)96( امن °Â¢...96( امن ¢ ةيلخدتلل ةيحلطصمل ةللادل نمحرل...

26
ق نماء أورا( 96 ) لتداخليةحية لمصطللة ال الد طه عبد الرحمن اث عند الدكتور في قراءة التر موقعها و د. حمد بنعمر م 69 / 11 / 6111 1 - باحث و عضو ث وجدة المغرب البحوسات و كز الدرا قراءة الوحي بمر بفريق.

Upload: others

Post on 14-Feb-2020

19 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

(96)أوراق نماء

الداللة المصطلحية للتداخلية وموقعها في قراءة التراث عند الدكتور طه عبد الرحمن

محمد بنعمر. د69/11/6111

.بفريق قراءة الوحي بمركز الدراسات والبحوث وجدة المغرب عضوباحث و -1

2

داللة التداخلية وسياقاتها التاريخية في العلوم في التراث العربي االسالمي (1)

برز الفالسفة المعاصرين اشتغاال على العلوم أيعد الدكتور طه عبد الرحمن من المنتجة لتلك اإلسالمية في مستوى المضامين، وفي مستوى اآلليات

واآلليات المنتجة لتلك وبحكم العالقة الجامعة بين المضامين، . المضامينالمضامين، فقد سعى الدكتور طه عبد الرحمن إلى العمل على تحرير المفاهيم،

ولي، اوالمصطلحات المركبة لتلك المفاهيم، تحريرا يقتضيه المجال التد .ول، واالستعمال، والمرجعيةاوينسجم مع طبيعة تلك المفاهيم من حيث التد

فقد أراد االشتعال على مفهوم التداخلية من واقتناعا منه بهذا الخيار العلميمفهوم له حضور متميز وبارز في النسق الجامع للعلوم التي نشأت، وحيث ه

وله موقع في الدراسات التراثية .وتطورت في أحضان التراث العربي اإلسالميالتي أنجزها اتجاه التراث، والتي أنتجت عددا من المصطلحات والمفاهيم

ماؤها ونعوتها الخاصة، والتي تنتمي إلى معجم الدكتور طه عبد ا أسهالتي ل .الرحمن

فلقد سعى الدكتور طه عبد الرحمن بهذا االشتغال والممارسة، أن يعيد لقراءة النص التراثي موقفه وحضوره ومكانته إلسالمي بمنهجيات موصلة ما اقتضى منه إعادة القراءة للمشاريع التي اشتغلت على قراءة التراث العربي ا وهو. وتميزه

.ووافدة من الغرب

إشكاالت وأسئلة أولية -أ

من الظواهر الثقافية والفكرية التي تستوقف الدارس والباحث والمتابع لمسار التراث العربي اإلسالمي في تطوره التاريخي حيث إن العالقة التداخلية والتكاملية كانت هي ،ذلك التداخل القائم بين العلوم التي نشأت في أحضان هذا التراث هو

السمة البارزة، والوصف الغالب، والعنصر المهيمن على جميع العلوم التي نشأت في هذا التراث، وتطورت في أحضان .6الثقافة العربية اإلسالمية

. 6116: "منشورات المعهد العالمي للفكر اإلسالمي. مقدمات في المنهجية اإلسالمية للدكتور حسن ملكاوي:منهجية التكامل المعرفي: يراجع -6

3

ما جعلهم يتوجهون نحو وهووهذا التداخل القائم بين العلوم استوقف كثيرا من الدارسين وأثار عددا من الباحثين، البحث عن األسباب، وينقبون عن الدواعي، ويرصدون النتائج، واآلثار التي كانت من وراء هذا التداخل والتكامل القائم

والذي كان حاضرا بقوة، وقائما بشكل ملفت لالنتباه بين عدد من . بين العلوم التي نشأت في التراث العربي اإلسالميوهي العلوم المسماة بعلوم الفهم، وعلوم البيان، ، ن الكريمآعلوم التي توجهت نحو خدمة القر العلوم، خاصة ال

.واالستمداد، وهي العلوم المنعوتة والمسماة بالعلوم المقصودة لغيرها، أو علوم المقاصد

انجاز عدة بحوث فقد توجه المناصرون ألطروحة التداخل بين العلوم إلى تنظيم عدة لقاءات، وإعداد عدة ندوات، و ودراسات، قصد استحضار وتمثل واستكشاف أهم القضايا واإلشكاالت ذات الصلة بموضوع تداخل العلوم، أو من

جل استجالء المعالم الكبرى والعناصر األساسية المشكلة لهذا التداخل، والتوجه لتمثل هذا اإلشكال، واستحضار أورصد ألهم . همت من قريب أو من بعيد في تشكل هذا التداخلالدواعي األساسية والبواعث الرئيسية التي سا

األسباب، ومتابعة النتائج التي ساهمت في هذا التداخل المساهم في عبور وانتقال ورحلة كثير من المفاهيم من حقولها . األصلية إلى حقول أخرى، ومن العلم الذي نشأت فيه من علم إلى أخر

، واكتسابها في هذا االنتقال معطى المتعلق برحلة المفاهيم وانتقالها بين العلومفال احد يشك أو يماري في هذا ال .لمعان جديدة مستحدثة غير التي كانت عليه في حقولها األصلية التي نشأت فيها

في من هنا أصبحت فكرة التداخل بين المعارف والعلوم من أكثر المواضيع اهتماما، ومن أهم القضايا استحضارا .األونة األخيرة ط التعليمية واألكاديمية فياألوسا

ور احد األفكار األساسية والمحأالموضوع الذي يجعلنا ندرك أن فكرة التداخل والتكامل بين العلوم، شكلت وهوالكبرى التي لقيت رواجا واسعا ومناقشة مستفيضة بين الدارسين، والباحثين، والمنشغلين بالدراسات التراثية عامة،

ما أفضى بهؤالء المشتغلين إلى جعل فكرة التداخل بين العلوم سات القرءانية خاصة في األونة األخيرة، وهووالدرا .موضع عناية ومحور اشتغال

التداخلية هي محورية النص القرءاني في الثقافة اإلسالمية، إضافة إلى خدمة هبرز األسباب التي ساهمت في هذأومن العلوم بعضها للبعض، وتبعية العلوم بعضها للبعض بشكل مباشر، في هذه الخدمة للنص القرءاني خاصة في تجلياته

المعطى وهو، داد المعنى منهفقد اتجهت جميع العلوم اإلسالمية إلى النص لبيانه واستم .المؤسسة، وعناصره المركبة لهالمحدد الكاشف وهو، العربي اإلسالمي يولاالذي يسميه الدكتور طه عبد الرحمن بالمحدد اللغوي في المجال التد

.لموقع اللغة في التراث العربي االسالمي

. 6111:فبراير 16و11. التكامل المعرفي بين العلوم اإلسالمية:من قبيل هذه الندوات ندوة دار الحديث الحسنية في موضوع - . 78"العدد. الرباط. ية اآلدابلمنشورات ك. تقديم الدكتور محمد مفتاح والدكتور احمد بوحسن:تكونها وصيرورتها: المفاهيم -

4

وصرح به اإلمام ابن جزي وال أدل على ذلك ما قاله ، فالنص في الثقافة العربية اإلسالمية كان المحور والمركز والمرجع وسائر العلوم أدوات -يعني القرءان –المقصود بذاته هو" ن النصأالكلبي عندما قال في مقدمة تفسيره التسهيل ب

. "خادمة له، ومعينة عليه

علم ومما يدل على مبدأ التداخلية القائمة بين العلوم، في التراث العربي اإلسالمي، هو ظهور علم تصنيف العلوم، وهووهوعلم اتجه إلى الفصل والتمييز ، عرف تطورا كبيرا في الثقافة العربية اإلسالمية، وحقق تراكما في الكتابات والتأليف

.، أو العلوم األصلية المقصودة لذاتها، والعلوم التابعة والمقصودة لغيرها9بين علوم الوسائل،وعلوم المقاصد

غلب العلوم التراثية كما صرح أها، ومتحققة في المهام والوظائف، ومتداخلة في لم تكن تلك العلوم متكاملة فيما بين ولولما أمكن تصنيفها، ولما تيسر ترتيبها حسب مرجعياتها الكبرى، أو حسب اشتغالها في ؛بذلك الدكتور طه عبد الرحمن

ن تمثلها من حيث وظائفها، أو من ولما أمك ،حسب وظيفتها والمهام التي تؤديها وأحقولها المعرفية التي تنتمي إليها، .حيث فوائدها، ومقاصدها التي تريد الوصول إليها، وتسعى إلى تحقيقها

ليف، ومسميات الترتيب، المتسمة، والمتصفة بالتنوع، والتعدد، واالختالف، أفرغم اختالف معايير التصنيف، ومراتب التالتكاملية المتجسدة في العلوم التي نشأت في أحضان النزعة"ن ذلك يدل بوضوح وبشكل صريح عن تحققإف ؛والتفرق

.8"التراث العربي اإلسالمي

عني نص القرآن من حيث أو .وهذه التكاملية التي كان من ورائها بشكل مباشر النص المؤسس لهذه العلوم والموجه لهاوالتي ظلت الوصف الحاضر ، يةالمنطلق األسمى للشمولية، والتكاملية العلمية في العلوم التراث كان هذا النص هو

.والمشترك بين جميع العلوم اإلسالمية باختالف مرجعياتها وأنواعها

الذي جعل العلوم في التراث العربي اإلسالمي تتجه مباشرة إلى تأسيس علوم البيان المفضية ولي هواهذا المعطى التد .المؤدية إلى الفهم السديدإلى فهم القرءان الكريم، ووضع الضوابط، ورسم األصول الهادية و

نطالقا من قواعد اللغة العربية، إوالتفسير فلقد كان طبيعيا والعربية هي لسان الشريعة اإلسالمية، أن توضع قواعد البيانوهكذا وضعت تلك القواعد بعد االستقراء والتتبع ألساليب اللغة العربية، وهذا اإلشكال ينعته الدكتور طه عبد الرحمن

.اللغوي بالمحدد

. 1/6مقدمة تفسير ابن جزي الكلبي - . ص66:تجديد المنهج في تقويم التراث" هذا المصطلح استعمله الدكتور طه عبد الرحمن كثيرا في كتابه -9 . 8 :عالقة علم أصول الفقه بعلم الكالم لمحمد علي الجيالي -8

