theses.univ-oran1.dz · 1 $2 w 4 ! ª [1 $26 7/ m4 2y6< 2 +!=6l5 9! ªw¤ jª ! ! 9 ! 1 2[ 7 4«...

232
+ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان01 - أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻔﻨﻮن ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وآداﺑﻬ ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟ ﺴﺘﻴﺮ ﻣﺸﺮوع: ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﺮد ي ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ: إﺷﺮاف: ﺑﺎدﺣﻮ أﺣﻤﺪ أ/ د ﻫﻮاري ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ1 - أ/ د اﺳﻄﻤ ﺒﻮل ﻧﺎﺻﺮ- ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان1 ....... ... .. . ... رﺋﻴﺴﺎ2 - أ/ د ﻫﻮاري ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ- ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان1 .. . .. . ... ﻣﺸﺮﻓﺎ وﻣﻘﺮرا3 - د/ ﻣﺨﺘﺎري ﺧﺎﻟﺪ- ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان1 ... . . . .. . ﻋﻀﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت روا ان ا و ا اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 2015 / 2016

Upload: others

Post on 22-Oct-2019

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

+

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

أحمد بن بلة-01جامعة وهران

والفنون كلية اآلداب

اقسم اللغة العربية وآدابه

في يالسرد الخطاب سيميائية: ستير مشروعمذكرة مقدمة لنيل شهادة الماج

الرواية الجزائرية المعاصرة

:إشراف :إعداد الطالب

هواري بلقاسمد /أ بادحو أحمد

لجنة المناقشة

رئيسا................1جامعة وهران-بول ناصراسطمد /أ -1

مشرفا ومقررا......... 1جامعة وهران-هواري بلقاسمد /أ -2

مناقشا عضوا......... 1جامعة وهران -مختاري خالد /د -3

اان روات و ا

2015/2016: السنة الجامعية

إاءا و مر ا ا ا إ:

ا وأ أ

أ إ..

وا ان ا إ..

..إ ن ا اي إ ان

ة يء أ إ..

تشكراتتشكرات

ا ،زر و ا ا ا ا ا ا

و ا ، زود و أ اد و د ل ...ا

و ا من مل يشكر الناس مل يشكر اهللا« ا «

أو م ن اء ا ا ةا م إ ا

..

اري " أن م م ا وان إ أذم ا ار

" فا

ة أأ م وإ "ذا ا "ا لم "

" ري" و

مي وا ء إ ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقدمةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ أ ~

صاحب النص، ظروف النص، أو يرى بوجود اهتمام كبري ل ع لتاريخ النقد األديبإن املتتب

هذا االهتمام نياته الداخلية؛ كالشخصيات، وعنصري الزمان واملكان، والسرد والروائيات السردية؛ب

واملتمثلة يف ات نصية اهتمت مبحيط النص وخارجياتهدام ردحا طويال من الزمن، حىت ظهرت مقارب

سعا لدراسة النصوص من زوايا أخرى كانتبديال ناجعا وجماال وا العتبات النصية؛ واليت كانت

ستغىن ال ي من أساسيات حتليل النصوص األدبية، ، فأصبحت راهنا سكوت عنهاشة وم هم م باألمس

.املسكوت عنه يف بىن النص ومجالياته ؛ لكو�ا تكشفعنها

فإ�ا ترتك للقارئ عالمات قابلة النصية تقف على حميط النص وتكشفهومبا أن العتبات

ت االعتبار للعتبات ما كانت العالمة جمال السيميائيات ، فإن هذه األخرية قد رد أويل؛ ولــــللت

.طريق الكشف عن املعىن ا يشرتكان يف أمور عدة حنومالنصية؛ لكو�

د الغريب قد لقيت نصوص املوازية حمل إمهال يف النقد العريب، فإ�ا يف النقإذا كانت هذه الف

اهتماما كبريا، تنظريا وتطبيقا عند أهم املنشغلني يف هذا احلقل األديب؛ ومن بينهم الناقد الفرنسي

الذي سعى جاهدا مع ؛ هذا األخريLeo Heok"ليوهوك"و ؛G.Genette"جريار جينيت"

.اصةخبعامة، وعتبة العنوان باد إىل تبيني أمهية النص املوازي غريه من النق

كو�ا أوىل العتبات على باقي العتبات األخرى؛ وسلطتها سطو�ا هذه العتبة فرضت حيث

اليت تصطدم �ا عني القارئ، وما تتميز من إغراء وإغواء ملتلقيها أكسبها مكانة عليا يف النصوص

.املوازية

اصة من أكثر الروايات اليت اختلفت خبعامة والرواية اجلالوجية بزائرية املعاصرة الرواية اجلف

؛ نظرا ملا حتمله هذه العناوين من وتضاربت عناوينها، من حيث املبىن، ومن حيث املعىن

:عنوان حبثنا موسوم بــــــــــــــ كيبها ودالليتها، ومن هذا كله وردر تخصوصيات؛ يف

العنوان في روايات عز الدين جالوجي سيميائية

سرادق احللم والفجيعة، الفراشات والغيالن، راس : (على ست مناذج روائية هي ووقع االختيار

)، الرماد الذي غسل املاء، حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، العشق املقدنس)0=1+1(احملنة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقدمةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ ب ~

:األسبابوالدافع الختيار هذا املوضوع، يرجع �موعة من

ري بة يف قراءة النص الروائي اجلزائالرغ -

.نيات العنوان الروائي لدى جالوجيكثافة الدالالت يف ب -

.راسة العتبات مبا يف ذلك العنوانقلة االهتمام بد -

:وعليه نطرح اإلشكاالت التالية

ما موقع العتبات النصية يف الدراسات السيميائية احلديثة؟ -

وإسرتاتيجية العنوان يف روايات جالوجي؟فيما جتلت مكانة -

له مسات النص األصلي؟ - يف ذاته- كيف أصبح العنوان اجلالوجي نصا -

ولإلجابة على هذه اإلشكاالت اتبعنا املنهج السيميائي كونه األقرب هلذه الدراسة من نواحي

.خمتلفة

:ومن أهم الصعوبات اليت واجهتنا يف هذا البحث

.العريب ملثل هكذا دراسات خمتصة يف هذا ا�الافتقار النقد -

ثنايا املقاالت وا�الت دراسات لعناوين جالوجي إال ما ورد ضمنندرة ال -

.خطة منهجية؛ من مقدمة وثالثة فصول وخامتة ث علىالبحاعتمد وإثـر ذلك

األول خاص تناول الفصل األول سيميائية العتبات النصية؛ حيث قسم إىل مبحثني؛

النصوص املوازية؛ /بالسميائية يف مصطلحها وترمجتها، وأصوهلا؛ والثاين خاص بالعتبات النصية

.مفهومها وأنواعها ووظائفها

؛ أما الفصل الثاين فخصصناه للعنوان يف مفهومه، وطريقة صوغه وإبداعه ،وتأسيسه كعلم

يفي؛ أما اإلبداع ء االصطالحي، والفضاء التعر اختصر على الفضاء املعجمي، والفضا فاملفهوم العنواين

رية احلديثة واملعاصرة، وأيضا الرواية اجلزائ العربية الشعر العريب قدميه وحديثه، والرواية العنواين فكان يف

من خالل تصنيفه وتنوعه وموقعه بوصفه علما؛ الفصل إىل تبيان العنوان كما انتهى البحث يف هذا

.ووظائفه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقدمةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ ج ~

؛ مقاربة سيميائية-ن روايات جالوجية عناوي؛ يف مقاربلتطبيقإىل ا الفصل الثالث كما انتهى

من خالل مبحثني اثنني؛ األول؛ يبحث يف سردية العنونة الروائية اجلالوجية؛ باعتبار العنوان نصا؛

.النسق اللساين والتناص العنواين يفنونة الروائية اجلالوجية اسرتاتيجية الع إىل معاجلة والثاين يروم

.ضمت أهم النتائج املتوصل إليها من خالل هذه الدراسة انتهى البحث خبامتةو

:نذكر منها على سبيل املثال ال احلصر أهم الدراسات السابقة اليت أنارت البحث،ومن

.بلعابدعبد احلق : لـــــــــــــ) جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات -

- Seuils جلريار جينيت.

.كتاب مسة العنوان ليوهوك -

.السيميوطيقا والعنونة جلميل محداوي -

خالد حسني حسني: لـــــــــــــ) مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان -

هواري بلقاسمويف األخري ال يسعين إال أن أتقدم خبالص الشكر والعرفان إىل األستاذ الدكتور

ور ناصر اسطمبول، املرشد وأيضا األستاذ الدكت حتمله مسؤولية اإلشراف على هذا البحث،على

.،وإىل كل األساتذة الذين سامهوا يف إجناز هذا البحث العلميواملعني

م12/06/2016:وهـــــــــــــران يف

هـــ1437رمضان 07:املوافق لـــــــ

ا اول

ت اا

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~5 ~

توطئة

اليت أظهرت ــــثري من االجتاهات النقدية؛ديب احلديث واملعاصر بروز الكــالنقد األ عرف

وخاصة اليت ظهرت ما بعد البنيوية؛ ومن أبرزها مقاربتها للنصوص األدبية، حسب منهجها اإلجرائي؛

.ماتاملعاصر؛ نظرا لشموليتها ونظرتـها لألشياء كعال األديبالنظرية السيميائية؛ اليت اعتلت ركح النقد

بعد ظهور للعالمات، اعلم بوصفها Sémiotique"السيميائية"استخدام مصطلح ساد

دروس يف األلسنية " Ferdinand de Saussure (*)"سوسري فرديناند دو "كتاب

مث دراستها لألدب وفق هذا ].مCours de linguistique générale]1913"العامة

فروع حاولت مقاربة النص األديب إىل حيث تفرع عن هذا العلم العام. النسق العالمايت اإلشاري العام

؛ واليت تنزع حنو دراسة سيميائية العتبات النصية؛ حنو وأسسها املعرفية يف املقاربةبإجراءا�ا التحليلية

ما هي السيميائية؟ ما :من البحث الفصلوهي بؤرة هذا وما يصاحبه؛، اإلطار احمليط بالنص

ج الذي سارت عليه العتبات النصية أصوهلا؟ وما هي أهم االجتاهات اليت انبثقت عنها؟ وما املنه

هي العتبة اليت أثرت على النص من جهة، املنت الروائي؟ وماقراءة تتمثل إثـر نصوصا موازية بوصفها

املتلقي من جهة ثانية؟/وعلى القارئ

تـقصي حقيقة ب وذلك االقرتاب من اإلجابة عن هذه التساؤالت قصد لبحثا يسعىإثـر هذا

.وإجراءا�ا القرائيةالنصوص املوازية /ة، والوقوف عند العتبات النصيهذه النظرية النقدية احلديثة

(*)

، عامل لغوي من أصل بروتستانيت، ولد جبنيف، من )Ferdinand de Saussur)1857-1913 رو سوس وفرديناند د –

مجع تالمذته حماضراته بعد وفاته يف .مذكرة للنظام البدائي للصوائت، استعمال املضاف املطلق يف اللغة السنسكريتية: مؤلفاته

علم اللغة " " دروس يف األلسنية العامة:"واختالفها؛ منهامؤلف خاص ؛ عرف هذا األخري أسامي كثرية؛ مردها تباين الرتمجات

.وغريها" العام

العراق، -علم اللغة العام، تر يوئيل يوسف عزيز، مراجعة مالك يوسف املطليب، دار آفاق عربية، بغداد: دو سوسور فرديناند :ينظر

.03:م،ص1985

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~6 ~

السيميائية: المبحث األول

والترجمة المصطلح: السميائية-1

المصطلح: السيميائية/1-1

العودة إليها، ويستند عليها، فكان ال بد من إن لكل مصطلح مرجعيات وخلفيات؛ يقوم

.به من دالالت ومعان ؤديهمحولته املعرفية، وما ي الكتناه أبعاده الداللية، من أجل فك

، ولكل تعريف وجهة نظر خمتلفة،تعددت اآلراء يف تعريفه" السيميائية" فمصطلحوعليه

يمه جذوره اللغوية، وتعريفاته املعجمية، ومفاه ول أن نعرج احلديث عنه بالبحث عنلذلك سنحا

.لقدامى واحملدثني ا ،النقاد والباحثنيالعامة لدى مجلة من

" السيميائيةؤكد أن األصل اللغوي ملـــصطلح الدراسات اللغوية ت إذ إن جل

]Sémiotique[ من األصل اليوناين «ينحدر"Séméion"و"عالمة" ، الذي يعين"Logos "

... علم االجتماع" Sociologie: "، والذي جنده مستعمال يف كلمات مثل"خطاب"الذي يعين

فيصبح تعريف ..تعين العلم" Logos"وبامتداد أكرب كلمة ...علم األحياء" Biologie"و

.(1)»علم العالمات: السيميولوجيا على النحو اآليت

حسب " سيميائية"يتكون مصطلح «، حيث تأكيد أصله اليوناينذهب بعضهم إىلكما

، )Tique(و) Sémio(من اجلذريــــــــــــــــــــن Sémioticsأو Sémiotiqueصيغته األجنبية

إشارة أو عالمة، يراد منه )Sama(و) Sémio(ن اجلذر األول الوارد يف الالتينية على صورتنيإإذ

كما هو - يف حني أن اجلذر الثاين) (...) Signe(وباإلجنليزية ) Signe(أو ما تسمى بالفرنسية

.(2)»علم -معروف

.09: ، ص2000، 2دار إفريقيا الشرق، املغرب، طما هي السيميولوجيا، تر حممد نظيف، : برنار توماس - (1) .12:م، ص2010-هـ4131، 1معجم السيميائيات، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: األمحر فيصل - (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~7 ~

: Sémeionاستعادة املفهوم اإلغريقي ملصطلح «ح السيميائية ينتقل بنا إىلمصطلحيث

، أثر، قرينة، مسة مؤشرة، دليل، مسة منقوشة أو مكتوبة، بصمة، رسم )خصوصية(عالمة ممريزة

.(1)»جمازي

كعلم اإلشارة، وعلم العالمة، " السيميائية"تعددت املصطلحات اليت حتيل إىل عليه و

السيميولوجيا، السيميوطيقا، امليتاسيميوطيقا؛ هذا األخري الذي يعين اللغة العلمية الواصفة ياء، السيم

يف حماولته االقرتاب من Hjelmeslevهيلمسليف ؛ والذي اجته إليه ملختلف األنظمة السيميائية

.(2)املصطلح السوسريي، وختصيصه بتعريف حمدد

Sémiotique "و السيميوطيقا Sémiologie"السيميولوجيا" قي املصطلحانكما ل

؛ أنصاره ؛ ولكل اجتاه "السيميائية " يف حقل واسعا لدى الباحثني والنقاد فأخذا حيزا كبريا اهتماما

ي ينحو ، والثانــــــ"السيميولوجيا: "لعلم بــــــاي هذا االجتاه السوسريي الذي يسم فاألول ينحو منحى

".السيميوطيقا" الذي يعتمد تسمية Peirce رساجتاه شارل ساندرس بو منحى

ني الفرنسي ــــــــة االختالف الطفيف بني املصطلحــــــــــــــــــــــــمسأل د بن مالكــــــــــــــــــــــــرشي وتناول

Sémiotique زي ــــــــــــــــــــــــــواإلجنلي Semioticeزية يكتب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــففي اللغة اإلجنلي«:يقول

فهي متاثل صور�ا يف اللغة الفرنسية من حيث األصل وتغايرها يف SEMIOTICهذا الشكلــــــــــب

ا متتلك تنظيم... جمموعة دالة« أ�ا" من األدلة انظام" وصفهاويعرف السيميائية ب. (3)»الالحقة

.(4)»ومتفصال مستقال

النقد اجلزائري املعاصر من الاللسونية إىل األلسنية، إصدارات رابطة إبداع الثقافية، قسنطينة، اجلزائر، : وغليسي يوسف - (1)

.131:ص م،2002مارس -، يناير3، ع24، مج"عامل الفكر"السيميائيات وحتليلها لظاهرة الرتادف يف اللغة والتفسري، جملة : عروي حممد إقبال - (2)

.p ;22 ,1974 .192:م، ص1996اجلزائر، ، دار احلكمة، )فرنسي-اجنليزي-عريب( قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص : بن مالك رشيدا - (3)

.174:، ص2000 .176: املرجع نفسه، ص - (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~8 ~

نظام من الدالالت؛ هذه األخرية ليست اعتباطية بل -حسب مفهوم الناقد-السيميائية ف

. تقوم على نظام معني

:إىل أهم املصطلحات املتقاربة هلذا املفهوم" Greimas غرمياس" وأشار

«Sémasiologie, semanalyse, sémiotique, sémiologie,

séméiologie»(1))

أشار إىل معظم املصطلحات الغربية، فاملصطلحان الغربيان Greimas "غرمياس"يبدو أن

زيــاالجنلي semioticsالفرنسي، sémiologie(الفرنسي واإلجنليزي لقيا رواجا كبريا بني النقاد

يفضل األوروبيون مفردة السيميولوجيا التزاما منهم بالتسمية السوسريية، أما األمريكيون فيفضلون «و

.(2)»رز بريسر والفيلسوف األمريكي تشارلس سانالسيميوطيقا اليت جاء �ا املفك

ايمعرف ابية؛ كل مصطلح ميثل توجهنلحظ تداول مصطلحني يف األوساط الغر إثر هذا

وتوظيفا األكثر متثيال واستعماال حول املصطلحني السابقني ومنواختلف النقاد ؛امعين ايديولوجيوإ

للسيميائيات؟

الغرب قد لقي اضطرابا فإن تعاريف املعجميني لدىاجلذر اللغوي ملصطلح السيمياء وإذا كان

يعرف السيميائيات " Robireروبري" فمعجم .الغربيني هلذا املصطلح عرفت تعددا وتنوعا كبريين

ويعتربها نظرية لألدلة واملعىن وبسريها يف ... نظرية عامة لألدلة، وسريها داخل الفكر«بأ�ا

.(3)»..فة السيميائية يف القدرة على استعمال الرموزيويف علم النفس تظهر الوظ...تمعا�

.الحي املعروف بني النقادالتعريف املعجمي ال يبتعد كثريا عن التعريف االصط فهذا

، )اإلشكالية واألصول واإلمتداد/ مصطلحات النقد العريب السيماءوي الدرس السيميائي املغاريب،: بوخامت موالي علي - (1)

.126:ص م2005، 1منشورات احتاد كتاب العرب، دمشق، ط

(2)، املركز الثقايف )إضاءة ألكثر من سبعني تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا ( األديب دليل الناقد: الرويلي ميجان ، سعد البازعي -

.177:م، ص2002، 3املغرب، ط-العريب، الدار البيضاء

.12:م، ص2001بسام سيميائية العنوان، جامعة الريموك، األردن،:فطوس: ينظر (3)

، دار احلكمة، اجلزائر، )فرنسي-اجنليزي-عريب( قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص :رشيد بن مالكا -

.175:، ص2000

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~9 ~

، بأن كلمة Courtés وكورتيسGreimas غرمياس من كال بني وعلى هذا األساس

SEMIOTIQUE تستخدم للداللة على معاين خمتلفة، فقد تستعمل لإلشارة إىل:

.أي مقدار بني املعرفة نبدي رغبتنا ملعرفته

.موضوع معرفة كما يظهر أثناء وبعد وصفه

(1).الوسائل اليت ترد معرفته ممكنةجمموعة

بعض معاين كلمة وضحاقد وفق هذا الطرح يظهر أن الباحثني السيميائيني

SEMIOTIQUE؛ فهي مقدار من املعرفة وموضوع هلا، وجمموعة رسائل من منظورمها اخلاص

.ملعرفة ممكنة

ما ورد يف لسان العرب يفهلا ما يعادهلا يف اللغة العربية، ومنه " سيمياء"أن اصطالح كما

جعل عليه : وسوم الفرس . العالمة: والسومة والسيمة والسيماء والسيمياء « :قول صاحبه" سوم"مادة

بالضم، السومة، : اجلوهري. »حجارة من طني مسومة عند ربك للمسرفني«:وقوله عزوجل.السيمة

وهي مأخوذة من . قوهلم عليهم سيما حسنة معناه عالمة: قال أبو بكر.العالمة جتعل على الشاة

ويف . ومست أسم، قال واألصل يف سيما وسم فحولت الواو موضع الفاء، فوضعت يف موضع العني

(2)»وهي العالمة.ة اليت عليها السما والسومةوقيل اخليل املسوم. »و اخليل الـمــسومة« :التنزيل العزيز

".العالمة"واملالحظ أن لفظة السيمياء يف معجم ابن منظور تعين

﴿ :ورد معىن السيمياء يف القرآن الكرمي، يف قوله تعاىل

﴾(3) . وقوله أيضا :﴿ ﴾(4) .

.175: قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، ص: بن مالك رشيدا: ينظر – (1)دط، دت مصر،-القاهرة دار املعارف،عبد اهللا علي الكبري وآخرون، : ، تح"سوم"مادة لسان العرب، :ابن منظور – (2)

.2158:ص .273:سورة البقرة، اآلية - (3) .46:سورة األعراف، اآلية - (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~10 ~

﴿:عزوجلكذلك قوله ﴾(1).

﴿:تعاىلوقوله ﴾(2) .

﴿:وقوله أيضا ﴾(3).

مل خترج أيضا يف القرآن الكرمي" السيمياء"من خالل اآليات السابقة أن لفظة والالفت للنظر

.املتداولة يف املعجم العريب عن معىن العالمة

عنقاء ومنه قول أسيد بن يف الشعر العريب،أيضا "يمياءالس"كلمة كما وردت يف املقابل

:الفزاري ميدح عميلة حني قامسه ماله

له سيماء ال تشق على البصـــــــــــــــــــــــــر ***غالم رماه اهللا بالحسن يافعا

(4)وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر***كأن الثريا علقت فوق نحره

يك عالمات ومسات حسن ومجال الغالم، فت البيتني الشعريني أظهر الشاعر يفف

يف هذا املقام "السيماء"السيماء ميزته عن غريه من الناس، فصارت مرتبطة به، فكانت /العالمات

".العالمة" تعين

:فيقول ،حواره مع امرأة بلغة اإلشارةكما كشف يزيد بن معاوية

لهــا إشارة مـحـــــــــــــــــــزون ولم تتكلــــــم أشارت بطرف العين خيفة أه

(5)م ــفأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا وأهال وسهال بالحبيب المـــــــتـي

.48:سورة األعراف، اآلية - (1) .29:سورة الفتح، اآلية - (2) .41: سورة الرمحن، اآلية - (3) .2159:ص، عبد اهللا علي الكبري وآخرون: تح، "سوم"لسان العرب، مادة: ابن منظور - (4) ".منتدى أدب"، "خذوا بيدي ذات الوشاح فإنين" :قصيدة: بن معاوية يزيدا – (5)

http://www.adab.com/modules.php?name 25/05/2016: تاريخ مراجعة املوقع.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~11 ~

حلت حمل اللغة «واليت قد فهم اللغة غري الطبيعية املألــــــــــوفة من قول معاوية أنه ف نستش

فكــان هلــا دور ؛(1)»الرقيب الطبيعية القائمة على اصطناع األصوات املعربة حتت وطأة التوجس من

.دف كامناملستقبل للداللة على ه كبري يف التواصل وتبليغ العواطف إىل الطرف

سواء" العالمة" يف الشعر العريب كانت تنحو منحى "لسيماءا" لفظة أن اإذن، خنلص إثـر هذ

ما فتئ واصفا حمبوبه أو مادحا ممدوحه؛ -منذ القدم-غري لغوية؛ فالشاعر العريب أكانت لغوية أم

يرتك عالمات دالة على ذلك، من خالل رصه لأللفاظ رصا، أو نقله للمعاين نقال يرتك أثرا بالغا

فتغريهم غواية املطلع، وروعة املشهد، إىل قراءة القصيدة كاملة، والتمتع ، املتلقني/على نفوس القراء

.السمات الفارقة يف ثناياها الثاوية يف تالفيف مجاليتها/بالعالمات

:اشكاليات الترجمات العربية: السيميائية/1-2

(*)فوضـــــــــــــى وإشكـــــــاليةرمجتــــــــــــــــه إلــى العربية يف ت Sémiotique"سيميائية"قي مصطلح ل

ليدة اليوم يف الفكــــــــــر العريب، وإمنا هي قدميــــــــــــــة قدم صطلحيـــــــة؛ حيث مل تكن هذه اإلشكالية و م

.تـقعيد النحو وتأصيل البالغة العربيــــــــــــــة

فوضــــــى التأليف «مجات هلذا املصطلح إلـــــــــــــى يرجع بعض النقــــــــــــاد سبب اختالف الرت

ومنهم . (2)»قافيــــــــــة اليت ينتمـــــــي إليهـــــا املؤلفون والبـــاحثونوالرتمجـــــــة املتأنية من تبــــــــــاين املنـــــــــــــاهل الث

الـمـجامع اللغوية يف الوطن العريب، وتنوع املناهج النقدية، الرتمجة احلرفية، وسكونية «إلـــــــى يردهامــن

.(3)»ولغياب النظرية النقدية العربية، وغياب املؤسسات العلميــــــــة املسؤولة

، دار الغرب للنشر والتوزيع، )يف أشهر اإلرساليات البصرية يف العامل مغامرة سيميائية(سيميائية الصورة : عبد اهللا الثاين قدور - (1)

.49:م، ص2005اجلزائر، -وهرانهي جمموعة من األفكار اليت قد ختتلف فيما بينها، ولكنها تشكل وحدة فكرية أو نظرية تتيح للباحث أن : اإلشكالية – (*)

.يتناوهلا باعتبارها قضية مستقلة

.08م، ص2003، 3املصطلحات األدبية احلديثة، الشركة املصرية العاملية للنشر،لوجنمان، ط: حممد عناين: ينظر

، 1االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: اجلبوري حممد فليح - (2)

.149:م، ص2013/هـ1434(3) .149: املرجع نفسه، ص–

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~12 ~

أشرنا إليها - ة األسباب اليتـــــــــــــــــــــجة هذه املشكلة املصطلحية تكمن يف معاجلــــــيبدو أن معال

ل ــــــــــــــاول هذا املوضوع نقاد كثر ووقفوا على هذه اإلشكالية؛ نذكر على سبيــــــــــــــــــــــــــفقد تنولذا -سابقا

النقد ،"ه ــــــــــــــــــــــــــوع يف مؤلفــــــــــــــوالذي عرض هذا املوض ازيــــــــــــــــــــــــــــالناقد مسري حج: املثال ال احلصر

، والذي أفـرد مؤلفا خاصا الناقد موالي علي بوخامتأيضا و ،(1)"واجتاهاته األديب املعاصر، قضاياه

اإلشكالية / مصطلحات النقد العريب السيماءوي( :"مبصطلحات النقد السيميائي، موسوم بـــــ

وضعها، وموضوع املصطلح بني ع املصطلحات وطرائق شروط وض إىل ؛ تطرق فيه)واالمتدادواألصول

.(2)الواقع والتحقيب

تناول فيه املصطلحات النقدية، فكان يستعرضها يف امؤلفسي يرد أيضا الناقد يوسف وغلأفـ

.(3)الـجهد النقدي العريب احلديث عامة، ومصطلح السيميائية خاصة

رمجة ني النقاد يف تلقي وت من خالل املعاينة اليت سنقوم �ا، سيتبني مستوى االختالف ب

:املصطلح؛ باستقراء أهم املصطلحات املرادفة اليت ورد ذكرها يف مؤلفات النقاد العرب

-82: (م، ص2001، 1النقد األديب املعاصر، قضاياه واجتاهاته، دار اآلفاق العربية، القاهرة، ط: حجازي مسري: ينظر - (1)

101.( ، منشورات احتاد كتاب )اإلشكالية واألصول واإلمتداد/ مصطلحات النقد العريب السيماءوي: بوخامت موالي علي: ينظر - (2)

.م2005، 1العرب، دمشق، ط، 1، اجلزائر، طاالختالفإشكالية املصطلح يف النقد العريب اجلديد، منشورات : فيوسوغليسي : ينظر - (3)

).232-229: (م، ص2008/هـ1429

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~13 ~

المرجع اسم الناقد الترجمة

علم العالمات

كامل املهندس/جمدي وهبة -1

مسري حجازي -2

سعيد علوش -3

عبد السالم املسدي -4

257: ية يف اللغة واألدبصطلحات األدباملمعجم

82:قاموس مصطلحات النقد األديب املعاصر

155: معجم املصطلحات األدبية املعاصرة

.182:األسلوبية واألسلوب

سيميولوجيا

سيميولوجية

صالح فضل -1

عبد اهللا الغذامي -2

حممد عناين -3

سعيد علوش -4

، مناهج النقد 06:، شفرات النص.445:نظرية البنائية

.115:املعاصر

.12:والتكفرياخلطيئة

.153:املصطلحات األدبية احلديثة

.71: معجم املصطلحات األدبية املعاصرة

حممد عناين -1 السيميوطيقا

حممد مفتاح -2

مجيل محداوي -3

نصر حامد أبو زيد -4

.153: املصطلحات األدبية احلديثة

.10:اخلطاب الشعري لحتلي

.39:الشكل واخلطاب

مارس، -يناير، 03، ع25، الكويت، م)عامل الفكر(

.79:، ص97:ص

السيميائية

حممد مفتاح -1

رشيد بن مالك -2

.09:حتليل اخلطاب الشعري

.السيميائية بني النظرية والتطبيق: أطروحته يف الدكتوراه

05:مقدمة يف السيميائيات السردية

: البنية السردية يف النظرية السيميائية

مبارك حنون - السيميائيات

رشيد بن مالك -

.17:يف السيميائياتدروس

.07:السيميائيات السردية

سيمياء

بسام بركة -1

لطيف زيتوين -2

.186:معجم اللسانية

.209:معجم مصطلحات نقد الرواية

.21: يف اخلطاب السردي يحممد ناصر العجيم علم الداللة

.22:بالغة اخلطاب وعلم النص صالح فضل علم السيميولوجيا

.149-148:شعرية القص وسيمائية النص عبد امللك مرتاض ةي ائ يم س

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~14 ~

السيميائية

السيماء

علم " ، أن املصطلحات اليت وردت جندها متمثلة يف ولمن خالل اجلد نستشف

اللة، م الد ل اء، ع ي يميائيات، سيم ة، الس ائي ي يم وطيقا، الس ي م ي ، الس يةوج ول ي م ي ا، س ي وج ول ي يم ات،س الم الع

".،السيميائيةةائي يم يا، س وج ول ي يم علم الس

باعتبار السيميائية تعرب عن العالمة وما حيوم "علم العالمات"بعض الباحثني مصطلح تناول

معجم المصطلحات " يف معجمهما مجدي وهبة وكمال المهندس: حوهلا من إشارات، أمثال

يف " سمير حجازي، وسعيد علوش ، وعبد السالم المسدي" مث " دباألدبية في اللغة واأل

معجم المصطلحات األدبية صرة، وس مصطلحات النقد األدبي المعاقام" :مؤلفا�م على التوايل

.األسلوبية واألسلوب، المعاصرة

دبية المصطلحات األ" يف مؤلفه" محمد عناني"كـــ اثننيبينما زاوج بعضهم بني مصطلحني

يف مزاوجته بني " صالح فضل" وكذلك . "سيميولوجيا وسيميوطيقا" بني، "الحديثـــــــــــة

مناهج ،نظرية البنائية، شفرات النص" يف مؤلفاته" سيميولوجيا وعلم السيميولوجيا" املصطلحيــــــن

".، بالغة الخطاب وعلم النص النقد المعاصر

" Sémiotique: "للداللة على" سيميائية" استعمال مصطلح بعض النقاد إىل ع ز نـ كما

السيميائية بين " مثل ما وظفه الناقد واملرتجم اجلزائري رشيد بن مالك يف أطروحته يف الدكتوراه

البنية " ،"مقدمة في السيميائية السردية" مؤلفيهويف مؤلفاته اليت تلتها كـــ" النظرية والتطبيق

تحليل الخطاب "فه يف مؤل " محمد مفتاح" وأيضا الناقد املغريب ، "السردية في النظرية السيميائية

".الشعري

" السيميائيات" اقرتح آخرون مصطلح يروم إىل اجلمع والعمومية، وهو إضافة إىل ما سبق

السيميائيات " و ". مبارك حنون"لــــ" دروس في السيميائيات" على حنو ما جنده يف مؤلف

.لرشيد بن مالك" السردية

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~15 ~

في الخطاب " كما هو احلال يف مؤلف "اللةالد"وألصق بعضهم املصطلح املعرب عن

."محمد ناصر العجيمي" لـــــ" السردي

شعرية القص " يف مؤلفه" عبد الملك مرتاض"اجلزائري كما يديل يف املقابل الباحث

ويعترب أن مصطلحه . "يماءالس "أو" السيميائية"، أو "سيمائية"باقرتاح مصطلح " وسيمائية النص

ولفظا من جهة هو األنسب إىل التعبري عن السيمياء كعالمة، واألقرب إىل الرتاث العريب نطقا

.(1)ثانية

إىل العربية قد لقيت اضطرابا كبريا، جعل " Sémiotique"ترمجة مصطلح حيث أن

اليت يواجهها النقد السيميائي العريب، " احلالة املرضية"البعض من الباحثني يعلق على هذه الظاهرة بــــ

صطلحي .(2)أو هوس التوليد امل

للوقوع يف فاديا قنينه؛ ت قعيد املصطلح السيميائي وت مل خيوضوا يف معركة ت هناك آخرينكما أن

منهم من جهة، وانتظارا منهم إكراها -كما ورد يف لغته األصلية–ط، فنقلوا املصطلح الغريب اخلل

، حيث "صالح فضل"ولد مصطلح عريب جامع من جهة ثانية؛ كما هو احلال مع النــــــــاقد م

من االشتقاق يف استحداث ولكننا نرى من األفضل إطالق االسم الغريب، ألن النقل أوىل «:يقــــــول

" عبد اهللا حممد الغذامــــــــي"، ويوافقــــــــه (3)»األمساء اجلديدة، إذا كان هذا االشتقاق سيؤدي إىل اخللط

منتظرا مولد مصطلح عريب، حيل حملها، ) سيميولوجي(فإين أستخدم عن كره مصطلح «:حني يقول

.(4)»معطيا كل ما تضمنته من دالالت

، دار البصائر )حتليل جمهري �موعة تفاحة الدخول إىل اجلنة(شعرية القص وسيمائية النص : ينظر مرتاض عبد امللك - (1)

.149-148: م، ص2013جلزائر، اجلديدة للنشر والتوزيع، ا .157: ، صاملرجع السابق ائي يف نقد السرد العريب احلديث،االجتاه السيمي: اجلبوري حممد فليح: ينظر - (2) .05:، ص2003، دار فرحة للنشر والتوزيع، دط، االجتاه السيميولوجي ونقد الشعر،: كامل عصام خلف - (3)، اهليئة املصرية العامة )قراء ة نقدية لنموذج معاصر(اخلطيئة والتكفري، من البنيوية إىل التشرحيية : الغذامي عبد اهللا حممد - (4)

.45: م، ص1998، 4للكتاب، مصر، ط

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~16 ~

:بعض الباحثني أن هناك ثالثة تقنيات وأساليب لرتمجة املفردات، وهيتصور

وهو نقل الكلمة حسب طريقة نطقها يف اللغة املصدر إىل اللغة العربية، : (*)التعريب -1«

، Démocratie =، دميقراطيةTechnologie=تكنولوجيا: ومثال ذلك

.Paragmatique=برمجــــــــــــــــــــــــــــــاتية

:ما يعادل الرتمجة يف اللغة اهلدف، واألمثلة على ذلك كثرية، منها -2

.Lentilles de contact=، العدسات الالسقةCamera Caché =الكامريا اخلفية

:املقابل من حيث الشكل وأمثلة ذلك-3

، سوق Guerr Froide)(باردة ، حرب (La premiere Dame)=السيدة األوىل

.Mrché Noir)(«(1)=سوداء

يف ترمجات النقاد "Sémiotique""السيميائية"مصطلح ـألفيناه من اضطراب لحيث ما

هذه اإلشكالية اليت تقف عائقا أمام القارئ واملتلقي إشكالية جوهرية يف النقد العريب؛ العرب أصبح

مصطلحا�ا باتت على لكن السيميائية وجل . العريب، باختالف معرفته؛ ناقدا أم متلقيا بسيطا

وسوسري Peirce بورس مائدة النقد العريب تتحدث عن مفهوم واحد؛ من خالل ما أرساه

Saussure وأشار إىل ذلك بشري غالبا متعددة واملفهوم واحداملصطلحات يف مظلة حبثهما؛ ف ،

كلة ثانوية، مشكلة املصطلح هي مش«أن يرى وقلل من خطورة هذه اإلشكالية، حيثتاوريريت،

.(2)»ذلك؛ ألن مهما تعددت املصطلحات تظل املفاهيم واحدة يف األغلب األعم

(*)

هو نقل اللفظ مبعناه احلقيقي من اللغة األجنبية إىل اللغة العربية كما هو، دون إحداث أي : "حيمل معان عدة، منها: لتعريبا -

)".املعرب(، أو مع إحداث تغيري طفيف فيه انسجام مع النظامني الصويت والصريف للغة العربية )الدخيل(يه تغيري ف

أمحد بن بلة، - 1جملة احلضارة اإلسالمية، جامعة وهران إشكالية توحيد املصطلح بني الرتمجة والتعريب،: بوهادي عابد: ينظر

.561-560:ص ،27م، العدد2015جوان/هــ1436عبانش اجلزائر،-بلعباسمكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع، سيدي

.559-558: صاملرجع السابق، إشكالية توحيد املصطلح بني الرتمجة والتعريب، : بوهادي عابد - (1)فاهيم، عامل دراسة يف األصول وامل-احلقيقة الشعرية على ضوء املناهج النقدية املعاصرة والنظريات الشعرية: تاوريريت بشري - (2)

.142:م، ص2010، 1الكتب احلديث، أربد، األردن، ط

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~17 ~

اللغوية، وما حدث حوله "Sémiotique" "السيميائية"بعد استقرائنا ألهم جذور مصطلح

من فوضى مصطلحية، بات علينا معرفة مفاهيمه العامة لدى النقاد والباحثني القدامى منهم

.واحملدثني

المفاهيم العامة :السيميائية/2

وضع تعريف جامع لعلم السيميائيات؛ نظرا لشموليته لكثري من العلوم؛ من الصعبإن

ونظرته لألشياء كعالمات؛ هذه العالمات ختتلف وتتعدد باختالف املرجعيات واملناهل واملصادر؛

اقرتبت من مفهوم هذا العلم، حماولة تقريب املعىن للقارئ باختالفه ال يعين هذا بوجود حماوالت لكن

العامة ريفاتواختلفت التع. ملفهوم وتقعيدهه، واخلروج من دائرة الالمفهوم إىل البحث عن امعارف

.العرب أو الغرب؛ قدميا وحديثا دللسيميائيات سواء عن

:العامة عند العرب ةمفاهيم السيميائي/2-1

بالعالمة، أو وها عناية كبرية، وربطوها وأول "يمياءالس"رب القدامى واحملدثني مبفهوم اهتم الع

.اإلشارة، أو الداللة

" ، خاصة يف خمطوط له بعنوان"ابن سينا"؛ "السيمياء"القدماء الذين تناولوا مصطلح جند من

حيث " علم السيمياء" :عنون بــــيف فصل حتت " كتاب الدر النظيم يف أحوال علوم التعليم

القوى اليت يف جواهر العامل األرضي ليحدث عنها علم السيمياء علم يقصد فيه كيفية متزيج «:يقول

.(1)»قوة يصدر عنها فعل غريب، وهو أيضا أنواع

ما يتعلق باحلركات العجيبة، أو - فعل غريب- كان يقصد من كالمه "ابن سينا"الظاهر أن

.متعلقة بالشعوذة أوأمور متعلقة بفروع اهلندسة،

ى هذا العلم بعلم عالمة وبالتايل فهو سيمة، لذلك ابن سينا مس األمر الغريب حيدث ف

.رتبط بالشعوذة والسحرـ مـالسيمياء؛ ال

، منشورات االختالف2002./ط.السيميائية أصوهلا وقواعدها، مراجعة وتقدمي عز الدين مناصرة، د: ابن مالك رشيد - (1)

.23: اجلزائر، ص

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~18 ~

أو " سرار احلروفعلم أ" يتحدث عنها يف فصل مساه (*)يف مقدمته "ابن خلدون"جند كما

فحدث لذلك علم ....،ــــه من الطلسمات إىل اصطـــالح أهل التصرفنقل وضعــ«علم السيمياء

.(1)»وهو من تفـــاريع علم السيمياء أسرار احلروف،

فارتبط مصطلح السيمياء عند العرب -سابقا–فابن خلدون ال خيرج عما قاله ابن سينا

.القدامى بالسحر والشعوذة

املألوف، فإن يف إطار خارج عن "السيمياء"صطلح دامى قد تعاملوا مع م الق العرب وإذا كان

بعض بالغينا مل خيرجوا عن املعىن املتداول اليوم، وذلك ضمن مؤلفا�م املختلفة، على حنو ما جنده

.عند اجلاحظ واجلرجاين وغريمها

أللفاظ اغري اللغوية يف مسالة املعاين و إىل العالمات "البيان والتبيني" أشار يف مؤلفه الجاحظف

بسوطة إىل عري غاية، وممتدة إىل غري الف حكم األلفاظ ألن املعاين م خ أن حكم املعاين « : يذهبف

صلة حمدودة، ومجيع أصناف الدالالت على املعاين من لفظ �اية، وأمساء املعاين مقصورة معدودة، وحم

اخلط، مث احلال، أوهلا اللفظ، مث اإلشارة، مث العقد، مث : وغري لفظ مخسة أشياء، ال تنقص وال تزيد

تسمى نصبة، والنصبة هي احلال الدالة اليت تقوم مقام تلك األصناف وال تقتصر على تلك

.(2)»الدالالت

الداللة « : عالمة دالة، حيث يقول وصفهاهتم باللفظ ب كما،مةعال املالحظ من القول أن اللغة

ملنكب إذا تباعد الشخصان، وبالثوب باللفظ أما اإلشارة فباليد وبالرأس، وبالعني وباحلاجب ، وا

كتاب العرب وديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم :"مؤلف لعبد الرمحن بن خلدون، موسوم بـــ: املقدمة – (*)

".من ذوي السلطان األكرب

كتاب العرب وديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم من ذوي ( املقدمة، املسمى: عبد الرمحن خلدونبن ا :ينظر

-الغد اجلديد للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة دار عبد الباري حممد الطاهر،: حتقيق أمحد جاز،مراجعة وتقدمي ،)السلطان األكرب

.م2014ه،1435مصر، ط،

.486:املصدر نفسه، ص - (1)يع، القاهرة، مكتبة اخلاجني للطباعة والنشر والتوز ، مد هارونعبد السالم حم :البيان والتبيني، تح: اجلاحظ عمرو بن حبر- (2)

.76:م، ص7،1998ط

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~19 ~

واإلشارة ...وبالسيف وقد يتهدد رافعا السوط والسيف فيكون ذلك زاجرا رادعا ويكون وعيدا وحتذيرا

واللفظ شريكان ونعم العون هي له، ونعم الرتمجان هي عنه، وما أكثر ما تنوب عن اللفظ، وما تغين

.(1)»عن اخلط

هو اللفظ، أما اإلشارة فباحلواس،ومها شريكان أن مصدر الداللة ظ يكشفحأن اجلا يبدو

.للفظ هلذا متكامالن ،حيث اإلشارة تكون خادمة ومرتمجة

يف املعىن، (:موسوم بــــ ، يف فصليف كتابه دالئل اإلعجاز "نظرية النظم"صاحب "الجرجاني"أما

،(*) ة اللغوية واعتباطيتهاــــــــــــــــــــــــــعن العالمىن، إىل حديثه ــــــــــــــــــمقولة اللفظ واملع يتجاوز ،)ويف معىن املعىن

ل منه إىل الغرض بداللة اللفظ وحده، وذلك إذا قصدت أن تص رب ض «:فالكالم عنده على ضربني

: ، فقلت"عمرو"، وباالنطالق عن "خرج زيد : "مثال باخلروج على احلقيقة، فقلت "زيد "أن خترب عن

إىل الغرض بداللة اللفظ وحده، ، وعلى هذا القياس ضرب آخر أنت ال تصل منه "عمرو منطلق "

ثانية تصل ، مث جتد لذلك املعىن داللة وعه يف اللغةاللفظ على معناه الذي يقتضيه موضن يدلك ولك

.(2)» �ا إىل الغرض، ومدار هذا األمر على الكناية واالستعارة والتمثيل

نهع -؛ يعبـر اسيميائي اكر ريب الكالم، فحديثه عن ض إثـر "اجلرجاين"إشارات كما جند ضمن

مل يقل �ذا املصطلح وإن -"معىن املعىن" ، أو ما يلج مصطلح"التحول الداليل"بـــــ يف النقد املعاصر

.فقد بدا ذلك جليا فيما أفاضه من أمور حول ا�از والتضاد واالتساع وغريها - صراحة

.77:، صالبيان والتبيني: ن حبراجلاحظ عمرو ب - (1). ، وهي غياب منطلق عقلي يربر اإلحالة من دال إىل مدلول"سوسري"هي العالقة الرابطة بني الدال واملدلول عند: االعتباطية - (*)

-من منظر سيميائي-ويستبدل الناقد املغريب هذا املصطلح. املدلولفال وجود لعناصر داخل الدال جتعلك تنتقل آليا إىل

".التسنني الثقايف" مبصطلح

.86:علم اللغة العام، ص: دو سوسري فرديناند :ينظر

املغرب، -، منشورت الزمن، مطبعة النجاح اجلديدة، الدر البيضاء)مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات : بنكراد سعيد: ينظر

.51:وص/ 32:، ص2003 ، 1سوريا، ط-دالئل االعجاز، حتقيق حممد رضوان الداية وفايز الداية، دار الفكر، دمشق: اجلرجاين عبد القاهر – (2)

.268:م، ص2007/هـ1428

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~20 ~

ار ألفاظ اللغة عالمات ذات باعتب "اجلاحظ"رج عن كالم أيضا ال خي "اجلرجاين" نلفيكما

اه إىل اعتباطية، لكنه يتداللة يف الدرس اللساين "Saussure سوسري"العالمة اللغوية واليت يقر �ا عد

.احلديث

وصفن الداللة وشكل إنتاجها من خالل كانوا من األوائل الذين حبثوا ع فعلماء البالغةومنه

.، وإقرارهم باعتباطية العالمة اللغويةاأللفاظ عالمات ومسات دالة

اليوم؛ والذي يقرتبون من املعىن املتداول بالنقاد العر فهل كان بالغينيال هذا ما ورد يف إشارات

يرمز إىل العالمة؟

والعالمة يف حمطات كثرية، وبرؤى "السيمياء"يف حبوثهم عن النقاد العربحتدث الكثري من

. خمتلفة، حسب مشار�م العلمية، واجتاها�م الفكرية

وهذا يعين أن اإلشارة الدالة، مهما كان نوعها أو أصلها،علم «حيث عرفها بعضهم بــــــ

والسيمياء بدورها ختتص بدراسة بنية . النظام الكوين بكل ما فيه من إشارات ورموز هو نظام ذو داللة

.(1)»واخلارجية ققهذه اإلشارات وعالقتها يف هذا الكون، وكذا توزيعها ووظائفها الداخلية

بكل ما حيمله الكون من إشارات ذات دالالت؛ -خالل التعريفمن -فارتبطت السيمياء

اللة وتوزيع وظائفها كل هذه الدفكل ما يف الكون له عالمة وداللة؛ والسيمياء تبحث يف كيفية تش

.وخارجيا داخليا

، هدف السيميوطيقا أو طموحها من خالل هذا املوضوع "سيزا القاسم"الباحثة ناولتتكما

تفاعل احلقول املعرفية املختلفة، والتفاعل ال يتم إال بالوصول إىل مستوى مشرتك ميكن « هو والذي

منة خالله أن ندرك مقومات هذه احلقول املعرفية، وهذا املستوى املشرتك هو العامل

.(2)»السيميوطيقي

والتوزيع، ، دار الغرب للنشر )مغامرة سيميائية يف أشهر اإلرساليات البصرية يف العامل(سيميائية الصورة : عبد اهللا ثاين قدور – (1)

.52:م، ص2005اجلزائر،-وهران .13السيميوطيقاحول بعض املفاهيم واألبعاد، ص: مدخل إىل السيميوطيقا: القاسم سيزا - (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~21 ~

طيقي وتفاعل من خالل الوصول إىل العامل السيميو "السيموطيقا"هدف علىفركزت الباحثة

.احلقول املختلفة

هي العلم الذي يدرس األنظمة الرمزية يف «السيميائيات بقوله" صالح فضل" كما عرف أيضا

.(1)» كل اإلشارات الدالة وكيفية هذه الداللة

يرجع هدف هذا العلم إىل دراسته اإلشارات الدالة ألن السيميائيات تبحث عن إن الباحث

.شكل هذه الداللة

حاجة خمتلف فروع املعرفة «ذلك رد وم ومتزايدا كبريا لقيت السيميائيات اهتماما إثـر ذلك

فالتطور الكبري . (2)»ألدوات إجرائية، قادرة على الوصف والتفسري والتحليل، بدرجة عالية من الدقة

الذي وصلت إليه فروع املعرفة يف شىت ا�االت أدى بظهور الكثري من العالمات اليت قامت

أو التقرب السيميائيات بتفسريها وحتليلها بإجراءات خمتلفة يسرت على احلقول املعرفية كيفية الوصول

.إىل الداللة

إذ . صاء أمناط متنوعة، من عمليات االتصال والتبليغوسيلة فعالة الستق« ميائياتأن السي حيث

أ�ا أصبحت متتلك غدة من املفاهيم ا�ردة، تتيح هلا استيعاب ما هو مشرتك، بني كثري من هذه

.(3)»العمليات

املفاهيم ا�ردة اليت متلكها السيميائيات دون غريها من العلوم تساعدها على التواصل بني إن

واإل�ام يف حبثها عن شكل لفة ومساعد�ا يف حل بعض عالما�ا اليت يكتنفها الغموض العلوم املخت

.املعىن

.20:، ص2003االجتاه السيميولوجي ونقد الشعر، دار فرحة للنشر والتوزيع، دط، :: كامل عصام خلف - (1) .16:، ص2005اجلزائر،-، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران"نظرية إىل التطبيقمن ال" املنهج السيميائي: طالب أمحد - (2) 08:م، ص1990لبنان، -بريوت -تيارات يف السيمياء، دار الطليعة: فاخوري عادل - (3)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~22 ~

أن السيميائيات تتفاعل مع العلوم األخرى فهي تستمد منها بعض أصوهلا ومبادئها؛ كما

بكل جماالت �تم « وبالتايل فهي .(1)كاللسانيات والفلسفة واملنطق والتحليل النفسي واألنثروبولوجيا

ة ومرورا ـــــــــــــــــــــــإ�ا أداة لقراءة كل مظاهر السلوك اإلنساين بدءا من االنفعاالت البسيط: الفعل اإلنساين

.(2)»الكربى (*)يولوجيةاإلداالجتماعية وانتهاء باألنساق بالطقوس

؛ فصارت تفسر حياة اإلنسان وكل ما جيول حوله أو ما اإلنساينارتبطت السيميائيات بالفعل

.ذات أبعاد خمتلفة إنسانيةيعيشه يف جمتمعه وما يفكر فيه؛ إ�ا سيميائيات

املوضوع الرئيس للسيميائيات هو السريورة «أن "كرادسعيد بن"الناقد املغريب يرىحيث

. sémiosis( (*)«(3)(ح السيميائي السميوزأي ما يطلق عليه يف االصطال.املؤدية إىل إنتاج الداللة

وبالتايل البحث عن كيفية تشكل هذه الداللة والذي هو ؛على إنتاج الداللة اعتمد الناقدف

.موضوع السيميائيات

عند الغرب ةلمفاهيم العامة للسيميائيا/2-2

متاما عن علم جديد مستقل « :السيميائيات بقوله A.J.Greimas"جوليان غريماس"يعرف

-أي السيميائية–اربة يف القدم، فهي هات ذات اجلذور الض األسالف البعيدين، وهو من العلوم األم

الذي نظر Peirce "بورس"ــــــ، وكذلك ب" Saussure سوسري" ــعلم جديد، وهي مرتبطة أساسا ب

املغرب، - البيضاءالنجاح اجلديدة، الدار بيقا�ا، منشورات الزمن، مطبعة السيميائيات مفاهيمها وتط: كراد سعيدبن: ينظر- (1)

.16:، ص2003(*)

منظومة فكرية، عقيدة، : علم األفكار؛ مث ترمجها الكتاب العرب إىل: ديولوجيا؛ تعين لغويا يف أصلها الفرنسياإل /األديولوجي -

مفهوم :" وسوم بـــمؤلفا خاصا، م" عبد اهللا العروي"أفـرد هلا الكاتب. حتمل العديد من األوجه والدالالت... ذهنية، فلسفة

."اإليديولوجيا

.2003، 7املغرب، ط-، الدار البيضاءالعريبمفهوم اإلديولوجيا، املركز الثقايف : العروي عبد اهللا: ينظر .16: املرجع، نفسه، ص - (2) .مصطلح غريب، هي الفعل املؤدي إىل إنتاج الدالالت وتداوهلا): sémiosis(السميوز - (*)

املغرب، -السيميائيات مفاهيمها وتطبيقا�ا، منشورات الزمن، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء: سعيدكراد بن: ينظر

.21:، ص2003 .21: ص املرجع نفسه، – (3)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~23 ~

) Jakobson) (جاكبسون(إليها مبكرا، ونشأ هذا العلم يف فرنسا اعتمادا على أعمال

.(1)»وهذا يف الستينات... وكذلك يف روسيا) Hjelmslev(و

؛ باحثنيكرب يف ميالد هذا العلم إىل الالفضل األ إليه يرجع Greimas ا أن غرمياسيظهر جلي

؛ كما أكد على النشأة " Peirce بريس" واألمريكي ، De Saussure "دوسوسري" السويسري

".السيميائية علم جديد"احلديثة هلذا العلم يف قوله

العلم الذي يدرس «هي -عند كل الغربيني- خنلص من خالل دراستنا إىل أن السيميائيات

جوزيف " دوبوا و جون"و" وجوليا كريستيفا" و" وغرمياس"تودوروف" العالمات و�ذا عرفها كل من

.(2)»راي دوبوف

ها رحها لكن يف ط أختلف ربيون قد اتفقوا على تعريف واحد؛ وإن الغ جل أن ألفيناحيث

".علم العالمات" وهو يف قالب واحد ب تص

إن دراسة «:بقوهلا) (Julia Kristéva" جوليا كريستيفا"أما موضوع السيميائيات فتحدده

الشفوية ومن ضمنها اللغات مبا هي أنظمة علم أخذ يتكون وهو األنظمة الشفوية وغري

.(3)»السيميوطيقا

هو منطوق وغري منطوق؛ سواء لى أن كل ماعد ما زالت تؤك Kristéva وعليه فإن كريستيفا

غريها هو موضوع السيموطيقا؛ فهي تقوم بتفسري وتأويل هذه العالمات الدالة يف البحث عن لغة أو

.شكل املعىن

هو العالمة دون غريها، حيث تسعى هذه النظرية إىل بناء جمال اهتمام السيميائياتإذن،

ك شرت شفرات عالما�ا وكذا يف بث نظام م أنظمة ونظام يف مساعدة احلقول املعرفية األخرى يف فك

.بني العلوم

.14:، ص2005السيميائية الشعرية، مجعية اإلمتاع واملؤانسة، اجلزائر، دط، : األمحر فيصل - (1) .18:، ص2003االجتاه السيميولوجي ونقد الشعر، دار فرحة للنشر والتوزيع، : كامل عصام خلف - (2) .26: املرجع نفسه، ص – (3)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~24 ~

والباحثني قي هذا ا�ال؛كما النقاد حسب رأي جل " السيميائيات"موضوع إن العالمة هي

فأشد النظريات العلمية ال ميكن أن تسلم من وجود «كانت هلا بصمات إيديولوجية وأصول معرفية

يف أصلها يصب بنا إىل معرفتها ؛ وهذا(1)»وغايا�ا مقاصدهاو بصمات إيديولوجية، حتكم بناءها

، إىل الوجود منبتها وأصلها،الذي خرجت منه الفكر الفلسفي، فقد يكون هذا األخرياللساين، ويف

" ؛ السويسريبالباحثني ؛ والذي ارتبطاللساينومع الدرس رفت به يف السيميائيات احلديثة؛حىت ع

.Peirce "بورس"واألمريكي De Saussure" سوسريدو

:الخلفيات المعرفية للسيميائية/3

:األصول الفلسفية/3-1

عالمة تتغىن بالنفسها مكانا يف الساحة النقدية السيميائية مذ بدأت تبين ل باتت النظرية

فلسفية؛ أصول هلا فكان، النقاد السيميائيون موضوع السيميائيات عدها جل وماهيتها؛ هذه األخرية

الوجود ه مباهية بالفكر اإلنساين منذ زمن سحيق؛ حني صب اإلنسان انشغال ارتبطتهذه األصول،

فذهب الفالسفة واملناطقة وقتئذ مذهب الباحث وسر خلقه، كينونته ودميومته؛ والكون؛ حقيقته،

وصرفت اهتمامهم؛ فكانت املتسائل عن حقيقة الكون وماهيته، يف مواضيع كثرية شغلت باهلم،

ثنا؛ والذي ينحو حنو جمال حبآرائهم؛ وهي تقرتب من ؛ من أوىل مباحثهم، وأقدم "نظرية املعرفة"

.العالمة وأصلها الفلسفي

بالفلسفة اليونانية مع م العالمة يف الفكر الفلسفي بدءامفهو إىلسنعرج احلديث حيث

وبعده جان ، إىل فلسفة الرواقيني، مرورا بالقديس أوغسطني،Aristoteوأرسطو Platonأفالطون

.بدافيد هيوم لوك، وانتهاءا

.06:م، ص2003اجلزائر، -، منشورات االختالف2مدخل إىل السيميائيات السردية، ط: بنكراد سعيد - (1)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~25 ~

: (*)العالمة في فلسفة أفالطون وأرسطو/3-1-1

ء الفكر اإلنساين؛ من خالل يف إثرا AristoteووأرسطPlaton أفالطونفلسفة امهت س

و نظرية املعرفة، هذه األخرية كانت اللغة احلجر األساس يف بنائها؛ الطويل أمام ماهية الوجود، اوقوفه

