الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/alfiqh_59.doc · web viewفهو مثل ما إذا...

760
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم ل ع ل ا روت ب% ان! ت لب عام1409 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا}{ ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل ا ع س ا ت ل ا% ون س م! خ ل وا1

Upload: others

Post on 23-Feb-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

}{ األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهوالخمسون التاسع الجزء

1

Page 2: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسيلبنان بيروت

2

Page 3: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالوكالة كتاب

العلوم دارلبنان بيروت

3

Page 4: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

4

Page 5: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الوكالة كتاب

ــة الــتي وهي بفتح الواو وكسرها، نوع خاص من األمور االعتباري هي ظاهرة عند الوجدان والعرف، وتبديلها بلفظ آخر كما في جملة من الكتب من باب التقــريب إلى الــذهن، وشــرح االســم من قبيــل

)سعدانة نبت(. قال في الشرائع في عقد الوكالة: وهو استنابة في التصرف.

ــات ــمل األمان ــة الجنس، يش ــتنابة بمنزل ــالك: )االس وفي المســد ــرج من قي ــا، وخ ــراض وغيره ــة والق ــة والعاري ــة كالوديع المالكي التصرف الوديعة فإنها استنابة في الحفظ خاصة، والوصــية إحــداث واليــة ال اســتنابة فهي خارجــة من أول األمــر، وبقي نحــو القــراض والمزارعة والمساقاة مندرجا في التعريف، وكأنه أراد االستنابة في التصرف بالذات فتخرج هذه، ألن االستنابة فيها ضــمنية أو التزاميــة

انتهى. والمقصود بالذات غيره، ولو صرح بالقيد كان حسنا( وفيــه: مــا ال يخفى، فــإن االســتنابة غــير الوكالــة، من جهــة أنــأتي بمعــنى ــة مجــرد، واالســتفعال ال ي االســتنابة اســتفعال والوكالــة، ــإن معــنى االســتنابة طلب النياب ــة، ف ــالعكس إال بعناي المجــرد ك ومعنى الوكالة إعطاؤهــا، وفــرق بين الطلب وبين اإلعطــاء، مضــافا إلى أن النيابة غير الوكالـة، ولـذا يصــح أن يقـول: أنـا نبت عن فالن

الميت

5

Page 6: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في صومه أو صالته أو زيارته، وإن لم يعطــه الميت الوكالــة وال الوصية، وإنما فعل ذلك تبرعا، وال يصح أن يقول: أنا وكيل عنــه، إال

بضرب من المجاز. ــال: )وهي ــواهر حيث ق ــف الج ــا في تعري ــا م ــه يعلم أيض ومن التفــويض، وشــرعا االســتنابة المخصوصــة، فــإن التفــويض أعم من الوكالة، فإنه يشمل اإلذن أيضا(، ثم فرقه بين اللغــة والشـرع أيضــا محل نظر، إذ ال دليل على حقيقة شرعية في المقام، وإنما الوكالــة

المعروفة بمعناها هي التي قررها الشارع. وعن التنقيح أنه قال: )في هذا التعريف نظر من وجوه.

األول: إن الوكالة للغير صـفة قائمـة بالوكيــل، واالسـتنابة صـفة قائمة بالموكل، فال يجوز تعريفها بهــا لتباينهمــا، وإن كــان المقصــود بالتعريف العقد الشرعي وذلك هو التوكيل، والتوكيل هو االســتنابة،ــدالين على ــول ال ــاب والقب ــو اإليج ــل ه ــدير الكالم التوكي فينغي تق

التوكيل. ــان الثاني: إن كثيرا من األقوال ال يطلق عليه التصرف مــع جري

الوكالة فيها. انتهى. الثالث: إن التصرف أعم من الصحيح والفاسد(

لكن فيما ذكره نظر، إذ يــرد على األول: إنــه لــو تــرادف النيابــة والوكالة كــان معــنى كليهمــا العطــاء، ال أن يكــون أحــدهما في هــذا الجـانب واآلخــر في الجـانب اآلخـر، ثم المـراد بالتصـرف األعم من القولى والفعلي، أما كونه أعم من الصحيح والفاسد فالوكالــة أيضــا

كذلك فيها صحيحة وفيها فاسدة. وعلى أي حال، إن لوحظ الدقة ففي كل مــا ذكــر إشــكال، وإن

كمــا هــو بنــاء جماعــة من الفقهــاء لوحظ شرح االسم ومــا أشــبه ـــ واألصــوليين من أن التعــاريف أقــرب بشــرح االســم، وإن كــان يــرد

عليهم أن التدقيق من الشراح أو

6

Page 7: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــك فالـ من المــؤلفين في التعريفــات المــذكورة على خالف ذلبأس به.

ثم إن المادة الواحــدة المتغــيرة بالصــيغ أمثــال )وكــل( مجــردا،ــل( ــل( على بــاب التفعيــل، و)توك و)أوكل( على باب اإلفعــال، و)وك

ــل هي بمعــنى واحــد، كــان فيهــا خصوصــيات، وإن على بــاب التفع فالمجرد وباب اإلفعال بمعنى إال أن في الثــاني زيــادة، من بــاب أن زيــادة المبــنى تــدل على زيــادة المعــنى، كمــا أن التفعيــل والتفعــلــاني الفاعــل، مثــل بمعــنى إال أن األول لوحــظ فيــه المفعــول، والث

كان كالهما يفهم منه الجانبان. التصريف والتصرف، وإن وكيف كان، فقد اســتعمل هــذه الكلمــة في القــرآن الحكيم في

ــأتكمموارد متعددة، كما أنه ربما استدل للوكالة بقوله سبحانه: فليــه ي هــذا)1(، برزق من ــوا بقميصــ كــان يمكن المناقشــة وإن (2)اذهب

فيهمــا بأنهــا ليســت من الوكالــة االصــطالحية عرفــا وشــرعا، فــإن التوكيل في اآليات الكريمة بغــير المعــنى المقصــود هنــا، مثال قولــه

ــالى: ــبحانه وتعـ ل بكمسـ ذي وك ــوت ال ــك المـ أو: ،(3)يتوفاكم ملـوعلى الله فليتوكل المتوكلون(4) .ليس بمعنى التوكيل العقدي

ــهوقوله ســبحانه: ــرزق من ــأتكم ب لم يــدل على أنــه من ،(5)فلي الوكالة، بل لعلــه اإلذن، وكــذلك آيــة القميص، ومن الواضــح الفــرق بين الوكالة واإلذن، فإن اإلذن ال يزول بعدم القبول، بينما الوكالــة ال

تنعقد.

. 19 ( الكهف: اآلية?)1. 93 ( يوسف: اآلية?)2. 11 ( السجدة: اآلية?)3. 12 ( الرعد: اآلية?)4. 19 ( الكهف: اآلية?)5

7

Page 8: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فلــو قــال: وكلتــك، فقــال: لم أقبــل، لم يكن لــه حــق التصــرف بعنوان الوكالة، أما إذا قــال لــه: أذنتــك في دخــول داري، أو في أن تعمل كذا، فقال: ال أقبــل، فإنــه مــا دام لم يرفــع اآلذن إذنــه لــه أن يتصرف ذلك التصرف، وقد ألمعنا إلى هذا المبحث في بعض الكتب الفقهية، وإن كـان في السـابق كنــا نـرى أن اإلذن والوكالـة بمعـنى

واحد.ثم ال إشكال في جواز الوكالة.

ــار ــع األعص ــة في جمي ــد أجمعت األم ــة: ق ــاح الكرام وفي مفت واألمصار على جواز الوكالة في الجملة، وفي المبســوط والســرائر أنـــه ال خالف في جوازهـــا بين األمـــة، وقـــد طفحت عبـــارات كتب االســتدالل باالسـتدالل على جوازهــا ومشـروعيتها بالكتـاب والسـنة

واإلجماع. وعلى هذا، فال إشــكال في وجــود اإلجمــاع في المســألة ، وقــد

عرفت حال الكتاب. ــواترة قــوال وعمال، وســتأتي جملــة من ــات فهي مت وأمــا الرواي

أقوالهم )عليهم الصالة والسالم( في ذلك. ــال: أردت ــه ق ــه، أن ــد الل ــابر بن عب ــوالي، عن ج ــد روي الغ وق الخروج إلى خيبر فأتيت رسول الله )صلى الله عليه وآله( وســلمت

إذا أتيت وكيليعليــه وقلت: إني أريــد الخــروج إلى خيــبر، فقــال: فخذ منه خمسة عشر وسقا، فإن ابتغى منــك آيــة فضــع يــدك على

.(1)ترقوتهــة الضــميري وروي أنه )صلى الله عليه وآله( وكل عمرو بن أمي في قبول نكاح أم حبيبــة وكــانت في الحبشــة، ووكــل أبــا رافــع في

قبول نكاح ميمونة بنت الحرث الهاللية خالة

. 2ح الوكالة نوادر أبواب من20 الباب510 ص2( المستدرك: ج?)18

Page 9: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــارقي في شــراء عبد الله بن العباس، ووكل عروة بن الجعد الب .(1)شاة األضحية، ووكل السعاة في قبض الصدقات

ــل أخــاه عقيال في ــه الصــالة والســالم( وك ــا )علي وروي أن علي هذا عقيــل فمــا قضــى عليــه فعلي،مجلس أبي بكر أو عمر وقال:

.وما قضى له فلي.(2)ووكل عبد الله بن جعفر في مجلس عثمان

بل واستدل جماعة على ذلك بالعقل بحجة أن شدة الحاجة إلى التوكيل ظاهرة، إذ كل أحد ال يمكنه مباشــرة جميــع مــا يحتــاج إليــه من األفعال، لكن ربما يقــال: إن الــدليل ال يفي بالمــدعى، إذ يمكنــة ــة، نعم ال شــك في الســيرة القطعي ــان الوكال ــذ اإلذن مك أن يأخــوم، وفي ــالم وإلى الي ــل اإلس ــك من قب ــرف على ذل ــان الع وجري

اإلسالم وفي غير اإلسالم كما هو واضح. ثم إن الوكالــة عقــد، ألن العــرف يرونهــا كــذلك، والمــيزان في العقــد واإليقــاع ذلــك، وقــد تقــدم أن الشــارع قــرر العــرف ألنــه لم

يبطله، مضافا إلى أنه قرره. وال فرق بين إجراء العقد بالصيغة أو بالمعاطاة، ألن كليهما عقد عرفا، ومنه يعلم جواز أن يكون أحد من اإليجاب أو القبــول باللفــظ

واآلخر بغيره. قــال في الشــرائع: )وال بــد في تحققــه من إيجــاب دال على القصــد، كقولــه: وكلتــك أو اســتنبتك أو مــا شــاكل ذلــك، ولــو قــال: وكلتـــني، فقـــال: نعم، أو أشـــار بمـــا يـــدل على اإلجابـــة كفى في اإليجاب، وأمــا القبــول فيقــع باللفــظ كقولــه قبلت أو رضــيت أو مــا شابهه، وقــد يكــون بالفعــل، كمــا إذا قــال: وكلتــك في الــبيع فبــاع(

انتهى. ــول ــذكر أن يكــون اإليجــاب بالفعــل والقب ــه أن ي لكن كــان علي

باللفظ، إذ ال

. 3ح الوكالة نوادر أبواب من20 الباب510 ص2( المستدرك: ج?)1. 4ح الوكالة نوادر أبواب من20 الباب511 ص2( المستدرك: ج?)2

9

Page 10: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فرق، كما إذا أعطاه الســلعة بعنــوان الوكالــة في بيعهــا فقــال:قبلت.

ومنه يعلم وجه النظر في كالم من لم يكتف بالمعاطــاة، ســواء في اإليجاب فقط أو في القبول فقط أو فيهمــا معــا، فــإن مقتضــى

القاعدة أن كل األقسام األربعة صحيح. ــاب ــل من اإليج ــل يكفي في ك ــة: )وه ــاح الكرام ــال في مفت ق والقبول ما يدل عليهمــا ولــو باإلشــارة المفهمــة في األول، والفعــل الدال على الرضا في الثاني، في المفاتيح والرياض أنه ال خالف فيــع كفاية ذلك فيهما، ونقل حكايته في الثاني عن التذكرة، وفي مجم البرهان والكفاية أنه يكفي في اإليجاب والقبــول الكتابــة واإلشــارة، وظاهر المبســوط والشــرائع والكتــاب والتــذكرة والتحريــر واللمعــة وجامع المقاصد، وكذا المراسم أنــه ال بــد في اإليجــاب من اللفــظ،ــه: لكن في الشرائع والكتاب والتذكرة وجامع المقاصد أنه لو قال لــدل على التصــديق كفى في ــا ي ــال: نعم، أو أشــار بم ــني؟ فق وكلت اإليجاب، ولم يقيد اإلشارة بالعجز كما قيدها به في التحرير وظــاهر الكافي والوسيلة والنــافع وإيضــاحه والتنقيح أنــه ال بــد في اإليجــابــول والقبــول من اللفــظ، قــال في الكــافي يفتقــر إلى إيجــاب وقب

انتهى. ونحوه غيره مما ذكر بعده( وأنت خيبر بأنه ال داللة فيما ذكــره عن الكــافي ومــا بعــده علىــول أعم من االحتياج إلى اللفظ، فإن قولهم: يفتقر إلى إيجــاب وقب

أن يراد به اللفظ. إذ أوال: لعل أن المراد أنه في قبــال اإليقــاع الــذي ال يحتــاج إلى

القبول. ــول أعم من ــاب والقب ــراد باإليج ــون الم ــل أن يك ــا: يحتم وثاني اللفظية وغيره، فإن المعاطــاة أيضــا فيهــا إيجــاب وقبــول، نعم عن

الحواشي المنسوبة للشهيد

10

Page 11: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على التحرير اعتبار اللفــظ مــع القــدرة واالكتفــاء باإلشــارة مــعالعجز، قال: وهو األقوى.

ثم قال الجواهر: )قد يشــكل االكتفــاء فيــه بمــا ذكــره أيضــا من الجواب بنعم عن األول ولو مقصودا بها اإلنشاء، فــإن تحقــق العقــد بذلك محل منع، بناء على اعتبار تــأخر القبــول فيــه عن اإليجــاب، إذــائزة، ــود الج ــة من بين العق ــد الوكال ــية لعق ــثر على خصوص لم نع ودعوى االكتفاء بذلك في جميعها ال دليل عليها، كما أنه ال خصوصية لمفهوم العقد في العقد الجائز، وإنما الفرق بينه وبين الالزم اعتبــار اللفظ المخصوص فيه دونه، وحينئذ فيتحــد المــراد بــه في الجميــع(

انتهى. ــا يكفي في إذ فيه: إن مقتضى القاعدة أن ما يسمى عقدا عرف تحققــه، إذ ال دليــل على أكــثر من ذلــك، فــإذا خــرج شــيء من هــذاــروج الكلي يجب أن يكون بدليل، وحيث ال دليل في الوكالة في الخ يلــزم أن يكــون كســائر العقــود يجــوز تقــدم القبــول على اإليجــاب واإليجاب على القبول واإلشارة والفعل، وكون الجواب بنحــو نعم أو

ما أشبه. ثم الظاهر أنه ال يكفي الرضا ال في اإليجاب وال في القبول، ألن الرضا ال يحقق العقد، نعم ربما تــوهم عن التــذكرة اكتفــاؤه بالرضــا

في القبول، لكنه ليس على ما توهم. قال في التذكرة: )إن القبول يطلق على معنيين:

أحدهما: الرضا والرغبة فيما فوض إليه، ونقيضه الرد.ــائر ــبيع وس ــبر في ال ــو المعت ــدال على النح ــظ ال ــاني: اللف الث

المعامالت. ويعتبر في الوكالة القبول بالمعنى األول دون الثاني، حتى لو ردــاب ــل فيكفي إيج ــع علم الموك ــد م ــتيناف إذن جدي ــد من اس وال ب

التصرف

11

Page 12: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المستناب فيه، واألصل في ذلك أن الــذين وكلهم النــبي )صــلى الله عليه وآله( لم ينقل عنم ســوى امتثــال أمــره وحصــول الغــرض المطلــوب من االســتنابة، ألن المقصــود األصــلي من االســتنابة هــو اإلذن في التصرف، فال يتوقــف على القبــول لفظــا كأكــل الطعــام(ــدنا إلى أن قال: )وأما بالمعنى الثاني وهو القبول لفظا، فالوجــه عن أنه ال يشترط، ألنه إباحة ورفع حجر فأشــبه إباحــة الطعــام، فإنــه ال

انتهى. يفتقر إلى القبول اللفظي( ومن المعلوم أن ليس مراده عــدم فعــل بعــد التوكيــل، لظهــور قوله: فيكفي إيجاب التصرف المستناب فيــه، وقولــه: ال يفتقــر إلى القبول اللفظي، إلى أنه في قبال االحتياج إلى اللفــظ فقــط، ال أنــه

بصدد كفاية الرضا فقط. قال في الجواهر: وكأن الذي دعى العالمة إلى ذلك ما ظاهرهم االتفــاق عليــه من تحقــق الوكالــة بمــا ذكــره المصــنف من القبــول الفعلي الذي هو أثر من آثــار الوكالــة، بــل جــوازه وصــحته موقــوف

على تحققها. ال يقال: إذا كان القبول فعليا لم يقع أول العمل عن وكالة.

ألنه يقال: ال مانع من أن يكون الشروع في العمل آنا ما خارجــا عن الوكالة، وبعد ذلك يقع العمل على حسب الوكالة، فليس العمل كله خارجا عن الوكالة، كمــا أنــه ليس كلــه داخال في الوكالــة، وأمــا الشروع اآلنامائي فهو من باب اإلذن، وذلــك جمعــا بين األدلــة، كمــا قالوا بمثل ذلك في الملك اآلنامائي فيمن اشترى من ينعتــق عليــه،

أو مثل ذلك كما فصله الشيخ في المكاسب. والحاصل: إن األمر يحتاج إلى المظهر، فبمجرد المظهــر ينعقــد

العقد ويقع بعد ذلك الفعل متصفا بالوكالة. وبــذلك ظهــر وجــه النظــر في كالم المســالك حيث قــال: )ومــا

ذكره المصنف

12

Page 13: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من كــون القبــول الفعلي هــو فعــل مــا تعلقت بــه الوكالــة هــوــحاب ومنهم العالمــة في غــير ــاهر من عبــارة كثــير من األص الظ

التذكرة، أما فيها فقال: إن القبول يطلق على معنيين: أحدهما: الرضا والرغبة فيما فوض إليه ونقيضه الرد.

والثاني: اللفظ الدال عليه على النحو المعتــبر في الــبيع وســائر المعامالت، ويعتــبر في الوكالــة القبــول بــالمعنى األول دون الثــاني حتى لو رد وقال: ال أقبل، أو ال أفعــل بطلت، ولــو أراد أن يفعــل أو يرجع، فال بد من استيناف إذن مــع علم الموكــل، واألصــل في ذلــك أن الذين وكلهم النبي )صلى الله عليه وآلــه( لم ينقــل عنهم ســوى امتثــال أمــره قــال: وإن لم يشــترط القبــول اللفظي كفت الكتابــة

انتهى(. والرسالة وكان معذورا في التصرف، )وهذا يدل على أن القبول الفعلي بمعنى فعــل مــا وكــل فيــه ال يكفي مطلقا، بل مع اقترانه بالرضا والرغبة ووقوعــه قبــل أن يــرد، والمراد بقوله كفت الكتابــة في اإليجــاب، وإنمــا رتب االكتفــاء بهمــا على عدم اشتراط القبول اللفظي ألنه لو اشترط كان عقدا محضــا فال يكفي فيه الكتابة، أما إذا لم يعتبر فهي إباحــة يكفي كــل مــا دلــاء في اإليجــاب ــره المصــنف والجماعــة من االكتف ــا ذك ــا، وم عليهــة أيضــا الشــتراكهما في ــارا يقتضــي االكتفــاء بالكتاب باإلشــارة اختي

انتهى. الداللة مع أمن التزوير(، إذ قـــد عـــرفت أن العالمـــة في التـــذكرة لم يقـــل على خالف المشهور، ولذا قال مفتاح الكرامة في رد المسالك: )إن كالمه كمــا

ترى لم يقل به أحد من الخاصة والعامة(. ثم قال مفتاح الكرامة عند قول التذكرة: )إذا شرطنا القبول لم نكتف بالكتابة والرسالة كما لو كتب بالبيع، وإن لم نشــترط القبــول

كفت الكتابة

13

Page 14: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والرســالة وكــان معــذورا في التصــرف، وهــو األقــرب عنــدي(انتهى.

ــف في إيجــاب ــول اللفظي لم نكت ــا إذا شــرطنا القب ــاه إن )معن الوكالة بالمعاطاة فيها كالكتابة واإلشارة، ألن من يشترط ذلك كمــا هو أحد وجهي الشافعية يلزمه ذلك، ألنه يكون عقدا محضا، ووجهــه أن األصــل عصــمة مــال المســلم ومنــع غــيره من التصــرف فيــه إال بإذنه، فال بد أن يناط باألمر الظاهر الكاشف عن المقاصد الباطنــة، وهـو القـول والبيـان في اإليجـاب والقبـول المعـبر عمــا في ضـمير اإلنسان، وغايــة األفعــال الظن وهــو مثــار االختالف ومنشـأ التنــازع، ومعنى الشــق الثــاني وإن لم نشــترط في قبولهــا اللفــظ كفت في إيجابها الكتابة والرسالة، بل واإلشارة ألنهــا معاطــاة صــرفة وإباحــة

انتهى. محضة( وكيف كان، فقد عرفت أنه ال يشترط اللفظ ال هنا وال في سائرــتدل ــاح والطالق حيث يسـ ــات إال في النكـ ــل واإليقاعـ ــود، بـ العقـ باشتراط اللفظ فيهما ببعض األدلة من إجماع وغيره، وإال فمقتضى

ــالعقود ــة واإلشــارةأوفــوا ب ــة وهي تحصــل بالكتاب العقــود العرفيــه: والفعل واللفظ، ألن كلها مظهر ما في الضمير، ولذا لــو كتب إلي أن وكلتــك في فعــل كــذا، ورد الوكيــل بالكتابــة: أن قبلت، ال يشــكالعرف في أنه قد تحققت الوكالة، وكذا إذا عمل بمقتضى الوكالة.

ــبيع أن مقتضــى القاعــدة أن المعاطــاة ــاب ال ــا في كت وقــد قلن توجب اللـزوم أيضـا، إذ األدلـة الـتي أقاموهـا لعـدم إيجابهـا اللـزوم

أوفـــواغيركافيـــة بالمقصـــود، فحيث إن المعاطـــاة داخلـــة في ونحوه يكون مقتضى القاعدة أن تكون كاللفظ، أمــا في (1)بالعقودالمقام

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)114

Page 15: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فحيث إن الوكالة عقد جائز على ما ذكروه فال أثـر لهـذه الجهــةبين اللفظ وغير اللفظ.

ثم حيث كــانت الوكالــة عقــدا مــأخوذا من العــرف، والعــرف ال يرون لزوم االتصال بين اإليجاب والقبول، قــال في الشــرائع: )ولــو تأخر القبول عن اإليجاب لم يقـدح في الصـحة، فــإن الغـائب يوكـل

والقبول يتأخر(. وقد نقل ذلك مفتــاح الكرامــة عنــد قــول العالمــة: )وال يشـترط االتصال في القبول، بل يكفي وإن تأخر(: )عن المبسوط والسرائرــر واإلرشــاد واللمعــة والتنقيح وجــامع ــذكرة والتحري والشــرائع والت المقاصد والمسالك والروضة ومجمع البرهان والكفاية، وهــو قضــية كالم الكافي، وفي التذكرة يجوز القبول عندنا على الفور والــتراخي وظــاهره اإلجمــاع، وقــد حكي عنــه فيهــا في جــامع المقاصــد، وفي المسالك إنه أسنده إلى األصحاب ســاكتين عليــه، وقــد عــرفت أنــه

قال: عندنا، وفي مجمع البرهان أنه ال شك فيه(. وقال في المبسوط: )إنه يقبل في الحال، وله أن يؤخر إلى أي وقت شاء، ولهذا أجمع المسلمين على أن الغائب إذا وكــل رجال ثم

. (1)بلغ الوكيل ذلك بعد مدة فقبل الوكالة انعقدت( ومنه يعلم وجه النظر في كالم الجواهر حيث قال: )إنــا لم نجــد في شيء من النصوص وغيرها ما يقتضي كونه وكالة، بل يمكن أن يكون جميعه من باب األمر واإلعالم واإلذن ونحو ذلك، فال ينبغي أنــذي يستفاد منه صحة تأخير القبول في الوكالة حتى في الحاضــر ال يقول آلخر: وكلتك وأنت وكيلي، فيســكت ثم يقــول بعــد ســنة مثال: قبلت، مما هو غير جار مجــرى الخطــاب العــرفي فال ينبغي التأمــل في فساد االستدالل المزبور، نعم إن تم إجمــاعهم ـــ وال أظنــه، بــل

ظني عدمه،

.366 ص2اإلمامية: ج فقه في ( انظر: المبسوط?)115

Page 16: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

خصوصا بعد عدم تحريرهم البحث كما ذكرناه ـ كان هو الحجــة، وإال كان مقطوعا بفساده، وما من الغائبين حينئذ بعضهم مــع بعض،

انتهى. كله من اإلذن واألمر( فإن الظاهر تحقق إجماعهم كما عرفت، إذ لم نجــد مخالفــا في

المسألة يصرح بالخالف. هذا باإلضافة إلى أنــك عــرفت أن توكيــل بعض الغــائبين للبعض يعد وكالة عرفا فيشمله األدلة، بــل وكــذلك إذا كــان حاضــرا فقــال: وكلتك، فذهب ففكر يوما أو يومين أو أكــثر أو أقــل ثم قــال: قبلت، وقد بقي الموكل على وكالته، فإنه ال شــك في أنــه وكالــة، وقولــه: )غــير جــار مجــرى الخطــاب العــرفي محــل نظــر(، إذ ال فــرق بين الخطاب العرفي وغيره في هذه الجهة، فــإن العقــود واإليقاعــات ال

يختلف فيها األعراف. ومنــه يعلم النظــر في إشــكال المســالك على الشــرائع بقولــه: )تعليل المصنف الجواز بتوكيل الغائب من تأخر القبــول ال يخلــو من دور، ألن جواز توكيل الغائب مع تأخر القبول فرع جواز التراخي، إذ لو قلنا بوجوب فوريته لم يصح توكيــل الغــائب، ولــو أراد أن توكيــل الغــائب جــائز إجماعــا فيــدل على جــواز الــتراخي أمكن االســتداللــال: ــائب إال أن يق باإلجماع أيضا على جواز التراخي من غير قيد الغ

انتهى. اإلجماع واقع في الغائب خاصة ولم يذكره أحد( إذ جواز توكيل الغائب كمــا عــرفت مســتفاد من ضــم إطالقــات أدلة التوكيل إلى كون توكيل الغائب عرفا توكيل، فالموضــوع يؤخــذ

من العرف، والحكم يؤخذ من الشرع، فال دور في المقام. ولما ذكرنــاه في توكيــل الغــائب وأن الوكالــة أيضــا تتحقــق في الكتابة نجــد الســيرة المتعارفــة عنــد الفقهــاء أنهم يكتبــون الوكالــةــد، ألناس بعداء، مثال يكتب الوكالة من في العــراق إلى من في الهن

أو

16

Page 17: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في إفريقيا أو في غيرهما من البالد النائية، ويكتب لفظ الوكالة فيقول: هو وكيل عــني في قبض الحقــوق الشــرعية، أو في تصــديــك، وال ــبه ذل ــا أش ــاء أو م ــام بالقض ــبية، أو في القي ــور الحس األم يستنكره أحد من المتشــرعة، بــل إذا رأوا االســتنكار عــدوه مخالفــا

للموازين. ومنه يعلم العكس، وهو ما لو كــان الوكيــل من بلــد نــاء، فكتبــه أنت وكيلي رآه المتشــرعة ــني، فــإذا كتب إلي إلى انســان أن وكل وكالة صحيحة، في مثال تقديم القبول على اإليجــاب، فإنــه الوكالــة

أيضا، وهكذا لو كتب إليه هل أنا وكيلك فأجابه بنعم.

17

Page 18: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )ومن شرطها أن تقــع منجــزة،(:1)مسألة ــو نجــز فلو علقت على شرط متوقع أو وقت متجدد لم تصح، نعم ل

الوكالة وشرط تأخير التصرف جاز(. وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: لــو نجــز الوكالـة وشــرط تأخير التصرف جاز: )كما في المبسوط والسرائر والشرائع والنــافعــامع المقاصــد ــة والتنقيح وج ــر واإلرشــاد واللمع ــذكرة والتحري والت والمسالك والروضة والبرهان والكفاية، وفي ظاهر جــامع المقاصــدــة اإلجماع عليه أو هو صريحه، وفي التذكرة ومجمع البرهان والكفاي

انتهى. وكذا المسالك ال خالف وال نزاع فيه( ألنه وال يخفى أن وجوب تنجــيز الوكالــة إجمــاعي على الظـاهر،

بدونه ال عقد، فإن العقد إنشــاء وإيجــاد، والتعليــق ينافيــه، فكمــا أن الوجــود الخــارجي ال يمكن أن يكــون معلقــا بــل إمــا أن يوجــد أو ال،

كذلك الوجود االعتباري.ــا ــد علمائن وفي التذكرة إنه عند علمائنا، وفي جامع المقاصد عن أجمــع، وفي شــرح اإلرشــاد لفخــر اإلســالم أن تعليــق الوكالــة على الشرط ال يصح عنــد اإلماميــة، وكــذا ســائر العقــود جــائزة كــانت أو الزمة، وعن غاية المرام أنه ال خالف فيه، ومع ذلك قال في الكفاية إنه المشهور وإنــه غــير مرتبــط بــدليل واضــح، ولعلــه لمكــان تأمــلــه(، وفي الجــواهر: بال خالف ــا المقــدس األردبيلي )رحمــه الل موالن

أجده فيه، بل اإلجماع بقسميه عليه. وعلى هذا فلو علقـه على شـرط متوقـع كمجيء فالن، أو وقت

متجدد مثل طلوع الشمس بطلت الوكالة.ــل واستدلوا لذلك باألصل واإلجماع، وأن التعليق يؤل إلى التوكي بعد زمان التوكيل، وهو مناف لمقارنة ترتب المســبب على الســبب

المستفاد مما دل على تسبب العقود. وفي الكل ما ال يخفى، إذ اإلنشاء خفيــف المؤنــة، وال أصــل في المقام بعد عمومات األدلة، والعــرف يقتضــي تحقــق الوكالــة بــذلك

كما ال يخفى

18

Page 19: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على من راجعهم، وكون التعليــق يــؤل إلى التوكيــل بعــد زمــان التوكيل وأنه مناف لمقارنة ترتب المسبب على السبب غير تــام، إذ يجعــل الســبب اآلن بعــد حصــول المعلــق عليــه، فــأي فــرق بين أن يقول: أذنت لك أن تتصرف في أموالي بعد طلوع الشــمس أو بعــدــول: جعلت ــذا، وبين أن يق ــك ك ــول: وكلت ــد، وبين أن يق مجيء زي الجعالــة إلنســان بعــد طلــوع الشــمس أو بعــد مجيء زيــد، وهكــذا

بالنسبة إلى الشركة والمضاربة والمزارعة والمساقاة وغير ذلك. ــد ــحة بع ــدم ص ــاع القطعي على ع ــام اإلجم ــاح ق نعم في النك المسبب عن السبب، مثال يقول: تزوجتك من بعد شهر، وكذلك في

الطالق. ــو، وإال ــدليل على البطالن فه ــان دل ال ــل مك ــل: إن ك والحاص

مقتضى القاعدة الصحة. واإلجماع محل نظــر، حيث إنهم اسـتندوا إلى األدلـة المـذكورة، فحيث علمنــا مــا في األدلــة المــذكورة من وجــوه النظــر، وعرفيــة الوكالــة المعلقــة لم يبــق اعتمــاد على اإلجمــاع بأنــه غــير محتمــل

االستناد لظهور احتمال االستناد. وفي مفتــاح الكرامــة حيث أشــكل في األدلــة المــذكورة قــال: )فالمــدار على اإلجمــاع، إذ اإلطالقــات والعمومــات تقطــع مــا عــدا اإلجمــاع(، قــال: )وذهب جمــع من العامــة إلى جوازهــا معلقــة، ألن

أمــيركم جعفــر،النبي )صلى الله عليه وآله( قال في غــزاة مؤتــة: الحديث، وألنــه إذا قــال: أنت وكيلي في (1)فإن قتل فزيد بن حارثة

بيع عبدي إذا قدم الحاج صح، وإليه مال المقــدس األردبيلي أو قــال به، ألنه ال دليل إال إجماع التذكرة، مع أنه جوز تصــرفه بعــد حصــول الشرط، وقال: إنه ال يجد فرقا بين التعليــق بمجيء شــهر والتنجــيز

مع المنع عن فعل الموكل به إال بعد شهر، وقال: إنه ال يجد

. 75 ص2للواقدي: ج ( المغازي?)119

Page 20: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فيه فائدة... ورد التأمير بأنه ليس توكيال، بل هو والية كالوصــاية يقبل التعليق والجهالة ويكون شورى.... أو نقول: العقــد فيــه منجــز والتصـرف فيــه معلـق وهـو جـائز... والعقـد فيمـا نحن فيـه معلـق،

انتهى. (1)وفرق بين تعليق العقد وتنجيزه( لكن الظــاهر أنهم إنمــا أرادوا االســتدالل بالتــأمير بأنــه لــو كــانــق التأمير وهو أهم من التوكيل جائزا مع التعليق، جاز التوكيل بطري أولى، والظاهر أن المقدس األردبيلي الــذي أشــكل في الفــرق بين الوكالـــة المعلقـــة وبين الوكالـــة المنجـــزة الممنـــوع الوكيـــل عن التصــرف، إنمــا أراد أن العــرف ال يــرون الفــرق بين األمــرين، وأن كليهما مشمول ألدلة الوكالــة، ال أنــه ال فــرق بينهمــا واقعــا، لظهــور الفرق باالعتبــار، فــإن االعتبــار يقتضــي أن يكــون هنــا وكالــة بــدون

تصرف، بينما االعتبار يقتضي عدم الوكالة هناك. وكأنه إلى هــذا أشــار صــاحب الجــواهر حيث أشــكل على عــدم

الفرق بقوله: )فيه: إن االستنابة حصلت بتمام العقد وإن اشــترط عليــه عــدم وقوع ما هو نائب فيه إال بعــد شــهر مثال نحــو الوكيــل الثابتــة وكالــة

ال تنافي وكالته التي تظهر له الذي أمره الموكل بعد التصرف، فإنه ثمرتها بغير ذلك كدعوى التلف وغيرها، وكــان هــذا هــو الســبب في فرق األصحاب بينهما على وجــه يقتضــي أنــه ليس من التعليــق في

انتهى. الشيء، وهو كذلك( وكيف كان، فإن تم اإلجماع فهو، وإال كــان في الفــرق المــذكور

إشكال، ومقتضى القاعدة صحة كليهما. وعلى أي حال، فلــو نجــز الوكالــة وشــرط تــأخير التصــرف إلى وقت أو حصول شرط جاز، كما في القواعد، ونقله مفتــاح الكرامــةــر ــذكرة والتحري ــافع والت ــرائع والن ــرائر والش ــوط والس عن المبس واإلرشــاد واللمعــة والتنقيح وجــامع المقاصــد والمســالك والروضــة

ومجمع البرهان والكفاية. وفي

.23-22 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)120

Page 21: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الجواهر: بالخالف، وعن جامع المقاصد اإلجماع عليه. كمـــا أن المحكي عن التـــذكرة ومجمـــع البرهـــان والكفايـــةــه والمسالك أنه ال خالف وال نزاع فيه، وذلك لوضوح أن المعلق عليــة أو التصــرف التصــرف ال العقــد، وللفــرق بين التعليــق في الوكال فرقوا أيضا بين مثل قوله: وكلتك وشرطت عليك كــذا، حيث يصــح، وبين وكلتــك بشــرط كــذا، حيث يبطــل، ألن األول ليس تعليقــا في

الوكالة، والثاني تعليق فيها.ــق ويأتي هنا أيضا الكالم السابق، حيث إنه إن قلنا بصــحة التعلي

يصح كلتا الكيفيتين من شرطت عليك وبشرط. ثم إنه إذا لم يعلم هل التعليق في التصرف أو في الوكالة، كان مقتضى القاعدة القول بصحة الوكالة، ألصــالة صــحة العقــود، وينتج ذلك كون التعليق في التصــرف، كمــا إذا رأينــا عبــارة في وكالــة لم نعلم أن الشرط هل شرط الوكالــة أو شــرط التصــرف، وكــذلك إذا

تلفظ بلفظ لم نعلم أن مراده أيهما. ثم إن القواعــد قــال: وإذا فســد العقــد لتعلقهــا على الشــرط، احتمل تسويغ التصرف بحكم اإلذن، وعن التذكرة إنه األقرب، وعن المختلف واإليضاح وجامع المقاصد إنه لو رد الوكالة بطلت ولــه أن

يتصرف باإلذن. وفي التذكرة إنه قال: )ألن اإلذن حاصل لم يزل بفســاد العقــد، وصار كما لو شرط في الوكالة عوضا مجهوال، فقــال: بــع كــذا على أن لك العشر من ثمنه، فإن الوكالة تفسد، ولكن إن باع يصح، وهو أحد وجهي الشافعية، والثاني ال يصح لفساد العقد وال اعتبار بــاإلذن الضمني في عقد فاسد(، وذكر )أنه لو باع بيعا فاسدا أو ســلم إليــهــبيع والتســليم المبيع ال يجوز للمشتري التصرف فيه، وإن تضــمن ال اإلذن في التصــرف والتســليط عليــه، وليس بجيــد، ألن اإلذن في تصرف المشتري باعتبار انتقال الثمن إليــه والملــك إلى المشــتري،

وشيء منهما ليس بحاصل هنا،

21

Page 22: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وإنما أذن له في التصرف بنفســه ليســلم لــه الثمن، وهنــا إنمــا أذن له في التصرف عن اآلذن ال لنفسـه... فــإن قلنــا بالصــحة وهــو الذي اخترناه نحن فتأثير بطالن الوكالة أن يسقط الجعل المســمى إن كان قد سمي لـه جعال، ويرجـع إلى أجــرة المثــل، وهـذا كمـا أن الشرط الفاسد في النكاح يفسد الصداق ويــوجب مهــر المثــل وإن

انتهى. (1)لم يؤثر في النكاح( لكن مقتضــى القاعــدة الرجــوع إلى العــرف، فــإن كــان ارتكــاز باإلذن وإن لم يصح الوكالة صح التصــرف، وإن كــان ارتكــاز بالعــدم لم يصح، وإن لم يعلم االرتكاز على أيهما لم يصح التصرف لألصــل، فهنا مقام إثبات يرجع فيه إلى ظاهر اللفــظ، ومقــام ثبــوت يتوقــفــدم اإلذن، ــة وع ــارج عن الوكال ــاز في اإلذن الخ ــود االرتك على وج فمقام الثبوت على قسمين من االرتكاز عدمه، ومقام اإلثبــات على

ثالثة أقسام. ومنه يعلم أنه وقع خلط بين المقــامين في بعض الكلمــات، وإن كان ال يبعــد فهم العــرف بقــاء اإلذن، ولــذا قــال في الجــواهر: )إنــه يفهم من ذلك عرفــا بقــاء اإلذن، وإن بطلت الوكالــة، ولعلــه لخفــاء الفــرق بينهمــا بعــد اشــتراكهما في النيابــة شــرعا عن المالــك، وإن فقدت اإلذن المــرادة بقصــد االســتنابة التوكيليــة، بــل لعلــه ال فــرق بينهمــا في المعــنى، ولكن إن أديت بصــورة العقــد كــانت وكالــة واختصت في أحكام، وإال كانت إذنا ال وكالة، فمــع فــرض بطالن مــا اقتضى كونها وكالة بالتعليق ونحوه بقيت اإلذن، وحاصل ذلك يرجــع إلى أن العقــد بــالمعنى األخص أو األعم هنــا من مشخصــات الفــرد التي مع انتفائها ال ترتفع الحقيقة ضرورة أن مشخصات زيد مثال لــو

انتهى. ارتفعت لم ترتفع اإلنسانية عنه( وإن كان يرد عليه: إنه يلزم التمســك بــذيل االرتكــاز، وإال اإلذن

الذي هو في

.16 ـ15 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)122

Page 23: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ضمن الوكالة يرتفع بارتفــاع الوكالــة، إذ اإلذن الــذي في ضــمن الوكالة أمر بسيط وليس أمرين حتى إذا ذهب أحــدهما بقي اآلخــر، فــإن األمــور االعتباريــة أمــور بســيطة إال إذا كــان هنالــك اعتبــاران، واالعتباران غير متحقق في المقام إال بإذن آخــر ارتكــازا غــير اإلذن الذي هو في ضمن الوكالة، بذلك يتحقــق أنــه لــو ســحب إذنــه قبــل تصرف الوكيل ولم يعلمه كان عمل الوكيــل فضــوليا، بخالف مــا إذا كان األمر وكالة، كما أن األجرة المعينة أيضا ال تكون بمالك الوكالة،

أو ما أشبه ذلك.ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسدهوإنما من باب والحاصل: إنه بعد االرتكاز في اإلذن وعمل الوكيــل يــترتب آثــار اإلذن، ال آثار الوكالة، وإلى ما ذكرناه من الفرق أشــار التــذكرة في كالمــه المتقــدم، حيث إنــه أشــكل على نفســه بأنــه إذا كــان جــوازــدير من التصرف الذي هو فائدة عقد الوكالة وأثره ثابتا على كل تق

الصحة والفساد فأي فارق بين الصحيح والفاسد.ــر الفســاد ال يظهــر في اإلذن، وإنمــا يظهــر في ــه: إن أث وجواب الجعل إذا كانت الوكالة بجعل، فإنه يبطــل ويســتحق الوكيــل أجــرة

المثل. وما ذكره التذكرة في الجواب من باب المثال، وإال فقد عــرفت

ظهور الفائدة أيضا في سحب الوكالة، وفي غير ذلك. ومما تقدم ظهر عدم مجال العتراض المحقق الثاني والمقدس األردبيلي على التذكرة، حيث قــال أولهمــا: )إنــه على هــذا ال يتضــحــوم ــة، ألن الجعــل خــارج عن مفه ــد الوكال إطالق الفســاد على عق الوكالة ولهذا ال يعتبر في صحة العقــد، بخالف اشــتراط الصــحة في عقد المضاربة فإنه ركن من أركان عقدها فيسقط اعتبار مــا ذكــره المصنف في الجواب النتفاء السؤال أصال ورأسا، بــل يكــون حكمــه بفساد الوكالة بالتعليق أوال، واحتمال تجــويز التصــرف معــه، وكــون

فائدة

23

Page 24: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الفساد سقوط الجعل كالمتدافعين(. وقال المقــدس األردبيلي: )يــرد عليــه أوال: بــأن اإلذن إنمــا علم على تقـــدير الشـــرط، وقـــد حكم ببطالن اإلذن والتوكيـــل لمكـــان

الشرط، فكيف يجوز التصرف. وثانيا: بأنه إنما تلزم األجرة لو فعل ما وكــل فيــه على مــا أمــر،

وقد بطل أمره فلزوم أجرة المثل غير ظاهر(.ــه أي ــأن كالن العالمــة في الجــواب عن أن ــرد على األول: ب إذ ي فرق بين صحة الوكالــة وبطالنهــا إذا قلتم بجــواز التصــرف على كال التقديرين فليس لــدخول الجعــل في مفهــوم الوكالــة وخروجــه عن

مسرح في كالم العالمة. كما يرد على أول االعتراضين من المحقق األردبيلي أن العلم ال مدخلية له في المقام، ألن كالم العالمــة في مقــام الثبــوت، فقولــه أوال بأن اإلذن إنمـا علم على تقـدير الشـرط إلخ غـير مرتبـط بكالم

العالمة. كمــا أنــه يــرد على ثانيــة أنــه إنمــا أذن بــأجرة حســب االرتكــازــذي فبطالن الوكالة ال يلزم بطالن األجرة، الحترام عمل المســلم ال يأمره غيره بالعمل، وليس اإلذن في المقام كاإلذن في دخوله دارهــل األمــر المســتتبع حيث ال أجــرة، وإنمــا اإلذن في المقــام من قبي

لألجرة. وكأن الجواهر أشار إلى رد المحقق، حيث قــال: )يظهــر فســاد المناقشة في دعوى بقاء اإلذن مع بطالن الوكالة بأنــه من المعلــوم أن الفاسد هو الذي ال يترتب عليه أثر، فال يجامع صحة اآلثــار بطالنــة على ــار المترتب ــذ باآلث ــاص البطالن حينئ ــرورة اختص ــة، ض الوكال الوكالة المفروض فسادها، ال كل أثــر وإن كــان مشــتركا بينهــا وبين اإلذن، ودعوى الشك في ترتب األحكام في مثل العقود الناقلة على مثل هذا اإلذن، خصوصا مــع مخالفتــه لقاعــدة حرمــة التصــرف في مال الغير، وأصالة بقاء المال على ملــك مالكــه ال محصــل لهــا بعــد

انتهى. فرض تحقق اإلذن(

24

Page 25: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وبذلك ظهر أنه ال تشــويش في كالم التــذكرة وال الريــاض، وإنقال الجواهر بأن في كالمهما تشويشا.

نعم يبقى الكالم في أنه هل أجرة المثل أو المسمى، فقد أهدر العامل عمله بقدر النقض فيما كان المسمى أقل، كمــا أهــدر اإلذن ماله بقدر زيادة المســمى عن المثــل، فال وجــه للمثــل في كليهمــا، فإذا قال لـه: اكنس هـذا الـبيت وأعطيــك دينــارا، فيمــا حقــه نصــف دينار، أو قال: أعطيك ربــع دينــار، فيمـا حقـه نصــف دينــار، اســتحق الــدينار في األول وربــع الــدينار في الثــاني، إن كــان العمــل يســوى نصف دينار في الصورتين، وقــد ذكرنــا تفصــيل الكالم في ذلــك في

بعض مباحث )الفقه( فال داعي إلعادته. ــة، ــه هــل كــان إذن أم ال، خارجــا عن الوكال ــا في أن ــو اختلف ول

فالقول قول من يدعي عدم اإلذن وهو الموكل، ألنه أعرف بنيته. نعم إذا كان لكالمه ظهور عرفي لم ينفعه في التخلص من تبعة إذنه، ألنه إذا كان لكالم اآلمر ظهور فعمل المأمور بكالمــه لم يحــقــا له أن يقول: إني ما أردت ظاهر كالمي من مجاز أو تمســخر أو م

ــرور ــدة الغ ــك، لقاع ــا في ،(1)أشــبه ذل ــا بالظــاهر كم ــد أن أمرن بعالروايات.

. 6ح العيوب أبواب من1 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)125

Page 26: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــد،(:2)مسألة ــو وكلــه في شــراء عب قــال في الشــرائع: )ول افتقر إلى وصفه لينتفي الغرر، ولو وكله مطلقا لم يصح على قول،

والوجه الجواز(. وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: )أن يكــون معلومــا نوعــاــذلك في التنقيح ــرح بـ ــا صـ ــرر(: )كمـ من العلم لينتفي معظم الغـ والرياض... فقال: يشترط أن يكــون معلومــا، فال تصــح على المبهم

انتهى. وســتعلم أن المعظم جــوزوه والمجهول بال خالف فيما أعلم، على المبهم، وإنما المخالف الشيخ في المبسوط، ولقد تتبعت كتب األصحاب فلم أجد من اشترطه غير من عرفت. ثم إنه في الكتــاب سيقرب جواز اإلطالق والتوكيل على المبهم على أن اشــتراط هــذا الشرط يقتضي بفســاد بــاب القــراض كمــا ســتعرف. نعم قــال في جــامع المقاصـد: ال خالف في أنــه ال يشـترط أن يكـون معلومــا من جميع الوجوه الــتي تتفــاوت باعتبارهــا الرغبــات، فــإن الوكالــة عقــد شرع لالرتفاق ودفع الحاجة فيناسبه المسامحة، وهــو كالم التــذكرة

غير أنه لم ينف فيها الخالف( انتهى كالم مفتاح الكرامة. وعلى أي حــال، فمقتضــى القاعــدة أن مــا يســمى غــررا عرفــا يكون ممنوعــا وموجبــا للبطالن، أمــا مــا ليس كــذلك فال دليــل على بطالنه، ولعلــه لــذا قــال في الجــواهر عنــد كالم الشــرائع المتقــدم: )ومن شـــرطها عـــدم التوغـــل في اإلبهـــام على وجـــه يشـــك فيــر من ــيين، أو على أم مشروعية الوكالة فيه، نحو وكلتك من غير تع األمور، أو على شيء مما يتعلق بي، ونحو ذلك، ولعلــه المــراد ممــاــاض ال تصــح على المبهم والمجهــول بال خالف فيمــا أعلم( في الري

انتهى. والظاهر أن ما ذكره الشرائع من قولــه: )ولــو وكلــه مطلقــا لم يصح على قول، والوجه الجواز( لم يرد مثل ذلك المبهم والمجهــول

الذي ال يتعارف عند العرف،

26

Page 27: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فإن كلماتهم كالروايات منصبة على األمور العرفيــة، ولــذا قــالــا، ــة وعمومه ــا، إلطالق األدل ــا بينن ــه خالف في الجــواهر: )ال أجــد في وخصوص أمر النبي )صلى الله عليــه وآلــه( عــروة البــارقي بشــراء

ــذين(1)شاة على أنه من التوكيل الذي هو قسم من اإلذن واألمر، ال ال خالف وال إشــكال في جــواز تعلقهمــا بنحــو ذلــك، على أنــه ربمــا يتعلق غرض بمطلــق العبــد والشــاة المــوافقين لمصــلحة الموكــل(

انتهى. ــام ــدون الموغــل في اإلبه ــذه الكلمــات ال يري ــال ه ــإنهم بأمث ف والجهل، وإنما يريدون العرفية، ولذا قــال العالمــة في القواعــد بعــد عبارته المتقدمة: )ويكفي لو قــال عبــدا تركيــا وإن لم يســتقص في الوصف، ولو أطلق فاألقرب الجواز(، ونقل مفتاح الكرامة بالنســبةــد ــذكرة، وإن كــان ق ــر والت ــتركي اإلجمــاع عن التحري ــد ال إلى العب عــرفت أن المعيــار هــو عــدم الغــرر، فال فــرق بين أن يقــول: عبــدا تركيا، أو أن يقول عبدا، فإنه إذا كان غرر عرفا في أيهمــا لم يصــح،

وإذا لم يكن غرر عرفا صح. ومن ذلك يعلم أنه لو قال له: اشتر لي أحد هذين العبــدين فقــد جعلتــك وكيال، أو اشــتر لي عبــدا يســوي بــألف درهم أو بــألفين، أو قال: اشتر لي عبدا أو جارية أو ما أشــبه، صــح كــل ذلــك إذا لم يــر العرف في ذلك غــررا، كمــا هــو الحــال بالنســبة إلى عرفنــا حيث ال غـــرر في مثـــل هـــذه األمـــور، فال يشـــترط العلم بقـــدر الثمن وخصوصـيات الـبيع من أنـه في أي زمــان أو أي مكـان أو مــا أشـبه

ذلك. قال في يجوز للوكيل أن يفعل ما يشمله اإلطالق، فإذا نعم إنما

العراق: اشتر لي شاة، فاشــترى لــه في الحجــاز، ولم يكن اإلطالقشامال له لم يصح ذلك،

. 1ح البيع عقد نوادر أبواب من18 الباب420 ص2( المستدرك: ج?)127

Page 28: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكذلك إذا قال: اشتر لي شاة، مما انصرافه إلى هــذا األســبوع، أو إلى هذا الشهر، أو هذه األيام، فاشترى الشاة بعد خمسة شهور.ــوط في اإلطالق، ومنه يعلم وجه النظر في المحكي عن المبســه ــل في حيث قال: ال يصح ذلك، ألن فيه غررا، وألنه كلما صح التوكي صح مباشرته بالفعل إجماعـا، ويلزمـه بعكس النقيض كلمـا ال تصـح مباشــرته بالفعــل ال يصــح التوكيــل فيــه، وشــراء المجهــول ال تصــح مباشرته فال يصح التوكيل فيه، ولذا أشكل عليه في مفتاح الكرامــة بأن الوكيل يعينه عند الشراء فلم يباشر شراء مجهوال، والموكل لم يوكله في شراء عبد مجهول، بل وكله مطلقا في شــراء عبــد يعينــه

الوكيل كما هو ظاهر. وقد علم من ذلك وجه النظر في تفصيل الشــهيد، حيث احتمــل فيما حكي عنه بأنه إذا كــان المقصــود من العبــد التجــارة فال يفتقــرإلى الوصف، ألن الغرض هو االسترباح، وإن كان هو الخدمة افتقر.

لوضوح أن فيــه: إن االســترباح أيضــا يتفــاوت تفاوتــا بينــا أحيانــا بتفاوت األعيان، كما أن الخدمة أحيانا ال تختلــف، فــإطالق التفصــيل محل نظر، إذا ربما يصح اإلطالق في باب الخدمة، وال يصح اإلطالق

في باب االسترباح. لكن الظـــاهر أنهم لم يريـــدوا من الصـــحة أو البطالن اإلطالق،

أداروا األمر مدار الغرر، فكلما كان في نظــرهم غــرر منعــوه، وإنما وكلمــا لم يكن في نظــرهم غــرر أبــاحوه، ولــذا ال يبعــد أن ال يكــون خالف في المسألة ، وتكون دعاوي اإلجماع التي تقــدم بعضـها على

واقعها من وجود اإلجماع في المسألة . ثم إن القواعد قال: )ولو قال: وكلتك على كل قليــل وكثــير، لم

يجز لتطرق

28

Page 29: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الغرر وعدم األمن من الضرر، وقيــل: يجــوز وينضــبط التصــرفانتهى. بالمصلحة(

وقد قال باألول الخالف والمبسوط واإليضاح وغيرهم. قال في المبسوط: )إذا وكل رجال في كل قليل وكثير لم يصــح، ألن في ذلك غررا عظيما، ألنه ربما لزمه بالعقود ما ال يمكنه الوفاء بــه، فربمــا أدى ذلــك إلى ذهــاب مالــه، من ذلــك أن يزوجــه بــأربع ويطلقهن عليه قبل الدخول، فيغرم لكل واحدة منهن نصف مهرها، ثم يزوجــه بــأربع أخــر، وعلى هــذا( إلى أن قــال: )إلى غيرذلــك منأنواع التصرف، ألنه أطلق له ذلك فيتناوله جميع ما يضره وينفعه(. أما القــول الثــاني: فهــو محكي عن التــذكرة واإلرشــاد وشــرحه لولده والتنقيح وجامع المقاصد ومجمع البرهــان والتحريــر والكفايــة

والمسالك، بل في األخير إنه مذهب األكثر.ــاقين أو صــريحهم، ففي ــة: )هــو ظــاهر الب ــاح الكرام وفي مفت المقنعــة والمراســم والكــافي والنهايــة وفقــه الراونــدي والوســيلةــرائر والغنية وجامع الشرائع والنافع وكشف الرموز والمختلف والســة يقتضــي ــافع أن إطالق الوكال ــذا إيضــاح الن ــا، وك ــا حكي عنه فيم تعميمها في جميع األشياء إال ما يوجبه اإلقرار من الحــدود واأليمــان

ما يوجب حدا كما في كما في المقنعة والنهاية وفقه الراوندي، وإال الكافي والغنية، مع زيادة التأديب كما في الغنية، ونحوهــا الوســيلة(

انتهى. ومقتضــى القاعــدة هــو الثــاني، ألن األلفــاظ عرفــا لهــا معــانيــاد خاصــة، فالتعــدي عنهــا خــارج عن مقصــود المتكلمين، ولــذا اعت

العرف إلى اليوم الوكالة المطلقة. ومنه يعلم أن تفصيل التــذكرة في المســألة كبعضــهم أيضــا بين

اإلضافة وعدم

29

Page 30: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

اإلضافة، غير ظاهر الوجه. قال في محكي كالمه: )إذا قــال: وكلتــك في كــل قليــل وكثــير، فإن لم يضفه إلى نفسه فاألقوى البطالن، ألنـه لفــظ مبهم بالغايــة، ولو ذكر اإلضافة إلى نفسه فقال: وكلتــك في كــل أمــر هــو إلي، أو في كل أموري، أو في كل ما يتعلق بي، أو جميــع حقــوقي، أو بكــل قليل وكثير من أموري، أو فوضت إليك جميــع األشــياء الــتي تتعلــق بي، أو أنت وكيلي مطلقا فتصرف في مالي كيــف شــئت، أو فصــل األمور المتعلقة به الــتي تجــري فيهـا النيابـة فقــال: وكلتـك في بيــعــدم، ــا تق أمالكي وتطليق زوجاتي وإعتاق عبيدي، ولم يفصل على م أو قــال: وكلتــك في كــل أمــر هــو إلي ممــا ينــاب فيــه، ولم يفصــل أجناس التصرفات، أو قال: أقمتك مقــام نفســي في كــل شــيء، أو وكلتك في كل تصــرف يجــوز لي، أو في مــا لي التصــرف، فالوجــه

انتهى. عندي الصحة في الجميع( فإنك خبير بأن اإلضافة وعدم اإلضافة ال يؤثر شــيئا، إذ في غــير المضاف أيضا ال يكون اللفظ مبهما كما ذكره العالمة، فــإن العــرف يرون في مثل كل قليل وكثير أو ما أشبه أنه يراد بــه مالــه ومــا لــه التصرف فيه، ال أن كل قليل وكثير يشمل كل شيء قليل وكثير فيــود ــدل على مقص ــال ت ــرائن المق ــال كق ــرائن الح ــإن ق ــالم، ف الع

المتكلمين. فإذا جاء اثنان أحدهما حطاب من البر واآلخـر صـياد من البحـر، فسألنا من جاء من البر هل يوجد شــيء، فقــال: ال، انصــرف األمــر إلى الحطب، ولو قال الثاني: إنه ال يوجد شيء، انصــرف األمــر إلى الصيد، وكذلك حال قــول حمــال الســفن: ال، في جــواب هــل هنــاك شــيء، حيث ينصــرف إلى عــدم مجيء الســفن، إلى غــير ذلــك من

ــدا مملوكــا القرائن األحوال، وقد قال سبحانه: ه مثال عب رب الل ضــ فمن الواضح أن المراد الشيء الذي يقدر عليه ،(1)يقدر على شيء

السادة ال أنه

. 75 ( النحل: اآلية?)130

Page 31: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال يقدر على شــيء إطالقــا حــتى التنفس والتكلم وغمض العينــدم وفتحها وما أشبه ذلك، كما أن المراد عدم القدرة الشرعية ال ع

القدرة العقلية. ثم إذا خاطب الموكــل زيــدا وعمــروا وقــال: أحــدكما وكيلي، أو خاطب زيد وعمــرو بكــرا وقــاال: أحــدنا وكلــك، أو قــاال: أحــدنا وكــل أحدكما، لم يصح، لعدم تعارف مثل هذه الوكالــة، ولــو أنــه لــو كــان

تعارف لصح لشمول اإلطالق له. أما إذا قال: أنت وكيل في طالق إحدى زوجتي، أو نكــاح إحــدى هــاتين لي، أو اشــتراء أحــد الــدارين، أو اشــتراء دار، أو إيجارهــا، أوــارف في ــا يتع طالق زوجتي، أو اشتراء دار لي، أو ما أشبه ذلك ممــه، ــة لمثل ــة الوكال العــرف ولم يكن غــررا فهــو صــحيح، إلطالق أدل والتقييد بالمصلحة هو الذي يفهم العرف في كل هذه األمــور ســواء

أطلق أو ردد. ومنه يعلم وجه النظر في قــول الجــواهر، حيث ذكــر بعض كالم التذكرة المتقدم ثم قال: )قلت: وهو كذلك للعمــوم الــذي هــو أحــدــاء في ــام االستقص ــه مق ــرورة قيام ــام، ض ــع اإلبه ــرق في رف الط التفصــيل الــذي ال إشــكال في الصــحة معــه، فليس في شــيء من المفروض غرر الوكالة حينئــذ، وال يحتــاج إلى رفعــه بــدعوى التقييــد بالمصلحة التي هي في غاية الخفاء في األمور المنتشرة، فال تصلح

رافعة للغرر( انتهى. فإن المصلحة هي الــتي يراهــا العــرف في مثــل هــذه المــوارد، وأما كونها في غاية الخفاء فغير ظاهر، بل المصلحة شــيء عــرفي، أما إذا أراد خصوصيات المصلحة فهي كخصوصــيات الــبيع والشــراء والــرهن واإلجــارة وغيرهــا ممــا ال تــدخل تحت أنظــار العــرف، وإال فكيــف قيــد جماعــة من أعــاظم الفقهــاء التصــرف في مــال اليــتيم

بالمصلحة، وكذلك في بعض األماكن األخر من الفقه. وكيف كان، فإذا أطلق له الوكالة بمثل ما تقدم، كان ظاهره أنــة الوكيل يعمل كل شيء يصح للموكل أن يعمله في األمور المتعلق

بنفسه، أما ما يمنع منه عرفا

31

Page 32: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

لكونه سفها أو عبثا أو نحــو ذلــك فالوكيــل ممنــوع منــه كمــا أنالموكل ممنوع منه.

نعم فرق بين الوكيل والموكل في أن الموكل حيث إنه األصــيل يصح له البيع المحاباتي ونحوه، أمــا الوكيــل فالوكالــة منصــرفة عن مثــل ذلـك بالنسـبة إليـه، اللهم إال أن يكـون هنــاك قـرائن حاليـة أو مقالية تدل على أن الوكيل أيضا يتمكن مما يتمكن منه الموكل من

البيع المحاباتي والهبة بال عوض معتدل وما أشبه ذلك. أما المصلحة حيث تختلف األنظار فالالزم على الوكيل اتبــاع مــا يــراه العــرف مصــلحة ممــا يقــال لــه عــرفي، فــإذا علم بالمصــلحة

تصرف، وإذا علم بالمفسدة أو شك في المصلحة لم يتصرف. والكالم في أنه هــل يلــزم المصــلحة أو عــدم المفســدة هــو مــا

ذكروه في باب اليتيم.ــة تقتضــي ــرون أن الوكال ــالعرف، وهــل أنهم ي ــار ب ــا االعتب وهن التصرف مما ال مفسدة فيه، أو تقتضي التصرف بما فيه المصــلحة، فعلى الوكيل اتباع المتفاهم عرفا، ألنــه هـو الــذي يكــون ظــاهر من

كالم الموكل. وال يخفى أنه ليس المراد من المصلحة الربح، فربما يكون البيع بضرر مصلحة من جهة أخرى، مثال إذا بــاع للظــالم مــا قيمتــه ألــف بتسعمائة فإنه ال يظلمه بأخذ الضريبة مثال بمقدار مائتين أو ثالثمائة أو ما أشبه ذلك، فيكــون مثــل هــذا الــبيع مصــلحة وإن لم يكن فيــه

ربح. وما تتقدم يعرف مواقع الصحة واإلشكال في قــول العالمــة في القواعد: )إنه لو قــال: وكلتــك بمــا إلي من تطليــق زوجــاتي وعتــق عبيدي وبيع أمالكي جاز، ولو قال: بما إلي من قليل وكثير فإشكال، ولو قال: بع مالي كله واقبض ديوني كلها جاز، وكذا بع ما شئت من مالي واقض ما شئت من ديوني، ولو قال: اشتر عبدا بمائة أو اشترعبدا تركيا فاألقرب الجواز، والتوكيل باإلبراء يستدعي علم الموكل

32

Page 33: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بالمبلغ المبرء عنه(. وعن التذكرة بالنسبة إلى اإلبراء أنه قــال: إذا وكلــه في اإلبــراء من الحق الذي له على زيد صــح، فــإن عــرف الموكــل مبلــغ الــدين كفى، ولم يجب إعالم الوكيل قدر الدين وجنسـه، وظـاهره موافقـة

القواعد، لكنه قال بعد ذلك: ولو قــال: وكلتــك في أن تــبرئ من الــدين الــذي لي عليــه، ولم يعلم الموكل قدره وال الوكيــل صــح أيضــا عنــدنا، وهــو المحكي عن

جامع المقاصد أيضا. ومقتضى القاعــدة الصــحة ســواء علم بقــدر الــدين أو لم يعلم، وســـواء علم بجنس الـــدين أنـــه مثلي أو قيمي، والمثلي درهم أوــرط بعلم ــرة مثال، أو لم يعلم، فال شـ ــاة أو بقـ ــار، والقيمي شـ دينـــدين، الموكل وال الوكيل وال مشغول الذمة بالدين بأن يعرف قدر الــرف ــدين وإن لم يع ــدين عن الم ــل ال ــبرئ الموك ــا يصــح أن ي فكم شخصه، مثال يعرف أنــه يطلب أحــد البقــالين في المدينــة وعــددهم ألف بدينار فإنه يصح له أن يبرئه، كذلك يصــح للوكيــل إذا وكلــه في ذلك الجهل من الموكل أو الوكيــل أو المــديون بقــدر الــدين كجهــل

نفس الموكل أو نفس الوكيل أو نفس المدين غير ضائر. فجهل الموكل مثل أن يعلم الوكيل أنــه وكيــل عن إنســان وأنــه كلفه بإبراء مدينــه، ويعــرف أن المــدين خالــد مثال فيبرئــه عن قبــل

موكله. وجهل الوكيل مثل أن يعلم زيد وعمــرو بــأن أحــدهما وكيــل عن بكر وأنه وكله في إبراء مدينه وهو خالــد، فكالهمــا يــبرء خالــدا ممـا

يسبب تحقق اإلبراء، والجهل في المدين قد تقدم مثاله. إذ ال دليل على اشتراط العلم بأحد األمور المــذكورة، ومقتضــى القاعدة شمول إطالق األدلــة لــه بعــد كــون الوكالــة في مثــل هــذه

األمور عرفية. ــد وبين ولو قال له: خذ ديني من المدين، فاشتبه المدين بين زي عمرو، فقــد ذكرنــا في بعض مبــاحث الكتــاب أن مقتضــى القاعــدة

خسارة كل واحد نصف الدين

33

Page 34: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

للعلم اإلجمالي، وليس ذلــك مثــل المــني في الثــوبين، لجريــان ــا ــا، خالف ــات ونحوه ــل العبادي ــات دون مث قاعــدة العــدل في المالي للمحقــق القمي حيث أشــكل في ذلــك، وقــد ألمعنــا إلى فتــواه في

كتاب الصلح. ولذا الذي ذكرناه من عدم اشتراط العلم أشــكل الجــواهر على القواعــد: )بأنــه ال دليــل على اعتبــار علم الموكـل في الوكالـة على اإلبراء، بــل قــد يظهــر من المحكي عنــه في التــذكرة اإلجمــاع على

انتهى. ذلك( ثم إنــه لــو شــك الوكيــل في أنــه قــال لي: أنكح هنــدا أو زينب، فنكحهما، وقع النكاح الموكل فيه الزما واآلخر فضــوليا، كمــا أنــه إذا شك في أنه قال: طلق زوجتي هندا أو زوجتي زينب، فطلقهما فإنهــة فضــوليا، ألن ــة، وال يقــع طالق الثاني يقــع الطالق بالزوجــة المعين

بناءهم أن الفضولي ال يجري في الطالق. ومنه يعلم أنــه لــو شــك في أنــه قــال: اشــتر لي دارا أو بســتانا

فاشتراهما، فإنه يقع الموكل فيه الزما، ويقع اآلخر مراعا باإلجازة. ولو قال الموكل: بع داري أو بستاني فباعهما، ولم يجز الموكــل غير ما وكل فيه، واشتبه في أنه وكل في أيهما، أو مات ولم يعــرف الوارث أن الوكالة كانت في أيهما، كان حال ذلــك حــال مــا إذا بــاع بنفسه أحــدهما ثم شــك، وهنــا مجــرى قاعــدة العــدل، ألن الموكــل والمشتري يعلمان بــأن أحــدا من الــدار والبســتان لهــذا، وأحــدا من الدار والبستان لآلخر، من غير فــرق بين أن يكــون المشــتري للــدار

والبستان إنسانا واحدا أو إنسانين. وكذا الحال في ما لو قال له: تزوج لي هندا أو زينب، فزوجهمــا له ثم مات بعد ذلك، أو قال: طلق إحدى زوجــتي، فطلقهمــا ومــات بعد ذلك قبل التعيين، فإن الحال يكون كما إذا تزوج هو إحــداهما أو

طلق هو إحداهما، لوحدة المالك في األصيل والوكيل.

34

Page 35: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولــو قــال لــه: أبــرئ زيــدا أو عمــروا، بــأن تــردد الوكيــل في أن الموكــل فيــه إبــراء أيهمــا فأبرأهمــا ولم يعلم بعــد ذلــك، لمــوت أو اشــتباه من الموكــل أو مــا أشــبه، فمقتضــى القاعــدة أيضــا قاعــدة

العدل. وعلى أي حال فقد ظهــر ممــا تقــدم أن تنزيــل جــامع المقاصــد كالم العالمــة في التــذكرة حيث قــال: )لــو وكلــه في أن يبرئــه منــدنا( الدين الذي عليه صح، وإن لم يعلم الموكل قدره وال الوكيل عن على إرادة التوكيل على قدر مخصوص من الدين ما لــه عليــه فإنــه يشترط حينئذ علم الموكل بقدر الذي يريد إبراؤه منــه، انتهى محــل

نظر.ولذا قال في الجواهر: إن كالم المحقق الثاني كما ترى.

ثم إنه إذا قال: بع مالي كله واقبض ديــوني كلهــا، وقصــد بــذلك الوكالة، صح لعمومات أدلة الوكالة الشاملة لمثل ذلك، وعليــه فــإذا كان في قبال ذلك جعل له ماال ففعل كل ذلك اســتحق كــل المــال، وإن فعل بعضــه اســتحق بعض المــال بالنســبة، لكن إذا فعــل بعض ذلك استحقق الموكل عليه خيــار تبعض الصــفقة، فيعطيــه المثــل ال المسمى على ما ذكروه، وإن كنا قد أشكلنا على المثل فيما تقــدم،

بل قلنا إن المحتمل أن يكون له المسمى على كل حال. ولو قال: بع مــا شــئت من مــالي واقبض مــا شــئت من ديــوني،

فالظاهر أيضا الصحة.ــتين ــدة واالثن ــا شــئت لي من الواح ــزوج م ــال: ت ــذلك إذا ق وك والثالث واالربع، وفي المتعة إلى األكثر، أو قال: طلق ما شــئت من زوجاتي أو هب ما شئت من وقت زوجتي أو زوجاتي، فإن كل ذلــك صحيح، وعليه فإذا جعل له جعال ففعل الوكيل مــا يصــدق عليــه أنــه باع ما شاء أو قبض ما شاء أو طلق أو نكح أو وهب المــدة بالنســبة

إلى المتعة، استحق األجر، ألنه فعل ما يقال له ما شئت. ومثل حال الفرعين حال ما إذا قال: عمر كــل أراضــي أو أهــدم

كل دوري

35

Page 36: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فيما كانت جائزة الهدم، أو عمر ما شــئت من أراضــي أو أهــدم ماشئت من دوري، إلى غير ذلــك من األمثلــة، فــإن الوكالــة شــاملة

لكل ذلك. ومما تقدم يعلم حال ما إذا قــال: بــع شــيئا من مــالي، أو أقبضــيئا من ــدم ش ــي، أو أه ــيئا من أراض ــر ش ــوني، أو عم ــيئا من دي ش عمــاراتي اآلئلــة إلى الهــدم، أو مــا أشــبه ذلــك، فــإن إطالق األدلــة

شاملة لكل ذلك. ومنه يعلم أن إشكال التذكرة وجامع المقاصد في مثل: بع شيئا من مالي واقبض شيئا من ديوني، بــل في مفتــاح الكرامــة أنــه نص

في الكتابين على عدم الصحة، محل نظر. وكذلك حال ما إذا قال: وكلتك في كل معامالتي الماليــة أو كـل ما لي المعاملة به، فإنه صحيح أيضا، لكن في مفتــاح الكرامــة: إنــه يجيء على قول الشيخ في الكتابين عدم الصحة، وكأن وجهه الغرر

وقد عرفت أنه ال غرر في مثل ذلك بعد تعامل العقالء. ــا أشــبه وكذلك الحال إذا وكله في الدية أو في القصاص أو فيمــل: أنت وكيلي في أن ــال القات ــا إذا ق ــا أو إســقاطا، كم ــك، إثبات ذل تعطي ما شئت من الديات الســت، أو قــال ولي المقتــول إلنســان:

أنت وكيلي في أن تعفو أو تأخذ أو تقتل في قتل العمد مثال.ــل إذا لم ــحة التوكي ــال: بص ــه ق ــاض أن ثم إن المحكي عن الريــاه عن يخص التوكيل بوجه، كما إذا قال: في كل قليل أو كثير، وحكــي ــال: وتمض ــديلمي، ثم ق ــي وال ــد والحلي والقاض ــة والمفي النهاي تصرفات الوكيل خاصا كان أو عاما من وجه أو مطلقا مع المصــلحة إال ما يقتضيه اإلقرار بمــال أو مــا يــوجب حــدا أو تعزيــرا فال وكالــة، وفاقا لألكثر كالشيخين والتقي وابن حمزة وابن زهرة والمقداد، إما ألنه ال تدخله النيابة الختصاص حكمه بالمتكلم إذا أنبأ عن نفســه، أو

ألنه خالف المصلحة المشترطة

36

Page 37: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في تعميم الوكالة، هذا كله إذا لم يصرح له باإلقرار.أما مع التصريح به، فقال الشيخ في الخالف: يصح إقراره.

لكن في مفتاح الكرامة: )إن نسبة الريــاض ذلــك إلى الشــيخينــرف، ألنــه ال تعــرض في والتقي وابن حمــزة وابن زهــرة وهم ص واحدة من العبارات المذكورة لذكر المال أصال، وكأن الرياض عولــيخين وفي الــدليلين وفي التفصــيل على كالم في النقــل عن الش التنقيح، ألنه أخذ في هذه األمور الثالثة برمته منه وكالم التنقيح غير

انتهى. منقح وال محرر( وعن النهاية أنه من وكــل غــيره في الخصــومة عنــه والمطالبــة والمحكمة والمحاكمة والبيع والشراء وجميع أنواع مــا يتصــرف فيــه بنفسه، فقبل الوكيل عنه وضمن القيام فقد صار وكيله، يجب له ماــيه ــا يقتض ــه، إال م ــا يجب على موكل ــه م ــه، ويجب علي يجب لموكل

اإلقرار من الحدود واآلداب واأليمان.ــه إن وحكي نحو ذلك عن المقنعة وفقه القرآن، وعن الكافي أن أطلق الوكالة عمت سائر األشياء إال اإلقرار بمــا يــوجب حــدا، وعن العالمة أنه ليس التوكيل في الخصومة إذنا في اإلقرار، بل عنه في

التذكرة ادعاء اإلجماع عليه. لكن مقتضى القاعدة صحة الوكالة في كل شــيء إال فيمــا علم خروجه بنص أو إجماع أو ضرورة أو مــا أشــبه، مثال الــدليل يقتضــي عدم صحة الوكالة في القسم وسائر شئون الزوجين من المالمســة والمالعبة وغيرهمــا، نعم للزوجــة أن توكــل إنســانا في أنــه يســقط نفقتها أو يقلل منها أو يقدمها أو يؤخرها أو ما أشبه فيما لهــا الحــق في ذلك، كمــا أن للــزوج أن يوكــل إنســانا في هبــة مــدة زوجتــه أو

طالقها أو المعاملة معها بالصلح ونحوه على القسم ونحو ذلك. وكذلك في اإلرث بدل الوارث، فإنــه ال حــق لإلنســان أن يوكــل

غيره في أن يرث هو دونه. ــا أما أن يوصى وكالة عنه، فالظاهر أنه ال إشكال فيه، وقد ذكرن

في كتاب

37

Page 38: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الوصية، صحة الوصية الفضولية بأن يوصي إنسان بشــيء عن زيد ثم يذهب بها إليه فيوقع عليها ونحو ذلك.

وكذلك ال يثبت الوكالة في اإلقــرار بحــد أو تعزيــر، ألنــه ال دليــل على صحة مثل ذلك ال من الشرع وال من العــرف، وإنمــا المســتفاد من األدلة أن اإلقرار يجب أن يكون من نفس من عليه الشــيء، وال يصح أن يقــر إنســان أربــع مــرات بزنــا إنســان آخــر وكالــة عنــه، أو بلواطه أو بسحقها، أو يقر هو ثالث مــرات أو مــرتين أو مــرة ويقــر

بالباقى وكيله. وكذلك في باب التعزير، كاإلقرار بأن موكلــه أفطــر وكالــة عنــه

حتى يعزر موكله، أو فعل معصية كذا. وذلك ألن مثل هذه األمور خالف ما يستفاد من األدلة من لزوم

إقرار نفس الشخص. وكذلك ال يصح الوكالة في الحلف عنه، وإن صــحت الوكالــة في إقامة البينة عنه، فــإن الــدليل في المقــامين وإن كــان واحــدا، وهــو

إنمـــا أقضـــي بينكم بالبينـــاتقولـــه )صـــلى اللـــه عليـــه وآلـــه(: العرف يرون عدم تحمــل اليمين للوكالــة بخالف إال أن ،(1)واأليمان

تحمل البينة. وكذلك حال ما إذا وكل الشاهد إنسانا آخــر ليشــهد وكالــة عنــه، فإنه غير صحيح أيضا، لعدم العرفية، ولعــدم دليــل من الشــرع على

ذلك، بل هو شهادة على اإلقرار. ــا أما اإلقرار بأنها زوجته أو أنه طلقها أو زوجها أو أنها خلية أو م أشبه، أو أنه ولده أو أبوه أو ما أشبه اإلقرار، فيشكل دخول الوكالة فيه لعدم العرفية، فال يشــمله اإلطالق، وإن كــان بعض المــذكورات

محال للتأمل. نعم ال يبعد صــحة اإلقــرار في األمــوال وكالـة، كمــا إذا أقــر عنــه موكله بأن المال ليس ماله، مثال كان هناك مدع على أن المــال ل

وطرف المدعي هو زيد، فزيد

. 1ح الحكم كيفية أبواب من2 الباب169 ص18( الوسائل: ج?)138

Page 39: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يوكل خالدا بأن يعترف لدى الحــاكم بأنــه ليس بمالــه، أو يوكلــه بأنه ما قال فهو قوله، وما عمل فهو عمله، أما إذا علمنا بأنــه وكلــه بأن يقر بأن المال ليس ماله، فذلك من قبيــل اإلقــرار، ال من قبيــل

الوكيل في اإلقرار. وعليه فإذا وكل وكيال في المرافعة، فاحتاج الموكــل إلى إقامــة البينة فأقامها الوكيل صح، أما إذا احتاج الموكل إلى الحلف فحلــف

ــه الســالم( لعقيل (1)المرافعة في الوكيل لم ينفع، ووكالة علي )علي

ال تدل على صحة اإلقرار أو الحلف وكالة. وقد ذكرنــا في كتــاب إحيــاء المــوات صــحة الوكالــة في حيــازة

المباحات، وفي إحياء الموات. ومن ذلــك يعــرف وجــه مــا ذكــره القواعــد بقولــه: )ولــو وكلــه بمخاصمة غرمائه جــاز، وإن لم يعينهم(، ونقلــه في مفتــاح الكرامــة

عن التذكرة وجامع المقاصد.ــا يحكى عن وذلك لما عرفت من العرفية واإلطالق، فال وجه لم بعض الشـــافعية بأنـــه ال يجـــوز حـــتى يعين من يخاصـــمه الختالف العقوبة، فإن دليل بــاختالف العقوبــة ال ينفــع في منــع اإلطالق، وأي

ربط باختالف العقوبة والمنع عن التوكيل. وعن المبسوط أنه لو وكله في إبرائهم لم يدخل، كما إذا وكلــه في حبسهم ومخاصمتهم قال: )وكــذا إذا وكلــه في تفرقــة ثلثــه في

انتهى. الفقراء( وعلى ما ذكرناه فتصــح الوكالــة المطلقــة الــتي تعطيهــا التجــار لوكالئهم في البالد البعيدة أو في نفس البلــد في التصــرف في كــل الشؤون المرتبطة بهم، من بيع وشراء ورهن وإجارة ومنازعة وغير

ذلك. والظاهر أنه ال تصــح الوكالــة في القضــاء، بــأن يعطي القاضــي إلنسان ال يصلح أن يكون قاضيا الوكالة في أن يسمع الشهود ويأخذ الحلف ويحكم، ألن القضاء شأن خاص للقاضي، فال حق لغــيره في

تصدي مقامه.

. 4ح الوكالة نوادر أبواب من20 الباب511 ص2( المستدرك: ج?)139

Page 40: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم أن األساليب الغربيـة في القضـاء ممـا أن المعـاونين يعملون كل شيء ثم يأتون إلى القاضي فيمضــي مــا عملــوه بــدونــا أشــبه، باطــل في نظــر الشــريعة ــف أو م اســتماع شــهود أو حلــتى اإلسالمية، وإن جرى هذا األسلوب حتى في البالد اإلسالمية، وح في المدعية منها أنها تعمل على طبق اإلسالم، فإن ادعــاء اإلســالم

شيء، وواقع اإلسالم شيء آخر. وكذلك ال تصح الوكالة في إمامة الجماعة أو في مرجــع التقليــد

لمن ال يكون صالحا لهما. ــذين ــة أيضــا في القســامة، ألن ال ــه ال تصــح الوكال والظــاهر أنــدعاوي ــإذا لم يصــح الحلــف في ال ــاس خاصــون، ف يحلفــون هم أن

للوكيل لم يصح الحلف هنا.ــر أو وال تصح الوكالة أيضا إذا استوكلت القابلة غيرها في أن تقــا ال تنكر استهالل الصبي عند الوالدة، فإن المعتبر إقرارها أو إنكاره

إقرار غيرها أو إنكارها. أما الوكالة في مثل إمارة الجيش والمــوظفين للدولــة كــالوزير والسفير والمدير وما أشبه، فالظاهر الصحة إال إذا كــانت االســتنابة لشخص خــاص بخصوصــه، حيث ال يتمكن من أخــذ الوكيــل، أو كــان

شرط في الموكل ال يوجد في الوكيل. وتصـــح الوكالـــة في الخمس والزكـــاة والكفـــارات والمظـــالم والنذور المالية ومــا أشــبه، ســواء أعطى الوكيــل من نفســه أو منالموكل، وقد ألمعنا إلى هذه المسألة في كتابي: الخمس والزكاة. أما في النذور الجسدية فال تصح الوكالة فيهـا، كمــا أنــه ال تصــح الوكالــة في الصــوم والصــالة والحج الواجبــات على اإلنســان، كــأن يوكــل اإلنســان إنســانا أن يصــلي صــالة صــبحه أو ظهــره أو يصــوم

الرمضان عنه أو يحج عنه. نعم ورد في الحج الوكالـــة فيمـــا إذا لم يتمكن المســـتطيع منــاب الحج، ــذكورة في كت ــررة الم الحج بنفســه على الشــروط المق

وذكر في الشرائع مسألة

40

Page 41: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

النيابة في بعض أقسام الصوم الواجب، وإن كان محل تأمل. أما النيابة في أن يحج عنه حجا مســتحبا، أو يصــوم عنــه صــوماــه كــذلك، أو يعــق مستحبا، أو يصلي عنه صالة مستحبة، أو يزور عن عنه أو نحوها، فالظاهر الصـحة في الجميـع، فـإن في بعضـها يوجـدــوارد الدليل، وفي بعضها الذي ال يوجد الدليل يمكن فهم ذلك من م

األدلة بالمناط. ــرد في ــة، ولم ت ــها النياب ــد ورد في بعض ــال الحج، فق ــا أعم أم بعضــها، مثال اإلحــرام غــير قابــل للنيابــة، أمــا الــرمي والــذبح فهمــا قابالن، والحلق غير قابــل، والوقــوف بعرفــات وبالمشــعر والمــبيت بمنى غير قابل، والطواف والسعي وصالة الطواف قابالت، إلى غير ذلك مما ذكر في ذلك الكتاب تفصــيله، وســيأتي لبعض المــذكورات

تفصيل عند تعرض الفقهاء لها، إن شاء الله سبحانه وتعالى.

41

Page 42: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: وهي عقــد جــائز من طرفيــه،(:3)مسألة فللوكيل أن يعزل نفسه مع حضور الموكل ومع غيبته.

وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمــة: )الوكالــة عقــد جــائز من الطرفين لكل منهما فسخها(: )كما طفحت به عباراتهم تصريحا في المبسوط والغنية والوسيلة والشرايع والتــذكرة والتحريــر واإلرشــاد وغيرها، واقتضاء من كالمهم في العزل والبطالن بــالموت والجنــون

واإلغماء، وقد يظهر من الغنية اإلجماع على ذلك كله(. ــائز من وقال في التذكرة: ال نعلم خالفا من أحد في أنها عقد ج

الطرفين. وفي مجمــع البرهــان: الظــاهر أنــه ال خالف فيــه وقــد تجب في عقد الزم، وقال: كأنه ال خالف في جواز فسخ الوكيل وكالــة نفســه بحضــور الموكــل وغيبتــه، بإذنــه وعدمــه، وكأنــه مجمــع عليــه، وكــذا الموكل في الجملة بأن يعزل الوكيــل بظهــوره، وال ريب في أن مــا في جامع الشـرائع من أنهــا عقــد الزم ســهو من قلم الناســخ، ولــذا

قال في الجواهر: بال خالف أجده، بل اإلجماع بقسميه عليه. أقــول: والــدليل على ذلــك باإلضــافة إلى العرفيــة ممــا يــوجب

ــالعقودانصراف اإلطالق في مثل نحــوه، أن في جملــة و(1)أوفوا ب من الروايات داللة على أن ألي منهما الفســخ، مثــل قــول أبي عبــد

من وكــل رجال على إمضــاء أمــر منالله )عليه الصــالة والســالم(: األمور فالوكالــة ثابتــة أبــدا حــتى يعلمــه بــالخروج منهــا كمــا أعلمــه

.(2)بالدخول فيها

. 1 ( المائدة: اآلية?)1. 1ح الوكالة أبواب من1 الباب285 ص13( الوسائل: ج?)2

42

Page 43: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ورواية هالل، قال: قلت: ألبي عبد الله )عليه الصــالة والســالم( رجل وكل رجال بطالق امرأته إذا حاضت وطهرت وخرج الرجل فبدا له فأشهد أنه قد أبطل ما كان أمره به، وأنــه قــد بــدا لــه في ذلــك،

.(1)فليعلم أهله وليعلم الوكيلقال: وفي رواية: إن أبا رافع خازن بيت المــال من قبــل عثمــان جــاء إلى عثمــان وألقى المفــاتيح أمامــه وقــد كــان وكيال عنــه في قصــة

مشهورة. إلى غيرهــا من الروايــات والتــواريخ الدالــة على عــزل الوكيــل

نفسه أو الموكل للوكيل بدون رضاية اآلخر. ثم إن مقتضى أن الوكيل إذا فسخ العقــد، فــإن كــان في عــالمــا في ــد بقي مأذون ــاإلذن من الموكــل خــارج العق ــاز ب ــوت ارتك الثب التصرف، وإن لم يكن إذن ما وراء العقد لم يجـز لـه التصــرف، ألن اإلذن الذي كان في ضــمن العقــد قــد ذهب بــذهاب العقــد على مــا تقدم من أنه بسيط وليس بمركب، أما في عــالم اإلثبــات فعلى مــا يستظهره الوكيل ألنه هو المكلف بالعمل، وعليه فال فرق بين إعالم

الموكل وعدم إعالمه.ــة أم ال، أما أنه هل يتمكن من استرجاع العقد بالقبول مــرة ثاني لم أر تعرضــا لهم لــذلك، لكن مقتضــى القاعــدة الصــحة، حيث قــد عرفت سابقا أن القبول يمكن أن يبتعد عن اإليجــاب ولــو إلى ســنةــال ــال: بعت، فق ــه إذا ق ــرون أن ــرف ي ــاب، والع ــداد اإليج ــد امت بع المشــتري: ال أشــتري، ثم قــال بعــد ذلــك: قبلت، بمــا ال ينــافيــذه ــل ه خصوصيات العقد، يقع القبول مرتبطا بالعقد، كما ذكروا مث

في باب بيع الفضول، حيث يــرد المالــك ثم يقبــل، ويظهــر المسألةمن بعض الروايات ذلك.

. 1ح الوكالة أبواب من2 الباب288 ص13( الوسائل: ج?)143

Page 44: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وحيث قد فصلنا الكالم فيه في باب الــبيع ال داعي إلى تكــراره، لكن إنما يرتبط القبول بعد الرد باإليجاب إذا لم يرفــع الموكــل يــده عن اإليجــاب، وإال فهــو مثــل أن يقــول البــائع: بعت، ثم يقــول قبــل القبول: رفعت يدي عن البيع، فإن القبول ال يرتبط باإليجــاب حينئــذ

. أوفوا بالعقودحتى يتحقق )عقودكم( المستفاد من وبذلك يظهــر مواقــع النظــر والقبــول في قــول المســالك حيث قــال: )ال فــرق في بطالن وكالتــه بعزلــه نفســه بين إعالم الموكــل وعدمه، بخالف عزل الموكل له كما ســيأتي، والفــارق النص، فعلى هذا لو تصرف بعد عزله نفسه وقبل أن يعلم الموكل بذلك لم ينفــذ تصرفه إلبطاله العقد الجائز الذي هو مناط جواز التصرف، ويحتمــل توقف انعزاله على علم الموكل فيجوز له التصرف قبل بلوغه عمال باإلذن العام التي تضمنته الوكالة، بل يحتمــل ذلــك مــع بلوغــه أيضــا ألصالة بقاء اإلذن، ومجرد علمه بالرد ال يــدل على بطالنــه من قبــل اإلذن. ولو اكتفينا في قبول الوكيل بفعله مقتضاها كيف كــان، قــوي هذا االحتمال جدا، ألنها حينئذ تصــير مجــرد إذن وإباحــة، ويجــوز مــع ذلك إطالق العقد عليها من حيث إن قبول هذا القول يصــح ويـترتب

عليه أثر في الجملة. ــالرد، وبهــذا االحتمــال قطــع في القواعــد مــع جهــل الموكــل ب واستشكل مع علمــه، وليس ببعيــد، ويمكن الجمــع بين كونهــا عقــدا جائزا يبطل بـالرد، وعـدم بطالن التصـرف بـالرد بـأن يحكم ببطالن الوكالة الخاصة وما يـترتب عليهــا من الجعــل لــو كـان، وبقــاء اإلذن

انتهى. العام( أما عدم اشتراط إعالمه الموكل أو علمه فهو مقتضى القاعدة، ألن في العقد الجائز كل طــرف يتمكن من اإلبطــال، وال دليــل على

العلم أو اإلعالم

44

Page 45: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

للجانب اآلخر، ولذا قال في الجــواهر: )احتمــال توقــف انعزالــه على علم الموكل مناف ألصــول المــذهب وقواعــده بعــد اختصــاص النصوص في صورة عـزل الموكـل على وجـه ال تقبــل انـدراج مثــل

انتهى. هذه الصورة فيها( والحاصل: إن الدليل إنمــا دل على احتيــاج الموكــل بعــد العــزل إلى اإلعالم وهو خالف القواعد األولية حيث إنه لو لم تكن النصوصــاج إلى اإلعالم في عــزل ــل أيضــا ال يحت ــأن الموك ــا ب الخاصــة لقلن الوكيل، أما بالنســبة إلى عــزل الوكيــل نفســه فهــو بــاق على وفــق

القاعدة. نعم لو كانت الوكالة الزمة لكونها في ضمن عقــد الزم لم يصــح عزل أي من الوكيل والموكل إال بموافقــة اآلخــر، حيث إن الحــق ال يعدوهما، وإذا توافقا كان بمنزلة اإلقالــة، فــإذا عــزل الوكيــل نفســه في هذا الحال وأعلم الموكل وقبل الموكــل بــذلك كفى، أمــا إذا لم يعلم الموكل ولعدم علمه لم يقبل العزل، تبقى الوكالة للوكيل كمــاــل ــل الوكي كانت، كما أن الموكل إذا عزل الوكيل وأعلم الوكيل وقب

عزل وإال لم يعزل.ــاتهم، ولذا تعارف في العراق أن قسما من اآلباء لما يزوجون بن يشترطون في ضمن العقد وكالــة البنت عن الــزوج لمــدة خمســين سنة مثال في أنه إذا لم يوصل إليهــا النفقــة أو فعــل مثال شــيئا آخــرــك منافيا لشؤون البنت، فلها الحق في طالق نفسها، والزوج بعد ذل ال يتمكن من عزلها عن الوكالة، ألن الوكالة تحققت في ضمن عقد

الزم. وقد ذكرنا هناك وفي بعض مبــاحث )الفقــه( األخــر أن مقتضــى

اإلنسـان ال يتمكن من خالف أن (1)المؤمنون عند شروطهمقاعدة الشرط، ال تكليفا فقط وأنــه يــوجب اإلثم، وإنمــا وضــعا أيضــا، ألنــه

مقتضى

. 2ح المهور أبواب من40 الباب49 ص15( الوسائل: ج?)145

Page 46: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كلمة )عند(، حيث ظــاهره أنــه ال يتمكن من التجــاوز، ال أنــه إذافعل خالف الشرط يكون آثما فقط.

وال يخفى أن اإلعالم بالنســـبة إلى الوكالـــة الالزمـــة إنمـــا هـــوــق أن ــل نفســه مثال واتف ــزل الوكي ــإذا ع طــريقي ال موضــوعي، ف الموكل أيضا عزله بدون علم أنه عزل نفسه وقع العزل، ألن الحــق ال يعدوهما، فإذا رفع اليد عن حق أي جانب على الجانب اآلخر فقــد سقط الحق، سواء علم كل واحد منهما برفــع يــد اآلخــر أولم يعلم، فهو كما إذا باع بيعا ثم إن البائع رفع يده والمشتري رفع يــده، لكن أحدهما ال يعلم برفع اآلخــر يــده، لوضــوح أن العلم طــريقي، وليس جزء موضوع، كما هو مقتضى كل علم إال ما خرج بالــدليل، ممــا إذا كان موضوعا أو جزء موضوع، كما فصله الشــيخ المرتضــى )رحمــه

الله( في أول الرسائل. ثم إنه ال شك في أنه ليس للموكل عزل الوكيل أو للوكيل عزل نفســه في بعض الوكالــة، إذا كــان متعلــق الوكالــة بســيطا، كنكــاح امرأة خاصة أو طالقها أو مــا أشــبه ذلــك، حيث إن النكــاح والطالق غير قابل للتبعيض، فإذا رفع أحدهما يده والحال هذا رجع األمــر إلىــة عالم الثبوت، بأنه إذا لم يرد الوكالة فالكل باطل، وإذا أراد الوكال

فرفع اليد باطل. أمــا إذا كــانت الوكالــة قابلــة للتبعيض، كمــا إذا وكلــه في عقــدــه، أو زوجتين له، أو بيع دارين، أو طالق زوجتيه، أو اشتراء دكانين ل ما أشبه ذلك، فالظاهر أنه يرجــع إلى أن عــالم الثبــوت، هــل يكــون من قبيل البسيط، أو يكــون من قبيــل المـركب، يعـني هـل الوكالـة الواحدة كوكالتين أو كوكالــة بســيطة، فــإن كــان من قبيــل الوكالــة البسيطة فحال رفع اليد هنا أيضــا حــال رفــع اليــد في مثــل الطالق والنكاح، وأما إذا كــان من قبيــل وكــالتين فرفــع اليــد يــوجب بطالن

إحدى الوكالتين

46

Page 47: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال كلتيهما، ويأتي هنا أيضا مسألة تبعيض الصفقة على شروطه،ــد عن وقد ذكرنا مثل هذه المسألة فيما إذا باع بيعا شيئين فرفع الي

أحدهما، وكذلك في أمثال ذلك. ثم الظاهر أنه يصح جعل الخيار في الوكالة، سواء كــانت الزمــة في ضمن عقد، أو جائزة، ودخــول الخيــار في العقــد الالزم واضــح، وأما في العقد الجائز فإلمكان أن يجوز العقــد من نــواحي متعــددة، كــالبيع الــذي لــه خيــار الحيــوان وخيــار الغبن وخيــار تبعض الصــفقة وخيار الرؤية وخيــار المجلس ومــا أشــبه ذلــك، وقــد ذكرنــا تفصــيل الكالم في ذلك في بعض مبــاحث )الفقــه(، فال يقــال: إن العقــد إذا كان جائزا فأي أثر للخيــار، وقــد ذكرنــا بعض آثــار الخيــار في العقــد

الجائز في أواخر شرح العروة. ثم إنه إذا شك الوكيل بعــد عزلــه نفســه أو عــزل الموكــل إيــاه الموجب إلبطال الوكالــة، في بقــاء اإلذن وعدمــه، فــإن كــان هنــاكــواز ــدم ج ــدة ع ــان مقتضــى القاع ــو، وإال ك ــاء فه ــة على البق قرين

التصرف. ــا قال في الجواهر: )قد يشك في بقاء اإلذن بعد علم الموكل م ــوال، وإال ــع األح ــا على جمي ــة ببقائه ــة أو مقالي ــة حالي لم تقم قرين انقطعت متى قارنها الرد، فال يجــوز التصــرف حينئــذ بعــده إال بــإذن

انتهى. جديد، ولعل ذلك مختلف باختالف األحوال(وهو كما ذكره.

ولو تصرف الوكيل بعد العزل لزعمه بقاء اإلذن، فقــال المالــك: لم أكن أذنت، أو لم يبق اإلذن، كـان هـو المرجــع، ألنـه ال يعـرف إالــه ــر علي من قبل نفسه، إال أن يقيم الوكيل البينة على مدعاه أو ينك ما يدعيه، فإن للوكيل على الموكــل حينئــذ الحلــف حســب مــوازين

الدعوى.

47

Page 48: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم ال يخفى أنه إذا عزل الوكيــل نفســه وبيــده مــال الموكــل لمــدي أو يجز له التفريط فيه، وإنما تبقى أمانة بيده، ال يضمن إال بالتع

التفريط حتى يرجعه إلى الموكل. ثم إذا عــزل الوكيــل نفســه فلم يتصــرف حســب الوكالــة ممــا يوجب ضرر الموكل أو نحوه، كما إذا وكلــه في طالق زوجتــه، حيث إذا لم يطلقها كان على الزوج النفقة، أو وكله في إيجار داره، حيث إذا لم يؤجر الدار بقيت فارغة، وذلــك ضــرر على مالــك الــدار حيثــا إذا لم تنتفي المنافع، أو وكله في بيع البضاعة في وقت الرواج بم يبع سبب الخسارة، حيث ينزل السوق أو ما أشبه ذلــك، فهــل يجب

ال و،(1)ال ضــررعليه عمل مــا يــدفع الضــرر عن الموكــل بقاعــدة ــه الســالم(: و(2)يتــوى ــاط في قــول عيســى )علي مــا أشــبه، وللمن

التارك مداواة الجريح بمنزلة الجــارح له(3) كمــا اســتدلوا بــه في ، كتــاب األمــر بــالمعروف والنهي عن المنكــر، أو ال، ألن المالــك هــو

الذي أضر نفسه بإقدامه بعد أن كان الحكم أن للوكيل الفسخ. احتماالن، وإن أمكن أن يقال باختالف المــوارد في عــد الوكيــل ضــارا عرفــا وعدمــه، حيث يجب عليــه دفــع الضــرر في األول دون

الثاني. نعم ال شــك في أنــه إذا فســخ يبقى الشــيء أمانــة بيــده يلــزمــه حفظها بدون تعد أو تفريط، فإذا فسخ في وسط الصحراء ليس ل أن يترك البضاعة هناك فيما بعد تفريطا أو تعديا، فلو فعل ذلك كان

ضامنا.وكذلك حال ما إذا وكله في طالق زوجته

. 5 3ح الموات إحياء أبواب من12 الباب342 و341 ص17( الوسائل: ج?)1الشهادات. نوادر أبواب من46 الباب215 ص13( المستدرك: ج?)2 .5ح المنكر عن والنهي بالمعروف األمر كتاب من2 الباب401 ص11( الوسائل: ج?)3

48

Page 49: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

مما إذا لم يطلق ولم يعلم، نكح الموكل الخامسة أو أختها، إلىغير ذلك من األمثلة.

وكيف كان، فقد عرفت أن الوكيل ينعــزل بعزلــه نفســه، ســواء في حضور الموكــل أو غيبتــه، وإذا عــزل نفســه وانفســخت الوكالــة

كان له التصرف إذا كان اإلذن موجودا، وإال لم يجز له التصرف. ــل ــاء، مث ــة من الفقه ــر في إطالق جمل ــه النظ ــه يعلم وج ومن المحكي عن المبسوط والتحرير أنــه إذا وجــد فســخ الوكيــل بطلت

وكالته، وافتقر تصرفه بعد الفسخ إلى تجدد عقد الوكالة. أقول: مقتضى ذلك أنه إذا عزل نفســه وتصــرف كــان فضــوليا، كما ذكره في مفتاح الكرامــة، وعن الكفايــة أن األشــهر أنــه يمكنــه

العمل بمقتضى التوكيل بال إذن مجدد. وعن التذكرة أنه احتمل الصــحة مــع الغيبــة، عمال بــاإلذن العــام

الذي تضمنته الوكالة، وعن الكفاية أنه األقرب. وكذا مع الحضور وعدم الرضا بعزله، فإن مقتضى القاعــدة هــو

ما ذكرناه.ــاق، فمقتضــى ــاق أو ليس بب وإذا شــك في أن اإلذن هــل هــو ب القاعدة عدم التصرف، ولـو تصـرف ولم يتمكن من اسـتعالم األمـرــولي يلزم أن يرتب عليه أثر الفضولي، لكن ذلك فيما إذا كان للفضــأن ــه مقــام، أمــا مثــل العتــق والطالق ومــا أشــبه حيث قــالوا ب في

الفضولية ال مجال في أمثالهما فال. ــه ــه بشــرط أن يعلم ــل أن يعزل ــال: )وللموك ثم إن الشــرائع ق العــزل، ولــو لم يعلمــه لم ينعــزل بــالعزل، وقيــل: إن تعــذر إعالمــه

فأشهد انعزل بالعزل واإلشهاد، واألول أظهر(. أقــول: القــول الــذي اختــاره الشــرائع هــو الــذي حكــاه مفتــاح

الكرامة عن

49

Page 50: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــافع ــامع الشــرائع والن ــدي وج ــه الراون ــذيب والخالف وفق )الته وكشــف الرمــوز والتحريــر واإلرشــاد واإليضــاح واللمعــة والمقتصــرــة ــة والكفاي ــالك والروض ــد والمس ــامع المقاص ــافع وج ــاح الن وإيض والمفاتيح، وكذا المختلف، وفي التذكرة: إنه ال بأس به، وكأنــه مــال إليــه أو قــال بــه المقــدس األردبيلي بعــد أن قــال: إن المســألة من المشكالت، وكذا أبـو العبــاس في المهـذب. وقـد يظهـر من إيضـاح النافع اإلجماع عليه، حيث قال: عليــه الفتــوى. وقــد قــالوا في بــابــه ثم ــه قبل ــاص فعزل ــتيفاء القص ــه في اس ــو وكل ــه ل القصــاص: إن استوفى، فإن علم بالعزل فعليه القصاص، وإن لم يعلم فال قصاص وال دية، وقد جزم به كل من تعرض له، وقــد حكينــا هنــاك عن عــدة كتب، ولم ننقل فيه خالفا وال ترددا من أحد، وقــد قــال الشــارحون: إنه مبني على عدم االنعــزال بــالعزل مــا لم يعلم، وقــالوا: فيمــا إذا عفا ولم يخبره فاقتص أنه ال قصاص وعليه الديــة، ألنــه باشــر قتــل من ظنه مباح الــدم ولم يكن، ويرجــع بهــا على الموكــل ألنــه غــره، والغرض أنهم يلتفتوا في باب القصاص إلى القولين اآلخرين أصــال(

انتهى. وقال في مكان آخر: وذهب الشيخ في النهاية وأبــو الصــالح في الكافي وأبو جعفر بن حمزة في الوســيلة وأبــو المكــارم في الغنيــة والمقداد في التنقيح إلى أنه ال ينعزل إال بــاإلعالم أو اإلشــهاد إذا لم يتمكن من اإلعالم، وقد نفى عنــه البــأس في المختلــف، وحكي عنــيرون عن ابن إدريس، القاضي والقطب الكيدري، وحكاه جماعة كث ولم أجده في السرائر في الباب، وظاهر الغنية اإلجماع عليـه، وفي كشف الرموز أن بما ذكره في النهاية رواية أعرضنا عنها لمخالفتها الدالئل، وهي ال تصلح معارضــة، وحكى عن هــؤالء في اإليضــاح أنــه ينعـــزل بـــاإلعالم واإلشـــهاد من دون تقييـــد بمـــا إذا لم يتمكن من

اإلعالم، وقد عول عليه مستريحا إليه المحقق الثاني

50

Page 51: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وأبو العباس في كتابيه، ألن نظره دائمــا إليــه، والشــهيد الثــاني في كتابيه، والفاضل القطيفي والفاضل المقداد الخراساني وشيخنا

صاحب الرياض. وهناك قول رابع يظهر من قواعد العالمة، حيث قال: إنه يعــزلــزل أو ال على رأي، لكن في ــه، ســواء أعلمــه الع ــل ل ــزل الموك بعمفتاح الكرامة: لم يوافقه عليه أحد، بل تسالم الناس على خالفه.

نعم قــال الفاضــل القطيفي: إنــه مقتضــى النظــر، لكن الفتــوىعلى خالفه، وقال في المختلف: إنه ليس برديء.

