عامال صرفيا morphologicalمشروطا بعامل صوتي تشكيلي

phonologicalوإن التغيير المورفوفونيمي يؤثر . أحيانا على المورفيم الحر، كما يؤثر على المورفيم

التي تجمع علىknifeالمتصل "كما يحدث في كلمة knivesو path التي تجمع على pathsو houseالتي

بتغير الساكن المهموس األخيرhousesتجمع على

إلى مقابله المجهور بينما الالحقة نفسها تأخذ شكل -" وليس هناك أدنى شك فيiz- أو zصورة المجهورة

تعتبر ألومورفاknives" الموجودة في knivأن "- يقع في محيط معين فقط وهو -في هذهknifeللكلمة

الحالة- صيغة الجمع "الحظ أن هذا األلومورف ال يظهر".the knife's edgeفي حالة الملكية المفردة مثل

"knivوفي نفس الوقت يجب النظر إلى الصورة "- على أنها مورفيم متصل ال مورفيم حر على قدم

حيث إنها ال يمكنmurالمساواة مع الكلمة الالتينية أن تستعمل قائمة بنفسها.

__________ ومنfeet إلى foot التغيير في صوت العلة من 1

man إلى menيعتبر كذلك من التغيير الصرفي المحض، ولكنه يندرج تحت المصطلح اإلبدال

replacementومعناه تغيير أحد فونيمات الكلمة ، للحصول على صيغة نحوية مختلفة وعلى هذا فالكلمة

feet" تمثل صيغة إبدالية حلت محل الالحقة العادية S أما التغيير الشامل "suppletionفهو تغيير في

ماضيwas وgo ماضي wentشكل األصل كما في to boو worse التي هي صيغة التفضيل لكلمة bad.

(1/106)

" منdukeوإذا أخذنا مثاال آخر فإننا نجد الكلمات "-dukedom-"و duch من "duchy"و ،ducمن "

ducalيمكن اعتبارها ألومورفات لمورفيم واحد formantولكن إذا فضلنا المصطلحين مورفيم حر .

مورفيما حرا،dukeومورفيم متصل فحينئذ نجد كلمة " ألومورفيمات متصلة.duc"، و"-duchو"-

وفي كل الحاالت التي توجد فيها ألومورفات سواء morphoكانت صرفية محضة أو صرفية فونيمية

phonemicمن المستحسن أن تختار واحدة منها وتعد األخرياتbase formوتعتبر الصيغة األساسية

صورا نوعية لها. فإذا نحن وصفنا السابقة الدالة على على أنها الصيغةindecent" الموجودة في inالنفي "-

األساسية للمورفيم النافي، فحينئذ ينظر إلى الصورة-"im الموجودة في "impossibleعلى أنها صورة

" المسموعة غالبا فيingتنوعية، وكذلك "-incapable أو ingratitude.

وإن الظواهر الصرفية الفونيمية ال تقع فقط في الكلمات المنفردة، ولكن كذلك في مجموعات الكلمات

ذات المدلول النحوي. ومثل هذه الظواهر يطلق عليه في العرف االصطالحي اسم مشتق من علمي

syntactic 1األصوات التشكيلي والنحو وهوphonology وهناك مصطلح آخر هو .sandhi

المستعار من قواعد اللغة السنسكريتية والذي.2يستعمل بدال منه في بعض األحيان

__________ هذه الظاهرة تؤثر على النطق ولذا فهي صوتية1

تشكيلية، ولكن من ناحية أخرى فهي ال تقع إال في تتابعمعين من الكلمات، ولذا فهي نحوية.

من بين األنواع المشهور للظاهرة النحوية التشكيلية2 فيlinking أو االتصال liaisonما يسمى بالتسهيل

" فيsالنحو الفرنسي ففي الفرنسية مثال ال تنطق الـ"les livresفهي صامتة لوقوعها قبل ساكن, بخالفها

" فقط بالعلةs التي ال توصل فيها الـ"les onclesفي " لوقوعها بين علتين. أماzالتالية، بل تنطق على أنها "

مثال اإلنجليزية فيمكن أن يؤخذ من الصيغ المختصرة التي صيغها المورفيميةI.htm'm, we're, it'sمثل.

وفي اإلسبانيةis, are, amالمستقلة أو األساسية هي " كالباء "شفويةv حيث تنطق الـ"vacaتوجد كلمة

, التي بتأثيرla vacaثنائية انفجارية" في مقابل " على أنها شفويةvالوقوع بين علتين تنطق فيها الـ"

ثنائية احتكاكية.

(1/107)

- التركيب النحوي؛ علم القواعد:23 إن المصطلحات النحوية التي يستخدمها اللغويون

الوصفيون ما تزال مشوشة وغير موحدة في االستعمال حتى اآلن، ثم إنها تكشف عن اتجاه لجعل تطبيقها عالميا "صالحة لكل أنواع اللغات"، وعن ميل

وsubjectإلى استعمال مصطلحات تقليدية "مثل: predicate:إلى جانب مصطلحات جديدة مثل "

immediate constituentsالمكونات المباشرة" و" endocentric الجملة الناقصة" أو" exocentric

structure."الجملة التامة" يعني ما كانexocentric structureوالمصطلح

يسمى عادة في المصطلح القديم بالجمل التامة مثل:أنا هنا, ضربته، بينما يختصendoentric structureبمجموعة الكلمات التي

"، أوthe big red bookتقوم بوظيفة االسم "مثل: "، أو الصفةshould have been seenالفعل مثل:

in a"، أو الظرف "مثل: up, to, date"مثل: moment."

فيستعمل تارة ليدلconstructionأما المصطلح على مجموعة من الكلمات أو المورفيمات تجمعها

رابطة مباشرة مثل: الرجل العجوز الذي يعيش هناك، وتارة ليدل على نموذج لبناء أشكال مركبة من وحدات

بنائية معينة مأخوذ بدوره من مكونات مباشرةimmediate constituentsألنواع معينة من الصيغ

form-classes.-formوهذا يستدعي أن نعرف المراد بالمصطلح

classأو" constituent classوكذلك المراد بالمصطلح "

immediate constituents. الكلماتconstituent class أو form-classنريد بـ

أو مجموعات الكلمات التي لها نفس الحق في االستعمال ويعني ذلك أنها يمكن أن تقع في نفس الشكل التركيبي، وربما حصل التبادل بينها، ولكن

بشرط استمرار داللتها على معنى، إن مجموعة من

الكلمات مثل: "الرجل الذي يعيش هناك" والكلمةالمفردة "الساكن" يمكن اعتبارهما منتسبتين

(1/108)

لوحدة بنائية معينة، حيث من الممكن تعاورهما في نفس المكان داخل تركيب معين، وكذلك يمكن أن يقال بالنسبة لمجموعة الكلمات: "في منزل ابنه"

.1بالنظر إلى كلمة "هناك" فتعرف بأنها أي كلمة تأخذconstituent 2أما الكلمة

immediateمكانا لها في تركيب أكبر، والمصطلح constituentيطلق على واحدة من كلمتين أو أكثر

يتكون منها جميعا تركيب ما. في جملة مثل: منازل هذا immediateالرجل لونها أبيض، المكونات المباشرة

constituentهي: منازل هذا الرجل + لونها أبيض "يمكن أن يقال بشيء من التجاوز إن األول يقابل ما

وتوابعه، والثانيsubjectيسمى تقليديا بالمسند إليه وتوابعه". وإذا حاولتpredicateما يسمى بالمسند

أن تفصل "هذا الرجل لونها" من العبارة السابقة وتعتبرها مكونا مباشرا كان خطأ رغم "ورود الكلمات

في نفس التتابع السابق. ترتبط كلمةhothouse flowersوفي تركيب مثل:

house بكلمة hot. ترتبط الكلمةhot housewarmingولكن في مثل:

house :بكلمة warming. والمكون المباشر قد يكون مركبا من وحدات متصلة أو

" تعدthe man did comeمنفصلة ففي مثل " مكونا مباشرا متصال للتعبيرdid comالكلمتان

? هما ماdid the man comeالفعلي, ولكن في يزاالن مكونا مباشرا للتعبير الفعلي ولكنهما منفصالن.

transformationوهناك مصطلح آخر وهو التحويل ويعني

__________ المصطلحات التقليدية تصف المثال األول بأنه اسم1

noun،أو أي شيء يمكن أن يقوم بدور االسم وتوابعه في حين أن المثال الثاني ربما وصف بأنه ظرف

adverb..component تسمى كذلك: 2

(1/109)

من الناحية التركيبية تغيير إحدى جملتين داخل مجموع واحد إلى األخرى. وربما شمل التحويل كذلك تغيير

الجملة من اإلثبات إلى نفي أو استفهام، مثل: الرجل قادم, الرجل ليس قادما, هل الرجل قادم؟ وواحدة من هذه األنواع التركيبية "عادة الجملة المثبتة" تعد األصل

وبتحويلها يتم إنتاج أنواع أخرى "نفيinputأو األساس .outputأو استفهام" يطلق عليها اسم الفرع أو النتاج

وهناك قوانين تحكم أخذ أنواع النتاج من األصل، وهذه القوانين غالبا ما تتنوع بحسب نوع اللغة والظروف

المحيطة، ففي اإلنجليزية مثال لكي تأخذ النتاج المنفي :the man is comingمن مصدر الطاقة أو األصل

input ال بد أن تضيف not إلى is:ولكن لتأخذه من . the man walked awayيجب أن تأتي بـ did

."the man did إلى: walked، ثم تغير notوتضيف "not walk away:وفي الفرنسية لكي تنفي .

L'home est iciالرجل هنا". لنا طريقان فإما أن نضع Est-co que l'homme فتصير est-ce queقبلها

est iciأو نكرر المسند إليه بعد الفعل في صورة , ? وإذا نحن فيL'homme, est-il iciضمير فتصير

النهاية حصلنا على القوانين التي تحكم أي تغيير من

اإلثبات إلى النفي أو االستفهام أو أي نوع نريده منالجمل فقد حصلنا على تحويل كامل.

أو الكلمة األساسيةheadأما المصطلح األساس head wordفيستعمل غالبا في علم اللغة الوصفي

ليعني أهم كلمة في التركيب. ففي جملة مثل: "البيوت الجديدة التي تبنى اآلن ... "، الكلمة "بيوت" هي

.attributesاألساس، وسائر الكلمات صفات functionوهناك اصطالح آخر هو الكلمات الوظيفية

wordsويستعمل بكثرة ليشير إلى الكلمات الصغيرة مثل "ال" و"بعض" وعالمة

(1/110)

، والتي تقوم بدور العالمات1" في اإلنجليزيةaالتنكير " المميزة في الجملة، وكثيرا ما تحذف من العناوين،

ولكن إسقاطها من ناحية أخرى قد يسبب خلطا. فلو فوجود عالمة التعريفthe water is pureقلنا مثال

يحدد أن المراد قدر معين من الماء بعينه، وحذفها يدلعلى أن المراد التعميم.

ومن الواضح الذي ال يحتاج إلى دليل أن اللغات تختلف

فيما بينها في استعمال أو عدم استعمال تلك الكلمات الوظيفية، فال يوجد في الروسية والالتينية مثال عالمة تعريف أو عالمة تنكير، ولذا فمن المستحيل أن توجد تفريقا كهذا الذي سبقت اإلشارة إليه في اإلنجليزية،

اللهم إال باإلسهاب، أو تغيير التركيب. وفي اللغة اإلنجليزية نظام ثنائي يميز بين ما هو قريب، وما هو

ولكنthat وللثاني thisبعيد، فيستعمل لألول اإلسبانية تشتمل على نظام ذي ثالث شعب، فهناك

لفظ لما هو قريب للمتكلم، وهناك لفظ لما هو قريب للمخاطب، وهناك لفظ لما هو بعيد عنهما، وما يقال من أن اإلنجليزية في فترة سابقة كانت تحوي نفس

، فإنماthis, that, yonالنظام الثالثي متمثال في يخص علم اللغة التاريخي ال الوصفي، أما اللغة

الفرنسية فعلى العكس من ذلك ال تفرق عادة بين ما.2هو قريب وما هو بعيد فتستعمل لهما صيغة واحدة

وبعض اللغات الهندية األميركية لها نظام ذو خمس أو ست شعب، للتفريق بين ما هو غير مرئي، وما هو في

الماضي وال أثر له ... إلخ. وإن ميزات التقسيمات االصطالحية الحديثة على أختها

التقليدية ليست جميعا واضحة، ولكن من الممكن أن

يقال إنها أكثر قابلية للتطبيق على لغات ذات أنماطمختلفة.

__________ Glossary of زاد المؤلف األمر وضوحا في معجمه 1

Linguistic Terminologyفذكر أن هذا المصطلح يطلق على الكلمة غير المنبورة في الجملة، والتي

تؤدي أساسا معنى نحويا ال معجميا، وذلك مثل حروف اإلضافة، واألفعال المساعدة، والروابط، والظروف،

Functionواألدوات، وبعض الضمائر "انظر مادة: word."المترجم" ."

قد يعني هذا الكتاب أو ذلك الكتاب.ce livre اللفظ 2 ولذلك يلجأ المتكلم الفرنسي إلى نوع من التفريق

-" أو "ciحين يرى حاجة إلى ذلك عن طريق إضافة "la إلى "-livreولكن استعمال ذلك في المجال

العملي قليل جدا.

(1/111)

:المفردات- 24 إن عالم اللغة الوصفي يهتم بمفردات اللغة من جانبها

الوظيفي، ال من جانبها االشتقاقي التاريخي، وال من جانبها الداللي، فكال النوعين األخيرين يقع في منطقة

اهتمام عالم اللغة التاريخي، ومن ثم فإننا نجد أن تصور معنى الكلمة -من وجهة نظر علم اللغة

الوصفي- يرتبط ارتباطا وثيقا بما سميناه من قبل تعرف إذنlexicologyبالمورفيم. فمفردات أي لغة

".1بأنها "مجموع رصيد المورفيمات وتجمعاتها ومن وجهة نظر علم اللغة التركيبي تعرف الكلمة

wordبأنها "وحدة في جملة تحدد معالم كل منها بإمكانية الوقوف عندها" "ليس من الضرورى أن يتم

the houses areالوقوف فعال" ففي جملة مثل being built من الممكن نظريا الوقوف بعد built,

being, are, houses, the" ولكن وقوفا بين hous" -" ربما يعطي الحدثing" و"be-"، أو بين "-esو"

الكالمي شيئا من الالمنطقية. والجملة نفسها تعرف بأنها "تتابع من الكلمات

.2والمورفيمات التنغيمية"__________

من المستحيل أن يتجنب عالم اللغة التركيبي علم1 المعنى كلية في دراسته للمفردات، ألن مفهوم

المورفيم، يرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع المعنى، ولكن أي إشارة إلى معنى تاريخي، أو تحول في الداللة،

وبيان أسباب ذلك, كل أولئك يبعد عن مجال علم اللغةالوصفي الخالص.

شرح المؤلف مصطلح المروفيمات التنغيمية2intonation morphemesبأنه نموذج تنغيمي معين

يمكن أن يحول الجملة إلى سؤال أو تعجب، دون تغييرات تركيبية، انظر: معجمه السابق اإلشارة إليه،

"المترجم".intonation formantمادة:

(1/112)

وهذا يجعل التعريفين دوريين إلى حد ما، ألن الجملة تدخل في تعريف الكلمة، والكلمة تدخل في تعريف

الجملة، ولنضرب مثال لكال التعريفين، دعنا نأخذ الجملة: هل تريد هذا الكتاب؟ من الممكن نظريا أن

نقف عقب كل كلمة على الرغم من عدم حدوث ذلك غالبا في الحديث العادي، ويشكل الجملة مجموع

الوحدات التي يصح أن تقف بينها "الكلمات" باإلضافة إلى درجة الصوت، والتنغيم والمفصل، ونحو ذلك مما

يدخل في إيضاح المعنى. وبينما يختلف مفهوم الكلمة في علم اللغة التركيبي

عنه في المصطلح التقليدي نجده يمتار كذلك بصالحيتهللتطبيق على لغات أكثر من المفهوم القديم، ونحب - من غير الدخول في تفصيالت تخص اللغات المركبة أو

التصريفية- أن نلفت النظر إلى االختالف بين العبارة ومرادفتهاby giving him two of themاإلنجليزية حيث نجد خمس كلماتdandogliene dueاإليطالية

إنجليزية عبر عنها بكلمة واحدة في اإليطالية. من وجهة نظر الدراسات اللغوية التقليدية ربما كان صعبا إلى حد

كلمة واحدةdandoglieneما أن تحكم ما إذا كانت "كما قد يدل الهجاء" أو مركبة من ثالث كلمات

"كما قد يدل المعنى"ne+glie+dandoمنفصلة هي ولكن من وجهة نظر علم اللغة التركيبي تعتبر الصيغة

اإليطالية كلمة واحدة ما دام من غير الممكن إيجادسكتات طبيعية بين أجزائها الثالثة.

وقد عمل تمييز بين الكلمة التي تعد صيغة نحوية كاملةlexeme والكلمة التي ليست كذلك. كلمة want في I

want some water تعتبر صيغة هي جزء من wants ليست صيغة نحوية كاملة بنفسها حتى ولو أنها تتطابق

األولى. ولنضع العبارة في صورةwantفي شكلها مع األولى مورفيم حر وصيغةwantأخرى فنقول إن

" فهي مورفيم حرwantنحوية كاملة، أما الثانية "- "حيث من الممكن استعمالها منفصلة في مواقف

مختلفة" ولكنها ليست

(1/113)

صيغة نحوية كاملة في ذلك المثال بعينه، ومعنى هذا أن مركز الصيغة النحوية الكاملة يعتمد على استعمال

الكلمة المعين في الجملة المعينة، بينما مركز المورفيم الحر يتوقف على وضع الكلمة مستقلة، وال

فيsيتأثر بوضعها في تعبير معين. أما حرف الـwantsفهو -بالطبع- مورفيم متصل، ال يمكن تحت أي

ظرف أن يصبح صيغة نحوية كاملة. وقد سمح لعلم المعنى أن يتدخل في دراسات علم

idiomاللغة الوصفية فيما يسمى بالمصطلح أو التعبير الذي يعرف بأنه كلمة أو مجموعة من الكلمات تأخذ معنى معينا ليس طبيعيا، وال مدلوال عليه من أجزاء

تجد لهاwhite paperالتركيب نفسها. إذا قلت مثال:

معنى سياسيا معينا ال يظهر في إحدى الكلمتين منفردة، وهي لهذا تعد مصطلحا إذا استعملت في هذا

المعنى السياسي. ولكن إذا استعملتهما في معناهما Let me have a sheet of whiteالعادي مثل:

paperفليس هناك شيء اصطالحي في ذلك، والتعبير look outقد يستعمل في معنى اصطالحي حين يعني

حريصا، ولكنه قد يعني مدلوله العادي حين يكون:Look out of the windowوحينئذ ال يكون اصطالحيا

والتعبير االصطالحي عادة يجب أن يعالج ككل حيث إنه ليس في مورفيماته المنفصلة ما يدل على المعنى

الجديد الذي يدل عليه التعبير ككل. والتعبيرات االصطالحية عادة تختلف من لغة إلى لغة كما يتضح من المثال اآلتي: يحكى أن رجال فرنسيا كان يركب

قطارا وبجانبه، رجل أمريكي وقد حدث أن كان الفرنسي مطال برأسه من النافذة وكان القطار مقدما

look outعلى نفق، فأراد األمريكي تنبيه رفيقه فقال: ولكن الفرنسي لم يفهم فجذبه األمريكي إلى الداخل من ياقة معطفه، وحينئذ أدرك مراده فشكره ثم قال

بينما أنت تريدLook outمتعجبا: ولكن لماذا قلت لي: ؟Look inأن تقول لي:

وكثير من اللواحق العادية التي تدل على معنى معين، -ishحين توضع في تركيبها المستعملة فيه "مثل

Yellowish, "spanishالموجودة في كلمات

(1/114)

تعطي معنى اصطالحيا حينما توضع في تركيب جديد I.htm'llغير مألوف "مثل قول الشبان المراهقين:

meet you five, thirty ish." وقريب في طبيعته من التعبير االصطالحي هذه

االستعماالت أو الصيغ الموجودة في لغة ما، وال يوجد لها مقابل دقيق في لغة أخرى، ومثال ذلك كلمة

Geschwister،األلمانية التي تشمل األخ واألخت اإلنجليزية التي تعني أحدparentوكذلك كلمة

الElternالوالدين بينما الكلمة األلمانية المقابلة وهي padreتستعمل إال مع الجمع فقط. والكلمة اإلسبانية

يمكن أن تعني وهي مفردة "أب"، ولكن وهي جمع قدتعني "آباء"، وقد تعني الوالدين.

وأخيرا يجدر اإلشارة إلى مصطلحين اثنين ذاعا على يد ويستحسن أال يترجما،De Saussureدي سوسير

,paroleوأن يتركا في صيغتهما الفرنسية وهما Iangue وإن كانا أحيانا يترجمان إلى لغة ,Language

.speechوكالم هي ذلك المظهر الرسمي الموروثlangueاللغة

للتراث اللغوي، ذو النظام النحوي المتجانس paroleالمستعمل بين كل أفراد المجتمع، أما الكالم

فهو االستعمال الفردي للغة بقصد توصيل رسالة ما. فاللغة إذن مستقلة عن األفراد المتكلمين، وتحيا

كشيء مجرد صالح لالستعمال بين األفراد، وهذا خاص بالمتكلم، ويطلق على ما يمكن أن يسمى استعمال ديجول الشخصي للغة الفرنسية. ومن الواضح بقدر

كاف أن اللغة -باعتبارها شيئا مجردا- ال يتحقق وجودها الفعلي إال عن طرق الكالم. ومن الممكن أن يعقد

الشخص شبها بين اللغة والفونيم "كالهما صورة مجردة" وبين الكالم واأللوفون "كالهما شيء حقيقي

واقعي".

(1/115)

القسم الثالث: علم اللغة الوصفي "منهج البحث":1 التحليل الفونيمي والمورفيمي- 25

إن االهتمام األول لعالم اللغة الوصفي ينصب على األصوات وعلى الصيغ النحوية للغة المتكلمة، ولذا فإن

منهج بحثه يتجنب عادة االعتماد على المادة المكتوبة من ناحية، واقتفاء أثر القواعد النحوية التقليدية

القديمة من ناحية أخرى، وذلك ألن الدراسة األخيرة قد أسست جزئيا على لغات قديمة بطل استعمالها، كما

أن أصحاب هذه الدراسة يأخذون الصورة المكتوبة للغة على أنها أساس البحث ويردون إليها كل ظواهر اللغة المتكلمة. ويندر أن تجد أيا منهم في تناوله للجزئياتيؤسس نتائجه على المالحظة العلمية أو االستقراء.

أما منهج البحث التحليلي لعلماء اللغة الوصفيين فقد تطور على وجه األخص نتيجة ارتباطه بدراسة ما

يسمى بلغات الشعوب المتخلفة التي لم تعرف الكتابة بعد، حيث ال توجد أي صيغة مكتوبة للغة، وليس هناك

محاوالت مسبقة لوصف نحوي، وال وسيلة للحصولعلى اللغة في أي صورة أخرى غير صورتها المنطوقة. وقد بدأ المنهج الوصفي بدراسة ساذجة قام بها رجال

غير متخصصين في

__________ هناك تفصيالت مفيدة لهذا الموضوع في كتاب1

Hockett :المسمى A Course in Modern Linguistlcs كذلك276, 274, 111, 102 صفحات .

lntroduction to المسمى Glessonفي كتاب Descriptive Linguistics و311, 271 صفحات ,

. ولذا ينصح القارئ بالرجوع إليها.91, 65

(1/119)

دراسة اللغات كان كل همهم اكتساب اللغات األجنبيةعن طريق األذن بسماعها من أصحابها.

وهناك محاوالت أخرى في هذا االتجاه الوصفي تمت على يد بعض المبشرين األولين وضعوا قوانين للغات

تلك الشعوب التي اتصلوا بها، ولكن تقنينهم كان أشبه بالتقعيد البدائي، واهتمامهم بالمفردات كان منصبا على

الجزء الذي يخدم األغراض الدينية، ويساعد على ترجمة الكتاب المقدس. ولكن هذه المحاوالت المبكرة

-مع األسف- قد فقدت قيمتها نظرا لسيطرة االتجاه الفلسفي عليها، وهو اتجاه كان شائعا حينئذ، باإلضافة

إلى ما كان سائدا بين اللغويين من وجوب صب اللغات كلها في قوالب عالمية موحدة مصبوبة على نمط

اللغتين الالتينية واليونانية، بدال من محاولة التقعيد لكل لغة بحسب ظروفها الخاصة. وإن اإلسهام الكبير الذي قدمه اللغوي الحديث لوصف اللغة يتمثل في معرفته

باألسس الفونيمية والمورفيمية التي تسمح بوصف تفصيلي دقيق إلى حد كبير، ال يقارن بما يمكن أن

يحققه منهج يقوم على األذن غير المدربة أواالستنتاجات العشوائية.

وإن مجال بحث عالم اللغة الوصفي يتمثل حقيقة في حقل اللغات الحية، حيث يمكن تزويد الباحث بأحد ابناء

اللغة الذين يتكلمون بها، وهو الذي يعرف فنيا باسم . ودرجة الثقافة المطلوبةInformantالراوي اللغوي

في الراوي اللغوي أمر نسبي، ففي حالة اللغات المستعملة في مجتمعات متخلفة ال معنى مطلقا إلثارة

مثل هذا السؤال، ولكن بالنسبة للغات مجتمعات متحضرة، فهؤالء الرواة يمكن أن ينتقوا من بين من

يحسنون تمثيل المستوى اللغوي، المراد تحليله وتقعيده، فإذا أراد أحد أن يصف اللغة الفرنسية كلغة يتكلمها أكثر الناس ثقافة في فرنسا فيجب أن ينتقي

الراوي من بين الطبقات العالية الثقافة، مثل أساتذة الجامعة، والمحامين، واألطباء، وموظفي الحكومة وإذا أريد وصف لغة األحياء القذرة في باريس وتحليلها، فإن

األوباش والمومسات يمثلون هذه اللغة

(1/120)

أحسن تمثيل وإذا أريد شيء بين بين أمكن الرجوع إلى طبقة الخبازين والجزارين والخدم، وفي كل هذه

الحاالت حين يتيسر الحصول على راو يمثل اللغة الحية يجد الباحث نفسه مزودا بما يسمى بالظروف البيئية

field conditionsوهي على طرفي نقيض مع ما philologicalيسمى بالظروف الفلولوجية

conditionsالتي تميز العمل الذي يقوم به علماء اللغة التاريخيون الذين يتخذون مادتهم األساسية من

الوثائق والنقوش وغيرها من المادة غير الحية. والخطة المزدوجة التي تجمع بين جمع المادة ثم

فحصها ومقارنتها تبدأ على شكل أسئلة صيغت خصيصيا ليمكن عن طريق توجيهها للراوي أن تكشف عن كيفية التعبير عن أشياء معينة في لغته، وعادة ما

يتدرج الباحث من الكلمات القصيرة السهلة إلى التعبيرات الطويلة والجمل الكاملة أما اإلجابات فيجب أن تكتب بالرموز الصوتية وكلما سجلت تفصيالت أكثر

كان أفضل، وربما استخدم جهاز التسجيل أواألسطوانة أو كالهما إلى جانب ذلك.

وفي اللحظة التي يتجمع فيا لدى اللغوي المادة الكافية يبدأ عمله التصنيفي واالستنتاجي، وعلى أساس من

خبرته العلمية الخاصة في الفونيمات يقرر أي األصوات المتقابلة أو المتضادة تناسب موقعية معينة وأيها ال

يناسب، وحينئذ يجب عليه أن يفصل الفونيمات الحقيقية للغة من األلوفونات، وخالل ذلك الوقت يجب

أن تتكون عنده صورة كاملة من التركيب الفونيمي للغة وعن األلوفانات التي تكون كل فونيم، مع صورة

واضحة عن الظروف المعينة التي بتحققها يقعاأللوفون المعين.

ولنوضح ذلك بالمثال نقول: لو فرضنا أن اللغة اإلنجليزية األمريكية تعتبر لغة غير معروفة وغير

مكتوبة، فلكي تكون موضوعا لخطة فونيمية تحليلية ينبغي على اللغوي أن يحصر الفونيمات عن طريق ما

minmal pairsيعرف فنيا باسم الثنائيات الصغرى

وذلك بأن يمتحن كل كلمتين تتفقان تماما في كل ،sit وset، أو fit وsitاألصوات ماعدا واحدا منها مثل

sipأو

(1/121)

. فإذا استلزم التغيير الصوتي تغييرا في المعنىsitو يعلم حينئذ أنهما فونيمان مختلفان، ويصنفهما كذلك

في نظامه الصوتي. إن السبب في اختالف المعنى بينsitو fit- مع اشتراك جميع األصوات ماعدا واحدا هو

وال شك- راجع إلى الصوت المختلف وعلى هذا يجب / فونيمينp/ و/sفي اإلنجليزية األمريكية اعتبار /

مختلفين. ومن ناحية أخرى قد يالحظ الباحث اختالفا وربما أخذه الشكspit وpit وsip في pبسيطا بين الـ

أول األمر حول ما إذا كانت هذه الباءات الثالث تشكل فونيمات مختلفة في اللغة أو ال. ولكن بعد أن تتجمع

عنده أمثلة كثيرة سيستنتج من مقارنتها أن هذه األصوات تقع في أماكن متغايرة ويستحيل أن تتبادل

موقعيتها، أو تتعاور على المكان الواحد، ولذا فهو يصل في النهاية إلى أنه ألوفونات لفونيم واحد، ومعنى هذا

أن نظامه النهائي لفونيمات اللغة سيشتمل على فونيم / مع ثالثة ألوفونات محتملة تقع تحتpواحد هو /

ظروف معينة. وإذا كانت اللغة المجهولة المراد تحليلها هي اإليطالية

فإن الباحث قد يتساءل أوال ما إذا كان االختالف ، أوcadde وcade أو بين ecco وecoالصوتي بين

له طبيعة فونيمية أو أنه اختالف نطقيalla وalaبين راجع إلى الهوى الفردي، ولكن بمجرد أن يعرف أن

eco تعني echo اإلنجليزية. بينما ecco تعني here is وأن ،cade تعني he falls بينما cadde تعني he

fell وأن ،ala تعني wing بينما alla تعني to the فسيصل إلى النتيجة أنه في اللغة اإليطالية كل ساكن طويل أو منبور "وهو الذي يمثل في الكتابة اإليطالية عن طريق تكرير الحرف" يشكل فونيما يختلف عن مقابله القصير أو غير المنبور، ومعنى هذا أن نظامه

الفونيمي للغة اإليطالية يجب أن يعترف بوجود فونيمين لكل صوت ساكن، أحدهما وهو مفرد، وثانيهما

وهو مضعف. كل هذه الخطوات تبدو بسيطة إلى حد كبير أكثر مما

هي عليه في الواقع.

(1/122)

__________ توجد هذه الظاهرة في بعض اللغات المغمورة كذلك1

توجد في بعض التطورات التاريخية، كما حدث لالتينية حينما تحولت إلى الرومانية، ولكن يجب أن نذكر أن

علم اللغة الوصفي ال يعالج التطورات التاريخية، وإنمايصف حالة لغة معينة في وقت معين.

الرمز ? موجود في الرموز الصوتية الدولية ليدل2".sing" الموجود في "ngعلى الصوت "

(1/123)

-ovreالمبالغة في تقدير اختالفات صوتية موجودة differentiationوالتقليل في تقدير هذه االختالفات

under-differentiationوكالهما يحدث بسبب وقوع ، المحلل اللغوي تحت تأثير عاداته اللغوية الخاصة. وإن

محلال يتكلم اللغة اإلنجليزية ربما غررت به طبيعته " العربيتين، ويضعهما تحتq" والـ"kوجعلته يخلط الـ"

فونيم واحد مماثل لألصوات الطبقية اإلنجليزية

. ولكن االختالف الدالليCool وkin 1الموجودة في بين كلمتي: كلب وقلب العربيتين كاف إلثبات خطئه، ومن ناحية أخرى فإن المحلل العربي ربما ظن خطأ

وجود خالف فونيمي بين األلوفونين اإلنجليزيين "للصوت المهموس الطبقي االنفجاري" اللذين يقع

أحدهما قبل العلة األمامية، واآلخر قبل العلة الخلفية "killو coolفيتصور خطأ أنهما فونيمان اثنان إلى أن "

يالحظ اختفاء األساس في التقسيم الفونيمي وهو تغير المعنى مع تغيير الفونيم، ويعجز عن العثور على أي

ثنائيات صغرى.__________

يوجد خالف بين الصوتين في الموقعية, فهما في1 , األول منهما يقعkاإلنجليزية ألوفونان لفونيم وحد هو

قبل العلة األمامية، والثاني منهما قبل العلة الخلفية.

(1/124)

وإن التحليل الفونيمي كثيرا ما يصيبه االضطراب نتيجة التيwithلتعدد الصور النطقية، كما يبدو في كلمة

/.e/ وبعضهم مهوسة /oينطقها بعضهم مجهورة /

وبالنسبة لبعض اللغات توجد صعوبة أخرى، وهي التمييز بين النغمات الصوتية التي تعد ذات قيمة

فونيمية كاملة، في مقابل األخرى ذات القيم الثانوية القيام باختبارينGleasonاإلضافية، وهنا يقترح

حيثmonotony testمفيدين، أولهما اختبار الرتابة ينطق بمجموعة من الكلمات ذات اللحن المشترك الواحدة بعد األخرى لتنتج وحدات رتيبة مكررة، فإذا

أدرجت كلمة ذات لحن مختلف داخل السلسلة . أما اآلخر فهو بناء1انكسرت الرتابة الموسيقية

إطارات أو أشكال نغمية عن طريق وضع الكلمات متالصقة مع سلسلة من كلمات أخرى -مثل األعداد-

.1تعرف نغماتها__________

الموجودة فيEwe اللغة Glesson في دراسة 1 غرب إفريقية، والتي لها ثالث نغمات عالية ومتوسطة

ومنخفضة، عمل اختبار عن طريقه وضعت كلمات متنوعة مكونة من مقطع واحد وضعت متتابعة وطلب

من أحد أبناء اللغة أن ينطلق بها. فإذا حدث وكانت الكلمات ذات نغمة، واحدة فتكون النتيجة مجموعة من النغمات الرتيبة الموحدة، فإذا كانت نغمة كلمة ما غير

مؤكدة فإنه كان يقوم بوضعها في تتابع معين، فإذا اتفقت نغمتها مع األخريات المعروف لحنها فإنها تنسب إلى هذه المجموعة النغمية. أما إذا كانت النتيجة كسر

الرتابة فإنه يجرب وضع هذه الكلمة في مجموعةنغمية أخرى، وهكذا حتى تتناسب مع واحدة منها.

فاالسم الذي يشك في نغمته يمكن أن يقرن باألعداد2 واحدا بعد اآلخر. هذه األعداد معروفة6إلى 1من

نغماتها، فإذا كانت نغمة الكلمة صاعدة أو هابطة أو في نفس المستوى مع أي من األعداد صار من الميسور

ردها إلى ما يناسبها من المجموعات النغمية.

(1/125)

وإن التوسع في استخدام أجهزة التسجيل في مجال العمل الفونيمي قد قلل -إلى حد كبير- من متاعب

المحلل اللغوي، حيث إنه يسمح بالتسجيل الموضوعي لألصوات الفعلية المنطوقة، ويكمل النقص في

استخدام الرموز المكتوبة، الذي يتأثر عادة بعواملذاتية ناتجة عن سماع المحلل وثقافته.

ولكن حتى األصوات المسجلة يجب في النهاية أن

يقوم المحلل بترجمتها وتفسيرها معتمدا على أذنهوفهمه، ولهذا فإن قيمتها الرئيسية تعود إليه أخيرا.

وعند هذه النقطة يجب أن الكتابة الصوتية تمثيل موضوعي لألصوات، فإن الكتابة الفونيمية تؤسس على إحساس المتكلم بالفروق الصوتية، والتفريق الذي يرى

وجوده بنفسه. وهذا يعني أن ما يعد رموزا كتابية مرضية لنوع من اللغات مثل اإلنجليزية ال يلزم

بالضرورة أن يكون دقيقا مائة في مائة بالنسبة للغة أو وnot و lotلهجة أخرى. إن صوت العلة الموجود في

pot" -هو -موضوعيا وصوتيا aفي فم المتكلم " " في فمCاألمريكي في الجملة، ولكنه "?" أو "

المتكلم اإلنجليزي. وهذا بدوره يعني أن الكتابة الفونيمية للغوي ربما ال

تتفق مع كتابة لغوي آخر، فكل منهم يميل إلى أن يستعمل ويكتب الصورة الصوتية للهجته الخاصة، وعلى

يختلفfeet وleaveسبيل المثال فإن حرف العلة في تقديره وكتابته بالنسبة إلى الرجل اإلنجليزي عنه

"iبالنسبة للرجل األمريكي فاإلنجليزي يمثله بالرمز ": "ij"علة طويلة خالصة", ولكن األمريكي يمثله بالرمز "

" ولهذاglide انحدارية Y"علة قصيرة خالصة متبوعة بـ

فإن معظم من يمثلون الصوت بالرموز الكتابية يلفتون نظر قرائهم إلى هذا النوع الذي ال مفر عنه من اإلقحام

لخصائص لغتهم في مجال التمثيل الكتابي.

(1/126)

وإن عملية التحليل المورفيمي لتطابق تماما تلك التي وصفناها فيما سبق، ماعدا أن التحليل هنا ينصب على المورفات أو أصغر الوحدات ذات المعاني التي ينبغي

أن تحلل إلى مورفيمات وألومورفات، وفي المجال التطبيقي يتصاحب عادة التحليالن الفونيمي

والمورفيمي وال يتتابعان، ولكن مع تسجيل مالحظات المحلل اللغوي منفصلة، ثم يتصاحب التحليالن وبخاصة

حين يتقدم سير البحث. وهنا نقول مرة ثانية إنه إذا كان هناك تقابل أكيد في

المعنى أمكن الباحث أن يعدهما مورفيمين منفصلين، ولكن إذا كان المورفان يحمالن نفس المعنى

ويستعمالن في موقعيتين مختلفتين فيجب اعتبارهما -" الموجودة فيingألومورفات لمورفيم واحد. فـ"

working" في مقابل ed في "-workedكل منهما

-"tيحمل معنى خاصا مختلفا، ولهذا مورفيمان. أما " -" التي تظهرd و"workedالمنطوقة التي تظهر في

found, find، وتغير العلة الموجودة في filledفي من صيغةzero changeوحتى التغيير الصفري

، كل أولئكput, putالماضي إلى صيغة المضارع في يحمل معنى واحد، وهو الماضوية، ولهذا يمكن اعتبارها

كلها ألومورفات لمورفيم واحد، وهو الداللة علىالماضي.

بحق أن يتخذ أحد األلومورفاتGleasonوهنا يقترح ، ويعتبر الباقي بدائلbasem, formكصيغة أساسية

replacicesفإذا أردنا اختيار صيغة أساسية بناء على ,dallied وfilled في dدرجة تكرار الوقوع نجد أن

toyedهي الصيغة األساسية للمورفيم الدال على وworked" في tالماضوية، وعلى هذا نعتبر "

stopped"و id في "ended وتغير العلة في ،found كل أولئك ألومورفات بديلة،putوالتغير الصفري في ".22"انظر المبحث رقم

وجمع أنواع العوامل المورفونونيمية، وبخاصة ما يعرفبالمماثلة

(1/127)

يجرها نحو الطبق تحت تأثير الساكن الطبقي التالي، impossible" منطوقة وحتى مكتوبة في imوتصير "

بتلوينها بالصبغة الشفوية تحت تأثير الصوت الشفويpوآخر خطوة في التحليل اللغوي هي وضع قواعد "

النحو، واإلعداد لتصنيف مفردات اللغة على أساس منالمبادئ الوصفية وطرق البحث التي سبق شرحها. فمن الناحية النحوية -على سبيل المثال- يجب على المحلل أن يقوم بيان أنواع الصيغ للغة التي يحللها، وقواعد تبديل الصيغة لتشكيل أنظمة جديدة كنظام

النفي أو االستفهام في الجملة، وكذلك المعالم الخاصة الموروثة في اللغة موضوع البحث، "انظر المبحث رقم

23." ومن وجهة نظر علم المفردات اللغوية فإن المحلل

ينبغي أن يزودنا بقائمة للرصيد العام للمورفيمات في اللغة موضوع البحث -مصحوبة بإمكانيات تجمعاتها- مع

كلما أمكن،lexemesتعيين الصيغ النحوية الكاملة وما يستخدمهidiomsوكذلك التعبيرات االصطالحية

".24اللغة من السوابق واللواحق، "انظر المبحث رقم وآخر نتاج لمجهود المحلل اللغوي سوف يكون النحو

الوصفي للغة موضوع البحث، كما سنتحدث فيالمبحث التالي.

(1/128)

:بناء نحو وصفي- 26 حينما ينتهي الباحث اللغوي من التحليل الفونيمي والمورفيمي للغة موضوع البحث ومن استخالص

المالمح النحوية الخاصة بها يجد بها تحت يديه نحوا وصفيا لهذه اللغة، وهنا يجب التنبيه إلى أن النحو

الوصفي ال يراد به هنا هذا النوع من النحو المدرسي الذي يعد لالستعمال العادي، وإن كان نحوا يمكن اتخاذه أساسا لبناء نحو مدرسي تطبيقي بأسلوب

علمي. إن النحو الوصفي سوف يقدم قائمة دقيقة بالفونيمات الموجودة في اللغة مع ذكر ألوفوناتها, وبيان الظروف والمالبسات التي بتأثيرها تظهر هذه األلوفونات، وهو

سوف يقدم كذلك وصفا للفونيمات فوق التركيبية الموجودة في اللغة "التنغيم, النبر, المفصل( . وعلى

أساس من هذه البيانات العلمية الدقيقة يصبح من

الممكن أن توضح في شكل دروس سلسلة من التمرينات النطقية، تلك اللغة، مع التركيز على هذه

المالمح الخاصة التي قد تسبب بعض المتاعب ألولئك المتعلمين الذين يدرسون اللغة من خالل تصورهم للغة

أخرى، ومن الممكن في هذه الحالة وضع المالمح الفونيمية لكلتا اللغتين في خطين متوازيين حتى تسهل المقارنة ويمكن بناء على هذا مس الظواهر المشتركة

بينهما مسا خفيفا، والتركيز على تلك النقاط محل الخالف، فإذا أراد إسباني تعلم اللغة اإلنجليزية فإنه ال

بد -على سبيل المثال- من تدريبه على أن يميز فونيميا حتى يتمكن منlive وleaveبين صوتي العلة في

التغلب على تلك الصعوبة الناتجة عن ميله الطبيعي لخلط الصوتين واعتبارهما فونيما واحدا، ومن الجانب

اآلخر فإن اإلنجليزي إذا أراد دراسة الصينية فإنه ينبغي حين تدربه التركيز على الفرق الفونيمي في اللغة

وتلك الموجودة فيpit الموجودة في pالصينية بين spitوهو ما يعد في نظره فونيما واحدا، والمتعلم للغة

اإليطالية يمكن أن يزود بتدريبات واسعة للتفريقالفونيمي بين الساكن المفرد والساكن المضعف

(1/129)

وكل هذه التفريقات ستظهر -وال شك- في النحو التطبيقي المؤسس على النحو الوصفي، ال في النحو

الوصفي نفسه. وإن مادة القواعد -سواء كانت صرفية أو نحوية- تقدم في المنهج الوصفي بنفس الطريقة، وهنا نقول -مرة

أخرى- إن المقارنة من وقت آلخر بين

(1/130)

نظام المورفيمات في كلتا اللغتين، ربما كان ضروريا ومن الفوائد التي يقدمها المنهج الوصفي في دراسة

القواعد إقناع المتكلم للغة األجنبية بخطأ ما قد يبدو له من سهول لغته بالنسبة للغات األخرى، أن المتكلم

اإلنجليزي الذي يظن أن كل ما يتطلبه الجمع في إلى المفرد ستبدو عليهes أو Sاإلنجليزية هو إضافة

الدهشة غالبا إذا عرف أنه في لغته المتكلمة توجد ألومورفات عدة تندرج تحت مورفيم الجمع في اللغة

-/، وتغيير العلةiz-/، و/z-/، و/sاإلنجليزية مثل "/ ، والتغيير الصفري" باإلضافة إلى ما قدمenوإضافة

يحدث من تغيير مورفوفونيمي ألصل المورفيم كما فيkinfe التي تجمع على knivesو houseالتي تجمع وإنه ليدهش كذلك حين يالحظ أنه بينا الhousesعلى

يوجد في األفعال اإلنجليزية كثير من النهايات التصريفية، فإنها في الغالب تتضمن مجموعات

متشابكة من المورفيمات الحرة العديدة المنبتة الصلةمثل:

"must, should, would, will, had, has, did, does, do."