التمييز «ت قمة ذلك إىلإىل البحث يف هذا ا�ال، وبلغ بالفيلسوفني فهي أداة االتصال، مما أدى

.(1)»بني داللة األمساء والطبيعة التداولية

ارتبطا بالداللة، وطبيعة تداولية مرجعية؛ وهذا ما دال ومدلول وجود إن هذا التمييز حييل إىل

، والذي Aristoteوأرسطو Platonأفالطونذهب إليه امربتو ايكو يف نظرته للفهم الداليل لدى

تعين حتويل االهتمام من أنظمة الداللة إىل تداولية األقوال وداللة الوحدات السيميائية«قابل بني

.(2)»عمليات التواصل

داللة العالمة من حيث هي عالمة إىل Aristoteوأرسطو Platonأفالطونجتاوز حيث

التداول بغية التواصل؛ فما توصال إليه استوعبه الرواقيون فيما بعد وجتلى يف تقسيمهم الثالثي

.(3)العبارة واملضمون واملرجع: للعالمة

على إدراكها الفعلي، يف دراستهما للغة Aristoteوأرسطو Platonأفالطونكما ركز

.(4)دراك باملقوالت الفلسفية، اليت حبثت يف ماهية الوجودومدى ارتباط هذا اإل

: من مؤلفاته م، من أسرة ارستقراطية أثينية،.ق427عيد وفاة بريكليس، حنو عام يف د ل، و يوناين فيلسوف: أفالطون – (*)

.م.ق 347مات عن مثانني حوال، حنو عام احملاورات، اجلمهورية الفاضلة،

م، كتب يف الشعر واخلطابة .ق384، حنو عام )مدينة صغرية يف شبه اجلزيرة اخللقيدية(فيلسوف يوناين، ولد يف اسطاغريا: أرسطو

.م.ق 322ويف يف خلقيس سنة والسياسة واملنطق وغريها، ت

دار الطليعة للطباعة ،)املتصوفون -الالهوتيون -املتكلمون-املناطقة-الفالسفة( معجم الفالسفة: طرابيشي جورج: ينظر: ينظر

.72/52-71:، ص3والنشر، بريوت، ط .62:السيميائية وفلسفة اللغة، ص: ايكو امربتو: ينظر - (1) .62:، صاملرجع نفسه – (2) .62:ص السيميائية وفلسفة اللغة،: امربتو ايكو - (3)

.25:االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، ص: اجلبوري حممد فليح: ينظر - (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~26 ~

:(1)يف ميدان البحث العالمايت ميكن تقسيمه إىل قسمني Aristoteوعليه فأثر أرسطو

.حديثه عن اللفظة املفردة: األول

.حديثه عن العبارة: الثاين

متمثال يف التأرجح بني إثبات وبدا عليه اضطراب؛ ،القسم األول خيص املعرفة اللغويةإن

عد الكلمات Aristoteأن أرسطو مساء أو نفيها؛ حيث بني ايكو عالماتية الكلمات و األ

، أو رموز على املعاين اليت يف النفس، كما أن إن األلفاظ دالة«:هعالمات؛ مربهنا على ذلك بقول

.(2)»على هذه األلفاظ) رموز(احلروف اليت تكتب هي دالة

فوية هذه األخري بتأكيده أن كمن يف ع ت ؛ Aristoteخالصة ايكو حلديث أرسطوإذن،

.(3)؛ أي عالمات للمعاين اليت يف النفس)سيمليا(الكلمات واحلروف بال شك وقبل كل شيء

،د ماحعليه الوضوح والبساطة إىل فبدا أما القسم الثاين والذي خصه يف حديثه عن العبارة؛

اللــــــــــــــ، هذا األخري كان بؤرة حبثه حول العبارة، من خ"اخلطابة"عكس سابقه؛ وجتلى ذلك يف مؤلفه

وعيه بأمهية اخلطابة بوصفها موضوعا شامال يتناول عن طريقه موضوعات شىت ليكون مدخله

.(4)األساس

ا تتكون من Aristoteيقف أرسطوكما احتماالت ترتبط عند املادة اخلطابية؛ ويرى أ�

.(5)بالعموم القابل لإلمكان والتغري وعالقته مبا هو حمتمل اجتاهه هي عالقة الكلي باجلزئي

:كما تتكون هذه املادة أيضا من العالمات؛ ويقسمها إىل قسمني

ا تلك العالمات"تقمريون"هو العالمات الضرورية، ويسميها : األول اليت ميكن «، وعرفها بأ�

ألن الناس حني «:فعلل ذلك بقوله" تقمريون"؛ أما سبب تسميتها بــــــ(6)»فيها تأليف قياس منطقي

.25:االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، ص: اجلبوري حممد فليح: ينظر – (1) 72: ص السيميائية وفلسفة اللغة،: ايكو امربتو – (2) .73: ملرجع نفسه، صا – (3) .25:االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، ص: اجلبوري حممد فليح: ينظر – (4)

(5) .34: رجع نفسه، صامل :ينظر – (6) .34:، صرجع نفسهامل –

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~27 ~

م يظنون تقمريون أي شيئا برهن عليه أ�م يوردون يظنون أن حججهم ال تقبل التفنيد، فإ�

هي اليت حيكمها املنطق وقياسه غري قابلة Aristoteد أرسطوفالعالمة الضرورية عن (1)»وثبت

.؛ فاإلنسان مصاب باحلمى هو مريض وليس العكسللتفنيد

Aristoteات غري الضرورية ومل يضع هلا أرسطومي من العالمات، فهو العالـأما القسم الثان

حسب كالم - وميكن تعريفها ؛ (2)"عالمات ضعيفة"؛ وأشار إليها أيكو على أ�ا امسا

رجال مصابا باحلمى لعسر تنفسه، فهذا : فمثال قولنا .العالمات القابلة للتفنيد - Aristoteأرسطو

. (3)لعسر التنفس ممكن تفنيده؛ إذ ليس من الضروري أن يصاب باحلمى من تعرض

أنه سبق كال� من امربتو ايكو يف النص املفتوح، Aristoteخنلص مما أوردناه من آراء أرسطو

، وبدا ذلك يف حبثه العالمايت وخاصة يف(4)والنص املغلق، وبارت يف النص املقروء والنص املكتوب

وهذا األخري بؤرة الدرس السيميائي املتلقي حرية التأويل؛/ئمنح القار ، إذ سيمياء اللفظة والعبارة

.اجلوانية والربانيةص مات الفارقة يف تالفيف مجاليات النوصميمه، يف تأويل العال

:(*)الرواقيين العالمة في فلسفة/3-1-2

Platonأفالطوناستوعب الرواقيون الفلسفة اليونانية بشكل جيد، وخاصة فلسفة

، العبارة واملضمون واملرجع: ؛ يف ثالثية املاهية اللغوية القائمة على ثالثة عناصرAristoteوأرسطو

.(5)جدت عند تالمذ�م املعاصرينقلما و وأولوا اللغة عناية كبرية ودقة نظرية

(1)م، 1979الكويت، - املطبوعات، الكويتلبنان، وكالة -عبد الرمحن بدوي، دار القلم، بريوت: ، تحاخلطابة: طاليس أرسطو –

.34: ص(2) .74:السيميائية وفلسفة اللغة، ص: ايكو امربتو - (3) .34:ص عبد الرمحن بدوي،: تحاخلطابة،: أرسطو - (4) .27:االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، ص: اجلبوري حممد فليح: ينظر - .ن الرواقيو روادها زينمجاعة فلسفية، من : الرواقيون– (*)

.218:صلبنان،د ط، د ت، -فؤاد كامل وآخرون، دار القلم، بريوت: تر، املختصرة املوسوعة الفلسفية: ينظر .76:السيميائية وفلسفة اللغة، ص: ايكو امربتو - (5)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~28 ~

، "قوال"ء؛ فأطلقوا على العالمة اللغوية كلمة شيايف آرائهم ومسميا�م لأل ظهرت عنايتهم

تلك الكلمة املنطوقة اليت ليست فحسب إصدار الصوت بل باإلمكان إدراك «وعرفوا القول على أنه

ا مرتبطة بكلمة العقل والقلب .(1)»معناها والتعرف عليها أل�

واملالحظ على هذا التعريف هو الرتكيز على اجلانب املعنوي وليس املادي على الرغم من أن

.امليتافيزيقية الرواقية كانت مادية

ربط الرواقيون القول الـمنطوق الذي ميثل الصوت باإلدراك العقلي والقليب وليس العياين حيث

-مرحلة أوىل يف اإلدراك بعده احلدس-قالت به الفلسفة التجريبية ابتداءا من كانت«احلسي الذي

.(2)»صاحب الفلسفة الرباغماتية إىل بورس

سفة؛ فنظروا له من جهة ونقدوه من جهة ثانية؛ درس الفكر الرواقي الكثري من الفالكما

العالمة عند الرواقيني ليست شيئا يرى أن Sextus Empiricucs(*)فمثال سكستوس أمربيكوس

فالعالمة عندهم أقوال وليست ،اليت يعرب �ا عن احلدث املادي) األقوال(ماديا، بل متثل القضية

ية شاملة، إذ ميزوا بني الدال واملدلول ر نظ«فرأى بعض النقاد أ�م يكونون قد وضعوا أحداث مادية؛

.(3)»والشيء

.77:السيميائية وفلسفة اللغة، ص: ايكو امربتو - (1)(2)

.27:السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، صاالجتاه : اجلبوري حممد فليح -

م، ومات يف أثينا أو 150فيلسوف وعامل يوناين، أغلب الظن أنه ولد يف ميتيلينا حنو عام : سكستوس أمربيكوس – (*)

.م، لقب بأمربيكوس نسبة إىل شيعة األطباء الذين ينتمي إليهم210األسكندرية حنو عام

دار الطليعة للطباعة والنشر، ) املتصوفون -الالهوتيون -املتكلمون-املناطقة-الفالسفة( عجم الفالسفةم: طرابيشي جورج: ينظر

.246:ص: املوسوعة الفلسفية/ 367:، ص3بريوت، ط

، 1987االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، تر محيد حلميداين، وآخرون، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، :داسكال مارسيلو – (3)

.03:ص

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~29 ~

ضمنيا يفهم من خالل، لفظا صرحيا، بل" ملدلولاالدال و "إن الرواقيني مل يقولوا مبصطلحي

قوال، وعلى املدلوالت ؛ فالنص السابق يوحي بأ�م أطلقوا على الدال ...)القول واملضمون"تسميا�م

. (1)"مضامني"

كما فصلوا بني ماهية من فكر سابقيهم يف بناء أقواهلم، فادواالرواقيني أ خنلص إىل أن وعليه

اللغة والعالمة، وأيضا قسموا األشياء إىل مادية وغري مادية؛ هذه األخرية منها األقوال؛ واليت بدورها

.تامة، وانتهوا إىل أن العالمة شيء غري ماديقسموها إىل قسمني؛ تامة وغري

)مAugustin Saint(*)):354-430القديس أوغسطين العالمة في فلسفة/3-1-3

، آراؤه ال تبتعد كثريا عن آراءمن املتصوفة الالهوتيني املسيحيني هذا الفيلسوف يعد

ية عامة للعالمات، مبا ر إىل بلورة نظ«الفلسفي، قاد التفكري (2)، مع نظرته اإلميانيةاألفالطونية اجلديدة

، أو يف مؤلفه "مبادئ اجلدل أو اجلدل"و"...الثالوث"فيها العالمة اللسانية، سواء ما كتبه يف

.(3)»بل إنه طعم الفلسفة املسيحية ذات التوجه الالهويت بالتحليل السيميائي" العقيدة "الشهري

، أو "نظرية اإلشارات"«امات هذا الفيلسوف تتمثل يفيرى دافيد جاسري أن إسه

اليت تقول باختصار، بأنه ال بد لنا يف " حول العقيدة املسيحية"اليت شرحها يف كتابه ...السيميائيات

قراءة أي نص ديين أن نلتزم بتحليل حذر وشامل للغة النص وبنيته النحوية، من أجل منع أي

-دار جمدالوي للنشر والتوزيع، عمان السيميائية القواعد واألصول والتاريخ، تر رشيد بن مالك،:كوكي جان كلود ، وآخرون – (1)

.م2008/هــ1428، 1األردن، ط) عنابة(ايبوناولد يف سوق أهراس باجلزائر على احلدود التونسية، كانت أمه مسيحية، وأبوه وثنيا، تويف يف : غسطنيو القديس أ - (*)

م430

.88:لبنان،دط، دت، ص-املوسوعة الفلسفية املختصرة، تر فؤاد كامل وآخرون، دار القلم، بريوت:ينظر .88:ص: املرجع نفسه– (2)(3)

-للعلوماجلزائر، الدار العربية -السيميائيات الواصفة، املنطق السيميائي وجرب العالمات، منشورات االختالف: يوسف أمحد -

.25:ص ،م2005/هــ1426، 1املغرب، ط-بريوت، ملركز الثقايف العريب

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~30 ~

ا تشري إىل املدلول "عالمات"غريبة ال أساس هلا، فالكلمات عبارة تعن دوال أو استنتاجات ، مبعىن أ�

.(1)»الذي جيب أن ال خيلط مع الشيء الذي يشري إليه

نالحظ تقسيم ثالثي؛ يتجلى يف الدال، واملدلول، والشيء الذي يشري إليه املدلول؛ حيث

تية مسيحية، وكذلك مرجعية دينية الهو ثية؛ مصدرهاثالAugustin فالعالمة لدى أوغستنيإذن

السيميائيات األوغوسطينية ذات «:أمحد يوسف بقوله حى تربوي؛ كما عرب عن ذلك الباحثمن من

.(2)»أبعاد تأويلية وتداولية، وذات منحى تربوي أيضا

قدم " مبادئ اجلدل"يف كتابه Augustinإىل أن الفيلسوف أوغسطني كما ذهب الباحث

، فهو الدال والصوت يقابل من Verbumفما أمساه بالكلمة«:حتديدا واضحا للعالمة، إذ يقول

العالمة، وما حيدث يف الذهن بوصفه أثرا -هو جمموعة مكونة من الكلمة" "Diction"جهة

، فالشيء ال يصبح "Verbumوهو ما يدركه الذهن يف الكلمة " "Dictibie"، و " للكلمة

.(3)»عالمة ما مل حيل على شيء آخر

وإدراك دال وصوت، -رأي الناقد–من خالل Augustinأوغسطني لدى العالمةحيث

ذهين لدال وصوت؛ فربط دراسته للعالمة والكالم بتأويل الكتابة اليت ثبتت العالمات برسم احلروف

طقية والطاقوية احلجاجية، ،وذلك لتوفر الكالم على القدرة الـمن (4)ونقل كل ما يتعلق حبقيقة الوحي

.(5)وإن اختلفت األلسن

كانت قاعدة استند عليها الفالسفة وعلماء لدى الباحث لص إىل أن العالمةخن عليه و

ين اللسانيات من بعد لبناء الفكر العالمي السيميائي؛ جبمعها بني التنظري والتطبيق؛ ومن بني الذ

.ن لوكو ج الفيلسوفتأثروا �ا

الدار العربية للعلوم ناشرون، بريوت، / مقدمة يف اهلرمنيوطيقا، تر وجبة قانصو، منشورات االختالف، اجلزائر: ايفيد دجاسري– (1)

.65: م، ص2007/هــ1428 .26:السيميائيات الواصفة، ص: يوسف أمحد – (2) .25: املرجع نفسه، ص – (3) .25: ص رجع نفسه،امل – (4) .26:صاملرجع نفسه، – (5)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~31 ~

):John Locke (*))1632-1704لوك جون العالمة في فلسفة/3-1-3

ن لوك من الزمن،إىل أن جاء الفيلسوف جو طويال دام التفكري املثالـي يف حتصيل املعرفة ردحا

.مصدر كل األفكار هي التجربة وأعلن أن بالنظرية التجريبية املادية؛

الفيـــــزياء واألخالق : حديثه عن فلسفة املعرفة اإلنسانية فقد حصرها يف ثالثة علوم هيأما

.(1)والسيميائية

، وأنه أول (2)يعد� لوك أول من أورد إشارة بينة للسيميائية بوصفها فرعا من فروع الفلسفةكما

الدراسة السيميولوجية يف عصره مل خترج ، لكن "السيميائيات"أو " سيميولوجيا"قدم املصطلح «من

.(3)»عن إطار النظرية العامة للغة وفلسفتها النظرية

العلم الذي يهتم بدراسة الطرق والوسائط اليت «مفهوم السيميائية عنده ال خيرج عن كونهأما

.(4)»حيصل عن طريقها على معرفة نظام الفلسفة واألخالق وتوصيل معرفتها

أداة اتصال بوصفها -التعريف السابق–نستنتج إىل أن السيميائية من خالل ميكن أن حيث

أدوات عالماتية تعتمدها اللغة ويستوعبها الفكر اإلنساين، فرتمجة العالمات حتدث بني احلواس

.(5)والفكر

فيد هيوم، والذي دي: فالسفة التجريبيني ومن بينهملوك الكثري من ال ونجج سلك � كما

.احلديث عنهسيأيت

القصيدة الفلسفية عن "ولد مبدينة رجنتون باجنلرتا، تأثر كثريا بديكارت وفلسفته، وأيضا بنظرية املعرفة ،من مؤلفاته: لوك جون – (*)

".طبيعة األشياء

.368: املوسوعة الفلسفية املختصرة، ص: ينظر .33: السيميائية وفلسفة اللغة، ص: ايكو امربتو: ينظر – (1) .م2008، 1طالل وهبة، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت، ط: أسس السيميائية، تر: تشارلز دانيال: ينظر - (2) .10: ، ص1990منذر عياشي، اإلمناء العريب، : علم اإلشارة، تر: جريو بيري – (3)

.03: االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، ص: داسكال مارسيلو - (4)(5) .34:االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، ص: اجلبوري حممد فليح –

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~32 ~

:)مDavid Hume )1711-1776(*)فيد هيوميد العالمة في فلسفة/3-1-4

كغريه من الفالسفة يف ولوج عامل املعرفة يف حبوثه الفلسفية؛ وال Hume دأب هيوم

دليال للحياة العملية، عنده يف فهم الوجود فقط، بل أيضا يف قدر�ا على أن تكوناملعرفة تكمن

، أو استدالهلا على سبيل ا على براهني رياضية أو استدالالت جتريبية تتعلق بأمور الواقعـباحتوائه

.(1)االحتمال

، منهجا شكيا؛ حيث وقف على عيوب الفلسفات السابقة Hume هيوم �جحيث

.(2)االخرتاع أكثر من اعتمادها التجربةواعتربها قائمة على افرتاضات غري يقينية؛ معتمدة

أولية؛ فالعالقة بينهما علول ال ميكن معرفتها معرفةم ـة والذهب إىل أن العالقة بني العل كما

فاملعرفة عند هيوم ،(3)ليست عالقة علية؛ وال ميكن استخالص هذه العالقة باحلدس أو الربهان

Hume وهي وحدها تعلمنا ما تنطوي عليه الطبيعة من نظام، وتبني لنا أي «تأيت من التجربة؛

.(4)»األسباب يتبعه أي املسبببات

م و وأكد هي .(5)عالقة العلة باملعلول يردها هيوم إىل العادة؛ واليت تأيت من تكرار التجربةإن

كانت العادة تامة وكاملة، وبالتايلإذا كان االطراد يف احلاالت املاضية مل ينقطع، «:هذا الرأي بقوله

؛ أما إذا كان االطراد يف املاضي أو كانت تشابه احلالة"الربهان التجرييب"و" اليقني"وكان لدينا بذلك

احلاضرة مع احلاالت املاضية ناقصا، فإن االستذالل يكون غري يقيين، وحينئذ نتحدث عن

.(6)»"االحتمال"

".رسالة يف الطبيعة اإلنسانية:"ولد يف اسكتلندة، من مؤلفاته: هيوم ديفيد – (*)

.525: فؤاد كامل، وآخرون،ص:املوسوعة الفلسفية املختصرة، تر: ينظر (1) .527: ص فؤاد كامل، وآخرون،:رة، تراملوسوعة الفلسفية املختص: ينظر - (2)

.526: املرجع نفسه، ص -

.526: صاملرجع نفسه، - (3) .526: صاملرجع نفسه، – (4) .526: املرجع نفسه، ص: ظرين – (5) .526: ملرجع نفسه، صا – (6)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~33 ~

تنتج من تكرار التجربة؛ حبيث تكون تامة، ويكون لنا Hume لدى هيوميتبني أن العادة

العكسيف الوقت نفسه يقينا؛ إذا تواصل االطراد يف املاضي واحلاضر دون نقصان؛ وإن حدث

ليست قة الدال باملدلول؛ وهي عندهفالعالقة بني العلة واملعلول كعال فاحلديث يقودنا إىل االحتمال؛

؛ فالعادة؛ واليت تأيت باستغراق مدة طويلة من وإمنا مرجعية اعتادها مجيع الناس يف ا�تمع ،اعتباطية

؛ فتصبح العالقة Peirce رسا يسميها بو الزمن، بتحول العالقات بني املوضوعات إىل قوانني؛ كم

.(1)بني الدال واملدلول جزءا من اإلرث التداويل ا�تمعي

جبذوره يف تاريخ التفكري الفلسفي « ضارب مفهومها الفلسفي، وعليه فالعالمة يف الفكر

املفهوم قدمي قدم الفكر الفلسفي، حديث حداثة الفكر ، حيث هذا (2)»جبميع مشاربه الثقافية

وفرديناند ، ) Ch.S.Peirce(تشالز سندرس بورس"الذي ظهر مع الباحثني النقدي؛ هذا األخري

.Ferdinand de Saussure سوسريدو

سوسري"ما هي اإلسرتاتيجية اليت سار عليها : كله، نطرح السؤال التايل هذا من خالل

Saussure "بورس"و Peirce " يف تأصيل الدرس السيميائي، والتمهيد للسيميائية احلديثة؛

واليت ستربز مع نقاد آخرين؛ استفادوا من حبوثهما يف هذا ا�ال، إىل بناء منهج مستقل بذاته، تبىن

على ضفافه الكثري من القضايا والرؤى املعرفية؟

:أصول السيميائية الحديثة/3-2

Ferdinand de "سوسير وفرديناند د" يعد :ريالسوسيع األلسني المرج /3-2-1

Saussure يالد علم جديد يدرس حياة أول من أرهص ملمؤسس العلوم اللسانية احلديثة، و

، وتعترب حماضراته يف كتابه علم اللغة العام األصل اللساين للعالمة احلياة االجتماعيةداخل العالمات

فاللغة نظام من « :يقول.املبثوثة ضمنه؛ انطالقا من تعريفه للغةو السيميائية، من خالل مقوالته

اإلشارات اليت تعرب عن األفكار، وميكن تشبيه هذا النظام بنظام الكتابة، أو األلفباء املستخدمة، عند

(1)

.36:، صاالجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث: اجلبوري حممد فليح -

-اجلزائر، الدار العربية للعلوم- ، املنطق السيميائي وجرب العالمات، منشورات االختالفالسيميائيات الواصفة: يوسف أمحد - (2)

. 09: م، ص2005/هــ1426، 1املغرب، ط-بريوت، ملركز الثقايف العريب

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~34 ~

ا من فاقدي السمع والنطق، أو الطقوس الرمزية أو الصيغ املهذبة، أو العالمات العسكرية أو غريه

وميكننا أن نتصور علما موضوعه دراسة حياة اإلشارات يف ا�تمع؛ مثل هذا العلم يكون ...األنظمة،

جزءا من علم النفس االجتماعي وهو بدوره جزء من علم النفس العام، وسأطلق عليه علم

عد اليت تتحكم ويوضح علم اإلشارات ماهية مقومات اإلشارات، وماهية القوا...اإلشارات

.(1)»فعلم اللغة هو جزء من علم اإلشارات العام...فيها

؛ فاللغة نظام من اإلشارات اللغة إىل قد رد " Saussure ريسوس"يبدو أن من خالل هذا

ا؛ وهذه العالمات نعرب �ا عن معاين أفكارنا، مث عرض لنلفاظا؛ وهذه األلفاظ هلا عالماتمتلك أ

؛ باعتبارها عالمات )فاقدي السمع والنطق(رموز الكتابة مع الصم البكم " Saussure وسريس"

.دالة؛ فالعالمة عنده مرتبطة باحلياة االجتماعية ؛ لغة، وكتابة ومنط عيش

جزء ال يتجزأ من علم النفس بأنه " علم اإلشارات: الذي ومسه بـــــو كما وصف هذا العلم

بأن علم اللغة أو اللسانيات فرع من فروع علم اإلشارات أو السيميائيات؛ وهذا الطرح العام؛ وختم

السيميائيات جزء من ؛ والذي يرى والذي سيأيت احلديث عنه األخري يعكس ما أجته إليه روالن بارت

وأن علم اإلشارات ؛والكل قد عد علم النفس العام هو األصل Saussure سوسريف اللسانيات،

.وغريه يف الدرس اللساين احلديث" بريس"فرع من هذا الكل؛ وهذا ما ذهب إليه أيضا

فإن ...وظيفة اختالفية «؛ وظيفة العالمة فهياملرجع السوسريييؤديها كما أن أهم خاصية

ن املعىن موجود يف العالمة ال متلك معىن، إ�ا متلك استعماال، واالستعمال هو صيغة أخرى للقول، إ

واالستعمال هنا، ويف مجيع احلاالت أيضا، حييل على . االستعمال ال يف الوحدات اللسانية املعزولة

.(2)»نسق، والنسق كيان غري مرئي، ولكنه البؤرة اليت يتم عربها التدليل والتوصيل

.34: ص تر يوئيل يوسف عزيز علم اللغة العام،: فرديناند دو سوسري - (1) .50: ، ص)وتطبيقا�امفاهيمها (السيميائيات : بنكراد سعيد - (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~35 ~

إ�ا «،)ومعىن صوت: (وظيفة العالمة يف االستعمال؛ من خالل طابعها املزدوجتكمن إذ

وحدة نفسية بوجهني وثيبقي االرتباط بعضهما ببعض، ويستدعي أحدمها اآلخر، إن الرابط بني

.(1)»العنصرين هو ما يشكل العالمة

على احلدين اللذين تستدعيهما العالمة من طبيعة نفسية؛ Saussure يطلق سوسريحيث

قد اعتمد لكللمضمون؛ ويكون بذ Signifieلألداة احلاملة، واملدلول Signifiantبالدال

هوثر :نموذج الثنائي يف فهم العالمة اللغوية، وقد سيقه إىل هذا التقسيم بعض الفالسفة، أمثالال

.(2)وغريهم) 1690(وجون لوك) 1640(

:(3)صورة صوتية مسعية، ويتميز بــــــ Saussureالدال عند سوسري حيث

الصوت ال حتدد مضمون الصوت؛ فهو البصمة اليت تلتقطها أذن فآلة :إنه نفسي وليس ماديا .1

.املتلقي، أو يقوم بتشكيلها فم الباث

فالذات املتكلمة ال تستشار يف أمره، ومن مثة ال تستطيع ال تبديله : إنه مفروض وليس حرا .2

.وال تغيريه؛ فهو نتيجة عرف، وسلطة العرف أقوى من سلطة القانون

إنه ليس «.صورة ذهنية، أو تصور ذهين عن شيء ما يف العامل اخلارجيأما املدلول فهو

الشيء وال ميكن أن يكونه، إنه الصورة ا�ردة اليت مينحها اللسان إىل الشيء عرب التعيني

يكتفي باإلحالة على قسم من األشياء وفق صريورة تقليصية تقود إىل جتريد ...والتسمية

.(4)»إىل ا�رد الظاهرة وحتويلها من امللموس

إىل أن العالقة بني الدال واملدلول هي عالقة اعتباطية؛ أي Saussure يؤكد سوسريكما

لعلية أو السببية، بل تقوم على تصور أن اإلشارات جزء من احلياة لأ�ا عالقة ال ختضع

.50: ، ص)مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات : بنكراد سعيد – (1)

.46: ، ص2008، 1ط-طالل وهبة، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت: أسس السيميائية، تر: تشارلز دانيال: ينظر - (2) .51: ، ص)مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات : بنكراد سعيد: ينظر - (3) .51: املرجع نفسه، ص: ينظر - (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~36 ~

لك من خالل ويتضح ذ، (2)، وهذه العالقة ضرورية، وغري معللة يف الوقت نفسه(1)االجتماعية

:اخلطاطة التالية

العالمة

=

عالقة اعتباطية

المدلول الدال

)االنطباع النفسي( االتفاق) االنطباع النفسي(

مرتكزات السيميائية؛ فنرى أن الدال واملدلول يتفقان يف االنطباع يعد هذا الطرح السوسريي من

.النفسي؛ عن طريق اتفاق اجلماعة؛ والذي ولد اعتباطية العالمة

باعتبار اللغة كثريا بسيميولوجيا العالمة اللغويةيتضح مما سبق أن املرجع السوسريي اهتم كما

.بني األنظمة السيميولوجية النموذج األساس

لقي الطرح السوسريي نقدا كبريا من النقاد والباحثني اللسانيني؛ وخاصة يف أصل وعليه فقد

هؤالء النقاد ومن ضمن.اللسانيات فرع من السيميائية؟ السيميائية؛ هل هي فرع من اللسانيات؟ أم

.Roland Barthesتالفرنسي روالن بار

:ودحض األطروحة السوسيرية يتالبار السيميائيالمرجع / 3-2-2

من Barthes تعرف املرجع الباريت أمهية كبرية يف التأصيل السيميائي؛ حيث استفاد بار

و واملرجع برمتها، واملدلول،النظرية املتعلقة بالدال " Saussure سوسري"جهود سابقيه؛ فأخذ عن

.50:أسس السيميائية، ص: تشارلز دانيال: ينظر - (1)ناشرون، منشورات مالسيميائيات العامة أسسها ومفاهيمها، الدار العربية للعلو : الشيباين عبد القادر فهيم :ينظر – (2)

.20:م، ص2010/هـ1431، 1اجلزائر، ط -لبنان، اجلزائر العاصمة-االختالف، بريوت

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~37 ~

مفهومي Hjelmslev"مسليفلهي اللساين الدامناركي كالم، و اقتبس من/املزدوج لغة أيضا املفهوم

.(1)والسيميولوجي األكثر شهرة بالبنيوي Barthes تبار فكما وص ).التعيني والتضمني(

يف مؤلفه ممارسة وتنظريا؛ فيقول بالنظرية السيميائية Barthes ظهر اهتمام بارت

ال تبيني دون أداة حتليلية «:"إجنيل السيميولوجة"والذي يعد) 1970("األساطري"أو "ولوجياتثمي"

.(2)»دقيقة، وال سيميولوجيا ال تقوم بوصفها سيميائية

قلب أطروحته القائلة جبزئية إىل Saussure سريو د سمذ بدأ يف نق Barthes تبار فعمل

صرح اللسانيات بدأ يتفكك اليوم، من شدة الشبع أو «:، قائال اللغة، وانطوائها حتت علم العالمات

.(3)»من شدة اجلوع، مدا أو جزرا، وهذا التقويض للسانيات هو ما أدعوه من جهيت، سيميولوجيا

يتجزأ ويتفكك إىل علوم شىت �لت منه ؛ أن علم اللسانيات بدأ نلحظ يف قوله السابقإذ

".السيميولوجيا"وبنت لنفسها منهجا دون نسيان مجيلها؛ ومن بني هذه العلوم

جيب من اآلن تقبل إمكانية قلب االقرتاح «:ذلك بقوله Saussure أكد سوسريكما

اجلزء هو علم العالمة ال من علم العالمة العام، ولكن ي، ليست اللسانيات جتزءا وال مفصالسوسري

.(4)»باعتبارها فرعا من اللسانيات

دحضه لألطروحة السوسريية؛ بانتقاده البنية النفسية اليت Barthes تتابع بار إثـر ذلك

على اعتبار أ�ما يتحددان يف دماغ «ليبني عالقة الدال باملدلول Saussure حددها سوسري

: ، ص2001ثائر ديب، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، : بؤس البنيوية، األدب والنظرية البنيوية، تر: يونارد جاكبسون – (1)

149.

16-15، حماضرات امللتقى الوطين الثاين للسيمياء والنص األديب من )ائيأجبديات يف فهم النقد السيمي(تاوريريت بشري – (2)

.197: ، مرجع سابق، ص2002أفريل عبد السالم بنعبد العايل، تقدمي عبد الفتاح كليليطو، دار توبقال للنشر، الدار : درس السيميولوجيا، تر: روالن تبار – (3)

.21: ، ص1993، 3املغرب، ط-البيضاء، 2املغرب، ط*معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء: اهللا إبراهيم وآخرونعبد – (4)

.96: ص

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~38 ~

، مما يعين أن نظريته تدخل يف سياق علم النفس )اإلحياء(اإلنسان عن طريق التداعي

.وذلك بانغالق العالمة على نفسها بسبب إمهاهلا للمرجع أو املشار إليه.(1)»الرتابطي

النسقية إىل بناء جتاوز اللسانيات"ميثيولوجيات"يف مؤلفه Barthes تبار كما حاول

، فالعالمة مكونة اليت تقوم على العالقة بني العالمة والدال واملدلول «نظرية حنو سيمياء العالمة؛ و

الدوال صعيد العبارة، ويشكل صعيد املدلوالت صعيد احملتوى، فإذا ال ومدلول، يشكل صعيددمن

أخذنا نظاما مثل األدب، جند أنه يتكون من مثلث، العنصر األول هو الدال أو القول األديب،

.(2)»والعنصر الثاين هو املدلول أو العلة اخلارجية للعمل، والعنصر الثالث هو العالقة أو العمل األديب

:ة التالية توضح ما سبق ذكرهاخلطاطحيث

الدال

العالقة المدلول

:يف أربعة نقاط حمورية وهي النظرية النصية البارثية حصرميكن كما

.ويتجلى يف املوازنة بني األثر والنص األديب: الدليل -1

.النص متعدد املعاين، يتحول إىل جمرة من املعلومات وجهاز لغوي مفكر: تعدد املعىن -2

الكتابة يف درجة ( املؤلف تنتهي بانتهاء الكتابة سيادة : الساللة أو موت املؤلف -3

.(3))الصفر

(1)

.77: ،صمعرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة: عبد اهللا إبراهيم وآخرون –

(2) .198: مرجع سابق، ص ،)السيميائيأجبديات يف فهم النقد (تاوريريت بشري -

.199: ، صاملرجع نفسه – (3)

األدب

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~39 ~

) Ch.S.Peirce(تعد نظرية تشارلز ساندرس بورس :السيميائيةالنظرية البورسية /3-2-3

نظرية مجعية أمشل من النظرية السوسريية؛ ألن فاعليتها خارج علم اللغة، )السيميوطيقية(العالماتية

تصدر من ذات انشغلت بالعلوم البحتة «بتحديد أمشل وأكثر عمومية؛ وسبب ذلك يعود إىل كو�ا

.(1)»والعلوم اإلنسانية

مينعه ة انطالقة فلسفية؛ باعتباره فيلسوفا براغماتيا؛ ملتيف نظري Peirceانطلق بورس كما

Aristoteوأرسطو Platonذلك من االستفادة من الذين سبقوه يف هذا امليدان؛ كأفالطون

.من أجل فهم عميق ملاهية العالمة والرواقيني وغريهم؛

مل أكن يف يوم ما قادرا على «:على أدواته البحثية؛ ليصرح بالقولي هيمن اإلجراء السيميائإذ

.(2)»مامل تكن دراسة سيميائية...رياضيات، ذهن، ميتا فيزيقا، جتاذبدراسة كل ما درسته،

بىن، «هذا الفهم ينم عن الفضاء الالحمدود للسيميائيةحيث يتكون بوصفها كيانا ثالثي امل

، Saussure عند سوسري) الدال(وتقابل Representamen)املصورة(من

وال ) Objetاملوضوع(، و Saussure سوسريعند ) املدلول(وتقابل ) Interprétantاملفسرة(و

األول هو املوضوع : ، وقد ميز بني نوعني من املوضوعات Saussure يوجد له مقابل عند سوسري

الديناميكي، وهو الشيء يف عامل املوجودات، الذي حتيل إليه العالمة، وحتاول أن متثله، والثاين هو

وعنصرا من عناصرها املكونة، وميكن توضيح الكيان املوضوع املباشر ويشكل جزءا من العالمة

بين للعالمة عند بورس يف الشكل اآليت :(3)»الثالثي امل

، 1آليات إنتاج النص الروائي، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: حمفوظ عبد اللطيف - (1)

.31:م، ص2008/هــ1429 .31: املرجع نفسه، ص – (2) .78: اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، صمعرفة : عبد اهللا إبراهيم وآخرون - (3)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~40 ~

المصورة

)الدال أو الممثل أو الماثول(

المفسرة الموضوع

)المدلول أو المؤول) (الركيزة(

ثالثية، إىل تفريعات Peirce احملددة للعالمة عند بورسخضع كل ركن من هذه األركان حيث

األوالنية :يبينها الشكل التايل

عالمة عرفية عالمة منفردة عالمة نوعية

)الثالثانية األوالنية) (ثانيانية األوالنية( ) أوالنية األوالنية(

المصورة

الثالثانية )أو الماثول الممثل()الدال( الثانيانية

أو الفدليلتصدير المفسرة الموضوع أيقونة)يةأوالنية الثانيان(

)أوالنية الثالثانية( )أو المؤول المدلول( ) الركيزة( مؤشر)يةثانيانية الثانيان(

تصديق أو خبر زـــــرم)يةثالثانية الثانيان(

)ثانيانية الثالثانية(

برهان أو حجة

)الثالثانية ثالثانية(

العالمة

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~41 ~

اعتمد التفريع الثالثي على نظريته Peirce املتأمل للشكل السابق يرى بأن بورسإن

أو الدال(املصورة: ؛ فالعالمة عنده ختضع هلذا الرتتيب الذي ينتمي إىل األبعاد الثالثة؛ وهيالسيميائية

هي ماثول«�ذا التصور فالعالمة؛ )الدال أو املؤول(واملفسرة، )الركيزة(، واملوضوع )املمثل أو املاثول

Representamen حييل على موضوعObjet عرب مؤولInterprétant ؛ وهذه

؛أي السريورة (1)»هي ما يشكل يف نظرية بورس ما يطلق عليه بالسيميوز) سلسلة اإلحاالت(احلركة

هي املسؤولة عن العالقة السيميائية اليت تربط املاثول باملوضوع «الت وتداوهلا، واملؤدية إلنتاج الدال

:، من خالل الشكل التايل(2)»عرب األشكال التوسطية اليت يقوم �ا املؤول

مؤول

موضوع ================== ماثول

.(3)فاخلط املتقطع يشري إىل أن العالقة بني املاثول واملوضوع ليست مباشرة بل تعرب عرب املؤول

الفينومينولوجية أو «للمقوالتكما أن األبعاد الثالثة املكونة للعالمة البورسية بدورها ختضع

والظاهر هو ا�موع Phuneronوالفارنوسكوبيا هي وصف للظاهر (*)املقوالت الفانروسكوبية

دون االهتمام بتطابقه أو عدم تطابقه مع شيء اجلماعي احلاضر يف الذهن بأية صفة وبأية طريقة

. (4)»واقعي، وإنه الـمعطى املباشر والعفوي

.61:، ص)مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات : سعيد بنكراد - (1)(2)

للبحوث " سيما"، جملة أيقونات، منشورات رابطة )من فلسفة العالمة إىل نظرية التأويل(سيميائيات بورس : برميي عبد اهللا -

.45: ، ص2010، )السيميائيات واألنساق الدالة( 01اجلزائر، العدد-السيميائية، سيدي بلعباس

(3) .61:، ص)مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات : بنكراد سعيد -

.من الفلسفة الظاهراتية واملنطق الرياضيهي األوالنية والثانيانية والثالثانية؛ استنبطها بورس : املقوالت الفانروسكوبية- (*)

، املركز الثقايف العريب، الدر البيضاء، )مدخل لسيميائيات ش، س، بورس(السيميائيات والتأويل : بنكراد سعيد: ينظر

.49: ، ص1،2005ط .49:صرجع نفسه، امل – (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~42 ~

هي انعكاس فلسفة بورس واليت األوالنية والثانيانية والثالثانية؛: هي املقوالتهذه إن

Peirce فاألوالنية تشمل البعد .(1)، والتفكري املنطقي والرياضي؛ خاصة منطق العالقاتالظاهراتية

الكيفي للوقائع وهو عامل املمكنات واألحاسيس، والثانيانية وهي عامل املوجودات والوقائع، والثالثانية

.(2)وتشمل الفكر والقوانني اليت تربط الفكر بالواقع

أكد بعض الباحثني أن جل املؤلفات املتناولة للجهد البورسي السيميائي قد أولت حيث

خالف -على الرغم من احتالله حيزا ضيقا -عد املوضوع عد واحد من نظريته؛ وهو ب اهتماما بالغا لب

املاثول ميثل البعد الصويت، واملؤول ميثل البعد التأويلي املفهومي، وهو أقرب البعدين اآلخرين؛ باعتبار

.(3)عد املوضوع الذي يقرتب من الرمزيةإىل الفهم السيميائي من ب

مستنبط من ) األيقونة، املؤشر،الرمز(للموضوع Peirce تقسيم بورس أن كما يعزو آخرون

فاعالية يف وهي أكثر انتشارا و، )الوضعية، العقلية، الطبيعية(ربالتقسيم الثالثي للدالالت عند الع

.(4)جمال الدراسات السيميائية الراهنة

السيميائية من منطلق العالقة القائمة بني املصورة Peirce ميكن تلخيص نظرية بورسعليه و

:، يف النقاط التاليةواملوضوع

أيقونية(ما على وفق التشابه ورقة مطبوعة حتيل إىل شخص : صورة فوتوغرافية.(

إشارية(ارتباط الدخان بالنار، وارتباط اآلثار مبرور أناس على املكان.(

رمزية(ارتباط احلمامة البيضاء، والشمس باحلرية(.

" سيما"، جملة أيقونات، منشورات رابطة )من فلسفة العالمة إىل نظرية التأويل(سيميائيات بورس : ينظر عبد اهللا برميي – (1)

.43: ، ص2010، )السيميائيات واألنساق الدالة( 01اجلزائر، العدد- للبحوث السيميائية، سيدي بلعباس .10: ، ص2009، 138/تشارلز سندرس بورس، قراءة أولية، جملة اآلداب العاملية، دمشق، عسيميائيات : بلعلى آمنة – (2)

(3) .51: نقد السرد العريب احلديث، صاالجتاه السيميائي يف: اجلبوري حممد فليح -

(4) .82: معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، ص: عبد اهللا إبراهيم وآخرون –

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~43 ~

للعالمة تربط العالمة بنفسها، وال حتيل على شيء سوى عالمات Peirce إن نظرة بورس

مفردة واملتشابكة مبن فيها ـعناصر العامل احلسية وامللموسة، ال أخرى، وينطلق منها لتعريف مجيع

.(1)اإلنسان مبشاعره وأفكاره

املنطقي؛ واستمدت أسسها ومعاملها من التفكري الفلسفي لنظرية البورسيةإىل أن ا خنلصإذن،

كان التفريع ؛ يف حني هو فيه ال خيرج عن كونه عالمات وكل مال ما يف الكون عنده عالمة، فك

عد من هذه العالمة ؛ ممثل يف املاثول واملوضوع واملؤول؛ وكل ب ثالثي الرحى يف تكوين العالمة البورسية

األوالنية والثانيانية (بدوره إىل تقسيم ثالثي، ال خيرج عن املقوالت الفينومينولوجية الثالثة ينقسم

).والثالثانية

مسلك بارت Julia Kristiva سلكت جوليا كريستيفا :ةالكريستيفي ةالسيميائي مرجع/3-2-4

Barthes وبورس Peirce إحلاق السيميولوجيا على توسيع الفضاء النقدي السيميائي املعاصر، و

كالرياضيات والفيزياء واملنطق، وأيضا العلوم اإلنسانية كاملاركسية جها فيها،ـبالعلوم األخرى ودم

يعيد توزيع نظام ؛والفرويدية، كما عرفت كريستيفا بنظر�ا املتميزة والدقيقة للنص كجهاز تراسلي

اللغة، بالعالقة بني املوضوع اإلخباري للكالم وبني خمتلف أمناط امللفوظات الداخلية، حيث تتحول

:لدى كريستيفا إىل صورة إنتاجية، وهو الشيء الذي يعين«" لصورةا"

).بناء/هدم(إن عالقة النص باللغة اليت تتموضع فيها هي عالقة إعادة توزيع -1

بناء النصوص، يف فضاء نصي تلتقي فيه جمموعة من امللفوظات املأخوذة إن النص هو -2

.(2)»من نصوص أخرى، ويبطل إحداها مفعول اآلخر

من التعاريف السابقة تتمثل لنا املصطلحات الرئيسية احملددة للمفعول املفهومي للنص و

:لدى كريستيفا يف

املمارسة الدالة.

.81/83: ص خل إىل املناهج النقدية احلديثة،معرفة اآلخر، مد: إبراهيم وآخرون عبد اهللا – (1) . 202: ، مرجع سابق، ص)أجبديات يف فهم النقد السيميائي: (تاوريريت بشري – (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~44 ~

اإلنتاجية.

النص الظاهر والنص املولد.

التناص.

كما طرحته جوليا - ص األديببعد عرض هذه املفاهيم ينكشف لنا التصور السيميائي للن

.(2)ة تصري يف النهاية هي األخرى نصائقراءة، والذات القار - مزدوج، كتابة كنص - كريستيفا

:االتجاهات السيميائية المعاصرة/4

، يف تناول العمل األديب، كان من سلك املنهج السيميائي يف جمال النقد األديب عدة اجتاهات

:أمهها

، Prieto، بريتوE.bysse nsبويسنس ( أنصار هذا االجتاه، أمثال يرى :سيمياء التواصل/4-1

الدال، املدلول، (العالمة تتشكل من وحدة ثالثية املبىن أن )وغريهم، G. Mouninجورج مونان

العالمات اللسانية تنقسم إىل «وأن وظيفة اللسان األساسية هي التواصل، ومن مثة فإن ،)القصد

؛ وال تقتصر هذه الوظيفة على التواصل (2)»عالمات الكالم وعالمات الكتابة: صنفني كبريين

(3) اللساين فقط، بل تتعداه إىل السننيات السيميوطيقية اليت تشكلها األنواع السنية غري اللسانية

.وحصروا السيميائية مبعناها الدقيق يف أنساق العالمات ذات الوظيفة التواصلية

:ااه حموران اثنان مهـــــــــــــــــــوهلذا االجت

بني البشر بواسطة الفعل الكالمي، يشرتط وينقسم إىل تواصل لساين :محور التواصل -1

، كما يقوم على استخدام أنظمة خاصة " Saussure سوسري"حتقق دائرة الكالم

وكذلك الطريقة اليت ينقل �ا اخلرب " بلوم فيد"بعالمات تواصلية منطوقة بني األفراد

ويصنفه بويسنس كلغات غري معتادة، تعتمد عدة : ين، وتواصل غري لسا"سينون وويفر"

.203: ص، مرجع سابق، )أجبديات يف فهم النقد السيميائي: (تاوريريت بشري – (2) .09: ، ص1994، 1السيميولوجيا، افريقيا الشرق، االر البيضاء، طما هي : نظيف حممد – (2)املغرب، - محيد حلميداين وآخرون، افريقيا الشرق، الدار البيضاء: االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، تر: داسكال مارسيلو – (3)

.04: ، ص1987

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~45 ~

معايري؛ كاإلشارية النسقية واإلشارية الالنسقية، واإلشارية املتعلقة بالشكل، كاإلشهارات

.التجارية

: وينطلق من توافق الدال واملدلول، ويصنف العالمة إىل إشارة مثل :محور العالمة -2

الكهانة وأعراض املرض والبصمات، مؤشر كعالمة اصطناعية وأيقون، كرسالة أيقونية بني

.(1)"بريتو وموريس"الشيء وأيقونه، والرمز كعالمة للعالمة

لقائمة على االعتباطية؛ أي احنصر موضوع السيميولوجيا هلذا االجتاه يف الدالئل احيث

.(2)العالمات، ألن الدالئل األخرى ليست سوى متظهرات بسيطة

أنصار هذا االجتاه كل نوع سيميولوجي يدرس البنيات السيميوطيقية اليت تؤدي كما أبعد

.(3)وظائف غري تواصلية وغائبة القصدية؛ ألن السيميولوجية ستلتبس بعلوم اللسان

من خالل الظواهر ينحو أنصار هذا االجتاه إىل دراسة مجيع األنظمة الدالة : لداللةسيمياء ا/ 4-2

وبذلك يعارض اجتاه سيمياء التواصل؛ ومن ممثلي هذا جتماعية والثقافية املالبسة للنص؛ اال

، J.A.Greimasوغرمياس ،P.Guiraجريو ، وبيريR.Barthesروالن بارت(االجتاه

.(4))عزام، ورشيد بن مالك، وعبد الكبري اخلطييب، يف بعض أعماهلم، وحممد J.Courtésوكورتيس

أن اللغة ال تستنفد كل إمكانيات التواصل؛ ألن التواصل يبقى مستمرا بارت يسجلحيث

بتوفر القصدية أو عدم توفرها، بكل األشياء الطبيعية والثقافية سواء كانت اعتباطية أو غري اعتباطية؛

ون نسيان مجيل اللغة؛ فلوالها مل تكن املعاين اليت تستند إليها هذه األشياء الدالة أن حتصل؛ د

فتفكيك رموز هذه األشياء يتم بالضرورة بواسطة اللغة، باعتبارها النسق الذي يقطع العامل وينتج

.84/95: النقدية احلديثة، صناهج معرفة اآلخر، مدخل إىل امل: عبد اهللا إبراهيم وآخرون - (1)

: ، امللتقى الوطين الثاين للسيمياء والنص األديب، مرجع سابق، ص)اجتاهاته وخصائصه(املنهج السيميائي : زغينة علي – (2)

265. .06: االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، ص: داسكال مارسيلو – (3)، حماضرات امللتقى الوطين الثاين للسيمياء )منوذج غرمياسي على مقطوعة نزارية (االجتاهات السيميائية املعاصرة: بومعزة رابح – (4)

.200: والنص األديب، مرجع سابق، ص

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~46 ~

ال معىن للفصل بني ؛ أي (1)املعاين، وهلذا كانت املعرفة السيميولوجية قائمة على املعرفة اللسانية

عند -نظرية التواصل أن التواصل والداللة؛ لكون اللغة تتمفصل حوهلما معا؛ وهذا ما يؤكد لنا

.(2) »بقتل اإلنسان واستبداله بالنسق«قامت قد -البنيويني

على أربع ثنائيات مستقاة من األلسنية يف هذا االجتاه تتوزع عناصر االجتاه السيميائي الداليل

، ال يتم فيها التمييز (3)اللغة والكالم والدال واملدلول، املركب والنظام، التقرير واإلحياء: البنيوية وهي

بني اللغة والكالم، وال تفهم فيها طبيعة العالمات اللسانية والسيميائية إال ببعضها البعض، كما تنمو

ية على املستويني الذهين والتحليلي وفق نظام يتكون خمطط مضمونه من نظام فيها العالقات اللفظ

.(4)داليل، أو بعبارة أخرى سيميائية داحل سيميائية

إن سيمياء الداللة مل تنحو منحى سيمياء التواصل باعتبار الدليل أو العالمة ثالثية املبىن؛ الدال

تتمحور يف الدال واملدلول، حيث الداللة مل �تم ثنائيةواملدلول والقصد؛ بل العالمة يف هذا االجتاه

بعدد من ا�االت منها أنظمة التواصل غري اللسانية؛ وحددت عملها قي التحليل البنيوي

.(5)للنصوص

أن يوفق بني االجتاهني السابقني؛ أي بني االجتاه السيميائي الثقايف حاول :سيمياء الثقافة/ 4-3

بعد استفادته من الفلسفة املاركسية، باعتبارمها يتكامالن مع اللسانيات الرمز اللغوي وغري اللغوي

يوري لومتان، وإيفانوف، "خاصة يف كل من روسيا ومن فلسفة األشكال الرمزية لكاسرير

(1)، حماضرات امللتقى الوطين الثاين للسيمياء والنص )منوذج غرمياسي على مقطوعة نزارية( االجتاهات السيميائية املعاصرة: رابح -

.200: األديب، مرجع سابق، ص(2)

.12: ، ص1987سيميائية النص األديب، افريقيا الشرق، الدار البيضاء، : املرجتى أنور -

.96/99: معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، ص: عبد اهللا إبراهيم وآخرون – (3) .99/106: ص املرجع نفسه، – (4)(5)

.20: ما هي السيميولوجيا، ص: نظيف حممد -

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~47 ~

حممد مفتاح "والعرب مع .."دي، وامربتو ايكوروسي، الن"وإيطاليا .." وأوسبانسكي، وطوبوروف

.(1)"وعبد احلميد بورايو وغريهم

.(2)الدال واملدلول واملرجع: متخضت العالمة يف هذا االجتاه يف وحدة ثالثية املبىنحيث

المدلول

الدال المرجع

إال من خالل وضعها يف إطار الثقافة - حسب االجتاه الثقايف–تكتسب العالمة داللتها إذ ال

كأنساق دالة؛ والثقافة عبارة عن إسناد وظيفة لألشياء الطبيعية وتسميتها وتذكرها، وتكون بذلك

جارب السابقة وتلعب دور الربنامج وتشتغل جماال لتنظيم األخبار يف ا�تمع اإلنساين، فرتسخ الت

.(3)كتعليمات

إن إدراك اإلنسان للثقافة إدراك تربجمه الثقافة بواسطة أنساقها الدالة اللفظية أو غري اللفظية

" املؤطرة لعمل اإلنسان وممارسته االجتماعية، فتكون الثقافة �ا الفهم نسق مكون من عدة أنساق

ه األنساق ليس نسقا ذ، وكل نسق من ه..."واصطناعية، وفنون، وديانات، وطقوسلغات طبيعية،

.(4)تواصليا فحسب، وإمنا هو نسق منمذج للعامل

:تبناها هذا االجتاه ما يلي أهم األطروحات اجلوهرية اليت كما أن

تقوم األنظمة السيميائية بأداء دورها على أساس الوحدة.

قافات عديدة وحدة سياقية بنائيةميكن أن تشكل ث.

وما 110، ص، 1980، مركز التعاون العريب، بريوت، )اسرتاتيجية التناص(ينظر مفتاح حممد ، حتليل اخلطاب الشعري – (1)

.بعدها

.106: معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، ص: عبد اهللا إبراهيم وآخرون - (2) .07: االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، ص: داسكال مارسيلو - (3) .07: صفسه، املرجع ن - (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~48 ~

حيمل معىن النص دالالت متكاملة، وليست كل رسالة نصا ثقافيا.

النص عالقة متكاملة ميكن أن جتزأ فقط إىل خواص ومالمح متميزة.

ميكن إبداع النصوص الفردية انطالقا من عالقة املرسل باملرسل إليه.

