قصة قصيرة (ولنا في الجنة بقية) لـ ترتيل نادي
Post on 15-Aug-2015
63 Views
Preview:
TRANSCRIPT
بقية الجنة في ولنا
((1))
جداره , على غ�ر�ست البساطة ألوان و الحنان أطياف من ناره تتقد كوخ في
خضراء خطوطا أعتبره كنت الذي األخضر العفن لتداري حمراء جورية ورود
عائلتي , , مع الوجدانية الوحدة كل وحيدة جلست الهية فنان بريشة رسمت
, كلمة سوى حديثهم من التقط لم وصفها من أسذج أمور عن نتسامر
, , وهنا قصة معه لي كانت لطالما الذي الزيتون الى خيالي فراح شجرة
. السالم مع قصصنا أستذكر جعلت و الرطبة النافذة الى نظرت
الجوري , , , اللقاء األخير اللقاء منذ سنوات عشر نعم سنوات عشر مر قد
انسلخت , خطوط بضع سوى شيئا Qفي السنين توالي تغير لم األحمر اللقاء
أبقى , , , أن اقدر لم الفرح Qكل مني تسلب و العمر بعض لتهبني وجهي في
. , , غرفتي في بنفسي أختلي أن فورا أردت عائلتي حول
بعض , لتعطيني لبستها الثقيلة السوداء سترتك تناولت و الخزانة الى هرعت
الذكريات , , . كل و األمل من قليال بشدة احتجته الذي الحب بعض الدفئ
يكن , , لم محمد قلبي على وشمت جسدي وفي محمد روحي في اسميتك
وحدك , , . أنت عليه الله يحمد ما كل النك سواه اسم أي بك يليق
من \ بعضا وحدتي من تنزع أصوات منه تصدر الذي سريري على جلست
األحالم , . في استرسلت ثم الوحدة
التقيتك : , , . األشياء كل و نحن و أنت يعني الربيع السنة في ما أجمل الربيع
, , و القنابل كيماويات خلفنا تاركين للتنفس رحلة في وعائلتي كنت حين
. , الدم روائح و الرصاص أصوات
, عرش على متوجة كلوحة تتلون الورود و يتزهر الربيع و عليل الهواء هنا
في , نسيناه قد الذي البساط مني طالبا والدي تأملي يقاطع اللوفر متحف
للتمشي . , حاجتي أن الى بعيد سيارتنا الى الطريق أن من بالرغم السيارة
, , و كسلي عكس على مسرعة قمت أشد النقي بالهواء رئتاي اشباع و
, , في العقيم الزيتون شجر في طريقي في األشياء بكل أسرح أخذت
و , , , الميرمية روائح في النعمان شقائق في النرجس في الخضراء المروج
في , , , الجميلة الحشرات في مقابل بال األرض علينا تغدقه ما كل في النعنع
كنت , , , , وألني الوحيدة البيضاء الغيمة في السماء في الطيور في علي ام
المرج , , , بلون خضراء عيناك كانت بك ارتطمت أرجلي و ذهني في شاردة
و , , التمايل عن العشب توقف القلب على يخطر قد ما أجمل من وجهك و
و , , , البساط نسيت و عيناك في أضيع أخذت و الكون صمت و الهواء هدأ
, , , عنك تكتب القصائد كل و اليك تؤدي الطرق كل كأن و المكان نسيت
حواء . وحدي و أدمي كأنك
((2))
, , , , , و ضجت أصوات الظالم ساد و النور انطفأ الضباب عم و الغيم كثر
, , ذبل رئتاي الى الطريق تشق الغاز روائح أخذت نارا أمطرت السماء
, , , تمييز على قادرة أعد لم يتأوه بعيد من وصوت اختفى الربيع و الزهر
أن , , , , كفاية ميزت لكني ثالثتهم أم أختي أبي أمي تتأوه فم أي من األهات
يداك . كانتا بي أمسكت اللتين اليدين