وعلى كل حال مقتضى القاعــدة هــو مــا جعلـه الشـرائع أظهــر،وقد عرفت أنه المشهور، وذلك لجملة من الروايات:

مثل صحيح معاوية بن وهب وجـابر بن يزيـد، عن أبي عبـد اللـه من وكل رجال على إمضاء أمر من)عليه الصالة والسالم( أنه قال:

األمور، فالوكالة ثابتــة أبــدا حــتى يعلمــه بــالخروج منهــا كمــا أعلمــه .(1)بالدخول فيها

ــالة ــه الص ــه )علي ــد الل ــالم، عن أبي عب ــام بن س ــحيح هش وصــة في أمــر من األمــور، ــل آخــر على وكال والســالم(، في رجــل وك وأشهد له بذلك شاهدين، فقام الوكيل فخرج إلمضــاء األمــر فقــال:

إناشهدوا أني قد عزلت فالنا من الوكالة، فقــال )عليــه الســالم(: كان الوكيل أمضى األمر الذي وكل فيه قبل العزل فإن األمــر واقــع

، قلت: فــإنماض على ما أمضــاه الوكيــل، كــره الموكــل أم رضي ، قلت له: فإن بلغه العزلنعمالوكيل أمضى، قال )عليه السالم(:

قبل أن يمضــي األمــر، ثم ذهب حــتى أمضــاه لم يكن ذلــك بشــيء،نعم إن الوكيل إذا وكل قال )عليه السالم(:

. 1ح الوكالة كتاب من1 الباب285 ص13( الوسائل: ج?)151

Page 52: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه ثم قام عن المجلس فأمره ماض أبدا والوكالة ثابتة حتى يبلغ رواهالعزل عن الوكالــة بثقــة يبلغــه أو يشــافه بــالعزل عن الوكالة

.(1)كذا في الفقيه.(2)كما أن الشيخ روى أيضا عن محمد بن أبي عمير نحوه

ــالم(: و ــالة والسـ ــه الصـ ــه )عليـ ــام عنال يخفى أن قولـ ثم قـ من باب المصداق الغــالب، وإال القيــام عن المجلس غــيرالمجلس

الزم، إذ يمكن أن يكون مجلسا واسعا فيوكله الموكل من بعيــد مثال ثم يعزله، وفي نفس المجلس نكح أو طلق أو ما أشــبه ذلــك، فــإن المعيار كما يفهم عرفا اإلمضــاء قبــل إعالمــه بــالعزل فال خصوصـيةــا إذا ــرفي، كم ــالمعنى الع ــه إذا لم يكن مجلس ب ــا أن للمجلس، كم أخبره تلفونيا أو تلغرافيــا أو بالكتابــة أو مــا أشــبه، فــإن األمــر على

ذلك. ــالم( وصحيح علي بن سيابة، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الس عن امرأة وكلت رجال بأن يزوجها من رجل فقبل الوكالة، فأشــهدت له بذلك، فذهب الوكيل فزوجها، ثم إنهــا أنكــرت ذلــك على الوكيــلــال ــه، فق وزعمت أنها عزلته عن الوكالة فأقامت شاهدين أنها عزلت

قــال: قلت: يقولــونما يقــول من قبلكم في ذلك)عليه السالم(: ينظــر في ذلــك فــإن كــانت عزلتــه قبــل أن يــزوج فالوكالــة باطلــةــابت على مــا زوج والتزويج باطل، وإن عزلته وقد زوجها فالتزويج ثــرت الوكيل وعلى ما اتفق معها من الوكالة إذا لم يتعد شيئا مما أم

يعزلون الوكيل عن، قال: ثم قال: به واشترطت عليه في الوكالةوكالتها ولم تعلمه بالعزل . قلت: نعم يزعمــون أنهــا لــو وكلت رجال

وأشهدت في المأل وقالت في

. 2ح الوكالة كتاب من2 الباب286 ص13( الوسائل: ج?)1الحديث. ذيل الوكالة كتاب من2 الباب286 ص13( الوسائل: ج?)2

52

Page 53: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه بال أن تعلم في ــه وأبطلت وكالت ــد عزلت الخال: اشــهدوا أني ق العزل ينقضون جميع ما فعل الوكيل في النكاح خاصــة، وفي غــيرهــه ــال من ال يبطلون الوكالة إال أن يعلم الوكيل بالعزل، ويقولون: الم عوض لصــاحبه والفــرج ليس منــه عــوض إذا وقــع منــه ولــد، فقــال

سـبحان اللـه، مــا أجـور هـذا الحكم وأفسـده، إن)عليــه الســالم(: ــد، إن النكاح أحرى وأحرى أن يحتاط فيه وهو فرج، ومنه يكون الول عليا )عليه الصالة والسالم( أتته امرأة تستعديه على أخيها، فقالت: يا أمير المؤمنين إني وكلت أخي هــذا بــأن يزوجــني رجال وأشــهدت له، ثم عزلته من ســاعته تلــك، فــذهب فزوجــني ولي بينــة إني قــد عزلته قبل أن يزوجني فأقامت البينة. فقال األخ: يا أمــير المؤمــنين إنها وكلتني ولم تعلمني أنها عزلتني عن الوكالــة حــتى زوجتهــا كمــا أمرتني، فقال لها )عليه الصــالة والســالم(: مــا تقــولين، قــالت: قــد أعلمته يا أمير المؤمنين، فقال لها: ألك بينــة بــذلك، فقــالت: هــؤالءــالة شهودي يشهدون أني قد عزلته. فقال أمير المؤمنين )عليه الص

، قالوا: نشهد أنها قالت: اشهدوا أني قــدكيف تشهدونوالسالم(: عزلت أخي فالنا عن الوكالة بتزويجي فالنا، إني مالكة ألمــري قبــل

، فقالوا:أشهدتكم على ذلك بعلم منه ومحضرأن يزوجني، فقال: ، قــالوا:تشهدون أنها أعلمته بالعزل كما أعلمتــه الوكالةال، فقال: فجــاء، فقــال:أرى الوكالة ثابتة والنكاح واقعا، أين الزوجال، قال:

خذ بيدها بارك الله لك فيهافقالت: يا أمير المؤمــنين أحلفــه أني ، لم أعلمه العزل ولم يعلم بعزلي إياه قبل النكاح، قال )عليه الصالة

، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فحلف فأثبت أتحلفوالسالم(:

53

Page 54: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1 )وكالته وأجاز النكاحــال: قلت ويمكن أن يؤيد تلك الروايات بما رواه هالل الرازي، ق

بي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: رجــل وكــل رجال بطالق امرأتــه إذاأل حاضت وطهرت وخرج الرجل فبدا له فأشهد أنه قد أبطـل مـا كـان

ــه وليعلم الوكيلأمره به، وأنه قد بدا له في ذلك، قال: فليعلم أهل(2).

وال يخفى أن هذه الروايات تدل على القول المشهور بما ال تدعــه مجاال لألقوال األخر، ولذا قال في الجواهر: )وترك االستفصال في مع إطالق غيره حجة على المفصل، كما أن الجميع حجة أيضــا على ــا الفاضل الذي لم أعرف موافقا له على ذلك قبله، وال دليال معارض للنصوص المزبورة سوى األصل المقطوع بها، وسوى دعــوى وجــود

رواية بذلك لم نتحققها( انتهى. ومنه يعلم وجه النظر فيمــا اســتدل لــه مفتــاح الكرامــة بقولــه: )ولعل الوجه في قول الفاضل أنه مقتضى النظــر أن األصــل جــواز الفسخ وإال لكان الزما، وأنه يشــترط في صــحة فعــل الوكيــل رضــا الموكل، وأن التجارة البد أن تكون عن تــراض، ومن المعلــوم عــدم الرضا بعد الفسخ والعزل، وأن العزل رفــع عقــد ال يفتقــر إلى رضــا صاحبه فال يفتقر إلى علمه كالطالق والعتق، وأنــه قــد يلــزم الحــرج والضـــيق، فإنـــه قـــد تعـــرض لـــه المصـــلحة وال يتمكن من اإلعالمــك، واإلشهاد والرجعة في الطالق، فال بد وأن يكون له سبيل إلى ذل

وأنه لو أعتق العبد الذي وكله على بيعه أو عتقه النعزل.

. 2ح الوكالة كتاب من2 الباب286 ص13( الوسائل: ج?)1. 1ح الوكالة كتاب من3 الباب288 ص13( الوسائل: ج?)2

54

Page 55: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكــذا لــو باعــه، فــإذا لم يعتــبر العلم في العــزل الضــمني ففيــيخ في الخالف ــلها الش ــتي أرس ــة ال ــزل أولى، وللرواي ــريح الع صــخ على والمبسوط من أن الوكالة تنفسخ في الحال، وال يقف الفس

علم الوكيل، وقد أهمل ذكرها في الوسائل(، إلى آخر كالمه.ــات ــام الرواي ــف أم ــور ال تتمكن أن تق ــك األم ــل تل حيث إن ك

الخاصة الصحيحة الصريحة المعمول بها قديما وحديثا. والظاهر أن المراد بالعلم قيام الحجة عند الوكيل، ولو بالشهود ونحوهــا، وال خصوصــية للعلم، ألن المســتفاد عرفــا من أمثــال هــذه

األدلة كون العلم طريقيا ال موضوعيا. ولو بلغه العزل في البعض دون البعض، كان فضوليا في البعض

الذي بلغه ال فيما لم يبلغه. ثم إن البطالن فيمــا إذا بلغــه العــزل إنمــا هــو فيمــا إذا لم تكن الوكالــة الزمــة، وإال لم ينفــع وإن علم الوكيــل بــالعزل، فالروايــات

كالفتاوى إنما هي فيما كانت الوكالة جائزة ولم تكن الزمة.ــا إذا جن الموكــل كما أنه يلزم أن يكون العزل عزال صحيحا، أم فعزل أو ما أشبه ذلــك لم يــؤثر عزلــه، وإنمــا مقتضــى القاعــدة أن يعمل الوكيل بأحكام ما إذا جن الموكل أو مــا أشــبه ذلــك، فهــو من

باب السالبة بانتفاء الموضوع.ــل ــول في مث ثم إن بلغ العزل الوكيل قبل أن يتم اإليجاب والقب النكاح والبيع، أو فيما يتمــه القبض قبــل القبض، كــان كــالبلوغ قبــل

العزل لعدم التمام. والمخالف والكــافر إذا رأيــا صــحة العــزل وإن يبلغــه، كــان كمــا يريان لقاعدة اإللزام، فإن كان الموكل والوكيل منهما يكــون الحكم بالعزل، ولو كان الموكل منا والوكيل منهمـا كــان مقتضـى القاعــدة أن الوكالـة ال تنتفي بــالعزل مــا لم يبلغهمــا، ألن الشــارع حكم على الموكل بحكمه وهو أن عزلــه ال ينفــع قبــل الوصــول إلى المعــزول، وإن كان هذه المسألة بحاجة إلى التأمــل، حيث يمكن أن يقــال: إن

الحكم تابع للوكيل ألنه ملتزم بما التزم به.

55

Page 56: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكذلك فيما إذا كان الموكل منهما والوكيل منا. وهذه المسألة سيالة في كل معاملــة أحــد الطــرفين منــا وأحــد الطرفين منهما وهما يريان غير ما نرى، إذ ربما قدم الشارع حكمنا على حكمهم، كما في عدم الـزواج بـاألخت الرضـيعة فيمـا إذا كـانــا، حراما عندنا وحالال عندهم، وربما قدم الشارع حكمهم على حكمن كما إذا باع خمرا وأعطى الثمن للمسلم، أو أعطى المخــالف اإلرث لمن ال يرث كاألخ في عرض البنت، ففيمـا إذا لم يعلم أنــه من هــذا القبيل أو من ذلك القبيل يشكل األمــر، وإن كــان مقتضــى القاعــدة أنــه يحكم باألحكــام الواقعيــة الــتي هي عنــدنا، مــالم يعلم بــإخراج قاعدة اإللزام للصغرى عن كبرى وجوب العمل باألحكــام الواقعيــة،

كما ألمعنا إلى ذلك في بعض مباحث )الفقه(. ثم إذا لم يعلم هل أنه عمل العمــل بعــد إبالغــه أو قبــل إبالغــه،ــوم ــاريخ، أو معل ــولي الت ــه من مســألة مجه ــدة أن ــى القاع فمقتض أحدهما، وال يمكن أن يتمسك بأصل الصحة في صحة عمله مطلقا،

إذ قد يكون كال العمل بالوكالة والفضولية صحيحا. نعم فيما إذا لم يكن الفضــولي صــحيحا كــان مقتضــى القاعــدة التمسك بأصل الصحة، فيما لم يكن مقتضــى دليــل آخــر الصــحة أو

الفساد بما يحكم على أصل الصحة. بل ربما يقال بلزوم التمسك بأصل الصحة مطلقا حتى فيمــا إذا

أنه(1)ضع أمر أخيك على أحسنهكان الفضولي صحيحا، ألن معنى حسب مقتضى القواعد األولية، ال مثل الفضــولي الــذي هــو حســبــة، فــإذا دار األمــر في عمــل إنســان بين أن يكــون القواعــد الثانوي

صحيحا بدون فضولي أو صحيحا بفضولي كان

. 3ح العشرة أحكام من161 الباب614 ص8( الوسائل: ج?)156

Page 57: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

مقتضى أصل الصحة أن ال يكون فضوليا، كما أنه إذا دار بين أن يكون فضوليا صحيحا أو باطال بحيث ال مســاغ للفضــولية فيــه، كــان

مقتضى القاعدة الحمل على الفضولية الصحيحة. ثم ال فرق في األحكام المذكورة بين أن يكون الوكيل وكيال عنــه، الولي بالمعنى األعم، مثل الحاكم الشرعي والمنصــوبين من قبل أو كان عمن يملك األمر أوال وبالذات، كاإلنسان يوكل في بيع داره،ــبه، أو نحوهما كوكالة الوصي والولي والقيم ومتولي الوقف وما أش

وذلك لعموم األدلة فيها. ولو قال الموكل إلنسان: أبلغ الوكيل بالعزل، فلم يبلغــه وعمــل الوكيل بمقتضى الوكالة نفذ، إذ المعيار في البلوغ وعــدم البلــوغ، ال

بأن يقول الموكل: أبلغه أو ال تبلغه. أما إذا سبب عدم البلوغ الضرر للموكل فهل يضــمن الواســطة

أم ال، احتماالن على ما تقدم تفصيل الكالم فيه. ولو بلغ الوكيل عزل الموكل لــه، لكنــه عمــل بمقتضــى الوكالــة بدون اعتناء بالعزل، ثم ظهر االشتباه، وأن الموكل لم يعزله نفذ ما

عمل، إذا األمر دائر مدار الواقع ال مدار الظن ونحوه. ومنه يعلم أنه لو وكل انسانا، لكن ذلك اإلنسان نسـي التوكيــل، وإنمــا عمــل في طالق أو نكــاح أو بيــع أو هبــة أو مــا أشــبه بعنــوان الغصب أو بعنوان الفضولية، فإنــه يقــع واقعــا، وليس بمغصــوب وال

بفضولي، لما عرفت من أن األمر دائر مدار الواقع. كمــا أنــه لــو زعم أنــه وكلــه ولم يكن وكيال، ونفــذ األمــور كــان

فضوليا فيما يقبل الفضولية. ولو علم أحد الوكيلين أنه معزول، لكنه لم يشخص أن أيهما هوــا ــا، أم المعزول، فإذا بقي اإلذن فال شك في جواز تصرف كل منهم إذا لم يبق اإلذن أيضا، فهــل يستصــحب كــل واحــد منهمــا كواجــدي

المني، ال يبعد ذلك.

57

Page 58: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

نعم في الواقع المعزول ال ينفذ ما نفذه، وغير المعزول ينفذ ماــوغ ال يعــد نفذه، اللهم إال أن يقال: إن البلوغ اإلجمالي مثل هذا البل بلوغا، ولو من جهة انصراف دليل البلوغ عن مثله، والمسألة بحاجة

إلى التأمل. ولو علم الوكيل الذي له موكالن أن أحد موكيله عزله، فإن كان إذن جاز له التصرف في أمر كليهما، وإن لم يكن إذن كان مقتضــى القاعدة عدم جواز التصرف في مــال كــل واحــد منهمــا، للعلم بــأن

أحد المالين التصرف فيه محرم. أما في مثل النكاح والطالق والــبيع ومــا أشــبه فيجــوز، حيث إن

الموكل الذي عزله يكون عمل الوكيل بالنسبة إليه فضوليا. ولــو وكلــه الموكــل في أمــرين كــداره وبســتانه، ثم عزلــه من أحدهما، يكون الكالم فيه كالسابق بأنــه إن علم اإلذن فهــو، وإن لم يعلم فإن كان ماال ونحوه لم يجــز التصــرف، وإن كــان بيعــا ونحــوه

جاز ويكون فضوليا بالنسبة إلى المعزول فيه. ــك ــه ذل ــزول، فظن مزاحــه، أو كتب إلي ــه: أنت مع ــال ل ــو ق ول

فالظاهر أنه ليس بلوغا، ألن البلوغ منصرف عن مثل ذلك.ــل آخــر ال هــو، أو أن ــو بلغــه العــزل فظن أن المعــزول وكي ول

العازل موكل غيره ال موكله، لم يكن بلوغا أيضا لما ذكر. ثم الظاهر أن العزل ال يحتاج إلى اللفــظ، بــل يتحقــق باإلشــارة والكتابة ونحوهما من كل مظهر يظهر العزل، ألن العــزل الــذي هــو

مناط األدلة في العرف أعم من اللفظ. ومما تقدم ظهر وجه قول الشرائع: )ولــو تصــرف الوكيــل قبــل اإلعالم مضـــى تصـــرفه على الموكـــل، فلـــو وكلـــه على اســـتيفاء القصاص ثم عزله فاقتص قبل العلم بالعزل وقع القصاص موقعه(، وفي الجواهر قال: )فضال عن غــيره ممــا هــو أســهل منــه، والمــراد بــالعلم في المتن وغــيره مــا يشــمل شــهادة الشــاهدين، بــل وخــبر

العدل

58

Page 59: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كمــا ســمعته في صــحيح هشــام، لكن ســتعرف الكالم فيــه فيانتهى. الفصل الخامس عند البحث عن ثبوت الوكالة(

ــأتي الكالم في خــبر وقــد تقــدم الكالم في كال األمــرين، كمــا يالعدل والثقة في الموضع الذي يذكره الشرائع بإذن الله تعالى.

ــذكور، ــة في الحكم الم ــد الوكال ثم الظــاهر أن اإلذن ليس كعقــل ــال: )وه ــل، ق ــأذون كالوكي ــون الم ــواهر حيث رجح ك ــا للج خالف المأذون بال عقد وكالته كذلك بالنسبة إلى الحكم المزبــور، وجهــان، من كون الحكم مخالفا للقاعدة فيقتصر على مــا تضــمنه النصــوص من الوكيل فيبقى غيره على مقتضاها، ومن كونه وكيال في المعنى، واحتمال إرادة التفويض من الوكالة في النصوص السابقة، ولعله ال

انتهى. يخلو من قوة( إذ لما كان الحكم مخالفا للقاعدة، واإلذن غــير الوكالــة على مــا عرفت، فالتساوي بينهما يحتــاج إلى منــاط مقطــوع بــه وهــو محــل

نظر. ثم الظاهر أنــه إذا بلغــه الخــبر في أثنــاء العمــل بحيث ال يمكنــه الكــف، كــان في حكم عــدم البلــوغ، كمــا إذا وكلــه األب في إجــراء عملية جراحية على ولده، فشــرع في فتح البطن وفي األثنــاء بلغــه االنعزال، فإنه كما إذا بلغه بعد تمام العملية، ألنه ال يمكن الكف عن إتمام العمليــة في األثنــاء، وإن كــان يمكن أن يقــال: إن االضــطرار

شيء وبقاء الوكالة شيء آخر، فتأمل. ــاج ولو بلغه االنعزال وهو في أثناء العمل، لكن إتمام العمل يحت إلى مال، كما إذا أمــره بالسـفر إلى النجــف من كــربالء، وفي أثنــاء الطريــق بلغــه العــزل، فــإن أجــرة بقيــة الطريــق ومــا أشــبه على

الموكل، ألنه انطلق عن أمره بما ال يمكن البقاء

59

Page 60: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في أثناء الطريق عرفا أو ما أشبه ذلــك، فــاألجرة ونحوهــا علىاآلمر، كما سبق شبه هذه المسألة، وتفصيل الدليل فيها.

ــاء على أن حكم ــ ــد من الفقه ــ ــير واح ــ ــاهر كالم غ ــ ثم إن الظ الشاهدين العادلين حكم العلم، لتنزيل الشارع إياه منزلــة العلم في

متواتر الروايات، كما سبق اإللماع إلى ذلك.ــامع ــد وج ــر والقواع ــع والتحري ــدة مواض ــذكرة في ع وعن الت

المقاصد التصريح بأنه ال يثبت العزل بخبر واحد. فــإن ظــاهر مثــل هــذه العبــارة أن خــبر العــدلين ليس كــالخبر الواحد، بل هو صريح المسالك حيث قــال: )ال ينعــزل على مقتضــىــه ــد قول ــبر بمن يفي ــه الخ ــه أو بلوغ ظــاهر كالمهم إال بمشــافهته ب التواتر، والظاهر أنهم ال يريدون هذه المعنى قطعا، لما قد علم من مستند الحكم خصوصا أخبار الشاهدين، فإنه حجة شرعية فيمــا هــو

انتهى. أقوى من ذلك( وكالم غيره من الفقهاء محمول على مثــل ذلــك، ومنــه يعلم أن إنكــار مفتــاح الكرامــة الثبــوت بالعــدلين محــل إشــكال، قــال: )إن مقتضــى صــحيحة معاويــة بن وهب، وخــبري العالء بن ســيابة وأبي هالل، حيث قيد فيها االنعزال بعلمه عدم انعزالــه بــالظن، وإن كــان من عدل أو عــدلين، وهــو قضــية كالم النهايــة والخالف والمبســوط وفقه الراوندي والغنية وجــامع الشــرائع والشــرائع والنــافع وكشــف الرمــوز والتحريــر واإلرشــاد والكتــاب واإليضــاح واللمعــة والمهــذب والمقتصر والتنقيح وغيرها، حيث قيد االنعزال فيها بعلمــه كاألخبــار،

وظاهر الغنية وغيرها اإلجماع عليه(.ــاوى ــمعته من الفت ــا س ــه م ــع قطع ــه: يرف ــالك بقول ورد المس

واإلجماعات. وأنت خبير بأن كالم المسالك هو مقتضى القاعدة، وأن الفتاوىــدا منهم واإلجماعات التي ذكرها ال داللة فيها على ما ذكره، فإن أح

لم يصرح بما قاله.

60

Page 61: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وقوله: )هو قضـية كالمهم( غـير ظـاهر، بـل قضـية كالمهم كمــا عرفت الثبوت بالشاهدين العادلين، والعلم إنمــا هــو طــريقي وليســه موضــوعيا، وإال فقــد كــثر لفــظ العلم في كلمــاتهم )صــلوات اللــك عليهم( في مختلف األبواب، والمشهور أنهم اتخــذوا العلم في تل

األبواب طريقيا وأقاموا الشاهدين مقامه. وسيأتي عند تعرض الشرائع في الفصــل الخــامس تتمــة الكالم

في الثبوت بخبر الثقة وعدم الثبوت.

61

Page 62: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــالموت(:4)مســألة ــة ب ــل الوكال ــرائع: )وتبط ــال في الش قوالجنون واإلغماء من كل واحد منهما(.

ــد وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: )وتبطل بموت كل واحمنهما(: قد طفحت بهذا عباراتهم من دون خالف حتى من العامة.

وفي المبسوط: إنه ال خالف فيه، وظاهره نفيه بين المسلمين. وفي مجمع البرهان: إنه يفهم من التــذكرة اإلجمــاع على ذلــك.

وقال في موضع آخر: كأنه ال خالف في ذلك. وفي الغنية: إنها تبطل بموت الموكــل بال خالف، وظــاهره نفيــه بين المسلمين، وقضية ذلك أنه لو تصرف بعــد مــوت الموكــل قبــل

أن يبلغه خبره وقع باطال موقوفا على إجازة الورثة. وفي مجمع البرهان: كأنــه ال خالف في ذلــك، قلت: ويظهــر من

التذكرة في مسألة العزل اإلجماع على ذلك. ــه إذن واإلذن ينتفي أقول: وقد استدلوا على ذلك باإلجماع، وبأن

بانتفاء اآلذن أو المأذون. وبالمروي عن أبي عبد الله )عليــه الصــالة والسـالم(، في رجــل أرسل يخطب له امرأة وهو غائب فأنكحوا الغائب وفرض الصــداق،

إن كــان أملــكثم جاء خبره أنه توفي بعد ما سيق الصداق، فقال: بعد ما توفي فليس لها صداق وال مــيراث، وإن كــان أملــك قبــل أن

.(1)يتوفى فلها نصف الصداق، وهي وارثة وعليها العدة لكن في الحــدائق: )عنــدي في بطالن الوكالــة بــالموت توقــف(

انتهى، وإن كانت مخالفة المشهور مشكلة جدا.

. 2ح المحرم النكاح أبواب من28 الباب230 ص14( الوسائل: ج?)162

Page 63: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم إن المسالك قال: )وال تبطل األمانة ببطالن الوكالة هنا، فلــو تلفت العين الموكل فيها في يده بغير تفريــط لم يضــمن، وكــذا لــو كـان وكيال في قبض حــق قبضـه بعــد مــوت الموكـل قبـل العلم بــه وتلف في يــده بغــير تفريــط، لكن يجب عليــه المبــادرة إلى إيصــال

العين إلى الوارث، فإن أخر ضمن كالوديعة(. ــده وقال في الجواهر: )وهو كذلك لصيرورة المــال حينئــذ في ي أمانــة شــرعية وحكمهــا كــذلك، إال أنــه البــد من التأمــل في قولــه: )وكذا( ضرورة أنه مــع فــرض إرادتــه مــا يشــمل الــدين ونحــوه قــد يشكل بأن المال المقبوض هو ملك الــدافع، الكتشــاف عــدم وكالــة القابض، وحينئذ عدم ضمانه لصاحبه مع أنه قد دفع على وجه خاص وهو كونه وفاء مشكل، وإال القتضى عدم ضــمان المقبــوض بعنــوان الشراء، مثال للموكل الذي قد تبين موتــه قبــل الشــراء، وغــير ذلــك

انتهى. من األمثلة التي يصعب على الفقيه التزامها( لكن يمكن أن يقال: بأن مراد المسالك في قبض الحق العين ال

مثل الدين حتى يرد عليه إشكال الجواهر. ثم إن المبادرة إلى إيصال العين إلى الوارث يراد بهــا األعم من المبادرة العرفية، ألنــه قــد ال يمكن المبــادرة العرفيــة بســبب عــدم تعين الوارث أو نزاع أو ما أشبه، وحينئــذ فهــل لــه أن يبقي الشــيء في يده، أو الالزم إعطاؤه للحاكم الشرعي باعتبار أنه ولي القاصــر والممتنع وما أشبه، احتماالن، مقتضــى القاعــدة الثــاني، وإن كــانت السيرة عند المتشرعة على األول، لكن لم يعلم أن السيرة متصــلة بزمانهم )عليهم الصالة والســالم(، فــالالزم العمــل حســب مقتضــى

القاعدة. ثم إن اإليصال إلى الوارث إنما هو فيما إذا لم يكن على الميت حق، والوارث ال يؤدي ذلك الحق إذا وصل المــال إليــه، وإال فيكــون

الحال كما ذكروه

63

Page 64: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة ال ــا وأن الورث ــان يعلم أن على الميت حج ــودعي إذا ك في اليحجون عنه، وقد ذكروا أنه يحج به عنه.

ثم الظاهر أنه إذا لم يتمكن من التخلص من مال الميت، يكــون حاله حال ما إذا أعلم بالعزل ولم يتمكن من التخلص عنه لمــوازين عقلية، كما إذا كــان في الصــحراء بدابــة الموكــل أو بســيارته أو مــا أشبه، حيث إن التخلص منهما يوجب العطب لهما أو له، أو منع عن ذلك ظالم، كما إذا كانت الحكومة ال تقبل بــالتخلي حســب قوانينهــا الجائرة، لكن مقتضى القاعــدة إذن الحــاكم الشــرعي إذا تمكن من اإلذن، وإال فهل يتصدى هو بدون إذن عدول المؤمنين، أو يحتاج إلى

ــالم(: إنإذن عدول المؤمنين، احتماالن، وقوله )عليه الصالة والس ، يعطي عــدم االحتيــاج إلىكان مثلك ومثــل عبــد الحميــد فال بــأس

إذن عدول المؤمنين. ــل ومنه يعلم حال ما إذا كان دينا للموكل ومات الموكل، والوكي إذا لم يقبض الدين فات األمر على الورثــة، أو الحــاكم الجــائر يمنــع من إقباض الورثة وإنما يجوز إقباض الوكيل، فإن الوكيل يتمكن منــو ــال: ل األخذ بإذن الحاكم الشرعي، ولعل صاحب المسالك حيث ق كــان وكيال في قبض حــق الحــظ الحــق بمــا هــو حــق من غــير خصوصيات في الخارج، فال إطالق لكالمــه حــتى يــرد عليــه إشــكال

الجواهر المتقدم. وإن كانت الكفاية غيرت عبارة الشرائع بقوله: )وكــذا لــو وكلــهــواهر: على قبض عين(، وكأنه تخلصا من ذلك اإلشكال قال في الج )نعم قــد يقــال: إن مرجــع ضــمان الوكيــل على الموكــل، وإن بــان بطالن وكالته، ولتحقيق ذلك محل آخــر، وإن كــان الــذي يقــوى اآلن

عدمه، لألصل السالم عما يقتضي الضمان من التسبيب وغيره(.لكن مقتضى القاعدة الضمان، فإنه وإن كان

64

Page 65: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ربما يؤيد كالم الجواهر بكون ضمان الوكيــل على الموكــل إنمــا يصح إذا كان وكيال في الضمان أيضا، ألن الضمان مما يقبل الوكالــة إلطالق أدلتها بعد عرفيـة ضـمان الـوكالء عن مـوكلهم، لكن ذلـك ال يثبت أنــه لــو بطلت الوكالــة قبــل الضــمان ضــمن الموكــل بضــمان

الوكيل. إال أن الظاهر أن هذا غير تــام، إذ الوكيــل لمــا دخــل على عــدم ضمانه والموكل قبل ذلك وإن بطلت الوكالــة، كـان الموكـل ضـامنا وإن تبين بطالن الوكالة قبل الضمان، ألنــه مثــل أن يقــال لــه: ألــق متاعك في البحر وعلي ضمانه، أو مثل أن يقــول لــه: اضــمن وعلي

ضمانه، فالضمان غير بعيد. وكذلك إذا قــال: اســتعر وعلي ضــمانه، أو اقبــل الوديعــة وعلي ضمانه، أو ما أشبه ذلــك، فيمــا كـان فيهمــا ضــمان بشــرط ونحــوه،ــه فكل حق يثبت على المأمور بسبب أمر اآلمر يكون على اآلمر ألن

هو الذي أمر. هذا في الماليات، أما في الــدماء فلــه تفصــيل آخــر مــذكور في بحث المباشر والسبب، فإذا قال: اقتله لم يكن اآلمــر ـــ إذا لم يكن مكرها ونحوه مما يكون السبب أقوى من المباشر ـــ ضــامنا للديــة، أو للقتل بأن يقتل بــدل المقتــول الــذي قتلــه المــأمور، وقــد فصــلنا

الكالم في ذلك في كتاب القصاص. ومما ذكر علم وجه النظر في تفصيل الجواهر بعد ذلــك بقولــه: )لكن قد يقال: إن القبض ال على جهة الضمان ال ينافي ثبوتــه عليــه

، ودعــوى أنــه أمانــة شــرعيةعلى اليدبعد حصول مسببه الذي هو على وجه ال يترتب عليه ضمان بعد أن كان القبض باختياره واضــحة المنع، وإن كان زعم أنه وكيل، إذ ذلك ال ينــافي الضــمان الــذي هــو حكم وضعي يترتب على المعــذور لجهــل أو استصـحاب أو غيرهمـا، فال يبعد الضمان حينئذ أيضـا في العين المزبــورة، نعم ال يبعـد عــدم

الضمان فيما كان في يده مما كان ابتداء قبضه بغير ضمان،

65

Page 66: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

،(1)على اليدفإن االستدامة ال تندرج في قوله )عليه الســالم(: فيبقى أصل براءة الذمة بحاله. وكذا لو فســخ المــودع الوديعــة مثال مع عدم علم الودعي بذلك، فإنه ال ضمان عليه لــو تلــف بعــد ذلــك، وإن فسخ عقد الوديعة، ضرورة أن ذلك ونحوه من األمانة الشرعية مثل الثوب الذي أطارته حتى صار في يد اإلنسان قهرا. وهذا القدر المســلم من األمانــة الشــرعية الــتي ال ضــمان فيهــا، العتبــار عــدم حضور سبب فيها يقتضي الضـمان على وجـه يقطـع أصـل الـبراءة، ولعل هذا هو التحقيــق في المسـألة ونظائرهـا كالمضــاربة وغيرهـا، وإن كان تقدم لنا بعض الكالم في كتاب اإلجــارة. وكيــف كــان، فلمــل في ــذكورة إال الفاضـ ــارة المـ ــه على العبـ ــثر على من وافقـ أعـ

انتهى. الرياض، ويمكن أن يريد منهما معنى آخر( إذ قد عــرفت عــدم الفــرق بين أن يكــون االستصــحاب يقتضــي عدم الضمان، وبين أن كان في يده ابتداء بقبض ليس فيــه ضــمان،ــره المســالك، ــا ذك ــا كم ــدم الضــمان مطلق ــدة ع فمقتضــى القاع والشخص وإن مات قبل ذلك مما بطلت الوكالة بســببه إال أنــه لمــا أذهب احترام ماله قبل أن يموت فمالــه غــير محــترم، وانتقالــه إلى الورثة انتقال مال غير محترم من هــذه الجهــة، إذ كمــا لإلنســان أن يهب ماله قبل موته مما ال يتمكن الورثة من اســترجاعه، كــذلك لــه أن يذهب باحترام ماله قبل موته، وإن كان عين المــال موجــودا، إذ

ال تالزم بين ذهاب االحترام وذهاب العين

. 12ح الوديعة أبواب من1 الباب504 ص2( المستدرك: ج?)166

Page 67: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فهو مثل ما إذا وقفه مثال أو آجــره أو جعــل انتفــاع الطــرف بــه بدون انتقال العين إليـه في ضـمن عقـد أو مــا أشـبه، فالحاجـة إلى القول بعدم الضمان بأنه أمانة شرعية، فإنه لــو لم نقــل بأنــه أمانــة

شرعية أيضا يكون الظاهر عدم الضمان. نعم لو كان الموكل غير بالغ أو غير عاقــل أو مــا أشــبه من أول األمر ضمن الوكيل، ألنه تبين بطالن الوكالة من جهة عــدم صــالحيةــه ــذهب احــترام مال ــاك إنســان ي طرفــه من إعطائهــا، فلم يكن هن يعترف الشارع بأنه له هذا الحق، إذ ال حق للصبى والمجنون بذهاب احترام ماله فيكون الوكيــل هنــا، كمــا إذا زعم بأنــه وكيــل فالن ولم يكن، بأن كان الموكل وكل زيد بن عمــرو فــزعم زيــد بن خالــد أنــه وكيل، حيث إن التلف يوجب الضمان، سواء قبل موته أو بعد موته،

ــدليل ــزعم ال يتمكن أن يقــف دونعلى اليدل ونحــوه، ومجــرد الذلك.

67

Page 68: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )وتبطل بالمجنون واإلغماء من(:5)مسألة كل واحد منهما(.

وفي الجواهر: )بال خالف أجده فيه(، وفي مفتــاح الكرامــة عنــد قول العالمة: تبطل بموت كل منهما أو جنونه أو اغمائه: )كذا أطلق

في المبسوط والشرائع والنافع والتحرير(. وفي المسالك: أن بطالنها بالجنون واإلغماء محل وفاق.

وفي الكفاية: نسبته إلى األصحاب. وفي مجمـــع البرهـــان: إنـــه يفهم من التـــذكرة اإلجمـــاع على

البطالن بعروضهما وبالحجر ونحوه. لكن نص في جامع الشــرائع على أنهــا ال تبطــل بإغمــاء ســاعة،

وعلى أنها ال تبطل إال بالجنون المطلق، فهو مخالف فيهما.ــه لــو ويظهــر من التــذكرة في مســألة العــزل اإلجمــاع على أن تصرف بعد جنون الموكــل ولمــا يبلغــه الخــبر وقــع بــاطال، واســتدل بعضهم لذلك بــدعوى أن البطالن من أحكــام العقــد الجــائز، ودفعــه الجــواهر بــأنهم ال يقولــون بــه في مثــل الهبــة والــرهن من طــرف المرتهن، ثم قال: بل لو ال اإلجماع المزبــور أمكن دعــوى قيــام إذن الولى للموكــل مقــام إذنــه في بقــاء عقــد الوكالــة، وأن أقصــى مــا يقتضــيه عروضــهما للوكيــل عــدم تصــرفه حالهمــا ال انفســاخ عقــد

وكالتهما. أقول: العرف يرون أن اإلغماء مثل النــوم، ولــذا األدلــة شــاملة لإلغماء، خصوصا بعد تعارف اإلغماء من الزمــان القــديم، كمــا يــدل على ذلك الروايات الواردة في باب الصــالة بالنســبة إلى من أغمي عليــه، ومــع ذلـك فالروايـات لم ينبــه على إبطالـه الوكالـة، كمـا أن اإلغمـاء ال يبطـل أي عقـد آخــر من نكـاح أو مضـاربة أو مزارعـة أو مساقاة أو نحو ذلك، فلماذا يبطــل الوكالــة، واالســتناد إلى اإلجمــاع

غير ظاهر الوجه. أما صغرى، فألنك قد عرفت أن مفتــاح الكرامــة على تتبعــه لم

يذكر إال عدة

68

Page 69: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قليلة ممن ذكروا المسألة، باإلضافة إلى منع الكــبرى، فإنــه منمحتمل االستناد، الستناد جملة منهم إلى ما تقدم عن الجواهر.

وكذلك حــال الجنــون المــوقت، فــإن المجنــون موقتــا والمغمىــال، ال ألن ــك الح ــرفهما في ذل ــح تص ــا وكيلين لم يص ــه إذا كان علي الوكالة تبطل بل لكونهما كالصــبي، وكــذلك إذا فقــد الموكــل عقلــه بإغماء أو جنون، فإنــه ال يبطــل ذلــك وكالتــه، فــإذا أفــاق كــان على

وكالته السابقة بدون حاجة إلى تجديد وكالته. ومنه يعلم وجه النظر في قول الجواهر تبعا للمسالك: )ال فــرقــون ــاق الجن ــدنا بين طــول زمــان اإلغمــاء وقصــره، وال بين إطب عن وأدواره، وال بين علم الوكيل بعروض المبطل وعدمــه(، إذ مقتضــى القاعدة الفرق، فالجنون اإلطباقي واإلغمــاء الــدائم يبطالن الوكالــة من جهــة أن الموكــل ال يتمكن من التصــرف، فــإذا لم يتمكن منــه التصرف لم يكن له أن يعطي لآلخر صالحية التصرف، فيكون حال

حال الطفل والمفلس في األمور المالية. قال في المسالك: )ويجيء على احتمال جــواز تصـرفه مــع ردهــد زوال ــا بع ومع بطالن الوكالة بتعليقها على شرط جواز تصرفه هن

انتهى، وهو كما ذكره. المانع باإلذن العام( فقول الجواهر: )وقد يفرق بين المقام وبينهما بأن المبطل هنــا راجع إلى اإلذن نفسها، ال إلى خصوص عقد الوكالــة، وإنمــا حاصــله

انتهى، غــير ظــاهر الوجــه، إذ خروج المأذون عن قابلية إذن النيابة( أي فرق بين المقامين، فإن اإلذن العــام بــاق على فــرض االرتكــاز،ومع وجود اإلذن العام فلماذا خرج المأذون عن قابلية إذن النيابة.

وكيف كان، فعلى مــا ذكرنــاه من أنـه ال يبطـل باإلغمــاء، يظهــروجه النظر فيما

69

Page 70: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــريت عليهم ــا أج ــرين من أنهم لم ــاء المعاص ــه بعض الفقه فعل العلمية الجراحيــة الــتي أغمي عليهم فيهــا بعــد االنتهــاء من اإلغمــاء جددوا جميع وكاالتهم لــوكالئهم مــع الكتابــة إلى الــوكالء بــأن يقبلــوا الوكالة باعتبــار أن الوكالــة عقــد، ولهــا آثارهــا الــتي ليس في اإلذن

واإلباحة وما أشبه.ــة ــراء العملي ــاء اآلخــرين في وقت إج ــا أن بعضــا من الفقه كم عليهم لم يستعدوا ألن يغمى عليهم فأجروا العملية بكــل آالمهــا في حالة وعيهم حذرا من بطالن الوكــاالت، ولعلــه الحــظ بــأن في هــذه الفترة من اإلغماء حيث ال وكالة وال إذن يجري جماعــة من وكالئهم معـــامالت تتوقـــف على إذن الحـــاكم الشـــرعي، فحيث ال إذن من

الحاكم الشرعي تبطل تلك المعامالت.ــاكم ــازه الح ــولية إذا أج ــار الفض ــح باعتب ــا وإن ص ــم منه وقســا الفضــولية، ــا ال يصــح فيه ــك، إال أن قســما منه ــد ذل الشــرعي بعــراء ال كالطالق واإلبراء وما أشبه على ما ذكروا من أن الطالق واإلب يدخل فيهما الفضولية، وإن أشكلنا نحن في اإلبراء، فإن الظاهر أنــيره، نعم الطالق اإلبراء يدخل فيه الفضولية للعرفية والشارع لم يغ من جهــة أنــه فــرج ولم يــذكر أحــد بــدخول الفضــولية فيــه، تكــون

القاعدة عدم دخول الفضولية فيه. قال في الشرائع: )وتبطل وكالــة الوكيــل بــالحجر على الموكــل

فيما يمنع الحجر من التصرف فيه(. ــد قــول العالمــة: )والحجــر على ــاح الكرامــة عن وقــال في مفت الموكــل لســفه أو فلس(: كمــا في المبســوط والشــرائع والتــذكرة

والتحرير وغيرها. وفي مجمع البرهان أنــه يفهم من التـذكرة اإلجمـاع عليـه، وفي المبسوط والتذكرة والتحرير أنه لو وكل أحدهما فيمــا لــه التصــرف

فيه كالطالق والخلع واستيفاء القصاص صح. أقول: قد استدلوا لذلك بأن الوكيل فرع الموكــل، فــإذا لم يكن

للموكل

70

Page 71: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

شيء لم يكن للوكيل ذلك الشيء. وال يخفى ما في هذا الدليل، ألن الموكل إنما منع عن التصــرف للحجــر عليــه لســفه مثال، والوكيــل ليس بســفيه، فلمــاذا يمنــع من

التصرف، نعم إذا كان الحجر لفلس كان مقتضى القاعدة المنع. ففي الســفه يكــون حــال الوكيــل على مــا ذكرنــاه حــال الــولي

بالنسبة إلى السفيه، وأي فرق بينهما.ــه: )إن اإلنصــاف إن لم هذا باإلضافة إلى ما ذكره الجواهر بقول يكن إجماع، عدم اقتضاء ذلك بطالن الوكالة، بل أقصاه عــدم نفــوذ التصــرف منــه، ولــو فــرض اتفــاق زوال الحجــر لم يحتج إلى إعــادة

.(1)الوكالة حينئذ(فهاء أمــوالكمويؤيد ما ذكرناه أن قوله تعالى: (2)وال تؤتوا الســ

يفهم منه أنه من حيث السفه، وأنه ليس له ملكة التصرف الصحيح في المال، فإذا كان الوكيل له ملكة التصرف الصحيح لم يكن وجــه للبطالن، هذا مع أن مقتضى القاعدة مــا ذكــره الجــواهر أيضــا، وإن

كانت المسألة بعد بحاجة إلى التتبع والتأمل. ثم الوكيــل إذا صــار سـفيها منــع عن التصــرف أيضــا، ومقتضــى القاعدة بقــاء وكالتــه على مــا عــرفت، أمــا إذا صــار محجــورا عليــهــه في ــر علي ــه، إذ الحج ــاء وكالت لفلســه فال ينبغي اإلشــكال في بق

أمواله ال يدل على الحجر عليه في أموال الموكل. نعم إذا حجر الحاكم على الوكيل مطلقا بأن منعه عن التصــرف في أمواله وأموال الموكــل، فيمــا إذا رأى في ذلــك مصــلحة، حجــر

عليه أيضا لحكم ثانوي ال للحكم األولي. قال في الجواهر: )وفي حكم الحجــر طــرو الــرق على الموكــل بأن كان كافرا فاسترق، ولو كان هو الوكيل صار بمنزلة توكيل عبــد

انتهى. الغير(

العقد. في األول الفصل ،363 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1. 5 النساء: اآلية ( سورة?)2

71

Page 72: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وهو على ما ذكره، وسيأتي بعض الكالم فيه. ثم قال الشرائع: )وال تبطل الوكالة بالنوم وإن تطاول(.

أقول: قد صرح بذلك كل من وجدته من الفقهــاء، بــل ينبغي أنــرى ــاموا ال ي ــالوكالء إذا ن ــوكلين ك ــون من الضــروريات، ألن الم يكــدم، ــا تق ــرف على م ــرر الع ــارع ق ــالتهم، والش ــرف بطالن وك العــه في ــه ال يبطــل وإن تطــاول، كمــا صــرح ب ومقتضــى القاعــدة أن الشرائع وجملة من الفقهاء، إذ ال وجه للبطالن، بل مقتضى القاعدة

البقاء. فقــول الجــواهر: )مــا لم يصــل إلى حــد اإلغمــاء أو يخــرج عن المتعارف بأن ال يستيقظ إذا أوقــظ لعــارض من العــوارض، ألصــالة الصحة ومعلومية عدم معاملة الشارع النوم معاملة الجنـون ونحـوه

انتهى. في المقام وغيره( غير ظاهر الوجه في االستثناء الثــاني، فإنــه حــتى لــو خــرج عن المتعارف ال وجه لبطالن الوكالة، واحتمال أنــه شــبيه باإلغمــاء وفي

االغماء يبطل فهنا كذلك أيضا منظور فيه مقيسا عليه وقياسا. ثم إن قيل بأنه يضــر النــوم المتطــاول يلــزم أن يقــال فيــه بمــا تقدم في اإلغماء من أن مقتضــى القاعــدة عــدم صــحة التصــرف ال

البطالن، فبعد النوم ترجع الوكالة، لكنهم ال يقولون بذلك. قــال في مفتــاح الكرامــة: )وال ريب في بطالنهــا بــالردة عن فطرة، كما صرح به في جامع الشرائع، وقــال الشــيخ والقاضــي: ال

تبطل بردة الوكيل والموكل(. أقول: أما الوكيل فمقتضى القاعدة عــدم بطالن وكالتــه بســبب الردة حتى إذا كان مرتدا فطريـا، ألن المرتـد الفطـري إنمـا يقسـم ماله، أما مال غيره الذي هو وكيل فيه فال وجه لبطالن وكالتــه فيــه، أو منعه عن التصرف في ماله، واحتمال المناط غير ظاهر، فال يرى

العرف جامعا بين التصرف في مال نفسه وفي مال

72

Page 73: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــع عن ــال نفســه من ــع عن التصــرف في م ــتى إذا من ــيره، ح غــير ــة غ ــانت الوكال ــق أولى إذا ك ــيره، وبطري ــال غ ــرف في م التص مرتبطــة بالمــال كالوكالــة في النكــاح والطالق وإجــراء العقــد ومــا

أشبه. وأمــا بالنســبة إلى الموكــل فيمــا إذا ارتــد، فإنــه تقســم أموالــه الحاضرة، أما أنه ال يملــك شــيئا جديــدا فقــد بحثنــا فيــه في مســألةــل في شــيء غــير مــالي لــه االرتداد، كما أنه إذا كان الموكل قد وك حق فيه حتى بعد ارتداده مما ال ينتقل إلى الورثة ـ كحــق القصــاص

ونحوه حيث ينتقل إلى الورثة ـ كان مقتضى القاعدة بقاء الوكالة. مضافا إلى أن المرتد الملي إذا تاب ملك، بــل ذكرنــا في كتــابــد الفطــري أيضــا، وإن فصــل ــذلك في المرت الحــدود: أن الحكم ك

المشهور بين المرتدين. قــال في مفتــاح الكرامــة: )وقــد صــرح في التــذكرة والتحريــر والكتاب فيما يأتي والمسالك والروضة وجامع المقاصد أنها ال تبطلــتيم ــل ولي الي ــة، كوكي ــل العدال بالســكر، إال أن يشــترط في الوكي

ووكيل ولي الوقف(. أقول: أمــا عــدم بطالنهــا بالســكر ســواء في جــانب الموكــل أو الوكيل فإنه مقتضى القاعدة، إذ ال دليل على البطالن بـه، والتنظـير

باإلغماء قد عرفت سابقا ما في المقيس عليه وفي القياس. وفي الجواهر: )قــد يمنــع اعتبــار العدالــة في ذلــك ونحــوه ممــا ذكروه من األمثلة مع فرض اقتضاء المصــلحة وكالــة الفاســق، ولــو سلم فقد يمنع اعتبارهــا في صــحة عقــد الوكالــة على وجــه لم تعــد بعودها، بل ال بد من استيناف وكالــة جديــدة، إذ من المحتمــل كــون العدالة على نحو ما احتملوه في عدالــة الوصــي من عــدم انفســاخــادت ثبتت ــتى ع ــرف، فم ــع من التص ــقه، ولكن يمن ــاية بفس الوص وصايته، والسبب في ذلك أنه ال دليل يعارض العمومــات على وجــه

يكون شرطا

73

Page 74: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في صــحة عقــد الوكالــة، وإن قلنــا بعــدم نفــوذ تصــرفاته حــالانتهى. فسقه(

وهــو كمــا ذكــره، ولــو وكلــه بشــرط أن ال يشــرب الخمــر مثالــة تنفســخ، نعم فشرب، كان له الفسخ لتخلف الشرط، ال أن الوكال

إذا كان على نحو القيد انفسخت الوكالة بشرب الخمر. ــالتنويم ــة أيضــا ب ــه ال تبطــل الوكال ــه أن ــر وج ــدم ظه ــا تق ومم المغناطيســي، ســواء في الموكــل أو في الوكيــل، وإن كــان يشــبهــل على ــه، إذ ال دلي ــة في ــاء ببطالن الوكال ــا في االغم ــاء وقلن اإلغم البطالن هنــا من إجمــاع أو غــيره، والمنــاط غــير قطعي، فمقتضــى

القاعدة شمول عمومات األدلة له. ثم إذا قلنا ببطالن الوكالة باإلغماء ال فرق بين اإلغمــاء الخفيــف والثقيل، واإلغماء الذي حدث بسبب الوقوع من مكان فاندق رأســه مثال أو بسبب اصطناعي، أما التخــدير الموضــعي إذا لم يكن موجبــا لإلغمــاء كتخــدير اليــد أو الرجــل أو مــا أشــبه فال إشــكال في عــدم

إبطاله للوكالة.ــاء، ــدم اإلغم ــل ع ــه أو ال، فاألص ــه أغمي علي ــك في أن ــو ش ول ومقتضى القاعدة أن السحر كذلك بأن صار مسحورا، حيث ال يمــيز الخصوصيات، ســواء في الموكــل أو في الوكيــل إال إذا كــان إغمــاء

فيلحقه حكمه إن قلنا به في اإلغماء. ومن اإلغماء ما إذا مــرض مرضـا شــديدا كـالحمى ونحــوه فيمـا

يصل درجة الهذيان، ألنه نوع من اإلغماء أيضا.ــإن ــوه ف والظاهر أن األبله أيضا نوع من المجنون، وكذلك المعت

الجنون فنون. ولو خرج عن الضبط حيث كان ضابطا، أو صار كثير النســيان أو كثير سوء الظن أو وسواسا شديد الوسوســة أو مــا أشــبه فالوكالــةــد ــل إلى ح ــل، إال إذا وص ــل أو في الموك ــواء في الوكي ــة، س باقي

الجنون.

74

Page 75: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة بتلــف مــا(:6)مســألة قــال في الشــرائع: )وتبطــل الوكال تعلقت الوكالة به، كمــوت العبــد الموكــل في بيعــه، ومــوت المــرأة

الموكل بطالقها(. ــذكرة (2) والتحرير(1)وفي مفتاح الكرامة: إن بذلك صرح في )الت

ــه(5) ومجمــع البرهــان(4) والمســالك(3)واإلرشــاد ، وظــاهر األخــير أن.(6)قطعي، وستسمع اإلجماعات في الملحق بالتلف ففيه أولى(

وهو كما ذكروه، ألن تلــف الشــيء الموكــل فيــه يجعــل الوكالــة متعذرة، والوكالة المتعــذرة باطــل، كمــا إذا وكلــه في الطــيران فيــاء فيمن ال ــباحة في الم ــاك، أو في الس ــير هن ــواء للمجيء بط اله يعرف، وال يتمكن من المعرفــة ألخــذ صــيد فيــه، إلى غــير ذلــك من

األمثلة. نعم لو كانت الوكالة تشــمل الحيــاة والمــوت لم تبطــل الوكالــة بالموت، كما إذا وكله في بيــع فيلــه، والفيــل حيــا وميتــا لــه قيمتــه، لقيمته بعد الموت في عظامه ونحوه، فإنه إذا مات لم يــوجب ذلــك بطالن الوكالة، إال إذا كانت الوكالــة خاصــة بحالــة الحيــاة، أو كــانت مشروطة، ففي الشرط له حق الفسخ من جهة الشرط، وإن كانت الوكالة جائزة في نفسها، وله حق الفسخ مطلقا على ما ألمعنا إلى ذلك سابقا من أنه يمكن الجمــع بين حقين في الفســخ حــق األصــل

وحق الخيار. ومنه يعلم أنــه إذا وكلــه في طالق امرأتــه هنــد فطلقهــا هــو ثم استرجعها، حق للوكيل الطالق إذا كانت الوكالة شاملة لمثــل ذلــك، وكذلك إذا وكله في بيع داره ثم باعهــا هــو ثم اســترجعها بالخيــار أو ببيع جديد أو اتهاب له أو ما أشبه ذلك، وكانت الوكالــة تشــمل مثــلــا ذلك، فإن له الحق في تنفيذ مقتضى الوكالة، وال تبطل الوكالة بم

فعله. وكذا الحال فيما إذا وكله في طالق أي امــرأة من نســائه شــاء، وكــانت الوكالــة شــاملة حــتى للزوجــات المســتجد زواجــه بهن بعــد

الوكالة، فإن له الحق في ذلك،

.159 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)1.23 ص3األحكام: ج ( تحرير?)2.417 ص1األذهان: ج ( إرشاد?)3.248 ص5األفهام: ج ( مسالك?)4.556 ص9والبرهان: ج الفائدة ( مجمع?)5.310 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)6

75

Page 76: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وهكذا الحال إذا وكله في التصرف في أي مال من أمواله، فإناألموال التي يحصلها بعد الوكالة أيضا مشمولة للوكالة.

ثم إن العالمة مثل لذلك أيضا بقوله: )وكذا لو وكله في الشــراء بدينار دفعه إليه فضاع أو اقترضه الوكيل وتصرف فيه، ســواء وكلــه

في الشراء بعينه أو مطلقا(. وفي مفتــاح الكرامــة نقــل ذلــك عن التــذكرة والتحريــر وجــامع

المقاصد والمسالك.ــه، أو وفي المسالك: )إنه ال فرق بين أن ينص على الشراء بعين يطلق بأن يقول: اشتر به، القتضائه دفعــه ثمنــا فال يتنــاول بدلــه لــوــه ــد أخــذه من القواعــد في عبارت ــا لضــمانه(، وق ــه موجب ــان تلف ك

المتقدمة كما عرفت. وأيده الجواهر بقولــه: )قلت: هــو كــذلك مــع ظهــور اللفــظ في

الشراء بعينه، فيكون الفرق بينه وبين األول بالنص والظهور(. وكيف كان، فمقتضى القاعدة أنه إذا تلف الدينار بما ضمن بدله وكانت الوكالة تشمل البدل أيضا بقيت الوكالة، أما إذا تلــف الــدينار حيث ال يضمن بدله، أو يضمن بدله ولكن الوكالــة ال تشــمل البــدل،

بطلت الوكالة. نعم لو ضاع الدينار بما كان العين مقصودا في الوكالــة ثم لقيــه لم تبطل الوكالــة، ألن التعــذر في بعض الزمــان ال يــوجب البطالن، فهو كما إذا وكله في أن يشتري شيئا له واالشتراء في حال الوكالة

متعذر لغلق الدكاكين أو ما أشبه ذلك. والمعيار على الواقــع ال على الظن، فلــو ظن أنــه ال يقــدر على متعلق الوكالة وكان قادرا واقعا كانت الوكالة صحيحة، ولو ظن أنــه يقدر وكان في الواقع متعذرا كــانت الوكالــة باطلــة، هــذا في عــالم

الثبوت. أما في عالم اإلثبات فالظــاهر أنــه متوقــف على الفهم العــرفي من العبارة، هل المراد االشتراء بالعين أو باألعم من العين والبــدل، ولذا قال في الجواهر: )قد صرح من تعــرض لــذلك ببطالن الوكالــة

بالتلف، وإن كان موجبا للضمان،

76

Page 77: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فإنها لم تتناول الشراء ببدله حتى لو كــان وكيال على اســتيفائه،ــذلك، وإن لكن اإلنصاف تناول الوكالة في صورة اإلطالق للشــراء ب لم يكن وكيال على االســتيفاء، ولكن اشــترى بــه ممن أتلفــه مثال، واألمــر في ذلــك ســهل بعــد كــون المــدار على المفهــوم عرفــا من

انتهى. عبارة الموكل ولو بقرينة الحال( ومثل التلف مــا لــو تعــذر، مثال وكلــه باشــتراء دار زيــد من زيــدــاء داره أو بنفسه فجن زيد، أو وكله في أن يستأجر عمروا بعينه لبن خياطة ثوبه أو ما أشبه ذلك فجن عمرو، أو منع من التصرف شرعا

أو ما أشبه ذلك. وكذا إذا وكله في تزويج امرأة له فتزوج بأختها أو بنتهــا أو أمهــا أو بالرابعة قبلها، حيث إن متعلق الوكالة يتعذر شرعا، وال فــرق بين

التعذر الشرعي والعقلي في بطالن الوكالة. ــا ال تصــلح وهكذا الحال إذا وكله في تزويج امرأة له فارتدت بم للزوجية للمسلم، أو وكلته في تزويجها برجل فارتد الرجل، أو وكله في استئجار زيد لبناء داره أو ما أشبه فسجن زيد بمــا ال يتمكن من العمل، أو شلت يده أو مرض مرضــا أقعــده عن البنــاء ونحــو ذلــك، وهكــذا الحــال لــو لم يقبــل األجــير أن يكــون أجــيرا في بنــاء دار أو

خياطة ثوب أو تصحيف كتاب أو نحو ذلك. قال في القواعد: )فلو عزل الوكيل عوضــه دينــارا واشــترى بــه

وقف على اإلجازة، فإن أجازه وإال وقع عن الوكيل(.ــارا عوضــه وعن التذكرة أنه )إذا استقرضه الوكيل ثم عــزل دين واشــترى بــه، فهــو كالشــراء لــه من غــير إذن، ألن الوكالــة بطلت، والدينار الذي عزله عوضا ال يصير للموكل حتى يقبضه، فإذا اشترىــزم به للموكل وقف على إجازته، فإن أجازه صح ولزم الثمن، وإال ل

، أي فيبطــل إذا صــدقه البــائع أو(1 )الوكيل إال أن يسميه في العقــد(قامت له البينة على ذلك، وإال

.160 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)177

Page 78: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وقع للوكيل ظاهرا. وال يخفى أن في العبــارتين خلطــا بين عــالم اإلثبــات وعــالم الثبــوت، ألن الوكيــل إذا اشــترى للموكــل لم يكن معــنى ألن يكــون

لنفسه، فإذا أجاز الموكل صح وإال بطل. وكأنه لذا قال في التحرير: )إنــه لــو اشــترى الوكيــل بعين مالــهلغيره شيئا، فالوجه الوقوف على اإلجازة ال وقوع الشراء للوكيل(. قال في القواعــد: )ولــو وكلــه في نقــل زوجتــه أو بيــع عبــده أو قبض داره من فالن فثبت بالبينــة طالق الزوجــة وعتــق العبــد وبيــع

الدار بطلت الوكالة(. وفي مفتاح الكرامــة: )صــرح بــذلك كلــه في التــذكرة والتحريــر وجامع المقاصد، لزوال تصرف الموكل الذي هــو المــدار في صــحة الوكالة، وفي المبسوط والغنية إنه إذا أعتق العبد الموكل في بيعه، أو باعه الموكــل قبــل بيــع الوكيــل، فــإن الوكالــة تنفســخ بال خالف، ونص في التذكرة على بطالنها بعتق الموكل ببيعه، وقد يظهــر منهــا

انتهى. أنه ال خالف فيه( وهو كما ذكروه، إذ ال معنى للوكالة في مال الغير، كما ال معنى للوكالة في ما ليس لإلنسان التصــرف فيــه كنقــل الزوجــة، نعم لــو استرجع الزوجــة بــالتزويج من جديــد أو بــالرجوع أو اســترجع الــدارــدرة في ــدم الق ــا، وع ــة على مفعوله ــوه بقيت الوكال ــار ونح بالخيالوسط ال يضر بالوكالة إذا كانت شاملة لمثل ذلك كما تقدم مثله.

ومنه يعلم حال ما إذا وكلته في قبض نفقتها من الزوج، فطلقهابما ال نفقة لها، أو صارت ناشزا.

قال الشرائع: )وكذا تبطل الوكالــة لــو فعـل الموكــل مــا تعلقتالوكالة به(.

وفي مفتاح الكرامة عند قــول العالمــة: )وتبطــل الوكالــة بفعــلالموكل متعلق

78

Page 79: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــذكرة واإلرشــاد ــة ومــا ينافيهــا(: )كمــا في الشــرائع والت الوكال وجامع المقاصد والمسالك ومجمع البرهان، وعن المبسوط والغنيــةدعوى اإلجماع، وفي مجمع البرهان الظاهر أنه ال خالف في ذلك(.

وعلله في المسالك بأنه ظاهر المتناع تحصيل الحاصل. والوجه في ذلك مـا تقـدم أنـه إذا بطـل متعلـق الوكالـة، سـواء بفعل الموكل نفس مــا وكــل فيــه، كــأن وكلــه في بيــع داره فباعهــا بنفسه، أو بفعل الموكل ما ينافي ما وكل فيه، كما إذا وكله في بيع داره فوهبها مثال، فإنه ال يبقى متعلــق الوكالــة، ومثــل هــذه الوكالــة

باطلة. وفي الجواهر: )وليس من ذلك وطي الزوجة التي قد وكل علىــزوج، وال طالقها، فضال عن غيره من المقدمات التي ال تصح لغير ال وطي السرية التي وكل على بيعها، ضرورة عدم منافــاة شــيء من ذلك لتعلق الوكالة، إذ ليس ما ذكرناه مبطال لها باعتبار ظهــوره في العزل، ولذا لم تبطــل الوكالــة لــو ظهــر فســاد الــبيع أو العتــق، بــل النتفــاء متعلقهــا حينئــذ، اللهم إال أن تقــوم قرينــة على إرادة إنشــاء

انتهى. العزل بذلك، وهو خروج عما نحن فيه حينئذ( وهــو كمــا ذكــره، وكأنــه أراد بــذلك رد القواعــد، حيث مثــل لمــا ينافيها بأن يوكله في طالق زوجته ثم يطأهـا، فإنــه يـدل عرفــا على الرغبـــة واختيـــار اإلمســـاك، ويمكن أن يحمـــل كالم العالمـــة على

اختالف عرفه عن عرفنا، لكنه في محكي التذكرة تردد في ذلك. ــذكرة احتمــل البطالن، ــه في الت ــال في جــامع المقاصــد: )إن ق واستشــكل في المحرمــات يعــني مقــدمات الــوطي، ألنــه عــد في التــذكرة عبــارات الفســخ وهــو: فســخت الوكالــة وأبطلتهــا، إلى أن يعزل الوكيل نفسه أو يوجد من أحدهما مــا يقتضــي فســخ الوكالــة،

فإذا وكله في طالق زوجته، ثم وطأها احتمل بطالن

79

Page 80: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــذا الوكالة لداللة وطئه لها على رغبة فيها واختياره إمساكها، وك لو وطأها بعد طالقهــا رجعيــا كــان ذلــك ارتجاعــا لهــا، فــإذا اقتضــى الوطئ رجعتهــا بعــد طالقهــا فلئن يقتضــي اســتبقائها على زوجيتهــا ومنــع طالقهــا أولى، وإن باشــرها دون الفــرج أو قبلهــا أو فعــل مــا يحرم على غير الزوج فهل تنفسخ الوكالة في الطالق، إشكال ينشأ

انتهى. من حصول الرجعة به وعدمه(وفيه: إن تنظير التوكيل بالرجعة غير ظاهر الوجه.

وعلى أي حال، فإن دل الوطي عرفا على أنــه رجــوع فهــو، وإالمقتضى القاعدة بقاء الوكالة.

ومنه يعلم وجه النظر في قول القواعد: )وكذا لو فعل ما يحرم على غير الزوج(، وإن كان المحكي عن التحرير أيضا اختيــاره، إذ ال داللة في ما يحرم على غير الــزوج على أنــه يريــد إبقاءهــا، بــل من المتعارف أن الزوج الــذي يريــد طالق زوجتــه أن يتكلم معهــا بريبــة وما أشبه من المحرمات على غير الزوج حتى يقع الطالق، خصوصا إذا كــان الطالق بعــد مــدة، كمــا إذا وكــل عالمــا في طالق زوجتــه، والعالم يقول: أطلقها بعد أسبوع حيث يحضر تالميذي أو العــدول أوما أشبه، فإن الزوجين يتعاشران في هذه المدة معاشرة األزواج.

نعم إذا كانت هنالك تصريح أو قرائن حاليــة أو مقاليــة على أنــهبفعله ما يحرم على غير الزوج أراد العزل، يكون الحكم على ذلك.

ومنه يعلم ضعف ما عن مجمع البرهان بأنه إن علم منه الرغبــة واإلمساك يكون مثل العزل بالقول، وإال فال يكون عــزال، ثم احتمــل كونه عزال مطلقا، ألنه ينبغي أن يكون للموكــل طريــق إلى العــزل،

وألن للشرع رغبة وحضا على بقاء النكاح. وقد يقال: إنه ال داللة له على العــزل بحــال، ألنــه مــا عــدل عن

الوطي إلى التفخيذ والمباشرة فيما دون الفرج إال حرصا

80

Page 81: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على بقاء الوكالة فليتأمل، وألنها لم تصر بمنزلة التالفة، أقصــاهأن ذلك صار بمنزلة القول والتصريح بالعزل.

وفيه نظر واضح كما ال يخفى. ــه ثم الوكالة قد ال تكون قابلة للتبعيض كالوكالة في طالق زوجت أو زواج زوجة له أو ما أشبه، وقد تكون قابلة له، كتوكيله في طالقــرف زوجتيه أو التزويج له بزوجتين أو بيع داريه أو ما أشبه، فإذا تص الموكل في بعض متعلق الوكالة أو ماتت إحدى المــرأتين أو إحــدى الشاتين الموكل في بيعهما أو شرائهما أو ما أشبه ذلــك، فمقتضــى القاعدة بقاء الوكالة بالنسبة إلى الشيء الباقي غير المتصرف فيــه من قبــل الموكــل، ألن الوكالــة قابلــة للتجزئــة كــالبيع حيث ذكــروا

تبعض الصفقة فيه وهو عرفي، فيشمله إطالق األدلة. نعم إذا كانت الوكالة على نحو البساطة يكون مقتضى القاعــدة أن التصرف في بعض األجــزاء أو مــوت بعض األجــزاء مثال مقتضــى لسقوط الوكالة رأسا، وحيث إن العقود تتبــع القصــود، حــتى تكــون

فكــون الوكالــة بســيطة ،(1)أوفوا بالعقود)عقودكم( المستفاد من ــتزام أو ذات أجزاء تابعة للقصد، ولذا قال الجــواهر: )ال مــانع من ال تبعض العقـــد على معـــنى البطالن في بعض متعلقـــه لتلـــف بعض المبيع، والمسلم من عدم تبعض العقد أنه ال يكون بعض العقد سببا بعد أن كــان مجموعــه ســببا ال في نحــو المقــام، وقــد تقــدم ســابقا التحقيق في صحة تبعض الصفقة في ملكــه وملــك الغــير، بــل وفي بيع الشاة والخنزير، كما أنه تقدم صحة اإلقالة في بعض المبيع دون

. (2)بعض(

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)1.365 ص27الكالم: ج ( جواهر?)2

81

Page 82: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل أما قوله بعد ذلك: )نعم ال يجوز ذلك في الخيار ال للتبعيض، ب لعدم ظهور دليله في مشروعية ذلك، بل لعل ظاهره العــدم بخالف نحو المقام الذي يمكن القول بجواز فسخ الوكالة في بعض ما وكل

انتهى. (1)فيه دون بعض( فغـير ظـاهر، إذ الخيـار إذا كـان على نحـو التعـدد الموجـود في العقد أيضا ال الوحدة، كان مقتضــى القاعــدة تجــزءه أيضــا، كمــا إذاــى ــدهما، حيث إن مقتض ــار في أح ــقط الخي ــوانين فس ــترى حي اش القاعدة بقاء الخيار في اآلخر، ألنه مقتضى العرفية، فيشمله إطالق األدلة، فال فرق إذا في التجزؤ بين الخيار وغــير الخيــار من العقــود، بل واإليقاعات أيضا القابلة للتجزؤ، كما إذا طلق زوجتيه في صــيغةــرأه من واحدة ثم ظهر بطالن طالق إحداهما لوجود المانع، أو إذا أب شيء كـان عليــه فتـبين أن بعض الــذي أبــرأه ممــا ظن أنـه لـه هـو لغيره، حيث يبطل اإلبراء في ملك الغير ويصح في ملك نفسه، إلى

غير ذلك من األمثلة. ومنه يعلم حال األمثلة اآلتية، كما إذا وكلــه في أن يــبيع داره ثم باع الموكل نصـفها، أو وكلـه في أن يؤجرهــا سـنة ثم أجـر الموكـل نصفها أو أجرها لستة أشهر، وكذلك إذا وكله في أن يهب تمام مدة متعة زوجته فوهب هو نصــف المــدة، أو وكلــه في أن يطلقهــا ثالثــا

فطلقها هو مرة، أو ما أشبه ذلك. وكذلك الحال فيما إذا فعل الوكيــل في األمثلــة المــذكورة بعض الموكل فيه ال كله، كبيع نصف الدار أو إيجارهــا أو هبــة بعض المــدة أو طالقها مرة واحدة أو ما أشبه ذلك، فــإذا لم يضــر عمــل الوكيــل بعض ما وكل فيه بأن يعمل البعض اآلخر بعد ذلك، فالوكالــة باقيــة، وال حــق للموكــل في إبطالــه، وأمــا إذا كــان تبعيض الوكيــل موجبــا لفوات البعض اآلخر كان للموكل إبطال مــا صــدر منــه بخيــار تبعض

الصفقة، كما إذا وكله في أن يؤجر داره من زيد لمدة

.365 ص27الكالم: ج ( جواهر?)182

Page 83: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

سنة فأجر الموكل نصف الدار لزيد لمدة سنة، أو أجر الــدار لــهــل من ــا لم يتمكن الوكي لمدة ستة أشهر، ثم مات زيد المستأجر بم تنفيذ بقيــة الوكالــة، فــإن للموكــل الحــق في فســخ اإلجــارة لتبعض

الصفقة عليه. ثم إنا إذا رأينا أن الموكل بعد عمل الوكيل يتصرف في الشــيءــل الموكل فيه تصرف المالك، فال نعلم أنه لنسيان، أو عزل قبل فع الوكيل، أو ألن الوكيــل لم يعمــل بالشــرط حيث كــان للموكــل كــل الخيار فأخذ بالخيار أو ما أشبه ذلــك، كــان مقتضــى القاعــدة حمــل

فعل الموكل على الصحة حتى يتبين بطالنه. وكذلك الحال لو رأينا مثال الوكيــل يتصــرف تصــرف األزواج في زوجة الموكل فيما وكله في طالقهــا، فلم نعلم هــل أنــه الشــتباه أو نكاح أو ما أشبه ذلك، كان مقتضى القاعدة حمل فعل الوكيــل على

الصحة حتى يتبين الخالف. ثم إذا فعل الوكيل بعض ما وكله الموكــل فيــه في قبــال جعــل، كان مقتضى القاعدة توزيع الجعل إذا لم تكن الوكالة بسيطة بحيث

إن العمل في البعض غير منعقد. قال في الجواهر: )ثم إنه ينبغي أن يعلم أن اقتضاء هذا القســم انعزال الوكيل ال يتوقــف على العلم بــه، بــل هــو يــؤثر أثــره إلطالقــو تصــرف ــل فل ــة، وإن لم يعلم الوكي ــه فينتفي موضــوع الوكال أدلت

انتهى. ينكشف بطالن تصرفه( وهو كمــا ذكــره، لكن مقتضــى القاعــدة أنــه إذا جعــل شــيئا في قبال عمل الوكيل فعمل وهــو ال يعلم انتفــاء الوكالــة كــان مقتضــى القاعدة أن ذلــك الشــيء على الموكــل، ألنــه اآلمــر بــذلك على مــا

سبق، والكالم في أنه مثل أو مسمى قد تقدم بعض تفصيله.

83

Page 84: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )والعبارة عن العزل أن يقــول:(:7)مسألة عزلتك، أو عزلت نيابتــك، أو فســخت، أو أبطلت، أو نقضــت، أو مــا

جرى مجرى ذلك(. وفي القواعد إضافة )أو ينهاه عن فعل ما أمره به(.

(1)وفي مفتاح الكرامة: )ومثــل عبــارة القواعــد مــا في التــذكرة

، غــير أنــه في األخــير عــبر عن األخــير بقولــه ال تتصــرف(2)والتحرير.(3)وامتنع من التصرف، فاكتفى بالمثال عن العنوان(

والتذكرة وغيرهما أيضا أمثال ذلك.(4)وعن المبسوط والظــاهر أن كــل ذلــك داخــل في قــول الشــرائع: )أو مــا جــرى مجرى ذلك( من كل لفظ صالح لقصد الداللــة على ذلــك، بــل قــدم

تقدم صحة الفعل في النصب والعزل.ــل ــاني لألص ــخ النفس ــبرة بالفس ــواهر: )نعم ال ع ــال في الج ق

وغيره(، وهو كما ذكره. والظاهر أنهما أي الوكالة والعزل يأتيان أيضا باأللفاظ المجازيــة والكناية واالستعارة واأللفــاظ المشــتركة ومــا أشــبه، والداللــة إنمــا تكون بالقرائن حتى إذا قلنا بعدم صحة هذه األلفاظ في مثــل الــبيع وغيره، إذ أن المعيار الظهور سواء كان الظهور بــالقول أو بالفعــل، والظهور يحصل بكل ذلك، ولــذا إذا أراد وكالتــه فقــال: )وكــل( ولم يتلفظ بالتاء مثال لعطسة أو نحوها صحت الوكالة أيضا، وكــذلك في

مورد القبول. نعم يجب أن يكون للفظ فيه صراحة أو ظهور، فإذا جــاء بلفــظ مشــترك ال يعلم الطــرف في أنــه هــل أراد الوكالــة أو غيرهــا، كــان مقتضى القاعدة عــدم جــواز التصــرف، وكــذلك إذا جــاء بلفــظ بعــد الوكالــة لم يعلم أنــه فســخ أو ليس بفســخ، فــإن مقتضــى القاعــدة

استصحاب الوكالة حتى يظهر إرادته من اللفظ الفسخ. وال يخفى أن الكالم في مقام الثبــوت تــابع للقصــد، وفي مقــام

اإلثبات تابع الستبانة الوكيل.ــة أو ــظ بالعربي ــأن يتلف ــاه ب ــا ذكرن ــات في م ــرق في اللغ وال ف

الفارسية أو الهندية أو التركية أو

.150 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)1.26 ص3األحكام: ج ( تحرير?)2.324 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)3.368 ص2( المبسوط: ج?)4

84

Page 85: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــزوم ــاح والطالق بل ــا في بعض المواضــع كالنك ــا، وإن قلن غيرهالعربية، إذ ال دليل على العربية فاالستثناء بحاجة إلى الدليل.

ــل ــاع بثمن المث قال في الشرائع: )وإطالق الوكالة يقتضي االبتي بنقد البلد حاال، وأن يبتاع الصحيح دون المعيب، ولو خالف لم يصــح

ووقف على إجازة المالك(. وقد نقل ذلك في مفتاح الكرامة عند قــول العالمــة بمثــل قــول الشرائع، عن الخالف والغنيــة والســرائر وجــامع الشــرائع والتــذكرة والتحريــر واإلرشــاد واللمعــة والروضــة ومجمــع البرهــان والكفايــة والمبسوط، وفي التذكرة ال يملــك الوكيــل غــير ذلــك إجماعــا، وفي جامع المقاصد إنــه ال خالف في هــذا الحكم، وفي الجــواهر إنــه هــو

الذي ذكره غير واحد من األصحاب، بل ال أجد فيه خالفا. ثم في القواعــد اسـتثنى من ذلـك بقولـه: إال مــا يتغـابن النـاس بمثله، لكن في مفتاح الكرامــة قـد تــرك هـذا االسـتثناء في الخالف والغنية والسرائر والتحريــر واإلرشــاد واللمعــة، والظــاهر من جــامع

المقاصد أنه ال خالف فيه. لكن الظاهر أنه إذا لم يتسامح الناس بمثل ذلك في الوكالــة لم يكن وجه لالســتثناء، فمثال فلس في ألــف فلس يتغــابن بمثلــه، لكن

كثير من الناس ال يريدون الخسارة حتى في مثل الفلس. ــل ولقد أجاد مفتاح الكرامة، حيث قال: )لعل كالم من قــال بمث القواعد، ألن نقصان الدرهم في مائــة ممــا يتســامح بــه في العــادة والعرف، بل يعد عنــدهم عرفــا من ثمن المثــل، إذا ال يمكن التحــرزــان في ــه، أن ك عنه إال بكمال المشقة، ولعل نظر الخالف وما وافق ترك االستثناء خالف، كما هــو الظــاهر أن النــاس تتفــاوت في ذلــك تفاوتا كثيرا، وإن كــان المــتروك يســيرا، فــإن كــان الوكيــل يعلم أن الموكل من األعم األغلب الذي يتســامحون فــذاك، وإال فال يصــح إال

أن نقول

85

Page 86: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بجواز ذلك للوكيل مع الجهـل بحالـه بنـاء على األعم األغلب، إالانتهى. إذا علم بأنه ال يتسامح بذلك(

والحاصل: إن المرجع العرف، فإن البقال الذي يجعل صانعا في دكانه وكيال عنه في البيع، والبقال يبيع دائما أكثر، فإن الصــانع أيضــا يبيع األكثر كما هو شأن أستاده، أما إذا كان الصانع يرى أن أســتاده يبيع متساويا بدقة، فإنه ال يحق له البيع باألكثر إال إذا كان علم برضاــع ــبيع يق أستاده بذلك أو أجاز أستاده بعد ذلك، لما عرفت من أن ال فضوليا، ال أنه باطال، كما أنه تختلف األجناس، مثال الحنطة والشعير وما أشبه غير الذهب والبرليان ومــا أشــبه، حيث يالحــظ الدقــة في

الثاني، بينما ال تالحظ في األول. ــال في والحاصل: إن الالزم مراعاة العرف في كل ذلك، ولذا ق

الجواهر: )ال بأس بمــا يتســامح بــه من الزيــادة والنقيصــة في مثــل ذلــك المبيع، بل لعل ذلك أجمـع من ثمن المثـل لعـدم انضـباطه بالنسـبة

إلى ذلك. كما أنه ينبغي تقييــد ذلــك أيضــا بمــا إذا لم يوجــد البــاذل لألزيــدــد ــل ق واألنقص وإال وجب مراعاته للشك في اإلذن له بغيره معه، ب يحتمل وجوب ذلك عليه فيما لو اتفــق البــاذل بعــد الــبيع أو الشــراء في مــدة الخيــار فينفســخ مقدمــة لــذلك للــزوم مراعــاة المصــلحة

للمالك. بل قد يقال ذلك فيما لو عين لــه الــبيع بمقــدار والشــراء كــذلكــد واألنقص حمال للتعــيين على مــا هــو ــاذل لألزي فــاتفق حصــول البــه، المتعارف من عدم وجود الباذل، اللهم إال أن يحتمل الغرض له ب

انتهى. ولعله على ذلك ينزل خبر العروة البارقي ال على الفضولية(ــتى فإن ما ذكره الفقهاء إنما يريدون تعيين قدر الوكالة عرفا ح يتبع الوكيل ذلك، ال أنــه لــدليل خــاص في المســألة ، ولــذا نــرى أن

الوكالء العامين يزيدون

86

Page 87: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أحيانا وينقصون أحيانا، ويغبنــون أحيانــا ويأخــذون المعيب، وكــل ذلــك إذا عــرض على الموكــل رأى أنــه ال بــأس بــه إذا كــان الوكيــل يجري حســب المتعــارف حــتى في الــبيع بــاألنقص إذا كــانت هنالــك

مصلحة، أو الشراء باألزيد كذلك. ولو اختلفا في أنه هل ما فعله الوكيــل عــرفي أو ليس بعــرفي، فالمرجع العرف، فإن اختلفا أو لم يكن عرف كان مقتضى القاعــدة صحة المعاملة، ألصــالة الصــحة بضــميمة أن الوكيــل مــؤتمن إال إذا

شك في قدر الوكالة. وممــا تقــدم يعلم الوجــه في مــا حكي عن الكفايــة، حيث قــال:ــطرار ــل وعلم اض ــل من ثمن المث ــتري بأق ــد إال المش ــولم يوج )ل

انتهى. الموكل إلى البيع لم يبعد جواز البيع باألقل(ــل، وإنمــا ــاب المث ــه يقــال في عكســه، واالضــطرار من ب ومثل المعيار رضا الموكل، ألنه إذا كان مضطرا ولكن ليس براض ال حــق

للوكيل في المعاملة. ــه حــاال وكونــه ومنه يعلم حال لزوم كون البيع بثمن المثل وكون بنقد البلد، وأن ال يكون معيبا أو ما أشبه ذلك، فإنهــا فيمــا إذا كــانتــوكالء الوكالة حسب العرف تقتضي تلك األمور، وإال فإنا نرى في ال العامين يبيعون نسيئة وبنقد غــير نقــد البلــد وبثمن غــير ثمن المثــل في جملة من األحيان لخصوصيات وعوارض يرون العمل كذلك هي المصلحة، كما أنهم يعملــون نفس مثــل تلــك األعمــال بالنســبة إلى

مبيعاتهم. وال يخفى أنــه ال خصوصــية للــبيع، بــل هــو من بــاب المثــال فيــا من كلماتهم، وإال فاإلجارة والرهن والنكاح والطالق وغير ذلك كله هذا القبيل، مثال لو وكله أن يطلق زوجتــه طالقـا خلعيـا، أو ينكح لـه

زوجة. وعليه فما ذكره الجواهر من أنه يفسخ مقدمــة للــبيع باألزيــد أو

الشراء باألقل أو ما أشبه ذلك فإنما هو إذا كان

87

Page 88: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

األمر عرفيا، وإذا لم يكن عرفيا لم تكن عليه ذلك. ثم ال يخفى أن الوكيل إنما يعمل حسب السوق، فإذا بــاع شــيئا للموكــل بمائــة، ثم بعــد ســاعة صــار بــألف لحــرب أو مــا أشــبه، أو أشترى بألف ثم بعد ساعة صــار بمائــة لم يكن عليــه بــأس، نعم إذا

كان المتعارف فيما كان له الخيار الفسخ كان عليه الفسخ.ــة، أو ولو اختلف األعراف في بلد عن بلد، أو في قبيلة عن قبيل في قطر عن قطر، فالالزم مراعاة عرفه، ألن الوكالة تقتضي ذلك، مثال إذا كان العرف التعامل ال بنقد البلــد ألن نقــد البلــد منحــط في

العالم، فالالزم عليه أن يتعامل ال بنقد البلد. وحيث إن العرف في غالب أمورهم يبنون على الظنون العرفية ال على القطـع ال بــأس بالعمــل على الظنــون العرفيــة، بــل ال بــأس بالعمل على حسب الخــوف، ألن العــرف يبنــون كثــيرا من أمــورهم على خوف نقص أو زيادة أو ارتفــاع أو انخفــاض أو نحــو ذلــك، ولــو تبين بعد ذلــك اشــتباهه لم يكن بــذلك بــأس، ألن الوكيــل إنمــا كــان

وكيال في العمل حسب الظواهر. وعلى مــا ذكرنــاه يحمــل مــا رواه في دعــائم اإلســالم، عن أبي

من وكل وكيال علىجعفر محمد بن علي )عليهما السالم( أنه قال: ــد بيع فباعه له بوكس من الثمن جاز البيع عليه، إال أن يثبت أنه تعم الخيانة أو حــابى المشــتري بــوكس، وكــذلك إن وكلــه على الشــراء فتغالى فيه، إن لم يعلم أنه تعمد الزيادة، أو خان أو حابى، فشراؤه جائز عليه، وإن علم أنه تعمد شيئا من الضرر فبيعه وشراؤه باطل، ولو وكله على بيع شيء فباع بعضه، وكــان ذلــك على وجــه النظــر،

.(1)فالبيع جائز(

. 1ح الوكالة نوادر من20 الباب510 ص2( المستدرك: ج?)188

Page 89: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم أنه لو حابى المشتري وكــانت في المحابــاة مصــلحةلم يكن به بأس.

وال فرق في كل ما ذكرناه بين العيب أو الغبن أو خيار الشــرط أو خيار الرؤية أو سائر الخيارات، فإن الالزم مراعــاة المعيــار الــذي

ذكرناه. قال في الجواهر: )وعلى كل حال، فكل تصرف من الوكيل يقع على خالف مصلحة الموكل، كالبيع بدون ثمن المثل أو به مع وجــود الباذل أو شراء المعيب يكــون فضــوليا حينئــذ، والفــرق بين المعيبــاني ــك وبالث ــل مثال فيحكم في األول بالمل ــدون ثمن المث ــبيع ب والــل ــدون ثمن المث ــبيع ب ــد يخفى بخالف ال ــولية، ألن العيب ق بالفض واضحة المنع، ضرورة إمكــان الخفــاء في كــل منهمــا في كثــير من

انتهى. أفرادهما، كما أنه ال خفاء في بعض أفرادهما على أحد( ومما تقدم ظهر وجه المحكي عن التــذكرة، حيث صــرح بأنــه ال يمكن معرفة قيم المتقومات في الواقع، فمن المعلوم وقــوع الغبن من المعاملين فيها ولم يقل أحــد بفســاد الــبيع وعــدم تنــاول وكالــة

المضاربة لذلك. ذكره في بحث المضــاربة، ومــراده بال يمكن العرفيــة في كثــيرــل ــا يتعام ــة وإنم ــة الواقعي ــان، ألن اإلنســان ال يعلم القيم من األحي حسب الظاهر، فالوكالة تشمل مثل ذلك، كما أن المضاربة تشــملهــال أيضا، فال وجه للبطالن في أي من المكانين، ويلزم أن يكون الح كــذلك في مثــل اإلجــارة والــرهن والمزارعــة والمســاقاة والنكــاح

والطالق رجعيا أو خلعيا وغيرها من سائر أقسام المعامالت. وكذلك الحال إذا وكله في دفع الدية، وكانت تختلف قيمة البعير عن الشاة عن البقرة عن غيرها، فأعطى إحداها األكثر قيمــة، فإنــه إذا كان منزال على العرف وعمل به كان صحيحا، وأما إذا كــان يعلم من موكله الدقة في لزوم اإلعطاء، ومع ذلــك أعطى األكــثر قيمــة،

أو لم يكن عرفيا إعطاء األكثر قيمة وأعطى، كان

89

Page 90: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

للموكــل اســترجاعه وإعطــاء ديــة أخــرى، بــل يكــون ذلــك على الوكيل أيضا، وإن لم يتعمد ذلك بأن لم يكن ملتفتا إلى دقة الموكل

حين اإلعطاء. ـ الموجبة لعدم شمول الوكالة لألكثر ـ وكذلك الحال فيما إذا كان الموكل مدينا وقال لــه: أعــط ديــني، فأعطى مـا ال يتعـارف إعطـاؤه ممـا ال تشـمله الوكالـة، فـإن عليـه االسترجاع وإعطاء ما يتعارف، إال إذا أجاز الموكل في هذه الصور ـ

عقدا كان أو غير عقد ـ ما فعله. ــه الفضــولية، ــاؤهم أن الطالق ليس ممــا يــدخل في نعم حيث بن مقتضى القاعدة أن طالق غير الموكل فيــه باطــل وال حــق لموكلــه

في إجازته. ثم من القريب جدا تحمــل الوكيــل ضــرر المالــك لــو ســبب لــه

، كمــا إذاال ضــررضررا، مما يعد عرفا أنه هو الذي أضره، لقاعدة كانت المصلحة في معاملة ال خيار فيها للطرف فجعـل الخيــار فيهـا ففسخ الطــرف ممــا أوجب ضــرر الموكــل، أو كــانت المصــلحة في النقد مثال فعامل نسيئة ممــا ســبب أن الطــرف أكــل المــال وتلــف على الموكل، أو عكســه بــأن كــانت المصــلحة في النســيئة فعامــل معاملة نقدية مما أوجب أن يأخذ الظالم منه ضريبة، إلى غــير ذلــك

من األمثلة. وكذلك الحال إذا كان الخيــار لــه في المعاملــة، فاختــار الفســخ حيث المصلحة في اإلمضــاء، أو اختــار اإلمضــاء حيث المصــلحة في الفسخ، لكن في الجواهر قــال: )إنمــا الكالم في مخالفــة المصــلحة منه في مثل الخيار ونحوه فترك الفســخ مثال في مــا كــان مصــلحة المالــك بــه أو اختــاره في صــورة العكس، ولعــل حكم الثــاني عــدم مضيه على المالك لعدم ثبوت اإلذن له فيه، أما األول: فال ريب في تحقق اإلثم عليه، لكن ليس عليــه إال ذلــك، فتكــون المصــلحة الــتي

يجب على الوكيل مراعاتها على قسمين:

90

Page 91: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أحدهما: ما يرجع إلى تقييـد اإلذن في الوكالـة على وجـه يكـونخالفها غير الموكل فيه كالبيع بثمن المثل مع وجود الباذل لألكثر.

وثانيهما: تكليف شرعي ال مدخلية لــه في إذن الوكالــة، وحينئــذــه لم فلو ترك الفسخ في مدته مع وجود الباذل بناء على وجوبه علي يترتب عليه إال اإلثم، واحتمــال وجــوب جــبر كــل ضــرر يــترتب علىــار عــدم اإلذن الموكل بذلك كاحتمال كون البيع حينئذ فضــوليا باعتب في بيع يكون لـه فيــه خيـار ويوجـد بـاذل في أثنائـه فلم يفسـخ، لم أجدهما ألحد، بل لم يحضــرني تنقيح لهمــا على وجــه يكــون موافقــا

انتهى. للقواعد الشرعية( وكذا الحال فيما إذا كانت المصــلحة في المعاملــة فلم يتعامــل، مثال كانت المصلحة أن يبيع ثلج الموكل في أيــام الصــيف فلم يبعــهــانيره ــديل دن ــلحة في تب ــانت المص ــة، أو ك ــتى ســقط عن القيم ح السابقة إلى دنانير جديدة حيث تســقط الــدنانير القديمــة بعــد مــدةــام ــك، أو كــانت في أي ــدلها، فســبب ضــرر المال ــزمن فلم يب من ال الزيارة في النجــف وكــربالء مثال ممــا يــوجب غالء أجــرة الــدار فلم يؤجرها للزوار حــتى انتهى موعــد عرفــة أو موعــد الغــدير مثال ممــا سبب أن يتضرر المالك بفوات األجــرة من يــده، إلى غــير ذلــك من

األمثلة. وقد عــرفت أن مقتضــى القاعــدة أن كــل مــا يــرى العــرف أنــه سبب ضرر المالك يكون ضامنا، وكل ما ال يرى العرف ذلك ال يكون

ضامنا. وكذا الحال إذا لم يعالج حيوانه حتى مات أو لم يرمم داره حتىــة ــط في األمان ــدي والتفري ــا يشــمله التع ــك مم ــإن ذل ــدمت، ف انه المالكية، أو الشرعية فيما إذا مــات المالــك مثال وانتقــل المــال إلى الورثة حيث تبقى أمانة شــرعية بيــد الوكيــل إن لم نقــل أنهــا أمانــة مالكية، كما استظهرناه ســابقا، حيث إن التوكيــل في شــيء معنــاه

بقاء األمانة حتى بعد

91

Page 92: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــك إلى أن يتمكن من التســليم إلى ــو ذل ــون ونح ــوت والجن الم الوارث، ولعــل الشــيخ أشــار إلى مــا ذكرنــاه حيث حكي في محكي التحرير عنه القول بأنه يمضي البيع فيما إذا باعــه بــدون مــا يتغــابن

الناس بمثله ويضمن الوكيل التفاوت. قال في مفتاح الكرامة: )ولم يعلم مراده من التفاوت أ تفــاوتــه وبين بين ما باعه به وبين ثمن المثل، أو ما بين ما يتغابن الناس ب ما ال يتغابنون به، ولعل األول أولى، ألنه لم يأذن له فأشبه الغاصـب

. (1 )وهو إحدى الروايتين عن أحمد( نعم ال إشكال فيما إذا بـاع لـه بـأكثر من ثمن المثــل أو اشـترى بأقل من ثمن المثل، وكذلك إذا جعل المهر أقل من مهــر المثــل أو

ما أشبه ذلك، ال حق للوكيل في التفاوت. ثم إذا قلنا: بأن اإلضرار بالموكل يــوجب تحمــل الوكيــل الضــرر فهو فيما إذا لم يقدر الموكــل على تــدارك الضــرر بفســخ المعاملــة مثال، وإال فإن علم وأمكنه التدارك ولم يتدارك لم يكن على الوكيــل شيء، ألن الموكل عرفا هو الذي أضــر نفســه ال الوكيــل، وإن كــان

سبب الضرر يبتدئ من الوكيل. ومما تقدم يعلم وجه تحمل الوكيل الخســارة في مــا ذكــره فيــه ال ــاألقرب أن القواعد قال: )ولو حضر من يزيد على ثمن المثل، ف

يجوز بيعه بثمن المثل(. وجــامع(2)وفي مفتاح الكرامة: )هذا هو األصح، كما في اإليضاح

ومجمــع(6) والروضة(5) والتحرير(4)، وبه جزم في التــذكرة(3)المقاصد ، قال: ألنه يجب عليه رعاية المصلحة، بل(8)، وكذا الكفاية(7)البرهان

صحة بيعه موقوفة عليهــا، ومن المعلــوم عــدم المصــلحة في ذلــك، ووجه الجواز إطالق األصحاب أن إطالق الوكالة يقتضــي الــبيع بثمن

المثل، وفيه: إن ذلك حيث ال يوجد من يشتري بالزائد جريا على

.156 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1.342 ص2الفوائد: ج ( إيضاح?)2.228 ـ227 ص8المقاصد: ج ( جامع?)3.65 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)4.51 ص3األحكام: ج ( تحرير?)5الوكالة. في371 ص4البهية: ج ( الروضة?)6.559 ص9والبرهان: ج الفائدة ( مجمع?)7.674 ص1األحكام: ج ( كفاية?)8

92

Page 93: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1)العادة والغالب( فإن مقتضى القاعدة تحمله لها على ما عرفت من شمول دليل

ال ضرر له. ــه، وبين ثم إذا دار األمر بين البيع باألزيد مثال ممن ال اعتماد علي البيع بثمن المثــل، أو بـاألنقص ممن عليــه اعتمـاد، أو دار األمــر بين البيع باألزيد فيمن في مالــه شــبهة، وبين الــبيع بالمســاوي واألنقصــد ــتي تكــره باألزي ــة ال ــه، أو مــا بين المعامل فيمن ال شــبهة في مال والمعاملـــة بالمســـاوي أو األنقص فيمـــا ال يكـــره، اتبـــع في ذلـــك الموازين العرفيــة، إذ ال خصوصــية لهــذه األمــور، وإنمــا الخصوصــية

للقدر العرفي من الوكالة. فإطالق مفتاح الكرامة قائال: )نعم إذا كان الزائد ممن ال اعتماد عليه، أو كان في ماله شــبهة، أو كــان ممن تكــره معاملتــه، أو نحــو

ذلك فال التفات إليه(، محل نظر. وربما تتفاوت حالة الموكلين والــوكالء في اإلقــدام على هــذا أو على هذا، فربما يكون الموكــل من يــرجح غــير المعتمــد عليــه على المعتمد عليه لمجازفته في معامالته، فتشمله وكالته، وربمــا يكــون

بالعكس. ــتى ــا على الشــرعيات ح ــل مواظب ــون الوكي ــا يك ــه ربم ــا أن كم المكروهات والمستحبات فوكالته تعني عدم إقدامــه على المكــروه وإن كــان أربح، فال حــق للموكــل عليــه بأنــه لمــاذا تــرك األربح إلى األقل ربحا، ألن معنى وكالته أنه بهذه الكيفية، بينما أن الوكيل الذيــا للمســتحبات والمكروهــات يكــون عــدم عملــه خالف ليس مراعي وكالة الموكل إياه، فيأتي هنا أيضــا مســألة أنــه ضــر الموكــل أم لم

يضره. إلى غـــير ذلـــك من أحـــوال الـــوكالء والمـــوكلين في مختلـــف

الشؤون، والميزان على ما ذكرناه من العرفية. وكيف كان، فقد تبين ممــا تقــدم أن كــل األمــور والخصوصــيات

منوطة بالعرفية

.365 ص27الكالم: ج ( جواهر?)193

Page 94: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ســواء في النقــد والنســيئة أو الزمــان أو المكــان أو الشــرائط والخصوصيات أو جعل الخيار وعدمه أو غيرها، كما هو المعتــاد عنــد

الوكالء. ومنه يعلم النظر في قــول الجــواهر: )وأمــا النقــد والحلــول فالــه في أجد خالفا في اقتضاء اإلطالق إياهما، بل الظاهر عدم اإلذن ل خالفهما حتى مع المصلحة، كــالبيع بــدون ثمن المثــل، فإنــه ال يفهم من اإلطالق إال إرادتهمــا ال جميــع مــا تقضــيه المصــلحة ولــو في غيرهما. نعم هي معتبرة في األفراد المأذون فيها كاختيار األنفع من أفراد النقد، حيث ال يكون هناك غلبة في بعضها على وجــه ينصــرف اإلطالق إليها، فإن انتفيا معا تخير بين أفــراد النقــد، ولعــل منــع بيــع

انتهى. بعض المبيع للمصلحة( فإن العرفية إذا كانت هي الميزان، ألن الوكالة منصبة عليها فال إشـــكال عنـــد العـــرف في أن الوكالـــة تنصـــرف حســـب اقتضـــاء المصلحة، فإن اإلطالق منصب عليها، ســواء في النقــد والحلــول أو في سائر الخصوصيات، فقوله: )حتى مع المصلحة كالبيع بدون ثمن

المثل( محل نظر مقيسا ومقيسا عليه. وقد ســبق أن الــبيع بــدون ثمن المثــل إذا كــان فيــه المصــلحة، وكذلك االشتراء بــأكثر من ثمن المثــل كــذلك هــو مقتضــى اإلطالق المنصب على العرفية، ولذا نجد سيرة الــوكالء من التجــار وغــيرهم أنهم يتصــرفون حســب مــا يرونــه من المصــلحة، وكــذلك نجــد هــذاــوق ــيط الحق ــبة إلى تقس ــرع بالنس ــام الش ــيء في وكالء حك الشــذا ــذلك، وهك ــانت المصــلحة ك ــا إذا ك والمصــالحة عن بعضــها فيم

بالنسبة إلى سائر الشؤون. ــه وكذلك الحال في الطرف الذي يبيع المتاع إليه أو يشــتريه من

أو يزوج

94

Page 95: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الفتاة الموكلة له أو يتزوج زوجة لموكله، وكذلك الحال في بابــو عامــل حســب ــواع المعــامالت، فل اإلجــارة وغيرهــا من ســائر أن المتعارف لكن الموكل لم يرض بذلك مع أن إطالقه كان شامال لــه، لم يكن له الحق في الفسخ أو في عدم إعطــاء أجــرة الوكيــل، نعم إذا لم يكن اإلطالق شامال له كان له الحــق في ذلــك، وقــد تقــدمت

مسألة اختالف قصد وظاهر كالمه. ثم الظاهر أن الوكيل المطلق له الحق أن يجعل الخيار لنفســه أو لطرفه أو لألجنبي، سواء في البيع أو الشراء أو الرهن أو اإلجارةــك ــك مقتضــى اإلطالق، وعلى ذل ــامالت، ألن ذل ــا من المع أو غيرهــوكالء المطلقين ــا، حيث إن ال ــرعة في زمانن ــيرة المتش ــرت س ج للتجار يتصرفون في األموال كما يتصرفون في أموال أنفسهم، نعمــه إذا لم يكن إطالق أو خصص الموكل الخيار بقسم خاص أو ذكر أن

ال يحق له أن يجعل الخيار إطالقا مثال كان ذلك مستثنى. ــذلك ظهــر وجــه النظــر في كالم جماعــة من الفقهــاء، فعن وبــل: المبسوط أنه قال: )فهل يملك الوكيل بإطالق الوكالة الخيار، قي فيه وجهان: أحدهما أنــه يملــك، والثــاني أنــه ال يملــك، والثــالث أنــهــار يملك لنفسه دون المشتري، ألنه ال حظ لموكلــه في شــرط الخي

للمشتري، وهذا أولى(. وعن التحرير إنه أقوى.

وعن التذكرة إنه جزم بأنه ليس له شرط الخيار للبائع إذا وكلــهفي الشراء وأنه ليس له شرطه للمشتري إذا أمره بالبيع.

وفي مفتاح الكرامة: )لو أطلق الوكالة أو قيــدها بــاإلطالق كــأن قال له: أنت وكيل مطلق، فهل له أن يسقط خياره أم ال، وهــل لــهــبيع، ــان وكيال في ال ــتري إن ك ــارا للمش ــه خي ــل على نفس أن يجع وبالعكس، لم أجد من تعرض لحال إسقاطه خياره في الباب، ولعله

لما تقدم لهم في باب الخيار من أنه ليس للوكيل ذلك

95

Page 96: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إال أن يكــون وليــا أو وصــيا أو وكيال في ذلــك أيضــا، وقضــيته أن اإلطالق ال يتناوله، وإن قلنا بتناوله له كان خارجــا عنــه، والمخصــص لــه أنــه ال حــظ فيــه لــه والــواجب عليــه مراعــاة الحــظ والمصــلحة

انتهى. فليلحظ وليتأمل فيه( فإن مــا ذكـروه من األدلـة لفتــاواهم غــير وافيــة للوقـوف أمـام

اإلطالق بعد التعارف الذي قد عرفت. كما أن اإلطالق يقتضي أن يعمل الوكيــل حســب المتعــارف وال يشترط أن تكون المصلحة، بل يمكن أن يقال بأن يلزم أن ال تكونــالوكالء ال يالحظــون ــائعون ك ــك، إذ الب ــارف ذل ــدة، ألن المتع مفس صرف المصــلحة في ذات المعاملــة، وإنمــا يالحظــون األهم والمهم من المصــلحة في ذات المعاملــة أو غيرهــا، وأحيانــا يكــون غــير المصلحة، وأحيانا يكون من المصلحة أن ال يبقى اإلنسان فارغا عن المعاملة ألنه كسر له أو ما أشبه ذلــك، ولعلــه داخــل في المصــلحة

التي ذكروها هنا. كما أنه بالقياس إلى ما ذكروه في تولي الولي ألعمال الصــغير بأن تكون مصلحة أو أن ال تكون مفسدة يفهم المراد من المصــلحة

والمفسدة في كالمهم هنا أيضا، لوحدة السياق في البابين. وحيث قد عرفت أن الالزم مراعاة العرفية في المعامالت، فإذا باع بالخيار ثم حضر من يزيد في الثمن يجب عليه الفسخ أحيانــا إن كانت العرفية تقتضي ذلك، وقد ال يجب عليــه الفســخ فيمــا لم يكن العرف يرون ذلــك، فــإطالق وجــوب الفســخ وإطالق عدمــه كالهمــا

محل نظر. قــال في القواعــد: )ولــو حضــر في مــدة الخيــار، ففي وجــوب

الفسخ إشكال(. وعن التذكرة األقرب أنــه يجب، وعن اإليضــاح إنــه األصــح، ألنـه

يجب عليه مراعاة األصلح. وفي مفتــاح الكرامــة: )بــه جــزم في جــامع المقاصـد والروضــة ومجمــع البرهــان إن تنــاولت وكالتــه لــه، لمكــان اشــتراك تصــرفه

بالغبطة وال غبطة في

96

Page 97: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

عدم الفسخ حينئد، وألن البيع بالزيادة مع تحققهــا واجب وال يتمإال بالفسخ(.

ــبيع وفي التحرير: )إن الوجه أنه ال يجب الفسخ، ولعله لوقوع ال على الوجه المعتــبر، والفســخ حينئــذ تكســب ال يجب على الوكيــل، وأنه قد امتثل ما يجب عليه واألصل براءة ذمته من وجوب الفســخ، فال يصح االستناد إلى الغبطة وال إلى بــاب المقدمــة، ويــدفعهما هنــا أن الواجب على الوكيل البيع بالزيادة مهما أمكنــه ذلــك عــادة وهــو

انتهى. ممكن فيجب عليه فعل ما وجب عليه( ومنه يعلم حال ما إذا كان للطرف الفسخ وكــان الفســخ ضــرراــه للموكل، وكان بإمكان الوكيل أن يتوسط لعدم فسخ الطرف، فإن

قد يجب عليه ذلك وقد ال يجب، حسب العرفية في األمرين.

97

Page 98: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )ولــو بــاع الوكيــل بثمن فــأنكر(:8)مسألة المالك اإلذن في ذلك القدر، كان القول قوله مع يمينه(.

وما ذكره هو مقتضى القاعدة حيث االختالف في األقل واألكثر، فيقــول المالــك: إنمــا وكلتــك في االشــتراء بمائــة، ويقــول الوكيــل: بمائتين، فإن المائة الزائدة الوكيل مـدع فيهـا فعليـه البينـة، وإذا لم

يقمها حلف المالك. ــا إذا ومنه يعلم الحال فيما إذا اختلفا بين الزيادة والنقيصــة، كم قال الموكل: وكلتك في الدار، فقال الوكيــل: بــل الــدار والبســتان، حيث باعهمــا مثال، وهكــذا الحــال بالنســبة إلى اإلجــارة والمضــاربة

وغيرها فيما إذا وكله فيها واختلفا في األقل واألكثر. وال فرق في الــنزاع بين األقــل واألكــثر، أن يكــون نزاعهمــا في الثمن أو األجرة بقــدر المثــل أو األزيــد واألنقص لوحــدة الــدليل في الجميع، وال فرق أيضا بين أن يكون مستند دعواه اإلذن بالخصــوص

أو اإلطالق المنصرف إلى ثمن المثل وأجرة المثل فما فوق مثال. أما ما استدل به غير واحد بأنه اختالف في صــفة الوكالــة الــتي يقبل قوله في أصلها فكذا في صــفتها ألنهــا فعلــه وهــو أعــرف بــه، وألن األصل عدم صــدور التوكيــل على الوجــه الــذي يدعيــه الوكيــل

فغير ظاهر. وإذا اختلفا في شيئين متقابلين كان مقتضى القاعــدة التحــالف، كما إذا قال أحدهما: أنه وكله في الدار، وقال اآلخــر: بــل إنــه وكلــه في البســتان مثال، أو قــال أحــدهما: إنــه وكال في اشــتراء الفــرس، وقال اآلخر: بل وكلتك في اشتراء الشــاة، إلى غــير ذلــك من صــور

التقابل، فإنه من التحالف. ومنه يعلم وجه النظر في ما ذكره الجواهر قائال: )ومن هنا كانــد ــه كالعب الحكم كــذلك في صــورة اختالفهمــا في عين الموكــل في

والفرس، وفي جنس الثمن الموكل

98

Page 99: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على البيع به أو زمانه أو مكانــه، فــإن القــول في الجميــع قــولالموكل ألنه منكر، وليس من التداعي في شيء(.

إذ لم يظهر أنــه لمــاذا ال يكــون من التــداعي، فإنــه مثــل مــا إذا اختلفــا في أن العين المســتأجرة الــدار أو البســتان، وأن المضــاربة وقعت على الــدارهم أو على الــدنانير، وأن المزارعــة وقعت على أرض في النجف أو في كــربالء، وأن المســاقاة وقعت على النخيــل أو على أشجار التفاح، وأن الــزواج وقــع على هنــد أو على زينب، أو أن الزوج زيد أو عمرو، أو أن المطلقة ميســون أو أرينبــة، إلى غــير

ذلك من أمثلة التداعي، والمقام أيضا من ذلك. ومنه يعلم وجه النظر في قول القواعد، حيث قــال: )إذا اختلفــا في صفة التوكيل كأن يدعي الوكالة في بيع العبـد أو الـبيع بـألف أو نسيئة أو شراء عبــد أو بعشــرة، فقــال الموكــل في بيــع الجاريــة أو بألفين أو نقدا أو في شراء جارية أو بخمسة، قدم قول المالــك مــع

انتهى. اليمين( فإنه جمع بين ما يكــون الــنزاع بين األقــل واألكـثر، حيث القــول قــول المقــل، وبينمــا يكــون الــنزاع بين متبــاينين، حيث إن مقتضــى

القاعدة أنه من التداعي. قال في مفتاح الكرامة عند قول العالمة المتقــدم: )هــذه أمثلــة ما إذا اتفقا على أصل العقد واختلفا في الكيفيــات والمقــادير، وقــد

ــذكرة ،(1)صرح بتقديم قول المالك في جملة من هذه األمثلة في الت ، وفي جميعهــا(2)وزاد عليه أمثلة أخر، وفي أربعــة منهــا في التحرير

، وصرح بذلك أعني تقديم قول المالك فيما إذا(3)في جامع المقاصد ادعى أنـــه أذن لـــه في بيعـــه بخمســـة مثال فقـــال بعشـــرة في

،(8) والكفاية(7) ومجمــع البرهــان(6) والمختلف(5) واإلرشاد(4)المبسوط فإذا حلف الموكل بطل البيع واستعاد العين إن كانت باقيــة، ومثلهــا

. (9 )أو قيمتها إن كانت تالفة(.175 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)1.40 ص3األحكام: ج ( تحرير?)2.303 ص8المقاصد: ج ( جامع?)3.389 ص2( المبسوط: ج?)4.419 ص1األذهان: ج ( إرشاد?)5.38 ص6الشيعة: ج ( مختلف?)6.601 ص9والبرهان: ج الفائدة ( مجمع?)7.685 ص1األحكام: ج ( كفاية?)8.364 ـ363 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)9

99

Page 100: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعلى أي حال، فليس الكالم في االختالف في الزيادة والنقيصةعلى ما ذكره

100

Page 101: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الفقهـــاء المـــذكورة أســـماؤهم بكتبهم، كمـــا أن المحقـــق فيالشرائع أيضا عنون المسألة في هذه الصورة.