(1)اط السلوك خالل فرتات طويلةيؤدي استيعاب الثقافات إىل إشاعة أمن

ليس فحسب نصا أدبيا ومجاليا، ولكنه أيضا حادثة «-من وجهة النقد الثقايف -يعد النص

.(2)»ثقافية

سيمياء الشعر وسيمياء : مثل انضوى حتت لواء هذا االجتاه فروع عديدة: سيمياء األدب/ 4-4

.السرد

ن املستحيل فصل الفكر عن اللغة إن مل يكن م الصعبإنه من :سيمياء الشعر/ 4-4-1

فالنسيب مبوتيفاته، والرحيل . أن الفكر يعرب عن نتائجه بعالمات لسانية داخل اخلطاب«ذلك

هي ظواهر أو ممارسات ثقافية حتولت إىل مفاهيم داخل اخلطاب .. واملديح والفخر واهلجاء والرثاء

تقاليد أدبية وأنساق هلا خصوصيا�ا داخل اخلطاب، ومن مث ميكننا الشعري، وحتولت مبرور الزمن إىل

.(3)»مع هذه األنساق كعالمات دالة سيميائيا التعامل

كما ذهب ميشال ريفاتري إىل القول باختالف اللغة الشعرية عن االستخدام العقلي املتعارف

فالشعر يعرب دائما عن املفاهيم «والتصويرعليه للغة وذلك جلنوحها للخيال، واعتمادها على الرمزية

ألن لغته تنزاح عن احلقيقة، وجتنح للخيال، غري آ�ة بالقوانني ؛ (4)»واألشياء بشكل غري مباشر

.111-107: معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، ص: عبد اهللا إبراهيم وآخرون - (1)-املغرب، بريوت-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، )قراءة يف األنساق الثقافية العربية(النقد الثقايف : الغذامي عبد اهللا – (2)

.78: ، ص2005، 3لبنان، ط، 2010، يناير، 1، جملة أيقونات، العدد)حبث يف أنساق القصيدة العربية القدمية(السيميائيات الشعرية : يوسف أمحد – (3)

.76: مرجع سابق، صفريال غزول، ضمن كتاب أنظمة العالمات يف الغة واألدب : ، تر)القصيدةداللة : سيميوطيقا الشعر:(ميشال ريفاتري – (4)

.213:والثقافة، مرجع سابق، ص

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~49 ~

؛ وهذه خصوصية (1)الداخلية املتواضع عليها؛ فما يقوله الشعر لفظا ليس بالضرورة مبا يرمي إليه معنا

.ألجناس األدبيةعن غريه من ا الشعرميتاز �ا

تتم القراءة السيميائية للقصيدة الشعرية عند ريفاتري عرب مرحلتني أساسيتني حيث

، حيث يبدأ حل شفرة (*)فعلى القارئ قبل الوصول إىل الداللة أن يتجاوز احملاكاة«:متالحقتني

الصفحة إىل أسفلها، متبعا القصيدة بالقراءة األوىل اليت تستمر من بداية النص إىل �ايته، ومن أعلى

، األوىل Heuristicففي هذه القراءة االستكشافية ،Syntagmaticيف ذلك املسرية السياقية

ويف هذه املرحلة األوىل من القراءة يتم استيعاب احملاكاة، أو باألحرى كما قلت ...يتم تفسري أويل

، حني حيني Hetroactiveراءة االسرتجاعيةواملرحلة الثانية من القراءة هي الق...قبال، يتم جتاوزه

.(2)»، حقيقيةHermeneuticالوقت لتفسري ثان، أي لقراءة تأويلية،

الشعرية متر مبرحلتني متعاقبتني؛ األوىل القصيدة قراءة أن نلحظ من قول ريفاتري إثـر ذلك

يف تلقيهم هلا؛ أل�ا ال تتطلب تفسريا وال مساها استكشافية سياقية؛ واليت غالبا ما يتساوى فيها القراء

تأويال؛ يف حني القراءة الثانية االسرتجاعية القائمة على االسرتجاع املنوط بالتفسري والتأويل، تتباين

فيها درجة القارئ ووعيه، كما ختتلف فيها التأويالت والتفسريات؛ فالقارئ النموذجي املثقف مثال قد

.بدع النص نفسهماال يتوقعه حىت م لقارة اجلامدة بل يتعداها إىل ال يقف عند العالمات ا

ة دوره يف منت النصوص الشعريقد احنصر إذا كان اجتاه سيمياء الشعر :دسيمياء السر / 4-4-2

فقد ا، فإن سيمياء السرد أوسع من ذلك؛عن العالمات الفارقة يف ثنايا مجاليته ن خالل الكشفم

.يكون النص الشعري إال جزء من نصوص سردية خمتلفة؛ كالرواية والقصة واملسرحية واحلكاية وغريها

.231: صفريال غزول، : ، تر)داللة القصيدة: سيميوطيقا الشعر:(ريفاتري - (1)

باالجنليزية؛ وتطلق imitation ، الذي ترجم إىل العربية باحملاكاة وmimesis استمدت من املصطلح اإلغريقي: احملاكاة – (*)

.على التقليد أو املشا�ة يف القول أو الفعل

.578:، ص2007املعجم الفلسفي، دار قباء احلديثة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، : وهبة مراد: ينظر .29: ،ص1،ط1998لتوزيع،مصر، جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر وا: تر النظرية العربية املعاصرة،: سلدن ترامان – (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~50 ~

مبا أن السيمياء علم يبحث عن الكشف عن العالمات وأنظمتها يتقاطع مع علوم كثرية كعلم

األحداث، اجلزء األساسي يف اخلطاب، الذي يعرض فيه املتكلم ؛ وهو Narratologie السرد

وهو أيضا دراسة القص واستنباط ...الذي يعرض فيه املتكلم األحداث القابلة للربهنة أو املثرية للجدل

وجماالته ال ختص فقط ...األسس اليت يقوم عليها، وما يتعلق بذلك من نظم حتكم إنتاجه وتلقيه

مليادين اليت حتتوي على ، والسينما، وخمتلف اواإلشهاراتالنصوص األدبية، وإمنا تعد�ا لإلعالنات

. (1)قص وحبكة

ينطوي له أصوله اليت مهدت لبنائه وتكونه حىت صار يف فرتات الحقة سيمياء السردكما أن

أعمال ليفي سرتواس يف بناء صرح السيميائية فأثرت قواعد وأسس تضبط معامله ونظامه؛ على

لألسطورة، واعتبارها بنية مزدوجة عاملية وحملية، السردية يف بداية تأصلها؛ وجتلى ذلك يف دراسته

.واعتماده على ازدواجية اللغة النظام واللغة األداء

للحكايات الشعبية Vladimir Proppكما تعد دراسة الشكالين الروسي فالدميري بروب

)La morphologie du conte( (*)مورفولوجيا احلكاية العجيبة اخلرافية املبثوثة يف كتابه

وبصفة أكثر دقة منذ إجنيل كثري من الباحثني يف جمال السرديات وحتليل اخلطاب الروائي؛ ؛)1928(

، )Claude Lévi-Strauss )1960عرض هذا الكتاب يف فرنسا من قبل كلود ليفي سرتوس

)1966( Greimas وغرمياس) Claude Brémond )1964 مث كلود برميون

روالن :"االجتاه نقاد كثر، نذكر منهم على سبيل املثال ال احلصركما أسهم يف إثراء هذا

Tzevtan تيزفيتان تودوروف" و" G.Genetteجريار جينيت"، و"R.Barthesبارت

Todotov، غرمياس Greimas وبرميون ،Brémond.

.174:دليل الناقد األديب، مرجع سابق، ص: الرويلي ميجان ، البازعي سعد: ينظر – (1) .مورفولوجية احلكاية العجيبة لفالدميري بروب، كتاب يدرس احلكاية الشعبية اخلرافية – (*)

:ينظر

Vlaimir Propp :Morphologie du conte merveilleux russe, point,Seuil,3eéd,

paris,1973.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~51 ~

؛ واليت رأينا ما رأينا فيها من اضطراب يف ما سلف ذكره عن النظرية السيميائية-إذا كان

دراسة إن احلديث عنف -املصطلحات، واختالف يف املصادر واألصول، وتباين يف االجتاهات؛

الدراساتكباقي تليس دراسة لو من اإلضراب يف املصطلح، أل�اهو اآلخر ال خيالعتبات النصية

ا من ومؤلفه، تتناسى ما هو خارج عن النص عمد السابقة للنص األديب؛ واليت مافتئت تقدس املنت،

رجع أالتحليل العتبايت املوازي، حيث أن بل هي دراسات حمليط النص؛جهة، وجتاهال من جهة ثانية؛

وهو منحى سنسعى إلدراك غوره ،ستغىن عنها يف هذا ا�الللنص ما مهش سابقا؛ ليصري عتبة ال ي

النصوص املوازية يف قراءة إن دركناه؛ وسرب قعره إن وصلناه؛ من خالل تبيان مدى أمهية هذه

.النصوص األدبية واكتشاف عالما�ا تأويال وتفسريا

يف قراءة النص األديب عامة، والسردي خاصة؟ ه فما هي العتبات النصة؟ وما النهج الذي سلكت

؟النصوص املوازية/العتبات النصية جمالوما العتبة اليت لقيت رواجا من غريها يف

النص الموازي/تبات النصع: الثاني المبحث

النظرية السيميائية مائدة النقد املعاصر، باتت تؤسس إىل دراسة جديدة يف حتليل اعتالء فبعد

سرتجع ؛ واليتوالنصوص احلافة �ا ارتبطت بالعتبات النصيةة؛ هذه الدراسة األدبي وصوتأويل النص

وص، أو النصالنصية عنها هذه العتباتفثمة أمور كثرية ستكشف ؛ -خارجه وما حييط به-للنص

.(1)»مكر وذكاء كبريينـأصبحت راهنا منفذة ب «، واليت"ةاملوازي

، وجب علينا أن نعمل )Paratext(وقبل اخلوض يف مسار عتبات النص أو النص املوازي

التأسيسي؛ مسحا شامال ملفهوم العتبات، انطالقا من مفهومه املعجمي وصوال إىل املفهوم النظري

.وذلك يف الدراسات العربية والغربية

.07:، ص2009، 1عتبات الكتابة يف الرواية العربية، دار احلوار للنشر والتوزيع، سورية، ط: أشهبون عبد املالك – (1)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~52 ~

مفهوم العتبات في التراث العربي /1

المفهوم المعجمي/1-2

:(1)مفهوم العتبات عند ابن منظور: /1-2-1

الباب اليت توطأ أسكفة :العتبة «:ما يلي" عتب"يف مادة البن منظور" لسان العرب"ورد يف

مرقيها إذا كانت من خشب، وكل مرقاة منها :ج الدر وعتب .ج الدر :والعتب .وعتبات واجلمع عتب

وضع، إذا أردت أن تـرقى إىل موضع : وتقول. ، وعتب اجلبال مراقيهاعتبة عتب يل عتبة يف هذا امل

ة : وأصل العتب . ر من مقدمه ما عليه أطراف األوتا: تصعد فيه، وعتب العود ما يف هذا : ، يقالالشد

ما يف طاعة فالن : والعتب ما دخل يف األمر من الفساد؛ ويقال. األمر رتب وال عتب، أي شدة

(2).»ساد ا ف و� ش عتب،أي التواء وال نـبوة، وما يف مودته عتب، إذا كانت خالصة ال ي

:مل معاينحت) عتب(لدى ابن منظور أن مادة نستنتج من خالل هذا املفهوم حيث

عتبة الباب

الدرج.

مقدمة الشيء(املقدمة.(

الشدة.

اإلخالص، عدم االلتواء، الوضوح.

:(3)مفهوم العتبات عند محمد الزبيدي /1-2-2

العرب «:يلي ما" عتب"الزبيدي يف مادة حملمد " تاج العروس من جواهر القاموس"ورد يف

(1)

.مصر، دت -دار املعارف، القاهرة عبد اهللا علي الكبري وآخرون :تح، )عتب : مادة(لسان العرب : ابن منظور -

.2792-2791:ص ،)عتب : مادة( املصدر نفسه، – (2)

(3)تاج العروس من جواهر القاموس، حتقيق عبد الستار أمحد وآخرون، الرتاث العريب، : الزبيدي أبو الفيض مرتضى بن حممد -

.2001الكويت،

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~53 ~

والصعوبة حنو الصالبة وهذا املعىن ينحو .(1)»"األرض"الغلظ من: بالعتبة، والعتب " املرأة"تكين عن

.والتخونة

يف ف ل خت خنلص إىل أن جل املعاجم العربية الرتاثية قد اتفقت يف مفهوم العتبات وإن أ عليه و

دت له الدراسات فهي تقرتب مما قع ...الغلظ، وعتبة البيت، والدرج ،ن ت عبعضها لتعددها؛ فعرب

.ومها قدمي قدم العربيةمفه وء على أن املعاصرة الحقا؛ مما ين

النص الموازي عند الغرب/عتبات النص مفهوم/2-2

إال منوذجا من تلك املصطلحات Paratexet النص املوازي/مل يكن مصطلح عتبات النص

النقدية اليت تداوهلا الغربيون يف دراسا�م املختلفة؛ العاكسة ملدى التقدم املعريف الذي وصلوا إليه يف

.شىت جماالت احلياة بـله األدب

:الحفر في ذاكرة المصطلح/2-2-1

من خالل كتبه املختلفة؛ خاصة Paratexteوظف الناقد جريار جينيت مصطلح املناص

حيث عد ؛ Seuils1987(3) "عتبات"و كتاب ،Palimpsestes1982(2) "أطراس" كتابيب

-para: [من مقطعنيمكون فتركيبه املصطلحي أما ؛ أحد أمناط املتعاليات النصيةجينيت املناص

text[.

:منها؛ أصله يوناين والتيين، صفة حاملة ملعان عدة ]Para[فمقطع

الشبيه واملماثل واملساوي]Pareil, égal.[

املشا�ة واملماثلة وا�انسة واملالءمة، وأيضا الظهور والوضوح واملشاكلة

)apprie,semblable, convenable, comppagnon.(

املوازي واملساوي لالرتفاع والقوة.

40ج املصدر ، أمحد وآخرونتاج العروس من جواهر القاموس، حتقيق عبد الستار : الزبيدي أبو الفيض مرتضى بن حممد – (1)

.308:ص(2)

- Gérard Genette : Palimpsestes, la littérature au second degré, ed. seuil, 1982. (3)

- Gérard Genette :Seuils, Edition du seuil, paris, 1987.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~54 ~

الزوج والقرين والوزن بني مقدارين.

بعضحتاذي اجلمل بني بعضها ال.paraphrase

محلت معىن من املعاين املذكورة، أ�ا إذا أحلقت بأي كلمة] Para[ واملالحظ على السابقة

:ومن بني هذه الكلمات

املتوازيparallèle.

املطرية أو الواقية من املطرparpluie.

الشبه مدرسيparamilitaire.(1)واألمثلة كثرية.

؛ واليت تعين النسيج، والثوب، ]textuse[يوناين يعين ؛ فأصله]texte[أما املقطع الثاين

.(2)وتسلسل األفكار، وتوايل األفكار

ر لساين يعيد توزيع نظام جهاز عبـ «النص أنه Julia Kristéva كريستيفا جوليا عرفتكما

اللسان بواسطة الربط بني كالم تواصلي يهدف إىل اإلخبار، وبني أمناط عديدة من امللفوظات

.(3)»فالنص إذن إنتاجية. السابقة عليه أو املتزامنة معه

ة ــــــــــــــــــــــــــــتشغيل اللسان وحماولة معرفة كيفي يف الطرح الكريستيفي هي (*)"نتاجية النصوص"إن

(4) . اشتغال اللسان؛ ألن النص يتخذ من النص عمال له؛ وهو الذي خيلق وينتج نصا

اجته حنو معىن املوازي paratexteخالل هذه التعاريف السابقة اتضح لنا أن مصطلح من

.النصي

.41: ص ،)من النص إىل املناص( عتبات جريار جينيت،: بلعابد عبد احلق: ينظر – (1)

(2) - Encyclopédie universel ,ed. Larouse,tome 15, (texte),1973.

، 2املغرب، ط-عبد اجلليل ناظم، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء: فريد الزاهي، مراجعة: علم النص، تر: كريستيفا جوليا – (3)

.21: ، ص1997

.ض يف قراءته لدراسات كريستيفا النصانية؛ مصطلح وظفه الدكتور عبد املالك مرتا"نتاجية النصوص"- (*)

اجلزائر، -، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران)مساءالت حول نظرية الكتابة" (الكتابة من موقع العدم: " مرتاض عبد املالك: ينظر

.238: ، ص2003ط، .د .238: املرجع نفسه، ص: ينظر – (4)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~55 ~

:للمناص قبل جيرار جينيت التمظهرات المفاهيمية /2-2-3

يقودنا إىل البحث عن " Genette جينيت"إن احلديث عن مصطلح املناص قبل

النقاد الذين سبقوه إىل هذا ا�ال؛ على الرغم من عدم متظهراته املفاهيمية، وجتلياته املصطلحية عند

اعتنائهم بتقسيماته أو فهم مبادئه ووظائفه؛ لكن مالمسته بدت مظاهرها عرضا يف كتابا�م أو

؛ وقد أجرى الباحث عبد القادر املبثوثة يف ثنايا ا�الت واجلرائد العلمية املتخصصة حبوثهم ومقاال�م

عتبات جريار جينيت من النص إىل " تقصي وحبث عن بعض من هؤالء النقاد يف كتابه بلعابد عملية

:؛ وسنلخص ذلك يف اآليت"املناص

تعرض "نقد-من أجل سوسيو" بعنوان 1971يف مقاله يف جملة األدب عام :كلود دوشي ،

يف ياجتماعأين جتمع منطقتني من السنن؛ سنن ...منطقة مرتددة«ملصطلح املناص بأنه

.» مفهومها اإلشهاري، و السنن املنتجة أو املنظمة للنص

جاك ديريدا Jacques Derridaيف كتابه التشتيت La Déssémination ؛1972عام

واملقدمات فيه بدقة االستهالالت ؛ وحدد]hors livre[عندما تكلم عن خارج الكتاب

.والتمهيدات، والديباجات واالفتتاحيات

ض ملفهوم املناص عند حديثه عن مصطلح امليتناصتعر :دوبوا.ج )méta-texte( ، وذلك

"L’Assommoir d’ E.Zola :société Discours"يف كتابه

فيليب لوجانPhilppe Le Jeune امليثاق السري الذايت"يف كتابه "Le pacte

autobiographie 1975 اسم الكاتب، (، حيث تعرض ملا أمساه حواشي أو أهداب النص

...).العنوان، العنوان الفرعي

مارتان بالتار .مMichel Martin Baltar يف كتابه املشرتك حول اخلاص باملقرر

L’écrit et les écrits,problèmes d’analyse et األورويب لتعليم اللغات احلية

concidération diadactique 1979 جمموع تلك «، حيث حدد املناص بدقة، فهو

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~56 ~

النصوص اليت حتيط بالنص أو جزء منهـ تكون مفصولة عنه، مثل عنوان الكتاب، وعناوين

»الفصول والفقرات الداخلة يف املناص

هنري ميرتون"ما جاء يف مقال" "Henri Mitterrand "حول العنونةLes titre

des romans 1979 خطاب الرواية" ، أو يف كتابه الالحق" Disours du

roman ؛ حيث تكلم عن تلك املناطق احمليطة بالرواية، وخاصة ما يأيت يف أول صفحة

.(1) ..)اسم الكاتب، الناشر، صفحة العنوان، ظهر الغالف(الغالف

؛ (2)»أنه ال وجود لشيء حمايد يف الرواية«أيضا من اقتناع مبدئي هنري ميرتان انطلقكما

فكل املكونات النصية اليت ذكرناها واليت حتيط بالنص متتاليات رمزية، تشكل ملفوظات غنية

.(3)حول الرواية، وخطابات مصغرة عن العامل الروائي

ما ورد يف كتاب املقدمات"Livre de préfixes "الحظ أن لبورخيص؛ حيث

الدراسات األدبية ما زالت تشتكي من نقص ممثل يف عدم ظهور قاعدة نقدية لدراسة

.(3)املقدمات

دراسة السيميائي الفرنسي ليوهوكL. Hoek للعنوان يف كتابه مسة العنوان La

(4)Marque du titre 1981ويعد العنوان أكثر العتبات النصية اليت لقيت رواجا يف ؛

منت النص (نقاد يف هذا ا�ال؛ كون العنوان نص يف ذاته حييل إىل النص األصلي دراسات ال

.30-29: ص" جينيت من النص إىل املناصعتبات جريار : عابد عبد احلقلب: ينظر – (1)

(2) –Henri Mitterand :Le discours du roman, p.u.f. paris, 1980, p : 16. .35:، ص2009، 1عتبات الكتابة يف الرواية العربية، دار احلوار للنشر والتوزيع، سورية، ط: أشهبون عبد املالك – (3)ط، .املغرب، د- عتبات النص، دراسة يف مقدمات النقد العريب القدمي، إفريقيا الشرقمدخل إىل : بالل عبد الرزاق: ينظر – (3)

.24: م، ص2000(4) Léo Hoek: La Marque du titre, éd moutons, paris, 1973.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~57 ~

؛ فهو موضوع للتأويل؛ مفتاح تأويلي للنص الذي يعنونه؛ مع إمكانية خمادعة ومراوغة )األديب

.(1)متلقيه إن مل يكن مزودا مبكر قرائي مضاد وبوسائل معرفية وتأويلية

: G. Genette تالمناص عند جيرار جيني/2-2-4

من املنظرين األوائل الذين سبقوا إىل هذا ا�ال؛ G.Genette"جريار جينيت"يعد

(2)فاملناص ثاين املقومات اخلمسة املكونة ملا أمساه باملتعاليات النصية أو التعايل النصي

Transtextualité أطراس" الذي حدده يف كتابه "Palimpsestes 1982 وهذه ،

.(3)التناص، املناص، امليتانص، النص الالحق، النص اجلامع: املتعاليات اخلمسة هي

" عتبات" برزت دراسة جينيت للعتبات وفكه لشفراته أكثر وضوحا يف كتابهكما

"Seuils" حيث عرف املناص. 1987،الصادر عامParatexet هو ما يصنع به النص «:بقوله

من نفســــــــــه كتابا ويقرتح ذاته �ذه الصفة على قارئه وعموما على اجلمهور أي ما حييط بالكتاب من

.(4)»سياج أويل وعتبات لغوية وبصرية

يتفرع منه الكثري من العتبات املرافقة؛ كالعنوان، والعنوان ) Paratexet(إن النص املوازي

وين الداخلية، واملقدمات، وامللحقات، والتنبيهات، والتمهيد، واهلوامش يف أسفل الفردي، والعنا

الصفحة أو يف �ايتها، واملقتبسات، واإلهداءات، والتنويه والشكر، وأنواع أخرى من العالمات

.(5) الثانوية، وقد يكون يف بعض األحيان شرحا أو تعليقا رمسيا أو شبه رمسي

العربية للعلوم ناشرون، ، منشورات االختالف والدار )التشكيل ومسالك التأويل(العنوان يف الثقافة العربية : بازي حممد: ينظر – (1)

.20: م، ص2012/هــ1433، 1لبنان، ط- اجلزائر، بريوت -اجلزائر

، جملة اللغة )وذجاشعر اليتم يف اجلزائر أمن-مقارنة يف خطاب اإلهداء(سيميائية العتبات النصية : يوسف أمحد: ينظر - (2)

.170: ، ص2001، 15واألدب، جامعة اجلزائر، ع .26: ص" من النص إىل املناص" جريار جينيت : قبلعابد عبد احل – (3)

(4) - Gérard Genette :Seuils, Edition du seuil, paris, 1987,p :13. (5) Voir, Ibid :p :09.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~58 ~

بأن النص املوازي هو أداة تعريف للنص بالنسبة للقراء خاصة، Genette يرى جينيت

؛ وهو بذلك يعلن أن النص املوازي يتجه إىل فئتني من الناس؛ األوىل خاصة بالقراء (1)واجلمهور عامة

املختصني وهم مجهور النقاد؛ أما الثانية خاصة بعامة الناس؛ أي اجلمهور العادي ؛ هذا األخري الذي

ما تكون عابرة -غالبا–بقراءته دهاليز النص وال يقف وقفة متأنية يف ذلك، بل قراءته ال يدلف

تؤدي وظيفتها األساسية؛ فمثال يف عتبة العنوان واليت تتجه فعليا إىل مجهور أكرب من سطحية؛ ال

ا عدد قراء النص الفعليني؛ وذلك بسبب موقعها اخلارجي الظاهر على صدر غالف، وأيضا وظيفته

اجلوهرية األساسية املتمثلة يف جلب اهتمام القراء وإثارة انتباههم فإ�ا تتوجه إىل ما ميكن تسميته

الف العتبات األخرى اليت ختاطب مجهورا أقل، منحصرة يف ؛ على خ (2)بالقارئ الكامن أو احملتمل

.الفئة الذين فتحوا الكتاب بالفعل وطفقوا يف قراءته

قد أولوا عناية كربى ملوضوع النص املوازي؛ عناية -حسب ما قمنا بسرده -وإذا كان الغرب

جليــــــــــرار جينيت ؛ " عتبات"جتلت يف تأليفهم ملؤلفات خاصة �ذا ا�ال؛ كما هو احلال مع مؤلف

فهل كان للعرب يف دراستهم وقفات وقراءات أو مؤلفات خصت النص -الذي سبق احلديث عنه-و

زي مبثل ما خصت به مؤلفات النقاد الغربيني؟ وكيف تلقى الناقد العريب احلديث املصطلح الغريب املوا

وكيف تعامل معه ترمجة ونقدا؟

:في الدراسات العربية الحديثة ) النص الموازي(العتبات 2-3

:وليد الخشاب/ 2-3-1

" حميطية النص" وازي وهو يرى وليد اخلشاب أن املصطلح الذي يوازي النص امل

"Paratextualité"العالقة بني النص والنصوص احمليطة به يف الوسيط الواحد، «، ويعرفه أنه

، يشمل حميط النص، العنوان والعناوين اجلانبية أو التحتية، املقدمات )أو العرض املسرحي(كالكتاب

(1)

- Gérard Genette :Seuils, :p :07. .49-48:عتبات الكتابة يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك – (2)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~59 ~

؛ (1)»أو قبل أن يقرأ هذا الكتاب "إىل القارئ"والتمهيد واخلامتة، وما قد يوجه اخلطاب للقارئ معنونا

.ويشمل أيضا اهلوامش واإلهداءات وغريها

نرى أن النص املوازي عند وليد اخلشاب له مفهوم الشمولية؛أي يشمل كل ماهو خارج حيث

للمصطلح " النص احمليط"عن النص وحييط به؛ وذلك هو سبب تفضيله ملصطلح

".Paratexte"األصل

: المطويمحمد الهادي / 2-3-2

باملوازي النصي؛ " La Paratextualité"اعتمد حممد اهلادي املطوي يف ترمجته ملصطلح

النصية، ليكمل إىل معىن املوازي " Textualité"باملوازي مبعىن احملاذاة والتقابل و Paraفرتجم

يتضمن شهادة النصي؛ والذي يعين به اهلادي املطوي النص الداخلي والنص الفوقي اخلارجي، الذي

؛ وهو يقرتب مما جاء به جينيت يف دراسته (2)أو تعليقا أو توضيحا؛ إذا جاء متأخرا عن طبعه ونشره

.للنص املوازي

:الفتاح الحجمريعبد / 2-3-3

مصطلح عتبات النص " البنية والداللة-عتبات النص"اعتمد عبد الفتاح احلجمري يف كتابه

كتابه عن العناصر املرافقة للمنت الروائي؛ وجتلى ذلك يف دراسته ؛ حيث حتدث يف أو النص املوازي

؛ حيث أسهب يف حتليل العنوان على غرار العتبات األخرى؛ كما حدد قواعد "الضوء اهلارب" لرواية

:اشتغال العتبات النصية يف ثالث، وهي

العمل األديب والنقدي ز لسياق واقاعدة تنظر إىل العتبة يف إطارها العام كنص م«: القاعدة األولى

.(3)»والفكري

تفرض العتبة النصية دالال�ا اخلاصة يف وحدا�ا الرتكيبية؛ مع تكريسها لعالقيت : القاعدة الثانية

.االتصال واالنفصال مع النص من جهة ومع العناصر الباقية من النص من جهة ثانية

. 17: ت، ص.ط، د.دراسات يف تعدي النص، ا�لس األعلى للثقافة، اإلسكندرية، د: اخلشاب وليد: ينظر – (1)

(2) (1)196:، ص1997، ، 32ثقافة، تونس، عيف التعايل النصي واملتعاليات النصية، ا�لة العربية لل: املطوي حممد اهلادي -

(3) .10: ، ص1996، 1ة، شركة الرابطة، الدار البيضاء، طالبنية والدالل -عتبات النص: احلجمري عبد الفتاح –

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~60 ~

واملنفتح على مقاصد املؤلف «يل املتعددجتعل من العتبة النصية نص قابال للتأو : القاعدة الثالثة

.»وإمكانات الكتابة

:سعيد يقطين/ 2-3-4

القراءة "يعد سعيد يقطني أكثر النقاد نشاطا يف حقل العتبات النصية؛ ويظهر ذلك يف كتابيه

" la paratexte" ؛ حيث ترجم مصطلح")النص والسياق( وانفتاح النص الروائي" "والتجربة

؛ على أن املناصة "انفتاح النص الروائي"يف " املناص"، ومصطلح "القراءة والتجربة" باملناصصات يف

.(1)»من خالل جميء املناص كبنية نصية مستقلة ومتكاملة بذا�ا«هي النص مع املناص

تلك اليت على «على أ�ا " القراءة والتجربة"يعرف سعيد يقطني العتبات النصية يف كتابه كما

نصية للنص األصل �دف التوضيح أو التعليق أو إثارة االلتباس الوارد، وتبدو لنا هذه شكل هوامش

.(2)»غالبا) وميكن أن تكون داخلية(املناصصات خارجية

:حميد لحميداني/ 2-3-5

يؤثر محيد حلميداين مصطلح النص املوازي أو امللحقات النصية ؛ إال أنه يفضل النص

مباشرة، وملحقات وعناصر حتيط بالنص سواء من داخله أو خارجه، عتبات املوازي؛ باعتباره

.(3)متحدثة بطريقة مباشرة أو غري مباشرة عن النص، مفسرة له ومضيئة جلوانبه

لذا «:ذكر حلميداين سبب تفضيله ملصطلحي النص املوازي وامللحقات النصية بقولهحيث

أو امللحقات النصية على غرار ترمجيت le para texteالنص املتوازي لرتمجة : أفضل مصطلحي

حممد بنيس، وحممد خري البقاعي، وإن كان النص املوازي أفضل، فالنص املوازي عبارة عن عتبات

مباشرة عن النص إذ تفسره وتضيء جوانبه الغامضة، وتبعد عنه التباساته وما أشكل على القارئ

.111: ، ص2001، 21، املركز الثقايف العريب، املغرب، ط)النص والسياق(انفتاح النص الروائي : يقطني سعيد – (1) .208: ص 1985، 1القراءة والتجربة، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط: يقطني سعيد – (2)مقاربة سيميائية، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه -داللة العنوان يف النص الروائي اجلزائري: أمحدشكيب بكري : ينظر – (3)

.116:، ص2011/2012يف النقد األديب احلديث، إشراف الدكتور ين حلي عبد اهللا، جامعة وهران،

. 08:مرجع سابق، ص: نقال عن حلميداين محيد

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~61 ~

وصا مستقلة، فاخلطاب املقدمايت ما هو يف احلقيقة إال نص وتشكل العناصر املوازية يف احلقيقة نص

.(1)»مستقل بذاته له بنيته اخلاصة ودالالت متعددة ووظائف

بعد عرضنا ألهم الدراسات العربية للنص املوازي؛ نرى بأن أكثرهم مل يأيت باجلديد سوى نقل

:(2)وترمجة املصطلح إىل العربية واجلدول التايل يوضح ذلك

المؤلف الترجمة لمترجما

املناصصات سعيد يقطني

املناصات -املناص

القراءة والتجربة حول -

التجريب يف اخلطاب الروائي

اجلديد باملغرب، دار الثقافة،

1985.

انفتاح النص الروائي، النص -

السياق، املركز الثقايف العريب،

.2001، 2ط

الشعر العريب احلديث بنياته - املوازيالنص حممد بنيس

وابداالته التقليدية، دار توبقال

، 1للنشر، الدار البيضاء، ط

1989.

حميط النص / احمليط اخلارجي فؤاد الزاهي

اخلارجي

احلكاية واملتخيل، إفريقيا -

، 1الشرق، الدار البيضاء، ط

1991.

برج السعود وإشكاالت - املناص عبد العايل بوطيب

العالقة بني الروائي والتارخيي،

.220: املوازي، جملة أقواس، صملاذا النص : محيد حلميداين – (1)مقاربة سيميائية، حبث مقدم لنيل شهادة املاجستري، يف -خطاب العنوان يف القصيدة اجلزائرية املعاصرة: خمتاري زهرة :ينظر – (2)

.36-35: ، ص2011/2012حتليل اخلطاب، إشراف الدكتور مريواي عبد الوهاب، جامعة وهران،

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~62 ~

، 55املناهل، املغرب، ع

.1997-22السنة

عتبات النص، البنية والداللة، - النص املوازي عبد الفتاح اجلمري

منشورات الرابطة، الدار

.1996، 1البيضاء، ط

يف التعايل النصي واملتعاليات - املوازي النصي/املوازية النصية حممد اهلادي املطوي

ة، ا�لة العربية للثقافة، النصي

، 32، ع16تونس، السنة

1997.

أزمة املصطلح يف النقد - امللحقات النصية حممد خري البقاعي

الروائي، جملة الفكر العريب،

.1996، 83ع

مقال من التناص إىل األطراس، النصية املوازية املختار حسين

جملة فكر ونقد، موقع اجلابري

www.aljabri.com

السيميوطيقا والعنونة، عامل - النص املوازي مجيل محداوي

، 25الفكر، الكويت، م

.1997، 03ع

الحظ من خالل اجلدول أن املصطلحات املرتمجة إىل العربية عرفت تباينا واختالفا من حيث ن

الغرب واضحا وجليا؛ ومن بني أهم املدلول؛ وبدا تأثر النقاد جهةاتفاقا وتشا�ا من و جهة الدال،

املناصصات، املناصات، املناص، النص املوازي، :املصطلحات املوازية للنص املوازي يف ترمجات العرب

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~63 ~

احمليط اخلارجي، حميط النص اخلارجي، النص املوازي، امللحقات النصية، املوازية النصية، املوازي

.النصي

:اصنـــــــــــــــــــــــواع المـــــــــــأن/2-4

إن املتتبع لنشاط الناقد جريار جينيت يف حديثه عن املناص، يقف عند نوعني مهمني من

:(1)املناص ومها

ويقصد به كل ما تعود Paratexte Editorial:اإلفتتاحي/المناص النشري/ 2-4-1

الغالف، اجلالدة، كلمة الناشر، :(مسؤوليته للناشر املنخرط يف صناعة الكتاب وطباعته، وتتمثل يف

...اإلشهار، احلجم، السلسلة

ويشمل كل املصاحبات Paratexte auctorail :مناص المؤلف/المناص التأليفي/ 2-4-2

اسم الكاتب، العنوان، االسستهالل، اإلهداء، : (املؤلفالنصية اليت تعود مسؤليتها باألساس على

املقدمة، التصدير، املالحظات، احلواشي، اهلوامش، كما يدخل ضمنها ما أجراه الكاتب من حوارات

ومقابالت إذاعية وتلفيزيونية، وما شارك فيه من مؤمترات وندوات، وما خطه من مراسالت عامة أو

...خاصة، وما تركه من مذكرات

:نوعي املناص اللذان أسلفنا ذكرمها بدورمها ينقسمان إىل قسمني أساسيني ومهاأما

وهو املصاحب النصي من اسم الكاتب،العنوان، اإلهداء، Peritexte:النص المحيط.1

أحد "جينيت"أي كل ما له عالقة بظهر الكتاب اخلارجي؛ وهذا القسم خصص له ..االستهالل،

Péritexteالنص احمليط النشري: ؛ ويتفرع بدوره إىل نوعني"عتبات"عشر فصال من كتابه

Editorial والنص احمليط التأليفي Prétexte Auctorial.

أو احمليط النصي؛ وحيمل كل اخلطابات املوجودة خارج الكتاب؛ أو Epitexte :النص الفوقي.2

ومراسالت خاصة، وتعليقات، ومؤمترات، وندوات؛ وخصص ما له عالقة بالكاتب من إستجوابات،

:؛ وهذا القسم ينقسم إىل قسمني"عتبات"له ما بقي من كتاب

50-44: ، ص"من النص إىل املناص"ار جينيت جري : بلعابد عبد احلق - (1)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~64 ~

: ، وهو من مسؤلية الناشر، ويشملPéritexte éditorail:النص الفوفي النشري/ أ

.اإلعالنات واإلشهار، وقائمة املنشورات، وامللحق الصحفي لدار النشر

:، وينقسم بدوره إىل فرعني ومهاauctorail Epitexte :لتأليفيالنص الفوقي ا/ب

تدخل ضمنه اللقاءات الصحفية، Epitexte public: النص الفوقي العام -1

واإلذاعية والتلفزيونية، وكذا املناقشات والندوات اليت يعقدها الكاتب حول

..كتبه

ويندرج حتته كل من املراسالت Epitexte privé :النص الفوقي اخلاص -2

...واملسارات واملذكرات احلميمية الشخصية

يف اخلطاطة عن املتعاليات النصية عامة واملناص خاصة نلخص ما سلف ذكرهعليه و

:(1)التالية

ة لنيل ، رسالة مقدم -مقاربة سيميائية-إلبراهيم الكوين" ا�وس"اسرتاتيجية العتبات يف رواية : محداين عبد الرمحن :ينظر – (1)

.14:، ص2010/2011، جامعة وهران، ابستري، يف املناهج النقدية املعاصرة وحتليل اخلطشهادة املاج

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~65 ~

املناص امليتناص النص الالحق النص اجلامع التناص

النص الفوقي النص احمليط

نص فوقي نشري نص فوقي تأليفي نص حميط نشري نص حميط تأليفي

خاص عام

العنوان إشهارات الغالف

منشورات

اللون العناوين الفرعية مقابالت ومذكرات

اخلط

محيميةرسائل كلمة الناشر التصدير مالحق ندوات

اجلالدة اهلامش تعليقات نص قبلي

املتعاليات النصية

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~66 ~

: وظائف المناص/2-5

ع الواق(، وداخله )الواقع اخلارجي( عالقة بني حميط النصيلعب املناص دورا مهما يف جتسري ال

بالدرجة األوىل؛ ميكن القارئ من العبور السري من الالنص ) جتسريي(؛ فاملناص فضاء بـيين )النصي

؛ حيث خيفف عليه وطأة القلق اليت تنتابه، والرتدد واالرتباك الذي )الداخل(إىل عامل النص )اخلارج(

. (1)يستشعره يف حلظه إقباله على ولوج عامل النص

:(2)إمجاهلا يف ما يليتتنوع وتتداخل، وميكن املناص حيمل وظائف بناء على ما سبق فإن

الكتاب يف سلسلة أدبية معينة، ويضطلع �ذه اندراج : وظيفة التعيين الجنسي للنص -1

، والعناوين ذات امليسم ...)رواية، قصة، مسرحية(الوظيفة كل من التعيينات اجلنسية

.الشكلي

وتنحصر يف وظيفة كل من عنوان صفحة :منهوظيفة تحديد مضمون النص والغاية -2

.الغالف،والعناوين الداخلية، وكذا وظيفة املقدمات والتنبيهات

إىل داخله ) الالنص أو الواقع اخلارجي(من خارج النص وظيفة تحقيق عبور القارئ -3

).النص باعتباره حلظة ختييل(

ورها مرتبط بالنص الذي ره ألن دميكن للمناص أن حيمل وظائف أخرى غري ما سبق ذككما

وطبيعة القراء واملتلقني كل ذلك يساهم يف تبيان وظيفة املناص؛ واليت تتبدى مع بداية لعب فيه؛ي

التحليل؛ لتتجه إىل مسار إجيايب أو سليب؛ ألن العتبات بصفة عامة ليست دائما قطوفها دانية؛ بل

عند " جينيت"اولية، وهذا ما حذرنا منه هي نصوص موازية ال ختلو من اللبس وتعدد أسيقتها التد

واألالعيب الفنية اليت قد ينبه القارئ إىل اخلداع واملكر ؛ وهو بذلك (3)»احذروا النصوص احملاذية«قوله

وختدعه؛ وهذا ملمح على أن العتبة النصية كلما كشفت سر النص وخباياه؛ واقرتبت من سرب تضلله

إجيابية؛ أما إذا خالفت ذلك إىل ما خيدمها وحدها دون النص فإ�ا قعره وغوره فإن وظيفتها تكون

.45-44:، صعتبات الكتابة يف الرواية العربية: أشهبون عبد املالك: ينظر – (1)

(2) .45: املرجع نفسه، ص: ينظر –

(3) - Gérard Genette :Seuils,p :367.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~67 ~

تتجه إىل الوظيفة السلبية؛ وبالتايل خترج عن هدفها األمسى؛ ويكون القارئ عاجزا عن إدراكها أل�ا

.فرضت عليه سلطتها؛ كونه قارئا بسيطا ذو قراءة سطحية

؛ ألنه النص املوازي األكثر نص المحيطالسنسعى يف هذا املبحث إىل حتديد أهم عناصر حيث

؛ وألنه اجلزء األقرب إىل "عتبات"منطية؛ وهو القسم الذي خص له جريار جينيت جزءا أكرب يف كتابه

حتفل بالكثري من العتبات (*)الدراسة األدبية عامة والسردية خاصة؛ وروايات عز الدين جالوجي

.النصية اليت تدخل ضمن النص احمليط

:Peritexte لنص المحيطا/2-6

يعد من بني احملددات األساسية يف تكوين النص؛ باعتبار هذا األخري صادرا عن : اسم المؤلف.1

مولفه؛ فال يكون النص نصا مامل يربط مبؤلفه الذي يضمن للنص صحته، ألن الالنص ال ينسب

؛ فحدد (2)املهمة اليت ال ميكن جتاهلهاجيعله من العناصر " جينيت"؛ وهذا ما جعل (1)ألي مؤلف

مكان ووقت ظهوره، وأشكاله؛ فمكانه غالبا ما يتموضع يف صفحة الغالف، و صفحة العنوان خبط

، واالسم املستعار )onymat(االسم احلقيقي: بارز و غليظ، كما يأخذ أشكاال منها

)pseudonymat(واالسم ا�هول ، )anonymat .(وظيفة : نهاوحيمل عدة وظائف م

حيث أن اسم مصنف الكتاب يعد وسيلة إلقناع املتلقي «التسمية، وظيفة امللكية، وظيفة إشهارية؛

باقتنائه وقراءته ، لكونه حييل إىل وضعه االعتباري ومنزلته األدبية يف الفكر والعلوم، ومينح النص قيمة

.(3)»ووزنا معرفيان

).سردية العنونة، واسرتاتيجة العنونة(سيأيت احلديث عن روايات عز الدين جالوجي الحقا يف – (*)

عتبات النص، حبث يف الرتاث العريب واخلطاب النقدي املعاصر، منشورات مقاربات، املغرب، : يوسفاإلدريسي : ينظر - (1)

.26: ، ص2008، 1ط .63: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق - (2) .22: عتبات النص، ص: اإلدريسي يوسف - (3)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~68 ~

إن عتبة العنوان ليست كباقي العتبات، نظرا ألمهيتها اليت استمد�ا من موقعها :(*)العنوان.2

؛ ومن تأثريها القوي على باقي العتبات األخرى؛ وألن جهاز على ظهر الكتاب وغالفه اجلوهري

وهذا -موع معقد أحيانا أو مربكعنصر مهم، كونه جم«العنونة كما هو معروف يف عصر النهضة

ومن بني أهم . (1)»لطوله أو قصره، ولكن مرده مدى قدرتنا على حتليله وتأويله التعقيد ليس

La "مسة العنوان"يف كتابه Léo Hoek ليوهوك: واملؤسسني له" علم العنونة"املنشغلني يف

Marque du titre جمموع العالمات اللسانية، «:فقدما لنا تعريفا دقيقا وشامال للعنوان بقوله

كلمات ومجل، وحىت نصوص، قد تظهر على رأس النص لتدل عليه وتعينه، تشري حملتواه الكلي، من

.(2)»ولتجذب مجهوره املستهدف

ميكن للقارئ وهو يف طريقه للولوج إىل أغوار النص أن ال يطأ عتبة العنوان؛ أل�ا حيث ال

لسيميولوجي الستنطاقه واستقرائه حتدد هوية النص وتشري إىل مضمونه؛ فهي عتبة يطؤها الباحث ا

.3)بصريا ولسانيا، أفقيا وعموديا

:(4)حدد جيريار جينيت للعنوان أربع وظائف وهيكما

F.désignative:الوظيفة التعيينية .1

F.descriptive:الوظيفة الوصفية .2

F.connotative:الوظيفة اإلحيائية .3

F.séductive:الوظيفة اإلعرائية .4

.اليت تلحقه الفصولتنظريا وتطبيقا يف سيأيت احلديث عنها – (*) .65: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق - (1)

(2) - Léo Hoek: La Marque du titre, éd moutons, paris, 1973,p :17. ، 03، ع25السيميوطيقا والعنونة، جملة عامل الفكر، ا�لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، م: محداوي مجيل – 3)

.97: ، ص1997مارس، -يناير

(4) .88-86: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق: ينظر -

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~69 ~

تقليد على مر العصور األدبية، قدميا وحديثا؛ ففي القدمي كان يتموضع بني وهو : اإلهداء.3

، وحني يعاجل الكاتب قضايا حساسة ومصريية؛ فإنه يلجأ إىل االحتماء بدعم أحد النبالء السطور

؛ وهذا ما أكده جينيت حني اعترب أن (1)الذي حيتضن عمله، ويكون ذلك الدعم ماديا ومعنويا

مبثابة تقدير يكافأ عليه من قبل السلطة احلاكمة؛ سواء يف احلقب الفيودالية أو الربجوازية اإلهداء كان

، أما اآلن فصار (2)»نقود يرن وقـعها يف اآلذان«أو حىت الربوليتارية، وتكون مكافأته على شكل

وتقل أمهيته إذا ،يدخل يف إطار النص احمليط؛ أي يف النسخة اليت تلي صفحة العنوان الرئيس مباشرة

؛ وعلى الرغم من ذلك فإنه ال خيلو من قصدية، )اسم املؤلف والعنوان(ما قورن بالعتبتني السابقتني

.أو يف اختيار عبارات اإلهداء وشكل ديباجته (3)سواء يف اختيار املهدى إليه

:يفرق بني إهدائني ومها" جينيت"جند كما

إىل األشخاص املقربني منه؛ كاألب، األم، الزوجة، يتوجه به الكاتب : إهداء خاص - أ

...األبناء

للشخصيات املعنوية كاملؤسسات واهليئات واملنظمات يتوجه به الكاتب :إهداء عام - ب

).احلرية، السلم، العدالة(والرموز املختلفة

أن أصدق " جينيت"نادر الوجود ويرى ،و هو"اإلهداء الذاتي"وهو وهناك إهداء آخر

يف أول أعماله" جويس"؛ كأن يهدي الكاتب لذاته الكاتبة، كما فعل (4)ءإهدا

"Une brillante carrier " "إىل خالص روحي أهدي أول أعمال حيايت:"

"Ama proper àme je dédie la première œuvre de ma vie"

.200:عتبات الكتابة يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (1)

(2) - Gérard Genette :Seuils, p :112. (3) – Ibid, p : 123

(4) .98 :، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : احلقبلعابد عبد : ينظر -

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~70 ~

:هناك أيضا نوعني من اإلهداءحيث

نفسه للمهدى إليه الذي حيدد بدقة بذكر امسه أو إهداء النسخة وتكون خبط يد الكاتب -1

.التوقيع له أو مها معا ويشرتط فيه أن يكون إنسانا حاضرا

وهو إهداء مطبوع وثابت وعام يتكرر يف مجيع النسخ، وال يشرتط يف : إهداء الكتاب -2

جبزء من املهدى إليه احلضور أو احلياة أو التعيني؛ قد ينجم عنه متلك رمزي للعمل كله أو

.أجزائه

.الوظيفة الداللية، الوظيفة التواصلية، الوظيفة التداولية: أما وظائف اإلهداء فكثرية منها

وهو اقتباس يتموضع على رأس الكتاب أو يف جزء منه ملخصا معناه؛ Epigraphe:التصدير.4

رسوم، (كما يعد كمقدمة للنص والكتاب عامة ذو قيمة تداولية، وأيضا ميكن أن يكون أيقونا

كتاب، بل من وضع كما أن التصدير بصفة عامة ليس من تأليف صاحب ال.(1))نقوش، صور

، غالبا ما يكون يف أول صفحة بعد كان القريب من النصو يتموقع التصدير بامل. (2)شخص آخر

من -أقل انتشارا -اإلهداء وقبل االستهالل ويسمى التصدير البدئي األويل، وهناك تصدير آخر

.(3)األول، ويأيت يف آخر الكتاب؛ ويسمى التصدير اخلتمامي؛ أو ما يعرف بالتوقيع

تستدعي التأويل من احلركة الصامتة؛ واليت " جينيتعلى حد تعبري"-التصدير كما عرف

وظيفة التعليق على العنوان، وظيفة التعليق على النص، : وهي ؛ وحدد هلا أربع وظائف(4)القارئ

من مغبة استعمال النصدير للزينة " جينيت"وحذر . وظيفة الكفالة النصية، وظيفة احلضور والغياب

.(5) الفعل الثقايف واحلضاريواملرواغة دون أن ينعكس دوره يف

(1) .107 :، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق: ينظر -

(2) .68:عتبات الكتابة يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر -

(3) .108 :، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق: ينظر -

(4) - Gérard Genette :Seuils, p :159-160.

(5) - Ibid, p : 160-161.

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~71 ~

؛ وهناك ...وتأيت بصيغ أخرى؛ كاالستهالل، والتمهيد، والديباجة، والتوطئة، واحلاشية،: المقدمة.5

نقاد فرقوا بينهم يف االستعمال واملصطلح؛ فجاك ديريدا مثال يفرق بني املقدمة واالستهالل؛ فاملقدمة

Historique et"وأقل تارخيية وظرفية ،"Systématique"هلا عالقة أكثر نظامية

circonstanciel " لفحوى الكتاب، عكس االستهالل الذي يظهر تارخييته"Historicité" ،

وهناك من يصنف املقدمة داخل اجلنس الديداكتيكي؛ ملا .(1)وجتريبيته واستجابته للضرورة الظرفية

جيعلو�ا مكانا للتأمالت الفلسفية مثل روه؛ وأخ"كوندياك"حتمله من تعليم وتربية كما هو احلال مع

.(2)ما جنده عند كيجار ونيتشه

على الرغم من تباين اآلراء حول تسميات هذه العتبة إال أن وظيفتها بالكاد تكون متشا�ة؛

الوظيفة اإلغرائية، الوظيفة التنميطية، الوظيفة اإلخبارية، الوظيفة : ومن أهم وظائف املقدمة

التكون، توجيه القراءة وتنظيمها، اختزال النص : كما حتمل املقدمة وظائف أخرى منها .(3)الدرامية

.(4)وتكثيفه، مصادرة االنتقادات وتقييم عمل املؤلف، التعليق على العنوان

تتموقع داخل النص؛ كعنواين ؛وهي عناوين مرافقة للنص، Intertitres:العناوين الداخلية.6

، وحتدد مبدى إطالع يتهائ، وتقل مقرو ..الفصول واملباحث واألقسام واألجزاء للقصص والروايات

والذي مقارنة بالعنوان األصلي الكتاب أو تصفح وقراءة فهرس موضوعاته/اجلمهور فعال على النص

اوين الداخلية فليس ضروريا وإلزاميا إال يوجه للجمهور عامة؛ ويكون حضوره ضروريا أما حضور العن

؛ وتتموضع لزيادة اإليضاح، وتوجيه القارئ إذا احتاجت الكتب إىل تبني أجزائها وفصوهلا ومباحثها

وللعناوين الداخلية . (5)املستهدف؛ يلجأ إليها الناشر لضرورة تقنية، ويعتمدها الكاتب لداع فين مجايل

يركز فيها على الوظيفة " جينيت"وظائف العنوان الرئيس، لكن ؛ قد تشرتك فيها مع وظائف

.113: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق: ينظر - (1) .62: ، ص2007، 1اخلطاب املوازي للقصيدة الشعرية املعاصرة، دار توبقال للنشر، املغرب، ط: منصر نبيل: يظر – (2)جملة الباحث، جامعة ابن " من النص إىل هوامش النص"آليات إنتاج النص الروائي : شريف حسين عبد القادر: ينظر – (3)

.150: ، ص2011، 2خلدون، ع .122-121: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : بلعابد عبد احلق: ينظر - (4) .125: املرجع نفسه، ص: ينظر – (5)

صيةسيميائية العتبات الن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول

~72 ~

أل�ا متكننا من ربط العالقة بني العناوين الداخلية وفصوهلا من جهة، والعناوين الداخلية «الوصفية

.(1)»وعنوا�ا الرئيس من جهة أخرى

مرتبط جبزء ملفوظ متغري الطول «بأ�ا" جينيت"ويعرفها Les notes:الهوامش/الحواشي.7

.(2) »منتهي تقريبا من النص، إما أن يأيت مقابال، وإما أن يأيت يف املرجع

، )معمول به غالبا(تظهر اهلوامش يف أماكن خمتلفة من الكتاب؛ كأسفل صفحة الكتاب كما

أن جتمع الكتاب، يف ذيل البحوث واملقاالت خاصة والكتب عامة، وميكن/حشرها بني أسطر النص

أم وظائف احلواشي فهي ال تبتعد كثريا عن وظائف املقدمات واالستهالالت، . (3)يف كتاب خاص �ا

الوظيفة التفسريية والتعريفية باملصطلح النصي؛ وهي الوظيفة األساسية، وأيضا الوظيفتني؛ :ومنها

.(4)عنه التعليقية واإلخبارية؛ لفهم النص وتقدمي معلومات بيبيوغرافية وجتنيسية

من أهم النظريات اليت عكف النقاد أن النظرية السيميائية –فيما سبق ذكره –خنلص عليه و

والدارسون راهنا على الوقوف على عتبا�ا؛ وتقصي مضا�ا؛ واملقاربة مبناهجها؛ ألن العالمة يف

األخري هي بؤرة حبثها ومعلم أسها؛ وسيميائية العتبات النصية؛ مقاربة سامهت يف إنارة ما اكتنفه

كالبيت يشع منه النور من الداخل أسقيتهاار النص يف الظالم يف حميط النص؛ منذ أمد بعيد؛ فص

؛ زمن الدراسة ؛ و مسكوت عنهواخلارج؛ هذا األخري؛ الذي أمهل ومهش ، وصار ال مفكر فيه

كشف يف أحايني كثرية ما يمن زوايا عدة؛ كنزا من كنوز النقد األديب أصبح اآلنالكالسيكية؛

ومن أهم العتبات النصية اليت لقيت اهتماما . لثاوية يف تالفيف مجالياتهسكت عنه يف بىن النص ا

كبريا من طرف الدارسني؛ عتبة العنوان؛ كيف ال وهي أوىل عتبا�ا، الناطقة بامسها؛ احلاملة لشعارها؛

.ول الالحقةواليت سيأيت احلديث عنها تنظريا وتطبيقا يف الفص

.126: ، ص"من النص إىل املناص"جريار جينيت : احلق بلعابد عبد: ينظر - (1) .127: املرجع نفسه، ص – (2) .128: املرجع نفسه، ص – (3) .131املرجع نفسه، – (4)

ما ا

ا وااع وا: اان

ما اا ان :اع واوا ا

~ 74 ~

:توطئة

عتبة من ئي يف العقدين األخريين، يرى بأن قد الروالتطور جمال العتبات النصية يف الن إن املتتبع

مع العتبات املرافقة –قيت انشغاال استثنائيا راهنا، بعدما كان قد طواها النسيان هذه العتبات قد ل

عني تصطدم بهعد أول ما ت ةاألخري هذهويتعلق األمر بعتبة العنوان؛ ، ردحا طويال من الزمن - هلا

ذبه إىل االنتقال إىل الصفحات الالحقة به، مث يزداد شوقا فيلج مدفوعا إىل أغوار القارئ؛ فتغريه وجت

؛ وعادة ما نـلمح هافعا، وقد ال جيد ما كان دفينا يف نفسه حلظة قراءته األوىل، فيسقط يف فخ النص د

.الصحفية، وعناوين بعض الروايات ذلك يف الكتابة

ه االسرتاتيجي املشوق؛ لمحها يف متوقع دارة بارزة؛ ن ده ص ح احتل العنوان يف عامل الرواية و كما

نرية على صدر غالف حه لوحة إشهارية م سط وبداية صفحة الغالف أو أعالها؛ وهذا ما من يف و

على كل امللفوظات األخرى املكنونة للعمل الروائي؛ هذه السلطة اليت لرواية؛ ليفرض بذلك سلطتها

.حتفز القارئ على تناول الكتاب و اإلحبار يف حميطه الفين

ل �ا العنوان يف حقل العتبات نروم البحث عن داللته ف سرتاتيجية اليت ح من هذه اال

س عليها، وتبيان أهم الروايات س بنائية اليت أ املعجمية، و تعريفاته النقدية، مث اخلوص يف نظريته ال

؟ وتعريفيا صطلحيا عجميا وم فما العنوان م . اإلبداع الروائيفلت �ذه العتبة يف العربية واجلزائرية اليت ح

فلت به الروايات العربية عامة واجلزائرية خاصة؟ هل كيف ح ما موقعه؟ ؟وأصنافه ما أنواعه ووظائفه

؟األخرى نات العمل األديبعلى مكو لطتهس أبرز العنوان

ما اا ان :اع واوا ا

~ 75 ~

I /مفهوم العنوان

الفضاء المعجمي -1-1

:المعجم العربي/ 1-1-1

عنن، " تناولت معظم املعاجم العربية الفضاء املعجمي ملصطلح العنوان؛ وبرز ذلك يف ماديت

هذه على اآليت سيقف؛ واجلدول ملصطلح العنوان يفا دالليا شاسعا ط كو�ما تشكالن(1)"عنا

.(2)الدالالت وخيتزهلا ويستدرجها

الداللة "عنن"مادة

الظهور ظهر أمامك...عن الشيء يعن عننا وعنوانا

االعتراض اعترض وعارض: اعتن

العرض عنـنت الكتاب وأعنـنته أي عرضته له

يقال للرجل الذي يعرض وال يصرح قد جعل كذا وكذا عنوانا

لحاجته

التعريض وعدم التصريح

ونة عنى الكتاب تعنيه، عنونة العنـ

األثر والعنوان األثر

االستدالل كلما استدللت بشيء تظهره على غيره فهو عنوان له

.3147-3139: صلسان العرب،: ابن منظور – (1) .35-34: ، ص2010، 1طعلم العنونة، دار التكوين للتأليف والرتمجة والنشر، : رحيم عبد القادر – (2)

-20:، ص1998ط، .العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة،د : اجلزار حممد فكري: ينظر

، 1، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، ط)النشأة والتطور(العنوان يف األدب العريب : عويس حممد: ، وكذلك ينظر/ 21-22

.42-15: ، ص1988

ما اا ان :اع واوا ا

~ 76 ~

الداللة "عنا"مادة

الظهور أظهرته.. عنت األرض بالنبات، تعنو عنوا

الخروج وعنوت الشيء أخرجته

ومعنى كل كالم : عنـيت فالنا عنـيا أي قصدته

مقصده

القصد

اإلرادة أردت : عنـيت بالقول كذا

سمة سمة الكتاب: العنوان والعنوان

األثر أي أثر: في جبهته عنوان من كثرة السجود

ما خالهلا طرحكن من خيتزل لنا اجلدولني ما وسم به العنوان من دالالت خمتلفة؛ مي حيث

.وعالقتها بالعنوان واراتوح جيري بينها من معان

:حييل إىل الدالالت التالية" عنن"احلديث عن مادة كما أن

.الظهور -

.االعرتاض -

.العرض -

.التعريض وعدم التصريح -

.ونةالعن -

.األثر -

.االستدالل -

يدور بينها وبني العنوان أو ظهار ذلك احلوار الداليل الذي سنقف عند بعض منها إلإثـر ذلك

والدة و�ديدا للفراغ، وجود يف مواجهة «هو" الظهور والعالنية" :النسق الداليل فمثال العلوان؛

، إذ به، بالعنوان يتمفصل النص عن العدم، كما لو أن النص يكون حتت طائلة العدم إن مل يـعنـون

ما اا ان :اع واوا ا

~ 77 ~

، (1)»العنوان حيـز لظهور النص وانكشافه وانفتاحها�هول، ليتواصل مع العامل، ذلك أن ء فضا

. (2)ليغدو عالمة نصية سيميائية ناطقة ومعربة وإظهار أسراره، وإبراز حجابه؛

ونة"أما نسق فهو األكثر ذيوعا والذي تطابق مع الكلمة األصل لفظا ومعىن؛ والعنوان " العنـ

عنوان وعنيان، وعنوان، وعلوان، : ويقال...عرف بهعنوان الكتاب، ما ي «:كالعلوان؛ قال العكربي

".يعرف من عنوانه...الكتاب: " ؛ وهذا ما حييل عليه القول املأثور(3)»...ومجعه عناوين وعالوين

فإن داللة العنوان تزداد وضوحا وإعالنا خمتصرة يف " عنا"وإذا انتقلنا إىل احلديث إىل مادة

:الدالالت اآلتية

.الظهور -

.اخلروج -

القصد -

.اإلرادة -

.مسة -

.األثر -

."اإلرادة والقصد، والسمة واألثر" سنقتصر احلديث يف هذه املادة األنساق الداللية التاليةحيث

لرتمجة والنشر، دمشق، ، التكوين للتأليف وا)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني – (1)

.59: ص2007: ، ص2011، 1، حماكاة للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، ط)دراسة(العنوان يف الرواية العربية : أشهبون عبد املالك – (2)

14. .367: ،ص3ت، ج.التبيان يف شرح الديوان، دار املعرفة، بريوت، د: العكربي أبو البقاء - (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 78 ~

: نسق اإلرادة ، القصد

يغدو العنوان بوصفه فعال من أفعال الكتابة وعنوانا هلا، حدثا قصديا «أن �ذين الداللتنيميكن

حيث العالمة تتحرك من مرسل إىل مرسل »أي أنه ينتج حتت قوة اإلرادة من حيث هي مشيئة وعزم

.إليه لتحقق املقصدية الواحدة أو املقصديات املتعددة

ذو وصفية أكثر «ان يف قصديته بأنهعن العنو حتدث يف هذا الصدد حممد فكري اجلزاركما

هو قصد املرسل -حتديدا -حامال مرسلته يف دالليته، وهذا احلمل إذ أنه يتوجه إىل املستقبل-تعقدا

وإرادته إبالغ املستقبل جبماع املرسلة إن على مستوىل اجلنس أو على مستوى املوضوع أو حىت على

.(1)»أسس فيهمستوى موقف املرسلة من خطا�ا الذي تت

مما يتسىن للمؤلف بإيصال ونقل �ذا الفهم يكون التواصل الكتايب شبيه التواصل الشفاهي؛

مقاصده على حنو مباشر؛ فالعالمة الكتابية صارت تؤدي دورها كما تؤديه العالمة الشفاهية؛ كما

القصد «أ�ا أصبحت تقيم احلوار بني املرسل واملرسل إليه؛ هذا السياق احلواري كان يضمن تطابق

؛ (2)»يه املتكلم وما يعنيه اخلطاب أمرا واحدا ، حبيث يصري ما يـعنيت للمتكلم ومعىن اخلطابالذا

.أصبح فيه املؤلف منتجا للخطاب واخلطاب منتجا داال على املؤلف يف القصد واملعىن حيث

:نسق السمة، األثر

العالمة والتأثري، أما العالمة فرتسم أفقا للعالقة الكائنة بني «ميكن تبئريمها يف ضربني من الداللة

والنص، وأما التأثري فيخص العنوان والقارئ، والعنوان تبعا للعالقة األوىل، يعد عالمة للنص، العنوان

.(3)»أي مسة له وأمارة عليه ودليال إليه

.21: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص: اجلزار حممد فكري - (1): ، ص2003، 1سعيد الغامني، املركز الثقايف العريب، بريوت، ط: ، تر)اخلطاب وفائض املعىن( نظرية التأويل : ريكور بول – (2)

61. .64: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني - (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 79 ~

عنوانه؛ فال ميكن حتقيق انـجــــــــاز النص إال مال امسه و حا عالمة للنص؛ أضحى العنوانحيث

عالمة تبينه وتعلنه فيظل يف التسمية؛ فما خال من التسمية فإن الإال ببالعنونة؛ وأيضا إنتاج النص

.إىل أن يعلن عنه بالعنوان (1)حكم االحتجاب والغفل

هو عالمة؛ حتمل رمز الدليل؛ دليل القارئ إىل "السمة، واألثر" يسق العنوان يف ن كما أن

؛ كما أنه أيضا (2)»الفلوات �تدي به الضالةشيء ينصب يف «النص؛ ومعلم يستدل به؛ فالعلم

يقع فعله على املتلقي يف أدائه لوظائف تأسر القارئ يف لذة قراءة النص؛ ويتجلى هذا األسر تأثري؛

.(3)يف اخلصيصة األدبية أو نصية العنوان من أجل القبض على بنية العنوان وأسرارها

:المفهوم الغربي/1-1-2

يف االسبانية معىن واحدا، Titroيف االجنليزية أو Titleيف الفرنسية أو Le titre حيمل

الالفتة املعلقة على الدكان : الالتينية؛ واليت تعين" Titulus -تيتولوس"وذلك الشتقاقها من كلمة

علقة يف عنق العبد املعد ـوال .للبيعملصقة اليت توضع على قارورة لتبني حمتواها، كما تعين امل

االجنليزية يتناسب مع االستخدام املعاصر هلذه Title جند استعماالت تارخيية لكلمة كما

الكالم الذي يقف على رأس كل جزء أو قسم : ومنها Adams - حسب قول ادمس- الكلمة

صغري يف الكتاب، الكالم الذي يقف على رأس وثيقة قانونية أو عادية، أو على رأس رسالة، اسم

لغرض ما مينحه امسا أو وصفا، الكالم املدون أو أي مؤلف آخر، وأيضا الكالم الذي وضع كتاب،

يف صدارة كتاب قصد وصف موضوعه، و ما حيويه وطبيعته، وأيضا ذكر اسم الكتاب، صنفه،

.(4)حتريره، نشره ومكان نشره

علي حاكم صاحل، و حسن ناظم، املركز الثقايف العريب، : التفكيكية، تر ورمنيوطيقا نصيات بني اهل: هيو. ج سلفرمان - (1)

.295-294: ، ص2002، 1لبنان، ط-املغرب، بريوت-الدار البيضاء .3084 :، ص"علم"لسان العرب، مادة : ابن منظور – (2) .66: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسنيخالد حسني - (3)

باملهجر، حبث مقدم لنيل شهادة املاجيسنري، جامعة السانيا، وهران، اجلزائلريةمجاليات العنوان يف السينيما : بوعتو خرية – (4)

.87: ، ص2006/2007

ما اا ان :اع واوا ا

~ 80 ~

: للعنوان االصطالحي الفضاء/1-2

املصطلحات السيميائية والنقدية يروم بنا إىل ن مصطلحيا على غرار إن تقصي فضاء العنوا

ميثل حضور تفاصيل الظاهرة املعنية -حد ذاته -كثافة دالال�ا وتعددها؛ واملصطلح كمصطلح يف

؛ حيث ينقذها من تناثر املفاهيم وما تثريه من فوضى فينظمها يف صيغة لفظية حمددة (1)وتشعبا�ا

تقتصر االصطالحية على الرتمجة والتعريب فقط، بل تستدعي احلوار احلضاري بني ؛ وال (2)الداللة

.(3)الثقافات وحضورها

كثريا ما نلحظ مصطلحا نقديا واحدا يلق ترمجات خمتلفة؛ مما قد يؤثر ذلك على تفاقم

على سبيل ؛ ومن أهم اجلهود النقدية العربية اليت عاجلت املصطلح النقدي، نذكرتالف النقديخاال

:(4)املثال ال احلصر

15، تونس، "احلوليات"معجم مصطلحات النقد احلديث، ضمن جملة : محادي صمود -

.135- 125: ، ص)1985(

.1979املعجم األديب، دار العلم للماليني، بريوت، : جبور عبد النور -

لبنان، معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدب، مكتبة : جمدي وهبة وكامل املهندس -

.1979بريوت،

ضمن كتاب قضايا املصطلح يف اآلداب والعلوم ) األساس املعريف والبعد التطبيقي(املصطلح السيميائي : بنكراد سعيد – (1)

: ، ص1ط، ج.اآلداب والعلوم اإلنسانية، مكناس، د اإلنسانية، إعداد عز الدين البوشيخي، وحممد الوادي، منشورات كلية

157 -169. إشكالية املصطلح يف النقد الروائي، ضمن كتاب قضايا املصطلح يف اآلداب والعلوم اإلنسانية، : بوطيب عبد العايل: ينظر – (2)

.171: مرجع سابق، صاألديب العريب احلديث، جملة جامعة تشرين للدراسات والبحوث تعريبا وترمجة يف النقد : املصطلح السردي: أبو هيف عبد اهللا – (3)

.27: ، ص2006، 1، ع28العلمية، ا�لد .30: املرجع نفسه، ص: ينظر – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 81 ~

، دار النشر املغربية، الدار البيضاء، "نقد الشعر"املصطلح النقدي يف : إدريس الناقوري -

1982.

