تأليه الطاقة والنعمةإدعاءات تأليه اإلنسان والرد عليها

إعداد األنبا بيشوى لقد اكتشفت مؤخرا أم��را فى غاي��ة الخط��ورة وه��و أن بعض ال��روم األرث��وذكس

ousiaالخلقيدونيين قد أعلنوا وكتب��وا أن الل��ه ه��و ج��وهره وطاقات��ه أى األوس��يا ويضيفون أنه بما أن طاقات الله، وليس جوهره فقط. energiaواألنرجيا

وبص��ريحهى الله فعندما نأخذ نحن النعم((ة فإنن((ا نتح((د بالل((ه ونتأل((ه. العبارة يقولون إن الطاقة هى الله وذلك فى كتاب نشر حديثا وموجود بين أيدينا

التأ7ل((ه ه((دف حي((اة"وض��عه أح��د رهب��ان جب��ل آث��وس المعاص��رين بعن��وان حيث كتب إقتباس��ا من تعليم غريغوري��وس بالم��اس رئيس أس��اقفة"اإلنس((ان

تسالونيكى باليون��ان فى الق��رن الراب��ع عش��ر وق��ال أن��ه لخص الاله��وت اآلب��ائىبقوله: هى إل((هإن كلية القداسة تأتى بعد الثالوث األق((دس مباش((رة، "

التأله هدف حياة اإلنسان"، تأليف األرشمندريت جيورجيوس." )"بعد الله كابسانيس رئيس دير غريغوري��وس/ جب��ل أث��وس، ترجم��ة األب د. إب��راهيم

(.26، صفحة 2008خليل دبور، طبعة ثانية كم��ا أن��ه إس��تنادا إلى مجموع��ة من الالهوت��يين البيزنط��يين مث��ل مكس��يموس

المعترف ونيقوديموس اآلثوسى قد كتب: ه((ذه الق((درات هى الل((ه"إن قدرات الله هى قدرات إلهي((ة، إن

" )نفس، إنه((ا الل((ه ل((ذلك تؤل((ه اإلنس((انبدون أن تك((ون ج((وهره(. 37المرجع صفحة

وكتب أيضا: "إن الله ليس وحسب ج((وهرا كم((ا يعلم الغربي((ون، ولكن عن((ده أيضا قدرة. فلو أن الله كان فقط جوهرا لما استطعنا أن نتح((د به أو أن تكون لن((ا ب((ه عالق((ة ألن ج((وهر الل((ه مخي((ف وال يمكن

)نفس("(( 20:(( 33لإلنس((ان أن يق((ترب إلي((ه، بحس((ب الخ((روج )(. 37المرجع صفحة

هنا ونسأل عن الطاقة الممنوحة من الله: كيف انقسمت ألسنة النار التى حلت على الرسل فى يوم الخمسين؟ هلأوال:

الله ينقسم؟ ه�ل الطاق��ات ال�تى تمنح للخليق�ة وتص�در عن الج�وهر اإللهى هى ب�إرادةثانيا:

الثالوث األقدس أم بغير إرادته؟للرد نقول أن معلمنا بولس الرسول يقول:

1

��رتئي ف��وق م��ا ينبغي عمة المعطاة لي لكل من هو بينكم: أن ال ي ي أقول بالن "فإن��ل واح��د مق��دارا من اإليم��ان... عقل كما قسم الله لك أن يرتئي بل يرتئي إلى الت

بة إلىمواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لناولكن لنا س�� : أنبوة فبالن(.6، 3: 12اإليمان" )رو

ا (7: 4 هبة المسيح" )أف أعطيت النعمة حسب قياسولكن لكل واحد من��ه وح الواح��د بعين ها يعملها الر "ولكن هذه كل بمف��رده كم��الك((ل واح((د قاسما

(.11: 12كو 1يشاء" ):ثم نستعين بأقوال اآلباء القديسين معلمى الكنيسة كما يلى

التمييز بين الطاقة والجوهر اإللهى فى أقوال اآلباء إن أق((وال اآلب((اء ت((بين التم((ايز بين الج((وهر اإللهى البس((يط غ((ير المدرك، وبين الطاقات والصفات أو الخ((واص المتع((ددة ال((تى يمكن إدراكها وبالتالى ال تكون هى الله، إنما مج((رد أنن((ا نع((رف الل((ه غ((ير المدرك من خاللها، وأيضا التم((ايز بين الج((وهر اإللهى وبين أس((ماء الله وخواصه. وطبعا الصفات واألسماء ليست هى الله. إلي((ك أمثل((ة

من هذه األقوال:فى القداس الكيرلسى نقول:

ينب��وع النعم��ةالبس((يط فى طبيعت((ه، الكث((ير األن((واع فى فعل((ه،" اإللهية، المساوى ل��ك، المنبث��ق من��ك" )الق��داس الكيرلس��ى حل��ول ال��روح

القدس(. uncompounded غير م((ركب أن الله فى طبيعته هو القديس أثناسيوسويقول in nature وغير متجزئ impartitive nature ( فقرة نيقية تعريف عن وأنه( 11الدفاع

الفقرة ) He is simple essence جوهر بسيط افريقيا أساقفة إلى .(.8الرسالة وكتب القديس باسيليوس أن الج((وهر اإللهى بس((يط لكن الق((درات

متنوعة فقال: بس((يط بحس((ب الج((وهر لكن هو"موزعا طاقاته وفقا لنسبة اإليم��ان،

" )القديس باسيليوس، كتب عن الروح القدس، الفصلالقدرات متنوعة(.22، القرة 9

وكتب موضحا الفرق بين الطاقات والص��فات وبينالقديس باسيليوس أيضاالجوهر فقال:

"نحن نقول أننا نعرف عظمة الله، وقدرته، وحكمته، وصالحه، وعنايت��ه بن��ا، وعدالة حكمه، لكن ليس جوهره ذاته... إن فكرتنا عن الله تتجم��ع من ك��ل

2

التى عددتها. لكن الله، يقول، أنه بسيط، وأن أى خاصية ل��هخواصهإطار ألنهم يعترفون أنظننت أنت أنها معروفة ل��ك هى خاص��ية لج��وهره...

