الرابع الفصلهيوم ديفيد

.مقدمـــة

وأعماله. حياته

� الطبيعــة دراســة في التجريبي المنهج-أوالالبشرية.

� المعرفة:-ثانيا كتـــاب على عامـــة نظـــرة-1

الطبيعــــــــــــة في بحث».«اإلنسانية

واألفكار. االنطباعات-2المعرفة. ملكات-3الجواهر.-4السببية.-5االعتقاد.-6االحتمال.-7الشخصية. الهوية-8

� .األخالق-ثالثا

هيوم ديفيد

خاتمـــة

140

فلسفية تياراتحديثة

141

هيوم ديفيد

هيوم ديفيد (1711 - 1776)

مقدمـــة: ألن ذلــك اإلنســانية، الطبيعة فيلسوف هو هيوم ديفيد

الطبيعــة في بحث» الشهير كتابه في تمثل األساسي عمله .1740 و1729 عامي جزئين في أصدره والذي«البشرية

نظريــة وضــع ألنــه اإلنســانية الطبيعــة فيلســوف يعــد وهــو بـل والـدين، والسياسـة واألخالق المعرفـة تفسـر متكاملة

�، واالقتصاد أن بمعــنى اإلنسانية، الطبيعة أساس على أيضا مشــروط ونظم ومعــارف علــوم من اإلنســان ينتجه ما كل

من مجموعة من أساسية بصفة المكونة اإلنسانية بطبيعته بنيــة ومن واالعتقــادات، والمشــاعر واالنفعــاالت الرغبــات

ــة رأســها على تقف معرفية ملكات قوامها معينة ذهنية ثالثوالفهم. والمخيلة الحسي، اإلدراك هي

ــاس وعلى ــه أس ــتي نظريت ــعها ال في بحث» في وضــة، الفلسفية أعماله كل هيوم وضع«البشرية الطبيعة التاليــا ــه1748 )«الإنســاني الفهم في بحث» وأهمه ــد ( وفي يعيــرض ــزء ع ــاص الج ــة الخ ــة بنظري في بحث» في المعرف الطـابع وإضـفاء التوضـيح من مزيــد مــع«البشرية الطبيعة1751 )«الأخالق مبادئ في بحث»و نظريته، على النسقي

� ( وهو بحث في الموضــوع نفس في عرضــه ما يفصل أيضا القـرن ستينات التوسع. وفي من مزيد مع البشرية الطبيعةــامن ــر الث ــغل عش ــه في انش ــاورات» كتاب ــدين في مح ال

ــان يــدرس وفيــه«الطــبيعي على الســابقة الطبيعيــة الأدي

142

فلسفية تياراتحديثة ــور ــان ظه ــف ويثبت الســماوية الأدي ــدين أن كي ظــاهرة ال

تعد السماوية الأديان أن وكيف البشرية الطبيعة عن صادرة� أنــه على هيوم إلى ينظر البدائية. ولذلك الأديان عن تطورا

بأجزائهــا فلسفته كل أسس لأنه البشرية الطبيعة فيلسوفــة ــة المعرفي ــية والأخالقي ــة والسياس ــاس على والديني أس

الإنسانية. الطبيعة من المجاالت هذه كل انطالق

وأعماله: حياته شــمال باســكتلندا أدنــبرة مدينــة في هيــوم ديفيد ولد

�. توفى يعمل ألب1711 سنة إنجلترا ــو أبوه محاميا في وه متشــدد. كنيســة راعي كــان الــذي جورج عمه ورباه الثالثةــنة وفي ــق1722 س ــوم التح ــو هي ــادة في وه ــر الح عش

شــهيرة. جامعة بعد فيما تصبح سوف التي أدنبرة بمدرسة بالفلسفة آنذاك يسمى كان الذي الفيزياء علم فيها ودرس

� وتلقى نيــوتن، نظريــة على فيهــا وتعــرف الطبيعية، تعليمــا� ــا ــة الكالســيكية اآلداب في راقي ــتي الالتيني ــه ال على عرفتــوف التي والرواقية األبيقورية اليونانية المدارس أعمال س تعـرف قراءاتـه الفلسـفي. وفي فكـره تشـكيل في تسهم بيكون رأسهم وعلى المحدثين الفالسفة أعمال على هيوم

ــالبرانش ــل وم ــل. وعم ــارة وباي ــترة بالتج ــيزة لف في وج ففضــل تســتهويه، تكن لم التجاريــة الحيــاة لكن بريستول،

� السفر لفــترة اســتقر ثم فرنســا، وخاصة أوروبا في متنقال مؤلفاتــه أهم أحد كتب حيث فرنسا غرب الفيش مدينة في ســنة لنــدن إلى . وعــاد«البشــرية الطبيعة في بحث» وهو

كــان الــذي بالنجــاح يحــظ لم لكنــه الكتــاب، لينشر1737 في فلسفته وضع أعاد أنه في السبب هو وهذا منه، يتوقعه ســنة«األنســاني الفهم في بحث» هي أصغر أبحاث صورة

143

هيوم ديفيد

.(1)1751 سنة«األخالق مبادئ في بحث»و ،1746

هتشســون على لنــدن إلى عودتــه بعــد هيــوم وتعرفHatchesonمنصب يشغل كان الذي االسكتلندي الفيلسوف

أســتاذ هتشســون وكــان جالســجو، بجامعة الفلسفة أستاذ عليــه تعــرف حيث الشــهير االقتصــادي المفكر سميث دمآ

� هيــوم لمــ ع1746 سنة طريقه. وفي عن هيوم ســكرتيرا دبلوماسية مهام في معه وصحبه كلير، سانت الجنرال لدى تقــدم قــد هيــوم بإيطاليــا. وكــان وتورينو بالنمسا فيينا إلى ،1741 ســنة جالســجو بجامعة للفلسفة أستاذ وظيفة لنيل

� رفض قـد طلبه نكل هنـاك. وعـاد المتـدينين لتشـدد نظـرا نيــل في فــأخفق الجامعــة، لنفس للتقــدم1751 ســنة

�، الوظيفــة وهي أخــرى وظيفــة عن يبحث جعلــه ممــا أيضــاــبرة جامعــة في المحــامين كليــة مكتبــة محافــظ ســنة أدن

ــاك1752 ــ ــائق الكتب على االطالع من تمكن . وهن ــ والوث إنجلــترا تــاريخ عن كتابــه تــأليف من مكنته التي والسجالت

هذا . وفي1761 إلى1754 من الفترة منه استغرق الذي كتابــة في مســبوقة غــير جديــدة طريقــة هيوم اتبع الكتاب� باألحدث بدأ إذا التاريخ، بحكم بــدأ حيث األقــدم، إلى متنقال�1460-1430) الثاني جيمس حــتى الوراء إلى منه ( منتقال

.(2) ق.م55 سنة إلنجلترا قيصر يوليوس غزو إلى وصل

منصــب هيــوم شــغل1766 و1763 ســنتي وبين تعــرف وهنــاك بــاريس، في الإنجليزيــة السفارة سكرتير

الثاني، الجزء الفلسفة، بدوي: موسوعة الرحمن د. عبد(?)1 والنشــر، للدراســات العربيــة هيــوم. المؤسســة ديفيــد مــادة

.612-611م. ص1984 بيروت،.613السابق: ص المرجع(?)2

144

فلسفية تياراتحديثة أصـــحاب وأهمهم الفرنســـيين الفالســـفة أشـــهر على

دالمبــير وهم المــادي بمــذهبهم عرفــوا الذين الموسوعة سنة لندن إلى عاد أن وهلفسيوس. وبعد ودولباك ووديدر

Boufflers بوفلــور الفرنســية الكونتيسة منه طلبت1766

� روسو جاك لجان يوفر أن بعــد إنجلــترا في للإقامــة مكاناــنيف. واســـتجاب مدينـــة طردتـــه أن ــا هيـــوم جـ لطلبهـ

ــطحب ــه واص ــو مع ــدن، إلى روس ــاة لكن لن ــدن حي الم� هيــوم لــه فــوفر لروســو، تــروق تكن لم الكبيرة في بيتــا

ــاك ــف. وهن ــزاع شــب الري اختالف ســببه كــان بينهمــا، ن الميالة ونفسيته والكئيب يوالسودا روسو ومزاج آرائهما

والمطــاردة، االضطهاد ووساوس شئ كل من الشك إلىــوم كــان حيث فالســفة من المقــربين الأصــدقاء أحــد هي

ــد الموســوعة �.وســور أعــداء أل أن روســو شــك وأخــيرا فهــرب هيــوم، طريــق عن قتلــه تريد البريطانية الحكومة

� هيوم صار1767 سنة فرنسا. وفي إلى إنجلترا من وكيال رأســه مســقط أدنبرة إلى عاد1769 سنة وفي للوزارة،

ــكتلندا، في ــى حيث اس ــا قض ــنوات فيه ــة الس من الباقي في هيوم بأفكار تأثر الذي سميث آدم فيها وصادق حياته،ــر» الأساســي عمله كتابة . وفي1776 ســنة«الأمم ةوث.(1)هيوم توفى السنة هذه نفس

.614-613 السابق: ص المرجع(?)1

145

هيوم ديفيد

� ــبي - المنهج أوال ــة في التجري ــة دراس الطبيعالبشرية: أنهــا على اإلنســان تخص معرفــة كــل إلى هيوم ينظر

Moral أخالقية فلسفة Philosophyالمعرفــة نظرية فيها بما مــا أن هــذا واالقتصــاد. ومعــنى والــدين السياســة ومبحثــه ــوم يفهم ــطلح من هي ــفة» مص ــة الفلس ليس«األخالقي� األخالق مبحث يخص أنـه منـه عـادة يفهم مـا على مقتصرا

Ethicsفلســفة إلى البشرية المعارف تنقسم هيوم فحسب الفيزيــائي بــالمعنى الطبيعــة عن معارفنــا كل تضم طبيعية

كل تضم أخالقية وفلسفة والرياضي، حيائيأوال والكيميائيــا ــان، يخص م ــة وألن اإلنس ــاهرة المعرف ــانية ظ هي إنس

أنهــا على هيوم إليها نظر فقد والدين، واالقتصاد والسياسة� ذلــك في األخالقية. وكــان الفلسفة إلى تنتمي من منطلقــا

طبيعتــه هــو إنســاني إنتــاج كــل يحــدد مــا أن في االعتقــاد حســي وإدراك وعواطــف ومشــاعر انفعاالت من األخالقية في لبحثــه وضــع قــد هيــوم فــإن ولــذلك.(1)وفهم ومخيلة� البشرية الطبيعة � عنوانا المنهج إلدخال محاولة» هو فرعيا

ــبي ــ ــوعات في التجري ــ ــة الموض ــ ــو ،«األخالقي ــ ــد وه ــ يقص اإلنســاني كتابــه: الفهم أجــزاء كــل األخالقيــة بالموضوعات

واألخالق. واالنفعاالت

البشرية، الطبيعة في بحث من أول هو هيوم يكن لم� كــان البحث هــذا لأن ذلــك منــذ الفلســفي للفكــر مالزمــا

� فيهــا بحث من أول يعد لكنه اليونان، لدى ظهوره ــا انطالق

1 (?) Barry Stroud, Hume (London: Routledge and Kegan

Paul, 1977), PP. 3-6.

146

فلسفية تياراتحديثة بعتت التجريبي المنهج من يقصد التجريبي. وهو المنهج من

� وأخالق معرفـــة من الفلســـفة موضـــوعات ــا من انطالقـ� المعرفــة يــدرس فهو الأولى، بداياتها الإدراك من انطالقــا� الأخالق ويــدرك اس،والح وانطباعات الحسي من انطالقــا

الحســـي بـــالإدراك البـــدء أن االنفعـــاالت. والحقيقـــةــاالت ــة واالنفع ــة لدراس ــل والأخالق المعرف ــه يجع نظريت علم أن إلى ويذهب بالفعل بذلك يعترف وهو سيكولوجية،

جـــــدارة. عن ىالحقيق الفلســـــفي العلم هـــــو النفســظ ــذي النفس علم أن والمالح ــه ال ــوم يفهم ــو هي علم ه

مصــطلح نفهم أن نســتطيع ولــذلك البشــرية، الطبيعــة على لفلسفته العام العنوان باعتبارها«البشرية الطبيعة»

ــر السبب للبشر. ولهذا السيكولوجية الطبيعة أنه إلى ينظ التجريـــبي النفس علم إرهاصـــات من أنـــه على هيـــوم

الحديث.