, , عند مت ليتني أصل لم ليتني و لألمان طلبا التلة أعلى في لكهف هربنا
أو , , أختي بدم بياضه امتزح الذي النرجس أو أمي بدماء المخضب العشب
جسد كأشالء تبعثرت , أنني على حملتني أنك سوى أذكر ال أني اال ابي
المكان , . وال الزمان ال أعرف لم و الصدمة حاالت أقسى في كنت و ظهرك
, , لم صوتك انه بعدها أيقنت غريب صوت على ساعتين بعد استيقظت
, قرابتي عن سألتني حين اجابتك أستطع ولم حرف Qها أقل أو بكلمة أنطق
البكاء , كان فعلته ما أكثر نسفت التي .بالعائلة
هدأت , , قد الرصاص عاصفة كانت طريقنا الى لنمضي الوقوف مني طلبت
, , و الرصيف على متناثرة حجارة رجعت البيوت المكان يعم الخراب و
الزيتون – - , , شجر و مفجوع واألخر بعضا يبكي بعضهم منهم Qالحي الناس
األبيض , , , الحمام بحفيفه يخاطب و السالم يهوى من يعاتب حزين العقيم
انتفاضة , , . زئير كرامة بزئير يستبدله أن و الهديل عن يكف أن إليه متوسال
غرفتي , , , من كانت ربما منها طوبة على جلست منزلي حجارة الى وصلت
عدوي . أنت كأنك بحقد مباشرة إليك نظرت و
؟- هأل أروح بدي وين
. لله- الحمد قولي
. بيتي- خراب و أهلي عموت لله الحمد
هون- , , , , أمان مش الوضع معي قومي عايشين الله عند هدول ماتوا ما
كتير , , . البيت بدخلش وانا لحالنا عايشين إمي و أنا عبيتي روحي
الركام تحت من المفضلة دميتي انتشلت� كما انتشلتني ردي تنتظر أن دون و
الطائرات, . قصف من بمعجزة سلم الذي منزلك الى أوصلتني و
((3))
؟- , , عليك خوفتني بكيت وين يما بخير إنك لله الحمد
, , وهالمسكينة- الكصف وبلش عالجبل الشباب أشوف طالع كنت
كلهم . اهلها استشهدوا
فوتي- , , , بالزبط أهلك زي هون احنا وسهال أهال يا اتفضلي فوتي حبيبتي يا
معنا . بكعدش ومحمد تخافيش
عليك- , . يرضى و يحماك الله يما الله ع اتوكل يال
, الكئيب وجهك في تشق أن يجبرك الحنان من نبع محمد أم صوت في
, , , رغم جدا جميلة كانت جميعا األرض أم كأنها نفسية راحة فوQأحة بسمة
أنها , , بد ال محمد عيني في الجمال من الكم هذا لم أدركت سنها عقود كثرة
و , , منها اقتربت ألحضانها شديدة بحاجة بأني شعرت مقلتيها خصوبة أورثته
أمي , , أنها حينها شعرت و Qالهم بعض عني مسحت صدرها على استسلمت
وطني . و أرضي و
عليه- , , , , يرضا الله محمد ابني غير مليش انا البكا منيح عيطي يما عيطي
ماخدين , بعوفر اربعة و شهدا منهم ثالثة راحو كلهم الباقين والد السبع 3و
. أبكي , إني أسويه كدرت اللي كل مؤبدات
, كل في هويتها ليثبت بدقة المطرز الفلسطيني ثوبها بللت دموعي غزارة
يكفيهم , ! ال مؤبدات ثالث ب أوالدها على ليحكموا هذا ظلم أي حاكه نسيج
و , أخرى عشرين موت على بعدها ليحيون سنة عشرين يقتلونهم مرة القتل
األمل , يصبح أن األلم قمة األخيرة العشرين قبل الموت أمل على يعيشون
, , أواسي كأني و البكاء عن توقفت أمنية الموت يمسي أن و الموت في
سألتني , : حين أجبتها مواساتها
اسمك- . عن أسألك نسيت
ليلى- .