هن(((اك تم(((ايز بين الج(((وهر وأى من الخ(((واص المتع(((ددة. إن لكننا نقول أننا نع((رف الل((ه، الطاقات تتنوع أما الجوهر فبسيط

من طاقات((ه، على أنن((ا ال نش((رع فى االق((تراب من ج((وهره. إن طاقاته تأتى إلينا من فوق أما جوهره فيظل بعي((دا عن منالن((ا"

(.1)الرسالة إلى أمفيلوخيوس الفقرة وأضاف: وموضوعإذن معرفة الجوهر اإللهى تتض��من إدراك أن��ه ال يس��بر غ��وره، "

عبادتنا ليس هو أن نفهم الجوهر لكن أن نفهم أن هذا الجوهر(.2 الفقرة 234" )الرسالة كائن

عن أننا نعرف الله من خالل خواصه:القديس غريغوريوس النزينزىوكتب "لم يتنفس أحد بعد كل الهواء، وال أى عقل أدرك إدراك كلى، أو أى حديث

وبه��ذالكننا نتص((وره من خواص((ه، احتوى بطريقة شاملة كينونة الل��ه. (.17نقتنى فكرة باهتة وواهنة وجزئية عنه" )العظة الالهوتية الرابعة فقرة

: عن صفات اآلب واالبن كتب القديس أثناسيوس "اآلب هو أزلى، خال��د، ق��ادر، ن��ور، مل��ك، س��يد، رب، خ��الق، ص��انع. وه��ذه

الب��د أن تك��ون فى ص��ورته" )المقال��ة الرابع��ة ض��د األريوس��يين،الصفات(. 20الفقرة

أس��ماء الل��ه ويقس��مها إلى: أس��ماءغريغوريوس النزي((نزىويع��دد الق��ديس تخص سلطانه، وأسماء تخص حكمه للعالم، وهذه تنقسم إلى وجهين األول قب��ل التجسد والثانى بعد التجسد. مثال ضابط الكل، ملك المج��د، مل��ك ال��دهور، مل��ك القوات، الحبيب أو المل��ك. وأيض��ا رب الص��باؤوت، ورب الجن��ود، ورب الق��وات، ورب األرباب، كلها ألقاب تخص سلطانه. لكن رب الخالص أو الس��الم أو ال��بر أو

إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فكلها أسماء تخص حكمه. يق��ول الحكم��ة والمعرف��ة والق��درة والس��ند والح��ق والختمأسماء االبنوعن

والص��ورة والن��ور والبه��اء والحي��اة وال��بر والتق��ديس والخالص )العظ��ة الالهوتي��ة(.20 و 19الرابعة، الفقرات الق((ديس غريغوري((وس النزي((نزى مفرق((ا الج((وهر عنثم بوض��وح كتب :الخواص بقوله

"هل الخلود والبراءة وعدم التغير هى أيضا جوهر الله؟ إن كان كذلك لكان لله جواهر كثيرة وليس جوهر واح((د؛ أو أن األلوه((ة مركب((ة من ه((ذه. ألن((ه ال يمكن أن يك((ون الل((ه ك((ل ه((ذه ب((دون

(.10)العظة الالهوتية الثالث، الفقرة تركيب إن كانت هذه جواهر"

3

وق((ال أيض((ا مؤك((دا الف((رق الشاس((ع بين الق((وة اإللهي((ة والج((وهراإللهى:

وفكرت ثانيا فى الشمس والشعاع والضوء ولكن هنا أيضا خفت أن يدخل"ب. ومن ناحي��ة فى روع الن��اس فك��رة ال��تركيب وينس��بوها إلى الغ��ير م��رك

لئال ننسب الجوهر لآلب وننك((ره على الشخص((ين اآلخ((رينأخرى . ألن��ه ليس الش��عاعونجعلهما مجرد قوتين إلهيين وليسا شخصين

وال الضوء شمسا ولكنهما مجرد فيضا من الشمس وصفات لجوهرها. ننسب لله الوجود وعدم الوجود فى آنوأخيرا وحسب هذا النموذج

وهذا أك��ثر رعب��ا" )العظ��ة الالهوتي��ة الخامس��ة، عن ال��روح الق��دس،واحد(.32 و 31مقال

إذن طاقة الله ال يمكن أن تكون هى الله.. إن الطاقة تصدر باإلرادة.. والطاق��ة تك��ون مقس��مة.. والطاق��ة تمنح وتعطى فى

الزمن ولكن الله أزلى.. الطاقة ليست هى الله.. الله جوهر غير مقترب منه كما أكد اآلباء القديسون فى األق��وال الس��ابق ذكره��ا. ل��ذلك عن��دما أراد الل��ه أن يس��مى نفس��ه حينم��ا س��أله

(14:�� 3" أى "أكون الذي أكون" )خ��ر أهيه الذى أهيهموسى عن نفسه قال " بمعنى أن��ه ه��و الك��ائن.. وه��ذا م��ا قال��ه حينم��ا أش��ار إلى نفس��ه لموس��ى باس��م

وفى قوله "أن(ا ه(و" ك(ان يش(ير. ولم يقل أنا الطاقة. الكائن" أى يهوه":إلى الجوهر اإللهى وفى ذلك كتب القديس أثناسيوس

