الخاتمة:

إن موض��وع حماي��ة المس��اهم في ش��ركات المس��اهمة ه��و من المواض��يع و المسائل التي تكتسب أهمية بالغ�ة في وقتن��ا الحاض�ر ، باعتب��اره ف�رع من ف��روع حماية اإلستثمار ، هذه الحماية التي تب�ذل ألج�ل الوص�ول إليه�ا مجه�ودات كب��يرة اقتصاديا وقانونيا ، بالنظر ألزمة الثقة التي أصبحت تميز العالق��ة بين المس��اهمين والم��دخرين وبين الش��ركات و المؤسس��ات المالي��ة ، و ذل��ك بس��بب األزم��ات اإلقتص���ادية و الفض���ائح المالي���ة ال���تي لحقت بالعدي���د من ه���ذه الش���ركات و المؤسسات، و نتيجة لما س��بق ،اتجهت التش��ريعات و بج��رأة كب��يرة إلى مراجع��ة وسائل حماية المساهمين و المدخرين بتقويتها و دعمه��ا ، و العم��ل على تمكينهم من التدخل أكثر في حياة الشركة و ممارسة دورهم في الرقابة عليها، بما يحق��ق

حماية مصالحهم و ال يضر بالشركة .

و لق��د حاولن��ا من خالل ه��ذا العم��ل، البحث عن وس��ائل الحماي��ة هات��ه، ال��تي وفرتها مختلف التشريعات و أولها التشريع الجزائري ، و مدى كفايتها و فعاليتها و مالءمتها لطبيعة شركة المساهمة ،و المب��ادئ ال��تي تق��وم عليه��ا، و ال��تي نعتبره��ا متناقضة و متضادة في كثير من األحيان ، فمن جه��ة ف��إن ش��ركة المس��اهمة هي عقد ، مما يترتب عن ذلك من نتائج ، و التي من بينها أن قواع��د الحماي��ة تف��رض في القانون األساسي أي بالتعاقد بين المساهمين ، و من جه��ة أخ��رى ينظ��ر إلى الشركة على أنها نظام بما يترتب على ذلك من نتائج ،منها أن حماية المساهمين يفرضها المشرع بنصوص قانونية ، مع إسقاط ك��ل ذل��ك على الق��انون و الواق��ع

الجزائري.

و تزيد أهمية حماية المساهم و المدخر بالنظر لما يتمتع به مسيروا الش��ركة و القائمون بإدارتها من سلطات واسعة ،تطبيقا لمب��دأ حري��ة األعم��ال،وه��ذا لتمكين الش��ركة من العم��ل بحري��ة ومرون��ة كافي��ة، م��ا يتماش��ى م��ع س��رعة النش��اط اإلقتص��ادي ، لكن و من ناحي��ة أخ��رى ف��إن حق��ا للرقاب��ة و الت��دخل الب��د أن يمنح للمساهمين والذي بموجبه يمكنهم التدخل في حياة الشركة بما يحقق مصلحتها و

بالتالي مصالحهم.

612

و إضافة إلى حماي�ة المس��اهم من الجه�از اإلداري ف��إن حماي�ة أخ�رى ال ب�د من ض��مانها ،و هي حماي��ة المس��اهم الم��دخر في س��وق الم��ال ، و ك��ذا الحماي��ة من القرارات التي تتخذ داخل الجمعيات العامة وفق��ا لق��انون األغلبي��ة ، ه��ذا الق��انون الذي يترجم اإلرادة الجماعي��ة و يض��من مش��اركة أك��بر ع��دد من المس��اهمين في

، ال�تي هيمص��لحة الش�ركةاتخاذ القرار و هو م�ا يش�كل ض�مانة هام�ة لتحقي��ق مجم��وع مص��الح المس��اهمين ، لكن اإلس��تعمال الس��يئ له�ذا الق�انون يقلب ه�ذه الحماي��ة إلى وس��يلة تعس��ف س��واء من األغلبي��ة أو األقلي��ة و ه��و م��ا يمس بمب��دأ المس��اواة بين المس��اهمين، ال��ذي يعت��بر من أهم المب��ادئ ال��تي تق��وم عليه��ا

الشركة ،وال يجوز في اي حال من األحوال اإلعتداء عليه حماية للمساهمين .

إن كل هذه المعطي��ات و المتغ��يرات تجع��ل من الص��عب الوص��ول إلى مفه��وم دقيق و وسائل ثابتة لتحقيق حماية داخل هذا النوع من الشركات ، ذلك أن له��ذه الحماية سندا فلسفيا وفكريا و قانونيا ، و من الصعب الوص��ول إلى س��ند ث��ابت و

مستقر في ظل هذه المتغيرات .

و قد حاولنا من خالل تقسيم ه��ذا البحث اإلحاط��ة بمختل��ف القواع��د و اآللي��ات التي رصدها المشرع الجزائري خاص��ة، و التش��ريعات المقارن��ة ، لتحقي��ق حماي��ة للمساهمين ، فمنها ما هو مقرر ، قانونا س��واء ك��ان ذل��ك داخ��ل أجه��زة الش��ركة الس��يما الجمعي��ات العام��ة ، الس��لطة األولى واألص��لية في الش��ركة ، أين يتمت��ع المساهم بمجموعة من الحقوق و اآلليات التي تس��مح ل��ه بممارس��ة رقاب��ة قوي��ة داخل الشركة ، و التأكد من مدى التزام الق��ائمين ب��اإلدارة بمص��لحتها كأس��اس و معي��ار لك��ل تص��رفاتهم ، و ذل��ك بممارس��ة الح��ق في اإلعالم ، و المش��اركة و التص��ويت في الجمعي��ات العام�ة و بالت��الي المش�اركة في التس�يير و في تك��وين اإلرادة الجماعية ، م��ع ك��ل الض��وابط و الض��مانات المص��احبة له��ذه الحق��وق بم��ا

يحقق الفعالية في الحماية .

و ألن قدرات المساهم و عنصر الوقت قد يعيقانه عن الوصول لهدفه في هذه الحماية و الرقابة ، فإن أجهزة خارجية رص��دتها التش��ريعات المقارن��ة للمس��اعدة في تحقيق الحماية الالزمة للمس�اهمين وللش�ركة ، و هي أجه�زة متخصص��ة ،له�ا من الكفاءة و اإلس��تقاللية م��ا يس��مح بالتأك��د من س��المة وص��حة تقييمه��ا لنش��اط

613

يريها ، الس���يما في مج���ال المعلوم���ات المقدم���ة الش���ركة و تص���رفات مس���ّ للمساهمين ، ونتكلم هنا عن جه��از محافظ��ة الحس��ابات ، و عن أجه��زة و هيئ��ات الس��وق المالي��ة بالنس��بة للمس��اهمين الم��دخرين ، فتلعب ه��ذه األجه��زة ال��دور الرقابي الهام الذي يؤهلها ألن تكون بوصلة المساهمين ودليلهم القوي عن نشاط الشركة و نتائجها و مدى مراعاة مصلحتها في عملي��ات التس��يير و اإلدارة ، و ه��و ما يسمح للمساهمين بالتدخل في ال��وقت المناس��ب في ح��ال التج��اوز أو اإلخالل

المهدد لمصلحتهم .

