P

شرح كتابأضواء البيانمعالي الشيخ الدكتور

الله الخضير عبد الكريم بن عبدعضو هيئة كبار العلماء

وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

المكان:هـ16/06/1439تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم. طالب: الحمد لله رب العالمين، وص��لى الل��ه وس��لم على نبين��ا محم��د

وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. "قوله قال الشيخ محمد األمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى-:

[33 ]األنع��ام: }ق��د نعلم إنه ليحزن��ك الذي يقول��ون{تع��الى: ح تعالى في هذه اآلية الكريمة بأن��ه يعلم أن رس��وله- اآلية، صر صلى الله عليه وسلم- يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه -صلى الله عليه وسلم-، وقد نهاه تعالى عن هذا الحزن المف��رط في

رات{مواض��ع أخ��ر، كقول��ه: ك عليهم حس�� }فال ت��ذهب نفس�� }فال ت��أس على الق��وم الك��افرين{[ اآلي��ة، وقول��ه: 8]ف��اطر: }فلعلك باخع نفسك على آث��ارهم إن لم[، وقوله: 68]المائدة:

فا{ }لعلك ب�اخع[، وقول�ه: 6 ]الكه�ف: يؤمنوا بهذا الحديث أس� [، والباخع: ه��و المهل��ك3 ]الشعراء: نفسك أال يكونوا مؤمنين{

نفس��ه، ومن��ه ق��ول غيالن بن عقب��ة: أال أيه��ذا الب��اخع الوج��دنفسه. لشيء نحته عن يديه المقادر.

في اآلي��تين ي��راد ب��ه النهي عن ذل��ك،}لعلك ب��اخع{وقول��ه: [، أي ال12 ]ه��ود: }فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك{ونظيره:

تهلك نفسك حزن��ا عليهم في األول، وال ت�ترك بعض م�ا ي�وحى.إليك في الثاني"

ــا ــه ورســوله نبين الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيمحمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

[، قد إذا وليهــا33 ]األنعام: }قد نعلم{أما بعد، ففي قول الله -جل وعال-: ــانت ــي ك ــا الماض ــل، وإذا وليه ــون للتقلي ــالب تك ــا في الغ ــارع فإنه المض للتحقيــق. هنــا في هــذا المقــام وفي نظــائره هي للتحقيــق كمــا إذا وليهــا

ه المعوقين منكم{الماضي. [ نقــول للتقليــل؟18 ]األحــزاب: }قد يعلم الل ال، ما يضاف إلى الله -جل وعال- هو في حقيقتــه أمــر محقــق فيضــاف إلى

ــون{علم الله، هذا أمر محقق. ذي يقول ــك ال ه ليحزن ]األنعـام:}قــد نعلم إن33.]

الم- يهمه أن يبلغ ما أوحي إليه، ويهمه ال شك أن النبي -عليه الصالة والس أيضا أن يستجيب الناس لدعوتـه، وكـذلك من سـار على نهجـه من الـدعاة على ســبيله بالحكمــة والموعظــة الحســنة يهمهم أن يبلغــوا الــدعوة، وأن يستجاب لهم، وبالعكس: يحزنهم إذا لم يستجب لهم أحد. أو ارتكب الناس مــا ينهــون عنــه، وكــل واحــد من المســلمين ال ســيما طالب العلم يقــع في أنفسهم الحرج الكبير حينمـا تقــع المخالفـات ألوامـر اللــه ونواهيـه، هـذا ال يختلف فيه أحد. لكن هل يصل األمر إلى أن يزداد هذا الحــزن بحيث يصــل

ول إال البالغ{إلى درجــة يخشــى على المســلم منهــا؟ ســ }مــا على الر [، ومن باب أولى أتباع الرسل ما عليهم إال البالغ، النتــائج بيــد99]المائدة:

الله -جل وعال-. كون المخالفة تقع من غيرك، بال إذنك وال رضاك، وليس بيــدك حيلــة إال أن

ول إالتقول: هــذا حــرام، أو تقــول: هــذا واجب فال يــترك، ســ }مــا على الر

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

[. واحــد من طالب العلم ســمع قــرارا من القــرارات99 ]المائــدة: البالغ{ فحزن له حزنا شديدا فما نــام تلــك الليلــة، وجلس بعــد صــالة الصــبح علىر قــول اللــه -جــل وعال- عادته للذكر وقراءة القرآن فمــا اســتطاع، ثم تــذك

ك باخع نفسك{لنبيه: ــه3 ]الشعراء: }لعل [، لعلك قاتل نفسك، مع قول اللول إال البالغ{-جــل وعال-: ســ [. عجــز أن يقــرأ99 ]المائــدة: }مــا على الر

القرآن، عجز أن يأتي باألذكار، ثم بعد ذلك لما تال هذه اآليات انشرح صدرهوقرأ وفعل الذي عليه.

ال شك أن المعصية محزنة للمسلم، وإذا جاء أحد من طالب العلم يشــتكي وعنده غيرة، فإن كانت الغيرة مجرد حزن لما يحصــل من مخالفــات فكــلــيرة وتتجــاوز مطالب بمثل هذا، لكن بالقدر الشرعي. أما أن تزيد هــذه الغــات الحزن إلى الفعل بحيث يرتب على ذلك أشياء توقع المجتمع والمجتمع واألمة بكاملها في أمور ال تحمد عقباها، فهذا ال يجوز، بــل عليــه أن يســعى في اإلصالح بقدر إمكانه بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن استجيب له فبها

ونعمت، وإال فالنتائج بيد الله. ــأتي ــالوحي، ي رسل من عند الله -جل وعال- مؤيدون بالمعجزات، مؤيدون ب النبي وليس معه أحــد، ويــأتي النــبي ومعــه الرجــل والــرجالن، وأنــاس من أقرب الناس إلى األنبياء ما استجابوا، زوجات، امرأة نوح وامرأة لوط. ابنالم- وأقــرب النــاس إليــه مــا اســتجاب: نوح، عم محمد -عليه الصالة والســ