"ورغم أن فهم جوهر الله هو أمر مستحيل، إال أننا إذا فهمنا أن الله ك��ائن، وكما تشير إليه األسفار به��ذه األلق��اب، فنحن، بغ��رض اإلش��ارة إلي��ه فق��ط

"أنا هو الذى أنا هو"ليس إال، ندعوه الله واآلب والرب. ثم حينما يقول إعالنأو "أنا هو الله" أو كما تقول األسفار "الله"، فإنن��ا ال نفهم ب��ذلك إال

، وأن��ه ه��و )يه��وه( ال��ذى نتكلم عن��ه. ل��ذلكجوهره غير المدرك نفسه يجب أال يتعجل أحد عند سماع أن ابن الل��ه ه��و من ج��وهر اآلب؛ لكن دع��ه 1يقبل شرح اآلباء، الذين بلغة مساوية لكن أكثر وضوحا كتب��وا "من ج��وهر"

فى مكان "من الله" )الدفاع عن تعريف نيقي��ة، الفص��ل الخ��امس، الفق��رة22.)

نقطة أخرى، هل عندما كلم اآلب االبن من السماء وه��و فى نه��ر األردن أو على ( ه��ل ك��ان5:�� 17، ومت 17:�� 3جبل التجلى وقال "هذا هو ابنى الحبيب" )مت

هذا الكالم والصوت الصادر من اآلب هو الله نفسه!؟ هذه طاقة ألن الصوت ه��وطاقة...

أم أن هذه الطاقة هى أقنوم االبن؟! بالطبع ليست أقنوم االبن...

فى قانون اإليمان النيقاوى. 14

هل هناك أقنوم رابع اسمه الطاقة وهو ليس أقنوم؟! والنعمة القصد تصدر بحسب evne,rgeiaالطاقة

وليس بالطبيعة.اإلرادة أى بحسب أما والدة االبن وانبثاق الروح القدس فليس بإرادة اآلب.

عن أن الت((دبير اإللهى من جه((ة الخليق((ة ه((و ب((اإلرادة اإللهي((ة كتبمعلمنا بولس ومعلمنا يعقوب الرسول يقول:

ذين هم ون الل��ه ال ذين يحب ��ر لل ياء تعم��ل مع��ا للخي "ونحن نعلم أن كل األش��(.28: 8" )روحسب قصدهمدعوون

ه وهما لم يولدا بعد وال فعال خيرا أو شرا لكي يثبت بقصد الله"ألن حس��ذي يدعو" )رو (.11: 9االختيار ليس من األعمال بل من ال

،ي بيسوع المسيح لنفسه بن ننا للت يئته"إذ سبق فعي ة مش(( ر ب مس(( "حس(((5: 1)اف

فنا ته، حسب بسر مشيئته"إذ عر ه" )افقصدها التي مسر في نفس��1 :9)

ابقا نين س�� يبا، معي ��ا نص�� ذي فيه أيضا نلن د"ال ��لحسب قص( ذي يعم��ل ك ال(11: 1" )افحسب رأي مشيئتهشيء

��ل ��ا، ب ى أعمالن ة، ال بمقتض�� ��ا دع��وة مقدس�� صنا ودعان ذي خل بمقتضى"الة" )القصد ��ة األزلي تي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل األزمن عمة ال والن

(.9: 1تي2"(.18: 1 فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خالئقه" )يع شاء"(10: 1، ليجمع كل شيء في المسيح" )افلتدبير ملء األزمنة (2: 3 المعطاة لي ألجلكم" )افبتدبير نعمة الله"إن كنتم قد سمعتم

كتب الق((ديس أثناس((يوس مفرق((ا بين والدة االبن بالطبيع((ة وبين فقال:الطاقة الخالقة التى هى باإلرادة

ألنه إن لم يكن إبنا فهو ليس ص�ورة. وإن لم يكن هن�اك إبن، كي�ف تق�ول" إن الله خ��الق؟ بم��ا أن ك��ل األش��ياء كائن��ة من خالل الكلم��ة وفى الحكم��ة وبدونهما ال يكون شئ، بينما تقول أن ليس ل��ه ه��ذا ال��ذى في��ه ومن خالل��ه

نفسه مثمرا،هو ألنه إن لم يكن الجوهر اإللهى يصنع كل األشياء. لكن عقيما كما يتمسكون، مثل نور ال ينير ومث((ل ينب((وع ج((اف،

؟ وبينم((اطاقة خالقةفهل ال يخجلون حينما يتكلمون عن أن له ينكرون ما هو بالطبيعة هل ال يحم((رون خجال من وض((ع م((ا ه((و

ألنه إن كان يش�كل األش�ياء الخارج�ة عن��ه وال��تى لم تكن قبله؟ باإلرادة موجودة من قبل، بمجرد أن يشاء، فيصير ص��انعها، فب��األولى أن يك��ون أوال والد لمولود من نفس جوهره ألنهم إن كانوا ينسبون لل��ه اإلرادة بخص��وص

5

األشياء التى ليست موجودة فلم�اذا ال ي�دركون أن فى الل�ه رباط�ات ف��وق هى أم((((ور تف((((وق اإلرادة، ال((((تى ينبغى أن يكونه((((ااإلرادة؟

)المقالة الثانية ضدبالطبيعة، وينبغى أن يكون أب لكلمته الخاص" (.2األريوسيين، الفقرة

وقال أيضا: ما"إبن تعنى ما هو مطابق له وحق��ا من الج��وهر المب��ارك الالمتن��اه؛ لكن

، وتش��كل من خالل مول��ودههو بحسب إرادته فقد تك((ون من خ((ارج(.2الخاص" )المقالة الثانية ضد األريوسيين، الفقرة