وكوسيلة أخرى للحماية القانونية ، و لتحقيق الردع الالزم ، ف��إن المش��رع ق��د أخضع مسيري الشركة والقائمين بإدارتها لقواعد المسؤولية والعقاب ، في حال��ة ارتك��ابهم تج��اوزات عن��د ممارس��ة مه��امهم، وال��تي من ش��أنها اإلض��رار بالش��ركة وبمصالح المساهمين ، الس��يما تل��ك المتض��منة تغليب مص��الحهم الشخص��ية على مص���لحة الش���ركة ، فتطب���ق عليهم نتيج���ة ل���ذلك قواع��د المس���ؤولية المدني���ة والجزائية ،و ه�و م��ا قمن��ا بتس��ليط الض��وء علي��ه ومعرف��ة م��دى كفاي��ة العقوب��ات

المقررة وتحقيقها للردع الالزم .

* أما فيما يخص الحماية القضائية ، و هو القسم الثاني للبحث ، فق��د تناولن��ا في��ه النوع اآلخر من اإلعتداء الذي يمكن أن يتعرض ل��ه المس��اهمون ، وه��و اعت��داؤهم على مصالح بعضهم البعض عند اتخاذ القرارات داخل الجمعيات العام��ة ، بإس��اءة اس�تخدام ق�انون األغلبي�ة المق�رر أص�ال لحماي�ة المس�اهمين والتعب�ير عن اإلرادة الجماعية ، و ذلك باستخدامه لتحقيق مص��لحة فئ��ة من المس��اهمين على حس��اب فئة أخرى، أو لإلض��رار به�ا ، فإن��ه ب��ذلك يتحق�ق م��ا يس��مى بالتعس��ف ،و أساس��ا تعسف األغلبية الذي تم التفصيل في نظريته ،هذا المفه��وم ال��ذي ك��ان من إيج��اد

و ال تزال تطبيقاته إلى اليوم قض��ائية ،ألن��ه ال يمكن اإلس��تغناءالقضاء الفرنسي ، عن ق��انون األغلبي��ة رغم عيوب��ه ،و إنم��ا تس��عى التش��ريعات، و كم��ا رأين��ا، إلى الترشيد في استعماله عن طريق ع�دة وس��ائل ، خاص��ة و أن س��وء اإلس��تعمال ال

، بل وتعسف األقلية التي قد تس��عى لعرقل��ة اتخ��اذينتج عنه تعسف األغلبية فقطالقرارات داخل الجمعيات العامة بما يضر بالشركة،و هو ما تعرفنا عليه.

614

* وما خلصنا إليه من خالل تحليلنا لنصوص المشرع الجزائري س��واء ال��تي ج��اء بها القانون التجاري المعدل والمتمم ، أو تلك ال��تي نص عليه��ا التش��ريع المتعل��ق بسوق الم��ال و البورص��ة ، و بالمقارن��ة بالتش��ريعات األخ��رى و منه��ا العربي��ة ،أن نقص��ا واض��حا في آلي��ات و وس��ائل حماي��ة المس��اهمين والم��دخرين في ش��ركات المساهمة ،نقص كمي ون��وعي ، ن��اتج عن الّزه��د الق��انوني و التش��ريعي في ه��ذا

الموضوع .

فمن حيث الكم فإن الوس��ائل واآللي��ات الممنوح��ة للمس��اهم الخاض��ع للق��انون الجزائري مح��دودة ج��دا ، مقارن��ة بم��ا ه��و معم��ول ب��ه في التش��ريعات المقارن��ة

، لم ي��دخل1993األجنبية منها و حتى العربي��ة ، فالمش��رع الجزائ��ري ومن��ذ س��نة تع��ديال واح��دا على النص��وص المنظم��ة لش��ركات المس��اهمة ، ب��الرغم من ك��ل المتغيرات و األزمات المالية و اإلقتصادية التي هزت العالم ، و هو أمر لم يتفاعل معه المشرع الجزائري على خالف أغلبية القوانين و التش��ريعات ، و ه�و م��ا ن�راه غير مبرر و غير مرغوب فيه ، ال سيما و أنه ، و من خالل ما توصلنا إليه أن حماية المساهم بوسائلها و قواعدها و سياس��تها هي موض��وع يج��د أساس��ه و س��نده في القانون ال عقد الش�ركة ، فواض�ح أن ش��ركات المس��اهمة أص�بحت نظام��ا ، و أن فكرة و أساس العقد لم يعد ينظر إلي��ه إال كتص��رف منش��أ و مك��ون للش��ركة من ط��رف المؤسس��ين ال غ��ير ، فح��تى قواع��د تعديل��ه فق��دت قدس��يتها و قيمته��ا ، فالمش��رع ، ووف��ق ، سياس��ته االس��تثمارية و توجهات��ه و موازنات��ه االقتص��ادية و االجتماعية ) و السياسية في الجزائر( هو الذي يحدد السياسة الحمائية بما يحق��ق الض��مان و األمن و الثق�ة في االس��تثمار ال س�يما ل�دى المس�اهمين و الم�دخرين الفرادى ، و هو ما يجعل المشرع الجزائري ) السلطة السياسية(، في تأخر كب��ير، فحقوق المساهمين و آليات حمايتهم في الجزائ��ر هي تل��ك التقليدي��ة ال��تي ك��انت

تتناسب مع فترة الثمانينات و التسعينات .

و من الناحية النوعية ، فإن حتى حقوق المساهم و آلي��ات حمايت��ه الموج��ودة لتحقيق الحماية الفعال��ة و القوي��ة ،كافية و ال ترقىهي في كثير من األحيان غير

فعلى سبيل المثال ال الحصر ، فإن الكثير من العقوبات الجزائي��ة المق��ررة نتيج��ة اإلعت��داء على حق��وق المس��اهمين هي غ��ير كافي��ة ، فمثال اإلعت��داء على ح��ق المس��اهم في اإلعالم ، أول و أهم ح��ق يملك��ه المس��اهم للتمكن من ال��دفاع عن

615

حقوقه و حمايته��ا ، ال تتج��اوز عقوبت��ه بض��ع دن��انير ي��دفعها الق��ائمون ب��اإلدارة ، و بالنظر لحجم الشركة و مكانة الق��ائمين ب��اإلدارة ، ف��إن ه��ذا بعي��د ك��ل البع��د عن

تحقيق عنصر الردع أهم عناصر تحقيق الحماية .

ه��ذا باإلض��افة إلى ع��دم التنس��يق و التن��اقض الموج��ود بين نص��وص الق��انون التجاري ، و الناتجة خصوصا عن عدم التنسيق بين النصوص التي عدلها المرسوم

،وبين نص��وص أخ��رى متعلق��ة به��ا لم يتم تع��ديلها أو ح��ذفها ،1993التشريعي ل� فنجد المشرع ال ينص على حكم ثم يأتي ليعاقب على عدم إتيان��ه ، أو ي��أتي بحكم وال يعاقب على مخالفت��ه ، و ي��ؤدي ه��ذا الت��داخل و ع��دم التنس��يق إلى التأوي��ل و

اإلجتهاد ،و هو ما ال يخدم المساهم و ال الشركة.

