المسلمون؟ تأخر لماذا

( الشريف سره قدس )

محفوظة الطبع حقوقاألولى الطبعةم1999 ـ ه‍1420

اإلسالمي الوعي مؤسسةوالنشر والطباعة والترجمة للتحقيق

لبنان ـ بيروت

1

الناشر مقدمة الرحيم الرحمن الله بسم‍على والسالم والصالة العالمين رب لله الحمد‍وسلم« وآله عليه الله »صلى محمد الخلق أشرف. الطاهرين آله وعلى له يؤسف ..‍مما وبعد ‍االسالمي العالم حال حقا‍الذي االستبدادي والتسلط الهيمنة بسبب ، اليوم‍تمزق من ذلك عن نجم وما ، ربوعه على يخيم

‍الجغرافية كتلته طالت وانقسامات ، وصراع. واالجتماعية

‍بشعارات والمتسترة المنحرفة الحكم أنظمة إن‍جاءت إنما ، ذلك أشبه وما والقومية الوطنية

‍سلوك نفس من ، الجائرة سياساتها واستمدت‍المسلمين استبعدت التي األنظمة تلك وسياسات

‍الطويلة القرون تلك كل عبر لتخلق ، اإلسالم باسم‍والتفرقة الظلم مناهج ، اإلسالمي التاريخ من

‍وآل العباس وبني أمية بني حكام فـي ولنا ، والتجزئة ، عثمان ‍، الحديث االستعمـار صور إلى وصوال

‍انحرافها على تشهد أمثلـة ، الحالية األنظمة وصنيعته. الشعوب حيال الظالمة وممارساتها

‍لدن من الوعي وعدم الجهل إن من يفوتنا وال‍عوامل جملة كانـا األمة، أبناء من واسعة قطاعات‍من والظلمة الطغاة تمكين في بوضوح ساهمت‍والتحكم المسلمـة الشعوب بمقدرات التالعب

بها والسير ، ونزعاتهم نزواتهم وفـق بمصائـرها ‍بعيدا‍السمحاء رسالته ومبادئ ، الصحيح اإلسالم خط عـن

2

‍وآله عليه الله »صلى محمد الكريم نبيه وسنةالسالم«. »عليهم بيته أهل وسلم«‍وتعاليم

‍وحدة تمزيـق في واسع دور لعب االستعمار إن‍والسياسيـة الفكرية األصعدة على ، اإلسالمي العالم

‍عالمية كقوة وإضعافـه واالجتماعية، واالقتصادية‍التوسعية ومشاريعه لمخططاته بالمرصاد تقف

. والعدوانية‍ومجدهم عزهم إلـى للرجوع للمسلمين سبيل وال

‍واالنتهال ، الصحيح اإلسالم إلى بالعودة إال ، العريق‍القرآن بها أفاض التي والعلم المعرفة ينابيع مـن

‍، الشريفة النبوية السيرة رسمته وما ، الكريمالسالم«‍. »عليهم البيت أهل أئمة ووصايا وأحاديث‍الوحدة هـو فعله المسلمين علـى ينبغي ما وأول روحا ‍وكيان بالعمل شعاراتها وتجسيد ، ومضمونا. والمنعة القوة أساس فالوحدة ، الواقع‍الكتاب هـذا فـي الشيرازي اإلمام دعى وقد

‍اإليمانيـة وفطرتهم جوهرهم إلى للعودة المسلمين‍اتصاله ومدى الموضوع هذا وألهمية اإلسالم، وروح‍هذا طبع ارتأينا فقد ، ومستقبلهم المسلمين بحياة

‍به ويسترشد ، األمة به تنتفع أن عسى ، القيم الكتاب. المسلمون

الوكيل. ونعم حسبنا وهو التوفيق ولي والله

اإلسالمي الوعي مؤسسة

3

المؤلف مقدمةالرحيم الرحمن الله بسم‍سيد علـى والسالم والصالة العالمين رب لله الحمد

. الطاهرين الطيبين وآله محمد المرسلين‍ووصلت ، األندلـس بالد المسلمين طالئع عبرت لقدــواب وفتحت الصين، إلى ــها وخفقت ، العــالم أب ‍راياتـ. األرضية الكرة من كبيرة بقعة على‍لكنه ، وانتشاره اإلسالم ظهـور أوائل فـي ذلك كان‍مكانتهم المسلمون فقد األخير القـرن وحتى ذلك بعد‍، ومبادئهم قيمهم عـن وتفرقوا ، دينهم عن وابتعدوا ،

‍سماوية حضارة وأكبر أهم ظهورهم وراء وتركـوا. والتأريخ اإلنسان عرفها‍هذا فـي اإلسالم عن الناس أنفض لماذا ترى؟! ظهوره أول في حوله التفوا حين في القرن،

‍، القضية طرفي في مطروحان متعاكسان سؤاالن اآلخر عـن إجابة تعد منهما أي عن واإلجابة ‍كما ، أيضا

‍في أو ، لهما ثالث ال ضدين كل في الشأن هو. النقيضين

، ومختلفة متعـــــددة تكــــون قـد اإلجابة إن ‍أنها إال‍متطابقة أجابتنا تكــون ال وقـد ، واحد شــيء إلى ترجع‍لكنهـا ، القضـــية طـــرفي كال في الفلســـفية بالدقة‍بكــل المقــام مع وتتطابق ، العرفـي بالتسامح مقبولة؟ تأكيد ؟ الليل :‍لماذا تسأل الليل أقبل إذا مثال. نهار ال :‍ألنه الجواب في لك يقال؟ النهار لماذا سألت وإذا‍العقلية الدقة أن مع ، ليل ال :‍ألنه عنـه الجواب كان‍، ال ، ال فحيث ، الشمس إلى مستند النهار :‍إن تقول

4

. ليل فهو ، نهار ال أو ، نهار فهو ، ليل ال حيث أنه ال. العلمية غير والتالزم ، التالزم في إشكال ال نعم

‍اإلسالم حول التفوا إنما :‍فالمسلمـون كان وكيف‍والروحية الجسديـة لحاجاتهـم تلبية فيه وجدوا ألنهم

. ذلك أشبه وما والعاطفية والعقلية‍الحاجات، هذه فقدوا ألنهم عنه تفرقوا وإنما

‍!‍فتلك توفيرها عـن عاجز اإلسالم أن وتصوروا‍الذي أو العذب الماء حول يلتفون البشر طبيعة

يتصورونه ‍الماء عن وينفضون ضمأهم يروي عذبا. األجاج‍اإلسالم أن الجواب بهذا نقصد ال أننا الطبيعي ومن

! المسؤول هو‍ألن ، المسلمين وبين اإلسالم بين كبير فرق فثمة‍، كدين باإلسـالم تتعلـق ال الهزيمة أسباب أن الواقع بالمسلمين ترتبط وإنمـا . ومحكومين حكاما: بقوله الكريم القرآن إليها أشار الحقيقة وهذه

كانت التي واألغالل إصرهم عنهم يضع .1عليهم‍:‍ما واألغالل ، والكاهـل الظهر يثقل :‍مـا فاإلصر

‍ما الجلية مصاديقهما ومـن ، والرجلين اليدين يقيد‍التي الرسومات من أنفسهم على المسلمون يضعه‍ورسومات ، انطالقهم دون وتحول ، عليهم تشدد‍إلى ..‍وما واألموات ، والزواج ، واالختتان ، الوالدة. ذلك

‍األنظمة تضعهـا التي ، الظالمة القوانـين وكذلك‍على وتجبرها لتقهرها ، شعوبها على االستبدادية

. ترضاه ال بما والقبول إليها الركون ـ حل كلمـا اإلسالم أن وحيـث ال ، عمليا ‍شعارا

‍.157 :‍اآلية األعراف _‍سورة1

5

‍، الكواهـل عـن اإلصر رفع مكان في ـ صوريا‍، حوله الناس التف واألرجل، األيدي عن واألغالل

واعتنقـوه لهم دينا ‍ذلك حدث كما ، ألمرهم ونظاما. عليهم شمسه وبزوغ اإلسالم مجيئ عند للناس ـ اإلسـالم ارتحل وكلما ‍وحل ، مكان عن ـ عمليا‍وعاد ، والضغوط المظالم هذه وجدت غيره مكانه‍فتفرق ، والحرمان الفقر وانتشر ، واألغالل اإلصر‍ورضوا ، أخرى مبادئ واعتنقوا ، دينهم عن الناس البشر بقوانين . الله أحكام من بدال عالج وال ‍الموجود الواقعي اإلسالم إلـى بالرجوع إال‍فـي أو ظهورهم وراء تركوه الذي والسنة الكتاب في

، الكتب بطون . التطبيق عن بعيدا‍سيعود ، اإلسالم تطبيق بمجرد :‍إنه المؤكد ومـن‍عند ذلك حدث كما ، جديد من حوله لاللتفاف الناس‍في الخط طول على حدث وكما ، اإلسالم فجر بزوغ. باإلسالم فيها عمل بقعة أية

‍عن للعالم يكشف مـن إلـى بحاجة فنحن إذن‍غبار عنهـا وينفض ، المهجورة اإلسالمية الحقائق‍اإلسالم مصابيح به ليضيء ثقاب عود ويشعل الزمـن

. بعيد أمد منذ أطفأت التي ،‍المصباح حول الناس يجتمع أن الطبيعي فمن

‍ال الذي المطفأ المصباح عن يتفرقوا وأن ، المضيء. له نور

‍الناس اجتماع من نراه ما كل :‍إن واحدة وبكلمة ‍أصـل له ، نظام أو ، قانـون أو ، مبدأ أو دين، حول

‍هو إنما ـ كالمادية ـ األصل ذلك يفتقد أو ، سماوي‍يلبي بأنه يوهم أو ، الناس حاجات بعض يلبي ألنه قائم

‍في :‍أنه هو فارق مع ، ـ الشيوعية في كما ـ حاجاتهم‍يتفرق الثاني وفـي ، بالمزيد الناس يطالب األول

6

يكتشفوا أن بمجرد عنه الناس ‍، منه يتسللون منفذا‍، عنها الناس أنفض التي للشيوعية حدث كما

‍دول إلى بالدهم وتقسمت ، إمبراطوريتهم وتالشت. السابق عهدها في كانت كما ، عديدة» سنة الشيوعية بسقوط تنبأت أن سبق وقـد.2مؤلفاتي بعض ه‍«‍في1400‍العلة موازيـن وحسب ـ اآلن أرى إني كمـا

‍وال ، سبحانـه الله بيـد المستقبل كان وإن والمعلول الغيب يعلم ‍، سيضطر الغرب أن ـ وأولياؤه الله إال‍ال أن أراد إذا ـ الزمن من عقد غضون فـي وربما‍الكثير وتعديل ، مناهجه إصالح إلـى ـ حضارته تتحطم

‍، اإلنسان بحقوق تتعلق التي وخاصة قوانينه، من‍هذا ظهر على والمحرومة المعذبة وباإلنسانية‍وتطور اإلنسانية نمو ألن وذلك3األرضي الكوكب‍للعالـم سيكشف ، المستقبلية وتطلعاتـها أفكارها‍، المشوهة وديمقراطيتـه الغرب مفاسد من العديد‍الفكري، النمو هذا الحتواء الغرب يستعـد لـم وإذا

‍إلى سيتعرض اآلخر هو فإنه ، مناهجه بإصالح. الشرقي االستعمار سقط كما السقوط

‍موجود رسوله على الله أنزله اإلسالم إن ، نعم‍ال لكننا كتبنا فـي ومكتوب ، إليه ننظر ال لكننا أمامنا‍لكننا ، والزمن اإلنسان حركة ويواكب ، نطالعه‍بعض وشوهنا ، تركناه حيث ومصابيحه سرجه أطفأناله. السيئ بتطبيقنا حقائقه‍الرسول به جاء كما ـ اإلسالم المسلمون طبق فإذا

‍علـى وسلم«‍وسار وآله عليه الله »صلى األعظم‍ينهزم« »ماركس كتابه في التنبؤ هذا ظله(‍إلى )دام المؤلف اإلمام _‍أشار2

. الفارسية دريابيم«‍باللغة را »أفغانستان وكتاب‍كتابه في التنبؤ هذا عن الحديث ظله(‍فـي )دام المؤلف اإلمام _‍تطرق3

يتغير«‍. »الغرب

7

‍من زاوية في ـالسالم«‍ »عليهم البيت أهل نهجه‍في حوله التفوا كما ، حوله الناس التف األرض زوايا‍أن وبمقدوره ، الفطـرة دين أنـه حيث ، األول اليوم. والجسدية الروحية اإلنسان حاجات جميع يلبي يسدها ال الروحية الحاجـة إن ‍وال ، اإلسالم إال

يشبعها ‍الذي وحده اإلسالم أن ذلك ، وقيمه مبادئه إال باآلخرة يعترف للكـون أن ويرى ، اعترافا خالقا ‍عادال وللحياة ، وحكيما ولله ، وغاية هدفا ‍وسفراء، رسال

‍نحو بالناس والسير الهدف، ذلك تحديد مهمتهم وأن‍جزيال، جزاء للمحسن يرى:‍إن كما السعادة،‍اإلنسان حاجـة يحدد وبذلك صارمة، عقوبة وللمجرم‍المأكل في الالمتناهية وميوله جشعـه ويضبط

‍فالشريعة والسيطرة، العلو وحب ، والملبس‍وتعرف ، الطبيعي وضعه إلى اإلنسان تعيد اإلسالمية

. متطلباته له وتنظم ، أهدافه له الله فطرت:‍ الفطرة ديـن اإلسالم كـان ولهذا.4الله لخلق تبديل ال عليها الناس فطر التي

‍الله خلقه مـا سائر كمثـل مثلهـا تتبدل ال والفطـرة‍تقبـل ال التي الثابتة الكونية المعادالت من تعالى. بالمجرة وانتهاء الذرة من ابتداء وذلك ، التغيير‍ضمن في والتبديل :‍التحويل الله قوانين من نعم،‍: كتابه في تعالى بينه كما سبحانه جعله خاص إطار

طائعين أتينا قالتا5.‍فهو ؟ يتغير الغــرب أن على تــدل اآلثــار أن كيف أما: يلي لما

ــرب :‍إن أوال ــات الغ ب ــا ــور علـى منطوي ‍مخالفة أم‍كــان األمــور تلك فبعض لإلنســانية، ومناقضة للعقــل،

‍الفعل وثالثة:‍ردود وأخرى:‍الجشع، منشؤها:‍الجهل،‍.30 :‍اآلية الروم _‍سورة4‍.11 :‍اآلية فصلت _‍سورة5

8

‍عن النــاس فعل ورابعــة:‍ردود ، التفــتيش محاكم عنــتي الكنيسة ــ العلم وجه فـي وقفت الـ ــدال ــ ‍أن من بـ‍عـن العلم فتجرد ، الدين خدمة في وتستثمره تحتويه‍مما بينهما االفتراق وحصل ، العلم عن والدين ، الدين‍ومدرسة ، الــدين :‍مدرسة مدرســتين نشوء إلى أدى! وأنصاره أتباعه واحد ولكل ، العلم ــاة فـي الله سنة :‍إن ثانيا ‍للبالد العقالء حكومة الحي وإما مباشرة إما حين، بعد ولو . تسبيبا

‍علت ، للعقل المخالفة وتلك السنة هذه أجل مـن‍بعـض مـن منذرة صرخات الغرب سماء في

‍مـن انزعاجها عن وتعرب بالتغيير، تنادي علمائهـم‍، البحتة المادية فيه تحكمت الذي ، القائم الوضع. اآللي باإلنسان أشبه صناعية آلة اإلنسان أصبح حتى

‍وتفشي ، المرأة واستغالل الروحي، الخواء فهناك‍وانتشار الجنسي، العنف واستشراء البطالة،‍االجتماعي النظام وتفسخ الزهريـة األمراض

‍، والمرض والفقر الرذيلة وانتشار »العائلي«‍،‍المجتمع منها يعاني التي الفتاكة األسلحة وتطور

‍والتقدم الهائلة العلمية اإلنجازات رغم الغربـي،. الكبير الصناعي‍الغـــــربي، المجتمع جسم فـي النظر دققنا فـــــإذا وجدناه جسما ‍فإنه ، أعضائه في متناسق غير مشوها

‍وتضـــخمت اليـــد، حســـاب على األنف فيه طــال قـد‍مكــان العين ووضــعت ، الــرأس حســاب على الرجل‍أن حين في ، وهكـــــذا ، العين مكــــان واألذن األذن،‍، أعضائـه وانســجام الجسد تناسق في تكمن الحكمة‍ونسبته مقداره وحسب ، مكانه في شيء كل ووضـع

.‍ويستعيد ، نفسه يتدارك أن عليه اليوم فالغرب إذن‍القانون في ، موضعه شيء كل فيضع ، تناسقه

9

‍وبالمقـدار ، … واالقتصاد واالجتماع والسياسة‍أن أراد إذا عليه أن كما ، وفطرته طبيعته مـع المتالئم

‍إلى العودة مسيرة يبدأ أن حضارته، تتحطم ال‍عودته إلى القرائن بعض تشير كما والعقل، الفطرة

‍العقد ذلك يتجاوز ال وربما القريب، المستقبل فـي. تعالى الله شاء إذا الزمن من الواحد‍يبذله ما بمقدار للتغيير الزمنية الفترة وهـذه

‍الغرب شعوب مساعدة في جهود من المسلمون‍اإلله منهج إلى والعودة ، النهوض هذا تحقيق على

‍اإلسالمي الدين ورسمه أوضحه الذي الحكيم،: بأمرين يتم وذلك الحنيف،‍ليرى ، أنفسهم علـى اإلسالم يطبقـوا :‍أن األول‍، وجمالها اإلسالمية القوانين عقالنية الغرب عقالء

مثلـه حدث فقد محاال، ليس وهذا بها، فيقتدوا ‍، سابقا‍والثقافة العلم المسلمين مـن الغرب أخذ حيث

‍دخل ..‍وحيث واإلتقان والحرية والنظام والنظافـة‍أشار وقـد ، اإلسالم موازين من شيء الغرب بالد

في الله )الله:‍ بقوله ذلك إلى علي اإلمام.6غيركم( به بالعمل يسبقنكم ال القرآن‍إلى هاجروا الذين المسلمون يعمل :‍أن الثاني‍، والفكرية النفسية الحواجز تحطيم على ، الغرب‍الغربيين وأذهان ، المسلمين بعض أذهان تعيق التي‍والتي للحياة، متكامل كمنهج اإلسالم تقبل عن

‍الحواجـز .‍وتحطيم الصليبيـة الحروب جراء تعمقت‍إعالمـي ، فكري ، ثقافي برنامج وضع عبر يتم

‍بما اإلسالم عن صحيحة صورة يعكس متكامـل‍لألمة تكفل التي ، اإللهية القوانين مـن يتضمن

إذا:‍ تعالى الله قال ، معنى من للحياة »الحياة«‍بما‍.47 :‍الكتاب البالغة _‍نهج6

10

.7… يحييكم لما دعاكم‍صالحة أرضية يمتلكون المسلمين أن أرى وإنـي‍أمريكا في فعددهم األهداف، تلك إلى للوصول‍بعـض حسب ـ ماليين العشرة يقارب وحدها

‍الذين اليهود عـدد يصـل ال بينما ،ـ8اإلحصاءات‍ماليين. خمسة إلى والمال والثقافة اإلعالم احتكروا‍، واحدة أمة الغرب في اليهود بينهم:‍أن والفارق

! متناحرة شتى طوائف والمسلمين‍:‍أن الغرب في المسلمين رصيد مـن يقوي والذي‍بعكس ، والمسيح المسيحية يحترم اإلسالم وقولهمأمه:‍ وتتهم المسيح تجرح التي اليهودية

مريم على بهتانا قتلنا إنا وقولهم عظيما.9… مريم ابن عيسى المسيح‍يرى من وبين ، اليهود أولئك بين كبير فرق فهناك المسيح إن صديقة، أمه ويرى ، العزم أولي من نبيا

رك اصطفاك الله نساء على واصطفاك وطه‍كاملة قرآنية سورة لهما ويخصص ،10العالمين

. ونزاهتهما طهارتهما عن تتحدث‍لهو المسيحية مـن اإلسالمي الموقف :‍فهـذا وعليه‍الشعوب هداية طريق علـى للمسلمين كبير مكسب‍والحقيقة الرحمة دين »اإلسالم«‍، نحو الغربية… بسالم العالم ليعيش ، والسالم

‍من العديد عنــاوين ذكر إلـى الكتــاب هـذا في وسنتطرق‍إلى العودة على المسلمين تساعد التي ، الرئيسية العوامل‍النظــري التعريف علـى تســاعدهم كما ، وســيادتهم عــزهم

ــبة األكمل والعملي ــدين إلى بالنس ــالمي ال ــعوب اإلس ‍للش. المستعان والله األخرى،

‍.24 :‍اآلية األنفال _‍سورة7. ‍ماليين8 ‍ـ5 بين عددهم تراوح إلى تشير أخرى إحصاءات _‍هناك8‍.157 ‍ـ156:‍ :‍اآليات النساء _‍سورة9

‍.42 :‍اآلية عمران آل _‍سورة10

11

المقدسة قمالشيرازي محمد

12

النظم‍النظم وأشمل أفضـل المجتمع إلـى أهـدى اإلسالم الحيوية ‍وشملت ، التكوين على للتشريع تطبيقا‍، المجرة إلى الذرة من الحياة مرافق جميع النظم شيء كل من:‍ الله كتاب فـي ورد فقـد

‍»عليه علي اإلمام عـن الحديث وفي ،11موزون نظم في الله )اللهوالسالم«:‍ التحية أفضل

األهلة عن يسئلونك:‍ سبحانه ‍وقولـه12أمركم(.13والحج للناس مواقيت هي قل

‍فهناك ، وزمان وقت له الله عند شيء فكل إذن‍فللحج ، مكانية مواقيت هنالك كما ، زمانية مواقيت‍، خاص شهر فـي ميقات وللصوم ، سنوي توقيت‍حسب توقيت وللخمس ، شمسي توقيت وللصالة‍الزكاة وفـي ، المكاسب أرباح فـي القمرية الشهور‍، والفضة الذهـب فـي القمرية الشهور حسب توقيت. واألنعام الغالة في الشمسية وحسب‍قانون يجـري الحياة مرافـق سائر فـي وهكذا للفوضى يدع وال ، النظم ‍الحمل، أشهر فحتى ، مجاال

‍العدة وأيام اليأس وسن الشهرية، والعادة والبلوغ،‍مواقيت لها ، الدية ونجوم ، والطـالق الوفاة فـي

‍هنالك كما الحياة، هذه في مكانتها تنظم وساعات هلم وهكذا ، ساعة ساعة لكل خاصة أدعية . جرا

ذات والسماء:‍ القرآن يقـول وعندمـا‍كما عشر اإلثني :‍البروج منها يراد فربما ،14البروج

‍.19 :‍اآلية الحجر _‍سورة11‍.47 :‍الكتاب البالغة _‍نهج12‍.189 :‍اآلية البقرة _‍سورة13‍.1 :‍اآلية البروج _‍سورة14

13

‍منهـا أريد إذا ما ال ـ ذلك في تفسير هنالك عددو اآليات سائر فـي وهكـذا ـ االرتفاعـات

‍غير إلى 16بحسبانو ،15والحساب السنين. ذلك

‍إلى بفطرته يميـل اإلنســــــــان :‍إن الواضح ومـن‍وشــتى ومعامالته وعقوده وديونه أعماله في التوقيتــترك لم نوره بزغ حينما واإلسالم ، حياته جوانب ‍أمر يــاس ــالنظم أهتم بل فوضى الن ــاق ، ب ــريع النطب ‍التش‍واعتنقـــوه. إليـه النــاس مـــال ولذلك ، التكويـن علىــلمين لكن ــتفيدوا لم المسـ ــواقيت تلك مـن يسـ ‍المـ

‍للغــــرب ذلك وتركـــوا ، العلمي التطـــور في والنظمــذي ــ ــوره فـي اعتمد ال ــ ــني تطـ ــ ــاري التقـ ــ ‍والحض

‍النظـم تلك مبـــنى علـى والعســـكري واالقتصـــادي‍عن الناس فانفض ، الثابتة اإللهية والسنن والمواقيت

. الغرب حول وتجمعوا ، اإلسالم‍أصالتهم إلى الرجـوع المسلمـون أراد وإذا

‍والسنـن النظم إلـى الرجوع من فالبد ، وسيادتهم‍واالقتصادية :‍السياسية أمورهم جميع فـي اإللهية

، والثقافية واالجتماعية ‍الصورة هي بأنها علما‍في العباد أمور إلدارة سبحانه الله أقره لما الحقيقية.17والمعاد المعاش

‍عليه الله »صلى الله رسول :‍كان قال النعمان عن‍بها يسوي كأنما حتى صفوفنا وسلم«‍يسوي وآله

خرج ثم عنه غفلنا قد أنا رأى حتى القـداح ‍فقام يوما فرآى ، يكبر أن كاد حتى رجال : فقال صدره باديا

ليخالفن أو صفوفكم لتسوون الله )عباد‍.12 :‍اآلية اإلسراء _‍سورة15‍.5 :‍اآلية الرحمن _‍سورة16‍إنهاض إلى »السبيل اإلدارة«‍وكتاب :‍كتاب الفقه »موسوعة _‍راجع17

. المؤلف المسلمين«‍لإلمام

14

.18وجوهكم( بين الله‍الحسن البنيه المؤمنين أمير اإلمام وصية مـن

‍لعنه ملجم ابن ضربه السالم«‍لما »عليهما والحسين: الله

بلغه ومـن وأهلـي ولدي وجميع ) أوصيكما.19أمركم( ونظم الله بتقوى كتابي،: القرآن صفة في المؤمنين أمير اإلمام قال عن والحديث ، يأتي ما علم فيه إن )أال

.20بينكم( ما ونظم ، دائكم ودواء ، الماضي: قال أنه علي اإلمام وعن

نفسك، من خصلتان: إنصافك الدين )نظام.21إخوانك( ومواساة

: الباقر اإلمام قال.22الدين( نظام البيت أهل )حبنا: الرضا اإلمام قال المسلمين ونظام ، الدين زمام اإلمامة )إن

