اإلسالمية الحضارة تلخيصالحكام اتبعه الذي األسلوب موجز

2ج

اختيار

الشريف( سره )قدس

األولى الطبعةم1999 هـ1420

والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة شوران6080ص.ب: لبنان ـ بيروت

1

الرحيم الرحمن الله بسم

فسيروااألرض في

كان كيف فانظرواالمكذبين عاقبة

العظيم العلي الله صدق

36النحل: وسورة ،137عمران: آل سورة

2

الجغرافيا

البلدان تقويمــرن في ــ ــري الرابع القـ ــ ــدم نجد الهجـ ــ البحث في التقـ

الجغــرافي تقــدما أتنــاول أن أريد وال الوضــوح، كل واضــحا في وذلك الكتب، من صــنف ما إال الناحية هــذه من بــالبحث

اإليجاز. من شيءــتي العلمية النهضة وليد األقاليم أحوال في البحث كان الالهجري. الثالث القرن في ظهرت

ــ200 )عام حوالي الكندي، كتب ذلك من كان ما وأول هـم(.800=

كتــاب م(،846= هـــ232) حــوالي ذلــك، بعد ظهر ثمخرداذبة. والممالك( البن )المسالك إن م(،943= هـــ332) عــام حــوالي المســعودي يقــول

أحسن هو فيــه، عيــوب من الــرغم على خرداذبة، ابن كتابموضوعه. في كتاب

ــداني وأما ــوفى الهم ــام )المت ــ= 334 ع م( فهو945هـاللغة. عالم وصف العرب جزيرة يصف

= هـــ310 عــام )المتوفى جعفر بن قدامة وصف وكذلك كتابه في الممالك، من جاورها وما اإلسالم، م( مملكة922

الكتاب(. وصنعة الخراج )كتاب المسمى الصغيرــري( أول الثالث القرن آخر )حوالي اليعقوبي وكان الهج

ــرافي ــ ــلمين بين جغ ــ الممالك وصف المس ــدا ــ على معتم الخاصـــة، مالحظاته ــا البالد وصف من أراد ما قصد ومتوخيـ

عنفــوان في عــني نفســه: إنه عن يقــول وهو وخصائصــها،ــار بعلم ذهنه وحدة شبابه كل بين ما ومســافة البلــدان، أخب

ودام أســفاره، واتصــلت السـن، حــديث سافر ألنه وبلد، بلد فـــنزل كلهـــا، اإلســـالمية المملكة بالد طـــاف وقد تغربـــه، ســافر بل والمغــرب، بمصر وأقــام خراسان، وورد أرمينية،

لقي مــتى وكـان الهنـد، إلى ومصــره، وطنه عن سـأله رجال وعن ؟عجم أو عــرب ؟هم من وســاكنيه ؟هو ما زرعه وعن

3

يلحقه أن غير من ومقاالتهم، ودياناتهم ولباسهم أهله شربفتور. وال مالل ذلك من

بصـدقه، أثق من به يخـبرني ما كل أثبت يقـول: )ثم وهو سـألت حــتى قـوم، بعد قـوم بمسألة وأستظهر خلقـا كثــيرا ــا ــاس من وعالم ــير الموسم في الن ــم، وغ أهل من الموس

أحــاديثهم… ورويت أخبــارهم، وكتبت والمغــرب، المشــرق الكتاب هذا وأؤلف األخبار، هذه أكتب أزل فلم دهــرا طــويال

أهل ثقــات من به أســمع ما وكل بلده، إلى خبر كل وأضيفمعرفته(. عندي تقدمت ما إلى األمصار ببغـــداد، مبتـــدئا اإلســـالمية، المملكة وصف وقد وصـــفا يخطر لم ولكنه واإلعجــاب، بالثقة جــديرة إصــابة مع منظما

يصف الحقيقــة، على رحلة كتــاب يؤلف أن األســف، مع له،ــاس، وأحوال الخاصة، تجاربه فيه أســفاره، في لقيه وما النــوا قد العهد ذلك جغرافيو يكن ولم ــ ــذه بلغـ ــ من الدرجة هـ

ألنفسهم يقيموا فلم أنفسهم، في الطرافة اعتقاد ــا في وزنالناحية. هذه

= هـــ332 عــام حــوالي ألف )الــذي المسعودي أن علىــثر ذلك من يفعل م( لم944 ــوبي، فعله مما أك أن مع اليعق وفي إفريقية في بعيـــــدة بالد إلى حمله لالســـــتطالع حبه

من لقيه مما كثير عن التاريخية كتبه في تكلم ولكنه الصين، اليعقوبي تجنبه ما وهذا أسفاره، في والمشاهدات التجارب وتحاشاه تاما. تحاشيا

ــاءت ثم ــل( في )المقدســي( و)ابن كتب ج ــرن حوق الق المســلمون بلغها الــتي الــذروة هي فكــانت الهجري، الرابع

الممالــك، دوخ حــتى ســافر قد وكالهما البلــدان، وصف في على والسياحة االرتحال حياة واستهوته األسفار تيار وحملهالمسلمين. طريقة مما شــيء يبق لم نفســه: إنه عن فيقول المقدسي فأما

منه أخذ وقد إال المســـافرين يلحق الكدية غـــير ،1 نصـــيبا يقول فهو تجاربه األربعين. أما بلغ حتى كتابه يظهر لم ( انه8)ص يقول - وهو1

ــدت... وخطبت وتزهــدت وتــأديت تفقهت فقد»(:ــ 44)ص المنــابر، على وتعبــرائس، الصوفية مع وأكلت المساجد، في وأممت المنائر، على وأذنت ومع اله

في وتهت الـبراري في العصــائد... وســحت النــواتي ومع الثرائــد، الخانقــائيين العبيــد، عيانــا... وملكت الحــرام وأكلت زمانــا، الــورع في وصدقت الصحاري،

4

عشرة على يزيد ما أسفاره في أنفق وإنه الكبيرة، وركوبدرهم. آالف

وعاينه عنه كتب ما كل شاهد إنه حوقل: فيقول ابن وأماجميعها. يشاهد لم بأنه فيعرف الكبرى، الغربية الصحراء إال

فيها مثل خريطة كتابه إلى أضـــــــــاف المقدسي إن ثم تصل لم الخريطة هــذه ولكن وخططهــا، وحــدودها األقــاليم

بــالحمرة، المعروفة الطــرق فيها بين يقــول: إنه وهو إلينــا،ــال ــار بالصـــفرة، الذهبية والرمـ بالخضـــرة، المالحة والبحـ

رأى أنه بالغبرة: ويذكر المشهورة والجبال بالزرقة، واألنهارهـ=322 عام )المتوفى البلخي كتاب في التصوير هذا مثل

أبي عند نيســابور وفي خراســان، أمــير خزانة وفي (،934ــذا والصاحب، الدولة عضد خزانة وفي ،األنماطي القاسم ه

البحريين. مع رآها دفاتر إلى )الخليفة أرسل الهجـري الثـالث القـرن منتصف وحوالي

ومأجوج. يأجوج سد إلى برية الواثق( بعثة )عام حوالي بها قام التي فضالن( رحلته )ابن وصف وقد

أتل نهر حــول يســكنون الــذين البلغار م( إلى921هـ=309)الفلجا(.

آســـيا بالد إلى رحلته دلـــف( خـــبر )أبو حكى وكـــذلكم(.944هـ=333 )عام حوالي والشرقية الوسطى

كــان رجل )األصــطخري( من عــرف الوقت هذا وحواليــار بمدينة يخطب ــدهم الليل أن بلغـ ــيف في يقصر عنـ الصـ وفي فرســخ، من أكــثر فيه يســير أن لإلنسان يتهيأ ال بحيث

الشــتاء نهــار يكــون حتى الليل، ويطول النهار يقصر الشتاءالصيف. ليالي مثل

أبنــاء رجــال كلهم جماعة لشـبونه مدينة من خرج وكذلك الظلمــات، بحر ركبــوا ثم فيــه، وتزودوا مركبا، فأنشأوا عم،

وأشرفت بالزنبيل، رأسي على وحملت قوافلنا على وقطع الغرق، على مرارا في ومشــيت جاســوس، اني على وأخــذت الحبــوس، في الطــرق... وســجنت

ــال بين وســكنت األجلة، بين الملوك عرصة ونزلت والثلوج، السمائم في الجه خلع وكســيت مـرة، غـير قتلي في ودبر والرفعـة، العز نلت وكم الحاكة، محلة

كل بــداخل وكــان ،«مــرات… وافتقرت وعريت بالصالت، لي وأمروا الملوك، طائفة الثالثين على تزيد بأســماء دعي حــتى أمرهــا، حقيقة ليعرف ثوبها البسا

واألحوال. البلدان الختالف

5

وليعرفــوا والعجــائب، األخبــار من فيه ما ليعرفوا واقتحموهالمغربين(. )أو المغررين يسمون وهم انتهاؤه، أين إلى

وبالد األلمــان بالد بأخبار بالدهم أهل يزودون التجار وكانالفرنسيين.

)المهلـــبي( للخليفة م( كتب985هـ=375) ســـنة وفي )العزيز الفاطمي ــا وهو والمســالك، الطــرق في بالله( كتاب

الســودان بالد وصف كتاب أول علمــاء وكــان دقيقــا، وصــفا الســودان أخبــار من يعرفــون ال الرابع القرن في الجغرافية

إال جدا. قليال = هـــ363 )عــام التــأريخي( تــوفي )محمد ألف وكــذلك

ــالم وهو م(،973 أندلســـي، جغـــرافي عـ ــا وصف في كتابـوالمغرب. إفريقية

ــذلك ــ ــير المعلم وضع وك ــ ــالح بن يوسف بن )خواش ــ ص في م(،1009= هـــ400 )عــام حــوالي سافر األركي( الذي

الجنوبيــة، إفريقية بسـواحل وطــاف الهندي، دبوكره مركب تســــمى )وكــــانت البحرية المصــــورات أصــــول ووضع

أو الهجــري الســادس القــرن في عملت الرهمانيات( الــتيالميالدي. عشر الثاني

ــروب بدأت2الوقت ذلك وحوالي على غزنة من تشن الح كي البــيروني الريحان أبي لألستاذ مناسبة ذلك فأتاح الهند، الــذي )وهو بالهند الخاص، الوحيد والكتاب كتاب، أول يكتب

أو العقل في مقبولة مقولة من للهند ما تحقيق ســـــــــماهمرذولة(.

تعليق

الكتــاب هــذا بخش( مــترجم خــدا )األستاذ المرحوم يزيد قرية من البلخي ســـــــهل بن أحمد أن اإلنجليزيـــــــة، إلى

،«األقــاليم صــور» يســمى وكتابه بلخ، بجــوار الشامســتياناإلصطخري. إليه رجع مصدر أكبر وهو

ــذاني محمد بن أحمد بكر أبو أما ــروف الهمـ ــابن المعـ بـهـ.400 سنة - يعني2

6

كتابه أخذ ( إنه154 )ص الفهرست صــاحب فيقــول الفقيه، كتب، عدة من من يتــبين ولكن الجيهــاني، كتــاب وخصوصــا

أن قبل هـــ( أي190 )عــام قبل ألف أنه الهمــذاني كتــابسنين. بعدة كتابه الجيهاني يؤلف

ــان، من الجيهاني أحمد بن محمد الله عبد وأبو ــدة جيه بلجيحون. نهر شاطيء على بخراسان،

7

النبوة دعوى

ــدعوى يظهر من وآخر حين بين تجد الرابع القــرن وفي باألقاليم. من إقليم في النبوة

أعمـــال من بباســـند ظهر م(،934هـ=322) عـــام ففي بــالتقى المشــهورة النهر وراء ما بالد من وهي ـــ الصــغانيان

واتبعه فــوج، بعد فــوج فقصده النبوة، ادعى رجل ـ والصالحــير، خلق ــارب كثـ ــه… من وحـ ــثر خالفـ أهل من أتباعه وكـ

في يــده يدخل فكان ومخاريق، حيل صاحب وكان الشاس، ذلــك. نحو إلى دنــانير، مملــوءة ويخرجها بالماء مآلن حوض

جيشـــا، الحـــاكم إليه أنفذ شـــره وخيف جمعه كـــثر ولماوقتلوه. عليه وضيقوا فحاربوه فســئل هـ( ،325 )عام حوالي أصفهان بمدينة رجل وتنبأ

أو حســناء زوجة له منكم كــان فقــال: من وحجتــه، آيته عن في بــابن أحبلها إلي، فليحضرها صبيحة، أخت أو جميلة بنت

ـسعد: أما بن الحسين أبو الخراج والي فقال ،3واحدة ساعةــه، رســول أنك فأشــهد أنا ــك! وقــال من واعفــني الل له ذل

إلي، فأحبلها حسناء، عنز عندي ولكن عندنا، ما رجل: نساء جبريــل، إلى قــال: أمضي ؟أين لــه: إلى فقيل يمضي فقام

يريـــدون هـــؤالء أن وأعرفه نـــبي، إلى بهم حاجة وال تيســـاوأطلقوه. منه فضحكواــوا قوم من يخل لم القرن هذا أن على ــدعوى عن تنكب ال

يكونــوا بــأن واكتفــوا وقمعوهــا، أنفسهم وجاهدوا العريضة، يبتغون خاشعين، لله عابدين ــه، العبودية فوق شيئا متبعين ل

المسلمين. من األول الرعيل سنن المحبوبة العادات من وكان في المتعبدين كبار عند كثيرا

للصالة. الجمعة يوم إال يخرج ال منهم الواحد أن العصر ذلكهـ=449 عــام )المتوفى الشاعر المعري العالء أبو آلى وقد

ــذا مثل - وحكي3 ــام تنبأ رجل عن هـ ــأمون، أيـ ــال الخليفة إلى فتوجه المـ وقـ ثمامــة: ما له فقــال له؛ فأذن بالباب، الله نبي أن المؤمنين أمير للحاجب: أبلغ

بغالم وتــأتي ســاعتها، من فتحمل فأواقعهــا، أمك، لي تحضر قال ؟نبوتك دليل أهــون ذلك وبركاته، الله ورحمة النبي أيها عليك الله ثمامة: صلى فقال مثلك؛ومواقعتها. أمي إحضارك من علي

8

ــترك أال نفسه م( على1057 ــدا، بيته ي من يكن لم أنه مع أبالمتعبدين. الدين رجال

المسجد. مأواهم العصر ذلك عباد من كثير وكان يهيأ الــذي الطعــام يقسم كــان القادر الخليفة أن ويحكى

فيـــترك أقســـام، ثالثة له بحمل ويـــأمر يديـــه، بين قســـماــمين ــرين، القس ــاورين على ليفرقا اآلخ ــامعين في المج ج

ببغداد. كبيرين الله عبد العبــاس أبو م( توفي994= هـ384) سنة وفي

ــتي محمد بن ــد، البشـ ــان الزاهـ ــالحين، من وكـ وبقي الصـمخدة. إلى وال حائط إلى يستند ال سنة سبعين

بخراســــــــان لقي أنه الحجــــــــويري ويحكي من رجال عشــرون عليه مضت الكمنــدي، األديب يســمى الصــالحين،

ذلك في وســـئل الصـــالة، في للتشـــهد إال يجلس لم ســـنةــاهد وأنا أجلس، حتى بعد، الدرجة هذه لي فقال: ليست أش

الحق.ــحاب من آخر عن ويحكي ــادة التهجد أصـ لم أنه والعبـ

سنة. أربعين فراش له يعرف آخر بــنى وكذلك وكــان الحــافي، بشر بجنب لنفسه قــبرا

ــع، ذلك إلى يمضي ــ ــرآن، فيه فيختم الموض ــ ــدعو، الق ــ ويسنين. عدة ذلك على ومضى

الصــــــــــــــفار أحمد بن الله عبد بن محمد عن ويحكى م(950هـ=339 عام )المتوفى الصالح المحدث األصبهاني

الســماء إلى رأسه يرفع ولم الــدعوة، مجــاب كــان أنه نيفــاسنة. وأربعين أحد ابنة بمكة م( تـــــوفيت947هـ=336) ســـــنة وفي

عامها طــول تقتــات وكــانت عابدة، ورعة وكانت الصالحين، ثالثين من أبوها. لها ينفذها درهما

وكــان العلمــاء، أحد م( تــوفي959هـ=348) ســنة وفيــترك رغيف على ليلة كل ويفطر الدهر يصوم ــة، منه وي لقم

الــتي اللقم وأكل الرغيف بذلك تصدق الجمعة ليلة كان فإذااستفضلها.

الزاهد البغدادي ابن م( توفي1013هـ=404) سنة وفي أو رأسه انشـــقت وقد النـــاس، إلى يخـــرج وكـــان العابـــد،

9

يخلو ال وكــان غلبــة، عن إال ينــام ال كــان ألنه جبهته، انفتحتــون أن ــبرة يديه بين يك ــدح أو مح ــيء أو ق ــياء من ش األش

يديــه، بين يكــون ما على ســقط النــوم غلبه فــإذا موضــوع،ــؤثر ــرا، جبهته في في ــان أث ــدخل ال وك ــام، ي يحلق وال الحمــان طال إذا شعره يقص لكن رأسه، ثيابه يغسل بالجلم. وك الشــعير، خــبز يأكل وكــان صــابون، غــير من حسب بالمــاءسواء. عندي والحنطة فقال: الشعير ذلك، في له فقيل

= هـــ342 عــام )المتوفى إسحاق بن أحمد بكر أبو وكانــدعو935 ــة، األذان بين م( ي ضــرب وربما يبكي، ثم واإلقام

بكر أبي عن ويحكي رأســه، تــدمي تكاد حتى الحائط برأسه عــام )المتــوفى النيســابوري الــبيهقي الحســين بن أحمدــدهر يصــوم كــان م( أنه1066= هـــ458 يمــوت أن قبل ال

سنة. بثالثينــداد في وذكر ــاد عـ العبـ ــا ــدققين أشد من أيضـ في المـ بن الله عبد محمد أبي عن فيحكى الشريعة، أحكام مراعاة والد وهو ( ـــ1046هـ=438 عام )المتوفى الجويني يوسف

كان أنه ـ الحرمين إمام ورعــا زاهــدا العبــادات، في متحريــا الجــدار إلى المملوكة داره في يستند كان ما أنه ورعه ومن

ــه، وبين بينه المشــترك ــدق وال جيران ــدا، فيه ي كــان وأنه وت ســنة في الزكــاة يــؤدي كــان حــتى الزكــاة، أداء في يحتــاط مرتين واحدة إلى الزكــاة دفع من أو النيــة، نسيان من حذرا

المستحق. غير بمــرو، الزهــاد م( أحد1101هـ=494) عــام في وتــوفي

ــاج ألنه األرز يأكل ال وكــان ــ يحت ــ زرع إذا ـ ــير، مــاء إلى ـ كثالماء. سقي في غيره يظلم أال قل وصاحبه

كــان أنه الجويني الحرمين إمام والد عن ويحكى حريصــا مشــتغلة وأمه مــرة بكى وقد شــبهة، فيه ما يطعمه أال على

فأرضــعته للجــيران، مرضــعة جارية عنــدهم وكــانت بطعام، ليست الجارية وقال: هذه ذلك، أبوه فأنكر مصتين، أو مصةــا، ــا، في تتصــرف أن لها وليس لن ــأذنوا لم وأصــحابها لبنه ي

باطنه في يـدع لم حـتى وفوعـه، ابنه وقلب بـذلك، إال شـيئاأخرجه.

أراد خليفة بمصر الخالفة عرش على جلس وكذلك حينــا

10

من األولين الزهـــــــاد طريقة على يعيش أن دهـــــــره من وشـؤونها الـدنيا يطـرح وأن المسـلمين، الحـاكم وهو بعيــدا

في م( اقتصر1009هـ=400) عــام حــوالي ففي الله، بأمر لتماسك الحاجة إليه تـــــدعوه ما على ومشـــــربه مطعمهــادة دون الجسم ــك، في والمغــاالة الزي دار مطبخ وأغلق ذل

من النــاس ومنع أمــه، له ترســله ما بأكل واكتفى الخالفــة، بالســجود واالرتمــاء اليد بــوس ومن يديه، بين التراب تقبيل ركــوب وتــرك شــعره، وربى بموالنــا، مخاطبته ومن لــه،

حديــدي، ولجــام بسرج الحمير يركب وصار الخيل، مختلطــاــاس ــراد وبال مظلة بال بالن ــه، بين ط ــقط يدي ــاب وأس األلق

ــاس وأعاد المستحدثة، والمكوس الرسوم وجميع ما كل للن جـــده عهد أو عهـــده في وعقـــارهم أمالكهم من أخذ كـــان

هـــ(400) عــام من المحــرم حــق. وفي بغــير أو بمصــادرة وحــررهم والــذكور، اإلنــاث من مماليكه ســائر أعتق جميعــا قد ذلك قبل نفوســهم. وكــان أمر وملكهم تعالى، الله لوجهأوالده. وأمهات حظاياه من جماعة قصره من أخرج

ــدهان محمد بن إسماعيل محمد أبي عن ويروى ــذي ال ال الجــوهري، عن وأخذ اللســان وعلــوم واألدب العلم في برع

بشــعر وأبــاه ومدحه الميكــالي، الفضل أبي بــاألمير واختصــد، وأحب الدنيا، عن اإلعراض آثر أنه كثير، الحج وأزمع الزه

وقال والزيارة، يــورد أال الثعالبي سأل وقد ذلك، في أشعارا كتابه في ــيئا ــعره من ش ــزل في ش ــدح، الغ بما فعمل والم

سأله. بن الحسـين بن محمد البحاث جعفر أبي خبر من ويحكىــعر من محل له وكان نيسابور، كور إحدى من سليمان، الش

قــال أنه خراسان، بالد في بالقضاء وتصرف واألدب، والعلمومنها: والموت، والحياة والمشيب، الشباب في قصيدة

ــباب ــرق كالمع شـ بـرحل

غـــريم كمثل وشـــيبنـــــــــــــــــــــــــــزل ……………………..……………………...

وانقضت مضتالشــــــــــــبا غفالت

المشــــيب، وجــــاء بالبـــــــــــــــدل وبئس الصـــبا رأيت كـــأني

المنا في ثم تمثل خيــــــــــاال م

اضــــــــــــــــــــــمحل فيقول: أهله مع الميت حال يذكر ثم

11

قـد ما يجــاذب فهــذاــــــــــــــــــــــــوا ح

ما يخالسه وهــــــــذا هفضـل على وضــــــــعوه إذا

نعشه وأســروا البكا، أشاعوا

الجــــــــــــــــــــــــذل نســـوه دفنـــوه وإنمعا

ــتغل بميراثه وكل ــ مش مضى لما بــالتوجع قصــيدته ويختم كثــيرة مــرات مســلما

الطراز: هذا شعراء عادة علىــول ــدمع أقـ في وللـ

ـــــــــــــــــــتي مقـل له قطر ســـــــــــوابق

مســــــــــــــــــــتهل: طيب على ســـــــالممضى عيش

صـــدق بـــإخوان وأنسنبل من على ســـــــــالم

للقيا قــــــــــــــوني في الفـــــــرض إلى م

والنفل وقته الختم على ســــــالمليلة في

حليف كـــــــئيب بقلبالوجل ــالم ــ ــ الكتب على س

ألفتهاــحتها ــ ــحاح ووشـ ــ بصـ

العلل مــــدح على ســــالمصـــــــــــــــــــــغتها

الليــــالي في وحبرتهاالطـــــــــــــــــــــــول ما امـــــرئp ســـــالم

يجد لم اشـــــــــتهىــدا، رام، وما ــ لم مجته

ينكل للخطا ومســــــــتغفراتائبـــا ربه إلى أنـــابوالزلل آيــات ســماعهم ســببه فجأة الناس انقالب كان ما وكثيرا

القرآن. منــرب بن جعفر عن فيحكى ــوفى ح ــام )المت ــ(،349 ع هـ

تقــارب نعمته وكــانت للســلطان، األعمــال كبــار يتقلد وكان اجتــاز أنه الــوزارة، نعمة يومــا لــه، عظيم مــركب في راكبــا

ــور غاية على ونعمته ــمع والجالل، الوف فس ــرأ رجال قوله يق لــذكر قلوبهم تخشع أن آمنوا للذين يأن ألمتعالى:

ــزل وما الله بلى! وكررها فصـــاح: اللهم ، 4الحق من ن إلى ودخل ثيابــه، ونــزع دابتــه، عن نــزل ثم وبكى، دفعــات،

ماله جميع فــرق حــتى منه، يخرج ولم بالماء، واستتر دجلة،ــتي المظــالم في ــانت ال ــه، ك ــاقي، وتصــدق وردها علي بالب

له فــوهب بخبره، وسمع قائما، الماء في فرآه رجل، فاجتاز العلم إلى وانقطع وخـــرج، بهما فاســـتتر ومـــئزرا، قميصـــامات. حتى والعبادة

عـــام )المتـــوفى الســـاماني أحمد بن نصر عن ويحكى بـنى فيه مات الذي الطويل مرضه في م( أنه942هـ=310

لنفسه وكــان ،«العبــادة بيت» وسماه القصر، باب أمام بيتا.16الحديد: - سورة4

12

التوبة. لباس في وهو ويتضرع، ويدعو يصلي فيه ويحكى عــام )المتــوفى الدولة معز الســلطان عن أيضا

ــتدت لما م( أنه966هـ=356 ــالموت، وأحس العلة به اش ب وســألهم والفقهــاء، المتكلمين وجــوه وأحضر التوبــة، أظهر

ما ولقنوه بصحتها، فأفتوه ؟له تصح وهل التوبة، حقيقة عنــه، وأعتق ماله، بأكثر فتصدق ويفعل، يقول أن يجب مماليك ورد شيئا عليه. غشي حتى وبكى المظالم، من كثيرا

13

الحج

الطــرق في كان ما بسبب العصور، تلك في الحج وكان ــات من العربية ــير األمن وقلة المخافـ ــا، ممكن غـ أو أحيانـ للموت صاحبه معرضا القرامطة خــروج أخــرى. فمنذ أحيانا صــار الســلطان بقافلة حتى وإيقاعهم الحج بقوافل وفتكهم

يدفعون الحاج آمنين. بالمرور لهم ليسمحوا لألعراب مكسا الشــدائد يعــانون واألمن الســالم أوقــات في الحاج وكان لمن بالنسـبة حــتى الصـحراء في المـاء قلة بسبب المخيفة

العرب. جزيرة يجاور كان العبــارة هــذه المســلمين تــراجم في نقــرأ ما وكثــيرا

. «الحج طريق في ومات»يقال: أن وهي المؤلمة، في الحجـــــاج م( أصـــــاب907هـ=295) عـــــام وفي

جماعــة، منهم مــات حتى عطش، الطريق ببعض منصرفهم يبــول كان الرجل أن يحكي من بعض الطبري: سمعت قاليشرب. ثم كفه في

ــاجت1011هـ=402) ســنة وفي على ســوداء ريح م( ه منهم وهلك المــاء، ففقدوا الطريق، بعض في وهم الحجاج،

درهم. مائة الماء من القربة ثمن وبلغ كثير، خلقــام وفي ــ ــبق1012هـ=403) ع ــ ــراب بعض م( س ــ األع وطرحــوا وغوروهــا، فنزحوهــا، المــاء، مواضع إلى الحجــاج االجتياز، من ومنعوهم الحجاج، وترصدوا اآلبار، في الحنظل

العطش منهم وبلغ كثير، بمال وطالبوهم ــيرا، مبلغا وقيل كب يســير، عــدد إال يفلت ولم ألفــا، عشر خمسة منهم هلك إنه

ـــ الحــاج طريق يحفظ أن عليه وكان ـ الكوفة عامل وكوتب ويوقع الفعــل، هــذا فعلــوا الــذين األعراب لطلب ينهض بأنــفي بما بهم ــدر يشـ وأوقع البرية في بهم فلحق منهم، الصـ وقتل بهم ــيرا ــ ــوههم، من عشر خمسة وأسر منهم، كث ــ وج

وأجيع الحبس، وأودعوا هناك، فشهروا بغداد، إلى وأرسلهمــوا جماعة منهم ــالح، وأطعم ــوا الم ــة، على وترك ــتى دجل ح

عطشا. وماتوا حسرة، الماء شاهدوا

14

أضر كــانوا الــذين خفاجة ببــني ســنتين بعد الظفر وتم من أســرهم في من فــأفلت العهد، ذلك في بالحجاج الناس

وقد فعــادوا ألغنــامهم، رعــاة جعلــوهم قد وكــانوا الحجــاج،نساؤهم. وتزوجت تركاتهم قسمت كثــيرون، الحــاج من م( هلك1014هـ=405) ســنة وفي عشرين وكانوا بهم، األمر اشــتد وقد آالف ســتة فســلم ألفالحومها. وأكلوا الجمال، أبوال شربوا حتى

في المطر عن تنشأ الــتي الصــغيرة األنهار سيول وكانت الحجــاج تصــيب الصــحراء ) ســنة ففي األذى، ببعض أيضــا

حجهم، قضــوا أن بعد مصر حــاج م( انصــرف960هـ=349 ال وهم الوادي، حملهم بالليل كان فلما بمكة، واد في فنزلوا

وكـانوا مصــر، أهل فغـرق يشعرون، وكنسـهم كبــيرا، عــدداالبحر. إلى أمتعتهم مع الماء

يحجون والعبادة الصالح في المفرطون وكان على سيراــدامهم، ــاد أحد عن ويحكى أق ــان أنه العب الحج طريق في ك

ركعتين. ميل كل عند يصلي الســفر هــذا في يخرجــوا أن الصــوفية عــادة من وكــانمال. وال زاد بال متوكلين الطويل

الحجاج عودة وكانت يــبيتون الحجــاج فكــان كبــيرا، عيــدابغداد. لدخول يبكرون ثم بغداد، ضواحي إحدى بالياسرية،

يمــرون الــذين العائــدين الحجــاج يســتقبل الخليفة وكانــداد ــريقهم في ببغ ــرق، إلى ط ــام ففي المش هـ=391) ع خراســــان أهل إلى بالله القــــادر الخليفة م( جلس1000

على العظيم الحفل هـــذا في وقـــريء الحج، من العائـــدينالعهد. ولي تقليد المأل رءوس

شــأنها من الجهات من كثير في مقدسة أماكن ثم وكانت تأخذ أن مكة. يقصدون الذين الحجاج مجموع من نصيبا

في استفادت قد خاص المقدس( بوجه )بيت مدينة ونجد مزايا من طويل عهد منذ كــان مما الجديــدة الظــروف هــذه

ــذب ــاس تج ــدثنا الن ــا. ويح ــرو، ناصر إليه ــرن في خس الق ال الــذين النــاس، كــان الحج وقت في أنه الهجري، الخامس

وأطرافهــا، الشــام ســكان من مكة إلى الذهاب يستطيعون ضــحية ويضــحون الحج، موسم في المقــدس بيت يقصدون

15

ألف عشــرين من أكثر بها يجتمع وكان العادة، هي كما العيد ويــؤدون أبنــاءهم يحملــون وكــانوا السنين، بعض في إنسانالسنة.

