3199

Post on 21-Jun-2015

173 Views

Category:

Education

6 Downloads

Preview:

Click to see full reader

TRANSCRIPT

- ٢ -

אא

אא

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

- ٣ -

......اإلهداءاإلهداء

النجا إلى فوزية أبو

الواحة الوارفة في صحراء العمر المسيج بالقتاد

وإلى سمر وريم كل الوهج والدفء في زمن الرماد

سعد عبد الرحمن

- ٤ -

- ٦ -........................................الصبا مقام من تساؤالت

- ١٢ -....................................يالأصدقاء من صلب الخ

- ١٧ -...........................................إلى النسر الجريح

- ٢٤ -.............................................صفحات مفقودة

- ٢٤ -........................................من اعترافات مجنون

- ٣٥ -.....................................مرثية جديدة لغزال البر

- ٤٤ -....................................كائية ممنوعةمقاطع من ب

- ٥٢ -............................................مشاهد من حكاية

- ٥٢ -..........................................ينحرف لها المزاج

- ٥٧ -..............................................انشر شراعك

- ٥٧ -...........................................أيها القلب الحزين

- ٦٥ -.................................................وكان.. كنا

- ٧٠ -....................تنويعات باهتة على كلمة تقال عند الوداع

- ٧٤ -.................................................دليل الشعاع

- ٧٨ -.......................................لكنني كنت أهواك حقا

- ٥ -

- ٨٦ -...............................................عد أيها الشعر

- ٩٢ -.........................................الدخول في الخراب

- ٩٤ -.....................لم يدفن بعد مرثية على شاهد قبر لميت

- ٩٩ -...................................................بيجماليون

- ١٠٤ -.........................................صاحبت يوما ملكا

- ١٠٩ -.......................................واضيعتاه.. لعينيك

- ١١٧ -..............................................مرثية شاعر

- ١٢١ -......................................ثماني قصائد قصيرة

- ١٣٢ -..............................يوسف عواد المنعم عبد:دراسة

- ٦ -

- ٧ -

))١١((

...صدفةهي أن يسند البحر المشرد

في عيون العاشقين إلى ضلوعك جذعه

فلم احتجاز الوقت في كأس ستنسى عند آخر قطرة

من خمرها طعم البداية؟

- ٨ -

))٢٢((

...هم صحبك الخلصاء يرتجفون من خوف السقوط

..على الفراغ سدى ))الجبان((ويختلفون في معنى

...فأين أنت اآلن نهم أمام عيوإذ تهوي

مثل الشهاب بغير راية؟

- ٩ -

))٣٣((

ال الليل مفتتح الدخول إلى القصيدة

حين تنهمر الحكايا ..عن مفاتنها

وال الريح التي علقت فوق ذراعها باألمس وجهك كي يجف

ستنثني عن عصفها فإالم تبقى أيها المجنون منتظرا

لكارثة النهاية؟

- ١٠ -

))٤٤ ( (

ما بين قلبك لواشتعال الحلم بالوص

القريب من الحبيبة شقة

ال تنطوي فألي آالء الحقيقة

صدقت عيناك ما ألقى به في حجرك العراف

من ودع الغواية؟

- ١١ -

))٥٥((

العشب مشتعل

برائحة القرنفل والنساء وأنت تحت ظالل يأسك

- كما عهدتك–ما تزال ...مطفأ تبكي

فكم يكفيك من أرق وكم يكفيك من قلق ساةلتحلل عقدة المأ في هذي الرواية

** ** **** ** **

- ١٢ -

- ١٣ -

))١١(( من غيمة

في أفق ذاكرتي بليل طاعن في السن جاءوني على غير انتظار

فجأة هطلوا على رأسي كأسراب المظليين

وانتشروا على هذي السطور مثرثرين

وقبل أن أنساق في تعنيفهم راحوا فرادى يهربون

- ١٤ -

))٢٢(( البحرلم أدر أن

وهو يطل من أحداقهم برائحة الخريفثمال

سيرتدي وجعي ويرسم في مرايا الوقت

خارطة لخوفي من هواجسهم وسهم لذا أشهرت فوق رء

سيف اندهاشي واتقيت هدوءهم بحكاية ألبستها شكل الجنون

- ١٥ -

))٣٣(( كانوا يثيرون الزوابع كلما أسرجت أحالمي

وأزمعت الرحيل إلى الصباح بصبابتيمزمال

لكنهم حين امتطيت مؤخرا نحو السماء كآبتي

كتبوا على بابي هجاء فاحشا ...وتندروا

ثم استداروا يضحكون

- ١٦ -

))٤٤(( شاركتهم كأسين من حزن

تعتق في دنان القلب ...من زمن الفجيعة ....ليلة العيد الكبير

وقمت أجمع بعد ذلك رطانتهمما تساقط من

...على كتف الرصيف اولم أزل متيقظ

حتى تالشوا في تفاصيل النعاس

مجررين سذاجتي قسرا إلى قاع السكون

****

- ١٧ -

- ١٨ -

على أي وهم بت أسيان تندب

وأيان تمضي ليس ثمة مهرب

والبطوالت أطفأتزمانك ولى

قناديلها والصحب عنك تنكبوا

وراياتك الشم العظام تمزقت

ومرغها في الوحل نحس مركب

وكل مغاني العز شابت ربوعها

وحط عليها البوم بالذل ينعب

خراب على كل الميادين جاثم

وموت سرى في كل درب يكبكب

أال أيها النسر الكسير جناحه

ترياق الرزايا المجرب. هو الصبر

- ١٩ -

فلملم قليال ما تناثر في الثرى

لزم جانب السفح أنسبمن الحلم وا

وفي الصخر أنشب إن قدرت مخالبا

على المخالب تنشب.. براها الضنى

فإن كنت تأبى أن تعيش رهينة

تشكو وتعتب.. بأيدي بغاث الطير

عليك الريح في كل هبةوتسفي

كما لف الذبابة عنكب.. هشيما

أن تموت محطماوإن كنت تأبى

في األسى يتقلببحسرة قلب

وتطحنه ذكرى طموح مضيع

وأصداء مجد ضمه اليوم غيهب

فضمد جراحات الجسارة وانتفض

قرب بقايا من قواك توثب

- ٢٠ -

وأسرج جياد العزم ثم اقتحم

كهوف الثعابين التي بت ترهب

ترى أنها أوهام عقل مضلل

وأشباح ليل حين تصحو ستهرب

الشموخ دليلهألست الذي كان

وصاحبه أيان يأتي ويذهب

وكانت شياطين الجحيم تخافه

وترعد من ثوراته حين يغضب

ألست الذي روى الثرى بدمائه

فتحت خطاه األرض تربو وتعشب

وكانت صعاليك الجوارح كلها

تناديك في أزماتها فترحب

يبثونك الهم الذي يكتمونه

ك الدموع وتسكبفتذرف عينا

- ٢١ -

وإما أتوا يستصرخون تغيثهم

ا وال تتعصبوال تشتكي ضيق

وفي كل يوم كنت تشحذ عزمهم

وتدنيهم من حلمهم وتقرب

لذلك لم تعشق سواك قلوبهم

فأنت لهم نعم الحبيب المهذب

وأنت لهم عنوان كل فضيلة

وأنت لهم أشهى الحديث وأعذب

ار الحياة مشجعفتحت لهم سف

فلم يقرأوا إال هواك ويكتبوا

ولكنهم عادوا شراذم كلما

جمعتهم من أجل أمر تشعبوا

وصاروا كما وحش الفالة تنافرا

فال النصح يهديهم وال الزجر يرهب

- ٢٢ -

الهزائم جملةإلى أن تغشتك

وجانبك التوفيق فيما تجرب

ونازعك الغربان ما قد ورثته

وما كنت في ساح المعارك تكسب

فتنثني" تهم ويعييك النهوض"