ك ال تهدي من أحببت{ [، في هــذا نــوع تســلية للمســلم.56 ]القصص: }إن يأتيك طالب العلم وعنده من الغيرة، وال يالم؛ ألنه مطالب بشــيء من هــذاــه ــترتب علي ــذي ت ــدر ال ــه- جــل وعال- لكن بالق ــا يغضــب الل أن يحــزن لم المصــلحة، وال يــترتب عليــه مفســدة. بالمقابــل ال تكــون وظيفـة العـالم أو شيء إذا جاءه من طالب العلم لديهم غيرة وكذا أن يمتص الغيرة بكاملها، ما يجوز، الغيرة ال بد أن توجد، وأن تبقى، لكن ال يترتب عليهــا آثــار ســيئة، القدر الزائد والمبالغة في هــذه الغــيرة بحيث يــرتب عليهــا أحكامــا تضــره،

وتضر مجتمعه، هذه ال تجوز. وينبغي أن تسحب، ويخفف منها من قلوب طالب العلم الذين لديهم غيرة

أو من العامة أو من غيرهم. فالمسألة مسألة وسط، ال يجوز أن تزال الغــيرة من قلــوب المســلمين، ال بد أن تبقى الغيرة على محــارمهم، الغــيرة على دينهم الغــيرة على أمنهم، الغيرة على جميع ما ينفعهم، ال يجوز أن يذهب سدى من بين أيــديهم، هــذا ال بــد أن نغــار عليــه، لكن تعمــل بقــدر مــا أتيح لــك ومــا أعطــاك اللــه من إمكانات، ونحن نرى فيمن حولنـا من البلــدان والشـعوب وقعـوا في مـآس

وأمور ما كانت تخطر على البال أن تحصل. فرح كثير من النــاس، بــل غــالب النــاس فرحــوا بهــذه الثــورات على بعض الرؤساء، ومن أقرب األمثلة البلد المجاور ســوريا، قــالوا: نتخلص إن شــاء الله من هذا النظام الظالم الغاشم الكافر، لكن النتيجة لو اســتقبل النــاس ما استدبروا فهل يفرحون والحاصل هذا؟ ما أحد يفــرح والحاصــل موجـود، الدماء تسفك، واألعراض تنتهك، واألمــوال تنهب، وال يســتطيع اإلنســان أن يصرح بجملة بعد أن كان متاحــا لــه شــيء من ذلــك، وممنوعــا من أشــياء، لكن بعض الشر أهون من بعض، يعــني كثــير من النــاس وصــل بهم الحــال إلى أن يستفتوا: هل يجوز أن يقتــل بنتــه وهــو يجــزم أنــه ينتهــك عرضــها؟

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

4

يستفتون في هذا، العرض ليس بالشيء السهل عنــد المســلم، لكن القتــلأعظم.

ـون{ ـ ذي يقول ــك ال ه ليحزن ــد نعلم إن ــام: }ق ــذي33 ]األنع ــك أن ال [، ال شالم- يقولونه من تكذيبه ورميه بأبشع األوصاف محزن له -عليه الصالة والس ومحزن لنا، لكن ينبغي أن يكون الحــزن بقــدر مــا يحقــق المصــالح، ويــدرأ المفاسد، وما يــرتب عليـه من أعمــال ال بــد أن تكــون مدروســة، ال يـترتب عليها ما هو أسوأ منها، كما حصل في البلــدان المجــاورة الــتي ثــارت على رؤسائها، والنتيجة؟ النتيجة الدماء واألعــراض ومــا أدري أيش، ومــا حصــلنا شيئا. في بعض البلدان المجاورة قبل ثورتهم التي كانت قبل ســتين ســنة، كانوا يقرضون البنك الدولي، واآلن ما النتيجــة عقب هــذه الثــورات؟ عشــر

دجاجات بريال عندهم، واآلن البيضة بألف ريال عندهم، هذه النتيجة. فال بد أن تكون األمــور مدروســة، وال بــد أن توضــع األحكــام في مواضــعهاــاك كفــر الشرعية، متى يجوز الخروج على اإلمام؟ متى يجوز؟ إذا كــان هن

»إال أن تروا كفرا، »ال، ما صلوا«بواح فيه من الله برهان، أو ترك للصالة، ، ومع ذلك ال بد من اشــتراط القــدرة على التغيــير من غــير مفاســدبواحا«

عظمى؛ ألنه قد يكون هناك قدرة على التغيير، لكن يــترتب عليهــا مفاســد،غ الحــق يجب ه له، والمســلم الــذي يســتطيع أن يبل فمثل هذا ينبغي أن يتنب عليه ذلك، والذي ال يستطيع أن يصل بنفسه يبلغ من يستطيع فإن قدر وإال فليقتصر على الدعاء، وهذا باب من أعظم األبواب، وهو متاح، وال يمنع منه

أحد. ،"وقد نهاه تع��الى عن ه��ذا الح��زن المف��رط في مواض��ع أخ��ر"

."قوله تعالى"وذكر اآليات، ثم بعد ذلك قال: نعم.

[36 ]األنع��ام: }والم��وتى يبعثهم الله{"قول��ه تع��الى: ط��الب: اآلية. قال جمه��ور علم��اء التفس��ير: الم��راد ب��الموتى في ه��ذه اآلية: الكفار، وتدل لذلك آي��ات من كت��اب الل��ه، كقول��ه تع��الى:

}وم��ا[ اآلية، وقول��ه: 122 ]األنعام: }أومن كان ميتا فأحييناه{ }وم��ا أنت[، وقول��ه: 22 ]ف��اطر: يستوي األحياء وال األم��وات{

مع من في القب���ور{ [، إلى غ���ير ذل���ك من22 ]ف���اطر: بمس���.اآليات"

اآلية أعم من أن تكون في الكفار، فجميع الموتى يبعثهم الله، وأل جنسية:الموتى يبعثهم الله.

....... طالب: لعل األصل فيها الترجي، لكن داللة السياق ما هي بترج أن يبخــع نفســه أالــال ، هذا من الله -جل وعال-، الله ينهى ويأمر ما يترجىق يكونوا، ما هو مترج

ابن عباس: ولعل من الله واجبة. ....... طالب:

هذا من البعث، من الموت ومن البعث. ....... طالب:

الموتى يبعثهم الله، أل جنسـية، فمـوت القلــوب مـوت األبـدان وجميـع مـاينطبق عليه اللفظ.