معجم املصطلحات األدبية املعاصرة، دار الكتاب اللبناين، سوشيربس، بريوت، : سعيد علوش -

.1985الدار البيضاء،

.1985املصطلحية، مقدمة يف علم املصطلح، بغداد، :علي القامسي -

معجم املصطلحات األدبية، املؤسسة العربية للناشرين املتحدين، تونس، : إبراهيم فتحي -

1986.

يف إشكالية املنهج والنظرية واملصطلح يف اخلطاب النقدي العريب : اللغة الثانية: فاضل ثامر -

.1994الدار البيضاء، احلديث، املركز الثقايف العريب، بريوت،

املصطلح النقدي، مؤسسة عبد الكرمي بن عبد اهللا للنشر والتوزيع، : عبد السالم املسدي -

.1995تونس،

.1994األسس اللغوية لعلم املصطلح، مكتبة غريب، القاهرة، : حممود فهمي حجازي -

" التسمية"عة بني للفضاء املصطلحي للعنوان سنفصل فيما خيص التمفصالت الواقلعودة إذ بعد

االسرتاتيجية العامة يف إجناز هوية الشيء واختالفه، يف حني ختتص العنونة «؛ فالتسمية تعد "العنونة"و

؛ وهذا (1)»فإ�ا تكتسب قوانينها فلسفتها. بعامل الكتابة حصرا بوصفها اسرتاتيجية خاصة باملكتوب

العنونة تفريعا خاصة للتسمية؛ وقد ينتميان إىل حقل داليل عدت ما ذهبت إليه القراءة الراهنة؛ واليت

؛ ويدخل هذا (2)نتج العنونة؛ واسم النص أو الكتابنتج التسمية، والعنوان م واحد؛ ألن االسم م

ني مصطلح مستعمل لإلشارة إىل التساوي الداليل ب«؛ هذا األخريالتساوي الداليل يف آلية الرتادف

.(3)»األلفاظ

.68: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسنيخالد حسني – (1) 68: صاملرجع نفسه، : ينظر - (2) 68: صاملرجع نفسه، – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 82 ~

علي "احث ــــــــــــتنافر بني االسم والعنوان؛ ومن هؤالء الباك ـــــــــهناك من ذهب إىل أن هنكما

ونة ذا�ا إذ االسم حتديد للكينونة يف حني أن العنوان ترسيخ «:بقوله "حداد فالتسمية ليست هي العنـ

؛ وهذا يعين أن هناك تباين (1)»ن التعينياق مــــــــــــــللهوية يف كينونة زمانية ومكانية وارتباط بسي

خاصة يف وظيفتهما؛ فتحديد االسم للكينونة، وحتديد العنوان واختالف بني التسمية والعنوان؛

املولود والنص موجودان بالقوة «للهوية؛ لكن ميكن للتسمية أن حتدد الكينونة واهلوية يف ذا�ا؛ ألن

، أي أن احتيازهـما على الكينونة صــــــائر وحادث وممتد ية والعنونةمن حيث الكائنية قبل عملية التسم

.(2)»يف املاضي

؛ وذلك باعتباطية االسم "العنوان"و" التسمية"يواصل الباحث توسيع الفجوة بني حيث

هلا يأخذ االسم طابع التخري اعتباطا، فاإلنسان يسمي األشياء أي جيرتح «:ومقصدية العنوان، يقول

مسرية حمددة يف نضح تعالقات رؤيته ملا يف نفسه وما حوهلا، يف حني يستقي العنوان وجوده من داللة

تطور الوعي اإلنساين وحتضره، وانتقاله من الداللة االعتباطية إىل أفق من النضج والوعي

.(3)»والتجربة

هلا على الصعيد اإلنساين سمياتنرى نقيض ذلك؛ فأكثر الت رجعنا إىل واقع التسميةأما إذا

؛ ذلك االسم مرتبط بتوقع واستشراف؛ هذا االستشراف ؛ فاملولود حني يولد يسمى باسممقصدية

؛ فتلك القصدية املرجوة "ى اسم على مسم : "يروم إىل تطابق املسمى مع هذا االسم؛ فيقال

، وتدخل يف القصدية واإلرادة؛ وحيث حتيد التسمية عن االعتباطيةمقرونـــــــــــــــــــــــــة بإرادة؛ وبالتايل

.39: ، ص2002، 370العني والعتبة، جملة املوقف األديب، دمشق، ع: حداد علي – (1) .69: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسنيخالد حسني - (2) .39:العني والعتبة، جملة املوقف األديب، ص :علي حداد – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 83 ~

الذي يرى " إدموند هوسرل" توفرتاهاتان الصفتان كان لزاما أن يكون هناك وعي؛ كما عرب عن ذلك

.(1)» اإلرادة هي كل نشاط واع يهدف الفرد من ورائه إىل حتقيق غاية معينة «أن

كلتامها منوط بقصدية؛ حميد عن االعتباطية؛ " والعنونة" التسمية"ن بناء على ما سبق يتضح لنا أ

ثقايف، وبالتايل تستندان إىل النضج والوعي والتجربة مع -فعلهما يف اإلطار السوسيو«فهما ينجزان

ثقايف؛ -ما حيقق الفعل السوسيو ؛ أي أ�ما يشرتكان يف»فروق تصب يف خانة الدرجة وليس النوع

.رجة حتقيق ذلك ال يف نوعهوخيتلفان يف د

فيما خيص اعتباطية التسمية من -تواصل اجلدل واخلالف النقدي حول القضيتني السابقتنيحيث

توسعت دائرته إىل حماورات النقاد العرب والغرب فيما بينهم؛ حيثليصري حدثا عامليا؛ - عدمها

Gérard "جريار جينيت" يعارض الناقد الفرنسي -يف قراءته-فنجد الباحث املغريب محيد حلميداين

Genette يف حدثي التسمية والعنونة؛ فاألول يف نظر حلميداين اعتباطي، والثاين قصدي؛ وهو

؛مث جاء الباحث خالد -حسب نظرة حلميداين-يف " Genette جينيت"عكس ما ذهب إليه

.والتسمياتية ن زاوية الوظيفة العنوانيةم" Genette جينيت"حسني حسني ليعيد االعتبار لكالم

، أو أسأل "هل عندك األمحر واألسود؟: "عندما أسأل صاحب مكتبة ...«:كتب الناقد الفرنسي

عالقته الداللية بالكتاب الذي (، فاملعىن املرتبط �ذا العنوان "هل قرأت األمحر واألسود؟: "طالبا

ال ) أي املعىن(يف ذهن خماطيب، فهو تبار يف سؤايل، وال يف ذهين وال ال يؤخذ بعني االع) يـعنونه

هل تعرف ملاذا يسمى هذا : يصبح فعاال إال إذا قرأت العنوان بوضوح، على سبيل املثال يف سؤايل

.(2)»"األمحر واألسود"الكتاب

ومع أن جينيت يالحظ «:حلميداين مفندا رأيه ، إذ يقول" Genette جينيت"ورد على نص

يثري بالضرورة مسألة الـمحتوى، فإنه مل " هل قرأت األخضر واألسود؟: "أن توجيهنا لسؤال كالتايل

، 1، مج1مادة، اإلرادة، ضمن املوسوعة الفلسفية العربية، حترير معن زيادة، معهد اإلمناء العريب، بريوت، ط: جورجزينايت – (1)

.47: ، ص1986

(2) - Gérard Genette :Seuils, Edition du seuil, paris, 1987,p :77.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 84 ~

يلتفت إىل أن يف هذا بالذات يكمن الفرق األساسي بني تسمية األشخاص وتسمية الكتاب،

ألن حمتواها ذو طبيعة توقعية فتسمية األشخاص قد تكون هلا منذ البداية داللة ولكنها اعتباطية

، فالوليد هو هوية حمتملة مرهونة مبا يأيت به املستقبل، ولذا وضع امسه تيمنا مبا نرغب يف أن واستباقية

لف جذريا أل�ا تستند إىل نص تأما تسمية الكتاب يف خت...يكون عليه الحقا ال مبا هو عليه بالفعل،

الكتاب، فالعنوان يوضع يف معظم األحيان يف اللحظات األخرية من قد اكتملت صورته بني يدي

.(1)» إجناز الكتاب أو بعد االنتهاء منه متاما

أنه ال ينص على أي اعتباطية؛ " Genette جينيت"يرى الدكتور خالد حسني حسني من نص

نية أو التحديدية لالسم يلتعيواليت محلها إياه الناقد حلميداين؛ بل نص على ما له عالقة بالوظيفة ا

إذ بعد حتديد اهلوية وتعرفها تنبثق الوظيفة الداللية أي اإلشارة إىل حمتوى النص أو «:والعنوان؛ فيقول

.(2)» الداللية لكل من االسم والعنوانالوظيفة اإلشارية الـمـسمى، وبناء على ذلك تسبق الوظيفة

واليت تباينت فيما بينها؛ من مؤيد العتباطية االسم -النقدية؛نلحظ من خالل هذه الرؤى عليه و

عارض ، ومن م "علي حداد، ومحيد حلميداين" العربيني وقصدية املعىن، كما هو احلال مع الناقدين

على ركزوأيضا من لذلك؛ ومتثل يف آراء الباحث العريب خالد حسني حسني ومن سلك �جه؛

كثافة داللية متعددة؛ تولدأ�ا -" Genette جينيت"الناقد الفرنسي ك وظائف التسمية والعنونة

.سياق حضوره األنطولوجييت سيأيت التعريف ليكشف عن طبيعتها وحيددها يف وال

:للعنوان الفضاء التعريفي/1-3

منظريه واملنشغلني يف حقل العنونة يف يف العنوان يقودنا إىل معرفته لدىإن احلديث عن تعر

.، الغريب والعريبالدرس النقدي احلديث

(1)

: ، ص2002، جدة، 46، ع)12(النقد، مج ، جملة عالمات يف )حبث نظري(عتبات النص األديب : اينميدحل محيد –

36-37. (2)

.75: ، ص)صيةمغامرة تأويلية يف شؤون العتبة الن(يف نظرية العنوان : حسنيخالد حسني -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 85 ~

:الفضاء التعريفي الغربي/1-3-1

ادة يف هذا ـــــــــة جــــــــــــــــوط بأول دراســــــإن التوجل يف البحث عن تعريف العنوان يف النقد الغريب؛من

عة يف تموق عالمات لسانية م ؛ والذي يرى أن العنوانLeo Hoek" ليوهوك"ا�ال؛ واملرتبطة بــــ

.(1) عن فحواه، وجتذب مجهوره املقصودعرب واجهة النص؛ تشري إليه وت

العنوان عالمات لسانية؛ مرتمجة لفحوى النص؛ جاذبة للقراء؛ وسبب "ليوهوك"عد حيث

.ذلك موقعها املشوق يف صفحة الغالف وظاهر النص

مبسحة مكانية عناوينلصيغ املألوفة يف ورود العنوان؛ حيث هناك الستقراء ا" لوك"انتقل كما

العناوين اليت حتدد نوع النص «وهي (2)ةميطاختييلي اوين، أو عنةتيمي ناوينأو مبلمح زماين أو بع

(3)»املقروء

إن تعريف «:العنوان بقوله" جريار جينيت"عرف أيضا الناقد الفرنسي ويف السياق نفسه

يطرح بعض اإلشكاليات، وبالتايل -رمبا أكثر من أي عنصر من عناصر النص املوازي-العنوان

يقتضي طاقة حتليلية كبرية، حيث إن اجلهاز الرتكييب العنواين مثلما ندركه منذ عصر النهضة، هو غالبا

.(4)»ال يتعلق بالضبط بطوهلا ، ومرتبطة بتعقيدجمموعة من العناصر شبه املركبة غري احلقيقية

؛ كون العنوان عنده مركب غري حقيقي؛ هذا املركب حنو التعقيد" جينيت"تعريف كما ينحو

.(5)نظرا الستعماله يف معاين متعددة ال يتميز خبصائص ثابتة؛ فتحديد التعريف أمر يف غاية الصعوبة؛

؛ أي أنه بوابة عبور للنص من خالل (6)»تأويليمفتاح « Ecoيف نظر إيكو أيضا العنوانإن

.التأويل؛ أو تأويل جماهل النص بالعنوان

(1) - Voir :Léo Hoek: La Marque du titre, éd moutons, paris, 1973,p :17.

.17: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك - (2) (3) - Léo Hoek: La Marque du titre,p :273. (4)- Gérard Genette :Seuils, p :56. (5) - Léo Hoek: La Marque du titre,p :05.

.70: ، ص1994دار احلوار للنشر والتوزيع، الالذقية، سورية، : البداية يف النص الروائي: نور الدين صدوق – (6)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 86 ~

أما العنوان عند روالن بارت فهو رسائل وعالمات دالة؛ هذه الداللة مشبعة برؤية العامل، مع غلبة

.(1)الطابع االحيائي

لة تسويق، ينتج عند التقاء رسالة سننية يف حا«أنه " كلود دوشي"يعرف العنوان أيضا كما

حيكي األثر األديب /ملفوظ روائي مبلفوظ إشهاري، وفيه أساسا تتقاطع األدبية واالجتماعية إنه يتكلم

.(2)»يف عبارة اخلطاب االجتماعي، ولكن اخلطاب االجتماعي يف عبارات روائية

، إشهاريةإن هذا التحديد لتعريف العنوان؛ يف النص السابق حيمله وظائف خمتلفة؛ تسويقية

.وأدبية واجتماعية؛ كما ينقل لنا أسرار النص وخطابه االجتماعي تواصلية،

يقر Joseph Besa Coprubiجوزيف بيزاكومربويب "جند الباحث اإلسباين حيث

ألنه ) multidimensionnel(ن العنوان عنصر متعدد األبعاد إ «:بتعدد أبعاد العنوان قائال

؛ هذا التعدد الذي اكتسبه هو الذي (3)»يقيم روابط عالمة جد خمتلفة، العمل األديب، النص والقارئ

).املتلقي(، ومن قرأه ووعاه )النص(منحه التأثري القوي على من محل امسه

:الفضاء التعريفي العربي/1-3-2

عرف حتديد الفضاء التعريفي يف النقد العريب الكثري من الرؤى واليت إن تباينت يف اللفظ إال

فيعرفه الدكتور بسام فطوس أنه أ�ا مل تبتعد كثريا عن املدلول الواحد؛ والذي محل أوجها خمتلفة؛

وحي بأن العنوان ميلك ؛ وهذا املفهوم ي(4)»أعلى اقتصاد لغوي ممكن يوازي أعلى فعالية تلق ممكنة«

أهل الكهف، مقاربة سيميائية، ضمن حماضرات امللتقى الثالث، السيمياء والنص األديب، جامعة مسرحية : شلواي عمار - (1)

.360: ، ص2005بسكرة، .68: ، ص)من النص إىل املناص(جريار جينيت : بلعابد عبد احلق - (2)(3)

:، نقال عن360: ص مسرحية أهل الكهف، مقاربة سيميائية،: شلواي عمار -

Joseph Besa Comprubi : les fonctions du titre nouveaux actes sémiotiques,

82,2002Pulim Université de Limoges,p91 .

.06: ، ص2001، 1سيمياء العنوان، وزارة الثقافة، األردن، ط: فطوس بسام – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 87 ~

تركيبة لغوية قوية وموحية؛ قابلة للتأويل طافحة بالعالمات املختلفة؛ واليت قد تفصح عن جماهل النص

.وأسراره

فهو قبل ذلك عالمة أو «يشكل محولة داللية "بسام فطوس"أصبح العنوان أيضا عند حيث

، )الناص(مادي حمسوس يتم بني املرسل مادي وهو أول لقاء /إشارة تواصلية له وجود فيزيقي

يأخذه املتلقي هذا التأويل ؛ وبالتايل يصبح العنوان إشارة ببعد سيميائي حتمل تأويال؛ (1)»واملتلقي

.ويلج به ردهات النص

ار به ـــــــــكاالسم للشيء، به يعرف وبفضله يتداول، يش«يرى حممد فكري اجلزار يف العنوان أنه

عالمة - يناسب البداية بإجياز-ل عليه، حيمل وسم كتابه، ويف الوقت نفسه يسمه العنوانإليه، ويد

.(2)»ليست من الكتاب جعلت له، لكي تدل عليه

للشيء؛ ومنه فالعنوان اسم للنص؛ معرف به؛ ه العنوان كاالسمشب ه ي الناقد العريب يف نص إن

.ومشهر له؛ فهو عالمة له عن غريه من العالمات

يعكس عادة عامل ...نص صغري، يتعامل مع نص كبري«ه يعرفه عبد املالك مرتاض أن كما

.(3)»النص املعقد الشاسع األطراف

العنوان �ذا املفهوم نص كغريه من النصوص لكنه ميتاز بالقصر وأيضا وظيفته اليت تكمن إذ

يف شرح النص الكبري املعقد الذي حيمل امسه؛ ليسهل التعامل معه من خالل ما ينص به النص

بني املرسل ال ينفك يتمتع بنصية، تؤهله ليؤدي أدوارا خطرية يف عملية االتصال«الصغري؛ ومن مثة

واملرسل إليه، فبينما يشفر املرسل رسالته، يتوىل املرسل إليه تفكيك هذه الرسالة املشفرة منطلقا من

.36: ص ،سيمياء العنوان: فطوس بسام – (1) .16: وسيميوطيقا االتصال األديب، صالعنوان : اجلزار حممد فكري – (2) .277: حتليل اخلطاب السردي، ص: مرتاض عبد املالك – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 88 ~

يلج ؛ ومنه(1)»العنوان بوصفه املفتاح األول يف فك طالسم الشيفرة الذي يرسله املرسل مع الرسالة

.مفتاح العنوان النص وردهاته من خاللعامل

أول عبارة مطبوعة وبارزة من الكتاب، أو نص يعاند «أنه " نيةالطاهر رواي"الناقد عرفهحيث

، وهو قبل كل شيء عالمة اختالفية نصا آخر ليقوم مقامه أو ليـعيـنه، ويؤكد تـفرده على مر الزمان

حمتوى النص ووظيفته املرجعية، عدولية، يسمح تأويلها بتقدمي عدد من اإلشارات والتنبؤات خول

.(2)»ومعانيه املـصاحبة وصفاته الرمزية، وهو من كل هذه اخلصائص يقوم بوظيفيت التحريض واإلشهار

رسالة لغوية تعرف �وية النص، «يعرف العنوان أيضا حممد اهلادي املطوي ويرى أنه كما

؛ وهو ما ذهب إليه الناقد بشرى البستاين باعتبار (3)»هغويه بوحتدد مضمونه، وجتذب القارئ إليه وت

رسالة لغوية تعرف بتلك اهلوية وحتدد مضمو�ا، وجتذب القارئ إليها وتغريه بقراء�ا، وهو «العنوان

.(4)»الظهر الذي يدل على باطن النص وحمتواه

.للولوج يف أغوار النص واستنطاقه (5)» العنوان ضرورة كتابية «وأيضا

القصيدة على وجه ضوا أن يكون للنص عنوانا؛ وعنواهناك فئة قليلة من النقاد رفكما أن

: حيث يقول" عبد اهللا الغذامي"العريب لك بدعة؛ كما هو احلال مع الباحثاخلصوص؛ واعتربوا ذ

والرومانسيني -�ا شعراؤنا حماكاة لشعراء الغربالعناوين يف القصائد ماهي إال بدعة حديثة، أخذ «

؛ وهذا الرأي خيالف كل الذين جمدوا العنوان يف القصيدة واحتفوا به امسا و وعلما (6)»منهم خاصة

.84: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني - (1)املاشئة والنص األديب، أعمال ملتقى معهد شعرية الدال يف بنية االستهالل يف السرد العريب القدمي ضمن : رواينية الطاهر – (2)

.141: ، ص1995اللغة العربية وآدا�ا، منشورات جامعة باجي خمتار، عنابة، شعرية عنوان كتاب الساق على الساق فيما هو الفرياق، جملة عامل الفكر، تصدر عن ا�لس الوطين : املطوي حممد اهلادي – (3)

.457: ، ص1999سبتمرب، /، يوليو1، ع28يت، جملدللثقافة والفنون واآلداب، الكو .34: ، ص2002، 1قراءات يف الشعر العريب احلديث، دار الكتاب العريب، بريوت، لبنان، ط: البستاين بشرى – (4)

(5) : سيميوطيقا االتصال األديب، صالعنوان و : اجلزار حممد فكري –

قراءة نقدية لنموذج اإلنسان املعاصر، النادي األديب الثقايف، -نيوية إىل التشرحييةمن الب-اخلطيئة والتكفري: الغذامي عبد اهللا – (6)

.261: ، ص1985، 1جدة، اململكة العربية السعودية، ط

ما اا ان :اع واوا ا

~ 89 ~

إىل القدم؛ قدم العصور األدبية؛ اجلاهلي واإلسالمي وما حلقهما وإبداعا؛ وحجة الباحث قد تنحو

الشعراء وقتئذ مل يضعوا لقصائدهم عناوين تسمها وحتمل عنوا�ا؛ بل قبل العصر احلديث؛ وألن

عناوين هلا؛ فاعترب أسامي عناوين القصائد العربية يف العصر احلديث وما -يف ذا�ا -كانت مطالعها

اصة بدعة حديثة؛ أل�ا مل تسر على �ج سابقيها يف االكتفاء خبعامة، وقصائد الرومانسيني ببعده

كيف أجاز : غريه من األسئلةطالع عنوانا هلا؛ والسؤال الذي يطرح نفسه يف هذا املقام مع بامل

يف الشعر؟ وهل النص الشعري كنص بعيد كل البعد عن الباحث العناوين يف النثر، ودعا إىل جتنبها

أن ينفك عن سلطة العنوان يف دراساته النقدية؟ استطاع الباحثوهل النص النثري كنص؟

- وهو يف حماولته لـجهل قيمة النص املوازي و رفض العنونة يف اخلطاب الشعري- إن الباحث

محزة "للشاعر "قلب مت ظمأ يا" يشتغل على " اخلطيئة والتكفري"ما فتئ يف موضع آخر من كتابه

مل يستطع على املتعامل معه؛ أو أن الباحث فرض سيطرته -زيكنص موا-" العنوان"؛ وكأن "شحاتة

. من قبضة العنوان الشعري الذي حاول جتنبه اإلفالت

دا وتباينا خنلص إىل أن الفضاء التعريفي للعنوان يف النقد الغريب والعريب قد لقي تعد إثـر ذلك

وكان للغرب فضل على إعادة الدور يف اآلراء؛ كل يعرفه حسب معرفته وطبيعة منهجه العلمي؛

، كثريا سال عليها احلرب للعنوان الذي مهش وسكت عنه زمنا طويال ، فأصبح اآلن من القضايا اليت ي

قال؛ فبعدما كان العنوان على اهلامش سابقا صار راهنا على رأس قال وما ال ي قال فيها ما ي وي

بل - ليس كعتبة نصية فقط -فأكتسب سلطة قوية، وفرض نفسه الدراسات السيميائية العتباتية؛

أضحى امسا المعا و علما بارزا وإبداعا مميزا؛ اسم ليس كاألسامي؛ بسيط الرتكيب عويص التأويل؛

قد حوله ملتقيات عت فات ودراسات؛ و سهل القراءة، صعب التفسري؛ وعلما بارزا ختصص له مؤل

؛ يصاغ بأمجل الكلمات، وبأغرب مميزا وإبداعا؛ مقاالت وقراءات غماره يفوندوات، وتلقى

.العبارات، طافح بالدالالت، غامر بالتخمينات

ما اا ان :اع واوا ا

~ 90 ~

وإذا كان الباحثون الغربيون هم من أعادوا للعنوان مكانته اليت ضاعت منه قدميا؛ فكيف

؟ هل أبدع العرب عناوين إلبداعهم خاصة مع العنوان عامة ويف طريقة صوغه وإبداعهتعامل العرب

كانت إبداعات العرب تـعنون؟ ما مكانة العنوان كإبداع عند العرب؟فاق شهر�م؟ وهل

II/ العربي العنوان في اإلبداع:

إمهاال و�ميشا لعقود -همع باقي العتبات األخرى اليت حتيط ب- العنوان عند العرب قد لقي ل

الذي يتقدم النص ويفتتح مسرية منوه، أو جمرد اسم يدل على العمل «فالعنوان ليس -من الزمنطويلة

حيدد هويته ويكرس انتماءه ألب ما، لقد صار أبعد من ذلك بكثري، وأضحت عالقته بالنص : األديب

لقد ...ه وممراته املتشابكةبالغة التعقيد، إنه مدخل إىل عمارة النص، وإضاءة بارعة وغامضة إل�ائ

أخذ العنوان يتمرد على إمهاله فرتات طويلة، وينهض ثانية من رماده الذي حجبه عن فاعليته، وأقصاه

.(1)»إىل ليل من النسيان، ومل يلتفت إىل وظيفة العنوان إال مؤخرا

نـجد بعض الدارسني العرب قد التفتوا إليه، على الرغم مما لـحق بالعنوان من النسيان إال أننا

:(2)وصوبوا دراسا�م حنوه، واشتغلوا عليه تنظريا وتطبيقا، ونذكر منهم على سبيل املثال ال احلصر

.1988، )العنوان يف األدب العريب، النشأة والتطور(حممد عويس -

.1966سنة ، )النص املوازي يف الرواية، اسرتاتيجية العنوان(شعيب حليفي، -

رسالة لنيل دبلوم ) مقاربة العنوان يف الشعر العريب احلديث و املعاصر(مجيل محداوي، -

الدراسات العليا يف األدب العريب احلديث واملعاصر، إشراف الدكتور حممد الكتاين، نوقشت

.1966باملغرب سنة ) تطوان(جبامعة املالك السعدي كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية

.1988، )العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب( كري اجلزار،حممد ف -

. 100: ، ص1997، السنة23، ع06شعرية الرواية، جملة عالمات يف النقد، مج: العالق علي جعفر – (1) ، غرداية2014، 2، ع7جملة الواحات للبحوث والدراسات، مج: شعر هدى ميقايتسيمياء العنوان يف : رضا علي – (2)

ghardaia.dz-http://elwahat.univ .25/05/2016: قعو تاريخ مراجعة امل.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 91 ~

أطروحة الدكتوراه الدولة، ) مقاربة النص املوازي يف روايات بنسامل محيش( مجيل محداوي، -

.جبــامعة حممد األول 2001ناقشها الباحث سنة

:العنوان في الخطاب الشعري العربي/2-1

ىل البحث يف مراحل البحث يف طبيعة صوغ العناوين يف اخلطاب الشعري العريب يقودنا إ إن

هل مسى العرب قدميا :، والسؤال الذي يطرح نفسهالقصيدة العربية القدمية واحلديثة تشكله وتبلوره يف

وإن مل يكن ذلك كيف عمرت نصوص شعرية دون شواهد عيد ميالدها ودون تسميات؟ ؟قصائدهم

؟يف بدا الصوغ العنواين للقصائد الشعرية احلديثةوك

:الصوغ العنواني في القصيدة العربية القديمة/2-1-1

سيا�ا مهاهلا إبداعا ، ون يا�ا وإ لحظ غ يإن املتتبع لطبيعة العنونة يف القصيدة العربية قدميا

أبعاده اللغوية والبالغية والداللية، قدا؛ إذ راح النقاد وقتئذ لدراسة النص من كوت عنها ن والس

، واستكشاف املعاين وغريها؛ لكن مسألة العنونة مل يلتفت إليها ومل حيفل �ا النسق والعروضية

.الثقايف القدمي آنذاك

مبطالعها وبدايا�ا ال بأمسائها؛ وكانت تلك البدايات صوصا اشتهرت بني الناس بيد أننا جند ن

ابا واملطالع مبنية ؛ أل�ا أول ما تقف عليه العيون، وأول ما يرن يف ، وتركيبا لغويا بديعا بناءا إيقاعيا جذ

.اآلذان فيصل إىل األمساع

تلك الـمـطالع والبدايات يف بالغتها، ومجاليتها، وظاهرة وضعها سنسعى إىل تبيانحيث

.باإلضافة إىل معرفة عناوين املصححني ودارسي األدب ،واستنساخها

: بالغة االبتداء -1

عرفت بدايات القصائد العربية القدمية بالغة يف صوغها؛ هذه البالغة هي اليت أكسبتها شهرة

؛ فذاك احلسن هو الذي -كما قال أهل البيان-وانتشارا بني الناس؛ فمن البالغة حسن االبتداء

ينبغي للشاعر أن حيرتز يف أشعاره، ومفتتح أقواله؛ مما يتطري منه : وبالغة؛ قال بعضهم يلبسها بيانا

ما اا ان :اع واوا ا

~ 92 ~

ويستخفى من الكالم كاملخاطبة بالبكاء، ووصف إقفار الديار، وتشتيت األالف، ونعي الشباب،

من يتفقد : وسئل بعضهم عن أحذاق الشعراء؛ فقال...وذم الزمان وال سيما يف املدائح والتهاين

.(1)االبتداء واملطلع

:من أحسن املطالع اليت عرفها الشعر العريب قول النابغة الذبياينأما

كليين لــــهــــــم يا أميمة نــــاصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب

لذلك؛ وحىت نلحظ يف هذا الـمطلع حسن ابتداء؛ بارز يف حسن اختيار األلفاظ املناسبةكما

؛ بدا واضحا من اإليقاع العذب، الذي امتزج كان هلا تأثري قوي" الكسر"داللة العالمة اإلعرابية

هذا املطلع عنه باحلزن واهلم، فكون طيفا دالليا يعكس حالة صاحبه وشعوره الدفني؛ والذي كشفه

.البليغ؛ فصار املتلقي يشارك الشاعر يف حزنه ومهه

: جمالية المطلع -2

؛ ألن هذا األخري مع مراعاة مجالية املطلع ميكن قراءة مطالع القصائد تبعا آلليات التأويل

سر بني الصمت والكالم، تكون أفقا مت ما قبل التقبل، فهو اجلملة األوىل اليت متثل اجل يكسر ص «

.(2)»وامله تبعا للمطلعللتوقعات واالفرتاضات، جماال دالليا حمددا تتناسل ع

ابا إذ العناصر الصوتية ،من العناصر اجلمالية اليت يطفح �ا املطلع الشعري وجتعله مثريا وجاذبا وجذ

.واإليقاعية والنحوية والبالغية

طالع صارت امسا وعنوانا هلا؛ نظرا ملا حتمله من مجالية يف عرفت القصيدة العربية القدمية م كما

الشعرية؛ نذكر منها قوله وهو ؛ وكانت مطالع املتنيب منوذجا فعاال لتلك املطالعو تأثري يف املعىناللفظ

):هــ347(ربعني وثالمثائة للهجرة سبع وأميدح كفورا سنة

، 2البجاوي وحممد أبو الفضل إبراهيم، طحممد علي : كتاب الصناعتني الكتابة والشعر، تح: العسكري أبو هالل – (1)

.451: ، ص1971، منشورات االختالف، الدار العربية للعلوم ناشرون، اجلزائر )التشكيل ومسائل التأويل(العنوان يف الثقافة العربية : بازي حممد – (2)

.53: م، ص2012/هـــ1433، 1لبنان، ط-اجلزائر، بريوت-العاصمة

ما اا ان :اع واوا ا

~ 93 ~

(1)أغلب وأعجب من ذا اهلجر والوصل أعجب أغالب فيك الشوق والشوق

أغالب، (ربز يف التكرار الذي خلف إيقاعا صوتيا مؤثرا على هذا املطلع مجالية تإذ يطفح

مجالية التضاد؛ اليت تبني املعىن من جهة وتقويه يف ، وأيضا )أعجب، أعجب /الشوق، الشوق /أغلب

اءه نغما ؛ والذي ترك ور )أعجب/أغلب(يف " التصريع"، وأيضا صدى )الوصل/اهلجر(من جهة ثانية

؛ فريى الشاعر أن بينه وبني الشوق مغالبة وأكسب املطلع مجالية يف اإليقاع والصوت موسيقيا عذبا

لكافور؛ حيث غلب شوقه صربه؛ وتعجبه من هجره؛ لطوله وتراخيه، يف حني أن وصلهما أعجب

.من ذلك؛ ألن من شيم األيام التفريق

:ميدح علي بن إبراهيم التوخنيقال املتنيب يف مقام آخر كما

لتـنا الـــــمنوطة بالتناد (2)أحــــــــــــــــــــــــاد أم سداس يف أحاد ليـيـ

الية هذا املطلع يف تكرار حروف وكلمات بعينها؛ مثل استعمال كلمة ـــــــــــــــــــــــــمج بدتحيث

صريع على اآلذان، وتظهر اجلمالية أيضا يف بنية السؤال امللتبس الداللة مرتني، وأيضا وقع الت" أحاد"

كما احتاج هذا السؤال للشرح ؛ فحذفت مهزة االستفهام للضرورة الشعرية؛"أحاد أم سداس يف أحاد"

إذا جعلتها فيها كالشيء -أراد واحدة أم ست يف واحدة، وست يف واحدة «:قال الواحدي.والتوضيح

هذه : يقول...سبع، وخص� هذا العدد ألنه أراد ليايل األسبوع،- ترد الضرب احلسايب يف الظرف ومل

الت وامتدت إىل يوم ـــــــــــايل الدهر كلها مجعت يف هذه الليلة الواحدة حىت طــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالليلة واحدة أم لي

املعنوي؛ هذا األخري من مسات شعر املتنيب ومن شعريته؛ ؛ فقام معىن املطلع على التقابل(3)»القيامة

.بالتناسب الصويت وتشكالتهفتميز هذا املطلع

.301: ، ص1، ج2لبنان، ط-، دار الكتاب العريب، بريوتشرح ديوان املتنيب:محنالربقوقي عبد الر – (1) .74: ، ص2املصدر نفسه، ج – (2) 75: ، ص2ج املصدر نفسه، – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 94 ~

:(1)وعليه ميكن أن جنمل مجالية املطلع يف عدة عناصر أمهها

.التصريع - أ

.التناسب الصويت وتشاكالته - ب

:العنوان واالستنساخ -3

القصائد الشعرية قد وضعت من طرف غري منتجيها؛ أن عناوين -فيما سبق ذكره -عرفنا

وال شك أن هذا النوع من العنونة «أو وسطها أو آخرها أخذت من بدايات األبيات

وقد ال -لو طلب منهم ذلك افرتاضا -قد ترفض من طرف أصحاب القصائد" االستنساخية"

؛ لكن يف (2)»مية النصوص، وال عن مقاصدهمتعرب عن فلسفتهم اجلمالية والفنية والداللية يف تس

فالنسق الثقايف العام، «اجلانب اآلخر ال بديل أمام قراء النصوص من هذا النوع االستنساخي؛

والرتبوي بشكل خاص يبحث عن مداخل ومرجعيات وثوابت يتكئ عليها، ويستضيء �ا يف

عمال تكميليا " تصبح العنونة"وهكذا . حلظات احلرج التأويلي، والبحث عن خترجيات املعىن

.(3)»لشيء منجز

خلف استنساخ العناوين جدال نتاجه تداخل األنساق الثقافية، ونظرة واضعي العنوان حيث

.ملاضي الثقافة العربية

.60- 59: ، ص)التشكيل ومسائل التأويل(العنوان يف الثقافة العربية : بازي حممد - (1) .64: املرجع نفسه، ص – (2) .64: صاملرجع نفسه، – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 95 ~

:عناوين مصححي ودارسي األدب -4

لتكون عناوين درج بعض مصححي ودارسي األدب على اقتطاف أجزاء من النصوص،

:تسمها، ومتيزها عن غريها؛ واعتمدوا يف ذلك إجراءات منها

:التجزيء والتكرير -

قام مصطفى عبد الشايف مصحح وشارح ديوان امرئ القيس باستعادة مجالية املطلع، حيث

:وضع الشطر األول بأكمله من البيت عنوانا لقصيدة

(1)ي لبنات الفؤاد املعذب مرا يب على أم جندب لنقض خليلي

وكذلك األمر عند دارسني آخرين خطوا هذه اخلطة التكريرية؛ مثل ما قام حسن فاغور باجتزاء

بنيات مطلعية وتكريرها يف عنونته لقصائد كثرية للشاعر زهري بن أيب سلمى؛ وهي متثل األشطر

وبلدة ال ترام "، (3)"سرتحل باملطي قصائدي"، (2)"عفا من آل فاطمة اجلواء" «:األوىل من املطالع

.»، وغريها(4)"خافقة

الدواوين الشعرية القدمية؛ حيث أن هذا املطلع الذي شارحوخطا هذه اخلطة التكريرية

.كما أ�م استسلموا لسلطته من خالل جودته وإغرائه الكبريين اختاروه، يصري عنوانا للنص؛

: االختيار الجوال -

عن كلمة أو مجلة اضع العنوان داخل األبيات؛ حبثاجوال و ـ هذا اإلجراء يف ت يتجلىحيث

بعد جتواله -مناسبة لعنوان القصيدة؛ وأمثلة ذلك كثرية؛ فمثال اختار مصطفى عبد الشايف

:من قصيدة مطلعها (5)"ولو أين هلكت بأرض قومي" عنوان -داخل النص

.29ت، ص. شرح ديوان امرئ القيس، دار الكتب العلمية، بريوت، د: عبد الشايف مصطفى – (1) .13: ، ص1988، 1شرح ديوان زهري بن أيب سلمى، دار الكتب العلمية، بريوت، ط: فاعور علي حسن – (2) .22: املصدر نفسه، ص - (3) .28: املصدر نفسه، ص - (4) .55: شرح ديوان امرئ القيس، ص: عبد الشايف مصطفى - (5)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 96 ~

(1)وأبلغ ذلك احلي اجلديداأال أبلغ بين حجر بن عمرو

.وسلك يف هذا النهج كثري من مصححي ودارسي األدب عامة ويف الشعر خاصة

:التحويل والتأويل -

هذا اإلجراء مل يتعامل معه الشراح كثريا؛ لكننا جنده يف أسامي الكثري من القصائد الشعرية؛

التأويل ال يبتعد كثريا عما يف النص من وذلك بتحويل بنية لفظية من النص ومن مثة تأويلها؛ هذا

شهادة "معان، ومثال ذلك ما قام به شارح ديوان احلطيئة؛ عندما عنون قصيدة للشاعر بـــ

، وهو وايل العراق "علي الوليد بن أيب معيط"والقصيدة تتضمن شهادة للشاعر ؛(2)"احلطيئة

املوجود يف ثنايا القصيدة إىل " شهد " فعل عندما شرب اخلمر، وقد قام الشارح بتحويل املعىن من

.(3)"شهادة"

نلفي الصوغ العنواين يف القصيدة العربية القدمية قد أخذ منحا خاصا؛ حيث أن النصوص حيث

الشعرية آنذاك مل تكن حتمل عنوانا كاسم هلا؛ بل صارت مطالعها وبدايا�ا عناوين هلا؛ من خالل

إلغرائية والتأثريية على القارئ من جهة، والـــــمعنون هلا من جهة ثانية؛ جود�ا وبالغتها ووظيفته ا

بالغة يف بدايا�ا، ومجالية يف مطلعها، واستنساخا وتكريرا أللفاظها -يف تتبعنا لذلك–والحظنا

.عرب إمكانية التأويل التحويل، واالختيار اجلوال

مقتصر على الـــمطالع والبدايات؟ أم أن العنوان يف هذه فهل كان الصوغ العنواين للقصيدة احلديثة

النصوص صار له امسا وعنوانا؟

.55: شرح ديوان امرئ القيس، ص: عبد الشايف مصطفى – (1)

.110: ، ص1993، 1، دار الكتب العلمية، بريوت، ط)دراسة وتبويب(ديوان احلطيئة، : قميحة مفيد حممد – (2) .110: صدر نفسه، صامل: ينظر – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 97 ~

:الصوغ العنواني في القصيدة العربية الحديثة/2-1-2

ديثة منحى سابقه؛ والذي جتلى يف املطالع مل ينحو الصوغ العنواين للقصيدة العربية احل

القدماء كانوا يستعجلون مساع القصيدة أوال، هلذا جاراهم «ك أن والبدايات؛ فكان مغيبا نسبيا، ذل

الشعراء وأعفوهم من مشقة الوقوف عند العناوين الشعرية، ومع ذلك فالغياب امللحوظ للعنوان يف

؛إ واملتمثلة يف مطالع القصائد (1)»الشعر القدمي عوض عند العرب بصيغ بديلة تنهض بوظيفة مشا�ة

.وبدايا�ا

إىل العنونة املباشرة -(2)حسب الغذامي-كل ذلك أما يف العصر احلديث فقد جتاوز العنوان

اليت غدت إحدى مميزات العصر احلديث، حيث الطباعة والصحافة وغريها هيأت الظروف املناسبة

يث الحنباس العنوان يف اخلطاب الشعري، الستعادة اهلوية املفقودة، فكانت الكتابة سيدة املوقف ح

قلبت االسرتاتيجية الكالسيكية للمتلقي يف انتقاله من جمرد مستمع إىل قارئ متميز ومشارك يف

.العملية اإلبداعية

غلب الطابع الرمانسي على الصوغ العنواين الذي غدا تساؤليا وتأمليا ومأساويا؛ ونلمح كما

ليا أبو ماضي، الطالسم إل"خلليل مطران، " املساء: " ذلك يف الكثري من العناوين الشعرية منها

.إلبراهيم ناجي، وغريها كثري" األطالل"طه، لعلي حممود " مالمح التائه"

من سلطة الصوت إىل سلطة الكتابة، ومن كالسيكية املعىن إىل أضحى خطابا هاربا حيث

الذرائعية ومسببات الوجود احلداثة وما بعدها ميالد العنونة متجاوزة مجالية الالمعىن؛ حيث دشنت

.من أجل الوجود إىل كيفيات الوجود

: ، ص1998ط، . ، افريقيا الشرق، الدار البيضاء، د"دراسة يف املنجز النصي"الشعر العريب احلديث : حيياوي رشيد – (1)

107. (2)

.261: ، ص-من البنيوية إىل التشرحيية-اخلطيئة والتكفري: الغذامي عبد اهللا :ينظر -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 98 ~

، نذكر مناذج فرضت سلطتها وغوايتها لقارئها على ةواملعاصر ةعناوين احلديثالمن متاهات

:سبيل املثال ال احلصر

.ألدونيس" شهوة تتقدم يف خرائط املادة" -

.حملمود درويش" تلك صور�ا وهذا العاشق" -

.حملمد عفيفي مطر" بداياتمن جممرة ال" -

.لسعدي يوسف" خذ وردة الثلج، خذ القريوانية" -

وإذا كان الصوغ العنواين يف النص الشعري العريب القدمي قد مهش وسكت عنه أو اقتصر على

يف الرواية العربية قد لقي اهتماما بالغا؛ حيث تباينت بدايات ومطالع النصوص؛ فإن الصوغ العنواين

. ومسا�ا اليت متيزها عن األخرىة االهتمام بدرجة الصوغ؛ وتطور يف مراحل متعاقبة؛ كل مرحلة درج

كيف صاغ الروائيون العرب عناوين نصوصهم؟ ما هي أهم املراحل اليت : وعليه نظرح السؤال التايل

مر �ا الصوغ العنواين يف الرواية العربية؟

:في الرواية العربية الصوغ العنواني/4-1

املتتبع لتطور العنوان يف الرواية العربيــــــــــــــــــــــة يرى بأنه عرف عدة حتــــــــــــــــــوالت قبل أن يكتسب إن

.موقعه مع النصوص املوازية املؤثرة على القارئ احلاملة للكثري من الدالالت والعالمات

ونة في /4-1-1 :البدايات األولىالعنـ

:متيزت البدايات األوىل للرواية العربية وقتئذ خبصائص مشرتكة منها

..):سجع، طباق، جناس،( آليات البديعالصوغ ب - أ

، وسردية »1834يف تلخيص باريز اإلبريزختليص «متثلت يف سرديات رفاعة الطهطاوي

اهليام «، وسليم بطرس البستاين»1855الفارياقالساق على الساق يف ما هو «أمحد فارس الشدياق

ما اا ان :اع واوا ا

~ 99 ~

در الصدف يف غرائب «، وفرنسيس املراش»1884 ، واهليام يف فتوح الشام1980يف جنان الشام

.(1)»1882الصدف

ميكن أن يكون هذا االهتمام بآليات البديع؛ من سجع وطباق وجناس وغريها من أجل كما

ذي العصر أيضا هي اليت أجربت فنيا الصوغ على هذا النوع ال جلب وجذب القارئ إليها؛ وطبيعة

.(2)»متشبثا بالنفس الرتاثي حىت وهو يعاجل قضايا حديثة«ظل

: الصوغ الرومانسي - ب

، سلمى 1887، فاتنة 187، أمساء 1881زنوبيا «مثله روايات سليم بطرس البستاين

فتاة «وروايات جورجي زيدان، »1884-1882، سامية 1882، بدور 1878-1879

، العباسة 1901، غادة كربالء1898، عذراء قريش 1896، أرمانوسة املصرية 1896غسان

، ورواييت »1912، شجرة الدر1912، فتاة القريوان1908، عروس فرغانة1906أخت الرشيد

اد، نقوال حد : لــ »حواء اجلديدة«ورواية ،»1908، فتاة الغيوم1905فتاة مصر«يعقوب صروف

.(3)يـــــــــــأمحد شوق: لـــ »دــــــــــــــــــعذراء اهلن«ورواية

ة احلقل األنثوي؛ ـــــــــواين الرومانسي؛ هو هيمنــــــــــــــــاه يف هذا الصوغ العنــــــــــالالفت لالنتبحيث

ى ـــرر املرأة، والدعوة إلـــــــــــــــــمع النداء بتح«نـــــــــــــــــبالتزام -نـــــــــــــــر أحد الباحثيــــــــــــــوفق تفسي-رد ذلكـــــــــــوم

.(4)»انت سجينة األفق الرمانسي العاطفيــابة آنذاك كــــــــــــافة إىل أن الكتــــــــــــــا، باإلضــــــــــــرر عمومـــــــــالتح

:التاريخيالصوغ -جــ

، 1892استبداد املماليك «جي زيدانر جيسد هذا الصوغ العنواين كل من روايات جكما

، شارل وعبد 1903، فتح األندلس أو طارق بن زياد1902احلجاج بن يوسف الثقفي

(1)

.366: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ینظر - .83: ، ص1993، 46، جملة الكرمل، ع)اسرتاتيجية العنوان(النص املوازي : حليفي شعيب –(2) .367: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر - (3) .87: ، ص)اسرتاتيجية العنوان(النص املوازي : حليفي شعيب - (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 100 ~

، صالح الدين األيويب ومكائد 1907، األمني واملأمون1905، أبو مسلم اخلراساين1904الرمحن

.(1)أمحد شوقي: لـــ »الدياس أو آخر الفراعنة«، ورواية»1913احلشاشني

اجلفاف الذي حيف باحلدث التارخيي، «عكس هذا الصوغ التارخيي بتقنية السرد الروائيحيث

.(2)»ليكون مستساغا للقراءة

:الصوغ المغامراتي -د

، اململوك1913صالح الدين ومكائد احلشاشني«ميثله روايات جرجي زيدان

.(3)»1892،وأسري املتمهدي1891الشارد

:العنونة ما قبل الحداثة/4-1-2

الصوغ الرومانسي والصوغ الواقعي؛: متحور الصوغ العنواين يف هذه املرحلة إىل صنفني مها

لتداخل التيارات األدبية وجتاورها «ويصعب حتديد زمنهما وكل صنف ميثل مرحلة زمنية معينة؛

؛وميكن التأريخ هلذه املرحلة من العقد الثاين من القرن العشرين وحىت (4)»الوقت ذاتهواستمرارها يف

.اخلمسينات

:الصوغ الرومانسي - أ

، وحممد حسني »1912األجنحة املتكسرة«جتلى لدى جربان خليل جربانحيث

القرية أو فتاة «، ومعروف األرناؤوط»1926وداعا أيها الشرق«، ونقوال حداد »1914زينب«هيكل

، 1938»سارة «، عباس حممود العقاد 1933»عودة الروح«، وتوفيق احلكيم 1931»خيانة احلب

، 1943»أحالم شهرزاد« ،1938»احلب الضائع«، 1934»دعاء الكروان«ولدى طه حسني

يف أعمال حممد عبد احلليم عبد اهللا -أيضا - ، لتستمر 1949»الوعد احلق«، 1944»شجرة البؤس«

.368: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر - (1) .368: صاملرجع نفسه، - (2) .32: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (3)

.368: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني - (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 101 ~

، 1951»الوشاح األبيض«، 1949»شجرة اللبالب«، 1949»بعد الغروب«، 1945»لقيطة«

مبكى «، 1950»إين راحلة«، وجتلى أيضا يف روايات يوسف السباعي 1952»مشس اخلريف«

وأعمال أخرى مثل ؛(1) 1954»رد قليب«، 1953»فديتك يا ليلى«، 1952»العشاق

حملمد 1940»زنوبيا«، و1934إلبراهيم رمزي »القمرباب «حملمود تيمور، و 1934»األطالل«

ألمينة السعيد، باإلضافة 1950»اجلاحمة«لطه حسني، و 1944»شجرة البؤس«فريد أبو حديد، و

.(2)..إىل أعمال إحسان عبد القدوس يف مرحلة الحقة

يـلحظ متردا عن التسمية و الصوغ -لةحيف هذه املر - املتأمل هلذا الصوغ الرومانسي إن

يف عامل النصية؛ الولوجإىل بآليات البديع، والذي كان طويل النسج زمن البدايات األوىل للعنونة،

. وممارسة االقتصاد املعجمي للملفوظ

:الصوغ الواقعي - ب

، خان 1945القاهرة اجلديدة«كل من جنيب حمفوظ يف أعماله ميثل هذا الصوغحيث

، الثالثية بني 1949، بداية و�اية1948، السراب1947، زقاق املدق1946ياخلليل

، اللص والكالب، 1959، أوالد حارتنا1957، السكرية1957، قصر الشوق1956القصرين

ن ــــــــــــــــم اصفة، الثلج يأيتـــــــــــــــــــ،الشراع والع1954املصابيح الزرق«، وأعمال حنا مينة»السمان واخلريف

، وأعمال أيضا »1977، املستنقع1975، بقايا صور1973، الشمس يف يوم غائم1969النافذة

.(3)»1965النخلة واجلريان«، ولدى غائب طعمه فرمان»1958قاع املدينة«يوسف إدريس

. 369: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني :ينظر - (1)

(2) .63: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - -

(3) .370-369: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 102 ~

مله يالحظ على الصوغ العنواين الواقعي يف هذه املرحلة هو جتاوزه للحس الرومانسي وما حي

من خيال واسع، وولوجه العامل الواقعي بزمانه ومكانه وأشيائه، وحينها سيغدو رابطا بني العامل والنص