الق((ديسعن أن والدة االبن هى بالطبيع���ة أم���ا الخل���ق فه���و ب���اإلرادة كتب أيضا ما يلى:أثناسيوس

مولود منه بالطبيعة، وفيما يخصه هو فهو لم يستش((ر"ابنه الخاص هو ؛ ألن في��ه اآلبقبال)مقصود التشاور بين أقانيم الثالوث وهو الت((دبير(

؛ كم��ايستش(يريصنع، وفيه يشكل، أما بخصوص باقى األشياء مهما ك��انت فه��و . لذلك ف��إن(18:�� 1)يع بكلمة الحق" شاء فولدنايعلم يعقوب الرسول قائال: "

مشيئة الله بخصوص كل األشياء سواء مولودة ثانية أو مخلوق��ة من البداي��ة، هى فى كلمته ال��ذى في��ه ه��و يص��نع ويل��د ثاني��ة حس��بما ي��رى" )المقال��ة الثالث��ة ض��د

(. 61األريوسيين، الفقرة

القديس أثناسيوسوكتب : أيضا "الرجل يبنى البيت بالمشورة، لكن بالطبيعة يلد إبنا؛ وما فى البناء ب�دأ فى

؛ أم��ا االبن فه��و مول��ودب((اإلرادة، وه((و خ((ارجى عن الص((انعالوج��ود حقيقى من جوهر اآلب وليس خارجا عنه؛ ل�ذلك ه��و ال يأخ�ذ مش�ورة فيم�ا يخصه، لئال يبدو كأنه يأخذ مشورة عن نفسه. وحيث أن االبن يفوق الخليقة

" )المقالة الثالثة ض��دما هو بالطبيعة يفوق ما هو باإلرادةهكذا فإن (.62األريوسيين، الفقرة

وهذا يعنى أن ما هو بالطبيعة هو الله أما ما هو ب((اإلرادة فليس ه((والله بل طاقاته وعطاياه ألن ما هو بالطبيعة يفوق ما هو باإلرادة.

وكتب أيضا: هو آب االبن بالطبيع((ة"بحسب الطبيعة هو صالح، وأكثر من ذلك وحقا

(.62" )المقالة الثالثة ضد األريوسيين، الفقرة وليس باإلرادةفقد كتب عن والدة االبن بالطبيعة قائال:أما القديس كيرلس الكبير

وب��الحق، واالبن الوحي��د، حينم��ا أخ��ذ ش��بهناابن بالطبيعة"ألن الذى ه��و أعلن خصيصا أنه ابن الله، ليس ألنه أخذ ذلك لنفسه ألنه هو كان وهو كم��ا

قلت االبن الحقيقى" )تفسير إنجيل لوقا(.وكتب أيضا:

6

"فالطبيع�ة المخلوق��ة الخاض�عة للخ�الق، دعيت إلى م�ا ه��و ف��وق الطبيع�ة فه(و ليس االبن واإلل(ه أما االبن، واإلله والرب،بإرادة اآلب فقط،

وإنما بالوالدة من جوهر اآلب ذاته يتقب((ل، بإرادة اآلب واختياره" )تفسير إنجيل يوحنا(.بالطبيعة كل ما لآلب وصالحه

: المفصل بين األرثوذكسية واألريوسية إن المفصل بين األرثوذكسية واألريوسية ك��ان: ه��ل االبن مول��ود ب��إرادة اآلب أم

أنه مولود بالطبيعة؟ كل الصراع األريوسى مفاده أن اآلب كون لنفسه ابنا بإرادت��ه، وب��ه خل��ق الع��الم وكل األشياء. وأن االبن جاء إلى الوج��ود من الع��دم ب��إرادة اآلب، وأن االبن ليس من جوهر اآلب، وكان هن��اك وقت لم يكن الل��ه أب��ا، وك��ان هن��اك وقت لم يك��ون

��اني أول22:�� 8االبن موجودا ألنه مخلوق،.. واس��تخدم ك��دليل أمث��ال ب قن "ال��ر��ذ أوائل ��دء من ��ذ الب حت من ��ذ األزل مس�� ��ذ الق��دم. من ��ل أعمال��ه من طريق��ه من قب

األرض." م إن قضية األزل ليست مشكلة كبيرة.. ففى سفر الرؤي��ا قي��ل إن المالك "أقس��ماء وما فيها واألرض وما فيها والبح��ر وم��ا ذي خلق الس بالحي إلى أبد اآلبدين، ال

(. واألبدية هى الوجه المقابل لألزلية..6:� 10" )رؤأن ال يكون زمان بعدفيه، وبما أن هناك أشخاص سوف يدخلون إلى الحياة األبدي��ة ه��ذا يع��نى أنهم س��وف يرتفعون فوق الزمن. هذا االرتفاع فوق ال��زمن ال يع��نى الج��وهر اإللهى.. ولكنن��ا بالنعم��ة نع��بر ال��زمن ونتح��رر من��ه، ونص��بح غ��ير زمن��يين، أى ن��دخل إلى الحي��اة

الخالدة، ونتحرر من سلطان الزمن. إن قال لك أح�د أن�ا أؤمن أن المس��يح مول��ود من اآلب قب��ل ك��ل ال�دهور، وقب��لاألزمنة األزلية، ولكن بقصد اآلب وإرادته، عليك للتو أن ترفض ذلك رفضا تاما.

" وه��و منفيليب شاف فى ه��ذا الخط��أ وق��د س��جلها "أوريجانوسلقد وقع يقول إن االبن منفص��ل عنأوريجانوسأشهر مؤرخى الكنيسة. قال شاف إن

اآلب فى الجوهر وأنه إله ثان ولكنه منفصل عنه فى الج��وهر، وأن والدت��ه أزلي��ة (. بمعنى أن أوريج��انوس ك��ان620،�� 619من إرادة اآلب )المجلد الثالث صفحة

يقبل أن يكون االبن فوق الزمن ولكنه ال يقبل أن يكون له نفس جوهر اآلب...النقطة الفاصلة فى القضية

مة، ، وك��ل ه��ذه هىوتعطى للخليق((ة فى ال((زمنإن الطاق��ة تعطى مقس��طاقات إلهية، وهى النعمة اإللهية.