على التجريــبي المنهج تطــبيق من هيــوم يقصــد كمــارح يكون أن واألخالقية الفلسفية الموضوعات الطبيعة م�ش�

اإلنســاني الجســم ودارس الطــبيب يفعــل مثلمــا البشرية،ــدما ــرح عن ــم يش ــف الجس ــجة نأ ويكش ــوين األنس والتك

الوصــول ذلك من هيوم األعضاء. وهدف ووظائف الداخلي مجـال في الطبيعيـة العلـوم حازتها التي العلمية الدقة إلى

تشــريح من هيــوم يهــدف كمــا.(1)األخالقيــة الموضوعات الحاكمــة األساســية المبــادئ إلى الوصــول اإلنســانية الطبيعة

الــذي اإلنجــاز من ذلــك في إيحــاءه أخــذ الطبيعة. وقــد لهذه� نيــوتن الفيزياء. اكتشف أو الطبيعة لعلم نيوتن حققه عــددا� على ســواء فيزيائيــة حركة كل تحكم التي المبادئ من قليال

1 (?) Ibid: PP. 9-12.

147

هيوم ديفيد

البشــرية الطبيعــة إلى هيــوم وينظر األفالك، في أو األرض فيهــا والوصــول دراستها يمكن طبيعة، النهاية في أنها علىــادئ إلى ــا الحاكمــة األساســية المب � له ــا ــا تمام أمكن مثلم

العلم ألنو الفيزيائيــة الطبيعة مبادئ إلى يتوصل أن لنيوتن هيــوم نظــر فقــد للحركــة، علم األســاس في هو النيوتوني

� لكنها للحركة، علم أنه على البشرية الطبيعة علم إلى أيضا من انطلــق وبــذلك الفيزيائيــة، الحركـة ال النفسـية الحركة

ــادئ ــية المب ــتي األساس ــرك ال ــانية النفس تح ــل اإلنس مث� والمشاعر، واألحاسيس، االنفعاالت ــه عليها مؤسسا نظريت

باالعتـقاد بدأ الذي هيوم لكن.(1)األخالق وفي المعرفة في� يكــون أن يجب البشــرية الطبيعــة علم أن في لحركــة علمــا

ــك النفس، ــة في بحث» في وذل ــرية الطبيع في انتهى«البش وظــائف علم أنــه على العلم ذلــك إلى النظر إلى الالحقة مؤلفاته

ــة أن اكتشف ألنه ذلك حركة، علم ال عن صــادرة النفس حركــائف ــذلك وظ ــو للنفس. ول ــق لم فه ــوذج يطب العلم نمــد التجريبي المنهج ألن بحذافيره، النيوتوني على تطبيقــه عن

� يكون لن األخالقية الموضوعات هــو مثلمــا الحركــة عن بحثا� سيصبح الفيزياء. بل مع الحال هو الوظيفة. وهذا عن بحثا

�، بزهو توماس عن هيوم يميز ما بالضبط � وهو مثال أيضــا نع صــادرة النفس أفعــال أن إلى يتوصل هيوم جعل الذي السبب سالح اإلدراك عن بتوســع وتحــدث وأخالقية، معرفية ملكات

معرفية. ملكات باعتبارها والفهم والمخيلة

ــنيوتوني الطبيعي بالعلم هيوم إعجاب سبب إن هــو ال األرضــية األجســام حركــة تفســير في نجح قد العلم هذا أن

جعله ما وهذا والكلية، العامة المبادئ من بقليل والسماوية

1 (?) Ibid: PP. 12-14.

148

فلسفية تياراتحديثة الــذي األســلوب بنفس اإلنســانية الطبيعــة دراســة يحــاول

� الفيزيائية، الطبيعة نيوتن به درس أهم إلى التوصــل هادفــا والســلوك البشــرية الطبيعــة تحكم التي والمبادئ القوانين

واالقتصــادي. والسياســي والمعــرفي األخالقي اإلنســاني، المنهج هــو أنــه على التجريبي المنهج إلى ينظر هيوم وكان

دراسة هي البشرية للطبيعة العلمية الدراسة وأن العلمي،التجريبي. المنهج منطلق من

من االنطالق رفض التجريـــبي المنهج متطلبـــات ومن تــرك بــل الإنســانية، الطبيعة عن مسبقة قبلية تصورات أي

�مالحظ الطبيعي مجراه يأخذ البحث � الإنســان سلوك ا ــا تاركــا االفتراض مثل ،الإنسانية الطبيعة فى القبلية التأمالت بأنه

الفالسـفة يفعـل كـان مثلمـا شريرة، طبيعة أو خيرة طبيعة القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدماء،

� يمكن وال نفســه البــاحث كوسل مالحظة من االنطالق أيضاــه في والتأمــل ــوم لأن ديكــارت. ذلــك طريقــة على ذات هي إلى بهــا يتوصــل لةيوســ باعتبــاره البــاطني التأمــل يــرفض

ــة ــذه الطبيع ــانية. ه ــة الإنس ــتخدمها الطريق ــارت، اس ديك الأســاس في مفكــرة طبيعة ذو الإنسان أن إلى بها وتوصل� باعتباره ويوجد �، شيئا ســوى الإنســاني الجســد ومــا مفكــرا� الخاطئة النتيجة هذه إلى ديكارت توصل بالعقل. وقد ملحقا

وعلى وحــده التأمــل على اعتمــد لأنــه هيوم نظر وجهة منــه وجودو كرفأ الأنا وجود به أثبت الذي الداخلي الحدس الإل

ــالم، ــدما والع ــه فكــرة تأمــل على المفكــر يعكــف وعن ذات مقابــل وحســب. وفي مفكــر وجود أنه � خطأ يدرك سبحو

ويشــرع هــذه الــداخلي التأمل طريقة هيوم يرفض ديكارت من السـلوك هـذا لنـا يكشـف ومـا النـاس سلوك بحث في

149

هيوم ديفيد

علينــا يجب»هيــوم: يقــول ذلــك وعواطــف. وفي انفعاالتــة ــا ممارس ــذا في تجاربن ــة من العلم ه ــة المالحظ الدقيق عن العالم، في تظهر كما وأخذها الإنسانية، للحياة والحذرة

وفي شــئونهم وتســيير اجتمــاعهم في البشر سلوك طريق.(1)«مشاعرهم

في ومنهجــه نيــوتن من هيــوم تفكــير طريقــة وتقترب بالمعرفــة. ذلــك المتعلــق وهو فلسفته، من أساسي جانب

ــوتن لأن ــد ني ــا على الطبيعــة درس ق ــة أنه ذرات من مكون يــدرس كذلك الجاذبية. وهيوم هي عامة حركة ومن بسيطة

ــة ــق من البشــرية الطبيع ــانأ منطل ــة ه ــات من مكون إدراك هــذه يــدرس كمــا مركبة، إدراكات الفهم منها يصنع بسيطة

مـا وهـو الـذهن، في بينهـا الترابـط أسـاس على الإدراكاتAssociation الأفكـار ترابط بنظرية يعرف of Ideasوترابـط .

بين بالتجــاذب شــبيه أنــه على هيــوم إليــه ينظر هذا الأفكار ذلك: في هيوم النيوتونية. يقول الفيزياء مجال في الأجسام

البســيطة، أفكارنــا وتجــانس اتحــاد مبــادئ إذن هي هــذه»� المخيلة في لنا تقدم والتي ــا ينفصل، ال رابطا في تتحــدد به

� هنا الذاكرة. ونجد أن نكتشف سوف الذي الجذب، من نوعا� له العــالم في لــه كــان مثلمــا العقلي العالم في كبيرة آثارا

به.(2)«الطبيعي �ش� وـفق الأفكار ترابط النص هذا في هيوم ي وفـق الفيزيائيــة الأجسـام بين والتفاعـل باالتحــاد عـام مبدأ «الجاذبيـة» مصـطلح نفس يسـتعير وهـو الجاذبيـة، مبـدأ

1 (?) The Letters of David Hume, Edited by J.Y.T. Grieg

(London: Oxford University Press, 1969), vol. I, P. XXIII.2 (?) Hume, A Treatise of Human Nature. Edited by L.A.

Selby-Bigge (Oxford: The Clarendon Press, 1896), PP. 12-13.

150

فلسفية تياراتحديثة Attractionالمخيلـــة في الأفكـــار بين يحـــدث مـــا ليصـــف

الأجســام حركــة يصــف الذي المصطلح ذاته وهو والذاكرة،النيوتونية. الفيزياء في

فكرة من البشرية الطبيعة في بحثه في هيوم ينطلق عن بل استدالل، أو عقلي ببرهان إليها يتوصل لم أساسية،

أن إلى الفكــرة هــذه تــذهب.البشر سلوك مالحظة طريق� كـــان ســـواء اإلنســـاني، الســـلوك يحكم مـــا معرفيـــا

� أو �، أو أخالقيــا نتلقى . فألننــاfeallings اإلحساســات هــو فنيــا� وألننــا اللــون، هــذا وجــود في تقدعن األحمر باللون إحساسا

ــدينا تكون واأللم اللذة أحاسيس نتلقى � ل ــذة عن أفكــارا الل األلم. وتجنب اللــذة على للحصــول بــذلك ونســعى واأللم،

ــياء نستحسن تجعلنا بحيث مؤسسة اإلنسانية والطبيعة أش مــا شئ رفض أو قبول أن هذا ويعني أخرى، أشياء ونرفض

� كــــــــــــــــــان ســــــــــــــــــواء صــــــــــــــــــحيحا

�، أو � خاطئــا �، أو جميال � قبيحــا �، أو خــيرا على يعتمــد ال شــريراــرار ــذه ق ــق عن نتخ ــة طري ــة الموازن ــتدالل العقلي واالس

في هي الــتي البشــرية طبيعتنــا على يعتمــد بــل والبرهان،� يحتل فال العقل ومشاعر. أما إحساسات األساس في دورا

وحــده. العلمي المجــال على دوره ويقتصر المجاالت، هذهــدى األساســي والهــدف ــوم ل ــات اكتشــاف هــو هي اإلمكان

تجعلهــا والــتي البشــرية الطبيعــة في الكامنــة والتوجهــات الطبيعــة توجهــات عنهــا. وأهم لمعــروفا ســلوكها تســلك

ــانية ــلوك في تتحكم الـــتي اإلنسـ ــان سـ ومعرفتـــه اإلنســـه ــاالتفاالن» هي ومعتقدات ــوم . ويعليPassions «ع من هي

ويجعــل ذاتــه، العقــل على يــةواألول يعطيهــا أنه حتى شأنها� نفسه العقل عبــد العقــل»ذلــك: في لهــا. ويقــول خاضــعا

151

هيوم ديفيد

يخــدمها أن ســوى شــئ أي يفعــل أن يمكنه وال لالنفعاالت، .(1)«ويطيعها

والـتي الإنسـانية للطبيعـة النظـرة هـذه أن والحقيقـة� مناقضــة العقــل على لالنفعــاالت الأولويــة تعطي تمامــا

الفلســفي التفكــير ســادت والتي للإنسان التقليدية للنظرةــذ ــطو من ــة أرس ــان أن إلى الذاهب ــائن الإنس في عقالني ك

�ع�رفه والتي ،الأساس عن وتمــيزه نــاطق، حيــوان أنه على ت التفكير. على وقدرة عقل من لديه بما الحية الكائنات باقيــوم لكن ــذا ضــد يقــف هي ــيراث ه ــل الم ــر الطوي ــأن ويق ب

الطبيعــة يشــكل مــا هي والعواطف والأحاسيس االنفعاالت�، ذلــك في مــبرره كــان الإنســانية. وقــد الإنســان لأن قويــا

حــددها التي الصفات نفس حسب اليومية حياته في يسلك العقــل اســتخدام أن إلى بالإضــافة البشرية، للطبيعة هيوم

أردنا العلمية. إذا الممارسة على مقصور العقالني والتفكيرــدوافع عن البحث البشــري للســلوك والأساســية الأولى الــا فيجب ــاء علينـ � االنتهـ ــا ــال إلى حتمـ ــاس االنفعـ والإحسـ

� يشــكل أن يمكن ال العقــل لأن والعاطفــة للســلوك. دافعــا ملكة سوى ليس الإنساني العقل فإن هيوم فلسفة فحسب المســتوى على انطباعــات من الإدراك يتلقــاه لمــا منظمــة

ــذة من الإنسانية النفس تتلقاه ما أو المعرفي، ــذاو ل ألم. ه الأولويــة لالنفعــال يجعــل للعقــل المحــدود التنظيمي الدور

دوره يقتصــر الـذي للشـئ يمكن فال هيــوم، لـدى القصــوى�، يكــون أن التنظيم على � أو موجهــا إن بــل للســلوك، دافعــا

ــال، خدمة في ملكة يعد هيوم لدى نفسه العقل حيث االنفع� تضـــفي ــيئا ــبرير العقالنيـــة من شـ المنطقي العقالني والتـ

1 (?) Ibid: P. 415.