وهذا النحو من المقارنة -على أي الحاالت- ال يبدو استخدامه ضروريا في النحو الوصفي الذي يوضع لسد

حاجة المتخصصين الذين هم بالفعل على معرفةبالمشاكل والمزالق.

(1/131)

:إعداد األطلس اللغوي- 27 كان إعداد األطالس اللغوية أسبق في الوجود من

معظم اإلنجازات الوصفية الحديثة، وهو يعتمد -إلى حد كبير- على مفردات اللغة التي تعد في نظر الوصفيين

في الدرجة الثانية من األهمية، ولكنه -مع ذلك- اتبع منهجا يمكن أن يوصف على األقل بأنه وصفي، وبأنه خير مثل للعمل اللغوي تحت ظروف البيئة المعينة،

وعلى الرغم من أن هذا العمل قد بدأ أساسا على يد اللغويين التاريخيين ألغراض تاريخية في معظمها فإنه

قد وضع األساس لنموذج الدراسة الوصفية العملية فيمجال البحث اللغوي.

(1/131)

إن األطلس اللغوي قد أعد أساسا ليكون مرشدا إلى اللهجات الحية للغة ما، وكان ظهوره مدينا -إلى حد

كبير- للجدل والمناقشة بين النحاة واللغويين المحدثين " وفي48في القرن التاسع عشر "انظر المبحث رقم

محاولتهم إلثبات التنوع الالنهائي للغة، وعدم خضوع اللغة لمعايير محددة في تغيراتها الصوتية أشار

اللغويون المحدثون إلى تعدد اللهجات المحلية لبالد مثل فرنسا وإيطاليا، وأخذوا على عاتقهم مهمة إثبات فكرتهم عن طريق عمل خرائط لهذه اللهجات ولكن حين قيل كل شيء وتم تنفيذه لم يصل اللغويون إلى

إثبات أو نفي ما تعلق بموضوع خصامهم األساسي، ألن كل لهجة يمكن -بل ينبغي- أن تعرض -من الناحية

اللغوية- باعتبارها لغة مستقلة قائمة بذاتها، خاضعة لقوانينها الصوتية التي تخصها، ال القوانين الصوتية التي

تحكم اللغة الوطنية، ككل. ومنذ اللحظة األولى أصبحت تلك األطالس اللغوية أداة

قوية في يد علم اللغة الوصفي يستخدمها لمصلحته. لقد ألقت ضوءا على الصيغ الحية للغة أي بلد، باإلضافة

إلى ما تحويه من خصائص لهجية متنوعة، وقد ساعد هذا كثيرا علماء اللغة التاريخيين، وبخاصة عند تحديد

معالم التغير التي تمت في الماضي حينما تكون الشواهد المطلوبة مفقودة أو غير كافية، وهذه

األطالس -إلى جانب ذلك- تمد علماء اللغة الجغرافيين بمعلومات مفيدة عن مراكز اللغات في العالم، وما

يستعمل منها، وما يعتري أيا منها من تغيير أو استبدال في مناطق معينة، وإن اهتمام علماء األطالس اللغوية

بدراسة الظواهر اللغوية الحديثة المتكلمة، واستخدامهم للتكنيك العملي الذي ينتقل إلى حقل

التجربة يجعلهم أقرب إلى المجال الوصفي للغة دونالتاريخي أو الجغرافي.

ويرسل جامعو المادة اللغوية المطلوبة إلى األمكان المحلية التي يقع عليها االختيار من إقليم ما -رسمت

حدوده- لعمل خرائط له، مع االستعانة براو يمثلالمتكلمين المحليين.

والغرض من هذا السير في الطريق السليم للتزود بمجموعات الكلمات أو العبارات أو الجمل -أو حتى

مدلوالتها- التي سبق إعداد مقابالتها "كلما كان الراوي

(1/132)

اللغوي أقل ثقافة كان أفضل، ألن المتعلمين أو األكثر تعلما في المنطقة تتأثر لغتهم بمعلوماتهم واحترامهم للغة األدبية الوطنية". وفي حالة المسميات الممكن تصويرها تستخدم الصور حتى ال يقع الراوي اللغوي

تحت تأثير صيغة الكلمة الموجودة في السؤال، وبعد ذلك، فإن المادة التي ينطقها الراوي اللغوي إما أن

تكتب بالطريقة الصوتية، أو تسجل على جهاز تسجيل، أو تستخدم الطريقتان معا. وفي مرحلة المقابلة

والمعارضة فإن كل كلمة أو عبارة أو اصطالح يوضع على خريطة مستقلة كبيرة للمنطقة، ويحتوي األطلس

اللغوي لفرنسا -على سبيل المثال- على خريطة منفصلة كبيرة لكلمة "حصان" كما تستعمل -في لغة

الكالم- في حوالي خمسمائة منطقة فرنسية مختلفة، وهناك خريطة ثانية للكلب وثالثة للقط وهكذا،

والمحصل النهائي لهذه الخرائط يعطينا مجموعات من الخطوط المتقاطعة التي تمثل كل منها واحدة من

الخمسمائة لهجة محلية ليس فقط فيما يتعلق بالمفردات، ولكن أيضا فيما يخص مجموعات الكلمات

التي تخدم الغرض النحوي، وبهذا يصبح من الممكن تماما استخالص نحو وصفي لكل لهجة من تلك اللهجات المحلية باتباع أسس التحليل الفونيمية

والصوتية السابق اإلشارة إليها. واألطلس اللغوي يصبح بعد إتمامه مرجعا للغوي، حيث يزوده بالمعلومات التي يريدها بدال من الخروج بنفسه،

ومحاولة الذهاب إلى الحقل اللغوي في المنطقة موضوع اهتمامه، وإن كان نزول اللغوي المباشر إلى

الحقل اللغوي قد يصبح ضروريا مع وجود األطلساللغوي حينما تواجهه مشاكل خاصة.

وهناك واحد من أهم العيوب التي تقلل من قيمة األطلس اللغوي، وهو أنه ال يثبت على مر الزمن

مادامت اللهجات المحلية تتغير ربما بدرجة أسرع من اللغة الوطنية، ولهذا فإنه في بعض األحيان يعاد إجراء عملية المسح اللغوي بعد مرور سنوات عدة، ويصبح من الممكن حينئذ عمل مقارنة بين نتائج األطلسين وتكوين صورة شبه تاريخية عن التغيرات المتشابكة

في كالم مجتمع معين.

(1/133)

linguisticويطلق مصطلح الجغرافيا اللغوية geographyعلى الدراسات اللهجية المؤسسة على

األطلس اللغوي، وهذا اسم غير موفق، حيث جعل معظم الناس غير المتخصصين يظنون أنه يعني، توزيع اللغات في العالم، أو ما سميناه بعلم اللغة الجغرافي

geolinguistics.

(1/134)

القسم الرابع: علم اللغة التاريخي "إصطالحاتأساسية"

نقاط إتصال مع علمي اللغة الوصفي والجغرافي...

- نقاط اتصال مع علمي اللغة الوصفي والجغرافي:28 إن علم اللغة الوصفي يمكن أن يوصف بأنه علم ساكن

staticففيه توصف اللغة بوجه عام على الصورة التي ، توجد عليها في نقطة زمنية معينة ليس ضروريا أن

تكون في الزمن الحاضر. أما علم اللغة التاريخي فهو علم يتميز بفاعلية مستمرة

dynamicفهو يدرس اللغة من خالل تغيراتها المختلفة، وتغير اللغة عبر الزمان والمكان خاصة

فطرية في داخل اللغة، وفي كل اللغات، كما أن التغير يحدث في كل االتجاهات "النمادج الصوتية، والتراكيب

الصرفية والنحوية والمفردات" ولكن ليس على مستوى واحد، وال طبقا لنظام معين ثابت، هذه

التغيرات اللغوية تعتمد على مجموعة من العوامل التاريخية، وبينما يمكن دراسة هذه التغيرات دراسة وصفية هي محض تعريف بأشكال التغيرات الحادثة،

فإنه ال يمكن عزلها عن األحداث التاريخية التي تصاحبوجودها.

وبينما الوظيفة األولى لعلم اللغة الوصفي هي أن

يصف، ولعلم اللغة التاريخي هي أن يعرض التغيرات اللغوية، فمن الصعب، كثيرا الفصل بين النوعين في مجال التطبيق العلمي. وذلك ألن كل المصطلحات

التي استعملت تحت العنوان الوصفي قابلة من الناحية العملية لالستعمال كذلك مع الفرع التاريخي وإن

standardمدلوالت المصطلحات: اللغة المعيارية language،

(1/137)

, ولهجة الطبقات الدنيا غير المكتوبةdialectواللهجة patois واللغة الخاصة ،jargon والعامية ،slangكلها

يدخل في ميدان الدراستين الوصفية والتاريخية، وكذلك في ميدان علم اللغة الجغرافي "انظر المبحثين

".42، 16رقم هي ذلكstandard languageإن اللغة المعيارية

المستوى الكالمي الذي له صفة رسمية، والذي يستعمله المتعلمون تعليما راقيا "مثل لغة الملك أو

receicedالملكة في بريطانيا، وتسمى كذلك باسم standardوغالبا ما تكون اللغة المعيارية في أول "

األمر لهجة محلية تنال شيئا من التمجيد أو التقدير ويعترف بها كلغة رسمية لسبب من األسباب، كأن

تكون لهجة منطقة من البلد اتخذت مقرا للحكم "مثل الفرنسية الباريسية"، أو لهجة مجموعة من الناس

أصبح لهم سيطرة عسكرية "مثل القشتالية اإلسبانية"، أو لهجة منطقة لها زعامة أدبية "مثل التموسكانية في

إيطاليا". فتعتبر مستويات محلية للكالمdialectsأما اللهجات

تبعد إلى درجة كبيرة أو صغيرة عن المستوى المعياري، ولكنها يمكن التعريف عليها "أحيانا بالرجوع إلى األصول التاريخية" باعتبارها تكون معه كال موحدا،

فيشير إلى هذا النوع منpatoisأما المصطلح اللهجات الذي يتصف بالمحلية إلى درجة كبيرة، كأن

تكون لهجة قرية واحدة، وال يظهر هذا النوع من dialectsاللهجات في شكل كتابي، بينما تبدو اللهجات

في صورة مكتوبة ويظهر لها أدب مزدهر له جذوره فيطلق على الكلماتjargonالبعيدة، وأما المصطلح

االصطالحية الخاصة بطبقة معينة أو حرفة. أما فيطلق على المستوى الكالمي غيرslangالمصطلح

الرفيع الذي تستعمله الطبقات التي يقل مستوى

تعليمها وقد تكون واسعة االنتشار، أو حتى على مستوى الوطن كله، ويمكن للمرء، أن يميز بين درجات

بمصطلحات مثل العامياتslangمن الـcolloqualisms واالبتذاليات vulgarismsوالكالم ،

.subsandard speechدون المعياري

(1/138)

والمبرر لذكر هذه األنواع تحت المبحث التاريخي ذو شقين: أحدهما أنها أكثر استخداما على أيدي اللغويين التاريخيين منها على أيدي اللغويين الوصفيين، وثانيهما

أن بعض الوصفيين يرفضون من الناحية العملية أن يتعرفوا بوجود هذه األنواع منفصلة، ويعرفون اللغةبأنها أي مستوى كالمي حتي، رفيعا كان أو وضيعا.

والمصطلحات اآلتية تستعمل على وجه الخصوص فيالميدان التاريخي:

أما المصطلح األول فهو "وحدة األصل"monogenesisوهو يشير إلى النظرية التي تزعم ،

أن اللغات كلها ترجع إلى أصل واحد مشترك. والمصطلح الثاني هو "الطبقة السفلى"

substratumويطلق على الصيغة الكالمية المبكرة ، التي كانت تستعمل بواسطة السكان األصليين في

منطقة ما، فحين تتعرض هذه المنطقة للغزو الخارجي تختلط لغتها بلغة الغزاة، ونتيجة لذلك تأخذ األخيرة شكال جديدا كما يحدث حينما يتكلم اإلنسان ببعض كلمات من األيبيرية أو الغالية -اللتين تعدان طبقة

سفلى- حين حديثه باللغة الالتينية التي جلبهاالرومانيون إلى إسبانيا وفرنسا.

فهوsuperstratumأما مصطلح "الطبقة العليا" مصطلح وثيق، الصلة بالسابق ويطلق على لغة الغزاة الوافدين التي تدع اللغة األصلية على قيد الحياة ولكن

بعد التأثير عليها وإعطائها شكال جديدا، كما حدث للفرنكيين واللومبارديين حينما تخلوا عن لغاتهم

األلمانية، واختاروا التينية اإلمبراطورية الرومانية، ولكن بعد ترك آثار عليها من كلمات، وربما خصائص

فونولوجية، أو حتى أصواتية مما أدى فيما بعد إلىظهور اللغتين الفرنسية واإليطالية.

وهناك مصطلح يستعمل ليشمل النوعين السابقين وهو"الطبقة

(1/139)

.adstratum، 1اإلضافية" ومن المصطلحات المستعملة إعادة التركيب

reconstructionوهي محاولة بناء أصل نظري كالمي للغات الهندية واألوربية عن طريق دراسات مقارنة

تاريخية للسالئل المؤكدة، ومن الممكن أن يستعمل المصطلح كذلك ألي لغات غير مدونة يعتقد وجودها في

الزمن الماضي، كما يستعمل في تركيب صيغ غير مؤكدة للغات معروفة مثل الالتينية أو القوطية، ومثال

* األصل الجرماني االفتراضيsagwja* أو sagjaذلك اإلنجليزية، وعادة ما توضع عالمة نجمة قبلsayلكلمة

األشكال المعاد تركيبها في ميدان علم اللغة. ومن المصطلحات المستعملة "القانون الصوتي"

sound lawوهو يستعمل مع النظرية القائلة بأنه إذا ، حدث ألي تغير صوتي أن صار فعاال في منطقة معينة

وزمن معين، فإنه يتوقع له أن يكون تأثيره عاما، إال إذا . أما المعارضون لهذه2تدخلت عوامل أخرى أجنبية

النظرية فيؤسسون اعتراضهم على وجود تطورات متباينة في كلمات كان يجب على أساس هذه النظرية

أن تكون متماثلة وهم لذلك يفضلون استعمال

. ولكنsound changeالمصطلح "التغير الصوتي" المنادين بالنظرية األولى، يردون قائلين بأنه في مثل هذه األحوال هناك عوامل معينة أدت إلى هذا التباين

مثل التأثيرات التعليمية، أو االفتراض األجنبي أواللهجي، أو القياس.

__________ -language in contact قد يستعمل المصطلح 1

- في بعض األحيان مرادفاweinreichالذي روج له وعلى كل حال فإن المصطلحadstratumللمصطلح

األول يستعمل عادة للتعبير عن تعايش لغتين جنبا إلى جنب، واحتكاكهما، مع استمرار بقائهما لغتين مستقلتين

حتى إذا كان لكل منها تأثير على األخرى أما ,superstratum, substratumالمصطلحات adstratumفتتناول اللغات التي اختفت إحداها، حتى

لو تركت آثارا لها على اللغة األخرى الباقية. في اللغاتp على سبيل المثال: الحرف االبتدائي 2

الهندية األوربية يظهر في السنسكريتية واليونانية بينما يظهر في الجرمانية فيPوالالتينية في شكل

pater وpiscls وpes. قارن الالتينية fشكل .father وfish وfootباإلنجليزية

(1/140)

ويراد بهanalogyكذلك يستعمل مصطلح "القياس" الميل العارض -الذي ال يمكن التنبؤ بحدوثه -من كلمة أو صيغة إلى الخروج عن مدارها الطبيعي في التطور

والدخول في طبيعة كلمة أو صيغة أخرى لوجود مشابهة حقيقة أو متوهمة بينهما "مثال ذلك ماضي

help الذي كان في يوم ما holpولكن تحت تأثير الحقيقة أن معظم األفعال تشكل ماضياتها بإضافة

، ال عن طريق التغير الداخليed أو d أو eاألصوات ودخل االستعمال".helpedلصوت العلة وجد الفعل فيستعملsimplificationأما المصطلح "التيسير"

غالبا، وربما على سبيل الخطأ، في مجال الحديث عن التغير في لغة معينة، حينما تحذف النهايات اإلعرابية،

وتقوم الكلمات اإلضافية، أو أي وسائل أخرى بأداء وظيفتها "مثل اختفاء نظام الحاالت اإلعرابية الموجود في اللغة الالتينية، وإحالل موقعية الكلمة في الجملة

وحروف الجر محله في اللغات الرومانسية، وقد حدثت نفس الظاهرة عند االنتقال من األنجلوسكسونية إلى

.1اإلنجليزية الحديثة"

وهناك فرعان من الدراسة يتعلق كل منهما بالصيغة المكتوبة للغة، كما تظهر في المكتوبات في وقت لم

يكن فيه لغة منطوقة مسجلة وهذان الفرعان هما: ، وهو يتعلق بدراسة النقوشepigraphyعلم النقوش

، وهو يتعلقpaleographyوتفسيرها، وعلم الوثائق بدراسة الوثائق العتيقة والوسيطة المكتوبة على أوراق

البردي والرقاق ونحوها.__________

وهنا يبرز سؤال حقيقي، وهو ما إذا كان التركيب1 أسهل من مقابله الالتينيI shall loveالنحوي مثل

amabo وما إذا كان the book of the boyأسهل .the boy.htm's bookمن

(1/141)

التغير الفونولوجي والقياسي...

- التغير الفونولوجي والقياس:29إن كال من علم األصوات وعلم الفونيمات إنما يتناول -

في المحل األول- وصف األصوات أو الفونيمات

الموجودة في لغة حية يتكلمها متكلمون أحياء، وهناك مصطلحات تتعلق بالتحوالت التاريخية التي نمت في

الماضي سواء كانت صوتية أو فونيمية، وإن كانت هذهالمصطلحات ال تستعمل في الميدان الوصفي إال قليال.

وفي مجال التحول التاريخي للغة ليس من الممكن كلية -وإن كان محتمال- أن يغير النموذج الفونيمي أحيانا

بقوة, وما تزال قضية ما إذا كانت التغيرات تحدث تدريجيا، وأنه ال عالقة وثيقة لكل واحد منها باآلخر، أو

أنها -كما يحلو لبعض اللغويين التركيبيين أن يقول- تحدث لتحقيق نوع من االنسجام في الكالم ككل

وللمحافظة على شيء من التماثل والتناسق ما تزالهذه القضية مفتوحة للمناقشة.

وسوف يالحظ من مجرد النظر للهجاء اإلنجليزي أن فونيمات معينة كانت موجودة يوما ما في اللغة "مثل

" ثمnight الممثل في ghالصوت الطبقي االحتكاكي اختفت، وتدل هذه النظرة كذلك على أن قوانين

التجمعات الصوتية المسموح بها قد تغيرت "فجاء مثلgnaw, knowيدل على أن التحكم اإلنجليزي في يوم

فيgn أو -knما كان يسمح بتجمع صوتي مثل - الموقع األمامي، وهو ما ال يمكن لإلنجليزي الحديث أن

ينطق به بسهولة". وبعض مصطلحات علم اللغة الوصفي تلعب دورها في

مجال علم اللغة التاريخي، ولكن في مجال الحديث عن تغير النماذج الصوتية أو األشكال النحوية ومن

المصطلحات الوصفية التي تستحق الذكر هنا والتي تتحكم في طبيعة التغيير المعين ما يسمى بـ "كمية

"التمييز بين العلة الطويلةvowel quantityالعلة" "درجةvowel qualityوالقصيرة" و"كيفية العلة"

".18االنفتاح أو الغلق للعلة, انظر المبحث رقم

(1/142)

أما الظواهر المتعلقة بتشكيل الصوت "مثل االنتقال من تسلط اللحن إلى تسلط النبر، أو انتقال النبر من

مقطع إلى مقطع آخر في الكلمة" فتعد ذات أهمية كبيرة في الدراسات اللغوية التاريخية، ولدينا من

األسباب ما يكفي لالعتقاد -على سبيل المثال- أن كثيرا من التحوالت من اللغات الالتينية إلى الرومانسية "مثل

التي صارتtenetتغير صوت العلة المنبور في الكلمة "tiene وفي اإليطالية واإلسبانية tientفي الفرنسية

مردها أساسا إلى تكثيف وحدة النبر في الكالم.ومن المصطلحات المستعملة ما يأتي:

،intervocalic positionالموقعية بين علتين ويستعمل حين يقع الصوت الساكن، وبخاصة

االنفجاري، بين علتين، ويقابله موقعية الساكن في أول ، أو في موقعيةfinal أو في آخرها initalالكلمة

protected medialمتوسطة ولكن ليس بين علتين positionاألخير كما إذا سبق الـ" t,"بساكن آخر

وغالبا ما تؤدي الموقعية بين علتين إلى تطور معين "الحظ التطور المختلف للتاء الالتينية الواقعة بين

التي صارت في الفرنسيةamataعلتين في كلمة aiméeوقارنه بكلمات التينية لم تقع تاؤها بين علتين ،

التي صارت فيporta وtenet وterraمثل: ".porte، وtient، وterreالفرنسية

وكثير من المصطلحات المستعملة كأسماء في علم الفونولوجي الوصفي توضح في صورة فعل في علم

الفونولوجي التاريخي وحينئذ يشتق منها أسماء مجردة التي تصير فعالdiphtongجديدة مثل

diphthongizeويشتق منها االسم ، diphthongization.

diphthongizationأما المصطلح ازدواجية العلة monophthongفمعناه تحويل صوت العلة البسيط

tiene وtient الالتينية صارت tenetإلى علة مزدوج "في اللغات الرومانسية".

(1/143)

يعني نقل مخرج الصوت إلىpalatalizationوالتغوير منطقة الحنك الصلب أو الغار "مثل الكلمة الالتينية

centumالتي تنطق بصوت طبقي "حنكي لين" مثل k ولكنها انتقلت إلى اإليطالية centoبصوت غاري

.churchيماثل ما في فمعناه إبدال الساكنvocalizationأما اإلبدال العلي

تحركalbaاألصلي عادة الم" صوت علة "في الالتينية فيuمخرجها إلى الوراء شيئا فشيئا إلى أن صار

ثم أدمجw وقد نطق أوال مثل aubeالكلمة الفرنسية السابق فنتج الصوت الضيقaمؤخرا مع صوت الـ

".o"1الحديث فمعناهlabilizationأما المصطلح اإلبدال الشفوي

"qu-guتحويل الصوت الطبقي المشوب بالشفوية "

" بإسقاط العنصر الطبقيp-bإلى شفوي محض " التي صارت في اللغةlingua aqua"الالتينية: "limba apaالرومانية:

معناه تحويلvoicing أو sonorizationواإلجهار الصوت الساكن المهموس إلى قسيمه المجهور

amataالالتينية المشتملة على صوت التاء المهموسة amadaاألسنانية االنفجارية صارت في اإلسبانية

نطق أوال كصوت مجهور أسنانيdمشتملة على انفجاري، ثم أخيرا كصوت مجهور أسناني احتكاكي أمال الخطوة الحتمية األخيرة في هذه العملية فهي

اختفاء الصوت الساكن بعد انتقال الكلمة من الفرنسية".aimée إلى الفرنسية الحديثة amedeالقديمة

وهناك عمليات أخرى عكس السابقة يعبر عنها بإضافة"de" أو "unللمصطلحات السابقة ويمثل سلب "

،quinque الكلمة الالتينية delabializationالشفوية ، وبعد أن فقدتcinqueالتى صارت في اإليطالية

الكلمة شفويتها أعطيت التغوير.__________

يمثل لذلك من اللغة العربية بصوت العين في أعداد1 مثل ثالثة عشر وأربعة عشر. الذي تحول إلى ألف مد

في بعض العاميات العربية فأصبح يقال تالتاشر ...وأربعتاشر ... المترجم.

(1/144)

فقد أوالquفهنا نالحظ أن الصوت الطبقي الشفوي k فأصبح الصوت الطبقي kinqueشفويته ليصير

" األمامية فجذبت مخرجه إلىiواقعا تحت تأثير العلة " األمام حيث الغار، لتضييق المسافة بين مخرجي

الصوتين. في الموقع األخير فيبدوunvoicingأما مثال اإلهماس

التي صارت فيgrandemفي الكلمة الالتينية ، بتحويل الدال المجهورة إلىgrantالفرنسية القديمة

تاء، وهو تحويل ما يزال يسمع حتى اآلن في تجمعات . ومثال آخر الكلمة الالتينيةgrand hommeمثل

novem التي صارت في الفرنسية neuf. فمعناها نقل رنين الصوتnasalizationأما األنفية

العلة إلى التجويف األنفي حين يتلى بساكن أنفي، وإن كان الساكن نفسه يختفي في العادة. ومثال ذلك

التي صارت في الفرنسيةgrandemالكلمة الالتينية

.grand، وفي الفرنسية الحديثة grantالقديمة الذيdenasalizationوعكس األنفية سلب األنفية

التي كانتbonneيمكن التمثيل له بالكلمة الفرنسية " ثم فقد صوتn" أنفية بعدها "oتنطق أول األمر مع "العلة القيمة األنفية.

"u فربما يحدث كما في "roundingأما تدوير العلة "" التي تحولتu "صوتيا ":lunaالالتينية الموجودة في

".y "صوتيا "lune" الفرنسية uإلى " فيعني تحويلsimplificationوأما تبسيط الصوت

الصوت الساكن المضعف إلى صوت بسيط "مثل التي صارت في اإليطاليةcommunemالالتينية:

comune وعكسه تضعيف الصوت ."gemination، ويعني مضاعفة الصوت المفرد الساكن "كما في

، التي صارت في اإليطاليةpubicumالالتينية pubblico ؛ أو الالتينةaquaالتي صارت في اإليطالية

acquaوقد تحدث كلتا الظاهرتين في لغة واحدة " وإن كان المعتاد أن

(1/145)

تأخذ اللغة اتجاها واحدا. "اإلسبانية مثال تتجه إلى تبسيط كل السواكن الالتينية المضعفة" وينبغي أن

نذكر القارئ هنا بأن اصطالح: الساكن المضعفdouble consonantهو اصطالح مضلل حقا؛ ألنه قد

استعير من طريقة الكتابة ففي النطق يمد الصوت الساكن بتطويل مدة النطق به إذا كان هذا المد ممكنا،ويكون هذا ممكنا إذا لم يكن الصوت الساكن انفجاريا.

وبما أن االنفجاري ال يمكن مده عند نقطة مخرجه، فإن ما يسمى تطويال بالنسبة له يكون عن طريق إطالة

مدة قفل الطريق أمام الصوت قبل تفجيره. وهذا يحدث في اللغات التي تشتمل على أصوات

ساكنة مضعفة حقيقة مثل اإليطالية واليابانية، ففي لغات كهذه يكون الفرق بين الساكن البسيط والساكن المضعف فرقا فونيميا يؤدي إلى تغير المعنى "فكلمة

eco اإليطالية تعني "صدي" أما ecco"فتعني "هنا فتعنيcadde تعني "يسقط" أما cadeوكلمة

"سقط". فإذا أردنا رسم صورة كاملة للفونيمات اإليطالية يجب أن يعد كل صوت مضعف فونيما مستقال

عن مقابلة البسيط. أما في اإلنجليزية فإن تكرار السواكن في الهجاء أمر يتعلق بالهجاء، أو بتاريخ

الكلمة تعلقا صرفا، وال يؤدي إلى أي فرق صوتي أو " قد تنطقان نطقا واحداabbot, reddenفونيمي "

سواء كتبتا بساكن واحد أو ساكنين اثنين حتى في توجد سكتة أوunnamedالكلمات المركبة كما في:

وقفة بسيطة جدا بين صوتي النون المنطوقين لتفصلكال منهما عن اآلخر".

وهناك اصطالحات أخرى تستعمل باستمرار في علماللغة التاريخي مثل:

" ومعناه التغييراتspophony "أو ablaut- اإلعالل 1 التي تعتبر صوت العلة تبعا لموقع التنغيم في اللغة

األم، أم لموقع النبر في فترة متأخرة. تمثل هذهsung, sang, sing"الكلمتان اإلنجليزية

الظاهرة، وتعكس أحواال في اللغة األم، حينما كان النبر يقع على الجذر أو على المقاطع السابقة، الالحقة،

األمر الذي فقد مؤخرا". ومثال حديث لهذه الظاهرة، ، حيثdromirالفعل اإلسباني ذو التغير األساسي

" بوجودها في أي مكانoاحتفظت الـ"

(1/146)

حينما تنبرueتقع فيه غير منبورة، ولكنها تنقلب إلى .duermoكما في

، ومعناها جعل الصوتين غيرassimilation- المماثلة 3 الهندية األوربيةndالمتماثلين متماثلين، مثال ذلك فقد تغيرتspondeoالموجودة في الكلمة الالتينية

، "وكذلك الكلمةnnفي الجرمانية إلى التي هي في األنجليزيةspannanاألنجلوسكسونية

span وفي األلمانية ،spannen وكلمة .Londonالتي . وفيlunnonينطقها اللندنيون كما لو كانت: كما لوwonderfulاألمريكية المبتذلة تنطق كلمة

".wunnerfulكانت: وهي عكس السابقة، أيdissimilation- المخالفة 4

جعل الصوتين المتماثلين غير متماثلين مثال ذلك التي تغيرت في تتابعperegrinumالكلمة الالتينية

بالم وراء، بدال منpelerinسريع إلى الفرنسية راءين.

ومعناه اختفاءsyncopation- الترخيم الوسطي 5 صوت العلة غير المنبور عادة، بسبب تشديد النبر في

مكان آخر في الكلمة، وتمدنا الالتينية بالمثال اآلتيcalidus مع caldus وكذلك domius مع domnus

فالكلمة الثانية في كل زوجين قد أصابها الترخيمالوسطي ومثاله من اإلنجليزية

(1/147)

.interesting 1 بدال منint'restingالحديثة، النطق ومعناه اختفاء مقطعhaplology- حذف المقطع 6

كامل غير منبور للسبب السابق، مثال ذلك الكلمة ،cite، التي هي في الفرنسية civitatemالالتينية

منtill. ومثاله في اإلنجليزية cittaوفي اإليطالية untill.

ومعناه اختفاءspheresis- إسقاط العلة األولى 7.amid من midالعلة الواقعة في أول الكلمة كما في

"prosthetis "أو prothesis- زيادة علة أولى 8 ومعناه وضع صوت علة كسابقة في أول الكلمة، عادة

. مثال ذلكsقبل مجموعة من السواكن أولها صوت ، التي صارت في اإلسبانيةspecialemالكلمة الالتينية

especialو ،stella التي صارت estrellaو scutum .escudoالتي صارت

ومعناه وضع صوتepenthesis- زيادة الساكن 9

إضافي خالل كلمة عادة بقصد تسهيل النطق، ومثال التي لحقها ترخيمcameraذلك الكلمة الالتينية

وحينئذ جيءchamreوسطي في الفرنسية وصارت " وأدخل في الكلمة لتسهيل االنتقال من "bبحرف "

m" إلى "r وكانت النتيجة وجود الكلمة "chambre. ، ومعناه وضع علة إضافيةanaptyxis- زيادة العلة 10

خالل الكلمة، مثال ذلك أن الفرنسية افترضت الكلمة ، ولكنها وجدت من الالئق أن تضيفknifاإلسكندنافية

" وكانت النتيجةn" والـ"kعلة في وسط الكلمة بين الـ".canifظهور الكلمة

. ومعناه إضافة صوتparagoge- زيادة علة نهائية 11علة في

__________ مثاله من العامية القاهرية نطق ضاربني: ضربني،1

"بكسر الراء" نتيجة النتقال النبر من المقطع األول إلىالمقطع الثاني. "المترجم".

(1/148)

التيamantآخر الكلمة، مثال ذلك الكلمة الالتينية ، ولكن اإليطاليين رأوا أنamanصارت في اإليطالية

" في آخر الكلمة نظرا لتفضيلهم االنتهاءoيضيفوا ".amanoبصوت علة، وكانت النتيجة ظهور الكلمة

. وهو يستعمل عادةrhotacism- اإلبدال الشائع 12 "s" أو "Lليدل على إبدال صوت ما، غالبا ما يكون "

فيbranco صارت blanco" فالكلمة األصلية rإلى " ausoالبرتغالية، وفي الجرمانية القديمة وجدت الكلمة

التي استخدمت في القوطية، ثم أخذت في اإلنجليزية.ohr، وفي األلمانية صورة earأخيرا صورة

. وهو التغيير غيرlambdacism- اإلبدال النادر 13 "، ففي التوسكانيةL" إلى "rالشائع لصوت ما "عادة "

.porta التي هي في اإليطالية Poltaوجدت الكلمة . ومعناه تغيير مواقعmetathesis- القلب 14

الحروف في داخل الكلمة، مثل الكلمة الفرنسيةmoustique من اإلسبانية mosquito.

، وهو مصطلح مأخوذyod- وهناك مصطلح آخر هو 15 من اسم حرف في األبجدية العبرية، يطلق على نصف

"انحداري مجهور" وبينما ال يوجدyصوت العلة في المعاجم أوyodizationالمصطلح اإلبدال اليائي

الكتابات اللغوية اإلنجليزية "المصطلح مستعمل في الفرنسية" فمن الممكن صياغته ليشير إلى عملية

"انظرhiatusتحويل أول صوتي العلة المجتمعين ، مما يؤدي إلى جرyodالمصطلح التالي" إلي ياء

الصوت الساكن السابق مباشرة نحو الغار، مثال ذلك التي تنطق بثالثة مقاطع بإعطاءvineaالكلمة الالتينية

"، ثمhiatus" "a" قيمة كاملة قبل العلة "eالعلة " " فتصبح الكلمة ذاتvinya" "y" إلى "eيحول العلة "

مقطعين اثنين فقط، وأخيرا ظهرت الكلمة في vigna، وفي اإليطالية vigneالفرنسية في شكل

.vinaوفي اإلسبانية

(1/149)

sound "أو consonant shift- إبدال السواكن 18shift أو Lautverschiebungوهو مصطلح يستخدم "

في فقه اللغة الجرماني ليشير إلى حلقتين متتابعتين في اإلبدال، مثال ذلك: هناك جذر مفترض لكلمة هندية

، وفي اليونانية -dentem* "في الالتينية d-ntأوربية odont وفي السنسكريتية denta صار أوال "t-nth

وفي اإلنجليزية المتأخرةtonth"في األنجلوسكسونية tooth،ثم تغير ثانيا إلى صورة تظهر في األلمانية "

zand التي كانت األلمانية القديمة z-ndوأخذت شكل .zahnثم صارت أخيرا في األلمانية الحديثة

(1/150)

ويستعمل غالبا للداللةvowel shift- إبدال العلل 19 على سلسلة التغيرات في العلل الطويلة في اللغة

اإلنجليزية، التي بدأت حوالي عصر تشوسر وانتهت في.1العصر اإلليزابيثي

- وهناك مصطلحات ثالثة تتعلق بموضع النبر، فإاذ20 كان على المقطع األخير سمي نبر المقطع األخير

oxytoneوإذا كان على ما قبله سمي نبر المقطع ، ، وإذا كان على ما قبله سميparozytoneقبل األخير

.proparoxytoneنبر المقطع الثالث من اآلخر: __________

هذا التغيير في أصوات العلة الطويلة األصلية في1 اللغة اإلنجليزية، التي كانت أوال أصوات علة خالصة،

,diphtongأدى في النهاية إلى إيجاد العلة المزدوجة

التي كثيرا ما يطلق عليها حتى اآلن اسم أصوات العلة husالطويلة، ومثال ذلك الكلمة اإلنجليزية، القديمة

، فقد صارت فيhoosالتي كانت تنطق مثل /haws، وتكتب صوتيا/houseاإلنجليزية الحديثة

التي تحتوي على صوتstanوكذلك الكلمة القديمة father المشابه لنظيره الموجود في aالعلة الطويل

/stown التي تكتب صوتيا /stoneفقد تحولت إلى وغير ذلك، وال بد أن الكلمة قد مرت بمراحل متوسطة

قبل أن تصل إلى صورتها النطقية الحديثة.

(1/151)

:التغير الصرفي والنحوي- 30 إذا كانت تجمع معانيsyntheticتسمى اللغة تركيبية

عدة داخل كلمة واحدة، أو مجموعة من الكلمات، إذا كانت تعبر عن المعانيanalyticalوتسمى تحليلية

المنفصلة بكلمات يمكن أن تستعمل مستقلة " ومن الممكن8"مورفيمات حرة, انظر المبحث رقم

أن يمثل للنظام التركيبي بالكلمة اإلنجليزيةimpossible والكلمة اإلسبانية ،esperaréوأن يمثل ،

. ويمثل النموذجI shall waitالنظام التحليلي بجملة: المتطرف للغات التحليلية، تلك اللغات المفردة من

المجموعة الصينية، كما يمثل النموذج المتطرف للغات التركيبية، اللغات المركبة التي تتمثل في بعض اللغات

الهندية

(1/151)

األمريكية، أما اللغات التصريفية واللغات الالصقةفتمثل مكانا وسطا بين الطرفين.

وإنه لمن الممكن تماما ألي لغة أن تغير قالبها خالل تاريخها، وتنتقل من النظام التركيبي إلى النظام

التحليلي أو العكس. ويعد التغير األول أكثر شيوعا من الثاني، على األقل بالنسبة للغات التي تعرف عن

تاريخها معلومات أكثر. واللغة اإلنجليزية -على سبيل المثال- قد بدأت أوال في صورة لغة تركيبية تصريفية

هي األنجلوسكسونية، ولكنها -على مر التاريخ- أسقطت كثيرا من نهاياتها التصريفية مستخدمة بدال

منها كلمات مساعدة أو حروفا، أو مستغلة ترتيب الكلمات في الجملة ... إلخ، ويعكس االنتقال من

الالتينية إلى الرومانسية سمات مماثلة وخصوصا فيما يتعلق ببنية األسماء، واالنتقال من السنسكريتية إلى

الهندية قد صحبه تغيير في النظام التصريفي المتطرف إلى نظام لصقي بدرجة كبيرة، ومن الناحية الوصفية، من الممكن للشخص أن يقول إن النظام المفرد فوق

يعكس زيادة الثقل فيsuperanalyticalالتحليلي جانب المورفيمات الحرة، في حين النظام فوق

أو التركيبي المتعددsupersyntheticالتركيبي polysyntheticيبين زيادة الثقل في جانب

.1المورفيمات المتصلة وإن الحركة اآللية للتحول من الصفة التركيبية إلى

التحليلية تستدعي عادة إسقاط النهايات، وتؤدي إلى واالشتقاقيdeclensionalتداخل النظامين: اإلعرابي

conjugationalاللذين كانا منفصلين من قبل، وما زال محل نقاش وجدال، ما إذا كان إسقاط النهايات

يحدث نتيجة الرغبة الباطنة للمتكلمين في تيسير لغتهم، أو أن ذلك متصل بزيادة النبر على أجزاء أخرى

من الكلمة مما يؤدي إلى إضعاف هذه النهاياتوالتقليل من قيمتها.

__________

في اإلنجليزية، حيث يعد كلI shall go مثال ذلك 1 واحد من المورفيمات حرا، بخالف مقابله في الالتينية

حيث تعد جميع مورفيماته متصلة "انظرi-b-oوهو ".8المبحث رقم

(1/152)

الصوتية، وفي النهاية إلى اختفائها. وإلى جانب ذلك هناك السؤال الحائر الذي ال يمكن

اإلجابة عنه وهو ما يتعلق بأصل الكالم، وهل كانت كل اللغات أساسا تحتوي على كلمات منفصلة "مورفيمات حرة" ثم انضمت مؤخرا بعضها إلى بعض مركبة كلمات

أطول عن طرق المورفيمات المتصلة، ثم بمرور الزمن تنوسيت هذه الوحدات المستقلة ونظر للكلمة

على أنها بسيطة، وإن قليال من متكلمي الفرنسية اآلن من هو علىaujourd.htm'huiالذين ينطقون الكلمة

ad illumوعي بالحقيقة أن تلك الكلمة كانت أساسا diem de hoc dieثم تدرجت عن طريق تغييرات ،

افتراضية -محتملة الحدوث على األقل- في عصر ماقبل التاريخ من النظام التحليلي إلى النظام التركيبي.

وبدون تناول للمصطلحات التقليدية النحوية المستعملة في اللغات الهندية األوربية ذات الطابع التصريفي

"معظم هذه المصطلحات يمكن معرفته عن طريق كتب كثيرة كتبت عن النحو الالتيني" ربما كان من المفيد أن نشير إلى مصطلحين اثنين هما اإلعراب

declension واالشتقاق conjugation. أما المصطلح األول فيشير إلى التغيرات التي تظهر

في األسماء والصفات والضمائر للغات الهندية األوربية حينما تأخذ صورة الكلمة شكال معينا على ضوء وظيفتها

في مجموعة الكلمات، وعلى حسب عوامل أخرىثانوية مثل العدد والجنس.

أما المصطلح الثاني فيشير إلى نظام من التغييرات المتماثلة التي تلحق الفعل طبقا لعوامل الشخص

والعدد والجنس والزمن والبناء للمعلوم أو المجهول. ويطلق على النموذج الواحد ألي من النوعين السابقين

، وبه توضح جميع الصورparadigmاسم المثال ,'boysالممكنة للتغيرات التي تلحق الكلمة "مثل:

boys, boy's, boy.

(1/153)

- التغير المعجمي؛ االشتقاق, التركيب, الوضع,31االفتراض:

هناك ميل طبيعي لمفردات اللغة نحو النمو والتكاثر، نتيجة لنمو النشاط اإلنساني بمرور الزمن وتكاثره.

فهناك أشياء كثيرة تجد، وأحوال تنشأ، وأفعال تستحدث، ومعان تتولد، وكلها تتطلب ألنفسها ألفاظا وأسماء لكي تظهر، ويتم الحصول على هذه الكلمات

من عدة طرق مختلفة. وهناك إلى جانب ذلك -وإن كان بدرجة أقل- احتمال

هجر الكلمات، كما يحدث حين يختفي من الوجود شيء ما، أو معنى معين، أو فعل على وجه التحديد، فمن

للكلمةobsolescenceالمحتمل حينئذ أن يحدث هجر إلى أن تختفي من الوجود نهائيا، وتبقى فقط في

وقد حدثarchaismالمعاجم تحت اسم، "المهمل" ,hightهذا بالنسبة للغة اإلنجليزية الوسيطة مثل

ycleptوهناك كلمات كثيرة أنجلوسكسونية قد اختفت ،begeckحتى من المعجم كالكلمات اإلليزابيثية مثل

ويمكن -مع هذا- للمرء أن يؤكد بمنتهى الطمأنينة أنه في مقابل كل كلمة تختفي يظهر على األفق عشر

كلمات جديدة.