فيما يخص نقطة أن النعمة تعطى فى الزمن قد يردون علينا بق��ولهم إن معلمن��ايحبولس الرسول قال: " ��ا في المس�� تي أعطيت لن عمة ال بل بمقتضى القصد والن

يح، وع المس� نا يس�� م��ا أظه��رت اآلن بظه��ور مخلص�� ة، وإن يسوع قبل األزمنة األزليذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة اإلنجيل" ) أى (.10،� 9:� 1 تى2ال

مجهزة منذ األزل حتى ولو كانت قد منحت فى الزمن. أن النعمة7

هل النعمة تص((در من الل((هإن ه��ذه اآلي��ة ذاته��ا س��وف تثبت مفهومن��ا ألن��ه ؟! الرد هو أن النعمة تص��در ب�إرادة الل��ه ف��النص يق��ولبإرادته أم بغير إرادته

". والنعمةالقصدبمقتضى "وقد أوضح إكليمندس السكندرى أن صالح الله إرادى فقال:

"الل((ه ليس ص((الحا ال إرادي((ا، مث((ل الن((ار ال((تى تك((ون س((اخنة ال فيه، تمنح األمور الصالحة إراديا.. لذلك، فإن الل((ه إراديا. ولكن،

ال يعمل الصالح اضطرارا، لكن((ه يفي((د اآلخ((رين بحري((ة االختي((ار(.534" )مجموعة آباء ما قبل نيقية المجلد الثانى صفحة التى له

نس((تنتج من ذل((ك أن طاق((ات الل((ه ونعم((ه المعب((رة عن ص((فاته أىصفات جوهره تصدر بإرادة الله الحرة.

هذا يعيدنا ثانية إلى السؤال التالى:؟هل االبن مولود من اآلب بإرادة اآلب أم بغير إرادته

الذى يقول إن االبن مولود بإرادة اآلب ه��و أريوس��ى. ألن الص��راع ال��ذى دار بين أري((وس ك((ان يق((ول إن االبنالباب��ا ألكس��ندروس وأري��وس ك��ان س��ببه أن

أم((ا الباب((ا ألكس((ندروس وتلمي((ذه الق((ديس. مول((ود ب((إرادة اآلب .أثناسيوس الرسولى فقاال إن االبن مولود بالطبيعة وليس ب((اإلرادة وكانت حجتهما فى الرد على هرطقة أريوس هى أنه إن كان االبن قد ولد بإرادة

اآلب لصار مخلوقا.. ألنه لو كان مولودا ب��اإلرادة لك��ان مخلوق��ا، ح��تىاالبن مولود من اآلب بالطبيعة،

وإن كانت هذه الوالدة قبل الزمن كما إدعى أوريجانوس واألريوسيون.. فإن كان أن يوجد له ابن حتى قبل أن يخلق الزمن، لكان اإلبن مخلوقا! لكنأراداآلب قد

الحقيقة هى أن ما هو فوق ال��زمن أو م��ا ه��و فى الوض��ع األزلى ليس ل��ه ف��ارق زمنى، أى ليس فيه سابق ومسبوق. إذن القول بأن اآلب قد ولد أو أنه يل�د االبن

بإرادته، هو مرفوض تماما. كان هذا ه��و ص��راع الق��ديس أثناس��يوس ض��د أري��وس واألريوس��يين: أنهم ك��انوا ينادون بأن اآلب قد ولد االبن باإلرادة، أما كل الكنائس األرثوذكس��ية ال��تى ك��انت ضد األريوسية فى ذلك الحين فكانوا يقولون أنه مولود بالطبيعة بدون أى ت��دخل إلرادة اآلب. بمج��رد أن تت��دخل اإلرادة يص��ير االبن مص��نوعا أو أول المص��نوعات

كما يقول األريوسيون حتى لو كان ذلك قبل الزمن. إذن، النعمة حتى ولو ك��انت مجه�زة بس��ابق علم الل��ه قب�ل األزمن��ة األزلي��ة ألن�ه

��ه" )اعمكتوب أنها " ب منذ األزل جمي��ع أعمال (، فه��ذا ال18:�� 15معلومة عند الريعنى أن النعمة هى الله!

ه((ل يمكن أن نق((ول إن أعم((ال الل((ه هى الل((ه؟ ه((ل الل((ه يعم((لنفسه؟!!

8

فى التدبير األزلى يوجد القصد والنعم((ة، وه((ذه النعم((ة ص((ادرة عن قصد الله، فالله هو مصدرها، وهو صاحب الق((رار فيه((ا: يخل((ق أو ال

يخلق، يخلص أو ال يخلص، ينعم أو ال ينعم، يقيم أو ال يقيم إلخ.هنا ونصل إلى:

مفتاح الرد على هذا المفهوم الغريب إن النعمة صادرة بإرادة الله أما األقانيم فهى بالطبيع((ة كم((ا اتض((ح أيضا من أقوال آباء الكنيسة. النعمة كائن((ة بإرادت((ه واألق((انيم كائن((ة

بحسب الطبيعة، ألنه ال يوجد آب بغير ابن وال ابن بغير آب.هل يمكن أن تكون النعمة قد جهزت قبل األزمنة األزلية؟

نعم، ال يوج��د م��ا يمن��ع أن تك��ون النعم��ة ق��د تم تجهيزه��ا قب��ل األزمن��ة األزلي��ةب منذ األزل جميع أعماله" ( كما قلنا.18: 15" )اعمعلومة عند الر