وإنما الكالم في كون صورة النزاع بين المتباينين كصورة النزاعبين األقل واألكثر؟

ــا ثم إن النزاع في األقل واألكثر إنما يكون الحق مع المالك فيم إذا كــان هــو مــدعي األقــل، أمــا إذا كــان مــدعي األكــثر لمصــلحة، فاألصل مع الوكيل الذي يدعي األقــل، كمــا إذا اختلفــا في أنــه هــل قال له: اشتر هذا الشيء بمائة أو بمائتين، فقال الموكـل: بمـائتين،

وقال الوكيل: بمائة. ــه كما أنه يعلم من ذلك وجه النظر في المحكي عن التذكرة، إن قــال: )إذا اختلــف الخيــاط ومالــك الثــوب، فقــال الخيــاط: أمرتــني بقطعه قباء، وقال المالك: بل قميصا، كان القول قول الخياط، مــع أنهما لو اختلفا في أصــل اإلذن كــان القــول قــول المالــك، والفــرق بينهما بأن المالك هناك يريد إلزام الخياط باألرش، واألصــل عدمــه، وهنا الموكل ال يلــزم الوكيــل غرامــة، وإن لزمــه الثمن فإنمــا لزمــه

.(1 )بحكم إطالق البيع(. (3)انتهى ،(2)ومثله المحكي عن المبسوط

إذ قد ذكرنا في كتاب القضاء أن المهم في المدعي والمنكــر أو المتــداعيين مصــب الــدعوى، ال مــآل الــدعوى، وإال ففي جملــة من المنازعــات تختلــف حــال المصــب والمــآل، فال يمكن أن يقــال بــأن

االعتبار بالمآل ال بالمصب. ومما تقدم يظهر وجه النظر في كل من اإلشكال والجــواب في

كالم مفتاح الكرامة، وإن تبعه الجواهر، حيث قال: )بقي شيئان:

ــل، ــة على الوكي األول: إن كالم الموكــل يرجــع إلى بعض الخيان فيقدم قوله ألمانته، واألصل عدم خيانتــه وعــدم غرامتــه، والجــواب عن ذلك بما تقــدم لنــا في بــاب اإلجــارة فيمــا إذا اختلفــا في قطــع

الثوب قميصا أو قباء بما حاصله من أنه

.75 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)1.383 ص2( المبسوط: ج?)2.364 ص21الكرامة: ج مفتاح والمبسوط، التذكرة عن ( نقله?)3

101

Page 102: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــا إنما يتجه إذا اتفقا على الوكالة، وذلك منتف هنا، ألن اختالفهم في صفة التوكيل يفضي إلى االختالف في أصل التوكيل، فال تكــون وكالته عنه محققة الحصول، فال وجه لتقديم قوله حينئــذ(، إلى آخــر

كالمه. إذ يرد على اإلشكال: أنه ليس الموكل دائما يدعي الخيانة علىــه ال ــدا، فإن الوكيل، فإنه إذا وكله في أن يزوج له امرأة فزوج له هن يسمى خيانة فيما إذا لم يوكله فيها ولم يتصرف في مــال الموكــل،ــائن، ــال: إن الفضــول خ ــل يق ــولي، فه ــون من الفض ــك يك ــل ذل ب باإلضافة إلى أن التــداعي ولـو كـان عقـدا بمـال المالـك أو اشـتراء بماله أو ما أشبه، ليس من خيانة الوكيل عرفــا إال نـادرا، فاإلشـكال

بالخيانة ليس مطلقا حتى يحتاج إلى الجواب. ــة، ــه، فــإن في المقــام أيضــا اتفــاق على الوكال وأمــا في جواب فســواء في قطــع الثــوب قميصــا أو قبــاء، أو في اشــتراء العبــد أو الجارية، كالهما متفقان على أصــل الوكالــة، وإنمــا االختالف في أن مصب الوكالة هذا أو هذا، فال يمكن الفرق بينهمــا بــأن في أحــدهما االختالف في أصل التوكيل، فال اختالف بين المثالين في وجود أصل

التوكيل واالختالف في خصوصياته. ومنه يعلم وجه النظر في قول الجواهر حيث قــال في رد كونــه من التداعي: )إنــه ليس من مســألة التــداعي في شــيء، وإن كــان جواب الموكل: بل وكلتك بكذا، ضرورة عدم كون ذلــك دعــوى منــهــمن عليه، لعدم استحقاقه عليه بذلك شيئا، وإنما المعتبر منه ما تض إنكار دعوى الوكيل(، إذ فيه إن الفــرق بين التــداعي وبين المــدعي والمنكر أنه لو كان أحدهما يدعي مقابــل مــا يدعيــه اآلخــر فهــو من التداعي، وإن كان أحدهما يدعي مــا ليس كــذلك فهــو من المــدعي

والمنكر، فالمسألة من التداعي، فتأمل.

102

Page 103: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع ممزوجا مــع الجــواهر: )ثم بعــد حلــف المالــك تستعاد العين من المشـتري بعــد فــرض اعترافــه بالوكالــة أو حلــف المالك اليمين المردودة منــه إذا ادعى عليــه العلم إن كــانت باقيــة،ــل الشــيخ في المحكي ومثلها أو قيمتها إن كانت تالفة، وقيل والقائــو من نهايته: يلزم الدالل أي الوكيل إتمام ما حلف عليه المالك، وه بعيد مخالف ألصول المــذهب وقواعــده، ومن هنــا حمــل على تعــذر

انتهى. استعادة العين ومساواة القيمة لما ادعاه المالك( وفي مفتــاح الكرامــة: إن المختلــف نقــل الخالف المــذكور عن

،(1)الشيخ في نهايته، لكنا لم نجد ذلك في نسختين من نســخ النهاية لكن ال يخفى أن كالم الشيخ إنما هو فيمــا إذا بــاع الوكيــل بــاألنقص وأنكر الموكل ذلك، بل قال: وكله في البيع بثمن المثل أو بالزيــادة، وإال فلو انعكس بأن كــان المالــك يــدعي أنــه أمــره بــالبيع بــاألنقص والوكيل باع باألزيد لم يكن على الوكيل شيء، فله فســخ المعاملــة

ألنها وقعت فضولية. وقد ذكرنا فيما سبق أنه يمكن أن يدعي المالــك أنــه إنمــا أجــاز بالبيع باألنقص والوكيل باع باألزيد، ألن األزيــد مثال محــل ضــرر على المالك لضريبة حكومية أو ما أشبه، حيث الضرائب التصــاعدية كمــا

نشاهده في بعض البالد اآلن. أما إذا أقام الوكيل البينة على دعواه، أو لم يحلف المالك حيث ال بينة للوكيل وردت الحلف إلى الوكيل، أو لم ترد الحلــف عليــه إذا قلنــا بــأن المنكــر يحكم عليــه بمجــرد النكــول، فــإن المعاملــة تبقى صحيحة، بل وكــذلك إذا لم يكن للوكيــل البينــة، لكن المشــتري هــو الذي أقام البينة على المالك، ألن البينة حجة، سواء أقامهــا الوكيــل

أو المشتري. ــا إذا ــارة، كم ــون الخالف أيضــا في موضــوع اإلج وينبغي أن يك

آجرها

.363 ص21الكرامة: ج مفتاح ( انظر?)1103

Page 104: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الوكيل بمائة فادعى الموكل بأنه لم يأذن لــه في المائــة، وإنمــا في أجرة المثل التي هي مثال مائة وخمسون، أو إنمــا أجــاز لــه في اإلجارة بمائة وخمسـين، وإن كـانت أكـثر من أجــرة المثـل، لوحــدة المالك في المقامين، سواء عند المشهور، أو عنــد الشــيخ، اللهم إال إذا وجد الشيخ على ذلك رواية خاصة على خالف القاعدة فأفتى به بالبيع دون مثل اإلجارة، ألن النهاية كما هو معروف متون الروايات. وعلى أي حال، فمقتضى القاعدة ما ذكره المشــهور في دورانــانيين األمر بين األقل واألكثر وأما إذا كان من دوران األمر بين المتب مثال وتحالفا، فإن مقتضــى القاعــدة البطالن أيضـا، واســتعادة العين

المالك مع وجودها، أو مثلها وقيمتها مع تلفها. أما إذا كانت العين موجودة وقــد زادت، فالظــاهر أن المشــتري شريك في الزيادة، ألن له سعيه، كمــا أنهــا إذا نقصــت فالظــاهر أن على المشــتري األرش إذا كــان النقص بســبب المشــتري، وحيث ذكرنا مسألة التضخم والتنزل، ومسألة الزيادة من ناحيــة والنقيصــة من ناحية أخرى في كتاب الغصــب، والبحث من ذلــك البــاب أيضــا،

وإن لم يكن فيه إثم هنا فال حاجة إلى تكرار الكالم في ذلك. ثم قال الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وإذا كــان قــد تصــادق الوكيــل والمشــتري على الثمن الــذي قــد ادعى الوكيــل اإلذن فيــه، وكان قد دفع الوكيــل إلى المشــتري الســلعة فتلفت في يــده، كــان للموكل الرجوع على أيهما شاء بقيمته يوم التلف، إن كــانت قيميــة لثبوت عدوانهما معا بظاهر الشرع، لكن إن رجــع على المشــتري ال يرجع المشتري على الوكيل إذا لم يكن قد دفع إليه الثمن لتصديقه

له في

104

Page 105: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. اإلذن، وفي أن الموكل ظالم له برجوعه عليه( لكن قـد عــرفت في كتـاب الغصــب أن مقتضـى القاعـدة كـون القيمــة يــوم الرجــوع ال يــوم التلــف، ألن الشــيء بتلفــه يــدخل في الذمة، فالمالك إنما يطلب عين الشيء ال قيمته، سواء كان مثليا أو

قيميا. قال في المسالك: )ثم إما أن تكون العين باقيــة أو تالفــة، فــإن كانت باقيــة وثبت قــول الموكـل بالنسـبة إلى المشـتري اسـترجعها ورجع المشتري بالثمن إن كان دفعه ولم يصدق الوكيل في دعواه، وإال رجع بأقل األمرين من الثمن وقيمــة المــبيع، ألن الثمن إن كــان أقل فليس في يد الوكيل من مال الموكل الذي هو ظالم للمشتري بزعمــه ســواه فيأخــذ قصاصــا، وإن كــان أكــثر لم يرجــع بأزيــد من القيمــة ألنــه المظلــوم فيهــا بزعمــه، ويبقى الزائــد في يــد الوكيــل

مجهول المالك(. لكن الظاهر عدم تمامية القطعــة األخــيرة من قــول المســالك، لمــا ذكــره الجــواهر بقولــه: )قلت: هــو للموكــل في الواقــع بــزعم الوكيل فيجب عليه أن يتوصل إلى إيصاله إليه، بــل قــد ينــاقش في استحقاق رجوعه على الوكيل بعد فرض اعترافــه بأنــه للموكــل في الواقع، واستحقاق المقاصة في مالــه ال يــوجب اســتحقاقا على من في يده مال من ظلمه، اللهم إال أن يدعي في المقام أن مــا أخــذه المالك منه صار عوضا عنه ولو شرعا، أو يقال بوجوب التمكين منه على الوكيل لعدم الضرر عليه من المالك الظالم بعد اعترافــه بأنــه

انتهى. ليس له( وهو كما ذكره في أول فرعيه، فإن المالـك إنمــا اسـترجع بعض حقه باسترجاعه العين، وبعض حقـه اآلخـر هـو الزائـد الـذي في يـد

الوكيل فعليه أن يرجعه إليه. أما فرعه الثاني بالمناقشة في اســتحقاق رجوعــه على الوكيــل

فال يخفى ما فيه

105

Page 106: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولذا كان من األفضل تركه ال ذكره واستثناء اللهم عنه، إذ كيــف يجمع الموكل بين البدل والمبدل، فإذا استرجع الموكــل عينــه رجــع

المشتري على الوكيل بالمال الذي كان ثمنا. ومنه يظهر وجه النظر في القطعة الثانيــة في قــول المســالك، حيث جعل الزائد في يد الوكيــل مجهـول المالـك، قــال بعـد عبارتــه السابقة: )وإن كــانت تالفــة فحكمــه مــا ذكــره المصــنف من تخيــير الموكل في الرجوع على أيهما شاء، أما المشتري فلتلــف مالــه في يده، وأما الوكيل فلعدوانه ظاهرا، فإن رجع على المشتري بالقيمة، وكان مصدقا للوكيل فيمــا يدعيــه لم يرجــع المشــتري على الوكيــل بتصديقه له في صحة البيع، وزعمــه أن الموكــل ظــالم في رجوعــه عليه فال يرجع على غــير ظالمــه، هــذا إذا لم يكن قــد قبض الوكيــل الثمن منه، وإال لم يتوجه عدم الرجوع عليه، ألن الوكيــل ال يســتحق الثمن والموكل ال يدعيه لعدم تعينه ثمنــا لــه، وقــد اغــرم المشــتري عوض المال فيرجع على الوكيل بما دفعه إليــه، لكن إن كــان بقــدر القيمة أو أقل فــالرجوع بــه ظــاهر، وإال رجــع بقــدر مــا غــرم ويبقى

انتهى. الباقي في يد الوكيل مجهول المالك(ــد على ــل الزائ فإنه قد عرفت، أن مقتضى القاعدة إرجاع الوكي

الموكل. ثم قال المسالك: )وإن لم يكن المشتري مصــدقا على الوكالــة

انتهى. رجع على الوكيل بما غرمه أجمع لغروره( والظاهر أن قوله: )لغروره( عائد إلى الزائد الذي جعل مجهــول المالــك، ال إلى القيمــة، فال يــرد عليــه إشــكال الجــواهر حيث قــال: )قلت: قد وقع له نحو هذه العبارة، بل أصرح منها في كتــاب الــبيع، وال ريب في فســاد ظاهرهــا كمــا تقــدم في محلــه، وأن المتجــه لــه

الرجوع بجميع ما غرمه عوض المنافع ونحوها مما هو

106

Page 107: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ليس من قيمة العين ولم يحصـل لـه نفـع في مقابلهـا، بـل وإنانتهى. حصل(

ــه نعم يصح رجوع المشتري على الوكيل بالمنافع التي أخذها منالمالك، والمنافع التي فاتته أيضا، كما ذكره الجواهر.

ثم يــرد على المســالك، حيث قــال بعــد ذلــك: )ولــو كــان الثمنانتهى. أزيد، وقد دفعه إلى الوكيل رجع به لفساد البيع ظاهرا(

إذ ال ظهـور لفسـاد الـبيع عنــد المشـتري الـذي لم يكن مصـدقاعلى الوكالة، بل المشتري يرى البيع صحيحا.

ثم قــال المســالك: )وإن رجــع على الوكيــل رجــع الوكيــل علىــو المشتري باألقل من ثمنه وما اغترمه، ألن الثمن إن كان أقــل فه يزعم أن الموكل ال يستحق سواه وأنه ظالم يأخذ الزائد عن القيمةــرم ــل فلم يغ ــة أق ــانت القيم ــه على المشــتري، وإن ك ــع ب فال يرجــد مجهــول المالــك ظــاهرا، ألن الموكــل ال ســواها، لكن يبقى الزائ يستحقه بزعمه وموافقة الظاهر له، والوكيل قــد خــرج عن الوكالــة بإنكار الموكل، فليس له قبضه فينزعه الحاكم ويتوصل إلى تحصيل

انتهى. مالكه( وفيه نظر واضح، إذ الوكيل يدعي أنه وكيل وأن الموكــل ظلمــه بإنكاره الوكالة فكل المال للموكل، وحيث استرجع بعض ماله فإنما على الوكيــل أن يعطيــه بعض مالــه اآلخــر، ولــذا قــال الجــواهر: وال يخفى عليك ما فيه بعد اإلحاطة بما ذكرنا، بل الظاهر عــدم تســلط الحاكم على انتزاعه منه بعد علم مالكه بزعمه فيجب عليه التوصل

إلى إيصاله إليه. ثم قال المسالك: )وأعلم أن مقتضى الســياق كــون الوكيــل لم يقبض الثمن بعد، وإن كان أول الكالم أعم، وحينئذ فيرجع كل واحد من الوكيل والمشتري على اآلخر بأقل األمرين مع تصادقهما ويبقى

الزائد مجهول المالك، ولو فرض

107

Page 108: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

القبض كانت الزيــادة في يــد الوكيــل أيضــا مجهولــة إن اتفقت(انتهى، وفيه ما تقدم.

ومنه يعلم وجه النظر في كالم الجواهر حيث قال: )لكن ال ريب في اشتغال ذمــة المشــتري في الظــاهر بقيمــة العين، وإن لم يكن للوكيل المطالبة بها، بــل ليس لــه قبضــها في الظــاهر لعــدم كونهــا للمالك الذي غرمــه بزعمــه، فقــد يقــال: إنهــا من مجهــول المالــك، ولكن فيه إنها محكــوم بهـا للموكـل في الظـاهر، وإن كـان ال يجـوز دفعها بعد أن غرم الوكيل، إذ ال يجتمع له قيمتان لماله، ومن هنا قد يقال: إنها تدس في مال الوكيل عوض ما غرمــه عــبر الظـالم، لكن

انتهى. لم أجد تحريرا لذلك في كلمات األصحاب(ــل ــان للوكي إذ مقتضى القاعدة أن المالك لما أخذ من الوكيل ك أن يرجع إلى المشتري، ألن المشتري قــد أتلــف مــال الغــير فعليــهــك، وإن أخــذه ــك إن أراده المال ــدل يعطى للمال ــه، والب إعطــاء بدل المالك من غيره أعطاه لذلك الغير، وكيال كان أو غير وكيل، كما إذا أتلف زيد بن عمرو مال بكر فرجع بكر إلى زيد بن خالــد وأخــذ منــه المــال، فــإن زيــد بن عمــرو لمــا لم يــدفع المــال إلى بكــر يجب أن

يدفعه إلى من أخذ منه، وال مجهول مالك في المقام إطالقا. ثم لو وكله في نكاح زوجة له أو طالقها، وبعد النكــاح أو الطالق أنكــر الموكــل الوكالــة، ففي النكــاح حيث تعلم المــرأة أنهــا زوجــةــه ولي ــه، ألن للموكــل ترجــع إلى الحــاكم الشــرعي ألن يطلقهــا من الممتنع بعد أن كان المعقود له ينكر أنها زوجته فال يستعد لطالقهــا،

وال مجال للفسخ أو التقاص في المقام كما في الماليات. وفي الطالق إذا أراد الـــزوج مباشـــرتها وليس بـــرجعي راجعت

الحاكم؟ فإن لم يمكنها اإلثبات كانت بينها وبين الله غير زوجــة، فلهــا أن تتزوج وال نفقــة لهــا، إلى غيرهــا من أحكــام األجــانب، لكن إذا كــان

يواقعها ال حق لها في النكاح إن كان

108

Page 109: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المطلق ال يعلم بطالقها، ألنه نكاح شــبهة ونكــاح الشــبهة عليهــا عدة، نعم إذا كان المطلــق يعلم بــالطالق كــان بمواقعتــه لهــا زانيــا

وكان لها الزواج. ولها أخذ النفقة إلباحته لها للنفقة، أو ألن الرجل بحيلوليتــه دون زواجها يكون ضارا فعليه دفع الضرر والنفقة في قبال نفقــة الــزوج

التي تريد الزواج منه وتنفق عليه. وفي المقــام فــروع كثــيرة مرتبطــة ببــاب االختالف بين الرجــل

والمرأة في أنها زوجة أو ال، أو أنه زوج لها أو ال. ومما تقدم يعــرف حــال مــا إذا وكلت رجال في زواجهــا بإنســان

وبعد الزواج أنكرت الوكالة.

109

Page 110: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــبيع(:9)مســألة ــة في ال ــال في الشــرائع: )وإطالق الوكال قيقتضي تسليم المبيع ألنه من واجباته(.

وفي الجــواهر: )باعتبــار اقتضــائه إزالــة ملــك البــائع عن المــبيعــه وإدخاله في ملك المشتري، ويجب على مدخل الملك التسليم ألن من حقوقــه، ولكن ال يســلمه حــتى يقبض الثمن من لــه قبضــه من المالك أو مأذونه رعاية لمصلحة المالك، فلو سلم المبيع حينئذ قبله فتعذر أخذه من المشـتري ضـمن لتضــييعه إيــاه بالتسـليم، كــذا في

انتهى. المسالك، بل وجامع المقاصد( قال في مفتاح الكرامة عنــد قــول العالمــة: والتوكيــل في الــبيع يقتضي تسليم المــبيع إلى المشــتري، قــد صــرح بــه في المبســوط

والشرائع والتذكرة والتحرير وجامع المقاصد والمفاتيح. ــد وفي اإلرشاد: إنه ال يملك تسليم المبيع قبل توفيته الثمن، وق وافقــه على ذلــك الشــارحان وولــده في شــرحه وموالنــا المقــدس األردبيلي وصاحب المسالك، وقد قيد ذلك ـ أي تسليم المبيع ـــ بمــا إذا كان بعد أداء الثمن إلى الموكل أو وكيلــه المــأذون في ذلــك في

التحرير والتذكرة في مسائل كثيرة. وقد نسب في جامع المقاصد منع الوكيل من تسليم المــبيع أوال إلى إطالق األصــحاب، ونحــوه مــا في غايــة المــراد، حيث قــال: )حكموا(، قال: ووجــه في جــامع البرهــان كالم اإلرشــاد بــالمنع عن التسليم بأن تسليم المبيع ليس بداخل في مفهوم الــبيع، وليس هــو شرط في ذلك فال يملكه الوكيل، ثم أضاف بــأن كونــه للمشــتري ال يقضي بوجوب التسليم إليه حاال، ألن للمالـك لـو باعــه بنفسـه حـقــوب ــا: بوج ــو قلن ــل، نعم ل ــذا الوكي ــتى يقبض الثمن، فك الحبس ح

التسليم

110

Page 111: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

عن البــائع أوال تم لهم ذلـك، لكن قـد تقـدم في محلـه أنــه غـيرانتهى. واجب، وأن األصح أنهما يتقابضان(

ــاع العرفيــة في التســليم أو عــدم أقــول: مقتضــى القاعــدة اتب التسليم، فإن كان العرف يرون من الوكالة التسليم سلمه، وإال فال،ــا ثم تعــذر أخــذ الثمن من ــه فــإذا ســلمه فيمــا إذا كــان عرفي وعلي المشتري لم يضمن، ألنه فعل حسب العرف، فما تقدم من أنــه لــو سلم المبيع حينئذ قبله فتعــذر أخــذه من المشــتري ضــمن لتضــييعه

إياه بالتسليم، أخص من المدعى. نعم إذا سلم المشتري الثمن إلى الوكيل أو إلى الموكل أو إلىــل ــه األخــذ، وجب على الوكي ــل آخــر من وكالء الموكــل ممن ل وكي تسليم المــبيع، ولــذا قــال في محكي التــذكرة: )إذا دفــع المشــتري الثمن إلى الموكــل أو إلى الوكيــل المــأذون لــه أو إلى المطلــق إذا جوزنا له قبض الثمن فالوكيل يسلم المبيع، سواء أذن له الموكل أو ال أو منعه، ألن المشتري إذا دفع الثمن صار قبض المــبيع مســتحقا، وللمشتري اإلنفراد بأخذه، فـإن أخـذه المشـتري فـذلك وإن سـلمه المشــتري فــاألمر محمــول على أخــذ المشــتري وال حكم للتســليم(

انتهى. ثم إنا قد ذكرنا في محله أن الالزم التقابض، وال دليــل على أنــه يسلم أحدهما المال قبل اآلخر، سواء كانا عينين كبيع دار بدكان، أو نقدين كبيع الدرهم بدينار، أو باالختالف كبيع الــدار بالــدرهم، أو بيــع الدرهم بالدار، وال إشكال في تسليم الوكيــل الثمن أو المثمن فيمــا إذا كان البيع بهذا الشرط، وكان ذلك داخال في وكالتــه، فإنــه خــارج

عن مقتضى التقابض بالشرط. ومما تقدم يظهر وجه النظر فيما ذكــره الجــواهر أخــيرا بقولــه: )فليس الدليل حينئذ إال دعوى الفهم عرفا، وقد يمنع ذلــك خصوصــا

فيما إذا كان المبيع الذي

111

Page 112: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. وكل عليه في يد الموكل(ــذي إذ الفهم العرفي غير قابل للمنع حتى فيما إذا كان المبيع الــل اإلجــارة ــه يعلم الحــال في مث ــد الموكــل، ومن ــه في ي وكــل علي والرهن وغيرهما، ألن المناط في الجميع كالوكالة الذي يناط بالفهم

العرفي. ولو اختلــف العــرف في الفهم وعــدم الفهم، كــان األصــل عــدمــليم التسليم، كما أنه ال حق للموكل فيما إذا كان ظاهر عبارته التس حســب االرتكــاز العــرفي أن يقــول إني مــا قصــدت ذلــك، وعليــه ال ضمان على الوكيل في التسليم إذا تعذر أخــذ الثمن أو أخــذ المثمن فيما إذا كان وكيال عن المشـتري أو غــير ذلــك من اإلجــارة والــرهن

ونحوها. ــاح ــا تقــدم يعلم وجــه النظــر في الوجــه الــذي ذكــره مفت ومم الكرامة لعدم تسليم الوكيل قبل التسليم، بقوله: )ثم إنه ال مصلحة

في ذلك للموكل، بل هو تفريط(. إذ الكالم في ظاهر الوكالة، فالوكيل كاألصيل، فكما أن لألصيل أن يسلم قبل أن يتسلم، كذلك للوكيــل إذا وكلــه في ذلــك، فوجــود

المصلحة وعدم وجود المصلحة خارج عن محل الكالم. كما أن ممــا تقــدم ظهــر وجــه النظــر في محكي التــذكرة حيث قال: )اتفقوا ـ أي الشافعية ـ على أن الوكيــل بعقــد الصــرف يملـك القبض واإلقباض، ألنه شرط صــحة العقــد، وكــذا في الســلم يقبض وكيل المسلم إليه رأس المال ووكيل المسلم يقبضه إيــاه ال محالــة

. (1)عندهم، وعندي في ذلك نظر، والوجه أنه ال يملك القبض بحال(

.81 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)1112

Page 113: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعن مجمع البرهان قال: )إنا نجد أن مــا قالــه الشــافعية أوجــهلما ذكروه من دليلهم(.

وعن جامع المقاصــد إنــه قــال: )ال فــرق في ذلــك بين الصــرف ، والظاهر أن ما ذكره الشافعية هو الوجــه(1)وغيره خالفا للشافعية(

لمـا عــرفت من العرفيــة المبنيـة على ذلـك، فقــول التــذكرة وتبعـه المحقق الثاني محل إيــراد، أمــا جمــع مفتــاح الكرامــة بين القــولين فغير ظاهر، قال: )قد تقدم في بابه أن المعتبر حصول التقابض في الصرف قبل تفرق المتعاقدين، فمتى كان المتعاقدان وكيلين اعتبر تقابضــهما في المجلس أو تقــابض المــالكين قبــل تفــرق الــوكيلين

انتهى. (2)فيصح كل من القولين بمالحظة هذين التقديرين(ــة على ــانت قرين ــه إذا ك ــكال والخالف في أن نعم ال ينبغي اإلش القبض واإلقباض لم يكن بذلك بأس، وإن سبب ذلك التضــييع، ولــذا قال في القواعد: ولو دلت قرينة على القبض ملكه بأن يــأمره بــبيع ثــوب في ســوق غــائب عن الموكــل في موضــع يضــيع الثمن بــترك

قبض الوكيل له. وجــامع(3)وفي مفتاح الكرامــة: )صــرح بــذلك كلــه في التــذكرة

حيث قال: لو قيــل بالملــك مــع القرينــة(5)، وكذا التحرير(4)المقاصد كان وجهــا، وال معــنى لتأملــه فيــه إن كــان متــأمال، ألن ظــاهر حــال الموكل أنه ال يرضى بتضييع مالــه، وأنــه إنمــا أمــره بــالبيع لتحصــيل

انتهى. (6)ثمنه، وأنه إن ترك يعد في العرف مفرطا مضيعا( وهو كما ذكره السيد العاملي، إذ ال وجــه في التأمــل مــع وجــود القرينة وإعطاء المالك هذه الصالحية للوكيل، ســواء كــان في بــاب الــبيع ثمنــا أو مثمنــا أو بــاب اإلجــارة أو بــاب الــرهن أو بــاب الهبــة

المعوضة أو باب الصلح أو غيرها.ثم إن كان

.231 ص8المقاصد: ج ( جامع?)1.173 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)2.80 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)3.231 ص8المقاصد: ج ( جامع?)4.56 ص3األحكام: ج ( تحرير?)5.174 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)6

113

Page 114: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على الوكيل أن ال يسلم العين إلى المشتري قبــل تســلم الثمنــك، وإمــا بنص ــة لم تشــمل ذل أو مــع تســلم الثمن، إمــا ألن الوكال

. على اليدالموكل عدم التسليم، فسلم فالظاهر الضمان لقاعدة ال ضـــرر والوفي الجـــواهر: )اســـتفادة الضـــمان من قاعـــدة

، ومن فحــوى مــا ورد من ضــمان الــدين لتمكين الهــرب (1)ضــرار للمديون من يد الــديان، ومن تعلــق حــق الرهانــة بقيمــة الــرهن لــوــه من ــو أمين في ــا ه ــط فيم ــة والتفري ــدق الخيان ــف وص ــه متل أتلف

انتهى. المعاوضة على الوجه المزبور وغير ذلك(ــدة اليد ــتدالل بقاع ــد على (2)لكن االس ــه ي ــل ل أولى، ألن الوكي

الشيء فسلم بغير إذن المالك، وذلك يكــون سـببا للضــمان، وعليــه فمقتضى القاعدة أن الضمان هــو ضــمان الثمن فقــط، ســواء كــان أزيد من القيمة أو أقل أو مساويا لها، وسواء حصل زيادة أو نقيصة بالتضخم والتنزل أو بغيرهما، ألن البيع كان صحيحا فالثمن مضمون على الوكيل، لفرض أنه باع باألقل حسب وكالتــه، أو صــار تــنزل أو

تضخم فصار الثمن أكثر أو أقل من القيمة. وعليه فال وجه لضمان القيمة إذ أن الــبيع كــان بالوكالــة، وحيث كان البيع بالوكالــة كــان على الوكيــل أن يســلم العين ويأخــذ الثمن ويعطيه للمالك، فإذا سلم العين بدون أخذ الثمن كان عليه الثمن ال

أكثر من ذلك وال أقل. ومنه يعلم وجه النظر في محكي التذكرة من أنه )لو كان الثمن أكثر لم يكن عليه إال القيمة ألنه لم يقبض الثمن فال يكون مضــمونا

عليه، وإنما يضمن ما فرط

. 2ح الموات إحياء كتاب من12 الباب341 ص17( الوسائل: ج?)1. 12 ح1 الباب504 ص2( المستدرك: ج?)2

114

Page 115: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فيه وهو العين حيث سلمها قبل اإليفاء، ولو كــانت القيمــة أكــثر فإن باعه بعين يحتمل تغابن الناس بمثله فــاألقوى أنــه يغــرم جميــع القيمة حيث فرط فيها، كما لو لم يبع بــل أتلفهــا، وهــو أصــح وجهي

الشافعية. والثاني: إنه يغــرم القيمــة ويحــط عنــه قــدر الغبن لصــحة الــبيع بذلك الثمن، ولو باع بغبن فاحش بإذن الموكل احتمل الوجهان، أما األول فظاهر، وأما الثاني فقياسه أن ال يغــرم إال قــدر الثمن لصــحة البيع به باإلذن، فإن قبض الوكيل الثمن بعد ما غــرم دفعــه للموكــل

انتهى. واسترد ما غرمه( ومن الواضح أن قوله أخيرا: )قياســه أن ال يغــرم إال قــدر الثمن لصحة البيع به بــاإلذن( هــو الــذي ينبغي أن يكــون في جميــع فــروع

المسألة . ومنه يعلم وجه النظر في ما ذكره الجواهر أوال بقوله:

)قلت: قد يناقش في أصل الضمان أوال، وإنما هو مجرد إثم. وثانيا: إنه قال: لو سلم الضمان، فالمتجــه ضــمان القيمــة، وإن كـانت أكــثر من الثمن إذا كـان فيهــا احتمــال رجــوع للمالـك بفسـخ ونحوه وإال فله مقدار ما قبل ثمنه إذا كانت أكثر، وأما ضــمان نفس الثمن فيدفعه أنه ليس وكيال عليــه حــتى يكــون مفرطــا فيــه، وإنمــا ضيع على المالك حق حبس العين الذي يمكن استيفاؤه منــه بوضــع قيمة العين قائمة مقامها مالحظا جبر ضرر المالــك بــالطريق الــذي ذكرناه، وبه يفرق بين ما نحن فيه وبين مــا يــأتي من ضــمان الثمن في الوكيــل على التقــابض باعتبــار صــدق التفريــط عليــه في مــال

انتهى. الموكل الذي هو الثمن( فإنه أوال: لماذا المناقشة في أصل الضمان بعد دليل اليد وغيره

مما تقدم مما ذكره هو )رحمه الله(. وثانيا: إن المتجه هو ضمان الثمن كيف ما كان على ما عــرفت،

فال وجه

115

Page 116: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

لقوله: )فالمتجه ضــمان القيمــة، وإن كــانت أكــثر من الثمن إذا كان فيها احتمال رجوع للمالك بفسخ ونحوه( إذ أي فرق بين رجوع المالك وعدم رجوعه بعد أن البيع كــان صــحيحا، وأن الشــيء الــذي

على الوكيل هو تسلم الثمن وأعطاؤه للمالك.أما احتمال الفسخ بالخيار ففيه:

ـ بعد )النقض( بلزوم إعطاء الوكيل للمالك األقل إذا كان الثمن أكــثر فيمــا كــان للطــرف الخيــار، حيث يحتمــل أن يفســخ الطــرف فيرجع إلى المالك األقل بفرض أن العين أقل من الثمن الذي أخذه

الوكيل ـ )الحل( بأن احتمال الفسخ ال يوجب أن يكــون للمالــك األقــل أو األكثر فيما لم يكن فسخ من المالك أو من طــرف الوكيــل، فــاألمر دائر مدار تحقق الفســخ من أحــدهما، وإال فــالثمن في قبــال العين، ولما كان البيع أو الرهن أو الهبة أو الصلح أو ما أشبه بإجازة المالك حسب الفرض، فقد انتقلت العين منــه إلى الطــرف، وانتقــل الثمنــليم الثمن إلى من الطرف إلى المالك، فالوكيل إنما هو مكلف بتس

المالك ال أكثر من ذلك وال أقل. نعم إذا فســخ الطــرف ولم يســلم ال العين وال الثمن كــان على الوكيل تسليم قيمة العين إلى المالك، ألن مقتضى الفسخ أن ترجع العين إلى المالك، فلما فرط الوكيل في العين كان عليــه أن يســلمــل أو ــثر من الثمن أو أق ــانت أك ــك، ســواء ك ــة العين إلى المال قيمــة إلى ــا أو مثال أو قيم ــلمها عين ــه أن يس ــإن علي ــاويا للثمن، ف مس

المالك. والظاهر أنــه كــذلك إذا فســخ المالــك ولم يتمكن من اســترجاع العين، ألن العين في ذمـــة الوكيـــل الـــذي ســـلمها بـــدون إذن من المالـــك، فـــإذا فســـخ ارتجـــع المالـــك العين، فـــإذا لم يتمكن من استرجاعها كان على الوكيل أن يسلم البــدل مثال أو قيمــة من غــير

فرق بين زيادة الثمن عن القيمة وعدمها.

116

Page 117: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم إذا تسلم المشتري العين بــدون تفريــط من الوكيــل لم يكن على الوكيــــل شــــيء، ألنــــه أمين، وليس على األمين إال اليمين، والظاهر أن الشيء الذي عليه للمالك هو الثمن أيضا زائدا أو ناقصا عن القيمـــة أو مســـاويا لهـــا ال العين، ألن العين دخلت في ملكـــه، والملــك ال تشــترط بالتقــابض، أمــا إذا ســلم الموكــل العين إلى المشتري فال شيء على الوكيل إطالقا، بل ال يبعد أن يكــون الحــال كذلك إذا سلم األجنــبي العين إلى المشــتري، فإنــه يضــمن الثمن ال

قيمة العين ألنه فوت على المالك الثمن وإنما العين للمشتري. ومنه يظهر وجه النظر في قول الجواهر حيث قال: )ولعله ممــا ذكرناه أخيرا دليال للمطلوب ينقــدح اختصــاص الضــمان على الوجــه الذي ذكرنــا بالوكيـل دون األجنــبي، نعم يتجــه ذلـك لـو كـان مــدرك

انتهى. المسألة تضييع حق الحبس من غير فرق بين الوكيل وغيره(ــل العين إلى المشــتري من دون إذن ــه إذا ســلم الوكي ــذا كل ه المالك اعتباطا، أما إذا ســلمها إليــه حســب إذن شــرعي ألنــه أمين وخاف عليها التلف، وإنما كان التسليم للمشتري يحفظها عن التلف مما كــان مــأمورا عن قبــل الشــرع بالتســليم إليــه، فال شــيء عليــه إطالقــا، إذ األمــر الشــرعي كــاإلذن المــالكي في أن كليهمــا يــوجب

فراغ الذمة. ثم إن الشرائع قال: )وكــذا إطالق الوكالــة في الشــراء يقتضــي اإلذن في تسليم الثمن، لكن ال يقتضــي اإلذن في الــبيع قبض الثمن

انتهى. ألنه قد ال يؤمن على القبض( وهو كما ذكــره، فيلــزم أن يســتفاد قبض الثمن إمــا من العــرفــذا قــال في في إطالق الوكالة في الشراء، وإما من دليل خاص، ول

الجواهر: )إذا قامت

117

Page 118: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قرائن حاليــة ومقاليــة على ذلــك اتبــع مقتضــاها حينئــذ، بــل هــو ضــامن للثمن والمــبيع إذا لم يقبضــها فتلفــا على البــائع والمشــتري بتفريطه، وظاهرهم هنا بنفس الثمن ال قيمــة المــدفوع، ولعلــه لمــا عرفت من صدق كونه مفرطا ومضيعا وخائنا فيما هــو موكــل فيــه(

انتهى. ــة إلى وحيث قد عرفت تفصيل الكالم في الفرع األول، فال حاج

إعادته.

118

Page 119: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )وللوكيل أن يرد بالعيب، ألنه(:10)مسألة من مصلحة العقد مع حضور الموكل وغيبته، ولــو منعــه الموكــل لم

يكن له مخالفته(. وفي القواعد: )ولو أمره بشراء ســلعة معينــة فاشــتراها فظهــر فيها عيب، فاألقرب أن للوكيل الــرد بــالعيب(، وكــأن القواعــد رجــع

من اإلشكال إلى الفتوى، ألنه قد تقدم اإلشكال منه في ذلك. وال يخفى أنه يظهر من كالم الشـرائع وغـيره أنـه إنمـا لـه الـرد بــالعيب إذا كــان من مصــلحة العقــد، فأمــا إذا لم يكن من مصــلحة العقد لم يجز الرد إال إذا كان وكيال في مثل ذلك أيضا، مثال اشــترىــة ــار نفس المعيب بمائ ــتى ص ــخم ح ــار التض ــة ثم ص المعيب بمائ وخمسين مثال بحيث لو رده بالعيب كان للمالك المائــة فقــط، بينمــا

إذا أبقاه كان للمالك المائة والخمسون، فإنه ال مصلحة في الرد. ــكال في كالم ــه اإلش ــر وج ــاه ظه ــا ذكرن ــال، فبم وعلى أي ح المسالك حيث قال: )ألن الموكــل قــد أقامــه مقــام نفسـه في هــذاــنزل إال على العقد، والرد بالعيب من لوازمه، وألن التوكيل لما لم ي شــراء الصــحيح، فــإذا ظهــر العيب كــان لــه الــرد وشــراء الصــحيح، ويشكل األول: بأنه إنما أقامه مقام نفسه في العقد ال في اللــوازم، إذ من جملتها القبض واإلقالة وغيرهما، وليس له مباشرتها إجماعــا، والثاني: بأن مقتضاه وقــوف العقــد على اإلجــازة كمــا مــر ال ثبــوت

انتهى. الرد(ــال ــة ألمث ــوكيالت المتعارف ــه، إذ الكالم في الت ــا في وال يخفى م التجار حيث يوكلون لهم وكالء سواء في بالد بعيــدة أو قريبــة أو في مكانهم، فإن الظاهر قيامه مقامــه في هــذه األمــور، ولــذا قــال في الجواهر: )إن كالم المسالك الذي تبع فيه لجامع المقاصد ال محصل له بعد فرض الفهم عرفا، وتناول دليل الرد لــه شــرعا، بــل الظــاهر

ثبوت ذلك أيضا في الوكالة على شراء عين بخصوصها ما لم

119

Page 120: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يظهر من المالك إرادته على كل حــال، وإن استشــكل فيــه فيانتهى. القواعد(

ــاني، كما أن التذكرة ذكر ما ينافي كالم المســالك في دليلــه الث حيث قال في محكي كالمــه: )بأنــه إنمــا يلزمــه شــراء الصــحيح في الظــاهر، وليس مكلفــا بالســالمة في البــاطن، ألن ذلــك ال يمكن الوقوف عليه، فال يجــوز تكليفــه بــه، ويعجــز عن التحــرز عن شــراء

انتهى. معيب ال يظهر عليه فيقع الشراء للموكل( لكن الظاهر أن المســالك إنمــا أراد بكالمــه الســابق مــالم يكن هناك قرينة حالية أو مقالية على أن الوكيل مفوض في شؤون البيع كافة، ألنـه قـال في أخـير كالمــه: )ويمكن اسـتفادة جـواز الـرد من القرائن الخارجيــة ال من نفس الصــيغة(، وعلى هــذا فال اختالف في

المسألة بينه وبين الجواهر وغيره. أما لو منعــه الموكــل عن الــرد فال شــك في بطالن رده بــالنهي المذكور، كما في المسالك، ألنه إبطال للوكالة فيما تضــمنه وعــزل

له فيه، وإذا جاز عزله عن الوكالة فعن بعض مقتضياتها أولى.ــنى النهي وفي حكم الرضا إظهاره الرضا بالمعيب، فإنه في مع عن الرد، ثم قــال في المســالك: )وأراد المحقــق بــذلك الفــرق بين الوكيل وعامل المضاربة، حيث إنه قد سلف أنه ليس للمالــك منعــه من الرد بالعيب وإن رضي به مع كــون العامــل في معــنى الوكيــل،ــا في الموكــل واشــتراكه في العامــل( والفــارق انحصــار الحــق هن

انتهى. لكن الفرق المذكور غير ظاهر، إذ االشتراك يلزم ســقوط الــرد بالنسبة إلى حصة الشريك ال بالنســبة إلى حصــة المالــك، فال يمكن

التعليل بذلك. وعلى أي حال، فإذا لم يأخذ الوكيل بالخيار هــل للموكــل األخــذ بالخيار، الجواب نعم، إذا كان للموكل الخيار أيضا، ومنه يعلم أنه إذا رأى الموكل السلعة ولم يرهــا الوكيــل وإنمــا اشــتراها بالوصــف لم

يكن للموكل األخذ بخيار

120

Page 121: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الرؤية بخالف الوكيل، أما إذا رآها الوكيل ولم يرهــا الموكــل لم يكن للموكــل األخــذ بخيــار الرؤيــة ألنــه إذا عمــل الوكيــل بمقتضــىــو لم يأخــذ الوكالة مما ال خيار فيه ال خيار أصال ال له وال للموكل، ول الوكيل بالخيار وال خيار للموكل وكان عدم أخذ الوكيل بالخيار ضررا على الموكل، أو كان أخذه بالخيار ضررا على الموكل، فالظــاهر أن

الوكيل يتحمل الضرر كما تقدم. أما إذا كان للموكل أيضا الخيار لم يتحمل الوكيــل الضــرر، ألنــه لم يوجب ضرر الموكل، وإنما أضر الموكــل نفسـه، نعم إذا لم يعلم الموكل بخياره أو نحــو ذلــك ولم يأخــذه الوكيــل كــان الوكيــل ســببا

للضرر. وإذا كان الوكيل عاما وكان للموكل الخيــار في معاملــة عاملهــا الموكل كان للوكيل األخذ بالخيار، أما إذا لم يأخذ الوكيــل ممــا ضــر الموكل ولم يعلم الموكل بأن له الخيار فهل يتحمل الوكيل الضــرر،ــمله احتماالن، وإن كان الظاهر العدم، ألنه ال يعد ضارا عرفا فال يش

الدليل. ولو منع الموكل الوكيــل عن األخــذ بالخيــار، أو من عــدم األخــذ

بالخيار، فخالف فالكالم هنا في أمرين: )األول(: في أنه هل تصح مخالفته من جهة أنه ليس بوكيــل في

صورة منعه عن األخذ، فهو كأخذ األجنبي بالخيار، حيث ال أثر له. )الثاني(: في أنه لو خالف وضـر الموكـل، كمـا إذا أمـره باألخـذ بالخيار، حيث للوكيل األخــذ الخيــار وحــده دون الموكــل، فلم يأخــذ،

فهل يضمن الوكيل ألنه سبب الضرر عرفا؟ الظاهر أنه إذا أمره باألخذ فلم يأخذ وكان ضررا تحمــل الوكيــل الضرر لما تقدم، نعم ال تجب اإلطاعة شرعا، أما إذا نهاه عن األخــذ

فأخذ لم يبعد بطالن أخذه

121

Page 122: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

لسقوط وكالته بالنهي، اللهم إال إذا قيــل بــأن النهي يجتمــع مــعبقاء الوكالة.

ثم لو كان الخيار للوكيل وحــده وطلب منــه الموكــل األخــذ فلم يفعل، فهل للحاكم الشرعي أن ينوب عنه ألنه ولي الممتنع، أو هــل لنفس الموكل األخذ ألنه حقه بــاآلخرة وهــو أولى من الحــاكم حيثــال ــاالن، واالحتم ــاكم، احتم ــل دون الح ــع إلى الموك إن الحــق يرج

الثالث هو عدم حق أحدهما، لكن األقرب هو األول.ــه، حيث إن ــا أن يكــون من حــق نفس الموكــل فال وجــه ل وأم رجوع الحق باآلخرة إليه ال يجعــل لــه حــق الخيــار لعــدم التالزم بين األمــرين، فهــو مثــل مــا إذا كــان المتــولي على الوقــف الــذي ريعــهــار، فلم للفقراء له الحق فيما يعود إلى الفقراء إذا أخذ بالحق بالخي يأخذ المتولي بالخيار فإنه ال حق للفقراء باألخذ بالخيار لعدم الدليل

عليه واألصل العدم، وكذلك المقام. وفي مسألة المتولي ال يبعد أيضا أن يكــون للحــاكم الحــق ألنــه

ولي الممتنع. قال في الجواهر: )لو اســتمهله البــائع حــتى يحضــر الموكــل لم يلزم إجابته مع فرض عدم مصلحة في ذلك، فإن ادعى البــائع رضــاــو رده الموكل وأنه يعلم الوكيل بذلك اســتحلفه على نفي العلم، ول فحضر الموكل وادعى الرضا على وجه يقتضــي ســقوط خيــار الــرد وصـدقه البــائع انكشـف حينئــذ بطالن رد الوكيــل، لكن في التــذكرة والقواعد وجامع المقاصــد بطــل الــرد إن قلنــا بــالعزل وإن لم يعلم الوكيل، بل في األخير زيادة: أمــا على القــول بأنــه ال ينعــزل مــا لم يعلم العزل وهو األصــح، فــإن الــرد مــاض وال أثــر لرضــى الموكــل، وفيه: إنه ال وجــه لبنــاء ذلــك على المســألة المزبــورة، بــل الظــاهر انكشاف بطالن الرد على كل حال، ضــرورة انتفــاء متعلــق الوكالــة مع فرض سبق إسقاط المالك الخيــار قبــل رد الوكيــل بــه كمــا هــو

انتهى. واضح بأدنى تأمل(

122

Page 123: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومقتضى القاعدة هو ما ذكـره العالمـة وجـامع المقاصـد، إذ مــا دل على أنه ما لم يعلم الوكيل بالعزل ينفذ أمره شامل لكل األمور المرتبطة بالوكالة، ال خاص بمثل البيع والشراء ونحوهما، فهــو جــار في مثل الرد واإلقالة والطالق واإلبراء والعتق وغيرهــا، اللهم إال أن يقال: إن الروايات ال تشمل مثل ذلك فيما إذا خرج متعلــق الوكالــة عن قابليــة الوكالــة، فهــو كمــا إذا بــاع الموكــل داره قبيــل أن يــبيع الوكيل، أو ما إذا أعتق الموكــل عبــده قبــل أن يبيعــه الوكيــل ونحــو ذلك ففرق بين بقاء المتعلق حيث عمــل الوكيــل نافــذ، وبين ذهــاب

المتعلق حيث ال ينفذ بعده عمل الوكيل. وعليه فما ذكــره الجــواهر هــو مقتضــى القاعــدة، وإن كــان في كيفية استدالله عليه نظر، كقوله: )إن مــا ذكــره هــو مقتضــى قيــام الوكيل مقام المالك، وكونــه نائبــا منابــه وفرعــا من فروعــه، وليس في شيء ما يقتضي فسخ تصرف الموكــل بوقــوع تصــرف الوكيــل

انتهى. بعده(ــه يعلم أن فإن الالزم االستدالل له بما ذكرناه ال بما ذكــره، ومن مقتضى القاعدة أيضا هو ما ذكره الجواهر ردا للقواعــد قــال: )كمــا أن ما في القواعد أيضــا من أنــه لــو رضــي الوكيــل بــالعيب فحضــر الموكل وأراد الرد له ذلك(، ال يخلو من نظر أيضا ضــرورة أن فعلــه

الموافق للمصلحة ماض على الموكل. وفي القواعد: )إنه لو قال له: بع باأللف درهم، فباع بألف دينار،ــر وجــامع ــاح الكرامــة عن التحري ــه مفت وقــف على اإلجــازة(، ونقل

المقاصد. وعن التذكرة: إنه إذا أذن لــه في الــبيع بمائــة درهم، فلــو باعــه بمائة دينار أو بمائة ثوب أو بمائــة دينــار وعشــرين درهمــا أو بمهمــا كان غير معين له لم يصح، ألن المأتي به غير المأمور بتحصــيله، وال

هو مشتمل على تحصيل ما أمر بتحصيله،

123

Page 124: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم احتمل قويا جواز البيع بذلك ونحــوه، إال أن يكــون لــه غــرض صحيح في التخصيص بالدراهم الستفادة اإلذن في ذلك عرفــا، فــإن من رضي بدرهم رضي مكانه بدينار فجرى مجرى ما إذا باعه بمائة درهم ودينار، ومنع أوال بيعه بالثياب ألنها من غير الجنس، ثم احتملــه: اشــتره مع الزيادة الجواز، ثم ذكر في وكيل الشراء أنه لو قال ل بمائة دينار فاشتراه بمائة درهم فالحكم فيه كــالحكم فيمــا لــو قــال له: بعه بمائة درهم، فباعــه بمائــة دينــار، ثم قــال: األقــرب الجــواز(

انتهى. ومقتضى القاعدة ما ذكروه، إال إذا كان هنالك ارتكــاز بــأن كــان اللفظ قالبــا لألعم من المعــنى واالرتكــاز، كمــا ذكــروه في الوقــف، ولــذا ذكــر الفقهــاء قصــة عــروة البــارقي في الفضــولي، وإن كــانــا ــولية، لم ــة ال من الفض ــون هي من الوكال ــهم أن تك ــل بعض احتم ذكرناه من االرتكاز، وعلى هذا فال يفــرق أن يكــون األمــر على غــير الجنس أو الجنس، فإنــه إذا كــان ارتكــاز صــح كال األمــرين، وإذا لم

يكن ارتكاز لم يصح كال األمرين. ــه في وعلى هذا، فعلى عدم االرتكاز المشمول للوكالة، إذا وكل االشتراء بمائة فاشترى بثمانين، أو وكله في البيع بمائة فباعه بمائة وعشرين، احتاج إلى اإلجازة، وكذلك إذا أمره باشتراء شــاة بــدينار، فاشترى شاتين بدينار، فإن مجرد النفع على الموكل ال يوجب صحة

العمل إذا لم تكن إجازة أو وكالة من قبل. ومنه يعلم حــال مــا إذا أعطــاه ســلعتين، وقــال: بعهمــا صــفقة، فباعهما صفقتين، أو قال: بعهما لزيد، فباعهما لعمــرو، أو قــال لــه: اشتر سلعتين، فاشترى إحداهما، فإن األمر بحاجة إلى اإلجــازة في

صورة عدم االرتكاز.

124

Page 125: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وفي األمثلــة المتقدمــة لـو شــك في وجــود االرتكــاز المشـمول لظــاهر الــدليل، كــان األصــل عدمــه، ألنــه تصــرف في مــال الغــير،ــة ســابقة، أو إجــازة الحقــة، وإال فمقتضــى فــالالزم أن تكــون وكال

القاعدة عدم الصحة.ــالح، وكذا حال ما إذا قال: اشتر أو بع، فاستوهب أو وهب أو ص وإن كان هبــة معوضــة أو صــلحا بمثــل مــا قالــه الموكــل من الثمن

ونحوه. ولو كان ظاهر وكالته شمول االرتكاز، وقال: لم أرده، فالظــاهر

أن عمل الوكيل على مقتضى الظاهر نافذ.

125

Page 126: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )فيما ال تصح فيه النيابــة ومــا(:11)مسألة تصح فيه(.

وفي الجواهر: )المهم في ذلك تحرير أصل يرجع إليه في محال الشك، وقد يستفاد من التأمل في كالم األصــحاب أن األصــل جــواز الوكالة في كل شيء، كما يومي إلى ذلك ذكر الدليل فيمــا ال تصــح فيه من النص على اعتبار المباشرة ونحوهــا ممــا يمنــع من الوكالــةــرة دون ما صحت فيه، ولعل مرجع ذلك إلى دعوى اشتراط المباش

. (1)ونحوها مما يمنع الوكالة واألصل عدمها(ــيء أقول: مقتضى القاعدة أن النيابة والوكالة تدخل في كل ش من العبادات والمعامالت إال ما علم بالنص أو باإلجماع أو بالضرورة عدم دخـول النيابـة فيهـا، بشـرط أن يكـون الـدخول عرفيـا، أي أن العرف يرون تحقق الوكالة فيه، فعــدم تغيــير الشــارع وإطالق أدلــة

جواز الوكالة بالنسبة إلى الحكم يشمل كل ذلك. ــا ــاليف ونحوه ــأن الحكم في التك ــل العكس، ب ــل األص ــا جع أمــواء من المباشرة إال ما علم العكس، فهو خالف متفاهم العرف، س األدلة العامة من الوكالة التي جوزت الوكالة، أو من األدلة الخاصة،ــان، وأطعم ــع واشــتر، وابن المســجد، واكس العري كمــا إذا قــال: ب الجائع، وآو الفقير، واحترم أهل العلم وما أشبه ذلك، فإن كـل ذلـك ظــاهر في األعم من المباشــرة أي صــدور الشــيء عن اإلنســان

مباشرة، والتسبيب. وكذا إذا قال: ال تقتل، ال تؤذ الناس، ال تسرق أمــوالهم، ال تهتــك

أعراضهم، إلى غير ذلك مما ظاهره األعم من التسبيب. وعليه، فالحق ما ذكره الجــواهر من أصــالة دخــول الوكالــة في كل شيء إال مــا خـرج بالـدليل، نعم اسـتدالله ببعض الروايــات غــيرــا ثبـــوت مشـــروعيته حـــال ــاهر، قـــال: )وال يكفي في امتناعهـ ظـ

المباشرة، فإن ذلك ال ينافي عموم ما دل على جواز الوكالة

.376 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1126

Page 127: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إنما ينافيه اعتبارها شرطا وأصالة عدم الوكالة قد انقطع بثبوتــات ــاء في إثب ــل الظــاهر االكتف ــود. ب ــيره من العق مشــروعيتها كغ عمومها بنحو قول الصادق )عليه الصــالة والســالم( في صــحيح ابن

مسلم: إن الوكيل إذا وكل ثم قام عن المجلس فـأمره مــاض أبـدا .(1)والوكالة ثابتة حتى يبلغة العزل

ــل رجال علىوقوله )عليه السالم( في الصحيحين أيضا: من وك إمضاء أمر من األمور فالوكالة ثابتة أبدا حتى يعلمه بــالخروج منهــا،

.(2)كما أعلمه بالدخول فيها نحو ذلك مما ال ينافي داللته على كون الوكالة جــائزة مســوقةو

لبيان توقــف العــزل على اإلعالم، ضــرورة أنــه دل على ذلــك وعلى المشروعية، بل هو كاف في إثبات المطلــوب ضــرورة تناولــه لكــل مورد من الموارد الــتي تعلقت بــه الوكالــة من محــال الشــك، فإنــه يصدق عليه حينئذ أنه وكل على أمضــاء أمــر فال ينعــزل حــتى يبلغــه

. (3)انتهى العزل( فــإن اســتدالله بالروايــات المــذكورة من قبيــل االســتدالل على الموضوع بالحكم، وقد حقق أن الحكم ال يكفل موضوعه، باإلضــافة إلى ما ذكره من قوله: )الروايات مسوقة لبيان توقــف العــزل على اإلعالم(، فإن كون الروايات مسوقة لذلك مــانع عن االســتدالل بهــاــات في ــوع والرواي ــر في الموض ــذور أن األم ــتى إذا لم يكن مح ح الحكم، وقوله: )ضرورة أنه دل على ذلــك وعلى المشــروعية( غــيرــل موضــوعه وإن ــا عــرفت من أن الحكم ال يكف ظــاهر الوجــه، لم

المسوقة لكالم ليس له إطالق حتى يشمل أمرا آخر.

. 1ح الوكالة أبواب من2 الباب286 ص13( الوسائل: ج?)1. 1ح الوكالة أبواب من1 الباب285 ص13( الوسائل: ج?)2.378 ـ377 ص27الكالم: ج ( جواهر?)3

127

Page 128: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولذا رد المشهور الشيخ في استدالله بآية حليــة الصــيد لموضــع العض، حيث قالوا: إن اآلية مسـوقة لغـير ذلـك، وكـذلك في مــوارد

كثيرة من الفقه. ولعل الجواهر أشار إلى ما ذكرناه، وإن كان في اســتدالله نــوع غموض، ألنه قال أخيرا: )فالحكم الشرعي في خصوص الفرد الذي هو محل الشك مستفاد من الجواز الثابت للطبيعة حينئذ بعد فــرضــه، فإنهــا تحقق اإلطالق العرفي الذي ال مدخلية للصحة الشرعية في اسم لألعم من الصحيح والفاسد، وبذلك ظهر لك مشروعية الوكالة

انتهى. في كل شيء إال ما علم خروجه(ــه: إن األســامي وضــعت لألعم من الصــحيح ــان في قول وإن ك والفاسد، مناقشــة ذكرناهــا في األصــول، وأن مقتضــى القاعــدة أن

األسامي موضوعة للصحيح ال األعم. وال يخفى أنه ليس معنى دخول الوكالة في كل شيء أن أحكام الموكل يكون كأحكام الوكيل المنفذ، مثال إذا قلنا: إن الوكالة تدخلــه أن في القتل، فإن الحاكم الشرعي المأمور بقتل المرتد ونحوه ل يوكل إنسانا في قتلــه، وليس معــنى ذلــك أن الحــاكم الشــرعي لــه حكم اإلنسان الوكيل في القتل في كل شيء، ولذا إذا وكل الظــالم إنسانا في قتــل مظلــوم، فالمشــهور بين الفقهــاء أن الموكــل ليس بقاتل حتى يجري عليه أحكام القاتل فيما لم يكن السبب أقوى من

المباشر. ــه ولم وعلى أي حال، ففي كل ما يرى العرف دخول الوكالة في

يمنع عنه الشرع، كان مقتضى القاعدة دخول الوكالة فيه. ــة ال يقال: العبادات غير مرتبطة بالعرف حتى يرى دخول الوكال

فيها أو يرى عدم دخول الوكالة فيها. ألنه يقال: طبيعة العبادة عرفية لكنها بخصوصياتها شرعية، فإذا رأى العرف دخــول الوكالــة في طبيعــة العبــادة ال مــانع من شــمول

أدلة الوكالة للعبادات

128

Page 129: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل يــد فالن العــالم من قبلي، ومن أيضا، ولذا يقــول العــرف: قب الواضح أن التقبيل نوع خضوع، وهو من نوع عبادة وإن لم تكن من العبادة المحرمة لغير الله سبحانه وتعــالى كالســجود والركــوع، بــل بالنسبة إلى السجود والركوع يقول العرف لمن يرسله إلى الملــك: إنه تواضع له إلى حد الركوع أو حد السجود، في الزمان الســابق أو في الزمــان الحاضــر بالنســبة إلى الــذي يســجد لغــير اللــه ســبحانه

ويتواضع له كعبدة األصنام وغيرهم. ولما ذكرناه من دخول الوكالة في كل شيء إال ما علم خروجه، قال في الشرائع: )أما ما ال تدخله النيابــة فضــابطه مــا تعلــق قصــد الشارع بإيقاعه من المكلــف مباشــرة، كالطهــارة مــع القــدرة، وإن

انتهى. جازت النيابة في غسل األعضاء عند الضرورة( فإن ما تعلق قصد الشــارع بإيقاعــه من المكلــف مباشــرة إنمــا يعلم بنص أو إجماع أو ضرورة، فال تدخل الوكالة في مثل الطهــارة من الحدث وضوءا أو غسال أو تيمما، ومعنى عدم دخول الوكالة في الطهارة أنه ال يصح أن يقول إنسان إلنسان آخــر توضــأ من قبلي أو

اغتسل أو تيمم. نعم تدخل الوكالة في هذه األمور في مثــل صــالة الطــواف في الحج، فإن النائب كما هو نائب في الطواف والسعي كذلك هو نائب في الوضوء والغسل والتيمم والصالة، نعم في المسالك: )االستنابة في الطهارة ليست توكيال حقيقيا، ومن ثم تقع ممن ال يصح توكيلــه

انتهى. كالمجنون( لكن الظاهر أنه أحيانا يصدق التوكيل، وأحيانا ال يصدق التوكيل، مثال اإلنسان الــذي يــذهب بطفلــه الصــغير إلى الحج حيث ال يشــعر

الطفل الصغير، فإنه

129

Page 130: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

اذا وضأه أو ما أشبه أو يممه عوض الوضوء، أو غســله فيمــا إذاــة ــا بصــحة الغســل لتحقــق الجناي صــار الئطــا أو ملوطــا مثال، وقلن بالنسبة إلى الصغير أيضا، وكذلك بالنســبة إلى غســل المس يكــون فاعال لهذه األمور بــه ال بعنــوان الوكالــة، وإنمــا بعنــوان أنــه تكليفــه

المستفاد من أدلة الحج، كما ذكرنا بعض ذلك في كتاب الحج. وكذلك إذا غسل الغاسل الميت أو يممــه، فإنــه ليس على نحــو النيابة والوكالة، وإنما للتكليــف المتوجــه إليــه، وكــذلك بالنسـبة إلى أمر المعذور، فإذا كــان ملقى على الفــراش ال يتمكن من التحــرك، فأمر غيره بوضوئه أو غســله أو تيممــه ال يقــال إنــه وكيلــه في هــذا العمل، ولذا أشكل في الجواهر على قول المسالك المتقدم بقوله: )وفيه: إنه ال يقتضي عدم صدق الوكالة في تولي البالغ العاقل. نعم قد يقال: إنه فرض ثان للغســل المــأمور بــه مباشــرة حــال القــدرة اكتفى به الشارع باعتبار تهيئة أعضائه وقبول الصب ونحو ذلك حال

انتهى. العجز( ثم الدليل على عدم دخول النيابة في الطهارة الحدثية هو رؤيــة المتشرعة ذلــك بمـا هــو مركـوز في أذهـانهم، ممــا يكشـف عن أن الشرع هكذا باعتبار السيرة المستمرة، إذ من غير الظاهر أن يكون المركـوز في أذهـانهم شــيئا بــالطفرة، بــأن كـان دخــول النيابـة في الطهارة سابقا في زمان األئمة )عليهم الصــالة والســالم( ثم انقلب األمر االرتكازي إلى عدم جوازه في أذهــان المتشــرعة، فهــو يشــبه

أصالة عدم النقل بالنسبة إلى معاني الكلمات. هذا كله في الطهارة الحدثية، أما الطهارة الخبثية من النجاسة، ففى الجواهر قيل: )إنه يجــوز لــه االســتنابة فيــه، ألن الغــرض منــه هجران النجاسة وزوالها كيف اتفــق، ومن هنــا لم يعتــبر في صــحته

انتهى. النية، وإن ترتب الثواب معها(

130

Page 131: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولعله إنما نسـبه إلى القيــل الحتمـال أنــه ليس من الوكالـة في شيء، لكنهم ذكروا في باب تطهــير الغــير أنــه إذا وكلــه كــان قولــهحجة، مما يدل على أن بناءهم دخول الوكالة في الطهارة الخبيثة.

قال في الشرائع: )والصالة الواجبة ما دام حيا(.ــة وفي الجواهر: )باألصل إال في مثل ركعتي الطــواف في النياب في الحج عن الحي العــاجز، بنــاء على شــرعيته تبعــا للمنــوب فيــه، فضال عن ركعتي الطواف المندوب وركعــتي الزيــارة، وأمــا غيرهمــا من النوافــل ومطلــق الصــوم المنــدوب، ففي المســالك في جــواز التوكيل فيه نظر، وإطالق جماعة من األصحاب المنع من االســتنابة

في العبادات يشملهما وإن تقيد اإلطالق في غيرهما. قلت: قــد يســتفاد من النصــوص مشــروعية إهــداء الثــواب في جميع المندوبات للحي والميت، بل قد يستفاد منها فعلهـا عنـه على

وجه يترتب الثواب له، كما أشرنا إليه سابقا في العبادات. نعم ال دليل على شرعية النيابة فيــه على وجــه يســقط خطــابــه ــواب ل الندب عن المكلف، بل هو باق على ندبيته له، وإن ترتب ث

انتهى. (1 )على فعل الغير بنية النيابة عنه، فال حظ وتأمل( والمحكي عن الشهيد األول في حواشــيه جــواز االســتئجار على الصلوات المندوبــة، وفي الروضــة: في جــواز االســتنابة في مطلــق النوافل وجه، وفي المسالك: فيــه نظــر، وفي مفتــاح الكرامــة: قــد أطبقوا كما هو ظاهر جامع المقاصد على عــدم جــواز االســتنابة فيــاهر ــواف، وفي ظ ــتي الط ــا إال ركع ــا دام حي ــة م ــلوات الواجب الص

التذكرة اإلجماع على الجواز إذا مات. وقد تقدم في باب الصالة نقل اإلجماعات، لكن اإلجماع محتمل

االستناد.

.379 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1131

Page 132: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فال يمكن االستناد إليه.ــه ــ ــبة إلى من ال يتمكن من أدائ ــ ــع بالنس ــ ــل على المن ــ وال دلي الصلوات الواجبــة الــتي عليــه، من غــير فــرق بين اليوميــة واآليــات والطواف وغيرها، بل مقتضى قـول رسـول اللـه )صـلى اللـه عليـه

أرأيتي لو كان على أبيــك دينوآله( بالنسبة إلى الحج لتلك المرأة: (1)، الصالة أيضا مثــل الحج، خصوصــا والصــالة تعظيم والتعظيم أن

يأتي فيه االستنابة، وكون الشارع غير الطريقة العرفية ال دليل عليه إال ما عرفت من اإلجماع المدخول فيه، فاستنابة الحي لصلواته هــوــد الصــحة مقتضى القاعدة، إال أن مخالفة المشهور مشكلة، وال يبع

برجاء الثواب. كما إذا فاتته صالة خمسين ســنة، وال يقــدر على إتيانهــا لمــرض شديد ال يتمكن من اإلتيان بها حتى على نحو صــالة العــاجز أو شــبه ذلك، فإن يصح أن يعطي صالته غيره ليؤديها، وأي فرق بين الموت والحيـــاة إال المركـــوز في أذهـــان بعض المتشـــرعة المســـتند إلى

الفتاوى كما هو ظاهر.ثم إذا صحت الصالة صحت الطهارة لها أيضا.

ويؤيـــد إطالق الجـــواز صـــالة الطـــواف ســـواء عن الطفـــل أوالمجنون أو الذي ال يقدر.

ومنه يعلم عدم بعد صحة إعطاء صالة المجنون في حال حياتــه إذا فاتته في حــال الصــحة، فال انتظــار إلى حــال المــوت، بــل يؤيــدــبر، ــل ال ــه من تعجي ــه إذا لم يتمكن، أن ــالة نفس ــه ص ــحة إعطائ صوموضوع البر إنما يثبت بالعرف، فال يقال: إن في الموضوع تأمال.

ــه بل يمكن أن يؤيد ذلك أيضا بما ورد عن رسول الله )صلى الل عليــه وآلــه( من أنــه أعطى وصــية ذلــك الرجــل من التمــر ثم أخــذ

إنه لو أنفقها في حياته كان حشفة، وقال:

. 3ح الحج أبواب من29 الباب52 ص8( الوسائل: ج?)1132

Page 133: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1)خيرا له مما أعطيت أنا من التمور إذ أي فرق بين الخمس والزكاة والصالة والصوم وغيرهــا، فــإن

العرف يرى الجميع من واد واحد، مستفيدا ذلك من األدلة. ولذا قال في الجواهر: )ممــا ذلــك يعلم الحــال في إطالق عــدم جواز النيابة في العبادات حتى جعله في المسالك أصــال، وإن خــرج منه ما خرج باألدلة الخاصة، وفيه: إنه ليس في العبــادات إال الفعــل بقصد القربة، وإن الشارع جعل ذلك سببا لترتب الثواب عليــه وهــوــروعية غير مناف للنيابة فيه، فيندرج في عمومها الذي مقتضاه مش جعل فعل الغير فعل اإلنسان باإلذن والتوكيــل من الطــرفين، وهــذا

.(2 )أمر شامل للعبادة وغيرها، فتأمل(قال في الشرائع: وكذا الصوم.

أقــول: يعـرف من الكالم في الصــالة الكالم في الصــوم، ويؤيــد جواز النيابة فيه مطلقا جواز النيابة فيه في باب الحج إذا لم يتمكن من الهــدي، فيــأتي النــائب بالصــوم ثالثــة أيــام في الحج وســبعة إذاــة رجعتم، وإن قال في جامع المقاصد: إن ظاهرهم عدم جواز النياب

فيه مطلقا واجبا كان أو مندوبا ما دام حيا. ومنه يظهر الكالم أيضا في االعتكاف واجبا كان أو مندوبا.

وفي مفتاح الكرامة: )إطالق كالمهم في الصــوم يقضــي بأنــه ال يفرق فيه بين الواجب والمندوب في عدم جــواز االســتنابة فيــه عن الحي، ومثلهــا االعتكــاف الشــتراطه بالصــوم، وتجــوز االســتنابة في الصوم في الصوم بعد الموت تبرعا ومجانا، وباإلذن وبعوض ومجانا وإن لم يكن وليــا، وكــذا االعتكــاف لعمــوم قولــه )صــلى اللــه عليــه

فدين الله أحق أن وآله(:

. 7ح الصدقة أبواب من7 الباب265 ص5( الوسائل: ج?)1.380 - 379 ص27الكالم: ج ( جواهر?)2

133

Page 134: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1)يقضىــه( أقول: ومنه يعرف إمكان استدالل بقوله )صلى الله عليه وآل حــتى في الحي، كمــا تقــدم، فال يمنــع عن ذلــك إال تــوهم اإلجمــاع، ومثله ال يمكنه االستناد إليه، وليس معنى ما ذكرناه النيابة في حال

اإلمكان، ألنها ضرورية عدم الجواز. قال في الشرائع: )والحج الواجب مع القدرة(.

أقول: حيث قد عرفت الكالم فيه في كتــاب الحج مفصــال، وأنــهمع العجز تجوز االستنابة، فال داعي إلى تكرار الكالم فيه.

أما الحج المندوب فيجوز حتى بدون العجز، كمــا أنــه ال إشــكال وال خالف في جواز االستنابة في بعض أجزاء الحج كالطواف وصالة الطواف والسعي والــرمي والهــدي ونحوهــا، وإن لم تجــز االســتنابة

في مثل الحلق والتقصير. أمــا في اإلحــرام بمعـنى التلبيــة ولبس الثــوبين، فال يبعـد صـحة االستنابة في األولى دون الثاني، لمــا عــرفت من قاعــدة االســتنابة، ولما ذكروه من النيابة عن الصبي الذي ال يتمكن من التلبية بالنسبةــه ال إلى الولي، وأما بالنسبة إلى لبس الثوبين، فهل يرى العرف بأن

تقبل النيابة، أو ال يرى ذلك، احتماالن. وكــذا الكالم في الوقــوفين والمــبيت بمــنى، ومقتضــى العرفيــة

الجواز. فإذا أمر السلطان بــأن يلبس كــل إنســان لــه صــفة كــذا ثــوبين نظيفين، ويأتيــه في وقت مقــرر فلم يتمكن إنســان فــألبس إنســاناــلطان آخر الثوبين النظيفين، أو وكله في أن يلبس ويذهب إلى الس في الوقت المعين يرى العـرف أنــه فعـل حسـنا، وأنــه يقـوم مقــام عملــه بنفســه إذا لم يتمكن من العمــل بنفســه، ولــذا يــأتي النــائب

الملك ويقول: إني نائب عن فالن في الوصول إلى خدمتكم.

.127 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1134

Page 135: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكذلك يكون الحــال في لبس الثــوبين والحضــور في الوقــوفين وما أشبه، لكنهم لم يذكروا كل ذلــك، فــإن تمكنــا من االســتناد إلى العرفية وعــدم تغيــير الشــارع لـه فبهــا، وإال كـان مقتضــى القاعــدة

التوقف واالحتياط. ويؤيد الجواز مــا تقــدم من كــون الحج بمجموعــه قــابال للنيابــة،ــادات ــاط في أبعاضــه أيضــا، فال يقــال: إن العب ــرى المن والعــرف ي

توقيفية، والتوقيفية تقتضي المنع إال إذا ثبت بالدليل.ــا من أن ضــابط بل مقتضى ما ذكره الشرائع والقواعد وغيرهم مــا ال تدخلــه النيابــة مــا تعلــق قصــد الشــارع بإيقاعــه من المكلــف مباشرة، صحة النيابة في المقام، إذ لم يعلم قصد الشــارع بإيقاعــه

من المكلف مباشرة فيما إذا لم يتمكن من ذلك، فتأمل. قال في الشرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )واأليمــان حــتى اإليالء والنذور والغصب وسائر المعاصي المعلوم تــرتب اإلثم على فاعلهــا

كالزنا واللواط(. ــذر واليمين ــال: )والن وفي القواعد في عد ما ال تدخله النيابة، ق والعهد والمعاصي كالسرقة والغصــب والقتــل، بــل أحكامهــا تتعلــق

بمتعاطيها(. ــد ــذر والعه ــل في الن ــو التوكي ــة: )من اللغ ــاح الكرام وفي مفت واليمين والظهــار على أنــه زور وبهتــان، وكــذلك اللعــان بأنــه يمين،

والشهادة وكذا اإليالء(. ــو أقول: والسبب أن العرف ال يفهمون دخول النيابة فيها، نعم ل

أمر باإلثم كان آثما ألنه أمر بالمنكر. ومنه يعلم حال ما ذكره غير واحد كالشرائع والقواعد وغيرهما، من عــدم دخــول التوكيــل في القســم بين الزوجــات، ألنــه يتضــمن اسـتمتاعا، نعم يمكن التوكيــل في العكس بـأن توكــل زوجــة زوجــة أخرى بأن تأخذ حقها من القسم عن زوجها، ســواء كــانت دائمــة أو

متمتعا بها، والعرف يقولون: أنت وكيلي في ذلك،

135

Page 136: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كما ال يخفى لمن راجعهم، فاحتمـال أن الوكالـة في المضــاجعةغير صحيحة خالف العرف.

قال في الشرائع: )وقضاء العدة(. وفي الجواهر: )التي هي الستبراء الرحم(.

أقول: ذلك واضح أنهــا ال تقبــل النيابــة، ألن النيابــة إمــا عرفيــة، والعرف يــرون عــدم النيابــة فيهــا، وأمــا شــرعية والشــارع لم يقــل بالنيابة فيها، ومقتضاه أنه أوكلــه إلى العــرف الــذي ال يــرون النيابــة

فيها. نعم تصح الوكالة في هبة مدة المتعة، بأن يعطي الزوج الوكالــة إلنسان في أن يهب مدة متعته للعرفيــة، كمــا أنــه يصــح أن يعطيــه

الوكالة في أنه إن شاء وهب وإن شاء لم يهب. وكذلك يصح إعطاء الوكالة إلنسان في اإلنفــاق على زوجتــه، أو توكيل المرأة إنسانا في أخذ نفقتهــا، وكــذلك وكالــة الــزوج إلنســان في أن يكون مخيرا في أن يعطي جواز الخروج عن الــدار لزوجتــه،

أو أن ال يعطي ذلك لها. أما وكالة المرأة امرأة أخرى في عدم الخروج عن الــدار وكالــة

عنها، فذلك غير صحيح. وتصح الوكالة من المرأة إلنسان في أن يخلعها عن الــزوج بــأي مقــدار أراد ذلــك الوكيــل من المــال، وكــذا وكالتهــا إلنســان في أن يخلعها أو ال يخلعها بعد أن تكون مقدمات الخلع من الكراهة ونحوها

متوفرة. والظاهر صــحة إيكــال الــزوج إنســانا في أنــه إذا شــاء يســترجعــة الزوجــة الزوجة في العدة الرجعية، أو أن يسترجعها، وكذلك وكال

المختلعة في أن يسترجع المهر حتى يتمكن الزوج من الرجوع. قال في الجـواهر بعـد قـول الشـرائع: )وقضـاء العـدة والجنايـة ونحو ذلك مما علم في بعضه عدم قبول النيابة، وأمــا البعض اآلخــر

فإن ثبت فيه إجماع ونحوه

136

Page 137: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من األدلة المعتبرة على منع النيابة فيه كان هو الحجة، وإال كان محال للنظــر والتأمــل. ومثــل الظهــار الــذي هــو كــالطالق موردهــا المباشر، إذ كان هو نحــو غيرهــا من النــذر والعهــد واليمين ونحوهــاــه، ــة في ــانع من النياب ــام وال م ــترتب أحك ــباب ل ــا هي من األس مم والحرمــة على المظــاهر ال تقتضــي الحرمــة على وكيلــه في إجــراء الصيغة إذا كــان جــاهال مثال على أن اإلعانــة ال تقتضــي عــدم تــرتب

انتهى. (1)أحكام السبب، كما أن ذلك ال ينافي عمومات الوكالة( وال يخفى أن ذكره بدخول النيابة في الظهــار محــل نظــر، فــإن الظاهر من األدلة أن الصيغة خاصة بالمظاهر ال بغيره، فليس حــال الظهــار حــال ســائر صــيغ الطالق، فمقتضــى القاعــدة عــدم دخــول النيابة فيه، وقد ذكر المشهور عدم دخول النيابة في الظهار، وتقدم كالم مفتاح الكرامة أنه من اللغو التوكل في الظهــار، بــل في نفس الجواهر عند منع الشــرائع دخــول الوكالــة في الظهــار قــال: )الــذي صيغته مختصة بالمظاهر، ومنكر من القول وزور(، اللهم إال أن يريدــير ظــاهره، أو أن يكــون كالمــه األول ــأخر غ ــه المت الجــواهر بكالم

تفسيرا لكالم الشرائع، وكالمه الثاني فتوى منه.ــة في ــول الوكال ــدم دخ ــدة ع ــال، فمقتضــى القاع وعلى أي ح

الظهار. ــدخل في اشــتراء ــا ت ــق، كم ــة في العت والظــاهر دخــول الوكال الرقيق، بال إشكال وال خالف، ويــدل عليــه وكالــة أبي محمــد )عليــه

الصالة والسالم( الشتراء نرجس )عليها السالم(. كما أن الوكالة تدخل في العقيقة واألضحية والهدي، بال إشــكال وال خالف، كما يظهر من كلماتهم في بــاب الحج، وفي الهــدي أدلــة

خاصة. أما الوكالة في سوق الهدي في القارن، فالظــاهر عــدم دخــول الوكالة فيه، فال يصح أن يقول لغيره: سق الهدى بدال عــني، نعم إذا

قارن إحرامه بالهدي ثم

.380 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1137

Page 138: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

سلمه إلى غيره لمحذور ونحوه ألن يسوقه، فالظاهر أنه ال مانعفيه، لرؤية العرف صحة ذلك.

كما ال تصح الوكالة في األكــل من الهــدي على القــول بوجوبــه،ــه يعطي غــيره الوكالــة في فــإذا لم يتمكن من األكــل ســقط، ال أن

األكل في حال عجزه، وأولى إذا لم يكن عاجزا عن األكل. أما وكالة الفقير بل مؤمن ألخذ الوكيل حصــتهما من الهــدي فال إشكال فيه، فإنه وكالة في التســلم، ومثلــه غــير عزيــز ال عرفــا وال

شرعا. ثم ذكر الشــرائع في عــداد مــا ال تــدخل فيــه الوكالــة: االلتقــاط

واالحتطاب واالحتشاش.ــات ــد على المباحـ ــات اليـ ــل في إثبـ ــد في التوكيـ وفي القواعـ

كااللتقاط واالصطياد واالحتشاش واالحتطاب نظر.ــر ــذكرة والتحري ــا في الت ــكال، كم ــة: وإش ــاح الكرام وفي مفت واإلرشاد، وال ترجيح أيضا كما في اإليضــاح والمهــذب البــارع، ومنــع من التوكيل في الجميع في الجــامع والشــرائع، وجــوزه في الجميــعــه في االلتقــاط في المبســوط وفقــه القــرآن والســرائر، ــع من ومن وجوزه في األولى في إحيــاء المــوات، ومنــع منــه في األخــير أعــني السرائر في االصطياد، وفي بعض نســخ المبســوط في آخــر كالمــه

المنع من التوكيل في اإلحياء، ولم أجد ذلك في النسخة األخرى. وقال في المختلف في الباب: )قوى الشــيخ المنــع من التوكيــلــه في االحتطاب واالحتشاش وسوغ التوكيل في إحياء الموات، وتبع

انتهى كالم المختلف. ابن ادريس، وفي الجمع بين الحكمين نظر( أقول: مقتضى القاعدة دخول الوكالة في كل ذلك للعرفية، كما يدخل فيها اإلجارة والجعالة والهبة والصلح وما أشبه، وال دليل على

عدم الدخول، ولذا

138

Page 139: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة ــا للنياب ــاربة قبوله ــا في المض ــد ذكرن ــواهر: )ق ــال في الج ق باستيجار غيره، لعدم ما يدل على الــدخول في ملــك المحــيز قهــرا حتى لو قصد عدمه، بل لعل ظاهر الدليل خالفه، خصوصا مع عــدم

قصد الدخول في حوزته باالستيالء عليه. أو(2)حــازأو (1)من أحــيينعم ظــاهر قولــه )عليــه الســالم(:

نحوهما اعتبار قصد الفعــل بعنــوان االســتيالء عليــه، واإلدخــال تحت سلطانه الذي هو الملك عرفا في ترتب الملــك شــرعا، فهــو حينئــذ من األسباب الشرعية في حصول الملك، وال مانع من جريان النيابةــأدنى تأمــل( فيه كغيره من األسباب لعموم الوكالة، كما هو واضح ب

انتهى. وحيث قد ذكرنا تفصيل الكالم في ذلــك في إحيــاء المــوات، فال

حاجة إلى تكراره. وفي الشرائع في عداد مــا ال تداخلــه الوكالــة: )إقامــة الشــهداء

على وجه الشهادة على الشهادة(. وفي الجواهر: )بل هي ليس من الوكالة بــل النيابــة في شــيء، وإنما هي شـهادة على الشـهادة، ولكن لهــا شـبه بالنيابــة، ومن هنــا

انتهى. صح االستثناء ولو بجعلها من األفراد المجازية لها( وفي مفتاح الكرامة عنــد قــول العالمــة: )وال تصــح التوكيــل فيــه ــا في فق ــهادة(: )كم ــهادة على الش ــه الش ــهادة إال على وج الش

القرآن والسرائر والتذكرة وجامع المقاصد والمسالك والتحرير(.وظاهر السرائر اإلجماع على كونها حينئذ شهادة

. 6ح الموات إحياء أبواب من1 الباب227 ص17( الوسائل: ج?)1. 2 ـ1ح التجارة آداب أبواب من17 الباب300 ص12( الوسائل: ج?)2

139

Page 140: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــدنا، انتهى كالم على شــهادة فيكــون شــهادة على الشــهادة عنالسرائر.

أقــول: وهــو كمــا ذكــروه، لوضــوح أن الشــهادة على الشــهادة ليســت تــوكيال في الشــهادة، بــل شــهادة بكــون فالن أشــهده على شهادته، أو أن فالنا شهد عند الحاكم، أو أن فالنا شهد بســبب كــذا، أما إذا شهد بنفسه وقال: إني قائم مقام فالن، فال معنى له إطالقا،

إذ هو الشاهد ال غيره. ومنه يعرف الكالم في القســامة، فإنــه إذا حلــف مكــان إنســان آخر لم يكن له معنى، وإنما هو حــالف بنفســه، نعم إذا لم يعلم هــو وقال له آخر: احلف مكاني، لم يصح لعــدم دخــول ذلــك في النيابــة عرفــا، وحيث لم يغــيره الشــارع ينبغي أن يكــون على العــرف من

عدم دخول النيابة فيها. ــه ــة في الرضــاع، ألن ــاح الكرامــة: )ال يصــح النياب ــال في مفت ق مختص بالمرضع والمرتضع، ألنه يختص بإنبات لحم المرتضع واشتاد

عظمه بلبن المرضع(. ثم قال: )يصح التوكيل في القضاء والحكم بين النــاس وقســمة الفيء والغنيمــة، وكــذا يجــوز للحــاكم أن يوكــل من ينــوب عنــه في الحجر، ويوكل الغرماء من يطلبه من الحاكم، أما المحجور عليه فال

انتهى. يصح أن يستنيب من يحكم عليه بالحجر( أقول: عدم دخــول الوكالــة في الرضــاع بجميــع أطرافــه ممــا الــا مختص ــام الرضــاع عرف ــه وال إشــكال، ألن أحك ينبغي الخالف في بالمرضع والمرتضعة والحواشي وما أشبه فال ربط لها بالوكيل، كما ال ربط في المحرمية وعدم المحرمية بالوكيــل، فال يصــح أن يوكــل المحرم غير المحــرم في أن يكــون محرمــا، أو يوكــل غــير المحــرم

المحرم في أن ال يكون محرما. ومراده من الوكالة في القضاء ونحوه جواز توليــة اإلمــام غــيره

بالقضاء، وكذا تولية منصوبه الخاص لغيره، ولعل تسمية هذا النوع

140

Page 141: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكالة من باب العرف، حيث العرف يــرون الوكالــة، ولــذا اعتــادالفقهاء أن يكتبوا فالن وكيل عني في األمور الحسبية ونحوها.

ثم الظاهر أنه ال فرق في صحة تولية القضــاء ونحــوه أن يكــون هو األمام األصل أو نائبه الخاص أو نائبه العــام أو الفقيــه في زمــان الغيبة، ألن األدلة تشمل كل ذلك، فــالمحكي عن المســالك من أنــه قيد التولية باإلمام ونائبه الخــاص غــير ظــاهر الوجــه، وإن قــال بعــد ذلك: )وإنما قيدنا تولية القضاء باإلمام أو نائبه الخاص لعــدم إمكــان تولية منصوبه العام وهو الفقيه في زمان الغيبة لغيره، ألن غيره إنــام كان جامعا لشرائط الفتوى كان مساويا لألول في كونه نائبا لإلم فيه أيضا، وإال لم يتصور كونه قاضيا، لما اتفــق عليــه األصــحاب من اشتراط جميع شرائط الفتوى في القاضي، نعم يمكن االستنابة في

الحلف بعد توجه اليمين( انتهى. إذ الحاكم اإلسالمي في الدولة اإلسالمية هــو الــذي يجتمــع فيــه شروط مرجــع التقليــد على مــا ذكــروه في كتــاب التقليــد، وشــرط انتخاب األمة له بما دل على ذلك من الكتاب والســنة والعقــل، مثال

الــواجب في حكم اللــه وحكمقال أمير المؤمنين )عليــه الســالم(: اإلسالم على المسلمين بعد ما يموت إمامهم أو يقتل ضــاال كــان أو مهــديا أن ال يعملــوا عمال وال يقــدموا يــدا وال رجال قبــل أن يختــاروا ألنفسهم إماما عفيفـا عالمـا ورعــا، عارفـا بالقضـاء والسـنة، يجـبي

.(1)الحديث فيئهم، ويقيم حجهم وجمعهم، ويجبي صدقاتهم إلى غيرذلك مما ذكرناه في كتاب )الحكم في اإلســالم( وغــيره

من مجلدات )الفقه(. ــه ــا للفقي ــاة، وإنم ــب القض ــد أن ينص ــل أح ــه، فليس لك وعلي

المعترف به من قبل أكثرية األمة، فتأمل.

قيس. بن سليم كتاب عن196 ص86( البحار: ج?)1141

Page 142: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم وجه النظــر في رد الجــواهر لــه حيث قــال بعــد نقــل كالم المسالك: )لكن فيه مواضع للنظر، كــدعوى أنــه من العبــادات التي من شرط صحتها النية، وكدعوى عدم تصوره في زمن الغيبــة لما ذكره مما يعتبر في القاضــي ال نائبــه في القضــاء بمعــنى جــوازــا توليته قول حكمت الذي فيها الفصل بين المتخاصمين فهي كغيره من األسـباب الـتي يصـح فيهـا التوكيـل، فـاألولى االسـتناد فيــه إلى

انتهى. (1)اإلجماع على عدم قبول للنيابة إن كان( إذ قد عــرفت أن مقتضــى القاعــدة صــحة النيابــة، وكيــف كــان، فمقتضى القاعدة هو ما ذكره جامع المقاصد من أنه يجــوز للحــاكم أن يوكل من ينــوب عنــه في الحجــر، إلى آخــر عبارتــه، ولــذا ذكــره

الجواهر ساكتا عليه.ــة في والظاهر أن ما في الطبعة السابعة من الجواهر المطبوعــه: لبنان من إضافة كلمة )ال( على عبارة القواعد، حيث قال نقال عن )وكذا ال يجوز للحاكم( غلــط، إذ في جــامع المقاصــد: )وكــذا يجــوز(

وهو مقتضى القاعدة. ــال: )الظــاهر أن رد الســالم ال يصــح ــامع المقاصــد ق ثم إن جــوري، ــه ف ــه، ووجوب ــق بمن ســلم علي ــل هــو متعل ــه، ب ــل في التوكي فالتوكيل مؤد إلى فواته، ولو ســلم جماعــة فكــل من رد منهم فقــد

انتهى. أتى بالواجب أصالة( والظاهر أنه كما ذكره، وأما تعليله بأن وجوبه فوري إلى آخــره،

فكأنه من جهة االستيناس، وإال:ــة رد ــ ــدعى، إذ من الممكن فوري ــ ــدليل أخص من الم ــ أوال: ال

الجواب. وثانيــا: إنــه ال يمكن أن يكــون دليال للمســألة ، إذ لــو كــان دليــل الوكالة شــامال لــه كــان في التــأخير الحرمــة كتــأخير نفس المسـلم

عليه. ولذا قال في الجواهر في رده: )إن مجرد ذلك ال يصلح للمانعية إلمكان تصورها مع عــدم فواتهــا، وكــذا الكالم في كــل فــوري خيــار

وغيره(.

.382 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1142

Page 143: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة(:12)مســألة ــه النياب ــا تدخل ــا م ــرائع: )وأم ــال في الش ق فضــابطة مــا جعــل ذريعــة إلى غــرض ال يختص بالمباشــرة، كــالبيعــة وقبض الثمن والرهن والصلح والحوالة والضمان والشركة والوكال والعارية، وفي األخذ بالشــفعة واإلبــراء والوديعــة وقســم الصــدقات وعقد النكــاح وفــرض الصــداق والطالق واســتيفاء القصــاص وقبض

انتهى. الديات( ومقتضى القاعــدة هــو مــا ذكــره، بــل في الجــواهر: )يكفى في ذلك عدم العلم باعتبار المباشرة لعموم مشروعية الوكالــة والنيابــة

كما عرفت(. أقول: قــد ذكرنــا ســابقا أن مقتضــى القاعــدة أن كــل مــا يــراه العرف قابال للنيابة والوكالــة يكــون كــذلك شــرعا إال مــا صــرح فيــه بالمنع، وكل مــا ذكــره من هــذا القبيــل، فــالبيع والشــراء وتوابعهمــاــل وقبض الثمن ودفع المثمن واإلقالة وإثبات الخيار والفسخ والتوكي في األخــذ بالخيــار، وكــذلك ســائر مــا ذكــره، باإلضــافة إلى الكفالــة والوصية وقبض الصدقات ودفــع الصــدقات وتوابــع النكــاح كالفســخ بالعيب أو التوكيل في أنه يفسخ أو يبقى، سواء من جهــة المــرأة أو من جهة الرجل، وإجــراء طالق المبــاراة وغيرهــا، كــل ذلــك يــدخلها

الوكالة. وفي القواعد: )في اشتراط الوكالة بأن يكون قــابال للنيابــة أنــهــة ــراض والجعال ــركة والق ــمان والش ــة والض ــبيع والحوال ــأنواع ال ك والمساقاة والنكــاح والطالق والخلــع والصــلح والـرهن وقبض الثمنــمة ــة وقس ــراء والوديع ــفعة واإلب ــذ بالش ــة واألخ ــة والعاري والوكال الصدقات واستيفاء القصاص والحدود مطلقا في حضــور المســتحق

وغيبته وقبض الديات(. وفي مفتاح الكرامــة: )جــواز التوكيــل في الــبيع قــد طفحت بــه

عبارتهم من المبسوط إلى الرياض(. ــة إلى المســاقاة(: ثم ذكر في شرح قول القواعــد: )من الحوال

)قد صرح

143

Page 144: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بجواز التوكيل في عقود هــذه األبــواب الســتة في فقــه القــرآن والتذكرة والتحرير وجامع المقاصد، ولم تذكر الجعالة في المبسوط والسرائر وذكرت فيهما الخمسة الباقية، ولم يــذكر في الشــرائع إال الثالثة األول ولعله أدخل المزارعة في المساقاة، وقد صرح بها في

. (1 )التذكرة والتحرير( أما ما ذكره مفتاح الكرامة بعد ذلــك: من )أن الوجــه في جــواز التوكيل في هذه األمور وفيما يــأتي أن بعض النــاس قــد يــترفع عن مباشـرة هـذه األمـور وقـد ال يحسـنها، وقـد ال يتفــرغ لهـا الشـتغالهــذر بالعبادة أو العلم أو التدريس وأمور أخر، وقد يكون مأمورا بالتح وعدم الخـروج فال يجـوز لـه الـتردد في المزارعــة واألسـواق ونحـو

انتهى. ذلك( فكأنه استيناس وإال فليس الوجه ذلك، بل الوجه ما عــرفت من العرفية المصدقة من قبل الشارع ولو بالسكوت عليها مــع تعارفهــا

في زمانهم )عليهم الصالة والسالم(. ثم ال يخفى أنه يصح أيضا توكيل الفقير والمستحق للنذر ونحوه إنسانا في قبض الزكاة والخمس والنذر والكفارة وما أشبه فيقبضه الوكيل، ثم إذا كان الوكيل منطبقا عليه الحق جاز أن يوكله الموكل في أن يقبضه عنه ويتصرف فيه بنفسه، وإال لم يجز له أن يتصــرف فيــه في نفســه، وإن كــان وكيال في التصــرف، إذ الوكالــة في مثلــه باطلة، كما إذا وكل السيد غير سيد في أن يقبض عنه سهم السادة ويتصرف فيه، فإن الوكالة في التصرف فيه غير صــحيحة، وكــذا إذا وكل غير السيد سيدا أن يقبض الزكاة من غير السيد ويتصرف فيه،

وهكذا. وفي مفتاح الكرامة: )وليعلم أنه يصــح توكيــل الفقــير في قبض الزكاة والخمس، وال يستلزم ذلك استحقاق المطالبة، بل إذا اختــار

المالك الدفع إلى

.115 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1144

Page 145: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ذلك الفقير جاز الدفع إلى وكيله، وهو خــيرة الشــيخ والمصــنف في التذكرة والتحرير والمختلــف والشــهيد والمحقــق الثــاني، ومنــع

من ذلك القاضي وابن إدريس وتوقف المقداد وأبو العباس(. أقول: ال يخفى أنه ال يظهر وجه المنــع أو التوقــف بعــد األصــل، وأنه عمل مباح تدخله النيابة عرفا، والشــارع لم يمنعــه، بــل ظهــورــه عليهمــا( الســعاة لقبض ــه وعلي )صــلوات الل ــل رســول الل توكي

الحقوق يؤيد ذلك. وفي الجواهر ممزوجا مع الشرائع: )وفي الجهاد على وجه، ألن المقصود به حماية الدين وحراسة المسلمين فال يتعلق الغرض فيــه بمعين، نعم لــو فــرض تعينــه بتعــيين اإلمــام إيــاه وحســن رأيــه في الحــرف أو بتوقــف الــدفع عليــه لم يجــز التوكيــل فيــه، وفي جــامع

انتهى. المقاصد: هذا هو المراد بقوله: على وجه( ومقتضى القاعدة أن يقال: إن الجهاد بأقســامه الثالثــة إن كــان فرض عين لم تقبــل النيابـة، وإن كـان فــرض كفايــة، لكن ال يــذهب القــدر الكــافي جــاز االســتيجار والوكالــة، من غــير فــرق بين حضــر الصف ومن لم يحضره، وسواء كان الوكيل كــافرا أو مســلما، حيث إن كل ذلك بمقتضى األدلة العامة وخصوص روايــة خاصــة في بــاب

االستيجار للجهاد دليل على جواز الوكالة فيه. فقد روي عبد الله بن جعفر في قرب اإلسناد، عن الســندي بن محمــد، عن أبي البخــتري، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه )عليهمــا

إن عليا )عليه الصالة والســالم( ســئل عن إجعــال الغــزو،السالم(: .(1)ال بأس به أن يغزو الرجل عن الرجل ويأخذ منه الجعلفقال:

. 1ح العدو جهاد أبواب من8 الباب22 ص11( الوسائل: ج?)1145

Page 146: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في مفتاح الكرامة: والسندي بن محمد ثقة، وأبــو البخــتري سعيد بن فيروز، قيل: إنه من خواص أميرالمؤمنين )عليــه الســالم(

وقد وثق في رجال العامة، وقالوا فيه تشيع قليل. وروى الشــيخ بســند معتــبر فيــه محمــد بن عيســى أبــو أحمــد، ويشهد لقــول الشـيخ أن الشــهيد قـال: إن جــواز االسـتيجار للجهــاد

خرج باإلجماع. ومنــه يعلم وجــه النظــر فيمــا حكي عن الشــيخ والراونــدي في المبسوط وفقه القرآن أنهما قاال: أمــا الجهــاد فال تصــح النيابــة فيــه بحال، ألن كل من حضر الصف توجه فرض القتال إليه وكيال كان أو

موكال. ــاني: وقال في األول: وقد روي أنه تدخله النيابــة، وقــال في الث

روى أصحابنا.ــيخ ــة بين الش ــألة خالفي ــل المس ــد أن جع ــه بع وعن التنقيح أن والقاضي والعالمة قــال: قــوى بعض الفضــالء كالم الشــيخ ألنــه مــع الحضور يصير فــرض عين فال تدخلــه النيابــة، قــال: وحمــل الروايــة

على اإلجارة وهو حسن. ولعلــه أراد ببعض الفضــالء الســرائر، حيث إنــه قــال: )كــل منــا إن ــوكال، وأم حضر الصف توجه فرض القتال عليه، وكيال كان أو م لم يحضــر الصــف وال حــرج عليــه في الخــروج، فإنــه يجــوز لــه أن

انتهى. (1 )يستنيب ويستأجر من يجاهد عنه على ما رواه أصحابنا( ومن ذلك يعلم حال سائر األمور المرتبطة بالمجاهدين، كالطبخ لهم، وإصــالح أدواتهم، وســياقة طــائراتهم وســياراتهم وقطــاراتهمــائهم، إلى غيرذلــك من وبــوارجهم، وتطــييب الجــرحى، وضــرب خب الشؤون، فإنها إذا لم تكن واجبة عينا يصح االستيجار والتوكيل، كمــا

علم من ذلك حال معونة المجاهدين. وال يخفى أنا قد ذكرنا في بعض مباحث )الفقه( صحة االستيجار

حتى

في عليه حــرج )وال بــدل . وفيه85 ص2الفتــاوي: ج لتحرير الحــاوي ( انظر: السرائر?)1الخروج(. في عليه اإلمام يعين الخروج(: )وال

146

Page 147: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بالنسبة إلى العبادات الواجبــة، كالصــوم والصــالة الواجبــة على اإلنســان، لكنــه يتركهمــا مثال فيســتأجرهما لــذلك ويعطي في قبالــه

المال، ويصح أخذ هذا المال. ــاه في مســألة الجهــاد يظهــر حكم االســتيجار ثم إن ممــا ذكرن لشــؤون الميت فيمــا كــانت عينيــة أو كفائيــة، مثــل غســله وتكفينــه ودفنه والصالة عليه ونحو ذلك، وكذلك الحــال في تطــييب المــريض

المشرف على الموت وإنقاذ الغريق وغيرهما.

147

Page 148: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )ويجــوز التوكيــل في إثبــات(:13)مسألة حدود اآلدميين، أما حدود الله سبحانه فال(.

أقــول: أمــا حــدود اآلدمــيين والــتي هي من حقــوقهم فال ينبغي اإلشكال في جواز التوكيل فيها، مثال لــه حــق على زيــد فيوكــل من يثبت ذلك الحق عليــه عنــد الحــاكم، أو يشــك في أن لــه حقــا عليــه فيوكله لظهور اإلثبات أو النفي، وكذلك إذا كان زيد يدعي حقا عليه فيوكل من يحقق هل حقه ثابت أم ال، وعلى كال الفرعين قــد يوكــلــد من يأخذ ويعطي أيضا بعد اإلثبات من طرفه أو طرف خصمه، وق

ال يوكله إال بقدر اإلثبات. أما حدود الله سبحانه وتعالى: فقد عرفت قــول الشــرائع بعــدم جــواز التوكيــل فيهــا، وكــذلك قــال في القواعــد، وهــو المحكي عن

مبسوط الشيخ وخالفه وفقه القرآن والسرائر والتحرير. قال في المبسوط: فأما حدود الله تعالى فال يصــح التوكيــل في تثبيتهــا إجماعــا، ألن اللــه تعــالى غــير مطــالب بهــا، وال مســبب في

المطالبة بها، ألنه أمر بسترها وتغطيتها.وعن السرائر توجيه ذلك بأن الدعوى فيها غير مسموعة.

لكن عن المختلف أنه أجاب عن هذا اإلشــكال بإمكــان اســتبتاعحقوق غير الله، كالمهر واألرش وغيرهما كفسخ النكاح.

ومنــه يعلم أن المختلــف إنمــا يستشــكل في حقــوق اللــه غــيرالمستتبعة لحقوق اآلدميين ال مطلقا.

لكن عن التذكرة اختيار صحة التوكيل في حقــوق اللــه ســبحانه وتعالى مطلقا، لما روي أن النبي )صلى الله عليه وآله( قال ألنس:

اغــد إلى امــرأة هــذا، فــإذا اعــترفت فأرجمهــا، فغــدى عليهــا أنس .(1)فاعترفت فأمر بها فرجمت

هذا الخبر يدل و

. 557 ص7الكرامة: ج ( مفتاح?)1148

Page 149: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على أنه لم يكن قد ثبت عند رسول الله )صلى الله عليه وآله(،وإنما وكل أنس في ذلك، وهذا القول الثاني غير بعيد.

ــام ولذا قال في مفتاح الكرامة: )إنهم إن أرادوا أنه ال يصح لإلمــال: )إن االســتنابة في ذلك ففيه منع ظاهر(، وتبعه الجواهر حيث قــانوا يرســلونهم إلى ــذين ك ــواب ال ــة الن ــل في نياب ــر داخ ــذا األم ه األطراف، ولعله األقوى في النظر، فيجوز لإلمام ونائبه العام ذلــك، وال ينافيه درء الحد بالشبهة، نعم ليس ألحــد توكيــل غــيره في ذلــك الستواء المكلفين في الحسبة، ويمكن حمل عبارة الشــرائع وغــيره

انتهى. على ذلك( ال يرتبــط بالمقــام بعــد (1)أقول: وذلك ألن درء الحــدود بالشــبهة

ــك، فعل رسول الله )صلى الله عليه وآله( وعلي )عليه الســالم( ذل وال فرق بين االستنابة في األمور العامــة والــتي منهــا هــذا الشــيء،

وفي األمور الخاصة كما في قصة أنس. ــعبة من ــه ش ــاء، ألن ــالحا للقض ــائب ص ــون الن نعم يجب أن يك القضاء، فالالزم أن يكون إما مجتهدا يوكله مرجــع األمــة الــذي فيــه شرائط التقليد واختيار أكثريــة األمــة، كمــا ألمعنــا إلى ذلــك ســابقا،ــل وإما أن يكون متجزيا أو مقلدا إذا قلنا بمقالة من يقول بكفاية مث

ذلك في وكالء مرجع األمة.ــه للقضــاء من وعليه، فمن يرى جواز توكيل المجتهد أحد مقلدي قبله نيابة عنه فيحكم عنــه ال عن نفســه يــرى صــحة التوكيــل، وقــد ذكرنا في كتاب القضاء أن الجواهر يرى ذلك بناء على مســلكه من

جواز قضاء المقلد على أن يحكم بفتوى

. 4ح حدود أبواب من21 الباب219 ص3( المستدرك: ج?)1149

Page 150: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من يقلده تمسكا بعموم )من عرف( أو )علم( سواء عن اجتهاد صحيح أو تقليد صحيح، قال: )بل قد يقــال: بانــدراج من كــان عنــدهــد الصــحيح ــاد الصــحيح أو التقلي ــامهم )عليهم الســالم( باالجته أحك

وحكم بها بين الناس كان حكما بالحق والقسط والعدل(. ثم قــال: )ومقتضــى عمــوم النيابــة للفقيــه أن للمجتهــد نصــب مقلده للقضاء بين الناس بفتاواه التي هي حاللهم وحرامهم، فيكونــالم(، ــده حكمهم )عليهم السـ ــده، وحكم مجتهـ ــه حكم مجتهـ حكمـ

وحكمهم حكم الله تعالى شأنه، والراد عليه راد على الله تعالى(. قال: )بل لعل حجية الفقيه على حسب حجية اإلمام فلــه حينئــذــا استنابته وله تولية الحكم بفتاواه التي هي عدل وقســط وحكم بم

أنزل الله تعالى(. إلى أن قال: )ولعله لذا حكي عن الفاضــل القمي جــواز توكيــلــه الحاكم مقلده على الحكم بين الناس بفتاواه على وجه يجري علي حكم المجتهد المطلق، وهو قوي إن لم يكن إجماع، كمــا لهجت بــه ألســـنة المعاصـــرين وبعض من تقـــدمهم من المصـــنفين، إال أن

انتهى. اإلنصاف عدم تحققه( وال يخفى أن مســألة توكيــل المرجــع للمقلــد أو للمتجــزئ غــير مسألة أن يتصدى المقلــد أو المتجــزئ للحكم اســتقالال، فــإن األول مورد الخالف، كمــا أن الثــاني مــورد خالف في الجملــة أيضــا، حيث

فصل المحقق الرشتي في المسألة فقال: )الــذي يقتضــيه النظــر أن في حــال االضــطرار ـــ بمعــنى تعــذر الرجوع إلى المجتهد أو تعسره ـــ ال يشــترط في القاضــي االجتهــاد،ــل فيجوز للمقلد حينئذ بل يجب وجوبا عقليا ناشئا من استقالل العق

بمقدماته ولو بمالحظة حال الشارع، وتلك المقدمات أمور: أحدها: وجـوب حسـم مـادة الـنزاع من بين المسـلمين، والمنـع

دون اختالل النظام وضياع الحقوق واألموال واألعراض والدماء. ثانيها: عدم جواز الرجوع إلى سلطان الجــور ومنصــوبيه، لكــون

الرجوع

150

Page 151: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إليهم رجوعا إلى الجبت والطاغوت. ثالثهما: تعذر الرجوع إلى المجتهــد أو تعســره تعســرا ال يرضــى

الشارع بمثله.ــون وبعد مالحظة هذه المقدمات يستقل العقل بأنه يجب أن يك في البلد من يحل المنازعات ويرفــع الخصــومات، فيتعين أن يكــونــق من المؤمنين من يقوم بموازين القضاء، فإن غرض الشارع متعلــبي أو اإلمــام أو ــا هــو الن ــيين كــون المقيم له ــا، وتع ــا قطع بإقامته مأذونهمــا غــرض في غــرض، وحيث يتعــذر أحــد الغرضــين ال يجــوز

. (1)إهمال الغرض اآلخر( وعلى أي حال، فمقتضــى القاعــدة جــواز التوكيــل ممن يعــرف الموازين معرفة كاملة، سواء كان باالجتهاد أو بالتجزى أو بالتقليــد،

ــالى: ــه تع ــه مشــمول لقول هألن ــزل الل ــا أن ،(2)وأن احكم بينهم بمهلقوله تعالى: و اس بما أراك الل . (3)لتحكم بين الن

.(4)يعلم شيئا من قضاياناوقوله )عليه الصالة والسالم(: .(5)قد عرف حاللنا وحرامناوقوله )عليه الصالة والسالم(:

، إلى غــير(6)فــإذا حكم بحكمناوقوله )عليه الصالة والســالم(: ذلك.