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

ل آية ولكن"قوله تعالى: طالب: }قل إن الله قادر على أن ينز [، ذكر في هذه اآلية الكريم��ة:37 ]األنعام: أكثرهم ال يعلمون{

أنه قادر على تنزيل اآلي�ة ال�تي اقترحه��ا الكف�ار على رس�وله، ،}ولكن أكث��رهم ال يعلم��ون{وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله:

وبين في موضع آخر أن حكمة عدم إنزالها: أنها ل��و أن��زلت ولم يؤمنوا بها لنزل بهم العذاب العاجل، كما وقع بقوم ص��الح لم��ا اقترحوا عليه إخ��راج ناق��ة عش��راء، وب��راء، جوف��اء، من ص��خرة ص��ماء، فأخرجه��ا الل��ه لهم منه��ا بقدرت��ه ومش��يئته، فعقروه��ا

[، فأهلكهم الل��ه77 ]األعراف: }وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا{ }وم��ا منعن��ا أندفعة واحدة بعذاب استئصال، وذلك في قول��ه:

ل��ون وآتين��ا ثم��ود الناق��ة ل باآلي��ات إال أن ك��ذب به��ا األو نرس��ل باآلي��ات إال تخويف��ا{ ]اإلس��راء:مبصرة فظلموا بها وما نرس��

[. وبين في مواض��ع أخ��ر أن��ه ال داعي إلى م��ا اق��ترحوا من59 اآلي��ات؛ ألن��ه أن��زل عليهم آي��ة أعظم من جمي��ع اآلي��ات ال��تي

.اقترحوها وغيرها، وتلك اآلية هي هذا القرآن العظيم"ــه، والصــواب: ــك ألن "وتل��ك اآلي��ة هي الق��رآنفي بعض النســخ: وتل

. كل نبي بعث وأعطي من المعجزات ما يلزم البشــر أن يؤمنــواالعظيم" به، ومعجزات األنبياء السابقة، كل نبي تأتي معجزته بما يناسب أهل زمانه ومــا يشــيع فيهم وينتشــر عنــدهم، قــالوا: الطب على عهــد عيســى- عليــه الصالة والسالم- فجاءت معجزته فيما يناسب ذلك من إحياء الموتى وإبراء األكمه واألبرص إلى غير ذلك، والسحر منتشــر في عهــد موســى، فجــاءت معجزته مناسبة لـذلك كالعصــى واليـد وغيرهـا من المعجـزات، ولكن هـذه المعجزات تنقضي بانقضــاء وقت النــبي الــذي جــاءت على يديــه. ومعجــزة محمد -صــلى اللــه عليــه وســلم- باعتبــار أن رســالته ودينــه بــاق إلى قيــامــأتي الساعة، جاءت معجزته كذلك غضة طرية إلى قيام الســاعة، إلى أن ي في آخر الزمان فينزع من صدور الرجــال ومن المصــاحف كمــا ثبت بــذلك

الخبر. ....... طالب:

."وتلك اآلية هي القرآن العظيم" ....... طالب:

هم قالوا هذا، حتى نصوا عليه، هم نصوا على هذا أنـه عــرف بـالطب وقتالم-، قالوا هذا ولو لم يكن في هذا إال أن المعجــز لنــبيهم عيسى -عليه الس في الطب لكفى في إثباتهـا؛ ألن اللـه أحكم وأعـدل أن تــأتي معجــزة نـبي قومه سحرة فيأتي بناقة إال أن يقال من جهة أخرى أنــه ســحرهم، وأخــرج من هذه الصخرة ناقة أو كذا، وإال فاألصل أن المعجزات على ما يــؤمن بــه

البشر. ....... طالب:

نعم. "وتلك اآلية هي هذا الق��رآن العظيم، وذل��ك في قول��ه: طالب:

]العنكب��وت:}أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكت��اب يتلى عليهم{ [، فإنكاره -جل وعال- عليهم عدم االكتف�اء به��ذا الكت��اب عن51

اآليات المقترحة يدل على أنه أعظم وأفخم من ك��ل آي��ة، وه��و

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

6

كذلك، أال ترى أنه آية واض��حة، ومعج��زة ب��اهرة، أعج��زت جمي��ع أهل األرض، وهي باقية تتردد في آذان الخلق غضة طرية حتى يأتي أمر الله، بخالف غيره من معجزات الرس��ل -ص��لوات الل��ه

عليهم وسالمه- فإنها كلها مضت وانقضت.اعةقوله تعالى: }قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الس

ادقين ) ( ب��ل إياه ت��دعون{40أغي��ر الله ت��دعون إن كنتم ص�� [، ذك��ر تع��الى في ه��ذه اآلي��ة الكريم��ة أن41،�� 40]األنع��ام:

المشركين إذا أتاهم عذاب من الل��ه أو أتتهم الس��اعة، أخلص��وا الدعاء الذي هو مخ العبادة لله وحده، ونسوا ما كانوا يش��ركون به؛ لعلمهم أنه ال يكشف الكروب إال الله وحده -جل وعال-. ولم يبين هنا نوع العذاب الدنيوي ال��ذي يحملهم على اإلخالص لل��ه،

.ولم يبين هنا أيضا"ال ال، ماذا؟

....... طالب:."ولكنه بين ذلك في مواضع أخر"فيه سقط؟

....... طالب:نعم.