.23الدنيا( وصالح ،: المؤمنين أمير اإلمام قال

عن والتنـزه الهوى مخالفة الدين )نظام.24الدنيا(: المؤمنين أمير اإلمام قال

من النظام مكان األمر من القيم )مكان النظام انقطع فإن ويضمه يجمعه الخرز،.25أبدا( بحذافيره يجتمع لم ثم ، وذهب تفرق

‍.‍267ص2:‍ج درام ‍.‍مجموعة491:‍ص الخواطر _‍تنبيه18‍.47 :‍الكتاب البالغة _‍نهج19‍.158 :‍خطبة البالغة _‍نهج20‍.394:‍ص الحكم غرر _‍‍تصنيف21‍.‍183ص75:‍ج األنوار _‍بحار22‍.‍1ح‍200ص1)أصول(‍:‍ج _‍الكافي23‍.241:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف24‍.‍146ب‍95ص9:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح25

15

الحريةــام في الحرية ــالمي النظـ ــالقلب اإلسـ ــبة كـ ‍بالنســـالم ففي ، للجسد ـات أوسع اإلسـ ــ ــملها الحري ‍، وأشـــل فـي فاألصل ــ ــيء كـ ــ الحرية شـ ــات إال ــ ‍المحرمـ

. المعدودة‍يقيم وأن ، شاء أينما يسافر أن اإلنسان حق فمن‍، يزرع وأن ، المال ويكتسب يتاجر وأن أراد، حيثما‍به يسمح ما حسب المباحات يحوز وأن ، يعمـر وأن

.26»لكم« إطار وفي الشرع‍علـى القضاء األول همـه كان اإلسالم فجر بزغ ولما

تتحقق ال األمور ..‍وهـذه والظلم والقهر االستبداد ‍إال‍، الفساد عوامل كل اإلسالم حارب .‍ولذا بالحرية‍: واألغالل اإلصر الناس عن يرفع أن أجل من وعانى

كانت التي واألغالل إصرهم عنهم ويضع .27عليهم‍، الفوضى يعيشون اإلسالم قبل الناس كان نعم

‍الميسر ويلعبون ، الخمر ويحتسون ، النساء يغتصبون‍الشريعة ..‍لكن اللحوم من المحرمات ويأكلون ،

‍الفرد لمصالح رعاية ذلك كل منعت اإلسالمية‍مثل: اإلنسان، لصالح كان عنها فالحظر ، والمجتمع

. أشبه وما والسرقة واالغتصاب والوأد القتل تحريم‍تلك منع بلزوم اليوم ينادون الغرب عقالء نجد ولذا

‍األرض في ما لكم أحل المباركة «‍اآلية »‍لكم من المؤلف _‍مقصود26 ‍اإليمان لعالم الجديدة :‍»الصياغة كتاب راجع التفصيل من ولمزيد جميعا

‍:‍الدولة و»الفقه :‍االقتصاد«‍، و»الفقه والسالم«‍، والرفاه والحرية. المؤلف اإلسالمية«‍لإلمام

‍.157 :‍اآلية األعراف _‍سورة27

16

المنكرات . مجتمعاتهم في قانونا إن ثم ‍إلى جنحوا المسلمـين حكام مـن كثيرا

‍الكابتـة والقيـود القوانين ووضع واإلرهاب الكبت ـ للحريات أو جهـال أو غرورا ‍أو ، األرض في استعالءا

‍ينفضون الناس فأخذ ـ بالباطل الناس أمـوال ألكل‍حيث ، الغرب بالد إلى منهم كثير ويلجأ ، حولهم مـن‍بها وأخذ اإلنسانيـة الحريات ببعض اعترف الغرب أن

‍والتجارة والسفـر الصحافة :‍كحرية قوانين لها وسن‍، مفقودة ومهمة عديدة حريات فيه بقيت لكنه ،

‍: مثل ، الناس لحقوق كابتة قوانين جانبهما وإلـى‍.. العمل وبطاقة والهوية والجنسية الجغرافية الحدود

. ذلك أشبه وما‍: الحريات إلغاء تبرر أنظمتنا :‍أن له يؤسف ومما

. بالفوضى‍الفوضى الحريات تستلزم لـم :‍لماذا السؤال لكن‍فرض وإذا ،28؟ وقرون قرون طيلة اإلسالم بالد في

‍فهي ، االستثنائية القوانين بعض وضع إلى االضطـرار‍بل الدائم للتشريع ليست وهي ، ومؤقتة قليلة نماذج

‍تقـدر والضرورات ، الضرورة اقتضتهـا استثناءات ، بقدرها زمانا ، ومكانا كما ‍يجوز وال ، وكيفا.29اإلفراط

وقد غيرك عبد تكن )ال:‍ علي اإلمـام قـال.30حرا( الله جعلك: قال إنه علي اإلمام عن

يعيش أن أراد )من يسكن فال حياته أيام حرا:‍الحريات«‍. :‍»الفقه كتاب في ذلك أشباه إلى المؤلف اإلمام _‍تطرق28‍: ‍كتاب101:‍الحقوق«‍و»ج ‍كتاب100ج الفقه :‍»موسوعة _‍راجع29

. المؤلف اإلسالمية«‍لإلمام الدولة‍ص16الحديد:‍ج أبي البن البالغة نهج شرح ،‍216ص74األنوار:‍ج _‍بحار3093.

17

.31قلبه( الطمع: الصادق اإلمام قال

منها خصلة فيه تكن لـم مـن خصال )خمس ، : الوفـاء أولها ، مستمتع كثير فيه فليس

، : الحياء والثالثة ، : التدبـير والثانية وهـي والخامسة ، الخلق : حسـن والرابعة

.32: الحرية( الخصال هذه تجمع آدم إن الناس )أيها:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

يلد لم أحرار كلهم الناس وإن أمة وال عبدا…)33.

هذه يدع حر )أوال:‍ الكاظـم اإلمـام قال ألنفسكم فليس ـ الدنيا يعني ـ ألهلها اللماظة

ثمن .34بغيرها( تبيعوها فال الجنة إال بك أحق بلد )ليس:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال.35حملك( ما البالد خير ، بلد من

)الحرية:‍ قـال إنـه المؤمنين أمير وعـن.36والمكر( الغل من منـزهة

. وغيره الطمع ‍باب‍49ص1:‍ج ورام مجموعة ‍،40:‍ص الخواطر _‍تنبيه31‍.284:‍ص ‍.‍الخصال‍11ب‍7ح‍175ص71:‍ج األنوار _‍بحار32‍.‍198ص1:‍ج السعادات _‍جامع33‍.292:‍ص العقول _‍تحف34‍.325:‍ص الكلم ودرر الحكم غرر _‍تصنيف35‍.291:‍ص الكلم ودرر الحكم غرر _‍تصنيف36

18

الشورى‍الدين حول الناس التفاف أسباب أهـم مـن كان لقد

‍، الشورى مـن فيه وجـدوا :‍ما هـو الحنيف اإلسالمي شورى وأمرهم:‍ سبحانه قال حيث

تشاور…و38األمر فـي شاورهمو37بينهم39، كما بآرائها تهتم المجتمعات :‍إن المعلوم ومـن‍

‍ولربما ، األخرى وبشؤونها وسمعتها بأجسامها تهتم‍دين هناك ليس ، بغيرها تهتم مما أكثر بآرائها تهتـم

‍حيث آرائها في الحرية للناس وفر اإلسالمـي كالدين‍هو الذي زماننا مثل في األمر وأوكل ، الشورى جعل‍الكفاءة وذوي ، الخـبرة أهل إلى المعصوم غيبة زمن

‍أشار المعنى هذا وإلى ، لهم الناس بانتخاب وذلك ،: بقوله علي

ألنفسهم يختاروا )أن إمامـا عفيفا عالمـا ورعا ‍إلـى تطرقنا ‍كما40والسنة( بالقضاء عارفا‍اإلسالم« في :‍»الشورى كتاب فـي ذلك بعض

‍وكتب42االجتماع« و»الفقه ،41:‍السياسـة« و»الفقه. عديدة أخرى

‍جميع في جارية عليهـا اإلسالم نص التي والشورى‍واإلمامة النبوة باستثناء والكبيرة منها الصغيرة األمور

‍العلماء ذكرها كثيرة عقلية وعلل ألسباب ، واألحكام.43الكالم علم في

‍.38 :‍اآلية الشورى _‍سورة37‍.159 :‍اآلية عمران آل _‍سورة38‍.233 :‍اآلية البقرة _‍سورة39‍.182:‍ص القيس بن سليم ‍،‍196ص86:‍ج األنوار _‍بحار40‍.106 ‍ـ105:‍ج الفقه _‍موسوعة41‍.110 ‍ـ109:‍ج الفقه _‍موسوعة42‍السديد :‍»القول منها كتبه من العديد في لذلك المؤلف اإلمام _‍تطرق43

19

: أمران توفر ، الشورى توفرت وإذا‍الدولة شؤون فـي النـاس :‍مشاركة األول

. ومشكالتها مصاعبها ومشاطرتها‍إلـى الكفاءات وأصحاب المؤهلين :‍صعـود الثاني‍البالد تقـدم يسبب ممـا ، واإلدارة الحكم مرافق.‍ فاألفضل باألفضل تأتي الشورى أن وذلك ، والعباد شاركها الرجال شاور )من:‍ علي اإلمام قال.44عقولها( في

وقال ‍لكن ‍،45هلك( برأيه استبد )من:‍ أيضا‍وعلى ، شؤونهم أغلب في األمر هذا تركوا المسلمين

‍، البالد إلدارة والمدبر المدير واختيار ، الحكم رأسها‍حتى شؤونهم أغلب في بالرأي االستبداد إلـى وركنوا‍:‍هذا النتيجة فكانت واإلدارة، الحكم إلـى بالنسبة. اليوم نراه الذي التأخر‍:‍بأن المنتخبين رأي ملزمية على يعترض وربما. الزمة غير وهي ، وكالة االنتخاب

: يلي بما عنه والجواب ‍عقد ضمن في بالشرط فيها اإللزام :‍يمكن أوال. الزم

‍بهذه االنتخاب أن يقال أن الممكن :‍من ثانيا‍من يشمله46بالعقود أوفواو ، جديد عقد الكيفية يكون حتى وكالة يكون أن دون . الزم غير جائزا

‍لما إمضائية المعامـالت أدلـة :‍إن الفقهاء ذكر وقـد‍يعده جدي عقـد وجـد فإذا ، العقالء عرف يقره

‍حسب الشارع يمضيهـا فإنه صحيحة معاملة العقالء ، المذكـورة العمومـات ‍بالخصوص، عنها نهى إذا إال

التجريد«‍. شرح في‍.161ص الحكم :‍قصار البالغة _‍نهج44‍.161ص الحكم :‍قصار البالغة _‍نهج45‍.1 :‍اآلية المائدة _‍سورة46

20

)أن:‍ علي اإلمام قول ويؤيده ،47الربا مثل‍نهج في ‍كما49رضى( )فإنه:‍ وقوله ،48يختاروا(

.50البالغة‍تظاهر فيما ، الشورى المسلمون ترك لقـد

‍وبذلك ، بأخرى أو بصـورة وادعوها بها الغربيون‍رؤساءهم ترى ولذا ، المسلمين علـى تقدمـوا‍هناك كانت وإن ، وأخرى فتـرة بين يتغيرون

‍غير ،51االنتخاب فـي طريقتهم على عديدة مالحظات‍والصناعية واالقتصادية السياسية الناس أمور أن

‍يلتف المجتمع فترى ، عادة األمام إلى بهم تسير‍بما ، اإلسالم حول مـن انفضوا حين فـي ، حولهم. أنفسهم المسلمون فيهم

على حض )إنما:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال ورأي ، صرف المشير رأي ألن المشاورة.52بالهوى( مشوب المستشير

ظهير )ال:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال.53كالمشاورة(

‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال.54أمره( وتطيع الرأي ذا تستشير أن )الحزم

‍: »الفقه في المستحدثة العقود عن الحديث المؤلف اإلمام فصل _‍لقد47. فليراجع وغيره البيع«‍،

‍ص6الحديد:‍ج أبي البن البالغة نهج شرح ،‍196ص86األنوار:‍ج _‍بحار48219.

‍.6 :‍الكتاب البالغة _‍نهج49‍الفقه موسوعة طيات في المؤلف اإلمام لها تطرق أخرى أجوبة _‍هنالك50

‍: اإلسالمية«‍و»الفقه :‍الدولة :‍الحقوق«‍و»الفقه :‍»الفقه فراجعاإلدارة«‍.

‍والحرية اإليمان لعالم الجديدة و»الصياغة :‍السياسة«‍، :‍»الفقه _‍راجع51. والسالم«‍للمؤلف والرفاه

‍.441:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف52‍.‍5ح‍425ص8:‍ج الشيعة ‍.‍وسائل54 :‍حكم البالغة _‍نهج53‍.294:‍ص الدين ‍.‍أعالم‍105ص72:‍ج األنوار _‍بحار54

21

‍وسلم« وآله عليه الله »صلى الله رسول عـن روي يشاور رجل من )ما:‍ قال إنه أحدا إلى هدى إال

.55الرشد( شاركها الرجال شاور )من:‍ علي اإلمام قال.56عقولها( في: علي بن الحسن اإلمام وعظ باب في ، قوم تشاور )ما:‍ قال إلى هدوا إال

.57رشدهم(.58استشار( من ضل )ما:‍ علي اإلمام قال‍والسالم« الصالة أفضل »عليه الله عبد أبي عن.59مشورة( عن امرء يهلك )لن:‍ قال

عين )االستشارة:‍ علي اإلمام قال.60الهداية(

وسلم«‍:‍ وآله عليه الله »صلى الله رسول قال ويمن رشد الناصح العاقل )مشاورة

الناصح عليك أشار فإذا ، الله من وتوفيق ذلك في فإن والخالف فإياك العاقل

.61العطب(: الصادق اإلمام قال إذا الخطـير الـرأي عنـدك تستصغـرن )ال

.62الحقير( الرجل به أتـاك: علي اإلمام قال

.63الحزم( نتيجة فإنها بالمشاورة )عليك وقال التجارب ذو شاورت من )أفضل:‍ أيضا

‍.‍584ص4:‍ج الثقلين نور _‍تفسير55‍.441:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف56‍.233:‍ص العقول ‍.‍تحف‍150ص75:‍ج األنوار _‍بحار57‍.442:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف58‍.‍425ص8:‍ج الشيعة _‍وسائل59‍.‍425ص5:‍ج الشيعة _‍وسائل60‍.‍426ص5:‍ج الشيعة _‍وسائل61‍.441:‍ص الحكم _‍غرر62‍.441:‍ص الحكم _‍غرر63

22

.64المعايب( ذو قارنت من وشر النهى ذوي استشـار )مـنأيضا:‍ وقـال

.65والسداد( بالحزم فاز واأللياف وقال في فالنجح )وشاوروا:‍ أيضا

.66المشاورة( وقال عن العاقل يستغني )ال:‍ أيضا

.67المشاورة( وقـال السقـاء مخض الرأي )أمخضوا:‍ أيضا

.68اآلراء( شديد سديد ينتج وقال .69برأيه( انفرد لمن رأي )ال:‍ أيضا‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى األكرم النبي قال

أحد يشاور رجل من )ما إلى هدي إال.‍70الرشد(

‍.442:‍ص الحكم _‍غرر64‍.442:‍ص الحكم _‍غرر65‍.441 :‍ص الحكم _‍غرر66‍.441 :‍ص الحكم _‍غرر67‍.441 :‍ص الحكم _‍غرر68‍.‍9ب‍9ح‍341ص8:‍ح الوسائل _‍مستدرك69‍.‍133ص3:‍ج البيان _‍مجمع70

23

الوحدة‍تحركه دائرة توسيـع إلـى يطمح إنسان كل

‍وفر الذي وحده واإلسالم شرط، أو قيد بال وانطالقه‍حيث ، عقالئي حد بأقصى للمجتمع الطموح ذلك‍بالدهم وجعل ، متحابين أخوة كلهم المسلمين جعل كلها بلدا هذه إن:‍ قائل مـن عز فقال ، واحدا

. 71… ربكم وأنا واحدة أمة أمتكم‍البالد جنوب أقصى مـن يرحل المسلم فكان

‍أقصى ومن ، وبالعكس شمالها أقصى إلى اإلسالمية‍بالغربة يشعر أن دون من وبالعكس غربها إلى شرقها

يسافر المسلم كان بـل ، ‍من الكفر بالد إلى أيضا‍وبالعكس ، وكيدهم الكفار شر أمن إذا حدود دون ‍، بذمة المسلمين بالد إلى يسافر الكافر فكان ، أيضا. أشبه وما ، عهد أو

ذلك كان ‍الدول في الحكام تعدد مع حتى جاريا‍المتعددة اإلسالميـة الدول وضـع كان حيث اإلسالمية،

‍عدة فـي محافظين وضع يشبه ـ بعيد حد إلى ـ‍، اليوم هذا عرف في واحدة لدولة تابعة محافظات

‍عن تخلوا حينما حظهم إلى أساءوا المسلمين ولكن‍البالد بتجزئة »الوحدة«‍وبدؤوا الكبيرة النعمة هذه

‍ضعيفة ودويالت متناحرة كتل إلى ليتحولوا اإلسالمية. متخاصمة وشعوب

فتفرقوا أمير فيها قبيلة فكل شيعا ومنبر المؤمنين‍وعليها ، األرض من أميال مجموعة كل فتحولت

‍مـن تحارب دولة إلـى المسلمين من قليلة جماعة‍.92 :‍اآلية األنبياء _‍سورة71

24

وال:‍ سبحانه قال وقد ، الجغرافية حدودها أجل‍بينما ، 72… ريحكم وتذهب فتفشلوا تنازعوا

‍، مختلفة وقوميات ، شاسعة أراضي يوحد غيرنا عمل‍دول أثرها علـى فاجتمعت ، مشتركة أسماء تحت

‍األوربية السوق دول اسم تحت األوربية القـارة‍من بالرغم ، أوسع وحدوي إطار في ثم ، المشتركة‍والقوميات والعمالت الحدود و األديان تضارب

‍واالقتصادية والسياسية الجغرافية والمناخات‍أخذوا الكبير التباعد هـذا مع لكنهم ، والثقافية‍»السوق«‍، باسم ويوحدونهـا الدول هذه يجمعون

. والصين 73الهند توحدت هؤالء قبل ومن‍القواسم مـن وبالرغـم المسلمين نحن أما

‍الواحدة الديانة حيث ـ بيننا الكثيرة المشتركة الواحدة الجغرافية والحدود الواحدة والثقافـة ‍وأحيانا

‍ونميل االتحاد نرفض اليـوم أصبحنـا ـ الواحـدة اللغة‍وكانت ، واحدة أمـة كنا أن بعد وذلك التجزئة، إلى

شاهدت وقد ، موحدة اإلسالمية أراضينا شخصيا ‍كثيرا‍إلـى ثم ، الكويت إلى العراق من يسافر الناس من

‍، ولبنان وسوريا وإيران العربية والجزيرة البحرين‍أو هوية أو وجواز تأشيرة دون ، اإلسالم بالد وأقصى‍لزيارة العراق إلى يأتون كانوا أنهم كما ، ترخيص. كذلك المقدسة العتبات

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال أحسنكم )خياركم يألفون الذين أخالقا.74ويؤلفون(

: المؤمنين أمير اإلمام قال‍.46 :‍اآلية األنفال _‍سورة72‍غاندي«‍لمؤلفه قدمي كتاب:‍»عند راجع الهند تجربة حول _‍التفصيل73

. غاندي الحقيقة«‍لمؤلفه مع :‍»تجاربي وكتاب لبراسات،‍‍الفصل180:‍ص األنوار ‍.‍مشكاة‍7ب‍1ح‍150ص74:‍ج األنوار _‍بحار74

. والعشرون الثالث

25

أقبلت تألفها فمن وحشية الرجال )قلوب.75عليه(: قال أنه علي اإلمام عن

القلوب تأليف من أسهل الرواس )إزالة.76...( المتنافرة

: الباقر اإلمام قال ملء والتعاشر التعايش الناس شأن )صالح

.77تغافل( وثلث ، فطن : ثلثاه مكيال: لشيعته المؤمنين أمير اإلمام قال

ليس الطير في كالنحلة الناس في )كونوا الطير من شيء ولو يستخفها، وهو إال

يفعلوا لم البركة من أجوافها في ما يعلمون وأجسادكم بألسنتكم الناس خالطوا بها، ذلك

ما امرئ لكل وأعمالكم، بقلوبكم وزايلوهم.78أحب( من مع القيامة يوم وهو أكتسب كان:‍ تعالى قوله عـن الصـادق اإلمـام سأل قبل هذا )كان:‍ فقال … واحدة أمة الناس

.79…( واحدة أمة نوح التعـايش حال )إصـالح:‍ علي عن وورد

وثلثه فطنة ثلثاه مكيال ملء والتعاشر.80تغافل(ــال ــام ق ــير اإلم ــنين أم يجتمع لـم )إنه:‍ المؤم واحد أمر على قـــط قـــوم أمـــرهم اشـــتد إال

.81…( عقدتهم واستحكمت السواد )ألزموا:‍ قـال إنه علي اإلمام عن

‍.414:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف75‍.‍15ب‍70ح‍11ص75:‍ج األنوار _‍بحار76‍.‍10ب‍34ح‍167ص71:‍ج األنوار _‍بحار77‍.‍87ب‍54ح‍410ص72:‍ج األنوار _‍بحار78‍.‍208ص1:‍ج الثقلين نور _‍تفسير79‍.359:‍ص العقول _‍تحف80‍.‍46ب‍185ص3:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح81

26

وإياكم الجماعة، على الله يد فإن ، األعظم للشيطان، الناس من الشاذ فإن ، والفرقة

.82للذئب( الغنم من الشاذ أن كما

‍.‍127ب‍112ص8:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح82

27

األخوة‍القوي ، البعض بعضها تغزوا العربية القبائل كانت‍، الصغير على يعطف ال والكبير الضعيف، يأكل

‍فجمع اإلسالم جاء حتى ، الكبير يحترم ال والصغير‍فقد ، والتضامن األخوة إلى ودعاهم ظله تحت الناس… أخوة المؤمنون إنماالكريـم:‍ القرآن في ورد

83، صلى األعظم الرسول كرسها الحقيقة وهذه«‍ وآله عليه الله ‍آخـى حيث ، حياته في وسلم«‍عمليا‍في ومرة ، مكة في :‍مـرة مرتين أصحابه بين

‍ويواسي ، األخوة على المسلمون ليتعود ، المدينة‍من هاجر أو ، كارثة أو نكبة أصابته إذا اآلخر أحدهم. رأسه مسقط‍بالد من بلد أي فـي مسلم كل :‍أن األخوة ومعنى‍مـا وعليه لهـم ما له المسلمين إلخوانه أخ اإلسالم‍والزواج والكسب التجارة في الحق فله ، عليهم

‍من ذلك إلى وما المباحات وحيازة واالمتالك والتزويج المسلمون كان وهكذا ، الحقوق . سابقا‍بــالغرب مرتبطــون حكام ظهر الزمن مرور مع لكن‍فصــار ، األخـوة واسـقطوا اإلسـالمية القوانين عطلواــل ‍بأخيه له عالقة وال ، نفسه ســوى يهمه ال مســلم ك

. العالم من كان بقعة أي في المسلم حتى تتكـرس بدأت الظاهـرة وهـذه ‍يعيش من عد واحدة جغرافية كتلة ضمن كان وإن مواطنا ‍، كافرا البلد خارج يعيش ومن كان وإن أجنبيا . مسلما

‍عن ويفرون اإلسالم عن يتفرقون الناس بدأ ولهذا‍تحترمـه ال الذي المسلم قيمة فما اإلسالمية، البالد

‍.10 :‍اآلية الحجرات _‍سورة83

28

‍غيره وتحترم ، أجنبي أنه وتزعم اإلسالمية البالد كان وإن العمل فرص له وتوفر ؟ لإلسالم معاديا نفسه يـرى أن يتمكـن ال اإلنسان أن علما ‍مواطنا

‍الذين هـؤالء مـن كثير بل ، الثانية الدرجة من‍يعدون ممن كفاءة أقل األولى الدرجة من يعتبرون

‍للدرجة كفاءة أية تجد ال ربما بل ، الثانية الدرجـة مـن. العليا الكفاءة الثانية للدرجة أن مع ، األولى‍إذا ويقعدونها الدنيا يقيمون إنهم ، الغرب إلـى انظر‍االهتمام هذا أن ومعلـوم ، بسوء منهم أحد أصيب‍لالحتفاظ المواطن يدعو الغربي بالمواطن الكبير. وحكامه بالده حول وااللتفاف بهويته‍أنحاء جميع مـن اليهـود جمعت الغاصبة إسرائيل إن

‍الحـرب إسرائيل دخلـت فإذا بينهـم، وآخت العالم‍لخدمة وأموالهم وإعالمهم إمكاناتهم كل اليهود وظف

‍والعربي ، والشرقي الغربي اليهودي وترى ، إسرائيل كلهم واألبيض، واألسود ، واألعجمي ‍للدفاع واحدة يدا

. الواهية مبادئهم عن ـ العراق دخلت لو بينما ‍على الناس لوجدت ـ مثال: درجات‍، ومراتب درجات إلـى مقسمين منهـم العرب وغيرهم ‍أنهم مع ، مختلفة ودرجات مراتب له أيضا مسلمون ومواطنون جميعا ‍لبالدهـم وأوفياء ، جميعا

‍إنهم زمرته صدام يدعي هـذا كل ومـع ، جميعا!‍‍ مسلمون‍. اإلسالم بالد سائر في ضعف أو بشدة األمر وكذلك

ــوط رأينا إذا ذلك بعـد عجب فـال ــ ــلمين سقـ ــ ‍المس‍رأينا إن العجب كــل العجب بل ، بالدهم عن وتفــرقهم! تقدمهم أو سيادتهم

فتفشلوا تنازعوا وال:‍ سبحانه الله يقـل ألم

29

‍: قائل مـن عز يقـل وألم ،84ريحكم وتذهبمعيشة له فإن ذكري عن أعرض ومن ضنكا

… 85.