تجرر في األرض الجناح وتسحب

فيدهمك الحزن الذي ما عهدته

ويخنقك الغيظ العنيف المعذب

ا من الزهور عشتهاوتذكر أعصار

تروض من شكس الرياح وتركب

اتحلق في أوج الفضاء مجاوز

ار الجميع وتخلبفتخطف أبص

وتكنس أسراب الجراد عن الذرى

وتدرأ أوباش الطيور وتجنب

- ٢٣ -

وإن شذ منها طائر ذو حفيظة

ا ما يشذ وتعطبتطارد دوم

فتندم أن فرطت فيما ألجله

قضيت سواد العمر تسعى وتدأب

لقد رحت من فرط الندامة ذاهال

وها أنت كالمجنون تهذي وتصخب

ما قد كنت قبل تصيبهفأخطأت

وأعجمت ما قد كنت باألمس تعرب

فهل يا ترى من عزمة عبقرية

تقوم معوج األمور وتنصب

وتهتك أستار الظالم جميعها

والنور أغلب.. فيسطع وجه النور

- ٢٤ -

- ٢٥ -

ليلىليلى))١١((

هذا أنا يا جبل التوباد ...افي الضريرمن تطو

إليك في حقيبتيعدت حامال المرقعة

..عشقي القديم.. فؤادي القديم وجهي القديم

جللته غبرة الطريق ووحشة افتقادي الرفيق

ولوحته غربة مروعة وفي يدي الذكريات

حفنة من األسى والشوك والمنى المضيعة

..هل تذكرها؟.. ليالي

- ٢٦ -

ومفقدتها في رحلتي إلى بالد الر امعجب

على مشارف الحدود انمت متعب

وحينما داهمني اللصوصالم أكن مرتعب

لكن سيفي الذي رهنته في السوق حينذاك لم يكن معي والليل كان في المدى المبرقع

يسوق فوق أرؤس النخيل زوبعة

ورغم أنني قاتلت ما استطعت ..باليدين

..في النهاية انهزمت الرمال قوقعةوانكمشت في

- ٢٧ -

...ناديت يا ليلى فردد الصدى األسما

وأفعم القلب الجريح حسرة وغما

- ٢٨ -

))٢٢(( هذا أنا يا جبل التوباد ...من تطوافي الضرير

عبر دروب الريحعدت ساربا ..والصقيع والثعابين المبرقشة

أجر حلمي المقتول خلف قامتي النحيلة المنكمشة

ور والصقوروفوقي السماء بالنس لوحة مزركشة

ذكرت وجهها المخطوف لحظة اعتناقنا األخيرة

وهي تدس في يدي كفها الصغيرة

قبضة من الحرير مرعشة فانفجر البكاء داخلي

- ٢٩ -

براكين من الدموع والشجون والمشاعر المشوشة

وانداح في جوانحي بحيرة من اللهيب والدماء والطحالب

المستوحشة مفارق الدروبولم أزل على

في الصحاري القاحلة مزعزع الخطوة كلما تمر في الطريق قافلة

أستوقف المسافرين ..أسائل المشاة منهم

والراكبين عن الجناة المجرمين

عن حبة القلب الذي يفيض باألشواق والوله

)) ..ليلى (( تميمتي

- ٣٠ -

وكنزي الثمين وكنت أنصب الفخاخ للجميع

ءلةفي المسا وأمعن النظرة في كل العيون

امستريب ..لكن بال جدوى

ضيعت من عمري ربيعه وليس بعد من يريد

أن يجيبا في ناظري انطفأت.. وفجأة كل مصابيح الرجاء

وانخسفت تحت خطاي األرض هوة بحجم هوة الفضاء

- ٣١ -

))٣٣(( هذا أنا يا جبل التوباد من تطوافي الضرير

ون.. اعدت ناقماادم هذا أنا يا وطني

إن قمت أو جلست ذاهل وإن أفقت مثقل بالشجن

فهل تراك راحما األهل أنكروا حكايتي

وزمرة الصحاب أكاد ألمح الشكوك في عيونهم

وفي كالمهم إلي نبرة ارتياب

..حتى الصغار األبرياء يكرهونني وفي الدروب

إذا رأونني يرمونني بالطوب

- ٣٢ -

ابلونني بورطموي من السباب

فليت أنني قتلت حينما داهمني اللصوص

أو في هذه الشعاب وأصبحت فريسة... تهت لقطعان الذئاب

فلم أعد مضعضع النفس كما ترى

ك الجسدهومن تعصف في رأسي

زوابع الجنون وفي دمي تشب كل لحظة

..حرائق وجنة بأوجه مخيفة

..تلوح لي

- ٣٣ -

أو جثث مفقوءة العيون أعرف أنني بال ليلى هباء

..خيط من الدخان أو فقاعة تافهة من الهواء

أعرف أنني فقدت حينما فقدتها مبرر الحياة والدرب من خطاي تاه

ولم يعد يجوز إال الصمت ولم يعد يليق إال الموت

- ٣٤ -

))٤٤(( ..هذا أنا يا جبل التوباد ..من تطوافي الضرير

عدت كي أموت ها هنا لعمر إال ساعةفقد يهون ا

وقد تهون األرض إال موطنا

***

- ٣٥ -

إلىإلى

سعد حالوة وسليمان خاطر

ومحمود نور الدين

- ٣٦ -

))١١((

أبكيك أم أبكي الوطن يا زهرة برية

نبتت على وجه العفن يا نفحة من عطر أيام اإلباء

يا لمحة من كبرياء أنا لست أعرف ما يليق

ينفيا ترى من أ أبتديء الشجن

من أين أرتجل العويل والدمع في عيني ال يكفي

وال يشفي الغليل ..الدمع في عيني نهر جف

غطاه العطن

- ٣٧ -

))٢٢(( أبكيك أم أبكي الوطن

والعهر في كل العيون اآلن ..ينصب خيمة

ويشد أطناب الشقاء المختزن الخوف يزحف أفعوانا

في الدروب لوبالخوف يعتصر الق

..وعلى البيوت تحط أشباح المصائب والرزايا والكروب

وتطوف أسراب الجرادوليس ثمة من مفر

أو مالذ يؤتمن غير الكفن

- ٣٨ -

))٣٣(( أبكيك أم أبكي الوطن

ال فرق لكن يا غزال البر في عصر الوهن

عصر القمامة والرداءة والنتن عصر الصهاينة اليهود والناعسين على الحدود

من عيون المخبرين.. المدامعحتى ا شك وظنيناله

والعمر إن أحكي سجل للجراحات العمر إن أحكي سجل للعذابات

العمر إن أحكي سجل للمحن

- ٣٩ -

))٤٤(( أبكيك أم أبكي الوطن

..والحرب عند ذوي العقول المستنيرة يا شهيد العصر خلق سيئ

..خلق يدل على التخلف والبداوة ..فالسالم هو التمدن ..السالم هو التحضر

السالم عالمة الخلق الحسن وكأن ما قد سال من دمنا

..فروى األرض ما قد سال من دمنا

..فصان العرض شيء ممتهن

وكأن ما قد كان من سادية ..ما كان من وحشية ..ما كان من ظلم وإرهاب وغدر .لم يكن

- ٤٠ -

))٥٥(( أبكيك أم أبكي الوطن ب والالفتات اآلن تكت

..باللغات األجنبية فوق واجهة المقاهي والفنادق

الحدائق.. الدكاكين.. وعلى الحوانيت ..وغدا ميادين الشوارع

..دور االستشفاء والسينما ..وصاالت العروض المسرحية المداخل والمخارج في المدن.. مركز األمن

حتى مواثيق التزاوج والوالدة والوفاة يجار السكنإ.. عقود ملك األرض

..حتى شهادات الدراسة ..محاضر التحقيق والحجز.. مضبطات البرلمان

المهناستمارات

- ٤١ -

))٦٦(( بكيك أم أبكي الوطنأ

والقلب باليأس اقترن جريح.. وعلى جدار الليل مصلوب قد حاصرته الريح

..وتناهشت أحالمه األوهام لكن لم يئن

..القلب أصبح يا صديقي الفي غشاء من نب

وتكسرت فيه النصال على النصال ..أي عاطفة.. فبأي عزم

تراني ألتقي في الحلم وجهك إن تغشاني الوسن

- ٤٢ -

))٧٧(( أبكيك أم أبكي الوطن والسر في فزع القيامة

كالعلن هذا زمان للنساء بال جدال

استنوقت فيه الجمال وتلبست فيه الحقيقة بالخيال

وبال ثمن ..بيعت كنوز المجد

جد اندفنوالم ..هذا زمان الجاز والديسكو

..زمان أغلفة األمان.. وأندية العراة ..والخبز السياحي.. حبوب منع الحمل

وجميع أنواع الفتن.. الرشا

- ٤٣ -

))٨٨((

..يا صاحبي أخطأت حين أتيت في هذا الزمن أخطأت حين أتيت في هذا الزمن***

- ٤٤ -

- ٤٥ -

))١١((

لحدائقويذبل زهر ا ...تنتحر األغنيات.. تموت العصافير ..يسافر عبر شراييني الجمر والشوك

تنهار كل مناي الشواهق أجرر أقدامي المثقالت

..بكل الهموم على الدرب ..أسأل كل العيون عن الحب

ينكس كل البيارق؟.. ماذا دهاه ..تضاحك مني العيون ..فكان العيون عواهر ..رفض بكارتها القه

..ضاجعها الخوف والحزن واليأس تلفظني الطرقات، الشوارع،.. أهرب

- ٤٦ -

كل المفارق.. كل األزقة وتمضغ قلبي الحرائق

أصاحب قافلة الليل والريح والذكريات عن المدنبعيدا .. في أرضها الحب"مات"الـ

..والدمع نهران فوق خدودي والنحر أسأل حق اللجوء جميع المناطق

- ٤٧ -

))٢٢(( ..اصرني الجند عند المداخليح

:يسألني الضابط المتغطرس ..ما اسمك؟ من أين؟ أين جواز المرور؟ -

البطاقة؟ أين التصاريح؟ أين الوثائق؟

..ويصفر وجهي ..يلجمني العجز

..تحترق الكلمات على شفتي ..أحس بطعم الرماد ..أدوخ وأهذي.. يداهمني الغثيان :أسب المدينة ..مدتها والجنودع.. أهل المدينة

