أسرار الصالة

الشيخ حبيب الكاظمي

الطبعة: االولى ــ 1439 هالناشر: نور املعارف

اإلخراج الفني: السيد محمد رضا الحكيماملطبعة: نينوا ـــــ قمالكمية: 1000 عدد

نور املعارف للطباعة والنشر:ايران: قم ، شارع معلم ، مجمع ناشران ، رقم ٥0٨

الهاتف: 9٨٢٥3٧٨41133+ الجوال: 9٨9101104٥3٨+

مراكز التوزيع:

ايران: قم ، شارع سمية، فرع 1٢، حوزة األطهار )ع( التخصصية

الهاتف: 9٨٢٥3٧٧4٥٢٨1+

النجف األشرف: شارع اإلمام الصادق )ع( ، فرع مصرف الرشيد ،

مقابل مكتب السيد الحائري ، مجمع املعارف ، الهاتف: 0٧٨091٨041٥

لبنان: بيروت ، الرويس ، شارع الرويس، بناية ناصر ، دار الوالء

الهاتف: 9611٥4٥133+ الجوال: 96136٨9496+

أسرار الصالة

الشيخ حبيب الكاظمي

نور املعارف

للثقافة والتطو ير

سرشناسه: کاظمی، حبیب، 1336

عنوان: أسرار الصالة؛

تکرار نام پدیدآور: حبیب الکاظمی

مشخصات نشر: قم: نور معارف، 1439هـ = 1396

مشخصات ظاهری: 360ص.

شابک: 978-600-98643-1-7

وضعیت فهرست نویسی: فیپا

یادداشت: کتابنامه

یادداشت: عربی

موضوع: نماز

موضوع: نماز - فلسفه

Bp 186 / 2 / رده بندی کنگره: 1396، 5 الف 2 ک

رده بندی دیویی: 297/353

شماره مدرک: 4789533

هف سر

احمل

وتي

5

الةلص

ار اسر

أ

فهرس املحتويات

فهرس املحتوياتstnetnoCetnoC

7 مقدمة الناشر

9 مقدمة املؤلف

الفصل األول: اآلداب الباطنية في التهيؤ النف�سي 11

الفصل الثاني: اآلداب الباطنية للطهور 77

الفصل الثالث: اآلداب الباطنية للساتر 97

الفصل الرابع: األسرار الباطنية للقبلة 107

الفصل الخامس: اآلداب الباطنية للوقت 115

الفصل السادس: اآلداب الباطنية للمكان 135

الفصل السابع: اآلداب الباطنية لألذان واإلقامة 147

الفصل الثامن: اآلداب الباطنية للنية 163

الفصل التاسع: اآلداب الباطنية للتكبير 177

الفصل العاشر: األسرار الباطنية لالستعاذة 189

الفصل الحادي عشر: اآلداب الباطنية للبسملة 195

الفصل الثاني عشر: اآلداب الباطنية للقراءة 205

الفصل الثالث عشر: اآلداب الباطنية للركوع 229

الفصل الرابع عشر: اآلداب الباطنية للسجود 241

هف سر

احمل

وتي

6

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الفصل الخامس عشر: اآلداب الباطنية للتشهد 265

الفصل السادس عشر: اآلداب الباطنية للتسليم 273

الفصل السابع عشر: اآلداب الباطنية للقنوت والتعقيب 283

الفصل الثامن عشر: اآلداب الباطنية لصالة الليل 299

الفصل التاسع عشر: اآلداب الباطنية للمسجد 323

الفصل العشرون: اآلداب الباطنية لصالة الجماعة 343

قتةمه

لملان

نش

7

الةلص

ار اسر

أمقدمة الناشر

مقدمة النارش

بسم هللا الرحمن الرحيم

القارئ التكنلوجي وتعدد وسائل االتصال، أم�سى التسارع في خضم

بأمس الحاجة إلى املناهل الرصينة التي يستقي منها املدد الفكري املتمثل

باملنشورات املكتو بة والتي التزال لها الصدارة عند املثقف العربي.

مهمة التصدي لتوفير املناهل العلمية واملصادر الفكر ية، مسؤولية

الفكري التراث على للحفاظ مدروس؛ بشكل لها التصدي من البد

وتطو ير األطروحة العلمية وتقديمها بأيسر سبلها وأبهى صورها للقارئ

الكر يم.

لنشر بالتصدي املسؤولية هذه املعارف نور مؤسسة أخذت وقد

الكتب األخالقية والدينية التي يحتاجها القارئ الكر يم، السيما في هذا

الوقت الذي كثر فيه التأليف وتعددت مصادر النشر حتى أم�سى القارئ

أمام آالف العناو ين املطبوعة اليعلم غثها عن سمينها، مع غياب الرقابة

العلمية الرصينة التي تحمل في صميمها املسؤولية الشرعية واألخالقية

في تقديم املائدة الفكر ية للقراء الكرام.

إن منهج مؤسسة نور املعارف في التواصل مع القارئ الكر يم يتمثل

تنبثق التي الفكر ية واألطروحات الرصينة الكتب بتقديم األمانة في

مايحمله لكل ومراجعة دقيق إشراف تحت محمد‘، آل فكر من

قتةمه

لملان

نش

8

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الكتاب املنشور من أطروحة فكر ية.

لكتب عناوين مجموعة الكريم للقارئ املوسم هذا في نقدم حيث

جديدة بأطروحة فكر ية سلسة يأنس بها املطلع ويحصد من كنوزها ما

يسعه إناءه.

وبين يدي القارئ الكريم نقدم هذه املجموعة ملؤلفها سماحة املربي

الشيخ حبيب الكاظمي في العناوين التالية:

أسرار الحج

أسرار الصالة

أسرار الصيام

التي والفكر ية األخالقية الطبعات من بمزيد الكر يم قارئ ونعد

الذين من يجعلنا أن املولى سائلين املعارف، نور مؤسسة ستقدمها

يحملون شعلة الفكر املحمدي لطالبيه، أملين أن نكون عند حسن ظن

القارئ الكر يم.

دار نور املعارف

ةملمد

نلمشا

ن

9

الةلص

ار اسر

أمقدمة املؤلف

مقدمة املؤلف

بسم هللا الرحمن الرحيم

الطيبين وآله األمين رسوله على هللا وصلى العاملين رب هلل الحمد

الطاهر ين.

القرآن وهو ر به، يدي بين العبد يقفها وقفة أجمل الصالة إن

الصاعد بل وفي ضمنها القرآن النازل، وفيها يجمع العبد بين الحديث مع

الرب، وحديث الرب معه. وخير ما يجسد لنا هذه العالقة الر بانية، هو

الصالة أفضل »إن قائال: الصالة الرضا× حيث يصف اإلمام قول

العبادة هلل، وهي أحسن صورة خلقها هللا، فمن أداها بكمالها وتمامها،

فقد أدى واجب حقها، ومن تهاون فيها ضرب بها وجهه«، وامللفت في هذه

الى بكمالها وصل أداها السلب واإليجاب: فمن بيان طرفي الرواية هو

كماله املنشود، ومن تهاون فيها لم يحرم القبول فحسب، وإنما يضرب

بها وجهه، كناية عن إعراض هللا تعالى عنه.

- ومن هذا املنطلق أحببنا أن يتم تدوين سفر جامع آلداب الصالة

- فكان هذا الكتاب بعد مالحظة جل ما كتب في املجال قديما وحديثا

هذه أسرار من لكثير - تعالى هللا بتوفيق - جامعا يديك، بين الذي

الفر يضة التي ما أعطيناها حقها، والحال أن كل �سيء من أعمالنا تبع

لها، كما ذكره أمير املؤمنين×.

ةملمد

نلمشا

ن

10

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وقد حاولنا بحمد هللا تعالى، أن نأتي بما تيسر من الروايات املناسبة

بالتعقيب، بل لكل بالطهور، وختما لكل فعل من أفعال الصالة: بدءا

ما يلحق بها من صالة الجماعة وصالة الليل، وذلك بعد مراجعة اآليات

هذا في الروائية املصادر معظم و الكريم، القرآن في للصالة املتناولة

الباب، كما أحببنا أن تكون طريقة العرض فيه على شكل نقاط محددة،

بدال من السرد واإلسهاب، لتكون كل فقرة فيه موردا للتأمل والتفكر.

وعليه فال مانع من أن يكون هذا الكتاب في مصلى املؤمن بين يديه،

ليكون التأمل فيه من موجبات إتقان صالته، واالطالع على النصوص

الشريفة الواردة فيها، ولعله يكتب حينها في عداد املعقبين فيها، إذا كان

مما يوجب له التفكر في عظمة هللا تعالى، والخشية منه .

كر - من جمله املفلحين الذين أسال هللا تعالى أن يجعلنا - بعد كل ما ذ

ين هم يف صالتهم خاشعون﴾، ومن

جعل هللا تعالى من أول سماتهم ﴿ ال

هم ع صالتهم ين

﴿ ال هم ع صالتهم يافظون﴾، ومن ين

مجلة ﴿ الإنه ولي .. عن صالتهم ساهون ﴾ هم ين

دائمون﴾ وأن ال يجعلنا من}ال

التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العاملين .

حبيب الكاظمي

٢9 ر بيع املولود 1439

1اآلداب الباطنية يف التهيؤ النفسي

الفصل األول: اآلداب الباطنية في التهيؤ النف�سي

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

13

الةلص

ار اسر

أ

ملكوت العباداتالحركات هذه مثال الحج فليس و باطنا، ملكوتا للعبادات إن -1

هذه الصالة باطن وليس فحسب، الحجاج يؤديها التي الظاهر ية

تؤشر بيته ^ وأهل النبي روايات فإن فحسب، البدنية الحركات

إشارة من بعيد - بل من قر يب - إلى هذه الحقيقة.. ولعل هذا الحديث

الالفت في مضمونه، مما يلقي الضوء على هذه الحقيقة؛ إذ روي عن

ه ه قال: »لو يعلم املصل ما يغشاه من جلل اهلل ما س أمير املؤمنين × أن

أن يرفع رأسه من سجوده«))).لة، نزلت وقد روي عن اإلمام الصادق ×: »إذا قام املصل إىل الص

ت به امللئكة، و ناداه مء إىل أعنان الرض، و حف ة من أعنان الس ح عليه الرالتفت لو أنه أي انفتل «)))، ما لة، الص ف ما املصل هذا يعلم لو ملك: أين ولكن تركها، ملا تحملها التي واملعاني الصالة، ملكوت إلى صاحبها

الذين التفتوا إلى هذه الحقيقة الكبرى في العالقة مع ر ب العاملين؟!.

1( اخلصال، ج2،ص632. 2( الكايف، ج6، ص9.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

14

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الشوق والرتقب٢- إن من ير يد الصالة الخاشعة، عليه أن يعيش حالة من الترقب

للدخول في بحر الصالة، فالذي ير يد أن يصل إلى ملكوت الصالة، ال بد

وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، مترقبا للصالة بكل شوق،

فالصالحون واألولياء يعدون أنفسهم للقاء املولى قبل ساعة أو ما يقر ب

منه، بينما عامة الناس يفاجؤهم الوقت مفاجأة، ولعل بعضهم يتمنى

في قرارة نفسه أن ال يدخل عليه الوقت لكيال يفسد عليه لهوه، وما هو

مشغول فيه من دنياه!.

وللشهيد الثاني + بيان سديد في هذا املجال حيث يقول:

لكونه عند دخوله، البهجة الرسور، وعىل وجهك قلبك »وليظهر عىل سببا لقربك ووسيلة إىل فوزك، فاستعد له بالطهارة والنظافة، ولبس الثياب الصاحلة للمناجاة، كم تتأهب عند القدوم عىل ملك من ملوك الدنيا، وتلقاه قديم، والفضل عميمة، الرحة فإن والرجاء، واخلوف والوقار بالسكينة

والخذ واالستدراج متحقق، والطرد عند التقصري متوجه«))).

بركات التلقني3- إن األمور الكبرى في الحياة واملعاني السامية فيها، تبدأ بالتلقين،

يمل من أن ال اإلنسان الدؤوبة، وعلى املمارسة بعد إلى واقع وتتحول

لطبيعة معاكسة حركة تعالى هللا إلى السير إذ املستمر؛ التلقين هذا

اإلنسان، والتي تدفعه إلى: امليل إلى شهوات الدنيا، والتثاقل إلى األرض،

وتقديم املجاهدة، على اللذة وتقديم اآلجل، على العاجل وتقديم

املصلحة اآلنية على املصلحة املستقبلية.

أضف إلى ذلك كله، فإن العبادة هو تعامل وتفاعل مع عالم الغيب،

1( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، ص101.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

15

الةلص

ار اسر

أوالغيب إذا بقي غيبا محضا، فإنه لم يعد داعيا لحركة اإلنسان إلى ر به،

- ولكن ال يعيش إيمانا ذهنيا باملبدأ واملعاد - أي بالغيب فالذي يؤمن

تلك الحقيقة الشهودية في قلبه، فإن من الطبيعي أن ال يسير إلى هللا عز

، و بمثال جامع نقول: إن الذي ير يد أن يسبح خالف حثيثا

وجل سيرا

أن إلى ومجاهدة، ومعاناة تكلف إلى األمر أول في يحتاج فإنه التيار،

يتعود ركو ب املوجة و بالتالي تجاوز العقبات.

املنطقة الربزخية4- إن الدخول في بحر الصالة يحتاج إلى تهيؤ نف�سي مسبق، بمعنى

البرزخية باملنطقة بينه و بين الصالة، يتمثل أن يجعل اإلنسان حائال

أن تعامل مع بشر، لوضوح ين: فال هي صالة وال هي

العامل بين الحائلة

اإلنسان ال يمكنه الخروج عادة من الجو الذي كان يعيش فيه في لحظة

واحدة، كما لو كان مثال في خصومة مع زوجته ثم دخل في الصالة، فإنه

من الطبيعي حينئذ أن يستمر في خصومته معها، بحديث نف�سي عدواني

معها وهو في حال الصالة، و من هنا نرى القرآن الكر يم يؤكد على هذه

الحقيقة، أال وهو التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغرو ب.

وعليه فإن على العبد أن يكرر ذكر هللا تعالى قبل غرو ب الشمس وقبل

شروقها، وفي مكان يهيـئ نفسه فيه للمثول بين يدي هللا تعالى بذكر بعض

التسبيحات والتهليالت، و باقي املستحبات املأثورة ليخرج بذلك تدريجيا

للتهيؤ من جو التفاعل مع عناصر هذه الدنيا، وقد جعل هللا تعالى فترة

من أجل اإلتيان بصالة الفجر متمثلة في صالة الليل، كما جعل فترة تهيئة

للظهر ين وذلك بنوافلها السابقة عليها، وكذا األمر في العشاء.

فاملالحظ في غالب الفرائض الخمس، بأن هناك قبلها من الطاعات

ما يهيـئ العبد للدخول فيها، متمثلة بالنوافل واألذكار؛ إذ إن رتبة الواجب

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

16

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ال يرقى إليها املستحب، فكان من الطبيعي أن يكون اإلتيان باملستحبات،

مقدمة إلتقان الواجبات، بل هي جابرة للنقص.

السجدة املهيأةالتهيؤ للصالة الخاشعة قبل دخول الوقت، أن ٥- إن من موجبات

يسجد اإلنسان بين يدي هللا عز وجل سجدة تأملية أو استغفار ية أو

إلى الحاالت في بعض السجود نحول - قد - مع األسف فإننا يونسية،

حركة بدنية محضة، ال يستشعر فيها العبد أي معنى من معاني التذلل

والخشوع بين يدي هللا تعالى، والحال أن حقيقة السجود هي الحقيقة

الجامعة املستوعبة ملختلف املعاني امللكوتية.. وعليه فما املانع أن يعيش

التذلل، واملناجاة، والتأمل، فيما سيقبل اإلنسان أجواء مختلفة من:

عليه من اللقاء بين يدي هللا عز وجل؟!.

السلوك بني الفريضتنيمراقبة هي الخاشعة، للصالة والتهيؤ التوفيق موجبات من إن -6

السابق على الصالة الذنب أن الفر يضتين، فمن املعلوم بين السلوك

- وخاصة إذا كان مقار با أو لصيقا لها كمن دخل املسجد وقد مر بالسوق ونظر إلى ما يحرم النظر إليه - قد يؤثر على توجه اإلنسان، فعندما يأتي

إلى الصالة، فإنه سيعيش قهرا جوا من أجواء البعد عن هللا عز وجل.

نفسه خ يلط من إن مفاده: األخالق كتب في جميل تعبير وهناك

عليه تهجم أن الطبيعي فمن الزنابير، بيت من يقتر ب ثم بالعسل،

لطخ الذى العسل ألن جسده؛ ع

بق من بقعة كل في لتلدغه الزنابير،

نقول: املثال الزنابير، وقياسا على هذا إليه مثل هذه بدنه، يجذب به

لذاته، في املنهمك العا�سي اإلنسان هذا مثل تستهوي الشياطين إن

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

17

الةلص

ار اسر

أومعاصيه وغفالته. وعليه، فإن اإلنسان عندما يقف للصلوة بين يدي

هللا تعالى، تهجم عليه الشياطين والخواطر الحقة منها والباطلة، بحيث

في صالته، لسانه يفقه شيئا مما جرى على لم الصالة وهو ينتهي من

وال ينبغي حصر األمر باملعا�سي الظاهرة، بل إن كل التفات عن الحق

التأثير، والدليل على - له مثل هذا - ولو بفضول نظر أو قول املتعال

هذا إن اآلية الكر يمة ر بطت بين الخشوع في الصالة، و بين اإلعراض عن

اللغو في مفتتح سورة املؤمنون.

تفريج اهلمومفي يحتاج اإلنسان أن هو إنكارها يمكن ال التي الحقائق من إن -٧

في له مفزع وال له أنيس ال من إن إذ همومه؛ إليه يبث من إلى حياته

الحياة، قد يعيش حالة من حاالت الكبت والتبرم ثم االنفجار، ومن بعد

ذلك االنهيار الكامل.

بني جنسه كسبيل وذر يعة إلى يلجأ إذا كان اإلنسان وحينئذ نقول:

لتفر يغ همومه، فلماذا ال يتخذ من الصالة مثل هذه املحطة لبث شكواه

إلى العليم الخبير، وهو القادر على كشف كل كر به وهمومه، ال مجرد

االستماع إليه ومشاركة الهم فحسب كما يتفق مع البشر؟!.

الفزع إىل الصالة٨- قد ورد في روايات أهل البيت ^ أنهم كانوا يفزعون إلى الصالة

كذلك، يكون أن يجب واملؤمن نازلة، بهم نزلت أو أمر، أهمهم كلما

الليل والحاالت، كجوف األزمان في كل االلتجائية الصالة بهذه فيقوم

ووضح النهار، وفى السوق واملنزل، فعندما يكون في قمة الغضب واليأس

املنزل، في زاو ية و يتخذ يذهب فإنه الحياة، إلى السوداو ية والنظرة

ليتكلم مع ر ب العاملين بمناجاة املستغيث اللهفان!.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

18

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

عز هللا مع للحديث ذر يعة الصالة من اإلنسان جعل فإذا وعليه

وجل؛ تحولت الصالة عنده إلى أحلى محطة من محطات األنس والتلذذ

قارن بمحطات التلذذ باملتاع الزائل الذي واالرتياح، تلك املحطة التي ال ت

تفنى لذته و يبقى وزره!.

مثرة احلب9- إن إظهار املحبة ألهل البيت ^ من خالل املظاهر العاطفية لهو

الصادقة للمحبة الواقعية الثمرة أن نعلم أن بد ال ولكن راجح، أمر

ل إن كنتم تحبون اهلل فاتبعون هو االتباع لهم مصداقا لقوله تعالى: ﴿ق

يحببكم اهلل﴾))) ولم يقل تعالى: إن كنتم تحبون هللا يحببكم هللا؛ إذ إن بين »تحبون هللا« و بين »يحببكم هللا« هنالك مرحلة »االتباع«، واالتباع

له مظاهر في حياة اإلنسان، فمن مظاهر االتباع تحقيق هذه التبعية في

مقام العمل، ومن أهم مواردها هي هذه الصالة الخاشعة، والتي كانت

. من أهم املعالم البارزة في حياة أهل البيت

هذه هي املتعال الحق من القر ب روابط أهم من أن املعلوم ومن

موسمية تكون األخرى العبادات معظم إن حيث اليومية، الصلوات

كالحج والصيام، فكم من الخسارة أن ال يتوفق العبد لنفخ روح الصالة

الخاشعة في هذا القالب الظاهري املتجسد بحركات البدن!.

قدم تشريع الصالة10- إن الصالة كانت منذ القدم هي حلقة الوصل بين األنبياء ور بهم،

على اختالف في طبيعة تشر يعاتهم الصالتية، فال يعقل أن تكون رسالة

من الرساالت السماو ية خالية من وسيلة لالرتباط بالر ب املتعال، فهذا

1( آل عمران/31.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

19

الةلص

ار اسر

أالفرع - وإن بدا فقهيا - فإنه في رتبة مباشرة للمعرفة اإللهية وهو األصل

في الدين، وهو ما يفهم من قول الصادق × حيث قال: »ما أعلم شيئا

الح عيسى بن مريم لة؛ أال ترى أن العبد الص بعد املعرفة أفضل من هذه الصاكة ما دمت حيا﴾«))) ، وهذا هو الة والز لم قال: ﴿وأوصان بالص عليه السصاحب خلف أيضا الصالة ليقيم الزمان، آخر في سينزل الذي النبي

العصر  # بصالة الشر يعة الخاتمة طبعا.

التطهر بالصالةمنه فاغتسل نر أحدكم باب عىل كان »لو النبي ‘: 11- روي عن

إنم ش ء؟!.. رن الد من جسده عىل يبقى كان هل ات، مر خس يوم كل ارة لذنوبه، إال م صىل صلة كان كف ينقي، كل لة مثل النهر الذي مثل الصعن عبر النبي ‘ فإن وعليه عليه«))) ، مقيم يمن ال من أخرجه ذنب املغتسل قائال: »يغتسل« وذلك عندما أراد أن يذكر مثاال للمتطهر بنهر

هرا، الصالة، فقصد بذلك أن املغتسل الصادق يدخل النهر حقيقة متط

أما الذي يستلقي على شاطئ النهر متشمسا، أو ينظر إلى النهر متفرجا،

يا، فإن هذا اإلنسان ال يرجع النهر متدل في الساق إلى أو يجعل رجليه

، بل يبقى ذلك الدرن على بدنه، وذلك كالطفل الكسول أبدا بالطهارة

الذي عندما تأمره أمه باالستحمام، فإنه يدخل الحمام و يخرج مدعيا

االستحمام، إال أنه من السهل على األم أن تكشف خداع ولدها، فتأتي

وتشم رائحة العرق النتن على جسده وثيابه، فتعلم أنه لم يستحم ولو

أقسم على ذلك باأليمان املغلظة، فإن رائحة النتن دليل قاطع على عدم

استحمامه، فهو بذاك متشبه باملستحمين وليس من املتطهر ين واقعا.

1( الكايف، ج6، ص7.2( بحار األنوار، ج79، ص236.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

20

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وعليه فإن حال اإلنسان الذي يدخل املساجد واملشاهد، و يذهب إلى

الحج والعمرة من دون أن يحول تلك املواقف إلى مواطن للتطهر، كحال

هذا الصبي املدعي للتطهر، فهو يتشبه بالطائفين و املصلين والزائر ين،

أن يرى عالمة القبول، واملتمثل بتحقق نور ذلك املقام وتلك من دون

العبادة في وجوده.

خاصية الصالة 1٢- لو أردنا أن نجسد جوهر الصالة في آية واحدة لكان قوله تعالى:

غير الصالة كانت فإذا ،(((﴾ منكر وال فحشاء

ال عن تنه الة الص ﴿إن

فاقدة صالة هي أو بصالة، ليست فهي واملنكر الفحشاء عن ناهية

للخواص واآلثار، واألمور تقصد لخواصها كاألدو ية الناجعة، وإال فإن

شبيه الدواء ال يعالج أحدا، ومن الالفت في هذا املجال أن قوم شعيب

م،

التهك بلسان ذكروه أنهم ولو الحقيقة هذه أدركوا - كفرهم على -إلى ترك عبادة غير هللا وهي أن صالة شعيب × داعية بلسان حالها

ن نتك ما يعبد مرك أ

صالتك تأ

تعالى حيث يقول تعالى: ﴿ قالوا يا شعيب أ

آباؤنا﴾))). إلى فلينظر مواله، عند صالته قبول يعلم أن أراد من فإن وعليه

تأثير صالته في حركة حياته اليومية، وخاصة عند إرادة املعصية، فإذا

في لها ومحققا الصالة لحقيقة مقيما كان املعصية، عن صالته نهته

حركة حياته.. ولنعم ما قال - تلخيصا لهذه الحقيقة - صاحب األرجوزة الفقهية : »تنهى عن املنكر والفحشاء أقصر فهذا منتهى الثنــاء«)))

1( العنكبوت/45.2( هود/87.

3( الدرة النجفية )للعالمة بحر العلوم(، ص 85.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

21

الةلص

ار اسر

أاالستعانة بالصالة

﴿واستعينوا تعالى: قوله هو الصالة عظمة لنا يجسد مما إن -13

بينة اآلية وهذه اشعني﴾))).. ال ع

إال لكبرية ها وإن الة والص ب

بالصالداللة، و لكن فيها جهات للتأمل، فمنها:

- إن الذي يجعل الصالة قر يبة إلى النفس خفيفة عليها إنما هي حالة ينكره أحد، الخاشع ال الصالة على غير الخشوع واإلقبال، وإال فثقل

وهو من األمور الوجدانية الواضحة.

- إن الخاشع هو املتلبس بهذه الصفة كحالة راسخة فيكون ديدنه في كالكون طارئ ولظرف عابر موقف في الخشوع فإن وإال الخشوع،

املشاهد مثال، ال يعد إنجازا يعتد به.

- إنه يمكن القول عن هذه اآلية، أنها مبينة آلية من اآليات األنفسية، فإنه بدني شاق، و بين أي عمل بين صالة ركعتين، لو خيرته فالبعض

يقدمه على تلك الركعتين.

ساعة املعصوم يزور قد املشرفة املشاهد في البعض أن والغر يب

بل و يبكي فيخشع مثال، الكبيرة الجامعة الز يارة و يقرأ الزمان، من

على ثقيلة يراها فإنه الز يارة، ركعتي يصلي أن أراد إذا ولكن ينتحب،

نفسه، و نرى في هذا السياق نفسه، أن بعضهم في ليلة القدر قد يحيي

الليل إلى مطلع الفجر بتوجه إجمالي، ولكن إذا دخل وقت الفجر وأراد

أن يصلي الفر يضة عادت املشكلة نفسها، إذ عندما يهم بصالة ركعتين

خاشعتين، يرى نفسه ال تطاوعه في ذلك أيضا.

مثرة الصالةالة قم الص

14- إن من اآليات املبينة لثمرة الصالة هو قوله تعالى: ﴿وأ

1( بقره/45.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

22

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

فإن هنا ومن الذكر، هو الصالة من الغاية جعلت فإنها ري﴾)))، ك ل

الصالة الجوارحية الفاقدة للذكر - وهي حالة في الجوانح - فاقدة للغاية

من تشر يعها؛ إذ إن هللا تعالى ال ينظر إلى صورنا وأبداننا، ولكن ينظر إلى

قلو بنا، و صاحب القلب الخالي عن الذكر، ال يعد مصليا وإن انشغل

الظاهري بحركته البدن فعبادة الظاهر ية، العبادية بالحركات بدنه

أن الرواية بينت وقد الباطني، بخشوعه القلب عبادة على تحسب ال

الحكمة من تشر يع الصالة هي أن: »ال يغفل عنه والین�سى «))).

ومثاله في عالم الظاهر هو الطبيب، فهو عندما يأمر مر يضه بشراء

دواء طلبا للشفاء، فإنه ال يقصد شراء الدواء بعينه، بل الشفاء املرجو

من ورائه، فإذا علم أن الدواء ال أثر له، فإنه ال يتعلق قصده بالشراء

تتحقق لكي باملقدمة أمر ه كأن بالصالة، األمر إن فنقول: وعليه أبدا..

أمر الذكر، حقيقة أن بذلك فتبين تعالى، هللا ذكر وهي منها النتيجة

ما وراء الصالة الظاهر ية، فقد تجتمعان كما في صالة الخاشعين، وقد

تفترقان كما في صالة الغافلين، حيث ورد النهي عنها - ولو عموما - كما

غافلني ﴾))).في قوله تعالى: ﴿وال تكن من ال

ملا لة الص من »إن النبي األكرم ‘: الحقيقة قول ومما يؤكد هذه

، و إن منها ملا يلف كم يلف يقبل نصفها و ثلثها و ربعها و خسها إىل العشا وجه صاحبها، و إنم لك من صلتك ما أقبلت ب ب الثوب اخللق، فيضعليه بقلبك «))).. فهذه الصالة ليست هي غير مقبولة فحسب، وإنما هي

1( طه/14. 2( هشام بن حكم قال: »سألت أباعبد اهلل عن عله الصالة .... قال: فيها علل و ذلك .... لكيال

يغفلوا عنه فينسوه فيدرس ذكره«. وسائل الشيعة، ج4، ص9.3( األعراف/205.

4( بحار األنوار، ج81، ص260.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

23

الةلص

ار اسر

أمردودة إلى صاحبها، مضرو بة بها وجهه، و يا له من تعبير قاس!.

اإلجزاء و القبولللصالة، الفقهي الجانب بيان هو األبرار فقهائنا وظيفة إن -1٥

فتصدوا لبيان جهة اإلجزاء، ولكن ليعلم أن اإلجزاء في كفة والقبول في

كفة أخرى وهي الكفة األهم، لتقدم الباطن على الظاهر، والقلب على

القالب، وهو ما يصرحون به جميعا.

أجل من الشر يفة نفوسهم أتعبوا الفقهاء أن كما نقول: ولهذا

بمستوى - جماعة يتصدى أن بد ال فإنه الصالة، ظاهر إلى الوصول

الفقهاء أيضا - لبيان أسرارها؛ ألنهم أدرى من غيرهم بمقاصد الشر يعة،

فإنه بظاهر الصالة و باطنها معا، تتحقق الغاية من تشر يع الصالة.

غشيان اجلالل16- إن الذين يبحرون في بحر الصالة يكتشفون من األسرار والغرائب

ما لم يخطر على قلب بشر، فهناك أمور خفية نحن ال ندركها بحواسنا

عن املحجو بون نحن - إننا إذ الغيب؛ بعالم اإلحاطة عن القاصرة

الغيب - نعلم ظاهرا من الحياة الدنيا، وقد ورد عن اإلمام علي ×: »لو

ه أن يرفع رأسه من سجوده«))). يعلم املصل ما يغشاه من جلل اهلل، ما سحدد هو يته ومعامله؛ ألنه من أخص

وهذا الجالل اإللهي أمر مبهم لم ت

أسرار الوجود، وقد يغ�سى هذا الجالل إنسانا ال يعبأ به عامة الخلق،

فمقاييس التفاضل في العرش، تخالف ما هو متعارف في الفرش.

1( اخلصال، ج2،ص632.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

24

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

األذكار املهيأةبشتى الصالة بحر في الدخول قبل النفس تهيئة من بد ال -1٧

املثيرة باآليات املصلي يلهج كأن ودعاء، وفكرا ذكرا املتاحة؛ الوسائل

للمشاعر الباطنية قبل التكبير، مثل قوله: »يا مسن قد أتاك املس ء، و

للنفس قائال: أو مخاطبته املس ء«)))، عن يتجاوز أن املحسن أمرت قد »بأن كل أوقاتك كانت للدنيا، واآلن جاء وقت الصالة، و بالتالي فإن مقت�سى

اإلنصاف أن يكون أجل األوقات وأفضلها وأكثرها إقباال وتركيزا، هي محطة

للصالة بين يدي هللا تعالى«.

ما استعداد للقاء وجيه من وجهاء ومن الغر يب أن البعض يستعد أي

الدنيا، ولكن عند مجيئ وقت اللقاء بر ب األر باب، فإنه ال يجد في نفسه

ميال أو شوقا مميزا ملثل هذا اللقاء، الذي تترتب عليه سعادته في الدنيا

واآلخرة.

التوفيق الشامل1٨- إن التوفيق في جميع النشاطات اليومية وفي شتى األبعاد، مرهونة

أن كل ش ء اعلم »و بهذه الصالة الخاشعة، مصداقا لقول علي × :

فمن أضيع «)))؛ ها لغري فإنه لة الص ضيع فمن لصلتك، تبع عملك من أوصل كيانه بكل أبعاده بهذه الجهة العليا في الوجود، فمن الطبيعي أن

يلتفت إليه ر به بكل جهات الفيض، سواء في وقفته الصالتية أو غيرها

من وقفات الحياة، أعني تعامال مع نفسه أو غيره.

وال ر يب أن هللا تعالى هو الذي يختار من عباده من يمن عليهم بمثل

العبد، ووزان ذلك الر بو بية على هذا اإلقبال، والذي يترشح من جهة

1( مصباح املتهجد، ج1، ص30. 2( األمايل )للمفيد(، ص267.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

25

الةلص

ار اسر

أوزان التو بة في قوله تعاىل: ﴿ ثم تاب عليهم لتوبوا﴾)))، فكما أن تو بة

يقبل فالر ب خشوعين، بين العبد خشوع فكذلك تو بتين، بين العبد

على العبد إقباال إجماليا، ثم يقبل العبد على ر به ببركة هذه العناية،

وعندها يتحقق اإلقبال التفصيلي من الر ب على عبده.

لغة احملبوب19- إن الذي يحب الحديث مع محبو ب بشري ال يعرف لغته، فإنه

إلى للوصول وذلك التعامل، لغة في الغموض هذه لفك جاهدا يسعى القول من بد ال وهنا املحبو ب، محادثة تستلزمها التي األنس حالة

طر يقة يتعلم أن من له بد ال ر به، مع املؤنس الحديث ير يد من بأن

وهو الخاشعة الصالة في إال يتيسر ال مما وهو ومفرداته، الخطاب

القرآن الصاعد، كما أن الحديث املؤنس من الر ب مع عبده يتمثل في

القرآن النازل.

الر ب من الخليل × إبراهيم طلب فقد املنطلق هذا ومن

الودود - بعد بنائه للبيت - أن يكون مقيما للصالة، ال بالنسبة إلى نفسه

نوع الصالة إقامة أن املعلوم ومن أيضا، ذر يته جهة من بل فحسب

معنى يغاير أصل إتيانها.

التأسي باحلسني ×٢0- إن من مصاديق التأ�سي باإلمام الحسين × الذي طاملا وددنا

أن نكون معه، هي املحافظة على الصالة في أول وقتها، حيث إن من أهم

وقوفه هو - عاشوراء يوم في جهاده إلى إضافة - لر به عبوديته صور

ليصلي صالة الحر ب جماعة في أول وقتها، فقد ورد في الخبر:

1( التوبة/118.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

26

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

»فلم يزل يقتل من أصحاب احلسني الواحد واالثنان، فيبني ذلك فيهم لقلتهم، ويقتل من أصحاب عمر العشة، فل يبني فيهم ذلك لكثرهتم، فلم اهلل!.. نفس أبا عبد يا قال للحسني ×: الصيداوي ثممة أبو رأى ذلك لنفسك الفداء، هؤالء اقرتبوا منك، واهلل ال تقتل حتى أقتل دونك، وأحب السمء، ألقى اهلل ريب وقد صليت هذه الصلة، فرفع احلسني رأسه إىل أن ثم وقتها، ل أو هذا نعم املصلني، من اهلل جعلك الصلة، ذكرت وقال: قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصل، فقال احلسني × لزهري بن القني، أمامه ف نحو فتقدما الظهرـ أمامي حتى أصل تقدما وسعيد بن عبد اهلل: من نصف أصحابه، حتى صىل بم صلة اخلوف، وروي أن سعيد بن عبد اهلل احلنفي تقدم أمام احلسني ×، فاستهدف هلم يرمونه بالنبل، كلم أخذ إىل سقط حتى به يرمى زال فم يديه، بني قام وشمال يمينا احلسني ×

الرض«))).

 الفالح واخلشوع٢1- إن هللا تعالى علق الفالح - بعد ذكر اإليمان - على الصالة الخاشعة،

ين هم يف صالتهم خاشعون ﴾)))،

مؤمنون * الفلح ال

وذلك في قوله تعاىل:﴿قد أ

هو فيها شرط كأول الفالح موجبات من جعل ما أن اآلية في والالفت

اشعون« أي

الخشوع الفاعلي ال الفعلي، فلم تقل: »يخشعون«، بل»خ

أن هذه صفة متعلقة بذواتهم، وليس فعال عابرا يتفق بين وقت وآخر.

والالفت في مفتتح سورة املؤمنون، أن هللا تعالى يذكر بعد ذكر عدة

أوصاف للمؤمنين، صفة املحافظة على الصالة كآخر صفة لهم، وذلك

بعدما قدم الخشوع في الصالة في أول السورة، مما يدل من جهة على

1( بحاراألنوار، ج45، ص21. 2( املؤمنون/1-2.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

27

الةلص

ار اسر

أتقدم رتبة الخشوع في الصالة على أصل إقامتها، تقدم الروح على البدن.

جهل املصلي مبا يغشاهالصالة بحث في املفتاحية الروايات من مجموعة هنالك -٢٢

ف املؤمن العبد قام »إذا هللا ‘: رسول عن روي ما فمنها الخاشعة،

ف، ينص حتى - عليه اهلل أقبل قال: أو - إليه وجل عز اهلل نظر صلته، ه من حوله إىل أفق ف مء، وامللئكة ت ة من فوق رأسه إىل أفق الس ح ته الر وأظلتعلم لو ..! ا املصل أي له: يقول رأسه قائم عىل به ملكا ل اهلل مء، ووك السمن ينظر إليك ومن تناجي ما التفت وال زلت من موضعك أبدا«)))، وعن ه أمير املؤمنين × أنه قال: »لو يعلم املصل ما يغشاه من جلل اهلل ما س

أن يرفع رأسه من سجوده «)))، وعن اإلمام الصادق ×: »إذا قام املصل ت به مء إىل أعنان الرض، وحف ة من أعنان الس ح لة، نزلت عليه الر إىل الص

لة ما انفتل«))). امللئكة، وناداه ملك: لو يعلم هذا املصل ما ف الص فاملالحظ في هذه الروايات الكر يمة: أن موضوع هذه الكرامة الباهرة

هو املصلي، ولم تقيده بصفة التلبس مثال باملقامات العالية، مما يعلم

ى بزي العبودية هلل تعالى، وصار منه أن املصلي بمجرد أن يكبر، فقد تز ي

من خسران مدى يعلم و بهذا كبر يائه، ساحة على الدخول هيئة في

كان في هذا املوقع املتميز، إال أنه انصرف عن مواجهة املولى إلى الوجوه

الخيالية الباطلة.

م و يعل

واملالحظ أيضا فيها: أن هناك إشارة إلى هذه الحقيقة وهي »ل

إلى التفت لو بالصالة االستمتاع ترك ما املصلي أن أي ي«

صل امل ا

هذ

1( الكايف، ج6، ص10.2( اخلصال، ج2، ص632.

3( الكافی، ج6، ص9.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

28

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ملكوت الصالة، واملعاني التي تحملها الصالة بين يدي هللا عز وجل، فما

الذي جعل يوسف يفضل السجن على قصر زليخا؟!.. وما الذي جعل

اإلمام مو�سى بن جعفر ’ يشكر هللا عز وجل على نعمة الخلوة؟!.

خلواتهم في واألوصياء األنبياء يؤنس كان ما أهم أن الواضح فمن

وجلواتهم، هي هذه الصالة بين يدي هللا عز وجل، فإنها متعتهم األساس

في هذه الدنيا، كما أن النظر إلى وجهه الكر يم هي متعتهم األولى في اآلخرة

ب ﴾))).ك

﴿ ورضوان من اهلل أ

احلسرة القاتلةالبرزخ في وذلك الناس ، جميع فيه يشترك عذابا هنالك إن -٢3

والبعث وعرصات القيامة أيضا - ما عدا األنبياء واملعصومين طبعا - أال

وهو هذا العذاب الذي يالزم اإلنسان من ليلة الوحشة إلى ساعة دخوله

الجنة، وذلك من خالل الحسرة القاتلة التي لو بقيت مع العبد ملا تهنأ

قض إذ ة سال يوم نذرهم

﴿وأ تعالى: أحد بدخول الجنة، وذلك لقوله

مر وهم يف غفلة وهم ال يؤمنون ﴾))). ال

إتقان عدم على الحسرة هذه هي الحسرة، مصاديق أهم ومن

الصلوات املستوعبة أليام الحياة الدنيا، وعدم تطو ير أدائها، رغم أن

صاحبها طور نفسه في كثير من أمور الدنيا، أعني في املال والبنين وغيرها،

إال أنه قد يموت على صالة كان يصليها أوائل أيام تكليفه، فبقيت على

حين صالته إن يقال: قد بل وشكوكها، وغفلتها بسهوها عليها هي ما

صالته مقارنة الحتمال املوت، قبل صالته من أفضل كانت التكليف

أيام بلوغه ل�سيء من براءة الطفولة، أو جهالة أوائل التكليف!.

1( التوبة/72. 2( مريم/39.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

29

الةلص

ار اسر

أمن حال يصف عندما الصادق × اإلمام من بليغ العتاب وكم

جل الر عىل ليأت ه إن »واهلل يقول: حيث مدبرة، صالة في عمره أم�سى

واهلل هذا من أشد ش ء فأي واحدة، صلة منه اهلل قبل وما سنة، خسون ما لبعضكم يصل كان لو من وأصحابكم، جريانكم من لتعرفون كم إنيقبل فكيف احلسن إال يقبل ال وجل عز اهلل إن ا، ب الستخفافه منه قبلها

ما يستخف به«))).

شكوك الصالة٢4- إن الشكوك الصالتية لها حلول فقهية واضحة، حيث يبنى على

و يأتي بصالة االحتياط، ولكن أصل عروض الشك في الصالة األكثر مثال

حالة سلبية قد تنبئ عن �سيء من البعد عن املولى، فليس من املقبول أن

يصاب املؤمن - املتوجه في صالته - بحاالت الشك والذهول، وذلك ألنه

مقبل في صالته من أولها إلى آخرها من دون شك وسهو، وذلك بسبب

تنوع األلوان الشعور ية في ركعات صالته:

- ففي الركعة األو لى: حديث املشتاق مع ر ب العاملين في أول لحظات املواجهة.

- وفي الركعة الثانية: محطة مناجاة مع ر ب العاملين.ر ملا كان عليه من اإلقبال في قنوته، مقارنا

- وفي الركعة الثالثة: تذك

لدمعة لم تجف بعد. والغم، الهم من تستلزمها بما الوداع رائحة الرابعة: الركعة وفي -بلسان يناجيه كان من مع اللقاء بانتهاء لعلمه الفراق، ألم فيعيش

عند في األخيرة الركعة في يطيل بعضهم نرى ولهذا واملناجاة، املحبة

سجوده، لئال يحرم من بهجة حديقة املصلين قدر إمكانه.

املفارقة عالم تماما يغاير مثال، املؤنس القنوت عالم فإن وعليه

1( الكايف، ج6، ص21.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

30

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املوحشة في آخر صالته، فكيف يخلط املؤمن بين الركعة الثانية و بين

الركعة الرابعة؟!.

و بذلك يتبين لنا أنه ال مجال للسهو وهو على مثل هذه الحالة من

اء مليئة ل هذا املصلي كمثل إنسان يمر على حديقة غناإلقبال، إذ إن مث

خطوة كل في يرى أن حينها الطبيعي فمن والر ياحين، الورود بأنواع

طبيعة من الجمال تغاير طبيعة الجمال في الخطوة األخرى، فال يحصل

تداخل بينها ليشك في موقع خطواته.. فمن أين يأتي السهو لهكذا إنسان

يمر على صور من الجمال املتنوع ؟!.

تهديد املصلنيعن هم ين

ال * مصلني

لل ﴿فويل الكر يم: في كتابه تعالى ٢٥- يقول

عقلها ملن حقا املخيفة اآليات ملن اآلية هذه إن ساهون ﴾)))، صالتهم من املراد فما املصلي، هو التهديد في املوضوع جعل إذ واستوعبها؛

الساهي في الصالة، وهو الذي هدده املولى بكلمة الو يل؟!. وحينئذ نقول:

قد يكون املراد:و يكون املصلين، من للكثير يتفق كما صالته في يسهو الذي هو -

الو يل كناية عن الحرمان والخسارة.

ع في أداء صالته؛ أي يصلي يوما و يترك يوما، وذلك - هو ذلك املتقط

بقر ينة الو يل بمعناه الحقيقي، والدال على العذاب الكبير الذي يناسب

الترك للصالة، ولو في بعض األوقات.

- هو التارك للصالة رأسا في كل أوقاتها، وهو من أجلى مصاديق هذه املفردة. و يمكن القول بأن القدر املتيقن من الذم في هذا املقام: هو أن

هناك درجة من درجات الطرد من رحمة هللا تعالى، متوجهة إلى املستخف

بصالته ولو كان مؤديا لها، والذي ير يد القطع بخروجه من دائرة التعبير

1( املاعون/4-5.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

31

الةلص

ار اسر

أبـ »الو يل« عليه أن يقبل في صالته بمقدار الوسع واإلمكان، وما من شك

أن أحدنا - بمستواه الفعلي ال التكاملي املستقبلي - يمكنه أن يحسن من

أداء صالته فيما لو أراد ذلك.

اخلوف من الردعدم من الخوف هو الصالة على اإلقبال موجبات من إن -٢6

من يخ�سى - الدنيا في المتحان يتقدم من أن نالحظ فإننا القبول،

الفشل فيه - يحاول جهد إمكانه أن يحقق موجبات النجاح فيه، لعلمه

بأنه عند االمتحان يكرم املرء أو يهان.

وعندئذ نقول: أو ال يحق ألحدنا أن يخ�سى من هذا الفشل بين يدي

ر ب العاملين؟!. و بتشبيه بليغ يمكن القول: إن املساجد هي بمثابة قاعات

نعيش أن بد املسجد ال ندخل امتحانه، فعندما يوم ولكل االمتحان،

صالة أن املعلوم ومن االمتحان، هذا في السقوط من الخشية حالة

حسابها صالة لكل إن إذ سبقه؛ الذي اليوم في الصالة تغاير يوم كل

ودرجاتها، ومن الواضح أن هذه الخشية من السقوط في االمتحان، ملن

موجبات التهيؤ النف�سي لصالة خاشعة، وإيجاد الشوق الباطني للمثول

بين يدي ر ب األر باب.

والشاهد على لزوم مثل هذا الخوف، هو ما نلهج به بعد كل فر يضة

فل سجودها أو ركوعها من نقص أو خلل فيها كان إن »إهلي قائلين:

أرجو ال أنا ر ب!.. يا أي: والغفران«))) بالقبول عل ل وتفض به، تؤاخذن الجزاء على هذه الصالة إال بفضلك ال بعدلك، بل أخاف من املؤاخذة

على صالة أنت أعلم بها مني!.

1( مفاتيح اجلنان، باب تعقيبات الصاله.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

32

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

نقر الغرابراب، فقد ورد

٢٧- إن النبي األكرم ‘ يشبه صالة بعضهم بنقر غ

دخل إذ املسجد ف جالس آله و عليه اهلل صىل اهلل رسول »بينم اخلرب: في

، فلم يتم ركوعه و ال سجوده، فقال صىل اهلل عليه و آله: رجل ، فقام يصلنقر كنقر الغراب، لئن مات هذا و هكذا صلته، ليموتن عىل غري ديني «))) روي كما صاحبها وجه بها و يضر ب

لف

ت أنها إال يصلي، قد و البعض

عن النبي األكرم ‘ أنه قال: »وإذا ضيع وضوءها وركوعها وسجودها

إىل ا ب يصعد ثم ضيعتني، كم اهلل ضيعك الصلة: له قالت ا، ب والقراءة ثم اخللق، الثوب يلف كم تلف ثم السمء، أبواب دونا فاغلقت السمء،

ا وجه صاحبها«))). يضب ب إن مثل هذا املصلي قد صلى صالته، ولكن لنتساءل: ما هي الخطيئة

و يضر ب إليه، صالته يرجع العاملين ر ب جعل بما العبد ارتكبها التي

يوجب هذا الهاجس املقلق داعيا للعبد من أجل إتقان

بها وجهه؟!.. أال

صالته بموازاة أصل إقامتها؟!.

لنا قبح اإلدبار في لقاء املولى هذا املثال الوجداني: فلو ومما يجسد

البقاء في ضيفه رغبة عدم عنده انكشف دار صاحب أن افترضنا

زاهدا عنده من يخرج أن الضيف من طلبه ذلك يوجب ال أو عنده،

العبد إن املثال: هذا على قياسا نقول وهنا فيه؟!. هو زهد كما فيه،

له كمثل ذلك الضيف الذي عندما يستثقل الصالة بين يدي املولى، فمث

أن الوجود لصاحب يحق أوال وعندئذ مضيفه، عند قام امل يستثقل

يطرده من عنده وهو الغني املتعال؟!

1( الكايف، ج6، ص19. 2( أخبار الصاله، ج1، ص27.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

33

الةلص

ار اسر

أحال النيب ‘ قبل الصالة

٢٨- إن من موجبات اإلقبال بين يدي هللا تعالى هو االلتفات إلى عظمة

‘ اهلل رسول »كان من نقف بين يديه، فقد روي عن بعض نسائه:

نعرفه «)))، فإن ل و يعرفنا ل ه فكأن لة الص ت حض فإذا ثه، نحد و ثنا يدكأفضل باملعروف ألهله ومعاشرته الخلق، بجميع شفقته رغم النبي

كان ر به، مع اللقاء وقت يحين كان عندما أنه إال املعاشرة، تكون ما

طوال به اللقاء يشتاق كان من إلى الخلق عن وجوده بكل ينصرف

اليوم، فكانت الصالة له ‘ بمثابة محطة اللقاء بمحبو به، ومن هنا

كان يقول ‘: »أرحنا يا بلل!«))). وهو ما يكشف عن حالة الترقب له

قبل صالته إلى درجة ال تكون له ‘ راحة إال بالصالة بين يدي مواله.

وهذه الحالة أيضا نراها في األئمة ^ من ذر يته؛ إذ هم من معدن

اإلمام أن الصالة، وقد روي تتلون عند حضور ألوانهم فكانت واحد،

ال:

قف لك،

ذ في ه

ل قيل

ف ه،

ون

ل ر ي

غ

ت وضوئه من

رغ

ف إذا حسن ×

ال

لونه «))). »حق عىل من أراد أن يدخل عىل ذي العرش، أن يتغري

االستعداد للقاءللقاء سلطان من سالطين الدنيا عندما يستعد ٢9- إن بعض أهل

الدنيا، فإنه تأخذه تلك الهيبة إلى درجة ال يتقن الحديث معه، ولكننا

من الحالة هذه نعيش ال فإننا املتعال، الر ب يدي بين الوقوف عند

التهيب، والسبب في ذلك هو غطاء املحجو بية الذي يلفنا جميعا.

شف الغطاء عن قلو بنا، لرأت من الجالل ما

ومن املعلوم أنه لو ك

1( بحاراألنوار، ج67، ص400. 2( بحار األنوار، ج79، ص193. 3( بحار األنوار، ج77، ص347.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

34

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

فوقه ليس الذي الجالل ذلك مشاهدة تالزم التي الهيبة تلك يحقق

يميل قد الوجه أن صاحب هذا اإلنسان يعلم جالل، وخاصة عندما

عن عبده عند ميالن وجهه عن ر به، وهذه هي الطامة الكبرى عند أهلها..

وقد روي عن اإلمام ز ين العابدين × كشاهد على هذه القاعدة أنه قال: »لو ملت بوجهي عنه ملال بوجهه عني، أفمن يرى راحا بعده؟«)))

الفقه الظاهري والباطينللعبادة الظاهري الفقه من دائما باالنتقال مأمورون إننا -30

وهي الصالة، أو الصوم أو الحج ذلك في سواء لها، الباطني الفقه إلى

العبادات الثالث الجامعة بين الحركة البدنية، والتي تتم بموازاتها حركة

باطنية بمراعاتها يكمل ظاهر العمل.

العمر في العبد يؤديها الحج أن الصالة وأخو يها: بين الفارق ولكن

يؤمن حاجته بيد أن الصالة غذاء روحي السنة مرة، في مرة، والصوم

الروحية في اليوم خمس مرات.

ومن هنا لزم على العبد املتزود ألمر آخرته، أن يتقن تعلم آداب هذه

الفر يضة، والتي يبدو أن الروح اإلنسانية بحاجة لها في كل يوم مرات

تنقية في كذلك األمر أن كما الغفالت، شوائب من لتنقيتها عديدة،

األبدان وخاصة في البيئة امللوثة.

معراجية الصالة 31- إن العبارة املعروفة في وصف الصالة بأنها معراج املؤمن، لتدل

داللة أكيدة على أن الصالة فيها عملية طيران وتحليق إلى األجواء العليا

وذلك في عالم املعنى، وهذا يستلزم القيام باملقدمات التي توجب له مثل

1( بحار األنوار، ج81، ص246.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

35

الةلص

ار اسر

أمن درجة املقام في يحقق ال باملحلقين التشبه فإن وإال السمو، هذا

التعالي أبدا، ومثاله من ذهب إلى املطار، وركب الطائرة ولم تحلق به،

ثم نزل منها عائدا إلى مسكنه، أو يحق له القول إن سافر إلى مقصده

الذي خرج من أجله؟!.. بل إن غاية ما يقال عنه أنه تشبه باملسافر ين،

ولم يحظ بمتعة االنتقال إلى املكان الذي كان يود السفر إليه؟!.

فاملساجد بمثابة املطارات وصلواتنا بمثابة الطائرات، فإذا لم نحقق

فيها سفرا روحيا، فليس هنالك سفر وال مطار وال طائرة!.. وقد ينكشف

الغطاء لإلنسان في دار الدنيا - ولو متأخرا - فيمكنه التدارك، بخالف

أخسر من بذلك وصار الدواو ين، أغلقت وقد الغطاء له شف

ك من

الخاسر ين!.

خيمة الصالة3٢- إن من يروم السفر إلى هللا تعالى ال بد أن تكون له خطة سير، وإال

ما زادته كثرة السير إال بعدا، ومما ال شك فيه أن من أهم معالم هذه

الخطة هي إقامة الصالة، ال إتيانها مجردة عن املعاني املحققة إلقامتها،

وإقامة الصالة فيها إنما هو معنى يقابل أصل اإلتيان بها، كالفارق بين

الخيمة املقامة والخيمة املطروحة على األرض، ومن هنا كانت الصالة

عمودا لخيمة الدين، إذ من الواضح أن الخيمة املطروحة على األرض،

ال تقي صاحبها حرا وال بردا، إال إذا أقيمت على أعمدتها.

ولهذا كثر في كلمات األعالم الواصلين إلى مرحلة من الصالة الخاشعة

الوقت، ل أو في الصالة بأصل اإلتيان على التأكيد - لسادتهم تبعا -وذلك ملن كان يروم السفر إلى هللا تعالى ومتخذا إليه سبيال.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

36

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الصالة بعد التمكنينه هللا

33- تتجلى أهمية الصالة أيضا من خالل الوصف اإللهي ملن مك

ناهم يف ين إن مك

تعالى في األرض، من أنه يقيم الصالة لقوله تعالى:﴿ ال

منكر﴾)))، معروف ونهوا عن ال

مروا بال

اكة وأ الة وآتوا الز قاموا الص

رض أ

ال

فجعلت اآلية من أو ل وظائفهم بعد التمكين في األرض هي إقامة الصالة،

وذلك قبل إشاعة العدل في األرض، و بسط أركان الشر يعة، وتخليص

املستضعفين من ظلم الظاملين وغير ذلك.. ومن هذا البيان يعلم أيضا

أن األمة املقيمة للصالة والحاكم املقيم لها، هما القادران على تحقيق

مقاصد الشر يعة في حركة الحياة.

الضيافة اإلهليةواألرض السموات جبار أعدها حقيقية ضيافة الصالة إن -34

لخواص عباده، فهو الذي يختار للدخول في خاصة ضيافته من يشاء من عباده، فيلقي عليهم الخشوع واإلقبال، وهذا من أهم آثار الوصول

صين، وذلك بأن يجتبيهم ملناجاته ولذيذ خطابه كما ورد إلى درجة املخل

في الدعاء: »و اخرتته ملناجاتك«))). ومن هنا فإن من يرى ثقال في أداء صالته، فعليه أن يقدم الشكوى

اإلكرام دار في وهو شهيته انغالق من يراه ملا الضيافة، لصاحب

واإلنعام.. وفي املقابل فإن من رأى انفتاح شهيته على مائدة السلطان،

ذلك منه يسلب قد فإنه املز ية، لهذه ضر يبة أيضا هناك أن فليعلم

التوفيق إذا بدر منه ما يتحقق معه سوء أدب بين يدي مليكه، أضف

دخل أنه يعلم عندما نفسه عن العجب يطرد امللتفت العبد أن إلى

الضيافة بدعوة وتفضل، ال باستحقاق ومنه له على مواله.

1( احلج/41. 2( مفاتيح اجلنان، مناجاة املحبنی.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

37

الةلص

ار اسر

أ

والتأمل في حديث على × كاف ملعرفة ما على مائدة الضيافة اإللهية

هم إنك آنس اآلنسني لوليائك، وأحض »اللهم من بركات، حيث يقول:

ف عليهم وتطلع سائرهم، ف تشاهدهم عليك، لني للمتوك بالكفاية إليك مبلغ بصائرهم؛ فأسارهم لك مكشوفة، وقلوبم ضمئرهم، وتعلم ؤوا ملهوفة، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صبت عليهم املصائب ل

ة المور بيدك، ومصادرها عن قضائك«))). إىل االستجارة بك؛ علم بأن أزم

أكرب املشاريع3٥- إن الصالة الخاشعة مشروع من أكبر املشار يع في عالم الوجود،

فهو بناء وفوق كل بناء، بل بمثابة بناء برج من أغلى وأعلى األبراج على

و برنامج إلى تحتاج املتعددة الركعات هذه أن وليعلم األرض، وجه

مخطط، كما هو الحال في أبراج الدنيا الفانية.

ومن املعلوم أن الذي ينجح في بناء طابق واحد، صار بإمكانه أن يبني

يتقن أن بإمكانه صار واحدة، ركعة أتقن من أي املشابهة، الطوابق

جميع صلواته بركعاتها الكاملة، بتوفيق من هللا عز وجل، وذلك طبعا

بعد املجاهدة واملثابرة.

املنهج الثابت36- إن اإلنسان املؤمن البد أن يكون له منهج في حياته، فبعضهم مع

األسف يعيش حالة تذبذبية، فيقبل تارة و يدبر أخرى، ومن أسوأ أنواع

الخلوات على في إذ هو والجلوات؛ الخلوات في الحال تغير النفاق هو

هيئة، وفي الجلوات على هيئة أخرى.

1( هنج البالغة )صبحی صالح(، ص349.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

38

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وعليه فإن الذي ال يعيش هذه املراقبة اإللهية املتصلة، و يرى بأن

درجات من بدرجة متورط فإنه الناس، و بين بينه حائل الجدار هذا

ق اتباع الذكر على الخشية منه، وذلك في قوله النفاق، فاهلل تعالى يعل

ه بمغفرة﴾)))، غيب فبشر وخش الرحن بال

ك بع ال ما تنذر من ات تعالى: ﴿إن

فالذي ال يخ�سى هللا تعالى في الغيب، فإنه ال تؤثر فيه مواعظ األنبياء.

التي اإللهية العين تلك اإلنسان يرى أن هو إذن الجامع فالحل

الحاالت تلك عنده تنتفي وعندئذ وسكناته، حركاته كل في إليه تنظر

له كمثل الطائرة التي تهتز في أو ل صعودها، ثم التذبذبية، فيصبح مث

تحلق في مدار ثابت.

تعالى، هي هذه إلى هللا السالكين في حركة املشكلة أن املعلوم ومن

الحالة من التراجع والتقدم، وقد جاء تشر يع الصالة ليعيد اإلنسان إلى

التعلقات بأشواك املليئة األرض إلى في طيرانه، وعاد تنزل كلما نصابه

الفانية، فهي من ناحية: إرجاع ملا فقده »قبل« الصالة، وإعادة شحن

للتحليق »حين« الصالة، وتحصين له عن الفحشاء »بعد« الصالة.

استذواق الطريق، فال جدية

3٧- إن البعض يستذوق الطر يق إلى هللا تعالى استذواقا

له في سيره، فهو ير يد أن يتشبه بالطائعين؛ فيصلي صالة الليل فترة ثم

يتركها، و يقرأ القرآن فترة ثم يتركه، فهو بذلك ال يصل إلى منطقة آمنة

أبدا، بل يتراجع و يقول بلسان حاله: نحن لم نلتذ بلذائذ أهل الدنيا حتى

من لذائذ عالم اآلخرة، والتي تذهلنا املحللة منها، بعد أن استذوقنا شيئا

عن غيرها من اللذائذ، ومن ناحية أخرى لم نصل إلى �سيء يعتد به من

لذائذ عالم املعنى، فالنتيجة هي: إنه ال إلى هؤالء وال إلى هؤالء!.

1( يس/11.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

39

الةلص

ار اسر

أ؛ إذ إن أصحابها يبتلون باإلحباط

وليعلم أن هذه مرحلة خطيرة جدا

واالنتكاسة، أضف إلى أن الذي يتراجع عن هذا الطر يق، تكون الشياطين

له باملرصاد حيث تنتقم منه شر انتقام!.

ومن هنا يمكن جعل الصالة نقطة إرتكاز لتأسيس مركز لذلك النور

ثانيا، الصالتين بين منطقة لتشمل تدر يجيا توسيعها ثم أوال، اإللهي

وهذا األمر ال يتم إال إذا كانت للصالة قوة دافعة، تفجر ذلك النور الذي

سيستوعب كل محطات الحياة، وهو ال يتم إال بالصالة الخاشعة والتي

عبر عنها بأنها نور املؤمن))).

نزع بؤر التوترأو أو شر يكا زوجة من حوله مع له مشكلة الذي اإلنسان إن -3٨

شاقة، بمجاهدة إال صالته في يخشع لن سوف فإنه غيره، أو جارا

في ملاذا نجعل نقول: املجاهدة وقد يفشل، وحينئذ يفلح مع هذه وقد

حياتنا اليومية بؤرة من بؤر التوتر، حتى يدخل الشيطان من خالل تلك

البؤرة؟!.

ومن هنا أوصتنا الروايات بهذه الوصية: »صل من قطعك، وأعط من

إليه من يأتي العاقل أن ينتظر ظلمك«))) فلماذا ن عم واعف حرمك، مواله على اإلقبال طالب ليبادر بل به؟!.. باله فيشغل معتذرا، ظلمه

- إلى سد كل ما يوجب له مثل هذا التشو يش - خصوصا قبل الصالة لنفسه؛ ألنه يحتاج إلى ذهن خال من الشواغل؛ إذ

الباطني وذلك حبا

مع وجود هذه البؤر من التوتر، ال يمكنه أن يستقر في يقظة وال نوم.

1( »الصالة نور املؤمن«؛ مستدرك الوسائل، ج3، ص92. 2( مسند أمحد ، ج28، ص654.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

40

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

التطوير حنو األكمل39- إن الصالة بين يدي هللا تعالى هي أكبر وأهم مشروع في الحياة؛

ق عليه قبول باقي عل

ألنها حلقة الوصل الخالدة بين العبد ور به، ومما ت

األعمال، لذا يجب على كل إنسان أن يسعى لتطو ير صالته نحو األكمل

وإن كان يعتقد أنها متقنة، حيث إن هنالك مرحلة أرقى مما هو فيه!.

وهناك في عالم الطبيعة قاعدة تقول: إن الجسم البشري إذا تحمل

على سيحصل فإنه مرض، أو ضعف أعجزه ثم األحمال، من مقدارا

قناعة بأن له القابلية على حملها مرة أخرى لو استعاد عافيته.

املقدسة املشاهد في ما يوما صالته أتقن من إن نقول: هنا ومن

القابلية أصل عن كاشف اإلتقان هذا فإن مثال، املباركة واألزمنة

صار مورد، في يقبل من أن لعلمه إدباره؛ في يسترسل فال وجوده، في

بإمكانه أن يقبل في املوارد األخرى فيما لو أزاح املوانع وأوجد املقتضيات.

القرب اخلاص40- إن من األغراض املرادة في املستحبات الواردة في الصالة وغيرها،

هو ر بط اإلنسان بما يوجب له التقر ب الخاص من ر ب العزة والجالل،

إضافة إلى ما يوجب القر ب العام املتحقق بأصل الفر يضة.

ملعظم مكتنفة وهي - الصالتية باملستحبات امللتزم فإن وعليه

أجزاء الصالة - يجعل صالته في دائرة القبول الخاص، فكأن هللا تعالى

جعل لخاصة أوليائه طر يقا إضافيا للتودد إليه، و بذلك يكون إتيانهم

باملستحب مقترنا بالرغبة والشوق تحصيال للقر ب الخاص من املولى، ال

إسقاطا للتكليف أو طلبا لبعض املزايا املحسوسة.

ومن غرر الروايات في هذا املجال، ما تسمى برواية »قر ب النوافل«

التي رواها الفر يقان، والدالة على أن العبد ال يصل إلى الدرجات العليا

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

41

الةلص

ار اسر

أ

عنه: روي كما جعفر × أبي عن روي فقد النوافل، خالل من إال

ا م إل أحب بش ء عبادي من عبد إل ب يتقر ما قال: جلله جل اهلل »إن ب إل بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه ه ليتقر ضت عليه، و إن افرته الذي يبص به، و لسانه الذي ينطق به، و يده التي الذي يسمع به ، و بص

ا، إن دعان أجبته، وإن سألني أعطيته «))). يبطش ب

تكرار االمتحان41- إن الصلوات اليومية متكررة في غالبها كالظهر ين و العشاءين،

كصالة األول االمتحان في سقط لو العبد فكأن الفجر، لصالة خالفا

صالة في وهكذا لها، الالحقة الصالة في التدارك أمكنه مثال، الظهر

فيه ينجح لم لو امتحانه فيما يعيد في ذلك شأن من املغر ب، فشأنه

تداركا ملا فاته، وهذه صورة من صور الرحمة اإللهية املتوجهة للعباد،

حيث فتح له باب التدارك والتعو يض، إلى درجة أذن له بالقضاء حتى

لو فاتته الفر يضة عمدا، إذ لعله بذلك قد يعيد ما سلب منه في عالقته

بر به.

نفخ الروحللخليقة،

أبا كان ملا الطينية هيئته على بقي آدم × أن لو -4٢

وهكذا خلقه، صفوة فجعله روحه، من فيه نفخ العاملين ر ب ولكن

نقول - قياسا على ذلك - عن صلواتنا: إنها لو بقيت على هيئتها البشر ية

تعالى، إلى هللا التقر ب البدنية ملا صارت سبيال من سبل الحركات من

فإنها تنتظر تلك النفحة اإللهية لتتحول إلى ما يحقق املعراجية اإللهية،

النفخة اإللهية للر ب مرتبطة بجهد العبد، كمثل الروح اإللهية وهذه

1( وسائل الشيعة، ج4، ص72.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

42

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الذي الرطب أو فرجها، أحصنت هي بعدما مر يم ÷  في نفخت التي

تساقط عليها بعدما هي هزت نخلتها.

تسويل الشيطان43- إن الشيطان يسول لبعضهم قائال: إنه ما دمت مرهقا باملعا�سي

لم اإلتيان بصالة ال تنهى عن الفحشاء واملنكر ؟!.. والذنو ب، ف

والجواب عن هذا التسو يل اإلبلي�سي: إن هذا الوجود الناقص خير

مقدمة الظاهري الوجود هذا يكون أن املمكن ومن أوال، العدم من

ثانيا، فمن كان النهي عن املنكر في الواقعي للصالة، واملتمثلة للوجود

متدليا في بئر بخيط رفيع ال يقطعه، بدعوى أن هذا الخيط ال يعتد به!.

ي الصالة مع

والشاهد على ذلك ما رو ي أن فتى من األنصار كان يصل

هللا ‘ لرسول ذلك فوصف الفواحش، و يرتكب هللا‘ رسول فقال: »إن صلته تنهاه يوما ما«، فلم يلبث أن تاب .)))

رد األعمالالحديث حول وذلك جوابه، في بعضهم احتار سؤال هنالك -44

قبل ما سواها، وإن ردت رد املشهور: »إن الصلة عمود الدين، إن قبلت

قبل ما سواها«))).. فلنتصور إنسانا صلى وقام بباقي الصالحات، ثم لم ت

رد سائر أعماله، والحال إن هللا تعالى وعد الجزاء على صالته فكيف ت

مثقال ذرة، فكيف بما هو أعظم منها؟!.

قبل صالته والجواب: إن الكالم هنا في القبول ال في اإلجزاء، فمن لم ت

لخلل في فعله، كشف عدم القبول عن خلل في ذاته، وهو السبب بعينه في

1( بحاراألنوار، ج79، ص198. 2( األمايل )للصدوق(، ص641.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

43

الةلص

ار اسر

أرد باقي األعمال، بمعنى عدم استحقاقه للدرجات وإن رفعت عنه الدركات.