مشكلة- , , مش طلع أنا بسببي ليكون ؟ راح وين محمد هو خالتو يا قوليلي
عبيته . يرجع خليه حالي بدبر أنا
, , اللي- صحابه مع بضل الدار بدخلش محمد ال ليلى يا عليكي عيب
, خليكي. جوة نامي كومي يال طالع و يوم من بيتك هاد بعدين بالتنظيم
شوي . ترتاحي
أسند , , بأني حلمت كنت ان أذكر ال و غفوت نومي في نكبتي ألنسى دخلت
, , الشاطئ على بالنعنع الشاي أشرب أني أو البرتقال بيارة على جسمي
, و حلمي أوقف عطشي سنوات أربع منذ نومي رفيق بات الحلم هذا ألن
, , , , شامخا عظيما واقفا كنت و الماء بعض ألشرب فقمت راحتي أنهى
الثالجة . بجانب
((4))
تحت- , . عندي اللي للشباب مي أخد اجيت بس اسف
حياتكم- , . قلبت اللي األسفة أنا مشكلة مو
هيك- . تحكيش ال
موجة , , بين ما و عينيك في لتبحر شراعاتي ينصب و ليتوقف الزمان رجع
دارت , , , قليلة كلمات ظرف تينك في حب من أصعب ال أنا �غرم أ موجة و
, دارت أحالما لتصوغ واقعي من سرقتني شباكك في لتوقعني كفيلة بيننا
كالمك , , في حتى هذه ك المرأة قلبا يستحق كهذا رجل وحده مخيلتي في
و , , بحياء رجولة من أجمل ال األرض على بصرك ملقيا الحياء يداريك معي
العذراء , , قضيتك فلسطين هي الوحيدة امرأتك أن و النساء همك أخر كأن
, شتاء و المشاعر حارق صيف و لربيعين منزلكم في بقيت المغتصبة
الذي , , , األكل أحببت لطالما مشاعرنا إليقاظ كفيلتان نصف و سنتان جاف
, قلب الى الطريق مقولة صحة أثبت كأنك و الحب من بوصفات أعده
الى , , جسدك وكل قلبك و معدتك الى الطريق شققت أنا و معدته الرجل
, , , أنها و الطاهر بحبك لي لتعترف للقائك األول الربيع بعد اليوم جاء أن
, , كنت قلبك في فلسطين أشارك أن لي لشرف أنه و األصعب الكلمة
, أنك اذكر الصمت التزمت أني اال المباد�رة كنت� لربما و المشاعر أبادلك
, , , , حين قريب بعيد التوقع صعب أنت هكذا مقدمات دون فجأة قلتها
, علقت و المرارة تشاركني اللتي السادة قهوتي أشرب كنت سمعتها
, , بضع بعد و الصدمة تشربت من كأنها المريئ و البلعوم بين الرشفة
, هضمت و هضمتها أخيرا و سكر ملعقتين بحالوة مسيرها أكملت ثواني
, , قلبي ويترك Qوجنتي الى بكامله ليتدفق اتفق الدم أن أحسست الكلمة
, , أبادلك ال كنت فلو أمري يفضح أن قبل الغرفة الى هرعت لخفقانه
ورwدي . Qح تفت لما الشعور
كأنه , , مجزرة أخر منذ انسحب قد العدو جيش و هدأت قد األوضاع كانت
, , هيئة على أعوانه و مستوطناته تاركا جزئيا ويرحل لتيتيمي خصيصا جاء
اعتبرهم , , أن بل قلبي في أهلي أدفن ال أن قررت سالم دعاة سياسيين
, , , أحزن لم و األسود ألبس فلم الجنان بقاع أجمل الى أبدية رحلة في
فقط , , أشتاق أشتاق كنت بالشوق اكتفيت
((5))
ينقصني , , , ال ما و ينقصني ما كل عن عوضتني اليك احتجت حين احتويتني
, , صباحاتي جعلت وشوقي قوتي و ضعفي في بكيتك األكبر الحيز أخذت
, Qسر فالغ�نى Qي غن و Qاي الن أعطني( أذني في يدوQي الصباح صوت فيروزية
, – , , ) كل و وجودي سر لعينيك و بعينيك سأغني أغنيتي عيناك الوجود
الوجود .