لنا ويحكى على المقدســة، لألمــاكن نمــاذج إنشــاء أيضــا الخليفة عن روي فقد عنــدنا، الجلجلة جبل تمثيل يشبه نحو

ســامراء بمدينة بــنى أنه الهجري الثالث القرن في المتوكل بــذلك ليغر وعرفــات مــنى واتخذ طوافا، هناك وجعل كعبة،يفارقوه. أن خشية الحج، طلبوا لما معه، كانوا أمراء

ــان ــوفية بعض بين العصر ذلك في وك قوية معارضة الصبالجملة. للحج

الحجـــاج أحد أمر أنه األولين الصـــوفية أحد عن ويحكىأمه. بحقوق والقيام الحج عن بالرجوع قــال: م( أنه931هـ=319) عام توفي صوفي عن ويؤثرــوادي يقطع لمن )عجبت ــ ــار الب ــ الله بيت إلى ليصل والقف

ــه، ــار فيه ألن وحرم ــه، آث ــواه، نفسه يقطع ال كيف أنبيائ وهمواله!(. آثار فيه ألن قلبه، إلى يصل حتى

ــذكر ــان ألبي وي ــدي، حي ــان التوحي ــوفي وك ــمت ص الس والهيئــة، ــا ألف أنه المعتزلــة، مــذهب على الكالم في متفنن

ضــاق إذا العقلي الحج م( )كتاب990هـ=380) عام حواليالشرعي(. الحج عن الفضاء

الخـــامس القـــرن في الملك نظـــام الـــوزير أن ويحكى لــه، فــأذن الحج، في ملكشــاه الســلطان اســتأذن الهجــري

عليه تلــوح فقير جاء خيامه، وضرب دجلة، عبر فلما فخرج، الــوزير، فيها الــتي الخيمة )الصــوفية( إلى القــوم ســيما

)صــلى اللــه النــبي فيهــا: رأيت كــان مطوية رقعة وأعطــاهــه( ــه وآل ــه: أين وقل الحســن، إلى لي: اذهب وقــال ،علي ل

يــدي بين لــك: أقم قلت أما هنــا، ها حجك ؟مكة إلى تــذهب نظــام فرجع أمــتي؟ من الحوائج أصحاب وأعن التركي، هذا

الملك. الهجــري الخــامس القــرن في نفسه الحجــويري ويقــول

نوعــان: المعتــدلين: )الحج المتســاهلين الصوفية مثال وهو كــان فمن الحضــور، في والثاني الغيبة، في األول عن غائبــا كــان كمن فهو مكة في الله ــا ــه، في عنه غائب كــان ومن بيت

16

كان كمن فهو بيته في الله مع حاضرا مكة، في معه حاضرا علة ليست والمجاهــدة المشــاهدة، لكشف مجاهــدة فالحج

الحج من المقصــود فليس … لها وســيلة ولكنها للمشاهدة،.5الله( مشاهدة الحقيقي المقصود بل البيت رؤية

ــان ويخيل ــاروا المثقفين طوائف أن لإلنسـ يجعلـــون صـ المدينة لزيارة وذلك أكــبر، شأنا المتزايد التبجيل مع تمشــيا.)صلى الله عليه وآله( للنبي

قــبر عند التــاريخ في كتابه صــنف البخـــاري أن ويحكىــول ــه( الرسـ ــه وآلـ ــه عليـ ــلى اللـ ــول ،)صـ محمد أبو ويقـ

الزهد آثر ثم الجـــــوهري، عن أخذ الـــــذي النيســـــابوريوالزيارة: الحج أزمع ما عند وذلك الدنيا، عن واإلعراض ووددت راجال، أتيتك

أنيــواد ملكت ــ ــني س ــ عي

أمتطيه ــالي ــير وم على أسالمــــــــــــــــــآقي

الله رســـول قـــبر إلىـــــــــــــــــــــــــه! فـي عــام )المتــوفى الفرات بن الفضل بن جعفر عن ويحكى

بغداد، من المحدث الدارقطني استجلب الذي هـ( وهو391ــه، وبر ــعة، نفقة عليه وأنفق إلي ــان واس وك ــرا ــافور وزي لك

اشترى أنه األخشيدي، من المسجد جانب إلى بالمدينة دارافيها. يدفن أن وأوصى إليه الدور أقرب

الحسن بن محمد شـــــــجاع أبي الـــــــوزير عن ويحكى خدام أحد وهو مات، م( أنه1095= هـ488 عام )المتوفى

يكنس وكــان ،)صــلى اللــه عليــه وآلــه( المصــطفى روضةالمصابيح. ويشعل الحصر، ويفرش المسجد،

الجهاد

ــوا الجهاد، واجب الناس يهمل لم وكذلك جــادين به واعتن الصــالحين المؤمــنين من كثــير أراد وقد دائما، عادتهم على

ــزاة فكان الله، سبيل في الجهاد باب من الجنة يدخلوا أن غ مدينة إلى كالســيل يتــدفقون وناحية بلد كل من المســلمين

ــانت طرســوس، ــدة وك حربية قاع ــرا ــور من وثغ مملكة ثغ في الطـاهرة والعـترة بالكتـاب يتمسك ان اإلنسـان على الالزم ان يخفى - ال5

فغــير والتفريط االفــراط أما ، الله رســول بــذلك وصى كما حياته أمور جميعصحيح.

17

الــذين اإلســالم أعــداء وهم الــروم، حــدود يلي مما اإلســالم عداوته ورثوا المدينة تلك على ترد كانت كما جيل، عن جيال

ال الــذين المســلمين من النعم وأربــاب الــبر أهل صــالتبأنفسهم. للجهاد الخروج يستطيعون

حد من عظيمة مدينة من حوقـــل: )ليس ابن يقـــول ــتان ــ ــ ــان… سجس ــ ــ ــرب مصر إلى وكرم ــ ــ وبها إال والمغ

ويرابطون البلدة، تلك غزاة بها ينزل دار )طرسوس( ألهلها األمــوال عليهم وتــرد الصــالت، لــديهم وتكثر وردوها، إذا بها

الســـالطين كـــان ما إلى الجســـيمة، العظيمة والصـــدقات متطـــــــوعين وينفذونه يعانونه النعم وأربـــــــاب يتكلفونه

إال نفيس وال رئيس ذكرتها ناحية في يكن ولم متــــــبرعين،ــيعة من وقف عليها ولم ــزارع ذات ض ــقف أو وغالت م مسفنادق(. من

ــان ــور أهل وك ــداد، في يكرمــون الثغ أبي عن ويحكى بغــالي علي ــوي الق ــهور اللغ ــوفى المش ــام )المت هـ=356 ع في كــان بغداد إلى انحدر لما ألنه القالي، سمي م( أنه967 منـــازجرد قـــرى من قرية وهي قال، قـــالي أهل فيها رفقة

إليهم فنسب الثغــر، من لمكانهم يكرمون وكانوا )بأرمينية(،ذلك. على وثبت معهم، لكونه

ــانت ــور وكـ ــماة مصر ثغـ ــالمواحيز المسـ أهل يعمرها بـ يتوالها الــتي الســبيل أحبــاس وكــانت والمطوعــة، الــديوان بعث أبيب شـــهر كـــان فـــإذا ســـنة، كل في تجمع القضـــاةــيز على ففرقت السبيل، أموال من اجتمع ما القاضي مواح

ــان ومن للمطوعة وأعطيت لوبية، إلى العريش من مصر ك الديوان. أهل من فقيرا

ــانت ــوس تلي ناحية ثانية النهر وراء ما بالد وك من طرســاد، أهلها وقوف حيث وراء ما أهل به اشــتهر لما وذلك للجهــوكة من النهر ــبر أنهم ومن البـــأس، وشـــدة الشـ أهل أكـ

اإلســالم وأعظمهم التضــحية في نصــيبا ــاد، في حظــا الجه إال الثروة أهل اإلسالم بلدان في تجد اإلصطخري: )ال يقول

أنفســهم خــاص إلى نفقــاتهم صــرف أكــثرهم على والغالب بينهم فيما المنافسات وإلى الله، يرضاه ال وما المالهي في على الغــالب وتــرى منهم، القليل إال المذمومة، األشياء في

18

الرباطــات إلى نفقــاتهم صــرف النهر وراء بما األمــوال أهل الخــير ووجــوه الجهــاد سبيل على والوقوف الطرق وعمارة

منهم(. القليل إال ما جيحـــون ونهر بخـــارى )بيكنـــد( بين مدينة في وكـــان

كــان ويقــال: إنه المجاهــدين، للغــزاة ربــاط ألف من يقرب وسبعمائة ألف جهاد، ودار جليل ثغر وهي اسبيجاب، بمدينة الحاجة أصحاب فيها يجد رباط لهم طعاما لدوابهم. وعلفا

له وحميتهم الجهــاد في الخراســانيين رغبة وكــانت ســبباــيرهم في ــالم، مملكة في الغربية الجبهة إلى س وذلك اإلس

عام ففي اإلسالم، بالد مهاجمة في الروم نجاح توالى عندما وكــان غــزاة، أنهم يظهــرون قوم خراسان من خرج هـ355

عددهم ــوا حتى وساروا ألفا، العشرين من نحوا الحــدود بلغبويه. بني لدولة الشرقية

الخطابة

فقــال: الشــيب، إليك مروان: أســرع بن الملك لعبد قيلالناس. على جمعة كل في عقلي أعرض وأنا ال، كيف وصــعوبة البريد قعقعة لــوال اإلمارة، الشيء وقيل: نعم

المنبر. النــاس في للخطبة أســبوع كل في المنــبر ارتقــاء وكــان

واجبا مزلة فيه وكــان أيضــا، األمــراء كبــار على حــتى شــاقاــدام ــواد، بالنســبة لألق ــرج ألنه للق ــادوا عما بهم يخ من اعت

والكتب. اللسان صناعة دون السيف صناعةغيره. بكالم يخطب الخطيب جعل من أول الرشيد وكان نـــواحي من الشـــأن القليلة الناحية بهـــذه يتعلق وفيما قد الهجـــري الثـــالث القـــرن في أنه نجد الدينية الحيـــاةــادة انقطعت ــتي اإلســالمية الع في اإلســالم عليها جــرى ال

الجمعــة، في الخطبة والــوالة الخلفــاء فــترك األول، عهــدهبه. واختصوا لذلك ندبوا خطباء إلى بذلك وعهدوا صــالة بالناس المعتضد الخليفة هـ( صلى279) عام وفي

إال يخطب الخليفة يكن خطبة. ولم منه يسمع ولم األضحى،

19

األعياد. فيــ334) بالله الراضي الخليفة عن ويحكى 945هـ=363 ـ

الفطر عيد في بالنــاس الصــالة على عــزم لما م( أنه974 ـ لنفسه، الدعاء إلى الخطبة في انتهى إذا يقوله ما يعرف لم

ــاء أحد إلى العيد ليلة في فأرسل ــذلك، العلمـ ــار بـ له فاختـدعاء. بـــالمعنى عظة المســـلمين عند الجمعة خطبة تكن ولم

فيها ،7)لثرجيــا( كنسي بطقس أشــبه كــانت بل 6األوروبي مراسيم بقية في له يكون ال ما التصرف حرية من للخطيب

يــأتي أن الخطيب من ينتظر ال كــان الجمعــة. ولــذلك صــالةجديد. بشيء جمعة كل في

الكــريم عبد بن الواحد عبد سعيد أبي عن يحكى أنه علىــوازن بن ــوفى هـ ــام )المتـ ــ= 494 عـ م( خطيب1101هــ

سنة عشر خمس يخطب لبث أنه بنيسابور، المنبعي الجامع معــدودة للفوائد جامعة جديـدة خطبة جمعة كل في ينشيء

الفرائد. منــام )المتوفى نباتة ابن الرابع القرن خطباء أشهر وكان ع

ــيف خطيب م(،984هـ=374 ــ ــوان بحلب، الدولة سـ ــ وديـالعهد. ذلك في الخطابة فن فيه تجلى مظهر أعظم خطبه النـبي أن اإلســالمية الروايات مأثور في كان وإذا محمــدا

ــه( ــه وآل ــه علي ــلى الل ــانت)ص ــيرة، خطبه ك يكن ولم قصــاء ــرب، كخطبـ ــالم حفظ أنه ذلك مزايا فأقل العـ من اإلسـ

للمتشدقين. ثرثرة دين يكون أن وهو ممجوج، بغيض شيء تكلم أنه ياسر بن عمار عن ويحكى فقيل فــأوجز، يومــا

)صلى الله عليه وآله( الله رسول زدتنا! فقال: أمرنا له: لو الكــبرى الخطبة كانت الخطبة. ولذلك وقصر الصالة بإطالة

الخطبة دقــــائق. وتبــــدأ الخمس عن تزيد ال نباتة ابن عندــالة الله بحمد ــبي على والص ــاز، في الن ــدها إيج يجلس وبع

ــيرة، لحظة الخطيب ــاء يقف ثم قصـ ــة، الخطبة إللقـ الثانيـالمثل. مضرب الخطبتين هاتين بين البرهة وقصر

خطبه نباتة ابن ويختم يقــول ثم القــرآن، من بآيات دائما(.redigtوآله( عليه الله )صلى) - 67 - (Liturgie.)

20

لنا العظيم الله وهي: بــارك ثابتة عبارات خطبة كل آخر في الثانية الخطبة في الــدعاء المســلمين. وكــان ولسائر ولكم أقصر من كان الثانية الخطبة اليوم. وفي عليه هو مما قليال الشــمال وإلى اليمين إلى وجهه يحــول أن الخطيب عــادة

ــزء هذا النبي. وكان على الصالة عند موضع الخطبة من الج كبــير شــأن النــبي على للصــالة خاص. وكان وشعور احتفاءــتى نباتة ابن عند نجد حـ ــورا يســـتطيع للصـــالة مختلفة صـ

شاء. ما منها يختار أن الخطيبــاء أحد مناقب من خلكان ابن ويحكي ــأخرين، الخطب المت

في الســجع ترك أنه السالم، عبد بن العز اإلسالم شيخ وهو الخطابة ولي حين خطبه السلف. طريقة إلى رجوعا

ــوي ــوان ويحت ــاد خطب من نباتة ابن دي خطب على األعي )صلى الله عليه النبي وفاة يوم وفي السنة، رأس في تقالالفطر. عيد وفي ورمضان رجب شهري وفي ،وآله(

ســيف أيــام ثمــرات من ثمــرة الجهادية الخطب وكــانت أجود عن روعة تقل ال وهي حروب، من فيها كان بما الدولة

القدماء. عن أثرت التي الحربية الخطبالخطباء مالبس

ــني الحكومة تكن فلم الخطباء بمالبس يتعلق فيما أما تع يخطب كــان يتخذوه: فحيث أن عليهم الذي اللون بتعيين إال

اللــون هو الــذي الســواد يتخذون الخطباء كان العباس لبني كــان للفــاطميين يخطب كــان وحيث للعباســيين، الرســمياألبيض. اللون يتخذون الخطباء

ــاس وجــود وعدم الكهنوت من هيئة وجود لعدم ونظرا لب يتبعــون تقــدم، ما عــدا فيما الخطبــاء، كــان فقد خاص ديني

خوزســتان وفي العــراق ففي فيهــا، هم الــتي الناحية عرف األقبية فيلبســون الحــربي، باللبــاس يظهــرون الخطباء كان

وال يــتردون ال كـانوا خراسان في أنهم حين على والمناطق،دراعة. بلبس يكتفون وإنما يتقبون، ومــدعي الصــالحين مدينة وهي وحــدها، البصــرة وفي كل في يخطب الرسـمي الخطيب كـان العراق، في الصالح عــدا عبــاس. وفيما ابن عــادة كــانت هــذه إن وقيل صــباح،

21

فقــط، الجمعة يــوم يخطب الرســمي الخطيب كان البصرة كــانوا الــذين المتطــوعين للخطباء األسبوعي الوعظ ويترك

يســـمون وكـــانوا ذلك على يـــتزاحمون األولى العصر منذالقصاص.

22

القصاص

القصــاص يحبــون العامة وكــان عن ويحكى شــديدا، حبــا داره بــاب العامة فرمى ببغداد، قاص على أنكر أنه الطبري

منه. الخروج وصعب سدوه حتى بالحجارة، الفتن مثيري أكثر الرابع القرن أواخر في القصاص وكان في الهمـــذاني ويضع والشـــيعة، الســـنة أهل بين القديمة المشــــعوذين طبقة بين القصــــاص الساســــانية المقامة

ساسان. بني من الممخرقين

الذكر

أهل جانب من ثقة كل القصاص فقد العصر ذلك وحواليــالح، التقى ــ ــدأت والص ــ ــول الثقة وب ــ طائفة إلى عنهم تتح

مجلس مجلســهم ويســمى المذكرين، طائفة وهي خلفتهم،ــذكر. وقد ــذكر مجلس نشأ ال ــود من ال الصــالحين بعض قع

الصالة. انقضاء بعد متنفلين للتسبيحــدير من يكسبه بمظهر يظهر أن في نفسه أجهد وقد التق

ال كــان أنه لــذلك مظهر وأكــبر القــاص، ســلفه على يزيد ما يتكلم دفتر. من يقرأ كان بل تقيد، غير ومن ارتجاال

ــبر كله الهجري الثالث القرن أثناء في الذكر بقي وقد يعت له نجد أن وينــدر القيمة، قليل في العلمــاء كتــاب في ذكــرا الدعاء عن الذكر انفصل الرابع القرن جاء فلما القرن، ذلك به يقصد وصــار معين، لغــرض يقــال الــذي اإلجبــاري، غــير

وما والتحية، لله، المناجاة هيئة على المتكرر القصير الدعاءــال ــام عند يقـ ــباح وفي الطعـ ــاء، الصـ ــاده وما والمسـ اعتـ

ــلمون ــثرة من المس ــاء في الله ذكر ك ــومي، عملهم أثن اليكبير. شأن الديني العمل لهذا وجعل

قــال: )من أنه)صلى الله عليــه وآلــه( النبي عن وروي ــال: ال الســوق دخل ــه، شــريك ال وحــده الله إال إله فق له ل

ــد، وله الملك ــده يمــوت، ال حي وهو ويميت، يحــيي الحم بي

23

ــير، ــيء كل على وهو الخـ ــدير، شـ ألف ألف له الله كتب قـدرجة(. ألف ألف له ورفع سيئة، ألف ألف عنه ومحا حسنة،

يصــلي زيتــون أصل خمســمائة عباس بن الله لعبد وكانالثفنات. ذا يدعى فكان ركعتين، أصل كل إلى يوم كل في

ــون حب أو الحصى محل حل أنه على ــاء في الزيتـ إحصـــيء العبــادات ــاء ش ــرق، من ج ــبحة، وهو المش وأول الس

ــاريخ حيث من اســتعمالها على تــدل إشــارة في جــاء ما الت الخليفة عهد في الســـجن في وهو نـــواس، ألبي قصـــيدة

ــذه وفي م(،813ـ808= هـ198 ـ193) األمين القصــيدة هبقوله: الربيع ابن الوزير نواس أبو يخاطبالربيع ابن يا أنت

النسك ألزمتني والخـــير وعودتنيــــه،

عـــــــــــــــــــــــاده ــارعوى ــ ــاطلي، فـ ــ بـحبلي وأقصر

وزهاده عفـة وتبدلتــابيح ــتي في والمصحفذراعي في المسـ لب

8القالدة مكـــــــــــان

السبحة. ( جعلت السالم )عليها فاطمة إن الحديث في - ورد8

24

المواعظ قوة الدينية الخطب أشد من وكان المسلمين بين وتأثيرا

واللسن، الفصاحة أهل بها للقيام يتطوع كان التي المواعظ ذلك على مقبلين علمـاء، غـير أو كانوا علماء شـديدا، إقبـاال الصوم أيام في الناس لوعظ يجلسوا أن هؤالء عادة وكانت

هي الصــالة. وهــذه تأدية بعد الجمع أيــام وفي رمضــان من عــادة من األقــل. وكــان على مصر في اليوم الجارية العادة

أحــدهم يســتدعي أن الكثيرين له ويقــول مشــهورا، واعظــاــني أو عظ ــيرا ــني. وكث ــانوا ما خوف ــمعون ك ال ما منهم يسالقول. غليظ من يتوقعون وال يحبون هلكــوا قد أهلها وكــان بغــداد، الدولة عضد دخل ولما قتال وجوعــا، وحرقا الشــيعة بين فيها اتصــلت الــتي للفتن نظــرا

ــنة، ــاص بمنع أمر والسـ ــص، من القصـ ــانوا ألنهم القصـ كـ ســمعون ابن والنهب.. ولكن القتــال على النــاس يحرضون

ــذا يخضع لم ــر، له ــوم كرســيه على فجلس األم ــة، ي الجمعــاس، في وتكلم ــأمر الن ــه، بين بإحضــاره الدولة عضد ف يدي

به يحل مكــروه من عليه وخشي المعتضدي، شكر فأحضرهــة، عضد من ــاه الدولـ ــتراب يقبل أن وأوصـ في ويتلطف الـ

من له ليستأذن ودخل وخضوع، بخشوع يسلم وأن الجواب،ــة، عضد ــإذا الدول ــام جانبه إلى هو ف ــك، أم ــول وقد المل ح الرحمن الله بسمفقرأ: واستفتح بختيار، دار نحو وجهه

وهي القـــرى أخذ إذا ربك أخذ وكـــذلك الـــرحيم،. 9شديد أليم أخذه إن ظالمة

الــرحمن الله بسموقــرأ: الملك نحو وجهه حــول ثم بعــدهم من األرض في خالئف جعلناكم ثم الرحيم،

ـبالعجب، فأتى وعظه، في . وأخذ10تعملون كيف لننظر أراد ثم قـــط، ذلك منه رؤي وما الملـــك، عين دمعت حـــتى إليه فأرسل يمتحنه، أن الملك أخــذها إن وعــزم وثيابــا، ماال

وقــال: ألصحابه، حتى يأخذها، أن يرض ولم فردها، ليقتلنه،ــحاب ــلطان أص ــذا إلى أفقر الس ــحابي، من ه ــرف أص وع

.102هود: - سورة9.14يونس: - سورة10

25

وســلمنا منا ســلمه الــذي لله فقــال: الحمد الخبر السلطانمنه.

ــان ــبر وكـ ــمعون ابن قبل واعظ أكـ ــرن بنصف سـ أبا قـ أقام ألنه بالمصري، الملقب الواعظ محمد بن علي الحسن وكــان م(،949= هـــ338 عام )المتوفى طويلة، مدة بمصر وجهه على يجعل فكــان ونساء، رجال وعظه مجلس يحضر برقعا وجهه. لحسن النساء به يفتتن أن من خوفا وهي واعظــة، ظهــور الرابع القــرن أخبار من لنا يذكر بل

ــاقولة بنت ميمونة ــاة البغدادية الواعظة سـ ــام )المتوفـ عـ وكــانت الوعظ، في حلو لسان لها وكان م(،1002هـ=393

ســبع اليــوم له قميصي قالت: )هذا أنها عنها ويحكى زاهدة، إذا الثــوب أمي، لي غزلته تخــرق، وما ألبسه ســنة وأربعون

يتخرق(. ال فيه الله يعص لم رســمية، صيغة أية العصر ذلك في القوم لهؤالء يكن ولم

نجد فال مثال ــرا ــاء ذكـ ــترف لعلمـ ــرن ذلك في بهم معـ القـالناس. لوعظ يخرجون

حضر أنه بقـــرنين ذلك بعد الجـــوزي ابن عن ويحكى إنسان. ألف مائة وعظه لمجلس لالستماع

ــالم يكن ولم ــيغة أية الواقع في لإلس بحيث كهنوتيــة، ص الــذين المغــامرين المتطــوعين الخطبــاء لهــؤالء يسمح كان

أن دون المســاجد، في المنــابر يرتقوا أن بالوعظ يتكسبونــرض ــ ــد، لهم يتع ــ ــاء وبين بينهم يكن ولم أح ــ الجمعة خطب بل وقوف، وهم يعظون، ال كانوا أنهم سوى فرق الرسميين

الكراسي. على يجلسون كانوا الواعظ الـــرازي معـــاذ بن يحـــيى زكريا أبي عن ويحكى إلى جـــاء م( أنه872هـ=258 عـــام )المتـــوفى المشـــهور

قال أن به بدأ ما فأول الناس، واجتمع المنبر، فصعد شيراز،شعرا:

لن الواعظ مواعظتقبال

أوال قلبه يعيها حتى من أظلم قوم! من يا

واعـــــــــــــــــــــظ؟ قاله قد ما خـــــالف

المال في النـــــــاس بين أظهرإحســــــــــــــــــــانه

ــارز لما الــرحمن وبخال اليوم. ذلك في يتكلم ولم الكرسي، على من وقع ثم

26

المساجد

ــانت ــاجد وك مفتوحة تظل المس ليال ــارا ــوال في ونه أح يجد ال لمن مــأوى تكــون أن يجوز الشرع بحكم قليلة. وهي

له يخفف ما هذا في وكان والمتعبدين، وللمسافرين مسكناومصاعبها. الحياة أعباء بعض

ــان أنه يحكى ومما ــاجد أحد في يجتمع كـ بمصر المسـ الليــالي في صــحنه في وللحديث للنوم الرؤساء من جماعة

أحد إليهم انضم وتحـدثوا، وأكلـوا ليلـة، كانوا فلما المقمرة، كــان ما وانطلق الحــاوي، ســلة انفتحت نــاموا فلما الحواة،

أطفــال معهم وكــان القوم، فأيقظ الغريبة األفاعي من فيها تســـلق من ومنهم المنـــبر، على طلع من فمنهم وصـــبيان،

قيم بكــرة. وكــان إلى ونــاموا المئذنة طلعــوا ثم العمــد، بعد شــملها تفرق التي االجتماعات هذه أخبار يعلم المسجد

الليلة. تلكــان أنه على ــدر ك ــون أن ين ــوت تك ــه( خالية )بي ــاء الل أثن أو بنــواد أشــبه وكــانت األقــل، على المدن في وذلك النهار،

للنــاس، مجتمعــات كــان حيث الجــامع، المســجد وخصوصــاــار في يجلس القاضي ــاس، بين للحكم النه ــان وحيث الن كــاء ــدون العلم ــات يعق ــدريس، حلق ــان الت ــالم موضع وك الع

ســخط عالمة من وكــان عليها، يصلي التي بالسجادة يعرف عقد من ومنعه العلمـــــاء من عـــــالم حلقة على الحكومةــجد في علمه مجلس ــ ــرمى أن المس ــ ــجادته ت ــ ــارج س ــ خ

المسجد. وهو المســاء، في أقصاه المسجد في النشاط يبلغ وكان

العصر هــذا وحــوالي الشــرقيين، عند الــديني النشاط وقت في شـــــــاهده ما المقدسي لنا يحكي عنه نتكلم الـــــــذي )بالفســطاط( جــامع العشــاءين وبين»فيقــول: الفسطاط

ــاء بحلق مغتص ــراء وأئمة الفقه ــة، األدب وأهل الق والحكمــة، من جماعة مع ودخلتها ــنا فربما المقادس نتحــدث، جلس المجلس، إلى وجــوهكم الــوجهين: دوروا من النداء فنسمع

27

المســاجد، جميع هــذا على مجلســين، بين نحن فــإذا فننظر.«مجالس وعشرة مائة فيه وعددت

الــذين للمســلمين بالنســبة الصــغيرة المســاجد وكــانت وكــانوا لهم، أخــرى بيــوت بمثابة منها مقربة على يعيشــون

التــاجر فكــان كثــيرة، منافع في يستخدمونها في يــودع مثالبها. يغلقه التي دكانه درابات المسجدــام ثالثة المساجد في يجلسون الناس كان فارس وفي أيللتعزية.

عــادة بمصر حــدثت الرابع القــرن أواخر في أنه ويظهر لــذلك ويســمى التنــور، يشــبه كبير بمصباح المساجد إضاءة

ــالتنور، ــان ب ــال فيه وك ــحاب مج ــرفي الفن ألص لكي الزخــروا ــراتهم. وفي روائع يظه ــام مبتك ــ( عمل387) ع في هـ

هـــ=403) عــام وفي جمعة، ليلة كل يوقد تنور عمرو جامعــور الله بأمر الحاكم الخليفة قصر من إليه م( أنزل1012 تن

بعد بالجامع وعلق فضة، درهم ألف مائة فيه فضة، من كبيرفيه. ادخل حتى عتبتاه قلعت أن

ــيء الــذي األزهــر، الجــامع أثــاث من ذكــرت وقد أنش عليه ووقف الله، بأمر الحاكم وجدده هـ،361 عام بالقاهرة

الوقف: كتاب في جاء كما األشياء هذه أوقافا،العبادانية. الحصر

المضفورة. الحصرــام رمضــان شهر في للبخور وكافور ومسك هندي عود وأي

الجمع.للبخور. وفحم القناديل لسرج ومشاقة شمعمكنسة. ومائتا قفاف وعشر أدم دالء وستة أحبل أربعةحملها. وأجهزة فخار أزيارللوقود. زيت

وعشرين وسبعة فضه تنوران فضة. قنديال عادته القاضــي. وكــانت إشــراف تحت المســاجد وكانت

رمضــان لشــهر بقي إذا الفــاطميين، عهد على القــاهرة في طاف أيام ثالثة وقناديلها حصــرها لينظر المساجد على يوما

منها. تشعث وما وعماراتها على نحــاس من كبــار قــدور خراســان جوامع في وكــان

28

الجمعة. يوم الماء مع الجمد فيها يطرح كراسي الصــورة على فــوارة بمصر طولــون ابن جــامع في وكان مشبكة قبة صحنه وسط في العهد: كان ذلك حتى المألوفة

ــام، من عمد عشرة على مذهبة وهي جوانبها، جميع من رخ ســعتها رخــام، قصــعة القبة وتحت بالرخــام، كلها مفروشة

بالماء. تفور فوارة وسطها في أذرع، أربعة مثل رأى أنه عام بمائة ذلك بعد خسرو ناصر لنا ويحكي

ــذه ــ ــوارة ه ــ ــاس من أنبوبة وفيها الف ــ ــدتي في نح ــ آمد بلالشام. وطرابلســذلك ــانت وك ــات تجمع ك ــاء النفق ــافة أو الجوامع لبن إض

ــان841هـ=226) ســنة ففي إليها، والدور البقاع ألحد م( كــذين ــذلك أنفســهم نصــبوا ال ــير أثر ل ــامع توســيع في كب ج

له اجتمعت حــتى الرجــل، بعد الرجل يكلم فكــان بأصفهان، يستحقر ال وكان الكثيرة، الجمل غزل كبة أو قيمته أو خاتما

قيمتها. أو في التطــريب ظهــور الرابع القــرن في نجــده ما وأهم

ــوس ــراءة من الطق ــؤذنين من واألذان الق في مجتمعين، م اثنــان صنعاء بمسجد كان أنه رسته ابن البالد. ويحكي جميع

وعشرون يؤذنون مؤذنا أثر في أحدهم صالة، كل في جميعا يأخــذون ثم خاصــة، المغــرب صالة في إال اآلخر في جميعــا

الصــف، إلى المنارة من يمشون وهم واحد، بصوت اإلقامةاإلقامة. من فرغوا قد يكونون الصف إلى انتهوا فإذا

الرسول )صلى الله عليه وآله(آثارــور ابن حكى ــوفى طيف ــام )المت م( عن891هـ=278 عــأتيني الرجل قال: وإن أنه المأمون الخليفة من بالقطيعة لي إال تكــون ال قيمته لعل الــذي بالشــيء أو بالخشبة، أو العود، )صــلى اللــه عليــه للنبي كان هذا إن فيقول نحوه، أو درهما هو وما مســه، أو فيه، شرب أو عليه، يده وضع قد أو ،وآله( النية بفــرط أني إال الرجــل، صــدق على دليل وال بثقة عندي

ثم وأكــثر، وأقل دينــار بــألف فأشــتريه ذلــك، أقبل والمحبةــعه ــني، وجهي على أض ــبرك وعي ــالنظر وأت ــه، إليه ب وبمس

29

بــه، أهتم من يصــيب أو يصــيبني المــرض عند به فأستشفي شــيئا، هو يفعل لم عــود هو وإنما نفســي، كصيانتي فأصونه

ــة، تستوجب له فضيلة وال رســول مس من ذكر ما إال المحب.)صلى الله عليه وآله( الله

شــيوخ من شــيخ وهو اليســاري، العباس أبي عن ويحكى من شعرتين اشترى هـ( أنه342) عام توفي بمرو، الصوفية

عن ورثة كثير بمال)صلى الله عليه وآله( الله رسول شعر أن وأوصى أبيه، الممات. عند فمه في توضعا

القرن أوائل ففي التزوير، خطب تفاقم العصر ذلك وفيــرات بن الحسن أبي إلى رفع الرابع أن الف ــود من رجال اليه معه أن ادعى )صلى اللــه عليــه وآلــه( الله رسول من كتابا

فلما الكتــاب، بــإخراج فــأمر خيبر، أهل عن الجزية بإسقاط كتابك تــاريخ بعد افتتحت خيــبر ألن مــزور، قرأه. قال: هــذا