: لكميل المؤمنين أمير لإلمام وصية من عند آثر شيء وال أخوة، المؤمنون كميل )يا.86أخيه( من أخ كل‍وسلم«‍أنه وآله عليه الله »صلى الله رسول عن: قال

جدد )ومـن له الله بـنى ، اإلسالم فـي أخا.87جوهرة( من الجنة في برجا‍وسلم«‍أنه وآله عليه الله »صلى الله رسول عن: قال

عز الله في تحابا إذا المؤمنين وإن )أال الواحد كالجسد كانا ، الله في وتصافيا وجل،

جسده من أحدهما اشتكى إذا وجد موضعا.88الموضع( ذلك ألم اآلخر‍وسلـم«‍إذا وآله عليه الله »صلى الله رسـول وكان

‍كان فإن ، عنه سأله أيام ثالثة إخوانه من الرجل فقد كان وإن ، له دعا غائبا كان وإن ، زاره شاهدا ‍مريضا.89عاده

رجل إليه قصد )من:‍ الكاظـم اإلمـام قـال إخوانه من فلم أحواله بعض في به مستجيرا

الله والية قطع فقد عليه يقدر أن بعد يجره.90وجل( عز

الناس )أعرف:‍ العسكـري اإلمـام قـال‍.46 :‍اآلية األنفال _‍سورة84‍.124 :‍اآلية طه _‍سورة85‍.173:‍ص العقول _‍تحف86. لله المؤمن زيارة في ‍حديث227:‍ص _‍االختصاص87‍عليه الله »صلى الله رسول كالم من ‍فصل‍352ص1الفوائد:‍ج _‍كنز88

وسلم«‍. وآله‍.19:‍ص األخالق _‍مكارم89‍.‍4ح‍326ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي90

30

أعظمهم لها قضاء وأشدهم إخوانه بحقوق.91شأنا( الله عند إخوانكم )اختبروا:‍ الصادق اإلمام قال

فيهم كانتا فإن بخصلتين ثم فأعزب وإال في الصلوات على : المحافظة أعزب

العسر في باإلخوان والبر ، مواقيتها.92واليسر(

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال يسكن كما المؤمن إلى ليسكن المؤمن )إن.93البارد( الماء إلى الظمآن قلب: المؤمنين أمير اإلمام قال

اكتسابهم مـن فأكثر الصدق بإخوان )عليك البـالء عند وجنة ، الرخاء عند عدة فإنهم ،

وأحب الله يخافون الذين حديثك فـي وشاور.94التقوى( قدر على اإلخوان

‍.460:‍ص _‍االحتجاج91‍.‍103ح‍503ص8:‍ج الشيعة _‍وسائل92‍.‍18ب‍6ح‍280ص71:‍ج األنوار _‍بحار93‍304ص الصدوق للشيخ ‍.‍األمالي‍13ب‍7ح‍186ص71:‍ج األنوار _‍بحار94

. الخمسون المجلس

31

والتمايز التفاضل‍اإلســالم حول الناس التفاف تسبب التي األمور من‍اإلسالمي فالدين ، والطبقية والتمايز التفاضل انعدام

‍وال واألحمــر، واألصــفر ، واألبيض األســود بين يفرق الــاس ، والضعيف والقوي والفقير، الغني بين ‍كلهم فالن

‍آخر على إلنســان فضل ال المشــط، كأسنان سواسية بالتقوى: إالأتقاكم الله عند أكرمكم إن95، وكلهم‍

. والتحرك العمل فرص وفي القانون أمام سواسية: علي لإلمام منسوب شعر وفي

أبوهم‍‍أكفاء التمثال جهة من الناس96حواء واألم آدم

‍، واحدة أمة اإلسالم نظر فـي المسلمـين أن وكما‍:‍»الكفر قالوا ولذا ، واحدة أمة الكفار جميع كذلك الكفـار أصناف بين فرق فال واحدة«‍، ملة كله ‍إال

‍المعاهد الكافر يختلف فإنه ، منهـم المحارب‍األحكام بعض في المحارب عـن والذمي والمحايد‍مالـه علـى مأمون محارب غير كافر فكل ، الشرعية‍إذا منهـم المحارب حتى كافر وكل ، وعرضه ونفسـه‍واالمتيازات الحقوق بجميع يتمتع أصبح ، أسلـم

‍على ما وعليه ، للمسلمين ما له فيكون ، اإلسالمية. المسلمين

‍هذا عن الطرف غضوا اليوم المسلمين لكن‍والتمييز والتفرقة بالطبقية وعملوا اإللهي، القانون

‍.13 :‍اآلية الحجرات _‍سورة95‍.13ص علي اإلمام _‍ديوان96

32

‍التقسيـم اليوم نشاهد ولذلك ، أنفسهم بين حتـى والقومـي الجغرافـي ‍والجنسية الهوية عبر متجليا. و… الجنسية وشهادة‍يحكمه الذي العراق فـي بوضوح تبدو الظاهرة وهذا‍»أ« الجنسية وضـع حيث الجائـر البعثي النظام

‍الجنسية وبعـد »ج«‍، »ب«‍والجنسية والجنسية‍الماليين عليها يحصل ال والشهادة الجنسيـة شهادة

‍الدول بعض وهكذا ، العراقيين المواطنين من‍بعيد أو قريب من المنهاج هذا تنتهج األخرى اإلسالمية

.‍بالتمييز يؤمن ال اإلسالم أن صحيح يقال وربما

‍األحكام باختالف يؤمـن ولكنه ، والتفرقة والطبقية‍يعترض البعض يجعل ما وهذا ، والكافر المسلم بين

بكونه ويصفـه اإلسالم علـى قانونا ‍ويعتبر ، ناقصا‍أمام والكافر المسلم بتساوي يؤمن الذي الغرب

‍اإلسالمي النظام من وأصلح أشمل نظام ذا القانون،.

: نقول االلتباس هذا ولدفع ــإن ولذا ، واحدة طبقة يجعلهم لم الغرب :‍إن أوال ‍ف‍والمواطن األصلي المواطن بين تفرق الغرب قوانين. األجنبي ‍في يدخل لمن المساواة يمنح اإلسالم :‍إن ثانيا

‍أو ، عاش بلد أي وفي ، كان جنس أي من اإلسالم‍كان لو حتى بعد، فيما للعيش يختاره أو يعيش، ‍وأن العقارات يشتري أن في الحق له فإن مسافرا. عادي مواطن كأي و… يتزوج

يدخل من وليس ‍بل ، كذلك الغرب بـالد مـن بلدا‍أو اإلنسان سفر على تفرض متعددة قيود هناك‍أو المسافر نجد ذلك بعد ثم ، بالدهم إلى هجرته‍، هناك فيها يقيم زمنية فترة إلى بحاجة المهاجر

33

. و… اللغة كتعلم ، عديدة أخرى وشرائط ‍:‍قسم القوانين من قسمان اإلسالم :‍في ثالثا

‍المرور كقانون والكافر المسلم ، الجميع فيه يتساوى‍ال القوانين من وقسم ، المباحات وحيازة والحريـة‍، الكافر لصالح وتعد والكافـر المسلـم فيها يتساوى

‍المسلم على يفرض ‍مما97»اإللزام« قانون مثل‍حدة، على حكمه للكافر يكون أو ، الكافر دون الشدة

‍عقيدتهما حسب وذلك ، حدة على حكمه وللمسلم. ومنهاجهما

‍الكفار بين القوانين في التمييز أن المالحظ ومن‍مـن أكبر ـ ديمقراطية أشدها حتى ـ بالدهم في

‍اإلسالمية البالد في والكفار المسلمين بين التمييز.98منها وأعقد

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال باإلسالم أذهب قد وتعالى تبارك الله )إن إن أال ، بآبائها وتفاخرها الجاهلية نخوة

وأكرمهم ، تراب من وآدم ، آدم من الناس.99أتقاهم( الله عند الحق في )الناس:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

.100سواء(‍)دام المؤلف الفقهية«‍لإلمام :‍»قواعد كتاب الفقه موسوعة _‍راجع97

‍»موسوعة من عديدة مواضع في اإللزام لقاعدة اإلمام تطرق كما ظله(‍، الفقه«، ‍ـ المتجاهر غير ـ الخمر ويشرب الخنـزير لحم يأكل أن للكافر فمثال

‍يبيح فيمن ـ محارمه يتزوج أن له كما ، معتقدة حسب وذلك ، المسلم دون كان وإن دينه إطار في حر فهو وهكذا ـ ذلك دينه له . اإلسالم لقوانين مخالفا‍الفكر أساس على هو إنما ، التفاضل من يوجد ما أن إلى إضافة هذا

‍أو كالتفريق والمنطق العقل يرفضها جاهلية أساس على ال والعقيدة. ذلك وشبه والثروة والقومية اللغة أساس على التفضيل

:‍الحقوق«‍. »الفقه كتاب في المطلب هذا إلى المؤلف اإلمام _‍تطرق98. وسلم«‍لعلي وآله عليه الله »صلى النبي وصية ‍في4:‍ج _‍الوافي99

‍.‍97ص2:‍ج السعادة _‍نهج100

34

أتتا امرأتين إن ‍واألخرى ، العرب من إحداهما عليا دراهم إليهما فدفع ، فسألتاه الموالي من ‍وطعاما

‍، العرب من امرأة :‍إني إحداهما فقالت ، بالسواء؟! العجم من وهذه

إسماعيل لبني أجد ال والله )إني:‍ فقال الفيء هذا في .101إسحاق( بني على فضال

‍السالم«‍مر »عليهما جعفر بـن موسى إن روي‍عليه فسلـم ، المنظر دميم السواد أهل من برجـل وحادثه عنده ونزل ‍فـي نفسه عليه عرض ثم طويال‍رسول بن :‍يا له .‍فقيل لـه عرضت إن بحاجة القيام‍إليك وهو ، حوائجه تسأله ثم هذا إلـى أتنـزل الله

في وأخ ، الله عبيد من )عبد:‍ ؟!‍فقال أحوج وإياه يجمعنا الله، بالد في وجار ، الله كتاب ، اإلسالم األديان وأفضـل آدم اآلباء خـير

بعد فيرانا إليه حاجاتنا مـن يرد الدهر ولعل.102يديه( بين متواضعين عليه الزهو‍في الرضا مع :‍كنت قال بلخ أهل مـن رجل عن فدعا خراسان إلى سفره ‍عليها فجمع له بمائدة يوما‍لو فداك :‍جعلت فقلت وغيرهم السودان من مواليه الرب ! إن )مه:‍ فقال ؟ مائدة لهؤالء عزلت واألب ، واحـدة واألم ، واحـد وتعالـى تبارك.103باألعمال( والجزاء ، واحد المؤمنين أمير )قال:‍ قال الله عبـد أبـي عن وعملت حفظتهن إن : ثالث الخطاب بن لعمر لم تركتهن وإن ، سواهن ما كفتك بهن

أبا يا هن : وما قال سواهن، شيء ينفعك القريب علـى الحدود قال: إقامة ؟ الحسن الرضا في الله بكتاب والحكم ، والبعيد

‍.‍34ب‍197ص2:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح101‍.413:‍ص العقول _‍تحف102‍.‍8ب‍296ح‍30ص8)روضة(‍:‍ج _‍الكافي103

35

األحمر بـين بالعـدل والقسم ، والسخط أوجزت : لقد لعمري عمر له فقال ، واألسود.104وأبلغت(‍وسلم«‍يوم وآله عليه الله »صلى الله رسول وقال

أذهب قـد الله إن الناس أيها )يا:‍ مكة فتح وتفاخرها الجاهلية نخوة باإلسالم عنكـم هو وإنما ، والد بأب ليست العربية إن ، بآبائها أال ، عربي فهـو به تكلم فمن ، ناطق لسان أكرمكم وإن ، تراب مـن وآدم آدم مـن إنكم.105أتقاكم( الله عند

‍.‍147ص2:‍ج _‍المناقب104‍.‍96ص5:‍ج الثقلين نور _‍تفسير105

36

السالم‍مـن األولى الوهلة منذ الســالم شــعار اإلســالم رفع‍الصــالة وآخر السالم، وشعاره السالم، فتحيته ، نزولهالدعاء: في ورد وقد ، السالم

وإليك السالم، ومنك السالم، أنت )اللهم.106بالسالم( ربنا وحينا السالم، ويعود يرجع فاجنح للسلم جنحوا وإنالكريمة:‍ اآلية وفـي

‍: أخرى آية وفي ،107الله على وتوكل لهالم في ادخلوا خطوات تتبعوا وال كافة الس

يطان ‍،109… أنفسكم على سلمواو ،108الشذلك. غير إلى

‍وآله عليه الله »صلى الرسول حروب كانت وقد‍ظل »في كتاب في ذكرته كما دفاعية وسلم«‍كلها

.110اإلسالم«‍وسلـم«‍يمتنع وآله عليه الله »صلى الرسول وكان

والقتل الحرب عن ‍، القصوى الضرورة حالة في إال‍»صلى حكومته إلى وانضمت ، الناس أسلم فقد ولذا‍من شاسعة رقعة وسلـم«‍العادلة وآله عليه الله

ـ األوربية القارة مساحة علـى مساحتها يربو األرض‍ولـم مربع، ميل مليون من أكثر أو ـ روسيا باستثناء‍من الحروب هذه جميع في القتلى مجموع يتجاوز

‍ما على أشخاص وثمانية ألف المتخاصمين الطرفين‍.390:‍ص الجنان _‍مفاتيح106‍.61 :‍اآلية األنفال _‍سورة107‍.208 :‍اآلية البقرة _‍سورة108‍.61 :‍اآلية النور _‍سورة109‍.113:‍ص اإلسالم هكذا ، السلم :‍بحث اإلسالم ظل _‍في110

37

.111المؤرخين بعض ذكره‍وسلم«‍أشد وآله عليـه الله »صلى خاطب وقد عشرين من أكثر حاربوه الذين الكفار عاما ‍: قائال

‍هو مما ذلك غير إلى ،112الطلقاء( فأنتم )اذهبوا. التواريخ في مذكور

‍الحقيقة في لكنه ظاهرا، السالم شعار رفع والغرب‍عرف لما ولذا ، السالم غطاء تحت الحرب لواء رفع

‍وحرب ، حولهم من انفضوا ، صادقين غير أنهم الناس‍والحربان وناكازاكي وهيروشيما وفيتنام األفيون

‍بال كان شعارهم أن على الشواهد أبرز من العالميتان. محتوى‍الطامة، هذه مـن الخالص البشرية أرادت وإذا‍الذي الصحيح اإلسالم لواء تحت ينضووا أن فالالزم‍األعظم الرسول وطبقه والسنة الكتاب فـي ذكـر

‍يكون وربما ، وسلم«‍وعلي وآله عليه الله »صلى‍بعد علي اإلمـام حروب أن يرى أن الباحـث بمقدور‍وسلم«‍المفروضة وآله عليه الله »صلى الرسول

وسبعين سبعة منه استغرقت قد كانت عليه ‍يوما‍، النهروان في ويوم ، الجمل في :‍يوم وهي فقط

‍في قتلوا الذين والقتلى ، صفين فـي ونصف وشهران يكونـوا لم الثالثة اإلمام حروب ‍فقط الدفاع بقـدر إال

‍حتى الجميع عن اإلمام عفى الحرب انتهت ولما ،‍بن »مروان«‍و»موسى أمثال المجرمين أعتى عـن

‍»عائشة«‍قادت أن يعلـم والكل ، طلحة«‍وغيرهما‍إلى وأرسلها عنها اإلمام عفى ذلك ومع الجمل حرب

التواريخ. في كما ، مكرمة معززة المدينة ـ فالالزم الحروب شر من الخالص العالم أراد وإذا

‍يقول فبعضهم القتلى عدد عـن أخرى إحصاءات المؤرخـون بعض _‍ذكـر111. «‍شخص1200» آخر «‍وبعض1400»

‍.‍36ص4:‍ج األحكام _‍تهذيب112

38

: أمور ثالثة يوفر أن ـ وبالذات أوال‍وتحفز بالحرب تهتف التي القوانين :‍تغيير األول. عليها

‍مصانع إلـى وميزانياتها السالح مصانع :‍تغيير الثاني ، والحيـاة اإلنسان لخدمة البناء ‍عمالها يكون وتلقائيا بناء عمال . حرب عمال كونهم عن بدال

‍والمنع ، والمدمـرة الفتاكـة األسلحـة :‍إلغاء الثالث‍وتبديلها ، بالمرة واستخدامها وادخارهـا إنتاجها من

‍سمح ال ـ حرب وقعت إذا حتى ، البدائية باألسلحة أقل تكون ـ الله وإنجازاته. اإلنسان على ضررا

؟ ذلك يمكن :‍وهل أحدنا تساءل وإذا‍، السهولة غاية ففي األول :‍أما نعـم تكون فاإلجابة

ـنين إلى يرجع األول ألن ــ ‍العقالء من ويفـــرض ، المقن. وإلنجازاته للبشر المحبين‍عدد ودعوة ، مؤتمرات عقد إلـى :‍بحاجة والثاني

‍مـع العامة المصلحة يحبون الذين الخبراء من كبير‍، العمال بطالة يوجب ال بحيث للتغيير زمنية جدولة

. والتطور اإلنتاج في توقف وال‍ضد العالم وقوف من إمكانه :‍فيعرف الثالث وأما

المحرمة األسلحة ‍الحروب توسعة وضد ، دوليا‍العدوان وضد ، األسلحة انتشار وضد ، الحالية. ومسببيها الحروب وإضرام‍الفتاكة األسلحة منع تفرض التي هـي الروح وهـذه

األقل البدائية باألسلحة واستبدالها ، ‍ليس فإنه ، ضررا‍تسمح وروح ، األول تمنع :‍روح روحان لإلنسان. والتطبيق البلورة إلى يحتاج واألمر ، بالثاني‍األمم بإنشاء المفكرين من جماعة اهتم وقد

‍الدول وجامعـة ، العربية الدول وجامعة ، المتحدة‍ذلك أشبه ..‍وما اإلفريقية الدول وجامعة ، اإلسالمية

‍فما ـ المؤاخذات من عليها يرد عما النظر قطع مع ـ

39

‍بإنشاء ، المصلحين من جماعة يهتم أن من المانع‍وامتالك إنتاج عـن للمنع عالمية إصالحية منظمة

‍مـن عامل يتوفر وبذلك ، الحديثة األسلحة واستخدام‍ويستطيع ، العالم ربوع في السالم إحالل عوامل أهم في:‍ سبحانـه الله أراده كمـا اإلنسان يعيش أن

،113… كافة السلم آمنا . … مطمئنا

الناس سلم من )المسلم:‍ الصادق اإلمام قال الناس ائتمنه من والمؤمن ولسانه، يده من

.114وأنفسهم( أموالهم على الله )إن:‍ خطبة فـي المؤمنين أمير اإلمام قال

، لـه واستخلصكم باإلسالم خصكم تعالى اصطفى كرامة وجماع سالمة اسم ألنه وذلك

، علم ظاهر من ، حججه وبين منهجه الله تنقضي وال ، غرائبه تفنى ال ، حكم وباطن

.115عجائبه(‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

يأتيني جبرائيل كان )ما اتق محمد يا قال إال.116وعداوتهم( الرجال شحناء حصد العداوة زرع )من:‍ الصادق اإلمام قال

.117بذر( ما‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

لين هين كل ؟ النار على يحرم من )أتدرون.118قريب( سهل‍وسلـم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قـال

؟( واآلخرة الدنيا أهل أخالق بخير أخبركم )أال‍.208 :‍اآلية البقرة _‍سورة113. والمؤمن المسلم معنى باب ‍،239:‍ص األخبار _‍معاني114‍.15 :‍الخطبة البالغة _‍نهج115‍.‍42ب‍9ح‍301ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي116‍.‍12ح‍302ص2)أصول(‍:‍ح _‍الكافي117‍.‍340ص2:‍ج السعادات _‍جامع118

40

الم )إفشاءفقال:‍ ، الله رسول يا :‍بلـى قالـوا الس.119العالم( في

‍.‍97ب‍50ح‍12ص73:‍ج األنوار _‍بحار119

41

اإلدارة اإلسالم حقق لقد ــا نجاح ــاهرا ‍، اإلداري نظامه في ب‍أن وبين ، معتنقيه ضــبط بين يجمع أن اســتطاع حيث شيء كل في الحريات يطلق . المحرمات إال اإلسالمية اإلدارة كانت فقد نموذجا ‍يقبل ال بسيطا. الناس على ثقل أي لها وليس ، التعقيد‍، قالئل أفراد عن عبارة التنفيذي الدولة جهاز فكان‍مناصب يشغلون معدودون وأفراد القاضي وكان

‍إضافيـة دوائر أية هناك تكن فلم ، اإلداري النظام‍ومختلف والجوازات الهجرة كإدارة ، للحريات كابتة

‍وتفرض الناس حريات تقيد التي الحالية الدوائر عليهم رسوما ‍والزراعة والتجارة البناء في وشروطا

. آخره وإلى ، والصناعة اإلسالم »اإلدارة«‍فـي كانت ولقد ‍:‍من مزيجا‍به يتحلى الذي واإليمان والتسامح واألخالق الثقة‍، النظام هيكلية وفي ، القانون في والبساطة ، الناس كله ذلك في الفضل يكن ولم ، و… المعيشة وفي ‍إال

ـوسلـم«‍ وآله عليه الله »صلى األعظم للرسول فرض الذي ـ الله بأمر ‍أسوء حتى يستطع لم منهجا

تجاوزه الخلفاء . محدودة دائرة في إال المسلمون كان ولقد ‍الجهاد في يشتركون جميعا

‍، اإلسالم حياض عن للدفاع العدو ضد والحرب‍، ونحوها كالمرأة الجهاد عليه يجب ال من باستثناء

‍في وذكرنا ،120:‍»الجهاد« كتاب في ذلك ذكرنا كما‍باستثناء شـيء كل فـي الناس حرية أخرى كتب

‍«‍.48 ‍ـ47:‍»ج الفقه موسوعة راجع التفصيل من _‍للمزيد120

42

‍شؤون مزاولة فـي حريتهم للناس فإن ، المحرمات‍، يشاؤون ومتى ، يشاؤون كيف والحركة ، الحياة. يشاؤون وأنى لها فليس الحكومة أما ‍أجلهما من وظفت شيئان إال

:‍بين العدالة وتنفيذ إجراء على :‍اإلشراف األول. الناس

. والرقي والتقدم األمام نحو األمة :‍دفع الثاني‍وسلم«‍هذه وآله عليه الله »صلى النبي طبق وقد

نصب حيث ، الحكم في البساطة شابا ‍على حاكما‍، أشبه ما أو حماية أو معاون دون من المكرمة مكة‍المعادية الرئيسية العاصمة هـي كانت مكة أن رغم‍وآله عليه الله »صلى للنبي والمحاربـة المعارضة بل

عاما. عشرين من أكثر وسلـم«‍طوال‍المدائن إلـى المحمدي سلمـان أرسل كما

‍رجلين الكوفة إلى وأرسل الفارسية«‍، »العاصمة. األمثلة من ذلك إلى وما ، فقط‍في موجودة البساطة هـذه بقايا بنفسي رأيت وقـد خمسين قبل العراق . 121عاما‍اإلسالمية واإلدارة الحكم في البساطة لهـذه ونتيجة

زرافات اإلسالم على الناس أقبل ، ‍واعتنقوه ووحدانا‍الميزة تلك المسلمون ترك وعندما ، وشوق برحابة‍وتوجهوا اإلسالم عن الناس تخلى ، اإللهية والنعمة

‍تلك بعض تحمل أخـرى وأنظمة أخرى دول نحو‍فـي واآلن ، وبساطتها اإلسالمية اإلدارة من األنواع ترى الهند ‍يسمى الذي الكابوس فهذا ، ذلك مـن شيئا

الهند في منه ليس اإلسالم بالد في بالحكومة ‍بعض إال. الشيء

‍رأيت«وكتاب كما اإلسالم حضارة »بقايا كتاب في المؤلف اإلمام _‍ذكرها121قرن«‍. نصف قبل »حياتنا

43

‍إلى أضافت بل ، فقط بالتعقيـد أنظمتنا تكتف ولـم‍واألنانيـة والغـرور والجهـل االستبداد اإلدارة ثقل

‍وهـذا ، الخاصـة لمصالحها األموال وتكديس والدجل‍المسلمين أوساط في واسعة استياء حالة أثار مـا

الغربية الحضارة بركب التحقوا الذين ‍فتات عـن بحثا! الحرية وفتات الخبز المسلمين لمأساة عالج وال ‍اإلسالم إلى بالرجوع إال

. والسنة الكتاب في ذكر الذي الواقعي

‍وسلم«: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال.122أوسطها( األمور )خير يؤمنك العمل قبل )التدبير:‍ علي اإلمام قال.123الندم( من

والسفه سفه )والعجلة:‍ الحسن اإلمام قال.124ضعف( : تعالى قوله شرح )في الباقر اإلمام قال

ظهورها مـن البيوت تأتوا بأن البر ليس األمور أي ، وجهها من األمور يأتي أن يعني.125كان( الله رسول )قال:‍ قال الصادق اإلمام عن : الناس أيها : يـاوسلم« وآله عليه الله »صلى

بمناكبكم وامسحوا صفوفكم أقيموا لئال الله فيخالف تخالفوا . وال خلل بينكم يكون

.126خلق( من أراكم وإني . أال قلوبكم بين من األمر طلب )من:‍ الرضا اإلمام قـال

‍.‍95ب‍3ح‍60ص69:‍ج األنوار _‍بحار122‍.70:‍ص العقول _‍تحف123‍.‍30ص2:‍ج الغمة _‍كشف124‍.‍85ص1:‍ج العياشي _‍تفسير125‍.‍472ص5:‍ج الشيعة _‍وسائل126

44

.127الحيلة( تخذله لم زل فإن يزل لم وجهه الموارد يعرف لم )من:‍ الجواد اإلمام قال.128المصادر( أعيته‍اإلدارة فوائد في المؤمنين أمير اإلمام كلمات من

حسن العقل غزارة على شيء )أدل:‍‍.129التدبير(.130التدبير( العيش )صالح.131التدبير( عواقب يصلح التفكير )طول حسن ومالكه التقدير حسن العيش )قوام.132التدبير(.133التدبير( سوء التدمير )سبب وسوء المال قليل ينمي التدبير )حسن

‍.134الكثرة( يفني التدبير‍.135كالتدبير( عقل )ال‍.136التدبير( حسن مع فقر )ال

‍.137التدبير( سوء المعاش )آفة‍.138الفقر( مفتاح التدبير )سوء‍.139تدميره( تعجل تدبيره ساء )من‍.140تدبيره( في هالكه كان تدبيره ساء )من

‍.38:‍ص الباهرة _‍الدرة127‍.40 :‍ص الباهرة _‍الدرة128‍.‍354:‍ص الحكم _‍‍غرر129‍.354:‍ص الحكم _‍غرر130‍.354:‍ص الحكم _‍غرر131‍.354:‍ص الحكم _‍غرر132‍.354:‍ص الحكم _‍غرر133‍.354:‍ص الحكم _‍غرر134‍.354:‍ص الحكم _‍غرر135‍.354:‍ص الحكم _‍غرر136‍.354:‍ص الحكم _‍غرر137‍.354:‍ص الحكم _‍غرر138‍.‍354:‍ص الحكم _‍غرر139‍.‍354:‍ص الحكم _‍غرر140

45

التدبير سوء بأربع األدبـار علـى )يستدل 141االعتذار( وكثرة االعتبار وقلة التبذير وقبح

.