.(1)وإعالن لتلك العالقة االنعكاسية املزعومة بينهما

من سيأيت صوغ آخر يف املرحلة املقبلة؛ والذي سيقذف بالقارئ إىل نشاط التأويلعليه و

.خالل غرابته وكثافة داللته

)الصوغ العنواني الجديد: (العنونة الحداثية/4-1-3

سار الصوغ العنواين يف هذه املرحلة؛ أي منذ النصف الثاين من القرن العشرين إىل جتاوز

ية من حتول للكتابة الروائ«التيارات واألساليب األدبية يف النوع نفسه ويف األنواع املختلفة؛ فقد جرى

تصوير البنية السطحية للواقع إىل الرتكيز على البنية العميقة له، اليت كشفت عن تعقده، وديناميته،

األمر الذي افرتض استبداال لألدوات الروائية على مستويات اللغة والتقنيات والرؤية، واالنتقال إىل

از الـمـــسكوت عنه، واملستحيل ممارسة التجريب على صعيد أشكال الكتابة الروائية، وارتياد احي

التفكري فيه، أي جعل اخلطاب الروائي وسيلة وغاية لتفكيك الواقع واإلنسان، وإنتاج قيمة مجالية

.(2)»حوهلما

عبد الرمحن منيف، جربا إبراهيم جربا، حيدر :لــــ هذا الصوغ يف األعمال الروائية ىجتل كما

حيدر، إدوار اخلراط، سليم بركات، صنع اهللا إبراهيم، إبراهيم أصالن، �اء طاهر، عبد احلكيم

قاسم، حممد

فؤاد التكريل، إبراهيم عبد ا�يد، إبراهيم الكوين، إمساعيل فهد إمساعيل، إلياس خوري، إلياس ،برادة

.(3)بركات وغريهمالديري، حليم

.370: ، ص)شؤون العتبة النصيةمغامرة تأويلية يف (يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر -- (1)، 1، مؤسسة اليمامة، الرياض،ط)منوذجا الروائي إلدوار اخلراط(شعرية املكان يف الرواية اجلديدة، : حسني خالد حسني –(2)

.16-15: ، ص2000 .371: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر - (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 103 ~

قد أثرت على حتــول -يف هذه املرحلة-العربية إن التحوالت اليت طرأت على الكتابة الروائية

صوغا عنوانيا خمتلفا؛ فقد يتميز باإلجياز، أو بالطول، أو - يف مظهره الرتكييب–العنوان؛ والذي سيأخذ

"الفوقي على غرار العنوان الرئيس التحيت الفرعي"محل صفة الغرابة واإل�ام، مع االهتمام بالعنوان

:اإليجاز في الصوغ العنواني - أ

، ومست للتونسي هاشم القروي »ن«مثل عنوان رواية : صوغ العنوان من حرف واحد -1

الصادرة عن روايات اهلالل، »ن«:بنفس التسمية الروائية سحر املوجي عنوان روايتها

.2007مايو/أيار

.إلبراهيم نصر اهللا »عو «وميثله عنوان رواية: حرفينصوغ العنوان من -2

.�1976يد طوبيا »اهلؤالء«مثل : عناوين عبارة عن ضمائر -3

ذات، شرف، «ومثال ذلك روايات صنع اهللا إبراهيم: عناوين تتشكل من ثالثة أحرف -4

.(1)»...وردة،

:الطول في الصوغ العنواني - ب

السرية "اجلندب احلديدي «سليم بركات : صوغ جل الروائيني اجلدد، أمثالاستهوى هذا الحيث

وهاته عاليا، هات "الناقصة لطفل مل ير إال أرضا هاربة فصاح هذه فخاخي أيها القطا سرية الطفولة،

، صيادون يف شارع 1955صراخ يف ليل طويل«:جربا إبراهيم جربا،»)سرية الصبا(النفري على آخره

فاجعة الليلة السابعة بعد «، واسيين األعرج(2)»1987البحث عن وليد مسعود ،1980ضيق

العشق واملوت يف الزمن احلراشي، الويل الطاهر يعود إىل مقامه «، الطاهر وطار»األلف

.»2011حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر«، عز الدين جالوجي»2000الزكي

.78-77-76: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (1) .79-78: ينظر املرجع نفسه، ص - (2)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 104 ~

:Sous titreحتيالت/االهتمام بصوغ العنوان الفرعي -جــ

واسيين األعرج حضر العنوان التحيت يف الروايات اجلديدة بعدما غيب زمنا طويال، وجنده لدى

فاجعة الليلة "«،و»1980)وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر" (البوابة الزرقاء"«: الروائية، مثل

، »1995)مرثيات اليوم احلزين(" سيدة املقام"«، و»1990)رمل املاية" (السابعة بعد األلف

...»1999)دون كيشوت يف اجلزائر" (حارسة الظالل"«، و»)حمنة اجلنون العاري" (ذاكرة املاء"«و

فيها املتكأ واملسند املعني ر العناوين الفرعية؛ لوجودهإصرار واسيين األعرج على استحضاإن

التعبري عنه، يعطيه العنوان الفرعي مدى فما خفي يف العنوان الرئيسي وعجز عن «للعنوان األصلي

هلذا جتد عندي هذه الثنائية يف العناوين رغم أين يف ...أوسع يف جمال اإليضاح وجمال الفهم

، وحاولت يف النصوص األخرية تقليص هذه الظاهرة واحلد منها ألنين اكتشفت عمقي ال أحبذها

حفظ، بقدر ما يكون لألن العنوان جعل أوال ل هي مفيدة فهي مربكة ومثقلة للنص أ�ا بقدر ما

.(1)»كلمة أو كلمتني يكون ناجحا ويبقى يف الذاكرة

للحبيب السائح، وأيضا »)دم النسيان" (متاسخت"«جند العنوان الفرعي أيضا يف رواية كما

.لنبيل سلمان »جرماين أو ملف البالد اليت ستعيش بعد احلرب«رواية

:الصوغ العنواني المتعارض األجزاء -د

صاغ بعض الروائيني عناوين روايا�م على هذا امللمح؛ الستهوائهم للتضاد الداليل على حنو

»حقول الرماد«للروائي اللييب أمحد الفقيه، وكذلك األمر يف روايته »البحر ال ماء فيه«:ما جنده يف

ردين مؤنس الرزاز يسري على خطى أمحد الفقيه، الروائي األ ، ونلفي أيضا »فئران بال جحور«و

متاهة األعراب يف ناطحات "«:، واليت برزت يف عناوين رواياته، منها بالتميز �ذه اخلاصية الفنية

، وسار أيضا يف نفس النهج »"أحياء يف البحر امليت"و" اعرتافات كامت الصوت"و 1986"السحاب

:، نقال عن80:العنوان يف الرواية العربية، ص: عبد املالك أشهبون - (1)

لنقد حوارات ثقافية يف الرواية وا": 1كتاب عمان"، حاوره، كمال الرياحي، يف "مع دون كيشوط الرواية اجلزائرية: "واسيين األعرج

.21: ، ص"دون تاريخ للنشر" " والقصة والفكر والفلسفة

ما اا ان :اع واوا ا

~ 105 ~

لنبيل سلمان، »ثلج الصيف«إللياس الديري، و »1979لالفارس القتيل يرتج «:أعمال أخرى

لعادل »يف يوم غزير املطر، يف يوم شديد القيظ«حلنان الشيخ، و1970»انتحار رجل ميت«و

.(1)اجلبار

حيث يوجد كيانان يتعلقان ببعضهما، «منط آخر يف الصوغ العنواين املتعارض كما ظهر

غوي معىن اللالذي يؤدي يف اإلطار ) and/etالواو(العطف ويقرتبان معا بالرابطة، وهي هنا حرف

.(2)»املغايرة، وحيقق مقدرة تعبريية جتعل العناوين متحدين يف التضاد

هناك منط آخر يضع القارئ أمام اختيارين؛ وجند ذلك مع الروائي اجلزائري واسيين األعرج إذ

نوار اللوز أو تغريبة «، و»1998مدن البحرضمري الغائب أو الشاهد األخري على اغتيال «يف رواياته

.(3)»2000حارسة الظالل أو دونكيشوط يف اجلزائر«، و»1983صاحل بن عامر الزوفري

:غير المألوف على المستوى التركيبي الصوغ العنواني -ه

يدخل ضمنه الطريف والغريب واملثري للتساؤل، واملستفز واملقلق للقارئ؛ هذا األخري حيث

حتار ويتساءل عن هذا الرتكيب الذي مل يألفه من قبل؛ مما يدخله يف ختمينات وتأويالت الذي سي

وتفسريات ليخرج من دوامته؛ ويكشف عن سره ولن يتأتى ذلك إال بالولوج إىل عامل النص الذي

.يكون وسيلة إلضاءة ما ظلم، واكتشاف ما خفي

لعبد الكرمي »1989الزورق إىل النبعوعاء «نلمح هذا الصوغ العنواين يف روايةكما

مثل صيف لن «للتونسي عبد القادر بن الشيخ، و »1970نصييب من األفق«غالب،و

»تلك احملبة«، و»ذلك احلنني«لنبيل سلمان، و »2003يف غيا�ا «، وحملمد برادة »1999يتكرر

.لصنع اهللا إبراهيم»تلك الرائحة«للحبيب السائح، ورواية

.85-84:العنوان يف الرواية العربية، ص: كأشهبون عبد املال - (1) .203: ، ص)النشأة والتطور(العنوان يف األدب العريب : عويس حممد – (2)

.85: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 106 ~

صوغ عنواين غريب الوقع على السامع واملتلقي؛ وجند ذلك يف أعمال نلمح أيضا حيث

، »1997بـــــــــــــــــــر اخليتعور«، و»1995فتنة الزؤران«:الروائي اللييب إبراهيم الكوين، مثل

، »1982األبله واملنسية ويامسني«لبنسامل محيش، وروايات ميلودي شغموم »بروطابوراس يا ناس«و

، وروايات الروائي املغريب حممد صوف، ذات »1997مخيل املضاجع«، و»1955اخلالطةشجرة «و

، »1994حىت إشعار آخر«، و»1989كازابالنكا«، و»1980كياملرحال ولد «:الصوغ العامي

.(1)»1997دعها تسري«و

أن الصوغ العنواين يف اإلبداع العريب قد عرف عدة - فيما سبق ذكره-إثـر ذلك نلحظ

- منذ البدايات األوىل إىل زمن الرواية اجلديدة–حتوالت؛ هذه التحوالت جتلت يف املراحل اليت مر �ا

؛ أي يف البدايات األوىل بآليات البديع؛ من املرحلة األوىل؛ فبدأ الروائيني ينسجون عناوينهم يف

ع وجناس وطباق،مث انتقلوا إىل النسيج الرومانسي األنثوي؛ والذي أوجدته صريورة تارخيية؛ تنادي سج

؛ ومتثل يف أسامي شخصيات يف التاريخ بتحرر املرأة، مث انتقوا بعد ذلك إىل الصوغ التارخيي

الية تناسب وطبيعة اإلسالمي؛ مث انتهوا إىل الصوغ املغامرايت؛ املصور ملغامرات شخصيات واقعية وخي

.العصر الذي نسجت فيه

؛ فقد عرفت صنفني من النسيج "العنونة ما قبل احلداثة"أما املرحلة الثانية واليت ومست بـــ

مترد على التسمية ؛ فاألول"صوغ واقعي"، والثاين "صوغ رومانسي" والصوغ العنواين؛ األول

والذي انزاح عن الصوغ اخليايل الذي عرف وظي؛ والثاينالسجعية، ووجل عامل النصية واالقتصاد امللف

يف الصوغ الرومانسي، ودخل جمال الواقع؛ حيث ربط بني العامل والنص؛ حيث يغدو هذا األخري

.عاكس ملا جيري يف العامل بكل جتلياته

؛ فتجلت فيها نونة احلداثية أو الصوغ العنواين اجلديدالع :يف املرحلة الثالثة و املوسومة بـــأما

وحتوالت للكتابة عامة، والرتكيب العنواين خاصة؛ إذ برزت عناوين متيل إىل اإلجياز، وأخرى مظاهر

.85-82: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر – (1)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 107 ~

هو متعارض متيل إىل الطول، وبعضها اآلخر ينحو حنو الغريب والعجيب والطريف، ومنها ما

-مالمح العنونة -يف هذه املرحلة–األجزاء، إىل صنف غري مألوف الرتكيب؛ حيث بدأت تتضح

واليت نادى �ا جل املنشغلني يف هذا احلقل املعريف؛ أل�ا اكتسبت سلطة واسعة؛ مل -كعتبة نصية

ال تبوح بكل «بل تعد�ا إىل العتبات املرافقة هلا؛ فأضحت ظاهرة نصية - يف ذا�ا-تنحصر فقط

ا تشي به من معان كامن يف منطق تكو�ا، ويف م مدلوال�ا، وال جتلي ما هي حاملة له، فمدلوهلا

؛ ومنه صار العنوان حامل معىن ومحال وجوه؛ فهو موضوع للتأويل؛ ومفتاح (1)»ودالالت كامنة

.للنص؛ يفرض على القارئ التسلح بآليات ووسائل معرفية وتأويلية ليتطابق امسه مع مسماه

:ائريةالصوغ العنواني في الرواية الجز /4-2

البحث عن التحوالت اليت شهد�ا؛ واليت كانت إن احلديث عن الرواية اجلزائرية يفضي بنا إىل

:(2)رهينة ظروف خمتلفة؛ سياسية، فكرية، اجتماعية، إيديولوجية؛ وعليه نقسم العناوين إىل مرحلتني

.1986عناوين روائية ما بعد االستقالل حتى :المرحلة األولى - أ

.2000إلى 1987من : الثانيةالمرحلة - ب

.1986عناوين روائية ما بعد االستقالل حتى : المرحلة األولى - أ

).أعالم أو حيوانات: (عناوين تدل على األمساء -1

.1972الالز للطاهر وطار -

.حورية لعبد احلميد عبد ا�يد -

.عرس بغل للطاهر وطار -

.1982ناموس لشريف شناتلية -

: ، ص2009، 1سورية، ط- عتبات الكتابة يف الرواية العربية، دار احلوار للنشر والتوزيع، الالذقية: عبد املالكأشهبون – (1)

10. ، رسالة ماجيستري يف األدب اجلزائري )2000-1995(سيميائية العنوان يف الرواية اجلزائرية املعاصرة : حليمي فريد - (2)

.26-25-24: ، ص2009/2010املعاصر، جامعة منتوري، قسنطينة،

ما اا ان :اع واوا ا

~ 108 ~

.1983هدوغة اجلازية والدراويش الن -

.1984مصرع أحالم الوديعة لواسيين األعرج -

.1985رائحة الكلب للجاليل خالص -

.1985اخلنازير لعبد املالك مرتاض -

.1986محائم الشفق لـــ جياليل خالص -

.ما تبقى من سرية خلضر محروش لواسيين األعرج -

:عناوين تدل على الزمن -2

.1975البن هدوقة" مع �اية األمس" -

.1980للطاهر وطار" ملوت يف الزمن احلراشيالعشق وا" -

.لــــ مرزاق بقطاش" طيور الظهرية" -

.1982لــــــإدريس بوذيبة" حني تربعم الرفض" -

.1984المساعيل غمقات" الشهور" -

.1985للحبيب السائح" زمن النمرود" -

.لعالوة بوجادي" قبل الزلزال" -

.1986حملمد مفالح " مهوم الزمن الفالقي -

.1988حملمد العايل عرعار" القلبزمن " -

.حلميدة العياشي" ذاكرة اجلنون واالنتحار" -

:عناوين تدل على المكان -3

.للطاهر وطار" احلوات والقصر" -

.1986حملمود بن مريومة" يف املناطق املمنوعة اإلقامة" -

.1986حملمد مفالح " بيت احلمراء" -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 109 ~

.1986لعبد املالك مرتاض " صوت الكهف" -

.حملمد ساري" جبال الزهرةعلى " -

:عناوين تدل على حدث أو وصف -4

.1972للطاهر وطار" الزلزال" -

.المساعيل غمقات" الشمس تشرق على اجلميع" -

.لعبد العايل عرعار" الطموح" -

.1979لواسيين األعرج" جغرافية األجسام احملروقة" -

.1980البن هدوقة" بان الصبح " -

.1982اخلطيبألمحد " الطريق الدامية" -

.1983حملمد مصايف" املؤامرة" -

.1985للهامشي سعدون" ◌املضطهدون -

.1986المساعيل غمقات" الشياطني" -

.2000حىت 1987العناوين من - ب

).أعالم أو حيوانات: (عناوين تدل على أسماء -1

.حملمد نسيب" ابن السكران" -

.ملرزاق بقطاش" عزوز الكابران" -

.لزهور ونيسي" اللوجنة والغول" -

.1995لواسيين األعرج" سيدة املقام" -

.ملرزاق بقطاش" خويا دمحان" -

.2000جلاليل خالص" دم الغزال" -

.لعز الدين جالوجي" الفراشات والغيالن" -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 110 ~

:عناوين تدل على زمان -2

.لواسيين األعرج" فاجعة الليلة السابعة بعد األلف" -

.1993البن هدوقة" غدا يوم جديد" -

.1993غامنيألحالم مست" ذاكرة اجلسد" -

.1997لواسيين األعرج " ذاكرة املاء" -

.1998جلياليل خالص" ظهور األزمنة املتوحشة" -

.عناوين تدل على المكان -3

.لعالوة بوجادي" عني احلجر" -

.حلفناوي زاغر" صالة يف اجلحيم" -

.1989عطية للزهر" خط االستواء" -

.1990حلفناوي زاغر" ضياع يف عرض البحر" -

.ظاهرخلضاري " الفجوة" -

.1998للجاليل خالص" حبر بال نوارس" -

.1994لبوجدرة " تيميمون" -

.1999للطاهر وطار" الويل الطاهر يعود إىل مقامه الذكي" -

.2000للجياليل خالص" احلب يف املناطق احملرمة" -

.2000لشهرزاد زاغر" بيت من اجلماجم" -

.2000لبشري مفيت" أرخبيل الذباب" -

:عناوين تدل على حدث أو وصف -4

.إلمساعيل غمقات" املصائد" -

.حملمد مرتاض" وأخريا تتألأل الشمس" -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 111 ~

.1989لعبد احلميد تابليت" صفقة زملات" -

.1989للطاهر وطار" جتربة يف العشق" -

.لواسيين األعرج" ضمري الغائب" -

.1990إليراهيم سعدي" الفخر" -

.1990لرشيد بوجدرة" فوضى األشياء" -

.1990لرابح حيدوسي" الغرباء" -

.1995للطاهر وطار " معة والدهاليزالش" -

.1997جلاليل خالص" سفر احلب" -

.1998لبشري مفيت" املراسيم واجلنائز" -

.2000لعز الدين جالوجي" سرادق احللم والفجيعة" -

:أهمية العنوان -5

القة مباشرة بالنص ع له (1)»ومكثفا وخمتصرا نصا خمتزال «لعنوان أمهية كربى حيظى باعتبارهإن ل

.الذي وسم به

؛ أي أن العنوان (2)يشكالن ثنائية والعالقة بينهما هي عالقة مؤسسة النص والعنوانحيث

يتأسس من خالل معامل النص؛ فهما نصان يكونان عالقة مرسل ومرسل إليه؛ نص يفتتح اآلخر؛

.يكشف سره وغوره

إذ يعد العنوان مرسلة القارئ والنص يبقى العنوان هو الذي حيقق العملية التواصلية بنيكما

حلظة ميالدها حببل سري يربطها بالنص حلظة الكتابة والقراءة معا فتكون للنص مبثابة للغوية تتص

للدكتور بسام فطوس، حماضرات امللتقى الوطين الثاين السيمياء والنص " سيمياء العنوان"قراءة يف كتاب : بودربالة الطيب – (1)

.25: ، ص2002أفريل، 16-15األديب، منشورات جامعة بسكرة، : ، ص2014، 2، ع7حات للبحوث والدراسات، مجيمياء العنوان يف شعر هدى ميقايت، جملة الواس: رضا عامر: ينظر - (2)

90.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 112 ~

اطة العبارة وكثافة الداللة الرأس للجسد نظرا ملا يتمتع به العنوان من خصائص تعبريية ومجالية كبس

.اسرتاتيجية إذ حيتل الصدارة يف الفضاء النصي للعمل األديب وأخرى

عالمة دالة حميلة على شيء أو موحية به، «حيظى العنوان بأمهية كبرية وتكمن يف كونهعليه و

العنوان الثقايف، وضمنه عناوين األشخاص، واملؤسسات، " وبنوع من الشمولية ميكننا احلديث عن

.(1)»غريهاواملنازل، والسلع، و

أما أمهية العنوان يف اخلطاب األديب عامة والسردي الروائي خاصة فتظهر يف كونه إحدى

املكونات النصية؛ حيث يشكل سلطة النص وواجهته ودعايته ليكسب هويته وكينونته ومتايزه، فهو

؛ (2)» ا للنصشرحا قصري «الثريا اليت تضيء فضاء النص وتساعد على استكشاف أغواره باعتباره

ألن املتلقي يدخل إىل عامل النص من بوابة العنوان يف كونه جزءا ال يتجزء من عملية إبداع الكاتب،

.واملصاحب له يف مسريته اإلبداعية، فاحتا للقارئ أفق تأويله، ودوره يف عملية إنتاج املعىن

خطابا مفتوحا مشرعا «واملعاصر لكونهازداد الوعي بأمهية العنوان يف النقد العريب احلديث كما

؛ هذه األمهية اليت يكتسيها العنوان سواء يف النثر أو يف الشعر خالل قراءة (3)»على تأمالت خمتلفة

النص؛ ذلك أن القارئ يتوجه إىل النص، وقد علقت يف ذهنه إحاءات العنوان ورموزه، وهو يقوم

.من عتبة العنوان انطالقالية القراءة والتأويل بربط كل هذا مبا يالقيه أثناء عم

العنوان مينح خلودا للعمل األديب فيهبه صمودا وحتديا أمام حتوالت الزمن إىل درجة فاقت إن

نص صغري يتعامل مع نص كبري فيأخذ به «أمهيته يف كونه جمرد عتبة إذ جعله عبد املالك مرتاض

؛ وبذلك حياور (4)»ألنه يكشف عما أراد الكاتب أن يبلغه إىل متلقيهويهيء له السبيل للمقروئية

.08: ، ص)التشكيل ومسائل التأويل(العنوان يف الثقافة العربية : بازي حممد – (1)عبد احلميد بورايو، دار السبيل، : ، تر"السرديات والسيميائيات" الكشف عن املعىن يف النص السردي : كورتيس وآخرون – (2)

.248: ، ص2008، 1بية للعلوم، لبنان، طاحلساسية اجلديدة يف الرواية العربية، روايات إدوار اخلراط منوذجا، الدار العر : أشهبون عبد املالك – (3)

2010 .277: ، ص1995ط، . حتليل اخلطاب السردي، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، د: مرتاض عبد املالك – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 113 ~

صبح ي املتلقي ليكسر سلطة اإلطالة فيستطيع تصوير العامل بأكمله يف مفردتني أو غثنتني، فعندئذ

؛ ومن مثة فإن قتناص القارئالعنوان مرآة النسيج النصي، والدافع للقراءة، والشرك الذي ينتصب ال

اليت حيظى �ا العنوان نابعة من اعتباره مفتاحا يف التعامل مع النص يف بعديه الداليل والرمزي، األمهية

ي ويضمر قبل أن يبوح وخيف «فيخلف توترا بني القارئ والنص، ويعيق املسافة بني املتوقع والالمتوقع،

. (1)»أو يصرح

III/علم العنونة La Titrologie :

حيث مل يلق االهتمام بعلم العنونة منذ انتشار النقد البنيوي يف الستينات؛ تعود جذور

مفهوم النص، ومل يتوسع مفهوم النص إال «اهتماما قبل توسع -مع باقي العتبات األخرى-العنوان

فهوم بعد أن مت الوعي والتقدم يف التعرف على خمتلف جزئياته وتفاصيله، ولقد أدى هذا إىل تبلور م

مبجمل العالقات اليت تصل النصوص بعضها البعض، واليت صارت اإلمساكالتفاعل النصي وحتقق

كان التطور يف فهم النص والتفاعل النصي مناسبة أعمق . حتتل حيزا هاما يف الفكر النقدي املعاصر

.(2)»حتقيق النظر إليه باعتباره فضاء، ومن مث جاء االلتفات إىل عتباته

من مثة حتولت نظرة النقاد البنيويني إىل النص وقتئذ باإلعالن عن ميالد علم جديد يهتم

مبجموع النصوص اليت حتفز املنت وحتيط به من عناوين وأمساء املؤلفني واإلهداءات واملقدمات «

واخلامتات والفهارس واحلواشي وكل بيانات النشر اليت توجد على صفحة غالف الكتاب وعلى

.(3)»ظهره

، 2داثة العربية يف الشعر والثقافة، املركز الثقايف العريب، بريوت، الدار البيضاء، املغرب، طحداثة السؤال، احل: بنيس حممد – (1)

.29: ، ص1988، 1، الدار العربية للعلوم، ناشرون، منشورات االختالف، ط)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق – (2)

.14: ، ص2008: ، ص2000دراسة يف مقدمات النقد العريب القدمي، إفريقيا الشرق، املغرب، " مدخل إىل عتبات النص : بالل عبد الرزاق – (3)

21-22.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 114 ~

املهتمني بالعنونة، أن العنوان مصاحب نصي له أمهية كبرية؛ هذه األمهية هي اليت حيث عد

، أو La Titrologie"علم العنونة"استطاع أن ينسجم حتت ظالهلا علم دقيق وممنهج؛ وهو

قابلنا «:قائال كما ومسه ومساه عبد احلق بلعابد، وعلل هذا االصطالح " العنوانيات"أو " اليرتولوجيا"

مبصطلح العنوانيات جريا على القياس املصطلحي لسانيات، سيميائيات، Titrologie مصطلح

.(1)»تداوليات، فاأللف والتاء هي للجمع وهي للعلمية أيضا

من خالل دراسة للعاملني الفرنسيني فرانسوا 1968سنة «بدت بوادر هذا العلم يف أوروبا

ونشرت هذه الدراسة يف " عناوين الكتب يف القرن الثامن عشر"ت عنوان فروري وأندري فونتانا حت

.(2)»"11"رقم " Lqngue"جملة

، من خالل كتابه "علم العنونة"من أبرز املهتمني بــــــ" جريار جينيت"يعد الناقد الفرنسي كما

فيها العنوان؛ مع ؛ حيث حاول يف هذا الكتاب دراسة كافة العناصر النصية مبا "Seuilsعتبات "

.(3)كونه محولة داللية مكثفة، تتطلب وعيا خاصا وقدرة متميزة على حتليله إشارة إىل صعوبة تعريفه؛

:(4)، جند منها"عتبات"للعنوان يف كتابه " جينيت"هناك دراسات وإرهاصات سبقت دراسة إذ

1- M. Hélin : les livres et leurs titres,marche romane,1956.

2- Ch.Moncelet : Essai sur le titre 1972.

3- Leo.Heok : pour une sémiotique du titre,1973.

4- Leo.Heok : la marque du titre, 1981.

5- C.Grivel : production de l’intérêt romanesque ,1973.

6- C. Duchet : la fille abandonné et la bête humaine, éléments de

titrologie romanesque,1973.

.66: ، ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق - (1)

.28: سيمياء العنوان، ص: قراءة يف كتاب : بودربالة الطيب – (2)(3) - Gérard Genette :Seuils,p :54.

.66-65: ،ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 115 ~

7- J.Molino : sur les titres de Jean Bruce,1974.

8- H.Mitterand :les titres des romans de Guy des cars,1979.

أكرب ) Leo.Heok" (ليوهوك"توالت الدراسات املتخصصة يف علم العنونة؛ ويعد إذ

الذي حدد ) la marque du titre" (مسة العنوان"املؤسسني املعاصرين للعنوان من خالل كتابه

.فيه اجلهاز املفاهيمي للعنوان ومعامله التحليلية

، احلقبة الكالسيكيةهي العناوين اليت استعملت يف اليوم ليست«أن عناوين " ليوهوك"يرى

فقد أصبحت العناوين موضوعا صناعيا، هلا وقع بالغ يف تلقي كل من القارئ واجلمهور والنقد

.(1)»ملكتبينيوا

ويبقى «:؛ إذ يقول"لليوهوك"ذهب الناقد محيد حلميداين إىل ضم رئاسة هذا العلم إثـر ذلك

املؤسس الفعلي لعلم العنوان؛ ألنه قام بدراسة العنونة من منظور مفتوح Leo.Heokليوهوك

وتاريخ الكتاب يستند إىل العمق املنهجي واالطالع الكبري على اللسانيات ونتائج السيميوطيقا

(2)»والكتابة فقد رصد العنونة رصدا سيميوطيقيا من خالل الرتكيز على بنائها وداللتها ووظائفها

الذي تعامل معه من ناحيتني؛ " Jean Ricardou"جون ريكاردو"اهتم أيضا بالعنوان كما

، خبلق حالة من تنظريية وتطبيقية؛ وعده أداة كتابية مناسبة لزعزعة أسس النص الكالسيكي

وتارة le sur texte"تارة بـــــــ" ريكاردو" الشقاق ما بني النص والعنوان، هذا األخري الذي يدعوه

.onmatexte L’"(3)"بـــــــــــــــ

. 66: ،ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق - (1)

.02: مقاربة العنوان يف النص الروائي، ص: محداوي مجيل – (2)العريب املعاصر، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف األدب احلديث واملعاصر، شعرية العنوان يف الشعر : حسنية مسكني – (3)

.32: ، ص2013/2014جامعة وهران السانيا، السنة اجلامعية

ما اا ان :اع واوا ا

~ 116 ~

:أنواع العناوين/3-1

؛ نظرا اهتمام الكثري من الدارسني على اختالف مرجعيا�م -كعتبة نصية، وكعلم-لقي العنوان

للدور الفعال الذي يؤديه؛ باعتباره لغة تواصل مفتوح الدالالت؛ حممول العالمات؛ قابل للتأويالت؛

ثالثة عناصر " كلود دوشي"فتباينت الدراسات وتعددت؛ فتعدد العنوان أيضا وتنوع؛ ومنه اقرتح

:للعنوان، وهي

):العنوان الرئيس: (العنوان -1

).العنوان احلقيقي أو األساسي أو األصلي"أول ما تقع عليه عني املتلقي، ويسمى إنه

:العنوان الثانوي -2

.غالبا ما جنده معلنا بأحد العناصر الطباعية، أو اإلمالئية للداللة على وجهته

:العنوان الفرعي -3

).رواية، قصة، تاريخ(للتعريف باجلنس الكتايب للعمل حيث يأيت عامة

.(1)يف تقييم العنوان" كلود دوشي"نفس مسرية " ليوهوك"سار وقد

:(2)يات أخرىم هناك تقسيم آخر مبسكما أن

Le Titre principal:العنوان الحقيقي -1

Foux titre:العنوان المزيف -2

هو عنوان بسيط يقع على ورقة رقيقة يف الكتاب قصد أخذ مهمة العنوان احلقيقي إن حدث إذ

.احلقيقي ما يشوههللعنوان

sous-titre: العنوان الفرعي -3

.وهي اليت حتل على موضوع العمل ونوعه: اإلشارة الشكلية -4

.67:،ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق: ينظر – (1) .51-50: علم العنونة، ص: رحيم عبد القادر : يتظر - (2)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 117 ~

Titre courant: العنوان التجاري -5

:فقسم العنوان إىل ثالثة أنواع" جينيت"أما

Le titre:العنوان الرئيسي -1

Sous-titre:العنوان الفرعي -2

Indication génétique:المؤشر الجنسي -3

يبدأ بالتفريع والتناسل ليبدو «ة؛ و�ذا الوصفيعد العنوان سليل شرعي آللية العنونحيث

كجهاز ميارس شؤونه ووظائفه على حنو متكامل من خالل العناصر واألقسام اليت ينطوي عليها

.(1)»يف سياق اشتغاالته النصية

ا عتبات لكو� ،القدرة التفسريية للمتلقي«مبضاعفة -اليت أشرنا إليها-تقوم تلك العناوينكما

تأويلية للنصوص اليت تـعنو�ا، وبالتايل تسهل الولوج إىل ردهات النص أو املقطع النصي وال سيما

.(2)»يف النصوص ما بعد احلداثية

:(3)وعليه ميكن تعديل الصيغة على النحو التايل

العنوان الفرعي ±العنوان

العنوان اخلارجي

)بيان النوع(جهاز العنوان عالمة التجنيس

العنوان الداخلي

ال واحدة؛ فاختالف العناوين إن هذا التقسيم الواضح يف اخلطاطة ال ميكن أن يثبت على ح

يف النثر أو يف الشعر هو الذي أثر على ثبات التقسيم واستقراره؛ فنلفي نصوصا أدبية مقتصرة فقط

على العنوان الرئيس دون العنوان الفرعي؛ وأخرى حتملهما معا�؛ كما هو احلال مع عناوين روايات

.78: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني - (1) .83: املرجع نفسه، ص – (2) .78: املرجع نفسه، ص – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 118 ~

عية يف صوغها؛ حىت أ�ا أصبحت فيما بعد عناوين واسيين األعرج؛ واليت تتسم بغلبة العناوين الفر

.رئيسية

:أصناف العناوين/3-4

-باعتباره من أهم املنشغلني على العنوان يف الدرس النقدي احلديث-"جريار جينيت"صنف

:العناوين إىل صنفني، مها

Le Titre Thématique): (الموضوعاتيةالعناوين - أ

النص، ويستدعي حضوره وجود حتليلني؛ األول التحليل تصف هذه العناوين مضمون حيث

، )كلمة أو عبارة(؛ وتتصف هذه العناوين بالقصر (1)الداليل الفردي، والثاين التحليل التأويلي للنص

.وتعرض املوضوع مبوضوعية وحياد، دون اإلفصاح عن رسالة العمل

:ونلفي هذه العناوين ال خترج عن الطرق األربعة التالية

.تعيني املوضوعية للكتاب، بال دوران أو تصوير؛ أي مباشرة العنوان -1

االعتماد على ا�از املرسل والكناية املعلقة مبوضوع ال يتموقع فيه احلديث كثريا، وينحو -2

.العنوان حنو الرمزية واإلحياء

.وهو منط استعاري: الرتتيب البنائي الرمزي -3

، ويلعب العنوان الفرعي دورا Ironiالسخرية أو Intphraseتوظيف اجلمل املضادة -4

.(2) مهما يف فهم تلك العناوين؛ نظرا لدوره التوجيهي القرائي

:عدة أقسام إىل هذه العناوين تنقسمكما

.حيث العنوان يأيت خمتصرا لكل ما جاء يف العمل: العنصر املختصر -1

(1)

.79:،ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد: ينظر - (2)

.80-79:املرجع نفسه، ص: ينظر -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 119 ~

يصطاد القارئ مبجرد قراءته للعمل؛ ؛ الذي ويسمى أيضا العنوان املخادع: العنوان املتمم -2

.فيقع يف شراكه؛ فيخيب أمله

جمردا، ختلق توقعات متعددة لدى القارئ، ميكن وتأيت غالبا أمساءا : العنوان احمليط -3

:تلخيصها يف

صورة: كلمة تلخص وضعا ما ويكون بصورة عامة كأن نقول - أ

. دون كشوت/فرعون: من أحداث النص، مثل أمساء شخصية مرتبطة حبدث معني - ب

.صديق شاعر: أمساء عامة مثل -جــ

ويسعى الكاتب من ورائها يف التأثري على املتلقي من خالل اإلقناع، : العنوان االجتاهي -4

.التحذير، النقد، التشويق إو إبداء موافقته على أمر معني

.التضاد، أو تسليط الضوء على أمر شاذيرتكز فيه الكاتب على استعمال : العنوان املثري -5

وهو العنوان الذي يريح القارئ؛ ألنه يزيل اإل�ام والغموض، ألنه يأيت : العنوان املوجه -6

.واضحا ملخصا ألفكار النص

قد يكون له عالقة بالنص وقد ال تكون له؛ ألنه حتديد حيدد لشرف : العنوان اإلهدائي -7

.(1)شخص معني

؛ حيث صنف العناوين إىل سبعة أصناف؛ وذلك يف األعمال (2)ر لـــــليفينسونهناك تقسيم آخ

:الفنية

اسرتاتيجية العنوان يف الشعر العريب املعاصر، حممود درويش أمنوذجا، حبث مقدم لنيل شهادة الدكتوراه، : درارس فاطمة – (1)

.43-42: ، ص2011/2012جامعة جلياليل ليابس، سيدي بلعباس، اجلزائر، شهادة املاجيستري، كلية اآلداب والفنون، نما اجلزائرية باملهجر، حبث مقدم لنيليمجالية العنوان يف الس: بعتو خرية: ينظر - (2)

.93: ، ص2006/2007جامعة هران،

ما اا ان :اع واوا ا

~ 120 ~

وهي عنده من أبسط العناوين، كو�ا تتم بطريقة اتوماتيكية تأيت يف : العناوين احملايدة -1

الغالب عبارة عن أمساء شخصيات، أغراض وأماكن تظهر بشكل بارز يف حمتوى العمل،

.من قبيل إعطاء العمل عنوانا وفقط مل امسا، وذلك�دف فقط إل منح الع

.دور هذه العناوين يشبه الدور الذي تلعبه العناوين االختصارية: العناوين املشددة -2

هذا النوع من العناوين يلعب دورا فنيا بشكل أكرب، يأيت فيه صاحب : العناوين املركزة -3

حه تيمة من بني التيمات املتنازعة العمل إىل واحد من املواضيع الرئيسية للعمل ويقرت

.وإعطاؤها مكانة مركزية يف عملية تأويل العمل

إىل أن العناوين املركزة ال تقوم �ذه األمور بشكل مطلق وإمنا " ليفينسون"أشار يف السياق نفسه

اوين كشاف، لكن ال يكشف زمان أو مكان أو شخصية، بل بنسبة معينة، ومنه نوع من العن

عن احلل قبل انطالق األحداث، وقد اعترب تودوروف العناوين من هذا النوع أقصى أنواع يكشف

.(1)إ�ا تضم انفراجها يف عنوا�ا: لتولستوي) موت ايفان اليتش(االستباق فقال عن رواية

.وتشبه العناوين الساخرة، أل�ا تعين عكس ما تصرح به: العناوين املقوضة -4

ربكة -5 .وهي العناوين اليت تنحرف متاما عن احملتوى، مما يربك التلقي: العناوين امل

.تشبه إىل حد ما العناوين املتممة: العناوين غري امللبسة -6

ارجية حمددة، وبإمكا�ا أن تعمل نربط هذه العناوين العمل بأمور خ: العناوين التلميحية -7

تبرت، تعوض على مستوى العمل بطرف األصناف السابقة، فتستطيع أن تشدد،

.(2)وختصص حمتوى العمل، فعالقة العنوان بأمور من خارج العمل متنحه أمهية فنية

.94 ،نما اجلزائرية باملهجريمجالية العنوان يف الس: بعتو خرية: ينظر - (1) .95 املرجع نفسه، :ينظر - (2)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 121 ~

: T.Rhématiqueاالخبارية /العناوين الخبرية - ب

واملهتمني بالعنونة أن العناوين اخلربية نادر توظيفها يف الساحة األدبية والفكرية؛ "جينيت"يرى

.(1)وهي تسعى لتقدمي النص وإظهاره ال لوصف مضمونه حيث تصلح كثريا يف الكتب التنظريية

؛ وهي Titre Mixtesوأشار الناقد نفسه إىل نوع آخر من العناوين؛ مساه العناوين املختلطة

اليت يكون فيها العنوان تابعا لعنوان قبله؛ مثل الكتب ا�زأة؛ واليت كل جزء منها بعيد عن اآلخر

.(2)زمنيا

:فقد حددها يف مخسة أنواع، وهي" ليوهوك"أما الناقد

عناوين حتمل اسم الشخصية البطلة أو الثانوية، ويكون هذا إما باللقب الصريح أو االسم -1

.بهالذي تدعى

العناوين املكانية واليت حتمل اسم املكان الذي تدور فيه أحداث العمل، أو الذي شغل -2

.مساحة كبرية فيه

.العناوين الزمنية؛ وهي العاكسة لفرتة زمنية معينة وحمددة -3

.العناوين الوقائعية؛ وهي املعربة عن جمموع األحداث والوقائع -4

.معني؛ كآلة مستخدمة يف العمل مثال العناوين األداتية؛ املتصلة باسم شيء -5

:للعناوين إىل جمموعتني آخر كما برز يف املضمار نفسه تقسيم

تتصف بقصرها؛ إلتالفها من كلمة واحدة؛ كما تتميز باملوضوعية واحليادية؛ : العناوين املؤشرة: األوىل

:وأكثر ما تظهر يف الشعر؛ وبدورها تنقسم إىل ثالثة أقسام وهي

.القصيدة األوىل، القصيدة الثانية: عبارة عن أرقام، مثلتأيت -1

.تذكر الكلمات األوىل من العمل الفين -2

(1)

.82-81:،ص)جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : بلعابد عبد احلق: ينظر - (2) .82: املرجع نفسه، ص: ينظر –

ما اا ان :اع واوا ا

~ 122 ~

.(1)عبارة عن جنمة أو ثالث جنمات توضع على رأس العمل -3

إذا كان للعنوان أصناف وأنواع؛ فله أيضا مكان وزمان يتموقع فيه؛ فأين يتموقع العنوان؟ ومىت

يتموضع؟

:نوانمكان ظهور الع/3-2

خاصة؛ هذه املواقع هي اليت حتدد يف مواقع -كغريه من العتبات النصية–يتموضع العنوان

ما مكان متوقع العنوان؟: ودوره يف إغراء القارئ وفرض سيطرته عليه؛ ومنه نطرح السؤال التايل أمهيته

هل له مكان حمدد ميوضع فيه؟

أي قبل ظهور الطباعة؛ ال جند للعنوان مكانا بالرجوع إىل العصور السالفة لعصر النهضة؛أما

حمددا؛ لكون الكتب آنذاك عبارة عن لفافات ورسائل خمتومة؛ فيكون عبارة عن ملصقة تلصق �ذه

اللفافة مثبتة بزر؛ وعرف العنوان وقتئذ من بدايات النص أو من �اياته؛ فاملخطوطات مثال مل تكن

.(2)عنوان يف �اية املخطوط مع اسم الناسخ، وتاريخ نسخهحتمل صفحة للعنوان؛ فيبحث عن ال

يف ) page de titre(دد مبكان إىل أن ظهرت صفحة العنوان ال حي حيث بقي العنوان

، وبقت على هذه احلالة ملدة طويلة، حىت ظهور الغالف املطبوع، )1480-1475(السنوات بني

املؤشرات الطباعية يف صفحة العنوان وهي تردف بالعنوان حينها مت حتديد مكان ظهور العنوان وباقي

.titre tous court((3)(اجلاري

:(4)يتموضع العنوان وفق النظام الطباعي املعمول به، يف أربعة أماكنكما

.الصفحة األوىل للغالف -1

.يف ظهر الغالف -2

(1)

.40: ص اسرتاتيجية العنوان يف الشعر العريب املعاصر،: درارس فاطمة -

.69: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني - (2) 69: املرجع نفسه، ص – (3) .70: املرجع نفسه، ص: ينظر – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 123 ~

.يف صفحة العنوان -3

حتمل العنوان فقط، ورمبا ال جندها وهي الصفحة البيضاء اليت(يف الصفحة املزيفة للعنوان -4

).يف بعض السالسل الطباعية

.وجنده أيضا يتموضع يف أعلى الصفحة مع عنوان الفصل

أما عنوان الكتب ا�لدة فنجده يتموضع يف صفحة الغالف، ويف ظهر الكتاب؛ ألنه املوقع

ات �ذه اخلطى دون االلتفات األكثر مالءمة ورؤية، وحبث يف رفوف املكتبات؛ وختطو مجيع املكتب

.(1)إىل شكل كتابته؛ عمودية كانت أم أفقية

:وقت ظهور العنوان/3-3

ينحو حنو قد حدد له موقع يتموقع فيه؛ فإن وقت ظهورهمكان ظهور العنوان وإذا كان

منحى آخر؛ إذ مل تستقر آراء النقاد حول رأي واحد؛ لذلك ظهر خالف بينهم حول وقت ظهوره؛

هل يظهر قبل النص أم بعده؟

إن قصة اختيار العنوان ال تتم بعفو اخلاطر، إمنا هي مسألة مرتبطة بالكاتب ونظرته الدقيقة،

.اجلديد أمام املألوتأمله الطويل، قبل مغامرته يف طرح اسم مولوده

أمهية العنوان يف كتاباته السردية، إذ يقول يف هذا " جربا إبراهيم جربا"الكاتب كما بني

وجاءين أثناء الكتابة، فإنه يساعدين على نت حمظوظاكالعنوان مهم جدا عندي، فإذا «:املقام

الرأي ذاته الذي أصر عليه الروائي ؛ وهو(2)»...ولكنه ال يأيت دائما يف أول الكتابة... االندفاع به

بدون العنوان ال أشعر أن ...ةــــــــــــــــــإن العنوان مهم بالنسبة يل، ولطريقيت يف الكتاب«:صربي موسى بقوله

.70: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسنيحسني خالد - (1) :نقال عن. 45: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك – (2)

.282: ، ص1992، 1معايشة النمرة، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط: جربا إبراهيم جربا

ما اا ان :اع واوا ا

~ 124 ~

.(1)»األساس الروائي الذي سأقيم عليه البناء قد اكتمل

أن العنوان دائما كان «:بقوله" حممد الباردي"أكد يف هذا الصدد الباحث والروائي حيث

.(2)»مشكال بالنسبة إيل، وأتساءل كيف يعثر الكتاب بسهولة على عناوين أعماهلم اإلبداعية

يف «:عن زمن وضع العنوان قائال " سعيد بوطاجني"حتدث الروائي والقاص اجلزائري كما

بداية من السطور األوىل، ما حيصل الحقا العادة يأيت العنوان بعد إمتام النص بأيام، وقد يأيت مصادفة

يبدو يل أين :يتمثل يف بعض التعديالت اجلزئية، لكن ذلك األمر نادر، جيب أن أضيف أمرا آخر

.(3)»استفدت كثريا من االستعارة احلية وعلم العالمات، وال ازعم أين أوفق دائما

قصة اختياره لعناوين روايته أشار إدوار اخلراط يف املقام نفسه؛ جميبا يف ذلك عن إثـر ذلك

لعل شيئا ما يف الرواية قبل أن تكتب عادة، يفرض علي عنوا�ا، ذلك أنين قبل أن أخط «:بقوله

ويف -الكلمة األوىل يف السطر األول من العمل أكون قد فكرت فيه وقلبت احتماالته يف ذهين

لفرتة قد تطول إىل سنوات، وأحيانا إىل عقود طويلة، ويف حالل ذلك التأمل واالحتشاد ينبثق-حيرو

:، نقال 48: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك - (1)

، 764، ع)امللحق الثقايف(عبد الرحيم العالم وحممد بن رياح، جريدة، العلم، : أحلم باحتاد قوي للمثقفني، حاوره: صربي موسى

.05: ، ص1992السبت، مارس، :، نقال عن05: صاملرجع نفسه، – (2)

حوارات ثقافية يف الرواية والنقد : 01اس، حاوره املنذر بريش، يف كتاب عمانطموحي هو أن أكتب لكل الن: حممد الباردي

.ت.والفكر والفلسفة، د :، نقال 48: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك - (3)

: ، ص22/08/2006بشري مفيت، جريدة القدس العريب، : فشل عنوان الكتاب قد يؤثر على النص، حاوره: سعيد بوطاجني

11.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 125 ~

أو يسطع العنوان الذي غالبا ما يظهر يف �اية األمر على غالف الكتاب إن كما هو وإن بتعديل

.(1)»طفيف

ة، اجتماعية، ارتبط وقت صوغ العنوان بإكراهات جمتمعية خمتلفة؛ سياسية، دينيحيث

:وذلك من أجل) مجالية تلقي التلقي(، وأيضا مجالية )أخالقية

.القيمة اجلمالية والشعرية للكتاب -

.(2)القيمة التجارية واالشهارية للناشر -

ليت تلتصق بالكاتب وقت إىل مسألة االكراهات ا" جريار جينيت"أشار الناقد الفرنسي كما

؛ واليت ختتلف من قارئ إىل آخر؛ مما يؤدي إىل تباين (3)للقراءةإعالنه السم كتابه؛ ألنه موجه

.القراءات واليت قد ال تعكس قصدية اختياره

: وظائف العنوان/3-4

إن أمهية العنوان مل تقتصر على كونه بوابة دخول إىل جماهل النص وردهاته، بل تتجلى أيضا

.يف وظائفه اليت يضطلع �ا يف سياق تلقي النص

استثمار تصور رومان جاكبسون، وذلك -عند جل الدارسني-عرف حتديد وظائف العنوان

: ثقايف، بنية تواصلية قائمة على املرتكزات أو العوامل اآلتية-مرسلة تتداول يف إطار سوسيو«بوصفه

.(3)»صليةالبؤرة يف هذه البنية التوا-، القارئ، النص، فضال عن العنوان الذي ميثل العنوانالكاتب

(1)

:، نقال عن46:العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك -

: ، جريدة)حوار وتقدمي عبد املالك أشهبون(النصوص احملاذية بالنسبة يل نصوص أساسية وليس فقط حماذية، : إدوار اخلراط

.11: ، ص2002مارس15-8، 377، ع"السياسة اجلديدة"، أطروحة مقدمة لنيل شهادة )العنونة- التناص(سيميائية اللغة يف أعمال عبد املالك مرتاض الروائية : أمحدحممود سي - (2)

.258: ، ص2012/2013الدكتوراه يف األدب العريب، جامعة وهران، (3) – Voir : Gérard Genette :Seuils,p :54.

.97: ، ص)يف شؤون العتبة النصيةمغامرة تأويلية (يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني – (3)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 126 ~

، والوظيفة )F.Référentielle(الوظيفة املرجعية : تتمثل وظائف ياكبسون يف حيث

، والوظيفة االنعكاسية )F.Patique(، والوظيفة التأثريية )F.émotive( التعبريية أو االنفعالية

)F.métalinguistique( وأخريا الوظيفة الشعرية ،)F.poétique.(

وذلك القتصارها على الرسالة -حسب جل النقاد- نقصا وقصورا عرفت هذه الوظائفكما

اللغوية فقط؛ يف حني النظام التواصلي يتعدى اللغة يف التواصل؛ فالعنوان لغة وعالمة سيميائية؛ لذلك

وظائفه ختدم كال امليزتني؛ حيث تشتمل امليزة الثانية على املرجعية االجتماعية واإليديولوجية واأليقونية

.(1)خط وألوان وغريها من

عرفت وظائف العنوان حتديدا من طرف مجلة من النقاد، كل وتوجهاته ويف السياق نفسه

:وآراؤه النقدية

:(2)الوظائف اليت يضطلع �ا، وهي للعنوان جمموعة من" شارل غريفل" حيث حدد

.التسمية -

.التعيني -

.االشهار -

:(3)للعنوان وهيإىل وظائف أخرى " هنري مرتان" خلصعليه و

.Dénominative :أو التعيني وظيفة التسمية -

Linciative: الوظيفة التحريضية -

Idéologique:الوظيفة اإليديولوجية -

، جملة جامعة األقصى، مؤمتر "عتبة العنوان منوذجا "إشكالية مقاربة النص املوازي وتعدد قراءاته، : جكيب حممد التونسي - (1)

.524-523: ، ص2000، سنة 1اآلداب، ع (2) –Charles Grivel : Production de l’intérêt romanesque, Op, Cit, p : 169-170.

(3) .537-536-535:ص إشكالية مقاربة النص املوازي وتعدد قراءاته،: جكيب حممد التونسي -

ما اا ان :اع واوا ا

~ 127 ~

:(1)فريى أن للعنوان ثالث وظائف، وهي" ليوهوك"أما

.التعيني -

.حتديد املضمون -

.جذب اجلمهور -

:(2)للعنوان وهي وظائف أخرى) J.P Goldenstein" (كولدنشتني"بلور كما

، وذلك من خالل إثارة انتباه القارئ )F.Apérittive" (فتح الشهية"وظيفة -1

.واستمالته إىل ما سيأيت من بعد

، من منطلق اعتبار العنوان تلخيص للنص، )F.Abréviative(وظيفة تلخيصية -2

.وإعالن عن حمتواه بدون أن يكشف عنه كلية

إذ العنوان يف هذه احلالة خيصص النص الذي يعلن ، )F.Distinctive(وظيفة متييزية -3

.عنه، ومييزه عن السلسلة التجنيسية لألعمال األخرى اليت يندرج فيها

:(3)وظائف العنوان يف الشكل التايل" روالن بارت"بلور أيضا حيث

هذه الوظيفة من منظور بارت هلا عالقة مبنظوره إىل الكتاب باعتباره سلعة: وظيفة الوسم -1

جتارية، ذلك أن ا�تمع، ولدوافع جتارية، وحلاجته إىل مماثلة النص مبنتوج، تلزمه رموز

.الوسم، أو التسمية

.وهي فتح لشهية القارئ؛ تتسم باإلثارة والتشويق: وظيفة فتح الشهية -2

(1) - Voir : Gérard Genette :Seuils, p :73.

Voir :Léo Hoek: La Marque du titre, ,p :17. :، نقال عن20: العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (2)

Jean-pierre Goldenstein :Entrées en littérature , Ed, Hachette, Coll.F/Auto

formation , paris,1990,p :68.

، 2001عبد الكبري الشرقاوي، منشورات الزمن، سلسلة ضفاف، الدار البيضاء، : تر: التحليل النصي: بارت روالن: ينظر – (3)

.47: ص

ما اا ان :اع واوا ا

~ 128 ~

الوظيفة اإلنسانية؛ وهي من الوظائف الطريفة اليت يضطلع �ا " جون ريكاردو"كما أضاف

.(1)العنوان

وظائف العنوان يف العناصر األربعة ) Gérard Genette(اختصر جريار جينيت حيث

:التالية

)La Fonction de designation: (ينيةالوظيفة التعي -1

؛ ومن أساميها؛ (2)التسمية؛ لتكفلها بتسمية العمل، وبالتايل مباركته وتسمى أيضا وظيفة

ومرجعية ، Distinctive، متييزية Nomnative: ، تسموي Appelativeاستدعائية

Référentielle (3).

تعد من أكثر الوظائف ذيوعا وانتشارا، بل ال يكاد خيلو منها أي عنوان، فتشرتك يف هذه إذ

؛ (4)»وتصبح مبقتضاها جمرد ملفوظات تفرق بني املؤلفات واألعمال الفنية األسامي أمجع «الوظيفة

حتديد هلوية النص وتبدو إلزامية، ولكن دون «وهي قريبة من كو�ا اسم على مسمى؛ أل�ا يف أصلها

.؛ وهذا ما أكسبها أولوية وشهرة»أن تنفصل عن الوظائف األخرى

)La Fonction déscription(: الوظيفة الوصفية -2

براغماتية حمضة؛ ، وهي وظيفة)Metalinguistique( تسمى الوظيفة اللغوية الواصفةحيث

ني ــــــــــــــــأس به من املبدعــــــادرة عن عدد البــــــــــــة عن االنتقادات املوجهة للعنوان، والصــــــــاملسؤول«وهي

.21:العنوان يف الرواية العربية، ص: أشهبون عبد املالك: ينظر - (1)

عبد احلميد بورايو، جملة حبوث سيميائية، جامعة أبو بكر بلقايد : وظائف العنوان، تر: بيزا كامربويب جوزيب: ينظر – (2)

.43: ، ص2009، ماي6.5تلمسان، ع .43: صاملرجع نفسه، – (3) .50: سيمياء العنوان، ص: فطوس بسام – (4)

ما اا ان :اع واوا ا

~ 129 ~

واملنظرين، الذين أبدوا دوما انزعاجهم أمام التأثري الذي ميارسه العنوان عند تلقي النص بفعل

.(1)»جهة إىل القارئخاصيته التثقيفية املو

خمتلطة أو مبهمة «بيد أن هلذه الوظيفة جانبا اجيابيا، متمثل قي حرية املرسل يف أن جيعلها

حسب اختياره للعالمات احلاملة هلذه الوصفية اجلزئية املختارة دائما، وحسب ما يقوم به املرسل

.(2)»إليه من تأويل يبدو غالبا افرتاضا حول حوافز املرسل

عند بوخبزة )Enonciative(تلفظية «:هلذه الوظيفة مسميات أخرى، نذكر منها

)Bokabza( وداللية ،)Sémantique ( عند كونرتوويكز)Kontrowicz( وتلخيصية ،

)Aberviaitive ( عند غولدنشتاين)Groldenstein( يسميها جينيت وصفية ،

)Dexriptive(«(3)؛ فهي (4)جدا وال ميكن االستغناء عنها ؛ ويؤكد على أ�ا وظيفة مهمة

.موجودة بالقوة كالوظيفة التعيينية

)La fonction Connotative attachée( :الوظيفة الداللية الضمنية المصاحبة - 3

هذه الوظيفة مصاحبة للوظيفة الوصفية؛ حيث حتمل بعضا من توجهات املؤلف تأيت حيث

منها ألن العنوان مثله مثل أي ملفوظ بعامة له طريقته يف ال مناص «:يف نصه، يقول عنها جينيت

، حىت األقل بساطة، فإن الداللة الضمنية فيه تكون تكون أيضا الوجود، أو إن شئنا أسلوبه

بسيطة أو زهيدة، وملا كان من املبالغة أن نسمي وظيفة داللية ضمنية هي غري مقصودة من

.109: ، ص2013، ماي 1ع.، جريدة مسات العاملية، البحرين)مقاربة سيميائية(عتبات النص األديب : الدين خبولةبن ا – (1)

http://dx.doi.org/10.12785/semat//010108 25/05/2016: تاريخ مراجعة املوقع.

:نقال غن

Joesp Besa Cambrubi:les function du titres, p :09. (2)

- Gérard Genette :Seuils, p :85.

(3) - Joesp Besa Cambrubi:les function du titres, p :13.

(4) - Gérard Genette :Seuils, p :85.