جزيتك عنك نحتمل ولكنا يوما، وستين بسبعة ــا لحق إعظامبه. االعتصام إلى لجأت من

القرآن

المســاجد، في فيه نزاع ال حق له كان الذي الوحيد واألثر فيه، جدال ال وشأن كتــاب أساسه لــدين بالنســبة وخصوصا الــتي المصــاحف ســيما وال القــرآن، مخطوطــات هو مــنزل المصــاحف. أصح لذلك تعتبر والتي عثمان، إلى أصلها يرجع خمســة: المصــحف المصــاحف هــذه أمثــال من يوجد وكان كــان )أسماء( والذي عند كان الذي عمــرو بجــامع محفوظــا

ــان بمصــر، ــرأ وك ــرات ثالث منه يق ــان األســبوع، في م وك الجــامع في كــان به. وكذلك ويتبرك يقبله الفاطمي الخليفة الســادس القــرن في جبــير ابن حكى كما ـــ بدمشق الكبــير

عثمــان، مصــاحف من مصــحف فيها كبيرة، خزانة ـ الهجري الخزانة تفتتح وكانت الشام، إلى وجهه الذي المصحف وهو ويكــثر وتقبيلــه، بلمسه النــاس فيتــبرك الصالة، بعد يوم كل

جبير. ابن وجده الذي الوحيد األثر هو وهذا عليه، االزدحام أن المقريــزي لنا ويحكي إلى جــاء العــراق أهل من رجال

30

وأحضر مصــر، الــذي وأنه عثمــان مصــحف أنه ذكر مصــحفا أنه وذكر الـــدم، أثر فيه وكـــان الـــدار، يـــوم يديه بين كـــان

القاضــي، إلى المصحف فدفع المقتدر، خزائن من استخرج عليه وجعل وشـــهره، الجـــامع، في وجعله فأخـــذه، خشـــبا فيه يقرأ اإلمام وكان منقوشا، )أســماء( مصــحف وفي يوما

القــراءة على واقتصر رفع أن إلى ذلك على يــزل ولم يوما،= هــــ378 )عـــام بالله العزيز أيـــام أســـماء مصـــحف في

م(. 988ــام وفي ــان979هـ=369) عـ ــداد الخليفة عند م( كـ ببغـ البردة كتفيه وعلى يديه، بين وضعه لعثمان، ينسب مصحف

الدولة. عضد تتويج عند وذلك القضيب وبيده جــامع مخــزن في كــان أنه اإلدريسي الشــريف وحكى

مصحف من أوراق فيه لثقله، رجالن يرفعه مصحف قرطبة وفيه بيمينــه، خطه الــذي المصــحف وهو عفــان، بن عثمــان

يــوم كل صــبيحة في يخــرج المصــحف وهــذا دمه، من نقط وأمـامهم المسـجد، قومة من رجالن إخراجه ويتولى جمعة،

ــأغرب منقــوش بديع غطاء وللمصحف بشمعة، ثالث رجل بــون ما ــه، وأدقه النقش من يك ــلى بموضع وله وأعجب المص

منه حــزب نصف قــراءة اإلمــام ويتولى عليه، يوضع كرسيموضعه. إلى يرد ثم

الرســول )هبرون( نعال الخليل مدينة مسجد في فكان . )صلى الله عليه وآله(

بتجارتها المشهورة قرح بمدينة الجامع محراب في وكان )صــلى النــبي قــال الــذي هو قالوا عظم، العرب جزيرة في

مسموم. فأنا تأكلني، : الالله عليه وآله( كــان إذا فيما ويتشــاجرون يتجــادلون الــدين علماء وكان القرآن بن محمد بكر أبو كــان حين وعلى قــديما، أو مخلوقا ينــام م( ال1015هـ=406 عــام )المتوفى فورك بن الحسن

عن انتقل النوم أراد إذا كان حتى مصحف، فيه بيت في قط فيه، الذي المكان عزوجل. الله لكتاب إعظاما هـ=362 عام )المتوفى الفرغاني محمد أبا نجد أننا على

وكــان م(،972 الحكاية هــذه يعتــبر مصــر، أمــير عند مقربــا التالية يقــول فهو تاريخــه، في يــذكرها ألن أهال أبي عن نقال

31

ــام )المتوفى الصدفي سهل الزاهد م( وهو942هـ=331 عــورع ــذي ال ــان ال ــيد ك ــبرك يجله طغج بن محمد اإلخش ويتبالمراسلة: بل يشاهده، أن غير من بدعائه

هـــ(330) سنة مسجده في يونس بن سهل أبو )حدثني فحــدثنا بميافــارقين، كــان راهب، كبير شيخ علينا قال: قدم

كــان أنه ــا وأنه بميافــارقين، صــومعة في شــبابه في مترهب ســقط قد طــائر إلى فنظر الضــباب، كثــير يــوم في أشرفــراه، بحيث ــا، لحم، قطعة فمه وفي ي ــأتى طــار ثم فتركه ف

ــع، بعدة أتى أن إلى أخرى، ثم بأخرى اللحم قطع أن ثم قط عليــه، الطــائر أقبل ثم رجــل، شخص صارت حتى اجتمعت،

الــراهب: فلما قــال يســتغيث، وهو ويأكلــه، ويقطعه ينقــره وما ؟إنسـان يا قصـتك لـه: ما وقلت به صـحت إليه نظـرت

علي قاتل ملجم، بن الــرحمن عبد قــال: أنا ؟بك أرى الــذي ما بي يفعل الطــائر، هذا بي الله وكل وقد ،t طالب أبي بن

الفرغــاني: قــال قــال موضــع، إلى موضع من وينقلني ترى،ــال أبو ــهل. قـ ــراهب: فلما لنا سـ ــرت الـ رأيت ما منه نظـ

فأسلمت(. الصومعة، من انحدرت

32

الكدية أهل

الرابع القـــرن إلى ترجع وثيقة المســـعودي حكـــاه ومما الملح شـــاعر الخـــزرجي دلف أبي قلم من وهي الهجـــري،

ــرف، ــيدة ألف فقد والط ــهورة قص ــمى مش ــيدة تس القص حــرفهم، فنــون على ونبه المكــدين فيها ذكر الساســانية،

منها تســتقى كبــيرة ذخــيرة وشرحها وهي رسومهم، وأنواعــة، العصر ذلك أحوال عن متنوعة كثيرة معلومات االجتماعي

للحريــري، الساســانية المقامة من ساســان بني عرفنا وقدــروجي زيد أبو يوصي وفيها ــ ــزوم ابنه الس ــ ــني حرفة بل ــ ب

ــان. وقد ــيدته في أبودلف بين ساس ــناف قص ــدين أص المك القاص فيهم ونجد طراز، أسوأ من والمحتالين والممخرقين

دلف: أبو يقول المحتالين، سائر جانب إلى قص ومن

إلســــــــــــــرائيلــبرا أو ــ ــبر على ش ــ ش

القصــار، والحكايــات األنبيــاء عن الحــديث يروي الذي وهوالشبريات لها ويقال

يــــــــــــروي ومناألســــــــــــــــانيد

قمطر كل وحشوالطرق قوارع على األحاديث يروون قوم وهؤالء

في ضــــــرب ومنحب

بكر وأبي عليــا، واحد فيقف األسواق، يحضرون قوم وهم ــروي جانب ويــر، أبي فضائل ويروي جانبا، اآلخر ويقف ،t علي فضائل بك

ــبي درهم يفوتهما فال ــ ــيعي، الناصـ ــ ــمان ثم والشـ ــ يتقاسـالدراهم.

ــري السادس القرن وفي الحال، هذه استمرت وقد الهج عبــارة في والمشــعبذين القصــاص بين يجمع األثير ابن نجد

ابن ذكــره ما عرفنا إذ غريبــا، بينهما الجمع واحــدة. وليس العصــر، ذلك حــوالي حيلهم ( من106 ـــ101 )ص الجــوزي

تشــبها صــفراء يجعلها بما وجوههم يدهنون كانوا من فمنهم يســـيل ما يتخـــذون آخـــرون وكـــان الصـــائمين، بالنســـاك على من نفسه يوقع كــان من ومنهم أرادوا، مــتى دموعهم،

برجله، بضربها أو المنابر ــان انفعاله، بشدة للناس إيهاما وك

33

الحسن. اللباس باتخاذ النساء يخدعون فريق العلمــاء تقــدير موضع القــدماء القصاص كان حين وعلى

نجد وخلقية، دينية روح من تعاليمهم في كان لما وإعجابهم، الدين شوهوا قد المتأخرين القصاص العامــة، لتســلية طلبــا

التكلف طريق من بعلمهم الناس يوهمون وكانوا ــا في أحيان بها يتصل وما اإلســرائيليات الكلمــات. وكــانت أصــول بيــان يــترددون ال وكــانوا نشرها، على عملوا وقد لقصصهم، مادةــؤال كل عن اإلجابة عن ــ ــ ــترافهم ألن إليهم، يوجه س ــ ــ اع

ــان بالجهل ــأنه من ك ــزع أن ش ــزعم بهم، العامة ثقة يزع فــوم. وذكر عبده الذي العجل اسم يعرف أنه بعضهم آخر الق

له قيل فلما يوسـف، سـيدنا أكل أنه زعم الـذي الذئب اسم لم الذي الذئب هذا اسم هو قال الذئب، يأكله لم يوسف إن

يأكله.

السيئة العادات بعض

الــدول عند والكــبراء الســادة بيوت في العادة استلزمتــرقية ــ تهيأ أن البوزنطية الرومانية الدولة وفي القديمة الش

القرآن وشدد ذلك اإلسالم حرم وقد بالخصيان، البيوت هذه ووكل البهــائم، أو اإلنســان خصاء تحريم في السنة وشددت

وهــذا عليه، ويؤدب ذلك يمنع أن الحسبة لوالي ــ أيضــا كما ـهـ=200 )عــام حــوالي اإلسالم على دخل ـ أخرى نواح في

شــرقية عــادات العربية الــروح ظل تقلص بســبب م(،815 في)صــلى اللــه عليــه وآلــه( النــبي به جــاء ما رغم قديمة، األمين، الخليفة أن الصـريح. وذلك والمنع اإلنكـار من شأنها

بالخصــيان كلفه من بلغ ملــك، لما الرشــيد، هارون ابن وهوــيرهم بهم، وغالى وابتاعهم، طلبهم، أنه ليله في لخلوته وص

لهم وفــرض ونهيــه، وأمــره وشــرابه طعامه وقــوام ونهاره، ــة، ســماهم فرضــا و الجرادي ســماهم الحبشــان من فرضــا

ــة، ــاء، الحرائر النســاء ورفض الغرابي ــتى واإلم بهن رمي حساخرا: نواس أبو قال حتى

ــا الله احمدوا ــلمينا! جميع ياجميع المسـ

34

ــوا ال قولوا، ثم تمل:

األمينــــــــا! أبق ربناــير ــ ــيان، ص ــ الخص

حـــــــــــــــــــــتىــير ــ ــنين ص ــ دينا التع

ــدى ــ ــاس فاقت ــ النجميعـــــــــــــــــــا

المؤمنينا بـــــــــأميرــال وقد ــأن الخصــاء حرمة من لإلفالت المســلمون احت ب

هــذا إثم والنصــارى لليهــود تاركين الخصيان، يشترون كانوا الســادس القرن إلى يرجع خبر في جاء الشنيع. وقد العمل

بالحبشة هدية مدينة أن الميالدي(، عشر )الثـــاني الهجـــري من غيرها دون الخصــيان بها يداوى كان التي هي النصرانية

ــة. على بالد ــرن أوائل في أنه الحبش ــان عشر التاسع الق ك مصــدره األساسي دخلهما قبطيان ديران بمصر الصعيد في

يكفي كــان حــتى كبــيرة، بنســبة يعمل هــذا وكــان الخصــاء، بعض بالخصــيان(. وكــان تركيا من وجــزء كلها مصر لتموين الســود العبيد صــغار بشــراء يتجــرون أسيوط بمدينة القبط

ــان وخصــائهم، ــير وك ــوت منهم كث ــذا من يم ــل، ه أما العمــاقون ــانوا الب ــاعون فك عشــرين يبلغ بما يب ثمن من ضــعفاشرائهم.صنفان: البيض الخدم أن المقدسي ويذكر

إلى يحملون أنهم إال خوارزم، خلف وبلدهم الصقالبة، ـ1مصر. إلى يخرجون ثم فيخصون األندلس،

انقطعــوا وقد وأقــور، الشــام إلى يقعــون وهم الروم، ـ2 فتحصل يخصون، كيف منهم جماعة الثغور. وسألت بخراب

لئال الكنائس، على ويحرزونهم أوالدهم يسلون الروم أن ليالشهوة. وتؤذيهم بالنساء، يشغلوا بجانة خلف مدينة إلى يجلبون فكانوا الصقالبة الخدم أمابخصائهم. يقومون وكانوا يهود، أهلها

ــال نفســه، الخصــاء في اختلف وقد البعض: يمسح فق بعضــهم: يشق وقــال واحــدة، مرة في والمزودان القضيب

خشــبة، القضيب تحت تجعل ثم البيضتان، وتخرج المزودان مــرود البــول منفذ في جعلوا خصوهم وإذا أصله، من ويقط

تلتحم. ال كي يبرءوا أن إلى البول أوقات يخرجونه رصاص، وتزيد الخصــيان عــدد تقلل الشــنيعة العملية هــذه وكانت الخصيان وكان أثمانهم، العــوام من يلقــون دائمــا من كثــيرا

35

السخرية. الخدم قصص وكانت موضوعا وأصــحاب للقصــاص دائما أصـــواتهم تقليد وكـــان الطـــرق، في والمضـــاحك النـــوادر

إليهم. الناس يجذب مما وحركاتهمالدينية. الوظائف من إال يمنعون الخصيان يكن ولم

الغالميات

تستلف جديدة عادة الخصيان هؤالء اتخاذ مع ظهرت وقد الخــــدم. يحكي ثــــوب الخادمــــات إلبــــاس وهي النظر

ــعودي ــدم األمين إلى األمر أفضى لما أنه المسـ ــدم قـ الخـ شــغفه شــدة جعفر أم رأت فلما منــازلهم، ورفع وآثــرهم

ــان المقدودات الجواري اتخذت بهم واشتغاله بالخدم الحســاطق، األقبية وألبســتهن رؤوســهن، وعممت الوجــوه والمنــدودهن، فماست ــ ــرزت ق ــ ــه، بهن وبعثت أردافهن، وب ــ إلي

ــاختلفن ــه، بين فـ ــذبن فاستحســـنهن يديـ إليهن، قلبه واجتـ الجواري الناس فاتخذ والعامة، الخاصة من للناس وأبرزهن

وســـموهن والمنـــاطق، األقبية وألبســـوهن المطمومـــات،الغالميات.

يلبسن جــواري بقــرن ذلك بعد الخلفــاء قصــور في ونجدــان، مالبس ــذلك الغلم ــدت وك ــذه امت ــادة ه الع ــا إلى أيض

الشراب. ساقيات الــتي العصــور طــول شأن بالغلمان الولوع لهذا يكن ولم يــدعوا ما ثم يكن ولم العربيــة، للــروح فيها الســيادة كــانت

ــاء ــك. أما في الكالم إلى األولين الفقه الرابع القــرن في ذل بالغلمان اللواط في الفقهاء آراء اختلفت فقد ــا ــا. اختالف بين

ــأراد ــبروه أن البعض ف ــا، يعت ــوا وأن كالزن القتل عقابه يجعل بـــالغالم اللـــواط بين يفرقـــوا أن آخـــرون وأراد والـــرجم،ــوك ــير الممل ــوك، وغ ــالوا الممل ــزم ال الحد إن وق األول يل

ــاني، بخالف ــثرون الث ــه، حد ال أنه على واألك ــوجب وهو في يالقاضي. من التعزير

به يســتهتر الغالم يكــون أن العصر ذلك ذوق من وكــان

36

السين. ألثغ غناجا، الصوت، أغنــان أنه على ــاطئ ك ــان دجلة ش ــانب إلى فيه للهو مك ج ال وقاصــده غريــرة(، )ظبية غريــر( أو )ظبي والخمر الخمار

درهمين. إال الليلة في كله لهذا يدفع من الملتحين غــير الشــبان يمنعــون العلمــاء بعض وكــان

القصص هــذه مثل من لخوفهم ذلك ولعل دروسهم، حضور التعلم على اإلقبـال الشديدي الصبيان بعض وكان الغرامية، مجــالس إلى التســرب من ليمكنوا مصطنعة، لحي يتخذون

العلماء. أولئك

37

البغاء البغــاء انتشر وقد الخصــيان، نظام شأن فشأنه البغاء أما واحــدة من بــأكثر الــزواج أبــاح اإلســالم إن من الــرغم على األعــزب الرجل كان بحيث البغاء، ينكر كان العرف أن ومن

يبدو كله، هذا بعد زوج، بدون الفتاة أو أمرا جدا، شاذا وأيضاــرغم على ــريعة أن من ال ــزاني حد جعلت الش ــتزوج ال الم

شــدد الشــارع أن على يموت، حتى يرجم أن فقضت قاسياــاط ــات في واحت الحكم معه يمكن لم حد إلى الزنا تهمة إثب

ــة، بهــذه حــوالي المســلمين الرحالة أحد وصف وقد العقوب عن وتكلم الصـــين في البغـــاء حـــال م912هــــ300 عـــام

ــزواني، ــوان في يثبتن وهن ال ــوان يســمى بهن خــاص دي دي المــال، لــبيت يؤدينها ضــريبة سنه كل في وعليهن الزواني،

الفتن. هذه من به طهرنا ما على الله نحمد قال: ونحن ثم كــــان فيها المحتسب أن الالذقية مدينة به اختصت ومما

ــاء القحــاب يجمع ــروم من للفســاد المــؤثرين والغرب في ال فيهن الفســقة ويتزايد منهن، واحــدة كل على وينــادي حلقة أن بعد الغربــاء، يســكنها الــتي الفنادق إلى يؤخذن ثم لليلة، منهن واحدة كل تأخذ ليكــون المطــران، خاتم يسمى خاتما مع خـــاطيء وجد وإن لهـــا، الـــوالي تعقب من بيـــدها حجة

النظــام هذا أن على عوقب، المطران خاتم غير من خاطئةالروم. حكم إلى الالذقية مدينة عادت أن بعد إال يذكر لم

وهم الحنابلـــــة، م( قـــــام934هـ=323) عـــــام وفي وعظم بغداد، في المنكر لمطاردة المتطرفون، المسلمون

القــواد دور يكبســون صــاروا حتى شوكتهم، وقويت أمرهم، وجدوا فإن والعامة، ضـربوها مغنية وجدوا وإن أراقوه، نبيذا والشــراء، الــبيع في يعترضــون وصــاروا الغناء، آلة وكسروا

ــال مشي وفي ــاء مع الرج ــبيان، النس ــإذا والص ذلك رأوا ف ضــربوه وإال فــأخبرهم، هو، من معه الذي عن الرجل سألوا

بغداد. أرهجوا حتى الشرطة، صاحب إلى وحملوه وقفة رأي إذا المحتسب يقـــول: إن المـــاوردي أن على

ــرأة مع رجل ــابل، طريق في ام ــارات منهما يظهر لم س أم

38

النــاس يجد فما إنكــار، وال بزجر عليهما يعــترض لم الــريب، ــدا ــذا، من بـ ــانت وإن هـ ــال، طريق في الوقفة كـ فخلو خـ

عليها، بالتأديب يعجل وال فينكرها ريبة، المكان أن من حذرا مواقف عن فصنها محرم ذات كانت وإن محرم، ذات تكون

تؤديك خلــوة من تعــالى الله فخف أجنبية كانت وإن الريب،تعالى. الله معصية إلى

النساء

ــذه في أنه على ــان الناحية ه ــرف ك البالد ع ــاهرا إلى ظ الحرية تلك العــرب الحظ وقد الشــرعية، النظريــات جــانب

بعضــهم وعلل لنســائهم، القبط رجــال تركها الــتي الكبــيرة إال الرجـــال من يبق لم وقومه فرعـــون غـــرق لما بأنه ذلك

فطفقت الرجــال، على النســاء يصــبر ولم واألجــراء، العبيد أجيرهــا، األخــرى تــتزوج وتتزوجــه، عبــدها تعتق المــرأة

يفعلوا أال الرجال على وشرطن فأجــابوهن بــإذنهن، إال شيئاالرجال. على ينفذ النساء أمر فكان ذلك، إلى

إلى ذلك على القبط نســاء حــبيب: إن أبي ابن يزيد قــال اليوم، ــبيع ال منهم، مضى لمن إتباعا يشــتري وال منهم أحد ي

بعد بمصر النســـاء احتفظ وقد زوجـــتي، أســـتأمر قـــال إال بمصر النساء إن المقدسي فيقول ذلك، من بشيء اإلسالم

زوجان. للمرأة الفجور، عن يتورعن ال للنسـاء يطــالب صــوت ظهر العصــور تلك في أنه ويظهر

م(،912هـ=300) عــام حــوالي الكبــيرة المهــام في بالحقيقول: الشاعر بسام ابن ألن

والعمامة بةوللكتا للنســـــــــــاء ماوالخطابه ــذا ــ ــا، هـ ــ على يبتن أنمنا ولهن لنـ

جنابه ــان ــاء من وك ــات النس ــدين، عالم ــاس يقبل بال على الن الحســين الله عبد أبي القاضي )ســتيتة( بنت مثل دروسهن

ابنها وكــان المحــاملي، الضــبي إســماعيل بن قاضــيا، أيضــا النـاس أحفظ ومن عالمـة، فاضـلة كـانت الواحد، أم وتكنىــذهب على للفقه ــافعي، م ــانت الش ــتي وك ــاء، مع تف العلم

ومثل هـــ(،377) عــام وتوفيت الحديث، عنها وكتب وحدثت

39

بنت )أم خلف بن كامل بن أحمد بكر أبي القاضي الفتح( ــ( ،390) عام توفيت التي شجرة بن ــير عنها وأخذ هـ من كث

والفضل. والعقل بالديانة موصوفة وكانت العلماء، فتقضي القضــاء، تتــولى أن للمرأة جوز من الفقهاء ومن

ــهادتها تصح فيما ــه، ش ــة، أبو وهو في ــوز حنيف جرير ابن وجاألحكام. جميع في قضاءها الطبري

ــاء ــرن وخلف ــاتهم كلهم الرابع الق ــوار أمه ــقلبيات، ج ص نــادرا، إال المملوكــات غــير يتزوجون يكونوا لم فإنهم ولذلك أحــدهم زوجة ســميت الخلفاء على المملوكات لغلبة ونظرا

بالحرة. اإلمــاء اكــثر صــار أجلها من الــتي العلة الجاحظ بين وقد أن قبل الرجل بــأن المهــيرات أكــثر من الرجال عند أحظىــه، فيها شــيء كل تأمل قد األمة يملك حظــوة خال ما وعرف

أما نفســــه، في وقوعها بعد ابتياعها على فأقبل الخلــــوة، يبصـرن ال والنسـاء النساء، جمالها في يستشار فإنما الحرة

ــال من ــاء جمـ ــات النسـ ــال وحاجـ ــوافقتهن الرجـ ومـ قليال من المــرأة تعــرف وإنما أبصــر، بالنســاء والرجــال والكثيرا،

نفــوس من تقع الــتي الخصــائص فأما الصــفة، ظاهر المرأةتعرفها. فال الرجال الحقيقيــة، للتهنئة مناسبة العموم على البنت ميالد وكان

أخيه إلى الرضي الشريف كتب وقد بمولودة: مهنئاــاءت اآلن ــ ــول ج ــ خي

راكضة الســــــــــــعدــري ــوم تج ــيء بي مضمجـــــــــــــدود الوجه اآلبـــاء صـــقل بمولد

حليتهــوق ــاق المجد فط أعنالمواليد الــراءون تهب مولودة

بهجتها في وعانقتها لثمـــــا،

محســـــــود ثـــــــوبالكرامة وقلة المادية،

ــادت ثم ــور إلى ع ــاع الظه ــالم القديمة األوض ــديم، لع ق طاحونه ســحقت حــتى عظيمــة، قــوة للمــال فيها وأصبحت

أجل من يعــرض صــار شــيء وكل أخــرى، قيمة كل الكبيرةــال، ــمة وبلغت الم ــال حب وص ــيله والمكر الم أعلى لتحصالدولة. رجال طبقات

40

وشــرفه نفسه بكرامة اإلنســان شــعور قلة عن نشأ وقدالغير. لكرامة تقديره قلة أحمد بن العبــاس م( خــالف884= هـ268) سنة وفي إلى وســار بالشــام، وهو عليــه، وخرج أبيه، على طولون بن

أبــوه إليه فسير برقة، من وعلى عليه وقبض هزمــه، جيشــاــان ــه، كـ ــاقبهم، أن وأراد معـ رفيعة عظيمة دكة فنصب يعـ

إليها العلو ذلك من وشــرع يوازيها، علو في وجلس السمك،ــا، ملحم خفتـــان في أبيه يـــدي بين العبـــاس ووقف طريقـ العبــاس أعــوان وكــان مشهور، سيف وبيده وخف، وعمامة

ــورة في على جالســين أبيه على الخــروج له حسن ومن الث العباس يؤمر ثم بالسوط، يضرب منهم الواحد فكان الدكة، إلى الدكة من يلقى ثم خالف، من ورجليه يديه يقطع بــــأن

األرض. ـــ الفــرات ابن يــزل لم العباس بن حامد الوزير خلع ولما

إليــه، ســلمه حــتى بالخليفة الوزارةـــ على خلفه الــذي وهو الجديــد، الــوزير ابن المحســن، وكــان ويضرب، يصفع فكان

ــرب، إذا يخرجه ــ ــرد، جلد فيلبسه شـ ــ من ويقيم ذنب له قـــفعه، يرقصه ــرب ويص ــك، على ويش ــرى ذل حامد على وأج ذو يســتجيزها وال النــاس، أفاعيل من ليست قبيحة أفاعيل

عقل. وال دينــه( النــبي عن تــروى أنه على ــه وآل حكاية)صــلى اللــه علي

أن هشام ابن حكى بكرامته، المسلم شعور مقدار لنا تصور أصــحابه صــفوف عــدل)صلى الله عليــه وآلــه( الله رسول

بن بســواد فمر القــوم، به يعــدل قــدح يــده وفي بــدر، يــومــل( مستنتل وهو النجام، بن عدي ابن حليف غزية، )مستنص

ســواد! يا وقال: اســتو بالقدح، بطنه في فطعن الصف، منــال: يا ــول فقـ ــني! وقد الله رسـ ــالحق الله بعثك أوجعتـ بـ )صــلى اللــه الله رســول فأقــدني! قــال: فكشف والعــدل،

فقال: بطنه، عنعليه وآله(ــتقد، ــواد، فاعتنقه اس ــذا11بطنه وقبل س ــال .ه ــعور مث لش

ــا، صحيح اصل ال القصة - هذه11 ان قلنا إذ )م(. اللهم يخطأ ال معصــوم ألنه له )وألول كتــاب في المؤلف اإلمــام ذكره تفصيل على بطنه يقبل ان أراد سوادة

. 2العالم( ج تاريخ في مرة

41

بكرامته. األول المسلم

التعذيب تكــاد ال البدنية العقوبة كــانت فقد الرابع القــرن في أما

في أنه الدولة معز األمير عن بالكرامة. ويحكى مزرية تعتبر بالمقــارع المهلــبي محمد أبا وزيــره هـــ( ضــرب341) ســنة الضــرب، عنه يرفع بــأن بينها يــراوح مقرعة، وخمسين مائة الــوزير هــذا ولكن الضرب، عليه يعيد ثم ويبكته، يوبخه حتى الــوزارة، إلى يرجع أن الضــرب هــذا من استقل أن بعد قبل في بمصر الــوزارة تــولى بعجيب. وقد ذلك األمــير يجد ولم

الخيانــة. بســبب قطعتا قد يــداه كانت رجل الخامس القرن أحد يتــولى ال حيث الزنــوج، عند ما يشـبه ما إلى الحال وبلغ

احتمـــــال على مقدرته تمتحن أن بعد إال القوافل قيـــــادةبالسياط. الضرب

ــان ــوار وك ــذين الث ــديهم، في وســالحهم يؤســرون، ال أي ســخط من أثــاروه ما قــدر وعلى جــرمهم بحسب يعــاملون

معاملة بغـــير يعـــاملون األجـــانب األســـرى ورعب. وكـــان ســبقوا الــذين األعــراب أن البالد. ويحكى أهل من الخوارج الحنظــل، فيها وألقــوا فنزحوها المــاء، مواضع إلى الحجــاج

الحجـــاج من العطش بلغ حـــتى منهم وهلك كبـــيرا، مبلغـــا منهم وأجيع وحبسوا، أشهروا بأن عوقبوا ألفا، عشر خمسة

مــاتوا حــتى دجلــة، على تركــوا ثم المالح، وأطعموا جماعة، الماء. يشاهدون وهم وحسرة، عطشا أبي ابن على م( قبض901= هـــــــ289) عــــــام وفي

ــوارس ــ ــرمطي، الف ــ بمد خلع ثم أوال، أضراسه فقلعت الق على وتــرك األخــرى، في صــخرة وتعليق ببكــرة يديه إحدى يــداه قطعت ثم المغــرب، إلى النهــار نصف من الحالة هذه

وصلب. عنقه وضربت اليوم، ذلك غد من ورجاله )صـــــــاحب على م( قبض903هـ=291) عـــــــام وفي

ــامة(، ــواد أحد وهو الش ــاة، القرامطة ق ــان القس ــذبح وك ي بغداد. وقد وأصحابه هو وأدخل األنعام، تذبح كما المسلمين

فأمر جميعا، الناس يراه حتى يشهره، أن على الخليفة عزم

42

بهــدم وأمر فيــل، ظهر على والــدقل دقــل، على يصــلب أن ذلك استســمج ثم الفيــل، بها يجتــاز الــتي األبــواب طاقــاتــأمر ــي، بعمل فـ ــاع في الفيل ظهر على وركبه كرسـ ارتفـــف، ذراعين ــ ــرمطي، فيه واقعد ونص ــ ــار الق ــ يديه بين وس

من وبــرانس دراريع وعليهم جمــال، على مقيــدين األســرىــر، وهو القــرمطي أصــحاب أحد المطــوق بينهم وكــان حري

مخروطــة، خشــبة فمه في جعلت وقد لحيته، تنبت لم غالم لما أنه وذلك كاللجــام، قفــاه إلى شــدت ثم فمه، بها وألجم في ويــبزق عليــه، دعــوا إذا النــاس يشــتم كــان الرقة دخل

المكتفي أمر ثم يتكلم، لئال فمــه، في ذلك فجعل وجــوههم، عن وذكر القرامطــة، لقتل أذرع عشــرة ارتفاعها دكة ببنــاء

ســكرجة المكتفي حبس في وهو أخذ الشــامة( إنه )صاحب بشظية وقطع فكسرها، عليه، تدخل كانت التي المائدة من فترك كثير، دم منه فسال عروقه، منها شــدت أن بعد أيامــاــده ــه، إليه رجعت أن إلى ي ــدم ثم قوت ــواد ق ــة، ق القرامط

أعنــاقهم وضــربت ، وأرجلهم أيــديهم وقطعت بعد واحــدا إلى الدكة أعلى من وأعضــاؤهم جثثهم تــرمى وكانت واحد،

ورجاله، يــداه الشــامة" فقطعت "صــاحب قــدم ثم األرض،ــار وأضــرمت ــانت صــليب، خشب فيها وأدخل عظيمة ن وك

عينيه يفتح وهو وبطنه، خواصره في الموقدة الخشبة توضع عنقــه، فضــربت يمــوت، أن عليه خشي حــتى ويغمضــهما،

ــبر خشــبة، في رأسه ورفع ــة، على كــان من وك ــبر الدك وك فلما األســرى، أعنــاق ضــربت ثم أســفلها، في الناس سائرــان ــرءوس حملت الغد كـ ــر، إلى الـ ــلب الجسـ ــدن وصـ بـ

ببغداد. األعلى الجسر على القرمطي بها قضت عقوبة والرجل اليد قطع أن عرفنا وإذا

ــتعمل اليوم إلى تزال وال ،12قبل من اإلسالمية الشريعة تســوار مع ــ ــراكش، في الثـ ــ ــذا بعد نظرنا ثم مـ ــ قائمة في هـ