....... طالب: "ف��بين أن الع��ذاب ال��دنيوي ال��ذي يحملهم على اإلخالص، ه��و

.نزول الكروب التي يخاف من نزلت به الهالك" أعد أعد. "ذكر تع��الى في ه��ذه اآلي��ة الكريم��ة أن المش��ركين إذا طالب:

أتاهم عذاب من الله أو أتتهم الساعة، أخلصوا الدعاء الذي ه��و مخ العبادة لله وحده، ونسوا ما كانوا يشركون ب��ه؛ لعلمهم أن��ه ال يكشف الكروب إال الله وحده -جل وعال-. ولم ي��بين هن��ا ن��وع العذاب الدنيوي الذي يحملهم على اإلخالص لله، ولم ي��بين هن��ا

.أيضا إذا كشف عنهم العذاب هل يستمرون على إخالصهم"؟ "ولم يبين هنا"

."أيضا" طالب:ال، قبله؟ ."نوع العذاب الدنيوي" طالب:

؟ "نوع العذاب الدنيوي"هذا الذي سقط، ."الذي يحملهم على اإلخالص لله" طالب:

نعم. ا إذا كش��ف عنهم الع��ذاب ه��ل ط��الب: "ولم ي��بين هن��ا أيض��

يستمرون على إخالص��هم أو يرجع��ون إلى كف��رهم وش��ركهم؟.ولكنه بين كل ذلك في مواضع أخر"

ماذا؟ ....... طالب:

كله ما كتب بنفسه، يكتب الطالب وهو يفسر. ....... طالب:

ماذا؟

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

....... طالب: ال، هذا من األشــرطة، من الــدروس من األشــرطة، جمــع األشــرطة وكتب

الزائد على المكتوب بأيدي طالبه. ....... طالب:

نعم. ....... طالب:

ا يصير إمالء. بعضه يصير محررا، وبعضه إمالئي "فبين أن العذاب الدنيوي ال��ذي يحملهم على اإلخالص، طالب:

هو نزول الكروب ال�تي يخ�اف من ن�زلت ب��ه الهالك، ك��أن يهيج البح�������ر عليهم وتلتطم أمواج�������ه، ويغلب على ظنهم أنهم سيغرقون فيه إن لم يخلصوا الدعاء لله وح��ده، كقول��ه تع��الى: }حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرح��وا به��ا جاءتها ريح عاصف وج��اءهم الم��وج من ك��ل مك��ان وظنوا أنهمين ل��ه ال��دين لئن أنجيتن��ا من ه��ذه أحيط بهم دع��وا الله مخلص��

اكرين ) ا أنج��اهم إذا هم يبغ��ون في22لنك��ونن من الش�� ( فلمكم[، وقول��ه: 23،�� 22 ]ي��ونس: األرض بغي��ر الح��ق{ }وإذا مس��

ل من ت���دعون إال إياه{ ر في البح���ر ض��� [،67 ]اإلس���راء: الض���ين ل��ه ال��دين{وقوله: }فإذا ركبوا في الفلك دع��وا الله مخلص��

}وإذا غشيهم موج كالظلل دع��وا الله[، وقوله: 65]العنكبوت: .[، إلى غير ذلك من اآليات"32 ]لقمان: مخلصين له الدين{

لحظة لحظــة. طبعــة عــالم الفوائــد هــل تعرفــون أنهم اعتمــدوا فيهــا علىخطيات أو نسخ أو شيء؟

....... طالب:اعتمدوا على المطبوع األول؟

....... طالب: ال هــو طبــع مــرتين في القــديم، اآلن عن طبعــة ابن الدن وطبعــة المــدني، والطبعتان األوليان حــدثت أخطــاء في بعض اآليــات، ولــذلك إحســانهم في هـذه الطبعـة الـتي هي عـالم الفوائـد أنهم نقلــوا اآليـات بخــط المصــحف،

فيؤمن من الخطأ، األخطاء الثانية محتملة. [؟ 46 ]األنعام: }قل أرأيتم{طالب: أحسن الله إليك، اآلية:

أيهم؟ أي آية؟ ــل أرأيتكم{طالب: ــل أرأيتم{[، هــو كــاتب: 47 ]األنعــام: }ق ]األنعــام:}ق

[.......؟ 46[ بخط المصحف.47 ]األنعام: }قل أرأيتكم{

؟ }قل أرأيتم{طالب: كاتبها نعم، هذا الذي أقوله، أن الطبعات األولى وما صور عنها حصل فيها أخطــاء حتى في اآليات، وهذه الطبعــة أمن فيهــا الخطــأ في اآليــات؛ ألنهــا بحــرف

المصحف. ....... طالب:

أين؟ ....... طالب:

ال ....... مختصرين الكتاب، اختصار للكتاب.

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

8

اهم الله من طالب: "وبين تعالى أن رجوعهم للشرك بعد أن نج الغ��رق من ش��دة جهلهم وعم��اهم؛ ألن��ه ق��ادر على أن يهلكهم في ال���بر، كقدرت���ه على إهالكهم في البح���ر، وق���ادر على أن

.يعيدهم في البحر مرة أخرى" كأنهم تصوروا أنهم إذا خرجوا من البحر خرجــوا من قبضــته، والــبر والبحــر

كله بيد الله، كله في ملك الله. "وقادر على أن يعيدهم في البحر مرة أخ��رى، ويهلكهم طالب:

فيه بالغرق، فجرأتهم عليه إذا وصلوا البر ال وجه لها؛ ألنها منف بكمجهلهم وض��اللهم، وذل��ك في قول��ه: }أف��أمنتم أن يخس��

با ثم ال تج��دوا لكم وكيال ) ل عليكم حاص�� (68جانب البر أو يرس��فا من ل عليكم قاص�� أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرس��رتم ثم ال تج��دوا لكم علين��ا ب��ه تبيع��ا{ يح فيغ��رقكم بم��ا كف�� الر

[.69، 68]اإلسراء: يقوله تع��الى: }وال تط��رد الذين ي��دعون ربهم بالغ��داة والعش��

.["52 ]األنعام: يريدون وجهه{ بعض الناس إذا ركب المراكب الخطرة ما زاول ما كان يزاوله في السعة، وبعضهم يستوي عنده األمر سواء كانت مركبته طــائرة في ريــاح متالطمــةـا وشـماال أو على فراشــه، كمـا أخـبر اللـه -جـل تعلو وتنزل وتصطفق يمين وعال- عن المشــركين، وذكــر الشــيخ محمــد بن عبــد الوهــاب في القواعــد األربع: القاعــدة الرابعــة أن مشــركي زماننــا أعظم شــركا من األولين؛ ألن األولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخــاء والشــدة، تجــده في حريــق ومــتيقن المــوت: يــا علي، يــا حسين! والجهة الثانية تقول: يا محمد يا فالن، والــذي يقــول: يــا جيالني يــا عيدروس! في أحلك الظروف، في الحرائق في الغــرق، شــركهم دائم في الرخاء والشدة كما قال الشيخ. أما األولــون فكــانوا يشــركون في الرخــاء، ويخلصون في الشــدة، كمــا أخــبر اللــه عنهم -جــل وعال-، والشــرك شــرك

ه عليهسواء كان في رخاء أو في شدة: م الل ه فقد حر ه من يشرك بالل }إنة{ [، إن كان شركه في رخاء أو في شدة، لكن يدل على72 ]المائدة: الجن

موت في القلب وعلى شدة في االنحراف أنه في الشدة ال ينقذه إال الله - جل وعال- ويقول: يا حسين ويا عيــدروس يـا فالن يــا فالن! نعـوذ باللــه من

الضالل. ....... طالب:

ــا، طبعة المدني، اعتمدوا على طبعة المدني؛ ألنه ما فيه أصول يعتمد عليهأكثرها مما كتبه الطالب أو سجل في األشرطة.