5

هذه المعطيات واإلشكاالت هي التي جعلت االنفصال واالستقالل غير وارد، أو مطروح بين جميع العلوم التي نشأت في أحضان الثقافة العربية اإلسالمية بفعل وحدة المرجع المشترك، الذي كان يجمع هذه العلوم، ويعمل على تاطيرها،

.يستجمعها، ويؤلف بينها، ويوجههاالنص الذي هو ص القرءاني ظلنعلما أن ال

السياق والداللة والمعنى :مرجعيات التداخلية -ب

إن مصطلح التداخلية بين العلوم، من ابرز، ومن أكثر، المصطلحات حضورا، وتد أو ال في كتابات الدكتور طه عبد من، وفي كتبه، وفي أبحاثه، ، بحيث تردد هذا المصطلح بشكل كثير، ومثير في مؤلفات الدكتور طه عبد الرح7الرحمن تجديد ا لمنهج في تقويم التراث، جاء حافال "بل إن كتاب . وراته المنجزة، والمنشورة في الدوريات، المجالتاوفي مح

بالتقول، وغنيا بالشواهد، وحامال لعدد كبير من النصوص، والبحوث التي تشتغل على تحقيق المفاهيم، بإبراز الفوارق .اصة مفهوم التداخلية من حيث هومفهوم أصيل ومحوري في كتابات الدكتور طه عبد الرحمنالقائمة بينها، خ

فلقد سعى الدكتور طه عبد الرحمن في مشروعه الفلسفي إلى أن يشيد ويؤسس الفعل الفلسفي منطلقا من طريق أولي، ولي اتحريرا يقتضيه المجال التد؛ ولة في هذا الخطاب، وتوصيف المصطلحات المشتغلة فيهاتحرير مفاهيمه، المتد وهو

ولت فيه تلك المصطلحات، سواء في بداية تشكلها، أو في المرحلة التي تلي وتعقب هذا االذي فيه استعملت، وتد .ول واالستخداماالتشكل بفعل االستعمال، والتد

ءة حضورها، والفعل للقول يسعى إلى تأسيس نظرة جديدة حول التراث العربي اإلسالمي، نظرة تعيد القرا ومن ثم فهووتقوم باحترام السياق الذي أنتج فيه هذا .الفلسفي تواجده، بمقاربات جديدة، تستجيب للحظة الحضارية الراهنة

.6الخطاب، والفصل بينه وبين غيره من الخطابات الفلسفية

أنواعها، يبدأ بتحقيق المفاهيم، وفي هذا السعي كان الدكتور طه عبد الرحمن يراهن على أن تحصيل المعرفة باختالف األمر الذي يحتاج إلى ضرورة إعادة النظر في كثير من المفاهيم التي نستعملها، وتد أو لها، ونستخدمها، خاصة في وهو

:عبد الرحمنمن الدراسات التي ح أو لت مقاربة المشروع الفلسفي عند الدكتور طه -7 611:إلبراهيم مشروح مركز الحضارة . طه عبد الرحمن قراءة في مشروعه الفكري . 611:المركز الثقافي العربي . قراءة في فكر طه عبد الرحمن للدكتور عباس ارحيلة:واجهة مفيلسوف في ال . يراجع العدد. ملفا خاصا عن فكر الدكتور طه عبد الرحمن، ومشروعه الفلسفي 19:كما خصصت مجلة المحجة اللبنانية في عددها:

. 6111:السنة 19 المركز الثقافي العربي. للدكتور محمد همام. جدل الفلسفة العربية بين محمد عابد الجابري وطه عبد الرحمن، البحث اللغوي نموذجا:

611 . تكريما للفيلسوف النظرة المغربي طه عبد الرحمن )اإلبداع الفكري بين التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي الستشكال المفاهيم، :مؤتمر-

.(م 611فبراير 68و 69 . 6111:السنة - - :العدد. مجلة األزمنة الحديثة. 81:طه عبد الرحمن قارئا لمحمد عابد الجابري للدكتور محمد همام ص - 6

6

تحصيل معارفنا، وأفكارنا، ال سيما المفاهيم التي أخذت من أصولها األجنبية، وانسقنا في استخدامها دون إن نتمكن من .11ها، أو إرجاعها إلى أصولها األصلية، من هنا وجب لزوما إعادة النظر في هذه االستعماالتاستيعاب

وفي هذا المسعى، كان القصد االسمي من مناصرة منهج التداخلية في القراءة، هوالسعي إلى جعل القراءة التي تتأسس به إلى نتيجة االعتزاز بالتراث الذي صنعه على منطلق المنهج التداخلي، من شانها أن تسلك بالقارئ العربي، وتنتهي

:11مة سواهأأجداده، وأمته، بدل التعلق بالتراث من صنع

فقد اختار االشتغال على التداخلية من حيث هي مفهوم معرفي، ومكون بهذا الخيار العلمي الصعب واقتناعا منهالمسعى المرجعي، الذي جعله يسعى وهو ،اباتهول والحاضر في متنه، وكتاأساسي، من مكونات الجهاز المفاهيمي المتد

إلى مقاربة، ومتابعة لهذه العلوم التراثية، سواء في مرجعياتها، أو في سيرورتها، وتحوالتها، وفي سياقاتها، سواء في بعدها يث تتبعه الداخلي، عن طريق إبراز األنساق التداخلية المشيدة للعلوم، من حيث رصده لهذه العلوم، في تطورها، ومن ح

أو . لمسارها، ومن حيث وقوفه على تفاعلها مع باقي العلوم التي كانت محتضنة، ومحمولة في التراث العربي اإلسالميسواء في بعدها الخارجي بإبراز، ورصد، ومتابعته للمؤثرات الخارجية، التي ساهمت من قريب، أو من بعيد في تشكيل

.قطعته هذه العلوم من حيث التطور والمسار الذي

ولتحقيق هذا المشروع، وهذا المبتغى كان من الضروري النظر في اآلليات التي أنتجت مضامين، ونصوص التراث العربي .16منفذ التخلص من النظرة القطاعية في مدارسة التراث العربي اإلسالمي اإلسالمي، وهذا التوجه واالختيار هو

المسارو المشروع :التداخلية -ج

لقراءة، والذي تجسد في مجمله في مجموعة من كتبه، اإن هذا المشروع الحامل لمنهج التداخلية من حيث هي آلية في فقد اتجه إلى االشتغال على مرجعية التداخلية ".تجديد المنهج في تقويم التراث" وأبحاثه، ومداخالته، خاصة في كتابه

ن التداخلية بين العلوم، أفي أكثر من مناسبة، وفي أكثر من موضع، ب، فقد صرح الدكتور طه عبد الرحمن .بين العلومبرز اآلليات التي اتخذها، ومارسها، واستند عليها، واستعان بها في مدارسته، ورصده لتاريخ العلوم، في أكانت من

اإلسالمي، أو في انجاز الخيار الذي التزم به في مدارساته للتراث العربي مسارها التاريخي الذي قطعته، ومرت منه، وهوبحوثه التي انصبت عن اآلليات، واألنساق المنتجة لهذا التراث، وللمفاهيم المحمولة فيه، والتي بها سميت تلك

برز المفاهيم التي يجب االستعانة بها في قراءة التراث أاآلليات، وكان يعتبر الدكتور طه عبد الرحمن مفهوم التداخلية من ة، أو في مقاربات لو اأو في فهم اآلليات المنتجة لهذا التراث، أو في التحقق من المفاهيم المتدالعربي اإلسالمي،

1:الحوار افقأ للفكر -11 16:أصول الحوار وتجديد علم الكالم -11 . 1 :قراءة في العمال الدكتور طه عبد الرحمن : مشروع اإلبداع الفلسفي العربي -16

7

ن النص التراثي في بنائه الداخلي مؤسس، ومشيد على هذه اآللية المنتجة له، والتي كانت المضامين، والمحتويات، أل .لمشيدة للتراثوحاضرة فيه بشكل جلي، خاصة في نسقية العلوم ا، قائمة بين العلوم

إن التداخلية ستكون بدون شك المنطلق هي بداية عهد جديد في تأسيس، النظرة الجديدة للتراث العربي اإلسالمي، وهواألمر الذي ال يتأتى، وال يتسير إال بفهم، وتقويم اعوجاج القراءات التي أنجزت، حول التراث من لدن الدارسين

سقاط مفاهيم، ومناهج الغرب بالقوة على هذا التراث، وبدون وعي بمرجعياتها وهي القراءت التي عملت على إ.العرب .لحضاريةاالثقافية، وبأصولها

صيل منهج التداخليةأالمنطلقات المعرفية لت، البدايات (2) تقويم اعوجاج الخطابات الفلسفية

في تقويم اعوجاج الخطابات االنطالق، والشروع، والبدء إن البدايات األولى، في تأصيل هذا المفهوم، كان هوصولة، ومنها المنهج التجزيئي أليات، ومناهج منقولة، غير مآالفلسفية، والفكرية التي قاربت التراث العربي اإلسالمي، ، ب

فقد عمل الدكتور طه عبد الرحمن على نقد النظرة التجزيئية للتراث، من .الذي ناصره بعض الباحثين، والدارسين العربتلك . جل دعم، وتأسيس، وبناء النظرة التكاملية التداخلية للعلومأالنقد هو الخطوة األولية واألساسية من حيث أن هذا

خاصة من ، 1النظرة التي تقوم على التسليم المبدئي بتكامل المعارف، والعلوم، من حيث خدمة بعضها لبعض األخروي المتجهة إلى اماأدى إلى مصادرة الدع تؤديها، وهوهذه العلوم، ومن حيث الوظيفة التي . حيث الهدف التي تؤديه .لقول بالتفاضلية بين الحقول المعرفية في لحضارة العربية اإلسالميةلالتوجه نحو التجزيئية، و

إلى قراءة التقول الفلسفية، انطالقا من اللغة التي كتبت بها هذه النقول، وليس باللغة التي يدعو في هذا السياق، فهوإذ كان نفوري شديدا من التقول العربية للنصوص الفلسفية :"قال الدكتور طه عبد الرحمن .يها هذه النصوصنقلت إل

قديمها، وحديثها، ، النتهاج هذه النقول، واعتمادها على الترجمة الحرفية، فاستقر في صدري أن اختالف اآلليات . 1"اختالف في وجوه التفكير اللغوية، بين األصول، والنقول، من شانه أن يؤدي بصاحبه إلى