ــاول في كانت التي المروعة العقوبات مثل في الحكــام متن لوجدنا، األوروبية، الوسطى العصور أواخر في األحوال هذه مبلغ تبلغا لم وبغـــداد القـــاهرة أن الراحـــة، من شـــيء مع

في يقع بمن وغلظته المتسلط الحاكم قوة حيث من أوروباالفقه. في المذكورة الشروط عشرات - هناك12

43

يده. معه أخذ بويه بن الدولة عمــاد لمحاربة يــاقوت خرج ولما الثعــالب، أذنــاب وعليها لبــود، برانس وذلك وأغالال، وقيــوداــحابه، بويه ابن على ليجعلها ــهرهم وأصـ البالد، في بها ويشـ

ولكن بويه ابن أصــحاب فأشــار معه، ذلك ووجد هزم، ياقوتاــال فامتنع، ذلك، مثل وأصحابه بياقوت يفعل أن عليه إنه وق بويه ابن أحسن ثم بغيــه، ياقوت لقي ولقد ظفر، ولؤم بغياألسارى. إلى

التعذيب تحت اقرار ال

الــذي القاضي جــانب من األذى وإلحــاق القســوة وأما صــحائف 13 تاريخنا في القســوة ولهــذه ـــ مسألة في يحققــ بالفظائع مملوءة طويلة اإلســالمية، الشــريعة منعتها فقد ـ بــاألذى اإلنســان عليه يكــره الذي اإلقرار اعتبرت بأن وذلك

بــه، القاضي صــياح بمجــرد أو والتعــذيب إقــرارا غــير بــاطالقانوني. الــذين إال يأتيها ال كــان التعــذيب من أخــرى ضــروب وثم إخراج على الناس ليكرهوا والخراج، اإلدارة مسائل يتولون

يبتلى من يعلقــوا أن به اختصــوا الذي التعذيب المال. وكانــده من بهم ــه، أو ي ــتركوه رجل وي ــا ــه. تنحل حــتى معلق قوت

ــرجم هي المســلم القاضي عند عقوبة وأقسى للشــخص ال ألن تفـــــــــــــرض، لم كأنها عقوبة وهي زنى، إذا المحصن

اإلثبــات في تحتم الشــريعة يكــون توفرها يكــاد شــروطا وقطع أخذ من عقوبة الشـــريعة جعلت مســـتحيال. وكـــذلك

قتـــل. قتل فـــإن ورجلـــه، يـــده تقطع أن وحـــارب الطريقــاب ــد. وفي قطع الســارق وعق م(924هـ=312) ســنة الي

كــان أنه به وظن الخالفــة، دار في وجد أعجمي على قبضــدر، يفتك أن يريد ــرب بالمقت ــف، فض ــبره، يقر فلم وعن بخ

قنب من حبل عليه ولف صــلب، ثم تلــف، حــتى وعــوقببالنار. وضرب بالنفط، ولطخ ومشاقة،

المسيحيين. تاريخ - أي13

44

العمـــال أحد م( ســـمل1001= هــــ392) ســـنة وفي واحرقــوه البلد أهل نبشه دفن أن فبعد فمات، المكروهين،

أن أعلم إليهم. وال القــبيح من قــدم ولما لهم معاملته لسوء قط. حي وهو أحرق العصر ذلك في المسلمين من أحدا

ــاكم الخليفة عن ويحكى ــ ــأمر الحـ ــ له عن لما أنه الله بـــات حظاياه بعض غرق الزهد إظهار ــأن وذلك أوالده، وأمه ب

ــعن ــناديق في وضـ ــمرت صـ ــارة وثقلت عليهن وسـ بالحجـالنيل. في وألقيت اخــترعوا خاص بنوع النصارى مؤرخي أن على من كثــيرا

النصــارى، إيمــان لتقوية للحاكم ونسبوها القاسية الحكايات فاتهموه المقــدس بيت بطريــرك أورســتيس عذب بأنه مثال

تعذيبا أورسـتيس باستشـهاد تحتفل والكنيسة وقتله، شديدا النصــراني المــؤرخ ســعيد بن يحــيى ولكن مــايو، شــهر في

كان الذي مات أنه مرات ثالث يؤكد البطريرك لهذا معاصراالقسطنطينية. في

ويقول المعتز، الخليفة م( خلع869= هـ255) عام وفي أصــحاب بقليــل: إن التــاريخ هــذا بعد ولد الــذي المسـعودي

المعتز أن ذكر من فمنهم مقتله، في تباينوا والتواريخ السير أنه ذكر من ومنهم أنفه، حتف بالله المهتدي خالفة في ماتــام من حبسه في منع ــراب، الطعـ ــات والشـ قطع عند فمـ

المغلي، الحــار بالمــاء حقن أنه رأى من ومنهم عنــه، الغذاء جوفه وجد ذلك أجل فمن للناس. واألشهر أخرج حين وارما حمــام دخــول على أكـره أنه العباسـيين بأخبار عني من بين

قـال من فمنهم هـؤالء، تنــازع ثم منــه، الخروج ومنع محمى إنه قال من ومنهم نفسه، فاضت حتى الحمام، في ترك أنه

مــاء وســقي يتلف، كاد أن بعد أخرج، فنــثر بــالثلج، مقــرورا مــؤرخ وهو الفــداء، أبو فــوره. أما من فخمد وأمعاءه، كبده

أدخلوه إنهم فيقول متأخر، فمات. عليه، جصصوه سردابا اختلف وقد الخالفة ولي الــذي المهتــدي قتل في أيضــا بالبســاط عليه كبس وقيل خنقــا، قتل إنه المعتز: فقيل بعد

بين جعل أنه رأى من المــؤرخين مــات. ومن حتى والوسائد إنه وقيل مـــات، أن إلى بالحبـــال وشد عظيمين، لـــوحين أنه المسعودي عند واألشهر مات، أن إلى مذاكيره أعصرت

45

بالخناجر. قتلــير، ابن يحكي وكـــذلك ابن متـــأخر: إن مـــؤرخ وهو األثـ

م(909هـ=296) عـــام قتل الـــذي الخليفة وهو المعـــتز،مات. حتى خصيتاه عصرت الخلفــاء سـمل عــادة ظهــرت الهجري الرابع القرن وفي

لعــادة احتــذاء وذلك الخالفة منصب تــوليهم دون للحيلولة العــذاب هــذا ذاق من أول قبل. وكان من البوزنطيين الروم

القضاة إليه أرسل حينما القاهر، الخليفة اإلسالم خلفاء بينــاس يحل أن فأبى بالخلع، نفسه على ليقر والشهود، من الن

بن أحمد م(. واستدعي934هـ=322) عام في وذلك بيعته،ــان محمى بمسمار فكحله الصابي، الحسن أبي دفعتين. وك

ــاني المتقي ــام ســمل من ث ــ333 ع ــأمر وذلك م،944 هـ بــاح المتقي صاح فلما التركي، الحرس رئيس توزون معه ص

ــدم، النســاء ــأراد والخ ــوزون ف ــأمر الصــراخ، يخفى أن ت فالدبادب. بضرب المسلمون تعلمه وهذا البوزنطيين. الرومان من أيضا القتل وأما إال أعلم وال متبعا، يكن فلم شنقا ــاال مث واحــداــبه ــك، يش ــوزراء أحد أن وهو ذل ــأن علق ال قلبه في عمل بمات. حتى يضطرب، يزل فلم كالبين،ــالبيض القتل ذلك أمثلة بالســم، القتل وأما المســموم، ب

بن حامد للــوزير المعاصــرون القــدماء المؤرخون يقول كما تخمين بحسب وذلك ـــ الثمــانين جــاوز قد وكــان ـــ العبــاس

نفسه. الوزيرــذكر بل ــات أقــدم من حكاية في ي في وقعت السم حكاي م( وقيل786 ـ785هـ= 170 ـ169) الهادي الخليفة عهد العهد ذلك مــؤرخي من وهو المســعودي ذكر وقد ذلك، غير بن إســماعيل بسم مــات وقيل المعتضــد، وفــاة في قيل ما

أن ذكر من ومنهم جســده، في يسري فكان قتله، قبل بلبل ومنهم الخادم… وصيف طلب في مسيره في تحلل جسمه

إيـــاه أعطته منـــديل في ســـمته جواريه بعض أن رأى من.14 أعرضنا عنه مما ذلك غير وقيل به، يتنشف

أصــابه الــذيt الحسين اإلمام حتى بالسم ماتوا األئمة إن - كما14 ســهم أيضــا بالســـيف ملجم ابن ضـــربه حيث المؤمـــنين أمـــير واالمـــام هكـــذا مســـموم

46

العصر ذلك في القلــوب القســاة الحكــام بين من وكــان كــان أنه منهما األول تعــذيب من ويحكى والقــاهر، المعتضد

تحشى بــأن يــأمر ثم وتقييــده، بتكتيفه فيــأمر الرجــل، يأخذ دبــره، في المنــافخ وتوضع بــالقطن، وفمه وخيشــومه أذناهــاه، وبرزت أعضائه سائر وورم المنفوخ كالزق صار فإذا عين ذلك فعند الحــاجبين، فــوق عــرقين في وضــرب دبــره، سد

يخمد حــتى وصــفير، صــوت ولهما والدم، الريح منهما يخرجويتلف.

الســيئة، لطبيعته مناســبة أكــثر فكــانت القاهر فظائع أماــرح أمر أنه عنه فيحكى ــ ــحاق بط ــ ــماعيل بن إس ــ وأبي إس

ــرايا وتضــرع مقيــدين، حــيين بــئر، في أحمد بن نصر الســه، يلتفت فلم العفو، وسأله أحدهما نخلة بســعف وتعلق إلي

في ودفعه يديــه، بضــرب القاهر فأمر البئر، من قريبة كانت حــتى بــالتراب، البــئر بطم أمر صــاحبه. ثم جــانب إلى البئرواقف. وهو امتأل،

ــؤنس ظفر ولما ــه، يلبق بن وعلي هو اعتقله بمـ ثم وابنـــرته، علي ذبح ــه، إلى رأسه وحمل بحضـ ــق، ذبح ثم أبيـ يلبـ

لعن رآهمـــــا، فلما مـــــؤنس، إلى ابنه ورأس رأسه وحمل كما وذبح البالوعة، إلى برجله فجر به، القاهر فأمر قاتلهما،

ــرؤوس أخــرجت يراه. ثم والقاهر الشاة، تذبح في الثالثة ال وطيف النــاس، شــاهدها حــتى الميــدان، إلى أطسات ثالث

دار إلى رد ثم بغــــداد، جــــانبي في يلبق بن علي بــــرأسالرؤوس. في الرءوس مع وجعل السلطان، القــاهر وكــان قتل أيضــا ــ رجال كــان عباسي أمــير وهو ـ

ويسد بــاب فتح في يقــام أن به أمر بــأن ـ الملك في طامعاحي. وهو واآلجر، بالجص عليه

إلى كتب أنه العزيز عبد بن عمر الخليفة عن ويحكىمسجون. يغل ال م( بأن700هـ=1008 )عام حوالي عماله

الــدعارة أهل أن الفقهــاء رأى الرشــيد هــارون عهد وفي الجنايـــات من شـــيء في أخـــذوا إذا والتلصـــص، والفسق

بيت من أو الصــدقات من عليهم يجــرى أن فالبد وحبســوا، في دراهم عشــرة منهم كل على ويجــري يقوتهم، ما المال

بالسم. مات)صلى الله عليه وآله( الرسول إن التواريخ وفي المسموم،

47

يـــده، في له تعطى الشـــهر، ــا أو لهم الســـجان لظلم دفعـ في يكســوا أن والبد وشــرابهم، طعــامهم من إياهم حرمانه الشتاء الصــيف وفي وكساء قميصا قميصــا ومقنعــة، وإزاراالصدقة. لطلب السالسل في الخروج عن لهم إغناء وذلك

الزكاة

الشــريعة لها جعلت فقد المســلمين عند الزكــاة أما حــداــدخل، من ال الثروة من العشر نصف وهو أدنى، في وذلك ال

األتقيــاء وغير األتقياء المتدينين أخبار من نقل سنة. وقد كلالصدقات. في شعورهم سمو على تدل كثيرة حكايات

الهـــروي الضـــبي ذهل أبي بن الله عبد أبي عن ويحكى له تضـــرب كـــانت م( أنه988هـ=378 عـــام )المتـــوفى

فيتصـدق أكـثر، أو ونصف مثقـال منها الـدينار وزن الدنانير، ناولت إذا ألفرح، ويقول: )إني بها، ــوهم كاغدا، فقيرا أنه فيت

على فــزاد وزنــه، إذا ثم فرح، صفرته ورأى فتحه فإذا فضة،ــدخل ال كثيرة غلة الرجل لهذا أيضا(. وكانت فرح المثقال، ي

المســـتورين على يفرقه والبـــاقي عشـــرها، دون إال دارهالمستحقين. وسائر

السجزي، محمد أبي دعلج بن أحمد بن دعلج عن ويحكى وكان تاجرا غنيا أنه م(،962= هـــ351 عــام )تــوفي وعالما األجــزاء في وجعل فيــه، لينظر عقدة ابن إلى بالمسند بعثدينارا. ورقتين كل بين

ببغــداد المــال بكــثرة المشهورين التجار أحد عن ويحكي في خشــكنانكة، خمســمائة الواعظ سمعون البن أرسل أنهدينار. منها كل

ــوفى الشــاعر جحظة عن ويحكى ــام )المت ــ324 ع = هـ من أفــرغ بيته صــار حــتى شــديد، ضيق في وقع م( أنه936ــؤاد ــى، أم ف ــرف موس ــال أحد حاله فع ــدين، العم المتقاع

بيته من له وأحضر فزاره، فرشا إليه يحتاج ما وكل وقماشاــبيت ــة، آالت من ال ــده وجلس ومؤون يومــه. وفي طــول عن إليه أرسل التالي اليوم من ثياب ورزمة درهم ألفا فيه كيسا

48

معــه، ليخــرج جحظة قــام الخــروج أراد الثيــاب. ولما فــاخرلك. دارك في ما بابك! فكل له: احفظ فقال

تجعل أن ولد منذ فعودته صـالحة، أم الكتــاب ألحد وكـانــا، ليلة كل في نومه عند رأسه تحت ــل، فيه رغيف ــإذا رط فحياته. طول ذلك يفعل ابنها فظل به، تصدقت الصباح كان

حســنة سنة ألهلها وكان كثير، نخيل كرمان بالد في وكان فيأخـذه الـريح، أسـقطته ما تمـورهم من يرفعـون ال فكانوا الضــعفاء إلى فيصــير الريــاح، كــثرت وربما أربابــه، غــير

إلى يصــير مما أكــثر التقــاطهم في التمــور من والمســاكينأربابه.

اليتامى فقد يتيمــا، كــان)صلى الله عليه وآلــه( النبي ألن ونظرا

اليتامى على يعطفون المسلمون صار لم وإن خاصا، عطفا أصــفهان ففي لهم، أعــدت بيــوت في يجمعوا أحد كــان مثال

ويــدهن منزلــه، إلى الجمعة يــوم باأليتــام يــذهب الصــالحينرؤوسهم.

والمارستانات المرضى بــــــــنى من وأول بعض اإلســــــــالم في للمرضى دارا

كل اإليمــان عن بعيدين وكانوا البرامكة، جاء ثم المسلمين، فأسسوا البعد، هندي. لطبيب رياسته أسندوا بيمارستانا

الله: عبد ابنه إلى كتب أنه الحسين بن طاهر عن ويحكى المسلمين لمرضى )وانصب توقيهم، دورا يرفقــون وقوامــا

أسقامهم(. يعالجون وأطباء بهم،ــنى ــون بن أحمد وبـ ــام طوطـ م( أول873هـ=259) عـ للرجــال، أحــدهما حمامــان، به وكــان بمصر، كبير مارستان

فيه يعــالج أال المارســتان هــذا في وشــرط للنســاء، والثاني ونفقتــه، ثيابه تــنزع أن العليــل، جــاء وإذا مملوك، وال جندي

ــتان، أمين عند وتوضع يلبس ثم المارس ــا ــرش ثياب ــه، ويف ل أكل فــإذا يبرأ، حتى ويعالج فروجــا باالنصــراف، أمر ورغيفــا

هــــذا على طولــــون ابن أنفق وثيابــــه. وقد ماله وأعطي

49

كل في بنفسه يــركب وكــان دينــار، ألف ســتين المارســتانوالمرضى. المارستان ليتفقد جمعة يوم

األدوية جميع فيها شــراب خزانة المســجد في جعل وكذاــان للعالج، الجمعة يــوم يجلس وطــبيب واألشــربة في وك

ــتان ــانين، قسم المارسـ ــان أنه حين على للمجـ ــداد كـ ببغـ الذي القديم هزقل دير وهو بالمجانين، خاص كبير مارستان

واسط. طريق في الجنوب إلى مرحلة على يقع كان ــ892= هــ289 ــ279المعتضـد) الخليفة عهد وفي

ــاعدي البيمارستان نفقات كانت م( ببغداد902 وأرزاق الص على المغلــوبين يخدم ومن والكحالين، والمأانين المتطببين الطعــام وأثمــان وغــيرهم، والخبــازين والبــوابين عقــولهم،

وخمسين أربعمائة واألشربة، واألدوية الشهر. في دينارا) سنة وفي كبيرة، زيادة بغداد في المارستانات زادت ثم ســنان وهو مسلم، غير طبيب تقلدها خمسة هـ( كانت304

ببغــداد فتح وإشــارته الكبــير الطــبيب هذا وبفضل ثابت، بن أحــدهما كبــيران، آخــران م( مارستانان918هـ=306 )عام

وكــان المقتــدري، المارســتان وسمي نفسه، الخليفة اتخذهــدر، أم بيمارستان والثاني الشام، باب في يقع اتخــذه المقتــبين. له ورتب دجلة، نهر على يحيى بسوق سنان لها المتطب

ــانت ــتان على النفقة وك ــاص، ماله من الخليفة بيمارس الخ السيدة مارستان نفقة شهر. أما كل في دينار مائتي وبلغتشهر. كل في دينار ستمائة فكانت الفرات ابن الوزير م( أسس923 هـ= 311) عام وفي

أيضا في دينــار مــائتي ماله من عليه وأنفق ببغداد، مارستاناشهر. كل

أكــرم بغداد على بجكم استولى ولما غاية وعظمه ســنانا= هـــ329) عــام في يتخذ أن عليه ســنان فأشــار التعظيم،

941 الشــاطيء على جميلة ربــوة فــوق ثالثــا، م( مارســتانا قبــل، من الرشــيد هــارون قصر تحمل كانت لدجلة، الغربي

المارستان هذا وظل الدولة عضد جــدده حــتى طــويال، زمانا م(،981= هـــ371) عــام وافتتحه م(،978هـــ= 368) عام

ــاء وزوده ــوابين والخــزان والمعــالجين باألطب ــوكالء والب والوالناطورين.

50

م(966 هـــ= 355) عــام في الدولة معز أسس وكــذلك ــتانا ــة، على الـــذي الجسر عند آخر مارسـ عليه ووقف دجلـ

أوقافا دينار. آالف خمسة منها يرتفع وضياعا شــيراز مثل الواليات في الكبرى بالمدن كان أنه إلى هذا

الخاصة. مستشفياتها وواسط وأصفهان أن بالمقتدر م( أتصل931هـ=319) عام في أنه ويحكى

ــاء من رجال ــل، معالجة في غلط األطبـ ــات، رجـ ــأمر فمـ فـــاء جميع بمنع بطيحة أبا محتســبه من إال المعالجة من األطب

ــنان امتحنه ــ ــ ــابت، بن سـ ــ ــ له يطلق بما رقعة له وكتب ثـــرف ــناعة فيه التصـ وأمر الطب، من صـ ــنانا ــان سـ بامتحـ

فكانوا المتحانهم، بغداد جانبي في األطباء األطباء. وأحصى ثمانمائة وستين ونيفا امتحانــه، عن اســتغنى من سوى رجال

خدمة في كــان من وســوى الصــناعة، في بالتقدم الشتهارهــلطان، ــان الس ــاء إذا وك ــنان إلى الرجل ج ــدأ ليمتحنه س ب

الشــيخ من أســمع أن اشــتهيت لــه: )قد قــال ثم بإجالســه،الصناعة(. في شيخه يذكر وأن عنه، أحفظه شيئا،

دار المجاعة وقت واسط في بـــنى أنه بجكم عن ويحكىوالمساكين. للضعفاء ضيافة

المعيشة أحوال

عصر في وزوجته هو النــاس عامة من الرجل يكفي كانالسنة. في درهم ثالثمائة الرشيد

غــير ثــروة تعتــبر دينــار ســبعمائة تبلغ التي الثروة وكانتقليلة.

ــاء أحد عن ويحكى ــال أبن ــوالة( أنه العم ثروته أضــاع )ال وابن ألبيه مــولى كــان خــادم مــات ثم المغنيات، بعض على ألف أربعـــون تركتهما من له فحصل واحـــد، يـــوم في عم

فعمر دينــار، آالت واشــترى دينــار بــألف دارا وفرشــا وثيابــا وجواري دينــار ألفي لتــاجر وســلم دينــار، آالف بســبعه ثالثــا

للشــدائد، آالف عشرة األرض بطن في وأودع فيها، له يتجرنفقته. مقدار على يزيد ما سنه كل في تغل ضيعة وابتاع

51

األبنية عند الــدور بناء طريقة عن سامراء حفائر لنا كشفت وقد

الــدور كــانت فقد الهجــري، الثــالث القــرن في العراق أهل أو الشارع وبين بينهما واحد: يصل مثال على تبنى بسامراء قــائم واسع صــحن إلى يفضي مســقوف، دهلــيز الــدرب من به ويتصل العــادة في طوله ثلــثي عرضه يبلغ الزوايــا،

صـغيرة، غـرف أركانها وفي الكــبرى، القاعة العـرض جانبــحن ويحيط بالص ــا ــرف أيض ــاورات غ ــكنى مربعة متج للس

ثانوية صـغرى أفنية الـدور معظم وفي المنزليــة، وللمرافق الــدور تخلوا أيضا. وال المنزلية للمرافق أماكن على تشتمل

األرض، تحت ومجار حمامات من قط فيها يكــون ما وكثــيرا وتشتمل آبار… )طارمات( أساطين ذات صحون على أحيانا كلها التهوية. والدور بوسائل مهيأة للسكنى سراديب وعلى

مستوية غير بها المحيطة األرض كانت وإذا واحد، طابق من في لهم بمهارة مرتفعة مسطحات الدور أصحاب منها اتخذ

ــة، ســتين الواحدة الدار في الغرف عدد يبلغ ذلك. وقد غرفــبابيك وبها ــألواح تقفل ش ــاج من ب ــوع الزج ــوان، المتن األل

سنتيمترا. والخمسين العشرين بين اللوح عرض ويتراوح ما بــالعراق الرابع القرن أخبار من أيدينا بين فيما نجد وال الصــيف، فصل في للســكنى السراديب استعمال على يدل ترجع الــتي الكثــيرة الحكايــات من حكاية أية لذلك تشير وال

الحر اتقــاء عــادة ـ العادة هذه أصل ويرجع العصر، ذلك إلى الوســطى آســيا بالد إلى ـــ الســراديب في بــالنزول الشديد

ــام في 15تي ين وانج الرحالة لنا يحكي حيث م( أن981) عـ تحت مســـاكن الصـــيف في يســـكنون البالد تلك أهل بعض

األرض. زرنج، مدينة كــانت فقد العهد لــذلك اإلســالم بالد في أما مــدينتين أول بفــارس أرجــان ومدينة سجســتان، مــدن أكبر فيها يجــري األرض تحت ســراديب الصــيف في أهلهما اتخذ

الفارسي الرحالة يذكر الهجري الخامس القرن الماء. وفي15 - Wang Yen te.

52

ــرو ناصر ــائص من أن خسـ ــان مدينة خصـ من فيها أن أرجـــا، ما مثل األرض تحت األبنية ــاء وأن فوقه ــري الم تحت يج النــاس يستروح الصيف أشهر وفي السراديب، وفي األرض

فيها. مصر محاسن من بقــرون: إن ذلك بعد المقريــزي ويذكر

جــوف في الــدخول الصــيف حر في يحتــاجون ال أهلها أنبغداد. أهل يعانيه كما األرض،ــول عن يستعيضون العصر ذلك في الترف أهل وكان دخ

عــادة الخيش. وكــانت بيت أو الخيش قبة بنصب السراديب فتكــون صــائف، يوم كل في بيت سقف يطين أن األكاسرة

طــواال، الخالف بأطبــاق يــؤتى وكــان فيــه، الملك قيلولةــبيت، حــول فتوضع ــؤتى ال ــار، الثلج بقطع وي ما فتوضع الكب

أيضا. األمويين عادة هذه وكانت أضعافها، بين أخــرى طريقة اتخــذت العباسي المنصــور عهد في ولكن يبلونه يزالــون وال الغليــظ، الخيش ينصــبون فكــانوا للتبريد، ثم قبــة، على ينصب الخيش وكــان الجــو، فيــبرد بالمــاء،الناس. فاتخذها الشرائح، بعدها اتخذت

ــيراز الدولة عضد دار في رأى أنه المقدسي ويحكي ــ بش حولها قــنى بواســطة الــدوام على الماء يبللها الخيش بيوت

شــائعة كــانت التبريد في الطريقة هذه أن ويظهر فوق، من بغداد. في جدا

تشــبه مروحة الصــيفية الــبيوت هــذه في يســتعمل وكان حبل بها ويشد الـــبيت ســـقف في تعلق الســـفينة، شـــراع الرجل أراد فــإذا الــورد، بماء وترش بالماء تبل وهي يديرها،

الــبيت بطــول فتــذهب بحبلهــا، جــذبها القائلة وقت ينــام أنطيب. بارد نسيم منها ويهب وتجيء

ســطوح على الصــيف ليل في ينــامون بغــداد أهل وكــانالبيوت.

مدينة لكبرها كأنها بها يتصل وما الخالفة دار وكــــــــانت الخالفة قصــــور أن االصــــطخري ويحكي بــــذاتها، قائمة

المحيطة الجـدران وتمتد كبــيرة، مسـاحة تفترش وبساتينهاكثيرة. فراسخ بها

تصل ســراديب هنــاك كــان أنه المتــأخرون الكتاب ويذكر

53

ــها القصـــور قصـــور أن خســـرو ناصر فيحكي ببعض، بعضـ بينها تصل وصــغرى كبرى بيوت من مؤلفة كانت الفاطميين

األرض. تحت سراديب مــوت بعد بشــيراز الدولة عضد قصر المقدسي رأى وقد

أن للمقدسي الفراشين رئيس وحكى بقليل، السلطان هذا كل يجلس السلطان كان حجرة، وستين ثالثمائة القصر فيالحول. إلى واحدة في يوم

ــرب ــرن أواخر وق ــالث الق ــري الث نجد الهج ــروبا من ض وكأنما آخــر، إلى بالط من تنتقل القصــور إعــداد في التفنن

ذلك كان فكــان األدب، في والصــناعة التكلف بابتــداء مؤذنا طولها الزئبق من بركة بمصر الطولونــــــــــــيين قصر في

خمســـون ــا ــها ذراعـ أركانها في وكـــان خمســـون، وعرضـــانير فيها الخالصة الفضة من أســاطين محكمة حرير من زنــنعة ــة، من حلق في الص ــرش لخمارويه وعمل الفض من ف

ويلقى شـــده حينئذ فيحكم ينتفخ حـــتى بـــالريح يحشى أدمــة، تلك على ــ ــانير وتشد البركـ ــ الفضة حلق في الحرير زنـ

هــذه وكــانت الفــرش، ذلك على األمــير ينام ثم باألساطين، فكـــان الملوكيـــة، الهمم من به ســـمع ما أعظم من البركة نــور تــألف إذا عجيب، منظر المقمــرة الليــالي في لها يــرىالزئبق. بنور القمر

ــير أسس ولما ــدلس أم ــدين الناصر األن ــوي الله ل األمــراء مدينة ــتي الزه ــال ال ــؤرخين بعض ق في يبن لم إنه الم

فيها عمل منها، أحسن اإلسالم بالزئبق. مألها بحيرة أيضا الولـوع وهـذا باألزهــار، تقـدم ما فـوق خمارويه أولع وقد

منشــئي أكــبر كله بــذلك خمارويه فصــار الترك، صفات من أبيه بســتان على أقبل أنه ذلك اإلسالم، أمراء بين البساتين

بســتانا، كله فجعله ألبيــه، كان الذي الميدان وأخذ فيه، فزاد النخل إليه ونقل الشــجر، وأصناف الرياحين أنواع فيه وزرع

الجــالس، يتناوله ما ومنه القــائم، ثمــره ينــال الذي اللطيف الشــجر من صــنف كل إليه وحمل النخل، خيار أصناف ومن

وغرس الزعفران، فيه وزرع الورد، وأنواع العجيب المطعمــان من فيه ــزروع الريح ــوش على الم ــات معمولة نق وكتاب

ــالمقراض، البســتاني يتعاهــدها مكتوبة ورقة تزيد ال حــتى ب

54

واألصـــفر واألزرق األحمر الـــنيلوفر فيه وزرع ورقـــة، علىــوي ــ ــدي العجيب، والجن ــ ــان من إليه وأه ــ أصل كل خراس

مما ذلك وأشــباه باللوز المشمش شجر له وطعموا عجيب، النخل أجســام وكسا ويستحســن، يستظرف نحاســا مــذهبا

مــزاريب النخل وأجســام النحاس بين وجعل الصنعة، حسنــاص، ــرى الرص ــاء فيها وأج ــدبر، الم ــان الم ــرج فك من يخــوائم تضــاعيف ــون النخل ق ــاء عي ــدر الم مســاق إلى وتنح البستان، سائر تسقي مجار إلى الماء منها ويفيض معمولة،

فيه وبــنى الفــوارات هــذه فكــانت الســاج، خشب من برجــاــ الصناعية المائية والعيون والبرك المصــريين طريقة على ـــب، أبراج جانب إلى ـ البساتين عمل في القدماء مما الخش

جماال. البستان يزيدــدثنا ــرو ناصر الفارسي الرحالة ويحـ بمصر رأى أنه خسـ

ــا ــرون ناس ــدهم وأن باألشــجار، يتج عن أصص في أشــجارا كأنها الســطوح تصــير حــتى بيــوتهم، ســطوح على يضعونها حفر ثم إليه حملت األشــجار هــذه أحد اشــترى فإذا حدائق،

شيء. يصيبها أن دون أصصها من ونقلت األرض، في لها من شجرة بالله المقتدر قصر من الشجرة دار في وكانــوم وهي درهم، ألف خمســمائة وزنها الفضة بركة وسط تق

لكل غصــنا، عشر ثمانية وللشــجرة المــاء، صــافية مــدورة نــوع كل من والعصــافير الطيور عليها كثيرة، شاخات غصنــة، مذهبة ــثر ومفضض ــبان وأك ــجرة قض ــها فضة الش وبعض

مختلف ورق وللشــجرة لها، أوقات في تتمايل وهي مذهب، هذه من وكل الشجر، ورق الريح تحرك كما يتحرك، األلوان

إلى الــروم رسل الخليفة أدخل وقد ويهــدر، يصــفر الطيــور ما جميع من تعجبهم من أكــثر منها تعجبهم فكان الدار، هذه

شاهدوه.الحمام

بها المســلمين عناية في فنجد الســاخنة الحمامــات أما مــؤرخي من وهو الطــبري، ويــذكر منهــا، الكثــير وتشييدهم

ــرب ــدمين، الع اإلســالم قبل لهم يكن لم الفــرس أن المتق

55

حمامات. كانوا المسلمين من المتشددين أن على ــا ينظــرون دائم

أبي عن ويحكى االرتياب، نظرة العامة الحمامات اتخاذ إلى لــه: قيل ( أنه م923هـ=311 عــام )المتــوفى السلمي بكرــعرك حلقت لو ــام، في ش ــال: لم الحم ــدي يثبت فق إن عن

دخل)صلى الله عليه وآله( الله رسول قط. ويحكى حماماــري عن ــره أنه الزمخش ــال: ويك امرأته الرجل يعطي أن ق

يكون ألنه الحمام، أجرة المكروه. على لها معينا في العنقاء يصورون كانوا الناس أن المسعودي ذكر وقد

الشــرقيين عند خيــالي لحيــوان صــورة والعنقاء الحمامات، وأربعة نسر، منقار وله إنسان، وجه وجهه بطائر تمثل وهي

مخالب. ذواتا ويدان جانب كل من أجنحة القــرن في وحــده بغــداد من الشــرقي الجانب في وكان بغــداد جــانبي في وكــان حمــام آالف خمسة الهجري الثالث

وفي حمــام آالف عشرة الرابع القرن من األول النصف في لم العــدد وهــذا فقــط، آالف خمسة بها كــان الثــاني النصف

في كان أنه السادس القرن في يذكر حتى نقصان، في يزل بغداد حمام. ألفا

ــان ــوم وكـ ــام بخدمة يقـ ــل: على نفر خمسة الحمـ األقـ في كــان الحمامــات في الوقــود ألن ـ وزبال وقيم، حمامي،وسقاء. ووقاد، ـ اليابس الزبل من الغالب

56

المالبس

القالنس هـ( بلبس153) عام في المنصور جعفر أبو أمرــوال، ــ ــدراريع الط ــ ــوب وال ــ ــل: كتفي بين عليها مكت ــ الرج

الله فســيكفيكهم16، في الســيوف بتعليق أمــرهم كما ــدخل أوســاطهم، ــة، أبو عليه ف طويلة قلنســوة وعليه دالم

لـــه: كيف فقـــال الخليفـــة، بها أمر الـــتي المالبس وبقية ويلك! ؟المنصور: كيف قال قال: بشر ؟دالمة أبا يا أصبحت أســته، في وســيفه نصــفه، في وجهه برجــل، ظنك قال: ما

الـزي، بتغيــير المنصور ظهره! فأمر وراء الله كتاب نبذ وقدبه: أمر بما المنصور أمر لما هذا، دالمة أبو وقال

ــرجي وكنا ــ ــ من نـــام ــ ــ ــادة إمـ ــ ــ زيـ

اإلمـــــــام فـــــــزاد هــــــام على تراها في المصـــــــــطفى

كأنها الرجـــــــــالــان ــ ــود دن ــ جللت يه

بـــــــــــــــــالبرانس الصــليبية الحــروب أيــام بالشرقيين أوربا أهل اتصل ولما الخمـــر، ومعها الطـــوال، القالنس هـــذه بالدهم إلى نقلـــوا

الغرب. في النساء لباس وجعلوها م(866 ـــ862= هـــ252 ـــ248) المســتعين جــاء ولما

وأحــدث القضــاة، كأقباع طواال كانت أن بعد القالنس، صغر المسـتعين تعهد تكن لم الــتي الواسـعة األكمــام لبس أيضــا

هذه ذلك. وكانت نحو أو أشبار ثالثة عرضها فجعل قبل، منــوب، مقــام تقــوم األكمــام ما كل اإلنســان فيها يحفظ الجي

المهنــدس وكــان والكتب، الــدنانير مثل حفظــه، إلى يحتــاج والخيــاط رقاعــة، فيها يجعل والصــيرفي ميلــه، فيها يضع

يقـــرأ الـــتي الكراسة فيها يضع والقاضي الجلم فيها يجعل الرقعة فيها يحفظ والكـــاتب الجمعـــة، يـــوم الخطبة فيها

لعرضها. وكان الرجال، لبس من البياض وكان النسـاء لبـاس أيضا

منه يعملن أن إال فيجتنبنه غـــــــيرهن أما المهجـــــــورات، ألن طبيعيــا، لونه كــان إذا إال الملــون يلبسن سراويالت. وال

ــوان ــات النســاء لبس من الطبيعية غــير األل واإلمــاء النبطي.137البقرة: - سورة16

57

والمتقينات. األنــدلس في أما الحداد، لبس المشرق في األزرق وكان

لذلك. يلبس البياض فكانالسواء. على والنساء الرجال يلبسها فكان الجوارب أما

العادة جرت وقد دهرا والجواري الغلمان يلوي بأن طويال صــورة على )ن( أو حــرف صــورة على أصــداغهم شــعر

العقرب.