فيركلني الضابط المتغطرس ..في عجزي بالحذاء

يهددني بعضهم بالبنادق.. ويلطمني فوق وجهي

- ٤٨ -

أجرر أقدامي المثقالت.. أعود ..بكل الهموم

..تصافح وجهي الرياح فيبرد )..يا عنف أيدي الجنود(

ويحضنني الليل خدن الغالبة والعاشقين

لقديمةألوك قليال من الذكريات ا )..وكان الفراق مساء.. كان اللقاء صباحا(

تبيع مفاتنها اليوم للراغبين ..من األثرياء

يهربني الحلم من واقعي ..المتخثر

أنصبت للشرطة الضاربي المشانق

- ٤٩ -

))٣٣(( ويعبر سرب اللقالق

تميل على النهر صفصافة .. الثمارحملت بشهي فينهمر الليل من شعرها المتطاير

.في مسرب الريح فوق الخدود على مرمر النحر والصدر

..والكتفين ..تراشفني بسهام العيون

فأطوي على خصرها ساعدي ..تحبينني يا صباح؟ - !أهذا سؤال ؟ -

..عزف الكمنجات.. وتضحك .. شدو العصافير ضحكتها اللولبية

- ٥٠ -

.. فلق الصبح–ألثم جبهتها أقطف من ضفة النهر باقة زهر

ي صدرها المتفجروأرشق ف بالنار والسحر

بعض الشقائق ويجري قطار الدقائق

- ٥١ -

))٤٤(( إلى أين؟.. حذار -

..ا شريدكان مثلي.. أيقظني صوته ..تسربل بالدمع والقسمات الحزينة حسرتاه تبددت الذكرياتوا الشوائق

..ومازلت وحدي على الدرب ..أسأل كل العيون عن الحب

..ماذا دهاه؟ نكس كل البيارقي

** ** **

- ٥٢ -

- ٥٣ -

))١١(( من زمن طويل

عرفتها بوجهها المنمنم الجميل وقدها النحيل

صبية يتيمة مسكينة ..كانت تجول طول اليوم

في شوارع المدينة حافية تبيع أوراق النصيب

وامدوفوق ثغرها على ال أغنية حزينة

غريبة الختامتحكي حكاية عن زائر غريب

سوف يزورها بجنح ليلة مطيرة

تصير بعدها أميرة

- ٥٤ -

))٢٢(( من زمن قصير

شاهدتها أمام فندق شهير

تنزل من سيارة فارهة وثيرة

..فيعبق الشارع بالبارفان والروائح النفاذة المثيرة

..اوتشخص األبصار نحوه وتخفق األفئدة الكسيرة

...يا بختها - ..ارب بعض ما أعطيتهاي -

هل زوجها وزير؟ -

عشيقها يا صاحبي أمير -

- ٥٥ -

))٣٣(( عند الظهيرة

رأيتها على زجاج الشاشة الصغيرة ألحان من تفضلين يا سيدتي: المذيع من الكبار

موزار: الفنانة ورثت عن أبي اإلعجاب به وكل ما جرى من األلحان وفق مذهبه

يينولملمت على بياض الكتفين العار طرف شالها الثمين

..ثم ابتسمت حينئذ تلعثم المذيع في الحوار

وأسدل الستار

- ٥٦ -

))٤٤(( وحين كان آخر النهار

مزاجي انحرف وانتابني الشعور بالقرف فمزقت يداي كل ما كتبت

من أشعار عن قيمة الشرف

** ** **

- ٥٧ -

......

- ٥٨ -

أواه من كفي الريحوقبض

دمدمة البراكين استباحت صرختي

حين تفتحت في القلب–يا ليت أكمام الورود

الغيم يغزوني ويصهل ملء أوردتي

التي غصت بأحزان الفوارس لم يعد وطن الحكايات البريئة

يستريح على ضفاف النهر يا ليالي فالنهر البدائي احتمى بالرمل

أمام جحافل األمواتمنهزما ..متماوتينوال

- ٥٩ -

وفي دمي بدأت قيامة ...ما كرهت لقاءه

ال تمألي بالملح جرحي عانقيني واستظلي بي

هزي إليك بجزع أحالمي القديمة إن بكيت مفزعا ..يساقط الفرح المضمخ بالحنان البكر ..أشواق الليالي الغائبات

..طفولتي ووجوه كل الراحلين

..من األحبة ر ما يكفيلم يعد في العم

وهذا موسم البوح الجميل بكل ما اختزنت دنان العمر

..من صبر وصبار لعل مدينة غسلت أزقتها

- ٦٠ -

..ويم الحياددموع الثائرين على تقا وزينت أبراجها في الكرنفال

جماجم الشعراء تفتح بابها لرواحلي

إني سئمت النسك في بلد والة أموره الفساق

..هوالشرطي معبود النساء ب لن يخادعني البنفسج.. ال

مرة أخرى بعينيك المرفرفتين من حولي

..كعصفورين وقت تعلم الطيران أنا بحقيقتي قد صرتممتزجا

إليه الدربمنذ عرفت ما يفضي ..في الزمن الحدادي البليد

فال تلومينياوخلي بيننا جسر

- ٦١ -

لتعبر فوقه شمسي ..إلى محرابك الثلجي

طونزال اللصوص يخط ما لسرقة الفجر الوليد

وخاتم الذكرى فيا وجعي إذا عبروا

وجاسوا بين دور األهل ..والخالن

يا وجعي إذا ما حنت الوديان ..وانتفضت

ولم تنتبه األشجار قبل تدفق الفيضان

وماذا بعد؟.. يا وجعي هل تتخثر األلوان في رؤيا الرجال

..القابضين على سريرتهم؟ وهل تتوالد الديدان

- ٦٢ -

ي أحضان من غنواف ولم يهبوا لغير األرض

عشق فصولهم؟ جتث من أعراقناما ا

..مثل الذين تسربلوا بالزيف صلوا للطواغيت األلي ..سكروا بنزف عروقنا ..ما اجتث من أعراقنا

يزنون باألفكارغير األلي ..نصب عيوننا

..وإذا بكينا تاجروا بدموعنا فانشر شراعك أيها القلب الحزين

على حذروكن اآلن نبدأ في األعاصير

..التوحد بالبروق .. الفيروزونبدأ رحلة اإلبحار نحو شواطئ

- ٦٣ -

نبدأ رحلة القبالت النار التي عشقتنحو موانئ

جفاف عظامنا من المتشبهين بسمتناوتميزت غيظا في حضنهاحين ارتموا

انشر شراعك أيها القلب الحزين وكن على حذر بالعيونفئنة المرامأل القراص

وسددوا نحو القناديل التي ستضيء فوق طريقنا

..أحقادهم ورصاصهم انشر شراعك أيها القلب الحزين

وكن على حذر تتحدث الجدران

- ٦٤ -

..سيدة السكون بأن نافذة على أمل جديد سوف تفتح في مرايا الليل

..صبح غد ).لناظره قريبا إن غد(و

** ** **

- ٦٥ -

.. .. لزعيم الخالد جمال عبد الناصر لزعيم الخالد جمال عبد الناصر إلى روح اإلى روح ا