152

فلسفية تياراتحديثة كلها تنتمي بل بالعقل عالقة أدنى لها ليس وتوجهات لدوافع

دور أي لــه ليس العقــل أن على هيــوم االنفعال. ويصر إلى مجـال في منعـدم دوره أن وسلوكهم. كمـا البشر حياة في

الحيــاة في ويســتمروا يسلكوا أن للبشر يمكن وال االعتقاد، الوصـول يمكن ال وحـده العقـل أسـاس وعلى اعتقاد بدونــاد، أي إلى ــان وإذا اعتق ــر ك ــلكون البش � يس ــا ــل وفق للعق

بــالمرة، صحيح غير هذا لكن اعتقاد بأي الإيمان عن لتوقفوا وهــذا وقت، كــل وفي يــوم كــل االعتقــاد يمارسون فالبشر

حياتهم. في دور أى يشكل ال العقل أن على دليل أكبر

� - المعرفـــة: ثانيا

الطبيعة في بحث» كتاب على عامة نظرة -1:«اإلنسانية

ــانية الطبيعة في بحث» كتاب يتكون ثالث من«اإلنســار هيوم يتناول وفيه الفهم، عن األول كتب، حيث من األفك بينهـا يحدث وما تجريد من عليها يجري وما وأجزاءها أصلها

والســببية والمكان الزمان أفكار إلى باإلضافة عالقات، من وفيــه االنفعــاالت، عن الثاني واالحتمال. والكتاب واالعتقاد

.اإلرادةو والكــره، والحب والتواضــع، الكبريــاء هيوم يتناول والرذيلة، الفضيلة يتناول وفيه األخالق، عن الثالث والكتاب الصورة بهذه والكتاب.واإلحسان والخير والظلم، والعدالةــوي ــة على يحتـ ــة في نظريـ ــاب في المعرفـ األول، الكتـ

أخالقية ونظرية الثاني، الكتاب في لالنفعاالت وسيكولوجيا نظريــة أســاس أن قلنــا أن ســبق الثــالث. لكن الكتاب في

ــري الكائن إلى النظرة هو البشرية الطبيعة في هيوم البشــة البداية فإن ولذلك العقل، ال االنفعال منطلق من الحقيقي

ال االنفعــاالت حــول الثــاني الكتــاب في هي هيــوم لنظريــة

153

هيوم ديفيد

أبـرز جعـل مـا والمعرفـة. وهـذا الفهم حـول األول الكتابــاحثين ــوم فلســفة في الب ســميث كيمب نورمــان وهــو هي

Norman Kemp Smithهو الثاني الكتاب أن إلى الذهاب إلى حــول األول الكتــاب ومــا هيــوم، لفلســفة الحقيقيــة البداية لم االنفعـاالت حـول لنظريـة تطبيق سوى والمعرفة الفهم

ــميث كيمب ذهب وقد.(1)الثاني الكتاب في إال هيوم مهاديق س أن عليـه كـان إذ خاطئـة، كـانت بالمعرفة هيوم بداية أن إلى

ــدأ � باالنفعــاالت يب ــا ــمن منطلق ال واألخالق المعرفــة إلى اهــة هـــذه وأن العكس، ــ ــة البداي ــ ــوء إلى أدت الخاطئ ــ فهم س فيلســوف بأنــه هيــوم اشــتهار إلى أدت إذ هيــوم، لفلســفة

أســاس يشــكل أنــه على اإلنســاني الفهم إلى النظــر وإلى الشك،ــذا واألخالق االنفعــاالت ــير وه ــنى صــحيح. فلم غ ــوم يتب هي

بل ستمولوجيةبا منطلقات من الفلسفة في شكية نظرة حــول الثــاني الكتــاب في وضــعه الــذي الســيكولوجي المنطلق من

حــول نصبت والتي عنده ستمولوجيةباال الشكية ما االنفعاالت، توســيع ســوى والعالقــة الجــوهر وأفكار واالعتقاد السببيةــد ســميث جعل ما االنفعاالت. وهذا حول الشكية لنظرته يعي� باالنفعــاالت ويبدأ هيوم أفكار ترتيب األخالق إلى منهــا منتقال� هيــوم لفلســفة عرضــنا في لكننــا.(2)المعرفــة إلى وأخيرا

ومبررنا فلسفته، لعرض هو اختاره الذي الترتيب نتبع سف ذلــك وجيهــة، داللــة لــه المعرفة بنظرية البدء أن هذا فيــع يتعامل أن عليه كان لالنفعاالت يعرض أن قبل هيوم ألن م

ــا يفهم التي الكيفية ومع البسيط، الحسي اإلدراك عناصر به

1 (?) Norman Kemp Smith, The Philosophy of David Hume. A

critical Analysis of its Origins and Central Doctrines (London:

Macmillan, 1964), PP. V-VII.2 (?) Ibid: PP. 159ff.

154

فلسفية تياراتحديثة ــل ــبرة من الحســية االنطباعــات فتلقي األشــياء، العق الخ

ــدو النفس تكوين على األولوية له التجريبية لالنفعاالت. ويب� كان هيوم أن حــتى البشــرية، الطبيعة في البحث أن مدركاــدرة يبدأ أن يجب انفعالي، أساسها كان ولو تلقي على بالق

ــا، الصــالت وإقامة األفكار وتكوين الحسية االنطباعات بينه اإلنســانية الطبيعة تعامل عن يكشف مستوى أول يعد فهذا

الخبرة. عم

واألفكار: االنطباعات -2 مصــطلح العقــل موضــوعات على هيــوم يطلــق ال

«إدراكــات» عليهــا يطلــق بــل لــوك، فعــل كمــا«األفكار»Perceptions، ــو ــيق وه ــذه مس ــات ه ــوعين: إلى اإلدراك ن

بين هيــوم . ويمــيزIdeas واألفكــارimpressions االنطباعــات بين يزهيــتم أســاس على العقــل تــدخل الــتي الموضوعات

جهــة من الســتداللاو والتفكير جهة من والخبرة اإلحساس واالســتدالل التفكــير من العقل يتمكن كي ألنه ذلك أخرى،� يكون أن فيجب من تأتي انطباعات على البداية في حاصال

لـــوك أطلـــق حين الحســـي. وفي واإلدراك اإلحســـاس كـانت سـواء العقـل عناصـر كـل على«األفكـار» مصطلح

في يضــع هيــوم فــإن انفعاليــة، أو مجــردة ،عقلية أو حسية انطباعــات إلى ذلــك بعــد ويقســمها«اإلدراكــات» البدايــة� وأفكار، حسية ــالمعنى التقسيم هذا في محتفظا األصــلي ب

عناصر من المجرد العقلي الجانب على يدل والذي لألفكارالتفكير.

ــيز ــوم ويم ــات بين هي ــار االنطباع ــو على واألفك النح والحيويــة القــوة درجة في يتمثل بينهما الفرق إن»التالي:

155

هيوم ديفيد

التفكــير في طريقهــا عن وتــدخل العقل على بها تؤثر التي يمكن وعنف قوة بكل تدخل التي اإلدراكات والوعي. فتلك

ــات، نســميها أن ــذه وتحت االنطباع ــل أفهم التســمية ه ك في مــرة ألل تظهــر كمــا وعواطفنــا وانفعاالتنــا إحساساتنا

التفكــير في لهــذه الخافتــة الصــور باألفكار النفس. وأعني ومـعنى.(1)«البحث هذا في تظهر التي تلك مثل واالستدالل،

الدرجــة في فــرق هــو واألفكار االنطباعات بين الفرق أن هذا� همــا إذ واحــد، نــوع من عنــده واالثنان الطبيعة، في ال معــا

� فاألفكار حسية االنطباعات كانت إدراكات. وإذا حســية، أيضــاــع إدراكــات االنطباعات أن بينهما الفرق وكل اإلدراك على تنطب

على ينطبــع . ومــاالعقل على تنطبع إدراكات واألفكار الحسي،� يكون الحسي اإلدراك �، قويا العقــول على ينطبــع ومــا وعنيفــا

� يكون �. واإلدراك خافتا هو الحسي اإلدراك على المنطبع ضعيفا أمــا التجريبيــة، وبــالخبرة باألشــياء للحواس مباشر تأثر

ــع اإلدراك ــل على المنطب ــو العق ــرد فه ــورة مج ــة ص خافت تــأثيرات يتلقى الحســي اإلدراك كــان والخــبرة. وإذا لألشياءــة ــارج من قوي ــإن الخ ــل ف �صــور إال يتلقى ال العق ،Images ا

يتلقى بــل نفســه الحســي االنطبــاع يتلقى ال أنــه بمعــنىعنه. ذهنية صورة

األول الكتــاب في ســواء األساســي هيــوم هدف وألن في رخــآال كتابــه في أو«البشــرية الطبيعــة في بحث» من

ــة ــو المعرف عن الكشــف«اإلنســاني الفهم في بحث» وه طبيعتــه، وفق تتحدد والتي اإلنسان بها يفكر التي الطريقة

األســاس، في انفعالية طبيعة هيوم لدى الطبيعة هذه وألنــات بحضــور إال ممكن غير التفكير أن إلى ذهب فلقد إدراك

1 (?) Hume: op. cit, P. 1

156

فلسفية تياراتحديثة أو انطباعــات تكــون أن إمــا اإلدراكــات وهــذه الــذهن، في

ــار. وألن ــار أفك ــا األفك ــت ذاته ــوى ليس ــور س ــة ص عقلي لهيــوم بالنســبة تفكير كل أن هذا فمعنى حسية النطباعات

األولويــة يعطي وبــذلك النطباعــات، اســتقبال على ينطويــة في الحســي لإلدراك ــا.المعرف ــذه إلى النظــر ويمكنن ه

ــة ــا على النظري ــيكولوجية أنه ــة أو س فهي.genetic تكويني باألشــياء الحــواس تــأثر إلى لمعرفة ا ترد ألنها سيكولوجية

ــة تتبع ألنها تكوينية وهي وأفكار، انطباعات صورة في عمليــة ــط إلى المعرفـ ــا أبسـ ــدخالتها أو مكوناتهـ من األولى مـ

ألن ذلـك تطوريــة، الـوقت نفس في أنها اإلحساسات. كما ثم اإلحســاس، بمرحلــة تبــدأ أنهــا على المعرفة إلى النظر

الــذي الــذهن ثم االنطباعــات يتلقى الــذي الحسي اإلدراك صـنع ثم ذهنيـة، صـور شـكل في اإلحساسـات فيـه تنطبـع يعــد لعالقــات، ثم ألفكــار الذهنيــة الصــور هــذه من الــذهنــرفي النفس بعلم شبيهة المعرفة، في تطورية نظرية المع

ــا أن ســبق ولقــد.بياجيه جان عند التطوري هــذا أن الحظن لــوك. عند المعرفة نظرية على ينسحب بياجيه مع التشابه علم إرهاصــات من أنهما على وهيوم لوك إلى ينظر ولذلكــذي الممهدين ومن الحديث، المعرفي النفس ــه. وال لبياجي أنهــا ســيكولوجية نظريــة المعرفــة في هيــوم نظرية يجعلــة، وظيفية عملية باعتبارها التفكير عملية على تركز إجرائي للــذهن المعـرفي االنفعـال إلى النظـر إلى يميــل أنــه حتى