تذهب , , , أن قبل أراك لعلي باليه راقصة بخفة ومشيت فراشي عن نهضت
يوم , لقائنا يوم ترتديها كنت التي السوداء السترة نفس ترتدي وكنت رأيتك
, , اجتاحتني لم أعلم ال األبدية الحياة يوم , الفقد أني اال قلبي في غصة
بابتسامة , , حييتني الخير صباح في العصافير ألشارك اليك هرعت و أنكرتها
سؤالك , من يمنعني لم فضولي لكن الغاضب الوسيم وجهك على أعهدها لم
السترة . هذه عن
؟- السترة هادي جايب وين من
, , بتخبي- تقيلة حلوة يستشهد ما قبل إياها أعطاني يرحمه الله علي من
, , , استشهدوا علي قبل لبسوها اللي كل قصة معي الها منيح الرصاصات
الشهدا . كل بتار ياخد و النضال يكمل انو أمانة الواحد بتحمQل عكنها زي
و , المهدم بيتي صخور من صخرة حملت أخرى غصة الغصة ألبست اجابتك
, و أوردتي كافة انقبضت لم أعلم ال أنفاسي لتثقل صدري فوق رمتها
, لم التي والدتك يدي من القهوة ألشرب ذهبت و تماسكت� بالبرد شعرت
, لم أشياء عن لي تلمQح wتأخذ قبل من النشاط من القدر هذا على ارها
سعيدة , . أنها أعلم األن لكني أفهمها
شاردا , , أراك تارة طبيعتك غير على جعلتك من هي غصتي كانت ان أدري ال
, , , , و األمان أسرار كل أنك من الرغم على مخبفا و متجهما عابسا حائرا
مرحا , , . لبقا مريحا أخرى تارة
, , سبب أنها أظن ال القهوة سترتك على سكبت وعي بالال شرودي وفي
, فاق الذي صوتك من جدا تحسست أني اال توبخني و غضبا لتشتاط كاف
جلست , , و نفسي العن مزعوجة الخارج الى هرعت سمعي موجات حدود
أبكي . الزيتونة تحت
, , , المساء Qحل تأخري عذر تكفل الخلوة الى حاجتي كانت الوقت أخذني
بانتظاري . أمك و كنت و المنزل الى رجعت
رائحتك , , معي الوقت بعض مني تأذن أن أذني في همست و مني اقتربت
, و الصباحي انفعالك على ألسامحك توسطت الصارخة بالرجولة المفعمة
. بدأت و الندية المطبخ نافذة تحت الخشبي الكرسي على أجلستني
حوارك :
؟- جامعة تكملي ما ليش
الجامعة- . ببالش مهي أه
يفيدك- , . و يفيدنا اشي ادرسي بس الك شغلي مصاري كل ستي يا
؟- شو متل
المعلمين- , . من اشي أكتر بخافو اليهود معلمة صيري
؟- مثال بتخوف الرياضيات معلمة
, خريطة- تتركي اوعك بتخوفهم اللي الوحيدة هي الجغرافيا معلمة
. و للبحر النهر من وطنهم انو الصغار علمي ايدك من الكاملة فلسطين
حادد . ليش علمنا علميهم فهالبلد احقيتنا اثبتيلهم و مقدساتهم عن قوليلهم
كيف , , منا بنزف اللي األلم و أبيض ليش سمانا في اللي الحمام و باألسود
أخضر , لونه يبطل رح بقبضتنا اللي الزيتون غصن ليش علميهم و أحمر صار
.
مني , , , دنيت يشبهك طفال يرزقني و إياك الله يرزقني أن أتمنى تعجبني كم
, سألتني و الحياة Qفي بعثت قبلة جبيني على طبعت و أفكاري تقرأ كأنك
زوجي . أقبلك كنت ان والدتك أمام
جبيني , الى أتذهب احتارت جسدي حرارة تخثر و اال عروقي في دم يبق لم
تحقق- , , . قد حلم كان و وافق قد Qفي ما كل لكن أذني الى أم القبلة حيث
, , الباب يخلع Qجندي جسدك شغف يقاطع الحتضاني متهيئا أمامي وقفت
فورا , طريقها لتمحور قذرة فوهة من رصاصات سبع تنطلق بندقيته بكعب
وتنام , , , . السترة تلبسني أحمر بقميص تعانقني قلبك الى
بقية )...( . و لقاء الجنة في ولنا
** تمت**
top related