ما اا ان :اع واوا ا

~ 130 ~

؛ وتعتمد (1)»ندئذ أن نتحدث عن قيمة ضمنية أو مصاحبةاملؤلف دائما فال شك أن األجدر ع

.أيضا قدرة املؤلف على اإلحياء والتلميح من خالل تراكيب لغوية بسيطة

)La fonction deductive: (الوظيفة اإلغرائية -4

قضية الكتاب «تسمى أيضا بالوظيفة اإلشهارية، وهي ذات طبيعة استهالكية وذلك ألن كما

تورطت إىل شكل من االقتصاد االستهالكي، فلكي نستطيع إنتاج عن هذه األشياء املطبوع قد

.(2)»وجب علينا اعتبارها مواد استهالكية، شبيهة باملواد الغذائية

، واليت اخلطاطة التالية تبني مجلة العالقات املشكلة بفعل التواصل والوظائف النامجة عنهاوعليه ف

:(3)نوانرصدها الدارسون املهتمون بالع

الوظيفة اإلحالية الوظيفة األنطولوجية

الوظيفة التأثريية

القصدية الوظيفة التفكيكيةالوظيفة

الوظيفة الشعرية

(1)

- Gérard Genette :Seuils, p :89. (2)

.109:، ص)سيميائية مقاربة(عتبات النص األديب : بن الدين خبولةا - .98: ، ص)مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني: ينظر - (3)

النص

الكاتب العنوان القارئ

ما اا ان :اع واوا ا

~ 131 ~

الوظيفة القصدية =العنوان الكاتب -1

.الوظيفة التأثريية= العنوان القارئ -2

.الوظيفة التفكيكية=القارئ العنوان -3

.الوظيفة اإلحالية+الوظيفة األنطولوجية=العنوان النص -4

.الوظيفة الشعرية=العنوان العنوان -5

ا ا

و ا تروا انا ر

ا او ا تروا انا ر

~ 133 ~

:توطئة

تكتسي مقاربة العنوان يف النص الروائي اجلزائري عامة، واجلالوجي خاصة، حذرا كبريا، وعلما

بل أضحى -من املكونات النصية مكون نصي كغريه -وفريا، وتأويال عميقا؛ ألن العنوان ليس فقط

يكشف يف أحايني كثرية عن - يف ذاته-كنزا من كنوز النقد األديب له غوايته وسلطته؛ وصار نصا

.تالفيف مجالياته

حفلت بالكثري من العناوين اليت أربكت -على وجه اخلصوص - الرواية اجلالوجيةحيث

قارئها، وأدهشت متلقيها؛ ففرضت عليه مكرها، فسقط يف شراكها؛ ولن تتبدى حقيقتها إال بالغوص

يف ختطي تلك الصعوبة والوعورة اليت ميز�ا عن غريها يف عامل النص؛ هذا األخري سيكون امللجأ املعني

.من العناوين الروائية اجلزائرية

نسعى يف هذا البحث إىل مقاربة هذه العناوين مقاربة سيميائية؛ وذلك يف مبحثني إثـر ذلك

اتيجية رئيسيني؛ األول يقوم بدراسة العنوان باعتباره نصا له سرديته؛ والثاين يروم البحث يف اسرت

.العنونة هلذه العتبات الروائية

هل كان العنوان الروائي اجلالوجي عنوانا : بناء على ذلك نطرح مجلة من التساؤالت املربكة

خادعا أم صادقا؟ كيف جتلى الصوغ العنواين يف روايات جالوجي؟ هل أصبح العنوان نصا له سرديته

ا عناوين جالوجي؟ ونصيته؟ ما هي االسرتاتيجية اليت حفلت �

ا او ا تروا انا ر

~ 134 ~

I /سردية العنونة للعتبات الروائية الجالوجية:

سيميائيا؛ كونه نصا وجماال مرحيا -سنعمل يف هذا املبحث إىل حتليل العنوان حتليال سرديا

ر وخصبا؛ لبسط التحليل السردي عليه، وتسخري املقوالت السردية فيه؛ والعنونة الروائية اجلالوجية تتوف

.على جل املعطيات السردية؛ اليت حتمل محوالت السرد واملفارقة السردية الزمنية

قبل التوجل يف احلديث عما حنن بصدد احلديث عنه، نروم البحث يف الفضاء التعريفي للسرد

.وعالقتهما بالعملية السيميائية -كمصطلح وعلم- والسردية

)et Narration (Narratologieوالسردية ) السرديات(السرد

Nrrativité

Narration :السرد-1

:لغة -أ

والسرد املتتابع سرد فالن الصوم ..تقدمة شيء إىل شيء، تأيت به متسقا بعضه يف إثر بعض متتابعا «

.(1)»..إذا وااله وتابعه

.والنظامهذا املفهوم حييل إىل االتساق والتتابع حيث

اسم جامع للدروع وسائر احللق وما أشبـهها من عمل احللق، ومسي سردا ألنه يسرد، : والسرد «

.(2)»فيثقب طرفا كل حلقة باملسمار، فذلك احللق الـمــسرد

﴿:ورد مصطلح السرد يف القرآن الكرمي يف قوله عزوجلكما

﴾ «(3)

.1987:صعبد اهللا علي الكبري وآخرون، دار املعارف، مصر، دط، دت، : تح، )سرد(لسان العرب، مادة : ابن منظور - (1)(2)

.1988: ص: املصدر نفسه -

.11 -10سورة سبأ، اآلية- (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 135 ~

، وصناعة "السارد"نسج الدروع، ومنه قيل لصاحب نسج الدروع أحال مصطلح السرد إىلإذ

.هذه الدروع حتتاج إىل دقة وجودة

: السرد اصطالحا -ب

عرف السرد مفاهيم كثرية ومتعددة؛

فهو الطريقة اليت خيتارها الروائي أو القاص أو حىت املبدع الشعيب احلاكي، ليقدم �ا احلدث إىل «

. (1)»املتلقي

.السرد �ذا املفهوم مرتبط بالطريقة أو املنهج املختار يف الدراسةإن

الكيفية اليت تروى �ا القصة عن طريق هذه القناة نفسها، وما ختضع له «:ويعرفه محيد حلميداين بأنه

.(2)»من مؤثرات، بعضها متعلق بالراوي واملروي له، والبعض اآلخر متعلق بالقصة ذا�ا

مرتبط بالكيفية الـمثلى يف إنتاج النص، وما خيصه من -محيد حلميداين– حيث السرد لدى

.عناصر سردية؛ كالراوي، واملروي له، والقصة

الطريقة «:يعد السرد أهم وأصعب مهمة يقوم �ا السارد، ومن صعوباته أنه أنواعكما

وطريقة الوثائق، والطريقة األوىل مألوفة أكثر من غريها، ...يتوطريقة السرد الذا..املباشرة وامللحمية

وفيها يكون الكاتب مؤرخا يسرد من اخلارج، وهو يف الطريقة الثانية يكتب على لسان املتكلم،

وهو بذلك يقدم تردمة ذاتية خيالية، . وبذلك جيعل من نفسه وأحد شخوص القصة شخصية واحدة

القصة عن طريق اخلطابات، أو اليوميات أو احلكايات والوثائق املختلفة، ويف الطريقة الثالثة تتحقق

. (3)»ومن الواضح أن لكل هذه الطرائق أو اليوميات مزايا خاصة

.وهي السرد من الداخل، أو من اخلارج، أو السرد مع:يتشكل السرد يف طرائق ثالثةحيث

ألف ليلة وليلة، حتليل سيميائي وتفكيكي حلكاية محال بغداد، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، : مرتاض عبد املالك - (1)

.137:، ص م1993-بنية النص السردي من منظور النقد األديب، املركز الثقايف العريب للطباعة والنشر والتوزيع، الدار البيضاء: حلميداين محيد - (2)

- .45: م، ص2000، 3املغربط(3) .105:م، ص2008، 8األدب وفنونه، دار الفكر العريب، القاهرة، ط: امساعيل عز الدين -

ا او ا تروا انا ر

~ 136 ~

واستنباط األسس اليت يقوم عليها وما يتعلق بذلك من نظم هو دراسة القص «السرد كعلمإن

ويعد علم السرد من أهم تعريفات البنيوية الشكالنية كما تبلورت يف دراسات . حتكم انتجه وتلقيه

البلغاري تيزفيتان : كلود ليقي سرتاوس، مث تنامى هذا احلقل يف أعمال دارسني بنيويني آخرين منهم

علم السرد والفرنسي ألغردا " ناراتولوجي"لبعض أول من استعمل مصطلحتودوروف الذي يعده ا

.(1)»..جوليان غرمياس، واألمريكي جريالد برنس

علم السرد من العلوم اليت أنتجتها الدراسات النقدية احلديثة واملعاصرة كمصطلح إثـر ذلك ف

. السردية الذي سيجري احلديث عنه يف العنصر الالحق

Nrrativité :يةدالسر -2

مدامهة الالمتواصل يف إجنازه اخلطايب، حينما يأيت احلديث عن «يعرفها غرمياس على أ�احيث

هذا ما ...هي مداهة متضمنة حلاالت، تتخللها حتويالت. حياة، عن قصة،عن فرد أو عن ثقافة

ملفوظات للفعل تصيب يسمح بالقول يف مرحلة أوىل، أننا باإلمكان وصف السردية يف شكل

ملفوظات احلالة، هذه األخرية اليت تضمن للفواعل وجودها السيميائي يف صلتها مبوضوعات

.(2)»القيمة

يومئ بوجود عمليات داللية؛ حتدث حد فاصل بني ما هو مستمر " غرمياس"ما يشي إليه إن

د يشكل نقطة التحول اليت تنتاب مسار ومتواصل يف آلية الزمن اليت تشكل سريورة تارخيية؛ هذا احل

.املستمر من اخلطاب املــــــغطى

.174: م، ص2002، 3لبنان، ط- دليل الناقد األديب، املركز الثقايف العريب، بريوت: وسعد البازعيميجان الرويلي - (1)-30:م، ص2008اجلزائر، -مباحث يف السيميائية السردية، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع، تيزي وزو: نادية بوشفرة - (2)

31.

ا او ا تروا انا ر

~ 137 ~

هي حتويل أو جمموعة حتويالت، حتقق صلة «كما يؤكد غرمياس يف جل مؤلفاته أن السردية

الفاعل مبوضوع القيمة، وتدخل يف هذه العملية برامج ال حصر هلا وصور وجتسيدات، تعد بتحليل

.(1)»ردية، ولنظرية السرد اليت تسعى إىل االهتمام بالشكل السيموطيقي للمحتوىمتأن للس

إىل دراسة البنيتني السطحية والعميقة؛ وال ميكن الفصل بينهما يف " غرمياس"يشري حيث

.اخلطاب؛ فكل واحدة تستدعي األخرى

ظاهرة لتتابع احلاالت والتحويالت املسجلة يف «السردية على أ�ا" أنرتفون"عرفت مجاعة كما

.(2)»اخلطاب واملسؤولة عن إنتاج املعىن

مصطلح السردية على تلك اخلاصية اليت حتص منوذجا من اخلطابات، ومن خالهلا «يطلقإذ

مات الداخلية ؛ كما تعىن باستخراج امليكانز (3)»منيز بني اخلطابات السردية واحلطابات غري السردية

، واستخراج النظم اليت حتكمها وتوجه أبنيتها، وحتدد خصائصها )الشعرية والروائية(لألجناس األدبية

.(4)ومسا�ا

هناك اتفاق واسع حول حقيقة أن السرود املختلفة متتلك درجات خمتلفة من السردية، كما أن

(5)وأن بعضها أكثر سردا من غريها

احملررة من املعىن الضيق الذي يربطها باألشكال «إطار املشروع السيميائي، تعترب السردية يف

حتدد البنيات السردية املستوى العميق لكل عملية . الصورية للحكايات مبدأ منظم لكل خطاب

.(6)»سيميائية

.31:ص ية،مباحث يف السيميائية السرد: بوشفرة نادية - (1)

:نقال . 33:ص املرجع نفسه، – (2)

Groupe d’entrevernes, Analyse sémiotique des textes, pul, Lyon,1984,p :14. .121:قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، ص: بن مالك رشيدا - (3) .23: ، ص1990دار توبقال، الدار البيضاء، شكري املبخوت، ورجاء بن سالمة،: الشعرية، تر: ينظر تودوروف تزيفيتان – (4)، 1لبنان، ط-باسم صاحل، دار الكتب العلمية، بريوت: ، تر)الشكل والوظيفة يف السرد(علم السرد : برنس جريالد: ينظر – (5)

.197: ، ص2012 .122: املرجع نفسه، ص - (6)

ا او ا تروا انا ر

~ 138 ~

السيميائية؛ واليت وخاصة نقاد مدرسة باريس الفرنسية سلك يف هذا النهج نقاد كثر،كما

اخلطابات واألجناس األدبية من منظور سيميائي قصد اكتشاف القوانني الثابتة «انصرفت إىل حتليل

.(1)»املولدة لتمظهرات النصوص العديدة

:وهذه املدرسة ال خترج عن تيارين اثنني ومها

تيار السردية اللسانية -

السرديةتيار السردية الداللية أو السيميائية -

يعىن التيار األول بدراسة اخلطاب السردي يف مستوياته الرتكيبية والعالئقية اليت تربط الراوي باملنت

" و" G.Genetteجريار جينيت"، و"R.Barthesروالن بارت"احلكائي، و ويتزعمه كل من

.Tzevtan Todotov" (2) تيزفيتان تودوروف

، فإنه فيعىن برصد البىن العميقة اليت تتحكم (3)لتيار األولأما التيار الثاين، والذي هو عكس ا

غرمياس وبرميون «: مبظاهر اخلطاب و�دف إىل حتديد قواعد وظائفية للسرد، وجتلت يف أحباث

Brémond " بروب بروب"انطالقا من جهودV. Propp«(4).

)مورفولوجية الحكاية( رديــــــة بروبس -3

خضع اخلطاب السردي إىل العديد من األشكال السردية؛ القدمية واحلديثة،فمثال احلكي يكون

حاضر يف األسطورة، ويف اخلرافة، ويف حكايات احليوانات واحلكاية الشعبية، والقصة الصغرية، «

.(5)»وامللحمة، والرتاجيديا، والدراما، والكوميديا، والتعبري اجلسدي

، 3، ع25ا�لس الوطين للثقافة والفنون واألدب، الكويت، مج ، جملة عامل الفكر، )السيميوطيقا والعنونة: (محداوي مجيل – (1)

.91: ، ص1997مارس، /ينايرالصهيوين، دراسة حتليلية، خمطوط رسالة دكتوراه -خصائص اخلطاب األديب يف رواية الصراع العريب: شرشار عبد القادر: ينظر – (2)

.73: ، ص2001-2000دولة، جامعة وهران، ناجي مصطفى، منشورات احلوار األكادميي واجلامعي، الدار : لتبئري، ترانظرية السرد من وجهة النظر : وآخرونجينيت جريار – (3)

.وما بعدها 97: ، ص1989، 1البيضاء، املغرب، ط .124: ، ص68-67من وهم الرؤية إىل وهم املنهج، جملة الفكر العريب املعاصر، ع: عبد اهللا إبراهيم: ينظر – (4)

(5) .09:ص. 1994، 1املغرب،ط-مدخل إىل السيميائيات السردية، دار تينمل للطباعة والنشر، مراكش: سعيد كرادنب -

ا او ا تروا انا ر

~ 139 ~

بروب أول من أخضع اخلطاب السردي للحكايات العجيبة، فهو مل يقتصر اهتمامه يعد حيث

على القصة احملكية، وال توزيعها اجلغرايف وال على موضوعا�ا أو تيما�ا، وإمنا ركز على تعريف احلكاية

.يف مقابل أشكال أدبية أو شعبية أخرى) Genre(كجنس

من تصورا وجهود يف انطالقا (*)رافية نظريته الوظائفيةاستنبط بروب من هذه احلكايات اخل

ميدان البحث الوظائفي ليس فقط يف احلكايات بل يف جمال آخر، ومتثل وظائف الشخصيات

، "بيديه"، والعناصر عند "فيزيلوفيسكي"عند " احلوارك"اليت ميكن أن حتل حمل هذه األجزاء املكونة«

-الوظائف نفسها على أيدي منفذين متباينني كان ملحوظا ملؤرخي األديانونالحظ هنا أن تكرار

.(1)»يف األساطري واملعتقدات، ولكنه مل يكن ملحوظا ملؤرخي القصة -منذ زمن بعيد

األوىل أن فيزيلوفيسكي وبيديه قد استنبطا احلوارك أو احلوافز : النص يشري إىل قضيتنيإن

كتشف اجلديد أن حيل حملهما، أما القضية الثانية أن تكرار الوظائف تنبه له والعناصر وبامكان امل

مؤرخو األديان يف األساطري واملعتقدات قبل بروب؛ وال تبتعد األساطري عن عامل اخلرافة بكثري بل

يد أن بينهما قرابة، فيتشابه ما طبق على األساطري على ما طبق على اخلرافة ولو بتصرف قليل؛ ب

.بروب يف �اية النص يصر على أن له يد السبق يف تطبيق هذه الوظائفية على النص اخلرايف

حاول بروب استخالص نظريته جبمعه ملائة حكاية خرافية روسية، بغية رصد البنيات الشكلية إذ

.(2)هلا، مراعيا أبعادها املنطقية، مستغنيا يف ذلك عن صريور�ا التارخيية

قيما ثابتة وأخرى متغرية، وما يتغري هو أمساء الشخصيات «يف دراستها هلا وجد أن هناك

عل ، و "fonctions"أو وظائفها " actions"، وما ال يتغري هو أفعاهلا )وصفا�ا يف الوقت نفسه(

فعل الشخصية املعرف من وجهة نظر داللته يف تطور " الوظائف هي األفعال اليت تبقة ثابتة طيلة احلكي، يعرفها بروب ب – (*)

".جممل احلكاية

Voir :Vlaimir Propp :Morphologie du conte merveilleux russe,p31. ، 1عبد الكرمي حسن، ومسرية بن عمو، شراع للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، ط: مورفولوجيا القصة، تر: بروب فالدميري – (1)

.37: م، ص1996/هــ1416 .20: مباحث يف السيميائيات السردية، ص: بوشفرة نادية: ينظر – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 140 ~

ا ما ميكن أن نستخلص من ذلك أن غالبا ما تستند القصة نفس األفعال إىل شخصيات خمتلفة، وهذ

.(1)»يسمح لنا بدراسة القصص انطالقا من وظائف الشخصيات

يستنتج من خالل النص السابق بأن بروب يف قصصه أو حكاياته اخلرافية يضم متغريات هي

األمساء والصفات اليت تلحق بالشخصيات إال أن األحداث تبقى ثابتة ال تتغري بتغري تلك

.قطب الرحى الذي تقوم عليه وظائفية بروب الشخصيات؛ هذه األخرية اليت تعد

حدد بروب عدد وظائف تلك احلكايات اخلرافية يف إحدى وثالثني وظيفة؛ فال ختلو قصة كما

.(2)أو حكاية من هذه الوظائف، وغالبا ما تأيت متتابعة

غالبا ما تكون بداية املسار تتخللها عقبات، وترتك وراءها هنات؛ يقف عليها من يأيت كما أن

بعدها؛ ليكمل ما نقص من املشروع أو يلغي ما كان يف حماولة لبناء صرح أفضل هلذا العلم؛ فاملشروع

ملنشغلني يف هذا قد لقي انتقادا كثريا من طرف الباحثني ا - كغريه من املشاريع املؤصلة لعلمها-الربويب

ا�ال؛ خاصة من طرف ليفي سرتاوس، والذي عاب على بروب وضع التحليل يف مستوىل سطحي؛

فاستخراجه للوظائف على أساس إجراء تقليصي بقي يف حدود املستوى التوزيعي، دون وجود

.(3)إسقاطات منظمة للسرد يف املستوى العميق

اجلريداس جوليان "املنظور السيميائي الفرنسي من الذين كان هلم باع يف حقل السردية من

".جريار جينيت" ، والفرنسي اآلخر "غرمياس

:السيميائية السردية الغريماسية -4

؛ ويعد الشخصية األكثر اهتماما مثل غرمياس عالمة فارقة يف تاريخ البحث السيميائي

شاهدا حقيقيا على ذلك؛ ومل يصل إىل مبيادين البحث السيميائي؛ وكانت مؤلفاته وحبوثه ومقاالته

.20: مباحث يف السيميائيات السردية، ص: بوشفرة نادية – (1)إبالغ البطل : وظيفة املنع/ 2أحد أفراد األسرة يبتعد عن املنزل وظيفة النأي،/1( وظائف بروب اإلحدى والثالثون تبدأ – (2)

...).باحملظور

.81-43: ص ، عبد الكرمي حسن، ومسرية بن عمو: تر مورفولوجيا القصة،: بروب فالدميري: ينظر .15: مدخل إىل السيميائيات السردية، ص: بنكراد سعيد – (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 141 ~

هذا احلد من العلم إال باستفادته من جهود سابقيه، سواء يف السرد أو يف الدراسات األخرى؛ اللغوية

.(1)واملعجمية

من الذين استفاد منهم غرمياس يف مشروعه يف السيميائيات السردية؛ فالدميري بروب يف

.(2)املسرح، وكلود ليفي سرتاوس يف األسطورةاحلكاية اخلرافية، وسوريو يف

ميكن أن حنصر إسهامات غرمياس السيميائية يف موضعني أمنوذجني؛ األول يف البنية كما

العاملية، والثاين يف املربع السيميائي؛ وأن هذين النموذجني يرتبطان باملستويني السطحي والعميق

.للمعىن

:سرديات جيرار جينيت -5

من أكثر املهتمني بالسرد، وبرز ذلك يف مؤلفاته وحبوثه " جريار جينيت"يعد الناقد الفرنسي

RECIT)احلكي(الذي ميز فيه بني ) اخلطاب السردي(و) IIIوجوه (النقدية؛ من خالل كتابه

اليت يعين �ا التتايل اليت Histoire) القصة(الذي يعين به الرتتيب الفعلي لألحداث يف النص، و

Narration) السرد(كما ينكن أن نستدل عليه من النص، و" فعليا"حصلت فيه هذه األحداث

. (3)الذي يعىن بفعل السرد ذاته

: مرتبطة بتشكل عناصر اخلطاب السردي املكون من" جريار جينيت"إن البنية السردية عند

احلكاية، أو املخرب عنها، باختالف ي، واملروي، املروي له؛ فالراوي هو الشخصية الذي يروي و االر

ي أو السارد ال يشرتط أن يكون امسا معينا، فقد يتوارى خلف او أنواعها؛ حقيقية أم خيالية، والر

؛ أما املروي فهو كل ما يصدر عن صوت أو ضمري يصوغ بواسطته املروي مبا فيه من أحداث ووقائع

.112: ، ص1986مدخل إىل نظرية القصة، دار الشؤون الثقافية، بغداد، : املرزوقي مسري – (1): ، ص1993دمشق، قاسم املقداد منشورات وزارة الثقافة، : النقد األديب يف القرن العشرين، تر: تادييه جان ايف: ينظر - (2)

312 ، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف -مقاربة سيميائية-داللة العنوان يف النص الروائي اجلزائري: شكيب بكري أمحد – (3)

.148: ، ص2011/2012وهران، - النقد األديب احلديث، جامعة السانيا

ا او ا تروا انا ر

~ 142 ~

حكائية؛ كاألحداث والشخوص والزمن املكاين الراوي السارد؛ املنتظم واملشكل من جمموع عناصر

:والفضائي، وتاعد احلكاية جوهر املروي؛ هذا األخري يقوم على ركيزتني مهمتني مها

.أحداث القصة أو الرواية -1

.(1)الطريقة اليت حتكى �ا أحداث القصة أو الرواية -2

ذج من الناوين بإجراء بتحليل سردي مبنظور سيميائي على منا ما سبق سنقوم ىوبناء عل

.اجلالوجية؛ واليت عكست يف صوغ عنوا�ا سردية العنونة واسرتاتيجيتها

:الزمن السردي في عناوين روايات جالوجي -6

واملفارقة .قبل اخلوص يف زمنية العناوين، نتحرى البحث عن داللة الزمن يف اللغة واالصطالح

.اليت تلحق به

:مفهوم الزمن/6-1

:الزمن لغة - أ

الزمن والزمان العصر، واجلمع أزمن وأزمان ...اسم لقليل الوقت وكثريه : الزمن والزمان «

والزمان يقع على ... الزمان زمان الرطب والفكهة وزمان احلر والربد ...الدهر والزمان واحد ...وأزمنة

.(2)»...الفصل من فصول السنة

أن الزمن يف اللغة حنا حنو معىن الوقت، واملدة، الفصل والسنة؛ والزمن هو الدهر أيضا؛ حيث

.ومنه الزمن حمدد

:الزمن إصطالحا - ب

حيث كل حقل معريف ومفهومه؛ ألنه مقولة فلسفية عرف الزمن مفاهيم ودالالت خمتلفة؛

تساؤالته اليت أقضت مضجعه إذ شكلت شغلت اإلنسان منذ اخلليقة، الرتباطه به أشد االرتباط

.وحريته، فكانت دهشته األوىل واألزلية

.وما بعدها 148: ري، صداللة العنوان يف النص الروائي اجلزائ: شكيب بكري أمحد – (1) .1867: ص عبد اهللا علي الكبري وآخرون،: ، تح"زمن"مادة لسان العرب،: ابن منظور – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 143 ~

حنن أتون من ماض مل يعد، وصائرون إىل «:مقولة الزمن بقوله" أوغيستني"فسر القديس كما

دائما ال نستطيع اإلمساك به، أو اإلبقاء عليه، مستقبل مل يكن بعد، وليس لنا إال حاضر زائل

الزمان أي شيء حقيقي، إنه يبدو كما لو كان خاصة حلمية لوجودنا، لذلك فلسنا منلك بشأن

.(1)»وال يبدو أمامنا مالذا إال بااللتجاء إىل األبدية الكائنة أبدا

؛ لكن هذا املقولة السابقة بسيطة عندما حنياها، معقدة عند االقرتاب منها والتعرف إليهاإن

زمن أمر عسري؛ فقد يكون كذلك يف احلياة العادية؛ أما يف ال يعين بأن االقرتاب من مفهوم ال

.العمل اإلبداعي، فهو تصاحل اإلنسان مع ذاته، إن كان فعال اإلنسان هو الزمن

السابقة قد عرفت بساطة وتعقدا؛ فإنه يف موقف آخر يتوصل " أوغيستني"كانت مقولة وإذا

إن «:الزمن يوجد يف الذاكرة اإلنسانية، فيصرح قائالإىل ما سيعاد اكتشافه يف القرن العشرين؛ إذ

طفوليت اليت انتهت توجد يف الزمن املاضي الذي انتهى، لكن صور�ا أتأملها يف الزمن احلاضر،

. (2)»أل�ا مازالت يف الذاكرة

" أالن روب غرييه"أما نظرة النقاد إىل مقولة الزمن فتتباين وختتلف من ناقد آلخر؛ فريى

)Alain.R.G (تنكر أي متاثل وانعكاس للزمن الواقعي، وليس هناك أي زمن إال «أن الزمن

.(3)»...أما الالحاضر سواء أكان قبل أم بعد فهو موجود) زمن خلطاب(احلاضر

.2006مفهوم الزمن يف الفكر واألدب، جملة العلوم اإلنسانية، مارس : األطرش رابح – (1)

server-http://www.webreview.dz/inter 25/05/2016: تاريخ االطالع.

:نقال عن

-Paul tillich the shaking of the foundation (newyork Charles scibners

(son1966),p:34. .08: احلديثة، صتشظي الزمن يف الرواية : عن أمينة رشيد: مفهوم الزمن يف الفكر واألدب، نقال : األطرش رابح – (2)، دار )املؤثرات العامة يف بنييت الزمن والنص" (1986-1970بنية الزمن يف اخلطاب الروائي اجلزائري : "بوجيرة بشري حممد – (3)

.68: ، ص2001، 2ط، ج.الغرب للنشر والتوزيع، وهران، د

ا او ا تروا انا ر

~ 144 ~

خالف ما ذهب إليه األول، فهو مييز (Jean Ricardou)جون ريكاردو «ينظر كما

Michel)ن السرد وزمن القصة، ويعاجل ميشال بوتور زم: بني نوعني من الزمن

Boutoure)تابة، زمن املغامرة، وزمن زمن الك: ، الزمن من منظور ثالثي متمثل يف

.(1) »اتبـــــــــــــــــــــالك

؛ (2)»حلمة احلدث، ملح السرد، وصنو احليز، وقوام الشخصية«يعرفه عبد املالك مرتاض أنهكما

؛ (3)أيضا إىل أن الرواية اجلديدة رفضت اخلضوع لنظام الزمن التسلسلي أو املنطقي التارخييوأشار

.فتمرها هو الذي أكسبها ميزة خاصة يف التعامل معها والقبض على زمنها

:ينقسم الزمن يف السرديات البنيوية إىل مستويني :زمن الحكاية وزمن السرد/6-2

حداث يف القصة كما حدثت، تبدأ ببداية وتنتهي بنهاية، مع وهو وقع األ: زمن القصة: األول

.(4)خضوعه للتتابع املنطقي

؛ وهو الذي يقدم من خالله السارد القصة، مع عدم إمكانية تطابقه )زمن اخلطاب(زمن السرد: الثاين

.(5)بالضرورة مع زمن القصة

مبعزل عن الزمن؛ " املفارقة"إن حتديد عمل املفارقة مرهون مبعرفة معىن : المفارقة الزمنية/6-2

(1)

.152-151:داللة العنوان يف النص الروائي اجلزائري، ص: شكيب بكري أمحد -

.207: ص.1998، عامل املعرفة، الكويت، )حبث يف تقنيات السرد(يف نظرية الرواية : مرتاض عبد املالك – (2)حماضرات ألقيت على طالب املاجيستري يف األدب العريب للسنة (النص األديب من أين؟ وإىل أين : مرتاض عبد املالك – (3)

.08: ، ص1983ط، .اجلزائر، د ، ديوان املطبوعات اجلامعية،1981-1980اجلامعية (4) –Gérard Genette, Figures III , coll, poétique, Ed, Seuil, 1972, p :77.

، الدار العربية للعلوم والنشر، بريوت، دار األمان، الرباط، )تقنيات ومفاهيم(حتليل النص السردي : بوعزة حممد: ينظر – (5)

.87: ، ص2010، 1اجلزائر، طمنشورات االختالف،

ا او ا تروا انا ر

~ 145 ~

ن املفارقة ليست بالظاهرة البسيطة، لذلك هناك عقبة رئيسية يف أ«" ميويك" يرى إذ

ين، اليت قد تؤديها املفارقة يف الكالم، وهو ما يضعنا أمام اوهذا ما يربز لنا عمق املع (1)»تعريفها

.إىل مقاصدها يف الكالممشكلة الوصول

شكل من أ�اطريقة خلداع الرقابة، حيث « نظر بعض الباحثني إىل املفارقة على أ�احيث

ن تراوغ الرقابة ايف ثنائية الداللة، فاملفارقة يف كثري من األحي االستعارةة اليت تشبه يشكال البالغاأل

حتمل يف طيا�ا قوال مغايرا له، اإ��ا تستخدم على السطح قول النظام السائد نفسه، بيد أب

.(2)»قناع وتستهلك احلججوتستخدم املفارقة يف �اية املطاف عندما تفشل كل وسائل اإل

يف ثنائية الداللة، باالستعارةدب من هذا الكالم تشبيه املفارقة يف األ» قاسم زاسي«رمبا تريد

به، وحتمل يف طيا�ا داللتني يف وجه التشبيه، مها ترتكز أساسا على املشبه واملشبه االستعارةن أذلك

تكمن بالغتها يف وصف احلقيقة مبا يدل ، و قي ووجه الشبه املستعار يف الوصفوجه الشبه احلقي

.عليها من الوصف

يف كتابه )جريار جنيت(هي إحدى املصطلحات السردية اليت جاء �ا أما مفهوم املفارقة الزمنية

دراسة الرتتيب الزمين حلكاية ما،مبقارنة ترتيب األحداث أو املقاطع «واليت تعين )خطاب احلكاية(

وبذلك فإن دراسة املفارقات الزمنية تعمد إىل دراسة الزمن وأمناطه ،(3)»الزمنية نفسها يف القصة

اليت يلجأ إليها االستباقو االسرتجاعية أثناء عملية سرد األحداث وفق أنظمة املختلفة يف الروا

.الراوي أثناء حكيه ألحداث روايته

، 1998، 1، املؤسسة العربية للنشر بريوت لبنان، ط4ميويك دي سي ، املفارقة وصفا�ا، تر عبد الواحد لؤلؤة، جملد (1)

.19ص

، ص 1982، مصر، 2، العدد 2قاسم سيزا ، املفارقة يف القص العريب املعاصر، جملة فصول، اهليئة املصرية للكتاب، جملد – (2)

143 . (3)

، 1997، 2حممد معتصم وآخرون، اهليئة العامة للمطابع األمريية، ط: ، تر)حبث يف املنهج( جنيت جريار ،خطاب احلكاية -

. 47: ص

ا او ا تروا انا ر

~ 146 ~

قد تسمى كذلك باملفارقة السردية،وهو ما ذهب إليه إبراهيم خليل يف كتابه بنية النص الروائي

إىل املاضي،وإمنا يقوم أيضا بتعديل ال يكتفي بتغيري اجتاه الزمن من احلاضر مثال "ألن الراوي يف نظره

اجتاه السرد النمطي إىل سرد متكسر أو متقاطع خيالف فيه توقعات القارئ ،الذي حيس، لدى توقف

ومعناه أن املفارقــة الزمنيـة (1)"الراوي،وتغيري االجتاه،بتـوق شديد ملعرفة اجلديد الذي تؤول إليه احلــــركة

.د إىل دراسة وترية السرد اليت يتبعها السارد أثناء عملية احلكيال تتحكم الزمن وحده،تعم

اللحظة اليت يتوقف فيها احلكي «نستطيع أن نستكشف املفارقة الزمنية من خالل كما

االستعادة (املتساوق مع الزمن ملساق ما،ليتيح نطاقا هلا ميكن أن تعود بنا املاضي

retrospetion(،)االسرتجاعanaplepse(،)اللحظة االسرتجاعيةflash back ( وهلا مـــدى

أي أن السارد قد يعود بنا أحيانا خالل عملية القص إىل حادثة من أحداث ،(2)»أو امتداد معني

املاضي ،عندما يكون هلا عالقة باحلديث الراهن وحياول أن يربطهما وذلك من أجل إبراز العالقة بني

مما يساعد االسرتجاعل األحداث الراهنة وذلك عن طريق تقنية األحداث املاضية ودورها يف تشكي

اليت قد قاتواالستباعلى معرفة بعض األحداث اليت مل تذكر إىل من خالل حلظة االسرتجاعات

.عندها خالل السرد

دراسة املفارقات الزمنية يتطلب منا الوقوف على نوعني من الزمن مها زمن القصة إثـر ذلك ف

ويسلم كشف هذه املفارقات الزمنية السردية كما «:حني قال)جنيت(،وهو ما ذهب إليهوزمن احلكاية

مييز نوعني " جريار جنيت"ـــف (3)»سأمسي هنا خمتلف أشكال التنافر بني ترتيب القصة وترتيب احلكاية

لبحث ا(ومن هذا املنطلق كانت دراسته للمفارقة الزمنية يف رواية) زمن القصة وزمن احلكاية(من الزمن

(1)

. 103: ص 1،2010،بنية النص الروائي،منشورات االختالف،اجلزائر ط إبراهيم خليل -

(2) 24:ص2003مصر، ا�لس األعلى للثقافة، عابد خزندار،:برانس جريالد ،املصطلح السردي،تر - 47:صحممد معتصم وآخرون : تر جنيت جريار ،خطاب احلكاية، - (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 147 ~

وعلى هذا املنوال نسج الباحثون الكثري من .(1))مارسيل بروست(لكاتبها )عن الزمن الضائع

.الدراسات حول املفارقة الزمنية

الرتتيب والنظام قاعدة أساسية يف دراسة االختالف بني زمن القصة وزمن وصفميكن كما

الزمنية يف اخلطاب الروائي بنظام هي تعين مقارنة نظام ترتيب املقاطع «احلكاية ألن دراسة املفارقات

املفارقات واألحداث نفسها يف زمن القصة، بغية الكشف عن أشكال االختالف يف هذين

فالراوي حني يعمد إىل صنع (2)»النظامني،وجدوى حضورها يف إبراز السمات اجلمالية الشعرية للرواية

قبل،فهو يربز لنا حتكمه يف الزمن وقدرته وإحداث تقاطع يف أزمنة احلكي بني املاضي واحلاضر واملست

.على املزج بني األزمنة بالرغم من اختالف زمن القصة عن زمن احلكاية

املدى والسعة،والسوابق واللواحق،باعتبار أ�ا تشكل خرقا «املفارقة الزمنية تظهر من خاللإن

وهذا ما (3)»الكتابات املعاصرة للنظام بني مسار احلكاية ومسار القصة،وهذه اخلاصية اليت تتميز �ا

وقد ذكرها على النحو ) يف مناهــــج حتليــــــل اخلطاب الســــــردي(ذهب إليه عمر عيالن يف كتــــــــــابه

:األيت

وهي املدة اليت تستغرقها املفارقة الزمنية باجتاه املاضي أو املستقبل بعيدا عن حاضر :املدى والسعة-1

.القصة أو احلكاية

.سرتجاعات داخلية وخارجيةاويعين �ا االسرتجاعات اليت تنقسم بدورها إىل :السوابق-2

ستباقات خارجية استباقات اليت تتميز بطابعها التنبؤي،وتنقسم بدورها إىل ويعين �ا اال:اللواحق-3

.وسنقوم مبعاجلة هذه العناصر أثناء دراسة املفارقة الزمنية يف الرواية املدروسة.وداخلية

.43:صحممد معتصم وآخرون : تر خطاب احلكاية،:جنيت جريار - (1)

العريب،كلية اآلداب شعرية املفارقة الزمنية يف الرواية الصوفية،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف األدب:الباتول عرجون - (2)

. 12:ص2009الشلف،اجلزائر، واللغات،جامعة حسيبة بن بوعلي،

(3) 129،ص 2008يف مناهج حتليل اخلطاب السردي،منشورات إحتاد الكتاب العرب،دمشق سوريا:عيالن عمر -

ا او ا تروا انا ر

~ 148 ~

وإذا ما رجعنا إىل عامل الروايات عامة، وعناوينها خاصة إننا سنجد الزمن قد أخذ حيزا كبريا؛

.وإن مل يصرح به لفظا يف بعضها ؛ لكنه يف البعض اآلخر عن زمن من األزمان، وعن مدة حمددة

:التاليتنيوللولوج إىل عامل الروايات اجلالوجية فإننا يف هذا الصدد سنختار الروايتني

.(1)الفراشات والغيالن -1

(2)حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر -2

"الفراشات والغيالن"الزمن السردي في عنوان رواية -1

:فضاء رواية الفراشات والغيالن - أ

، وتتخذ موضوعا يعكس مأساة أطفال شرد�م احلرب، تدور أحداث الرواية يف إقليم كوسوفا

قبل األوان، حترتق لديهم مراحل الطفولة، ويتشابه الزمن لديهم وخيتزل يف والظلم، مما جعلهم يكربون

زمن واحد هو زمن املوت املرتبص �م ليل �ار، ويغتصب الوطن أمام أعينهم، كما تغتصب أمها�م

!! ياهلول الفاجعة! ياللفظاعة...وتسمرت عيناي على املشهد املريع«:وعما�م، حيث يقول السارد

.(3)»!! ة النكراءياللجرمي

:رواية الفراشات والغيالن عنوان سيميائية الزمن السردي في- ب

كما رأينا يف منت النص زمن املوت، " الفراشات والغيالن" لقد عكس عنوان رواية

تنقل الذهن عرب مساحتني «واالغتصاب، زمن املأساة بكل ما حتمله الكلمة من معان؛ فالرواية

ار التقدمي الذي ــــــــــ، وانتصار الوعي املدرك باعتب)الغيالن(ووعي مبهم ) الفراشات(للوعي، وعي مدرك

.2006، 2اجلزائر،ط-رابطة أهل القلم، سطيف: الفراشات والغيالن: جالوجي عز الدين – (1) .2011، 1حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، دار الروائع للنشر والتوزيع، احلزائر، ط: الدين جالوجي عز – (2)

.16: الفراشات والغيالن، ص: جالوجي عز الدين - (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 149 ~

، وزمن )الربيع، الفراشات(له داللته، أما على مستوى الزمن فاجلملة تفصل بني زمنني، زمن ظاهر

.(1)») الغيالن(أسطوري غامض

�ار الربيع ومجاله؛ حني لبست معلوم؛ حيث النهار زمان حضورها؛ " الفراشات"زمن حيث

الطبيعة أحلى لباسها، وتعطرت بأفضل عطورها؛ لكن هذا الزمن يف الرواية مل يعد زمن الفرح

؛ الذين "الغيالن"والسرور، أو زمن النهار السعيد، بل تغري إىل زمن ليلي؛ موحش، محل وحشيته

الصفة امللتصقة �م، ووصف السارد غريوا زمن الفراشات من النهار إىل الليل؛ حيث املوت هو

؛ هذه (2)»وأشعار...ذيول....خمالب...خراطيم...مناخري...وعيون كثرية...أذان طويلة«الغيالن أ�م

األوصاف تعكس وحشية وتغول الغيالن؛ فأوصاف خميفة ومرعبة؛ وهذا اخلوف والرعب أثر يف حياة

فضائه، بل حتول ذلك الزمن السعيد إىل زمن الفراشات؛ فلم ينعموا بنعيم النهار و" األطفال"

إن هي إال مسافة دقائق قطعتها هرولة «السبب الرئيس يف ذلك التحول" الغيالن"تعيس، وكانت

أتشغلهم أمور الدنيا فال ...تطاردين املأساة اليت خلفتها يف بييت، ال بد أن أخرب السكان مبا جرى

(3)»يفطنون إىل جمزرة وقعت يف وضح النهار

واليت مل تكن واحدة بل جمموعة مما يزيد الوضع أملا وخوفا ورعبا؛ وزمن " الغيالن"أما زمن

دة الزمن؛ حىت يف يف الليل، يف كل الفصول؛ غري حمد الغيالن أسطوري مبهم؛ قد تظهر يف النهار أو

ال بد أن «ق إنذارعامل الرواية وقت حضورها غري معلن؛ قد تصادف فريستها يف أي حلظة ، دون ساب

.(4)»...أغادر، لعل الغيالن ستعود

جالوجي، بأقالم ، دراسات نقدية يف روايات عز الدين "الرماد الذي غسل املاء"بنية الزمن يف رواية : بن جلويل عبد احلفيظ - (1)

خنبة من النقاد والباحثني،

.56: ص .21: الفراشات والغيالن، ص: جالوجي عز الدين - (2) .17: ، ص الفراشات والغيالن: لدينعز ا جالوجي – (3) .16: ص املصدر نفسه، – (4)

ا او ا تروا انا ر

~ 150 ~

، وألنه يغتال فريسته اغتياال وهذا )غدرا (والغول من القتل غيلة : الغيالن من الغولحيث

االسم تطابق مع مسماه يف منت الرواية؛ فكان يغدر بالناس ويقتلهم غيلة؛ حيث األطفال الفراشات

فر؛ والزمن األسطوري للغول حيكي أ�ا خترج للمسافر متماهية كان هلم من ذلك النصيب األو

ومتحولة على شكل حيوان أليف أو امرأة فاتنة بارعة اجلمال حىت إذا ما وثق يها املسافر أو أفضى

إليها ليأخذ منها مراده، امتصت دمه وأكلت حلمه وافرتسته، وانتقلت هذه الصور إىل السينما وأفالم

.(1)الرعب

والزمن األسطوري يف الرواية مل يعكس صورة خروجها أمام فريستها، بل كانت متوحشة يف

؛ واليت ال ترتك إال املوت والدمار -حلظة خروجها، ويف ما يصدر من أفعاهلا-شكلها اخلارجي

كانت النريان تلتهم معظم املنازل واألشجار، وكان ...مشاهد مرعبة...مناظر مريعة«واخلراب وراءها

.(2)»ثاث مكوما بالقرب مين حيرتق بأناةاأل

:رواية حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر عنوان الزمن السردي في -2

:فضاء الرواية-أ

تنضوي ضمن الروايات التارخيية، اليت " حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر " رواية

،إبان االستعمار تكشف عن جانب من جوانب احلياة االجتماعية للمجتمع اجلزائري

.الفرنسي،وصوره يف النضال والكفاح، يف سبيل احلرية واالستقالل مبنطقة سطيف

صفحة ،وهو ما يدل على ضخامتها، وقد قسمها جالوجي 557جاءت هذه الرواية يف حيث

إىل ثالث أجزاء ،على شكل فصول أو مشاهد ،وقد مسى كل مشهد بالبوح ،و أعطى لكل بوح

" عبق الدم والبارود "،والبوح الثاين بعنوان "أنات الناي احلزين " عنوان له فجاء البوح األول بعنوان

:أسطورة الغول– (1)

post_29.html-http://thelifeofvague.blogspot.com/2013/03/blog تاريخ االطالع :

22/05/2016. .18: ، ص الفراشات والغيالن: جالوجي عز الدين - (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 151 ~

،وكان جالوجي يبدأ يف كل بوح مبقدمة وينتهي " النهر املقدس " الثالث فجاء بعنوان ،أما البوح

.خبامتة، ويذكر فيه ما كان يدور بينه وبني حوبه اليت كانت حتكي له هذه الرواية

سيد قبيلة أوالد سيدي علي ،وقبل أن " بلخري" وقد افتتحه جالوجي بقصة اغتيال: البوح األول-1

فاطمة "بأمه وإخوته ،بأن يرعاهم وحيميهم ،وقد طالبته أمه " الزيتوين " األكرب ميوت أوصى ابنه

، والزيتوين " إذا كان بلخري رجال وترك رجاال ،فال بد أن يثأروا له : " بالثأر ألبيه قائلة" الزهراء

د النش وقبيلة يشك يف أوالد النش بأنه من قتلوا أباه ،وذلك للتعصب الكبري الذي كان بني قبيلة أوال

.أوالد سيدي علي ،اليت كان ينتمي إليها هو وعائلته

رغم أن القبيلتني ينحدرون من جد واحد ،هو احلسني املكحاجلي إال أنه وبعد دخول

االستعمار الفرنسي وموت املكحاجلي ، انقسموا بني أتباع فرنسا واحملاربني هلا ،وكان أوالد النش

لقد صار أوالد النش أكثر " دد أل�م حتت تبعية فرنسا ،يقول جالوجي ميثلون القوة يف املال والع

، أما قبيلة أوالد "أمواال وعددا، على عكس أوالد سيدي علي الذين راحوا يتناقصون يوم بعد يوم

.سيدي بوقبة بزاويتهم فكانت متثل السلطة الدينية ،اليت كان اجلميع خيضع هلا يف القرية

،وذلك خوفا عليها "سروله " لزيتوين أوصته بأن يزوج أخوه سامل البنة خالته قبل وفاة أم اأما

" الربح بنت إبراهيم " من أن يذهلا القايد عباس سيد قبيلة أوالد النش ،أو يقتلها كما قتل أمها

املتداول بني الناس أن القايد عباس قتل " بسبب رفضها حتضري وليمة لشيخ الزاوية ،يقول الكاتب

ربح بنت إبراهيم بطلقة من بندقيته ،داخل بيتها دون أن يتفوه أحد ،والسبب رفضها حتضري وليمة ال

لشيخ الزاوية كما اعتادت دائما ،كانت مريضة منهكة ال تستطيع الوقوف ،لكن القايد عباس اعترب

.،فقتلها دون أن يكرتث هلا"ذلك متارضا للتهرب من فعل ما طلب منها

للثأر هلا من القايد عباس ،إن سنحت له الفرصة ، " الربح "زوج " ة خليف" عزم حيث

ابنة الشيخ لكحل ،وهو يعلم جيدا أن " محامه"وتواصل ظلم القايد عباس وجتربه ،عندما تقدم خلطبة

العريب ابن عمها كان حيبها مند الصغر، لكن عائلتها رفضت ،مث أعلن العريب خطبته حلمامه ، وهرب

.طلبه انتقام القايد عباس بعد أن رفضواملدينة خوفا من معها إىل ا

ا او ا تروا انا ر

~ 152 ~

،فقد دارت أحداثه تقريبا بالكامل "عبق الدم والبارود " يف أحداث البوح الثاين أما: البوح الثاني-2

حول رحيل العريب ومحامه من القرية إىل املدينة ، وقد تعرف العريب على السي رابح أثناء رحلته

م يف منزله وساعده على اإلقامة يف املدينة ،وساعده يف اكرتاء بيت وإجياد عمل للمدينة ،الذي أقا

.يقتات منه مع زوجته محامه

أما يف القرية فقد ظل طغيان القايد عباس ألهل قرية أوالد سيدي علي، واستعان باحلاكم

هلي خلضر أحد الفرنسي يف البحث عن العريب ومحامة يف املدينة، قد قام القائد عباس بالقتل الب

شيوخ الزاوية كما طلب من سي الطالب أن يكون جاسوسا على عرش أوالد سيدي علي لنقل

. أخبارهم إىل فرنسا لكنه رفض ذلك وغادر القرية

كما قام القائد عباس باختطاف الطاهر ابن الشيخ لكحل، ظنا منه أنه سيأتيه بأبيه الشيخ

محامة كما طلب عمار شيخ الزاوية من القائد عباس بأن خيط لكحل، ويكشف له عن مكان العريب و

له سالفة الرومية، ففعل ذلك لكسب الشيخ عمار يف صفه، و أشيع خرب يف القرية بأن سالفة

.الرومية قد جنت، وضعت يف الزاوية لتعاجل عند الشيخ عمار

ي يؤنس وحد�ا بعد تويف الشيخ لكحل، فبقي عيوبه مع عقيلة زوجة الشيخ لكحل لكحيث

وفات زوجها واختطاف ابنها الطاهر، وهروب ابنتها محامة مع العريب إىل املدينة، وقد قرر الزيتوين

وعيوبه االنتقام من القائد عباس استعادة كرامة أوالد سيدي علي، فذهب عيوبه إىل املدينة للبحث

فقد خطط لقتل القائد عباس، ووصل عن العريب ومحامة قبل أن جيدهم القائد عباس، أما الزيتوين

.عيوبه إىل املدينة والتقى مع سي رابح الذي كان خيبئ محامة والعريب يف منزله

حكى عيوبه للسي رابح أخبار القرية اليت تعاين من ظلم القائد عباس، فقرر هو األخر كما

رانكو، اليت أرسلت للقائد عباس تدبري خطة لقتل القائد عباس، واستعان العريب بسوزان زوجة املعمر ف

استدعاء كاذبا تومهه فيه بأن احلاكم الفرنسي يريده يف أمر ما ألن القائد عباس كان عميل لفرنسا وال

يعصي هلا طلبا وقد وصل االستدعاء للقائد عباس حىت لىب الدعوة، وقرر الذهاب إىل املدينة رفقة

شاهدامها خليفة زوج الربح بنت إبراهيم اليت قتلها مساعديه محيدا، وبينما كان يسريان يف الطريق

ا او ا تروا انا ر

~ 153 ~

القائد عباس، وكان محيدا حيلم أن يعرب بسرعة ودوى الرصاص فجأة ميزق سكون الليل، لقد سقط

.القائد عباس، وما كان محيدا يتلفظ حىت أسقطته طلقات أخرى

د ذلك حىت ال ينكشف كان العريب وسي رابح هم من قاموا �ذه اخلطة، مث اختبئوا بعحيث

أمرهم ألن القوات الفرنسية سوف تبحث عن قاتلي القائد عباس ومل تكن تلك الرصاصات قد

قضت على روح القائد عباس، فقد وجده خليفة ال يزال حيا، فتوسل إليه من اجل مساعدته من

ا على القائد اجلروح، لكن خليفة ثأر له من قتل زوجته و أطلق عليه رصاصات أخرى قضى �ا �ائي

.عباس مث اختبئ بعد ذلك

لقد بات أحداثه برحيل خليفة إىل املدينة برفقة سالفة الرومية، خوفا من : البوح الثالث- 3

انكشاف أمره والبحث عن يوسف ابن سالفة الرومية، وقد أطلق صراح الطاهر أخو محامه الذي

عمار فكرة مغادرة سالفة الرومية إىل املدينة رحل هو األخر إىل املدينة رفقة أمه، ومل يتقبل الشيخ

وتركها للزاوية اليت كان الشيخ عمار يوهم أهايل القرية أن سالفة الرومية قد جنت، وأ�ا تتلقى العالج

عنده القرءان وقد كان غرضه األساسي من كل هذا ممارسة الرزيلة عليها، أل�ا كانت مجيلة وقد

.طافها وإحضارها لزاوية الشيخ عمارساعده يف ذلك القائد عباس باخت

استأجر الشيخ عمار عصابة خالف التيقر خلطف سالفة الرومية وخلبها للزاوية من جديد كما

وبعد أن عرف خليفة �ذا األمر ،قام خبطف ابن الشيخ عمار وساومه بإطالق سراح سالفة الرومية

العرض،ألنه ال يريد خسارة ابنه فأطلق مقابل إطالق ابنه ،فما كان على الشيخ عمار سوى قبول

.سراح سالفة الرومية

بدأ ينتشر تيار الوعي الوطين بضرورة تنظيم الثورة ،وقد حل مبدينة سطيف أحد أهم حيث

،الذي بدأ ينشر فكره اإلدماجي يف املنطقة ،وضرورة " فرحات عباس " رجال السياسة آنذاك

.بني املؤيدين واملعارضني ألفكارهاالعرتاف بفرنسا، وهكذا اشتد الصراع

ا او ا تروا انا ر

~ 154 ~

" حني انتصرت فرنسا يف احلرب العاملية الثانية ،خرج اجلزائريون يف مظاهرات سلمية، أما

،وكان ذلك "فارتفعت صيحات اهللا أكرب، اجلزائر مسلمة عربية ،وارتفعت معها الزغاريد تشق الكون

.يف كل أرجاء مدينة سطيف

بإبادة مجاعية ،راح ضحيتها العديد من األبرياء ،من بينهم لكن فرنسا قابلت املتظاهرين

سالفة الرومية وسعال بوزيد الذي رفع العلم الوطين ،فسقطا شهيدين يف هذه املسرية ،وهكذا كانت

.�اية البوح الثالث والرواية

:ورحلة البحث عن المهدي المنتظر هرواية حوب عنوان سيميائية الزمن السردي في -ب

كما رأينا يف فضائها، صراعا بني " حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر"ثق عنوان لقد بو

زمنني سرديني؛ الزمن االسرتجاعي، والزمن االستشرايف؛ فالزمن االسرتجاعي؛ متمثل يف اسرتجاع حوبة

املنتظر لذاكرة التاريخ اجلزائري وماضيها البائس،واندرج الزمن االستشرايف يف انتظار حوبة للمهدي

الذي سيقوم بتحسني واقع احلياة الذي اتصف بالظلم واجلور، من طرف املستعمر الغاشم؛ فيحرر

.البالد والعباد من وطأة العبودية إىل عامل التحرر واالستقرار

وإذا استقرأنا الزمن االسرتجاعي والزمن االستشرايف من منظور سيميائي سردي، حماولني

.لته انطالقا من عامل الروايةاستكشاف معناه وحصر دال

كما أن منت الرواية حيكي تعدد األزمنة؛ بني ماض وحاضر ومستقبل؛ انطالقا من البوح

فنجده أحيانا ينطلق من األول وصوال إىل البوح الثالث؛ فلم يتقيد فيها بطبيعة احلكي الزمين؛

بسا�ا يف املاضي وأحيانا يسبق األحداث األحداث املهمة يف الرواية ،مث يعود بنا أحيانا إىل مال

ستدكارات على أن الرواية جاءت مجلة من اال وهذا ما يدل.وينتقل بنا إىل مستقبل األحداث

جاء أكرب من حجم ستذكارات أو االسرتجاعاتاالستباقات ،بالرغم من أن حجم واال

.للحوادث املاضية استذكارستباقات،وهذا ما يدل على أن الرواية كلها تقريبا جاءت عبارة عن اال

ا او ا تروا انا ر

~ 155 ~

يمكن أن نربز ثالث أنواع من األزمنة حسب ؛ فأما يف ما خيص طبيعة هذه الرواية زمنيا

خصوصية احلكي اليت اتبعها جالوجي يف سرده ألحداث هذه الرواية،وقد ذكرها سعيد يقطني يف

: (1))زمن القصة،زمن اخلطاب،وزمن النص:(وفق هذا النمط"نفتاح النص الروائيا"كتابه

وهو زمن املادة احلكائية يف شكلها ما قبل اخلطايب،وهو زمن أحداث القصة :زمن القصة-1

الفرنسي االستعماريف عالقتها مع الشخصيات والفواعل،وزمن القصة يف هذه الرواية هو زمن

،اخنرطت العائلة كما 1833مع اجتياح اجليوش الفرنسية ملنطقة جباية سنة «للجزائر،يقول جالوجي

. (2)»السكان مجيعا يف مقاومة،قدموا خالهلا املئات من الشهداء

.الفرنسي للجزائر االستعمارهذا يدل على أن زمن أحداث هذه الرواية هو زمن حيث

وهو الزمن الذي تعطى فيه القصة زمنيتها اخلاصة من خالل اخلطاب يف :زمن الخطاب-2

لتقى اإطار العالقة بني الراوي واملروي له،وهذا الزمن يتجلى يف مقدمة البوح األول من الرواية حني

ت حتكي له أحداث هذه ذصديقته يف اجلامعة،وأخ" حوبه"ي بالكاتب عز الدين جالوج

جلسنا على كرسيني متقابلني يف شرفة ...أخريا أن حتكي قصتها يللقد قررت ...«:الرواية،يقول

كما حكت جد�ا شهرزاد يف سالف ...كان الوقت صباحا وا�مرت حتكي...تغطيها األشجار

. (3)» ...العصر

.أنه استمد حكايته من خالل حكاية حوبه على هذاكما يذل

الكتابة اليت يقوم �ا الكاتب يف حلظة وهو الزمن الذي تتجسد أوال من خالل :زمن النص-3

أثناء التقائه بالقاص،أما الثاين فهو زمن تلقي النص من لدن القارئ أي الزمن الذي يتجسد زمنية ما،

،ونلمح هاذين النوعني يف الرواية من خالل زمن كتابة هذا (4)من خالل العالقة بني الكاتب والقارئ

.81-78:نفتاح النص الروائي،صايقطني سعيد ، :ينظر - ((1)(2) .11: ص،"دي املنتظرحوبه ورحلة البحث عن امله"رواية جالوجي عز الدين ، - (3) .13-12-11: ص،"دي املنتظرحوبه ورحلة البحث عن امله"رواية جالوجي عز الدين ، -

(4) .81:ص انفتاح النص الروائي،: يقطني سعيد -

ا او ا تروا انا ر

~ 156 ~

وزمن التلقي من خالل تفاعله مع واية اليت حكتها حوبه،النص، عندما كان يسجل أحداث هذه الر