....... طالب: على كل حال، إذا كانت الطبعات ما هي بأصول فاحتمــال الخطــأ أكــثر، إذا كان األصل واحدا ثم طبع عنه، ثم طبع عنه، ثم طبع عنه، إذا نسخ الكتــابا. يمسخ، العــبرة باألصــول، مــا هي ولم يقابل ثم نسخ ثم نسخ خرج أعجمي بكثرة النسخ، العبرة باألصــول الصــحيحة المصــححة على المؤلــف أو على من قرب منه ممن ســمع منــه، وقابــل نســخته عليــه، أو قرأهــا عليــه، وإال فزيادة النسخ اآلن تصور ابن كثــير يحقــق على مائــة نســخة، هــل هــذا من

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

ــة نســخة؟ مــا هــو المصــلحة؟ هــل هــو من المصــلحة أن يحقــق على مائبمصلحة. ....... طالب:

طبعة المدني ....... ....... طالب:

ما لها عالقة، مصورة عن طبعة المدني. ....... طالب:

ال، طبعوها، دفع اإليهام طبع في مطابع الريــاض قــديما على وقت الشــيخ، ثم طبع لما كمله عطية محمد سالم طبع في آخر الجزء التاسع في مطبعة

المدني أيضا. }وال تط�رد الذين ي�دعون ربهم بالغ�داة"قول�ه تع�الى: ط�الب:

ه{ [، نهى الل�ه -ج�ل وعال-52 ]األنع�ام: والعشي يري�دون وجه� في هذه اآلية الكريمة نبيه -ص�لى الل��ه علي�ه وس�لم- عن ط��رد ض��عفاء المس��لمين وفق��رائهم ال��ذين ي��دعون ربهم بالغ��داة والعشي يريدون وجهه، وأمره في آي��ة أخ��رى أن يص��بر نفس��ه معهم، وأن ال تع��دو عين��اه عنهم إلى أه��ل الج��اه والمنزل�ة في

برالدنيا، ونهاه عن إطاعة الكفرة في ذلك، وهي قول��ه: }واص��ي يري��دون وجه��ه نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعش�� وال تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وال تطع من أغفلن��ا

[،28 ]الكه��ف: قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وك��ان أم��ره فرط��ا{ كم��ا أم��ره هن��ا بالس��الم عليهم، وبش��ارتهم برحم��ة ربهم -ج��ل

الموعال- في قوله: }وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتن��ا فق��ل س��حم��ة{ ه الر [ اآلي��ة،54 ]األنع��ام: عليكم كتب ربكم على نفس��

وبين في آيات أخر أن طرد ضعفاء المسلمين الذي طلبه كف��ار العرب من نبينا -صلى الله عليه وسلم- فنهاه الل��ه عن��ه، طلب��ه

}وما أنا بطاردأيضا قوم نوح من نوح، فأبى كقوله تعالى عنه: رني[ اآلية، وقوله: 29 ]هود: الذين آمنوا{ }وي��ا ق��وم من ينص��

}وما أنا بط��ارد[ اآلية، وقوله: 30 ]هود: من الله إن طردتهم{ [، وه��ذا من تش��ابه قل��وب الكف��ار114 ]الش��عراء: الم��ؤمنين{

ابهت قل��وبهم{المذكور في قوله تعالى: [118 ]البق��رة: }تش��اآلية.

هم ببعض ليقول��وا أه��ؤالء منقوله تع��الى: }وك��ذلك فتنا بعض��اكرين{ ]األنع��ام:الله عليهم من بينن��ا أليس الله ب��أعلم بالش��

[، أجرى الله تعالى الحكمة ب��أن أك��ثر أتب��اع الرس��ل ض��عفاء53 الناس، ولذلك لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان عن نبينا - صلى الله عليه وسلم: أأشراف الناس يتبعونه، أم ض��عفاؤهم؟ فقال: بل ضعفاؤهم، قال: هم أتباع الرسل. فإذا عرفت ذل��ك،

.فاعلم أنه تعالى" يعني في الغالب، وإال فأبو بكر من أشراف الناس، وهــو أول من آمن بــه،ــذين ــالب ال لكن الغالب أن الضعفاء هم الذين يتبعون الرسل، وهم في الغ يبادرون إلى فعل الخيرات؛ ألنه ال معوق لهم، صاحب المنصــب أو صــاحب األموال أو صاحب أمور الدنيا المتسعة المزارع والمســاكن، ولــذلك يقــول:

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

10

ـاؤكم{ ـ ـاؤكم وأبن ـ ـان آب ـ اكن إلى آخــره إلى أن قــال: }قــل إن ك }ومســ [، الــذي يســكن في عش وينــادى للجهــاد وال وراءه24 ]التوبــة: ترضونها{

مال وال شيء ما الذي يمنعه؟ بخالف الذي عنده األموال الطائلة والقصــور الفــاخرة والمــراكب الفارهــة، هــذا يحســب لهــذا ألــف حســاب، هــذه منــاس ــوا فقــراء الن ــادر إذا دع ــاع الرســل أول من يب ــذلك أتب المعوقــات، ول

وضعفاؤهم. ....... طالب:

استئناس، مجرد استئناس ومطابق للواقع، مطابقته للواقع. ....... طالب:

ال، هو إذا بادر باإليمــان ألمــور وظــروف محتفـة بـه، وباشــر اإليمـان قلبــه،ن من قلبه صارت مزية. وتمك

....... طالب: يستأنس به، لكن قد، ما يلزم من كون القائل كافرا أن يكون القول باطال، ما يلــزم، وإال فكلهم الســائل والمســئول كلهم كفــار في وقت الســؤال، ال

الم- عن الشــيطان: الة والســ »صــدقكيلزم، ولذلك قال النــبي -عليــه الصــ ، فليس كل مــا يقولـه الكــافر بــاطال، قــد يقـول شـيئا صـحيحاوهو كذوب«

مطابقا للواقع، كما أن المســلم قـد يقـول شــيئا مخالفـا للواقـع، وإن كـاناألصل في الكافر كذا وفي المسلم كذا.