ويتم خلق الكلمات الجديدة بطرق متعددة مختلفةمثل:

. ومعناه أخذ كلمة جديدة منderivation- االشتقاق 1 free أو formantأصل موجود "مورفيم حر

morphomeبعد إضافة سوابق ولواحق "مورفيمات " " عليه. ومن أمثلة ذلك:bound morphemesمتصلة

children من childو befog من fogوالكلمات . الجديدة المأخوذة بهذه الكيفية تسمى مشتقات

derivativesمن الكلمات األصلية، ويقوم االشتقاق بدور كبير في إحداث ما يسمى بصيغ الزيادة

augmentatives والتصغير diminutivesوانحطاط ، ,pejorativesالمعنى

(1/154)

وهي أنواع شائعة في بعض اللغات "مثل كلمةhombron اإلسبانية -رجل ضخم، من hombre،

، وكلمةlibro - كتاب رديء من libraccioوكلمة lambkin اإلنجليزية من lamb."

. ويكون عن طريق وضعcomposition- التركيب 2

جذرين "مورفيمين حرين" جنبا إلى جنب مثلrailroad المأخوذة من الكلمتين railو roadو ،

breakfast المركبة من breakو fastوالكلمة ، . وهناVia وferro المأخوذة من Ferroviaاإليطالية

.compound wordsيكون الناتج كلمات مركبة ومعناه أنback-formation- االقتطاع العجزي 3

تبني كلمة من أخرى عن طريق اقتطاع الحقتهاالحقيقية أو المفترضة، ومثال ذلك.

peddle يتجول للبيع" المأخوذة من" peddlerبائع" ، والكلمةbutler المأخوذة من buttleجوال"، وكلمة

. وهذا التغيير يؤديcrier المأخوذة من criالفرنسية إلى االنتقال من نوع من أنواع الكالم إلى نوع آخر "من

اسم إلى فعل، أو من فعل إلى اسم ... إلخ" ويمكن toللشخص -باستخدام خياله- أن يشتق الفعل

rambunct من الصفة rambunctious. ومعناه اقتطاع جزء منshortening- التقصير 4

وغالبا ماmicrophone بدال من mikeالكلمة مثل المأخوذ منMissيحدث خلق لمعنى جديد "مثل

Mistressو cab المأخوذ من cabrioletو ،mend . وقريب من هذا استعمالamendالمأخوذة من

الحروف األولى من الكلمات باستمرار بدل الكلمات ,emcee أو M.C. مثال ذلك.abbreviationsنفسها

أوC.B.'S، وmaster of ceremoniesالتي تعني Seebees التي تعني construction battalionsو ،

Anzac التي تعني Australia New Zealand Army Corps.

. ومعناه خلق كلمة من الهواءcoinage- الوضع 5والتكلم بها. ويتم

(1/155)

ذلك عادة على يد بعض األشخاص المشهورين الذين يصادف ابتكارهم قبوال، وأحيانا يكون الوضع في

الحقيقة مجرد لكلمتين موجودتين في االستعمال "، ومثلfog و smoke "من smogالفعلي مثل

motel من" motorو hotelوقد أطلق على مثل " portmanteau wordsهذا النوع من الكلمات اسم

ويدخل تحت هذا غالبا وضع كلمات تعد انعكاساechoicأو تقليدا ألشياء أو أصوات في الطبيعة

onomatopoetic مثل كلمات fizzو ،tick-tackو ،

buzzو ،meow. ، وهيfunctional change- التغيير الوظيفي 6

طريقة تستعمل بكثرة في اإلنجليزية مثل الكلمةcontactالتي تستعمل أيضا كفعل، ولكن يقل

استعمال هذه الطريق في لغات أخرى حيث تتميز فيها أنواع الكالم عن طريق الصيغة، وهذه الطريقة تنمي

المفردات في طريقة استعمالها، وال تزيد في عدد الكلمات أو الرصيد اللغوي، وهنا نجد كلمة موجودة

بالفعل مستعملة في وظيفة نحوية معينة تكتسب -من غير تغيير الصيغة- وظيفة نوع آخر من أنواع الكالم.

وإن الوظائف المتعددة -على أي الحاالت- تظل مثالmailمتمايزة عن طريق سلوك الكلمة. فكلمة

داللة علىsحيث تستعمل اسما تكون قابلة إلضافة الجمعية إليها، وحين تستعمل فعال تكون قابلة إلضافة "

s" أو "ed" أو "ingوحين تستعمل صفة مثل كلمة " mailbox.تأخذ شكال واحدا

- وآخر الطرق، وإن كان يعد أعظم مصدر لنمو اللغة7 من لغات أخرى، وهناكborrowingهو االفتراض

لغات تأخذ ألفاظا كثيرة من جاراتها، ولغات، تأخذ بدرجة أقل، وإن كان الكل يأخذ شيئا ما، وإن مفردات

% من25اللغة اإلنجليزية تشتمل على أقل من % من75الكلمات األنجلوسكسونية األصلية، وأكثر من

الكلمات المفترضة من اللغات اإلسكندنافية "عن طريق الدنيمركية", والفرنسية "عن طريق

النورمنديين" والالتينية واليونانية

(1/156)

"التي بدأت تتسرب إلى اللسان األنجلوسكسوني حتى قبل أن تصل إلى الشاطئ البريطاني، والتي ما تزال

تتسرب إلى اللغة اإلنجليزية طوال عصورها حتى يومناالحاضر".

كذلك اقترضت اإلنجليزية من لغات أخرى كثيرة، أوربية، وآسيوية، وإفريقية، وهندية، وأمريكية، وغيرها

من اللغات التي اتصل بها المتكلمون اإلنجليز. وعند افتراض هناك طريقان ممكنان، فإما أن تأخذ اللغة المقترضة الكلمة وتخضعها لقوانينها الصيغية

veraiوالصوتية، كما حدث للكلمة الفرنسية القديمة وفي تلك الحالة يكون عندناveryالتي تحولت إلى

.loan wordكلمة مقترضة

وإما أن تترجم اللغة المقترضة وحدات الكلمة المقترضة ترجمة حرفية إلى كلمة وطنية، وفي تلك

Loan translationالحال يكون عندنا ترجمة مقترضة مأخوذة من الكلمةexpressionوالكلمة اإلنجليزية،

فهي لذلك كلمة مقترضة. أماexpresioالالتينية فمأخوذة من كلمة التينيةAusdruckالكلمة األلمانية

مطابقة لها، فهي لذلك ترجمة مقترضة. وقد يتم االقتراض بمزج كلمتين من أصلين مختلفين،

وجعلهما كلمة واحدة، وهذا يسمى بالتداخلcontamination أو المزج ،blending.

ومثال ذلك ما حدث حينما امتزجت الكلمة الجرمانيةhoch بالالتينية altum"كال اللفظين معناه: عال"

التي أصبحتhaltلتتكون الكلمة الفرنسية القديمة .hautفيما بعد

فمنsemantic changeأما عملية تغيير الداللة الممكن أن تغني المفردات إلى اللحظة التي يظل المعنيان القديم والحديث مستعملين فيها جنبا إلى

حيث كانت تعنيLiberalجنب. ومثل هذا حدث لكلمة في القديم: ناشد الحرية من حكومة متطرفة.

ثم تطورت فيما بعد إلى معنى آخر هو: المؤيد لفرضالحكومة سيطرة

(1/157)

أكثر على المسائل الخاصة. وكثيرا ما يصاب اللفظ، بما يعرف بانحطاط الداللة فينحدر إلى معنى أقل، كما

"عميقsoulful التي كانت تعني أصال sillyفي الكلمة "أحمق"،foolishالعاطفة"، ثم صارت بالتدريج تعني

عن طريق تغيير المعنى، وانحطاط المعنى يسمى وعكسه ارتفاع المعنىpejorationاصطالحا

enhancement أو ameliorationكما حدث مع التي كانت تعني أصال "جاهل" أو "أحمق"niceالكلمة

ثم اكتسبت معنى رفيعا. وهناك مجموعة من المصطلحات األخرى تتصل

بموضوع تغير الكلمات وهي: ونعني بهcognates- الكلمات ذات األصل الواحد 1

أن توجد كلمتان -أو أكثر- في لغتين مختلفتين، ترجعان إلى أصل واحد، وإن لم يكن ضروريا أن تتفقا في

المعنى في الوقت الحاضر، مثال ذلك الكلمة اإلنجليزية

rent إيجار" والفرنسية" rente،"دخل أو إيراد" في معناها المعروفknightوكذلك الكلمة اإلنجليزية

، بمعنى القن أو عبد األرض.knechtوالكلمة األلمانية doublets- الكلمات المشتقة من كلمة واحدة 2

ومعناه أن توجد كلمتان -أو أكثر- يرجع اشتقاقهما إلى كلمة واحدة، ويعكسان مراحل مختلفة من التطور

، أو التطور العلميpopular developmentالعام Iearned developmentأما التطور العام فيعني أن .

الكلمة كانت مستعملة في اللغة المتكلمة منذ أول أمرها،، وتحملته كل التحويالت الصوتية المعتادة في تلك اللغة، وأما التطور العلمي فيعني أن الكلمة قد أخذت من أصل كالسيكي لغرض علمي أو أدبي ثم

أخضعت لطبيعة اللغة المقترضة، مع أقل قدر ممكن من التغيير، وهناك كلمات، توصف بأنها نصف علمية

Semilearnedألنها خضعت لتطور محصور، فالكلمة spiritumالالتينية

(1/158)

في طريقها إلى الكلمة الفرنسية العادية ال بد أن تكون ككلمة علميةépri أو épritقد ظهرت في شكل

ثمspiriteكاملة، ويجب أن تكون قد أخذت شكل ،espritأخذت صورتها األخيرة في الفرنسية الحديثة

وهذا يدل على أن الكلمة قد مرت بتحوالت مألوفةحتى تجمدت في القرن الرابع عشر.

"popular "or folk- االشتقاق الجمعي أو الشعبي 3etymologyويعني الخطة التي عن طريقها يخلق

عقل الجماعة عالقة مزيفة -وإن كانت مستحسنة- كما حدث في اللغة اإلنجليزية التي اقترضت الكلمة

crayfish ولكنها حولتها إلى écrevisseالفرنسية surloin. وكلمة crawfish"جراد البحر"، وحتى إلى

علىsirloinتعني: فوق الخاصرة، قد تحولت إلى أساس تصور زائف تماما أن الملك أحبها جدا لدرجة

أنه رفعها إلى مرتبة النبالء. over- وهناك مصطلح المبالغة في التصويب 4

correctionويعني العملية العقلية التي تؤدي ببعض ألنهمbetween you and Iالناس إلى أن يقولوا:

أو أن يقولوا:It.htm's meعلى وعي إدراكي بالتعبير

He spoke with you and Iألنهم يخافون من النقد .You and me never went thereالموجه للعبارة:

(1/159)

القسم الخامس: علم اللغة التاريخي "منهج البحث":المادة اللغوية المدونة- 32

من الصعب أن يثبت الباحث أن سبق زمني ألي من علم اللغة الوصفي والتاريخي على اآلخر، ولكن علم

اللغة الوصفي، باهتمامه بطبيعة اللغة ومشكالتها بوجه عام ربما قيل بوجود جذوره في تلك التأمالت الفلسفية التي تهتم بطبيعة اللغة، والتي أثارها الفالسفة اإلغريق، وفيما يخص الجانب اآلخر من البحث وهو وصف لغات مستقلة، فإن علم اللغة الوصفي يرجع إلى الوراء في

شكل تلك الجهود المبكرة التي تمت على أيديالنحويين الصينيين والهنود واإلغريق ولكن الفالسفة - باإلضافة إلى فلسفتهم لطبيعة اللغة- قد تفكروا أيضا

في أصلها. وهو نوع من النشاط ربما عد بداية التفكيرفي علم اللغة التاريخي.

وفي القديم -كما في العصور الوسطى- كان فرعا علم

اللغة -إذا نحن استعملنا المصطلح الحديث- يعيشان جنبا إلى جنب، ففي مجال علم اللغة الوصفي يمكن

أن يوضع علم النحو، والكتيبات الصغيرة إلرشاد الرحالة والمسافرين إلى بالد أجنبية، واألحكام التي تتعلق بعمومية النحو، والتصورات النحوية، وفي الجانب التاريخي تدخل تلك األساطير حول أصل اللغات

وتطورها، والمحاوالت األولى لتصنيف اللغات إلى عائالت ولسنا في حاجة إلى أن نقول إن ما تم في تلك

العصور السحيقة لم يكن يتسم بالدقة والتحري، ولميكن يتبع أي منهج يمكن أن يوصف بالعلمية.

(1/163)

وحينما غزت التقاليد العلمية من مالحظة واستنتاج ميدان علم اللغة أخيرا قرب نهاية القرن الثامن عشر

أصبح للجانب التاريخي للغة اليد العليا على وجه السرعة وقد بدا أن من الخير لعلم اللغة التاريخي أن

يتجه وجهة واقعية فيهتم -إلى حد ما- بفحص نمو اللغة وتطورها على أساس من الوثائق الثابتة تاريخيا بدال

من أن يشغل نفسه باألسس والنظريات التي ربما تعم

اللغات بأسرها. وكذلك فإن ذلك القدر من علم اللغة الوصفي الذي أخذ صورة عملية في ذلك الوقت "لم يكن المصطلح علم اللغة الوصفي قد ظهر بعد" قد وجه اهتمامه إلى العناية بالقواعد النحوية والمعاجم

ذات الطابع اإلرشادي المعياري الواضح. وكان التركيز على الجانب المكتوب للغة هو السائد في

كل مكان، أما اللغة المتكلمة فقد صورت على أنها شيء متغير خداع، وأن الجزء الثابت منها الذي يستحق

الدراسة هو ذلك الموجود في اللغة المكتوبة، ولهذا فليس محل دهشة إذن أن تكون الخطوات األصلية في

علم اللغة قد تناولت بالبحث فقط الجانبين التاريخي والمكتوب للغة، وإن المنهجين الدراسيين في علم اللغة التاريخي ونعني بهما المنهج المقارن، ومنهج إعادة تركيب اللغة قد أسسا كلية على ما وجد من

وثائق مكتوبة، ومن حيث طبيعة البحث، فإن علم اللغة التاريخي ال بد أن يعتمد على المادة المكتوبة بقدر ما

يعتمد علم اللغة الوصفي على المادة الكالميةلمتكلمين أحياء.

وقد ظهرت المادة المكتوبة في عدة أشكال، فوجدت في النقوش المحفورة على الحجارة، والصخور،

وجوانب الجبال، ووجدت في األلواح الطينية المحفور عليها بأدوات مدببة رفيعة، وفي ألواح الشمع المنقوشة

بإبر خاصة، وهناك أيضا وثائق مسجلة على أوراق من البردي والرقائق وعلى أوراق الكتابة العادية المكتوبة.

إما بفرشاة، أو بريشة طائر، أو بمداد قلم، أو بقلم رصاص، ويوجد كذلك قدر قليل مكتوب على اآللة

الكاتبة أو مطبوع، وكل هذه قد قامت بمهمة التسجيللألفكار اإلنسانية، ولكن مع فارق أساسي.

فبينما بعض السجالت المكتوبة -التي هي في أساسهاكتابات تصويرية-

(1/164)

تتجنب اللغة المتكلمة، وتحاول أن تمثل األفكار والتجارب مباشرة، نجد بعضا آخر يستعمل الكتابة

كوسيط بين الطرفين، وإن الكتابة التصويريةpictographic-ideographic أو Logographicكما

تبدو في الصينية الحديثة, تظهر -من النظرة األولى- وال صلة بينها وبين اللغة المتكلمة، ما دامت الرموز

المكتوبة ال يبدو أنها تعنى بتمثيل أصوات اللغة، ولكن

هذه الرموز -مع ذلك- تمثل الكلمات المنطوقة في ترتيبها الذي ترد فيه عادة أثناء الكالم، ومعنى هذا أن بعض المعلومات التي تتعلق باللسان المنطوق -على الرغم من أنها تتعلق بتركيب الجملة فقط- يدل عليها

بالكتابة التصويرية وبمجرد أن نعد ترجمة لسلسلة من الرموز الصينية كلمة مقابل كلمة نستطيع أن نعرف النظام الذي تتبعه اللغة الصينية في ترتيب مفرداتها

أثناء الكالم. أما األبجدية المقطعية الشائعة في كثير من لغات العالم فتذهب خطوات أبعد من هذا إنها تحاول أن

تمثل -على اختالف في درجة اإلتقان- األصوات المتكلمة للغة، وأن تحمل معلومات ال تتعلق بكيفية

ترتيب الكلمات، ولكن بكيفية نطقها. " بيان األضرار12وقد سبق بالفعل "المبحث رقم

المتولدة عن استعمال الصيغ المكتوبة كشواهد علىاللغة المتكلمة الموجودة، وإن عالم اللغة التاريخي -

أثناء استعماله المادة المكتوبة الموضوعة تحت تصرفه- يجب على الدوام أن يتخذ الحيطة في قبول

حجيتها التي تعد ذات قيمة سطحية، ومن ناحية أخرى من الممكن للباحث أن يغلب جانب الشك إلى حد

كبير، وفي حالة أي كتابة بنيت على أساس مقطعي أو هجائي يمكننا -ونحن مطمئنون- أن نزعم أنه كانت

توجد أصال- مع األخذ في االعتبار جانب التسامح في الحكم نظرا لجهل واضع النظام باألسس الفونيمية

الحديثة- الرغبة الصادقة في تمثيل األصوات الفعليةالمتكلمة، سواء عن طريق الرمز لكل صوت، أو الرمز

(1/165)

لكل مقطع، ومن واجب عالم اللغة التاريخي أن يحاول الكشف عما إذا كان األخير قد تغير، بينما بقي األول

ثابتا، وألي مدى افترق النظامان في النهاية. إن األساليب شبه العلمية التي تستخدم في تحليل

الرموز، وتهتم بفك ما انغلق من مبهمات الخطوط غير المعروفة، سواء كانت تصويرية أو مقطعية أو صوتية،

. وبمجرد أن تتم1وإعادة كتابتها، لتعد فرعا قائما بذاته إعادة الكتابة تبدأ محاولة تفسير تلك الرموز من ناحية

المعنى، وأخيرا يأتي ربط النص المكتوب بالعاداتالكالمية المحتملة ألعضاء هذه الجماعة.

وإن المشاكل المتعلقة بتلك الرموز تتفاوت -إلى درجة

كبيرة- من لغة إلى لغة، وتختلف خطة العمل تبعا لذلك، وربما كان من األحسن أن نشير إلى بعض

األمثلة المعروفة لتوضيح ذلك، في حالة حجر رشيدRosetta Stoneالذي أمدنا بمفتاح اللغة المصرية

القديمة، وجد الفاحصون أنفسهم منذ البداية أمام نصوص ثالثة متماثلة كتب أحدهما بالرموز الهيروغليفية

المصرية "التي تنقش عادة على الحجارة" وثانيها صورة أخرى أكثر استعماال لنفس الرموز تظهر عادة

على أوراق البردي، وأما الثالثة فكانت باإلغريقية، وبما أن اإلغريقية كانت معروفة بالفعل فقد كان األمر أمر

وقت فقط حتى تم اكتشاف غامض اللغة المصرية سنة" وقد كانت20القديمة "أخذ ذلك فعال أكثر من

أول خطوة في حل تلك الرموز هي فصل تلك الرموز، الدالة على األسماء الملكية المعروفة فعال بعد اكتشافها في اآلثار الفرعونية، ثم إعادة كتابتها

بمساعدة مقابالتها اإلغريقية. المكتوبة بحروفEtruscanوإن اللغة اإلترورية

هجائية يسهل فك رموزها والتي كانت األصل المباشرللغات الرومانية -لم يتوصل بعد إلى حل

__________

هناك عمالن رائعان يمثالن أفضل األساليب المتبعة1في فك رموز اللغات غير المعروفة، وهما:

1 -Extinct Languages تأليف J.Friedrickلندن" 1957."

2 -Lost Languages تأليف P.E. Cleatorنيويورك" 1959."

(1/166)

مغاليقها تماما، نظرا لعدم وجود نقوش مزدوجة اللغة بدرجة كافية، ومهما أمكن للعلماء الذين يعيدون تركيب اللغة داخلها أن يقولوا فإن حروفها الهجائية تعين -إلى

حد ما- في معرفة ما تعنيه كلماتها. وحينما نأتي إلى وثائق متأخرة مثل النقوش الرومانية، ووثائق الالتينية المبتذلة، المعروفة التاريخ، والمكتوبة

على الرقائق تأخذ المشكلة شكال آخر. وهنا من السهل بدرجة كافية في العادة أن تفك الرمز الهجائي وأن تحدد المعنى، أما المشكلة الرئيسية فهي إلى أي مدى تعكس النقوش أو الوثائق اللغة المتكلمة

لتلك الفترة، هل ذلك القدر الكبير من الشواهد

النقشية والوثائقية يعطينا صورة صادقة عن تطور الالتينية تجاه اللغات الرومانية ويبين مراحل تحويلها إليها؟ وهنا فإن حجية الوثائق يجب أن تفحص على

ضوء ما نعرفه من نقطة للبداية ونقطة للنهاية بالنسبة لكل كلمة أو صيغة، وعلى ضوء معلوماتنا المتفرقة عن

الفترة المتوسطة بينهما. إن واحدا من األعمال الرائعة لعلم اللغة -وبخاصة فيما

يتعلق بالجانب التاريخي- يكمن في مشابهته لعمل الشرطة السرية المتمثل في التقاط المفاتيح

واستعمالها، وربط الجزئيات بعضها ببعض، وفي علم اللغة قد يظل السر غير مكتشف تماما، كما يحدث في

تحقيقات الجرائم، ولكن هناك قواعد الستخدام الشواهد، وهناك مناهج تتعلق بكيفية استعمال المفاتيح

كما سيتضح فيما بعد.

(1/167)

- المنهج المقارن:33 حينما تنقصنا الشواهد الكاملة يوجد هناك منهج آخر، يمكن اتباعه، وهو منهج كان رائجا في أواخر القرن

الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر على أيدي ،Bopp، وJonesعلماء اللغة التاريخيين العظماء "مثل

".Grimm واإلخوة Raskو أساسا وضع الصيغ المبكرةالمنهج المقارنويتضمن

المؤكدة، المأخوذة من لغات يشك وجود صلة بينها جنبا إلى جنب ليمكن إصدار حكم فيها بعد الفحص

والمقارنة، ومن هذه المقارنة يمكن استنتاج شيئين: أوال: درجة الصلة بين عدة لغات وضعت تحت الفحص،

إذا كان هناك أي صلة. وثانيا: الشكل الذي يبدو أقرب صلة إلى اللغة األم التي

وجدت في الماضي والتي تعد األصل المشترك لهذهاللغات، ومنها انشعبت جميعها.

ولعل الباحث يكون آمنا حين يقرر انتماء لغات متعددة إلى أصل مشترك إذا وجد بينها تماثال كافيا في

تركيباتها النحوية ومفرداتها األساسية، وإذا الحظ ازديادقربها بعضها من بعض كلما اتجهنا إلى الوراء.

وإن الصورة لتبدو شيئا كهذا:

(1/168)

__________ Glossary of Linguistic ذكر المؤلف في معجمه 1

Terminology أن مصطلح Centumيطلق على اللغات األوربية التي لم تتحول أصواتها الوقفية الطبقية

إلى غارية أو لثوية في حين أن المصطلحg وkمثل Satemيطلق على اللغات التي تحولت بعض أصواتها

الوقفية الطبقية إلى احتكاكية أو غارية أو لثوية "انظر" وانظر:239 و36

Webster's Third New Intemational Dictionary."المترجم" .

(1/169)

وإذا نحن وضعنا -جنبا إلى جنب- كما فعل علماء اللغة التاريخيون في أوائل القرن التاسع عشر صيغا من لغات قديمة تشكل مجموعة تظن قرابتها النسبية

"السنسكريتية واليونانية والالتينية والقوطية والسالفية القديمة والكلتية القديمة" يتضح في الحال حقيقة

هامة، وهي أن تلك اللغات تشترك جميعا في شيئين اثنين: أحدهما التراكيب النحوية األساسية، وثانيهما

المفردات البدائية، وشيء ثالث يتضح بعد الدراسة المقارنة لعديد من الكلمات التي تحتوي على فونيمات معينة؛ وهو أنه يوجد بين هذه اللغات تقابل فونولوجي

" في أولpفحين نجد بعضها يشتمل على صوت الـ" "fالكلمة، نجد بعضها اآلخر يضع مكانه صوت الـ"

" وأحيانا ال نجد لهذا الصوتhوبعضا آخر صوت الـ"مقابال في بعض آخر.

وقد سمح هذا -وال شك- للغويين التاريخيين بأن يتوصلوا إلى عمل جداول توضح التقابالت الفونولوجية

بين اللغات، وأن يتنبئوا -مع قدر كبير من الثقة- بأنه إذا " في أول الكلمة في لفظ فيpظهر صوت "

السنسكريتية واليونانية والالتينية، والسالفية فسيظهر " فيh" في الجرمانية، وفي شكل "Fفي شكل "

األرمينية، وسيسقط تماما في اللغة الكلتية، وباإلضافة إلى قيمة هذه الجداول باعتبارها دليال على وجود

عالقات قوية بين هذه اللغات التي أطلق عليها فيما فإنها تساعد كذلك علىlndo-Europeanبعد اسم

إعطاء بعض التنبؤات عن الصورة التي كانت عليها اللغة األم، فبعد أخذ عينات مختلفة من التركيبات

النحوية، وخصوصا المتطابق منها، وعينات من

المفردات اللغوية، وأخرى من الفونيمات التي تأخذ دورا بارزا في الكلمات المتقابلة في مختلف اللغات

يمكن للباحثين أن يعيدوا تركيب اللغة األم، ولو بصورة تقريبية على األقل، بمظاهرها وصيغها وهي لغة لم

يصل إلينا منها أي تسجيالت مكتوبة ومن الممكن حينئذ أن يقال إن المقارنة ربما تؤدي إلى إعادة بناء لغة ما،

وهو -في حد ذاته- شيء له طريقته الفنية ومنهجهالخاص.

وكما تؤدي الدراسة المقارنة إلى اكتشاف عالقاتوطيدة بين مجموعة

(1/170)

من اللغات فإنها تؤدي إلى استبعاد عدد آخر عن المجموعة، فهي تقرر أن اإلنجليزية، واأللمانية، واإلسكندنافية، واللغات الرومانسية، والسالفية،

واللغات الفارسية، والهندية الشمالية، واليونانية، واأللبانية، واألرمينية، ولغات أخرى معينة تعرضت النقراض منذ آماد بعيدة كلها تقع تحت المجموعة

الهندية األوربية، ولكنها -في نفس الوقت- تقصي عن

المجموعة لغات أخرى مثل الهنغارية، والفنلندية، والتركية والعربية، والعبرية، والصينية، واليابانية، وعددا

آخر من اللغات، ولكن كثيرا من هذه اللغات نفسها يبدو مكونا لعائالت لغوية منفصلة يمكن تطبيق

القوانين المقارنة عليها، وإلى جانب العائلة الهندية األوربية، توجد عائالت أخرى مثل العائلة الحامية

السامية "المصرية القديمة, القبطية, البربرية الحديثة بالنسبة للفرع الحامي، واألكادية القديمة, الفينيقية,

العبرية الحديثة, العربية, األمهرية بالنسبة للفرع ،Ural-Altaicالسامي" ومثل العائلة األورالية األلطائية

وتشتمل على الهنغارية والفنلندية واإلستونية بالنسبة للفرع األورالي، والتركية والمنغولية واألوزيكية

والمنشورية بالنسبة للفرع األلطائي. وعن هذا الطريق أصبح ممكنا من الناحية التاريخية

تصنيف كثير من لغات العالم الهامة قديمها وحديثها، إلى عائالت. وهناك بعض اللغات التي استعصت على الدراسة المقارنة، وخصوصا تلك اللغات التي يتكلمها

أناس متخلفون، والتي ليس لها صورة مكتوبة أو تقاليد تاريخية ولكن حتى مع هذه اللغات فإن الجهود الكبيرة

التي استعملت المنهج اللغوي الوصفي مكنت

المتخصصين أخيرا من تحقيق انتصارات باهرة في ناحيتي تصنيف اللغات وإعادة بنائها لدرجة أن معلوماتنا

الحديثة عن تصنيف اللغات الهندية األمريكية، أو لغات اإلفريقيين الزنوج، ومعلوماتنا التاريخية عنها تعد معلومات خصبة غنية ما كان من الممكن تقدير

الوصول إليها منذ قرن مضى.

(1/171)

التصنيف العائلي: اللغات الهندية األوربية وغير- 34الهندية األوربية

إن أهم ما نتج عن المنهج المقارن هو تصنيف اللغات وربطها بسلسلة نسبية على أسس تاريخية، إنه المنهج

المقارن الذي سمح للغويين التاريخيين أن يصرحوا - في شيء كبير من الثقة- أن لغات مثل األرمينية

والحثية يجب أن تدرج ضمن اللغات الهندية األوربية، على الرغم من التغير الكبير الذي لحقها، واالختالط

الذي تعرضنا له، وإنه كذلك المنهج المقارن الذي سمح للغوي الحديث أن يؤكد أن اللغة اإلنجليزية واحدة مناللغات الهندية واألوربية من الفرع الجرماني، وليس -

كما يعتقد كثير من المتعلمين غير المتخصصين- أنهاخليط من الجرمانية والرومانسية.

ولعل أول ثمرة من ثمرات البحث المقارن كانت السماح بعزل اللغات المنتمية إلى العائلة الهندية

األوربية، عن غيرها من اللغات التي ظهر فيما بعد أنها تشكل بذاتها عائالت لغوية أخرى، وبالنسبة للغات

الهندية األوربية فقد سمحت المماثلة بينها في بعض الظواهر التركيبية النحوية األساسية، والمفردات

الضرورية, ونظام التقابالت الصوتية المطردة سمحتبخلق إحساس بقرابتها. ولكن ظهر من ناحية أخرى -

وعن طريق المالحظة- أن اللغات الشمالية الباقية حتى العصر الحاضر "الكلتية، والجرمانية، واإليطاليقية،

واليونانية، واأللبانية، والبلطية السالفية، واألرمينية، والهندية واإليرانية" تشكل فيما بينها مجموعتين اثنتين رئيسيتين على أساس االختالف الصوتي المعين بينها. فاللغات الكلتية والجرمانية واإليطاليقية، وبوجه عام

اليونانية واأللبانية توجد فيها -تحت ظروف معينة- أصوات طبقية، وينضم إليها في ذلك اللغة الطخارية

المنقرضة، في حين أننا نجد اللغات البلطية السالفية،

واألرمينية، والهندية واإليرانية تشتمل على حروفصفيرية في نفس المواقع.

(1/172)

وقد أدى هذا إلى تصنيف ثان لتلك العائلة الهندية، وSatcm Languagesاألوربية إلى مجموعتين هما

Centum Languagesمع الزعم بأنه في عصر ما ، قبل التاريخ وجد قسمان من المتكلمين األصليين

للغات الهندية األوربية يمثل أحدهما الجزء الشرقي،واآلخر الجزء الغربي.

ومع أن هذه النظرية قد عدلت مؤخرا حينما اكتشف أن اللغة الطخارية التي تعتبر جغرافيا من اللغات

الهندية األوربية الشرقية ترتبط بالمجموعة اللغوية فإنها ما تزال صالحة لالستعمال،Centumالمسماة

ألنها -على األقل- تمدنا بأساس معقول ومناسبللتصنيف اللغوي.

وقد كان التوصل إلى بعض المشابه -عن طريق المقارنة- بين مجموعتين أو مجموعات من اللغات، واكتشاف اشتراكها -دون غيرها- في بعض السمات

سببا في ظهور نظريات أخرى، وعلى سبيل المثال توجد نظرية تقول بأصل موحد للمجموعتين اإليطاليقية والكلتية يمتد إلى ما وراء فترة انفصال اللغات الغربية،

وقد أسست هذه النظرية على ما لوحظ من أن كلتا المجموعتين تنقسم إلى قسمين فرعيين يمكن أن

. وهناكq 1 واآلخر مجموعةpيسمى أحدهما مجموعة ظواهر مماثلة ساعدت على تكوين نظريات تقول

بوحدة اللغات الجرمانية السالفية في وقت ما، وحتى على القول بوجود انقسام في المجموعة اإليطاليقية

مع األسكانية واألمبرية التي تبدو فيها خصائص مشتركة مع الجرمانية، وقد يؤدي هذا بالالتينية والفالسكانية إلى

أن تشكل بنفسها مجموعة اإليطاليقية مع احتمال إضافة الصقلية القديمة. ولكن النتائج الحاسمة في

الموضوع تبدو مفتقرة إلى البرهان، في حدود الشواهد التي في أيدينا، رغم أن هذه النظريات تشكل

موضوعات هامة للمناقشة.__________

وquis في المجموعة اإليطالية تملك الالتينية 1quinque ولكن األسكانية تملك في مقابلهما pisو pumpeبمعنى من وخمسة". وفي المجموعة الكلتية"

ولكن الويلزية تملكceathair وcuigتملك األيرلندية "بمعنى خمسةpedwar وpumpفي مقابلهما

وأربعة".

(1/173)

وفي فترة متأخرة كان للطريقة المقارنة الفضل الكبير Linear B المسمى Minoanفي نسبة الخط المينوي

inscriptionsإلى العائلة اإلفريقية مع افتراض أنها 1400تمثل صورا مبكرة للنقوش اإلغريقية "حوالي

ق. م"800ق. م" أكثر قدما من قصائد هوميروس " التي كان ينظر إليها حتى ذلك الوقت باعتبارها أقدم

أمثلة مسجلة لإلغريقية، وإن االكتشافات الحديثة التي تتم من وقت آلخر تخضع هي األخرى للدراسة

المقارنة، وتتكون نظريات جديدة على أساس نتائج هذه المقارنات، ومن المالحظ أنه في بعض األحيان تؤيد الشواهد الجديدة نظرية قديمة لم تكن مؤكدة

لألصواتKurilowicz"كما حدث في دراسة العالم Do Saussureالحنجرية للغة الحثية التي أيدت نظرية

القديمة أن كل الجذور الهندية األوربية تفضل القالب:

ساكن, علة, ساكن" ولكن في بعض األحيان تختلفالشواهد الجديدة مع النظرية القديمة.

ومن بين كل العائالت اللغوية تعد اللغات الهندية األوربية هي المجموعة الوحيدة التي القت عناية كبيرة

حتى اآلن، وعليها أسست نظريات، ومنها استخلصت نتائج تعتبر أكثرها دقة وصوابا، ويرجع ذلك لسببين

هامين: أحدهما تيسر المادة المبكرة المسجلة التي سمحت بعمل مقارنات شاملة، أما الثاني فهو طبيعة االهتمام الذي حف بتلك اللغات نظرا للكثرة الكثيرة

من المتكلمين بها "حوالي نصف سكان العالم يتكلمون لغات من أصل هندي أوربي"، وللدور الكبير الذي لعبه

المتكلمون بها في ميدان الحضارة العالمية. ويليها في درجة العناية، ويقاربها في مدى قدم

النصوص المسجلة "في الحقيقة ترجع هذه المسجالت اللغوية إلى فترة زمنية أسبق من اللغات الهندية

األوربية"، وفي األثر الذي لعبته في الحضارة اإلنسانية "ولكن ليس في عدد المتكلمين" اللغات الحامية

"باإلضافة إلى فرع ثالثHamito-Semiticالسامية هو الكوشية المتكلمة في أثيوبيا واألماكن المجاورة"،

وتتمثل

(1/174)

اللغات الحامية في المصرية القديمة والقبطية الحديثة والبربرية "من بين اللهجات البربرية المستعملة اآلن

اللهجة الطوارقية ولهجة الشلحا وكلتاهما موجودة في الشمال اإلفريقي، وكذلك لهجة جزر الكناري التي

بادت اآلن" ومن المعتقد أنه في وقت ما كانت اللغات الحامية تغطي كل إفريقيا الشمالية، وكانت تتكلم في

كل من ليبيا ونوميديا، إلى أن حل محلها جزئيا لغات سامية وفدت أوال على أيدي الفينيقيين "فينيقيي

قرطاجة القديمة" ومؤخرا على أيد العرب. أما الفرع السامي لهذه العائلة فله أعضاء قديمة متميزة مثل

األكادية "لسان البابليين واآلشوريين" والفينيقية "بفرعها القرطاجي أو البونيقي" والعبرية "وكذلك

اللغات المتصلة بمناطق الكتاب المقدس مثل اآلرامية والسريانية والمؤابية" العربية واألمهرية والتيجرية

المتكلمة في أثيوبيا والمصدرة في الغالب من الجنوب العربي وهنا مرة أخرى بسبب كثرة المواد التاريخية

المسجلة فإن الدراسة المقارنة قد توصلت إلى تصنيفدقيق لتلك اللغات، ووصف لها.

وإن فقه اللغة الحامي السامي بدافع من االهتمام التاريخي العام قد أصبح من الناحية العلمية على قدم

المساواة في األهمية مع اللغات الهندية األوربية. أما بالنسبة للعائالت اللغوية األخرى فإن الدراسات

التاريخية أكثر صعوبة، هناك فقط العائلة الصينية التبتية التي لها تاريخ قديم، وحضارة عريقة تعد على قدم المساواة -على األقل- مع اللغات الهندية األوربية، والحامية السامية. ولكن بالنسبة لهذه العائلة يوجد

عيب كبير قلل من إمكانية الدراسة التاريخية أو العقلية ولكن اآلن -وباستخدام البراعة والمهارة االستنباطية- أمكن للباحثين أن يصلوا إلى بعض النتائج الهامة، مثل

إعادة تركيب الصينية القديمة، واللغات اللصيقة بها مثل التايالندية، والبورمية، والتبتية، وذلك من خالل

معاجم القافية -إلى حد كبير- واأللفاظ المقترضة منهافي اليابانية والكوربة، وهناك

(1/175)

شيء مماثل كان يجب التوصل إليه بالنسبة للفرع الياباني الكوري، ولكن النتائج حتى اآلن تافهة، أما

اللغات األورالية واأللطائية فتعد مسجالتها اللغوية متأخرة، نوعا، كما هو بالنسبة للغات القوقازية ولغات

إندونيسيا والفليبين ومدغشقر وساموا ونيوزالندة وهاواي، أما بالنسبة للعائلة الدرافيدية الموجودة في

جنوبي الهند فما تزال الشواهد غامضة وفي حال اللغات الهندية األمريكية يعتبر الوصول إلى مادة

مكتوبة مسجلة أمرا ال أمل فيه، وكذلك الحال بالنسبة لزنوج إفريقية ولغات المواطنين األستراليين األصليين واللغات البابوانية، وإلى جانب هذه الندرة في المادة

المسجلة يجب أن نضيف عامال آخر وهو نقص اإلحساس باألهمية الذي ظل مسيطرا حتى اآلن على دراسة تلك اللغات التي قامت بدور صغير أو لم تقم بأي دور في الحضارة األوربية التي كان -وما يزال-

يعتقد، سواء كان ذلك حقا أو باطال، أنها الحضارةالعليا.

وعلى الرغم من أسبقية علم اللغة التاريخي في ميدان البحث اللغوي, ومن التقدم المطرد الذي أمكن تحقيقه

خالل القرنين الماضيين فما زالت هناك جهود ضخمة يمكن بذلها حتى بالنسبة لتلك اللغات التي القت

اهتماما كبيرا. فإن هناك اكتشافات جديدة لكتابات

مسجلة ما تزال يتوصل إليها، ويجب كلما اكتشفت شيء من ذلك أن يعاد النظر في النتائج المقارنة

السابقة، التي كان بعضها فرضيا، ويدخل عليها من التعديالت ما هو ضروري بعد االستفادة من تلك

الشواهد الجديدة، وحينما يكون الحصول على مادة مكتوبة -بالنسبة للغات القديمة- غير متيسر يتجه

البحث المقارن إلى اللغات الحية، ويأخذ قيمة كبيرة وهنا نجد المنهجين التاريخي والوصفي يدخالن في

شكل انسجامي تعاوني مثمر.

(1/176)

:منهج إلعادة البناء الداخلي للغة- 35 يحاول اللغوي "إعادة البناء الداخلي" للغة عن طريق

الدراسة المقارنة حينما يجد إلى ذلك سبيل، ولكنه في حاالت أخرى يقوم، بمحاولته دون ما مقارنة، ففي

دراسة اللغة اإلترورية -على سبيل المثال- أمكن اللغوي من غير اإلفادة من ازدواجية اللغة -كما في

حجر رشيد- أو دون االستعانة بلغة أخرى مشابهة أمكنه االهتداء، بدرجة ما من اليقين، إلى حقائق لغوية عن

اللغة اإلترورية نفسها وكيفية استعمالها للكلمات، وما يستخدم من هذه الكلمات كأسماء، وما يستخدم

كأفعال أو صفات، وحتى أمكنه الوصول إلى نتائج تتعلق بالنظام اإلعرابي، والنهايات التصريفية، وأواخر األفعال، ولكن هذه المحاوالت ال تكفي إللقاء الضوء

على اللغة، كما يحدث لو كانت معاني الكلمات معروفةأيضا، وإن كانت تمثل بداية على األقل.

وفي بعض األحيان تستخدم إعادة البناء الداخلي، والتاريخ الداخلي للغة بطريقة بارعة للكشف حتى عن

بعض النقاط الغامضة في بعض اللغات المعروفة لنا وفيLectus" الالتيني في eجيدا، إن كمية الصوت "

téctusال تدل عليها الطريقة الكتابية للهجاء الروماني التي نادرا ما تبين طول العلة، كما ال تدل عليها طريقة تقطيع الشعر الالتيني التي عادة ما تحل مشاكلنا حول هذه النقطة إن التقطيع الشعري الالتيني يتبع الكمية،

ولكنها كمية المقطع ال العلة هي التي تؤثر "يكون المقطع طويال إذا احتوى على علة طويلة، ولكنه يكون طويال كذلك إذا احتوى على علة قصيرة متبوعة بساكن

أو أكثر في نفس المقطع". وإن التطور الرومانسي - اإليطاليةletto الفرنسية وlitعلى كل حال- يبين أن

" المفتوحة، وهذا الناتج يتحصل عليهeتشتمل على " " قصيرة في الالتينية، ولكنeعادة إذا كانت على "

toitالفرنسية و totto" اإليطالية تشتمل على e" "eالمغلقة، وهذا الناتج يتحصل عليه عادة إذا كانت " طويلة في الالتينية، فنحن إذن قادرون بكل ثقة أن

الالتينية تحتويlectusندعي أن

(1/177)

"e تحتوي على "téctus" القصيرة وأن eعلى " الطويلة، وربما كان من الممكن تأكيد هذه النتجية عن

طريق مقارنة الكلمات الالتينية بكلمات مقاربة في لغات أخرى في نفس عائلة اللغات الهندية األوربية، ولكن ذلك ربما جرنا إلى دراسات مقارنة لسنا في حاجة إليها، إذ يمكن حل مشكلتنا عن طريق الدليل

الداخلي وحده في الالتينية وسالالتها. وقد استعمل دي سوسير إعادة التركيب اللغوي عند

إثبات وجود صوت ساكن ثان مضمحل للجذور الالتينية التي تحتوي -بصورة استثنائية- على ساكن واحد "النموذج العادي للجذر الالتيني هو ساكن, علة,

ساكن"، وقد وجدت مؤخرا، بعد اكتشاف اللغة الحثية، "عضو بائد من العائلة الهندية األوربية" صورة منعكسة

لهذا الساكن المضمحل مؤكدة صحة الفرض القديم.