تبعا لهذا التحذير، من ضرورة التحقق من النصوص الفلسفية انطالق من أصولها، والياتها، وليس عن طريق البحث عن مفاهيم موجودة في األصل في ثقافة الغرب، والعمل على استنساخا من غير نقد، أو مراجعة، أو تمحيص لها، إن هذا

خاصة وان من عواقب هذا الفعل هوعدم التمثل، والتمكن من كثير من .قتضيات البحث العلميالعمل يتعارض كليا مع م .المفاهيم التي أنتجها الغرب بلعته الخاصة

. عدد خاص عن الدكتور طه عبد الرحمن. 6111. 19:العدد:مجلة المحجة اللبنانية. الفلسفة والمسالة االصطالحية عندا لدكتور أحمد ماجد - 1 . 1679:السنة -16:لعدد. مجلة كلية اآلداب الرباط. الدكتور طه عبد الرحمن. رسالة في المنطق االستداللي - 1

8

ومن شان هذا العمل المتعلق بالقصور في عدم التمكن من المفاهيم المنقولة أن أدى إلى كثير من النتائج الفاسدة عن الحاضرة في الحقول المعرفية في هذا . 1.حريف كثير من الحقائق، والمفاهيمبل أدى إلى تحوير، وت.التراث 19.وهوما كان داعيا إلى مراهنة الدكتور طه على إعادة اجديدالمفاهيم المنقولة وصال، مسانرا.التراث

ولي العربيااحترام المجال التد

المستخدمة، والمستعملة في قراءة هذا وللوصول إلى الغرض كان من الضروري االنطالق من فحص اآلليات واالنطالق في هذا الفحص من عرض تلك المفاهيم على محك النقد، والنظر، حتى بتم معرفة مناسبتها أو .التراث

.ولي الذي فيه تم إنتاج هذا التراصامعارضتها للمجال التد

ى الباحثين العرب، وضع مصطلحاتهم، فلقد غلب عل"ومن تبعات هذا االحترام، هو لالنطالق من البناء من الذات العلمية، وبناء أجهزتهم الوصفية والتفسيرية، بقوالب ومعايير اللغة األجنبية، الفرنسية، واالنجليزية، فال تكاد تجد

التي منها استمدت 18معظمهم من الكفاءة العلمية إال ما كان نقال حرفيا لمصطلحات أجنبية من غير وعي بأصلها .اهيموأخذت تلك المف

ولي، لها مجموعة من المرجعيات، والمحددات أبرزها المحدد اللغوي الذي به يتميز اإن المفاهيم المشكلة للمجال التدفهذا المجال كما قال الدكتور طه عبد الرحمن في أكثر من مناسبة يعتمد أساسا على المحدد .المجال العربي اإلسالمي

.17اهم، والتبليغ عن المقاصد واإلغراض، بهدف تحقيق اإلفادة واإلقناعاللغوي باعتباره وسيلة للتخاطب، والتف

االعتزاز بالتراث والنقول الفلسفية االسالمية

إن الدكتور طه عبد الرحمن يعتز بالتراث، الذي صنعته األمة اإلسالمية، ألنه يحمل مجموعة من القيم التي كانت من وراء الساعية إلى التكرر، أو المصادرة، أو التنقيص من قيمة هذا التراث، ويعرف التراث إنتاج هذا التراث، ويعارض الدعوات

ويرى ". .16بصفة عامة عبارة عن جملة المضامين، والوسائل الخطابية، والسلوكية التي تحدد الوجود اإلنساني هو:"بأنه ة واألخالقية التي تبدعها علماء اإلسالم على أن قوة التراث العربي اإلسالمي تتجلى في العلوم والمعارف العملية والشرعي

.61غلب عليه النقل والتقليد، وغاب عنه اإلبداعألمر العصور اإلسالمية، في حين أن منتوجهم الفلسفي

1:الحوار افقأ للفكر - 1 . 1:الجداثة روح -19 .16:في أصول الحوار -18 16:الحق ال سالمي في االختالف الفكري -17 16:الحوار افقأ للفكر -16. فبراير بكلية اآلداب 68الفكري بين التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي الستشكال المفاهيم، االبداع : مداخلة الدكتور طه عبد الرحمن -61

. اكادير

9

بناء على هذا التعريف للتراث، فقد انتقد دعاة االنقطاع على التراث بسبب آن هذا االنقطاع غير ممكن، وال متسير، الن التراث العربي اإلسالمي متجذر في الذات، وحاضر في الذاكرة، وليس بالسهل التقاطع .وصول إليهوليس بالسهل ال

حاضر في الذاكرة بقوة، ومالزم للوجود اإلسالمي، وبالتالي فليس من السهل االنسالخ عنه، ، أو والتباعد معه، فهو .االبتعاد عنه بأي وجه من الوجوه

لى نقد القراءات التي سعت إلى قراءة التراث بمقتضيات منهجية، هي من خارج من هنا فقد عمل الدكتور طه ع .61الممارسة التراثية،

كما عارض الدكتور طه عبد الرحمن العمل على البحث في مفاهيم موجودة عند الغرب، وفي ثقافته، وفي تراثه، ص، أو مراجعة لهذه المفاهيم، الدخيلة، والمنقولة وتسليطها، وتنزيلها بالقوة على التراث اإلسالمي من غير نقد، أو تمحي

بل من غير التمسك، أو التأكد، بالياتها، وبمكوناتها، وبمرجعياتها التي فيها تأصلت، وفيها نشأت، . من ثقافات أخرى .ومنها تطورت

وهوما .اقاته وتطوراتهوهذا االختيار في النقل من دون مراجعة، من األمور التي تتعارض كليا مع البحث العلمي، في سي .يعارضه الدكتور طه عبد الرحمن صراحة، وفي في جميع نصوصه

لينا معترض عليه، بل منتقد حتى يدل الدليل على إعلى هذا األساس فان الدكتور طه عبد الرحمن يصرح بان كل منقول لينا أصال مفصوال إمفهوم المنقول أن ال"وبناء على هذا .صحته، وكل مفهوم ماصول مقبول حتى يقوم الدليل على بطالنه

عنا، إذ ورد علينا من ثرات غيرنا، فيتعين علينا أن نخضعه إلجراء النقد ال تنقيصا منه كما يضن، واتما من اجل اختبار .66.مطابقته للواقع، ومتطلبات عصرنا

ولي اها بالقوة على المجال التدإن الوصول إلى الكونية ال يتحقق باالنطالق من استنساخ تجارب األخر، ونقلها، وإنزالالعربي اإلسالمي، وإنما باالنطالق من الذات، واالغترار بهذه الذات، وبناء هذه الذات من الداخل، من خالل التفاعل

.هذه الذات، سواء مع المورث الذاتي، ومع الموروث الكوني اإلنساني

لى تحقير هذا التراث الذاتي من غير تحسب، وما كان يجوز وبناء على هذا فان من اكبر أخطاء المعاصرين أنهم ذهبوا إ . 6"تحقيره من وسائل مقتبسة، وذهبوا إلى تعظيمه من غبر تفكر، وكأنهم يتنافسون في تثبيط العزائم،

إن من شان القراءة التراث اإلسالمية باليات، ومناهج منقولة أن يؤدي إلى تبخيس هذا التراث من جهة، والتنقيص من .ه، وحمولته الثقافية، والحضارية من جهة آخري ، بل الوصول إلى التقاطع معه من جهة أخرىقيمت

:نفسه -61 199:الحوار افقأ للفكر -66 :نفسه - 6

01

لقد اتبع هؤالء النقاد مناهج، ووظفوا فيها مفاهيم جلها مفاهيم منقولة من ثقافات محالفة لجنس الثقافة العربية اإلسالمية ن ثقافة الغرب باليات االستهالكية، وقد بين خطورتها في وهذه الطرائق واألساليب المستمدة م.التي ينتمي إليها التراثإن تسليط آليات العقالنية النظرية المجردة كان بد أن يفضي إلى قطع الصالت بين أقسام هذا ":االستخدام، واالستعمال

6.التراث

لقد " اإلسالمي، فقد صرحفهذا االعتزاز بالتراث أملى عليه احترام المجال التد أو ل في أية مدارسة للتراث العربي بل اطلب هده األدوات .اتجهت في أن ال انزل على النص التراثي أدوات انقلها من تراث أخرى قديمة كانت أم جديدة

من أصله، حرصا على استيفاء المقتضى المنطقي الذي يوجب آن يكون المنهج مستمدا من الموضوع ذنه، ال من . 6.ت الماصولة في مقابل اآلليات المنقولةولقد سميت هده األدوات باليا. خارجه

إن التراث ينبغي أن يحاكم بأدوات إنتاجه، فال يمكن آن يحاكم بأدوات هي من خارج من التراث، إال على سبيل .المقارنة، كما ال يمكن أن يقوم التراث بأدوات واليات أنتجها غيره، تتناسب مع المضامين التي ترجع إليها تلك اآلليات

نا فإن الوصل بين التراث والمعاصرة، يتميز باستكشاف الروح التي تحكمت في هذا التراث، سواء أكان هذا من ه .وبدون السقوط في اإلعجاب بالتراث الذي صنعه الغير.التحكم في المضامين، أم في اآلليات

اإلبقاء على اآلليات والوسائل

نطالق، والبناء، عن طريق التعلق بالوسائل، واألدوات المنتجة، التي إن رؤية طه للتراث تنطلق من التوجه الشمولي في االأسهمت بقوة واضحة في تكاثر مضامين التراث، وعملت على تنوعه، وتعدده المعرفي، والمنهجي فالبد من اعتبار

.69التراث نصا واحدا، وكتلة واحدة منسجمة، ومتكاملة

لكن الجانب الذي .لعناية بالمضامين لقيت ما تستحق من متابعة، ورصدلكن الذي ال حظه الدكتور طه عبد الرحمن، أن القد حان األوان للعناية باآلليات وإعطاؤها ما تستحق من عناية . تعرض لإلهمال هواآلليات المنتجة لهذه المضامين

.68معرفية، واهتمام ابستمولوجي

فكري في التراث العربي اإلسالمي ناقصا، وهوما لقد شكل االهتمام واالشتغال باليات المنتجة لمضامين الخطاب ال .فوت الفرصة على كثير من الباحثين من أن يستوعبوا، ا وان يتمثلوا المسالة المتهجية في التراث العربي اإلسالمي

. 67:تجديد المنهج - 6 :نفسه - 6 6116يوسف بن عدي الشبكة العربية : قراءة في اعمال الدكتور طه عبد الرحمن: مشروع اإلبداع الفلسفي العربي -69فبراير . والمنظور التأثيلي الستشكال المفاهيماإلبداع الفكري بين التكاملية للعلوم ورقة مداخلة الدكتور طه عبد الرحمن في المؤتمر ال أو ل -68

:611 .