و بعبارة أخرى: إن للصالة حيثيتين: حيثية اإلجزاء وحيثية القبول،

ومسقطة مجز ية تكون قد والخواطر، األوهام تتجاذبها التي فالصالة

من اهلل يتقبل ما ﴿ إن تعالى: قال حيث مقبولة، غير ولكنها للعقاب

للقبول، وفرق واضح المتقني ﴾))) فقد جعل هللا تعالى التقوى فيها شرطا

بين اإلجزاء و بين القبول!.. كما أن هناك فرقا بين من يأتي يوم القيامة وال

إلى هللا تعالى!.يجعل في خانة تاركي الصالة، و بين من تكون صالته معراجا

ركعتان مقبولتانشفت له عن دواو ين أعماله، فلم

4٥- لو جاء العبد يوم القيامة، وك

ير في ديوان عمله إال ركعتين خالصتين مقبولتين - بعد تساوي حسناته

اآلبدين، أبد إلى الجنة إلدخاله كافية الصالة هذه كانت - سيئاته مع

فكم هي عظمة الصالة الخاشعة وقوتها في السعادة األبدية للعبد!.. وهو

هت وقرأت لة وتوج ما يستفاد من رواية النبي ‘: »فإذا قمت إىل الص

ور، ثم ركعت فأتمت ركوعها وسجودها، لك من الس أم الكتاب وما تيرسمتها لة التي قد دت وسلمت، غفر لك كل ذنب فيم بينك وبني الص و شه

رة«))). لة املؤخ إىل الص

معاملة التارك للصالة 46- قد تم وصف الصالة من قبل املعصومين ^ بعبارات مختلفة،

لة و»الص تقي «))) كل قربان لة و»الص املؤمن«)))، معراج لة »الص منها:

1( املائدة/27. 2( األمايل )للصدوق( ، ص549. 3( بحار األنوار، ج81، ص255.

4( الكايف، ج6، ص10.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

44

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

عمود الدين«))) مما يدل على أنه ليست هناك عبادة في الشر يعة تضاهي الصالة في موقعها، ومن هنا يعلم موقع تارك الصالة، وأنه في حد الكفر

ة اهلل برئ من ذم فقد دا، لة متعم باهلل العظيم، فقد رو ي: »من ترك الص

يشكر ال أن الشقاء من كم إذ وآله«)))، عليه اهلل صىل اهلل رسول ة وذمتكلفه ال ركيعات خالل من وذلك النعم، بأنواع عليه أنعم من العبد

الكثير من العناء!.

وال بوجه مكفهر، ونلقاه اإلنسان، نزوج هذا بأن ال مرنا أ هنا ومن

صادقه، إذ قد روي عن أمير املؤمنين ×: سافر معه، وال ن

نؤاكله، وال ن

ة«))) »أمرنا رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله أن نلقى أهل املعاص بوجوه مكفهروأي معصية أعظم من ترك ما هو عمود للدين !

أحسن الصور املخلوقة4٧- ورد تعبير عن الرضا × ال نظير له حول الصالة، أال وهو: »إن

ا اها بكمهل لة أفضل العبادة هلل، و هي أحسن صورة خلقها اهلل ، فمن أد الصا وجهه«))). ب ب ها، ومن هتاون فيها ض و تامها فقد أدى واجب حق

لها فكأن الصالة - على هذه الرواية - بمثابة مخلوق بهي املنظر، ومث

فالحور الصالة؟.. من الحور جمال أين ولكن العين، الحور كمثل

أما الصالة الجنة، في الرجال بهن تعالى ليستمتع مخلوقات خلقها هللا

االستمتاع ووصلة ورسله، أنبيائه و بين بينه املتميزة العالقة فهي

واملؤانسة بينه و بين خلقه.

بر به املميزة العالقة يبين هذه ما األكرم ‘ النبي و قد روي عن

1( وسائل الشيعة ، ج4، ص27. 2( الكايف، ج3، ص705. 3( الكايف، ج9، ص492.

4( بحاراألنوار، ج81، ص246.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

45

الةلص

ار اسر

أب ، و ال نبي مرسل «))) ومن حيث قال: »ل مع اهلل وقت ال يسعه ملك مقر

الواضح أن من أجل مواطن هذه الحاالت هي هذه الصالة.

تعميق املعرفةبتعميق يبدأ أن الخاشعة، عليه التوفيق للصالة ير يد 4٨- إن من

مقامات معرفة في يتسامى ما فبمقدار وجوده، في املعرفة عنصر

الر بو بية، فإنه يقتر ب بنفس النسبة من دائرة الجذب اإللهي له، وتبعا

إلى درجة ال يطيق املحب أن أنوار محبته ومودته، لذلك تنصب عليه

يتأخر عن أو ل وقت الصالة، تلهفا ملا في اللقاء من اللطف واملؤانسة.

وهذا هو الذي نفهمه من وصف املعصوم ملعصوم آخر مثله، وهي

بن احلسني ’ إذا رواية اإلمام الصادق × حيث قال: »إن رأيت عل

لة، غش لونه لون آخر، فقال ل: و اهلل إن عل بن احلسني كان قام ف الصيعرف الذي يقوم بني يديه«))).

جلب املودةاملصلي إلى الناس مودة جلب هو الصالة إتقان آثار من إن -49

﴿ وعملوا مصاديق أفضل من الصالة هذه أن شك من فما الخاشع،

لهم ﴿سيجعل تعاىل: قوله في بعدها اإللهي الوعد حيث الات ﴾، الصيقبل على هللا تعالى بقلبه فإن والسر في ذلك: إن من ودا﴾)))، الرحمن هللا تعالى سيقبل عليه، ومن أقبل هللا تعالى عليه، ساق جميع النعم إليه

فيما يصلحه - بما في ذلك قلو ب العباد - بمقت�سى لطفه وكرمه.

1( مرآة العقول، ج15، ص469. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص474.

3( مريم/96.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

46

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وقد دلت الرواية على هذه الحقيقة، حيث روي عن الصادق ×

جل املؤمن منكم إذا قام ف صلة فريضة، أن يقبل أنه قال: »إن لحب للر

بقلبه يقبل عبد من فليس نيا، الد بأمر قلبه يشغل ال و تعاىل، بقلبه إىل اهلل ف صلته إىل اهلل تعاىل إال أقبل اهلل إليه بوجهه، وأقبل بقلوب املؤمنني إليه

اه«))). باملحبة، بعد حب اهلل إي

احملبوبية يف السماءاإللهية املودة بمزايا الخاشع املصلي يتمتع أن املمكن من -٥0

تأثيرا على أسرته، وإرشادا للمسترشدين به، بل حتى في قلبه املجعولة

في املزايا هذه كل من األهم ولكن تعالى، هللا عباد من لآلبقين جذبا

وانتهاءا باملالئكة بدءا السماء؛ في محبو با العبد يكون أن هو األرض،

بر ب العزة والجالل، وهو ما نطلبه في الز يارة عند قبر أمير املؤمنين×

داعين هللا تعالى: »مبوبة ف أرضك وسمئك«))).

والشاهد على كل ما ذكرناه آنفا، هي غرة من غرر دررهم مما رواه

تي، قذف ف قلوب النبي األكرم ‘ حيث قال: »إذا أحب اهلل عبدا من أم

ان عرشه مبته ليحبوه، فذلك املحب حقا، أصفيائه وأرواح ملئكته وسكطوبى له ثم طوبى له، و له عند اهلل شفاعة يوم القيامة«))).

وقد يتساءل بعضهم عن الطر يق إلى هذه املودة املجعولة، والجواب غوا أيضا هو ما نستقيه من مرشد األمة ودليلها، حيث يقول ‘: »تفر

اهلل جعل بقلبه، تعاىل اهلل عىل أقبل من فإنه استطعتم، ما نيا الد وم ه من ع«))). ة، و كان اهلل إليه بكل خري أس ح قلوب العباد منقادة إليه بالود و الر

1( وسائل الشيعه، ج5، ص475. 2( مفاتيح اجلنان، زيارة أمنی اهلل.

3( . بحاراألنوار، ج67، ص24. 4( بحاراألنوار، ج74، ص166.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

47

الةلص

ار اسر

أساعة النشاط

ومن والنعاس، والكسل اإلدبار من حاالت اإلنسان على تمر -٥1

املعلوم أن إيقاع الصالة في مثل هذه األوقات، ملن موجبات عدم اإلتيان

بصالة خاشعة.

وعليه فال بد أن يختار العبد لعبادة ر به ساعة يخلو فيها من موجبات

الصالة بأن علمه هو : ذلك رفع موجبات ومن العبادة، عن التثاقل

التفكير فلك من الخروج عليه وإن الرد، موجبات ملن الحالة تلك في

في الذات إلى التفكير في عظمة من يواجهه في صالته، وهذه هي وصية

لة متكاسل وال أمير املؤمنين × حيث قال: »ال يقومن أحدكم ف الص

من للعبد وإنم ، جل و عز ه رب يدي بني فإنه نفسه ف رن يفك ال و ناعسا، صلته ما أقبل عليه منها بقلبه«))).

موجبات الشفاعة٥٢- إن العبد مهما حرص على إتقان العمل، فإنه سيأتي يوم القيامة

ذلك، إلى إضافة العمل، رد توجب التي التبعات من الكثير وعليه

انكشاف الخلل الذي لم يكن يعذر فيه في مجمل أعماله، ومن هنا ال

بد أن تتداركه الرحمة اإللهية بوسائطها، ومنها شفاعة أولياء األمر في

منح إال ملن خرج من عرصات القيامة. ولكن ليعلم أن هذه الشفاعة ال ت

دائرة االستخفاف بالصالة، ومن املمكن أن يصدق هذا العنوان على من

أمكنه اإلقبال في صالته، ولكنه لم يقبل فيها عمدا و باختياره.

والالفت هنا إن هذا التحذير هو آخر ما روي عن اإلمام الصادق × ه ، إن حيث قال أبو الحسن األول× : » ملا حض أيب الوفاة قال ل: يا بني

لة«))). ال ينال شفاعتنا من استخف بالص

1( وسائل الشيعة، ج5، ص477. 2( الكايف، ج12، ص687.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

48

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

هالة العظمةمن بهالة املصلي إحاطة هي الخاشعة، الصالة بركات من إن -٥3

العظمة والهيبة، تجعل الشياطين تخاف االقتراب منه؛ ألنه صار شأنا

من شؤون املولى، وحاشا إلبليس أن يقتر ب ممن تولى هللا تعالى الدفاع

آمنوا﴾)))، بل إن ين

ال عن يدافع اهلل ﴿إن عنه، مصداقا لقوله تعالى:

عن روي كما نفسه، على والثبور بالو يل بالدعاء يكتفي الشيطان

يا إبليس نادى جود، الس فأطال سجد إذا العبد »إن قال: ه أن النبي ‘

ويله!.. أطاعوا وعصيت ، وسجدوا وأبيت «))).ولو - الصالة ضيع من فإن أيضا، صادق العكس أن وليعلم

الشيطان فيه؛ ألن من صرف وجهه عن أو ل األوقات- طمع في بتركها

للشياطين مطمعا صار و بذلك عنه، وجهه تعالى هللا صرف تعالى هللا

الحاقدة على بني آدم بعد أن ترفع الحصانة عنه، وهذا هو الذي بينه

يطان ذعرا من املؤمن ما حافظ عىل النبي األكرم ‘ بقوله: »اليزال الش

أ عليه، فأدخله ف العظائم«))). ر لوات اخلمس، فإذا ضيعهن ت الص ومن هنا يحسن باملصلي أن يكثف من عبارات االلتجاء واالستعاذة

ليدخل اإلحرام، تكبيرة قبل وذلك الشياطين، همزات من تعالى باهلل

حرم بعد عقد الحرم اإللهي املعنوي بهذه الحالة من الحصانة، كما أن امل

اإلحرام في امليقات، يدخل حدود الحرم اإللهي املادي.

موقع العبد من ربههو وهل العاملين، ر ب من موقعه يعرف أن يحب بعضهم إن -٥4

1( احلج/38. 2( وسائل الشيعة، ج4، ص39.

3( الكايف، ج6، ص20.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

49

الةلص

ار اسر

أراض عنه أم ساخط عليه؟! وطو بى ملن يعيش هذا الهاجس املقدس،

من كالسؤال اليقين، له يورث ال ما إلى االلتجاء عدم بشرط ولكن

- أو ينتظر مناما أو كشفا أو - وإن كان من الصالحين من زمانه الغير

تجليا حسيا أو ما شابه ذلك، والحال أن من ال يعرف واقع نفسه، كيف

حقيقة عن للكشف الصالة دور يأتي هنا ومن غيره، واقع ص

يشخ

اإلنسان ومدى قر به من ر به، فإن الصالة لقاء من الر ب املتعال، فإذا

بين العالقة قوة بذلك انكشفت وحنين، بشوق مصحو با اللقاء كان

املتالقين كما هي العادة.

حيث الصادق × اإلمام عن ملفته رواية الصدد بهذا ولنذكر جعل املالك في املدح والثناء، هي كيفية اإلتيان بهذه الصالة، حيث يقول

ت حسن

أ

صحابنا، ف

من أ

م رجال

ال يه الس

عل

بي عبد الل

رت أل

ك

الراو ي: ذ

ال لي: »كيف صلته ؟«))).

قناء، ف

يه الث

عل

العطاء املتبادل٥٥- إن الصالة بمثابة األرض التي إن أعطيتها حقها من السقي والري

أخرجت لك شيئا من بركاتها، أو بمثابة من تشتري منه السلعة، فكلما

النبي ‘ املثمن، وهذا ما يجسده ما روي عن الثمن زادك من زدت

لة ميزان ، من وىف استوىف «))). حيث قال: »الص

إتقان صالته، فإن في السعي بقدر من اإلنسان يقنع أن ينبغي فال

املجال رحب للترقي في هذا املجال، إلى درجة يعبر عنها اإلمام الصادق ×

حبك من أنا أشبع ، ال حبك جائع أنا من »سيدي ابتهاله حيث يقول: في

ظمآن ال أروى، وا شوقاه إىل من يران و ال أراه «))).

1( الكايف، ج6، ص648. 2( وسائل الشيعة، ج4، ص33.

3( بحاراألنوار، ج94،ص338.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

50

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

صالة املودعهذه أن إلى االلتفات هو الفر يضة، إتقان موجبات من إن -٥6

اليقين له أين فمن ر به، العبد به يلقى ما آخر تكون قد الفر يضة،

باالستيقاظ بعد النوم مثال؟!.

وعليه فمن يحتمل أن هذا هو آخر لقاء له مع من يحب، فإنه يبالغ

في ثانية، ومن هنا وردت إليه إذ قد ال يعود في مؤانسة من سيودعه،

الروايات عبارة »صالة املودع« فقد روي عن اإلمام الصادق × : »إذا

ع يـاف أن ال يعود إليها أبدا، ها لوقتها صلة مود يت صلة فريضة فصل صلك إىل موضع سجودك، فلو تعـلم من عن يمينك و شملك ف بص ثم اص

لحسنت صلتك، واعلم أنك بني يدي من يراك و ال تراه«))).

تعجب املالئكة٥٧- إن املالئكة املستأنسة بالعبادات - وهي التي ال تفتر عن التحميد

- تتعجب من هجران العبد والتقديس وترى ما ترى من اآليات الباهرة

عن روي فقد العاملين، ر ب عليه يفترضها لم بنافلة لإلتيان فراشه،

ب الر ب فيعج النافلة، فيصل يقوم العبد »إن قال: ه أن الصادق ×

ض عليه«)))، وقد ملئكته منه، فيقول: يا ملئكتي، عبدي يقض ما ل أفرتفي في األرض وروحه في سجوده، فيكون جسمه يتفق أن يسجد فينام

السماء.

فكم هي عظمة العبد الذي يلفت نظر تلك املوجودات املقدسة؟!..،

وكم هو العجب ممن يتسافل إلى درجة يكون فيها أضل من البهائم؟!.

1( وسائل الشيعة، ج4، ص34.2( وسائل الشيعة، ج4، ص72.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

51

الةلص

ار اسر

أدور العقل

االعتراف يتم فبالعقل والتفكر، التعقل دين اإلسالم إن -٥٨

خلقه ما أول هو والعقل بالشر يعة، اإلذعان بعدها ليترتب بالعقيدة

من رشحة هو الذي - و بالتفكر و يعاقب، املرء يثاب و به تعالى، هللا

ق خل يف ﴿إن قائال: الليل في قيامه املؤمن يفتتح - العقل رشحات

اب ﴾))).

ل ول ال

يات ل

رض واختالف الليل وانلهار ل

ماوات وال الس

التعبد إلى انضم إذا التعقل هذا بأن نقول: السياق هذا وفي

لتحققت األعاجيب، ومن مصاديقها التفكر حين الصالة التي أشار إليها

ر، خري من قيام ليلة النبي ‘ بقوله: »يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان ف تفك

و القلب ساه«)))، بل قد يكون األجر أكثر من ذلك، إذا سببت تغييرا في ر ساعة خري من عبادة ستني سنة «))). مسيرة العبد كما ورد: » تفك

املراقبة املتصلةواللباس الطيب، خالل من الخاشعة الصالة ير يد الذي إن - ٥9

النظيف، وحتى من خالل حضور الجماعة في املسجد وغيره من مكمالت

بالصالة االتيان بالضرورة يالزم ال ذكر ما أن يعلم أن عليه الصالة،

الخاشعة؛ إذ إنه ال بد من عمل دائب على تصفية القلب الذي هو في

املراقبة خالل من إال يتم ال وهو حوله، يحوم الذي الشيطان مرمى

املتصلة، لتحقيق املحضر ية اإللهية من ناحية، وللسيطرة على ما يدور

في جنبات النفس من ناحية أخرى.

وهذا كله ال يكون إال بغلبة الحب اإللهي على جوانب القلب، واملوجب

1( آل عمران/ 190. 2( وسائل الشيعة، ج4، ص74.

3( بحاراألنوار، ج66، ص293.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

52

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

للذهول عمن سواه، وقد ورد في هذا املجال عن أمير املؤمنين × أنه

ق ، و نور اهلل ال يطلع عىل ش ء قال: »حب اهلل نار ال يمر عىل ش ء إال احرت

إال أضاء«))).

احلب اخلالص - أعني

مركزا

60- إن الكثير منا لم يذكر ر ب العاملين طوال حياته ذكرا

- ولو لدقيقة واحدة، فأما العبادات بقلب فارغ من كل ما سواه تعالى

اللفظية فإذا لم يوافقها القلب فهو عمل لساني محض، وال ينبغي أن

نجعلها في دائرة الذكر اإللهي الخاص، فالبعض عندما يصلي فإنه يذكر

كل �سيء في الصالة، إال ما يتعلق باملولى املتعال.

وعليه فإن الصالة تمر ين يومي للوصول إلى هذه الحالة من االنقطاع

إليه، وتحقق الحب الخالص له، ومن دون تحقيق هذا الحب الخالص،

مع للحديث المعنى ألنه صالته؛ في اإلنسان يسمو أن يمكن ال فإنه

جهة يجهلها اإلنسان، وخير ما يجسد لنا هذه العالقة الرقيقة مع ر ب

تك لقد أحببتك مبة العاملين، هو ما روي عن اإلمام السجاد × : »و عز

ا، و مال ف عدل أقضيتك ا، و آنست نفس ببشارهت ت ف قلبي حلوهت استقرتك عن معتقدي مبتك «))). أن تسد أسباب رح

الرتكيبة املتكاملةعديدة عناصر فيها إذ متكاملة؛ تركيبة عن عبارة الصالة إن -61

والزمة لتغذية الروح البشرية، ولو كان في علم هللا تعالى مركبا أجمع من

الصالة لكلفنا املولى بذلك املركب، فالصالة فيها:

1( بحاراألنوار، ج67، ص23. 2( . بحاراألنوار، ج91، ص170.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

53

الةلص

ار اسر

أ- تمجيد هلل تعالى بذكر وحدانيته وكبر يائه وإنه ال تحيط به العقول،

وذلك من خالل مضامين اإلقامة واألذان.

- تالوة لكتاب هللا عز وجل، حيث إن هناك سورة إلزامية وهي سورة الحمد، وسورة اختيار ية من مجموع القرآن الكر يم.

- محطة للدعاء وهو القنوت، حيث يمكن لإلنسان أن يدعو فيه بكل ما يشاء.

العبد ينحني - خضوع وخشوع هلل عز وجل، حيث الخضوع حينما راكعا، و الخشوع حين يخر ساجدا بين يدي هللا سبحانه وتعالى.

- طلب املباركة للنبي ‘ الذي لواله ملا صمنا وملا صلينا، وذلك من خالل الذكر املتكرر للنبي ‘ في األذان، واإلقامة، والركوع، والسجود،

والتشهد، والتسليم.

صالة األنبياء مجيعا6٢-إن تشر يع الصالة تشر يع قديم، وذلك قدم تار يخ األنبياء ^

كيفية اختالف على تعالى هللا و بين بينهم الثابتة الوصل صلة فهي

أدائها، ومن الشواهد على ذلك هو أن هللا تعالى عندما أمر مو�سى ×

له: قال إسرائيل، لبني وتخليصا لفرعون مقارعة التبليغي، للعمل

ذكر إلقامة مقدمة الصالة جعل حيث ري ﴾)))، ك ل الة الص قم

﴿وأ

ن اجعل ﴿رب ابراهيم × : لسان على ورد ما وكذلك وجل، عز هللا

هله أ مر

يأ ن

﴿وك اسماعيل × : عن ورد ما ومنها الة﴾)))، الص مقيم

الة﴾)))، بالص وصان ﴿وأ عي�سى × : عن ورد ما ومنها الة﴾)))، بالص

1( طه/14. 2( إبراهيم/40.

3( مريم/55. 4( مريم/31.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

54

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

اكة ﴾))). الة وآتوا الز قيموا الصومنها الوصية لبني اسرائيل عموما: ﴿وأ

سيتم السابقة، الرساالت أول في زرعه بدئ ما أن املعلوم ومن

األرض تعالى هللا يورث عندما أي أيضا، الرساالت ختام في حصاده

إقامة هي األرض في التمكين ثمرة فإن الظهور، زمان في للصالحين

رض ال يف ناهم مك إن ين

﴿ال تعالى: قوله من يفهم كما أيضا الصالة

هي األمور، باقي قبل اإلسالمي للحاكم منهج فأول الة﴾)))؛ الص قاموا أ

إقامة الصالة - طبعا - بمعناها الجامع.

جتلي العبودية والربوبية63- إن الصالة هي تجل لذلة العبودية من جهة العبد، وتجل لعظمة

الر بو بية من جهة املولى، فبالصالة تتحقق العبودية من ناحية، وتتجلى

ي كفى يب عزا الر بو بية من ناحية أخرى، كما قال اإلمام علي ×: » إهل

أن أكون لك عبدا، و كفى يب فخرا أن تكون ل ربا«))).وإذا تعالى، هلل العبودية جو استشعر نفسه إلى املصلي نظر فإذا

نظر إلى خالقه عاش عظمة الر بو بية، فاملصلي الخاشع يتردد بين هذين

اللونين حين صالته، و يا له من شعور!.

هم إقامة الصالةأن هو الخاشعة، الصالة تحقيق في النجاح موجبات من إن -64

إذ إن الفر يضة كما ير يدها هللا تعالى؛ يحمل اإلنسان هم إقامة هذه

التنمية أتقن اإلتيان به، وهذا هو ما يذكره علماء من حمل هم �سيء

1( البقرة/83. 2( احلج/41.

3( بحاراألنوار، ج74، ص400.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

55

الةلص

ار اسر

أالذي املجال في اإلبداعي التحفيز شروط من ل أو كشرط البشر ية،

يدخله اإلنسان املتدر ب!.

ومن األمثلة على ذلك: من يحمل هم الزواج بامرأة ما، فإنه يقتحم

اللجج للوصول إلى بغيته، وهو ما نقرأه في قصص أهل الغرام بالفانيات..

وعليه نقول: إنه ال بد ملن يروم اإلقبال في صالته، أن يحمل في نفسه هم

كلها، األمور نوا�سي بيده والذي امللوك، يدي ملك بين الوقوف إتقان

لة، فإنا ك الص وقد ورد عن النبي األكرم ‘ أنه قال: »و ليكن أكثر ه

سلم «))). رأس ال ومن أهم آثار حمل هذا الهم، هو أن يدخل العبد في دائرة الجذب

والر ياضات الشاقة املجاهدات عن يغني قد ما وهو للعبد، اإللهي

املتواصلة، وذلك ألن من صار محبو با عنده، يتم اإلعالن عن حبه في

العرش، ومن ثم القبول في الفرش، وهو ما روي عن النبي ‘ : »إن اهلل

تعاىل إذا أحب عبدا دعا جربئيل فقال: إن أحب فلنا فأحبه، فيحبه جربئيل مء فيقول: إن اهلل يب فلنا فأحبوه، فيحبه أهل السمء، ثم ثم ينادي ف الس

يوضع له القبول ف الرض «))).

جمالسة احملبوبما إلى يلجؤون والتبرم، الضيق ينتابهم عندما الدنيا أهل إن -6٥

واملنكوح، واملشرو ب باملأكول االستمتاع خالل من وذلك عنهم، يفرج

صاحب ألن الذات؛ خارج هو بما يستقر ال الباطن أن املعلوم ومن

أن إلى مضافا اللذة، بتلك مشغوال مادام بها مستأنس الحسية اللذة

لذائذ الدنيا تحتاج إلى مقدمات ال يتسنى لكل أحد تحقيقها، والحال أن

1( حتف العقول، ص26. 2( هنج الفصاحة، ص 290.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

56

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املؤمن الواصل إلى رتبة القر ب من الحق، يرى تمام اللذة في الحديث مع

محبو به األعظم، حيث إن الذكر كما روي، قوت النفوس و مجالسة

بر به حيث شاء من بل يخلو يكلفه جهدا وال ماال، املحبو ب، وهذا ال

ليل أو نهار، فاألمر كما يقول إمامنا السجاد × في مناجاته: »و احلمد

ي، بغري شفيع اجتي ، و أخلو به حيث شئت لرس م شئت حل هلل الذي أناديه كلفيقض ل حاجتي «))).

والنبي األكرم ‘ كان على رأس من كان يعيش مثل هذه الحالة،

ف عيني ة قر جعل اهلل إن ، ذر أبا »يا ذر: في خطابه ألبي حيث روي عنه

لة، وحببها إل كم حبب إىل الائع الطعام، وإىل الظمآن املاء، فإن الائع الصلة«))). ب املاء روي، و أنا ال أشبع من الص إذا أكل الطعام شبـع، وإذا رش

مقياسية الصالةعليه، الثناء في فيبالغ بأحدهم، يعجب أن ألحدنا يتفق قد -66

وقد يكون سببا في تزو يجه أو مشاركته أو مجاورته، والحال أن املؤمن

حر يص على أن ال يقول إال حقا، وخاصة عند تقييمه للعباد في املشورة

الالزمة.

ومن هنا قد يتساءل البعض: وأين لنا بمعرفة كنه اآلخر ين، والحال

غيره؟! واقع يعلم ال أولى وبطر يق نفسه، واقع يجهل اإلنسان أن

وهي - منها و عليها، هي كما األشياء ملعرفة طرقا هناك إن والجواب

أهمها - إنارة هللا تعالى لقلب عبده املؤمن، فيصبح و يم�سي بنوره الذي

يقذفه مواله في قلبه، ومن طرق معرفة الغير أيضا - مقدمة لتزكيته - هو

توفيقه للصالة الخاشعة وخاصة في بيوت هللا تعالى، فإن هذا كاشف

1( بحاراألنوار، ج95، ص82. 2( األمايل )للطويس(، ص528.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

57

الةلص

ار اسر

أفي اإلنسان عليه يعول أن يمكن للعبد، إلهي وقر ب باطني كمال عن

مقام التقييم والتزكية، و يؤ يد ذلك ما ورد في خصوص االلتزام بحضور

يتعاهد جل الر رأيتم »إذا أنه قال: النبي ‘ املساجد، حيث روي عن

املسجد، فاشهدوا له باليمن«))).

قضاء احلوائج بالصالة6٧- إن الطبيعة البشر ية لبني آدم، تدعوه إلى النظر إلى ر به كوسيلة

الطبيعة العبد هذه ف يوظ أن في الدنيو ية، وال ضير لقضاء حوائجه

كل من التجرد مرحلة إلى يصل أن إلى الغيب، بعالم نفسه لر بط

ضميمة فانية، ومن هنا يمكن لإلنسان أن يحفز نفسه من أجل التركيز

في صالته وعدم اإلقبال - ولو الذهني - على غير هللا تعالى، وذلك عندما

يستذكر حوائجه الضاغطة عليه.

الصادق × اإلمام رواية وهي الحقيقة هذه إلى يشير ما وهناك

وتعاىل تبارك قال اهلل ف صلته، فخف لة العبد ف الص قام »إذا حيث قال:

ه يرى أن قضاء حوائجه بيد غريي، أما يعلم مللئكته: أما ترون إىل عبدي كأنأن قضاء حوائجه بيدي«))).

الردع عن الباطليسخط عما الردع هو الخاشعة الصالة آثار أهم من إن -6٨

أنه في صالته، من - - صادقا بها يقر التي للمضامين تعالى، وذلك هللا

نعبد ﴿إياك يقول: عندما وذلك كذلك، به ومستعين حصرا هلل عابد

كيف بمضمونه، وتعهد والتفات بصدق قالها فمن نستعني﴾))) وإياك

1( سنن الرتمذي، ج10، ص102. 2( اجلواهر السنية يف األحاديث القدسية، ص663.

3( الفاحتة/4.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

58

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

بر به، كاملستهزئ يكون بذلك إنه إذ مباشرة؟!.. صالته بعد يخالفها

وهو مما يوجب له التعجيل في العقو بة، وهذا هو السر في اإلحساس

بقسوة القلب بعد اإلقبال في الصالة، وذلك عند ارتكاب معصية - ولو

صغيرة - بعدها.

أن »اعلم وقد روي في هذا املجال عن اإلمام الصادق × أنه قال:

نفع صلته أدرك من يعلم ما أن لة حجزة اهلل ف الرض ، فمن أحب الصمن أدرك فإنم املنكر، و الفواحش عن حجزته صلته كانت فإن فلينظر؛ نفعها بقدر ما احتجز، و من أحب أن يعلم ما له عند اهلل فليعلم ما هلل عنده «))).

وال بد من التوقف مليا في ختام هذا الحديث، فإنها من أهم قواعد

القر ب إلى هللا تعالى في الصالة وغيرها، حيث يبين × معادلة التجاذب

املتبادل بين العبد ور به، فقدر العبد عند ر به، يقارن بمقدار ما يوقر

ر به في قلبه.

اإلمتام بالنوافلاالهتمام هو الفرائض، في اإلقبال تورث التي األمور من إن -69

- كنافلة الظهر ين والفجر؛ ألن - وخاصة السابقة للفر يضة بالنوافل

ملواجهة يتهيأ من كمثل له فمث للفر يضة، يتهيأ ذلك خالل من العبد

خصمه، فيتمرن قبلها ليستجمع قواه، وتتبين عنده نقاط ضعفه من

املانعة من اإلقبال قوته، والر يب أن الصالة فيها مواجهة مع األبالسة

على الصالة.

ومما يدل على أن النافلة متممة للفر يضة - ولو من هذه الحيثية - ما

نقله الراوي حيث قال: »رأيت عل بن احلسني ع يصل فسقط رداؤه عن

ه حتى فرغ من صلته ، فسألته عن ذلك فقال: ويك أتدري منكبه، فلم يسوفقلت: منها، أقبل ما إال صلة منه يقبل ال العبد إن كنت، من يدي بني

1( وسائل الشيعة، ج5، ص476.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

59

الةلص

ار اسر

أم ذلك للمؤمنني بالنوافل«))). ، إن اهلل متم جعلت فداك هلكنا فقال: كل

ضبط طائر اخلياليحب حيث إلى الخيال طائر صرف في بالغ مهما العبد إن -٧0

فإن و يحاول، يظن كان مما أصعب األمر أن سيرى فإنه صالته، في

هللا إلى السائر عند هين أمر لهو - ونهيا أمرا - الجوارح على السيطرة

تعالى، و بعده السيطرة على الجوانح حبا و بغضا، ولكن الذهن البشري

لزم هنا اإلرادة، ومن بمحض عليه السيطرة يمكن قار، فال غير فرار

التدخل الغيبي الخاص في إعانة العبد على جعل كل زوايا وجوده بيده

وتحت سيطرته، ومنه الجارحة والقلب والذهن.

و لكن هذه الرواية مما يبعث األمل في هذا املجال، حيث روي عن

لع عىل قلب عبد فأعلم منه النبي ‘ أنه قال: »قال اهلل عز و جل ال أط

و تقويمه توليت إال مرضات ابتغاء و لوجهي، لطاعتي خلص ال حب سياسته «))).

في تصر يف قلب عبده، وساقه تعالى بنفسه فهنيئا ملن تدخل هللا

ر ب شفقة منتهى عن يعبر اإللهي التدخل فهذا تقصيره، رغم إليه

العاملين بمن تواله، من بين جميع خلقه.

سبيال التوجه٧1- إن هناك سبيلين معروفين عند أهله، لإلقبال على هللا تعالى حين

الصالة، فمنها:

الطر يقة اإلجمالية: بأن يستحضر وجود املولى ونظرته له، فيقبل عليه

1( وسائل الشيعة، ج5، ص478. 2( بحار األنوار، ج82، ص 136.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

60

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

من دون التفات إلى املضامين التفصيلية للحمد والسورة مثال، فال يتوجه

ملعنى الحصر في ﴿إياك نعبد وإياك نستعني﴾))) إال على نحو اإلجمال.

الطر يقة التفصيلية: بمعنى التدبر والتفهم لكل جملة ينطق بها، كما

هو األمر كذلك عند تالوة القرآن الكر يم.

في الكلي االستغراق حالة يعيش األول ففي واضح؛ بينهما والفرق

عالم الحقائق، وكأنه ذاهل عن نفسه وعما ينطق به، فحاله فيها كحال

الثاني يعيش املعاني املناجاة حيث ال يتوجه لجوهر األلفاظ، بينما في

الجزئية، فيتفاعل معها فقرة فقرة، فحاله فيها كحال تالوة القرآن حيث

بها، الخاصة الطر يقتين مزاياها ولكل من كلمة، كلمة للمعاني يتوجه

يعرفهما من تذوق الحالتين معا.

طريقتا املقارعة٧٢- إن مقارعة الواردات املذهلة في الصالة - أي التفكير فيما سوى

هللا تعالى - يكون تارة:

- باملجاهدة الجزئية لكل فكرة ترد عليه، وقد يتم العبد صالته وهو في حال املقارعة مع األبالسة املحيطة به، فقد يفلح في أن ال يفكر في غير

مواله، ولكنه في الوقت نفسه ال يفلح في اإلقبال القلبي عليه النشغاله

العصافير يطرد من كحال املصلي هذا وحال أعدائه، مع باملواجهة

ما سرعان ولكن بخشبته، تحتها يستظل التي الشجرة من املشوشة

ترجع فيعيد طردها بعصاه ثانية!

الشجرة، فيقطع جذورها، من الفتنة مادة بقطع تارة و يكون -وحينئذ ال غصن بعدها وال عصافير، وهذا حال األولياء الذين وصلوا

إلى مرحلة كمال االنقطاع إليه، كما ناجى بها أمير املؤمنين × ر به.

1( الفاحتة/5.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

61

الةلص

ار اسر

أاإلمجال يف الطلب

٧3- تكثر الروايات الداعية إلى عدم استغراق العبد في كسب موجبات

املعيشة، بل دعت إلى اإلجمال في الطلب؛ ألن هذا من موجبات تشعب

التفكير، وتفرق شعاع النفس نحو محبو بات متعددة، فلو نجح العبد

للنجاح استعد ثم في مجمل حياته، أوال ارتاح املرحلة، تجاوز هذه في

في صالته، حيث ال يعاني من هجوم األمواج العاتية على قلبه، وهو ما

* جزواع ه الش * إذا مس

نسان خلق هلواع

يجسده قوله تعالى: ﴿إن ال

حيث اآلية صر يحة في الر بط مصلني ﴾))) ال

* إال

ري منواع

ه ال وإذا مس

بين الصالة، و بين االستقرار النف�سي املوجب للتركيز في الصالة، كما أن

اآلية األخرى صر يحة في نفي الحزن والخوف ملن عمل الصالحات وأتى

الزكاة وأقام الصالة: ﴿فال خوف عليهم وال هم يزنون﴾))).

نيا وهذه الحقيقة بينها النبي األكرم ‘ حيث قال: »من أصبح و الد

ا ال ينقطع عنه ه فليس من اهلل ف ش ء، و ألزم قلبه أربع خصال: ه أكرب هأبدا، و شغل ال ينفرج منه أبدا، و فقرا ال يبلغ غناه أبدا، و أمل ال يبلغ منتهاه

أبدا«))).

الكمال الذاتي

٧4- إن درجات الصالة عند هللا تعالى ترتفع تارة بأمر:

- متعلق بذات الصالة، كإتقان املقدمات واألجزاء ثم اإلقبال فيها.واحد بمستوى واحدة صالة تصدر فقد املصلي، بذات متعلق -

1( املعارج/19-22. 2( البقرة/38.

3( حماسبة النفس، ص12.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

62

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

أضعاف تكون قد الصالتين ألحدى القر ب درجة ولكن مصليين، من

األخرى، وذلك تبعا لدرجة قر ب املصلي.

عن الواردة النصوص خالل من إال معرفته يمكن ال املعنى وهذا

عن ورد حيث متزوجا اإلنسان يكون أن فمنها املعصومين ^

يهم ج ، أفضل من سبعني ركعة يصل يهم متزو الصادق × : »ركعتان يصل

النبي ‘ :» يا عن ورد حيث عاملا املصلي يكون أن ومنها أعزب«)))، يها العابد«))). يهم العال، أفضل من سبعني ركعة يصل عل.. ركعتان يصل

تنوع الصلواتفي الجواهر أنواع بمثابة واملستحبة، الواجبة الصلوات إن -٧٥

فكذلك و بر يقا، وحجما لونا مختلفة أنها فكما العاملين، ر ب خزائن

كاملغر ب، والثالث الصبح، كصالة الركعتان فمنها الصلوات؛ في األمر

ومنها اآليات، كصالة الخمس الركوعات ذات ومنها كالعشاء، واألر بع

ذات القنوتات الخمس كصالة العيد، ومنها ذات السور املتكررة كصالة

الوحشة، ومنها ما ال يحتاج إلى طهارة كصالة امليت، ومنها ما ال يحتاج إلى

سورة كصالة الليل، ومنها ما يختص ببعض األئمة كصالة الحجة #،

ومنها ما يرتبط بغير املعصوم كصالة جعفر الطيار ×.

الصالة والسجايا الباطنيةالخاشعة الصالة بين يجمع الذي ذلك هو املثالي املصلي إن -٧6

وامللكات الحميدة، بل يمكن القول إنهما مترابطان إن لم يكونا متالزمين،

فأساس اإلقبال في الصالة هو إقبال املولى على العبد، وهو ال يتم إال إذا

امتلك صاحبه قلبا سليما.

1( من الحیرضه الفقيه، ج3، ص384. 2( بحاراألنوار، ج2، ص25.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

63

الةلص

ار اسر

أ والشاهد على هذه الحقيقة، أن لقمان عندما كان وعظ ابنه، فإنه

جعل إقامة الصالة ضمن سلسلة من املناقب األخالقية، والتي قد تبدو

عن والنهي باملعروف، كاألمر الصالة: في دخيلة غير أنها األولى للوهلة

املنكر، والصبر، والتواضع وعدم الخيالء، وذلك في قوله تعاىل: ﴿يا بن

صابك إن ذلك منكر واصب ع ما أ

معروف وانه عن ال

مر بال

الة وأ قم الص

أ

رض مرحا﴾))). ك للناس وال تمش يف ال ر خد مور * وال تصع

من عزم ال

سر اإلقبال٧٧- إن خير عبارة تلخص لنا سر اإلقبال على الصالة، هو ما ذكره

سيد الشهداء × ليلة عاشوراء حين استمهل القوم قائال: » أن أحب

الوقفة لهذه القلبية املحبة الرتبة من إلى هذه لة«)))؛ فمن وصل الصالباطنية ستنزاح عنه قهرا، وذلك لتحقق اإللهية، فإن جميع الحجب

السنخية بين العبد ور به، وذلك من جهة تبادل املحبة فيما بينهما..

ومن البديهي أنه مع وجود هذا الرابط املقدس، فإن اإلقبال الزم قهري

للصالة، إلى درجة لو رفع املولى تكليف الصالة عن مثل هذا العبد، فإنه

ال يسعه إال أن يقوم بين يديه مصليا أيضا حال كونه متذلال خاشعا.

الصالة يف كل األحوال٧٨- إن من مزايا الصالة واملختصة بها هي أنها ال تسقط بحال، فإن

على يجب قد والصوم يجب، ال أو املستطيع على يجب أن إما الحج

املتمكن من الصيام وإال سقط عنه، وكذا األمر في الزكاة عند اكتمال

كرت:النصاب أو عدمه، ولكن الصالة يؤتى بها في كل األحوال إلى درجة ذ

1( لقامن/17-18. 2( اللهوف علی قتلی الطفوف، ص89.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

64

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

- صالة الغر يق: فقد ذكر الشيخ الطو�سي: »ويصل السابح ف املاء عند غرقه أو ضورته إىل السباحة، مومئا إىل القبلة إن عرفها، وإال ففي وجهه

ويكون ركوعه أخفض من سجوده«))). - صالة العراة: حيث ورد في الخبر عن الصادق × : »سألته عن قوم

مام بركبتيه، و يصل بم جلوسا و مهم ال اعة و هم عراة، قال يتقد وا ج صلهو جالس «))).

- صالة الزحف واملطاردة: فقد روي عن أبي جعفر × إنه قال : »فإن و يكن صىل بم الظهر ل ليلة اهلرير، ني و هي ليلة صف × املؤمنني أمري و التسبيح و بالتهليل إال كل صلة وقت عند العشاء و املغرب و العص

لة«))). م، ل يأمرهم بإعادة الص عاء، فكانت تلك صلهت التحميد و الد- صالة املر يض: حيث يصلى مستلقيا أو مضطجعا، على التفصيل

الوارد في الفقه.

- صالة نوح أو صالة السفينة: وهو أن يتحرى القبلة، ثم يدور حيث دارت السفينة، حيث يعلق عليها اإلمام الصادق × قائال : »تلك صلة

صلة نوح ؟!.«))). نوح عليه السلم ، أو ما ترض أن تصله يأس السري عن »سألته قال: سماعة عن ورد فقد األسير: صالة -

ه منها، قال: يومئ إيمء«))). لة فيمنعه الذي أس ه الص كون، فتحض املش

أرجى آية - الصالة الثالث إلقامة األوقات بعد ذكر - الكر يم القرآن إن -٧9

1( هتذيب األحكام، ص174. 2( وسائل الشيعة، ج4، ص450.

3( بحاراألنوار، ج86، ص115.. 4( وسائل الشيعة، ج5، ص506.

5( الكايف، ج6، ص569.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

65

الةلص

ار اسر

أفي كتاب هللا تعالى، كما ذكرها آية بليغا في ضمن أرجى فإنه يعد وعدا

أرجى يقول: اهلل رسول حبيبي »سمعت قال: حيث املؤمنين × أمير

يل إن احلسنات لة طرف النهار و زلفا من الل آية ف كتاب اهلل: »و أقم الصاكرين«)))، والوجه في ذلك إن من أعظم يئات ذلك ذكرى للذ يذهبن الس

منن هللا تعالى على عبده أن يخلصه من السيئات إما:

- بمعناها الفعلي، بمعنى غفران الذنو ب بعد إقامة الصالة، فال تبقى له سيئة.

يصدر ال بحيث للعبد، الباطني التحول بمعنى الفاعلي، بمعناها -منه إال الحسن.

الصالة والذرية٨0- إن مما يشغل بال العبد الصالح حقيقة و يثير طموحه، هو أن

تكون له ذر ية مقيمة للصالة، وهو ما طلبه إبراهيم × لذر يته عندما

م محرال بيتك عند زرع ذي غري بواد يت ذر من سكنت

أ إن ﴿بنا قال:

الة﴾))) فكان إسكانهم بجوار البيت وفي واد غير ذي زرع ربنا لقيموا الصتحقيقا لهذا الهدف السامي، إضافة إلى طلب مقام اإلمامة لذر يته أيضا

عندما جعله هللا تعالى إماما للناس.

وفي هذا السياق فقد دعت الشر يعة إلى تمر ين األوالد على الصالة

أمير عن ورد فقد مفاجأة، األمر عليهم يثقل لئال البلوغ، سن قبل

ثمن بلغوا إذا ا ب خذوهم و لة، الص صبيانكم »علموا املؤمنين × :

سنني «))).

1( تفسری الصايف، ج2، ص476. 2( إبراهيم/37.

3( اخلصال، ج2، ص626.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

66

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

االهتمام املضاعف

٨1- إن املؤمن بحاجة إلى مجاهدة مستمرة مع هواجسه وأفكاره من

فيها تلزم حالة عليه تمر قد ولكن خاشعة، صالة على يقبل أن أجل

مجاهدة مضاعفة من أجل السيطرة على طائر خياله، وذلك فيما لو

إليه قوله ما يشير الدنيا، وهو أو متاع الهوى تأثير جاذبية وقع تحت

فإن قائما﴾)))؛ وتركوك ها

إل وا انفض لهوا و أ تارة وا

رأ ﴿وإذا تعالى:

ر به، وعليه فإن من إلى العبد والتجارة هو سلب توجه اللهو مقت�سى

العباد زمرة في دخل - الصالة عند وخاصة - الدنيا جاذبية عن خرج

الذين ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر هللا تعالى.

االستعانة بالصرب والصالة

٨٢- إن طبيعة بني آدم قائمة على االستعانة بكل �سيء يمكن التشبث

- والحال أنه - ومن هنا قيل بأن الغر يق يتشبث بكل حشيش به حسا

بيده مقاليد السموات واألرض هو ر ب الذي لعلم أن لو تعقل األمر،

بعدها الذي يسبب األسباب به وهو العاملين، فينغي حصر االستعانة

الة﴾))) ب والصكما ير يد، ومن هنا أمرتنا اآلية الكر يمة ﴿واستعينوا بالص

أسباب كل يعم أنه إال - بالصوم فسر وإن - الذي والصبر بالصالة

الصبر.

وعليه فإن املؤمن ال يرى في سير حياته طر يقا مسدودا ما دام بهذا

الصادق × اإلمام ذكره ما سوى يكلفه ال واألمر الجازم، االعتقاد

ثم أ يتوض أن نيا الد غموم من غم عليه دخل إذا أحدكم يمنع »ما قائال:

1( اجلمعة/11. 2( البقرة/45.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

67

الةلص

ار اسر

أو يقول : اهلل سمعت ما أ فيهم، اهلل يدعو ركعتني كع فري املسجد يدخل

لة«))). رب و الص استعينوا بالص

الصالة ضمن سياق جامع

الحياة حركة عن مفصولة الصالة أن يظن قد بعضهم إن -٨3

الجامعة، فيتوقع من نفسه أن يقبل على هللا تعالى في خصوص صالته،

تاركا املراقبة واملحاسبة قبل الصالة و بعدها، والحال أن هللا تعالى قرن

الة واتقوه ﴾))) قيموا الصن أ

بين الصالة والتقوى، حيث قال تعالى: ﴿ وأ

وهذا هو السبب في أن تارك التقوى ال يمكنه إقامة الصالة والخشوع

فيها، وكأن هناك يدا تدفعه لإلقبال عليها.

الصالة عدل اخلريات

تعالى هللا أن إال الخيرات، مصاديق من كانت وإن الصالة إن -٨4

وإقام ريات ال فعل هم

إل وحينا

﴿ أ تعالى: يقول حيث لها عدال جعلها

الة﴾))) مما يدل: الصأوال: على أن الصالة كانت تشر يعا ثابتا في شرائع األنبياء السلف ^

حتى أن املالئكة عندما نزلت مبشرة لزكر يا × كانت متزامنة مع صالته

في املحراب، فإنها من أفضل حاالته ×.

وثانيا: إنها في كفة مقابل جميع الخيرات على تنوعها، بل يمكن القول

إن فعل الخير املقبول عند هللا تعالى، إنما يصدر من املصلي الذي أقام

صالته.

1( وسائل الشيعة، ج8، ص139. 2( األنعام/72. 3( األنبياء/73.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

68

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حقيقة الصالة»إن قال: حيث األكرم ‘ النبي عن املرو ية الرواية هذه إن -٨٥

، فلينظر ما يناجيه«))) تدل على جوهر الصالة ه عز وجل املصىل يناجى ربوحقيقتها، فإن العرف يحكم بعدم تحقق معنى من معاني املؤانسة فيما

لو جلس الشخص متكلما لوحده، من دون وجود طرف آخر يتعلق به

الخطاب.. وعليه فلو أن املصلي لم يستشعر هذه الحقيقة أي وجود من

يناجيه - كما تفيد هذه الرواية - ملا تحقق معنى للصالة املطلوبة.

االصطبار على الصالة٨6- إن هللا تعالى طلب من املؤمنين الصبر: ﴿اصبوا﴾)))، واملصابرة

الة بالص هلك أ مر

﴿وأ واالصطبار: ﴿وصابروا﴾)))، األعداء: جهاد في

عليها﴾)))، وإن لم يمكن كل ذلك لزمه »التصبر« بمعنى بذل واصطب الجهد واملعاناة في كسب هذه امللكة.

صيغة من هي والتي - االصطبار بلفظ الدعوة أن املعلوم ومن

االفتعال بمعنى اكتساب الصبر - فيها إشعار بأن األمر يحتاج إلى تكرار

كثيرة، عنها الصرف موجبات ألن وذلك بالصالة، األمر على الصبر في

ومن هنا لزم على املؤمن أن يتحلى بهذا املبدأ في دعوة أهله إلى الصالة

وغيرها؛ ألنه من املمكن أن تنتقم الشياطين منه من خالل أهله، فكانت

الصالة حرزا ووقاية من ذلك.

الصالة يجعل كان النبي ‘ أن الروايات))) بعض من و يستفاد

1( مسند أمحد، ج39، ص19. 2( آل عمران/200. 3( آل عمران/200.

4( طه/132. 5( »كان النبي إذا دخل علی أهله بعض الضيق يف الرزق أمر أهله بالصلوة ثم قرأ: ﴿وأمر أهلك

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

69

الةلص

ار اسر

أبها فيأمرهم الرزق، جهة من أهله على يرد كان الذي للضيق تفر يجا

الة﴾))). هلك بالصمر أ

تاليا قوله تعالى: ﴿وأ

عماد الدينبأنها الصالة يعبر عن ما هي الروايات، في املشهورة العبارة إن -٨٧

أيضا، وفيه معنى الدين))) بأنها عماد التعبير الدين، ولكن ورد عمود

الدين قوام الصالة بأن إشعار فيه حيث األول؛ التعبير في ما يغاير

إضافة إلى عموديته، حيث يعبر مثال عن قائد الجيش بأنه عماده، فإن

هذا التعبير أبلغ في بيان هذه الحقيقة وهي: إن الصالة أساس تبتني عليها

فروع الدين األخرى، فمن ال يصلي فإن خيمة دينه ال عمود لها )بناء على

التعبير بالعمود( أو إن خيمة دينه ال وجود لها أساسا )بناء على التعبير

بالعماد( فكم الفرق بين التعبير ين؟!.

أساس اإلقبالنيا: النساء والطيب ، ٨٨- إن الرواية النبو ية القائلة »حبب إل من الد

محور إن وهي: وهامة، عامة قاعدة تفيد لة«))) الص ف عيني ة وقراإلنسان في تفكيره - و بالتالي ما يشغله في الصالة وغيره - هو ما صار قرة

عين له، و بعبارة أخرى ما صار محبو به األعظم، فمن شغف ب�سيء أكثر

من ذكره، فصار محور فكره وعليه مدار إقباله وإدباره.

وعليه فإن املتعلق بشهوات الدنيا - ال حبا عابرا في طول محبة هللا

- ال يمكنه تعالى كما كان عليه النبي ‘ بالنسبة إلى الطيب والنساء

بالصلوة﴾«؛ الدر املنثور يف التفسری باملأثور، ج4،ص313.1( طه/132.

2( بحاراألنوار، ج 74، ص 78.3( اخلصال، ج1، ص165.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

70

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املحبو ب إن ذكر اليائسة، حيث املحاولة بنحو إال في صالته اإلقبال

وقت وخاصة اختيار دون من القلب على يرد شيطانيا، أو كان إلهيا

تعالى، هللا بغير املصلي بال لشغل الشياطين تسعى حيث الصالة،

فالحل الجامع هنا: قطع العالئق القلبية بالدنيا ال تخفيفها، فإن وجود يعود لئال الباطن، حوض لتلو يث كاف الدنيا، روافد من صغير رافد

بعده مرآة عاكسة لجمال عالم املعنى.

املعادلة العادلةعرض في صالته عن ر به، يستشعر حالة من قسوة القلب

٨9- إن امل

بل إليه، تقر به لم أنها في األمر ينحصر فال صالته، من الفراغ بعد

يحس بنوع إعراض من مواله لم يكن يستشعر بها قبل صالته، فصارت

صالته كالقرآن الذي ال يز يد الظاملين إال خسارا، ولعل السبب في ذلك

يلتفت«)))، ما يستفاد من الحديث النبو ي: »إن اهلل مقبل عىل العبد ما ل

املعادلة، على وزان قوله الر بو بي تستلزم مثل هذه املقام فإن عظمة

ذكركم﴾))).تعالى: ﴿فاذكرون أ

وعليه نقول: فإنه كما أن إقبال العبد مستلزم إلقبال ر به عليه، فإن

إدباره مستلزم إلدباره عنه أيضا، ومن املعلوم أن إدبار املولى عن عبده

قساوة من به يستشعر ملا سبب أيضا هو و بالتالي صالته، لرد سبب

قلبه.

املباركة الدائمةوصيته و بين عليه اإللهية املباركة بين ير بط املسيح × إن -90

1( بحاراألنوار، ج81، ص261. 2( البقرة/152.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

71

الةلص

ار اسر

أوصان

ين ما كنت وأ

أ

بالصالة، حيث يقول عنه تعالى: ﴿ وجعلن مبارك

الة ﴾)))، كما يعلم هذا الر بط األكيد مما جرى ألمه مر يم ÷ أيضا بالصحيث تقارن الرزق اإللهي لها بكونها مصلية في محراب عبادتها.

-كما مماته و بعد حياته في األبدية املباركة ير يد من فإن هنا ومن

جرى للمسيح وأمه - فإن عليه إتقان هذه الحركة اإللهية، ومن املعلوم

املوجبة الصالة إتقان متناسبة مع مدى دواما وقوة، املباركة أن هذه

ملثل هذه املباركة.

استيعاب كل احلركاتالقيام من متعددة حركات بين أجزائها في موزعة الصالة إن -91

والركوع والجلوس والسجود، و قد جعل لكل حركة ذكرها الخاص، وهو

ئيل أن أقرأ ما تمت اإلشارة إليه في قول النبي ‘ حيث قال: »أمرن جرب

ده راكعا، و أن أسبحه ساجدا، و أن أدعوه جالسا«)))، القرآن قائم، و أن أحفكأن هللا تعالى ير يد من عبده أن يكون ذاكرا له في كل تقلباته، سواء في

ين يذكرون

الصالة أو خارجها، كما أنه يستفاد ذلك من قوله تعالى: ﴿ال

حياته في اإلنسان إن حركات حيث جنوبهم﴾))) وع وقعودا قياما اهلل اليومية، منحصرة بما ذكر في هذه اآلية الكر يمة.

قوام الصالة بالدعاءمالحظة خالل من أيضا تنبع الصالة في التوجه أهمية إن -9٢

بحسب الدعاء من مأخوذة فإنها لغة، االسم بهذا الصالة تسمية

1( مريم/31. 2( بحاراالنوار، ج90، ص313.

3( آل عمران/191.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

72

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

- وهو العمدة االستعمال األولي لها، فالصالة الفاقدة للتوجه الدعائي

في الصالة - خالية من تحقق مبدا املعنى اللغوي فيها، والشاهد على ما

قلناه آنفا هو :

إنه حيث لهم﴾))) سكن صالتك إن عليهم ﴿وصل تعالى: قوله -بمعنى الدعاء واالستغفار لهم.

الرسول ﴾))) وصلوات اهلل عند قربات ينفق ما ﴿يتخذ تعالى: قوله -فإنها بمعنى دعاء النبي‘لهم.

ين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾))) فإنها

ها ال ي- قوله تعالى: ﴿يا أ

بمعنى طلب الترحم واملباركة.

- ورد في الخبر عن النبي ‘ : »إذا دعي أحدكم إىل طعام فليجب ؛ فإن كان مفطرا فليأكل، و إن كان صائم فليصل «))) أي يدعو ألر باب الطعام

بالبركة.

القلوب يف الصدور93- كثر الحديث عن اإلقبال في الصالة، من خالل الكتب التي ألفت

حول أسرار الصالة قديما وحديثا، ولكن كلمة الفصل في كل ذلك، هو

العمل على عمارة ما به تتم الصالة الخاشعة، أال وهو القلب الذي إذا

ما عمي لم يبصر شيئا في الصالة ليقبل عليه، وهو ما أشار إليه قوله

دور﴾)))؛ فالعبد الفاقد لهذا الص يف الت قلوب ال تعم ﴿ولكن تعالى:

، حيث القلب الحي ال يمكن أن يكون خاشعا حتى لو كان بدنه خاشعا

1( التوبة/103. 2( التوبه/99.

3( أحزاب/56. 4( بحاراألنوار، ج87، ص125.

5( احلج/46.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

73

الةلص

ار اسر

أاملادة بين الفرق وكم القلب، من إال يصدر ال معنى نوع الخشوع إن يقول حيث الحقيقة لهذه مبينة جملة الثاني + وللشهيد والهيئة؟!

في أسرار الصالة ))): » ولذلك شبه بعض العلماء القلب بالعرش، والصدر

فهما وتصرفه، لتدبيره األول واملجري مملكته أنه به وأراد بالكر�سي،

بالنسبة إليه كالعرش والكر�سي بالنسبة إلى هللا تعالى«.

العناصر املرتابطة94- إن الشيطان يحوم على قلب ابن آدم في كل لحظة، ليجد مدخال

في قوله يفهم من صيغة املضارع ما - وهو - وخاصة عند الصالة فيه

بالذكر ولكن إنما يكون انلاس﴾)))، و دفعه صدور يف ﴿يوسوس تعالى:

هم طائف قوا إذا مس ين ات

باملفهوم القرآني له، حيث يقول تعالى: ﴿إن ال

ون ﴾)))، وعليه فإن »الذكر« املبطل إذا هم مبصروا ف يطان تذك من الش

لكيد الشيطان إنما هو من الذين »اتقوا« ونتيجته »اإلبصار«، وهذا هو

السبب في أن البعض ال يرى أثرا في حياته للذكر ولو كان كثيرا، حيث إنه

لم يعمل على إصالح القابل أي »النفس« ليؤثر فيه الفاعل أي »الذكر«

سواء في الصالة أو غيرها. وقد نقل الشهيد الثاني +))) : »حتى أن بعض

األكابر، اجتهدوا أن يصلوا ركعتين ال يحدثوا فيهما أنفسهم بأمور الدنيا،

فعجزوا عن ذلك« .

توصية جامعةما كتبه الخاشعة، هو الصالة في مجال ما صنف إن من خير -9٥

1( أرسار الصالة)للشهيد الثاين(، ص66.2( الناس/5.

3( األعراف/201. 4( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، ص 87.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

74

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الشهيد الثاني + حيث ذكر ما يفهم منه أنه كان عامال ملا كتبه، ومن

الخواطر دفع ببيان جامع طر يقة بالشهادة، فذكر حياته هنا ختمت

قائال))):

»وال يلهي عن الصالة إال الخواطر الواردة الشاغلة، فالدواء في إحضار

وسبب سببه، بدفع إال ال�سيء يدفع وال الخواطر، تلك دفع هو : القلب

؛ أما الخارج ، أو أمرا في ذاته باطنا

خارجا

توارد الخواطر إما أن يكون : أمرا

يتبعه الهم حتى قد يخطف ذلك فإن للبصر، يظهر أو السمع يقرع فما

اإلبصار و يكون و يتسلسل، غيره إلى الفكر منه ينجر ثم فيه، و يتصرف

لبعضها اآلخر، ومن قو يت لألفكار، ثم تصير بعض تلك األفكار سببا

سببا

يلهه ما يجري على حواسه، ولكن الضعيف ال بد رتبته وعلت همته، لم

يصلي أو بصره، يغض بأن األسباب هذه قطع فعالجه فكره، يتفرق أن

حائط من يقر ب أو يشغل حسه، ما يديه بين يترك ال أو مظلم، بيت في

عند صالته حتى ال تتسع مسافة ما يشغل بصره، و يحترز من الصالة على

الشوارع، وفي املواضع املنقوشة املصنوعة، وعلى الفرش املز ينة، ولذلك

كان املتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم، سعته بقدر ما يمكن للصالة

فيه، ليكون ذلك أجمع للهم

و ينبغي أن ال يعدل إلى غمض العينين ما وجد السبيل إلى القيام بوظيفة

املعلومة األمور من وغيره السجود، موضع إلى قائما جعله وهي النظر،

، فإن تعذر القيام بها مع فتحهما، فالغض أولى؛ ألن الفائت من وظيفة شرعا

الصالة وصفتها بتقسم الخاطر، أعظم منه مع اإلخالل بوظيفة النظر«

خداع النفسالصالة، إلى التوجه موجبات في التفكير أن يظن البعض إن -96

1( املصدر السابق، ص 82-81.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

75

الةلص

ار اسر

أتعالى، اإلقبال على هللا ينافي الصالة، ال أثناء النفس في زوايا والبحث

حسنات إن باب من الدقيقة، بالنظرة كذلك ليس األمر أن والحال

تعالى إذ املطلو ب ممن ير يد اإلقبال على هللا األبرار سيئات املقر بين؛

باملعنى األتم، أن يجتاز مراحل التفكير والتأمل في املقتضيات واملوانع،

كل يستصغر فإنه التكبير عند ولكنه يديه، بين الوقوف قبل وذلك

معاني على تحت ف التي العين إذ - جنبيه بين التي نفسه حتى - �سيء

الجالل والجمال اإللهي، ال يمكن أن تنظر إلى ما دونه.

سار إذا إنه وهو: الحقيقة هذه استيعاب يمكن بسيط و بمثال

لب منه السير عليه، أحدهم على حبل ممدود بين جبلين شاهقين، وط

وهو يعلم أن مجرد النظر إلى أسفل سيسقطه في الوادي السحيق، أو

ال يكون حر يصا أشد الحرص، على أن ال ينظر إال إلى األمام، لئال يز يع

بصره ؟!.

الفعل القبيح9٧- إن السير في طر يق التكامل، يحتاج إلى حركة معاكسة ملقت�سى

غير طر يق و يود األرض، إلى يخلد بطبعه اإلنسان فإن األولي، الطبع

ذات الشوكة.

تمنى وإن الخالص، يوجب ال حالها على األمور ترك فإن هنا ومن

صاحبه خالف ذلك، ومن مصاديق ما ذكر هي الصالة، فمن لم يعمل

على إتقان صالته قلبا وقالبا، فإنه سيبقى على ما كان معتادا عليه في

ر منه اإلمام الصادق × في حديثه لحماد بن

أوائل تكليفه، وهو ما حذ

جل منكم يأت عليه ستون سنة أو سبعون سنة، عي�سى قائال: » ما أقبح بالر

فل يقيم صلة واحدة بحدودها«))).

1( الكايف، ج3، ص311.

لامف

مملةوود

لة لم

ولم م

ةلهنمل

ةلا مل

هتل مل

ةف

ل

76

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

العجب املاحقالدرجات، من بدرجة ولو خاشعة لصالة يوفق قد املصلي إن -9٨

و يسلم حينها من الر ياء املبطل للعمل، ولكنه يبتلى الحقا بالعجب الذي

هو للخواص من العباد كفخ من فخاخ ابليس، ذلك أن عامة الخلق -

- قد ال يجدون في أنفسهم موجبا النقداح لقلة أعمالهم وعدم إتقانها

له أين أنه في التفكر هو الحالة هذه وعالج النفس، في الحالة هذه

ضمانة القبول أوال، وضمانة االستمرار على هذا التوفيق ثانيا، وتدارك

النقص فيما م�سى ثالثا ؟!. وقد روي عن النبي ‘ : »قال اهلل عز و جل

و املذنبني أبش كيف قال: يقني، د الص أنذر و املذنبني بش داود يا لداود: نب، املذنبني أن أقبل التوبة و أعفو عن الذ يقني، قال: يا داود بش د أنذر الصه ليس عبد أنصبه للحساب إال م، فإن يقني أن ال يعجبوا بأعمهل د و أنذر الص

هلك«))).وهنا ينبغي القول إن العجب بالعمل، أمر يغاير االبتهاج به، من جهة

أن ما وفق له من الخير إنما هو بتمكين من هللا تعالى وتسديد منه، فعاد

يفرحوا﴾))).إلى قوله تعالى: ﴿قل بفضل اهلل وبرحته فبذلك فل

1( وسائل الشيعة، ج1، ص99. 2( يونس/58.

2 اآلداب الباطنية

للطهور

الفصل الثاني: اآلداب الباطنية للطهور

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

79

الةلص

ار اسر

أ

الطهور باب الدخولالصالة حرم في الدخول خطوات من خطوة أول الطهور إن -1

الخاشعة، فإذا لم يتقن أحدنا »التطهر« املنتسب إلى املكلف، فقد أخل

بشروط الدخول، أعني نتيجته املجعولة من الشارع أال وهي »الطهارة«،

واألمر كذلك عندما يخل أحدنا باالغتسال مثال، فإن نتيجته هو اإلخالل

من الباطنية الحالة هذه هي املقام: في املطلو ب فإن وعليه بالغسل ..

التطهر، الحاصلة من صب املاء على البدن في الطهور املائي، واستعمال

التراب في الطهور الترابي.

باطنية ظلمة يعيش الطهارة، على يداوم الذي بأن نرى هنا ومن

بمجرد أن ينتقض وضوؤه، و يكفي في املقام استشعاره بأنه ممنوع من

يلمس أن ومن الكر يم، القرآن كتابة على يده يضع أن ومن الصالة،

ألفاظ الجاللة، وإنه محظور عليه دخول املساجد، فكأن املتطهر أخذ

إذن الدخول على مواله، فهو متى ما شاء أمكنه الصالة بين يديه.

من و جفان، فقد أ يتوض ل و أحدث »من وقد ورد في حديث قد�سي:

أ و صىل أ و ل يصل ركعتني فقد جفان، و من أحدث و توض أحدث و توضركعتني و دعان و ل أجبه فيم سألني من أمر دينه و دنياه فقد جفوته، و لست

برب جاف «))).

1( وسائل الشيعة، ج1، ص382.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

80

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

بعد كل اإلنسان أن يسجد وما أحسن توصية بعض األعالم وهي:

طهور - من باب أن أقر ب ما يكون العبد إلى ر به وهو ساجد - و يطلب

أعلى من الطلبين هذين أن باب من ومحبته، معرفته تعالى هللا من

ها.األمنيات وأجل

حب اهلل للمتطهرين٢- إن من أعظم املحفزات للمداومة على الطهارة - سواء من الحدث

رين﴾))) فكم ه مطأو الخبث - هو االلتفات إلى قوله تعالى: ﴿واهلل يحب ال

من العظيم أن يحوز العبد على مقام املحبو بية عند ر به، بمجرد عمل

بدني ال يكلفه كثير جهد في البين، وأي نسبة بين ما يوجب الطهارة، و بين

أن يكون العبد قر يبا من ر به محبو با عنده؟!.

من الباطن بطهارة يكون الطهارة تمام إن نقول: أن بد ال وهنا

املعا�سي، ولكن بعض الروايات تشير أيضا إلى املعنى الذي ذكرناه آنفا

قال ألهل أنه النبي ’، الصالتي، فقد روي عن الطهور تحقيق وهو

وا: ال

قبا: »ماذا تفعلون ف طهركم ، فإن اهلل تعاىل قد أحسن عليكم الثناء؟« ق

رين «.))) كما ورد ائط، فقال: »أنزل اهلل فيكم و اهلل يب املطهر الغ

ث

غسل أ

ن

التأكيد على خصوص الطهارة من الحدث كالوضوء، من خالل ما روي

يمن«))). واك شطر الوضوء، و الوضوء شطر ال عن النبي ‘ : »الس

صالة العاشقني وهذه مستحبتين، ركعتين يصلي أن الوضوء بعد العبد بإمكان -3

1( التوبة/108. 2( الربهان يف تفسری القرآن، ج2، ص849.

3( بحاراألنوار، ج73، ص140.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

81

الةلص

ار اسر

أأن يمكنه حيث »العاشقين«، بصالة تسميتها املمكن من الصالة

اإلتيان دون ومن ومكان، زمان كل وفي والركو ب، امل�سي أثناء يصليها

خارج ألنه واالركان؛ األجزاء تحقق في يوسوس أن دون ومن بالسورة،

تعالى، هللا إلى شوقه إلظهار العبد يقيمها صالة فهي الفر يضة، دائرة

كما أن البشر كذلك في تعاملهم مع من يحبون ، فبعضهم وهو في قمة

انشغاله بعمله، يتصل بزوجته و يعبر عن شوقه لها، فتزداد بذلك تعلقا

به، وفرحا بحبه لها ..

وهنا نقول: كم من الجميل أن يتوضأ العبد في قمة انشغاله بالقيل

شوقا ركعتين هلل و يصلي عمله، مكان في املصلى إلى ليذهب والقال،

فيوما، يوما تتراكم الجزئية الحركات هذه أن املعلوم ومن له، وحبا

ليمنح العبد بعدها منحة إلهية مميزة في عالم القر ب، أال وهو الثبات

على تلك املنحة.

الوضوء املائي والطهوريالبدن املاء على مائي، أي صب الوضوء على قسمين: وضوء إن -4

حراما بل لغوا أو لباطل مقارنا يكون ولعله املسحتين، ثم بالغسلتين

امللتزم أن وذلك الباطن، تطهير يقارن طهوري ووضوء العمل، حين

بآداب الوضوء وسننها، قد يصلي قبل أن يصلي، بمعنى اإلقبال على هللا

تعالى ولو بغير صالة، فأول أدب من آداب الطهور هو اإلتيان بمستحبات

أدعية فإن الوضوء، أفعال من فعل لكل املقارنة اللفظية الوضوء

الوضوء تهـيئ اإلنسان للدخول في جو الصالة، وتنقله من عامله إلى عالم

آخر، حيث إن أدعية الوضوء من مصاديق املناجاة البليغة، فلو قرأها

اإلنسان أثناء الوضوء بتوجه، فقد يختلط ماء وضوئه بدموع عينيه.