"فإذا عرفت ذل��ك، ف��اعلم أن��ه تع��الى أش��ار إلى أن من طالب: حكمة ذلك فتنة بعض الناس ببعض، فإن أهل المكانة والش��رف والجاه يقولون: ل�و ك�ان في ه��ذا ال�دين خ�ير لم�ا س��بقنا إلي�ه

}وك��ذلك فتناهؤالء؛ ألنا أح��ق منهم بك��ل خ��ير كم��ا ق��ال هن��ا: هم ببعض ليقول���وا أه���ؤالء من الله عليهم من بينن���ا{ بعض���

[ اآلي���ة، إنك���ارا منهم أن يمن الل���ه على ه���ؤالء53]األنع���ام: الض��عفاء دونهم، زعم��ا منهم أنهم أح��ق ب��الخير منهم، وق��د رد

اكرين{الله قولهم هنا بقوله: ]األنعام:}أليس الله بأعلم بالش [. وق��د أوض��ح ه��ذا المع��نى في آي��ات أخ��ر، كقول��ه تع��الى:53

بقونا إلي�ه{ }وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما س� }وإذا تتلى عليهم آياتن��ا بين��ات[ اآلي��ة، وقول��ه: 11]األحق��اف:

ن قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحس��[. 73 ]مريم: نديا{

والمع��نى: أنهم لم��ا رأوا أنفس��هم أحس��ن من��ازل ومتاع��ا من ض��عفاء المس��لمين اعتق��دوا أنهم أولى منهم بك��ل خ��ير، وأن اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو كان خيرا ما سبقوهم

.إليه" الله -جل وعال- يعطي الدنيا من يحب ومن ال يحب، وفي الغــالب أن الــدنياــدنيا تعطى ــة للكــافر ســجن للمــؤمن بخالف اآلخــرة، فال وزهرتهــا هي جن

للمسلم والكافر، ولكن الدين ما يعطى إال من يحبه الله -جل وعال-. }وكم أهلكن��ا قبلهم من"ورد الله افتراءهم هذا بقوله: طالب:

بون[، وقول��ه: 74 ]م��ريم: قرن هم أحسن أثاثا ورئي��ا{ }أيحس��ارع لهم في الخي��رات55أنما نمدهم ب��ه من م��ال وبنين ) ( نس��

[، إلى غير ذلك من اآليات.56، 55 ]المؤمنون: بل ال يشعرون{

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

.["57 ]األنعام: }ما عندي ما تستعجلون به{قوله تعالى: ــه{ [؛ ألنــه أمــر اللــه تعــالى58 ]األنعــام: }قل لو أن عندي ما تستعجلون ب

بقل. ....... طالب:

نعم. تعجلون ب��ه{"قول��ه تع��الى: طالب: }ق��ل ل��و أن عن��دي م��ا تس��

[ اآلية، أمر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم-58]األنعام: في هذه اآلية الكريمة أن يخبر الكفار أن تعجيل الع��ذاب عليهم الذي يطلبونه منه -صلى الله عليه وسلم- ليس عنده، وإنما هوره عنهم، ثم أم��ره أن ل��ه وإن ش��اء أخ عن��د الل��ه، إن ش��اء عج

ل��ه عليهم بقول��ه: }ق��ل ل��و أنيخبرهم بأنه ل��و ك��ان عن��ده لعجي األم��ر بيني وبينكم{ تعجلون ب��ه لقض�� ]األنع��ام:عندي ما تس��

[ اآلية. وبين في مواضع أخر أنهم ما حملهم على استعجال58 العذاب إال الكفر والتكذيب، وأنهم إن عاينوا ذلك العذاب علموا

}ولئنأنه عظيم هائل، ال يستعجل به إال جاهل مثلهم، كقوله: ه أال ي��وم ة معدودة ليقولن ما يحبس�� رنا عنهم العذاب إلى أم أختهزئون{ يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يس��

تعجل به��ا الذين ال يؤمن��ون به��ا والذين[، وقوله: 8]هود: }يس��.[ اآلية"18 ]الشورى: آمنوا مشفقون منها{

الكافر المكذب بهذه األمور ال يعرف حقيقتها، ولو عرف حقيقتها ما طلبها، وما استعجل بها. لكن المــؤمن الــذي عــرف حقــائق األمــور وعظــائم هــذه

األمور، مشفق منها خائف وجل يخشى أن يصيبه شيء منها.تعجلونك بالع��ذاب وإن جهنم لمحيط��ة"وقول��ه: ط��الب: }يس��

}ق��ل أرأيتم إن أت��اكم[، وقول��ه: 54 ]العنكب��وت: بالك��افرين{تعجل من��ه المجرم��ون{ ]ي��ونس:عذابه بيات��ا أو نه��ارا م��اذا يس��

[. وبين في موض��ع آخ��ر أن��ه ل��وال أن الل��ه ح��دد لهم أجال ال50ل��ه عليهم، وه��و قول��ه: تعجلونكيأتيهم العذاب قبله لعج }ويس��

مى لج��اءهم الع��ذاب{ [53 ]العنكب��وت: بالعذاب ولوال أجل مس��اآلية.