وعليه فما يفعله المراجــع من بث أفاضــل الطلبــة إلى مختلــف البالد واألصقاع والقرى واألرياف وهم يقومون بالشؤون الدينية منر والغيب جمع الزكوات واألخماس وتوزيعها وتولي األوقــاف والقصــ

وما أشبه ذلك، والقضاء بين الناس بطلب

يسير. . باختالف55 ص1الرشتي: ج الله حبيب للميرزا القضاء، كتاب ( انظر?)1. 49 المائدة: اآلية ( سورة?)2. 105 النساء: اآلية ( سورة?)3. 1ح القاضي صفات أبواب من99 ص18( الوسائل: ج?)4. 9ح القاضي صفات أبواب من101 ص12( الوسائل: ج?)5. 10ح القاضي صفات أبواب من101 ص12( الوسائل: ج?)6

151

Page 152: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الشهود والحلــف والحكم بينهم هــو على مقتضــى القاعــدة، بــليمكن أن يستدل بالسيرة على ذلك أيضا.

نعم إذا كان هناك مرجع وحيد لألمة اختاروه، أو شورى المراجعــار ــير مخت المختارين لألمة، ال يحق الخروج عن ذلك بنصب مرجع غــل ــاه في كتب )الحكم في اإلســالم( من أن دلي ــا ذكرن ــوكالء، لم ال

الشورى حاكم على دليل التقليد. أما أسلوب حكومات الغرب الجارية في بالد اإلســالم اآلن أيضــاــة لهم، وهم ــاد أو عدال من جعــل المعــاونين للحــاكم من غــير اجته يحققون في القضايا ويرجعون نتائج أبحاثهم إلى الحاكم فيحكم بمـا يراه مما لم يكن له ســماع شــهود أو حلــف أو حضــور في القضــية، فذلك أسلوب باطــل كســائر أســاليب الحكومــات الغربيــة في بحث القضاء، وهذا غير مبحثنا، فال يقــال: حيث يصــح التوكيــل يصــح هــذا األمــر أيضــا، ألن التوكيــل يجب أن يكــون حيث المعرفــة التامــة باألحكــام والعدالــة، وإن كــان بعض مــا ذكــر هنــا من الفــروع أيضــا

بحاجة إلى التأمل، والله العالم. وعلى أي حال، فال إشــكال في عــدم صــحة توكيــل فــرد عــادي

لفرد آخر في إثبات حقوق الله سبحانه وتعالى. ثم إن القواعــد قــال: ويجــوز التوكيــل )في الحــدود مطلقــا في

. (1)حضور المستحق وغيبته( وفي مفتاح الكرامة: )إنــه يجــوز التوكيــل في اســتيفاء الحــدود، سواء كانت حقا لله سبحانه أو حقا للنــاس، وهــو المــراد بــاإلطالق، وال نجد في ذلك خالفا، وإنما الخالف في التوكيــل في إثبــات حــدود الله سبحانه وتعالى، ألن النبي )صلى الله عليه وآله( وأئمــة الهــدى )صــلوات اللــه عليهم( لم يكونــوا يقيمــون الحــدود بأنفســهم، وإنمــا

انتهى. كانوا يستنيبون غيرهم في إقامتها( وهذا المعنى وهــو االســتنابة في إقامــة الحــد ال يخفى أنــه غــير

االستنابة في

.354 ص2األحكام: ج قواعد ( انظر?)1152

Page 153: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

القضاء والتوكيل في رجوع المرافعــات والــدعاوي إلى الوكيــل، فهما أمران كالهما جائز، وقول مفتاح الكرامة: )لم يكونــوا يقيمــون الحدود بأنفســهم( يريــد بــه أنهم لم يكونــوا يختصــون بهــذا الشــيء دائما، ألنهم كانوا أحيانا يقيمون الحــدود بأنفســهم، كمــا كــان يفعلــه علي )عليه الصالة والسالم( حيث كان يقيم حــدود اللــه في الكوفـة على المجرمين في بعض األوقات، وقصة درته وتأديبــه للنــاس ممــا

يسمى حدا مشهورة. ــوق ــات الحجــة والحق ــدعوى وإثب ــه: )وال ــد قول ــر القواع ثم ذك والخصــومة، وإن لم يــرض الخصــم(، وفي مفتــاح الكرامــة: )يجــوز التوكيل في الدعوى على الغير وال يفتقر إلى علمه بكــون المــدعى به حقا، ألنــه نــائب منــاب الموكـل في إنشــاء الــدعوى فكأنــه حــاك لقوله، وفي إثبات الحجة، أي بيانها وإيضاحها عنــد الحــاكم كإحضــار الشاهدين واستشــهادهما وعــد الشــياع في إثبــات الحقــوق الماليــة كالدين أو غيرها كالخيــار والتحجــير واالختصــاص بأولويــة مكــان في المسجد أو حجرة في المدرسة ونحــو ذلــك، وفي الخصــومة ســواء رضي الخصم أو ال، وسواء كان الموكل للمـدعي أو المـدعى عليـه،وليس لآلخر االمتناع، ألن كل أحد ال يكمل للمخاصمة والمطالبة(.

أقول: ويدل على ذلــك مــا فعلــه علي )عليــه الصــالة والســالم( حيث وكل عقيال في دعوى، باإلضافة إلى األصل الذي عرفت سابقا من قبول كل هذه األمور التوكيل، ولذا كــان المحكي عن المختلــف أنه المشهور، ثم حكي عن أبي علي أنه منع من توكيل الحاضر في الخصــومة إال برضــى الخصــم، وعن بعض العامــة أنــه اعتــبر العــذر كالمرض والتحذير، وبعضهم جوز مع سفاهة الخصــم وخبث لســانه،

ومن الواضح أن كل هذه القيود ال دليل عليها.

153

Page 154: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

نعم يصح لطرف الموكل أن ال يقبل بالوكيل إذا كــان فيــه عليــه ضرر أو عسر وحرج أو ما أشبه، وكذلك يجوز للحــاكم الشــرعي أن ال يقبــل الوكيــل، وإنمــا يستحضــر الموكــل، ألن بعض الخصوصــيات

تظهر من الموكل دون الوكيل. ومنه يعلم أصل المحاماة الموجــودة في المحــاكم العالميــة في الحال الحاضر، وإن كانت المحــاكم اإلســالمية ال تســمح بمثــل هــذهــير الكيفية الخاصة من المحاماة والتي تطول إطالة كبــيرة، ففي كث من األحيان يريد القاضي استكشاف الواقع عن نفس الطرفين فله المنع عن ذلك، كمــا يرشــد إلى ذلــك قضــايا أمــير المؤمــنين )عليــه الصالة والسالم( في استكشــاف األمــور، فالقاضــي يريــد االســتماع إلى المدعي والبينة والمدعى عليه والحلف ليظهر له الحق فيحكم. وفي كتاب ظريف، عن أمير المؤمنين )عليــه الصــالة والســالم( فيمن ذهب بعض نور بصره أنه يضاعف له اليمين ثالثا أو أربــع، إلى

والـوالي يسـتعين في ذلـك بالسـؤال والنظـر والتثبت فيأن قال: .(1)القصاص والحدود والقود

مثال نجد في قضايا علي )عليــه الصــالة والســالم( أمثلــة للــزومحضور الطرف ال وكيله:

فقد روى الكليــني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة والســالم( شرب رجل الخمر على عهد أبي بكر فرفع أمره إليه، فادعىقال:

الرجل حداثته باإلسالم وأنه يعيش بين قوم يســتحلون الخمــر، ولــو كان يعلم بحرمته الجتنب عنها، فالتفت أبوبكر إلى عمــر فقــال: مــا تقول، فقـال عمــر: معضـلة وليس لهـا إال أبـو الحسـن، فـأتوا أمـير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( وأخبروه الخبر، فقال: ابعثــوا معــه

من يدور

. 2ح األعضاء ديات أبواب من3 الباب220 ص19( الوسائل: ج?)1154

Page 155: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة ــه آي ــه على مجــالس المهــاجرين واألنصــار من كــان تال علي ب .(1)التحريم فليشهد عليه، فلم يشهد أحد فخلى سبيله

ومن الواضح أنه إذا كان يوكل ذلك الــذي شــرب الخمــر إنســانا يدار بــه على مجــالس المهــاجرين واألنصــار، وإن كــان يــأتي باســم موكله لم ينفع، ألن كثــيرا منهم مــا كــانوا يعرفونــه، فــإن كثــيرا من

الناس يعرفون الشخص ال اسمه. وفي روايــــة: إن امــــرأة ادعت أن زوجهــــا عــــنين، فقــــال

خــذ بيــد هــذا الرجــلأميرالمؤمنين )عليه الصالة والســالم( لقنــبر: واذهب به إلى نهر وقدر إحليله، فإن كــان على مقــداره األول قبــل أن يقع في الماء فهو عنين، وإن كان قــد نقص وتقلص فقــد كــذبت

.(2)وليس بعنين وعن محمد بن قيس، عن أبي جعفر الباقر )عليه السالم( قال:

كان لرجل على عهد علي )عليه الســالم( جاريتــان، فولــدتا جميعــا في ليلة واحدة، إحداهما ابنــا واألخــرى بنتــا، فعمــدت صــاحبة البنتــه االبن وأخــذت االبن، فقــالت ــذي في فوضــعت بنتهــا في المهــد ال صاحبة البنت: االبن ابني، وقالت صاحبة االبن: االبن ابني، فتحاكمتا إلى أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( فــأمر أن يــوزن لبنهمــا، وقــال:

.(3)أيتهما كانت أثقل لبنا فاالبن لهاــا، وفي قصة اختالف مرأتين على ابن، كل واحدة تدعي أنه ابنه أمر اإلمام )عليه السالم( بمنشار، فلمــا جيء بــه قــالت األم: مــا ذا

أقسم الولد تفعل يا أمير المؤمنين، قال:

. 1ح المسكر أبواب من10 الباب475 ص18( الوسائل: ج?)1. 4ح العيوب أحكام أبواب من15 الباب614 ص12( الوسائل: ج?)2. 6ح الحكم كيفية أبواب من21 الباب210 ص18( الوسائل: ج?)3

155

Page 156: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

نصفين، فقــالت: اللــه اللــه يــا أمــير المؤمــنين أعطــه لألخــرى، فاستظهر اإلمام )عليــه الســالم( من هــذا أنهــا هي األم، حيث حنت

. (1)على الولد، فأعطى الولد إياها دون الخصم وفي رواية ابن شهر آشوب وغيره، أنه رفــع إلى عمــر أن عبــدا قتل مواله فحكم بقتله، وكان علي )عليــه السـالم( حاضــرا، فســأله لم قتلت موالك، قال: أتاني في ذاتي، فقال ألولياء المقتول: أدفنتم المقتول، قالوا: نعم الساعة، فقال لعمــر: احبس الغالم حــتى ثالثــة أيام، فعند ذلك أقضي مــا هــو الحــق، فلمــا كــانت الثالثــة جــاء علي )عليه الصالة والسالم( بعمر وأولياء المقتول إلى قبر الرجــل فــأمر بنبشه فلم يجدوا شيئا، فقال علي )عليه الســالم(: اللــه أكــبر، اللــه أكبر، والله ما كذبت وال كذبت، سمعت رسول الله )صلى الله عليه

من يعمل من أمتي عمل قــوم لــوط ثم يمــوت يؤجــلوآله( يقول: إلى ثالثة أيام حتى تقذف بــه األرض إلى جملــة قــوم لــوط فيحشــر

.(2)معهم وكذلك في قصة النفرين الذين أحدهما كان الوارث واآلخر كان عبد المورث، فادعى كل واحد أنه الوارث، أمر اإلمام )عليه الصــالة والسالم( بثقبتين في حائط المسجد، وأمر بإدخــال رأســهما، وقــال لقنبر: اضرب عنق العبد، فــأخرج العبــد رأســه مستوحشــا، فقضــى

.(3)اإلمام بأنه العبدــانت قضــايا في ــا وإن ك ــيرة، فإنه ــا من القضــايا الكث الى غيره واقعة بمعنى أن اإلمام )عليه الســالم( استكشــف الواقــع بــالقرائن والتي قد تكون موجودة وقد ال تكون موجودة، كما هي شأن قرائن

الحال والمقال مطلقا، ولذا قال الفقهاء: بأنها قضايا في

. 11ح الحكم كيفية أبواب من21 الباب212 ص18( الوسائل: ج?)1. 364 ص2( المناقب: ج?)2. 9ح الحكم كيفية أبواب من21 الباب211 ص18( الوسائل: ج?)3

156

Page 157: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

واقعـــة ولم يجعلوهـــا مســـتندة إال انهـــا ال تتحقـــق إال بحضـــورالطرف، فال يصح التوكيل في أمثال هذه األمور.

وعليه فللقاضي أن ال يقبل بالوكيل، وإنما يحضر الموكل بنفسهليستكشف من قرائن مقاله وحاله صدق كالمه أو كذبه.

وبذلك كله ظهر حال توكيل كل من القاضي والشــاهد وطــرفي الدعوى والحالف في مثل القسامة، بل وكــذلك حــال الجالد وأمنــاء

الحاكم ومن يرتبط بالحكم. وفي القواعد ذكر عقد الســبق والرمايــة وقــال: )وكــذلك ســائر

العقود والفسوخ(. فإنه يصح التوكيل في كل ذلك، مثــل الوقــف والهبــة والســكنى والعمرى والرقبى والوصية واإلجارة واالقالة إيجابــا وقبــوال، وكــذلك الفسوخ المترتبة على الخيارات، ســواء كــان خيــارا في المعــامالت كالبيع والشراء واإلجارة والرهن وغيرهــا، أو خيــارا في الطالق كمــا في الخلع أو في النكاح كما في موارد الفسخ، وكذلك يصح التوكيل في الحجر واإلحياء والذبح، وغير ذلك من األمور الــتي يــرى العــرف

دخول الوكالة ولم يمنع عنها الشرع. وقــال في الجــواهر: )وكــذا في غيرهــا ـــ أي في غــير مــا ذكــرهــذي الشرائع ـ مما ال حاجة إلى تعدادها بعد ما عرفت من األصــل ال ذكرناه، مع أن هذا التعداد ال يفي بحصرها، كما أن الضابط المزبــور ال يجدي في أفراد الشك، اللهم إال أن يريدوا به مــا أشــرنا إليــه من االكتفاء بعدم العلم به، ولعله المقصود لهم كما يومي إليه تعرضـهم للدليل في ممنوع التوكيل، بخالف غيره مما اكتفــوا بجــواز التوكيــل فيه بعدم ما يقتضي المنع، وبــذلك يتم أيضــا مــا ذكرنــاه من األصــل

المزبور(. وفي مفتــاح الكرامــة: زاد في التــذكرة أنــه ال تصــح النيابــة في

االستيالد، ألنه

157

Page 158: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــان ــو من بيـ ــالوطي والـــوطي مختص بالفاعـــل وهـ متعلـــق بـالبديهيات، كقوله: ال تصح النيابة في الرضاع والميراث واألشربة.

اقول: وكذلك من بــاب بيــان البــديهيات عــدم صــحة النيابــة في القسم للرجل أو للمرأة إال فيما استثنيناه سابقا من توكيــل الضــرة

الضرة إذا صح أن يسمى توكيال.كما أنه يصح النيابة في جواب الكتاب.

وقد روي عبد الله بن سنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(ــالمقال: رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السالم، والبادي بالس

.(1)أولى بالله ورسوله )صلى الله عليه وآله(ــواب ــتحباب إال أن ج ــة على االس ــانت محمول ــة وإن ك والرواي الكتاب يقبل التوكيل، فال يحتاج أن يكتب نفس الموجه إليه الكتاب،ــازة واســتقبال وكذلك يصح التوكيل في عيادة المريض وتشييع الجن

المسافر وما أشبه للعرفية. نعم لو نذر اإلنسان أن يفعــل شــيئا من هــذه األمــور بنفســه لم يجز له التوكيل، بمعنى أنه ال يسقط التوكيل النــذر، فــإذا اكتفى بــه

كان حنثا. ثم من الواضح أنه ال تصح الوكالــة في جريــان الحــد الــذي على الــذي يســتحقه بالنســبة إلى غــيره من األبريــاء، مثال حكم عليــه بالسجن سنة، فيوكل إنسانا آخر في أن يسجن بدله، أو يكون عليــه

القتل أو القصاص أو ما أشبه فيوكل إنسانا حتى يتحمل عنه.ها العزيز وفي القرآن الحكيم: نإقالوا يا أي ــيرا يخا كب له أبا شــ

ا نراك من المحسنين قال فخذ أحدنا مكانه إن ه أن نأخــذ إال معــاذ اللا إذا (2) لظالمونمن وجدنا متاعنا عنده إن

. 1ح العشرة أبواب من33 الباب437 ص8( الوسائل: ج?)1. 79 ـ78 يوسف: اآلية ( سورة?)2

158

Page 159: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كما أن من الواضح عدم صحة الوكالة في الواجبــات الــتي على اإلنسان، كأن يوكل غيره في أن يقيم بدله صالة الظهر والعصــر، أو

يصوم شهر رمضان، أو يحج البيت من غير عذر، إلى غير ذلك. وقد تقدم صــحة االســتنابة في النافلــة، لكن الظــاهر كمــا قالــه

الجواهر: )ال تسقط النافلة عن الموكل(. وإذا وكل غيره في أن يقرأ له القرآن لم يســقط اســتحبابه عنــل غــيره في أن يعتمــر عنــه أو يحج عنــه نفســه، وكــذلك إذا وك استحبابا، أو أن يزور عنه، أو يدعو عنه أو مــا أشـبه ذلـك، ولـذا وردــد ورد: إن استحباب النيابة عن اإلمام الحجة )صلوات الله عليه( وقاإلمام كل عام يحج أيضا، فال منافاة بين حج اإلمام واالستنابة عنه. وفي القواعــد: واألقـرب جــواز وكالـة الواحـد عن المتخاصـمين وعن المتعاقدين، فيتولى طرفي العقد حتى في اســتيفاء القصــاص

من نفسه. والظاهر صحة األمور الثالثة التي ذكرهــا، فيجــوز وكالــة الواحــدــر عن المتخاصمين وهو المحكي عن التذكرة واإليضاح، وعن التحري لم أستبعد جوازه، وعن المبسوط بعــد ذكــر وجهين الجــواز وعدمــه قــال: إن األحــوط أنــه ال يجــوز، ألنــه البــد في إيــراد الحجج فيالمخاصمة من االستقصاء في المبالغة، وذلك يتضاد الغرضان فيه.

وعن جامع المقاصد: إن المسألة محل توقف. هذا ولكن مقتضى القاعدة الصحة ألنـه ال مـانع منــه بعـد إطالق

األدلة والعرفية. ولذا قال في مفتــاح الكرامــة: ال وجــه للمنــع لوجــود المقتضــي وانتفاء المانع، إذ ليس هو إال إنه البد من االستقصــاء والمبالغــة في مطلوبيهما، وذلك ممكن إلمكان إيراد الوكيل حجة كل منهما ودفاع

اآلخر وقصد الحق، فيكون حاله كحال المباحث

159

Page 160: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

العلميــة حيث يــورد المــدرس رأي هــذا ورأي هــذا، وحجــة هــذاوحجة هذا، ودفاع هذا ودفاع هذا، ثم يختار بينهما.

كما أنه يصح أن يكون شــاهدا عن اثــنين، أمــا أن يكــون شــاهدا عن المتخاصمين فذلك يصح فيما إذا لم يكن تدافع بين الشــهادتين،

كأن يشهد أن الدار لهذا وأن الدار لهذا، فإن ذلك باطل. ــرف أما إذا شهد بأنه رأى هذا يتصرف في هذه الدار، وهذا يتص في هذه الدار، فال بأس، لعدم التدافع وإمكان تصرفهما، وعلى ذلك يجب أن ينزل كالم مفتاح الكرامــة حيث قــال: إنــه يجــوز أن يكــون شاهدا لهما فالوكالة أولى، وأن يتوكل لكل واحد على التفريق فكذا

على الجمع. نعم من الواضــح أنــه ال يصــح أن يشــهد ألحــدهما أو يوكــل في الدفاع عن أحدهما وهــو يعلم ببطالن موكلــه، فمــا يعملــه كثــير من المحامين في الحال الحاضر من التوكل عن الجانبين والدفاع عنهما

وأخذ المال منهما، عمل حرام بالنسبة إلى من يعلمون بطالنه. وال يخفى أن ما ورد عن أمير المؤمنين )عليه الصالة والســالم(

ال يراد بــه عــدم ،(1)من بالغ فيهم أثمفي باب الدعاوي حيث قال: جــواز االستقصــاء في الــدعاوي استقصــاء جــائزا شــرعا، وإنمــاــوهين وســبب تلجلج ــه الهتــك والت االستقصــاء غــير الجــائز ممــا في المدعي أو المنكر أو ما أشبه، فجعل مفتــاح الكرامــة هــذه الروايــة دليال على رد الشيخ في كالمه المتقدم، حيث قال: ال يجوز ألنه البــدــير ــة، غ ــاء والمبالغ ــمة من االستقص ــراد الحجج في المخاص في إي

ظاهر الوجه.

. 298 الحكم البالغة: قصار ( نهج?)1160

Page 161: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم كما أنـه يصــح وكالـة الواحـد عن المتخاصـمين، يصــح وكالـةــا عن ــدافعان كالهم ــة، في ــرفين، إلطالق األدل ــد الط ــنين عن أح اث

المدعي مثال أو عن المنكر. وأما الفـرع الثـاني وهـو تـولي الوكيــل عن المتعاقـدين فيتـولى طــرفي العقــد، فقــد قــال في مفتــاح الكرامــة: )إنــه رأي التــذكرة واإلرشــاد وشــرحه لولــده واإليضــاح والروضــة، وفي األخــير: أنــه ال إشكال فيه إال على القــول بمنــع كونــه موجبــا قــابال، وكمــا في بيــع المختلف والدروس واللمعـة والروضـة، بـل قـد يظهـر من المقنعـةــارة ــوم من عب ــو المفه ــة والخالف والوســيلة واإلرشــاد، وه والنهاي التحرير والمهــذب البــارع، لكن عن الســرائر المنــع عن ذلــك، وفي حواشي الكتاب وغاية المرام وجامع المقاصــد والمســالك أن مــراد المانع أن ال يجمــع بين الــداللتين الشــخص الواحــد، ألن الــبيع مبــني

انتهى. على المماكسة(ــره المشــهور، ــا ذك ــو م ولكن ال يخفى أن مقتضــى القاعــدة ه إلطالق األدلة، وحجة المانع ســواء في الداللــة أو في أصــل الوكالــة غير ظاهر الوجه، إلمكان أن يبذل الجهد والسعي من الجانبين على النهج المتعارف فيستقصي في القيمــة إلى الحــد الممكن عــادة والــاعين في األســواق ــات أو يحضــر بالمت يقصــر في إعالم ذوي الرغب

المتعارفة، حيث ال يغبن هذا هذا، وال هذا هذا. ومن الواضح أنه ال يشترط علم الموكلين بأنه يشــتري ألحــدهما ويبيع عن اآلخر أو يستأجر عن أحــدهما ويــؤجر عن اآلخــر، إلى غـيرــا ذلك من المعامالت، فإذا فعل كل ذلك فيستحق أجرة المثل منهم أو المسمى حسب المقرر، نعم إذا كــان ظــاهر حــال الموكــل أن ال

يكون وكيال عن اآلخر لزم االقتصار على الشرط أو القيد.

161

Page 162: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وإذا بــاع بــالغبن أو اشــترى بــالغبن، أو الشــيء المعيب ثمنــا أو مثمنا أو ما أشبه ذلك، فعلى القواعد المذكورة في كتاب البيع، كماأن خيار المجلس مما يسقط باالفتراق مذكور هناك تفصيله أيضا.

ومنه يظهر صحة أن يكون اإلنسان الواحد أصيال ووكيال، كمــا إذاوكلت المرأة الرجل في أن يعقدها لنفسه أو بالعكس.

قال في مفتاح الكرامة: )في حكم وكالة الواحد عن المتعاقدين في بيع الوكيل على ولده الصــغير أن ظــاهر التــذكرة اإلجمــاع علىــه المشــهور، وفي جواز ذلك، وفي وكالة اإليضاح ومجمع البرهان أن الكفاية أنه األشهر، وبه طفحت عباراتهم، وإنمــا نســب الخالف إلى الشيخ في المبسوط وقطب الدين الكيدري، وفي حكمــه أيضــا بيــع

انتهى. الوكيل على نفسه مع إذن الموكل له بذلك(ــه ــدعى علي ــهور الم ــو المش ــدة ه ــى القاع والظــاهر أن مقتض اإلجماع، والمخالف دليله ضعيف، إذ ليس لهم دليــل إال لــزوم كونــهــة، قابال موجبا مع ظهور الشرع في كونهما اثنين، وأنه موجب للتهم وعــدم المماكســة، وأن شــرط اللــزوم التفــرق وهــو ال يحصــل بين

الشيء ونفسه. ــا عن ــ ــون مانع ــ ــك ال يمكن أن يك ــ ــل ذل ــ ــح أن ك ــ ومن الواض اإلطالقات، لعدم دليل على المنع عن كونه موجبا قابال، وما ورد فيــامالت ــا في المع ــامالت كم ــنين في المع ــا اث ــريعة من كونهم الش الرسول واألئمة )صلوات الله عليهم أجمعين( ال يــدل على الحصــر، كما أن التهمة وعــدم المماكســة ال يمكن أن يكــون مانعــا، كالتهمــة وعدم المماكسة في الوكيل عن واحد، وكون شرط اللزوم التفــرق وهو ال يحصل بين الشيء ونفسه ال يدل على عدم الصحة، فهو كما

إذا تعامال

162

Page 163: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

البيعــان بالخيــارولم يفترقا حتى ماتا، فقولــه )عليــه الســالم(: يــدل على بقــاء اللــزوم مــع عــدم الفــرق في مــورد (1)مالم يفترقا

االثنين، وفي المقام الموضــوع منتــف كمــا ذكــر تفصــيله في كتــابالبيع.

ولذا حكي عن مجمــع البرهــان أنــه نقــل على المنتهى اإلجمــاع على أن لألب والجد تولي طرفي العقد، وقــال هــو: إن الظــاهر من كالمهم عــدم الخالف في ذلــك، مضــافا إلى إطالق المتــأخرين علىــه ــبيع من نفســه إذا أذن ل ــولى طــرفي العقــد وي ــل أن يت أن للوكي

الموكل. وقد ذكرنا في كتاب النكاح إجمال رواية عمار الساباطي، قــال: سألت أبا الحسن )عليه الســالم( عن امــرأة تكــون في أهــل الــبيت فتكــره أن يعلم بهــا أهــل بيتهــا، أيحــل لهــا أن توكــل رجال يريــد أن يتزوجهــا تقــول لــه قــد وكلتــك فاشــهد على تــزويجي، قــال )عليــه

، قلت: جعلت فــداك وإن كــانت أيمــا، قــال )عليــهالالســالم(: السالم(: . قلت: فــإن وكلت غيرهــا بتزويجهــا منــه،وإن كانت أيما

.(2)نعمقال )عليه السالم(: ــون ــدم جــواز أن يك ــة لع ــذه الرواي حيث إن بعضــا تمســكوا به اإلنسان متوليا لطرفي العقد، لكنه غير ظاهر، الحتمال الحمل على الكراهة أو التقية لعدم اإلشهاد أو ما أشبه ذلك من المحامــل، وقــد قلنا هناك: إنه إنما نــذهب إلى هــذه المحامــل ألنهــا ال تقــاوم األدلــة

األولية بعد عدم عمل المشهور بها. وممــا تقــدم يعلم صــحة أن يكــون الوكيــل وكيال عن األطــراف المتعددة، مثال يكون بايعان ومشتر واحد، أو بائع ومشــتريان، أو في

كل طرف متعدد، فيتوكل

. 2 ـ1ح الخيار أبواب من1 الباب345 ص12( الوسائل: ج?)1. 4ح النكاح عقدة أبواب من10 الباب217 ص14( الوسائل: ج?)2

163

Page 164: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

عن الجميع، سواء كــان الــبيع أو الشــراء بالتســاوي أو بنســباتمختلفة.

أما الوكالة المرددة في جــانب الموكــل كــأن يقــوال: أنت وكيــل أحــدنا، أو في جــانب الوكيــل كــأن يقــول الموكــل: أحــدكما وكيلي، فالظاهر من كلماتهم عدم جواز ذلك، وإن كــان يبعــد الصــحة لــو الــر ــألة في أواخ ــذه المس ــبه ه ــا ش ــد ذكرن كالمهم في البطالن، فق

الشرح. نعم إذا قال له: زوج لي هندا أو زينب، أو اشتر لي هذه الدار أو هذا الدكان، أو ما أشبه ذلك، فظاهرهم اإلطباق على الصــحة، وهــو

كذلك لشمول األدلة.وكذلك إذا قال له: زوج لي هندا، أو اشتر لي هذه الدار.

وكذلك تصح الوكالة الدورية، كأن يقول له: أنت وكيلي في أول كل شهر إلى أسبوع ال بعد ذلــك، أو أنت وكيلي في أيــام الجمــع، أو

ما أشبه ذلك، إلطالق األدلة. وممــا يشــبه هــذه المســألة مــا ذكرنــاه في كتــاب الحــدود، من احتمال صحة السجون األقساطية بأن يكون على إنسان مثال سجن شهر، فيسجنه في كــل أســبوع ثالثــة أيــام، كمــا هــو المتعــارف في بعض البالد الغربية االن، بل تعــارف في بعض البالد الغربيــة حســب القانون أن يسجن السجين في الليالي ال النهارات حتى يشتغل في النهــار ويــأتي في الليــل ويســجن إلى الصــباح، وإن كــانت المســألة

بحاجة إلى التأمل والتتبع. ــام ــع وأي ــام الجم نعم ورد في الشــريعة إطالق الســجناء في أي األعياد، فإن فهم من هــذا المنــاط قلنــا بــه، وكــذلك إذا رآه الحــاكم الشرعي صالحا بقدر مــا يــدخل في صــالحية الحــاكم الشــرعي في

باب الحدود والتعزيرات وباب العفو وما أشبه. ومن الكالم في الوكيل يتبين الكالم في الولي أيضــا، فــإذا كــان

وليا على

164

Page 165: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

صغيرين لهما ملكين يبيع من أحدهما لآلخر أو يؤجر أو ما أشــبهــا على ذلــك، كــان مقتضــى القاعــدة الصــحة، وكــذلك إذا كــان ولي موقوفتين أو وصــيا من نفــرين أو قيمــا على صــغيرين أو مجنــونين،

إلى غير ذلك. ــة في اســتيفاء واما الفرع الثالث الذي ذكره القواعد من الوكالــوز ــد ج ــة: )ق ــاح الكرام ــال في مفت ــد ق القصــاص من نفســه، فق المصنف هنا، وفي التذكرة والمحقق الثاني أن يكــون الجــاني وكيالــاص أو ــان القص ــه، في النفس ك ــاص من نفس ــتيفاء القص في اس الطــرف، لحصــول الغــرض وانتفــاء التهمــة، واحتمــل في قصــاص التحرير المنع منه، وجزم به كاشف اللثام، ولم يرجح المصــنف في قصاص الكتاب فيما إذا قال الجاني: أنا استوفي القصــاص مــني وال

انتهى. أبذل أجرة، فإنه احتمل القبول وعدمه من دون ترجيح(ــول إلى ــود الوص ــواز، ألن المقص ــو الج ــدة ه ــى القاع ومقتضــه وبوكيلــه غــير القصــاص، وذلــك كمــا يحصــل بنفس المجــني علي

الجاني، كذلك يحصل بالجاني، ولو قيل باالنصراف فهو بدوي. ومنه يعلم أنه للحاكم الشرعي الحق في أن يوكــل المرتــد بــأن بقتل نفسه ويقسم ماله، وكذلك سائر من اســتحق القتــل من قبــل

الحاكم. ولو لم يكن حاكم وال عدول المؤمنين، وقلنــا بــأن الحــدود أيضــا يصل إلى عــدول المؤمــنين، فهــل للمرتــد ونحــوه أن يقتــل نفســه، احتماالن، والظاهر العدم، لقول الصــادق )عليــه الصــالة والســالم(:

ــه الحكم ــة الحــدود إلى من إلي ــا .(1)إقام ــام مم ولم يعلم أن المقتقدم عن المحقق الرشتى مما ال يرد الشارع تعطيله.

. 3ح القاضي صفات أبواب من3 الباب7 ص18( الوسائل: ج?)1165

Page 166: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إن الحكومــة إنمــا هي لإلمــام،وفي صحيحة سليمان بن خالد: .(1)العالم بالقضاء، العادل في المسلمين

إلى غيرذلك من الروايات. ومما ذكرنا من وجود اإلطالق في استيفاء القصاص من نفســه، يظهر وجه النظر في استثناء مفتاح الكرامة، حيث أجــاز االســتيفاء،ــا إذا لكنه قال: )هذا إذا كان الموكل هو الولي أو المجني عليه، ال م كان وكيال قد أذن لــه في التوكيــل، فــإن المتجــه منعــه من ذلــك إال بإذن المجني عليه، بل يحتمل منع الولي أيضـا منــه، ألن التشـفي ال يحصــل إال باســتيفاء المجــني عليــه، ومن يقــوم مقامــه على ســبيل

انتهى. القهر( فإن هذا الوجه االعتباري الشبيه باالستيناس ال يتمكن أن يقــاوم إطالق األدلة، وقد تقدم أن االنصراف المحتمل بــدوي، فال يمكن أن

يقال بانصراف اإلطالق إليه. ــإذا ثم إن من الواضح عدم صحة التوكيل في اإلسالم والكفر، ف وكل المسلم كــافرا أن يكفــر عن قبلــه لم يكن هــو كــافرا، كمــا إذا وكل الكــافر مســلما أن يســلم من قبلــه لم ينفــع، ألن اإلســالم هــو اإلقرار بالشهادتين، كما أن الكفر هو اإلنكار فال يقوم الوكيــل مقــام األصيل، وإن كان لو وكــل من يكفــر عن قبلــه عــزر، ألن مثــل هــذا التوكيــل معصــية، من جهــة التســبيب إلى الحــرام أو كــون مقدمــة

الحرام حراما على التفصيل المذكور في األصول.

. 3ح القاضي صفات أبواب من3 الباب7 ص18( الوسائل: ج?)1166

Page 167: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل عن اإلقــرار(:14)مســألة قــال في القواعــد: وفي التوكيإشكال.

ــذا وفي مفتاح الكرامة: )كما في التذكرة واإلرشاد والكفاية، وك التحرير والتنقيح وإيضاح النافع حيث ال ترجيح فيها، ومنع من جوازه وصحته في جامع الشرائع واإليضاح وشرح اإلرشاد لولده، والمهذبــو البارع وجامع المقاصد، وجوزه الشيخ في الخالف والمبســوط وأب المكارم في الغنية، والمصنف في التذكرة، والمقدس األردبيلي في مجمع البرهان، وفي غاية المراد أنــه قــوي. وقــد وقــع في المقنعــة والمراسم والكافي والنهاية والوسـيلة والغنيـة والنــافع أنـه إن عمم الوكالة عمت سائر األشياء إال اإلقرار بمــا يــوجب حــدا، وهــو يعطي

انتهى. بإطالقه جواز التوكيل في اإلقرار إال ما أوجب حدا(ــرار أقول: الظاهر أن التوكيل في اإلقرار بنفسه إقرار، ال أن إق الوكيل بعد ذلــك إقــراره، فــإذا وكــل في أن يقــر عنــد الحــاكم بأنــه مطلوب مائة دينار لزيد، فهو إقــرار بمطلوبيتــه عرفــا، نعم إذا كــان ظاهر الدليل أنه يلزم اإلقرار بنفســه لم يكن ذلــك إقــرارا كمــا في باب الزنا، فإذا وكل غيره في أن يقر عنه أربع مرات فــأقر ذلــك لم يكن ذلك موجبـا للحـد عليـه، وكـذلك إذا وكـل وكيال واحـدا أو وكالءــد متعددين أربع مرات، كما إذا قال لزيد: أنت وكيلي في أن تقر عنــد الحــاكم ــه: أنت وكيلي في أن تقــر عن ــاي، ثم قــال ل الحــاكم بزن بزناي، وهكذا إلى أربع مرات، أو قال: لكــل واحــد من زيــد وعمــرو وبكر وخالد: أنتم وكالئي في إقراري بالزنا، فإنه ال يثبت عليه الحد. أما إذا وكل باإلقرار بالسرقة فإنه يؤخذ منه المال، وإن لم يكن عليه قطــع، ألن وكالتــه بــاإلقرار إقــرار، وإنمــا ال ينفــع التوكيــل في

الجرائم، ألن العرف ال

167

Page 168: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يستفيدون من أدلة اإلقرار في بــاب الجــرائم أن التوكيــل أيضــا من اإلقرار، وحتى إذا كانت هنالك شــبهة درئت الحــد بالشــبهة كمــا

ذكر في موضعه. ومنه يعلم أنــه لــو قــال للوكيــل: أقــر علي بــأني مطلــوب لزيــدــو دينارا، أو أن هذه الدار لزيد، أو أن هذا الولد ليس بولدي، وإنما ه ولد لزيد، أو أن هذا ولدي، أو ما أشبه ذلك، فلم يذهب الوكيل ويقر بذلك لم يضر في كونه إقـرارا على نفسـه بتلـك األمـور، إذا اجتمـعــوت الحــق عند توكيله سائر شرائط اإلقرار، فهو مثل اإلخبار عن ثب عليه، كما إذا قال في العالم الماضي: إني أقررت عند الحــاكم أني مدين لزيد بمائة دينار، ومثله لو ســألناه هــل أنت وكلت فالنــا ليقــر

عنك بمديونيتك، فقال: نعم، أو قام شاهدان على التوكيل. ثم الظاهر صحة الوكالة في اإلقرار في غير مــا اســتثني أيضــا، ألنه عرفي، فكما أنه يوكله في أن يبيع أو أن يشتري، أو أن يطلــق، أو أن يعتق أو مــا أشــبه، كــذلك يوكلــه في أن يقــر عنــه، وقــد ذكــر القــائلون بصــحة الوكالــة وجههــا، بــأن فعــل الوكيــل فعــل الموكـل، واإلخبار بالحق إخبار عنه، وألنه قول يلزم به الحــق فأشــبه الشــراء وســائر التصــرفات فهــو كــالبيع، وأنــه يجــوز إمالل الــولي عن غــير المستطيع لإلمالل كما عن غاية المــراد والتــذكرة واإليضــاح وجــامع

المقاصد االستدالل بهذه األمور. ــرد على ــه: )ي ومنه يعلم أنه ال يصح رد مفتاح الكرامة عليهم بأن األول أنه دور إذ الشأن في كونه وكيال، وعلى الثاني أنه قياس علىــير أنه في محل الدعوى أيضا، وعلى الثالث أن الظاهر من الولي غ

. (1 )الوكيل، واإلقرار إخبار وإمالل الولي ليس إخبارا(

.132 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1168

Page 169: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إذ يرد على األول: إنه ال دور بعــد رؤيــة العــرف أنــه وكيــل، وأنخصوصيات الوكالة موجودة هنا أيضا.

ويرد على الثاني: إنه ليس بقياس بعد وجود الجامع، فكما يصــح الوكالة بالنسبة إلى الشراء والطالق، كــذلك يصــح الوكالــة بالنســبة

إلى اإلقرار. ويرد على الثالث: إن الولي والوكيل مشتركان في رؤية العرف أن كليهما يمالن فــأي فــرق عنــد العــرف بين إمالل الــولي وبين أن يقول إنسان في محضر جماعة: هذا وكيلي قوله قولي وفعله فعلي ويده يدي، فقال الوكيل: إنه مطلــوب كــذا ويطلب كــذا وكــذا، حيث إن العرف يرون أن ما للموكل للوكيل، وقد ذكرنــا أن مثــل اإلقــرار

بالحدود ونحوها إنما خرج باالنصراف وغيره. ــالوا: إن ــانعين ق ــع، حيث إن الم ــه المن ــذلك علم بطالن وج وب اإلقرار إخبار عن حق للغير في ذمــة المقــر، وإقــرار الغــير على أن في ذمة زيد مثال شيئا لغيره إخبار وشهادة عليه، وال يلزم الغير خبر الغير إال على وجه الشهادة، وأن األصل براءة الذمة ولم يعلم كــون

ذلك إقرارا مثبتا في الذمة شيئا. نعم هنــاك فــرق بين التوكيــل في اإلقــرار، وبين اإلمالل بــأن المولى عليه لو بلغ ورشد وأنكــر قـول الـولي كـان لـه اإلنكــار، أمـا الموكــل في اإلقــرار ال مجــال لــه في اإلنكــار، لمــا ذكرنــاه من أن

توكيله إقرار. وعليه فال فرق بين أن يقــول: وكلتــك لتقــر عــني لفالن، أو أقــرــك على أن تحاســب ــك، كمــا إذا قــال: وكلت عــني لفالن أو نحــو ذل عاملي أو شريكي وتقر عــني بوصــول حقي، أو وكلتــك في أن تقــر عن لساني أن لزيد علي ألفا، أو أن يقول: فالن قوله قولي، وفعلـه فعلي، ويــده يــدي، وإقــراره إقــراري، ونكاحــه وطالقــه لزوجــة لي

نكاحي وطالقي، إلى غير ذلك من العبارات.

169

Page 170: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم أنه لو قال: وكلتلك على أن تقر عني بــأني أشــهد أن ال إله إال الله، وأن محمدا رسول الله، كان مسلما بذلك، كما أنه إذا قال: وكلتك على أن تقر لي بعــدم االعــتراف باللــه أو بالرســول أو

بالمعاد )والعياذ بالله( كان كفرا. أما سائر خصوصيات التوكيل فهي كسائر خصوصيات اإلقرار.

ثم إن المحكي عن التذكرة والتحرير أنه إن قلنا بصحة التوكيــل ينبغي أن يعين للوكيل جنس المقر به وقدره، ولــو قــال: أقــر عــنيــبر على ــه يج ــر إن ــير، وفي التحري ــل بالتفس ــولب الموك لفالن، ط التفسير، ولو قال الوكيل: أقــر عن قبــل فالن ـــ ولم يــذكر اســمه ـ

بكذا، طالبه الحاكم بالتفسير وأن المراد بفالن من هو. ــرتب وعلى أي حال، فإن قلنا بصحة الوكالة، كما هو الظــاهر، ت عليها آثار الوكالة، وإن لم نقل بصحة الوكالة فقد قال في القواعد: فإن أبطلناه ففي جعله مقرا بنفس التوكيل نظر، لكنك قــد عــرفت

أنه مقر بنفس التوكيل. وفي مفتاح الكرامـة بعـد عبـارة القواعـد المتقدمـة: )هـذا عين

، فإن منعناه ففي كونه إقرارا من الموكل نظر،(1)قوله في التحرير على تقدير عدم صــحة التوكيــل. وقــد(2)وال ترجيح أيضا في التذكرة

على أن من قــال بصــحة التوكيــل قــال: بأنــه(3)نص في المبســوط إقرار يلزم الموكل، وأن من قال: ال يصــح توكيلــه، اختلفــوا، فمنهم من قال: يكون توكيله وإذنه في اإلقرار إقرارا منه، ومنهم من قال:

ســاكتا عليــه،(4)إن ذلك ال يكون إقرارا، وقد حكي عنه في اإليضــاح فقد اتفقت هذه الكتب األربعة بل الخمسة على أن النظر والخالفــدير البطالن، ــو على تق ــا ه ــذلك أم ال، إنم ــرا ب ــير مق ــه يص في أن

انتهى. (5 )والظاهر منها أنه على تقدير الصحة يتعين كونه إقرارا( وعلى هذا، إذا قال إلنسان: أقر لفالن أن له علي ألف دينار، ثم

أنكر، كان

.28 ص3األحكام: ج ( تحرير?)1.50 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)2.369 ص2( المبسوط: ج?)3.340 ص2الفوائد: ج ( إيضاح?)4.135 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)5

170

Page 171: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من اإلنكار بعد اإلقرار، سواء قال الوكيل لذلك اإلنسان ما قــالله، أو لم يقل الوكيل لذلك اإلنسان ما قال له.

ــرار ــد اإلق وكذلك إذا لم نعلم أنه هل وكله لإلقرار أو ال، لكنه بع سألناه هل أنت وكلت فالنا في هذا اإلقرار، فقال: نعم، فإنه يكــون

إقرارا. ومما تقدم من كون التوكيل إقرارا، ظهر وجه النظر فيما حكي عن جماعة بأنه ال يكون إقــرارا، كمــا عن جــامع الشــرائع واإليضــاحــارع وجــامع المقاصــد ــد العالمــة والمهــذب الب وشــرح اإلرشــاد لول

والتنقيح والكفاية، وعن غاية المراد وإيضاح النافع عدم الترجيح. ولذا قال في مفتاح الكرامة: )الذي يظهر لمن نظــر وتــدبر أنــه إقرار، سواء قلنا بصحة التوكيل وعدمه، واستوضح ذلــك فيمــا قــال له: وكلتك بأن تقــر عــني بــأني بعت كتــابي لزيــد بمائــة، واشــتريت فرسه الدهماء بخمسين، وإني قد استقرضــت منــه عشــرين دينــارا ورهنته كذا، فإنـه إن لم يكن غرضـه بـذلك أن ذلـك حـق لـه عنـديــذيان، والزم لذمتي كان كذبا، وحمال على الكذب، أو كان ملحقا باله

وأهل العرف ال يرتضون في ذلك(، إلى آخر ما ذكره. وهو كما ذكره، والعمدة ما عرفت من أن اإلقــرار عرفــا شـامل

له، كما أن الوكالة أيضا شاملة للتوكيل على اإلقرار. ــدود ــدرء الح ــد، ل ــوجب الح ــه ال ي ــرار، لكن ــه إق ــاء على أن وبن بالشبهات ونحوه، فإذا وكل إنسانا بأن يقر بمــا يثبت عليــه الســرقة فأقر مرتين فيما إذا قلنا باالحتياج إلى مــرتين في ســائر اإلقــرارات غير الزنا، كما اخترناه في كتاب الحــدود، ثبت عليــه المــال، إلطالق دليل إقرار العقالء، ودليل المرتين خـاص بالحـد فال يكـون مخصصـا

لإلطالق المذكور.

171

Page 172: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم أنه لو وكله في أن يقر عنــه بالزنــا أو بــاللواط أو مــا أشبه، كان كما إذا أقر بنفسه، وأنه يثبت سائر األمــور وإن لم يثبت الحــد، كمحرمــات المصــاهرة ونحوهــا، فــإذا وكلـه في أن يقــر عنــه باللواط مثال بزيد، حرم بذلك عليه أمه وأختــه وبنتــه، إلى غــير ذلــك من األحكام غــير الحـدود، فيــأتي في التوكيـل على اإلقـرار كـل مــاــة ــاب اإلقــرار من الفــروع ممــا ال حاجــة إلى اإلطال ــاه في كت ذكرن

بذكرها كلها. ومما تقدم ظهر وجه ضعف اســتدالل بعضــهم على عــدم كونــه إقــرارا بــأن التوكيــل في الــبيع ال يكــون بيعــا، وفي اإلبــراء ال يكــون إبراء، وفي الطالق والنكاح ال يكون طالقا ونكاحا، وبأن األمر بــاألمرــالحق، ــه ال يكــون إقــرارا ب ــأن رضــاه بالشــهادة علي ليس أمــرا، وبــه، والفــارق هــو لوضــوح الفــرق بين المــذكورات وبين مــا نحن في العـرف، فــإن من وكـل غــيره في أن يــبيع ال يسـميه العــرف بايعـا، وكذلك ال يسميه في الطالق والنذر وغير ذلك مطلقا وناذرا، أما في

المقام فهم يسمونه مقرا.

172

Page 173: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )ولــو وكــل على كــل قليــل(:15)مسألة وكثير، قيل: ال يصح لمــا يتطــرق من احتمــال الضــرر، وقيــل: يجــوز

ويندفع االحتمال باعتبار المصلحة، وهو بعيد عن موضع الفرض(. نعم لو وكله على كل ما يملك صح، ألنه يناط بالمصلحة.

وقال في المســالك: )القــوالن للشــيخ، والجــواز مــذهب األكــثر النتفاء الغرر وانــدفاع الضــرر بمراعــاة المصــلحة فيــه على الوكيــل مطلقا، والمصنف )رحمه الله( رد هــذا القيــد بأنــه بعيــد عن موضــع الفرض، فإن الفرض كونــه وكيال في كــل شــيء فيــدخل فيــه عتــق عبيده وتطليق نسائه وهبة أمالكه، ونحــو ذلــك ممــا يــوجب الضــرر، والتقييد خروج عن الكليــة، وجوابــه أن القيــد معتــبر وإن لم يصــرح بهذا العموم حتى لو خصص بفرد واحد يقيد بالمصلحة فكيف بمثــل

هذا العام المنتشر. وفــرق المصــنف بين هــذا المقــام وبين مــا لــو خصصــه بوجــه، كقوله: وكلتك على ما أملك، ونحوه باندفاع معظم الغرر، نظرا إلى أن رعاية المصلحة في األمور المنتشرة أمر خفي جدا، فإذا خصص متعلقها سهلت وهو غير واضح، ألن رعاية المصلحة تضبط األمرين، وانتشــار األمــور ال يمنــع من ذلــك، فــإن مرجــع المصــلحة إلى نظــرــه ــه، وألن الوكيل، فما علم فيه المصلحة يفعله، وما اشتبه يمتنع فعل لو فعل ذلك العام المنتشر فقال: وكلتك في عتــق عبيــدي وتطليــقــة ــا منضــبط برعاي ــع أمالكي صــح، ألن كــل واحــد منه زوجــاتي وبي المصلحة على ما اعترفوا به، وذلك مشترك بين األمــرين، فــاألقوى

انتهى. الجواز مطلقا( وهو كما ذكره المسالك تبعا لألكثر، إذ ال فرق بين األمرين، نعم الالزم تصرف الوكيل فيما كــان مشــموال للوكالــة، ال أكــثر من ذلــك

وإن كان اللفظ عاما،

173

Page 174: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فإن األلفاظ العامة إنما يؤخذ بها بقــدر االرتكــاز واالنصــراف، ال بقدر اللفظ، نعم إذا لم يكن هنالــك ارتكــاز وانصــراف وقرينــة أخــذ

بقدر العموم. ويؤيد ما ذكرناه ما رواه الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الصالة والسالم( في امرأة ولت أمرها رجال فقالت: زوجني فالنا، فقــال: ال أزوجــك حــتى تشــهدي لي أمــرك بيــدي، فأشــهدت لــه، فقــال عنــدــو ــال ه التزويج للذي يخطبها: يا فالن عليك كذا وكذا، قال: نعم، فق للقــوم: اشــهدوا أن ذلــك لهــا عنــدي وقــد زوجتهــا نفســي، فقــالت المرأة: ال وال كرامة وما أمري إال بيدي وما وليتك أمري إال حياء من

.(1)تنزع منه ويوجع رأسهالكالم، قال )عليه السالم(: هذه الروايــة ظــاهرة في أن المــراد أن الرجــل احتــال فيفإن

أخذ الوكالة المطلقة وكان يعلم أن المــرأة غــير راضــية إال بالرجــلــتى الذي عينته، إذ من الواضح أنه لو كانت الوكالة مطلقة شاملة ح لنفسـه ثم ادعت خصـوص الوكالـة لم يكن لهــا ذلـك ألصـالة صـحة

العقد. إذا زوجولذا ورد عن الــدعائم، عن علي )عليــه الســالم( قــال:

بناء على شــمول إطالقــه للمقــام، ،(2)الوكيل على النكاح فهو جائزكما ذكرنا تفصيله في كتاب النكاح.

ومما تقدم يظهر وجه ضعف حمل الجواهر كالم الشــرائع )على إرادة البحث في صحة الوكالة مالحظا فيه عــدم التقييــد بالمصــلحة وأنــه يفعــل كــل مــا يشــاء، وحينئــد يبقى البحث معــه في ذلــك مــع فرضها على وجه يصح وقوعهــا من الموكــل وأنهــا ال تــؤثر ســفها أو نحوه مما يمنعه من الوكالة، فإنه يكون خارجا عما نحن فيه، أما مع

انتهى. (3 )عدمه فالوجه الصحة لعموم الوكالة(

. 1ح النكاح عقد أبواب من10 الباب216 ص14( الوسائل: ج?)1. 812 ح5 الفصل219 ص2( الدعائم: ج?)2.384 ص27الكالم: ج ( جواهر?)3

174

Page 175: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إذ هذا الحمل ضعيف، كما أن جعــل وجــه الفــرق أن كــل قليــل وكثير مجمل بخالف كل ما يملك، أيضا غــير ظــاهر، فــإن العبــارتين

عرفا بمعنى واحد. أما ما تقدم عن الشرائع بأنــه بعيــد عن موضــع الفــرض، معنــاه كما في مفتاح الكرامة أن المفروض أنه جعله كنفسه وكيال في كل شيء، فما صح له أن يفعله بنفسه صح له أن يفعله، وما يمنــع منــه لكونها سفها أو نحو ذلك يمنع منه، فيدخل فيه تطليــق نسـائه وهبـة جميع أمالكــه ونحــو ذلــك ممــا لــه أن يفعلــه هــو بنفســه وإن أوجب

الضرر، والتقييد خروج عن الكلية، وقد سبق مثله عن المسالك. أقول: مقتضى القاعدة أنه إذا وكله بأن يفعل كما يفعل هو وإن كان فيه الشيء الضار ـــ ممــا لم يكن ســفها خارجــا حــتى فيمــا إذا باشر الموكل بنفسه ــ كـان جـائزا، ولـو كـان تطليـق جميـع نسـائهــدخول مثال، وإال حــدد على ــل ال ــع أخــرى وتطليقهن قب ــزويج أرب وت

حسب المصلحة كما هو المنصرف عن الوكالة. وعليه فقول المبسوط: )إذا وكل رجال في كــل قليــل وكثــير لمــه يصح، ألن في ذلك غررا عظيما، ألنه ربما لزمه بالعقود ما ال يمكن الوفاء به، فربما أدى ذلك إلى ذهاب ماله، من ذلك أن يزوجه بــأربع ويطلقهن عليه قبل الدخول فيغرم لكل واحــدة منهن نصــف مهرهــا ثم يزوجه بأربع أخــر، وعلى هــذا( إلى أن قــال: )إلى غــير ذلــك من أنواع التصرف، ألنه أطلق له ذلك فيناول جميــع مــا يضــره وينفعــه(

إلى آخره، غير ظاهر الوجه.

175

Page 176: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

شرط العالمة في القواعــد في متعلــق الوكالــة(:16)مسألة أن يكون مملوكا للموكل، فلو وكله على طالق زوجــة ســينكحها، أو

انتهى. عتق عبد سيملكه، أو بيع ثوب سيشتريه لم يصح، وظاهر جامع المقاصد اإلجماع عليــه، فقــال: )من شــرط صــحة الوكالة أن يكــون التصــرف مملوكــا للموكــل في وقت صــدور عقــد

التوكيل، والظاهر أن ذلك متفق عليه عندنا(. لكن في مفتاح الكرامة رده بقوله: لم نجد من صرح بذلك قبل المصــنف غــير مــا يكــاد يفهم من الشــرائع وال بعــده غــير صــاحب التنقيح، قال األول: أن يكون مملوكا للموكل بمعنى إمكــان وقوعــه منه شرعا في حال توكيله، وقال في الريــاض: إن ظــاهر المشــهور أنه يعتبر اإلمكان المزبور من حين الوكالـة إلى وقت التصـرف، بـل ظاهر المحكي عن التذكرة اإلجماع عليه، وبه صرح المحقق الثاني، وليس في التذكرة عبارة يظهر منها هذا اإلجمــاع وقضــية كالمــه أن

الشهرة محققة عنده. ــه ــاب على قول وقد اقتصر في التذكرة والتحرير واإلرشاد كالكت فيها: أن يكون مملوكا للموكل، وقد خلت كتب األصحاب في البــاب من المقنعة إلى الرياض عن التعرض لهــذا الشــرط إال مــا عــرفت، والموجــود في كالم األصــحاب اشــتراط صــحة تصــرفه فيــه لنفســه

وصحة مباشرته له ونحو ذلك على اختالفهم في التعبير. ــه مــا نعم تكرر في كالم المبسوط أنه )كلما يملكه بنفسه( )وأن يملــك التصــرف فيــه( لكنــه لم يفــرع عليــه في التــذكرة والتحريــرــل ال حين ــه وحين الفع واإلرشاد، فقد يكون مراده حين التصرف في العقد، وقد استشــكل في هــذا الشــرط المــولى األردبيلي وصــاحب

انتهى. الكفاية(

176

Page 177: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وهو كما ذكره مفتاح الكرامــة، إذ ال دليــل على لــزوم أن يكــون قادرا على التصرف حال التوكيل، وإنما يشترط القدرة حال العمل، وعليه فلو وكله على طالق امرأة سينكحها أو عتق عبد ســيملكه أو بيع ثوب سيشتريه صح، ولم يظهــر وجــه فــرق بين المنــع عن مثــل ذلك وإجازة مثل ما لو وكله على شراء عبد وعتقــه أو ثــوب وبيعــه، ألنه ال يملك العتق والبيع في كال المقامين، فأي فرق بين الموردين مع وضوح أن العرف يرون صحة الوكالة في كال الموردين وال دليــل خاص من الشرع من نص أو انصراف أو إجماع أو مــا أشــبه ليكــون

مخصصا ألدلة الوكالة العامة. وفي جامع المقاصد: )إن منه مــا لــو قــال: طلــق زوجــتي ثالثــا، فإنه يكون وكيال في الرجعتين بينهما، قال: ولكن يرد عليــه أن ذلــكــا توكيل في تصرف ال يملكه الموكل وقت التوكيل، فإن الرجعة إنم يملكها بعد الطالق فحقه أن ال يصــح، ثم أجــاب بأنــه ليس ببعيــد أن يقال: إن التوكيل في مثل هذا جائز ألنه وقع تابعا لغيره، ونحوه مــا لو وكله في شراء شاتين وبيع أحدهما. أما لــو وكلــه فيمــا ال يملكــه استقالال، كما لو وكل في طالق زوجــة ســينكحها لم يصــح، والفــرق بين وقوع الشيء أصال وتبعا كثير، ألن التابع وقــع مكمال بعــد الحكم بصحة الوكالــة واســتكمال أركانهــا، وقــد وقــع اإليمــاء إلى ذلــك في

انتهى. التذكرة( ومن الواضح أن مثل ما ذكره من الفارق ليس بفــارق، وقولــه: )الفرق بين وقوع الشيء( إلى آخره كلية صحيح، وأما تطبيقــه على

هذه الصغرى فهو محل الكالم، بل هو شبه المصادرة.

177

Page 178: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال يقـال: إنـه مثـل الوقـف على المعــدوم أصـالة وتبعـا، حيث اليصح األول ويصح الثاني.

ألنــه يقــال: إن تم ذلــك في الوقــف فبــدليل خــاص، ال أنــه على األصل حتى يقال: إن ذلك األصل موجــود في المقــام أيضــا، وعليــه فيصــح أن يوكلــه في إدارة شــؤون أوالده إذا مــا صــار لــه أوالد، أو يوكله في إدارة شؤون نفسه إذا كبر وعجز، أو ما أشبه ذلك ممــا ال يملكه اآلن، وإنما يملكه ولو بعـد خمســين سـنة، ألن العـرف يــرون

صحة مثل هذه الوكالة، وال دليل من الشرع على عدمها. ولذا ذكر في الجواهر في ردهم: )بأن اإلنصاف أنه ليس بشيء عند التأمــل، فـإن النظـائر ال تصـلح ألن تكــون دليال، ودعــوى تنــاول العموم له دون األول مجرد اقتراح، وإنكــار جــوازه مطلقــا مكــابرة، بل مشروعية المضاربة حجة عليه فإنها من الوكالة أيضا، فال بــد أن يقال ما يرجع منها إلى معنى التعليــق باطــل باعتبــار اقتضــاء تــأخير متعلقها تأخرها، أما ما ال يرجع إلى ذلك بأن جعلــه وكيال عنــه ونائبــاــح، منابه فيما هو أهل له ولو بإيجاد سببه المتأخر عن حال العقد ص وإن لم يجعله تابعا في وكالة شخص خاص، بــل وكــل شخصــا على الشراء وآخر على بيع مــا يشـتريه ذلــك، لكن على الوجــه المزبــور، وبالجملة ال يبعد القول بمشروعية الوكالة لمــا ذكرنــاه من عمومهــا في جعل الشخص نائبا منابه وقائما مقامه في كل مــا هــو أهــل لــه من غير فرق بين الموجود والمتجدد له من ملك وغيره، وحينئــذ لــهــك وكالء أن يبيع ما يدخل في ملكه بإرث وهبة وغيرها، ولعل من ذلــة، ووكالء ــيما وكالء الناحيـ ــوابهم، سـ ــالم( ونـ ــة )عليهم السـ األئمـ المجتهدين في زمن الغيبة على ما يتجدد من حــق الخمس والزكــاة

وغير ذلك مما هو راجع إلى اإلمام عليه السالم( انتهى.

178

Page 179: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومن ذلك يظهر أنه إذا وكله محجــور عليــه في أن يتصــرف في أمواله بعد رفع الحجر عنه جاز، أما إذا وكله وهو غير محجــور عليــه في التصرف في أمواله عند الحجر عليه لم يجز، ألنــه إذا لم يتمكن

هو من التصرف لم يتمكن وكيله بالطريق األولى. وكذلك إذا وكله العاقل الذي لــه جنــون أدواري أن يتصــرف في أمواله حال جنونه، فإنه ال يجــوز لــه ذلــك، ألن المجنــون ال أمــر لــه

والقلم مرفوع عنه. نعم إذا وكلته الحائض في أن يكنس المسجد مثال صــح، وكـذلكــا ــل، وإنمـ ــذور ليس في ذات الفعـ ــبة إلى الجنب، ألن المحـ بالنسـ المحذور في الشخص فإذا تبدل الشخص جاز، بخالف مثل المجنون والسفيه فإن الحجر في الفعل، وهو الفارق بينهما، فال يقال: إنه إذا

لم يجز لألصل كيف يجوز للفرع. ومنه يعلم أنه لو وكله في أن يزوج له زوجــة زيــد بعــد طالقهــا،ــة، وإن كــان يحتمــل أن هــذا ــد الطالق مثال صــحت الوكال حيث يري العمل حرام، ألن المناط في الدخول في الخطبة فيه، بل هــو أولى

بالحرمة منه. أما إذا وكله في أن يزوج بنتــه لزيــد الــذي لــه أربــع زوجــات إذا طلــق واحــدة منهن لم يكن بــذلك بــأس، كمــا أن المــرأة إذا وكلت إنسانا في أن يزوجها لزيد المتزوج بأختها إذا طلــق أختهــا أو مــاتت

صح أيضا ولم يكن بمحرم، إلى غير ذلك من األمثلة. ولعل مما يؤيد المقام توكيل الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه(ــه الســالم( في تطليــق أيــة من زوجاتــه شــاء في قصــة ــا )علي علي معروفة، وقد هدد اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الصــالة والســالم( عائشة بالطالق في يوم الجمل، ومن الواضح أن الطالق ال يــراد بــه الطالق المتعارف، وإنما اإلخراج عن عزة زوجية رسول الله )صــلى

الله عليه وآله( وأمومة المؤمنين. ــان ــاه قــال في محكي مجمــع البرهــان في بي ولــذا الــذي ذكرن

اإلشكال: إن الظاهر

179

Page 180: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أنهم يجوزون التوكيل في الطالق في طهــر المواقعــة والحيض، ويجــوزون التوكيــل في تــزويج امــرأة وطالقهــا والتطليــق ثالثــا مــع الرجعتين بينهما، فإنه ال يملك الرجعة إال بعد الطالق، ومن المعلــوم أن عقد القراض مستلزم للبيوع المتعددة الواردة على المــال مــرة بعد أخرى وهو غــير موجــود حــال العقــد، فهــو صــريح في منــع هــذا الشرط، ويشكل على هذا الشرط األكل والتصرف فيما إذا جوز لـه

التصدق وإخراج الزكاة من ماله إذا صار البيدر ونحو ذلك. ومنه يظهر صحة وكالة الفقير إلنسان في أخذ الحقــوق لــه وإن لم يكن في الحال الحاضر حقوق أصال، وصحة وكالــة التجــار وكالــة عامـــة لـــوكالئهم للتصـــرف في كـــل مـــا يرتبـــط بهم حـــاال أو فيــتقبل، ســواء من الــبيوع والرهــون والقــراض والمرافعــات المس

وغيرها. أما ما ذكره الجواهر من قوله: )لو قال الموكــل: اشــتر لي من مالك كر طعام، لم يصح إذا كان المــراد جعــل الثمن في العقــد من مال الوكيل، لما هو معلوم عدم جواز شراء اإلنسان بماله ما يملكه غيره فيكون وكالته فيــه باطلــة، نعم لــو قــال: اشــتر لي في الذمــة واقض الثمن عني من مالك، صــحت الوكالــة في وفــاء الــدين، ولــو قال: اشتر لي من الدين الذي عليك، صح وبرئ بالتسليم إلى البائع

انتهى. الذي قد أقامه الموكل مقام نفسه( فمحل نظر، ألنا ذكرنا في بــاب الــبيع صــحة أن يقــول اإلنســان للخباز: أعط الفقير خبزا في قبال الدرهم، بــأن يخــرج الــدرهم منــاز إلى كيس المتبرع إلى كيس الخباز، ويخرج الخــبز من كيس الخبكيس الفقير، ومنه هذه الصورة التي ذكرها الجواهر وأشكل فيها.

180

Page 181: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بل ذكرنا هناك صحة أن يكون طرفي البيع أربعة أشخاص، كــأنــدينار من كيس يقول: أعطيك دينارا ليصبغ ولدك دار أخي، فخرج ال زيد إلى كيس عمرو، ليخرج التصبيغ من كيس بكر إلى كيس خالــد، فإنه نوع من البيع العــرفي، حــتى إذا لم نقــل إنــه بيــع فإنــه مبادلــة

، فــأطراف المعاملــة يمكن أنأوفوا بــالعقودعقالئية يشمله دليل يكون اثنان أو ثالثة أو أربعة، من غــير فــرق في أن يكــون ذلــك فيــان ظــاهر المشــهور ــا، وإن ك ــارة أو غيره ــرهن أو اإلج ــبيع أو ال ال اإلشكال في الثالثة بله األربعة، كما فصله الشيخ المرتضــى )رحمــه

الله( وغيره في كتاب البيع.

181

Page 182: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )يعتــبر في الموكــل البلــوغ(:17)مسألة والعقـل وأن يكــون جــائز التصـرف فيمـا وكـل فيــه ممـا تصـح فيـه النيابة، فال تصح وكالة الصبي مميزا كان أو لم يكن، ولو بلــغ عشــرا جاز أن يوكل فيما له التصرف فيه كالوصية والصدقة والطالق على رواية، وكذا يجوز أن يتوكل فيه، وكذا ال تصح وكالــة المجنــون، ولــو

عرض ذلك بعد التوكيل أبطل الوكالة(. وفي القواعــد: )يشــترط في الموكــل أن يملــك مباشــرة ذلــك التصرف بملك أو والية، فال يصح توكيـل الصـبي وإن كـان ممـيزا أو بلغ عشرا مطلقا على رأي، وال المجنون، ولــو عــرض بعــد التوكيــل

بطلت الوكالة(. أقول: أمــا الصــبي غــير الممــيز فال إشــكال في أنــه ال يصــح أن

لعــدم العرفيــة فال يشــمله و،(1)يكون موكال، لرفع القلم عن الصــبي األدلة الشــرعية، وأمــا في الممــيز قبــل بلــوغ العشــر فعــدم صــحة وكالته إلطالق أدلة اشتراط التكاليف بــالبلوغ ولم يبلــغ هــذا الصــبي بعد، لكن إذا كان العرف يعتمدون عليه في مثــل األمــور الصــغيرة، كما هو المتعارف اآلن حتى عند المتشــرعة من أن األطفــال الــذين يذهبون إلى المدارس ونحوها يوكلون أشباههم أو غير أشباههم في شؤونهم الخاصة، فإن قلنا بــأن مثــل هــذا الشــيء يصــلح أن يكــون

مخصصا لألدلة العامة فهو، وإال فمقتضى القاعدة المنع. أما البالغ عشرا، فقد اختلفوا فيــه، فعن الشــيخ في النهايــة إنــه قال: )فإن بلغ عشــر ســنين ولم يكن كمــل عقلــه غــير أنــه ال يضــع الشيء إال في موضعه كانت وصيته ماضية في المعروف من وجوه

البر( إلى أن قال: )وكذا تجوز صدقة الغالم إذا

. 1ح النفس جهاد أبواب من56 الباب295 ص11( الوسائل: ج?)1182

Page 183: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بلــغ عشــر ســنين وهبتــه وعتقــه إذا كــان بــالمعروف في وجــوهالبر(.

ــف ــة في الوصــية والوق ــذب والمقنع ــوه المحكي عن المه ونح والصدقة بالمعروف، ونحوهم ذكر المراســم، وعن جــامع المقاصــد أن هذا القول مشهور، واقتصر في مقعد الشهرة على جواز تصرفه

في الوصية والعتق والصدقة. وكيف كـان، فمقتضـى القاعـدة أن كـل مــا يصـح للبـالغ عشـرا العمل به يصح التوكيل فيه أيضا، ولذا قــال في محكي التحريــر: لــوــه فعال كالوصــية في المعــروف ــل فيمــا ل ــغ عشــرا جــاز أن يوك بل

والصدقة والطالق على رواية ممنوعة. وفي مفتاح الكرامة: )قد قالوا في الباب: إن كلما يصح تصــرفه في شيء تدخلــه النيابــة صــح التوكيــل فيــه، وقــد منــع عليهم فخــر اإلســالم وأكــثر المتــأخرين الصــغرى وهــو قضــية وصــايا، والســرائر وظاهر الشــرائع والتــذكرة التوقــف، حيث نســب جــواز توكيلــه إلى الروايــة، وذكــر في الشــرائع الوصــية والصــدقة والطالق وجعــل

انتهى. موضوع الحكم في التذكرة المميز ومن بلغ خمسة أشبار( ومستند البلوغ خمســة أشــبار الروايــات، وقــد ذكرنــا في كتــاب

الحجر وجه ذلك. والحاصل: إنه إن تحقق الصغرى وهو أن للصــبي الممــيز البــالغ عشرا أن يتصرف في األمور المــذكورة أنتج بضــميمة الكــبرى وهي أن كــل من لــه التصــرف في شــيء لــه التوكيــل فيــه، إال مــا خــرج بالدليل، وليس المقام مما خرج بالدليل، وحيث ذكرنا تفصيل الكالم

في هذه الصغريات في كتاب حجر وغيره، فال حاجة إلى تكرارها. وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: )فال يصح توكيل الصــبي( إلخ، مما تقدم نقله عن القواعد قــال: )هــو صــريح اإليضــاح وجــامع

المقاصد والمسالك

183

Page 184: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــاب ــرائر في ب ــية كالم الس ــو قض ــافع والتنقيح، وه ــاهر الن وظالوصية وكالم غيرها(.

ــحة ــغريات وص ــحة الص ــاه من التالزم بين ص ــذي ذكرن ــذا ال ول التوكيل، قال في الجواهر: )ستعرف في كتــاب الوصــية أن األقــوى جوازهــا فيــه، إذا كــانت بــالمعروف ألرحــامهم وغــيرهم، وفاقــا للمشهور، أما غيرها فمحل بحث ومنع، وحينئذ ال بأس بتوكيلــه فيهــاــار ــال اعتب ــه، ألن احتم ــك ل ــواز ذل ــرتب صــحتها على ج ضــرورة ت المباشرة في الجواز له كما ترى، بل الظاهر بعــد جــوازه لــه جــواز

انتهى. توليه لغيره ممن يجوز منه صبيا أيضا وغيره( أما المجنون فمن الواضح عدم صــحة توكيلــه، ألنــه ممنــوع من التصرف في كل شؤونه ومولى عليه فكيــف يكــون وليــا، واإلجمــاع

و)ال خالف( دعواه في كالمهم متعددة. وال فرق في المجنون بين أن يكون مجنونا مطبقــا أو أدوارا في حال دور جنونه، أما حال دور صحته فال وجه للمنع، كمــا أن أقســام المجنون الخفيف الجنون من المعتوه والسفيه البالغ سفهه إلى حدــا في أول ــون، وقــد ذكرن ــون، ومــا أشــبه من صــغريات المجن الجن البحث أن كــون الجنــون مبطال للوكالــة محــل تأمــل، فال داعي إلى

تكراره. وفي اإليضاح حدد الموكل بقوله: )كل متمكن شــرعا أو ممنــوع بالجهــل ال غــير من مباشــرة فعــل يقبــل االســتنابة بحــق الملــك أو

الوالية العهدية أو مأذون فيها شرعا، ولو بوسائط(. وفي مفتــاح الكرامــة: )أراد بــالممنوع بالجهــل مــا إذا منعــه منــه إنشاء البيع مثال جهله به، ألن العلم بالبيع شرط في صحته، فإن ل أن يوكل، إذ الجهل به ال يخل بصحة التوكيل، وأراد بــاألخير الوصــيــاه ووكيل الوكيل، وقد قال في التذكرة في وكيل الوكيل: فإذا جعلن وكيال للوكيـــل لم يكن من شـــرط التوكيـــل كـــون الموكـــل مالكـــا

انتهى. للتصرف بحق الملكية والوالية(

184

Page 185: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم إنهم ذكروا هنا توكيل العبد، فقال في الشــرائع: )وللمكــاتب أن يوكل ألنه يملــك التصــرف في االكتســاب، وليس للعبــد القن أن يوكل إال بأذن مواله، ولو وكلـه إنسـان في شـراء نفسـه من مـواله

صح(. ولكن حيث ليست هذه المسألة محل االبتالء في الحال الحاضر

نترك تفصيلها. أما قول الشرائع بعد ذلك: )ليس للوكيل أن يوكل إال بإذن منه(ــل إنمــا يتمكن من أن يتصــرف في فهــو على مــا ذكــره، ألن الوكي دائرة التوكيل، وإال كان فضوليا كما سبق، فدائرة التوكيل إن كــانت شاملة للتوكيل من الوكيل أيضــا بقرينــة حاليــة أو مقاليــة فهــو، وإال فمجرد وكالة الموكل للوكيل في بيع أو إجارة أو طالق أو مــا أشــبه

ال يقتضي وكالته لغيره. ولــو شــك الوكيــل في أن دائــرة وكالتــه شــاملة للتوكيــل أو ال،

فاألصل العدم، وال يحق له حينئذ التوكيل. قال في القواعد: )وليس للوكيل التوكيل إال بإذن موكله صريحا أو فحوى، مثــل: اصــنع مــا شــئت، واألقــرب أن ارتفــاع الوكيــل عنــرة إذن في ــز عن المباش ــه بحيث يعج ــاعه وكثرت ــرة واتس المباش التوكيل معنى، فحينئذ األقرب أنه يوكل فيما زاد على ما يتمكن منه

انتهى. ال الجميع( لكن ما ذكره هو من باب المثــال، فــإن )اصــنع مــا شــئت( إنمــا يكون إذنا في التوكيل إذا كان في العرف شامال لذلك، وإال لم يكن، وكأن هذا هو الذي كان مطرح نظر التذكرة حيث منع فيها من جواز التوكيــل بمثــل هــذا اللفــظ، محتجــا بــأن هــذا التعميم إنمــا هــو في

تصرفه في نفسه. بل ينبغي أن يقال: إن الذين قالوا بأن اصــنع مــا شــئت، يشــمل اإلذن في التوكيل نظـروا إلى مــا ذكرنـاه، وهـو الـذي حكـاه مفتـاح الكرامة عن الشرائع والمسالك والروضة ومجمع البرهان والكفايــة والخالف، وعن المبسوط أنه أولى، وعن التحرير أنه أقرب، بل عن

185

Page 186: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ظاهر جامع المقاصد اإلجماع عليه حيث قال: قطعا. وأما رد المفتاح للتذكرة بأمرين:

األول: إنه خروج عن مقتضى العموم في جميع ما شاء. والثاني: إنه لو لم يتناول ذلك لم يفد شيئا، إذ بدون هذا العموم

يقتضي توكيله تصرفه بنفسه.ال يخفى ما فيهما.

ــتى ــوم ح ــا شــئت( العم ــه إن فهم من )اصــنع م والحاصــل: إن للتوكيل فبها، وإن لم يفهم فليس مجــرد ذكــر من ذكــر، بــل وحــتى إجماع جامع المقاصد ـ إذا فهم منه اإلجماع ـ بمفيد، ألنه يلــزم على

الوكيل السير في دائرة ما وكله فيه الموكل ال أكثر من ذلك. وأما ارتفاع الوكيل عن المباشرة فإنمــا هــو تجــويز للتوكيــل إذا ــل، وإال كان يعلم الموكل ذلك بما يكون قرينة على اإلذن في التوكيــق فال دليل على أن مجرد االرتفاع كاف، وكذلك حال اتســاع المتعلــك إنمــا هــو مــع علم ــه بحيث يعجــز عن المباشــرة، فــإن ذل وكثرت الموكل، وإال فمجرد االتساع ال يكون دليال على ســعة الوكالــة حــتى

تشمل التوكيل أيضا. ــه ومنه يعلم القاعدة في قول القواعد أخيرا: )فحينئذ األقرب أن يوكل فيما زاد على ما يتمكن منه ال الجميع(، فإن التوكيل فيمــا زاد أو في الجميــع أيضــا إنمــا يتبــع القــرائن فال يمكن الفتــوى بأحــدهما جزما بــدون االعتمــاد على القــرائن، ومجــرد االتســاع والكــثرة ومــا

أشبه ال يوجب أن يوكل فقط فيما زاد ال الجميع كما هو واضح. وال يخفى أنه ال فرق بين الوكالــة والوصــاية في احتيــاج كليهمــا

إلى لفظ

186

Page 187: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

صريح أو ظاهر أو قرينة حال أو مقال في التوكيل، فإذا لم يكنأحد األمور المذكورة في الوصاية أيضا لم يجز للوصي التوكيل.

فقول الجواهر: )وليس الوكيل كالوصــي الــذي وصــايته واليــة ال اســتنابة، فيجــوز لــه الوكالــة عن نفســه إال مــع نص الموصــي على

ــتين ،(1)فمن بدلهالمنع، لعموم خالفا البن حنبــل في إحــدى الرواي عنــه، وابن أبي ليلى إذا مــرض أو غــاب فجــوزوا توكيلــه الغــير عن الموكل كما ترى، أما وكالته عن نفسه فظاهرهم أيضا أنها كالوكالة عن الموكل متوقفة على اإلذن من الموكــل، لكن قــد يشــكل ذلــك بعدم ثبوت حق للوكيــل على وجــه يصــح توكيلــه، خصوصــا بعــد مــا اعتبروا في الموكل أن يملك مباشرة ذلك التصرف بملك أو واليــة، فال تجدي اإلذن من الموكل في الوكالة عنه نفســه في كــون األمــرــذا مستحقا كي يصح توكيله عن نفسه، وإال القتضت مجرد وكالته هــه ــل في توكيل ــاج إلى إذن الموك ــه ال يحت ــه على وج ــتحقاق ل االس

انتهى. (2 )وصارت الوكالة حينئذ كالوالية( غير ظــاهر الوجــه، فكــل واحــد من الوكيــل والوصــي إذا كــانت الوكالة والوصاية شاملة للتوكيل عن نفسه أو عن الموكل جاز، وإالــل ــال الموك ــل م ــواز جع ــدم ج ــوذ وع ــدم النف ــنى ع ــز، بمع لم يج والموصــي تحت يــد ذلــك الوكيــل، لكن هــل يصــح جعــل الموصــيــي، ــي عن الموص ــل أو الوص ــذ الوكي ــي بحيث يتمكن من أخ الوص

احتماالن. ثم إن الوكالة تنزيــل من منزلــة الموكــل، بينمــا الواليــة إعطــاء

المنصب، وهما

. 181 البقرة: اآلية ( سورة?)1.388 ص27الكالم: ج جواهر ( انظر?)2

187

Page 188: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

اعتباران عرفيان قررهما الشارع، كما يظهر من بعض الرواياتا جعلناك خليفة في األرضبل واآليات، مثل ما أشبه، ويظهر و(1)إن

بينهما الفرق في بعض المـوارد الفقهيـة أيضـا، ففي الوكالـة يجعـل الموكل الوكيل بمنزلــة نفســه، ومن الطــبيعي أنــه إذا كــان بمنزلــة

نفسه كان له أن يتصرف تصرف الموكل. أما في الوالية فال يجعل المولى الطــرف بمنزلــة نفســه، وإنمــا يعطيه الوالية، فكأن الوكالة إعطاء ذات، وأمــا الواليــة فهي إعطــاء صــفة، وإن كــان يصــح إطالق كــل من الوكالــة والواليــة على اآلخــر بمعناه األعم، فيقول الوكيل: لي والية من قبل فالن، ويقول الولي:

لي وكالة من قبل فالن. وإذا صح للوكيل إعطـاء الوكالـة أو الواليـة، فامتـدادهما حسـبــذي ــه ال امتداد العطاء، مثال إذا أعطى الوكيل الوكالة من قبل موكل أذن له في ذلك، ووكله على هذا النحو إلنسان آخــر، فإنــه ال ينعــزلــده بعزل الوكيل وإنما بعزل الموكل، إال أن يجعل الموكل العــزل بي أيضا كالنصب، فهو مثــل مــا إذا وكــل الموكـل إنسـانا في أن يعــزل

وكالءه المباشرين. أما إذا لم يأذن له في العزل، فإنه ال حق لــه في عــزل الوكيــل الوكيــل الثـاني عمـا أعطـاه من الوكالـة، وذلـك بخالف مـا إذا كـان الوكيل الثاني وكيال عن الوكيــل فــإن عزلــه بيــده، وال يرتبــط األمــر

بالموكل. وكما أنه إذا شك في حقه في التوكيل من قبــل موكلــه ال يصــح لــه التوكيــل، كــذلك إذا شــك في أنــه هــل أذن لــه في العــزل بعــد التوكيل ال حق له في العــزل، ألنهمــا أمــران وجوديــان إذا شــك في

وجودهما فاألصل عدمهما.

. 26 ص: اآلية ( سورة?)1188

Page 189: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال إشكال في المحجور عليه، له أن يوكــل فيمــا(:18)مسألة ال يمنع الحجر تصرفه فيه، كالطالق والخلع واستيفاء القصــاص كمــا في القواعد، ولم يذكر في الشرائع اســتيفاء القصــاص، وإنمــا ذكــر مكانه )وما أشبه(، فقــال فيــه: )للمحجــور عليــه أن يوكــل فيمــا لــه

التصرف من طالق وخلع وما شابهه(. وفي مفتاح الكرامة: إن )ما شــابهه( يشــمل التعزيــر والقــدف، ويشمل في خصوص المفلس الشراء في الذمة وإجارة نفسه، إذ ال

حق للغرماء في ذلك، بل هو تحصيل مالهم. لكن هــل يجــوز للمحجــور عليــه التوكيــل فيمــا حجــر عليــه فيــه بالنسبة إلى بعد حال رفــع الحجــر، بــأن يوكلــه في حــال الحجــر أن يعمل بعد رفع الحجر عنه، سواء كان محجورا عليه لفلس أو ســفه،

المشهور بينهم عدم صحة التوكيل. ــه وفي مفتاح الكرامة عند نقل قول القواعد: )وال المحجور علي

ــه( ــع الحجــر تصــرفه في ــا ال يمن ــذلك في(1 )إال فيم ــال: )صــرح ب ق المبســوط والغنيــة والشــرائع والتــذكرة والتحريــر واإلرشــاد وجــامع

.(2 )المقاصد والمسالك والروضة ومجمع البرهان والكفاية( وذلك لعدم كونه جائز التصرف حال الحجر، فكيف يعطي لغيره التصرف، مع العلم أن الوكالــة اســتنابة، فــإذا لم يتمكن األصــل من عمل لم يتمكن الفرع من ذلك العمــل، فال تتحقــق الفرعيــة النتفــاء الموضوع بانتفاء حكمه، أو يجوز ألن التوكيــل ليس معنــاه التصــرف

في الحال الحاضر، الظاهر الثاني. ولــذا قــال في الجــواهر: )اإلنصــاف إن لم يكن إجماعــا، إمكــان القول بصحة الوكالة، وإن توقــف تصــرف الوكيــل على فــك الحجــر عن الموكل، نحو الوكالة على طالق امرأة وهي في طهر المواقعــة أو حال الحيض، الذي ال خالف نصا وفتوى في جــوازه، وليس ذا من التعليق في شــيء، بــل وال من الوكالــة في طالق امــرأة ســينكحها،

فما في التذكرة من أنه من جواز التوكيل في طالق

.350 ص2األحكام: ج ( قواعد?)1.41 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)2

189

Page 190: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل ــويز توكي ــه تج ــيملكه فقياس ــد س ــع عب ــينكحها وبي ــرأة س ام المحجور عليه بما سيأذن لــه فيــه الــولي، وكـل هــذا عنــدنا باطــل ـ انتهى كالم التذكرة ـ اليخلو من نظر(، انتهى كالم الجــواهر، وكالمــه

موافق للقاعدة لما عرفت. بل قد تقدم أنه يصح التوكيــل في طالق امــرأة ســينكحها، وبيــع عبد سيملكه، فالمقيس عليه أيضا جائز، وهذا ليس من القياس في شــيء، وإنمــا هــو من التمســك بــإطالق أدلــة الوكالــة بعــد عرفيــةــدمت التوكيل في أمثال هذه األمور، من غير فرق بينهما على ما تق

اإلشارة إليه.

190

Page 191: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )وال يوكــل المحــرم في عقــد(:19)مسألة النكاح، وال ابتياع الصيد(.

وفي الجواهر: )بــل ظــاهرهم االتفــاق عليــه، لعــدم جــواز أصــل الفعل للموكل، فال تجوز وكالته فيه، بــل ال تجــوز وكالتــه عن الغــير

انتهى. في ذلك كما ستعرف، لحرمة أصل الفعل عليه( وفي مفتاح الكرامة عند قــول القواعــد: وال يوكــل المحــرم في عقد النكاح، نقل الفتوى بذلك عن المســالك وجــامع المقاصــد، وأن الثاني منهما قال: ألنه غير مالــك مباشــرة هــذا التصــرف اآلن وهــو شرط عندنا، ثم قال: ويشمل ذلك ما إذا أوقع الوكالة حالة اإلحرام

لتوقع العقد بعده، فهو مثل طالق امرأة سينكحها. وبعد ذلك نقل عبارة التذكرة المتقدمــة في المســألة الســابقة، ثم قال: )وفيه: إنــه يقضــي بأنــه ال يجــوز أن يوكلــه في حــال حيض زوجته أو في طهر المواقعة في طالقها حال طهرها، مع أن الظاهر الجواز، وقد جوز التوكيــل في تــزويج امــرأة وطالقهــا، وشــراء عبــد وعتقه، وفي استدانة دين وقضائه، وجوز التوكيل في التطليــق ثالثــا مع الرجعتين بينهما، ويلزمه أن ال يجوز التوكيــل في شــراء الطعــام وإطعامــه، وال شــراء الضــيعة وإخــراج زكاتهــا، ثم نقــل عن بيــع المبسوط والخالف المنع من أن يتوكل الكــافر للمســلم في شــراء عبد مسلم، وأن العالمــة في التــذكرة والتحريــر ونهايــة األحكــام رد

انتهى. الشيخ في فتواه بذلك( ومقتضى القاعدة صــحة التوكيــل في كــل ذلــك، إذ عــدم جــواز مباشرة الموكل لهذه األمور أو الوكيل لهذه األمور في حالة خاصة، ال يرتبط بجواز وعدم جــواز التوكيــل ألن يتصــرف الوكيــل في حــال جوازه للموكل وللوكيل، فإن الممنــوع التصــرف في ذلــك الحــال ال

التوكيل، فيشمله إطالق األدلة.

191

Page 192: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ويؤيد مــا ذكرنــاه في بعض فــروع المســألة خــبر الــرازي، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: رجــل وكــل رجال بطالق امرأتــه إذا حاضت وطهرت، وخرج الرجل فبدا له فأشهد أنه قد أبطل ما كــان

ــهأمره به وأنه قد بدا له في ذلك، قال )عليه الســالم(: فليعلم أهل .(1)وليعلم الوكيل

ــواهرفإن ظاهر الخبر صحة مثل هذه الوكالة، ولذا قال في الج عند كالم الشــرائع المتقــدم: )هــذا كلــه في كلــه في الوكالــة إلرادة الوقوع حال اإلحرام، أمــا لــو حصــلت الوكالــة حــال اإلحــرام إلرادة الوقوع حــال اإلحالل، ففي المسـالك ظــاهر العبــارة منعـه، واألولى

ـ انتهى عبارة المسالك ـ وهو مؤيــد لمــا قلنــاه ســابقا، لكن الجواز، في جامع المقاصد ظاهرهم عدم الجواز فال يعتمد على هذا التوكيل لعدم كونه مالكــا لمباشـرة هـذا التصـرف اآلن، وهـو شـرط عنــدنا،

فكان كما لو وكل في طالق امرأة سينكحها(. ثم حكى عبارة التذكرة السابقة وقال: )إال أنه ال يخفى عليك ما

انتهى عبارة الجواهر، وهو جيد. فيه بعد اإلحاطة بما ذكرناه(ــافر في شــراء ــل المســلم للك ــه يصــح توكي ــك يعلم أن ومن ذل المســلم والعكس، وتوكيــل الكــافر للكــافر في شــراء المســلم في حال إسالمهما مثال، فيما إذا احتمل اشتراط إسالم الوكيل، ألنه نوع

ــلسلطة من الوكيل الكافر على المسلم في حال كفره، ولن يجع بيال ــؤمنين ســ ــافرين على الم ه للك ــو وال يعلىو ،(2)الل اإلســالم يعل

.(3)عليه

. 1ح الوكالة أبواب من3 الباب288 ص13( الوسائل: ج?)1. 141 النساء: اآلية ( سورة?)2.11ح اإلرث موانع أبواب من1 الباب376 ص17( الوسائل: ج?)3

192

Page 193: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعلى أي حال، فإذا كانا محرمين فوكل أحدهما اآلخر في العقد له في حال خروجهما عن اإلحرام لم يكن بذلك بأس، وتمــام الكالم

في ذلك في كتاب الحج. وهكذا بالنسبة إلى وكالة الكافر الشــتراء القــرآن وكيال ومــوكال، وتوكيــل الحــائض والجنب لكنس المســجد أو مــا أشــبه ذلــك، فــإن

مقتضى القاعدة جواز ذلك كله بالنسبة إلى التوكيل. ومنه يظهر الكالم في توكيل المحرم في ابتيــاع الصــيد، وأنــه ال بأس بذلك إذا كانت الوكالة حال اإلحرام إليقاع الوكيل االبتياع حــالــالتحريم الشــرائع والقواعــد والتحريــر وجــامع اإلحالل، وإن أفــتى ب المقاصد والمسالك على مــا في مفتــاح الكرامــة المتنــاع مباشــرته

ذلك التصرف اآلن شرعا. وفي مفتاح الكرامة: وفي حكمه المعتكف في عقد البيع، وتبعه

الجواهر، وتمام الكالم في باب االعتكاف. وعلى هذا فيصح للرجل المتزوج أختا، أن يوكل غيره في تزويج أختها له بعد طالقها وانقضاء العدة، أو عدم العدة لها أو بعد وفاتها، وكـذلك بالنسـبة إلى ذي األربــع من الزوجــات، وهكــذا بالنســبة إلى سائر المحرمات جمعا، وكذلك العكس بأن توكل المرأة ذات الزوج أنــه إذا طلقت وانقضــى عــدتها أو لم تكن لهــا عــدة أن يزوجهــا من

إنسان آخر. نعم قد تقدم اإللمــاع إلى احتمــال المنــع عن ذلــك، للمنــاط في الدخول في خطبة الغير أو ما أشبه ذلــك، لكن المنــع إن كــان فهــو

تكليفي ال وضعي مع احتماله أيضا. وعلى أي حال، ففى الشــرائع: يجــوز لألب والجــد أن يــوكال عن الولد الصغير، ومثله في القواعد، ونقله مفتاح الكرامة عن التذكرة

والتحرير واإلرشاد

193

Page 194: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه ال وجامع المقاصد والكفاية ومجمع البرهان، وفي األخــير: لعل خالف فيه، وزيد في التــذكرة واإلرشــاد ومجمــع البرهــان والكفايــة:ــذلك الوصي، والمراد الوصي على األوالد، فلألب والجد والوصي وك الحاكم الشرعى أن يوكلوا عن الصغيرين، كما لهم أن يتصرفوا فيــا حســب الصــالح أو حســب عــدم الفســاد على التفصــيل أموالهم

المذكور في كتاب النكاح. ــة على البكــر وكــذا الحــال بالنســبة إلى األب والجــد في الوالي البالغــة، إذا قلنــا بــأن الواليــة لهمــا فقــط، أو لهمــا معهــا مشــتركا،

فيوكالن من يعطي اإلجازة عنهما لها في الزواج ممن شاءت.ثم في القواعد إضافة المجنون على الصغير.

وفي مفتاح الكرامــة: كمـا في جـامع المقاصـد، قـال: قـد تــرك الجماعة التعرض لــه، وقــد تقــدم أن المجنــون الــذي اتصــل جنونــه بصغره لهم الوالية عليه من غير خالف، وأما من بلغ رشــيدا ثم جن

ففيه خالف في كون الوالية لهما أو للحاكم. غيرهــا، و(1)أقول: لكنا اخترنا أن الوالية لهما آليــة أولي األرحــام

وإن كان االحتياط في ضم الحاكم أيضا. وعلى أي حال، فكل من لــه واليــة على غــيره، وليســت الواليــة خاصة به، له توكيل غيره في التصرف فيما له الواليــة فيــه، إلطالق

دليل الوكالة بعد إطالق دليل الوالية. ــة في قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )وكذا تصــح الوكال الطالق للغائب إجماعا أو ضــرورة لوجــود المقتضــي وعــدم المــانع، فمــا عن ســماعة من الخالف في ذلــك ال ينبغي االلتفــات إليــه، بــل وللحاضر على األظهــر األشــهر، بــل المشــهور، بــل عن ابن إدريس

نفي الخالف فيه بين المسلمين لعموم الوكالة

. 75 األنفال: اآلية ( سورة?)1194

Page 195: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. وخصوص ترك االستفصال في صحيح األعرج وغيره( وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: )وللحاضــر أن يوكــل في الطالق على رأي(: )هو صريح المبسوط والسرائر وجــامع الشــرائعــر واإلرشــاد ــذكرة والتحري ــافع وكشــف الرمــوز والت والشــرائع والن والمختلــف واللمعــة والتنقيح والمهــذب البــارع والمقتصــر وإيضــاح النافع وجامع المقاصد والمسالك والروضة ومجمع البرهان وكشــف اللثام والمفاتيح والكفاية، وظاهر إطالق المقنعة والخالف والوسيلةــل حيث قيل فيها يجوز التوكيل من الغائب والحاضر، فيشمل التوكي

في الطالق. ــان وقال في طالق السرائر: يصح التوكيل في الطالق حاضرا ك الموكل أو غائبا، بغــير خالف بين المســلمين، وفي مجمــع البرهــان:

إنه ال تبعد دعوى اإلجماع.ــبته وفي طالق المسالك: إنه المشهور، وفي جامع المقاصد نس إلى أكــثر المتــأخرين، وقــد عــرفت أنهم مطبقــون على ذلــك، وفي الكفاية إنه أشهر، وفي التذكرة الوكالة جائزة في كل ما يصــح فيــه دخول النيابة عند علمائنا كافة مــع حضــور الموكــل وغيبتــه وصــحته ومرضـــه(، إلى أن قـــال: )والمخـــالف الشـــيخ في وكالـــة النهايـــة

وطالقها( إلخ. أما الصحيحة التي أشــار إليهــا غــير واحــد، فهي مــا رواه ســعيد األعرج، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن رجــل جعل أمر امرأته إلى رجل، فقال: اشهدوا أني قد جعلت أمــر فالنــةــالة ــه الص ــال )علي ــل، فق ــك للرج ــوز ذل ــا، أيج إلى فالن فليطلقه

.(1)نعموالسالم(: كما أنه يدل عليه جملــة من الروايــات األخــر، كروايــة أبي هالل

الرازي قال:

. 1ح الطالق أبواب من39 الباب333 ص15( الوسائل: ج?)1195

Page 196: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجل وكل رجال يطلق امرأته إذا حاضت وطهرت، وخرج الرجل فبدا له، فأشهد أنه قد أبطــل مــا

فليعلمكان أمره به، وأنه قد بدا له في ذلك، قال )عليــه الســالم(: ــذ الطالق إذا لم يعلم(1)أهله وليعلم الوكيل ــه ينف ، حيث دل على أن

أهله ولم يعلم الوكيل. فيوإطالق ما رواه مسمع، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(:

رجل جعل طالق امرأته بيد رجلين فطلق أحدهما وأبى اآلخر، فأبى علي )عليـــه الســـالم( أن يجـــيز ذلـــك حـــتى يجتمعـــا على الطالق

.(2)جميعا ومثله رواية السكوني، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

ــد قال أمير المؤمنين )عليه السالم( في رجل جعل طالق امرأته بيــه ــنين )علي ــير المؤم ــأبى أم ــق أحــدهما وأبى اآلخــر، ف رجلين فطل

.(3)السالم( أن يجيز ذلك حتى يجتمعا جميعا على الطالقــح ــا على الطالق صـ ــا جميعـ ــا إذا اجتمعـ ــا دال على أنهمـ فإنهمـ

الطالق، وبإطالقه يشمل الحاضر والغائب. وقد خالف المشهور في جواز طالق الحاضــر الشــيخ والقاضــي

الطالق بيــد منوالتقي، فمنعوها لقولــه )عليــه الصــالة والســالم(: .أخذ بالساق

ــوزوإطالق رواية زرارة، عن الصادق )عليه السالم( قال: ال تج. (4)الوكالة في الطالق

فإنهم جمعوا بين الطائفتين بتخصــيص خــبر ســعيد ونحــوه علىالحاضر، وتخصيص

. 1ح الوكالة أبواب من3 الباب288 ص13( الوسائل: ج?)1. 4ح الطالق أبواب من39 الباب334 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح الطالق أبواب من39 الباب333 ص15( الوسائل: ج?)3. 5ح الطالق أبواب من39 الباب334 ص15( الوسائل: ج?)4

196

Page 197: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

غــيره على الغــائب، ومن الواضــح ضــعف خــبر زرارة ســندا وقصوره داللة، فال يصلح للتخصيص، وقد رموه جماعــة من العلمــاء

تصــح الوكالــة في الطالق(1)بالندرة والشذوذ، بــل في غايــة المــراد عند األكثر، ثم نقل عن شذاذ أنها ال تجوز، منهم ابن البراج، لروايــة

سماعة، فالرواية كالقول بها شاذة. ــه الشــيخ على قــال في الوســائل بعــد ذكــر خــبر زرارة: )حمل حضور الزوج، وخص األحاديث بالغائب، ويحتمل الحمل على التقية، وعلى اإلنكار دون اإلخبــار، وعلى الكراهــة دون المنــع، وعلى عــدم ثبوت الوكالة، وعلى عدم علم الوكيــل بطهــر الزوجــة، وعلى عــدم جوازها بمجرد الدعوى وغير ذلك، ويأتي ما يدل على جــواز الوكالــة

.(2)للحاضر فيما إذا وكلها في طالق نفسها(ــة وفي التذكرة: )الوكالة جائزة في كل ما يصح فيه دخول النياب عنــد علمائنــا كافـة، مــع حضـور الموكـل وغيبتـه، وصـحته ومرضـه(

انتهى. ولــذا الــذي ذكرنــاه من صــحة توكيــل الحاضــر وعــدم مقاومــة الرواية لفتوى المشهور، قال في الجــواهر بعــد ذكــر حــديث زرارة: )إال أنه كمــا تـرى مــع قصـور سـنده ومنافـاة إطالقـه اإلجمـاع، وإن حكي عن ابن سـماعة، ال يقـاوم مــا سـمعت من األدلـة من وجـوه،ــور، خصوصا مع عدم التعرض في شيء من النصوص لغيبة وال حض وإن صرح بعضها بالجواز في األول إال أن إثباته ال ينفي ما عداه كما

انتهى. هو واضح( ثم من نافلة القول أن يقــال: إنــه إذا وكــل الوكيــل في تطليــق زوجته نصف تطليقة، فإن أراد الطالق حقيقــة وقــع الطالق، وإن لم

يرد الطالق الكامل لم يقع

.345 ص2المرام: ج ( غاية?)1الطالق. أبواب من39 الباب334 ص15( الوسائل: ج?)2

197

Page 198: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الطالق وال فرق بين أن يكون المطلق هو الوكيل أو بنفسه. وعلى مــا ذكرنــاه يحمــل روايــة دعــائم اإلســالم، عن جعفــر بن

الطالق ال يجــزى إذا قــال الرجــلمحمد )عليهما السالم( أنه قــال: المرأته على ما يجب من الطالق: أنت طالق نصــف تطليقــة أو ثلثــا

.(1)أو ربعا أو ما أشبه ذلك فهي واحدة كمـــا أن الوكيـــل في الطالق إذا طلـــق متـــدافعا بين الوصـــف واإلشارة، فمقتضى القاعدة أن المرتكزة هي التي تطلق، كمــا في العقود كذلك أيضا، وهكــذا فيمــا إذا لم يكن الوكيــل المطلــق وإنمــا

الزوج طلق بنفسه. وعليــه فمــا رواه الجعفريــات، بســنده إلى علي )عليــه الصــالةــة ــان إحــداهما تســمى بجميل ــه امرأت ــانت ل والســالم( في رجــل ك واألخرى جمارة، فمرت جميلة في ثياب جمارة، فظن أنهــا جمــارة،

طلقت جمارةفقال: اذهبي فأنت طالق ثالثا، فقال )عليه السالم(: يجب أن يحمـــل على بعض ،(2)باالســـم وطلقت جميلـــة باإلشـــارة

المحامل غير المنافية للقواعد العامة، إذ الرواية ال تصــلح تخصيصــالها.

. 1011ح الطالق أبواب من1 الباب268 ص2( الدعائم: ج?)1. 3ح الطالق أبواب من34 الباب10 ص3( المستدرك: ج?)2

198

Page 199: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــألة قـــال في الشـــرائع ممزوجـــا مـــع الجـــواهر:(:20)مس )ويستحب استحبابا إرشاديا أن يكون الوكيل تام البصيرة فيما وكــل فيه، عارفا باللغة التي يتحاور بها في الموكل فيه، بحيث يكون مليــا بتحقيق مراد الموكل، بل عن ابن البراج وظاهر أبي الصالح وجوبه،

ولكنه ضعيف والوجه الندب(. أقول: كأنه يســتفاد النــدب من قولــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

رحم الله امرئ عمل عمال فأتقنه، :بــل ومن قولــهلعن اللــه من ، ولــو بالمنــاط، ومعــنى اســتحباب أن يكــون تــام(1)ضيع من يعــول

البصيرة أن يحصل البصيرة إذا لم تكن له. ــد روى محمــد بن ــة، فق ــط والخيان ــل التفري ويحــرم على الوكي مرازن، عن أبيه أو عمه، قال: شهدت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( وهو يحاسب وكيال له والوكيل يكثر أن يقول: واللــه مــا خنت، واللــه

يـا هـذا خيانتـكما خنت، فقـال لـه أبـو عبــد اللـه )عليـه السـالم(: ، ثم قــال: قــالوتضــييعك علي ســواء، إال أن الخيانــة شــرها عليك

لــو أن أحــدكم فــر من رزقــهرسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(: لتبعه حتى يدركه، كما أنه إن هرب من أجله تبعه حتى يدركــه، ومن

.(2)خان خيانة حسبت عليه من رزقه وكتب عليه وزرها وفي رواية دعـائم اإلسـالم، عن أبي جعفـر )عليـه السـالم( أنـه

من وكل وكيال على بيع فباعه له بوكس من الثمن جــاز عليــهقال: إال أن يثبت أنه تعمد الخيانة أو حابى المشــتري بــوكس، وكــذلك إنــادة أو خــان وكله على الشراء فتغالى فيه إن لم يعلم أنه تعمد الزي أو حابى فشراؤه جائز عليه، وإن علم أنه تعمد شــيئا من الضــرر رد بيعه وشراؤه، فإن وكله على بيع شيء فبــاع لــه بعضــه وكــان ذلــك

على

. 6ح النكاح مقدمات من88 الباب122 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح الوكالة أبواب من8 الباب291 ص13( الوسائل: ج?)2

199

Page 200: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

، قال: وجه النظر فالبيع جائز وإن أمر رجلين أن يبيعا له عبــدا فباعه أحدهما لم يجز بيعه إال أن يجعل البيع لكل واحــد منهمــا على

.(1)انفراد إن انفردا، أو لهما معا إذا اجتمعا بل يشمل ما ذكره الشرائع والجــواهر وغيرهمــا مــا ورد من أن

الدين النصــيحة :قيــل: يــا رســول اللــه لمن، قــال للــه ولرســوله .(2)وللمؤمنين

غيرها من الروايات العامة. إلى وقال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )كما أنه ينبغي للحــاكم أن يوكل عن الســفهاء من يتــولى الحكومــة والخصــومة عنــه إذا لم يباشر هو، وكذا يوكل من يباشر عنــه جميــع مــا يقتضــيه الحــال من التصرف الممنــوعين منــه، وكــذا غــير الســفهاء ممن للحــاكم واليــة عليـــه، وكـــذا الحكم في الوصـــي وغـــيره من األوليـــاء إال أن ينص

.(3 )الموصي وغيره على عدم الوكيل عنهم( واألصل في هذا االستحباب ما ذكره مفتــاح الكرامــة عنــد قــول القواعد بمثــل قــول الشــرائع المتقــدم، األصــل في ذلــك قولــه فيــل على ــاكمهم أن يوك ــلمين وتح ــور المس ــاظر في أم ــة: للن النهاي سفائهم وأيتــامهم ونواقصــي عقــولهم من يطــالب بحقــوقهم ويحتج عنهم ولهم. ومثله في الكافي، ومرادهما إذا كان الحــاكم وليــا لهم،

كما إذا كان ليس لأليتام أجداد وال أوصياء.ــانين ــفهاء والمجـ ــل عن السـ ــاكم أن يوكـ ــذكرة: للحـ وفي التـــبيع عنهم والصبيان من يتولى الحكومة عنهم ويستوفي حقــوقهم وي

ويشتري لهم ال نعلم فيه خالفا.