أما فيما يتعلق باإلجتهاد القضائي فهو منعدم الس��يما م��ا تعل��ق بموض��وعنا ، فال نجد أثرا الجتهاد خاص بحقوق المساهمين داخل الشركة أو آلي��ات حمايته��ا ، كم��ا أن النظريات التي هي من خلق اإلجتهاد القضائي ال سيما في فرنسا لم يتناوله��ا و لم يتفاعل معها القضاء الجزائري، كما هو الحال بالنس��بة لتعس��ف المس��اهمين األغلبية واألقلية ، و هو دليل على قلة القض��ايا المطروح��ة على القض��اء، و الن��اتج

عن ضعف و نقص شركات المساهمة في الواقع اإلقتصادي الجزائري.

إن المشرع الجزائري سعى إلى بناء إطار ق��انوني مالئم لإلس��تثمار، و ذل��ك من خالل اإلتيان بعدة إص�الحات اقتص�ادية ت�رمي كله�ا إلى دعم اإلس�تثمار و محاول�ة القيام باقتصاد حقيقي و قوي، دخوال إلقتصاد السوق ،و ابتعادا عن اقتصاد الريع ، لكنه لم يوفق إلى ح�د اآلن في الوص�ول إلى ه�ذا اله�دف ، م�ادام أن الم�دخرين الخواص ليس لهم دور في تمويل اإلقتصاد، و أن الدولة و مؤسساتها ال ت��زال هي الممول المسيطر ، فالمدخر الشعبي هو هدف اإلقتصاديات القوية ، التي تس��عى إلى التمويل عن طريق استهداف مدخرات األف��راد ، ب��دل من وض��عها و اكتنازه��ا في البنوك أو في الخ�زائن الحديدي�ة الخاص�ة ، و اس�تعمالها لتموي�ل المش�اريع و ذلك باإلنضمام إلى شركات المساهمة و إلى سوق المال أو البورصة ، و ن��رى أن المش��رع الجزائ��ري ح��تى ال نق��ول الس��لطة السياس��ية - م��ا دام أنه��ا المتحكم الرئيسي في الخط�ط و التوجه�ات االقتص��ادية للدول�ة - عن��دما تنب��ه إلى ض�رورة االستفادة من المدخرات و األموال الخاصة، فتح الباب على مص��راعيه الس��ترجاع

616

!!، فعوض ذلك هذه األموال عن طريق البنوك و لو كان مصدرها غير مشروع ؟؟ ك��ان األولى محاول��ة إيج��اد الترب��ة القانوني��ة و التش��ريعية المالئم��ة لبعث روح االستثمار عن طريق الشركات و المؤسسات ، و التي أهمها شركات المس��اهمة، و محاولة إحياء عن طريق ذلك س��وق الم��ال الجزائ��ري ال��ذي نعت��بره في س��بات

عميق .

و ال يمكن الكالم عن تهيئ��ة الترب��ة الص��الحة ،و ال بعث و تنش��يط االس��تثمار ال سيما لدى المدخرين و المساهمين األفراد ، دون توفير الحماي��ة التام��ة و الفعال��ة ألم��والهم، ال س��يما بع��د األزم��ات و الفض��ائح ال��تي ش��هدتها الس��احة االقتص��ادية

الجزائرية و الدولية.

و نالح��ظ أن المش��رع الجزائ��ري ، و ع��وض االتج��اه لش��ركات المس��اهمة في محاول�ة للخ�روج من الش�ركات العائلي�ة و الص�غيرة ، راح يخط�ط ليع�دّل أحك��ام الشركات ذات المسؤولية المحدودة ملغيا للحد األدنى من رأس المال المش��ترط لتأسيس الشركة ، و الذي يعتبر ضمانة للدائنين و صماما ضد الشركات الص��ورية و الوهمية ، و ذلك بهدف تشجيع األفراد على إنشاء مثل هذه الشركات و بالت��الي محاولة التقليل من االقتصاد الموازي ، فحتى و ل��و لم يتم بع��د التفك��ير و االتج��اه إلى تقوية و دفع االستثمار في القيم المنقول��ة و الش��ركات الك��برى ، فنطلب من المشرع الجزائري على األقل ،تهيئة الس��احة القانوني��ة و التش��ريعية، ح��تى إذا تم التفكير يوما في هذا االتجاه ،و الذي نتمناه أن ال يكون بعيدا ،فإنه يكون ل��دينا من

القوانين ما يسمح بذلك .

و كمثال عن كالمن��ا ، و عن واق��ع ش��ركات المس��اهمة في الجزائ��ر ن��ذّكر بنص من القانون التجاري ، و التي تش��ترط في الق��ائمين ب��اإلدارة امتالك619المادة

% من رأس م��ال الش��ركة كأس��هم لض��مان تس��ييرهم ، فبق��اء ه��ذا20ما نسبته هو أكبر دليل على واقع ش��ركات المس��اهمة في1975النص على حاله منذ سنة

الجزائر، فاشتراط امتالك أعضاء الجه��از اإلداري ه��ذه النس��بة ، ودون احتج��اج أومطالبة بالتعديل إنما يدل على أحد أمرين:

أن شركات المساهمة في الجزائر وعلى قلتها حتى ال نقول انع��دامها فياألول: بلد كالجزائر، هي شركات عائلية، أي أنها شركات مغلق��ة على نفس��ها، وال ت��رقى

617

إلى ش��ركات مس��اهمة ال��تي تض��طلع بالمش��اريع الض��خمة، م��ا ع��دا ش��ركاتالمساهمة العامة، وهي حقيقة جلية.

أن شركات المساهمة في الجزائر، هي شركات ص��غيرة ومح��دودة، إلىالثاني: % من أسهمها بس��هولة تام��ة، ودون عن��اء، و هي20درجة أنه يمكن امتالك نسبة

كذلك حقيقة .

وفي الحالتين فإن هذا يشكل واقعا كارثي��ا بالنس��بة لالقتص��اد الجزائ��ري، فه��ذه الشركات هي معيار لقوة االقتصاد في أي دولة، فإذا أرادت الجزائر الوص��ول إلى الخ��روج من االقتص��اد ال��ريعي و التبعي��ة للمحروق��ات ، فش��ركات المس��اهمة

بالمفهوم العالمي هي إحدى التقنيات واآلليات التي البد من المرور عليها.

إن الوصول إلى سوق مالية نشطة ، و التي تعتبر شركاتو لتحقيق ما سبق ،ف المساهمة المكون األساسي لها، ال يمكن أن يتم بدون اإلهتم��ام ب��دور الم��دخرين والخ��واص في تموي��ل اإلقتص��اد ، لكن و لكي يتحم��ل الم��دخر دوره في تنمي��ة اإلقتص��اد فالب��د و كش��رط أساس��ي توف��ير الحماي��ة الالزم��ة إلس��تثماره ، ذل��ك أن المدخر الفرد الذي يس��تثمر مدخرات��ه البس��يطة وال��تي يجنيه��ا من عمل��ه ، يتم��يز بالحذر الشديد نظرا للقيمة البالغة و األهمية القصوى لهذه المدخرات في حياته ، كما أن هذه الفئة ، وقياسا على مدخراتها ، تتميز أيض��ا بتواض��ع معارفه��ا في ه��ذا المجال ، مما يجعل اإلضرار بمصالحها س��هل و ممكن، ل��ذلك ت��وجب على الدول��ة أن تسعى إلى ضمان قدر من الحماية في هذا الميدان ، سواء كان ه��ذا الش��خص مساهما فحسب أم مساهما مدخرا في البورص��ة ، ك��ون ه��ذه الحماي��ة هي ال��تي ستشجع على هذا النم��ط من اإلس��تثمار و ض��مان الحركي��ة اإلقتص��ادية و المالي��ة الالزم�ة ، و ض�مان بالت�الي الحص�ول على الرأس��مال الالزم لتموي�ل الش�ركات و المؤسسات، والخروج من مشكلة التبعية للمحروقات التي ما لبث خطرها يظه��ر

ويؤثر على اقتصادنا الوطني .