(1/178)

:تاريخ اللغات واإلحصاء المعجمي- 36 وهنا لدينا نظام منهجي يهدف إلى أن يدلنا عند أي

فترة تاريخية تباعدت لغتان قريبتان، وذلك عن طريق أخذ عينات مختلفة من مفرداتها كما تظهر اآلن وعمل

تخطيط يبين مقدار الكلمات التي ما تزال مشتركة بينهما، مع تطابق المعنى أو اختالفه، والكلمات

المختلفة وبعد هذا -مع االستعانة بعمليات إحصائية حسابية معقدة نوعا- يمكن الوصول إلى تحديد الطول

الزمني الذي استغرقته هذه اللغات حتى وقع بينهااالختالف.

ولكن مشكلة هذا المنهج أنه ذاتي إلى حد كبير وغير دقيق، ومنذ البداية واجهنا السؤال الحائر: ماذا يمكن

أن تمثل كمية معقولة من العينات الكالمية؟ ومن سيكون الحكم في اختيار أنواع معينة من الكالم

واستبعاد أنواع أخرى؟ وشيء ثان هو: أي أساس نملكه حتى نزعم أن االختالفات الحادثة فعال تتفق في وقتها

مع الزمن الذي نقدره؟ اللهم إال إذا أمكننا أن نأخذنفس المفردات،

(1/178)

ونعقد مقارنات بينها على طول التاريخ الطويل للغتين وإن معاني الكلمات تتغير دائما، بشكل ملحوظ، فإذا حدث وظلت الكلمة حية في اللغتين فأي درجة من التغير الداللي سوف نقبلها، باعتبارها تشكل اختالفا كافيا يسمح لنا أن نقول إن الكلمتين لم تعودا بعد

متقاربتين، ويجب أن توضعها في عمود السوالب ال في عمود الموجبات، أضف إلى ذلك أن جامعي اإلحصاءات المعجمية عادة ما يكشفون عن جهل مؤسف باللغات

التي يعالجونها، وبتطورها التاريخي، وحتى بمركزهاالحاضر.

ولم تؤخذ في االعتبار -من الناحيتين المادية والمنهجية- مرحلة الحضارة التي أمكن اجتيازها وقت انفصال اللغتين، وأنه من الشائع على األلسن -على سبيل

المثال- أن يوجد اتفاق بعيد المدى في معاني الكلمات بين اللغات الرومانسية أكثر منه بين اللغات الجرمانية،

وقائل هذا يعلله بأنه يعود إلى أن اللغات الرمانسية تلتقي في تمثيلها لقدر مشترك من الحضارة الرومانية،

بينما الجرمانية قد انفصلت لغاتها، في وقت كانت ما تزال فيه في درجة متأخرة، ونتيجة لهذا فإن كلمة

pedicureأو بعض الصيغ األخرى المماثلة ستكون مشتركة بين اللغات الرومانسية كلها، بينما كلمة

Fusspflegeاأللمانية ال تحمل معنى عند المتكلم اإلنجليزي، على الرغم من أنه يملك في لغته المقابل

.ply وfootاالشتقاقي للعناصر األلمانية وهي وهناك مجال إلعطاء هذه الدراسة طابعا علميا، ولكن هذا قد يستدعي دراسة مقارنة تفصيلية لكل المالمح

الموجودة في لغتين أو أكثر، سواء كانت صوتية أو صرفية أو نحوية أو معجمية، فإذا طبق هذا المنهج

الدقيق فإننا سنجد أمامنا -كمعامالت عدديةnumerical coefficientsدرجات االختالف التي -

أدت إلى انشعاب لغة من أخرى، وبذلك نكون قادرين على أن نحكم -مثال- بأن اختالف اللغة السردينية عن

الالتينية القديمة أقل بكثير من اختالف اللغة الرومانيةعنها، إننا قد نعرف بالضبط -باستخدام الطريقة

(1/179)

العددية- درجة اختالف كل واحدة من اللغتين عن اللغة األم، وربما أمكننا أن نصل كذلك إلى معرفة درجةالعالقة الحاضرة بين الفرعين اللغويين الحديثين.

وهذه النسب المئوية قد يمكن حينئذ تشغيلها بمساعدة حقائق تاريخية معروفة لترتيب األحداث تاريخيا، ولكن

ما دامت الوسيلة التطبيقية المتبعة اآلن -كما كان الحال في الماضي- طريقة تتعرض اإلصابة والخطأ،

ألنها تعتمد أكثر ما تعتمد على واحد أو أكثر من الظواهر التي حدث وأثارت مخيلة اللغوي، بينما تغفل في الواقع كل العوامل األخرى -فستظل ال تخدم أي

غرض، وال توصل إلى نتيجة سوى إثارة الجدلوالنقاش.

وإن التاريخ اللغوي، واإلحصاء المعجمي ليعدان فحسبآخر مظهر للمناهج غير العلمية في أساسها.

(1/180)

القسم السادس: علم اللغة الجغرافي "اصطالحات.ومصاعب رئيسية"

:وظيفة علم اللغة الجغرافي- 37 إن علم اللغة الوصفي يختص أساسا بدراسة اللغة من

الناحية التجريدية، ويوصف لغات معينة من النواحي الفونيمية والصرفية والنحوية والمجمية، أما علم اللغة

التاريخي فيعالج تطور اللغة أو اللغات، وإعادة بناء اللغات األم المفترضة على أساس الدراسة المقارنة

للمالمح الموجودة في اللغات المتفرعة عنها. وال واحد من هذين الفرعين التقليديين، يعد من وظيفته األساسية دراسة لغات العالم اليوم، وعالقاتها

الجغرافية، وتوزيعها على خريطة العالم، وبيان أهميةكل من النواحي السياسية واالقتصادية والثقافية.

وقد نالت هذه المشكالت شيئا ضئيال من االهتمام حين عولجت في بعض الكتيبات الحديثة خالل تناولها لبعض

المسائل اللغوية التاريخية أو الوصفية. صفحات قليلة -ال تتجاوز فصال واحدا في العادة- قد

خصصت لبيان عدد المتكلمين اليوم بكل لغة، ولدراسة توزيع اللغات في العالم، وأحيانا ما تجد المعلومات عن

هذا الموضوع موزعة في فصول متعددة من الكتاب، كأنها شيء عرضي أو ثانوي بالنسبة لتركيب اللغة

نفسها، أو لتطورها التاريخي، ونادرا -إن لم يكن معدوما- ما يشار إلى تلك المالمح والسمات ذات

األهمية العلمية العظمي، ليس فقط بالنسبة للغويينالمتخصصين، ولكن أيضا بالنسبة للشخص.

(1/183)

. وإن موضوع علم اللغة الجغرافي1المتعلم العادي الذي يشمل لغات العالم بأسرها نادرا، إن لم يكن

معدوما ما يعالج في منهج دراسي عادي في مرحلة الدراسة العالية أو الجامعية، التي تتناول اللغات معزوال بعضها عن بعض، وال تلي باال إلى غير القواعد النحوية،

والقضايا األدبية، ومن أجل هذا فإن الشخص المتعلم العادي كثيرا ما يخرج من دراسته العالية إما بتصور

خاطئ أو مبالغ فيه عن أهمية لغة أو أكثر من اللغات األجنبية التي درسها، وإما بجهل فاضح بالدور الذي

تلعبه لغات أخرى متنوعة في عالمنا اليوم. وربما كان هذا مقبوال فيما مضي حين كانت الجنسيات

المختلفة -وخصوصا الغربية منها- تعيش حياة منعزلة نوعا عن غيرها، أما اآلن ونحن في أواخر القرن

العشرين فال يمكن قبول هذا بعد أن تقدمت وسائلاالتصال

__________ إذا أخذنا سبعة من الكتب في الحقلين الوصفي1

والتاريخي كنموذج لهذا اإلهمال نجد النسبة لما يمكن أن يعتبر -ولو لقدر بسيط من علم اللغة الجغرافي-

كاآلتي: نجد فيهLanguage المسمى Bloomfieldأ- كتاب

صفحة من31، أي 296-281، 73-57الصفحات: صفحة.564

Foundation of المسمى L.H. Crayب- كتاب Language418-295 ال نجد فيه شيئا، أو من ص

صفحة.530 صفحة من 123بشيء من التجوز، أي An Introduction المسمى Sturtevantجـ- كتاب

to Linguisic صفحة.173 ال نجد فيه شيئا مع أنه يبلغ Course in Modern المسمى Hockettد- كتاب

Linguistics 587, 549-539 نجد فيه الصفحات- صفحة.621 صفحة من 22، أي 598

Introduction to المسمى Gleassonهـ- كتاب Descriptive Linguistcsنجد فيه الصفحات من

صفحة من صفحة54، أي 457-479, 408-438503.

Historical المسمى Lehmannو كتاب Linguistics صفحة من22 أي 50-17 من صفحة

صفحة.295 The Science of المسمى Hughesز- كتاب

Language صفحة من71 أي 144-73 من صفحة صفحة.305

وال يتفق مع منهجنا في علم اللغة الجغرافي سوى أولهذه الكتب وآخرها.

(1/184)

وااللتقاء، وقربت المسافات إلى أقصى مدى ممكن، وحصل تبادل في الثقافة ووسائل التجارة، وأصبح أي اضطراب سياسي في مكان ما ال يؤثر فقط على بلد

واحد أو منطقة واحدة، وإنما ينعكس في مناطق بعيدة من العالم. إنه ليس مقبوال أو مستساغا اآلن أن يعتقد

شخص مثقف أن اللغة اإلسبانية هي المتكلمة في , وأن يتحير أمام صحيفة معروضة في محل1البرازيل

,2لبيع الصحف أهي مكتوبة بالروسية أم البولندية وهناك حاجة ملحة اآلن لوضع تعليمات يمكن أن تمد

دارسي اللغات بمعلومات أقل ما تحويه، تعريفهم باللغات الرئيسية في العالم، ومكانها على الخريطة،

ومن المتكلمون بها، وما عددهم، وما قيمتهم من الناحية السياسية واالقتصادية والثقافية، ومن غير أيجهد لتحويل الدارس إلى متكلم باللغات الرئيسية -

األمر الذي يعد مستحيال بشكل واضح- فإن هذا النوع من الدراسة سوف يزوده على األقل بالسمات الهامة

لتلك اللغات من ناحيتيها المتكلمة والمكتوبة، بقصدالتعرف على كل، إن لم يكن هناك قصد آخر.

هذا النوع من المعلومات -ذو الطابع العملي بدرجة كبيرة- يشكل األساس لعلم اللغة الجغرافي في معناه العام األولي. إنه لمن األهمية بمكان للمتعلم الجامعي

-على األقل- أن يعرف أن البرتغالية تتكلم في البرازيل، وأن الصينية -بلهجاتها المتعددة- تملك أكثر

مليون متكلم، وأن األلمانية والروسية -أكثر600من من اإلنجليزية والفرنسية- يمكن أن تستعمال اآلن

كلغات بديلة في المجر، وفي تشيكوسلوفاكيا، تماما كما هو هام أن يعرف الفرق بين الصوت والفونيم، أو

يعرف أن اللغة الرومانية متفرعة عن الالتينية، وأن الالتينية متفرعة بدورها عن األسرة الهندية األوربية، أما

في معناه العلمي المعقد فإن علم اللغة__________

اللغة المتكلمة هي البرتغالية ال اإلسبانية.1 مثل المؤلف هذا السؤال من شخص مثقف ثقافة2

عالية جدا، يعرف من اللغات الالتينية واليونانيةوالفرنسية واأللمانية واإليطالية.

(1/185)

الجغرافي يتناول -في تفصيل- لغات المناطق المتنوعة على وجه األرض، وكيف يمكن االستفادة منها، أو إحالل

غيرها محلها، وماذا تمثل من وجهة النظر العملية للرجل العسكري، والموظف الحكومي، والباحث العلمي، والفني والمبشر، وقوات األمن الدولية،

ولسرعة تحركات هذه الطبقات ونحوها فإنه ال يكفي أن يعرف الفرد منهم معلومات سريعة عن لغات

. إنهم يجب أن يلقنوا بعض معلومات1منطقة معينة عن لغات مناطق أخرى، ربما تعرضوا لالنتقال المفاجئ

إليها، وأهم من هذا ضرورة إعداد دراسات مفصلة، وعمل إحصاءات عن اللغات، واألمية، والمركز

التعليمي لمناطق العالم المختلفة، وكذلك إعداد علماء لغة جغرافيين مدربين يمكنهم أن يسايروا التطورات السريعة المتوقعة في هذا الحقل، وهذه المعلومات

أكثر فنية مما قد يبدو للنظرة السطحية، وال يمكن أن تكتسب بين يوم وليلة، وهذه الدراسة ليست تابعة، إال من بعض جوانب غير مباشرة لعلم اللغة التاريخي، أو

الوصفي، ولكنها تشكل حفال خاصا بنفسها. وبينما نجد بعض مصطلحات علم اللغة الجغرافي تتفق مع مصطلحات علم اللغة الوصفي أو التاريخي، فهناك

مصطلحات كثيرة نادرا ما تستعمل في األعمال اللغويةالتقليدية.

indigenousمصطلح اللغة األهلية أو البلدية languageيطلق على اللسان المتكلم الشائع

االستعمال في منطقة معينة مثل البنجالي في الجزء الشمالي الشرقي من الهند، والجزء الشرقي من باكستان، إنها ربما تتطابق أو ال تتطابق مع اللغة

official أو الرسمية national languageالوطنية language.

__________ ضابط في الجيش وثيق الصلة بالمؤلف عين في1

المملكة العربية السعودية، وأخبر بضرورة تعلمه اللغة العربية في مدرسة اللغات تابعة للجيش األمريكي،

وقبل مضي شهرين على هذا األمر ألغي األمر السابق وصدر األمر بإرساله إلى كوريا، وقد أمر من أجل ذلك

بترك تعلم اللغة العربية، وااللتحاق بفصول اللغةالكورية.

(1/186)

اللغة األولى هي اللغة الشائعة االستعمال بين جميع أفراد األمة، مثل اللغة اإلنجليزية في الواليات المتحدة،

األمريكية، أو التي تحاول الحكومة الوطنية أن تجعلها كذلك، مثل اللغة الهندية في الهند، أو التانحالوغية في

الفليبين، إذ كل منهما في الحقيقة لغة لفريق من المواطنين، ولكن تحاول الحكومة أن تفرضها على

سائر أفراد الشعب، إنها ربما كانت أيضا لغة ال تجد إال

تأييدا حكوميا قليال وال يحتاج إليها في الوثائق الرسمية أو النقوش وذلك مثل اللغة الرومانشية في سويسرا. أما اللغة الرسمية فهي تلك التي تستعمل في الوثائق

الرسمية، وفي المقابالت على المستوى الحكومي "األلمانية والفرنسية واإليطالية تعد لغات رسمية في

سويسرا، والفرنسية والفلمنكية في بلجيكا، واإلنجليزية، واألفريكانية في جنوب إفريقية، والفرنسية واإلنجليزية في كندا" واللغة الرسمية ليست بالضرورة

اللغة األهلية للمنطقة بأسرها، بل ربما لم تكن لغة أهلية على اإلطالق "مثل اإلنجليزية في بورتوريكو التي تعد رسمية هناك مع اإلسبانية". وصورة اللغة الرسمية

والوطنية دائمة التغير في حين أن اللغة األهلية -على الرغم من تعرضها لتغيرات طويلة األجل -أكثر

استقرارا بدرجة ملموسة. فاألردية في شرق باكستان -على سبيل المثال- كانت اللغة الرسمية الثابتة، ولكن

البنجالية هي اللغة األهلية "األردية هي اللغة األهلية في غرب باكستان"، ونتيجة لفتن أهلية أصبحت البنجالية

لغة رسمية باالشتراك مع األردية. وقد خلق استعمار القرون الماضية ما يسمى باللغات

colonizing، أو colonial languagesاالستعمارية

languages أو لغات االستعمار ،languages of colonizationالتي تطلق على اللغات الرسمية

األساسية في المناطق المحتلة بقوات استعمارية. وبهذا المعنى أصبحت اإلنجليزية اللغة االستعمارية

والرسمية في الهند فارضة نفسها على اللغات األهلية المتعددة وتظل اللغة االستعمارية المفروضة

superimposedحية حتى بعد اختفاء القوة االستعمارية وكثيرا ما تظل لغة رسمية، أو واحدة من

اللغات الرسمية للبلد الحديث االستقالل ومن أمثلةذلك اللغة اإلنجليزية في نيجيريا، وغانا، واللغة

(1/187)

الفرنسية في األمم الجديدة التي خرجت عن الوصايةالفرنسية في أفريقيا.

وهناك نوع أكثر غموضا وخفاء حيث تفرض اللغة كلغة كما فعلتarea "or regional" languageمنطقة

الروسية في شرقي أروبا، وكما فعلت الفرنسية أو اإلنجليزية في مناطق متنوعة من العالم، حيث ال يعد

أي منها لغات أهلية أو رسمية، وفي هذه المناطق

satelliteتميل اللغة األهلية إلى أن تكون لغة تابعة languageوتتعرض لكل أنواع التأثير من اللغة

السائدة حيث تفترض منها كلمات وتعبيرات وتركيبات،ولكن مع احتفاظها باستقاللها ومركزها كلغة منفصلة.

وهذا يوجد غالبا ما يسمى بمنطقة النفوذ اللغويlinguistic sphere of influenceحيث يكون لسان

المجموعة الغالبة متكلما ومفهوما بشكل واسع، ويؤثرفي مجموعة اللغات التابعة.

وفي بعض األوقات تصبح لغة المستمر لغة رسمية، وربما أيضا وطنية وأهلية عن طريق ما يعرف باإلحالل

وقد حدث هذاlinguisic replacementاللغوي بالنسبة للغة اإلنجليزية في أمريكا الشمالية، وأستراليا

ونيوزالندة، وبالنسبة للغة الفرنسية في األقاليم الكندية بمنطقة كوبيك، وبالنسبة لإلسبانية، والبرتغالية جنوب

ريوجراند، وحينئذ فإن اللغات األهلية األصلية، ربما تميل إلى االختفاء وربما عاشت في حالة وجود سلمي

فيQuichuaأو تكاملي مع اللغات الجديدة، مثل لغة فيTupi-Guarani في بوليفيا، Aymaraبيرو و

باراجواي، ونادرا ما يحدث أن تندمج اللغتان في لغة واحدة على أساس متعادل، وإن كان المعتاد حدوث

اقتراض شامل للكلمات والصيغ من كالم الجانبين، وربما ينتج عن ذلك خلق لغة مشتركة مبسطة أو

حيث تسيطرcreole language أو pldginمهجنة اللغة المتولدة، ولكن مع خضوع ملحوظ للعادات

الكالمية للسكان األصليين، وربما كانت عملية التوصيل إلى لغة مشتركة مبسطة، أو لغة مهجنة تسير ببطء

شديد، كما حدث مع لغة

(1/188)

األفريكانيين في جنوب إفريقيا، التي ما تزال أساسا الهولندية، وربما كانت العملية ملحوظة التقدم، كما في

اللغة اإلنجليزية الميالنيزية المبسطة، أو الفرنسية الهاييتية المهجنة، وربما يصيب اللغة المهجنة نوع من عدم االستقرار، فتصبح لغة وطنية، ولغة رسمية، كما هو الحال بالنسبة للغة األفريكانية والمالطية "أساسا

عربية ولكن مع تأثيرات إيطالية كبيرة" وربما كان أدخل في عدم االستقرار اللغة المخلطة للمهاجرين أو

المجنسين، الجدد، التي تميل عادة إلى االختفاء بعد جيل أو جيلين، مثل اإليطالية، والييدية وغيرها من

في الوالياتimmigrant dialectsلهجات المهاجرين المتحدة األمريكية، وفي هذه األنواع يتم عادة خلق

صيغتين كالميتين منفصلتين، ولكن غير ثابتتين إلى حد كبير، أوالهما لغة المهاجرين األصلية المحرفة، عن طريق إضافة أعداد هائلة من الكلمات والتعبيرات

المأخوذة من لغة البلد المستضيف، ولكن مع االحتفاظ بنماذجها الفونيمية األصلية، وتطويع الكمات والتعبيرات

المقترضة لنظامها الصوتي، أما ثانيهما فلهجة المهاجرين التي يساء فيها نطق لغة البلد المستضيف،

وربما يساء استخدامها بوجه عام، ويتم االستعياب حينما يتأتى للجيل الثاني أنabsorptionواالمتصاص

يتمكن من لغة البلد المستضيف، ويستخدمها كلغة أهلية أو بلدية، ولكن االمتصاص قد ينتج آثاره أيضا

حينما ينتقل السكان األصليون إلى لغة االستعمار، كما حدث مع أناس كثيرين من أصل هندي في أقطار مثل

المكسيك والبرازيل الذين ال يتحدثون اآلن سوى اإلسبانية والبرتغالية، كذلك ربما يعمل االمتصاص عمله

بطريقة عكسية، كما حدث مع القوط أو الفرنكيين المتكلمين بالجرمانية حينما دخلوا اإلمبراطورية

الرومانية، فتحولوا إلى متكلمين باللغة الالتينية العامية

والرومانسية القديمة، ولكن مع مساهمتهم الفعالة في تنمية المادة اللغوية الرومانسية، والنورمانديون

المتكلمون بالفرنسية قد امتصوا بنفس الطريقة داخل المجموعة المتكلمة باللغة اإلنجليزية في القرون التي

تلت الغزو النورماندي، على الرغم من أنهم تركوا آثارهم الملحوظة في الطور الذي لحق اللغة اإلنجليزية

بعد ذلك.

(1/189)

liturgical tongueأما مصطلح اللغة المقدسة فيستعمل عادة في الطقوس الدينية مثل اللغة الالتينية

في المناطق الكاثوليكية الرومانية، ومثل هذه اللغة تؤثر بعمق في اللغة المتكلمة بهذه المنطقة، حيث

يظهر مفعولها في شكل كلمات وصيغ وتعبيرات كثيرة، واللغة العربية باعتبارها لغة القرآن المقدسة تتكلم وتفهم على شكل واسع في البالد المسلمة التي ال

تتكلم اللغة العربية مثل إيران وباكستان. وكثيرا ما تبرز لغة ما نتيجة لقيمتها الثقافية، وبهذا

نجدها تدرس وتستعمل في بالد ال تتخدها لغة بلدية،

وإن مكانة اللغة الفرنسية لمعروفة جيدا باعتبارها لغة دبلوماسية، ولغة ذات ثقافة عامة في معظم أنحاء

العالم، وعلى امتداد فترات طويلة تبلغ قرونا عديدة، وعلى الرغم من أن نفوذها ربما كان لبعض الوقت

راجعا إلى نفوذها السياسي أو العسكري فإن مكانتهااليوم ثقافية محضة.

واللغة الفارسية مثل الفرنسية -في كثير من البالد Cultural languageاإلسالمية- حيث تتخذ لغة ثقافية

وغالبا، ما تمتزج الصفات المقدسة والثقافية لدرجة يصعب معها تخليصهما بعضهما من بعض، وقد بدأت

اللغة الالتينية كلغة مفروضة نتيجة االستعمار، ثم أصبحت لغة أهلية في الجزء الغربي من اإلمبراطورية الرومانية، واستمرت لغة مقدسة وثقافية مدة طويلة

بعد سقوط اإلمبراطورية، وما تزال حتى اآلن تستعملبهاتين الصفتين. Koine or compromise languageواللغة الوسط

هي تلك الصيغة التي تحوي مالمح من لهجات عدةمتصلة، والتي تبرز في النهاية كلغة بلدية ورسمية. وإن اللهجات اليونانية القديمة قد تبلورت عن لغة

وسط استعملت في الفترة اليونانية الكالسيكية

المتأخرة، وخالل آالف السنين في اإلمبراطوريةالبيزنطية.

وإن اللغة النموذجية األدبية اإليطالية قد انبثقت عن نفس الطريق، وربما وصف كذلك بأنها لغة وسط،

ومثل هذا قد يصدق على لغة الباهاسا في

(1/190)

إندونيسيا، التي تعد اآلن لغاة رسمية للجمهورية اإلندونيسية، حالة محل لغة أقدم كانت تستعمل بصفة

غير رسمية في مسائل التجارة، وهي لغة الماليو"وكانت أحيانا ما تسمى بلغة السوق الماليي".

،primaryومفهوم المصطلحات: اللغة األساسية ، والبديلةauxiliary والمساعدة Secondaryوالثانوية

Substituteضرورية في علم اللغة الجغرافي التطبيقي، إن اللغة األساسية لبلد إنما هي في العادة لغتها البلدية والوطنية والرسمية، إنها اللغة التي تتمتع

باعتراف الحكومة، والتي تستعمل في الوثائق واالتصال، إلى جانب تعليمها في المدارس، ولكن غالبا

ما توجد لغة ثانوية يعرفها جمهور كبير من السكان،

وتستعمل في مجاالت كثيرة، ومثال ذلك اللغة األلمانية، في المجر، وتشيكوسلوفاكيا وشمال

يوغوسالفيا: أما اللغة المساعدة أو البديلة، فهي تلك التي قد تستعمل في مجاالت خاصة، وحتى في

األوساط الرسمية، ومثال ذلك في اللغة الفرنسية، في شمالي إفريقية العربية التي كانت خاضعة لالستعمار

الفرنسي "الجزائر وتونس ومراكش". linguisticأما المصطلح التوزيع اللغوي

distributionفيستخدم حين الحديث عن طريق انتشار اللغة في مناطق مختلفة من العالم. اإلنجليزية والفرنسية لغتان من أوسع اللغات انتشارا، واإلسبانية

والبرتغالية والعربية واأللمانية على درجة أقل من االنتشار أما الروسية -التي كانت في يوم ما مقصورة

على االتحاد السوفيتي- فإنها تحاول اآلن بعزم وتصميم أن توسع مجال انتشارها في أوربا الشرقية، أما

اإليطالية والصينية والهندستانية والبنغالية واإلندونيسية واليابانية فإنها لغات مقيدة إلى حد كبير بمناطقها

المحلية. واللغة حينما تغادر موطنها األصلي تكون قابلة ، أوdiffusionللتعرض لعوامل االنتشار، والتوسع

. وهذا ينطبق مثالdispersionلعوامل التبدد واالنحالل

على اللغة اإليطالية التي اكتسبت االنتشار والتوسع على أيدي المهاجرين إلى مختلف العالم، ولكنها في

نفس الوقت خضعت لعامل التبدد واالنحالل

(1/191)

حيث تالشت بعد الجيل الثاني أو الثالث من على ألسنةالمتكلمين بها من المهاجرين. ، أو ثالثيةbilingualismأما المصطلحات: ثنائية اللغة

multilingualism أو تعدد اللغة trilingualismاللغة فهي مصطلحات تصف حاالت معينة حينما يتكلم فرد أو مجموعة ما لغتين أو أكثر على درجة واحدة تقريبا.

وإن ثنائية اللغة من السهل تحقيقها حينما تكون اللغتان مستعملتين جنبا إلى جنب منذ الطفولة المبكرة،

وبشرط أن تستمرا إلى فترة متأخرة، وما يقال من أن ثنائية اللغة أو ثالثيتها تلحق الضرر بالتطور النفسي

للفرد فدعوى ال دليل عليها. كذلك ال دليل على الدعوى اآلخرى أن الثنائية تعوق التمكن من إحدى اللغتين أو

كلتيهما، إن التمكن من أي لغة يتوقف على الفرد، وليس على عدد اللغات المراد تعلمها فالشخص الذي

يتكلم بطريقة ناقصة سوف يتكلم لغة واحدة بنفسالطريقة الناقصة.

literacyأما المصطلح: معامل القراءة والكتابة coefficient،فيستخدم بالنسبة لكل لغة على حدة ،

على أساس مئوي يبين نسبة المتكلمين باللغة الذين يعرفون القراءة والكتابة، والذين بالتالي يستطيعون

مباشرة االتصال عن طريق الصيغة المكتوبة. nationalismوأما المصطلح معامل القومية

coefficientفيشير إلى عامل تقل الصفة الموضوعية فيه، وهو عامل المشيئة الصادرة عن المتكلمين بلغة ما باإلبقاء على حياة لغتهم، وهو عامل غالبا ما تختلط

.1فيه عوامل الدين والجنس وعوامل أخرى وهناك مجموعة أخرى من المصطلحات تختص بميدان

اللغات الصناعية__________

الحظ مثال أن العامل الديني كان مالحظا في1 االحتفاظ باللغة العبرية، واتخاذها لغة رسمية في دولة

إسرائيل، إلى جانب عامل "الرغبة في الحياة" وتبدو فاعلية هذين العاملين كذلك بالنسبة للغة الكلتية في

أيرلندا.

(1/192)

المؤلفة لالستعمال العالمي، مثل اإلسبرانتو، واإلنترلينجوا. وهذه اللغات كثيرا ما توصف بأنها مركبة

constructed أو صناعية ،artificalإشارة إلى أنها" من صنع عقل إنساني فردي، وليست نتيجة نمو طبيعي

، أو عالميةinternationalعفوي"، أو دولية universalلإلشارة إلى وظيفتها المرجوة"، أو"

"لإلشارة إلى أنها لم يقصد بهاauxiliary 1مساعدة أن تحل محل لغة موجودة بالفعل وإنما تساعدها

"لإلشارة إلىinterlanguageفقط"، أو لغة وسيطة وظيفتها كوسيلة بين المتكلمين بلغات طبيعية مختلفة" ومن بين المصطلحات المستخدمة كذلك مصطلح اللغة

Latino Sine "مثل modified languageالمعدلة Flexioneالتي تستخدم اللغة الالتينية في مفرداتها

العادية، ونظام جملها، ولكن مع التخلص من النهايات التصريفية، وعالمات اإلعراب المعقدة، ومع توحيد

مقاييسها لخدمة أغراض عالمية". basicكذلك يستخدم المصطلح اللغة األساسية

languageمثل اإلنجليزية األساسية التي حوول فيها"

تقليل عدد المفردات عن طريق االستعانة بالعبارات المفسرة المرادفة واستخدام التجمعات الكالمية". أما

فيشير إلىpriori Languageمصطلح اللغة األولية اللغة التي وضعت من غير إشارة، ومن غير مماثلة ألي

.Suma أو لغة Roلغة موجودة بالفعل، وذلك مثل لغة يطلقposteriori Languageومصطلح اللغة التابعة

على تلك التي كونت عن طريق مزج وحدات من لغات مختلفة حية بالفعل، وذلك مثل اإلسبرانتو واإلنترلنجوا.

فيعني المحاولةphonetizeأما المصطلح يصوت لجعل الطريقة الكتابية للغة ما صوتية "مثل: تهذيب

". وهوEnglish Speling Reformالهجاء اإلنجليزي لهذا ال يقف على قدم المساواة مع المصطلحات

__________ ال تخلط بين هذا المصطلح وسميه الذي استعمل1

مؤخرا في سياق مغاير.

(1/193)

السابقة التي تمس تشكيل اللغات، إذ هو ال يعدومحاولة التغيير للصيغة المكتوبة فقط.

languageوهناك مصطلح آخر، هو التعريف اللغوي identificationوهو يتعلق بالصيغة المكتوبة أو

المنطوقة للغة، أو بهما كليهما، وهو جزء من علم اللغة الجغرافي مكمل لعلم األنماط التركيبي، وللتصنيف

اللغوي على أساس القرابة التاريخية، والهدف هنا في معظمه هدف عملي، وهو القدرة على أن تدل من

أصوات لغة منطوقة أو مظهر لغة مكتوبة، على نوع اللغة التي تواجهها، ومن نواح كثير يعد هذا العلم

المسمى بالتعرف اللغوي مشابها لدرجة كبيرة لقولك "من أين أنت؟ "، إنه أسلوب فني للعمل، عن طريق

يمكن تحديد المنطقة اللغوية الصغيرة التي ينتمي إليها المتكلم، والتي قد تصل إلى نصف قطر قدره عشرة أميال من مسقط رأسه، وذلك عن طريق خصائصه

الكالمية المتميزة والقدرة على تمييز اللغات التي يواجهها اإلنسان -عن طريق صيغتها المتكلمة أو

المكتوبة- قد تكون على قدر كبير من األهمية حتى إذا.1لم يكن الشخص متكلما أو فاهما لتلك اللغات

أما المصطلحات التي يشترك فيها علم اللغة الجغرافي language inمع التاريخي أو الوصفي فمنها

contactالذي يشير إلى وجود لغتين أو أكثر

مستعملتين في مناطق متالصقة، وتؤثر كل منهما على األخرى بطريقة مستمرة في تطورها على الرغم من احتمال كونهما غير مرتبطتين أصال من ناحية القرابة

اللغوية، أو أنماط البناء والتركيب، وعلى سبيل المثال فإن الرومانية والبلغارية واأللبانية كلها تنتمي إلى الفرع البلقاني، ولكنها تنتمي إلى ثالث مجموعات مختلفة من

الفصيلة الهندية األوربية، ويبدو أنها جميعا قد طورتبشكل موحد خاصية

__________ للمؤلف مقالة في مجلة البوليس األمريكي1

" بعنوان "ماذا قال؟ " وهي1959"سبتمبر, أكتوبر تعالج موضوع إمكانية التعرف على المجرم، وتحديد

منطقته عن طريق دراسة مالمحه الكالمية.

(1/194)

تأخير أداة التعريف. أما مصطلح المنطقة المركزيةfocal areaأو مصطلح مركز الهيبة اللغوية ،

linguistige prestige centreفيشير إلى المنطقة اللغوية ذات المركز المتميز، والتي يخرج منها االبتكار

.1اللغوي وينتشر خارجا والمناطق ذاتtransitionأما مصطلحا االنتقال

فيستعمالن حيث توجدgraded areasالدرجات منطقة تخضع لنفوذ لغوي من منطقتي إشعاع لغوي مختلفتين، أو حيث تلتقي خصائص محافظة وتحررية

في منطقة واحدة. أما المصطلح، المناطق األثريةrelic areasفيشير إلى المناطق المحافظة التي

تقاوم التجديد واالبتداع. أما المصطلح، االنقسام فيعني االتجاه الطرديdialectalizationاللهجي

المركزي الطبعي للغة نحو االنقسام إلى لهجات، dedialectalizationويصاحبه اتجاه آخر نحو التجمع

نتيجة لنفوذ العوامل الجذبية المركزية، المتمثلة في مركز الحكم، أو سهولة وسائل االتصال واالنتقال، أو

التعليم، أو الشعور القومي، أو التقاليد األدبية، أما social stratificationالمصطلح االنقسام الطبقي

فيعني ميل الكالم المحلي إلى االنقسام إلى لغات على أساس الفروقclass languagesطبقية

.2االقتصادية أو التعليمية أوvernacularأما المصطلح اللغة الدارجة

umgangsspracheفيتناول اللغة التي تتمتع بصفة

التفاهم المشترك، أو اللغة العامة التي يستعملها__________

في العصور الوسطى فرضت باريس -باعتبارها1 مركز الحكم- لهجتها على مناطق واسعة، إلى أن

صارت اللهجة الباريسية فيه اللغة النموذجية، واليوم نجد أن نيويورك بما تملك من إرسال إذاعي أن

تليفزيوني، وهوليوود بما تحتل من مركز مرموق في صناعة السينما هما مركز اإلشعاع الخارجي ومنطقتا

"االبتكار" الذي يتبعه سائر أنحاء الواليات المتحدة األمريكية، وعلى هذا فإن طريقة نطقهما, ونحوهما،

ومفرداتهما يقلدها كل المشاهدين والمستمعين، وبخاصة الشبان منهم, مهما كانت منطقتهم السكنية أو

ثقافتهم، وقد حدث مثل هذا في إيطاليا حيث تغلبتلهجة روما على سائر اللهجات باعتبارها لهجة العاصمة.

مثال ذلك ما يحدث من اثنين ينتميان إلى منطقة2 محلية واحدة، ولكنهما يختلفان ثقافيا فيبدو لكل منهما

خصائص كالمية متميزة.

(1/195)

إلى درجة كبيرة أو صغيرة كل المنتمين إلى شتي .والمصطلح التسجيل أو التمثيل1الطبقات االجتماعية

الذي سبق أن صادفناه فيtranscriptionالصوتي علم اللغة الوصفي في صورتيه الصوتية والفونيمية، له

في علم اللغة الجغرافي تطبيق ثالث، وهو تحويل صيغة كتابية من طريقة كتابة معينة إلى طريقة أخرى،

مع أو بدون تعديل، إلبراز الخصائص الصوتية أو الفونيمية، وللتمثيل الصوتي استعماالته المفيدة مثل

المساعدة على التحصيل السريع لطريقة النطق لتلك اللغات ذات النظام الكتابي المعقد مثل الصينية

واليابانية، وإن التسجيل عن طريق استخدام رموز من أبجدية ما مقابل رموز من أبجدية أخرى "مثل كتابة اليونانية أو السيريلية بحروف التينية" يختص باسم

.transliteration2كتابة لغة بحروف لغة أخرى __________

من السهل هنا أن نعرف ولكن من الصعب أن نمثل،1 ويرجع ذلك إلى العامل الذي سبق ذكره، والخاص

بالتقسيم الطبقي تبعا للثقافة أو الطبقة االجتماعية، وفي أي موقع ترد كلمة "االستعمال" يبرز السؤال الهام "استعمال من؟ ". وربما كان حال وسطا أن

نجيب: االستعمال اللغوي الوارد في نشرات األخبار العادية، في الراديو والتلفزيون، باإلضافة إلى بعض الكلماتالعامية الواردة في اإلعالنات والمعامالت التجارية.

كما نكتب كلمة خروشوف ممثلة بالحروف الالتينية2Khrushchevبدال من تمثيلها بالحروف السيريلية .XpymeBالروسية هكذا

(1/196)

- اللغات والمتكلمون؛ البالد واللغات:38 من الموضوعات التي تعد أساسية في مفهوم علم

اللغة الجغرافي بيان توزيع اللغات المتكلمة في جميع أنحاء العالم، وأنواع المتكلمين بها، ويعد أساسيا بنفس

الدرجة كذلك بيان اللغات المتكلمة في كل قطر أووحدة سياسية على حدة.

وهذا يعني في الواقع وجود دراستين إحصائيتين تقومكل منهما بدور

(1/196)

المراجعة والضبط لألخرى. إحداهما للغات وتوزيعها على المناطق والوحدات السياسية وأعداد المتكلمين بها، واألخرى للدول لبيان اللغات المستعملة في كل

.1منطقة قومية على حدة، وعدد المتكلمين بكل لغة وإن عامل ثنائية اللغة أو ثالثيتها ليعقد الصورة باإلضافة

إلى أنه عامل ليس له صفة الثبوت واالستقرار نتيجة لعدم ثبوت المالمح السكانية، مما يستدعي عمل

تعديالت إحصائية مستمرة والطريقة التي تبدو أكثر عملية هي تكرار عد أصحاب اللغات الثنائية أو الثالثية

الحقيقيين، "نعني بالحقيقيين الذي يملكون اللغتين على درجة واحدة تقريبا ويستخدمون كال بطالقة تضعها

في مستوى اللغة القومية". وهذا يعني أن المواطن المقيم في الجزء اآلسيوي من االتحاد السوفيتي الذي يتكلم األوزبكية، والذي تعلم الروسية إلى درجة عالية

جدا سوف يعد مرتين في اإلحصاء اللغوي، مرة بين متكلمي اللغة األوزبكية، ومرة بين متكلمي اللغة

الروسية، ومعنى هذا أنه ليس من الضروري أن يتطابق عدديا اإلحصاء السكاني مع اإلحصاء اللغوي، وإن كان

في كثير من الحاالت يبدو اإلحصاءان متقاربين، وهناك سؤال دقيق يتعلق بكيفية عد المتكلمين بلغة ليست

أهلية أو بلدية "على سبيل المثال متحدث باإلنجليزية األمريكية درس الفرنسية لعدة سنوات في المدارس

الثانوية والكليات الجامعية وأصبح يتقنها ويستعملها بدرجة عالية من الجودة، وإن لم يكن بطالقة المتكلم

بلغته األم".__________

لتبسيط الموضوع جدا نقول إن اإلسبانية تعد لغة1 وطنية ورسمية في إسبانيا وفي المستعمرات اإلسبانية

في المكسيك وبعض أجزاء من وسط وجنوبي أمريكا مليونا، وهي150وغيرها، مع مجموع سكان يزيد على

لدرجة ما موجودة كذلك في مناطق أخرى مثل الفيلبين، وجنوب غربي الواليات المتحدة، ومنطقة

مدينة نيويورك أما إسبانيا نفسها فمجموع سكانها فوق مليونا يتكلمون جميعا اإلسبانية ومع ذلك نجد30الـ

-Catalan مليون نوعا من الـ6اللغة القومية ألكثر من Valencian مليون يتكلمون نوعا من3, ونجد حوالي

، وحوالي مليون يتكلمونGalician-portugueseالـBasqueويوجد أكثر من نصف مليون يمكن أن

ألفا باإلنجليزية.150يوصلوا بالفرنسية، وحوالي

(1/197)

وهنا يبدو أن وضع مستوى حاسم للتصينف يعد أمرا تحكميا، وال بد من اللجوء إلى مستوى تخميني تقريبي، وسوف يأتي مزيد من المناقشة لهذه النقطة فيما بعد.

التقارير التعليمية".44"انظر المبحث رقم وفي أي محاولة لعد المتكلمين بلغة معينة فإن عالم

اللغة الجغرافي يتخطي الحدود الدولية، وحتى المحيطات، وهو أيضا يتخطى حدود اللهجات، فيما عدا تلك اللهجات التي لها طبيعة خاصة تجعلها تشكل في

الواقع لغات منفصلة مع إمكانية التفاهم البسيط أو عدم إمكانية التفاهم تماما بين المتكلمين بكل لهجة مع

اآلخرين. "ومن أمثلة ذلك لهجات اللغة الصينية التي كثيرا ما يفشل المتكلمون طريقة واحدة للكتابة" ولغة مثل اإلسبانية -على الرغم مما بين لهجاتها من فروق

محسوسة- يمكن أن تسعمل كلغة مشتركة للتفاهم في كل األقطار التي تستخدمها كلغة رسمية ومن أجل هذا يحق لنا حين نتحدث عن مجموعة المتكلمين باللغة

اإلسبانية، أن نضع جنبا إلى جنب مواطني إسبانيا "بغض النظر عن المناطق التي تتكلم إلى جانب

اإلسبانية لهجات محلية كما سبق أن أشرنا",

والمكسيك، وأمريكا الوسطى، وبعض القوميات في كوبا، وبورتوريكو، وجمهورية الدومينيكان، ومعظم

مواطني أمريكا الجنوبية خارج البرازيل، وجايانا, على الرغم من وجود لغات أمريكية هندية كثيرة في بعض

المناطق إلى جانبها، وربما وجودها منفردة في المناطق التي يعيش فيها ماليين ال يتكلمون سوى

الهندية األمريكية. وطبقا لهذا المنهج نضع قائمة باللغات -شاملة بقدر

اإلمكان- مع السعي لجعلها متضمنة لكل لغات العالم الرئيسية، وغير الرئيسية على الكرة األرضية، وكل لغة تقرن بتقرير يصف المناطق الجغرافية التي تتكلم فيها اللغة، وتعداد السكان، مع بيان اللغة بالنسبة لهم، أهي

لغتهم األم؟ أم لغة استعمارية؟ أم نصف استعمارية؟"مثل أبناء غانا أو نيجيريا أو الهند أو باكستان الذين

(1/198)

يتكلمون اللغة اإلنجليزية بطالقة" أم لغة ثقافة؟ "مثل الفرنسي أو األلماني أو السويدي الذي اكتسب

اإلنجليزية في حياته الدراسية، أو في رحالته وأصبح

متمكنا منها، وإن لم يكن من الضروري أن يكونمستواه معادال لمستوى المتكلم بلغته األم".