قال أوريجانوس أن االبن منفصل عن اآلب فى الجوهر، وأنه إل��ه ث��ان، لكن اآلب ولده باإلرادة قبل كل الدهور. وقد تتلمذ أريوس على تعاليم كل من أوريج��انوس اإلسكندرى ولوسيان األنطاكى فخرج ببدعت��ه. ومن ي��دخل إلى أعم��اق الهرطق��ة األريوسية سوف يجد أن األريوسيين لم يكونوا مصممين على أن االبن ق��د خل��ق فى الزمن، ألنه هو خالق كل األش��ياء ومن ض��منها ال��زمن أيض��ا ح��تى أن مجم��ع

م ذكر أن االبن مولود من اآلب قبل ك��ل ال��دهور )الت��اريخ341أنطاكيا األريوسى الكنسى لسقراط(، ولكن أريوس كان مصمما على أن االبن جاء إلى الوجود من

. منبإرادتهالعدم بإرادة اآلب.. فما كان مصمما علي��ه ه��و أن اآلب أوج��د االبن يرجع إلى المراجع التاريخي��ة ويدرس��ها يج��د أن الص��راع األريوس��ى-األرثوذكس��ى منحص��ر فى ه��ذه النقط��ة وهى: ه��ل االبن ج��اء ب��إرادة اآلب أم بالطبيع��ة؟ ألن��ه حسب اإليمان األرثوذكسى هو مول��ود من اآلب بالطبيع��ة ل��ذلك لم تت��دخل إرادة

اآلب إطالقا فى وجوده وإال صار مخلوقا. وهكذا نكون قد وجدنا مفتاح حل هذه اإلشكالية.

تيالقص((د والنعم((ةبمقتض��ى كم��ا قلن��ا إن معلمن��ا ب��ولس الرس��ول ق��ال " الوع يح يس�� ��ا في المس�� ويق��ول(.9:�� 1 تى2" )قبل األزمن((ة األزليةأعطيت لن

ته التي قصدها في نفسه" (. و"القصد" فى النص9:� 1" )أف حسب مسر السابق هو اإلرادة. بمعنى أن اآلب السماوى جهز فى قصده قبل األزمنة األزلي��ة

ألنكل النعمة التى سوف يمنحها للخليق��ة من خالل ابن��ه المحب��وب فى ال��زمن ...التدبير اإللهى غير مستحدث، لذلك فهو أزلى

9

الطاقة التى يمنحها الثالوث للخليقة له((ا أص((لها فى اآلب وتتحق((قمن خالل االبن بواسطة الروح القدس.

إن منح الطاقات اإللهية هو عمل مشترك )أو عام( للثالوث الق��دوس، وه��و يب��دأمن اآلب ويأتى من خالل االبن ويتحقق فى الروح القدس.

:غريغوريوس أسقف نيصصقال القديس "كل عملية تأتى من الله إلى الخليقة، وتسمى بحسب فهمنا المتنوع لها. لها أصلها من اآلب وتأتى إلينا من خالل االبن وتكتمل فى الروح القدس"

)عن ليس ثالث آلهة أللبابيوس(. عدة مرات:القديس أثناسيوسهذه العبارة قالها

"اآلب يخلق كل األشياء من خالل الكلمة فى الروح القدس" )الرسالة إلى(. 5سرابيون، الفصل

وقال أيضا : "اآلب يفعل كل األشياء من خالل الكلمة فى الروح القدس" )الرسالة

(.28الثالثة إلى سرابيون الفصل يوضح كيفية منح الحياة من اللهللقديس أثناسيوسويوجد نص جميل

للخليقة قاله فى حديثه عن ألوهية الروح القدس: "من الواضح أن الروح )القدس( ليس مخلوقا، ولكنه يشترك )له دوره(

فى عملية الخلق. ألن اآلب يخلق كل األشياء من خالل الكلمة فى الروح )القدس(؛ ألنه حيثما يوجد الكلمة، فهناك الروح أيضا، واألشياء التى خلقت من خالل الكلمة تأخذ قوتها الحيوية )خارجة( من الروح من الكلمة. لذلك كتب فى المزمور الثانى والثالثون "بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة

(.5: 3فيه كل قواتها" )الرسالة إلى سرابيون

الحب األزلى المتبادل بين األقانيم الثالثة هو ص((فة للج((وهر اإللهىفالحب هو فى صميم حقيقة الجوهر اإللهى ألن الله محبة.

عن ه((ذا الحب األزلى بين األق((انيم كتب الق((ديس يوحن((ا الح((بيباإلنجيلى ما يلى:

"(.35: 3 وقد دفع كل شيء في يده" )يو اآلب يحب7 االبن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعماال أعظم مناآلب يحب7 االبن"ألن

بوا أنتم" )يو (.20: 5هذه لتتعج ك أرسلتني وأحببتهم (23: 17" )يوكما أحببتني"ليعلم العالم أن��ا ��ون أن ��ون معي حيث أك ذين أعطيتني يكون ه��ا اآلب أري��د أن ه��ؤالء ال "أي

ذي أعطيتني لينظروا مجدي ال اء الع((الم " )يوألنك أحببتني قب((ل إنش((17 :24)

10

فهم أعر مك وس�� فتهم اس�� ليك((ون فيهم الحب7 الذي أحببتني ب((ه"ع��ر( 26: 17وأكون أنا فيهم" )يو

ذي هو ر" )يوفي حضن اآلب"االبن الوحيد ال (18: 1 هو خبماوات ق��ائال "ه��ذا وت من الس�� وعند نهر األردن وعلى جبل التجلى كان ص��

(.5 : 17 و17: 3" )مت ابني الحبيب الذي به سررتهو ��وت ��ا إلى ملك ذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلن :1" )كوابن محبت((ه"ال

13.) عن هذه العالق��ة األزلي��ة بين اآلبالرسولى تغنى القديس أثناسيوسوقد

واالبن بقوله: "والجوهر كائن، وطبعا كان منه تعبيره وصورته، ألن ص��ورة الل��ه ليس من

وبه.. يسر، كما قال االبن نفسه "كنتخارج، لكن الله نفسه ولده، ح��تى يق��در إنس��ان أن يتجاس��رسروره". متى لم يكن لآلب س((رور،

ويق���ول أن "الص���ورة ه���و من ال ش���ئ"، وأن "اآلب لم يس���ر قب���ل والدة (. 20الصورة" )المقالة الرابعة ضد األريوسيين الفقرة

القديس أثناس((يوس من��ذ األزل فكتب فى حضن اآلب االبنأما عن كون ما يلى:

"ألنه دوما فى اآلب، فه��و فى حض��ن اآلب، وحض��ن اآلب لم يخل��و أب��دا من(. 2ألوهية االبن")وثيقة اإليمان الفقرة

:القديس أمبروسيوسوكتب "حض���ن اآلب"، إذن، يجب أن يفهم بطريق���ة روحي���ة، على أن���ه ن���وع من

بحب اآلب وبطبيعته وال((تى فيه((ا يس((كنالسكنى األعم��ق الخاص��ة . ح��تى أيض��ا بطن اآلب ه��و بطن روحى يخص هيك��ل داخلىاالبن دائم((ا

يخرج منه االبن كما من بطن ولود" )أمبروسيوس عن البطاركة(.

صفات الله الجوهرية ومنها الحب غير مرتبطة بوجود الخليقة: إن حب اإلبن لآلب أو حب اآلب لإلبن غير مرتبط بالخليقة ألن الحب

( وصفات الله8:( 4يو 1هو صفة جوهرية فى الله "ألن الله محبة" )الجوهرية كالحب والحياة والحكمة غير مرتبطة بالخليقة.

ألنه كم((ا أن اآلب ل((ه حي((اةوقال السيد المسيح عن الحي((اة اإللهي((ة " :5" )ي((و في ذاته كذلك أعطى االبن أيضا أن تكون ل((ه حي((اة في ذات((ه

26.) الرسولى على ذلك فى تفس��ير لعب��ارة "ك��ل م��االقديس أثناسيوسوقد أكد

(.15: 16لآلب هو لى" )يو

11

"ألنه إن كان المقصود هو الخليقة، فاآلب لم يكن يملك شيئا قبل الخليق��ة، ويثبت أنه تقبل شيئا إضافيا بالخليقة؛ لكن ليبعد ه��ذا الفك��ر. ألن��ه كم��ا أن��ه

وه��و م��ا نعتق��د أنقبل الخليقة كان له ما لهكائن قبل الخليقة، هكذا ،27:�� 11، وم��تى 22:�� 10(" )على لوق��ا 15:�� 16االبن أيض��ا يملك��ه )ي��و

(.3الفقرة االبن يرى اآلب ويعرفه:

أن االبن يرى اآلب:القديس يوحنا اإلنجيلىكتب ه. ذي من الل ال (46: 6 )يوهذا قد رأى اآلب""ليس أن أحدا رأى اآلب إال

وته ق��ط وال معوا ص�� هد لي. لم تس�� لني يش�� ذي أرس�� ه ال رتم"اآلب نفس�� أبص(((37: 5" )يوهيئته فى تفس��يره لعب��ارة "ه��ذا ق��د رأى اآلب" فىالقديس ك(يرلس الكب(يركتب

إنجيل يوحنا: "ألن الطبيعة اإللهية وغير المدركة ق��د انحجبت وانس��حبت ليس عن أعينن��ا فقط، ولكن عن أعين كل الخليقة: ألنه فى عبارة "ليس أحدا" هو يتض��من كل األشياء، وفى إعالنه أنه هو وحده من الله وأن��ه رأى اآلب، يض��ع نفس��ه

لكن حيث أنهخارج الك��ل، بينم��ا "ليس أح��دا" ق��د تفهم بمع��نى إعالنى. مستقل عن الكل، وبينما لم يرى أحد اآلب، وهو وحده ال تفوته

رؤيته، فكيف ال يدركه بع��د، ليس ض��من الك��ل، كواح��د منهم، لكن خارج��ا : وعن حقهو وحده يرى اآلب ألنه هو من اللهعنهم، بل وفوقهم؟..

نفهم عبارة "من الله" بمعنى من جوهر اآلب، فيما يخصه ه��و وح��ده.. عن االبن بمع��نى آخ��ر وأص��دق ف��إن كون��ه "من الل��ه" ي��بين أن��ه من��ه بحس��ب الطبيعة. وهك��ذا، لكون��ه غ��ير مع��دود ض��من الك��ل، لكن خارج��ا عن الك��ل، وفوق الكل مع اآلب، فهو ال يشترك فى نقائص الك��ل فى أن��ه يس��تثنى عن

سوف ي((راهالمشابهة بهم، لكن لكونه مرتفعا إلى طبيعة من ول��ده فه��و . بال شك الذى هو منه

��رى من اآلب، ال يس��تطيع لكن كي��ف وب��أى طريق��ة، ي��رى )االبن( اآلب أو ي اللسان أن يعبر: ومع ذلك يجب علينا أن ندرك ذلك بطريقة إلهية" )تفسير

إنجيل يوحنا(. وفى شرحه لعبارة "اآلب يحب االبن ويريه جميع ما هو يعمله" فى تفسير إنجيل