بالموت يتعلق ما

يتعلق فيما جديد من ظهــرت الهجــري الرابع القرن وفي حياتهم في ألنفسهم الكبراء بناء وهي بالمقابر، ليدفنوا تربا

ــاتهم. وأول بعد فيها ــدر، أم ذلك فعل من مم أم وهي المقت الخليفة بنى وكذلك بالرصافة، تربة لنفسها بنت رومية، ولد

مقــابر في م( تربة940= هـــ329 عــام )المتوفى الراضي وفي بالرصـافة، لنفسه تربة ذلك بعد الطـائع قريش. وعمر

ــدة أخــرى عادات مجموعة ذلك عدا ظهرت الناحية هذه بعيــالم، روح عن البعد كل ــخت ثم اإلس ــولها، رس نهي فقد أصيثمر. لم النهي ولكن الجنائز، على الصياح عن

الجيـــوب تشق م( كـــانت864 هــــ= 250) ســـنة ففي منع وقد بمصــر، الشــعور وتقص بالســواد، الوجــوه وتصــبغــام في حــدث النائحات. وكذلك وسجن ذلك من العامل ) ع

م(.907هـ=294 هـــ(394) عــام فحظر اللــه، بأمر الحاكم الخليفة جاء ثم والعويل والبكــاء الجنــائز وراء وجــوههن كشف النساء على

الميت. على والزمر بالطبل النائحات وخروجــاج قتل ولما ــوا الحج ــابي يد على ونكب ــرج الجن نســاء خ

الشــعور منشــرات الوجــوه، مســودات الطرقات إلى بغدادويلطمن. يصرخنــدر، خــال غــريب م( مات917هـ=305) عام وفي المقت بناها قد كــان الــتي الخضــراء القبة بهدم المقتدر أم فأمرتالدجلة. نهر على ومركبه طياره وبتحطيم ببغداد، لنفسه

58

ــذاني أبوالفضل أوصى وقد ــاءه إذا الهم ــاه الحق ج وتوفــه، يخمش وال خد، يلطم وال مناحة عليه تعقد أال الموت، وج

نقع، يهال وال جيب، يشق وال ثوب، يمزق وال شعر، ينشر وال يحــرق وال بــاب، يســود وال ويــل، يــدعى وال صوت، يرفع وال

ــاع، ــرس، يقلع وال مت ــدم وال غ ــاء، يه ثالثة في يكفن وأن بن أن أمــره يتــولى من على وحــرج فيها؛ سرف ال بيض أبواب منسـوج أو إبريسـيم أو معلم أو مطرز من خيالء ثوب يقرنه

بذهب. ــان ــيل في يعمل وك ــبراء تغس ــترف من وتكفينهم الك ال

مــات لما أنه فيحكى اإلســالم، عن غــريب هو ما والســرفــير ــدان بن الدولة ســيف األم ــام حم ــ= 356 )ع م(967هـــرات، تسع غسل ــاء أوالها مـ ــزيت ثم بالمـ ــنيلوفر بـ ثم الـ

ــندل، ــريرة ذلك وبعد بالص ــالعنبر ثم بالض ــافور ثم ب ثم بالك المقطــر، بالمــاء مــرات ثالث ذلك بعد وغسل الــورد، بمــاء

خمســـون ثمنه بـــدبيقي غســـله بعد ونشف أخـــذه دينـــاراــل، ــة، قاضي وهو الغاس ــانب إلى الكوف ــه، ج دهن ثم أجرت

مثقــال مائة ورقبته خديه على ووضع الكــافور و بــالزعفران ثالثون وأذنيه عينيه وفي الغالية، من وبلغ الكافور من مثقاال

عليه ورش تابوته في وضع ثم دينــــــــــــار، ألف كفنه ثمنالكافور. المعز بن تميم م( مـــات985= هــــ375) عـــام وفي) عــام تــوفي لما كلس ابن إن وقيل ثوبــا، ســتين في فكفندينار. آالف عشرة قيمته بما وحفظ م( كفن990= هـ380

والشرب األكل

كان األفشين أن ويحكى أول فكــان المعتصم، عند حظيا فغسل بالطســت، دعا ثم يومــا، عنــده أكل أنه عليه غضــبه

ــراه بحيث يديه ــتيس المعتصــم: هــذا فقــال المعتصــم، ي الأراه!. حيث بالطست، يدعو اللحية الطويل

ــان ــراب وك الش ــرا ــرآن نهي رغم منتش ــه، الق ولكن عن كــان فبينما البالد، بــاختالف تختلف كــانت الشــراب مســألة

59

هـ=169) عام في أنه يحكى حتى ـ الحجاز في عليه يعاقبــترمين أحد على العزيز عبد بن عمر م( قبض658 مع المحـ

في تجعل وبــأن جميعــا، بضــربهم فأمر شراب، على آخرين العــراق أهل كان ـ المدينة في بهم ويطاف الحبال، أعناقهم

كما هنــاك، الخمر دور بأســا. وانتشــرت بالشــراب يــرون ال والســاقون الخمــار وكــان اإلســالم، قبل الحــال عليه كــان

نصارى. الغالب في والساقيات المقدسي فيحكي مصــر، في الشــراب حــال كان وكذلك

ــرى حــتى الخمور، شرب عن يتورعون ال فيها المشايخ أن ت الشـــرطة رجـــال أوامر كل وذهبت ســـكران منهم الشـــيخسدى.

أنهن األعناب، كثيرة بالد وهي مراكش، نساء عن ويحكى أنه المحــدثين الرحــالين أحد ويحدثنا بالشراب، مولعات كنسكارى. مراكش أهل من الكثير يكون العنب جني أول في

ابن إلى ذهب أنه المشــهور اللغــوي األزهري عن ويحكىــوفى البصــري العالمة دريد ــام )المت ــ321 ع م(،933= هـ بعــدها إليه يعد فلم ســكران، فوجــده التســعين، جــاوز وقد من يرونه مما فيســتحيون عليــه، يــدخلون زواره وكان أبدا،

العالية. السن تلك في وهو والشراب المعلقة العيدانــام وفي 321) ع ــ( أيضــا ــاهر الخليفة أمر هـ بتحــريم الق

يكــاد وال المطبوخ، يشرب ذلك مع هو )وكان والخمر، الغناءالسكر(. من يصحو

كان أنه القاهر بعد جاء الذي الراضي الخليفة عن ويذكر الله أعطى سنتين نحو خالفته من يزل ولم يشرب، أال عهدا

بين يشــربون جلســاؤه وكان يشرب، ال عهده على محافظا يزالــوا لم أصــحابه ولكن الجالب، إال معهم يشــرب فال يديه، على وعرضـــها يمينـــه، بلفظ رقعة فكتب ليشـــرب، بـــه،

ونديمه أستاذه فأعطى كالعادة، رخصة، له فوجدوا الفقهاء،وشرب. عنه، بها ليتصدق دينار ألف الصولي إليه أفضت فلما النبيذ، ترك قد المستكفي الخليفة وكان إلى وعــاد وقتــه، من به م( دعا944هـ=333) عــام الخالفةشربه.

رجل المطبخ صــاحب جــانب إلى الكبراء بيوت في وكان

60

وبالفاكهة وآلته بالشــراب العناية شــأنه الشــرابي، يســمىوالروائح.ــار حــتى للكثيرين، عادة الشراب وكان المناصب ذوي كب

ينـــادمون الكـــبراء من جماعة كــان أنه فيحكى الشــرعية، على ليلــتين، األســبوع في عنده ويجتمعون المهلبي، الوزير ثالثة منهم والخالعــة، القصف في والتبسط الحشمة اطراحــوخي، معــروف وابن قريعة ابن هم قضاة إال منهم وما والتن المجلس، وطــاب األنس، تكامل فــإذا طويلهــا، اللحية أبيض

ــماع، ولذ ــرب وأخذ الس ــذه، منهم الط كل يد في وضع مأخ مملــوء مثقــال، ألف وزنه ذهب، كأس منهم قطربليا شــرابا

ــا، أو ــه، لحيته فيغمس عكبري ــا، فيه ينقعها بل في ــتى نقع ح ويرقصــون بعض، على بعضــهم منه ويــرش أكــثره، تتشرب

أصــبحوا فــإذا الــبرم، ومخــانق المصبغات وعليهم أجمعهم، القضــاة بأبهة والتحفظ والتــوقر الــتزمت من عــادتهم عادوا

الكبراء. المشايخ وحشمةــان ــراب مجلس إلى يحضر وكـ ــنزل في الشـ ــاتب مـ كـ

هـ=423 عـــام )تـــوفي بغـــداد، قضـــاة من قـــاض للخليفة المنزل صاحب فأرسل قارصا، إال يشرب ال وكان م(،1031 فيها الواســطي، إســحاق دكــان من خماســية وأحضر غالما،

رأســها على أن إال بأيــديهم، كــان الــذي الشراب من كاغــدا الواسـطي(، إسـحاق دكـان من )قارص عليه مكتوب وختما

لــه: فقيل الشــراب عن ســأل ثم منــه، القاضي فشــرب فكــان وثلث، ثــنى ثم الخــالص، والله بل فقــال: ال قــارص، وتــارة مــدام، تــارة فيقول عنه سأله القدح أتاه كلما الغالم،

يشرب فلم به، واستخف حرد له: خمر، قال فإذا خندريس، الخمــر، أســماء من سبعة أو أسماء ستة بمقدار إال القاضي إلى وحمل طيلســــانه في ولف المجلس في تبطح حــــتى

داره.

والرقص الغناء

وكــانت والــرقص، الغنــاء الشــراب مستلزمات من وكان

61

ــيقي آالت ــان أغلب في الموس ــا: الجنك األحي ــود أربع والع ســتار، وراء من يغــنين الجــواري وكــان والمزمار، والقانون

المغنيات تغني أن الضيف إكرام في المبالغة من كان ولكنالستار. يدي بين

وما يبكي، وما يسر ما منه فكان قويا، بالغناء التأثر وكان يكن لم أنه صــاحبه. ويــذكر على يغشى حــتى العقــل، يزيل

أحسن غـــنى مخـــارق، من صـــوتا وقد متـنــــزه، في يومـــا فجــاءت ظبــاء، ســنحت دجلة وتوسط بغنائــه، إعجابــا يومــاــنى، ــان بكى، إال أحد يبق فلم وغ ــاؤه وك غن ــا من يسر أحيانقلب. كل جماله

مجلس في مـــرة المهـــدي بن إبـــراهيم األمـــير وغـــنىــأمون، ــن، الم ــان فأحس ــاب المجلس في وك ــاتب من كت ك

بعض في بعثه قد وكــان زيــد، أبا يكــنى الحســين بن طــاهر فقبلــه، إبــراهيم، ثــوب بطرف فأخذ زيد، أبو فطرب أموره، زيــد: ما أبو له فقــال فعــل، لما كالمنكر المأمون إليه فنظر

المأمون. فتبسم قتلت؛ والله! ولو تنظر! أقبلهــالث القــرن أواسط وفي ــزل الهجــري الث بن الله عبيد ن

ــاء أسمعه أنه منها عجيبة، أشياء فأراه المعتز، عند طاهر غنــام وزمر ســارية ــر. ثم رن ــة، موســيقى آلة أراه الزام عجيب فــرأى والفيل، السبع بين يجمع أن وأمر شباك، إلى وأدخله

غنــاء فقــال، رأى، فيما أطرف األشياء أي سأله ثم تواثبهما،سارية. يمــزق أحدهم فكان االلتهاب، بشدة المتميزة األرواح أماــه، ــدق ثياب ــه، الحائط وي ــان من ومنهم برأس ــرغ ك في يتم

ويلطم برجلـــه، ويركل بنانـــه، ويعض ويزبد ويهيج الـــتراب،وجهه.

أخر عاداتــان النبيذ شــرب وك ــرى، المخــدرات النتشــار مقلال األخ

الفقهــاء مؤلفــات في يظهر لم الحشيش تناول في فالكالم وأباحه الشــافعية حرمه وقد الهجــري، الثــالث القرن في إال

له نجد وال الحنيفة، القــرن من المــأثورة الحكايات في ذكرا

62

كان الحشيش تناول أن على الحشاشين تاريخ الرابع. ويدل يعتبر شيئا العامة. عند الجدة كل جديدا في للشــراب اســتعمل قد يكن فلم الصــيني الشــاي أماــر، ذلك ــان وإن العص ــالين أحد ك ــفه في حكى قد الرح وص

ــاب في للصــين ــوالي كتبه كت ــام ح م( أن851هـ=237) عاألشياء. من كغيره المكوس عليه تدفع كانت الشاي أنــواع من كــان أنواعه من نــوع بــأي التــدخين أن نجد وال

في المســعودي يمضــغ. ويحكي الطين كــان ولكن اللــذات،ــرن أوائل ــري الرابع الق ــان أنه الهج ــأتي ك ورق الهند من ي

أهــل على مضغه غلب العصر ذلك في وأنه ليمضغ، النابتول واليمن الحجاز من وغيرهم مكة الطين. من بدال

ــوخي حكى وقد ــوفى التنـ م( حكاية994هـ=384 )المتـ مصر قاصــدين كــانوا الرابع القــرن في الكتــاب من جماعة

حـتى الطـرق يخترقون أقبلوا دمشق وصلوا فلما للتصرف، بســتان في مجلس إلى أخــذوا الكبــار. ثم بعض أضــافهم

فشربوا الطيبة، األنبذة وأحضرت حسن، ثم يســيرة، أقداحا جــوار وإذا ممــدودة، ســتارة على بيد الــدار صــاحب ضــرب توســطوا فلما غنــاء، أحسن فغــنين بالغنــاء فأمرهن خلفها،

االحتشــام هــذا للجــواري: ما الــدار صــاحب قــال الشــراب عليهم فخرج الستارة، الله! أخرجن! وهتك أعزهم ألضيافناــوار ــرف وال أملح وال أحسن قط ير لم جـ بين ما منهن، أظـ بفــاخر ودفافــة، ورقاصة وصــناجة وزامرة وطنبورية عوادة

لهن، محبتهم فاشـــتد بالضـــيوف، وأحطن والحلى، الثيـــاب ومضى يســكروا، أن كــادوا فلما أنفســهم، ضــبطوا ولكنهم

ســادة! إن وقــال: يا الــدار صــاحب عليهم أقبل الليل بعض المضــيف يقــوم وأن بشــرطها، الوفــاء وحقها الضيافة تمامــيف بحق ــاج ما جميع في الض ــام من إليه يحت ــراب طع وش

فــأخبروني الغلمــان النهــار نصف إليكم أنفذت وقد وجماع، هــؤالء، فأخرجت نساء، أصحاب فقلت: هم عنهم، بعفافكم

كانت بهن خلوتم لو ما ممازحتهن عن إنقباضكم من فرأيت عن أحللنــاك ســيدي فقــالوا: يا هــذا؟ فما واحــدة، الصــورة

فقال: هؤالء الحرام، يستحل ال من وفينا دارك، في ما تبذل أن من البد كان وإن تعالى، الله لوجه أحرار وهن مماليكي،

63

ــدة بيد منكم واحد كل يأخذ ــة، بها ويتمتع واح ــاء فمن ليل ش قضــيت قد ألكــون أبصــر، فهو ذلك غير شاء ومن بها زوجته

انتشــوا وقد ذلــك، سمعوا فلما الضيافة، حق كل أخذ طربــا يقبلها وأقبل جانبــه، إلى وأجلســها واحــدة، بيد منهم واحد

يفعــل، لم من ومنهم تــزوج، من فمنهم ويمازحها، ويقرصها فــأدخلوا جــاءوا قد بخدم فإذا نهض، ثم ساعة معهم وجلس

مفــــروش الحسن نهاية في بيت إلى وصــــاحبته واحد كلــه، يحتاجــان ما معهما وتركــوا الفــرش، بفــاخر في فباتا إلي

عليهم وعرضــوا الخــدم جــاء الصــباح جــاء فلما عيش، أرغدــام، ــدخلوه الحم ــردان، معهم ودخل ف أطلق من فمنهم الم

فبخــروا وخرجــوا، باألمس، منه امتنع كان فيما معهم نفسه حــال كان وكذلك والكافور، والمسك الماورد وأعطوا بالند،

ــان ــال الضــيوف غلم ــدمت أنهم ذلك ســادتهم، كح إليهم قفوطؤوهن. الروميات، الجواري

القمار

ثم الشــطرنج، لعب يجــيزون ال البداية في الفقهــاء وكانــاوى رشيق من أن ويذكر أمره، في 17تساهلوا بن ســهل فت

م( في1103= هـــ404 عام )المتوفى نيسابور مفتي سهل عن والصــالة الخســران، من المــال ســلم الشــطرنج: )إذا

الخالن(. بين أنس فذلك النسيان، العب يزوجــــــــون ال كــــــــانوا المدينة أهل أن ويحكىالشطرنج. خراســان من قدومه بعد المــأمون، الخليفة عن ويحكى

فاستحضر الشــطرنج، اشــتهى أنه الخالفــة، عرش وارتقائه بــذلك، ضــاق حــتى يديــه، بين يتــوقرون فكــانوا أهلــه، كبــار

إذا تقولــون ما قولوا الهيبة، مع يلعب ال الشطرنج وقال: إنخلوتم. أبو ويسميه عليه، ساخطين الورع أهل ظل فقد النرد أماالشيطان(. السمرقندي: )عمل الليث

يجوزوه. فلم الشيعة أما العامة، فقهاء - أي17

64

المسابقة

بين ســابق أنه)صلى الله عليــه وآلــه( النبي عن ويحكى كثيرة روايات في)صلى الله عليه وآله( عنه الخيل. ويروى

اللهو من المالئكة تحضر قـــال: )ال أنه ثالثـــة: لهو إال شـــيئاــاء أن والنصال( غير الخيل، وإجراء امرأته، مع الرجل الفقه

ــتي الرياضة هــذه في اشــترطوا مســابقة وهي أباحوهــا، الــل، تلعب أال الخي ــا ــال، طلب ــان للم ــباق وك الخيل س ــيرا كث السـابق أن له وتقـديرهم به النـاس شـغف من وبلغ بمصر،

السبوق. حصان يأخذ كان الفقهــاء إنكــار رغم الحمــام، بسباق مولعين الناس وكان

وكان له، وزاد مصر، في منتشرا الخـامس القـرن في كثيراالهجري.

والـــديوك الكبـــاش بين يحـــارش البعض كـــان وكـــذلكوالكالب.ــان ــار وك ــثر القم ــنرد، بفصي يلعب ما أك ــغف وقد ال ش

ــار من يحكم بل للقمار، القرآن تحريم رغم بذلك الناس أخب العاصي قامر لهب أبا أن)صلى الله عليه وآله( النبي عصر

عليه عــرض ثم مالــه، من أخرجه حــتى فقمــره، هشام، بن كان قمر فأيهما يقامره، أن العاصي لصاحبه. عبدا

الــتي المهــام جملة من ومنعها القمار دور مراقبة وكانت في األخشــيد أن ســعيد، ابن حكى وقد المحتسب، بها يقوم المقـــامرين ودور المواخـــير بهـــدم أمر األوقـــات من وقت

فأخذوا. عليهم، والقبض

65

الرياضة

ــديلم أما ــانوا ال فك ــا، شــعبا ــآثروا جبلي البدنية الرياضة فــتهى بغداد إلى جاء لما الدولة معز أن فيحكى البسيطة، اش

فتقــام ميدان، في حلقة بحضرته يعمل فكان الصراع، رؤية ونحوهمــا، والمــروي الــديباج ثيــاب عليها وتجعل شــجرة الميــدان ســور على ويقف دراهم، فيها أكياس تحتها وتوضع

ثم الدبادب، أصحاب الباب وعلى والزمور، الطبول أصحاب الثيــاب أخذ غلب فمن الميــدان، دخــول في للعامة يــؤذن

حــتى بغــداد، أحــداث ذلك في دخل ثم والدراهم، والشجرةــار ــ ــراع، موضع بكل ص ــ ــغف ص ــ ــبان وش ــ الدولة معز ش

الطرائف. فيها أحدثوا حتى بغداد، أهل فتعاطاها بالسباحة،

الصيدــالرغم أنه على ــيد بقي الرياضـــات هـــذه كل من بـ الصـ

قصــائد تمجيده في ظهرت بل شأن، من ماله بكل محتفظا ووصفها، الصيد كالب مدح حول يدور معظمها أن إال خاصة، الســباع تكن ولم األســد، هو الضــارية الوحوش أشهر وكان

نهـــري شـــواطئ على وال بالشـــام، نـــادرة العصر ذلك في كانت بل والفرات، الدجلة تدنو أحيانا قريبا بغداد. من جدا

ــان ــان المعتصم عهد على بســامرا الخليفة بقصر وك مكالوحش". "حير يسمى وهو الحيوان، به يحفظ

صــار حــتى زاد الحيــوان غــرائب على االطالع حب ولكن اهتماما طولــون بن أحمد بن خمارويه عن فيحكى به، كبيرا

الكبيرة داره في بنى أنه بيوتــا، فيه وعمل للســباع، موضــعاولبؤته. السبع غير يسع ال لسبع بيت كل

ــان ــدر الخليفة قصر في وك ــداد المقت ــوالي ببغ ــام ح )عــ300 ــان بها م( دار912= هـ ــناف من قطع ــوحش، أص الالبالد. جميع من الحيوان من غريب كل إليها يرسل وصار

ــان ــ ــرات بن الفضل بن جعفر وكـ ــ ــوزير الفـ ــ بمصر الـــوى391 عام )المتوفى خنـزابة بابن المعروف النظر هـ( يه

66

ــاعي إلى ــات األف ــارب والحي ــري وما والعق من مجراها يج ســلل فيها مرخمة لطيفة قاعة داره في وكــان الحشــرات،

مستخدمون، ومعه الحواة من حاو فراش قيم ولها الحيات، عليــه، له يقــدر ما له يصيد وأعمالها مصر في حاو كل وكان في يجتهــدوا حــتى الجزيل لهم ويبــذل يـثيبهم الـوزير وكـان

ـــ الكــاتب المــدبر ابن دار إلى أنســاب يــوم وذات تحصيلها، القــرنين وذات البــتراء الحية ـ الوزير جوار إلى يسكن وكان

يــأمر أن إليه فكتب صــوفة، وأبو الكبــير والعقربــان الكبرى الحـواة ينفذ أن إلى منهـا، يوجد ما بصـون وصـبيته حاشـيتهألخذها.

التقليد الواحد وكـان أيضــا، الصــحيح بــالمعنى مقلــدون ثم وكانــة، يســمى ــان الحاكي ــاة التقليد وك ــبران والمحاك ــنين يعت ف المغــازلي، بــابن عــرف رجل ببغــداد فكان بالعناية، جديرين

والنوادر األخبار أنواع الناس على ويقص الطريق على يقفــاس، طوائف كل يقلد الحذق، نهاية في وكان المضحكة، الن

أو زنجي أو زطي أو أونبطي نجدي أو أعرابي حكاية يدع فال بنــوادر ذلك يخلط وكــان حكاهــا، إال خادم أو تركي أو سنديالثكول. تضحك نجد وقد ــا تــذكر وهي بالســماجات، يســمى ما ذكر أحيان

ــاد، بعض في مصر في ــداد وفي األعي ــوم في بغ ــيروز، ي الن الخليفــة، يــدي بين يلعبــون الســماجات أصــحاب كــان حيثمنكرة. بصورة متنكر منهم وكل

المدن أحوال

إال الرابع القرن عن نعرف ال تصــنيفا وهو للمــدن، واحــدا على المــدن بين ويفــرق سياســي، أساس اعتبار على يقومالنحو: هذا

فيها وتجتمع الســلطان، يحلها الــتي البالد وهي األمصــار،األقاليم. مدن إليها وتضاف األعمال منها وتقلد الدواوين،

67

األمصــار من ومقامها األقــاليم، عواصم وهي القصبات، الملوك. من الحجاب مقام

األقــاليم، في القصــبة يلي ما وهي المــدائن، أو المــدن الجند. مقام ومقامها

عمر. ابن وجزيرة نهاوند مثل النواحي، الرجالة. مقام ومقامها بالمدن الملحقة وهي القرى،

المساجد ســبعة من هـــ( نحو300 )عــام حــوالي ببغــداد وكــان إال تقــام ال كــانت الجمعة صالة مسجد. ولكن ألف وعشرين

مســجد وفي بغــداد، جانبي من كل في الجامع المسجد فيالخالفة. دار

بالفسطاط وكان للجمعة. مسجدان أيضا ســبعة الهجــري الثــالث القرن في فيها فكان البصرة أماجوامع. ثالثة الرابع القرن في بها وكان مسجد، آالف

المساجد أن جبير ابن وجد الهجري السادس القرن وفيمسجدا. عشر أحد ببغداد فيها يجمع التي

ســوى للنــاس إحصــائية ســجالت الــدواوين في يكن ولمالجزية. دفع يلزمهم من فيها يحصى كان التي

من كثــير بــذكر والرابع الثالث القرنين جغرافيو عني وقد المســاجد وأعــداد المــدن في األبــواب أعــداد مثل األرقــام،

عــدد بــذكر قط يهتمــوا لم ولكنهم ونحوهــا، والحمامــاتالسكان.

يقــدر أن البغــدادي للخطيب روى من بعض أراد وكــذلكــالث القرن في بغداد سكان عدد الث من له ذكر بما مســتدال

ــدد ــات، ع ــان أنه له ذكر فقد الحمام ــداد ك ــتون ببغ ألف ســإزاء أن فقــدر حمــام، فيكــون مســاجد خمسة حمــام كل بــداد ــجد، ألف ثالثمائة ببغ ــون ما وأقل مس ــجد في يك المس ألف وخمســـــمائة ألف ألف أهلها فيكـــــون أنفس خمسةإنسان.

350 عام حوالي قرطبة في قيل ما كله ذلك من وأوضحــ ــدد أن من هـ ــدور ع ــتي ال ــوزراء دور دون للرعية بها ال ال

68

ــابر وأن دار، ألف عشر وثالثة دار ألف مائة الخدمة أهل وأكآالف. ثالثة مساجدها

المدن هندسة

الدور. وارتفاع المباني بتقارب العربية المدن وتختصــيرة طبقــات من دور بالفســطاط وكــان الثمــان، تبلغ كث

ســكن وربما مسكون، غير الدور وأسفل المنائر، كأنها حتى خسـرو ناصر يقـول بل النـاس، من المائتـان الواحـدة الدارــوت وبها جبل، كأنها بعيد من مصر وترى عشــرة أربع من بي

توقد وشوارع أسواق وبها طبقات… سبع من وبيوت طبقة،أرضها. إلى يصل ال الشمس ضوء ألن القناديل، فيها

ــراز الهجـــري القـــرن منتصف منذ ظهر وقد من آخر طـ جــانب إلى ألنفســهم يبنــون صاروا الملوك أن وذلك المدن،

العاصمة يتخذونها خاصة مدنا ســامرا مدينة مثل لهم، مقــراــداد، جــانب إلى دجلة نهر على والجعفرية ــادة بغ ــتي ورق ال

اتخــذها الــتي والقطــائع القــيروان، بجوار األغلب بنو اتخذهامصر. جوار إلى الطولونيون

اتخــذها الــتي المــدن بــنيت الهجــري الرابع القــرن وفي الفـــواطم خلفـــاء والمنصـــورية المهدية مثل لهم، مقـــرا

ــاهرة، والمحمدية ــانت والق ــدن من أسس ما أعظم فك الم اإلسالم. تاريخ في بل الرابع، القرن في نجاحا في محمد بن الـــرحمن عبد بـــنى فقد األنـــدلس في أماــرب ــراء، ســماها مدينة قرطبة غ األســواق فيها وخط الزه

ــداء: أال مناديه وأمر والحمامــات، والقصــور أن أراد من بالنــني يبت يتخذ أو دارا ــكنا ــوار مس ــلطان بج أربعمائة فله الس حــتى األبنية وتكــاتفت العمــارة إلى النــاس فتســابق درهم،والزهراء. قرطبة بين تتصل كادت

ــذلك ــنى وك ــلطان ابت ــوفى الدولة عضد الس ــام )المت ع اختطها الدولــة(، عضد اسم )وهو فناخســرو هـ( مدينة372ــافة على ــ ــيراز، مدينة من فرسخ نصف مس ــ إليها وشق ش جنبيه إلى وجعل مرحلة، من أجراه كبيرا، نهرا سعته بستانا

69

القــواد بها واتخذ الخز، وصناع الصوافين إليها ونقل فرسخ، لها وجعل جليلة، وعقارات حسنة دورا سنة. كل في عيدا

نجد حــتى باإلتســاع، تمتــاز الجديــدة المــدن هــذه وكانتــوبي ــامرا عن كالمه في اليعقـ ــاعها، وصف يمل ال سـ إتسـ مائتي فيها األعظم الشارع عرض جعل المتوكل فيقول: إن

فيهما يجــري نهــرين الشارع جنبي في يحفر أن وقدر ذراع،الكبير. النهر من الماء

ــذكر حــدائق، مدينة وضــعها أول في القــاهرة وكــانت في حــتى بعض، عن بعضــها منفصل الــدور كل أن خســرو ناصر

األخرى. حائط تبلغ ال إحداها أشجار أن

المياه

ــالت وقد ــاه ن ــرب مي ــالمية المملكة في الش عناية اإلسكبيرة.