جعل الذي هلل »احلمد الوضوء: بدعاء يبدأ املاء، إلى ينظر فعندما

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

82

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

عله نجسا«))) فيبدأ عمله بشكر املنعم، الذي هيأ له ي املاء طهورا، و لأسباب الطهور والتطهر من املاء القراح، والذي خرج من الطبيعة بعد

ينابيع تفاعالت مذهلة من األمطار، ثم سر يانه في األرض، ثم خروجه

جار ية بقدرته.

وعندما يغسل وجهه، يقول: »اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه

د وجهي يوم تبيض فيه الوجوه«))) وهنا ينتقل إلى عرصات يوم و ال تسوالقيامة، حيث الوجوه املسودة إما بنار جهنم، وإما بغضب هللا عز وجل

قبل دخول النار.

وعند غسل اليد اليمنى، يقول: »اللهم أعطني كتايب بيميني ، و اخللد

فيتذكر املتو�سئ أن يوم يسريا«))) حسابا حاسبني و بيساري، نان ال ف القيامة هو يوم إعطاء شهادات الخلود؛ إما الخلود في الجنة، أو الخلود

في النار، أو السنوات الطو يلة في نار جهنم، فالذي يأخذ كتابه بيمينه

ن مالق حسابيه ﴾))).ابيه * إن ظننت أ

و يقول: ﴿ هاؤم اقرءوا كتيطير فرحا

وت كتابه ا من أ م

وعند غسل اليد اليسرى، يتذكر قوله تعالى: ﴿و أ

شهادة البعض يأخذ حيث كتابيه ﴾))) وت أ لم تن

ل يا فيقول بشمال

إلى األبد إن كان كافرا، أو أحقابا إن كان مؤمنا، نار جهنم في الدخول

علها مغلولة إىل عنقي، وأعوذ فيقول: » اللهم ال تعطني كتايب بشمل ، وال ت

بك من مقطعات النريان «)))، فيتذكر بذلك أهوال القيامة ومنها مقطعات النيران، كالثو ب الذي يخاط لبدن اإلنسان على حسب قياسه مالصقا

1( الكايف، ج5، ص206. 2( الكايف، ج5، ص207.

3( وسائل الشيعة، ج1، ص402. 4( احلاقة/19-20.

5( احلاقة/25. 6( وسائل الشيعة، ج1، ص402.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

83

الةلص

ار اسر

ألبدنه، فتتحقق املبالغة في تعذيبه، حيث إن هذا الثو ب هي النار بعينها.

تك وبركاتك وعفوك «))) ني برح وعند مسح الرأس، يقول: »اللهم غش

أي يا ر ب، أر يد رحمة مستوعبة يمأل كل وجودي، ال رحمة عابرة يالمس

شيئا من كياني، فكان التعبير بالغشيان كناية عن ذلك.

اط يوم تزل أما عند مسح الرجل، فيقول: »اللهم ثبت قدمي عىل الص

على نمر جميعا فإننا عني«))) يرضيك فيم سعيي اجعل و القدام، فيه ك ى رب

ان عل

واردها ك

م إال

جهنم بل واردون عليها؛ لقوله تعالى: ﴿و إن منك

﴾))) فالصراط يمر على جهنم وهو أدق من الشعرة وأحد مقضيا

حتما

من السيف، و يا له من موقف رهيب، وذلك عندما نتصور إنسانا يم�سي

على حبل وهو ينظر تحته إلى نار جهنم، و يسمع صياح املعذبين، و ينظر

أمامه فيرى الحور العين، وهو في كل لحظة يخ�سى من السقوط في النار!

بآدابه املؤمنين × أمير توضأه الذي الوضوء هو هذا فإذن،

وهنا القيامة، يوم الحساب مراحل بمختلف ر

املذك وهو وأدعيته،

نقول: أال يرجى بعدها أن يقبل العبد على ر به بصالة خاشعة بين يديه؟!.

»يا محمد: لولده قائال على × به ر

بش ما إلى يلتفت عندما وخاصة

أت، و قال مثل ما قلت، خلق اهلل له من كل أ بمثل ما توض د، من توض ممله، و يكتب له ثواب ذلك «))). ل ه، و ي سه، و يسبحه، و يكرب قطرة ملكا يقد

دنس املعاصي٥- إن الذي يتدنس بين الصالتين بدنس املعا�سي، عليه أن ال ييأس

من روح ر به، فكما أنه يز يل الدنس الظاهري بالتطهير والوضوء، فإنه

1( الكايف، ج5، ص208. 2( الكايف، ج5، ص208.

3( مريم/71.4( الكايف، ج5، ص208.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

84

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

يمكنه أيضا أن يز يل الدنس العارض على روحه بالتو بة إلى هللا سبحانه

وتعالى.

لطهارة دعوة هناك أن الوضوء، أدعية خالل من نالحظ ولهذا

بشرائطها، الوضوء بأدعية و يلتزم النية بهذه يتوضأ فالذي الباطن،

فإنه يجمع بين الطهور ين: طهارة البدن، وطهارة الباطن، بل قد يقال:

إنه إذا كان اهتمام الشارع بهذا الطهور الظاهري بهذه الدرجة بما فيها

التو بة بماء الباطن بتنقية باهتمامه فكيف الفقهية، التفرعات من

بموازاة الغسالت املائية؟!.

وليعلم هنا أن الوضوء واجب تعبدي، فعلى اإلنسان أن ينوي في مثل

هذا الواجب قصد القر بة، وكما هو معلوم بأن في عالم التقر ب هناك :

متقرب، ومتقرب إليه، ووسيلة للتقر ب .. فهل يستحضر اإلنسان هذه

أفعال من فعل أول النية أن وخاصة للصالة، يتوضأ أن قبل املعاني

املصلي؟!.. ومن املعلوم أن من أتقن آداب الدخول على مملكة السلطان

في أول مراحله، كان ممن يرجى قبوله في باقي مراحله.

التدرج يف اللقاء6- إن على املؤمن أن يعلم بأن االرتباط باهلل تعالى من خالل الصالة،

الدنيا، اللقاء بملك من ملوك أراد له من مراحل متدرجة، فمن بد ال

فإنه يتنقل في أروقته إلى أن يتم اللقاء، فمن يأتي إلى مصاله وهو في أدنى

درجات التهيؤ النف�سي للصالة، فمن الطبيعي أن ال يبحر في بحر الصالة

الخاشعة.

واملالحظ أن األئمة ^ وعلى رأسهم النبي املصطفى ‘ كانت تبدأ

صالتهم من الوضوء، كأول مرحلة من مراحل الورود على املليك األعلى،

ولهذا كانت تتغير ألوانهم قبله، كما ورد في الروايات املختلفة.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

85

الةلص

ار اسر

أزكاة الوضوء

٧- لكل �سيء زكاة، وزكاة الوضوء أن يقول املتو�سئ بعدها كما في كتاب

لة، وتام من ال يحضره الفقيه: »اللهم إن أسألك تام الوضوء، وتام الص

الغايات النة«)))، فاملتو�سئ عندما يتوضأ، فإن عينه على و رضوانك التي تدفعه لهذه الحركة املائية، فمنها - على ما يفيد هذا الدعاء - تمام

صالته، حيث إنه خائف من أن يصلي صالة ناقصة مردودة إليه، ومنها

عاقبة أمره في دار الخلد والبقاء، فهو خائف من الحرمان من الرضوان

اإللهي، وذلك من خالل التقصير في صالته.

أال وضوئه، أثناء الهموم هذه مثل يحمل كان من إن نقول: وهنا

يقبل فيه بقلبه، مستنا بسنن أوليائه في املحطة األولى للطهور البدني،

واملستلزم للطهور القلبي؟!

التذكري بطهارة الباطنبوابة من وذلك الصالة يدخل أن اإلنسان من أراد اإلسالم إن -٨

بالطهارة القيام بضرورة تذكير الوضوء عملية إن حيث الوضوء،

بكل الحج عملية رمز ية فإن الحج، الصالة كمثل ل مث فإن الباطنية،

معنى الكلمة، وإن كل حركة في الحج ترمز إلى معنى ومفهوم من املفاهيم،

وكذلك األمر في الوضوء، فكأن هللا تعالى ير يد أن يقول للعبد:

كما أنك تطهر ظاهرك وتغسله باملاء القراح الطاهر وغير املغصو ب؛

فعليك أن تطهر الباطن أيضا، فإن جوهر الصالة وإن كان عملية قلبية

- وهي املالزمة للعروج والقر بانية وغيرها من اآلثار املترتبة على الصالة الصحيحة - إال أنه ومع ذلك، فإن طهارة البدن والثياب، جعلت شرطا

في صحة الصالة.

1( من ال حیرضه الفقيه، ج1، ص51.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

86

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الشروط من ذلك بعد الباطنية الطهارة تعتبر أال نقول: وحينئذ

أيضا، أفال يدعونا األمر بالطهارة الظاهر ية في املكان والبدن وامللبس،

إلى تطهير القلب قبل لقاء هللا عز وجل؟!.

أنواع الغسل9- لقد تعدد األمر بالغسل في الشر يعة إلى درجة الفتة فمنها: واجب

قطعا كغسل الجنابة، و مستحب قطعا كغسل الجمعة، و ما يؤتى به

هللا إلى به يتقر ب ما كل على اإلقدام عند كالغسل املطلو بية، برجاء

تعالى.

باملاء، ظاهرا نتطهر أن منا ير يد تعالى هللا إن هنا: القول ومجمل

يمكن ال أو القدم، إلى الراس من الظاهر ية الحواس كل ليستوعب

القول بأنه ير يد منا بموازاة ذلك، تطهير كل األعضاء - بما فيها الحواس

الخمس، إضافة إلى البطن والفرج - التي جرى عليها املاء أيضا بالطهارة

الباطنية؟!.. أو ال يخرج اإلنسان بعد هذه النية من محل االستحمام،

بهمة جديدة للعودة إلى هللا تعالى بعدما طهر ظاهره؟!.

ومن أفضل األغسال هو غسل التو بة وإن كان برجاء املطلو بية، وهو

مما ورد في رواية اإلمام الصادق × حيث أمر من سمع الغناء قائال:

»قم ، فاغتسل ، وصل ما بدا لك «)))، ثم يمكن أن يلحقه بصالة خاشعة فيها استشعار للندامة، وخاصة في سجدة يذكر فيها التسبيح اليون�سي

للخالص من غم البعد عن الحق، بعدما تصور نفسه في ظلمات عالم

الطبيعة.

1( الكايف، ج12، ص785.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

87

الةلص

ار اسر

أاألغسال املستحبة

10- ينبغي بالعبد أن يطلع على بعض موارد الغسل التي ورد ذكرها في

الرسالة العملية، فإن دخول محل االستحمام في غير الجمعة والجنابة

أن األمر ال في حد نفسها، وخاصة النوايا، لهي خسارة ومن دون هذه

يكلف سوى قصد قلبي مجرد وهي: الغسل لز يارة الحسين × ولو من

بل االستخارة وصالة ،مطلقا الحاجة لطلب بل الحاجة وصالة بعد،

ولو من غير صالة، وللتظلم واالشتكاء إلى هللا من ظلم لالستخارة مطلقا

صالة لخصوص أو للعبادة النشاط ولتحصيل النازلة، ولدفع ظالم،

الليل، فقد رو ي))) أن أمير املؤمنين × كان يغتسل في الليالي الباردة

ولالستغفار الشكر، ولصالة الليل، لصالة النشاط تحصيل ألجل

لسرعة أنه واألظهر لك «)))، بدا ما وصل فاغتسل ، »قم ، لقوله × :

من وغيرها زوجها، لغير تطيبت إذا وللمرأة لكمالها، أو التو بة قبول

املوارد األخرى.

الساعة الضائعة يف احلمامالحمام دخوله ساعة هي للعبد، الضائعة الساعات من إن -11

من عبادة إلى األمر يحول أن املمكن من ولكن واالستحمام، للتنظف

سيؤول فيما التفكر خالل ومن األغسال، من آنفا ذكرناه ما خالل

إليه وهو على املغتسل، لتشابه املكانين حيث التجرد من الثياب، وكذا

املكانين من لتشابه النار، في الدخول له در ق لو في حاله فيما التفكر

حيث حرارة النار، رغم أنه ال مجال للقياس بينهما.

كما أنه من املناسب أن يلهج العبد بالدعاء املأثور أثناء الغسل حيث

1( بحار األنوار، ج78، ص 23.2( الكايف، ج12، ص785.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

88

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

و مدحتك لسان عىل وأجر صدري، ل ح وارش قلبي ر طه »اللهم يقول:

الثناء عليك، اللهم اجعله ل طهورا وشفاء ونورا إنك عىل كل ش ء قدير « . ر قلبي، وزك عمل، وتقبل سعيي، واجعل فراغ: »اللهم طه

و يقول بعد ال

رين«))). ابني واجعلني من املتطه ما عندك خريا ل، اللهم اجعلني من التو

اإلحساس باملعية1٢- إن اإلنسان عندما يدخل بيت الخالء، عليه أن ال ين�سى أنه بين

ذلك عن يعبر الذي فهو اليومية، تقلباته موارد كباقي تعالى هللا يدي

ين ما كنتم﴾)))، وهذه هي املعية التكو ينية التي ال بقوله: ﴿وهو معكم أ

تفارق العبد، وهناك معية تشر يفية بمقت�سى قوله تعالى: ﴿إن اهلل مع

ين هم مسنون﴾))) وهذه هي معية النصر والتأييد.

قوا وال ين ات

الاملختلفة الحاالت بحسب الواردة األدعية تكثر أنه هنا والالفت

للتخلي، بما يفهم منه أن هللا تعالى ير يد من عبده أن يكون ذاكرا له حتى

أبا ذر »يا وهو في مثل هذا الحال.. ولقد أو�سى النبي ‘ أبا ذر قائال:

استحي من اهلل، فإن و الذي نفس بيده لظل حني أذهب إىل الغائط متقنعا ذين معي «)))، وقد روي أن مو�سى × سأل بثويب ، استحياء من امللكني الليا فقال: فيها، إذكرك أن أجلك أحوال ف أكون إن رب »يا قائال: ر به

موسى اذكرن عىل كل حال «))).التخلي حالة من اإلنسان تحول التي األذكار هذه بعض وإليك

إلى املستقذر، املكان ذلك وتحول الروحي، التخلي حالة إلى الجسمي،

1( بحار األنوار، ج78، ص40. 2( احلديد/4.

3( النحل/128. 4( وسائل الشيعة، ج1، ص304.

5( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص29.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

89

الةلص

ار اسر

أمحل للمناجاة والدعاء، فمثال يقول عند الدخول:

يطان الش املخبث اخلبيث النجس، جس الر من بك أعوذ إن »اللهم ، عافية ف طيبا أطعمنيه الذي »احلمد هلل الغائط: جيم «، وعند خروج الرهم ارزقني احللل وأخرجه خبيثا ف عافية«، وعند النظر إلى الغائط: »اللوجنبني عن احلرام « ، وعند رؤ ية املاء: » احلمد هلل الذي جعل املاء طهورا واسرت ، ه وأعف فرجي ن هم حص »الل نجسا«، وعند االستنجاء: عله ي ول كرام«، بني منك ، يا ذا اللل و ال قني ملا يقر مني عىل النار ، ووف عورت وحروعند الفراغ من االستنجاء: » احلمد هلل الذي عافان من البلء ، وأماط عني

الذى«، وعند القيام عن محل االستنجاء، يمسح يده اليمنى على بطنه ايب و عافان و يقول: »احلمد هلل الذي أماط عني الذى ، و هنأن طعامي و رش

ته ، و أبقى فني لذ من البلوى«، وعند الخروج أو بعده: »احلمد هلل الذي عرا نعمة ! ، ا نعمة ! يا هل ا نعمة ! يا هل ته ، و أخرج عني أذاه ، يا هل ف جسدي قو

ال يقدر القادرون قدرها«.)))

تذكر عاقبة الطعام والشراب13- إنه ملن املناسب أن يتذكر اإلنسان - وهو في بيت الخالء - مآل

الطعام الذي توجه إليه وأكله بشهوة، ولعله لم يبال بحليته وطهارته،

واآلن يرى ما يرى من الخبث، و يشم ما يشم من الر يح املنتن املصاحب

له بعد أن خرج من جوفه، والحال أنه قد أدخله طيبا!.

فهنا يجدر به أن يتذكر مقالة أمير املؤمنين × حيث قال: »من كان

ه ما يدخل ف بطنه، فقيمته ما يرج من بطنه «))). هواملالحظ في املقام أن نواقض الوضوء كلها، تعود إلى لوازم الدنيا من

1( املصباح املتهجد، ج1، ص7. 2( جمموعة ورام، ج1، ص155.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

90

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

والر يح، والغائط البول ناقضية خروج تتحقق فبهما والشر ب، األكل

ومن النوم الذي هو سلطان على البدن، وخاصة عندما يثقل بالطعام

والشراب.

موارد النهي عن التخليهي فيها عن التخلي، لتدل داللة أكيدة على لزوم

14- إن املوارد التي ن

كان ولو بالغير اإلضرار يوجب بما القيام وعدم العام، الحق مراعاة

غير عاقل، فقد ورد األمر بتوقي: موارد املياه، والطرق النافذة، ومواطن

هذه مثل يقت�سي العبودية أدب كان فإذا الحيوانات. وثقو ب ل، النزا

القيود - حال التخلي - فكيف باقتضائه في باقي ساحات الحياة الجادة؟!.

نعمة التخلي1٥- إن املتخلي يتذكر النعمة اإللهية بتمكينه أن يخلص ما في جوفه

هذه بقيت لو إذ وتمكين؛ و بيسر إرادته بمحض القاتلة السموم من

له على تعالى لتسليط هللا إال لقتلته، وما ذلك أياما في بطنه الخبائث

ولهذا األضرار، ودفع املنافع جلب من نه

مك بما املستجيبة أعضائه

اح املسرت ي سم »إنم قائال: التخلي مكان الصادق × اإلمام يصف

و الكثافات استفراغ و النجاسات، أثقال من النفس احة السرت احا مسرتالقذر فيها«))).

وحينئذ لنا أن نتساءل: ملاذا ال يطلب العبد من ر به أن يسلطه أيضا

على ما يمكن به تخليص القاذورات الباطنية، والتي لو بقيت معه إلى

ساعة املوت ألورثته الشقاوة الطو يلة؟!. وال ر يب أن للصالة دورا أكيدا

في إعانته على هذا التخلي الباطني.

1( مصباح الرشيعة، ص126.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

91

الةلص

ار اسر

أنعمة سرت العورة

16- ال بد للمتخلي من ستر عورته عند التخلي، وهنا من املناسب أن

يتذكر املتخلي نعمة أخرى من نعم هللا تعالى عليه والتي ال نلتفت إليها

كباقي النعم، وذلك من جهة التكرار والتعود عليها تارة، ومن جهة نسيان

مع حديثه في الصادق × اإلمام ما ذكره وهو أخرى، تارة بها املنعم

أسرت املهيأ للخلء من النسان ف املنفذ »فكذا جعل اهلل سبحانه املفضل:

عله بارزا من خلفه ، وال نارشا من بني يديه، بل هو مغيب موضع منه، فلم يجبه ف موضع غامض من البدن، مستور مجوب يلتقي عليه الفخذان، و تو اخللء إىل النسان احتاج فإذا فيواريانه، حم الل من عليهم بم الليتان لسة، ألفى ذلك املنفذ منه منصبا مهيأ النحدار الثفل، فتبارك جلس تلك ال

ص نعمؤه«))). اهلل من تظاهرت آالؤه و ال ت وحينئذ لنا أن نعقب بعد هذا الحديث قائلين: كم يبلغ السخف ببني

آدم أن يكشف ما ستره هللا تعالى من عورته، وذلك باختياره بل متبجحا

بذلك؟!

الوسوسة يف الطاعةاملبالغة - من عدم - حين الوضوء والغسل 1٧- ال بد من االلتفات

كناقضه كان في طهوره تعدى فإن من الوسوسة، يحقق عنوان فيما

كما في الرواية، وهذا رجز من عمل الشيطان ال بد من اجتنابه، وإن كان

في قالب الطاعة هلل تعالى، فباإلضافة إلى هدر املاء والوقت، فإن العبد

- كما العبادة من رأسها لترك إلى نفسه، وهو مقدمة العبادة قد يكره

إلى الشك في العقيدة، فإن - بل قد يتعدى األمر بعدها وقع للكثير ين

أساس املرض واحد.

1( بحاراألنوار، ج3، ص76.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

92

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املعصوم من الذم ورد كما الخبيث، تعو يد بعدم األمر ورد وقد

الذي يجعل الوسواس مطيعا للشيطان، فقد ذكر الراوي ألبي عبد هللا

هو رجل عاقل، ت: ل

و ق ة،

ال و الص وضوء

بال مبتلى

الصادق × رجال

ت قل

ف يطان؟!« الش يطيع هو و له عقل أي »و :×  الل عبد بو

أ ال

ق

ف

أي من يأتيه الذي هذا »سله ال × :

قف ان؟

يط الش يطيع

يف

ك و ه:

ل

في ورد ما بديع ومن يطان«)))..، الش عمل من لك: يقول فإنه هو؟ ش ء ف هذا املجال ما روي عن الصادق × أنه قال: »إن هلل ملكا يكتب س

الوضوء، كم يكتب عدوانه «))).

الوسوسة يف احملسوساتومقدماتها العبادات في الوسوسة أن على الدالئل أدل من إن -1٨

مطابقة للمزاج املنحرف، سواء من جهة الشيطان أو النفس املستجيبة

له، هو إن املوسوس ال يوسوس في غير املحسوسات؛ إذ إنها بعيدة عن

بينما ال إلى حسه، القر يبة املاء والنجاسات املادي، فعينه على طبعه

يوسوس في أن هللا تعالى راض عنه أو ال، أو إن للشيطان مدخال في حياته

أم ال، بل حتى في تزكية ماله ودفع الز يادة من ماله إبراء للذمة مثال؟!.

ولهذا نراه - مع وسوسته في املحسوسات - ال يبالي فيما فيه غضب ر به،

كالغيبة والنميمة وغيرها من اآلفات القولية والفعلية.

الطهارة شرط واقعي19- إن الصالة تبطل بوضوء باطل، ولو لم يعلم صاحبها ببطالنه،

فلو توضأ اإلنسان بماء زمزم وطاف حول البيت، وصلى خلف املقام؛

1( الكايف، ج1، ص29. 2( الكايف، ج5، ص73.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

93

الةلص

ار اسر

أوهذا وضوئه، بطالن علم إذا وعمرته وطوافه صالته يعيد أن فعليه

صالته فإن جاهال نجس ثو ب في صلى فمن النجاسات، بخالف

الصالة طهور بينما علمي، شرط والبدن الثو ب طهارة وإن صحيحة،

من ل كمث باطل بوضوء الصالة عالم يدخل من ل

فمث واقعي، شرط

ساهيا كان وإن يعاقب، فإنه متعمدا كان فإذا ؛ متسلال البالد يدخل

فإنه يعاتب!.

فيعلم مما ذكر أن مدخل الصالة هو هذا الوضوء الذي ال يعذر فيه

حتى للجاهل سواء كان قاصرا أو مقصرا، وهذا بدوره يدل على أهمية

موقع الوضوء في خارطة الصالة.

أفضلها أمحزهاالعمل أفضل »إن هي العبادات، في مجمل العامة القاعدة إن -٢0

هنا ومن النبي ‘ .. عن روي كما النفس على أشقها أي أحزها«))) األجر فإن املشقة، من ب�سيء كانا إذا والوضوء االغتسال إن نقول:

فيه متضاعف تفضال من هللا تعالى، فإن أفضل األعمال ما أكره العبد

نفسه عليها لإلتيان بها.

صالة في أيضا دخيال الوضوء، هذا مثل يكون أن املمكن ومن

جهة من العبد، على الدفعية اإللهية البركات لنزول وذلك خاشعة،

مجاهدة نفسه ولو في مورد واحد، ومن مصاديق ذلك هو الوضوء في

..! شدة البرد، فقد ورد في وصية النبي ‘ ألمير املؤمنين × : »يا عل

لة بعد ات، و انتظار الص رب ثلث درجات إىل أن قال: إسباغ الوضوء ف السيل و النهار إىل المعات «))). لة، و املش بالل الص

1( بحاراألنوار، ج67، ص237. 2( وسائل الشيعه، ج1، ص487.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

94

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

انتقال الربكةالبركة تشمله إنه عنه: يقال أن يمكن مما الوضوء ماء إن -٢1

اإللهية، وذلك ألنه منتسب إلى هللا تعالى بنحو من أنحاء االنتساب، ومن

املنطلق كان الصحابة يتسابقون على ماء وضوء رسول هللا ‘ هذا

الستيعابهم هذه الحقيقة: أي إن بركة ماء الوضوء مستمدة من بركة

صاحبه، فقد روي أنه كان رسول اهلل ف قبة من أدم، وقد خرج بلل احلبش

من عنده و معه فضل وضوء رسول اهلل ‘ ، فابتدره الناس فمن أصاب صاحبه يدي من أخذ شيئا منه يصب ل من و وجهه، به ح تس شيئا منه

فمسح به وجهه))).ومن املمكن القول بأن هذه البركة متعدية إلى ماء وضوء كل مصل،

ما إلى إضافة الشر يعة، صاحب إلى أيضا االنتساب أجل من وذلك

يوجبه من النشاط املطلو ب تحققه قبل كل صالة، وقد ذهب بعضهم

إلى كراهة التمندل بعد الوضوء، وكأن بقاء ماء الوضوء على األعضاء

و أ توض من موجبات البركة واألجر، فقد روي عن الصادق × : »من

يتمندل حتى تف وضوؤه، كتبت أ و ل تندل كتبت له حسنة، و من توضله ثلثون حسنة«))).

مثرة التشريعاتتشر يع من الغائي الهدف بيان في صر يحة اآليات بعض إن -٢٢

﴿كتب تعالى: قوله في وذلك الصيام في »التقوى« فذكرت العبادات،

تتقون ﴾)))، لعلكم قبلكم من ين

ال ع كتب كما يام الص عليكم

1( بحاراألنوار، ج17، ص33 . 2( ثواب األعامل و عقاب األعامل، ص17.

3( البقرة/183.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

95

الةلص

ار اسر

أ﴿ ومن تعالى: قوله في واملروة الصفا بين السعي في القلو ب« و»تقوى

قلوب﴾)))، و نيل »صفة التقوى« في ال تقوى من ها إن

ف شعائر اهلل م يعظومها وال دماؤها ولكن

أضاحي الحج كما في قوله تعالى: ﴿ لن ينال اهلل ل

اتلقوى منكم﴾))) .

ينالومن املعلوم في جميع هذه املوارد: إن نظر الشارع متوجه إلى عمارة

القلب بالتقوى، وذلك من خالل تلك التشر يعات الجزئية وإن لم يصرح

بها في كل مورد.. ومن هنا يمكن أن نقول: بأن هللا تعالى له نظر إلى طهارة

بالوضوء املتعلقة التشر يعات على يؤكد حينما أكيد، بشكل الباطن

والغسل.

أمر بالوضوء م ومما يؤكد هذه الحقيقة ما روي عن الرضا × : »إن

اه، وبدئ به، لن يكون العبد طاهرا، إذا قام بني يدي البار عند مناجاته إيمطيعا له فيم أمره، نقيا من الدناس، والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل

وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بني يدي البار«))).

املعاني الدقيقة٢3- للشهيد الثاني + بيان طر يف في بيان أسرار الوضوء، واملعاني

التي هي من املناسب أن ينتقل إليها املتو�سئ حين وضوئه فقال))):

القلب بوجه واإلقبال التوجه ألن الوجه؛ بغسل الوضوء في »فأمر

على هللا به، وفيه أكثر الحواس الظاهرة التي هي أعظم األسباب الباعثة

تلك األدناس، به وهو خال من ليتوجه الدنيا، فأمر بغسله على مطالب

1( احلج/32. 2( احلج/37.

3( وسائل الشيعة، ج1، ص367. 4( أرسار الصالة)للشهيد الثاين(، ص 93-92.

وسلم ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

ةنه مل

ةف

ل

96

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

بغسل أمر ثم القياس، في األعظم الركن هو ما تطهير إلى بذلك ويترقى

اليدين ملباشرتهما أكثر أحوال الدنيا الدنية واملشتهيات الطبيعية، ثم أمر

إلى القصد بواسطتها يحصل التي املفكرة القوة فيه ألن الرأس؛ بمسح

تناول املرادات الطبيعية، وتنبعث الحواس حينئذ إلى اإلقبال على األمور

الرجلين؛ ألن بمسح ثم السنية، اآلخرة اإلقبال على املانع من الدنيوية،

في إلى تحصيل مآربه على نحو ما ذكر إلى مطالبه، ويتوصل بهما يتوصل

باقي األعضاء، وحينئذ فيسوغ له الدخول في العبادة واإلقبال عليها فائزا

بالسعادة

وأمر في الغسل بغسل جميع البشرة؛ ألن أدنى حاالت اإلنسان وأشدها

ولجميع الغسل وموجبات الجماع حالة الشهوية بامللكات وتملكا تعلقا

كل ت ت »أن هللا ‘ : رسول قال ولهذا الحالة، تلك في مدخل بدنه

شعرة جنابة«)))«

1( بحاراألنوار، ج78، ص51.

3 اآلداب الباطنية

للساتر

الفصل الثالث: اآلداب الباطنية للساتر

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

99

الةلص

ار اسر

أ

إن هنالك أمورا متعلقة بلباس املصلي، نحاول أن ننتقل من خالل

األدب الظاهري له إلى األدب الباطني فمنها:

اإلباحة أي غير مغصو ب، فال يكون

1-إن ثو ب املصلي يجب أن يكون مباحا

فيه حق ألحد املخلوقين بسرقة أو غيرها، وأن ال يكون فيه حق للخالق

الباطني واألدب مثال، كالخمس شرعي لحق متعلقا كان لو كما أيضا،

التبعات من يتخلص أن العبد من يطلب املولى إن هو الشرط لهذا

املالية فيما بينه و بين غيره؛ ألن التبعة فيها من جهة ظلم ارتكبه العبد

في عالقته مع ر به أو مع عباده، فكيف يلقى هللا تعالى بثو ب مبغوض

ومكروه عنده، ولو باعتبار خيط واحد فيه؟!.

ترك احلرير والذهبفهما والحر ير، الذهب يلبس ال أن الرجال من املصلي على إن -٢

النساء، بلبسه اختصت مما وهما واللين، الترف ثياب من معدودان

أما الرجل الذي هو مظهر الجدية والكدح في الحياة، عليه أن يتحا�سى

الذهب والحر ير في الصالة وخارجها.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

100

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

على التعود هو - علة أو حكمة ال استلهاما - هنا الباطني واألدب

الخشونة في العيش وترك التجمل، وكم من املؤسف هنا أن يلبس الرجل

ما يحرم لبسه فترة من الزمن، فيصر على هذه الصغيرة، ليتحول أخيرا

إلى الكبيرة، حيث روي عن النبي ‘ : »ال كبرية مع استغفار ، وال صغرية

ار«))). مع إصة أصلب عودا، ي جرة الرب وقد ورد عن علي × أنه قال: » أال و إن الش

أبطأ و وقودا، أقوى العذية النابتات و جلودا، أرق ة اخلض واتع والرخودا«))).

الطهارةر﴾)))، فإن فطه ﴿وثيابك ثيابه نبيه ‘ أن يطهر 3- قد أمر املولى

تحصيال العمل إصالح لزوم بذلك أفاد كنائيا، تعبيرا األمر هذا كان

وإن البدن، من الثياب بمنزلة الروح إلى بالنسبة فهو الروح، لطهارة

كان تعبيرا حقيقيا فإنه يدل على تشر يع الطهارة للصالة، بقر ينة طلب

التكبير قبلها.

فر ب العاملين يطلب من العبد أن ال يدخل عليه وعليه ثياب نجسة،

أولى- بطر يق - الشارع اهتمام ذلك من نستفيد ال أو نقول: وحينئذ

ال عنها معفو غير الدم من ببقعة الصالة إن حيث الباطن؟!، بطهارة

بما هو باطنه في إذا كان ملطخا باإلنسان األر باب، فكيف يقبلها ر ب

أسوأ من النجاسات األنفسية، و التي لخصها بعضهم بالحاءات السبع في

الرذائل واملتمثلة بـــ»الحقد، الحسد، الحرص، الحدة، الحماقة، الحيلة،

الحقارة « مقابل الحاءات السبع في الفضائل واملتمثلة بــــ»الحكمة، الحزم،

1( مستدرك الوسائل، ج11، ص367. 2( هنج البالغة )صبحي صالح(، ص418.

3( ا. املدثر/4.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

101

الةلص

ار اسر

أالحلم، الحنان، الحصانة، الحياء، الحب«.

فعليه يمكن االنتقال من طهارة الثو ب والبدن في الصالة، إلى طهارة

القلب التي بها تتحقق املعراجية في الصالة، ولنعم ما قاله الشهيد +

في هذا املجال))): »فإنك إذا أمرت بتطهير ظاهر الجلد وهو القشر، وتطهير

الثياب وهي أبعد عن ذاتك، فال تغفل عن تطهير لبك،الذي هو ذاتك وهو

قلبك«. فاجتهد في تطهيره بالتو بة والندم على ما فرط، وتصميم العزم

على ترك العود في املستقبل، وطهر بها باطنك فإنه موقع نظر املعبود.

سرت العورة4- اشترط املولى في اللباس أن يكون ساترا للعورة، أو ال يتعلق غرض

الشارع بستر العورات الباطنية أيضا حين مواجهته ؟!.. فلإلنسان عورات

يستحي من إظهارها في باطنه، وهي الحاالت النفسية املعيبة التي سترها

ر ب العاملين بلطفه، ولكن بني آدم - بسوء تصرفه وحركاته - يكشف عن

ال من شأن حينئذ فشأنه جوارحه، عمل خالل من الباطنية عوراته

ساتر له.

ومن املعلوم أن هناك فرقا جوهر يا بين العورة الظاهر ية والعورة

عدم وإنما تستر، أما العورة الباطنية الباطنية؛ فالعورة الظاهر ية ال ت

عدم وتمحى، حيث إنه من املمكن أن يصل اإلنسان إلى فباإلمكان أن ت

شف

شف عنه الغطاء ملا ك

مستوى ال تكون له عورة في الباطن، فلو ك

عن �سيء يشينه.

وعليه فإن الدرجة العالية ال تتمثل في ستر العورات الباطنية و إنما

في محوها، بحيث لو كشف الغير عن الباطن ما رأى إال جميال، وهذا

االنكشاف سيتحقق يوم القيامة، شاء العبد أم أبی!.

1( أرسار الصالة)للشهيد الثاين(، ص96.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

102

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

سرت املرأةفي كانت ولو صالتها، حال حجابها كامل تلبس أن املرأة على إن -٥غرفة مغلقة ال يراها أحد من املخلوقين، فإن هللا تعالى يحب أن تكون

بل فاطرها، فال حاجة مالكها أنه والحال يديه، بين الهيئة بهذه املرأة

لستر بينه و بينها.. وعندئذ نقول: كيف تطاوعها نفسها أن تخرج بما ال

ير�سي ر بها في معترك الرجال، حيث عيون الفحول طوامح، كما عبر عن

ذلك أمير املؤمنين))) × ؟!.

استحباب الطيبإلى الطيب مسألة على واألئمة ^ النبي روايات في تأكيد 6-هناك

عالم و بين التطيب بين خفي ارتباط وجود يحتمل إذ الفتة؛ درجة

األرواح، ملا نراه من راحة النفس عند التطيب قد تتعدى حتى للمالئكة

املحيطة باملصلي، وحينئذ نقول: كم من الفوز أن يتضاعف أجر الصالة

سبعين ضعفا، بمجرد وضع مقدار من الطيب، ليس له كثير قيمة على

بدنه!.

صلة سبعني من أفضل متطيب »صلة و قد ورد عن الصادق × :

الكثير، اإلنسان تكلف ال مادية حركة كانت وإن فإنها طيب «)))، بغري إال أنه يعطى عليها األجر العظيم، كعادة ر ب العاملين في إعطاء الكثير

فرص على القيامة يوم كثيرا سيتحسر اإلنسان فإن وعليها بالقليل،

األجر الكثير الذي فاته بغفلته، ومن هنا سمي يوم القيامة بيوم الحسرة!

استحباب السواكد عليه الشارع في روايات كثيرة، أكثر من التأكيد

٧- إن السواك مما أك

1( »إن أبصار هذه الفحول طوامح«؛ هنج البالغة )صبحي صالح(، ص550. 2( الكايف، ج13، ص192.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

103

الةلص

ار اسر

أ

واك م بالس تي ، لمرهت على التطيب كقول النبي ‘ : »لو ال أن أشق عىل أم

واك «)))، بل ورد مع كل صلة«)))، وقال أيضا ‘: »طيبوا أفواهكم بالسقبل كاالستياك والليلة: اليوم من متعددة أوقات في بالسواك األمر

النوم، وعند القيام منه، وعند كل وضوء، وعند كل صالة.

وعدم التنزه إلى إضافة - الشارع اهتمام يعلم ذلك مجموع ومن

الظاهر ية، الصحة حفظ بلزوم - كر يهة برائحة املولى على اإلقبال

فمن املعلوم طبيا أن منفذ البدن هو الفم، ومنه يدخل كل خبيث إلى

الجوف، فلزم إبقاء هذا املنفذ نقيا من كل درن، وهو ما يؤمنه السواك.

التزين يف لباس اللقاء٨- إن البعض قد يتز ين بكامل ز ينته في اللباس فيما لو أراد لقاء وجيه

من وجهاء الدنيا، بينما في لقائه مع ر به قد يصلي في ثياب نومه، وهذا

ليس من أدب العبودية في �سيء، فالعبد املراقب لر به يتز ين ولو كان في

جوف بيته، وكأنه في لقاء ملك من امللوك، بل أرقى من ذلك حيث يواجه

ر ب امللوك!.. وهذا بدوره قد يكون له أثره في إقبال القلب على هللا تعالى.

والروايات وإن كانت دالة على مطلق التجمل، إال أن من مصاديقها

أنه قال: الصادق × أيضا، فقد روي عن الصالة التجمل حين هو

ل، و يبغض البؤس و التباؤس«)))، »إن اهلل عز و جل يب المل و التجموعن علي × أنه قال: »إن اهلل جيل يب المل، و يب أن يرى أثر نعمه

عىل عبده «))).

1( الكايف، ج5، ص74. 2( هنج الفصاحة، ص560.

3( وسائل الشيعة، ج5، ص5. 4( وسائل الشيعة، ج5، ص5.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

104

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

أهمية مراعاة حق الغرياملصلي، ولباس مكان وفي الصالة صحة في دخيلة اإلباحة إن -9

بالبال وذلك لعظم حق في فروض ال تخطر الفقهاء أدخلت إلى درجة

في البعض ذمم نستبرئ أن منا فطلب العاملين، ر ب عند املخلوقين

دار الدنيا قبل االنتقال إلى دار املحكمة اإللهية، حيث توضع املواز ين

ببطالن يقال ر بما أنه قيل: من ما الالفتة الفروع القسط، ومن هذه

الصالة على دابة خيط جرحها بخيط مغصو ب!.

خري اللباسلباس هو - الكر يم))) القرآن في ورد كما - اللباس خير إن -10

التقوى،فكما إن الثو ب الظاهري يغطي ظاهر العورة، فإن ثو ب التقوى

يغطى العورة الباطنية بل يز يلها، ولكن ينبغي للمصلي أن ال يغفل عن

كما الصالة، في اإللهي الحرم يدخل به الذي الظاهري اللباس أحكام

لكتب اجمالية ومراجعة الحج، في املكي الحرم اإلحرام بثو بي يدخل

لباس في والسنن اآلداب ملعرفة كافية الجانب، لهذا املتكفلة الفقه

ثمانية بلغت بمجموعها - حيث أو تركا ملكروه - فعال ملستحب املصلي

وأر بعين أدبا!.

اللباس املشغل 11- وردت قاعدة عامة في ذلك اللباس الذي ير�سى به الشارع، حيث

بد املهانة، وعليه فال أو املهابة يورث لالبسه، فقد اللباس عنوان إن

يلبس ما فيه وهن لشخصه أو لشخصيته، و يبين ذلك للمصلي أن ال

اإلمام الصادق × حيث روي عنه: » و خري لباسك ما ال يشغلك عن اهلل

1( ﴿ولاس اتلقوی ذلك خري﴾؛ أعراف/26.

هلت ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلب مل

نهة ملة

ةف

ل

105

الةلص

ار اسر

أبك من ذكره وشكره وطاعته، و ال يملك عىل العجب يقر بل ، عز وجلين، ومورثة القسوة ياء والتزيني والتفاخر واخليلء، فإنا من آفات الد والرف القلب «)))، و بطر يق أولى فإن هذا األمر يلزم مراعاته في الصالة؛ ألنه

أهم لقاء في عالم الوجود لو عقله اإلنسان!.

1( مصباح الرشيعة، ص30.

4 األسرار الباطنية

للقبلة

الفصل الرابع: األسرار الباطنية للقبلة

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

109

الةلص

ار اسر

أ

خصوصية جهة الكعبة1- من املناسب أن يبحث املصلي عن أسرار توجهه إلى القبلة )بشكل

عام( كوقت النوم، ومكان الجلوس، وحين االحتضار، وعن سر التوجه

أن كما أسرارها فللقبلة الصالة، كوقت خاص( )بشكل القبلة إلى

للكعبة أحكامها، حيث إن هلل تعالى نظرة خاصة للطائف حول البيت،

وا فثم ينما تولوللمتوجه إليه في صالته، والحال إننا نعلم جميعا بأنه ﴿ فأ

وجه اهلل﴾)))، ومع ذلك فإن هللا تعالى يأمر عبده عند الصالة، أن يولي وجهه شطر املسجد الحرام.

درس توحد اهلميتخذ فإنه اإلنسان يصلي فعندما الحياة، حركة في الهم توحد -٢

جهة له أن أي ومستحبا، فرضا ومساء، صباحا ثابتا، اتجاها لنفسه

ثابتة في هذه الحياة الدنيا، عند االنشغال بالعبادة.

وهنا نقول: كما أن املصلي يتوجه بوجهه الظاهري إلى جهة ثابتة في

إلى أيضا بقلبه التوجه العتيق« فإن عليه »بالبيت املادة متمثلة عالم

أي التفكير، في املبعثر فاإلنسان البيت« »بصاحب متمثلة ثابتة جهة

1( البقرة، ص115.

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

110

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الذي يقبل يوما على الدنيا و يوما على اآلخرة، كيف يمكنه أن يتوجه إلى

هللا عز وجل، وهو بهذا التوزع في الهم والتوجه؟!.

ولهذا فعلى العبد املراقب لنفسه، أن ينصب قبلة لنفسه في باطنه

يدور حوله كما هو حال املالئكة أيضا، فكما أن هللا تعالى نصب قبلة

لبني آدم في الخارج، فإنه نصب قبلة للمالئكة في عرشه، مواز ية للكعبة

املشرفة في األرض.. ومن املعلوم أن هذا املعنى يستلزم أن يجعل اإلنسان

في قلبه محورا يدور دائما حوله في كل تقلبات حياته، وهو ما أشار إليه

تعالى: هللا إلى السير باب في البديع الحديث بهذا الصادق × اإلمام

»القلب حرم اهلل ، فل تسكن حرم اهلل غري اهلل «))).

التوجه بالقلب أيضا3- على املصلي أن يتوجه إلى هللا تعالى بفكره وقلبه، ولكن بما أنه ال

تستهو يه، فإن هللا التي املادة اإلنسان قد خلق من و األبصار، تدركه

في إليها يتوجهون بالكعبة متمثال رمزا املصلين لعامة جعل قد تعالى

صالتهم، ولكن الخواص من املصلين يرتقون عن هذه القبلة الظاهر ية،

ليعيشوا التوجه وااللتفات إلى صاحب الكعبة التي ال تدركه األوهام، ال

إلى بيته الحجري املتمثل بالكعبة.

وحينئذ نقول: إنه ملن املؤسف حقا أن نرى وجوه املتوجهين للكعبة

الظاهر ية في موسم الحج أو العمرة تتلفت يمينا وشماال، مع قلب يعيش

الغفلة من نراه ما ذلك على والشاهد البيت، ر ب عن اإلدبار حالة

والرتابة في أداء تلك النسك!.. فإن اإلنسان عندما يتوجه - بجسده - إلى

الكعبة في صالته، عليه أن يستدبر كل �سيء ما سوى الكعبة ظاهرا، و

بموازاة ذلك عليه أن ينصرف - بقلبه - عما سوى هللا تعالى بل يستدبره.

1( بحاراألنوار، ج67، ص25.

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

111

الةلص

ار اسر

أ إن هــــــذه املــــعــــانــــي كـــلـــهـــا يــمــكــنــنــا أن نــســتــفــيــد مـــنـــهـــا مـــــن قــــــول اإلمــــــام

الباطني عند القبلة واألدب في تفسير سر الصادق × كما روي عنه

وما واخللق فيها، وما نيا الد من فآيس القبلة، استقبلت »إذا إليها: التوجه

ك برس وعاين تعاىل، اهلل عن يشغلك شاغل كل عن قلبك غ وفر فيه، هم ، واذكر وقوفك بني يديه، قال اهلل تعاىل: ﴿ هنالك تبلوا عظمة اهلل عز وجلق ﴾)))، وقف عىل قدم اخلوف

سلفت وردوا إىل اهلل موالهم ال

ك نفس ما أ

والرجاء«.

شكورية اهلل تعاىل 4- إن هللا تعالى شكور يبارك في العمل الذي هو خالص لوجهه، وهو

الخليل بناها التي الكعبة أي القبلة، إلى التوجه عند تذكره ينبغي ما

إبراهيم × ، وأعانه عليه ابنه إسماعيل × ، وكان دعاؤهما عند بناء

عليم ﴾))) فاستجاب هللا ميع ال نت الس

ذلك البيت: ﴿ربنا تقبل منا إنك أ

يكون أن من أعظم قبول وأي قبول، بأحسن منهما فقبل لهما، تعالى

ذلك البناء املتواضع الذي بني قبل آالف السنين وفي واد غير ذي زرع،

مثابة للناس وأمنا؟!.. واألهم من ذلك أن هللا تعالى ادخره قبلة خاصة

للنبي املصطفى ‘ وأمته إلى يوم القيامة.

ه قد جاء الوعد اإللهي باملباركة في حديث وليعلم - في هذا السياق - أن

بديع، يدل على أن هللا تعالى إذا أراد أن يبارك في �سيء، فال حد ملباركته،

- إىل نبي من وهو ما روي عن الرضا × أنه قال:» أوحى اهلل- عز وجل

كتي ناية، وإذا النبياء: إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت ، وليس لرب

1( مصباح الرشيعة، ص87. 2( بقرة/127.

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

112

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ابع من الوراء«))). عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت؛ و لعنتي تبلغ السفكم على األرض من قصور وآثار، وحضارات ظهرت وسادت ثم بادت،

ولكن بقي هذا البناء املتواضع، و بقي ماء زمزم والذي هو شفاء ملا شر ب

له ينبوعا خالدا، تخليدا لذكرى عطش أمة هللا هاجر وولدها إسماعيل،

وذلك عندما أوكل إبراهيم × أمرهما إلى هللا تعالى. أو ليس في ذلك كله

دروس الخلود للعمل املنتسب إلى هللا عز وجل؟!

تكريم النيب ‘٥- إن هللا تعالى كرم نبيه املصطفى ‘ من خالل ارتضائه له قبلة

إبراهيم × ، وهو البيت لباني تخليده مع تعالى هللا فإن يرضاها،

الحبيب وهو أال له، قبله الكعبة جعلت من ذكر د خل أيضا أنه إال

يرضاها، لقبلة السماء طلبا في يقلب وجهه كان الذي املصطفى ‘

فاستجاب له الحق املتعال، فخصه بهذه القبلة التي اختصه بها من بين

نك قبلة ترضاها﴾))).

األمم ﴿فلنول

املسخ الباطين6- ال بد من الخوف من املسخ الباطني عند انصراف القلب عن هللا

فلو الظاهر ية، القبلة الوجه عن منهي عن صرف املصلي فإن تعالى،

الحديث عليه ينطبق أن املمكن ومن صالته، بطلت تعمد عن كان

ل اهلل وجهه لة، أن يو ل وجهه ف الص النبوي القائل: » أما ياف الذي يو

من الخوف يوجب للوجه الظاهري الصرف كان فإذا حار«))). وجه

1( الكايف، ج3، ص681. 2( البقرة/144.

3( بحاراألنوار، ج81، ص211.

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

113

الةلص

ار اسر

أأولی هو الذي - الباطني القلب بصرف فكيف املسخ، من النحو هذا

باملراعاة - حين الوقوف بين يديه تعالى؟!.

في والتجليات العاملين، ر ب مع ولقاء معراج الصالة أن هنا وليعلم

الصلوات املفروضة ال تتكرر في عبادة أخرى من فروع الدين؛ ألن هللا

تعالى يقبل في الصالة على عبده بما ال يقبل في غيرها، ومن هنا قال النبي

إىل بوجهه يقبل اهلل فإن تلتفتوا، فل لة الص إىل قمتم »وإذا األكرم ‘:

الكعبة، وفي موسم أمام يلتفت«))) فقد يكون اإلنسان ل ما عبده وجه املقام وفي حال اإلحرام، ولكن يتحول بيت هللا تعالى عنده

الحج، وخلف

إلى ما هو في حكم بيته، بما فيه من الزوجة واألوالد، منشغال بهم في قلبه

وفكره، فما الفائدة من هذا الوقوف؟!.

وأخيرا نقول: إن الذي يصلي في أق�سى بالد العالم، وقلبه متوجه إلى

هللا تعالى، لهو أقر ب إلى هللا تعالى ممن يصلي أمام الكعبة وهو يسيح في

عامله املشغل لقلبه.

الوجه الباطين٧- إن من الضروري امتالك وجه باطني ناظر إلى املولى، فإن املصلي

ي فطر

هت وجه لل عندما يصلي، يقول كما علمه القرآن الكر يم: ﴿وج

كني ﴾)))، وهذا الوجه الوارد في مشنا من ال

رض حنيفا وما أ

ماوات وال الس

ق مشاآلية ال يراد به الوجه الظاهري قطعا حيث يقول تعالى: ﴿وهلل ال

وا فثم وجه اهلل إن اهلل واسع عليم ﴾))). ينما تولمغرب فأ

وال

الحواس تلك فيه وجه للعبد يكن لم إذا قائلين: نتساءل وحينئذ

1( املستدرك علی الصحيحنی، ج1، ص582. 2( أنعام/79.

3( البقرة/115.

ل ل ش

لمة مو

ةلهللمل

اتله

ب متلا

ملة

ةفل

114

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ذلك إلى وجهه يوجه فكيف الخالق، جمال يرى بها والتي الباطنية

الجمال؟!.

كعبة القلب٨- إن املصلي يتوجه ببدنه إلى القبلة، ولكن هناك كعبة أخرى في عالم

الوجود يمثل نقطة التفاتة الغيب إليها، والتي هي مركز التجليات اإللهية

واملتمثلة بقلب املؤمن، حيث عبر عنه كما في هذه الرواية القدسية: » ال

يسعني أرض وال سمئي، ولكن يسعني قلب عبدي املؤمن «))).في يراه ما فيشغله قلبه، إلى املصلي ينظر أن املمكن فمن وعليه

- ألنه يرى في قلبه - حتى الصورة الظاهر ية للكعبة قلبه عن كل �سيء

»صاحب البيت« حيث إن قلب املؤمن هو بيته بالنسبة إليه، فال حاجة

للنظر إلى »حجارة البيت«.. ومن هنا ال يتحير أصحاب هذه املرتبة فيما

لجالل عاكسة مرآة قلو بهم ألن الصالة؛ أثناء فيه البال شغل ينبغي

ذلك العالم وجماله.

1( عوايل اللئايل، 4، ص7.

5 اآلداب الباطنية

للوقت

الفصل الخامس: اآلداب الباطنية للوقت

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

117

الةلص

ار اسر

أ

احلب الصادقالحب معشار لر به قلبه في يحمل ال أن ألحدنا املمكن من إن -1

فلينظر وجل عز هلل الحب يدعي فمن وزوجته!.. ألوالده يحمله الذي

يمكن ألحدنا باختبار بسيط إنه املصالح، حيث تعارض قلبه عند إلى

أن يكتشف هذه الحقيقة املرة في نفسه، وهي أنه يحب الزوجة واألوالد

في مقام العمل أكثر مما يحب ر ب العاملين، وذلك عندما تطلب الزوجة

الزوج رضا

منه شيئا ليس هلل فيه رضا إما مكروها أو حراما، فيخالف

لرضاها؛ فمعنى ذلك أن الزوجة أحب إليه من ر به في ر ب العاملين جلبا

مقام الطاعة!.

األنس أن يرى فمن وقتها، أول في الصالة هي هنا الكواشف ومن

الوقت، دخول ساعة الصالة من قلبه إلى أقر ب واألوالد، بالزوجة

فليعلم أن هناك خلال في سلم املحبو بات عنده، وإن ادعى بلسانه خالف

ذلك، وقد حذر القرآن الكر يم من االلتهاء باألموال واألوالد عن ذكره،

ر اهلل﴾))).والدكم عن ذك

موالكم وال أ

هكم أ

وذلك بقوله: ﴿ال تل

وللشهيد الثاني + بيان جميل)))، ومثال بديع حيث يقول:

1( املنافقون/9. 2( أرسار الصالة)للشهيد الثاين(، ص 101.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

118

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املوصوف عند فإنه واالنكسار، والذل والخضوع، الخشوع »والزم

ل في نفسك لو أن ملكا من ملوك األرض، وعدك بأن يكتبك في بذلك، ومث

و يخاطبك ببعض خدمته، يديه بين والقائمين من خواصه، معين وقت

ما إليه وتطلب مخاطباتك، في واألنس االنبساط طر يق على وتخاطبه

تحتاج إليه من مهماتك، و يجعلك عنده من مقر ب العبادة، و يخلع عليك

خلعه سنية بين األشهاد، و يجعل ذلك إلى مدة طو يلة وغاية بعيدة، مع أنه

ال يؤثر ذلك في حظك عند هللا تعالى بل يز يده، أما كنت تنتظر ذلك الوقت

و يز يد دخوله، عن فضال بقر به وتفرح أوانه، قبل له وتهتم إبانه، قبل

بهجتك وسرورك عند وصوله؟!«.

صفات املفلحني٢- إن من أهم اآليات املتعلقة بالصالة الخاشعة، هو مفتتح سورة

المؤمنون ﴾)))، حيث بعد ذلك يذكر مواصفات فلح أ ﴿قد »املؤمنون«:

اللغو عن هم ين

وال * خاشعون يف صالتهم هم ين

﴿ال املؤمنين، وهي:

ين هم لفروجهم حافظون ﴾)))

اكة فاعلون * وال ين هم للز

معرضون * وال يقول: ﴿و الذين هم

ماناتهم و عهدهم راعون ﴾)))، وأخيرا

ين هم ل

﴿وال

عىل صلواهتم يافظون ﴾))).املحافظة بمعنى للصالة

حفظ وهنالك قلبي، خشوع هنالك إذن

عليها بمراعاة أول أوقاتها؛ ألنها كانت على املؤمنين كتابا موقوتا، فأصل

- - محافظة عليها بها في وقتها الصالة مطلو ب ولكنها في كفة، واإلتيان

مطلو ب آخر في كفة أخرى.

1( املؤمنون/1. 2( املؤمنون/2-5.

3( املؤمنون/8. 4( املؤمنون/9.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

119

الةلص

ار اسر

أاجملموع املتكامل

3- إن الصالة قضية مركبة من عناصر مترابطة؛ فالذي يصلي صالة

خاشــــعة في الليل، ولكن ال يراعى بصره في النهار، فهذا يعد ممن تجاوز

أنه غير إال الليل يقيم الذي العادون ﴾)))، والتاجر هم ولك ﴿فأ الحد

عهدهم و ماناتهم ل هم ين

ينطبق عليه ﴿وال فهذا ال تجارته، في أمين

راعون ﴾)))، والذي يقيم الليل، و يؤدي األمانات، و يحفظ الفرج، ولكن إذا دخل املجالس تكلم في كل ما هب ودب، فهذا ال يعد أيضا فالحا؛ ألنه

عن هم ين

بقوله: ﴿وال الكر يم القرآن الذين وصفهم دائرة خرج من

اللغو معرضون ﴾))). و بالتالي فإن املطلو ب هي هذه املجموعة املتكاملة املترابطة، والذي

ير يد أن يكون من الفالحين، ال بد أن تكون صالته خاشعة، وعن اللغو

كله فهذا ..مؤديا ولألمانة حافظا، ولفرجه ،

فاعال وللزكاة معرضا،

أوقاتها أول في الصلوات على الحفظ إليها و يضاف متكامل، مجموع

كعنصر من عناصر الفالح والفوز، وهو معنى حفظ الصلوات في مفتتح

سورة املؤمنون.

الساهون يف صالتهمعن صالتهم هم ين

تعالى:﴿ ال بأن قوله يقال: أن املمكن إن من -4

ساهون ﴾))) منطبق على املصلي الذي ال يقبل في صالته، وقد قيل))) في

1( املعارج/31. 2( املؤمنون/8. 3( املؤمنون/3.

4( ماعون/5. 5( امليزان، ج20، ص368.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

120

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

تفسيره: »أي غافلون ال يهتمون بها، وال يبالون أن تفوتهم بالكلية، أو في

بعض األوقات، أو تتأخر عن وقت فضيلتها وهكذا«، ومن املمكن أيضا

أن يقال: إن من مصاديق السهو عن الصالة، هو تأخيرها عن وقتها لغير

عذر، وهو ما روي في حديث مأثور عن اإلمام الصادق × حيث قال:

ل وقتها لغري عذر«))). »تأخري الصلة عن أواألذان عند اإلنسان حالة هي بالصالة، االعتناء عدم صور من و

في للتعجيل دعوة عشرة اثنتا هناك واإلقامة األذان ففي واإلقامة،

اإلقبال على هللا تعالى وهو الغني عن عباده، حيث يقول املؤذن: »حي«

قال لخادمه: يا فالن اسقني ماء!.. أي عجل إلي أو علي!.. فلو أن إنسانا

وكرر عليه القول اثنتي عشرة مرة، وهو ال يبالي بحاجة مخدومه، فإن

أقل ما يقوم به هذا املخدوم هو أن يسرح خادمه من خدمته، حيث إنه

لم يلب نداءه كما لم يعتذر منه رغم الدعوات املتكررة، فالعبد املطيع

إما أن يلبي النداء وإما أن يعتذر.

في معذور غير وهو الوقت، أول في األذان يسمع الذي فإن وعليه

انشغاله بغير الصالة، كما لو كانت عينه مشغولة باألباطيل، أو سمعه

مشغوال بلغو القول أو الحرام، فيا ترى ما هي درجته في عالم العبودية

هلل تعالى؟!.

يناديه العاملين فر ب منصف، غير موجود آدم بني أن هنا وليعلم

مرات عديدة و في اليوم الواحد» عجل، عجل« وهو ال يبالي، ولكن إذا

سقط في فراش املرض، يقول: ر ب عجل في شفائي!.

أو ال يصح أن يقال في حقه: هذه بتلك، حيث تر يد من ر ب العاملين

ال وأنت يوم كل نداءه تسمع أنت بينما حاجتك، قضاء في يعجل أن

تبالي، فأين اإلنصاف؟.

1( وسائل الشيعة، ج4، ص124.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

121

الةلص

ار اسر

أ تبعية كل شيء للصالة

له واملبين بنفسه املستقيم الصراط هو املؤمنين × أمير إن -٥

محمد بن أبي بكر لوالية

بقوله وفعله، ومصداقا لذلك فإنه عندما بعث

مصر، زوده ببيان فيه قواعد إدارة اململكة، وفيه: »واعلم أن كل ش ء

ها أضيع«)))، أي إذا لة فإنه لغري من عملك تبع لصلتك، فمن ضيع الصأردت أن تكون كاسبا مرزوقا فعليك بالصالة في أول الوقت، وإذا أردت

أن تكون سياسيا موفقا فعليك بصالة أول الوقت، وإذا أحببت أن تسرح

في بحر امللكوت والقر ب اإللهي أيضا فعليك أيضا بصالة أول الوقت.

ومن هذا البيان يعلم أن الذي ير يد أن يصلح أموره كلها، من دون

امتالك هذه الوقفة الخاشعة بين يدي ر به لهو إنسان متوهم؛ ألن غير

املوفق عند لقاء مواله، كيف يكون موفقا خارج لقائه؟.

أهمية صالة الفجربذلك نر يد فإننا الوقت، أول في الصالة على نؤكد عندما إننا -6

جميع الصلوات بما فيها صالة الفجر، فالذي تمر عليه الليالي واأليام وال

يستيقظ فيها لصالة الفجر، فإنه ال يقطف ثمرة الصالة املؤثرة في تغيير

ل الصالة في تحقيق خواصها، كمثل الدواء الذي ال بد أن كيانه، فإن مث

يؤخذ بانتظام، فمن أخل بأوقاته لم يعط الدواء أثره.

- أن بين صالة العشاء و بين صالة - في هذا املجال وعلينا أن نعلم

يصل لم فإذا الواجبة، الصالة عن االنقطاع من طو يلة فترة الظهر

الفترة ستكون فإن هذه الفصل، لهذا القاطعة الفجر اإلنسان صالة

مميتة للقلب، وعندئذ فهل سيكون من الفالحين؟!.

1( وسائل الشيعة، ج4، ص161.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

122

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

اجلرب بالقضاء٧- إننا نعلم أنه قد رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ، ولكن لو أن شابا عاشقا كان ينتظر ساعة الوصل بمن يعشقها، وفاتته وسيلة اللقاء ألم يعيش أنه أو القلم؟!. ير يح ضميره بحديث رفع نامها، فهل بنومة الليالي واأليام لفوات فرصة الوصال، و هذا هو حال بعض الصالحين عند البركات من فاته ملا فيحزن الفجر، طلوع بعد يستيقظ عندما بعدها تعالى هللا يدي بين فيصلي الطلوعين!.. و بين والفجر السحر في مقصرا كان لعله إذ يديه، بين االعتذار في صادقا ليكون ،

مباشرة

بعض مقدمات االستيقاظ.وندم، بخجل قضائية صالة األداء فاته من يصلي أن يتفق وقد ذمته في من فهناك املقابل وفي قضائه، في مضاعفا أجرا له فتوجب في النشاط يتوقع ثم شبابه، أيام يقضها لم ولكنه كثيرة، صلوات

قضائها عند كبر سنه، وضعف قوته.

التجليات اخلاصة٨- ال شك بأن هلل تعالى تجليات في أزمنة البركة، كما أن األمر كذلك عالم في تعالى إلى هللا واألمكنة األزمنة نسبة أن البركة، رغم أماكن في التكو ين هي نسبة واحدة، ومن هنا فإن هللا عز وجل - ملالكات ال يعلمها إال هو - جعل لبعض األمكنة واألزمنة فضال يميزها على غيرها، ومثاله في األماكن هي املساجد األر بع الذي يتخير فيها املصلي بين القصر والتمام، ومثاله في األزمنة محطات التميز في األشهر العبادية الثالثة، و يدخل في و يكون السماء، أبواب فيها تفتح الصلوات حيث أو قات السياق هذا عن روي وقد لالستجابة، أقر ب فيها ر به إلى التقر ب في العبد جهد الصادق × أنه قال: »إن فضل الوقت الول عىل اآلخر، كفضل اآلخرة

نيا«))). عىل الد

1( الكايف، ج6، ص35.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

123

الةلص

ار اسر

أالرضوان والغفران

آخره، إلى الوقت أول من - األدنى الحد في - إلهية عناية هنالك -9

ولكن كلما ابتعد اإلنسان عن أول الوقت، كلما ابتعد عن تلك العناية

اإللهية الخاصة، ولهذا قيل بأن الصالة في أول الوقت فيها رضوان هللا

عز وجل، وفي آخر الوقت غفران هللا عز وجل، وقد روي عن الصادق

عليه السالم : »أوله رضوان اهلل ، وآخره عفو اهلل، والعفو ال يكون إال عن

ذنب «))). فال بد من أن يكون املؤمن حر يصا على أن يتمتع بكل مزايا الصالة

ر صالته - ولو لعذر وجيه - فعليه أن يعيش

في أول وقتها.. وعليه، فلو أخ

حالة الندامة والحسرة، و إال ما كان مستوعبا لحقيقة الصالة.

الشوق قبل الوقت10- إن اإلنسان املؤمن يعيش حالة الشوق إلى الصالة الواجبة قبل

دخول الوقت، إال أنه ممنوع منها لعدم دخول الوقت املشروط به، فلو

الكعبة جوف وفي الخشوع قمة في الواجبة صالته صلى اإلنسان أن

ومتطهرا بأسبغ وضوء، ولكن كل ذلك كان قبل دخول وقتها؛ فإن هذه

الصالة لن تكون مقبولة عند مواله، و لكن عندما يدخل الوقت، فإنه

يجد الفرصة املناسبة ليعبر عن شوقه وحنينه وتخشعه بين يدي ر به.

ولهذا فإن حالة املصلي في أول الوقت كحالة عامة الصائمين في شهر يصل لكي األذان أول ينتظر العطشان الجائع الصائم فإن رمضان،

الباطني، الجوع يعيش الذي وكذلك والشراب، الطعام من بغيته إلى بلهفة وشوق الوقت الجائع، فينتظر دخول الصائم فإنه يعيش حالة

ليتحدث إلى ر به، فيقبل على الصالة في أول الوقت، بنهم الصائم الجائع

الذي ينتظر وقت اإلفطار.

1( وسائل الشيعة، ج4، ص123.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

124

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لوات املفروضات ف »الص وقد روي عن اإلمام الكاظم × أنه قال:

أول وقتها إذا أقيم حدودها، أطيب ريا من قضيب اآلس، حني يؤخذ من شجره ف طيبه وريه وطراوته، فعليكم بالوقت الول«))).

توزيع الصالة11- كان من املمكن أن يكلف هللا تعالى املؤمنين بهذه الركيعات دفعة

محطات على الصالة يوزع أن اإللهية الحكمة شاءت ولكن واحدة،

الظهيرة، ملحطة تماما مغايرة الصباح فمحطة اليوم؛ في مختلفة

النشاط لون حيث من العشاء ملحطة مغايرة محطة الظهيرة ومحطة

غسق الليل وقرآن

مس إىل لوك الش الة ل قم الصوطبيعة الحركات فيها: ﴿أ

فجر اكن مشهودا﴾))).فجر إن قرآن ال

ال

ر اإلنسان بأنه ال بد وأن يوزع ذكر هللا

وكأن هللا تعالى ير يد أن يذك

تعالى على مجمل نشاطه اليومي، ليستنير وقته كله بذكره، وهو معنى

دائمون ﴾)))، صالتهم على هم ﴿الذين تعالى: في قوله الذكر في الدوام

صالتهم على هم ﴿والذين تعالى: قوله في كما حفظها إلى إضافة

يحافظون ﴾))).

حمطات الذكر املختلفة1٢- إن بعضهم يجعل لنفسه محطات معينة للذكر، فيجعل في عمره

محطة واحدة للذكر الخاص أال وهو الحج، و يجعل لنفسه شهرا للذكر

1( وسائل الشيعة، ج4، ص119. 2( اإلرساء/78. 3( املعارج/23. 4( املعارج/34.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

125

الةلص

ار اسر

أأال وهو شهر رمضان، و يجعل لنفسه في اليوم والليلة محطات للذكر

العبودية طبيعة مع ينسجم ال منطق وهذا اليومية، بالصالة متمثلة

التامة؛ فاملخلصون من عباده ال يكتفون بالذكر في املحطات املذكورة،

بل يملؤون الفراغ بينها و بين باقي أو قات نشاطهم بالذكر واإلنابة إلى هللا

عز وجل، مصداقا لقوله تعالى: ﴿ واذكر ربك إذا نسيت﴾))).

للذكر، كبرى محطات لنفسه يجعل أن اإلنسان على فإن وعليه

بين وتعالى لذكر هللا سبحانه يجعل محطات متوسطة ولكن مع ذلك

محطة وأخرى، ليبدو الوقت كله مستغرقا بذكره، إذ قد أمرنا بالذكر

الكثير الذي ال يتم إال بما ذكرنا آنفا.

اكتشاف النفس13- إن اإلنسان إذا أراد أن يكتشف نفسه وما عليها من القر ب من

مواله، فعليه أن ينظر إلى نفسه عند دخول الوقت؛ فإذا كان متثاقال

كان ما ليكمل األذان تأخير يتمنى وكأنه - الوقت لدخول متفاجئا أو

مشغوال به - فإن هذه من عالمات البعد عن هللا عز وجل.

عليك فارقك مدة من الزمن، ثم أراد أن يختبر بقاء فهب أن عز يزا

حبك له في سنوات الفراق هذه، فإنه ينظر إليك في ساعة لقائه، فيرى

مالمح وجهك شاهد صدق على حالك، وهكذا فإن املحب الصادق يعلم

للحديث مع من كان الشوق الوقت، وذلك من جهة حاله عند دخول

قلبه مشغوال به، قبل دخول الوقت أيضا.

احلالة العفوية14- إن حال اإلنسان قد يتغير من جهة عالقته مع ر به بعد التلقين

1( الكهف/24.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

126

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وسماع املوعظة وقراءة الكتب، ولكن الحالة العفو ية األولى هي املقياس

في ذلك، فعندما يدخل الوقت يعيش البعض حالة من الكسل والتثاقل،

إلى شوق يتحول النفس مع والحديث واملجاهدة املوعظة و بعد ولكن

وإقبال، وهذا بدوره أمر محمود يبشر بالخير، ولكنه يكشف أيضا عن

خلل في النفس، وهو أن صاحبها ليست له حركة تلقائية في سعيه إلى هللا

سبحانه وتعالى، ومن املعلوم أن أية حركة في الوجود ليست وراءها قوة

ممدة، فإن مآلها إلى السكون والتوقف أخيرا.