- ٦٦ -

))١١(( ملء عيون ذلك الزمان

وكان...... كنا البطل الذي بمثل نبله

لم تستمع أذنان وال بمثل سمته البسيط

أبصرت عينان تمتد مثل سروة قامته

في عزة وشمم وعنفوان الوجه فيه رقة

تستنطق الجلمود والصوان والزند فيه قوة كمثل عود زان

- ٦٧ -

))٢٢(( يون ذلك الزمانملء ع

وكان... كنا الفارس الذي تردد اسمه

قوافل الفرسان يبتعث األفراح في قلوبنا

ويمسح األحزان ويزرع اإلباء والطموح والمنى

ويجتث الهوان الشرفاء يكبرونه والفقراء يعشقونه

أو يسمعون صوته .. بصرونهيوحين يكون مهرجان

- ٦٨ -

))٣٣(( ملء عيون ذلك الزمان

نوكا... كنا العاشق الذي تطهرت في دمعه األوطان

عيونه نوافذ على ضفاف النيل والنخيل والصفصاف

والغيطان وحيثما يسير

تعشوشب األرض وتنبت الورود والزهور

جوقة الطيور"السالم"وتعزف ويسكب الريحان عطره

واألقحوان شي الدروب بالشذا تفتن

وباأللحان

- ٦٩ -

))٤٤(( ملء عيون ذلك الزمان

وكان..... كنا واختل بعد موته الميزان فارتفعت بيارق العصيان

وأعلنت قيامها دويلة الخصيان ..وغادرت أوكارها اللصوص غادرت جحورها الجرذان

ودنست قاهرة المعز أقدام اليهود

وفي غيابة اللحود ضجت عظام الشهداء والجدود

فمن ترى ينقذنا لنستعيد ذلك الزمان

))٥٥(( لك الزمانملء عيون ذ

وكان... كنا

- ٧٠ -

- ٧١ -

))١١((

مع السالمة ..ولوحت بكفها

ترف فوق ثغرها ابتسامة ولألسى العميق في عيونها

عالمة وأطرقت.. متى سنلتقي ؟ -

ليضرم التذكار في دمي ضرامه

وارتفع الزجاج بيننا مة بالصمت والغبار والجهاملفعا

- ٧٢ -

))٢٢(( مع السالمة

لم أفه بها.. احتسبت في الحلق ..غرورقت عينايوا

رفرفت في أضلعي حمامة ..وانطلق القطار زاعقا

كأن في زعيقه النذير بالقيامة ..وغاب في المدى البعيد

حلقت في أفقي غمامة ..ركضت في الزحام كانت العيون كلها ..تفيض بالدموع

والنفوس كلها تفيض لسآمةبا

- ٧٣ -

))٣٣(( مع السالمة

رأيتها على الوجوه تفرش الوجوم والقتامة

وتحفر الدمامة رأيتها تلون الحروف في األفواه بالندامة

وكان واجما–سألته أرخى الضياع في عيونه زمامه

..أين الطريق؟ أشار لي أمامه.. لم يجب

وحينما جاوزته نحو الطريق :صاح بي

مع السالمة مع السالمة

** ** **

- ٧٤ -

- ٧٥ -

من فحيح الهموم في أضالعي

وعواء الجراح في أسماعي

من نزيف المنى على حد وهم

األفاعي-ألقم القلب للدروب

وانفالت الرياح تجتاح شطي

ثم تلوي بزورقي وشراعي

ي نشيداأغزل العمر يا بالد

دموي األنغام واإليقاع

للعيون الحيارىوأغنيه

حاصرت حلمها جيوش الضباع

وطوت شوقها الخطوب التوالي

فغفت في سآمة والتياع

وأغنيه للقلوب السكارى

- ٧٦ -

أثملتها مرارة األوجاع

واستبيحت أسرارها فاستكانت

ورمت عزم أمرها للتداعي

علها تستفيق قبل زمان

سوف يأتي مزمال بالضياع

بحه مثل ليله ليس فيهص

غير فوضى مبثوثة ونزاع

الرؤى فيه أسفرت عن سراب

واألماني آذنت بالوداع

والبطوالت مثل وجه حيي

يتخفى وراء ألف قناع

يا رفاقي على طريق التحدي

من ظماء إلى السنا وجياع

إنني اآلن قد عرفت طريقي

- ٧٧ -

عفاتبعوني أنا دليل الشعا

اتبعوني فمن هدير سرانا

تتهاوى أصنام عصر الخداع

خطانااتبعوني فمن دوي

تتساوى باألرض كل القالع

ويميط اللثام عن وجهه الفجـ

ا بالنور كل البقاع ـــر مضيئ

- ٧٨ -

- ٧٩ -

ييسسمفتتح رومانمفتتح رومان

أنا لن أطيل الغناء فعيناك تفترسان البراءة

..ا الطفل جهر–في وجهي ..ومنذ ارتضيتك معشوقة

..للفؤاد المدجج بالشوق واألمنيات الفؤاد المسور بالوله العذب

لم تسمعيني مفردة تبيح حنانيمن نشيد الهوى تس ..أنا لن أطيل الغناء

فعيناك رغم ضراعات عيني لم ترحماني

- ٨٠ -

مفتتح واقعيمفتتح واقعي تغادر عينيك كل الطيوف

ا المراياالتي عكسته أرى فيهما لمعة الخوف

.. من رغبتي في النزول القريب تريدين مني البقاء لكنني.. إلى آخر الخط

لست أقوى على الملتقى بأبيك أنا لست أملك غير األغاني ..وبعض الرؤى الغائمات

وبعض األماني

- ٨١ -

نص الحكايةنص الحكاية .. كم الساعة اآلن؟-

..حدقت في ساعتي كان ضوء المصابيح يلفظ

.. آخر أنفاسه ..والضباب يلف المكان

اعتذرت إليها أخذت أردد مطلع أغنية كنت أسمعها في المساء

)أنا لن أطيل الغناء( ..ترى سيجيء القطار األخير؟ - ..هو ذا فاستعدي.. أجل -

)أنا لن أطيل الغناء( فما عدت أحسن غير البكاء

________ .. تواجهني

- ٨٢ -

حزين.. القسماتوجهها هادئ فع بالصمت والخجل األنثوي الجميل،تل

..تذكرتها كان ذلك منذ زمان بعيد ..مضى بالهوى والشباب

..متى ستجيء؟ -- ا يا حبيبةغد..

.ال تخلف الوعد - .. أطلقت وعدي للريح

..قلدت فعل النعامة حين تخاف : يقولا قديمات بيتوغني دونه"الفقر"ي بالوصل ومعللت القطرا فال نزلإذا مت ظمآن