وبينما يعد من األمور السهلة نسبيا أن نصف المناطق التي تظهر فيها لغة ما أو تذكر عدد المواطنين الذين يتكلمون اللغة بوصفها لغتهم األصلية، تأتي الصعوبات والمشكالت حيث نريد أن نحصي عدد السكان الذين

تعتبر اللغة بالنسبة لهم لغة استعمارية أو ثقافية، وهنا يطلق اإلحصاء جهودا مضنية وعمال متواصال وال تنتهي

متاعب اللغوي بفحص مادته في هذا السبيل، والوصول إلى نتائج معينة، فإن نتائجه تحتاج إلى تعديل متواصل،

ولهذا يقترح دائما إعادة النظر في مثل هذه النتائج مرةكل عشر سنوات، مع كل إعادة لتعداد السكان. أما الطريقة األخرى للبحث، والتي تعد نوعا من

المراجعة والضبط للطريقة التي تحدثنا عنها آنفا، فهي طريقة تتناول قطر إثر قطر، والمشكلة هنا هي محاولة

معرفة اللغات التي تتكلم في كل قطر، ومراكز المتكلمين بها، وعدد المواطنين الذين يتكلمونها،

والصورة التي يتكلمونها عليها، والظروف المحيطة بها، ولتأخذ على سبيل المثال قطرا مثل إسبانيا، فأول ما

نبدأ به هو اإلحصاء الشامل لعدد سكانها وبعد ذلك

نحصي عدد المتكلمين بكل لغة على حدة مثل ،Galician، والـBasque والـcatalanاإلسبانية، والـ

والتي سيزيد عدد المتكلمين بها جميعا -نتيجة لعامل الثنائية اللغوية- عن عدد السكان، أخيرا يتناول اإلحصاء

تعداد السكان اإلسبان الذين اكتسبوا مستوى مفعوالمن لغات أخرى مثل الفرنسية واإلنجليزية واأللمانية.

وإن الجمع بين الطريقتين سوف يؤدي إلى نتائج ومعلومات علمية مؤكدة بقدر اإلمكان، ولكنها عرضة

للتغيير نتيجة لتغيير المالمح السكانية، ويمكن

(1/199)

االستعانة في عمل هذه التغييرات بجهات كثيرة كالدوائر الحكومية والعلمية والدينية التي يمكن أن تمد

الباحث بملخصات مركزة مفيدة. إن هذا النوع من الخالصات اإلحصائية ربما أعطى صورة دقيقة لعدد المتكلمين وللتوزيع اللغوي، أما

الحقائق المتعلقة بالتطورات الصناعية واالقتصادية لكل قطر فهي موضوعات أكثر ارتباطا بالمجاالت غير

اللغوية ولكنها مع ذلك تستطيع إذا اقترنت بالحقائق

اللغوية أن تعطي صورة لألهمية الجغرافية لكل لغة، وهذه المعلومات المقترنة قد تبقي موضوعية وأقرب إلى الحقائق على الرغم من أن أهمية كل عامل من العوامل الثالثة "السكان المتكلمون, توزيع السكان,

العوامل السياسية واالقتصادية". ربما كانت في بعض األحيان فرضية أو تحكمية، وربما كان أكثر العوامل ذاتية، هو عامل الثقافة، وإن كان من الممكن باتباع

مقاييس موضوعية للتقنين الوصول إلى حقائق موضوعية. ومن ضمن النقاط الهامة في العامل

الثقافي موضوع القراءة والكتابة بالنسبة للمتكلمين بلغة ما، وهي نقطة يمكن أن تكون موضوعية تماما،

وأما موضوع النتاج العلمي والفلسفي واألدبي، فهناك على األقل احتمال الوصول إلى بعض األنواع من

المقاييس الموضوعية المتمثلة في عدد الكتبوالدوريات التي طبعت في كل حقل.

- اللغات المساعدة والبديلة:39 من أهم وظائف علم اللغة الجغرافي معرفة اللغات

التي يمكن أن تستعمل في مناطق مختلفة من العالم كلغات بديلة عن اللغات األهلية، وكذلك التأكيد من

وجود نسبة معينة من السكان في كل منطقة تفعل

ذلك. وحيث إن هذه اللغات تتفاوت في حجم مناطق النفوذ، وتختلف في كيفية االستعمال باختالف األقطار

فإننا نحتاج إلى اإلحصاءات الدقيقة في مثل هذهالبحوث.

(1/200)

:اللغات المساعدة والبديلة- 39 من أهم وظائف علم اللغة الجغرافي معرفة اللغات

التي يمكن أن تستعمل في مناطق مختلفة من العالم كلغات بديلة عن اللغات األهلية، وكذلك التأكيد من

وجود نسبة معينة من السكان في كل منطقة تفعل ذلك. وحيث إن هذه اللغات تتفاوت في حجم مناطق

النفوذ، وتختلف في كيفية االستعمال باختالف األقطار فإننا نحتاج إلى اإلحصاءات الدقيقة في مثل هذه

البحوث.

(1/200)

وعلى سبيل المثال فإن مما يدخل في اهتمام علم اللغة الجغرافي صالحية استعمال اللغة اإلنجليزية كلغة

بديلة ومساعدة في كل المناطق التي خضعت في وقت ما للنفوذ اإلنجليزي أو األمريكي، واللغة الفرنسية

في المناطق الواسعة التي تغطي غربي وشمالي إفريقية وجنوب شرق آسيا، وكذلك الحال بالنسبة للغة

الهولندية، في إندونيسيا، ولكن أبعد من هذا قد توجد انعكاسات لغوية الستعمار قديم نسبيا ربما يرجع إلى

الوراء حتى وقت الحرب األمريكية اإلسبانية أو الحرب العالمية األولى، فاإلسبانية ما تزال منتشرة إلى درجة كبيرة في الفلبين، واأللمانية ما تزال تسمع أحيانا في

تانجانيقا وفي جنوب غربي إفريقية وفي مناطقمختلفة من المحيط الهادي.

وهذا راجع إلى أن الوضع السياسي يتغير أسرع بكثير من الوضع اللغوي، وعلى الرغم من الجهود الرسمية التي تتخذ في ذلك فإن التغيير اللغوي يستغرق وقتا

طويال إلى أن تتغير العادات الكالمية للسكان، أو حتى للنخبة المثقفة منهم فقط. إن األفراد الذين ينشئون

على تقاليد ثقافية معينة، مثل الهنود الذين يتعلمون في بريطانيا، واإلفريقيين الذين يتربون في فرنسا أو بلجيكا

يجدون صعوبة في تغيير اتجاهاتهم الفكرية المرتبطةبثقافة الشعب السابق اإلشارة إليه.

وأكثر من هذا فإنه في حاالت كثيرة يبذل جهد قليل، أو ال يبذل أي جهد على اإلطالق لتغيير التقاليد والروابط

الثقافية، ويبدو عاديا أن تدرس اإلنجليزية في غانا ونيجيريا والهند وباكستان بصورة أوسع مما كان عليه

األمر أثناء االحتالل اإلنجليزي. ومثل هذا يقال عن اللغة الفرنسية في بالد االتحاد الفرنسي الجديد التي تدرس

الفرنسية أكثر من قبل ومثال واحد استثنائي هو إندونسيا حيث تبذل الحكومة جهودا جبارة للتخلص من التقاليد الثقافية الهولندية وهناك شواهد أخرى على أن

األقطار الشيوعية -التي كانت تخضع للنفوذ الثقافي واللغوي األلماني- تبذل اآلن بعض محاوالت للحد من

هذا النفوذ. والظاهرة الغريبة المتعلقة بالنفوذ طويل المدى للغات

االستعمارية تبدو بين

(1/201)

المتكلمين باللغة اإلسبانية في الفليبين "يعد النفوذ اإلنجليزي في هذه الجزر شيئا حديثا جدا" كما أنها تبدو

في ظهور بعض الكلمات األلمانية في إنجليزية المناطق التي كانت خاضعة فيما مضى لالستعمار

األلماني. وتبدو -على المدى الطويل- إمكانية إزالة هذا النفوذ في النهاية، كما أن هناك احتماال آخر قد يتم

حدوثه في أي وقت من الزمن، وهو خاص باستعادة اللغات الهندية واألردية مكانها في الهند وباكستان والفليبين على حساب اللغة اإلنجليزية التي كانت

متمكنة في هذه البالد. ولكن ال تبدو مثل هذه النهاية قريبة الوقوع بالنسبة للغات ذات الماضي االستعماري التي تتميز بعنصر الهيبة, وعامل القيمة العملية، سواء

في وطن الشخص أو خارجه، مما يجعل دراسة مثل هذه اللغة أمرا أساسيا بالنسبة ألولئك الذين يطمحون

أن يكونوا متعلمين أو مثقفين. إن المرتبة المساعدة التي تحتلها لغات عالمية كثيرة

في أقطار متعددة يجب أن تدرس بعناية، وبطريقة فردية بالنسبة لكل منطقة، ألن هذه المرتبة ال تتم

بصورة واحدة في جميع المناطق. كذلك من الضروري وضع تنبؤات بعيدة المدى بالنسبة للمستقبل مؤسسة

على االتجاهات الملحوظة، ولكن مع األخذ في االعتبار أن مثل هذه االستنباطات أو التنبؤات عرضة للتعديل الكبير على أساس التغييرات السياسية المفاجئة غير

المرئية.

(1/202)

:أنظمة الكتابة والتعرف اللغوي- 40 إن األهمية النسبية للجانب المتكلم أو المكتوب ألي

لغة تختلف من لغة إلى لغة ومن مكان إلى مكان، وإذا بدأنا من الجانب المنخفض من الميزان مع لغات ألناس متخلفين أو بدائيين لم يتخذوا ألنفسهم بعد نظاما كتابيا فسنجد أنفسنا متجهين صعدا على طول الطريق حتى نصل إلى اللغات الكبرى للحضارة الغربية التي تتمتع

صيغها المكتوبة بقيمة مساوية لما تتمتع به صيغها المتكلمة. وبين الطرفين المتقابلين نجد بالدا تعاني

نسبة عالية من األمية، وفي مثل هذه البالد

(1/202)

تتضاءل نسبيا أهمية الصيغة المكتوبة. إن الزائر المتجول لبعض القرى الصينية النائية ال يجد سبيال إلى

استعمال اللغة المكتوبة، ألن السكان ال يعرفون طريقة الكتابة والقراءة، حتى يعرفوا هذا النظام المعقد

للرموز الكتابية الصينية. وفي مثل هذه الظروف يكون العلم بعد قليل من الكلمات والتعبيرات المستعملة في

اللغة المتكلمة أهم وأكثر فائدة بكثير من دراسةمتخصصة للغة المكتوبة.

وتأتي بعد ذلك الخطوط الكتابية التي تشبه األبجدية الرومانية مثل األيرلندية واليونانية والسيريلية. وهنا

يصبح الموضوع أكثر تعقدا لمن أراد أن يكون لنفسه القدرة على قراءة هذا النوع من اللغات، وإن كان

المجهود المطلوب بذله للتعرف على هذه الخطوطليس مجهودا خارقا أو معجزا.

(1/203)

وأخيرا تأتي اللغات التي تستعمل نظما أخرى كتابية صوتية أو مقطعية تختلف تماما عن النظم األوربية. وال يبعد أن يجد الباحث سمات مشتركة بين هذا النوع من

اللغات. وإن األبجدية المستعملة في األرمينية والجورجية أو العربية والعبرية مثال، ومجموعة النظم الكتابية الساذجة التي تجمع بين النظامين المقطعي

والصوتي، والتي تميز الخطوط األمهرية ومعظم Devanagariاللغات الهندية لمؤسسة على الـ

المشتق من السنسكريتية القديمة. أما الخط الـKanasالياباني فمعقد وصعب التعلم من الناحية

العملية، ولكن ليس صعبا جدا أن يتعلم لمجرد التعرف اللغوي. وأخيرا يأتي أعقد نظام هجائي وهو ذلك الذي يستخدم الطريقة التي تعبر عن الفكر بصورة أو رمز مثل اللغات الصينية واليابانية. فالربط في مثل هذه

اللغات ليس بين الرمز والصوت، ولكن بين الرمز والصورة الذهنية. واكتساب مثل هذه األشكال

لالستعمال الفعلي يعد في الواقع أمرا بعيد المنال، وربما مهمة يفنى العمر في تحصيلها، ولكن التعرفعليها ليس صعبا كل الصعوبة، أو معقدا غاية التعقد. وإنه لجزء من وظيفة عالم اللغة الجغرافي أن يعود نفسه على إلف النظم الكتابية الرئيسية في العالم

بقصد التعرف. وإذا استطاع أن يضيف إلى هذه المهارة القدرة على القراءة والترجمة فقد حقق هدفا

أبعد. وعلى أي حال فمهارة التعرف والتمييز للغات للعالم الرئيسية في صيغها المكتوبة شيء ال يستطيع

عالم اللغة الجغرافي أن يستغني عنه، وال بد لمن يريد التخصص في أي فرع من فروع علم اللغة أن يدرس

برنامجا في نظم الكتابة، وبوجه خاص لمن يريدالتخصص في علم اللغة الجغرافي.

ولدرجة محدودة، واعتمادا على القدرات الصوتية ألذن بعض األفراد، توجد كذلك فرصة ممكنة للتدرب على تمييز اللغات الرئيسية في صيغها المنطوقة ما دامت كل لغة لها نظمها الصوتية والفونيمية المتميزة، وإن

معلومات أولية في كيفية التعرف على النماذج الصوتيةلعدد من اللغات الرئيسية يجب أن يشكل

(1/204)

جزءا من أسلحة العالم اللغوي، وبخاصة عالم اللغة الجغرافي، مع اهتمام خاص باللغات المتعلقة بمنطقة

معينة طبقا لالهتمامات الخاصة لكل لغوي ولغرضه.1المحدد

إن التطبيقات العملية لمهارة التعرف اللغوي لكثيرة.

فإلى جانب قيمتها الواضحة في أوقات الحروب الساخنة أو الباردة "الرقابة, المخابرات العسكرية,

الجنود في ميدان القتال الذين ال بد أن يتعاونوا مع أو يحاربوا قوات تتكلم لغات أخرى" فهناك فوائد أخرى

تتمثل في تقديم الترجمان المناسب لشخص أو المترجم الكفء لوثيقة، مما يستدعي معرفة سابقة

باللغة التي يتحدث بها الشخص، أو اللغة التي كتبت بها الوثيقة، كما تتمثل في مد يد العون ألمناء المكتبات حين يواجهون بمطبوعات بلغات متعددة, وهناك إلى

جانب ذلك ميزة معرفة جنسية أو ثقافة الشخص الذي تبدأ في عقد صالت اجتماعية أو تجارية معه، وميزة تجنيبك استخدام عبارات غير الئقة ربما وقعت فيها.

والتعرف اللغوي في صيغته المكتوبة أو المنطوقة كثيرا ما يقدم خدمات قيمة في مجال اكتشاف الجريمة أو

".37منعها. "انظر هوامش المبحث رقم __________

أتم دراسة للنظم المتعلقة بالتعرف اللغوي على1 أساس لغوي جغرافي -وهي التي تقابل الدراسة

الوصفية للغات المنفردة- تظهر في كتابين للمؤلف World.htm's Chief languagesنفسه، بعنوان:

Language" و1961"الطبعة الخامسة, لندن سنة for Everybody 1958و1956. "نيويورك."

(1/205)

- عوامل مساعدة؛ الثقافة, المنحنى الثقافي, الدين,41التأثير التاريخي:

في حين ترتبط هذه الموضوعات -إلى حد ما- بمجاالت علم اللغة الوصفي والتاريخي، فهي أيضا موضوعات وثيقة الصلة بعلم اللغة الجغرافي، ما دامت تنعكس

على المركز الحالي للغات العالم. إن الصلة بين اللغة وثقافة الجماعة "التي تعد اللغة

جزءا منها" لتعد من الموضوعات الهامة لعالم ذاتها كلمةCultureاألنثروبولوجيا. وكلمة ثقافة

مضللة، ألن لها معنيين محتملين. فهي عند عالم األجناس البشرية تعني الحصيلة الكلية للتقاليد والعادات، واألعراف، وطرق الحياة ألي طائفة

اجتماعية سواء كانت متقدمة لدرجة عالية أو متأخرة, ومعنى هذا أن كل الجماعات عند عالم األجناس

البشرية -مهما صغرت أو كانت بدائية- لها ثقافة، وكل

الثقافات على درجة واحدة من المساواة. أما كلمة ثقافة في مدلولها التقليدي فترتبط بالممارسة

المتقدمة للحضارة التي عادة ما تعبر عن نفسها عن طريق اللغة المكتوبة وتشمل أشياء مثل األدب والشعر

والفلسفة والعلم والحصيلة الفكرية والمستويات المرتفعة للحياة واالتصال وحفظ الصحة. وهذا التباين

الداللي بين المعنيين قد أدى إلى سوء فهم متكرر، وربما كان عالج هذه الحالة في وضع كلمة أخرى ألحد

هذين المعنيين. إن ثقافة أي أمة أو جماعة ترتبط ارتباطا وثيقا بنمط

لغتها ما دامت األخيرة تعكس عادة نشاطات هذه فيماWhorfالطائفة. وإن مدرسة العالم األمريكي

لتذهب أبعد من هذاmetalinguisticsوراء علم اللغة وتزعم أن نمط

(1/206)

اللغة المتكلمة يفرض تأثيره المباشر على هذه النشاطات، وإن كان هذا الزعم ما يزال محل خالف

.1كبير

ومهما يكن من شيء فال شك أن اللغة تشكل جزءا من الوعي الثقافي للجماعة، وهي تعد واحدة من أقدم

المظاهر لهذا الوعي. وإن التمييز بين جماعة وأخرى ليؤسس غالبا -على األقل من الناحية الظاهرية- على

اللغة. إذا كنت تتكلم لغتي فأنت تنتسب إلى مجموعتي، أما

إذا اختلفت لغتك عن لغتي فأنت تنتمي إلى جماعة أخرى غير جماعتي، ونحن نتصرف على هذا األساس,

ومن ثم فاللغة في الغالب مفتاح لسلوك الجماعة، وتسمح بالتنبؤ بمشكلة رد فعل الجماعة تجاه المواقف المتنوعة. وإن عالم اللغة الجغرافي ليتعلم منذ البداية

أن تجاهل العامل اللغوي في أي صورة من صور العالقات الثقافية المتبادلة يعد خطأ كبيرا، وأن هناك

شيئا واحدا ال بد أن يأخذه في اعتباره فوق كل األشياء -إلى جانب المعتقدات الدينية- وهو لغة الجماعة التي

يدرسها. وحينما ننتقل من الحضارات المتخلفة إلى الحضارات

المتقدمة يصبح العامل اللغوي في الثقافة أكثر أهمية، ما دامت اللغة -وبخاصة في صورتها المكتوبة- تقوم

بدور األداة أو الواسطة للثقافة، بمعنييها األنثروبولوجي

والتقليدي. وعند هذه النقطة ال بد أن يؤخذ في االعتبار، ليس

فقط اللغة أو الثقافة األولى للجماعة التي ندرسها، ولكن أيضا العوامل اللغوية الثقافية من الدرجة الثانية

أو الثالثة، وإن من األمم ما يتمتع بحضارة عالية، وينعم بثقافة خصبة خاصة به، ومع ذلك يتعرض للوقوع تحت

تأثير تيار ثقافي أجنبي. ومن ذلك ما عرف عن كثير من األمم األوربية خالل القرون السابع عشر والثامن عشر

والتاسع عشر، من أنها كانت واقعة تحت تأثير التيارالثقافي الفرنسي. وقد

__________ Language, Thought في كتابه Whorf انظر 1

and Reality بتحقيق:1956 المطبوع في لندن عام J.B. Carroll.

(1/207)

انعكس هذا بسرعة في تغيير كثير من تقاليدها ومظاهرها حتى تتفق مع الثقافة التي أعجبوا بها. ومن

الناحية اللغوية فإن هذا التيار الثقافي يبدو أثره في

استعمال اللغة ذات الثقافة الرفيعة، وفي دراستها، وهذا بدوره يؤدي إلى خلق ما يمكن أن يسمى باللغة

الثانية لألمة موضوع الدراسة. وإنه ليقال إن اللغة الفرنسية يتكلمها -على سبيل المثال- ليس أقل من

مليون إيطالي، أو بعبارة أخرى شخص بين كل خمسة وعشرين، وهذا المركز يختلف في أسبابه -ولكن ليس

في تأثيراته- عن اآلخر الناشيء في قطر كان مستعمرا مثل الهند حيث تتحدث نسبة كبيرة من

السكان اللغة اإلنجليزية. وبالمعنى الذي شرح فيما سبق أصبحت اللغة اإلنجليزية مؤخرا لغة ثقافية ناشرة نفوذها ليس فقط في األقطار المستعمرة في األصل،

ولكن أيضا في أقطار لم يربطها رابط استعماري بها قط مثل تركيا واالتحاد السوفيتي، حيث لم يكن بهمامطلقا أي نوع من االستعمار اإلنجليزي أو األمريكي. إن العامل الديني ال بد أيضا أن يؤخذ في االعتبار في

أبحاث علم اللغة الجغرافي، فالنفوذ اللغوي البادي في اللغات الدينية مثل الالتينية في البالد الكاثوليكية

الرومانية، والعربية في البالد اإلسالمية التي تتحدث اللغة العربية ال يمكن أن يتجاهله عالم اللغة الجغرافي.

وهذا النفوذ اللغوي الديني يعني عادة أن اللغة التي

يرتبط المتكلمون بها بعقيدة معينة سوف تأخذ كلمات وترجمات مفترضة من اللغة المقدسة، وأن بعضا من أبناء اللغة -قل أو أكثر, وإن كان في العادة يضم كل

رجال الدين- سوف يستعملون -بصورة أو أخرى- اللغة المقدسة كلغة متكلمة. وربما كانت إيطاليا من أجل ذلك توصف بأنها دولة لغتها الثانية الفرنسية، ولغتها

الالتينية. وقد ال يستحق التنبيه منا أن ننص على أن التاريخ

الماضي يحمل نفوذا هائال على الحالة اللغوية للدول الحديثة. وحتى اآلن نجد أن هذا العامل كثيرا ما أهمل،

أو بولغ في قيمته. وهناك أسباب تاريخية عميقة تكشف عن السبب في اختيار دولة إسرائيل الجديدة اللغةالعربية بدال من البيدية كلغة قومية ورسمية، وعن

(1/208)

السبب في أن األيرلنديين يشعرون بأهمية اتخاذ الغيليةGaelicكلغة وطنية في حين أن األسكتلنديين ال

يحملون نفس الشعور. وإن المعرفة بتاريخ األمة الماضي سوف يعطي -غالبا- فهما ثاقبا للحقائق

واالتجاهات اللغوية في الحاضر والمستقبل. وربما كان من المرغوب فيه أن نؤكد مرة ثانية أن

علوم اللغة الوصفية والتاريخية والجغرافية، ولو أنها متصلة ومترابطة، فإن لكل منهما نظرته الخاصة إلى

اللغات. فبالنسبة لعالم اللغة الوصفي كل اللغات على قدم

المساواة ألنها -من وجهة نظر علم اللغة الوصفي- من الناحية الفعلية متساوية، وتتقاسم نفس الخصائص األساسية "تركيبات صوتية وفونيمية, نظام نحوي,

مفردات لغوية مستعملة". أما بالنسبة لعالم اللغة التاريخي فاللغات تتفاوت في

أهميتها تبعا لمدى انتشارها وسهولة معرفة تاريخهاالماضي.

وإن لغة مثل اليونانية القديمة -بما تملكه من نصوص مسجلة مبكرة، وبما تتمتع به من وضوح تطورها

التاريخي المبني على الوثائق- ال يمكن أن توضع على التي ال تملكMenominiقدم المساواة مع لغة مثل الـ

أي تاريخ مسجل. إن اليونانية بالنسبة لعالم اللغة التاريخي على الرغم من ضآلة حجم المتكلمين بها اليوم، واختفاء نفوذها

الحديث، لتعد أهم بكثير من اللغة اإلندونيسية وحتى الروسية. وعالم اللغة الجغرافي ال بد أن ينظر إلى اللغات من زاوية أهميتها النسبية في عالمي اليوم

والمستقبل القريب. وإنه لمن اللغو أن نتوقع من اللغوي الجغرافي أن

على قدم المساواة معZuni وHopiيعامل لغات مثل لغة مثل الفرنسية واإلسبانية، تتمتع بجمهور كبير، وبرقعة أرضية واسعة وبمكانة سياسية واقتصادية

مرموقة. وليس هذا نوعا من التقييم للغات، أو حكما ذاتيا بعيدا

عن الموضوعية

(1/209)

اللغوية، أو محاولة لتفضيل بعض اللغات على بعض، وإنما هو بكل بساطة النظر إلى اللغات من زوايا

مختلفة، ومن أبعاد متفاوتة، وأيضا ألغراض مختلفة، وحين تتضح هذه الفكرة في األذهان سوف يتالشى كثير من الخالفات والمنازعات التي تثور اليوم بين

اللغويين ذوي االتجاهات المختلفة.

(1/210)

- اللهجات والتنوعات المحلية؛ اللغات الطبقية:42 تعد االختالفات اللهجية شيئا طبيعيا بالنسبة لكل

الجماعات اللغوية، ربما فيما عدا الجماعات المتناهية في الصغر. وحتى في هذه الحالة من الممكن التعرف

بينIdiolectic 1على بعض الخالفات األسلوبية المتكلمين. وهذا راجع إلى الميل الطبيعي للغة نحو

البعد عن المركز، إال إذا اتخذت خطوات إيجابية مضادة. واللغة لو تركت وشأنها سوف تنقسم سواء

عبر الزمان أو المكان. والتغير الذي يحدث عبر الزمان يرتبط أساسا بمباحث علم اللغة التاريخي. أما ذلك

الذي يحدث عبر المكان فيهتم به علماء اللغة بأنواعهم الثالثة. وإن عالم اللغة الوصفي يجب أن يخضع لتحليله الخالفات اللهجية، لتكون صورته التي يقدمها عن اللغة

صورة كاملة. أما عالم اللغة التاريخي فيجب أن يأخذ في اعتباره الخالفات اللهجية كما تتضح في الماضي، وكما تؤثر في تطور اللغة موضوع دراسته. أما عالم

اللغة الجغرافي فيجب أن ينظر إلى هذه الخالفات في ضوء لغة اليوم، ومدى تأثيرها على صورة الكرة

األرضية. وإذا ما تطورت الخالفات المحلية في الكالمحتى وصلت إلى نقطة أصبح معها التفاهم المشترك

__________ تعنى العادات الكالمية للمتكلم الفرد،Idiolect كلمة 1

ومثال ذلك اللغة اإلنجليزية كما أتكلمها أنا. وهذا المصطلح مرادف تقريبا لمصطلح دي سوسير "كالم"

Parole 24 "انظر المبحث رقم."

(1/210)

أمرا صعبا أو مستحيال أصبح مركز اللغة باعتبارها أداة اتصال في خطر أو عجز كبير. وإلى جانب هذا فإن دراسة اللهجات المعنية تصبح أمرا أساسيا إذا أراد

الشخص أن يعرف أيها أكثر نفوذا في االتصال داخلالمنطقة موضوع دراسته.

وإن الخط الفاصل بين اللغة واللهجة يصعب في غالب األحيان تتبعه ورسمه. التفاهم المشترك يعرض فقط جزءا من اإلجابة، إذ أنه من المشاهد أن االتصال بين أبناء مجموعتين يتكلمون لغتين مشتركتين، رسميتين ذواتي أصل واحد "مثل اإليطالية واإلسبانية" قد يكون

أسهل منه بين أبناء لهجتين تنتسبان إلى لغة رسمية والصقلية، ومثل الـPiedmonteseواحدة "مثل الـ

Asturian- وبعض األشكال اإلندونيسية". وهذا يرجع جزئيا- إلى عوامل التعليم واألمية، ولكنه يرجع غالبا إلى تطور صرف. وإن عمل عالم اللغة الجغرافي ال

ينتهي بمجرد تخطيط للغات ومناطقها وعدد المتكلمين بكل، حتى يتناول أيضا اللهجات الرئيسية لكل لغة وقيمة كل. وإن وقوف االنقسام اللهجي عقبة في

طريق التفاهم اللغوي ليتفاوت أمره من لغة إلى لغة. والعامل التعليمي يؤدي إلى انقسامات اجتماعية لغوية

في داخل المنطقة الواحدة. وبوجه عام فإن هذا االنقسام يمس -بصورة أولية- هذه المستويات من

اللغة التي تسمح بالتحوالت الواسعة "المفردات والنحو" في حين أنه يؤثر تأثيرا صغيرا نسبيا -وإن بدا

ذلك مثيرا- على الجانبين الفونولوجي والصرفي. وهذا يرجع إلى أنه في العادة ما يتقاسم كل المتكلمين

باللغة -في منطقة واحدة- النماذج الصوتية والصرفية األساسية. وحتى حين تحدث خالفات في هذا الخصوص

فإنها نادرا ما تعوق التفاهم، على الرغم من ظهورها وبروزها. وذلك مثل ما يبدو من بعض أهالي نيويورك

،d أو t إلى thمن ذوي الطبقات الدنيا من تغيير الـ وغيرها من التغييرات التي يتجنبها الرجل المثقف المنتمي إلى نفس المنطقة الجغرافية. ومثل هذا

ينطبق على بعض اللندنيين من ذوي اللهجات الخاصةCockney الذين ينطقون lidy بدال من ladyوغيره

مما يأنف الرجل

(1/211)

المثقف اللندني عن استعماله. أما اللغة الطبقية التي تعني أن كالم طبقة اجتماعية يختلف تماما أو تقريبا عن طبقة اجتماعية أخرى في

نفس المنطقة فهذا شيء نادر الحدوث، وإن كان يحدث أحيانا وبخاصة في المناطق المختلفة. وإن

سكنى أصحاب الطبقات المختلفة -عادة- في دائرة واحدة، ومنطقة سكنية واحدة، وحتمية التفاهم

واالتصال بينهم هو العامل األساسي في أن أبناء الطبقات االجتماعية يمكنهم أن يتفاهموا بعضهم مع

بعض بلهجاتهم الخاصة. وأي مكان يوجد فيه مستوى رسمي نموذجي وطني،

تميل فيه عادة لغة القسم المتعلم من السكان إلى االقتراب منه، أو مطابقته "مرة ثانية مع بعض

االستثناءات الظاهرة، وهذا يعطي لغة القسم المتعلم من السكان ميزة العمومية في المنطقة ما دامت لغة الطبقة الدنيا تستسلم بصورة سهلة لالتجاهات اللهجية

المحية. وإن عالم اللغة الجغرافي ال بد أن يأخذ في اعتباره

المستويين االجتماعي والثقافي للكالم، وبخاصة حينما يصبحان مهمين من وجهة نظر االتصال والتفاهم. وفي

نفس الوقت، وفي حالة اللغات ذوات المجموعات المتكلمة الكبيرة، والتي تملك مستوى عاليا من

الحضارة، وقدرا رفيعا من الثقافة، قد يبدو مفيدا للباحث أن يوجه اهتمامه، ويشحذ انتباهه، خاصة

بالنسبة للمستوى القومي الذي يتمتع بامتيازات عدة. فهو أوال يتطابق مع اللغة الرسمية والكتابية، وهو ثانيا يتمتع باتساع منطقة نفوذه، وال يتحدد بمنطقة محلية، وهو ثالثا يحمل في طياته كثيرا من الخصائص اللهجية حتى بالنسبة للمتكلمين باللهجات المحلية أو الطبقية

أكثر من معظم سائر التنوعات المحلية واللهجات الطبقية في المنطقة. وإنه لتوجد في أقطار كثيرة

أماكن تتقاسم لغويا بين الطبقية والمحلية، مثل إيطاليا. ولكن لو أنك تكلمت هناك باللغة النموذجية

القومية، فإنك سوف تفهم بوجه عام، وإن لم يأتك الرد دائما بنفس الطريقة. وأكثر من هذا فإن هناك اآلن

اتجاها

(1/212)

حديثا للغة نحو التوحيد والتجميع خارج المستوى المحلي أو الطبقي، وذلك بمساعدة الراديو

والتليفزيون واألفالم الناطقة التي تنال لغتها إعجاباوقبوال، وبخاصة بين األجيال الناشئة.

وإن بعض اللغويين يؤمنون بأن "اللغة هي ما يتحدثه الناس وليس كما يظن بعضهم هي ما ينبغي أن يتحدثه

الناس". وهذا من وجهة نظرهم يشمل اللهجات المحلية والعامية والصيغ غير النموذجية بوجه عام،

ويجعلها كلها على قدم المساواة مع اللغة النموذجية. وأي إنسان يختلف مع وجهة النظر المتطرفة هذه يتهم

باألرستقراطية وتقييم األشياء بناء على ذوقه الخاص. إنه من الممكن قبول القول بأن الصيغ العامية

واللهجية وغير النموذجية كلها صيغ حية ومستعملة. ومن الممكن أيضا قبول القول بأن كثيرا من هذه

الصيغ كان في الماضي داخال ضمن اللغة النموذجية، ومنظورا إليه نظرة احترام وتقدير وإن التقليل من

قيمة أي من هذه الصيغ، والنظر إليها على أنها أقل من الناحية األدبية والجمالية ليعد شيئا فرديا، كما أنه يعد

تفضيال ذاتيا, ومع هذا فإنه يجب أن يظل واضحا أن بقاء مثل هذه الصيغ اللهجية غير النموذجية من الكالم يؤدي إلى تعطيل تيار التفاهم، الذي يعد قبل كل شيء

الهدف األساسي للغة. وإن االلتزام اللغوي ال يختلف عن أي نوع آخر من أنواع االلتزام االجتماعي. فإذا كان

مرغوبا أن تملك نظاما موحدا للمرور حتى ال يصاب السائقون في مناطق غير مناطقهم باالضطراب، وال يقعوا في حوادث تصادم فإن من المرغوب فيه على

قدم المساواة في المناطق المتحدة سياسيا أن توجد بعض المقاييس التي تؤدي إلى الوحدة اللغوية، وتقلل

من سوء التفاهم، ونقص وسائل االتصال. وهؤالء اللغويون الذين ينادون بمبدأ "دع لغتك وشأنها",

واستعمل

(1/213)

أي صيغة لغوية تعجبك إنما يسيئون إلى اللغة, ويقضون على أهم أغراضها وهؤالء يعترفون ضمنيا بخطئهم في هذا الرأي حين يبالغون في كتاباتهم في الحرص على أن يتجنبوا المحلية والعامية واالبتذال، وحتى األساليب

الدارجة، ويتوخوا لغة صحيحة أنيقة قد تنحرف بهم نحوالتكلف والتقعر.

(1/214)

القسم السابع: علم اللغة الجغرافي؛ "منهج البحث".:التعداد السكاني وإحصاءات القراءة والكتابة- 43

من الموضوعات األساسية لعالم اللغة الجغرافي بيان عدد المتكلمين بكل لغة من اللغات وتوزيعها

الجغرافي، ولحد ما وصفها. ومن هنا فإن عالم اللغة الجغرافي يمكن أن يسير خطوة إلى األمام فيربط

اللغات بالعوامل االقتصادية والسياسة وغيرها، ويكون تقديرات لمدى األهمية الفعلية لكل لغة واستعماالتها

التي يمكن أن توضع فيها. ومعنى هذا أن األداة األساسية والهامة في يد عالم

اللغة الجغرافي هي اإلحصاءات السكانية واللغوية. وإن اإلحصاءات السكانية للدول جميعها غالبا ما تكون في

متناول األيدي وإن كان بعضها ال يوثق به كثيرا. وإن الدول التي ضربت في الحضارة الحديثة بسهم وافر

لفترة زمنية معقولة عادة ما تنشر تعدادات دورية دقيقة للسكان، وتعدلها من فترة إلى فترة على حسب

ما يحدث من تغيرات. وعلى أي الحاالت فإن هذه اإلحصاءات السكانية المعروفة لنا تسمح لنا بأن نقدر

التقدم أو التأخر الرقمي للغة معينة. ونحن -على سبيل المثال- نستطيع أن نحصي األعداد السكانية لكل األقطار التي تتحدث اللغة اإلسبانية كلغة رسمية

وطنية، وأن نقول إن هذه األعداد تمثل -بوجه التقريب-عدد المتكلمين باللغة اإلسبانية في جميع أنحاء العالم.

(1/217)

أما ما تعجز عن إيضاحه اإلحصاءات السكانية فهو بيان الفروق اللغوية الدقيقة، وإعطاء أحكام تمس بعض

القضايا الثانوية، مثل عامل التعدد اللغوي الذي كثيرا ما يلون صور الكالم الوطنية، ومثل اللغات المساعدة

والثانوية والثالثية في البلد، ولغات األقليات التي عادة ما تشير إلى ثنائية اللغة ولكن -أحيانا- تمثل عملية طرح أو إسقاط واجبة اإلجراء من إحصاءات اللغة

الوطنية. وإن مثل هذه المعلومات القيمة التي يهتم بها عالم

اللغة الجغرافي قد تقدم له في صورة تقديرات تقريبية مع إحصاءات السكان. وهذا يسمح لنا بأن نعرف على

سبيل المثال أنه يوجد في بريطانيا عدد معين من المتكلمين باللغة الويلزية، وأن نسبة معينة منهم ثنائية

اللغة "يتكلمون اللغتين اإلنجليزية والويلزية" ونسبة أخرى صغيرة تتحدث باللغة الويلزية فقط. وفي معظم

البالد ال تمثل هذه المعلومات أكثر من تقديرات أوتخمينات تعليمية.

ويحتاج عالم اللغة الجغرافي إلى مزيد من الدقة إذا هو أراد أن تكون في متناول يده صورة ألحوال اللغات المستعملة في العالم. وإن الوسائل المحسنة التي

تستعمل اآلن في عمل التعدادات السكانية، باإلضافة إلى الدقة التي تلتزمها كثير من البالد اآلن في

إحصاءاتها السكانية لتجعل عالم اللغة الجغرافي يطمع من القائمين على مسائل التعداد أن يضيفوا مباحث

تتناول اللغات التي يتكلمها األفراد ويفهمونها. ويأتي بعد ذلك في األهمية بالنسبة لألرقام السكانية

نفسها إحصاءات األمية والتعلم. وهنا -مرة أخرى- فإن اإلحصاءات المقدمة لنا إجمالية جدا باإلضافة إلى ما تتصف به من جزافية وتخمين. ولكن ربما يخفف من

ذلك أن مثل هذه األرقام من حسن الحظ دائمة التغير والتحول نحو األفضل بطريقة تثير االنتباه غالبا. ومع

هذا فإننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من الدقة. وإن نسبة معرفة القراءة والكتابة تعد مدخال لكثير من

األشياء. إنها توضح كم من السكان الموجودين فيدولة ما يمكن أن يوصل إليهم عن طريق اللغة

(1/218)

المكتوبة، وإلى أي مدى يمكن تعليم لغة ثانية أو ثالثة لجزء كبير من السكان. وهي أيضا مفتاح لمعرفة القوة اإلنتاجية لألمة سواء من الناحية المادية أو العقلية وفي

العالم الحديث اليوم من النادر -إن لم يكن من المستحيل- أن نجد شعبا تشيع فيه األمية يحقق درجة

من اإلنتاجية، أو مستوى عاليا من الحياة.

وإن الحمالت التي توجهها الدول اآلن لمحو األمية يجب أن تقترن بما يمكن أن يسمى بالتقارير المنقحة التي

تنشر دوريا، وتؤسس على إحصاءات دقيقة. وهناك دليل هام بين درجة التعليم القومي، واإلنتاج

الثقافي يتمثل فيما تخرجه المطبعة من صحف ومجالت وكتب وغيرها من المواد المطبوعة، وإن

إحصاء لمثل هذه الوسائط اللغوية المكتوبة لكل قطر على حدة ربما يسمح بإضافات ملحوظة إلى فهمنا

للصورة اللغوية الجغرافية. وما دام الراديو والتليفزيون واألفالم الناطقة تقوم بدور هام في االتصال بعد أن شاع استعمالها لدرجة جعلتها تطغى على الوسائل

, فإن المعلومات عن محطات الراديو1اللغوية المكتوبة والتليفزيون، وعن أجهزة الراديو والتليفزيون بالنسبة

لتعداد السكان، ونسبة المترددين على األفالم الناطقة,كل هذا يكمل الصورة لدى عالم اللغة الجغرافية.

وإذا كانت أرقام إحصائية كهذه قد تساعد -باإلضافة إلى هذا- على الكشف عن تأخر المستوى اللغوي الذي

تقدم فيه هذه النشاطات الموجودة في كل منطقة،فإن هذا -في ذاته- يعد فائدة وميزة أخرى.

__________

إن الزائر للمدن الصينية غالبا ما يعجب لدوي1 أصوات الراديو في كل األماكن العامة، وهو ربما يعزو

ذلك إلى الرغبة في إذاعة الدعاية السياسية. وعلى الرغم من أن هذا قد يكون -جزئيا- صحيحا فإن هناك

عامال آخر هو انتشار األمية، وقلة االستعداد لقراءة الرموز المكتوبة التي تجعل النشرات اإلذاعية شيئا

ضروريا.

(1/219)

:التقارير التعليمية- 44 إن السؤال الذي يسأل دائما هو كم من الناس في بلد معين قد درسوا لغة ثانية لدرجة اإلتقان؟ واإلجابة تأتي

دائما بشكل واحد في صورة تقدير جزافي أو تخمين عشوائي. ولهذا فإن من اهتمامات علم اللغة الجغرافي

أن يعرف -بدرجة ما من الدقة على األقل- ليس فقط اللغات األجنبية التي تدرس في كل قطر من أقطار

األرض، ولكن أيضا النسب المئوية من السكان، ومدىالجدية في التعلم، ودرجة االستمرار، ومقدار اإلتقان.

وهنا تجد األرقام التي بين أيدينا مضللة. ولربما كان

% من طلبة مدارسنا20صحيحا أن نقول: إن نسبة الثانوية وكلياتنا قد درسوا أو يدرسون لغة أجنبية، أو أن

نتحدث عن خيبة األمل حين نعرف عدد اللغات األساسية التي تدرس عندنا، أو أن نحاول وضع أرقام

وبيانات بناء على إحصاءات المدارس الدقيقة لعدد المترددين عليها من دارسي اللغات األجنبية. ولكن هذا النوع من البيانات ال يكشف عن الفروق بين مستويات التعليم في البالد المختلفة، وال بين أوجه المفارقة بين

بالدنا وهذه البالد، التي تتسم برامج تعليم اللغات األجنبية فيها بالطول والصعوبة. كذلك يعجز مثل هذا

النوع من البيانات عن أن يأخذ في اعتباره األرقام للغات،Berlitzالمتعلقة بالتعليم الخاص مثل مدارس

وتلك المعلقة بالدروس الخصوصية في المنزل، أو بالتعليم عن طريق التسجيالت، أو غير ذلك من الطرق.

وهنا مرة ثانية يكون تضمين تعداد السكان بعض األسئلة الخاصة بالقدرات اللغوية ذا فائدة عظيمة.