:القراء ومثاهلما يف الرواية

كنت أجلس أمامها كتلميذ ...«:ويتجسد من خالل قول جالوجي:(1)زمن الكتابة-1

(2)»..بلغين أيها احلبيب السعيد،ذو العقل الرشيد أنه: مستفتحة بقوهلا...وا�مرت حتكي...وديع

وراحت حوبه تكمل حكايتها،ومل أجد مندوحة من أن ...«:مقدمة البوح الثالثوكذلك يف قوله يف

. (3)»...أخرج قلمي ألسجل بعض مفاصلها ألستعني �ا الحقا حني أعيد تدوينها

ويتجسد من خالل ذكر .هو ذلك الزمن الذي يربط العالقة بني الكاتب والقارئ: (4)زمن التلقي-1

واحلقيقة أن فلول العرش « :سيدي علي وأوالد النش حني يقول مثال بعض احلقائق حول قبيليت أوالد

إىل قسمني قسم انشطرواحني وصلوا إىل هذه املنطقة هاربني بأنفسهم من أوالد احلسني املكحاجلي،

انصاع البن احلسني األصغر فشكلوافقالوا أوالد سيدي علي وشطر أخر ...انصاع لعلي ابن احلسني

جالوجي هنا حني يذكر هذه احلقائق فإنه حياول أن يدرجنا حنن القراء معه و، (5)»عرش أوالد النش

من خالل التعرف على نسب القبيلتني الذي ينسل من جد واحد وكيف أ�ما .يف هذه الرواية

ختاصما فيما بعد،وبالتايل فهو يعطينا اإلطار التارخيي للقبيلتني حىت يتسىن للقارئ معرفة جمريات

. منطلقا�ا يف الرواية،وبالتايل تتجسد العالقة بني الروائي والقارئ األحداث و

(1) . 81:انفتاح النص الروائي،ص: يقطني سعيد :ينظر– (2) .12-11: ص الرواية،: الدين جالوجي عز –

(3) 284:نفسه ص املصدر- (5)

(4) . 284:ص ، يدسع يقطني :ينظر– (5) . 21:ص الدين ،الرواية، جالوجي عز -

ا او ا تروا انا ر

~ 157 ~

مكون من أربع دالالت " حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر"العنوان املوسوم بــــــحيث

دل على اسم علم ) حوبه(؛ فاملكون الداليل األول )حوبة، رحلة، البحث، املهدي املنتظر(سيميائية

، وزمن حضوره يف الرواية هو زمن (1)..اإلمث، الذنب، اهلم، املرأة الضعيفة، حاجة، فقر: يعين وهو

املاضي واحلاضر؛ حوبة املهمومة واليت مل تكن شخصا يف الرواية بل حاكيا ألحداثها، وعلى الرغم

كاية من حني حتكي تكون كالعني النضاحة، تنبجس احل«من ذلك محلت بعض اسم الرواية؛ وحوبة

كل جوارحها وجوانبها، فهي تشبه عيون مياهنا، وحقول قمحنا، وطيور الكروان احلاملة يف ليلي

صيفنا، عيناها الكحالوان الواسعتان تتوسد شواطئها النوارس احلاملة، وتقهقه على رملها الناعم أمواج

ك قد عثرت على كنز حوريات البحر، وحني تبسم حوبة تشرق مشس من درر ملاعة حىت لتختال نفس

.(2)»من كنوز السندباد، وأنفاس حوبة نسيم ربيعي حيمل إليك شذا اهلضبات وعبق التالل

؛ فالرحلة زمنها غري )رحلة، البحث(لدليل على ذلك املكونني الدالليني اللذين يلحقانه إن

حلة يف الرواية تعكس معلوم؛ فقد تكون رحلة يف املاضي، أو يف احلاضر ، أو يف املستقبل؛ وزمن الر

زمنها خارج الرواية، فهي ماض وحاضر ومستقبل؛ ماض بئيس دام، وحاضر ال خيتلف عن ماضيه إال

وشخوص - كساردة-بزيادة املعاناة واملأساة، وانتظار مستقبل آمن مستقر ؛ تتحقق فيه أحالم حوبة

والداللة . من املوحشكشاهدين على ذلك الز -الرواية املضطهدين من طرف االستعمار الفرنسي

؛إال أ�ا حتيل أكثر إىل املستقبل؛ ذلك الزمن املبحوث عنه؛ والذي سيوضح "البحث"نفسها مع زمن

؛ هذه الشخصية الدينية التارخيية واليت ذاع )املهدي املنتظر(معامله زمن االسم الذي يأيت بعده وهو

أنا ال أؤمـــــــــــــــــــــــــــــــن «:حوبة ال يؤمن به، إذ يقول صيتها قبل ميالدها؛ فحوبة تؤمن به وراوي الرواية عن

:ترمجة معىن حوبة يف قاموس املعاين – (1)

ar/-http://www.almaany.com/ar/dict/ar 25/05/2016: تاریخ االطالع. .11:حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ص: جالوجي عز الدين – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 158 ~

باملهدي املنتظر، هو جمرد خرافة رمسها خيال العامة املنهزمني تعلقا منهم بأمل ما، سيشرق يوما ليهزم

.(1)»لكن حوبة تؤمن به و تنتظره بشوق كبري وتظل حتكي عنه دون ملل أو كلل . ظلما�م

زمن املستقبل أو الزمن االستشرايف؛ ذاك الزمن املشرق الذي " املهدي املنتظر"زمن حيث

سيبدد الظالم الذي اكتنف املعمورة ملدة طويلة؛ وزمن الرواية حيكي احلكاية نفسها؛ لكن برؤى

خمتلفة؛

:"حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر"مفارقة العنوان في رواية

املفارقات يف النصـوص اليت حتمل عناويــن خمالفـــة ملضمو�ا، فعندما نقـرأ جند هذا النوع منكما

،فإن القـــارئ " حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظـــر "عنوان روايــــة عز الدين جالوجي مثال

ما داللة هذا العنوان ؟، هل الرواية تتحدث عن قصة املهدي: سيطـرح العديد من األسئلة مثاهلا

املنتظر اليت نعرفها ؟ هل الرواية تتحدث عن شخص مفقود يستوجب البحث عنه ؟ وغريها من

.األسئلة اليت ميكن أن تطرح حيال هذا العنوان

لكن لــمـــــا نقرأ هذه الرواية، سنجد أ�ا تتحدث عن قصة من قصص الشعب اجلزائري، وصوره

الفرنسي، فرمبا يريد جالوجي من خالل هذا العنوان النضالية يف سبيل اسرتجاع سيادته من املستعمر

املهدي ( ومن هو) حوبه ( أن يثري فضول القراء ، أو يدعوهم لقراءة هذه الرواية، حىت يعرفوا من هي

( الذي تبحث عنه ، لكن حني نقرأ هذه الرواية ونغوص يف أعماقها، فإننا سنجد أن ) املنتظر

.ة وإمنا راوية الرواية يف حد ذا�اليست إحدى بطالت هذه الرواي) حوبه

حوبه يف الرواية هي املرأة اليت حكت للكاتب هذه الرواية، أما عن املهدي املنتظر، فرمبا حيث

هذه الرواية تأخذ بعدا يف املستقبل، أو التطلع لغد أفضل، أو البحث عن اخلالص من واقع مر وأليم،

ملأساة اليت عاشها ا�تمع اجلزائري حتت وطأة االستعمار، هذا الواقع ميكن أن يكون تلك املعاناة و ا

.والبحث عن املهدي املنتظر، هو حبث عن االستقالل واحلرية

(1)

.11:املنتظر، صحوبه ورحلة البحث عن املهدي : جالوجي عز الدين -

ا او ا تروا انا ر

~ 159 ~

إن قراءة عنوان هذه الرواية يقودنا إىل قصة املهدي املنتظر؛ والذي سيؤول األمر إليه يف النهاية،

املهدي مين ﴿:لى اهللا عليه وسلم قال رسول اهللا ص: قال -رضي اهللا عنه-عن أيب سعيد اخلدري

، لكن ﴾اجلى اجلبهة اقىن األنف ميأل األرض قسطا عدال كما ملئت ظلما وجورا وميلك سبع سنني

،سيجعلنا نبحث عن العالقة بينه ) حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر ( حني نقرأ هذا العنوان

.وبني قصة املهدي املنتظر

اليت تربطهما هي عالقة اخلالص، فاملهدي املنتظر هو رجل سيظهر يف آخر سنجد أن العالقة

الزمان من أجل أن خيلص الناس من حياة الظلم واجلور، والفساد بني البشر، إىل حياة التقوى و

اهلداية والصالح بينهم، أما املهدي املنتظر يف هذه الرواية، فهو السبيل الذي خيلص ا�تمع اجلزائري

االستعمار الظاملة والقاهرة، إىل حياة االستقالل و احلرية، هكذا ميكن أن تكون العالقة اليت من حياة

.جتمع بني هاتني القصتني املتشا�تني

إن عنوان الرواية حيمل مفارقة يف طياته، مفارقة بني ظاهر الرواية واملضمون الذي حتتــويه، مث إن

هدي املنتظر، فاجلميع والعامة من أهل املسلمني ينتظرون حوبه ال ميكنها أن تبحث مبفردها عن امل

قدوم املهدي املنتظر، فيمكن أن يكون حبث حوبه عن املهدي املنتظــــر، هو عبارة عن حلم أو

.مسعى ترمــي إليــــه حوبه من خالل هذه الرواية

هة، ورحلة البحث من ج" حوبه "لقد جاء عنوان هذه الرواية طويال، حيمل طرفني متقابلني مها

عن املهدي املنتظر من جهة أخرى، وليس غريبا أن نرى مثل هذه العناوين، خصوصا يف روايات عز

وغريها، اليت جاءت عبارة ) سرادق احللم والفجيعة، الفراشات والغيالن ( الدين جالوجي نذكر منها

) غول ( غيالن اليت هي مجع كلمة عن كلمتني متناقضتني، فمثال الفراشات تعين الصفاء والسالم، وال

، )حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر(وتعين الرعب واخلوف، أما يف عنوان الرواية اليت بني أيدينا

. فهو يقودنا إىل مغامرة أو صراع عاشته حوبه يف رحلة حبثها عن املهدي املنتظر

الكاتب خمالفا متاما ملوقف حوبه رغم كون هذا العنوان بارزا والفتا لألنظار، إال أن موقف

أنا ال أؤمـــــــــــــــــــــن باملهدي املنتظر، هو جمرد «:حول قصة املهدي املنتظر،فيقول جالوجي يف بداية روايته

ا او ا تروا انا ر

~ 160 ~

لكن حوبة . خرافة رمسها خيال العامة املنهزمني تعلقا منهم بأمل ما، سيشرق يوما ليهزم ظلما�م

.(1)»شوق كبري وتظل حتكي عنه دون ملل أو كلل تؤمن به و تنتظره ب

ه ورحلة البحث عن املهدي حوب( ة يف عنوان هذه الرواية، الذي وردمفارقة عجيب إذ تظهر

، ويبدو أن الكاتب قد وضعه ليثبت حقيقته يف مضمون هذه الرواية، إال أنه خالف كل )املنتظر

.الصفحة األوىل من الروايةالتوقعات، وأبرز لنا موقفه الغريب واملضاد يف

رمبا كان موقف جالوجي الناكر لقصة املهدي املنتظر، تصريح ال يتعدى كونه رأيا، قاله ليثبت

من خالله رأي حوبه املؤيد هلذه القصة، واليت ستحكي للكاتب هذه القصة فيما بعد

وجال وجي يستمع فـحوبة هنا هــي صوت الراوي، واليت ستحكي للكاتب هذه القصــــة ، إذن

جلسنا على كرسيـــــــــني متقابلني يف شرفة تغطـــــــيها «: إليها، ويبدأ بتدوينها، ونلمح ذلك عندما يقول

كما حكت جد�ا شهرزاد يف ...وا�مرت حتكــي ...كنت أجلس أمامها كتلميذ وديع...األشجـــــار

.(2)»...سالف العصر واألوان

قصة املهدي " ية أقرب إىل العناوين الرمزية أو األسطورية، فهو يشري إىل عنوان هذه الروا لقد ورد

إال أنه يف مضمون املنت احلكائي يكشف عن شيء آخر، هو األمل يف احلرية واخلالص من " املنتظر

معاناة اإلستعمار األليمة، اليت عاشها الشعب اجلزائري أثناء االحتالل الفرنسي، فكانت هذه الرواية،

.قصص النضال والكفاح يف سبيل اسرتجاع احلق والكرامة اإلنسانيةإحدى

وإذا كان الزمن السردي قد لعب دوره يف تشكل عناوين جالوجي الروائية فإن املكان أيضا كان

:له حيز ومكان؛ بالتصريح وباإلضمار، وعلية نطرح السؤال التايل

ل كان املكان بارزا يف العنوان أم هل حفلت عناوين جالوجي الروائية باملكان السردي؟ ه

مضمرا؟

.11:حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ص: جالوجي عز الدين - (1) .12: املصدر نفسه، ص – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 161 ~

:روايات عز الدين جالوجي عناوين المكان السردي في -7

تزخر الكثري من الروايات اجلزائرية املعاصرة بعنصر املكان يف صوغ عناوينها؛ إذ أضحى مكونا

ية املشكلة لبنية الفضاء الروائي؛سرديا كغريه من املكونات السرد

املوضع احلاوي للشيء مجع أمكنة ومكن ومجع اجلمع «:بأبسط دالالته يعين املكانإن

هذا اجلسد املكان : خبربة اإلنسان جبسده«:؛ ومن مثة ميكن إدراكه إدراكا حسيا يبدأ أوال ((1)»أماكن

بعده إىل أو لنقل بعبارة أخرى مكمن القوى النفسية والعقلية والعاطفية واحليوانية للكائن احلي ليتعداه

.(2)»أقرب مكان إليه وهو احليز الذي حيتويه كالثياب مث الغرفة، مث غريها من األمكنة

حيزا مكانيا؛ ألن احليز يتالقى يف داللته مع كون حينهاتنوع املكان وتفاوت داللته يكما أن

ن الصفات املتشابكة ما جيعله يف صلته بالذات املبدعة واملتلقية، يتخذ م «املكان، وألن احليز يرجع

.(3)»من املقوالت األكثر تعقيدا على مستوى املعىن واملبىن

، وإمنا هو تصور يفرتض ليست مكان باملفهوم التقليدي للزمان«احليز عند عبد املالك مرتاضأما

وبالتايل فهو خيضع ؛ (4)»عوامل احليز املتشجر عن هذا احليز األصل، الذي ينبغي أن تكون له أبدا

لعوامل املكان وحدوده وجغرافيته، فهو حيتل املكان لكن ال حيتله كله، فاجته بذلك وجهة أخرى،

اجتاها وبعدا، وجماال، وفضاءا وامتدادا، وخطا يف أي شكل من أشكاله اهلندسية «حبيث يكون احليز

ور عمل روائي دون مكان تسري فيه فيستحيل تص(5)»كأنه عامل أسطوري أو خيايل مفتوح...الكثرية

؛ لفعالية املكان يف متنها وانعكاس (6)وخنتار يف هذا املقام، ورواية سرادق احللم والفجيعة. األحداث

.334: ، ص1960، دار مكتبة احلياة، بريوت، 5مج: معجم منت اللغة: رضا أمحد – (1) .159: ، ص2001دمشق، داللة املدينة يف اخلطاب الشعري املعاصر، احتاد كتاب العرب،: عقاق قادة – (2) .127: ، ص2001ط، .فلسفة املكان يف الشعر العريب، احتاد كتاب العرب، دمشق، د: مونسي حبيب – (3)، 1986، 1بنية اخلطاب الشعري، دراسة تشرحيية لقصيدة أشجان ميانية، دار احلداثة، بريوت، ط: مرتاض عبد املالك – (4)

.113: صط، .حملمد العيد، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، د" أين ليالي" ي، دراسة تفكيكية لقصيدة -أ: مرتاض عبد املالك – (5)

.103: ص

. 2006، 1اجلزائر، ط-سرادق احللم والفجيعة، منشورات أهل القلم، سطيف: جالوجي عز الدين – (6)

ا او ا تروا انا ر

~ 162 ~

ذلك يف عنوا�ا؛ هذا األخري وإن مل يصرح باملكان فقد عربت عنه تلك الدالالت والعالمات الفارقة

.يف تالفيف مجالياته

:الحلم والفجيعة فضاء رواية سرادق - أ

من الروايات اليت سلكت مسلك الغريب والعجيب " سرادق احللم والفجيعة"تعد رواية

صفحة، أ�ى الكاتب 129واألسطوري؛ وهي رواية من احلجم املتوسط؛ بدليل صفحا�ا اليت بلغت

يف آخر بعد العاشرة ليال بسطيف؛ حسب توقيعه املدون 30/12/1999إىل 03حتريرها من ليلة

.م2006اجلزائر، سنة -الرواية، صدرت عن دار أهل القلم بسطيف

، مث أردفه بفاحتة أليب حيان (3)»إىل الغرباء...إيل «استهلها الكاتب بإهداء غريب، فحواه

أنا ..وال أنا أصل إىل مطليب..فال أنا أنزل وعن مركيب..واهلدى مطليب..اهلوى مركيب«التوحيدي

.(4)»..ن حقيقة اخلرب بتمويه العبارةبينهما مأخوذ ع

كسر الروائي حواجز بناء العمل الروائي والذي غالبا ما يفتتح مبقدمة وخيتتم خبامتة؛ لكنه إذ

وثالثون خبامتة، مث قسم الرواية إىل ستة يف هذه الرواية عكس ما كان معهودا، وبدأ متنه الروائي

ون، يف حضرته، الكابوس اجلميل، حبيبيت نون، حي بن أنا واملدينة، قبح(عنوانا داخليا 36

يقظان، القارح بني التالف والفاين بن غفالن، عيد الغراب، يف رحاب الصخرة، جحافل الدود،

احللول وحديث اإلشارة، األحذية والفأر، هوالكو واألحذية اخلشنة، وكر النسور، احلرية، الشاخري

، البحث عن احلبيبة، جتشأ السيل، سراب األبالسة، املاحل، قصة الغراب والقمل والشياطني

االرتواء يولد الظمأ، نبأ اهلدهد، الشالل، الطائر امليمون، حكاية السيد نعل، الغربة، الرسالة،

اآلهلة احلنجرة، هئت لك، القمر الدري، العورة العوراء، اللعنة اللعناء، النبع وا�ذوب، الطوفان

).والفلك

.05: ص سرادق احللم والفجيعة،: جالوجي عز الدين – (3) .07: فسه، صاملصدر ن - (4)

ا او ا تروا انا ر

~ 163 ~

هامشا؛ 22اية مبقدمة، واستعمل اهلوامش اليت بلغ عددها اثنان وعشروناختتم الرو حيث

...جاءت تفسريية أحيانا واستذكارية أو استباقية يف أحايني أخرى

إذ إننا أمام كتابة تعانق الكوين اإلنساين وتتجاوز النزعة «تعاجل الرواية إشكاالت كونيةكما

اخلري والشر حيث تنضوي حتت إشكاالت احللم والفجيعة، ؛ ولعل أكربها ثنائية(1)»احمللية الضيقة

الظالم، /اجلمال، النور/القبح(أو ثنائية املوت واحلياة، وتتولد عنها العديد من الثنائيات الضدية

؛ فالفجيعة مرتبطة زمنيا بالوضع املأساوي الذي آلت إليه املدينة يف احلاضر ..)اخلوف/األمن

، إذ املالحظ أن ...الغراب والفئران، والثعالب والنسور، ونعل واألخدان الزمن، املتعفن، وأبطاله(

الكاتب استعار هلا أمساء مقززة ومنفرة، باإلضافة إىل استدعاء صفا�ا وقبحها،والذي يتمثل يف

أم احللم فهو حييل على ما هو ...) السواد، اخلبث، اخليانة، التخريب، الفساد: الصفات اآلتية

...من حب، ونقاء، وصفاء و نظام) عن الزمن املفقود البحث(مفتقد

هذه الثنائيات وكأ�ا الطيف الذي يظهر وخيتفي عرب حضور وغياب للقيم السلبية وردت

واإلجيابية جتسدت يف قوى اخلري واحلب واجلمال والصفاء والنقاء عرب شخصيات افتقدها الشاهد

وهي شخصيات " سنان الرمح"، "شدى الزهر"، "عسل النحل" و" نور الشمس:" البطل وهي

العنف والتعفن، والوباء -جاءت مبعاين-تذكرنا بالزمن اجلميل للمدينة، أم القيم السلبية

.ومثلها الغراب والفئران والثعالب والنسور...والقحط

أصل الروائي متنه بتوظيفه للرتاث والذاكرة الثقافية عرب قصص األنبياء؛ احملكي الصويف،

كي التارخيي، االنفتاح على القرآن، وكتب األخبار والعجائب، واالنفتاح على بعض األجناس احمل

التعبريية احلديثة والقصص القرآين مثل قصة الطوفان يف إشارة إىل نوح عليه السالم، وكذا قصة

...موسى مع قومه، والقصص التارخيية كقصة هوالكو وغزوه للعراق

التخييل األسطوري الراهن، ضمن سلطان رواية سرادق احللم والفجيعة لعز الدين جالوجي و: الساوري بوشعيب: ينظر – (1)

.451: ، ص2008، دار املعرفة، اجلزائر، "دراسات يف أعمال عز الدين جالوجي" النص

ا او ا تروا انا ر

~ 164 ~

:رواية سرادق الحلم والفجيعة عنوان السردي في المكانسيميائية - ب

رح �ا، والبعض اآلخر مل يعلن صراحة بل كان يعكس عنوان الرواية بعض األمكنة اليت ص محل

واليت " سرادق"بعض معامله من دالالت العنوان؛ وأول نسق داليل نلمحه يف هذا العنوان، وهو لفظة

بيت من الشعر ميد فوق ساحة الدار، خيمة، ( والسرادق ،)هذه(جاءت خربا ملبتدإ حمذوف تقديره

﴿:؛ ووردت الكلمة يف القرآن الكرمي، يف قوله تعاىل(1))غبار ساطع منتشر، دخان مرتفع كثيف

﴾(2)

اهللا تعاىل فكأنتعين سور النار احمليط �م؛ - حسب تفاسري القرآن الكرمي -السرادق يف معىن اآلية

ضرب سرادقا على النار حييط �م وحيجزهم، حبيث ال متتد أعينهم إىل مكان خال من النار؛ ألن رؤيته

.(3)ملكان خال من النار قد توحي إليه باألمل باخلروج

ا؛ باملعىن القرءاين السابق ارتبطت بالنار؛ واليت سيكون الظاملون حطبهالسرادق حيث

.فالتصقت مبأساة ومعاناة

".سرادق"كلمة : قاموس املعاين – (1)

?http://almerja.com/reading.php

.2016-06-09: تاريخ مراجعة املوقع .29سورة الكهف، اآلية – (2) .تفسري القرآن الكرمي للشيخ متويل الشعراوي: صفحة نور اهللا(3)

http://www.nourallah.com/tafseer.asp?SoraI

.2016-06-10: راجعة املوقعتاريخ م

ا او ا تروا انا ر

~ 165 ~

جتلى املكان يف العنوان يف السور الذي حييط باحللم والفجيعة؛ أي ما حييط بالنقاء حيث

والصفاء من جهة، واخلبث واخليانة والفساد من جهة ثانية؛ إ�ا أسوار لألمل املفقود الطاهر ، وأسوار

:ويوضح ذلك الشكل التايل .للخيبة املدمرة النتنة

سرادق

)أسوار(

اخليبة األمل

الفجيعة ≠احللم

النقاء الصفاء الطهارة النظام اخلبث اخليانة الدمار الفساد

نالحظ أن هذا املخطط ضم حمورين متناقضني، األول حمور األمل، والثاين حمور اخليبة؛ إذ أن

والصايف والطاهر واملنظم، أما الثاين فدل على الفجيعة اليت حتمل صفات األول دل على احللم النقي

.اخلبث واخليانة والدمار والفساد

ابقها مع هذا املنت؛ وإذا أسقطنا هذه املعاين والدالالت على مضمون الرواية يلفت انتباهنا تط

؛ ذلك الفضاء املدنس املرادف )املدينة املومس( "املدينة"برز يف الرواية هو فضاء فاملكان الذي

الذي رمز للحقارة " نعل"للمحنة واملوت و الذي دنس من طرف أراذل أهلها كالغراب، مساعدة

، فيصفها والدناءة والضعة؛ إن هذه املدينة كانت يف املاضي حلما مجيال، تنعم باحلسن واجلمال

:قائال " حبيبيت نون"الكاتب يف مقطع

..آه مدينيت

ا او ا تروا انا ر

~ 166 ~

..عفوا أقصد آه حبيبيت

ملاذا �رب منا اللحظات الرائعة اجلميلة؟

ملاذا ينفطر عقد األحالم بيننا دائما؟

أومل تكوين يوما ابتسامة بريئة أرصع �ا قليب املتوهج؟؟

أومل تكوين يوما نوارا ميأل اآلكام الضاحكة؟؟

..حسناء حبيبيت يا لون الفرح والقمح الربي

.(1)..الشذا..األريج..زخات املطر الليمون يا طعم

ومدلول ذلك " النون"دال على مدينة محلت حرفا، وهو " حبيبيت نون" العنوان الفرعي حيث

حرف مبىن ال حمل له من اإلعراب؛ فهل املدينة صارت بال معىن؟ " ؛ فالنونهو سقوط بقية احلروف

النقي، فأضحت مدينة ال معىن هلا، سقطت واملنت الروائي يعكس غياب املعىن اجلميل الطاهر

لعل األمر ال يعدو أن يكون «:قاعد�ا وأساسها، كما سقطت حروفها، وصرح الكاتب بذلك قائال

.(2)»أمرا مجيال؟

مجال املدينة صار ماضيا وحلما مرجتى؛ وحاضرها هو فجيعة وخيبة أمل، والسارد كما أن

:فخاطب املدينة املومس قائال غري راض على هذه الظلم والفساد

أيتها املدينة املومس

؟؟..إىل مىت تفتحني ذراعيك للبلهاء

؟..أيتها املدينة متارسني العهر جهارا دون حياء إىل مىت

إن جتلي املكان السردي يف عنوان الرواية مل يبتعد كثريا عن جتليه يف املنت الروائي؛ حيث

ما دنسها دمدنسا وفاسدا ممثل يف املدينة املومس؛ واليت عربت عن حاهلا بعاملكان يف هذا األخري كان

ز فالتناقض هو بؤرة الرواية؛ ذلك التناقض الذي كسر احلواج أراذل سكا�ا الذين أصبحوا ساد�ا؛

.27-26: سرادق احللم والفجيعة، ص: جالوجي عز الدين – (1) .27: املصدر نفسه، ص – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 167 ~

، والدنس طهارة، والقتل مباح، والقبيح حسن، دا ا�هول معلوم، واحلرام حالل، فغبكل جتليا�ا

وعلى العموم فالكاتب يصور هذا «والنور ظالم؛ واإلنسان حيوان فالتحول نزعة بارزة يف الرواية؛

املسخ الذي حلق املدينة، هذه املدينة اليت كانت حلما راود الفالسفة واملفكرين املدينة املثل العليا

مر يف الرواية حتول وانقلب رأسا على عقب، ومسخت املدينة فغدت مومسا والقيم السامية غري أن األ

) نعل(وساعده ) كالغراب(غرائزها، ومل يقع هلا ذلك إال بعد أن سيطر عليها أراذل أهلها مهها إشباع

.(1)»رمز الضعة احلقارة، فأصبحت مرتعا للفئران والكالب وجحافل الدود

باح بأسرار املكان السردي فإن العنوان مل يبح بكل أسراره، ومل يعلن وإذا كان منت الرواية قد

امسه بصراحة؛ فالسرادق قد أحاطت بأمل احللم الصايف النقي، وكذلك أحاطت بالفجيعة اليت

ذلك املسار السوي عكست الفساد والظلم واخليانة؛ وحىت التصاق السرادق باحللم لن مينحها

اهة ال خمرج منها؛ مما قد حييل العنوان على دالالت أخرى ال تعكس املنظم، بل سينعرج إىل مت

يشي مبا هو يف - يف أغلب األحيان-كان العنوان -على الرغم من ذلك -بالضرورة ما ورد يف املنت و

لعملة واحدة من زاويا عدة؛ اوجه حسن تصوير؛ فاحللم والفجيعة صارااملنت من أحداث، يصورها أ

بعدما معناهادنس، والفجيعة مل تنتهي، فزاد الدنس دنسا؛ فسقت من املدينة فاحللم مل يكتمل ف

حروفهاسقط منها

:الروائية تجلي المربع السيميائي في عناوين جالوجي -8

السرديني قد عكست ما يطفح به العنوان من مان واملكانإن قراءتنا السابقة لعنصري للز

من اإلجراءات التحليلية اليت تبناها ؛ ويعد املربع السيميائيسيميائية–نصية ميكن قراء�ا قراءة سردية

لعز الدين " والفجيعةسرادق احللم "جتليات احملنة الوطنية يف اخلطاب السردي اجلزائري املعاصر رواية : هيمة عبد احلميد – (1)

.271: ، ص10جالوجي منوذجا، األثر، ع

ا او ا تروا انا ر

~ 168 ~

غرمياس يف مشروعه السيميائي؛ ولقي هذا اإلجراء مفاهيم وتصورات متعددة، فهو عند

(1).»التمثيل املرئي للتمفصل املنطقي ملقولة داللية ما«غرمياس

تقسيميا، يسمح بتمثيل نسق القيم منوذجا ) Daniel patte(بينما يعتربها دانيال باط

الذي ينظم العوامل االداللية الصغرى والذي هو ممسرد يف املستوى املؤنس، تبعا لضروريات الرتكيب

(2)السردي

مبعىن ) ميكانيزم(باإلمكان فهمه وكأنه آلية «:تعرفه مجاعة األنرتفون بطريقتها، إذ ترى أنهكما

التضاد، التناقض، التضمن؛ ويتوزع : وهي (4)القابلة لتمفصالت معنويةجمموعة منظمة من العالقات

(5)هذا النموذج على عالقات تدرجية وعالقات مقوالتية

؛ األول سطحي، والثاين عميق؛ واملربع السيميائي ميز غرمياس بني مستويني من التحليلحيث

ثالثة من املربعيدخل ضمن البنية العميقة؛ وركز فيه الناقد على عناصر

رواييت : بالذكر نسعى إىل مقاربة املربع السيميائي يف عناوين جالوجي الروائية، وسنخص إذ

."العشق املقدنس" و "الرماد الذي غسل املاء"

(1) –AJ.Greimas, J.Courtès, Dictionnaire raisonné de la théorie du

langage,Hachette,paris,1979, p :29.

:نقال عن. 104: مباحث يف السيميائية السردية، ص: نادية بوشفرة – (2)

Daniel Patte, Carré Sémiotique et syntaxe narrative in Acte sémiotique

(Document 3),23,1983, ILF ,paris,p :06. (4)

- Groupe d’ entrevernes,Analyse sémiotique des textes,pul,4²

éd,Lyon,1984.p :136. .14: ، ص2000مقدمة يف السيميائية السردية، دار القصبة للنشر، اجلزائر، : شيدر بن مالكا – (5)

ا او ا تروا انا ر

~ 169 ~

:(1)تجلي المربع السيميائي في عنوان رواية الرماد الذي غسل الماء-1

:رواية الرماد الذي غسل الماءفضاء - أ

مائتني وأربعة ومخسني صفحة، حيث ا�ى حتريرها يف أواخر 254صفحات الرواية بلغ عدد

، 2005؛ كما هو مدون يف توقيعه يف آخر الرواية، وصدرت يف طبعتها األوىل سنة 2004ماي

، عن )4ط(اجلزائر، مث صدرت بعد ذلك يف ثالث طبعات، آخرها -عن دار املتون للطباعة والنشر

؛ وهذه األخرية هي اليت اعتمدنا عليها يف 2010اجلزائر، سنة -والتوزيع، سطيف دار الروائع للنشر

.هذه الدراسة

قلب أحبك "فكانت مفتتحها، واختتمها بعنوان "حبييب"استهل الكاتب الرواية بفاحتة مساها

حيث بني فيها سبب تسميته لعنوان الرواية، وهو جتنيس رمبا إليضاح الغموض الذي "جبنون

وإذا كان الناس قد اختلفوا يف «:تنف هذا العنوان، ورمبا لغاية أخرى يرمي الوصول إليها، يقولسيك

الرماد الذي غسل "فإين ارتأيت أن أمسيها "..اجلثة اهلاربة"و"..سوق النساء"وضع عناوين هلا أشهرها

وقد قسمتها إىل .. نوانا أو ال تضع هلا ع..ولك احلق يف أن تضع هلا العنوان الذي تراه مناسبا " املاء

.(2)»أجزاء أمسيتها أسفارا سأرسل �ا إليك تباعا

إىل أربعة أسفار؛ كل سفر حيوي فقرات -كما أعلن ذلك يف الفاحتة-قسم أجزاء روايته كما

حني خرج فواز بوطويل من ملهى احلمراء مل تبلغ عقارب الساعة «:السفر األول بــــ مرقمة؛ فبدأ

واستمرا صامتني ال حيس الواحد «: ؛ والثاين(1)»..كانت األمطار تصفع وجه األرض..ليال التاسعة

»..بوجود اآلخر حىت دخال املزرعة

اد بامسها تعكس تلك احلياة بداخلها؛ حيث كان الفساد كانت مدينة عني الرمحيث

.احلياة وكل مظاهر واال�يار األخالقي رمزا معربا عنها؛ فتأنسن الزمان واملكان

(1)

.،2010، 4دار الروائع للنشر والتوزيع، اجلزائر، طالرماد الذي غسل املاء، : عز الدين جالوجي -

.06: ، صاملصدر نفسه – (2)

(1) .07: ، صاملصدر نفسه –

ا او ا تروا انا ر

~ 170 ~

عمل فين جترييب فهي الرواية جاءت يف الرتبة الرابعة من ترتيب الروايات الصادرة جلالوجيإن

يسهم يف االنتقال من كتابة اللقطة واحلالة والصورة اخلاطفة، إىل استكشاف الكلية املركبة واإلشكالية

وفيها نلمس حماولة كسر قانون . املشخصة للعالقات النثرية العميقة بني الذات وا�تمع والوجود

السرد الغريب والتصرف يف قواعده املعيارية، وذلك من خالل تشييد عامل حكائي متميز يف منط

خطابه وصيغة تلفظه وطبيعة ارتباطاته باملتخيل االجتماعي، وعالقاته التناصية باألجناس األدبية

.(1)لثقافيةواخلطابات املعرفية واألشكال البسيطة واألعراف والقيم ا

:المربع السيميائي وعنوان الرواية - ب

املاء/غسل/الذي/الرماد :ن الرواية هي األنساق الداللية التاليةاإن أول ما يلفت القارئ يف عنو

فالرماد نسق داليل حييل إىل فناء وموت؛ أما الذي فهو اسم موصول وصل قبله مبا بعده، ونسق

نسق "املاء"األخري فاعال؛ قام بفعل الغسيل؛ أما نسق هو فعل مرتبط بالرماد؛ كون هذا" غسل"

﴿:؛ لقوله تعاىليدل على احلياة ﴾(2) فهو من وقع عليه فعل

!! ؟حياة وهو يغسل املاء وموت فناء وهو الغسيل؛ فنالحظ غرابة يف اإلسناد، فكيف الرماد

:السؤال يف عالقة العنوان باملنت و ما توضحه اخلطاطة التالية سنجيب عن هذا

يف روايات عز للروائي عز الدين جالوجي، دراسات نقدية ) قراءة يف رواية الرماد الذي غسل املاء(الرد بالكتابة : فرشوخ أمحد - (1)

.24: الدين جالوجي، ص .30نون، اآلية مسورة املو – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 171 ~

1حمور = الوجود

تضاد

حياة موت

تضمني تضمني

ال موت ال حياة

ما حتت التضاد

2حمور = ال وجود

احلياة؛ حيث ±املوت: ض املوجود بني ثنائيةقتكشف خطاطة هذا املربع السيميائي؛ التناحيث

.يدل على املوت، واملاء داللة على احلياةالرماد

: احملاور

:يقوم النموذج على حمورينكما

).الرماد(واملوت ) املاء(حمور الوجود ويضم دالليت احلياة : األول -

.)ال ماء( ال حياة )ال رماد( موت حمور الالوجود ويضم دالليت ال: الثاين -

:العالقات

وتكون بني: عالقة التضاد -1

.)الرماد( واملوت )املاء( التضاد بني احلياة: الوجودحمور - أ

).ال رماد(و ال موت ) ال ماء(التضاد بني ال حياة : حمور الالوجود - ب

تناقض

ا او ا تروا انا ر

~ 172 ~

:عالقة التناقض وتكون بني -2

.يف حمور الالوجود) ال ماء (يف حمور الوجود وال حياة ) املاء(احلياة -أ

.يف حمور الالوجود) ال رماد(يف حمور الوجود وال موت ) الرماد(املوت - ب

:وتكون بني: عالقة التضمني -3

.يف حمور الالموجود) ال رماد(ال موت يف حمور الوجود و ) املاء(احلياة -أ

.يف حمور الوجود و ال حياة ال ماء يف حمور الالوجود) الرماد(املوت - ب

املاء غسل الذي الرماد

عنوان الرواية؛ حيث أن الرماد؛ والذي هو بقايا لقد فرض النموذج الغرمياسي نفسه يف استقراء

؛ فكيف هلا وهي رماد أن تغسل نار انتهت إىل فنائها؛ أي مو�ا واد احملرتقة بعد احرتاقها؛ إذن هوامل

وهو احلياة بكل معانيها؟ !! املاء؟

الكاتب ؛ هذه املدينة اليت وصفها"عني الرماد"إن نسق الرماد يوحي يف منت الرواية إىل مدينة

وهي ليست شربا من اجلغرافيا، وال حفنة من دواب البشر كما تتوهم، بل ..هاذي عني الرماد«:بقوله

هي امتداد من األرض رهيب، وهدير من الغثاء جتمد على سطح األرض فأهلك الزرع، والضرع،

إن ياجوج وماجوج مفسدون يف " أردد وحىت صرت .." أينما تـولوا فـثم عني الرماد"حىت صرت أردد

ينن من قرية أهلكناها وهي ظالـــمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر فكأ "، و.."األرض

.(1)»مشيد

لرعب ماتت ومات بريقها؛ مدينة ا يوحي بأ�ا مدينة" عني الرماد"إن هذا الوصف ملدينة

ولبس يهمين أنا املدينة وال «:والفساد، مث ينتقل الكاتب إىل التمرد على هذه املدينة قائال

لقد آمنت أخريا أن احلياة يف عني الرماد عبث، وال معىن أن أعيش ..ولبس يهمين حىت نفسي..أهلها

. (2)»لعبث

.251: الرماد الذي غسل املاء، ص: جالوجي عز الدين – (1) .251: صاملصدر نفسه، – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 173 ~

وتبقى القراءات املتالحقة عنوان الرواية كان يشي مبا يف متنها من جوانب عدة؛ وعليه ف

.هلذا العنوان هي من تكشف عن أسراره وخباياه

:(1)رواية العشق المقدنس عنوان تجلي المربع السيميائي في-2

، عن دار الروائع للنشر والتوزيع، 2014، سنة صدرت الرواية يف طبعتها األوىل :فضاء الرواية-أ

، من خالل توقيعه البارز يف خامتة 2013-12-11اجلزائر، وقد انتهى من كتابتها يف -سطيف

.الرواية

وزهر ..على مخر معتق..أحلم أن ألتقي.. إليها« :، يقول)إبداء(استهل النص بإهداء مساه

بتنا منسد وجه الليل الكاحل، خنضب حليته الدامسة، خنوض «: حلقها بفاحتة مطلعهامث، (2)»..مفتق

اجلاسوسان واخلليفة، العيون (كل عنوان وامسه عنوانا فرعيا؛ 19الرواية إىلوقسم . (3)»..جلجه الزجنية

واملناظرة، بئر املوت، يف ساحة الرجم، شعيب بن املعروف املصري والنكار، حتت ظالل السيوف،

نيب، تنهشنا البيعة الثانية، مغارة الدم، تداول السلطة، املركبات الشبحية، قهوة ووشاية، نبش قرب ال

سباع، الطريق إىل اهللا، ال حاكم إال اهللا، عمار العاشق، عواصف الفتنة، اهلدية املقدسة، الناي ال

.)والطائر

سادس رواية يف رصيد األديب الروائي الدكتور عزالدين جالوجي، كتبت » العشق املقدنس«

واألمكنة، حبثا عن برياع سردي خمتلف، تكسر صريورة الزمان واملكان، من خالل التحليق عرب األزمنة

الراهب، ويف أحالم العشيقني السارد / حب أفالطوين ما عاد له يف واقعنا وجود، إال يف يقني القطب

.وحبيبته هبة

.2014، 1اجلزائر، ط-العشق املقدنس، دار الروائع للنشر والتوزيع، سطيف: جالوجي عز الدين - (1) .05: صاملصدر نفسه، – (2) .07: املصدر نفسه، ص – (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 174 ~

فيصبح الوقت، منطق فيها يتالشى بامتياز، الرؤية رواية لتكون الزمن، حدود الرواية تتخطى

حبثا واهلناك، اهلناك بني قفزا املكان، حدود تتخطى كما متداخال، فضاء واملستقبل واحلاضر املاضي

.األمل ويفرخ احلب، حيضن عش عن

،»والفرق املذاهب صراع« تارخيه يف ،املفضوحة املأساوية حبقيقته العريب اإلنسان الرواية تواجه

الكثرية األسئلة بطرح حتاصره ذلك خالل من وهي »اإلرهاب التعصب« األليم الدامي وبواقعه

.والعميقة

حني اإلسالمي، التاريخ يف تتأسس إباضية دولة أول وهي الرستمية، الدولة من الرواية تنطلق

أسسوا الذين الفاطميني مع وقع كما حلمها، لتؤسس العصبيات من لكثري ملجأ الكبري املغرب كان

.اجلزائر أرض على شيعية دولة أول

بكل إشكاال�ا بكل تناقضا�ا بكل حاضرنا مرحلة لتصنع حداثاأل فيها تتداخل روايةإ�ا

عرب املمتد اجلهل تراكمات إ�ا فينا ما بأبشع للتصرف يدفعنا والذي دواخلنا يف املوجود يءالش

حتقيقه ميكن بأمل تنتهي فالرواية هذا كل ورغم للوراء عمالقة خطوات ويدفعنا مآسينا يصنع تارخينا

.جمتمعاتنا وسط احلقة الثقافة بزرع إال ذلك يكون وال الراشد الصحيح الفكر زرع إىل بالرجوع وذلك

:المربع السيميائي والعنوان-ب

؛ فالعشق جيمع بينهما؛ إذن جتلى املربع السيميائي يف الروائية من خالل ثنائية املقدس واملدنس

واخلطاطة التالية األول حمور املقدس، والثاين حمور املدنس، : تبدى يف هذا النموذج السيميائي حموران

:توضح ذلك

ا او ا تروا انا ر

~ 175 ~

1حمور= العشق

تضاد

مقدس مدنس

تضمني تضمني

ال مقدس ال مدنس

حتت التضاد

2حمور=الالعشق

األول حمور العشق: احملاور

الثاين حمور الالعشق

:العالقات

وتكون بني: عالقة التضاد-1

.املقدس واملدنسالتضاد بني : العشقحمور - أ

. ال مدنس وال مقدسالتضاد بني : الالعشقحمور - ب

:عالقة التناقض وتكون بني -2

.الالعشق يف حمور وال مقدس العشقيف حمور املقدس -أ

.الالعشقيف حمور مدنسوال العشقيف حمور املدنس- ب

تناقض

ا او ا تروا انا ر

~ 176 ~

:وتكون بني: عالقة التضمني-3

.الالعشقيف حمور وال مدنس العشقيف حمور املقدس -أ

.الالعشقيف حمور وال مقدسو العشقيف حمور املدنس- ب

+ املقدس

العشق

-املدنس

اليت ظهرت يف هذا النموذج الغرمياسي، أ�ا عكست نلحظ من خالل هذه التناقضاتحيث

النموذج السابق يكشف أن العشق ؛ و " العشق املقدنس"حموري العشق والالعشق؛ فعنوان الرواية هو

، وسئل أبو العباس أمحد ..عجب احملب باحملبوب: فرط احلب، وقيل هو «أصله مقدس؛ والعشق هو

، ألن العشق فيه إفراط، ومسي العاشق عاشقا : أيهما أمحد؟ فقال: بن حيي عن احلب والعشق احلب

.(1)»ألنه يذبل من شدة اهلوى

يعانق القداسة ومل يتجاوز الدناسة؛ فتلك القداسة اليت كانت أصلية لكن منت الرواية مازال مل

فيه منذ عصر الدولة الرستمية؛ واليت كانت متجد العلم والعلماء، وكانت مكتبة املعصومة من املكاتب

ك الزمن علميا؛ لكن تلك القداسة مازالت تدنس منذ ذلك العهد إىل اآلن،الشاهد على تقدم ذل

:املعصومة مكتبة تسيري على ملسؤولا العميد يقول

.2958: صعباد اهللا علي الكبري وآخرون، : تحلسان العرب، : ابن منظور – (1)

ا او ا تروا انا ر

~ 177 ~

مث تتجادل مت ستتحاور اإلمارة، يف عجيبة بسرعة تفرخ شرعت والطوائف الفرق من كثري«

ملاذا التقاتل؟ دون التجادل عند يقف من اليوم أمة عرب يف جند ال فلماذا (1)»شئ كل و�دم تتقاتل

بوعي؟ التاريخ نقرأ لو آه نفسه؟ يعيد الدم تاريخ

نصا تارخييا راهنا؛ عن عشق مقدنس؛ جاء يف - يف متنها كما يف عنوا�ا -الرواية تكشف إن

ما هذه العواصف اآلتية من أعماق التاريخ، احململة غبارا وعفونة، املرتاكمة على جفون «:الرواية

.(2)»العقل؟

ذاكرة اإلنسان مثلت" هبة"تب بامسه وهو الشخصية إن العاشق الذي صوره الكا

بفضل تراجع اليت عانت وما زالت تعاين من ويالت الفساد والظلم والقتل" هبة"العريب، /اجلزائري

العريب؛ واإلمارة يف /روحانية القداسة، وسيطرة لرتابية الدناسة، وعاشقها هو ذلك اإلنسان اجلزائري

.ت نفسهالرواية هي الوطن املفجوع يف أبنائه وا�روح حبنجرهم يف الوق

رحت أقتحم احلرم املكي، ...«يلفت انتباهنا يف منت الرواية هو دناسة األماكن املقدسةحيث

وأقف جبوار الكعبة، أجري، أهلث، لكين مل أعثر على مصدر االستغاثة، مل أكن أرى إال جثة معلقة

.(3)»..هامدة

؛قد يكون إثبات وبكل ما حيمله من تناقض وتضاد وتضمني" العشق املقدنس"إن عنوان

عنوان طافح ملاض حاضر يف ا�تمع العريب، حيث تلتقي الصدمة مع الدهشة، والسر مع العلن،

مات بدالالت كثرية قد ال تفصح الرواية عن كل مدلوال�ا؛ ويبقى القارئ هو املفكك لتلك العال

.والرواية هي املسند املعني لالقرتاب من املعىن ال الوصول إليه

.59: العشق املقدنس، ص: جالوجي عز الدين – (1) .100: ، صاملصدر نفسه – (2) .99: املصدر نفسه، ص– (3)

ا او ا تروا انا ر

~ 178 ~

تقنيات السرد اليت جتلت يف خنلص إىل أن عناوين جالوجي كانت تتوفر على جل إثـر ذلك

كتابات النقاد والدارسني؛ فحاولنا يف هذا املبحث كشف الغطاء السردي عن العنوان الروائي

بل، اجلالوجي مبنظور سيميائي عالمايت؛ حينها أبان لنا عن املستور؛ ذاك اخلفي الذي مل يعلن من ق

صار صرحيا بائنا وواضحا؛ ومن العناصر اليت عاجلناه يف هذا املقام؛ الزمن السردي، واملكان السردي،

واملربع السيميائي؛ ومل يكن العنوان ليبوح عن أسراره إذا مل نقم بإنطاقه؛ فهو نص يف ذاته حيمل ما

يس كباقي البوابات اليت تفتح؛ لكن لمفتاح نصي؛ و حيمله النص إىل عادي يف متنه؛ إنه بوابة نصية

بىن النص حيتاج لبوابة ومفتاح ليعلن عن ما سكت -يف ذاته–فهو تـفتح؛يتوال كباقي املفاتيح ال

.ومجالياته

استراتيجية العنوان للعتبات الروائية الجالوجية-2

.العنواينالتناص بالنسق اللساين، و سنتناول يف هذا اجلزء ما له عالقةحيث

يعرف العنوان على أنه واقعة لسانية؛ مكون من كلمات مفردة أو :العنونة نسق لساني -2-1

:وبالتايل فهو ينهض على مستويات لسانية وهي.(1)مجل تعينه، مشريا إىل منت النص جاذبا للقارئ

:المستوى النحوي-أ

من خالل يلعب دورا مهما يف عملية التواصلإن هذا املستوى مرتبط برتكيبية العنوان؛ فالنحو

وظائف كثرية يف التواصل الثقايف واحلضاري وعصرنة االحتكاك «الرتكيب العنواين، وما يؤديه من

؛ وعناوين جالوجي من بني العناوين املبنية على التواصل؛ التواصل النفعي والتواصل (2)»واملثاقفة

.اجلمايل

الكتشافه من خالل الكشف عن البىن الرتكيبية لعناوين ذلك التواص اجلمايل سنسعى

:جالوجي

فراس احلمداين، دراسة صوتية تركيبية، دار هومة للطباعة والتوزيع، خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان أيب : كراكيب حممد – (1)

.123: ، ص2003، 1اجلزائر، ط .99 :السيميوطيقا والعنونة، ص: محداوي مجيل – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 179 ~

.سرادق احللم والفجيعة -

.الفراشات والغيالن -

).0=1+1(رأس احملنة -

.الرماد الذي غسل املاء -

.حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر -

.العشق املقدنس -

الثابتة؛ فكل هذه العناوين تباه يف تركيبة هذه العناوين هو الصوغ باالمسية نإن ما يلفت اال

قوة الداللة االمسية من ناحية «؛ فهينة األمساء يف عناوين الروايات دليل على جاءت مجال امسية

؛ وجاءت (1)»أل�ا أشد متكنا وأخف على الذوق السليم من الداللة الفعلية من ناحية أخرى

.ا كباقي العتبات األخرىلتثبت حضورها كعناوين هلا سلطتها ومقامه األمساءهذه

:وإذا ما حصرنا األمساء يف العناوين جند اآليت

عدد األسماء الرواية

03 سرادق احللم والفجيعة

02 الفراشات والغيالن

02 رأس احملنة

03 الرماد الذي غسل املاء

05 حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر

02 العشق املقدنس

واحتلت رواية حوبه ورحلة ؛ 17سبعة عشر امسا : األمساء يف مجيع الرواياتجمموع عدد وصل

؛ خبمسة أمساء، وهو من العناوين الطويلة البحث عن املهدي املنتظر الصدارة يف أكرب األمساء توظيفا

(1)

.27 :، ص1981، 1النشأة والتطور، مكتبة األجنلو مصرية، مصر، ط-العنوان يف األدب العريب: حممد عويس حممد –

ا او ا تروا انا ر

~ 180 ~

العشق " و"الويل الطاهر يعود إىل مقامه الذكي" واليت نعهدها مع الروائي الطاهر وطار يف عنوان روايته

فاجعة الليلة السابعة " ، وكذلك مع الروائي واسيين األعرج يف عنوان روايته"واملوت يف الزمن احلراشي

.وغريها كثري" بعد األلف

ثبات؛ فأي ثبات تعرب عنه هذه العناوين؟العلى داللة -غالبا – واالسم

حيث أثبتت أن مي؛إن عناوين هذه الروايات قد أثبتت امسيته؛ أمساء ليست كباقي األسا

يشعر بدهشة زمن قراء�ا، و صدمة أثناء فقارؤهاالتناقض بور�ا والغرابة نسجها والعجيب شعارها؛

مجاليات احلذف يف منطقة –وأيضا والذي يدخل يف تراكيبها تلقيها والغوص يف منت نصوصها؛

فإذا التفتت إىل القرينة، تفطنت له، قد يكون أملا للنفس جلهله به، املبتدأ وما يرتك من تأثري داليل؛

فغاب املسند ؛(1)فيحصل هلا اللذة بالعلم، واللذة احلاصلة بعد األمل، أقوى من اللذة احلاصلة ابتداء

؛ كما أن هذا الثبات االمسي يف العناوين خلف زمخا دالليا إليه يف معظم العناوين وحضر املسند

.عربت عنه منت النصوص

التناقض

)العجيب(الغريب ثبات

احملنة

االضطراب

عدم االستقرار

والذي عكس أثبتت العناوين التناقض والتضاد يف امسها وكذلك يف املنت الروائي؛ إذ

بتنا «:الروائيتناقض األحداث وتداخل األزمان وأنسنة األشياء وغريها من التناقضات املربكة؛ يقول

منسح وجه الليل الكاحل، خنضب حليته الدامسة، خنوض جلجه الزجنية، نرتاذذ عليه حبات ن بياض

.221: ، ص1997، 1البالغة العربية قراءة أخرى، مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، ط: طلب حممدعبد امل – (1)

ا او ا تروا انا ر

~ 181 ~

القلوب، ننسج لنهاره راداء من خيوط الشوق، نزعج سبات العصافري، ندغدغ أمخس الشمس، منسح

(1)»..عن خد الرباعم وحشية الصقيع

للمأساة، ودم للظالم، نعدو معا، ننفلت من قبضة خنوض بني فرث «يكتب عن احملنةحيث

.(2)»..الليل، تسلمنا القبضة إىل قبضة، يسلمنا املخلب إىل خملب

أيضا ثبات التعريف؛ إذ مل تأيت نكرة كما عهدنا ذلك يف عناوين نلفي يف هذه العناوينكما

يتها السطحية بغلبة اسم نكرة كروايات عبد املالك مرتاض واليت جاءت بنالروايات اجلزائرية األخرى

. باإلضافةو ، (*)"ألف التعريف"، والتعريف بــــــ "صوت الكهف" ، "نار ونور"، و" دماء ودموع"

ال غرو أن ظاهر االمسية يف العناوين اجلالوجي هي ظاهرة عامة دأب عليها جل املبدعني يف

ظاهرة احلذف فال يعمد إليها املبدع اعتباطا، بل أما هذا احلقل الروائي العريب عامة واجلزائري خاصة؛

.يلجأ إليها لكنها تقنية من تقنيات اإلبداع؛ حيث القارئ يكون مشاركا يف هذه العملية اإلبداعية

ولقيت البنية املعجمية للعنوان نصيبها من الدراسة كما هو الشأن بالنسبة : لمعجميالمستوى ا- ب

؛ ويعترب لومتان أن املستوى املعجمي هو األساس الذي يبىن (3)»أي نصحلمة «للبنية النحوية باعتبارها

.(4)عليه النص

-؛ ويرتكب العنوان من وحدتني معجميتني ومها راس"راس احملنة" خنتار عنوان رواية حيث

العرب البن منظور ؛ وللبحث عن الداللة املعجمية هلاتني الوحدتني اعتمدنا على معجم لسان.احملنة

.

.07: العشق املقدنس، ص: عز الدينجالوجي – (1) .07: نفسه، ص املصدر – (2)، 1كتاب اجلمل يف النحو العريب، تح فخر الدين قبادة، مؤسسة الرسالة، ط: اخلليل بن أمحدالفراهيدي – (*)

.241: م، ص1985/هــ1405لبنان، -املغرب، بريوت-، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء)اسرتاتيجية التناص(حتليل اخلطاب الشعري : حممدمفتاح - (3)

.61: ، ص1992، 3ط(4) –Louri Lotman, La structure du texte artistique,Gallimand,paris,1973 ,

p :243/p ;260.

ا او ا تروا انا ر

~ 182 ~

راس: لوحدة األولىا

أرؤس، وآراس، على القلب، : ، واجلمع يف القلةرأس كل شيء أعاله: رأس«ورد يف لسان العرب

شكا رأسه، : ورئس رأسا ..أصاب رأسه،: ورأسه يرأسه رأسا ..ورؤوس يف الكثري، والقافية رأس البيت،

ورأس ...هوالرأس،: والرئيس...القوم إذا كثروا وعزوا،: والرأس ...رأسه،ركب : وارتأس الشيء...