و تشكل طبيعة و نوعية الحماي��ة المق��ررة لص��الح المس��اهمين والم��دخرين ، عنصرا هاما و حاسما في الخيار أو القرار اإلقتصادي ال��ذي س��يتخذه ، إلى ج��انب التحفيزات الضريبية و بعض العوامل األخرى ،و هو ما يدعو المشرع إلى ض��رورة توفير الحماية الالزمة له باعتباره شخصا ضعيفا و غير متمرس ،مثل ما هو الح��ال

618

بالنسبة للعام��ل أو المس��تهلك ، م��ع اختالف الخصوص��ية بينهم باعتب��اره ش��ريكا،و ع��ادة م��ا ينطب��ق ه��ذا التش��بيه على المس��اهم الف��رد والح��ال ليس ك��ذلك على

المساهمين المؤسساتيين.

* و ما يمكن استنتاجه بشكل ع��ام ، و من خالل الدراس��ة و التحلي��ل في مج��ال محور حماي��ة المس��اهم ودعم��ه وترغيب��ه في الول��وج إلىحماية المساهم، هو أن

حياة الشركة بتسهيل ممارسة حقوق وتقوية أخرى، هو من أهم وأبرز م��ا تح��اول التش��ريعات التجاري��ة المقارن��ة القي��ام ب��ه، وذل��ك نتيج��ة تف��اقم ظ��اهرة ع��زوف المس��اهمين عن الش��ركة، وم��ا ص��احبها من خس��ائر و إفالس��ات وفض��ائح لحقت بشركات كبرى والتي ألحقت بدورها أضرار باقتص�اديات ال�دول ال�تي تتبعه�ا ه�ذه

الشركات.

وقد هدفت هذه التش�ريعات إلى محاول�ة إع�ادة الت��وازن بين الس�لطات في شركات المس�اهمة ،وذل�ك بإع�ادة دور المس�اهم ال�ذي ينبغي أن يلعب�ه في ه�ذه

الشركات.

ففيما يتعلق بحق المساهم في اإلعالم فقد ضمنت مختلف التش��ريعات ه��ذا الحق وعملت على تقويته وتسهيل ممارسته باستعمال الوسائل الحديثة لالتصال، وذل��ك لتج��نيب المس��اهم التنق��ل إلى مق��ر الش��ركة، كم��ا مكنت المس��اهم من االستعانة بخبير للمساعدة على فهم واستيعاب الوثائق التي توضع تحت تص��رفه،

سواء كان إعالما دائما أو مؤقتا.

وعن حقه في الحضور والمشاركة في الجمعيات العام��ة ،فق��د كفلت معظم التش��ريعات للمس��اهم ه��ذا الح��ق بدعوت��ه للجمعي��ات العام��ة و إعالم��ه بج��دول أعمالها، وألكثر ض��مانا ف��إن اتج��اه التش��ريعات الحديث��ة ه��و من��ع اش��تراط امتالك المساهم لعدد من األسهم للدخول والمشاركة في الجمعيات، فيحق لكل مساهم

1المشاركة مهما كان عدد األسهم التي يملكها، وكل شرط مخالف يقع باطال.

ولتس��هيل المش��اركة أج��ازت التش��ريعات، و إض��افة للحض��ور الشخص��ي ، استعمال الوكالة في الحضور و المشاركة ، بشرط أن يكون الوكيل مساهما، كما أج��ازت بعض��ها التص��ويت بالمراس��لة، واتجهت أخ��رى إلى إج��ازت المش��اركة

1. الفرنسي المشرع المثال سبيل على

619

visionوالتص����ويت بالوس����ائل الحديث����ة لالتص����االت )conférence.تحت عنوان الحد من ظاهرة الغيابات ،)

وفيما يتعلق بحق التصويت فالقاع��دة هي مب��دأ النس��بية، وأن لك��ل مس��اهم صوت على األقل، وذل��ك تحت طائل��ة البطالن وتط��بيق العقوب��ات المق��ررة، كم��ا يجوز الدخول في اتفاقات تصويت، والهدف دائما هو تجسيد الطابع ال��ديمقراطي

للجمعيات العامة.

و عن سوق رأس المال و حماية المساهمين المدخرين في القيم المنقولة التي تص��درها ش��ركات المس��اهمة ،و للوص��ول إلى س��وق آمن��ة و وفي��ة ، ف��إن أغلب التشريعات الحديثة تسعى و بك��ل الط��رق و الوس��ائل لتنظيم و مراقب��ة الس��وق المالي��ة بمراع��اة و بش��كل أساس��ي عنص��ري األمن و الش��فافية ، م��ع وض��ع ك��ل اآلليات لحماية المساهمين و الم��دخرين من ك��ل أن��واع التج��اوز أو اإلس��تغالل ، و

معاملتهم على قدم المساواة ال سيما في الحصول على المعلومات .

أما فيما يتعل��ق بتعس��ف األغلبي��ة فق��د لعب االجته��اد القض��ائي ،دورا هام��ا في محاربته والحكم ببطالن القرارات الصادرة عن هذا التعسف وال��تي تض��ر باألقلي��ة وتبعدهم أكثر عن الشركة، و ذلك باس��تعمال ع��دة مب��ادئ و مف��اهيم أهمه��ا مب��دأ المساواة بين المساهمين ، و مراعاة المص��لحة الجماعي��ة ال��تي تحكم الش��ركة و أجهزته�ا في ك�ل تص��رفاتها و قراراته�ا ،كم�ا أن التش�ريعات، وفي س��بيل تحقي�ق نفس الهدف، قد مكنت األقلية من ع��دة وس��ائل وآلي��ات لحماي��ة نفس��ها، كم��ا تم تبيينه، والهدف هو الوص��ول إلى مس��اهم ايج��ابي ذا إرادة حقيقي��ة في لعب دوره

اتجاه الشركة.