احملطات املميزة1٥-إن على طالب الكمال أن يغتنم محطات العناية الخاصة في اليوم

والليلة، فمنها محطة ما بين الطلوعين، فهي من املحطات التي يغفل عنها

الكثيرون، حيث إن من أسباب حرمان الرزق - سواء في عالم املادة أو

قسم فيها األرزاق، ومنها ت املعنى- هو النوم بين الطلوعين، فإنها ساعة

املحطة السابقة ألذان الفجر من ساعة السحر، فهذه محطة ثابتة في

حياة األولياء، حيث يتجلى هللا تعالى ألوليائه فيها.

وال نعلم أحدا يتمنى املقام املحمود، من دون أن تكون له وقفة مع

ر به في هذه الساعة املباركة.. وقد روي عن الصادق × أنه قال: » إذا

مء لصعود العمل، فم أحب أن يصعد لة فتحت أبواب الس دخل وقت الصحيفة أحد أول مني «))). عمل أول من عمل، و ال يكتب ف الص

الصالة الوسطىوالتي الوسطى، الصالة هي املهمة الصالتية املحطات من إن -16

صالة هي أنها فيها األقوال وجه أ ولعل تفسيرها، في املفسرون اختلف

1( وسائل الشيعة، ج4، ص119.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

127

الةلص

ار اسر

أالظهر؛ فهذا الوقت قمة تشاغل اإلنسان بحركة الحياة، وعلى اإلنسان

بين يدي هللا ليقف مناجيا الساعة، تلك في أن يقطع نشاطه امللتفت

مع والقال القيل اإلنسان يقطع حيث حركة من أجملها وما تعالى،

ثم يتوجه الطين والتراب، الوجود من البشر، والتفاعل مع ذرات هذا

ل الوقت زوال إلى ر ب األر باب، وقد روي عن اإلمام أبي جعفر × : »أو

ل وهو أفضلهم«)))، وقد روي عن النبي ‘ مس ، وهو وقت اهلل الو الشنان، واستجيب مء وأبواب ال مس فتحت أبواب الس أنه قال: »إذا زالت الش

عاء، فطوبى ملن رفع له عند ذلك عمل صالح«))). الد

نظم الوقت مؤمنني

ال ع اكنت الة الص ﴿إن الكر يم: كتابه في تعالى يقول -1٧

كتابا موقوتا﴾)))، فاإلسالم ير يد منا نظم األمر، واالنضباط في السلوك، والصيام معلومات، معدودات أيام فالحج العمر، أوقات واستغالل

الصلوات وكذلك الحول، رأس على والخمس الغرو ب، إلى الفجر من

للفضيلة، وساعات الوقت، أصل لدخول ساعات لها فإن اليومية،

وساعات النتهائها.

ومن املعلوم أن من موجبات الحسرة يوم القيامة، هو عدم البرمجة

في حياتنا، فال النوم يكون في وقته، وال اليقظة في وقتها.

التخفف قبل الصالةفإنه الوقت، الخاشعة قبل دخول الصالة هم الذي يحمل إن -1٨

1( وسائل الشيعة، ج4، ص120. 2( األمايل)للصدوق(، ص575.

3( النساء/103.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

128

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

يمهد لنفسه بذلك التوفيق في صالته، وذلك من خالل التخفف من أمور

التي الشياطين من االستعاذة من واإلكثار أوال، للقلب املشغلة الدنيا

تحوم حول قلبه إليقاعه في شباكه، قبل مثوله بين يدي هللا تعالى ثانيا.

ومما يؤكد هذه الحقيقة، إن هللا تعالى أمرنا باالستعاذة من الشياطين

قبل قراءة القرآن، مما يفهم منه أن الشيطان يشتد طمعه بالعبد إذا

نوى التقر ب إلى ر به كقراءة القرآن مثال، ومن ساعات الطمع أيضا هي

قال: أنه النبي ‘ عن روي وقد دينه، عمود فإنها بالصالة؛ اإلتيان

»حتى يطر بني املرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا حتى يظل الرجل ال يدري كم صىل «))).

اخلتم على القلبهللا ذكر عن للغافلين املتوجهة القاسية العقو بات من إن -19

تعالى هو الختم على القلب، أو على األقل اسوداده.. ومن هنا ال بد من الخروج من هذه املهلكة القاتلة، والقدر املتيقن للنجاة منها هو أن يكون

اإلنسان من الذاكر ين هلل كثيرا.

ومن املعلوم أن هذه الرتبة ال ينالها إال ذو حظ عظيم، فإن تجاذبات

إلى عالم التوجه النفس، ومنعها من الشياطين حول الهوى، وحومان

ولكن الكمال، من العليا الدرجة هذه إلى للوصول مانعة الغيب،

من الخروج يوجب مما الوقت، أول في الصالة أن إلى يشير ما هناك

زمرة الغافلين، رغم أنه ليس من الذكر الكثير بعنوانه األولي، فشابهت

م »أي تسبيحات الزهراء ÷من هذه الجهة، فعن أبي جعفر  × قال :

من هذا فليس لوقتها، ها فصل املفروضة، لوات الص عىل حافظ مؤمن الغافلني «))) .

1( رشح فروع الكايف )للامزندراين(، ج3، ص258 و مسند أمحد، ج 16، ص 448. 2( الكايف، ج6، ص24.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

129

الةلص

ار اسر

أأدوات تعيني الوقت

أول معرفة على يعينه ما له يكون أن املؤمن عالمات من إن -٢0

الوقت، وقد تعددت هذه األيام الوسائل التي بها يمكن أن يستدل العبد

على أوقات الصلوات، فأي عذر له في ترك الصالة أول الوقت، وخاصة

مع وجود األماكن التي تر يحه في عبادة ر به حتى حين العمل؟!.. فال عذر

ملن يتساهل في الصالة أول وقتها.

وعليه فإن االهتمام بأول الوقت، مكسب مستقل قبال أصل الصالة

الخاشعة، فهذه أدنى صورة من صور العبودية هلل تعالى، باإلضافة إلى

الجائزة املذكورة في الرواية، واملتمثلة بتسهيل املوت وإذهاب الهم والغم،

- وهما أمنية كل من يعتقد باليوم اآلخر - فقد روي عن النبي ‘ أنه مس ، إال ضمنت له لة ومواضع الش قال: »ما من عبد اهتم بمواقيت الص

ة مر كنا النار، من والنجاة والحزان، اهلموم وانقطاع املوت، عند وح الرمس«))). نا اليوم رعاة الش بل، فص رعاة ال

عدم اليأسيحاول فبعضهم تعالى، هلل العبودية طر يق في اليأس ينبغي ال -٢1

الوساوس ألن جدوى؛ دون من خياله طائر على السيطرة في جاهدا

الجوانح أعمال من املجاهدة هذه أن وذلك عليه، غالبة الشيطانية

والتي يصعب التحكم فيها، ولكن ما املانع من التحكم بالجوارح، فيبني

العبد على صالة أول الوقت مهما كلفه، راجيا بذلك أن ينجبر النقص

في إقباله، إلى أن تتأتى فرصة موافقة الباطن للظاهر، وأداء أول الوقت

عن هم ين

﴿ال تعالى: قوله في الصادق × فعن القلب، خشوع مع

1( األمايل )للمفيد(، ص136.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

130

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

يصيبه أحد كل ال :» ال ان ؟!..ق

يط الش

وسوسة هي

أ ساهون﴾))) صالتهم

ف أول وقتها«))). هذا ، ولكن أن يغفلها ويدع أن يصل

اخلوف من العواقب٢٢- إن الخوف من امليتة غير الحميدة، هم ال يفارق جميع املكلفين

قبل االنتكاسة بصور مليئة املاضين وسير تعالى، هللا عصمه من إال

يدوران والكتاب الحساب أن ر يب وال االحتضار، ساعة في بل املوت

يعيش أن حقا املرعب من فكم العمر، من األخيرة اللحظات مدار

اإلنسان الشقاء األبدي أو الطو يل، وذلك لسوء التوفيق في سو يعات

قصيرة قبل مماته؟!..

عليها املحافظة إن أوقاتها، حيث أول في الصلوات قيمة تأتي وهنا

جميعا، بنا ل املوك املوت، مللك الخاصة الرعاية دائرة في العبد يدخل

لة، فإن حهم ف مواقيت الص فقد روي عن النبي ‘ أنه قال: »إنم يتصف

دا نه شهادة أن الإله إال اهلل، و أن مم ن يواظب عليها عند مواقيتها، لق كان مرسول اهلل، و نحى عنه ملك املوت إبليس «))).

اإلقامة املستمرةحاالتها، كل في االستمرار و أوقاتها أول في الصلوات إقامة إن -٢3

قد تكلف اإلنسان شيئا من املجاهدة، كمن يصلي مرغما نفسه في حال

﴿تتجافى الليل: في جوف للتهجد لذيذ رقاده أو مستيقظا من مرض،

مضاجع﴾))) أو يصلي الظهر ين في زحمة الحياة اليومية، ال جنوبهم عن

1( املاعون/5. 2( وسائل الشيعة، ج4،ص114.

3( الكايف، ج5، ص360. 4( السجدة/16.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

131

الةلص

ار اسر

أع ﴿حافظوا تعالى: قوله في الوسطى الصالة على تطبيقها على بناء

وسطى﴾))) كما ورد في الرواية )))أيضا.الة ال لوات والص الص

ومن املعلوم أنه كلما زادت املجاهدة، كلما اشتدت حركة القر ب من

ما »أفضل العمل هللا تعالى، فقد روي عن أمير املؤمنين × أنه قال:

أكرهت نفسك عليه «))).

ضيوف أهل اجلنةالعبد صلى لو بحيث األهمية، من بمكان الوقت مراعاة إن -٢4

حيث الجنة، دخوله مع حتى األبدية الحسرة أورثه متعمدا، خارجها

يعبر عنه اإلمام الصادق × بأنه موتور بأهله وماله، وذلك عندما دخل

ال: ، ق

دا عصر متعم

ال

ة

ر صال

خ

قول في رجل يؤ

عليه الراوي وقال له: ما ت

ان ت فداك وإن ك

ت: جعل

ل

يأت يوم القيامة موترا ]موتورا[ أهله و ماله، ق

ة ؟.. جن

ه في الزل

ت: وما من

ل

ال: وإن كان من أهل النة ق

ة؟.. ق جن

هل ال

من أ

ال: موتورا أهله و ماله ، يتضيف أهلها ليس له فيها منزل.)))ق

الكتاب املوقوتع تعالى:﴿ اكنت قال حيث املوقوت الكتاب هو الصالة إن -25إتيانها بد من بحال، وال التي ال تسقط موقوتا﴾)))و هي كتابا مؤمنني

ال

مرض حال في العبد كان لو حتى الوقتين، بين أي املوقوتة أوقاتها في

فمقت�سى وعليه ، - اآلية هذه سياق من املستفاد هو كما - حر ب أو

1( البقره/238. 2( انظر الرواية يف تفسری الصايف )للفيض الكاشاين(، ج1، ص268.

3( هنج البالغه )صبحی صالح(، ص511. 4( ثواب األعامل و عقاب األعامل، ص231.

5( النساء/103.

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

132

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

العبودية هلل تعالى، هو أن يبحث العبد عما هو األقر ب إلى مراد مواله،

وهي الصالة في أول وقتها.

ه ما أتى بمراده وإن رفعت وعليه فإن الذي يؤخرها عن وقتها، فكأن

الوهن موجبات ملن الحالة، هذه تكرار أن والر يب العقو بة، عنه

واإلعراض، والتي من املمكن أن توجب عقو بة للعبد، ولو على نحو منع

العطايا الخاصة.

االرتباط بالطبيعة٢6- إن تشر يعات الصالة من جهة الوقت وغيرها، ملن موجبات سوق

والنهار، وموجبات الليل الطبيعة من اختالف في مظاهر للتأمل العبد

تحققه في اآلفاق، ومن موارد االرتباط بين تشر يع الصالة والطبيعة:

- صالة اآليات املرتبطة بالشمس والقمر، والحوادث الكونية كالزالزل وغيرها.

- تحديد الصالة بأوقاتها املرتبطة بالشمس: طلوعا، ودلوكا، وغرو با.- الصلوات املرتبطة بالقمر: كصالة العيدين وصالة أول الشهر.

ــــالة ــثــــل: الــــعــــيــــديــــن، وصـ ــــالة تـــحـــت الــــســــمــــاء مــ ــــة الـــــصـ ــامـ ــ ــــان إقـ ــحـ ــ - رجـاالستسقاء، وصالة يوم عرفة.

ومن هنا نقول: إن التأمل في مظاهر الخلقة، واالنتقال من اآلية إلى

- ملن موجبات تهيئة النفس للصالة - وهو صفة أولي األلباب ذي اآلية

الخاشعة؛ ألنها وقوف بين يدي صاحب هذه املظاهر املذهلة في الوجود.

انتظام املصلي عموما٢٧- إن من بركات التقيد بالصالة في أول أوقاتها، هو تحو يل العبد إلى

موجود منضبط في مجمل أعماله، فإن التقيد باألمور في أوقاتها - في غير

لاة س

ولم م

ةلهنمل

ةلل مل

طهن مل

ةف

ل

133

الةلص

ار اسر

أوقت الصالة - ملن موجبات النجاح في أمور الدنيا أيضا، أضف إلى أن

هذه سمة من سمات املؤمنين، أعني الوفاء بأصل الوعد وفي وقته فيما

جامع معنى ضمن في املؤمنين × أمير إليه يشير املعني وهذا ته، وق

حيث أو�سى قائال : »أوصيكم وجيع ولدي وأهل ومن بلغه كتايب، بتقوى

اهلل ونظم أمركم «))).

1( هنج البالغة )صبحی صالح(، ص421.

6 اآلداب الباطنية

للمكان

الفصل السادس: اآلداب الباطنية للمكان

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

137

الةلص

ار اسر

أ

مكان العبادة1- إن اتخاذ مكان ثابت في املنزل للصالة بين يدى هللا تعالى ملن دواعي

التوجه والتركيز واإلقبال على ر ب العاملين، فمن املستحسن أن يجعل

»كان الصادق × : فعن فيه ، للصالة خاصا

محال بيته في اإلنسان

غري، وكان إذا أراد أن ذ بيتا ف داره، ليس بالكبري وال بالص عل × قد اتتشم منه، ثم يذهب إىل ذلك البيت يل ، أخذ معه صبيا ال ي من آخر الل يصل

.(((» فيصل وقد يتفق أن يأتي املصلي إلى ذلك املكان، فيتذكر ساعات إقباله،

هذا أن املعلوم ومن جار ية، بدمعة فيه خاشعا كان باألمس لعله إذ

ر العبد بما كان عليه من اإلقبال

الجو املفعم بأجواء اإلقبال، قد يذك

وذلك األجواء، تلك استعادة على قادر أنه في الثقة و يمنحه السابق،

ببذل �سيء من الجهد، مقرونا بالتوسل بمن يتقر ب إليه.

محراب ال زكريا عليها دخل ﴿كما الكر يم: القرآن في نقرأ ولهذا

اتخذت ÷ مر يم أن اآلية هذه من فيفهم رزقا﴾)))، عندها وجد الصالحين بعض إن بل ر بها، يدي بين للعبادة

ثابتا

ومكانا

محرابا

1( وسائل الشيعة، ج5، ص195. 2( آل عمران/37.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

138

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

قد مطيبا، صالتيا ثو با - للصالة خاص مكان إلى باإلضافة - يتخذ

اطمئن من إباحته وطهارته.

مواصفات مكان املصلي٢- ال بد للمكان الذي ير يد العبد أن يصلى فيه، أن تكون له مواصفات

ظاهر ية في عالم الفقه، ومن خاللها ننتقل إلى املواصفات الباطنية لها،

لها، وإنما هو استيحاء أو فلسفة من دون أن نجعل ذلك علة للحكم

تر بوي منها، فمن تلك املواصفات:

ينتقل وهنا مباحا، املكان ذلك يكون أن أي الغصبية، عدم أوال:

املصلي الخاشع إلى نقطة جوهر ية، وهي أنه ال يمكن للمصلي أن يصلي

على أرض إال بإذن املالك الظاهري لها، فإذا لم يكن راضيا كانت صالته

الخشوع، درجات أعلى في صلى ولو املغصو بة، األرض تلك في باطلة

واألدب الباطني فيها هو: أن يلتفت املؤمن إلى هذه الحقيقة الكبرى، وهي

أن السماوات العلى، واألرضيين السفلى بما فيها ومن عليها، كلها ملك هلل

يم�سي على هذه األرض، ولم يحرز رضا صاحب فالذي الواحد األحد،

األرض في التصرف فيها وامل�سي عليها، لهو إنسان غاصب.

امللكوت، بعد أن علمنا في عالم وحينئذ نقول: ما هو حكم صالته

بطالن الصالة في عالم امللك؟!.. ولهذا من املمكن أن يقول املولى لعبده:

أينما األرض بقاع لكل غاصبا كنت ألنك واحدة؛ صالة لك أقبل ال

ذهبت وحللت، حيث كنت تم�سي على أرض، ال ير�سى صاحبها الحقيقي

بالتصرف فيها، وإن ر�سي عنك صاحبها الظاهر ي.

بل قد يقال أيضا في هذا املجال: إن الذي لم يحقق ر�سى الرسول

غاصب إنسان لهو زمانه × إمام وأسخط أسخطهم بل وآله ^،

أيضا؛ ألن رضاهم كاشف عن رضا من نصبهم أئمة للخلق.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

139

الةلص

ار اسر

أكل في منضبط إنسان املؤمن فاإلنسان الخلق، مراعاة ثانيا:

حركاته وسكناته، فإذا أراد أن يصلي فعليه أن يراعي حقوق الخلق بكل

تفاصيلها، فيعرف صاحب األرض التي يصلي عليها و يستأذنه، فإذا كان

- مثال- فغير طالب العلم ال يجوز له هذا املكان وقفا على طلبة العلم

الدخول في ذلك املكان، وهكذا بالنسبة لباقي املسائل املرتبطة باملكان.

القوانين تلك إلى و ينظر دينه، في يتفقه أن املصلي و بالتالي، فعلى

اإللهية بكل حذافيرها، وذلك عندما ير يد أن يقيم عبادة من العبادات،

فإن العبادات الشرعية، مز يج متمازج مع باقي القوانين اإللهية في عالم

التشر يع.

ثالثا: التباعد عن مظاهر الشهوات، فعندما ير يد املصلي أن يصلي،

بين اختالف على لهن محاذيا يكون وال النساء، عن يتباعد أن عليه

الفقهاء في تقدير هذه املسافة، فاإلنسان املؤمن عندما ير يد أن يصلي،

فعليه أن يبعد عن نفسه كل صور اإلثارة و ينقطع إلى ر به عز وجل، فلو

أن زوجته كانت معه في مكان واحد، فعليه أن ال يقف بصفها فكيف

باملرأة األجنبية؟!.

رابعا: عدم تقدم املصلي على قبر املعصوم × : ملا في ذلك من تحقق

الهتك بحسب بعض الفتاوى، وقد ورد في التوقيع الشر يف : »لن المام

قبر أمام الصالة كانت إذا نقول: وحينئذ يساوى «))) وال عليه م يتقد ال املعصوم × منهية عنها، فكيف بالتقدم العملي والقولي أمامه؟!..

ومن هنا يجب على العبد أن يقف دائما خلف خط منسجم مع الخط

، وال ينبغي لإلنسان أن يتقدم عليهم اإللهي املتمثل بسنة النبي وآله 

في كلمة أو خطوة أو موقف، و بذلك يتشبه باملالئكة املقر بين الذين ال

يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

1( وسائل الشيعة، ج5، ص161.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

140

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

والقرآن الكر يم يؤكد على هذه الحقيقة بقوله: ﴿وما اكن لمؤمن وال

مرهم﴾)))، ﴿فال ة من أ ري

ن يكون لهم ال

مرا أ

أ

مؤمنة إذا قض اهلل ورسول

موك فيما شجر بينهم﴾))). وربك ال يؤمنون حت يك فاهلل تعالى يطلب من عبده أن ال يجد في نفسه حرجا فيما ق�سى به

النبي ‘ فإذا اختلف اإلنسان مع أخيه املؤمن في مسألة أو تجارة أو

شراكة أو معاملة، ثم ذهب إلى القا�سي أو املجتهد، وحكم برأي الشر يعة

ثم رأى في نفسه ثقال أو تثاقال، فهو في الواقع ليس مصدقا بهذه اآلية،

وإن ادعى صاحبه خالف ذلك.

شترط فقهيا هو طهارة موضع السجود، خامسا: طهارة املوضع، إن امل

يصلي الذي املكان و بدنه، و املصلي ثو ب في متكرر عنصر فالطهارة

فيه.. وعليه فيرد السؤال حول هذا التأكيد على أنواع الطهارات.

وهنا من املمكن أن يقال في الجواب على ذلك: إن هللا عز وجل كأنه

ير يد أن يقول للعبد بلغة اإلشارة: نحن ال نقبل املتدنس ظاهرا، فمن

قبل له صالة على جسمه �سيء من الدم أو البول أو ما شابه ذلك، فال ت

متدنسا أي باطنه؟ في متدنسا يكون بمن فكيف لها، ملتفتا دام ما

والحقد، والحرص، والكبر، الحسد، من: األنفسية النجاسات بأنواع

وما شابه ذلك.. و بالتالي، فإن طهارة املظهر، مذكرة بطهارة املخبر.

وليعلم أن اإلنسان الجاهل بالنجاسة الظاهر ية معفو عنه، أي إذا

صلى بجميع النجاسات واملتنجسات، ولكنه علم بها بعد صالته، فإنه

ولو - باطنية بنجاسات صلى إذا بينما ذلك، أجل من الصالة تعاد ال

الوجود وجود القبول قطعا؛ ألن هذا - فهي من موانع كان غافال عنها

مبغوض عند هللا سبحانه وتعالى.

1( األحزاب/136. 2( النساء/65.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

141

الةلص

ار اسر

أسفينة ظهر على يصلي أن لإلنسان يجوز فال االستقرار، سادسا:

كأدب - العبد من واملطلو ب متنقلة، دابة ظهر على أو متأرجحة،

الباطنية، وأن ال يكون بالسكينة تعالى بين يدي هللا - أن يصلي باطني

في نفسه، فالذي يأتي من السوق أو العمل أو بعد خالف مع متأرجحا

ه كمثل الذي يصلي في مكان زوجته، فهذا إنسان مهتز ومضطر ب، فمثل

متأرجح، أو يصلي في سفينة تتقاذفها األمواج.. وعليه، فعلى املصلي أن

االستقرار عن يبحث كما الصالة، عند الباطني االستقرار عن يبحث

املكاني فيها.

تربة احلسني ×الصالة قبول موجبات ملن الحسينية التر بة على السجود إن -3

رق احلجب جود عىل تربة أيب عبد اهلل × ي فعن الصادق × : »إن الس

عنها يستغني التي ال األمور التر بة من أن الخبر في ورد بع«)))، وقد السعن شيعتنا يستغني قال :» ال أنه الصادق × عن روي فقد املؤمن،

من وسبحة به، يستاك وسواك به، يتختم وخاتم عليها، يصل رة خ أربع: طني قرب أيب عبد اهلل«))).

ومن املعلوم أن كل هذه الشرافة إنما هو لشرف االنتساب إلى ذلك

الوجود الطاهر، والذي ضحى بكل ما عنده في سبيل مواله، والذي ينكر

كيف - الحسين × تر بة قدسية و بالتالي - هذه االنتساب شرافة

حيث مو�سى ×، تابوت في وضعت التي والطمأنينة السكينة يفسر

بكم﴾)))؟!. وهو املهد ن ر فيه سكينة م تيكم اتلابوت ﴿يأ تعاىل: يقول

1( وسائل الشيعة، ج5، ص366. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص359.

3( البقرة/248.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

142

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

في نبيا وال شهيدا، وهكذا األمر الذي وضع فيه صغيرا ولم يكن حينها

فهو زن ال من عيناه ت ﴿ وابيض تعالى: قال حيث يعقو ب × قضية

، فهذا كظيم﴾))) وإذا بقميص يوسف × يلقى على وجهه فيرتد بصيرا

القميص ال خصوصية فيه سوى أنه المس جسد نبي من أنبياء هللا عز

وجل.

ومن مجموع ما ذكر يعلم أن الطر يق إلى التميز بين يدي هللا تعالى،

في املعاناة من �سيء تحمل في يكمن إليه، االنتساب شرافة واكتساب

سبيل هللا تعالى، إذ بعدها تبذل الجوائز التي ال تخطر على بال أحد!.

نقل احملتضر ملصاله4- من املستحب أن ينقل املحتضر إلى مصاله ساعة احتضاره، وهذا

فيه، الصالة اإلنسان تعود الذي للمكان خصوصية وجود على يدل

فلطاملا أنست به املالئكة، وخاصة فيما لو كان مقبال في صالته، ذارفا

ملن املوت ساعة عند املكان ذلك في فوجوده الليل، جوف في دمعته

من أنها كما املوحشة، الساعة تلك في اإللهية الرحمة نزول موجبات

موجبات شفقة املالئكة ومنها ملك املوت، بل إن مصاله تبكي عليه بعد

ه موته كما روي عن أمير املؤمنين × : »إذا مات العبد يبكي عليه مصل

مصعد عمله من السمء«))). من الرض، و ومن هنا يحسن بالعبد أن يكون له مكان في املنزل، يتخذه مصلى له

و يكون محال الحتضاره في نهاية أمره، فارغا من امللهيات التي عجت بها

البيوت هذه األيام!.

1( يوسف/84. 2( إحياء علوم الدين، ج1، ص152.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

143

الةلص

ار اسر

أتفريعات الصالة

حتى بها، املرتبطة التشر يعات كثرة في تتجلى الصالة عظمة إن -٥

صار بحث الصالة والحج من أوسع األبواب الفقهية من جهة التفر يعات

أربعة لة »للص الصادق × : عن ورد فقد فيهما، املتكثرة والروايات

فإن لذلك وكتطبيق باب، آالف أر بعة رواية وفي حدود«)))، آالف بعضهم أوصل مكروهات مكان املصلي - والذي يبدو للوهلة األولى أمرا

جزئيا ليس فيه كثير تفصيل - إلى اثنين وثالثين مورد.

من الثاني الشهيد جمع فقد املاضين؛ علماءنا تعالى هللا ورحم

واجبات الصالة ألفا، وصنف فيه »األلفية«، ومن مندو باتها ثالثة آالف،

وصنف فيها »النفلية«، وقد أتمهما رحمه هللا بختام مسك حيث سماها:

على أيضا يدل مما القلبية« الصالة وظائف على العلية »التنبيهات

أهمية اإلقبال القلبي في الصالة، إضافة إلى إتيان واجباتها ومندو باتها.

زي العبودية6- من املناسب أن يتفنن اإلنسان - إن صح التعبير - في الظهور بزي

العبودية املتميزة، بحيث يراه هللا تعالى بهيئة ال يراها في كثير من خلقه،

اإلمام فإن لذلك وكمصداق يديه، بين تذلل أو تدلل لحركة إظهارا

استحقاق نوع على يدل مما - بتوصية أحدهم خص الصادق ×

تتخذ ف دارك أن »إن أحب لك - حيث كتب له: له بمثل هذا الخطاب

اهلل تسأل ثم غليظني ، طمرين ثوبني تلبس ثم بيوتك، بعض ف مسجدا بكلمة وال باطل بكلمة م تتكل وال النة يدخلك وأن النار من يعتقك أن

بغي)))«.

1( بحاراألنوار، ج79، ص303. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص296.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

144

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ومن مصاديق ذلك أيضا أن يصلي العبد في خلوة مكانية ونفسية،

األغيار، فتكون هكذا صالة فارغ من كل بقلب الناس في عزلة من أي

كافية له للنجاة من النار؛ إذ روي عنه × أنه قال: »من صىل ركعتني

، كانت له براءة من النار«))). ف خلء، ال يريد أحدا إال اهلل عز وجل

مضاعفة األجر٧- إن املؤمن يبحث دائما عما يضاعف أجر صالته بين يدي مواله،

ومن املعلوم أن من أراد األجر املضاعف، ال بد له من االهتمام املضاعف

بالنظرة اإللهية الخاصة، بالشرائط واألجزاء؛ ألن األجر الوفير مرتبط

فال بد من البحث عن موجبات هذه النظرة.

فيه ورد وقد املساجد، بعض إلى الرحال بشد األمر ورد هنا ومن

املكان ذلك شرافة بحسب وذلك األجر، تضاعف من مختلفة أعداد

كاملسجد الحرام، ومسجد النبي ‘ ، ومسجد الكوفة، فقد روي عن

ة حرم اهلل ، وحرم رسوله، وحرم أمري املؤمنني الصادق × أنه قال: »مك

رهم فيها بمئة ألف درهم؛ لة فيها بمئة ألف صلة، والد لم، الص عليهم السعليهم، اهلل صلوات املؤمنني أمري وحرم رسوله، وحرم اهلل، حرم واملدينة ة آالف درهم؛ والكوفة رهم فيها بعش ة آالف صلة، والد لة فيها بعش الصفيها لة الص لم، الس عليهم أمرياملؤمنني وحرم رسوله، وحرم اهلل، حرم

رهم فيها بألف درهم«))). بألف صلة، والد ومن الروايات الالفتة في هذا املجال ما روي من أن اإلمام السجاد ×

أبي عن روي فقد الطاهرة، البقاع هذه إحدى لز يارة املدينة من أتى

من عمدا ة

وف

ك

ال مسجد ى

تأ حسين ×

ال بن علي ن

أ الثمالي حمزة

1( وسائل الشيعة، ج5، ص297. 2( الكايف، ج9، ص341.

فها ص

لمة مو

ةلهنمل

ةلح مل

لهة ملة

ةف

ل

145

الةلص

ار اسر

أريق)))

الط

ذ

خ

ه وأ

تى ركب راحل م عاد حت

عات ، ث

ى فيه رك

صل

ة، ف

دين

امل

الطهارة يف املراحل الثالث٨- إن أول مرحلة ملراعاة الطهارة في الصالة هي: طهارة املكان، ثم تليها

في الطهارة على التأكيد يبدأ أى البدن، طهارة تليها ثم الثو ب، طهارة

مورد غير لصيق أال وهو املكان، و ينتهي باللصيق أال وهو البدن.

باإلنسان بعد بدنه، وليس البحث عما هو األلصق وهنا ال بد من

ذلك إال روحه التي بين جنبيه، وهي التي ال تفارقه إلى أبد اآلبدين، فكم

يبالي وال الثالث، املراحل لطهارة والوسوسة الجهد من البعض يبذل

باملرحلة الرابعة والذي هو العماد في القبول؟!.

عالمة التشريف9- إن املكان إذا تشرف ب�سيء، فإن خير ما يكشف عن هذا التشر يف

هو ر بطها بالصالة، ومن هنا فإن هللا تعالى عندما أراد أن يشرف الحجر

باتخاذ أمر فإنه البيت، بناء في إبراهيم × عليه يقف كان الذي

(((﴾ إبراهيم مصل مقام من ذوا

﴿وات ذلك موضعا للصالة، حيث قال:

في إذ اتخذه املوحدون عثر فيه على أهل الكهف؛ وكذلك املكان الذي

تخذن عليهم

زمانهم مسجدا، حيث نقل عنهم القرآن الكر يم قائال: ﴿ نل

مسجدا﴾))).

1( وسائل الشيعة، ج5، ص254. 2( البقرة/125. 3( الكهف/21.

7اآلداب الباطنيةلألذان واإلقامة

الفصل السابع: اآلداب الباطنية لألذان واإلقامة

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

149

الةلص

ار اسر

أ

الغائب عن احلواس1- إن العلم اليوم اكتشف كثيرا من األمور الغائبة عن الحس، بشكل

األرض كجاذبية املذهلة، تأثيراتها وفي وجودها في للشك مجاال يدع ال

واإلشعاعات النوو ية وغيرها.

إال من يرى الذي ال األمثلة على املحسوس و بعدما ذكرنا من هذه

خالل آثارها، يمكنك تصور ما روي عن اإلمام الصادق ×: »من صىل

بأذان وإقامة صلة صىل خلفه صفان من امللئكة، ومن صىل بإقامة بغري أذان ه ما بني صىل خلفه صف واحد، قلت له: وكم مقدار كل صف، فقال: أقل مء والرض«)))، فكما أن هناك أمورا ق واملغرب ، وأكثره ما بني الس املش

عجيبة في عالم املادة، فهناك أمور أعجب في عالم املعنى، والتي ال يمكن

معرفتها إال من خالل من هو متصل بعالم الغيب.

الصالة تلك بكون املز ية هذه يقيد لم اإلمام × أن هنا والالفت

كان ولو وأقام ن أذ من لكل مز ية إنها بل مثال، مسجد في أو جماعة

لوحده، فيا له من منظر جميل وهو: أن يصلي اإلنسان في بيته فرادى،

وخلفه صفان من املالئكة!.

1( ثواب األعامل و عقاب األعامل، ص33.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

150

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

جهة التوقريفيه آدم، بني خلف املالئكة اصطفاف إن يقال: أن املمكن من -٢

جهتان للتوقير:

- توقير لجنس بني آدم، الذين هم من نسل ذلك النبي الذي سجدت منا بن آدم﴾))). له املالئكة: ﴿ولقد كر

الشواغل رغم ر به يدي بين للصالة قام الذي للمصلي توقير -قوت أن والحال والغضب، الشهوة بقوتي باطنه واكتناف الحياتية،

روي كما البين في مجاهدة تعيش فال والتهليل، التسبيح هو املالئكة

عن النبي ‘ : »ما شء أكرم عىل اهلل من ابن آدم، قيل: يا رسول اهلل وال

امللئكة؟!.. قال: امللئكة مبورون بمنزلة الشمس والقمر«))).

تشابه األذان واإلقامة في فقرات األذان واإلقامة؛ فأو لهما التكبير

3- إن هناك تشابها كبيرا

املؤذن يصدح و بذلك للنبي ‘ ذكر أيضا وفيهما التهليل، وآخرهما

واملصلي في كل الفروض بحقيقتي التوحيد والنبوة، وهذان األمران - أي

عناصر - له وعبوديته نبيه رسالة وذكر الر بو بية مقام إلى االلتفات

والركوع واإلقامة األذان من : كل في وذلك الصالة مجمل في متكررة

والسجود والتشهد والتسليم.

أقسام التوحيد4- إن التهليل شعار ثابت في األذان واإلقامة؛ لعظيم موقعه في ر بط

اإلنسان بر به، ومن هذا املنطلق أيضا فإن غير املسلم يتحول إلى اإلسالم

1( اإلرساء/70. 2( الدر املنثور يف التفسری باملأثور، ج9، ص400.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

151

الةلص

ار اسر

أبجملتين مختصرتين، حيث التوحيد هو أساس كل عالقة للعبد مع ر به،

بل يقال - بوجه من الوجوه - إن النبوة واملعاد من آثاره ولوازمه.

التوحيد، فمنها: املقام أن نتعرف على أقسام في هذا املناسب فمن

في والتوحيد األفعالي، والتوحيد الصفاتي، والتوحيد الذاتي، التوحيد

العبادة، واليك توضيحا لذلك:

- التوحيد الذاتي: أي أن يعتقد اإلنسان بأن هللا تعالى واحد ال كفؤ له وال نظير، كما قال علي × : »هو واحد ليس له ف الشياء شبه «))) وقد

حد﴾))) إشارة إلى ذلك، وإنه ذات أ كفوا

تكون هذه اآلية ﴿ولم يكن ل

ه عز و جل أحدي املعنى، يعني بسيطة ال كثرة فيها، كما قال علي × : » إن

ه ال ينقسم ف وجود وال عقل وال وهم «)))،، وقد يكون قوله تعالى: ﴿قل به أنحد﴾))) إشارة إلى ذلك.

هو اهلل أ

و باملناسبة فإن سورة التوحيد متناولة ألهم بحث عقائدي، فناسب

أن يــكــون فــي حــكــم ثــلــث الـــقـــرآن الــكــر يــم، املــتــضــمــن لــلــعــقــائــد والــتــشــر يــع

واألخالق.

- التوحيد الصفاتي: أي أن يعتقد اإلنسان بأن هللا تعالى متصف بكل تفاوتها مع - أنها إال وغيرها، والعلم كالقدرة والكمال الجمال صفات

مفهوما - فهي متحدة ذاتا، وإال استلزم تعدد الصفة واملوصوف، و بالتالي

التركب في الذات، وهو مستحيل عليه وهو ما عبر عنه علي × : »وكمل

ا غري املوصوف وشهادة فات عنه لشهادة كل صفة أن خلص له نفي الص الفة«))). ه غري الص كل موصوف أن

1( اخلصال، ج1، ص2. 2( التوحيد/4.

3( التوحيد )للصدوق(، ص84. 4( التوحيد/1.

5( هنج البالغة )صبحی صالح(، ص39.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

152

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

التوحيد األفعالي: أي أن كل �سيء في هذا الوجود يعود إلى هللا تعالى خيرا

؛ إذ كل من عند هللا تعالى، فهو الذي أقدر كل مر يد على ما كان أو شرا

ير يده، وعليه فإن اإلرادة من العبد و لكن تمشية إرادته في عالم التحقق

والخارج إنما هي بتمكين من هللا تعالى له، وهذا هو معنى التهليل وملخصه:

أنه ال مؤثر في الوجود إال هو، وال حكم وال أثر وال فعل له إال هو .

- التوحيد في العبادة: معنى ذلك أن هذا اإلله الذي هو واحد في ذاته، وواحد في صفاته، وموحد في أفعاله، هو الذي يستحق أن يعبد.. وليعلم

أنه يتفرع من التوحيد في العبادة، أنواع من التوحيد:

أ. التوحيد في الخالقية: قال تعالى في كتابه الكر يم: ﴿قل اهلل خالق ك

ش ء﴾))) وما يصدر من الكرامة أو اإلعجاز من األنبياء واألوصياء - حتى إحياء املوتى كما كان لعي�سى × أو خلق الطير كما كان إلبراهيم × -

كلمة من بوضوح نفهمه ما وهو املتعال، الخالق من بتمكين هو إنما

﴿بإذن﴾.بغ ربا

غري اهلل أ

ب. التوحيد في الر بو بية: فال ر ب يدان له سواه ﴿أ

إلى أن - التزاما - ولو ك ش ء﴾)))، فكلمة »الر ب« فيها إشارة رب وهو بيده ملكوت كل �سيء، ومنها ما يتعلق بتكامل اإلنسان، فالذي له هاجس

التكامل والترقي، عليه أن يعلم أن ذلك كله بيد من هو آخذ بناصية كل

�سيء، وهو معنى الر بو بية املقوم للعبودية.

نزل اهلل ت. التوحيد في الحاكمية؛ لقوله تعالى: ﴿ومن لم يكم بما أ

كفرون ﴾))) فمن ال يحكم بحكم هللا تعالى، يجعله القرآن ولك هم ال

فأ

في زمرة الكافر ين.

1( الرعد/16. 2( األنعام/164.

3( املائده/44.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

153

الةلص

ار اسر

أــماوات الس ك

مل ﴿وهلل تعـــــــالى: لقـــــــــوله املالكــــــية؛ في التوحـــــــيد ث.

رض﴾))). وال

هلل﴾))).كم إال

ج. التوحيد في السلطان؛ لقوله تعالى: ﴿إن ال

مر ال ول

وأ الرسول طيعوا

﴿وأ تعالى: لقوله الطاعة؛ في التوحيد د.

منكم﴾))).وأخيرا نقول: إنه البد لكل مؤمن أن تكون له دورة في الفقه ولو على

مستوى الرسالة املختصرة، ودورة في العقائد ودورة في التفسير وإطاللة

التوحيد درجات من املز يد على ليتعرف وآله ^ النبي روايات على

التكاملي السير على معينة بدورها املعرفة وهذه اإللهية، واملقامات

نحوه تعالى.

وفاء املوىل للنيب ‘ذكر تخليد هو الصالحين، لعباده اإللهي الوفاء صور من إن -٥

ومن والتسليم، والتشهد واإلقامة األذان في املصطفى ‘ حبيبه

يتعدى األمر بل والسجود، الركوع في عليه الصالة استحباب خالل

إلى الصالة عليه في كل حال، حيث إن هللا تعالى واملالئكة يصلون على

النبي ‘ صالة دائمة متواترة، بمقت�سى الفعل املضارع الوارد في اآلية

ين آمنوا صلوا

ها ال يالكر يمة: ﴿إن اهلل ومالئكته يصلون ع انلب يا أ

عليه وسلموا تسليما﴾))).حيث إبراهيم ×، لخليله تعالى هللا حفظه أيضا الوفاء وهذا

املكي والحرم الحرام البيت معالم الحج، وضمن في تشر يع د ذكره خل

1( النور/42. 2( األنعام/57. 3( النساء/59.

4( األحزاب/56.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

154

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

عموما، مقابل تضحياته الجسام، كهجران قومه، ومحاولة ذبحه لولده

إسماعيل × .

إقامة الصالة يغاير اإلتيان6- إن املراد من هذا اإلخبار في قول املقيم: »قد قامت الصالة« هو

املعلوم ومن فحسب، يؤديها أن ال الصالة يقيم أن العبد من الطلب

أن إقامة الصالة أمر يغاير اإلتيان بها، والقرآن الكر يم يؤكد على هذه

بالصالة واحد أمر يرد فلم الصالة، إلى الدعوة آيات كل في الحقيقة

داعية كلها إنها بل الصالة«، »أتموا أو »أدوا«، أو »صلوا«، بصيغة:

غسق

إىل مس الش لوك ل الة الص قم ﴿أ تعالى: كقوله الصالة إقامة إلى

الليل﴾))).اشترى إنسانا أن لو بينهما: الفرق لتوضيح املثال هذا في فلنتأمل

خيمة وطرحها على األرض من دون عمود، فمن الواضح أنها ال تقيه حرا

وال بردا، وأما إذا أقامها بأعمدتها وأطنابها، فعندئذ يصح قوله أنه أقام

الخيمة وحينئذ يمكنه أن يستظل بظلها، فإذن معنى »أقم الصالة« أي

اجعلها كالخيمة املقامة، وهناك رواية شاهدة على هذه الحقيقة، فقد

ثبت العمود لة مثل عمود الفسطاط، إذا »مثل الص روي عن النبي ‘ :

نفعت الطناب و الوتاد و الغشاء، و إذا انكرس العمود ل ينفع طنب، و ال وتد، و ال غشاء«))).

الشهادة ضريبة ال مزيةلحبيبه والنبوة تعالى، هلل بالوحدانية املصلي يشهد عندما -٧

1( اإلرساء/78. 2( الكايف، ج6، ص13.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

155

الةلص

ار اسر

أ

املصطفى ‘ في األذان واإلقامة، فليعلم أن هذه الشهادة مكلفة له

في الدنيا واآلخرة، حيث إنها ليست بمز ية وإنما هي مسؤولية.

أنه ال معبود إال إله إال هللا«، فمعناه: فعندما يقول: »أشهد أن ال

،هو، فهو بذلك قد ألزم نفسه بطاعة هللا تعالى، ورفض اآللهة جميعا

هواه﴾))) إلهه ذ ات من يت رأ

﴿أ الهوى: هي املعبودة اآللهة ضمن ومن

حيث ورد ذكره في القرآن الكر يم كإله يعبد من دون هللا، وعليه فمن

في قوله فيلتزم بكل يشهد هلل تعالى بالوحدانية، عليه أن يكون صادقا

النبي ‘ رسوال، حيث إن باتخاذ لوازمها، وكذلك األمر عند اإلقرار

فعال العبد لسلوك تقييدا يوجب أنه في رسل، امل كحق الرسالة حق

وتركا.

احملطة بني األذان واإلقامة٨- إن بين األذان واإلقامة محطة مناسبة للتعبد والتأمل، وذلك من

املأثور، تعالى كما هو يدي هللا بين والسجود إلى األرض، الهو ي خالل

طالب× أيب بن عل املؤمنني أمري » كان قال: هللا × عبد أبي فعن

يقول لصحابه : من سجد بني الذان والقامة، فقال ف سجوده: سجدت ت و جلل !..لجعلن يقول اهلل: ملئكتي وعز ذليل، لك خاضعا خاشعا مبته ف قلوب عبادي املؤمنني، وهيبته ف قلوب املنافقني «)))، فإن أشرف مكان في الرأس وهي الجبهة، يوضع على أرخص �سيء في الوجود أال وهو

عروج في التعالي موجبات من الحركة هذه أن شك من وما التراب،

ال والتفات، وعي عن بها اإلتيان بشرط ولكن تعالى، هللا إلى مضاعف

بحركة جسمانية مجردة.

1( الفرقان/43. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص400.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

156

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حتفيز اهلمة9- من املناسب قراءة هذا الدعاء تحفيزا للهمة وتوحيدا للهم، وذلك

التوجه: دعاء وهو واإلقامة، األذان و بعد الصالة في الشروع قبل

ب مهم بني يدي صلت ، وأتقر د و آله، وأقد ه إليك بمحم هم !.. إن أتوج »اللنيا و اآلخرة و من بم إليك، فصل عليهم، و اجعلني عندك وجيها بم ف الدعادة إنك عىل بني، ثم تقول: أنت مننت علينا بمعرفتهم، فاختم لنا بالس املقربين يدي هللا ير يد املصلي أن يقف للصالة قدير«)))، وعندما ش ء كل نا تعالى، فليلهج ببعض من هذه األدعية: »يا مسن قد أتاك املس ء، أنت رب

أنت العز إنك تعلم ، فتجاوز عن قبيح ما أنا عبدك املس ء ، املحسن، و رض حنيفا

ماوات وال ي فطر الس هت وجه لل الجل الكرم «)))، ﴿إن وج

رب ياي وممات هلل ل إن صالت ونسك ومكني ﴾)))، ﴿ق مش

نا من ال

وما أ

أهلها«)))، ي صاحل خري من واجعلنا وأدمها، أقمها »اللهم عالمني ﴾)))، ال

يت ربنا وتقبل داعء﴾))). الة ومن ذر ن مقيم الص﴿رب اجعل

الصالة قبيل املتنوعة املناجاتية املحطات هذه مثل وجود إن

هللا يدي بين خاشعة لصالة املبارك الشروع موجبات ملن مباشرة،

إال وهو قد أحرز نسبة مقبولة من االستعداد يكبر املصلي تعالى، فال

النف�سي، للعروج إلى عالم امللكوت.

1( وسائل الشيعة، ج5، ص509. 2( مصباح املتهجد، ج1، ص30.

3( األنعام/79. 4( األنعام/162.

5( بحاراألنوار، ج81، ص179. 6( إبراهيم/40.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

157

الةلص

ار اسر

أعالمة اإلذن

10- عندما يذهب اإلنسان لز يارة املعصوم × فإنه يستحب له أن

يستأذن قبل الدخول في مشهده، فال يدخل إال بعد أن يذرف دمعة ولو

بمقدار جناح بعوضة، وكأن هذه الرقة عالمة اإلذن في الدخول.

ومن املمكن هنا أن نحقق هذا األمر بعينه في الصالة، فما املانع أن

يتساءل املصلي فيما بينه و بين نفسه قائال: يا ر ب!.. أر يد أن أكبر تكبيرة

اإلحرام، فهل تأذن لي بالصالة بين يديك مناجيا إياك؟!.

هذه إن حيث مكبرا، بعدها يديه فرفع دمعته، جرت ملن وهنيئا

إلى وتصل السبع، الحجب تخرق أن املمكن من الرقة، بهذه التكبيرة

العزة والجالل، بين يدي ر ب الباكي العبد العظمة، فإن منظر معدن

ملن أحلى املناظر في عالم الوجود.

تصفية الشوائبزحمة من جاء وقد تعالى، هللا يدي بين للصالة يأتي الذي إن -11

الحياة - بما فيها من املواجهة مع الخلق - فإن باطنه سيكون بمثابة املاء

إلى أن تترسب هذه الشوائب، العكر، فال بد أن يتر يث و ينتظر قليال،

فيصفو قلبه و يجتمع حبل أفكاره.

ومن هنا يأتي دور األذان واإلقامة إلعادة التوازن إلى املصلي بعد أن

انشغل بزحمة الحياة، بشرط كونهما بتوجه وتر يث، وتأمل في مضامينها

التوحيدية والوالئية، وخاصة أن الشيطان له دور في إثارة ما في حوض

نفسه بتحر يك عصاه، ليز يد من حركة الشوائب هذه.. وهذا هو السر

لها يكبر أن أراد فإذا الصالة، قبل البال فارغ يكون قد املصلي أن في

هجمت عليه الهواجس املقلقة.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

158

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الرتكيبة الفريدة 1٢- إن تركيبة األذان واإلقامة تركيبة إلهية فر يدة - ال من وحي منام لالنقطاع جلية دعوة فيهما إن حيث - بعضهم عليه كما أحدهم رآه

فيهما الالفت من أنه كما سواه، الوجود في مؤثر ال إذ تعالى؛ هللا إلى في فصول الواردة الفقرات في تكرر عبارة »حي« بمعنى »عجل«، وذلك

كما متالزمان وكأنهما والفالح، الصالة إلى الدعوة من واإلقامة األذان

بأنها خير العمل يشهد به مفتتح سورة املؤمنون، ومنها وصف الصالة

في قبال األعمال املهمة األخرى كالجهاد، وهو ما دفع البعض إلى حذفها

من األذان لئال يقدم على الجهاد، والحال أن من أتقن الصالة هو الذي يمكنه إتقان الجهاد، فإن الصالة متحققة في سياق الجهاد األكبر، ردعا

للعدو الداخلي من الشهوات، وضبطا للنفس من الخواطر والتعلقات

املذهلة، بينما الجهاد في امليدان، متحقق في سياق الجهاد األصغر ردعا كرتبة صارت الجهاد، إلى بالنسبة الصالة رتبة فكأن الخارجي، للعدو

ة بالنسبة إلى املعلول.العل

مشكلة التكرار13- إن مشكلة الصالة تكمن في أنها قضية متكررة خمس مرات في

اليوم، وعلى مدى سنوات طوال مستوعبة لعمر اإلنسان، وهذا التكرار

مما شيئا فيها يفقه فال لرتابتها، املضامين إلى يلتفت ال املصلي يجعل

لديه على هذه النطق العصبي مع جهاز لتعود جهازه فيها، وذلك قاله

الحركة الرتيبة، لفظا وحركة.

ليتوجه إلى األلفاظ الواردة وعليه، فال بد أن يتكلف اإلنسان تكلفا

على فإن و بالتالي الصالة، في لفظية حركة كأول واإلقامة، األذان في

التكبير، قبل والفكري النف�سي اإلعداد عملية يستكمل أن اإلنسان

ليكون حينه في قمة االلتفات إلى هللا سبحانه وتعالى.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

159

الةلص

ار اسر

أأجر املؤذن

14- إن البعض يستنكف عن رفع األذان وكأن فيه وهنا لشخصيته؛

في استشعر إذا وخاصة والفقراء، األجراء وظائف من مثال يعدها إذ

نفسه وجاهة كاذبة، والحال أن هذا العمل يجعل صاحبه شر يفا عند

العبد األسود به بالال، حيث جعل هذا تعالى تعالى، وقد أكرم هللا هللا

مؤذنا خاصا للنبي ‘ .

ر للناس باهلل تعالى و بالوقوف بين يديه،

وقد ورد أن هذا العمل املذك

يغفر ن ملن موجبات املغفرة للمؤذن، فعن الصادق × أنه قال:» املؤذ

له مد صوته ، ويشهد له كل ش ء سمعه «)))، وعن النبي ‘ أنه قال: »من ن عش سنني، أسكنه اهلل مع إبراهيم ف قبته أو ف درجته«))). أذ

وال ينبغي االستغراب من هذه األجور املذهلة على األعمال املحدودة؛

ألنها صادرة من كر يم وقادر، حيث إن أمره بين الكاف والنون، فاملهم

في املقام أن تتعلق إرادته بهذه املثو بات، وهذه اإلرادة قد تنقدح بفعل

بسيط كاألذان مثال.

يضاف إلى ما ذكرناه: إن الثواب املذكور إنما يترتب على القيام بالعمل

معتقدا واحدة مرة هلل فمن املولى، ملراد مطابقته وهو أال بشرطه،

إله يعبد سواه من هوى له إذ لم يكن ثانيا، به باملضمون أوال وعامال

وغيره، حق على هللا تعالى أن يعطيه تلك املثو بات املوعودة.

الكذب يف االدعاءلم لو كبيرة دعاوى فيها أن الصالة في الكبرى العقبات من إن -1٥

يصدق فيها العبد، لكان كاذبا يستحق عليها املؤاخذة أو املعاتبة، كمن

1( الكايف، ج6، ص130. 2( بحاراألنوار، ج81، ص124.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

160

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ال يعبد هللا تعالى حصرا، ولكن يدعى ذلك في قراءته، ومنها ما في فصول

كل فوق تعالى هللا أن منه يفهم والذي بالتكبير، تبتدئ حيث األذان

وصف، وهو موجب للخضوع بين يديه، وتنتهي بالتهليل والذي يفهم منه

الصادق × : قول من منه نستفيد املعنى وهذا سواه، معبود ال أنه

فيها؛ وما الدنيا واستحقر التكبري، سمع عند بتعظيمه قلبك »ووطن بسمع سواه معبود كل خاطرك عن وانف تكبريك، ف كاذبا تكون لئل

التهليل«))).

التعويذ باألذاناللقاء مع ر ب األر باب، أنه بوابة في 16- إن بركة األذان ال تنحصر

األول اليوم منذ وذلك يتقيه، ما شر من للفرد تحصين أيضا إنه بل

الكلمات هذه لتكون أذنه، في واإلقامة األذان يستحب حيث لوالدته،

بسوء االبتالء عند وكذلك املسموعات، عالم في سمعه يطرق ما أول

خلقه ساء »من قال : أنه النبي ‘ عن روي فقد دابة، أو بشر خلق

نوا ف أذنه «)))، وكذلك عند الخوف من أذى الشيطان أو الجن، فقد فأذلت لكم الغيلن فنادوا بالذان «))). روي عن النبي ‘ : »إذا تغو

إمتام احلجة1٧- إن األذان واإلقامة دعوة من هللا تعالى لعباده، من أجل املثول بين

يديه، حيث إنهما من الوحي النازل على نبيه ‘ كباقي موارد التشر يع..

وحينئذ فإنه من املناسب أن نتأمل في فقراتها، وكيف أن هللا تعالى دعانا

1( جامع السعادات، ج3، ص271. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص456. 3( بحاراألنوار، ج60، ص315.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

161

الةلص

ار اسر

أإلى الصالة في اليوم الواحد عشر ين مرة، وإلى الفالح وخير العمل بالعدد

الفقرات مجموع فكان مرات، عشر الصالة بإقامة األمر ثم نفسه،

- - حيث إن املراد بالفالح وخير العمل هو الصالة إلى الصالة الداعية

تبلغ سبعين فقرة، أي إن هللا تعالى يدعونا في أذان الصلوات الخمس إلى

الوقوف بين يديه - وهو الغني عن عباده - سبعين مرة، ولك أن تتصور

همل لهذا النداء املتكرر، و بعده عن ر به، وخاصة فيما لو حال العبد امل

انشغل بالسفاسف من األمور؟!.

يد اهلل على املؤذن1٨- إن لكل جزء من أجزاء الصالة نوره الخاص به، ومن هنا فإن

فإنه يستشعر الباطني، الصفاء إلى درجة من درجات إذا وصل العبد

بل الصالة أجزاء من جزء لكل مميزا لونا يرى حيث جليا، املعنى هذا

ملا الطاعة، ألوان من بلون يكتفي ال فإنه وعليه أيضا، ملقدماتها

يستشعره من هذا التنوع النوري فيها، وكتطبيق على ذلك فإنه قد ورد

ن حتى يفرغ من أذانه«))). عن النبي ‘ أنه قال: » يد الرحن عىل املؤذ

غير أخرى عبادة حق في ترد لم الر بانية الجائزة هذه أن وليعلم

إلى رحيق كل جزء أن يصل الخاشع يحاول األذان، ولهذا فإن املصلي

من أجزاء الصالة، من خالل التمهل فيه، واستفراغ الجهد للوصول إلى

ملكوته الخاص به.

متابعة املؤذن19- من األمور التي يغفل عنها عامة املصلين، هو عدم متابعة املؤمن

فيما يقوله من فقرات الدعوة إلى الصالة والفالح، والتي يمكن أن تكون

1( إحياء علوم الدين، ج1، ص146.

نللله

متلبلا

ةعولم

مةله

نمل ةل

ب مللها

ملة

ةفل

162

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

إعالم أجل يؤذن من املؤذن فكأن تعالى، يدي هللا بين للتوجه محفزة

ر لذكر الناس بدخول الوقت فقط، والحال أن املطلو ب من العبد املوق

توجهه يكون فقد الفقرات، من يسمعه ما املؤذن مع يردد أن ر به،

بذلك إلى معاني فقرات األذان أكثر من املؤذن نفسه، وهذا في حد نفسه

مقدمة لالستعداد للصالة الخاشعة، وقد روي عن أبي جعفر × أنه

بالذان ينادي املنادي سمعت ولو حال، كل عىل اهلل ذكر تدعن » ال قال:

ن«))). ، و قل كم يقول املؤذ وأنت عىل اخللء، فاذكر اهلل عز و جل

1( وسائل الشيعة، ج1، ص314.

8 اآلداب الباطنية

للنية

الفصل الثامن: اآلداب الباطنية للنية

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

165

الةلص

ار اسر

أ

نوايا املصلي1- إن النية هي أول ركن من أركان الصالة املتمثلة في: النية والتكبير

والقيام والركوع والسجدتين، وتعر يف الركن فقهيا: هو ما تبطل الصالة

بدعوى للعبد قلبية حركة عن عبارة هي والنية ،سهوا أو

عمدا بتركه

قصد التقر ب إلى هللا تعالى.

هللا إلى يتقر ب عندما العبد هدف هو ما نتساءل: أن يمكن وهنا

إليه؟!.. القر بة فيها قصد التي يشترط التعبدية، وهي بالعبادات تعالى

العبد، إليها يلتفت لم وإن أهداف عدة هناك أن املتصور: والجواب

فمنها:

أ- طلب املزايا: فهناك من يتقر ب إلى هللا تعالى لتحقيق ما ير يده من

الحوائج، لثقته بأن قضاء حوائجه بيده تعالى، فلو جرت حاجته على

يد غيره لم يعد له كثير التفات إلى ر به، والشاهد على ذلك أن البعض

قد يكون في حال إقبال طلبا لحاجة من ر به، فإذا علم أن حاجته قد

قضيت ساعة دعائه، فإنه يخرج مما كان فيه من اإلقبال، لوضوح أن

عالقة هذا الصنف مع ر به هي عالقة أصحاب املصالح، ال حبا ملن تجري

على يديه املصلحة، والغر يب أن هذا العبد نفسه قد يكون أكثر إخالصا

في تعامله مع املخلوقين، فتراه بارا بوالديه مثال، ال طلبا ملز ية وإنما حبا

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

166

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لهما، ولكن عندما يصل األمر إلى الخالق، فتراه يبتغي العاجل من املتاع

في عبادته له. وهذا الكالم بعينه ينطبق أيضا على تعاملنا مع أئمة أهل

- ولكن أمر محمود - وهذا ، فالزائرون ملشاهدهم كثيرون البيت 

لننظر إلى املنطلقات الباطنية في ز يارتهم!

التذلل حالة يعيش الناس من قسم فهناك بالخجل: الشعور ب-

أحشاءه يقلقل وذكرها حياته، أيام املعا�سي من سلف ملا والخجل

هللا إلى فيتقر ب - الز يارات بعض في نقرأها كما - الرقاد من و يمنعه

أنه عندما الطبيعي الشعور املحزن، ومن لهذا إذهابا بالعبادات تعالى

وراحة االرتياح من شعورا سيعيش فإنه املغفرة، حالوة يستذوق

الضمير، وال شك أن هذا القسم أقر ب إلى هللا تعالى من القسم السابق.

بالعبادات الباطني غليله يبرد ألن للعبد الدافعة اإللهية املحبة ج-

، ثم وجال

، فصار خجال

املقربة إليه، إذ كان في أول األمر عبدا مصلحيا

أراح ضميره، ليرتقي أخيرا إلى سلم املحبة اإللهية الخالصة.. ومن املعلوم

أن هذا الحب يجعله يخلص في عمله، و يتقر ب إلى محبو به من دون أن

يطلب مز ية من املزايا - حتى الباطنية منها - كراحة الضمير.

إن عالم الحب اإللهي مغاير تماما لعالم الحب البشري الذي لو

تم فيه وصال، لصار مدفنا لذلك الحب وإن بلغ مرحلة العشق، ولكن

هذه القاعدة ال تجري في دائرة الحب اإللهي؛ إذ ال مدفن لهذا العشق،

، بل هناك قانون آخر حاكم في املقام، أال وهو واشتعاال

بل يزداد تأججا

أنه ال تكرار في التجلي.

والشاهد على ذلك ما يعيشه - وجدانا - أهل قيام الليل، فلذة صالة

الليالي، وكذلك األمرفي الصلوات في كل النسبة الليل ليست متساو ية

ورائحة التجلي، درجات من درجة خاشعة صالة لكل فإن اليومية،

العبد، لدى البصيرة عين انفتحت لو بل الر بو بي، العبق روائح من

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

167

الةلص

ار اسر

أ في كل دقيقة بما يختلف عن سابقتها، والسبب في ذلك أن

لرأى تجليا

النظرة تلقى هذه في كل آن، فإذا إلى عبده التفاتة العاملين نظرة لر ب

وتفاعل معها، فإنه ستكون له في كل آن وقفة أنس معه، وقد روي عن

فإذا يلتفت، ل ما الصلة ف العبد عىل يقبل اهلل »إن قال: أنه النبي ‘

ف اهلل عنه«))). ف العبد وجهه انص ص وليعلم أن البعض يتجاوز هذه االلتفاتة من هللا تعالى إليه في الصالة،

ليلتفت إليه ر ب العاملين في كل آن، فهذا علي × كان متفاعال مع ر به

أو بعده أو قبله اهلل ورأيت إال شيئا رأيت »ما القائل: وهو وأبدا، دائما

معه«))).هلل العبادة بين فرق هناك نقول: املقام في مانعة جامعة و بعبارة

تعالى، ثم جعلها وسيلة إلى نيل املطلو ب الدنيوي كالحوائج الزائلة، أو

األخروي كشرف االنتساب إليه، و بين العبودية له بمعنى الخضوع له،

تهيبا من مقامه، وخجال من عظيم إنعامه.

وجل القلبالرد يعيش خوف أن ر به، يدي بين للخشوع املر يد املصلي ٢- على

والرفض عند النية، ذلك أن القرآن الكر يم يصف لنا حالة املنفق بأنه

ين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة﴾)))،،

خائف وجل، كما في قوله تعالى: ﴿وال

وذلك ألنه يخاف من عدم القبول.

لذا ينبغي على املصلي أن يعيش هذه الحالة نفسها عند النية أيضا، وذلك

أن الصالة كاإلنفاق، في أن العبد ير يد رضا مواله بهما، فيناسبهما خشية

1( املستدرك علی الصحيحنی، ج1، ص504. 2( مرآة العقول، ج10، ص392.

3( املؤمنون/60.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

168

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الرد، من جهة للشك في تحقق املعراجية في األول، والقبولية في الثاني.

الوجل حالة يعيش - النية عند يكبر أن قبل - املؤمن فإن وعليه

أبواب أول من الخشوع حالة مهيآت من بدورها وهي واالضطراب،

الدخول في الصالة أال وهي النية، فمن املناسب أن يتوقف املصلي هنيئة

من - قبل تكبيرة اإلحرام - بتوجه و بتأمل، و يستحضر قصد قر بته بدال

االنشغال باأللفاظ والوسوسة فيها، ليعيش بذلك أجواء النية الواقعية.

واقعية النيةنحو اإلنسان يحرك الذي الواقعي العنصر ذلك هو النية إن -3

العمل، فالشاب الذي يقدم على الزواج، إنما ينطلق فيه بداعي الشهوة

حثيثا

دفعا تدفعه التي هي الباطنية الحالة فهذه بالزوجة، واألنس

- هي هذه النية - في الواقع ألجل القيام بما نواه، وحركته نحو الزواج

محركية فإن واحدة: و بكلمة وتكلف، تلفظ إلى تحتاج وال الحقيقية،

الهوى عنده كافية ألن يندفع لإلقدام على ما نواه، وهي الز يجة في املثال.

الهدى الطاعة كذلك، فإن محركية في عالم الواضح أن األمر ومن

هو الدافع للعبد لو كان متحققا في املقام، فإذا اختمر فكره بذكر ر به،

ولسانه بطاعته، قهرا ستنطلق جوارحه فإن حبه، مع قلبه وتفاعل

هو وإنما بالبال، إخطارا عنده النية تكون فال بذكره، قهرا سينطلق

انبعاث حقيقي نحو ما نواه، ومن هنا يشتاق إلى الصالة اشتياقا، فإن

قلبه ال يطمئن إال بذكره، وقد ر بط اإلمام الصادق × بين هذا القلب

صاحب ادقة، الص النـية »صاحب يقول: السليمة، حيث والنية السليم

النبي األكرم ‘ الذي كان يشتد ليم «)))، وهكذا كان حال الس القلب شوقه إلى هللا تعالى قبيل الصالة.

1( رشح مصباح الرشيعة، ص43.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

169

الةلص

ار اسر

أوحدة احلال

4-إن من عالمات النية الخالصة، أن يكون حال اإلنسان في الخلوة

يخ�سى ال الليل صالة أصحاب فإن ولهذا سواء، حد على والجلوة

القر ب امتحان اجتاز ألنه وذلك النهار، صلوات في الر ياء من عليهم

في الخشوع من تمنعه أن بالسوء األمارة النفس أرادت فإذا بنجاح،

الجماعة - بدعوى شبهة الر ياء مثال - فإنه يردعها بالقول: »ال تحرميني

اإلقبال في الجلوة ، فإنا الذي أقبلت على ر بي في الخلوة« ولهذا فإن من

بركات العبادات الخفية، هي أن ال يعتني اإلنسان بمن حوله في العبادات

شغلة.الجلية، وال يعتني أيضا بهذه الوساوس امل

النية خري من العملاإلمام رواه الذي املعروف الحديث إلى هنا التطرق من بد ال -٥

الصادق × عن النبي ‘ : »نية املؤمن خري من عمله ، ونية الكافر رش

من عمله «)))، وهي من الروايات التي وقع فيها البحث؛ إذ كيف تكون نية الجوانح خيرا من عمل الجوارح وهو األصعب في املقام؟

فقيل في الجواب على ذلك:

للمؤمن، أهم الفكر ية البنية النية هنا بمعنى االعتقاد، فإن أ- إن

البنية من منبعث الخارجي العمل إن حيث الخارجية، أعماله من

االعتقادية، والباعث يأتي في رتبة أشرف من رتبة املنبعث، ولهذا فإنه ال يقاس بين مسلم فاسق، و بين كافر أتى بالعبادات بكل فروعها من دون

إتيانه الرغم من النار على الكافر سيدخل باملعبود، فإن هذا اعتراف

املسلم ذلك أما فيها، القر بة قصد تحقق لعدم وذلك كلها، بالفروع

الفاسق فإنه ال يخلد في النار لسالمة بنيته االعتقادية.

1( الكايف، ج3، ص218.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

170

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ب- إن من الطبيعي - عند التفاضل ببن أمر ين - أن تكون املفاضلة

عن املجردة املؤمن نية إن أي اآلخر، ضميمة بال منهما واحد كل بين

العمل من خير النية أن ال النية، من املجرد العمل من خير العمل،

الذي فيه النية، حيث إن هذا العمل فيه النية وز يادة، ومن املعلوم أن

له، كمن يذهب يوفق يهم بخير وال الذي بأن الحكمة اإللهية تقت�سي

إلى الجهاد و يرى أن املعركة قد انتهت، أو يجهز الراحلة للحج و يرى بأن

العدو قد صده، فإن هللا عز وجل يكرمه بنيته الصالحة، كما ال يؤاخذه

بنيته الطالحة.

ج- إن النية من حركات القلب، بينما العمل من أفعال الجوارح، و بما

أن رتبة القلب أشرف من رتبة الجارحة، فإن ما يصدر من القلب أيضا

أشرف مما يصدر من الجارحة.

د-ليس املراد هنا هو التفاضل بين أمر ين، وأن النية خير من العمل،

أعماله من فإن اإلنسان، عمل ضمن من خير النية أن املراد ولكن

ألنها الخارجية؛ أعماله يتقن أن يحاول اإلنسان أن فكما نواياه، هي

محسوسة، فإنه مأمور بأن يتقن أعماله الجوانحية؛ ألنها أيضا في حكم

املحسوس، وكما أنه يعاقب أو يعاتب على أعماله الخارجية، كذلك فإنه

قد يعاتب على نواياه الباطنية، وعليه فإن النية غير املحسوسة هي من

ضمن دائرة األعمال التي ينبغي االهتمام بها، كباقي أفعال الجوارح املرئية.

تعدي النية6 - من املمكن أن نتعدى من النية الجزئية املحدودة بحال الصالة،

الكيس ينوي أن بمعنى كلها، الحياة ساحات تعم التي النية تلك إلى

أن يتمنى بل الكر يم، الحياة مرتبطا بوجه هللا في الفطن كل مساعيه

املعنى وهذا األوفر، بالحظ ليفوز سبيله في قتال حياته ختام يجعل

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

171

الةلص

ار اسر

أرب هلل وممات ومياي ونسك صالت إن ﴿قل تعالى: يستفاد من قوله

.(((﴾ عالمنيال

الصالة، قبل األعم املعنى هذا اإلنسان يستحضر أن أجمل فما

أو قائما كنت: أينما يديك في ألكون نف�سي، لك نذرت ر ب!.. يا قائال:

قاعدا أو مضطجعا، في حال صالة أو خارجها.