00

فقد حددها الدكتور طه عبد الرحمن بأنها عالقة تالزمية . إن هذه عن العالقة بين اآلليات، والمضامين، في ابعادهاحامل لمضمون مخصوص، وان كل مضمون مبني بوسائل معينة، ومصوغ على كيفيات محددة، بحيث أن كل نص فهو

بحيث ال يتأتى استيعاب المستويات المضمونية القريبة والبعيدة، للنص، إال إذا أحيط علما بالوسائل والكيفيات العامة .67.والخاصة التي تدخل في بناء هذه المستويات المضمونة

من ثم فان أية مقاربة في المضامين، أو في المحتويات للنص التراثي في بنائه الداخلي، أو في بنائه الخارجي، أن و فهوحاضر بشكل جلي .تستحضر هذا المعطى التداخلي، الذي كان قائما، وحاضرا بشكل ملموس بين العلوم في التراث

نا فإن الوصل بين التراث والمعاصرة يتميز باستكشاف الروح من ه.في نسقية العلوم المشيدة للتراث العربي اإلسالميالتي تحكمت في هذا التراث، واآلليات التي وظفت فيه، وتطورت في أحضانه، سواء في محتوياته، أو مضامينه أو في

.آلياتها

الدعوة إلى تحرير المفاهيم والمصطلحات الفلسفية (3)

وبدون انقطاع إلى ضرورة تحرير المفاهيم، الفلسفية، سواء في المرجعية، أو إن الدكتور طه عبد الرحمن دعا باستمرار، في االستخدام، عن طريق التحقق من مدى مالءمتها لما له صلة قوية ببن المعرفة من أهمية، واثر هذا التحرير في صناعة

.المعرفة التأصيلية

قصد إدراك ." لسلوك، وتشييد المعرفة اآلنية والتراثيةومن اجل نمثل الغاية والقصد من هذه المعرفة، خاصة في بناء ا المعاني والدالالت المحمولة فيها، ومن اجل إزالة االلتباس الذي قد تحدثه المفاهيم بسبب عدم تحقيقها أو في عدم

يق، فهذا المنطلق في التطب.تدقيقها، أو في اقتالعها من مجالها األصلي، الذي يختلف عن المجال الذي نقلت إليههوالطريق اآلمن، والسليم، المؤدي إلى عدم السقوط في استخدام واستعمال المفاهيم الوافدة، والمقتلعة من ثقافة مغايرة

.للثقافة العربية اإلسالمية سواء في مرجعياتها، أو في آلياتها الموظفة في إنتاجها

ها من معايير اللغة األجنبية التي فيه تأسست، ومما يعترض المفاهيم، والمصطلحات من تحديات، وعوائق خاصة عند نقل وتركبت فيها،

فهي نقل حرفي لمصطلحات أجنبية من غير وعي بأصول "بدون تمثل أو استيعاب لمرجعيات تلك المصطلحات .66."بعضها

مكن من إن البحث عن مفاهيم موجودة في األصل عند الغرب، وفي ثقافته، وتسليطها بالقوة على التراث، بل من غير ت .مرجعياتها، وأصولها، الذي هواحد مقاضيات ابحث العلمي يعد منقصة في كثير من البحوث التي قاربت التراث

6:تجديد المنهج في تقويم التراث -67 . 66:في أصول الحوار وتجديد علم الكالم -66

02

ومن ابرز المفاهيم التي لها صلة بالمعجم والتي عمل الدكتور طه على تحقيقها، مفهوم التداخل الذي يعني أن العلوم .نها االستقاللية، وكانت متداخلة فيما بينهاتداخلت من حيث موا ضيعها، وبالتالي فهي منفي ع

داللة مصطلح التداخلية في العلوم االسالمية عند الدكتور طه عبد الرحمن (4)

يتعرف الدكتور طه عبد الرحمن بأن التداخلية بين العلوم، كانت من ابرز الخصائص المميزة، للعلوم في مسيرة الترا ث وجامع في جميع هذه العلوم، بحيث ال يمكن التنكر، أو التغاضي وأنها وصف علمي مشترك،.العربي اإلسالمي

.بحيث تغيب االستقاللية في العلوم التراثية، ويتحقق التشارك بين هذه العلوم.عنها

فهومن ابرز الباحثين الدين اختاروا االشتغال على مرجعية التداخلية في العلوم، قصد الكشف عن التطور الحاصل بين فلقد صرح الدكتور طه عبد .تمثل اآلليات، والبنيات المشكلة، والمشتركة بين هذه العلوم، والمنتجة لهاهذه العلوم، و

الرحمن، بان التداخلية بين العلوم، كانت من ابرز اآلليات التي اتخذها، واستند عليها، واعتمدها، واستعان بها في مقاربته كما صرح بالتزامه . للعلوم التراثية، أو في رصده لتاريخ العلوم، للتراث العربي اإلسالمي، وفي ممارسته، ومدارسته

بالتداخلية من حيث هي منهج، في مدارساته للتراث العربي اإلسالمي، أو في بحثه عن اآلليات المنتجة للمضامين .المحمولة في هدا التراث

املية، بين العلوم، ويقول خصمنا بالتقاطعية نقول نحن بالتداخلية، والتك" فلقد صرح علنا بشروع التداخلية عندما قال .1 .".والتفاضلية في علوم التراث

ولقد نحو نا في تقويم التراث منحى غير مسبوق، :" تجديد المنهج في تقويم التراث:" ويقول في موضع أخرفي كتابه ا بالنظرة التفاضلية، وهوغير وحيث يقول غيرن.فهوغير مسبوق، ألننا نقول بالنظرة التكاملية.وال مألوف، وال معهود

.1 ."ألننا توسلنا فيه بأدوات ماصولة، وحيث توسل غيرنا بأدوات منقولة.مألوف

اتجهت على أن ال :" والدكتور طه عبد الرحمن يعارض بالمرة استلهام آليات خارجية لقراءة التراث، فقد صرح قائال ثات أخرى، بل طلبت هذه األدوات من داخله، حرصا على انزل على النص التراثي أدوات انقلها من الخارج من ترا

استيفاء المقتضى المنطقي الذي يوجب أن يكون المنهج مستمدا من الموضوع ذاته ال مسلطا عليه من خارجه، وقد .6 .باآلليات الماصولة في مقابل اآلليات لمنقولة"سميت هذه األدوات

. هده العبارة تكررت عند الدكتور طه عبد الرحمن في كتابه تجديد المنهج في تقويم التراث -1 16:تجديد المنهج في تقويم التراث -1 16:افقأ للفكر الحوار -6

03

الداللة المصطلحية للتداخلية

إن داللة هذا المصطلح، عند الدكتور طه عبد الرحمن، في معناه وداللته العامة، يعني أن العلوم في التراث العربي اإلسالمي، كانت متداخلة فيما بينها من حيث الموضوع، والمنهج، ومتبادلة للجهاز المفاهيمي، ولم تكن منفصلة، أو

عات، متباعدة، أو متقاطعة، أو مستقلة، من حيث الموضو

إن المعرفة اإلسالمية تتداخل أنساقها، تداخال كامال، فالفقه كان موصوال بعلم الكالم، " وبعبارة الدكتور طه عبد الرحمن فقد حصل في التراث اإلسالمي تداخال قويا بين المعارف إلى حد أن .وعلم الكالم كان موصوال بالفلسفة اإلسالمية،

. ."سفةبعض العلماء جمع بين الفقه والفل

.وتحصيل المعرفة بوابتها هي التحقق من المفاهيم واآلليات المستخدمة والمتد أو لة في إنتاج تلك المعرفة

كما يتجسد هذا التداخل في حضور المباحث الكالمية، وتفاعلها مع المباحث اللغوية، وتفاعل المباحث اللغوية مع . ابية منها اإلثراء في العلوم، والتنوع في الوظائف، وهواما أدى إلى عدة نتائج ايج.المباحث األصولية

وهذا يعني من جهة أخرى، انه يستحيل تقويم أي إنتاج فكري، ألي احد من العلماء المسلمين، ما لم يقع التسليم د نكون فالعلوم اإلسالمية تكا. .في مجال التد أو ل العربي اإلسالمي.بفكرة التداخلية التي كانت قائمة بين العلوم

وحدة متماسكة، ومجتمعة، ال يمكن فيها الفصل والتمييز بينها، بحيث ال يمكن فصل أي فضاء علمي عن الفضاء ، بحيث ال يمكن للفقيه االستغناء عن العقيدة، وال يمكن لعالم األخالق أن يستغني عن الفقه، وال يمكن .العلمي األخر

.9 .مية، ولعلومها، االستغناء عن أي علم من العلوم اإلسالميةللباحث أو المتابع أو الدارس للثقافة اإلسال

فالتداخلية تعني أن العلوم اإلسالمية تكاد نكون وحدة متماسكة، ومجنمعة، ال يمكن فيها الفصل بينها من حيث ، بحيث ال يمكن .الموضوع، أو من حيث المنهج، بحيث ال يمكن فصل أي فضاء علمي عن الفضاء العلمي األخر

فقيه االستغناء عن العقيدة، وال يمكن لعالم األخالق أن يستغني عن الفقه، وال يمكن للباحث أو المتابع أو الدارس لل .8 .للثقافة اإلسالمية، ولعلومها، االستغناء عن أي علم من العلوم اإلسالمية

. 61:الحوار أفقا للفكر - . 61:تجديد المنهج في تقويم التراث - 66:تجديد المنهج في تقويم التراث - . 6:تجديد المنهج في تقويم التراث -9 . 6:تجديد المنهج في تقويم التراث -8