في يــذهب ذإ ذهنيــة، ملكــات إلى رجــعي أنــه على البشريــياق ــرحه سـ ــه شـ ــة في لنظريتـ ــر إلى المعرفـ إلى النظـ

ــة وظيفة أنها على بينها والربط اإلحساسات ــذاكرة لملك الــة ــوالي، على والمخيل ــة إلى والنظــر الت ــط وظيف بين الرب

157

هيوم ديفيد

الفهم. هــذا لملكــة وظيفــة أنهـا على واألفكــار االنطباعات هو بوظائف قائمة باعتبارها المعرفية الملكات على التأكيد� وهــو لــوك، نظريــة عن هيوم نظرية يميز الذي الــذي أيضــاــل سوف الذي كانط على األكبر المؤثر هو هيوم جعل تكتم وظــائف في نظريــة باعتبارهــا المعرفــة نظريــة يديــه على

البشري. الذهن وملكات

بين العالقـــة حـــول نظريتـــه إلى هيـــوم ويضـــيف� والأفكار االنطباعات �، توضيحا ــمثل أنه فيه يقول ضروريا ام

� نكــو�ن أن انــفيمكن لالنطباعــات، صــور الأفكــار أن أفكــارا� تكون ثانوية الــذي الأحمــر الأوليــة. فــاللون للأفكار صورا اللــون، لهــذا الحســي لإدراكي ذهنيــة صــورة هو فيه أفكر تكــوين إلى تــؤدي أوليــة، فكرة هي الذهنية الصورة وهذه

أكــثر ثــاني مســتوى من ذهنيــة صــورة تكون ثانوية لفكرة�رتج هــذا أن إلى هيــوم ذاتهــا. ويــذهب اللون فكرة عن يدا

من اســتثناء� ليس ثانويــة وفكــرة أوليــة فكــرة بين يزيالتم تأكيــد هو بل الأفكار على االنطباعات أولوية حول نظريته

الفكــرة تقــوم أن إمكــان يثبت التميــيز هــذا لأن ذلــك ،(1)لها ظهــور إلى يــؤدي ثــاني مســتوى من انطبــاع بــدور الأوليــة

باالنطبــاع هيــوم يسميه ما أن هذا ثانوية. ومعنى فكرة� إدراكات، من الحواس تستقبله ما على ينسحب ــا على وأيضا مأولية. أفكار من العقل يستقبله

االنطباعــات: انطباعــات من نــوعين بين هيــوم ويميزــاس ــ ــاتSensation اإلحس ــ ــير وانطباع ــ أوRelexion التفك

في تنشــأ» أنها اإلحساس انطباعات عن االنعكاس. ويقول

1 (?) Ibid: P. 6.

158

فلسفية تياراتحديثة �، النفس كيــف لكن.(2)«معروفــة غــير أســباب من أساســا

هــذا إن معروفــة؟ غــير اإلحســاس انطباعات أسباب تكونــريح ــل من التص ــوم قب ــد هي ــثر من يع ــزاء أك ــفته أج فلس،� � وكان غموضا دارســي قبــل من كثــيرة العتراضات مصدرا في رأيــه بمعرفـة هـذه هيــوم فكرة تبرير ويمكننا فلسفته،

� يؤكد أن لهيوم األحرى النفس. كان � تأكيدا أن على حاســما ذهب مثلما مطلق يقينو بصحة تتمتع اإلحساس انطباعات

أنـــــــــــــــــــــــــــــــه إال لـــــــــــــــــــــــــــــــوك،

أهم من النقطــة هــذه عنــه. وتعــد واختلــف ذلــك يفعــل لم لوك. تجريبية عن هيوم تجريبية فيها اختلفت التي الجوانب

الســـــــــــــابقة العبـــــــــــــارة في هيـــــــــــــوم إن

يشــك ال فهو ذاتها، الحسية االنطباعات وجود عن يتحدث ال وجودهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا في

ــوعات في أو ــية الموضـ ــل الحسـ ــدث بـ ــود عن يتحـ وجـ في أو وجودهــا في يشــك ال فهو ذاتها، الحسية االنطباعات

بــل الحس، أعضــاء على تــؤثر الــتي الحســية الموضوعات ذلــك اإلنسانية، النفس في نفسه، االنطباع كيفية في يشك

موضــوع على تنطــوي ذاتهــا حــد في االنطبــاع عمليــة ألن� مدرك يظهــر الــتي النفس وعلى النفس، في عينطبــ حسيا

الموضـوع وحقيقـة وجـود في هيـوم يشك االنطباع. ال فيها االنطبــاع موضــوع في يشــك بــل ذاته، االنطباع أو عالمنطب

حســي بانطباع تعرف ال ذاتها النفس ألن ذلك النفس، وهو بانطبــاع يعــرف مجــردة. ومــا عقليــة اســتدالل بعمليــة بل

�، يكون حسي يكون وبرهان باستدالل يعرف ما أما ضروريا�. كيــف �عــرف إذن احتماليــا بشــئ الضــرورية االنطباعــات ت

2 (?) ibid: P. 7.

159

هيوم ديفيد

�عــرف وكيــف النفس؟ مثــل محتمل وغــير مباشــر هــو مــا ي لــدى واضــح وغــير مباشــر غــير وسيط طريق عن متوسط

الصــعوبات هــذه كل االنطباع؟ عملية أثناء اإلنسانية الذات فيهــا يشك التي السابقة العبارة يضع هيوم جعلت التي هي ألن ذلك النفس، في الحسية االنطباعات وءشن أسباب في

االنطبــاع، عمليــة أثنــاء وبوضــوح مباشــرة تعرف ال النفس العمليــات في التفكــير بممارســة ذلــك بعــد معرفتها وتأتي

تلــك هــو النفس عن نعرفــه ما بها. وكل تقوم التي الذهنية فال الجــوهر حيث من ذاتهـا النفس أمــا الذهنيــة، العمليــات اإلنســانية النفس أن في يعتقــد ال هيــوم ألن ذلــك نعرفهــا،

نعرفه ما وكل واليبنتز، ديكارت ذهب ما بعكس ثابت جوهر ســوى ليســت حقيقتهــا في وهي وأفعالهــا، آثارهــا هو عنها� وليست وظيفة فهي األفعال، هذه ذلــك أجــل ومن جــوهرا

ــاع ســبب أن إلى ذهب ــه يمكن ال االنطب ــا معرفت ــا بم ال أنن�. وإذا باعتبارها حقيقية معرفة النفس نعرف ــا جــوهرا فكرن

األفعــال من مجموعــة ســوى ليســت أنهــا على النفس في وحســب، الحســية وظيفتهــا إلى نردها بذلك انفكأن الذهنية

ــه. وإذا يمكن فال العقلي جوهرهــا أما النفس كــانت معرفت�، بذلك لكانت فيها االنطباعات نشوء سبب هي لكنها جوهرا

�جوهر ليست معرفته. يمكن ال االنطباعات فسبب بالتالي ،ا

إلى ترجع أنها إلى هيوم فيذهب التفكير انطباعات أماــا الحس أعضاء على ما انطباع يؤثر األفكار. فعندما ويجعلن

ــدرك ــرارة ن ــبرودة، أو الح ــوع، أو العطش ال ــذة الج أو الل تبقى العقل يستقبلها أخرى نسخة االنطباع لهذا فإن األلم،

ــا هي النسخة وهذه االنطباع، يختفي أن بعد يهف يســميها مــع عندما واأللم اللذة عن الفكرة فكرة. هذه هيوم إلى ترج

160

فلسفية تياراتحديثة الرجاء أو حجام،إوال بالرغبة ةدجدي انطباعات تنتج النفس،

ألنهـا التفكير انطباعات هيوم عليه قيطل ما وهي والخوف، الســابقة. األوليــة االنطباعــات حــول التفكــير من مســتقاة

ال لكنهــا األفكــار، تســبق التفكــير انطباعات أن هذا ومعنى تــرتيب يمكننــا اإلحســاس. وبــذلك انطباعــات على تعتمــدــ التالي: انطباعــات الترتيب في الذهنية العملية اسوالح

أفكــار ثانويــة أفكــار التفكــير انطباعات أولية أفكارواالعتقاد(. والسببية والزمان )المكان مجردة

المعرفة: ملكات -3 واألفكار، االنطباعات بين العالقة هيوم يشرح أن وبعد

ــأتي ــد على ي ــوانب أهم أح ــه ج ــة في نظريت ــو المعرف وهــ بالتفصيل يشرح وهو المعرفية، بالملكات المتعلق تينملك

Memory والمخيلة الذاكرة هما / Imaginationهيــوم يذهب وهــذه فكــرة، يكــون للعقــل رحضــي عندما النطباعا أن إلى

بشــئ الفكــرة تحضــر أن بطريقتين: إمــا فيه توجد الفكرةــرة وتصبح الحيوية هذه تفقد أن أو الحيوية، من ــة. فك كامل

وكمـا بحيويتهـا الفكـرة الـذهن بهـا يسـتعيد الـتي والملكـة بهــا يفكــر الــتي والملكــة الــذاكرة، هي الحواس من تلقاها عن غــابت قــد اتهإحساســا تكون أن بعد األفكار في الذهن

ملكــتي أن هــذا ومعــنى.(1)المخيلــة تســمى الحســي اإلدراك أن بعــد الفكــرة باستحضــار يختصــان والمخيلــة الــذاكرة

تستعيد الذاكرة الحسي، اإلدراك عن غاب قد إحساسها يكون المخيلة أما الحقيقية، بألوانها وترسمها حدثت كما الفكرة

من والفكـرة. ويبـد عن باهتـة ذهنيـة صورة استحضار فهي هــو بينهمــا الفــرق أن والمخيلة الذاكرة لملكة هيوم شرح

1 (?) Ibid: PP. 8-9.

161

هيوم ديفيد

الحيويـة الفكـرة الذاكرة تستحضر بحيث الدرجة، في فرق ليس بينهمــا الفــرق باهتــة. لكن فكــرة المخيلة وتستحضر

� �. ذلـك النـوع في فـرق بـل وحسب، الدرجة في فرقا أيضـا الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذاكرة ألن

ــا ال ــير إال يمكنه ــار في التفك ــا الحســية، األفك ــة أم المخيل الدرجة بانطباعات أو المجردة األفكار في بالتفكير فتختص

العمليــات في للــذاكرة األولويــة هيــوم الثانيــة. ويعطي� األكثر العقلية �، رقيا التتــابع، أو التــوالي إدراك مثــل وتعقيدا

ألن ذلــك، في أخطــأ أنــه والحقيقــة.(1)والحكم واالســتداللــذه ــات ه ــة العملي ــار على تعتمــد العقلي وعلى المجــردة األفك

ــاج من بــل المخيلــة إنتاج من ليست وهذه الكليات، الفهم، إنت السببية وإدراك وأخرى فكرة بين العالقة إدراك أن هذا ومعنى وحــدها الذاكرة على يعتمد أن يمكن ال الحكم بفعل والقيام

عالقــات استحضــار على القــدرة هي ألنها ذلك المخيلة، على بل االستحضار وهذا الحواس، في موجودة ليست انطباعات بين

� ليس الحقيقة في هو المخيلة في للعالقات لشئ استحضارا� كان الــذاكرة، دهيتســتع كي عنهــا وغاب الحواس أمام موجودا الحسـي اإلدراك يعيهـا لم الـتي العالقـات لهـذه إنتاج هو بل

ــا على هيوم عند المخيلة ملكة البداية. تبدو منذ ســلبية أنه تكتشـف ألنهـا ذلـك إيجابيـة، أنهـا حين في وحسب، ومتلقية

للحــواس. وكــان واضــحة تكن لم األفكار بين عالقات وتقيم الــذاكرة وظيفــتي بين الــدقيق التميــيز على هيــوم قــدرة عدم

أساسها على وميز كانط نقدها التي النقاط بين من والمخيلةومنتجة. متلقية للمخيلة، وظيفتين بين

لنظريــة توجــه الــتي االنتقــادات تلك من الرغم وعلى

1 (?) Ibid: P. 84-86.