‍.‍354:‍ص الحكم _‍غرر141

46

الجيش‍ســبب مما بميزتين يتمتـع اإلسـالم فـي الجيش كان: لإلسالم الناس حب

وليس إسالمي الجيش :‍إن األولى ‍وإذا ، حكوميا‍الجيـش يكون أن باإلمكـان ليس أن افترضنا جماهيريا ‍واألسلحـة العسكري النظام لتطور نظرا الحديثـة ‍الشعبي ـ األمرين بين الجمع يمكـن أنـه إال

‍للتدريب الناس مـن جماعة نوظف بأن ، ـ والحكومي‍نترك وأن ، والمعقدة المتطورة األسلحة على

. الشعبي الجيش لتدريب عامة الميدان‍»دفع التعويض أو اإلجباريـة العسكريـة الخدمـة أما

‍الخدمة أداء مـن يتمكن ال أو ، يريد ال بدل«‍ممن‍، اإلسالم عـن المنفرات أكبر من يعد فهو ، اإلجبارية

‍المصالح لتحقيق وسيلة بذلك الجيش جعـل قـد إذ. المستبدين الحكام وأطماع ونزوات ، الشخصية‍الحريات حمايـة بمهمة يضطلع الجيش :‍كان الثانية. األفضل نحو األمة وحركة المجتمع وحماية المسلمون كان فقد ولذلك ‍ما شيء كل في أحرارا

‍في األمام إلى التقدم دائمي وكانوا ، المحرمات عدا الجيش وكان ، الحياة ميادين مختلف ‍لهذين حارسا. اإلسالم حول الناس التف ولذا ، األمرين يوظف الجيـش فإن اليوم أمـا ‍وكبت لالعتداء غالبـا

‍نظر ومن ، التقدم وبين األمة بين والحيلولة الحريات‍عهد في والجيش األول بهلوي عهد في الجيش إلى

ذلك يرى العراق في البعث حكومة . جليا‍العميلة الحكومات تلك بسبب الجيش أضحى لقد

47

‍العزل المواطنين لضرب ووسيلـة لألجنبي خادما‍الجيش ولألسف نجد ولم ، األسلحـة أنواع بمختلف

ـ كنموذج ـ البلدين هذين في ، الفترتين هاتين فـي‍عن دافع وإنما ، واحـدة مـرة حتى البالد عـن يدافع

‍أو بشكل عديدة مرات بلده أبناء مواجهة في األجانب. بآخر

‍الذي والتأخر والجهـل واإلرهاب الكبـت كل أن كمـا كان العميلـة الحكومـات سببته ‍بمساعـدة أساسا. البلدين تاريخ في مذكورة قصص وهناك ، الجيش‍كله ذلك من العكس على الغربي الجيش نرى بينما

‍لحفظ ووسيلة ، التقدم آلة لبالدهم بالنسبة فهو ، من عندهم المتوفر المقدار ‍خاف غير الحريات.‍طبعا‍الجيش بين الكبير الفرق من هناك ما المراقب علـى

‍وما ، األمس في اإلسالمي والجيش اليوم الغربي‍قد وما ، امتيازات من اإلسالمي الجيش به يتمتع كان

‍وما وأمراض نواقص من الغربي الجيش عليه اشتمل. مؤاخذات من عليه يرد

اإلسالم بـالد فـي الجيش يرجع أن فالالزم ‍، إسالميا يتحقق ال وذلك ‍بحذافيره اإلسالمي المنهج بتطبيق إال

‍يرجع حتى والتعددية :‍االستشارية منه والذي ،‍بوظائفه ويعمل ، الصحيحة حالته إلـى الجيش. الواقعية

الله بإذن )فالجنود:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال ، الدين وعز الوالة وزين الرعية، حصون الرعية تقوم وليس ، األمن وسبل ثم بهم، إال

للجنود قوام ال من لهم الله يخرج بمـا إال ، عدوهم جهاد على به يقوون الذي الخراج

وراء من ويكون يصلهم فيما عليه ويعتمدون

48

.142حاجتهم( الدين عز )الجنود:‍ المؤمنين أمـير اإلمـام قـال

.143الوالة( وحصون النبي )إنقـال:‍ الصادق الله عبد أبي عن فلما سريـة بعثوسلم« وآله عليه الله »صلى

الجهاد قضوا بقوم : مرحبا قال رجعـوا : فقيل ، األكبر الجهاد عليهم وبقي األصغر

: جهاد قال ؟ األكبر الجهاد ما الله رسول يا.144النفس(

جنده خذل )من:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال.145أضداده( نصر مخالفة الجند )آفة:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

.146القادة( رسوله بعث الله )إن:‍ الصادق اإلمام قـال

أن فأبـوا سنين عشـر الناس إلى باإلسالم السيف في فالخير بالقتال، أمره حتى يقبلوا.147بدا( كما يعود واألمر السيف وتحت

‍.131:‍ص العقول _‍تحف142‍.333:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف143‍.‍122ص11:‍ج الشيعة _‍وسائل144‍.333:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف145‍.333:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف146‍.‍9ص11:‍ج الشيعة وسائل ـ147

49

الذاتي االكتفاء‍توفــير الــذاتي«‍في »االكتفـــاء علـى اإلسالم اعتمدــل ــ ــاس يحتاجه ما ك ــ ــلمين وحض ، الن ــ ‍، عليه المس

‍، األجــانب وخاصة اآلخرين على االعتماد من وحذرهم‍»صــلى األعظم الرســول إن اإلســالمي التــأريخ وفي: فقال ، أيمن أم دار وسلم«‍دخل وآله عليه الله

؟( البركة بيتك في أرى ال )مالي؟ البركة بيتي في :‍أوليس فقالت تتخذيها شاة ذاك لك أعني : )لست قال

سمنها من وتطعمين لبنها من ولدك تستغني.148مربضها( في وتصلين

‍وآله عليه الله »صلى :‍أنه آخـر حديث وفي واحـدة شاة الدار في كان )إذا:‍ وسلم«‍قال

يوم كل الدار تلك أهل على المالئكة صلت عليهـم المالئكـة صلت شاتان كانت وإذا مرة،

صلـت شيـاه ثالث كانـت وإذا ، مرتين يوم كل.مرات( ثالث يوم كل عليهم المالئكة وقامت فسيله أحدكم يد في كان )لو:‍ وقـال

. ذلك غير إلى ،149وليمت( فليغرسها القيامة‍:‍آداب :‍»الفقه في منها جملة ذكرنا وقد

.150المال«‍لم :‍إنه الثانية العالمية الحرب إبان أذكر وإني التموين تحت العراق في يدخل ‍والسكـر القماش إال

‍.641:‍ص _‍المحاسن148‍.‍460ص13:‍ج الوسائل _‍مستدرك149‍في ذلك إلى المؤلف اإلمام تطرق وكذا الفقه:‍مخطوط، _‍موسوعة150

النجاة«‍. »الفقه:‍طريق كتابه

50

‍نكن فلم ، الخارج من يؤمنان كانا أنهما حيث ، األبيض المنـزلية شؤوننا في نحتاج ، فقط إليهما إال ‍فكل وإال. العراق داخل في وينتج يصنع كان شيء‍!! التبن حتى شيء كل إلى يحتاج فالعراق اليوم أما‍ثروات مـن البعث حكام دمره ما أثر على وذلك‍البهلوي ردم إيران في أنه كما ، الطبيعية العراق‍الغرب إلى الناس يحتاج حتى ‍ألف«‍قناة32» األول

‍طهران بين األراضي أن التاريخ فـي ورد ولذا ،12» تضم كانت ومشهد ‍هـذه تمتد ، ‍ألف«‍نهـرا 151أفغانستان إلى خراسان مقاطعة من األنهار

‍هذه وتزود ، مازندران ونواحي طهران وتضـم‍وقـرى جميلة مزارع منها فتجعل بالمياه المناطق

. واللحوم الزراعية المحاصيل بمختلف مزودة أنيقة‍المرتبطين ـ الظالمين الحكام سيطرة بعد ولكن

‍رقاب علـى وتسلطهم ـ الغربية بالحكومات‍بالدنا فصارت شيء كل الفقر أصاب ، المسلمين

‍اسم ألف تحت والشرق الغـرب لمنتوجات أسواقا. وقانون قانون وألف واسم‍تارة ، يحاكم الوضيعة القوانين هذه يخالف ومن‍، الوزراء مجلس باسـم وأخرى األمة، مجلس باسم‍، السجن يودع ثم ، الثورة قيادة مجلس باسم وثالثة

‍أمواله وتصادر ، التعذيب أنواع أشد بحقـه ويمارس ، التهم بأخس ويتهم . اإلعدام مصيره يكون وأخيرا‍يستورد الفالني البلد :‍أن الصحف بعض ذكرت وقد‍واألجناس البضائع مـن نوع ألف مائتي الخارج من

. الطائرة إلى وانتهاء اللحم من ابتداء‍هذا المسلمين تخلف أسباب من أن يخفى وال

‍»االكتفاء بقانون اهتمامهم عدم الذريع التخلف. واحدة دولة وأفغانستان إيران _‍كانت151

51

‍حاجاتهم توفير في الغربيون اعتمد وعندما الذاتي«‍،‍في الذاتي االكتفاء قانون وطبقوا ، أنفسهم علـى‍أمراءهـم وصاروا ، المسلمـين علـى تقدموا ، بالدهم

‍بـالد ومادامت ، أسراءهم المسلمون وأضحى ،‍، تابعة أسيرة ستظل الغرب إلى محتاجة اإلسالم وكن شئت من إلى )احتج:‍ علي قال ولقد

.152أسيره(

جاعوا إذا )كانوا:‍ عيسى حواري إن روي علـى بيده فيضرب ، جعنا الله روح : يا قالوا

األرض أو كان سهال إنسان لكل فيخرج جبال يا قالوا عطشوا فإذا ، يأكلهمـا رغيفين منهم األرض على بيده فيضرب ، عطشنا الله روح

أو كان سهال ، فيشربون ماء فيخرج جبال شئنا إذا ؟ منا أفضل مـن الله روح : يا قالوا

بك آمنا وقد ، سقيتنا شئنا وإذا أطعمتنا، بيده يعمل من منكم : أفضل ! قال واتبعناك

الثياب يغسلون فصاروا كسبه من ويأكل ،.153بالكراء( نعم إنك داود إلـى وجـل عز الله )أوحى

تعمل وال المال بيت من تأكل أنك لوال العبد بيدك أربعين داود فبكى ، شيئا صباحا

لن : أن الحديد إلى وجل عز الله فأوحى الحديد له وجل عز الله فأالن ، داود لعبدي يوم كل في يعمل فكـان بألف فيبيعها درعا.154المال( بيت عن واستغنى … درهم ، وكل اعمل هذا )يا: فقال باسكاف داود مر من يحب وال ، ويأكل يعمل من يحب الله فإن

‍.367:‍ص الحكم _‍غرر152‍.‍20ب‍7ح‍276ص14:‍ج األنوار _‍بحار153‍.‍446ص3:‍ج الثقلين نور _‍تفسير154

52

.155يعمل( وال يأكل

‍.35:‍ص الخواطر _‍تنبيه155

53

البساطة‍في وحببه اإلسالم حول الناس جمع ما أهم من إن

‍ضـد فاإلسالم ، العيش فـي البساطة نفوسهم‍، والمشرب المأكل في البساطة إلى ويدعو ، التعقيد

الحكم شؤون وفـي ، والمنكح ، والمسكـن ‍ألن ، أيضا‍الحكيم القرآن قال ولذا ، اإلنسان علـى ثقل التكلف

‍:المتكلفين من أنا وما156، سبحانه وقـال :‍العسر بكم يريد وال اليسر بكم الله يريد …157 ذلك غير إلى .

‍صــرف الحيــاة، ثقل إلى باإلضافة يسبب التعقيد إنــات األوقـ ــا ‍فـي الطبقية ينتج كما ، طائل وبال اعتباطـــدقع ففقر ، المجتمع ــانب في م ــذخ ، ج ‍في مرهق وب. اليوم عالم في المشاهد هو كما ، آخر جانب

‍اإلحصاءات بعض تشير كما اليوم البشرية فنصف‍، الحياة مستلزمـات ألبسط وتفتقر ، فقر في تعيش‍، والبطالـة والتخلف والجهل والمرض الفساد فتـرى‍، المجتمع جسم في كاإلعصار تضرب ذلك، أشبـه وما. والمباهج والزخارف ، والبذخ األسراف جانبها وإلى‍اإلسالمية الدول إحدى فـي بعيني شاهدت وقـد‍طينية بيوت جانبها وإلى ، السحاب تناطح بنايات‍وسائل كل األبنيـة في تتوفر وحيث ، األرض تالصق‍بيوت في تجد ال ، واإلسراف البـذخ وإمكانات الحياة. المعيشية الضروريات أهم الطين موفورة نعمة رأيت )ما:‍ علي قال وقد إال

‍.86 :‍اآلية ص _‍سورة156‍.185 :‍اآلية البقرة _‍سورة157

54

.مضيع( حق جانبها وإلى يكن لم النموذجين هذين بين الشاسع البعـد فهذا ‍إال. العيش في البساطة عدم جملتها من ألسباب‍البساطة على يؤكد لم الحنيف اإلسالمـي والدين

‍في البساطة عمم قد بل ، فقط واحد جانب في‍األعظم الرسول كان وقد ، الحياة جوانب جميع

‍الحصير علـى وسلم«‍:‍ينام وآله عليه الله »صلى‍وكان ، المبارك خده صفحات على أثره يطبع حتى‍وقد ، تراب بأبي سمي حتى التراب على ينام علي‍عديدة سنين ـالسالم(‍ )عليها والزهراء فرشه كان

عليه ينامون كبش جلد ـ ‍عليه إبلهم ويعلفون ليـال ‍مألت التي الكثيرة القصص من ذلك غير إلى ، نهارا

. التاريخ صفحات‍ببساطة أوصى اإلسالم :‍أن ذلك كل مـن واألهم‍الحكم سالمة في الموضوعي الشرط واعتبره الحكم

نفسي من أقنع )أ:‍ علي اإلمام قال ، والقيادة أشاركهم وال المؤمنين أمير هذا يقال بأن فـي لهم أسوة أكون أو الدهر مكاره في

أكل ليشغلني خلقت فما العيش جشوبة‍يخاف لئال بالبساطة القضاة أمر كما ،158الطيبات(

‍إلى يصل واحد كل كان ولذا الحقائق، وتختفي الناس‍علي اإلمـام قال وقـد سهولة، بكل والقاضي الحاكم

المسجد في اجلس شريح )يا:‍ القاضي لشريح .159الناس( بين أعدل فإنه

أن التاريخ ويحدثنا ‍»صلى الله رسول إلـى جاء رجال‍له فقـال ، يرتجف وسلم«‍وهو وآله عليه الله

، امرأة ابن فإني ؟ تخاف لماذا )مه:‍ الرسول‍.مكة( في القديد تأكل كانت

‍.‍29ب‍686ح‍473ص33:‍ج األنوار _‍بحار158. القضاء آداب ‍كتاب‍534ص2:‍ج اإلسالم _‍دعائم159

55

‍تحــول اإلسالم عـن اليوم الناس ابتعاد أسباب فمـنــلمين ــ ــاطة من المس ــ ‍في والتعقيد التكلف إلى البس

ــاة مجــاالت كل وفي العيش ‍موجة عمت ويــوم ، الحي‍عزهم أفقدتهم ، وحياتهم المسلمـين شـؤون التعقيـد

ــات في يضيعون وجعلتهم ، وسؤددهم ‍الحضــارة متاه. المادية

: سليمان حكمة من أهنأه فوجدنا ، وشدته العيش لين جربنا )قد.160أدناه( العيش )أهنأ:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

.161الكلف( إطراح‍: السالم(‍قال )عليهما أبيه عن محمد بن جعفر عن‍؟ شيء أشح يكون قد المؤمن بال فما … له قيل ومطلب حله من الرزق يكسب )ألنه:‍ قال

لما شيئه يفارقه أن يحب فال عزيز الحـالل نفسه سخت هو وإن مطلبه عسر من يعلم

يضعه لم .162…( موضعه في إال: الباقر اإلمام قال قل ينفقون ماذا يسألونك:‍ تعالى قولـه فـي.163)الكفاف(:‍ قال ، العفو‍الحسن البنه المؤمنين أمير اإلمام وصية من

السالم(‍: )عليهما كان من سبيل فـي فإنك أجلك تعـدو )وال في وأجمل الطلب في فخفض قبلك

.164…( المكتسب‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قـال أصبح )من ، شربه فـي آمنا جسده، في معافا

‍.‍45ب‍159ص3:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح160‍.478:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف161‍.557:‍ص الشرائع _‍علل162‍.‍106ص1:‍ج العياشي _‍تفسير163‍.‍8ب‍1ح‍208ص74:‍ج األنوار _‍بحار164

56

الدنيا له حيزت فكأنما ، يومه قـوت عنده)...165.

، يكفي )قليل:‍ المؤمنين أمير اإلمـام قـال.166يطغي( كثير من خير‍فتعلق الكوفة بسوق اجتاز طالب أبي بـن علي إن‍به جاء ثم ، بيده فأخذه ، قميصه فتخرق كرسي به

الله بارك ذا لي )خيطوا:‍ فقال الخياطين إلى.167فيكم(‍»صلى الله رسول )كان:‍ قال عباس ابن عـن األرض علـى يجلسوسلم« وآله عليه الله

ويجيب ، الشاة ويعتقل األرض على ويأكـل.168المملوك( دعوة.169كثير( من أنمى يسير )رب

.170يردي( كثير من خير ينجي )قليل أجدر وبلغتها كثيرها من خير الدنيا )يسير

.171هلكتها( من.172غني( كل من أغنى فقير )رب.173خاسر( ومزيد رابح منقوص من )كم

‍.‍42ص2:‍ج الطوسي _‍أمالي165‍.366:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف166‍.‍96ص2:‍ج _‍المناقب167‍.16:‍ص األخالق _‍مكارم168‍.366:‍ص الحكم _‍غرر169‍.366:‍ص الحكم _‍غرر170‍.366:‍ص الحكم _‍غرر171‍.366:‍ص الحكم _‍غرر172‍.366:‍ص الحكم _‍غرر173

57

الربا وضـع اإلسالم أن ريب ال منهاجـا اقتصاديا ‍، سليما‍االقتصاد ألن ذلك ، حوله النـاس التفات سبب مما

الناس بحياة يرتبط ارتباطا )إن:‍ ورد حتى مباشرا.174الدارين( في الوجه سواد الفقر‍، الربا تحريم اإلسالمي االقتصاد سالمة مـن وكان

والفقراء غنى األغنياء يزيد الربا ألن ‍،175وفاقة فقرا‍بالغ وإنما ، تحريمه بمجرد اإلسالم يكتف لـم ولذلك: قال حيث ، يتعاطونه الذين وهدد تحريمه فيورسوله الله مـن بحرب فأذنـوا176 أنه كما‍

‍حيث تعاطيه في ورغب القرض على أكد بالمقابل الله يقرض الذي ذا من:‍ قال قرضا … حسنا

177 ، واألحاديث اآليات عشرات مـن غيرها إلـى ،‍. ذلك على تؤكد التي

‍الذي اقتصادهم عـن أعرضوا المسلمين لكن‍، الغـرب يقلدون وراحوا ، به اإلسالم أتحفهم

الربا ويتعاطـون ‍تحطمت حتى ، مضاعفة أضعافا‍كل الفقر وأصاب ، اإلسالمية الدول اقتصاديات. وأغناها العالم بالد أثرى أنها حين في مرافقها

‍بعض في جاء مـا إلى نشير ذلك على وكنموذج‍من مدينة أصبحت الخليج دول بعض أن :‍من التقارير ـ العراقية والحرب اإليرانية، ـ العراقية الحرب جراء

‍.‍178ص2:‍ج البحار _‍سفينة174‍: كتابه:‍»الفقه في المطلب هذا عن الحديث المؤلف اإلمام فصل _‍لقد175

االقتصاد«‍.‍.279 :‍اآلية البقرة _‍سورة176‍.245 :‍اآلية البقرة _‍سورة177

58

، الكويتية ‍، دوالر مليار تسعين مـن يقرب مبلغا‍كانت فإذا ، دوالر مليـار عشر خمسة قدرهـا بفائدة‍ترى ، نسمـة مليـون عشرين الخليجية الدول نفوس

‍وكم ، الدين من منهم واحد كل نصيب يكون كم؟ فائضة تبعات من عاتقه على يحمل‍الربا عن يتمخض ما حول الكالم تفصيل ذكرنا وقد‍،178:‍التجارة« :‍»الفقه كتاب في المآسي من

‍حرمة :‍أن هناك وذكرنا ،179:‍االقتصاد« و»الفقه مؤكدة الربا مؤكدة تكون أن قبل عقليا ‍وإن ، شرعيا‍الحرب فتيل إشعال فـي المهمة األسباب أحد الربا. األمم بعض وإبادة الدول بين

‍بالربا التعاطـي بدل ـ والعقـالء ـ اإلسالم جعل وقـد‍المضاربة تطبق أن »المضاربة«‍شريطة قانون ،

ال عمـال ـ اإلسالم بالد بعض في كما ـ وصورة اسما‍كمـا أتعابه على العامل يحصل :‍أن تعني فالمضاربـة

‍هو »الذي أمـواله رؤوس أرباح علـى المالك يحصـل.180متبلور« عمل‍، المأزق هذا من الخروج المسلمون أراد وإذا‍فعلـه كما ـ تحريم أشـد الربا يحرموا أن فعليهم‍أن والالزم ، والمضاربة القرض يروجوا وأن ـ القرآن مجحفة غير المضاربة تكون . أيضا

‍صرح بناء في أخرى لبنة أقاموا قد يكونوا وحينئذ. المنقذ اإلسالم‍الربا أوحال فـي متورطـون اليوم المسلمون لكن

منها لهم خالص وال ، وويالته بتبعاته ومبتلون ‍بإلغائه إال. بالمرة وتحريمه

. :‍التجارة _‍الفقه178‍.108 ‍ـ107:‍ج الفقه _‍موسوعة179‍: »الفقه القيم كتابه في ذلك عن الحديث إلى المؤلف اإلمام _‍تطرق180

‍اإلسالمي »االقتصاد مثل األخرى كتبه من العديد في إليه وأشار االقتصاد«‍،المقارن«‍.