ــرو ناصر ويحكي ــ ــام في خس ــ ــان أنه440 ع ــ بمصر كــاهرة ــون اثنتــان والق ــرب لحمل جمل ألف وخمس مــاء ق

المدينتين. هاتين في الشرب يغطــوا أن مصر في بالسقائين هـ( نودي382) سنة وفيــتي الروايا ــال الجمــال تحملها ال ــوءة والبغ ــاء، ممل لئال بالمالناس. ثياب منها يتساقط الذي الماء يصيب

ــان ــثر وك ــرب أك ــداد أهل ش ــاء من بغ ــة، م ــان دجل وك دور إلى ويحملونه مباشرة النهر من إما يأخذونه السقاؤون

وتغــذيها الخزانــات مقــام تقــوم مواضع من أو اليســار، أهل إلى المــاء فيهما يجري قناتان هناك كان بل صغيرة، نهيرات القنــاة وإحــداهما العقــد، ومحكمة مغطــاة وكالهما المدينة،

الفرات. من اآلخذ كرخايا نهر من تأخذ كانت التي أعظم ســمرقند في الشـرب بمــاء البر أهل عناية وكانت

رأيت ما حوقـــل: )وقل ابن لنا فيحكي تقـــدم، مما أو خانـــاــاس مجمع أو محلة أو ســكة طــرف بســمرقند حائط إلى ن

أن خــبره إلى يرجع من لي وذكر مســبل، جمد ماء من يخلو الســور عليه يشــتمل فيما وحيطانها المدينة في بســمرقند

70

الجمد مــاء فيه يســقى مكــان، ألفي على زيــادة الخــارج نحــاس وجبــات مبنية ســقاية بين من الوقوف، عليه مسبال،

مبنية(. الحيطان في خزف وقالل منصوبةــاء مجــاري أما ــانت األرض تحت المبنية الم في توجد فك وكــانت ونيســابور، قم مثل خاص بنوع الشمالية إيران مدن

ناصر العصــر. ويحكي ذلك في المشــرق مدن أكبر نيسابور المغطــاة، المــاء مجــاري من كثــير بنيسابور كان أنه خسرو وبعضـها البسـاتين، ويـروي المدينة خـارج في يظهر بعضـها

أعمــاق على المجــاري هــذه وكــانت بالماء، الدور يمد اآلخر متفاوتة إليها يــنزل أن اإلنســان يضــطر حــتى كبــيرا، تفاوتــا

وحفظة. قوام واألودية المجاري هذه على وكان درجة، مائة تتفجر جبلية مدينة الــدينور مدينة وكــانت ــا ير ولم عيون

ــا، من أنظف ــوا أنهم أهلها رقي من بلغ وقد مائهـ على جعلـالماء. منها يخرج وأنطونيات مزمالت العيون أفواه

االنسانية االفرازات

ــألة أما ــريف مسـ ــرازات تصـ ــانية، اإلفـ من وهي اإلنسـ البصــرة مدينة في تحل كانت أنها فيظهر العسيرة المسائل

بالبصرة وكان المضاربة، طريق من حال بتجارتها المشهورةالمهمة. لهذه تجار

وســيلة الهجــري الثــالث القــرن منذ الحمــير اكتراء وكان المـدن، أهل من الوسـطى الطبقة تستعملها لالنتقال قريبة

خمســون بمصر كــان إنه هـــ440 عــام خســرو ناصر ويقولالرحلة(. من53 )ص للكراء حمار ألف

والبصــرة كبغــداد األنهــار على تقــوم الــتي المدن في أما الســميريات أحصــيت أيضا. وقد بالقوارب االنتقال كان فقد

ســـنة )من الموفق الخليفة أيـــام في بدجلة المعبرانيـــاتألفا. ثمانين هـ( فكانت279هـ= 256

المدينة ادارة

71

عمـــال يد في منها األوفر الحظ فكـــان المدينة إدارة أما خراسان من بلد كل في العمال هؤالء من وكان الدولة، مثال

وصــاحب والبنــدار، البريــد، وصــاحب وهم: القاضــي، أربعةالمعونة. خاص، تنظيم الرسمي التنظيم جانب إلى وكان لما فمثالــداد أسست ــمت بغ ــاض قس ــاع، إلى األرب ربع كل وقلد أرب

ــادة ـ ربض كل في وكان ليديره، الحاشية من لرجل على زي وقائد، رئيس ـ ذلك بفارس. خصوصا

صــاحب الوالي أو األمير مقر في باألمن يعنى الذي وكان صــاحب ذلك يتــولى فكــان األخرى المدن في أما الشرطة، المحتسب وكان المحتسب، جانبها إلى يقوم وكان المعونة،

300 )عام حوالي ثابت. منصب له معينا، هـ( موظفا القضــاة، بين من الغــالب في يختارون المحتسبون وكان

مع وقلد يـــاقوت بن محمد على هــــ( خلع319) ســـنة ففي المقتــدر وســأل مؤنس، على ذلك فعظم الحسبة، الشرطة ال عمل وقــال: هــذا الحســبة، عن يــاقوت بن محمد صــرف

والعدول. القضاة غير يتواله أن يجوز تســمى الســالح من آلة يحملــون الشرطة أصحاب وكان

معلقة يحملونها طويــل، ســكين عن عبــارة وهي الطبرزين،ــاطهم في ــرب من وكل أوس ــامهم ه ــان أم يؤويه أن البد ك

إلى الليل طول العسس أو بالطوف يقومون وكانوا الناس،الفجر. صالة

ــرن في يكن ولم ــاني الق ــري الث ــرق الهج ــام بالمش نظ المــدن. وقد أبــواب من دخولهم قبل األغراب أسماء لضبط الهجــري الثــالث القــرن في المســلمين الرحالين أحد تكلم يعتــبر من كالم بالصــين المعــروف المــرور جــواز نظام عن ذلك شيئا به. له عهد ال جديدا

األعياد

ــلمين عند األعيــاد تــدل المظهر رقة مقــدار على المسالعامة. بالحياة يحيط الذي اإلسالمي

72

ــانت ــرة وك شــرابها وقاعــات الفســيحة، ببســاتينها األديــاردة، ــاالت أهل مجتمع الب ــذات طالب ومقصد البط من الل

البغداديين، في الشــراب بــذكر األديرة ذكر يقترن ما وكثيراالشعراء. كالم

في يظهــرون الشــعانين أحد يــوم في الوصــائف وكــانت وفي غاليــة، جميلة ثيــاب في متزينــات ببغداد، الخالفة قصر

وأغصان النخل قلوب وبأيديهن الذهب، من صلبان أعناقهنالزيتون.ــان الهجــري الرابع القــرن وفي ــبيت النصــارى رسم ك ب

الزيتــون شجر من شجرة يحملوا أن العيد هذا في المقدســتي الكنيسة من ــ ــة، كنيسة إلى بالعازرية ال ــ وبينهما القيام

ــافة ــدة، مسـ ــقوا بعيـ ــوارع بها ويشـ ــالقراءة المدينة شـ بـ البلد والي ويــركب مشــهورا، الصــليب حــاملين والصلوات،

عنهم. ويذب معهم موكبه جميع في والنصــارى المســلمون كــان ببغداد الفصح عيد يوم وفي

الشماســية ببــاب بغــداد، شــرقي إلى ســمالو، دير يقصدونــدي، نهر على إال واللهو الطــرب أهل من أحد يبقى وال المه

الشراب. يدور وهناك حضره، كــان الشــمس ديســمبر( وعيد25) الميالد عيد ليلة وفيــاد بها يحتفل ــ ــ ــيران، بإيق ــ ــ القمي بابويه ابن تكلم وقد الن

ــيعي ــوفى الفارسي الشـ ــام )المتـ م( عن991هـ=381 عـ ويلعبون الميالد عيد ليلة النصارى يوقد أجلها من التي العلة

مريم المخاض ألجأ لما أنه منبه بن وهب عن وروي بالجوز، إلى النجار يوسف فعمد البرد، عليها اشتد النخلة جذع إلى

ــالحظيرة، حولها فجعله حطب، ــ ــعل ثم ك ــ ــار، فيها أش ــ النــة، كل من الوقود سخونة فأصابتها وكسر دفئت، حــتى ناحي

ــوزات ســبع لها ــدهن ج ــا، خرجه في وج أجل ومن فأطعمهــارى يوقد ذلك ــ ــيران النص ــ ــون الميالد، عيد ليلة الن ــ ويلعب

بالجوز. يحتفلــون كانوا المسلمين ولكن الـتي الوقـود بليلة أيضـا

لعشــرة مسـعود قـانون بحسب تكون والتي بالسدق تعرفــاه، بهمن من تمضي ــره ما بحسب وتكــون م ــير ابن ذك األث

الميالد. عيد ليلة في الفدا وأبو

73

ــوزي ابن ويحكي ــام في الج ــ429) ع م( عن1038= هـــوم ــ ــبرا أهل من ق ــ ــوا أنهم عك ــ الميالد عيد ليلة في اجتمع

عادتهم. على النار إلشعال وتأجيجها، النيران إيقاد ليلة في الملوك رسوم في وصار والشرب، لهبها، في الطيور وتطيير فيها، الوحوش وإرسال لــذلك: )انتقم حكايته بعد البــيروني ويقــول حولهــا، والتلهي

المضرين(. غير الحاسين من غيره بإيالم متلذذ كل من الله أربــاب على يفــرق كان بمصر الفاطمية الدولة أيام وفي وقربــات القاهريــة، الحالوة جامــات الدولة ورجــال الرسوم البــوري، والســمك الــورد، ومــاء الزالبيــة، وطيافير الجالب،ــانت ــوانيت توقد وكـ ــوارع الحـ ــالفوانيس، والشـ ويعطى بـ

ــراء ــوانيس، للفقـ ــديهم، في يحملونها فـ ذلك على ولهم أيـدرهم.

كبــيرة، بإضــاءة الشــماعين سوق يضاء أن العادة وكانت كثــير يقصده الليل، نصف إلى مفتحة تزال ال حوانيته وكانت

ــاس، من ــ ــان الن ــ ــال بغايا الليل في فيه يجلس وك ــ لهن يقــيرات ــماعين، زع ــيما لهن الش ــرفن س ــا، يع نبس وهي به

ــرح، المالآت ــراويل أرجلهن وفي الطـ ــر، أديم من سـ أحمـالدعارة. يعانين وكان

المســيحي الصــوم من األحد عيد وكــان ــدا ــاد من عي أعي بعكــبرا الخــوات دير في يعمل وكــان المســلمين، عند اللهو

الماشــوش، ليلة في أقصــاه اللهو ويبلغ بنبيــذها، المشهورةــرد فال بالرجال، فيها النساء تختلط ليلة وهي ــده أحد ي عن ي

أحد يــرد وال شيء، الشــراب، معــادن وهو شــيء، عن أحــدااللهو. ومواطن القصف، ومنازل

عيد بمصر النصـــارى عند الكـــبرى األعيـــاد من وكـــانــذه ما ســرعان لســجن الخــروج عيد وهو المســلمون، اتخ

يطوفــوا أن والســوقة العامة عــادة وكــانت بالجيزة، يوسفــروج قبل ــجن الخ ــواق للس ــالطبول البلد أس ــات، ب والبوق

خروجهم. في ينفقونه ما التجار من ليجمعوا لهــوهم فيه يكــثر مجتمــع، الخــور خليج عند للنــاس وكانولعبهم. ــاجتمع الفتح، ثالث هـ( كان415) سنة وفي كنيسة عند ف

74

ــير خلق المقس ــارى من كث ــلمين النص ــام في والمس الخي وتهتكهن النســاء ســكر من وشــوهد واللهو، والشرب لألكل

ــاف في وحملهن ــالين قفـ ــكارى الحمـ ــاعهن سـ مع واجتمـذكره. يقبح ما الرجال

ثالثة: السنة رأس أعياد وكانتــ1 ــامية، الفارســـية الســـنة رأس عيد ــ أول وهو والشـ

الربيع.ــ2 ــ ــنة رأس عيد ـ ــ ــر، القبطية الس ــ آخر في وهو بمص

أغسطس. السنة أثناء في متنقل وهو الهجرية، السنة رأس عيد ـ3

الميالدية.ــ بعيد االحتفال في عامة العادة وكانت ــدأ وهو النيروزـ مب

بغــداد في الخليفة فكــان الهــدايا، بتبــادل ـ الشمسية السنة منها عنبر، من مصنوعة صور منها أشياء، الناس على يفرق

أن ببخــارى الســامانيين ملــوك رسم مثال. وكــان أحمر وردــوا ــوادهم على فيه يخلع ــان الربيعية الخلع ق والصــيفية. وك

والطعــام. الكســوات فيه للنــاس يهــدون الفــاطميين خلفاء يــدي بين يظهــرون الســماجات أصحاب كان اليوم هذا وفي

ــا، منه يقتربون وكانوا الدراهم، عليهم فينثر الخليفة، للقطه نــوروز، يــوم في المتوكل على إسحاق دخل أنه يحكى حتى

جــذبوا حــتى منه، قربوا وقد يديه، بين السماجات وأصحاببرده. المتوكل فأمر وخرج، إسحاق فغضب رداءه،

ــانت ــادة وك أن والقبطية الفارســية الســنة رأس في العــرش ــاس يـ ــهم النـ بعضـ ــا ــاء، بعضـ في ذلك منع وقد بالمـ

ــيروني أن م(. على895هـ=282 )عــام المشــرق يتكلم الب الرحالة لنا هــــ(. ويحكي400) عـــام ووجـــوده الـــرش عن

98) عامي بين بالمشرق طاف الذي 18 تي ين وانج الصينيــان مدينة أهل م( عن983 و م1 ــ ــانج( أنهم طرفـ ــ )كانتشـ

بالمـــاء، ويملئونها والنحـــاس، الفضة من أنـــابيب يعملـــون يمزحــون وقد بعضــا، بعضهم ويرش المــاء فيرشــون أحيانــا

المــزاج، حــرارة يضعفون بذلك أنهم يزعمون وهم بأيديهم،األمراض. ويدفعون

18 - (WaNg _ Yan _ te.)

75

ــان ــيروز عيد بعد وك وتســعين وأربعة بمائة الن ــا عيد يوم جــانب إلى وظل الشــتاء، أيــام أول يعتــبر وكــان المهرجان،

ــادون الناس وكان األعياد، أكبر النيروز ــادون كما فيه يته يته فيه عليهم تخلع الخالفة دار ورجال القواد وكان النيروز، في

واآلالت الفــرش فيه يغــيرون العامة وكــان الشــتاء، مالبس الرعية بأن خاصة يمتاز العيد هذا وكان المالبس، من وكثيراالسلطان. إلى فيه يهدون كــان لما فإنه الهجرية الســنة رأس أما متنقال ليس دائمــا

يصر لم ثــابت، موعد له ظل بل الشــعبية، األعيــاد من عيــدا من بغــيره يحيط كــان ما به يحيط ال الخالفة، قصر في عيدا

أيضا. فيه يتهادون الناس وكان الفخامة، وهي الزهــور، نــثر العباســيين بقصــور العادات من وكان

ــة، األعياد إلى يرجع أصلها عادة الخليفة عن ويحكى الطبيعي وكان المتوكل خمسة لــذلك تضــرب أن أمر أنه لألبهة، محبا

ــالحمرة وتلــون درهم، آالف وغيرهــا، والســواد والصــفرة بــثر ــحاب على لتن ــرتب أص ــان بقصر ال ــة. وك ــنع الخالف يص

وكان قليوب، قرى من بقرية الورد من قصر بمصر للخليفة يســمى يــوم في يخرج الخليفة وكان كثيرة، وورود جنان بها

بضيافة هناك ويخدم متنزها، القرية تلك إلى الورد قصر يومعظيمة.

األضــحى عيد فهما المســلمين عند الــدينيان العيــدان أما األعيــاد أكـبر الفارسي النيروز جانب إلى وكانا الفطر، وعيد ســنة األضــاحي يســمنون البصرة أهل وكان بغداد، أهل عند

دنانير. بعشرة منها الواحدة النحر، لعيد تباع ثم وأكثر، هـ( حمل308) سنة رمضان من يوم آخر في أنه ويحكى

وقصــور الســماط السفلى الشرطة صاحب الصقلبي يأنس والتماثيل الســكر ــا ــوى، من تماثيل فيها وأطباق وحمل الحل الســـكر وتماثيل القصـــور المحتسب ســـعد بن علي أيضـــاالقاهرة. شوارع في بها وطافا

الخليفة يحضــرها القصر في أخرى أسمطة تعمل وكانت الفطر عيد ففي النحـــر، وعيد الفطر عيد يـــوم في بنفسه من أذرع ســبعة في ذراع ثالثمائة طوله ســماط يعمل كــان

الفجر الخليفة صـــلى فـــإذا والبســـند، والفانيد الخشـــكنان

76

طويلـــة( )مائـــدة الســـماط ذلك من النـــاس ومكن جلس،ويحملونه. وينهبونه عليه فيهجمون الممدود،ــدان هــذان وكــان ــدان هما العي ــدان العي ــيران الوحي الكبــذان ــالمية باألبهة بهما يحتفل كانا الل اإلس ــاال ــميا، احتف رس

ــذلك وكانا ــان لـ ــتي البالد في واألبهة الروعة منتهى يبلغـ الـ طرطــوس، مثل أقــواه، على فيها اإلســالمي الشعور يكونــان حيث ــأتي ك ــزاة ي ــلمين غ ــاء كل من المس المملكة أنح

اإلســالم، محاسن من يعتــبران عيــداها كان حتى اإلسالمية، صـــقلية بقيت طرطـــوس المســـلمين من ضـــاعت ولما

ــات النحر عيد في يذبح وكان عيديها، بحسن مشهورة حيوانكثيرة.

منتهى فيه يتجلى الــذي الشــهر هو رمضــان شــهر وكــانــاد ابن الوزير عن ويحكى المسلمين، عند الكرم داره أن عب نفس ألف من رمضــان ليــالي من ليلة كل في تخلو ال كانت تبلغ كــانت الشــهر هذا في وقرباته صدقاته وأن فيها، تفطرالسنة. شهور جميع في منها يطلق ما مبلغ

بين)صــلى اللــه عليــه وآلــه( للنبي التعظيم ازدياد وكان والورع الصالح أهل ــوالي بمولده يحتفل صار أن في سببا ح

ــام ــ(،300) عـ ــرجي عن ويحكى هــ ــوفى الكـ ــام )المتـ عـ ال كــان أنه المتعبــدين، الزهــاد من وكــان م(،954هـ=343ــه النبي مولد يوم وفي العيدين في إال يفطر )صلى الله علي.وآله(

ــرن وفي ــير بن األفضل أبطل الهجــري الســادس الق أم والفـاطمي والعلـوي النبــوي األربعــة، الموالد أمر الجيــوش

الحاضر. اإلمام ومولدالختان. عيد العائلية األعياد أهم وكان يحكى ولـذلك منفـردا، البنه يختن أن يكـره الرجل وكـان

من خمسة هـــ( ختن332) سنة في أنه المقتدر الخليفة عنــام، من جماعة ذلك قبل وختن أوالده، ــثر األيتـ ــذا في ونـ هـ

ــان ــار آالف خمسة الختـ دينـ ــا ــا، درهم ألف ومائة عينـ ورقـ فيه النفقة بلغت إنه ويقـــال وكســـوة، دراهم فيه وفـــرقت

دينار. ألف ستمائة م( أنه951هـــ= 340) عــام عن الجزار جعفر أبو وحكى

77

)الفــاطمي( أن القــائم بن إســماعيل أمر الســنة هــذه فيــواد أوالد له يكتب ــ ــوه الق ــ ــه، من رجاله ووج ــ والعبيد كتام

ليختنــوا وغيرهــا، القــيروان أهل من النــاس وضعفاء والجند عشــرة من أكــثر فبلغــوا والصــالت، بالكسى إليهم ويحسن

الناس خاصة وأطعم والئم، وعمل ختانهم، في فابتدأ آالف، دينار مائة من مراتبهم قدر على الصبيان وأعطى وعامتهم،

في يختن فكـــان ذلـــك، من وأقل درهم مائة إلى واحد لكلــة، ألف إلى خمسمائة من يوم كل هــذا على فأقــام وثالثمائ

يقول من الجزار: فسمعت جعفر أبو قال يوما، عشر سبعةــان، هذا في أنفق ما أحصى إنه الخدمة أهل من ــان الخت فك

دينار. ألف مائتي الهجــري الثــالث القرن في الخالفة بقصر عيد أكبر وكان

المتوكل إن ويقــال المتوكــل، بن المعــتز الله عبد ختان عيد مقـــدار وهو درهم، ألف ألف وثمـــانين ســـتة ذلك في أنفق األقــدار مصــرف ولكن الخياليــة، القصص في يقال ما يشبه وســروره له أبيه محبة من بلغ الذي الولد، هذا يقتل أن شاء

ــذا به ــغ، ه ــير، حكم بعد المبل ــام آخر ابنه يقضي وأن قص أي يكون وأن وآالم، فقر في حياته أميرا عليه. مغضوبا

ــزواج حفالت وكــانت ــاد أشــهر ال من الخالفة قصــور أعي زفــاف نفقــات إن فيقــال الختــان، حفالت جــانب إلى قبــل،

نفقــات وإن درهم، ألف ألف خمســين بلغت الرشيد هاروندرهم. ألف ألف سبعين بلغت المأمون زفاف

األشجار

ويحكى اليمن، في تكــون ما أكــبر العنب أشجار وكانت الحج فريضة يــؤدي وهو إليــه، حمل الرشــيد عمال بعض أن

كان وربما بعير، على محملين في العنب من عنقودين مرة، عظيمة أخونة وأذربيجان أرمينية جبال من يحمل يكــون جدا

عشرين بعضها دور الكرمة. خشب من شبرااللئالي

ــان ــذي اللؤلؤ وكـ ــتخرج الـ في الفارسي الخليج من يسـ

78

ــرق ــرة ش ــرب جزي ــبر الع ــواع أفضل يعت أهل عند اللؤلؤ أنــارس بحر في عليه يغوصون الغواصون الصين. وكان من ف

الســنة شــهور من ذلك عــدا وما أيلول، آخر إلى نيسان أولفيها. غوص فال

ــان ــ ــتخراج وك ــ ــدة على يعمل اللؤلؤ اس ــ ــام قاع ــ النظ شــهرين، الغواصــين يؤجر المقاولين أحد فكان الرأسمالي،

غوصــهم وراء من يحصل وكــان بانتظــام، أجرهم لهم ويدفعــان بعض في شــيء. منه يصــيبهم ال جســيم ربح على األحي

هذا م( كان1170 عام )حوالي التوديلي بنيامين عصر وفي يعــود الــربح فــإن أيامنا في أما اليهــود، أحد به يقــوم العمل

في المســتعملة القــوارب تملك التي القبائل أو القبيلة على الســوية، على القــوارب بين الغواصين. والقســمة مساعدة

ــؤول فهو ذلك ربح أما ــار إلى يـ ــذين الهند تجـ ــترون الـ يشـ شــاقة الغــوص مهمة األثمــان. وكــانت بأبخس أصنافه جــدا

الغواص هذا الجاهلي الشاعر األعشى وصف وقد بين وصفا الذي البحر في ينزل وأنه يتجشمه، والخطر حاله ضعف فيه

ــات قد ربما ــوه فيه مـ ــل، من أبـ من يجد ال ذلك مع وهو قبـرفقا. المبتاعين

أن المســعودي يحــدثنا الهجــري الرابع القرن أوائل وفي يتنـــاولون يكـــادون ال الغاصة الســـمك، إال اللحم من شـــيئا

ــأكلون ــوه الثمر وي ــوات، من ونح آذانهم أصــول وتشق األق النفس منها ليخرج على يجعلــون ألنهم المنخــرين، من بــدال

المنخرين منها تتخذ التي البحرية، السالحف ظهور من شيئا الخشب، من ال كالمشقاص، يضمها القرن، من أو األمشاط

ــيء وفيه القطن، آذانهم في ويجعل ــدهن من شـ فيعصر الـ بــذلك لهم فيضــيء المــاء، قعر في اليســير الــدهن ذلك من

بالسواد وسيقانهم أقدامهم وتطلى نيرا، ضياء أن من خوفــا قعر في وهم الســـواد، من تنفر ألنها البحـــر، دواب تبلعهمبعض. صياح بعضهم يسمع حتى كالكالب، يصيحون البحر

والغــوص اللؤلؤ عن الهجري السادس القرن كتاب حدثنا أكــثر المدينة من يخرج كان أنه وذلك مفصلة، أحاديث عليه سفينة مائتي من ســتة، إلى تجار خمسة منها كل تحمل معاــان في منهم كل ــه، خــاص مك ومســاعدوه، غواصه ومعه ب

79

ــع، أمام به يسير مركب في قائد األسطول هذا ويقود الجمي وجد فــإذا ويغــوص، ما مكان في فيقف مراسي ألقى شــيئا

ــفينته، ــرون وألقى س ــفنهم مراسي اآلخ ــه، س يسد ثم حولــوفهم الغواصــون السمســم، زيت في المــذاب بالشــمع أن

منهم كل ويأخذ في مربوط حجر على ويقعد ومخالة، سكينا ويســتمر البحــر، قــرار إلى وينزله به المساعد يمسكه حبل ويبــاع اللؤلؤ هــذا يقــاس النهار. ثم من ساعتين الغوص هذاــوم في ــة، بإشــراف له يحــدد ي بثالثة اللؤلؤ ويفــرز الحكوم

بعض. ويقــول فــوق بعضــها الخــروق إتساع متفاوتة غرابيلــاء تحت يبقى أن يستطيع الغواص إن بنيامين دقيقة من الم

ونصف. دقيقة إلىــتعمل العصر ذلك أهل من صيني كاتب وحكى فقال: يس

منها كل على قاربــا، أربعــون أو ثالثــون اللؤلؤ استخراج في شــدت وقد الغواصــون يــأتي ثم بحــارا، عشر اثــني من نحو

ــال بالشــمع وآذانهم أنــوفهم وســدت أجســامهم، على الحب أو قدم ثالثمائة أو مائتين عمق على البحر وينزلون األصفر،

أشــار فــإذا القــارب، إلى مثبتة الحبال وتكون ذلك، من أزيدــون السطح، إلى جذبوه حبله بتحريك الغواصين أحد قد ويك

بمجـرد عليه فيلقى المغلي، المـاء في لين غطـاء له سـخن فيمـوت. والغواصـون النوبات، تصيبه لئال الماء، من خروجهــيرة األسماك عليهم تهجم ألن عرضة البحــر، ووحــوش الكب األحيان من كثير وفي أعضاءهم، تكسر أو أجسامهم فتمزق

ــرك ــواص يحـ ــه، الغـ ــذي الرجل فيجذبه حبلـ ظهر على الـــارة يـــأتي ذلك وعند يســـتطيع، فال المـــركب البحـ ــا جميعـ من وحش ساقه عض وقد فيخرجونه قوتهم، بكل ويجذبونه

كــانت إذا قيمة ذات باإلجمــال اللؤلؤ البحر. وتعتــبر وحوشــتديرة ــام مس ــتدارة، تم متدحرجة تظل أن ذلك ودليل االس

نهارا ــار عادة عليه. ومن توضع مستو سطح على كامال التج بطــائن في اللؤلؤ يخــبئوا أن الصين يقصدون الذين األجانب

مظالتهم مقابض أو مالبسهم المكوس. دفع من هرباــيني الرحالة لنا ويحكي ــانج الصـ ــذي تي جـ ــافر الـ ) سـ

ــين م( من1259 ــ ــرب، نحو الص ــ ــال وهو الغ ــ جمع قد رح الغاصة يأتي: )يدخل ما اللؤلؤ استخراج عن جيدة معلومات

80

إال طليقة تكــون ال بحيث الجلد من أكيــاس في اللؤلؤ على وهم يــنزلونهم، ثم أوســاطهم، حــول الحبال وتربط أيديهم،

يحيط وما اللؤلؤ فيجمعــون البحر، قعر إلى الحال هذه على المخالة، في ويضـــعونه رمل من به عليهم يهجم ما وكثـــيرا

ليخيفونهــا، الخل عليها فيقــذفون الماء، تحت البحر وحوش ظهر على لمن أشــاروا اللؤلؤ بأصــداف مخــاليهم ملئوا فإذا

الســطح، إلى يجذبونهم ذلك فعند الحبال، بتحريك المراكب أعمــاق في وهم الغاصــة، هــؤالء يهلك أن يحــدث ما وكثــيراالبحر(.

الماء

عسيرة مشكالت ذات الري أمور كانت اإلسالم بالد وفي وشـمال والعـراق واليمن مصر كـانت فقد الحل، إلى تحتاج

التشــريع وكــان النهــر، وراء وما وأفغانســتان فارس شرقي الري بتنظيم الخاص دقيقة قوانين مجموعة يشتمل متشعبامعقدة. بالمــاء الخــاص األوروبي التشــريع من األكــبر الجــزء وإنالشرقي. التشريع من مقتبس

على تســهر أن الدولة واجبــات من فكــان العراق في أما الغــرض لهــذا ثم والبثوق. وكــان والمسنيات السدود صيانة المهندسين. وكــانت يسمون العمال من بذاتها قائمة طائفة

الســدود على المحافظة من تبــنى كــانت ألنها شــاقا، أمــراالجارية. المياه وجوه في وتقام وتراب، قصب

بويه بن الدولة معز السلطان وكان فاعتنى قديرا، حاكما الســدود أحد انبثق لما إنه حــتى كبــيرة، عناية الســدود بأمر

بنفســه، المثل لعســكره وضــرب بنفســه، فيه للعمل خــرج الجميع، حذوه فحذا ثوبه، طرف في التراب حمل بأن وذلك

البثق. وانسد غـواص، أربعمائة مـرو جنوب أقيم الذي السد على وكان في المــاء دخول احتاجوا وربما ونهارهم، ليلهم في يراعونه

رجل كل بالشـمع. وعلى أنفسـهم فيطلـون الشـديد، الـبرد

81

كل في معلــوم بشــيء الشــوك وجمع الخشب قطع منهمالحاجة. لوقت يستعدونه يوم

عن البعيـــدة فــارس شــرقي الواقعة األقـــاليم وكــانت الصـنع: متقنة مبتكـرة بطريقة تـروى الكبرى المياه مجاري

تنحــدر صــغيرة وجداول نهيرات إال األقاليم هذه في يكن لم جمع من بد يكن فلم األمطــار، ســقوط بعد المرتفعــات من ثم نقطــة، آخر إلى األرض من المســتخرج والماء الماء هذا

بــأن وذلك ،19كارس بنظام اليوم المعروف النظام يستعمل وقد قنــاطر، عليها معقــودة قنــوات األرض جــوف في تعمل

وكان كيلومترا، خمسين اليوم القنوات هذه إحدى طول بلغ خاصة نيســابور النــوع. وكــانت هــذا من قنطــرة قم بمدينة

ــهورة ــتي بقنواتها مش ــري ال ــتى األرض، تحت تج ــنزل ح ي وهي الســبعين، عــددها يبلغ ربما مــراق على إليها اإلنســانــد، ضــياع تســقي ــدور البل بمــاء أهلها وتمد محالتهــا، في وتالصيف. فصل في بارد نظيف للشربــرن وفي ــري الرابع القـ ــنى الهجـ الدولة عضد بـ ــكرا سـ الكر نهر على وذلك الفــرس، بالد عجــائب من يعتــبر عظيما

عظيم حائط عن عبــارة السـكر وأصطخر. وكان شيراز بين المــاء فتبخر النهــر، عــرض في بنــاه الرصــاص، من أساسه

ــع، خلفه ــانبين من عليه فجعل وارتفـ ــرة الجـ دواليب، عشـــرى رحى، دوالب كل وتحت ــ ــاء الدولة عضد وأجـ ــ في المـ

أبــواب الشــاذوران لهذا قرية. وكان ثالثمائة فسقى قنوات، للماء ويسمع األهواز، لغرقت ذلك ال ولو الماء، كثر إذا تفتح

ــدر ــوت المنح ــوم من يمنع ص ــثر الن في وزيادته الســنة، أكالثلوج. من ال األمطار من ألنه الشتاء الجــــــــاري المــــــــاء جمع من البد حيث اليمن في أما

ــانوا لالســتعمال ــون فك ــارة وهي المصــانع يبن ــدر عن عب غــاطق في بالصفا. أما جوانبها من مرصوفة مثل الجبلية المن

يبنون فكانوا صنعاء، يجــري أسـفلها، في فتحــات لها سدودا الطريقة هـذه صـغيرة. وكــانت قنوات في ويوزع الماء منها في يزيد أن أراد رســنة ابن إن حــتى اليمن، به اختصت مما

فوصفها لقارئه، البيان كافيا. وصفا19 - Kariss.