و عن تقليص الهوة بين دور المساهمين في حياة الش��ركة في الق��انون و دورهم في الواقع و الذي يبعد كل البعد عن األول ، فإن التشريعات و القوانين ح��اولت و ال ت�زال دعم و تقوي�ة دور المس�اهمين ال س��يما في ممارس��ة الرقاب�ة و االهتم�ام بالشركة و تسييرها و مستقبلها ، و بالت��الي لعب دورهم كوس��يلة و آلي��ة للكش��ف عن الخروق��ات و التج��اوزات ال��تي ق��د تمارس��ها ب��اقي األجه��زة ، و من ه��ذه المجهودات محاولة تيسير طرق ممارسة المساهمين لحقوقهم مم��ا يس��اعد على

تمكينهم من المشاركة في الجمعيات بأس��هلمعالجة مشكل و أسباب التغيب : ك

620

الطرق ، و عدم اشتراط المشاركة الشخصية ،و إجازة التصويت بالمراسلة ب��ل و بالوسائل التكنولوجي��ة الحديث��ة ، كم��ا أنه��ا منحت بعض األس��هم مزاي��ا س��واء في التص��ويت أو األرب��اح ، ب��ل و أوج��دت أن��واع أخ��رى من األس��هم تتالءم و حاج��ات المساهم و توجهاته، كاألسهم ذات الصوت المتعددة ،أو تلك بدون ح��ق التص��ويت مع أولوية في األرباح، و المخصصة لطائفة من المساهمين ال يرغب��ون في تحم��ل عبء التصويت ،و اهتمامهم األول ه��و الحص��ول فق��ط على األرب��اح ، و ك��ل ه��ذه المجهودات و غيرها هي في سبيل تضييق الفجوة بين دور المس��اهم قانون��ا و في

الواقع.

* و ب��العودة للمش��رع الجزائ��ري ، فإن��ه و ب��الرغم مم��ا س��بق، و القص��ور ال��ذي المش��رع الجزائ��ريلمسناه في القانون الجزائري في مجال هذه الحماي��ة ، ف��إن

بذل مجهودا ال بأس به لتحقيق هذه الحماية ،و وضع ضمانات لها ، لكن ذل�ك ك�ان أكثر في مجال البورصة و سوق المال ، بالنظر لمجموعة النصوص ال��تي رص��دها لذلك ، و بالنظر للحماي��ة المؤسس��اتية ال��تي وض��عها داخ��ل جه��از البورص��ة ، عن طري��ق الرقاب��ة و الس��لطات الواس��عة ال��تي تملكه��ا ه��ذه المؤسس��ات ، كم��ا تم توضيحه ، و التي تهدف بشكل عام إلى تحقي��ق س��وق م��الي ق��وي و آمن ، ب��ل و لقد أعطى القانون لهذه المؤسس��ات ال س��يمل لجن��ة تنظيم عملي��ات البورص��ة و مراقبتها سلطة التدخل حتى في شركات المساهمة حماي��ة للمس��اهمين ، و ذل��ك من خالل التحديد الحقيقي لمحتوى تق��ارير مجلس اإلدارة أو مجلس الم��ديرين، و تقرير مندوبي الحسابات المعروضة على الجمعيات العامة عن��د الزي��ادة في رأس المال أو إلغاء حق األفضلية، أو عن��د اإلن��دماج أو اإلنفص��ال ، إض��افة إلى إمكاني��ة اقتراح بعض التعديالت الالزمة و الخاصة بأجهزة مراقبة الشركات التي تلجأ علنيا لإلدخار ، كأخذ رأي اللجنة و موافقتها قبل تعيين مندوبي الحسابات لدى شركات المساهمة ، و كل ذلك باعتبارها سلطة ضبط لسوق المال، و هي ت��دخالت نراه��ا صائبة ،وتنظيم نراه مشجعا من طرف المشرع الجزائري على الرغم من وض��عية

بورصة الجزائر التي ال يزال نشاطها جد محدود .

كما يالح��ظ أن المش��رع الجزائ��ري ومن خالل تعديل��ه للق��انون المنظم لمهن��ة ، قد تشدد في عملية اختيار أعضاء هذه المهن��ة ،2010محافظي الحسابات سنة

فمن خالل المؤهل العلمي والتدريب والتربص ومنح االعتماد، قد كفل تكوينا عاليا621

ومهني��ا، وه��و م��ا يش��كل ض��مانة هام��ة للش��ركات والس��يما ش��ركات المس��اهمةوالمساهمين، وحسن فعل المشرع بتنظيمه هذا.

،ف�إن المش�رع التج��اري الجزائ�ري ق�د نظم عملي�ة اللج��وء و في نفس االتج�اه العلني لالدخار من طرف الشركات التي تختار هذه الطريقة في التأسيس، فرتب إج��راءات تأس��يس الش��ركة بطريق��ة ح��اول من خالله��ا ض��مان األمن والحماي��ة للمساهمين المدخرين ،وهو نفس ما حاول القيام به عند اللجوء علينا لالدخار من أجل الزيادة في رأس مال الشركة ، فقد أخضع هذه الطريق��ة إلى نظ��ام ق��انوني

صارم.

و عن مجه��ودات المش��رع الجزائ��ري في مج��ال حوكم��ة الش��ركات ،فرغب��ة من الجزائر في زيادة التكامل مع المجتمع االقتصادي العالمي ،فقد بذلت جه��ود نح��و بناء إطار مؤسسي لحوكمة الشركات، حيث عملت على تحسين مناخ األعمال بها وانفتاح اقتصادها، فضال عن قيام الحوكمة بتنفي��ذ إص��الحات هيكلي��ة وك��ذا إص��دار

، كمسعى يهدف إلى تط��بيق مب��ادئ2009ميثاق الحكم الراشد في الجزائر سنة الحوكمة على أرض الواقع.

ولعل من أهم العوامل التي دفعت الجزائر إلى التفكير والعمل على تطبيق قواعد الحوكمة، هو سعيها إلى االنتقال إلى اقتصاد السوق واالندماج في االقتصاد العالمي،مما جعلها تخضع اللتزامات المنظمات العالمية والتجمعات اإلقليمية التي تق��وم على الش��فافية وتعزي��ز التنافس��ية وزي��ادة تحري��ر االقتص��اد، ولتحقي��ق ه��ذا الهدف فقد بذلت الجزائر عدة مجه��ودات قانوني��ة واقتص��ادية منه��ا: الس��عي إلى تحسين مناخ األعمال من خالل السعي لضمان المساءلة والشفافية في العمليات المتعلقة بإدارة األعمال، العمل على مراجعة المنظومة المص��رفية وإص��الحها من جهة، ومن جهة أخرى تأسيس سوق مالية تمكن من طرح بدائل تمويلية مباشرة، التي تبقى دون المستوى المأمول منها، من حيث حجمها ، كذلك مراجعة النظ��ام المحاسبي باعتماد نظام محاسبي ومالي جديد وفقا للمع��ايير المحاس��بية الدولي��ة

، ، غير أن تطبيق هذا النظام يبقى محدود الفعالية في ظ��ل2010وذلك منذ سنة مراجع��ة% من الن��اتج المحلي الخ��ام، أيض��ا 13وجود قطاع موازي ضخم يتج��اوز

622

القوانين المنظمة لمهن المحاسبة والخبرة المحاسبية، والمراجعة الخارجية وذلك. ، حتى تواكب التطورات ،وضمان تأهيل أكثر للمراجعين الخارجيين2010سنة