}قل لو أن عندي م��اتنبيه: قوله تعالى في هذه اآلية الكريمة: [ اآلية، صريح في أن��ه58 ]األنعام: تستعجلون به لقضي األمر{

-صلى الل��ه علي��ه وس��لم- ل��و ك��ان بي��ده تعجي��ل الع��ذاب عليهمله عليهم، مع أن��ه ثبت في الص��حيحين من ح��ديث عائش��ة - لعج رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرس��ل الل��ه إليه ملك الجبال، وقال له: إن شئت أطبقت عليهم األخش��بين، وهما جبال مكة اللذان يكتنفانها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: »بل أرجو أن يخرج الله من أصالبهم من يعبد الله ال يش��رك ب��ه

. شيئا« والظاهر في الجواب: هو ما أجاب به ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه اآلية، وهو: أن هذه اآلية دلت على أنه لو كان إلي��ه وقوع الع��ذاب ال��ذي يطلب��ون تعجيل��ه في وقت طلبهم تعجيل��هل��ه عليهم، وأم��ا الح��ديث فليس في��ه أنهم طلب��وا تعجي��ل لعج

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

12

العذاب في ذلك الوقت، بل عرض عليه الملك إهالكهم، فاخت�ار ع��دم إهالكهم، وال يخفى الف��رق بين المتعنت الط��الب تعجي��ل

العذاب وبين غيره. ]األنع��ام:}وعنده مفاتح الغيب ال يعلمه��ا إال ه��و{قوله تعالى:

}إن الله[ اآلي��ة، بين تع��الى الم��راد بمف��اتح الغيب بقول��ه: 59ل الغيث ويعلم ما في األرحام وما تدري اعة وينز عنده علم الس نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس ب��أي أرض تم��وت إن الله

.["34 ]لقمان: عليم خبير{ مفاتح ومفاتيح جمع مفتاح ومفتح، كمراسل ومراســيل ومســاند ومســانيد،

ومثل هذا يسمى صيغة منتهى الجموع وهي ممنوعة من الصرف. "فقد أخرج البخاري وأحمد وغيرهم�ا، عن ابن عم�ر عن طالب:

النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن المراد بمفاتح الغيب الخمس المذكورة في اآلية الم��ذكورة، والمف��اتح الخ��زائن، جم��ع مفتح بفتح الميم بمع��نى مخ��زن، وقي��ل: هي المف��اتيح، جم��ع مفتح بكس��ر الميم، وه��و المفت��اح، وت��دل ل��ه ق��راءة ابن الس��ميقع

بياء بعد التاء جمع مفتاح، وه��ذه اآلي��ة الكريم��ة ت��دل}مفاتيح{ على أن الغيب ال يعلم��ه إال الل��ه، وه��و ك��ذلك؛ ألن الخل��ق ال

.يعلمون إال ما علمهم خالقهم -جل وعال-"ــو ــاتح، ه ــاتيح أو مف ــد مف ــاح والمفتح واح ــزن، المفت ــنى المخ ــه: بمع قول

المخزن؟ المفتاح هو المخزن؟ ....... طالب:ما هو؟

لكن المفــاتيح والمفــاتح شــيء واحــد على صــيغة منتهى الجمــوع مفاعــلومفاعيل، تطلق على شيء واحد.

....... طالب:ماذا؟

....... طالب: لكن األصل في صيغة منتهى الجموع أنها على مفاعــل ومفاعيــل، مراســل

}مــا إنومراسيل، نعم، مفــاتح ومفــاتيح، نفس الصــيغة، فال فــرق بينهمــا. [، الخزائن تنوء بالعصــبة أم المفــاتيح76 ]القصص: مفاتحه لتنوء بالعصبة{

التي يغلق بها على الخزائن تنوء بالعصبة؟ المفاتيح، المقصود واحد. »من زعم أن"وعن عائش��ة -رض��ي الل��ه عنه��ا- ق��الت: ط��الب:

رسول الله -صلى الله علي��ه وس��لم- يخ��بر بم��ا يك��ون في غ��د،."فقد أعظم على الله الفرية«

[، تفسير الرازي اسمه: مفاتيح الغيب،59 ]األنعام: }وعنده مفاتح الغيب{ ولذلك لما قدم الكتاب لدراسته في رسائل قالوا: مــا فيــه وال نســخة فيهــا

مفاتح توافق القرآن من النسخ الخطية؟ ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

من هو؟ ....... طالب:

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

ال، هي المسألة مسألة صيغة فقط. ....... طالب:

وما مراده؟ الخزائن؟ ....... طالب:

والله ما أعرف. ....... طالب:

ال ال ما أدري والله، ما أعرف هذا؛ ألن هذه الصيغة معروفة ومألوفــة، ولهــاأمثلة عند أهل العلم.

....... طالب:ــزائن رجعنا أن الحقيقة تبقى هي المفاتح، أما كون المفاتح تطلق على الخ

فهذا مجاز. ي الل��ه عنه��ا- ق��الت: ط��الب: »من زعم أن"وعن عائش��ة -رض��

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبر بما يكون في غد فقد }ق��ل ال يعلم من فيأعظم على الل��ه الفري��ة، والل��ه يق��ول:

ماوات واألرض الغيب إال الله{ ، أخرج����ه[«65 ]النم����ل: الس���� مسلم. والله تعالى في هذه السورة الكريمة أمره -ص��لى الل��ه عليه وسلم- أن يعلن للناس أنه ال يعلم الغيب، وذلك في قول��ه

}قل ال أقول لكم عندي خ��زائن الله وال أعلم الغيب والتعالى: [. ول��ذا50 ]األنع��ام: أقول لكم إني ملك إن أتبع إال ما ي��وحى{

لما رميت عائشة -رضي الله عنها- باإلفك، لم يعلم أهي بريئ��ةاأم ال ح��تى أخ��بره الل��ه تع��الى بقول��ه: ءون مم }أولئك مب��ر

[. وق��د ذبح إب��راهيم -علي��ه وعلى نبين��ا26 ]الن��ور: يقول��ون{له للمالئكة، وال علم له بأنهم مالئك��ة ح��تى الصالة والسالم- عج

لنا إلى ق��وم ل��وط{أخبروه، وق��الوا ل��ه: [،70 ]ه��ود: }إنا أرس��ا أنهم مالئك��ة، ول��ذا يء بهمولما جاءوا لوطا لم يعلم أيض�� }س��

يب{ [، يخ��اف77 ]ه��ود: وضاق بهم ذرع��ا وق��ال ه��ذا ي��وم عص�� عليهم من أن يفعل بهم قومه فاحشتهم المعروفة، حتى قال:

.["80 ]هود: }لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد{؟ }لو أن{عندكم في الطبعة الجديدة: قالوا، حتى قال:

}ل��و أن لي بكم ق��وة أو آوي إلى ركن"ح��تى ق��ال: ط��الب:ل[، ولم يعلم خبرهم حتى قالوا ل��ه: 80 ]هود: شديد{ }إنا رس��

.[ اآليات"81 ]هود: ربك لن يصلوا إليك{. "قالوا له"بالعكس صارت:

لوا إلي��ك{" ط��الب: ل ربك لن يص�� [ اآلي��ات.81 ]ه��ود: }إنا رس�� ويعقوب -عليه السالم- ابيض��ت عين��اه من الح��زن على يوس��ف وه�و في مص�ر ال ي�دري خ��بره ح�تى أظه��ر الل�ه خ�بر يوس�ف. وسليمان -عليه السالم- مع أن الله سخر له الشياطين والريح، ما كان يدري عن أهل مأرب ق��وم بلقيس ح��تى ج��اءه الهده��د،

بإ بنب��إ يقين{وقال له: }أحطت بما لم تحط به وجئت��ك من س�� [ اآليات. ونوح -عليه وعلى نبينا الصالة والسالم- ما22]النمل:

كان يدري أن ابنه الذي غرق ليس من أهله الموع��ود بنج��اتهم، ]ه��ود:}رب إن ابني من أهلي وإن وع��دك الح��ق{ح��تى ق��ال:

شرح كتاب أضواء البيان-األنعام )2 )

14

}قال[ اآلية، ولم يعلم حقيقة األمر حتى أخبره الله بقوله: 45ألن م��ا الح فال تس�� يا ن��وح إنه ليس من أهل��ك إنه عم��ل غي��ر ص��

]ه��ود:ليس ل��ك ب��ه علم إني أعظ��ك أن تك��ون من الج��اهلين{46"].

....... طالب:نعم.

هو الشيخ في أول األمر مختصر، ولذلك الجزء األول والثاني على صغرهما إلى التوبة ثلث القرآن، وتجد الخامس الذي في الحج أكبر من االثنين، في الحج والمؤمنون أكبر من المجلدين؛ ألنه أطال جــدا فيمــا بعــد، ولــذلك مــا

أكمل. ....... طالب:

نعم. على كل حال كتاب نافع، والشيخ -رحمة الله عليه- من فلتــات الــدهرفي حفظه وعلمه وفهمه، والله المستعان.

}وال أق��ول"وقد قال تعالى عن ن��وح في س��ورة ه��ود: طالب: [ اآلي���ة،31 ]ه���ود: لكم عن���دي خ���زائن الله وال أعلم الغيب{

}أنبئونيوالمالئك��ة -عليهم الص��الة والس��الم- لم��ا ق��ال لهم: بحانك ال علم لن��ا31بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين ) ( قالوا س��

.["32، 31 ]البقرة: إال ما علمتنا{الم- لمــا ســأله عن الة والســ في حــديث ســؤال جبريــل للنــبي -عليــه الصــ

، فاستويا في عدم العلم»ما المسئول أعلم بها من السائل«الساعة قال: بها، وهما أشرف أجناسهم، محمد أفضل الخلق وأشرفهم، وجبريل أفضــل المالئكة، وهما ال يعلمون متى تقوم الساعة. ومــع ذلـك جـرؤ بعضــهم علىالم- يتوقــف ويثبت عــدم علمــه بهــا، الة والســ تحديــدها. النــبي -عليــه الصــ وجبريل كذلك، ويأتي من يقــول: إن الســاعة تقــوم ســنة ألــف وأربعمائــة، ويستندون في ذلك إلى أن عمر الدنيا ســبعة آالف ســنة. يعــني هــذا دليــلــا، والــذي قــال: إن ا فضــال أن يكــون علمــا محقق يصــل إلى أن يكــون ظن

ــأتيكم إالالساعة تقوم ســنة ألـف وأربعمائـة وســبعة أخــذا من قولـه: }ال ت [، بغتة في حساب الجمل ألف وأربعمائة ســنة. هــل187 ]األعراف: بغتة{

هذه أمور يعتمد عليها في إثبات حــق بفلس فضــال عن أن تكــون القيامــة؟ [، بعض المفســرين يقــول:15 ]طــه: }أكاد أخفيها{الله -جل وعال- يقول:

إن مثل هذا السياق يدل على أنه قارب أن يخفيهـا ولم يخفهـا، يعـني كأنـه أخبر أناسا، يعني ما يمنع الحصر في إخفائها في بعض المواضع، ولكن قال بعضهم: أكاد أخفيها حتى عن نفسي؛ ألن المقطوع به في جميــع النصــوص

أنه ال يعلمها أحد. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

حديث جبريل؟ ....... طالب:

،»بعثت أنا والســاعة كهــاتين«نعم، لكن ما يحدد، ما يحدد، الرسول يقول: ما يمنع. جمهــور المــؤرخين على أن عمــر الــدنيا ســبعة آالف، وعمــر هــذه

األمة من صالة العصر إلى...

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

....... طالب: ، هذا حتى استدل به الحنفيــة»مثلكم ومثل من قبلكم كمن استأجر أجيرا«

على أن وقت العصر.. ....... طالب:ما هو؟ أقصر؟طالب:أطول.

....... طالب:ال ال غلط.

....... طالب:تاريخ فقط، لكن النصوص ترد هذا.

"فقد ظهر أن أعلم المخلوقات، وهم الرسل والمالئكة، طالب: ال يعلمون من الغيب إال ما علمهم الله تعالى، وهو تع��الى يعلم

}وم��ا ك��ان اللهرسله من غيبه ما ش��اء، كم��ا أش��ار ل��ه بقول��ه: اء{ له من يش��� ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رس���

}ع��الم الغيب فال يظه��ر على غيب��ه[، وقوله: 179]آل عمران: .[ اآلية"27، 26 ]الجن: ( إال من ارتضى من رسول{26أحدا )

قف على هذا.اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله أصحابه أجمعين.