162

فلسفية تياراتحديثة � بها يلحق الحقيقة في أنه إال المخيلة، ملكة في هيوم شــيئا

بينهــا وســط مرتبــة في ويجعلها الذاكرة عن االستقالل من األفكــار تداعي وظيفة بها يلحق ألنه ذلك الفهم، ملكة وبين

association of ideas.بين تفصل المخيلة أن إلى هيوم يذهب ال لكنهــا بينهــا، تربــط الــوقت نفس وفي البســيطة األفكار

� الربط بهذا تقوم وهــو موجــه مبــدأ أساس على بل اعتباطا إحــداث على القــدرة إلى هيــوم ينظــر األفكار. ولم تداعي

بـل وحـدها بالمخيلـة خاصـة أنهـا على األفكار بين التداعيــذاكرة أن إلى ذهب � لل � دورا ــيا ــذا في أساس ــداعي ه .(1)الت

المخيلـة للذاكرة. أمـا األولوية يعطي يزال ال فهو ولذلك الفعــل وهــذا نفســه، التــداعي بفعــل بالقيام فتختص ذاتها

مبـــادئ: التطـــابق ثالث أســـاس على بوظيفتـــه يقـــومResemblanceواالختالف Contiguityــة والســـبب Cause والنتيجـ

and Effectأخرى إلى فكرة من االنتقال تستطيع . فالمخيلة بين كــان وإذا تطــابق، بينهمــا كــان إذا بينهمــا طوالربــ

ــداعي إلى يــؤدي منهما الواحدة حضور فإن اختالف الفكرتين ت والنتيجــة، للســبب بالنســبة الحــال وكــذلك األخــرى، الفكــرة طريــق عن الــذهن في النتيجة تداعي إلى يؤدي السبب فحضور صــحيح والعكس حاضــرة، النتيجة تكن لم لو حتى المخيلة

� ــ في ســببها تــداعي ويتم النتيجة تحضر إذا أيضا .ةالمخيلــة، في هيوم نظرية في صعوبات هناك تزال ال لكن المخيل على األفكار بين التداعي بوظيفة تقوم المخيلة كانت فإذا

أن هــذا يعــني فهــل والسببية، واالختالف التطابق مبادئ أساس هيــوم يطرح لم(2) المخيلة؟ في قبلية الثالثة المبادئ هذه فلسفته. فمــا في إجابة عليه نجد ال وبالتالي السؤال هذا

1 (?) Ibid: P. 87.2 (?) Norman Kemp Smith: op. cit, PP. 110-112.

163

هيوم ديفيد

ــل المخيلة؟ في الثالثة التداعي مبادئ مصدر هو ــوم يمي هي على بنــاء بتلقائيــة تنمــو المبــادئ هــذه أن إلى الذهاب إلى

الحســية. لكن االنطباعــات اســتعادة على المخيلــة اعتماد عقليــة مبــادئ أنهــا على المبادئ هذه إلى النظر يمكن هل

تلقائيــــــة؟ أفعــــــال مجــــــرد أنهــــــا أم خالصــــــة

ســوف الــتي تلك األسئلة، من النوعية بهذه هيوم ينشغل ال يهم كــان مــا وكــل ،«الخالص العقل نقد» في كانط تشغلــا المخيلة لملكة ضهااستعر في هيوم ــداعي في وأفعاله الت

� ليســت الســببية أن توضــيح هو � قانونــا بين للعالقــة حاكمــاــل يكتشــفه األشــياء ــدر ىالبشــر العق ــا بق ــة هي م طريق فعــل الســببية أن بمعــنى األفكــار، بين الربــط في المخيلة

أن يمكن وال البشرية طبيعتنا على بناء يصدر وحسب ذهني في مـا فكـل بالطبيعـة، خاصـة حتمية أي معرفة إلى يؤدي

وممكن. احتمالي الطبيعة

ينتهي المخيلة لدى التداعي لمبادئ الوصف هذا وعند ال أخــرى، ثالثــة أفكــار إلى منهــا وينتقــل عنها، هيوم حديث العالقــات أفكــار وهي الفهم ملكــة تخص بل المخيلة تخص

في التــداعي مبــادئ من ينتقـل والجــواهر. وهـو واألحـوالــة ــادئ إلى المخيل ــة مب ــرة في الفهم ملك ــا: يقــول فق فيه

ــار بين ومن» ليس األفكــار بين الترابــط أو االتحــاد هــذا آث هي والــتي المركبــة األفكار تلك من أهمية أكثر هو ما هناك

من أتنشــ والــتي تنا،اواستدالل كيرنافلت العامة الموضوعات المركبــة األفكــار هــذه.البســيطة أفكارنــا بين أصلي اتحاد

والجـواهرmodes واألحـوالRelations العالقـات إلى تنقسمSubstances»( ــوم إن.(1 ــذلك هي ــس ب ــك يؤس ــار تل األفك

1 (?) Hume: op. cit, P. 13

164

فلسفية تياراتحديثة ــة ــة أفعــال أســاس على المركب ــداعي وقــوانين المخيل الت

وجــود مســألة يتنــاول ال هيــوم أن فيهـا. والمالحــظ الثالثــة عالقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات

هدفـــه فليس الحقيقي، العـــالم في جـــواهر أو أحـــوال أو� ،إبســتمولوجى األساسي هدفه بل األساس، فى أنطولوجيا

ــنى ــيكومعرفي، أدق وبمع ــدف إذ س ــات توضــيح يه العملي وجــواهر. وأحــوال عالقــات طريقها عن ندرك التي الذهنية العالقــة بأفكــار تشـتغل الـتي الفهم ملكــة تكون لن وبذلك

تابعـة سـتكون بـل أفعالهـا في مسـتقلة والجـوهر والحـال وتـرتيب بنظـام إمـدادها في عليها تعتمد إذ المخيلة، لملكة ونتيجة. سبب أو اختالف أو تطابق صورة في لألفكار معين على تحــوز والــتي كانــط عند الفهم ملكة وضع عكس وهذا في قبليــة مبــادئ من لــديها بما المخيلة ملكة عن لالاستق

الظاهرات. بين التركيب

العالقــات إقامــة على القــدرة أن من الــرغم وعلى دورهــا يتمثــل ذإ فيهــا، نصــيب للمخيلة أن إال الفهم، تخص

resemblance التطــابق وهي العالقــات أنواع أدنى إدراك في

تــدركها الــتي العالقــات هــو التطــابق.Identity الهويــةو على الفهم بــه يقــوم الــذي المعــرفي الفعــل أمــا المخيلة،

الــتي العالقــة هي المقارنــة. والهويــة فهـو طابقتال أساســفها ــذهن يكتش ــوع في ال ــدائم الموض ــتم ال ــه ،رالمس لكن على هيوم يأتي مختلف. ولذلك ومكان زمان في المستمر

وهمــا الهويــة، مفهــوم مــع مباشــرة والمكان الزمان فكرة مثــل والزمانية المكانية األبعاد وفق المقارنة أساس يعدان

ــافة التجــاور ــد. ومن والقبــل والمس العالقــات بين والبع العـدد، مثــل بــالكم المتعلقة تلك هيوم ددهاعي التي األخرى

165

هيوم ديفيد

ال أنهــا يبــدو أخــرى وعالقة الدرجة، مثل بالكيف والمتعلقة من صــلة تقيم الحقيقــة في لكنها األفكار بين صلة أي تقيم� ،Contrareity التنافر وهي ما نوع السبب عالقة هناك وأخيرا

بقيــة في شــرحها في هيــوم يتوســع ســوف الــتي والنتيجة.(1)بحثه

الجواهـــر: -4ــه، خاصة نظرية لهيوم فإن الجوهر أما ــرفض ذإ في ي

إلى ويــذهب الأشــياء في حقيقي وجــود للجوهر يكون أن الجــوهر يخــتزل وهو التفكير، في نحن طريقتنا مجرد أنه

الجــوهر عن هيــوم حــديث االنطباعــات. ولأهميــة إلى لمعرفــة طولــه على هيثحد نص يلي فيما نورد والأعراض

إنــني»هيــوم: الموضوع. يقول هذا عن بالضبط يقوله ما� يؤسســـون الـــذين الفالســـفة هـــؤالء أســـأل من كثـــيرا

والــذين والعــرض الجــوهر بين التميــيز على استدالالتهم هل منهما، كل حول واضحة أفكار على نحوز أننا يتخيلون

الإحســاس انطباعات من تستقي أن الجوهر لفكرة يمكن لدينا تؤكدها الجوهر فكرة كانت إذا التفكير؟ انطباعات أو

إذا طريقــة؟ وبــأي منهــا حاســة بــأي أتساءل فأنا حواسنا،�، تكون أن فيجب بالعين مدركة الفكرة هذه كانت وإذا لونا

ــانت ــة ك ــالأذن مدرك � تكــون أن فيجب ب ــانت وإذا صــوتا ك� تكون أن فيجب باللمس مدركة �، شيئا باللسان أو ملموسا�. لكنني تكون أن فيجب � أن أعتقد طعما بــأن يقــر لن أحــدا

صــــــــــــــــوت أو لــــــــــــــــون الجــــــــــــــــوهر

الجوهر فكرة تكون أن يجب طعم. وبالتالي أو ملمس أو على موجــودة كــانت إذا التفكــير انطباعــات من مستقاة

1 (?) Ibid: P. 14-15.

166

فلسفية تياراتحديثة انفعاالتنــا إلى تخــتزل التفكــير انطباعــات الحقيقــة. لكن

�. إننــا لنــا يقــدم أن منهــا لأحــد وليس ومشــاعرنا، جــوهراــ عن مختلفة الجوهر عن فكرة لدينا ليس بالتالي عومجم الحــال، فكــرة كمــا الجــوهر فكــرة .. إن جزئيــة صــفات

عن موحــدة بســيطة، أفكــار من مجمــوع ســوى تليســ طريقــه عن نســتطيع اســم بهــا ويلحــق المخيلــة، طريــق

ــرين أو لأنفســنا ســواء ،ااســتدعائه ــاك ليس.(1)«للآخ هن هــذه حضــور بــالجوهر. وســبب يســمى مــال حقيقي وجــود

جزئيــة صــفات جمــع في عقليــة عــادة أذهاننــا في الفكرة� ترتبط بسيطة وأفكار لة،يالمخ تحدثها بعالقات معا� عليها ويطلق � اسما الآخــرين مــع التواصل إمكان بهدف عاما

اسم سوى ليس فالجوهر نقصد. وبالتالي ماذا وإفهامهمــوم البســيطة. ولأن والأفكــار الصفات من لمجموعة كلي هي

في مذهبــه فــإن اســم مجــرد أنه على الجوهر إلى نظر قد .Nominalism الإســمي بالمــذهب السبب لهذا يسمى المعرفة

النظريــات أكــثر من الجــوهر حــول هــذه نظريتــه وتعــد فالســفة على وأثــرت الحــديث، العصر في ثورية الفلسفيةــل ــة والوضــعية التحلي إلى راســلو مــور جــورج من المنطقي

وىغل بحث إلى الفلسفي البحث اختزلوا الذين ،وآير فتجنشتينالكلمات. وداللة معنى في

الســـببية: -5� أن ندرك يجعلنا ما أن إلى هيوم يذهب ســبب ما شيئا

أن ومالحظــة بينهمــا الربط على الذهن قدرة هو آخر لشئــبب األول ــؤثر أو س ــاني م ــتخدام أو مســبب والث ــر. اس أث

ــة. لكن عادة هو إذن التفكير في السببية ــوم يبحث ذهني هي

1 (?) Ibid: PP. 15-16.