. 1ح الوكالة أبواب من20 الباب510 ص2( المستدرك: ج?)1. 7ح المعروف فعل أبواب من35 الباب595 ص11( الوسائل: ج?)2.392 ص27الكالم: ج ( جواهر?)3

200

Page 201: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومثله قــال في جــامع المقاصــد مــع زيــادة الوصــي قــائال: بغــير خالف في ذلــك، ونحــوه مــا في المســالك من دون نفي الخالف،وقريب منه ما في الكفاية، وفي مجمع البرهان كأن دليله اإلجماع. أقول: ال حاجة إلى اإلجمــاع، بــل إن للحــاكم معنــاه أنــه لــه، والــه ــك، نعم لعل ــة على ذل ــل الضــرورة قائم ــه، ب ــه ل إشــكال على أن يســتحب لــه إذا لم يتمكن هــو من التــدقيق، ألنــه من التعــاون على البر، وألنه من اإلتقان في العمل والنصيحة للمؤمنين، وكذلك إذا لم يكن هـؤالء مؤمــنين كمجـانين الكفــار ونحـوهم، فــإن الحــاكم وضـع لمراعاة األمور، وكلما كان الشــيء أتقن كــان أفضــل، كمــا يسـتفادمن الرواية المتقدمة عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( وغيرها. والحاكم من باب المثال، وإال فالمنصوب من قبل الحــاكم أيضــا له ذلك، جوازا واستحبابا ووجوبا كل في ظرفه، بــل وكــذلك الحــال

في عدول المؤمنين إذا لم يكن حاكم وال وكيله. وبمـــا ذكرنـــاه يظهـــر أنـــه ال منافـــاة بين قـــولهم بـــالجواز أوــور ــاظر في أم ــل ن ــزم على ك ــافي يل ــول الك باالســتحباب، وبين ق المســلمين أن يوكــل ألطفــالهم وســفهائهم وذوي النقص من ينظــر في أموالهم ويطالب بحقوقهم ويؤدي ما يجب عليهم، لوضوح أنه ال تدافع بين الكلمات المذكورة، وإنما مراد الكل الجــواز واالســتحباب

والوجوب في موضعه. ــذوي ــره ل ــواهر: )ويك ــع الج ــا م ــرائع ممزوج ــال في الش ثم ق المروءات من أهل الشرف والمناصــب الجليلــة الــذين ال يليــق بهم االمتهان، أن يتولوا المنازعة بأنفسهم لهم، فضال عنهـا لغــيرهم، بــل

إنقـــد يســـتفاد ممـــا روي عن علي )عليـــه الصـــالة والســـالم(: ــره أن ــ ــرها، وإني ألك ــ ــيطان ليحض ــ ــا، وإن الش ــ ــومة قحم ــ للخص

.(1)أحضرها

. 3السالم( )عليه كالمه البالغة: غريب ( نهج?)1201

Page 202: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

عموم الكراهــة المتســامح فيهــا وإن تأكــدت فيهم، خصوصــا إذاانتهى. كانت مع ذوي األلسنة البذيئة(

أقول: بذلك يظهر أن الكراهة ليست خاصة لذوي المروءات، إذ القحم واســـتحباب تجنبـــه ليس خاصـــا بهم، كســـائر المســـتحباتــة أشــدية ــروءات من جه ــذوي الم ــرهم ل ــل ذك ــات، ولع والمكروه

الكراهة فيهم. ــافع وعلى أي حــال، فمــا ذكــره الشــرائع مــذكور أيضــا في الن والتحرير واإلرشاد والقواعد وجــامع المقاصــد والمســالك والروضــة ومجمع البرهان والكفايــة، وفي الريــاض إنــه ال خالف في ذلــك في ظاهر األصحاب، نقله عن جملــة منهم مفتــاح الكرامــة، وقــال: لمــا رووه من أن أمير المؤمنين )عليه الصالة والســالم( وكــل عقيال في

إنخصــومة في مجلس أبي بكــر وعمــر وروي عنــه أنــه قــال: الحديث. وظاهر المبسوط أنها من طرقنا. للخصومة قحما

ويظهر من بعض الروايات أن كل أمر فيه دناءة يكره الخصومة إن رجلين جلســا للغــداء فــأخرجفيهــا، فقــد روي في المســتدرك:

أحدهما خمسة أرغفة واآلخر ثالثة، فعبر بهما في الحال رجل ثــالث فعزما عليه فنزل فأكل معهما حـتى اسـتوفوا جميعـا الجميـع، فلمـا أراد االنصراف دفع إليهما فضة، وقــال: هــذه عــوض ممــا أكلت من طعامكما، فوزناها فصارفاها ثمانية دراهم، فقــال صــاحب الخمســة األرغفة: لي منها خمسة ولك ثالثة، لحساب ما كان لنا، وقال اآلخر: بل هي مقسومة نصفين بيننا، وتشاحا فارتفعــا إلى شــريح القاضــي في أيام أميرالمؤمــنين )عليــه الســالم( فعرفــاه أمرهمــا، فحــار في قصتهما ولم يدر ما يحكم بــه بينهمــا، فحملهمــا إلى أمــير المؤمــنين )عليه السالم( فقص عليــه قصــتهما فاســتطرف أمرهمــا وقــال: إن

هذا أمر فيه دناءة

202

Page 203: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والخصومة غير جميلة، فعليكما بالصلح فإنه أجمل بكما. فقال صاحب الثالثة األرغفة: لست أرضى إال بمر الحق وواجب الحكم، فقال أمير المؤمنين )عليه الســالم(: فــإذا أبيت الصــلح ولم ترد إال القضاء فلك درهم واحد ولرفيقــك ســبعة دراهم، فقــال وقــد عجب هو وجميــع من حضــر: يــا أمــير المؤمــنين بين لي وجــه ذلــك ألكــون على بصــيرة من أمــري، فقــال: أنــا أعلمــك، ألم يكن جميــع مالكما ثمانية أرغفة، أكل كــل واحــد منكمــا بحســاب الثلث رغيفين وثلث، قال: بلى، فقال: لقــد حصــل لكــل واحــد منكم ثمانيــة أثالثــة وبقي ــا ثماني ولصاحب الخمسة األرغفة خمسة عشر ثلثا أكل منه سبعة وأنت لك ثالثة أرغفة وهي تسعة أثالث أكلت منها ثمانية بقي لك ثلث واحد، فلصــاحبك ســبعة دراهم ولــك درهم واحــد، فانصــرنا

.(1)على بينة من أمرهما فإنــه يمكن أن يســتفاد من هــذا الخــبر أن التوكيــل في األمــور

الدنيئة أولى، وإن كانت أصل الخصومة فيها مكروهة. قال في الجواهر: )وال ينافي ذلــك مخاصــمة النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( مــع صــاحب الناقــة إلى رجــل من قــريش ثم إلى علي

(.السالم)عليه ومخاصمة علي )عليه السالم( مــع رجـل رأى عنـده درع طلحـة فقال له: إنها درع طلحة أخذت غلوال يــوم البصــرة، فــأنكره ودعــاه إلى شــريح القاضــي، فمضــى )عليــه الســالم( معــه إليــه، وهي

مشهورة.ــيبانية ومخاصمة علي بن الحسين )عليه السالم( مع زوجته الش لما طلقها وادعت عليه المهر، فــإن الــدواعي والضــرورات الرافعــة

.(2)للكراهة في حقهم )عليهم السالم( قائمة( أقول: هذا باإلضــافة إلى أنــه ذكــر جملــة من الفقهــاء، كالفقيــه

الهمداني وغيره

. 5ح الحكم كيفية أبواب من21 الباب209 ص18( الوسائل: ج?)1الوكالة. كتاب من392 ص27( الجواهر: ج?)2

203

Page 204: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــات أن األئمة )عليهم الصالة والسالم( لم يكونوا يعملون الكراه أصال، ألنهم كانوا يعرفــون العلــل الموجبــة للكراهــة أو االســتحباب،ــا أو ــ ــبة إليهم مكروه ــ ــة فلم يكن بالنس ــ ــك العل ــ وحيث لم تكن تل مستحبا، وهذا هو سر ما نراه من أنهم كانوا يرتكبــون بعض مــا ورد في الشريعة أنه مكروه، أو يتركون بعض مــا ورد في الشــريعة أنــه مستحب، فال حاجة إلى جعل األمر من األهم والمهم، وإن كان ذلك

محتمال أيضا. ــذوي ــنزاع ل ــذي ذكــروه في كراهــة دخــول ال ــل ال ثم إن التعليــروءة، المروءات، يأتي بالنسبة إلى الوكيل أيضا إذا كان من ذي المــان الفضــيلة مــع بل مطلقا على ما عرفت، فإن بناء الشرع على بيــائز ــه على الج ــك للتنبي ــراد، وذل ــل األف ــامل لك ــائز الش ــه للج بيان

والحسن، كما ينبه على الحسن واألحسن أيضا. مثال كره الشارع تزويج قسم من الرجال وقسم من النساء، مع عــدم مدخليـة اختيــارهم في صـفاتهم الموجبــة للكراهـة، كمــا كـره قسما من المعامالت مع أنها ضــرورية في االجتمــاع، إلى غــير ذلــك

من الموارد الكثيرة التي ال تخفى على المتتبع.

204

Page 205: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في القواعد: وكل موضع للوكيل أن يوكــل(:21)مسألة فيه فليس له أن يوكل إال أمينا، وهو المحكي عن التذكرة والتحريــر وجامع المقاصد واإلرشاد ومجمع البرهان، وعن جامع المقاصــد: إنــاة الغبطــة وال المراد باألمين العدل، ألن الواجب على الوكيل مراع غبطــة في توكيــل الفاســق، كمــا أن اإلذن في الــبيع يقتضــي اإلذنــه ال بثمن المثل، وال يجوز بدونه، وكما أن اإلذن في البيع يقتضي بأن

يجوز له تسليم المبيع قبل تسليم الثمن. لكن عن مجمع البرهان إنه: )ال يبعد أن يكون المراد ـ باألمين ـ من ائتمن فيما وكل فيه بعدم الخيانة والحفظ، بل يمكن تجويز منــل األعم ــه، ب هو مثل الوكيل وإن كان فاسقا لرضاه به وتفويضه إلي لعموم التجويز، خصوصــا من ال يعــرف أن شــرط وكيــل الوكيــل أن يكون أمينا، إال من ال يكون في توكيله مصلحة، خرج باإلجماع عــدم جواز توكيله فيبقى الباقي تحته، خصوصا إذا لم يسلم إليــه شــيئا أو

انتهى. (1 )يكون معه( لكن األقرب عدم اشتراط األمانة فضال عن العدالــة، إذ ال دليــل على ذلك، فكمــا أن للموكــل أن يوكــل الفاســق، كــذلك لوكيلــه إذا كانت الوكالة شاملة لمثل ذلك، فالمهم شمول الوكالة من الموكــل للوكيل لمثل ذلك، فــإن كــانت الوكالــة شــاملة للعــدل فقــط واجب العدالة، وإن كان لألمانة وجبت األمانة، وإن كانت لألعم لم يضر أن ال يكون عادال أو أمينا، وكثيرا ما ال يكون الوكيل أمينــا إال أن حصــره

باالجتماع يوجب عدم تمكنه من التخلف. ولذا قال في مفتاح الكرامة: لعل األشبه بالعمومات الــتي تــدل على جواز التوكيل من دون استفصال أن يقال إنه إنمـا يشـترط أن يوثق بأنه ال يخون فيما وكل فيه، وهــو األمين في كالمهم، والغبطــة

فيه حاصلة، والفارق بينه وبين ما نظروه

.573 ص9والبرهان: ج الفائدة ( مجمع?)1205

Page 206: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــادة واإلجمــاع، وشــيء منهمــا ليس ــبيع العــرف والع ــه من ال بــة معلوما فيما نحن فيه، بل ربما علم خالفه، إذ السوق قائم بالوكالوالتوكيل عن الوكيل، ووجود العدل في جميع وكاالت السوق نادر. أقول: ولعله لما ذكرنــاه من التعميم والتخصــيص حســب تقييــد الموكل لفظا أو بالقرائن قال التذكرة: ليس لــه أن يوكــل إال أمينــا، ألنه ال نظر للموكل في توكيل من ليس بأمين، فقيد جــواز التوكيــل فيما فيه النظر، بل لعل هذا هو الظاهر من القواعد حيث قــال بعــد عبارته المتقدمة: إال أن يعين الموكــل غــيره، فــإن التعــيين أعم من

التعيين اللفظي والتعيين بالقرائن. وقــد نقــل مفتــاح الكرامــة ذلــك عن التــذكرة وجــامع المقاصــد والتحرير، وكأنه مراد التذكرة حيث ذكــر نص الموكــل عليــه بقولــه: )إال أن يعين له الموكل فيجوز، سواء كان أمينــا أو لم يكن اقتصــارا

انتهى. على ما نص عليه المالك( إذ ال خصوصية للنص، وإنما العــبرة بمــا يظهــر منــه أن الموكــل أراد األعم أو أراد خصوص األمين مثال، سواء كان من نص أو ظــاهر

أوارتكاز أو ما أشبه. وعليــه فقــول القواعــد بعــد ذلــك: )ولــو تجــددت الخيانــة وجب

انتهى، يجب أن يصــرف إلى صــورة شــرط األمانــة، وإال لم العــزل( يجب العزل، وقد نقل مفتاح الكرامة فتوى العالمة في القواعد عن التحرير وجامع المقاصد والتذكرة بأن تركه يتصــرف في المــال مــع

خيانته تضييع وتفريط. وكيف كان، فالمعيار ما ذكرناه هنا وفي الوصـي والـولي والقيم وغيرهم، ولذا قال في القواعد: وكذا الوصــي، أي إذا أراد أن يوكــل ال يوكـل إال أمينـا، فـإن تجـددت خيانتـه عزلـه كمـا صـرح بــه جــامع

المقاصد ومفتاح الكرامة. ثم قال القواعد: )والحاكم إذا ولي القضاء في ناحيــة( والظــاهر

أنه عطف

206

Page 207: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على )ولو تجــددت الخيانــة وجب العــزل(، يعــني إن الحــاكم إذا ولي القضاء في ناحية رجال عادال ثم خان وجب عليه عزله، والمرادــوجب بوجوب العزل أن الحاكم ينحيه عن منصبه، وإال فإن الخيانة تــة في ــتراط العدال ــاء من اش ــاب القض ــرر في كت ــا ق ــزال كم االنع

القاضي. ومنه يعلم أن تفسير مفتاح الكرامة لعبــارة القواعــد: )والحـاكمــه ــام )علي ــراد أن اإلم ــل الم ــال: )لع إذا ولي القضــاء( إلخ، حيث ق السالم( أو منصوبه إذا فــوض إليــه توليــة القضــاء إذا أراد أن يــولي القضاء ألحد فال يولي إال أمينا، فإن تجددت خيانته عزله، وال يتصــور أن يــراد بالحــاكم الحــاكم في زمــان الغيبــة، ألن ذلــك مجتهــد فهــوــياق منصوب اإلمام، وإال فال يتصور كونه قاضيا إال أن تقول: إن الس

انتهى، غير ظاهر الوجه. يقضي بكون المراد أنه ال يوكل إال أمينا( ثم إذا لم يكن الموكل حــتى يعــزل الخــائن، فالظــاهر أن الالزم على الحــاكم الشــرعي تنحيتــه وإعالن خيانتــه حــتى ال يتصــرف في أموال الناس باإلثم، فضال عما إذا كان وكيال في األعــراض والــدماء، كما إذا وكلــه في تــزويج بناتــه أو القصــاص من قتلــة أو نحــو ذلــك، وذلك ألن الحاكم ولي القاصر والغائب، باإلضافة إلى أنه يجب عليه األمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لحمايــة حــرم المســلمين، كمــا

أنــا ابن المحــامي عنقال اإلمام السجاد )عليه الصــالة والســالم(: وغير ذلك من األدلة العامة. حرم المسلمين

ــه نعم هنا كالم ذكروه في باب الوصي إذا خان في أنه هل يعزلالحاكم أو يضم إليه أمينا، وتفصيله في محله.

207

Page 208: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )يعتــبر في الوكيــل البلــوغ(:22)مســألة وكمال العقل(.

وبعضهم ذكر العقل ولم يذكر كمال العقل، ومراد كليهما واحــد، فإن كمال العقل في قبال السفيه وما أشبه ممن ال يصــح تصــرفاته كالمعتوه، فإن الجنون فنون، وبعضهم وإن كان عاقال في الجملة إال

أن عقله ليس بكامل. ــة ــحة وكال ــدم ص ــكال في ع ــال، فال خالف وال إش وعلى أي ح

المجنون بكل أقسامه. وأما وكالة الصبي فعن ابن الــبراج اسـتثناء إذنـه في دخـول دار

الصغير وإيصال الهدية. وفي الجواهر إنه خارج عما نحن فيــه من الوكالـة، مــع أن ذلــك

مسلم بالقرائن الدالة على صدقه عمن له ذلك، ال أنه إنشاء منه. لكن عن مجمع البرهان إنه ال يجد مانعــا من كــون الصــبي وكيال إذا كان مميزا ذا معرفة تامة، ثم قال: ولعله إجمــاع عنــد األصــحاب

وإال فدليله غير ظاهر. وعن التذكرة إنه على الروايــة المســوغة لتصــرفات الصــبي إذا بلغ عشر سنين في المعروف والوصــية يحتمــل جــواز وكالتــه فيمــا

يملكه من ذلك، لكن المعتمد عدم الصحة. وفي مكان آخر قال: قد استثني في الصــبي اإلذن في الــدخول

إلى دار الغير والملك وفي إيصال الهدية. وعن مجمع البرهان: إنه إذا جاز التصرف في المال الغير وأكله بمجرد قوله، فباألولى أن يكون وكيال في إيصال الحقوق إلى أهلها، وفي إيقاع العقد بحضــور الموكــل، ونحــو ذلــك، إال أن يقــال: هنــاك قرينة دالة على اإلذن من غير قولــه، فليس االعتــداد بمجــرد قولــه، فكأنه من باب الخبر المحفوف بالقرائن، ولكن تجــويزهم عــام غــير

مقيد بما قلناه، فتأمل. وحيث إن مثل هذه األمور عرفية مــع الشــك في شــمول دليــل

الحجر لمثل

208

Page 209: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ىهذه األمور، بل ويؤيد الجواز قوله تعالى: ــوا اليتــامى حت وابتل دا تم منهم رشـ كــاح فـإن آنسـ االبتالء يالزم أمثـال إذ ،(1)إذا بلغوا الن

ــد ــه للعق ــه كصــحة إجرائ ــذه التصــرفات، ال يســتبعد جــواز توكيل ه والطالق وما أشــبه إذا كــان ممــيزا يــدرك الخصوصــيات، بــل يمكن ادعاء قيام السيرة على كل ذلك، وجعلهم كاآللة فقط مثل الحيوان الذي يعمل األعمال كاالشتراء وما أشبه، غير ظاهر الوجه، وإن كان الوالد )رحمه اللــه( كــان يقــول بــذلك تبعــا للمرحــوم الحــاج الســيد

حسين القمي وغيره. ــوغ قطعي ومنه يظهر أن قول مفتاح الكرامة: )إن اشتراط البل

: هــــذا(3)، وفي التنقيح(2)ال ريب فيــــه إال من المقــــدس األردبيلي الشـــرط ممـــا ال خالف فيـــه، وقـــد أشـــار بـــذلك إلى خالف التقي

انتهى، محل نظر. (4 )والقاضي( ثم إن الشرائع قال: )ولو كان فاسقا أو كــافرا أو مرتــدا(، وهــو كما ذكره، ألن عموم دليل الوكالــة شــامل للجميــع، فال إشــكال في جعل أحد هؤالء وكيال إذا لم يكن محذور، كمــا إذا كــان الكــافر وكيال

على مسلم مما يصدق عليه السبيل من الكافر على المسلم. ومنه يعلم وجه النظـر في المحكي عن الكـافي، حيث قـال: )ال يجوز لمسلم أن يوكــل إال المســلم العاقــل األمين الحــازم، البصــيربلحن الحجة، العالم بمواقع الحكم، العارف باللغة التي يتحاور بها(. وعن القاضي إنه قال: )ال يجوز للمســلم أن يوكــل على مســلمــير بالمنـــاظرة، المطلـــع إال المســـلم الثقـــة العاقـــل األمين البصـ

باالحتجاج، والعالم بمواقع الحكم، العارف باللغة التي يحاور بها(.

. 6 اآلية النساء ( سورة?)1.505 ص9والبرهان: ج الفائدة ( مجمع?)2.294 ص2الرائع: ج ( التنقيح?)3.65 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)4

209

Page 210: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعن الغنيــة: إنــه ال يجــوز للمســلم أن يوكــل الكــافر، بــل عنــه دعوى اإلجماع عن ذلك، إذ ال يخفى مــا في كــل ذلــك، بــل الســيرة المستمرة تدل على توكيل المسلمين للكافرين، وكذلك المخالفين.

(1)وعليـــه فقـــول مفتـــاح الكرامـــة في رد القاضـــي والتقي

، من أن )ظاهرهم إرادة المــؤمن فال يصــح(3) والطوسي(2)والديلمي عنـــدهم توكيـــل المخـــالف، وكأنـــه ال ريب في بطالن كالمهم على

ــا( انتهى، (4 )إطالقه، ألن ألفاظ العقود ونحوها ال مدخلية للوثاقة فيهفي محله.

ثم قال: )وقد ينزل قولهم على التوكيل على المسلم كمـا قالـه القاضي لما يأتي. وعن أبي علي إنه قال: وال يختار توكيــل غــير ذي الدين من البائعين، وال تســتحب وكالــة المســلم لمن يــوجب الــدين

انتهى. (5 )البراءة منه وال توكيله( فإذا صح هذا التنزيل فبها ونعمت، وإال فال يخفى مــا في كالمهم من النظر، وحتى توكيل الكافر المسلم على مسلم إذا لم يكن من السبيل ال إشكال فيه، ولذا يجوز إجارة الكافر للمسلم كمــا ذكرنــاه

في كتاب اإلجارة. ثم إن كان وكيله المســلم أو المــؤمن فصــار مخالفــا أو مرتــدا،

فالظاهر أنه ال ينعزل عن الوكالة إذا لم تكن الوكالة خاصة. ــداد وفي الشرائع: )ولو ارتد المسلم لم تبطل الوكالة، ألن االرت

ال يمنع الوكالة ابتداء، فكذا استدامة(. وفي الجواهر: )بل هي أولى لألصل، نعم قد تبطل وكالة الكافر

من حيث كونها على مسلم كما ستعرف(. أقول: بل قد تبطل ألنها على القــرآن مثال، حيث ال يجــوز تنــاول

نهى النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( عنالقرآن للكافر، ففي رواية أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو

.337الفقه: ص في ( الكافي?)1.201( المراسم: ص?)2.282( الوسيلة: ص?)3.73 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)4.74 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)5

210

Page 211: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولكن ذلك من غير جهة أصل الوكالـة، ،(1)مخافة أن يناله العدووالكالم اآلن في أصل الوكالة.

وفي الجــواهر: )ظــاهرهم كمــا اعــترف بــه في جــامع المقاصــدــك، ــري والملي في ذل ــد الفط ــرق بين المرت ــدم الف ــالك ع والمس ودعوى خروج األول عن القابلية ممنوعــة، والمســلم منهــا بالنســبة إلى نفســه. لكن في حواشــي الكتــاب للمحقــق الثــاني على قولــه:ــداد( إلى آخــره، إال أن تكــون الــردة عن فطــرة، ويكــون )ألن االرت رجال، أو تكون الوكالة على مسلم، فإن كانت غــير فطــرة والوكالــة على غير مسلم روعي في بقاء الوكالة وعدمــه عــوده إلى اإلســالم

انتهى. وعدمه، فإن عاد فوكالته باقية، وكذا سائر تصرفاته( ومن المعلوم أن هذا القيد غــير ظــاهر الوجــه على مــا ذكرنــاه،ــا، ــاح والطالق وغيرهم وعلى هذا فال فرق في صحة وكالته في النك ولذا قال العالمة في القواعد: ويصح أن يكــون الوكيــل فاســقا ولــو

في إيجاب النكاح أو كافرا. ومنه يعلم أن ما حكي عن المبســوط وجــامع الشــرائع والغنيــة والمختلف وجامع المقاصــد من أنــه ال يجــوز أن يكــون الكــافر وكيال في تزويج المسلم، ألنه ال يملك التصرف فيــه، وألنــه نــوع واليــة لمــة ــاض عن الغني ــه، وحكي في الري ــالى ل ــه ســبحانه وتع ــا الل يجعله

اإلجماع عليه، محل نظر. ولذا كان المحكي عن ابن إدريس أنه يقــوي في نفســه الجــواز وعدم المنع، وعن التحريــر أنــه أقــرب، وفي مفتــاح الكرامــة: وهــو كذلك ألنه ليس والية بل يشــبه االســتخدام، وعــدم ملكــه التصــرف

لوجود مانع وهو أنه غير كفؤ. ــه ــذلك توكيل ومنه يعلم، صحة الوكالة في مثل الطالق أيضا، وك

في القصاص

العدو. مع الجهاد باب348 ص1( الدعائم: ج?)1211

Page 212: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولو من المسلم، سواء كان القصاص قتال أو جرحا أو بترا أو مــاأشبه، فتأمل.

وكذلك توكيل الحاكم له في قتــل المرتــد ونحــوه ممن اســتحقالقتل، كساب النبي )صلى الله عليه وآله(.

نعم ال يصح توكيل الكافر والمخالف في قضاء الصــالة والصــيام وإتيــان الحج واالعتكــاف، وزيــارة المشــاهد المشــرفة بالنســبة إلى

الكافر لعدم جواز دخوله فيها. ــل الكــافر في قــراءة القــرآن حفظــا مثال، أو بال مس أمــا توكي لآليات المباركات، ففيه احتمــاالن، والجــواز مقتضــى القاعــدة، وإنــه في أن يكتب ــذلك توكيل ــل، وك ــانت المســألة بحاجــة إلى التأم ك

القرآن الكريم بدون أن يلمسه بيده. ومما ذكرناه ظهر وجه مــا ذكــره في القواعــد حيث قــال: )ولــو ارتــد المســلم لم تبطــل وكالتــه(، وفي مفتــاح الكرامــة: )كمــا فيــر واإلرشــاد ــذكرة في موضــعين والتحري المبســوط والشــرائع والت واللمعة وجامع المقاصد والمســالك والروضــة، وظــاهرهم كمــا في جامع المقاصد والمسالك أنه ال فرق في ذلــك بين كــون الــردة عن فطرة أو ال، كما نبه عليه في التذكرة حيث قال: بــأن الــردة تنــافي تصرفه لنفسه ال لغيره، وبــه صــرح في الروضــة، وقــد أرادوا بــذلك

انتهى. دفع توهم بطالن وكالته ألنهم يحكمون ببطالن تصرفاته(وذلك لما عرفت من عدم التالزم بين األمرين.

أما ما ذكره مفتاح الكرامة من أنه ال يبعد القول ببطالن الوكالة في الفطري، كما هو خيرة فخر اإلسالم في شرح اإلرشاد، ألنه في حكم الميت ألنه يجب قتله، بل يجب عليه قتل نفسه، فهو مشــغول بمــا دهمــه عن البحث عن مصــلحة الموكــل، فال يخفى مــا فيــه، إذ

كونه بحكم الميت وأنه يجب عليه قتل نفسه أول الكالم.

212

Page 213: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وأما وجوب قتله فال ينافي بقاء وكالته، ولذا كان المشهور صحة وكالته وبقاءها كما عرفت، بل قد ذكرنــا في بعض مبــاحث )الفقــه( أنــه لــو ارتــد ال يجب عليــه تســليم نفســه إلى الحــاكم، وإن طلبــه الحــاكم، إذ وجــوب األمــر على الحــاكم ال يالزم وجــوب األمــر على نفسه، كما أن األمر كــذلك فيمن قتــل إنســانا فــأراد ذلــك اإلنســان االقتصــاص منــه، فإنــه ال دليــل على وجــوب تســليم نفســه إلى القصــاص، ويؤيــد مــا ذكرنــاه قصــة الزهــري الــذي لم يــرض أوليــاء مقتوله من الدية، لكن اإلمــام الســجاد )عليــه الســالم( أرشــده إلى

إعطائهم الدية بالكيفية المشهورة في كتاب القصاص. أمــا طلب رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أن يقتص منــهــان سوادة بن قيس في مرض موته )صلى الله عليه وآله(، فذلك ك من بــاب التعليم، وإال فمن الواضــح أن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لم يفعــل عمــدا مــا يــوجب القصــاص عليــه، وال يخطــأ النــبي )صلى الله عليه وآله(، مضافا إلى أن الخطأ ال قصــاص فيــه، ولعــل سوادة زعم أن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( كــان هــو الضــارب

ولم يرد الرسول )صلى الله عليه وآله( رده. وكيــف كــان، فقــد قــال في الشــرائع: )وال يتوكــل الــذمي على المســلم للــذمي وال للمســلم على القــول المشــهور، وهــل يتوكــلــواز على ــه الج ــردد، والوج ــه ت ــلم في ــذمي على المس ــلم لل المس

كراهية(. أقول: الظاهر الصحة في جميع الوجوه، ألن الموكل إما مســلم أو مخــالف، أو كــافر ذمي أو كــافر حــربي أو كــافر محايــد أو كــافر معاهد، والوكالة من كل واحد منهم لكل واحد منهم على كــل واحــد منهم جائزة مطلقا، إذا لم يكن هنالك محذور خارجي، إلطالق دليـل الوكالة بعد عدم ما يمنع ذلك مما ذكر المانعون، إذ اآلية المباركة ال

داللة فيها على المنع، بعد أنه ليس من السبيل العرفي، واإلجماع

213

Page 214: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

غير محقق بعد مخالفــة جماعــة لــه، باإلضــافة إلى أنــه محتمــلاالستناد، نعم إذا رآه العرف سبيال لم يكن وجه لصحته.

ومنــه يعلم وجــه النظــر فيمــا ذكــره مفتــاح الكرامــة، من عــدمــون الفرق في ذلك بين ما يحصل فيه التسلط والسلطة مثل أن يك الذمي وكيال عن المسلم في اســتيفاء حــق منــه أو مخاصــمة، وبين غــيره كمــا إذ كــان وكيال في إيقــاع عقــد لمســلم على اآلخــر أو فيــا ــل إطالقــاتهم كالصــريحه في ذلــك، خالفــا لموالن ــا، ب ــه دين إعطائــد في القســم األول، وأمــا ــع غــير بعي األردبيلي حيث قــال: إن المن الثاني فال نجد مانعا منه إال أن يكون هذا إجماعيــا أيضــا، ألن لفظــة )على( و)الغريم( في عبــارات األصــحاب وظــاهر اآليــة ال تــدل على ذلك، فالظاهر الجواز بناء على األصل وعموم أدلة الوكالة مع عــدم

الدليل. وتبعه على ذلك صــاحب الكفايــة وصــاحب الريــاض، وقــد ادعى صاحب الرياض أن هذا الفرق ظاهر األصحاب، ثم قــال: )إال أن ابن زهرة صار إلى المنع من توكله على تزويج المســلمة من المســلم، ومن توكل المسلم على تزويج المشــركة من الكــافر، مــدعيا عليــه إجماع اإلمامية، فإن تم إجماعه وإال ـ كمــا هــو الظــاهر لعــدم مفت

انتهى. بما ذكره على الظاهر ـ كان الجواز أظهر( وكيف كان، ففي غــير مــا يــدل العــرف على أنــه ســبيل ال وجــه للمنع، ولذا قال في الجواهر: إن اإلجماع إن تم كــان هــو الحجــة، ال اآلية التي ال يخفى عليك ما في داللتها على ذلك، خصوصا بعد ورود تفسيرها بأن المــراد من الســبيل الحجــة، على أن ذلــك هــو ســبيل صاحب الحــق الــذي فرعــه الوكيــل، وال إشــكال في جــواز مضــاربة الذمي وإن باع من مسلم وطالب بالثمن وهي متضمنة للوكالة، أي

بعد أن كان

214

Page 215: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــذ فال معــنى للتعــدي عن مــورد ــة، وحينئ ــديل اإلجمــاع ال اآلي ال اإلجماع، اللهم إال أن يدعي األولوية الممنوعة، بـل قـد يقـال بجـواز وكالة المسلم له على استيفاء ماله في ذمة المســلم بمــا للمســلم في يــده من المــال، لعــدم اندراجــه في اإلجمــاع الظــاهر في غــير

الفرض. أما غيره كالوكالة في العقد معه أو إعطائه دينارا مثال، فالمتجه الجواز، وفاقا لجماعة من متأخري المتأخرين لعموم أدلته، ومــا عن

ابن زهرة من المنع فيه منع واضح. ثم قال الجــواهر في توكــل المســلم للــذمي على المســلم: إن الوجه الجواز كما عن عامة المتأخرين، للعموم السالم عن معارضة ما يقتضي المنع حتى اآلية، فإنه ليس إثبات سبيل للكافر، بناء على كون المراد منه سبيل الوكالة ال سبيل التوكيــل، وإال لجــاز للمســلم أن يوكل الذمي على المسلم، بل لعل مــراد الجميــع الكراهــة، كمــا عساه يومي إليه ما عن التذكرة من اإلجماع على الجــواز لكن على كراهة، فإنه ال يتم إال بحمل عبارات القــدماء الــتي هي بمــرأى منــه

على ذلك. وربمــا يرشــد إليــه أيضــا مــا في محكي المختلــف: )ويكــره أن يتوكل مسلم لكافر على مسلم، ولم يكــره ذلــك أحــد من الفقهــاء، ويدل عليــه إجمــاع الفرقــة، وألنــه ال دليــل على جــوازه(، فإنــه وإن أشعرت عبارته األخيرة بإرادة الحرمــة من الكراهــة في أولهــا، لكن يمكن العكس، بل لعله أولى، فيراد الجــواز الخــالي منهــا، خصوصــا بعد مالحظة ما عن المبسوط، حيث قال: )يكــره أن يتوكــل مســلم لكافر على مسلم، وليس بمفسد للوكالة، وبعد معلومية دليل أصل الجواز من العمومات وغيرها أنه من الســبيل المنفي أيضــا واضــحة

انتهى. المنع( ومما ذكرناه يظهر وجه ما ذكرناه من عــدم الفــرق بين الــذمي

والحربي

215

Page 216: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والمحايد والمعاهد من الكفار، إذ ال دليــل على الفــرق، ومجــردــة حــرب كونه حربيا ال يسقطه عن صحة الوكالة، فإذا كانوا في حال وطلب المسلم المحارب ليعقد معه على بنت لــه، فهــل يقــال: إنــهــل سبيل، أو هل هناك إجماع قطعي غير محتمل االستناد ببطالن مث هــذا العقــد، وكــذلك إذا طلبــه ليســلم إليــه دينــارا ليســلمه مثال إلى مسلم آخر، فهل يقال: إنــه من الســبيل أو مــا أشــبه ذلــك، وكــذلكــارة ــة والمســاقاة واإلج ــال في الشــركة والمضــاربة والمزارع الح

والرهن وغيرها، كما أشرنا إلى ذلك في بعض أبواب الفقه. ومما تقدم يظهر حــال الناصــبي والخــارجي والغالة والمجســمة

والمجبرة وغيرهم من الفرق المسلمة المحكومة بالكفر.ــه أما قولهم بالكراهة في بعض الصور المتقدمة مع أنه ليس في نص عليها، فإمــا ألجــل التســامح في أدلــة الســنن الــذي يكفي فيــه فتــوى الفقيــه فكيــف بالفقهــاء، وإمــا ألجــل احتمــال شــمول اآليــة واإلجماع فيكون من الشبهة الــتي فيهــا عتــاب، واالحتيــاط حيث دل

،احتط لدينك بمــا شــئتالدليل على أن في الشبهات عتاب، وأنه إلى غيرذلك.

ومنه يعلم أنه ال ينبغي مخالفة المشهور فيما ذكروه من المنع. وكيف كان، فيشكل جدا أن يقال: بأن النكاح باطــل إذا نكح فيــه الكنيسة مثال، كما هو المعتاد في الغرب لمسلم على مسلمة، وأن يجب عليهما االفتراق، بل غايــة األمــر أن يحتــاط في تجديــد النكــاح

من جديد. نعم ال شك في أنه ال يجوز للمســلمين أن يراجعــا الكنيســة في النكاح لهما، ألنه من تأييد الكفر وتقوية الباطل والتعــاون على اإلثم والعدوان، ومن الواضح أن الوكالة حتى في البيع والشراء وما أشبه وحتى على الكفار إذا كانت تقوية للكــافر الوكيــل أو جماعتــه أو مــا

أشبه لم يجز ذلك من جهة أخرى، بل هو الحال في اإلجارة

216

Page 217: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والرهن وغيرهــا، لكن الكالم ليس في العنــاوين الثانويــة، وإنمــا في العنوان األولي، ومثله المسـلم الفاسـق أيضــا فال يجــوز توكيلـه

من جهة أخرى. وفي التــاريخ: إن والي الكوفــة اســتأذن الخليفــة في أن يجعــل محاسبه نصرانيا فلم يجز له، ولما أصــر الــوالي كتب إليــه الخليفــة: )لقد مات النصراني والسالم( يريد بذلك أنه إذا مات النصراني ماذا

كنت تعمل، فاعمل اآلن ذلك. وعلى أي حال، فمما تقــدم ظهــر الكالم في غــير الــذمي وغــير الحربي، مثل الهنود العباد للبقر أو للنــار أو لبــوذا أو لكونفوشــيوس أو ما أشبه، فإن الكفر كله ملة واحدة، والحكم في الجميع واحد إال ما خرج بالدليل من أحكام الذمي المذكورة في كتــاب الجهــاد، أمــا

فيما نحن فيه فالجميع متساوون من هذه الجهة.

217

Page 218: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )الضابط(:23)مسألة في الوكيل هو أن كلما له أن يليه بنفسه، بمعنى جواز أصل الفعــل له ولو بعدم دليل الحرمــة وتصــح النيابــة فيــه، صــح أن يكــون وكيالــه ال فيه، فتخرج العبادات وما شابهها، وإن جاز أن يليها بنفسه إال أن

انتهى. تصح النيابة فيها( لكن قد عرفت أن الجنب والحائض والنفساء وفاقــد الطهــورينــه، كمــا ال يجوز لهم كنس المسجد مثال، بينما يجوز لهم االستنابة في أن ذا العدو المصدود الذي يحــرم عليــه الحج للضــرر الشــديد عليــه مثال يجوز أن يستنيب إذا يئس عن تمكنه بعد بنفســه، على تفصــيل ذكرناه في كتاب الحج، وكأن مراد المــاتن والشــارح في الجملــة، ال

على نحو الكلية بحيث ال شواذ في الحكم. ثم قال الشرائع: )وتصح وكالة المحجور عليــه لتبــذير أو فلس(، وفي مفتــاح الكرامــة عن قــول العالمــة: وأن يكــون محجــورا عليــه لسفه أو فلس، كما في الشرائع والتذكرة واإلرشاد وجامع المقاصد والمســالك ومجمــع البرهــان، وفي األخــير ال نجــد قــائال بــالمنع في السفه، فباألولى في الفلس، لعموم أدلة الوكالة مع عدم مــا يصــلح للمانعية وهو كونه محجورا عليهما في الجملــة، إذ ال يســتلزم منعــه من التصــرف في مالــه منعــه من التصــرف في مــال غــيره، إذ قــد

انتهى. يتحفظ على مال الناس دون مال نفسه( وهو كما ذكروه، خصوصا في مثل المفلس حيث له ملكــة إدارة المال، هذا باإلضافة إلى أن الوكالة ليست منحصــرة في الماليــات، وحتى إذا قلنا بــالمنع عن إعطــاء الســفيه مــال غــيره أيضــا، لقولــه

ه لكمســبحانه وتعــالى: تي جعــل الل فهاء أمــوالكم ال ــوا الســ وال تؤت يصح توكيله في غير األمور المالية ،(1)قياما

. 5 النساء: اآلية ( سورة?)1218

Page 219: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كــإجراء النكــاح أو الطالق أو حفــظ الــبيت أو مــا أشــبه ممــا ال يرتبط باألموال الـتي يتمكن الوكيــل من التصـرف فيهـا، ومــا تقــدم

سابقا من حكم السفيه إنما كان فيمن هو من أقسام المجنون. ولذا الــذي ذكرنــاه من صــحة وكالتهمــا قــال في الجــواهر: )ألن لهما مباشرة ذلــك بأنفســهما، ضــرورة معلوميــة عــدم حرمــة ذلــك عليهمــا، وإنمــا همــا ممنوعــان من التصــرف في مالهمــا، ال أن منــه على ــذي صــح تنزيل ــالمحرم ال ــك عليهمــا ك أحكامهمــا حرمــة ذل

انتهى. الضابط المزبور( ال يقــال: إن تســليمه المــال ســفه، إذ قــد يضــيع وال يمكن أخــذ البدل منه، وإن قيل بأخــذه من مالـه في الجملـة فيكــون مسـتلزما

إلضاعة مال الموكل أو مال نفسه إذا قلنا بأخذ البدل منه. ألنه يقال: ال وجــه ألخــذ البــدل، أمــا تضـييعه المــال فليس ذلـك بمحرم على الموكل، فإنه مثــل أن يهب اإلنســان مالــه أو أن يبيعــه

بيع محاباة أو ما أشبه ذلك. ومنــه يعلم أنــه ال وجــه لقــول مفتــاح الكرامــة في رد اإلشــكال المـذكور: إنهم لم يلتفتــوا إلى هـذا اإلشــكال لنــدرة فرضـه إال على بعض الوجوه، إذ ليس هذا نادر الفرض، بل هو كثير الفرض بالنسبة إلى السفيه، فإن الســفيه الــذي فقــد ملكــه التصــرف في المــال ال فـرق في إضـاعته للمـال بين أن يكــون المـال مـال نفسـه أو مـال

غيره. أما آية عدم إعطاء السفهاء األموال، فالالزم أن تقيد ولو ببعض القرائن بمال نفسه، أو المال الذي يتصرف فيه تصرفا محرمــا، وإالــبيع ــه في نفس الموكــل من ال ــا مثل فالتصــرف المحلــل كمــا ذكرن

المحاباتي والهبة وما أشبه جائز بال شبهة

219

Page 220: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــر ــاب الحجـ ــك في كتـ ــا بعض الكالم في ذلـ ــد ذكرنـ وحيث قـوالمفلس، فال داعي إلى إعادته.

ثم قال الشرائع: )وال تصح نيابة المحرم فيمــا ليس للمحــرم أنيفعله، كابتياع الصيد وإمساكه وعقد النكاح(.

وفي الجواهر: )لما عرفت في الضابط من كــل مــا لــه أن يليــه بنفسه، إذ هو ضابط للوكيل نفيا وإثباتا، ولــذا ذكــر تفريعــا عليــه مــا دخل وما خرج(، ثم قال: )المنع من تولي الشــيء يتبــع دليلــه، فــإن كان مفاده المنع من مباشرته بمعنى حرمة أصل الفعل عليه بحيثــا في بعض ــة وفضــوال، كم ــة ووالي ــيره وكال ــه ولغ ــه ل لم يجــز فعلــاع ــه، فليس مجــرد االمتن ــع، وإال اقتصــر علي محرمــات اإلحــرام اتب بنفسه يقتضي االمتناع عن الوكالة فيه عن الغير، بل لعــل اســتقراء

انتهى. كثير من الموارد وعمومات الوكالة كذلك يشهد بخالفه( وهو كما ذكره، وقــد أشــرنا إليــه في مســألة اســتئجار الحــائض ونحوها، نعم ينبغي أن يقال لوال الــدليل الخــاص: إن نيابــة المحــرم في حال اإلحرام للمحل أن يفعــل بعــد خروجــه عن إحرامــه الصــيدــد خروجــه عن ــل بع ــاح، أو للمحــرم أن يفع ــد النك واإلمســاك وعق اإلحرام، أو نيابة المحل للمحرم في أن يفعل األمور المــذكورة بعــد خروجه كــذلك، لم يكن مــانع منــه، ألنــه ال دليــل على حرمــة مجــرد الوكالة من دون جريان تلك المحرمات في حــال إحــرام الوكيــل أو

الموكل، وقد أطلق الكالم في ذلك غير واحد من الفقهاء. ــراء ففي القواعد: )ال يصح أن يكون محرما في عقد النكاح وش الصــيد وبيعــه وحفظــه(، وفي مفتــاح الكرامــة: )كمــا في الشــرائع واإلرشاد وجامع المقاصـد والمسـالك ومجمـع البرهـان(، وحيث قــد

تقدم بعض الكالم في ذلك ال داعي إلى تكراره،

220

Page 221: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم قال العالمة: )وال معتكفا في عقد البيع(. وفي مفتاح الكرامة: كما في جامع المقاصد، ألنه ال تجوز النيابة فيما ال يجوز فعله للنائب، ويــأتي الكالم في المعتكــف وكيال ومــوكال

كما تقدم في المحرم وكيال وموكال. ثم إنه إن نذر ترك شيء، فإن كان النذر شامال حتى للوكيــل لم يجز له التوكيل، وكذلك بالنســبة إلى الوكيــل، وإن لم يشــمل جــاز، فإذا نذر أن يبني دار زيـد، فــإن كـان قصـده في النـذر ولـو ارتكــازا المباشرة جاز له التوكيل في البناء وإال لم يجز، كمــا أن الوكيــل إذا نذر ذلك فإن كان قصده البنــاء عن نفســه أو عن غــيره لم يجــز أن يكون وكيال في ذلك، وإال فإن كان قصده البنــاء عن نفســه جــاز لــه

أن يكون وكيال عن غيره في البناء.ومنه يعلم حال العهد والشرط والقسم.

قال في الجواهر: )ويجــوز أن تتوكــل المــرأة في طالق غيرهــا، وهل تصح في طالق نفسها، قيل: ال، وفيه تردد، وتصــح وكالتهــا في

انتهى. عقد النكاح، ألن عبارتها معتبرة فيه عندنا( ومقتضى القاعدة صحة وكالتها في طالق نفسها وطالق غيرهــا، كما تصح وكالتها في نكاح نفســها ونكــاح غيرهــا، إلطالقــات األدلــة، وقول الشيخ بعــدم الصــحة في وكالتهــا بطالق نفســها، غــير ظــاهر الوجه، وإن علل ذلك باشتراط المغــايرة بين الوكيــل والمطلقــة، إذ لتعليل لم يقم عليه دليل، فعمومات الطالق تقتضــي االكتفــاء بمثــل هذه المغــايرة االعتباريــة، مثــل كفايــة المغــايرة االعتباريــة في كــل واحــد من العقــود األخــر حــتى النكــاح، فيكــون وكيال عنهمــا أو أحــد

الزوجين وكيال عن اآلخر، إلى غير ذلك. ــل امــرأة في عقــد النكــاح أي وفي القواعــد: وأن يكــون الوكي

نكاحها.ــر ــذكرة والتحري ــرائع والت ــا في الش ــة: كم ــاح الكرام وفي مفت

واإلرشاد وجامع المقاصد

221

Page 222: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والمسالك ومجمع البرهان، وظاهر التذكرة اإلجمــاع عليــه حيث قال: إيجابا وقبوال عندنا، وفي مجمع البرهان كأنــه إجمــاعي فيهمــا،

وفي الجواهر ادعاء الضرورة عليه وجعل المخالف الشافعي. ثم قال القواعد: وطالق نفسها، وفي مفتــاح الكرامــة: كمــا فيــع الكتب المتقدمة عدا الشرائع، فإن فيها التردد، وقد قوى فيه المن في المبسوط، وفي السرائر أنه ال يجوز على الصحيح من المذهب.ــا وقد يظهر ذلك من جامع الشرائع، حيث نص على أنه يجوز له أن تتوكــل في طالق ضــرتها مقتصــرا عليــه، أمــا وكالتهــا في طالق غيرها فقد عرفت أنه ال إشــكال فيــه، وفي الجــواهر: بال خالف فيــه

بيننا، بل لعل اإلجماع بقسميه عليه، ولعمومات الوكالة. نعم يمكن اإلشــكال في وكالتهــا عن الــزوج في ظهــار نفســها، كــأن تقــول وكالــة عن الــزوج: أنــا عليــه كظهــر أمــه، أو مــا أشــبه،

النصراف أدلة الظهار عن مثل ذلك. وهــل يصــح جعــل وكيلين لطــرف واحــد، كــأن يقــول أحــدهما:ــدهما في ــول أح ــك(، أو يق ــتي لموكل ــر: )موكل )أنكحت( ويتم اآلخــالمبلغ ــك( ويتم اآلخــر )في المــدة المعلومــة ب ــا ل المتعــة: )أنكحته

المعلوم(، احتماالن، وإن كان االحتياط يقتضي العدم. أما إذا تلفظ ببعض الكلمة أحــدهما وببعض الكلمــة اآلخــر، كــأن قال أحدهما: )أنكح( وقــال اآلخــر: )ت( بضــم التــاء، فالظــاهر عــدم صحة ذلك، النصراف األدلة عن مثله، واالنصراف وإن كــان موجــودا في تقســيم الكلمــات أيضــا إال أنــه يحتمــل أن يكــون بــدويا بخالف

االنصراف في تقسيم الحروف.

222

Page 223: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل في(:24)مســـألة ــر الوكيـ ــرائع: )ويقتصـ ــال في الشـ قـ التصرف على ما أذن له فيه، وما تشهد العادة باإلذن فيه، فلو أمره ببيع السلعة بدينار نسيئة فباعها بدينارين نقدا صــح، وكــذا لــو باعهــا بدينار نقدا، إال أن يكون هناك غرض صحيح يتعلق بالتأجيــل، أمــا لــو أمره ببيعه حاال فباعه مؤجال لم يصح ولو كــان بــأكثر ممــا عين، ألن األغراض تتعلق بالتعجيل، ولو أمره ببيعه في سوق مخصــوص فبــاع في غيره بالثمن الذي عين لــه أو مــع اإلطالق بثمن المثــل صــح، إذ

الغرض تحصيل الثمن(. ــل، أقول: الذي يلزم في عمل الوكيل هو أن يالحظ قصد الموك سواء كان قصدا التفاتيا أو قصدا ارتكازيا مما يكــون اللفــظ ظــاهرا فيه عرفا، سواء كان اللفظ لــه ظهـور في ذلـك باللغــة أو بـالقرائن الحالية أو المقالية، فالالزم مالحظة كال عالمي الثبوت واإلثبات، أما مجــرد الرضــا فال ينفــع، ومن الظهــور بــالقرائن مــا لــو كــان ارتكــاز حســب ظــاهر اللفــظ عرفــا كمــا قــالوا في الوقــف بأنــه إن تعــذر

المصرف تعدى إلى ما فيه االرتكاز. ولذا قال في الجواهر: )يلزم أن يكــون اإلذن صــريحا أو ظــاهرا ولو بمعونة القرائن الحالية أو المقالية... أما لو شهدت القرائن بأنه لو علم ذلك لرضي وإال فهو حال عقد الوكالة خال عن تصور ذلــك، فهو من التصرف بالفحوى، وإن كان سببها مورد الوكالة، ال الوكالــة المعتبر فيهــا قصــد اإلنشــاء، وبــذلك افــترقت عن األحكــام الــتي لم

انتهى. (1 )يعتبر فيها تعلق قصد اإلنشاء العقدية كما هو واضح( وعليه فاألمثلة التي ذكرها الشرائع وغيره من الفقهـاء إنمــا هي من باب تشخيص الموضوع، وكثيرا ما ال يكــون في العــرف كــذلك،ــع والمتبع العرف، فاألمر بالبيع نقدا أو نسيئة بثمن منخفض أو مرتف

في سوق خاص أو لشخص خاص، وكذلك سائر

.398 ص27الكالم: ج جواهر ( انظر?)1223

Page 224: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــظ ــذي يفهم من اللف ــرف ال ــع الع ــا يتب ــيات، في كله الخصوص صريحا أو ارتكازا، وعليه فإذا قال له: بعه بدينار، وكان ارتكاز أنه لو لم يوجد المشتري بدينار جاز أن يبيعه بنصــف دينــار، جــاز أن يبيعــه

كذلك، وكذلك بالنسبة إلى النقد والنسيئة وغيرهما. قال في المسالك: )أما اقتصاره على ما أذن فيه فال شبهة فيه، وأما تجاوزه إلى ما تشهد العادة باإلذن فيه فهو جائز مع اطرادها أو داللة القــرائن على مــا دلت عليــه، كمــا لــو أذن لــه في الــبيع بقــدر نسيئة فباع به نقدا أو بأزيد بطريق أولى ألنه قــد زاده خــيرا، ومثــل البيع النسيئة نقدا الــبيع بأزيــد ممــا عين لــه مــع المماثلــة في النقــد والنسيئة، والشراء بأنقص، ويجب تقييد ذلك كله بعدم الغرض فيمــاــراض ــإن األغ ــالنهي، ف ــدي وإن لم يصــرح ب ــز التع عين، وإال لم يج تختلف والمصالح ال تنضبط، ويمكن كون الغرض في البيع نسيئة أن يخاف على الثمن قبل األجل أو يخاف ذهابه في النفقة مع احتياجــه إليه بعده، فال يجوز تعدي أمــره إال مــع القطــع بعــدم الغــرض، فــإن الغــرض هنــا ليس نــادرا حــتى يحمــل على الغــالب، ومثلــه الشــراء نسيئة بمثل ما أذن فيه نقدا إلمكان أن يتضــرر ببقــاء الثمن معــه أو يخاف تلفـه قبــل األجـل وعـدم حصــوله بعـده أو صـعوبته فال يجـوز

انتهى، وهو كما ذكره. التعدي(ــدي ومما ذكرنا يعلم أنه لو شك في ظهور اللفظ فيما يريد التع لم يجز له العمل على المشكوك، والمراد بالجواز وعدم الجواز هــو ترتيب اآلثار، وإال فمخالفة الموكل ال تــوجب إال أن تكــون المعاملــة

فضولية كما هو واضح. نعم ال يجــوز التصــرف في مالــه، ولــذا قــال في المســالك: )ال يجوز التعدي وإن جهل الحال إال مع تحقق عدم الغــرض( ويلــزم أنــاز ــل االرتك ــرض من قب ــان الغ ــا إذا ك ــتثناء م ــراده باالس ــون م يك المشــمول للفــظ وإال فــالغرض وحــده ال ينفــع في كونــه وكيال كمــا

عرفت.

224

Page 225: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وإلى ما ذكرناه أشار الجواهر حيث قال: ال ريب في عدم جــوازــه ال التعدي مع فرض االشتباه، كما جزم به في جامع المقاصد، وبأن مدخلية لكون الغرض أكثريا في أحدهما دون اآلخر، نعم ال بأس بــه مع فرض عدم االعتداد باالحتمال على وجه ال ينافي الطمأنينة عادة

بإرادة المثالية كما هو واضح. وعلى أي حال، فالرضا الباطني التقــديري ال يكفي في الخــروج عن الفضولية، ألنه ال يجعل الوكيــل وكيال، وبــذلك يفــرق بين الرضــا بالمعاملــة العقديــة والرضــا بالتصــرف في األمــوال، فــإن الثــاني ال يحتاج إلى أكثر من الرضا، لعدم الــدليل على أكــثر منــه، حيث قــال

ــة نفسه)عليه الصالة والسالم(: ،(1)ال يحل مال امــرئ إال عن طيبــان فكل طيبة نفس يبيح التصرف، بينما طيبة النفس ال تجعل اإلنس

وكيال بحيث يجعل العقد عقد الموكل. وعليــه فلــو لم يكن الموكــل ملتفتــا إلى بعض الخصوصــيات، ال التفاتا في وعيه، وال التفاتا في ال وعيه، والذي يســمى باالرتكــاز، إال أنه بحيث لو كان حاضرا حال العقد كان راضيا لم يلزم العقــد عليــه بدون اإلجازة، بل لو كان حاضرا حــال العقــد وراضــيا بــه إال أنــه لم

يصدر منه قول وال فعل يدل على رضاه فهو من الفضولي. ولعل التذكرة حيث اعتبر العلم بعدم الغرض في جــواز التعــديــرد ذلــك ال يصــحح عــدم أراد مــا ذكرنــاه من االرتكــاز، وإال فمج

الفضولية، ولذا قال في الجواهر: )قد يحتمل عدم جوازه وإن علم عدم الغرض، إال أنه لم يحضــر في بال الموكل إال خصوصية الســوق المزبــور بمعــنى أنــه لم يفهم

منه إرادة المثالية، إذ عدم الغرض أعم من ذلك،

. 4 ح1 الباب309 ص17الوسائل: ج ،146 ص3المستدرك: ج ( انظر?)1225

Page 226: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومن ذلك يعرف ما في المســالك هنــا من االكتفــاء بعــدم العلم بالغرض، خصوصا بعد اعتبــار العلم بعــدم الغــرض في الســابق مــع عدم الفرق بين المقامين، وكذا ما فيه أيضــا من أنــه لــو علم عــدم الغرض صح البيع قطعا، لكن ال يجوز نقل المبيع إليه، فلو فعله كان ضامنا، وإنما الفائدة صحة المعاملة ال غــير، ضــرورة أن الحكم فيــه مثــل الـبيع مـع فـرض القطـع بعـدم الغـرض في كونـه في السـوق المخصوص وبإرادة المثالية من ذكره، فأي فرق بين البيع وبين نقل

انتهى. المبيع كما هو واضح(وهو كما ذكره الجواهر.

وإذا لم يكن مــا فعلــه مشــموال الرتكــاز الموكــل وال للفظــه، لم يكن هناك أي تأثير إال إذا أجازه ألنه من الفضولي، ومن الواضــح أن الفضولي ال أثر له إال باإلجــازة، ســواء في بــاب المعــامالت أو بــاب

النكاح. ومنه يعلم وجه النظر في ترتيب المستند آثار النكاح على مثــل ذلك، قال: )إذا كانت المعقودة فضوال البنت، ففي تحريم أمهــا بعــد تحقــق الفســخ من البنت إشــكال، نظــرا إلى أن حرمــة أم الزوجــةــة البنت، ليست مشروطة بالدخول ببنتها على األصح وال ببقاء زوجي بل هي محرمة أبدا ويصدق عليها أنهــا أم الزوجــة بالعقــد الصــحيح( إلى أن قال: )واألظهر هو األول، أي الحرمــة لمــا مــر من صــدق أم

انتهى. الزوجة بالعقد الصحيح الالزم بالنسبة إليه( لوضوح أن العقد أمر اعتباري إذا لم يصح أحد طرفيــه لم يصــح الطرف اآلخر، ولذا قال في العــروة: )إذا رد المعقــود أو المعقــودة فضوال العقد ولم يجزه ال يترتب عليه شيء من أحكــام المصــاهرة، سواء أجاز الطرف اآلخر أو كان أصيال أم ال، لعدم حصــول الزوجيــة بهــذا العقــد غــير المجــاز، وتــبين كونــه كـأن لم يكن(، ثم أشــار إلى إشكال المستند ورده بقوله: )وربما يستشكل في خصوص نكاح أم المعقودة عليها، وهو في غير محله بعد أن لم يتحقق نكــاح ومجــرد

العقد

226

Page 227: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال يــوجب شــيئا مــع أنــه ال فــرق بينــه وبين نكــاح البنت، وكــون الحرمة في األول غير مشروطة بالدخول بخالف الثاني ال ينفــع في

انتهى. الفرق(ومن الواضح، أن الكالم في باب النكاح وباب المعامالت واحد. ثم إذا خالف الوكيل الموكل فيما لم يكن ظهور وال ارتكاز، صح للموكل اإلجازة أو الرد على نحو مــا وقــع ال بزيــادة أو نقيصــة، مثال باعه الوكيل بمائة فيما قال له الموكل: بعــه بمائــة وعشــرين، فإنــه لم يصح من الموكل اإلجازة بشرط ضم عشــرين إليــه حــتى يكــون

البيع بمائة وعشرين. نعم يصح منه أن يقول: إني أجيز بشــرط إعطــائي عشــرين، إذالعقد ال يقبل الزيادة والنقيصة عما وقع، فإما أن يجاز وإما أن يرد. ومنه يعرف الحال فيما إذا وكله أن يتزوج له بمهر مائــة فــتزوج له بمهر مــائتين، فإنــه ال يصــح أن يجــيز ذلــك على أن يكــون المهــر مائة، فإما أن يقبله وإما أن يرده، إلى غير ذلك من األمثلة الكثيرة.ــا ومما تقدم يعلم وجه النظر في إطالق الشرائع حيث قال: )أم لو قال: بعه من فالن، فباعه من غيره لم يصح، ولو تضاعف الثمن،

ألن األغراض في الغرماء تتفاوت(. ولــذا أشــكل عليــه الجــواهر بقولــه: )فيــه: إنــه منــاف لكالمهم وللواقع مع فرض القطع بإرادة المثاليــة، إذ ال تفــاوت في ذلــك بين تعيين الثمن والزمان والمكــان والمشــتري في كونــه المــدار، وكــذا ورد على إطالق الشرائع ما ذكره بعد ذلك بقوله: وكــذا أي ال تجــوز المخالفة فيما لو أمره بأن يشتري بعين المـال فاشـترى في الذمــة أو في الذمة فاشترى بالعين، ألنه تصرف لم يــؤذن فيــه، وهــو ممــا

انتهى. تتفاوت فيه المقاصد( إذ ال فرق في كل ذلك بين تعيين البائع أو المشــتري أو الزوجــة

أو الزوج أو

227

Page 228: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المهــر أو الثمن أو العين أو الذمــة أو النقــد أو النســيئة أو غــيرــظ ذلك من االختالفات، فالضابط ما ذكرناه من أنه إذا كان هناك لف أو ارتكاز مستند إلى اللفظ من حيث العرف صح التعــدي، وإال كــان

فضوليا. ولعل المحقق وغيره من الذين فرقوا بين األمثلة رأوا عــرفهم، وكان عــرفهم يقتضــي الفــرق، بينمــا عــرف الجــواهر يقتضــي عــدم

الفرق. ثم إنه لو كــان وكيال في األعم فــزعم أنــه وكيــل في األخص، أو كان وكيال في األخص فزعم أنه وكيل في األعم، فالمعيار على قدر

الوكالة ال على قدر الزعم. ولو كان وكيال فــأجرى العقــد بــزعم أنــه فضــول وقــع العقــد وال تحتاج إلى اإلجازة، كما أنه إذا لم يكن وكيال فزعم أنه وكيل فأجرى

العقد احتاج إلى اإلجازة. ومن ذلك يظهر وجه ما ذكره العروة في كتــاب النكــاح من أنــه إذا أوقع العقد بعنوان الفضولي فتبين كونــه وكيال، فالظــاهر صــحته ولزومه، إذا كان ناسيا لكونه وكيال، بل وكذا إذا صــدر التوكيــل ممن له العقد، ولكن لم يبلغه الخــبر، على إشــكال فيــه، وأمــا لــو أوقعــه بعنوان الفضولية فتبين كونه وليا ففي لزومــه بال إجــازة منــه أو من

المولى عليه إشكال. وحيث قدر ذكرنــا تفصــيل الكالم في ذلــك في الشــرح ال حاجــة

إلى تكراره في المقام. ولو وكله بدون أن يعلم فهو مــأذون وليس بوكيــل، ألن الوكالــة

عقد ال يتحقق إال بشروطه. ثم إن الشرائع قال: )وإذا ابتاع الوكيل وقع الشراء عن الموكــل وال يدخل في ملك الوكيل، ألنــه لــو دخــل في ملكــه لــزم أن ينعتــق

عليه أبوه وولده لو اشتراهما كما ينعتق أبو الموكل وولده(. وما ذكره هو المشــهور عنــدنا، بــل ال خالف فيــه إطالقــا، وإنمــاالمخالف في المسألة أبو حنيفة حيث نقل عنه االنتقال إلى الوكيل

228

Page 229: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أوال ثم إلى الموكــل، ألن حقــوق العقــد تتعلــق بــه في الشــراء بأكثر من ثمن المثل، ولم يذكر الموكل لفظا ونحوه، وألن الخطاب

إنما جرى معه. ومن الواضح عدم صحة ما استدل به.

كما أن استدالل المحقق بقولــه: )ألنــه لــو دخــل في ملكــه( إلخ إنما هو في قباله، وإال فليس هو دليل المسألة، وإنما دليل المسألة أن العقود تتبع القصود، والقصد إنمــا كــان عن الموكــل فهــو كاآللــة وليس هو أصيل، ومن الواضح أن الوكيل إنما قصد الموكل ال نفسه حتى يــدخل في ملكــه أو يخــرج من ملكــه، ولــذا رده في الجــواهر بقوله: )وفيه منع تعلق األحكام به في نفس األمر، وإنما تعلقت في المثال ظاهرا لعدم العلم بقصده، والخطــاب إنمــا وقــع على ســبيل النيابة مع أنه كشراء األب والوصي الــذي وافــق فيــه على االنتقــال

انتهى. منه إلى المولى عليه، وغير ذلك مما هو واضح( ومنه يعلم أنه لو لم يكن وكيال عن زيد، وإنما باع لــه أو اشــترى له فضولة لم يدخل في ملكه شيء ولم يخرج من ملكه شيء، فإن أجاز الطرف العقد فهو، وإال بطل وال يمكن نقله إلى نفسه ألنــه لمــع القصــود حتى يصــبح ــود تتب ــد عــرفت أن العق يقصــد نفســه، وق

. (1)أوفوا بالعقود)عقدكم( المستفاد من قوله سبحانه وتعالى: نعم لــو اشــترى أو بــاع شــيئا ولم نعلم هــل أنــه اشــتراه وباعــه لنفســه أو لغــيره، وكــان ظــاهر لفظــه ال يعطي أنــه بــاع أو اشـترى لغيره ولم نتمكن من التحقيق، كان مقتضى القاعــدة أنــه لنفســه ال لغيره، فإن العرف يبنون على األصالة ما لم يظهر خالفها من وكالة

وفضولية ووالية ونحوها.

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)1229

Page 230: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكيف كان، فال إشكال فيما إذا قصد الغــير وكالــة أو فضــولة أو قصد نفسه، وإنما الكالم فيما إذا كان وكيال وقصــد الفضــولية، فهــل تقع المعاملة فضولية أو بالوكالة، وحيث ذكرنا تفصيل هذه المسألة في كتاب النكاح عند قول العروة: )إذا كان عالما بأنه وكيــل أو ولي ومع ذلك أوقع العقد بعنوان الفضولية، فهل يصح ويلــزم، أو يتوقــف على اإلجازة، أو ال يصح، وجوه، أقواها عدم الصحة، ألنــه يرجــع إلىــع العقــد اشتراط كون العقد الصادر من وليه جائزا، فهو كما لو أوقــارة أخــرى عاقل بقصد أن يكون األمر بيده في اإلبقاء والعدم، وبعب

انتهى. أوقع العقد منزلزال( ال حاجــة إلى تكــراره، ألن الكالم في بــاب عقــد النكــاح وغــيره

واحد، لوحدة المالك فيهما كما هو واضح. قال في الشــرائع: )ولــو وكــل مســلم ذميــا في ابتيــاع خمــر لم يصح(، وقوله )ذميا( من باب المثال، وإال فإذا وكل المسلم آخر في ابتيــاع الخمــر لم يصــح أيضــا، وكــذلك إذا وكــل الــذمي مســلما في

اشتراء الخمر له، ألن المسلم ال يحق له ذلك. وعلــل كالم المحقــق في الجــواهر بقولــه: )لعــدم جــواز شــراء الخمر في نفسه للموكل فال تقع النيابة فيه، كالمحرم الذي ال يجوزــواز له توكيل المحل في نكاحه، ضرورة أنه كما يعتبر في الوكيل ج الموكل فيه في صحة كونه وكيال كذا يعتبر جوازه للموكل فيــه، أمــا إذا كان أصل الفعل وطبيعتــه محرمــة عليــه فال يصــح التوكيــل فيــه

انتهى. أيضا كما هو واضح( وبذلك يعرف أنه ال فرق في الكافر الوكيــل بين أن يكــون ذميــا

أو حربيا أو محايدا أو معاهدا، لوحدة المالك في الجميع.أما لو وكل المسلم كافرا في

230

Page 231: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

االتجــار لــه، وال يعلم هــل هــو يتــاجر بالجــائز عنــده أو بــالمحرم عنده، فال يبعد الصحة لحمل فعل الوكيل على الصحيح، وقــد ذكرنــا في بعض أبــواب الفقــه أن حمــل الفعــل على الصــحيح ال يختص بالمسلم، ولذا نشتري ونبيع من الكفار مع عدم علمنــا أنهم ســرقوا الشيء الذي يعطونه لنا أو أنــه انتقــل إليهم بوجــه صــحيح عنــدنا أو

بوجه صحيح عندهم غير صحيح عندنا، إلى غير ذلك. وكذا بالنسبة إلى توكيل المــؤمن للمخـالف، مــع وضـوح الفـرق بيننا وبينهم في جملة من الشروط والموانع وغيرهــا، وكــذلك يصــح معاملتنا مع المخــالفين معاملــة الطــاهر ومعاملــة ذبــائحهم معاملــةــير من الشــروط ــيين في كث ــع وضــوح االختالف بين المبن الحالل م

واألحكام. نعم يشكل األمر في توكيل المؤمن للمخالف في طالق زوجته، حيث يعلم أنهم ال يشــترطون مــا نشــترطه في الطالق من حضــور الشــاهدين العــادلين، فإنــه وإن كــان ممكنــا أن يكــون طالقــه أمــام الشــاهدين إال أن الممكن ال ينفــع، فاالستصــحاب محكم، وأصــالة الصحة في مثل ذلــك محــل نظــر، وإن كـان إبــداء الفـرق بين مثــل الذبيحة وبين الطالق مشكال، إذ لو كان المنــاط الصــحة عنــده ففي كليهما صــحيح عنــده، وإن كــان المنــاط الصــحة عنــدنا ففي كليهمــا محتمل أنــه أتى بالصــحيح عنــدنا أو لم يــأت بالصــحيح عنــدنا، إال أن يقال: إن الطالق مسألة الفروج واالحتياط فيهــا الزم، أو يفــرق بين األمرين بالسيرة في مثل اللحوم وما أشبه، وعدم السيرة في مثلــل الطالق يجب أن يعمــل بمقتضــى األصــل حــتى الطالق، ففي مث

يظهر وقوع الطالق الصحيح. ولو وكل المسلم كافرا في أن يشتري الخمر لكــافر آخــر، بــأن

يخرج المال من كيس المسلم فتدخل الخمر

231

Page 232: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في كيس الكافر بناء على صحة دخول المعــوض في كيس غــير من خرج من كيسه العوض على ما رجحنــاه في كتــاب الــبيع، فهــلــط الخمــر ــه لم ترتب ــاالن، الصــحة ألن ــك أو ال يصــح، احتم يصــح ذل بالمسلم، وهو مثل أن يبيع الكافر الخمر ثم يســلم ثمنهــا للمســلم،ــذلك، والمســألة محــل وعــدم الصــحة، ألن المســلم روج الخمــر ب

إشكال، وإن كان الثاني أقرب.

ومما تقدم يعــرف أنــه لــو وكــل المجوســي مثال مســلما في أنــك جــائز في دينهم، يمكن القــول بصــحة ــه، حيث ذل ــه ل ــزوج أخت ي الوكالــة لقــانون اإللــزام، كمــا ذكرنــاه في مبــاحث الفقــه، ويؤيــدهــي حســب رأيهم، ال حســب رأي ــيم المســلمين إرث المجوس تقس المسلم، مع العلم أنه ال يصح له في رأي المسلم أن يعطي لزوجته التي هي أخته إرث الزوجــة وإرث األخت في حــال واحــد، وكــذا مــا ثبت في كتاب اإلرث من صحة أخذنا إرث العصبة مع أنه في مذهبنا

باطل، وإنما هو من باب قاعدة اإللزام.ــابي: وهنا فروع كثيرة تظهر أحكامها من بعض ما ذكرناه في كت

النكاح واإلرث وغيرهما.

232

Page 233: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )وكــل موضــع يبطــل الشــراء(:25)مسألة للموكل، فإن كان سماه عند العقد لم يقع عن أحدهما، وإن لم يكن

سماه قضى به على الوكيل في الظاهر(. أقول: أما في مرحلة الثبــوت فالعقــد تــابع للقصــد، ألن العقــود تتبع القصود، حتى يصير )عقدكم(، فإن قصــد الموكــل وكــان طبقــا ألمره صار له، وإن قصــده وكــان خالف أمــره كــان فضــوليا توقــف على إجازته، من غير فرق بين أن يكون بمال الموكل الشخصــي أو

جعل الثمن كليا مثال. وأما في مرحلة اإلثبات فإن رد الموكل لعدم كونه حسب أمره، فإن قصد الوكيل الموكل بطــل، فــإن تمكن الوكيــل من إثبــات أنــه قصد الموكل ببينة أو شبهها أو أقر نفس الطرف بذلك فهو، وإال لمــه من ــد أن يعطي يقع البيع، وإنما يأخذ الوكيل مال الطرف تقاصا بع

مال نفسه. قال في المسالك: )أما عدم وقوعه عن الوكيل فألن العقد تابع للقصد، وقد خص الشراء بالموكل لفظا ونية فال يقع عنه، وأما عدم وقوعه عن الموكل فلمخالفة أمره، فال يكون مــا وكــل فيــه واقعــا، فيكــون فضــوليا، وأمــا مــع عــدم ذكــر الموكــل فيقــع للوكيــل، ألن الخطاب معه هذا بحسب الظاهر، بمعنى أن البائع يأخــذ منــه الثمن ويلحقه بالنسبة إليه جميــع األحكــام لعــدم تكليفــه بــاألمور الباطنــة، وأما الوكيل في نفس األمــر مــع عــدم إجــازة الموكــل فيجب عليــه التخلص بحسب اإلمكان، وال بد من تقييد ذلــك أيضــا بعــدم الشــراء بعين مال الموكل وإال بطل العقد مــع عــدم إجازتــه، وإن لم يــذكره ألنه يصير كظهور استحقاق أحــد العوضــين المعيــنين. هــذا بالنســبة إلى نفس األمر، وأما بحسب الظاهر فإن صدق البـائع على ذلـك أو قــامت بــه البينــة يثبت البطالن ظــاهرا وباطنــا ووجب عليــه رد مــا أخذه، وإال ثبت ظاهرا ووجب على الوكيل عوض المــدفوع للموكــل

لتعذر تحصيله شرعا

233

Page 234: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

باعترافه بالتفريط بســبب المخالفــة، وعلى البــائع الحلــف علىانتهى. نفي العلم بالحال إن ادعى عليه ذلك وإال فال(

ــتغنى وال يخفى أن قوله في أول كالمه )لفظا ونية( فيه إنه مســالم ــظ في ع ــا الكالم في اللف ــة، وإنم ــار بالني ــظ، إذ المعي عن اللف

اإلثبات ال في عالم الثبوت. ثم إذا كانت قيمة المبيع بقدر الثمن وأخــذ الوكيــل تقاصــا فهــو، وإن كانت أكثر كان على الوكيل إيصال التفاوت إلى البــائع، لفــرض أن البيع لم يقع، وإن كانت أقل كان لـه أن يأخــذ التفـاوت من مــال

البائع تقاصا. ومما تقدم يظهر حال العكس، بأن كان الوكيــل بائعــا والطــرف مشتريا، وكذلك الحال في الهبة المعوضــة والصــلح وغــير ذلــك من

أقسام المعامالت. ولو عقد الوكيـل للموكـل أو الموكلـة على خالف شـرطه، كـان

لهما الرد ألنه يقع فضوليا كما كان لهما القبول. وال يخفى أن انقالب المتعة دائما إذا لم يذكر المدة إنما هو فيــد ــع هن األصيل ال الوكيل، فإذا وكله في أن يجري له صيغة المتعة م في مدة شهر، فأجرى الصيغة بدون ذكر المدة نسيانا أو مــا أشــبه، كان للموكل الرفض، ألنه لم يوكله في عقد الدوام، وعقد االنقطاع الذي وكله فيه لم يجره الوكيل، من غير فرق بين أن يكون الموكل

الرجل أو المرأة. ولــو عقــدها للموكــل، لكن حيث لم يــذكر الوكيــل الموكــل في اللفظ قصدت هي عقدها لنفس الوكيل، بطل العقد واقعا، لكن لها إلزامه بالطالق ونصف المهر تمسكا لها بأصالة الصحة، حيث ال حق للعاقد أن يدعي قصدا مخالفا لظـاهر اللفـظ، وإال لملـك كـل عاقـد

وأمرنا بالظاهرإبطال العقد بمثل هذا االدعاء، وفي بعض الروايات .

234

Page 235: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم إن المسالك قال: )واعلم أن المراد بتسمية الوكيل للموكــل التصريح بعقد الشراء له مع موافقة القصد على ذلــك، إذ لــو ذكــره لفظا ولم يقصده باطنــا وقــع الــبيع لــه ظــاهرا ووقــف على إجازتــهــتر ــل إن لم يش ــاطن للوكي ــراء في الب ــون الش ــة، لكن يك للمخالف بعنوان الموكل ولم يكن للبائع غرض في تخصــيص الموكــل فيكــون

انتهى. الحكم مبينا على الظاهر في الموضعين(ــا إذا وال يخفى أن قوله: )يكون الشراء في الباطن للوكيل( فيم قصد الشراء لنفسه أما إذا لم يقصد الشــراء لنفســه باطنــا ال وجــهــه ألن يكون الشراء له، ألن العقود تتبع القصود، واللفظ ال قصد تحت

ال للموكل وال للوكيل. ثم إن الوكيل لــو اشــتراه لنفســه فــادعى الموكــل أنــه اشــتراه للموكل وأثبت ذلك، فللوكيــل أخــذ الثمن من الموكــل تقاصــا، فــإن كان مساويا مع القيمة فبها، وإن كان أقل من القيمــة فلــه التقــاصــه رد من مال الموكل بقدر التفاوت، وإن كان أكثر من القيمــة فعلي

الزائد إلى الموكل كما تقدم مثله. ثم إن الشــرائع بعــد عبارتــه المتقدمــة في أول المســألة قــال: )وكذا لو أنكر الموكل الوكالة، لكن إن كــان الوكيــل مبطال فالملــك

له ظاهرا أو باطنا، وإن كان محقا كان الشراء للموكل باطنا(. أقول: إن أنكر الموكل الوكالــة والوكيــل صــادق وتمكن الوكيــلــإن تمكن من دس ــات ف ــو، وإن لم يتمكن من اإلثب ــات فه من اإلثب العين في ملك الموكل وأخــذ الثمن منــه وإعطائــه للبــائع فهــو، وإال فإن تمكن من رد العين إلى البائع وإبطال المعاملة أبطلهــا، وإن لم يتمكن اضطر إلى أخــذه العين وإعطائــه القيمــة، فــإن كــان القيمــةــاوت ــزم أن يعطي التف مساوية للثمن فهو، وإن كانت القيمة أكثر ل للموكل، لفرض أن العين لــه وقــد أخــذها تقاصــا ال بالمعاملــة، وإن

كانت أقل حق للوكيل أخذ

235

Page 236: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

التفــاوت تقاصــا من الموكــل إن تمكن، ألن الموكــل هــو الــذيسبب ضرره.

أما إذا كان الوكيل كاذبــا في نفس األمــر فالشــراء باطــل، ألنــه اشــتراه للموكــل وليس بوكيــل عنــه، فــإذا لم يجــز الموكــل بطلت

المعاملة، ويأتي فيه الكالم السابق. ومما ذكرناه يظهر وجه النظر فيمــا ذكــره الجــواهر، حيث قــال عنــد كالم الشــرائع المتقــدم: )تفصــيل الحــال أنــه إن كــان الشــراء بــالعين الــتي هي للموكــل مصــرحا بــذلك عنــد العقــد، أو كــان بينــة لتشهد على أن العين له، أو كــان البــائع معترفــا بــذلك، كــان العقــد فضوليا ظاهرا، وللموكل باطنا مع فرض صدقه كذلك، وحينئــذ فــإن رجع المالك في العين وأخذها من البائع رجع إليه مبيعه مقاصة مــع فــرض تصــديقه بكونــه وكيال، وإن رجــع بقيمــة العين أو مثلهــا على الوكيل لتعذر أخذها من البائع أخذ الوكيــل المــبيع قصاصــا، وتوصــل

انتهى. إلى رد ما فضل منه عن حقه إن كان هناك فضل( ثم الوكيل الصــادق إن تلفت العين عنــده بالتفريــط وجب عليــه إعطاء ثمنهــا للبــائع، وإن كــانت القيمــة أكــثر من الثمن وجب عليــه إعطــاء التفــاوت للموكــل، وإن كــانت القيمــة أقــل من الثمن أخــذ

التفاوت من الموكل تقاصا، كما تقدم في الفرع السابق. ومنــه يظهــر وجــه النظــر في إطالق الجــواهر حيث قــال: )وإن تلفت تخــير في الرجــوع، فــإن رجــع على البــائع رجــع على الوكيــل بالمبيع مع فرض وجوده أو تلفه بتفريط، أما لو كان قد تلف منه بال تفريط فال رجوع له، ضرورة ظلم الموكل لــه بزعمــه، كمــا أنــه لــو رجع على الوكيل لم يرجــع على البــائع بشــيء، ولــو لم يعلم البــائعــف ــل يحل بالحال وال بينة ولم يذكر في العقد لم يجب عليه الدفع، بــل ويأخــذ العين أي ــرم الوكي ــه، ثم يغ على نفي العلم إن ادعى علي

المبيع قصاصا

236

Page 237: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. على الوجه المزبور( ثم إنك حيث قد عرفت أن االعتبار بالنية، إذ العقود تتبع القصود وال اعتبـــار باللفـــظ إال في الظـــاهر، فـــالجمع بين األمـــرين خالف مقتضـى التفكيــك بين عـالمي الثبـوت واإلثبــات، وإنمــا المعيـار في

الواقع على النية، وفي الظاهر على اللفظ. ومنه يعلم موقع النظر في كالم الجـواهر حيث قــال: )هـذا كلـهــة في الشراء بالعين، وأما إذا كان في الذمة وذكر الموكل لفظا وني وقع له باطنا إن كان محقا وبطل ظاهرا، فيأخــذ المــبيع عنــه حينئــذ قصاصا أو على الوجه اآلتي، وإن لم يــذكره لفظــا وال نيــة فالشــراء للوكيل ظاهرا وباطنا، وإن كان مبطال وذكر الموكل لفظا ونية بطل البيع مطلقــا، وإن ذكــره لفظــا ونــوى نفســه صــح لــه باطنــا وبطــل

انتهى. ظاهرا، وإن نواه خاصة فالسلعة للبائع باطنا مطلقا( ثم إن ما ذكرناه من زيــادة القيمــة على الثمن تــارة، وبــالعكســه اختالف الحكم فيمــا إذا أخرى، والتساوي ثالثا، يجب أن يالحظ فيــة حين ــادة والنقيص ــانت الزي ــنزل، أو ك ــخم والت زاد أو نقص بالتض االشــتراء والــبيع من جهــة المحابــاة أو الغبن مثال إذا كــانت القيمــة مساوية للثمن ثم بعد ذلك ارتفعت القيمة، وقد أخذ الوكيل الصادق السلعة تقاصا، فإن الواجب عليــه أن يعطي التفــاوت للموكــل، ألن له حق التقاص بقدر ما دفع ال أكثر، كما إذا نقصــت القيمــة بــالتنزل فأخذ السلعة تقاصا حق له أن يأخذ التفاوت من مال الموكل تقاصا أيضا، ألنه سبب ضرره كما تقدم، وال فــرق في كــل مــا ذكرنــاه بين أن يكون تصــرف الوكيــل الصــادق أو الكــاذب بالنســبة إلى الوكيــل

األول أو وكيل الوكيل، لوحدة الحكم في الجميع. ومن الكالم في الوكيــل يظهــر حــال الكالم في الــولي إذا فعــل بالمفسدة أو فعل بالمصــلحة، لكن المــولى عليــه بعــد خروجــه عن

الحجر تمكن من إثبات أن

237

Page 238: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الولي فعل بالمفسدة مما يصــور الصــادق والكــاذب في الــوليأيضا لوحدة المالك في البابين.

ــو أراد ثم إن الشرائع قال ممزوجا مع الجواهر: )وكيف كان، فل الحل واقعا في صورة صدق دعواه في الوكالة التي اشترى بها في الذمة فطريق التخلص أن يقول الموكل: إن كان لي فقــد بعتــه من الوكيل بمقدار الثمن فيصح الــبيع، وال يكــون هــذا تعليقــا للــبيع على الشرط، ضرورة أنه معلق عليه في الواقــع، ولم يثبت اعتبــار عــدم هذه الصورة في التسبيب المزبور، بل مقتضى إطالق األدلة خالفه، وحينئذ يصح الــبيع وال يكــون إقــرارا منــه بالوكالــة ويتقاصــان حينئــذــق تخلصــه أن قهرا، وكذا لو كان المبيع في نفس األمر للبائع فطري

انتهى، وهــو كمــا يقول له: بعتكها إن كان هــو لي بــالثمن المزبــور(ذكره.

ويأتي الكالم المذكور في البائع بالنسبة إلى الــواهب، وبالنســبةإلى المصالح وغيرهما، ألن المناط واحد في الجميع.

كما أن طريق التخلص بالنسبة إلى عقد امرأة للموكــل أو عقــدــزم على رجل للموكلة أن يقول الزوج: هي طالق بشروطه، لكن يلــر من كيس الزوج الواقعي إعطاء نصف المهر وال يخرج نصف المه الوكيل ألنه صادق في الواقع، وإنما يخــرج من كيس الموكــل، فــإن تمكنت هي من التقاص حق لها التقاص، أما الوكيل فالظاهر أن لــه حق التقاص بأخذ نصف الصداق من مال الموكل وإعطائــه للزوجــة إذا أذن الحاكم الشرعي، إذ كما للحاكم الشرعي حق إعطاء إجـازة التقاص بالنسبة إلى ذي الحق، كذلك بالنســبة إلى من يــرى تمكنــهــانت الزوجــة ال تتمكن من التقاص وإيصال الحق لصاحبه، مثال إذا ك من التقاص عن الزوج ألجل النفقة حق للحاكم الشــرعي أن يعطي

حق التقاص من مال الزوج إلعطائه للزوجة بأمين يقدر على

238

Page 239: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ذلك، بل مقتضى القاعدة أنه إذا لم يمكن الحاكم وال وكيله حقــنين، وال للوكيل الصادق أن يفعل ذلك من باب أنه من عدول المؤمــا في فــرق في حقهــا للتقــاص بين أن يكــون الموكــل المنكــر كاذب

دعواه أو ناسيا، إذ األمر تابع للواقع ال لعلم الموكل. وإذا كانت الموكلة الزوجــة فــوكلت رجال ألخــذ طالق الخلــع من زوجها في مقابل بذل مهرها فبذل الوكيل وأخــذ طالقهــا ثم أنكــرت المرأة الخلع كان ذلك كالرجوع حيث إنها ترجع زوجة إلى الرجل لو

شاء ذلك، كما قرر في كتاب الخلع. ثم من الواضح أن نماء الســلعة الــتي نمت عنــد الوكيــل ســواء كان نماء منفصال أو متصال يكــون تابعــا ألصــل الســلعة، فــإن كــانت السلعة للموكل ألن الوكيل صــادق فالنمــاء لــه، وإن كــانت الســلعة للبــائع ألن الوكالــة لم تكن محققــة ولم يجــز البــائع فالنمــاء للبــائع، والنماء يسد مسد التفاوت الذي يطلبه الوكيل الصادق من الموكل، كما أن على الوكيل الصــادق أن يــرده على الموكــل إن كــان زائــدا على الثمن، أما إذا كان البيع باطال فعليه أن يرد النمـاء على البــائع،

ومن الكالم في نماء الثمن يظهر عكسه وهو نماء المثمن. ثم لــو كــان الوكيــل وكيال في الطالق فطلــق الزوجــة، ثم أنكــر الموكل إجازته للطالق، حق للوكيل تزويجهــا بعــد انقضــاء العــدة أو فيما ال عــدة لهـا إذا لم يحـدث وطي شـبهة من الموكـل، ألن وطي

الشبهة يمنع عن نكاح الوكيل إياها. نعم إذا علم الموكل بصــحة الطالق وانقضــت العــدة أو ال عــدة، حق للوكيل أن يأخذها، ووطي الموكل يعد زنا فال احــترام لــه، على

ما قرر في كتاب النكاح. ثم إن مما تقدم من البيع الذي ظاهره التعليــق بقولــه: إن كــان

لي فقد بعته

239

Page 240: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

حيث قد عرفت أنه ليس من المعلــق في الواقــع وأنــه صــحيح،ــانت ــل: إن ك ــول الموك ــأن يق ــق ب ــر الكالم في الطالق المعل يظه زوجتي فهي طالق، والتعليق في مثل هذه األمور غير ضار فيمــا إذا

قصد اإلنشاء حقيقة.ــاء حقيقــة أشــكل، ألنــه من التعليــق نعم إذا لم يقصــد اإلنش المنافي لإليجــاد المعتــبر في المعــامالت، وتفصــيل الكالم في ذلــك

موكول إلى محله. ــإن ثم إن الشرائع قال ممزوجا مع الجواهر: )وعلى كل حال، ف امتنع الموكل من البيع المزبور لم يجبر عليــه، لعــدم وجوبــه عليــه، كما لم يجب على الوكيــل شــراؤه من الحــاكم، وإن صــح ذلــك بــأن يقول: لئن كان للموكل فقد بعتك إياه بمقدار ما أداه من الثمن، إذا فرض أنه قيمته وإال باعه بعضــه وبقي البعض اآلخــر يدســه الوكيــل في مال الموكل، كمــا أنــه لــو فــرض نقصــانه اشــتراه منــه بقيمتــه ويترقب ماال آخر للموكل يقاصه بمـا بقي لـه، ضـرورة أنـه إن كـان األمر كما ذكره الوكيل فالحاكم ولي الممتنع وإال كــان العقــد لغــوا، ولكن ال يجب على الوكيل مراعاة ذلك، وإن كــان هــو أولى، بــل وال

انتهى. مراعاة الطريق األول من التخلص(وهو كما ذكره.

ومن ذلك يعرف أن إطالق الجواهر سابقا بــدون ذكــر النقصــان والزيادة كان محل المناقشة الذي ذكرنــاه، ويــأتي هنــا أيضــا الكالم

في النماء على ما تقدم. ثم إنه ينبغي أن يقال: إن الموكل إذا أنكر والوكيل صــادق حــق للبــائع أن يفســخ الــبيع لتعــذر وصــوله إلى الثمن، وكــذلك إذا كــان العكس بأن كان طرف الوكيل المشــتري فبــاع الوكيــل عن موكلــه

سلعة. ثم الظــاهر أن المقاصــة ال تكــون إال عنــد االضــطرار ال بمجــرد اإلنكار، ألنه تصــرف في مــال الغــير فال يجــوز إال بمجــوز، كمــا أنهــا

تحتاج إلى إذن الحاكم الشرعي على ما قرر في محله.

240

Page 241: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ومنه يعلم أن قول الجواهر ممزوجا مع الشــرائع: )بــل جــاز لــه أن يستوفيه عوض ما أداه إلى البائع عن موكلــه عن هــذه الســلعة، ويرد ما يفضل عليه ولو بالــدس في مالــه، أو يرجــع بمــا يفضــل لــه فيترقب له ماال يتمكن من المقاصــة منــه بــه بمجــرد إنكــار الوكالــة

ــالى: ــه تع ــة المقاصــة من قول ــدى عليكمإلطالق أدل ،(1)فمن اعتانتهى. غير ذلك( و(2)والحرمات قصاصقوله تعالى: و

محل نظر، وفرق بين آية من اعتــدى والحرمــات قصــاص، وبين المقاصة، إذ لما وقع االعتــداء ال حالــة منتظــرة، أمــا المقاصــة فهي حالة اضطرارية ال يصار إليها إال بعد تعذر إرجاع المنكــر عن إنكــاره باألسباب الشرعية، واالحتيــاج إلى إذن الحــاكم الشــرعي ألنــه ولي الممتنع، وال دليل على التصرف في أمــوال النــاس إال بإجــازة نفس

الناس أو أوليائهم، فإنه ال يحل مال امرئ إال بطيبة نفسه. ومن الواضــح أن الجمــع بين دليــل المقاصــة ودليــل ال يحــل أن الحلية االضطرارية ال تكون إال بإجازة الحاكم الولي للمتنع، من غير فرق بين أن يكون اإلنكار عن عمد أو نسيان وما أشــبه، وإن كــانت

المسألة بحاجة إلى التأمل.

. 194 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 194 البقرة: اآلية ( سورة?)2

241

Page 242: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــإن شــرط(:26)مسألة قال في الشرائع: )ولو وكل اثنين، ف االجتماع لم يجز ألحدهما أن ينفــرد بشــيء من التصــرف، وكــذا لــو

أطلق(. أقول: معنى )لم يجز( عدم النفوذ في مثل العقد ونحوه، وعدم

جواز التصرف فيما كان هناك تصرف خارجي في أموال الموكل. وال فرق في توكيل االثنين بين توكيلهمــا في عقــد أو تصــرف أو خصومة، فإن صرح باالجتماع وجب عليهما االجتماع، وإن أطلق بأن ينفرد كل واحد منهما عن اآلخر جاز لهما االجتماع ولكل واحد منهماــاع، وإن االنفراد، إال أن يصرح بعدم اجتماعهما فال يجوز لهما االجتم قال: بأن زيدا ال يعمل إال مع عمرو، أما عمرو فإن له الحــق في أن يعمل منفردا كان كما ذكره، وإن أطلق فالالزم مراجعة العرف في الفهم من اللفـــظ أو من القـــرائن في أن مـــراده أيـــة كيفيـــة من الكيفيات فيعمل على تلك الكيفية، وإذا لم يكن ظهــور في االنفــراد أو االجتمــاع لم يســتبعد التمســك بــاإلطالق في تصــرف كــل واحــد

منهما مجتمعا أو منفردا. ومنه علم وجه النظر في إطالق الشرائع المتقدم بقوله: )وكــذاــارة: لو أطلق( وكذا في قول الجواهر، حيث قال في شرح تلك العب )وكذا لو أطلق الوكالة لهما بأن قــال: وكلتكمــا، أو أنتمــا وكيالي، أو نحو ذلك مما هو ظاهر في إرادة وكالتهما من حيث االجتماع، بــل ال يبعد االكتفاء في ذلك بعدم ظهــور إرادة االنفــراد لوجــوب االقتصــار

انتهى. على المتيقن بعد أن لم يكن ظهور في االنفراد( إذ عدم الظهــور بــاالنفراد معــارض بعــدم الظهــور في االجتمــاع فيتســاقطان، ويكــون مقتضــى إطالق الوكالـــة أن لهمــا أن يعمال

مجتمعين أو كل واحد يعمل منفردا. وعلى ما ذكرنــاه يجب أن يقيــد روايــة الــدعائم، عن أبي جعفــر

محمد بن علي

242

Page 243: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وإن)عليهمــا الســالم( في مســألة إطالق الوكالــة، حيث قــال: ــل أمر رجلين أن يبيعا له عبدا فباعه أحدهما لم يجز بيعه إال أن يجع

.(1)البيع لكل واحد منهما على االنفراد أو لهما معا إذا اجتمعا وفي القواعد: )ولو وكل اثنين بالخصومة ففي انفراد كل منهمــا إشكال(، وفي مفتاح الكرامة: )أصحه عدم جوازه كما في اإليضــاح وجامع المقاصد وهو الحق كما في التذكرة، وبه جزم في المبسوط

انتهى. والشرائع واإلرشاد والمسالك ومجمع البرهان(، لكنك قد عرفت أنه مع اإلطالق مقتضــى القاعــدة جــواز انفــراد كل واحد منهما، إال أن يكون هنالك عرف أو قرائن توجب الصــرف، فتعليل مفتاح الكرامة للـرأي المتقـدم عن المـذكورين بقولـه: )ألن األصل عصمة مال المسلم فليس ألحدهما أن ينفرد بالتصرف حتى يوافقه اآلخر، وألن توكيــل االثــنين يـؤذن بعـدم اكتفائــه بكــل منهمــا مفردا، والتعاضد مطلوب في إظهار الحجة، وال عسر في االجتماع، كما لو وكلهما بالبيع ونحوه، أو أوصى إليهما أو وكلهما بحفــظ متــاع

انتهى. فإنهما يحفظانه معا( محل نظــر، إذ الكالم في اإلطالق، ومــا ذكــره تمســك بــالقرائن

الصارفة عن اإلطالق. كما أن من ذلك يظهر أيضــا اإلشــكال في خــيرة أبي علي حيث أجــاز خالفــا للمــذكورين، وعلــل ذلــك بأنــه يعســر اجتماعهمــا على الخصومة، ويحصل الغرض بكل منهمــا، ألن الغــرض نشــر الــدعوىــاع ــك بين االجتم ــرق في ذل ــاكم، وال ف ــد الح ــواب عن وإحضــار الج واالنفراد، بخالف البيع ونحوه مما يفتقر إلى تعاضد اآلراء، فإن مثل

هذا التعليل خارج عن مدار الدليل، إذ المناط في المقام

البيوع. كتاب من57 ص2( الدعائم: ج?)1243

Page 244: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

هو الظهور العرفي، وربما تختلف األعراف في كــل المــوارد، أو تختلف في مورد عن مورد، فالالزم هــو اتبــاع الظهــور، فــإن كــانتــر هنالك قرينة على لزوم االجتماع أو على انفراد كل واحد عن اآلخــة فــالالزم حمــل ــة أو مقالي ــة حالي ــع الظــاهر، وإن لم تكن قرين اتب

اإلطالق على ظاهره من جواز االنفراد وجواز االجتماع. ولعل المستدلين من الطرفين أرادوا بيان القرائن، وربما يكون من القرائن ما ذكره الجواهر بقوله: )نعم لو وكل أحــدهما ثم وكــل اآلخر فالظاهر استقالل كــل منهمــا، إن لم يكن وكالــة الثــاني عــزال لألول، كما أن وكالتهما ال يعتبر فيها االجتمــاع، وإن ذكــر بعض ذلــك في الوصيين على الوجه المزبور، إال أن األقوى خالفــه إال بالقرينــة(

انتهى، وهو كما ذكره. وال فرق فيما ذكرناه بين الوكالة والوصاية والقيمومة ونحوها.

ــل ثم في الزم الجمع لو مات أحدهما أو جن جنونا منقطعا ال مث الجنون الذي يرجع إلى العقــل، حيث قــد تقــدم أن الجنــون ال دليــل على أنه يبطل الوكالة، وعلى أي حال فإن كــان االرتكــاز على بقــاء اآلخر مع ضم الحــاكم مثال إليــه غــيره فيمــا لــو غــاب الموكــل غيبــةــر، منقطعة أو سجن أو ما أشبه، ضم الحاكم، وإال بطلت وكالة اآلخ ألن المركب ينتفي بانتفاء جزئه، كما أن االرتكاز إذا كــان باســتقالل الباقي بعد موت اآلخر أو جنونه لم يحتج إلى االنضمام، كمــا ذكــروا في باب الوقف من االرتكــاز على التعــدي عن الموقــوف عليــه إلى

أوفــواغــيره، ألن االرتكــاز يجعــل )عقــدكم( ونحــوه المســتفاد من من غير فرق بين أبواب المعامالت. بالعقود

ومنه يعلم وجه النظر في إطالق الشرائع ممزوجا مع الجــواهر، حيث قال: )وحينئذ فلــو مــات أحــدهما بطلت الوكالــة مــع اشــتراط

االجتماع النتفاء المركب

244

Page 245: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بانتفاء أحد جزئيه، وإال بطلت وكالة الضميمة بمـوت اآلخـر دونانتهى. العكس لما عرفت(

كمــا يظهــر وجــه النظــر في قــول مفتــاح الكرامــة، حيث قــال: )وعلى عدم جواز انفراد كل منهما فيما وكلهما لو مــات أحــدهما أو غاب لم يكن لآلخر التصــرف، وال للحــاكم إقامــة آخــر مقامــه إال أن يحتاج إلى ذلك، فإنـه أولى من عزلـه بالكليــة ونصـب غــيره، وربمـا

يقال: إن الفقهاء لم يريدوا صورة االرتكاز التي ذكرناها(. ولذا قال في الشرائع بعد ذلك ممزوجا مع الجواهر: )وعلى كل حال، فليس للحاكم أن يضم إليــه أمينــا، لعـدم واليتــه على الموكـل الذي قد انتفى موضوع وكالته بــالموت، ثم إن المســالك قــال: نبــه المصنف بذلك على الفرق بين الوصي والوكيل، حيث إن موت أحد الوصيين على االجتمــاع يجــوز للحــاكم الضــم، والفــرق أنــه ال واليــة للحاكم هنا على الموكل بخالف الوصي، ألن النظــر في حــق الميتــه، فــإذا تعــذر أحــد الوصــيين صــار اآلخــر بالنســبة إلى ــتيم إلي والي التصرف بمنزلة عــدم الوصــي، إذ لم يــرض برأيــه منفــردا فتداركــه

انتهى. الحاكم بنصب شريك( والظاهر أن المسالك أراد إبــداء القرينــة في بــاب الوصــي دون الوكيل، إذ لو ال ذلك لم يكن فرق بين المقامين، ولذا رده الجــواهر بقوله: )قلت: ما ذكره وإن كان مختــار جماعــة، لكن قــد يقــال: إن المتجـه بنـاء على مــا ذكـره انتفـاء الوصـي حينئـذ، لمـا عـرفت من قاعدة انتفاء المركب بانتفاء أحد جزئيه فينتقــل األمــر إلى الحــاكم، كما لو ماتا معا، ال أنــه يضــم مــع الموجــود شخصــا آخــر لبقــاء حــق الوصــاية لــه، واحتمــال إرادة تقييــد ذلــك بمــا إذا كــان حيــا يقتضــي استقالل الباقي بالوصاية كما عن األكثر، وال مدخليــة للحــاكم لعــدم

انتهى. الوالية له على من كان له وصي(

245

Page 246: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعلى هذا فمقتضى القاعــدة في بــاب الوصــاية أنــه قــد تبطــل وصية الثاني، وقد يضم الحاكم إليــه أمينــا آخــر، وقــد يقــوم منفــردا

بالعمل حسب ما يظهر من القرائن من ارتكاز الموصي. ثم إن الشيء الموكل فيه إن كان ال يمكن صدوره إال عن واحد فمعنى وكالتهما أن يصدر عن رأي أحدهما وعمــل اآلخــر، وإن كــان يصدر عنهما معا فمعـنى اجتماعهمـا صـدوره عنهمـا معـا، وإن كـان يمكن األمران فمعنى اجتماعهمــا أحــد األمــرين: إمــا باالجتمــاع في الفعل وإما باالجتماع في رأي أحدهما وفعل اآلخــر، بــل قــد يشــمل اجتماع رأيهما وفعل ثــالث، مثال لــو وكلهمــا في إيصــال زوجتــه إلى بيت أبيها، كان معنى ذلك أن كليهما يستصحبانها في الطريــق، ولــوــدر الطالق عن ــك أن يص ــنى ذل ــان مع ــراء طالق ك ــا في إج وكلهم أحدهما مع رأي اآلخر، ولو وكلهما في هدم داره الخربة كــان معنــاه إما أن يصدر الهدم بفعل أحدهما ورأي اآلخر أو برأيهما وفعل ثــالث أو بهدم كل واحد منهما بعض الدار، إلى غــير ذلــك ممــا يعــرف من

االرتكاز. قال في المسالك: )والمراد باجتماعهما على العقد صــدوره من وليهما وأمرهما معا، ال إيقاع كل منهما الصيغة، وإن كان ذلك جائزا أيضا، فلو وكل أحدهما في إيقاع الصيغة اآلخر أو وكال ثالثــا صــح إنــل، وال تعين عليهمــا إيقــاع الصــيغة اقتضــت وكالتهمــا جــواز التوكي مباشرة فيوقعها كل واحد مــرة، ويمكن أن يكــون هــذا من مواضــع جواز توكيل الوكيل ولو بكون أحــدهما يوكــل اآلخــر بداللــة القــرائن على أنه ال يريد مباشرة الصيغة مرتين غالبا، وهذا بخالف الوصــيين على االجتماع، فإن توكيــل أحــدهما لآلخــر وتوكيلهمــا للثــالث جــائز،

والفرق بين الوصي والوكيل

246

Page 247: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أن الوصي يتصرف بالوالية كاألب بخالف الوكيل، فإنــه يتصــرفانتهى. باإلذن فيتبع مدلوله(

ــذه ــل والوصــي من ه ــرق بين الوكي ــه، إذ ال ف ــا في وال يخفى م الجهة، فإن الالزم اتباع القرائن في كيفية إرادة الموصي والموكــل، سواء القــرائن الحاليــة أو المقاليــة، وحــتى أن مــا ذكــره من تكــرار الصــيغة إذا كــان مــراد الموكــل ال بــأس بــه، وكــذلك إذا كــان مــراد الموصي، والقول بأنه بعيد عن نطاق العرف غير ضار بعد أن يكون

قد يريدون ذلك من باب االحتياط أو ما أشبه. ومنه يعلم عدم ورود إشكال الجواهر على المسالك، حيث قـال بعد جملة من كالمه المتقدم: )وفيــه إنــه ال داعي إلى التوكيــل بعــد تفسير االجتماع بما عرفت، ضرورة صــدور التصــرف منهمــا بإيقــاع الواحــد بــاطالع اآلخــر وإذنــه في ذلــك كمــا هــو واضــح، ولــو فــرض اشــتراط االجتمــاع في نفس الصــيغة كــان المتجــه صــدور اإليجــابــا منهما دفعة أو القبول، وأما قراءة الصيغة تامة من كل واحد منهم مرة مستقلة فقد يشكل بالشـك في تنـاول األدلـة لمثـل هـذا الـبيع خصوصا بعد الفصل بينهما بمدة، بــل قــد ينافيــه ظــاهر األدلــة على نحو ما سمعته في امتناع التعليق المنــافي لظــاهر دليــل الســببية(،

إلى آخر كالمه. فإنــه ال وجــه لإلشــكال عليــه بعــد صــحة مثــل هــذه الوكالــة أو الوصاية، والعرفية حتى في التكرار على ما عرفت، وال ربط لظاهر األدلة بمــا أراده الموكــل ممــا هــو عقالئي، فقولــه: )بــل قــد ينافيــه

ظاهر األدلة( غير ظاهر الوجه أيضا. وعلى أي حال، فقد ظهر مما تقدم في تصــحيح كالم المســالك وجه النظر في إشكال مفتاح الكرامة عليه أيضــا، حيث قــال: )فيــهــه إنه ليس لنا عقد صحيح ال يترتب عليه أثر حتى يأتيه عقد آخر، وأن

شيء غريب غير معهود في الشرع كما

247

Page 248: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في مجمع البرهان، فليكن ذلك قرينــة على جــواز التوكيــل كمــا إذا وكلــه في أمــر ال يقــدر عليــه، فالظــاهر أن مــراد األصــحاب باجتماعهمــا حصــول الموكــل فيــه عن رأيهمــا معــا بعــد تشــاورهما ونظرهما في المصلحة، فإن كان عمال باشراه معا، وإن كــان عقــدا

انتهى. أوقعه أحدهما بإذن اآلخر أو وكل ثالثا فيه( ثم ال يخفى أن توكيل االثنين له صورة أخرى أيضا غير ما تقدم،ــه في وهو أن يتصرف كل واحد منهما حسب مقدوره أو حسب كون البلد أو حسب ما يرتبط به، مثال وكل اثنين على الجلوس في دكانه والبيع للمشتري، ومن المتعــارف أن يجلس هــذا مــرة ويجلس هــذا مــرة كــل قــدر ثمــان ســاعات مثال في وقت عــدم وجــود اآلخــر، أو وكلهما في أمالكه ومزارعه وأوالده وما أشبه، وشأن بعضــهم أمــور مرتبطة بالزراعة، وشأن بعضهم أمور مرتبطــة بالتجــارة ومــا أشــبه ذلــك، فــإن كــل واحــد يتصــرف حســب صــالحياته ومؤهالتــه، وذلــكــال هــذه إلطالق أدلة الوكالة المنضمة إلى االرتكاز الموجود في أمث

المقامات. ثم إنه إن عمل أحدهما في صورة ضرورة االجتماع كــان لآلخــر اإلجــازة أو الــرد، ألنــه باإلجــازة يحصــل االجتمــاع إذا كــانت الوكالــة تشمل ذلك، ولو وافق أحدهما اآلخر في عمــل ثم رجــع وأعلمــه لم يحق له العمل، وإن رجع ولم يعلمه فالظــاهر أن المعاملــة متوقفــة على إجازة الراجــع، وليس المقــام مثــل الوكالــة ببقائهــا حــتى يعلم الموكل الوكيل، ألن ذلك على خالف القاعدة خرج بمقتضى الدليل،ــوكيلين العمــل على حســب القاعــدة في أن رجــوع فــالالزم في ال أحدهما عن الموافقــة بــدون اإلعالم في جعــل عمــل الوكيــل اآلخــر

فضوليا. ثم إن القواعد قال: )ولو وكلهما في حفظ ماله حفظاه معا في

حرز لهما(.