04

. ويكشف الدكتور طه عبد الرحمن، انه مما ساعد على هذا التكامل، والتواصل بين هذه العلوم بجميع فروعها، وأقسامهاهووحدة اإلطار، والمرجع المشترك الذي يجمع بين هذه العلوم، إذ . أصلية كانت أو خادمة لألصل نقليه كانت أم عقلية

التحمت هذه العلوم في نسق معرفي واحد،

خلت في نسق وظيفي واحد، وفي بناء مشترك، من اجل خدمتها للقران الكريم، في جميع مستوياته ومكوناته، هادفة وتدافاغلب العلوم إن لم نقل كلها كانت موصولة . من هذه الخدمة، اكتساب، واستمداد المعاني المحمولة في هذا الخطاب

.بالنص القرءاني

.وتحقيقا وقراءة ءان الكريم بيانا واستنباطا واستمدادا وتفسيرا وتأويال وتوثيقامن هنا فقد اتجهت كل العلوم نحو القر

فقد اتجهت .المعطى الذي يفسر لنا بأن العلوم رغم اختالفها، وتباينها من حيث األشكال، واألنساق، والبنيات وهو . جميعها في خطى ثابتة إلى تأسيس علوم البيان، واالستمداد ، والفهم

من المناسبات يدعوالدكتور طه إلى ضرورة التسليم بالمنهج التداخلي، والتكاملي، الحاضر بقوة، والقائم بين وفي كثير العلوم اإلسالمية، واتخاذ هذا المنهج سبيال، ودليال، ومسلكا، وطريقا في تقويم، أو في فهم وتحقيق إي منتوج ألي عالم

.تهم، وكتبهم التي صنفوها وألفوها في مختلف العلوممن علماء المسلمين، وفي تقويم مصنفاتهم، ومؤلفا

ومن ثم فان المنهج التكاملي في العلوم التراثية في دارساتهم للتراث العربي اإلسالمي، ويكشف الدكتور طه عبد الرحمن ادمة أصلية كانت أو خ. انه مما ساعد على هذا التكامل، والتواصل بين هذه جعل العلوم بجميع فروعها، وأقسامها

هووحدة اإلطار، والمرجع المشترك الذي يجمع هذه العلوم، إذ التحمت هذه العلوم في . لألصل نقليه كانت أم عقليةنسق واحد في خدمتها للقران الكريم، في جميع مستوياته ومكوناته هادفة من ذلك اكتساب، وتحصيل المعاني

ة، نحو القرءان الكريم بيانا واستنباطا واستمدادا وتفسيرا وت فقد اتجهت كل العلوم التراثي. المحمولة في هذا الخطاب .وتحقيقا وقراءة أو يال وتوثيقا

ثار هذا التداخل بين العلومآ

:ومن بين ابرز أثار هذا التداخل بين العلوم، كما دل على ذلك الدكتور طه عبد الرحمن

أو علوم مقصودة، وعلوم خادمة . م خادمة لألصلاآللية أو التراتب، ويعني تصنيف العلوم إلى علوم أصلية، وعلووعلى هذا التصنيف األخير اخذ أستاذنا الدكتور طه عبد .أو علوم الوسائل وعلوم المقاصد. للعلوم المقصودة

. الرحمن

05

وهي . وهذا االختيار اخذ به القدماء، فابن رشد الحفيد قديما حيث ميز بين العلوم المسددة وغير المسددةقال ابن رشد الحفيد في كتابه الضروري في 7 .ند طه عبد الرحمن بعلوم الوسائل، وعلوم المقاصدالمسماة ع

علوم : إن العلوم صنفان :"صناعة النحو ، مشيرا إلى أصناف العلوم من حيث كونها أصال أو تابعة لألصل العلوم المسددة علم ومن. 1 ."العلوم المقصودة في نفسها6 مقصودة لنفسها وعلوم مسددة لإلنسان في تعلم

فمنزلة النحو كمنزلة المنطق، هما علمان مسددان، إال أن ال أو ل يسدد اللسان، والثاني "النحو وعلم المنطق .1 .".حتى ال يقع غلط فيهما.يسدد العقل والفكر

ترتيب أنساقها، ومن متعلقات هذا التراتب، هوآن المعرفة اإلسالمية ال يمكن أن نعرفها بحق إال بتركيب علومها، وبومما يشهد لهذا النوع من التداخل كما يؤكد على ذلك الدكتور طه هوالتراتب، . وبتمثل مستويات التداخل فيها

والتفاعل، فاما التراتب فقد تولى فالسفة اإلسالم مهمة ترتيب العلوم التي عرفتها الثقافة اإلسالمية، فظهرت كتب خاصة لوم للفرابي، مراتب العلوم البن حزم، مفاتيح العلوم للخوارزمي أبجد العلوم إحصاء الع: بتصنيف العلوم منها

.فهذه المؤلفات تجسد بشكل واضح ابعد للتكاملي، والتداخلي بين العلوم.للقنوجي

ومن شان اإلغراق .هذه اآللية التي تشيد التراث، تستوجب قراءة هذا التراث بالياته الماصولة، ال بالياته المنقولةإلى إخراج المتلقي العربي من التعلق بالتراث الذي صنعته آمته إلى التعلق " اآلليات المنقولة آن نؤدي في

.6 ."بالتراث الذي هومن صنع امة سواها

رحلة المفاهيم

يشير الدكتور طه عبد الرحمن إلى األهمية التي اكتسبها البعد التكاملي الذي كان قائما بين العلوم التي نشأت في وهذا التكاملية كانت من نتائجها وامتداداتها، أن رحلت مجموعة من المصطلحات .حضارة العربية اإلسالميةال

والمفاهيم، من حقولها األصلية، وانتقلت من هذه الحقول األصلية التي نشأت فيها إلى حقول معرفية أخرى، مستقبلة .تتقاسم معها الموضوع، وتشترك معها في المنهج.لها

ينبغي . وجه في رحلة المفاهيم واكتسابها لمفاهيم جديدة، غير المفاهيم التي كانت عليها في أصلها ال أو لهذا التفانتقال المفاهيم، والمصطلحات من .استحضاره في أية مقاربة، أو مدارسة ألي حقل معرفي في التراث العربي اإلسالمي

ومن ثم ال ينبغي .المميزات التي طبعت التراث اإلسالميحقولها المعرفية إلى حقول معرفية أخرى من األساسيات و

6:منهج في تقويم التراثجرى اختيار الدكتور طه عبد الرحمن في كتابه تجديد ال. على هذا االختيار -7 6:الضروري في صناعة النحو البن رشد الحفيد -6 66:الضروري في صناعة النحو البن رشد الحفيد : يراجع كتاب -1 66:مقدمة كتاب الضروري في صناعة النحو -1 61:في أصول الحوار وتجديد علم الكالم -6

06

التنكر لهذا العبور أو التغاضي عنه أو إهماله أو إبعاده لكل توجه أو مقاربة، أو مدارسة، توجهت نحو البحث األكاديمي وتنظيرا، في التراث العربي اإلسالمي، خاصة ما كان من قبيل البحوث التي اختارت وجهة الدراسة المصطلحية تأصيال

. .وتوصيفا وتحديدا

هذا التوجه في رحلة المفاهيم، واكتسابها لمفاهيم جديدة، غير ما كانت عليه في حقولها األصلية، التي نشأت فيها خاصة الحقل اللغوي البياني . ينبغي استحضاره في أية مقاربة أو مدارسة، ألي حقل معرفي في التراث العربي اإلسالمي

يه كثير من المفاهيم، وفيه رحلت وانصهرت هذه المفاهيم منتقلة من أصلها ال أو ل، ومودعة في علم الذي استثمرت ف . .أخر

ومن أثار هذا االنتقال أن اكتسبت هذه المفاهيم معان جديدة غير المعاني التي كانت عليها في علومه األصلية، وهذا الداللة، والمعنى، خاصة في حقولها المعرفية األصلية أو في مؤشر واضح على مدى ضرورة التمييز بين هذه المفاهيم في

.الحقول المعرفية األخرى المستقبلة لها، والتي انتقلت إليها هذه المفاهيم

إن انتقال المفاهيم ظاهرة علمية عرفتها الثقافة العربية اإلسالمية، رغم أن هذا االنتقال يطرح مجموعة من المشاكل . جيةالمعرفية واالبستمولو

هويقول في شان هذه المراجعة . ومن المقتضيات المنهجية التي يدعوإليها الدكتور طه هوتحرير المفاهيم، ومراجعتهافليس معنى النقد هنا هوالقدح واإلبطال، وانما هووسيلة للتحقيق من قيمة ما يرد علينا، حتى نكتسب الملكة "والنقد

.9 .".على ضبط المفاهيم

طالب العلوم التراثية، هوأن طلب العلوم التراثية معرفيا ومنهجيا، يقتضي من طالبها ومتلقيها، وهذا ما يقتضي مناستحضار قبلي، و أو لي لمجموعة من المعارف والعلوم المركبة لهذا التراث لكون هذه العلوم علوما جامعة، ومشتركة

من قبيل المرجعيات والمفاهيم والمصطلحات التي في مجموعة من القضايا، واألهداف، والمسائل النظرية خاصة ما كانومتداخلة في . انتقلت من حقولها المعرفية إلى حقول معرفية أخرى، مكتسبة بهذا االنتقال والعبور معان ودالالت جديدة .الوظائف والمهام واألدوار والقاسم الذي يجمعها هوخدمتها للنص القرءاني توثيقا واستمدادا وبيانا وتفسيرا

. مداخلة قدمناها إلى مؤتمر الدراسات المصطلحية الذي انعقد بكلية اآلداب بسطيف. الدرس المصطلحي عند األصوليين:يراجع مداخلتنا - :6116 . : الشارقة المنتدى اإلسالمي. المدخل إلى الدراسة المصطلحية: ضمن أعمال ندوة . مفهوم المصطلح ووظائفه للدكتور عز الدين البوشيخي -

. 611ي ما . 1666:السنة. 89:العدد:ندوة من منشورات كلية اآلداب الرباط. انتقال النظريات والمفاهيم - 199:الحوار افقأ للفكر - 9

07

هذا المعطى هوالذي جعل الدكتور طه عبد الرحمن يعتبر أن المجال التد أو لي العربي اإلسالمي، يعتمد اساسا على و المحدد اللغوي، باعتباره الوسيلة للتحاطب، والتبليغ عن لمقاصد واالعراض المحمولة في النص المؤسس، الذي