167

هيوم ديفيد

ــاس عن ــببية أس ــل الس ــو وه ــوم ه ــرورة مفه ال. أم الض الســببية أسســوا قــد الســابقين الفالســفة كــل أن الحقيقة

مــا على قائم المفهوم هذا أن اعتقدوا حيث الضرورة، على المنطقيـة القـوانين على وكـذلك ضـرورة من الطبيعـة في

في الوجهــة هــذه هيــوم ينكــر للتفكير. ال المنطقي والطابع� إال ليســت الســببية أن إلى ويــذهب النظــر، � انتظامــا ــا معين

فال األـساس هذا وعلى ،regularity of sequence(1) ما لتسلسل� باعتبــاره لســبب عقلي تــبرير يمدتقــ يمكننــا على قــادرا مجــرد تكــون ســوف بــذلك الســببية ألن مــا، نتيجة إحداث

ــة ضــرورة أي التتابع هذا في وليس ألحداث، تتابع أو طبيعي بنتيجــة ســبب ارتبــاط هو الخبرة تؤكده ما منطقية. وكل

المســتقبل في االرتباط هذا حتمية إلى االنتقال أما الماضي، في التنبؤ يمكن ال الماضي أحداث على تبريره. بناء� يمكن فال

� كــان ومــا المســتقبل بأحداث أال يمكن الماضــي في منتظمــا� يكــون ــاقض أين يف الوقــوع دون المســتقبل في منتظمــا تن

إمكــان حــول شــك أي طــرأ إذا»ذلــك: في هيــوم عقلي. يقــول قاعـدة يكـون أال يمكن الماضـي وأن الطبيعـة، نظام تغير

ولن فائـدة، بـدون الخـبرة كـل تصبح فسوف للمستقبل، اســـــــــــــــتدالل أي إلى بـــــــــــــــذلك تـــــــــــــــؤدي

ــة. من أو ــتحيل نتيج ــون أن أذن المس ــة أي تك ــبرة من حج الخ هذه أن بما والمستقبل، الماضي بين التضامن ذلك على قادرةــذا أساس على مقامة الحجج من يكن لم وإذا.(2)«التطــابق ه

فــإن الســببية، ضــرورة على الخبرة من حجة تقديم الممكن البشــري، العقــل في مــا ادداســتع نتيجة أنها على يفسر هذا

1 (?) Smith, op. cit, P. 121.2 (?) Hume: Enquiry concerning Human Understanding, PP.

37-38.

168

فلسفية تياراتحديثة كــل أنتج طالما»: habit والعادة العرف هو االستعداد وهذا

لفعـــــــــــــــــــــــــــــــل تكـــــــــــــــــــــــــــــــرار

عمليـة أو اسـتدالل من تـدخل دون النتيجة، نفس عملية أو أثــر هــو التوجــه هذا أن نقول فنحن الفهم، بها يقوم تخيلية

ســبب تقــديم نهدف ال المصطلح لهذا للعادة. وباستخدامناــدأ إلى نشير فقط التوجه. نحن لهذا نهائي ــة في مب الطبيع

�، عليه متعارف اإلنسانية، � ومعروف عموما ــق عن جيدا طريــا الــتي هي العــادة فــإن الطريقة وبهذه.(1)«آثاره من تمكنن بهـا نسـتطيع وبالتالي الماضي، على بناء بالمستقبل التنبؤ

� ونحــدث أهدافنا، على الحصول الطبيعــة نظــام بين انســجاماــابع ــا وتت ــا. أم ــاد أفكارن ــود في االعتق ــباب وج ــة أس نهائي

فال الميتافيزيقيــة المــذاهب أصــحاب يعتقــد كمــا أولى علل أو ألي وـجود هناك وليس.(2)«وخرافة وهم مجرد وهو له، مبرر

ذلــك العــادة، على يعتمــد الــذي السببية مفهوم في ضرورة مــا الماضــي. وكــل شــاكلة على يكون أال يمكن المستقبل ألن

ــو للســببية المفهوم هذا على بناء نؤكده أن نستطيع أن ه يحــدث أن يمكن الماضــي في الخــبرة اكتشــفته الذي االنتظام وذلــك االنتظام، هذا أن بمعنى المستقبل، في يحدث أال ويمكن

االحتمــال مجــال في يــدخل والمســتقبل الماضــي بين االتفــاقprobabilityهــو بالضــرورة. واالحتمــال عالقــة أي لــه وليس

الســابقة الخــبرة من إليــه التوصل يمكن الذي الوحيد المفهوم ضــرورة أي إلى التوصــل يمكن وال.(3)عقلي اســتدالل على بناء

في االعتقــاد ســوى ليس االستدالل هذا ألن عقلي، باستدالل إذن االســتدالل الماضــي، شــاكلة على يكون سوف المستقبل أن

1 (?) Ibid: P. 43.2 (?) Ibid: P. 55.3 (?) Smith, op. cit, P. 122.

169

هيوم ديفيد

ــائم ــاد على ق ــع اعتق ــة ضــرورة أي على ال وتوق أو منطقيحتمية.

االعتقـــاد: -6 موضوعات وجود يف اعتقادنا أصل عن هيوم يتساءل

� كـان إذا ومـا العـالم، العقـل. على أو الحس على مؤسسـاــع ــوم ويقطـ ــأن هيـ ــاد بـ ــود في االعتقـ ــتقل الوجـ المسـ

هــذا في واســتمرارها ىاإلنســان العقــل عن للموضــوعات الوجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود

ــالحواس حتى أو العقل أو الحس على يعتمد ال ــة. ف المخيل في للموضــوعات المســتمر الوجــود تأكيــد على قادرة غير

ــا فإذا.(1)الحس أعضاء عن غيابها حالة الحــواس أن إلى ذهبنــا فىتخت أن بعد الموضوعات إدراك على قادرة ــذلك فكأنن ب غــير وهــذا الموضــوعات، هــذه غيــاب في تعمــل أنهــا نقــول

فــإن الموضوعات، إدراك في دور للحواس كان صحيح. وإذا هـذه بين والتمـايز لالختالف إدراكهـا في يتمثــل الـدور هذا

الوجــود. فكــل في الســتمرارها إدراكهــا ال الموضــوعات،ــه ليس بسيط واحد لشئ إدراك هو للحواس انطباع أي في

وإدراك األشياء إدراك على قادرة الحواس كانت استمرار. وإذا قـادرة ليسـت أنهـا إال اإلنسانية، النفس وهو غيرها آخر شئ الجســد إال تــدرك ال الحــواس ألن ذلــك بينهما، التمييز على

� باعتباره اإلنساني � شيئا آخـر مــادي شــئ أي مثــل مثلــه مادياــدرك أن تســتطيع ال لكنها العالم، هذا في أن وال النفس ت

خــرآال االحتمــال على هيوم ويأتي.(2)والجسد النفس بين تميزــو ــل أن هـ ــو العقـ ــدر هـ ــوعي مصـ ــود الـ ــوعات بوجـ الموضـ

1 (?) Hume, A treatise of Human Nature, P. 189.2 (?) Ibid: P. 191.

170

فلسفية تياراتحديثة ــتمرارها، ــذهب واسـ ــذه أن إلى ويـ ــة هـ ــة هي الحجـ حجـ

في يعتقــدون النــاس كافــة أن حين في وحــدهم، الفالسفة بــالحجج معــرفتهم دون الموضــوعات واســتمرار وجــود هيــوم يســتبعد وبالتــالي الفالسفة، يستخدمها التي العقلية الذاكرة االعتقاد. أما هذا مصدر هو العقل يكون أن احتمال

� هيوم فينكر والمخيلة ــاد مصــدر كونهما احتمال أيضا االعتق في دائم هو بما تحتفظ الذاكرة ألن الموضوعات وجود في

وعلى الموضـوعات على تتعـرف المخيلــة وكـذلك الخبرة، ةدمتمس أنها في مسبق اعتقاد على بناء واستمرارها ثباتها الموضوعات وجود في االعتقاد أن هذا الوجود. ومعنى في

في عليهــا والمخيلــة الــذاكرة تعــرف يســبق واســتمرارها .الخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبرة

في االعتقــاد مصــدر بــأن القــول سوى هيوم أمام يبقى والــود ــتمرار وجـ ــوعات واسـ ــوى ليس الموضـ ــاد سـ االعتقـ

Natural الطــبيعي Belief، بــه ويعــني � � أو نزوعــا في توجهــاــة ــرية الطبيعـ ــتوى في يكمن البشـ ــادي الـــوعي مسـ العـ الموضــوعات، واســتمرار وجــود في االعتقاد في والبسيط

والمخيلــة الذاكرة أو الوجود، بهذا توهمنا التي الحواس وما سوى الخبرة مجال في وتطبقه االعتقاد هذا تستخدم التي

الطــبيعي االعتقاد الطبيعي. هذا االعتقاد هذا يد في أدوات وأهــداف توجهــات من لديــه ومــا اإلنســاني بالنزوع مرتبط

ــة بالطبيعة مرتبط أي وغايات، ال البشــرية للنفس اإلنفعاليمنطقية. أو عقالنية طبيعة بأي

االحتمـــال: -7 سواء األفكار، بين عالقة إقامة هي هيوم عند المعرفة

أو الحواس انطباعات إلى مباشرة ترجع األفكار هذه كانت

171

هيوم ديفيد

المعرفة أن هذا التفكير. ومعنى انطباعات إلى ترجع كانت الحــواس انطباعــات تمثلــه الــذي المــادي المضــمون تضم

التفكــير. انطباعــات تمثلــه الــذي المجرد النظري والشكل بين تظهر أن يمكن التي لعالقاتا كل أن إلى هيوم ويذهب

ــار ــل األفك ــة ســبعة: التطــابق في تتمث ــات والهوي والعالق الكيــف، ودرجــات العــدد، أو والكم والمكانيــة، الزمانيــةــافر، ــم والتن ــببية. ويقس ــوم والس ــذه هي ــات ه إلى العالق

ــوعين: األول � يعتمــد ن ــار على حصــريا ــتي األفك ــا ال تقارنه الكيــف ودرجات التنافر التطابق مثل وذلك البعض، ببعضها

ــداد ــا وأع ــوع الكم. أم ــاني الن ــد الث ــئ على فيعتم من شــتدالل ــل االس ــة مث ــات الهوي ــة والعالق ــة الزماني والمكاني

على تعتمــد ال الســببية فــإن المثــال سبيل والسببية. فعلى من استدالل على تعتمد بل وأخرى فكرة بين مقارنة إقامة

.(1)العكس أو النتيجة إلى السبب

نقــوم الــذي الفن أنهــا على الهندسة إلى هيوم وينظر أنهــا من الــرغم وعلى األشــكال، بين التناســب بتثــبيت فيه

ــوق ــام تف ــة اإلحســاس أحك ــة درجــة في والمخيل العمومي ذلــك ،للصــدق وىصــالق النهاية إلى تصل ال أنها إال والدقة،

ــادئ ألن ــ ــة األولى المبـ ــ ــد للهندسـ ــ ــور على تعتمـ ــ ظهـ فــإن وبالتــالي التجريبيــة، الخــبرة في ةالعامــ الموضوعات

الخـبرة هـذه في تحققهـا بإمكانيـة مرتبطـة تزال ال نتائجها يقينيــة ليســت الهندســة أن بــذلك هيــوم التجريبية. ويقصد

�. وقد � الرأي هذا كان تماما ثبتت لكن هيــوم، عصر في غريبا القــرن وأوائــل عشر التاسع القرن أواخر في خاصة صحته

الــتي الالإقليديــة الهندســات اكتشــاف تم عنــدما العشرين

1 (?) Ibid: PP. 69-70.

172

فلسفية تياراتحديثة مســلمات عن تختلــف بالمكان خاصة مسلمات على تعتمد

روتصــ أســاس على مقامــة اإلقليديــة إقليــدس. الهندســة� باعتباره المكان � سطحا ــات أما ثالثة، أبعاد ذا ممتدا الهندس

ــاره المكان عن مختلف تصور على فتعتمد الالإقليدية باعتب� �، منحنيا كــان الــتي اإلقليدية الهندسة أن بذلك وثبت وكرويا� إال تليس التام يقينها في يعتقد عديــدة هندســات من نوعــا

ذلــك احتماليــة، الــوقت نفس في وهي صحيح، كلها ممكنة عن خاصــة مســلمات على يعتمــد هندســي نســق كــل ألن

بالنسـبة يقينيـة هندسـة كـل نتـائج وبالتالي المكان، طبيعة أن الواقــع. ويبــدو في لتحققهــا بالنسبة ال فقط لمسلماتها

في االحتمــال فكــرة إدخــال من هيــوم يقصــده كان ما هذاــة ــة عكس وعلى.الهندس ــإن الهندس ــبر ف ــاب الج والحس عــدم وهــو رئيســي ســببل وذلــك التــام، بــاليقين يتمتعــان

الظــــــــــــــــــــــواهر على اعتمادهمــــــــــــــــــــــا

بنـاء خـالص عقلي اسـتدالل على بـل التجريبيـة الخـبرة أو إذا مـــا والحساب الجبر يتضمن ال.(1)العدد عن أفكارنا على لهمــا ليس إذ للواقــع، بالنســبة صــحيحة نتائجها كانت يقيمانهــا الــتي الوحيــدة والعالقة التجريبية، بالخبرة عالقة

فكــرة مجــردة. ومن فكــرة هــو الــذي وحــده العــدد مع هي نتـائج إلى العقلي االسـتدالل طريـق عن الوصـول يمكن مجردة مـع التطـابق حتميـة مصـدرها ليس الحتميـة وهـذه حتمية، طريــق عن المجــردة الفكــرة مــع التطــابق حتمية بل الواقع

العقلي. االستدالل

ويــذهب واالعتقــاد، الفكــرة طبيعــة في هيــوم ويبحث بين يمــيز وألنــه.فكــرة في اعتقــاد هــو اعتقــاد كل أن إلى

1 (?) Ibid: PP. 70-71.