59

‍ومن ، الفقر من النجاة أراد إذا العالـم أن كما‍وما وبساطة وجهل ومرض فساد من المزرية تبعاته: يلي ما عليه يلزم فإنه أشبه وتحريمه قوانينه من الربا :‍إلغاء أوال تحريما ‍، باتا‍الوسيلة يكن لـم وإن ـ القوانين من الربا إلغاء فإن

. الرئيسية أسبابه من لكنه ـ االقتصاد لصحة الوحيدة‍إلى المؤدية األسباب من جملة هناك أن يخفى وال‍تبيح الـتي المنحرفة مثل:‍الرأسمالية المفاسد، تلك

‍كاالتجار المادة، سبيل في ومنكر إثـم كل تعاطي‍والشذوذ البغاء دور وفتح ، والخمـور بالمخدرات‍مـن أقل والفالحين العمال وكإعطاء الجنسي،‍األجـور تلك ارتضوا وإن فإنهم ، المشروعة حقوقهم ، الزهيـدة ‍واإلكراه االضطرار باب مـن ذلك أن إال. الجهل أو األجوائي أو الفردي‍فـي المتستر الخفـي أو الظاهـر االستعمار ومثل. أشبه وما ، والوطنية والشيوعية القومية أثواب ‍إشعال تسبب والتي األسلحـة تجارة :‍إلغاء ثانيا

‍سوى ورائها من هدف ال والتي ، المدمرة الحروب. عليه والقضاء اإلنسان قتل

‍خرجت إذا واالجتماع والسياسة االقتصاد إن نعـم‍مدمرة كوارث عنهـا أنتجت ، السليم مسارها عنوالفوضى. والجهل والمرض :‍الفقر منها

‍على الربا إللغاء مخطط :‍وضع الممكن ومن العالمي الصعيد ‍، زمني جدول تحديد عبر تدريجيا‍كان إذا فيما والمهم«‍، »األهم قانون حسب وذلك‍ومضاعفات كبيرة هزة »الدفعي«‍يسبب اإللغاء. خطيرة‍المفاسد سائر إلغاء الممكن من أنه كما

‍سبيـل وعلـى ، والجدولة البدائل، وطرح باإليجابيات،‍»الفالنـي« البلد في أن الصحف :‍ذكـرت المثـال

60

‍أن للدولة الممكن فمن ، بغيـة امـرأة ألف مائة‍والتأكد إصالحهن بعـد ـ بـهن للزواج الشباب تشجع ـ الخطـيرة الجنسيـة باألمـراض إصابتهن عدم من‍ومكافآت خدمـات الشباب لهؤالء الدولة تخصص وأن

‍وبعض والعمل المسكن كمنحهم ، تشجيعية وهدايـا‍المجتمع إصالح يمكن وبذلك ، الحيوية الخدمات. الموبقة هذه من بإنقاذهن‍سائر معالجـة فـي يطبق المثال هـذا ومثل

‍عليها والقضاء منها للتخلص االجتماعية، المحرمات . المستعان سبحانه والله ، نهائيا

‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول عن به أسري ليلة رأى )إنه بطونـهم رجاال

فرعون آل سابلة على وهم الضخم كالبيت طريقهم عن ليعتزلوا قاموا بهم أحسوا فإذا

حتى فيسقط بطنه منهم واحد بكل فمال فقلت ومدبرين مقبلين فرعون آل يطأهـم

.181الربا( آكلة قال ؟ هؤالء : من لجبرائيل : الناس )معاشر: المؤمنين أمير اإلمام قـال والله ، المتجر ثم الفقه المتجر ثم الفقه النمل دبيب من أخفى الدنيا هذا في الربا.182الصفا( على عز الله حرز في )ثالثة:‍ الصادق اإلمـام قـال : رجل الحساب مـن الله يفرغ أن إلى وجل

قط بربا ماله يشب لم ورجل قط بزنا يهم لم.183قط( فيهما يسع لم ورجل ،

: الرضا اإلمام قال وجل عز الله نهى )إنما:‍ الربا تحريم علة عن اإلنسان ألن األموال فساد من فيه لما عنه

‍.‍478ص2:‍ج الوسائل _‍مستدرك181. والربى الخمر ذكر في مجلس ‍،465:‍ص الواعظين _‍روضة182‍.‍69ب‍8ح‍20ص76:‍ج األنوار _‍بحار183

61

ثمن كان بالدرهمين الدرهم اشترى إذا الدرهم اآلخر وثمن درهما الربا فبيع ، باطال

المشتري علـى حال كل على وكس وشراؤه على وتعالى تبارك الله فحظر البائع، وعلـى.184…( األموال فساد لعلة الربا العبادوسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

أحد يبقـى ال زمان الناس على )يأتي إال.185غباره( من أصابه يأكله لم فإن الربا أكل

الله أنزل )لما:‍ المؤمنين أمير اإلمام قـال يتركوا أن الناس أحسب ألم‍: قوله سبحانه

أن علمت يفتنون ال وهم آمنا يقولوا أن‍الله »صلى الله ورسول بنـا تنـزل ال الفتنة : يا فقلت أظهرنا، بينوسلم« وآله عليه

الله أخبرك التي الفتنة هذه مـا الله رسول ، بعدي سيفتنون أمتي إن علي يا فقال ، بها

يوم لـي قلت قد ليس أو الله رسول يا فقلت من استشهد مـن استشهد حيث أحد

ذلك فشـق الشهادة عنـي وحيزت المسلمين من الشهادة فإن أبشر لي فقلت ، علـي

فكيف ، لكذلك ذلك أن لي فقال وراءك هذا ليس الله رسول يـا فقلت ، إذن صبرك

البشرى مواطن من ولكن الصبر مواطن من ، بأموالهم سيفتنون القوم إن وقال والشكر رحمتـه ويتمنون ربهم علـى بدينهم ويمنون

حرامه ويستحلون سطوته ويأمنـون ، الساهية واألهواء ، الكاذبة بالشبهات

، بالهدية والسحت ، بالنبيذ الخمر فيستحلون

‍.‍5ب‍23ح‍119ص100:‍ج األنوار _‍بحار184‍.‍478ص2:‍ج الوسائل _‍مستدرك185

62

.186…( بالبيع والربا‍وجل عز الله قول :‍عن الصادق اإلمام رجل سأل

‍:الصدقات ويربي الربا الله يمحق أرى وقد‍؟ ماله يربو الربا يأكل من

درهم مـن أمحق محق )فأي:‍ قال يمحق ربا.187وافتقر( ماله ذهب منه تاب وإن الدين: الصادق اإلمام قال بقوم الله أراد )إذا فيهم ظهر هالكا.188الربا(

‍69:‍ج األنوار بحار ‍،‍205ص9:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح186‍.‍1014ب26ح ‍،138ص‍.‍293ص1:‍ج الثقلين نور _‍تفسير187‍.‍427ص12:‍ج الشيعة _‍وسائل188

63

الثروة: الكريم القرآن فـي ورد كمـا ، لإلنسان قيام المال

الله جعل التي أموالكم السفهاء تؤتوا وال لكم العون )نعم:‍ الحديث وفي ،189.. قياما

ذلك:‍ الكريمة اآلية وفي ،190الغنى( الدين على.191يشاء من يؤتيه الله فضل

‍توجه وضرورة خطورة التالي الحديث لنا ويوضح )من:‍ قال حيث ومواردها أمواله لمصادر اإلنسان

‍المسلمين وتطبيق ،192أنفقه( وفيم اكتسبه أين‍المسلمين حول لاللتفاف الناس دفـع المقياس لهـذا

‍ومـن المنحرفـين واألمراء الخلفاء باستثناء ـ ألنهم ،‍فليس الثروة، في اإلسالم مقاييس طبقوا ـ إليهم‍من المنحرفة الرأسمالية فـي ما اإلسالم فـي

‍علي قال وقد ، المدقع الفقر وال ، المرهق اإلسراف ‍:موفورة نعمة رأيت )ما حق جانبها والى إال

‍.مضيع(‍التمسك عن المسلمين تخلي وبسبب اليوم أمـا

‍اإلسالم مناهج مـن بشيء الغرب وتظاهر ، باإلسالم‍الخيريـة الصناديق مثل ، الثروة في وقوانينه

الله يرزق الناس )دعواو واالقـراض والمعونـات‍الناس ذلك دفع ، ذلك أشبه وما ،193لبعض( بعضهم

. الغرب حول وااللتفاف المسلمين عن االبتعاد إلى‍.5 :‍اآلية النساء _‍سورة189‍على العون ‍»نعم‍49ص12:‍ج الشيعة وسائل وفي السعادات _‍جامع190

الغنى«‍. الله تقوى‍.54 :‍اآلية المائدة _‍سورة191‍إلى المنسوبة ‍الحكم‍259ص20:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهـج _‍شرح192

‍ب‍1ح‍162ص77ج ‍،‍7ب‍1ح‍162ص74:‍ج األنوار بحار المؤمنين، أمير7.‍

‍.329:‍ص الفصاحة _‍نهج193

64

‍، واالحتكار ، الربا فـي أخطأ قد الغرب نعم‍االستعمار في وتنافسه المنحرفة، والرأسمالية

‍هذه فإن ، ذلك غير إلى ، وقروضه لهباته المقارن‍إلى العالم قادت التي األسباب أهـم مـن واحدة

‍الشديدة اإلنسانية واألزمـات والحروب االستعمار‍كمـا الثروة، احتكار عدم :‍فالمطلوب أي وعلـى‍البالد ثروات بتركيز واالشتراكية الشيوعية تصنعـه

‍الرأسمالية تصنعه وكما ، والحاكـم الحكومة في‍خطة بألف الرأسماليين كبار في الثروات بتركيز‍، حقه حق ذي كل إعطاء المطلوب أن كما ، وخطة أمة جعلناكم وكذلك ، تفريـط وال إفراط فـال

أنو ،195أوسطها( األمـور )وخير ،194وسطا صراطي هذا تتبعوا وال فاتبعوه مستقيما

.196سبيله عن بكم فتفرق السبل: أمرين إلى بحاجة وهذا‍ال ـ لإلسالم المطابقة العادلة القوانين :‍وضع األول

‍المكسب حدود القوانـين تلك ترسـم ـ بالشعاراتالمشرعة. مواردها وتعين ، والمصـرف

‍تحول أن شأنها مـن التي الصحيحة :‍التربية الثاني‍االحتيال طريق عن بالمال قليلة فئة استبداد دون

. اآلخرين حساب على ، والخدعة‍ال الثروة، فـي واالعتدال االستقامة أن والظاهـر

‍، المتنافسة الحرة األحزاب وجـود دون من يكون المرجعيـة، وشورى ـ ويطبق يوضع فالقانون وإال

ـ منه الصحيح في حتى . منحرفا

: المؤمنين أمير اإلمام قال وقـدم ، ضـرورتك بقدر الـمال مـن )أمسك

‍.143 :‍اآلية البقرة _‍سورة194.‍18ح‍540ص6)فروع(‍:‍ج _‍الكافي195‍.153 :‍اآلية األنعام _‍سورة196

65

.197حاجتك( ليوم الفضل: السجاد اإلمام قال قدر على اإلنفاق المؤمن أخالق من )أن

.198اإلقتار(وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

من لك هل ، مالي : مالي آدم ابن )يقول مالك أكلت أو ، فأبقيت تصدقت ما إال

.199فأبليت( لبست أو ، فأفنيت: علي اإلمام قال

.200الحقوق( به قضيت ما المال )أفضل:‍ الصادق اإلمام قال

آالف عشرة ملك من شيعتنا من )ليس درهم أعطى من إال يمينا وقدام وشماال

.201وخلف(:‍ الصادق اإلمام قال

علـى المسلم وحق ، المسلم أخـو )المسلم يروى وال ، أخوه ويجوع يشبع ال أن المسلم

فما أخوه ويعرى يكتسي وال ، أخوه ويعطش.202المسلم( أخيه على المسلم حق أعظم

‍.‍23ص3:‍ج عبده :‍محمد البالغة _‍نهج197‍.282:‍ص العقول _‍تحف198‍.127:‍ص الخواطر _‍تنبيه199‍.367:‍ص الحكم _‍غرر200‍.274:‍ص األنوار _‍مشكاة201‍.‍13ص1:‍ج البحار _‍سفينة202

66

المجانية‍والماء فاألرض مجاني شيء كل اإلسالم فـي أن حتى ، أشبه وما ، والصيد ‍الصالة »عليه عليا

‍وأعطاها الكوفة في دكاكين ببنـاء والسـالم«‍أمـر للنـاس ذلك وكان ، مجانـا ‍األسعار انخفاض فـي سببا

‍أجرة أعطى إذا الكاسب ألن ، االقتصادي واالزدهـار ، أو ‍بقدرهـا بضائعه أسعار رفـع ، المحل مقابل ثمنا

‍األمر ثقل يقع وبذلك ، لألجرة ينفقه ما يعوض لكي. الناس على

‍، الناس عند الرضى دواعي مـن فعله ما فكان‍الدين حـول الناس التف وأشباهها األمور ولهذه

. الهائل التقدم ذلك المسلمون وتقدم ، اإلسالمي‍، ذلك بعكس تعمل المسلمين بالد فإن اليوم أما

‍عليه تفرض بل فقط لإليجار يخضع ال فالدكان قاسية ضرائب . أيضا‍األرباح بحسب يدفعها مـن أن المعلوم ومـن

المضاربية ‍أسعـار علـى يضيفها ، الربوية ما وكثيرا يسبب مما البضائع غالءا . األسواق في مضاعفا‍وضريبة، وأجـرة بثمـن شـيء كل صـار وكذلك

‍وبناء ، التجارية المحالت وفتـح ، وترميمها الدار فبناء‍واإلقامـة السفر وكذا ، الدواجن وتربية المصانع‍والنقل والثقافة والصناعة والزراعة والعمـارة‍أمور كلها ، وشيء شـيء وألف ، واإلرث واالنتقال يبق فلـم ، وجمارك ورسوم ضرائب عليها تفرض ‍إال

‍أن !‍أو الناس على لتبيعه الهواء الدولة تحوز أن‍من أو ، بشجرة يستظل من على الضرائب تفرض‍أن أو ، المطر وحبات الشمس أشعة من يستفيد

67

ينجب أو يتزوج من على الضرائب تفرض ‍، أطفاال. وشيء شيء وألف‍لو ، المستقبل في بذلك قيامها عدم يضمن ومن

‍هي ما على الماكرة والمخططات األوضاع استمرت؟ المعاصر عالمنا في عليه

‍يرغب مـن يوجد ترى يا فهل ، وذاك هذا كل وبعد؟ عنه ويدافع اإلسالم في

‍ابتعاد أسباب أهم مـن كانت القيود هـذه ..‍إن كال. اإلسالم عن الناس‍العدالة وراء الحثيث السعـي المجتمعات طبيعة إن

‍حولها التفوا جانب فـي أنها تصوروا أو ، وجدوها فإذا ، كان التصـور هذا أن اكتشفوا إذا لكن ، ‍ولو ـ خياال

ـ األربعـة للمبادئ حصل كما ، عنها انفضوا ـ حين بعـد‍زعموا حيث ـ والوجودية والقوميـة والبعثية الشيوعية

أنها منقذا ‍ابتعدوا ولذا ، وكذب زيف إنها علموا ثم أوال‍وعلى عليها سخطهم وأعلنوا ، منها وتذمروا عنها،

. ومبتدعيها مؤسسيها كان وإن الغرب إن ثـم مخطئا ‍ضرائبه في ومجحفا

: اإلسالم وبالد بالده بين فرقين ثمة لكن ،‍بقوانين الغرب فـي تجمع الضرائب :‍إن األول ـ الجملة فـي ولو ـ الناس انتخبهـم مسؤولون وضعها‍يرونه ما حسب القوانين تلك يضعون الوكالء وهؤالء‍حيث المسلمين كبالد وليس ، عادة المصلحة مـن

‍من قليل به يستبد وإنما ، الحكم عن بمعزل الناس‍ال السالح بقوة الحكم مقاليد على سيطروا الذين‍ما آخر الشعب مصالح فإن ولذا ، األكثرية بآراء

. بالدنا في الحكام بعض يراعيها‍يأتون الحكام أن تـرى الغرب شعوب :‍إن الثاني‍رقابة وجود إلى إضافة ، بأمرها ويذهبون بأمرها

68

‍ومحاسبة األخرى، المنافسة األحزاب من صارمة. للحكام الصحافة من دقيقة

‍بأموال هؤالء يتصرف أن يستطيع فال وبالتالي‍يتعدى ال فدورهم ، حدود دون منها وينهبوا الشعب. البسيط الموظف حجم

الرئاسة إلى يصل الذي فالرئيس ‍أن يملك ال مثال‍الديكتاتوريين بـالد فـي يحدث كما ـ حدود دون يسرق

، ـ ‍تالحقه األخرى واألحزاب الحرة الصحافة فإن وإال. عليه العام الرأي وتحرض ، وتفضحه

‍بينما ـ عادة ـ لحكامه يطمئن الغربـي فالمجتمع‍جاهدين ويسعون حكامهم يكرهون المسلمون. إلسقاطهم

‍شعوبنا مـن وفقدانها ، شعوبهم فـي الثقة وهذه. … السياسية ومنهجيته الحكم شكل من ناشئة‍يتأخر بينما ، القمر إلى فوصلوا الغربيون تقدم ولـذا

يعجزون بل المسلمون ‍ابرة صناعة عن أحيانا. األطفال حلويات أو الغسيل صابون أو الخياطة

والمسلمون ‍إلى ويتوجهون بالدهم يتركون ما كثيرا ، هناك للعيش اللجوء لطلب الغرب ‍مالحقة عن بعيدا ، المخابرات رجال ‍أصابهـم الذي التخلـف من وفرارا

‍، أوضاعهم بسبب أزمتهم حل عـن عجزهم معلنين ،: علي عن ورد وقد

منك وداؤك تشعر وما فيك دواؤك203تبصر وال

: الشاعر يقول كما حالهم فصار كالمستجير كربته عند بعمرو المستجير

بالنار الرمضاء من‍ال أنهم اليوم المسلمين بعض حال أصبح وهكذا

‍.73:‍ص علي اإلمام _‍ديوان203

69

‍ومرة مرة ألف بل ، فحسب مرتين جحر من يلدغون.

‍حدود في ، فقط أربع ضرائب اإلسالم في نعم معقولة ‍، حكيـم إله حددها بدقة مقررة ومصارف جدا المعصوم اإلمـام غيبة زمان في ـ التنفيذ أمر وأوكل

‍إذا األمة أكثرية ارتضتهم الذين العدول الفقهاء إلى ـ‍: اإلسالمي الحاكم في يشترط حيث ، متعددين كانوا‍األربعة الضرائب وهـذه الناس، ورضـى الله رضى ليست ‍فهي ، لهـم خدمة بـل المسلمين على كال‍االجتماعي التكافل فإن ، النماء توجب وتزكية تطهير‍تقدم إلى تؤدي المجتمع وقوة ، المجتمع قوة يوجب

وتزكيهم تطهرهم‍‍: سبحانه قال ولذا ، االقتصاد.204بها

‍األشتر لمالك عهـده في المؤمنين أمير اإلمام قال فإن ، أهلـه يصلح بما الخراج أمر )تفقد:‍

وصالحهم صالحه فـي .. سواهـم لمن صالحا من أبلغ األرض عمارة فـي نظرك وليكـن.205الخراج( استجالب في نظرك: الجباة لبعض المؤمنين أمير اإلمام قال

أو مسلمـا، تضـرب أن )إياك أو ، يهوديا عمل دابـة تبيع أو خراج درهم في ، نصرانيا

منهم نأخذ أن أمرنا فإنما ، درهم فـي.206العفو( في عدل )من:‍ المؤمنين أمـير اإلمـام قـال

وأعز شأنه الله أعلى ، إحسانه وبذل سلطانه.207أعوانه(

‍.103 :‍اآلية التوبة _‍سورة204‍.‍53ب‍70ص17:‍ج البالغة نهج _‍شرح205‍.‍11683ح‍14ب‍132ص9:ج الشيعة _‍وسائل206‍.340:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف207

70

‍األشــتر لمالك المؤمــنين أمــير لإلمــام كتاب ومـن الطبقة فـي الله )الله:‍ مصر على واله لما

ــفلى ــ ــ ــذين مـن السـ ــ ــ من ، لهم حيلة ال الـــاكين ــ ــاجين المسـ ــ ــؤس وأهل والمحتـ ــ البـ

لهم واجعل … والزمنى مالك بيت من قســما…)208.

: فقال السياسة عن الحسن اإلمام رجل سأل وحقوق الله حقوق ترعى أن )السياسة

الله حقوق فأمـا األموات وحقوق األحياء وأما ، نهى عما واالجتناب طلب ما فأداء

نحـو بواجبك تقوم أن فهي األحياء حقوق.209...( أمتك خدمة عن تتأخر وال إخوانك‍وسلــم«‍: وآله عليه الله »صـلى الله رسـول قــال

.210..( رحم قاطع وال .. عشار الجنة يدخل )الوسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

.211ملكه( الله حصن بالعدل عمل )من

‍.53 :‍كتاب البالغة _‍نهج208‍.‍525ص1:‍ج عشر اإلثنى األئمة _‍سيرة209‍.‍54ص2:‍ج _‍الخصال210‍.340:‍ص الحكم _‍غرر211

71

الروح‍أنهم ، اإلســالم حـول الناس التفاف أسباب من كان فيه وجدوا برنامجـا ـا ‍يغــذي كمـا أرواحهم يغــذي روحي

‍لـه كالهمـا والبــدن الــروح ألن ذلك أبــدانهم، الطعــام‍المبـــدأ فهم إلى بحاجة اإلنســـان فـــروح متطلبـــات،

. ذلك أشبه وما ، الخلقة من والغرض والمعاد‍عقلية بأجوبة األسئلة هذا كل عن يجيب واإلسالم. النفس لها وتطمئن البال لها يستريح ‍زاخران المطهرة والسنة الحكيـم القرآن بأن علما

العقل باب من بل ، فقط الشرع باب من ال ، به ‍أيضا‍كتبهم في ذلك تفصيل إلى العلماء تطرق وقد

.212الكالمية‍الماديات في اإلنسان رغبة استغل لما الغرب إن ثم

‍، والجسم المادة جوانب وقوى الجسم، ومتطلبات‍، حوله فالتفوا ، إليهما الملحة الناس حاجة وساعـده‍ثانوية أمور كأنها الروح ومتطلبات المعنويات وتركوا

ال )من:‍ ورد وقد ، العاديين الناس منظار في‍: الحكيم القرآن وفـي ‍،له( معاد ال له معاش

البيت هذا رب فليعبدوا من أطعمهم الذي ‍أن إلى إضافة ،213خوف من وآمنهم جوع

‍مـن الروحـي الجانب في حتى تقهقروا المسلمين‍والحلول األجوبة عرض ومن الروحي، الفراغ ملء

‍التقهقر أثر وعلى ، صحيح بشكل والعقائدية الفكرية‍العقائدية الكتب ومجموعة اليقين«‍، الموحدين«‍و»حق »كفاية _‍راجع212

. المؤلف لإلمام والكالمية‍.4 ‍ـ3 :‍اآليات قريش _‍سورة213

72

‍الجسم ومجال الروح :‍مجال المجالين كال في‍المسلمين في والجسم الروح أمراض تفشت

‍واالستبداد والجهل والفقـر المرض فيهـم وعشعش‍من شيء له من إلى اإلسالم عن الناس وانفض. المادة

‍من يتمكن لم المقدسة وكتبه بكنائسه والغرب‍للناس عرضه مـا كان حيث الروحي الفراغ ملء ناقصا ‍إلى الناس من كثير انصرف ولذا ، مشوها‍والوجودية الشيوعية في كما ـ الصريح اإللحاد

‍السماء بين يفصل عرضه ما كان أو ـ واإلباحية‍وما ، لقيصر لقيصر ما »دع بعبارة وتمسكوا ، واألرض

‍مما اإلنسان في االنفصام حصل ولهذا لله«‍، لله له سبب عنتا وإرهاقا وقلقا ‍داخله في واضطرابا. ونفسهــالج وال عــ ــأن إال ‍المعين مـن المســـلمون ينهـل بـ

ــات واألفكــار للعقائد العذب ‍وأن ، اإلســالمية والمعنويــده بما األخذ إلـى إضــافة ذلك، العالم على يعرضوا ‍أك‍يفكر حتى أيضــا، الجسم بجــانب االهتمام من اإلسالمــاس ــانب في الن ــروحي الج ــحيح ال ــود ، الص ‍إلى فيع‍، والجسد الــروح بين االلتئــام ويكــون ، غــذاؤها الروح: تعالى قالحسنة الدنيا فـي آتنا ربنا يقول من ومنهم

أولئك النار عذاب وقنا حسنة اآلخرة وفي.214… كسبوا مما نصيب لهم‍أن دون من ألصحابها سالـمة تبقـى ال الدنيا إن ثم

عن أعرض من:‍ فإن ، أعمالهم على تجازيهم.215ضنكا… معيشة له فإن ذكري

‍حول االلتفاف إلى الناس يدفع ما :‍إن والحاصل‍.201 :‍اآلية البقرة _‍سورة214‍.124 :‍اآلية طه _‍سورة215

73

‍الجسـم متطلبات بتوفير الغرب اهتمام هو الغرب. المعنويات وموت الروح حساب على كان وإن‍متردية أصبحت اليوم فأوضاعهم المسلمون أما‍متطلبات توفير مـن يستطيعون ال بقوا ألنهم ، للغاية ـ اإلسالم يرتضيه ما على ـ والجسد الروح معا ‍م،ا إال‍وتكدس ، الدولية القروض بالدنا في تجد ولذلك ، شذ

‍الغرب من الكبيرة والهبات ، السلطات عنـد األموال‍يعيشون المسلمين غالبية بينما ، اإلسالم لبالد حتى. وتوابعه الفقر في

: وتعالى سبحانه قال قدسي حديث في فرأيت قلبـه علـى اطلعت عبـد )أيما سياسته توليت ، بذكري التمسك عليه الغالب.216وأنيسه( ومحادثه جليسه وكنت: المؤمنين أمير اإلمام قال

ومفتاح األرواح قوت الذكر )مداومة.217الصالح(

المؤمن روح )مثلقـال:‍ الله عبد أبي عن أخرجت إذا صندوق في كجوهرة وبدنه

‍وقال: به يعبأ ولم الصندوق طرح منه الجوهرة إنما تداخلـه وال البـدن تمازج ال األرواح )إن.218به( محيطة للبدن كالكلل هو

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال وذكر وإياكم شفاء فإنه الله بذكر )عليكم

.219داء( فإنه الناس: الدعاء في السجاد اإلمام قال

‍.249:‍ص الداعي _‍عدة216‍.189:ص الحكم غرر _‍تصنيف217‍.463:‍ص الدرجات _‍بصائر218‍.7:‍ص الخواطر _‍تنبيه219

74

أشجار توشحت الذين من فاجعلنا )إلهي … صورهـم حدائق في إليك الشوق

أنفسهم األرباب رب إلـى بالرجـوع واطمأنت.220أرواحهم( والفالح بالفوز وتيقنت ،

‍»صلى الله رسول قول عن الباقـر اإلمـام سئل فارقه الرجل زنـى )إذاوسلم«‍:‍ وآله عليه الله

: وجل عز قوله : هو قال اإليمان(؟ روحمنه بروح أيدهم 221يفارقه( الذي ذلك.