إال أنه و بالرغم من هذه الجهود فإن المشرع الجزائري و الدولة الجزائري��ة عموما واجهتها ع��دة ص��عوبات في س��عيها لتط��بيق مب��ادئ الحوكم��ة في النش��اط االقتصادي عموما ، و حوكمة الشركات خصوصا ، و قد سبق و أن أشرنا إلى هذهالمعوق������ات و الص������عوبات عن������د ح������ديثنا عن حوكم������ة الش������ركات ، و في كل األحوال فإنه يجب بذل جهود أكبر من المشرع الجزائري لتج��اوز ه��ذه العقب��ات ، ذل��ك أن مب��ادئ حوكم��ة الش��ركات أتت من رحم ق��وانين الش��ركات التجارية، وهي مكملة لبعض ج��وانب النقص أو القص��ور في األحك��ام ال��واردة في قانون الشركات، وتسعى للوصول ألقصى درج��ات الكف��اءة في إدارة الش��ركات، فق��انون الش��ركات الجزائ��ري ال يجب أن يس��ير في االتج��اه المع��اكس، فعلى المشرع التجاري الجزائري مراع��اة مب��ادئ الحوكم��ة في تنظيم��ه لس��ير ونش��اط

، والشركات التجارية ال سيما شركات المساهمة، و ك��ذلك ق��وانين رأس الم��ال ذلك في ظل الالمباالة التي يسبح فيها المساهمون في هذا الن��وع من الش��ركات، فالغيابات المتكررة، و الت��أجيالت المتتابع��ة و ال��تي تكل��ف الكث��ير، تلح��ق أض��رارا بالشركات من جراء تعطيل نشاطها و عدم مواكبة التغي��يرات االقتص��ادية و ال��تي

تتطلب السرعة و المرونة في اتخاذ القرارات.

واستنادا إلى ذلك ، فإننا نطالب المشرع الجزائري بمراجعة القانون التجاري ، هو اآلخر ، و إدراج ما يكفل تحقيق حماي��ة فعال��ة وقوي��ة للمس��اهم ، في محاول��ة لترسيخ ثقافة اإلس��تثمار في نفس الف��رد الجزائ��ري ، و ذل��ك بتبدي��د مخاوف��ه ، و تخليصه من نقص الثقة ودفعه إلى إنشاء و اإلنض��مام إلى ش��ركات المس��اهمة و خوض غمار اإلنفتاح اإلقتصادي الحقيقي ، و من الدول العربية ما نجح في تحقي��ق

هذه األهداف و هو بصدد قطف ثمارها .

و أخيرا ، و وفق ما قمنا به من دراس��ة و تحلي��ل و مقارن��ة ، فق��د توص��لنا إلى مجموعة من النتائج و المالحظ��ات و ال��تي تقودن��ا إلى توص��يات نرفعه��ا للس��لطة االقتص���ادية و التش���ريعية الجزائري���ة ،و المتعلق���ة بحماي���ة المس���اهم بص���فة

623

خاصة ،وبالتشجيع على اإلدخار واإلس��تثمار بص��فة عام��ة ، و ال��تي يمكن تلخيص��هافي :

ض��رورة الفص��ل بين مجلس اإلدارة و بين مهم��ة اإلدارة التنفيذي��ة ، فيجب تجنب نظام الرئيس الم�دير الع�ام في إدارة ش��ركات المس�اهمة ، و ذل�ك بالنظر إلثبات فشلها في تحقيق رقابة داخل جهاز التسيير نفسه ، فالتوج��ه الحديث هو فصل المهام التنفيذية داخ��ل مجلس اإلدارة، و إلحاقه��ا برقاب��ة

داخل المجلس ذاته . تقس��يم المه��ام داخ��ل مجلس اإلدارة أو مجلس الم��ديرين في ش��كل لج��ان

تتخصص كل واحدة منها في مسألة معينة: لجنة التدقيق ، لجنة المكافآت، ...ض��رورة الفص��ل بين الملكي��ة و اإلدارة في الش��ركة ، فالممارس��ات الس��ليمة

تقتضي االبتعاد قدر اإلمكان عن الشركات العائلية أين من يمل�ك يس�يّر ، ذل�ك أن الوصول إلى شركات ك��برى تض��طلع بمش��اريع ك��برى يقتض��ي الفص��ل بين جهاز التسيير ، و الذي غالبا ما يكون المساهم األك��بر في الش��ركة، وبين بقي��ة المساهمين ، و ذلك للقدرة على تحديد المسؤوليات ، و إعطاء الفرصة لجهاز

اإلدارة بتسيير الشركة وفق قواعد علمية موضوعية و هو ما يحقق تقدمها . العمل على تسهيل ممارس��ة المس��اهمين لحق��وقهم الس��يما داخ�ل الجمعي��ات

العامة ، و الحد من ظاهرة التغيب التي أصبحت تميز هذه الجمعيات ، كإج��ازة المش��رع اس��تعمال الوس��ائل الس��معية البص��رية للمش��اركة والتص��ويت في

الجمعيات العامة ،مع اشتراط ضمان سالمة العملية تقنيا . إدراج وسائل اإلتصال الحديث��ة ( اإلن��ترنت ) ، كوس��يلة يمكن اس��تعمالها إلعالم

المس��اهمين وتبليغهم بالوث��ائق ( البري��د اإللك��تروني ) ، م��ع إل��زام الش��ركات بإعداد مواقع الكترونية تدرج فيها المعلومات و اإلعالنات التي تهم المساهمين

مع تحيينها .ندعوا المشرع الجزائري،و لالقتراب أك��ثر من قواع��د اإلفص��اح والش��فافية

التي أصبحت تسير شركات المساهمة، إلى تحسين و تقوية حق المساهم في اإلعالم ، فالوثائق التي وضعها المشرع تحت تص�رف المس�اهمين غ��ير كافي��ة، وال تمكنهم من إبداء رأيهم عن علم ودراية، ذلك أن مض��مونها ومحتواه��ا ت��رك تحدي��ده إلرادة الق��ائمين ب��اإلدارة، كي��ف ال والمش��رع يس��تعمل مص��طلحات

624

فضفاض��ة ،تفتح الب��اب على مص��راعيه أم��ام المس��يرين لكي يخت��بئوا وراءه��ا لتقديم الحق في اإلعالم كما يرونه ،و الذي من المفترض أن يعم��ل المش��رع

الجزائري على تحصينه.

من الق��انون التج��اري،716فيستعمل المشرع الجزائ��ري مثال ،في الم��ادة التقري��ر الس��نوي، وهي الم��ادة الوحي��دة ال��تي تتكلم عنعند كالمه عن مض��مون

مضمون ه�ذه الوثيق�ة رغم أهميته�ا، عب�ارة "...ويض��عوا تقري�را مكتوب�ا عن حال�ة الشركة ونشاطها أثناء السنة المالية المنصرمة..."، ماذا يمكن أن يفهم من ه��ذه العبارة؟ وكيف يمكن أن يطبقها مجلس إدارة الشركة؟ وهل تحقق ضمانة كافي��ة للمساهم؟ ال سيما وأنن�ا نتكلم عن الوثيق�ة األساس�ية إلعالم المس�اهم، أم�ا ك�ان على المشرع استعمال الضبط التقني بذكر ما يجب أن تتضمنه هذه الوثيقة بدق��ة

وشمولية قدر اإلمكان ؟

إن مج��رد ذك��ر الوث��ائق ال��تي تك��ون مح��ل اطالع أص��بح ال يل��بي حاج��ة المساهمين في اإلعالم واإلفص��اح، وال يش��كل دافع��ا لهم لالنض��مام إلى الش��ركة،

نظرا لنقص حمايتهم في مثل هذه الشركة.