248

Page 249: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وفي مفتــاح الكرامــة: )كمــا في التحريــر وجــامع المقاصـد، ألن المأذون فيه هو حفظهما معا فيجب اتباع اإلذن، والمراد بكونه لهما أن يكون اإلحراز فيه حقا لهما، وال يجــوز ألحــدهما االنفــراد بحفظــه

وال قسمته إن قبل القسمة(. ــاع االرتكــاز الظــاهر من القــرائن أقــول: مقتضــى القاعــدة اتب الحالية أو المقالية، فإن ذلك يشمل حفظهما معا تارة، وحفــظ كــل واحد منهما بعضه تارة أخرى، وحفــظ أحــدهما عن رأي اآلخــر تــارة ثالثة وهكذا، فما ذكروه من لزوم حفظهما معا خاص ببعض الصور. ولــو وكلهمــا ولي المقتــول في إجــراء القصــاص لم يحــق لهمــا الزيادة عن أصل القتل، فلو كان رمى القاتل رصاصة على المقتول فقتله لم يجز لهما رمي رصاصين على القاتل، للــزوم المماثلــة في

ــهاالعتداء ال أكــثر، قــال ســبحانه: ــدوا علي ــدى عليكم فاعت فمن اعت. (2)والحرمات قصاصقال تعالى: و،(1)بمثل ما اعتدى عليكم

ــق ــا، ح ــه بهم ــول برصاصــتين فقتل ــل المقت ــو رمى القات نعم ل للوكيلين أن يرمي كــل واحــد منهمــا رصاصــة، ألنــه ليس أكــثر ممــا

فعله القاتل بالمقتول. قال في الشرائع: )أما لــو شــرط االنفــراد جــاز لكــل منهمــا أن

يتصرف غير مستصحب رأي صاحبه(. وال يخفى أن شــرط االنفــراد على قســمين: شــرط االنفــراد بمعنى الرخصة، وشرط االنفراد بمعنى العزيمة، وكالم الشرائع إنما هو في األول، أما إذا كان شرط االنفــراد بمعــنى العزيمــة وجب أن يتصرف غير مستصحب رأي صاحبه، وال مشاركة معه، كما نبه على

ذلك في الجواهر.

. 194 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 194 البقرة: اآلية ( سورة?)2

249

Page 250: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وفي مفتاح الكرامة عند قول القواعد: )ولو شرط لهما االنفراد جاز لكل منهما أن يتصرف من غير مشاورة صاحبه في الجميع، أي جميع متعلقات الوكالة( قال: )وذلــك ممــا صــرح بــه في المبســوط والتـذكرة واإلرشـاد وجــامع المقاصــد والمسـالك ومجمــع البرهـان(

انتهى. ــذ ــه فــإذا شــرط االنفــراد واجتمعــا في الــرأي كــان التنفي وعلي فضــوليا ألنــه خالف الوكالــة، كمــا أنــه لــو شــرط االجتمــاع وانفــرد

أحدهما في العمل كان فضوليا. وممــا تقــدم يعلم أنــه يجب العمــل حســب الشــرط إذا شــرط االنفراد في بعض األوقات، واالجتماع في بعض أوقات أخر، وكــذلك إذا شرط االنفراد في بعض األعمــال، واالجتمــاع في بعض األعمــال األخر، وهكذا إذا وكل وكيال واحدا وشرط عليه أخذ رأي إنسان آخــرــإذا لم بدون أن يكون ذلك اإلنسان وكيال له فيما يريد من أعماله، ف

يأخذ رأيه كان فضوليا أيضا، وكذلك في العكس.

250

Page 251: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه أو عبــد(:27)مسألة ــو وكــل زوجت قــال في الشــرائع: )ولغيره، ثم طلق الزوجة وأعتق العبد، لم تبطل الوكالة(.

وفي مفتاح الكرامة عند قول القواعد بمثل الشــرائع: )كمــا في التحرير وشرح الفخر لإلرشاد وجامع المقاصد والمسالك والتــذكرة، بل ظــاهر األخــير اإلجمــاع في األخــير، حيث قــال: لم تبطــل وكالــة العبد قطعـا، كمـا أن ظـاهر المبسـوط ال خالف في األول، لكنــه لم يرجح في الثاني شيئا، وقد يظهر منه فيه الميل إلى عدم البطالن(.ــر أقول: أما الكالم في العبد فحيث ال ابتالء به في الحال الحاض

نتركه للمفصالت. وأمــا الكالم في الزوجــة فهــو كمــا ذكــروه، وذلــك لالستصــحابــه يظهــر ــة، ومن ــة في صــحة الوكال ــة للزوجي ــه ال مدخلي وظهــور أن العكس بأن وكلت الزوجة الزوج، فإن الطالق أو الفسخ من هــذا أو

هذه ال يوجب بطالن الوكالة، لعدم االرتباط بين األمرين. نعم لو كان للزوجيـة مـدخل على نحـو الشـرط أو القيـد بطلت الوكالة، مع فارق أن الشرط ال يوجب البطالن ابتداء وإنمــا إذا أخــذ بشرطه، أما القيد فيوجب البطالن، ألن المقيد عدم عند عدم قيده،

على ما حقق في كتاب البيع وغيره. وعليه فإذا بطلت الوكالة وتصرف الزوج أو الزوجة بعد البطالن

يكون من الفضولي. ومنه يعلم حــال مــا إذا وكــل األجــير المســتأجر أو بــالعكس، أو الراهن المرتهن أو بــالعكس، وكــذلك الحــال في طــرفي المزارعــة

والمساقاة والمضاربة والجعالة وغيرها. قــال في الشــرائع: )أمــا لــو أذن لعبــده في التصــرف بمالــه ثم أعتقــه بطــل اإلذن، ألنــه ليس على حــد الوكالــة، بــل هــو إذن تــابع

للملك(.

251

Page 252: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وفي الجواهر: )وكذا في الزوجة المأذونة على حسب استخدامــول اإلذن لهمــا ــرض حص ــا، نعم لــو ف ــأزواجهم فطلقه الرجــال ب المسـاوقة للوكالـة أمكن حينئــذ القـول ببقائهـا كالوكالـة مــالم تكن

انتهى. قرينة على التقييد فإنها تتبع حتى في الوكالة أيضا( ومقتضى القاعــدة عــدم الفــرق بين التوكيــل واإلذن، فــإن كانــا مقيدين زاال بالطالق، وإال لم يزوال، ومنه يظهر وجــه النظــر في مــا ذكره جامع المقاصد، حيث قال: )والذي يقتضــيه النظــر الفــرق بين التوكيل واإلذن، وكون احتمــال البقــاء وعدمــه إنمــا هــو على تقــدير

انتهى. التوكيل، وأن األصح البقاء( أما مناقشـة المسـالك لـه، بـأن اإلذن والوكالـة ال فـرق بينهمــا، حيث قال: )إن الوكالـة ال تنحصـر في لفـظ، بـل تصـح بكــل مــا دل على اإلذن في التصرف، وحينئذ فيشكل الفرق بينهما ببطالن اإلذن دونها، اللهم إال أن يستفاد ذلك من القرائن الخارجة الدالــة على أن مراده منه اإلذن مــا دام في رقــه، ومــراده في الوكالـة أنــه مــأذون مطلقا، وحينئذ فال فرق بين كون اإلذن بصــيغة الوكالــة وغيرهــا مــع احتماله، فتزول مع اإلذن المجرد ال مع التوكيــل بلفظهــا، حمال لكــل معــنى على لفظــه، ويضــعف بمــا مــر من أن الوكالــة ليســت أمــرا مغايرا لإلذن، بل تتأدى بكل مــا دل عليــه، وال فــرق بين الصــيغتين(

انتهى. فال يخفى مــا فيــه، وقــد أشــرنا ســابقا إلى الفــرق بين الوكالــة واإلذن، ولذا قال في الجــواهر في رد المســالك: )إنــه فــرق واضــح بين اإلذن والوكالة، ضرورة اعتبار إنشــاء معــنى العقديــة الــذي هــو الربط بين اإليجاب والقبــول في الثــاني دون األول، ولــذا لم تبطــل الوكالة بعد تحققها إال بالعزل ونحوه مما تقدم سابقا، باعتبار تحقق

أثر العقد المستصحب بقاؤه، بخالف اإلذن الذي يكفي في عدم

252

Page 253: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ترتب أثرها الشك في حصــولها، ولــو بســبب طــرو حــال مغــاير لحال ابتدائها، بل قد يقــال بكفايــة احتمــال تغــير الــداعي في ذلــك،

انتهى. بخالف الوكالة( فإن الوكالة عقد بين الطرفين، فإذا وكله ولم يقبــل لم يكن لــهــه ــدخل، فل ــول داره مثال فلم ي ــه في دخ ــا إذا أذن ل ــرف، أم التص

التصرف بعد ذلك، ألن اإلذن من قبيل اإليقاع بخالف الوكالة. ثم إنه ال فرق في بقاء الوكالة أو اإلذن لو وكل زوجته أو وكلت زوجها بين أن يكون الداعي لإلذن والوكالة الزوجيــة أو لم يكن، ألن تخلف الداعي غــير ضــار، فــإن العقــد ال ينصــب على الــداعي حــتى يكــون تخلــف الــداعي ســببا لعــدم كونــه )عقــودكم( المســتفاد من

أوفوا بالعقود(1). وإذا جعل الموكل عنوانا موضوعا لوكالته، كما لو قــال: زوجــتي وكيلي، أو قالت: زوجي وكيلي، فالالزم مراجعة العرف في أنه هــل

يستفاد من مثل ذلك الموضوعية أم ال. ــخ، ــالطالق والفس ــوع ب ــاب الموض ــد ذه ــرف بع ــك الع ــو ش ول فمقتضى القاعدة االستصحاب، نعم إذا تبين عــدم وجــود الموضــوع بأن لم تكن زوجة لبطالن العقد مثال لكونها أختا له من الرضــاعة أو

ما أشبه فمقتضى االستصحاب عدم تحقق الوكالة. وكذلك إذا قال: هذا العادل وكيلي، ثم فسق العادل، أو تبين أنه لم يكن عادال من األول، وقد ذكرنا في باب المشتق في األصول ما

ينفع المقام، وأنه يختلف األمر فيما كان وصفا أو إشارة. ــه ثم إن القواعد قال: )ولو أذن لعبده في عتق عبيده، أو لغريم في إبراء غرمائه أو حبسهم، أو لزوجته في طالق نســائه، فــاألقرب

دخول المأذون(, وفي مفتاح

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)1253

Page 254: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الكرامة: )ظاهر اإليضاح الدخول، ووافق في التحريــر في عتــق العبيــد وإبــراء الغرمــاء وطالق النســاء، وخــالف في حبس الغرمــاء وخصــومتهم فقــرر عــدم الــدخول، ونص في المبســوط على عــدم الدخول في إبراء الغرماء وحبسهم وطالق النســاء، وفيمــا إذا وكلــهــه في تفريق ثلثه في الفقراء والمساكين(، وفي جامع المقاصد: )إن

ال يخلو من قوة(، وال ترجيح في جامع الشرائع. أقول: مقتضى القاعدة اتباع القرائن في ذلك، فإذا وكل زوجتــه في طالق زوجاته أو غريما من غرمائه في إبراء غرمائه، فإن عرف العرف من هذا الكالم دخول الوكيــل أيضــا في الكلي دخــل، وإال لم يدخل، ولو شك في دخوله وعدم دخوله كان مقتضــى األصــل عــدم

الدخول إذا لم يكن ظهور في الدخول. وبــذلك يظهــر أن كال وجهي الــدخول مطلقــا، أو عــدم الــدخول

مطلقا، محل نظر. ومنه يظهر وجه اإلشكال في قــول مفتــاح الكرامــة، حيث وجــه القرب الذي ذكره العالمة بقوله: )إن اللفظ عام فيجب التمسك به النتفـــاء المخصـــص، بنـــاء على أن المخـــاطب يـــدخل في عمـــوم الخطاب، وال مانع إال كونه مخاطبا وهو غير صالح للمانعية، ويحتملــا، العدم بناء على عدم دخوله، فإن ذلك هو المتبادر إلى الفهم عرف فإن كون الشخص معتقا معتقا ال ينتقل الذهن إليه عند اإلطالق، وال

انتهى. (1 )يتفاهمه أهل العرف( وممــا ذكرنــاه يظهــر حــال مــا إذا قــال: أنت وكيــل في تطــبيب مرضاي، أو اشتراء الثياب أو الغذاء لعائلتي، وأنه هــل يشــمل نفس الموكل أو ال، وكذلك هل يشمل نفس الوكيل أو ال، إذا كان يعد من

عائلة وذوي الموكل. ثم إن الشرائع قال ممزوجا مع الجواهر: )وإذا وكــل إنســانا في الحكومة لم يكن ذلك منه إذنا في قبض الحق ما لم تكن ثم قرائن،

إذ قد يوكل من

.220 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1254

Page 255: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال يستأمن على المــال، فال يجــوز لــه حينئــذ ذلــك، وال يــبرؤ من عليه الحق بتسليمه، وكذا لو وكله في قبض المال فأنكر الغــريم لم يكن ذلك إذنا في محاكمته، ألنه قــد ال يرتضــي للخصــومة لقصــوره عنها، بل وإن كان أهال لها، ألنه تعد عن الموكل فيه، كما أنه لو كانــو ــا ه ــد، كم ــه تع ــه، ألن ــتيمان في األول لم يكن القبض ل أهال لالس

انتهى. واضح( والتعليل بقوله: )إذ قــد يوكــل من ال يســتأمن( لالســتيناس، وإال فالعلة الحقيقية هي أن الوكيل ال يتصرف إال بقدر الوكالة، والتوكيل في الحكومة ليس توكيال في قبض الحق، كمــا أنــه ليس تــوكيال في

إعطاء الحق أيضا إذا ثبت الحق للطرف. نعم إذا قبض الحق ولو بدون الوكالـة وسـلمه للموكـل، لم يكن للموكل على الطرف شيء، ألنه وصل إليه حقه، كمــا أنــه إذا وكلــه

في قبض المال فأنكر الغريم وحاكمه لم يكن عليه شيء.ــا ولو وكله في المحاكمة وكانت المحاكمة تحتاج إلى المال، كم في محاكم اليــوم المحتاجــة إلى رســوم المحاكمــات، فالمــال على

الموكل، ألن الوكالة في شيء وكالة في مستلزماته عرفا. نعم إذا لم يعــرف الموكــل ذلــك لم يكن للوكيــل الصــرف، فلــو

صرف خرج من كيسه ألنه لم يوكله في ذلك. ــيء أو ومما تقدم ظهر وجه قول القواعد: )ولو وكله في بيع ش طلب شــفعة أو قســمة لم يملــك تثبيتهــا، كمــا في التحريــر وجــامع المقاصد وهو قضية كالم التذكرة(، كذا في مفتاح الكرامة، وهو كما

ذكراه.قال: )وكونه طريقا إليه عند الجحود

255

Page 256: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. ال يستلزم تعليق التوكيل به( ومنه يعلم حــال التوكيــل في المضــاربة والمزارعــة والمســاقاة والرهن واإلجارة والجعالة وغيرها، نعم إذا كان اللفظ ظــاهرا عرفــا في التثــبيت، أو كــان التثــبيت أيضــا مســتفادا من قــرائن الحــال أو

المقال ملك التثبيت.

256

Page 257: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )لــو قــال: وكلتــك في قبض(:28)مسألة حقي من فالن، فمات لم يكن له مطالبة الورثة، أما لو قال: وكلتك

في قبض حقي الذي على فالن، كان له ذلك(. أقول: الفرق أن في األول قــال: من فالن، فلمــا مــات فالن لم تكن الوكالة شاملة للورثة، ألن الورثة ليسوا فالنــا، أمــا في العبــارة الثانية فقد قال: قبض حقي الذي على فالن، وعلى فالن شامل ألن يقبض منــه أو من ورثتــه، بــل يشــمل مثــل ذلــك مــا إذا قبضــه من

الحاكم أو من المتبرع أو ما أشبه.ــاح ــه مفت ــارة الشــرائع، ونقل ــل عب ــال في القواعــد بمث ــد ق وق الكرامة عن المبسوط والتذكرة والتحرير واإلرشاد وجامع المقاصــد

والمسالك ومجمع البرهان. لكن ال يخفى أن ما ذكروه من الفرق إنما هو مع عناية الموكل، ال ما إذا أطلق عبــارة عرفيــة، وأراد في كليهمــا أخــذ دينــه أو حقــه،

فإنه ال فرق بينهما كما هو ظاهر. وعلى التقييــد فلــو قــال: اقبض حقي من فالن، ال يشــمل حــتىــاح ــال في مفت وكيله، فال وكالة له في أخذ الحق من الوكيل، وإن قــائب الكرامة بالفرق بينهما بأن الوارث ليس كالوكيل، فإن الوكيل ن والوارث مالك، قال: )واستوضح ذلك فيما لو حلف على فعل شيء

انتهى. فإنه يحنث بفعل وكيله ال بفعل وارثه( وال يخفى ما فيه، إذ ربما يحنث بفعل الوكيل إن كان النذر أعم، وربما ال يحنث إذا كــان النــذر خاصــا بنفســه، فالمعيــار في كــل من الوارث والوكيل ونفسه على قدر الوكالة وعلى قــدر النــذر ونحــوه، نعم ال يتحقق الحنث بسبب الوارث ألن اإلنسان إنما ينذر في ملك، وفعل الوارث ليس فعال للمورث، ولذا قــال في الجــواهر: )بــل قــد يشــك في وكيلــه، فإنــه وإن كــان يــده يــده شــرعا، وجــزم بــه في

المسالك

257

Page 258: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وغيرها إال أن ذلك ال يقتضي دخوله في عبارة الموكل، وحملهــا على إرادة مــا هــو األعم منهمــا ليس بــأولى من حملهــا على إرادة األعم من ذلك ومن المتبرع والوارث، وخصوصا إذا كان هو الوصــي على وفاء الدين، فإن قبض منه شرعا حينئذ باعتبار قيــامهم مقامــه

انتهى. في ذلك، ولكن ال يخفى عليك أن المدار الفهم العرفي( ومنه يعلم الحال فيما إذا قال: وكلتك في إعطــاء حــق فالن، أو

قال: في إعطاء الحق بيد فالن، إلى غير ذلك من األمثلة. كما يعلم الحال فيمــا إذا قــال: وكلتــك في تحصــيل مــا اغتصــبهــك في ــال: وكلت ــا إذا ق ــة، بخالف م ــمل المقاص ــه ال يش فالن، فإنــا إذا لم يكن ــة، فيم ــمل المقاص ــيل حقي من فالن، حيث يش تحص اللفظ في المتفاهم العرفي في األول شامال للمقاصــة أيضــا، وكــذا

عكسه في الثاني، إلى غير ذلك من األمثلة. وهكذا الحال فيما إذا قال له: وكلتــك أن تحج حجي، وهــو يريــد

أن يحج مباشرة أو بالتسبيب أو األعم. ثم إن الشــرائع قــال: )ولــو وكلــه في بيــع فاســد لم يملــك الصحيح(، يعني أنه لو وكله في إجراء بيع فاســد لجهالــة أو التأجيــل بأجل غيرمعلوم أو التأجيل فيما ال يصح فيــه األجــل أو مــا أشــبه لم يملك الوكيل الوكالــة في إجــراء الــبيع الصــحيح، من غــير فــرق بين كونهما عالمين أو جــاهلين أو متفــرقين، ألن الــبيع الصــحيح لم يكن مندرجا في الوكالة، إال إذا كــان خصوصــية الــبيع الفاســد المــذكورة في الوكالة غير معينة، وإنما من بـاب اإلشــارة ونحوهــا، مثــل سـلم على هذا القاعد حيث ال يريد السالم حال قعوده، كقوله )صلى الله

، فحينئذ تكون الوكالة (1)خليفتي خاصف النعلعليه وآله(:

. 2ح العدو جهاد أبواب من5 الباب18 ص11( الوسائل: ج?)1258

Page 259: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة ــل إجــراء المعامل ــع الصــحيح والفاســد، ويصــح للوكي على بيالصحيحة.

ــه: اشــتر لي، فــإن قصــد خصوصــية ــو قــال ل وكــذلك الحــال ل االشتراء لم يصح له أن يجري الصلح أو الهبة المعوضة أو ما أشــبه، أما إذا قصد التملك بأية كيفية كانت، وإنمــا ذكــر االشــتراء من بــاب أنه الفــرد الغــالب، صــح للوكيــل تحصــيل ذلــك الشــيء بــأي كيفيــة

صحيحة ولم يكن فضوليا. قــال في الجــواهر: )وعلى كــل حــال، فهــو غــير وكيــل ال على الفاسد الممنوع شرعا، وال على الصــحيح المفــروض عــدم اندراجــهــو في عبارة الموكل، فلو باع بها أو اشترى ودفع المبيع أو الثمن فه

مــا ال يضــمنفضولي، ويضمن ما دفعه مع عدم اإلجازة، وقاعــدة قد عرفت عدم الدليل عليها بحيث يشمل المقام ونحوه من الوكالة على مغصوب وشبهه، أو أن ما نحن فيه ليس من مقتضاها ضرورة استناد الضمان فيها إلى دفعه الذي هو بال إذن، والمسلم منها عــدمــده ال ضمان نفس العين إذا كانت بفساد الوكالة أمانة شرعية في ي مطلقا، بناء على عدم الضمان فيها إذا كانت أمانة من المالك بــإذن خارجة عن إذن العقد المقتضي لكونها أمانة أو غــير ذلــك، ال لكونــه

انتهى. مضمونة منه( وهــو كمــا ذكــره، وحيث ذكــر تفصــيل هــذه القاعــدة في كتــاب المكاسب للشيخ المرتضى )رحمه الله( وغيره، وقد ألمعنا إليها في

بعض مباحث )الفقه( ال داعي إلى تفصيلها هنا. ــو ــال: )ول ثم ال يخفى أن مما يرتبط بالمقام ما ذكره القواعد ق وكله على الصلح عن الدم على خمــر ففعــل حصــل العفــو كمــا لــو

ــذكرة واإلرشــاد،(1)فعله الموكل( ، وحكاه في مفتاح الكرامة عن الت وكأنه يظهر من اإليضاح في المقام، وقد جــزم بــه في بــاب الصــلح

وادعى عليه اإلجماع، وقد وجهه في التذكرة بأن الصلح

.359 ص2األحكام: ج ( قواعد?)1259

Page 260: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

على الخمر وإن كان فاسدا فيما يتعلــق بــالعوض، لكنــه صــحيح فيما يتعلق بالقصاص، فيصح التوكيل فيما لو فعلــه الموكــل بنفســه

لصح، ألنا نصحح التوكيل في العقد الفاسد. وحاصل االستدالل أنه لو قال: صالحت عن الدم الــذي اسـتحقه مثال بكذا رطل من الخمر، كان كأنه قــال: عفــوت على مائــة رطــل

من خمر، ولما لم يجز له أخذ الخمر عوضا كان كالمتبرع بالعفو. لكن فيه ما ال يخفى، إذ العفو لم يقــع تبرعــا بــل إنمــا وقــع في مقابل شيء، ولما كان ذلك الشيء باطال كــان العفــو غــير متحقــق فليس كالمتبرع بالعفو، فهو مثل ما إذا قــال لــه: بعتــك الـدار بــألف رطل من خمر، فإن الدار ال تصبح ملكا لذلك الجانب ألنه معاوضــة،

والمعاوضة لم تتحقق، فكل شيء يبقى في مكانه. ومنه يعرف عدم الفرق بين أن يقول: وكلتك بالصــلح عن الــدمعلى خمر، أو قال بنفسه للقاتل: صالحتك عن الدم بكذا من خمر. ومنه يظهر وجه النظر في تفصيل مفتاح الكرامة في المســألة، حيث قال: )إنه قد سبق له في كتبه الثالثة أنه ال يصــح التوكيــل في العقد الفاسد كما مــر بيانــه، وأن التوكيــل غــير مشــروع فال يــترتب عليه أثره، وكونه بحيث لــو فعلــه الموكــل لحصــل العفــو ال يقتضــي حصــوله بفعلـه من ليس بوكيــل شـرعا، ولهـذا لـو وكلـه في شــراءــده، فاسد وقبض المبيع ال يتعلق الضمان بالموكل ألن يده ليســت ي

انتهى. وإن كان لو فعله الموكل بنفسه تعلق به الضمان( إذ قد عرفت عدم الفرق بين الصلح بنفسه والتوكيل في الصلحــاب الصــلح على المحرم، ولذا كان المحكي عنه أنه استشكل في ب في حصــول العفــو لــو صــالحه عن القصــاص بحــر، وعن جــامع

المقاصد: إن األصح بقاء القصاص، وعن

260

Page 261: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــول المقدس األردبيلي الميل إليه أو القول به، ومنه يظهر أن ق اإليضاح في صلحه أنــه وقــع االتفــاق على أنــه لــو وكــل في الصــلح

بخمر فصالح الوكيل سقط القصاص مجانا، غير ظاهر الوجه. ثم قال القواعد: )ولو صالح على خنزير أو أبرأ فإشكال(.

وفي مفتاح الكرامة: )يريد أنه إذا وكله في الصلح عن القصاص على خمر مخالف، وصالح على خنزير، ففي التذكرة أنه لغــو ويبقى القصاص مستحقا كما كان، وبه جزم في اإلرشاد ومجمــع البرهــان، وفي اإليضاح وجامع المقاصد أنه األقوى لمكــان المخالفــة، ألنــه لم يفعل ما أمره به، وهو أظهــر وجهي الشــافعية، والوجــه الثــاني لهم حصول العفو، وأنه قد رضي بإسقاطه من دون عوض ألنه ال يملــك الخمر، فهو بمنزلة التوكيل في اإلسقاط واإلبراء بــأي طريــق كــان(

انتهى. وحيث قد عرفت أصل البطالن فال يبقى مجال لهذا الفرع وهذا

االختالف فيه. ومنه يعلم وجه النظر في قول مفتــاح الكرامــة فيمــا لــو صــالح بخنزير أو أبرأ، قال: )لو صالح على ما يصـح عوضـا كالعبـد والثـوبــذلك إذا صح، وقد يقال: إنه إذا خالف وصالح على خنزير صح، وال ك أبــرأ أو صــالح على مــا يصــح عوضــا لظهــور إرادة االســتخفاف، إذ

انتهى. المفروض العلم بعدم الصحة( إذ ال وجـه بصـحة الصـلح على العبـد والثـوب ألنــه لم يكن وكيال فهو من الفضولي، كما أنك قد عرفت أنــه ال فــرق بين الصــلح علىــا الخنزير أو اإلبراء، فإنه لم يكن وكيال في أيهما فلما ذا الصــحة، أم الذي كان وكيال فيه فقد كانت الوكالة باطلـة بالنسـبة إليــه، كمـا إذا وكله في قبض مائة رطل من الخمر منه بعنــوان الــدين أو إعطائــه

إياها بعنوان القرض، إلى غيرذلك من األمثلة. وعلى أي حال، ففى الشرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وكــذا لــو

وكله في

261

Page 262: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ابتياع معيب ال يجــوز لــه التخطي إلى شــراء الصــحيح، لتفــاوتانتهى. األغراض، إال مع قرينة حال أو مقال تقتضي التعدي(

ومنه يظهر العكس بأن وكله في ابتياع الصحيح، وكــان الغــرضــمول ــه مشـ ــترى المعيب، فإنـ ــحيح والمعيب، فاشـ األعم من الصـ

للوكالة. وقوله: )ال يجوز لــه التخطي( أراد الجــواز الوضــعي، أمــا إذا لم يسلم المال فالجواز التكليفي موجود، وإنما تكون المعاملة فضولية

تحتاج إلى اإلجازة.

262

Page 263: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )وكذا لو(:29)مسألة كان إلنسان على غــيره دين فوكلــه أن يبتــاع لــه بــه متاعــا، جــاز بال خالف وال إشكال، ولكن ال يبرؤ إال بالتسليم إلى البائع، ضرورة عدم تشخص الدين إال بقبض من هو لــه، أو من يقــوم مقامــه، والفــرض عــدم وكالــة من عليــه في تشخيصــه، إذ لم يــأمره إال بالشــراء بــه

المقتضي للتسليم إلى البائع(. أقــول: الظــاهر أنــه ال فــرق بين أن يشــتري الوكيــل في الذمــة للموكل ثم يســلم الــدين إلى البــائع، أو أن يعين مقــدارا من المــال ألجل الموكــل ثم يشــتري بــه ألجلــه، ألن التوكيــل في االشــتراء لــه يشــمل كال القســمين، وال بيــع مــتزلزل في أي المقــامين حــتى في

الثاني، ألن العقود تتبع القصود، والوكالة شاملة لكلتا الصورتين. ومنه يظهــر وجــه النظــر في الفــرق الــذي ذكــره الجــواهر تبعــا لجامع المقاصد والمسالك، بين تعيين الوكيل للدين في شيء معين وإيقاع البيع عليه، وبين عدم التعــيين، قــال في الجــواهر: )وأمــا لــو عين مقداره وأوقع الشراء به، فمقتضى الضوابط الشــرعية انتقــال المبيع إلى من عليه الدين، ضرورة كون ما عينــه باقيــا على ملكــه، فينبغي أن يكون المبيع له ال لمن له الدين إال أنه احتمــل في جــامع المقاصد كما تقدم سابقا، وتبعه في المسالك هنا االكتفاء بمثل هذا اإلفراز في صحة البيع لمن له الدين، وإن لم يحصل تمام الوفــاء إال بتسليم البــائع، لالكتفــاء في األول بنحــو هــذا المقــدار من الملكيــة، بخالف الثاني. وحاصله: إنه بــاإلفراز المزبــور يملكــه من لــه الــدينــائع ملكا متزلزال، ويتبعه التزلزل في براءة الذمة إلى أن يتســلم الب ذلك منه فتستقر البراءة حينئــذ من هــذه الجهــة، ودعــوى اســتفادة ذلك من عبارة الوكالة المزبورة ممنوعة، ولو سلم فالمتجه حصول تمام البراءة بــإفرازه وتشخيصــه، ألن الفــرض كونــه وكيال في ذلــك

والتسليم

263

Page 264: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إلى البائع أمر آخر قد وكل فيه أيضا، فال يقتضــي عــدم حصــولانتهى. الوفاء تماما إال بالتسليم(

إذ أوال: ال وجه للتزلزل. وثانيا: إن مقتضى القاعدة هو تملك الموكل ال الوكيل.

والمنع عن استفادة ذلك من عبارة الوكالة غير ظاهر بعد رؤيــة العرف األمر كذلك، ولــذا تــرى أنهم ال يفرقــون بين التعــيين وإيقــاع الشراء به، وبين عدم التعيين واالشتراء في الذمــة ثم التســليم إلىــان البائع، بل لو قيل بأن الشيء ينتقل إلى الوكيل ال إلى الموكل ك

ذلك خالف كون العقود تتبع القصود. ــال إلى ــل أو االنتقـ ــال إلى الوكيـ ــل: إن كال من االنتقـ والحاصـ

الموكل ملكا متزلزال غير ظاهر الوجه. ومن الكالم في البيع يظهر الكالم في اإلجــارة وغيرهــا، لوحــدة المالك في الجميع، كما أن فرض الجواهر المسألة بقولــه: )فحينئــذ إذا فرض وقوع الشراء بمثــل مــا في ذمتــه قــدرا وجنســا مثال وأراد دفع ذلك إلى البائع وفاء عما في ذمته لم يبرأ من مــال المالــك في

ذمته إال بتسليم البائع( محل نظر: أوال: ألنه ال خصوصية للتسليم إلى البائع.

وثانيا: إنه ال يلزم أن يكون ما في ذمته مساويا بما يشتري قدرا وجنســا، فمن الممكن أن يطلب الموكــل منــه ملحــا مثال، ويشــتري المتــاع للموكــل بالــدراهم، فــإن الوكالــة كمــا عــرفت شــاملة لهــذا التبديل أيضا، كما أنه ال يلزم مساواة المقدار بين الدين واالشــتراء، بل الوكالة تشــمل األقــل واألكــثر، وإن كــان فيمــا كــان الــدين أقــلــاوت من ووكله الموكل في االشتراء باألكثر يكون الوكيل طالبا التف الموكل إذا اشترى باألكثر، كما أنه في صورة العكس يبقى التفاوت

في ذمة الوكيل للموكل.

264

Page 265: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )ال(:30)مســألة ق خالف كما ال إشكال في أنه ال يحكم بثبوت الوكالة بدعوى الوكيــل،

وإن جاز األخذ مما في يده مع عدم المعارض(. أقــول: أمــا عــدم الحكم بالوكالــة فألنــه مقتضــى القاعــدة، ألن االدعاء على الغير ال يثبت شــيئا على الغــير إال بــالموازين الشــرعية المعروفة، وأما أنه يجــوز األخــذ ممــا في يــده ألنــه مقتضــى أصــالة

الصحة والسيرة وغيرهما. ولــذا قــال في مفتــاح الكرامــة في عــرض بعض كالمــه: إن من ادعى وال منازع لــه فإنــه يســمع قولــه، ألنــه كــان األصــل في فعــل المسلم وقوله الصحة، ولــذلك قبلـوا قــول المــرأة في الخــروج من العدة ما لم يعلم كذبها، وموت الــزوج، وأنهــا حللت نفســها بــتزويج محلل وطالقــه لهــا، وقـول آخــذ الكيس القائــل إنــه لي، بـل دعــوى الفقير الفقر، بل أطبــق النــاس على إرســال الــوكالء بــاألموال إلى البلدان البعيدة التي يتعذر فيها إقامة البينة على الوكالــة، بــل قــال: إنه لم ينقــل عن أحــد من آل اللـه ســبحانه وتعــالى وال عن العلمــاء التوقــف في ذلــك، وكــانوا يشــترون من الــوكالء ويقبضــون الهــدايا منهم، وأن كل أحد يعلم أن الغنم مثال ليســت ملكــا للقصــاب وكــذا سائر أمتعة البزاز وفواكه البقال، بل قالوا يجــوز األخــذ من الصــبي

والعبد. وعليــه مــرادهم من عــدم ثبــوت الوكالــة أنــه ليس كالشــاهدين يقاوم كالم الموكل إنه لم يوكله مثال في صــورة المنازعــة، ال أنــه ال يثبت بـترتيب آثــار الوكالـة، وإال فقــول ذي اليــد حجـة مطلقـا مـالم

يظهر خالفه، سواء في الوكالة أو الوالية أو الوصاية أو غيرها. ولو قيل بأنه ليس بحجة من هذا الحيث يقال: إذا استند الوكيــل إلى الوكالة ولم يكن قوله حجة في الوكالة كيــف يتصــرف الطــرف

في مال الناس بعد سقوط مستند تصرف

265

Page 266: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الوكيل أي كونه وكيال لفرض أن وكالتــه غــير ثابتــة، بــل ورد فيــده، الرواية إمكان الشهادة على أن المال لذي اليد بمجرد أنه في ي

ويؤيد ذلك جملة من الروايات األخر. ــالم(: إن مثل ما رواه معاوية بن وهب، قال: قلت له )عليه الس ابن أبي ليلى يسألني الشــهادة على هــذه الــدار مــات فالن وتركهــا

اشهد بما هوميراثا، وأنه ليس له وارث غير الذي شهدنا له، فقال: ــا، قلت: إن ابن أبي ليلى يحلفنا الغموس، فقال: علمك احلف إنم

.(1)هو على علمك أقول: الغموس الحلــف الشــديد، ومن الواضــح أنــه إنمــا يشــهد

ويحلف على حسب اليد. وفي رواية أخرى لمعاويــة بن وهب، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه

الرجــل يكــون في داره ثم يغيب عنهــا ثالثين ســنة)عليه الســالم(: ويدع فيها عياله ثم يأتينا هالكــه ونحن ال نــدري مــا أحــدث في داره، وال ندري ما أحدث له من الولد، إال أنــا ال نعلم أنــه أحــدث في داره شيئا، وال حدث له ولد وال تقسم هذه الدار على ورثتــه الــذين تــرك في الدار حتى يشــهد شــاهد عــدل أن هــذه الــدار دار فالن بن فالن

ــذا ــهد على ه ــا بين فالن وفالن، أو نش ــا ميراث ــات وتركه ــال:م قنعم(2).

وفي رواية أخرى عنه، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: الرجل يكون له العبد واألمة قد عرف ذلــك، فيقــول: أبــق غالمي أو أمتي، فيكلفونه القضاة شاهدين بأن هذا غالمه أو أمتــه لم يبــع ولم

.(3)نعميهب، أنشهد على هذا إذا كلفنا، قال:

. 1ح الشهادات أبواب من17 الباب246 ص18( الوسائل: ج?)1. 2ح الشهادات أبواب من17 الباب246 ص18( الوسائل: ج?)2. 3ح الشهادات أبواب من17 الباب246 ص18( الوسائل: ج?)3

266

Page 267: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــريم(، ــة الغ ــة بموافق ــرائع: )وال يحكم بالوكال ــال في الش ثم ق ومعناه ما ذكرناه، ولذا قال في الجواهر: )وإن ألزم بإقراره إال أنــهــراه، إذ ليس إثباتا شرعيا يمضي على الموكل لو أنكر(، وهو كما ذك ال دليل على اإلثبات بموافقة الغريم إال بالنسبة إلى إقــرار اإلنســان

.(1)إقرار العقالء على أنفسهم جائزعلى نفسه بمقتضى ــره إلطالق ثم قال الشرائع: )ما لم يقم بذلك بينة(، وهو كما ذك

أدلة حجية الشاهدين الجامعين للشرائط. قال في القواعد: )فيما تثبت بــه الوكالــة وهــو شــيئان، تصــديق الموكل وشهادة عدلين ذكـرين(، وفي مفتــاح الكرامــة: )أمــا األول: فال ريب فيــه وال خالف، ولــذلك تركــه األكــثر، وظــاهر التــذكرة بــلــه صــرح في ــه، وب ــان اإلجمــاع علي ــع البره صــريحها وصــريح مجم الوســـيلة وبعض من تـــأخر، وربمـــا عـــبروا عنـــه بـــإقرار الموكـــل

واعترافه(. إقــرار العقالء علىأقول: وذلك هو مقتضى القاعــدة لمقتضــى

، وإن أنكــر بعــد اإلقــرار وأبــدى محــذورا إلقــراره لمأنفسهم جــائز يثبت إنكاره، ألن اإلنكار بعد اإلقــرار غــير حجــة، إال أن يقيم الــدليل

على ذلك، وقد ذكرنا تفصيله في كتابي الشهادات واإلقرار. ثم قال مفتاح الكرامة: وأما الثاني أي شهادة العــدلين فكــذلك، وظاهر التذكرة أو صريحها وصــريح مجمــع البرهــان اإلجمــاع عليــه، وفي المفاتيح نفى الخالف فيه، بل هو ضروري قــد أرســى الشــارع

قواعد شرعه عليه تعبدا محضا

. 2ح اإلقرار كتاب من3 الباب568 ص16( الوسائل: ج?)1267

Page 268: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولهذا قيل إنهما من قبيل األسباب الموجبة للحكم على الحاكم،ال من حيث إفادة الظن.

أقول: لعل قوله: )تعبــدا محضــا( محــل نظــر، ألن العقالء أيضــا يعتمدون على الشاهدين فليس تعبدا محضا، إال أن يريد أنه وإن لم يفد العلم، فالشارع حكم بذلك، كما أن العقالء يحكمــون بــذلك وإن

كان الظن على خالف قول الشاهدين أو ما أشبه. ــه من ــوت، ألن ثم الظــاهر أن االستفاضــة أيضــا من طــرق الثبــاحث االستبانة عرفا، وإن لم تفد العلم، كما ذكرنا ذلك في بعض مب

)الفقه(. ومنـــه يعلم وجـــه اإلشـــكال في قـــول من لم يثبت الوكالـــة باالستفاضة وإن أفاد العلم، وقول من يثبته بها بشرط إفادته العلم. قال في الجواهر: )وكذا تثبت الوكالة باالستفاضــة الــتي ال تفيــد العلم، بل في الكفاية اإلشكال فيها معــه، وإن كــان في غــير محلــه ضرورة أنــه مــا وراء العلم من شــيء، ومــا أبعــد مــا بين ذلــك وبين احتمال الثبوت بها وإن لم تفد العلم، لدعوى عدم الفرق بينها وبين ما صرحوا بثبوته بها كالهالل ونحوه، وإن كان هو أيضا كما ترى بعــد حرمة القيــاس وبعــد فــرض ثبــوت المقيس عليــه بهــا، وإن لم تفــد

العلم(. أقول: قول الجواهر: )وكذا باالستفاضــة( عطــف على )بــدعوىــوت ــا على الثب ــان عطف ــإن ك ــريم( وإال ف ــة الغ ــل وال بموافق الوكي بالشاهدين وقع التدافع بين أول كالمه وآخر كالمه، باإلضافة إلى أن سياق الكالم بقوله: )وكذا باالستفاضـة( ال يعطـف على مثــل مــا لم يقم بذلك بينة في اللفظ إال بتأويل، وذلك ما ال يحتاج إليه، اللهم إال

أن يقال: إن لفظة )ال( في قوله )وكذا باالستفاضة التي ال تفيد

268

Page 269: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

العلم( غلــط فيصــح عطفــه على الشــاهدين على رأي الجــواهر حيث تثبت باالستفاضة المفيدة للعلم، هذا ولكن يمكن أن يقال: إن إشكال الكفاية في االستفاضة مع العلم إنما أراد بـه أن االستفاضـة

مقدمة، وإنما المثبت العلم. ــع ــا في مجم ــاهر كالمهم كم ــال: وظ ــة ق ــاح الكرام ثم إن مفت البرهان أنه ال بد في اإلثبات بالشاهدين من ضم حكم الحاكم إال مــا استثني، وما استظهره من كالمهم أنه ال بد من حكم الحــاكم صــرح به في التذكرة أيضا، بل قد يلوح منها حيث لم ينقل فيــه خالفــا عن أحد أنه ال خالف فيه كما هو كذلك، وال ريب في أنــه مخصــوص بمــا إذا كان هناك منازع كــأن ينكــره الموكــل، وإال فلــو ادعاهــا من دون منازع فال حاجة إلى حكم الحاكم كما هو قضية القاعــدة الكليــة من أن من ادعى وال منازع له فإنه يسمع قوله، ومقتضــى القاعــدة هــو ما ذكره من عدم االحتياج إلى حكم الحــاكم، ولهــذا جــرت الســيرة على ســماع الشــاهدين في كــل األمــور إال مــا اســتثني من قضــايا

واألشــياء كلهــا علىالمنازعات، وقد قال )عليه الصــالة والســالم(: . ذلك حتى تستبين أو تقوم به البينة

ثم قال في الشرائع: )وال تثبت بشهادة النساء وال بشاهد واحــدوامرأتين وال بشاهد ويمين على قول مشهور(.

قال في مفتاح الكرامة عند قول العالمــة بمثــل قــول الشــرائع:ــاتيح، )إجماعا في الثالثة، كما في التذكرة، وبال خالف كمــا في المف وال نعلم فيه مخالفــا كمــا في المســالك، وال خالف عنــدنا في عــدم ثبوت الوكالة بما يثبت به المال كما في جامع المقاصد. وفي مجمع البرهان: إن الدليل على عدم ثبوتها بالشــاهد واالمــرأتين، والشــاهد واليمين اإلجماع واألصــل مــع عــدم الــدليل، إذ الــدليل على الثبــوت

بهما إنما هو

269

Page 270: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في المال والوكالة والية، وإن كانت مشتملة على المــال أيضــا، إذ ليس هو المقصــود األصـلي بخالف الوصــية بالمـال، وقضــية نفيــيخ في ــ ــول الش ــ ــروا بق ــ ــة أنهم لم يظف ــ الخالف في الكتب الثالثــه ــام أن المبسوط في باب الشهادات، فإنه قد حكى عنه كاشف اللث قوى قبول الشاهد وامرأتين في الطالق والخلــع والوكالــة والوصــية والنســب ورؤيــة األهلــة. وحكي عن الصــدوق والمفيــد والشــيخ فيــول ــو ظــاهر في قب ــا ه ــرة وابن حمــزة م ــة وســالر وابن زه النهاي شهادات النساء في الوكالة، وقال في الوسيلة في الباب إنما تثبت

انتهى. (1 )بالبينة وهي تشمل الشاهد الواحد واالمرأتين(ــات لكن مقتضى القاعدة عدم الثبوت، كما هو المشــهور للرواي الحاصرة لشهادة النساء بما ال تشمل مثــل ذلــك، والشــاهد الواحــدوالمرأتين والشاهد واليمين أيضا محصورة في أمور خاصة، أمثال:

رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:أجيز شهادة النساء في الغالم صاح أو لم يصح، وفي كــل شــيء ال

.(2)ينظر إليه الرجال تجوز شهادة النساء فيهــال: ــالم(، ق ــا الس ــدهما )عليهم ــة العال، عن أح ــوزورواي ال تج

، وســألته هــل تجــوز شــهادتهن وحــدهن،شهادة النســاء في الهالل.(3)نعم في العذرة والنفساءقال:

ــولوعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: إن رس الله )صلى الله عليــه وآلــه( أجــاز شــهادة النســاء في الــدين وليس

.(4)معهن رجل وعن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي )عليهم الســالم(،

شهادة أنه كان يقول:

.329 ـ328 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1. 12ح الشهادات أبواب من24 الباب261 ص18( الوسائل: ج?)2. 18ح الشهادات أبواب من24 الباب261 ص18( الوسائل: ج?)3. 20ح الشهادات أبواب من24 الباب262 ص18( الوسائل: ج?)4

270

Page 271: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــديون النساء ال تجوز في طالق وال نكاح وال في حــدود إال في ال. (1)وما ال يستطيع الرجال النظر إليه

إلى غير ذلك.كان القائلون بالجواز استدلوا بجملة من الروايات، أمثال:وإن

لو كان األمر إلينا ألجزنا شهادة الرجلصحيح محمدبن مسلم: بضـميمة أن ،(2)إذا علم منه خير مع يمين الخصم في حقوق الناس

الحقوق جمع مضاف يفيد العموم والوكالة حق. يجــوزوصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

.(3)شهادة الرجل المرأته، والمرأة لزوجها إذا كان معها غيرها وعن ســماعة في حــديث، قــال: ســألته عن شــهادة الرجــل

ال، إال أن يكــون معهــا، والمرأة لزوجهــا، قــال: نعمالمرأته، قال: ــا أو(4)غيرها ، بضميمة عدم الفرق بين أن تكون شهادة منها لزوجه

لغير زوجها، في الوكالة أو غيرها. لكن أمثال هذه الروايات التي ليست بصدد ما نحن فيه ال يمكن التمسك بإطالقها، ولذا قال في الجـواهر في رد االسـتدالل بصـحيح ابن مســلم: )إن الظــاهر إرادة مــا ال يشــمل ذلــك منــه في مقابلــة العامة المنكرين حجية ذلك بالمرة(، وحيث إنا ذكرنا تفصــيل الكالم

في ذلك في كتاب الشهادات فال وجه لتكراره. نعم يمكن أن يقال: إن مقتضى القاعــدة أنــه إذا كــانت الوكالــة على جعل أو أجرة أو ما أشبه ثبتت شهادة المرأة، وكــذلك الشــاهدــة، وتبعض ــة دون الوكال ــال، إلطالق األدل ــبة إلى الم واليمين بالنس

مقتضى الشهادة غير عزيز في الشرع، ولذا

. 1843 ح514 ص2( الدعائم: ج?)1. 8ح الشهادات أبواب من41 الباب291 ص18( الوسائل: ج?)2. 1ح الشهادات أبواب من25 الباب296 ص18( الوسائل: ج?)3. 3ح الشهادات أبواب من25 الباب270 ص18( الوسائل: ج?)4

271

Page 272: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل ــد فع ــة ق ــو ادعى جعال على وكال ــواهر: )نعم ل ــال في الج ق مقتضاها أمكن ثبوت الجعل نفسه بها، ألنه مال دونهــا، وال يســتلزم ذلك تبعض مقتضى الشهادة، بل هو بمنزلــة دعــويين ثبتت إحــداهما دون األخــرى، نحــو مــا ذكــروه في السـرقة من إثبـات نفس المـال بذلك دون القطع، وإن تأمل فيه في مجمع البرهــان على مــا قيــل،ــال دون ــل والم ــوت الجع ــأخرين إن ثب ــأخري المت ــل عن بعض مت ب الوكالة والسرقة ال ينطبق على القواعد واألصول، بل هو مما تنكره بديهة العقول، إال أنه كما ترى، ضرورة اشتمال الفرض على المال، فيشمله ما دل على حجية ذلك فيه، وغيره ممــا اعتــبر الشــارع في

.(1 )إثباته شيئا مخصوصا(ــأن التفكيــك خالف القواعــد واألصــول تنكــره بديهــة والقــول ب العقول غير ظاهر، فإن في الشرع في كثــير من المــوارد التفكيــك، كما لو شهدت امرأة واحدة بالوصــية أو امرأتــان أو ثالثــة بهــا، حيث تثبت بعض الوصية كالربع والنصـف والثالثـة أربـاع دون الجميــع مــعكون الواقع واحدا إما ثابت وإما غير ثابت، وكذلك في موارد أخر.

ــاح ــا في مفت وقــد أشــار الجــواهر بمــا ذكــره من الكالم إلى م الكرامة مما نقله عن مجمع البرهان وصــاحب الحــدائق حيث قــال: )وقد تأمل في مجمع البرهان في األصل والنظير، وقال: إن المــالــذا الكالم ما يثبت إال بثبوت السرقة وكيف ال يلزم القطع، وقال: وكــتخرجاته هنا، وقد تبعه على ذلك صاحب الحدائق مدعيا إنه من مس قائال: إن ثبوت الجعل والمال دون الوكالة والســرقة ال ينطبــق على

انتهى. القواعد واألصول بل هو مما تنكره بديهة العقول(ــه طعن في علمــاء آل محمــد ــه: )وأنت تعلم أن ــا بقول ثم ردهم

)صلى الله عليه وآله( قاطبة، إذ

.414 ـ413 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1272

Page 273: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الكل مطبقون على ذلك، مع أنــه موافــق لألصــل، إذ فيــه جمــع لم يقطــع إذا لم يكن :(2)بين خــبر جميل و(1)بين صــحيح ابن مســلم

فعمــل بخــبر ،(3)ال يمين في حد وقــولهم )عليهم الســالم(: شهود محمــد بالنســبة إلى المــال وبــالخبرين بالنســبة إلى الحــد، فــأوجبواــك ثبوت المال من دون القطع، مضافا إلى إجماع األصحاب على ذلــا إذا في باب الحدود والقضاء والشهادات، وكم من حكم تبعض، كم

ادعى زوجية امرأة وأنكرته، وبالعكس، إلى غير ذلك. ثم مقتضى إطالقهم أنه ال فرق في عدم قبــول شــهادة النســاء بالنسبة إلى وكالة امــرأة عن امــرأة، أو وكالــة امــرأة عن رجــل، أو وكالة رجــل عن امــرأة، أو وكالــة رجــل عن رجــل، فاحتمــال قبــول شهادتهن بالنسبة إلى وكالة امرأة عن امرأة من باب أنه من أمثال العيوب وما أشبه التي ال يطلع عليها غالبــا إال النســاء، خالف ظــاهر

األدلة، وإن كان محتمال. نعم لو حصل الشياع من ضميمة الرجال إلى النساء أو النســاء، سواء أوجب العلم عند من يرى لزوم العلم، أو لم يوجب العلم كما

لم نستبعده، لم يكن ذلك من شهادة النساء.

. 4ح الحدود مقدمات أبواب من24 الباب336 ص18( الوسائل: ج?)1. 1ح الشهادات أبواب من41 الباب269 ص18( الوسائل: ج?)2. 4 ح24 الباب336 ص18( الوسائل: ج?)3

273

Page 274: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )ولــو شــهد أحــدهما بالوكالــة(:31)مسألة في تاريخ، واآلخر في تاريخ آخر قبلت شهادتهما، نظــرا إلى عــادات

اإلشهاد، إذ جمع الشهود لذلك في الموضع الواحد قد يعسر(.ــه: )وألن ــذكور بقول ــتدالل الم ــواهر إلى االس ــاف الج ــد أض وق المشهود عليه في الحقيقة متحد، إذ هــو كونــه وكيال، واالختالف في تاريخ الشهادة عليه أو في مكانه ال يقتضــي اختالفــا فيــه بعــد أن لم يذكرا سببه من إقرار أو إنشــاء، على أن ذا التــاريخ الســابق شــاهد بكونه وكيال في الالحق، وكذا بالنسبة إلى المكان فال ريب في اتحاد

انتهى. المشهود عليه، وإن اختلف تاريخ شهادتهما أو مكانها( وال يخفى مــا في كــل ذلــك، إذ الشــهود يجب اتحادهمــا على مشهود واحد، وفي شــهادة أحــدهما على الوكالــة في يــوم الجمعــة واآلخر في يوم السبت مثال ليست من جمــع الشــاهدين على محــلــهد واحد، والتعسر وعدم التعسر ليس مناطا للحكم، فهو كما إذا ش اثنان بالزنا في يوم الجمعة واثنان بالزنا في يــوم الســبت، أو شــهد واحد بالدين في يوم الجمعة واآلخر في يوم السبت، فأي فــرق بين أمثال هذه المقامات وبين الشهادة على الوكالة، والمسألة مختلــفــة بمثــل هــذه فيهــا، وقــد نســب إلى المشــهور عــدم ثبــوت الوكال

الشهادة. قال في القواعــد: )والبــد من اتفاقهمــا، فلـو شــهد أحــدهما أنـه وكله يوم الجمعة أو أنه وكله بلفـظ عـربي، واآلخـر يــوم السـبت أو

بالعجمية، لم تثبت ما لم يضم إلى شهادة أحدهما ثالث(. وفي مفتاح الكرامة: )إن عدم ثبوت الوكالة هو خيرة المبسوط وجامع الشرائع والتذكرة والتحرير واإلرشاد وشــرحه لولــده وجــامعــارات ــهور في عبـ ــة إن المشـ ــالك والكفايـ ــد، وفي المسـ المقاصـ األصحاب أن الشاهدين بالوكالــة إذا اختلــف تــاريخ مــا شــهدا بــه لم

تثبت الوكالة بذلك، ألن كل صيغة واقعة

274

Page 275: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في وقت منهما لم يقم بها شاهدان وإحداهما غير األخرى(. ــارات في ــة: )ونســبة الشــهرة إلى العب ــاح الكرام ــال مفت ثم ق محلها، ألن المصرح بذلك خمسة، والمخالف المحقــق في الشــرائع وموالنـــا المقـــدس األردبيلي وصـــاحب المفـــاتيح، واستشـــكل في

. (1)الكفاية( ومنه يعلم وجه النظر في قول الشرائع بعــد ذلــك ممزوجــا مــع الجواهر: )وكذا لو شهد أحــدهما باســتفادة أنــه وكلــه بالعجميــة من الموكل واآلخر بالعربية، ألن ذلك يكون إشــارة إلى المعــنى الواحــد وهو االتصاف بكونــه وكيال، وإن اختلفــا في طريــق اســتفادتهما لــه(

انتهى. فإن أمثال هــذه التعليالت لــو مشــت في إثبــات الشــهادة بهــذه الكيفية لكان كل االختالف في الشهادات أيضا غــير ضــار في ثبــوت المشهود عليه، كما إذا شــهد أحــدهما بســرقة مــال عجمي، واآلخــر بسرقة مال عربي، أو شهد شاهدان بالزنا بعجمية، واألخريان بالزنا بعربية، إلى غير ذلــك من األشــباه، فهــل يمكن أن يعلــل ذلــك بأنــه إشــارة إلى شــيء واحــد هي الســرقة أو الزنــا، وكــذلك الحــال في

شهادتهما كذلك في إجارة أو رهن أو بيع أو مضاربة أو ما أشبه. فحـــــال الزمـــــانين والمكـــــانين واللفظين كحـــــال اختالف الخصوصيات، كما إذا قال شاهدان: إنها زنى بها في حال أنها البسة ثوبا أحمر، وقال آخران: إنه زنى بها في حــال كــون ثوبهــا أبيض، أو

ما أشبه ذلك، فإن بمثل ذلك ال يثبت المشهود عليه.ــارا، أو شــهد وهكذا لو شهد أحدهما بأنه سرق درهما واآلخر دين أحدهما بأنه استأجر منه الدار بعشرة دنانير واآلخر بعشرين درهما،

إلى غير ذلك. ولم يظهر وجـه الفـرق بين مثـالي الشـرائع المتقـدمين ومثالـه

الثالث، حيث قال

.332 21الكرامة: ج ( مفتاح?)1275

Page 276: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ممزوجا مع الجــواهر: )ولــو اختلفــا في لفــظ العقــد بــأن يشــهد أحدهما أن الموكل قال في عقده: وكلتك، ويشــهد اآلخــر أنــه قــال: استنبتك، لم تقبل في المشهود، ألنها شهادة على عقدين، إذ صــيغة كل واحد منهما مخالفة لألخـرى، والفـرض عـدم ثبـوت كـل منهمـا، ولكن مع ذلك فيه تردد عنــد المصــنف، إذ مرجعــه إلى أنهمــا شــهدا في وقتين على تحقق وصف الوكالة بتعدد إنشــاء أو تعــدد إقــرار أو

إنشاء وإقرار. نعم قــال في القواعــد بعــد ذلــك: )ولــو شــهد أحــدهما أنــه أقــر بالوكالة يوم الجمعة أو بالعربيــة، واآلخــر يــوم الســبت أو بالعجميــة

ثبتت(. وفي مفتاح الكرامة: كما صرح به في المبسوط والكتب الســتة المذكورة بعــده آنفــا، وهــو المشــهور في العبــارات كمــا في ظــاهر المسالك في موضع منه، وكذا الكفاية، وفي موضع آخــر منــه قــال: الظاهر عدم الخالف فيه عندنا وعند معظم العامة، ومــع ذلــك قــال في موضع منه: فيه نظر، وحكي في موضع آخــر عن المصــنف في التذكرة أنه حكي عن بعض العامة عدم الثبوت بذلك مطلقا، وقال:

إنه ال يخلو عن وجه، وفي موضع آخر قال: إنه موضع شك. وفي الكفايــة إن الثبــوت ال يخلــو من قــرب، وأنت قــد عــرفت الحال، ومن لحظ باب الشهادات عرف أن الثبوت ليس موضع شك

وال إشكال. أقول: وجه مــا ذكــره المشــهور هنــا من الثبــوت أن الشــهادتينــيات، على اإلقرار فال يضر به اختالف الزمان أو المكان أو الخصوص إال أن ذلك أيضا محــل نظــر، ألنــه مثــل أن يشــهد اثنــان بزنــاه يــوم الجمعة واثنان بزناه يوم السبت، فهل يقال: بأن مثل ذلك مثبت، أو يشهد أحدهما بسرقته يوم الجمعة واآلخر يــوم الســبت، أو أحــدهما بسرقته دينــارا واآلخــر درهمــا، أو اثنــان منهمــا بزنــاه واثنــان بزنــاه

بدعد،

276

Page 277: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إلى غير ذلك، وذلك ألن مصب الشهادتين أمران ال أمر واحد. ومنه يعلم وجه النظر فيما حكي عن فخــر اإلســالم بــأن الفــرق بين االختالف في اإلقـــــرار واالختالف في إنشـــــاء الوكالـــــة منــره ــبب فال يض ــار عن الس ــحات، ألن األول اختالف في اإلخب الواضــد من ــبب فال ب ــاني اختالف في الس ــه، والث ــه ولغات اختالف تواريخ االتفاق فيهما، إذ لم يظهر وجه واضح لما ذكره، فإن الشهادتين من

االثنين أو من األربعة لم تقع في مورد واحد. وكذلك ينبغي أن يكون حال اإلقرار أربع مــرات أو مــرتين، فــإذا أقــر الرجــل مــرة بأنــه زنى بهنــد، ومــرة ثانيــة بدعــد، ومــرة ثالثــة بميسون، ومرة رابعة بمرجانة، كان مقتضى القاعدة عــدم الثبــوت، وكذلك إذا أقرت هي بالزنا أربع مرات، لكن كل مــرة أقــرت بالزنــا برجل غير الرجل األول، أو كــان إقــراره الزنــا بــامرأتين أو بثالث أو إقرارها كذلك، وكذلك إقــراره مــرة بأنــه ســرق من زيــد ومــرة من

عمرو بأن كان كل إقرار بسرقة. ومنه يعلم وجه النظر في قول القواعد بعد ذلك: )وكذا لو شهد أحدهما بلفظ: وكلتك، واآلخر: استنبتك أو جعلتك وكيال أو جريا، فإن

. (1 )كانت الشهادة على العقد لم تثبت، وإن كان على اإلقرار ثبتت( ومنه يعلم حــال كــل اختالف يــرى العــرف عــدم اتحادهمــا على شي، كما إذا قال أحد الشاهدين: إنــه ســرق في حــال كــون عمــره ــون عمــره واحــدا ــه ســرق في حــال ك ــال اآلخــر: إن عشــرين، وق وعشرين، أو قال أحــدهما: إنــه ســرق بيضــة واحــدة ال أكــثر، وقــال اآلخر: إنه سرق بيضتين ال بيضة، وكذلك لو قــال أحــدهما: وكلــه ثم عزلــه في نفس الــوقت، وقــال اآلخــر: وكلــه ولم يعزلــه في نفس

الوقت. ــو شــهد ومنه يعلم الحال فيما ذكره الجواهر حيث قال: )وكذا ل

أحدهما

.366 ص2األحكام: ج ( قواعد?)1277

Page 278: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أنه وكله في بيع عبــده، واآلخــر في بيــع عبــده وجاريتــه صــفقة، فإنه وإن لم يثبت الوكالة في أحدهما بالخصوص، لكن لو باع صفقة يمكن القول بحصول االتفاق منهما على مضــي بيــع العبــد في حــق الموكل دون الجارية، بعد فرض عدم أخذ االنفراد في بيع العبد، أما إذا لم يقـــل صـــفقة، فال ريب في ثبـــوت الوكالـــة في العبـــد دون الجارية، كما لو شهد أحدهما في بيعه لزيد، واآلخر في بيعه لــه وإن شــاء لعمــرو، ولـو شــهدا بوكالتــه ثم قــال أحــدهما: عزلــه، لم تثبت الوكالة، ولو كان الشاهد بالعزل ثالثا ثبتت الوكالــة دونــه، بنــاء على

انتهى. اعتبار التعدد فيه( وكذا الحال إذا كان بينهما عموم من وجه، كما إذا قال أحــدهما: باع األبيض واألحمر صفقة واحدة، وقال اآلخر: باع األحمــر واألســود صفقة واحدة مما ينفي كل واحد منهما مقتضى كالم اآلخر، فإنــه ال

تثبت الشهادة في األحمر بدعوى أنه متفق عليه. وكذلك إذا قــال أحــدهما: تمتــع بهــا بــأن أجــرى الصــيغة ليــومي الجمعة والسبت، وقال اآلخــر: بــل ليــومي البســت واألحــد، فإنــه ال يثبت السبت، إذ العرف يرون أن الشــهادتين ال تلتقيــان في موضــع

واحد. وكذلك لو قال اثنــان: زنت بزيــد وعمــرو في الســاعة الفالنيــة، وقال اآلخران: بل زنت بعمرو وبكر في نفس تلك الســاعة، فإنــه ال

يثبت الزنا بعمرو. ومنه يعلم الحال في العموم من وجه في الوكالة، كمـا إذا قـال أحدهما: وكله زيد وعمرو في بيع دارهمــا المشــتركة، وقــال اآلخــر: بل وكله عمـرو وبكــر، أو قـال أحـدهما: وكـل زيـدا وعمـروا، وقـال اآلخر: بل وكل عمــروا وبكــرا، أو قــال أحــدهما: وكلــه في بيــع داره

ودكانه، وقال اآلخر: بل وكله في بيع دكانه وحمامه. إلى غير ذلك من صــور االختالف على نحــو التــدافع، أو العمــوم المطلق، أو العموم من وجه، سواء في الموكل أو الوكيل أو متعلق

الوكالة أو الزمان أو

278

Page 279: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المكان أو الشــرط أو مــا أشــبه، فــإن كــل ذلــك اضــطراب فيمتعلق الشهادة مما يوجب عدم تجمع الشاهدين على محل واحد.

ومما يؤيد ما ذكرنــاه من عــدم االتحــاد على الشــهادة المــوجب لبطالنها قصة أمير المؤمــنين )عليــه الصــالة والســالم( فيمن ادعــوا على رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( أمانــة عنــده، فلمــا اختلفــوا

بل هم انســحبوا أيضــا، ،(1)في الخصوصيات أسقط اإلمام شهاداتهم حيث إن العرف يرون مثل هذه االختالفات موجبا لتبعثر الشهادة، ال

انصبابها على موضع واحد. كما أنه يؤيده أيضـا قصـة داود )عليـه الصـالة والسـالم( في مـا

سمع عن بعض الغلمان ينادون آخر بـ )مات الدين(. وشبهه قصة اإلمام أمير المؤمنين )عليــه الصــالة والســالم( في الكوفة، حيث كان جماعة ذهبوا إلى الســفر ولم يرجــع أحــدهم مــع

ــاب إلى ،(2)اآلخرين غير ذلك من المؤيدات، ومحل تفصيل الكالم كتالشهادات.

ثم إنه يمكن أن يستثنى من لــزوم الشــاهدين في كــل موضــوعــة العــزل بخــبر مسألة العزل، حيث إن ظاهر جملة من األخبار كفايــاع على الثقة، لكن ادعى في جامع المقاصد ومحكي التذكرة اإلجم عدم ثبوت العزل بخبر العــدل، بــل قــال في األول: إن المــراد ممــا في النص والفتوى من االكتفاء بخبر العدل االنعــزال بــه بعــد ثبــوتــل ــو لجه العزل، وفائدة اإلخبار حينئذ كون العزل الواقع غير نافذ ول الوكيــل بــه ال ثبــوت العــزل بــه، ولكن ال يخفى عليــك مــا فيــه منــه ــزل وأن ــوت الع ــه لظــاهر الصــحيح المتقــدم ســابقا من ثب منافات كالمشافهة، فال يبعد القول بأن الصحيح المزبور من بــاب اإلخبــار ال الشهادة، بل لعله ظاهر بعضــهم أو صــريحه، واإلجمــاع المزبــور لم نتحققه، بل لعل المتحقق خالفه، كما أوضحنا بعض ذلك فيما تقدم.

. 1ح الحكم كيفية أبواب من18 باب200 ص18الوسائل: ج ( انظر?)1 .1ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من20 باب204 ص18الوسائل: ج ( انظر?)2

279

Page 280: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وقد تقدم الكالم في ذلك، حيث قد عرفت أن الخبر الدال على كفاية خبر الثقة ليس منحصرا بصحيح هشــام بن ســالم، وأن هنــاك أخبارا أخر تدل على ذلك، فسواء قلنــا بأنـه من بـاب اإلخبـار أو من باب الشهادة نقول: بأن الشارع ارتضى ذلك وهو كــاف في الفتــوىــوت بعض الوصــية ــة، كثب ــد األولي ــان على خالف القواع ــه، وإن ك ب بالمرأة الواحدة أو االثنتين أو الثالث، وكذلك بالنسبة إلى االستهالل

حيث تشهد القابلة به، إلى غير ذلك. ومما تقدم ظهرت مواضع الرد والقبول في قول القواعــد: )لــو قال أحدهما: أشهد أنــه وكلــه، وقــال اآلخــر: أشــهد أنــه أذن لــه فيــه التصرف، ثبتت ألنهما لم يحكيا لفظ الموكل، ولو شهد أحــدهما أن وكله في البيع، واآلخر أنه وكله وزيدا، أو أنه ال يبيعــه حــتى يســتأمر زيدا لم تتم الشــهادة، ولــو شــهد أحــدهما أنــه وكلــه في بيــع عبــده، واآلخر أنه وكله في بيع عبده وجاريته، ثبتت وكالة العبد، فــإن شــهد باتحاد الصفقة فإشكال، وكذا لـو شـهد أحـدهما أنـه وكلـه في بيعـه لزيد واآلخر في بيعه لزيد وإن شــاء لعمــرو، ولــو شــهدا بوكالتــه ثم قال أحدهما قد عزله لم تثبت الوكالة، ولو كان الشاهد بالعزل ثالثا ثبتت الوكالة دونه، وكذا لو شهدا بالوكالة فحكم بها الحاكم ثم شهد أحدهما بــالعزل ثبتت الوكالــة دون العــزل، واألقــرب الضــمان، ولــو شــهدا معــا بــالعزل ثبت، وال تثبت الوكالــة بخــبر واحــد وال العــزل(

انتهى. أقول: قول العالمة: )واألقرب الضمان( إنه يريد بذلك إذا شهدا عند الحاكم بالوكالة فحكم الحاكم بها ثم شهد أحدهما بالعزل وكان الثاني يعلم بالعزل فلم يشهد عليه، فإن ذلك يقتضــي ضــمان الــذي كتم الشهادة إذا سببت الوكالة ضررا على الموكل، ألنه هو الســبب

بكتمانه. وفي مفتاح الكرامة: )كما عن جامع المقاصــد واإليضــاح تعليلــه

بأنه سلط

280

Page 281: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الغير على التصرف بمال غيره بغير حــق بشــهادة يعلم بطالنهــا فكان ضامنا لما يترتب عليها من تلف أو نقصان، ووجه غير األقــرب أنــه أخــبر بالصــدق في الوكالــة والعــزل وال ضــمان على مــا أخــبر

بالصدق، وال يعد ذلك رجوعا. وفيه: إن سكوته عن العزل يقتضي االســتناد في بقــاء التوكيــل إلى زمان الحكم إلى شهادته، وشــهادته بــالعزل قبــل ذلــك يقتضــي الرجوع عن تلك الشهادة فيضمن ما يتلــف بشــهادته وهــو النصــف،

. (1 )ولو رجعا ضمنا ما تلف على السوية(ــدة ــى القاع ــويش، ومقتض ــارة من التش ــا في العب وال يخفى م ضــمان من يعــرف العــزل فلم يشــهد عليــه بــأن كــان حكم الحــاكم مستندا إلى شهادته بالوكالة، سواء علم بالعزل قبــل الشــهادة عنــد الحاكم بأن علم أنه وكله ثم عزله ثم شهد عند الحاكم بالوكالة ولمــاء يشهد بالعزل، أو علم بالعزل بعد أن شهد وحكم الحــاكم، ألن بق الوكالة مستند إلى شهادته فيكون هو السبب في الضــرر، فيشــمله

فحاله حال ما إذا شهد عند الحاكم باالرتــداد مثال، ،(2)ال ضرردليل وقد علم بأنه رجع عن ردته في المرتد الملي، على المشهور الذين يفرقــون بينــه وبين الفطــري، وإال فقــد عــرفت في كتــاب الحــدود

إمكان عدم الفرق بينهما. وعلى أي حال، فإذا علم بردته وعلم بتوبته بعــد ذلــك، ثم شــهد عند الحاكم بالردة فقط فقتله الحــاكم كــان ضــامنا، وكــذا إذا شــهد بردته ولم يعلم بتوبته وبعد أن شهد عند الحــاكم علم بالتوبــة، فــإنــه بالقتــل، الواجب عليه أن يشهد بالتوبة، وإال نفذ الحاكم حكمــه في

فإذا قتل كان ضامنا باستناد القتل إليه. وكذا الحال في كل توبة توجب سقوط الحد، ومثله ما لــو شــهد

عند الحاكم

.343 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1 ص5الكــافي: ج ،5ح المــوات إحيــاء أبواب من12 الباب342 ص17( الوسائل: ج?)2

. 2ح ضرار باب292281

Page 282: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بطلب زيد من عمرو، وقــد علم أنــه كــان يطلب منــه وأنــه رده عليه، فإن الضرر حصل لسبب الشاهد، من غير فرق بين أن يكــون علمه بالرد قبــل حكم الحــاكم، أو بعــد حكم الحــاكم فيمــا كــان أثــر

لشهادته الثانية، فإن الواجب عليه أن يشهد باألمر الثاني أيضا. ــائب( ثم إن قول القواعد: )ويصح سماع البينة بالوكالة على الغ هو مقتضى القاعدة، وفي مفتاح الكرامة إجماعا، كمــا في التــذكرة وجامع المقاصد، خالفا ألبي حنيفة، وقد نص عليه في المبسوط في

موضعين وغيره. قال في التذكرة: )يصح سماع البينة بالوكالة على أنه يدعي أن

فالنا الغائب وكلني في كذا عند علمائنا أجمع(. أقول: وذلك إلطالق أدلــة البينــة الشــاملة للمقــام، لكن الغــائب

على حجته إذا جاء كما قرر في كتاب القضاء. ثم الظاهر أنه إذا كان ثالثــة أشــخاص فشــهد كــل اثــنين بوكالــة اآلخــر في الملــك المشــترك للموكــل، قبــل شــهادتهم إلطالق أدلــة البينة، وإن كانت الشهادة تجــر نفعــا إليهم، إذ ال دليــل على أن كــل شهادة تجر النفع تكــون باطلــة، كمــا ذكرنــاه في كتــاب الشــهادات،

وإنما لها موارد خاصة. ومنه يعلم وجــه النظــر في مــا ذكــره في القواعــد، حيث قــال:ــذا )ولو شهد المالكان بأن زوج أمتهما وكل في طالقها لم يقبل، وك لو شهدا بالعزل(، وفي مفتــاح الكرامــة: )قــد صــرح بــالحكمين في التذكرة والتحرير وجامع المقاصد ألنهما يجــران نفعــا ألنفســهما فيــزوج من ــا األولى: فالقتضــاء الشــهادة زوال حــق ال الصــورتين، أم البضع الذي هو ملكهما، وأما الثانيــة: فالقتضــائها إبقــاء النفقــة على

انتهى. الزوج(

282

Page 283: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وفيه نظر على مــا عــرفت، وإال فـإذا كـان جــر مثــل هــذا النفــع يوجب بطالن الشــهادة، فــإذا علمنــا بــأن الشــاهدين يريــدان التمتــع بالمرأة فشهدا على طالق الزوج أو هبة المــدة يجب عــدم القبــول، وهو خالف قواعد قبول البينة مطلقا، وكذلك لو شهد اثنان بالوصـية لزيد، وزيد قريب منهما بحيث يرجع نفعه إلى نفعهما، إلى غير ذلــك من األمثلة، وحيث فصلنا الكالم فيــه في كتــاب الشــهادات ال داعي

إلى تكراره. ولو شهد اثنــان بالوكالــة، وشــهد اثنــان بعــدم الوكالــة في وقت محدد، حيث يقع التنافي بينهما، سقطتا ورجع إلى حكم األصل، كما أنه لو شهد اثنان بالعزل وشــهد اثنــان بعــدم العــزل بحيث يتنافيــان

سقطتا ورجع إلى حكم الوكالة. ولو شهد الشاهدان على أنه وكله في كل الدار، وشاهدان على أنه وكله في بيت خاص من الــدار، فــإن كــان تنــاف بين الشــهادتين

سقطتا، وإال ثبتت الشهادتان. ومنه يعلم حال ما إذا شهد أحدهما على الوكالة في كــل الــدار،ــة ــبيت يثبت الوكال وشهد اآلخر على الوكالة في البيت فقط، فإن ال فيه في صورة عدم التنافي واجتمــاع الشــهادتين، كمــا إذا قــال مثال أحدهما: إني سمعته يقول: أنت وكيلي في البيت، وقال أشياء أخــر لم أسمعه، وقال الثاني: إني ســمعته يقــول: أنت وكيلي في الــبيت وفي الحمــام وفي المطبخ وفي غرفــة االســتقبال ومــا أشــبه، فــإن الشهادتين مجتمعتــان بالنســبة إلى الــبيت فتثبت الوكالــة فيــه، أمــا بالنســبة إلى ســائر الــدار فال شــاهدان فيــه، ولــذا ال يثبت كمــا هــو

واضح. ثم إن الشرائع ممزوجا بالجواهر قــال: )وكيــف كــان، فال خالف وال إشكال في أنه إذا علم الحاكم بالوكالة حكم فيها بعلمه، كغيرها من حقــوق النــاس وحقــوق اللــه تعــالى، بــل عن االنتصــار والخالف

والغنية و السرائر اإلجماع عليه، فما عن

283

Page 284: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه ــل: إن ــل قي ــه، ب ــك في غــير محل أبي علي من الخالف في ذلــار على أبي مناف لضروري المذهب حيث أطبق اإلمامية على اإلنكــتي أذهب بكر في طلب البينة على سيدة النساء )عليها الســالم( ال

انتهى. الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا( وقد أخذ الجواهر كل ذلك من مفتاح الكرامة كمــا ال يخفى لمن

راجعه، لكن في ذلك نظر. إذ أوال: إنه من غير الثابت حكم الحــاكم بعلمــه في كــل حقــوقــا ــاكم إذا علم بالزن الله وحقوق الناس، فهل يمكن أن يقال: إن الح أو باللواط مما يحتاج إلى أربعة شهود كالميل في المكحلة يصح لــه الرجم والجلد وما أشبه، مع وضوح أنه ال يصح له ذلك، وإال فال شك أن رسول الله وعليا )صــلوات اللــه عليهمــا( علمــا بالزنــا في قصــة ماعز، وفي قصــة تلــك المــرأة بالنسـبة إلى اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليه السالم( إلى غيرهما من القصص، باعتراف المجرم أوال وثانيا وثالثا ومـع ذلـك لم يجريـا الحـد، وهـل يقـال: إنهمـا أخـرا حـد اللـه

سبحانه وتعالى اعتباطا. إلى غــير ذلــك من مــوارد النقض، خصوصــا القــول بأنــه منــاف لضــروري المــذهب، فإنــه كيــف يمكن ادعــاء ضــرورة المــذهب في الكل استنادا إلى قصة أبي بكر وسيدة النساء )صلوات الله عليها(،ــات في قصــة مضافا إلى الكالم المفصل المذكور في متواتر الرواي سيدة النساء )عليها الصالة والسالم(، فإنها كانت ذات يد على فدك والعوالي وغيرهما، باإلضــافة إلى أنهــا استشــهدت بــأمير المؤمــنين والحسن والحسين وأم أيمن، فلم يكن رد أبي بكر ردا لعلمه فقط، وإنما لمقتضى القاعــدة مــرات متعــددة من كونهــا ذات يــد، وكونهــا

مستشهدة بشهود عدول، قطع النظر عن أن ثالثة

284

Page 285: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــرجس ــه عنهم ال ــد أذهب الل ــانوا معصــومين، ق من الشــهود ك .(1)وطهرهم تطهيرا

وثالثا: إنه لــو لم يكن األمــران الســابقان كــانت )عليهــا الصــالةــه( ــه وآل والسالم( ترث فدك وغيرها من رسول الله )صلى الله علي ألنها بنته الوحيدة التي كانت باقية في الحياة بعد وفاة رســول اللــهــاس كــان )صلى الله عليه وآله(، أما أمامة فكانت بنت البنت، والعب العم، وغيره كان ابن العم، إلى غير ذلك، ففي الطبقة األولى كانت هي وحيدة، فإرث رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( لهــا، وأبــوبكر حسب بعض التواريخ لم يكن سمع من رسول الله )صلى الله عليه وآله( حــديث مــا تركنــاه صــدقة، وإنمــا شــهد عنــده اثنــان إحــداهماــه عائشة واألخرى رجل من األنصار كان من الجهل الفضيع بحيث إن ذات مرة بــال وتوضــأ ببولــه زاعمــا بــأن آيــة الوضــوء شــاملة حــتى للتوضي بالبول في قصة مشــهورة، ولهــذا رد عثمــان عائشــة بهــذه

الحجة، حيث طلبت منه الزيادة في عطائها. ثم إنه لو شهدا أن زيدا وكــل عمــروا ولكن لم يعلمــا هــل وكلــهــه أو ــار من مال ــين دين ــرف في خمس ــثر، كالتص ــل أو األك في األق

التصرف في مائة دينار، ثبتت الوكالة بالنسبة إلى األقل. ولو شهدا بأن زيدا أو عمروا وكله ثبتت فيما يمكن التنفيذ، مثل دار مشتركة بينهما وكانت الوكالــة في حصــة أحــدهما، فإنــه يتمكن من بيع نصفها، وبطلت فيما ال يمكن، كما إذا لم يعلما هل وكله زيد في طالق زوجتـــه أو عمـــرو، حيث ال يصـــح الطالق لعـــدم دخـــول الفضولية فيه إال على بعض الوجــوه، كمــا إذا طلــق زوجتهمــا وقلنــا

بالقرعة في التعيين أو تبين بعد ذلك أن أيهما الموكل.وأما إذا كان الشك

. 33 األحزاب: اآلية سورة من ( مقتبس?)1285

Page 286: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في أن ينكح الوكيل أليهما فنكح الوكيل لهمــا كــان بالنســبة إلى غير الموكل فضوليا، فإن أجازا صح النكاحان، وإن ردا حيث ال يعلمأي منهما وكل احتمل القرعة، كما يحتمل جبر الحاكم على الطالق. ومن المثالين يعرف حال سائر صور اإلجمال، ألنه قد يكون في

الموكل، وقد يكون في الوكيل، وقد يكون في متعلق الوكالة. كما أن مما تقدم علم أنه إذا شهدا بالوكالة، لكن لم يعلمــا هــل كانت موقتة بوقت، أو كانت مطلقة، أو كــانت موقتــة إلى ســنة، أو

إلى سنتين، كان الالزم األخذ باألقل ألنه المتقين.

286

Page 287: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــائب في(:32)مســألة ــو ادعى عن غ ــال في الشــرائع: )ل ق قبض ماله من غريم، فإن أنكــر الغــريم فال يمين عليــه، وإن صــدقه فــإن كــانت عينــا لم يــؤمر بالتســليم، ولــو دفــع إليــه كــان للمالــك استعادتها، فإن تلفت كان له إلزام أيهما شاء مع إنكاره الوكالة، وال

يرجع أحدهما على اآلخر، وكذا لو كان الحق دينا، وفيه تردد(. أقول: ادعاء الوكالة عن الغائب له أربع صور:

ألنه إما مع وجود البينــة، أو مــع عــدم البينــة، وفي صــورة عــدمالبينة قد يعترف الغريم، وقد ينكر، وقد يقول ال أعلم.

أما مع وجود البينة فيحكم حســب االدعــاء ويجب التســليم عينــا كان أو دينا، لكن الغائب على حجتــه إذا جــاء لحجيــة البينــة مطلقــا، وأما مــع عــدم البينــة فــإن كـان الغــريم يعــترف فمقتضـى القاعــدة وجوب الدفع، وإن كان ينكر يحلف على اإلنكار، وإن كــان يقــول: ال

أعلم، يحلف على عدم العلم. أما وجوب الدفع إليه مع اعتراف الغــريم بصــدقه فألنــه يعــترف بأن الحق له، فال وجه لمنعه عنــه، فحالــه حــال مــا إذا اعــترف بــأن

المدعي لمال له عليه صادق، حيث يجب الدفع إليه. ومنه يعرف وجه النظر في قول الشرائع: )إن صدقه فإن كانت عينا لم يؤمر بالتسليم(، وإن علله في الجواهر وغــيره بأنــه ال يــأمر بالتسليم من قبل الحاكم عند الــترافع إليــه لتعلــق إقــراره في حــق الغــير الــذي لم تثبت الوكالــة في حقــه لتصــديقه المحتمــل لكذبــه ولغيره، وذلك ألن الغريم مقر بــأن الحــق ليس لــه، وإنمــا هــو حــق الوكيــل، فكيــف يمنــع ذا الحــق من حقــه بعــد اعترافــه بــأن الحــق

للوكيل. ومنه يعلم أنه لم يظهر وجه الفرق فيما ذكــره الجــواهر بقولــه: )وليس المقام كمن في يده مال وادعى الوكالة في بيعه مثال، فإنـه

يؤمر بالتسليم لو باعه، وإن

287

Page 288: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كانت دعواه غير نافذة أيضا على المالك، إال أنــه لمــا كــان يــدهــابت، على المال وهو يصدق فيه كان معاملة في الظاهر معاملة الث

انتهى. بخالف ما نحن فيه( كما أن منه يظهر التدافع بين عــدم وجــوب التســليم وبين عــدم المنــع لــو دفــع، وإن اســتدلوا لــذلك باعتبــار عــدم المعــارض، وجــه التدافع أنه إن كان حق الوكيل وجب عليه الدفع، وإن لم يكن حقــه لم يجز له الدفع، فكيف يقول الحاكم بجواز الدفع إلى الوكيل الذيــل لم يثبت له الحق، ومن هنا كان المحكي عن مجمع البرهان التأم في عدم وجوب التسليم مع التصديق، وأنه إن تم لم يجز له الدفع.ــه: )إن وجــوب ــدافع بقول وكــأن الجــواهر أراد دفــع إشــكال الت التسليم إن قلنا به فهو في حقه باعتبار إقراره الذي ال كالم لنا فيه، بل قد يقال بترتب الضمان عليه من هذه الجهة لو بان أنه وكيل، إال أنه ال يقتضى إلزام الحاكم له به على وجه الحكومة القاطعة للنزاع

انتهى. بحيث يترتب عليها مباشرته للدفع مع فرض االمتناع منه( إذ أن الوجه الذي ذكره لرفع التــدافع غــير ظــاهر، فــإن التــدافعــدين في وجــوب ــرق بين العين وال ــه فال ف ــاق، وعلي بين الكالمين ب

الدفع إلى مدعي الوكالة إذا صدقه في وكالته. ومنه يعلم الكالم في صورة إنكار الغريم لوكالته أو ادعائه عدم علمــه بأنــه وكيــل أم ال، وأنــه يتوجــه الحلــف عليــه على الــبيت في

صورة اإلنكار وعلى نفي العلم في صورة دعواه عدم العلم. ــو ادعى أما قول الفقهاء في المسألة، فقد قال في القواعد: )ل وكالة الغــائب في قبض مالــه عن غــريم فــأنكر الغــريم الوكالــة فال يمين عليه(، قال في مفتاح الكرامة: )عينا كان المــال أو دينــا، كمــا

في المبسوط والتحرير واإلرشاد واإليضاح وشرح

288

Page 289: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

اإلرشاد لولده والمفاتيح، وكذا الشرائع على تردد لــه في الـدين كالكتاب، وإن كان إطالقهما يشــمل الــدين من دون إشــكال، وكمــا في التذكرة وجامع المقاصد والمسالك والكفاية إن كان المال عينا، وأما إن كان دينا فينبغي لجــامع المقاصــد ومــا ذكــر بعــده أن يحكم فيها بتوجه اليمين عليه فيه، ألنه اختير فيها ـ أي الكتب الثالثة ـ فيه أن الغريم يؤمر بالتسليم إذا صدق المدعي، ومن المقرر عندهم أن اليمين إنما تتوجه إذا كان المنكر بحيث لــو أقــر نفــذ إقــراره، وعنــد

هؤالء أن الغريم ينفذ إقراره في الدين ال في العين. وأمــا المبســوط ومــا ذكــر بعــده فقــد اختــير فيهــا أنــه ال يــؤمر بالتسليم إذا صــدقه إن كــان المــال دينــا، ولــذلك اختــير فيهــا أنــه ال يتوجه عليه اليمين مطلقا تصريحا في بعضها، وظهورا يلحق بــه فيــتردد في بعض، ومن تردد في وجوب التسليم في الدين ينبغي أن يــزم توجه اليمين إليه، لكنه في التحرير تردد في وجوب التسليم وج بعد بعدم توجه اليمين في الدين والعين، وجزم في السرائر بتوجيه

اليمين عليه إذا كان دينا، وأنه يؤمر بتسليمه إذا صدقه(. ثم قال القواعد: )ولو صــدقه وكــانت عينــا لم يــؤمر بالتســليم(. وفي مفتاح الكرامة: )قطعا في اإليضاح والمسالك، وبــه صــرح في المبسوط وجامع الشــرائع والشــرائع والتــذكرة والتحريــر واإلرشــاد وشرحه لولده وجامع المقاصــد والمســالك والروضـة والكفايــة، ألن ذلك إقرار في حق الغير فال ينفذ، وفي المبسوط والتــذكرة وجــامع المقاصد والمسالك والروضــة والكفايــة أنــه لــو دفعهــا لم يمنــع من

انتهى. الدفع، إذ ال منازع غيرهما االن والمالك على حجته( وبذلك يظهر أن الفرق بين الــدين والعين بعــدم وجــوب تســليم العين ووجوب تسليم الــدين بحجــة اختصــاص اإلقــرار في حقــه في

باب الدين ألنه يدفع

289

Page 290: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الدين من خالص ماله، وإذا أنكر من لــه ذلــك فهــو على حجتــه، بخالف العين حيث إنها مال المالك، غير ظــاهر، إذ إن التصــديق إن كان موجبا للتسليم وجب عليه التســليم فيهمــا، وإن لم يكن موجبــا

للتسليم لم يجب عليه التسليم فيهما. ولذا كان المحكي عن الشيخ وابن سعيد والفاضــل في اإلرشــاد ووالده والكاشــاني مســاواة الــدين العين، ألن التســليم إنمــا يكــون على الموكل وال ينفــذ إقــرار الغــريم عليــه باســتحقاق غــيره لقبض حقه، وألنه ال يؤمر به إال إذا كان مبرئا للذمة على وجه ال يطالب بهــه مــال الغــائب لم يثبت مــا ــدفع على جهــة كون بعــد ذلــك، وألن ال يقتضيه، والدفع على غير هذا الوجه غير واجب، إلى آخر مــا ذكــروه من وجه التساوي، لكنك قد عرفت أن الالزم التساوي في الدفع، ال

في عدم الدفع. وكيف كان، فلــو دفــع الغــريم فــإن كــان دفعــه بســبب الشــهود لمــدعي الوكالــة لم يكن عليــه شــيء إذا جــاء المالــك وأثبت عــدم الوكالة، ألن الوكيل إنما عمل حسب ما هو الواجب عليه شرعا من دفع الحق إلى المالــك أو وكيلــه، فكمــا أنــه إذا ثبت المالــك بالبينــة

وجب الدفع عليه كذلك إذا ثبت وكالة الوكيل بالبينة. أما إذا دفع الغريم إلى مــدعي الوكالــة بســبب تصــديقه لــه من

جــاء المالــك وأنكــر كــان و،(1)باب إقرار العقالء على أنفســهم جــائز للمالك الذي لم يثبت في حقه الوكالة ولو بيمينه استعادتها من كــل منهما، للعدوان المتحقق فيها بظاهر الشرع، وقــد وضــع كــل واحــد

منهما يده على مال المالك فعليه الرد إليه، هذا في العين. وأما في الدين فــإن المالــك يرجــع إلى الغــريم، ال إلى الوكيــل، ألن المــال لم يتشــخص كونــه مــاال للمالــك بدفعــه إلى غــير وكيلــه

فذمته مشغولة، فإذا أخذ الوكيل

. 3ح اإلقرار كتاب من3 الباب111 ص16( الوسائل: ج?)1290

Page 291: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

العين وتلفت بتفريط كان للمالك الرجــوع إلى أيهمــا شــاء، وإذا رجع إلى الغريم رجع إلى الوكيل لفرض أن الوكيل فرط حتى أتلف

المال، فهو ضامن. ــه ــه ال وج ــريم، ألن ــع إلى الغ ــل لم يرج ــع إلى الوكي ــا إذا رج أم لرجوعه إلى الغريم بعد أنه المتلف، وأما إذا كان التلف بغير تفريط من الوكيــل، فــإذا رجــع المالــك إلى الوكيــل لم يرجــع الوكيــل إلىــل ألن ــريم إلى الوكي ــع الغ ــريم لم يرج ــع إلى الغ ــريم، وإذا رج الغــذا فــرق الغريم يعترف بأنه ال حق للمالك في الرجوع إلى أيهما، ول الجــواهر بين صــورتي التفريــط وعدمــه، وإن أطلــق الشــرائع حيث قال: )ولو دفع إليه كان للمالك استعادتها، فإن تلف كــان لــه إلــزام

أيهما شاء مع إنكاره الوكالة وال يرجع أحدهما على اآلخر(. أما بالنسبة إلى الدين إذا ســلمه الغــريم إلى المالــك فقــد قــالــل لم يكن ــريم للوكي ــه الغ ــو دفع ــدين ل ــرائع: )لكن في ال في الش ــه، إذ ال يتعين إال ــتزع عين مال ــه لم ين ــل، ألن ــة الوكي ــك مطالب للمال بقبض وكيله وهو ينفي كــل واحــد من القســمين، وللغــريم أن يعــود على الوكيــل إن كــانت العين باقيــة أو تلــف بتفريــط منــه، وال درك

عليه لو تلف بغير تفريط(. ثم إن الشرائع قال: )كل موضع يلزم الغريم التسليم لو أقر بــه

يلزمه اليمين إذا أنكر(. وفي مفتـاح الكرامـة عنــد قـول العالمـة بمثـل الشـرائع: )هـذه قاعــدة مشــهورة كمــا في المســالك، وبهــا صــرح في الشــرائع والتحرير، وهي معنى مــا في المبســوط والتــذكرة وشــرح اإلرشــاد

انتهى. لفخر اإلسالم والكفاية( وقد يقال في بيان هذه القاعدة إنه: )كلما إذا أقر دفــع إذا أنكــر حلف( وربما يقال بعكسه، وهو أنه: )كلما أنكر حلف إذا أقــر دفــع(، ووجه هذه القاعــدة أنــه إذا لم يكن عليــه شــيء لم يجلب للــدعوى إلى المحكمة، فإذا جلب لها وجــه إليــه الحــاكم كالم المــدعي، فــإن

أقر ألزم بمقتضى إقراره، حيث إن مقتضاه الدفع،

291

Page 292: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

البينــة على المــدعي واليمين على منوإن أنكر شمله قاعــدة ، وهذا هو معنى ما ذكره بعضهم في وجه هــذه القاعــدة، بــأنأنكر

فائدة اليمين إقراره أو ردها على المدعي فيحلف، فيكــون كمــا لــوأقر المنكر فحيث ال ينفذ إقراره ال معنى لتوجه اليمين عليه.

وال يخفى أن هذه القاعدة في الماليــات دون غيرهــا، فال يقــال: إنه قد يلزمه اليمين إذا أنكر، وال يلزمه الـدفع إذا أقـر، لوضـوح أنـه

من باب السالبة بانتفاء الموضوع في غير الماليات. نعم ال إشكال في أن اإلقــرار واإلنكــار يكونــان طــرفي حكمين،

أحدهما في نفع الغريم واآلخر في ضرره. ثم إن القواعد قال: )ولوادعى أنــه وارث صــاحب الحــق فكذبــه حلف على نفي العلم، وإن صدقه على أن ال وارث لـه سـواه لزمــه

الدفع(. أقول: الصــور ثالث: فإنــه قــد يكذبــه، وقــد يقــول ال أعلم، وقــد يصدقه، فإن صدقه لزم عليه الدفع، ســواء كــان عينــا أو دينــا، وفي مفتاح الكرامة: )إجماعا كما في التحرير، وبه صــرح في المبســوط وجامع الشرائع والتذكرة وجامع المقاصــد، قــال: وقــرب في إقــرار الكتاب أنه ال يلزم بــدفع العين، ووافقــه على ذلــك ولــده والمحقــق

انتهى. الثاني ألنه إقرار في حق الغير(أقول: وقد عرفت وجه النظر فيه في الفرع السابق.

أما إذا كذبه، فــالالزم أن يحلــف على العــدم ال على نفي العلم، وإذا قال: ال أعلم، حلــف على نفي العلم، فقــول القواعــد: )فكذبــه حلف على نفي العلم( لعلــه أراد بنفي العلم األعم، وقــد نقــل مثلــه

مفتاح الكرامة عن المبسوط والتذكرة والتحرير وجامع المقاصد. ثم ال يخفى أنه إن صدقه على أنه الوارث الوحيد سلم إليه، أما

إن صدقه

292

Page 293: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بأنه أحد الورثة لم يجز لــه التســليم إليــه، إذ ال تســلط لــه على القسمة، نعم كان للــوارث مراجعــة الحــاكم والحــاكم يقســم إذا لم يتمكن من إحضار كل الورثة بتسليم المال إليهم جميعا، ألن الحاكم

ولي القاصر والممتنع وما أشبه. أما ما عن جامع المقاصــد فيمــا نحن فيــه بأنــه ينبغي أن يكــون ذلــك بعــد ثبــوت المــوت، ففيــه مــا ذكــره مفتــاح الكرامــة، من أن مقتضى كالم المبسوط والتــذكرة والتحريــر والكتــاب أن إقــرار من بيده المال بالموت كاف، ولعل قوله بعد ثبوت الموت الثبوت األعم من العلم الوجداني والشياع والبينة واإلقرار، وقد تقدم أنــه ال فــرق

في األمور المذكورة بين العين والدين. نعم ال يخفى أنه لو أقر بأنه الوارث المشارك لغــيره وكــان بيــد الغــريم األرض حيث كــانت المدعيــة الزوجــة، أو كــان بيــده الحبــوة حيث كان المدعي غير الولد األكبر، لم يجب عليــه التســليم، بــل لم يجز وإن اعترف بأنه الوارث، بل وإن أقام البينة، فكالم الفقهاء في

غير هذا الموضع.ــبه كما أنه إن صدقه بأنه الوارث، لكن قال: إنه القاتل أو ما أش

من من ال يرث، فإنه ال يسلم بيده المال. ثم إن ممــا تقــدم ظهــر وجــه كالم الجــواهر، حيث قــال: )يجب اليمين لو ادعى عليه العلم بأنــه الــوارث لصــاحب الحــق الــذي في ذمتــه للقاعــدة المزبــورة، أمــا إذا أدعى عليــه العلم بأنــه وارث فيــو الجملة فقد قيل بعدم وجوب اليمين عليه، ألنه ال يؤمر بالتسليم ل

انتهى. صدقه لعدم إمكان القسمة، وفي إطالق ذلك نظر واضح( ومما تقدم يظهر وجه الحكم فيما إذا ادعى أنه ولي أو وصي أو

ما أشبه لوحدة المالك في الجميع.ثم الظاهر أنه على الحاكم اإلتقان في األمر في صورة اإلقرار

293

Page 294: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من الغريم بأخــذ كفيــل أو مــا أشــبه عن المــدعي، ســواء ادعىالوكالة أو الوالية أو الوصاية أو غيرها.

ثم إن القواعــد قــال: )ولــو ادعى إحالــة الغــائب عليــه فصــدقهــال احتمل قويا وجوب الدفع إليه(، وفي مفتاح الكرامة: )هذا االحتم خــيرة المبســوط وجــامع الشــرائع، وفي التحريــر إنــه الوجــه، وفيــر التذكرة إنه أقرب، وفي اإليضاح وجامع المقاصد إنه أصح، ألنه أق له بحــق في ذمتــه ليس بعين فكــان كــالوارث فيقبــل بالنســبة إليــه

لعموم إقرار العقالء(. أقول: وما ذكروه هو مقتضــى القاعــدة، وهــذا يؤيــد مــا ذكرنــاه سابقا في مسألة الوكالة، والفــرق بينهمــا بأنــه في مســألة الوكالــةــا إنما أقر للوكيل باستحقاق اليد على مال الغير ولم يقر له كمــا هن بمال في ذمته، غير ظــاهر الوجــه بعــد حــق الوكيــل والمحــال، وأي فرق بعد الحق في كون الحق له من جهة الملك، أو من جهة وضــع

اليد. وعلى أي حـــال، فاالحتمـــال الثـــاني في القواعـــد حيث قـــال: )ويحتمل عدم وجوب الدفع إليه ألن الدفع غير مبرئ الحتمال إنكــار

انتهى، غير ظاهر الوجه، إذ احتمــال إنكــار الوكيــل ال يقــف المحيل(أمام تصديق الغريم.

وهذا االحتمال كما في مفتاح الكرامة ذكره الشافعي في توجيه العدم، وتبعه على ذلك الشيخ والجماعة، واألولى في تعليــل ضــعف هذا االحتمال ما ذكرناه، وإن كــان لمــا ذكــره مفتــاح الكرامــة أيضــا وجه، حيث قال: )إن هذا االحتمال بمكانة من الضعف ألنــه لــو جــاز منع المستحق من حقه الحتمال اإلنكار الذي يصير الدفع غير مــبرئ لمنع المستحق مطلقا حتى مع اإلشهاد لبقــاء احتمــال عــدم اإلبــراء

معه الحتمال موت

294

Page 295: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الشاهدين أو ظهور فســقهما أو مطالبتــه في بلــد ال يتمكن فيــهانتهى. من الوصول إليهما(

ووجه األولوية أن جوابه نقضي، والجواب النقضي ال يدفع جذورــدة ــاه من قاع ــا ذكرن ــامين م ــه في كال المق ــا الوج اإلشــكال، وإنم

اإلقرار، وإن كان ما ذكره مفتاح الكرامة أيضا صحيح في نفسه.

295

Page 296: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )الوكيــل أمين ال يضــمن مــا(:33)مسألة تلف في يده إال مع التفريط أو التعدي(.

ــه، ــكال في ــلمين وال إش ــه ال خالف بين المس ــواهر: إن وفي الج كغيره من األمناء الذين قد عــرفت الــدليل على عــدم ضــمانهم من

النص واإلجماع، وكذا بالنسبة إلى تصديقه بدعوى التلف.ــالم( فعن أبان بن عثمان، عمن حدثه، عن أبي جعفر )عليه الس في حديث قال: وسألته عن الذي يستبضع المــال فيهلــك أو يســرق

ليس عليه غرم بعــد أنأعلى صاحبه ضمان، فقال )عليه السالم(: .(1)يكون الرجل أمينا

وفي المقنع قــال: ســئل الصــادق )عليــه الصــالة والســالم( عن نعمالمودع إذا كان غير ثقة هل يقبل قولـه، قــال )عليــه الســالم(:

.(2)وال يمين عليه وعن قرب اإلسـناد، عن مسـعدة بن صـدقة، عن أبي عبــد اللـه

ليس لــك أن تــأتمن من خانــك، وال تتهم من)عليــه الســالم( قــال: .(3)ائتمنت

وعن مسعدة بن زيـاد، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه )عليهمـا ليس لــك أنالسالم(: إن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( قــال:

.(4)تتهم من قد ائتمنته، وال تأتمن الخائن وقد جربته وعن أبي بصير المرادي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

ال يضــمن الصــائغ وال القصــار وال الحائــك إال أن يكونــوا متهمين في رجــلوفيجــيئون بالبينــة ويســتحلف لعلــه يســتخرج منــه شــيئا،

على استأجر حماال، فقال )عليه الصالة والسالم(:

. 5ح الوديعة أبواب من4 الباب228 ص15( الوسائل: ج?)1. 7ح الوديعة أبواب من4 الباب228 ص15( الوسائل: ج?)2. 9ح الوديعة أبواب من9 الباب229 ص13( الوسائل: ج?)3. 10ح الوديعة أبواب من4 الباب229 ص13( الوسائل: ج?)4

296

Page 297: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

نحو من العامل إن كان مأمونا فليس عليه شيء، وإن كان غــير .(1)مأمون فهو ضامن

وعن علي بن محمد، قال: كتبت اليه، يعــني أبــا الحســن )عليــه السالم(، رجل أمــر رجال يشــتري لــه متاعــا أو غــير ذلــك، فاشــتراه فسرق منه أو قطع عليــه الطريــق، من مــال من ذهب المتــاع، من

من مــالمـال اآلمـر أو من مـال المـأمور، فكتب )عليــه السـالم(: .(2)اآلمر

وعن دعائم اإلسالم، عن أمير المؤمنين )عليه الصالة والســالم( .(3)ليس على المؤتمن ضمانأنه قال:

ــالة ــه الص ــنين )علي ــير المؤم ــرر، عن أم ــدي في الغ وعن اآلم أد األمانة إذا ائتمنت، وال تتهم غيرك إذا ائتمنته،والسالم( أنه قال:

.(4)فإنه ال إيمان لمن ال أمانة له ثم إنــه ال فــرق بين أن يكــون الوكيــل بجعــل أو غــيره، وفي

، وذلـك إلطالق أدلـة(5)الجواهر: )هـو صـريح بعض وظـاهر البـاقين( األمانة، وما دل على أن األجـير يضـمن ال يشـمل المقـام ألنـه ليس

بأجير، وإن كانت المسألة محتاجة إلى مزيد من التأمل. قال في القواعد: )الوكيل أمين ال يضــمن مــا يتلــف في يــده إال مع تعد أو تفريط، فيده يد أمانــة في حــق الموكــل فال يضــمن، وإن

كان بجعل(. ــده وفي مفتاح الكرامة: )أما إنه أمين وال يضمن ما يتلــف في يــة ــاراتهم، وفي الروضـ ــه عبـ ــد طفحت بـ ــد أو تفريـــط، فقـ إال بتعـ والمسالك إنه محل وفاق، وفي الرياض إنه ـــ أي اإلجمــاع ـــ ظــاهر

الغنية، وفي المبسوط والسرائر إنه ال خالف

. 3ح اإلجارة أحكام من30 الباب277 ص13( الوسائل: ج?)1. 15ح اإلجارة أحكام من30 الباب280 ص13( الوسائل: ج?)2. 1755 ح491 ص2( الدعائم: ج?)3. 7ح العارية نوادر من8 الباب507 ص2( المستدرك: ج?)4.421 ص27الكالم: ج ( جواهر?)5

297

Page 298: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في أنه أمين ال يضمن مــا يتلــف في يــده، وظاهرهمــا نفيــه بين المســلمين إلطالقــات اإلجمــاع، ونفي الخالف تشــمل مــا إذا كــان التوكيــل بجعــل وبدونــه، كمــا صــرح بــذلك جماعــة، وليس التوكيــل

بالجعل من األفراد النادرة للتوكيل. وقال في جامع المقاصد: )الوكيل أمين وإن كان بجعــل، ويلــوح من كالمهم أنه ال خالف في ذلك بين علماء اإلسالم، فالمستفاد من تتبع فتاواهم في الباب من مواضــع متفرقــة وإجماعــاتهم أن القــول قول الوكيل في دعوى التلف مطلقا مع الجعل وبدونــه، مبيعــا كــان

أو ثمن مبيع قد قبضه على وجه شرعي، بقيت الوكالة أو زالت. ثم قال مفتاح الكرامة: )ولعل األصــل في ذلــك األخبــار الناهيــة عن اتهام المؤتمن، وتضمين األمين وعدم تغـريم المستبضـع المـال فيهلك أو يسرق إذا كان أمينا، إلى غير ذلك مما يدل عليه أو يشــهد

انتهى. له(ــد، ولم يخــرج أما أنه يضمن إذا تعدى أو فرط، فإلطالق أدلة الي الوكيل منــه، باإلضــافة إلى الروايــات المتعــددة الدالــة على ضــمان المفرط والمتعدي، ويؤيد الضمان في المقــام ثبــوت الضــمان على الجمــال والحمــال والمكــاري والمالح ونحــوهم إذا فرطــوا، كمــا دل

على ذلك متواتر الروايات: مثــل مــا عن مســمع بن عبــد الملــك، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

األجــير المشــاركالسالم( قال: قال أمير المؤمنين )عليه السالم(: .(1)هو ضامن إال من سبع أو من غرق أو حرق أو لص مكابر

وعن خالد بن الحجاج، قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(عن المالح أحمله

. 4ح اإلجارة أبواب من30 الباب277 ص13( الوسائل: ج?)1298

Page 299: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إن كان مأمونا فال تضــمنهالطعام ثم أقبضه منه فينقص، قال: (1).