_________ تحاصرني اآلن

ذكرى األماسي البعيدة

- ٨٣ -

..ويطعنني صمتها باإلدانة ينكأ في القلب

جرح الهوى المتماثل للبرء ..أبسط كفي إليها

..غفري لي ا( ا جبانلقد كنت نذال لكنني.. أنا لست أنكر اكنت أهواك حق

... )ـهو ال . تلك التي تتوهمها سيدي لست-

هرولة في الممرواستدارت م كأنثى الغزال الشريدة

غاص خنجرها في الضلوع كمثل الشواظ

...فغالبت دمعي وأخفيت وجهي من شدة األلم المتصاعد

- ٨٤ -

في الجوف خلف الجريدة

- ٨٥ -

خاتمة عبثيةخاتمة عبثية

...أفق سيدي ..آخر الخط هذي المحطة

فات األوان - ..هلم القطار سيرجع أدراجه -

ليت الزمان ... آه -

* **** *

- ٨٦ -

- ٨٧ -

غترفمن أي جرح بعمق الروح أ

والقلب في سجنه بالشوك يلتحف

وكيف أجمع أشتاتي وقد عصفت

وعقلي مسه التلف.. بي الظنون

مقدسةيا أيها الشعر يا نارا

على لظاها رماني الوجد والشغف

ا ما كان أجملهطاوعتني زمن

ي المكدود تنصرفواليوم عن خاطر

باهللا عد لي فإني حائر ضجر

تمدد الحزن في جنبي واألسف

أعلو وأهبط في تيار عاطفتي

كريشة في مهب الريح تنجرف

أو زورق ضل نحو البر سكته

- ٨٨ -

فبات من قسوة األنواء يرتجف

على يديك سكبت العمر أغنية

شجية اللحن في إيقاعها رهف

ر من قلبي بال خجلورحت أنث

آالمه وهو صوب الوهم ينعطف

كأنه وهو طواف بكعبته

فراشة في لهيب النار تنقذف

أمس قد نفرت" ليلى"باهللا عد لي فـ

لما سبى ناظريها المال والترف

ا والزمني شجوفبدلت ضحكي

سهد شديد األذى بل فوق ما أصف

عنيتجسد البؤس عندي يوم طال

عزم فؤادي حسنها الصلففشل

من فرط ما أشعلت بين الضلوع لظى

- ٨٩ -

"قرف"وبي غيظ وبي . أصبحت أهذي

قد لفق الصحب عني قصة ملئت

والكت قصتي الصحف. بكل زيف

فصرت أشهر من نار على علم

أعترف.. لكنها شهرة نكراء

ففي تفاصيلها البلهاء قد غرست

ل حقد دفين راح ينكشفنصا

ما هؤالء بصحبي كنت أحسبهم

ال دين وال شرف.. فأخلفوا الظن

كنت أدفنهابل حزمة من أفاع

أال يا بئس ما اقترفوا.. فساورتني

اليوم أنفض منهم خاطري ويدي

وعند ذكراهم الشوهاء ال أقف

لكنني محبط من سوء ما صنعت

- ٩٠ -

فكري شارد وجفو.. بي الليالي

كأنني ورحى األحزان تطحنني

واألرض من دمعي المسفوح ترتشف

أطالل كوخ قديم مات صاحبه

فراح من رجفة الجدران ينخسف

أو أنني روضة عاث الخريف بها

واألغصان تنقصف.. فالزهر يذبل

أو أنني متحف يكتظ، داهمه

ثور، فدك به البللور والخزف

يا أيها الشعر يا ترياق معضلتي

ويا شفائي من األوجاع تختلف

ا كما هطلتهطل على خاطري وحيا

ال شح وال سرف.. سحائب الخير

هطل قليال مع األصباح طالعةا

- ٩١ -

إذا ما الليل ينتصفواهطل كثيرا

فالليل كهفي الذي قد عشت أعشقه

وبين أحضانه ما زلت أعتكف

من حولي الصمت أصداء معطرة

على شذاها شتات الحس يأتلف

وهاجس الفن لحن راح يسكبه

ناي سحيق عليه الجن قد عزفوا

خرباهطل فدونك عمري شاطئ

أو حفنة من رمال مجها الصدف

- ٩٢ -

- ٩٣ -

ادخلوا في الخراب واخرجوا من دمي اآلن

مثل القذى والذباب ..هر من رجسكمني أتطإن

وألملم أشالء روحي التي أمعنت في الغياب

سوف تكنس ريح الصباح المباغت

حين تمر حقيقة أمجادكم وتمرغ أسماءكم في التراب

هذه األرض ليست لكم إنها للذين سيأتون متشحين

..بأكفانهم عند فصل الخطاب

فاصمتوا ويحكم فات منذ زمان بعيد

أوان العتاب ** ** **

- ٩٤ -

- ٩٥ -

))١١((

..تضاءلت ..قىبال شيء منك يرام ت ..فكن في جناح الرياح

تبعثر على الطرق الترهات ..تضاءلت

مالك بين الرفاق مكان ..فغادر قصائدنا الشاحبات

.. في ضرعها الود"جف"أحاديثنا الـ ..أحالمنا الذابالت

أمام الجميعا تفاخرت يوم بأنك مني الصفاءوأني منك النقاء

..خجلتا اآلن فوا

- ٩٦ -

ماذا أقول؟ وماذا تقول الليالي التي شهدت

..مجدنا األول األغنيات التي كنا كتبنا

..مقاطعها بالتبادل ماذا يقول الزمان المسافر فينا

نياشين حب وحرب.. حكايا وذكرى حزينة

وثرثرة في دروب المدينة

))٢٢((

..تغالبني رغبة في البكاء عليك : القديمإذا ما سمعت غناء المغني

)ونسيك وفات قلبك وحداني.. قالوا لي هان الود عليه( وأذكر أنك أول من بدل

..البعد بالقرب

- ٩٧ -

..أول من حقن الثلج في الكلمات .. عرفتك فيهفألعن يوما

..ويوما تخذتك فيه صديقا بريء أنا اآلن منك

وهذي صكوك البراءة ..مالمح وجهي البليدة.. قلبي الحزين

معزوفة تتردد فوق شفاهي كئيبة وبغض تعلمته منك

.يخنق في نغماتي العذوبة

))٣٣(( ..وأعرف أنك مثلي ليراودفتى قروي أتى

أرض المدينة عن طينها وبيوت المدينة عن لونها

..وأعرف أنك مثلي جم الحياء.. قليل التوجس

.. التلعثم حين تثور–ي شفتيك الكالم يعرقل ف

- ٩٨ -

..ويحمر وجهك إن خاطبتك البنات الجميالت لكن وجهك ضاعت مالمحه

في الزحام على الشهرة الزائفة

وها أنت عدت كما كنت تحدث نفسك.. تشكو الصقيع

باألمنيات الكواذب ..ة وغروراغطرس

وحين تفيق على هوة الوهم شالل عينيكيهدر

فةباألدمع الراج

))٤٤(( فإما أن تكون أخي بصدق"

عرف منك غثي من سمينيفأ

واتخذني.. ينوإال فاجتنب

ا أتقيك وتتقينيعدو"

- ٩٩ -

- ١٠٠ -

ذكراك والكأس واألحزان والقلق

فكيف يرحل عن أجفاني األرق

امنفرد.. مسافر تحت جلد الليل

النار تحترق.. تكاد من حرقتي

ني أجد السلوى تطمئننيلعل

أو ينفث العزم في الصبح ينبثق

كم كنت أحسب أني قد نفضت يدي

من قصة األمس ال شكوى وال حرق

تجاذبه.. وأن قلبي ما عادت

منك الفتون ولن يلقاك يصطفق

فإذا بما أنا فيه محض أخيلة

بها رمق.. وقصة األمس ما زالت

اء البكر باركههناك كان اللق

- ١٠١ -

العشب من حولنا والزهر والعبق

ما زلت أذكره وبالفؤاد أسى

لو كان بالصخر كاد الصخر ينفلق

ماذا أنا بعد ما أنبتت حبائلنا

اليأس والحنق؟.. وانسل يغتالني

كأنني طائر هيضت قوادمه

فظل من عجزه باألرض يلتصق

اأو زورق صيرت أضالعه مزق

الريح والموج ماذا تنفع المزق؟

لكنني ما فتئت الكبرياء دمي

بك الطرقأولى.. فلتسقطي من دمي

على مفارقها في الليل واعترضي

المال والشبق.. هسبيل من سمت

سحرهما . فساوميه على عينيك

- ١٠٢ -

كل من طافوا بها غرقوا. دوامة

وساوميه على نهديك قد جمحا

فأوشك الثوب عند الصدق ينفتق

والشعر شالله الليلي في نزق

مضى على مرمر األكتاف يندفق

يبغي مقبلهوالثغر مبتسما

شاعت أطايبه والنار واأللق

اوالخد أواه منه الخد مستحي

الفجر والشفق.. قد غار من لونه

تلك المفاتن كم أطعمتها كبدي

ن أجلها للموت أنزلقورحت م

وأزجر النفس عما قد يساورها

من ثورة نحوها والعمر يحترق

أتنكرين؟ عروش الكرم تشهد لي

- ١٠٣ -

والمقعد المنزوي والصبح والغسق

أتنكرين؟ إذن فلتحذري نقمي

وليمأل القلب منك الرعب والفرق

في سخط.. كما صنعتك يا رقطاء

ي فينسحقاليوم أسحق تمثال

ما أنت للحب ذوقي طعم مطرقتي

إني اآلن أنعتق.. ما أنت للحب

بل أنت للمال واألحضان ظامئة

مات الزيف والملق .. هي الحقيقة

هي الحقيقة ال تخفي على أحد

أولى بك الطرق.. فلتسقطي من دمي

- ١٠٤ -

::احليناحلينإلى أرواح أصدقائي الشعراء الرإلى أرواح أصدقائي الشعراء الر

أحمد محمد إبراهيمأحمد محمد إبراهيم

وعبد اهللا السيد شرفوعبد اهللا السيد شرف

وعبد الدايم الشاذليوعبد الدايم الشاذلي

- ١٠٥ -

ألقى على وجهي عباءة حزنه ثم بكى

من حروفوأقام جسرا أينعت في قلبه

عبر المسافة فوقها ما بيننا امرتبك

كان المساء يحط فوق نوافذ البحر القديم

ويرتمي عند انكسار الروح انه محتلكآفي شط أنا أطير سرب أحزانيو

...على ثبج المياه وخيل أخيلتي بسهل الريح

ضابحة

- ١٠٦ -

تشد الغيم من أهدابه شغفا وترمي فوق أضواء

النجوم الشبكا ا بوجدبادلته وجد

واقتسمنا تحت جذع الذكريات إدام شقوته

وخبز كآبتي ثم ارتحلنا في سديم الشعر

اا مشتركنبني عالم تلم أدر أن المو كان بخطوه

امنذ التقينا صدفة مشتبك حتى هوى من حلمه

مثل الشواظ ا كحناء العروس وهجمخلفا على ضمير الليل

- ١٠٧ -

لما انهتكا وبقيت وحدي

مثل الفراشةعالقا في خيوط الصمت

أرثي عمري المنسفكا ال شمس أعشقها

فتنسى قرطها في غرفتي ليال

وال موت فينصب في طريقي شركا

ال شيء غير قصيدة ولدت على شفتي خديجا

ثم ماتت فجأة

- ١٠٨ -

مسخ السكون حروفها شوكا وبعثر روحها المنسبكا

أترى يصدق هؤالء الصاعدون اإلى ذرى يأسي صباح

ا؟ ملكإنني صاحبت يوما** ** **

- ١٠٩ -

.. .. إلى محمد داودإلى محمد داود وحسن الدمشاويوحسن الدمشاوي

- ١١٠ -

))١١((

..يك صليتلعين ..قامرت.. غنيت سافرت

..السندباد مراراك أفتش في الجزر النائيات

وفي المدن الساحلية ..عن سر حزنك

..أبحث عن تاجك الذهبي الذي ضاع ..ليلة هم التتار بسلب عفافك

قمت بدور المهرج ..في أمسيات الكآبة

دور المحرض في أمسيات الحصار ..لعينيك

- ١١١ -

..ب المارقينخاطرت بالسير في موك ..ومارست كل طقوس التمرد

كل طقوس الشجار ..حصبت عساكر قيصر

غازلت زوجته وهي في الهودج الملكي ..تسير إلى المهرجان ..هتفت بموت الغزاة

اندسست.. وذل الطغاة ببطن الجموع

لئال تشم كالب الحراسة رائحتي أو تراني عيون اليهود

..وحين وقفت بباب زويلة ومانخاطبت ط

في لحظة كان فيها ينازع وسط فلول الجنود

..رفعت إليه أماني كل الطوائف

- ١١٢ -

كل الجماهير في أن يعود أخذت المواثيق منه

بأال يطيل التغرب فقد يسلب الشمس

الترقب–سحر الشروق ويخمد جذوتها االنتظار

))٢٢(( لعينيك مزقت كل عباءات

خوفي وصمتي ولم أتوق الندامة

طلبت.. لت كالما كثيرا خطيراق.. تجرأت وضربت بعرض الجدار نصيحة.. حقوقي كاملة

..ال تتحدث عن الحق في زمن الظلم.. (أمي )والزم طريق السالمة

لعينيك جردت سيفي وصوتي أسرجت مهر الرياح.. لبست دروع السوابغ

- ١١٣ -

يسبقني البرق.. سلكت طريق الجماجم يمأل قلبي بركان نار.. يتبعني الرعد

..لعينيك بعثرت أطياف حلمي الجميل ..ذبحت جياد طموحي ..لبست غروري حذاء ..صحبت الحفاة العراة

..فترشت الرصيفا ..التحفت الفضاء الفسيح

طعمت مع الجائعين خيال ..الرغيف

تدمت بما كانت الريح تأتيائ به من شهي الروائح ممزوجة بالغبار

- ١١٤ -

))٣٣(( ..حين تبلج وجه النبوءة.. لعينيك

حين تحقق ما قاله القطب يأتي زمان قبيح(

..يصبح هابيل قابيل فيه.. الديانة والسمت تصير الشجاعة.. ويغدو يهوذا المسيح ينسلخ الناس من قيم.. من كبريات الجرائم )الخير والحق والحب

...فتحت عيني أدركت ما أنا فيه من السكر ...ألقيت بالكأس في البئر.. حطمت قنينة الخمر