وحتى إذا كانت الدقة المطلقة مستحيلة التحقيق فإنه يمكن على األقل أخذ نماذج وافية للمجموع العام

للسكان، وعينات تساعد على التنبؤ بالنتائج، وهو ما . وربما كان مهما كذلكGallup pollيعرف بطريقة

لعالم اللغة الجغرافي أن يعرف -إن وجد- الهدف أواألهداف التي يرمي إليها أي برنامج لغوي

(1/220)

ونحن في هذا الباب مدينون لدرجة كبيرة في كثير من Modernاإلحصاءات والبيانات لجمعية اللغات الحديثة

language Associationالتي أمدتنا بإحصاءات شاملة، وبيانات تتصل بأعمالها الخاصة بالدعاية لتعلم اللغات األجنبية. ولكن مصادر هذه الجمعية محدودة، ويجب أن تدعم بعمل حكومي رسمي من هذا النوع الذي يوجد دائما حينما نكون في حالة حرب، وتصبح

أمثال هذه المعلومات ذات أهمية استراتيجية. إنه ميدان واحد للتخصص بالنسبة لعالم اللغة

الجغرافي يمكن أن يكون واضحا أمامنا جيدا، وهو ميدان اإلحصاءات المتعلقة باللغة، وجمع الحقائق

اللغوية، وتصنيفها، وتهذيبها، من الناحية الجغرافية، معاستخدام المناهج اإلحصائية الدقيقة.

(1/221)

:دراسات للمناطق ولغاتها- 45 لقد تم حتى اآلن القيام بقدر ال بأس به من الدراسات

التي تشمل المناطق ولغاتها، وإن كان معظم هذه الدراسات قد تعرض للمناطق اللغوية كل على حدة،

دون أن يتناول العالم بأسره. وعلى هذا فدراسة المنطقة اللغوية ليست أفضل مثال لعلم اللغة

الجغرافي الوليد. إذ في هذه الدراسة تختار منطقة معينة من الكرة األرضية، وتدرس تفصيال، مع ربط

لغات هذه المنطقة بالعوامل األخرى التي تؤثر فيها مثل الجغرافيا والتاريخ والسياسة واإلنتاج واالقتصاد

والنشاط الثقافي، وحتى الفن والموسيقا واألدب وماينبثق عن هذا يشكل

(1/221)

وعيا عاما لغويا جغرافيا يتعلق بمنطقة معينة. ولكنه ما يزال في حاجة إلى نوع من التوازن، واهتمام ببيان

الحصة التي يملكها كل مكان على حدة. ومع ذلك فهذه الدراسة أفضل بكثير -حتى اآلن- من دراسة لغة ما أو

القيام بأي دراسة لغوية في فراغ.

وبينما تكون -غالبا- مناهج الدراسة الشاملة للغات موضع اهتمام كبير للقوات العسكرية فإن دراسات

المناطق ولغاتها تترك غالبا للمعاهد الخاصة. ويعتقد -وهو اعتقاد سليم إلى حد كبير- أن اهتمام

الحكومات بدراسة المكان ولغته ويزداد في البالد التي يهمها أن تحدث تغييرات سياسية في أماكن من العالم. وهذا يجب أن يحركنا لنضاعف جهودنا مرة أخرى بقصد

حماية أنفسنا من اآلخرين، إن لم يكن لغرض آخر. وعلى كل حال فدراسة المكان واللغة ال ينبغي أن تأخذ

صورة تفصيلية بالنسبة لرجل الحرب أو السياسة، ولكن يجب أن تتجه نحو المصالح التجارية واالقتصادية،

ونحو الروابط الثقافية.

(1/222)

القسم الثامن: تاريح موجز لعلم اللغةالعصور القديمة والوسطى

...القسم الثامن: تاريخ موجز لعلم اللغة

العصور القديمة والوسطى:

لقد كان القدماء -حتى في عصور التوراة- على وعي باللغة ومشكالتها، كما هو ثابت من الفصل الخاص ببرج

بابل الوارد في سفر التكوين، وهناك نجد الكاتب المجهول يعكس أمنيته على الماضي حين تخيل أن

البشرية كانت في وقت من أوقات سعادتها القديمةتتفاهم بلغة واحدة وكالم واحد.

ولكن اإلنسان نتيجة لكبريائه الحمقاء، وتحديه لإلله فقد هذه القدرة الذهبية التي كانت تمكنه من الفهم

الكامل، والمشاركة مع غيره في العمل. وهذا ما توقف واختفى داخل حالة وصفت بأنها

مؤسفة، وهي تعدد اللغات، ويعد ذا أهمية خاصة للغوي هذا االعتراف بالدور الهام الذي تلعبه اللغة، والتفاهم

اللغوي في العالقات االجتماعية. ومن األمثلة القديمة لالهتمامات اللغوية البدائية

استخدام المترجمين في بالط الفراعنة, والنقوش القديمة المكتوبة بلغتين أو ثالث المحفورة على

الحجارة في المناطق التي كانت تستخدم أكثر من لغة، وحتى كذلك معجم األنواع المزدوج اللغة الموضوع

باللغتين السومارية واألكادية. وأما االهتمام المقصود باللغة ومشاكلها فيبدأ مع

فالسفة اليونان القدماء والنحاة السنسكريتيين, وفي حين ناقش األولون أصل اللغة وطبيعتها حاول اآلخرون

أن يقننوا لغتهم، ويضعوا لها القواعد الخاصة بها. وإنالمنهج الذي

(1/225)

ق م، ولكنه300 للنحو السنسكريتي "Paninlوضعه يحوي إشارات إلى أعمال سابقة" ليعد غاية في الدقة

واإليجاز، ولكننا ال ندري ما إذا كان هذا العمل في ، أو معيارياdescriptiveمجموعه يعد وصفيا

Prescriptive. وتعد المناقشات التي أثارها الفالسفة اإلغريق ذات أهمية خاصة، ألنها مهدت الطريق لمناقشات أخرى

تالية, هل اللغة شيء فوق الطبيعة تلقاها اإلنسان من ربه؟ هل هناك عالقة فطرية بين الدال والمدلول؟ هل اللغة تتوقف على العرف واالتفاق بين المتكلمين على

أنهم سوف يستعملون رمزا لغويا معينا في مقابل قيمة داللية معينة شائعة ومتماثلة -قليال أو كثيرا- بين

أطراف التفاهم؟ من وجهة نظر القرن العشرين،

واستنادا إلى ما ساقه دي سوسير من تفسيرات واضحة ال نتردد اآلن في أن نعطي رأينا، ولكن في عهد

أفالطون وكراتيلس كان ما يزال هناك قدر من الشكوالنقاش.

والذي يبدو أن النحاة اليونانيين قد شقوا في النهاية طريقهم مستقلين عن الهنود، وتوصلوا إلى وضع نظام نحوي يناسب لغتهم وغيرها من اللغات الشبيهة بها في التركيب، اللغات التي لها أنواع نحوية متميزة تعبر عن

الجنس والعدد والحالة والشخص والزمن والصيغة الفعلية، وتعد تراكيبها جزءا ال يتجزأ منها، ويمكن

التعرف عليها بمالحظة الصيغ، أو بمالحظة المعاني والوظائف، اللغات التي تقع كلماتها في مواقع متميزة بحيث يمكن ببساطة أن توصف بأنها اسم أو صفة أو

فعل ... إلخ، وليس عن طريق اإلشارة إلى سلوك الكلمات في الجملة فقط، ولكن أيضا عن طريق

اإلشارة إلى طرق تركيبها، وطرق تشكيل نهاياتها، وتغييراتها الداخلية التي يختص كل منها بنوع معين من

أنواع الكالم. وقد كان هذا هو بداية النحو العالمي الذي استمر

مسيطرا على الحقل اللغوي حتى القرن الثامن عشر

وما بعده. وهناك عدة أشياء يجب لفت النظر إليها خاصة

بالقواعد النحوية التي وضعها اإلغريق. منها أن الوصفالدقيق الذي انتبهوا إليه لم يتم بين يوم وليلة، وإنما

(1/226)

استغرق قرونا حتى تم وضعه. وقد بني على بعض فروض وهمية، ومقدمات خاطئة عند التصنيف, وربما

كان هذا التصريح مثيرا للعجب، ألن قيمة النحو اليوناني بالنسبة للغويين المحدثين تعد شيئا ال يحتاج إلى بينة.

ولعل السبب الوحيد الذي أدى إلى تخلف النحو اإلغريقي وعدم إحكام قواعده أن النحاة اإلغريق كانوا

مرتبطين بأسس ومبادئ منطقية وفلسفية كثيرا ما اعترضت طريقهم نحو المالحظة العلمية، وقادتهم إلى

استعمال المنهج االستداللي االستقرائي. وبمجرد أن وضعت التركيبات واألنواع النحوية قدر لها

أن تشيع وتبقى وتستمر. لقد توارثها الخلف عن السلف، وأصبحت تطبق ليس فقط على المجموعة

الرومانسية، ولكن أيضا على لغات من مجموعات

أخرى مثل العبرية والعربية. ومن حسن الحظ أن اللغات السامية ال تختلف كثيرا جدا في تركيبها عن

اللغات الهندية. وبذا أمكن لهذا النقل أن يتم بشيء منالسهولة واليسر.

وكثيرا ما أخذ على اآلراء النحوية القديمة أنها كانت معيارية أكثر منها وصفية، بمعنى أن النحاة األقدمين تناولوا التركيب اللغوي كما ينبغي أن يكون ال كما هو

كائن بالفعل. وقد نسي هؤالء الناقدون أن القواعد النحوية -مثل نظم الكتابة- كانت في البداية انعكاسات دقيقة لحالة موجودة بالفعل، ولكن أوضاع اللغة تتغير دون أن تجاريها القواعد النحوية والنظم الكتابية مما يؤدي في النهاية إلى تحكيم بقايا من مرحلة قديمة

منتهية من مراحل اللغة. وهناك دالئل كثيرة -وبخاصة من اللغة الالتينية- على أن تغير اللغة قد صاحبه جمود في القواعد النحوية, وهناك أيضا دالئل كثيرة على أن

أكثر الناس تعليما وثقافة كانوا على وعي تام أو التي تحدث للغتهم،1بالتغييرات اللغوية التي حدثت

__________ - تصريح1 يكفي أن نقتبس المثالين اآلتيين وهما: 1

بأن "اللغة الالتينية نفسها تتغير يومياJeromeالقديس

سواء من مكان إلى مكان، أو من وقت لوقت". إلى أنه "أفضل أنAugustine- إشارة القديس 2

ينالنا توبيخ النحاة من أن يعجز عن فهمنا عامة الناس".

(1/227)

ومع هذا كان هناك اتجاه نحو اعتبار النماذج القديمة بمثابة المثل اللغوية، والنظر إلى النماذج الحديثة التي طرأت على أساليب الكالم على أنها انحراف وابتذال

يجب مقاومته والتقريع عليه. وفي نفس الوقت ربما كان صحيحا القول بأنا نبالغ في

فهم المغزى والمناسبة التي توجه منها مثل هذه الالئمات، فهي قد قيلت لتطبق فقط على اللغة

المكتوبة وعلى األداء األدبي البالغي، ال على الكالماليومي العادي.

وقد أدى سقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية إلى تفسخ للمستويات المعيارية مصحوبة بتغيرات واسعة في اللغة المتكلمة. وقد اعترف بهذه التغييرات أخيرا

حينما أخذت اللغات الرومانسية الجديدة أشكاال مكتوبة في وقت ازداد فيه اإلحساس اللغوي. وبينما كان هناك

فيما سبق خط فاصل بين الالتينية "الصواب" واألخرى "الخطأ" أصبحت الالتينية نفسها اآلن -بعد أن صارت

لغة شبه متكلفة وإن كانت ما تزال لغة حية يستعملها الدارسون ورجال الدين- توازن باللغات المحلية، واللهجات المستعملة بين الفالحين وطرق التعبير الرومانية، أو المبتذلة التي انبثقت عن الطبقات الوسطى. ولكن خطوات االعتراف بهذه األلسنة

الجديدة ومساواتها بغيرها كانت بطيئة. ولم يتم حتى م ظهور نحو لغوي مزدوج للغتين1000حوالي عام

الالتينية واألنجلوسكسونية. وقد كان تقعيد القواعد التي ترتبط باللغات الرومانسية أبطأ من هذا لدرجة أن

بأنها التينية1305دانتي كان ما يزال يصف لغته عام من غير قواعد نحوية.

وخالل كل هذه الفترات التي ندرسها، وذلك من فجر التاريخ حتى فجر النهضة كانت اللغات في استعمال كتابي وكالمي ثابت. ومع هذا يمكن أن ندعي وجود

إدراك للتغيرات اللغوية حينذاك، وإن كنا ال نملك دليال مباشرا لهذا اإلدراك، فقد كانت اإلشارات المباشرة

الختالفات كهذه، وللصعوبات المتولدة عنها -من جانب آخر- إلى حد ما طفيفة، وفي أعمال تقابل أعمالنا

األدبية الحديثة "مثل اإللياذة واألوديسة على سبيلالمثال" كانت

(1/228)

الشخصيات ذوات الثقافات اللغوية المختلفة تتحادث بحرية، وبغير ما حاجة ظاهرة إلى تدخل مترجم. وهذا

التقليل من العامل اللغوي -الذي يتضمن ال مباالة أخطر حتى من الجهل- وجد في صورة مماثلة في

العصر الحديث, وذلك في األفالم المبكرة لهوليود, ولم يأت التصويب والنظرة الواقعية إال في فترة متأخرة،

نتيجة لنضج التفكير. وإن الوعي اللغوي -بمعناه االصطالحي الحديث-

المؤسس على المالحظة والتحليل والتركيب والتعميم لمما يفتقده المرء في مثل تلك الدراسات. وكثير من

النتائج األساسية الصحيحة التي توصل إليها النحاة األقدمون كانت من آثار الصدفة أكثر منها من آثار

م كان هناك قدر قليل1000 و400المنهج, وبين عامي دال على وعي لغوي، ربما اعترف به اللغوي الحديث كشيء جدير بالتقدير باإلضافة إلى ما تم من ترجمات

للكتاب المقدس، وأدعية الحجاج, وإن كان كالهمايغلب عليه الطابع المنفعي.

وفوق كل هذا فإن هناك قليال من الشواهد في عصر ما قبل النهضة تدل على االهتداء إلى تصنيف اللغات،

واكتشاف قراباتها والعالئق بينها, وقد كان اليونانيون - الذين كانوا على وعي فقط بلغتهم- يجمعون كل

المتكلمين باللغات األخرى، ويحكمون عليهم بصفات محتقرة كالعجمة أو البربرية أو التخليط. ولم يترك

الرومانيون -الذين كانوا يظهرون احتراما للغة أجنبية واحدة فقط وهي اليونانية- لم يتركوا لنا إشارات ذات

, والـIberian, والـGoulishقيمة تتعلق بلغات مثل الـEtruscanوالـ ,Punic وقد وقع .Varroالنحوي

الروماني الوحيد الذي خاطر فتحدث بطريق التخمين عن وجود عالقة بين اليونانية والالتينية، وقع في نتائج

خاطئة. الصورة إذن من الجانب اللغوي التاريخي ليست

مشجعة تماما. أما بالنسبة لعلماء اللغة الوصفيين فقد كان وصفهم أفضل قليال بالنظر إلى دراساتهم

الوصفية. للغات السنسكريتية واليونانية والالتينية التي كانت

دقيقة إلى حد كبير، ولو أنها كانت تعالج لغات كانت قدوصلت حينئذ إلى درجة من العقم والجمود.

(1/229)

:1800من النهضة العلمية حتى عام نقطة البدء في نظرنا هي وصف دانتي للغة اإليطالية

De بعنوان 1305المثالية في كتاب أصدره عام Vulgari Eloquentiaوقد قرن بدراسة صائبة عن ،

توالد اللغات، وعن أصل اللغات اإليطالية والفرنسية والبروفنسالية، والعالقة بينها، وبتصنيف دقيق في جملته للهجات اإليطالية. ثم أخذت النهضة تشق

طريقها، ولكن ببطء وبطريقة غائمة نحو اآلراء اللغويةالحديثة.

وقد كان اإلسهام األساسي الذي قدمته العصور الوسطى لعلم اللغة هو محاولة تقديم نحو عالمي

صالح للتطبيق -مع إدخال تعديالت مناسبة- على كل اللغات, وقد كان هذا -من أحد الوجوه- إحياء لفكرة

قديمة سيطرت على عقول األوائل، وهي اعتبار لغاتهم فقط هي اللغات الوحيدة التي تستحق الدراسة

والتوسع لتصبح لغات عالمية. والتغير الذي قدمه علم اللغة الوسيط هو أنه اعترف بلغات أخرى باإلضافة إلى

الالتينية واليونانية، حتى ولو كانت تلك اللغات تحتل مكانة ثانوية, وظل هذا التصور للنحو العالمي يحتل

عالم اللغة فترة طويلة بعد اكتشاف لغات أخرى تختلف جذريا في التركيب عن اللغات الكالسيكية، وإن كان اكتشاف هذه اللغات قد بدأ يلقي ظالال من الشك على قيمته. ولربما كنا على صواب إذا قلنا: إن النحو

العالمي ما يزال بروحه -إلى حد ما- يسيطر على عقلية اللغويين المعاصرين، ألن من بين األهداف التي

يهتم بالوصول إليها علم اللغة الوصفي -كما صرح بذلك دي سوسير نفسه- تحقيق مبادئ قابلة للتطبيق عالميا

لعملWhorfعلى كل اللغات "والحظ كذلك محاولة نحو جديد عالمي مبني على أساس علمي بحت". والفروق األساسية بين النظرة الوسيطة والنظرة

الحديثة تكمن في العناية بالعناصر اللغوية المختلفة،

(1/230)

واالهتمام بنوع معين من اللغات دون األنواع األخرى, ولكن علماء اللغة الوسيطين يمكن أن يلتمس لهم

العذر فيما وقعوا فيه من أخطاء منهجية، على ضوء ما نعرفه عنهم من جهل بجميع اللغات التي ال تتصل

بالمجموعة الهندية األوربية، أو بمجموعة شبيهة من الناحية التركيبية، مثل المجموعة السامية التي تتضمن ضمن ما تتضمن اللغتين العربية والعبرية، وهما لغتان كانتا معروفتين إلى حد معقول لدى علماء أوروبا في

العصر الوسيط. ولكن باتساع المجال األوربي أوال نتيجة للحروب

الصليبية، وثانيا بسبب الرحالت واالكتشافات والريادات الجغرافية، أخذت النافذة تتسع لتطل على لغات أخرى جديدة غريبة، شرقية قصية، وإفريقية، وهندية أمريكية، وهي لغات ال يصلح لها تطبيق المعايير النحوية القديمة

الشائعة إال باإلكراه، كما يكره وتد مربع ليدخل فيثقب مستدير.

وإنه لمن الصعب أن نحدد بالدقة متى بدأ الشعور- خالل عصر النهضة- يتسرب إلى عقول العلماء بأن هذه

اللغات المكتشفة حديثا ال تتفق قواعدها وأسسها مع نظرية النحو العالمي، على األقل بالطريقة التي

وصلتنا. وعلى كل حال فقد بدأت محاوالت كثيرة لوضع نحو وصفي لبعض اللغات الحديثة والقديمة على

السواء, وبدأت تظهر مناقشات وخالفات كان يشوهها في الغالب جهل العلماء بالحقائق المتعلقة بتصنيف

اللغات وقراباتها اللغوية, وبدأت كذلك مناقشات تتعلق بمستوى الصواب اللغوي، وبمشكلة انقسام اللغة إلى

لهجات، ومشكلة اللهجات الطبقية. وإنه لمن األهمية بمكان أن نقول: إن البحث والدرس

وإن ظال يعانيان من اضطراب المنهج وخطأ المقدمات فقد حققا في هذه الفترة تقدما ملموسا سار في عدة اتجاهات, لقد كان عقل عصر النهضة عقال فاحصا, لقد أراد أن يعيش التجربة ويقيم الدليل، ويعرف كل شيء،

ويبعد -بقدر اإلمكان- عن عقلية العصر الوسيط التيكانت تتسم بالغيبية المطلقة، وتخلع صفة األزلية

(1/231)

على األشياء المؤثرة في الحياة، وترى أن ما يقع فيهذا العالم إنما يقع بمحض الصدفة.

وقد حمل هذا االتجاه -الذي امتد حتى نهاية القرن

الثامن عشر- ثمارا كثيرة، وإن لم تكن جميعها ذات كانت كثير من1800قيمة كبيرة، وبمجيء عام

األسس اللغوية قد وضعت، وإن ظل هناك عيب واضح في البحث، وهو عدم التزامه منهجا سليما مستقرا

يعطي ضمانات علمية دقيقة, وقد تم عمليا وصف كل اللغات المعروفة تقريبا بطريقة أو بأخرى. وإن أكره بعضها ليخضع للقالب الهندي األوربي, وتم تقدم كبير في موضوع تصنيف اللغات، وإن وجدت بعض اآلراء

الخاطئة التي كانت تحتاج إلى تقويم، وبعض االتجاهات غير العلمية التي أقيمت على التخمين واالفتراض، أو

على الجهد الفردي الذي يطرق بدون خبرة مجال اللغة, وقد جمعت في تلك الفترة شواهد كتابية كثيرة

يمكن، أن تخدم الدراسة التاريخية اللغوية، وتساعد في رصد أطوار اللغات، وبعض النظريات الحديثة، مثل

الصواب والخطأ في اللغة، ومثل االنقسامات اللهجية، ومثل المستوى األدبي للغة قد طرحت على بساط البحث والمناقشة, وفوق كل هذا فقد ارتفع الوعي

اللغوي، ووجدت اهتمامات لغوية كثيرة, وكل ما بقي في حاجة إلى معالجة هو اختفاء المنهج العلمي

المستقر.

(1/232)

:القرن التاسع عشر حتى من قبل نهاية القرن الثامن عشر كان السير وليم

قد قدم لعالم الدراسات اللغويةWilliam Jonesجونز آراءه عن العالقة القوية بين السنسكريتية والفارسية القديمة، وبين الالتينية واليونانية والجرمانية والكلتية,

وقد كانت هذه الدراسة بمثابة الدليل أو الريادة للمنهج المقارن الذي أخذ يحتل عالم الدراسات اللغوية طوال

المائة العام التالية أو أكثر. ولم يكن جونز نفسه هو الذي وضع منهج البحث، وإن كان هو الذي اقترحه, ولكن تبعه مباشرة علماء مثل

،Bopp, وبوب Rask، ورسك Schlegelشليجل . وقد كان المنهج -فيVerner، وفرنر Grimmوجريم

أساسه- بسيطا. احصل على أقدم األشكال الثابتة، وعلى أقدم الكلمات لكل فرع من فروع اللغات الهندية

األوربية، ثم ضعها بعضها بجانب بعض، وصف ما بينها من مشابهات واختالفات ثم حاول أن تركب -عن

طريق استخالص األشياء المشتركة الغالبة- الصيغة المحتملة للغة األم. ولم يكن بالطبع يقدر لهذا المنهج

أن يقبل، إال بعد إثبات العالقة بين الالتينية واليونانية، والسنسكريتية والسالفية القديمة، والكلتية القديمة ...

إلخ، وانتمائها جميعا لعائلة واحدة وتفرعها من أصل واحد، أو لغة مشتركة. وال بد لنا أن نعترف بفضل

الريادة، وتقديم األسس الدقيقة المقبولة لهذه النظرية للسير وليم جونز، على الرغم من اعترافنا بأن معظم الشواهد والتطبيقات قد تمت على يد كتاب متأخرين, وقد امتدت آفاق علم اللغة المقارن فيما بعد لتشمل

فروعا مستقلة للغات الهندية األوربية "على سبيل المثال اللغات الرومانسية المتفرعة عن أصل التيني

مشترك"، وحتى لتشمل مجموعات من اللغات ال تبدو لها صلة بالمجموعة الهندية األوربية، وإن كانت تبدو

مرتبطة بعضها مع بعض، مثل األكادية، والعبرية،والعربية، واآلرامية، وغيرها من المجموعة السامية.

وكان نتاج هذه الدراسة علم اللغة المقارن، أو كما كان يسمى في ذلك الوقت الفلولوجي المقارن "أطلق

عليه هذا الوصف ألن أقدم النماذج والكلمات والصيغ والتركيبات الثابتة قد انحدرت كلها من وثائق لغوية

مكتوبة". وفي خالل هذا القرن لم يظهر إال قليل جدا مما عرف

فيما بعد باسم علم اللغة الوصفي، فقد كان هناك من يزعم في ذلك الوقت -بطريقة ضمنية- أن االهتمامات

التاريخية لها الشأن األعظم. وقد مهدت الدراسات اللغوية المقارنة السبيل إلى استبعاد البقية الباقية من االعتقاد التقليدي الذي كان سائدا، وهو الذي يزعم أنكل اللغات قد انحدرت من أصل لغوي مشترك, وعلى

(1/233)

هذا فإن فكرة وضع أسس تقبل التطبيق على كل اللغات قد فشلت في أن تفرض نفسها, وحتى هذه

الفترة لم يكن قد قدر لعلم اللغة الجغرافي أن يعرف, وحتى نهاية هذا القرن، وربما بعد ذلك أيضا، كان هناك اعتقاد سائد بأن اللغات التي تستحق الدراسة من أجل

ما تحققه من فائدة عملية، هي تلك اللغات العظمى التي حملت الحضارة األوربية، والتي صارت كذلك

لغات استعمارية عظمى، ولم يكن محض صدفة أن اللغات الصناعية التي حوول تركيبها خالل هذه الفترة بما فيها اإلسبرانتو لم تعط تمثيال متساويا للغات ذات القيمة العالمية، فقد حضرت نفسها في اللغات ذات

األصل الجرماني، أو الالتيني أو الروماني أو اليوناني،.1مع إشارات سريعة إلى اللغات السالفية

وقد عكر من صفو الوحدة المتآلفة للفكر اللغوي في القرن التاسع عشر الخالف الحاد الذي ثار بين مؤيدي نظرية االطراد الملتزم للتغييرات الصوتية "النحويون

"، ومؤيدي النظريةNeo grammariansالمحدثون القائلة بأن التغير اللغوي شيء يرجع إلى الهوى

Neoالشخصي في العادة "اللغويون المحدثون linguistsوقد تبلور هذا الخالف عن حل وسط ."

يقول: إنه يوجد اطراد في التغير الصوتي، بشرط أال تتدخل عوامل أخرى مثل القياس واالفتراض اللهجي أو

الثقافي في طريق ما يسمى بالقوانين الصوتيةSound lawsوعلى الرغم من الصورة الكريهة التي .

ظهر فيها هذا الجدل، فقد كان النتاج ذا قيمة كبيرة، حيث تركز االهتمام على الصيغ اللهجية، وعلى أنواع

من الكالم لم يكن ينظر إليها حتى تلك اللحظة إال على أنها لغات تافهة ال تستحق الدراسة, وحيث إن اللهجات

لم تكن -من جميع جوانبها- مسجلة في خالل تطورها التاريخي، فقد أدى هذا إلى توجيه االهتمام إلى اللغات

الحية

__________ Monsignor الحظ -على أي حال- محاولة 1

Schleyer تأليف لغة سماها Vola Pukللتيسير على المتكلمين باللغة الصينية, وقد راعى في هذه اللغة

في النظام الصوتي لهذه اللغة،rتقليل استعمال الرمز ألن الصينيين ال يمكنهم نطقه.

(1/234)

ولهجاتها المتشعبة. ونتج عن هذا اهتمام بدراسة الجوانب المختلفة لهذه اللغات الحديثة عن طريق

المالحظة المباشرة، مما أدى إلى وجود فرع هام من فروع علم اللغة، وهو علم اللغة الوصفي الذي يعطي

اهتماما كبيرا للغات المتكلمة، ويقلل من االهتمام بالشواهد المكتوبة. كما أن األسس اللغوية القابلة

للتطبيق على حركة اللغات قد بدأت تتطور. وحتى اآلن -وعلى الرغم من ظهور أول أطلس لغوي

في العشر السنوات األولى للقرن العشرين- فإن األسس الدقيقة لعلم اللغة الوصفي باعتباره فرعا

مستقال من فروع علم اللغة كان يجب أن تنتظر حتى

بعد1916يظهر كتاب دي سوسير الذي نشر عام Course in General Linguisticsموته تحت عنوان

قد رسم هذا الكتاب بوضوح ودقة الحدود الفاصلة بينفرعي علم اللغة.

(1/235)

:القرن العشرون إن القرون -كبدايات أو نهايات زمنية- ال تتطابق دائما

مع نقط التحول في التاريخ, ومن الناحية العملية، وفي كل االتجاهات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو

ثقافية، فإن القرن التاسع عشر يمتد إلى ما بعد عام حتى نشوب الحرب العالمية األولى التي غيرت1900

وجه التاريخ، ولم يصبح العالم بعدها كما كان قبلها, وقد استمر علم اللغة التاريخي بالطبع بعد نشر كتاب دي سوسير وما يزال مستمرا حتى اآلن، ولكن تاله في

الوجود، وتبعه في كل خطوة يخطوها شريكه الناشئ ذو السمعة المدوية، وهو علم اللغة الوصفي، ومنذ تلك

اللحظة أخذ ميزان القوى يختل متحوال من البحث المقارن في تاريخ -وكذلك ما قبل تاريخ- اللغات

الهندية األوربية أوال, ومن أجل هذا كانت بغض النظر عن كونها منتمية إلى المجموعة الهندية األوربية أوال، ومن أجل هذا كانت بعض اللغات المدروسة مجهولة،

وإن كانت تصور سلسلة العمليات المتعاقبة الموجودةفي كل اللغات.

(1/235)

وفي أمريكا بوجه خاص اتجهت الدراسات الوصفية نحو اللغات المجهولة من المجموعة الهندية األمريكية، مع اهتمام كبير بالنزول إلى حقل التجربة مساو الهتمام الباحثين األوربيين في مجال اللهجات، وتطوير منهج

عملي لدراسة اللغات غير المكتوبة التي ال تعرف ظروفها التاريخية, ورواد هذا الحقل علماء مثل بوس

Boas وسابير ,Sapir وبلومفيلد ،Bloomfieldوقد , استمر عملهم حتى اليوم بجهود تالميذهم، وإخالص مريديهم, أما امتداد هذا الفرع الوصفي على أيدي

األوربيين فقد أخذ شكال نظريا، وإلى حد ما فلسفيا الذي حاول أن يضع األسس التيJespersenعلى يد

تحكم تقدم اللغة، كأن تتطور من مرحلة التركيب إلى

مرحلة التحليل, وفي تشيكوسلوفاكيا طورت مدرسة براغ اللغوية منهجها التركيبي شبه المتناسق األجزاء, وفي كوبنهاجن عملت مدرستها اللغوية على محاولة

التعبير عن اللغة والتطور اللغوي بسلسلة من المعادالت شبه الرياضية, وقد ركزت المدرسة

على اللغة باعتبارهاN.y. Marrالسوفيتية برياسة مرتبطة بالطبقة االجتماعية، ومظهرا من مظاهرها.

وإن علم اللغة التاريخي -على الرغم من انتزاعه من فوق عرشه الذي كان يحتله خالل القرن التاسع عشر-

لم يمت أو يتوقف خالل القرن العشرين, وقد بذلت محاوالت كثيرة في األعوام األخيرة في أوربا وأمريكا

كليهما, وقد تناول البحث مجموعات لغوية مختلفة، وظهر في أوربا علماء مهتمون بالدراسات الهندية

، وKurilowicz وHrozny, وMeilletاألوربية مثل Pokornyو ،Benvenisteوآخرون مهتمون ،

-Menendez، وRohifsبالدراسات الرومانية مثل Pidalو ،Bourciezو ،Brunotو ،Von Wartburgو ،

Entwistleو ،Cintraو ،Devotoو ،Paiva Boleoو ،Monteverdiو ،Miglioriniوغيرهم ممن حملوا ،

رسالة من سبقوهم إلى أعلى مستوى, وفي أمريكا

، وConwayظهرت أعمال بالغة القيمة لعلماء مثل Whatmoughو ،Strtevantو ،Kentو ،Bollingو ،

Buckوفي األعوام األخيرة بذلت محاوالت ,

(1/236)

لربط المنهج التاريخي بالمنهج الوصفي على يد علماء ، وكذلك محاوالتHoenigswald, وMartinetمثل

إلعادة كتابة التاريخ اللغوي على أساس من المقارنة Glottoاإلحصائية ألوجه الخالف والشبه بين المفردات

chronologicalوحتى مجاالت الدراسة المبنية على ، لم يصبهاmonogenesisفكرة األصل الواحد

اإلهمال. وبينما نجد األبحاث التاريخية ما تزال هي السائدة في

أوربا نجد الدراسة الوصفية سائدة في أمريكا. أما علم اللغة الجغرافي فإنه ما يزال في دور التكون أو

التبرعم, وال يوجد اآلن سوى قدر ضئيل من الشك حول االعتراف الكامل في المستقبل القريب باعتباره

فرعا ثالثا من فروع علم اللغة، وذلك حينما تظهر فائدته العملية، ويتضح استحقاقه ألن يحيا حياة منفصلة

عن طريق الشواهد الكثيرة التي يقدمها، وبسبباالهتمام الدولي به رسميا.

(1/237)

:نظرة إلى األمام إن التنبؤات البعيدة المدى تكون دائما محفوفة

بالمخاطر، ألن األحداث كثيرا ما تنحرف بوقائع التاريخ إلى قنوات جديدة وغير متوقعة، وعلم اللغة ليس استثناء من هذه القاعدة, وإن أمثال التنبؤات التي قدمت هنا قد عرضت مع إيماننا بأن العوامل غير

المنظورة دائما ما تتسلط على أحداث المستقبل. وعلى ضوء االتجاهات المعاصرة يبدو ممكنا أن نتنبأ

بمستقبل زاهر لدراسة اللغات في الواليات المتحدة، إحدى البالد القليلة التي كانت هذه الدراسة بها حتى

وقت غير طويل نوعا من المخاطرة, وما دامت اللغة تشكل موضوع علم اللغة، فإن هذا يعنى أيضا تقدما ملحوظا في دراسة اللغات، كما هو الحال دائما في

األقطار األخرى التي لم تعرف علم اللغة كعلممستقل.

وفي الوقت الحاضر ما يزال علم اللغة الوصفي فيأول الطريق, وحينما

(1/237)

يستخدم الناس كلمة علم اللغة من غير إضافة صفة كاشفة، فإنهم يعنون غالبا علم اللغة الوصفي أو

التركيبي. وإن علم اللغة الوصفي ليشكل، بل ويجب أن يشكل األساس للدراسات اللغوية، وإن كانت هناك

خطورة إعطائه أهمية أكثر من الالزم. وإن اإلسهام الكبير الذي قدمه علم اللغة الوصفي ليتمثل أساسا في النواحي الصوتية والفونيمية التي تعد أكثر فروع

اللغة موضوعية، وأقربها إلى المناهج العلمية، والمقاييس الدقيقة. أما في مجال الصرف والنحو

فهناك قدر كبير من الشك حول ما إذا كان في مقدور المنهج الوصفي ومصطلحاته تقديم مزايا أكبر من تلك

التي قدمها سابقه المنهج التاريخي, وحينما نأتي إلى مجال المفردات نجد علماء اللغة الوصفيين يخلون

الطريق لزمالئهم التاريخيين، وهو ما ينطبق كذلك على مجال الدراسة االشتقاقية. أما فيما يخص علم المعنى

فإن المفردات تذهب لتنضم للمورفيمات وللنحو لتشكل جميعا الدستور الذي يميز االستعماالت

الصحيحة من الخاطئة. وربما كانت غلبة الدراسة النظرية -من ناحية-

والتعصب لفرع واحد من فروع العلم أثناء دراسة المشاكل اللغوية -من ناحية أخرى- هما التهديد الصريح

لعنصر االنسجام في عالم الدراسات اللغوية، مما يوشك أن يعوق تقدم هذه الدراسات, ومن وجهة النظر

الوصفية البحتة فإن علماء اللغة الوصفيين على حق في اعتبارهم كل اللغة واللغات على قدر واحد من

المساواة, ولكن هناك ثالث وجهات نظر أخرى، ال بد من أخذها في االعتبار، وكلها مبنية على الحقيقة

والواقع، وهي قائمة على أساس العوامل التاريخية والجغرافية واالجتماعية, فمن وجهة نظر عالم اللغة

التاريخي ال يمكن وضع اللغات كلها على قدم المساواة. فإن بعضها تحيط به أحداث تاريخية أهم من

بعضها اآلخر, ومن وجهة نظر علم اللغة الجغرافي يجب أن نأخذ في االعتبار تفاوت اللغات من ناحية

.1األهمية العملية، وكذلك تفاوت أنماطها__________

ال يحتاج عالم اللغة الجغرافي -على سبيل المثال-1 إلى االعتذار عن توجيه قدر كبير من اهتمامه الفرنسية

,Tibetan, والـOjibwaوالصينية والروسية أكثر من الـ , مثال. كذلك فهو يستعمل حقه حينما يصفFulaوالـ

المجموعة الهندية األوربية بأنها ذات أهمية عملية أكثرمن لغات المواطنين األستراليين األصليين.

(1/238)

ومن وجهة النظر االجتماعية كما هو من وجهة نظر الشخص العادي يوجد -في مقابل أنماط غير المثقفين

في كل لغة نمط يتمتع بالمكانة والهيبة دون األنماط اللغوية األخرى، وهو ما يمكن أن يسمى بالنمط اللغوي

للمثقفين. ونتيجة لذلك يظهر نفوذ بعض األنماط اللغوية دون بعض حين يفاضل بينها في مجال الوظيفة واالختبار والمركز االجتماعي. إن الشخص ال يمكن أن

يغمض عينيه عن هذه الحقائق على أساس نظرية المساواة ألن هذه النظرية قد قامت على نظام

مختلف. وباإلضافة إلى هذا فإن علماء اللغة الوصفيين يجب أن

يدركوا أن التعقيدات غير الضرورية التي يخضعون لها عملهم ال تساعد على انتشار منهجهم، أو جعله مرغوبا

فيه. وكثيرا ما سمعنا شكاوى من دارسي علم اللغة أنهم ال يفهمون أي شيء منه وال يمكن نسبة كل هذه

الشكاوى إلى التقصير في اإلعداد، أو إلى نقص االستعداد الذكائي. وإن هناك عبئا ثقيال ملقى على

كواهل أولئك الذين يريدون نشر أي علم وجعله قريبا إلى عامة المثقفين ليكسب أنصارا وأتباعا جددا، وهذا عن طريق استخدام مصطلحات متفق عليها، ومناهج

مناسبة، والكف عن االشتغال بالمسائل التافهة. ومن ناحية أخرى فإن حقل الدراسات اللغوية الوصفية المثمرة ما يزال بكرا حتى اآلن. فما زالت هناك أعمال

كثيرة تنتظر من يتقدم إلنجازها، وبخاصة في مجال الدراسة الوصفية للغات، كل على حدة، وفي مجال

تنقية الوسائل المستعملة في البحث. وإنه عالم اللغة الوصفي ذلك الذي يهتم بالوسائل اآللية، والعون

الميكانيكي من أجل تعليم اللغات ودراستها، وهذا يفتحأمامه مجاالت واسعة مثمرة للبحث.

(1/239)

وحتى الوقت الحاضر ال توجد إال مناطق ضئيلة جدا هي التي وضع لها أطلس لغوي, ومن المالحظ مثال أننا ما زلنا في حاجة إلى أطلس لغوي شامل للعالم المتكلم باللغة اإلسبانية، في البالد المتكلمة باللغة الفرنسية،

دون ارتباط بفرنسا مثل كويبك، وهايتي، والمستعمرات الفرنسية البلجيكية السابقة في إفريقيا،

فهذا يتطلب جهودا جبارة من علم اللغة الوصفي. كذلك فإن تهذيب األطالس الموجودة حاليا وتنقيحها في حاجة إلى جهد كبير, وهذا النوع من العمل الذي

سيقوم به علماء اللغة الوصفيون بمناهج بحثهم الحديثة سوف يكون مساعدا عظيما للدراسة اللغوية التاريخية

والجغرافية على السواء. وإن علم اللغة التاريخي -أكثر من الفرعين اآلخرين-

ليغري به إلى حد كبير عنصر الهواية ال المهنة, فإن ما نستخلصه من ماضي اللغة وتطورها التاريخي ال يمكن

استخدامه في المجال التطبيقي العملي لتعلم اللغة وتعليمها، وال هو -على الجانب اآلخر- يمكن أن يدر ربحا

ماديا على الباحث. كل ما يمكن أن يقال هو أن الدروس المستفادة من الماضي ربما أفادت في فهم

ما يحدث اآلن، أو ما سيحدث في المستقبل. ولكن هذا

في حد ذاته يمكن أن يكون ذا قيمة عملية. وإن عالم اللغة التاريخي يجب أن يتعلم أن يكبت

خياله، ويعتمد أكثر على الشواهد والحقائق. وهنا فإن لديه أشياء كثيرة يمكن أن يتعلمها من زميله عالم اللغة الوصفي. وإن فرع العلم الذي يبحثه إنما هو بالتأكيد جزء من الدراسات التاريخية العامة، ولهذا

ينبغي أن يعرضه كما هو, وهناك احتمال لتضييق نطاق المنهج التاريخي الذي يستدعي تقدير الشاهد الممكن الحصول عليه تقديرا مناسبا وتقديم الدليل اإلضافي, وحيث إن علم اللغة التاريخي -رغم أنه أقل الفروع عملية- ربما يكون أكثر من فروع علم اللغة جاذبية

وأقواها نداء في مخيلة الرجل العادي، فإنه لن يكون مهددا في المستقبل باالختفاء أو الزوال. ومن ناحية

فقده -من الناحية الظاهرية على األقل- للجوانبالمعوقة لعلم اللغة الوصفي،

(1/240)

فإنه يوجه نداءه وإغراءه للخيال العادي، كما يستدل على ذلك من الحقيقة أن هناك قليال من المجالت

الشائعة ما يخلو من جزء يتناول قوة الكلمةواشتقاقاتها.

إن المشاكل التي ما تزال تنتظر الحل على يد علم اللغة التاريخي ال تدخل تحت حصر, وهذا يصدق حتى

على تلك المناطق التي تمت عليها دراسات واسعة في الماضي مثل الهندية األوربية والسامية. وإن العالقات

االشتقاقية وتطور اللغات -وبخاصة تلك التي يندر الحصول على مادة لغوية مكتوبة لها، "أو حتى تلك

التي تشتمل على مادة لغوية مكتوبة كثيرة"- ومشكلة وحدة األصل، ومشكلة ترجمة وتفسير اللغات القديمة التي لم تحظ حتى اآلن بعناية الدارسين كلها تقع أمامعين باحث اللغة التاريخي وتناديه بأن يبذل عناية أكبر.

وهناك مهمة أخرى تحتاج بوجه خاص إلى مزيد من العناية العلمية، وهي مفردات اللغات الكبيرة، للوصول

إلى النسبة المئوية المقترضة، وطبيعتها، ومصادرها، وليس هذا اإلشباع حب االستطالع عند عالم اللغة

مطلقا، ولكن عند عالم اللغة التاريخي. وإن الصالت بين علم اللغة التاريخي والتاريخ لفي حاجة إلى دعم

قوي. كذلك فإن التطور اللغوي في حاجة إلى أنيوضع تاريخيا في مكانه الحقيقي.