‍الله »صلى النبي قول أرأيت الله عبد ألبي قلت؟ مؤمن وهو الزاني يزني وسلم«‍ال وآله عليه.‍ اإليمان روح منه )ينـزع:‍ قال. اإليمان بروح :‍فحدثني قلت أن أجدر هذاقال:‍ ثـم ، شـيء هـو:‍ قال

بالشيء يهم اإلنسان رأيت أما ، تفهمه وينهاه ذلك عن يزجره شيء بنفسه فيعرض

؟.‍ :‍نعم قلت.222ذلك( هو:‍ قال:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال والمرض : الصحة أحوال ستة للجسم )إن

وكذلك ، واليقظة والنوم والحياة والموت ، جهلها وموتها ، علمها فحياتها الروح

ونومها ، يقينها وصحتها ، شكها ومرضها.223حفظها( ويقظتها ، غفلتها: علي اإلمام قال

. العارفين :‍مناجاة السجادية _‍الصحيفة220‍‍عقاب263ص األعمال ثواب ‍،‍33ب‍5ح‍190ص66:‍ج األنوار _‍بحار221

. والزانية الزاني‍.‍33ب‍7ح‍192ص66:‍ج األنوار _‍بحار222‍إثبات ‍باب300:‍ص التوحيد ‍،‍42ب‍10ح‍40ص58:‍ج األنوار _‍بحار223

. العالم حدوث

75

.224الصدر( يشرح )الذكر وقال :‍ أيضا وطمأنينة الصدور جالء الله )ذكر

.225القلوب(

‍.189:‍ص الحكم _‍غرر224‍.189:‍ص الحكم _‍غرر225

76

الفطرة‍، خاص بنظام الكون وتعالى سبحانه الله خلق لقد‍والمنافرات المالئمات مـن سلسلة شيء لكل وقرر

‍، والهدم البناء وعوامل والعوائق والمقومات ـ والنبات فالحيوان لهما وضع ـ مثـال منهاجا ‍، خاصا

:‍ سبحانه قال ‍فسعادة ،226بناصيتها آخذ هو إال ـ الحيوان . خاص إطار ضمن وجوده في تكمن ـ مثال‍الحياة قانون فـي األهم فإن اإلنسان في وأما

‍فإن ، التكوين مع التشريع يتطابق أن ، والخلقة‍، الشقاء أصابه افترقا وإن ، اإلنسان سعـد تطابقاعليها الناس فطر التي الله فطرتمن:‍ فتلك

227، الله منهج عـن اإلنسان يخـرج ال أن والمهم‍‍.‍واإلسالم الشقاء عنها ويبعد السعادة لنفسه ليوفـر‍ومجاريه اإلنسان مسارب كانت يطبق كان حيث

‍الرغيد العيش له وفر ولذلك ، للفطرة مطابقة. الهانئة والحياة‍حول التفوا المسلمين سعادة الناس رأى وحيـث‍مـن الفطرة فإن ، لوائـه تحت وانضووا اإلسالم‍في للشريعة مطابقة ، المسير تريهم كانت الداخل. الخارج اإلسالم المسلمـون ترك حين أما ‍وقعوا ، تشريعا‍مـن الناس وتفرق ، تعساء وأضحـوا الضنك أشد في

:‍»العقل«‍. األحكام أدلة من كان ولذا ، حولهـم‍»العقل«‍، عن الحديث من الكريم القرآن أكثر وقد لله )إن:‍ الشريف الحديث فـي ذكره ورد وكذلك

‍.56 :‍اآلية هود _‍سورة226‍.30 :‍اآلية الروم _‍سورة227

77

وحجة ظاهرة حجة ، حجتين الناس علـى واألنبياء فالرسل الظاهرة فأمـا باطنة

الباطنة وأماالسالم« »عليهم واألئمة‍.228فالعقول(

‍به حكم العقل به حكم :‍»كلما العلماء وقـال.229العقل« به حكم الشرع به حكم وكلما ، الشرع‍الناس التف الفطرة من بشيء الغرب أخذ وحيث. حولهم‍والتعددية والشـورى والحرية والنظام النظافـة إن

‍االستبداد وعدم الظلم وعدم القانون أمام والتساوي‍وشيء شيء وألف بالباطل، الناس أموال أكل وعدم

ـ المسلمون تركها وقد ، اإلسالم في مقررة كلها ،‍ما بقدر فتقدموا الغرب بعضها وأخذ ـ األغلب على. أخذواــاع في عالج وال ــلمين إرج ــيادتهم إلى المس ‍وال ، س رشده إلى العالم إرجاع إلى ‍إلى المسلمين برجوع إال

‍إليها العــالم دعــوة ثم ، وفطــرتهم ومبــادئهم دينهم. الحسنة والموعظة بالحكمة

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال فإن بكائهم على أطفالكم تضربوا )ال

إله ال أن شهادة أشهر أربعة بكاءهم ، الله إال‍الله »صلى النبي على الصلوات أشهـر وأربعة

.230لوالديه( الدعاء وأربعة ،وسلم«‍ وآله عليه: قال جعفر أبي عن زرارة عن

‍.‍4ب‍30ح‍137ص1:‍ج األنوار بحار ‍،383:‍ص العقول _‍تحف228‍العقل«‍لإلمام :‍حول »الفقه »األصول«‍وكتاب كتاب أنظر _‍للمزيد229

ظله«‍. »دام المؤلف‍.‍184ص4:‍ج الثقلين نور _‍تفسير230

78

غير لله حنفاء:‍ وجل عز الله قول عن سألته التي الفطرة من الحنيفيةقال:‍ ؟به مشركين

، الله لخلق تبديل ال ، عليها الناس الله فطر‍: زرارة قال ، به المعرفة على : فطرهم قال

من ربك أخذ وإذ:‍ وجل عز الله قول عن وسألته وأشهدهم ذريتهم ظهورهم من آدم بني‍اآلية … بلى قالوا بربكم ألست أنفسهم على

يوم إلى ذريته آدم ظهر من أخرج:‍ قال ؟ وأراهم فعرفهم كالذر فخرجوا ، القيامة

: وقال ربه أحد يعرف لم ذلك ولوال نفسه‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال المعرفة يعني ، الفطرة على يولد مولود كل ولئن:‍ قوله كذلك ، خالقه وجل عز الله بأن

ليقولن واألرض السموات خلق من سألتهم.231الله‍: وجل عز الله قول في الله عبد أبي عن

عليها الناس فطر التي الله فطرت232 قـال :‍ أمير وعلي ، الله رسول ومحمد )التوحيـد،.233المؤمنين(

نوح شريعة )كانت:‍ قـال جعفر أبي عن بالتوحيد الله يعبـد أنعليه«‍ الله »صلوات

التي الفطرة وهو األنداد، وخلع واإلخالص.234عليها( الناس فطر‍: وجل عز الله قول عن الصادق اإلمام سئل

عليها الناس فطر التي الله فطرة تلك ما‍؟ الفطرة أخذ حين الله فطرهم ، اإلسالم )هيقال:‍

‍.13 ‍ـ‍12ص2)أصول(‍ج _‍الكافي231‍.30 :‍اآلية الروم _‍سورة232‍.‍11ب‍9ح‍278ص3:‍ج األنوار بحار ‍،431:‍ص _‍اليقين233‍.‍185ص4:‍ج الثقلين نور _‍تفسير234

79

235بربكم ألست قال التوحيد، على ميثاقهم

.236والكافر( المؤمن وفيهوسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال

يكون حتى الفطرة على يولد مولود )كل.237ويمجسانه( وينصرانه يهودانه أبواه‍جده عن ، أبيه عن ، الرضا موسى بن علي عن‍السالم«‍في »عليهم الحسين بن علي بن محمد عليها الناس فطر التي الله فطرة:‍ قوله إله ال )هو:‍ قال الله رسول محمد الله، إال

أمير علي ،وسلم« وآله عليه الله »صلى.238التوحيد( ههنا إلى المؤمنين

‍.172 :‍اآلية األعراف _‍سورة235‍.‍2ح‍12ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي236‍.‍11ب‍22ح‍281ص3:‍ج األنوار بحار ‍،‍35ص1:‍ج اللئالي _‍غوالي237‍‍في‍154ص2:‍ج القمي تفسير ‍،‍11ب‍3ح‍277ص3:‍ج األنوار _‍بحار238

. الروم سورة تفسير

80

اإلنسان‍المحــور جعله حيث لإلنسان األولوية اإلسالم أعطى

‍ذلك وكان ، الهامش في المادة وجعل ، شيء كل في ‍إلى أدى مما اإلســـالمي المجتمع تـــوازن في ســـببا. الحنيف اإلسالمي الدين حول الناس التفاف‍جعلوا حيث الغرب تبعوا اليوم المسلمين لكن

‍المحور هـي أصبحـت والمادة ، الهامش في اإلنسان‍من الغرب به يتظاهر عما غافلين عندهم األساسي‍إلى أدى مما المزعوم اإلنسان بحقوق تمسكه

. انخداعهم‍لإلنسان، الحقوق بعض أعطى الغرب أن وحيث

‍فالتف ، منها جردوه ـ األغلب على ـ والمسلمون الغرب حول الناس . اإلسالم من بدال

‍يكشف األصيل اإلسالمـي للمنهـج سريعة ومراجعة‍كله الكون سخر قد الحكيم القرآن أن اإلنسان: تعالى قال حيث ، لخدمته

آدم بني كرمنا ولقد …239، سبحانه وقال :‍خلقنا ممن كثير على وفضلناهم ‍،240تفضيال

‍إلى ،241الخالقين أحسن الله تبارك:‍ وقـال قتل من جعل حتى ذلك، غير إنسانا ‍قتل كمن واحدا

أحيى ومن جميعا، الناس ‍الناس أحيى كما إنسانا قتل منتعالى:‍ قال ، جميعا أو نفس بغير نفسا الناس قتل فكأنما األرض في فساد جميعا الناس أحيا فكأنما أحياها ومن .242جميعا

‍.70 :‍اآلية اإلسراء _‍سورة239‍.70 :‍اآلية اإلسراء _‍سورة240‍.14 :‍اآلية المؤمنون _‍سورة241‍.32 :‍اآلية المائدة _‍سورة242

81

يقتل مـن إن ‍إليها الوصول يريد غاية ألجل إنسانا‍لو بحيث ، الجريمة بهذه متلوثة نفسه أن على يؤكد الناس قتل على الغاية تلك تحقيق توقف ‍، جميعا. ذلك على ألقدم ذلك من وتمكن

‍من بين جوهري فأي ، النـاس بقية حال وكذلك يرمي ‍يرمي مـن وبـين دنيئة، غاية لتحقيق رصاصا‍، الغاية تلك لتحقيق البشر ماليين تنسف ذرية قنبلة؟ كذلك البشرية كل على تقضي أو

‍لحظة في رصاصة إطالق عن يتورع ال من فإن‍عـن يتورع ال شيطانيـة، رغبة ألجل أو ، جامح غضب‍حاملة الصواريخ عشرات إثره تنطلق زر ضغط

‍الزر ذلك على الضغط كان لو فيما ـ النووية الرؤوس‍البندقية زناد على الضغط وسهولة بساطة بنفس يتم

. ـ‍االحترام هذا يكن اإلسالم أن الناس رأى وحيث‍احترامات وهناك ، حوله والتفوا أحبوه لإلنسان الكبير بات من بي آمن )ما:‍ منها أخرى وجاره شبعانا

: علي وقول ،243جائع( أكباد وحولك ببطنة تبيت أن داء وحسبك

244القد إلى تحن

‍المعاني تلك المسلمون ترك الزمن مرور ومع‍قتل ولذا ، المحور هي المادة وجعلوا ، السامية بعضهم بعضهم وهجر ، بعضا ‍بعضهم يهتم ولم ، بعضا هؤالء أنتم ثمتعالى:‍ قـال كما وصـاروا ، ببعض

وتخرجون أنفسكم تقتلون مـن منكم فريقا والعدوان باإلثم عليهم تظاهرون ديارهم

محرم وهو تفادوهم أسارى يأتوكم وإن الكتاب ببعض أفتؤمنون إخراجهم عليكم

‍.‍153ص12:‍ج الشيعة _‍وسائل243‍.‍284 :‍الخطبة البالغة _‍نهج244

82

ذلك يفعل من جزاء فما ببعض وتكفرون منكم ويوم الدنيـا الحياة فـي خزي إال

.245العذاب أشد إلى يردون القيامـة

‍.85 :‍اآلية البقرة _‍سورة245

83

‍وآله عليه الله »صلى الله برسول أسري لما‍فقال: جبرائيل وأقام فأذن الصالة وسلـم«‍حضرت

: )تقدم الله رسول له فقال ، تقدم محمد يا اآلدميين نتقدم ال : إنا لـه فقال ، جبرائيـل يا

)246 آلدم بالسجود أمرنا منذ

‍الله عبد أبا :‍سألت قـال ، سنان بن الله عبد عن‍أم أفضل :‍المالئكة فقلـت الصادق محمد بن جعفر بن علي المؤمنين أمير )قال:‍ فقال ؟ آدم بنو

في ركب وجل عز الله إن:‍ طالب أبي المالئكة البهائم في وركب شهوة بـال عقال

، كلتيهما آدم بني في وركب ، عقل بال شهوة من خير فهو ، شهوته عقله غلب فمـن

شر فهو عقله شهوته غلب ومن ، المالئكة.247البهائم( من

: الباقر اإلمام قال وجل عز الله خلق )وما الله على أكرم خلقا

خدام المالئكة ألن مؤمن، من وجل عز.248(… المؤمنين

‍وسلـم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قـال أكثرهم قيمة الناس )أكثر الناس وأقل ، علما.249علما( أقلهم قيمة: المؤمنين أمير اإلمام قال

من اإلنسان يستحي : أن األدب )غاية.250نفسه(: المؤمنين أمير اإلمام قال

‍.‍3ب‍108ح‍404ص18:‍ج األنوار _‍بحار246‍.4:‍ص الشرائع _‍علل247‍.‍3ب‍2ح‍19ص66:‍ج األنوار _‍بحار248‍.‍1ب‍1ح‍163ص1:‍ج األنوار بحار ‍،8:‍ص الواعظين _‍روضة249‍.‍265ص‍90ب20:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح250

84

إلى فيها اإلنسان ينظـر التي )المرآة من محاسنه يرى ألنه الناس هي أخالقه.251فيهم( أعدائه من ومساوئه ، منهم أوليائه اإلنسان )كمال:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

.252العقل( نفسك وجاهد أمـرك واملك عقلك )أعقـل

.253جهدك( لآلخرة واعمل وحسن عقله المرء فضيلة )عنوان

.254خلقه( ، ومنطق عقل ، فضيلتـان )لإلنسان

.255يفيد( وبالمنطق يستفيد فبالعقل

‍.‍271ص‍128ب20:‍ج الحديد أبي البن البالغة نهج _‍شرح251‍.50:‍ص الحكم _‍غرر252‍.50:‍ص الحكم _‍غرر253‍.50:‍ص الحكم _‍غرر254‍.50:‍ص الحكم _‍غرر255

85

األخالق‍التفــاف أســباب أهـم مـن اإلســالمية األخالق كــانتــدخل فاألخالق ، مذهبة واعتناق اإلسالم حول الناس ‍ت‍بكــل وتمـتزج ، اإلســالم مفـردات من مفردة كل في‍والحــروب والمعامالت، ، :‍العبادات شؤونه مـن شأن

ــاع واإلمارة، ، والقضاء ـ األعـم بالمعـنى ـ ‍… واالجتم. وغيرهاوسلم«‍: وآله عليه الله »صلى النبي قال ولذا

.256األخالق( مكارم ألتمم بعثت )إنما‍:‍»األخالق كتاب في ذلك بعض إلى أشرنا وقد

اإلسالمية«‍.‍بين فرق ال ، القانون أمام سواسية كلهم فالناس

‍السلم فـي شخصيـة وأدنى الدولة في شخصية أعلى‍اإلسالمي القضاء أمام يمتثالن فكالهما االجتماعي،

‍أحد كان ولو حتى ، تحيز بال الحكم عليهما ويجري. مسلم غير الممتثلين

‍، القاضي شريح عند علي اإلمام حضر وقد‍فـي يهودي رجل مع اختلف حينما اإلمام«، »قاضي

‍أي ـ انه اليهودي وادعى ، اإلمام يملكها كان درع يملكها ـ اإلمام كذبا ‍يومئذ اإلمام وكان ، وزورا.257اإلسالمية للدولة األعلى والقائد المسلمين خليفة

‍تجسد أن شأنها مـن هـذه وسيرته اإلمام فسلوك‍تفاضل أي ترى ال الـتي الفاضلـة، اإلسالمية األخالق

‍.8:‍ص األخالق _‍مكارم256‍عهد في اإلسالمية »الحكومة كتابه فـي ذلك إلـى المؤلف اإلمام _‍أشار257

المؤمنين«‍، أمير ‍50 تشمل كانت المؤمنين أمير اإلمام حكومة أن علما. الحالية الجغرافية الخارطة وفق دولة

86

. اإلسالمي القانون أمام اجتماعي‍الوزير إلى األمير إلى الخليفة من الدولة رجال فكل‍.. الجمعة إمام إلـى الديني المرجع إلى القاضي إلى بينهـم تفاضل فال القانون، أمام متساوون كلهم ‍إال

أكرمكم إن منسوبية وال محسوبية وال ، بالتقوى لإلنسان ليس أنو ،258أتقاكم الله عند ما إال

‍كفاءات مـن عليه حصل ما وبحسب ،259سعى ، ومؤهالت ‍اإلمام أشار وقد سواء كلهم فالناس وإال

: بقوله الحقيقة هذه إلى علي يفاخرون شرف أصلهم من لهم يكن فإن

260والماء فالطين به

‍والعائلة والعبادة المعاملة في األخالقيات أما‍ألمعنا وقد ، حرج وال عنها فحدث وغيرها ، والشركاء

‍:‍»اآلداب الفقه كتاب في منها جملة إلى.261والسنن«

‍من ابتداء ، الرفيعة األخالقيات تلك الناس رأى ولما‍وانتهاء وسلم«‍والوصي وآله عليه الله »صلى النبي

‍، والجماعة الجمعة وأئمة والقضاة التقليد بمراجع. اإلسالم حول التفوا‍عن وكبرائهم المسلمين حكام من كثير أدبر ولما ـ الحاضر الوقت فـي الحال هو كما ـ األخالقيات تلك

‍شيء فيه الذي الغرب حول والتفوا عنهم، انفضـوا‍اإلنسان« و»حقوق ك‍»الديمقراطية«، ذلك، من

ـ ما حد إلى ـ للجميع والعلم والثروة »الصحة وكون‍الثريا من والغرب اإلسالم بين الفارق كان وإن «‍،. الثرى إلى

‍.13 :‍اآلية الحجرات _‍سورة258‍.39 :‍اآلية النجم _‍سورة259‍.13:‍ص علي اإلمام _‍ديوان260‍.97 ‍ـ94:‍ج الفقه _‍موسوعة261

87

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال : اللهـم قال اإليمان تعالى الله خلق )لما ولما ، والسخاء الخلق بحسن فقواه قوني فقواه قوني : اللهم قـال الكفر الله خلـق

.262الخلق( وسوء بالبخل وتعالى تبارك الله )إن:‍ الصادق اإلمام قال

الخلـق، حسن على الثواب من العبد ليعطي عليه يغدو الله سبيل في المجاهد يعطي كمـا

.263ويروح(‍وسلـم« وآله عليه الله »صلى الله رسول كان: وجل عز قوله القرآن، خلقهعـن وأعرض بالعرف وأمر العفو خذ

‍وآله عليه الله »صلى الله رسول قال ثم الجاهلين وتعطي قطعك من تصل أن )هـووسلـم«‍:‍

.264ظلمك( عمن وتعفو حرمك من‍وسلـم«‍أنه وآله عليه الله »صلى الله رسـول عـن أخبركم )أال:‍ المؤمنين أمير لإلمام قال

بي بأشبهكم الله رسول يا : بلى قال ؟ خلقا : أحسنكم قال ، وأعظمكـم ، خلقا ، حلما

نفسه من وأشدكم ، لقرابته وأبركم.265إنصافا(

في الخلق )حسن:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال ، الحالل وطلب ، المحارم : اجتناب ثالث

.266العيال( على والتوسع: المؤمنين أمير اإلمام قال

‍.‍90ص5:‍ج البيضاء _‍المحجة262‍.‍12ح‍101ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي263‍.72:‍ص الخواطر _‍تنبيه264‍.442:‍ص األخالق _‍مكارم265. العتاب ‍باب‍90ص1:‍ج ورام _‍مجموعة266

88

.267والعفاف( الورع ، األخالق أزين )إن‍وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قـال

أحسنكم )أفضلكم الموطؤون أخالقا أكنافا.268رحالهم( وتوطأ ويؤلفون يألفون الذين

‍.269:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف267‍.‍16ح‍102ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي268

89

والمشكالت الجرائم‍الزمن في اإلسالم حول الناس التفاف أسباب من‍اإليمان كان فقد ، المشاكل وندرة الجرائم، قلة األول‍في الفضيلة تنامي أسباب أهم من اآلخر واليوم بالله

. وقوعها عن وتمنع الجريمة ضد والفضيلة ، النفوس خمسين قبـل انه أتذكر زلت وال ‍العراق في عاما‍المقدسة وكربـالء األشرف النجف في الجرائم كانت

‍، القليل مـن أقل ـ فيهما عشت اللتين المدينتين ـ‍امرأة أو إنسان جرح أو بسرقـة الناس سمـع فإذا

منحرفة ‍أما ، وعجبهم دهشتهم ذلك أثار ، خلقيا تقـع تكن فلم القتل حوادث إال ‍كانت فاألمـوال ، نادرا‍وكذلك ، محقونة والدماء مصونة واألعراض ، محترمة‍:‍حوادث مثل االجتماعية للمشاكل بالنسبـة الحال

‍وطرد ، العوائل وانفصام ، والمنازعـات ، الطـالق. بالعكس أو وعقوقهم األوالد‍بين الفصـل يتـم كان فإنه نزاع حدث وإذا

‍أكثر ذلك يستغرق وال ، الدين رجل عند المتنازعين أيام إلى األمر يصل وال ، ساعات من ‍عن فضال

. والسنين الشهور‍الوازع ضعف فحيث األيام هذه في المسلمون أما

ـ منهم الكثيرين نفوس في الديني ‍الله عصمه من إالوالمشاكل. الجرائم في غرقوا ـ تعالى‍كما ، الرذائل أنواع الغرب مـن استوردوا وقد‍والغناء الربا وتعاطي والقمار الخمور بيع منهم تعلموا

، الموبقات وسائر والفجور ‍منهـم يتعلموا أن مـن بدال‍فأصبحوا ، والتجاري والزراعي الصناعي التقدم سبل‍المشيتين«‍و»على »ضيع ممـن المثل يقول كما

90

براقش«‍. جنت نفسها عالج وال ‍، بمنهاجـه وااللتزام اإلسالم بتطبيق إال‍كان كما ـ الله من الخوف النفس في يوفر الذي وهو‍الشعارات بإطالق األمر وليس ـ السابق العهد في

‍الله »صلى قال ، والحقيقة بالواقع بل ، واالدعاءات بنيات ربكم الله )فاسألواوسلم«:‍ وآله عليه

)فلما:‍ علي وقال ،269طاهرة( وقلوب صادقة.270النصر( علينا أنزل الصدق منا الله علم

‍وسلـم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قـال أحاسنكـم الله إلى أحبكم )إن ، أخالقـا

الموطؤون ويؤلفون، يألفون الذي ، أكنافـا ، بالنميمـة المشاؤون الله إلـى وأبغضكم

ألهل الملتمسون ، اإلخوان بين والمفرقون.271العثرات( البراء‍وسلم« وآله عليه الله »صلى الله رسول خطبة من: فيها قال الوداع حجة في

كحرمة حرام عليكـم وأموالكـم دماءكم )إن هذا بلدكم في هذا شهركم في هذا يومكم

.272أعمالكم( عن فيسألكم تلقونه يوم إلىوسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال غير على بسيفهما المسلمان التقى )إذاالنار( في والمقتول فالقاتل سنة؟ المقتول بال فما ، القاتل هذا الله رسول :‍يا قيل

‍!‍. العشرون ‍المجلس93:‍ص الصدوق للشيخ _‍اإلمالي269‍.56 :‍الخطبة البالغة _‍نهج270‍ب‍17ح‍382ص68:‍ج األنوار بحار ‍،‍100ص1:‍ج اللئالي _‍غوالي27192‍.‍‍.‍3ص19:‍ج الشيعة _‍وسائل272

91

.273قتال( أراد )ألنه: قال: الصادق اإلمام قال

هم ؟ هم من تدري ، األبرار والله )فاز.274الذر( يؤذون ال الذين: السجاد اإلمام قال

راحة وفيه العقل كمال من األذى )كف البدن .275وآجال( عاجال بكلمة تكلمن ال أن )أنظر: الصادق اإلمام قال بغي .276وعشيرتك( نفسك أعجبتك وإن أبدا: المؤمنين أمير اإلمام قال المتجرئ الوقح ليبغض سبحانه الله )إن.277المعاصي( على يروع أن لمسلم يحل )ال:‍ علي اإلمام قال

.278مسلما( الكبائر أكبر من فإنه واإلصرار )إياك.279الجرائم( وأعظم

.280ركوبها( من أقبح بالمعاصي )التبجح.281الله( معاصي عن فاضعف ضعفت )إذا

‍.‍113ص11:‍ج الشيعة _‍وسائل273. القصص ‍سورة146ص الثاني :‍المجلد القمي _‍تفسير274‍.283:‍ص العقول _‍تحف275‍.‍3ح‍327ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي276‍.187:‍ص الحكم _‍غرر277‍.‍57ب‍1ح‍147ص72:‍ج األنوار بحار ‍،70:‍ص الرضا أخبار _‍عيون278‍.187:‍ص الحكم _‍غرر279‍.187:‍ص الحكم _‍غرر280‍.187:‍ص الحكم _‍غرر281