...تحسست وجه الطريق.. سرت ..اقتحمت كهوف حكايا الخرافة

أفتح في حائط الوهمعلي ...نافذة للحقيقة

أفتح في حائط الليل نافذة للنهار

- ١١٥ -

))٤٤(( تهمس في أذني قطرات.. يقول لي النهر

تحدثني أمسيات الشتاء.. الندى الناصعات الحوامل بالصيف أنك ملت مع الريح

ربعت ضفائ.. بدلت وجهك شعرك للغرباء وقلت بأني غر

قليل التجارب ألقاك تشتعلين على فم جرحي

..باقة وجد وحزن ..تدوخ الدموع بعيني

..تثمر في داخلي سروة القهر تبحر عبر دمائي الحرائق

فوا أسفاه.. تخذلني قدماي

- ١١٦ -

))٥٥(( تغيرت يا ربة الحسن والقسمات المحال تغيرت يا ربة الشوق والوله المتصوف

..ربة الخصب والدورة األبديةيا ...يا زهرة أطلعتها بقلبي الغيوم الهواطل

...يا جمرة أضرمتها بكفي الرياح الصواهل يا كلمة كانت البدء والمنتهى

...ماذا دهاك؟... ماذا أصبك؟ ... قد تغيرت ...أنا ال أزال أحبك واضيعتاه ... هل تنشدين األدلة

** ** **

- ١١٧ -

روح صديقي الشاعر الراحل روح صديقي الشاعر الراحل إلىإلى

إسماعيل كيالنيإسماعيل كيالني

- ١١٨ -

بين التراب المقبرة باألمس ضمت جوهرة

وخبا شعاع شع في هذا المكان فنوره واندس مسك ال تزال الكف منه معطرة وتحطمت قيثارة للشعر عزت مقدرة وكبا جواد سابق الزمن الجموح فأخره كان الشباب شراعه واألغنيات المسكرة

العمر الجميل على الضفاف المقفرةيا ضيعة مزق من األحالم في أيدي الضياع مبعثرة تبكي نضارته الحقول بأدمع متحجرة يبكي نباهته القصيد وكل معنى فكره يبكي دماثته اليراع وطرسه والمحبرة والدرب يسأل عن خطاه وهي تحت مسمرة رهن الظالم ووحشة الموت البغيض المنكرة

والصبابة مجمرةصاحبته والقلب غض واألمنيات على الطريق أمام عيني مثمرة واألصدقاء كما الورود بكل حسن مزهرة كيف الزمان قسا وعبس في الوجود النيرة

- ١١٩ -

كيف الزمان أشت زمرتنا وفض الجمهرة؟ وإلى أرق األصفياء الموت سدد خنجره من ذا يجفف في العيون الدمعة المتحدرة

ة المتغورةأو من يرد عن العقول الحير نحن النوارس في سماء الزمهرير مطيرة نحن الزوارق في عباب الحادثات مسيرة قذفت بنا األقدار في أرض بنا متبطرة فتمزقت في الصدر أشرعة الحنين المشهرة وتبدل األمل المساور حسرة متسعرة لكننا واليأس ينفث في العظام توتره ويلف في أكفانه كل المعاني الخيرة

و وراء الحب في مقل الليالي المقمرةنعد ونسرب األفراح من كف األسى المتجبرة حتى تبعثرنا أعاصير الردى المتهورة ألوان طيف بالضباب على الربا متدثرة هذا هو القدر الذي نشتاق أن نتذكره ويظل يفلت من رؤانا ومضة متكسرة حامت على شط الغروب وأوشكت أن تعبره

- ١٢٠ -

خاتل في الدروب المبصرةيا وحشة الليل الم يا لوعة الصمت المراوغ في العيون الممطرة اآلن ماتت في شفاه الفجر أحلى ثرثرة وتدحرجت في ظلمة األبد السحيقة مهدرة أنشودة عاشت بوهم الخالدين مغررة فتدفقي في التيه يا قبل الهوى المتحيرة وتطهري بالحزن يا أشواقنا المتعثرة

اب سوى رحيق التذكرةلم يبق من وهج الشب جاست في دمائي مبحرة.. وظالل حلم مات

واها على األزهار تسقط في التراب معفرة ي الربيع عن الرياض منفرةوالطير ترحل ف

كفاك ومعذرة.. ك اآلن يا قلمييدماذا ل

** ** **

- ١٢١ -

- ١٢٢ -

فارس اللوحةفارس اللوحة

على الجدار في صحن بيتنا الكبير

هارقبل أن ين ..كنت أراه دائما

في زيه المزركش الجميل صهوة مهره األصيلطياممت

في كفهوشاهرا حسامه المهند الصقيل وسط سحابة مجنونة من الضجيج والغبار .يريد أن يكر نحونا لكنما يمنعه اإلطار

** ** **

- ١٢٣ -

وجه من الذاكرةوجه من الذاكرة ..لمحت وجهه

هنيهة عابرة وسط الزحام )ة المحلعلى الزجاج في واجه(

مقطب الجبينكان مرهقا كأنما يحمل في جنبيه

هم الناس أجمعين فانهمرت في داخلي

سحابة من صدأ األيام والسنين بكيت حينذاك عمري الذي

طوته لجة األوهام ومات في لساني الكالم

** ** **

- ١٢٤ -

فلسفة األمورفلسفة األمور ..كان شاعرا ملتزما

ومرهف الشعور وريدبج القصائد النازية السط

عن ظلم أصحاب القصور وعن سياسة الحكومة العرجاء

وعن حقوق الفقراء وكنت في المظاهرات دائما

أراه أول الصفوف يحرض الغوغاء ضد هذه الظروف

...وفجأة أصبح في عداد األثرياء

يشرب أفخر الخمور ويستحم بالعطور

فقط.. حينئذ فقط قرر أن يفلسف األمور

- ١٢٥ -

الثمـنالثمـن ..قصيرعاش عمره ال يعشق الوطن

ويكره األحزاب والفتن لم يعرف النفاق قط في كالمه

وال الدجل وكان قلبه المسكون بالعلل

يفيض باألمل برغم كل ما عاناه من مصائب

ومن محن وما القاه من إحن

..لكنه باألمس حين مات امات جائع..

ووري التراب دونما كفن هذا هو الثمن

هذا هو الثمن

- ١٢٦ -

.. .. اشق المسكيناشق المسكينالعالع ريريعر عزت الطيعر عزت الطيإلى صديقي الشاإلى صديقي الشا

أعرفه بوجهه المجعد الحليق

وزيه األنتيكة األنيق ا كل مساءكنت أراه مقعي

في مدخل المقهى العتيق ..يشرب شايه بدون سكر

ويرقب الطريق لعلها تمر فجأة أمامه

بين النساء فقلبه الذي يدق في عناء

اا بالشوق نحوهمازال مفعم وبالحنين

برغم كل هذه السنين لم يكن المسكين

- ١٢٧ -

يعلم أنها تزوجت وأنجبت وماتت

وعمرها يناهز الستين** ** **

- ١٢٨ -

الملجأ األخير الملجأ األخير إلى روح أميإلى روح أمي

يا قبرها الصغير ما بين أحجارك يثوي

عالم كبير وفي ترابك المبعثر القليل

وباألمس وسد الحنان كله بجنب جسمها النحيل عن دنياي قلبها النبيلوغاب

قد كان جنتي وقصري المشيد األثير

مملكتي وعرشي الموطد الوثير واليوم عندما يكشر الزمان

...عن أنيابه ويستبد بي سأنحني

فقد فقدت ملجأي األخير

- ١٢٩ -

دمعـةدمعـة في المتحف القديم

عند القلعة رأيت سرج مهره وشسع نعله

ودرعه فه الصمصاملمست في القراب سي

وقبل أن أنام قص على والدي

حكاية النصر المبين حطينفوق ربى

سترد المسجد األقصىحين ا صالح الدين

من قبضة الصليبيين وعندما سألته

- ١٣٠ -

عن سر ذلنا في هذه األيام وعن هوان أمرنا بين األنام

أدار وجهه بسرعة لكنني لمحت في عينيه

دمعة * **** *

- ١٣١ -

النفخ في الرمادالنفخ في الرماد يا أيها القلم المعبأ

وبالوداد... بالنوايا الطيبات يا أيها القلم الذي سكنته أوهام وانتشى زمنا.. النبالة والشهامة بأفكار البطولة والجهاد ...نهيارات المطامحهذا زمان ال وانتحارات المنى

...هذا زمان للسلوك الرخو فسادواللفظ المخنث وال

هذا زمان للجراد لم يعد.. فابلع مدادك

يجدي العناد كل الذي سطرت من شعر

...طوال العمر نفخ في الرماد

- ١٣٢ -

::אאא אא א

:إطاللة على ديوان "النضج في الرماد"

سعد عبد الرحمن: للشاعر عبد المنعم عواد يوسف: بقلم

راء آثرت البقاء يتصدر سعد عبد الرحمن كوكبة من الشععاصمة التي في أقاليمها األصلية، فلم تستجب إلغراء ال

غير قليل من مبدعي هذه األقاليم، استهوت بأضوائها عدداجدوا فيها من الشهرة فغادروها إلى القاهرة مؤملين أن ي