الوجه اإلهلي٧- إن من األسئلة املشغلة لفكر العارفين، هو أنه ما هو »وجه هللا«

ما نطعمكم لوجه اهلل ﴾)))؟ وهل من املمكن أن املذكور في قوله تعالى: ﴿ إن

يصل العبد إلى درجة يرى معها هذا الوجه، وذلك عندما ينوي في مفتتح

صالته أنه يصلي لوجه هللا تعالى؟.

ا والجواب على ذلك يستفاد مما قيل ملو�سى × في قوله تعالى: ﴿ ولم

و تران لن قال ك،

إل نظر أ رن

أ قال رب ربه كمه و لميقاتنا جاء موس

جبل ل ربه لل ا ت إن استقر مكنه فسوف تران، فلم

اجلبل ف

لكن انظر إىلنا

أ و ك

إل تبت سبحانك قال فاق

أ ا فلم صعقا، موس خر و

داك جعله

ل المؤمنني ﴾)))، فاملستفاد من هذه اآلية أن مو�سى × رأى شيئا من وأ

إلى الجبل فجعله دكا بما جعله يصعق، بل سرى الوجه تجليات ذلك

أيضا.

يتجلى الذي وهو وجماله، هللا لجالل معنو ية جهة فهنالك وعليه

لعباده الصالحين في الدنيا بدرجة وفي اآلخرة بدرجات، بحيث ال يرون

إال ذلك الوجه بمقت�سى داللة الحصر، حيث تقدم الضمير على متعلقه

1( األنعام/162. 2( اإلنسان/9.

3( األعراف/143.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

172

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ربها ناظرة ﴾))) إلى درجة تساءل

ة * إىل في قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناض

بعضهم عن كيفية نظر أهل الجنة إلى متاعها بعد هذا االنشغال املذهل

بالنظر إلى ر بها، فكان الجواب: إن النظر إليه محصور به، كما أفادت

اآلية، والنظر إلى غيره إنما يكون من باب أنه آية ومرآة له.

الدنيا، فال في بعينه املعنى تحقيق هذا املمكن إنه من نقول: وهنا

البشري الجمال من له يتراءى وما سواه، جماال الواصل املؤمن يرى

والطبيعي فإنما هو من باب اآليتية واملرآتية، والذي ير يد أن ينظر إلى

يكتسب أن عليه القيامة، يوم األتم بالنظرة والجمال الجالل ذلك

القابلة لهذه املز ية في الحياة الدنيا.

إلى يصل الخاشعة، الصالة من فترة بعد املؤمن أن املعهود ومن

هو ما والطبيعة الوجوه فجمال صالته، في جميال

شيئا يرى درجة

بعدها املصلي يحتاج فهل املطلق.. الجمال ذلك ر يشة من رشحة إال

لكل املجمل الجمال ذلك يرى بعدما الصالة، في الخشوع تكلف إلى

جميل؟!.

الوسواس العابر واملستقرنية عند القلب على العابرة الوساوس بين التفر يق من بد ال -٨

من إال العبد يصدر ال بحيث القلب في يستقر ما و بين الصالة،

منطلق تلك النية الفاسدة، و اإلنسان على نفسه بصيرة، فلو رأى أن

صالته - التي يخ�سى فيها من الر ياء - هي عين صالته في الخلوة، فليعلم

أن ذلك من إلقاء الشيطان، ليسلب منه اإلقبال في صالته، وقد روي

يطان أحدكم وهو ف صلته، فقال: عن النبي ‘ أنه قال: »إذا أتى الش

1( القيامة/22-23.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

173

الةلص

ار اسر

أوإن كان عىل الفريضة، وقت يفته ل ما له، بدا ما فليطل صلته مراء إنك نيا ث ما بدا له، وإن كان عىل ش ء من أمر الد ش ء من أمر اآلخرة فليتمك

ح«))) أي لينتقل عما هو فيه. فليرب

درجات القربةاألحكام في األخالقية للجهات تتطرق ال الفتوى كتب أن رغم -9

العروة كصاحب - الفقهاء بعض وإن البين، في بمناسبة إال عموما

الوثقى - ذكر))) تفاصيل نية القر بة إلى هللا تعالى، والتي تشترط بها صحة

الصالة، وذلك في مقام بيان غايات االمتثال فجعل لها درجات :

أهل ألنه تعالى؛ هللا أمر امتثال يقصد أن أعالها وهو أحدها:

للعبادة والطاعة، وهذا ما أشار إليه أمير املؤمنين × بقوله: »إهلي ما

عبدتك خوفا من نارك ، وال طمعا ف جنتك، ولكن وجدتك أهل للعبادة فعبدتك«))).

ح�سى.الثاني: أن يقصد شكر نعمه التي ال ت

الثالث: أن يقصد به تحصيل رضاه، والفرار من سخطه.

الرابع: أن يقصد به حصول القر ب إليه.

الداعي يكون بأن العقاب، ورفع الثواب به يقصد أن الخامس:

قصده كان إذا وأما النار، من وتخليصه ثوابه، رجاء أمره امتثال إلى

ذلك على وجه املعاوضة، من دون أن يكون برجاء إثابته تعالى فيشكل

صحته، وما ورد من صالة االستسقاء وصالة الحاجة إنما يصح إذا كان

على الوجه األول.

1( وسائل الشيعة، ج5، ص479. 2( العروة الوثقى، ج1، ص 614.3( تفسری الصايف، ج3، ص353.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

174

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

استجماع القوى10- إن استجماع قوى النفس عند النية لهو أمر الزم ليصل اإلنسان

إلى مقام اإلقبال، فإن لم أشعة النفس املتبعثرة طوال اليوم، بحاجة إلى

جهد جهيد، لتوجيهها في حزمة واحدة متوجه إلى العرش، حيث تتحقق

بها التجليات اإللهية للخواص من املصلين.

في اليزدي السيد الفقهاء فقيه ذكره ما ذكر هنا املناسب ومن

العمل صحيحا القبول، فقد يكون »فإن الصحة واإلجزاء غير كتابه))):

يكون ال لكن الترك، على العقاب يستحق بحيث تاركا فاعله يعد وال

فإنه العمل، على القلب إقبال القبول: شرائط وعمدة للمولى، مقبوال

روحه وهو بمنزلة الجسد، فإن كان حاصال في جميعه فتمامه مقبول وإال

فبمقداره، فقد يكون نصفه مقبوال، وقد يكون ثلثه مقبوال، وقد يكون

ر بعه وهكذا «.

احلذر من العجب11- كما ينبغي الحذر من الر ياء في النية و املقارن للعمل، فكذلك ال

بد أيضا من الحذر من العجب الالحق له؛ إذ هو أيضا من موانع القبول،

من الخشية أهل بخالف اتفاقا، صالته في أقبل ملن كثيرا يتفق وهو

العلماء، فإن رسوخ هذه الصفة في نفوسهم تز يل عنهم آفات القلو ب:

عجبا ور ياء وسوسة وغيرها.

وما دام الحديث عن موانع القبول، فلنذكر أيضا ما ذكره بعضهم

والحسد الواجبة، الحقوق وسائر الزكاة حبس قبيل: من املوانع من

والكبر والغيبة، و أكل الحرام وشر ب املسكر، بل مقت�سى قوله تعالى:

1( العروة الوثقى، ج1، ص612.

مولمة

موله

لةلنم

ةلل مل

نهن ملة

ةف

ل

175

الةلص

ار اسر

أمتقين ﴾))) عدم قبول الصالة وغيرها من كل عاص

﴿إنما يتقبل اهلل من ال

وفاسق، بل يصل األمر إلى درجة ال يتوقعها العبد من موانع الرد، وهو

فيما لو نظر إلى أبو يه نظر ماقت لهما، فقد ورد عن الصادق × : »من

نظر إىل أبويه نظر ماقت وها ظاملان له، ل يقبل اهلل له صلة «))).

موجبات قلة األجر1٢- إن العبد قد يؤدي صالة واجدة لشرائط القبول، إال أنها مقترنة

بما يوجب قلة األجر والثواب، كأن يقوم إليها كسال ثقيال في سكرة النوم

أو الغفلة، أو كان الهيا فيها، أو مستعجال، أو مدافعا للبول أو الغائط

أو الر يح، أو طامحا ببصره إلى السماء، بل ينبغي أن يخشع ببصره شبه

األجر ز يادة يوجب ما يستعمل أن أيضا ينبغي كما للعين، املغمض

وارتفاع الدرجة، كاستعمال الطيب، ولبس أنظف الثياب، والخاتم من

عقيق، والتمشيط، واالستياك ونحو ذلك.

1( املائدة/27. 2( الكايف، ج4، ص65.

9اآلداب الباطنية

للتكبري

الفصل التاسع: اآلداب الباطنية للتكبير

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

179

الةلص

ار اسر

أ

التكبريات االفتتاحيةلهي - الواجبة التكبيرة قبل - الست االفتتاحية التكبيرات إن -1بين الصالة في بحر للدخول اإلنسان يتدرج أن فرصة جيدة من أجل يدي ر به، وذلك بعد أن أتقن نيته الواجبة، وإتقانها يكون باستحضار املعاني املناسبة لنية الصالة، واملتمثلة بهذه الصيغة الجامعة أال وهي: قصد املطاوعة لألمر اإللهي فحسب، والزمته عدم النظر في صالته إلى

�سيء آخر حتى الجزاء األخروي منه، بل حتى مقامات القر ب األنف�سي.

بالغة التكبري٢- لو أحصينا التكبيرات الواجبة واملستحبة في الصالة، لرأيناها تبلغ مائة وأر بعين تكبيرة تقر يبا، وعليه فإن أكثر ذكر يتخلل في الصالة هو التكبير، وجوهر معناه هو العجز عن الثناء، حيث إن أرقي املدح ملمدوح هو إبداء العجز عن مدحه، ومثاله ما قاله أبو نواس عندما عوتب في عدم مدح الرضا ×: »واهلل ما تركت ذلك إال إعظاما له، وليس قدر مثىل

أن يقول ف مثله «)))، ثم قال : فعالم تركت مدح ابن مو�سى والخصال التي تجمعن فيـــــه

ألبيــــــــــــه قلــــت ال أهتــــدي ملــــدح إمـــــــــــــــام كـان جبر يـــــــــــل خادمـــا

1( منهاج الرباعة فی رشح هنج البالغة، ج16، ص147.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

180

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

العجز، لذلك إظهاره الوصف، يكون عن اإلنسان يعجز فعندما

قمة الوصف، فقد ورد في الخبر، أنه قال رجل عند الصادق × : الل

بو عبد ال أ

ق

ل �سي ء، ف

ال: من ك

ق

ال: »اهلل أكرب من أي ش ء؟« ف

ق

بر، ف

ك

أ

ال :»قل : اهلل أكرب من أن ول؟ ق

ق

أ

يف

جل: ك ال الر

ق

دته «، ف × : »حد

الل

يوصف «.)))

املستحبات اجلوارحية3- هناك من يستهين ببعض املستحبات البدنية املصاحبة لألفعال

هذه أن والحال الصالة، في اإلقبال هو املهم أن بدعوى الصالتية،

الحركات املستحبة محققة لتوقير املولى، بمستوى من املستو يات - ولو

في عالم البدن -، حيث يعطي املصلي لبدنه حظا من صالته.

و كتطبيق على ذلك نقول: إن الحركة البدنية املستحبة في التكبير،

حال القبلة جهة إلى مضمومة واألصابع، اليدين املصلي يرفع أن هي

إلى اليدين رفع انتهاء منه حين ومنتهيا الرفع، به حين التكبير، مبتدئ

النحر.

العبد على مستحبات لع يط أن الراجح أنه من القول هو: وإجمال

- مطابقا ملراد املولى - واجبا وندبا أجزاء الصالة، ليكون كل ما يأتي به

فرضا ونفال، وخاصة أن هذه الحركات ال تكلفه الكثير، إذ إنه ال بد له

من وقفة يقفها، فما املانع بأن يجعل كل حركاته وسكناته مطابقة لرضا

مواله ؟!.

االستعانة بأولياء األمر4- ما املانع أن يستعين املصلي بمن أمر هللا تعالى بطاعتهم، وجعلهم

1( الكايف، ج1، ص289.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

181

الةلص

ار اسر

أ

وسيلة إلى قر به، وهم النبي وآله ^؟!.. فيطلب منهم املدد إلعانته في

طر يق القر ب إلى هللا تعالى، فكما نستعين بهم في قضاء الحوائج في عالم

املادة، فكذلك نستعين بهم أيضا في أهم حاجة من حوائج عالم املعنى،

أال وهي الصالة الخاشعة؛ إذ يترشح منها كل خير.

وقد روي عن الرضا × أنه قال: » تقول بعد القامة قبل االستفتاح

دا مم غ بل القائمة، لة والص ة، التام عوة الد هذه »اللهم رب ف كل صلة: رجة والوسيلة والفضل والفضيلة، باهلل أستفتح، وباهلل صىل اهلل عليه وآله الدف وجيها بم واجعلني ه، أتوج د مم وآل اهلل رسول د وبمحم أستنجح بني «)))، فجاء التصر يح باالستعانة بالنبي ‘ نيا واآلخرة ومن املقر الدبعد االستعانة باهلل تعالى، كما هو األمر كذلك في آية استغفار الرسول

نفسهم جاءوك فاستغفروا أ إذ ظلموا هم ن

أ ﴿ولو للمؤمنين في قوله تعالى:

ابا رحيما﴾))). اهلل واستغفر لهم الرسول لوجدوا اهلل تو

امتحانية الصالةفي املفلحين بإلحاح أن يكون من تعالى ٥- إن املصلي يطلب من هللا

يكون ما أشبه الصالة هذه أن لرأى عنه الغطاء كشف فلو صالته،

بامتحان مصيري، ولرأی املسجد قاعة لذلك االمتحان.. ولك أن تتصور

التركيز درجات أعلى في فتراه مصيري، امتحان على يقدم إنسان حال

واإلقبال!.

الصالة، قبل حاله العبد يستطلع أن املناسب من فإنه ولهذا

مستعينا بأدوات التحكم بالنفس من: املشارطة، واملراقبة، واملحاسبة،

واملعاقبة.

1( مصباح املتهجد، ج1، ص30. 2( النساء/64.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

182

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

فكما أن أحدنا )يشارط( نفسه أول الصباح، ثم )يراقبها( حين العمل،

ثم )يحاسبها( آخر الليل، ثم )يعاقب( نفسه عند املخالفة، فكذلك األمر

التكبير، عند نفسه فيشارط الصالة، وهي أال اليوم أعمال أشرف في

أن و يعاقبها التعقيب، بعد نفسه يحاسب ثم الصالة، حين و يراقبها

رأى خلال فيها، كمنع النفس بعض ملذات ذلك اليوم.. أفال يكون هذا

- على التركيز الذهني الحرمان حافزا له على مضاعفة الجهد من أجل

األقل - في صالته؟!.

الفر يضة بعد املسجد في يصلي أن الراجحة: املعاقبة صور ومن

اإلمام وصالة جعفر × كصالة بتوجه، املستحبة الصلوات بعض

يا حاله: ولسان واجبة، صالة من ذمته في ما يق�سي أو الحجة × ،

النافلة، هذه مني تقبل ولكن الواجبة، فر يضتي في قصرت أنا ر ب،

ليستعيد بذلك ماء وجهه الذي أر يق في الفر يضة التي لم يخشع فيها.

شجر، فيه بستان في صلى بعضهم أن السياق : هذا في ذكر وقد

بأن تصدق نفسه في صالته فعاقب فأتبعه فيه، ر يش طائر فأعجبه

الصباح، إلى فأحياها ليلة في جماعة فاتته و بعضهم البستان، بذلك

ومنهم من أعتق رقبة لفوات ركعتي الفجر!.

توقري لفظ اجلاللة6- ليعود أحدنا نفسه على توقير لفظ الجاللة ال في اللمس فقط، بل

حتى في النطق أيضا، فإن املصلي ينطق بلفظ الجاللة والضمير العائد

إليه تعالى في الصالة مئات املرات.. لذا ينبغي على املؤمن أن يعاهد نفسه

على أن يذكر هللا تعالى في نفسه خيفة وخفية، وذلك كلما تلفظ بلفظ

الجاللة، أو الضمير العائد إليه، ولو بدرجة من درجات التوجه القلبي.

عليه يصلي فإنه النبي ‘ يذكر عندما املؤمن أن فكما وعليه

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

183

الةلص

ار اسر

أ

إذا ذكر هللا يسلم عليه، فكذلك اإلمام × يذكر آله، وعندما وعلى

تعالى خارج الصالة، فعليه أن يضيف إليه ألفاظ التوقير كقوله: »جل

جالله« وال يذكرها مجردة من أي نعت من نعوت التعظيم.

الدخول الرمسي٧- إن الحركة األولى من أفعال املصلي الجوارحية، هي تكبيرة اإلحرام

بعد النية القلبية، وهذه التكبيرة بمثابة الدخول الرسمي إلى حرم اللقاء

- وكأنه في حال انتظار - حين األذان واإلقامة اإللهي، فهو قبل التكبير

خلف األبواب املغلقة، ليأتي اإلذن بلقاء للسلطان، ولكن بمجرد التكبير

الصالة، كمبطالت تبعات من فيه ما بكل اللقاء، ساحة يدخل فإنه

امليقات إلى ذهب ثم املكي، الحرم خارج كان من كمثل املصلي ل فمث

ففي اإلحرام، كتروك تبعات من فيه ما بكل اإللهي الحرم ليدخل

اإلحرام«؛ يكبر»تكبيرة الصالة في أنه كما اإلحرام« »نية يعقد امليقات

فاإلذن في الصالة والحج من باب واحد، ومادة االشتقاق فيهما واحدة

أال وهو »اإلحرام«.

ولهذا يقول أر باب املعرفة في هذا املجال: إن اإلنسان إذا كان مؤدبا

في الخطوة األولى لدخول قاعة السلطان، فإنه يرجى أن يستمر في أدبه،

بل من املمكن أن يغـتفر له سوء أدبه الالحق عند لقائه به، أما الذي ال

يراعي أدب املثول في أول لقائه بين يدي هللا تعالى - وإن أقبل الحقا - فإنه

في ذلك.يعد مقصرا

أنه إذا دخل الضيف، وسلم على صاحب ومما يؤ يد ذلك وجدانا:

البيت، ثم غفل عن آداب الضيافة فإنه يغفر له ذلك، أما أن يدخل من

دون تحية واستئذان، فهذا قد ال يقبل عذره، وال يقبل عليه!.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

184

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ثقل املسؤولية٨- إن تكبيرة اإلحرام مما يوجب للمصلي اإلحساس بثقل املسؤولية

امللقاة على عاتقه، فعندما يقرأ املصلي الحمد والسورة ثم يركع و يسجد،

وهو يوصف، أن من أكبر بأنه وصفه من يدي بين أنه يعلم أن عليه

املحيط بكل �سيء، وكأن هذه التكبيرة بمثابة الدافع له ألن يتقن صالته،

بدءا من هذه التكبيرة إلى التسليم.

ولهذا فليس من الغر يب أن تكون صالة العبد، ممزوجة في تشر يعها

، حيث يكبر التكبيرة الواجبة، ثم يكبر قبل الركوع فخطوة

بالتكبير خطوة

و بعده، وكذلك قبل السجود و بعده، حتى أنه ينهي صالته بالتكبيرات

ره بالعهد

الثالث املستحبة، و بذلك يعيش دائما جو التكبير الذي يذك

الذي عاهد به ر به عند بداية الصالة حين التكبيرة الواجبة.

تعظيم اخلالقفإنه وقلبه، وفكره ونفسه عينه في الخالق م

يعظ ال الذي إن -9

أم - شاء الفراغ واملشاعر، وهذا والقلب الفكر في ذلك فراغا سيترك

أبى - سيمأل بغير هللا عز وجل، و يحل فيه ما ال وزن له من املمكنات،

هللا بحب سيمأل الفراغ هذا فإن نفسه، في الخالق م يعظ الذي وأما

تعالى، وال مجال ملحبو ب آخر يأخذ حيزا من قلبه.

ومن هنا تأتي عبادة املوحدين عبادة طبيعية من دون تكلف، بل إنهم

إلى األغيار إلى غيره؛ ألن االلتفات أنه ال يمكنهم االلتفات يشتكون من

فرع وجود فراغ في النفس يتعلق بهم، وهذا الفراغ ال وجود له بحسب

الفرض؛ إذ املوحد هو ذلك الذي ال يرى مؤثرا في الوجود إال هو!.

وعندئذ تتحول الصالة عندهم إلى حركة إنسيابية مناسبة ملزاجهم،

الخالق مأل فالذي اشعني﴾ ال ع

إال لكبرية ها ﴿وإن يقول: والقرآن

للشرود إلى ما سواه .وجوده، ال يبقى عنده بالتالي مجال أبدا

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

185

الةلص

ار اسر

أنفسه ر

وذك صالته، أول في التكبير أتقن إذا املصلي فإن وعليه

فإنه يرجى أن آنفا، التي ذكرناها املعاني تلك - التكبير - بمقت�سى هذا يأتي بصالة خاشعة يقبلها هللا تعالى منه بمنه وكرمه.

اإلمام عن روي ما هو تجسيد، خير املعاني هذه يجسد والذي

موات العىل والثرى دون ت فاستصغر ما بني الس الصادق × : »فإذا كرب

، وف قلبه عارض لع عىل قلب العبد وهو يكرب يائه، فإن اهلل تعاىل إذا اط كربلحرمنك وجلل ت وعز دعني ت أ اب كذ يا فقال: تكبريه، حقيقة عن

ة بمناجات «))). ة ذكري، ولحجبنك عن قريب واملرس حلو

عشق الصالة10- إن أولياء هللا الذين يعشقون الصالة و يتلذذون بذكره، ينسون

قالبهم املادي عند التكبير استغراقا بما يفاض عليهم في قلو بهم، فهذا

يشعر الصالة، وهو ال أثناء السهام منه تنزع كانت املؤمنين × أمير

بأملها، و بعض الخاشعين في صالتهم كانوا كالخشبة اليابسة، من شدة

استغراقهم بالعوالم العلو ية.

وقد نقل أبو الدرداء شطرا مما رآه من حال أمير املؤمنين × اتفاقا

وزويته ك يتحر فلم كته فحر امللقاة، كاخلشبة هو فإذا »فأتيته يقول: حيث

ا إليه راجعون ، مات واهلل عل بن أيب طالب ع ، ا هلل وإن فلم ينزو، فقلت : إنرداء فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم، فقالت فاطمة »عليها السلم« : يا أبا الدأبا يا واهلل هي فقالت: ، اخلرب ا هت فأخرب ته؟!.، قص من و شأنه من كان ما رداء الغشية التي تأخذه من خشية اهلل ، ثم أتوه بمء فنضحوه عىل وجهه الد

فأفاق« ))).

1( مصباح الرشيعة، ص87. 2( األمايل )للصدوق(، ص79.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

186

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الكريم : القرآن في نقرأ بعدما الروايات، هذه أمثال من عجب وال

يوسف × جمال رأين فهن (((﴾ يديهنأ عن وقط نه ب

ك

أ ينه

رأ ا ﴿فلم

املؤمنين × أمير ذهول يكون أن يرجى أفال زائل، بشري جمال وهو

عند رؤ ية الجمال اإللهي بما ال يقاس بذلك؟!.

الشكوك الصالتية11- إن املصلي الخاشع هو الذي يسيطر على تفكيره من أول تكبيرته،

العبد إقبال والتي هي عالمة على عدم الصالتية، بالشكوك يبتلى لئال

على ر به، وذلك ألن هذه الشكوك - وإن كانت لها حلول فقهية واضحة -

إال أن أصل عروض الشك حالة سلبية عند الخواص!.

فليس من املقبول أن يصاب املؤمن املتوجه في صالته بحاالت الشك

والذهول، ليصل األمر إلى أن يشك بين الركعة الثانية و الرابعة مثال!..

فعليه ال بد من مضاعفة الجهد عند التكبير، ليسيطر على زمام الصالة

واملستلزمة والذهول، النسيان حال إلى تدر يجيا ينجر فال أولها، من

لتلك الشكوك.

األدعية املفتاحية1٢- إن التكبير الذي يعد من أركان الصالة، هو أيضا مفتاح للدخول

على الكنوز اإللهية املختزنة فيها، ومن هنا كثرت اآلداب القولية الواردة

التكبيرة إلى للوصول نتدرج من خاللها فهناك مقدمات دعائية قبلها،

ثم تكبيرات بثالث فيأتي التكبيرات، بين الذروة هي والتي االفتتاحية

يقول: »اللهم أنت امللك احلق ، ال إله إال أنت سبحانك، إن ظلمت نفس،

1( يوسف/31.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

187

الةلص

ار اسر

أباثنتين و يقول: يأتي ثم أنت «)))، إال نوب الذ يغفر ال ه إن ذنبي، ل فاغفر ليس إليك، واملهدي من هديت، »لبيك وسعديك ، واخلري ف يديك، والشعبدك وابن عبدك بني يديك، منك وبك و لك وإليك، ال ملجأ وال منجى تباركت وتعاليت، سبحانك وحنانيك، سبحانك وال مفر منك إال إليك،

رب البيت «.)))موات الس فطر للذي وجهي هت »وج و يقول: باثنتين يأتي ثم

كني، إن صلت هادة حنيفا مسلم وما أنا من املش والرض ، عال الغيب والشيك له، وبذلك أمرت وأنا من ونسكي ومياي ومات هلل رب العاملني، ال رش

املسلمني «)))، ثم يشرع في االستعاذة وسورة الحمد.

االبتداء الكاذبتعالى هللا أن مدعيا اإلحرام، بتكبيرة صالته يبتدأ املصلي إن -13

واملستلزم املولى، بهيبة اإلحساس هو ذلك والزم أن يوصف، أكبر من

لصرف الذهن عمن سواه ممن ال يقاس به، وعليه فإن اإلعراض عن

املولى بعدها مباشرة، يجعل الصالة مفتتحة بالكذب واالدعاء الباطل،

فكيف تقبل صالة من بدأها بكذبة بينة؟!.، وهي الكذبة التي تتكرر مع

أنه والحال نستعين« وإياك نعبد »إياك قوله: عن فضال تكبيرة، كل

مستعين بكل أحد سواه.

ومن هنا لزم على املصلي أن يكون صادقا نسبيا، بمعنى الصدق حين

ما ملواله حين التكبير، فيما لو عجز عن الدعوى على األقل، فيكون معظ

اإلقبال في األحوال األخرى.

1( الكايف، ج6، ص139. 2( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص304.

3( الكايف، ج6، ص140.

لا ف

مة مول

ه لةل

نم ةل

ب ملها

لة م

ةفل

188

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

في املكبر صدق عدم أي الحقيقة هذه يوضح الثاني + والشهيد

تكبيره إذا لم يكن ملتفتا لواقع التكبير حيث يقول))):

نفسك وفي تجد حالوتها، فإن كنت قلبك حين صالتك، أنت »فاعتبر

سرورها و بهجتها، وقلبك مسرور بمناجاته، وملتذ بمخاطباته، فاعلم أنه

املناجاة، في تكبيرك له، وإال فقد عرفت من سلب لذة تعالی قد صدقك

وحرمان حالوة العبادة، إنه دليل على تكذيب هللا لك، وطردك عن بابه«.

1( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، ص 121.

10 األسرار الباطنية

لالستعاذة

الفصل العاشر: األسرار الباطنية لالستعاذة

هبا ص

االمة

موةله

للملات

لهت م

هقلةص

مةف

ل

191

الةلص

ار اسر

أ

بركات االستعاذة1- إن من املستحبات التي يغفل عنها كثير من املصلين هي االستعاذة،

فيستحب للمصلي أن يستعيذ باهلل تعالى قبل أن يشرع في القراءة، ولكن

بتلك االستعاذة التي تحصنه من همزات الشياطين.

والسر في ذلك: أن الشيطان له رغبة في أن يدنس بوسوسته كل طاعة

من الطاعات، فيفسدها بظاهرها و باطنها، فإذا عجز عما يوجب اإلجزاء

»من جهة الظاهر« سعى فيما يوجب عدم القبول »من جهة الباطن« كل

ذلك باعتبار حسده القديم لبني آدم، فيحاول جاهدا أن يصرف العبد،

و يشغله بما يصده عن اإلتيان بالعبادة كما ير يدها املولى.

إذا وليعلم أن هللا تعالى يأمر باالستعاذة عند قراءة القرآن قائال: ﴿ف

كتابه قراءة ألن الرجيم ﴾)))؛ يطان الش من باهلل فاستعذ قرآن ال ت

قرأ

أقوى موجب عند فكيف اإللهية، الرحمة نزول موجبات من الكر يم

كالصالة التي هي معراج للمؤمن؟!.

أمرنا هنا ومن وز يادة، القرآني القر ب فيها الصالة أن يخفى وال

باالستعاذة قبل التالوة في الصالة، كقدر متيقن من هجوم الشياطين

على قلب املصلي؛ ألنه يعد قارئا للقرآن حين الصالة أيضا.

1( النحل/98.

هبا ص

االمة

موةله

للملات

لهت م

هقلةص

مةف

ل

192

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

اخللط بني اللفظ واملعنىعالم في حبست وغيرها الصالة في القلبية الحركات بعض إن -٢

واالستغفار فاالستعاذة واالستغفار؛ كاالستعاذة خطا، األلفاظ

بديتا من خالل جارحة اللسان، فعندما يستغفر حركتان قلبيتان، وإن أ

يستعيذ وعندما العمدة، وهي بقلبه أوال ينيب فإنه بلسانه، اإلنسان

فإنه يلتجئ بقلبه أيضا وهو األساس، وذلك إن هذه األلفاظ جعلت في

األساس للداللة على املعاني القلبية.

من هذه املعاني، فإن ذلك يعني وحينئذ نقول: إذا كان القلب خاليا

أن هذه الحركات اللسانية ال رصيد لها في الباطن، فال يعدو كونها أمواجا

في الفضاء، ال تؤثر أثرها الباطني املرجو من خالل التلفظ بها.

والشهيد الثاني + يبين حقيقة االستعاذة بقوله ))):

»فاعلم أنه عدوك، ومترصد لصرف قلبك عن هللا عز وجل، حسدا لك

أنه لعن بسبب سجدة له، مع على مناجاتك مع هللا عز وجل وسجودك

واحدة تركها، وأن استعاذتك باهلل سبحانه منه، بترك ما يحبه، وتبديله بما

يحب هللا عز وجل، ال بمجرد قولك، فإن من قصده سبع أو عدو ليفترسه أو

ليقتله، فقال: أعوذ منك بهذا الحصن الحصين وهو ثابت على مكانه، فإن

ذلك ال ينفعه، بل ال يفيده إال بتبديل املكان، فكذلك من يتبع الشهوات

التي هي محل الشيطان، ومكاره الرحمن، فال يغنيه مجرد القول«

لزوم االستعاذة املستمرة3- إن املصلي عندما يستعيذ باهلل من الشيطان، عليه أن يعلم أن

فيها فاألمر املستمرة، االستعاذة عن تغنيه ال األولية االستعاذة هذه

كالنية التي ينبغي أن تكون حركة مستمرة في الصالة إلى آخرها، فالنية

1( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، ص125-124.

هبا ص

االمة

موةله

للملات

لهت م

هقلةص

مةف

ل

193

الةلص

ار اسر

أ ،

و بقاء واستدامة

- كما يقول الفقهاء - ال بد أن تكون متحققة: حدوثا

في باملرصاد له يكون الشيطان لعل إذ االستعاذة؛ في األمر وكذلك

بأن نرى قد ولهذا والسجود، الركوع من الالحقة الصالتية الحركات

املصلي قد يبدأ صالته مقبال فيها، إال أنه يدبر في وسطها أو ختامها.

اهلواجس املقلقةمقلقة هواجس من اإلنسان جوف في ما يستغل الشيطان إن -4

- سواء في جانب الرضا أو الغضب - ليشغله بها حين صالته، فال بد من تغلب عليه السيطرة على خواطره، فال إبطال كيده، وذلك من خالل

بل هو يغالبها، والتوصية الجامعة في هذا املجال هي أن الخواطر على

قسمين: فمنها ما تهجم على املصلي من غير اختيار فيتأذى منها، فهذه

الخواطر ال تضر باملصلي؛ ألنها قهر ية يعذر فيها، وهللا تعالى أجل من أن

يحاسب العبد على ما لم يكن باختياره.

الثاني وهي املتابعة االختيار ية، بمعنى أن ولكن املشكلة في القسم

الخاطرة تأتيه كرأس خيط، فإن أمسك بها سحبه الشيطان إلى حيث

ير يد، فاملؤاخذة على متابعة الفكرة، ال على أصل هجومها عليه.

و ال بد أن نشير هنا إلى هذه الحقيقة وهي: أنه لو كبر املصلي، و بقي

محمود فإنه وفرا، كرا الشيطان مع منازعة حال في وهو التسليم، إلى

على صالته هذه، ولعل هذا املصلي يثاب أكثر من الذي يخشع في صالته،

والطرق مفتوحة أمامه بال مجاهدة.

هجوم اخلواطر٥- إن مما يلفت النظر حقا، أن املصلي يرى في باطنه هجوما غر يبا

من حالة في الصالة قبل يكون فقد صالته، أثناء واألفكار للخواطر

هبا ص

االمة

موةله

للملات

لهت م

هقلةص

مةف

ل

194

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

التركيز مقبولة، بل قد يكون في حالة جيدة من التفاعل الشعوري، كأن

ولكن ، الحسين × كمقام املباركة املشاهد من مشهد بجوار يكون

عندما يبدأ بتكبيرة اإلحرام، فإنه يحس بسيل من الهواجس والخواطر

تدفعه و تصرفه عما هو فيه من القيام بين والوساوس، وكأن هناك يدا

يدي ر به، ومما يؤ يد ذلك ما روي عن النبي ‘ : » إن أحدكم إذا قام

يطان ، فلبس عليه حتى ال يدري كم صىل «))). يصل جاء الش- من أشق - بل خارجها وال يخفى إن ضبط الخواطر أثناء الصالة

األمور على نفوس غير الخاشعين، وذلك ألن انصراف الذهن إلى �سيء،

هو فرع موقع ذلك ال�سيء في قلب صاحبه، فالذي ال يرى وزنا ملقام ر به

في قلبه، فمن الطبيعي أن يحرم مثل هذه الحالة من التركيز.

عدم موافقة القلبلها اللفظية وغيرها من دون موافقة القلب 6- إن االكتفاء باألذكار

قد يلحق باللغو، وذلك لعدم وجود معنى يعتد به في املوردين، بل قد

يقال: إن األمر قد يضر صاحبه أكثر مما ينفعه - ولو في بعض املوارد -

وذلك الحتمال تكالب الشياطين عليه من دون أن يدخل حصنا حصينا؛

إذ إنه حاول أن يتشبه باملتمردين عليه وبالذاكر ين هلل تعالى، فيضاعف

كيده من أجل صرفه عن السبيل، بعد أن أثار بذكره الشيطان.

هللا بحصن يستعيذ الذي هو الواقعي، املستعيذ فإن وعليه

اهلل اله »ال أنه من ورد ملا مصداقا التوحيد، حصن وهو واقعا، تعالى

عل »والية حصني«)))، و بحصن الوالية، مصداقا ملا ورد أيضا من أن حصني «))).

1( صحيح البخاري، ج2، ص69.2( األمايل)للصدوق(، ص235.

3( بحاراألنوار، ج39، ص247.

11اآلداب الباطنية

للبسملة

الفصل الحادي عشر: اآلداب الباطنية للبسملة

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

197

الةلص

ار اسر

أ

عظمة البسملة1- لو كانت هنالك عبارة أعظم وأجل من »بسم هللا الرحمن الرحيم«

أن العادة جرت فقد الكر يم، كتابه لسور مفتتحا تعالى هللا الختارها

يفتتح املتكلم كالمه واملؤلف كتابه، بأفضل عنوان يكون مرآة عاكسة

جعل قد سورة، كل مفتتح في املبارك اإللهي االفتتاح وهذا ملعنونه،

البسملة أكثر آية متكررة في القرآن الكر يم، يضاف إليها ما ورد في سورة

النمل، حيث عنون سليمان × كتابه بالبسملة أيضا، حيث قال: ﴿إنه

من سليمان وإنه مسب اهلل الرحن الرحيم ﴾))). وليعلم أن البسملة جزء ال يتجزأ من كل السور ما عدا سورة البراءة،

»ما قال: أنه الصادق × فعن حذفها، على الشديد العتاب ورد بل

إذا بدعة ا أن فزعموا اهلل، كتاب ف آية أعظم إىل عمدوا اهلل قاتلهم لـهم أنه قال: الباقر × حيم«)))، وعن الر حن الر بسم اهلل و هي أظهروها،

حيم «))). حن الر قوا أكرم آية ف كتاب اهلل ، بسم اهلل الر »س

1( النمل/30. 2( بحاراألنوار، ج82، ص21.

3( تفسری العيايش، ج1، ص19.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

198

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

االستئذان بالبسملةحياة في جمة انعكاسات لها التي الكبرى الحقائق من البسملة -٢

اإلنسان املؤمن، فعلى املصلي أن يستحضر اآلداب الباطنية للتسمية،

فإذا ملكه، في للتصرف امللك صاحب استئذان بمثابة أنها منها والتي

كان اإلنسان عند أحدهم، وأراد أن يأخذ متاعا منه، فمن الطبيعي أن

يستأذنه حتى لو كان راضيا في باطنه، فهكذا جرت العادات واآلداب بين

الناس.

وهنا أيضا نقول: إن العبد املراقب، يرى نفسه في محضر هللا تعالى

دائما وأبدا، فإذا أراد أن يتصرف فيما هيأ له من طعام وشراب ولباس

أو ركو ب دابة، فمن األدب أن يستأذن مواله عند التصرف في كل ذلك،

واستئذانه ال يحتاج إلى إذن لفظي، بل يكون بالتوفيق إلى التسمية، وهللا

بالتصرف!.. فما له يأذن تعالى أكرم وأجل من أن يمجده عبده، ثم ال

قيمة الوجود بين يديه، كيال يأذن له في التصرف فيه، وهو الذي بيده

خزائن كل �سيء؟.

ختليد العمل3- إن من بركات البسملة هو تخليد العمل، فعندما يستأذن العبد

ر به بالبسملة - عند األكل والشر ب مثال - فإنه وإن انطلق من منطلق

تلقينا ولو - مواله بمراد فعله ير بط أن ير يد أنه إال واقعا، الغر يزة

و يشر ب يأكل أن عبده من ير يد الذي هو تعالى هللا وكأن وادعاء-،

في االستقواء على عبادته، وحينئذ فإن تحقيقا لغاية أخرى، واملتمثلة

في أكله وشر به بالباقي، فصار الفاني ير بط هذا التسمية، بهذه العبد

حكم عبادة يستحق عليها األجر الخالد، و يا له من مكسب!.. حيث أكل

وشر ب فانيا، و بقي له عوض إلى أبد اآلبدين!.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

199

الةلص

ار اسر

أمتعلق البسملة

4- من املعلوم أن البسملة جملة متعلقة بمحذوف، فإنها بمجموعها

ق وهو الفعل الذي كان ال بد أن تتصدر جار ومجرور، ال بد له من متعل

بالعمل الجزئي الذي به البسملة، وهذا الفعل يمكن أن يكون مرتبطا

العمل هذا »أعمل أو »أقرأ«، أو »آكل«، فيها: فيقدر العبد، به يقوم

محذوف فعل البين في يكون فعليه تعالى.. هللا باسم وذلك املعين«

أن أيضا يمكن ولكن العبد، يزاوله الذي العمل طبيعة مع يتناسب

ر جامعا لكل أنحاء تصرفاته، فيقدر فيها: »أبتدأ«، أو يكون الفعل املقد

»ابتدائي« باسمه تعالى.

ومن املعلوم أن كل عمل بدئ فيه باسم هللا تعالى فهو منتسب إليه،

وفي املقابل فإنه كما روي عن النبي ‘ : »كل أمر ذي بال ال يذكر بسم

«)))، واألبتر هو املقطوع الذي ال عقب وال دوام له. اهلل فيه، فهو أبرت

احلصانة من الذنوبفعندما الذنو ب، من الوقاية هي أيضا البسملة بركات من إن -٥

بد ال فإنه عليه، سمى ما يزاول ثم وتوجه، بالتفات اإلنسان يسمي

في وال أصله في يعصيه فال العمل، ذلك في تعالى هللا رضا يراعي أن

- كما هو مقت�سى تفاصيله، إذ كيف يدعي انتساب عمل إلى هللا تعالى

التسمية - و يطلب مباركته فيه، ثم يعصيه حين ذلك العمل؟!.

فعندما يذهب إلى العمل مثال و يفتح باب املتجر، و يقول: »بسم هللا

تنتابه أن بد فال آنفا، ذكرناه الذي الباطني باملعنى الرحيم« الرحمن

حالة االستحياء من مواله، فيما لو نوى القيام بما يخالف رضاه؛ ألن

من لوازم التسمية - مع التفات صاحبه - هو استعمال ما سمى عليه في

1( وسائل الشيعه، ج7، ص170.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

200

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

مرضاته، وكذا إذا افتتح سفره بالتسمية عند ركو ب الدابة - كما جرت

العادة بقراءة دعاء السفر مثال - فإنه ال بد أن يستحي أن يجعل سفره

ملكوت إلى ملتفتا كان لو فيما ذلك كل طبعا مواله، معصية في هذا

البسملة.

منع الشياطنيسمي ما حدود اختراق من الشياطين منع هو البسملة آثار من -6

كر عليه، وكما العبد عليه؛ ألن ذكر هللا تعالى من موجبات تحصين ما ذ

هو معلوم فإن الشيطان إذا سمع ذكر هللا تعالى خنس وتراجع؛ لخوفه

من التسلل إلى مملكة هللا تعالى حيث فيها عباده الصالحون، حيث يقول

طان﴾، فالتسمية إذن قبل العمل تعالى: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سل

من موجبات املباركة اإللهية من ناحية، ودفع الشيطان لئال يفسد ذلك

العمل من ناحية أخرى حيث إن ناصيته بيده.

يبطله وما كيده طرق لنا يبين جامع، بدعاء السجاد × واإلمام

ر، دب ما وافسخ رتق، ما وافتق عقد، ما احلل »اللهم أيضا، حيث يقول:

وثبطه إذا عزم، وانقض ما أبرم«))).ومن هنا فإن املصلي عندما يسمي قبل سورة الحمد، فإنه يستحضر

نية دفع بالعمل، و يستحضر املعاني؛ فيستحضر االستئذان كل هذه

الشياطين، كما يستحضر الرحمة اإللهية التي يتوقعها أثناء دخوله في

بحر الصالة.

مشتقات الرمحةبعد الحسنى، اسمين أسمائه بين جميع اختار من تعالى إن هللا -٧

1( الصحيفة السجادية، ص88.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

201

الةلص

ار اسر

أ»بسم فيقول: فيها ينوع أن باإلمكان وكان البسملة، في الجاللة لفظ

هللا املنتقم الرحمن«، لتتم املوازنة بين الخوف والرجاء، ولكن هللا تعالى

عندما اختار اسمين من أسمائه الحسنى، جعلهما من مادة واحدة - وهي

مادة الرحمة - ولهذا حذفت التسمية من سورة البراءة؛ ألنه ال مناسبة

بين البراءة و بين الرحمة اإللهية.

وليعلم أن هذه الرحمة لها وجهان: جهة الرحمة العامة الغامرة لجميع

الخلق ، وجهة الرحمة الخاصة التي تغمر خواص العباد، ومن تجليات

هذه الرحمة الخاصة، هو إن هللا تعالى يقبل على العبد عندما يصلي،

اهلل، جلل من يغشاه ما املصل يعلم » لو مصداقا ملا ورد عن علي × :

ه أن يرفع رأسه من سجوده «)))، وما روي عن اإلمام الصادق ×: ما سإىل أعنان مء الس أعنان من ة ح الر عليه نزلت لة، الص إىل املصل قام »إذا لة ت به اللئكة، و ناداه ملك: »لو يعلم هذا املصل ما ف الص الرض، و حف

ما انفتل« «))). ومن أعظم مصاديق هذه الرحمة الخاصة التي تحيط باملؤمن خارج

صالته أيضا، هي العالقة املميزة التي تر بط العبد بر به والتي أشار إليها

اتصال من بروح اهلل اتصاال لشد املؤمن روح » إن اإلمام الصادق × :

مس با«))). شعاع الش

شبه الوضوء بالتسميةفمن الطهارة، على الدوام و بين التسمية بين شبها هنالك إن -٨

املعروف أنه عندما ينتقض وضوء من يواظب على الطهور، فإنه يعيش

1( اخلصال، ج2، ص632. 2( الكايف، ج6، ص9.

3( مرآة العقول، ج9، ص13.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

202

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حالة من التكدر الباطني وكأنه محدث بالحدث األكبر، وكذلك فإن الذي

من حالة يستشعر فإنه العمل، قبل ينساها ثم التسمية على يتعود

الجفاء مع ر ب العاملين، ولهذا أمرنا بتدارك املوقف إذا تذكرنا التسمية

حين األكل فنقول: »بسم اهلل ف أوله وآخره «)))، ولهذا كان الراجح أيضا

أن يجهر اإلنسان بالتسمية أثناء الطعام، لتذكير غيره بما تذكره هو من

ذكر هللا تعالى.

أثر االلتزام9- إن امللتزم بالبسملة على كل أمر ذي بال وغير ذي بال، يتحول بعد

فترة من االلتزام بها إلى ذاكر هلل تعالى بشكل تلقائي. فإن األعمال الحياتية

- الجزئية منها والكلية - متعددة في اليوم الواحد، فلو اقترنت كل واحدة في اإللهي متغلغال الذكر يكون - فكم الفرض - بحسب بالبسملة منها

نشاطه اليومي، ومستوعبا ملجمل حركاته؟!. وهذه من موجبات تحقق

الذكر الكثير الذي يصبو إليه كبار األولياء والصلحاء.

أسرار لفظ اجلاللة10- إن لفظ الجاللة حامل ألسرار ال تحيط به عقولنا، فإنها مشيرة

إلى الذات املستجمعة لكل جهات الجالل والجمال. وأصل الكلمة »إله«،

ثم دخلت عليه »ال«، ثم حذفت الهمزة وأدغم الالمان، وقيل في مبدأ

االشتقاق وجهان:

األول: مأخوذة من »أله الرجل« أي عبد، فآل معناه إلى معنى املعبود،

أي الفاعل هنا بمعنى املفعول، فاهلل تعالى مألوه بمعنى أنه معبود.

عن روي وقد التحير، بمعنى الرجل« »وله من مأخوذة الثاني:

1( وسائل الشيعة، ج24، ص349.

ص للل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

اميهة

مل

ةفل

203

الةلص

ار اسر

أ

ماهيته درك عن اخللق أله الذي »املعبود املعنى: هذا في الباقر ×

حاطة بكيفيته«)))، وقد قيل في خطابه : »يا من تحير فيه ما سواه «))). والوقد سئل علي × عن تفسير قوله: هللا ؟!. فقال: »هو الذي يتأله إليه

جاء من كل من هو دونه، دائد، كل ملوق عند انقطاع الر عند احلوائج والشوتقطع السباب من جيع ما سواه «))).

1( التوحيد )للصدوق(، ص89. 2( منهاج الرباعة فی رشح هنج البالغة، ج 19، ص343.

3( التوحيد)للصدوق(، ص231.

12اآلداب الباطنية

للقراءة

الفصل الثاني عشر: اآلداب الباطنية للقراءة

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

207

الةلص

ار اسر

أ

عظمة سورة احلمد1- من املعلوم أنه ال صالة إال بفاتحة الكتاب، وهي املسماة بالسبع

املثاني، وقد جعلت عدال للقرآن الكر يم فيما أتي هللا تعالى نبيه ‘ ،

ولو قرئت على ميت - كما روي عن الصادق × ))) - ثم ردت فيه الروح،

ما كان ذلك عجبا .

كل هذا يدل على عظمة هذه السورة، وعمق ما فيها من املعاني، ولكن

من العجب - مع كل ذلك - أن يقرأها املصلي في اليوم عشر مرات وجو با،

سورة وهي لها التالية السورة في وكذا معانيها، في يتدبر أن دون من

التوحيد، والحال أن كل ما دل على لزوم التدبر في القرآن الكر يم - سواء

من القرآن والسنة - جار فيما يتلوه املصلي في صالته من السور، فمن

قفالها ﴾)))، ومن م ع قلوب أ

قرآن أ

فال يتدبرون ال

الكتاب قوله تعالى: ﴿أ

علم فيها، عبادة ال » ال خري ف السنة ما روي عن النبي ‘ حيث قال:

ر فيها«)))، ولكن الشياطين التي تحوم على قلب بني وال خري ف قراءة ال تدبآدم، تمنعه من الوصول إلى ملكوت اآليات.

وح ما كان ذلك ت فيه الر ة ثم رد 1( قال االمام الصادق ×: لو قرئت احلمد عل ميت سبعنی مرعجبا. وسائل الشيعة، ج6، ص231.

2( حممد/24. 3( بحاراألنوار، ج75، ص75.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

208

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

عدم انفكاك البسملةمن لب

ط بل منها، ينفك الحمد وال البسملة جزء من سورة إن -٢

العسكر ي × اإلمام رواية في كما له كعالمة بها، يجهر أن املؤمن فكان أصلها إذعانا قلبيا بالعبودية، حيث ال يفتتح العبد فعله - ولو كان حقيرا - إال بها، وصار الجهر بها إعالما لهذه العبودية، حيث يفتتح العبد حديثه بر به مستعينا به، ولوال هذا اإلذن واإلعانة، ملا حق له الحديث

معه، فاملنة له على عبده أوال وآخرا.

اإلقبال عند ذكر األمساءالحسنى، باقي أسمائه أو الجاللة، ألفاظ إلى العبد 3- عندما يصل ضمن في مورد سبعين من يقر ب ما وهو - إليه العائد الضمير أو ركعتين - فعليه أن يقبل بقلبه على املسمى ومرجع الضمير، فإن املحب هو كما مشاعره، له وتتحرك قلبه له يهتز محبو به، يذكر عندما املتعارف عند محب الفانيات. وال ر يب أن هذا الذكر املقرون باملحبة أين ولكن املتعال، الحق طرف من ذلك مثل يقابله العبد، طرف من

عطاء الثر يا من عمل الثرى؟!. وليعلم أن هناك حقائق ملكوتية ألسماء هللا تعالى الحسنى في عالم - فلو اتصل العبد ب�سيء من ذلك - وعلى راسها لفظ الجاللة األسماء ملن تحقق ما وهو التكو ين، عالم في التصرف حينها ألمكنه العالم، ارتداد قبل بلقيس عرش نقل أمكنه حيث الكتاب، من علم له كان الطرف، وذلك الكتاب هو الذي فيه حقائق األسماء بصورتها النور ية ال الحرفية.. وإلى هذه الحقيقة تشير الرواية النبو ية عندما سئل ‘ غ ففر أعظم ، أسمء اهلل » كل اسم من عن اسم هللا األعظم، فقال ‘ : قلبك عن كل ما سواه، وادعه بأي اسم شئت، فليس ف احلقيقة هلل اسم دون

ار«))). اسم، بل هو اهلل الواحد القه

1( مستدرك الوسائل، ج5، ص272.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

209

الةلص

ار اسر

أتعليم املوىل

مه كيف يخاطبه، ففي إنعام املولى على عبده، أن يعل 4- من كمال

مه يعل أن بذلك فأراد عبده، لسان على املولى يتكلم الحمد سورة

التذلل على يدل ما اختيار في اجتهد مهما العبد فإن العبودية، أدب والعبودية، فإن عباراته ال تسعفه، وجهده ال يوصله.

نعبد »إياك أعني الجملة هذه يختار أن بعضهم يو�سي هنا ومن وإياك نستعين« في كل مواطن املناجاة البليغة؛ ألنه خطاب من هللا تعالى

وإليه، وهذا هو الذكر الذي يكرره العبد في صالة أمام زمانه ×.من سمعها كأنه حتى الصادق × اإلمام يكرره كان ما أيضا وهو القرآن، آية من تكرار أنه غ�سي عليه عند نقل آخر في بل ورد قائلها، عليه، مغشيا خر حتى الصالة في لحقته حالة عن سئل × حيث د اآلية عىل قلبي وعىل فلما ذهب عنه قيل له في ذلك فقال: » ما زلت أرد

ا، فلم يثبت جسمي ملعاينة قدرته«))). م ب سمعي، حتى سمعتها من املتكل

التشبه بالرمحة اإلهلية٥- إن هللا تعالى اختار من بين أسمائه الحسنى، ما هو مشتق من مبدأ الرحمة، وهو الذي يكرره العبد في سورة الفاتحة أر بع مرات، مما يدل على أن هذا املبدأ هو منشأ كل خير في هذا الوجود، فكل مظاهر الخلقة والفيض املنبسط، إنما هو تجل من تجليات هذه الرحمة األزلية، ومن أن هي الغامرة، الرحمة هذه الستنزال األولى الخطوة فإن أخرى جهة

يتشبه العبد بر به بهذه الصفة قدر اإلمكان البشري، سواء في: - شق الرحمة الرحمانية الشاملة لجميع الخلق؛ إذ الرحمن صيغة يف اكن من ﴿ قل تعالى: مثل قوله في استعملت التي املبالغة، من صيغ

ا ﴾))). الرحن مد

يمدد لاللة فل الض

1( تفسری الصايف، ج1، ص73. 2( الرمحن/75.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

210

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

- شق الرحمة الرحمانية الخاصة باملؤمنين؛ إذ الرحيم صفة مشبهة للمؤمنين، الخاصة املالزمة للرحمة املناسب الثبات والبقاء، دالة عن

مؤمنني رحيما﴾))) .كما في قوله تعالى: ﴿وكن بال

هذا مثل لتوجه القابل هو اإللهية، الصفة بهذه فاملتشبه إذن

ر ب إقبال آثارها أبرز ومن إليه، الرحيمة بالنظرة واملتمثل الفاعل،

العاملين عليه في صالته.

تكرار صفة الرمحة6- إن مادة الرحمة متكررة في الصلوات اليومية ستين مرة، وذلك من

خالل وصف املولى نفسه بأنه رحمن و رحيم، وحينئذ لنا أن نتساءل عن

حال العبد الذي ال يستشعر في قلبه شيئا من الرحمة تجاه العباد، فهل

يرجو بعدها أن ترفع له صالة، والحال أنه يعاكس هذه الصفة اإللهية

ستين مرة؟!.

بل يمكن القول بأن املطلو ب من العبد - إضافة إلى استشعار حالة

وهي القدرة على العفو عمن ظلمه،

- ما هو أرقى من ذلك، أال الرحمة

ال صفحوا أ عفوا ول حيث يدعو املولى إلى ذلك من خالل قوله تعالى: ﴿ ول

يغفر اهلل لكم واهلل غفور رحيم ﴾)))، والجائزة املوعودة على ن أ بون

ت

هذه الصفة هي من جنس العمل، أي الصفح اإللهي عن العبد، مقابل

صفحه عن أخيه.

الفرق بني املدح والثناء٧- الحمد إنما هو ثناء على الجميل الذي يصدر من صاحبه اختيارا،

1( األحزاب/43. 2( النور/22.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

211

الةلص

ار اسر

أكمدح وغيره، االختياري من األعم هو ما على الثناء هو املدح بينما

األشخاص و الجمادات، والالم هنا تفيد االستغراق؛ فإن الحمد والثناء

كله - بل جنسه - منحصر به تعالى، وما يصدر من جميل من غيره فهو

بتمكين منه تعالى.

املحمود، تجاه باالمتنان الشعور هذا يصاحب أن بد فال وعليه

�سيء من الخجل الدافع للعمل وجبر النقص، وهذه الثمرة العملية من

الحمد، خير من الثناء املجرد في عالم األلفاظ، بل حتى األفكار.

معنى كلمة الرب٨- ذكر العالم العارف امللكي التبر يزي في كتابه » أسرار الصالة« بيانا

لطيفا في تفسير كلمة الر ب نوردها بعينها لجامعيتها: »فجميع العوالم

العالم، في نظره أمعن ور بو بيته، فمن بتر بيته قائمة أجزائها وجهاتها مع

رأى العوالم كلها قائمة بالر ب تعالى، ورأى أن ر بو بيته تعالى وتر بيته ليس

كتر بية املالك لألمالك، وال كتر بية اآلباء لألوالد، وال كتر بية النفس لألعضاء،

تعالى بتر بيته للقوى أشبه النفس تر بية للقوى ولكن النفس وال كتر بية

من غيرها، من حيث إنها محصلة للقوى، ومقومة لها، وحافظة ومبلغة لها

إلى كماالتها األولية والثانو ية «))).

تقدير النعم دائماهو مباشرة، البسملة بعد تعالى هللا لحمد عملي درس أول إن -9

املنعم إلى تارة فيلتفت إليه، املتوجهة النعم تقدير على العبد تعو يد

- وهم عباده األول فيلهج بحمده، و يلتفت تارة ملجاري الخير من بعده

املحسنون - فيتوجه إليهم بالحمد والشكر لتلبسهم بالخير، وقد ورد عن

1( أرسار الصالة ) للملكي التربيزي(، ص 232-231.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

212

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الرضا × : »من ل يشكر املنعم من املخلوقني، ل يشكر اهلل عز و جل«))).

الفرق بني امللك واملالك10- بعد ذكر مقام الر بو بية املستلزم أو املطابق ملعنى التدبير، فإن

هللا تعالى يذكر صفة )ملكيته( بكسر امليم )أو ملكيته( بضم امليم ليوم

الدين، وهو األوفق للنسبة إلى الزمان؛ ألنه يقال: ملك العصر ال مالكه،

ألن والتدبير؛ الر بو بية لوصف سببين كأنهما صارا التقدير ين وعلى

هذا الوصف مترتب على كونه ملكا أو مالكا للعباد، باملعنى الحقيقي ال

االعتبار ي.

ومن الواضح أن هذا اإلحساس لو تعمق لدى العبد، النتابه شعور

بالراحة واالطمئنان؛ ألنه يرى نفسه مرتبطا بمن بيده مقاليد كل �سيء،

ومن ناحية أخرى، فإنه يتال�سى عنده الشعور بالعجب والغرور، حيث

يرى عبادته ملن له حصرا حق التدبير والتقدير.

حدود العواملم هو ما تعلق به العلم، في قبال العالم الذي تلقى ذلك

11- إن العال

م جميع املمكنات؛ ألن ما وجد صار معلوما، العلم، فعم التعبير بالعال

ولك أن تتصور كم هي قدرة من يدبر هذه العوالم بكل تنوعاته؟!.. أفال

يقبح بعدها الركون إلى غيره وشغل الفؤاد بمن سواه، وهو يعلم أن هذه

العوالم كلها تفنى و يبقي وجه مدبرها، وهو الذي يحبب نفسه إلى خلقه

من خالل هذه السورة املباركة؟!.

1( عيون أخبار الرضا، ج2، ص24.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

213

الةلص

ار اسر

أمعنى ملكية القيامة

1٢- قد يتساءل البعض أنه ما معنى إضافة املالكية أو امللكية - على

إلى اإلضافة هي فيهما املتعارف أن والحال الدين، يوم إلى - القراءتين

العاقلة على إلى خصوص أو العاقلة وغيرها على قراءة مالك، الذوات

قراءة ملك؟

فيقال في الجواب : إن اإلضافة إلى الذات باعتبار الخواتيم، أولى من

إضافتها باعتبار أنفسها؛ ألن اإلنسان قد يكون متسلطا على �سيء طوال

تلك ثمرة فيها تظهر وقت في عليها سلطنته يفقد ولكن وجوده، فترة

صب منه قبل أن يسكنه، فهذه سلطنة ك دارا ثم غ

السلطنة، كمن تمل

ناقصة، ولكن السلطنة التامة هي تلك املستمرة إلى األبد، حيث يتسلط

صاحبها على عواقب ما تسلط عليه إلى النهاية، و بذلك صح أن يوصف

ر ب العاملين بأنه مالك أو ملك ليوم الجزاء، وهو الوصف األتم واألبلغ،

مراحل في وخاصة العصور، كل في التامة السلطنة منه يفهم حيث

البعث والنشر، وهي العمدة في كل أزمنة حياة املمكنات؛ ألنه فيه تتبين

حكمة الخلق من جهة، وجزاء املخلوقين من جهة أخرى.

ملك العبادات وملكوتها13- كما أن للعبادات ملكا وملكوتا، فكذلك األمر في األذكار املتخلله

ينطق حيث لسانية حركة إال العبد يكلف ال الظاهري فالحمد فيها،

بكلمتين خفيفتين قائال: »الحمد هلل« سواء في سورة الحمد أو غيرها،

العظم االسم حيث البسملة، ملكوت يشبه الذكر هذا ملكوت ولكن

الرضا × عن روي))) كم - سوادها إىل العني بياض من أقرب فيها

حيم أقرب إل اسم اهلل األعظم من بياض العنی إل محن الر 1( قال االمام الرضا ×: »بسم اهلل الرسوادها«. وسائل الشيعه، ج6، ص60.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

214

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

بالقرآن وطب

خ من إال يعرفها ال ما األسرار، من فيه أيضا فالحمد -الكر يم. والنبي ‘ يشير إلى هذا السر إشارة اجمالية، حيث يبين فيها

عظمة الحمد، حيث يقول كما روي عنه: » قول العبد احلمد هلل أرجح ف

وفي حديث آخر عنه ‘ : أرضني «)))، سبع و سموات سبع من ميزانه تي، ثم قال احلمد هلل، لكان احلمد »لو أن الدنيا بحذافريها ف يد رجل من أم

هلل أفضل من ذلك«))).

سبب االلتفاتة 14- إن أول التفاتة للعبد من الغيبة إلى خطاب الحق املتعال - بعد

الثناء عليه أول السورة - يتضمن أمر ين:

األول: حصر العبادة باهلل تعالى، و الثاني: حصر االستعانة به، فهما

نتيجتان طبيعيتان لكونه تعالى واجدا لجنس »الحمد« واستحقاق الثناء

أوال، وكونه »ر با« ثبت له مقام التدبير ثانيا، وكونه موصوفا »بالرحمة«

ثالثا، وكونه »مالكا« ليوم الجزاء رابعا.. فمن كانت الشاملة واملختصة

به الحقة واالستعانة العبادة وأفعاله، فمن يستحق أوصافه هذه هي

حصرا سواه؟!.. فالسورة كأنها سيقت من مرحلة املقدمات إلى النتائج،

ومن رتبة العلة إلى املعلول.

من الغيبة إىل احلضور1٥- إن تغيير لحن آيات سورة الفاتحة من الغيبة إلى الخطاب عند

إن وهي عميقة، داللة يحمل نستعني﴾ وإياك نعبد ﴿إياك تعالى: قوله

العبد بعد أن اجتاز مقدمات الصالة، ووصل إلى تالوة السورة، ثم أكمل

1( مستدرك الوسائل، ج5، ص314. 2( نوادر األصول، ج2، ص267.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

215

الةلص

ار اسر

أينتقل أن اآلن له جاز الرحيم، الرحمن الر ب على والحمد الثناء فيها

مقام إلى يصل أن استحق بذلك ه وكأن الحضور، إلى الغيبة مقام من

الرؤ ية الباطنية لر به، ليخاطبه مخاطبة الجليس لجليسه، وهو ما ورد

في الحيث القد�سي: » أنا جليس من ذكرن «))).

الطلب الصادق16- بعد أن يقر العبد - صادقا - أنه يعبد ر به و يستعين به حصرا،

فإنه يحق له أن يطلب منه مقام الهداية إلى الصراط املستقيم، والتي لو

سار عليها في الدنيا بسالم، الجتاز صراط اآلخرة أيضا بسالم.

عبادته في أي - الدعوى هذه في الصادق غير أن أيضا يعلم ومنه

- ال يمكنه أن يهتدي إلى الصراط، وإن كررها في واالستعانة به حصرا

اليوم مرات ومرات، وذلك لعدم مراعاة قواعد الترتب، التي تفهمها هذه

السورة ألهل التدبر والعناية.

أركان التقربفي - كما هو مقرر يتحدد املولى الباطني من القر ب إن قواعد -1٧

فاألول والرجاء. والحب، الخوف، في: متمثلة ثالثة أركان في - محله

الود صفات بلحاظ والثاني كاملنتقم، والغلبة القهر صفات بلحاظ

كاملعطي، والكرم اإلحسان صفات بلحاظ والثالث كالودود، واللطف

سورة في تلمسها يمكن الر بو بية، العالقة في الثالثة األلوان وهذه

الفاتحة، فمن املمكن:

- استشعار معنى الخوف عند اإلشارة إلى ملكيته تعالى ليوم الدين، وما فيها من الجزاء العادل.

1( الكايف، ج4، ص361.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

216

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

فإن حصرا، تعالى لعبادته اإلشارة عند الحب معنى استشعار -االلتفات الحقيقي إلى املعبود - ال مجرد تكلف االستذكار كما هو الواقع

ا تحقق التفات أبدا. غالبا - فرع محبته، وإال مل

هو بل املستعان، هو ه أن إلى اإلشارة عند الرجاء معنى استشعار -من ينبغي االستعانة به، لكون أزمة األمور طرا بيده، والكل مستمدة من

مدده .

الفرق بني الصراط والسبيل1٨- إن كلمة الصراط لم ترد في القرآن إال مفردة، والحال أن السبيل

هدينهم سبلنا ﴾)))، ومن جاء بنحو املجموع في عدة آيات كقوله تعالى: ﴿نلاملمكن القول بأن الصراط املستقيم جامع للسبل املختلفة؛ إذ الطرق

العبد أن في تكمن املشكلة ولكن الخالئق، أنفاس بعدد تعالى هللا إلى

قد ال يهتدي إلى السبيل األقوم من بين تلك السبل املتفرقة، وإن كانت

جميعا ضمن الصراط املستقيم، وهو ال يتفق إال لكبار املوحدين الذين

هداهم هللا تعالى إلى السبيل الخاص بهم، وهو مترتب على الجهاد في هللا

هدينهم نل فينا جاهدوا ين

تعالى:﴿ وال بمقت�سى قوله في سبيله تعالى ال

يختار فقد ومرضاته، لحبه طلبا محسنني ﴾)))أي ال لمع اهلل وإن سبلنا

العبد طر يقا للعبودية، والحال أن األقر ب إلى مراد املولى هو طر يق آخر

ال تخطر على باله، ومثاله كمن يذهب للز يارة، تاركا خدمة والديه، مع

شديد حاجتهما له!.

وخير ما يبين لنا هذه الحقيقة قوله تعالى على لسان نبيه سليمان × :

الحق ال مطلق املر�سي عند الصالح أي ترضاه﴾))) صالا عمل أ ن

﴿وأ

1( العنكبوت/ 69. 2( العنكبوت/69. 3( األحقاف/15.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

217

الةلص

ار اسر

أ»يا رب الصالحات، وهو الذي خالفه إبليس عندما خاطب ر به قائال:

ب وال نبي جود آلدم، وأنا أعبدك عبادة ل يعبدكها ملك مقر أعفني من السمرسل، قال اهلل تبارك وتعاىل: ال حاجة ل إىل عبادتك، إنم أريد أن أعبد من

حيث أريد، ال من حيث تريد«))).

إراءة الطريق19- إن العبد ال يطلب من هللا تعالى - بعد الثناء عليه و بعد اإلفصاح

وهي الهداية: بمعنى

ال طلبا واحدا أ

على عبوديته له واستعانته منه - إال

واملرسلين األنبياء وظيفة فإن الغاية، إلى اإليصال ال الطر يق، إراءة

متمثلة بإراءة الطر يق، بينما الوصول إلى الغاية متوقف على جهد العبد

نفسه، وعلى هذا املعنى جرت السنة اإللهية طوال التار يخ.

وعليه فمن يتوقع انخرام هذه السنة، وحصول الكرامة بأن يصل إلى

الغاية من دون جهد، فهو متوهم غير مستوعب لفلسفة الخلق.

ما غير آخر بمعنى املطلو ب إلى اإليصال تفسير املمكن من نعم،

نفسه اإلنسان يرى درجة إلى القلب، في اإليمان تز يين وهو

أال ذكر،

فيها مندفعا نحو الغاية بذلك التز يين الباطني، وكأنه مفطور على ذلك

مجبور عليه، وهذا ال يعني الجبر أبدا، بل هو صورة من صور التوفيق

والتسديد اإللهي، وإن شابه اإللزام في ظاهره.

وقد ورد عن اإلمام الصادق × ما فيه بيان لجوهر ما يطلبه العبد

املستقيم﴾ : الصاط ﴿اهدنا تعالى: قوله تفسير في قال حيث ر به، من

مبتك، »أرشدنا إىل الصاط املستقيم، و أرشدنا للزوم الطريق املؤدي إىل غ دينك، واملانع من أن نتبـع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك «))). واملبل

1( بحاراالنوار، ج60، ص274. 2( الربهان فی تفسری القرآن، ج1، ص114.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

218

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

على الثبات يعم هنا الهداية طلب بأن أيضا: القول من بد ال وهنا

حاصل، ألمر تحصيل لألنبياء بالنسبة فهو

وإال املستقيم، الصراط

اط ص

إىل وهديناهم ﴿واجتبيناهم تعالى: قوله مثل تفسير من بد فال

مستقيم ﴾))) الثبات على الصراط ال على أصله.

اخلتام املخيف٢0- إن هذه السورة مختومة بختام مخيف - لو تعقله القارئ لها -

وهو إن اإلنسان الضال، ال يلزم أن يكون متعمدا في سعيه الباطل،

أال

في النتيجة ولكن وجهالة، سهو عن الجادة عن خروجه يكون قد بل

الطائفتين عنوان الغاية، فينطبق على إلى الوصول الحالتين هي عدم

الضالل.