82

الرمال

وكـان أفغانستان، في إال الرمال طغيان محاربة تكن ولم الرمــال، فيضــان مقاومة بكيفية خــاص علم البالد هذه ألهل تشــتد وريــاحهم ورمــاال، ســبخة البالد تلك أرض كــانت فقد

ورمــال بهــا، يسيرونها أرحاء، عليها نصبوا أنهم حتى وتدوم، يحتـــالون أنهم فلـــوال مكـــان، إلى مكـــان من تنتقل بالدهمــا، ــا، والمــدن القــرى لطمت عليه ــانوا به ــوا إذا وك نقل أحبــان من الرمل ــوا مكـ ــوك خشب من الحائط مثل جعلـ وشـ

أســفله في وفتحــوا الرمــل، ذلك على يعلو حــتى وغيرهمــا،ــا، ــريح، فيدخله باب الزوبعة مثل أعاله على الرمل ويطــير اليضرهم. ال حتى البصر، مد على

ــواترت970= هـ359) سنة وفي ــاح م( ت بما عليهم الري بالرمــل، فمألته الجــامع على الرياح وأكبت مثله، يعهدوا لم

ــذه بعلم موسومون قوم بها وكان البلد، على البالء وتزايد ه وطلب حــدث، ابتــدر حــتى الرمل، هذا أعجزهم قد الصنعة،

ــردد بعد له فأعطوها لدفعــه، درهم ألف عشــرين أن وبعد ت حـول حـتى الحيـل، الحـدث هـذا وأعمل الهالك، من خشـوابأجمعه. الرمل الريح فنسف أقامها، بسدود الريح مجرى

التسميد البالد، جميع في كبــيرة عناية األرض بتســميد يعتنى وكان

والغنم البقر روث من يخــرج ما ذلك في يســتعملون وكانوا في يبــاع األول وكــان أيضــا، اإلنســان فضالت من يخرج وما

في قيمة اإلنســـانية للفضـــالت بالســـابل. وكـــان العـــراقــاس القول. وكان تقدم كما البصرة، ســيراف، ناحية في الن

في النخل يزرعــون وأراهســتان، كــران مــدينتي في أعــني إال األرض وجه على النخلة من يظهر ال حــتى عميقــة، حفر

ويــروي الحفــر، هــذه في يتجمع الشــتاء مــاء وكــان أعالهــا،ــذلك ــل. وك ــان النخ ــئل إذا ك ــد: أين س في النخل ينبت أح

أجاب: بأراهستان. اآلبار؟

83

األشباح الــتي األشــباح كلها اإلســالمية بالمملكة تعــرف تكن ولم اليــوم معروفة ليست وهي المــزارع، عن الطــير بها يطــرد

يطــردون الــذين هم القرامطة أبنــاء بــالعراق أيضــا. فكــان ذلك على يعطون وكانوا الحقول، من الطير فيدفعونه أجــرا

لجماعتهم. على يعملون البالد أهل فإن أيامنا في التركستان في أما من ربــوة يقيموا بأن الطيور من وبساتينهم مزارعهم حماية

هذه وعلى حقل، كل وسط في مترين نحو ارتفاعها الطين، النهــار طــول عــراة. عملهم أنصــاف أو عــراة صبيان الربوة

ــأن الطيور، طرد المحرقة الشمس وفي أو عليها يصــيحوا بــذفونها ــأكر يق ــأن أو الطين، من ب ــربوا ب يض ــاء أو طبال وع

الصــبيان هــؤالء ينتشر عنــدما الصــيف وفي قــديما، معــدنيا أن يحــاول منهم وكل حديقـة، أو حقل كل في ثالثة أو اثنــان إلى الصــباح من المــزارع تســود ذلك عند اآلخر على يتفوق

يجن(. منها اإلنسان يكاد مزعجة، ضوضاء المساء

84

األكل حيوانات

تــزال ال الهجــري الرابع القــرن في العــراق وكــانت بالدا بــأنهم يعرفــون هنــاك المقيمــون األنبــاط وكان البقر، تربي

ــان ــاموس يتغلب ولم البقر فرس ــذه في الج لما إال البالد ه المســــلمون جلب والمســــتنقعات. وقد البطــــائح زادت

عهد في نقل ثم األصــلي، موطنه وهي الهند، من الجاموســني ــند من أمية بـ ــائح إلى السـ ــراق، بطـ ــذكر بل العـ أن يـ

ــعت الحكومة ــاموس من آالف أربعة وضـ ــدود على الجـ حـ السباع هجوم كثرة من شكوا الناس ألن الشمال من الشام أن لألســود. على عــدو أكــبر يعتــبر الجــاموس وكان عليهم،

ــدثنا المســـعودي أن الهجـــري الرابع القـــرن أوائل في يحـ أهل طريقة هي بأنطاكية للعمل الجاموس استخدام طريقة

يحب الــذي الحيــوان هــذا نقلوا الشام مسلمي إن الهند. ثمواألندلس. إيطاليا إلى المستنقعات

ــات بعض وفي ــ ــمال جه ــ ــة، ش ــ سجلماسة وهي إفريقي بعــادة يحتفظــون يزالــون ال الناس كان وقسطيلية، وقفصةويأكلونها. الكالب يسمنون أنهم وهي جدا، قديمة

األفاعي من وقاية له تبنى أبراج في يحفظ الحمام وكان زبله ألن وذلك يؤكــل، ال وكان الضارة الحيوانات من وغيرها

التسميد. في كبيرة قيمة له كان

85

الصناعات

الثالثة المطالب أهم األدنى الشرق أهل عند اللباس كان وهي: الطعــام اإلنســان، جسم إليها يحتــاج الــتي األساســيةــاس ــ ــكن، واللب ــ ــانت والمس ــ ــناعة وك ــ أرقى المالبس ص ســتور عن عبارة الداخل من البيوت زينة وكانت الصناعات،

يعتــبر ما أهم حيطانهــا. وكــان على تعلق ملونة أن هو ترفــا المســكن جمــال وكان عندهم، اللباس حسن اإلنسان يكون

حيطانه تكون أن في يتلخص ــة، الســتور عليها معلقا الجميلــون وأن ــط. ويحكى مفروشة أرضه تك الطوسي عن بالبس

فراش، له يكن لم م( أنه955 هـ344 عام )المتوفى الزاهد ليكون ذلك ذكر وإنما دليال كــانت زهــده. ولهــذا على خاصــا

البالد. جميع في منتشرة والسجاجيد البسط صناعةــاس من بجزء أشبه بلد لكل الصناعية النماذج وكانت اللب

المملكة أنحــاء في الســائر بــه. وكــان نختص الــذي القومي بـالنظر وذلك هـو، بلد أي في يعـرف أن يسـتطيع اإلسالمية

الستور. أنواع من الغرف حيطان على ما إلى طــول يبلغ التي الطويلة الدبيقية العمائم بمصر وشاعت

هـ(485 إلى365) عام منذ وظلت ذراع، مائة منها الواحدةم(.995 ـ976= )

فــارس لمملكة وصــفه في البلخي ابن ه ذكر ما وهــاك الثيــاب صــناعة كيفية م( عن1106هـــ= 500 )عام حواليــازرون: يبل بمدينة التوزية ــان ك ــبرك، في الكت يفصل ثم ال نهر مــــاء في خيوطه تغسل ثم ويغــــزل، بعض، عن بعضه

كـان وإن النهـر، هـذا ومـاء الرهبـان، له فـإن شـحيحا، قليالــبيض ال أنها مع الكتان، خيوط تبييض خاصية من غــيره في تــاء، ــذا الم ــرد ودخله الســلطان، لخزانة ملك النهر وه إلى ي

للنســـاجين إال فيه بالغسل يصـــرح ال ولـــذلك األمـــير، بيت وثم نـــاظره، عليه اإلشـــراف ويتـــولى بـــذلك، المكلفين

ويختمـــون لألقمشـــة، المعـــادل الثمن يعينـــون سماســـرة وكــان األجــانب، للتجــار تســليمها قبل المخزونــة، اللفــائف

86

أن غــير من اللفــائف ويشــترون بالسماســرة، يثقــون هؤالء وصــلت إذا وكــانت هي، كما يأخــذونها بل حبالهــا، يفكــوا

يفتحوهــا، أن غــير من التجــار اشــتراها بلد أي إلى اللفــائف بكــازرون، السمســار شــهادة عن الســؤال بمجــرد واكتفــوا كـازرون، لفــائف من الحمل ينتقل أن يحــدث كان ما فكثيرا

أيد. عشر تتداوله حتى صــناعة فــارس أعمــال من ســابور بــإقليم ازدهــرت وقد الفرنســية، الرفيــيرا بها اختصت الــتي الصناعة تشبه خاصة في العطرية الزيــوت وكانت العطرية، الروائح صناعة وهي والكارده والنرجس والنيلوفر البنفسج من تتخذ العصر ذلك

ــين والزنبق والسوسن ــ ــوش والمرس ــ والبادرنك والمرزنجوالنارنج.

ــاول وقد ــوم أن البعض ح ــذه يق ــناعة به في الغالية الصــراق، ــتحدثت الع ــان الكوفة فاس ــيري، ده ــانت الخ في وكسابور. تفوق والبنفسج الخيري

تشــبه فــارس( صــناعة جنــوب )تقع جــور بمدينة وكــانتــناعة ــة، الص ــام عنها تنفصل ولكنها المتقدم ــال، تم االنفص

غــير زهــور من وذلك جــور، بمدينة الــورد مــاء يحضر فكــانــورد مثل األولى، الزهــور والزعفــران والقيســوم والطلع ال

البلــدان، ســائر إلى جور من الورد ماء ينقل وكان والخالف،ــرب إلى فيحمل ــدلس المغـ الهند وبالد واليمن ومصر واألنـ

األقــدمون يحــدثنا لم الهامتــان الصــناعتان والصين. وهاتاناإلسالمي. العصر في نشأتا أنهما البد أصلهما، عن بشيء

المطاحن

نســمع ال الهجري الرابع القرن في أصبحنا وقد عن شــيئا المدن أهل عند ال جعجعة، وتحدث باليد تدار التي الطاحونة

ســفن، في أرحــاء األنهــار على كــان بل القرى، أهل عند وال على وكــان تــدور، مائية أرحاء الصغيرة النهيرات على وكان

خمســون ـــ كرمان في بجيروفت وهو ـ وحده الشيطان نهررحى.

87

المطاحن

ــالج وقد ــرة أهل ع ــكلة البص ــدث من مش ــكالت أح مش والمــد، الجــزر عنــدهم كان أنه وذلك الماء، حركة استخدام

المد أثنــاء ففي مــرتين، وليلة يــوم كل يــزورهم الماء وكان فعمــدوا راجعــا، ينحسر الجزر أثناء وفي األنهار، الماء يدخل

أثنــاء في الماء ليديرها األنهار أفواه على أقاموها أرحية إلى حركته وداخال. خارجا

الطواحين إدارة في الدواب يستعملون الناس يكن ولم أنهار. بها ليس التي الجهات في إال

على ال دجلــة، نهر على تقوم العائمة األرحاء أكبر وكانتــرات، ــريت في وذلك الفـ ــبرا والحديثة تكـ ــبردان وعكـ والـ

بلد وبمدينة بالموصل المشهورة األرحاء بعض وكان وبغداد، الموصل فــوق )تقع هــذه بلد مدينة طــواحين وكــانت أيضــا، تحمل الــتي المــدة وهو فيه تــدور فصل لها دجلة(، نهر علىالعراق. إلى السفن في الحنطة فيها

تســمى فكــانت الموصــل، مطاحن وصف إلينا انتهى وقد والحديد الخشب من مصـــنوعة وهي عربـــة، منها الواحـــدة

ــذي ــيء يمازجه ال ال ــوم وهي والجص، الحجر من ش في تقــد، بسالسل الماء وسط يطحن حجــران، فيها عربة كل حدي

خمسين منها حجر كل رحى أكــبر يــوم. وكــان كل في وقرا حجر مائة كــانت فقد البطريــق، رحى لها يقــال رحى ببغداد

من أحد يحــدثنا درهم. ولم ألف ألف مائة ســنة كل في تغلالخشب. نشر أرحاء عن المؤلفين ويــدوم وكرمــان، سجســتان بــإقليم تشــتد الرياح وكانت

هبوبها وبيست صد )بــاد تســمى وكــانت مــألوف، غير دواما البالد هــذه أهل وكــان يومــا، وعشرين مائة تهب ألنها روز(،

وال بهــا، يســيرونها أرحاء عليها فنصبوا الرياح، بهذه ينتفعونــزال ــوم، إلى الطــواحين هــذه ت ســفين الرحالة فيقــول الي

يونيــو، منتصف حــوالي الشــمالية الريــاح هبــوب هيدن: يبدأــرحى خاصة، ألجلها الطواحين وتنصب شهرين، ويستمر ولل

ــة، ثمانية ــون أجنحـ ــودين وراء وتكـ ــواء بينهما ينفذ عمـ الهـ أيضــا، عمــودي قــائم على عمودية تقوم واألجنحة كالسهم،

حجر على الحجر هــذا فيــدور حجــرا، يحــرك األسفل طرفهالحقيقة. على هوائية طاحونة الرحى آخر. فهذه

88

الورق صناعة والرابع الثــالث القرنان أحدث وكذلك انقالبــا في عظيمــا

ــادة فحرر الورق، صناعة ــار من الكتابة م البالد من بلد احتك وصيراه به، واستئثارها له طــول ـــ الناس جدا. وكان رخيصا

مصر. عل يعتمدون ـ للبردي استعمالهم كواغيد أن الثعـــالبي فيحـــدثنا الرابع القـــرن في أما

ــتي والجلود مصر قراطيس عطلت سمرقند األوائل كــان ال إال تكون وال وأوفق وأرفق، وأنعم أحسن ألنها عليها، يكتبون

وبالصين. بسمرقند هو اإلســالم بمملكة العصر ذلك في الــورق أجــود وكــان

ــذي الكاغد ــناعته نقلت ال ــين، من ص ــدي على وناله الص أي يعتبر الذي الهام التغيير المسلمين العالم. تاريخ في حادثا

ــورق مصانع توجد فكانت الرابع القرن في أما بدمشق الالشام. وبطرابلس بفلسطين وطبرية

الرياضية اآلالت

ــانت ــ ــران مدينة وك ــ ــنع ح ــ ــاس آالت بها يص ــ مثل القي وكـانت الدقيقــة، الرياضــية اآلالت من وغيرها األسطرالبات

األمثال. مضرب حران أهل موازين صحة الســبح العصر ذلك في المقــدس بيت بمدينة يصنع وكان

الصناعة هذه تزال وال الشريف، الحرم يزور كان من لكثرةاليوم. إلى مزدهرة رائجة

التجارة

نعرفها الــتي العصــور طــول في األدنى، الشرق كان لقد تاريخه، من بعيدا المبــدأ وهو العمــل، تقســيم مبــدأ عن جدا

شــأن من الثروة إنتاج يجعل والذي الطبيعة، به تقضي الذيالمرأة. شأن من عليها والمحافظة الرجل إال بالتجــارة النســاء اشتغال هيرودوت نظر يستلفت ولم

89

والشراء. بالبيع يقمن كان حيث بمصر، إيران بشمال بيار مدينة عن كالمه في المقدسي ويحكي

نسوان. والباعة الدور، في السوق أن يعــالجن التــتر نســاء )مــاركوبولو( أن الرحالة الحظ وقد

التجارة. أمور كل كانت المتعاقبة الحربية الشعوب أن ونالحظ ــا تنظر دائم

االحتقار. نظرة التجارة إلى األمويون وكان ولم التقــدير، بعين للتاجر ينظرون ال أيضا

هذا يكن ألنهم بل عمــر، إليه أشــار مما إشــفاقهم عن ناشئا كانوا ال حــتى القطــائع، وأمراء الفرسان المحاربين من جيال التجار لطبقة نجد تاريخهم. في شأنا

الباب هذا في الثالث القرن أحدث وقد فلما كبيرا، انقالبا الحضــارة ممثل هو الغــني التــاجر أصــبح الرابع القــرن جــاء

المطــالب كثــيرة المادية الناحية من صــارت التي اإلسالميةــتطالة على باعثة ــك، في االس ــان ولما ذل ــاجر كل ك ت رجال التي النقود أنواع وأسعار البضائع بأثمان المعرفة فإن رحاالــدي على كــانت، الحصر عن عــددها يجل من المغــامرين أي

الواســعة بالخبرة تمتزج البالد، جميع في المهرة المتعاملينالناس. بأخالق والمعرفة بالدنيا

ــانت ــارة وك ــالمية التج ــرن في اإلس ــري الرابع الق الهج في الســيدة هي وصــارت اإلســالم، أبهة مظاهر من مظهرا البحــار كل تجوب وقوافلهم المسلمين سفن وكانت بالدها،ــارة في األول المكان المسلمين تجارة وأخذت والبالد، التج

ــة، تقــرران اللتــان هما وبغــداد اإلســكندرية وكــانت العالميــالم األســعار على الكمالية البضــائع في العصر ذلك في للع

األقل. بروفــانس مقاطعة من يــأتون الذين اليهود التجار وكان

الهجـري الثـالث القـرن في المسلمين عند يسمون بفرنسا المســلمون وصــفهم البحــر(. وقد )تجــار وهو مجــرد، باسم )فرنجــة( من ويحملون والغرب الشرق بين يسافرون بأنهم

والفـراء الفـائق والخز والـديباج والجـواري والغلمان الخدم بالفرمــا، ويخرجــون فرنجة من البحر ويركبــون والســمور، يركبـــون ثم القلــزم، إلى الظهر على تجـــارتهم ويحملــون

90

إلى يمضون ثم والجار، جدة إلى القلزم من الشرقي البحر والعــود المسك الصين من فيحملون والصين، والهند السند

ثم القلــزم، إلى ويرجعــون ذلــك، غير والدارصيني والكافور عــدلوا فربما الغــربي، البحر ويركبــون الفرما، إلى يتحولون

صــاروا وربما للــروم، فباعوها القسطنطينية، إلى بتجاراتهم حملـــوا شـــاءوا وإن هنـــاك، فباعوها الفرنجـــة، بالد إلى بها

وســاروا بأنطاكية، فخرجوا الغربي، البحر في تجاراتهم ــرا بــرات إلى ــوا الف ــان إلى األبلة إلى دجلة في فركب والهند عم

ــين، ــانوا والص ــون وك ــية واإلفرنجية العربية يتكلم والفارس أو الرهدانية لهم يقــال الــذين اليهــود تجــار وهم والروميــة،الراذانية. القــرن في العــرب بلغه الــذي الكبــير الثــاني األمر وكان

في الروس بالد إلى التجاري الطريق فتح هو الهجري الرابع الرابع القرن قبل العالقات بعض ثم كانت أنه على الشمال،

اإلسالم. بالد وبين الروس بالد بين بين سياسي اتصــال م( حــدث921= هـ309) سنة وفي هذا أسلم التالي العالم وفي الفلجا، أهل ملك وبين الخليفةــلم الملك ــولى العصر ذلك وفي بالده، أهل وأسـ شـــؤون تـ أكفــاء، حكــام مرة ألول اإلسالم مملكة من الشمالي الجزء اإلســالم تــاريخ في شــأن أكــبر لذلك وكان سامان، آل وهم

والمجـد، النمـاء إلى بها وسـاروا البالد تخـوم حفظـوا فإنهم األجانب للتجار وضمنوا العربية النقــود ومعظم هادئــا، ربحــا

ــتي ــفت ال ــمال في اكتش ــرن إلى ترجع أوروبا ش الرابع القــانت نقود من ثلثيها من وأكثر الهجري، بالد الســامانيين. وكــروس هي الصــليبية الحــروب بعد ما إلى العصر ذلك منذ الالشرق. وبين أوروبا شمال بين الطريق نــال فكــذلك الشــمال إلى طريقه وجد اإلســالم أن وكما

ــرق في المش ــرى بالدا ــعة، أخ ــام ففي واس ــ331) ع = هـ أحمد بن نصر ود يخطب الصـــــــــــين ملك م( أرسل943

أن نصر فرضي مصــاهرته، ويطلب بخــارى، في الســاماني التجــار أمــام ذلك فضــمن الصــين، ملك ابنة من ابنه يــزوج

ــام حوالي وفي الصين إلى الطريق المسلمين هـ=400 )ع بالد من كبــيرة أجــزاء اإلسالم مملكة إلى م( أضيفت1010

91

عظيم. تجاري شأن ذات الهند

اإلسالمية الجاليات

الجاليـــات ازدهـــار التجـــاري التقـــدم هـــذا عن نشأ وقدــالمية ــير في اإلس ــراف من كث ــتي األط ــير عليها تغلب ال غ

غــير حكم يقبلــون وال مســلم، يرأســهم فكــان المســلمين،ــهادة عليهم يقيم وال حدودهم يتولى وال فيهم، المسلمين ش

ــلمون، إال ــوا وإن المس ــزر بالد مثل وذلك قل ــرير الخ والس بالصــين )الهنــد(. وكــان وصــيمور وكوغة وغانة والالن أيضــاــالمية، جالية ــان بل إس كوريا في ك ــا ــار من جالية أيض التج

المسلمين.ــوا أن المشرق لتجار يسمح ال فكان بوزنطة في أما يقيمــثر ــهر، ثالثة من أك ــانت أش ــبر وك ــلمين جالية أك في للمس

ــد، بمدينة تقيم الرومانية اإلمبراطورية أنه ونالحظ أطرابزنـ تنفذ الذهبية العملة كــانت تاريخه ندون الذي العصر هذا في

التجــارة وحــدة عالمــات من عالمة آكد وهذه شرقا، وتنتشراإلسالمية.

الــدرهم ذكر يرد لم مصر في الناس قال: إن والمقريزي الدين، صالح عهد في الفقر أيام إال مرة ألول ألسنتهم علىبالدنانير. يتعاملون ذلك قبل كانوا ألنهم

السداســية، القاعــدة أساس على تتدرج الفلوس وكانت عشر اثــني الــدانق وكــان دوانق، ستة يساوي الدرهم فكان

ــيراط قيراطــا، والطســوج طســوجا، وعشــرين أربعة والقحبة. وأربعين ثمانية

الضخمة المعامالت

ــدفع، وســائل تســتدعي الضــخمة المعــامالت وكــانت للــياع، من مأمونة ــل، خفيفة الضـ ــدة الحمـ ــاول عن بعيـ متنـ

فارســية، أســماء يحمل الوســائل هــذه اللصــوص. ومعظمــذكر ــاء أحد عن فيـ ــافر أنه العلمـ ــدلس، إلى سـ ومعه األنـ

92

ــفتجه، ــدا. ويحكي درهم آالف وخمسة س ــرو، ناصر نق خس أخذ بمصر أســـوان من خـــرج لما أنه الفارســـي، الرحالة ــأن عيذاب في وكيله إلى كتبه له، صديق من خطابا يعطي ب منه ويأخذ يريد ما كل ناصــرا حســاب إلى ليضــاف مســتندا

ــذلك ــديق. وك ــيد أرسل الص ــاحب األخش نائبه إلى مصر ص مقلة ابن للــوزير ليســلمها دينــار ألف بثالثين ســفائج ببغداد

الصـك، المعـامالت وسـائل من مصروفا. وكان كان أن أيام اشــترى إذا الرجل وكــان الدين، سند األصل في وهو عقــارا

كضيعة كتب مثال بشرائها. صكا

الصرافون

بمدينة الصــرافين بســوق كــان أنه خســرو ناصر ويحــدثنا وكــانوا صــراف، مائتا أصــفهان ســوق في يجلســون جميعــا

غــنى الصــراف عن يكن ولم الصــرافين، سوق يسمى واحد كان فقد م(،1010هـ=400 )عام حوالي البصرة سوق في

للصــراف، يعطيه مــال معه من كل أن الســوق بهــذا العمل على ثمنه ويحــول يلزمــه، ما يشــتري ثم رقاعــا، منه ويأخذ

يعطون وال الصراف، كــانوا طالما الصــراف، رقاع غير شيئاــة، ــ ــذا أن ويظهر بالمدين ــ التعامل إليه وصل ما أرقى هو ه

ذلك يظهر أن داللته له ومما اإلسالمية، المملكة في الماليــرة مدينة في ــ ــهورة البص ــ ــتي بتجارتها المش ــ على تقع وال

واليمن البصــرة أهل ألن وذلك والعــراق، فارس بين الحدود وكــان اإلســالمية، المملكة تجــار أحسن كــانوا فــارس وأهلالتجارة. منها تجلب البالد جميع في جاليات لهم

األسواق

الصــناعة، شــأن شــأنها األسواق، مركزها التجارة وكانت يجلسون التجار من طائفة كل وكانت واحــد، قسم في معــا

ــانوا ــون وكـ ــر، بعد ما إلى يمكثـ ــأكلون ثم الظهـ أحد في يـ يستحضــرون أو المطابخ، يــذهبون وال دكــاكينهم، إلى شــيئا

93

ــوتهم إلى العــراق في للهراســين المســاء. وكــان في إال بي والمــــري والموائد الحصر فيها الــــدكاكين، فــــوق موضع

الرجل انحــدر فــإذا واألشنان، واألباريق والطشوت والخدامدانقا. دفع

طــول على تمتد الغربية وآسيا مصر في الدكاكين وكانتــوارع ــانبين، من الشـ ــانب كل على الجـ ــا. أما صف جـ منهـ

تســمت وعنــدما أمرها مبــدأ في ـــ كانت فقد المدن أسواقــ االسم بهــذا ـ من معينة أيــام في تقــام أســبوعية، أســواقا

األسبوع، وكان الثالثاء، يوم بغداد بشرقي السوق كان فمثال وكــان والخميس، األحد يــومي في يعقد القــيروان ســوقــكر بين وكان الجمعة، )خوزستان( يوم العسكر سوق العس من بيــوم منها كل تســمى مــدن ست طــوق خان وبين هذه وربما ســوقها، فيه يعقد الــذي وهو المتتاليــة، األســبوع أيام دكــاكين عن عبــارة المــدن هــذه مثل من الكثــير قــوام كان األربعــاء سوق مثل السوق، يوم في إال وتعمر تمتلئ ال ثابتةالجزائر. في

ــدكاكين جمع العــادة اســتلزمت فقد المشــرق في أما ال بن الدولة عضد بناها الــتي كالــدار واحــد، مكــان في صفوفا

دخلها وكان الكتان، نسج مركز وكانت كازرون، بمدينة بويه نفسه الدولة عضد بنى وقد درهم، آالف عشرة يوم كل في

في غاية وكـــانت هرمـــز، رام جـــامع مدينة عند أســـواقا وجعل وبــربقت، وزوقت وظللت بلطت قد نظيفة، الحسن،

ليلة. كل في غلق دروب عليها

الفنادق

إال فنادق هناك يكن فلم اإلسالمية المملكة غرب في أماــاء، للتجــار ــيرة، باألســواق أشــبه وكــانت الغرب وكــانوا الكب ويغلقــون أعالها، في وينامون أسلفها، في بضائعهم يضعون أو األســواق هــذه على يطلق وكــان روميــة، بأقفــال غرفهم

ــازن ــادق، اسم المخ ــانت الفن ــات توجد وك ــازن أو خان مخ أصــناف جميع تــرد كانت حيث بالبصرة، البطيخ كدار كبرى،

94

الفاكهة. يسكنون هرمز رام جامع بمدينة وكانوا غاية جميلة سوقا

ــة، عضد بناها الحسن في ــانت الدول العطــارين أســواق وكــها والجوهريين والخزازين الدهون وأصحاب والصيادلة بعض

ببغداد. بعض جانب إلى

االجارة

شائعة التأجير طريقة وكانت النــاس فكــان كبيرا، شيوعا كـــانوا بل فقـــط، المســـاكن المـــدن في يســـتأجرون ال

تملك امــرأة بمصر كــان أنه ويحكى أيضا، األثاث يستأجرونــا، وكــانت النحــاس، من قــدر آالف خمسة قــدر كل تؤجره

ــدرهم ــهر، في ب ــانت الش ــطة وك حفالت إلى تحضر الماش وأنـــواع البسط وكـــانت الزينـــة، أصـــناف ومعها الزفـــاف،

المناسبات. هذه مثل في تستأجر الفرش

المعالمات سائر

ــعة مملكة في أنه على ــالمية كالمملكة شاس ــتي اإلس ال جميع توجد كــانت أنه البد الحضــارة درجــات كل تضم كانت

ــواع ــارة أن ــانب إلى بعضــها التج ــد، وقت في البعض ج واح بهـــذا يهتمـــوا لم خاصة العصر ذلك في الجغرافـــيين ولكن

بمعالجة يعنــون أخــرى جهة من الفقهــاء وكــان لألســف،ــول ــ ــة، األص ــ ــتى النظري ــ ــدينا بين نجد ال ح ــ إال أي من قليال

المؤكــدة، المعلومــات أرض من سجلماسة وراء كــان فمثال من يتبايعون قوم الترك يلي مما خراسان وبأقصى المغرب

من ثمنه متــاع كل عند فيــتركون مخاطبــة، وال مشاهدة غير وتـرك الـذهب اختــار المتاع صاحب جاء فإذا الذهب، أعمدة

اســتلفت وقد الــذهب، وتــرك متاعه أخذ شــاء وإن المتــاع، مر عنــدما ريجــنزبورج، مدينة من وهو بتاحيــا"، "ربي نظر

فكــان الثقــة، كل بهم يوثق ألن أهل المســلمين أن بالعراق للبيع األسواق جميع إلى أمتعته وضع تاجر هناك إلى جاء إذا

95

ــإذا ــرر ثمنها دفع فـ ــان المقـ ــا، كـ جميع إلى حملوها وإال بهـ وكل أقــل، بثمن باعوها قيمة أقل بها رأوا فــان السماسرة،

والذمة. األمانة غاية مع هذا

الربا بالربا التعامل البداية منذ اإلسالمية الشريعة حرمت وقد

ــاس )فانسلب( ان لنا ويمكن التحريم، أشد ــانوا الن بمصر ك تحــرم الــتي القــوانين من م( يخــرون1664 )عــام حــوالي رديئة بضــائع أخذ إلى المقــترض يضــطروا بــأن وذلك الربــا،أيضا. عندنا الحال هو وهذا الباهظ، بالسعر النوع

النهرية المالحةــان ــ ــرق ك ــ ــائل بين الف ــ ــالت وس ــ المملكة في المواصــاء أوروبا في وبينها اإلسالمية قلة هو الوســطى العصــور أثن