أما ميدان علم اللغة الجغرافي فهو أكثر الميادين خصبا، ألنه أقل الفروع حظا من عناية الباحثين، ونصيبا

من العمل المنظم. وإن مباحث علم اللغة الجغرافي قد حكم عليها علماء اللغة المتخصصون بأنها فرع خادم للفرعين اآلخرين بدال من أن يعالجوها بطريقة أساسية مستقلة. ومن الناحية المادية فإن علم اللغة الجغرافي يقدم الوعود بأن يكون أكثر الفروع الثالثة عطاء وهبة

ولكنه إلى جانب ذلك يدعو أكثر من الفروع األخرى إلى مزيد من العناية التي يجب أن يتفق عليها بين الجهات

الرسمية، من حكومية وصناعية، تلك الجهات التي عجزت حتى اآلن عن أن تتصور مدى أهمية هذا العلم

في حل كثير من

(1/241)

المشاكل التي يعتبرونها أساسية. وهذا هو المجال الذي يمكن فيه لعلم اللغة أن يتقدم ويحقق كثيرا من نتائجه

العملية, وكل اللغويين الذين يستحقون اإلشارة إلى أسمائهم ال بد وأن يكونوا قد وصلوا اآلن إلى نتيجة محققة، هي أن العلوم ال تحيا في فراغ، وأنه بينما

يمكنك أن تخلق العلماء الباحثين لذات العلم، الذين ال يأبهون للجانب العملي أو التطبيقي، فإن التطبيق

العملي للعلوم يحيا في كل ميدان، وال يصح أن يمتهنأو يحتقر.

ومن وقت آلخر تعلو نداءات إلعادة توحيد علم اللغة، وعبور الفجوة، التي أخذت تتطور وتتسع بالتدريج بين

علم اللغة التاريخي والوصفي, وقد بذلت محاوالت عدة إلدخال المناهج الوصفية ومصطلحات علم اللغة

.1الوصفي على علم اللغة التاريخي وإنه مما ال شك فيه أنه ال بد أن يخلق نوع من

االنسجام والتعاون بين فروع علم اللغة, كذلك مما ال شك فيه أنه ال بد أن توجد هدنة لوقف المعارك

الفكرية الناشئة عن إصرار أتباع كل فرع على عرضالمشاكل المتعلقة باآلخرين من خالل منظارهم هم.

وعلى كل حال فليس هناك فائدة يمكن أن تتحقق -في رأي صاحب هذا الكتاب- عن طريق إدماج الفروع في فرع واحد، له منهج واحد، واصطالحات واحدة، بعد أن أثبت دي سوسير أنها فروع متعددة، وميادين منفصلة,

وإن كل فرع من فروع علم اللغة سواء الوصفي أو التاريخي أو الجغرافي له مشاكل الخاصة، وموضوعاته

الخاصة، ومنهجه الخاص، واسمه الخاص, وقد انبثقت جميعا بعد تاريخ طويل من األخذ والرد والخطأ

والصواب, وهي اآلن قد بدأت تستقر وتأخذ شكالمناسبا لكل فرع.

__________ H.M. Hoenigswald انظر على وجه الخصوص: 1

Language change and Linguisticفي كتابه: Reconstruction 1960 مطبعة جامعة شيكاغو.

(1/242)

وإن المحاوالت التي بذلت التباع المناهج الوصفية لمعالجة مشاكل تاريخية صرفة قد أدت إلى تعقيد

الحلول، وقادت إلى موقف احتاجت معه إلى عشر صفحات لتشرح ما هو مبين من قبل، في صفحة

واحدة, وأي محاولة للرجوع بعلم اللغة الوصفي إلى نقطة وجوده في القرن التاسع عشر بمناهجه وحالته،

لن تكلل بالنجاح، كذلك لن تكلل بالنجاح أي محاولة للتقليل من قيمة علم اللغة الجغرافي، أو القول بأنه ال حاجة إلى اعتباره علما منفصال, وإن الفشل في تحقيق

نتائج هامة لعلم اللغة الجغرافي على يد العلماء التاريخيين أوال، والعلماء الوصفيين ثانيا، ليعطي دليال

واضحا على ضرورة معالجة علم اللغة الجغرافيمعالجة خاصة على يد خبراء متخصصين.

ومن ناحية أخرى فإن الجانب الجغرافي من علم اللغة هو الذي أثار -خالل الحرب العالمية الثانية- اهتمام الحكومة، وأدى إلى إنشاء مكتب تحليل الوسائط

Media Analysis Bureauووضع المناهج الدراسية العملية لتعليم اللغات ألفراد القوات المسلحة. وقد كانت الحكومة مهتمة بالناحية العملية ال النظرية أو التاريخية للغة. لقد كانت تريد أن تعرف أي اللغات

تستعمل في العالم، ومن وكم يتكلم بها، وكيف تستعمل، وكانت تريد أن تجهز تحت يديها أكبر عدد ممكن من الناس الذين يمكنهم أن يتكلموا ويفهموا اللغات، وعددا أصغر من الخبراء الذين يمكنهم أن

يتعرفوا عليها, وكل هذا لم يكن ال تاريخيا وال وصفيا، وإنما جغرافيا, وإن الفروع الثالثة المتآخية سوف تحقق

أحسن النتائج إذا سمح لها أن تسير جنبا إلى جنب كفروع منفصلة، لكن كشركاء متساوين تتقاسم

اكتشافاتها، وتطبق على بعضها ما يمكن تطبيقه من

مناهج بعضها اآلخر ومصطلحاته وآرائه. وأي شيء وراء هذا سوف ينتهي إلى نوع من القسر وتضييع الجهد

وعدم الكفاءة.

(1/243)

مالحقمدخل

...

(1/247)

:2الملحق رقم:1من هو عالم اللغة؟

عالم اللغة أو اللغوي هو المتخصص في علم اللغة، وهي الدراسة العلمية المنظمة لتراكيب اللغات

ووظائفها. وعالم اللغة بهذا المعنى الفني يجب أن يميز عن عالم اللغة بالمعنى الدارج، وهو من يجيد عدة

المعنيين في معجمهWebsterلغات, وقد أعطى New International Dictionaryوعالم اللغة ال بد

أن يكون مؤهال عن طريق الخبرة والتدريب للقيامبعمليات مثل:

- إعداد وصف شامل لألصوات والصيغ والمفردات1 ألي لغة "بما في ذلك اللغات غير المكتوبة، والتي لم

يسبق وصفها". - دراسة مقارنة للغتين أو أكثر، بقصد الوصول إلى ما2

بينها من عالئق.__________

الذي يصدرهLinguistic Reporter منقول من 1 مركز الدراسات اللغوية التطبيقية, جمعية اللغات

.1963الحديثة األمريكية, واشنطون, أبريل بإشراف1962وكان هذا التقرير قد أعد في مارس

مركز الدراسات اللغوية التطبيقية، بطلب من عدة هيئات حكومية تحتاج أحيانا إلى تعيين موظفين لغويين, وعلى الرغم من أن التقرير لم تصادق عليه أي منظمة متخصصة في الحقل اللغوي فقد أعيد نشره في مجلة

Language،وهي مجلة الجمعية األمريكية اللغوية ، ،1962، أكتوبر, ديسمبر 4 رقم 38في المجلد

.464-463صفحات

(1/248)

- معرفة طبيعة التنوعات اللهجية، وحدود كل داخل3اللغة الواحدة.

- دراسة تاريخ األصوات والصيغ والمفردات ألي لغة.4- تطوير المنهج العام لعلم اللغة.5

وباإلضافة إلى نشاطات كهذه، فإن عالم اللغة المؤهل ال بد أن يكون قادرا على أن يستفيد بمباحث علم اللغة

في حل المشكالت اللغوية العملية، عن طريق القيام بعمليات كاآلتية مع االستعانة غالبا بخبراء في علوم

أخرى: أ- القيام بتحليالت متقابلة للغتين لبيان أوجه التشابه

واالختالف بينهما بقصد الوصول إلى مادة تعليمية هدفها تيسير تعليم إحدى اللغتين لمن يتكلمون باللغة

األخرى. ب- إعداد كتب تعليمية لتدريس اللغة، قائمة على

أساس من التحليل اللغوي. جـ- إعداد اختبارات للمتخصصين في دراسة اللغة، أو للكشف عن مدى اللياقة ألنواع معينين من متعلمي

اللغة. د- تحليل النظام الكتابي للغة بقصد كشف مدى

التطابق بينه وبين نطق الكلمة، أو قواعد اللغة, وكذلكالقدرة على تركيب نظام كتابي للغات غير المكتوبة.هـ- إعداد المادة الخاصة بمحو األمية في لغة معينة.

و تحليل اللغة، وإعداد البرامج للترجمة اآللية من لغةإلى أخرى.

ز- استخالص السياسة الرسمية والتعليمية نحو اللغة، وتقييم هذه السياسة. وفي األعوام األخيرة زادت أعباء عالم اللغة الذي أصبح يدخل في اختصاصه موضوعات ترتبط بعلوم أخرى مثل األنثروبولوجيا "التي ارتبط بها علم اللغة منذ مدة طويلة"، وعلم النفس، والرياضة،

والمنطق، وعيوب النطق، وعلم االجتماع.

(1/249)

وقد ظهرت علوم لغوية مركبة مثل علم اللغة النفسيPsycholinguisticsوعلم اللغة االجتماعي

Sociolinguisticsوعلم اللغة الرياضي ، Mathematical Linguisticsوأصبحت هذه العلوم .

محل تقدير واعتراف, كما أصبح هناك خبراءمتخصصون -قلة ولكنهم يزيدون- في كل منها.

ثقافة عالم اللغة: إن اللغوي األمريكي عادة ما يبدأ تخصصه كطالب

نظامي يدرس مناهج معينة في قسم الدراسات العليا بأحد المراكز الكبرى الجامعية للدراسات اللغوية التي

تزيد على العشر, وطريقة الحصول على الدكتوراه في علم اللغة تختلف -إلى حد ما- من جامعة إلى جامعة، وإن كانت كل الجامعات تتطلب دراسة تمهيدية لعلم

اللغة، والقيام بأبحاث صوتية وفونيمية، ودراسات تاريخية، ثم دراسة لغة معينة, ومعظم هذه الجامعات

يتطلب دراسة في الصرف والنحو والمناهج، ومقارنات تتعلق باللغات الهندية األوربية، ولغة على األقل من غير

العائلة الهندية األوربية, ورسالة الدكتوراه عادة ما 4 إلى رقم 1تكون دراسة تحقق المطالب من رقم

السابق ذكرها, وهناك نوع آخر شائع من الرسائل، هو ذلك الذي يقوم بدراسة نحوية وصفية للغة هندية أمريكية مع تقديم النصوص والمفردات, واألغلبية

العظمى لعلماء اللغة األمريكيين -باإلضافة إلى حضورهم برنامجا للدراسة العليا في إحدى الجامعات

الكبرى- ال بد أن يحضروا فترة دراسية أو أكثر في ، الذي تتبناه كلLanguistic instituteالمعهد اللغوي

Linguisticصيف الجمعية اللغوية في أمريكا Society of Americaأكبر المنظمات المتخصصة ،

في هذا الحقل, وهذا المعهد الصيفي -الذي أخذ يعقد في جامعة أو أخرى- تتجمع فيه أعداد1948منذ عام كبيرة من

(1/250)

المشتغلين بالحقل اللغوي من كل أنحاء أمريكا، وعادة ما يحضره علماء بارزون من خارجها كذلك, وبعض اللغويين األمريكيين قد تلقوا معظم تمرينهم خارج

معاهد العلم المنتظمة مثل المنظمات التبشيرية، أو عن طريق برامج لغوية خاصة، أو حتى عن طريق

دراستهم الذاتية, ولكن هذا النوع من الدراسة بدأ يقل.مجاالت علم اللغة:

يوجد عدد قليل -ولكن مهم وذو نفوذ- من اللغويين يعملون أساتذة في أقسام علم اللغة في الجامعات ويوجد عدد أكبر منهم يدرس في أقسام أخرى مثل

اللغات الحديثة واألنثروبولوجيا، وأحيانا في أقسام علم".Speechالنفس أو الكالم "

وفي األعوام األخيرة زاد عدد علماء اللغة الذين يعملون في مراكز التعليم الخاصة باللغات اآلسيوية

واإلفريقية، إما كأعضاء في هيئة التدريس، أو في معامل البحث، باإلضافة إلى اشتغالهم بإعداد كتب مدرسية ومعاجم. وهناك أعمال قليلة تمت -بتأييد

حكومي عادة- بالنسبة لمشاريع للبحث ترتبط بهندسةاالتصال.

وعدد من الوكاالت الحكومية مثل" معهد الخدمة ، التابعThe Foreign Service instituteالخارجية"

يستعينThe Department ot stateإلدارة الدولة بعلماء اللغة ليشرفوا على برامج تدريب اللغة,

The Depatmentووكاالت أخرى تتبع إدارة الداخلية of Interiorتستعين بعلماء اللغة ليقوموا بدراسات

في اللغات الهندية األمريكية، أو ليعملوا في ميادين متخصصة، كتلك التي تتعلق بأسماء األماكن، بغرض

رسم خرائط، أو ألغراض أخرى.

(1/251)

وعلماء اللغة يعملون كذلك في مراكز الترجمة اآللية، في أماكن متعددة في أمريكا، وبخاصة في برامججامعية بإشراف الحكومة، وفي مؤسسات خاصة.

ومجموعة كبيرة من علماء اللغة األمريكيين يشتغلون إما بتعليم اإلنجليزية كلغة أجنبية في أمريكا، أو في

الخارج، أو في إعداد كتب مدرسية لتعليم اللغة اإلنجليزية، أو في رسم الخطط لتعليم اللغة اإلنجليزية, وبعضهم شغلوا مراكز في وكالة المعلومات األمريكية

U.S. Information Agencyأو في وكاالت حكومية ، أخرى، وآخرون يعملون في حكومات أجنبية، أو

جامعات أمريكية، أو منظمات أخرى خاصة. وعدد آخر ال بأس به من اللغويين يعملون مع

المنظمات التبشيرية المرتبطة باألعمال اللغوية، مثل ترجمة الكتاب المقدس، أو يشتركون في مشروعات

محو األمية، أو وضع أبجديات للغات غير المكتوبة.

(1/252)

3المحلق رقم...

:3الملحق رقم اقتراحات قليلة:

علم اللغة الوصفي: تنحصر وظيفة علم اللغة التاريخي في أن يتتبع تطور اللغة واللغات من مرحلة تاريخية إلى مرحلة أخرى، ويصف المراحل المتداخلة والعمليات المرتبطة بها،

وأن يكشف -إذا كان ممكنا- عن المراحل غير المعروفة التي مرت بها اللغة أو اللغات, ومن الواضح أنه ال توجد أي عالقة بين هذا وبين إجراءات تعلم لغة متكلمة حديثة. إننا يمكننا أن نتوصل إلى قدر كبير من المعلومات التاريخية والفلولوجية عن كيفية سير اللغة

حتى وصلت إلى صورتها الحاضرة، وما نزال -في نفس الوقت- عاجزين عن أن نتكلمها أو نفهمها, وأقصى ما

يمكن أن تقدمه لنا الدراسة التاريخية مجرد المساعدةفي التعرف على المادة المكتوبة للغة المدروسة.

أما وظيفة عالم اللغة الجغرافي فهي أن يقدم لغات العالم في صورة مرئية كاملة، وفي إطار من قيمتها

االقتصادية والسياسية الحاضرة وأن يصف أهميتها النسبية وفوائدها في المجاالت المختلفة, ومرة أخرى

تجد علم اللغة الجغرافي ال يقدم لنا سوى مساعدة

ضئيلة في جانب تعلم نطق اللغة نفسها أو فهمها, فيما عدا المعلومات اللغوية الجغرافية المذيلة بنماذج

وأمثلة عملية.

(1/253)

أما وظيفة علم اللغة الوصفي فهي أساسا وضع األسس والمعايير التي تقبل التطبيق على مادة اللغة

كلها, وكذلك وصف اللغات كل على حدة بدقة. ومن الممكن أن نستخلص من هذه الدراسات الوصفية

أسسا مفيدة، ومناهج تساعد في تعليم اللغة وتعلمها إذا أريد توجيه األعمال الوصفية للنفع بدقة وذكاء,

ولكن مهمة عالم اللغة تنتهي بمجرد أن يقدم لنا بكل دقة أعماله الوصفية, وفيما وراء ذلك، فإما أن يحول عالم اللغة الوصفي نفسه إلى معلم لغة "وهو غالبا غير مؤهل لذلك"، أو أن يترك الميدان لمعلم اللغة

المؤهل. وإن مؤهالت معلم اللغة لمتعددة ومتنوعة, فال بد أوال

أن يكون على علم باللغة التي يدرسها، ويمكنه أن يتكلمها ويفهمها كلغته الوطنية، أو أقل قليال, كذلك

يجب أن يكون على قدر من المعرفة بلغة المتعلمين تمكنه من أن يقارن اللغتين لنفسه إن لم يكن

لتالمذته، وأن يصل إلى أوجه الخالف األساسية بينهما ومناطق الصعوبة فيهما, وهو إلى جانب هذا ال بد أن

يكون ذا أذن مدربة سريعة وصبر ال ينفد أثناء الشرح،وقدرة على وضع التمارين والتدريبات الكثيرة.

وكل هذا يعني أن عالم اللغة -تاريخيا كان أو وصفيا أو جغرافيا- ليس بطبيعته ذا موهبة لتعليم اللغات

المتكلمة، وإن كان يوجد بينهم من يحمل هذه الموهبة. إن معلم اللغة ليس في حاجة إلى أن يكون عالم لغة بأي معنى من المعاني الثالثة، وعالم اللغة ليس في

حاجة كذلك إلى أن يكون معلم لغة. ولكن معلم اللغة ال بد أن يكون مؤهال لتلقي إرشادات

عالم اللغة، وراغبا في تطبيقها على تدريس اللغة, ومهما كانت المعلومات التي يقدمها له عالم اللغة فهي

مفيدة في وظيفته, ومن عالم اللغة التاريخي يتحصل معلم اللغة على معلومات ودراسات تصل اتصاال وثيقا

بتاريخ األدب والثقافة للمنطقة التي يدرس لغتها وبنظامها الكتابي, وعالم اللغة الجغرافي يمكن أن يدله

على جوانب األهمية في لغته، وسبب هذه األمية، وما

أقسامها وصالتها، وما األسباب التي تدعو إلى دراستها، وعالم اللغة الوصفي يمكن أن يقدم له معلومات ذات

قيمة عظمى

(1/254)

تمس واقع اللغة المتكلمة مساسا مباشرا، سواء فيوضعها المستقل، أو مع مقارنتها بلغة المتعلمين.

وهذا ال يمكن عمله إال في حالة ما إذا قدمت المعلومات بصورة واضحة، وبلغة ظاهرة يمكن أن

يفهمها معلم اللغة بسهولة, وأي استعمال للمصطلحات الفنية الخاصة سوف يفوت هذا الغرض, وهذه

المعلومات ال بد أن تكون متعلقة باألمور الهامة ال التافهة، فال تحوي إال النقاط الرئيسية الخاصة بالتركيب

الصرفي والفونيمي للغة موضوع الدراسة، ونقاط الخالف األساسية مع لغة المتعلمين, ومن ناحية أخرى فإن النقاط ذات األهمية الخاصة ال يصح أن تغفل وهي

كثيرا ما تغفل نتيجة الرغبة في جعل اللغتين قابلتين للصب في قالب نحوي عالمي مثالي، أو للرغبة في

وضعهما على نفس المستوى اللغوي الجغرافي نتيجة

لفهم خاطئ لمعنى المثلية أو التعادليةequalitarianismوفي حالة اللغة المنقسمة .

اجتماعيا أو ثقافيا فإن المعلومات التي يجب أن يقدمها عالم اللغة الجغرافي هي تلك المتعلقة باللغة

المشتركة التي يتكلمها المتعلمون من الناس، ألن هذا المستوى من اللغة هو في العادة موضوع تدريس

معلمي اللغة، وموضوع دراسة التالميذ، فيما عدا حاالتخاصة.

وأهم من كل هذا أن يكون التحليل دقيقا، وليس مؤسسا على مالحظات عابرة أو تعميمات سريعة. إن

اللغات ظواهر معقدة جدا، وهي بعيدة كل البعد عن أن تملك التقنين المبالغ في تيسيره، كما يحاول بعض

اللغويين الوصفيين أحيانا, وليس كافيا بأي حال من األحوال أن تجمع أفرادا قليلين من أبناء اللغة الذين

يتشابهون في لهجتهم لكي تصل في النهاية إلى وضع نحو وصفي للغة كبيرة ذات حضارة معاصرة، وإذا نحن

فعلنا ذلك فإننا سنصل في النهاية إلى نحو وصفي لبعض اللهجات الفردية أو اللهجات العامة، ولكننا لن

نصل لشيء يرضي حاجة معلم اللغة.

وإذا توافرت الظروف المالئمة يمكن أن يتحقق تعاونمثالي بين عالم اللغة

(1/255)

ومعلم اللغة، ولكن إذا سمح اللغوي لدراسته أن تعكس آراء نظرية قد يمكن أو ال يمكن تبريرها في واقع اللغة العام، وفي معناها الواسع، وفي فلسفة بنائها ولم تكن تقبل التطبيق إال جزئيا على مواقف

معينة، أو نوع من المادة اللغوية في متناول اليد فإنذلك يسبب اضطرابا ومتاعب جمة.

وهناك نقد حقيقي يوجه إلى الدراسة الوصفية للغة، وهو خاص بكثرة مصطلحاتها وتعددها بشكل ملحوظ,

وهناك تفسير لهذا ولكنه ال يعد تبريرا يتمثل في محاولة علماء اللغة الشبان المتحمسين أن يسدوا

حاجات هذا العلم الوليد على وجه السرعة, ومجاراة كل هذه المصطلحات الجديدة التي يستعملها علماء

اللغة الوصفيون، والتي قد تصل إلى بضع مصطلحات للظاهرة الواحدة تحتم السعي لوضع -ليس فقط قائمة

بالمصطلحات أو معجما لغويا- ولكن دائرة معارف

كاملة. وقد بذلت محاوالت سابقة لتأليف معاجم ، أوMarouzeauلمصطلحات علم اللغة مثل معجم

المعجم الذي وضعه مؤلف هذا الكاتب ولكن هذه المعاجم أصبحت بسرعة فائقة متخلفة في أقل من

عشر سنوات وليس هذا بسبب تغيير في الفرع التاريخي أو الجغرافي، ولكن بسبب تغيير في الفرع

الوصفي وحده, وهناك محاولة أخرى تمت أخيرا، ليس بقصد تعريف المصطلحات، ولكن ببساطة بقصد

اقتباسها في سياقها الذي استعملها فيه الكاتب الذي وضعها, ولكن حتى هذه المحاولة ما تزال في حاجة

إلى متابعة دائمة حتى اللحظة الحاضرة، باإلضافة إلى أنه يعيبها عدم غنائها من الناحية التعريفية, وهناك نداء

ملح يستصرخ علماء اللغة الوصفيين أن يتفقوا على مصطلحات لعلمهم تتسم بالثبات والعمومية، لكي يصبح تناول المادة أمرا سهال، وبخاصة للدارسين

المبتدئين, ومما هو جدير بالذكر أن مؤلف هذا الكتاب قد الحظ وجود خالف في المصطلحات يصل إلى حد

% بين عملين مكتوبين على يدي عالمين لغويين75 وصفيين مشهورين، كثيرا ما كانا يتقابالن وجها لوجه

وعلى الرغم من تناولهما نفس الظواهر والعملياتاللغوية.

(1/256)

وكثيرا ما يكتنف الغموض كتابات اللغويين في هذا الميدان, وهذا يرجع جزئيا إلى الكثرة الكثيرة من

المصطلحات العلمية، وجزئيا إلى الطبيعة الثقيلة التي يتميز بها الفكر العلمي األكاديمي, وإن الشعار "ال

تعرف في كلمات ثالث بسيطة، وفي عبارة قصيرة، ما يمكن أن تعرفه في عشر كلمات طويلة غير عادية "

يبدو هو المتحكم في بعض المؤلفين. وفي هذا الخصوص فإن عالم اللغة الوصفي ال يعد وحده مذنبا في المجال التطبيقي، بل يشاركه علماء آخرون في

حقول كثيرة، مثل علم النفس، والفلسفة، وعلم االجتماع، والتربية، واإلدارة. وما دام هذا الطابع أمرا

فرديا فإنه من الصعب مواجهته أو معالجته بدواء عامشامل.

وهناك اتجاه ظهر لبعض الوقت في علم اللغة الوصفي، وهو الميل نحو اإلبهام والغموض, وإن النزول

بعلم اللغة الوصفي إلى مستوى القضايا والنظريات فيما سمي بالتحليلHjelmslevالرياضية الذي بدأه ال يحقق أيglossematics1شبه الرياضي للغة

منفعة ال لعلم اللغة وال للرياضة. إن موضوع علم اللغة هو اللغة، وإذا عجز علم اللغة عن أن يجعل نفسه

واضحا ومفيدا في أبحاثه وموضوعاته التي يتناولها من غير االستعانة بعلم ال توجد بينهما عالقة واضحة فقد

فشل في أداء مهمته, ومثل هذا يقال عن المبالغة في استعمال أبحاث الفلسفة أو علم النفس أو ما وراء

علم اللغة، المبنية على مجرد مزاعم غير ثابتة. إن علماللغة يجب أن يكون واقعيا، ال باحثا فيما وراء الطبيعة. وهناك اتجاه لغوي آخر نحو معالجة الجزئيات الدقيقة،

ووصف نقاط ذات__________

Glossary شرح المؤلف هذا المصطلح في معجمه 1of linguistic Terminologyبأنه تحليل شبه رياضي

للغة مؤسس على التوزيع والعالقات المتبادلة بين , وذكر أن هذا المصطلح قدglossemesالجلوسيمات

ومدرسة كوبنهاجن, ثم شرحHjelmslevوضعه بقوله: إنه "أصغر وحدة ذاتglossemeالمصطلح

معنى"، أو أنه أصغر وحدة يمكن أن يصل إليها التحليل "اللغوي" أو "الوحدة التي ال تقبل التقسيم" أو "كل ما

". "المترجم".106يحمل معنى" "ص

(1/257)

أهمية ضئيلة، أو منفعة قليلة، في تفصيالت واسعة, وبينما هو ممكن -على وجه العموم- أن تضع نظاما

عاما للتنغيم ودرجة الصوت والمفصل في لغة معينة فإنه ليس من الممكن أن تعالجها في بساطة بالغة،

وبشكل يسمح بالقول بأنه: "يوجد في اإلنجليزية األمريكية أربع درجات للصوت، وهي تستعمل بشكل

كذا وكذا"، ألنه توجد خالفات كثيرة بين المتكلمين وLight housekeeperاألفراد, وإن التفرقة بين

Lighthouse keeprربما يثير الدهشة، ولكنه في نفس الوقت ال يقدم إال معلومات ضئيلة صاقة, فاللغة تعتمد إلى حد كبير على السياق لتحقيق التفاهم، وهي تتضرر كثيرا بذكر التفصيالت والخصائص الدقيقة التي

نادرا ما يالحظها السامع. وباإلضافة إلى هذا، فإن هناك نفورا من تطبيق بعض

الحقائق التي توصل إليها علماء اللغة الوصفيون والمقارنون على المشاكل العملية كتعليم اللغة. وإليكم

أمثلة قليلة لذلك: - األهمية الزائدة عن الحد التي أعطيت للتقسيم1

المقطعي "تقطيع الكلمة إلى أجزائها المقطعية، كجزء "Junctureمما يسميه اللغويون الوصفيون المفصل

في معظم اللغات الغربية غير اإلنجليزية. وإنه مما ال يمكن تأكيده بدرجة كافية أن أسرع طريق وأفعله الكتساب طريقة نطق ابن اللغة في أي لغة مثل

اإليطالية أو اإلسبانية أو الفرنسية أو حتى األلمانية أو الروسية هو أن تقطع الكلمة إلى مقاطعها الحقيقية

تبعا للنماذج المقطعية للغة" وهذا ال يتطابق دائما مع قواعد اللغة المكتوبة لتقسيم الكلمات حينما تقع في

أواخر األسطر، وأن تنطق كل مقطع على حدة، وبطريقة متميزة، ثم بعد ذلك وضع المقاطع بعضها

بجانب بعض ونطقها بنفس السرعة التي تنطق بها فيالكالم العادي.

- التماثل أو التقارب بمحض الصدفة، أو حتى التطابق2 -وربماPpint of articulationالكامل لمخرج الصوت

مع تعديالت بسيطة-

(1/258)

بين فونيمات تمثلها لغتان مختلفتان برموز كتابية مختلفة مثل األصوات اإلنجليزية االنفجارية اللثوية،

ومثل الراء المكررة في اإليطالية واإلسبانية "تتلقى علىget out of herأذن اإليطالي الجملة اإلنجليزية

". ويوجد غالبا تماثل في الصفةgherare hirأنها ،it التي في iوالمخرج بين الحركة اإلنجليزية القصيرة

-مع إطالة خفيفة- وبين الصوت الروماني الضيقgitو"e الموجود في الكلمة اإليطالية "Vedereأو ،

.verاإلسبانية - ما هو ثابت من أن لغة ما غالبا ما تنتج -استثناء أو3

مصادفة أو تحت ظروف طارئة- ما يعد فونيما أصليا أو مقررا في لغةPhoneme clusterعنقودا فونيميا

أخرى, اللغة اإلنجليزية ليس عندها تقابل فونيمي بين الصوت الساكن المفرد والمضعف مثل الذي يظهر في اإليطالية واليابانية والمجرية ولغات أخرى. ولكن حينما

كما لوWonderfulينطق المتكلم اإلنجليزية كلمة ، أو يصيح مفتش القطار في صوتwunnerfulكانت

يوجد الساكن المضعف بدونAllab boardجهوري

. واإلنجليزية الUnnamedالمفصل الموجود في مثل "الروسية 'mchتسمح بوجود العنقود الصوتي األولى

mchat :ولكن كلمتين إنجليزيتين مثل "Cream cheese مع حذف creaسوف يمكن المتعلم من

التدريب الكافي الذي يحتاجه. وإن عدم وضوح الرؤية باإلضافة إلى روح الديمقراطية

الزائفة ليبدوان المسئولين عن اعتقاد بعض علماء اللغة الوصفيين أن كل اللغات تعد على قدم المساواة,

ولربما كان ذلك صحيحا من الناحية التجريدية, ولكن عالم اللغة الجغرافي الذي يتناول الحقائق ال التجريدات

يعلم أنه ال احتمال في المستقبل المرئي لوضع لغةMenomini أو Ojibwaمثال على قدم المساواة مع

اإلنجليزية أو الروسية، فيما عدا في جانب واحد هوالناحية الوصفية. أما من

(1/259)

الناحية التاريخية أو الجغرافية فال وجه للمقارنة مطلقا. ويوجه نفس النقد إلى االعتقاد الخاطئ أن أي طراز داخل اللغة يعد حسنا كأي طراز آخر، مع ما يستتبعه

ذلك من النصيحة القائلة "اترك لغتك وشأنها" ودع المقادير تجري في أعنتها, وقد ظهر ذلك بشكل واضح

Webster'sفي الجدل الملتهب الذي ثار بعد ظهور third international dictionaryالذي وضع طبقا

لألسس الوصفية التي تغفل وجود فروق بين االستعمال الجيد والصيغة النموذجية والصيغة الرديئة

والعامية وحتى المبتذلة. إن الطبقية موجودة بين أشكال اللغة تماما كما هي

موجودة بين اللغات. إن بعض اللغات تطاوعك أكثر من األخرى، وتخدمك بصورة أفضل كوسيلة لالتصال الذي يعد أهم وظائف اللغة, ومع ذلك فلندرس بكل وسيلة ممكنة لهجات سكان الجبال، أو قطاع الطريق، سواء من وجهة النظر الوصفية الخالصة، أو لتحقيق أغراض

خاصة. ولكن دعنا ال نعرض لدعوى أن كل أشكال اللغة من جميع النواحي تعادل اللغة المشتركة التي يتحدث

بها كل المواطنين، مع بعض االختالفات المحليةالبسيطة.

وينبع من نفس الخطأ األيديولوجي ما يقال عن "المتكلم الوطني"، واالعتقاد بأنه ال يخطئ، وأن

الصواب والخطأ أحكام تطلق على اللغة حين يستعملها

األجانب, ومن جهات كثيرة جدا -بعضها ذوقي ذاتي محض، وبعضها قائم على أساس من تيسير االتصال-

توجد حاالت وحاالت كثيرة تكون لهجة األجنبي المثقف فيها أفضل من لهجة الوطني األمي السمجة, وإن

Charlesاألمريكيين الذين ال يجدون صعوبة في فهم Boyerسوف يجدون صعوبة في فهم بعض المواطنين

في مناطق أمريكية معينة, وال يعني هذا أننا ال ينبغي أن نجاهد في تعلم وتعليم اللغة بطريقة نطق تقرب من

النطق الوطني ما أمكن, ولكنه يعني ببساطة أن المرة الوحيدة التي يعتبر فيها نطق المتكلم الوطني الخالص

نطقا بدائيا إنما ترتبط بأعمال المراقبة والتجسس.

(1/260)

وبعض اللغويين الوصفيين يجدون صعبا على أنفسهم أن يخفوا نفاد صبرهم بالنسبة للصورة المكتوبة للغة, بل إن منهم أكثر من هذا من يزعمون أنه ال توجد لغة مكتوبة، وإنما يوجد تقابل بين الكالم -الذي يعد اللغة الحقيقية- وبين الكتابة, وإلى جانب الحقيقة أن اللغة المكتوبة تعد -عادة- جليلة الشأن بالنسبة لعالم اللغة

التاريخي في دراسته الفلولوجية، فإن عالم اللغة الجغرافي يمكن كذلك أن يشير إلى الدور الكبير الذي

لعبته اللغة المكتوبة في كل اللغات الحضارية، وإلى أن الحكومات في جميع أنحاء العالم قد وجدت أمرا

ضروريا أن تحاول القضاء على األمية بين أبنائها, وإذا كانت الكتابة ينظر إليها على أنها فقط رمز الكالم، فيجب أال ننسى أن الكالم في ذاته يعد فقط رمزا

للفكر، من غير النظر إلى مرتبته العليا أو السفلى، وإن انتقال الداللة -التي هي الهدف األساسي للغة-

يمكن أن يتأثر بالكتابة تماما كما يتأثر بالكالم، كما هو ثابت من النظم الكتابية التي تعبر عن الفكرة بالصورة

المكتوبة مباشرة متخطية اللغة المكتوبة. والمعاناة التي ال يمكن إخفاؤها بسهولة، التي يشكو

منها كثير من علماء اللغة الوصفيين ضد زمالئهم التاريخيين الذين يعد عملهم متعلقا بتواريخ أقدم منهم,

وضد زمالئهم الجغرافيين الذين يتناولون أمورا أكثر تعلقا بالتطبيقات العملية لعلم اللغة في الحاضر

والمستقبل لتعد أمورا ذاتية، ومن المؤمل أن تختفي بمرور الوقت بناء على ما هو باد من إمكانية وجود

توازن بين فروع علم اللغة الثالثة في المستقبل

القريب, وإن بعض علماء اللغة الوصفيين في الواقع ما يزالون في حاجة إلى أن نذكرهم أن اللغات كانت

تتكلم وتتعلم وتعلم وتدرس وتناقش مدة طويلة قبل وأن هناك مناهج أخرىBloomfield, وBoasوجود

للدرس اللغوي غير مناهجهم يمكن أن يتوصل إليها، وربما كانت في بعض األحيان أرجح من مناهجهم. إن

العلم ليعد علما فقط حينما يظل محتفظا بعقليته المتفتحة، وحينما يسمح بالمناقشة الحرة, وإال فإنه

ينتكس إلى مجرد قضايا أو أحكام تحكمية ال تستند إلىدليل أو برهان.

(1/261)

علم اللغة التاريخي: لقد أسلم من سوء الخظ علم اللغة التاريخي نفسه

منذ البداية إلى شطحات الخيال, وقد كان من السمات الواضحة لعلماء اللغة التاريخيين محاولتهم ربط التطور

اللغوي بحادثة تاريخية أو أخرى, وإعطاؤهم صفة السببية والتأثير لظواهر ربما حدثت تلقائيا، أو بمحض

الصدفة.

واآلن فإن االتجاه المعاكس الذي يحاول فصل التطور اللغوي نهائيا عن حياة الناس متكلمي اللغة يعد هو

اآلخر اتجاها غير مرغوب فيه، إذ ال بد في كل األمثلة من وجود عالقة التأثير أو السببية، بغض النظر عن نوعية هذا السبب أو المؤثر. وليست المشكلة في

محاولة البحث عن األسباب التي أدت إلى التغير اللغوي، وإنما في محاولة استخالص األسباب، ووضع اليد عليها قبل استيفاء األمثلة والشواهد, وأسوأ من

هذا اآلن ذلك االتجاه البادي من بعض اللغويين التاريخيين والمتمثل في محاولة تصفية الشواهد

لتناسب أغراضهم، مع استبعاد الجزء الذي ال يماشي آراءهم المسبقة. وإعطاء اهتمام زائد لجزء آخريماشي أحكامهم التي وضعوها قبل بدء البحث.

وإلى هذا االتجاه المتطرف الذي اتسم به تاريخيو القرن التاسع عشر، يرجع قدر كبير من رد الفعل في

االتجاه المقابل الذي تم عليه يد الممارسة اللغوية الحديثة لعلم اللغة الوصفي التركيبي، التي تعاون

أفرادها في إرساء دعائم البحث الميكانيكي المنهجي الذي اعتمد أساسا على المالحظة المباشرة. ولكن

هذه المناهج أيضا من الممكن أن يتسرب إليها سوء

الفهم، وخطأ المعالجة، كما تحدثنا من قبل. ومنذ اللحظة التي بدأ فيها البحث اللغوي يعتمد -وذلك

مستهل القرن التاسع عشر- على المادة المسجلة والنقوش بدأ اللغويون يتجهون نحو المالحظة ذات

الطبيعة الشاملة, واهتم اللغويون كذلك بموضوع تطوراللغات، وبخاصة

(1/262)

في مجال األصوات "لم تكن نظرية الفونيم قد ظهرت بعد"، ولم يصدروا أحكامهم بطريقة عشوائية، ولكن

تبعا للنموذج المطرد, ومن أمثلة ذلك نماذج التقابالت الصوتية لفروع المجموعة الهندية األوربية التي تعد

قطعية ومطردة, وهي تزعم القطعية واالطراد بنفس الدرجة في أي فرع من فروع هذه المجموعة تعرض لنفس الدراسة المقارنة، ويبدو من الحقائق المؤكدة

القول بأنه إذا بدأ نوع من الكلمات في الالتينية أو ، فإنpاإلغريقية أو السنسكريتية أو السالفية بحرف ،fالمجموعة الجرمانية تتخذ في مقابله حرف

، وربما أسقطتهhوالمجموعة األرمينية حرف

المجموعة الكلتية إذا وقع في أول الكلمة ويبدو حقيقة مؤكدة بنفس الدرجة أن يقال: إنه إذا احتوت كلمة

-" فإن فرعهctالتينية على العنقود الصوتي "- -" واإلسباني إلىitالفرنسي أو البرتغالي يحوله إلى "-

-"ch-" واإليطالي إلى ،"-tt-" والروماني إلى ،"-pt,"- وهناك في الحقيقة بعض االستثناءات، ولكنها يمكن أن يعلل لها بطريقة أو بأخرى, وقد قاد هذا بعض اللغويين

التاريخيين إلى أن يضعوا نظرية "القانون الصوتي"Sound lawويصلوا بها إلى حد القول بأنه في ،

منطقة معينة، وفي فترة معينة، حين يظهر ابتكار أو تحديد، فإنه يؤثر على كل الكلمات المشتملة على

الصوت محل الدراسة بدون استثناء، ومعنى هذا أن القوانين الصوتية قد أعطيت صفة الحتمية واإللزام

تماما كما أعطيت نظريات نيوتن من قبل, ولكن عمومية هذه النظريات قد دحضت فيما بعد على يد

Einstein.وآخرين وقد خلق هذا االتجاه العنيد الصلب اتجاها لغويا مضادا، ولكن من تبنوه ومضوا في طريقه إلى نهايته كانوا قلة, وكان رأي هذه القلة نفي أي نفوذ أو سلطان للقوانين

الصوتية، وادعاء "تحكم الفرد" باعتباره العامل

األساسي في التغيير اللغوي, وقد توصل بعضهم في النهاية إلى رأي وسط عن طريق تعديل "القانون

الصوتي" ليشمل االستثناءات المحتملة التي تأتي نتيجة االقتراض الخارجي أو اللهجي أو الثقافي، أو من تأثير

القياس، أو غير ذلك, بل إنه

(1/263)

يجب أن يكون مفهوما أن القياس ليس كاالقتراض. االقتراض حقيقي، وقابل لإلثبات بوجه عام, أما القياس

فبخالف ذلك إال في حاالت قليلة معينة. وعلى أي حال فمن الممكن أن يقال إنه بينما يمد القياس المعتقدين في قوة القانون الصوتي بخط

دفاعي هائل، ألنه يمكنهم من إزالة االستثناءات من طريقهم فإن له في نفس الوقت عيوبه الخاصة به, إنه

ينتهي بوضع قوانين صوتية إضافية أضيق وأضيق في مجال التطبيق حتى إنها في النهاية -في حاالت كثيرة- تتطابق مع تحكم الفرد الذي ينادي به اللغويون األكثر تفكرا، المعارضون للقانون الصوتي. وربما كان أقرب

إلى القبول أن تحدد االتجاهات الصوتية التي تخضع لهامعظم صيغ اللغات الموصوفة، دون أن يدعى لها قوة

(1/264)

القوانين الصارمة، مع األخذ في االعتبار إمكانية الشذوذ أو االنحراف الناتج عن تعدد األسباب، ومن بينها القياس. ودعنا نعترف بأنه في كل تأثير يوجد

مؤثر بدون شك، ولكن دعنا في نفس الوقت نعترفبأنه ليس من السهل دائما تحديد المؤثر.

وقد قاد االعتراف الراسخ بالقياس على أنه قوة مؤثرة في التغير اللغوي إلى عدد من االنحرافات في

التطبيق, من ذلك مثال عرض األقيسة الغامضة، أو المشكوك فيها كحقيقة ثابتة في الكتب الدراسية وغيرها, وال يوجد أي خطأ في تقديم االفتراضات،

ولكنها يجب أن تؤخذ بحذر على أنها افتراضات إلى أنيقوم الدليل على صحتها.

وإن طريقة بعضهم في استخالص نتائج شاملة من شواهد غير كافية تبدو من وقت آلخر في أعمال اللغويين التاريخيين. فهناك مثال نظرية الطبقات

السفلى والطبقات العليا الساللية، التي تنسب التغيرات التي تحدث أثناء تطور لغة معينة ولتكن

الالتينية إلى الفرنسية، إما إلى عادات كلتية سابقة في نطق األصوات، إو الى نفوذ متأخر للغزاة الجرمانيين,

وإنه وإن كان من السهل جدا إثبات هذا النفوذ فيما يمس المفردات "الفرنسية تحتوي على كلمات كثيرة موروثة أصال عن الغاليين وغيرهم، ومقدمة إليها بوجه

خاص على أيدي الفرنكيين، في حين أن اإلسبانية تحتوي على كلمات عربية وأيبيرية ال تظهر في لغات

رومانسية أخرى"، فإن الدليل على أن هذا النفوذ يمتد إلى النماذج الصوتية للغة أمر مشكوك فيه، ولذا فهو

موضع نزاع, ومع هذا فإننا نجد لغويين ذوي شهرة عالية يوسعون مجال نفوذ الطبقة السفلى ليشمل

التطور الفونولوجي، وينظرون إلى ذلك على أنه حقيقة ثابتة، ويستخلصون منه عديدا من النتائج البعيدة

التصديق، نتائج ليست ذات طبيعة لغوية فحسب، بلوحتى طبيعة تاريخية.