173

هيوم ديفيد

العقــل، مستوى على والفكرة الحس مستوى على الفكرة في واالعتقــاد حسية فكرة في االعتقاد بين يميز كذلك فهو

تلقي على يعتمـد حسـية فكـرة في عقلية. واالعتقاد فكرة في االعتقــاد أمــا يقيــني، فهو ولذلك عنها حسية انطباعات

االحتمــال، بمجــرد بل المطلق باليقين يتمتع ال عقلية فكرةــرة ألن ــة الفك ــر العقلي ــورة دمج ــة ص ــاع عن ذهني االنطب

أفعــال من العقــل في يحــدث مــا مالحظــة هي أو الحسي،االنطباعات. مع التعامل عند

افتراضــات، من االســتدالل هــو هيــوم عنــد واالحتمال ينشــأ ونــوع الصدفة على يؤسس نوع نوعين، إلى وينقسم

بالصدفة شئ وجود على يبني استدالل األسباب. فكل عن األســباب على المؤســس واالســتدالل احتمالي بأنه يتصف

� صلة فيها تثبت التي الحاالت أن يفترض ألنه احتمالي، أيضاــذي السبب أن أو تتكرر، سوف ونتيجة سبب بين أحــدث ال

ــة ــي في نتيجـ ــوف الماضـ ــدث سـ ــة نفس يحـ في النتيجـــاك ليس لكن المســتقبل، ــا هن ــد م ــا يؤك ــذا لن االنتظــام ه

تخضــع لم الـتي الحــاالت في والنتيجــة السبب بين الحتمي هو األسباب من فاالستدالل وبالتالي التجريبية، للخبرة بعد

� .(1)احتمالي أيضا

الشخصية: الهوية -8 نعتقـد الـتي هي وحـدها الخارجي العالم أشياء ليست

� فهنـــاك الزمـــان، عـــبر واســـتمرارها وجودهـــا في أيضـــاــاره المــرء أو الذات وأولهم األشخاص، �. لكن باعتب شخصــا

ــة عن فكــرة على نحصــل كيــف وعي أو الشخصــية، الهوي

1 (?) Ibid: PP. 127-142.

174

فلسفية تياراتحديثة � باعتباره بذاته المرء � موجودا ذهب الزمــان؟ عــبر ومستمرا

واســتمراره شــئ بوجــود نقطــع يجعلنــا الذي أن إلى هيوم من النطباعــات والــدائم المستمر استقبالنا هو الزمان عبر ال فنحن كــذلك، ليســت اإلنســانية النفس الشــئ. لكن هذا

نحصــل كنــا حياتنا. وإذا عبر مستمرة انطباعات منها نتلقىــدث االنطباع هذا فإن أنفسنا، عن انطباع على زمن في يح

�. وبالتالي يتكرر وال محدد ــأن القــول إلى هيوم يصل دائما بــرة ــع ال النفس فك ــواس، إلى ترج ــول الح ــك: في ويق ذل

� ذاتي في أتأمــل عندما» معين إدراك عنــد أقــف مــا دائمــا

أو الحب الظــل، أو الضــوء البرودة، أو الحرارة عن آخر، أو األلم الكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــره،

ــذاتي أمســك أن أســتطيع ال اللذة. لكنني أو وقت أي في ب مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا، إدراك دون

اإلدراك هـــذا ســـوى شـــئ أي أالحـــظ أن يمكنـــني والــل .(1)«الحســي ــا فك ــدما يحــدث م ــو ىنفســ أالحــظ عن هــلة ــات من سلس ــية اإلدراك ــتي الحس ــر ال ــام تحض الحس أم

ــداخلي. هــذه مجــرد هي المتتابعــة اإلدراكــات من السلســلة ال االنطباعـات هـذه إلحـاق أمـا الجزئية، االنطباعات من مجموعة

الجــوهر أو الحامــل أو القوام يكون أن يمكن بما النفس حولــبة ــا بالنسـ ــذا لهـ ــا فهـ ــه مـ ــوم، يرفضـ ــا هيـ ألننـ

� نتلقى ال على ينطبــق النفس. وما جوهر يمثل بشئ انطباعاــات الــداخلي اإلدراك على كــذلك ينطبــق النفســية لالنطباع

في فليس الخــارجي، العــالم أشــياء من انطباعــات من نتلقاه واحــدة األشــياء نــرى بأننــا القــول يبرر ما االنطباعات هذه

� عــبر مستمر ووجود ثابتة هوية وذات ذلــك عن الــزمن. ورغمــا

1 (?) Ibid: P. 252.

175

هيوم ديفيد

يرجــع وهذا وبذواتنا، باألشياء الهوية إلحاق في نستمر فإننا ما له وليس البشرية، طبيعتنا في طبيعي نزوع أو دافع إلى

الواقعي. العالم في يبرره

� - األخـــالق: ثالثاــه على اإلنساني السلوك إلى هيوم ينظر مشــروط أن

اإلنســانية الطبيعــة هذه إلى ينظر وألنه اإلنسانية، بالطبيعة العقــل فيهــا يحتل وال األساس في انفعالية طبيعة أنها على

� إال �، دورا صادر إنساني سلوك كل أن إلى يذهب فهو ضعيفا� تشــكل االنفعــاالت . وهــذهPassions االنفعــاالت عن أســبابا

� للفعــل، ودوافــع الطبيعــة في حادثــة كــل أن مثلمــا تمامــا� هيــوم يعطي تســببها. وال أخــرى حادثة تسبقها � شــأنا كبــيرا عنــده فهــو اإلنساني، السلوك مجال في اإلرادة أو بالحرية

الســعي تضــم وهي انفعــاالت، من اإلنســان لــدى بما مقيدــداف على والحصول األلم وتجنب اللذة نحو المنفعة. واأله

� ليسـت كلها اإلنسانية مبــادئ عن صـادرة أو عقليــة أهـدافاــاء اليومي سلوكه اإلنسان يسلك وال عقلية، قواعــد على بن

كـل صـدور االنفعاليـة. لكن طبيعتـه على بنـاء بـل العقـل،ــال ــانية األفع ــف عن اإلنس ــات العواط ــواء والرغب ال واأله

يجعلهــا بــل ومعــروف، واحــد ريســ خــط تتبــع ثابتــة يجعلهاــا هناك ليس»ذلك: في هيوم ومتغيرة. يقول متقلبة هــو م

� أكثر � األكثر هو اإلنسانية. فما األفعال من تقلبا ســوى تغــيرا� يشذ الذي الوحيد الكائن هو اإلنسان إن البشر؟ أهواء بعيدا

ــل عن ــليم، العق ــل الس ــيته وعن ب ــتعداده. إن شخص واســير تجعله بأن كفيلة واحدة، لحظة بل واحدة، ساعة من يتغ

ــرورة النقيض.. إن إلى النقيض ــة الضـ ــة. لكن ثابتـ ويقينيـ فـإن يقيــني. وبالتــالي وغــير ثــابت غــير اإلنسـاني السلوك

176

فلسفية تياراتحديثة .(1)«الضــرورة عن ينشــأ أن يمكن ال اإلنســاني الســلوك

اإلنساني، السلوك في ضرورة أو انتظام أي هيوم كرني وهكذا الســلوك كــان ثابتة. وإذا عقالنية قواعد ألي خضوعه وينكر

� يتبع اإلنساني .تتغــير ذاتهــا هي األسس هذه فإن ما، أسسا الســلوك تجعــل الــتي تلــك واالنفعــاالت، والرغبات األهواء إنها

�. مثلها منتظم غير اإلنساني تماما

� بــأي يقــوم أن يستطيع ال اإلنسان فإن ذلك عن ورغماــ يقوم سوف اآلخر بأن افتراض على بناء إال فعل ــل ردب فع

يوجــه اعتقــاد هي الســببية فــإن ولــذلك أفعالنا، إزاء معين ومتوهمة، مفترضة بل حقيقية سببية ستيل لكنها السلوك،

كنــا عمـا مختلــف فعـل در هعنــ يصــدر أن يمكن اآلخـر ألن في الســببية مثــل مثلهــا األفعال في منه. فالسببية توقعهن

المجتمــع مــع التعامــل من به نتمكن اعتقاد مجرد الطبيعة،الطبيعة. مع التعامل من نتمكن مثلما

خــاص أير لهيــوم فــإن اإلنساني الفعل حرية عن أما�عتقد � فيها. ي القــدرة في تتمثــل اإلنســانية الحريــة أن دائمــا

�نظر الحرة، اإلرادة على بناء بأفعال القيام على هذه إلى وي إلى تــؤدي الــتي العقالنيــة اإلرادة أنهــا على الحــرة اإلرادة هيــوم لكن.العقــل قواعــد مــع متفق سليم عقالني سلوك إمكانيــة عن صــادرة أنهـا على اإلنســانية الحريــة إلى ينظر توأهدافـه. ليسـ رغباتـه على بنـاء لسـلوكه اإلنسان تغيير

ــة ــد اإلنســانية الحري ــوم عن ــة هي العقــل إطــار في مفهوم االنفعاليــة الطبيعــة إطــار يف مفهومــة بــل والمنطــق،

البشــري الســلوك تقلب إلى ينظــر للبشــر. فهــو المتغيرة

1 (?) Ibid: P. 403.

177

هيوم ديفيد

ما هو العقل ذاتها. فليس اإلنسانية الحرية هذه هو أنه على�، اإلنســان يجعــل المتقلبــة المتغــيرة طبيعتــه بــل حــرا

� العقــل يكون أن يمكن باالنفعاالت. فال المشروطة مصــدرا بعينهــا، الحتميــة وهــو الضرورة هو العقل اتباع ألن للحرية،

بنــاء والحتميــة الضــرورة من االنفالت اإلنســان ويســتطيع الســلوك خــروج يعــني للعقــل. وال المضــادة طبيعتــه على

وبــدون منتظم غــير الســلوك هــذا أن العقــل عن اإلنساني اإلنســاني الســلوك أن يعــني إذ العكس، على بــل أســباب،

واألهــواء. والرغبــات واالنفعــال العاطفــة األساســي مبدأه أن اإلنســاني. ويجب للســلوك الالعقالنية القواعد هي هذه الســابقين الفالســفة معظم بعكس هيــوم أن إلى هنــا نتنبه بــل يكــون، أن يجب كمــا اإلنســاني الســلوك يصف ال عليه

درج بالفعــل. لقــد قــائم هــو كمــا اإلنســاني السلوك يصف� الفالسفة والعقــل اإلنســاني السلوك بين الربط على دائما يمكن ال اإلنســانية الحريــة أن إثبات بذلك هادفين والحرية،

ــق أن ــار في إال تتحق ــل، إط ــذلك لكنهم العق ــوا لم ب يكون أن هيوم آثر ولقد يكون، أن يجب ما بل قائم هو ما يصفون

من كجــزء بالفعـل، حـادث هو كما اإلنساني السلوك يصفــه ــبي منهج ــذي التجري ــار أي يقحم ال ال ــارجى معي ــراد خ ي

في يبحث الــذي بــل معــه، يتوافــق أن اإلنســاني للســلوكيوجهه. كما بالفعل القائم السلوك