إذا ك��ان يحس��ب للمش��رع الجزائ��ري النص على إمكاني��ة تبلي��غ المس��اهم بالوثائق محل اإلعالم ، مدعما بذلك لحقه في اإلعالم، لكن وبالرجوع للنصوص القانونية فإننا ال نجد أي أثر لتنظيم هذا التبليغ، هل يكون تلقائي��ا أم بطلب من

المساهم؟ هل يتم إرسال كل الوثائق أم بعضها؟ كيف يتم وبأي وسيلة؟

وهو ما ندعو المشرع إلى توضيحه أكثر، مع التفصيل في شروطه و ضوابطه.

بالنظر للتطور التكنولوجي الحاصل فإننا ال نستبعد أن تص��بح وس�ائل التواص�ل االجتماعي وس��يلة من وس��ائل إعالم المس��اهمين ب��النظر لالس��تعمال الواس��ع والس��هل له��ذه التكنولوجي��ا، وب��الرجوع للمش��رع الجزائ��ري نق��ول أن خاص��ية السرعة أصبحت من أهم الخص��ائص ال�تي يجب إبرازه�ا في ع�الم الش�ركات، وأن هذه السرعة تتالءم و تتحقق مع استعمال الوسائل الحديثة، فغي��اب ه��ذه الوسائل بطريقة كلية أو شبه كلية خاصة في آليات اإلعالم، ، يصعب من نظام

الرقابة الفردية للمساهم، من حيث سرعة تلقي المعلومة ودقة مضمونها.

625

وبناءا على هذا فإن إقحام الوس��ائل الحديث��ة، في آلي��ات اإلعالم و تنظيمه��ا و ض��بطها قانوني��ا ،مس��ألة فرض��ها الواق��ع االقتص��ادي، فن��دعو المش��رع الجزائ��ري لذلك ،لالرتقاء بوسائل وآليات إعالم المساهمين، ومحاولة االستثمار في الوسائل

الحديثة لالتصاالت.

لم ينص المشرع الجزائ��ري على إمكاني��ة اس��تعانة المس��اهم بخب��ير من أج��ل االطالع على وثائق الش��ركة، ولع��ل دافع��ه إلى ذل��ك ه��و الح��رص على س��رية المعلومات والوث��ائق ال��تي تك��ون مح��ل اطالع، لكن ه��ذا يح��رم المس��اهم من وسيلة فعالة من وسائل وآليات حسن اإلعالم، كون االستعانة بخبراء مختصين تمكن من الحصول على تحليل صحيح ومنطقي للمعلومات المقدم��ة ل��ه، كم��ا تس��هل علي��ه اكتش��اف أي تض��ليل ق��د يلج��أ إلي��ه مس��يرو الش��ركة والق��ائمون

خاصة وأنهم قد يتعمدون إدراج مفاهيم ومص��طلحات-بإدارتها إلخفاء أي تجاوز، معقدة وتقنية، ال يفهمها إال أهل االختص��اص، وه��و م��ا يجع��ل المس��اهم ق��ادرا وم��ؤهال التخ��اذ الق��رارات الالزم��ة والض��رورية لحماي��ة مص��الحه وحقوق��ه في

الشركة. لم ينص المش���رع الجزائ���ري على ح���ق المس���اهم في اإلعالم ال���دائم في

1975 من ق��انون 684، فلم يع��د تنظيم موض��وع الم��ادة 1993مرسوم سنة التي عدلها، وال ندري سبب ذلك، ألنه بهذا يك��ون ق��د ح��رم المس��اهم من آلي��ة

هامة للحصول على المعلومات، و هو ما ندعوه إلى تداركه. من القانون التجاري، لم يطلها التعديل إال فيما يتعلق بقيم��ة819 إن المادة

اللت��ان ألغيت��ا، وعوض��تا651،�� 648الغرامة المفروضة، على مخالفة المادتين ولهذا فنالحظ وج��ود تن��اقض وغي��اب التنس��يق في ه��ذه680،�� 678بالمادتين

النصوص، فالمشرع غيّر من مخط��ط اطالع المس��اهم على الوث��ائق، لكن��ه لم يغّير األحكام التي تعاقب على عدم االل��تزام به��ذا المخط��ط ، وه��و أم��ر علي��ه تداركه، ألنه وعوض أن يهتم القائمون ب��اإلدارة والمس��اهمون بممارس��ة حقهم في اإلعالم، فإنهم قد يجدون أنفسهم في غموض وتناقض في النصوص ما قد

يدخلهم في نزاع حول تفسير وفهم هذه النصوص. ندعوا المش��رع الجزائ��ري إلى توس��يع الحماي��ة الجزائي��ة للمس��اهمين في

الش��ركة، بتغطي��ة تش��ريعية لك��ل تص��رفات الجه��از اإلداري ال��تي ق��د تض��ر

626

بالمص��لحة الجماعي��ة للمس��اهمين، فالعدي��د من الج��رائم ال��تي تم تناوله��ا و المتعلقة بحماية حقوق و مصالح المساهمين ، غير منصوص عليها في القانون الجزائري، وهو ما يعتبر تقصير من المشرع الجزائري كون العقوب��ة الجزائي��ة هي أشد أقوى أنواع و وسائل الحماية، حتى وإن كان مبرر المشرع الجزائري هو النقص الفادح للقضايا المطروحة والمتعلقة بشركات المساهمة وتس��ييرها ورقابتها، فإن هذا ال يمن��ع من إع��داد وتحض��ير الس��احة القانوني��ة بم��ا يجب أن

يكون.التش��ديد من العقوب��ات المق��ررة على اإلعت��داء على حق��وق المس��اهمين

السيما حقوقهم المتعلقة بالجمعي��ات العام��ة ، كح��ق اإلعالم ، و ذل��ك لتحقي��ق الردع المطلوب ،فالمالحظ في القانون التجاري الجزائري ،غياب تام للتناسب بين هذه العقوبات و أهمية الحقوق المعتدى عليها ،على سبيل المثال : تفرض عقوبة مالية وبس��يطة، مقاب��ل االعت��داء على ح�ق المس�اهم في اإلعالم وم��ا يحققه هذا الحق للمساهمين من مصلحة وفائدة بالغة، فهو أس��اس التص��ويت السليم والصائب، فمع ضآلة قيمة الغرامة وغياب العقوب��ة الس��البة للحري��ة ،ال يمكن أن نتص��ور حماي��ة قوي��ة وفعال��ة له��ذا الح��ق، وه��و م��ا ن��دعوا المش��رع

الجزائري إلى تداركه عاجال.

ك���ذلك الح���ال بالنس���بة للعقوب���ة المق���ررة لالعت���داء على الح���ق فياالستدعاء، فهي غير مؤثرة بالنظر ألهمية هذا الحق بالنسبة للمساهم.