ومن هنا نقول : إن من لم ينعم هللا تعالى عليه فهو ضال، وإن كان

جاهال مركبا أي ال يعلم أنه ال يعلم، وفي املقابل فإن من قصر في معرفة

معالم الطر يق، كان من الذين غضب هللا تعالى عليهم، وهي درجة أشد

من الضالل املجرد.

استجالب النعمةالجادة على والسير الهداية لتحقيق األسا�سي املفتاح إن -٢1

املستقيمة، هو استجالب النعمة اإللهية في معرفة الصراط املستقيم،

فإن العبد مهما حاول كشف املجاهيل في هذا الطر يق، فإنه سيبقى في

اهلل فضل ال ﴿ ولو الكر يم : القرآن يقول إذ كما والضالل؛ التيه وادي

قليال ﴾)))، ومن املعلوم أن الذين يطان إال بعتم الش عليكم ورحته الت

1( األنعام/87. 2( النساء/83.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

219

الةلص

ار اسر

أشملتهم هذه النعمة اإللهية، هم من خواص الخلق حيث يقول تعالى:

انلبيني من عليهم اهلل نعم أ ين

ال مع ولك

فأ والرسول اهلل يطع ﴿ومن

في والالفت رفيقا﴾)))، ولك أ وحسن الني والص هداء والش يقني د والص

أطاع اإللهي، هم ممن اإلنعام بهم تعلق الذين أنها جعلت اآلية، هذه

هللا تعالى ورسوله، وهذا هو معنى العبادة الواردة أيضا في سورة الحمد،

والتي جعلت سمة من سمات الذين أنعم هللا تعالى عليهم، و بذلك يعلم

وحدة املفاهيم في القرآن الكر يم على تنوع مصاديقها.

التذبذب يف اإلقبالالعبد املصلي ستون سنة، ٢٢- كم من الالفت حقا أن يم�سي على

وهو يلهج في كل يوم بهذا الدعاء الوارد في سورة الحمد، أي طلب الهداية

من ر به، ولكن ال يرى أثرا لإلجابة في حياته؛ إذ ال يجد نفسه على صراط

التذبذب حالة يعيش بل الحياة، شؤون من شأن أي في مستقيم،

والتأرجح، و يستشعر حالة من التبرم الباطني الذي يناسب الضالين أو

املغضو ب عليهم، و بكلمة جامعة ال يرى في وجوده ذلك النور املتناسب

مع تكرار هذا الدعاء طوال عمره.

و السبب في ذلك ما أوجزه السيد مهدي بحر العلوم » صاحب الدرة

النجفية)٢(« قائال:نســـــــــتعـــين إيـــــــاك في تســــتعينتـلــــــهــــــــج هللا غـيـــر وأنت حسنتبقى على الباطن حسن ما علن ز ي في القبيح أقبح ما الظــــاهر فوق الباطن له الطاهرحسن النــقي بالقلب واعبده واسـتغفر وأنـــــب إليــــه بالتفكــروتب الطــــــــاعة وسـدد

1( النساء/69. 2( الدرة النجفية )للعالمة بحرالعلوم(، ص 156.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

220

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الذليـل املائـــل قيــــام الجليـلوقـــــم املـلك أيـــدى بين ما تقول مــا قلــت ما إذا املسؤولواعلـــم ومن تنـاجى ومـــن

حوارية العبد مع ربهور به، العبد بين متبادل بخطاب أشبه الفاتحة سورة إن -٢3

أنها مقسمة على قسمين: فمنه

فالسورة وإن كانت كلها من هللا تعالى، إال

ين﴾ ، ومنه حديث حديث العبد مع الر ب إلى قوله تعالى: ﴿مالك يوم ال

العبد مع ربه من قول تعاىل: ﴿إياك نعبد ﴾ .النبي ‘: عن روي حيث األمر هذا على شاهد النبوي والحديث

فنصفها ل ونصفها وبني عبدي، بيني : قسمت احلمد »يقول اهلل عز وجلحيم ، قال اهلل عز حن الر لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: بسم اهلل الرم ل ه اموره وأبارك له ف أحواله، : بدأ عبدي باسمي حق عل أن أت وجلوعلم عبدي لی حد : وجل عز اهلل قال العاملني، رب هلل احلمد قال: فإذا ل،أشهدكم أن بتطو عنه اندفعت التي والبليا له من عندي التي النعم أن نيا إىل نعيم اآلخرة وأدفع عنه بليا اآلخرة كم دفعت عنه ف له نعم الد أضعحن : شهد ل بأن الر حيم، قال اهلل عز وجل حن الر نيا، فإذا قال : الر بليا الدرن من رحتي حظه و لجزلن من عطائي نصيبه، فإذا حيم، أشهدكم لوف الرف بأن أنا املالك : أشهدكم كم اعرت ين ، قال اهلل عز و جل قال: مالك يوم الداوزن عن ساب حسابه والتقبلن حسناته وال ت لن يوم احل ين لسه ليوم الداي يعبد : صدق عبدي إي اك نعبد، قال اهلل عز و جل سيئاته، فإذا قال العبد: إياك لثيبنه عن عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه ف عبادته ل، فإذا قال: و إيعىل لعيننه أشهدكم التجأ، إل و استعان يب : و جل عز اهلل قال نستعني، قال: نوائبه، و إذا عند القيامة يوم بيده أمره ولغيثنه ف شدائده و آلخذن : هذا لعبدي ولعبدي ما اط املستقيم إىل آخرها، قال اهلل عز وجل اهدنا الص

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

221

الةلص

ار اسر

أا منه وجل «))). ل وآمنته م سأل، قد استجبت لعبدي وأعطيته ما أم

معنى ثلث القرآن القرآن الكر يم كما روي عن النبي ‘

لث

٢4- إن سورة التوحيد هي ث

أحد اهلل هو قل قرأ »من الصادق × حيث قال: وكما روي عن اإلمام

وثلث نجيل ال وثلث التوراة، ثلث و القرآن، ثلث قرأ فكأنم واحدة ة مربور«))). الز

سر بمعنيين: والثلث هنا ف

النبي ‘ حيث قال: التالوة: و يؤ يده ما روي عن - من حيث أجر القرآن، ثلثي قرأ فقد تني مر قرأها ومن القرآن ثلث قرأ ة، مر قرأها »فمن

ومن قرأها ثلثا فقد ختم القرآن «))).األصول: بهذه متمثلة الدين أصول إن حيث املعنى: حيث من -التوحيد كما أن اإلمامة - والعدل من توابع التوحيد، والنبوة، واملعاد

املعنى فبهذا التوحيد، تتناول السورة هذه أن و بما - النبوة توابع من

عد ثلث القرآن الكر يم، وما املانع أن تكون هذه الثلثية بلحاظ املعنيين ت

معا؟!.

تعريف مقام الربوبيةيفهمها ال ما األسرار من فيها قصرها، على التوحيد سورة إن -٢٥

باألمر ليس وهو الر بو بية، مقام تعر يف مقام في ألنها الخلق؛ عامة

الهين؛ ألن الضمير الذي افتتحت به السورة، إشارة إلى الذات في مرتبة

1( بحاراألنوار، ج82، ص59. 2( التوحيد )للصدوق(، ص95. 3( األمايل )للصدوق(، ص34.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

222

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

غيب الغيو ب، في مقابل لفظ الجاللة الذي هو اسم للذات من حيث

الجامعية لجميع الصفات الكمالية، وقد روي عن اإلمام السجاد ×

قون؛ متعم أقوام مان الز يكون ف آخر ه أن »إن اهلل عز و جل علم أنه قال:

فأنزل اهلل تعاىل »قل هو اهلل أحد« و اآليات من سورة احلديد إىل قوله: »و هو دور« فمن رام وراء ذلك، فقد هلك «))) . عليم بذات الص

عد من القالقل األر بع، التي قد يقال في حقها: إن وهذه السورة أيضا ت

ه خوطب بها زائدا عن باقي اآليات التي خوطب بها النبي ‘ الرسول كأن

حيث صار األمر بــ »قل« تأكيدا لاللتفات إلى مضامين هذه السور التي

تستحق أن يتوجه بها املولى إلى رسوله أوال، وإال فاألمر بفعل »قل« مقدر

في كل آية وسورة، كما يمكن القول إن هذا األمر يفيد دعوة النبي ‘

يؤمر �سيء بقول مر أ فمن وأسرارها، ملضامينها موضحا يقولها أن إلى

أيضا بتوضيحه.

إثبات األحدية ال الواحديةال األحدية ذكر هو السورة هذه في به اإلقرار يتم الذي إن -٢6

يقول فعندما االثنينية، إثبات ينافي ال الواحدية نفي ألن الواحدية؛

أحدهم: »ليس في الدار أحد«، أي ليس في الدار أي موجود، بخالف ما

لو قال: »ليس في الدار واحد«، فهنا من املمكن أن يكون في الدار اثنان؛

سيقت أجلها من التي الحقيقة بذكر الوافي هو حد﴾ أ اهلل هو ﴿قل فـ

هذه السورة.

مواضع اإلكثار هي املباركة السورة هذه تالوة من لإلكثار األماكن أفضل من -٢٧

1( الكايف، ج1، ص230.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

223

الةلص

ار اسر

أأول بها من العبد فيلهج الطواف حركة توحيدية، الطواف؛ ألن حالة

اإلحرام في مسجد الشجرة إلى أن ينتهي من أعمال العمرة أو الحج، وأما

من حيث الوقت ففي شهر رمضان املبارك؛ ألن كل آية فيها بختمة، ومن

فكأنما ختم القرآن.. ولك أن تتصور األعداد الهائلة قرأ التوحيد ثالثا

من األجر العظيم بهذه التالوة القصيرة!.

معنى الصمدمد﴾ مع نفي الجزئية ٢٨- إن إثبات الصمدية في قوله تعالى: ﴿اهلل الص

﴾ وجهان لحقيقة واحدة، فإن الجزئية

يول ولم يل في قوله تعالى: ﴿لم

أن والحال يكمله، ما إلى جزء كل حاجة جهة من لالفتقار، الزمة

الصمدية تفيد أن املصمود إليه هو املرجع في قضاء الحوائج، فال يفتقر

إلى غيره أبدا.

له، جوف ال الذي املصمت وهو للصمد دقيق آخر معنى وهناك

وجوهر هذا املعنى أنه وجود واحد ال ينقسم إلى باطن وظاهر، فما له

جوف يقبل هذا التقسيم، وقد تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

اإلمجال يف اإلشارةبعد القرآن بحقائق الخلق أعلم هو املؤمنين × أمير إن -٢9

النبي ‘. فعندما قرا التوحيد قال: »يا هو يا من ال هو إال هو، اغفر ل

ن عىل القوم الكافرين «))).. فأشار إلى كل املقامات الر بو بية بشكل و انصمجمل من دون تفصيل، وهو أبلغ في الوصف والخطاب؛ ألن اإلشارة إلى

الجهة، وكأن تلك في الجمال والكمال إلى كل جهات الجهة، فيها إشارة

الجهات، تلك إلى كل املناسب لإلشارة اللفظ اختيار في املتكلم متحير

1( التوحيد )للصدوق(، ص89.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

224

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

فاكتفى بالضمير املشير، وهذا متعارف في حياتنا، فعندما يرى اإلنسان

منظرا مذهال أو شخصا الفتا، فإنه ال يسميه لذهوله فيكتفي باإلشارة

إليه!.

وأما النبي األكرم ‘ فقد أشار إلى هذه السورة بقوله: »لكل شء

أن ذلك بعد العجب من أو الخلص«))).. سورة ب الر ونسبة نسبة، تق�سى حوائج العبد، بعد أن مدح ر به بهذه املقامات بوعي وتفهم؟!.

عظمة التسبيحات األربعةاألر بع التسبيحات بين األخيرتين الركعتين في مخير املصلي إن -30

التي تشكل التسبيحات يدل على عظمة هذه الحمد، مما و بين سورة

يت الكعبة كعبة؟ أركان العرش، فقد سئل اإلمام الصادق ×: »ل سم

البيت بحذاء ا لن قال: عة؟ مرب صارت ل و له: فقيل عة، مرب ا لن قال: ع، فقيل له: ول صار البيت املعمور مربعا، قال: لنـه بحذاء املعمور وهو مرب صار العرش مربعا، قال: لن الكلمت التي ع، فقيل له: ول العرش وهو مربإله إال اهلل واهلل وال واحلمد هلل أربع، وهي: سبحان اهلل سلم ال عليها بني

.(((» أكرب

اجلمع بني التسبيح واملناجاة31- من املمكن الجمع بين تنز يه هللا تعالى املتكرر في هذه التسبيحات

و ما يذكر أيضا في الركوع والسجود، و بين حالة الرقة املناجاتية، وذلك

سب إلى ذات الر بو بية ما بتصور التعدي البشري املثير للتأسف، حيث ن

ماوات يوجب تصدع الكون وخر الجبال، حيث يقول تعالى: ﴿تكاد الس

1( جممع البيان، ج10، ص854. 2( علل الرشائع، ج2، ص398.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

225

الةلص

ار اسر

أا ﴾))) .

ن دعوا للرحن ول

بال هدا * أ

ر اجل

رض وت

رن منه وتنشق ال يتفط

فالعبد املحب لر به، يعيش حالة التألم لعدم توقير اآلخر ين ملحبو به

له في ذلك كمثل من له محبو ب كما يليق بجالل وجهه وعز جالله، فمث

يحضر فعندما منه، بر يء هو ما إليه فنسب عليه، أحدهم تطاول

والتألم االنكسار من حالة يعيش فإنه بشهادته، لإلدالء املحكمة

حقه في يتصور أن يمكن ال من ساحة يبرء ألن مضطر ألنه الباطني؛

تلك التهمة!.

ولك أن تتصور نظرة الر ب املتعال لهذا العبد املسبح، وهو يعيش

هذه الحالة الروحية العالية عند تنز يه ر به، وكأنه مستح من صدور هذا

الكالم من بني جنسه!.

التنزيه يوجب اخلجل3٢- إن من الحاالت املناسبة للمنزه أيضا في صالته، أن يعيش حالة

ه فكأن يديه، بين يصلي بمن تليق ال هذه فصالته نفسه، في الخجل

يقول: يا ر ب!.. إنك منزه من أن أعبدك بهكذا عبادة خاو ية، و بما فيه

من اإلدبار والتقصير، فإن يعود إلى ظلمي لنف�سي، فشابه بذلك التسبيح

املصلي: يقول حيث التعقيب مضامين أيضا وتناسبه أيضا، اليون�سي

تؤاخذن فل سجودها، أو ركوعها من نقص أو خلل فيها كان إن »إهلي به«))).

مناسبة التسبيح والتكبرياألر بع، التسبيحات في و يهلل و يحمد يسبح أن بعد املصلي 33-إن

الثناء هذا بعد - البيان مقام في فكأنه بالتكبير، كله ذلك يختم فإنه

1( مريم/90-91. 2( مفاتيح اجلنان، باب تعقيبات الصلوة.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

226

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الذي أمر به - يبقي عاجزا عن التعبير كما يليق بعز جالله، فيقول: »هللا

أكبر« والذي فيه بيان للعجز عن الوصف وهو أبلغ الوصف.

وهنا ينبغي التأكيد على أن األنسب لزي العبودية، هو أن يأتي املصلي

بأحوط األقوال قدر إمكانه، فإن في االتيان باألكثر امتثاال لألقل وز يادة،

فما األخيرتين، الركعتين في مرات ثالث األر بع التسبيحات تكرار ومنها

املانع أن يكررها ثالثا وإن جازت الواحدة فقهيا، وذلك لئال يفوته الخير

يعظ هو و الصادق × عن روي ما وهو يعوض؟!.. ال الذي الكثير

أهله ونساءه: »ال تقلن ف ركوعكن وسجودكن أقل من ثلث تسبيحات،

.(((» فإنكن إن فعلتن ل يكن أحسن عمل منكن

االنشغال باللفظ بدل املعنىظاهر إتقان ير يد ملن وخاصة - الشيطان مداخل من إن - 34

بحيث املتعارف، عن ز يادة الحروف بمخارج االنشغال هو - صالته

يوقعه في الوسوسة املهلكة، فيستغرق في عالم األلفاظ، تاركا املعاني .

االنشغال بينما اإلقبال، له يوجب الثاني في التأمل أن املعلوم ومن

باألول يوجب له اإلدبار، ومن ثم التبرم من صالته.

وللشهيد الثاني + بيان نافع في هذا املقام حيث يقول))):

فإن فهو وسواس، قرائتك معاني فهم يشغلك عن ما كل أن »فاعلم

في والناس مر، كما معانيها املقصود بل مقصودة، غير اللسان حركة

القراءة على ثالثة أقسام:

الخاسر ين من وهذا لها، قلبه يتدبر وال بها لسانه يحرك من فمنهم

يتدبرون فال ﴿ أ تعالى: بقوله وتهديده سبحانه هللا تو بيخ في الداخلين

1( بحاراألنوار، ج82، ص120. 2( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، 126.

للاشت

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

امةنه

مل

ةفل

227

الةلص

ار اسر

أ

قفالها﴾))) ودعا نبيه ‘ : »ويل ملن الكها بني حلييه، م ع قلوب أ

قرآن أ

ال

رها«))) ثم ال يتدبومنهم من يتحرك لسانه، وقلبه يتبع اللسان، فيسمع و يفهم منه كأنه

يسمعه من غيره، وهذا درجة أصحاب اليمين

ومنهم من يسبق قلبه إلى املعاني أوال، ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه،

وهذه درجة املقر بين، وفرق جلى بين أن يكون اللسان ترجمان القلب كما

الثانية، فاملقر بون في الدرجة في هذه الدرجة، و بين أن يكون معلمه كما

لسانهم ترجمان يتبع القلب، وال يتبعه القلب«

1( حممد/24. 2( جممع البحرين، ج5، ص287.

13اآلداب الباطنية

للركوع

الفصل الثالث عشر: اآلداب الباطنية للركوع

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

231

الةلص

ار اسر

أ

التكبري املنبهإلى الركوع بين يدي 1- إن املصلي بعد قراءة الحمد والسورة، يهوي

التكبيرة فهذه أكبر«، يقول:»هللا و بعده الركوع قبل أنه إال تعالى، هللا

رشده، إلى املصلي إلعادة وتنبيه إنذار جرس كأنها للصالة، املتخللة

يوصف!.. أن من أكبر هللا أن الصالة، في متقار بة أوقات في فيذكره

ومعنى ذلك أن لحن الخطاب وهيئة املصلي، البد وأن يكون متناسبا مع

هذا الشعار اإللهي، املتخلل لكل أجزاء الصالة.

ومن هنا فإنه من غير الالئق أن يعبث املصلي بلحيته أو برأسه، أو

يقوم بما ينافي وقار املصلي، وهو يقول:»هللا أكبر«.

موقع أهل البيت يف الصالة٢- إن أول محطة لذكر الصالة على النبي وآله ^ هي محطة الركوع،

فاألمر وإن كان مستحبا إال أن قلب املصلي املحب ألوليائه، ال يطاوعه

أن يهمل هذا الدعاء املبارك.

و نرى من املناسب هنا أن نشير إلى حقيقة ملفتة في البين، وهى إن

الصالة وكأنها سيقت من أجل التركيز على هذا الذكر املبارك، فاملصلى

الحمد في سورة ما جاء إال الواجب، الطلب له من ليس طول صالته

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

232

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

واملتمثل بطلب الهداية من هللا تعالى بقوله: ﴿إياك نعبد وأياك نستعني﴾

يبتدئ الذي له طلب مستحب واحد وهو الواجب، الطلب و بعد هذا

بقول: »اللهم« واملنحصر بطلب الصالة على محمد وآل محمد ^ وهو

الذكر الذي يكرره املصلي في ركوعه ثم يكررها في سجدتيه، ثم يعيدها في

القنوت مرتين قبل دعائه لنفسه و بعده، وهى املحطة املناجاتية الرسمية

في الصالة، ثم يكررها في التشهد، معلنا إقراره بعبودية النبي ‘ ثم

برسالته، ثم يطلب من ر به مباركته عليهم، وأخيرا يختمها بالسالم عليه

بصيغ مختلفة، حيث إنه داخل أيضا في زمرة العباد الصالحين، فيبلغ

املجموع اثنا عشرة مرة من الصالة على النبي وآله ^ وذلك في ركعتين،

ثم والليلة، اليوم في الواجبة الركعات إليها مجموع إذا أضيف فكيف

الركعات املستحبة فيها؟!.

املحور هو وآله ^ النبي إلى التوجه أن ذلك: مجموع من فتبين

املتكرر في أجزاء الصالة، وهو الطلب الوحيد املتكرر، بعد كل وجبة من

الثناء والتمجيد للحق املتعال.

معنى األمر بالنحراملراد إن (((﴾ حر

ان و ك لرب صل

﴿ف تعالى: قوله تفسير في ورد -3

بالنحر هنا، هو رفع اليدين في تكبير الصالة إلى النحر، وهي منطقة يبدو

قوم ﴾)))، حل

ت ال

غ

ا بل

إذ

و ال

ل

لها دالالتها وأسرارها حيث يقول تعالى: ﴿ف

فثبت أن آخر عهد الروح بالبدن هي منطقة النحر والحلقوم، حيث إن

التعبير ببلوغ النفس للحلقوم، كناية عن اإلشراف التام على املوت.

1( الكوثر/2. 2( الواقعة/83.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

233

الةلص

ار اسر

أملكوت الركوع

هلل عبد يركع ال « قائال: الركوع يصف الصادق × اإلمام إن -4

يائه، و كساه ه ف ظلل كرب ائه، وأظل نه اهلل بنور ب ركوعا عىل احلقيقة، إال زيل جود ثان ]ثان [ فمن أتى بمعنى الو ل و الس كوع أو كسوة أصفيائه، والرجود قرب، ومن ال يسن الدب ال كوع أدب، و ف الس صلح للثان، وف الريصلح للقرب «)))، ونحن طاملا صلينا وركعنا في املواطن املقدسة: خلف املقام، وتحت امليزاب، وعند الحائر، ولكن الركوع لم

الحطيم، وخلف

الذي ألن الصادق ×؛ اإلمام ير يدها التي الحقيقة نحو على يكن

يعيش نور البهاء اإللهي، فإن ركوعه يكون ارتباطا بالنور املطلق، بكل ما

فيه من صور الجالل والهيبة.

إن وهى الحقيقة: هذه إلى يشير الصادق × اإلمام فإن وعليه

الركوع بما أنه مقدمة للدخول إلى عالم القر ب السجودي، فصار األمر

شبيها بلقاء ملوك الدنيا، حيث التدرج في مراحل اللقاء مع فارق التشبيه

طبعا!.

فكانه السجود، على الركوع بتقدم ذلك على اإلمام × و يستدل

األدب، رائحة فيه الركوع بأن قائال يضيف ثم لآلخر، ممهدا صار

والسجود فيه رائحة القر ب، والعبد إذا بالغ في األدب، صار أقر ب إلى

دائرة القر ب املميز.

ومن مجموع ما ذكر من هذه املعاني، نعلم أن أفضل حالة للوصول

بآدابها الركوع، إتقان يتوقف على - السجود أعني - اإللهي القر ب إلى

الظاهر ية واملعنو ية.

1( بحاراألنوار، ج82، ص108.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

234

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

استشعار الذل يف الركوع٥- قد يتفق أن يتخذ اإلنسان هيئة الراكع عندما ير يد القيام بحركة

ر ياضية، أو ير يد أن يأخذ شيئا من األرض.. ومن املعلوم أنه ال يعيش

الركوع في ولكن البدن، حركة وراء ما شعوري معنى أي الحالتين في

الصالتي، فإن العبد يستشعر معنى التذلل بين يدي هللا تعالى، مقارنة

لهذه الحركة البدنية.

، فإنه يأخذ برأسه و يجعله ولهذا فلو أراد السجان أن يذل سجينا

ينحني إلى درجة الركوع، فهذه درجة من درجات اإلذالل، ولكن إن أراد

إلى األرض شبه ووهنا، فإنه يجبره على أن يطأطأ برأسه

أن يز يده ذال

ساجد، وهذا منتهى اإلذالل والتحقير.

ولكن كم من املؤسف أن يتحول الركوع الصالتي مع التكرار، إلى ما

يشبه الركوع البدني املحض الذي ليس فيه أي معنى شعور ي!.

معنى التسبيحأو منها الكبرى سواء - التسبيح هو الركوع ذكر قوام إن -6

الصغرى - وهو ما ضمنه يونس × في مناجاته مع ر به في بطن الحوت،

وهذا التسبيح أي التنز يه له وجهان:

- فتارة يراد به تنز يه الذات اإللهية من كل صفات النقص والعيب، وكذا من كل دعاوى املبطلين طوال التار يخ، كالنصارى حيث جعلوا هلل

ولدا، وكاليهود الذين جعلوا يد هللا مغلولة، وكعبدة األوثان حيث جعلوا

هلل تعالى شركاء في العبادة.

ببلية مواله يبتليه عندما العبد، فعل بلحاظ التنز يه يراد وتارة -إلى نفسه، بعد ظلمه لنفسه، فينزه ر به عن الظلم، و ينسب التقصير

لئال يتوهم من ظلم نفسه أن هلل تعالى سهما في ظلمه، وهو ما ناجى به

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

235

الةلص

ار اسر

أ

نبي هللا يونس × ر به، عندما جعل البالء الذي وقع فيه منسو با إلى

قائال: ر به نزه أن بعد المني ﴾))) الظ من كنت ﴿إن قال: حيث نفسه،

﴿ سبحانك﴾ .

ركنية القيام بعد الركوععلى يدل مما ركنيا، وقوفا يقف ركوعه يتم أن بعد املصلي إن -٧

أهمية هذه املحطة الصالتية رغم خلوها من ذكر واجب، إال أن الذكر

املستحب الوارد حاله يوجب التوقف عنده مليا، فقد جاء أوال بالفعل

املا�سي للداللة على تحقق املسموع، ثم عداها ثانيا بحرف الالم، رغم

أن الفعل يتعدى بنفسه ليتضمن معنى االستجابة، ثم عمم املستجاب

لهم لينطبق على كل حامد على وجه األرض ثالثا. وهكذا يدعو كل مصل لكل حامد غيره من جهة، ومن جهة أخرى

فإن كل الحامدين من املصلين يدعون له أيضا، فتأمل في هذه الشبكة

املتشعبة التي يدعو كل فرد فيها لغيره - ما دام حامدا - وذلك في جميع

الفرائض و في آن واحد.

بقي هنا سؤال وهو: كيف استجاب هللا تعالى ملن حمده، والحال أن

معظم الحوائج ال تستجاب كما هو معلوم بالوجدان؟!. والجواب هو:

أو العاجل - أعم من املوارد في كل مثل هذه - املوعودة إن االستجابة

اآلجل، وذلك في دار الدنيا، أو في الدار اآلخرة.

عدم أن على تدل املجال، هذا في دقيقة رواية إلى نشير وهنا

االستجابة للعبد إنما هو من باب الشوق اإللهي الستماع صوته، وهو

ما ورد عن الصادق × : » إن العبد ليدعو، فيقول اهلل تعاىل للملكني : قد

استجبت له و لكن احبسوه بحاجته، فإن أحب أن أسمع صوته، و إن العبد

1( األنبياء/87.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

236

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لوا له حاجته ، فإن أبغض صوته «)))، ليدعو فيقول اهلل تبارك و تعاىل: عجومن املعلوم أن تصور مضمون مثل هذه الروايات يورث االستحياء من

ر ب العاملين، من جهة لطفه وشفقته بعباده املؤمنين وهو الغني عنهم.

تضيق دائرة الرؤية٨- إن املصلي في ركوعه وسجوده، تتضيق عنده دائرة الرؤ ية البصر ية

الحجب هذا فإن وعليه القيام.. حالة بخالف أمامه، شيئا يرى فال

في التركيز أيضا على �سيء من يعينه شغلة، قد امل املرئيات القهري عن

صالته، فينظر إلى ما بين قدميه ركوعا، وإلى طرف أنفه سجودا، أضف

مورثات ملن الصالة، حال في تعالى به املختصة الرأس طأطأة أن إلى

التذلل، واستشعار الحقارة بين يدي املولى فيما لو تعقلها العبد، غير

ما السياق هذا في و يأتي املعاني، إلى للتوجه السالبة بالعادة متأثر

أو الخف األخبثين، ولبس كالصالة حال مدافعة املكروهات: ذكر من

الجور ب الضيق الذي يضغطه، وقد ذكر الفقهاء كلمة جامعه في هذا

- وهو تحا�سي كل ما يسلب الخشوع في - كما في العروة الوثقى املجال

الصالة))).

التحميد بعد الركوعحمده«: ملن هللا »سمع قوله: بعد العبد يقول أن املناسب من -9

- وإن كان حامدا في مجمل صالته »الحمد هلل ر ب العاملين«، فاملصلي

هللا أن من آنفا قاله ما تناسب قولها، إلى املسارعة أن إال - قبلها بل

ه يقول بلسان الحال: ها أنا ذا يا ر ب تعالى مستجيب ملن حمده، فكأن

1( الوايف، ج9، ص1523. 2( يذكر السيد اليزدي: ... اخلامس و العرشون من املكروهات: كل ما ينايف اخلشوع املطلوب يف

الصالة. العروة الوثقى، ج1، ص 722.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

237

الةلص

ار اسر

أحامد لك، فاستجب لي وأنا ال زلت في موقفي بين الركوع والسجود، كما

والود العظمة و ياء الكرب » أهل أنه من املناسب أن يردف ذلك بقوله:

والربوت «))) إكماال للحمد والثناء.

رمزية الركوع10- إن الجهة الرمز ية ال تفارق الصالة من أولها إلى آخرها، كما هو

األمر كذلك في الحج وغيره من العبادات، ولغة الرمز ية هذه ال يعلمها

إال أهلها، ممن له ذوق استشعار املحبة والفناء فيمن يحب، وأئمة أهل

فكما استيعابها، حق العبادات رموز استوعبوا الذين هم البيت ^

أنه يعرف القرآن من خوطب به، كذلك يعرف حقيقة الصالة من يواجه

بها ر به على كمال املعرفة، وفي هذا السياق سئل علي × عن معنى مد

بت عنقي !.« ))). العنق في الركوع، فقال ×: » تأويله، آمنت بك ولو ض

عطف احلمد على التسبيح11- إن عطف الحمد على التسبيح مسبوقا بالباء الجارة، فيها جهات

من املعاني، إذ يمكن القول بأن:

- الباء هنا بمعنى املعية، أي أسبح ر بي مع حمده.- الباء بمعنى االستعانة، أي أسبح ر بي مستعينا بالحمد، وكأنه يشكر

ر به حامدا إياه حيث أعانه على التسبيح.

- الباء بمعنى التلبس، أي أنزه ر بي وأنا متلبس بالحمد من كل نقص، تلك يضاد عما له تنز يه يواز يه اإللهي، للكمال صفة كل ذكر فإن

الصفة، فوصفه بالعلم املطلق تنز يه له عن الجهل أيضا.

1( بحاراالنوار، ج82، ص110. 2( بحاراألنوار، ج81، ص254.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

238

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

العمل بآية التسبيح1٢- ورد األمر في القرآن الكر يم بتسبيح هللا تعالى في موارد متعددة،

اإللهي األمر لهذا امتثاال يعد والسجود الركوع تسبيحة فإن هنا ومن

الوارد في كتابه، إضافة إلى كونه ذكرا صالتيا واجبا، وقد فصلت الرواية

في املقام، فجعلت التسبيح في الركوع، امتثاال آلية تغاير ما في السجود،

فقد روي ملا نزلت فسبح باسم ر بك العظيم، قال النبي ‘: »اجعلوها

: ‘ اهلل رسول لنا قال العىل، ربك اسم سبح نزلت وملا ركوعكم، ف اجعلوها ف سجودكم«)))

حقيقة القرآنمن درجات له خارجها، أو الصالة في نتلوه الذي القرآن إن -13

التحقق، فمنها: الوجود اللفظي، وهو ما يجرى على ألسنتنا عند التالوة

املجردة، ومنها: الوجود الكتبي، وهو ما نراه مكتو با في املصحف، ومنها:

الوجود الذهني، وهو ما نتصوره من معانيه .. ولكن من املمكن أن نقول

ل في عالم السر الذي تنزل منه القرآن، بأن هناك تمثال آخر للقرآن يتمث

و يمكنه تسميته باللوح املحفوظ، أو الكتاب املكنون، أو أم الكتاب.

و يمكن تأييد ذلك من خالل أمور :

امللفوظ وال القرآن ليس هو القدر، ليلة في تنزل الذي القرآن إن -النبي ‘ قلب المست حقيقة إنها بل ذهنا، املعلوم وال املكتو ب

الشر يف القلب ذلك إلى الوحي، أمين خالل من العرش في ما فانتقل

دفعة واحدة.

عنه عبر عر بيا، كتابا الكر يم القرآن جعل أن بعد تعالى هللا إن -بالعلي وموصوف اللدنية، مقام وفي الكتاب، أم في بأنه: إياه واصفا

1( علل الرشايع، ج2، ص333.

ساف

ة تولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

بمنهة

ملة

ةفل

239

الةلص

ار اسر

أفيه، جعل الذي الوعاء ذلك يغاير القرآن هذا فإن وعليه الحكيم..

م ناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه يف أ

حيث يقول تعالى: ﴿إنا جعل

ينا لعل حكيم ﴾))). كتاب لال

ومنها بالعرش، قت تعل اآليات بعض أن على الرواية من دل ما -

آليات روحا تثبت التي الروايات من وأمثالها الكر�سي، وآية الفاتحة

القرآن الكر يم، و منها ما دل على شكوى القرآن على من هجره.

الخارق التأثير يتحقق به الذي األعظم، االسم وجود على دل ما -في الكائنات، فلو كان األمر في قالب األسماء الظاهر ية ألمكن ذلك لكل

الظاهر متحقق عند كل بسملة، باالسم التلفظ إن املخلوقين، حيث

حيم أقرب إىل اسم حن الر كما يقول عنه اإلمام الباقر × : »بسم اهلل الر

اهلل العظم، من سواد العني إىل بياضها«))).ما وراء حقيقة الكر يم للقرآن أن يعلم ذكر، ما مجموع ومن

نلمسه ونقرأه، وال يمس ملكوته إال القلو ب الطاهرة التي وصفها اإلمام

ليم الس »القلب فقال: السليم، القلب عن سئل حينما الصادق ×

ه و ليس فيه أحد سواه «))). الذي يلقى رب وهذا املعنى بعينه يجرى في الصالة أيضا، فمن مجموع الروايات يعلم

يشار الذي أن هناك وجودا آخر للصالة سوى األفعال واألذكار، وهو

ر اهلل﴾)))، وفي سورة املنافقون: ذك

إليه في سورة الجمعة: ﴿فاسعوا إىل

ر اهلل﴾)))والدكم عن ذك

موالكم وال أ

هكم أ

﴿ ال تل

1( الزخرف/3-4. 2( حتف العقول، ص487.

3( الكايف، ج3، ص46. 4( اجلمعه/9.

5( املنافقون/9.

14اآلداب الباطنية

للسجود

الفصل الرابع عشر: اآلداب الباطنية للسجود

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

243

الةلص

ار اسر

أ

أدب السجود1- إن الــســجــود مـــن أهــــم الـــحـــرـكــات الــصــالتــيــة؛ ألن مــجــمــوع األرـكــــان

ــيـــام، والـــقـ ــــوع، ــــركــ والــ ــــورة، ــــســ والــ التكبير، والــــحــــمــــد، مـــــن: والــــواجــــبــــات

وكــأنــهــا مــقــدمــات ليصل اإلنــســان إلــى رتــبــة الــقــر ب هـــذه، كما قــال اإلمــام

جود قرب «))). كوع أدب ، و ف الس الصادق × : »ف الر

ومن املعلوم أن املصلى ال يمكنه إتقان هذه الحركة السجودية إال

من خالل إتقان ما قبلها من الحركات، بدءا من التكبير بل ما قبله من

أدب سوء نوع يعد السابقة، باملراحل اإلخالل ألن الصالة؛ مقدمات

اإلحرام بتكبيرة املصلي ألن السجودي؛ القر ب من الحرمان يوجب

الدخول بآداب يكون متخلقا أن بد من اإللهي، فال األمن يدخل حرم

وشروطه من أوله.

أنواع السجود٢- هناك أنواع من السجود فمنها:

سيرها في تعالى هلل خضوعها بمعنى للكائنات: التكو يني السجود -التكو يني، حيث أعطى كل �سيء خلقه ثم هدى، مصداقا لقوله تعالى:

1( مصباح الرشيعة، ص89.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

244

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

هنا والالفت وكرها﴾)))، طواع رض

وال ماوات الس يف من يسجد ﴿وهلل

البشر يعصون هللا الغافلين من الكون كله يسبح، والحال أن أن هذا تعالى ما أمرهم به، وهذه الرواية بليغة في تو بيخ هذه الفئة، حيث يقول

ته، وهي تسبح«))). الصادق × : »أما يستحيي أحدكم أن يغني عىل ظهر داب

وهي مؤ يدة بما ورد في قوله تعالى: ﴿ك قد علم صالته وتسبيحه﴾))) أو

ال تدعونا هذه اآلية، أن نتعلم صالتنا وتسبيحنا الالئقين بنا، ز يادة عن

عبادة البهائم املسبحة؟!.

السبعة املواطن وضع في واملتمثل للعبد: البدني السجود وهناك -يعبر ما وهو واإلبهامين، والركبتين، والكفين، الجبهة، من األرض على

عىل الوجوه عتائق وضع هو سمن ال جود »الس بقوله: علي × عنه

مع ، القدمني وأطراف كبتني والر احتني بالر الرض واستقبال اب، الرتخشوع القلب وإخلص النية«))).

- السجود الباطني: وهي حالة نفسانية متركبة من: التهيب، والتذلل، واملحبة، واالستغراق في النظر إلى جهة الجالل والكمال اإللهي، وهو ما

جود النفسان فراغ القلب من الفانيات، والقبال يعبر عنه علي × : »الس

ة عىل الباقيات، وخلع الكرب واحلمية وقطع الباقيات، وخلع الكرب م بكنه اهلة«))). ة، والتحل باخللئق النبوي نيوي واحلمية، وقطع العلئق الد

ومن الواضح أن من وصل إلى هذه املرحلة من األنس بالحق املتعال،

فإنه يتخذ السجود فرصة من أجل سياحة، تدرك وال توصف نحو عالم

الغيب.

1( الرعد/15. 2( هداية االمة، ج5، ص102.

3( النور/41. 4( غرر احلكم و درر الكلم، ص128.

5( عيون احلكم و املواعظ، ص66.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

245

الةلص

ار اسر

أومن هنا فإن أهله يطيلون في هذه الحركة البدنية، بما ال يوجب لهم

- ال تعينهم على - خارج هذه السجدة كلال وال ملال، والحال أن أبدانهم

ما ير يدون.

حتقيق احلوائج3- قد يضطر العبد في حركته الدنيو ية واألخرو ية، إلى بعض األمور

التي تغير مسيرة حياته لو استجيبت له، ومن هنا يغتنم السجود لتقديم

حوائجه بين يدي هللا تعالى.

ومن الطرق املأثورة لالستجابة هي ما روي عن الصادق × أنه قال:

ه جل جلله، فصىل له أربع ركعات يل بني يدي رب » إذا قام العبد نصف اللكر بعد فراغه، فقال: ما شاء اهلل يل املظلم، ثم سجد سجدة الش ف جوف اللتقول ما فوقه: عبدي إىل كم ناداه اهلل جل جلله من ة، مائة مر ما شاء اهلل شاء اهلل ما شاء اهلل، أنا ربك وإل املشية وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ما

شئت«.)))العمل هو وأمثالها، الرواية هذه مثل في التأثير لحصول بد وال

تعالى هللا إلى أمره مفوضا يكون أن أهمها ومن فيها، ورد ما بحذافير

عندما يقول: »ما شاء هللا« وهو ساجد.

ربط السجود بالنعماإلتيان على التعود هو بالسجود، األنس موجبات من إن -4

رها، ومن املعلوم أن النعم

بالسجدة، وذلك بعد تحقق كل نعمة أو تذك

سجدات من مز يدا تتطلب بدورها وهي العبد، على متواترة اإللهية

بين الر بط تحقق بمعنى اقترانية، قضية إلى األمر فيتحول الشكر،

النعم والسجدة، و يا له من اقتران مبارك!.

1( األمايل )للصدوق(، ص239.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

246

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وقد وردت في هذا املجال، رواية تفيد أن سجدة العبد على األرض،

مع املتعال الر ب حديث في يتمثل العرش، في كبرى تفاعالت تواز يها

عد من أحلى صور الوجود، املالئكة حول هذه الحركة البشر ية، والتي ت

فتح كر، الش سجدة سجد ثم إذا صل العبد »إن القد�سي: الحديث ففي

جاب بني العبد و بني امللئكة، فيقول: يا ملئكتي، ب تبارك وتعاىل احل الرانظروا إىل عبدي أدى فريضتی وأتم عهدي ثم سجد ل شكرا عىل ما أنعمت يقول ثم تك، رح نا رب يا امللئكة: فتقول عندي ؟ له ماذا ملئكتي عليه به ب نا جنتك، فيقول الر ب تبارك وتعاىل: ثم ماذا له؟ فتقول امللئكة: يا رب الرب تعاىل: ثم ه، فيقول الر نا كفاية مهم تعاىل: ثم ماذا؟ فتقول امللئكة: يا ربماذا؟ فل يبقى ش ء من اخلري إال قالته امللئكة، فيقول اهلل تعاىل: يا ملئكتي ه كم فيقول اهلل تعاىل: لشكرن نا ال علم لنا، رب يا فتقول امللئكة: ثم ماذا؟

شكرن وأقبل إليه بفضل وأريه رحتي«))).أن ير يد عندما وذلك اإللهي اإلكرام مدى هو ما تتخيل أن ولك

يشكر عبدا من عبيده!.

النوم يف السجود٥- قد يتفق أن تنتاب اإلنسان حالة النوم في سجوده - وخاصة بعد

- فيظن أنها ساعة ذهبت هدرا من عمره، والحال أنه قيام ليل طو يل

كان في ضيافة هللا تعالى وهو نائم ال يشعر ب�سيء، ومن املمكن أن يعطى

في تلك الحالة من العطاء ما ال يعطاه في يقظته، فاألرواح تصعد إلى هللا

تعالى، في حال املوت والنوم معا.

فما املانع أن يرجع ر ب العاملين أرواح البعض، وقد تلقت ما تلقت

نومته، حال به يشعر لم الذي اللقاء ذلك في اإللهية الفيوضات من

1( وسائل الشيعة، ج7، ص6.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

247

الةلص

ار اسر

أومن هنا قد يستيقظ وهو يعيش حالة من االنتعاش الروحي، وقد روي

عن الرضا × أنه قال: » إذا نام العبد وهو ساجد، قال اهلل تبارك وتعاىل:

عبدي قبضت روحه وهو ف طاعتي «))).

التعفري يف السجوديعفر أن املانع فما السجودية، حركته في يتفنن الساجد إن -6

التذلل، في مبالغة - بالتراب الجبهة طرفي أي - وجبينه وخده جبهته

في �سيء أرخص على الرأس، وهو وجوده في بقعة أشرف يضع حيث

الوجود وهو التراب الذي تطؤه األقدام، وما من شك أن جميع األنبياء

واألوصياء ^ كانت لهم حاالت في السجود ال يعلمها إال هللا تعالى، فعن

اصطفيتك ل تدري أ موسى  × إىل تعاىل اهلل أوحى »قال : الباقر ×:

، قال: ل أجد أحدا أذل نفسا منك يا بكلمي من دون خلقي؟ قال: ال يا رباب«))) . يك عىل الرت يت وضعت خد موسى إنك إذا صل

حيث الباب هذا في الوصية بهذه الثاني + الشهيد أو�سى وقد

الرتاب، وهو الشياء أذل من الوجه وهو أعضائك أعز »ومكن ذكر))):

فإن أمكنك أن ال تعل بينهم حائل فتسجد عىل الرض فافعل، فإنه أجلب للخشوع ، وأدل عىل الذل واخلضوع«.

موضع السجودومذكرا محفزا السجود موضع إلى النظر يكون أن املمكن من -٧

للعبد، ليسترجع شيئا من حاالت اإلقبال التي مرت عليها ثم افتقدها،

1( عيون أخبار الرضا، ج1، ص281. 2( قصص األنبياء عليهم السالم، ص161.

3( أرسار الصلوة)للشهيد الثاين(، 138-137.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

248

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لذلك قدسية يوجب واحد، موضع على السجود تكرر أن إلى أضف

املوضع، وقد روي عن اإلمام الصادق × في هذا املجال أنه قال لرجل:

عىل يدك امسح ثم سجودك، موضع عىل يدك فامسح هم أصابك »إذا اليمن، ك خد جانب إىل جبهتك وعىل ، اليرس ك خد جانب من وجهك حيم حن الر هادة ... الر ثم قل: بسم اهلل الذي ال إله إال هو عال الغيب و الش

اللهم أذهب عني الغم واحلزن ثلثا«))). فكيف إذا كان موضع السجود هو تر بة الحسين × و التي كانت

ال تفارق موضع سجود اإلمام الصادق ×، حيث كان ال يسجد إال عىل

تربة احلسني × تذلل هلل واستكانة إليه.

ترويج العبادة٨- إن املؤمن من خالل سلوكه العملي يروج لبعض موجبات القر ب،

التي قد يغفل عنها عامة الخلق.. وعليه فما املانع - بعد األمن من الر ياء

ير يد من بها ليتأ�سى العلن، في الطاعات ببعض يقوم أن - والعجب

القر ب من مواله، وهكذا كان النبي ‘ يقوم بعمل ليستن به إلى أبد

اآلبدين، فقد روي عن اإلمام الصادق ×: »ان رسول اهلل صىل اهلل عليه

أن فلم فسجد خس سجدات، نزل له إذا ناقة يسري عىل كان ف سفر وآله تصنعه؟ فقال: نعم، ا رأيناك صنعت شيئا ل ركب، قالوا: يا رسول اهلل، إنفسجدت هلل ، و جل عز اهلل من ببشارات ن فبش ئيل×، جرب استقبلني

شكرا، لكل بشى سجدة«))). وهكذا كان حفيده ز ين العابدين × في كثرة سجوده عندما يتذكر

النعم اإللهية، فعن اإلمام الباقر ×: »إن أيب عل بن احلسني × ما ذكر

1( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص331. 2( الكايف، ج3، ص252.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

249

الةلص

ار اسر

أنعمة اهلل عليه إال سجد، وال قرأ آية من كتاب اهلل عز وجل فيها سجود إال سجد، وال دفع اهلل تعاىل عنه سوء يشاه أو كيد كائد إال سجد، وال فرغ من صلح بني اثنني إال سجد، وكان أثر ق ل صلة مفروضة إال سجد، وال وف

اد لذلك«))). ج ي الس جود ف جيع مواضع سجوده فسم الس

االختبار بالسجود9- إن هللا تعالى اختار خصوص حركة السجدة - حين اختبر املالئكة

لطاعته بعد خلقة آدم × - مما يدل على أن هذه الحركة تمثل قمة

التذلل بين يديه، وهذا هو الذي جعل إبليس يستنكف عن طاعته، ولو

كان قد أمر بالركوع، لعله كان مستجيبا لر به.

ومن هنا فإنه لو أراد العبد أن يبث شكواه ونجواه إلى هللا تعالى، فإنه

تلك في ر به وهو إلى يكون ما أقر ب الحالة؛ ألنه يختار خصوص هذه

جود منتهى العبادة من الحالة، وقد روي عن الصادق × أنه قال: »الس

ابن آدم «))).

تعميق املعرفة10- إن الطر يق إلى تحقيق الخشية في حال السجود وغيره، هو تعميق

الجانب املعرفي؛ ألن طبيعة بني آدم قائمة على عدم التفاعل مع الغيب

إذا بقي غيبا محضا، وذلك لتوغله في عالم التراب والتثاقل إلى األرض.

تارة: ظاهر ية من خالل إلى هذه املعرفة، تكون وليعلم أن الطر يق

التعلم، و باطنية تارة أخرى من خالل الكشف الباطني والتجلي اإللهي

من يتكشف رائعة، عبارة في علي × إليه أشار الذي وهو لعبده،

1( علل الرشائع، ج1، ص233. 2( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص314.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

250

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

خاللها الطر يق ألهله حيث قال: »قد أحيا عقله ، وأمات نفسه، حتى دق

ق، فأبان له الطريق، وسلك جليله ، ولطف غليظه ، وبرق له المع كثري الربلمة ودار القامة، وثبتت رجله بيل، وتدافعته البواب إىل باب الس به الس

بطمأنينة«))).

إطالة السجودالروايات تؤكد على إطالة السجود، فضال عن أصل 11- إن بعض

السير في روحيا استغراقا البدنية، اإلطالة هذه في ألن به؛ اإلتيان

األنف�سي، وهو بدوره يوجب األنس املضاعف بعالم الغيب، بما يذهله

عن عالم املعنى.

ومن هنا نرى أن أهل السجود - وخاصة بعد سجدة طو يلة - ما عادوا

عن املنقولة والرواية أهلها، عند املتعارفة الدنيا بملذات يستأنسون

النبي ‘ شاهدة على أن من آثار السجدة الطو يلة، هو وصول العبد

إلى درجة مصاحبة النبي ‘ يوم القيامة، و يا لها من جائزة عظيمة!.

»إذا أحدهم: مخاطبا قال أنه النبي ‘ عن علي × روى فقد

ار«)))، جود بني يدي اهلل الواحد القه ك اهلل معي ، فأطل الس أردت أن يشه قال: »مر بالنبي صىل اهلل عليه

وفي رواية أخرى : عن أبي عبد هللا × أن

أكفيك؟ أال اهلل، رسول يا فقال: حجراته ، بعض يعالج وهو رجل وآله فقال: شأنك، فلم فرغ قال له رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله: حاجتك ؟ قال: النة، فأطرق رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله، ثم قال: نعم، فلم وىل قال له: يا

جود«))). عبد اهلل، أعنا بطول الس

1( هنج البالغة )صبحي صالح(، ص337. 2( بحاراألنوار، ج82، ص164.

3( الكايف، ج6، ص12.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

251

الةلص

ار اسر

أالسجدة اليونسية

السجدة الهم، هي الخالص من في املعروفة السجدات إن من -1٢

حبس عندما يونس × به التزم الذي الذكر من فيها بما اليونسية

ننج ﴿وكذلك بقوله: كتابه في املولى عقبها وقد الحوت، بطن في

مؤمنني ﴾))) حيث يفهم منها وعد إلهي عام، إلنجاء جميع املؤمنين من ال

الهم والغم.

إذا - اليون�سي الذكر إلى حقيقة هامة وهي: إن وهنا ال بد أن نشير

أر يد أن يكون له أثره - ال بد أن يؤتى به في حالة يونسية، بمعنى االنقطاع

إلى هللا تعالى، حيث إن يونس × كان منقطعا من كل أسباب الدنيا في

تلك الظلمات املوحشة، التي ال يعلمها إال هللا تعالى، حيث ظلمة الليل

و بطن الحوت وقاع البحر!.

أضف إلى اضطرابه الباطني من جهة إعراض هللا تعالى عنه، إذ ذهب

مغاضبا، وال شك أن ظلمة البواطن اإلنسانية، ليست بأقل من ظلمة

رها ومعايشتها قد يوجب االنقطاع والفزع

البحار و بطون الحيتان، فتذك

أيضا، في حالة شبيهة ملا كان عليه يونس × ولو بدرجة ما.

لزوم التعبد13- إن البناء في كل التشر يعات العبادية على التعبد املحض، بمعنى

لزوم قيام العبد بوظيفته وإن لم يعرف فلسفة الحكم أو علة تشر يعه،

وإال فلو عمل العبد باألمر اإللهي، طلبا لتلك اآلثار والخواص، ملا عاد

األمر من باب العبودية والتقر ب إلى هللا تعالى في �سيء.

وعليه فال نجد في الروايات كثير إشارة إلى هذا الجانب، إال ما يترشح

حا، وقد يكون منها ما ورد في السجود، و اشتراط أن ال يكون

منها ترش

1( األنبياء/88.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

252

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ما يسجد عليه مما يؤكل أو يلبس، فعن هشام بن الحكم أنه قال ألبي

جود جود عليه وعم ال يوز، قال: الس ن عم يوز الس عبدهللا × : »أخرب

أنبتت الرض إال ما أكل أو لبس. فقلت: ال يوز إال عىل الرض، أو ما جود هو اخلضوع هلل عز وجل ة ف ذلك؟ قال: لن الس جعلت فداك، ما العليأكلون ما عبيد نيا الد أبناء لن ويلبس؛ يؤكل ما يكون عىل أن ينبغي فل اجد ف سجوده ف عبادة اهلل تعاىل، فل ينبغي أن يضع جبهته ويلبسون، والس

وا بغرورها«))). نيا، الذين اغرت ف سجوده عىل معبود أبناء الد وال بد أن نشير هنا إلى أن العلماء فرقوا بين علة الحكم وحكمته،

فقد يكون ما ذكره اإلمام × إنما هو من باب الحكمة ال العلة، وإن

ورد التعبير فيها بالعلة.

االهتمام بالكيف 14- إن بناء الشر يعة على االهتمام بالكيف ال بالكم، وهو ما نفهمه

من روايات عديدة.. فمنها ما عن النبي ‘ أنه قال: »ركعتان خفيفتان

ر خري من قيام ليلة«)))، ومنها ما ورد عن الصادق × أنه قال: »من ف تفكف وليس بينه وبني اهلل ذنب إال غفر صىل ركعتني ، يعلم ما يقول فيهم، انصلة، الص إىل العبد قام » إذا النبي ‘ : عن روي ما منه و يقر ب له «)))،

ه «))). ف كيوم ولدته أم فكان هواه وقلبه إىل اهلل تعاىل، انصبسجدة أتى من أن على الرواية، من دل ما أيضا الباب هذا ومن

واحدة - على حقيقتها - لكانت كافية للخروج من الخسران، وهو ما روي

1( علل الرشائع، ج2، ص341. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص478.

3( ثواب األعامل و عقاب األعامل، ص44. 4( بحاراألنوار، ج81، ص261.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

253

الةلص

ار اسر

أ

جود عن اإلمام الصادق × أنه قال: »ما خرس واهلل من أتى بحقيقة الس

ة واحدة«))). ولو كان ف العمر مرمرة إال آلدم × بالسجود أمر ما تعالى هللا بأن القول عن وغنى

واحدة، فكانت هذه السجدة من املالئكة سجدة تار يخية، بقى ذكرها

إلى األبد، حيث ذكرها القرآن في أكثر من سورة.

السجود والتذكري باملوتسمات من إن بل املؤمن، حياة يتخلل أمر لهو املوت ذكر إن -1٥

دار أي الدار، ذكرى هي لهم خالصة العاملين ر ب جعلها التي األنبياء

اآلخرة، وفي هذا السياق فإن عليا × - وهو الخبير بأسرار الصالة بل

شهيد في محرابها - ير بط بين السجدتين وما بينهما و بين املوت والنشور

من خالل ما روي عنه × حيث سئل عن معنى السجدة األولى فقال:

رأسك: رفع وتأويل الرض، من يعني خلقتنا منها إنك اللهم »تأويلها جدة الثانية: وإليها تعيدنا ورفع رأسك: ومنها ومنها أخرجتنا، وتأو يل الس

رجنا تارة أخرى«))). ت

ثقل السجود على إبليس16- إذا أحس اإلنسان بثقل في نفسه تجاه عبادة من العبادات - لحومان

الشيطان حول قلبه -فليعلم أن تلك العبادة بليغة في نفسها، ومؤثرة في

تقر يب العبد من ر به، ومثاله من القرآن الكر يم ما ورد في قوله تعالى:

يطان الرجيم ﴾)))؛ إذ ما من شك قرآن فاستعذ باهلل من الشت ال

إذا قرأ

﴿ف

1( بحاراألنوار، ج82، ص136. 2( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص314.

3( النحل/98.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

254

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وهي للعبد، الباطنية البصيرة انفتاح في أثرا الكر يم القرآن لتالوة أن

بدورها معينة له على طي طر يق القر ب من هللا تعالى، ومثاله من السنة

جود، فم من عمل أشد عىل ما روي عن النبي ‘ أنه قال: »أطيلوا الس

أمر هذا و فعص جود بالس أمر لنـه ساجدا، آدم ابن يرى أن من إبليس جود فأطاع فنجا«))). بالس

هذا يسعى أن هو إبليس، على العمل شدة الزمة أن املعلوم ومن

العدو، جاهدا في أن ال يتقن العبد سجدة خاشعة بين يدي ر به، ومن

هنا تكثر هواجسه عند السجود، و يرى في نفسه الضعف عند إطالته،

بل قد يلقى عليه النعاس كلما أراد العبد أن يتعبأ للمناجاة فيها!.

حمطة بني السجدتنياالستغفار هذا هو السجدتين، بين الضائعة املحطات من إن -1٧

أبدا، فيها االستغفار معنى نستحضر أن دون من به، نلهج الذي

تعالى، هللا من واالستحياء بالندامة متقوم معنى فيه فاالستغفار

د، فمن منا

وخاصة مع ارتكاب ذنب قبيل الصالة، حيث الندامة فيها أش

أننا نقرا ذكر يستغفر مستحضرا كل هذه املعاني؟!.. والسبب في ذلك

حقيقة، نستغفره أننا ال السجدتين، بين اعتدناها كعادة االستغفار

ومن هنا فقد روحه ومعناه.

بين االستغفار نجعل أن املمكن من بأنه قائلين: نضيف وهنا

السجدتين، بنية التقصير في استجماع الفكر في الصالة أيضا، ولعدم

اإلقبال الالزم فيها، حتى لو ادعى العبد أنه لم يرتكب ذنبا قبل الصالة،

أي في كل ركعة، العبد أعطى هذه املحطة حقها أن لو نقول: وحينئذ

االستغفار باملعنى األعم، فهل تبقى عليه تبعة؟!

1( اخلصال، ج2، ص616.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

255

الةلص

ار اسر

أالصلوات احلقيقية

1٨- من املمكن أن نحول الصلوات على النبي وآله^ واملتكررة في

حال الركوع والسجود والتشهد إلى صلوات حقيقية، ال إلى مجرد ألفاظ

نرددها من دون التفات إلى املعنى أبدا - كما هو الحال فيها خارج الصالة

للنبي املتوجهة اإللهية املباركة يطلب أن أحدنا من فاملطلو ب - أيضا

وآله ^ كما لو طلب هذه املباركة لنفسه وذر يته.

ومن املعلوم أن الطلب الجاد فيه حالة من اللهفة واإلصرار، والحال

أن الكثير منا يصلي على النبي وآله ^ إسقاطا للتكليف، أو من باب

العادة التي تسلب الذكر معناه عادة.

البحث عن مظهرات العبودية19- يبلغ العبد في عالم العبودية إلى درجة، يبحث فيها عن أية وسيلة

يبدي بها شكره وذلته بين يدي هللا تعالى، فإذا ذكر نعمة من نعم هللا

تعالى - كانت غائبة عن باله أو محدثة في ساعته - ولم يمكنه السجود

الشرعي على األرض، فإنه ال يؤجل ذلك إلى حين التمكن منه، بل يضع

خده على كفه، الهجا بذكر الشكر والتذلل بين يدي ر به.. وما أجمل أن

يرى العبد بهذه الحالة، وهو بين قوم غافلين قد أنعم املولى عليهم و هم

قد نسوا ذكره!..

وهذا املعنى مستلهم من قول الصادق × : »إذا ذكر أحدكم نعمة اهلل

اب شكرا هلل فإن كان راكبا فلينزل فليضع ه عىل الرت ، فليضع خد عز وجله عىل فليضع خد هرة، النزول للش يقدر عىل يكن ل وإن اب ، ه عىل الرت خدأنعم ما عىل اهلل ليحمد ثم ه، كف عىل ه خد فليضع يقدر ل وإن قربوسه،

عليه«))).

1( الكايف، ج3، ص252.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

256

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

التذلل بالسجود دائماموجبات من موجبا ينتظر ال ر به، لعبادة العاشق املؤمن إن -٢0

السهو، سجود أو التالوة، سجدة أو الفر يضة، كسجدة السجود:

التذلل بقصد به يقوم بل بها، مواله إلى ليتقر ب الشكر، سجود أو

أعظم من بل وعبادة، راجح هو حيث من بل تعالى، هلل التعظيم أو

العبادات وآكدها، بل ما عبد هللا بمثله، وما من عمل أشد على إبليس

به أمر بالسجود فع�سى، وهذا أمر آدم ساجدا؛ ألنه ابن يرى أن من

فأطاع ونجى.

سنة وأنه ساجد، وهو هللا إلى العبد يكون ما أقر ب أن ليعلم و

بلياليها، وسجد أيام ثالثة آدم إطالته، فقد سجد و يستحب األوابين،

إال إله ال ة مر ألف عليه فأحص خشنة، عىل حجارة عل بن احلسني× وكان وصدقا، إيمنا اهلل إال إله ال ورقا، تعبدا اهلل إال إله ال حقا، حقا اهلل بن مو�سى وكان راقد، إنه يقال: حتى السجدة يسجد الصادق ×

جعفر × يسجد كل يوم بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال))).

التنعم بالعبادةعندما وذلك للسجود، العشق هذا حقيقة نستوعب ال إننا -٢1

إننا ذلك في والسبب عبادتهم، في البيت ^ أهل أئمة سيرة نتصفح

لم نصل إلى هذه املرحلة من البلوغ الباطني، لنستوعب طبيعة اللذائذ

الباطنية، والتي يصب شرابها في أقداح تلك األرواح املقدسة.

وعليه فإن من وصل إلى مرحلة التلذذ بالعبادة، فإنه ال يعيقه �سيء

في هذا الطر يق أبدا إلى يوم لقائه، و هذا الحديث القد�سي شاهد على

نيا؛ الد ف بعبادت موا تنع يقني ، د الص عبادي »يا تعالى: يقول حيث ذلك

1( انظر الروايات يف وسائل الشيعة، ج6، ص 382.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

257

الةلص

ار اسر

أبالعشق التعبير الخبر في ورد وقد اآلخرة«)))، ف ا ب مون تتنع فإنكم العبادة الناس من عشق »أفضل مسندا إلى العبادة، في قول النبي ‘ :

ما عىل يبال ال فهو ا هل غ وتفر بجسده، ها وبارش بقلبه، وأحبها فعانقها، .(((» نيا، عىل عرس أم عىل يرس أصبح من الد

» »عشق« يقول : حيث منيف تعليق بحاره في املجل�سي للعالمة وهنا

من باب تعب واالسم العشق، وهو الفراط ف املحبة، أي أحبها حبا مفرطا من حيث كونه وسيلة إىل القرب الذي هو املطلوب احلقيقي... وربم يتوهم سبحانه حبه ف يستعمل فل الباطلة، المور بمحبة مصوص العشق أن وما يتعلق به، وهذا يدل عىل خلفه، وإن كان الحوط عدم إطلق السمء املشتقة منه عىل اهلل تعاىل، بل الفعل املشتق منه أيضا بناء عىل التوقيف... قيل: املاليخوليا والنون أن العشق ضب من ذكرت احلكمء ف كتبهم الطبية، الكمالت أعظم من أنه الهلية كتبهم ف وقرروا السوداوية، والمراض الظنون، واهي من وهو تالفا، الكلمني بني أن يظن وربم والسعادات، فإن املذموم هو العشق السمن احليوان الشهوان، واملمدوح هو الروحان النسان النفسان، والول يزول ويفنى بمجرد الوصال واالتصال، والثان

يبقى ويستمر أبد اآلباد وعىل كل حال «))).

سجود السهو٢٢- إن الشر يعة قررت ما يسمى بسجدة السهو ملن سها في صالته،

فيطلب منه التعو يض عن هذا النقص بسجدة بين يدي هللا تعالى بعد

الصالة بكيفيتها الخاصة، ولو كان هناك �سيء أفضل من هذا النحو من

السجود لتدارك النقص في الصالة، ألمرنا به.

1( الكايف، ج3، ص215. 2( وسائل الشيعة، ج1، ص83.

3( بحاراألنوار، ج67، ص253.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

258

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وهنا لنا الحق أن نقول: بأن من سها عن ر به في مجمل حركة حياته ال

في خصوص صالته، وغفل عن بعض ما أوجبه عليه - ولو كان لقصور

منه - أال يحسن له أن يتدارك النقص في عبوديته لر به، وذلك من خالل

مبديا تعالى، هللا إلى متقر با يسجد أي األعم؟!.. باملعنى سهو سجود

أسفه لطول غفلته عنه، كما لو خرج من مجلس كان الغالب عليه كالم

ا البطالين، و قد ورد في دعاء مكارم األخالق ما يدل على ذلك: »وعندك م

فات خلف ، و ملا فسد صلح «))).

السجود الواجب واملستحبيستحب أو يجب موضعا عشرة خمسة الكر يم القرآن في إن -٢3

السجود فيه، وكأن العبد ير يد أن يتأ�سى بالساجدين كلما سمع ذكرا

للعباد الصالحين في كتاب ر به، فتارة يكون السجود فيه منسو با لهم

دا وبكيا﴾)))، وتارة وا سج كقوله تعالى: ﴿إذا تتل عليهم آيات الرحن خر

ين عند ربك ال يستكبون

للمالئكة املقر بين في مثل قوله تعالى:﴿إن ال

يسجدون ﴾)))، وتارة لكافة املوجودات كما في

عن عبادته ويسبحونه ولوظاللهم وكرها

رض طواع

وال ماوات الس من يف يسجد قوله تعالى:﴿وهلل

صال ﴾))).

غدو والبال

حمسنات السجودوضع بمجرد تتأدى بسيطا، بدنيا تكليفا السجدة نرى إننا -٢4

املساجد السبعة على األرض، إال أنها محاطة بالكثير من املحسنات التي

1( الصحيفة السجادية، ص98. 2( مريم/58.

3( األعراف/206. 4( الرعد/15.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

259

الةلص

ار اسر

ألم يطلع الفقه عددا في بعض كتب بلغت بهاء وتوهجا، حيث تز يدها

كر فيها: الواحد والثالثون وهي ز يادة عليها أغلب املصلين، وآخرها كما ذ

تمكين الجبهة وسائر املساجد في السجود.

والغر يب أن أهل الدنيا كم يتعبون أنفسهم في تز يين دنياهم بما ال

طائل تحته، ولكنهم ال يز ينون وقفتهم بين يدي هللا تعالى، بهذه املز ينات

املعنو ية!.

الذكر قبل التسبيح٢٥- إن التسبيحة الكبرى أو الصغرى في السجدة الواجبة واملستحبة،

هي قوام السجدة وروحها؛ ألنها الذكر الواجب فيها، فمن املناسب أن

ولك آمنت، وبك سجدت ، لك »اللهم محله: في ورد بما قبلها يدعو

وشق خلقه، للذي وجهي سجد ، ريب وأنت لت، توك وعليك أسلمت، ه، احلمد هلل رب العاملني، تبارك اهلل أحسن اخلالقني «)))، فمن سمعه وبصالطبيعي أن من هيج مشاعره الباطنية بهذه الكلمات النيرة، يكون أقدر

من غيره إلتقان التسبيح، كما ير يده ر ب العزة والجالل.

التلذذ بالسجوديكتفي أن السجود، ملكوت إلى يصل لم ملن الطبيعي من إن -٢6

وآله^ النبي على الصالة دون من حتى الذكر، من الواجب باألقل

التسبيح من فيه واإلكثار السجود، إطالة استحباب ورد أنه والحال

ل املصلي العامل بهذا االستحباب، كمثل من دخل بستانا والذكر، فمث

منه، للخروج لالستعجال نفسه تطاوعه فال الجمال، بصور مليئا

فإنه للبكاء، املصاحبة الرقة من حالة صالته في انتابته إذا وخاصة

1( الكايف، ج6، ص170.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

260

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

سيعيش عاملا من البهاء والسناء ال يمكن وصفه، وهو ما أشار إليه على

ما روي عن الصادق × : »وجدت النور ف البكاء والسجدة«))).

ذكره ما إلى فدعاهم سجودهم، في أصحابهم أدركه ما هو وهذا

فأطال ساجد وهو عمري، أيب بن د مم عىل » دخلت شاذان : بن الفضل

السجود، فلم رفع رأسه ذكر له طول سجوده، فقال له: كيف لو رأيت جيل فأطال ساجدا فوجده اج، در بن جيل عىل دخل ه أن ثه حد ثم اج؟! در بن د بن أيب عمري: أطلت السجود! فقال جود، فلم رفع رأسه، قال له مم السبوذ «)))، وقد قيل))) عن محمد بن أبي عمير: له: لو رأيت معروف بن خر

ه سجد بعد صلة الفجر، فم رفع رأسه إال عند الزوال «. »إن

السجود وشرح الصدرنك يضيق

٢٧ - من املمكن أن نستفيد من قوله تعالى : ﴿ولقد نعلم أ

قني ﴾))) إن من مواضع تيك الصدرك بما يقولون ... واعبد ربك حت يأ

في وخاصة والتبرم، بالضيق اإلحساس حالة هي الراجحة، السجود

تعالى هللا إلى الدعوة أهل كضيق الرسالية، باألمور املرتبطة الحاالت

يسبحه أن نبيه ‘ من طلب تعالى هللا فإن املعرضين، إعراض من

و يعبده، واختار من بين تلك العبادات خصوص السجود، ليخلصه مما

هو فيه من ضيق الصدر.

السجود واالقرتابتقر يب في تأثيرها السجدة ومدى لعظمة املبينة اآليات إن من -٢٨

1( ارسار الصالة، )للملكي التربيزي(، ص 268.2( اختيار معرفة الرجال، ج2، ص460.

3( بحاراألنوار، ج 83، ص 208. 4( احلجر/97-99.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

261

الةلص

ار اسر

أالعبد من ر به، هو قوله تعالى: ﴿واسجد واقتب ﴾))).

فإن كان املراد بالسجدة هنا:

- الكناية عن إقامة الصالة في مقابلة من نهى النبي ‘ عن الصالة، صار إطالق جزء الصالة - وهو السجود - على املجموع، داال على عظمة

هذا الجزء من الصالة.