ومن األمور المشكوك فيها كذلك نظرية المناطق التي تطورت بمرور الوقتLateral areasالجانبية

Meilletعلى أيدي لغويين مشهورين أمثال

(1/265)

. وهنا يفترض أن القسم المركزي للمنطقةBertoniو اللغوية يقوم بدور مصدر اإلشعاع لالبتكار أو االبتداع، وأن األجزاء النائية من المنطقة عادة ما تنجو من هذا

النفوذ، وبالتالي فهي تكشف عن مالمح محافظة مشتركة في مناطق تفصلها مسافات بعيدة, فحيث

نجد -على سبيل المثال- اللغتين الكلتية والهندية اإليرانية تتفقان في مالمح مشتركة ال تظهر في

المناطق المتداخلة الهندية األوربية، فإن هذا يعزى إلى النزعة المحافظة للمناطق الجانبية. وحينما نجد اللغتين

تظهران مالمح قليلةRumanian, والـHispanicإلى متماثلة ربما تكون قد حدثت بمحض الصدفة فإننا ننسى الجزء األعظم من الظواهر األخرى موضوع

االختالف، ونصدر مع ذلك حكما بترابطهما شبه الغامض, وقد أقام اللغويون الرومانيون عالقة بين اإليطالية الجنوبية الوسطى، والرومانية، ليس على

أساس سوى اشتراكهما في إسقاط الحرف الالتيني -"، و"يضاف إلى هذا نطق أصوات صامتةsالنهائي "-

واقعة بين علتين، ولكن األدلة على ذلك ضعيفة". أما

كل المالمح األخرى التي ترشح انضمام اإليطالية للغات الرومانسية الغربية، بينما تبعد الرومانية عن كليهما

فإنه يتغافل عنها. وهذه الطريقة تتجاهل أغلبية الشواهد، وتركز على خاصة أو خصائص تخدم نظرية

مسبقة، مما يؤدي في بعض األحيان إلى خلق إحساس بأن علم اللغة التاريخي -على عكس علم اللغة

الوصفي- يتصف إلى حد ما بأنه علم مليء باألوهام. وهناك مثال آخر لهذه العقلية حديث الوقوع، وهو

االعتقاد في إمكانية إعادة تركيب التاريخ اللغوي على واالعتقادGlottochronologyأسس لغوية تاريخية

Lexicostatisticsفي العمليات اإلحصائية المعجمية , والمبنية على شواهد غير1التي سبق وصفها بوضوح

كافية يلتقطها الباحث بسرعة, وشيء آخر يدخل فيما ، وقد غلفه فيmatalinguisticsوراء علم اللغة

الظالم عالم ذكي -ولكنه لغويا غير مؤهل تأهيال كافيا-.B.L. Whorfوهو

__________ "المترجم".36 انظر المبحث رقم 1

(1/266)

ومن أهم ما ينادي به أن نمط اللغة المتكلمة يؤثر في عقلية المتكلمين بها، وفي سلوكهم، بل ويرغمهم على

التفكير والتصرف في اتجاهات معينة, وفي رأينا أن هذا ربما يحدث جزئيا بمجرد أن تستقر اللغة، ولكن

يجب أال ننسى أن اللغة هي التي تطور أساسا لتناسبعقلية المتكلمين ونشاطاتهم، وليس العكس.

إن علم اللغة التاريخي يمكن أن يكون موضوعا شائقا للدراسة، ويحقق في نفس الوقت مستوى علميا رفيعا, وهو يجب -على كل حال- أن يعدل منهجه

األساسي تعديال ليس بالكبير، طبقا لما تقتضيه ضرورة تطبيق هذا المنهج ولتحقيق التواؤم مع القواعد المبنية على الشواهد الكافية، وكل المادة المناسبة يجب أن

تجمع وتفحص بدقة وتقدم للدراسة, وال يصح إهمال أي منها أو إسقاطه، ألنه يناسب نظرية أخرى للبحث,

وحينما تكون الشواهد الموضوعة تحت اليد متعارضة، أو غير كافية لتكوين حكم قطعي -كما يحدث في كثير

من األحيان- فإنه يجب اللجوء إلى االفتراض الذي تسمح به المادة، ويظل الفرض محال للتحقيق والفحص

إلى وقت متأخر، حين تظهر شواهد جديدة يمكناالعتماد عليها.

علم اللغة الجغرافي: كثيرا ما ترتفع األصوات بالشكوى من عجزنا عن أن

نحشد ونعبئ العدد الذي نحتاج إليه من المتكلمين األجانب، وفشلنا في أن نجذبهم إلى حقل عملنا،

مليونا20ونحولهم إلى وسطنا بطريقة نافعة "حوالي منهم" ألغراض محلية، أو تعليمية لغوية, وفي حين يعد

هذا النقد على حق من بعض النواحي، فإننا يجب أن نأخذ في االعتبار أنه ليس كل المتكلمين األجانب "بل ليس معظمهم أو قدر كبير منهم" مؤهلين لمساعدتنا في هذا الميدان، وتقديم تعليمات كهذه إلينا أو حتى

إلعطائنا معلومات قيمة أو دقيقة تتعلق بمنطقتهم الخاصة ولغتهم, وفي حين أن هؤالء الناس قد يمكن

اتخاذهم رواة لغويين في ظروف مناسبة،

(1/267)

ومع استخدام الفحوص واالختبارات المطلوبة، فإننا يجب أن نكون حذرين من حشد معلومات خاطئة لغوية

أو غيرها تحت اسم تجميع المعلومات. وهناك نقد هام يتعلق بعلم اللغة الجغرافي، ويمس

جانبا منه، وهو أن موضوع دراسته ومباحثه تتغير باستمرار، وتتعرض ألنواع كثيرة من الضغوط

والتغييرات. ولكن نفس النقد يمكن أن يوجه أيضا إلى فروع علم اللغة األخرى ربما فيما عدا المالمح

األساسية الكبرى في علم اللغة الوصفي. وحتى هذه المالمح ما تزال تتعرض للتعديالت الكثيرة الدائمة. إن

طبيعة اللغة تجعلها في حركة دائمة، ولذا فدراستها متحركة كذلك ال جامدة، وعلى كل حال فمن الممكن تماما أن نركز على الجوانب األكثر موضوعية واتصاال

بالحقائق في علم اللغة الجغرافي، باإلضافة إلى صقل منهج بحثه، وإجراءات دراسته، إلخضاعها لمتطلبات

العلم، وشروطه األساسية. وإن المشكلة الحقيقية لعلم اللغة الجغرافي هي أنه لم

يلق إلى اآلن التأييد والعناية الكافيين, فحتى اآلن نجد اهتمامات علمي اللغة الوصفي والتاريخي تنصب -إلى

حد كبير- على تخصصاتهما لدرجة أنهما يعرضان الجانب اللغوي الجغرافي لعلم اللغة على أنه شيء له عالقة ضئيلة بهما. والحكومات والجهات المعنية التي كان يجب أن تعطيه اهتماماتها المباشرة قد فشلت

حتى اآلن في إبداء اهتمامها المطلوب.

وقد يحسن أن يعاد القول إنه في خالل الحرب العالمية O.W.I." Office ofأنشأ "مكتب المعلومات الحربية" "

war Informationقسما خاصا أسماه "مكتب تحليل الوسائط" كانت وظيفته الرئيسية جمع الحقائق

والمعلومات عن اللغات المتكلمة في كل أنحاء العالم، وفهرستها ألعمال استراتيجية مباشرة. وقد كانت هذه

الدراسة مقرونة بإحصاءات عن األمية، وبيانات عن قرابات اللغات، وبالطبع عن تعداد السكان, وحتى من

قبل نهاية الحرب كان هذا المكتب قد حل، وكانتمعلوماته المجموعة قد تشتتت, ولم يبق

(1/268)

هنا وهناك إال باحث لغوي أو آخر، كان على صلة بهذا.1المكتب حفظ أو طبع بعض هذه المادة المجموعة

أما األعمال الحرة التي تضع عادة برامج خاطفة في اللغات ألغراض وقتية أو قليلة األهمية "مثل كيف تقول

Have a cakeبلغات متعددة، أو التأكد من أن اسم إنتاج جديد ال يرتبط بكلمات أخرى مسيئة أو مثيرة للضحك في أي من األقطار التي سيباع فيها" فقد

أخذت شكال جادا فقط حينما أصبحت في حاجة إلى متخصصين في اللغات والمناطق، تلبية لحاجتها

ومتطلباتها الخاصة. قد أعدتStandard oil"وعلى سبيل المثال فإن

برنامجا في العربية واإلسبانية واإلندونيسية بطريقة مختصرة للفنيين الذين خصصوا للخدمة في مناطق لها

فيها آبار بترول". ولكن معظم هذه النشاطات كانيتسم بطابع االرتجال والتنوع.

إن ما يحتاج إليه في الحقيقة هو معهد لعلم اللغة الجغرافي يحظى بتأييد الجهات الحكومية والحرة على

السواء بقصد اإلشراف على البحث العلمي وتجميع الحقائق، وجمع المعلومات التي توضع تحت طلبهما

كليهما، وطلب اللغويين كذلك، وبقصد تدريب الخبراء في المناطق واللغات -وحتى في علم اللغة الصرف- التي تتعلق بمناطق ال يقع الطلب كثيرا عليها، وليس

لها فائدة تجارية مباشرة، كما هو الحال بالنسبة للمناطق واللغات التي تدرس في مناهج المدارس

الثانوية العادية في الواليات المتحدة األمريكية. وإنه لمن غير المعقول أن نتوقع من شخص موهوب

في هذه النواحي أن يتخصص في لغة أو منطقة يوجد

في طلبها أمل ضعيف، أو مشكوك فيه، في حين أنه يعلم أنه لو تخصص في الفرنسية أو اإلسبانية أو

األلمانية مثال فهو__________

. في كتابهDuncan Macdougald, Jr انظر: 1 The بعنوان: 1944المطبوع في فالدلفيا عام

Language and Press of Africa.

(1/269)

يستطيع على أسوأ الفروض أن يحصل على وظيفةمدرس في أي مدرسة ثانوية محلية.

وإن معهد علم اللغة الجغرافي يجب أن يكون معدا ماليا، ليس فقط لتدريب اختصاصييه على لغات

ومناطق يقل الطلب عليها، ولكن أيضا ليجد لهم عمال مجزيا حين ينتهون من دراستهم، أو حتى االحتفاظ

بمرتباتهم على قدم المساواة مع مرتبات الباحثين، إذالم يكن هناك عمل فوري يمكن إلحاقهم به.

وحتى اآلن فإن القوات المسلحة, ومكتب الخدمات الخارجية فقط هما اللذان حققا بعض القرب للمعهد

اللغوي الجغرافي الذي نتصوره في مخيلتنا. ولكن برنامج القوات المسلحة يقوم على التخصص في

لغة واحدة، وال يعطي ضمانات بالتوظيف في أعمال فيما عدا ما يتعلق باحتياجات القوات المسلحة، وهي احتياجات بطبيعتها متغيرة ومتقلبة وال يمكن االعتماد

عليها. ونتيجة لهذا ظهرت برامج خاطفة متتابعة، تعد قليلة

القيمة بالنسبة للمنظمات ذات األعمال الحرة، وكبيرة القيمة بالنسبة للحكومة، وبذلت جهود سريعة لمواجهة

االحتياجات التي تثور من وقت آلخر، دون اتباع خطة بعيدة المدى أو رسم مخطط لعدة سنوات مقدما كما

يجب أن يكون. واآلن تبدو الحاجة ملحة إلى أعداد كبيرة من علماء

اللغة الجغرافيين، يعمل بعضهم كخبراء عالميين فيما يخص الصورة العامة للغات العالم، ويعمل بعض آخر كاختصاصيين في اإلحصاءات واألرقام الخاصة باللغة،

وبعض ثالث للتخصص في بعض المناطق واللغات, ومثل هذه التخصصات ال يمكن أن ترتجل ارتجاال، وإنما هي تتطلب إعدادا طويال مجهدا، وتدريبا شاقا، بل إنها

تحتاج إلى تأييد وعون للمتخصصين بعد إنهائهم تدريبهممن أي شخص يمكن أن يستفيد من مجهوداتهم.

(1/270)

وإن إحدى ثمرات معهد علم اللغة الجغرافي سوف تتضح في جمع المعلومات التي ال شك ستكون محل ثقة الجميع، وتحت طلبهم، مع تعداد أو إحصاء لغوي شبيه بذلك اإلحصاء الذي تم أثناء الحرب في مجال

محدود وبصورة ناقصة على يد مكتب تحليل الوسائطالتابع لمكتب المعلومات الحربية.

(1/271)

:قائمة بمصطلحات الكتابabbreviationاختصار "استخدام الحروف األولى

.155للكلمات" ablaut إبدال "وانظر apophony" 146.accent نبر "وانظر stress" 92.

accusative 150 المفعولية.

acoustic phonetiesعلم األصوات السمعي "أو .92، 47الفيزيائي أو األكوستيكي"

actualization تحقق الفونيم "وانظر Realization" 88.

adam's apple 77 تفاحة آدم.adjective 103 صفحة.adsratum 140 الطبقة اإلضافية.

adverb 109 ظرف.affricate صوت" مركب "وانظر" composite" 84،

124.agglutinatve language 58، 57 لغة الصقة.

allomorph ألومورف وانظر Variant form" 104, 127، 128.

allophone "89، 88، 50 ألوفون "أو صوت موقعي، 90 ،121 ،123 ,129.

alveolar 85 "صوت" لثوي.alveoli "83 لثة "أو منبت األسنان.

ameliorationارتفاع المعنى "وانظر enhancement" 158.

amplitude 92 سعة الموجة الصوتية.

analogy 265، 243، 141 قياس.analytical language 151 لغة تحليلية.

anaptyxis 148 زيادة العلة.apheresis 148 إسقاط العلة األولى.

apical 85 صفيري قوي.apophony إبدال "وانظر ablaut" 146.archaism "154 مهمل "من الكلمات.

archiphoneme 89 فونيم رئيسي.area languageلغة منطقة "أو لغة محلية", "وانظر

Regional language" 64, 67، 188.articulatory phonetics 47 علم األصوات النطقي،

87.artifical languageلغة صناعية "وانظر

Constructed" 192، 193.assimilation 128، 123 مماثلة.

attribute 110 صفة.

(1/273)

augmentatives 154 صيغ الزيادة.auxiliary language "191 لغة مساعدة "أو بديلة.auxiliary languageلغة مساعدة "أو صناعية أو

.193دولية أو مركبة أو عالمية" back-for mation 155 اقتطاع عجزي.

back vowel 79 علة خلفية.base from"صيغة أساسية "بالنسبة لأللومورفات

107 ،127.basic language 193 لغة أساسية.

bilingualism 192، 64 ثنائية اللغة.blendingمزج "أو تداخل", "وانظر

contamination" 157.borrowing 234، 156 اقتراض.

bound morpheme 100, 56، 54 مورفيم متصل، 101 ،102 ،154.

bow-waw 38 نظرية تفسر نشأة اللغة.canonical form 96 نموذج مقبول.Central vowelعلة وسطى "أو مركزية", "وانظر

middle vowel" 79.Centrifugal 71 اتجاه طرديمركزي.

Centripetal 71 اتجاه جذبيمركزي.Centumمجموعة اللغات الهندية األوربية التي لم

تتحول أصواتها الوقفية الطبقية الى غارية أو لثوية169 ،173.

Checked Position "97 موضع مقيد "بالنسبة للعلة.Class language 195، 70، 64 لغة طبقة.Close juncture 95 مفصل ضيق.

Close vowel 79 علة ضيقة.Closed syllable 96 مقطع مقفول.

cognates 158 كلمات ذات أصل واحد.coinage 155 وضع.

Colloqual language"70 لغة دارجة "عامية.Colloqualism 138 عامية.

Calonial language"لغة استعمارية "لغة االستعمار 64 ،187.

Colonizing language 187 لغة االستعمار.Common ancestor 169 أصل مشترك.

Comparative linguistics 36 علم اللغة المقارن، 58 ،59.

Comparative philology 233 فقه اللغة المقارن.

Complemeutary distribution 49 توزيع تكاملي، 52 ،90.

Componentكلمة في تركيب أكبر "وانظر Constituent" 109.

(1/274)

Composite soundsأصوات مركبة "وانظر Affricate" 124.

Composition 155 تركيب.Compound words 155 كلمات مركبة.

Compromise language 190 لغة وسط.Conjugation 153 اشتقاق.

Conjsonant language 152 لغة اشتقاقية.Consonantصوت ساكن "أو حبيس، أو صحيح، أو

.78، 51، 46صامت" Consonant clusters 98 تجمعات السواكن.

Consanant shift 150 إبدال السواكن.Constituentكلمة في تركيب أكبر "وانظر

Component" 109.

Constituent classمجموعة الكلمات التي لها نفس .form-class" 108الحق في االستعمال "وانظر

Construction 108 تركيب.Contamination تداخل "وانظر Blending" 157.

Creole languageلغة مبسطة أو مهجنة "وانظر pidgin" 64, 188.

Cultural language 190 لغة ثقافية.Culture 206 ثقافة.

Declension 153 إعراب.Declensional Language 152 لغة إعرابية.

Dedialectalization 195 تجمع اللهجات.Delabialization 144 سلك الشفوية.Denasalization 145 سلب األنفية.

Dental 82 أسناني.Dento-labial 83 أسناني شفوي.

Derivation 154 اشتقاق.Derivatives 154 مشتقات.

Desciptive linguisticsعلم اللغة الوصفي "وانظر Synchronic" 36، 38، 226، 233، 235-238،

240، 242، 243، 253، 254، 257، 268.

Diachronic linguisticsعلم اللغة التاريخي "وانظر historical" 36.

Diachronic phonetics 46 علم األصوات التاريخي.dialect "69، 68، 64 لهجة "ذات صورة مكتوبة،

138.Dialectalization 195 انقسام لهجي.

Diffusion 191 انتشار وتوسع.Digraph 81 تمثيل صوت واحد برمزين.

Diminutives 154 صيغ التصغير.Diphthong 151، 150، 143، 81، 80 علة مزدوجة

(1/275)

DiphthongizationDiphthongize راجع Diphthong.

Dispersion 191 تبدد وانحالل.Dissimilation 147، 128 مخالفة.

double consonant 146 ساكن مضعف.Doublets 158 كلمات مشتقة من كلمة واحدة.

endocentric structure 108 جملة ناقصة.

enhancementارتفاع المعنى "وانظر Amelioration" 158.

epenthesis 148 زيادة الساكن.epigrhph 141 علم النقوش.

etymology 55، 44 علم االشتقاق.exocentric structure 108 جملة تامة.

experimental phoneticsعلم األصوات التجريبي 47.

extra high pitch 94 درجة عالية جدا.falling diphthong 81 علة مزدوجة هابطة.

field conditions 121 ظروف بيئية.flap صوت ترددي "وانظر trill" 86.

focal area 195 منطقة مركزية.folk etymology اشتقاق جمعي "وانظر popular

etymology" 159.formant مورفيم حر "وانظر free morpheme"

101, 102, 107, 154.form-classمجموعة الكلمات التي لها نفس الحق

.108في االستعمال frequency of sound wavesتردد الموجات

.92الصوتية free morpheme مورفيم حر "وانظر Formant"

54, 56, 57, 100, 101, 102, 113, 114, 154.free position "97 مركز حر "بالنسبة للعلة.

free variations 97، 50 تنوعات حرة.fricative صوت احتكاكي "وانظر spirant" 46، 83.

front vowel 79 علة أمامية.function word "101 كلمة وظيفية "كلمة مساعدة.

functional chang 156 تغيير وظيفي.functional tone 92 نغمة أساسية.

gemination "145 تضعيف "الصوت.genemmic phoneticsعلم األصوات بعد اإلنتاجي

47.genetic classificationتصنيف اللغات على أساس

56القرابة genetic phonetics 47 علم األصوات اإلنتاجي.

(1/276)

geolinguistics 64، 38-36 علم اللغة الجغرافي، 134 ،234 ،227 ،241 ،243 ،253 ،267-271.

glideانحدار "أو نصف علة", وانظر semiconsonart- somivowet " 81، 126.

glossematics 257 التحليل شبه الرياضي.glosseme 257 جلوسيم.

glottal 87 مزماري.glottal stop 77 الهمزة.

glottochronologyمحاولة إعادة كتابة التاريخ اللغوي على أسس لغوية تاريخية إحصائية مقارنة

237 ،266.graded areas 195 مناطق متعددة الدرجات.

grammar 53، 52 علم القواعد.grammatical structure 45 التركيب القواعدي.

guttural طبقي "وانظر velar" 82.half rounded vowel 79 علة نصف مفتوحة.half rounded vowel 80 علة نصف مستديرة.

hoplology 148 حذف المقطع.hard palate"الحنك الصلب "الغار, وسط الحنك

79.

head كلمة أساسية "وانظر head word" 110.head word,"كلمة أساسية "أهم كلمة في التركيب

.word" 110"وانظر hiatus 150، 149 اجتماع صوتي علة.

high pitch 94 درجة عالية.high vowel 79 علة عالية.

historical linguisticsعلم اللغة التاريخي "وانظر diachronic" 36، 38، 235، 237، 240-242، 253

262، 267، 268.historical phonetics 46 علم األصوات التاريخي.

ideogram 60 رمز يدل على فكرة.idiolectic differences 210 خالفات أسلوبية.

idiolects 210، 70 عادات كالمية.idiom "114 تعبير "أو مصطلح أو تعبير اصطالحي،

138.immediate constituents 108 مكونات مباشرة،

109.immigrant dialects 189 لهجات المهاجرين.

imparisyllabic 150 مختلف المقاطع.incorporating languagesاللغات المركبة "وانظر

polysynthetic" 57.indigenous languages"لغة أهلية "بلدية, وطنية

64 ،186.inflectional ending 58، 57، 43 الحقة تصريفية.

inflectional languages 56 اللغات التصريفية.

(1/277)

informant 133، 132، 121، 120 راو لغوي.inputاألساس أو األصل "جملة اإلثبات بالنسبة للنفي

.110أو االستفهام" interlanguage,لغة وسيطة "صناعية, دولية, عالمية

.193مركبة" internal change 56، 53، 44 تغيير داخلي.

internal open junctureمفصل داخلي مفتوح 150.

international language 193 لغة دولية.international phonetic alphabetاألبجدية

.51، 47الصوتية الدولية intervocalic position 143 الموقعية بين علتين.

intonation 129، 95، 92 تنغيم.intonation morpheme 112 مورفيم تنغيمي.

isoglossesالخطوط الفاصلة بين الصور الكالمية .133، 70المتنوعة

isolating languages 58، 57 اللغات المفردة.jargonلهجة حرفية "لهجة خاصة بطبقة معينة أو

.138، 70، 65مهنة أو حرفة" juncture مفصل "وانظر transition" 92، 95، 129، 258.

koine,"لغة وسط "منتخبة قصدا من عدة لهجات .compromise language" 64, 190"وانظر labial 82 شفوي.

labialization 144 اإلبدال الشفوي.labio-dental 83 شفوي أسناني.lambdacism 149 إبدال نادر.

language identification 63 التعرف اللغوي، 194.

language in contactاللغة في مجال االتصال .adstratum" 140, 194"وانظر

language of colonizationلغة االستعمار "وانظر

Colonizing" 187.langue "115 لغة "اصطالح دي سوسير.larynx 77 الحنجرة.lateral "86، 46 جانبي "صوت.

lateral areas "265 المناطق الجانبية "نظرية.lautverschibung إبدال األصوات "وانظر Sound

shift" 150.learned development 158 تطور علمي.

lexeme 128، 113 صيغة نحوية كاملة.lexicography 44 علم المعجم.

lexicology 112 مفردات اللغة.lexicostatistics 266 عمليات إحصائية معجمية.

(1/278)

liaison 107 تسهيل.linguist 40 لغوي.

linguistic atlas 240، 235، 131 أطلس لغوي.linguistic geography 134 الجغرافيا اللغوية.linguistic distribution 191 التوزيع اللغوي.

linguistic prestige centreمركز الهيبة اللغوية 195.

linguistic replacement 188 اإلحالل اللغوي.linguistics 43، 37، 35 علم اللغة.

linguistic sphere of infuenceمنطقة النفوذ .188اللغوي linking 107 اتصال.liquid 86 صوت مائع.

literacy coefficient 65 معامل القراءة والكتابة، 192.

literary language 69، 64 لغة أدبية.liturgical coefficient 65 المعامل الديني.

liturgical tongue "190 لغة مقدسة "دينية.loan translation 157 ترجمة مفترضة.

loan word 157 كلمة مفترضة.logographic writing 165، 60 كتابة تصويرية.

loudness 92 علو الصوت.low pitch 94 درجة منخفضة.

low vowel 94 علة منخفضة.lungs 77 الرئتان.

mathematical linguisticsعلم اللغة الرياضي 250.

metalinguistics 266، 206 ما وراء علم اللغة.metaphony أمامية العلة الخلفية "وانظر umlaut"

147.metathesis 149 قلب.

middle vowel علة وسطى "وانظر central" 79.mid pitch 94 درجة متوسطة.

mid vowel 79 علة متوسطة.minimal pairs 123، 121، 90 ثنائيات صغرى.

modified languageلغة معدلة "من ناحية النطق .193، 64أو الهجاء أو القواعد النحوية"

monogenesis "139 وحدة األصل "األصل الواحد، 237.

monophthong "143، 81 صوت مفرد "بسيط.monotony test 125 اختبار الرتابة.

morph 127، 100 مورف.morpheme 128، 127، 102-100، 53 مورفيم.

morphological 106 صرفي.

(1/279)

morphology 53، 43 علم الصرف.morphophonemic 107، 106 مورفوفونيمي،

127.muddy transition 95 انتقال خفي.

multilingualism 192، 64 تعدد اللغات.nasal 86، 77، 46 أنفي.

nasalization "145 أنفية "تأنيف.national language "68، 64 لغة وطنية "قومية،

69 ،86.nationalism coefficient 192 معامل القومية.nationalistic coefficientالمعامل القومي

.65"الوطني" naturalization "98 تجنيس "األصوات.

neogrammarian 234 النحويون المحدثون.neolinguists 234 اللغويون المحدثون.

neutralization "89 التحييد "التعادلية.noninative 150 الفاعلية.

non-"U" language 70 لغة غير الجامعيين.numerical coefficients 179 معامالت عددية.

obsolescence "154 هجر "للكلمات.occlusives أصوات انسدادية "وانظر plosives & stops" 82.

Official language 186، 64 لغة رسمية.onomatopoeticكلمات تعد انعكاسا ألشياء أو

.156أصوات طبيعية open juncture 95 مفصل مفتوح.open syllable 96 مقطع مفتوح.

open vowel 79 علة مفتوحة.oral sounds 77 أصوات فموية.

outputالنتاج أو الفرع "الجملة المنفية أو االستفهامية .110بالنسبة لإلثباتية"

overcorrection 159 المبالغة في التصويب.over-differentiationالمبالغة في تقدير االختالفات

.124"الصوتية الموجودة" overtone 192 نغمة توافقية.oxytone 151 نبر المقطع األخير.palatal 84 غاري.

palatalization 144 تغوير.paleography 141 علم الوثائق.

paradigm "153 مثال "وزن.paragoge 148 زيادة علة نهائية.

parisyllabic 150 متساوي المقاطع.parole "210، 115 كالم "مصطلح دي سوسير.

paroxytone 151 نبر المقطع قبل األخير.

(1/280)

parts of speech 99 أقسام الكالم.past participle 103 اسم المفعول.

patois "69، 64 لهجة الطبقة الدنيا "غير مكتوبة، 138.

pause of silence 93 سكتة كالمية.peak of sonority "82 قمة الرنين "في المقطع،

96.pejoration 158 انحطاط المعنى.

pejoratives 154 صيغ انحطاط المعنى.philological conditions 121 ظروف فلولوجية.

philologist "40 فلولوجي "لغوي.philology 35 فقه اللغة.

phone 88، 77، 50، 49، 48، 47 الصوت المفرد، 90 ،100.

phoneme "88، 50، 49 فونيم "الوحدة الصوتية، 90 ،100 ،121 ،123 ،129.

phoneme cluster 259 عنقود فونيمي.phonemics 88، 43 علم الفونيمات.

phonemic transcription 126 الكتابة الفونيمية، 130.

phonetics 47، 46، 43 علم األصوات العام.phonetic transcription 126 الكتابة الصوتية،

130.phonetic variants 88 تنوعات صوتية.

phonetizeبصوت "يجعل الطريقة الكتابية للغة ما .193صوتية"

phonological 106 صوتي.phonology 103، 47، 46، 43 علم األصوات.

physiologycal phoneticsعلم األصوات الوظائفي 47.

pictogram"التعبير عن المراد بصورة "رمز تصويري 60.

pictographic idiographic writingالكتابة .165، 61، 60التصويرية

pidginلغة مهجنة "لغة بنحو مبسط وكلمات مختلطة .188، 64للتفاهم بين األقاليم المتجاورة"

pitch 92 درجة الصوت.pitch accent 93 نبر يقوم على درجة الصوت.

plosives أصوات انفجارية "وانظر Stops & occlusives."

point of articulation 78، 45 مخرج الصوت، 258.

polysynthetic 152 تركيبي متعدد.polysyntheticاللغات المركبة "وانظر

incorporating" 57, 58, 152.pooh-pooh 38 نظرية تفسير نشأة اللغة.

popular development 158 تطور عام.

(1/281)

popular etymology اشتقاق جمعي "وانظر folk etymology" 159.

portmanteau wordsكلمات تكونت عن طريق .156مزج كلمتين موجودتين بالفعل

positional variants"تنوعات موضعية "موقعية .allophone" 49, 88"وانظر

posteriori language 193 لغة تابعة.predicate "109، 108 مسند "محمول.

prefix 128، 101، 56، 53، 43 سابقة.prescriptive 226 معياري.

present participle 103 اسم الفاعل.primary accent 93 نبر أولى.

primary language 191، 64 لغة أولية.priori language 193 لغة أولية.proparoxytone 151 نبر المقطع الثالث من اآلخر.

protected medial positonموقعية الساكن .143متوسطا ليس بين علتين

prothesis 148 زيادة علة أولى.psycholinguisties 250 علم اللغة النفسي.

realization تحقق الفونيم "وانظر actualization" 88.

received standard لغة معيارية "وانظر standard

language" 138.reconstruction 140 إعادة التركيب.

redundancy 91 حشو.regional language لغة منطقة "وانظر Area

language" 188.relic areas 195 مناطق أثرية.

replacement 106 إبدال.replacives 127 بدائل.

resonating chamber 77 حجرة الرنين.rhotacism 149 اإلبدال الشائع.

rising diphthong 81 علة مزدوجة صاعدة.root حذر "وانظر stem" 102.

rounded vowel 80 علة مستديرة.rounding "145 التدوير "للعلة.

sendhi وانظر" syntactic phonology" 107.satellite language 188 لغة تابعة.

satemمجموعة اللغات الهندية األوربية التي تحولت بعض أصواتها الوقفية الطبقية إلى احتكاكية غارية أو

.173، 169لثوية Secondary accent 93 نبر ثانوي.

Secondary language 191، 64 لغة ثانوية.Secondary phoneme انظر" suprasegmental"

92.

(1/282)

segmental phoneme"فونيم جزئي "أو تركيبي 92.

Segmentation 124 تجزيء.semantic change 157 تغيير داللي.

scmantics 55، 44 علم الداللة.semiconsonant انظر" semi vowel & glide"

81.semilearned "158 نصف علمية "كلمات.

semivowel شبه علة "نصف علة", "وانظر glide" 46, 81.

shortening 155 تقصير.sibilant 85 صوت صفيري.

simplification 141 تيسير.simplificationتبسيط الصوت "تحويل المضعف إلى

.145صوت بسيط" singsong 39 نظرية تفسير نشأة اللغة.

slang 138، 70، 65 لهجة عامية.sociolinguistics 250 علم اللغة االجتماعي.

Social stratification 195 االنقسام الطبقي.soft palateالطبق "الحنك اللين, أقصى الحنك

.velum" 78األعلى", "وانظر sonant مجهور "وانظر Voiced" 78.

Sonorization إجهار "وانظر Voicing 144.sound change 140 التغير الصوتي.

sound combinations 97 تجمعات صوتية.sound law 264، 263، 234، 140 القانون الصوتي.

sound shift إبدال األصوات "وانظر consonant shift" 150.

speech segments 92 جزيئات الكالم.spirants أصوات احتكاكية "وانظر fricatives" 83,

85.spread vawel 80 علة منبسطة.

standard language"لغة معيارية "لغة مشتركة 137 ،138.

stem أصل "وانظر root" 102.stops أصوات وقفية "وانظر Occlusievs &

plosives 82.stress نبر "وانظر Accent" 44, 92, 129.

stress accent 193 نبر علوي.strong verb 105 فعل قوي.

Structural linguistics 36 علم اللغة التركيبي، 236 ،238.

Structure 53، 52 تركيب.subject "109، 108 مسند إليه "موضوع.

Substandard speech 138 الكالم دون المعياري.

(1/283)

substitution "64 اإلحالل "إحالل لغة محل أخرى.substitute 191 لغة بديلة.

substratum 265، 140، 139 الطبقة السفلى.suffix 128، 58، 56، 53 الحقة.

superanalytical 152 فوق التحليلي.superimposed languagesاللغات االستعمارية

.colonial" 64, 187"وانظر superstratum 265، 140، 139 الطبقة العليا.

suppletion 106 تغيير شاملsuprasegmental phonemsفونيم إضافي "فوق

.129، 92التركيبي" surd مهموس "أو صامت" وانظر unvoiced" 78.

Suspicious pairs 125 أزواج مشتبهة.syllable 96 مقطع.

syllabic alphabet writingالكتابة األبجدية .61، 60المقطعية

syllabic division 96 تقسيم مقطعي.syllabic script 60 الكتابة المقطعية.

symbiosis 65 تعايش لغتين في مكان واحد.synchronic linguisticsعلم اللغة الوصفي "وانظر

descriptive" 36.syncopation 147 الترخيم الوسطى.

syntactic phonologyعلم األصوات النحوي .smadhi" 107"وانظر syntax 54، 53، 44 علم النحو.

synthetic language 151 لغة تركيبية.

tertiary accent 93 نبر ثالثي.timbre 92 كيفية التنغيم.

transcription 196 تمثيل صوتي.transformationتحويل "إحدى جملتين داخل

.109مجموعة واحدة إلى األخرى" transition انتقال "وانظر juncture" 95, 195.

transliteration 196 كتابة لغة بحروف لغة أخرى.trilingualism 192 ثالثية اللغة.

trill صوت مكرر "وانظر flab" 86.triphthong 81 علة مثلثة.

typological classification 56 التصنيف التشكيلي."U" language 70 لغة الجامعيين.

umgangssprache languageلغة دارجة "وانظر vernacular 195.

umlaut أمامية العلة الخلفية "وانظر metaphony" 147.

under-differentiationالتقليل في تقدير اختالفات .124"صوتية موجودة"

universal language,لغة عالمية "صناعية, دولية .193مركبة"

(1/284)

unvoiced مهموس, صامت "وانظر surd" 46، 78.unvoicing 145 اإلهماس.

uvula 79 اللهاة.variant forms "104 صيغ متنوعة "ألومورفات.

velar 82 طبقي.velum انظر" soft palate" 78.

venecular languageلغة دارجة "وانظر umgangssprache" 195.

vibrant 86 صوت مهتز.vocabulary 55، 44 علم المفردات.vocal cords 77 األوتار الصوتية.vocalization 144 اإلبدال العلي.

voiced مجهور "وانظر Sonant" 46, 78.voicing إجهار "وانظر sonorization" 144.

vowel "78، 46 علة "لين, صائت, طليق.vowel quality 142 كيفية العلة.

vowel quantity 151 كمية العلة.vowel shift 151 إبدال العلل.

vulgarism 138، 70 تعبير مبتذل.weak accent 93 نبر ضعيف.

week verb 105 فعل ضعيف.wind pipe 77 القصبة الهوائية.

word 112 كلمة.yodization 149 اإلبدال اليائي.

yo-he-ho 39 نظرية تفسير نشأة اللغة.zero allomorph 105 األلومورف الصفري.

zero change 131، 127، 104 التغيير الصفري..150، 147، 140* "نجمة" عالمة األصل االفتراضي

(1/285)

:1 قائمة اللهجات واللغات والعائالت اللغوية.233، 175اآلرامية

.229، 177، 166، 72األترورية .Ojibwa 239، 259لغة أجبوا

.202، 187، 74األردية .263، 204، 172، 170، 169، 59األرمينية ،86-84، 82، 74، 72، 62، 58، 50، 41اإلسبانية

96 ،107 ،111 ،115 ،143 ،144 ،146 ،148 ،149، 151 ،155 ،185 ،187-189 ،191 ،197-199، 201-203 ،209 ،211 ،217 ،240 ،263 ،265.

.234، 193اإلسبرانتو .176، 66، 56األسترالية .211األستورية .171األستونية .173، 72األسكانية

.84األسكتلندية .171، 156، 148، 59األسكندنافية

.58لغات اإلسكيمو .174، 171، 55اللغات اإلفريقية

،99، 98، 89، 86، 84، 74، 66، 59، 36األلمانية 115 ،124 ،125 ،139 ،147 ،149 ،150 ،157، 158 ،171 ،179 ،185 ،187 ،191 ،199 ،201.

.173، 72األمبرية ،151، 111، 100، 66، 58اللغات األمريكية الهندية

171 ،176 ،198 ،236-250 ،251.__________

لم ندخل في الترتيب الهجائي كلمات "لغة" أو1"لهجة" أو "مجموعة" كما لم ندخل أداة التعريف.

(1/286)

.204، 175، 171، 60األمهرية .193انترلنجوا

،154، 152، 150، 147، 141، 36األنجلوسكسونية 156 ،157 288.

،72، 67، 66، 62، 58، 50، 49، 41، 36اإلنجليزية 73 ،77 ،80 ،80-82 ،84 ،86 ،88-90 ،93 ،94، 96 ،98 ،100 ،102 ،110 ،111 ،113 ،115 ،121،

124 ،126 ،128 ،129 ،140 ،141 ،146-152، 154-159 ،171 ،172 ،185 ،187-189 ،191، 193 ،197 ،199 ،201 ،202 ،208 ،218 ،252، 259.

.211، 209، 191، 176، 96، 74اإلندونيسية: .55اللغات األوربية

.175، 171األورالية, األلطائية .197، 171األوزبكية

.265، 229، 139، 72، 62األيبيرية .172اإليرانية

.203، 173، 58اإليرالندية .173، 172، 169األيطاليقية

،128، 123، 122، 113، 98، 96، 82، 81اإليطالية 129 ،139 ،143-146 ،148 ،149 ،155 ،173، 177 ،185 ،187 ،189-191 ،211 ،230 ،259، 263 ،264 ،266.

.Aymara 188لغة أيمارا .Ewe 125لغة أيوي .176البابوانية

.195لهجة باريس .190الباهاسا .175، 171البربرية

.263، 191، 189، 188، 185، 149، 62البرتغالية .230البروفنسالية

.199، 197البسكية .172، 169البلطية, السالفية

.194البلغارية

(1/287)

.191، 187، 186البنجالية .175البورمية .203، 185البولندية .229، 175البونيقية

.211البيدمونتية .69البيكاردية

.187، 74التاغالوغية .175التايالندية

.239، 175التبتية .203، 171التركية

.149، 138التوسكاتية .Tupi- guarani 188التوبي جواراني

.175التيجرية ،173، 172، 169، 157، 149، 147، 140الجرمانية

179 ،189 ،232 ،234 ،263..204الجورجية .229الجولش

.175، 174، 171، 56المجموعة الحامية السامية .178، 174، 172الحثية

.176الدرافيدية .156الدنمركية

.Ro 193لغة رو ،111، 102، 98، 72، 67، 66، 56، 44، 37الروسية

185 ،188 ،191 ،197 ،209 ،239..195، 62لهجة روما

،143، 141، 72، 59، 56، 36اللغات الرومانسية 152 ،171 ،172 ،177 ،179 ،189 ،227 ،228، 233 ،234 ،265.

.187الرومانشية ،194، 185، 179، 167، 166، 144، 123الرومانية

203 ،259 ،263 ،266..266الرومانية الغربية

(1/288)

.zuni 209لغة زوني .227,231,227اللغات السامية

.176لغة ساموا .179السردينية

.175السريانية .263، 233، 171، 170، 99، 59، 58، 37السالفية

،232، 170، 152، 150، 140، 99، 58السنسكريتية 233 ،263.

.67، 66السواحيلية .193لغة سوما .225السومارية .36السويدية .203، 196السيرلية

.175الشلحا .211، 173الصقلية ،129، 100، 94، 74، 72، 60، 54، 49، 44الصينية

151 ،165 ،171 ،175 ،185 ،191 ،196 ،198، 204 ،234 ،239.

.175الصينية, التبتية .173، 172الطخارية

.175الطوارقية .56المجموعة الطورانية

،227، 208، 204، 192، 175، 171، 149العبرية 231 ،273.

،204، 191، 190، 175، 171، 124، 74العربية 208 ،227 ،231 ،233 ،265.

.199، 139، 72، 62الغالية .197الغالية, البرتغالية

.103اللغات الغربية .209الغيلية

.232، 190، 171، 59الفارسية .173الفالسكانية

،80، 74، 72، 67، 66، 62، 58، 51، 41الفرنسية 82 ،86 ،87 ،89 ،107 ،110 ،111 ،143 ،145،

148 ،149 ،153،

(1/289)

156-159 ،177 ،185 ،187 ،188-191 ،197، 199 ،201 ،208 ،209 ،230 ،239 ،240 ،263، 265.

.138، 73اللهجة الفرنسية .187الفلمنكية

.69الفلورنتية, التوسكانية

.176لغات الفليبين .203، 171الفنلندية .Fula 239لغة فوال

.volapuk 234لغة فوالبوك .66الفيتنامية .175، 171الفينيقية .175، 171القبطية

.138، 73القشتالية .170، 149، 140، 58القوطية

.176القوقازية .199الكاتالية

.197الكاتالية, الفوالنسية ،233، 232، 192، 173، 172، 170، 169الكلتية

263 ،266..175الكورية

.quichua 18لغة كوتشوا .174الكوشية .211الكوكتي ،73، 72، 67، 62، 58، 56، 54، 44، 36الالتينية

99 ،102 ،111 ،120 ،123 ،139-141 ،143-145،

148-150 ،152 ،156-158 ،167 ،170 ،173، 177-179 ،185 ،189 ،190 ،193 ،208 ،227، 230-234 ،263-265.

latino sine flexione 193..99، 59اللتوانية .147اللندنية .175المؤابية

.189المالطية .259المجرية

(1/290)

.175، 171، 166المصرية القديمة .191لغة الماليو .171المنشورية .171المنغولية

.259، 209لغة مينوميني .69لهجة نابولي الحديثة

.176، 66لغات نيوزالندة .176لغات هاواي

.87، 66الهاوايينية .Hispanic 266اللغة الهسبانية

.191الهندستانية ،187، 172، 171، 152، 74، 68، 58، 49الهندية

202 ،204. ،100، 99، 59، 58، 56المجموعة الهندية األوربية

140 ،150 ،153 ،170-175 ،178 ،185 ،194، 227 ،231 ،233 ،235 ،241 ،250 ،263 ,266.

.266، 169الهندية اإليرانية .171الهنغارية

.hopi 209لغة هوبي .46الهوتنتوتية .203، 201، 189، 67، 36الهولندية .218، 173، 86الويلزية ،196، 191، 175، 171، 146، 96، 46، 41اليابانية

204 ،259..176اليابانية الكورية

،102، 99، 85، 67، 59، 58اليونانية "اإلغريقية" 120 ،140 ،150 ،156 ،169 ،172 ،174 ،185، 190 ،196 ،203 ،209 ،229 ،230 ،232-234،

263..208، 189، 98البيدية

(1/291)