92

النفسية الرقابة‍: اإلسالم حول الناس التفاف أسباب مـن كان

‍محاسبـة علـى المسلمـين لدى الشديدة المواظبة‍بهذه المسلمون التزم فقد ، النفسية والرقابة النفس‍دينهم ألن النفس«‍، »محاسبة الحميدة الصفة كانـوا فالمسلمون ، ذلك إلى دعاهم ‍في نموذجا‍كل وفـي وإتقانهم عملهم وصحة وصدقهم أمانتهم‍يحب اإلنسان إذ ، حولهم الناس التف ولذا ، سلوكهم‍أوالده و..‍مع وأمانة وصدق بثقة يتعامـل أن بفطرته‍وعالمه وحاكمه وشريكه وعماله وأبويه وزوجته. وصديقه وجاره‍وتلك الثقة لهذه المسلمين من كثير افتقاد لكن‍وابتعادهم اإلسالم من الناس نفور إلى أدى األمانة. مذهبه عن‍القانون عبر تتوفر و..‍ال والصدق واألمانـة الثقة إن

‍إنما والشرطـة ، فقط ظاهـري القانون ألن ذلك ،‍بحاجة فاألمر الباطن أما األمر، من الظاهر تحمي تحصل ال وهي ، يقظه نفسية رقابة إلى ‍باإليمان إال‍تخفي وما خلقه بسرائر العليم ، البصير السميع بالله

. الصدور‍من األغلب علـى المسلمون انسلخ فقد اليوم أما

‍حتى يراعوا ولـم األخـالق، ومكارم الصفات محاسن‍ابتعد ولـذا ، ببعضه الغرب أخذ وقد ، به التظاهر‍ترى فإنك ، الغرب حول والتفوا المسلمين عن الناس‍األمور في واالستشارة العمل في اإلتقان الغرب فـي

‍أنها ومع ، والصحة والنظافة والنظام واالنضباط

93

. ما حد إلى متوفرة ولكنها كاملة ليست‍والمراقبة المنافسة بسبب فيهم ولدت األمور وهذه

‍من ال ـ األعـالم ووسائـل والنقابات الحرة واألحزاب. ـ وتعالى سبحانه الله من الخوف جهة الدراسية الكتب بعض أوائل في نقرأ كنا وقد ‍حديثا وآخر الجبار معرفة العلم )أول:‍ يقول شريفا‍، النافع العلم فإن ،282إليه( األمر تفويض العلم‍الكاملة والمعرفة سبحانـه، معرفتـه علـى متوقف‍ليس اإلنسان إذ ، تعالـى إليه األمر تفويض تستدعي

إال جرما ‍الذي ، الهائل الكوني النظام هذا في صغيرا‍وال ، عرضه وال طوله وال آخره، وال أولـه يعرف ال

‍والعرضية الذاتية خصوصياته من شيء وال عمقه،‍قـال كما إليه بالنسبة اإلنسان يكون وإنما إطالقا،

يعلمونسبحانه:‍ والدنيا الحياة من ظاهرا‍فاإلنسان 283غافلون هم اآلخرة عن وهـم. فقط الدنيا وعن ، فقط األشياء من الظاهر يعرف‍عملياته في زمامه ويولي أمـره يفوض منا الفرد إن

‍إلى آخـر إلى مكان مـن تنقله وفي ، الجراحية‍التي المصيرية حياته بأمور فكيف ، والطيار الطبيب‍الدار وفي الدنيا هذه في وشقاوته بسعادته ترتبط منها يعلم ال وهو ، اآلخرة ‍الله هو بها والعالـم ، شيئا‍ومـن ، شيء كل ملكوت بيده الذي وحده تعالى

‍خالق تعالى الله إلى أمره يفوض الذي أن المعلوم‍صالحه فيه ما إلى تعالى الله يهديه ، ومدبره الكون. وخيره

ما سيئات الله فوقاهتعالـى:‍ فقوله وعليـه‍اآلية أول مصاديق من مصداق إلى ،إشارة284مكروا

‍.‍17:‍ص األمثلة كتاب المقدمات _‍جامع282‍.7 :‍اآلية الروم _‍سورة283‍.45 :‍اآلية غافر _‍سورة284

94

‍:بالعباد بصير الله إن الله إلى أمري وأفوض285، ‍دون ـ اإلنسان يحفـظ سبحانـه الله فإن وإال

‍الغرق مـن ـ األحيان أكثر في منه إحساس أو شعور‍ومختلف ، والسقوط والهدم والخسف والحرق. وغيرها ، والكوارث واألوبئة األمراض :‍فإن حال أي وعلـى ‍انفضوا المسلمين من كثيرا

‍لم سبحانه الله خوف ألن ، السامية المعاني تلك عن‍المسلمين في وتجذر توفر كما ، فيهم يتوفر أو يتجذر. األوائل‍اإللهية األلطاف انقطاع عـن النظر قطع مـع هذا

‍اإلنسان بين تجارة هناك إن حيث ، عنهم الخاصة لـن تجارة‍تعالى: قال وتعالى، سبحانه ربه وبين من اشترى الله إن:‍ سبحانه وقـال ،286تبور

‍ومادام ،287… وأموالـهم أنفسهم المؤمنين المثمن يأخذ ال فهو ، الثمن يعطي ال المشتري . أيضا

للعاقل أن الواضح ومن ‍الجاهـل المؤمن على فضال‍بيـد ـ والنقلية العقلية األدلة حسب ـ شيء كل إن ،

‍: تعالى قال ، قدير شيء كل على وإنـه ، سبحانه اللههو والله الله إلى الفقراء أنتم الناس أيها يا

بخلق ويأت يذهبكم يشأ إن الحميد الغني‍يقول وكما ،288بعزيز الله على ذلك ومـا جديد : السبزواري هادي المال األمور أزمة مستمد والكل بيده طرا289مدده من

.290… الملك مالك اللهم قل:‍ سبحانه قال

‍.44 :‍اآلية غافر _‍سورة285‍.29 :‍اآلية فاطر _‍سورة286‍.111 :‍اآلية التوبة _‍سورة287‍.17 ‍ـ15 :‍اآليات فاطر _‍سورة288‍.8:‍ص السبزواري منظومة _‍شرح289‍.26 :‍اآلية عمران آل _‍سورة290

95

لله العزة فإن:‍ تعالى وقال .291جميعا واألرض السماوات خزائن ولله:‍ تعالى وقال

…292. يشـاء لـمن يهبذكـره:‍ جل وقـال ويهب إناثا

.293الذكور يشاء لمن‍األحاديث ومئات اآليات عشرات من ذلك غير إلـى. الشأن بهذا الواردة‍أين ومن ؟ الصحة أين فمن ؟ العـزة أين فمـن‍ومن ؟ الثروة أين ومـن ؟ الجمال أين ومن ؟ األمن‍أين ومن ؟ الحياة في السعادة أين ومن ؟ األوالد أين ؟ أين ومن ؟ . تعالى منه إال

‍أعماق في غاص أو األقمار نحو حلق مهما واإلنسان‍حتى والروح الحياة منح عـن عاجز فإنه ، البحار‍السعيـدة، الحياة بتوفير له فكيف ، واحدة لذبابة

‍دون من ، لنفسه والمنعة والعـزة الهـنيء والعيش‍قال منه؟ العون وطلب تعالـى الله مـن االستمداد

يخلقوا لن تعالى .294له اجتمعوا ولو ذبابا

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال فاجتنبها شهوة أو فاحشة له عرضت )من

، النار عليه الله حرم وجل عز الله مخافة من وعده ما له وأنجز ، األكبر الفزع مـن وآمنه

ربه مقام خاف ولمن:‍ قوله في كتابه في.)295جنتان: المؤمنين أمير اإلمام قال

سمع امرء الله )رحم ودعا ، فوعى حكما‍.139 :‍اآلية النساء _‍سورة291‍.7 :‍اآلية المنافقون _‍سورة292‍.49 :‍اآلية الشورى _‍سورة293‍.73 :‍اآلية الحج _‍سورة294‍.‍261ص2:‍ج ورام _‍مجموعة295

96

، فنجا هاد بحجزة وأخذ ، فدنا رشاد إلى.296(… ذنبه وخاف ، ربه وراقب‍؟ ربك من خوفك أعظم :‍ما الحسين لإلمام قيل القيامة يوم يأمن )ال:‍ قال الله خاف من إال.297الدنيا( في ولمن تعالى قوله )فـي:‍ الصادق اإلمام قال يراه الله أن علم : من جنتان ربه مقام خاف

أو خير من يعمله ما ويعلم يقول ما ويسمع ، األعمال من القبيح عـن ذلك فيحجزه شر

عن النفس ونهى ربه مقام خاف الذي فذلك.298الهوى(: الكاظم اإلمام قال

يوم كل في نفسه يحاسب لم من منا )ليس عمل فإن عمل وإن الله استزاد حسنا سيئا

.299إليه( وتاب منه الله استغفر: السجاد اإلمام قال

واعظ لك كان مـا بخـير تزال : ال آدم )ابن همك، مـن المحاسبة كانت وما نفسك، من لك الخوف كان وما لك والحزن شعارا دثارا…)300.

:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال فإن ، قلبه بالفكر شغل من خوف الله )خف عن النفس وسجن األمن مطية مظنه الخوف

.301المعاصي(: الرضا اإلمام قال

‍.76:‍خطبة البالغة _‍نهج296. أخالقه مكارم في ‍فصل‍69ص4:‍ج _‍المناقب297‍.‍10ح‍70ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي298‍.‍2ح‍453ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي299‍.‍382ص67:‍ج األنوار _‍بحار300‍.191:‍ص الحكم غرر _‍تصنيف301

97

في يخفه لم القليل في الله يخف لم )من.302(… الكثير: الحسن اإلمام قال

.303شيء( كل له الله عبد الله عبد )من: الهادي اإلمام قال

.304(… يتقى الله اتقى )من ربك )خف وأرجه رجائه عـن يشغلك خوفا

.305خوفه( يأمن ال من رجاء. 306فيعذبك( تأمنه وال ، يؤمنك الله )خف كل مـن سبحانه الله آمنه الله خاف )من سبحانه الله أخافه الناس خاف ومن شيء

‍.307شيء( كل من‍.308السعداء( شيمة )الخشية بدنه الخوف أنصـب مـن تقية الله )فاتقوا

الرجاء واظمأ نومه غرار التهجد واسهر.309يومه( هواجر

:‍ص الرضا أخبار ‍.‍عيـون‍10ح‍64ب‍174ص68:‍ج األنـوار _‍بحار302180.‍

‍.350:‍ص الخواطر _‍تنبيه303‍ص2:‍ج الغمة كشف ، التشبيه ونفي التوليد باب ‍،60:‍ص _‍التوحيد304

‍.‍28ب‍2ح‍366ص75:‍ج األنوار بحار ‍،386‍.191:‍ص الحكم _‍غرر305‍.191:‍ص الحكم _‍غرر306‍.‍191:‍ص الحكم _‍غرر307‍.‍191:‍ص الحكم _‍غرر308‍.‍191:‍ص الحكم _‍غرر309

98

النظافة‍األكرم النبي قـال حتى ، بالنظافة اإلسالم أمر من )النظافةوسلم«‍:‍ وآله عليه الله »صلى

.310اإليمان(‍فوق ـ كان إنه بـل النظافة، شديد النبي كان وقد‍حتى العطر، رائحة فيـه ترك مكان من مر إذا ـ ذلك‍العطر رائحة من يعرف كان المكان ذلك من المار أن‍مر وسلم«‍قد وآله عليه الله »صلى الله رسول أن‍من يفوح كان ولما نظافته، لشـدة وذلك ، هنا مـن. به عالقته لشدة العطر رائحة الشريف رأسه‍مهر وسلـم«‍ثلث وآله عليه الله »صلى جعـل وقـد‍يشير ما وهذا العطر السالم«‍في »عليها الزهراء

. والتنظف بالنظافة اهتمامه شدة إلى‍تأكيده خالل مـن بالنظافة اإلسالم اهتمام ويعرف

‍نافلة أم فريضة كانت سواء ، صالة لكل الوضوء على وهو ، ‍األقل على مرات ثالث الوضوء يستلزم غالبا

. الواحد اليوم في‍، الحيض من النساء وطهارة الجنابـة بغسل وكذلك‍أو الواجبة األغسال من أخرى أنواع إلى باإلضافة. المستحبة

‍والمأكل الملبس بنظافة اإلسالم أوصى كما‍وآله عليه الله :‍»صلى قال حتى ، والمسكن بيوتكم في القمامة تبيتوا )الوسلـم«:‍

وأخرجوها .311الشيطان( مقعد فإنها نهارا‍‍319ص16:‍ج الوسائل مستدرك ‍،‍3161ح636:‍ص الفصاحة _‍نهج310‍.‍72ح‍89ب‍291ص59:‍ج األنوار بحار ‍،‍20016ح92ب‍.‍36ب‍4ح‍175ص73:‍ج األنوار _‍بحار311

99

‍النظافة في اإلسالم توصيات إحصاء أردنا ولو‍عدم سبب :‍أن ورد وقد ، ضخمة كتب عدة لبلغت‍وسلم« وآله عليه الله »صلى النبي على الوحي نزول‍: للنبي قال جبرائيل »الضحى«‍أن سورة شأن في

أصحابك براجم وفي أنزل )كيف.312الوساخة(

‍التأكد باب فهو ، سنده تم إن الحديث وهذا‍الوساخة في التسامح وعدم النظافة على والتشديد

‍يتحدث عندما بجالء التأكيد هذا ويظهر ، ورائحة شكال‍وسلم«، وآله عليه الله »صلى أنه عـن التاريـخ لنا

. حياته طيلة يأكلهما فلم ، والبصل الثوم أكل كره‍آخر مجال وسلم«‍في وآله عليه الله »صلى وقال

ألمرتهم أمتي على أشق أن )لوالالنظافة:‍ من.313صالة( كل مع بالسواك

‍يلزم حتى314جنابة( شعرة كل تحت )أن:‍ وورد‍أجزاء من جزء كل عن الوساخة آثار يزيل مما غسله. البدن‍كثير أخذ ، النظافة على الكبير الحث ذلك بعد ثم عنها االبتعاد في المسلمين من ‍الوضوء مثل في إال

‍الكثير فـي النظافة يراعوا ولم ، الواجبين والغسل‍من المزيد في الغرب أخذ بينما حياتهم، شؤون من

. بها االلتزام‍إلى الجاهلية قذارة مـن المسلمون انتقل فيوم‍يوم ولكن ، حولهـم الناس التف ، اإلسالم نظام

‍من انفض ، الغرب أصولها بعض وراعى تركوهـا. اإلسالمي بالنظام الغربي النظام واستبدلوا ، حولهم‍بالد وساخة في زادت الحديثة المصانع إن ثـم

‍المصانـع تحدثه الذي البيئي فالتلوث ، المسلمين‍.‍405ص10:‍ج البيان _‍مجمع312‍.293:‍ص الشرائع _‍علل313. الجنابة من الغسل ‍باب81:‍ص الرضا _‍فقه314

100

‍المسلمين بالد في بوضوح مشهود النقـل ووسائل‍الغربية العواصم بينما اإلسالمية العواصـم وخاصة‍النظافة مـن بسياج ـ مـا حد إلى ـ نفسها أحاطت. البيئي التلوث من لبالدهم سالمة ، وقائية وبوسائل

101

: المؤمنين أمير اإلمام قال يتأذى الذي المنتن الريح من بالماء )تنظفوا

وجـل عز الله فإن أنفسكم وتعهدوا ، به من به يتأنف الذي القاذورة عباده مـن يبغض.315إليه( جلس:‍ الرضا اإلمام قال

.316التنظف( األنبياء أخالق )من:‍ الباقر اإلمام قال

.317الفقر( ينفي البيوت )كنس:‍ المؤمنين أمير اإلمام قال

فإن العنكبوت حوك مـن بيوتكم )نظفوا.318الفقر( يورث البيت في تركهوسلم«‍:‍ وآله عليه الله »صلى الله رسول قال إلى خرج إذا عبده مـن يحب تعالى الله )إن

.319ويتجمل( لهم يتهيأ أن إخوانه:‍ الصادق اإلمام قال

الجمال يحب جميل الله فإن وتجمل )البس.320حالل( من وليكن ،

:‍ الصادق اإلمام قال فأخذ ، : تطهر إلبراهيم وجل عز الله )قال.. شاربه

.. إبطه من فنتف ، : تطهر قال ثم.. أظفاره فقلم : تطهر قال ثم.. عانته فحلق : تطهر قال ثم

‍.620:‍ص _‍الخصال315‍.‍335ص75:‍ج األنوار _‍بحار316‍.‍571ص3:‍ج الشيعة _‍وسائل317‍.‍340ص3:‍ج الشيعة _‍وسائل318‍.35:‍ص األخالق _‍مكارم319‍.‍340ص3:‍ج الشيعة _‍وسائل320

102

.321فاختتن( ، : تطهر قال ثم: الصادق اإلمام قال ويكره ، والتجمل الجمال يحب الله )إن

أنعم إذا وجل عز الله فإن والتباؤس البؤس. عليه نعمته أثر يرى أن يحب نعمة عبده على ؟ ذلك وكيف قيل ويجصص ريحه ويطيب ثوبه، ينظف:‍ قال قبل السراج أن حتى أفنيته، ويكنس ، داره

في ويزيد الفقر ينفي الشمس مغيب.322الرزق(

‍.60:‍ص األخالق _‍مكارم321. والخمسون الثاني ‍الباب195:‍ص القلوب _‍إرشاد322

103

المرأة‍تحتقر ورومها وفرسها بعربـها الجاهلية كانت‍حالتها علـى المرأة وبقيت احتقار، أكبر المرأة

‍ووضعها ، شأنها فرفع اإلسالم جاء حتى ، المتردية‍اإلنسانية كرامتها إليها وأعاد ، المناسب موضعها في

ـ ال عمليا . ـ شعارا‍الناس التفـاف أسباب مـن االحترام ذلك فكان‍مـن أكثـر تمثـل المرأة إن حيث ، اإلسالم حول

‍على وانعكاساته دوره له وهذا المجتمـع، نصـف. والمجتمع الحياة أسلوب‍، المرأة احتقر المعاصـر اإلسالمـي المجتمع لكن‍وحرم اإلرث فـي حقها ومن التعليم من حرمها حينما‍مـن كثير عن ومنعهن الزواج من منهن الكثير

‍الثقافة إلى المرأة فالتجـأت ،323األخرى حقوقهن‍أن متصـورة اإلسالمية، الثقافة عن كبديل الغربية

‍البلدان في فقدته ما لها ستوفر الغربية الحضارة‍فترة وبعد اكتشفت لكنها ، حقوق من اإلسالمية‍حيث ، كبـيرة إساءة لهـا أساء الغـرب أن قصيرة‍، البغاء دور وجهها فـي وفتح والخالعة، بالتبرج أغراها‍وبؤرة ، واالنحراف الفساد مستنقع إلى وساقها‍تتجاذبها رخيصة سلعة وأحالها ، والرذيلة المـرض وأهانها ، األهواء نفسيا ‍. إهانة أيمـا واجتماعيـا

. معها المتعاطون وكذا لألمراض معرضة وأصبحت‍الشذوذ بإباحـة للمرأة الغـرب أساء وكذلك‍فكثرت ، الزواج مـن حرمانها معناه مما الجنسي،

‍والخليالت األخالء وانتشر العوانس، أثره علـى‍عارضات إلى النساء وتحولت ، العوائل وهدمت‍في بالتالي وأدخلـن ، لإلعالنات ومروجات ، لألزياء

«‍.68 ‍ـ62:‍ج »النكاح كتاب الفقه موسوعة _‍راجع323

104

‍حيث وطبيعتها تتالئم ال التي والمصانع المعامل‍بها ذلك فأضر والمناجم المصانع في المرأة عملت

. وبأنوثتها وعواطفها وبشعورها‍أن ـ األخرى المبادئ فشل وبعد ـ الحق لكن‍الصالح قوانينه في يراعـي الذي الوحيد هو اإلسالم إلسعادها سبيل فال ، للمرأة الحقيقي ‍إلـى بالعودة إال‍.324يحييكم لما دعاكم إذا:‍ اإلسالمية القـوانين

‍والضياع الخلقـي االنحطاط ذلك مـن فبدال‍، الخلقي العلو اإلسالم في يرى ، االجتماعي‍، البيت ربة المرأة يرى فإنه ، االجتماعـي والتكافـل‍وأم ، حياته فـي الرجـل وشريكة شؤونه، ومديرة‍سعادة وأسـاس بـل ، سعادته وأساس ، أوالده

‍الجديد الجيل حضانة أوكل وإليها ، ورقيه المجتمع‍وأمر األمهات، أقـدام تحت الجنة وجعـل وتربيتـه،‍من شأنها يناسب ما وتوفـير ، عليهـا بالنفقـة الرجل

‍إلـى للتفرغ والمشـرب والمأكل ، والملبس المسكن‍يرى وأنـه كما فطرتها، مع المتالئمة مهمتها إنجاز

‍بما واالشتغـال لهـا، والتثقيف التعليم ضرورة‍حياكة مثـل ، وعفتها كرامتها مع ويتناسب يناسبهـا‍، البيتية األعمال ومزاولة والتطريز والخياطة السجـاد‍والدراسـة ، األكاديمـي والتدريس ، الطب وتعلم. االجتهاد درجة النساء بعض بلغت حيث ، الدينيـة تكون أن لها يرى وأنه كما ‍في النساء لجماعة إماما‍وآله عليه الله »صلى الرسول جعل وقد ، الصالة

‍النساء يأممن جماعة إمام ، وغيرها ورقة وسلم«‍أم‍في المساجد بعض وكانت ، المدينة مساجد بعض في‍أن وللمرأة ، بالنسـاء خاصـة علـي اإلمـام زمن‍. الكـبرى النسائية والتجمعات المؤتمرات تدير

‍وآله عليه الله »صلى الرسول عهد في المرأة وكانت‍بإسعاف وتقوم للمحاربين الطعام وسلم«‍تهيـئ

‍.24 :‍اآلية األنفال _‍سورة324

105

. والمصابين الجرحى‍وتربوية علمية مدارس فتـح ضرورة يرى وأنه كما‍لشؤونهـا المناسبـة التدريبية الدورات وفتح للنساء ‍حتى للنساء العالـي التعليم معاهد وفتح ، إسالميا‍أسنان ومركبات وقابالت وممرضات طبيبات يصبحن

. جامعات وأساتذة ومعلمات ومديرات‍والعانسات، العازبات تزويج ضرورة يرى وأنه كما‍في ذلك ذكرنا وقد ، اإلسالم قرره ما حسب وذلك.325بتفصيل النكاح كتاب ، شـيء كل فـي كالرجل المرأة فإن ‍فيما إال

سبحانه الله استثناه أو تكوينا ‍وسيرة ، تشريعا‍خير وعلي وسلم«‍، وآله عليه الله »صلى الرسول

‍أن حتى ، الحقول مختلف في سلوكهن لكيفية هاد‍بين وسلم«‍آخـى وآله عليه الله »صلى الله رسول الرجال بين آخى كما النساء ‍المرأة استشار .‍وأحيانا

‍وسلم«‍مع وآله عليه الله »صلى قصته فـي كما ـ‍مرتين:‍مرة منهـن البيعة وأخـذ ، ـ سلمة أم زوجته.326خم غدير في لعلي ومرة ، لنفسه‍من للكلمة بما ـ حرة المرأة أن يرى فاإلسالم إذن ،ـ معنى ‍، بها الخاصة القواعد من الله جعل فيما إال‍حر الرجل أن كما ، الرجال ومصلحة لمصلحتها وذلك الكلمة بمعنى ‍وكل ، سبق ما على المحرمات في إال‍أو زيادة يعني فإنه المرأة حق في تفريط أو إفراط ‍إلى بالتالي ويؤول البشرية الحياة طبيعة في نقصانا. والزوال الوبال

«.68 ‍ـ62:‍ »النكاح كتاب الفقه موسوعة _‍راجع325‍أحمد الحسين عبد الشيخ المحقق »الغدير«‍للعالمة كتاب راجع _‍للمزيد326

. األميني

106

وسلم«‍: وآله عليه الله »صلى الله رسول قال خيركم وأنا ، لنسائه خيركم )خيركم.327لنسائي(

وقال : أيضا حتـى بالمرأة يوصي جبرائيل زال )ما

طالقها ينبغي ال أنه ظننت فاحشة من إال.328مبينة(: السجاد اإلمام قال

عز الله أن تعلـم فأن الزوجة حق )وأما لك جعلها وجل سكنا ذلك أن فتعلم وأنسا وإن ، بها وترفق فتكرمها عليك الله من نعمة أن عليك لها فإن ، أوجب عليها حقك كان

.329…( ترحمها الحسن أبا قال:‍)رأيت الجهم بن الحسن عن

نعـمفقـال:‍ ؟ اختضب فداك فقلت:‍جعلت اختضب، ولقـد ، النساء عفة في يزيد مما التهيئة إن ،

‍.‍ثم التهيئة أزواجهن بترك العفة النساء ترك إذا عليه تراك ما على تراها أن أيسرك:‍ قال

ذاك فهو:‍ قال ، قلت:‍ال ؟ تهيئة غير على كنت…)330.