8 .هوالقرءان لكريم

الموسوعية بين العلوم

يقرر الدكتور طه عبد الرحمن أن العلوم اإلسالمية اتصفت بوصف الموسوعية، فالموسوعية في التأليف، والتصنيف وهي القناعة التي دافع عنها الدكتور طه عبد الرحمن .والكتابة من ابرز خصائص التي ميزت التراث العربي اإلسالمي،

ي الممارسة التراثية، تراتبا، وتفاعال، إلى أن يتجه العلم والتدوين، لقد أدى االقتناع إلى تداخل العلوم، ف"عندما قال والتأليف جميعا إلى األخذ بالموسوعية، فقد كان من مبادئ العلم أن يبتدئ المعلم باالطالع على علوم عصره، في

.7 مقاصدها، ومناهجها

ي العلوم المقصودة، أو علوم المقاصد جعل العلوم وهذا يعني ان هذا التداخل بين العلوم الغوية، والبالغية، والداللية فتحكمها الموسوعية من ذلك علم التفسير، فالذي جعل هذا العلم يتميز بطابع الموسوعية، والشمولية والكلية، هوامتزاج

جت بحيث احتضن هذا العلم عددا من العلوم، وامتز . علوم الوسائل وع علوم االمقاصد وعلم التفسير علم مقصود بذاتهفال يكاد ." فيه كثير من الفنون، وتطورت في أحضانه كثير من المفاهيم، وتداخلت فيه عدد كبير من المصطلحات

فلقد تحقق لعلم التفسير أن يسجمع ما تفرق .6 .".الباحث يجد علما من العلوم اإلسالمية إال وفي التفسير له حضور .و وعلم المفردات، وعلم التصريففي غيره من العلوم، فتجد فيه علم البالغة وعلم النح

ولم تكن الموسوعية طابع التعلم، أو طابع التكوين الذي حصله أعالم الفكر اإلسالمي، ":يقول الدكتور طه عبد الرحمن فصنفت الموسوعات الكبرى التي تتن أو ل علمين فأكثر، أو تتن أو ل الموضوع الواحد .بل كان أيضا طابع التأليف،

.1 جميع العلوم وتكاثر التأليف الموسوعي في . من جميع جوانبه القريبة، أو من جوانبه البعيدة

من هنا كان التأليف الموسوعي من ابرز اآلثار المجسدة لهذه التداخلية، والتكاملية، القائمة بين العلوم في التراث العربي .اإلسالمي

هوما يذكره الدكتور طه عبدا لرحمان في حديثه عن تقارب العلوم الماصولة مع العلوم ومن تبعات هذه الموسوعية، هوصعوبة تقويم إنتاج أي احد من العلماء مثل المنطق ومستويات حضوره في الممارسة اإلسالمية، ، و .قولةالموصولة المن

6:تجديد المنهجفي تقويم التراث -8 61:تقويم المنهج في تقويم التراث -7 66:دراسة الطبري للمعنى للدكتور محمد المالكي -6 . 61:تجديد المنهج في تقويم التراث -1

08

في اإلسالم، أو احد حكمائهم مال لم يقع التسليم، بان إنتاجه الفكري قد تداخل مع اقرب العلوم، في مجال التد أو 1 .لي العربي، ومنها علم لمنطق

التقاطعي في التراث العربي االسالمي المصادرة والمعارضة للتوجه (5) من حأهمية التراث عند الدكتور طه عبد الر

إن الدكتور طه عبد الرحمن كان من ابرز المعترضين، على الذين اختاروا مصادرة، التراث واالعتراض عليه، أو التقاطع الشروط الداخلية التي أنتجته، وركبته، بدعوى .منطقمعه، أو قراءته خارج منطقة التد أو ل العربي اإلسالمي، وبمناي عن

. أن التراث العربي اإلسالمي، ظل حاضرا بقوة في وجدان اإلنسان العربي، فغير متيسر االنفصال عنه أصال، وواقعا، فكان شديدا على . المتدادات هذا التراث وتجذره في شخصية االلنسا ن العربي، ومقوماته النفسية واإلدراكية

والداعين إلى التقاطع مع التراث في قراءة التراث، .عترضين على االختيار التكاملي في قراءة التراث العربي اإلسالميالم .بدعوى أن التراث قد انتهى عهده

إن التنكر للتراث كان من عواقبه هوتحقير هذا التراث، من غير تحسب، وهواألمر الذي فوت الفرصة على هؤالء من لعميق للخطاب التراثي، فهذا التنكر أدى إلى التوجه إلى النسبية والتفاضل بدل الوحدة والتكامل في اجل اإلنصات ا

.6 .الخطاب التراثي، وطلب االسترقاق من خالل االستغراق في المناهج المجتثة

لية في قراءة التراث، وقد رد بقوة، وبنبرة حادة، على كل من اختار االنتصار، أو الدفاع على النظرة التقاطعية، والتفاض وهذا الرد هوالذي يكشف لنا معارضته لنموذج الجابري الذي قوم التراث، وسقط في النظرة التجزيئية، من خالل فصله

.بين نظم المعرفة في التراث العربي اإلسالمي

هذا التراث حاضرا فينا من جهة أخرى، فهويعتبر هذا االنقطاع عن التراث غير مكن، أو غير متيسر للقارئ العربي مادام بقوة، وحاضرا في أحاسيسنا، وفي وجداننا، وكان من أثار هذا الرد أن عمل كثير من الباحثين على مراجعة أقوالهم، واختياراتهم في مج أو زة الطروحات، والتوجهات والرؤى، واالختيارات، والمواقف التي ناصرها المشتغلين بالنظم

، .ودافع عنها المهتمون بتاريخ األفكار، أو بصيرورة األنساق المعرفية وطورها فيا اإلسالم. االمعرفية، في نشئتها وتطورهوالتي تنزع نحو مناصرة التوجه، والرفع من االختيار، والموقف القائل باستقاللية العلوم في الثقافة العربية اإلسالمية،

طار المرجعي المشيد لها ن أو من حيث الجهاز وتقاطعها من حيث الموضوع والمنهج، واستقالليتها من حيث اإلوترتب عن هذه االستقاللية والفصل بين النظم بالنسبة للقائلين بها، والمناصرين لها، . المفاهيمي المتد أو ل فيها

. 66:ص. 1676 -1س -1مجلة المناظرةع. مشروعية المنطق للدكتور طه عبد الرحمن -1 99:سؤال األخالق -6

09

هوالقول بتفاضل بعض العلوم على البعض األخر، وذلك بتبخيس بعض المعارف، على حساب البعض . والمدافعين عنهاوهوما .والحط من قيمت بعض العلوم، ومكانتها بين العلوم، وتحقير البعض األخر، والرفع وتعظيم البعض األخر األخر،

نجم عنه مصادرة، ومعارضة اختيار الوحدة والتكامل التي كانت قائمة بين العلوم، وحاضرة بين المعارف، وبالتالي علوم، والمشكلة لجهازها المعرفي، بحكم اختالف المرجع، التنصيص على استقاللية المفاهيم المتد أو لة في هذه ال

وتبعا للحقول المعرفية المتواجدة فيها، وهوما يعني تباعد المصطلحات المشكلة والحاضرة في جميع الحقول المعرفية . . التي نشأت، وتطورت في أحضان الحضارة العربية اإلسالمية

الرحمن الدعوة إلى التداخلية بين العلوم، إنها دعوة جاءت كرد فعل على االتجاه بموازاة مع هذا، يعتبر الدكتور طه عبد القائل بالتقابلية، أو التقاطعية، والتفاضلية بين العلوم اإلسالمية واالستقالل بين النظم المعرفية في مواضيعا، أو في

نائية المنقول والمعقول أو بثنائية المعقول مناهجها، أو في جهازها المفاهيمي المعرفي، وهواالتجاه الذي كان يقول بثوهذه الثنائيات تعيش صراعا وتقابال بشكل مستمر، وبدون انقطاع، وهوما يمنحها .والالمعقول أو المادة و، الماهية

. .االستمرار التطور، وتكون النهاية عادة ألحد اإلطراف هما على حساب األخر

.تيار التقاطعي، في قراءة التراث الدكتور محمد عابد الجابريومن ابرز الوجوه التي سقطت في هذا االخ

فقد اشتغل الجابري بمنهج اجتزاء، وتقطيع المضامين من التراث، وهذا ما أداه إلى السقوط في تقسيم التراث إلى أجزاء تحق الدرس بحجة انه متناثرة، ومتقابلة فيكون منها ما يعد، ويعتبر، ويستحق المتابعة، ومنها ما يكون مردودا، ال يس

ميت، فالنزعة التجزئدية وهي النزعة التي تقسم التراث إلى قطع متمايزة، ومتباعدة غير متجانسة، فيما بينها، وتفضيل .بعضها على بعض

ومما يزيد من هذا اإلشكال، هوالزهد في نقد اآلليات المستثمرة في قراءة التراث، وهذا العائق يعود إلى تغليب . فالنزعة المضمونية تتأسس عليها النزعة التجزيئية، وتنطلق منها." ى حساب الشكلالمضمون عل

فالدكتور محمد عابد الجابري من ابرز الدارسين والباحثين قراءة للتراث العربي اإلسالمي، وهوما يتجسد في مؤلفاته، المعارف التراثية تتوزع إلى ثالثة نظم وفي كتبه، وفي دراساته، والذي انتهى به المطاف، الن يعترف صراحة، ويقر بأن

.9 "بينها إال المصارعة، وليست المصالحة " البيان، والعرفان، والبرهان، وهذه الدوائر الثالث ال رابط :وهي

. 6: يراجع رد الدكتور طه عبد الرحمن على القائلين بعدم تداخل العلوم في التراث العربي اإلسالمي في كتابه تجديد المنهج في تقويم التراث - . 1679:السنة -11:بحث منشور بمجلة الثقافة الجديدة العدد. تنائية النقل والعقل في التراث العربي اإلسالمي للدكتور محمد أمين العالم - :في أصول الحوار وتجديد علم الكالم - :تجديد المنهج في تقويم التراث -9

21

يكون محمد عابد الجابري قد مارس في قراءة التراث بالمنهج التجزيئي، وبالمسلك . بهذا االختيار، وهذا التوجهفهويقدح، وينتقص، ويستصغر من نظام العرفان، ويبخس نظام البيان، .8 المنهج الشمولي، والتداخلي التفاضلي، بدل