- نفس السجود كحركة مستقلة للعبد دخيلة في قر ب املولى من ر به، فإنه يدل أيضا على العظمة ذاتها؛ الختيار هذه الحركة الخاصة، سبيال

للقر ب إلى املولى ومواجهة للطغاة أمثال أبي جهل.

مرتبة ليس السجودي القر ب إن وهي: أخرى حقيقة نضيف وهنا

ثابتة، وإنما مرتبط شدة وضعفا بقوة السجدة ومدى إتقانها؛ ألن اآلية

الواضح أن ما جعل تدعو للسجود واالقتراب كعدلين متالزمين، ومن

وسيلة للقر ب، فإنه متناسب أيضا مع ذي الوسيلة في سرعة اإليصال

إليه.. ومن هنا كانت السجدة الطو يلة من سنن الصالحين طوال التار يخ،

الكتسابهم القر ب املميز مع كل آن من أوان هذه الحركة املباركة.

التأدب يف اجللوسهي املصلين، غالب يتقنها ال التي الصالتية املحطات من إن -٢9

جلسة االستراحة بعد السجدتين في الركعة األولى والثالثة، فإن البعض

أن والحال العبودية، وقار فيها فليس جلسها وإن يجلسها، يكاد ال

املصلي ال بد أن يكون وقورا في كل تقلباته، ممتثال للكيفية التي يطلبها

الشارع حتى في جزئيات حركته، فعند القيام من جلسة االستراحة يرفع

ركبتيه أوال، وعند الهوي إلى السجود يضع يديه أوال، وقد جمع اإلمام

1( العلق/19.

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

262

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

الكاظم × هذه اآلداب في قوله: » إذا رفعت رأسك من آخر سجدتك

لة قبل أن تقوم، فاجلس جلسة، ثم بادر بركبتيك إىل الرض قبل ف الصيديك، وابسط يديك بسطا، واتك عليهم ثم قم، فإن ذلك وقار املرء املؤمن هؤالء يطيش كم القيام، إىل مبادرا سجودك من تطيش وال ه، لرب اخلاشع

القشاب ف صلهتم «))).

التربي من احلول والقوة30- إن الصالة إضافة إلى أنها محطة عبادية، فإنها مدرسة لتثبيت

العقائد واملفاهيم الصحيحة أيضا، وذلك من خالل األذكار الواردة فيها

لها، ومنها ما يقوله املصلي عندما يقوم من سجوده والحركات املقارنة

إلى القيام، فيجعل القيام والقعود مستندا إلى نفسه، ولكن القوة التي

نته من ذلك ينسبها إلى هللا تعالى فيقول معلنا: »بحول هللا وقوته أقوم

مك

وأقعد« و بذلك يبين موقفه من النزاع القديم بين أهل الجبر والتفو يض

أمير موقف في الصادق × اإلمام نه بي ما وهو الجامع، الحل بهذا

املؤمنين × من القدر ية من خالل هذا الذكر، حيث قال: »كان أمري

ته أقوم ة ف كل ركعة، و يقول بحول اهلل و قو أ من القدري املؤمنني× يربو أقعد«))).

طلب احلوائج يف السجودمن ملحة حاجة فيها له تكون حرجة، فترة العبد على تمر قد -31

حوائج الدنيا أو اآلخرة، وليس له مجال في أن ينطلق إلى مواطن اإلجابة

قضاء كأدعية تفصيل فيه بليغ بدعاء يلهج أو واملشاهد، كاملساجد

1( االصول الستة عرش، ص53. 2( وسائل الشيعة، ج7، ص287

فسة ل

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لاابم

ةتل مل

ةف

ل

263

الةلص

ار اسر

أأجل من بابا له تعالى هللا فيفتح الدعاء، كتب في املطولة الحوائج

فعن السجود، حال الذكر من ورد ما ومنه خطاب، بأقصر مناجاته

حتى ، رب يا رب يا فقال: سجد إذا العبد »إن قال: أنه الصادق ×

كما حاجتك ؟«)))،أو ما لبيك تعاىل: و تبارك ب الر له قال نفسه، ينقطع روي عن أمير املومنين × : »أحب الكلم إىل اهلل تعاىل أن يقول العبد و

في العبد ثلثا«))) وقد يكون حال ل فاغفر نفس ظلمت إن ساجد: هو مثل هذه املناجيات املختصرة، مقترنا برقة أكثر من املناجيات املفصلة.

إتقان سجدة الشكر3٢ - عندما يوفق العبد لصالة خاشعة، فإن من املناسب أن يختم

صالته بسجدة الشكر، لعلمه بأن ما جرى له من التوفيق إنما هو فضل

الز يادة.. موجبات من الشكر أن الواضح ومن إليه، تعالى هللا ساقه

وعليه فقد يوفق العبد لخشوع مضاعف في صالة قادمة، إذا أتقن هذه

م يسجد املصل السجدة كما هو حقه، وقد روي عن الصادق × : »إن

سجدة بعد الفريضة، ليشكر اهلل تعاىل ذكره فيها، عىل ما من به عليه من أداء ات«))). فرضه، وأدنى ما يزي فيها شكرا هلل ثلث مر

1( الكايف، ج4، ص416. 2( مستدرك الوسائل، ج5، ص135.

3( وسائل الشيعة، ج7، ص5.

15 اآلداب الباطنية

للتشهد

الفصل الخامس عشر: اآلداب الباطنية للتشهد

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

267

الةلص

ار اسر

أ

معنى التشهد1- إن التشهد مأخوذ من الشهادة، فالشاهد في املحكمة هو اإلنسان

الذي يشهد على أمر ما، وهذه الشهادة بالنسبة إلى صاحبها على ثالث

حاالت:

- الحالة األولى: أن يشهد لنفسه فيعود له نفع، فيقول: أنا أشهد وأقر ، فهذه الشهادة مقدمة لجلب منفعة له.

بأني أطلب من فالن ماال

- الحالة الثانية: أن يشهد على نفسه، فيقع عليه ضرر، فيقول: أنا أشهد وأقر بأني ارتكبت عمال مما توجب له اإلدانة.

- الحالة الثالثة: أن تكون شهادته ال له وال عليه، ولكن ملجرد اإلدالء بحق، فيقول: أنا رأيت فالنا يسرق مال فالن.

الخاتم ‘ النبي و بنبوة بالتوحيد لإلقرار املتضمن التشهد إن

يمكن أن يلحق بالقسم الثاني، فهي عليه ال له؛ ألن من لوازم التشهد

ومنها التوحيد، أنواع من بها االعتراف بلوازم االلتزام هو بالوحدانية

التوحيد في العبادة والحاكمية وغيرها، وهو بطبيعة الحال ينافي حاكمية

الهوى، الذي هو في حكم إله يعبد من دون هللا تعالى كما هو الغالب على

حياة البشر، وكذلك االعتراف برسالة النبي ‘ فإنه مستلزم للتقيد

بكل تفاصيل رسالته؛ إذ قد ورد األمر بإطاعة النبي ‘ كما ورد األمر

بإطاعة هللا تعالى.

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

268

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

األذان وفي اإلسالم إظهار عند - بالشهادتين اإلقرار فإن هنا ومن

واإلقامة والتشهد - مستلزم لكل هذه املعاني وإن لم يستحضرها العبد،

لغفلته عن الدالالت االلتزامية لهذه الكلمات املقدسة.

التشهد واستشعار العبوديةاهلل ، عىل ثناء د »التشه قائال: التشهد الصادق × اإلمام يصف -٢

عوى، والد بالقول له عبد أنك كم بالفعل له خاضعا بالرس له عبدا فكن ك، فإنه خلقك عبدا، وأمرك أن تعبده وصل صدق لسانك بصفاء صدق ستك له وربوبيته لك، و تعلم ق عبودي ق بقلبك، ولسانك وجوارحك، وأن تم نفس و ال حلظة إال بقدرته ومشيته، وهم أن نواص اخللق بيده، فليس هل

عاجزون عن إتيان أقل ش ء ف ملكته إال بإذنه وإرادته «))).وأن بد ال اإلنسان أن إلى تعود الفقرة، هذه في اإلمام كالم فروح

مخلوقيته، تصور بمجرد العبودية، معنى وجود أعماق في يستشعر

وذلك في قبال خالقية ر به ومدبر يته.

الوجدانية حين املعاني من كثيرا يستشعر أنه آدم بني في والالفت

تحقق أسبابها، كالزوجية عندما يتم عقده، أو األبوة عندما يأتيه وليده،

والحال أنه قد ال يستشعر صفة العبودية طوال عمره ولو مرة واحدة،

رغم اكتمال أسبابها النظر ية، واملشكلة هي ما يصفها القرآن الكر يم في

قوله تعالى: ﴿بل ران ع قلوبهم﴾))).

العبودية ثم الرسالةيصفه فإنه األكرم ‘ النبي تشهده في املصلي يذكر عندما -3

1( بحاراألنوار، ج82، ص284. 2( املطففنی/14.

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

269

الةلص

ار اسر

أالعبودية بأن رتبة ثانيا، وكأن فيه إشعارا بالرسالة بالعبودية أوال، ثم

هي التي أهلته ألن يكون ‘ نبيا، فلوال هذه الحالة الباطنية من التعبد

بمراد هللا تعالى في كل أحواله، ملا تأهل ألن يبعث بالرسالة، فهو الذي

أم�سى ثلثي عمره عبدا هلل داخرا، ليكمل الثلث األخير رسوال نبيا!.

والدرس العملي من ذلك كله: إن من يروم املقامات العليا ال ينبغي له

أن يعيش الحيرة والتردد، فالطر يق إلى هللا تعالى سالك وال غموض فيه،

املسافة، قر يب إليه فالراحل بها، يختاره أراده عزم إلى إال يحتاج وال

وسبل الراغبين إليه شارعة، كما نقرأها في مضامين الز يارات واألدعية.

وأهم شرط من شروط العبودية في هذا املجال، هو ترك ما يوجب

ثانية، يفتح ال قد فإنه أغلق إذا الباب فإن املتعال، الحق غضب

والطاعات مع وجود املعا�سي كالنفخ في قر بة مثقو بة.

ومن هنا ال ينبغي أن يتعجب بعضهم من عدم الوصول إلى مقامات

أثر بطل ت الكمال بعد عمر من الطاعات، وذلك ألن املعا�سي املتخللة

متقني ﴾))).ما يتقبل اهلل من ال الطاعات، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿إن

التأسي باهلل تعاىل واملالئكة4- إن اإلمام الصادق × يطلب منا أن نصلي على جده املصطفى ‘

مع االلتفات إلى املضامين الالزمة عند الصالة عليه قائال: »فأوصل صلته

بصلته ، وطاعته بطاعته، وشهادته بشهادته، وانظر إىل أن ال تفوتك بركات فاعة والش لك، باالستغفار وأمره فائدة صلته، عن فتحرم حرمته، معرفة جليل وتعلم واآلداب، نن والس والنهي، المر ف بالواجب أتيت إن فيك

.(((» مرتبته عند اهلل عز و جل

1( املائدة/27. 2( بحاراألنوار، ج82، ص285.

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

270

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

والشاهد في هذه الرواية أن اإلمام × يطلب منا أن نوصل صالتنا

إن ذلك: من اإلمام مراد يكون وقد عليه، تعالى هللا بصالة النبي على

يصلون ومالئكته تعالى هللا فإن الصالتين، طبيعة بين سنخية نحقق

واحد، سياق في أيضا عليه نحن نصلي أن أمرنا وقد النبي ‘ على

اإلتقان من بدرجة صالتنا نجعل أن ذلك يستلزم أال نتساءل: وهنا

جعل في مصاف صلوات هللا تعالى واملالئكة والتوجه والدوام، تصح أن ت

على نبيه ‘ ؟!.

وجوب الصلوات يف التشهد املسلمين بعض تساهل وإن - النبي ^ آل على الصالة إن -٥

ففي الصالة، تشهد في يوجبونها أنهم إال - الصالة خارج بها التقيد في

صىل »من حديث: والبيهقي الدارقطني »أخرج حجر: البن الصواعق

هذا وكأن منه«))).. تقبل ل بيتي، أهل وعىل عل فيها يصل ول صلة، من اآلل عىل الصلة إن عنه: اهلل رض الشافعي قول مستند هو احلديث

واجبات الصلة، كالصلة عليه صىل اهلل عليه وآله«.))) و يقول في موضع آخر: »فمستنده المر ف احلديث املتفق عليه، قولوا :

عىل حقيقة للوجوب والمر ممد«، آل وعىل ممد عىل صل »اللهم الصح «))).

كما ذكر الرازي في تفسيره هذه الحقيقة نفسها حيث قال: » إن الدعاء

الصلة ف التشهد خاتة الدعاء هذا جعل ولذلك عظيم، منصب لآلل وهو قوله: اللهم صل عىل ممد وآل ممد، وارحم ممدا وآل ممد، وهذا

1( سنن الدار القطني، ص136. 2( الصواعق املحرقة، ص234. 3( سنن الدار القطني، ص136.

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

271

الةلص

ار اسر

أآل ممد أن حب يدل عىل ذلك فكل اآلل، يوجد ف حق غري ل التعظيم

واجب، ثم يستشهد بقول الشافعي: إن كان رفضا حب آل ممد فليشهد الثقلن أن رافض

وقال أيضا: أهل بيته صىل اهلل عليه وآله ساووه ف خسة أشياء: ف الصلة وف الصدقة، تريم وف والطهارة، السلم، وف التشهد، ف وعليهم عليه

املحبة «))).

دور التحميدمحله في أمر هذا و تشهده، أول في للمصلي التحميد يستحب -6

وآخرها، صالته منتصف في يجعل حيث التشر يع، لحكمة ومطابق

محطتين لشكر هللا تعالى، وذلك على نعمة التوفيق للصالة بين يديه،

كما أنه يذكر نعمته تعالى عليه قبل القيام للركعة األخرى، حيث أعانه

هللا بحول قائال: الجلوس بعد القيام من أعضائه بتمكين ذلك على

وقوته أقوم وأقعد.

وال شك أن هذا الحمد املتخلل من موجبات االستجابة، حيث يقول

قد وهو حمده«، ملن هللا »سمع السجود: إلى الهوي قبل ركعة كل في

حمد هللا تعالى قبلها في تشهده.

ثناء اهلل تعاىل على عبدهمنه يصدر الذي و تعالى هللا على الثناء بإزاء أن املصلي ليعلم -٧

حين الصالة، أنواعا من ثنائه على عبده، وال مجال للمقارنة والقياس

منطلق من وهذا والفاني، الباقي بين الدرجات الختالف الثنائين، بين

الحقيقة هذه وإلى ذكره. إذا عبده بذكر ووعده تعالى، هللا شكور ية

1( مفاتيح الغيب، ج27، ص595.

وا ا

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

لمطهن

مل

ةفل

272

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

د للتشه املصل قعد »إذا عنه: روي كما العسكر ي × اإلمام يشير

د الثان، قال اهلل تعاىل: يا ملئكتي قد قض خدمتي وعبادت، الول والتشهموات الس ملكوت ف عليه لثنني نبيي، د مم عىل ويصل عل يثني وقعد

ني عىل روحه ف الرواح «))). والرض، ولصلالعبد، مميزا الثناء من أن يكون إلى ضرورة ومن هنا لزم االلتفات

اللفظي الثناء الثناء اإللهي مميزا أيضا، فإن بآدابها وقواعدها، ليكون

املجرد عن املعنى قد ال يصدق عليه الثناء حقيقة، بل هو تشبه بأهل

الثناء والحمد.

التخيل احملفز٨- من املشاعر التخيلية التي قد تورث اإلقبال للعبد في تشهده: أن

يتصور نفسه في عرصات القيامة، وهو واقف بين يدي ر به، فيشهد له

بالر بو بية و ينفي عنه كل صور الشرك، ثم يتوجه إلى النبي ‘ ليشهد

له بالعبودية والرسالة ثانيا، ثم يتذكر مقام شفاعته العظمى فيطلب

من هللا تعالى أن يقبل منه شفاعته ألهل الكبائر من أمته ثالثا، ثم يطلب

من هللا تعالى أن يرفع من درجة النبي ‘ رابعا، وهذا كله من دون أن

لجميع الشفاعة تحقيق من ذكره بما يكتفي بل شيئا، لنفسه يطلب

األمة، وحينئذ نقول: إن من يعيش هذا الجو الباطني في »خياله« والذي

صالته، حين القيامة أجواء إلى »بقلبه« ينتقل أال ما، يوما سيتحقق

ليذهله على كل عناصر الدنيا املحيطة به؟!.

1( بحاراألنوار، ج82، ص286.

16اآلداب الباطنية

للتسليم

الفصل السادس عشر: اآلداب الباطنية للتسليم

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

275

الةلص

ار اسر

أ

األسفار الباطنية 1- إن لإلنسان أسفارا في عالم الوجود، ومنها سفرة األنفس، والتي

يمكن وصفها بأوصاف عديدة، ومنها التقسيم إلى األسفار األر بعة أعني:

- السير من الخلق إلى الحق، وهو مرحلة عبور عالم الطبيعة والكثرات إلى هللا تعالى.

- السير بالحق في الحق، وهو مرحلة معرفة األسماء والصفات اإللهية.الخلق إلى الرجوع مرحلة وهو بالحق، الخلق إلى الحق من السير -

لهدايتهم وإرشادهم.

- السير في الخلق بالحق، وهو مرحلة الهداية الرحيمية.واملالحظ هنا أن املصلي بعد أن ترتقى روحه في عروج علوي إلى عالم

الغيب املتناسب للسير ين األولين، فإنه يختم صالته بالتوجه إلى العباد

الصالحين بما يناسب السير ين األخير ين، فإن ختام الحركة األنفسية

ثمار أهم من وهي عباده، من اآلبقين بأيدي األخذ هو تعالى، هللا إلى

الصالة الخاشعة، حيث يتأهل العبد ألن يكون في خط األنبياء واملرسلين

استنقاذ في بل فحسب، الردى من نفسه استنقاذ في ال دعوتهم، في

اآلخر ين أيضا.

وقد ورد في الخبر عن اإلمام السجاد × أنه قال: » أوحى اهلل تعاىل

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

276

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

كيف رب يا قال: ، إل خلقي وحبب خلقي، إىل حببني موسى×: إىل رهم آالئي ونعمئي ليحبون، فلئن ترد آبقا عن بايب، أو ضاال أفعل؟، قال: ذك

عن فنائي، أفضل لك من عبادة مائة سنة، بصيام نارها وقيام ليلها«))).

أدب السالمم ال بد أن يكون حين سالمه على درجة من درجات اإلقبال

٢- إن املسل

م عليه وهو معرض بوجهه عنه، فإنه والتوجه إلى املخاطب، وإال فلو سل

يعد مستخفا بصاحبه.

م على النبي ‘ في ختام صالته لو كان ذاهال وعليه نقول: أن املسل

عن املخاطب، وعن السالم عليه، أال يعد ذلك نوعا من عدم االعتناء

به، فإنه قد يوجب العتاب على أقل تقدير؟!.

التوجه للنيب ‘لهي عليه، السالم عند النبي ‘ بتحية املرتبطة الفقرة إن -3

فقرة بليغة من حيث املعاني املتعددة: ففيها سالم ورحمة و بركات.. ومن

املعلوم أن كل واحدة من هذه املعاني لها داللتها املتمايزة، والزمة ذلك

توجه ثالث أنواع من شعب الخير من هللا تعالى إلى النبي ‘ بطلب من

بالعبد مرتبطة كلها فهي إليه، والبركات الرحمة أضيفت ولهذا عبده،

طلبا، ومن هللا تعالى إجابة.

فهل استحضرنا هذه املعاني طوال العمر ولو مرة واحدة؟!.. ولك أن

لسالم توفق ملن وذلك النبو ية، والعناية اإللهي العطاء حجم تتصور

جامع ومانع، بآدابها وشروطها الباطنية!.

1( بحاراألنوار، ج2، ص4.

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

277

الةلص

ار اسر

أالعباد الصاحلون يف التشهد

4- إن كلمة »العباد الصالحين« في التسليمة الوسطى من املمكن أن

تنطبق على جميع الصالحين من لدن آدم × إلى آخر عبد صالح وقت

صدور السالم من املصلي، ومن املعلوم أن هذا العدد الهائل ال يعلمه إال

هللا تعالى وهو املح�سي لكل �سيء، وحينئذ نقول: لو توجه السالم من هللا

تعالى إلى هذا الجمع الغفير بطلب من العبد الفقير، فما هي الجائزة التي

سيحصل عليها العبد من وراء هذا السالم؟!.. ومن املعلوم أن لكل سالم

جوابا، ولكل تحية ردا، واألولياء الصالحون أولى بالعمل بهذه القاعدة

من غيرهم!.

الهائل الجمع إلى هذا السالم إمكان وصول في التشكيك ينبغي وال

اإللهي حيث اللطف في عالم أيضا نظيرا له بجملة سالم واحدة، فإن

إثارة أكثر وهذا الدنيا، في »الفاني« بالعمل »الباقي« الجزاء يتحقق

الشرط ولكن محدودة، بجملة الكثيرة البركات إيصال من للتعجب

عليه، السالم طلبنا ملن السالم هذا وصول هو ذلك، كل في األسا�سي

لوضوح أن السالم الصادر، ال يالزم السالم الواصل دائما.

حقيقة التسليمالباطنية اآلداب ذكر خالل من يعلمنا الصادق × اإلمام إن -٥

العميقة املعاني إلى الصالتية الفقرات كل من ننتقل أن للتسليم،

قمة تمثل والتي الصالة، تلك أجزاء من جزء فالتسليم فيها، املختزنة

الرمز ية في العالقة مع ر ب العاملين.

»معنى التسليم: معنى بيان في عنه روي كما الصادق × فيقول

وسنة تعاىل اهلل بأمر أتى من أي المان، معنى صلة كل دبر ف التسليم من اءة الرب و نيا، الد بلء من المان فله فيه، خاشعا له خاضعا نبيه ‘

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

278

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

خيال على مرت قلما أخرى حقيقة يضيف × ثم اآلخرة«، عذاب - ولو من خالل سالمه م في صالته يقر و يعلن

املصلين، وهي: إن املسل

املعامالت في منه الجميع م فليسل والسالم، للسلم مظهر أنه - األخير

لم اسم من أسمء اهلل تعاىل أودعه وأداء األمانات، حيث يقول × : »و الس

وتصديق واللصاقات والمانات املعاملت ف معناه ليستعملوا خلقه، هتم «))). ة معارش مصاحبتهم ومالستهم فيم بينهم وصح

السالم األخريالتعبير بمقت�سى العموم إلى متوجها كان وإن األخير السالم إن -6

- إال أن املتيقن في تفسير معناه ومصاديقه - على اختالف »عليكم« بــ

من ذلك هم األقر بون منهم، فإذا كان املصلي متحمال لتبعة من تبعاتهم

قبل الصالة، فكيف يكون صادقا في تسليمه، وهو بين يدي ر ب العاملين

وأشد املعاقبين؟!.

يسلم منه من واإلمام الصادق × يوجه هذا العتب قائال: »فإن من ل

لم مواضعه هذه فل سلم هو أقرب إليه، فالبعد أوىل، ومن ال يضع السلق «))).. ومن الواضح أن وال تسليم، وكان كاذبا ف سلمه وإن أفشاه ف اخل

الفقرة األخيرة بليغة جدا في العتاب.

حلظات الوداع٧- إن التسليم يمثل اللحظات األخيرة من وداع الصالة، فمن املناسب

أن يعيش املصلى ألم الوداع، لو كان مستأنسا حقيقة باللقاء، فبمقدار

ما كان مقبال في صالته، فإنه سيعيش حالة املرارة النقطاع أجواء األنس

1( مصباح الرشيعة، ص95. 2( مصباح الرشيعة، ص96.

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

279

الةلص

ار اسر

أواللذة التي كان فيها، وخاصة أنه ال يحرز العودة إلى هذا اللقاء ثانية،

بمقت�سى األمر بصالة املودعين.

ومن هنا فإن املصلي يغتنم الفرصة بين فقرات التسليم، ليكتسب

مز يدا من الوقت في الفقرات الوداعية، وإن كان مما يهون الخطب عنده

الزهراء ÷ تسبيحات رأسها وعلى املأثورة، بالتعقيبات سيعقبها أن

بهذه اإلتيان حين إلى الصالتي، إقباله املصلي يستصحب أن فيحاول

التسبيحات املباركة.

ولعل هذا األمر من موجبات تشر يع تسبيح الزهراء ÷؛ إذ يوجب

- في جو صالته، رغم خروجه منها وانقطاع - ولو إجماال إبقاء املصلي

القيود اإللزامية فيها.

نية التسليمعند النبي ‘ على السالم قصد جواز في الفقهاء اختلف -٨

التسليم في الصالة، حيث إنه يتحول إلى حديث بشري مبطل للصالة؟!..

ولكن بعضهم أجاب عنها: بأن األمر خرج بدليل، فمن لم يجز الحديث

مع اآلدمي في الصالة، هو الذي أجاز الخطاب للنبي ‘.

وحينئذ نقول: إن األمر هنا شابه السالم على النبي ‘ في سجود

على أحدنا يسلم أن العاملين ر ب يجيز أن الالفت من فكم السهو،

نبيه ‘ في حال السجود و التسليم، حيث إن االلتفات إلى نبيه ‘

إنما هو في طول االلتفات إليه تعالى، فال ندية واثنينية في البين، كما قد

يتصوره بعض الجهالء بمقامات النبوة و الوالية!.

معنى »علينا« و«عليكم«السالم في و«عليكم« »علينا« كلمة من املراد في االختالف وقع -9

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

280

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ليشمل حوله، املحيطين جميع على يسلم املصلي إن فقيل: األخير،

فضال مجتمعه، أفراد من به املحيطين وكذلك به، الحافين املالئكة

عن املصلين معه لو كان في جماعة، و بكلمة جامعة قد يكون املراد بهما:

أو »عليكم« بصيغة خطابهم يصح ممن زمانه، في له املعاصرون هم

إضافتهم إلى نفسه بصيغة »علينا«.

على - بالسالم نخصهم ممن يكون أن املانع ما فنقول: وعليه

التقدير ين - ذلك الولي األعظم الذي بيمنه رزق الورى، و بوجوده ثبتت

األرض والسماء، أعني اإلمام املنتظر × والذي يرجى بالتوجه إليه أن

»واجعل الندبة: دعاء في ورد ملا مصداقا صلواته، مع صلواتنا ترتفع

صالتنا به مقبولة«.

قبح الغش10- إن املصلي - لتكرار ما يقوم به ذكرا وفعال في صالته - ال يلتفت

ر به، ومن مصاديق يدي بين به نفسه ألزم ما لوازم صالته ومدى إلى

ممن أنه مواله يدي بين يقر فإنه األخير، السالم حين يقوله ما ذلك

يمكن أن يأمن املسلمون من يده ولسانه، وأنه ال داعي ألنه يخافه أي

مسلم في غيبته حيث إنهم جميعا في أمان من جهته، وحينئذ نقول: لو

تعهد إنسان أمام مخلوق مثله بهذا االلتزام، فكم يعاتب فيما لو خالفها

بعده؟!.

والحال أن أحدنا قد يخالف هذا األمان املوعود به لكافة املسلمين

بعد صالته مباشرة، فتراه مغتابا غاشا ماكرا، وهذا ما حذر منه اإلمام

م عليهم وارد أمنوا الصادق × حيث قال: »كان الناس فيم مض إذا سل

وا م ل يأمنوه و، إن ل يرد هم، و إن ل يسل وا عليه أمن رش ه، و كانوا إذا رد رش

وال

ة ولم

مةله

نمل ةل

ت مللا

حملهة

ملة

ةفل

281

الةلص

ار اسر

أم ل يأمنهم، و ذلك خلق ف العرب «)))، فال يكونن أحدنا أقل من عىل املسل

أهل الحمية والصدق من عامة العر ب!.

التشبه باخللق اإلهليباب من املصلي من الصادرة التسليمات نعد أن املمكن من -11

التخلق بأخالق هللا تعالى ورسوله ومالئكته واملؤمنين، فال بد من إتقانها

ليقتر ب وجه الشبه بين هذه التسليمات، فمنها:

- سالم ر ب العاملين، فهو يكثر من السالم في كتابه على أنبيائه كقوله عالمني ﴾)))، وكذلك السالم بقول مطلق في

تعالى: ﴿سالم ع نوح يف ال

قوله تعالى: ﴿سالم قوال من رب رحيم ﴾))).

- سالم املالئكة املقر بين عند دخول الجنة حيث يقول تعالى: ﴿ سالم نة﴾))).

عليكم ادخلوا اجل

ين

ال جاءك ﴿ وإذا تعالى: قوله في املؤمنين على النبي ‘ سالم -يؤمنون بآياتنا فقل سالم عليكم﴾))).

تم بيوتا فسلموا إذا دخل

- سالم املؤمنين على أنفسهم في قوله تعالى: ﴿فية من عند اهلل﴾))).

نفسكم ت

ع أ

1( وسائل الشيعة، ج6، ص418. 2( الصافات/79.

3( يس/58. 4( النحل/32.

5( يس/54. 6( النور/61.

17 اآلداب الباطنية

للقنوت والتعقيب

الفصل السابع عشر: اآلداب الباطنية للقنوت والتعقيب

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

285

الةلص

ار اسر

أ

أهمية القنوتاملمكن من ولكن القنوت، هو للصالة املستحبة األجزاء من إن -1

قد الذي القر ب من درجة املستحب، الجزء هذا في العبد يحقق أن

ال يحققها في باقي صالته، وذلك ألنه محطة للحديث املسترسل واملمتع

العر بية، وإن كانت وظيفة العاملين، ففيه يجوز الحديث بغير مع ر ب

القنوت ال تؤدى إال بها، فيمكن - بعد الدعاء أو الذكر بقصد القنوت -

أن يدعو بلغة األم التي يتقنها.

ألمكنهم األمر، في السعة هذه العر بية بغير الناطقون علم ولو

الفرصة نعم وهي العاملين، ر ب مع فطري عفوي بحديث االنطالق

إليجاد حالة مع األنس بر ب العاملين، وهو جوهر الصالة كما هو معلوم.

أبي عن روي بما بإطالق األمر هذا جواز على بعضهم واستدل

جل ف صلة الفريضة، بكل ش ء يناجي جعفر ×: »ال بأس أن يتكلم الر

.(((» ه عز وجل به رب

قضاء القنوت ٢- إذا ن�سي املصلي القنوت وركع، فله أن يقنت بعد رفع رأسه من

1( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص316.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

286

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لم أنه السجود في ذكر ولو فاته، الذي القنوت عن عوضا الركوع،

عنه يقنت، فله أن يقنت بعد الفراغ من الصالة، ولو ترك القنوت رغبة

- كما روي - فال صالة له، فصار األمر شبيها بترك الصالة لجار املسجد، حيث ال صالة له إال فيها، مع أن الصالة في املسجد والقنوت في الصالة

مستحبان كما هو معلوم.

ر على نفسه لحظات األذان واإلقامة، وذكر والغر يب في العبد أنه يوف

الصالة على النبي وآله ^ في الركوع والسجود، والتسليمة املستحبة،

ر فيها وتثليث التسبيحات األر بع، ولكن بعد الفراغ من الصالة التي وف

كل ذلك، يخوض في كل ما هب ودب، من أباطيل الدنيا بل في حرامها،

فأين أنصاف العبد لر به ولنفسه؟!.

إطالة القنوتعز باهلل األنس درجة إلى وصلوا الذين املؤمنين صفات من إن -3

ذكر يبقى كيما ذلك، أمكنهم ما املستحبات بكل يقومون أنهم وجل،

هللا تعالى في قلو بهم وعلى ألسنتهم، في كل تقلباتهم قياما وقعودا وعلى

والرجاء الخوف بدواعي تعالى هللا عبادة بين فرق فهناك جنو بهم،

فحسب، و بين األنس بذكره والتلذذ بمناجاته. فقد فرق علي × بين

ار، وإن قوما أنواع العبيد بقوله: »إن قوما عبدوا اهلل رغبة فتلك عبادة التج

فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا اهلل شكرا فتلك عبادة عبدوا اهلل رهبة الحرار«))).

وعليه فإن املؤمن يحب أن يطيل في قنوته، ليبقى في مناجاة مع ر به

في هذا الجزء من صالته في أطول مدة ممكنة، فما املانع مثال أن يقرأ

دعاء كميل في قنوته ليلة الجمعة؟!..وما املانع أن يلهج بدعاء أبي حمزة

1( هنج البالغة )صبحي صالح(، ص510.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

287

الةلص

ار اسر

أالواجبة؟!.، وقد روي عن في قنوت الصلوات ليله، بل في قنوت صالة

القيامة يوم راحة أطولكم نيا، الد دار ف قنوتا »أطولكم رسول هللا ‘:

ف املوقف«))).إن البعض قد ال يتفاعل مع الحمد والسورة لتكررهما في كل صالة،

بيد أنه قد يتفاعل مع أنواع الذكر في القنوت، ملا له من حر ية االختيار

السجادية، الصحيفة مجمل يشمل بما فيه، والدعاء الذكر ألنواع

وكذا صحف األئمة اآلخر ين ^ املنتشرة هذه األيام، يضاف إليها كتب

الدعاء كمفاتيح الجنان وغيره، وخاصة عند من يجيز قراءة الدعاء من

خالل كتاب أمامه.

درجات الصلواتلها، إتقانهم درجات حسب على درجات العباد لصلوات إن -4

لة ملا يقبل نصفها و وتقر بهم من ر بهم فيها، فعن النبي ‘: »إن من الص

، وإن منها ملا يلف كم يلف الثوب اخللق، ثلثها و ربعها و خسها إىل العشا وجه صاحبها، و إنم لك من صلتك ما أقبلت عليه بقلبك«)))، ب ب فيض

فما هي الصالة التي ترتفع إلى ر بها مقبولة زاكية؟

يطيل أن املباركة، هذه موجبات من بأن القول يمكن الجواب وفي

»أفضل قال: أنه النبي ‘ عن روي ملا مصداقا قنوته، في اإلنسان

إلى هللا ليعتذر القنوت ذر يعة اتخاذ فيمكن قنوهتا«)))، طال ما لة الصتعالى من سهوه في الركعتين السابقتين، و يطلب منه املدد فيما تبقی من

صالته، إذن فهي محطة تعو يض ملا م�سى، وعزم على إتقان ما سياتي.

1( األمايل )للصدوق(، ص509. 2( بحاراألنوار، ج81، ص260. 3( وسائل الشيعة، ج6، ص292.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

288

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ومن املجر بات النافعة في هذا املجال: إن املصلي إذا أقبل في جزء من

أجزاء صالته، فإنه يستحسن له البقاء في ذلك الجزء وإطالته، الحتمال

تبدل حاله لو انتقل إلى الجزء الالحق، فمثال لو أقبل في قنوته فيرجح له

البقاء فيه، إذ قد ال يبقى معه هذا اإلقبال، فيما لو انتقل إلى الركوع بعده.

اخلوف من النهايات٥- إن من الهواجس التي تقض مضاجع املؤمنين دائما، هو الخوف

من النهايات أوال، أعني سوء العاقبة، ثم الخوف من سكرات املوت ثانيا

وإن ختمت له بالسعادة، وال يمكن معرفة املنجيات في هاتين املرحلتين

إال من خالل العاملين بأسرار الوجود، ممن أطلعهم هللا تعالى على غيبه،

وهم محمد وآله الطاهر ين ^.

الساعة تلك في الراحة موجبات من موجبا النبي ‘ ذكر وقد

ف سكرات املوت«))).. املوحشة حيث قال: »طول القنوت ف الصلة، يف

ومن املعلوم هنا أن هذه الصفة ال يراد منها الحالة العابرة، وإنما الصفة

املتأصلة من باب مناسبة الحكم واملوضوع.

التكلف ثم األنستكلفا تبدأ فقد العبادات، باقي كحكم القنوت إطالة حكم إن -6

ل ر ب

ومجاهدة، ولكن مع التكرار فإن النفس تأنس بها، أضف إلى تدخ

العاملين في تحبيب العبادة، وتز يينها في قلو ب عباده املجاهدين ألنفسهم

كم

وهو السبب األهم، كما يفهم من قوله تعالى: ﴿ ولكن اهلل حبب إل

يمان وزينه يف قلوبكم ﴾))).

ال

1( كنز العامل، ج7، ص 735.2( احلجرات/7.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

289

الةلص

ار اسر

أبل الصالة، حين بالعبادة االستمتاع عند األمر يقف ال وحينئذ

ساحة إلى الحياة مجمل ليتحول األخرى، الحياة ساحات يتعدى

»يا قائال: السجاد × اإلمام يصفه كما اإللهي، بالقر ب لالستمتاع

نعيمي وجنتي ويا دنياي وآخرت «))).

قسما القنوت٧- إن الروايات تشير إلى قسمي القنوت، فمنها ما يدل على أن العبد

يدعو بما يجرى على لسانه، فمثال بإمكانه أن يلهج أوال بالثناء اإللهي،

ثم وليه ×، فرج طلب ثم نبيه ‘، بيت أهل على املباركة وطلب

جواب في الصادق × عن روي فقد واآلخرة، الدنيا لحوائج الدعاء

عمن سأله عما يقال في القنوت، فقال: »ما قض اهلل عىل لسانك «)))، ومنها

ما يذكر فيها املأثور عنهم من أنواع الدعاء البليغ، كقول الصادق × :

نيا الد ف عنا واعف وعافنا نا، وارح لنا اغفر اللهم القنوت: ف زئك »يالدنيا عافية أن املعلوم ومن قدير«)))، ش ء كل عىل إنك واآلخرة، واآلخرة، فيها جماع الخير في النشأتين، وهو ما كان يدعو به النبي ‘

نيا واآلخرة«)))، وكما ورد أيضا عن قائال: »اللهم إن أسألك العافية ف الد

امليت بها يلقن التي وهي الفرج، بكلمات عنه يعبر ما وهو األئمة ^

ساعة املوت أيضا: »ال إله إال اهلل احلليم الكريم ، ال إله إال اهلل العل العظيم،

و رب بينهم ما و بع الس الرضني ورب بع الس موات الس اهلل رب سبحان العرش العظيم، و احلمد هلل رب العاملني «))).

1( بحاراألنوار، ج91، ص148. 2( الكايف، ج6، ص226. 3( الكايف، ج6، ص227.

4( بحاراألنوار، ج94، ص234. 5( وسائل الشيعة، ج2، ص460.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

290

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

تكرر القنوتالفر يضة في القنوت فيها يتكرر التي املواطن بعض هناك -٨

والعيدين، الجمعة كصالة املسلمين، اجتماع مواطن وهي الواحدة،

فالدعاء القنوتي فيها يصدر من الجمع الذي له خصوصية في اإلجابة،

فإن اجتماع جماعة من املؤمنين - خصوصا إذا بلغوا األر بعين - على أمر

واحد مما يحقق اإلجابة اإللهية.

فقد ورد عن الصادق × : »ما من رهط أربعني رجل اجتمعوا فدعوا

فأربعة أربعني، يكونوا ل فإن م، هل اهلل استجاب إال أمر، ف وجل عز اهلل م «)))، وهذا إن دل على ات إال استجاب اهلل هل يدعون اهلل عز وجل عش مر�سيء فإنما يدل على أهمية الدعاء من خالل القنوت - خصوصا في موارد

االجتماع كالجمعة والجماعات - و الذي قلنا عنه بأنه فرصة للعبد لكي

ينطلق مع ر به فما ير يد، وكيفما ير يد و بأي لغة يشاء.

رفع القيود يف القنوت9- إن توقيفية السور واآليات، ملن موجبات تقييد العبد في أن يأتي بها

صحيحة غير ملحونة، وهذا بدوره يؤدي - في بعض الحاالت - إلى وسوسة

الشرعية، بالوظيفة اإلتيان إلحراز األلفاظ، بعالم وانشغاله العبد

ولكن هذا القيد مرفوع في القنوت، حيث يجوز للعبد أن يأتي بالدعاء

ولو كان ملحونا، وهذا بدوره يجعل العبد في سعة من ذلك التقيد الذي

ال بد من مراعاته في التالوة القرآنية الصحيحة في الصالة، بل يتعدى

األمر إلى جواز ذكر األشعار املناجاتية في قنوته - كما مثل له في العروة

الوثقى )))- بقول الشاعر :

1( الكايف، ج4، ص340. 2( » مسألة: جيوز قراءة اإلشعار املشتملة عل الدعاء و املناجاة مثل قوله : ...«؛ العروة الوثقى، ج1، ص 699.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

291

الةلص

ار اسر

أ اهلي عبدك العاص أتاكا مقرا بالذنوب وقد دعاكـا

ونحوه ذلك شعرا ونثرا، مما يثير النفس للسير في عالم امللكوت.

الصلوات يف القنوتموطن سوى - وآله ^ النبي على الصالة مواطن من إن -10

السجود والركوع والتشهد - هو موقف القنوت، فإن هذه الصلوات من

و يختم وآله ^  النبي بالصالة على يبدأ موجبات اإلجابة فيه، حيث

بها، و يستفاد من الروايات هذه الحقيقة: أنه بعيد من رحمة هللا تعالى

أن يستجيب األول واآلخر وال يستجيب الوسط، فينبغي أن يكون طلب

الصالة أعني بين دعائين مستجابين قطعا، املغفرة والحاجات، واقعة

. على النبي وآله الكرام 

صالة ضمن واملتخلل املستحب التكبير إن املقام: في هنا والالفت

ركعتين، يبلغ تسع مرات وهو العدد نفسه في الصلوات املستحبة على

القنوت والركوع والسجود النبي وآله ^ خالل ركعتين، وذلك ضمن

كفة جعل حيث املرسل، لعبده اإللهي الوفاء هو فكم والتشهد،

التوحيد والوالية متساو يين في هذا املقام؟!.

أجل التعقيباتالزهراء ÷ تسبيحات هي الصالة بعد التعقيبات أجل من إن -11

عندما وذلك الجليلة، السيدة لهذه املعنو ية املوار يث من هي والتي

طلبت من أبيها خادمة، فعوضها هللا تعالى بهذه التسبيحة التي تعد كنزا

من كنوز الرحمن قد أودعها هللا تعالى في أمة أبيها ’ إلى يوم القيامة،

و يؤ يد ذلك ما روي عن اإلمام الباقر × أنه قال: »ما عبد اهلل بش ء من

لم، و لو كان ش ء أفضل منه، التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها الس

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

292

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

لم «))). لنحله رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله فاطمة عليها الس- والتي قدمت النساء ÷ إلى سيدة العمل انتساب هذا أن و يبدو

الجبال تتحملها ال التي التضحيات من الدين أجل من قدمت ما

الروا�سي - جعل لها ذلك األثر الذي ال يتناسب مع حجم العمل، كباقي

»تسبيح الصادق × : عن روي فقد تعالى هللا إلى االنتساب موارد

فاطمة ÷ ف كل يوم ف دبر كل صلة، أحب إل من صلة ألف ركعة ف كل يوم«))) وهذه من مصاديق املباركة اإللهية أيضا فيما انتسب إليه، كالكعبة حيث التقديس املضاعف، وقميص يوسف × حيث الشفاء

لعين أبيه، وتابوت مو�سى × حيث اقترنت به السكينة.

األنس برتبة احلسني ×بصاحبها، كأنسه الحسين × قبر بتر بة أنسا للمؤمن إن -1٢

من العظام األئمة دأب هو كما - عليها السجود إلى فباإلضافة

ذر يته - فإن لحمل سبحة من تر بته أيضا مز ية من املزايا، نفهمها مما

ر جود عىل طني قرب احلسني ع ينو روي عن الصادق × حيث قال: »الس

بعة، ومن كانت معه سبحة من طني قرب احلسني × كتب إىل الرضني السمسبحا وإن ل يسبح با«))).

ومن هنا نقول : إن من املناسب أن يسبح املصلي تسبيحات الزهراء ÷

بهذه التر بة املباركة، ليكتب مسبحا وإن غفل عن التسبيح بعد الفراغ

منه.. فعن الصادق × : »إن من أدار احلجر من تربة احلسني  × فاستغفر

ا، بحة بيده ول يسبح ب ة، وإن أمسك الس ة واحدة كتب اهلل له سبعني مر به مر

1( الكايف، ج6، ص236. 2( الكايف، ج6، ص236.

3( وسائل الشيعة، ج5، ص366.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

293

الةلص

ار اسر

أات«))) فهذه الرواية تبين أيضا مظهرا آخر من ففي كل حبة منها سبع مر

مظاهر مضاعفة هللا تعالى األجر، ملن يشاء وذلك كيف يشاء.

عدم االستحضار بالتكراريسبح قد الذكر- في والرتابة التكرار جهة من - البعض إن -13

تسبيحات الزهراء ÷ بنحو ال يستحضر املعنى املختزن فيها أبدا، وكأن

كمال أن والحال اتفق، كيفما له املحدد العدد من الفراغ هو همه

الذكر هو االلتفات إلى املضامين.

عن العجز من فيه بما »التكبير« جو العبد يعيش أن املانع فما

املتواترة على للنعم الثناء فيه بما »التحميد« الر بو بي، وجو الوصف

العبد، وجو »التسبيح« تنز يها هلل تعالى من كل منقصة وعجز؟!.

و بذلك يكون متشبها بصاحبة هذه التسبيحات، بدرجة من الدرجات،

وهي التي كانت تؤديها حق األداء.

الفرصة الذهبية14- هناك فرصة ذهبية يفوتها كثير من املصلين، أال وهو التعقيب

بعد الفر يضة، وإن عقب بعض منهم فهو تعقيب لفظي ال روح فيه، فال

بد من معرفة هذه الحقيقة وهي: إن للمصلي منحة إلهية خاصة بعد كل

فر يضة، متمثلة بدعوة مستجابة، والذي يستوعب هذه الحقيقة، ال

يمكنه إال وأن يجعل محطة نوعيه ملناجاة هللا تعالى بعد كل فر يضة،

فيستصحب فيها أجواء الصالة حتى بعد الفراغ منها، وخاصة بعد إقبال

مميز فيها.

فقد روى علي ×عن النبي ‘ إنه قال: »من أدى هلل مكتوبة، فله

1( وسائل الشيعة، ج6، ص456.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

294

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ف أثرها دعوة مستجابة«)))، قال ابن الفحام: رأيت أمير املؤمنين × في فقل املكتوبة من فرغت إذا »صحيح ، الخبر، فقال: النوم، فسألته عن

وأنت ساجد: »اللهم إن أسألك بحق من رواه ، وبحق من روي عنه، صل اعتهم، وافعل يب كيت وكيت«))). عىل ج

االسرتسال يف املناجاةكل بعد الثابتة املأثورة بالتعقيبات يكتفي البعض إن -1٥

فر يضة - العامة منها والخاصة - ، ولكن ما املانع أن يسترسل اإلنسان

في مناجاة بليغة بين يدي ر ب العاملين، وذلك فيما لو رأى إقباال في قلبه

حين الصالة، فيختار من بين املناجيات الخمسة عشر ما يناسب حاله،

وعندئذ قد تكون فترة اإلقبال من خالل املناجاة، أطول من فترة الصالة

نفسها، بل قد ورد أن من عقب ف صلته فهو ف صلة)))، فما أحسن أن

املناجاتية الوقفة و بركات الصالتي، املوقف ثواب بين اإلنسان يجمع

بين يدي مواله!.

التوسعة يف معنى التعقيبالتعقيب )))يعرف العروة صاحب الفقهاء وهو كبار بعض إن -16

بأنه: » االشتغال عقيب الصلة بالدعاء، أو الذكر، أو التلوة أو غريها من

الفعال احلسنة، مثل التفكر ف عظمة اهلل ونحوه، ومثل البكاء خلشية اهلل أو للرغبة إليه وغري ذلك. والظاهر استحبابه بعد النوافل أيضا وإن كان بعد

1( األمايل )للطوسی(، ص289. 2( عدة الداعي، ص67.

3( مالذ األخيار يف فهم هتذيب األخبار، ج3، ص604.4( العروة الوثقى، ج1، ص 3.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

295

الةلص

ار اسر

أالفرائض آكد. ويعترب أن يكون متصل بالفراغ منها، غري مشتغل بفعل آخر يناف صدقه، الذي يتلف بحسب املقامات من السفر واحلض واالضطرار كحال أيضا املش أو الركوب حال صدقه يمكن السفر ففي واالختيار؛ االضطرار، واملدار عىل بقاء الصدق واهليئة ف نظر املتشعة. والقدر املتيقن ف احلض، اللوس مشتغل بم ذكر من الدعاء ونحوه، والظاهر عدم صدقه عىل اللوس بل دعاء، أو الدعاء بل جلوس، إال ف مثل ما مر، والوىل فيه

االستقبال والطهارة، والكون ف املصىل «. والالفت في هذا التعر يف: إنه جعل التفكر من مصاديق التعقيب

إلى العبد يدعو مما والتالوة، والدعاء الذكر على عطفا وذلك أيضا،

اتخاذ محطة للتأمل والتفكر بعد كل صالة، من قبيل محاسبة نفسه،

أو أي تفكير يعود إلى هللا تعالى، ولو كان ذلك من خالل مقروء أو مسموع

ره باهلل تعالى واليوم اآلخر.

يذك

احملفزات املادية1٧- إن تحفيز النفس باملحفزات املادية من قبيل: الرزق، والعافية،

من عامل الدنيو ية، املزايا من وغيرها املخلوقين قلو ب في واملودة

القرآن استعمله ما وهو املعنى، عالم على أيضا النفس إقبال عوامل

ر العباد بمتع الجنة املادية منها كالحور

الكر يم كثيرا، وذلك عندما يذك

والقصور.

ومما يحقق ذلك أيضا - أي تحفيز النفس نحو اإلقبال في الدعاء - هو

االعتقاد بوجود صلة بين الرزق بكل صوره و بين التعقيب بكل صوره

من زق الر طلب ف أبلغ »التعقيب الصادق × : عن ورد فقد أيضا،

ب ف البلد«))). الض

1( وسائل الشيعة، ج6، ص429.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

296

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حيث الطلوعين، بين اليقظة هي أيضا الرزق سعة موجبات ومن

الشمس، طلوع إلى مصاله في الفجر صالة بعد يجلس أن يستحب

زق فيم بني مشتغال بذكر هللا تعالى حيث ورد عن علي × : »واطلبوا الر

ب ف زق، من الض ع ف طلب الر مس؛ فإنه أس طلوع الفجر إىل طلوع الشزق بني عباده «))). اعة التي يقسم اهلل فيها الر الرض، و هي الس

الدعاء خري من الصالةأن استطاع فمن موضوع، خري »الصلة النبي ‘ : عن روي -1٨

يستكثر فليستكثر «))) ومع ذلك فإن الدعاء بعد الفر يضة - كما ورد))) - أفضل من الصالة تنفال، وهذا لوحده كاف في بيان عظمة هذه الوقفة

الدعائية بعد الصلوات الواجبة، وكأن هللا تعالى يحب أن يف�سي العبد

بما في قلبه من حديث باطني، سواء كان طلبا لحاجة، أو شوقا محضا

إليه.

دفع البالءباملقدرات مزدحما يكون قد اإلنسان يستقبله الذي اليوم إن -19

في ارتكبه لتقصير وذلك عليه نقمة بعضها يكون قد والتي اإللهية

ومنها - الصباحية التعقيبات بركات فإن من هنا السابقة.. ومن أيامه

االستعاذة - هو دفع البالء عن العبد وقد أبرم إبراما، حيث يقول العبد

ف وإخوان وولدي، ومال، وأهل، وديني، نفس، »أعيذ استعاذته: في

1( اخلصال، ج2، ص616. 2( املعجم االوسط للطرباين، ج 1، ص 84.

الة تنفال «، الكافی، ج6، ص232. عاء بعد الفريضة أفضل من الص 3( »الد

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

297

الةلص

ار اسر

أ، وخواتيم عمل، ومن يعنيني أمره... «))). ديني، وما رزقني ريب

تعم واآلفات، الشرور دفع في االستعاذة هذه قوة إن هنا والالفت

املحيطين باإلنسان من األهل والعيال، بل من يعنيه أمره من املؤمنين

واملؤمنات.

خري اهلداياعلى يعينه ما هو املؤمن، ألخيه املؤمن يقدمها هدية خير إن -٢0

ر به، مع لقاء هي التي الصالة عدة له إهداؤه ومنه آلخرته، التزود

القبول، وهذه العدة هي إلى اللقاء أقر ب وكلما كانت العدة أكمل كان

التي ذكرها اإلمام الكاظم × بقوله: »ال يلو املؤمن من خسة: سواك،

ادة، وسبحة فيها أربع و ثلثون حبة، وخاتم عقيق«))). ومشط، وسجبل إن بعض ما في هذه العدة، إنما هي هدية العرش لساكنيها، فكيف

ن يغفل أهل الفرش عنها؟!. فقد روي في الخبر: » أن احلور العني إذا بص

اب بط إىل الرض لمر ما، يستهدين منه املسبح و الرت بواحد من الملك يمن قرب احلسني ׫))).

التفكر عند التعقيبخري ساعة، ر »تفك ورد: دائما، حيث بالتفكر مأمور املؤمن إن -٢1

آخر من عبادة سنة)))، وف رواية ستني سنة)))، نقل ليلة«)))، وف قيام من

1( مفاتيح اجلنان، باب التعقيبات املشرتكة. 2( وسائل الشيعة، ج6، ص456. 3( وسائل الشيعة، ج6، ص456.

4( الكايف، ج1، ص141. 5( تفسری العيايش، ج2، ص208.6( تفسری الصايف، ج1، ص409.

واصش

لة فمت

شمسمة

موله

لةلنم

ةلت مل

لاابم

له ملة

ةف

ل

298

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وف حديث آخر سبعني سنة)))، وجاء التصيح ف بعضها بإدمان التفكر ف اهلل وف قدرته.

الصبح صالة عقيب هو التفكر، هذا ملثل األوقات أفضل ومن

واملغر ب لسكون النفس فيهما، فإن املصلي فرغ من زحمة الحياة وتوارد

القيل والقال.

واملطلو ب في هذه الساعة أن يكون التفكير فيما ق�سى يومه فيه، وما

ينبغي عليه أن يكون من غد، بل مراجعة مسيرة حياته العامة، ليعلم إلى

أين وصل من االستعداد الستقبال املوت، والدفاع عن نفسه في محكمة

ر به الكبرى!.

استحياء الربحال في ورد ما آدم، لبني املخجلة بل الالفتة الروايات من إن -٢٢

أو غيره، حيث إن هللا تعالى في قنوت إلى السماء العبد وهو رافع يديه

وهو الغني املتعال، يستحي من عبده الذليل الحقير بين يديه، فقد ورد

عن الصادق × : »ما أبرز عبد يده إىل اهلل العزيز البار إال استحيا اهلل عز

فإذا دعا يشاء، ته ما عل فيها من فضل رح ها صفرا، حتى ي يرد أن و جل أحدكم فل يرد يده حتى يمسح عىل وجهه و رأسه «)))، ولعل األمر بمسح الوجه بيده من جهة العطاء اإللهي الذي حل فيه، أو من جهة أن اليد

التي مدت إلى هللا تعالى صارت مباركة، فصارت من شؤونه فجاز التبرك

بها أيضا.

1( رياض السالكنی، ج3، ص307.2( الكايف، ج4، ص307.

18اآلداب الباطنيةلصالة الليل

الفصل الثامن عشر: اآلداب الباطنية لصالة الليل

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

301

الةلص

ار اسر

أ

تأكيدان نادرانمستحبين على التأكيد مثل مستحب فعل على تأكيد ورد قلما -1

وهما : صالة الليل، وصالة الجماعة.. ومن الالفت في املقام أنهما مستحبان

هو كما - الليل جوف في سرا ؤدى ت فإحداهما مختلفين، لونين من

الغالب - والثانية تؤدى جهرا في مأل من الناس.

في تعالى هللا يدي بين خالصة تعود على وقفه أن من املعلوم ومن

في اتفق أن صلى جماعة لو الر ياء، يؤمن عليه من الليل، فإنه جوف

ر م في نفسه، فصغ

الناس، فإنه على موعد في الحالتين معا مع من عظ

ما دونه في عينه.

وصية النيب لوصيههللا من طلب الليل، بصالة عليا × النبي ‘ أو�سى عندما -٢

بخصال نفسك ف قال ‘ :» أوصيك حيث عليها، يعينه أن تعالى

وعليك يل، الل بصلة وعليك قال: أن إىل أعنه، اللهم قال ثم فاحفظها، يل«))). يل، وعليك بصلة الل بصلة الل

ولعل السر في ذلك هو علم النبي ‘ باملواقف الصعبة التي ستمر

1( وسائل الشيعة، ج4، ص91.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

302

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

يل منذ عليه كليلة الهر ير، فهو الذي قال بعد ذلك: »ما تركت صلة الل

اء: وال ليلة اهلرير، يل نور، فقال ابن الكو  ‘: صلة الل سمعت قول النبيقال: وال ليلة اهلرير«))).

أو بلحاظ توقع النبي ‘ أن يكون وصيه في أعلى درجات اإلقبال

اهلل مع ل »إن قائال: عنها عبر التي الحالة هذه في أيضا ليشابهه فيها،

حاالت ال يتملها ملك مقرب، وال نبي مرسل«))).

السفر بصالة الليل3- خير ما يصور لنا تأثير صالة الليل في إيصال العبد إلى غايته، هو

ما روي عن اإلمام العسكر ي × حيث قال : »الوصول إىل اهلل سفر، ال

يدرك إال بامتطاء الليل«)))، وكأن هذا السفر الشاق ال يسهله إال ركو ب هذا املركب أي قيام الليل، الذي وإن بدا صعبا ملن لم يستذوق حالوة

- إال إن الغاية التي يحققها - ملا يستلزمه من هجران النوم القيام فيه

نسبة فأين إغراء!.. أيما املقام في مغر ية تعالى، هللا إلى الوصول وهو

هجر ساعة من نوم، من الوصل بمبدأ كل فيض في الوجود؟!.

وليعلم أنه لم يعهد في تار يخ األولياء والصالحين، أن وصل أحدهم

إلى �سيء من الكمال، من دون أن يكون من أهل الليل، وهو الذي يفهم

من هذا الحديث الشر يف.

اجلزاء املبهم4- إن القرآن الكر يم ذكر الجزاء املترتب على التهجد، وذلك في حالة

1( بحاراألنوار، ج14، ص17. 2( جامع السعادات، ج1، ص35.3( بحاراألنوار، ج75، ص380.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

303

الةلص

ار اسر

أن يبعثك

د به نافلة لك عس أ من اإلبهام حيث قال: ﴿ومن الليل فتهج

ربك مقاما ممودا﴾)))، والحال أن القرآن الكر يم طاملا ذكر الجزاء حول وذلك الطاعات، مختلف حول آياته، مطاوي في الطاعات مختلف

األمر أن بالقول وذلك التكاسل، موجبات مع وخاصة ألهلها تحفيزا

قلو ب على اإللهية الواردات فإن جزاء، ذكر أو وصف به يحيطه ال

مقام في لها املستذوق فغير توصف، وال تدرك باألسحار، املتهجدين

العمل، ال يمكنه فهم هذه املعاني القلبية، فكأن اإلبهام في محله.

وقد يكون اإلبهام من جهة أن هللا تعالى، ال ير يد أن يذكر جزاء مقابل

الجزاء إلى حد هذا والقصور يصل الحور فأي جزاء من الخلوة معه،

الذي هو أشبه بمقام الرضوان؟!.

العبد يعمله »ما من عمل حسن و يؤ يد ذلك كله قول الصادق  × :

ا لعظم خطرها ثواب يل، فإن اهلل ل يبني إال وله ثواب ف القرآن إال صلة اللا وم وطمعا خوفا م رب يدعون املضاجع عن م جنوب تتجاىف فقال: عنده، ة أعني جزاء بم كانوا م من قر رزقناهم ينفقون. فل تعلم نفس ما أخفي هل

يعملون «))).

اقتضاء العبادات٥- إن تأثير العبادات في النتائج املوعودة عليها في الروايات، إنما هو

يحصل على أن العبد يتوقعن التامة، فال العلة ال االقتضاء باب من

النتيجة بمجرد القيام بعمل عبادي في فترة قصيرة، فلعل هناك نقصا

لبعض الشرائط، أو مانعا يبطل أثر املقت�سي.

ومن هنا فإن اآلية لم تجزم بهبة املقام املحمود، بل جعلته في قالب

1( اإلرساء/79. 2( وسائل الشيعة، ج8، ص163.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

304

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املقام على الباعث فإن عمله، إلى العبد يركن لئال »ع�سى« الترجي

بيد أمرها وإنما بعقله، البشر التي ال يستوعبها له معادالته املحمود،

العليم الخبير.

نقصان الشرف6- لو أن املؤمن جاء بجميع الطاعات - سوى قيام الليل - فإنه يبقی

في دائرة النقص؛ إذ فقد مرتبة من مراتب الشرف، حتى لو كان صاحبه

مجاهدا في سبيل هللا تعالى، أو من كبار املنفقين في طاعته، فقد ورد عن

ف املؤمن صلته بالليل «))) . اإلمام الصادق × أنه قال: »رش

في العمدة وهو - اآلخرة في تجلياتها الشرافة لهذه أن املعلوم ومن

املقام - ألن منطقة األشراف في الجنة، ال يدخلها إال أهل قيام الليل.

الرزق وصالة الليل٧- هناك تناسب بين الرزق بمعنييه املادي واملعنوي و بين قيام الليل،

يل الل صلة الصادق × :» إن عن كما الرواية وعدت فقد جهة فمن

قيام من مانعة املعصية فإن أخرى جهة ومن النهار«))) رزق تضمن الليل، و بالتالي الحرمان من البركات التي تنزل على أهلها في كل ليلة، فعن

الصادق × أيضا :» إن الرجل يذنب فيحرم، صلة الليل«))).

موجبات ملن واملعنو ية، املادية املزايا من الحرمان إلى االلتفات إن

الجانب - حتى الوجود اإلنساني أن الليل، وما من ر يب بقيام االلتزام

البدني منه - يتأقلم مع الحوافز الداخلية؛ إذ ما ضعف بدن عما قو يت

عليه النية، وما ذكرناه من املزايا في دار الدنيا، يعد أيضا من موجبات

1( الكايف، ج6، ص651. 2( وسائل الشيعة، ج8، ص158.

3( الكايف، ج3، ص675.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

305

الةلص

ار اسر

أتحقق النية الجازمة من أجل الحصول على الرزق الواسع بمعناه األعم

الشامل: للعلم النافع، والصدقة الجار ية، والزوجة املطيعة، والذر ية

الطيبة، وشرح النفس وغيرها.

القلق من احلرمانالليل خسارة في حد نفسه، ولكنه أيضا التوفيق لقيام ٨- إن عدم

كاشف عن حزازة في النفس ومنقصة فيها، وهي التي جلبت له مثل هذا

الحرمان.

من ليلة في ولو - التوفيق هذا سلب على يمر ال املؤمن فإن ولهذا

لئال جذورها عن يبحث بل يقع، لم شيئا وكأن الكرام مرور - الليالي

يتكرر الحرمان في ليلة الحقة.

ومن هنا جاء أحدهم شاكيا إلى علي × هذا الحرمان، وإذا بطبيب

ذنوبك «)))، قيدتك قد رجل »أنت قائال: ذلك في العلة يبين النفوس

وهذا التعليل سار في كل األزمنة ملن ابتلي بهذا الحرمان - ولو في بعض

لياليه - فإن لكل يوم وليلة حسابهما الخاص بهما، فقد يكون التقصير

في ليلة سببا للحرمان في تلك الليلة.

شرط اإلمثار9- إن املداومة على املستحبات ملن شروط اإلثمار الكامل، فال يتوقع

املستمزج للعبادة أو املجر ب لها في بعض أيامه ولياليه، أن يحصل على

البركات املترتبة عليها، واملوعودة بها في اآليات والروايات، فمثال من أراد

أن يكتب من املستغفر ين باألسحار فعليه باالستغفار في صالة الليل،

يل الل صلة عىل داوم »من الباقر × : فعن كاملة، سنة عليها مداوما

1( التوحيد )للصدوق(، ص97.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

306

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ة، ثم واظب عىل ذلك سنة كتب والوتر، واستغفر اهلل ف كل وتر سبعني مرمن املستغفرين بالسحار«))).

هذا بعد التوفيق منه سلب من إن الرواية: هذه من واملستفاد

االلتزام، فإنه يبقى متصفا بهذه الصفة املقدسة، فكم من العظيم أن

يحوز اإلنسان على هذا الشرف الذي يفارقه بمغالبة نفسه سنة واحدة!.

الدعوة للجميع10- إن الدعوة إلى قيام الليل، ليست متوجهة إلى طبقة خاصة من

األمة ممن يشار إليهم بالبنان في طر يق السير إلى هللا تعالى، بل إنه يعم

ئيل يوصيني بقيام خيار األمة الذين عناهم النبي ‘ بقوله: »ما زال جرب

تي لن يناموا«))) . يل، حتى ظننت أن خيار أم اللبلد، وفيهم من تعالى على أهل وعليه فكم من املعيب أن يطلع هللا

يقيم الليل، ممن هو ليس على نهج أهل البيت ^ والحال أن من يدعي

االنتساب إلى نهجهم ينام مع الغافلين في األسحار، و بكلمة عتابية فإن

اإلمام الصادق × يخرج هؤالء عن الزمرة القر يبة اللصيقة بهم حين

يل «))). يصل صلة الل يقول: »ليس منا من ل

نور املتهجدين11- إن النور الذي يسعى بين أيدي املؤمنين يوم القيامة - كما يصفه

القرآن الكر يم - يالمس أيضا أرواح املتهجدين بالليل، إلى درجة تنعكس

على وجوههم في الدنيا، وإن لم يدركها فاقدوا البصيرة الباطنية، فقد

1( بحاراألنوار، ج84، ص225. 2( وسائل الشيعة، ج8، ص154. 3( وسائل الشيعة، ج8، ص162.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

307

الةلص

ار اسر

أ

وجها؟ الناس أحسن من يل بالل دين املتهج بال »ما السجاد ×: سئل النور لهذا أن شك وال نوره«))) من اهلل فكساهم باهلل، خلوا م لن قال: تأثيره في الحياة الدنيا: حالوة في القول، و سماحة في الوجه، وتأثيرا في

القلو ب، وهو معنى الود الذي يجعله الرحمن ملحبيه.

النور اخلاص1٢- إن لكل عبادة نورها الخاص بها، فما يكتسبه العبد من نور الحج

ال يجده في الصالة، وما يكتسبه من نور الجماعة ال يجده في صالة الليل..

وعليه فإن املؤمن حر يص على أن يكون مجمعا لكل هذه األنوار الر بانية،

فأي عمل يعوض عن وقوف املتهجد في جوف الليل مناجيا ر به قائال:

وأبوابك أنامك، عيون وهجعت سمواتك، نجوم غارت »اهلي!.. ما وجللك وعزتك أما وترحني... ل لتغفر جئتك للسائلني، مفتوحة وال شاك، بك وأنا عصيتك إذ عصيتك وما مالفتك، بمعصيتي أردت وأعانني نفس، متعرض، ولكن سولت ل لعقوبتك بنكالك جاهل، وال عىل ذلك سرتك املرخى به عل، فإنا اآلن من عذابك من يستنقذن، وبحبل

من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟!«))).

حمطتا التنقية13- إن للمؤمن محطتين لتنقية باطنه مما علق به من شوائب الذنو ب:

فعــــــن العصــر، صــالة بعد باالستغفار متمثــــلة النــهار في وقفــــــة -ة، غفر الصادق × أنه قال: »من استغفر اهلل بعد صلة العص سبعني مر

اهلل له سبعمئة ذنب«))).

1( علل الرشايع، ج2،ص366. 2( مصباح املتهجد، ج1، ص132.

3( وسائل الشيعة، ج6، ص482.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

308

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

- وقفة في الليل متمثلة باالستغفار في صالة الوتر سبعين مرة أيضا، وهو من موجبات املغفرة ملا ورد عن الصادق × أيضا أنه قال: »صلة

يل، تذهب بم عمل من ذنب بالنهار«)))، والجامع لالستغفار ين املؤمن بالليئات﴾))). سنات يذهب الس

هو قوله تعالى: ﴿إن ال

ولك أن تتصور إنسانا يستحم في اليومين مرتين، فهل يبقى من درنه

�سيء؟!.

تبعات العبادالقيامة، هو موقف املصافاة مع العسيرة يوم 14- إن من املواقف

العباد، والتي ال ترفعها مغفرة ر ب العاملين، فإن حق املخلوق يغاير حق

الخالق، فقد يعفو الحق املتعال عما يتعلق بحقه، وتبقی تبعات العباد

فيما بينهم ليعفو بعضهم عن بعض.

ومن هنا تأتي قيمة االستغفار للمؤمنين في جوف الليل، وذلك عندما

يذكر املؤمن الذين أساء بحقهم، فقد يكون هذا االستغفار الليلي من

مدخر رصيد ألنه ظامله؛ عن القيامة يوم العبد ذلك تجاوز موجبات

يظهر أثره في ذلك اليوم العصيب.

احلد األدنىوتثاقال، تكاسال الكاملة بركعاتها الليل قيام يترك البعض إن -1٥

فما املانع أن يلزم العبد نفسه بالحد األدنى من القيام كالشفع والوتر،

وذلك قبل منتصف الليل - ملن يجيز اإلتيان بها كذلك - إلى أن يستذوق

في باطنه بركات العمل، فيدعوه للمز يد من الخير؟!.