‍زوجها على المرأة حق :‍)ما الله عبد ألبي قلت كان فعله إذا الذي يشبعها:‍ قـال ؟ محسنا

‍عبد أبو وقال ، لها غفر جهلت وإن ويكسوها فيغفر تؤذيه أبي عند امرأة كانت:‍ الله.331(لها

: الصادق اإلمام قال إلى وعياله منـزله في يحتاج المرء )إن

‍.‍117ص12:‍ج _‍الوافي327‍.91:‍ص الداعي _‍عدة328‍.567:‍ص _‍الخصال329‍.‍183ص14:‍ج الشيعة _‍وسائل330‍.‍1ح‍510ص5)فروع(‍:‍ج _‍الكافي331

107

طبعه فـي يكن لم وإن يتكلفها خصال ثالث ، بتقدير وسعة ، جميلة : معاشـرة ذلك

.332بتحصن( وغيرة: قال أنه الله عبد أبي عن بينه فيما أشياء ثالثة عـن بالزوج غنى )ال

بها لتجتلب الموافقة : وهي زوجته وبين خلقه وحسن ، وهواها ومحبتها موافقتها

بالهيئة قلبها استمالة واستعماله ، معها.333عليها( وتوسعته ، عينها في الحسنة

‍.322:‍ص العقول _‍تحف332‍.323:‍ص العقول _‍تحف333

108

وأخيرا‍، القصيرة الرحلة هـذه بعـد المطروح السؤال إن‍المسلمين واقع إلـى اإلسـالم إرجاع يمكن كيف هو 334»األخوة«‍و»الحريـة«‍و»األمة« آيات من فيـه بما

‍: الحياة إلى الباعثة واألحكام الدعوات سائر ومـن ؟يحييكم لما دعاكم إذا335؟

‍هي وما ؟ الحياة إلـى اإلسالم يعود أن يمكن كيف؟ دينهم إلى المسلمين لعودة المثلى الطريقة‍وصلوا الذي المرزي الوضع مـن نجاتهم يمكن كيف؟ األخير القرن في إليه

‍كافة إلى الرجـوع يمكـن ال أنـه :‍بما والجواب‍، واحدة ودفعة واحدة مرة وتعاليمه اإلسالم مناهج العودة فالالزم ‍وال النظام يختل ال حتى ، تدريجيا‍صفوف وتفرق الدولة تهز زالزل أو فجـوات تحدث

‍يقتضيه مما هو ليس التغيير فـي والتدرج المجتمـع،‍مما هو بـل ، فحسب العقالء عليه ويسير العقل اإلسالم انتهجه ‍فصلنا كمـا ، ظهوره أول في أيضا‍والمرتبط األمر بهذا المعنية الكتب بعض فـي ذلك‍يكـون ال حتى ، هنا إليه وأشرنا ،336الخصوص بهذا

المفاجئ التغيير ‍التغيـير ألن ، للسقوط موجبا‍توجب العنيفة والهزات عنيفة، هزة يوجب المفاجـئ

. واالنحالل والسقوط التفكك دائما‍المؤمنون إنما:‍ الثالث اآليات ظله«‍من »دام المؤلف اإلمام _‍مراد334

‍أمتكم هذه إن ، عليهم كانت التي واألغالل إصرهم عنهم ويضع ، أخوة. فاعبدون ربكم وأنا واحدة أمة‍.24 :‍اآلية األنفال _‍سورة335‍والتدرج ، قرآنية ‍آيات4 فـي للخمر التدريجي التحريم يالحظ _‍وكنموذج336. األحكام نزول في

109

‍دفعة يرتقوها لـم الحضارة سلـم ارتقوا والذين‍بذلت كاملة، أجيال لجهـود نتيجة ذلك كان بل واحدة،

‍، ومالها بوقتها وضحت وأعصابها ودمها فكرها من. الرقي من إليه وصلت ما إلى وصلت حتى

يرتضـي ال فإنه ، اإلسالم وهكـذا ‍بالتغيير أبدا‍التدرج يرى وإنما األكبر للضرر الموجب المفاجئ‍النفوس وتستعد األجواء تتهيئ حتى ، التغيير ومرحلية. لقبولها ‍الــدوائر كــل واحـــدة دفعة الدولة أغلقت إذا فمثال

‍والجمـارك، والجنسيـة والجـوازات بالهجرة المرتبطة‍حركة تعرقل الـــتي الروتينية الـــدوائر كـــل عطلت أو

ــاء ــارة البن ــناعة والزراعة والتج ــذا ، والص ‍الجيش وكــان و..‍، ذلك ك ــببا ــاس، من الماليين بطالة في س ‍الن كبــيرة، مفاسد ســيوجب مما ‍ســيوجب أنه عن فضــال

ــزة ــبرى اجتماعية هـ ، كـ ــا ــطرابات من وألوانـ ‍االضـ‍يمكن ال الـــتي والقالقل والمصـــادمات والمشـــاكل

ــروج تحجيمها ــ ــالم منها والخـ ــ ‍حالة تنقل وربما ، بسـ‍إلثــارة مجــاورة، أخــرى بالد إلى هــذه والنقمة البطالة. والقالقل االضطرابات من مزيد‍دين اإلسالم أن الناس يرى أن إلى سيؤدي مما

‍من أفضل السابق فـي الناس حال وأن ، الفوضى‍في فعل ردة فيوجب ، الحاضر الوقت في حالهم‍المقصود ضد إلى األمر وينقلب ، الناس نفوس‍خسارته إلى باإلضافة ، سمعته اإلسالم فيخسر الحكم . أيضا

‍بأولئك تتحـدد ال الناجمـة األضرار أن والشك‍باب وأغلق ، العمل عـن تعطلوا الذين الموظفين‍، فقط االقتصادية مواردهم عليهم وسد ، ارتزاقهـم

تشمـل بـل أيضا ‍أو بطريقة يرتبطون ، آخرين أناسا. واضح وهو أولئك مع بأخرى

110

‍مرافق كل الدولة أغلقت فيما الحـال وكذلك‍لنـزاهة المنافية األعمال كل وعطلت ، الباطل. وسالمته المجتمع‍الذين األسلحة لتجـار بالنسبة الحـال وكذلك‍مقابل معاشهم ويمررون ، الطريق هذا عن يرتزقون

البريئة. الشعوب وقتل البشرية تدمير‍والدوائر الجمارك إلغاء إلى بالنسبة الحال وكذلك. ونحوها الحدود شرطة مكاتب وبعض الروتينية‍من الهائل العدد إلغاء إلى بالنسبة الحال وكذلك

‍وخنق واإلرهاب بالكبت المرتبطين الموظفينوالمخابرات«‍. »األمن الحريات

المنتظمة السعيدة الحياة إلى سبيل وال ‍بالعودة إال‍ذوي مـن لجان وتأسيس والتعقل التدرج إلى

‍بين العالقة لدراسة ، والدينية الدنيوية االختصاصـات‍اآلخرة والحياة بالدين ارتباطه ومـدى الدنيوي العمل

لها. منافاته أو‍للموظفين العمل فرص توفـير اللجان هـذه ومهمة

‍، لإلسالم المخالف عملهـم فقدوا الذين ، إليهم ومن‍اإلسالميـة، الشريعة مـع تتوافق جديدة مجاالت وفتح‍مواردهم لهم وتضمن ، الحالل الرزق عليهـم تدر

. االقتصادية والبد ‍والظروف ، النفسية األجواء تهيئة مـن أيضا

‍ال والظروف األجواء هذه بدون فإنه للتغيير، المناسبة‍الفوضى وحسم ، البطالة ثغرة وسد التغيير، يمكن. المجتمع في

ذلك كان وقـد ‍»شاخت« الدكتور فشـل فـي سببا‍نجحت بينما ، إندونيسيا فـي االقتصادية خطته في

‍كانت النفسيـة األجواء ألن ، ألمانيا في الخطة نفس.337كتبنا بعض في ذلك فصلنا وقد للنجـاح، مالئمة

‍»دام المؤلف :‍االقتصاد«‍لإلمام »الفقه كتاب الفقه موسوعة _‍راجع337

111

ــد هنا ومـن ــداد مـن فالب ــان إع ــرة لج ‍ومســتقلة حــاع لدراسة ــ ــ ــة«‍، المجتمع »أوض ــ ــ ‍ودراسـة وطبيعــبيق »كيفيـة ــ ــدة«‍ودراسة األمة تطـ ــ ‍»كيفية الواحـ‍عالج »كيفية اإلسالميــــة«‍ودراسة األخــــوة تطـــبيق‍»كيفية الهـــوى«‍ودراسة وبائعــات الفســـاد مشــكلة

ــكلة عالج ــ ــاد مشـ ــ ــوي االقتصـ ــ ــتغالل الربـ ــ ‍واالسـ. ذلك إلى وما الرأسمالي«‍،

‍»اللجان«‍فاشلة التجربة هـذه بأن القول يجوز وال‍الفقر مظاهر وبقيت والصين الهند في طبقت ألنها ،

.‍ حالها على شاخصة والفساد ، واحـد لقرن تحررها ورغـم الهند بأن يجاب ألنه ‍إال. األبعاد بعض في الغربي النظام تطبق بقيت أنها

‍البنية في الهائل التغيير رغم فإنها كذلك والصين‍المذابح تلك في الخطأ أكبر أخطأت لكنها ، األساسية‍أسفـرت والتي أراضيها على أقامتها التي الكبرى‍بعض حسب صيني ‍مليون«‍مواطن39» مقتل عـن

‍تطبيق محاولة في أخطأت كمـا اإلحصاءات،‍أثرها علـى وفشلت ، واالشتراكية الشيوعية‍واإلصالح ، الغرب على واالنفتاح ، التحـرر صرخـات

. الحياة مرافق كل في‍فيجب تطبيقها يراد التي اإلسالمية التجربة أما عليها وجوبا ‍وتحول ، الدماء إراقة من تمنع :‍أن أكيدا‍والمعنوية المادية والخسائر األضرار وقوع دون

‍هذه تطبيق المسلمون يستطع ولـم ، بالنـاس‍الحديث العصر في الحكـم مـن النموذج وهذا التجربة

‍وآله عليه الله »صلى األكرم الرسول طبقها كما‍في المؤمنين أمير اإلمام طبقها وسلم«‍وكمـا

‍تطبيق دون التجربة هـذه وخالفتـه.‍وبقيت عهده‍الكتاب فـإن ، الحاضر العصر متطلبات باعتبارظله«‍.

112

، المعالم أوضحت وأن العطرة والسيرة والسنة ‍إال‍تحتاج ، كلية كبريات تعد الجوانب من العديد في أنها‍حتى واألخصائيين، العلماء مـن مشتركة لجان إلى

‍إلى إضافة ، الواقع أرض على تطبيقها كيفية تدرس‍اليوم هذا في تغيرت قد والمعدات الوسائل أن

. كبير بشكل وتطورت‍على اإلسالم كليات تطبيق دراسة لزوم ولتوضيح نذكر العصر متطلبات ‍:‍إن ونقـول لذلك نموذجا‍وسلم«‍قد وآله عليه الله »صلى األكرم الرسول‍ولكن ، الحروب في والسرية المباغتة بعنصر تمسك

‍هذا في الطريقة تلك وبنفـس ذلك إجراء يمكن هل‍بالجواسيس وغيرها اإلسالم بالد امتألت حيث ، اليوم

‍أجهزة استخدمت وحيث ، والمخابرات واألمن‍الصناعية واألقمار والالسلكي كالفاكس متطورة

‍من بالكلي األخذ إلى يحتاج مما هذا فإن ، واالنترنيت تطبيقها ومعرفة ، والمسائل األحكام ‍هذا على جزئيا. الزمان‍أخذنا فإذا ، الخصوص هذا في عديدة أمثلة وثمة ‍الدول بين الجغرافية الحدود إلغاء ، فكرة مثال

ذلك إلى أشرنا كما ـ اإلسالمية ‍ذلك فإن ـ سابقا‍هذه في العاملين الموظفين ماليين بطـالة يوجب

‍المرتبطة القوانين إلغاء يوجب أنه كما ، الوظائف‍السجون وإلغاء ، تأشيرة بدون الحدود عبر بمن

‍موظفي وإلغاء ، بهؤالء المرتبطة والغرامات. وشيء شيء وألف التأشيرات،

إذن:‍فالالزم ‍مالي، ومورد بعمل، لهؤالء التفكير أوال. التغيير على التدريجي اإلقدام ثم نفسي، وجو

‍قبل اإلسالمـي البديل طـرح ينبغي أنـه والخالصة‍كشرط اإلسالمي بالخيار والتمسك ، شيء كل

113

. تغيير أي في أساسي‍بعين أخذهـا يجب التي األخـرى المالحظـة أما

‍يجب التي والضرورات األولويات تحديد االعتبار. إلغاؤها‍الفحشاء ظاهـرة إللغاء الطاقات تجنيد هل بمعنى‍وذلك ، والخمـور القمار ظاهرة إلغاء أو ، أهم والبغاء بينهما الجمع يمكن لم إذا فيما ؟ فرضا

ـ الحريات توفير وهل ‍مبدأ تطبيق على مقدم ـ مثـال‍التزاحم حدث إذا فيما وذلك ، العكس أو ، األخوة؟ بينهما

. الكثيرة األمثلة من غيرها ذلك على وقس‍الكتب يطالع أو ، الدول وضـع يالحظ مـن فإن

‍وعن ، المتحدة األمم عن صدرت التي والتقارير‍بوضوح يلمس ، وغيرها العربية الجامعة اجتماعات

‍بين الجمع طريقة من الناشئة المشكلة حجم‍عـالج فـي القانونيـة والمتضادات المتضاربات‍الخالفات تجد ولذلك منها، األهم وتشخيص المشاكل

‍األهم المواضيع حول المجتمعة األطراف بين حادة. المؤتمر أعمال جدول على تطرح أن يجب التي

‍التي األخرى المسائل مـن أن نجـد آخر وكنموذج‍ودراستها فهمها يجب والتي ، اإلسالم تطبيق تعترض

‍بلدين بين الحدود فتح مسألة ، عليها اإلقدام قبل‍يستلزم قد مما ، غني واآلخر فقير أحدهما مسلمـين

‍البلد إلى الفقير البلد من البشرية األمواج هجرة. الغني‍التي المشاكل دراسة من البد الحدود فتح فقبل ـ النازحون فهؤالء اإليجابية، الخطوة هذه تعترض‍أطبـاء إلى بحاجة ـ إنسان مليون أنهم ولنفرض

‍وإلى ، والوالدة واألطفال للكبـار ومستشفيات

114

‍مدارس وإلـى المستلزمـات، مختلف لبيع محالت‍وحـل لحفظهـم والمحاكم الشرطة وإلى ، للتعليم

‍والهاتف والغاز والكهرباء الماء وإلـى مشكالتهم،‍وإلى ، والحسينيات والمساجـد ، والمواصالت

‍ألف وإلى ، العمل وفرص المعامل وإلى ، المكتبات. آخر شيء‍، إنسان مليون إليه المنـزوح البلـد فـي كان فإذا‍األمر ليس إذ إنسان، مليوني الحتواء التخطيط لزم

‍يتوهم حتى مسلمين بلدين بين يعزل جدار هدم مجرد‍، المالئم المناخ توفير إلى يحتاج بل ، يسير أمر إنه

. األطراف بين والجمع ، العمل مجاالت وتوفير‍البلد إلى التخطيط يكفي ال أنه يخفى وال هــــــــــذا‍للبلد التخطيط من البـــــد بل ، فقط إليه المنــــــزوحــزوح منه المنـ ــا ــذي اآلخر هو ألنه ، أيض ‍فيه ســيقع ال‍في المشــكالت وســتعم ، المرافق جميع فـي الفــراغ

المهجــور البلد ذلك ــذلك ، أيضــا ‍رؤســاء تمكن فلو ول‍الدقيقة الخطط ووضع والتنســيق التفاهم من البلدين‍والسياســـية واالجتماعية النفســـية األجـــواء وتهيئـة

‍إلى أقــرب التجـــربة لكــانت المناسبـــة، واالقتصاديـة. الفشل إلى منها النجاح‍، التجربة فشلت البلدين رؤسـاء يتمكن لـم وإن‍قابل غـير اإلسالم أن البسطاء الناس وتصور

عليه كانوا ما وأن للتطبيق، كان نظام من سابقا ‍خيرا‍والرجوع التجربة من التخلص الناس فيحاول لهم،‍بعض في التصور هـذا جرى كما عهدهـم، سابق إلى

. ذاك أو البلد هذا في التجارب‍واألخيرة ، سوريا مع مصر وحدة تجربة فشلت ولذا

‍على يرتكـز يكن لـم الوحدة مشروع ألن ، العراق مع‍كلمة فأصبحت ، والتخطيـط البحث من سليم أساس

. يومذاك البلدين نفوس في مرارة »الوحدة«‍لها

115

‍االنتقادات بمختلف الحاكم انتقاد السهل من إن نعم. ـ الواقع وبحجم صحيح االنتقاد أن ولنفرض ـ

السهـل ومن ‍المسلمين بأمجاد التفاخـر أيضا‍الكتب بطون في المدونة وبالقوانين ، الماضين. اإلسالمية السهل ومن ‍على ـ الحرب عند ـ الوقـوف أيضا‍خلف والصالة معاوية مائدة على والجلوس ، التل‍، أسلم التل على الوقوف أن باعتبار ، علي

‍خلف والصالة ، أدسم معاوية مائدة على والجلوس. أتم علي

السهل ومن ‍وكتابة ، الحياة بهوامش االشتغال أيضا‍تنشر التي الملفقة واألقوال ، واإلطراء المدح كلمات ‍اإلذاعـات عـبر وتلقى ، والمجالت الصحف فـي يوميا

‍، واألفكار الصور لبعض تروج والتي التلفزة، وشبكات. أشبه ما أو

السهل ومن ‍الغرب أحضان فـي االرتماء أيضا الصعب مـن لكنه ، منه واالستجداء ‍نجـد أن جـدا

‍يعتمد ، للمشاكل العملي ثم ، العلمي للحل طريقا ، العنف ونبـذ والدقة التعقـل علـى ‍عن وبعيدا

‍يوفـر وبشكـل ، األضـواء وتسليط الشعارات. اإلسالمية للدول والكامل الحقيقي االستقالل‍الذاتي االكتفاء أن نجد للتطبيق آخر وكنموذج‍إلـى بحاجـة كلـه ، ذلك وغير واألخوة، والشورى‍جمـع ويستدعي ، زمنية وجدولة وتخطيط دراسـة

‍في مؤتمرات وعقد ، بينهم فيما والتنسيق المفكـرين‍نظام وإقرار ، دراسات مراكز وتكوين ، حرة أجواء

‍، المتزايـد والتواضـع »الحزبية«‍، السياسية التعددية‍غير ، فقط سبحانه الله ثواب ورجاء ، الصادقة والنية

‍والذكر واألبهة والمنصب الثروة في بالطمع مشوب

116

. الرغيدة والحياة الجميل 338متواضعا( األحـوال جميع )وفي:‍ ورد ولذا

‍وسلم«‍وكذلك وآله عليه الله »صلى النبي وقال: الصادق اإلمام

.339الالعنف( المؤمن عالمات )من الزهد عليهم شرطت أن )بعـد:‍ الدعاء وفـي

وزخرفها الدنية الدنيا هذه درجات في كالقابض دينه على )القابضو340وزبرجها(

مـن أشد الدين حفظ )إنو341الجمر( على‍»شهيد ذلك عن المنحرف ‍وإنالقتاد( خرط

قيس«‍و أم جميل«‍و»مهاجر أم حمار«‍و»شهيدخالق من اآلخرة في ماله342.

)تشربونالسـالم«:‍ »عليها الزهراء خطبة وفي‍قـال القدسي الحديث وفي ،343ارتغاء( في حسوا

‍القرآن وفي ،344شريك( خير )أناتعالى:‍ الله كزرعو 345… المؤمنين علـى أذلةالحكيم:‍

علـى فاستوى فاستغلط فآزره شطئه أخرج‍اآليات عشرات إلى ،346… الزراع يعجب سوقه‍السيرة في التطبيقات وكثرة ، الروايات ومئات. العطرة

‍أن بالتغيير القائمين على الضروري من إن ثم‍السلبي التعرض وعدم المداراة موقف يتخذوا

‍وأصحاب ، المتزمتون وهم ، الناس من لطائفتين‍.‍الدعاء القمي عباس ‍للشيخ63:‍ص كميل دعاء الجنان _‍مفاتيح338

ظله«‍. »دام المؤلف ‍لإلمام124:‍ص والزيارة‍.‍227ص2)أصول(‍:‍ج _‍الكافي339‍.53ص ندبة :‍دعاء الجنان _‍مفاتيح340. البحرين _‍مجمع341‍.200 :‍اآلية البقرة _‍سورة342‍من وكتاب ومستدركاتها العلوم عوالم وكتاب للطبرسي االحتجاج _‍أنظر343‍عليها« الله »سالم الزهراء للسيدة األولى ‍الخطبة‍30ص2:‍ج الزهراء فقه

.‍.‍388ص2:‍ج السعادات _‍جامع344‍.54 :‍اآلية المائدة _‍سورة345‍.29 :‍اآلية الفتح _‍سورة346

117

‍عند مواقعهم يفقدون الذين ، واالمتيازات النفوذ: تعالى قال ، التغيير

بينك الذي فإذا أحسن هـي بالتي ادفع يلقاهـا ومـا حميم ولي كأنه عداوة وبينه إال يلقاها وما صـبروا الذين حظ ذو إال.347عظيم‍بالصـبر تفاديها :‍فيمكن األولـى الطائفة أما

‍: سبحانه قـال ، الحسنة والموعظة والتقوىقبلكم من الكتاب أوتوا الذين مـن ولتسمعن

أذى أشركوا الذين ومن تصبروا وإن كثيرا ادعو ،348األمور عزم من ذلك فإن وتتقوا

الحسنة والموعظة بالحكمة ربك سبيل إلى‍الصبر فالالزم ،349احسن هي بالتي وجادلهم. الكثير إيذاءهم قبال في والتقوى‍فعله بما تفاديها :‍فيمكن الثانية الطائفة وأما

‍قوله: وسلـم«‍مـن وآله عليه الله »صلى الرسول‍النبي الله أمر وقد ،350الطلقاء( فأنتم )فاذهبوا

خذ:‍ بقوله ذلك وسلم«‍قبل وآله عليه الله »صلى عن وأعرض بالعرف وأمر العفو

‍لإلمام األخالق مكارم دعاء وفـي ،351الجاهلين. هؤالء أمثال لمقابلة تعليم خير السجاد‍الله رسول أن يـرى التاريخ كتب يتصفح ومن‍تطبيقه خـالل يقتل وسلم«‍لم وآله عليه الله »صلى القويم اإلسالم منهاج وال عالما وال ثريا ‍كما ، حاكما‍، ذلك كل استحقوا وإن أحد أموال يصادر لـم أنه

‍.35 ‍ـ34 :‍اآليات فصلت _‍سورة347‍.186 :‍اآلية عمران آل _‍سورة348‍.125 :‍اآلية النحل _‍سورة349‍في ‍فصـل‍209ص1:‍ج المناقـب ‍،‍36ص4:‍ج األحكام _‍تهذيب350

.‍‍ الرسول غزوات‍.199 :‍اآلية األعراف _‍سورة351

118

. قطعي هو الذي الفعل رد من تفاديا‍»صلى الرسول بعد العنف ممارسة أن نرى ولذا وآله عليه الله ‍نويرة بن مالك بقصة وسلم«‍بدءا

‍مـا قبـال في ـ الهجومية بالفتوحات وانتهاء ، وغيرها‍وسلـم«‍من وآله عليه الله »صلى الرسـول فعله

‍فـي فعل ردة أسوء سبب قـد ـ الدفاعية الفتوحات‍إلى آثارها بقيت حيث ، وغيرهم المسلمين نفوس. هذا يومنا‍»عليهم المعصومين سائر قصص فـي نشاهد وإننا ‍الرفيـع اإلنساني السلوك نماذج من السالم«‍كثيرا‍إلنقاذ التحرك أراد لمن مدرسة خير هو الذي

. المسلمين‍الغرب إلفات :‍»لزوم352كتبنا بعض في ذكرنا وقد‍موقف ليتخذ ، السلمية وحركته اإلسالم واقع إلى

‍بكل يتعـرض وال ، اإلصالحية الحركة هذه تجاه الحياد‍الهدف ذلك تحقق دون للحيلولة وإمكاناته قـواه

المنشود«‍.‍فرضه الذي السلم اسلوب استخدام عبر ذلك ويتم‍وشعوبه الغرب عقالء تعريف وعبر عليهم، اإلسالم‍مئـات بنشر وذلك ، لإلسالم الناصع الحقيقي بالوجه‍وعبر ، والمجالت والصحف الكتب مـن الماليين‍عرض ألجل والتلفـزة الراديو محطات استخدام‍األخـالق مكارم مـن يحمله وبما عليه هو كما اإلسالم

‍والنبـات الحيـوان وحتى اإلنسان لحقوق ورعاية ،‍كتبنا بعض في ذكرناه والتفصيل ، ذلك وغـير

.353األخرى )أمـرنيوسلم«‍:‍ وآله عليه الله »صلى قال وقد

‍واحدة حكومة إلى »الوصول يتغير«‍وكتاب »الغرب كتاب _‍انظر352ظله«‍. »دام المؤلف إسالمية«‍لإلمام

. المؤلف النجاة«‍لإلمام :‍طريق :‍»الفقه كتاب _‍أنظر353

119

بأداء أمرني كما الناس بمداراة ربي. سبحانه لله كله ‍واألمر354الفرائض(

‍أمرهم مـن للمسلمين يهيئ أن تعالى الله نسأل ‍رحاب إلى ليرجعوا السبيل سواء ويهديهم ، رشدا

‍الوادي ذلك من أنفسهم وينقذوا ، جديد من اإلسالم‍، المعذبة البشرية إنقاذ من بعدها ويتمكنوا ، السحيق

‍فإن ، اإلسالم ظهور بداية في دورهم ذلك كان كما‍الله على ذلك وما ، واآلخرة الدنيا ثواب ذلك في

. بعزيز‍على وســـالم ، يصـــفون عما العــــزة رب ربك سبحــــان‍على الله وصـــلى ، العـــالمين رب لله والحمد ، المرســـلين

. الطاهرين وآله محمد

الشيرازي محمده‍1414/‍ الثانية /‍جمادى16المقدسة قم

‍.‍4ح‍117ص2)األصول(‍:‍ج الكافي ‍،‍209ص1:‍ج القرآن _‍متشابه354

120

الفهرس

2.....................الناشر مقدمة4....................المؤلف مقدمة12............................النظم15............................الحرية

18..........................الشورى23............................الوحدة27............................األخوة

31...............والتمايز التفاضل35............................السالم39............................اإلدارة43...........................الجيش

46..................الذاتي االكتفاء49.........................البساطة

53...............................الربا58............................الثروة

61..........................المجانية66.............................الروح

70...........................الفطرة74..........................اإلنسان78...........................األخالق82............والمشكالت الجرائم85................النفسية الرقابة

91..........................النظافة95............................المرأة99............................وأخيرا

109.......................الفهرس

121

122