ما سوف يحرمهم منه البقاء في مواطنهم وذيوع الصيتم يجدوا فيها ما سعوا األصلية، فضاعوا في زحام القاهرة، ول

بدعين من المةإليه من ارتفاع الذكر، بينما القت هذه القلاحب هذا الديوان ومن بينهم ص( الذين فضلوا البقاء حيث هم

ما لم )الشاعر األسيوطي سعد عبد الرحمن الذي بين أيدينا؛

- ١٣٣ -

شهرة وذيوع اسم، ال في مصر يلقه هؤالء النازحون من .د وطننا العربي الكبير وإنما على امتداوحدها؛

عرفت سعد عبد الرحمن من خالل ما قرأت له من إبداع شعري أصيل على صفحات المجالت والدوريات األدبية في

ت لفترة من الوقلبلدان العربية، وبفضل عملنا معامصر وا على شاعريته في دولة اإلمارات، وازددت قربا منه ووقوفا

قافية التي التقيت فيها به الثالمتميزة من خالل المؤتمرات . يأسر األلباب بإنشاده الشعري البديعشاعرا

ديوان جدير بالحفاوة لما يتضمنه من " والنفخ في الرماد بمدى تمكن صاحبها من أدواته ؛ تنبئإحدى وعشرين قصيدة

الفنية من حيث الشكل والمضمون، ولتعدد المحاور التي الهموم القومية والوطنية ما بين ،تدور حولها هذه القصائد

واالجتماعية والذاتية، من خالل لغة شعرية رفيعة المستوى، التام من ناحية وتعامل مع الموسيقا يؤكد تمكن الشاعر

.ا وتفعيلياإليقاع، خارجيا وداخليا، عمودياوالتصفح المبدئي لقصائد الديوان يكشف عن مدى

جوانبها، فالهم خصوبة التجربة اإلبداعية للشاعر وتعدد ، كما نجد القومي والوطني تلمسه في عدد من هذه القصائد

- ١٣٤ -

مرثية "، و"دليل الشعاع"، و"إلى النسر الجريح: "ذلك فيكنا "، و"انشر شراعك أيها القلب الحزين"، و"جديدة لغزال البر

."ادخلوا في الخراب"، و"وكان ؛كما نلمح أثر التحول االجتماعي على األفراد في قصيدة

."شاهد من حكاية ينحرف لها المزاجم"مثل )اطفة بمعناها الضيقأعني الع(وللتجربة الوجدانية

تنويعات باهتة على : "؛ مثلحضورها في الديوان في قصائد، "لكنني كنت أهواك حقا"و، "كلمة تقال عند الوداع

."بيجماليون"و ، الذي يمس الشاعر شخصياوللمحور الذاتي البحت

، "مرثية على شاهد قبر: "ة مثلمتعين في قصيدحضوره ال فيها صداقة كانت عزيزة عليه ذات يوم قبل أن التي يرثي

يتنكر الصديق لها، كما يعبر الشاعر عن فجيعته في أصدقاء من صلب : "األصدقاء من خالل قصيدة أخرى

."الخيال بالتعامل فنيابمعناها التقليدي، وإن اتخذ " الرثاء"ولفن الديوان من خالل قصيدة حضوره فيسارا جديدا،معه؛ م

يهديها إلى أصدقائه ،"صاحبت يوما ملكا: "تفعيلية بعنوان

- ١٣٥ -

أحمد محمد إبراهيم، وعبد اهللا السيد : الشعراء الراحلينعمودية المبنى؛ وقصيدة أخرى . شرف، وعبد الدايم الشاذلي

: حل الشاعر الرا، يهديها إلى روح صديقه"مرثية شاعر"هي ومن الناحية الموسيقية نجد أن شاعرنا سعد . إسماعيل كيالني

عبد الرحمن يزواج في ديوانه بين النهجين البيتي والتفعيلي، به في الذي يتوسل، الثانيغير أنه أميل إلى النسق الموسيقي

في ست عشرة قصيدة، بينماتجربته اإلبداعية موسيقياإلى : "ي ه؛ قصائد فقطال ينهج النهج العمودي إال في خمس

، "عد أيها الشعر"، و"دليل الشعاع"، و"النسر الجريح من قصائد الديوان اإلحدى ،"مرثية شاعر"، و"بيجماليون"و

.والعشرينلشكل التقليدي في البناء والقصائد الخمس، وإن التزمت با

، إال أنها نجت من اآلفات التي تلحق بقصائد هذا الموسيقي وتسطيح التجربة، ،وح النظم والتقريرية من شيوع ر،النمط

واكتسبت جدة من خالل الموضوع وطريقة التناول القائم الكلي والجزئي، من خالل الصورة ببعديها،على البناء الفني . مفردات وتراكيبوانسيابية اللغة؛

- ١٣٦ -

مون القومي، ذات المض"إلى النسر الجريح"في قصيدة ا العربي اليوم، يستخدم آل إليه حالنوالتي يعبر فيها عما

الشاعر البحر الطويل في عفوية وسالسة، بطريقة تشي :نه من التعامل مع هذا البحر العصيبمدى قدرته وتمك

على أي وهم بت أسيان تندب

وأيان تمضي ليس ثمة مهرب

والبطوالت أطفأتزمانك ولى

قناديلها والصحب عنك تنكبوا

ظام تمزقتوراياتك الشم الع

غها في الوحل نحس مركبومر

وكل مغاني العز شابت ربوعها

وحط عليها البوم بالذل ينعب

خراب على كل الميادين جاثم

وموت سرى في كل درب يكبكب

وإذا كانت نبرة اليأس تشيع في هذه القصيدة، فإن قصيدة دليل "ة هي قصيد( من قصائد هذا النسق البيتي غيرها

- ١٣٧ -

تحمل روح التفاؤل، وتعبر عن اإلصرار ؛ ")الشعاعيقول شاعرنا سعد عبد الرحمن في هذه القصيدة . والتحدي

ذي اإليقاع الرشيق " البحر الخفيف"التي جاءت على :والموسيقية العذبة التي تناسب طبيعة الموضوع

يا رفاقي على طريق التحدي

من ظماء إلى السنا وجياع

آلن قد عرفت طريقيإنني ا

فاتبعوني أنا دليل الشعاع

اتبعوني فمن هدير سرانا

تتهاوى أصنام عصر الخداع

اتبعوني فمن دوي خطانا

تتساوى باألرض كل القالع

ويميط اللثام عن وجهه الفجـ

بالنور كل البقاعــر مضيئا

- ١٣٨ -

عد أيها "في قصيدته " البسيط"ويتوسل الشاعر بالبحر التي يتناول فيها تجربته الفنية حين يستعصي عليه ،"الشعر

:اإلبداع، وتتخلى عنه عرائس الشعر، فيقول مقدسةها الشعر يا نارايا أي

رماني الوجد والشغف على لظاها

ما كان أجملهطاوعتني زمنا

واليوم عن خاطري المكدود تنصرف

رباهللا عد لي فإني حائر ضج

تمدد الحزن في جنبي واألسف

أعلو وأهبط في تيار عاطفتي

كريشة في مهب الريح تنجرف

أو زورق ضل نحو البر سكته

فبات من قسوة األنواء يرتجف

ومن قصائد النسق العمودي قصيدة بالغة العذوبة هي التي يستوحي فيها شاعرنا أسطورة قديمة تحكي ،"بيجماليون"لجمال، ثم طلب صة هذا الفنان الذي صنع تمثاال آية في اق

- ١٣٩ -

وحين تحقق له ، إلى امرأة من لحم ودممن اآللهة أن تحيلهذلك، سرعان ما تنكرت المرأة لمبدعها وفضلت عليه آخر،

، ثم فناشد اآللهة أن تعيدها سيرتها األولى تمثاال من حجررحمن يعيد إن سعد عبد ال.انهار عليها بمطرقته تحطيما

؛صياغة األسطورة بأسلوب عصري من زاوية اجتماعيةحيث تفضل عليه محبوبته آخر أغراها بالثروة والمال،

يقول في هذه . تقويضا وتحطيما– معنويا–فينهال عليها ":.البحر البسيط"القصيدة من

في سخط.. كما صنعتك يا رقطاء

اليوم أسحق تمثالي فينسحق

ذوقي طعم مطرقتي.. لحبما أنت ل

إني اآلن أنعتق.. ما أنت للحب

بل أنت للمال واألحضان ظامئة

مات الزيف والملق.. هي الحقيقة

على أحدهي الحقيقة ال تخفى

أولى بك الطرق.. فلتسقطي من دمي

- ١٤٠ -

وإذا كان سعد عبد الرحمن قد أبدع وأجاد من خالل عه الحقيقي إنما يتجلى عبر قصائده قصائده البيتية، فإن إبدا

التي وصل فيها إلى مستوى رفيع، تتحقق فيه ،التفعيليةموهبته بكل جماليات الفن الشعري كما ينبغي أن يكون، وهو

التدور " من ذلك اإلنجاز بعدد من اآلليات الفنية؛يحقق هذا الذي تتابع فيه تفعيالت المقطع الشعري بشكل ،"الموسيقي تكتمل الدفقة الشعورية التي يعبر عنها، كما حتى،متصل

تساؤالت من : " منها؛نلمس ذلك في عدد من القصائد التفعيلية ..لعينيك"، و"أصدقاء من صلب الخيال"و، "مقام الصبا