الســلوك في دور للعقــل يكــون أن هيــوم أنكر ومثلما�ضــأي فهــو الإنساني، الأخالق. ويثبت مجــال في دوره ينكــر ا

أن توضـــــــــيح قيـــــــــطر عن ذلـــــــــك هيـــــــــوم

� نصدر يجعلنا ما مــا فعــل كــان إذا مــا حــول أخالقيــة أحكاما أو والمــديح الثنــاء مســتحق خطــأ، أو صــح رذيلة، أو فضيلة

178

فلسفية تياراتحديثة مجـــــردة فكـــــرة على يعتمـــــد ال والـــــذم، اللـــــوم

يعتمــد بــل برهــان، أو باســتدالل إليها نتوصل عقلية قيمة أو حكم وأهــواء. فإصــدار وانفعــاالت رغبــات من لدينا ما على

انطبـــــــــــــــــــــاع على يعتمـــــــــــــــــــــد أخالقي

فالبشـر.انفعـال أو إحسـاس صورة يأخذ االنطباع وهذا ما،ــدون ــدفوعين أنفســهم يج ــو م ــام نح ــل القي ــا بفع لأنهم م�ر أنه يعتقدون ــه يعتقدون لأنهم أو صحيح، أو خي ــؤدي لن أن ي

أن من الــرغم وخيمــة. وعلى سلبية نتائج إلى أو الخطأ إلى أنــهل كــذلك، ليس أنــه الإ العقالنيــة عليــه يبــدو االعتقاد هذا

أو العقلي البرهــان ال والتلقائيــة الســليقة طريق عن موجه في عـاجز وحـده العقـل»عليـا. أخالقية قيم من اللداالستــذا ــال. إن ه ــد المج ــاتج ليســت الأخالق قواع ــتداللي ن اس

وتجنب المنــافع جــني على النــاس اديــاعت نتــاج بــل.(1)«عقلي خــاص شــئ الأضــرار وتجنب المنــافع نحــو والســعي الضــرر،العقل. ال باالنفعال

عقلي مبدأ أي ليس رذيلة أو فضيلة ما فعل يجعل وما هــذا إلى أدت الــتي االنفعاليــة الــدوافع بل أخالقية قيمة أو

الظــروف هــذه بالفعــل. وألن المحيطــة والظــروف الفعل� معطاة المحيطة � نفسه الفاعل ويجد سلفا فــإن بها، محاطا

ــلوك أي ــاني س ــدر إنس ــا يص ــون لن وفقه � يك ــادرا عن ص استجابة أو عليها فعل رد مجرد سيكون بل للعقل االحتكام

� المحيطــة الظــروف عن الصادر الفعل يكون ما لها. ودائماــه تنتفي فعــل، رد مجــرد ــة اإلرادة في ــه وتتحكم العقالني في

ــواء ــل والمصــالح األه ــة. ويمي ــوم الذاتي ــار إلى هي أن اعتبــادرة بحتة إنسانية نظر وجهة إال ليستا والرذيلة الفضيلة ص

1 (?) Ibid: P. 457.

179

هيوم ديفيد

ــة نع ــا وليس البشــرية الطبيع ــود لهم في موضــوعي وج والشــر. الخــير فكــرتي على مؤسســان ألنهما ذلك العالم، انفعــالي. فالفيضــانات انطبــاع مجــرد عنده والشر والخير

ــر في أما طبيعية، ظواهر إال ليست والزالزل والبراكين نظ� فتصبح اإلنسان �، أو شرا ســلبية آثــار من لها مال وذلك عقابا

ــاة على ــذلك الحي ــال بالنســبة الحــال اإلنســانية. وك لألفع أو الخــير أو الرذيلــة، أو الفضــيلةب توصــف الــتي اإلنســانية

� ليست األشياء فهذه الشر، وجــود لهــا وليس مطلقــة قيمــا الناس يستخدمها لكن البشر، انفعاالت عن مستقل واقعي

ــع من عليهم يعود ما إلى بالنظر أخالقية مبادئ باعتبارها نف واحـــــــــدة الفضـــــــــيلة ضـــــــــرر. وليســـــــــت أو

ظــروف في الفاضــل الفعــل ألن نســبية، هي بــل ثابتــة، أوــة ــة إلى ينقلب أن يمكن معينـ ــروف في رذيلـ ــرى، ظـ أخـ فضــيلة إلى تتحول أن يمكن التي الرذيلة مع كذلك والحال

قيم هنــاك ليســت أنــه هــذا ومعــنى.مختلفــة ظــروف فيــة ــدة أخالقي ــة، واح ــل وثابت � هي ب ــا ــيرة، نســبية دائم ومتغ

مــا فعــل كــان إذا مــا تحــدد الــتي هي المحيطــة والظروف قبل السلوك يحددان ال والرذيلة رذيلة. والفضيلة أو فضيلة

توابــع في التأمــل نتيجــة همــا بل بالفعل، اإلنسان يقوم أن شــئ أي يوجهــان ال مــاهف ولذلك يحدث، أن بعد الفعل هذا في تحقــق الــذي الفعــل عن أخالقي انطبــاع مجرد هما بل

� هيــوم السابق. ويضــرب � مثــاال بالقتــل ذلــك على توضــيحيا�عتقد .المقصود ــة، المقصــود القتل أن ي الحــرب أن إال رذيل

أنهــا على إليهــا نظــر�وي بعينه المقصود القتل ذاه إال ليست يــدخل الشـرف. وال درجـات أســمى أنهـا على بــل فضيلة، أم فضـيلة كـانت إذا مـا يحـددوا أن بعـد حـروب في البشر

180

فلسفية تياراتحديثة � الحرب في يدخلون بل رذيلة، هــذا سلوكهم يبررون ثم أوال

على الحــرب هــذه نفس إلى ينظرون وآخرون فضيلة، بأنه تضــع أن المهــزوم. بعــد الطــرف كــانوا إذا ربما رذيلة، أنها

وهم فضــيلة كانت أنها عل فريق إليها ينظر ارهاوزأ الحرب على المهزوم اآلخرة الطرف إليها وينظر المنتصر الطرف

هــذا أن من الــرغم على ســافر اعتــداء أو رذيلة، كانت أنهاــان إذا فضــيلة أنها على إليها ينظر أن يمكن كان الطرف ك

المنتصر. هو

خاتمـــة: مشــكلة هي لهيــوم بالنسبة األساسية المشكلة كانت

حله في لوك من هيوم ودها. استفادوجو المعرفة: طبيعتها المنهج» لــوك من اســـتعار ألنــه ذلــك ،المشــكلة لهــذه

قد لوك بأن واعترف ،«البرهان أو االستدالل في التجريبي أولى كنقطــة البشــري الفهم بدراســة البــدء في ســبقه التجريــبي للمنهج هيــوم اســتخدام أن الإالمعرفة. لدراسة

المنهجيــة، والصــرامة الدقة في له لوك استخدام عن تميز الفلســفة مــع الســير إلى بهيــوم أدت الــتي والشــجاعة بل

في عنــده تمثلت والـتي المنطقيــة نهايتهـا حـتى التجريبيــة معارفنـا كـل أن إلى هيـوم ذهب إذ نسـبية، أو شـكية نزعة

ــبية ــ ــة نسـ ــ ــال ودرجـ ــ ــا االحتمـ ــ ــة، فيهـ ــ ــا عاليـ ــ وأننـ

لموضــوعات الحقيقيــة الطبيعــة بدقة نعرف أن نستطيع ال ما والغائية. كل والحرية واأللوهية النفس مثل الميتافيزيقا

التجريــبي الحســي العــالم أشــياء هــو يقينيــة معرفة نعرفه الحــد هــو فهذا التجريبية، والخبرة الحسي لإلدراك الخاضع

تجــاوزه. تســتطيع ال الــذي البشــرية للمعرفــة النهــائي هــذه من أكــثر إلى يتوصــل لن ســوف كانــط أن والحقيقــة

181

هيوم ديفيد

� أن حتى النتيجة، نقــد» كانــط كتــاب قــراء أوائــل من بعضاــاني، هيوم إال ليس كانط أن إلى ذهب«الخالص العقل ألم من هنــا القــارئ نحــذر أن يجب باأللمانية. لكن يكتب هيوم

كانـــــــــــــــــــــــــــط أن االعتقـــــــــــــــــــــــــــاد

� يفعل لم نفس إلى وصـل أو هيـوم فلسـفة كرر أن إال شيئا� عقلية أخرى بطرق لكن نتائجه التجريــبي الطريــق من بدال تؤكــد أنهــا من رغمالــ وعلى كانط، فلسفة ألن ذلك لهيوم،

المعرفة محدودية حول هيوم هايإل توصل التي النتيجة علىــان مجــرد إلى تهــدف تكن لم البشــرية، ونطــاق حــدود بي نقـــد األول المقـــام في هـــدفت بـــل البشـــرية المعرفـــة

ــا ــة الميتافيزيق ــق من التقليدي ــد منطل ــة نق ــة الملك الذهني العقــل وهي الميتافيزيقــا موضوعات في بالبحث المختصة

اســتبق قــد هيــوم بــأن القــول نســتطيع هنا الخالص. ومنــان وهــو فلسفته ىف ومحدد صغير جزء في كانط حــدود بي

قــد كانــط أن إال البشــري، الفهم وملكــة الحســي اإلدراك لم الــتي الخــالص العقــل ملكــة فحص ىف بمراحــل هقــفا

�. هيوم يبحثها مطلقا

ــرية، معرفة هي معرفة كل أن إلى هيوم ذهب أي بش البشــرية المعرفــة طبيعــة نعــرف وكي إنســانية، ظــاهرةــوم كل يضم الذي العام النسق ونوضح ــتي العل أن يمكن ال الطبيعــة في بــالبحث البــدء فيجب البشرية المعرفة تنتجها

مؤلفاته أهم أحد عنوان هيوم يضع لسبب ا البشرية. ولهذاــم تحت ــة في بحث» اسـ ــرية الطبيعـ ــة«البشـ . والطبيعـ

ــي، اإلدراك وبملكة باإلحساس تبدأ عنده البشرية ثم الحس تعاملهــا انطباعــات الحــواس من تستقبل التي الفهم ملكة

الطبيعــة عالقــات. إن بينهــا وتقيم عليهــا وتشــتغل كأفكــار

182

فلسفية تياراتحديثة ولذلك سيكولوجية، طبيعة هي هيوم يقصدها التي البشرية

لإلدراك األولويـة تعطي لكونهـا المعرفـة في نظريتـه فـإن إلى هيــوم ذهب سيكولوجية. وقــد نظرية تعد فهي الحسي

وإلى النفس، علم هـو البشـرية للطبيعة الحقيقي العلم أن للمعرفــة، ســيكولوجيا تكــون أن يجب الحقــة الفلســفة أن

ــفة ــة الفلس ــده الحق ــد علم هي عن ــان النفس. وق ــذا ك ه� هيــــــوم قبــــــل من اإلعالن إذ عصــــــره، في ثوريــــــا

ــة قطــع أن المفكرين من ألحد يسبق لم النفس علم بأهمي� بــذلك هيــوم وكــان الفلســفة، في من لسلســلة ســابقا

ــذين والعشــرين عشــر التاســع القــرنين في المفكــرين ال منه تدخل أن يجب الذي الباب أنه على النفس علم عاملوا

وهرمــان جيمس وليم مثــل موضــوعاتها، لدراسة الفلسفة علم أعطــوا الــذين هــؤالء أن ســرل. والمالحــظووه لوتزه

ــة النفس ــأداة األولوي ــوعات في للبحث ك ــفة موض الفلس جيمس مفــولي االختالف، غايــة في مــذاهب إلى ينتمــون

مؤســس هــو ســرلووه مثالي، زةتلتو وهرمان ي،تبراجما الــوعي. والحقيقــة ظــواهر علم أو الفينومنيولوجيا فلسفة

فلســفة لــه تتعرض الذي والهجوم االنتقادات كثرة من أنه من القـرون وطـوال الفلسـفة هـذه ظهـرت أن منـذ هيوم

ينتبهــون ال مهاجميــه جعــل قــد العشــرين إلى عشر منالثابعده. من الفلسفية االتجاهات كل على القوي تأثيره إلى

183