اإلسالم. مملكة في المائية الطرقــاك وليس ــيرات بالجملة هنـ ــيرة بحـ ــلح كبـ للمالحة تصـ وهي أرميــة، بحــيرة كــانت وإن الذكر، يستحق مما الطويلة

عشــرة مســاحتها تبلغ اإلســالم، مملكة في البحــيرات أكــبر الميتة البحــيرة كــانت وإن كنســتانس، بحيرة مساحة أمثال البحيرة. هذه مساحة ضعف مساحتها تبلغ أيضا

كلها وفــارس العرب وجزيرة الشام كانت فقد هذا وعلى واســعة أراض عن عبارة اإلسالمية المملكة وسط في جــدا

وهــذا البحيرات، في وال األنهار في ال تذكر، مالحة فيها ليسالوسطى. العصور في كانت كما اليوم شأنها

البصــرة شــرقي توجد النهــيرات من شــبكة أكــبر وكانت العصــور، بعض في أحصــيت وقد األنهار، مياه تفترش حيث

الــزوارق، فيها تجــري نهــر، ألف وعشرين مائة على فزادتالبقاع. تلك رأى حتى فأنكره، ذلك، حوقل ابن سمع وقد

متصل نخيل البالد بتلك وكان ال فرســخا، وخمســين نيفــا بحيث أو ونخيل نهر في وهو إال بمكـــان، اإلنســـان يكـــون

ــا، ــتى يراهم ــر، ح ــانت البح ــاك وك ــالس هن ــنة المج الحس األنهــار، جــوانب على والبســاتين والقصور األنيقة والمناظر

يــدخل حــتى نهــر، كل في المــاء تراجع البحر مد جــاء فــإذا

96

البســاتين منه خلت عنها المــاء جزر وإذا وجنانهم، بساتينهمفارغة. األنهار أكثر وبقيت والنخيل،

ويجــيئون يــذهبون ببغــداد المقدســي: )والنــاس فيقــول طيب وثلث وضوضاء، جلبة لهم وترى السفن، في ويعبرون

الشط(. ذلك في بغدادــتطيع البضائع تحمل التي السفن وكانت عند تقف أن تس

قنطــرة وأخرى لحظة بين اإلنسان يجد وكان كثيرة، أسواق أوائل في أحصي وقد الضــيقة، الشــوارع عليها تصــعد عالية

في والتجــارة النــاس تنقل الــتي الســفن عــدد الرابع القرنألفا. ثالثين فكانت بغداد،

كــان فقد الخاصــة، القــوارب من كثير ببغداد كان وكذلك اصـــطبله، في دابة بغـــداد أهل من اليســـار ذوي من لكل

في ينتقلــون الجــاه وأصحاب الكبراء وكان النهر، في وطيارالماء. على الغالب

ــان ــ ــور وك ــ ــفن من المعمولة للجس ــ ــانب في الس ــ الجــرقي ــداد من الشـ ــان بغـ ــان زنبريتـ رفعهما يمكن متحركتـ

في كــان أنه المقدسي يذكر بل المرور، من السفن لتمكين الســـفن، فيهما تـــدخل موضـــعان بواسط الجسر طـــرفي

دجلة نهر على المــاء من الســفينة إلخــراج تســتعمل وكانتــانوا، المالحين أن وذلك خاصة طريقة ــا، على وهم ك ظهره

ــذبون ــ يجـ ــري حبال ــ ــرة على يجـ ــ من نقطة على مثبتة بكـــاطيء، ــون وال الش ــذبون يزال ــتى يج دوائر الحبل يتجمع ح

السفينة. ظهر على منتظمةــانت فقد بمصر أما ــيرة النيل على النهرية المالحة كـ كثـ

وهو المقدســي، تعجب حتى الهجري، الرابع القرن في جداهناك. والراسية السائرة المراكب كثرة من بمصر،

البرية المواصالت تكن لم اليــوم، طــرق شــأن شأنها العهد، ذلك طرق لعل

نظام. يربطها ال المطروقة المسالك من شبكة إال بحذاء التراب من جسر بمصر كان أنه خسرو ناصر حكى

ــان السلطان وأن آخرها، إلى الوالية أول من النيل يرسل ك ليجــدد معتمــد، عامل إلى دينــار آالف عشــرة ســنة كل في

97

ال أيلــة، من بــالقرب ارض )وهو التيه مهد وكــذلك عمارتــه، خمارويه زمــان في وذلك لصــعوبتها(، يصــعدها الراكب يكاد في بــالطرق عناية لخمارويه طولــون. وكــانت ابن أحمد بن

ســبكتكين أنشأ الهجــري الرابع القــرن أواخر الجملــة. وفي ابنه بعــد، فيما ســلكها، الــتي الطــرق أفغانستان جنوبي في

الهند. غزا لما محمود، السلطان خان جنكيز أنشأ وكذلك ــيرا في الواســعة الطــرق من كث

يخترق الطرق هذه أحد وكان الوسطى، بآسيا الجبلية البالدــيرم، بحيرة جنوبي شان تيان جبال مضايق فيه أقيم وقد ص تســيران لعربتين منها كل تتسع الخشب من قنطرة أربعون

متحاذيتين. حراسة على تقتصر األحيان غالب في كانت العناية ولكن أو المســافرون، فيها يستريح أماكن وإنشاء وتأمينها الطرق

األقـــل، على لهم فيها المـــاء تيســـير على على كـــان فمثال كل بين فــارس شــرق صحراء يخترق الذي القصير الطريق

المطــر، مــاء فيها يتجمع وخزانــات قبــاب ثالثة أو فرســخينــرو ناصر ورأى ــيرة من مقربة على خسـ )وان( بأرمينية بحـ

ــا ــ ــداده على طريقـ ــ ليســــير األرض على مقامة عمد امتـ البكري بهديها. وذكر والضباب المطر أيام لمسافرون شــيئا

فقد وقســطيلية، نفــراوة بين الــذي الطريق في ذلك يشــبه في يضـلوا لكيال بها المسـافرين يهتدي خشب بينهما أقيمتالبلدين. هذين بين التي السواجة األرض

الصــحراوية الطــرق في تبــنى الــتي األمــاكن هذه وكانت وراء ما بالد في خــاص بنــوع كثــيرة وكــانت للزهاد، رباطات

ــرف لما النهر ــ ــورع من أهلها عن ع ــ ــد، ال ــ ــذكر والزه ــ وي آالف عشــرة على يزيد ما البالد بهــذه كــان أنه األصــطخري

وطعام دابته علف أقيم النازل نزل إذا منها، كثير في رباط،ذلك. إلى احتاج إن نفسه،

بالجملــة، غربها من أكــرم اإلسالمية المملكة شرق وكان حوقل ابن فيحـــدثنا رجل المرزبـــان آل من كـــان أنه مثال

مصــالحها على ووقف رباطــات، أقام بالكرم، مشهور بقــراــوامين عليها وجعل ســائمة، ــا، ق ــا، ويأخــذون يحلبونه ألبانه

ــازين بها ويقصدون ومن منها األطعمة ومعهم عليهم، المجت

98

لهذا ذلك فوق وما بقرة المائة وفيه إال رباط من وما غيرها،الوجه. رجال، أنفسهم بين من يختارون بفارس القرى أهل وكان

ــيوف توزيع مهمته ــة، أهل على الض ــانوا القري ــمونه وك يســذلك ــر. وك ــانت الجزي ــاب توضع ك ــاء حب الشــوارع في الم

حمل وربما الطريــق، في مراحل على بخوزســتان والطرقبعيد. من الماء إليها

فكــان فــارس، ببالد إال عنها نســمع فلم المدن فنادق أما نيســابور في بشــيراز، ومثله الليــل(، دار )أي شبســتان مثال

الموحشة ونواحيها صـــحاريها في المغـــرب بالد في وكـــانــيرة أوقــاف عليها وكان الناس، إليها يأوي كثيرة رباطات كث

البالد. جميع من تأتيها والصدقات بإفريقية،البريد

جدا. قديم اختراع فهو البريد أما أن نالحظ إذ معين، وقت في اخــــــترع البريد أن ويظهر

والصينيين والمسلمين الروم عند البريد دواب كــانت جميعاــا. غــير تحــذيف عالمتها ــروم أن أذنابه ــانوا ال يســتعملون ك العرب ملوك عند الحال كان وكذلك البريد، حمل في الخيل

اإلســـالم وملــوك الصــينيين ملــوك وكــان الجاهليـــة، فيبردهم. في البغال يستعملون غــربي باألميــال المســافات يقيســون الخلفــاء وكــان الدولة شــطري في أما فبالفراسخ، شرقيه في أما الفرات،

الســكك، تســمى للبريد محطــات توجد فكــانت اإلســالميةــزودة وهي ــبين بالخيل م ــة، مســافات على والراك كل معينــال ثالثة ــخين. وربما أو أمي ــان فرس ــركب البريد راكب ك ي

ــه، الطريق رجل عن الصــولي حكــاه ما ذلك على ويــدل كل بغــداد، إلى مكة من الخريطة يحمل كــان بــالخلنجي يعــرفــان المسافة يقطع كان أنه أي الحج، بأخبار ويسبق كلها. وك

فكــان البريــد، في دولي تبــادل شبه والمشرق المغرب بينــترك بريد ــجان إلى يصل الـ ــين، حد وهو األعلى، يوشـ الصـ

القســطنطينية، إلى الرحلة يواصل الصغرى آسيا بريد وكانأميال. ثالثة كل سكة البريد لهذا وكان

99

إيــران يقطع الــذي الطريق أما إلى شــيراز من عرضــا نيسابور في إليه وأشــار خرداذبــة، ابن الحظه فقد بيزد مارا

له نجد ال ولكننا (،50 )ص كتابه عند وال رستة ابن عند ذكرا تســود كــانت الــتي القالقل ذلك ســبب كــان وربما قدامــة، الصــحراء في اللصــوص شر زادت والــتي فــارس، شــرقيوطبس. يزد بين الواقعة

الدولة عضد ابتنى الهجري الرابع القرن منتصف وحواليــرا، ــزان معه مخف ــاء خ ــذب، للم المقدسي وصــفه وقد الع

الكوج، ومأوى الخوف، معدن هو شتران آب بقوله: )ورباط رأيت ما حســن، والربــاط بركــة، إلى تصب عذيبيــة، قناة به

ــدان منه أحسن ــاجم، ببلـ ــارة من األعـ على والجص، الحجـــون عمل ــام، حصـ ــواب وعليه الشـ ــد، أبـ ــديد وهو حديـ شـ

صــاحب ســيمجور ابن بنــاه يحفظونــه، قــوم وفيه العمــارة،المشرق(. ملك جيش

فالمقدسي الطريــق، يــؤمن لم المخفر هــذا إنشاء ولكن المسافة هذه فقطع يزد إلى طبس من يسير أن أراد نفسه

ــبعين في س ــا ــتين ثمانية على يزيد ال طولها أن مع يوم وس سبيلها، ضلت قافلته ألن وذلك خرداذبة، ابن بتقدير فرسخا

ـ قوله على ـ كان الطريق وألن لهم يقــال قــوم من مخوفــا لهم: خالق ال قــوم كرمــان، جبــال من إليه يسيرون القفص،

على يبقــون ال وجالدة، وبــأس قاسية، وقلوب وحشة، وجوه باألحجار، به ظفروا من يقتلوا حتى بالمال، يقنعون وال أحد،ــكون تراهم الحيات، تقتل كما بالطة على الرجل رأس يمس

يتصدع. حتى بالحجارة، ويضربونه الكوفة، عند الفرات يعبر فكان بغداد من الحج طريق أما

ــحراء إلى ويفضي ــذيب. وعلى عند الص ــرغم الع بعد من ال الحج موسم في إليها يفــدون النــاس كان فقد الشاسع مكةــاء جميع من ــالمية، الدولة أنحـ الحج، فريضة تكن ولم اإلسـ

أمـان يغريها كان بل الجماعات، هذه تجذب التي هي وحدها الطريق ــيرة الحج قوافل حماية في أيضــا ــتي الكث ــانت ال ك

من كثيرين أن ذلك فمن النواحي، شتى من هناك إلى تنهال م(943هـ=331) ســنة الحج قافلة مع هــاجروا بغــداد تجــار المحن وتواتر ببغداد الفتن التصال وذلك ومصر، الشام إلى

100

السلطان. من عليهم الهجــري الثــالث القــرن خالل المغــرب طــرق أكثر وكان

األغلب بني دولة كانت الحين ذلك وفي القيروان، نحو يتجه الطــرق ومنحت األمن أقرت قد األقوياء ــا عنايتهــا، من جانب

الســفر وكــان ومفــاخر، محــارس الساحل طول على فكانمأمونا.

إلى القيروان من المسافة وطول معلمة، األميال وكانت ومائة ألفــــــان األطلسي المحيط على األدنى الســــــوس

يصل الــذي الرئيسي الطريق هو هــذا ميال. وكان وخمسونبالمشرق. األندلس البريد وكان فيه تحمل وكانت الحكومة، ألعمال مخصصا

إلى يحتـاج مما للسـلطان، تبعث أشـياء الرسائل جانب إلى إلى يحمل كــــان البريد أن ذلك فمن اإليصــــال، ســــرعة المــأمون ــاء كابل من غضة ثمــارا خراســان، على واليته أثن ألمـــير يرسل كـــان أنه من طيفـــور ابن يحكيه ما وأيضـــا

ساعتها من جنيت كأنما وألطاف، رطب البريد مع المؤمنين المحيط وبلغ الفــاطمي للخليفة مــراكش جوهر فتح وحينما

هناك من إليه أرسل األطلسي، له ليقيم زجاجــة، في سمكاالمحيط. البحر إلى ملكه وصول على الدليل

الطريــق. والــراجح من فرسخ كل عند حصن يقــام وكان في الخيل اســتعمال عن عــدلوا العصر ذلك في الحكــام أن

الجمازات. اتخاذ إلى البريد يكــون أن أراد من وكان أن فالبد اإلســكندرية في ســاعيا

عمـــود، في مثبت موقد هيئة على ســـلة في شـــعلة يحمل المسافة يقطع وأن حديد، من حلقات وله رجل، قامة طوله ميال، وعشــرون ســبعة وطولها ورشيد اإلسكندرية بين التي

الشمس. مغيب قبل يومه، في ويعودــتعمال أما ــار اس ــارة في الن ــيلة اإلش ــائل من كوس وس

كــانت الــتي البالد في المســلمين عند يكن فلم المراســلة، كـــانت الدولة هـــذه ألن قبـــل، من البوزنطية للدولة تابعة

تســتعمل، فلم اإلســالم بالد من ذلك غير في تستعملها. أما اســتخدمت إنها ويقال اســتخداما الثــالث القــرن في حســنا

كــانت فقد الشــمالي، اإلفــريقي الســاحل على الهجــري

101

واحــدة، ليلة في ســبتة إلى اإلســكندرية من تصل الرســائلأربع. إلى ساعات ثالث في اإلسكندرية إلى طرابلس ومن

تنظيم في واســعة خطــوات خطــوا المســلمين أن علىالزاجل. الحمام بواسطة البريد نقل

نجد الهجــري الرابع القــرن أوائل وفي عن كثــيرة أخبــارا بن حامد تقلد لما أنه ذلك فمن بــالعراق، الحمــام اســتعمال

على بالقــدوم وروسل م،916هـــ304 عــام الوزارة العباسيومه. في بخروجه أطيار عدة على كتب الخليفة

م( أن923= هـــ311) عــام حــوادث في عــريب وحكى ابن بعـــزل النـــاس أخـــبروا البصـــرة دخلـــوا لما القرامطةــرات ــاس بن حامد ووالية الف ــبر يجيء أن قبل العب إلى الخ البصــرة ألهل ذلك بعد الخــبر جــاء ولما أيام، بأربعة البصرةــاهم الخبر وأن بذلك، القرامطة أرادت ما علموا وقته من أت

تشــوف األنبــار من القــرمطي قــرب طــائر. ولما جنــاح فيــدر ــاره، معرفة إلى المقت مقلة بن علي أبو عــرف فلما أخب

طلب ذلك، ــار عليها له وكتب األنبار، إلى وأنفذها أطيارا أخب القرمطي وقت. بعد وقتا

) نفســـها الســـنة هـــذه في القرامطة خطر اشـــتد ولماــ= 311 ــوزير م( رتب923هـ ــداد بين عيسى بن علي ال بغ رجــل، مائة إلى طــائر مائة إليهم وسلم المرتبين، زيار ونهر

أجنحتها على له ليكتبوا ساعة. كل في العدو بخبر كتباــالبي وذكر ــانت الرســائل أن الثع العصر ذلك في تصل ك

والكوفة والبصـــرة وواسط بغـــداد إلى والموصل الرقة من من الثــاني النصف وليلــة. وفي يــوم في األطيــار بواســطة

ـ الشريف الحسن أبي عمر بن محمد عند كان الرابع القرن وكان علويا وجيها وبالكوفة كوفيــة، طيــور ـــ ببغــداد متمــوال

فيأتيه الكوفة إلى الطــير على يكتب وكــان بغداديــة، طيــور الشــريف هــذا وكــان نحوها، أو ساعة في الخبر عند جالســا

رســـول وصـــول خـــبر الـــوزير إلى فوصل مـــرة، الـــوزير الكوفة إلى الكتابة من البد وأنه الكوفـــــــة، إلى القرامطة

ــريف فأرسل الرسول، مع بالواجب بالقيام الكوفة إلى الش وهو اإلشــارة، وامتثــال الكتــاب بوصــول الرد وجاءه بالخبر، يحسبه هذا وكان الوزير، مع جالس األمر. في متهاونا

102

المسافرين، لألفراد تتعرض ال بالجملة الحكومات وكانت الهجري الثاني القرن في بالمشرق يكن لم أنه الثابت ومن أبوابها. وقد يدخل من أسماء يسجل من المدن أبواب علىــرب الرحالة أحد تكلم ــ ــرن من األول النصف في العـ ــ القـ

بشــيء الصــينيين عند المــرور جــوازات عن الهجري الثالثغريب. شيء عنده كأنها التعجب، من

ــذكر وال ــاب ي ــرن كت الرابع الق ــيئا ــلة، عن ش وقد البوص ذكرها ثم م(،1282 )ســنة مــرة ألول القبســاقي وصــفها

على م(. وكــان1442هـ=845 عــام )المتــوفى المقريــزي أنجــور منها لكل يقــال المراســي، من عــدد الســفينة ظهر

وكــانت سبك، األغوار لسبر يستعمل وكان اليوناني، بلفظها إذا بالمجاديف، المراكب، لتسير تستعمل الصغيرة القوارب

األمر. احتاج من طوافــا، البلــدان تدويخه مع حوقــل، ابن دهش وقد إذ الســفلى، بمصر تــنيس في رآهم الــذين المالحين مهــارة بالمداري، أكثرها في يسار العمق، قليلة تنيس بحيرة كانت

مصــعدة، هــذه األخــرى، إحــداهما تحك الســفينتان، وتلتقي في ومتساوية بالريح، شرعها ممالة واحدة بريح نازلة وهذه

وكان غواص، مالح السفينة مالحي بين السير. وكان سرعةــراكب في الغواصــون ــرن في الصــين م ــادي الق عشر الح

مفتوحة. وعيونهم الغوص، يستطيعون زنوجاــرب من رجل وحكى ــرن في العـ ــامن القـ ــري الثـ الهجـ

ــدي البحر مــراكب في كــان الميالدي( أنه عشر )الرابع الهن وعال المركب، في الماء نفذ فإذا الغواصين، من أربعة عادةــزيت فطلوها أجسامهم، إلى عمدوا فيه، وإلى السمســم، ب

المــركب حــول يسبحون أخذوا ثم بالشمع، فسدوها أنوفهم أن يســتطيعون وهم بالشــمع، ثقوبه ويســدون مسيره، في

ثالثين إلى عشرين يسدوا اليوم. في ثقبا على يوجد أنه التاسع القــــــرن في الثقــــــاة أحد وروى الحمــام، من كثــير البحر عبــاب تمخر الــتي الفرس مراكب وإذا للمســافة(، )مقيــاس لي آالف بضــعة يطير أن يستطيع

طار أطلق بالده إلى عائدا األخبار. أحسن يحمل رسوالــرن خالل األبيض البحر على سلطان ألوروبا يكن ولم الق

103

كان فقد الميالدي، العاشر يريد لمن البد وكــان عربيــا، بحرا فيه لنفسه يقضي أن ــرا ــرب، ود يخطب أن من أمـ كما العـ

وأمالفي. وغيته نابولي فعلت العصر ذلك في كانت نفسها األوروبية المالحة أن ويظهر

م(935) ســـنة ففي الضـــعف، من لها يـــرثى حـــال على تغــزو أن الفــاطمي المهــدي الله عبيد مــراكب اســتطاعت

ـــ1011) عامي في بيزا ومدينة جنوه، ومدينة فرنسا جنوبم(.1014

ــذكر ــالث القــرن أواخر في اليعقــوبي وي أن الهجــري الثمركب. ألف يحتمل عجيب الشام طرابلس ميناء

المواجه اإلسالمي الحربي الميناء هي صور مدينة وكانتــة، ــان إذ لبوزنط ــناعة، دار بها ك ــرج ومنها الص ــراكب تخ مجليلة. حصينة وكانت الروم، لغزو السلطانــبر اإلدريسي ويقص ــميهم جماعة خـ ــربين يسـ )أو المغـ في لشــبونة، من الظلمات بحر ركبوا رواية(، في المغررين أين وإلى فيــــه، ما ليعرفــــوا األغلب، على الرابع القــــرن فأنشــأوا عم أوالد كلهم رجــال ثمانية وكــانوا انتهاؤه، مركبــا ثم ألشــهر، يكفيهم ما والــزاد المــاء من فيه وأدخلــوا حمــاال بها فجروا الشرقية، الريح طاروس أول في دخلوا من نحــوا

ــروائح كــدر الموج غليظ بحر إلى فوصلوا يوما، عشر أحد ال قلــوعهم فــردوا بــالتلف، فأيقنوا الضوء، قليل القروش كثير اثــني الجنــوب ناحية في البحر في وجــروا األخرى، اليد في

عشر ما الغنم من وفيها الغنم، جزيرة إلى وصلوا حتى يوما ســاروا ثم نــاظر، وال لها راعي ال ســارحة وهي عد، يأخذه ال

عشر اثــني الجنوب مع فيها جزيــرة إلى وصــلوا حــتى يومــا اليــوم في جــاءهم ثم أيــام، ثالثة فــاعتقلوا وحــرث، عمــارة بين وأحضــروا العــربي، اللسان يتكلم للملك ترجمان الرابعــدي ــك، ي ــأخبروه حــالهم، عن فســألهم المل ثم بخــبرهم، ف

الغربية، الرياح جري بدأ أن إلى حبسهم، موضع إلى صرفوا البحر في بهم وجــري أعينهم وعصــبت قــارب في فوضــعوا

ــام، بثالثة قــدروها برهة ــوا حــتى أي ــر، إلى انته فــأخرجوا، ب وجــاء النهــار، طلع حــتى بالساحل وتركوا خلف، إلى وكتفوا

بلــدهم وبين بينهم أن وأخــبروهم وثــاقهم فحلــوا برابر، قوم

104

شهرين. مسيرةــال ــعودي وق ــام في المس ــ332) ع م( : وقد943= هـ

والقلـــزم والـــروم الصـــين كبحر البحـــار، من عـــدة ركبت فلم كــثرة، أحصــيه ال ما األهــوال من فيها وأصابني واليمن،

هـ304) سنة البحر ركب قد وكان الزنج، بحر من أهول أجد مــركب في وذلك عمــان، )قنبلو( إلى زنجبار م( من916=

ــرحيم عبد أخوي الصمد وعبد أحمد الســيرافي، جعفر بن ال كــان من وجميع بمركبهما بعــد، فيما غرقــا، البحر ذلك وفي

ــام تلك في زنجبار ملوك وكان معهما، وكــان مســلمين، األيــراكب إليه تصل ما أقصى ــلمين مـ ــافل في المسـ بحر أســـزنج ــفالة إقليم ال ــبيق(، س ــزنج، بالد أقاصي وهي )موزم الوالسيرافيين. العمانيين مراكب تقصد وإليها

البحر وبين وبينها العـــرب، شط نهر على البصـــرة وتقع تشبه صغيرة جزيرة النهر مصب تجاه هناك وكان مرحلتان،

وهي صغير، حصن ذات صغيرة مدينة فيها هلجوالند، جزيرة وأكــثر صــالحون، وعبــاد رباطــات فيها وكــان عبادان، مدينة ضــيق بها المــاء أن غــير الحلفــاء، من الحصر يصنعون أهلها

ــق، عليها والبحر ــان مطب ــاس وك ــدونها الن بها لإلقامة يقص المــراكب رســوم وكــانت ذنــوبهم، عن ومكفــرين متعبــدين

وكــان القرصــان، لمكافحة حامية بها وكــانت عنــدها، تجــبى يعـــــرف موضع البحر تجـــــاه منها أميـــــال ثالثة نحو على

بني قد الماء، في منصوبة الخشب من عمد فيه بالخشبات، به لتهتدي بالليل المرقب ويوقد ناظور، يسكنه مرقب عليها

الموضع هـذا وكـان دجلـة، مـدخل على به وتستدل السفن، المــاء لرقة انكســارها خيف الســفينة فيه ضــلت إذا مخوفا،

به. الهجــري: إن الخــامس القــرن في خســرو ناصر ويقــول أعمــدة إنها فيقول وصفها، في يفصل وهو اثنتان، الخشبات

قاعــدة األرض على تؤلف بحيث منصــوبة الساج خشب منــطح تعلو وهي أعالها، في تضيق ثم واسعة، مربعة البحر س

للناظور. مربعة حجرة أعالها وفي مترا، بخمسين رأس على كـــــان الميالدي التاسع القـــــرن أوائل وفي إمــبراطور يعينه مســلم رئيس كانتون في اإلسالمية الجالية

105

بأحكــام الجالية أفــراد بين يقضي الرئيس هذا وكان الصين، المســلمين، في خطب العيد أو الجمعة كانت وإذا الشريعة،

المسلمين. لسلطان خطبته في ودعا تــذهب المســلمين مــراكب كانت العصر ذلك طول وفي

ــار إلى ــين، بح ــانت كما الص ــراكب ك ــين م إلى تختلف الصوالبصرة. واألبلة عمان

القضاء من العرب بحريو حكاه ما الصينية التواريخ وتؤيد وال الصــين في اإلســالمية التجارية والجاليــات المراكز على

ــة( حــوالي كــانتون )وهي خــانقو مدينة ســيما )عــام الحديث أن وذلك م(،880 يقـــول كما ــــ الصـــين في نبغ شـــريرا

الصــين، أمــور وأفسد تنج، أســرة على فقضى ـ المسعودي اإلســالمية، التجارية الســفن ملتقى وكــانت خــانقو، وفتحــائتي أهلها من وقتل ــيرهم، ومن المســـلمين من ألف مـ غـ

جنــوب في شــيء كل فسد األســرة هــذه أمر وباضــمحالل هناك. ونستطيع من البحرية التجارة معالم واختفت الصين،

ــتدل أن ــاب من نس ــائب كت ــ الهند عج وصف فيه ما وأهم ـ كانت ما أقصى أن على ـ هناك الهجري الرابع القرن أحوال وكـان ملقــا، في كـدا أو كله مدينة المسـلمين مراكب تبلغهاليوم. سنغافورة موضع في البلد هذا

مملكة الصــين: إن كتــاب أحد م( يقول1178) عام وفي في الغنية األجنبية البلــــدان من آخر بلد يفوقها ال العــــرب

في ويليها الغاليــة، المتنوعة البضــائع من بها يــدخر ما كــثرة بالد ذلك بعد تأتي ثم سومطرة(، )وهي وبالمبانج جاوة ذلك

كثيرة. أخرى شــهرين، وحــده الصــين ســاحل مع يسير المسافر وكان

ــان ــاح انتظــار من ذلك بعد له البد وك ــة، الري تلك ألن الطيب في أما أشــهر، ســتة كل في واحــدة ريــاح تســودها النواحي أربعين يســيرون الناس فكان العودة تشو تســوان من يومــا

ــرف على أيتا إلى ــ ــمالي الط ــ ــربي الش ــ ــرة من الغ ــ جزي في البحر إلى يعــودون ثم هناك، يتاجرون وكانوا سومطرة،

ســتين في بالدهم إلى ويعــودون التالي، العام بمعاونة يومــاالعادية. الرياح

في بها يســتعان آلة كل من خلــوا السفن هذه كانت ولما

106

ــانت المالحة ــاطب، محفوفة الرحلة ك ــان بالمع ــاس فك النــون ــان عمل إذا التعجب أشد يتعجب ــذه الرب ــبع الرحلة ه س

عجيبــا، ذلك عد الصــين إلى وصل إذا المسافر وكان مرات،ــان بالده إلى رجوعه أما ــبر فك ــتحيل، يعت ــذا كالمس فال وله

إذا كــان، السارية أعلى في الذي الرجل أن نسمع أن عجبــادى الــوطن، أرض عالمــات أول رأى كل الله قــائال: رحم ن المـركب في من جميع يجيبه ذلك أكـبر! فعند قال: الله من

يكــون لما ويبكون، بعضا، بعضهم أكبر! ويهنيء قائلين: اللهالسرور. من عليهم هجم قد

ــأل تلخيصه، أردنا ما آخر وهذا يوفقنا ان عزوجل الله نســاالت جميع في االسالمي الصحيح األسلوب إلى للرجوع مج واألحكام والحقوق واالجتماع واالقتصاد السياسة من الحياةــدود فال و…، ــ ــتبداد وال جغرافية ح ــ ــة، وال اس ــ بل ديكاتوري

اإلســالمية واألخــوة الواحــدة واألمة اإلســالمية الحريــات يطبق وكان اإلسالم به أمر مما وغيرها والتعددية والشورى

تقريبا. قرن نصف قبل إلى اإلسالمية البالد في ما نوعاــبحان ــ ــزة رب ربك س ــ ــفون عما الع ــ ــالم يص ــ على وس

العالمين. رب لله والحمد المرسلين لله والحمد أوال وآخرا على الله وصــلى وباطنا، وظاهرا

الطاهرين. الطيبين وآله محمد

المقدسة قم الشيرازي محمد

107

الفهرس3..................................................................الجغرافيا

6......................................................................تعليق7..............................................................النبوة دعوى12.....................................................................الحج

15...................................................................الجهاد17.................................................................الخطابة20................................................................القصاص

20....................................................................الذكر22................................................................المواعظ23................................................................المساجد

26.......................................................ص الرسول آثار26...................................................................القرآن

29.............................................................الكدية أهل30.................................................السيئة العادات بعض

31...............................................................الغالميات33....................................................................البغاء

34...................................................................النساء35.................................................الكرامة وقلة المادية،36.................................................................التعذيب

38................................................التعذيب تحت اقرار ال41...................................................................الزكاة45........................................................المعيشة أحوال45....................................................................األبنية

48..................................................................الحمام50.................................................................المالبس

51.......................................................بالموت يتعلق ما52.........................................................والشرب األكل54.........................................................والرقص الغناء

55..............................................................أخر عادات56...................................................................القمار

57...............................................................المسابقة58.................................................................الرياضة

58....................................................................الصيد59...................................................................التقليد

108

59...........................................................المدن أحوال60................................................................المساجد

60..........................................................المدن هندسة62....................................................................المياه

63...................................................االنسانية االفرازات63...........................................................المدينة ادارة

64...................................................................األعياد69.................................................................األشجار69...................................................................اللئالي

71.....................................................................الماء73..................................................................الرمال

73.................................................................التسميد73..................................................................األشباح75.........................................................األكل حيوانات

76...............................................................الصناعات77...............................................................المطاحن

78...........................................................الورق صناعة79........................................................الرياضية اآلالت

79..................................................................التجارة81....................................................اإلسالمية الجاليات

82...................................................الضخمة المعامالت82..............................................................الصرافون

82.................................................................األسواق83..................................................................الفنادق84..................................................................االجارة

84.......................................................المعالمات سائر85......................................................................الربا

85........................................................النهرية المالحة86.....................................................البرية المواصالت

87....................................................................البريد

109