".ضيعتاها و بتحليل ؛ أكتفيهذه" التدوير الموسيقي"وتطبيقا لظاهرة

قوم على يدة تإن القص": تساؤالت من مقام الصبا"قصيدة حيث ترد متصلة في ؛"متفاعلن"، وهي "الكامل"تفعيلة بحر

كل مقطع من المقاطع الخمسة التي تتكون منها القصيدة على :الوجه التالي

ة مر١٤ ترد )١(ع طقفي م مرة١٤ترد ) ٢(وفي مقطع مرة١٩ترد ) ٣(وفي مقطع

- ١٤١ -

مرة١٥ترد ) ٤(وفي مقطع مرة١٧ترد ) ٥(وفي مقطع في القصيدة التفعيلية " التدوير الموسيقي"مل هذا ولكي يكت

الياء "بد من اتحاد القافية في نهاية كل المقاطع، وهي ال .في القصيدة التي نحن بصددها" والتاء المربوطة

:من هذه القصيدة) ١(الحظ المقطع ...هي صدفة

دأن يسند البحر المشر في عيون العاشقينإلى ضلوعك جذعه

ز الوقت في كأسفلم احتجا ستنسى عند آخر قطرة

من خمرها طعم البداية

ستخدمها شاعرنا في شعره ومن اآلليات الفنية التي ي كما نلمس ذلك في المقطع األخير ، القافية الداخليةالتفعيلي؛

:من القصيدة نفسها

- ١٤٢ -

العشب مشتعل برائحة القرنفل والنساء وأنت تحت ظالل يأسك

مطفأ تبكي– كما عهدتك –ما تزال فكم يكفيك من أرق

يكفيك من قلقوكم لتحلل عقدة المأساة في هذي الرواية

:الداخلية بين كلمتي" القاف"الحظ قافية ( ).وقلقأرق

تخدامها إلثراء ومن األدوات الفنية التي يجيد الشاعر اس آلية السرد التي تعتمد على رصد تفاصيل تجربته اإلبداعية؛ وكأننا إزاء،"الحكي" استنادا إلى عنصر ،الموقف الشعري

ا أساسيفي التجربةاقصة قصيرة يلعب فيها السرد دور . مشاهد من حكاية " منها نلمح ذلك في عدد من القصائد؛

تنويعات باهتة على كلمة تقال عند "، و"ينحرف لها المزاجتتبلور آلية السرد في ". لكنني كنت أهواك حقا"، و"الوداع

من خالل ،"مشاهد من حكاية ينحرف لها المزاج"قصيدة رسمه لصورة هذه الفتاة اليتيمة، التي عرفها من زمن بعيد،

- ١٤٣ -

بوجهها المنمنم الجميل وقدها النحيل، وكيف كانت تتجول طيلة اليوم في شوارع المدينة لبيع أوراق اليانصيب، ثم ينتقل

اصيلاعر في المقطع الثاني من القصيدة ساردا تفالش، مصورا إياها وهي تهبط من سيارة انحراف هذه الفتاة

حيث أصبحت تعبق بالبارفان بعد أن صارت عشيقة فارهة؛وفي المقطع الثالث يسر الشاعر تفاصيل لقاء . ألحد األمراء

يع عن الموسيقار الذي تليفزيوني معها، وفيه يسألها المذورثت موزار الذي االستماع إلى ألحانه، فتجيب أنهتفضل

وهي تلملم على بياض عن أبيها اإلعجاب به، قالت ذلك .ين طرف شالها الثمينكتفيها العاري بالحديث عن آلية السرد في هذه القصيدة بإيرادوأكتفي

أن يكتشف ركا للقارئاالمقطع الرابع من هذه القصيدة ت : بنفسه هذه اآللية الفنية فيه وحين كان آخر النهار

مزاجي انحرف نتابني الشعور بالقرفوا

فمزقت يداي كل ما كتبت من أشعار .عن قيمة الشرف

- ١٤٤ -

ولهذا المقطع السارد ينهي قصيدته التي صور فيها إحدى .حكايات عصر االنفتاح والسقوط

وتتجلى قدرة الشاعر على التكثيف من خالل ثماني قصائد الذي سبق ،"قصيدة الومضة"قصيرة، تندرج تحت مصطلح

في أكثر من دراسة، وفي مثل هذه القصائد يتمكن تناولي لهمحدود من الشاعر من بلورة تجربته اإلبداعية عبر عدد

بقليل من التفاصيل الدقيقة تكفي األسطر الشعرية، مكتفياإلبراز الصور الفنية دون زوائد أو إضافات ال تتطلبها

وتعتمد قصيدة الومضة عادة على عنصرين فنيين . التجربة التي تلعب دور ، السرد والمفارقة؛ هما عنصرايينأساس

حيث تومض بشدة في في القصة القصيرة؛" لحظة التنوير" الذي ،نهاية القصيدة مضيئة كل جوانب الموقف الشعري

.استهدف الشاعر التعبير عنه يرسم الشاعر ؛"فلسفة األمور"في قصيدة ومضة بعنوان

، يتحدث عن ا ملتزم ماصورة كاريكاتورية لشاعر كان يومامظاهر الظلم الواقعة على الفقراء بأيدي أصحاب القصور، وعن سياسة الحكومة العرجاء، وكيف كان يتصدر الصفوف

- ١٤٥ -

ويختم الشاعر قصيدته القصيرة بهذه ،في المظاهرات :األسطر التي تحقق عنصر المفارقة فيقول

وفجأة أصبح في عداد األثرياء يشرب أفخر الخمور

بالعطورويستحم فقط.. حينئذ فقط

قرر أن يفلسف األمور

صورة ساخرة استطاع الشاعر أن يوجز أبعادها في هذه .الذكية" الومضة"

وفي ومضة أخرى يمازح سعد عبد الرحمن صديقه إياه هذه الومضة التي ، مهدياالشاعر الساخر عزت الطيري

: وفيها يقول،"العاشق المسكين"جعل عنوانها / في مدخل المقهى العتيق/ كل مساء مقعياكنت أراه

لعلها تمر فجأة/ ويرقب الطريق.. ريشرب شايه بدون سك مفعمامازال / فقلبه الذي يدق في عناء/ أمامه بين النساء

- ١٤٦ -

يكن لم / برغم كل هذه السنين/ وبالحنين/ بالشوق نحوهاها يناهز رموع/ وأنجبت وماتت/ يعلم أنها تزوجت/ المسكين

.ينالستن يقدم حكاية لقد استطاع الشاعر من خالل هذه الومضة أ

من خالل ، مع معشوقته بصورة كاملةهذا الشاعر المسكينلصورة أسطر شعرية قصيرة كان فيها الغناء، مع اكتمال ا

. الساخرة لهذه القصيدةبالمفارقة التي كانت ختاما طيبا ي الذوال يفوتني في هذه اإلطاللة على العالم الشعري

قدمه هذا الديوان الجميل أن أشير بإيجاز إلى استدعاء التراث على سبيل المثال؛ومن ذلك . في تجربة الشاعر اإلبداعية

في " فألي آالء الحقيقة"استيحاء القرآن الكريم في قوله هزي : " وكذلك في قوله،"تساؤالت من مقام الصبا"قصيدة

نشر شراعك أيها ا"، في قصيدة "إليك بجذع أحالمي القديمة وإن غدا "، التي ينهيها باستيحاء تراثي آخر"القلب الحزين ويستوحي الشاعر الموروث الشعري في ،"لناظره قريب

".نت أهواك حقالكنني ك"في قصيدة : قوله دونه"الفقر"معللتي بالوصل و

فال نزل القطرإذا مت ظمآنا

- ١٤٧ -

ذي تتغنى به الذي يستدعي فيه بيت أبي فراس الحمداني ال .كوكب الشرق

ديث في مثل قوله في إحدى ويستدعي الشاعر الغناء الح ."هان الود عليه"قصائده

ومن االستدعاءات التراثية في تجربة الشاعر اإلتيان ببيتين كاملين من الموروث الشعري يختتم بهما قصيدته

":مرثية على شاهد قبر"

فإما أن تكون أخي بصدق

ثي من سمينيفأعرف منك غ

وإال فاجتنبني واتخذني

وتتقيني ا أتقيكعدو

القديم إدخال ومن مظاهر تأثر الشاعر بالموروث النحويسماء، كما على الفعل، مع أنها تختص باأل"ال"أداة التعريف

":مرثية على شاهد قبر"ورد في قوله في قصيدة في ضرعها الود"جدف"أحاديثنا الـ بشاهد نحوي قديم هواوذلك تأثر :

- ١٤٨ -

حكومته "ترضي"ما أنت بالحكم الـ ..وبعد

؛ "النفخ في الرماد"فقد كانت هذه اإلطاللة على ديوان الذي ،"سعد عبد الرحمن"مجرد تحية لهذا الشاعر المبدع

استطاع بهذا الديوان أن يقدم إضافة جادة إلى رصيدنا من عض جوانب هذه ت بأشعر الحديث، وأرجو أن أكون قد أضال

التجربة اإلبداعية الثرية، مع اعترافي بأنني لم أقدم أكثر من .مفاتيح لولوج هذا العالم الشعري المتسع اآلفاق

عبد المنعم عواد يوسف م٢٠٠٠نوفمبر

top related