اآلب ي((رى فى االبن ضمن ما كتب أن الكبير القديس كيرلسيوحنا كتب ثم قال:خواصه الطبيعية

والله اآلب ي((رى االبن فى نفس((ه، وأيض((ا االبن ي((رى اآلب فى"��رى الب��د أننفسه . لذلك قال "أنا فى أبى وأبى فى". لكن أن ي��رى وأن ي

يكون تصورها هنا بطريقة الهوتية" )تفسير إنجيل يوحنا(.والقديس يوحنا ذهبى الفم يقول

12

"لكن ما ه��و الل�ه فى الحقيق�ة، ه��ذا لم ي�ره األنبي�اء وال ح�تى المالئك��ة وال رؤس��اء المالئك��ة. إن س��ألتهم س�وف ال تس��معهم يجيب��ون ب�أى ش�ئ يخص

فىجوهره، إنما يرفع��ون "المج��د لل��ه فى األع��الى وعلى األرض الس��الم و (. إن كنت تريد أن تتعلم شيئا من الشاروبيم أو14: 2الناس المسرة" )لو

السيرافيم سوف تسمع أغنيتهم الخفي��ة عن قداس��ته أن "الس��ماء واألرض (. وإن سألت القوات العليا سوف تجد أن3:� 6مملوءتان من مجده" )إش

عملهم الوحيد هو تمجيد الله. "سبحوه" ق��ال داود "ي��ا جمي��ع جن��وده" )م��ز . كي��فأما االبن فهو وحده يراه وأيضا ال((روح الق((دس(.�� 2:�� 148

(.15يمكن ألى مخلوق أن يرى غير المخلوق؟" )العظة "كم��ا أن كث��يرون رأوه فى حال��ة رؤي��ا مس��موح لهم به��ا، لكن لم ي��ر أح��د

ال يعلم أحد جوهره إال المول((ودجوهره، كثيرين منا يعرفون الله، لكن (.15" )العظة منه

أما من ه((و فى حض((نه"ألن من يرى ليس له المعرفة الدقيق��ة عن اله��دف ."فال يجهل شيئا

وكتب كيرلس األورشليمى "م��اذا إذن، س��وف يق��ول البعض، أليس مكتوب��ا عن الص��غار أن "مالئكتهم ينظرون وجه الله فى الس��ماء"؟ نعم، لكن المالئك��ة ي��رون الل��ه ليس كم��ا يراه هو )االبن(، إنما كيفما يحتمل��ون هم أنفس��هم. ألن يس��وع نفس��ه ق��ال "ليس أحدا رأى اآلب إال الذى من الل��ه، ه��ذا ق��د رأى اآلب". المالئك��ة إذن ي��رون ق��درما يحتمل��ون، ورؤس��اء المالئك��ة ق��درما يس��تطيعون: والع��روش

فاالبن وال((روح الق((دسوالقوات أكثر منهم لكن أقل من جدارته ه��و: ألن ال((روح يبحث ك((ل: فقط هم((ا الل((ذان يس((تطيعان أن يريانه

شئ ويعرف أعماق الله: وكذلك االبن الوحيد أيض((ا، م((ع ال((روح وه��و يق��ول "ليس أح��د يع��رف اآلب إالالقدس، يعرف اآلب بالكمال:

االبن ومن أراد االبن أن يعلن له. ألنه ي��رى بالكم��ال، ويعلن الل��ه بواس��طة(.6الروح القدس بحسب القدر الذى يحتمله كل أحد" )محاضرة تعليمية

عن األريوسيينالقديس أثناسيوس الرسولىويقول "إنهم متهورون حقا، ويتبع��ون رغب��اتهم الشخص�ية، وال يخ��افون من تك��وين

(، وهى أس��مى منه�ا12:�� 1ب�ط 1آراء عن أمور تشتهى المالئكة أن تراها ) كثيرا، فى الطبيعة المرتبة. ألنه ماذا يوج��د أق��رب إلى الل��ه من الش��اروبيم

، وال يقف��ون ب��أرجلهم، وال ح��تىومع ذلك فإنهم ال يرونهوالسيرافيم؟ :10)على لوق��ا وهم حفاة األقدام، إنما بوجوه مغطاة يقدمون تماجيدهم"

(.6، الفقرة 27: 11، ومتى 22التدبير الثالثوى:

13

اإليكونوميا )التدبير( تبين أن هناك نوع من المداولة بين األقانيم إنصح التعبير. فيقول الكتاب:

(.26: 1 اإلنسان على صورتنا كشبهنا" )تكنعمل"وقال الله: "ان بعض" )تكننزل ونبلبل"هلم هم لس�� مع بعض�� ى ال يس�� :11 هناك لسانهم حت

7.) والمع��روف أن الجم��ع للتفخيم غ��ير وارد فى اللغ��ة العبري��ة كم��ا ه��و الح��ال فى

العربية، وبالتالى يكون الجمع هنا عددى. ، أى باتفاق أق��انيمتدبير الخالص هو تدبير ثالوثىومن المعروف الهوتيا أن

الثالوث. فنحن نرنم فى تسبحة نصف الليل فى ثيئوطوكية يوم الثالثاء قائلين:"ألنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلصنا".

وكتب فى المزمور:ب"أما (.11: 33)مز فإلى األبد تثبت. أفكار قلبه إلى دور فدور"مؤامرة الر

:القديس أثناسيوس الرسولى وكتب االبن ليس مص((نوعا، ب((ل فى الج((وهر ه((و بالفع((ل ابن اآلب،"

بينما فى التدبير حس((ب مس((رة اآلب الص((الحة، ص((نع من أجلن((ا ، الفق��رة14" )المقال��ة الثاني��ة ض��د األريوس��يين الفص��ل وتكون كإنسان

11.)

14