7 .ويرفع، ويعظم من شان البرهان

هذا هووالسبب في السقوط التفاضلي بين المعارف، التي شهدنها النظم المعرفية، في التراث العربي اإلسالمي، ت المنقولة، والتوسل بها في قراءة التراث العربي اإلسالمي، والفلسفة اإلسالمية، االختيار الذي يتحدد في اختيار اآلليا

وهي آليات منقولة وغير ماصولة، مستمدة ومستخلصة من الفلسفة الغربية، وعمل جاهدا على توظيفها على الفلسفة .6 .العربية اإلسالمية، مما جعله يسقط في النظرة الجزيئية للتراث

في تقويم التراثي يقع في تعارضين اثنين احدهما التعارض بين القول بالنظرة الشمولية والعمل بالنظرة إن نموذج الجابري .91.التجزيئية، والثاني التعارض بين الدعوة إلى النظر في اآلليات، وبين العمل بالنظر في مضامين الخطاب التراثي

ل من ا لغرب، وهوالقائل بالتقريب بين العلوم في المجال التد ال يعني من هذا الكالم أن الدكتور يعارض الوافد، والمنقو إن المنقول عن الغير البد أن : "أو لي، وإنما يدعوصراحة إلى تصحيح هذه المفاهيم فقد قال في اكثر من مناسبة

تضيات يخضع لمجموعة من التحوالت التصحيحية، المختلفة إن في مضمونه، أو في صورته التي تصير مالئمة مع المق .91."التد أو لية للتراث العربي اإلسالمي

أن الوصول إلى الكونية ال بد من أن يمر باالنطالق من الذات، وبناء هذه الذات من الداخل وليس من الوافد عن األخر، وهدا االختيار من أساسيات المنطلق االبستمولجي الذي كان ينطلق منه طه عبد الرحمن، من اجل تأسيس نظرة

للتراث اإلسالمي العربي، جديدة

فمن مداخلها ال أو لية، تقويم اعوجاج الخطابات الفلسفية الفكرية، التي قاربت، وقرأت التراث، واالنتقال إلى خطوة .أخري موصلة ومتجهة إلى البديل المطلوب

لته بماضيه، ما دام هذا فال احد يستطيع أن يقطع صلته يحاضره طبعا، كما ال احد يستطيع أن يقطع ص:"قال الدكتور طهعبارة عن جملة المفاهيم، والمضامين والوسائل الخطابية والسلوكية التي تحدد الوجود اإلنساني للمسالم "التراث هو

.96المعاصر في أخذه بمجموعة مخصوصة من القيم القومية، واإلنسانية، حية أكانت أم ميتة

نفسه -8 66:نفسه -7 76:نفسه -6 . 6:نفسه -91 67:حوارات من اجل المستقبل -91 :حوارات من اجل المستقبل -96

20

معارضة النظرة التجزيئية للترات

لقد تصدى الدكتور للتوجهات الساعية إلى قراءة التراث قراءة تجزيئية، وفي تصديه للدعوة القائلة باالنفصالية، .يةئالتجزيواالستقاللية بين هذه العلوم التراثية من لدن المناصرين لهذه النزعة،

حضارها لتقسيم التراث إلى أقسام لقد الحظ الدكتور طه أن الغالب على األعمال السابقة التي قرأت التراث، هواست القسم هو متعددة، وتفضيل بعضها على بعض، ثم المراهنة على قسم بعينه، بومناصرة هذا القسم، بدعوى أن هذا هو

إن عملي ال يقسم، وال يفضل، ، وال ينتهي إلى : "يعارض هذا االختيار في هذا التصريح الصالح لمرحلتنا الراهنة، فهو . 9استثناءحذف وال إلى

علم اصول الفقه :التداخلية في العلوم االسالمية (6)

علم أصول " إن من ابرز العلوم التي انتقاها الدكتور طه عبد الرحمن لتجسيد، ولتمثيل مصطلح التداخلية بين العلوم ل الفقه، تحقق فيه بل إن علم أصو .فهومن ابرز العلوم تجسيدا للتكاملية بين العلوم وفي التراث العربي اإلسالمي".الفقه

.التداخل بقسميه الداخلي، والخارجي

.بناء على هذا فقد قسم الدكتور طه التداخل إلى قسمين أساسين

أقسام التداخلية بين العلوم

:يقسم الدكتور طه عبد الرحمن التداخل إلى قسمين

دون األخذ بالعلوم المنقولة، . مع بعض التداخل الداخلي، وهوالتداخل الذي يحصل ين العلوم التراثية األصلية بعضها-ا .أو الدخيلة غير الماصولة

التداخل الخارجية، -. التداخل الخارجي الذي يحصل بين العلوم التراثية والعلوم المنقولة من ثقافات أخرى-بقولة من حضارات هوالتداخل الذي يحصل ين العلوم اإلسالمية والعلوم المنقولة، ا وبين العلوم الماصولة، والعلوم المن

.وثقافات أخرى

احدهما داخلي يحصل بين العلوم التراثية اآللية : اعلم أن التداخل تداخالن اثنان :"يقول الدكتور طه عبد الرحمن ومن ابرز العلوم المجسدة للتداخل .والثاني خارجي يحصل بين العلوم وغيرها من العلوم المنقولة. بعضها مع بعض

. 9.لفقه اعتباره نسيجا متكاملتا من معارف اإلسالمية متنوعةالداخلي علم الصول ا

166حوارات من اجل المستقبل - 9 89::تجديد المنهج في تقويم التراث - 9

22

لية في علم أصول الفقهخالتدا

يعد علم أصول الفقه من ابرز العلوم تجسيدا لمظهرية التداخل الداخلي في العلوم اإلسالمية، فهوعلم جامع لعدة معارف أنتجتها الحضارة اإلسالمية، بحيث تداخل في تركيب ويعد علم أصول الفقه من أهم العلوم التي . وعلوم إسالمية متنوعة

فعلم أصول الفقه يكاد يكون مزيجا وخليطا بين مجموعة . هذا العلم مجموعة من األشكال واألنساق المعرفية والعلميةية فهوأحد العلوم المنهجية العريقة في الثقافة العرب. من العلوم التي تشاركه في الموضوع وتتداخل معه في المنهج

. 9.اإلسالمية

بحيث شكل هذا العلم ملتقى لمجموعة من العلوم منها ما هونقلي ومنها ما هوعقلي ومنها ما هوأصلي ماصول، ومنها ما .لكن هذا الدخيل خادم لألصل الماصول.هوتتبعي دخيل منقول

فهويكاد يكون مزيجا بين عدد كبير من فعلم أصول الفقه يعد من ابرز العلوم التي انشاتها الحضارة العربية اإلسالمية، األبواب النظرية والمنهجية، وهوا كثر صلة بالفقه، الن علم أصول الفقه جاء الستخراج مبادئه، وتحديد مناهجه، ووضع

.99.قواعده

ومن اختيارات الدكتور طه عبد الرحمن في سياق حديثه على علم أصول الفقه، هودافعه المستميث عن علم أصول الفقه .في بعده االستداللي المتميز به، ومن حيث هوعلم يعمل على استشكال القضايا خاصة القضايا االستداللية

بحكم هذه التداخلية المتجسدة في علم أصول الفقه، فالدكتور طه عبد الرحمن يدافع عن علم أصول الفقه في بعده فقد رد بقوة على من استصغر هذا .ضايا، واستشكالهااالستداللي المتميز به، ومن حيث هوعلم يعمل على استشكال الق

إنهم اعجز من أن يأتوا بمثل هذا العلم، إن علماء األصول هم الذين كانوا يستشكلون القضايا " العلم فهويقول .98.إن قوة القدماء على استشكال القضايا غير متوفرة عند المحدثين. واإلشكاليات

هالتداخل الداخلي في علم اصول الفق

يذكر الدكتور طه عبد الرحمن، أن علم أصول من ابرز العلوم التي جسدت هذا التداخل، المنعوت بالداخلي في العلوم فعلم أصول الفقه . اإلسالمية، حيث تداخلت فيه هذا العلم عدة علوم من أبرزها علم اللغة، وعلم الكالم، وعلم المنطق

ه أن يكون علما ضابطا 61هذا العلم أراد له مؤسسه اإلمام الشافعي تالن . يتأسس في الجزء األكبر منه على اللغةالن موضوع هذا العلم هواالستدالل على األحكام الشرعية، واألساس . للفهم، وضابطا لالستدالل، ومسددا لالستنباط

ند جميع األصوليين في االستدالل على األحكام الشرعية هوفهم النص، وهذه القاعدة تكاد تشكل منطلقا منهجيا عاما ع

. :نفسه - 9 :نفسه -99 19:الحوار افقأ للفكر -98

23

بمختلف مدارسهم، ومنازعهم ومناهجهم، بحيث ال ينضبط االستدالل على األحكام الشرعية، إال بالفهم للنص، والذي .97.مسلكه هوالتمكن من اللغة العربية ومن علومها

التداخل الخارجي في علم اصول الفقه

مباحث المنطقية إلى علم أصول الفقه، بحيث حصل لقد تحققت في هذا العلم التداخل الخارجي عن طريق تقريب الومن ابرز العلوم تداخال في علم أصول الفقه، علم .هذا التداخل بين العلوم األصلية، والعلوم المنقولة، والعلوم الدخيلة

المنطق بحيث ارتبط علم أصول الفقه بالمنطق مع اإلمام الغزالي، في المشرق، وابن حزم األندلسي في األندلس .96.فالمباحث المنطقية تفاعلت مع المباحث اللغوية واألصولية، وتجسدت في أعمال ابن حزم أالن." خاصة

ومن مستويات هذه العالقة التبادلية والترابية بين علم المنطق وعلم أصول الفقه التي كشف عنها الدكتور طه عبد سياق حديثه عن المشروع الفلسفي، والمنطقي عند أبي الرحمن، هوترتيبه هذه العالقة على هذه الشكل االستداللي في

فقد قال الدكتور طه في .حامد الغزالي، وهومن أو ائل المشاريع التي عملت على تقريب المنطق إلى علم أصول الفقه :"هذا السياق