غيرها من الروايات الكثيرة. إلى ومما تقدم يعلم وجه النظر في كالم جــامع البرهــان، فإنــه كمــا في مفتاح الكرامة بعد أن نقل إجماع جامع المقاصد الــذي ســمعته وإجماع المسالك قال: )إن الحكم ال يخلو من إجمال وإشكال، فإنــه ليس بمعلوم لنا ما المراد بكونه أمينــا، وهـو قبـول قولـه مــع يمينـه وعدم ضمانه في كلما يدعيه من تلف المــبيع والثمن، ومن رده إلىــه، وهــل هــو ــه فعــل مــا وكــل في ــاه، ومن أن الموكــل وتســليمه إي مخصوص بما ليس بجعل أو أعم، أو أنه مخصوص ببقــاء الوكالــة أو أعم، أو مخصـــوص بـــالبعض وأن اإلجمـــاع المـــدعى في الكـــل أو البعض، مع أنه خالف األصل، مع أنه محتمل، ألنه لو ضمن لزم ســد بــاب الوكالــة( إلى أن قــال: )نعم قــد تشــم رائحــة أصــحابنا في أن القول قول الوكيل مع التلف مطلقا مع احتمال تخصيصه بما إذا لم يكن بجعـــل، ثم إن صـــاحب الحـــدائق أيضـــا أخـــذ كالم المقـــدس

انتهى. األردبيلي( لكن مقتضى القاعــدة هــو عــدم الفـرق بين أن يكــون بجعــل أو بغير جعــل، لمــا عــرفت من إطالق النص والفتــوى، وتصــريح جملــةمنهم بعدم الفرق، المؤيد بروايات صاحب الحمام ال يضمن الثياب. ــه ــه )علي ــد الل ــراهيم، عن أبي عب ــاث بن إب ــا رواه غي ــل م مث

إن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( أتى بصــاحب حمــامالســالم(: .(2)وضعت عنده الثياب فضاعت فلم يضمنه، وقال: إنما هو أمين

. 3ح اإلجارة أبواب من30 الباب277 ص13( الوسائل: ج?)1. 1ح اإلجارة أبواب من28 الباب270 ص13( الوسائل: ج?)2

299

Page 300: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه، عن علي )عليهم وفي رواية أبي البختري، عن جعفر، عن أبي إنه كان ال يضمن صاحب الحمام، وقال: إنما يأخــذ األجــرالسالم(:

.(1)على الدخول إلى الحمام وعن إسحاق بن عمار، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا الســالم(:

إن عليا )عليه الصالة والسالم( كان يقــول: ال ضــمان على صــاحب الحمام فيما ذهب من الثياب، ألنه إنما أخذ الجعل على الحمام ولم

.(2)يأخذ على الثياب وجه التأييد أن الجعل على الوكالة ليس أجــرة في قبــال حفــظ

الملك، فمناط صاحب الحمام آت فيه. ثم الظاهر أنه لو شرط الموكل على الوكيل الضمان صــح، ألن عدم الضمان مقتضى إطالق الوكالة ال مقتضى الوكالة حــتى يكــون الشــرط منافيــا لمقتضــى العقــد، وإنمــا هــو منــاف إلطالق العقــد،

.(3)المؤمنون عند شروطهمفيشمله دليل:

. 2ح اإلجارة أبواب من28 الباب271 ص13( الوسائل: ج?)1. 3ح اإلجارة أبواب من28 الباب271 ص13( الوسائل: ج?)2. 4ح المهور أبواب من20 و19 الباب30 ص15( الوسائل: ج?)3

300

Page 301: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه أن(:34)مســألة ــان أذن لوكيل ــرائع: )إذا ك ــال في الش ق يوكل، فإن وكل عن موكله كانا وكيلين له وتبطــل وكالتهمــا بموتــه، وال تبطل بموت أحــدهما وال بعــزل أحــدهما صــاحبه، وإن وكلــه عن نفسه كان له عزلــه، فــإن مــات الموكــل بطلت وكالتهمــا، وكــذا إن

انتهى. مات وكيل األول( والظاهر أن كال األمرين صحيح، سواء وكل الوكيل عن نفسه أو عن موكله حسب تحديد الموكل للوكيل، وسواء كان التحديد بالنص أو بالقرائن الحالية أو المقالية، فإذا أجاز له أن يوكل عنــه فقــط لم يجز له أن يوكل عن نفسه، وإذا أجاز له أن يوكل عن نفسه لم يجز له أن يوكل عن موكله، وإن أجاز له كليهما كان له أن يوكل عنــه أو عن نفسه، فإذا كــان وكيال عن الموكــل لم يضــر في وكالــة الوكيــل الثاني موت أو جنون الوكيل األول ألنه ليس بمرتبط بالوكيل األول، وإنما هـو مرتبــط بالموكـل، وأمــا إذا وكـل عن نفسـه، فـإن وكالتــهمرتبطة بالوكيل األول، فإن مات أو جن أو ما أشبه بطلت وكالته.

ومما ذكرناه يعرف أنــه إن أطلــق الموكــل ولم يعين أنــه يوكــل عن نفسه أو عن الموكل، فمقتضى اإلطالق صحة أن يوكل عن أي منهما، إال إذا شك أنــه هــل يشــمل هــذا أو هــذا، فــإن المشــكوك ال

يعمل به، وإنما يعمل بالقدر المتيقن. ومنه يعلم وجه النظر في قــول المســالك، حيث قــال: )إنــه لــو

أطلق ففيه أوجه: أحدها: إنه وكيل عن الوكيل، ألن الغرض من ذلك تسهيل األمــر

عليه. وثانيهما: إنــه يكــون وكيال للموكــل، ألن التوكيــل تصــرف يتــواله

بإذن

301

Page 302: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــادر، حيث إن الموكــل فيقــع عن الموكــل، وألن ذلــك هــو المتبــد الحق باألصالة للموكل وبالنيابة عنه، وبهذا الوجه قطع في القواع والتحرير وتوقف في التذكرة ألنه نقــل الــوجهين عن الشــافعيه ولم

يرجح شيئا. وثالثهـا: إنـه يتخـير بين أن يوكـل عن نفسـه وعن موكلـه، وهـو ظاهر عبارة الشرائع ألنه فرض اإلذن مطلقا، ثم قال: ووجه التخيير صالحية اإلطالق لهما بصــدق الوكيــل المــأذون فيــه على التقــديرين

انتهى. وهذا الوجه قريب إن كان قوال( ثم إن القواعد قال: )وكل موضع للوكيل أن يوكل فيه فليس له أن يوكــل إال أمينــا(، ونقلــه مفتــاح الكرامــة عن التــذكرة والتحريــر

وجامع المقاصد واإلرشاد ومجمع البرهان. وقال جامع المقاصد: إن المــراد بــاألمين العــدل، ولكن ال يخفىــاط األمــر بقــدر إذن عــدم ظهــور هــذا الشــرط، وإنمــا يجب أن ين الموكل، ولذا قال في الجواهر: )بعدم الدليل الشـرعي على اعتبـار ذلك في خصــوص الفــرض، بــل هــو ليس إال من مراعــاة المصــلحة التي هي مناط تصرف الوكيل، ومن المعلوم عدم اختصاصها بذلك، خصوصا فيما إذا أراد توكيله على إيقاع الصيغة ونحوها ممــا لم تكن له يـد على مــال كمـا هـو واضـح، ويمكن تنزيــل كالمهم على ذلـك(

انتهى. ــالنص وهو كما ذكره، وال فرق في تعيين الموكل بين أن يكون ب أو باالنصراف، بالقرائن الحاليــة أو المقاليــة، ويــأتي الكالم المتقــدم

في الوكالء وإن تسلسلوا. ثم ال يخفى أنه إذا كان ارتكاز أو ما أشــبه في أمانــة الوكيــل لمــا يحق للوكيل التعدي، وإن لم يكن هو بنفسه أمينا، ألن الموكل إنم

وكله لمصلحة له من

302

Page 303: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

صداقة أو ما أشبه. ولو اختلف أنظار الوكيل والموكل في صغرى األمانة لزم اتبــاع

نظر الموكل، ألن التحديد منوط به ال بنظر الوكيل. وكاألمانة سائر الخصوصيات كاإليمان واإلســالم وغيرهمــا، فــإن

كل ذلك في وكيل الوكيل محدد بنظر الموكل. ثم إن العالمة في القواعد استثنى عن إطالقــه المتقــدم قولــه: )إال أن يعين الموكل غيره(، وفي مفتاح الكرامــة: كمــا في التــذكرة وجامع المقاصد وهو معنى كالم التحريــر، وفي التــذكرة إال أن يعين له الموكل فيجوز سواء كان أمينا أو لم يكن، اقتصــارا على مــا نص ــيا عليه، وحيث قد عرفت أنه ال دليل على إطالق كونه أمينا خصوص في مثل إجــراء الصــيغة ونحــوه لم يكن بين المســتثنى والمســتثنى

منه عموم مطلق، بل عموم من وجه. ثم قال في القواعد: )ولو تجددت الخيانة وجب العزل(.

ــذلك وفي مفتاح الكرامة: كما في التحرير وجامع المقاصــد، وك في التذكرة قال: )ألن تركه يتصــرف في المــال مــع خيانتــه تضــييع وتفريط، ولعل المراد منعه من التصــرف بأخــذ المــال من يــده وإال فهو معزول مع الخيانة مع شرط عدمها، وللشافعية وجه هــو أنــه ال

انتهى. يجوز عزله، ألنه لم يتحقق كونه وكيال في العزل(ــل، لم يكن إطالق في وحيث قد عرفت أن المعيار تحديد الموك أحد الجانبين، فربما يخون ويعزل، وربما يخــون وال يعــزل، مــع حــقــه، وحيث إن الوكيــل في عزلــه أو مــع عــدم حــق الوكيــل في عزل

محتمالت الثبوت ثالثة فاإلثبات

303

Page 304: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــل أيضا محتمل للصور الثالث، وأنه كما يعينه الموكل، بل للموكتحديد أنه إن احتمل الوكيل الخيانة فإنه معزول أو يعزله.

ثم إن الحال في أجير الوكيل والذي جعل لــه الجعــل أو ضــارب معه أو أودعه أو أعطاه عارية أو ما أشبه ذلك، حال الوكيـل لوحـدة

المالك في الجميع وأنه محدود بنظر الموكل.

304

Page 305: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )ال(:35)مســألة ق خالف وال إشكال في أنه يجب على الوكيل تســليم مــا في يــده إلى الموكل أو وكيله مع المطالبة وعدم العــذر، فــإن امتنــع حينئــذ على وجه نافى خطاب الرد عرفا من غير عذر ضمن قطعا، بل وإجماعا، للعدوان في استمرار يده بعد انقطاع اإلذن في ذلك بالمطالبة، نعم لو كان له هناك عذر لم يضمن بال خالف أجده فيه كما عن التــذكرة

انتهى. االعتراف به( وقال في القواعــد: )وإذا قبض الوكيــل ثمن المــبيع، فهــو أمانــة في يــده ال يلزمــه تســليمه قبــل طلبــه، وال يضــمنه بتــأخيره إال مــع

الطلب وإمكان الدفع، وال يضمن مع العذر فإن زال فأخر ضمن(. أقول: ال يخفى أنه ال يختص بثمن المبيع، بل وكــذلك الحــال في كــل شــيء وصــل إلى يــد الوكيــل هــو للبــائع، كمــا إذا كــان الوكيــل مشتريا ووصل إليه المبيع، وكــذلك بالنســبة إلى االســتدانة للموكــل برهن أو بغير رهن وما وصل إليــه من النقــود أو العــروض في بــاب

المضاربة وغيرها. وعلى أي حال، فقد قال في مفتاح الكرامــة في شــرح العبــارة

المذكورة: ــذلك في المبســوط والشــرائع وجــامع المقاصــد )كمــا صــرح ب والمسـالك ومواضـع من التـذكرة، وقـد تـرك في الجـامع والتحريـر واللمعــة والروضــة والمســالك والكفايــة والمفــاتيح وموضــع من التذكرة قوله: )فإن زال فــأخر ضــمن(، لكنــه قضــيتها، ولم يتعــرض لذلك في المسالك مع ذكره له في الشــرائع، واقتصــر في اإلرشــاد على قوله: )يجب التسليم مع المطالبــة والقـدرة فــإن أخــر ضــمن(

ولم يتعرض للعذر، ولعله لمكان ذكر القدرة. ــدفع مــع وفي مجمع البرهان: الظاهر أنه ال خالف في وجوب ال

الطلب

305

Page 306: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــا أو ــان أو غريم ــا، وكيال ك ــا فوري ــدرة على التســليم وجوب والقــأخير ــة بالت ــروج األمين عن األمان ــذا في خ ــا، وك مســتعيرا أو ودعي

انتهى. (1)فيصير ضامنا كالغاصب(ــو مقتضــى ــه ه ــروه من المســتثنى والمســتثنى من ــا ذك وكال م القاعدة، إذ إذا لم يكن له عذر ولم يسلم كان خائنا عرفا، فيشــمله

، أما إذا كان لــه عــذر، فيشــمله دليــل إن المــؤتمنعلى اليددليل ــا ليس عليه شيء، وأنه بالعذر ال يخرج عن األمانة إن أخر بخالف م

مــا غلب اللــه عليــه فهــوإذا لم يكن له عذر، وفي بعض الروايات: فإذا كان العذر مما غلب الله عليه كالمرض ونحــوه ،(2)أولى بالعذر

كان مشموال لهذا الدليل أيضا. ومنه يظهر وجه النظر في قول الجـواهر: )إنـه ليس في شـيءــق الحكم وجــودا وعــدما على العــذر كي يكــون من النصــوص تعلي المدار عليه، ويتجه القـول بأنــه عــذر عقلي وشــرعي وعـرفي، وأن من األخير التشاغل بإتمام الحمام والطعام والنافلة وانتظار انقطاعــواجب ــة ال ــة من عذري ــاهرهم المفروغي ــك، وظ ــو ذل ــر ونح المط الشرعي، وإن استلزم ذلك طول التأخير كالحج الواجب واالعتكاف المنذور ونحوها، إال أنه ال يخفى عليــك مــا في الجميــع ممــا عــرفت من خلو األدلة عن العنوان المزبور، فالمتجه حينئذ المحافظــة على صــدق الفوريــة العرفيــة في األداء الــتي ال ينــافي فيهــا إتمــام بعض األعمــال، وال عــدم اإلســراع في المشــي مثال، وعلى الــترجيح عنــد التعارض مع الواجبات المنافية لذلك، بل إن لم يكن ثم إجماع اتجه القــول بالضــمان مــع التــأخير المنــافي للفوريــة الفــور عرفــا لعــذر شرعي ألصالة الضمان في مال المسلم المحترم كدمــه أو لقاعــدة

على اليد ،التي ال ينافيها عدم اإلثم في االمتناع

.260 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1. 11 ح273 ص2( البحار: ج?)2

306

Page 307: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

انتهى. وإن فسخت الوكالة والوديعة(ــؤتمنفإنه كيف يقال بالضمان مع إطالقات أدلة ،إن األمين م

ومن الواضح أنــه أمين ولم يخــرج عن األمانــة بإتمــام صــالته أو مــاأشبه.

وإن شئت قلت: إن المقابلة بين األمين والخائن في غــير واحــد من الروايــات يعطي أن غــير األمين خــائن، وهــذا ليس بخــائن فهــو أمين، من غير فرق بين أن يكون العذر عقليــا كــالمرض، أو شــرعيا كالحج، أو عرفيا كإتمام الحمام والطعــام والنافلــة وانتظــار انقطــاع المطر ونحـو ذلـك ممـا تقـدم، فال مـورد ألصـالة الضـمان في مــال

المسلم، أو لقاعدة على اليد. ومنــه يعلم وجــه النظــر في قــول الجــواهر أخــيرا: )وليس فيــده األدلة ما يقتضي عدم الضمان في كل ما أذن شرعا ببقائه في ي على وجه يشمل الفرض، وقد أشرنا سابقا إلى احتمال الضمان مع تصديق الوكيل، وإن جاز له التــأخير لعــدم البينــة، كمــا أنــه محتمــل

انتهى. أيضا في التأخير إلرادة اإلشهاد( فإن اإلذن الشـرعي كـاإلذن المــالكي يــوجب األمانــة، وإذا كـان الشيء أمانة لم يكن وجه للضمان مع عــدم التعــدي والتفريــط، وال حاجة إلى أصل الــبراءة ونحــوه في تــبرأة الوكيــل في األعــذار بعــد

وجود الدليل الذي قد عرفته من النص واإلجماع. ثم ال يخفى أن أمثلتهم بالحمــام والطعــام والصــالة والحج ومــاــع ــة م ــا يتمكن اإلنســان من رد األمان ــيرا م ــثري، وإال فكث أشــبه أك اشتغاله بهذه األمور حتى إذا كان في الصالة، ألنــه يتمكن أن يشــير

إلى موضع األمانة ليأخذها صاحبها. ــات ــذا الحكم في كــل الفوري ــال: )وك ــان ق ثم إن مجمــع البرهــع للصــرف كالزكاة والخمس والمال الموصى به للفقراء، بل ما دف إلى مصــرف، إال أنــه ال تشــترط المطالبــة إذا كــان المصــرف عامــا

كالزكاة، فإنه ال يتوقف على الطلب، إذ ليس لها

307

Page 308: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

مطالب معين، صرح به في الدروس، وكذا إذا كـان خاصـا، ومــا علم به، وكذا الواجب بنذر وشبهه والكفارات، ولكن في الفورية هنا

تأمل، واألصل ينفيها، وكذا عدم كون األمر بالفور(. أقول: مقتضى القاعدة أنه تابع لظــاهر الــدليل، ولــذا كــان علي )عليه الصالة والســالم( يــؤخر بيت المــال من الجمعــة إلى الجمعــة

فليس الفورية عامة وال عدمها عام. ،(1)كما في بعض الروايات ومنــه يعلم الكالم فيمــا يــودع عنــد الفقهــاء من الحقــوق، ومن

الصلوات والصيام والحج القضائي وغير ذلك. ثم إن حال وكيل الوكيل حال الوكيل فيما ذكــر، لوحــدة الــدليلــافع، في الجميع، وإذا أخر الوكيل التسليم لعذر لم يضمن فوت المن

أما إذا أخر بغير عذر ضمن لقاعدة اليد وغيرها. وإذا لم يتمكن الوكيل من التســليم للموكــل لعــذر من التســليم إليه، ولو خوف الظالم ونحوه، وجب عليــه التســليم إلى الحــاكم إذا

لم يرض الموكل بالبقاء عنده، ألن الحاكم ولي القاصر. ثم إذا لم يسلم الوكيل بضاعة الموكل لعذر ال حق للموكــل فيأخذ بضاعة الوكيل كبدل الحيلولة، ألنه ال دليل عليه، واألصل ينفيه. نعم إذا كــان الوكيــل ينتفــع بمــال الموكــل ال يســتبعد أن يحــق للموكل االنتفاع بمال الوكيل من باب التقاص والمقابلة بالمثل، بــلــا إذا ال يبعد أن يكون على الوكيل األجرة النتفاعه بمال الموكل، كم وكله الموكل باشتراء دار له فاشتراها وسكن فيهـا اضـطرارا، حيث إن الجائر يصادر الدور الخالية، وقــد طلبهــا الموكــل ولم يتمكن من إرجاعها إليه لخوف الظــالم أو نحــوه، فإنــه ال يبعــد أن يكــون عليــه

ونحوها. ال يتوىإيجار الدار لقاعدة ثم كما أنه يجب على الوكيل التسليم إلى الموكل، كــذلك يجب

على الموكل

. 51 ـ31للثقفي: ص ( انظر: الغارات?)1308

Page 309: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

التسلم منه إذا لم يكن له عذر، أمــا إذا كــان لــه عــذر فالوكيــل يسلمه إلى الحاكم، وإذا لم يتمكن من التســليم إلى الحــاكم ســلمهــك أيضــا حفظــه، لكن إلى عــدول المؤمــنين، وإذا لم يتمكن من ذلــل ــا على الموك مقتضــى القاعــدة أن يكــون أجــرة الحفــظ ونحوه لقاعدة احترام عمل الوكيل فال يجبر على الحفظ بدون أجــرة، كمــا أنه إن كان مضطرا للصرف عليها في ما إذا كانت دابة أو مــا أشــبه

كانت المصارف على الموكل. وعلى أي حــال، ففي الشــرائع: )لــو زال العــذر فــأخر التســليم

ضمن(. وفي الجواهر: بال خالف وال إشكال، ألنه من المغصــوب باعتبــار

كون االستيالء عليه بغرض. وهو كمـا ذكــروه، ألنــه يعـد من الغصــب، فيشـمله قولـه )عليــه

الــرد إنمــا يكــون و،(1)ألن الغصــب كلــه مــردودالصالة والســالم(: بالمثل أو القيمة حسب مــوازين بــاب الغصــب، لكن ينبغي أن يقيــد ذلك بما إذا زال العــذر وعلم بــزوال العــذر، أمــا إذا لم يعلم بــزوال العذر فالظاهر عــدم الضــمان، ال ألن الغصــب معلــق بــالعلم وعــدمــة يقتضــي عــدم الفــرق بين الغاصــب العــالم العلم، إذ إطالق األدل والغاصب الجاهل، وإنما يستثنى هنا من بــاب أنــه مقتضــى األمانــة، وأنه ال يزول كونه أمينا إذا لم يعلم بزوال العــذر، وإذا بقيت األمانــة

بقي عدم الضمان. ثم ال يخفى أنه ال فرق في العذر أن يكــون ممتــدا ومتبــدال، مثال كان له عذر شرعي ثم تحــول إلى عـذر عـرفي ثم تحـول إلى عــذر عقلي، وكذلك في أفراد كل واحد من الثالثة، إذ المعيــار هــو العــذر وعدم العذر، كما أنه ال فرق بين أن يكون العذر في تســليم الوكيــل

أو في تسلم الموكل أو في نفس األمانة، كما إذا كان

. 4ح األلقاب أبواب من1 الباب365 ص6( الوسائل: ج?)1309

Page 310: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

مثال الوكيــل سـجينا، أو كـان الموكــل غائبــا أو ســجينا، أو كــانت البضــاعة محجــوزة من قبــل الظــالم مــع عــدم عــذر أي منهمــا في

التسليم والتسلم في نفسه، إلى غير ذلك من الصور. ثم إذا اضــطر الوكيــل إلى عــدم الــرد، مثــل أن يكــون الشــتاء القارص والبضاعة فرو إذا سلمه للموكل مات بردا، فال إشــكال في لزوم األجرة عليه، لكن هل يضمن إذا تلف، احتماالن، من أنه أمانــة شــرعية، ومن عــدم المنافــاة بين كونــه أمانــة وبين الضــمان كأكــل المخمصة، ألنـه من الجمـع بين الحقين كمـا ذكـروه هنـاك، والثـاني

أظهر. ال يقال: فكيف قلتم بعدم الضمان في العذر الشرعي.

إن األمينألنه يقال: ذلك لبقــاء كونــه أمانــة ومشــمولة لــدليل تنصرف األمانـة عن المقـام فيشـمله دليـل اليـد كأكـل و،(1)مؤتمن

المخمصة، فتأمل. ومن حال االضطرار يعرف حــال اإلكــراه واإللجــاء، لكن ال يبعــدــبب عن ــة السـ ــره والملجئ إذا تلـــف ألقوائيـ ــمان على المكـ الضـ

المباشر، على ما فصلوه في كتاب الغصب. ثم إن الشرائع قال ممزوجــا مــع الجــواهر: )ولــو امتنــع مثال من الرد بعد المطالبة به مع االعــتراف بــه ثم ادعى بعــد ذلــك أن تلــف المال قد كان قبل االمتنــاع، أو ادعى الــرد قبــل المطالبــة، قيــل: ال تقبل دعواه وإن أقام بينة، لتكذيبه لهــذا اإلقــرار المفــروض ســابقا،

البينــة علىواختاره جماعة، والوجه عند المصنف أنها تقبل لعمــوم خصوصا إذا أظهر إلقراره األول وجهــا ممكنــا كنســيان، أوالمدعي

اعتماد على

. 10 و9ح الوديعة أبواب من4 الباب229 ص13( الوسائل: ج?)1310

Page 311: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كتابة ونحوها، إال أنــه ال يخفى عليــك مــا فيــه بعــد اإلحاطــة بمــاــور مــا إذا ذكرناه سابقا في الوديعة من أن المتيقن من الخبر المزب لم يكذبه على أنه معارض بما دل على حجية اإلقرار، بل هو كــذلك لو أنكر أصل المال، فإنه وإن كان إنكارا إال أنه إقرار في حقه على

. (1)وجه ينافي سماع بينته( أقول: مقتضى القاعدة القبول كما ذكره الشــرائع، لمــا ذكرنــاه في كتاب الشــهادات وكتــاب اإلقــرار من أن الشــهادة مقدمــة على اإلقرار، فلو شهد شاهدان أنه طلق زوجته وأقر على أنه لم يطلقها لم يفد إقراره في زوجيتها له بكل آثار الزوجية مما له وممــا عليــه، وكذلك إذ أقر أن هذا ولــده وقــام الشــاهدان على أنــه ليس بولــده،

فإنه يطرح إقراره ويؤخذ بالشهادة. ولذا قال في جامع المقاصد: )إنه لو أظهر تأويال لقوله كنســيانه واعتماده على قول وكيله أو مكتوب ورد إليه ونحــو ذلــك قبــل، ألن ذلك مما تعم به البلوى، وقــد يقــول الشــخص في أمثــال ذلــك على ظاهر الحال، فلــو بلغت المؤاخــذة بــه هــذا الحــد لــزم الضــرر، ولم يتعرضوا لما إذا ادعى التلف بعــد الطلب والوعــد وقضــية كالمهم إذ

انتهى. تسمع بينته( وقد ذكروا أن اإلنسان إذا اعترف بشــيء ثم ادعى أنــه اعــترف اضطرارا أو إكراها أو لعذر أو ما أشبه وأقام البينة على ذلــك تقبــل

بينته، فالمقام من ذلك أيضا، ولذا اختار المبسوط القبول. ــه ــة أو رددت قال في محكي كالمه: )فإذا قال: تلف قبل المطالبــه ــه أم ال، في قبل المطالبة وأنا أقيم البينة على ذلك، فهل تقبل بينت

وجهان: أحدهما، وهو الصحيح: أنها تسمع منه، ألن يقيمهــا على تلــف أو

رد لو صدقه عليه لم يلزمه الضمان فكذلك إذا قامت عليه البينة. والثاني: التسمع، ألنه كــذبها بقولــه: أرده عليــك وقتــا آخــر، ألن

ذلك يقتضي

.425 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1311

Page 312: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

سالمته وبقاءه في يده. وفي الناس من قال: هذا القول أصح وأرجح، ألنه بقولـه الثـاني مكذب لقوله األول، ومكذب لبينته بقوله األول، وأما إذا صدقه على تلفه فقد أقر ببراءته فال تجوز له مطالبته، وليس كذلك إقامة البينةــة ــه لم يقم البين ألنه لم يبرئه صاحب المال، بل هو مكذب لها، فكأن

انتهى. ولم يبرئه صاحب المال فلزمه الضمان( ومن الواضح أن دليل القول الثــاني ال يقــاوم الــدليل األول، بــل ظاهر الشــيخ في المبســوط أن القــول الثــاني للعامــة، حيث قــال:

)وفي الناس(، ومثل هذا التعبير ال يعبر به عن الخاصة إال نادرا. وفي مفتاح الكرامة: )إنه قد استدل على القــولين في التــذكرة بما استدل به في المبسوط من دون تـرجيح، كمــا أنــه في التحريــر استشــكل كالكتــاب، لكنــه في المختلــف كولــده في اإليضــاح رجح

انتهى. بطالن بينته، وقواه في جامع المقاصد وهو كذلك( والمتتبع في المواضع المرتبطة بهذه المســألة يجــد أن الفقهــاء يقدمون البينة على اإلقرار، فإذا أقر بأنهــا زوجتــه وأقــامت الزوجــة البينة على أنها ليســت زوجــة لــه، ال يحكم الفقهــاء بوجــوب نفقتهــا عليه إلقراره، كما ال يحكمــون بحرمــة الخامســة عليــه، وكــذلك في ادعاء الولد وإقامة الولد البينة على أنــه ليس ولــدا لــه، ال يحكمــون بوجوب نفقته عليه وإعطاء إرثه لـه، إلى غــير ذلـك، بـل وكـذلك إذا كان الطفل صغيرا وأقــام غــيره البينــة على أنــه ليس بولــد المقــر، وكذلك إذا أقر بالزنا أربع مرات وقــامت البينــة على كذبــه، وأنــه لم يزن في الوقت الذي يحدده في زناه، أو اعــترف بالســرقة وقــامت

البينة على أنه لم يسرق، إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة. ثم إن في القواعد: )إنه لو لم يعده لكن ماطله برده مع إمكانه

ثم ادعى

312

Page 313: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

التلف لم يقبل إال بالبينة(.ــه الموكــل ونقله مفتاح الكرامة عن التذكرة والتحرير، فإذا طلب منه لكن الوكيل ماطل ولم يعده بالرد وما أشبه بأن أخره من غــير عــذر في أن يقــول إنـه تلـف، أو يعــد بــالرد، فقــد قـال العالمــة في الكتب المتقدمة إنــه يصــير ضــامنا بــذلك ويخــرج عن األمانــة، فــإذا

ادعى بعد ذلك التلف لم يقبل منه. وفي مفتاح الكرامة: )لعل الوجه في كونه ضامنا أنه قصــر، ألن الواجب عليه الرد إن كان باقيا، والجواب بالتلف إن كـان تالفـا، ألن الجواب حق للموكل، كما أن الجواب حــق للمــدعي، فلمــا لم يجب

انتهى. من غير عذر كان مقصرا فكان خائنا ضامنا( لكن هذا التعليل كتعليل العالمة غير ظاهر، فال يتمكنان أن يقفــا أمام قبــول قــول األمين، فــإن المطــل بالنســبة إلى من تلــف بيــدهــه، لكن ــا ل المال ال يخرجه عن األمانة، كما أن الجواب وإن كان حق ال يالزم عدم وفائه بمثل هذا الحــق أن يكــون ضــامنا، وعليــه فعــدم

الضمان هو األقرب.ــه في ولذا قال في الجواهر: )بل قد يقال في األول بسماع قول التلف، فضال عن بينته، ألن ذلك المطل الذي قد كان منه ال يقتضي عدم قبول قوله في التلف أو الرد بناء على القول به، لعموم ما دل عليه أو إطالقه، والمطل المزبور يمكن أن يكــون حيــاء من المالــك أو لغـــير ذلـــك من الوجـــوه الصـــحيحة، لكن في القواعـــد ومحكي التذكرة والسرائر التصريح بعدم قبول غــير البينــة منــه في الفــرض

انتهى. المزبور(، ولعله حصل االشتباه من النساخ في ذكر السرائر بدل التحرير،ــاهر أن حيث قــد عــرفت أن في مفتــاح الكرامــة التحريــر، والظ

الجواهر أخذه منه، ولعل

313

Page 314: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الجــواهر في النســخة األصــلية كتب )يــر( فتصــور الناســخ أنــهالسرائر بينما هو التحرير.

وعلى أي حـــال، فمقتضـــى القاعـــدة إطالق األمانـــة إال إذا دلالدليل على الخروج منها وال دليل في المقام.

ولــو طــالب الموكــل فوعــده الوكيــل باإلعطــاء فمــات الموكــل فادعى الوكيل للوارث أنه تلف قبــل ذلــك، فالظــاهر أن حالــه حــال ادعائه للمورث، لعدم الفرق بينهما في المناط المتقدم، كما أنه إذا مات الوكيل فادعى وارثه أنــه تلــف وأنــه خجــل عن قولــه، فــإن لم يكن أمينا فعليه البينــة، وإال كفى حلــف الموكــل لعــدم علمــه إذا لم

يعلم، وحلف على العلم إن علم، كما هو مقتضى القاعدة.

314

Page 315: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــده في من الشــرائع: )كل في قــال(:36 )مسألة أن فله ذمته في أو لغــيره مــال ي في قوله يقبل ما ذلك في ويســتوي بــالقبض، الحق صاحب يشهد حتى التسليم من يمتنع يقبل ال وما رده ببينة إال آخــرون وفصل اليمين، أو الــدرك إلى المفضي الجحــود من هربا في االمتنـــاع وأجـــازوا األول في التســـليم فـــأوجبوا يقبل ال وما رده في قوله يقبل بينما

الثاني انتهى. أشبه( واألول اإلشهاد مع إال وفي القواعد: كل من بيده مال لغيره أو في ذمته، له أن يمتنــع من التسليم حتى يشهد صاحب الحق بقبضه، وفي مفتاح الكرامــة: إنه كذلك في التذكرة والتحرير واإلرشاد واللمعــة وجــامع المقاصــد

والمسالك والروضة والمفاتيح، وفي الكفاية إنه األشهر. ثم قال القواعد: ســواء قبــل قولــه في الــرد أو ال، وســواء كــانــذلك في التــذكرة ــاح الكرامــة: صــرح ب للحــق بينــة أو ال، وفي مفت والتحرير وجامع المقاصد والمسالك والروضة، وكــذا الشــرائع وهــو

قضية إطالق الباقين.ومقابل هذا القول قوالن آخران:

األول: اختاره في المبسوط من أن المطالب بالتسليم إن كــان ممن يقبل قوله في التلف والرد، مثل المودع والوكيل بال جعــل، لم يكن له ذلك وكان له أن يرد ذلك، ومتى أخــر الــرد لزمــه الضــمان، ألنه ال حاجة به إلى الشــهادة، وإن أكــثر مــا يتوقعــه منــه أن يــدعيــإذا لم ــه، ف عليه المال، فإذا ادعى هو الرد كان القول قوله مع يمين يكن به حاجة إلى البينة لم يكن له االمتنــاع عن الــرد، ووافقــه على ذلك صاحب جامع الشرائع، وزاد مــا إذا لم يكن مشــهودا بــه عليــه، فإن كان قد أشهد عليه كان له االمتنــاع حــتى يشــهد، وفي التحريــر بعــد أن وافــق المشــهور قــال: هــذا إذا لم يــؤد اإلشــهاد إلى تــأخير

الحق، فإن أدى إلى ذلك فالوجه وجوب الدفع فيما

315

Page 316: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يقبل فيه قول الدافع مع اليمين. والحاصل: إن التفصيل األول بين من يقبل قوله ومن ال يقبل.

والتفصيل الثاني: بين أن يكون بينة على أصله وعدمه، وهذا هو المحكي عن يحيى بن سعيد، ومقتضى القاعدة أنه إذا لم يكن ضرر وحرج على من عنــده المــال وجب التســليم فــورا عرفيــا، ألن منــع الحق عن أهله حرام، وإن كان عليه ضرر كــان لــه المنــع عن األداء

إال باالستيثاق كالشهود والصك وما أشبه. والظاهر أن الضرر شامل للجلب إلى المحكمــة واليمين، لعــدم رغبة كثير من الناس في حضــور المحكمــة ألن فيــه قحمــا، بــل هــو حرج عليهم، كعدم رغبة كثــير من النــاس في الحلــف، لمــا ورد عن

من حلــف باللــه صــادقا أثم،الصادق )عليه الصــالة والســالم( أنــه: .(1)ومن حلف بالله كاذبا كفر

وكأن الحلف أمر رخصه الشارع في االضطرار، ولذا تفـادى عن اليمين اإلمام زين العابدين )عليه الصالة والسالم( لما ادعت زوجته الخارجية عليه المهــر عنــد قاضــي المدينــة، فــألزم القاضــي اإلمــام )عليه السالم( باليمين، فــأمر اإلمــام ابنــه البــاقر )عليهمــا الســالم(ــان ــه، وإن ك ــف ب ــالى أن يحل ــه ســبحانه وتع ــا إجالال لل ــه إليه بدفع

.(2)صادقا أما إذا تعــارض ضــررهما فــالالزم تقــديم أهم الضــررين، ألنهمــا

يتساقطان في القدر المساوي فيبقى الزائد منهما محكما. ــذا ــان: من )أن فتح ه وبذلك يظهر أن ما حكي عن مجمع البره الباب يوجب اإلشكال، إذ قد يتعذر وجود عــدلين مقبــولين خصوصــا

في زماننا، فإن أهله

. 2ح األيمان أبواب من1 الباب48 ص3( المستدرك: ج?)1. 1ح األيمان أبواب من2 الباب49 ص3( المستدرك: ج?)2

316

Page 317: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يمتنعون عن الصالة جماعة، بل صارت معدومــة بالكليــة، لعــدم العدل مع سهولة األمر في ذلك ويرتكبون الطالق مع صعوبة األمــر فيه بالنص واإلجماع، فال يبعد عدم الجواز مع التعذر أو التعسر لمنع صاحب المال عن ماله الذي يدل العقل والنقل على قبحه، خصوصا إذا استلزم فوات المصالح مع أنا ال نعــرف دليال واضــحا على جــوازــه ذلك المنع إال احتمال اليمين، وهو ال يعارض العقل والنقل على أن قد ال يلزم، بل قد يعلم من حال صاحب المــال انتفــاء ذلــك وأنــه ال محذور منه، وعلى تقــديره فليس بأشــد من منــع المــال عن مالكــه منع أنه ال يفيد تكليفه بــذلك، لعــدم حضــور الحــاكم في ذلــك البلــد، وأنه قد يسد أبواب المعاملة مثل الديون والعارية واإلجارة وغيرهــا، فإن الشــهود إنمــا تنفــع مــع الحــاكم على مــا قــالوه، وقــد ال يكــون الحاكم وقد تموت الشــهود أو تخــرج عن شــرط القبــول، وبالجملــة الحكم الكلي مشكل إال أن يكون نص أو إجماع، ولكن ال إجماع ألنه

انتهى. (1)قال في التذكرة، فاألقرب أن له ذلك(فيه مواضع للمناقشة ال تخفى.

أنه ال فــرق في(3) وجامع المقاصد(2)ثم إن المحكي عن التذكرةذلك بين المديون والغاصب.

.(4)وفي مفتاح الكرامة: وهو كذلك بل مقتضى القاعدة أنه ال فرق بين أن يكون ذلــك من الحقــوق الخاصة المتعلقة باألشخاص الــتي تحتــاج إلى اليمين أو الشــهود، أو غيرها كــالخمس والزكــاة ومــا أشــبه، ألن المعيــار كمــا عــرفت هــو العسر والضــرر، وربمــا إذا أدى الزكــاة ال يقتنــع الحــاكم منــه بأدائــه الزكــاة إال إذا أشــهد على ذلــك، وكــذلك ربمــا يــوجب التهمــة عنــد

رحم اللــه من جب الغيبــةالناس، أما إذا أشــهد فال يتهم، وقــد ورد . عن نفسه

ومنه يعلم وجه النظر فيما ذكــره المســالك حيث قــال: )وقــولالمصنف كل

.597 ص9والبرهان: ج الفائدة مجمع ( راجع?)1.195 ص15الفقهاء: ج ( تذكرة?)2.268 ص8المقاصد: ج ( جامع?)3.276 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)4

317

Page 318: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

من في يده أو في ذمته يشـمل نحـو الحقـوق الواجبـة كالزكـاةــأخير فإنها حق في الذمة أو في يده على تقدير عزلها، وليس له الت

انتهى. إلى أن يشهد على دفعها( وقد أخذ منه الجواهر، حيث قيد قول الشرائع: )كل من في يده مال لغيره( بقوله: )ممن تتوجه له الــدعوى بــه ولــو غصــبا، ال مثــل

انتهى. الزكاة والخمس( إذ قد عرفت أن مقتضى القاعدة مجيء التفصيل المذكور أيضاــي والقيم على ــف والوص ــولي على الوق ــال المت ــذلك ح ــا، وك فيه الصغار واألب والجد وغــيرهم ممن يــوجب عــدم اســتيثاقهم العســر

والضرر عليهم. أما قول الجواهر: )نعم قد يقال: إن من في يده مال الغير مثال لما كان مأمورا بدفعــه وإيصــاله إلى من لــه الحــق، فهــو مخــير فيــرر على طرق اإليصال التي ال تنافي الفورية العرفية، وليس فيه ض المالك، فمــع فــرض التشــاح فيهــا منهمــا بــأن أراد من عليــه الحــقــه، اإليصال المشتمل على الشهادة بالوصول إليه وأراد المالك خالف كان الــدافع هــو المقــدم ألنــه المخــير، والفــرض عــدم الضــرر على

انتهى. المالك مع احتمال الضرر على الدافع في غيره(ففيه ما ال يخفى، من عدم التنقيح الخنالف األقسام.

ــالقبض لم يلزمــه ثم إن القواعد قال: )وإذا أشهد على نفســه بدفع الوثيقة(.

وفي مفتــاح الكرامــة: )كمــا في التحريــر وجــامع المقاصــد، وال تمزيقها كما في األول أيضا، ألنه أي صاحب الحق ال يأمن أن يدعيــاج إلى ــدافع المــديون أو المســتودع مثال بمــا أقبضــه فيحت ــه ال علي اليمين لنسيان البينة أو موتها أو نحو ذلك، وألصالة بــراءة ذمتــه من

وجوب دفع ملكه إلى غيره(، إلى آخر كالمه. ــه أن والظاهر أن مقتضى القاعدة أن كل واحد من الطــرفين ل

يستوثق بما

318

Page 319: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يشمل كال من رفعــه (1)ال ضرريدفع احتمال الضرر، فإن دليل ودفعه، من غير فــرق بين اإلشــهاد وعدمــه، فــإذا كــان دفــع الضــرر

منحصرا بأمر تعين، وإال تخير. ومنه يعلم أيضا عدم تمامية إطالق ما رده مفتاح الكرامة بقوله عليهم: )قــد يقــال إن األول معــارض بمثلــه، ألن الــدافع ال يــأمن أن يدعي عليه بما فيها مــرة أخــرى وقــد تكــون ملكــا للــدافع كمــا هــو المتعارف، فينبغي أن يدفع له وثيقــة تتضــمن براءتــه ممــا كــان في

انتهى. يده أو في ذمته، ولعله لذلك تركه الباقون(ــدول ــور في ال ــذه األم ــارف ه ــوم من مص ــارف الي ــا تع ــا م أم المنحرفــة، فالظــاهر أنهــا متوجهــة إلى نفس المطلــوب، فال يلــزم

لغيره تحملها.

. 3 ح364 ص12( الوسائل: ج?)1319

Page 320: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )الوكيــل في اإليــداع إذا لم(:37)مسألة يشهد على الودعي لم يضمن(.

وقــال في الجــواهر معلقــا عليــه: )إذا أنكــر الــودعي، بال خالف محقق أجده فيه، وإن حكي في المسالك القول بوجوب اإلشهاد إال أنا لم نجده ألحد من أصحابنا، نعم عن التــذكرة اإلشــكال فيــه وهــو في غير محله، ضرورة عدم كون ذلك تفريطــا عرفــا، خصوصــا في الوديعة المبنية على اإلخفاء، ولذا لم يكن تركه كتركه في ردها إلىــك ــر المال وكيل المالك تفريطا بها بال خالف أجده فيه أيضا، ولو أنك الدفع إلى الودعي فالقول قول الوكيــل الــذي هــو أمين على ذلــك(

انتهى. ــا يكــون وال يخفى ما في ذلك، إذ المتبع هو المتعارف، فإنه ربم عدم اإلشـهاد تفريطـا، كمـا أنـه ربمـا يكــون الالزم على الوكيـل أن يأخذ وثيقة بــذلك، وإذا كــان األمــران متســاويين تخــير بين اإلشــهاد وبين االستيثاق بنحو آخر، فإطالق عــدم الضــمان إذا لم يشــهد غــير

ظاهر. ومنه يظهر وجــه النظـر فيمــا ذكـره القواعــد، حيث قــال: )ولـو وكله في اإليداع فأودع ولم يشهد لم يضمن إذا أنكر المــودع(، وفي مفتاح الكرامــة: )كمــا في المبســوط والشــرائع واإلرشــاد وشــرحه لولده واللمعة وجامع المقاصد والمسالك والروضة ومجمع البرهــانــف( ووديعة المبسوط والشرايع والكتاب والتذكرة والتحرير والمختل

انتهى. وكأنه لــذلك استشــكل في محكي التحريــر والتــذكرة في عــدم الوجوب، وعن المسالك والكفاية حكاية القول بوجوب اإلشــهاد في

الوديعة. ومنه يعلم أن حال الوكالة في اإليداع في عدم وجــوب اإلشــهاد أو وجوبه حال رد الوديعة على وكيل المودع، وإن كان المحكي عن

العالمة والمحقق

320

Page 321: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الثاني عدم الوجــوب، ألن الودايــع حقهــا اإلخفــاء وأنــه مطلــوبــول في فيها مع عدم جريان العادة بذلك، وألن قول المســتودع مقب الرد والتلف فال يؤثر عدم اإلشــهاد في تغريمــه، والمطلــوب إيصــال الحق إلى مستحقه ويد الوكيل كيــد الموكــل وكمــا ال يجب اإلشــهادــبراءة، عند الدفع إلى المودع فكذا إلى الوكيل باإلضافة إلى أصل ال

وعدم كون اإلشهاد من مقتضيات الوكالة. وكل ذلك ال يخفى ما فيه.

ثم إنـــه يـــأتي في المقـــام مســـألة ضـــرر هـــذا أو ضـــرر ذاكوتعارضهما، لوحدة المالك في البابين.

ــهد ثم إن الشرائع قال: )ولو كان وكيال في قضاء الدين فلم يشبالقبض ضمن، وفيه تردد(.

ــهد ــدين فلم يش ــاء ال ــان وكيال في قض ــو ك ــد: )ول وفي القواعبالقضاء ضمن على إشكال(.

وفي مفتاح الكرامة: )نص على الضمان في ذلك في المبسوط والتذكرة والتحرير واإلرشاد وشرحه لولده واإليضاح واللمعة وجامع المقاصــد والمســالك والروضــة وضــمان الكتــاب وجــامع المقاصــد

انتهى. ووديعتهما ورهن المبسوط والتذكرة والتحرير واإليضاح( ومقتضى القاعدة ما تقدم، ألن الوكيل يجب أن يتصرف تصــرفا حسب المتعارف، فربما يجب عليه اإلشــهاد أو االســتيثاق، وربمــا ال

يجب، فإطالق كل واحد من الطرفين محل نظر. ــل ــتداللين لإلطالقين، مث ــر في كال االس ــه النظ ــه يعلم وج ومنــل، االستدالل لعدم الوجوب باألصل، وأنه ليس من مقتضيات التوكيــة، وفي ــاب الوكال ــزوم ســد ب ــدم ول ــة على الع واســتمرار الطريق االستدالل للوجوب بــأن الوكيــل أمين والمطلــوب للموكــل انقطــاع المطالبة وبراءة الذمة بدفع ثابت يمكن الرجــوع إليــه عنــد الحاجـة،

فإذا ترك كان قد قصر وخان مع إمكان دعوى اإلجماع، حيث

321

Page 322: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يحكمون بذلك على سبيل الجــزم من دون إشــكال وال تــردد إال ممن عرفت مع أنا ال نجد مخالفا مصرحا بذلك قبل موالنا المقدس

األردبيلي، كذا في مفتاح الكرامة. ومنه يعلم وجه النظر في إطالق الجواهر عــدم الوجــوب، حيث قال: )لعله لعدم صدق التفريــط عرفــا، ال أقــل من الشــك واألصــل

.(1 )عدم الضمان، مضافا إلى السيرة( ومنه يعلم أن تفصيل جماعة بعــدم الوجــوب إذا حضــر الموكــل والوجــوب إذا لم يحضــر محــل مناقشــة، إذ حضــور الموكــل وعــدم حضوره ال يغير من مقتضى الوكالـة عرفــا، نعم قــد يكــون الحضــور وعدم الحضور مندرجا فيمــا ذكرنــاه، فليس هــو تفصــيال في مقابــل

تفصيلنا المذكور.

.429 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1322

Page 323: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشــرائع: )إذا تعــدى الوكيــل في مــال(:38)مسألة الموكل ضمنه، وال تبطل وكالته لعدم التنافي(.

أقول: التعدي والتفريط في مال الموكل، سواء كــان في أصــل المال الـذي أودعــه الموكــل إيــاه أو بدلــه فيمــا إذا بــاع أو نحــوه، ال يوجبــان بطالن الوكالــة، فهــو على وكالتــه، لالستصــحاب بعــد عــدمــال في المقتضي للبطالن حتى يخرج بذلك عن االستصحاب، ولذا قــه(: )بال خالف أجــده بين من ــه: )ال تبطــل وكالت ــد قول الجــواهر عن تعــرض لــه إال مــا يحكى عن أبي علي لعــدم التنــافي بين الضــمان بسببه الشرعي وبين بقاء الوكالة المستصــحب المحتــاج رفعــه إلى فاسخ شرعي أو إنشاء عزل المالك، نعم لــو فــرض اعتبــار عدالتــه

انتهى. في وكالته أمكن انعزاله حينئذ بالفسق بسبب التعدي( واستثناؤه إنما هو فيما إذا تعمد التعدي، وإال إذا تعــدى أو فــرطــدة ــي القاعـ ــا، فيقتضـ ــد لم يكن يـــوجب الفســـق أيضـ ــير عمـ بغـ االستصحاب، ومن الواضح أن المراد التعدي الــذي ال يــوجب فــوات متعلق الوكالة، أما إذا فات متعلق الوكالــة فال وجــه لبقــاء الوكالــة،

كما إذا تعدى على الحيوان فمات أو ما أشبه ذلك. ــع عن ثم الظاهر أنه إذا تعدى ضمنه في حال التعدي، فــإذا انقلــد التعدي رجع عدم الضمان، وأنه ال مقتضي الستصحاب الضمان بعــه فقد الموضوع وهو التعدي، فإذا لبس ثوب الموكل من دون إجازتــا ــرط، كم ورضاه ضمنه، فإذا نزعه رجع عدم الضمان، وكذلك إذا ف إذا أطلق حيوانه في المسبعة ثم استرجع الحيــوان الحضــيرة، فإنــه

يسقط الضمان بذهاب موضوعه. ثم قال الشرائع: )ولــو بــاع الوكيــل مــا تعــدى فيــه وســلمه إلى المشتري برئ من ضمانه، ألنــه تســليم مــأذون فيــه فجــرى مجــرى

.(1)قبض المالك(ــدى وفي مفتاح الكرامة عند قول العالمة: وإذا باع المالك ما تع

فيه إلى

.162 ص2اإلسالم: ج ( شرائع?)1323

Page 324: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــذكرة ــامع والت ــوط والج ــذلك في المبس ــرح ب ــد ص ــره: )ق آخ والتحرير والكتاب فيما يأتي، وجامع المقاصــد والمســالك والكفايــة،

انتهى. وفي التذكرة اإلجماع عليه، وفي المسالك أنه ال خالف فيه( وهل يزول الضمان بمجرد البيع أو ما أشــبه بــدون القبض، كمــا هو مقتضى القاعدة، أو أنه ال يزول الضــمان، كمــا اختــاره المحقــق الثاني والشهيد الثاني، وأنه ربما بطــل العقــد قبــل قبض المشــتري فيكون التلف من ملك الموكل، احتماالن، وإن كان مقتضى القواعدــي ــك يقتض ــه إن ذل ــه: )وفي ــواهر بقول ــاني الج ــذا رد الث األول، ول االنفساخ من حينه على األصح، ويكون قد تلف وهو ملك المشتري، وإن اقتضى ذلك انفساخ البيع، كما لــو رده المشــتري على الوكيــل بعيب، حيث يكون وكيال عليــه أيضــا بعــد الــرد ولــو بالوكالــة األولى، فإنه قد صرح في المسالك بعدم الضمان فيه، والفــرق بينهمــا غــير واضح، اللهم إال أن يكون قــد بــنى األول على االنفســاخ من األصــل

انتهى. به، كما لعله الظاهر من آخر كالمه( هذا باإلضــافة إلى أن إطالقــه عــدم زوال الضــمان بــدليل أخص

من المدعى غير مستقيم. ثم إن مفتــاح الكرامــة قــال: وليعلم أنــه إذا باعــه وقبض الثمن كان الثمن أمانة في يده، وإن كان أصله مضــمونا ألنــه قبضــه بــإذن الموكل كما في المبسوط والتذكرة والتحرير والمسالك، ومثلــه مــا لو تعدى في الثمن ثم اشترى به وقبض المبيع، وهو كما ذكره، وقد

عرفت أنه ال وجه لبقاء الضمان بعد ذهاب سببه وهو التعدي.

324

Page 325: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه في(:39)مسألة قال في الشرائع : )إذا أذن الموكل لوكيلانتهى. بيع ماله من نفسه فباع جاز، وفيه تردد، وكذا في النكاح(

أقول: ال ينبغي اإلشكال في ذلك، ســواء في الــبيع أو النكــاح أو ما أشبه، إذ ال محذور فيه إال إذا قيل بأن المنساق من األدلة التغايرــر، ــرتب األث بين الموجب والقابل، وال أقل من الشك واألصل عدم ت وهــذا القــول ضــعيف وإن حكي عن جماعــة، بــل عن غايــة المــراد نسبته إلى كثير من أصحابنا، ولذا قال في الجواهر: )قــد ذكرنــا في الــبيع والنكــاح أن األصــح األول، وأنــه ال شــك في تنــاول األدلــة لــه(

انتهى. ومنه يعلم صحة ذلك من الولي أيضا إذا عمل حسب المصــلحةــد فيما اشترطنا المصلحة، أو مع عدم المفسدة كما هو الظاهر، وق

ذكرنا تفصيل الكالم في ذلك في أول كتاب النكاح. ومنه يعلم أنه إذا أطلق الموكل بمــا يشــمله عرفــا، ســواء كــان بــالقرائن الحاليــة أو المقاليــة صــح، وإال يكــون فضــوليا يحتــاج إلى اإلجــازة، وقـد أفـتى بــذلك في محكي التــذكرة والمختلـف والنهايــة والتلخيص ولواحق رهن القواعــد وولــده في اإليضــاح والشــهيد في

الحواشي وصريح أبي الصالح أو ظاهره. ويدل عليه خبر ميسر، قلت له: يجيئني الرجل فيقــول: تشــتري

إن أمنت أن ال يتهمكقال: لي ويكون عندي خير من متاع السوق،. (1)فأعطه من عندك، وإن خفت أن يتهمك فاشتر له من السوق

بل وربما استدل له بمــا عن الــدعائم، عن علي )عليــه الســالم( .(2)إذا زوج الوكيل على النكاح فهو جائزقال:

. 4ح التجارة آداب أبواب من289 ص12( الوسائل: ج?)1. 812ح النكاح أبواب من5 الباب219 ص2( الدعائم: ج?)2

325

Page 326: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ويؤيده ما دل على جواز أن يأخذ لنفسه من وكــل على تقســيممال للمحاويج إذا كان بصفتهم بقدر أحدهم.

كما أنه يؤيده جواز حج الوصي بنفسه عمن هو وصي عنه. وخــبر إســحاق بن عمــار، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: يجيء الرجل بدينار يريد مني دراهم فأعطيه أرخص مما أبيع، قــال:

أعطه أرخص ما تجد له(1). ولذا قــواه الجــواهر وغــير واحــد من المتــأخرين، وقــد قــال في الشرائع: )ولو وكلته في تزويجها منه، قيل: ال يصــح، لروايــة عمــار، وأنه يلزم أن يكون موجبا قابال، والجواز أشبه، وذلك في قبال قــولمن قال بعدم جواز تزويجها حتى مع تصريحها بأنه يزوجها لنفسه(. وبذلك تبين وجه النظر فيمــا عن المبســوط والخالف واإلرشــاد ووكالة القواعد من عدم الجــواز مــع اإلطالق، بــل عن التــذكرة أنــه

المشهور، وذلك لجملة من النصوص: ــه الســالم(: إذا قــال لــككخــبر ابن الحكم، عن الصــادق )علي

الرجل: اشتر لي، فال تعطه من عندك وإن كــان الــذي عنــدك خــيرا .(2)منه

ــل يبعث إلى ــه الســالم( عن الرج ــبر إســحاق: ســألته )علي وخــده الرجل فيقول له: ابتع لي ثوبا، فيطلب له في السوق فيكون عن

ال تقــربن هـذامثل ما يجد له في السوق فيعطيه من عنــده، قــال: نا األمانــةوال يدنس نفسه، إن الله عزوجل يقــول: ا عرضــ إلى(3)إن

آخر اآلية، وإن كان عنده خيرا مما يجد له في السوق فال يعطيه

. 3ح التجارة آداب أبواب من5 الباب289 ص12( الوسائل: ج?)1. 3ح التجارة آداب أبواب من5 الباب288 ص12( الوسائل: ج?)2. 72 األحزاب: اآلية ( سورة?)3

326

Page 327: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1)من عنده وخــبر القالنســي، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: الرجــل يجيئني بالثوب فأعرضه فإذا أعطيت به الشــيء زدت فيــه وأخذتــه،

.(2)ال تزدهقال: ــد اللــه )عليــه وخبر ابن أبي حمزة، سمعت الزيات يسأل أبا عب الســالم(، فقــال: جعلت فــداك إني رجــل أبيــع الــزيت فيــأتيني من

، قــال: إنيمــا أحب لــك ذلكالشام فآخذ لنفسي مما أبيع، قــال: بعــه من غــيرك، وال تأخــذلست أنقص لنفسي شيئا مما أبيع، قال:

منه شيئا، أرأيت لو أن الرجل قال لك ال أنقصك رطال من دينــار مــا .(3)كنت تصنع، ال تقربه

ــن بل والمناط في رواية عمار الساباطي، قال: سألت أبا الحس )عليه الســالم( عن امــرأة تكــون في أهــل بيت فتكــره أن يعلم بهــا أهل بيتها فيحل لها أن توكل رجال يريــد أن يتزوجهــا، تقــول لــه: قــد

ــالم(: ، قلت: جعلتالوكلتك فاشهد على تزويجي، قال )عليه السفداك وإن كانت أيما، قال )عليه الســالم(: ، قلت:وإن كــانت أيمــا

.(4)نعمفإن وكلت غيره بتزويجها منه، قال )عليه السالم(: وإذا سألك شري ثوب فال تعطــهوعن الرضوي )عليه السالم(:

.(5)من عندك فإنها خيانة، ولو كان الذي عندك أجود مما عند غيرك.(6)وعن المقنع مثله

لكن هذه الروايات مع ضعف بعضها سندا وعدم داللة

. 2ح التجارة آداب أبواب من5 الباب289 ص12( الوسائل: ج?)1. 1ح التجارة آداب أبواب من6 الباب290 ص12( الوسائل: ج?)2. 2ح التجارة آداب أبواب من6 الباب290 ص12( الوسائل: ج?)3. 4ح النكاح أبواب من10 الباب217 ص12( الوسائل: ج?)4. 1ح التجارة آداب أبواب من6 الباب264 ص12( المستدرك: ج?)5. 2ح التجارة آداب أبواب من6 الباب264 ص12( المستدرك: ج?)6

327

Page 328: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بعضها، بل ظاهرها الحمل على الكراهة ونحوها، ال يمكن العمل بها في قبــال القــول األول الــذي دل عليــه األصــل وبعض النصــوص

المتقدمة. وقد ظهر ممــا تقــدم جــواز كـل المعــامالت واإليقاعــات القابلــة لذلك، كما إذا وكله في شراء شيء لــه فاشــترى لــه من نفســه، أو إيجــاره أو اســتيجاره لإلنســان أو لغــيره، وكــذلك في المضــاربة والمزارعة والمساقاة والكفالة، كما إذا وكله في أن يأخذ عنه كفيال فجعل نفسه كفيال عنه، وكذلك في عتق عبد له فــاعتق عبــد نفســه

عنه، إلى غير ذلك ألعمية الدليل المتقدم لكل هذه األمور. بــل وكــذلك إذا وكلــه الحــاكم الشــرعي في أن ينصــب واليــا أوــه، قاضيا أو ما أشبه فنصب نفسه، حيث كانت المؤهالت متوفرة في

وكانت الوكالة مطلقة شاملة لمثل ذلك.

328

Page 329: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

329

Page 330: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فصلالتنازع في

وفيه مسائل: ــالقول(:1)مسألة قال في الشرائع: )إذا اختلفا في الوكالة ف

قول المنكر، ألنه األصل(. وفي الجواهر: )سواء كان المنكر الموكــل أو الوكيــل الــذي قــد يدعي غيره وكالته لغـرض من األغـراض، كمـا لـو كـان قـد اشـترى شيئا ادعى الموكل أنــه اشــترى لــه بالوكالــة عنــه وأنكــر المشــتري أصــل الوكالــة، أو كــانت الوكالــة مشــروطة في عقــد الزم ألمــر ال يتالفى حين الــنزاع للتــوقيت أو لتلــف العين الــتي اشــترط الوكالــةــك عليها فادعى البائع مثال إنه وكله إلرادة لزوم العقد، وأنكر هــو ذل

انتهى. إلفادة التسلط على الفسخ( وهو كما ذكره، لكن ينبغي أن يقيد ذلــك بمــا إذا لم يكن الــنزاعــل في الوكالة معارضا بالنزاع في الوالية، بأن ادعى أحدهما أنه وكي واآلخر أنــه ولي، فيمــا إذا دار األمــر بينهمــا، فــإن هــذا الموضــع من

البينــة على المــدعيالتحالف ال من المدعي والمنكــر، فال يشــمله . واليمين على من أنكر

330

Page 331: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أما إذا تنــازع اثنــان بــأن أيهمــا الوكيــل بعــد وضــوح أن أحــدهما وكيل، فمقتضــى القاعــدة أنهمــا إذا اجتمعــا على شــيء نفــذ، للعلم بتصرف الوكيل منهمــا، وإذا لم يجتمعــا نفــذ تصــرف الوكيــل منهمــا واقعا، وإن لم يعلم أن أي تصرف هو تصرف الوكيل يمكن أن يعين بالقرعة، وربما يكون لنفس العلم اإلجمالي األثــر، كمــا إذا نكح كــل واحد من المشتبهين زوجة له هما أختان، فإنــه ال يصــح تــزويج أخت ثالث، كما أنه ال يصح تزويج أمهما أو بنتهمــا لــه، إلى غــير ذلــك من

األمثلة. ثم قال الشرائع: )ولو اختلفــا في التلــف فــالقول قــول الوكيــل

ألنه أمين(. أقول: وذلك ألن األمين يقبل قوله وإن كان مخالفا لألصل، كمــا

تقدم الدليل على ذلك. وفي الجواهر: )بالخالف أجده، بــل لعلــه كــذلك بين المســلمين فضال عن صريح اإلجماع في المبسوط والســرائر وجــامع المقاصــدــد ــثر، ومعق ــل ظــاهر األك ــا حكي عن بعضــها، ب والمســالك على م اإلجمــاع ونفي الخالف كمــا هــو صــريح بعض من عــدم الفــرق بين كونها بجعل وبدونه، ضرورة كونه أمينا على كل حال، بل وبين كون التلـف المـدعى بسـبب ظـاهر كـالغرق والحـرق أو خفي كالسـرقةــك، إال أن ونحوها، وإن حكي عن الشيخ في الوديعــة الخالف في ذل المحكي عنه هنا التصــريح بــذلك، ولعلــه لــذا كــان ظــاهر المســالك

انتهى. اإلجماع على ذلك هنا(ــو ادعى ومنه يعلم أنه لو ادعى تلف البعض قبل أيضا، كما أنه ل التبدل كانقالب البيضة فرخــا، أو الخمــر خال، أو الخــل خمــرا، أو مــا

أشبه ذلك قبل في الكل، ألنه مقتضى أمانته. أما ما ذكره الشرائع بعد ذلــك بقولــه: وقــد يتعــذر إقامــة البينــة بالتلف غالبا فاقتنع بقوله دفعا اللتزام ما يعــذر غالبــا، فال يخفى أنــه

يصلح حكمة ال علة،

331

Page 332: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كما أن االستدالل لذلك بقاعدة العسر والحــرج واإلحســان ومــاأشبه استدالل باألخص على األعم.

ومنه يعلم وجه النظر في اعتذار الجــواهر عن الشــرائع بقولــه: بل قــد يســتفاد من التعليــل في بعض النصــوص الــواردة في قبــول قول االمرأة في الحيض والطهارة ونحــو ذلــك إقعــاد هــذه القاعــدة أيضا، وهي أن كل أمر يتعذر إقامة البينة عليه غالبا أو يتعســر يقبــل

قول مدعيه بيمينه، ولعله إليه أومى المصنف بما ذكره. ومنه يعلم وجه النظــر في االســتدالل لــذلك بالتعليــل في قولــه

، ألنه إذا احتاج األمر إلىلما قام للمسلمين سوق)عليه السالم(: البينة لما قام للوكالة عمود.

ثم قال الشرائع: )ولو اختلفا في التفريط، فالقول قول منكره، البنيــة على المــدعي، واليمين علىلقوله )عليه الصالة والســالم(:

(. من أنكرــا، وليس على ــه أمين ــك بكون ــول: ويمكن االســتدالل على ذل أق

األمين إال اليمين. ومنــه يعلم أن المــراد بالتفريــط أعم من التعــدي، كمــا أنــه لــو اختلفا في التفريط الزائد والناقص كان الحق مــع القائــل بالتفريــط الناقص، كما إذا كان تفريطه في الحيــوان مســلما، لكنــه يــدعي أن التفريط كان إلى حيث المــرض، بينمــا الموكــل يــدعي أن التفريــط

كان إلى حيث الموت، إلى غير ذلك من األمثلة.

332

Page 333: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )إذا اختلفا في دفــع المــال إلى(:2)مسألة الموكل، فإن كانت بجعل كلف البينة ألنه مدع، وإن كانت بغير جعل قيل: القول قوله كالوديعة، وهو قول مشــهور، وقيــل: القــول قــول المالك، وهو األشبه، أمــا الوصــي فــالقول قولــه في اإلنفــاق لتعــذر

انتهى. البينة فيه دون تسليم المال إلى الموصى له( ومقتضى القاعدة أن الوكيل كالوصي، كالهمــا مســموع كالمــه، سواء كان بجعل أو بدون جعل، ألنهمــا أمين واألمين مــؤتمن، فكمــا يقبل قوله فيما تقدم، يقبل قولــه هنــا، والــدليل المتقــدم هنــاك آت

هنا. والحاصل: إن على المفرق بين أن تكون الوكالة بجعل وبين أن ال تكون به إبداء الفرق بين المسألتين، كمـا عليـه إبـداء الفـرق بين هذه المسألة والمسألة السابقة أيضا الــتي لم يفرقــوا فيهــا بين أن يكون بجعل أو بغــير جعــل، فــإن المــال بيــد الوكيــل وديعــة يشــمله

أدلتها، هذا باإلضافة إلى المؤيدات السابقة. والحاصل: إن إطالق أدلة األمانة باإلضافة إلى المؤيدات، وعدم فرقهم في كونــه بجعــل أو بغــير جعــل فيمــا إذا تلــف بغــير تعــد وال تفريط، يقتضي عــدم الفــرق هنــا أيضــا، فتســالمهم على أن القــول

قول الموكل إن كان بجعل محل تأمل.ــاح الكرامــة: )ولــوال اإلجمــاع المحصــل من ولــذا قــال في مفت كالمهم في المقام على عدم قبول قوله إذا كان هنــاك جعـل، لقلنــاــه بقبول قوله مطلقا، لمكان عموم تلك األخبار، وال منافاة بين قبول قوله بدون الجعل وعدمه معه باإلجماع، إذ العـام المخصــوص حجــة في الباقي، هـذا مــع تسـليم اشــتراكهما في األمانــة، وعــدم الفــرق واضح بين األمانة المحضة والتي مع الجعل غير متعلــق بعين المــال

في المرهون والمستعار،

333

Page 334: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وإنما هو الزم في ذمة الموكل فيكون قبضه أمانة محضة(، إلىآخر كالمه.

وما ذكره من اإلجماع المحصل محل نظر، ألنه لم ينقله إال عن جملة من الفقهاء فقط، وهل بمثل ذلك يحصــل اإلجمــاع المحصــل، هــذا باإلضــافة إلى أنــه لــو كــان إجمــاع فهــو محتمــل االســتناد، بــل ظاهره، ومثل هذا اإلجمــاع ليس بحجــة حــتى عنــد القــائلين بحجيــة

اإلجماع غير محتمل االستناد. وبذلك يظهر وجه النظر في استدالل الجــواهر أيضــا عنــد قــول المحقق ألنه مدع، بقوله: قابضا لمصلحة نفسه فال يساوي الوديعة، إذ قد عرفت إطالق األدلــة، وأنــه ال دليــل على أن القبض لمصــلحة نفسه وعدمه يوجب فرقا، بينما أن غــيره أيضــا قــد يقبض لمصــلحة

نفسه. ومنــه يظهــر أضــعفية قــول القائــل بأنــه عليــه البينــة في كلتــا الصورتين، أي سواء كانت بجعل أو بغير جعــل، وإن اســتدلوا لــذلك

البينــة على المــدعي، واليمين على منبقولــه )عليــه الســالم(: األصل عدم الرد. ن أ و،(1)أنكر

وفي الجــواهر: )ال ينــافي ذلــك قبــول قولــه في الوديعــة للنص واإلجماع بعد حرمة القيــاس، وإن حصــل الجــامع الــذي هــو األمانــة واإلحسان والقبض لمصلحة المالك وتأدية عدم القبول إلى انســداد

باب قبول األمانة(. ثم قال: )إال أن الجميع كمـا تــرى ال يطـابق المـذهب بعـد عـدم معلومية كون ذلك هو العلة شــرعا، واألمانــة أعم من قبــول القــول في الرد، كما أن النهي عن االتهام ال يقتضي ذلك، بل ظاهره خالف ذلــك، بــل وكــذا قاعــدة اإلحســان الظــاهرة في نفي الســبيل على

المحسنين

. 3ح الحكم كيفية أبواب من3 الباب171 ص18( الوسائل: ج?)1334

Page 335: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــلم أن من ــو س ــه ل ــواه، على أن ــول دع ــانه ال في قب في إحس مقتضاها ما نحن فيه التجــه القبــول بال يمين ألنــه نــوع ســبيل، كمــا

انتهى. أوضحنا ذلك في الوديعة والعارية( ومنه يعلم قبــول قــول الوصــي في اإلنفــاق على الطفــل وعلى دوابه وعلى عقاره، وكذا قبوله في التلف من غــير تعــد وال تفريــط، وكذلك في دعواه تسليم المال إلى الموصى له بعد بلوغه ورشــده،

لوحدة المالك في الجميع. وما استدلوا على قبول قوله في اإلنفــاق والتلــف بغــير تعــد وال تفريط يأتي بعينه في ادعائه تسليم المال إلى الموصى له، فشهرةــالك أن ــل عن المسـ ــه اليمين، بـ ــة ألن على طرفـ ــه البينـ أن عليـــدم ظاهرهم عدم الخالف في تقديم قول الموصى له واليتيم في ع

القبض هنا، محل نظر. ومنه يعلم وجه النظر في قول الجواهر، حيث قال: )لعله كذلك للفرق بينه وبين ما تقــدم بــأن دعــوى الــرد هنــا على من لم يأتمنــه بخالفه هناك، وفي محكي المبسوط قد جعل ذلــك ضــابطا في كــل أمانة حتى في الوديعــة لــو ادعى ردهــا على الــوارث، وإن كــان قــد عرفت عدم الفرق عندنا بين الجميع في أن القول قول منكــر الــرد إال في الوديعة المدعى ردها على المالك أو وكيله بــالنص واإلجمــاع

انتهى. لما عرفت( إذ أي فرق بين الرد على المالك أو على وليه أو وكيله أو وصيه أو ما أشبه، بعد كون الجامع أنه وديعة، والوديعــة القــول فيهــا قــول

المؤتمن. ولو فرضنا أنا لم نقل بقبول قولـه مطلقـا لـزم أن نقـول بعـدم قبول قوله مطلقا، سواء كان بجعل أو غير جعل الستواء الدليل في

المقامين باستثناء اإلجماع الذي قد عرفت ما فيه. ولذا قال في المسالك والروضة: إن األمانة ال تسـتلزم القبــول،

كما لم تستلزمه

335

Page 336: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فيما إذا كانت بجعل مع اشتراكهما في األمانة، وكذلك اإلحسان والســبيل المنفي مخصــوص، فــإن اليمين ســبيل، وقــول مفتــاح الكرامة إن كالمه فيهما أطرف شيء ألن األخبار مستفيضــة بــذلك، وبذلك قطعت عبــاراتهم مســتندين إليهــا في أبــواب األمانــات، وقــد

عرفت الجواب عنه. وكيف كان، فقد علم من الكالم في الوكيل والوصي القول في األب والجد ومن حصل في يده ضالة أو لقطة، التحــاد المــدرك في

البينــة على المــدعيالجميع، وهو األمانة الخارجة عن عموم قوله: .واليمين على من أنكر

ولم يعرف وجه لقول الجواهر عند قول المحقق: )وكــذا القــول في األب والجد ومن حصـل في يـده ضـالة(: لعـدم اقتضـاء األمانـة

البينــةوقاعدة اإلحسان القبــول في ذلــك حــتى يخــرج عن قاعــدة ، فإنه ال إشكال في أن مــا فيعلى المدعي واليمين على من أنكر

يد األب والجد ومن حصل في يده ضالة وديعة شرعية وأمانة إلهية، فيشـــمله دليـــل ليس على المـــؤتمن ضـــمان، وصـــاحب الوديعـــة

والبضاعة مؤتمنان، إلى غير ذلك مما تقدم جملة منها. ــول: وأي فرق بين أن يقول األب والجد: صرفت عليه، أو أن يق

رددت عليه، مع إنكار الولد الصرف أو الرد.

336

Page 337: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )إذا ادعى الوكيــل التصــرف(:3)مســألة وأنكر الموكل، مثــل أن يقــول: بعت أو قبضــت، قيــل: القــول قــول الوكيل، ألنه أقر بما له أن يفعلــه، ولــو قيــل: القــول قــول الموكــل

انتهى. أمكن، ولكن األول أشبه( وفي مفتاح الكرامة: إن القول بتقــديم قــول الوكيــل هــو الــذي جزم بــه في اإلرشــاد واللمعــة، وفي المبســوط إنــه الصــحيح، وفي

الشرائع إنه األشبه، وفي المسالك إنه أجود، وفي الروضة أقوى. أما القــول الثــاني: ففي القواعــد يحتمــل تقــديم قــول الموكــل لألصل الدال على عدم إلزام الموكل بــإقرار غــيره، وعن التــذكرة: إن كان النزاع قبل عزل الوكيل فاألقرب تقــديم قولــه أي الموكــل،

وجزم بتقديم قوله إن كان النزاع بعد عزله. وعن جامع المقاصد: إنــه أمتن دليال، وقــال: للتوقــف مجــال والــر في ــالتردد في التحري ــذكرة، وصــرح ب ــرجيح في موضــع من الت ت تقديم قول الوكيل، ومقتضى القاعدة هو قول المشـهور من تقـديم

منقول الوكيل على قول الموكل بغير بينــة، للقاعــدة المعروفــة: . ملك شيئا ملك اإلقرار به

قال في الجواهر: وعليــه بنــوا نفــوذ إقــرار الصــبي فيمــا لــه أن يفعلــه كالوصــية والعتــق والتصــدق، وكــذا قــول العبــد المــأذون في التجارة فيما يتعلــق بهــا، والــولي في تصــرفه بمــال المــولى عليــه، باإلضافة إلى أنه أمين قد نهي عن تخوينه، ومن التخــوين التكــذيب،

وأنه محسن، وما على المحسنين من سبيل، إلى غير ذلك. أما تعليل جملة منهم وتبعهم الجواهر باختالل نظــام المعــامالت بانصــراف رغبــة النــاس عن معاملــة األوليــاء والــوكالء والمــأذونين، خصوصا في المضاربات، وألنه بتوكيله أقدم على قبــول قولــه فيمــا

يفعله فيجب أن يصدقه، كما ألزم

337

Page 338: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بتصديقه في دعوى التلـف الـتي هي عنـد القائـل ليس إال، ألنـه أمين وصاحب يــد على مــا ائتمن عليــه، وأنــه في كثــير من األحيــانــلح يوجب العسر والحرج المنفيين باآلية، فال يخفى أن مثل ذلك يص

مؤيدا، ال أنه دليل. ومنه يظهر ضعف القول الثاني، وإن استدل لـه بأنــه يلـزم منــه إلزام الموكل بإقرار غيره، وألن األصل عدم التصرف، واألصل بقاء الملك على مال مالكه، وألنه منكــر فعلى المــدعي البينــة، إلى غــير ذلك من بعض الوجــوه االعتباريــة األخــر الــتي قــد عــرفت أن دليــل

األمين مؤتمن(1)ارد على جميعها، ولــذا ال يختلــف الحــال بين أن و يكون بعد العزل أو قبله.

قال في الجواهر: )وبذلك كله ظهر لك أن تقــديم قــول الوكيــلــدم في هذه المسألة ليس ألن إقراره إقرار من الموكل، ضرورة ع ما يقتضي ذلك في شيء من األدلة، بل فيها ما يقتضي خالفه، ولذاــه تقــديم كلف باليمين، بل إنما هو للنهي عن تهمة األمين المراد من قوله على قول المالك عند التنازع، ومنه المقام الذي لم أجد خالفــاــريح صريحا فيه، بل في مصابيح الفاضل الطباطبائي نسبته إلى تص األصحاب إال من شــذ، بــل فيهــا عن الصــيمري اتفــاق الفتــوى على

انتهى. ذلك( ومنه يظهر أنهما لو اختلفا في كيفية التصرف بعد أن كان وكيال مطلقا، فقال الموكل: بعت، وقال الوكيــل: بــل وهبت، أو مــا أشــبه ذلك، لم يكن من موضع التحالف، بل يقدم قول الوكيل، كما أنه لــوــل رده، قال الموكل: بعته، وقال الوكيل: بل لم أبعه، بأن أراد الوكي

لكن الموكل قال: بعته وإنما استرجعته بثمن

. 10 و9ح الوديعة أبواب من4 الباب229 ص13( الوسائل: ج?)1338

Page 339: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أقل وتريد أن تعطيني إياه وتأخذ التفاوت لنفســك، كــان القــولقول الوكيل.

وكذا الحال لـو قـال الموكـل: بعتـه بخيـار وإني اآلن اسـترجعه،ــه بينما قال الوكيل: لم أبعه بخيار، فيريد دفع الثمن إليه، وإنما يتهم الموكل بأنــه يريــد أن يــدفع لــه الثمن ثم يســترجعه بخيــاره لتكــون

البضاعة لنفسه.إلى غير ذلك من األمثلة.

339

Page 340: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــال في الشــرائع: )إذا اشــترى إنســان ســلعة(:4)مســألة ق وادعى أنه وكيل إلنسان فأنكر، كان القول قوله مع يمينه، ويقضــي

على المشتري بالثمن(. أقول: ما ذكره هــو مقتضــى القاعــدة، ألنــه بعــد إنكــار الموكــل الوكالة وعدم إقامة الوكيل البينة على أنه وكيل، يكون األصل عــدم الوكالة بحلف الموكل المنكر، وعليه فالبيع يكون تامــا، ويلــزم على المشتري أن يدفع الثمن ويأخــذ المــبيع لظهــور مباشــرة العقــد في كــون الشــراء لنفســه، وال يفــرق في ذلــك بين أن يكــون االشــتراء

بالعين أو في الذمة. أما إذا ذكر في حال البيع أنه يبتاع لنفس ذلك اإلنســان فإنــه إذا أنكر وصار القول قوله بطل البيع، ألن غايته أنــه فضــولي لم يجــزه الموكل المنكر فتبقى السلعة عند صاحبها، فالمشتري وهو الوكيــل المدعي للوكالة ال يلزم عليه إعطاء الثمن، وقــد تقــدم اإللمــاع إلى

هذا الكالم سابقا. وال فرق في الحكم بين أن يكون بعنوان االشــتراء أو الصــلح أو

الهبة المعوضة أو ما أشبه، لوحدة الدليل في الجميع. ثم قال الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )ولو قــال الوكيــل: ابتعت بقصد أنه لــك، فــأنكر الموكــل، أو قــال: ابتعت بقصــد أنــه لنفســي، فقال الموكل: بل لي، فالقول قول الوكيل بيمينه، ألنــه أبصــر بنيتــه المتعلقة بفعله، بال خالف وال إشكال، مـع فــرض كـون االختالف في النية التي ال تعلم إال من قبله، بــل ربمــا اســتظهر من عبــارة المتن من قبول قوله بال يمين لعــدم تصــور الــدعوى عليــه إال على القــولــرض بسماعه مع التهمة، وأن اليمين حق له على كل حال. أما لو ف إمكان االطالع على قصده ولو بــإقراره فقــد توقــف بعض متــأخري المتأخرين في قبول قول الوكيل لألصــل، لكن فيــه مــا عــرفت من

انتهى. لزوم تقديم قوله مع فرض التداعي معه، ألنه أمين(

340

Page 341: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وهو كما ذكره، إذ أنه لما كان أمينا وكان يملك الشــيء فيــدخل كان مقتضى القاعدة أن القــولمن ملك شيئا ملك اإلقرار بهفي

قوله، ولو ادعى الموكل االطالع على قصده، أو ادعى أنه عند البيع ونحوه قال: أبيع أو أشتري لموكلي، أو قال: أبيع أو أشتري لنفسي،

إلى غير ذلك. ومنه يعلم الحال فيما إذا قال الوكيل: اشتريته مشــتركا، وأنكــر الموكل إال اختصاصه بالموكل أو بالوكيل، أو قال الموكل: اشــتريته

مشتركا، وأنكر الوكيل ذلك، وإنما ادعى أحد األمرين. وكذلك الحال إذا قــال أحــدهما: إنــه اشــتراه، وقــال اآلخــر: بــل

صالحه، كما ألمعنا إلى ذلك في السابق. ــزوج الوكيــل امــرأة، فــاختلف هــو ــو ت ــه ل ومن ذلــك يعــرف أنــذا، والموكل في أنه هل تزوجها لنفسه أو للموكل، فقال أحدهما به وقال اآلخر بــذاك، فـإن قـول الوكيــل هــو الحجــة ال الموكـل، إال إذا

ادعى الموكل العلم فيكون على الوكيل الحلف على ما تقدم.

341

Page 342: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

القــول كــان بينــة، وال الوكالة فــأنكر امــرأة زوجه الشرائع: )إذا في قال(:5 )مسألة ببطالن يحكم وقيل مهرهــا، نصف وروي مهرهــا، الوكيل ويلــزم يمينــه، مع الموكل قــول يسوق وأن الوكيل، صدق يعلم كان إن يطلقها أن الموكل على ويجب الظاهر، في العقدانتهى. قوي( وهذا المهر، نصف إليها

ــه، أقول: أما أن القول قول الموكل مع يمينه، فهو ال إشكال في ألنه منكر، ولذا قال في الجواهر: بال خالف وال إشكال، وال فرق في ذلك أن يكــون أنكــر الوكالــة رأســا أو أنكــر وكالتــه في تــزويج هــذه المرأة، بل قال الموكل: إني وكلتــه في امــرأة فالنيــة فزوجــني من

امرأة أخرى. والحال كذلك فيما إذا زوج المرأة من رجــل ثم أنكــرت المــرأة أنهــا وكلتــه في الــتزويج مطلقــا، أو في تــزويج هــذا الرجــل، أو في الــتزويج بهــذه الكيفيــة، لعــدم الفــرق في مالك الحكم بين صــورتي

المسألة. وكيــف كــان، فالمســألة المفروضــة في الشــرائع هي فيمــا إذا زوجه مدعيا الوكالة عنــه، وقــد قـال مفتـاح الكرامــة: )إنـه فرضـت المسألة بهذه العبــارة في النــافع واللمعــة وشــروح النــافع وكشــف

ــذب والمقتصر ــوز والمه ــع(1)الرم ــافع والروضــة ومجم وإيضــاح الن البرهان والتحرير والتذكرة، بل كـل من قـال بوجـوب نصـف المهـر فظاهره ذلك(، ثم قال: )أما إلزام الوكيل المهر فهــو خــيرة النهايــة والوســيلة فيمــا إذا مــات الموكــل وأنكــر ورثتــه الوكالــة، والشــرائعــأتي، وهــو والنافع وكشف الرموز والتحرير واإلرشاد والكتاب فيما ي

فيما حكي((3)، وقواه في السرائر(2)المحكي عن القاضي والكيدري(4) .

وأما القول بإلزامه نصف المهر فهو خيرة المبســوط والســرائر وجامع الشرائع والتذكرة واللمعة واإليضاح، وإليه مال في الروضــة،

وفي المسالك

.208( المقتصر: ص?)1.357 ص2الفوائد: ج إيضاح في ( حكاه?)2.93 ص2( السرائر: ج?)3.237 ـ236 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)4

342

Page 343: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والكفاية إنه المشــهور، ونســبه في الروضــة إلى األكــثر، وحكي في الرياض عن المحقق الثاني أنه قال: إنه المشهور، وفي دعــوى

الشهرة نظر ظاهر، إذ القائل باألول أكثر. وأما القول بالبطالن فأول من حكــاه المحقــق وتبعــه الجماعــة، وقد اعترف الشهيد في غاية المــراد وجماعــة بعـدم الظفــر بقائلـه، وفي المسالك والروضة إنه قوي، وفي التحريــر والمختلــف إن فيــهــذي ــو ال قوة، وفي اإلرشاد وغاية المراد إنه جيد، وفي التنقيح إنه ه يقتضيه النظر، وفي إيضاح النافع إنه أنسب في النظــر وأنــه قــوي،

وفي جامع المقاصد وتعليق اإلرشاد إنه أصح. وال يخفى أن مقتضى القاعدة لوال الرواية هو القول الثالث، ألن الموكل إذا أنكر الوكالة وحلف على نفيها انتفى النكاح ظاهرا، ومنــر ال ثم يباح لها أن تتزوج إذا لم تعلم بالخالف، وعليه فال وجــه للمه

كال ونصفا. نعم مقتضى األخبار أن يكون لهــا نصــف الصــداق، ففي صــحيح أبي عبيدة عن الصادق )عليه الصالة والســالم( في رجــل أمــر رجال أن يزوجه امرأة من أهل البصرة من بــني تميم، فزوجــه امــرأة من

خالف أمــره، وعلىأهل الكوفة من بني تميم، قال )عليه السالم(: ــيراث بينهما المأمور نصف الصداق ألهل المرأة وال عدة عليها وال م

. فقال بعض من حضر: فإن أمره أن يزوجه امرأة ولم يسم أرضــا وال قبيلة ثم جحد األمر أن يكون أمــره بــذلك بعــد مــا زوجــه، فقــال

ــان)عليه السالم(: إن كان للمأمور بينة أنه كان أمره أن يزوجــه ك الصداق عليه، وإن لم يكن له بينة كان الصداق على المــأمور ألهــلالمرأة وال ميراث بينهما وال عدة عليها ولها نصف الصداق إن كان

343

Page 344: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

.(1)فرض لها صداقا، وإن لم يكن سمى لها فال شيء لها وفي خبر عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل قال آلخر: اخطب لي فالنة فما فعلت من شــيء ممــا قــاولت من صداق أو ضمنت من شيء أو شرطت فذلك رضــائي وهــو الزم لي، ولم يشهد على ذلك فذهب وخطب له وبذل عنه الصداق وغير

يغــرمذلك مما طلبوه وسألوه، فلما رجع إليه أنكر ذلك كله، قــال: لها نصف الصداق عنه، وذلك أنه هو الذي ضيع حقها، فلما لم يشهد لها عليه بذلك الذي قال له حل لها أن تــتزوج، وال يحــل لألول فيمــاــول: ــالى يق ــه تع ــا، ألن الل ــل إال أن يطلقه ــه عزوج ــه وبين الل بين

فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان(2) لم يفعل فإنــه مــأثوم فإن فيما بينه وبين الله عزوجل، وكان الحكم الظاهر حكم اإلسالم، وقد

.(3)أباح الله عزوجل لها أن تتزوج ومنهمــا يعلم وجــوب حمــل خــبر محمــد بن مســلم، عن البــاقر

إن المهــر)عليه السالم(، في رجل زوجتــه أمــه ولم يقبــل، فقــال: .(4)الزم، على نصف المهر

أما رد الروايـات بمـا أشـار إليــه الجــواهر بقولــه: )ولعلـه لعـدمــدة ــحيح أبي عبي ــراد من ص ــر بن و،(5)تنقيح الم ــبر عم ــتمال خ اش

على التعليل الذي ال يوافــق الضــوابط، واســتبعاد االلــتزام (6)حنظلة بمقتضاه الشامل للوكالة التي أخبرها بها وللفضولية ونحو ذلك مما

ال غرور فيه، واحتمالها ضمان الوكيل المهر بعد العقد واالعتراف

. 1ح النكاح أبواب من26 الباب228 ص14( الوسائل: ج?)1. 229 البقرة: اآلية ( سورة?)2. 1ح الوكالة أحكام أبواب من4 الباب289 ص13( الوسائل: ج?)3. 3ح النكاح عقد أبواب من7 الباب211 ص14( الوسائل: ج?)4. 1ح النكاح عقد أبواب من26 الباب228 ص14( الوسائل: ج?)5. 1ح الوكالة أحكام أبواب من4 الباب289 ص13( الوسائل: ج?)6

344

Page 345: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بالوكالة والتنصيف حينئذ يكون تنزيال النتفاء النكاح ظاهرا منزلة الفسخ بالطالق وقيل بالبطالن، لكنه مخــالف للشــهرة البســيطة أو المركبة أو اإلجماع كذلك الجابرة للنصــوص المزبــورة الــتي ال أقــل من الفتوى بالمتيقن منها وهو النصف فيما لو غرها بدعوى الوكالــةــه ــاقي الصــور، وإن دل علي ــا بصــدقه دون ب ــدم علمه صــريحا، وع

الخبران أو أحدهما( انتهى. ففيه: مقتضى القاعدة العمل بالخبرين أو األخبار بضــميمة خــبر محمد بن مسلم على ما عرفت، وكونها خالف القاعدة ال يضر، فإن الخبر ال يلزم أن يكون موافقا للقاعدة حتى يعمل بـه فيمــا إذا كــان

السند والداللة والعمل فيه متوفرا. ومن ذلك يظهر أن القول بكل المهر استنادا إلى خبر محمد بن مسلم، وألن المهر يجب بالعقد كمال وال ينتصف إال بالطالق المفقود بالمقام، وقد فوته الوكيل عليها بتقصيره في اإلشهاد فيضــمنه كمــا قاله جماعة، وعللوه بذلك، أو ألن الوكيل أقر بأنه أخرج بضــعها عن ملكها بعوض لم يسلم لها فكــان عليــه الضــمان، فــإن كــل من أقــر بإخراج ملك عن غيره بعوض لم يسلم له لتفريطــه ضــمنه، أو ألنــه ثبت لهــا عنــد العقــد ولم يعلم بطالنــه بإنكــار الموكــل، غــير ظــاهر الوجه، لما عرفت من لزوم حمل الخبر على الخبرين، وكون المهــر يجب بالعقد فيه إنه مبني على أن العقد صــحيح، والمفــروض عــدم

تحقق الزوجية، وأن لها أن تتزوج كما عرفت. أما أنه أخرج بضعها عن ملكها، ففيه: إن بإنكار الموكل ثبت أنه لم يخرج بضعها عن ملكها، مـع أن البضـع غـير األمالك ال يضــمن إال باالستيفاء أو ما جعله الشارع كاالستيفاء، وال دليل على أن الشــارع جعل المقام منه بإلزام إعطاء كل المهر، وأما االستصحاب فأركانــه

غير تامة.

345

Page 346: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعليه فمقتضى القاعدة ما ذكرناه من نصف المهر استنادا إلىالخبر.

ثم إن الالزم تقييد أن عليه نصف الصداق بما ذكــره في صــحيح وإن لم يكن ســمى لهــا فالأبي عبيدة، حيث قــال )عليــه الســالم(:

ــيء لها ــرين وجبش ــبرين اآلخ ــحيح أخص من الخ ، وحيث إن الصحملهما عليه.

ثم إن مفتاح الكرامة قــال: أمــا أنــه يجب على الموكــل الطالق مع صدق الوكيل فهو محل وفاق بل ضروري، به أفصــحت الروايــة،

وفي جامع المقاصد: إنه ال ريب فيه وقد نطق به الكتاب والسنة. فإمســاك بمعــروف أوأقول: ومــراده بالكتــاب قولــه ســبحانه:

ريح بإحسـان فيطلـق ســرا أو معلقــا، كـأن يقــول: إن كـانت (1)تسـ زوجــتي فهي طــالق، كمــا صــرح بــذلك جماعــة، قــال في الروضــة والمســالك: ولم يكن إقــرارا وال تعليقــا مانعــا، ألنــه أمــر يعلم حالــه كقول: )من يعلم أن اليوم الجمعة( إن كان اليوم الجمعة فقــد بعت بكذا، وتبعــه على ذلــك الريــاض، وقــال: إن هــذا إذا لم يكن اإلنكــار

مستندا إلى نسيان التوكيل وإال فال يصح. أقول: بل مقتضى القاعدة الصــحة حــتى فيمــا إذا كــان مســتندا إلى نسيان التوكيل، هذا باإلضافة إلى أنه كيف يميز الموكل بين أن يكون قد نسي التوكيل مــع التوكيــل أو لم يوكــل أصــال، إال أن يريــد نسيان خصوصيات التوكيل مــع العلم بأصــل التوكيــل، مثال علم أنــه وكلــه في شــيء، لكن ال يعلم هــل أنــه وكلــه في الــزواج أو فيــه: ــذا رده الجــواهر بقول ــك، ول ــبيع أو في غــير ذل الطالق، أو في ال

)وفيه: إن الظاهر الصحة حتى مع ذلك(.ثم إن أقام الوكيل الشهود ثبت على

. 229 البقرة: اآلية ( سورة?)1346

Page 347: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الرجل، فإن كان يعلم بينه وبين الله كذبــه أو اشــتباهه لم يحــق له التقارب منها إال بعقد جديد أو بإجازة العقــد الســابق إن اجتمعت

فيه شرائط الفضولية. وإذا أنكر الموكل فإن كــان إنكــاره عن علم حلــف على العــدم، وإن كان عن نسيان وشك وجهل بأن لم يعلم هــل وكــل ونســي، أو لم يوكل حلف على عدم العلم، فإذا حلف على كـل حــال وتــزوجت المرأة وخسر الوكيل النصف أو كل المهــر على القــولين، ثم ظهــر له صدق الوكيــل وجب أن يعطي خســارته، ألنــه هــو الــذي خســره،

. ال ضررفيشمل الوكيل دليل أمــا المــرأة والــزوج الجديــد، فــإن علمــا بالصــدق يجب عليهمــا المفارقــة، وإذا دخــل الرجــل بــالمرأة وهي ممن تعتــد وجب عليهــا العدة والرجوع إلى الزوج السابق، وإن لم يعلما فال شــيء عليهمــا، وإن علم أحدهما دون اآلخــر، فــإن علم الرجــل فارقهــا، وإن علمت المرأة فارقته، فإن اقتنع الطرف اآلخر بالمفارقــة فهــو، وإال أرجعــاــر على ــل المه ــل النصــف أو ك ــع الوكي ــر إلى الحــاكم، وإذا دف األم القولين وهو صادق فيما بينه وبين الله كان لــه أن يتقــاص من مــال الموكل، وما دل على أن الحلف يذهب بــالحق إنمــا هــو في األمــور الماليــة، وليس هنــا الحلــف على األمــر المــالي وإن كــان مســتتبعا للمــال، فمقتضــى القاعــدة أن يعمــل في المــال حســب المــوازين

األولية. ثم ال إشكال في أن لها التزويج قبل الطالق إن ظهر لهــا كــذب الرجل أو حكم الحاكم بذلك حســب الحلــف، نعم ليس لهــا الــتزويج

قبل الطالق إن علمت صدق الوكيل ألنها معترفة بأنها زوجة. وفي مفتاح الكرامة: )بــذلك صــرح في التحريــر وجماعــة كــأبي العباس والمقداد والمحقق الثاني والشــهيد الثــاني وغــيرهم، وليســدم في إطالق الخبر ما يخالفه، بناء على وروده مورد الغالب من ع تصديقها الوكيل، لكن في التذكرة ما نصه: إنها تتزوج وإن لم يطلق

الموكل

347

Page 348: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ألنه لم يثبت عقدها، فجرى على ظاهر إطالق الخبر. وأما إذا لم تكن عالمة بصدقه فإن لها التزويج، النتفــاء الزوجيــة ظاهرا بيمينه، وقد صرح به في الخــبر مــرتين ولم أجــد فيــه خالفــا، وفي الريــاض إن عليــه األصــحاب كافــة، وفي إيضــاح النــافع إنهــا ال

انتهى. تحتاج إلى الفسخ( ثم إن في الجواهر: )لو كانت عالمة بصحة الوكالــة لم يكن لهــا التزويج، وليس للحاكم إجبار الزوج على الطالق، نعم قد يقال: بــأن له الطالق عنه مع امتناعه من وقوعه فيؤثر أثــره حيئنــذ مــع فــرض الزوجية في الواقع، لالمتنــاع عن القيــام بهــا والطالق، وإال لم يحتج إلى طالقه، وربما احتمــل أن لهــا الفســخ أو للحــاكم أو البقــاء على الزوجية حتى يفرج الله عنها بموت ونحــوه، ولعــل مــا ذكرنــاه أولى بعد عموم والية الحــاكم لمثــل ذلــك لقاعــدة الضــرر وغيرهــا ولآليــة

انتهى. (1)ونحوها( أقول: مقتضى القاعدة أنها إذا علمت بصدق الوكيل وأنها زوجة فالحاكم يطلقها لما عــرفت من أنــه ولي الممتنــع، وال فــرق بين أن يكــون االمتنــاع عن علم أو عن جهــل أو عن نســيان، إذ ال وجــه ألن تبقى معلقة، وألن إمساك بمعــروف أو تســريح بإحســان يفيــد ذلــك عرفا، فإذا طلقها الحاكم وعلم بعــد ذلــك الــزوج صــحة الوكالــة فال شأن له، وطالقها طالق البائن إال أن يكــون جامعهــا بــزعم أنــه زنــا، ألن الجماع وقع في موقعه فيكون عليها العدة فللزوج الرجــوع في العدة الرجعية، أمــا إذا انقضــت العــدة فال شــأن لــه بهــا وهي خليــة

تتزوج من شاءت. ثم الظـــاهر أن الحـــاكم إذا لم يســـتعد للطالق راجعت عـــدول المؤمنين، فإن لم يستعدوا كــان لهــا الحــق في طالق نفســها لآليــة وغيرها كما عرفت، وبذلك يظهــر وجــوه النظــر في األقــوال األخــر،

وإن عللت بعضها بتعاليل.

.439 ص27الكالم: ج جواهر ( انظر?)1348

Page 349: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في مفتاح الكرامــة: )أمــا أنــه لــو لم يســتعد الموكــل على الطالق، ففي جامع المقاصد: إنــه ال ريب في أنــه ال يتصــور إجبــاره عليه، ألنــه ال نكــاح ظــاهرا فكيــف يتصــور مطالبتــه، وبــه صــرح فيــاح المهذب البارع والمسالك والروضة وهو قضية كالم التنقيح وإيض

النافع. وقال في التذكرة: األقوى اإللزام إلزالة االحتمال وإزالة الضــرر عنها بما ال ضرر عليه فيه، فأشــبه النكــاح الفاســد، قلت: بــل أشــبه االحتكار، وأما أنه إذا لم يطلق احتمل تسلط المرأة على الفسخ أو الحاكم على الطالق، فألن بقاء المرأة من دون نكاح وال نفقة ضــرر

عظيم. وقد أفتى بتسلطها عليه في إيضــاح النــافع، وقــال: األحــوط أن يكون بإذن الحاكم أو هو يفسخ، واحتملــه أي تســلطها على الفســخ في التنقيح احتماال، وجزم في المهذب البارع بأن الحاكم يفسخ لها، ووجه تسلطه على الطالق أنــه لــه واليــة على الممتنــع، وال ريب أن المنكــر ممتنــع على تقــدير وقــوع التوكيــل إذ الــواجب عليــه القيــام

بحقوق الزوجية أو الطالق، وهذا يتم إذا ادعت صدق الوكيل. وقد ذهب جمع غفير في باب النكاح بأنها إذا كانت جاهلة بفقره أو تجدد إعساره أن لها الفسخ، واألكــثر من هــؤالء على أن الحــاكم يطلقها إن لم يطلقها الزوج مع أمــر الحــاكم لـه بـه، وال تــرجيح في المسالك والروضة فاحتمل تســلطها وتســلط الحــاكم عليــه أو على

انتهى. (1)الطالق وبقائها على ذلك حتى يطلق أو يموت( ثم الشـخص الثــالث إن علم بصــحة الوكالــة تــرتب عليــه األثــر، طلق أو لم يطلــق، أمــا إذا لم يطلــق فواضــح، وأمــا إذا طلــق فألن مجرد النكاح يوجب أحكاما مثل حرمة أب الــزوج وأم الزوجــة، وإذا

حصل الدخول ولو بعنوان الزنا من

.245 ـ244 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1349

Page 350: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المنكر ترتب عليه حرمة بنت الزوجــة، إلى غــير ذلــك، وإن علمبعدمها لم يترتب عليه شيء.

وإن شك حكم على ما يحكم عليه الحاكم الشرعي من الصــحةأو الفساد.

ــال ــر الطالق أمث وإذا أجبر الزوج على الطالق لم يترتب عليه أث النفقة في العدة وحرمة أختهــا فيمــا إذا حصــل الــدخول ومــا أشــبهــر ــحيح بنظ ــة على الطالق الص ــام مرتب ــك األحك ــل تل ــك، ألن ك ذل

المطلق، وهذا ليس طالقا صحيحا بنظره، وإنما هو طالق لخلية. ومما تقدم ظهر أحكام مــا إذا وكلت المــرأة إنســانا في نكاحهــا

من إنسان ثم إنكرت الوكالة، كما ألمعنا إلى ذلك. وال يخفى كل الفروع المترتبة هنا فــروع على حســب القاعــدة، لعــدم روايــة خاصــة في المقــام يــوجب خــروج شــيء من مقتضــى

األصل.ــار ثم لو وكل في طالق زوجته ثم أنكر الوكالة فللزوج ترتيب آث الزوجية إذا كـان عالمـا بمـا قـال، أو شـاكا شـكا بـدويا في الوكالـة

إلجرائه أصالة عدم الوكالة. أما الزوجة فإن علمت بالوكالة لم يجز لها االقتراب من الــزوج، وجاز لها النكاح بعد العدة إن كانت لها عدة ـ فيما إذا لم يكن الزوج يالمسها بعد عدة الطالق الدعائه عدم الوكالة ألن وطي الشــبهة لــه

عدة ـ أو بعد الطالق مباشرة إذا لم تكن لها عدة. أما إذا رجعــا إلى الحــاكم وأجبرهــا بــالكون معهــا اضــطرت إلى الكون، فإن تمكنت من إلزامه بنكاح جديد فهو، وإال فالوطي شــبهة لها العدة فال تتمكن من زوج جديــد، وليس لهــا النفقــة، اللهم إال إذا قيل بأن النفقة في قبال الوطي أو أنه تقاص لمنعها عن الزواج ولو

كان في منعه لها غير آثم لجهله، ومن الكالم

350

Page 351: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في الفرع السابق يعرف حال الشخص الثالث. وأما إذا كانت الزوجة تعلم بأن الرجل إنمــا يريــد الزنــا بهــا بعــد حصول الطالق، فإنه ال احترام لمائه، ويجــوز لهــا الــزواج، وإن كــان الــزوج الجديــد يعلم بزنــا الــزوج القــديم بهــا، ألنــه ال احــترام لمــاء الزاني، كما ورد في بعض الروايات من أن الرجل ال شيء عليه من

جهة الحرمة إذا زنت زوجته. ويعرف من الكالم في الفرعين الكالم فيما إذا وكلت في طالق الخلـع بالبــذل وأخـذ طالقهـا منــه ووكـل الرجـل كـذلك، ثم أنكـر أو أنكرت عالما أو جاهال أو شاكا بدويا أو مقرونا بالعلم اإلجمالي حيث يلزم ترتيب أثره من االحتياط، سواء بالنســبة لهــا أو لــه أو بالنسـبة

إلى الشخص الثالث. وكذلك الكالم بالنسبة إلى المهر المدفوع عــوض الطالق خلعــا، لكن الفرق أنه في النكاح إذا زعم الزوج أنـه لم يوكـل في الــتزويجــهور بينهم أن صح له إمضاء العقد فضولة بخالف الطالق، ألن المش

الطالق ال تقع فيه الفضولية. قال في مفتاح الكرامة: )ويبقى الكالم فيما إذا لم يدع الوكالــة، فهل الظاهر أنه فضولي أو وكيل، احتماالن، أظهرهما األول، ألنــه ال غرور من قبله، وهو خيرة جامع المقاصـد، وأكثرهمــا تـداوال الثـاني،

انتهى. فإن الرجل يأتي خاطبا، وال يصرح بأنه وكيل(ومقتضى القاعدة هو ما ذكره مفتاح الكرامة.

ــه كما أنه إذا خطب ثم اختلف هو والموكل في أنه خطب لنفس أو لغيره، فمقتضى القاعدة أنه خاطب لنفسه ألنه أعــرف بنيتــه، إالــه بعض ــأتي في إذا ادعى الموكل أنه يعلم أنه خطب له ال لنفسه، وي

الكالم المتقدم في اختالفهما في القصد. ولو ادعى الوكيل للوارث أنه زوج أباهم فالنة، فإن علموا بــذلك

فهو، وإن لم يعلموا أو علموا بالعدم أجروا حكم

351

Page 352: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

العدم على ما تقدم. وعلى أي حال، فــإذا ثبت للزوجــة أن الرجــل كــان فضــوليا ولم يكن وكيال فال وجه لنصف المهر أو كله على الذي عقد، ألن القاعدة العدم، وال دليل خاص في المقام، ولـذا قـال في القواعـد: )أمـا لـوعرفت الزوجة أنه فضولي، فالوجه سقوط المهر مع عدم الرضا(.