وبالنسبة للعقوبة المرصودة لمخالفة قواعد س��ير الجمعي��ات و ال��تي تعت��بر ض�مانة للمس�اهمين ،ف�نرى ض�رورة التش�دد فيه�ا، فهي أدنى عقوب�ة رص�دت لجرائم شركات المساهمة، فمادام أن المشرع لم يرى ضرورة إلدراج عقوب��ة الحبس، فإن��ه مل��زم على األق��ل برف��ع قيم��ة الغرام��ة المفروض��ة كوس��يلة

ردع ،لتوفير حماية أكثر للقواعد المتعلقة بانعقاد الجمعيات وسيرها.

فنذكر المشرع الجزائر بضرورة التشدد أكثر في هذه العقوب��ات ،ون��راعي في قولنا توجه المشرع األخير إلى عدم التش��ديد في العقوب��ات على مس��يري الشركات ومديريها ،ألن ذلك قد ي��دفعهم إلى الع��زوف عن ه��ذه المس��ؤوليات خاص��ة في المؤسس��ات االقتص��ادية العمومي��ة والبن��وك، فالسياس��ة العقابي��ة الجزائي��ة ال��تي اتبعه��ا المش��رع الجزائ��ري في س��نوات س��ابقة جعلت ه��ذه

627

المؤسسات والشركات والبنوك خاوي��ة على عروش��ها من حيث الكف��اءات في التسيير، وهو ما جعل المشرع يتراجع عن هذه السياسة ويغيره��ا إلى سياس��ة أكثر مرونة وتسامح ،بتخفيض العقوب��ات الجزائي��ة على ج��رائم التس��يير س��عيا لجذب الكفاءات وتخليصهم من خوفهم من تحمل تبع��ات س��وء التس��يير ال��ذي قد ال يصدر حتى منهم، لكن هذا ال يعني التس��اهل و ت��رك الحب��ل على غالب��ه ،

فال بد من توفير الحد األدنى من الصرامة و الردع.

.إدراج إمكانية استدعاء المساهمين للجمعيات العامة الكترونيا،لم يعد المشرع الجزائ��ري النص على إمكاني��ة اس��تدعاء الجمعي��ات العام��ة

من طرف وكيل معين قض��ائيا، بطلب ك��ل من مع��ني في حال��ة االس��تعجال أو (10/1بطب واحد أو أكثر من المساهمين ال��ذين يملك��ون على األق��ل عش��ر )

من القانون644رأس مال الشركة، بعدما نص على هذه اإلمكانية في المادة التي كانت تحدد الهيئات واألطراف التي يمكنها استدعاء1975التجاري لسنة

ف��إن المش��رع08-93الجمعيات العامة ،إال أنه وبمجيء المرس��وم التش��ريعي لم يعد ذكر وال حكم يتعلق باألجهزة ال��تي له��ا الح��ق في اس��تدعاء الجمعي��ات

والمتعلق��ة بمن��دوب الحس��ابات، و ه��و م��ا4 مكرر 715العامة، ما عدا المادة ندعوا المشرع إلى تداركه ، بالنظر ألهميته للمساهمين .

وجوبه��ا وال  لم ينظم المشرع الجزائري وثيقة جدول األعم��ال ، ال من حيث من حيث مضمونها، وهو أمر غير مقبول خاصة في مثل هذا الوقت.

لم ينص المشرع الجزائري على إمكانية التصويت بالمراس��لة في الجمعي��ات العام��ة ، وأم��ام إجازت��ه للتوكي��ل على بي��اض فإنن��ا ن��دعوه إلدخ��ال مث��ل ه��ذه

اإلمكانية، لما لها من أهمية .نص المش���رع الجزائ���ري على الوكال���ة في المش���اركة و التص���ويت في

، وال��تي1975 من الق��انون التج��اري لس��نة 646الجمعيات العامة في الم��ادة ك��انت تج��يز للمس��اهم أن ي��نيب عن��ه مس��اهما آخ��ر، أو أن ي��نيب عن��ه زوج��ه، ويضيف بأنه يمكن للمساهم أن يتلقى الوكالة الصادرة عن مس��اهمين آخ��رين

المع��دل08-93قصد تمثيلهم في الجمعية، لكن وبصدور المرسوم التشريعي والمتمم للقانون التجاري، فإن المشرع لم يعد تنظيم النيابة ولم ي�ذكرها، فم�ا الحكم من ذلك؟على المشرع تدارك هذا األمر ، كما يجب أن يبين موقف��ه من

628

التوكيالت على بياض ، و في حالة إجازته��ا ، و ه��و األم��ر الغ��الب ، أن يحيطه��ابمجموعة من الضمانات بالنظر لخطورتها .

لم ينظم المش��رع الجزائ��ري مكتب الجمعي��ة واكتفى ب��ذكره عن��د كالم��ه على ورقة الحضور.

ندعوا المشرع الجزائري إلعطاء المس��اهمين الح��ق في مس��اءلة و اس��تجواب أعضاء الجهاز االداري ، على غرار باقي التشريعات و حماية هذا الحق.

تمكين المس���اهمين من تنظيم أنفس���هم في ش���كل جمعي���ات لل���دفاع عن حقوقهم ، و حماية مصالحهم السيما المساهمين األقلية.

تكوين قضاة متخصصين في المسائل والنزاعات المتعلقة بشركات المساهمة و تنازع المصالح فيها .

.اتخاذ سياسة ضريبية محفزة للمدخرين المستثمرينمحاول��ة الخ��روج من ثقاف��ة الش��ركات العائلي��ة إلى ثقاف��ة اإلس��تثمار الواس��ع

واالنفتاح، و إلى ثقافة اإلدخ��ار في القيم المنقول��ة ، و ذل��ك ب��إجراء إص��الحات اقتص��ادية ش��املة ، وف��ق منهجي��ة واض��حة و متكامل��ة ، و ذل��ك في جمي��ع القطاعات ( البنوك ، الضرائب،الجمارك، المنافسة ، التأمينات، القطاع الع��ام خاص��ة اإلدارة) ، م��ع وض��ع م��ا يجب من ض��مانات و آلي��ات لحماي��ة المس��تثمر

المؤسساتي منه و الفرد . . تجسيد القيم األخالقية في كافة المستويات حتى يتسنى بناء اقتصاد أخالقيإص��الح اإلدارات و األجه��زة الحكومي��ة و كاف��ة النظم الم��ؤثرة على اإلقتص��اد

الوطني . بناء ثقافة العولمة الرشيدة للشركات السيما في القطاع الخاص ، م��ع تط��بيق

المبادئ التي تقوم عليها .القضاء و محاربة الفساد الذي يرتّب وجوده هروب اإلستثمار األجنبي والمحلي

، السيما الفساد في األجهزة الحكومي��ة ، ألن وج��ود الفس��اد ال يمكن أن يلتقيمع نشاط اقتصادي قوي وقائم بذاته و مستقل.

اس��تعمال وس��ائل اإلعالم المختل��ف و الحديث��ة منه��ا في ال��ترويج لإلس��تثمار و اإلنتاج و تشجيع األفراد على الول��وج لس��وق الم�ال، و اكتس��اب ثقاف��ة الس�هم

والبورصة مع اإلعالم بوسائل الحماية المكفولة لهم.

629

630