: وولدت ولدها على رأس واحد؛ أي بعضهم يف إثر بعض، ورأس...صار رئيسهم ومقدمهم،: القوم

(1)»...موضع؛ ورأس أمرك أوله

: راس"من الدالالت املعجمية اليت طفحت �ا لفظة

.أعلى الشيء -

.القافية يف الشعر -

.اإلصابة -

.الرئيس -

املوضع -

:المحنة :الوحدة الثانية

نظر فيه : اخلربة، وقد امتحنه، وامتحن القول : احملنة :محن«:كما وردت احملنة يف لسان العرب

: وحمنته وامتحنته..ودبـره،الضرب : حن مبنزلة خربته واختربته وبـلوته وابتـليته، وأصل امل

حن ..بالسوط،وامتحنت الذهب والفضة إذا أذبتـهما واالسم احملنةواحدة املحن : واحملنة ..العطية: وامل

بدعة، هي أن : احملنة: ويف حديث الشعيب..اليت ميتحن �ا اإلنسان من بلية، نستجري بكرم اهللا منها؟،

معىن الكالم الذي : احملنةحمونـته عاره وتباعته، : قال ابن جين..يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه،

.(2)»...ميتحن به ليـعرف بكالمه ضمري قلبه،

.1535-1534-1533: ص عبد اهللا علي الكبري وآخرون،: تح لسان العرب،: ابن منظور – (1) .4150: املصدر نفسه، ص – (2)

ا او ا تروا انا ر

~ 183 ~

:يف" احملنة" ومتثلت دالالت لفظة

.اخلربة -

.النظر والتدبر -

.الضرب -

.بدعة -

.االمتحان -

:المستوى الداللي

قد تأخذ بعدا أعمق من الداللة العجمية؛ باعتبار االسم إن الكالم عن دالئلية بنية العنوان

مسة وعالمة على املسمى؛ هذه العالمة هي اليت تشكل داللته كمفهوم متبلور ضمن نسق اجتماعي

ا كانت األمساء قوالب املعاين ودالة عليها اقتضى التلقي الداليل الوقوف على ومرجعية اجتماعية، ومل

:وسنعاجل العناوين يف حقوهلا الداللية من خالل الشكل التايلية؛ أهم مالحمه السيميائ

سرادق ألفاظ مكانية

مركبة مقدنس ألفاظ

الفجيعة احملنة ألفاظ األمل

ألفاظ طهارة غسل

أمساء موصولة الذي

رحلة البحث ألفاظ اهلجرة

قلبية العشق ألفاظ

الرماد املاءألفاظ طبيعة

ات الفراشاتألفاظ حشر

الغيالن ألفاظ أسطورة

ا او ا تروا انا ر

~ 184 ~

حوبه املهدي املنتظر أمساء األعالم

احللم ألفاظ األمل

بروز تطفح هذه املفردات بالكثري من الدالالت؛ القابلة للتأويالت؛ حيث ال حظنا حيث

:؛ بلغت اثنا عشر معجما دالليا، وهيمعاجم داللية خمتلفة

.املعجم املكاين -1

األلفاظ املركبة -2

األمساء املوصولة -3

ألفاظ الطهارة -4

.ألفاظ اهلجرة -5

ألفاظ قلبية -6

.ألفاظ حشرات -7

.ألفاظ أسطورة -8

ألفاظ طهارة -9

.ألفاظ األمل -10

.ألفاظ احللم -11

أمساء األعالم -12

الطبيعة، األمل، : السابق، وعدد املعاجم، أن املعاجم التاليةشكل نالحظ من خالل الكما

، وألفاظ اهلجرة ؛ هي املعاجم األكثر تداوال لأللفاظ املعربة عنها؛ فهل الكاتب أراد أن أمساء األعالم

يثبت أن هذه العناوين تنهض على حمنة وأمل، وطبيعة يعيش فيها هذا األمل، وشخوص تعاين من

يف طبيعة فسدت ودنست؛ من طرف املفسدين والظاملني؛ فمعظم روايات جالوجي بل ؛ويالت األمل

كلها تنهض على فاجعة وأمل؛ تعاجل ذلك من زوايا خمتلفة؛ حتكي تارخيا مرا وآخر حلوا مدنس؛

ا او ا تروا انا ر

~ 185 ~

فمنت الروايات قد أشار إىل ما احتوت عليه العناوين من تستحضر املاضي وتستقبل املستقبل؛

مات فارقةدالالت وعال

:في روايات جالوجي التناص العنواني

والنص ليس عاملا منغلقا على نقسه، وإمنا هو امتدادت عميقية ومبا أن العنوان الروائي صار نصا؛

.يف مواقع مشرتكة يل يتناص مع نصوص أخرىاداخل سياقاته اخلارجية واحمليطة به؛ وبالت

نص آخر أو -بصفة خاصة-العالقات اليت تربط نصا أديبجمموعة «ويعرف التناص على أنه

ويف ..) من خالل االقتباس، االنتحال، التلميح، املعارضة(نصوص أخرى، يف مستوى ابداعه

.(1)»مسنوى قراءته وفهمه بفضل الربط الذي يقوم به القارئ

Julia"كريستيفاجوليا "، مث تطور مع تلميذته كما عين باختني بالتناص يف أوىل دراساته

Kristrva 1966"خرجية السربون، وظهر التناص يف أحباثها املختلفة اليت كتبت بني سنيت ،

وأعيد ) Critique" (كريتيك"و) Tel-Quel" (تيل كيل"، وصدرت يف جمليت "1967

Le texte de(ونص الرواية ) Sémiotique" (سيميوتيك"نشرها يف كتابيها

roman(الرتمجة الفرنسية لكتاب ميخائيل باختني ،وكذلك يف مقدمة)Mikhaäl-

bakhtine ( عن شعرية دوستوفسكي)Dostoïeski((2) التناص هو التفاعل «؛ ورأت بأن

.(3)» النصي يف نص بعينه

التقاطع والتعديل املتبادل بني وحدات عائدة إىل «هو Kristrva إن التناص لدى كريستيفا

.(4)»نصوص خمتلفة

التناص يف تائية ابن اخللوف، مذكرة مقدم لنيل شهادة املاجستري يف األدب املغريب القدمي، جامعة العقيد احلاج : حياةمعاش – (1)

.08: ، ص2003/2004خلضر، باتنة، .23: ، ص1998تداخل النصوص يف الرواية العربية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، مصر، : حسن حممدمحاد - (2)

.20: ، ص1998عبد العاطي ، التناص القرآين يف شعر أمل دنقل، مكتبة النهضة املصرية، املنصورة، كيوان - (3) 10:، دمشق، ص2001، نيسان355اآلخر، جملة املوقف األديب، عالتناص، اقتحام الذات عامل : حسان فالحأوغلي – (4)

ا او ا تروا انا ر

~ 186 ~

ضمن املتعاليات النصية؛ تعالق النصوص بعضها ببعض بطريقة " جريار جينيت"أدرجه حيث

حيث L’architextualitéظاهرية أو خفية؛ حيث يتجاوز التعايل النصي املعمارية النصية

.(Intertexte(1)حدد مخسة أمناط من املتعاليات النصية؛ ومن بينها التناص

تج ضمن بنية نصية سابقة؛ يتفاعل النص مع هذه البنية كما أن تعالق النصوص مع بعضها ين

.(2)تفاعال أو تضمينا أو خرقا

إىل االستخدام احلاذق ألسلوب -بقصد أو بغري قصد-نلفي الكثري من الروائيني يعمدونوعليه

فيه نص غائب يف نص حاضر وينعكس فيه، سواء من يتحقق « التناص؛ والعنوان فضاء نصي

.(3)»املعارضة، أو التلميح، أو الصدىخالل أسلوب

عن نوعني من التناص؛ جمال العنونة الروائية لدى جالوجي ميكن احلديث يفإذ

التناص الذايت -1

)الغريي(التناص اخلارجي -2

: التناص الذاتي-1

جند يف هذا النوع عناوين روائية حتيل على عناوين روائية سابقة للمؤلف نفسه، فمثال حيث

، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، 1987"لعبة النسيان"برادة اختار باكورة أعماله الروائية بـــحممد

، كما لو أن سحر العنوان األول مازال 2001"امرأة النسيان" سيعمد إىل وسم روايته الالحقة بــــــ

.(4)على الكاتب حىت يف اللحظة الراهنة ميارس سطوته

اين يف روايات جالوجي؛ فنلفيه ظاهرا يف بعض عتباته الروائية املتالحقة؛ أما جتلي التناص العنو

يف طبعتها األوىل، تقرتب كثريا من رواية 2006فروايته األوىل سرادق احللم والفجيعة واليت صدرت عام

، وينظر 103: ، ص1997مارس،/، يناير3، ع25السيميوطيقا والعنونة، جملة عامل الفكر، مج :مجيلمحداوي : ينظر –(1)

.96: ، ص1989، بريوت، 1املركز الثقايف العريب، ط: فتاح النص الروائينا: سعيديقطني : أيضا .94: املرجع نفسه، انفتاح النص الروائي، ص – (2)

.86:العنوان يف الرواية العربية، ص: عبد املالكأشهبون - (3) .95: املرجع نفسه، ص – (4)

ا او ا تروا انا ر

~ 187 ~

اقعا م حيكون و اء؛ يف تيمة احملنة واألمل؛ فكلهالفراشات والغيالن، ورأس احملنة، والرماد الذي غسل امل

أليما باستحضار التاريخ واألزمنة؛

سرادق احللم والفجيعة

)احملنة- الرماد-الغيالن-الفجيعة(تيمة األمل واحملنة الفراشات والغيالن

رأس احملنة

الرماد الذي غسل املاء

كما أن الروائي مل ينفلت من الثنائية الضدية يف صوغ عناوينه

الفجيعة ±احللم

الغيالن±الفراشات

املاء±الرماد

التناص الذايت العنواين له عالقة باملنت فقد يكرر الكاتب مفردة يف املنت هلا عالقة وطيدة حيث

، واللفظة املختارة من هذا (1)النص املختار فهو رواية الفراشات والغيالن ابالعنوان الرئيس؛ أم

":الغيالن"العنوان هي

عدد املرات رقم الصفحة

10 03

13 01

16 01

18 01

20 03

21 02

.، مصدر سابقرواية الفراشات والغيالن: عز الدينجالوجي – (1)

ا او ا تروا انا ر

~ 188 ~

30 01

):الخارجي(التناص الغيري

:جتلى التناص الغريي يف عناوين جالوجي الروائية بتمظهرات خمتلفة

.التناص الديين -

.التناص األسطوري -

مع روايات جزائرية معاصرةالتناص -

ورحلة البحث عن املهدي اية حوه رو " يف هذه الدراسة والعنوان املختار :التناص الديني - أ

ورواية سرادق احللم والفجيعة .املنتظر

:التناص مع القرآن الكريم -1

؛ وجتلى ذلك يف ، عنوان رواية سرادق احللم والفجيعةمن العناوين اليت تناصت مع القرآن الكرمي

".سرادق" لفظة

﴿:قال تعاىل ﴾

على اإلحاطة والسور؛ أي ما كان - حسب تفاسريه- حتيل اللفظة يف اآلية الكرمي تكانحيث

حييط بالظاملني وهو يف النار؛ فأقتبس الكاتب هذه اللفظة من القرآن الكرمي ووظفها يف صوغ

.عنوانه فأكتسبت دالالت عدة، يبقى القارئ هو املؤول هلا من وجهات خمتلفة

لشريفالتناص مع الحديث النبوي ا -2

إن املتأمل يف عنوان هذه الرواية يلفت انتباهه أن هناك شخصية دينية قد أشتهرت قبل

؛ الشخصية العادلة الصادقة املؤمنة احلقة "املهدي املنتظر" قبل ظهورها؛ وهي شخصيةو ؛ ميالدها

؛ الظلمات إىل النورمن و اليت تغري نظام العامل من الظلم إىل العدل، ومن الفساد إىل الصالح،

.شخصية اخلالص واالستقرار والسالم

ا او ا تروا انا ر

~ 189 ~

كر املهدي املنتظر يف منت األحاديث النبوية الشريفة يف مواضع كثريةذ كما

لو مل يبق من الدهر إال يوم ﴿:قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: قال-رضي اهللا عنه–فعن علي

اخرجه أبو داود وأمحد وابن (1)﴾ض عدال كما ملئت جورا لبعث اهللا رجال من أهل بييت ميأل األر

.أيب شيبة وهو صحيح

ركم باملهدي يبعث يف ﴿:قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: وعن أيب سعيد اخلدري، قال أبش

أميت على اختالف من الناس وزالزل فيمأل األرض قسطا وعدال كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه

بالسوية بني : ؟ قالكن السماء وساكن األرض، يقسم املال صحاحا فقال له رجل ما صحاحا سا

ميأل اهللا قلوب أمة حممد صلى اهللا عليه وسلم غىن ويسعهم عدله حىت يأمر اهللا منديا : الناس قال

ه احث إئت السادان يعين اخلازن فقيل له أن املهدي يأمرك أن تعطيين ماال فيقول ل:فينادي يقول

: الد نفسا أو عجز عين ما وسعهم قمحىت إذا جعله يف حجره وأبرزه ندم فيقول كنتم أجشع امة حم

أنا ال نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنني أو مثان سنني مث ال :فريده فال يقبل منه فيقال له

حديث حسن ﴾ مث ال خري يف احلياة بعده :خري يف العيش بعده أو قال

تربز هذه األحاديث النبوية الصحيحة واحلسنة، املروية عن صحابة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

أن زمن املهدي ال حمالة آت، ظهوره مرتبط بانتشار اجلور واالستبداد -وهي كثرية بلغت التواتر –

د املستبدين ففي والظلم بني الناس فيكون املخلص واملغري واملبدل ألحوال األمة والضارب على أيا

زمانه يكثر العدل والرخاء والعطاء، زمانه انتظره الضعفاء واملسحوقني واألملني بغد جديد ال ظلم فيه

. وال تعسف

ورحلة هرواية حوب"تطابقت هذه األحاديث النبوية مع الرؤية االستشرافية للغد املأمول يفحيث

اآلملة من يأيت من خيلصها من جحيم ماضيها ساردة على لسان حوبة ال" ظرتالبحث عن املهدي املنت

.4/406البخاري يف تارخيه، – (1)

ا او ا تروا انا ر

~ 190 ~

لكن حوبه تؤمن به وتنتظره بشوق ..... أنا ال أؤمن باملهدي املنتظر« :وحاضرها حيث يقول الكاتب

.(1)»دون ملل أو كلل.... كبري

.11: البحث عن املهدي املنتظر، ص حلةر و رواية حوبه : عز الدينجالوجي – (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 192 ~

من العتبات اليت ال ميكن أن نصل خنلص يف �اية البحث إىل أن عتبة العنوان إثـر ما سبق ذكره

، وبناء على ذلك نطرح خرى، ليكون اجلواب يف ذاته سؤاال إىل جوا�ا فأسئلتها تتناسل منها أسئلة أ

: من اخلالصات اليت خلص إليها البحثجمموعة

.تعد السيميائية جماال رحبا الحتضان خطاب العتبات -

.لعبت العتبات النصية عامة والعنوان خاصة دورا مهما يف إثراء العملية النقدية -

.فرض العنوان اجلالوجي يف اإلبداع الروائي سبطرته وسطوته على قارئه ومتلقيه -

.ع السيميائي،وحضور املرب�ضت معظم العناوين الروائية على الثنائية الضدية -

.نصوصا سردية، هلا تقنيتها وأساليبها - ذا�ا- أصبحت العناوين الروائية نصوصا يف -

.حضور الزمن السردي بكل جتلياته يف عناوين جالوجي -

.السردي يف بعض العناوين الروائيةاملكان ليجت -

.يف الرويات)الذايت و املوضوعي(بروز التناص العنواين بنوعيه -

.الدينية واضح يف بعض عناوين جالوجيأثر الثقافة -

.الصوغ لغرائيب ولعجائيب يف عناوين جالوجي -

.العنوانكثافة الدالالت وتداخلها يف -

وعليه فإن عتبة العنوان من العتبات اليت ال ميكن ختطيها ونسيا�ا؛ أل�ا أول ما يقف

ة من عدمها؛ فالعنوان يف البحث املتلقي؛ وهي اليت تنح هذا األخري إرادة القراء/عندها القارئ

.كاملصباح يف البيت

يف األخري ما كان من صواب فمن اهللا وحده، وما كان من خطإ فمن نفسي والشيطان

.واهللا من وراء القصد

~ 194 ~

(1)السيرة الحياتية للروائي عز الدين جالوجي :الملحق األول

بدأ نشاطه األديب يف سن مبكرة، ونشر أعماله األوىل يف الثمانينيات عرب الصحف الوطنية والعربية،

، له حضور قوي يف املشهد "ملن �تف احلناجر؟"بعنوان 1994صدرت له جمموعته القصصية األوىل سنة

:واإلبداعي فهوالثقايف

عضو مؤسس لرابطة إبداع الثقافية الوطنة وعضو مكتبها الوطين، عضو مؤسس ورئيس رابطة أهل القلم •

مؤسس ومشرف ومشارك يف عدد •) 2003- 2000(عضو املكتب الوطين الحتاد الكتاب اجلزائريني •

الدول العربية وقام بنشاطات ثقافية وإبداعية زار كثريا من • كبري من امللتقيات الثقافية واألدبية وطنيا وعربيا،

. �ا

أجريت معه عشرات احلوارات باجلرائد والقنوات التلفزيونية واإلذاعية الوطنية والعربية •

والعربية، ودرس أدبه يف .. قدمت عن أعماله دراسات نقدية كثرية نشرت عرب اجلرائد وا�الت الوطنية•

، قدم للمكتبة العربية هوقدمت عنه العشرات من رسائل املاجستري والدكتوراالعديد من الكتب النقدية،

الدين جالوجي أن يقيم لكتاباته خصوصيا�ا وتفردها من خالل مجلة عشرات الكتب، يسعى األديب عز

االشتغال على التجريب، وعلى اللغة اليت تشكل للكاتب هاجسا كبريا، استحضار : من املعامل أمهها

التنوع يف األشكال التعبريية، حيث ظل األديب حيلق يف عوامل خمتلف ومتنوعة، كالنقد والقصة املوروث،

.واملسرح والرواية والشعر وأدب األطفال، اإلميان برسالة األدب املنحصرة يف ثالثية اخلري واحلب واجلمال

ح أو نقد أو أنه خيطئ من يقول إن عزالدين جالوجي كاتب قصة أو رواية أو مسر : عزالدين ميهوبي

وليس سهال وضعه يف . يكتب لألطفال فقط فهو واحد متعدد يصعب اختزال جتربته يف كلمات معدودات

.19:40على الساعة 31/05/2016عز الدين جالوجي، السرية احلياتية، حوار مع الروائي يف امليسنجري يوم – (1)

~ 195 ~

أن يفرض حضوره يف واجهة املشهد الثقايف بأعماله …فهذا الكاتب الذي استطاع. خانة كتابة حمددة

النابعة من خجل الذات املندفعة حنو املختلفة يبتلع الزمن كما لو أن عقارب الساعة ترتاجع أمام كتاباته

عزالدين جالوجي يتنفس .بصورة تدعو إىل اإلعجاب والتأمل.. فضاءات أكثر خصوبة وأوسع إدراكا

وينغمس يف عوامل اللغة والرتاث واحلداثة حبثا عن جواهره املفقودة بأناة . الكلمات كما لو أ�ا هواءه الوحيد

.. وسعادة

وجي واحد من أبرز كتاب اجلزائر املعاصرة، خالل العقود الثالثة الدين جال عز: يوسف وغليسي

فضال عن كونه من أكثرهم موسوعية، ..األخرية، وهو من أغزرهم نتاجا إن مل يكن األغزر على اإلطالق

وأشدهم متددا يف األجناس وامتدادا يف األنواع األدبية املختلفة، وهو أيضا من أوفر الكتاب اجلزائريني حظا

.ن الدراسة والنقدم

الدين فهي غنية باملواقف واألفكار ومن الصعب أن نغوص يف جتربة األديب عز: عبد اهللا ركيبي

ولغة الكاتب صافية جزلة وله قاموسه اخلاص وهو قادر على .. واملوضوعات واألحداث واألبطال أيضا

املتدفق املفعم باحليوية واحلركة مع امليل إىل وأسلوب الكاتب يتميز بالقدرة على السرد .. تطوير هذه اللغة

الرتكيز والتكثيف األمر الذي جيعل املتلقي مشدود االنتباه

يدرك أنه يدخل عاملا ممزقا متيزه الثورة على الواقع .. إن الذي يدخل عامل جالوجي: عبد الحميد هيمة

لكن دون ... الذي يعيشه الكاتبوالتمرد على كل عناصر التشويه واألسى واحلزن على الواقع األليم

. اإلغراق يف التشاؤم ألن بريق األمل يسطع دائما من خالل غيوم الواقع مهما كانت كثافتها

: النتاج الروائي

الرماد الذي غسل - 4/ 0=1+1راس احملنه - 3/ سرادق احللم والفجيعة - 2/ الفراشات والغيالن - 1

حائط املبكى- 7/ العشق املقدنــس- 6/ املنتظرحوبه ورحلة البحث عن املهدي - 5/ املاء

:النتاجات األخرى

رحلة البنات إىل - 4/ صهيل احلرية - 3/ خيوط الذاكرة - 2/ ملن �تف احلناجر؟- 1: في القصــة

.النار

/ النخلة وسلطان املدينة. 3/ الفجاج الشائكة. 2/ البحث عن الشمس. 1: المسردية - في المسرحية

التاعس .8/ حب بني الصخور.7/ غنائية احلب والدم.6/ هسترييا الدم.5/ الكبريأحالم الغول .4

ملح وفرات.11/ رحلة فداء.10/ األقنعة املثقوبة. 9/ والناعس

~ 196 ~

األمثال . 3/ شطحات يف عرس عازف الناي.2/ النص املسرحي يف األدب اجلزائري. 1: في النقد

وقفات . 6/ جتليات العنف يف املسرحية الشعرية املغاربية. 5/ بيةاملسرحية الشعرية املغار .4/ الشعبية اجلزائرية

/ يف األدب اجلزائري احلديث

مخس قصص لألطفال.2/ أربعون مسرحية لألطفال.1: في أدب األطفال

قطاف دانية. 3/ محيمني الفايق. 2/ اجلثة اهلاربة. 1 :سيناريوهات

املقاالت والبحوث األكادميية، املنشورة قدمت عن الروائي عشرات : نقد ودراسات عن الروائي

سلطان النص -1: يف كثري من ا�الت والصحف اجلزائرية والعربية، ودرس يف كتب خاصة منها

جتربة جزائرية بعيون مغربية دراسات يف روايات عزالدين جالوجي جمموعة -2جمموعة من الباحثني،

مقاربة سيميائة لرواية الفراشات والغيالن، الزبري .سيميولوجيا النص السردي -3من الباحثني املغاربة،

ذوييب، جملة اخلطاب عدد خاص بأعمال اليوم الدراسي حول األديب عزالدين جالوجي، جامعة

.2012تيزي وزو

/ عبد احلميد هيمة. عالمات يف اإلبداع اجلزائري ل د.1: ويف كتب مشرتكة مع أدباء أخرين

السيمة والنص .3/ عبد القادر بن سامل. ي اجلزائري اجلديد ل دمكونات السرد يف النص القصص.2

حممد . حمنة الكتابة ل د.5/ حممد صاحل خريف. بني ضفتني ل د.4/ حسني فياليل. السردي ل د

/متون وهوامش ل د سليمة لوكام.7/ جعفر يايوي. األدب اجلزائري اجلديد ل د.6/ ساري

. إبراهيم احلجري. ة اآلخر ل داملتخيل الروائي العريب اجلسد اهلوي.8

)إخل.. جوائز، ندوات، استضافات(معلومات أخرى

ملحمة أم . 2/ البحث عن الشمس. 1: عرفت بعض مسرحياته طريقها إىل اخلشبة ومنها

ومت تكرميه يف . قلعة الكرامة. 6/ غنائية أوالد عامر. 5/ صابرة. 4/ سامل والشيطان. 3/ الشهداء

.اجلامعات الوطنية والعربيةكثري من النوادي و

~ 197 ~

روايات جالوجيغالف : الملحق الثاني

:رواية سرادق الحلم والفجيعة -1

~ 198 ~

:رواية الفراشات والغيالن -2

~ 199 ~

):0=1+1(رواية رأس المحنة -3

~ 200 ~

غسل الماءرواية الرماد الذي -4

~ 201 ~

ة ورحلة البحث عن المهدي المنتظررواية حوب -5

~ 202 ~

:رواية العشق المقدنس -6

ات

~ 204 ~

ثبت المصطلحات

المصطلح باألجنبية العربيةبالمصطلح

Anaplepse رتجاعاالس

Retrospetion االستعادة

Actions فعالاأل

Epigraphe التصدير

Transtextualité التعايل النصي

Intertexte تناصال

Récit حلكيا

Les notes اهلوامش/واشياحل

Signifiant الدال

Narration سردال

Nrrativité السردية

Sémiotics Sémiotique السيميائية

Sémiosis السيميوز

Sémiologie السيميولوجيا

Intertitres لعناوين الداخليةا

Le titre عنوانال

Histoire لقصةا

Paratextualité حميط النص

Signifie املدلول

Representamen صورةامل

Interprétant املفسرة

~ 205 ~

Paratextualité وازي النصيامل

Objet املوضوع

Méta-texte يتناصامل

Epitexte لنص الفوقيا

Peritexte نص احمليطال

Paratexet النص املوازي

Fonctions الوظيفة

ا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 204 ~

القرآن الكرمي برواية حفص

احلديث النبوي الشريف

:قائمة المصادر والمراجع

:المصادر/1

عز الدينجالوجي :

.2006، 2، منشورات أهل القلم، اجلزائر،طالفراشات والغيالن -

.2006، 1القلم، ط، منشورات أهل سرادق احللم والفجيعة -

.2000، 1، دار هومة، اجلزائر،ط)0=1+1(رأس احملنة -

.2010، 4، دار الروائع للنشر والتوزيع، اجلزائر،ىطالرماد الذي غسل املاء -

.2011، 1، دار الروائع للنشر والتوزيع، اجلزائر، طحوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر -

.2014، 1زيع، ط، دتر الروائع للنشر والتو العشق املقدنس -

:المراجع العربية/2

كتاب العرب وديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ ( املقدمة، املسمى: بن خلدون عبد الرمحنا -1

: ، حتقيق أمحد جاز،مراجعة وتقدمي)العرب والرببر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكرب

مصر، - والتوزيع، القاهرةعبد الباري حممد الطاهر، دار الغد اجلديد للطباعة والنشر

م2014ه،1435ط،

ط، .السيميائية أصوهلا وقواعدها، مراجعة وتقدمي عز الدين مناصرة، د: ابن مالك رشيد -2

2002اجلزائر منشورات االختالف

2005السيميائية الشعرية، مجعية اإلمتاع واملؤانسة، اجلزائر، دط، : األمحر فيصل -3

الرتاث العريب واخلطاب النقدي املعاصر، عتبات النص، حبث يف : اإلدريسي يوسف -4

2008، 1منشورات مقاربات، املغرب، ط

2008، 8األدب وفنونه، دار الفكر العريب، القاهرة، ط: امساعيل عز الدين -5

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 205 ~

احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية، روايات إدوار اخلراط منوذجا، : أشهبون عبد املالك -6

2010، 1الدار العربية للعلوم، لبنان، ط

، حماكاة للدراسات والنشر والتوزيع، )دراسة(العنوان يف الرواية العربية : أشهبون عبد املالك -7

2011، 1دمشق، ط

للنشر والتوزيع، سورية، عتبات الكتابة يف الرواية العربية، دار احلوار : أشهبون عبد املالك -8

2009، 1ط

، منشورات االختالف )سالك التأويلالتشكيل وم(العنوان يف الثقافة العربية : بازي حممد -9

م2012/هــ1433، 1لبنان، ط-اجلزائر، بريوت - والدار العربية للعلوم ناشرون، اجلزائر

1، ج2لبنان، ط-شرح دوان املتنيب، دار الكتاب العريب، بريوت:الربقوقي عبد الرمحن -10

وت، لبنان، قراءات يف الشعر العريب احلديث، دار الكتاب العريب، بري : البستاين بشرى -11

2002، 1ط

مدخل إىل عتبات النص، دراسة يف مقدمات النقد العريب القدمي، إفريقيا : بالل عبد الرزاق -12

2000ط، .املغرب، د- الشرق

، الدار العربية للعلوم، )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : احلقعبد بلعابد -13

.2008، 1ناشرون، منشورات االختالف، ط

ضمن كتاب قضايا ) األساس املعريف والبعد التطبيقي(ملصطلح السيميائي ا: بنكراد سعيد -14

املصطلح يف اآلداب والعلوم اإلنسانية، إعداد عز الدين البوشيخي، وحممد الوادي،

دت ط.منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، مكناس، د

-والنشر، مراكشمدخل إىل السيميائيات السردية، دار تينمل للطباعة : سعيد كرادبن -15

. 1994، 1املغرب،ط

حداثة السؤال، احلداثة العربية يف الشعر والثقافة، املركز الثقايف العريب، بريوت، : بنيس حممد -16

1988، 2الدار البيضاء، املغرب، ط

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 206 ~

، )اإلشكالية واألصول واإلمتداد/ مصطلحات النقد العريب السيماءوي: بوخامت موالي علي -17

. م2005، 1رب، دمشق، طمنشورات احتاد كتاب الع

مباحث يف السيميائية السردية، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع، تيزي : نادية بوشفرة -18

2008اجلزائر، - وزو

، الدار العربية للعلوم والنشر، بريوت، )تقنيات ومفاهيم(حتليل النص السردي : بوعزة حممد -19

2010، 1طدار األمان، الرباط، منشورات االختالف، اجلزائر،

املؤثرات " (1986-1970بنية الزمن يف اخلطاب الروائي اجلزائري : "بوجيرة بشري حممد -20

2001، 2ط، ج.، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، د)العامة يف بنييت الزمن والنص

، حماضرات امللتقى الوطين الثاين )أجبديات يف فهم النقد السيميائي(تاوريريت بشري -21

2002أفريل 16-15األديب من للسيمياء والنص

-احلقيقة الشعرية على ضوء املناهج النقدية املعاصرة والنظريات الشعرية: تاوريريت بشري -22

م2010، 1دراسة يف األصول واملفاهيم، عامل الكتب احلديث، أربد، األردن، ط

مكتبة/ اجلاحظ والبيان والتبيني، تح عبد السالم حممد هارون: اجلاحظ عمرو بن حبر -23

. 7،1998اخلاجني للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط

االجتاه السيميائي يف نقد السرد العريب احلديث، منشورات االختالف، : اجلبوري حممد فليح -24

م 2013/هـ1434، 1اجلزائر، ط

دالئل االعجاز، حتقيق حممد رضوان الداية وفايز الداية، دار الفكر، : اجلرجاين عبد القاهر -25

م2007/هـ1428، 1ريا، طسو - دمشق

العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، اهليئة املصرية العامة للكتاب، : اجلزار حممد فكري -26

1998ط، .القاهرة،د

، 1النقد األديب املعاصر، قضاياه واجتاهاته، دار اآلفاق العربية، القاهرة، ط: حجازي مسري -27

م2001

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 207 ~

، 1لداللة، شركة الرابطة، الدار البيضاء، طالبنية وا - عتبات النص: احلجمري عبد الفتاح -28

1996

، )الروائي إلدوار اخلراط منوذجا(شعرية املكان يف الرواية اجلديدة، : حسني خالد حسني -29

2000، 1مؤسسة اليمامة، الرياض،ط

، التكوين )مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية(يف نظرية العنوان : حسني خالد حسني -30

2007والنشر، دمشق، للتأليف والرتمجة

تداخل النصوص يف الرواية العربية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، مصر، : محاد حسن حممد -31

1998

ت.ط، د.دراسات يف تعدي النص، ا�لس األعلى للثقافة، اإلسكندرية، د: اخلشاب وليد -32

.2010، 1بنية النص الروائي،منشورات االختالف،اجلزائر ط:خليل إبراهيم -33

2010، 1علم العنونة، دار التكوين للتأليف والرتمجة والنشر، ط: عبد القادر رحيم -34

1960، دار مكتبة احلياة، بريوت، 5مج: معجم منت اللغة: رضا أمحد -35

لبنان، - دليل الناقد األديب، املركز الثقايف العريب، بريوت: البازعي سعدو الرويلي ميجان -36

م 2002، 3ط

تاج العروس من جواهر القاموس، حتقيق عبد الستار : حممدالزبيدي أبو الفيض مرتضى بن -37

.2001أمحد وآخرون، الرتاث العريب، الكويت،

مادة، اإلرادة، ضمن املوسوعة الفلسفية العربية، حترير معن زيادة، معهد : زينايت جورج -38

1986، 1، مج1اإلمناء العريب، بريوت، ط

لعز الدين جالوجي و التخييل األسطوري رواية سرادق احللم والفجيعة : الساوري بوشعيب -39

، دار املعرفة، اجلزائر، "دراسات يف أعمال عز الدين جالوجي" الراهن، ضمن سلطان النص

2008

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 208 ~

، منشورت الزمن، مطبعة النجاح اجلديدة، )مفاهيمها وتطبيقا�ا(السيميائيات -40

2003املغرب، - الدر البيضاء

ت. ان امرئ القيس، دار الكتب العلمية، بريوت، دشرح ديو : عبد الشايف مصطفى -41

معرفة اآلخر، مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة، املركز الثقايف : عبد اهللا إبراهيم وآخرون -42

.2العريب، الدار البيضاءـ املغرب، ط

مغامرة سيميائية يف أشهر اإلرساليات البصرية يف (سيميائية الصورة : عبد اهللا ثاين قدور -43

م2005اجلزائر،-، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران)العامل

، 1البالغة العربية قراءة أخرى، مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، ط: عبد املطلب حممد -44

1997

، 7املغرب، ط- مفهوم اإلديولوجيا، املركز الثقايف العريي، الدار البيضاء: العروي عبد اهللا -45

2003.

حممد علي البجاوي وحممد : لكتابة والشعر، تحكتاب الصناعتني ا: العسكري أبو هالل -46

1971، 2أبو الفضل إبراهيم، ط

داللة املدينة يف اخلطاب الشعري املعاصر، احتاد كتاب العرب، دمشق، : عقاق قادة -47

2001

ت.التبيان يف شرح الديوان، دار املعرفة، بريوت، د: العكربي أبو البقاء -48

، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، )لنشأة والتطورا(العنوان يف األدب العريب : عويس حممد -49

1988، 1ط

يف مناهج حتليل اخلطاب السردي،منشورات إحتاد الكتاب العرب،دمشق :عيالن عمر -50

2008سوريا

قراء ة نقدية لنموذج (اخلطيئة والتكفري، من البنيوية إىل التشرحيية : الغذامي عبد اهللا -51

م 1998، 4مصر، ط ، اهليئة املصرية العامة للكتاب،)معاصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 209 ~

، املركز الثقايف العريب، )قراءة يف األنساق الثقافية العربية(النقد الثقايف : الغذامي عبد اهللا -52

2005، 3لبنان، ط- املغرب، بريوت- الدار البيضاء

م1990لبنان، -بريوت -تيارات يف السيمياء، دار الطليعة: فاخوري عادل -53

، 1سلمى، دار الكتب العلمية، بريوت، ط شرح ديوان زهري بن أيب: فاعور علي حسن -54

1988

كتاب اجلمل يف النحو العريب، تح فخر الدين قبادة، مؤسسة : الفراهيدي اخلليل بن أمحد -55

م1985/هــ1405، 1الرسالة، ط

2001، 1سيمياء العنوان، وزارة الثقافة، األردن، ط: فطوس بسام -56

، 1دار الكتب العلمية، بريوت، ط ،)دراسة وتبويب(ديوان احلطيئة، : قميحة مفيد حممد -57

1993

، دار فرحة للنشر والتوزيع، دط، االجتاه السيميولوجي ونقد الشعر،: كامل عصام خلف -58

2003.

خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان أيب فراس احلمداين، دراسة صوتية : كراكيب حممد -59

2003، 1تركيبية، دار هومة للطباعة والتوزيع، اجلزائر، ط

العاطي ، التناص القرآين يف شعر أمل دنقل، مكتبة النهضة املصرية، املنصورة، كيوان عبد -60

1998

بنية النص السردي من منظور النقد األديب، املركز الثقايف العريب للطباعة : حلميداين محيد -61

م 2000، 3املغربط-والنشر والتوزيع، الدار البيضاء

الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات آليات إنتاج النص الروائي،: حمفوظ عبد اللطيف -62

م2008/هــ1429، 1االختالف، اجلزائر، ط

ألف ليلة وليلة، حتليل سيميائي وتفكيكي حلكاية محال بغداد، ديوان : كعبد املالمرتاض -63

م1993املطبوعات اجلامعية، اجلزائر،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 210 ~

، دار )كتابةمساءالت حول نظرية ال" (الكتابة من موقع العدم: " مرتاض عبد املالك -64

2003ط، .اجلزائر، د-الغرب للنشر والتوزيع، وهران

حماضرات ألقيت على طالب (النص األديب من أين؟ وإىل أين : مرتاض عبد املالك -65

، ديوان املطبوعات اجلامعية، 1981-1980املاجيستري يف األدب العريب للسنة اجلامعية

1983ط، .اجلزائر، د

اب الشعري، دراسة تشرحيية لقصيدة أشجان ميانية، دار بنية اخلط: مرتاض عبد املالك -66

1986، 1احلداثة، بريوت، ط

ط، . حتليل اخلطاب السردي، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، د: مرتاض عبد املالك -67

1995

حتليل جمهري �موعة تفاحة الدخول (شعرية القص وسيمائية النص : مرتاض عبد املالك -68

م2013صائر اجلديدة للنشر والتوزيع، اجلزائر، ، دار الب)إىل اجلنة

، عامل املعرفة، الكويت، )حبث يف تقنيات السرد(يف نظرية الرواية : مرتاض عبد املالك -69

1998

1987سيميائية النص األديب، افريقيا الشرق، الدار البيضاء، : املرجتى أنور -70

.1986الثقافية، بغداد، مدخل إىل نظرية القصة، دار الشؤون : املرزوقي مسري -71

، مركز التعاون العريب، بريوت، )اسرتاتيجية التناص(مفتاح حممد ، حتليل اخلطاب الشعري -72

1980

، 1اخلطاب املوازي للقصيدة الشعرية املعاصرة، دار توبقال للنشر، املغرب، ط: منصر نبيل -73

2007

ط، .العرب، دمشق، دفلسفة املكان يف الشعر العريب، احتاد كتاب : مونسي حبيب -74

2001

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 211 ~

دار احلوار للنشر والتوزيع، الالذقية، سورية، : البداية يف النص الروائي: نور الدين صدوق -75

1994

إشكالية املصطلح يف النقد العريب اجلديد، منشورات االختالف، : وغليسي يوسف -76

م2008/هـ1429، 1اجلزائر، ط

ونية إىل األلسنية، إصدارات رابطة إبداع النقد اجلزائري املعاصر من الاللس: وغليسي يوسف -77

م2002الثقافية، قسنطينة، اجلزائر،

، افريقيا الشرق، الدار "دراسة يف املنجز النصي"الشعر العريب احلديث : حيياوي رشيد -78

1998ط، . البيضاء، د

1985، 1القراءة والتجربة، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط: يقطني سعيد -79

، 21، املركز الثقايف العريب، املغرب، ط)النص والسياق(ح النص الروائي انفتا : يقطني سعيد -80

2001

السيميائيات الواصفة، املنطق السيميائي وجرب العالمات، منشورات : يوسف أمحد -81

، 1املغرب، ط-بريوت، ملركز الثقايف العريب- اجلزائر، الدار العربية للعلوم- االختالف

م2005/هــ1426

المراجع المترجمة /3

عبد الكبري الشرقاوي، منشورات الزمن، سلسلة : تر: التحليل النصي: بارت روالن -1

.2001ضفاف، الدار البيضاء،

عبد السالم بنعبد العايل، تقدمي عبد الفتاح : درس السيميولوجيا، تر: بارت روالن -2

1993، 3املغرب، ط-الدار البيضاء كليليطو، دار توبقال للنشر،

2003عابد خزندار، ا�لس األعلى للثقافة، مصر،:السردي،ترنس جريالد ،املصطلح بر -3

باسم صاحل، دار الكتب : ، تر)الشكل والوظيفة يف السرد(علم السرد : برنس جريالد -4

2012، 1لبنان، ط-العلمية، بريوت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 212 ~

عبد الكرمي حسن، ومسرية بن عمو، شراع : مورفولوجيا القصة، تر: بروب فالدميري -5

م1996/هــ1416، 1يع، دمشق، طللدراسات والنشر والتوز

قاسم املقداد منشورات وزارة : النقد األديب يف القرن العشرين، تر: تادييه جان ايف -6

.1993الثقافة، دمشق،

، 1طالل وهبة، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت، ط: أسس السيميائية، تر: تشارلز دانيال -7

.م2008

خوت، ورجاء بن سالمة، دار توبقال، الدار شكري املب: الشعرية، تر: تودوروف تزيفيتان -8

1990البيضاء،

/ مقدمة يف اهلرمنيوطيقا، تر وجبة قانصو، منشورات االختالف، اجلزائر: جاسري دايفيد -9

م2007/هــ1428الدار العربية للعلوم ناشرون، بريوت،

ات وزارةثائر ديب، منشور : بؤس البنيوية، األدب والنظرية البنيوية، تر: جاكبسون يونارد -10

.2001الثقافة، دمشق،

حممد معتصم وآخرون، اهليئة : ، تر)حبث يف املنهج(جنيت جريار ،خطاب احلكاية -11

.1997، 2العامة للمطابع األمريية، ط

ناجي مصطفى، : نظرية السرد من وجهة النظر التبئري، تر:جينيت جريار وآخرون -12

1989، 1ء، املغرب، طمنشورات احلوار األكادميي واجلامعي، الدار البيضا

االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، تر محيد حلميداين، وآخرون، أفريقيا :داسكال مارسيلو -13

1987الشرق، الدار البيضاء،

علم اللغة العام، تر يوئيل يوسف عزيز، مراجعة مالك يوسف : دو سوسور فرديناند -14

م1985العراق، - املطليب، دار آفاق عربية، بغداد

سعيد الغامني، املركز الثقايف : ، تر)اخلطاب وفائض املعىن( نظرية التأويل : بولريكور -15

2003، 1العريب، بريوت، ط

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 213 ~

جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر : النظرية العربية املعاصرة، تر: سلدن ترامان -16

.1،1998طوالتوزيع، مصر،

علي حاكم صاحل، و : ة، ترنصيات بني اهلرمنيوطيقا و التفكيكي: هيو. سلفرمان ج -17

2002، 1لبنان، ط-املغرب، بريوت-حسن ناظم، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء

عبد اجلليل ناظم، دار توبقال : فريد الزاهي، مراجعة: علم النص، تر: كريستيفا جوليا -18

.1997، 2املغرب، ط-الدار البيضاءللنشر،

: ، تر"السرديات والسيميائيات" ص السردي الكشف عن املعىن يف الن: كورتيس وآخرون -19

.دط، دت.عبد احلميد بورايو، دار السبيل

السيميائية القواعد واألصول والتاريخ، تر رشيد بن مالك، :كوكي جان كلود ، وآخرون -20

. م2008/هــ1428، 1األردن، ط- دار جمدالوي للنشر والتوزيع، عمان

، املؤسسة العربية للنشر 4واحد لؤلؤة، جملدميويك دي سي ، املفارقة وصفا�ا، تر عبد ال -21

.1998، 1بريوت لبنان، ط

:القواميس والمعاجم /4

- اجنليزي- عريب( قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص : بن مالك رشيدا -1

.174:، ص2000، دار احلكمة، اجلزائر، )فرنسي

- دار املعارف، القاهرةعبد اهللا علي الكبري وآخرون، : تحلسان العرب ،: ابن منظور -2

.مصر، دت

-هـ4131، 1معجم السيميائيات، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: األمحر فيصل -3

2010

-الالهوتيون -املتكلمون-املناطقة-الفالسفة( معجم الفالسفة: طرابيشي جورج -4

، دت3ط، دار الطليعة للطباعة والنشر، بريوت، )املتصوفون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 214 ~

لبنان، دط، -دار القلم بريوت فؤاد كامل، وآخرون،:املوسوعة الفلسفية املختصرة، تر -5

.دت

املعجم الفلسفي، دار قباء احلديثة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، : وهبة مراد -6

.578:، ص2007

7-

:المراجع األجنبية/5

AJ.Greimas, J.Courtès, Dictionnaire raisonné de la théorie du

langage,Hachette,paris,1979

Charles Grivel : Production de l’intérêt romanesque, Op, Cit

Encyclopédie universel ,ed. Larouse,tome 15, (texte),1973.

Gérard Genette : Palimpsestes, la littérature au second degré,

ed. seuil, 1982.

Gérard Genette :Seuils, Edition du seuil, paris, 1987.

Gérard Genette, Figures III , coll, poétique, Ed, Seuil, 1972.

Groupe d’ entrevernes,Analyse sémiotique des textes,pul,4²

éd,Lyon,1984

Henri Mitterand :Le discours du roman, p.u.f. paris, 1980

Léo Hoek: La Marque du titre, éd moutons, paris, 1973

Louri Lotman, La structure du texte

artistique,Gallimand,paris,1973

Vlaimir Propp :Morphologie du conte merveilleux russe,

point,Seuil,3eéd, paris,1973.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 215 ~

:والملتقيات الدوريات والمجالت /6

68-67وهم الرؤية إىل وهم املنهج، جملة الفكر العريب املعاصر، عمن : إبراهيم عبد اهللا -1

، دراسات نقدية يف "الرماد الذي غسل املاء"بنية الزمن يف رواية : بن جلويل عبد احلفيظا -2

روايات عز الدين جالوجي، بأقالم خنبة من النقاد والباحثني،

د األديب العريب احلديث، جملة تعريبا وترمجة يف النق: املصطلح السردي: أبو هيف عبد اهللا -3

2006، 1، ع28جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية، ا�لد

، 355التناص، اقتحام الذات عامل اآلخر، جملة املوقف األديب، ع: أوغلي حسان فالح -4

، دمشق2001نيسان

نات، ، جملة أيقو )من فلسفة العالمة إىل نظرية التأويل(سيميائيات بورس : برميي عبد اهللا -5

01اجلزائر، العدد-للبحوث السيميائية، سيدي بلعباس" سيما"منشورات رابطة

.45: ، ص2010، )السيميائيات واألنساق الدالة(

سيميائيات تشارلز سندرس بورس، قراءة أولية، جملة اآلداب العاملية، دمشق، : بلعلى آمنة -6

2009، 138/ع

للدكتور بسام فطوس، حماضرات امللتقى " وانسيمياء العن"قراءة يف كتاب : بودربالة الطيب -7

أفريل، 16- 15الوطين الثاين السيمياء والنص األديب، منشورات جامعة بسكرة،

2002

إشكالية توحيد املصطلح بني الرتمجة والتعريب، جملة احلضارة اإلسالمية، : بوهادي عابد -8

-زيع، سيدي بلعباسأمحد بن بلة، مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتو -1جامعة وهران

.561-560:، ص27م، العدد2015جوان/هــ1436اجلزائر، شعبان

عتبة العنوان "إشكالية مقاربة النص املوازي وتعدد قراءاته، : جكيب حممد التونسي -9

2000، سنة 1، جملة جامعة األقصى، مؤمتر اآلداب، ع"منوذجا

2002، 370عالعني والعتبة، جملة املوقف األديب، دمشق، : حداد علي -10

1993، 46، جملة الكرمل، ع)اسرتاتيجية العنوان(النص املوازي : حليفي شعيب -11

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 216 ~

، جملة عامل الفكر، ا�لس الوطين للثقافة والفنون )السيميوطيقا والعنونة: (محداوي مجيل -12

1997مارس، /، يناير3، ع25واألدب، الكويت، مج

ة الواحات للبحوث والدراسات، ميياء العنوان يف شعر هدى ميقايت، جمل: رضا عامر -13

2014، 2، ع7مج

شعرية الدال يف بنية االستهالل يف السرد العريب القدمي ضمن املاشئة : رواينية الطاهر -14

والنص األديب، أعمال ملتقى معهد اللغة العربية وآدا�ا، منشورات جامعة باجي خمتار،

1995عنابة،

جملة " من النص إىل هوامش النص"نص الروائي آليات إنتاج ال: شريف حسين عبد القادر -15

2011، 2الباحث، جامعة ابن خلدون، ع

، 23، ع06شعرية الرواية، جملة عالمات يف النقد، مج: العالق علي جعفر -16

1997السنة

مسرحية أهل الكهف، مقاربة سيميائية، ضمن حماضرات امللتقى الثالث، : عمار شلواي -17

2005سكرة، السيمياء والنص األديب، جامعة ب

قاسم سيزا ، املفارقة يف القص العريب املعاصر، جملة فصول، اهليئة املصرية للكتاب، -18

. 143، ص 1982، مصر، 2، العدد 2جملد

عبد احلميد بورايو، جملة حبوث سيميائية، : وظائف العنوان، تر: كامربويب جوزيب بيزا -19

2009، ماي6.5جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، ع

، )12(، جملة عالمات يف النقد، مج )حبث نظري(عتبات النص األديب : محيد حلميداين -20

2002، جدة، 46ع

شعرية عنوان كتاب الساق على الساق فيما هو الفرياق، جملة عامل : املطوي حممد اهلادي -21

، 1، ع28الفكر، تصدر عن ا�لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، جملد

1999سبتمرب، /يوليو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 217 ~

يف التعايل النصي واملتعاليات النصية، ا�لة العربية للثقافة، تونس، : املطوي حممد اهلادي -22

1997، ، 32ع

جتليات احملنة الوطنية يف اخلطاب السردي اجلزائري املعاصر رواية : هيمة عبد احلميد -23

10لعز الدين جالوجي منوذجا، األثر، ع" سرادق احللم والفجيعة"

شعر اليتم يف اجلزائر -مقارنة يف خطاب اإلهداء(ية العتبات النصية سيميائ: يوسف أمحد -24

2001، 15، جملة اللغة واألدب، جامعة اجلزائر، ع)أمنوذجا

:الرسائل الجامعية /7

، أطروحة -مقاربة سيميائية- داللة العنوان يف النص الروائي اجلزائري: بكري أمحدشكيب -1

وهران، -ألديب احلديث، جامعة السانيامقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف النقد ا

2011/2012.

الباتول عرجون ،شعرية املفارقة الزمنية يف الرواية الصوفية،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف -2

.2009األدب العريب،كلية اآلداب واللغات،جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف،اجلزائر،

املعاصر، رسالة مقدمة لنيل شهادة شعرية العنوان يف الشعر العريب : حسنية مسكني -3

الدكتوراه يف األدب احلديث واملعاصر، جامعة وهران السانيا، السنة اجلامعية

2013/2014

، رسالة )2000- 1995(سيميائية العنوان يف الرواية اجلزائرية املعاصرة : حليمي فريد -4

2009/2010ماجيستري يف األدب اجلزائري املعاصر، جامعة منتوري، قسنطينة،

مقاربة - إلبراهيم الكوين" ا�وس"اسرتاتيجية العتبات يف رواية : محداين عبد الرمحن -5

، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجيستري، يف املناهج النقدية املعاصرة وحتليل -سيميائية

2010/2011، جامعة وهران، اباخلط

حبث مقدم لنيل شهادة مجاليات العنوان يف السينيما اجلزائلرية باملهجر،: خرية بوعتو -6

2006/2007املاجيسنري، جامعة السانيا، وهران،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 218 ~

اسرتاتيجية العنوان يف الشعر العريب املعاصر، حممود درويش أمنوذجا، حبث : درارس فاطمة -7

مقدم لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة جلياليل ليابس، سيدي بلعباس، اجلزائر،

2011/2012

الصهيوين، دراسة -طاب األديب يف رواية الصراع العريبخصائص اخل: شرشار عبد القادر -8

2001-2000حتليلية، خمطوط رسالة دكتوراه دولة، جامعة وهران،

، )العنونة-التناص(سيميائية اللغة يف أعمال عبد املالك مرتاض الروائية : حممود سي أمحد -9

2012/2013أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف األدب العريب، جامعة وهران،

مقاربة سيميائية، حبث مقدم - خطاب العنوان يف القصيدة اجلزائرية املعاصرة: خمتاري زهرة -10

2011/2012، جامعة وهران، هادة املاجستري، يف حتليل اخلطابلنيل ش

التناص يف تائية ابن اخللوف، مذكرة مقدم لنيل شهادة املاجستري يف األدب : معاش حياة -11

2003/2004العقيد احلاج خلضر، باتنة، املغريب القدمي، جامعة

المواقع اإللكترونية/8

.2006مفهوم الزمن يف الفكر واألدب، جملة العلوم اإلنسانية، مارس : رابح األطرش -1

server-http://www.webreview.dz/inter

جملة الواحات للبحوث والدراسات، : ميقايت سيمياء العنوان يف شعر هدى: علي رضا -2

، غرداية2014، 2، ع7مج

ghardaia.dz-http://elwahat.univ

، جريدة مسات العاملية، )مقاربة سيميائية(عتبات النص األديب : خبولة بن الدين -3

.109: ، ص2013، ماي 1ع.البحرين

http://dx.doi.org/10.12785/semat//010108

:أسطورة الغول -4

post_29.html-http://thelifeofvague.blogspot.com/2013/03/blog

:حوبة يف قاموس املعاينترمجة معىن -5

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبة البحث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~ 219 ~

ar/-http://www.almaany.com/ar/dict/ar

تفسري القرآن الكرمي للشيخ متويل الشعراوي: صفحة نور اهللا -6

http://www.nourallah.com/tafseer.asp?SoraI

س ات

تس ا

~ 221 ~

إهداء

تشكر

بسملة

مقدمة

05ص............................................. سيميائية العتبات النصية: الفصل األول/ I

5ص.............................................................................. :توطئة

6ص............................................................ السيميائية: المبحث األول

6ص................................................. السيميائية املصطلح والرتمجة -1

6ص..................................................................املصطلح - أ

11ص................................................إشكاليات الرتمجات العربية - ب

17ص..................................................السيميائية املفاهيم العامة -2

17ص......................................................السيميائية عن العرب - أ

22ص..................................................... السيميائية عن الغرب - ب

24ص................................................ اخللفيات املعرفية للسيميائية -3

24ص......................................................... األصول الفلسفية - أ

33ص.................................................. ول السيميائية احلديثةأص - ب

44ص.............................................. االجتاهات السيميائية املعاصرة -4

51ص........................................... النص املوازي/عتبات النص: المبحث الثاني

52ص............................................ مفهوم العتبات يف الرتاث العريب -1

53ص................................................ الغرب العتبات لدىمفهوم -2

58ص........................................ العتبات يف الدراسات العربية احلديثة -3

63ص.............................................................أنواع املناص -4

66ص...........................................................وظائف املناص -5

67ص.............................................................النص احمليط -6

تس ا

~ 222 ~

II /74ص.............................. بين المفهوم واإلبداع والعلم العنوان: الفصل الثاني

74ص............................................................................. :توطئة

75ص...............................................................مفهوم العنوان -1

75ص..........................................................الفضاء املعجمي -1

75ص............................................................ املفهوم العريب - أ

79ص............................................................ املفهوم الغريب - ب

80ص............................................... الفضاء االصطالحي للعنوان -2

84ص................................................... الفضاء التعريفي للعنوان -3

85ص............................................................ الفضاء الغريب - أ

86ص............................................................ الفضاء العريب - ب

90ص......................................................... العنوان يف اإلبداع العريب -2

91ص................................................ العنوان يف اخلطاب الشعري -1

98ص................................................... العنوان يف الرواية العربية -2

107ص................................................ العنوان يف الرواية اجلزائرية -3

111ص............................................................ أمهية العنوان -4

113ص................................................................ علم العنونة/ 3

116ص........................................................... أنواع العناوين -1

118ص........................................................ أصناف العناوين -2

122ص..................................................... مكان ظهور العنوان -3

123ص...................................................... وقت ظهور العنوان -4

125ص......................................................... وظائف العنوان -5

III /133ص.............. مقاربة العنوان في روايات عز الدين جالوجي: الفصل الثالث

133ص........................................................................ :توطئة

134ص................................... العنونة للعتبات الروائية اجلالوجيةسردية -1

134ص......................................................... السرد والسردية -2

تس ا

~ 223 ~

142ص........................................ الزمن السردي يف عناوين جالوجي -3

142ص............................................................ مفهوم الزمن - أ

144ص................................................. زمن احلكاية وزمن السرد - ب

144ص.......................................................... املفارقة الزمنية - ت

148ص............................ لفراشات والغيالنالزمن السردي يف عنوان رواية ا- 3-1

148ص............................................................ فضاء الرواية - أ

148ص.................................... سيميائية الزمن السردي يف عنون الرواية - ب

150ص......... ان رواية حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظرالزمن السردي يف عنو - 3-2

150ص............................................................ فضاء الرواية - أ

154ص.................................... سيميائية الزمن السري يف عنوان الرواية - ب

158ص.......................................................... مفارقة العنوان - ت

161ص................................ املكان السردي يف عناوين روايات جالوجي- 3-3

162ص............................. املكان السردي يف رواية سرادق احللم والفجيعة -1

162ص............................................................ فضاء الرواية - أ

164ص.................................. الرواية عنوان سيميائية املكان السردي يف - ب

167ص................................. جتلي املربع السيميائي يف روايات جالوجي- 3-4

169ص............................................. رواية الرماد الذي غسل املاء - أ

173ص.................................................... رواية العشق املقدنس - ب

178ص...................................... اسرتاتيجية العتبات الروائية اجلالوجية -2

178ص................................................... النسق اللساين - أ

185ص.................................................. التناص العنواين - ب

192ص........................................................................ خاتمة

194ص....................................................................... مالحق

204ص................................................................. مكتبة البحث

221ص...........................................................فهرس الموضوعات

صخمل

للنصوص األدبیة من بین أھم المقاربات التي لقیت في النقد تعد المقاربة العتباتیةاألدبي الراھن إقباال واسعا بعدما طواھا النسیان ردھا من الزمن؛ ومن أكثر العتبات

؛ ھذه األخیرة التي اعتلت ھرم العتبات، "عتبة العنوان"النصیة تداوال تنظیرا وتطبیقا ونات النص األدبي عامة، والعتبات المرافقة كما فرضت سطوتھا وسلطتھا على باقي مك

؛ ، وصفحات النص الروائيلھا خاصة؛ نظرا لخصوصیتھا وتأثیرھا البالغ على المتلقيكسائر -وسعى البحث.ھذا التأثیر ھو الذي أكسبھا ھذه المكانة العلیا في النقد األدبي

عتبة العنوان؛ وذلك الخوض في ھذا المضمار؛ واإلبحار في بحر–البحوث العلمیة تناول الفصل األول ).مختارةنماذج (جالوجيالدینعناوین روایات عزلبقراءة سیمیائیة

سیمیائیة العتبات النصیة؛ حیث قسم إلى مبحثین؛ األول خاص بالسمیائیة؛ في النصوص الموازیة؛ /مصطلحھا وترجمتھا، وأصولھا؛ والثاني خاص بالعتبات النصیة

عامة؛ في مفھومھ أما الفصل الثاني فخصصناه للعنوان .أنواعھا ووظائفھامفھومھا واإلبداع العنواني فخص الشعر العربي قدیمھ ثانیاالمفھوم العنواني أوالوإبداعھ وعلمھ؛

العنوان ثالثاوحدیثھ، والروایة العربیة ، وأیضا الروایة الجزائریة الحدیثة والمعاصرة، وأبى الفصل الثالث إال أن یكون .كعلم من خالل تصنیفھ وتنوعھ وموقعھ ووظائفھ

؛ من خالل مبحثین -مقاربة سیمیائیة-تطبیقیا؛ في مقاربة عناوبن روایات جالوجياثنین؛ األول؛ یبحث في سردیة العنونة الروائیة الجالوجیة؛ باعتبار العنوان نصا؛

تیجیة العنونة الروائیة الجالوجیة في تیمتي النسق اللساني والثاني یروم في استرا.والتناص العنواني

:الكلمات المفتاحیة؛ناالزم؛السرد؛العنوان؛المناص؛النص الموازي؛العتبات النصیة؛العالمة؛سیمیائیة

.جالوجيالدینعز؛ التناص؛المكان

2016نوفمبر 13نوقشت یوم