352

Page 353: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــد(:6)مســألة ــاع عب ــه في ابتي ــرائع: )إذا وكل ــال في الش ق فاشــتراه بمائــة، فقــال الموكــل: اشــتريته بثمــانين، فــالقول قــول الوكيل ألنه مؤتمن، ولو قيل القــول قــول الموكــل كــان أشــبه ألنــه

انتهى. غارم( ومقتضى القاعدة هو القول األول للتعليـل المتقـدم، ولـذا ذهب

إليه الشيخ في محكي مبسوطه، وجماعة آخرون. وال فرق في ذلك بين أن يكون الثمن من مــال الموكــل، أو في

ذمته. وأما الذي اختاره الشرائع وتبعه اإلرشاد ومجمع البرهان ألصالة البراءة من الزائــد فغــير ظــاهر، ولــذا رده الجــواهر بقولــه: )إال أنــه مناف لما سمعته من المصنف في المسـألة الثالثــة، ولمـا يــأتي لـه

في العاشرة(. أما قوله بعد ذلك: )والتحقيق ما عرفت وتعرف من أن التداعي إن كان بين الموكل والوكيل كان القول قول الوكيــل لمــا ســمعت،ــائع، فــالقول قــول الموكــل وإن صــدق وإن كــان بين الموكــل والبــائع، لمــا ســتعرفه من اقتضــاء األدلــة تقــديم قولــه في الوكيــل الب التداعي معه خاصة، ال أن إقراره مطلقا(، ففيه: إن تصديق الوكيــل للبائع يوجب أن يكون القــول قــول الوكيــل ممــا ينتهي بــاآلخرة إلى تصديق البائع، فأي فرق بين أن يكون الوكيل يــدعي ذلــك ابتــداء أو

يدعيه بعد تنازع البائع مع الموكل. وكذلك الحــال فيمــا إذا وكلــه في أن يجعلــه وديعــة أو عاريــة أو مضاربة أو ما أشــبه، ثم اختلــف الموكــل والوكيــل فــادعى الموكــل

شيئا والوكيل شيئا، فإن الحق مع الوكيل.ــإن ومثله إذا اختلف الموكل والطرف وصدق الوكيل الطرف، فــاب تصديقه يوجب تصديق الطرف، وال يجري فيه القواعد األولية لب

التنازع. ــوع ــرض موض ــا من ف ــالك وغيره ــا في المس ــه يعلم أن م ومنــراء ــة وإال لم يكن الش ــاوي مائ ــبيع يس ــان الم ــا إذا ك ــألة بم المس

صحيحا، ال يخلو من نظر، كما قاله

353

Page 354: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الجــواهر، ضــرورة إمكــان الغبن في حــق الوكيــل، وال يقتضــي خروجه بذلك عن الوكالة وإنما أقصاه الخيار، كما تقدم اإللمــاع إلى

ذلك في بعض المسائل السابقة. ثم إنــه لــو وكلــه في بيــع كــل أمالكــه فبــاع البعض، فــإن كــانت الوكالة على النحو المتعارف صح في البعض ولم يكن فضــوليا، أمــا إذا كان على نحو التقييد كان فضوليا، فإن أجازه صح، وإن لم يجزه

بطل. وكذلك إذا وكله في اشتراء كل أمالك زيد مثال، أو وكله في بيــع ألف طن من الحنطة مما يتعارف البيع جزءا فجزءا، أو اشتراء ألف طن، وهكذا الحال لو قال له: اشتر لي بمائة، فاشــترى بثمــانين، أو بمائة وعشرة، أو قال: بع لي بمائة، فباع بعضه بثمانين، أو أكثر منه

بمائة وعشرة. ــه وعن التذكرة أنه قال: )لو قال: بعه بمائة درهم، إنه ال يجوز ل البيع بأقل، فإن باع باألقل كــان موقوفــا، ولــو باعــه بــأكثر من مائــة درهم، فإن كانت الكثيرة من غير الجنس مثل أن يبيعه بمائــة درهم وثوب جاز عند علمائنا، سواء كانت الزيادة قليلــة أو كثــيرة، وســواء

انتهى. كانت الزيادة من األثمان أو ال، ألنها زيادة منفعة وال تضره( لكن فيــه: إن ذلــك فيمــا إذا علم القصــد األعم المنصــب عليــه

العقد، أما إذا كانت خصوصية فال يأتي هذا الكالم. ومنه يعرف وجه النظر في إطالق القواعد، قــال: لــو وكلــه في

بيع عبد بمائة، فباعه بمائة وثوب صح. كما ظهر وجه النظر أيضا في إطالق القواعــد حيث قــال: وكــل تصرف خالف فيه الموكل فحكمــه كــاألجنبي، اللهم إال أن يقــال إنــه ما مثلناه في الفرع السابق ليس من المخالفة للموكل فيتم كالم

أنه كاألجنبي في االحتياج إلى اإلجازة ألنه يقع فضوال.

354

Page 355: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وهكذا يظهر مما تقـدم وجــه النظـر في تعليــق مفتــاح الكرامــة عليه، بأنه لو أذن له في الشراء في الذمــة فاشــترى بــالعين أنــه ال يقع موقوفا، بل يحتمل لزومه للموكل، وأنه إذا خالفه واشــترى فيــل، إذ ــع للوكي الذمة وأطلق ولم يجز الموكل أنه ال يقع باطال، بل يق ال وجه أن يحتمــل لزومــه للموكــل في األول، كمــا ال وجــه ألن يقــعــانت ــع القصــود، اللهم إال إذا ك ــود تتب ــاني، ألن العق ــل في الث للوكي

الوكالة والبيع أعم. قال في القواعد: ولو زوج الغائب بامرأة الدعائه الوكالة فمــات

الغائب لم ترثه إال أن يصدقه الورثة أو تثبت الوكالة بالبينة. وفي مفتاح الكرامة: كما في التذكرة والتحرير وجامع المقاصد، ولها إحالف الوارث إن ادعت علمه بالتوكيل، فإن حلف فال ميراث،

وإال حلفت إذا علمت وأخذت، كما نص عليه في جامع المقاصد. وال يخفى أن مثل الموت الجنون واالنقطاع عنه بســجن دائم أو

ما أشبه. كمــا أن بعض الورثــة لــو صــدقوا وبعضــهم كــذبوا فلكــل حكمــهــده حيث ال ــة النســب والرضــاع بالنســبة إلى ول بالنســبة إلى عالق يتمكن من تزويجها، ولو اختلف األوالد في التصديق والتكــذيب كــان المصــدق ذا ســبب دون المكــذب، وهكــذا بالنســبة إلى غــير األوالد

ممن يؤثر التزويج بالنسبة إليه. ومنه يظهر الكالم في العكس، وهو تزويج الغائبة بادعاء الوكالة

عنها.

355

Page 356: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )إذا اشترى لموكله كــان البــائع(:7)مسألة بالخيار إن شــاء طــالب الوكيــل وإن شــاء طــالب الموكــل، والوجــه اختصاص المطالبة بالموكل مع العلم بالوكالــة، واختصــاص مطالبــة

الوكيل مع الجهل بذلك(. ــا، فألن ــوط أيض ــول األول المحكي عن المبس ــا الق ــول: أم أق الوكيل باشر المعاملة فعليه أن يدفع الثمن، كما أن الموكل صاحب المــال فعليــه أن يــدفع الثمن، فللبــائع أن يطــالب الثمن من أيهمــا، والمراد بالوكيــل هنــا ليس الوكيــل في إجــراء العقــد فقــط، وإال فال

شأن له في األمر. ــرف وعلله في الجواهر: )بأنه يكون دخول الوكيل في هذا التص بمنزلة دخول الضامن في الضمان، فإن أعطاه كان له الرجوع بمــا وزن، ألنه توكل بإذنه في الشراء، وذلك يتضمن تسليم الثمن وكــان

انتهى. اإلذن في الشراء إذنا فيه وفيما يتضمنه( ومنه يعلم العكس، بأن إذا باع الوكيل عن موكله فإن للمشتري

مطالبة أيهما شاء، بنفس الدليل. ومنه يعلم الكالم في سائر المعامالت، كالصلح والهبة المعوضة

والجعالة واإلجارة وغيرها. وأما اختيار الشرائع، فقد علل بأنه ال وجه لرجوعه على الوكيــل مع فرض العلم بالوكالة، ألن الثمن فيما فرضه في ذمة الموكل، إذ

الشراء له وال ضمان من الوكيل، ولعل هذا أقرب. نعم إذا جهــل بالوكالــة اتجــه مطالبــة الوكيــل، لظهــور مباشــرة الشراء في كونه له، لكن إنما يصح ذلك مع استمرار الجهــل بــذلك، أما إذا كان حين المعاملة جاهال ثم علم كان عليــه مطالبــة الموكــل

أيضا. ومن ذلك يظهر عدم وجه لالحتمال الذي ذكــر المســالك، قــال:ــه ــه وكيال ثم ثبتت وكالت ــه بكون ــد مع ــاهال وقت العق ــان ج ــو ك )فل

فالمطالب الموكل، ويحتمل بقاء

356

Page 357: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

استحقاق المطالبة للوكيــل استصــحابا لمــا كـان وإلمكــان عــدمانتهى. رضاه بمطالبة الموكل لو علم ابتداء(

إذ ال وجه لهذا االحتمال، فإن االستصحاب قــد انتفى موضــوعه،واإلمكان المذكور ال يجعل غير من عليه الحق عليه الحق.

وال يخفى أن حال قيام الشاهد حــال العلم، كمــا أن حــال وارثالوكيل والموكل حال مورثهما لوحدة المالك في الجميع.

ــان ثم ال يخفى أن في المسألة احتماال آخر، هو أن الوكيل إن ك وكيال في إجراء العقد فقط كان للبائع مطالبــة الموكــل فقــط، إذ ال شأن للوكيل في األمر، وإن كــان وكيال مفوضــا كــوكالء التجــار كــان المطالب الوكيل، إذ ال شأن للموكــل عرفــا، ولــذا إذا راجعــه البــائع رده وألزمه بالرجوع إلى من عامل معه محتجا بأنه ال شــأن لــه في

المعاملة، فتأمل. ثم قال المسالك: )وال يكفي في ثبوت الوكالة اعتراف الموكــلــة بهــا، إلمكــان تواطئهمــا على إســقاط حــق المشــتري عن مطالب الوكيــل، لكن هنــا لــه الرجــوع على من شــاء منهمــا، صــرح بــه في التذكرة، ووجه التخيــير مطلقــا أن الحــق على الموكــل والعقــد مــع

انتهى. الوكيل، وهو ضعيف والمذهب هو األول( وهو كما ذكره في عدم ثبوت الوكالة باعتراف الموكل، نعم إنه ملزم باعترافه، فلو لم يدفع الوكيل الثمن ووجد البــائع المثمن عنــد الموكل حق له أخذ منه، ألنــه معـترف بــأن الثمن دخــل في كيسـه،ــه فينبغي أن يخرج الثمن من كيسه، فإذا لم يخرج المثمن من كيس حق له الرجوع إلى مثمنه، بينما إذا لم يعترف حق له أن يقول: إنك اشتريته من مدعي الوكالة، وإنما عليك التقــاص من مــال المــدعي

لها أو من تركته بعد موته.

357

Page 358: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم إن المســالك قــال: )واعلم أن الحكم بمطالبــة الموكــل مــع العلم والوكيل مع الجهل ال يتم أيضا على إطالقه، ألن الثمن لو كان معينا لم يكن له مطالبة غــير من هــو في يــده، بــل األولى أن يقــالــا، وعلى ــا أو مطلقـ ــون معينـ ــا أن يكـ ــألة إن الثمن إمـ في المسـ التقديرين فإما أن يسلم إلى الوكيــل أو ال، وعلى التقــادير فإمــا أن يكون البائع عالما بوكالته أو غير عالم، وحكمها أنه متى كــان الثمنــل ــك الوكي ــواء في ذل ــده، س ــو في ي ــه من ه ــالب ب ــا فالمط معين والموكل، وإن كان في الذمة ودفعه الموكل إلى الوكيل تخير البائع في مطالبة أيهما شاء مع علمه بالوكالة، أما الوكيل فألن الثمن في يده، وأما الموكــل فألن الشـراء لــه ومــا دفــع لم ينحصـر في الثمن بعد، وإن لم يكن دفعه إلى الوكيــل فلــه مطالبــة الوكيــل مــع جهلــه بكونه وكيال وعــدم البينــة عليهــا والموكــل مــع علمــه، وهــذا القســم

انتهى. األخير يصلح مسألة الكتاب(وفيه مواقع للتأمل، إذ:

أوال: يرد عليه أنه لو كان الثمن معينــا والوكيــل مــدعي الوكالــةــا لم يعلم ــده فيم والموكل منكر لم يكن للبائع مطالبة من هو في ي

بالوكالة. وثانيا: ال حق لمطالبة البائع للوكيل فيما إذا علم بأنه وكيل، ولو أن الموكل دفع الثمن إليه، ألن الوكيــل آلــة فقــط، وإنمــا المعاملــة وقعت بين البائع وبين الموكل في الحقيقــة إال على مــا ذكرنــاه من الفرق بين الوكيل في إجراء العقد فقط والوكيل في كــل الشــؤون

على االحتمال المتقدم. فقول المسالك: )أما الوكيل فألن الثمن في يده( فيــه نظــر، إذ لم يتعين الثمن لكونه ثمنا إال إذا سلم إلى البائع، والمفروض أنه لم يسلم إليه، فأي فــرق بين أن يعــزل الموكــل الثمن في ناحيــة وبين

أن يسلمه إلى وكيله، فكما ال يعين الثمن

358

Page 359: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

في الثمنية في األول ال يعين في الثاني إال في المعين. وثالثا: إن تفصــيله بين جهــل البــائع وعلمــه في الصــورة الثالثــة

دون الثانية قد عرفت ما فيه. ومما قد تقدم ظهر وجه النظــر في قــول الجــواهر، حيث قــال: )لكن قــد يقــال: إن من مقتضــيات العقــد اســتحقاق تســليم الثمن والمثمن من مباشره، سواء كان مالكا أو وليا شرعيا ولو وكيال عنه،ــل عن ــاع الوكي ومن هنا يتسلط البائع أو المشتري على الخيار بامتنــار البــائع أو التسلم والتسليم إذا كان وكيال على ذلك، وال يسقط خي المشتري بامتناع الوكيل، ألن الشراء إنمــا هــو للموكــل، إذ هــو وإن كان كذلك إال أن ما ذكرناه من أحكام ولي العقد وتوابعه، وال يتوهم أنه ال يقتضي اختصاص المطالبة به، ضرورة ثبوتهــا أيضــا لمن كــان الشراء له باعتبار ثبوت الحق عليه أيضا، ولو لمباشرة وكيلــه، ومن هنــا يتجــه التخيــير الــذي ذكــره الشــيخ في المحكي من مبســوطه(

انتهى. فإن تخيير الشيخ مطلق، بينمــا قــد عــرفت أنــه يجب أن يفــرق بين الوكيل الذي هو وكيل في العقد فقــط، وبين الوكيــل الــذي هــو يتولى كل الشؤون، فإن الشؤون في الثاني مرتبــط بالوكيــل، بينمــا في األول مرتبط باألصيل، وال يمكن جمعهما في مكــان حــتى يقــال

بالتخيير. نعم في الوكيل في مجرد العقد يتمكن الموكل أن يفــوض إليــه كــل الشــؤون بعــد أن عقــد، كمــا أنــه في الوكيــل المطلــق يتمكن الموكل من سلب صالحيات الوكيل بعد إجرائه العقد حتى يكون هوــاني ــا أن الث ــة، كم ــة الوكال ــى إطالق أدل ــرف، إذ األول مقتض الط مقتضى كون الوكالة عقدا جـائزا، فليس على الموكـل االلـتزام بهـا

إلى األخير.

359

Page 360: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )إذا طالب الوكيل فقــال الــذي(:8)مسألة عليه الحــق ال تســتحق المطالبــة لم يلتفت إلى قولــه، ألنــه مكــذب

لبينة الوكالة(.ــذيب ــتحقاق أعم من تك وفي المســالك: )يشــكل، إذ نفي االس البينة، لجواز كون سببه طــرو العــزل أو اإلبــراء عن الحــق أو األداء إلى الموكــل أو إلى وكيــل آخــر، فينبغي أن تســمع دعــواه، ومن ثم استشـــكل الحكم في القواعـــد، ويمكن دفـــع اإلشـــكال بـــأن نفي االستحقاق لما كان مشتركا بين ما يسمع ومــا ال يســمع لم يســمع،

انتهى. ألنه ال يعد دعوى شرعية حتى تحرر( وفي كالمه نظر، إذ ال وجه لعدم السماع بعــد وجــود االحتمــالين كما في كل دعوى، ولذا رده الجــواهر بعــد أن نقــل ذلــك عنــه وعن جامع المقاصد بقولـه: )اللهم إال أن يقـال: إن حجيـة قـول المسـلم وأصــالة صــحة دعــواه وعمــوم البينــة على المــدعي ونحــوه تقضــي القبول حتى يعلم فسادها بتكــذيب للبينــة ونحــوه، وإال فهي مقبولــة

. (1)يترتب عليها توجه اليمين، وإقامة البينة ونحو ذلك( ومنه يعلم أنه لو طالب الزوج زوجته من وليها فقال: ال تستحق المطالبة، التفت إلى قولــه وكــانت دعــوى الحتمــال أنــه طلقهــا، أو فسخ النكاح بإحدى أســبابه أو مــا أشــبه ذلــك من تــبين كونهــا أختــاــال: رضاعية له ونحوه، وكذا لو طالبت الزوجة النفقة من الزوج فقــالت: ال ــة االســتمتاع فق ــزوج من الزوج ال تســتحقين، أو طــالب ال تستحق، إلى غير ذلــك من األمثلــة، فــإن الــدعوى تســمع وإن كــان

االحتمال في صحة قول المدعي ضعيفا. وعلى أي حال، فقول المحقــق هنــا تبعــا للشــيخ في المبســوط

محل نظر. ثم إن الشـرائع قـال ممزوجــا مــع الجـواهر: )ولـو قــال: عزلـك الموكل، ســمعت بالبينــة مثال، ألنهــا دعــوى شــرعية، لكن لم يتوجــه

على الوكيل اليمين إال أن

.442 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1360

Page 361: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يدعى عليه العلم، ضرورة أن العــزل فعــل الغــير واليمين عليــه إنمـا هـو على نفي العلم بـه، وكـذا لـو ادعى أن الموكـل أبـرأه من

انتهى. الحق أو أداه إليه كما هو واضح(ــان وفيه نظر، إذ لو لم يأت من عليه الحق بالبينة على العزل كــالعزل، ــه ب ــدم علم ــزل، أو على ع ــدم الع ــف على ع ــل الحل للوكي ومقتضى االستصحاب أن له أن يأخذ ويعطي كمــا كــان وكيال، وكــذا لو ادعى أن الموكل أبــرأه من الحــق أو أداه إليــه فإنــه يتوجــه إليــهــدم، أو على البينة، فإذا لم تكن له بينة حلف الوكيل على العلم بالع

عدم العلم، كما في سائر موارد النزاع. ومنه ظهر أن قــول الجــواهر: )ضــرورة أن العــزل فعــل الغــير( إلخ، فيه نظر، ألن فعل الغير قــد يعلم اإلنســان بنفيــه، وقــد ال يعلم

بنفيه كما هو واضح.ــدفع الثمن ــاع ولم ي ــا فقبض المت ــل متاع ــترى الوكي ثم إن اشــا تقــدم فطالبه البائع فقال الوكيل: عزلني الموكل، سمع كالمه، لم من أن الوكيل إذا عامل لموكله طرف المعاملة الموكل ال الوكيــل، بل لو قال الوكيل: أنا ال أدفــع إليــك، وإنمــا أطلب الموكــل كــان لــه ذلــك، وقــد تقــدم التفصــيل بين الوكيــل في العقــد فقــط والوكيــل

المفوض، فيأتي هنا أيضا ذلك التفصيل.

361

Page 362: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قال في الشرائع: )تقبــل شـهادة الوكيـل لموكلـه(:9)مسألة فيما ال والية له فيه، ولو عزل قبلت في الجميع مالم يكن أقــام بهــا

أو شرع في المنازعة(. أقول: يدل على قبول شــهادته فيمــا ال واليــة لــه فيــه إطالقــات األدلـــة، بـــل في الجـــواهر: )ال خالف فيـــه بيننـــا، بـــل وبين كافـــة

المسلمين، وال إشكال(. وأما عدم القبول فيما هو وكيــل فيــه فقـد عللـوا ذلــك بالتهمـة، وكذا بالنسبة إلى عدم قبول شهادته في جرح شــهود المــدعي على

الموكل. وقال في مفتاح الكرامة عند قول العالمــة: )وليس للوكيــل في الخصومة أن يشــهد لموكلــه فيهــا(: )كمــا في المبســوط والشــرائع والتذكرة والتحريــر واإلرشــاد وجــامع المقاصــد وشــهادات الســرائر والتحرير والمسالك، وكذا الكفاية وفيها: إنه المشهور، ولقــد تتبعت كالمهم في الباب وباب الشهادات فلم أجد لهم غــير مــا ســمعت إال قولهم تقبل شهادة الوكيل والوصي في جــرح شــهود المــدعي على الموكل أو الميت فيما وكل فيه أو أوصى إليــه فيــه، ألنهمــا يــدفعان بذلك سقوط واليتهما إن لم يكن لهما أجرة. ذكر ذلك في الســرائر والشرائع والكتــاب والتحريــر واإلرشــاد والمســالك وكشــف اللثــام، قالوا: ألنها تدفع ضررا، ولم أجد من تأمل في ذلــك في البــابين في

. (1 )المقامين قبل المقدس األردبيلي( أقول: يمكن أن يستدل لذلك بما ورد في الشريك، مثل مــا عن عبد الــرحمن ابن أبي عبــد اللــه، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ال تجــوزالســالم( عن ثالثــة شــركاء شــهد اثنــان عن واحــد، قــال: .(2)شهادتهما

.212 ـ211 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1. 1ح الشهادة أبواب من27 الباب273 ص18( الوسائل: ج?)2

362

Page 363: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وعن أبان، قال: سئل أبو عبد الله )عليه الســالم( عن شــريكين تجــوز شــهادته إال في شــيء لــه فيــهشهد أحــدهما لصــاحبه قــال:

.(1)نصيب ومفهوم ما رواه صفوان، عن أبي الحسن )عليه السالم(، قــال: سألته عن رجل أشهد أجيره على شهادة ثم فارقه، أتجــوز شــهادته

ــهادتهله بعد أن يفارقه، قال: نعم، وكذلك العبد إذا أعتق جازت ش(2).

كــانوعن عالء بن ســيابة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: .(3)أميرالمؤمنين )عليه السالم( ال يجوز شهادة األجير

كما يدل عليه بالعموم رواية عبد الله بن سنان، قال: قلت ألبيالظـنين والمتهمعبد الله )عليه السالم( ما يرد من الشهود، فقال:

:قلت: فالفاسق والخائن، قال ،ذلك يدخل في الظنين(4). وعن الحلبي، قال: سئل أبو عبــد اللــه )عليــه الصــالة والســالم(

، قال: قلت:الظنين والمتهم والخصمعما يرد من الشهود، فقال: .(5)هذا يدخل في الظنينفالفاسق والخائن، فقال:

وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم( قــال: قــال لم تجز شهادة صــبي وال خصــمرسول الله )صلى الله عليه وآله(:

.(6)وال متهم وال ظنينغيرها من الروايات. إلى

وعلى أي حال، فإنهم استدلوا لعــدم قبــول شــهادة الوكيــل فيالمقامين بالتهمة،

. 3ح الشهادة أبواب من27 الباب272 ص18( الوسائل: ج?)1. 2ح الشهادة أبواب من29 الباب273 ص18( الوسائل: ج?)2. 2ح الشهادة أبواب من29 الباب274 ص18( الوسائل: ج?)3. 1ح الشهادة أبواب من30 الباب274 ص18( الوسائل: ج?)4. 5ح الشهادة أبواب من30 الباب275 ص18( الوسائل: ج?)5. 6ح الشهادة أبواب من30 الباب275 ص18( الوسائل: ج?)6

363

Page 364: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــال ــه على م ــع، ألن واليت ــه النف ــر ل ــهادته في األول تج وأن ش الموكل نفــع تجــره إلى نفســه، وتــدفع عنــه في الثــاني ـــ أي جــرح

الشهود ـ الضرر فهو متهم في المقامين. ــلم أن لكن مع ذلك كله، فعن مجمع البرهان أنه قال: )إنا ال نس مطلق الوالية والوكالة نفع، بل قد تكون ضررا، وكــون مثلهــا مانعــا من قبول شهادة العدل المقبول يحتاج إلى الدليل بعــد الــدليل على قبول شهادة العدل المتصف بالشرائط سوى هذا المتنــازع فتأمــل(

انتهى. ــه وعن صاحب الحدائق أنه تبعه فيه، وعن الكفاية إشــعار عبارت عليــه، وعن أبي علي قبــول شــهادة الوصــي بمــال اليــتيم، بــل عن

كشف اللثام الميل إليه، ولعل الوكيل أولى. ويمكن أن يستدل لــه بجملــة من الروايــات األخــر الدالــة عليــه

بالمناط، باإلضافة إلى إطالقات أدلة قبول شهادة العدل. فعن عبد الرحمن قال: سألت أبا عبــد اللـه )عليــه الســالم( عن

.(1)يجوزثالثة شركاء ادعى واحد وشهد االثنان، قال: وفي مكاتبة الصفار إلى أبي محمد )عليه الصالة والسالم(: هـل تقبل شهادة الوصي للميت بدين له على رجل مع شاهد آخر عــدل،

، وكتب: أيجـوزإذا شهد معه آخر عدل فعلى المـدعي يمينفوقع: ــابض ــو الق ــيرا وه ــغيرا أو كب ــوارث الميت ص ــهد ل ــي أن يش للوص

نعم، وينبغيللصغير، وليس للكبير بقابض، فوقــع )عليــه الســالم(: ، وكتب: أو تقبــل شــهادةللوصي أن يشهد بالحق وال يكتم الشهادة

نعمالوصي على الميت مع شاهد آخر عدل، فوقع )عليه الســالم(: .(2)من بعد يمين

. 4ح الشهادات أبواب من27 الباب272 ص18( الوسائل: ج?)1. 1ح الشهادات أبواب من28 الباب272 ص18( الوسائل: ج?)2

364

Page 365: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال بــأسوعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ويكــره شــهادة األجــير، قــال: بشهادة الضيف إذا كان عفيفا صائنا

.(1)لصاحبه، وال بأس بشهادته لغيره، وال بأس به له بعد مفارقتهــده ــد لوال ــهادة الول ــواز ش ــا دل على ج ــافة إلى م ــذا باإلض ه وبالعكس، واألخ ألخيــه، والــزوجين أحــدهما لآلخــر ممــا يؤيــد قبــول

الشهادة حتى في المتهم. يجــوزفعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

.(2)شهادة الولد لوالده، والوالد لولده، واألخ ألخيه وعن عمار بن مروان، قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(ــه، ــه، أو األب البن أو قال: سأله بعض أصحابنا، عن الرجل يشهد ألبي

ال بــأس بــذلك إذا كــان خــيرا جــازت شــهادتهأو األخ ألخيه، فقــال: .(3)ألبيه، واألب البنه، واألخ ألخيه

تجــوزوعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: .(4)شهادة الرجل المرأته، والمرأة لزوجها إذا كان معها غيرها

وعن عمار بن مروان، قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( إذاأو قال: سأله بعض أصحابنا، عن الرجــل يشــهد المرأتــه، قــال:

.(5)كان آخر جازت شهادته معه المرأتهإلى غيرها من الروايات.

وقد ذكرنا في كتاب الشهادات أنه ال يمكن العمــل بمــا دل على أن كــل متهم ال تقبــل شــهادته، فــإن الالزم تخصــيص المتهم بمتهم

خاص.

. 3ح الشهادات أبواب من29 الباب274 ص18( الوسائل: ج?)11ح الشهادات أبواب من26 الباب270 ص18( الوسائل: ج?)2. 2ح الشهادات أبواب من26 الباب270 ص18( الوسائل: ج?)3. 1ح الشهادات أبواب من25 الباب269 ص18( الوسائل: ج?)4. 2ح الشهادات أبواب من25 الباب270 ص18( الوسائل: ج?)5

365

Page 366: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــدائق ــواهر األردبيلي والح ــر في رد الج ــه النظ ــه يعلم وج ومن بقوله: )إن كالمهما كاالجتهاد في مقابلة اإلجماع، بل وقد يشــك فيــو من تناول الشهادة لمثله، ضرورة كونه شهادة له في الحقيقــة ول

انتهى. حيث الوكالة والوالية نحو شهادة المرتهن وشبهه( فإن المسألة ليست واضـحة بهـذا الوضـوح المـدعى، وللتوقـف فيها بعض مجال، نعم ال إشكال في قبول شهادته له لــو عــزل قبــل المخاصمة، فقد قال في مفتاح الكرامة عند قــول العالمــة مســتثنيا عن عبارتـــه الســـابقة: )إال إذا عـــزل قبـــل الخصـــومة(: كمـــا في المبسوط والشرائع والتحرير واإلرشــاد والتــذكرة وجــامع المقاصــد والمسالك ومجمع البرهان، وظاهر األربعــة األخــيرة اإلجمــاع عليــه، واستدلوا له بعدم التهمة حينئذ وعدم الخصومة، فهو كمــا لــو شــهد

قبل التوكيل في شمول أدلة القبول له. ــه ألجــل لكن عن بعض العامة عدم القبول بمجرد التوكيل، وكأنــهد أن الموكل يتخذ عزل الوكيل ذريعة إلى قبول شهادته، ثم إذا ش ينصبه، فال ثمرة للحكم بعدم قبول شهادة الوكيــل بعــد إمكــان هــذا

االحتيال، لكن جماعة استثنوا صورتين: األولى: ما لم يكن أقام بها وردت بالتهمة.

ــل ــا فال تقب والثانية: ما إذا شرع في المنازعة التي هو وكيل فيهحينئذ للتهمة أيضا.

ــهد قال في مفتاح الكرامة: )إن خاصم حال وكالته ثم عزل وش لم تسمع، كما هو صريح بعض من ذكر، ومفهوم البعض اآلخر الذي عبر بعبــارة القواعــد ونحوهــا، ألنــه حينئــذ متهم يريــد تمشــية قولــه إلظهار صدقه فيمــا ادعــاه أوال، ومثلــه في عــدم القبــول إذا أقامهــا حال وكالته ثم ردت لتهمة الوكالة، كمــا هــو نص التحريــر واإلرشــاد ومجمع البرهان، وهذا كلــه إذا جــرى األمــر على التواصــل، وأمــا إذا

طال

366

Page 367: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الفصــل فظــاهر كالم المصــنف الــتردد في القبــول، وفي جــامعالمقاصد إن كال من األمرين محتمل(.

ــول إال مــا خــرج بنص أو أقــول: مقتضــى القاعــدة مطلقــا القب إجماع، وإال فال يمكن التمسك بالوجوه االستحســانية لــرد الشــهادة، وقد عرفت أن رد شهادة المتهم ال يشمل كــل متهم، وبــذلك يظهــر الضعف في استثناء الجواهر، حيث قال: )اللهم إال أن يدعى خروجه بـــذلك عن تأهـــل الشـــهادة وقبولهـــا، وإن زالت التهمـــة وارتفعت الخصومة، وبذلك يفرق بينه وبين الفاسق إذا عاد للعدالة، والصــبي إذا بلغ، والكافر إذا أسلم، فال تقبل حينئذ شــهادة الشــريك لشــريكه بعد أن ردت بذلك، ولو صالح شريكه بعد ذلك على وجه صار الحــق

انتهى. كله للشريك اآلخر(إذ ال وجه لرد إطالقات أدلة الشهادة بأمثال هذه األمور.

ومما تقدم ظهر حال ما لو قــال: أنت وكيلي بعــد أن ثبت حقي في هذا الشيء المتنازع فيه، ألنه تقبل شهادة الوكيل الذي سيكون في المستقبل وكيال، أما لو قال: بعد ثبوت حقي فــأنت معــزول عن الوكالة، فهل يقبــل لعــدم التهمــة أو ال يقبــل، يــأتي الكالم الســابق،

وكذا الحال لو علم أنه سيوكله أو علم أنه سيعزله.

367

Page 368: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قــال في الشــرائع: )لــو وكلــه بقبض دينــه من(:10)مســألة غــريم لــه، فــأقر الوكيــل بــالقبض وصــدقه الغــريم وأنكــر الموكــل،

فالقول قول الموكل، وفيه تردد(. أقول: ذهب غير واحد من الفقهــاء إلى مــا ذكــره الشــرائع أوال، فإن الوكيل إذا ادعى القبض وأنه تلف من يده وأنكــر الموكــل كــان النزاع بين المالك والغــريم، وال نــزاع بينــه وبين الوكيــل، وليس في األدلة ما يقتضي إلزام الموكل بإقرار الوكيل فيما وكل فيه مع عدم

الخصومة معه، لكن قال في الشرائع: فيه تردد. وقال في القواعد: ولو أقر بقبض الدين من الغــريم قــدم قــولــار الموكل على إشكال، وذلك لنفوذ قول الوكيل على الموكل باعتب كونه أمينه، ودعوى الموكل على الغريم ال وجه له بعد أن يد الوكيل

يد الموكل. ومقتضى القاعدة هو الثــاني، ألن دليلــه وارد على دليــل القــول

األول من األصل ونحوه. وقول الجواهر: )إال أنه كما ترى ال دليل عليه إذا كانت الــدعوى مع غيره، وتقديم قوله حيث تكون الدعوى معــه ال يقتضــي ســقوط دعواه على الغير، إذ ال يجب تقديم قوله في ذلك على تقديم قولــه في التلف بغرق أو حرق مع أنه ال يسقط الدعوى من المالــك على أجنبي بمالــه كمــا هــو واضــح، خصوصــا إذا أعــرض المالــك من أول األمر عن الدعوى مع األمين وخص الدعوى باألجنبي، وخصوصـا في مثل المقام الذي ال دعوى أصال بين المالك والوكيــل، وعــدم القبض

انتهى. منه بزعم المالك إنما هي مختصة بينه وبين الغريم( غير ظاهر الوجه، ألنه حتى مــع كـون الــدعوى بين المالـك وبين الغريم من أول األمر إذا جاء الغــريم بالبينــة بأنــه ســلمه إلى وكيلــه كفى، فكذلك إذا جاء بالوكيــل مقــرا بأنــه تسـلمه من الغـريم، فإنـهــرار ــل إق ــرار الوكي ــك ألن إق ــة، وليس ذل ــه حج أمين، واألمين قول

الموكل حتى يقال ليس إقراره إقراره، وإنما ألن معنى أمانته

368

Page 369: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

تصديقه في كل شيء مرتبط به، وهذا شيء مرتبط به.ــذلك وإن لم تكن فقول الجواهر: )ودعوى أن اعتراف الوكيــل ب الخصومة معه مسقط لدعوى المالك المقتضية تكذيبه فيمــا ذكــره، فقد نهي عن تهمته على وجه يراد منه عدم سماع التهمة في حقه، وإن كانت تكذيبا خاصة بال تغريم، ممنوعة على مــدعيها كــل المنــع، ضرورة عدم ما يقتضــي أن إقــرار الوكيــل إقــرار الموكــل، بــل في األدلة مــا يقتضـي عدمــه، خصوصـا قاعــدة اإلقـرار في حــق الغـير(

انتهى. غير ظاهر الوجه، وإنما مقتضى القاعدة مع الــدعوى، فهــو كمــا إذا وكله في تــزويج امــرأة، فزوجهــا لــه مــدعيا رضــاها بالنكــاح، ثم ادعى الموكل أنها لم ترض بالنكاح فالعقد باطــل، بينمــا هي تــدعي أنها رضيت والوكيل يصــدقها، فهــل يقــال: إن الــدعوى بين الموكــل وبين المرأة، أو يقال: إن الدعوى بين الموكل وبين الوكيــل، وقولــه

حجة. ومنه يعلم وجه النظر في قول الجواهر بعد ذلك: )وتقديم قوله حال كون الخصومة معـه إنمــا هــو لكــون مؤتمنــا وصــاحب يــد على فعله، كتقــديم قولــه في التلــف في الخصــومة معــه، ال ألن إقــرارهــل، ــأدنى تأم إقرار الموكل، وإال لم تحتج إلى اليمين كما هو واضح ب والنهي عن تهمته إنما يراد منه تقديم قولــه في التــداعي معــه ولــو بما يقتضي تكذيبه، فضال عن اتهامــه، ألن المــراد منــه عــدم تكذيبــه

انتهى. ولو بالدعوى على الغير المقتضية لذلك( إذ الدعوى ليست على الغير في الحقيقــة، وإنمــا الــدعوى على الوكيــل، ألنــه إذا ثبت أن الوكيــل تســلم لم يكن الغــريم طــرف الدعوى، فمحور الدعوى الوكيــل هــل تســلم أم ال، والوكيــل يقــول: تسلمت المال، فقوله حاكم على أصالة قول المالك بعدم التســلم،

وعليه فال فرق بين المقام وبين المسألة الثالثة المتقدمة

369

Page 370: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

التي ذكر هناك تقديم قول الوكيل، منتهى األمر أن على الوكيلالحلف ال أكثر من ذلك، لقاعدة أن ليس على األمين إال اليمين.

وال يخفى أن األصل في هذه المسألة هــو مــا ذكــره الشــيخ فيمحكي المبسوط حيث قال:

ــل )إذا وكل رجل رجال في قبض دين له على غيره فادعى الوكيــه أنه قبضه منه وسلمه إليه، أو قال: تلف في يدي، وصدقه من علي الدين، وقال الموكــل: لم يقبضــه منــه، قــال قــوم: إن القــول قــول الموكل مع يمينــه، وال يقبـل قــول الوكيــل وال المــدين إال ببينــة، ألن الموكل يدعي المــال على المــدين دون الوكيــل، ألنــه يقــول: أنــا ال أســتحق عليــك شــيئا ألنــك لم تقبض المــال، وإنمــا مــالي بــاق على المدين، ولهذا إذا حلف طالب الذي عليه الدين وال يثبت بيمينه على الوكيل شيئا، فإذا كان كذلك كان بمنزلة أن يــدعي من عليــه الحــق دفع المال إليه وهو ينكر، فالقول قوله، وكذلك هيهنــا، وهــذا أقــوى. وإذا وكله بالبيع والتسليم وقبض الثمن فباعه وسلم المــبيع فــادعى قبض الثمن وتلفــه في يــده أو ادعى دفعــه إليــه فــأنكر الموكــل أن يكون قبضه من المشتري كان القـول قـول الوكيــل مــع يمينــه، ألن األصل أنه أمين، وأنه ال ضمان عليه، ويخــالف المســألة األولى، ألن المدعى عليه فيها هو الذي عليه الدين وهو الخصم فيه، وإذا جعلنــا القــول قــول الموكــل في المســألة األولى لم تــوجب على الوكيــل غرامــة، وفي المســألة الثانيــة تــوجب غرامــة، فجعلنــا القــول قــول

انتهى. الوكيل في الثانية( وأنت ترى أنه ال يظهر فرق بين المسألتين، والفارق الذي ذكرهــال غير ظاهر، ولذا تنظر الشرائع في الفرق بين المسألتين، فإنه ق بعد عبارته المتقدمة: )أما لو أمره ببيع سلعة وتسليمها وقبض ثمنها

فتلف من غير تفريط فأقر الوكيل

370

Page 371: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بالقبض وصدقه المشتري وأنكر الموكل فــالقول قــول الوكيــل، ألن الدعوى هنا على الوكيل من حيث إنه ســلم المــبيع ولم يتســلم الثمن، فكأنه يدعي ما يوجب الضمان وهناك الــدعوى على الغــريم،

انتهى. وفي الفرق نظر( ووجهه واضــح، فــإن االختالف في المقــامين في فعــل الوكيــل، ومع فرض كون قوله مقبوال فيه ينبغي أن يكون مقبوال فيهمــا، ممــا يستلزم عدم سماع دعوى المالك في المقامين، وإال قبلت الــدعوى

في المقامين، فال وجه للتفصيل بينهما. ومما تقدم ظهر وجه النظر في قــول الجــواهر، فالحــظ وتأمــل جيدا لتعرف الحكم بجميع موارد المسألة التي منها ما لو وكله علىــل على ــل: طلقت، وادعى الموكـ ــال الوكيـ ــه مثال فقـ طالق زوجتـــه وبين الزوجــة، الزوجة عدم ذلك كان القول قوله، ألن الدعوى بين

انتهى. والوكيل ال دعوى عليه، وكذلك الوكالة في العتق( إذ قد عرفت أن مقتضى القاعدة أن الدعوى مــع الوكيــل، فــإنــول: نكحت أو ادعاء الرجل على الزوجة ال شأن له بعد أن وكيله يقــه في ــو وكل طلقت، أو أعتقت أو أبرأت أو ما أشبه، وكذلك الحال ل االستقراض فقال الوكيل: استقرضت من زيد ألفا لك فهــو يطلبــك، وادعى الموكل على المقــرض عــدم القــرض، فإنــه ال وجــه لكالمــه عليه بعد قول وكيله إنه استقرضه له وأعطاه إياه أو تلف مــا أشــبه

ذلك. أما فرض الجواهر أن ال يكون هناك ثالث بقولــه: )أمــا لــو كــان وكيال على القرض فقال: استقرضت لك ألفا مثال وتلفت، أو أنفقتها فيمــا وكلتــني فيــه أيضــا ولم يكن هنــاك ثــالث، تكــون الــدعوى بين الموكل وبينه كان القول قول الوكيل ولو بعد عزله عن الوكالة ألنه

انتهى. أمينه وهكذا(

371

Page 372: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فهو خروج عن محل البحث، والحكم فيه وإن كان كما ذكره، إال أنه يقتضي أن يكون الحكم كــذلك حــتى مــع وجــود الثــالث ودعــوى

المالك عليه. ثم إنـــه ال فـــرق بين أن يقـــول الموكـــل في جميـــع المســـائل المتقدمــة: إني أعلم أن الوكيــل يكــذب، أو يقــول: ال أعلم هــل أنــه يكذب أو يصدق، فال فــرق بين الصــورتين، ألن دعــواه في الحقيقــة

على الوكيل، وال شأن للطرف الثالث فيها. ــه يعلم أن قــول الجــواهر: )نعم بقي شــيء، هــل للموكــل ومن الدعوى على األجنبي مــع إخبــار الوكيــل بــالقبض منــه أو الطالق أوــك من العتق ألصالة العدم ونحوها وإن احتمل صدقه، أو البد في ذلــات ــر من المحكي من بعض كلم ــد يظه ــل، ق ــذيب الوكي العلم بتك األردبيلي الثـاني، ويحتمـل األول لعـدم مـا يـدل على وجـوب قبـول خبره فيما ائتمن عليــه في غــير مقــام التــداعي معــه، وإن كــان لــه التناول بإخباره والتصرف فيما يأتيه له بعنوان الوكالة، ولكن ال ريب

انتهى. في أن األحوط الثاني(ــالث، لكن محل نظر، فإن الحاكم يسمع دعوى الموكل على الث كما أن الثالث لو أتى ببينة أو ما أشبه ســقطت الــدعوى، كــذلك إذا جاء الثالث بالوكيل مصدقا له، أو جاء الوكيل بنفسه مصدقا للثالث. ومما تقدم يعلم وجه النظر في احتمال المسالك، وأن مقتضــى القاعدة هو ما أفتى به أوال، حيث قال: )واعلم أنه مــتى قــدم قــول الوكيل في القبض فهــل يحصــل بــذلك بــراءة المشــتري من الثمن، الظاهر ذلك، ألن الحق واحد، فإذا قبل قول الوكيل في قبضه كيف يتوجه إيجابه على المشتري، ويحتمل عدم براءته بذلك ألصالة عدم األداء، وإنما قبل في حق الوكيــل الســتيمانه، وهــذا المعــنى مفقــود في المشتري، إذ ال يقبل قوله في ذلك لو كان الــنزاع معــه ابتــداء،

ونفى

372

Page 373: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

العالمــة )رحمــه اللــه( عن هــذا االحتمــال البــأس في التــذكرة(انتهى.

إذ مقتضى القاعدة وجود البأس في هذا االحتمال، وأن مقتضىالقاعدة هو براءة المشتري من الثمن.

وكيف كان، فقد يدعي الموكل على الوكيــل، كــأن يقــول: قبض الثمن ولم يعطــني، وال شــأن للبــائع في المقــام، وقــد يــدعي على الغريم كأن يقــول: لم يــدفع الثمن إلى وكيلي، والوكيــل قــد جن أو مات أو مــا أشــبه ممــا ال يمكن وصــول اليــد إليــه، فتجــري مــوازين الدعوى بينهما، وقد يوجه الدعوى إليهما، كمــا إذا قــال: تواطئــا في هضم حقي، فيكونان كالهما طرفا، فالالزم إجــراء مــوازين الــدعوى بينه وبينهما، إال أنه حيث كان الوكيل أمينا ليس عليه إال اليمين، أمــاــا الغريم فقد يكون عليه الحلف، وقد يكون عليه البينة، هــذا على م

ذكروا، وإن كان الطرف الوكيل فقط فعلى ما ذكرناه. ــارة، ومنه يعلم أن تقسيم الجواهر توجيه الدعوى إلى الوكيــل ت وإلى الغريم أخــرى غــير حاصــر، باإلضــافة إلى عــدم اســتقامته في شقه الثاني، حيث قال: )إن الــدعوى مــتى كــانت من الموكــل على الوكيل بإرادة تغريمه مثال، فالقول قول الوكيـل ألنــه أمينـه والفعـل فعله، ومتى كانت عل أجنبي لم يكن إقرار الوكيل مــؤثرا في عــدمــل المقــام ــدعاوي، ففي مث ــل تبقى على حكم ســائر ال ســماعها، ب للمالــك توجيــه الــدعوى على كــل منهمــا، فــإذا أعــرض عن الوكيــل ووجه الدعوى على المشتري وطالبه بالثمن كان له ذلك بعد يمينــه ــقطا أنه باق في ذمة المشتري، وال يكون إقرار الوكيل بالقبض مس

انتهى. للدعوى بعد أن لم تكن الخصومة معه( وأبعد من قوله السابق قوله بعد ذلك: )ولــو طــالب الوكيــل من حيث دعـــوى ضـــمانه للثمن بتســـليم المـــبيع قبـــل تســـليم الثمن

المفروض عدم إذنه فيه كان القول

373

Page 374: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

قول الوكيل هنا لألدلة التي سمعتها، بل األقوى في النظر عــدم سقوط الدعوى عن المشتري مع ذلــك، خالفــا للتــذكرة والمســالك وغيرهما، إذ لم يفد تقديم قولــه على قــول المالــك بيمينــه إال عــدم ضمان الوكيل وسقوط الدعوى بالنسبة إليــه خاصــة، ال أنــه وصــولــدعوى عن المشــتري، ضــرورة ــه يســقط ال ــا على وج للثمن واقع مســاواة تقــديم قولــه هنــا لتقــديم قولــه في التلــف المعلــوم عــدم

انتهى. اقتضائه سقوط الدعوى لو أرادها بعد ذلك على أجنبي( إذ معنى جعل الشارع الوكيل أمينا وأنه يسمع كالمه، عدم حــق للموكل على غيره بعد سماع كالمــه، وليس الغــريم طرفــا للموكــل حتى يوجه دعواه إليه، وإال حق للموكــل أن يوجــه الــدعوى إلى من باع للغريم أيضــا بــأن يقــول: أنت بعتــه الشــيء الفاســد فباعــه إلى وكيلي وأتلفه وكيلي فأنت يجب عليك أن تعطي األرش، وهل يقول

الجواهر بمثل ذلك. ــا والحاصل: إنه ال شأن للموكل بالغريم إطالقا، حتى في مثل م

ذكرناه مما كان الدعوى عليه بالتواطي وما أشبه. وعليه فقول الجواهر بعد ذلك: )أما إذا كــانت الــدعوى مختصــة من األصل بغير الوكيل، كما في قبض الدين من الغــريم ونحــوه، أو كانت مشتركة ولكن أعرض عن الوكيل ووجه الــدعوى على الغــير، فال وجه لسقوط الدعوى، العــتراف الوكيــل الــذي لم تكن خصــومة

انتهى، محل نظر. بين الموكل وبينه( قال في الشرائع: )ولو ظهــر في المــبيع عيب رده على الوكيــل دون الموكل، ألنه لم يثبت وصول الثمن إليه، ولو قيل بــرد المعيب

على الموكل كان أشبه(. أقول: والقول الثاني هو المحكي عن العالمة في القواعد وفخرــيرهم، ــاني الشــهيدين في المســالك وغ المحققين في اإليضــاح وث

ووجهه واضح، إذ الموكل

374

Page 375: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

هو المالك فال وجه الختصاص الوكيل بالرد. نعم يصح الرد إلى الوكيــل أيضــا إذا بقيت وكالتــه، ألن الموكــل والوكيل حينئذ في حكم واحد، أما إذا كــان الوكيــل وكيال في مجــرد

العقد أو عزل بعد ذلك فال وجه للرد إليه أصال. قال في محكي المبسوط: )إذا وكــل رجال في بيــع مالــه وقبض ثمنه وادعى أنه قبض الثمن وتلــف في يــده، أو دفعــه إليــه وصــدقه المشتري على ذلك، وقال الموكل: مــا قبضــه الوكيــل، كــان القــولــد ــإذا وج ــرئ، ف ــف ب ــإذا حل ــوجهين، ف ــل على أصــح ال ــول الوكي ق المشتري بالمبيع عيبا كان له رده بالعيب، فإن أقام البينــة على أنــه دفع ثمنه إلى الموكل أو الوكيل كان لــه رد المــبيع على أيهمــا شــاءــل ــة الموك ــه مطالب ــة لم يكن ل ــالثمن، وإن لم تكن بين ــه ب ومطالبتــه، وليس ــه مــا أقــر بقبض الثمن من ــه، ألن ــالثمن، ورد المــبيع علي ب للوكيل مطالبة الموكل، ويكون القول قول الموكل مع يمينــه أنــه ال يعلم أنه قبض الثمن من المشتري، فإذا حلــف لم يكن لــه مطالبتــهــه إال أن يقيم بينة على ما يدعيه من قبض الثمن من المشتري وتلف

انتهى. في يده أو دفعه إليه(ــرد إلى ــع عن ال ــا للمن ــرى ال يصــلح أن يكــون وجه وهــو كمــا ت الموكل، ولذا رد هذا الوجه الجواهر بقوله: )ال يخفى عليك مــا فيــه، ضرورة أن المال مال الموكــل، ألن الفــرض علم المشــتري بــذلك، ووصول الثمن إليه وعدمه ال مــدخل لــه في ذلــك، ثم إذا لم يتمكن

ــالعيب( ــرد ب ــل فلســقوطه عن(1 )المشــتري من ال ــا إلى الوكي ، أم الوكالة، وأما إلى الموكـل فألنـه أبى عن قبولـه بعـد ادعائـه أنـه لمــه المــبيع، أو لم يتمكن يصل الثمن إليه حتى يعطي الثمن ليأخذ مال المشــتري من الــرد بــالعيب ألمــر آخــر، كــان لــه التقــاص من عين

المعيب إن لم يرض بالمعاملة، كما له أن يقبل المعاملة وال

.447 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1375

Page 376: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــوال ــر من أم ــال آخ ــاوت أي األرش من م ــذ التف ــخ ويأخ يفسالمالك.

ولذا قال في الجواهر: )نعم له أخذ العين باطنا ـ أي إذا لم يكن منــه الفســخ ـــ مقاصـة عن ثمنــه مــع دفــع الزائــد إن كــان للمالـك، والتوصــل إليــه من مــال الموكــل وغــير ذلــك مــع فــرض النقصــان(

انتهى. نعم يحتمل أن يكون للمشتري الرجوع بــاألرش إلى الوكيــل إذا كــان الوكيــل علم بــالعيب، بــل وحــتى إذا لم يعلم إذا لم يتمكن من قبض األرش من الموكل، ألن الوكيل غار، والمغــرور يرجــع إلى من غــر، ويؤيــده روايــات التــدليس في بــاب النكــاح من أن المهــر على المدلس، وقد ذكرنا في بعض أبواب الفقــه أنــه ال فــرق في رجــوع المغرور إلى الغار بين أن يكون الغار عالما أو جاهال، إلطالق الدليل

من غير مقيد. وكيف كان، فقد ظهر مما تقدم وجه النظــر في قــول التــذكرة، حيث قال: )فإذا حلف الوكيل أنه قبض وتلف الثمن في يــده، وقلنــاــإن رد على ــا، ف ــالمبيع عيب ــبراءة المشــتري ثم وجــد المشــتري ب ب الموكل وغرمه الثمن لم يكن له الرجوع على الوكيل، العترافه بأن الوكيل لم يأخــذ شــيئا، وإن رد على الوكيــل وغرمــه لم يرجــع على الموكل، والقول قوله مع يمينه في أنه لم يأخذ منه شيئا، ولو خــرج المبيع مستحقا رجع المشتري بالثمن على الوكيل ألنه دفعه إليه وال

انتهى. رجوع له على الموكل(إذ يرد عليه:

أوال: إن الوكيل يرجع إلى الموكل، ألن الثمن الــذي فــات عنــدهكالثمن الذي فات عند الموكل فال وجه لخسارته الثمن.

وثانيا: إنه لو خرج المبيع مستحقا رجع بالثمن على الموكل، ألن يــد الوكيــل يــد الموكــل، والموكــل هــو الطــرف، وإن كــان الوكيــل

الواسطة، نعم ذكرنا

376

Page 377: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

رجوعه إلى الوكيل أيضا، حيث إنه غار وإن كان عن جهل منه.ــبيع ــل ال كما يظهر وجه النظر في قول القواعد: )ولو قبض وكي الثمن وتلـف في يـده فخـرج المـبيع مسـتحقا رجـع المشـتري على الوكيــل مــع جهلــه أي بالوكالــة ويســتقر الضــمان على الموكــل وإال

فعليه(، إذ ال فرق بين الجهل وغيره. وقول الجواهر بعد نقــل كالم التــذكرة المتقــدم: إن )فيــه مــا ال يخفى من عدم جــواز رجوعــه على الوكيــل في األول بعــد اعترافــهــني بوكالته وتلف المال في يده، وأما رجوعه على الموكــل فهــو مب على وصول ذلك إليه بإقرار الوكيــل بنــاء على أنــه كالبينــة بالنســبة

.(1)إلى ذلك( أما كالم الجواهر أخيرا حيث قال: )قد يتوهم من ذلك اختصاصه بالموكــل بعــد العلم بكــون القبض وكالــة كمــا هــو مقتضــى كالمــهــمانهما األخير، وإن كان التحقيق خالفه، إذ الظاهر سببية القبض لض معا بعد فرض كونه وكيال عنه في قبض ما هو مبيع ظاهرا، ألنه وإن كان قبضه قبض الموكل إال أنه ال ينافي الرجــوع عليــه بعمــوم على

انتهى. (2 )اليد، وإن كان هو يرجع على الموكل( فهو كما ذكره في رجوع المشتري إلى أيهما شاء، واحتمال أنــه ال وجه للرجوع على الوكيل، أما في حال سقوطه عن الوكالة فألنه ال شأن له، كما أنه في حال كونه وكيال في العقد المجرد ال شأن له في األمر إطالقا، وأما في حــال عــدم ســقوطه عن الوكالــة وكـانت الوكالــة عامــة فألن الوكيــل ال شــأن لــه بعــد تمــام عملــه في الــبيع وقبضه الثمن الذي هــو قبض الموكــل، وإنمــا طــرف المشــتري هــو

الموكل، غير ظاهر لما عرفت من قاعدة الغرور. ثم إن من الكالم في الخيــار في العيب وأنــه يــرده على أيهمــا،

يظهر الكالم في سائر

.449 ص27الكالم: ج ( جواهر?)1.449 ص27الكالم: ج ( جواهر?)2

377

Page 378: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الخيـــارات لوحـــدة المالك في الجميـــع حـــتى في مثـــل خيـــار المجلس وخيــار الحيــوان، كمــا أن من حــال المشــتري يظهــر حــال البائع فيما إذا باع شــيئا إلى الوكيــل وقبض الثمن وظهــر في الثمنالعيب أو كان مستحقا أو غير ذلك من أنحاء الخيار الموجب للرد.

378

Page 379: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــألة إذا أبى الوكيـــل من تســليم أمــوال الموكــل(:11)مس عصيانا، راجع الموكل الحاكم، وللحاكم تعزيره، حيث ثبت كونه لكل عصيان، والتقــاص كمــا دلت عليــه األدلــة العامــة، أو الحبس لقولــه

ــالم(: ــالة والس ــه الص ــه وحبسه)علي ــل عقوبت ــد يح ،(1)لي الواج المراد بالعقوبة التعزير، أما التعذيب فال، ألنه ال تعذيب في اإلسالمو

إجماعا، ولبعض النصوص التي ذكرناها في كتاب الحدود. وما رواه الواقدي، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( بأمره زبيرا بتعذيب بعض اليهود باطــل الســند، باإلضــافة إلى احتمــال أنــه دخيل، حيث إن الطرف المنسوب إليه ذلك اليهــود، ومن المعــروف

تدخيلهم الروايات في الروايات الصحيحة.أما قدر الحبس فهو إلى أن يقدم الوكيل على الدفع.

وال يخفى أن الحبس في اإلسالم ثابت في موارد خاصة، وليس هناك تخليد إال ألشــخاص خاصــين، ويمكن أن يشــملهم عفــو اإلمــام )عليه السالم(، كما ذكرنا وجهه في كتاب )الحكم في اإلســالم(، وال حبس طويل المدة كما في القوانين الوضعية، كما أنــه ال تشـريفات

للسجون كما نراها فيها في الحال الحاضر. نعم يحق للحاكم الشرعي حبس بعض أفراد أخر عند المصلحة، فيما يشمله األدلة العامة، فإن الحبس الــذي ورد في الروايــات هي

عبارة عن: ــاء الجهـــال، واألكريـــاء1 ــ : حبس العلمـــاء الفســـاق، واألطب

.(2)المفاليس، كما في رواية السكوني: وحبس الكفيل حتى يحضر المكفول. 2 إن عليــا )عليــه الصــالة: وحبس شاهد الــزور، وفي الروايــة: 3

والسالم( كان إذا

. 4ح الدين من8 الباب90 ص13( الوسائل: ج?)1. 3ح الحكم كيفية أبواب من32 الباب221 ص18( الوسائل: ج?)2

379

Page 380: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

أخذ شاهد زور فإن كان غريبا بعث به إلى حيه، وإن كان سوقيا .(1)بعث إلى سوقه فطيف به ثم يحبسه أياما ثم يخلى سبيله

ــادق4 : وحبس المولى، حيث إن في صحيح أبي بصير، عن الص إلى أن قــال:اإليالء هــو أن يحلــف الرجل)عليه الصالة والسالم(:

:وإن رفعته إلى اإلمام أنظره أربعة أشهر، ثم يقــول لــه بعــد ذلــك .(2)ترجع إلى المناكحة وإما أن تطلق، فإن أبى حبسه أبدا

الظاهر أن المراد بـــ )أبــدا( أنــه يحبســه حــتى يرجــع إلى أحــدواألمرين.

إذا ارتــدت المــرأة: وحبس المــرأة المرتــدة، ففي الصــحيح: 5 .(3)عن اإلسالم لم تقتل ولكن تحبس أبدا

ــل الفاحشــة: لصــحيح ابن ســنان، عن الصــادق6 : وحبس فاع )عليه الصالة والسالم(: جاء رجل إلى رسول الله )صلى اللــه عليــه وآله( فقال: إن أمي ال تدفع يد المس، فقال )صلى الله عليه وآله(:

فاحبسها :قال: قد فعلت، قال ،تمنع من يدخل عليهاــال: قــد ، ق قيدها فإنك ال تنفعها بشيء أفضــل من أن تمنعهــا منفعلت، قال:

.(4)محارم الله ( وحبس الممسك للقتل، لصحيح الحلبي، عن الصادق )عليــه7)

قضى علي )عليه السالم( في رجلين أمسك أحدهماالسالم( قال: وقتل اآلخر، قال: يقتل القاتل ويحبس اآلخر حــتى يمــوت غمــا كمــا

.(5)حبسه حتى مات غما

. 3ح الشهادات أبواب من15 الباب244 ص18( الوسائل: ج?)1. 6ح اإليالء كيفية أبواب من8 الباب541 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح الحكم كيفية أبواب من32 الباب221 ص18( الوسائل: ج?)3. 1ح الزواج أبواب من48 الباب414 ص18( الوسائل: ج?)4. 1ح النفس قصاص أبواب من17 الباب35 ص19( الوسائل: ج?)5

380

Page 381: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

: وحبس السارق للمرة الثالثة بعــد قطــع اليــد والرجــل، فإنــه8 .(1)يخلد في السجن حتى يموت، كما في جملة من الروايات

: وحبس الذي يمثل، لما ورد عن الصادق )عليه السالم( قال:9ال يخلد في السجن إال ثالثــة، الــذي يمثل(2) الحــديث، والمنصــرف

من التمثيـــل هـــو التمثيـــل والتشـــويه بقطـــع مثـــل األنـــف واألذنواألطراف وغيرها، وال يبعد أن يكون المراد عادته التمثيل.

: وحبس المتهم بالقتل، لرواية السكوني، عن الصادق )عليه10 إن النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( كــان يحبس في تهمــةالسالم(:

.(3)الدم ستة أيام، فإن جاء أولياء المقتول بثبت وإال خلى سبيلهــة، كمــا ورد: 11 ــير في الجمل ــه: وحبس األس إن رســول الل

. )صلى الله عليه وآله( حبس جماعة من األسارى : وحبس الغاصب والخائن وآكل مال اليــتيم، لصــحيح زرارة،12

كـان علي )عليــه الســالم( ال يحبس فيعن الباقر )عليه الســالم(: الدين إال ثالثة: الغاصــب، ومن أكــل مــال اليــتيم ظلمــا، ومن ائتمنــان أو ــا ك ــه غائب ــه شــيئا باع ــد ل ــإن وج ــا، ف ــذهب به ــة ف على أمان

.(4)شاهدا : وحبس المديون الذي يظن بأنه يتمكن من وفــاء الــدين وال13

إن عليــا )صــلواتيفي، لصحيح غياث، عن الصادق )عليه السالم(: الله عليه( كان يحبس في

. 7ح السرقة حد أبواب من5 الباب494 ص18( الوسائل: ج?)1. 5ح السرقة حد أبواب من5 الباب493 ص18( الوسائل: ج?)2. 1ح العقل دعوى أبواب من12 الباب121 ص19( الوسائل: ج?)3. 2ح والدعوى الحكم كيفية من11 الباب181 ص18( الوسائل: ج?)4

381

Page 382: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

الدين، فإذا تبين له حادث وإفالس خلى سبيله حتى يستفيد ماال(1).

: وحبس من يراد إجراء الحد عليه حــتى يجــرى عليــه الحــد،14 ففي رواية أبي مريم في امــرأة أقــرت أربــع مــرات بالزنــا، إلى أن

، وقــدثم أمــر أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( بهــا فحبستقــال: ــه الصــالة والســالم( بعض من أراد إجــراء الحــد حبس اإلمــام )علي

عليهم إلى الجمعة حتى يحضر الناس. : وحبس من أمر بالقتل فقتل ذلك المــأمور، لصــحيح زرارة،15

عن الباقر )عليه السالم(: في رجل أمر رجال في قتل فقتله، فقال:يقتل به الذي قتله، ويحبس اآلمر بقتله في الحبس حتى يموت(2).

: وحبس مخلص القاتل، لصــحيح حريــز، عن الصــادق )عليــه16ــوالي فدفعــه الــوالي السالم( في رجل قتل رجال عمدا فرفع إلى ال إلى أولياء المقتول ليقتلوه، فــوثب عليــه قــوم فخلصــوا القاتــل من

أرى أن يحبس الـذين خلصـواأيدي األوليــاء، قـال )عليــه السـالم(: ــلالقاتل من أيدي األولياء حتى يأتوا بالقاتل ــات القات ، قيل: فإن م

فإن مات فعليهم الديــة يؤدونهــا جميعــا إلىوهو في السجن، قال: .(3)أولياء المقتول

ــذكور في الوســائل والمســتدركات ــو م ــا ه ــك مم ــير ذل إلى غوالبحار في مختلف أبوابها.

. 1ح الحجر أبواب من7 الباب148 ص13( الوسائل: ج?)1. 1ح النفس قصاص أبواب من13 الباب32 ص19( الوسائل: ج?)2. 1ح النفس قصاص أبواب من16 الباب34 ص19( الوسائل: ج?)3

382

Page 383: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

فيها فروع: (:12)مسألة األول: لو فسدت الوكالة وقد كان جعــل عليهــا جعال، فمقتضــى القاعدة بقاء المســمى، إال أن يكــون مقيــدا بصــحة الوكالــة فيكــون المثل، وذلك ألنه إذا كان المسمى أقل فقد أهدر الوكيــل التفــاوت،

وإذا كان المسمى أكثر فقد أهدر الموكل الزيادة. ومنه يعلم أن إطالق القواعد حيث قال: )وفائدة الفساد سقوط الجعل المسمى والرجــوع إلى األجــرة(، نــاظر إلى صــورة التقييــد،ــه ــابقة ال وج ــائل الس ــك في بعض المس ــا إلى ذل ــد ألمعن وحيث ق

لتكراره. ــه الثاني: الظاهر أنه يصح أن يقول الموكل للوكيل: بع بما باع ب فالن السلعة، أو اشتر بما اشترى به فالن، أو أنكح زوجــة لي بمثــل

مهر فالن، أو ما أشبه ذلك. وال يشترط حين الوكالــة علم الموكــل وال علم الوكيــل، إلطالق أدلة الوكالة وعدم لزوم الغرر فيما يتعارف مثله، نعم حين الــبيع أو االشتراء أو النكاح أو مــا أشـبه يشـترط العلم حــتى ال يلـزم الغـرر، وهذا هو الظاهر من التــذكرة حيث قــال: )الشــرط في صــحة الــبيع علم الوكيل، ألن العهدة تتعلق به فال بــد أن يكــون على بصــيرة من

األمر، ولو كان الموكل جاهال بما باع به فالن فرسه لم يضر(. ــه ال يشــترط في صــحة ــاح الكرامــة: )ظــاهره أن قــال في مفت الوكالة علم واحد منهما، وإنما اشترط في صحة البيع علم الوكيل(. أقول: ولعل عبــارة القواعــد أيضــا تشــير إلى ذلــك، حيث قــال: )ولو قال: بع بما باع به فالن سلعته استدعى علم الوكيل بالمبلغ أو الموكل(، فإشكال جامع المقاصد عليه بقولـه: )إن علم الوكيـل من

دون علم الموكل ال يندفع به الغرر،

383

Page 384: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــا لم ــا اشــترط علم الموكــل، وإن لم يكن مانع فــإن كــان مانع يشــترط علم واحــد منهمــا، لكن يجب على الوكيــل االســتعالم قبــل

انتهى. البيع واعتماد المصلحة( غير ظاهر، بل ال يبعد أن يقــال بصــحة علم الموكــل فقــط عنــد البيع دون الوكيل، أو علم الوكيل فقــط دون الموكــل، مثال الموكــل يجعــل عشــرة دنــانير في حــق ويعطيــه للوكيــل ويقــول: اشــتر بــه السلعة الفالنية، فإن الوكيل ال يعلم، ومــع ذلــك الـبيع على مقتضــى القاعــدة صــحيح ألنــه ال غــرر، وكــذلك إذا انعكس بــأن كــان أمــوال الموكــل بيــد الوكيــل واشــترى بجملــة منهــا يعلم هــو بقــدرها شــيئا

للموكل والموكل ال يعلم.والحاصل: إن الميزان عدم الغرر، فحيث ما تحقق صح البيع.

ومنه يعلم وجه النظر في قول مفتاح الكرامة حيث رد القواعــد بقولــه: )ال يكفي في ذلــك علم الموكــل وحــده، بــل ال بــد من علم الوكيل، ألنه المتولي للبيع وعهدته فال بد أن يكون على بصيرة منه(

(1). ثم يثبت العلم بما باع فالن سلعته بالبينة وسائر موجبات العلم، وهل يثبت بقول البائع أو المشــتري أو الــدالل، ال يبعــد االكتفــاء في

واألشــياء كلهــا علىمثل ذلك به، لقولــه )عليــه الصــالة والســالم(: ــه البينة ، فــإن ذلــك من االســتنابةذلــك حــتى تســتبين، أو تقــوم ب

العرفية إذا لم يكن محل شك الكذب ونحوه. وقد صرح بذلك في مفتاح الكرامة، حيث قال: ويثبت العلم بماــتري أو باع فالن سلعته بالبينة، وهل يثبت بقول فالن البائع أو المش الدالل، الظاهر االكتفاء في مثل ذلك بذلك، وتوقــف فيــه في جــامع

المقاصد وقال: ال أعلم فيه تصريحا. ــه جــاز وإن الثالث: قال في القواعد: ولو وكله بمخاصمة غرمائ لم يعينهم، لكن عن المبســوط أنــه قــال: لــو وكلــه في إبــرائهم لم يدخل كما إذا وكله في حبسهم ومخاصــمتهم، قــال: وكــذا إذا وكلــه

في تفريق ثلثه في الفقراء، ومقتضى

.153 ص21الكرامة: ج ( مفتاح?)1384

Page 385: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

القاعدة هــو مــا ذكــره القواعــد، ولــذا أفــتى بــذلك في التــذكرةوجامع المقاصد كما في مفتاح الكرامة عمال بمقتضى العموم.

ــه أو ــون من ومنه يعلم صحة أن يوكله في الصلح مع الذين يطلبيطلب منهم.

الرابع: إذا وكله في الــبيع أو الشـراء أو الصـلح أو الـرهن أو مــا أشبه صح للوكيل أن يــبيع على ولــده وحفيــده، وإن كــان صــغيرا أو

مجنونا فيما إذا كان وليا على المجنون. وكذلك إذا وكله في تزويج بنت له، فله أن يزوج أخت زوجته أو بنته أو حفيدته أو المتولي لشؤونها أو الوكيــل من قبلهــا لــه، وذلــك إلطالق أدلة الوكالة، لكن عن المبســوط أنــه ال يجــوز أن يــبيع على ولده، ألنــه يكــون في ذلــك الــبيع قــابال موجبــا تلحقــه التهمــة، وعن

التحرير حكاية مثل فتوى المبسوط عن قطب الدين الكيدري. وعليه فما في القواعد من أنه قال: وله أن يبيع على ولــده وإنــة: ــاح الكرام كان صغيرا على رأي هو مقتضى القاعدة، بل في مفت هذا هو المشهور كما في اإليضاح ومجمع البرهان، واألشهر كما في الكفاية، والمجمع عليه كمــا في ظــاهر التــذكرة، وقــد جــزم بــه في

اإلرشاد واإليضاح وجامع المقاصد ومجمع البرهان والكفاية. ومنه يعلم أنه لـو قـال: هـيئ لي مكانـا، جـاز أن يهيـأ لـه مكانـا

لولده أو من أشبه، وقد تقدم اإللماع إلى هذه المسألة. الخامس: لو وكله في بيع شيء أو اشــتراء شــيء فلــه أن يــبيعــرف ــان الع بعضه ببعض الثمن، أو يشتري بعضه ببعض الثمن، إذا ك يساعد على أن الوكالة على األعم من بيع البعض وبيع الكل كما هو المتعارف في األسواق، من غير فــرق بين أن تكــون لــذلك الشــيء

وحدة اعتبارية كالشاة والفرس والدار وما أشبه، أو

385

Page 386: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ال كالحنطة والشعير واللبن ومــا أشــبه، فــإذا وكلــه في اشــتراء شاة بــدينار فاشــترى نصـفها مــرة ونصــفها مــرة أخــرى صـح ذلـك،

وكذلك في البيع وما أشبه. ومنه يعلم أن إطالق القواعد، حيث قال: )وليس لــه بيــع بعضــه

ببعض الثمن( يجب أن يحمل على ما إذا فهم المجموع بالمجموع.ــرائع وفي مفتاح الكرامة نقل مثل فتوى القواعد عن جامع الش والتــذكرة والتحريـــر وجـــامع المقاصــد، وقـــد نص على مثلــه في المبسوط في الشراء، فلو قال له: بع هذا العبد بمائة، فال يصــح لــه بيع نصفه بخمسين، ألنه إنما وكله في بيع المجموع وهــو يغــاير بيــع األجزاء ولم يوجد منــه إذن فيهــا نطقــا وال عرفــا، وألن في التبعيض إضرارا بالموكل، ولو فعل كان فضوليا فكان كما لو وكله في شراء

عبد فاشترى نصفه. وفي التحرير: أنه لو أمره ببيع عبده بمائة فبــاع بعضــه بأقــل لم

يلزم إجماعا. ولذا الذي ذكرناه من أن كالمه يحمل على ما يفهم منه العرف، قال في الـ؟؟؟ بعد ذلك إال مع القرينة، كما لو أمره ببيع عبدين، ثم

قال القواعد: …؟؟؟ على وحدة الصفقة لم يجز له التجاوز. ــامع أقول: وذلك واضح، وقد نص عليه في التذكرة والتحرير وجــا المقاصد؟؟؟، وعليه نبه في المبسوط كما في مفتاح الكرامة، كم أن عكسه كذلك، فلو نص على تعــدد الصــفقة لم يجــز لــه التجــاوز، ومعنى عدم الجواز أنه لــو فعــل كــان فضــوليا كمــا تقــدم مثلــه في

بعض المسائل السابقة. ثم إنه لو صرح له أن يشتري عن واحد أو عن متعدد لم يجز له التخلف، فقول القواعد: وله أن يشتري من مالكين صفقة فيمــا لــو نص على وحـدة الصـفقة، البـد وأن يـراد بـه فيمـا إذا كـانت هنالـك قرينة حالية أو مقالية ال تمنع من ذلك، وقد نقل مثل قــول القواعــد

مفتاح الكرامة عن التذكرة والتحرير وجامع المقاصد.

386

Page 387: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه في أن يشــتري ومنه يظهر أن إطالق بعض العامة أنه إذا وكل صفقة فاشــترى من مــالكين صــفقة ال يصــح، ألن عقــد الواحــد مــع االثنين عقدان، يلزم أن يحمــل أيضــا على مــا إذا كــان ظــاهر لفــظ

الموكل ذلك. وعلى أي حال، فكال اإلطالقين من الجانبين محمول على وجــود

القرينة. السادس: لو وكله بالبيع بال أجل أو مع أجــل معين أو مــا أشــبه، فالمدار على علم الوكيل بالغرض المعين، أو أنــه من بــاب المثــال،

قال في القواعد: )ولو أمره بالبيع بأجل معين تعين(. وفي مفتاح الكرامة: )كما في التذكرة وجامع المقاصد، بمعــنى أنه ال يجوز له الزيادة، وهل يجــوز لــه النقصــان، قــال في التــذكرة:ــدار على العلم ــة: )قلت: الم ــاح الكرام ــال مفت ــوالن(، ثم ق ــه ق في

بانتفاء الغرض وعدمه(، وهو كما ذكره. أما إذا شك في أنه هل يجوز له التعدي أو ال يجــوز، لم يجــز لــهالتعدي، للزوم التوقف على قدر الوكالة إال فيما علم بالخروج عنه.

ثم قال القواعد: )ولو أطلــق احتمــل البطالن للجهالــة والصــحة لتقييده بالمصلحة(، وفي مفتاح الكرامــة: )ظــاهر التــذكرة اإلجمــاع على الصحة، قال: إذا وكلــه في الــبيع نســيئة ولم يعين األجــل صــح

انتهى. عندنا، وحمل اإلطالق على المتعارف بين الناس( وهو كما ذكره التذكرة، وفي مفتــاح الكرامــة: إن هــذا المقــدار من الغرر غير قادح، ألن المتعارف بين الناس مختلــف في الجملــة، واحتمال جعل المدة سنين كثيرة يندفع بتقييــد التصــرف بالمصــلحة

وبالمتعارف المختلف اختالفا ال يفضي إلى الضرر. السـابع: قـال في القواعـد: )لـو أمــره بـبيع عبـدين بمائـة فبـاع أحدهما بهــا صــح، ولــو وكلــه في شــراء عبــد معين بمائــة فاشــتراه

بخمسين صح، إال أن يمنعه من األقل،

387

Page 388: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ولـو قـال: اشـتره بمائــة ال بخمسـين، فاشـتراه بأقـل من مائـة وأزيد من خمسين أو أقــل من خمســين صــح، ولــو قــال: اشــتر لي عبدا بمائة، فاشترى مساويها بأقل صــح، ولــو قــال: اشــتر لي شــاة بــدينار، فاشــترى شــاتين ثم بــاع إحــداهما بالــدينار، فالوجــه صــحة

انتهى. الشراء ووقوف البيع على اإلجازة( والظاهر أنه ال شيء منهــا بحاجــة إلى دليــل ثــانوي، إذ القواعــدــا يفهم ــا، فم ــذكورة وغيره ــال الم ــة في األمث ــة هي المحكم العام العرف من هذه العبارات وكان الوكالة منصــبة عليــه يصــح، ومــا لم يفهم العرف يكون فضوليا يتوقف على إجازة المالك، من غير نظــرــه، كمــا بين أن يشتري باألزيد أو باألقل أو أن يشتري األقل مما قال لو قال له اشتر لي شاة فاشترى نصفها، أو األكثر أو غير ذلك، وقد فصل الكالم في ذلك كله مفتـاح الكرامـة، ونقـل جملـة ممـا ذكـره

العالمة عن سائر الفقهاء، فمن أراد التفصيل فليرجع إليه. ومنه يعلم الكالم في قول القواعد بعد ذلك: )ولو قال: بع بألف درهم، فباع بألف دينار وقف على اإلجازة( لوضــوح أنــه قــد يتوقــف على اإلجازة إذا كان غرض في التعيين، وقد ال يتوقف على اإلجازة، وكذلك إذا قــال لــه: بــع بالــدينار، فباعــه بالشــاة مثال، أو قــال: بعــه

بالشاة، فباعه بالدينار. الثامن: قال في القواعد: )ولو أمره بقبض دينار من مال مــودع فقبض دينــارين فتلفــا فللمالــك مطالبــة من شــاء بالزائــد ويســتقر

الضمان على الوكيل، واألقرب ضمان المأذون فيه(. أقــول: الظــاهر أن المــراد أنــه قبض الــدينارين دفعــة، ألنــه لــوقبضهما على التعاقب كان قبض األول صحيحا ال ضمان فيه قطعا.

388

Page 389: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ثم ال إشــكال في ضــمان غــير المــأذون ولــه مطالبــة من شــاء منهما، ألن هذا ضمن لتلفه، وهذا تعدى بقبضــه واســتقرار الضــمان على الوكيل، ألن التلف استقر في يده، فإذا رجــع عليــه المالــك لم يرجع على أحد، ولو رجع على الودعي رجع عليه، وقــد صــرح بــذلكــد التذكرة وتبعه مفتاح الكرامة، وقد عنون المسألة فيما إذا كان أح له عليه دين فدفع للرسول أزيد مما أمره بقبضــه، فال فــرق بين أن

يكون المال مودعا أو دينا. وأما ضمان المأذون فيه فقد أفتى به العالمة كما عــرفت، وعن اإليضاح إنه أصح، لكن عن ظــاهر التحريــر إنــه ال يضــمن ألنــه تــرك ذكره، كما في مفتاح الكرامــة، وفي جــامع المقاصــد إن فيــه قــوة، وبعدم الضمان صــرح في التــذكرة في مثلــه، واألقــرب إنــه يختلــف الحال فيما إذا قيد المأذون بكون واحدا أو منفردا أو ما أشــبه أو لم يقيد، فإذا قيد بالوحدة واالنفراد كــان الضــمان فيهمــا، وإذا لم يقيــد

بالوحدة واالنفراد لم يكن ضمان إال في غير المأذون. ــك الجــانب ــذا الجــانب ومن ذل ــر أن اإلطالق من ه ــذلك ظه وب كليهما محل نظر، وإنما أطلقنا في مسألة التعاقب مــع أنــه ال فــرقــدخل تحت ــاقب ال ي ــالب أن التع ــمام، ألن الغ ــاقب واالنض بين التع

التقييد، بينما االنضمام غالبا يتصور فيه التقييد. ثم قال القواعد: )ولو كان من مــال الــدافع لم يكن لــه مطالبــة الباعث بأكثر من الدينار ويطــالب الرســول بالزائــد(، ونقلــه مفتــاح الكرامة عن التذكرة وجامع المقاصد، ألنه وكيل البــاعث في قــرض أحد الدينارين وهو عاد فيما زاد، فإذا تلفا في يده فضــمان المــأذون فيــه على األمــر البــاعث واآلخــر على الرســول، اللهم إال أن يكــون البــاعث قــد قيــد الــدينار بعــدم االنضــمام إلى غــيره، فإنــه ال يكــون

ضامنا،

389

Page 390: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

مثال أرسل ابنه ليأخذ منه دينارا بقيد أن ال يكون معه دينار آخر، سواء على التعاقب أو على االنضمام، ألنه علم أنه إذا حصــل الولــد على دينــارين ســافر بهمــا وأتلفهمــا، بينمــا ال يتمكن من المســافرة بدينار واحد فقط، فإنه لــو دفــع إليــه دينــارين لم يكن اآلمــر ضــامنا

حتى بالدينار. ومنه يعلم الحال فيما لو وكله في قبض دينــارين فقبض دينــارا، فإن كان على نحو التقييد وتلــف لم يكن على اآلمــر شــيء، وإن لم

يكن على نحو التقييد كان عليه الدينار. ومما تقدم ظهر حال ما ذكره في القواعد بعد ذلك بقوله: )ولو أمره بقبض دراهم من دين له عليه، فقبض الرسول دنانير عوضــها،

فإن أخبره الرسول باإلذن في التصرف ضمن الرسول وإال فال(. ــاإلذن في قال في مفتاح الكرامة: )أي وإن لم يخبره الرسول ب التصرف وتلف المقبوض كان من ضمان الباعث، كمــا صــرح بــذلك كله في التذكرة والتحرير وجامع المقاصد، ألنــه إذا أخــبره الرســول فقد غره فيكــون الضــمان عليــه لتلــف المقبــوض عــدوانا في يــده(

انتهى. ومقتضى القاعدة أن الـدراهم لـو كـان من بــاب المثـال للـروح العـــام الموجـــود في الـــدراهم والـــدنانير، لم يكن فـــرق في قبض الرســول الــدراهم أو الــدنانير، وإن كــان من بــاب الخصوصــية كــانــاحث ــذه المســألة في بعض المب ــل ه ــر مث ــا م ــرق، كم ــا الف بينهم

السابقة. ثم قال القواعد: )ولو أنكر اآلمر الدفع إلى المودع فالقول قول الوكيل، ألنهما اختلفا في تصرفه فيما وكل فيه هل وقع على الوجه المأذون فيه فال يتوجه عليه مطالبــة ولم يصــر خائنــا أم ال، واألصــل

براءة ذمته وعدم خيانته، فيقدم قوله

390

Page 391: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

بيمينه كما صرح بــذلك في جــامع المقاصــد على مــا في مفتــاح الكرامة وهو على ما ذكروه، ألن الوكيل أمين ليس عليه إال اليمين.ــة، ــق الوكال التاسع: قال في القواعد: )تبطل الوكالة بتلف متعل كموت العبد الموكل في بيعه، وكذا لو وكله في الشراء بدينار دفعه إليه فتلف أو ضاع أو اقترضه الوكيل فتصرف فيه، ســواء وكلــه فيــاه أن ينقــده الشراء بعينه أو مطلقا، ألنه وكله في الشراء به، ومعن ثمنا قبل الشراء أو بعده، ولو عزل الوكيل عوضه دينارا واشترى به وقف على اإلجازة، فإن أجازه وإال وقع عن الوكيــل، ولــو وكلــه في نقل زوجته أو بيع عبــده أو قبض داره من فالن، فثبت بالبينــة طالق

انتهى. الزوجة وعتق العبد وبيع الدار بطلت الوكالة(وكل ذلك كما ذكره.

كما أنه إذا ارتد الموكل حيث صارت أموالــه لورثتــه، أو صــارتزوجته بائنا، بطلت الوكالة أيضا.

أما لو وكله في بيع حيوانه مثال، فذبحه إنسان أو اضطر الوكيــل إلى ذبحه أو ما أشبه ذلك، فإذا كانت الوكالة شــاملة لحياتــه وموتــه بقيت الوكالة، وإال سقطت أيضا، من غير فرق بين الحيوان المحلل كالشاة أو المحرم كالفيل، إذ الفيل أيضا ينتفع بـه بعـد المـوت كمـا

ينتفع به قبل الموت. ولو شك في أن الوكالــة تشــمل حــال المــوت أو التذكيــة أو مــا أشبه، فاألصل عدم التصرف، ولو تصــرف فقــال الموكــل: إنــه أراد

األعم فبها، وإال احتاج إلى اإلجازة. وكذا لو وكله في إيصال البيوض إلى بلد آخر، فصــارت الــبيوض فراخا في األثناء، فــإن الوكالــة لــو كــانت شــاملة لمثــل ذلــك بقيت وكالته عليه ويوصله إلى ذلك البلد، وإال بطلت الوكالة، وتكون أمانة في يده يلزم عليه إرجاعه إلى الموكل أو إلى وليــه من وكيــل آخــر

أو حاكم أو ما أشبه.

391

Page 392: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وممــا تقــدم يعــرف أنــه لــو وكلــه في طالق زوجتــه، ففســختبإحدى العيوب الموجبة لحقها في الفسخ بطلت الوكالة أيضا.

ولو وكله في إجازة بنته في الزواج حيث كانت صــغيرة أو بكــرا فصارت كبيرة وقلنــا: إن االجــازة بيــدها ال بيــد األب، أو صـارت ثيبــا بطفرة أو زنا أو ما أشبه وقلنا بأن مثل ذلك ليس بداخل في البكــر

المحتاج إلى اإلجازة، بطلت الوكالة أيضا. العاشر: قال في القواعد: )لو ادعى أنه صــاحب الحــق فصــدقه

على أن ال وارث له سواه لزمه الدفع(. ــا في ــا كمـ ــدين إجماعـ ــة: )في العين والـ ــاح الكرامـ وفي مفتـ التحرير، وبه صرح في المبسوط وجامع الشــرائع والتــذكرة وجــامع المقاصد، وقرر في إقرار الكتاب أنــه ال يلــزم بــدفع العين، ووافقــه

انتهى. على ذلك ولده والمحقق الثاني ألنه إقرار في حق الغير(ــر وارث ــدفع، ثم إذا ظه لكنك قد عرفت سابقا أنه يلزم عليه ال أحق منه أو وارث آخر مساو له ضمن الــدافع للكــل أو للبعض كمــا هو مقتضى القاعدة، أما إذا صدقه بأنه الوارث الوحيد ثم أنكر كونه وارثا أو وارثا وحيدا، فهو من مسألة اإلنكار بعــد اإلقــرار، وال يســمع

مثله. ــه إذا نعم يتمكن أن يطلب من الحــاكم الشــرعي االســتيثاق بأن ظهــر صــدقه في كالمــه الثــاني فعلى اآلخــذ أن يــرد كــل المــال أو بعضه، وقــد ذكرنــا تفصــيل اإلقــرار بعــد اإلنكــار وعكســه في كتــاب

اإلقرار. ــان ــإن ك أما إذا قال: نعم إنك الوارث الوحيد لو ال قتلك أباك، ف متصال باإلقرار كان استثناء مقبوال، وإن كــان منفصــال عنــه كــان من اإلنكار بعد اإلقرار، وكذلك إذا أوصله إلى الــوارث ثم أنكــر كــان لــه

حق االستيثاق، وإذا كانت الوكالة بحيث

392

Page 393: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــة ال حســب مــراتب ــوارث أعطى لهم حســب الوكال تشــمل ال اإلرث، ولو قال: نعم أنت الوارث الوحيد لــوال أن أمــك ولــدت ولــدا آخر الليلة البارحة مثال، أو ما أشبه ذلك من االســتثناءات المتعارفــة المتصلة بالكالم السابق ممــا ال يــوجب أن يكــون الكالم من اإلنكــار

بعد اإلقرار قبل. الحــادي عشــر: قــال في القواعــد: )ولــو ادعى اإلذن في الــبيع بألف، فقال: إنما أذنت بألفين، حلف الموكل ثم يستعيد العين، ومع التلف المثل أو القيمة على من شاء، فــإن رجــع على المشــتري لم يرجع على الوكيل إن صــدقه، وإن رجــع على الوكيــل رجــع الوكيــل بأقل األمرين من ثمنه ومــا اغترمــه(، وفي مفتـاح الكرامــة: )صـرح

بذلك كله في اإلرشاد ومجمع البرهان والكفاية(. أقول: القاعدة حلف الوكيــل، ألن الموكــل يتهم الوكيــل واتهــام الوكيل ممنوع، ولو عمــل باألصـل في مثـل هـذا المــورد لـزم عــدم قبول قول الوكيل في التلف ونحوه، والحاصــل: إن الوكيــل مــؤتمن

يقتضي صحة قوله فيما يقول، فتأمل. ثم إن جامع المقاصد قال: )هذا إنمــا يســتقيم بعــد ثبــوت أصــل

التوكيل مع حلفه على نفي ما يدعيه الوكيل(. أقول: مفروض كالم العالمة وغــيره هـو هـذا، فكــأن كالم جــامع المقاصد من توضيح المقصد، أما إذا كان الخالف في أصل التوكيــل فال شــك أن األصــل مــع الموكــل، ألن الوكالــة أمــر حــادث فاألصــل

عدمه. الثاني عشر: لو أعطى الموكل شيئا إلى وكيله ليوصله هديــة أو هبة أو صدقة أو ما أشبه إلى إنســان، فمــات المعطي قبــل إيصــال الوكيل، بطلت الهدية ألنها بحاجة إلى القبض، أما إذا مــات المهــدى

إليه، فإن كانت الوكالة شاملة للمورث والوارث صح

393

Page 394: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

حسب مراتب االرث، وإال فحسب قصده، مثال أعطاه إناء طعام ليوصله إلى زيد فمات زيد فإنه يعطي الطعــام إلى دار زيــد ويأكلــه من في الــدار، وإن لم يكونــوا ورثــة أو كــانوا ورثــة مختلفين في

الحصة، وقد أشار إلى بعض ما ذكرناه المحقق القمي. الثالث عشر: لــو وكــل إنســان في أن يــؤجر داره أو بســتانه أو دابته أو غير ذلك مثال، ويجعل الموكل للوكيل ثلث األجــرة أو نحــوه صح، إلطالق أدلة الوكالة، ويغتفر عدم العلم بمقــدار األجــرة ألنــه ال يسبب غررا عرفيا، وقد ذكرنا في غــير مــورد أن الغــرر المنهي في الشــرع هــو المنطبــق على الغــرر العــرفي، نعم إذا كــان عــدم علم الوكيل أو الموكل بمقدار األجرة يعد غــررا عرفــا لم تصــح الوكالــة،

الموجب للوضع، وقد (1)لنهي النبي )صلى الله عليه وآله( عن الغررــه أن يعمــل تقدم أنه حيث ال تصح الوكالة يكون اإلذن غالبا فيصح ل

بما قال له ويأخذ تلك األجرة أو نحوه. ومنه يعلم أنه يصح للمرأة إعطاء الوكالــة لرجــل أو المــرأة في أن يزوجها على أن يكون للوكيل شــيء من مهرهــا، الثلث أو الربــع أو ما أشبه، أما إذا قال الموكــل للوكيــل: لــك شــيء من األجــرة أو

شيء من المهر أو ما أشبه ذلك، لم يصح ألنه غرر. الرابع عشر: يصح أن يكون اإلنسان طرف العقد فيما إذا ادعى إنسان أنه وكيل فالن في بيــع داره أو عقــد امــرأة لــه أو مــا أشــبه، فعدم علمـه بأنـه هـل هـو وكيـل أو ال ال يمنـع من صـيرورته طـرف العقد، نعم إذا جاء الموكــل وقــال: لم يكن هــذا وكيلي، ظهــر عــدم

لزوم العقد، وإنما يكون فضوليا يحتاج إلى اإلجازة،

. 3ح التجارة آداب أبواب من40 الباب330 ص12( الوسائل: ج?)1394

Page 395: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

والظاهر أنه يصح لإلنسان أن يكــون طــرف العقــد وإن لم يعلم بأن متعلق الوكالـة هـل صـحيح أو باطــل، مثال يعقــد للموكـل من ال يعلم هل يجوز نكاحها له أو أنها األخت الرضــاعي لــه، وذلــك لحمــل فعل المسلم وقولــه على الصــحيح، وإن كـان االستصــحاب يقتضــي المنع، كما إذا علم الطرف أن موكل الوكيل كان في حــال اإلحــرامــحة ولم يعلم خروجه عنه أم ال، لما قرر في محله من أن أصل الص حاكم على االستصحاب، ولذا يشــتري الشــيء من البقــال والعطــار

ونحوهما مع علمه بأنه سابقا لم يكن لهم. ثم ال فرق في المدعي للوكالة بين أن يكــون مســلما أو كــافرا، لما قررناه في بعض مباحث الفقه من أن الكافر أيضا يحمــل فعلــه على الصحيح إال فيمــا خــرج، وكــذلك بالنســبة إلى الموكــل الكــافر،ــال، ــاب المث ــد جــامع الشــتات المســألة بالمســلم من ب وكــأن تقيي كقولهم يحمــل فعلم المســلم علن الصــحيح، وإال فال خصوصــية ألن يكون مسلما، ولذا جرت السيرة منذ زمان رسول الله )صــلى اللــه عليه وآله( على المعاملة مــع الكفــار، مــع أن األصــل يقتضــي عــدم

ملكهم أو ما أشبه. الخامس عشر: ال يبعــد حصــول العــزل بإخبــار الثقــة، لصــحيحة هشام بن سالم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في رجــل وكــل آخر على وكالة في أمر من األمور وأشهد له بذلك شــاهدين، فقــام الوكيل فخرج إلمضاء األمر فقال: اشهدوا أني قــد عــزلت فالنــا عن

إن كان الوكيــل أمضــى األمــر الــذيالوكالة، فقال )عليه السالم(: وكل فيه قبل العزل، فإن األمر واقع ماض على ما أمضــاه الوكيــل،

، قلت: فإن الوكيل أمضى األمر قبل أن يعلمكره الموكل أم رضي العزل أو يبلغه أنه عــزل عن الوكالــة فــاألمر على مــا أمضــاه، قــال

، قلت لــه: فــإن بلغــه العــزل قبــل أن يمضــينعم)عليه السالم(: األمر

395

Page 396: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــه الســالم(: ثم ذهب حتى أمضاه لم يكن ذلك بشيء، قال )علي،نعم إن الوكيــل إذا وكــل ثم قــام عن المجلس فــأمره مــاض أبــدا

والوكالة ثابتة حتى يبلغه العزل عن الوكالة بثقة أو يشــافهه بــالعزل .(1)عن الوكالة

ولذا قال الوسائل في حاشية هذه الرواية: )إن فيها داللــة على العمل بخبر الثقة على أنـه يفيـد العلم كالمشـافهة، وتقديمـه عليهـا

كأنه لبيان هذا المعنى(. ــه ــه )علي ــحيحة: )إن قول ــذه الص ــق القمي في ه ــال المحق وق الصالة والسالم(: الثقــة شــامل للرجــل والمــرأة، ثم قــال: والعمــل بهــذا القــول الــذي ذهب إليــه جمــع من الفقهــاء غــير بعيــد، وقــال:

الظاهر أن كونه معتمدا كاف وال يشترط فيه العدالة(. ــا يعتمــد على أقول: بل يحتمل أن يشمل الثقة الكافر أيضا، كم الكافر الثقــة في العمليــات الجراحيــة في بــاب الطب، وكــذلك في الطيران في السفر وغيرهما، مع أن األمر محل خطــر، اللهم إال أن يقال باالنصراف إلى المسلم والرجل من لفظ الثقة، لكن يمكن أن

يقال: إن االنصراف بدوي، والله العالم. السادس عشر: لو وكلــه في أن يــزوج لهــا امــرأة بعشــرة على نحو التقييد، فزوجها بعشرين كان فضوليا، فإن قبل بالعقــد والمهــر صح، وإن لم يقبل بهما بطل، وإن قبل بالعقد دون المهــر فالظــاهر صحة العقد وكون نصــف التفــاوت من المهــر على الوكيــل، لمنــاط بعض الروايــات المتقدمــة، ولكن ال يبعــد أن يكــون للمــرأة الفســخــرين ــا بعش ــا إذا وكلت في أن يزوجه ــو كم ــر، فه ــع المه لنقص رب

فزوجها بخمسة عشر، لكن المسألة محل تأمل. والمحكي عن التحرير إنه قال: لو وكله في تــزويج امــرأة وعين

المهر لم

. 1ح الوكالة أبواب من2 الباب286 ص13( الوسائل: ج?)1396

Page 397: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

يجز له التجاوز، فإن زوجه بأكثر لم يلــزم الموكــل ووقــف على اإلجازة، فإن لم يرض ففي الرجوع إلى مهر المثل أو إلزام الوكيــل بالزائد إشكال، ولو اختلفا في اإلذن فالقول قول الموكل مع يمينه،ــان الحكم ثم إن صدقت المرأة الوكيل لم ترجع عليه بشيء، وإال ك

انتهى. ما تقدم( وال يخفى أنه ال وجه لمهر المثل بعد وجود المهــر المســمى، وال وجــه لبطالن المســمى حــتى يرجــع إلى المثــل، أمــا إلــزام الوكيــل بالزائد فغير ظاهر، ألن المنــاط إنمــا هــو في إعطائــه نصــف المهــرــا على ما تقدم، إال أن يقال بأن على الوكيل كل المهر، فيأتي هنا م

احتمله ثانيا من إلزامه بكل الزائد. ومنــه يعلم حــال مــا إذا وكلــه في أن يــزوج لــه امــرأة بعشــرة فزوجها بخمسة وكــانت العشــرة على نحــو التقيــد، أو وكلــه في أن يزوجها دائما فزوجها متعة أو بالعكس، فــإن في كــل هــذه المواقــع

يقع العقد فضوليا يصح له الفسخ. ــا أو ومنه يظهر أيضا حال العكس بما إذا وكلته بأن يزوجها دائم

متعة أو بمهر عشرة فزوجها بمهر خمسة أو بالعكس. السابع عشر: لو تسلم الوكيــل الوكالــة بعــد ســنوات من كتابــة الموكل أو من إرسال الموكل رسالة شفوية إلى الوكيل بأنه وكيل، فهل يصح لـه العمـل بالوكالـة في الـزواج أو الطالق أو الـبيع أو مـا أشبه، أو ال يصح، الظاهر الصـحة لالستصـحاب، إال إذا كـانت هنالـك

قرينة التوقيت. والظاهر أنه لو قال الموكــل: إني لم أوكــل هكــذا، كــان القــول قوله، وليس المقام من قبيل العزل، مثال وكله قبــل عشــر ســنواتــل، أو في أن يزوج له زوجة، ثم بعد عشر سنوات وصلت إلى الوكي وكله قبل خمس سنوات في أن يزوج له فالنة وبعد خمس ســنوات

حيث تعدت فالنة عمرها خمس سنوات وصلته الوكالة.

397

Page 398: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

وكــذلك الحــال في اختالف المكــان والتضــخم والتــنزل وســائر المالبسات، مثال أرسل لــه الوكالــة باشــترائه الــدار الفالنيــة وكــانت قيمتها حين الوكالة مائة دينار مثال، فلما وصلته الوكالة صارت الدار الفالنية بمائتين للتضخم، أو أرسل إليه وهو في النجف األشــرف أن يخطب له فتاة يزوجها له، فوصلت الوكالة إليه في بغــداد وزوج لــه امرأة من بغداد، أو أن يزوج له بنت فالن فمات أبوهــا، وكــان يريــد

أن يتزوج بنته ألجل أن يكون األب عونا له أو ما أشبه ذلك. وقد ذكــر المحقــق القمي هــذه المســألة فارضــا أنــه وكلــه في طالق زوجته وبعد مــدة مديــدة وصــلت الوكالــة إليــه وأفــتى بصــحة الطالق لبقــاء الوكالــة، لكنــه قــال: إنــه ال تتمكن الزوجــة من زواج

جديد بمجرد هذه الوكالة إال إذا علمت هي أيضا بصحة الوكالة. نعم لو علم الحاكم الشرعي بعــدم صــحة الوكالــة وحكم بــذلك كفى للزوجــة في أن تــتزوج، ومن الواضــح أنــه ال فــرق بين طــول المدة وقصرها في أنها إن علمت بالعــدم صــح لهــا الــزواج، وإن لم تعلم لم يصح لها الــزواج، ثم إن علمت المــرأة بكــذب الوكيــل لكن الحاكم الشرعي حكم بــذلك، فالظــاهر أنــه يصــح لهــا الــتزويج، ألنــالحلف المقتضــي العلم مقدم على كل شيء إال ما خرج بالدليل، ك

لذهاب المال بالدليل الخاص. الثــامن عشــر: لــو أوصــى إلى إنســان أن يعمــل لــه عمال، كــأن يستأجر له الصالة والصيام والحج ويوزع الثلث في الفقراء إلى غيرــك العمــل أم ال، ذلك، فهل يصح للوصي أن يوكل إنسانا آخر في ذلــا إذا القاعدة الصحة إذا كانت الوصية شاملة لمثل الوكالة عرفا، أم لم تكن الوصية شاملة للوكالة أو شك في ذلك يكون عمــل الوكيــل

فضوليا، لكن ذلك إذا قلنا بأن حق الوصية عرفي تنتقل

398

Page 399: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

إلى الورثة فإجازتهم كإجازة المورث. ومنه يعلم ما لو أوصــى أن يعطي حجــا لفالن أو في ســنة فالن أو ما أشبه من الشــروط والقيــود، فأعطــاه الوصــي لغــيره أو بغــيرــه ذلك الشرط، فإن مقتضى القاعدة أن يخسر الوصي، فإن علم أنــتيجار أراد الواجب سقط، ولكن رجع المال إلى الورثة، وإال لزم اس

الشخص المعين أو نحو ذلك. والظاهر أنه ال حق للورثة في اإلجازة فيما إذا لم نقل بأنه حــق ينتقل إليهم عرفــا ممــا يــدخل في إطالق مــا تركــه الميت فلوارثــه، وحال المقام حال ما إذا ســقطت الوصــية بفــوت متعلقهــا، كمــا إذا مات الفقير الذي أوصــى أن يعطي لــه المــال ولم يقصــد األعم من

باب تعدد المطلوب، وإال فإذا سقط غرض بقي غرض آخر. وقد عنون المسألة المحقــق القمي فيمــا إذا وكــل الوصــي ولمــل ــة عم ــه إن بقي على صــفة العدال ــال: إن ــل، وق ــه أن يوك يكن ل بالوصية ثانيا، وإال فالحاكم الشرعي هو الذي يعمل حسب الوصــية، لكن القيــدين يجب أن يحمــل على المثــال، ألنــه كثــيرا مــا ال يكــون الوصــي عــادال أو ال يضــر ذلــك بعدالتــه أو ال يشــمل األمــر الحــاكم

الشرعي حيث يريد الموصي التقييد بنفس الوصي. ــل ينصــرفان إلى ــه ســنة أو شــهرا فه ــو وكل التاســع عشــر: ل الشمســـية أو القمريـــة، أو مثـــل األشـــهر الموضـــوعة كالتشـــرين

والكانون مما ال مدخلية للشمس والقمر فيها. الجواب: الظــاهر أنــه تــابع للعــرف، فمــا يفهم منــه العــرف هــو المتبع، ولو كان عرفان في بلد ولم يعلم إرادتــه أيهمــا، أخــذ باألقــل ألنه المتقين، ولو وكله في أثناء الشــهر، فالظــاهر أن الوكالــة تمتــد إلى مثل ذلك اليوم من الشهر اآلتي، وكذلك في السنة، سواء كــان

الشهر ناقصا أو كامال، وسواء كانت السنة

399

Page 400: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

كبيســة أم ال، فلــو وكلــه في خــامس عشــر شــعبان إلى شــهر انتهت الوكالة في خامس عشر رمضان، سواء كــان شــعبان ناقصــا

أو كامال، وذلك ألنه المنصرف عرفا من أمثال هذه الوكاالت. أما في أمثال الماليــات فالظـاهر التنصـيف ونحــوه إذا لم يمكنــه في لبنــان في أن يشــتري لــه كــذا بــألف االستيضاح، كمــا إذا وكل دينار، والدينار عراقي وكويتي وأردني، فإنه يأخــذ بثلث الثالثــة، وإذا

كان هنالك ديناران يأخذ بنصفهما، وذلك لقاعدة العدل. كما يجري مثل ذلك أيضا في الوصية والوقف والنذر وما أشــبه، وحيث تجري قاعدة العدل ال يمكن التمسك بأصالة عدم الزائد، ألن

القاعدة واردة عليها فيما إذا علم الخصوصية. العشرون: لو وكله في عقد نكاح أو بيع أو ما أشبه، فهل يعمــلــل، الوكيل حسب اجتهاده أو تقليده، أو حسب اجتهاد وتقليده الموك الظاهر الفرق، ففي مثل النكاح للموكل يراعي مذهب الموكــل في نكاح مـا ال تحـرم لـه في مذهبـه، مثال الوكيـل يـرى حليــة الرضـيعة بعشر رضعات، بينما يرى الموكل الحرمــة، فإنــه إذا وكلــه في زواج زوجة له ال يصح له أن يزوج له رضيعته الــتي ارتضــعت معــه بعشــر

رضعات، وذلك لالنصراف. أما في مثل ما إذا أعطاه ماال ووكلــه في أن ينكح فقــيرا بــذلك المــال، فإنــه يصــح لــه أن ينكح فقــيرا مــع أختــه الرضــاعية بعشــر رضعات بذلك المال، إلطالق دليــل الوكالــة فيعمــل الوكيــل حســب

رأي نفسه. ومنه يظهر الكالم فيما إذا كان للوكيل والموكــل مــذهبان، كمــا إذا كان أحدهما ســنيا واآلخــر شــيعيا، والمســألة طويلــة الــذيل، قــد ذكرنا بعض الكالم فيها في كتاب الحج، وبعض الكالم فيها في كتاب

الوصية.

400

Page 401: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

ــا، ــوكيال أو إذن ــان ت ــه ك ــا في أن ــو اختلف الحــادي والعشــرون: لــة فيمــا أنجــزه فالظاهر التحالف، وبعده يعمل حسب القواعد األولي

المأذون من الصحة والبطالن وغيرهما. قــد تم كتــاب الوكالــة بــإذن اللــه ســبحانه وتعــالى في الســاعة الرابعة بعد الظهر من اليوم السابع من شــهر محــرم الحــرام ســنة

ألف وأربعمائة وخمسة. والحمد لله أوال وآخرا، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

قم المقدسةمحمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

401

Page 402: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

المحتويات6..................................................ةوكالال معني

8.........................................الوكالة في المعاطاة18......................النكاح في الفصل يصح ال ـ1 مسألة26........................................الغرر عدم ـ2 مسألة42.....................الفسخ بعد اإلذن يبقى هل ـ3 مسألة62..............الجنون أو بالموت الوكالة تبطل ـ4 مسألة68.......................البطالن يوجب ال اإلغماء ـ5 مسألة75....................متعلقها بتلف الوكالة تبطل ـ6 مسألة84...............................العزل في العبارة ـ7 مسألة98............واألكثر األقل بين والنزاع التداعي ـ8 مسألة109.........................البيع في الوكالة إطالق ـ9 مسألة118..............................العيب يرد الوكيل ـ10 مسألة125.............................النيابة فيه تصح ما ـ11 مسألة142.........................شيء كل في الوكالة ـ12 مسألة147............................الحدود في الوكالة ـ13 مسألة166............................اإلقرار في الوكالة ـ14 مسألة172......................يملك ما كل في وكله لو ـ15 مسألة

402

Page 403: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

175......................مستقبال له فيما وكله لو ـ16 مسألة181................................البالغ غير وكالة ـ17 مسألة188................................المحجور توكيل ـ18 مسألة190........................الموكل أو الوكيل كفر ـ19 مسألة198...........................الوكيل بصيرة تمام ـ20 مسألة204...................................الوكيل وكيل ـ21 مسألة207............................وعقله الوكيل بلوغ ـ22 مسألة217.................................المحجور وكالة ـ23 مسألة222................المأذون على الوكيل اقتصار ـ24 مسألة232...............العقد عند الموكل يسم لم لو ـ25 مسألة241...................................اثنين وكل لو ـ26 مسألة250......................طلقها ثم زوجته وكل لو ـ27 مسألة256....المديون فمات حقه، قبض في وكله لو ـ28 مسألة262....................بدينه الشراء في وكله لو ـ29 مسألة264................الوكالة تثبت ال الوكيل دعوى ـ30 مسألة273...........................الشهادة اختلفت لو ـ31 مسألة286...........................الغائب على االدعاء ـ32 مسألة295................................يضمن ال األمين ـ33 مسألة300.................................الوكيل وكل لو ـ34 مسألة304......................يده في ما يسلم الوكيل ـ35 مسألة314.....يشهد حتى التسليم عن الوكيل امتناع ـ36 مسألة319................اإليداع في الوكيل يشهد هل ـ37 مسألة322...............الموكل مال في الوكيل تعدي ـ38 مسألة

403

Page 404: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_59.doc · Web viewفهو مثل ما إذا وقفه مثلا أو آجره أو جعل انتفاع الطرف به بدون

324.............................لنفسه الوكيل بيع ـ39 مسألةفصل

التنازع في403 ـ329

329............................الوكالة في اختلفا لو ـ1 مسألة332.........الموكل إلى المال دفع في اختلفا لو ـ2 مسألة336.....الموكل وأنكر التصرف الوكيل ادعى لو ـ3 مسألة339.......................الوكالة الموكل أنكرر لو ـ4 مسألة341...................وكيل أنه المشتري ادعى لو ـ5 مسألة352..................نازعه ثم معاملة في وكله لو ـ6 مسألة355................الوكيل أو الموكل يطلب البائع ـ7 مسألة359المطالبة تستحق للوكيل: ال المطلوب قال إذا ـ8 مسألة361....................لموكله الوكيل شهادة تقبل ـ9 مسألة367......الموكل دين قبض الوكيل: إنه قال لو ـ10 مسألة378...................حبس الوكيل يسلم لم إذا ـ11 مسألة382.......................فالن باع بما قال: بع لو ـ12 مسألة

401.....................................................المحتويات

404