يه كتابا، كما الفت اشتعلت بعلم المنطق وأحبه، كما اشتغلت بعلم أصول الفقه وأحبه، كما اشتغل هو، ولوأنني لم ألف ففي عالقة علم الصول الفقه بالمنطق، فهويجعل المنطق جزءا -أيمع أبي حامد الغزالي–في المنطق، لكنني اختلف معه

.81.".من علم أصول الفقه، وانأ اجعل أصول الفقه جزءا من المنطق

ر طه في كتابه اللسان والميزان عندما إن هذا االختيار في ترتيب العالقة بين علم أصول الفقه والمنطق، أكدها الدكتو 81.جعل المنطق جزءا من علم أصول الفقه جزءا من علم المنطق

إن الدكتور طه عبد الرحمن عمل على إعادة العالقة الترابية بين علم األصول وعلم المنطق من خالل البحث في .86المشروع المنطقي عند اإلمام الغزالي، واإلمام ابن حزم األندلسي

ا كشف عن دفاع الغزالي غلى المنطق، وتبرئة المنطق، وتخطئة المنكرين له، فالمنطق باتي من كونه ال يتعرض من كمحيث أصله، ومن حيث حقيقته لألمور الدينية ال بالنفي وال باال تبات، فهومن علوم الوسائل من حيث هذه العلوم بعضها

.خادم للعلوم األخرى

:يراجع الفصل المخصص لعلم أصول الفقه في كتاب تجديد المنهج -97 61:تجديد المنهج في تقويم التراث -96 199:الحوار افقأ للفكر -81 . 1667المركز الثقافي العربي . 19:اللسان والميزان -81 679:تجديد المنهج في تقويم التراث -86

24

بحيث إن أبا حامد الغزالي ادخل المنطق إلى العلوم اإلسالمية، لي مساهمة رائدة في بابها، وتبقى مساهمة اإلمام الغزا وألزم على مفكري اإلسالم مدارسته، والتمكن منه ـ وعلل حضور المنطق في التد أو ل العربي اإلسالمي، بان االستدالل

سجاما، وتوافقا، وتكامال بين االستدالل بل بين أن هناك ان. في الفقيهات ال يباين االستدالالت في العقليات .واالستدالل الفقهي.ألبرهاني

. 8.فالمنطق تجدد وظيفته عند الغزالي في ترتيب الحدود، وتركيب األدلة إما إيجابا أو سلبا

وحضور المنطق مع الغزالي ياخذ بعدا استدالليا في كونه مقدمة لجميع العلوم، وجزء منها

الخارجي الذي تحقق في علم أصول الفقه، في امتزاج مباحثه مع المنطق، فقد خص الدكتور طه ونظرا لهذا التداخل آليات :في تقويم التراث، حمل اسم تجديد المنهج: عبد الرحمن ابن حزم بدراسة مستفيضة في فصل من كتابه

.ابن حزم نموذجا: التقريب اللغوي واختصار المنطق

ومازال هذا الكتاب يفتقد من يقوم بتحليل وجوه التحويل :"اب التقريب البن حزم، حيث قال الدكتور طه في شان كت . 8.المضمونية، التي أحدثها صاحبه في المحتوى المنطقي

بل إن المشروع المنطقي عند ابن حزم األندلسي اخذ وجهة بيانية بحيث حدد وظيفة المنطق في بيان المعنى، وتمثل .يالقصد المحمول في النص الشرع

لقد أراد ابن حزم للمنطق أن يكون طريقا وسبيال، إلى فهم الخطاب الشرعي، وأداة معينة في استثمار الخطاب الشرعي .عن طريق هدا الفهم

إن منفعة هذه الكتب ليست في علم واحد، فمنفعتها في :"والسند في هذا االختيار هوما صرح بع ابن حزم عندما قال بيه صلى اهلل عليه وسلم وجملة ذلك فهم األسماء التي نص اهلل تعالى ورسوله، صلى اهلل كتاب اهلل عز وجل وحديث ن

وليعلم العالمون أن من لم يفهم هذا القدر .وفي الفتيا، وما تحتوي عليه من المعاني، التي تقع عليها األحكام. عليه وسلم 8.فقد بعد عن الفهم

. 1676:السنة -6:العدد. مجلة المناظرة - 8 1 :تجديد المنهج - 8 1 1:التقريب لحد المنطق - 8

25

ةــخاتماختيار منهج خاص، وصارم في الدراسة المصطلحية، يقوم هذا المنهج على لقد عمل الدكتور طه عبد الرحمن على

استمداد المصطلح، ومتابعته، وبحته من داخل التراث، وليس من خارج هذا التراث، فهذا المنهج كان من أبراز مكونات .البناء المنهجي في تحقيق المصطلح في فكر المفكر الدكتور طه عبد الرحمن

والعمل على تحقيقه، وبيان أصوله .ن خصائص المصطلح، وإبراز مفارقاتها، مع غيره من المصطلحاتفقد عمل على تعيي .ـ89المرجعية، خاصة في الجهة الذي نشا فيها، والذي انتقل منها، واليها

فقد عمل على مكاشفة خطورة استعمال المصطلح، في غير موضعه، وفي غير مكانه الطبيعي، أو في عدم التبصر والتد أو لية، أو في تحوالته السيافية، واالستعمالية، أو في نقله عن المعرفة األصلية التي نشا فيها، . ها المرجعيةبأصول

.والعمل على إسقاطه في غير مجاله التد أو لي

فلقد كان دائم التصريح بأن المنقول من الغير يخضع لتحوالت تصحيحية مختلفة أن في مضمونه أو في صورته التي 88.ير مالئمة مع المقتضيات التد أو لية للتراثتص

فقد كان شديد اللهجة على من اختار إسقاط مصطلحات أجنبية في قراءة التراث دون التبصر بمرجعياتها التد أو لية، فهوبهذا التوجه، . ودون استحضار لخلفياتها العقدية، معتبرا ذلك من تجليات القصور المنهجي في ضبط المصطلح

الختيار، وبهذا االعتبار، كان مفكرا، ومبدعا لعدد من المصطلحات، ومحققا لعدد من المفاهيم التي لقيت وبهذا ا .رواجا، واسعا، واستحسانا بين الدارسين، وقبوال، بين المشتغلين بالدرس المصطلحي في التراث العربي اإلسالمي

االجتهادات، خاصة االجتهاد في اتجاه تحقيق إن اإلمساك بفكر طه عبدا لرحمان يتحدد بمدى الوقوف على هذه المفاهيم، والمصطلحات التاثيلية، ومنحو تاتها االمفاهيمية، وهي المصطلحات، التي نحتها الدكتور طه في جل

. مصنفاته، وفي كتبه وهوما يستلزم منه تشيد معجم للمصطلحات الخاصة بالدكتور طه عبد الرحمن

بمدى تمثل اإلشكاالت الكبرى في متن وفكر الدكتور طه عبد الرحمن، فهذا العمل يعد إن اإلمساك بهذا المعجم رهبن .87.منهجا ملحا ومستعجال للباحث لتمثل بفكر طه عبد الرحمن

. 166:السنة . 81:ص. 1. - "العدد. في فقه المصطلح لفلسفي العربي ّ مجلة المناظرة -89 169:حوارات من اجل المستقبل -88 . 7:منطق تدبير االختالف من خالل أعمال طه عبدا لرحمان للدكتور حموالنقاري -87

26

إن الدكتور طه عبد الرحمن يبقى رائدا في تأصيل مفهوم التداخلية بين العلوم، واتخاذ هذا المفهوم احد اآلليات في .86.بي اإلسالميقراءة التراث العر

كما كان كثير النكير على من اختار القراءة التجزيئية للتراث، الن من مخاطر هذه القراءة هوأنها تنتهي إلى ترك التراث، .71.إما جزئيا، وإما كليا

واليات من هنا فان النظرة الداخلية تنظر إلى التراث انطالق من اآلليات التي أنتجت ذلك التراث، باعتبار أن المضامين .إنتاجها تشكل وحدة متكاملة، ومنسجمة تتحقق فيها كل مواصفات االنسجام والتوافق

المراجع والمصادر

:. 6118المركز الثقافي العربي-:ط الطبعة الثالتة : أصول الحوار وتجديد علم الكالم (1)المؤتمر الدولي ال أو ل حول المشروع الفكري عند اإلبداع الفكري بين التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي الستشكال المفاهيم، (2)

611:جامعة ابن زهر فبراير.الدكتور طه عبد الرحمن .بدون تاريخ. :الطيعة .تجديد المنهج في تقويم التراث طه عبد الرحمن (3)محمد : مح أو رة من إعداد .حوار مع الدكتور طه عبد الرحمن.الفلسفة.المنطق.تكامل المعارف اللسانيات (4)

.1677:شتاء.6:العدد.مجلة دراسات سميائية وأدبية ولسانية.محمد العمري.محمد باهي.حموالنقاري.زادالو المركز الثقافي .للدكتور محمد همام.جدل الفلسفة العربية بين محمد عابد الجابري وطه عبد الرحمن، البحث اللغوي نموذجا (5)

. 611:العربي 6111:للحداثة الغربية بيرونمساهمة في نقد األخالقي :سؤال األخالق (6): منشورات المعهد العالمي للفكر اإلسالمي.مقدمات في المنهجية اإلسالمية للدكتور حسن ملك أو ي:منهجية التكامل المعرفي (7)

"6116 المركز الثقافي .للدكتور محمد همام.جدل الفلسفة العربية بين محمد عابد الجابري وطه عبد الرحمن، البحث اللغوي نموذجا (8)

. 611:العربي . 611:المركز الثقافي العربي .قراءة في فكر طه عبد الرحمن للدكتور عباس ارحيلة:فيلسوف في الواجهة (9) :. 166:السنة .81:ص.- - "العدد.في فقه المصطلح الفلسفي العربي ّ مجلة المناظرة (11) .السنة 611.افقأ للفكر للدكتور طه عبد الرحمن الشبكة العربيةالحوار (11) . 611: :السنة.قراءة في اعمال الدكتور طه عبد الرحمن ليوسف بن عدي الشبكة العربية: االبداع الفلسفي مشروع (12) .6111:السنة. - :محلة االزمنة الحديثة العدد مزدوج.لمحمد همام.طه عبد الرحمن قارئا لمحمد عابد الجابري (13)

7 :تكامل المعارف - 86 1:الحوار أفقا للفكر -71