1( الكايف، ج6، ص14. 2( هود/114.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

309

الةلص

ار اسر

أاإللهي، اللطف موجبات من العبد عليه يداوم الذي القليل وهذا

، ما داوم فقد ورد عن الباقر × أنه قال: » أحب العمل إىل اهلل عز وجل

.(((» العبد عليه وإن قلمن درجة إلى يصل العبد إن باملناسبة: نقول أن هنا يفوتنا وال

انكشاف الحجب عنه، بحيث تتساوى عنده املواسم، فال يقبل في وقت

اهلل ﴿فاتقوا بل شعاره: الطاعة، في عالم باألقل يكتفي آخر، وال دون

م أ ت

ل

سأ استطعتم﴾)))، وهو ما كان عليه أمير املؤمنين × حينما ما

و رمضان ت: ال

ق

ف رمضان، هر

ش في علي ة

صال عن علي

ة ي سر سعيد

ه.)))ل

يل ك

ال سواء، يحيي الل و

ش

موجبات قيام الليلكرت ملن يروم قيام الليل، خائفا من غلبة سلطان

16- هناك أمور ذ

النوم عليه، فمنها:

نا بش مثلكم يوح إلما أ ل إن

- قراءة آخر آية من سورة الكهف: ﴿قما إلهكم إل واحد﴾)))، وجزاؤه كما ذكر النبي ‘: »سطع له نور إىل

نأ

املسجد احلرام حشو ذلك النور ملئكة يستغفرون له حتى يصبح«)))، وآية الكر�سي ثالث مرات، وآية ﴿ شهد اهلل ...﴾)))، وآية السخرة )))، وتسبيحات

الزهراء ÷، والنوم على الوضوء.

1( الكايف، ج6، ص36. 2( التغابن/16.

3( بحاراألنوار، ج41، ص17. 4( فصلت/6.

5( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص471. 6( آل عمران/18.

خرة. 7( تعرف اآليات : 54 و 55 و 56 من سورة األعراف بآية الس

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

310

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وأخذ يل الل قيام من شيئا أراد »من النبي ‘ : عن املأثور قراءة -علني من مضجعه فليقل:»اللهم التؤمني مكرك، و التنسني ذكرك، و التينبهه به ملكا - ل اهلل- عز وجل أقوم ساعة كذا و كذا«، إال وك الغافلني،

اعة«))). تلك السومن مضجعه، من العبد يقوم عندما االستيقاظ نعمة شكر -املعلوم أن شكر نعمة اليقظة في تلك الليلة، يوجب املز يد من التوفيق

يل من منامك ، لليالي القادمة، فقد روي عن الباقر × : »إذا قمت بالل

ده و أعبده «))). فقل: »احلمد هلل الذي رد عل روحي لح- تخفيف العشاء، فإن ثقل الطعام يوجب ثقل النوم أيضا.

- النوم املبكر بدال من االنشغال باألباطيل املذهلة عن الحق، فإنه ال يمكن تحدي طبيعة البدن، فالبدن املرهق الذي لم يأخذ قسطه من

النوم، ال يستجيب لصاحبه بنشاط وإقبال.

النوم من القيام بعد وخاصة - فواتها عند الليل صالة قضاء -نيته، في جادا كان صاحبها أن على صدق عالمة هذا فإن - مباشرة

وخاصة مع استشعاره شيئا من الندم ملا قد فاته.

- امتالك الهاجس النفساني قبل النوم، وأن يعيش حالة من القلق، العليا الدرجات فقد و بالتالي الليلة، تلك في التهجد فوات الحتمال

يقول: عندما السجاد × اإلمام به يذكرنا ما وهو تعالى، هللا عند

تنافسوا لكن و بطيئا أو كان يعا س تفوتكم فلن النة ا أم شيعتنا »معارش رجات «))). ف الد

1( الكايف، ج4، ص461. 2( الكايف، ج4، ص455.

3( بحاراألنوار، ج71، ص308.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

311

الةلص

ار اسر

أمعنى قلة اهلجوع

ما الليل من قليال ﴿ اكنوا تعالى: قوله تفسير في الكالم وقع -1٧

يهجعون ﴾)))؛ فمن قائل: إنهم كانوا قليال ما ينامون في الليلة الواحدة، إنه قائل: ومن أكثرها، ون

و يصل فيها قليلة فترة ليلة كل في فيهجعون

من قليل في يهجعون أنهم فيفيد الليالي، مجموع إلى بالقياس مأخوذ

أكثرها أي ال في فيها، و يقومون للصالة الليل بمعنى فوات قيام الليالي

يفوتهم صالة الليل إال في قليل من الليالي.

فعلى التقدير ين فإن قيام الليل سمة الزمة للمؤمنين - حتى للذين

كانوا في أوائل الدعوة - وعليه نقول: إن كان تمسك من كان حديث عهد

باإلسالم على ما وصفته اآلية، فكم من الخسران أن يحرم العبد هذا

التوفيق، وقد م�سى من عمره ما م�سى في أجواء الهداية والصالح!.

تثبيت املكاسب1٨- إن هللا تعالى يشير إلى دور الليل - وخاصة ما فيه من الصالة - في

شد وطئا﴾))) تثبيت املكاسب األخرو ية فيها حين يقول: ﴿إن ناشئة الليل ه أ

فما ذكر في اآلية - على ما ذكره صاحب امليزان))) - كناية عن كونها أثبت

النهار ية، وقيل مواطأة بالشواغل النفس، وعدم تكدرها قدما لصفاء

أثبت قوال، وأصو ب كونها »أقوم قيال«، بكونها واملراد اللسان، القلب

لحضور القلب و هدوء األصوات، واملعنى أن حادثة الليل أو الصالة في

قوال أثبت و اللسان، القلب مواطأة في أشد أو قدما، أثبت هي الليل

عن اإلنسان انقطاع يستتبع سكنا، الليل جعل هللا أن ملا وأصو ب،

شواغل املعيشة، إلى نفسه و فراغ باله.

1( الذاريات/17. 2( املزمل/6.

3( امليزان، ج20، ص 64.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

312

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وأما قوله: ﴿إن لك يف انلهار سبحا طويال﴾))) فإنه كناية عن الغور في

مهمات املعاش، وأنواع التقلب في قضاء حوائج الحياة، واملعنى: أن لك

في النهار مشاغل كثيرة تشتغل بها مستوعبة، ال تدع لك فراغا تشتغل

و بالليل فعليك بذكره، إليه واالنقطاع ر بك إلى التام بالتوجه فيه

الصالة فيه.

الربكات املختصةهو الفجر، وصالة الليل قيام بأهل املختصة البركات من إن -19

النهار ومالئكة الصاعدة الليل مالئكة اقتران ساعة لدرك توفيقهم

النازلة، وهو املستفادة من قوله تعالى:﴿ اكن مشهودا﴾))).

وال شك أن شهادة صنفي املالئكة لعبادة املتعبدين في هذا الساعة،

تتولى محاسبة املالئكة أن هذه وليعلم العرش، في لهي شهادة مقبولة

العباد بإذن هللا تعالى، كما أنها أيضا تستغفر ملن في األرض.

سرور العرش٢0- من املمكن أن يصلي العبد صالة ليله دهرا، ولكن قد تكون صالة

ليلة من الليالي تقع موقعها في العرش، ملا فيها من التلبس بزي العبودية

الخاصة، وذلك كما لو قام العبد بمجاهدة معتبرة في هذا املجال، ومثاله

بهم اهلل، ويضحك إليهم، ويستبش ما ورد في الحديث النبو ي))): »ثلثة ي

يقتل، أن ا فإم بنفسه هلل عز وجل، قاتل وراءها انكشف فئة إذا بم: الذي ه اهلل عز وجل و يكفيه، فيقول: انظروا إىل عبدي هذا، كيف ا أن ينص وإم

1( املزمل/7. 2( اإلرساء/78.

3( كنز العامل، ج15، ص843.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

313

الةلص

ار اسر

أيل، حسن؛ فيقوم من الل صرب ل بنفسه، والذي له امرأة حسنة، وفراش لنيفيقول: يذر شهوته ويذكرن، ولو شاء رقد، و الذي كان ف سفر، وكان معه اء«.. ومن املعلوم اء وس حر ف ض ركب فسهروا ثم هجعوا، فقام من الس

أن الضحك هنا، كناية عن السرور واالستبشار.

إلقاء الثقلمن يكون أن من الخوف النتابه اآلية هذه في العبد تأمل لو -٢1

مصاديقها؛ ألنها تتحدث عن حالة ال يحب هللا تعالى فيها الخير من عبده،

﴿ولكن كره فيلقي عليه الوهن و يثبطه عن العمل، وهو قوله تعالى:

قاعدين ﴾))) فاآلية وإن نزلت في اهلل انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع ال

مورد الجهاد، ولكن من املمكن أن يثبط هللا تعالى عبده عن الصالحات

في حاالت أخرى، وذلك عندما ير يد خذالنه ومنها قيام الليل، فيتفق أن

يقوم العبد من ليلته ألمر سوى الصالة، ولكنه ال يرى في قلبه أي إقبال

على قيام الليل.

و يستفاد من بعض الروايات أن للشيطان دورا في إلقاء هذا الثقل

عليه ليكرهه عبادة ر به، فعن الصادق × أنه قال: »ليس من عبد إال

ج وإال فح ذلك قام كان مرارا، فإن تني أو مر ة أو مر ليلة »ويوقظ« ف كل يكن ذلك منه، قام ه إذا قام ول يطان فبال ف أذنه، أو ال يرى أحدكم أن الش

ثقيل كسلن«))). وهو متحري

العجب من القيام٢٢- يتفق للعبد أن يصاب بالعجب إذا توفق لصالة الليل فترة من عمره

1( التوبة/46. 2( وسائل الشيعة، ج8، ص159.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

314

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

- وخاصة إذا اقترن باإلقبال والخشوع - فيظن أنه قد قطع مسافات في طر يق القر ب من هللا تعالى، والحال أن لكل ساعة عبادتها، فكونه موفقا

ق لنيل ر�سى ر به في ساعات النهار من ساعة من ليل، ال يعني أنه قد وف

أيضا، فقد يصبح وهو سيئ الخلق مع أهله بدعوى سهر الليل مثال، وهنا

يتدخل عالم الغيب في إلقاء النعاس عليه، لئال يبتلى بمثل ذلك.

عبادي من إن تعاىل: اهلل »قال قال: أنه النبي ‘ عن روي فقد

ل د فيتهج وساده، ولذيذ رقاده من فيقوم عبادت ، ف تهد ي ملن املؤمنني ؛ نظرا مني يلتني يلة و الل به بالنعاس الل ، فيتعب نفسه ف عبادت، فأض يال اللله، و إبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه، زارئ عليها، ه فيصري ذلك، من العجب لدخله عبادت من يريد ما وبني بينه لواخل و بأعمله، لعجبه هلكه؛ فيه ما ذلك من فيأتيه بأعمله، الفتنة إىل العجب حد عبادته ف وجاز العابدين، فاق قد ه أن يظن حتى نفسه، عن ورضاه

ب إل «))). ه يتقر التقصري، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أن

االلتفاتة الرحيمة٢3- ما من ر يب أن نفس االستيقاظ من أجل صالة الليل وهجران

الكرى، ملن موجبات االلتفاتة الرحيمة من هللا تعالى في حد نفسه، ملا

عنه يعبر كما - مضجعه عن التجافي عند املعاناة من العبد يعيشه

القرآن الكر يم - فكيف إذا اقترن به اإلقبال والخشوع .

وحينئذ من املمكن أن يؤدي العبد صالته في حال من النعاس مترنحا

يمينا وشماال، إال أن هللا تعالى يباهي به املالئكة، وكفى بالعبد فخرا في

قال: أنه الصادق × عن روي فقد ر به، به يفتخر أن الحالة تلك

ذقنه وقع وقد وشمال، يمينا النعاس به فيميل يل، الل ف ليقوم العبد »إن

1( الكايف، ج3، ص157.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

315

الةلص

ار اسر

أمء، فتفتح ثم يقول مللئكته عىل صدره، فيأمر اهلل تبارك وتعاىل أبواب السمني راجيا عليه أفرض ل بم ، إل ب التقر ف يصيبه ما عبدي، إىل انظروا أشهدكم أزيده فيه، رزق دها، أو أجد توبة أغفره، أو ذنب لثلث خصال

عتهن له«))). ملئكتي أن قد ج

الزوجان اإلهليانيلفت ال الذين - وهم السماء أهل الالفتة عند الصور إن من -٢4

على الليل يقيمان مؤمنين زوجين صورة - عظيما كان ما إال نظرهم

على عنه روي فيما النبي ‘ ترحم وقد بينهما، فيما التوا�سي نحو

، فصىل الليل من قام رجل اهلل »رحم قال: حيث الزوجين هذين مثل

وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح ف وجهها املاء، رحم اهلل امرأة قامت املاء«)))، ف وجهه نضحت أبى فإن زوجها، أيقظت و فصلت الليل، من والنتيجة إن هذا البيت الر باني يتحول إلى ما يشبه النجم ألهل السماء،

ولك أن تتصور ما هي البركات النازلة على منزل م�سيء بما فيه من: تالوة

القرآن، والصالة بين يدي هللا تعالى!.

يل بتلوة فعن الصادق × أنه قال: »إن البيوت التي يصىل فيها بالل

الرض«)))، لهل مء الس نجوم يض ء كم مء الس لهل تض ء القرآن، من زوجين هكذا يكتب تعالى هللا أن املزايا، هذه كل إلى و يضاف

الذاكر ين هلل كثيرا، وإن قل ذكرهما له بعد ذلك، فقد ذكر النبي ‘

يا، كتبا ئا و صل يل، و توض جل أهله من الل هذه الحقيقة قائال: »إذا أيقظ الر

اكرات«))). اكرين اهلل كثريا والذ من الذ

1( علل الرشايع، ج2، ص364. 2( مسند أمحد، ج 12، ص 372.

3( ثواب األعامل و عقاب األعامل، ص42. 4( وسائل الشيعة، ج7، ص257.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

316

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

احتفاف املالئكة٢٥- لو كشف الغطاء عمن يقوم الليل - وهو في خلوة ال يراه فيها أحد -

لرأى عجبا من جهة املالئكة الحافة به، ولوال انكشاف هذه الحقائق في

كلمات املعصومين ^ ملا وسعنا علمها، ولخفيت علينا معاملها.

املالئكة من الجمع هذا على العبد م يسل أن املانع ما نقول: وهنا

املروي الحديث هذا من يستفاد كما الليل، جوف في حوله املجتمعة

يل عن النبي ‘ وهو سيد املتهجدين حيث قال: »فمن رزق صلة الل

أ وضوءا سابغا، وصىل هلل عز من عبد أو أمة، قام هلل عز وجل ملصا، فتوضوجل بنية صادقة، وقلب سليم، و بدن خاشع، وعني دامعة، جعل اهلل تبارك وتعاىل خلفه تسعة صفوف من امللئكة، ف كل صف ما ال يص عددهم إال ق، واآلخر باملغرب، قال: فإذا اهلل تبارك و تعاىل، أحد طرف كل صف باملش

فرغ كتب له بعددهم درجات «))).

العقبة الكربى٢6- إن من العقبات الكبرى في طر يق السالكين إلى هللا تعالى، هو عدم

انكشاف معالم الطر يق له كما هو في واقعه، فيكرر أحدهم تجار ب الخطأ

والصواب إلى أن يصل إلى النتيجة، ومن املمكن أن ال يصل إليها أيضا، فهو

وإن كان من جهة األحكام في راحة حيث يعول على فتوى الفقيه فيه فتبرأ

ذمته بذلك، إال إن املشكلة في املوضوعات الخارجية التي ال يمكن الجزم

برجحانها، لعدم وجود حكم شرعي ملزم فعال وتركا فيها.

له إذ يجعل لير يه األشياء كما هي؛ اإللهي النور يأتي دور ومن هنا

فرقانا يم�سي به في الناس، ومن موجبات انبثاق مثل هذا النور في قلب

املؤمن، هو التزامه بقيام الليل ملا فيه من الخلوة مع سيده، وال يعقل

1( األمايل)للصدوق(، ص68.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

317

الةلص

ار اسر

أأن يهمله بعد مناجاة العبد له، وقول الر ب له: »لبيك«، وهو الخطاب

الذي يتعارف صدوره من العبد خطابا لر به، ال من الر ب لعبده، فقد

نيا أن أتعبي روي عن النبي ‘ أنه قال: »إن اهلل جل جلله أوحى إىل الد

يل ىل بسيده ف جوف الل من خدمك واخدمي من رفضك و إن العبد إذا ت!... ناداه الليل جل و ناجاه أثبت اهلل النور ف قلبه فإذا قال يا رب يا ربجل يقول ثم أكفك، عل ل توك و اعطك، سلني عبدي!... لبيك جلله يل ىل يب ف جوف الل جلله مللئكته ملئكتي !... انظروا إىل عبدي، فقد ت

املظلم، و البطالون الهون، و الغافلون نيام، اشهدوا أن غفرت له «))).يضاف إلى هذا النور، تسديده بالحكمة والعقل كرسول باطني مالزم

يا قيل النهى »خياركم أولو النبي ‘ قائال: له، وهو أيضا ما بشر به

يل والناس نيام«))). دون بالل رسول اهلل: من أولو النهى، فقال: املتهج

املالئكة املسددة٢٧- يتفق للمؤمن أن يستيقظ في جوف الليل للصالة بين يدي مواله،

فيرى نشاطا في باطنه رغم نومة غير طو يلة في تلك الليلة، ولعل السبب

في ذلك ز يارة املالئكة املسددة له، والتي تولت إيقاظه في تلك الليلة أو

ك ملن موجبات في كل ليلة.. ومن املعلوم أن اليقظة املصاحبة ملباركة املل

ا الناس ما قرة العين طوال نهاره، فقد روي عن النبي ‘ أنه قال: » أي

يل، وبقي ب عليه بخزائم معقودة، فإذا ذهب ثلثا الل من عبد إال وهو يضك و ر بح قال: فإن هو ت ثلثه أتاه ملك فقال له: قم فإذكر اهلل، فقد دنا الصلة، انحلت عنه أ و دخل ف الص ذكر اهلل، انحلت عنه عقدة، و إن قام فتوض

.((( » العقد كلهن ، فيصبح قرير العني

1( اجلواهر السنية فی األحاديث القدسية، ص281. 2( األحاديث القدسية، ج84، ص158.

3( بحاراألنوار، ج84، ص155.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

318

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

سهر املؤانسة٢٨- من املعروف في عرف العاشقين للفانيات ومحبي الشمائل - كما

يقال - أنهم يتخذون الليل للمسامرة مع من يهوون، من دون أن ينتابهم

ملل أو كلل، فإن ساعة املؤانسة ألهلها تمر مر السحاب، فكيف بمن

واالندهاش تارة، الصعق يوجب ما التجليات من الليل جوف في رأى

تارة، والوجد تارة أخرى؟!.

بشوق ر به للقاء لفراشه العبد هجران نعد أن املمكن من ولهذا

العبودية، وقد ورد وترقب، من صور صدق املحبة والجدية في دعوى

حديث قد�سي في غاية الرقة في هذا املجال، وهو ما أوحاه هللا تعالى لنبيه

جنه فإذا يبني، ه أن زعم من كذب عمران !.. بن » يا قائال : مو�سى ×

ب يب خلوة حبيبه؟.. ها أنا ذا يا بن عمران !.. الليل نام عني، أليس كل ممثلت و قلوبم، ف أبصارهم لت حو يل الل جنهم إذا أحبائي، عىل مطلع

عقوبتي بني أعينهم، ياطبون عن املشاهدة ويكلمون عن احلضور«))). بعض إلى املشيرة األخيرة العبارة عند التوقف من هنا بد وال

التجليات الخاصة في جوف الليل، والتي هي السبب في عشق أولياء هللا

تعالى لساعة السحر، حيث اإلشارة إلى مقام املشاهدة والحضور - كما

الذهني تماما عالم االستطالع يغاير والذي - القد�سي الحديث في هذا

لهذه املقامات.

البالء املوفق- من دون ٢9- إن البعض من املؤمنين قد يعاتب ر به جهال أو دالال

في بعض جوانب النقص ملا يرى من - وذلك أن يجري ذلك على لسانه

حياته: سقما في بدنه، أو نقصا في رزقه، والحال أنه لو علم ما هو فيه من

1( وسائل الشيعة، ج7، ص78.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

319

الةلص

ار اسر

أالتوفيق - ومنها القيام في جوف الليل - ملا تخيل هذا الوهم الباطل، إذ لعله

لو فتحت عليه أبواب الدنيا ملا وفق ملثل ذلك القيام، فلعل البالء الذي هو

فيه هو السبب لذلك، ولو رفع عنه البالء ملا صاحبه ذلك التوفيق.

فلتأمل في قول النبي األكرم ‘ الذي يقارن بين ركعتي الليل و بين

نيا وما فيها«))). يل ، أحب إل من الد كعتان ف جوف الل الدنيا وما فيها: »الر

األقرب للربيكون عندما هو ر به من العبد قر ب مواطن أقر ب من إن -30

ساجدا، ومن هذه املواطن أيضا ساعة قيام الليل، فهو عنوان مستقل

الغطاء لو كشف - السجود، وحالته وقر به من مواله في قبال عنوان

عنه - هي نفس حالة السجود، وذلك من جهة لو علم أنه بين يدي من،

وما هو مدى الرحمة الغامرة له، ملا سره أن يصرف وجهه عما هو فيه.

»أي سأله: ملن الصادق × اإلمام جواب من نفهمه ما هو وهذا

يل ساعة يكون العبد أقرب إىل اهلل و اهلل منه قريب؟ قال: إذا قام ف آخر الليي ء ثم وضوء، بأسبغ أ يتوض حتى وضوئه إىل فيمش هادئة، العيون و ه وجهه إىل اهلل، ويصف قدميه، ويرفع صوته، حتى يقوم ف مسجده، فيوج، وقام ليعيد صلته، ناداه لة، فقرأ أجزاء، وصىل ركعتني وافتتح الص ويكربه، إن الرب لينش ا العبد املنادي رب مء عن يمني العرش: أي مناد من عنان السيطة بك من لدن قدميك إىل عنان مء، وامللئكة م عىل رأسك من عنان السقلت: قال: انفتلت؟ ما تناجي إذا من تعلم لو عبدي ينادي: مء. واهلل السوجسدك بوجهك تقول قال: االنفتال ما اهلل رسول ابن يا فداك جعلت

هكذا، ثم وىل وجهه فذلك االنفتال «))).

1( وسائل الشيعة، ج8، ص156. 2( بحاراألنوار، ج84، ص158.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

320

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

جيفة الليل- وإن كان مشغوال الواقع للعبد بحسب الشقاء 31- إن من صور

بما يظنه أن فيه السعادة - أن يكون مبغوضا وقبيحا عند ر به، وذلك

عندما يتحول إلى جيفة في الليل، فما الفرق بين النائم الذي ال يذكر هللا

تعالى، و بين ميت بشري أو حيواني؟!.. ففي األول حياة مع موت القلب

الذي قد ال يستتبع عتابا وال البدن الثاني موت اللوم، وفي بما يوجب

عقابا.

إلى نومه يحول العبد يجعل املنفر، املنظر هذا تصور فإن وعليه

بنية النوم ثم قبلها، املأثورات وقراءة قبله، بالتطهر وذلك عبادة

عبادك أي ..! رب يا موسى × : سأل فقد الليل، لقيام االستيقاظ

يل بطال بالنهار«))). أبغض إليك ؟.. قال:» جيفة بالل

التنوع يف صالة الليلأو اإلطالة جهة من سعة في عباده جعل املقدس الشارع إن -3٢

شهيتهم وانفتاح طاقتهم بحسب وذلك الليل، صالة في االختصار

اإلحدى بركعاتها بها اإلتيان يمكن فإنه املنطلق هذا ومن الباطنية،

عشرة، كما يمكن االكتفاء بركعتي الشفع والوتر، كما أن املصلي مخير

ركعة في متعددة سور تالوة و بين سورة دون من بالركعة اإلتيان بين

واحدة، كما يمكنه اإلتيان بها قبل منتصف الليل - على بعض الفتوى

أن أو جلوسا، كما قياما يصليها أو فاتته، إذا القضاء له يجوز - كما وتكرار يستغفر ألر بعين مؤمن، أن وله أبدا، فيها يقنت أن ال بإمكانه

األدعية غير مرة، ثالثمائة العفو له مضيفا مرة، سبعين االستغفار

الطوال الواردة ساعة السحر.

1( بحاراألنوار، ج13، ص354.

و لة

اام

لمة مو

ةلهنمل

ةلت مل

لالم

نهنملة

ةف

ل

321

الةلص

ار اسر

أالتشجيع على القيام

33- إن البعض منا يظن أن كتمان الخير أمر محمود دائما، والحال

في ملا وعالنية؛ سرا أموالهم ينفقون بأنهم املؤمنين يصف القرآن أن

اإلنفاق عالنية مع أمن الر ياء - كما هو مقت�سى إيمانهم - تشجيع للغير

على الطاعات، ومن هذا املنطلق فإن ذكر قيام الليل - وهو من أخص

العبادات التي يؤتى به في السر والخلوة - قد يكون راجحا لغرض يرتضيه

املولى، من قبيل: تسهيل األمر على الغير بذكر خفته، أو تحفيزه بذكر

مزاياه في العاجل واآلجل.

وقد وردت رواية في رجحان إظهار العمل في مثل هذه الحالة وهي ما

ث أخاك إذا رجوت أن تنفعه د روي عن الباقر × أنه قال : »ال بأس أن ت

ثه بذلك إن كنت فعلته، يلة أو صمت، فحد ثه، و إذا سألك هل قمت الل و تفقل: قد رزق اهلل ذلك، و ال تقل ال؛ فإن ذلك كذب«))).. ومن املمكن أن

نعمم هذه املقولة من اإلمام × في كل أبواب الخير.

1( مستدرك الوسائل، ج1، ص115.

19 اآلداب الباطنية

للمسجد

الفصل التاسع عشر: اآلداب الباطنية للمسجد

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

325

الةلص

ار اسر

أ

مزايا البيت اإلهلي1- جرت العادة أن تكون البيوت متناسبة مع أصحابها، فقصر امللك

بيت هللا عز وجل املسجد هو أن املعلوم الرعية، ومن ببيت يقاس ال

الذي يستجمع كل املزايا املتصورة في عالم الضيافة اإللهية، ومن لوازم

ز يارة بيته تعالى:

- اإلغاثة: فقد جرى العرف البشري على إغاثة من يلتجئ إلى دار كر يم أو وجيه من وجهاء الدنيا - ولو كان امللتجئ - ظاملا، بل كانت تقع الحرو ب

عند مخالفة هذا العرف كما هو واقع في تار يخ الجاهلية؛ فإذا كانت هذه

البيوت محمية من التعرض ملن يلتجئ إليها، فكيف ببيوت هللا تعالى؟!..

وإن املساجد، في الشياطين وقوتها تضعف سلطة أن نعتقد هنا ومن

يصلي ممن بكثير أسهل إقباله يكون جماعة، املسجد في يصلي الذي

في املنزل، وذلك من جهة أن الحماية اإللهية للمصلي تتضاعف في جمع

املؤمنين، وفي بيت من بيوت هللا تعالى.

ونقول هنا باملناسبة: إن بعضهم يحرم نفسه إتيان املساجد، بدعوى

من وسوسة هذه أن الواضح ومن فرادى، املنزل في اإلقبال طلب

يجمع فاملؤمن الجز يل، الثواب ليحرمه بذلك يغر يه وهو الشيطان،

بين الصالة في املسجد والخشوع فيه أيضا؛ ألنه عندما يقف في صفوف

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

326

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

املصلين، فإن هنالك رحمة غامرة تحيط بهم جميعا حتى لو أقيمت هذه

بيت وفي جماعة، الصالة أقيمت إذا

فكيف املسجد، خارج الجماعة

هللا تعالى و بحالة من اإلقبال ؟!. و بذلك تجتمع أركان الكمال في الصالة

أعني: جماعة املؤمنين، والبيت اإللهي، والخشوع الصالتي.

خطوة أول فإن أحدهم، بز يارة اإلنسان يقوم فعندما الضيافة: -يقوم بها املزور - كحق ثابت للزائر- هو إكرامه بما أمكنه، فكيف األمر

عند أكرم األكرمين؟!. وخير ما يجسد هذا املعنى ما روي عن النبي ‘

أنه قال: »قال اهلل تبارك وتعاىل: إن بيوت ف الرض املساجد، تضء لهل

املساجد كانت ملن طوبى أال الرض.. لهل النجوم تضء كم مء السأ ف بيته، ثم زارن ف بيتي!.. أال إن عىل املزور بيوته!.. أال طوبى لعبد توضاطع يوم اءين ف الظلمت إىل املساجد، بالنور الس املش ائر، أال بش كرامة الزمطلق - الرواية في - بـاملساجد املقصود أن املعلوم ومن القيامة«)))، املساجد، فر ب العاملين ال ينظر إلى صور الناس وأبدانهم، وال ينظر إلى

بناء املساجد وزخرفها!.. فالبيت إذا صار هلل تعالى وإن كان من قصب ال

سقف له - كما كان بناء مسجد النبي األعظم ‘- فإنه يبارك فيه بما

ذكر في الرواية.

بيتي«))) ف زارن ثم بيته، ف أ توض لعبد طوبى »أال تعالى: ز يارة هللا -في يستعمل الو يل أن بفارق »و يل« كلمة يوازي »طو بى«، فكلمة

البعض فإن الحديث هذا من وانطالقا الثواب، في وطو بى العذاب

يتعمد الوضوء في منزله، ليكون مصداقا دقيقا لهذه الرواية، وقد روي

أيضا عن الصادق × أنه قال: »عليكم بإتيان املساجد فإنا بيوت اهلل ف

اره «))). فر ب ره اهلل من ذنوبه وكتب من زو را طه الرض ومن أتاها متطه

1( املحاسن، ج1، ص47. 2( بحاراألنوار، ج81، ص14.

3( األمايل )للصدوق(، ص359.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

327

الةلص

ار اسر

أالعاملين ال يحده زمان وال مكان، ولكن بيوته في األرض هي هذه املساجد،

فكما أن استالم الحجر في حكم استالم يمين هللا تعالى في األرض، فيقول

فكذلك باملوافاة«)))، ل لتشهد تعاهدته، ميثاقي و يتها، أد » أمانتي العبد:

التي إلى بيت من بيوت هللا تعالى، فإنها هي األماكن األمر عندما يذهب

»إهلي الكنائي، فناسب أن يقول متوجها: باملعنى العاملين فيها ر ب يزار

العبد عبدك، والبيت بيتك، وها أنا ذا بني يديك«.

اآلية الذامة واملادحة آية إحداهما املساجد: بناء حول الكر يم القرآن في آيتان هناك -٢

ذامة واألخرى مادحة:

التعبير فيه اشتد فقد ضرار، مسجد عن تتحدث الذامة فاآلية -ارا ض مسجدا ذوا ات ين

﴿وال تعالى: يقول حيث الكفر إلى والنسبة

قبل من

ورسول اهلل حارب لمن إرصادا و مؤمنني ال بني وتفريقا وكفرا

ومختصر لكذبون ﴾))) هم إن يشهد اهلل و سن ال

إال ردنا

أ إن حلفن ول

قصة »مسجد ضرار«:

إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء، و بعثوا إلى رسول هللا ‘

ى فيه، فحسدهم جماعة من املنافقين من بني غنم

أن يأتيهم فأتاهم وصل

فنصلي فيه، وال نحضر جماعة محمد، بن عوف، فقالوا: نبني مسجدا

ما بنوه أتوا رسول هللا ‘ وهو إلى جنب مسجد قبا، فل

فبنوا مسجدا

لذي العلة ا قد بنينا مسجدا

يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول هللا، إن

تأتينا فتصلي ا نحب أن الشاتية، وإن والحاجة، والليلة املمطرة والليلة

ولو قدمنا سفر، جناح ي على إن فقال ‘ : بالبركة، وتدعو لنا، فيه

1( املحاسن، ج2، ص340. 2( التوبة/107.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

328

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ينا لكم فيه، فلما انصرف رسول هللا ‘ من أتيناكم إن شاء هللا، فصل

بدا ﴾ أي يا رسول تبوك، نزلت عليه اآلية في شأن املسجد ﴿ ال تقم فيه أ

بعدم مباركة لم يكتف والنبي ‘ تقتر ب من هذا املسجد!.. هللا ، ال

جدرانه تخر يب ثم بإحراقه، املسلمين أمر بل فيه، والصالة املسجد

لغير يبنى الذي املسجد مصير فهذا القمامة، فيها ترمى مز بلة لتصير

هللا عز وجل!.

س س- واآلية املادحة تتحدث عن مسجد قباء، فقال تعالى: ﴿لمسجد أ

روا واهلل ن يتطهبون أ ن تقوم فيه فيه رجال ي

حق أ

ل يوم أ و

ع اتلقوى من أ

إلى هذا املسجد رين ﴾))) فمن يوفق للحج أو العمرة يذهب ه المط يب النبي ‘ له بذلك عمرة، فقد روي عن ليصلي فيه ركعتين، وتكتب

ر أنه قال : »صلة ف مسجد قباء، كعمرة«)))، وقال ‘ أيضا: »من تطه

ف بيته، ثم أتى مسجد قباء فصىل فيه، كان له كأجر عمرة«)))، فانظر كيف ألن وذلك االسالم، تار يخ في الخالدة املساجد من املسجد هذا صار

قبل أنفسهم بعمارة فقاموا املتطهر ين، من كانوا بتأسيسه قاموا من

عمارة بيوت ر بهم، ومن املعلوم أن عمارة النفس يغاير البناء الخارجي،

خر

ال وم ال و باهلل آمن من اهلل مساجد يعمر ما ﴿ إن تعالى: يقول حيث

ن يكونوا من ولك أ

اهلل فعس أ

ش إال

اكة و لم ي الة وآت الز قام الصوأ

المهتدين﴾))).يقوم فبعضهم واالعصار، األزمان مدى على سار ية القاعدة وهذه

بصدقة جار ية ال يبارك له فيها، بل تندثر مع األيام، وهناك ما يكتب له

1( التوبة/108. 2( سنن ابن ماجة، ج1، ص453.

3( املصدر السابق.4( التوبة/18.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

329

الةلص

ار اسر

أالبقاء والخلود؛ إذ املدار في بركات البناء هي خشية الباني، كما في اآلية

هللا فإن أيضا الخشية هذه تحقق مع أنه ذلك في والالفت املذكورة،

من يكونوا ن أ ولك

أ ﴿ فعس لهم بقوله: الهداية مرجوة تعالى يجعل

مهتدين ﴾))).ال

عمارة املسجد3- إن عمارة مساجد هللا تعالى لها مصداقان:

على ولو كامال بناء يكون تارة وهو املادي البناء األول: املصداق -ف بيتا له اهلل بنى قطاة، كمفحص مسجدا بنى »من صغيرة: مساحة

ولو تعالى هللا بيوت من بيت بناء في مساهمة تارة يكون وقد النة«))). من اليسير عباده من يقبل كر يم، واسع العاملين فر ب واحدة، بلبنة

العمل و يجاز يهم عليه بالعظيم من األجر.

بعثت التي وهي شطيطة، تسمى لعجوزة قبر هنالك نيشابور ففي

بدرهم لإلمام الكاظم × فقبل منها ذلك وقال: »إن اهلل ال يستحيي من

في القبول!.

احلق«)))، وإلى يومنا هذا، فإن درهم شطيطة ذهب مثال- املصداق الثاني: البناء املعنوي، ونعني بذلك توقير بيوت هللا تعالى،

بما يحقق مصداق العمارة والتوقير من هذه املصاديق:

أ. عدم اللغو: فعن أبي ذر الغفاري ر�سي هللا عنه عن رسول هللا ‘

أنه قال: »يا أبا ذر من أجاب داعي اهلل وأحسن عمرة مساجد اهلل كان ثوابه

من اهلل النة، فقلت: كيف يعمر مساجد اهلل؟ قال: ال ترفع فيها الصوات، دمت ما غو الل واترك يباع، وال فيها ى يشرت وال بالباطل، فيها ياض وال

1( التوبه/18. 2( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص235.

3( انظر القصة يف كتاب مناقب أل أيب طالب )البن شهر آشوب(، ج4، ص291.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

330

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

نفسك«))) فكيف إذا خضنا إال القيامة يوم تلومن فل تفعل ل فيها، فإن بالباطل بأصوات مرتفعة، فجمعنا بين الرذيلتين؟. والباطل هنا قد يعم

الباطل بمعنى الحرام الشرعي، أو بمعنى اللغو الذي ال معنى له، أضف

ر املسجد فقد أضر بغيره؛ ألنه قد يوجب إلى ذلك كله، فإن الذي ال يوق

حرمان أحدهم من التوجه في صالته، فبذلك يسقط من عين هللا تعالى؛

ألنه آذى أخاه املؤمن من جهة، واستخف بأمر هللا تعالى من جهة أخرى،

فإن من كان في قاعة السلطان التزم بلوازمها، وهذا بيت هللا تعالى، وهو

أولى بذلك بما ال يقاس طبعا!.. كما أنه أضر بنفسه حيث حرم نفسه

اإلقبال على هللا تعالى وهو في بيته، لوضوح أن هللا تعالى ما جعل لرجل

من قلبين في جوفه، فمن اشتغل باألباطيل ال يمكنه اإلقبال على الحق

املتعال؛ إذ ليس بعد الحق إال الضالل.

ب. إقامة الصالة: فما دام املؤمن في ضيافة مواله و في فترة محددة،

في اإلقبال دام ما والفرائض، بالنوافل لإلتيان الفرصة يغتنم ال فلم

املسجد أيسر تحقق قياسا إلى املنزل؟!.. أضف إلى أنه ال يخلو مؤمن من

صلوات القضاء - ولو فجرا - ليكون اإلتيان بها وخاصة في موارد الفوات

العمدي، من موجبات قبول املولى له ولصالته.

ج. قراءة القرآن: فإن حديث هللا تعالى مع العبد يكون من خالل القرآن

الكر يم، فقد روي عن النبي ‘ : »من كان القرآن حديثه، واملسجد بيته،

بنى اهلل له بيتا ف النة«))).كتابه؛ يقرأ فإنه معه، العاملين ر ب حديث إلى يشتاق فمن وعليه

إذ القرآن هو الكتاب النازل، كما أن الذي يشتاق إلى حديث مع الر ب

معه فإنه يصلي، حيث إن الصالة هي حديث العبد مع مواله، وال تنبغي

1( وسائل الشيعة، ج5، ص234. 2( األمايل )للصدوق(، ص501.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

331

الةلص

ار اسر

أالغفلة عن أن الصالة جامعة للنور ين معا، أي نور القرآن والدعاء.

املؤمن فإن وعليه بيته، هو العاملين ر ب كتاب لتالوة مكان وخير

أو ال للر ب معه، و بين حديث الر ب، بين حديث مع يكون في املسجد

علله ما الجنة؟!.. وهو املسجد خير من في الجلوس أن بعدها يصدق

النة لن النة؛ ف اللسة من ل خري الامع ف »اللسة علي × قائال:

.(((» فيها رض نفس، والامع فيه رض ريبحاله، في يتأمل أن يستطيع املسجد في وهو املؤمن إن التأمل: د.

وإن لم يكن في حال صالة أو قراءة للقرآن، فيفكر: من أين وفي أين وإلى

أين ؟!.. وما الجديد في حياته؟!.. فقد عاش ما عاش ولم يزدد معرفة وال

جوابا يجد ال عندما نفسه، بمعاتبة اإلنسان فيأخذ مواله، من قر با

النية، بهذه للمسجد واحدة ز يارة تكون تلك، وقد أسئلته مقنعا على

كافية لتغيير مجرى حياته إلى األبد.

في يفكر تعالى هللا بيت في وهو إلنسان فطو بى املناجاة: ه.

ر به ومناجيا فر«))) الس وبعد اد الز ة قل من آه.. » آه.. املضامين: هذه

ني جوزوا، و قائال :» فواسوأتاه غدا من الوقوف بني يديك ، إذا قيل للمخف

م طال عمري ني أجوز أم مع املثقلني أحط ويل كل للمثقلني حطوا أمع املخفكثرت خطاياي و ل أتب أما آن ل أن أستحي من ريب «))).

أن املؤمن فبإمكان نافعة، مكتبة فيها املساجد فبعض القراءة: و.

في تعالى هللا عظمة على الدالة الكتب و يقرأ ،نافعا

كتابا منها يأخذ

اك وإي نعبد اك قائال:﴿ إي بديع صنعه بعدها مستذكرا ثم يصلي خلقه،

نستعني ﴾، فيا له من أسلو ب جميل!.

1( وسائل الشيعة، ج5، ص199. 2( بحاراألنوار، ج33، ص275.

3( بحاراألنوار، ج46، ص81.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

332

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

نوعا التشريعللجلوات، وآخر التشر يع: تشر يع نوعان من له العاملين ر ب إن -4

للخلوات:

على التأكيد ورد قلما إنه حيث الجماعة، صالة على يحثنا فتارة -

أهل روايات في ورد حيث الجماعة، صالة على كالتأكيد مستحب

بعض من يفهم أنه حتى الصالة، هذه على مذهل تأكيد البيت ^

وجل، عز هللا إال ثوابها يح�سي ال منها الواحدة الركعة أن املضامين

زادوا »فإن الجماعة: صالة فضل فيه ورد طو يل، قد�سي حديث ففي

ها مدادا، والشجار موات والرض كل ة، فلو صارت بحار الس عىل العشركعة ثواب يكتبوا أن يقدروا ل كتابا، امللئكة مع والثقلن أقلما، إلى الحج وصالة العيدين؛ فهذه كلها واحدة«)))، وكذلك األمر بالنسبة

عبادات في العلن.

في الليل والصدقة، وهذه عبادات - وتارة يحثنا على الصوم وصالة السر.

، كما يحب أن يعبد سرا

وعليه فإن ر ب العاملين يحب أن يعبد علنا

ر به في الخلوات، هو الذي يتقنها في الجلوات، وهنيئا

والذي يتقن عبادة

النهار!.. في معه حديث وله الليل، في تعالى هللا مع خلوة له إلنسان

فأرواحنا بحاجة - في طر يق تكاملها - إلى صالة الجماعة، كما هي بحاجة

إلى صالة الليل، ليكون مصداقا ملا ورد في املناجاة الشعبانية : »فناجيته

الفجر، صلوات في بينهما جمع ملن وطو بى جهرا«)))، لك وعمل ا سحيث جماعة العلن، وامل�سي إلى املسجد في خلوة الليل!..

1( مستدرك الوسائل، ج6، ص444. 2( بحاراألنوار، ج91، ص99.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

333

الةلص

ار اسر

أالطبقة املتميزة

٥- إن من املتميز ين من بين املؤمنين، هم الذين يرون في أنفسهم شوقا

وحنينا إلى املسجد، فهم فيه كالسمكة في املاء ال كالطير في القفص.

حاله بمالحظة إيمانه مدى يختبر املؤمن بأن القول: املمكن ومن

في املسجد، فإن رأى نفسه - كما تصفه الرواية - كان ذلك عالمة على

صدق إيمانه.

ومن العالمات أيضا شوقه الستقبال الفر يضة األخرى، فيستشعر

بمنزله أنسه من أشد باملسجد أنسه أن وهي: الحقيقة هذه قلبه في

الداخلين أول من و يكون بالفر يضة، الفر يضة يتبع هنا ومن وأهله،

إلى املسجد - إثباتا لشوقه إلى صاحبه - وقد روي عن الصادق × أنه

قال: »ثلثة نفر من خالصة اهلل عز و جل يوم القيامة: رجل زار أخاه ف اهلل

عز و جل فهو زور اهلل، وعىل اهلل أن يكرم زوره، و يعطيه ما سأل، و رجل وحق اهلل ضيف فهو الخرى لة للص انتظارا ب وعق فصىل املسجد دخل عىل اهلل أن يكرم ضيفه، واحلاج واملعتمر، فهم وفد اهلل وحق عىل اهلل أن يكرم

وفده«))).

آداب املسجد6- إن على املصلي - عندما يدخل املسجد - عليه أن يراعي كل آداب

دخول املساجد من: قراءة املأثور، وتقديم الرجل اليمني على اليسرى،

وأطهر بأطيب والدخول والتطيب، الز ينة، وأخذ بالعكس، والخروج

لباسه، وأن يعيش حقيقة أن هذا املكان ملك خالص هلل عز وجل، وإن

كان كل ما علي األرض ملكا له.

بيت هللا في بكونه - أي اإلحساس وليعلم هنا أن هذا األدب األخير

1( وسائل الشيعة، ج4، ص116.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

334

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

تعالى وضيافته - موجب لتحقق جميع اآلداب األخرى، فاملكان إذا أوقف

مسجدا، صار بيتا هلل تعالى إلى قيام الساعة، فعندما يدخل املسجد،

عليه أن يستحضر مالكية هللا تعالى الخاصة لتلك البقعة.

ومن املعلوم أن من ورد على الكر يم، فإن وروده يوجب حقا عليه، ملا

قيل من أن لكل قادم كرامة، ولو كان مجرما أو مسيئا، ولهذا جعل هللا

تعالى مجرد الدخول إلى حرمه في مكة، من موجبات االمان بقول مطلق،

وهذا االمن متحقق نسبيا في كل املساجد؛ إذ من دخلها كان آمنا بمعنى

من املعاني.

كرم أهل البيت٧- إن أئمة أهل البيت ^ - وهم املتخلقون بأخالق الر ب املتعال -

كانوا يعتقون من بأيديهم، عندما كانوا يرون حركة لطف أو اعتذار من

جار ية أو من غالم، إذ العتق غاية أمنية كل مملوك، وهذا هو ما وقع مع

الحسين × عندما دخلت عليه جار ية و بيدها طاقة ر يحان، فحيته

ا ة لوجه اهلل، فقلت: تيئك بطاقة ريان ال خطر هل بها، فقال لها: » أنت حر

بنا اهلل، قال اهلل: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها فتعتقها، قال: كذا أدأو ردوها، و كان أحسن منها عتقها«))).

الرقية الرقبة من أهم من عتق النار، الرقبة من أن عتق ر يب وال

الظاهر ية، وهو املرجو من صاحب املسجد، عندما يدخله العبد طالبا

فكاك رقبته من النار!.

فإذا كان املرجو مثل هذا الخالص املصيري من ز يارة واحدة للمسجد،

فكيف بالز يارات املتكررة؟!.

1( بحاراألنوار، ج44، ص195.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

335

الةلص

ار اسر

أاالنسالخ عن اهلوية

٨- إن كل من يدخل الحرم اإللهي أو مسجد الرسول ‘ أو مشاهد

و يكت�سي الرسمية، هو يته عن ينسلخ فإنه املعصومين ^ أبنائه

وشاح الضيافة هلل تعالى، وهكذا األمر فيمن دخل املسجد أيضا، فإنه

حل ضيفا على هللا تعالى، وعلى املصلي أن ينظر إلى املصلين بهذا املنظار

اإللهي، وهو املوجب للحصانة ملن دخل بيته.

الر ب غضب يثير قد املسجد، في املؤمن هذا توهين فإن وعليه

بكلمة معه تتكلم أن فإياك وضيافته، حمايته دائرة في النه املنتقم؛

جارحة، وإياك أن تغتابه وهو في املسجد!..

حضور على اإلدمان أن وهو املجال: هذا في أخرى حقيقة وهناك

ترجح مجاورته و بذلك الظاهر، الحكم بحسن املسجد، من موجبات

ف اخلمس صىل »من النبي ‘ : عن ورد كما ومصاهرته ومعاملته

جاعة، فظنوا به خريا«))).

دروس احلياةفيها ومستحباتها، الجماعة صالة آداب فقرات من فقرة كل إن -9

بقي ملا في املساجد الجماعة الحياة، ولوال صالة بليغ من دروس درس

لإلسالم نور ووهج.

الجماعات تشر يع هو الشر يعة، توقير موجبات من فإن وعليه

واألمر بعمارة املساجد، فاملصلي له دور في تحقيق هذه الكرامة لبيوت

هللا تعالى، عند عمارتها بالبناء والحضور، وإن لم يشعر بذلك تفصيال.

1( وسائل الشيعة، ج8، ص287.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

336

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حرمة املساجددخول حرمة من: باملساجد املتعلقة التشر يعات بعض هنالك -10

الجنب والحائض، وحرمة التنجيس واملبادرة إلى التطهير، وغيرها من األمور

الدالة على حرمة هذا املكان املقدس الذي تناسبه الطهارة والتقديس.

ومن هنا نقول: إن مبدأ السنخية بين هذه اآلداب واملسجد، يقت�سى

أيضا من املصلي، أن ال يدنس املسجد بقذارته الباطنية، فكيف يراعي

حرمة املسجد فمن كان متدنسا بأكل لحم امليتة عند الغيبة مثال، وهو

لم يستغفر هللا تعالى متطهرا منها قبل الدخول؟!.

املعية الدائمةكل في العبد مع - تكو ينا - متحققة اإللهية املعية أن شك ال -11

حركاته وسكناته، ولكن تشتد املعية اللطف في بعض املواطن، إلى درجة

يوصف فيها العبد بأنه ضيف هللا تعالى وزائره ومن وفاده، ومن املعلوم

كنف في سيعيش فإنه العبد، على العنوان هذا مثل انطبق إذا أنه

ين

قوا وال ات ين

﴿ إن اهلل مع ال اللطف اإللهي املستفاد من قوله تعالى:

املستلزمة الضيافة لهذه املحققة املصاديق ومن مسنون﴾)))، هم للمعية الخاصة، هو حضور املساجد والصالة فيها.

ضريبة املكان1٢- إن لكل مكان لوازمه من جهة مراعاة الحقوق واآلداب، وملوك

الداخل يخاف درجة إلى لقائهم تشر يفات في يبالغون - عادة - الدنيا

عليهم من التقصير في أداء ما ينبغي عليه، فكيف بمن ير يد اللقاء بمكان

منسو ب إلى مالك الوجود؟!.

1( النحل/28.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

337

الةلص

ار اسر

أوعليه ال بد أن يكون في أعلى درجات التوقير والتعظيم له، فال يثير

في كل حركاته بيته، و يحاول أن يكون متأدبا في غضبه بمعصيته وهو

وسكناته بما يطلبه منه في ساحة لقائه.

ومن هنا عد الفقهاء جملة من األمور التي يكره اإلتيان بها في املسجد

إلقاء وكذا ركعتين، فيها يصلي أن إال املساجد استطراق يكره فقيل:

األذان في إال الصوت ورفع لضرورة، إال والنوم والنخاعة، النخامة

ونحوه، و إنشاد الضالة، وقراءة األشعار غير املواعظ ونحوها، والبيع،

والشراء، والتكلم في أمور الدنيا، واتخاذها محال للقضاء واملرافعة، وسل

السيف، ودخول من أكل البصل والثوم ونحوهما مما له رائحة تؤذي

الناس، وتمكين األطفال واملجانين من الدخول فيها، وإخراج الر يح.

بكلمة جامعه املسجد آداب دخول يجمع كل الصادق × واإلمام

باب قصدت أنك فاعلم املسجد، باب بلغت »إذا عنه: روي كما قائال

ملسه بمجالسة يؤذن وال رون، املطه إال بساطه يطأ ال عظيم، ملك بيت يقون، وهب القدوم إىل بساط خدمة امللك، فإنك عىل خطر عظيم ، د إال الصه قادر عىل ما يشاء من العدل والفضل معك إن غفلت هيبة امللك، واعلم أن

وبك «))).

جامعية املسجد13- إن البعض يرى املسجد دارا للعبادة فحسب، وهذا هو حال بعض

املساجد في العصر الحاضر، فتراها مقفلة أبوابها بعد الصالة مباشرة،

ناهيك أن بعضا منها تحول إلى ما يشبه املتاحف يدخلها املسلم والكافر،

وهذا كله من آثار عدم اإلخالص في بنائها، بل ألجل التفاخر والتباهي كما

يصنعه امللوك عادة، ولكن املسجد الذي يراد عمارته في اإلسالم، هو ما

1( بحاراألنوار، ج80، ص373.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

338

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

كان جامعا للمنافع الدنيو ية واألخرو ية، والتي يذكر شطرا منها علي ×

في قوله: »من اختلف إىل املسجد أصاب إحدى الثمن: أخا مستفادا ف اهلل،

ه عن ردى، أو ة منتظرة، أو كلمة ترد أو علم مستطرفا، أو آية مكمة، أو رحك ذنبا خشية أو حياء«))). يسمع كلمة تدله عىل هدى، أو يرت

املشي إىل املساجدهو املسجد إلى الذهاب عن البعض إعراض موجبات من إن -14

البعد املكاني، فإذا لم تكن له دابة توصله إليه، فإنه يتوانى عن الذهاب

إلى املسجد، و يصلي فر يضته في البيت حتى في الجمع واألعياد، والحال

أنه لو اطلع على التراث الروائي املتعلق باملساجد النتابه العجب، حيث

إنها بيوت هللا تعالى في أرضه، وله الحق في أن يميز و يز ين مسجده بما

يشاء، ولكن بز ينة يظهر أثرها في العالم اآلخر، ومما يبين هذا املعنى ما

يضع رجل عىل روي عن الصادق × أنه قال: »من مشى إىل املسجد، ل

ابعة«))). رطب وال يابس، إال سبحت له الرض إىل الرضني الس

كمفحص القطاة1٥- قد يتحسر العبد الذي لم يؤت سعة من املال على عدم توفيقه

لبناء مسجد يذكر فيه اسم هللا تعالى في الدنيا، و يوجب له بناء بيت في

الجنة في اآلخرة، ولكن ال ينبغي اليأس في ذلك، فليس املطلو ب أن يبنى

مسجدا تام العمارة مكتملة األركان، بل يكفي أن يحقق املسمى ولو كان

بسيطا، فأعظم مسجد في اإلسالم وهو مسجد النبي ‘ لم يكن له

سقف يقي الحر والبرد.

1( األمايل )للصدوق(، ص390. 2( وسائل الشيعة، ج5، ص200.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

339

الةلص

ار اسر

أ ومن طر يف ما ذكر في هذا املجال هو ما روي عن الباقر × أنه

أبو قال النة. ف بيتا له اهلل بنى قطاة كمفحص مسجدا بنى »من قال :

ة واملدينة أضع الحجار، فقلت: هذه من ذاك، عبيدة: و مر يب وأنا بني مكقال: نعم«)))، أي أن مجرد التحجير في طر يق الحج، مما يوجب تحقيق

مصداق املسجدية، وقد أقره اإلمام× على ذلك.

أدب الدخول واخلروج16- من املناسب للعبد أن يتقيد بكل اآلداب املأثورة في كل تقلباته،

دعوة تقارنها ال العبد، من حركة وجود يندر حيث قليلة ليست وهي

واألكل والغسل، والوضوء، التخلي، في سواء: مفصلة، أو مختصرة

وأقل الكثير، وغيرها الثو ب ولبس الدابة، وركو ب والنوم، والشر ب،

املستوعب لحركات الذكر البسملة، ومن مصاديق املقارنة هي األذكار

عند كذلك األمر هو كما املسجد، دخول عند يذكره ما هو العبد،

الدخول إلى املشاهد الشر يفة.

يفعله كان بما يتأ�سى أن لنفسه، املراقب العبد فعلى وعليه

سجد يقول: » بسم ل امل

النبي ‘ عند دخول املسجد، فقد كان إذا دخ

لم عىل رسول اهلل، اللهم اغفر ل ذنويب وافتح ل أبواب رحتك «، اهلل والسذنويب ل اغفر اللهم اهلل، رسول عىل لم والس اهلل، »بسم قال: رج

خ وإذا

وافتح ل أبواب فضلك«.

خدمة املسجدوصيانة، وإعمارا، بناء، املسجد: خدمة بركة إثبات في يكفي -1٧

وخدمة فيها، ما وقع ألم مر يم ÷ عندما طلبت من هللا تعالى أن يجعل

1( وسائل الشيعة، ج5، ص204.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

340

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

ة عمران رب إن حملها في خدمة بيت املقدس، حيث قالت: ﴿قالت امرأ

عليم ﴾))) فكانت ميع ال نت الس

را فتقبل من إنك أ نذرت لك ما يف بطن مر

مر يم ÷ البنتها الحسن واإلنبات بالقبول، متمثلة اإللهية الجائزة

وحفيدها عي�سى × إلى األبد مقابل هذه النية املباركة.

فما املانع أن تشمل مثل هذه البركة، كل من نوى أن يوفقه هللا تعالى

لخدمة بيت من بيوته، وهو صادق في طلبه؟!.

الزينة عند كل مسجد1٨- إن التز ين الظاهري في امللبس، والتطيب عند دخول املسجد ملن

موجبات توقيره، وقد أمرنا هللا تعالى بذلك من خالل قوله تعالى: ﴿ خذوا

زينتكم عند ك مسجد﴾)))، حيث جرت العادة أن يتز ين اإلنسان لكل من كان له وزن في نفسه، فكيف بمن ير يد مواجهة ملك امللوك؟!.. بل

قد أمرنا بعدم استعمال ما ينفر اآلخر ين ملا فيه من عدم التوقير، فقد

اث، فل يقربن ورد عن النبي ‘ أنه قال: »من أكل البصل والثوم والكر

ا يتأذى منه بنو آدم«))). مسجدنا، فإن امللئكة تتأذى مولكن ال بد من مراعاة الشرك الخفي، لئال يدخل الشيطان حتى في

ذلك وإلى الر ياء، عن بعيدا املصلي يراه قد والذي التز ين، آداب مثل

يشير الشهيد الثاني))) + بقوله:

»ال يسلم من الشيطان إال من دق نظره، وسعد بتوفيق اهلل تعاىل وهدايته، وإال فالشيطان ملزم للمتشمرين لعبادة اهلل تعاىل ال يغفل عنهم حلظة، حتى

1( آل عمران/35. 2( االعراف/31.

3( صحيح مسلم، ج1، ص435.4( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، 174.

فاصل

مة مول

ه لةل

نم ةل

ت مللا

ابمة ه

مل

ةفل

341

الةلص

ار اسر

أالعني، كحل ف: حتى احلركات، من حركة كل ف املهالك عىل يملهم وقص الشارب، وطيب يوم المعة، ولبس الثياب الفاخرة.. فإن هذه سنن ف أوقات مصوصة، لكن ف النفس فيها حظ خفى، الرتباط نظر اخللق با،

فيدخل الشيطان فيها عليه من املداخل، إن ل يتيقظ«.

املسجد والتواصل االجتماعي9)- إن هللا تعالى حر يص على كرامة املؤمن، إلى درجة جعله أشرف تعالى بخالف إلى هللا املؤمن موجود حي منتسب إن الكعبة، حيث من

يذل أن للمؤمن يأذن لم فإنه املنطلق هذا ومن الصامتة، الكعبة

الجاهل يحسبه درجة، إلى فقره يظهر لم الذي امتدح بحيث نفسه،

غنيا من التعفف.

وفي هذا السياق نقول بأنه إن كان وال بد من مكان يذهب إليه املؤمن

املحتاج، فاملسجد من أولى األماكن بذلك ألنه بيت هللا تعالى، وإن كان ال

بد من شخص يذهب إليه املؤمن فأهل الجماعة فيه هم من أولى الناس

أيضا.

وهذا هو الذي وقع في زمان النبي ‘ حيث جاء السائل إلى املسجد،

راكعا، صالته حين بخاتمه املؤمنين × أمير عليه املتصدق وكان

فنزلت في ذلك آية تتلى إلى أبد اآلبدين.

20اآلداب الباطنية

لصـالة الجــماعة

الفصل العشرون: اآلداب الباطنية لصالة الجماعة

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

345

الةلص

ار اسر

أ

عمارة املساجد باجلماعةالجماعة ألن املساجد؛ توقير هو الجماعة صالة بركات من إن -1

لو ولهذا عامرا.. بيته يرى أن يحب تعالى وهللا املسجد، في عادة تقام

إرجاع يوجب بما قام مثال- الحجاج لقلة - الحج في وهنا الحاكم رأى

هيبة الشعيرة، وذلك بإرسال من يؤم البيت لئال يكون البيت خاليا من

الطائفين.

لإلمام خالفا أقواهم، بصالة الجمع يعامل تعالى هللا أن إلى أضف

الذي يراعي أضعفهم - حيث أوىص النبي ‘ بذلك حينم وجه عليا ×

إل اليمن - فيثيب بلطفه وكرمه جميع الوفد الواقف بين يديه، بمقياس أقر ب صلواتهم إلى القبول.

مترين القيادة٢- إن في تشر يع الجماعة إشعارا على لزوم انتخاب من يؤم الجمع

أميرا على رفقة يكون أحدهم أن يرجح أنه الحياة، حتى في كل شؤون

السفر، لئال يقع النزاع فيما بينهم، فقد ورد عن النبي ‘ : »إذا خرج

من مواصفات في الكالم ولكن أحدهم«)))، روا فليؤم سفر ، ف ثلثة

1( سنن أيب داود، ج3، ص36.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

346

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

سيتقدم القوم في الجماعة، و يكون الناطق عنهم بين يدي هللا تعالى، و

من أهم هذه املواصفات هي العدالة، سواء بمعنى التحرز الخارجي عما

ينافي العدالة، أو وجدان امللكة الباطنية املوجبة للتحرز الخارجي، وفي

هذا الشرط في الجماعة، إشارة إلى موقع العادل في حركة الحياة.

فإذا كانت الصالة املحدودة بحدودها، بحاجة إلى إمام عادل فيما لو

أقيمت جماعة، فكيف بتصر يف شؤون األمة؟!.. وهذه من أساسيات

فكرة لزوم وجود اإلمام املعصوم × على رأس هرم قيادة األمة.

مقياس التفاضل3- على املؤمنين أن يراعوا اإلنصاف والتقوى في تقييمهم ألنفسهم،

فال يقدموا لصالة الجماعة إال من ثبتت عدالته، بل لو قدموا أحدا وفي

القوم من هو أعلم من اإلمام، شملهم التهديد النبوي القائل:» من صىل

يزل أمرهم إىل سفال إىل يوم القيامة«))). بقوم وفيهم من هو أعلم منه، ل وعليه فإن كل املقاييس الدنيو ية في التقدم من املال والجاه، تتال�سى

عندما يراد تعيين إمام للجماعة ولو لصالة واحدة، بل إن هذا املقياس

يتعدى إلى املأمومين أنفسهم؛ إذ قد ورد استحباب أن يكون ف الصف الول

من هو من أهل الفضل)))، وذلك في العلم والكمال والعقل والورع والتقوى.

إتقان العربية4- إن اشتراط صحة القراءة في إمام الجماعة، يفهم منه - ضمنا - لزوم

في تالوته، الكر يم، فمن كان ملحنا القرآن بأمر أن يكون اإلمام مهتما

فإنه لم يتقن ظاهر القرآن تالوة، فضال عن باطنه تدبرا.. أضف إلى أن

1( من الحیرضه الفقيه، ج1، ص378. 2( قال الباقر ×: »ليكن الذين يلون االمام ، اولو االحالم والنهى«، الكايف ، ج3، ص372.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

347

الةلص

ار اسر

أاشتراط صحة التالوة للمنفرد، فيه إشعار أيضا بضرورة األنس بالتالوة

الصحيحة، ولو كان املصلي غير عر بي.

وعندئذ فإن من أتقن تالوة السور حال الصالة، فإنه يرجى أن تسري

قدرته على ضبط التالوة في مجمل القرآن الكر يم وهو املطلو ب للشارع؛

إذ ال حرج في هذا املقدار من التعلم، ومن املعلوم أن من أحب أحدا ولم

إلى تعلمه لغته لتتم املؤانسة بلذة املحادثة.. فكيف يفهم لغته، سارع

إذا كان الحديث قرآنا من لدن حكيم عليم؟!.

إلغاء احلواجز٥- من شرائط الجماعة أن ال يكون هناك حائل بين اإلمام واملأموم،

هذا استيحاء يمكن ذلك ومن أيضا، بينهم فيما املأمومين بين وال

- وخاصة الباطني، واملتمثل في عدم وجود الحوائل بين املؤمنين السر

أو والرئاسة، الجاه كاعتبارات معنو يا الحائل كان سواء - إمامهم مع

الحبيب عليه كان الذي وهذا الفقهي، الحكم بحسب كالحائل ماديا

املصطفي ‘ عندما يجلس في املسجد، فال يتميز عن باقي أصحابه،

.ن له األماكن أي ال يجعل لنفسه مكانا

حيث ال يوط

التساهل يف اجلماعة6- إن البعض يتساهل في حضور الجماعة التي قد تكون على باب بيته

أو في محل عمله، بدعوى: أن الجماعة مستحبة، أو أن صالة الفرادى

أقر ب للخشوع، أو أنه أبعد من الر ياء، أو التشكيك غير العرفي في قراءة

من فيها ورد وما الجماعة صالة أهمية أن والحال عدالته، أو اإلمام

الحث يفوق ذلك كله، وهي أولى باملراعاة من بعض التوهمات املذكورة،

الجماعة: في بحث الوثقى العروة ما ذكره صاحب والشاهد على ذلك

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

348

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

»وقد ورد ف فضلها، وذم تاركها، من ضوب التأكيدات، ما كاد يلحقها بالواجبات«))).

انتظام الصفوف٧- إن مما ندب إليه الشارع في صالة الجماعة، هو إقامة الصفوف

واعتدالها، وسد الفرج الواقعة فيها واملحاذاة بين املناكب، وفي هذا كله

إظهار للمجتمع اإليماني بمظهر التآلف، ورص الصفوف، وعدم وجود

الفجوات الطبقية فيما بينهم.

املودة حالة سر يان موجبات من املناكب تالصق أن املعلوم ومن

م رجل غضب والتآخي فيما بينهم، وقد ورد عن اإلمام الصادق ×: » أي

سكنت «)))، ت مس إذا حم الر فإن ه ، فليمس منه ، فليدن رحم، ذي عىل فالرواية - وإن كانت في خصوص الرحم - إال أنه قد يفهم منها أن القر ب

الجسدي يسهل القر ب الروحي أيضا.

تواضع اإلمام٨- يشترط في موقف اإلمام أن ال يكون أعلى من رتبة املأموم وإن جاز

العكس، وهذا يذكرنا بقول أمير املؤمنين × حيث قال: »إن اهلل تعاىل

روا أنفسهم بضعفة الناس ، كيل يتبيغ بالفقري ة العدل، أن يقد فرض عىل أئمفقره «))).

أضف إلى أن اإلمام يتقيد بأضعف صالة املأمومين، أفال يدعوه ذلك أن يتفقد حال ضعافهم بعد صالته، شفقة بهم ومواساة لهم؟!.

1( العروة الوثقى، ج1، 763 . 2( الكايف، ج3، ص739.

3( هنج البالغة )صبحي صالح(، ص325.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

349

الةلص

ار اسر

أ ومما يؤكد لزوم حالة املراعاة وحب الخير للغير في املجتمع اإليماني،

يلتحق أن للمأموم ليتسنى ركوعه، في اإلمام يطيل أن استحباب

بالجماعة، ليدرك بذلك ثواب تلك الركعة.

حق اإلمام9- إن اإلسالم ير بي املجتمع اإليماني على أساس شكر املنعم الخالقي

ومن املخلوق، يشكر لم الخالق يشكر لم من أن فقرر املخلوقي، أو

ا »وأم قائال: الجماعة إمام حق السجاد × اإلمام يذكر الباب هذا

بني اهلل و بينك فارة فيم د الس تقل قد ه أن تعلم حق إمامك ف صلتك، فإن م عنه، ودعا لك ول تدع له، وطلب م عنك ول تتكل والوفادة إىل ربك، وتكلفيك ول تطلب فيه، وكفاك هم املقام بني يدي اهلل واملسألة له فيك، ول تكفه ذلك، فإن كان ف ش ء من ذلك تقصري، كان به دونك، وإن كان آثم ل تكن بنفسه، ووقى صلتك نفسك فوقى فضل، عليه لك يكن ول فيه، يكه رش

ة إال باهلل «))). بصلته، فتشكر له عىل ذلك وال حول وال قو وهذا بدوره من موجبات تكر يم اإلمام العادل، فيلزم على املأمومين

والتوقير، االحترام من حقه وإعطاؤه حوائجه، وقضاء حاله، تفقد

بعدما ثبت عظيم حقه بما ذكره اإلمام × .

عبادة غري البالغنياملساجد ارتياد البالغين على غير منا تشجيع ير يد إن اإلسالم -10

والصالة جماعة فيه، ليتمرنوا بذلك على أجواء الطاعة الجماعية، فإن

ذلك أدعى اللتزامهم باألحكام والتزام املساجد بعد البلوغ.

والشاهد - على هذا املعنى - ما ورد في الفتوى من عدم إضرار وجود

1( بحاراألنوار، ج71،ص16.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

350

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

بمشروعية بعضهم فتوى إلى أضف الجماعة ، صالة في املميز الصبي

عبادات الصبي، إن كانت صحيحة كالبالغين.

النهي عن التعرب11- إن االبتعاد عن مراكز العلم والتعلم، ملن موجبات ضعف اإليمان

والحرمان من التفقه في الدين، وذلك كالعيش في البوادي التي ال يترقى

كر في ضمن شرائط اإلمام فيها العبد في جانبيه العلمي والعملي، فقد ذ

أن ال يكون إعرابيا أي من سكان البوادي.. وفي هذا السياق نفسه - أعني

ذم موارد التعرض لنقص الدين - تأتي حرمة التعر ب بعد الهجرة، أي

الذهاب إلى املواطن التي يخ�سى فيها على إيمان املسلم.

التبادل الثقايف1٢- إن من موجبات نمو املجتمع اإليماني في شتى األبعاد، هو تحقق

التالقح الفكري، والتبادل الثقافي والتمازج العاطفي، وذلك ال يكون إال

العبادات ضمن وذلك اإلسالم، يحققه الذي املدني الجمع خالل من

الجماعية، ومنها الحج وصالة الجماعة والجمعة والعيدين.

فلطاملا سرى املعروف فيما بينهم، واهتدى الضالون منهم، وسد نقص

املعوز ين فيهم، وغير ذلك من البركات التي ال تتحقق في عبادة الخلوات،

ومجمل القول: إن هللا تعالى يحب الهيئة االجتماعية في عبادته، وذلك في

السنة مرة متمثلة بالحج، وفي األسبوع مرة متمثلة بصالة الجمعة، وفي

اليوم مرات متمثلة بصالة الجماعة.

التنفري من الزنااملجتمع في األخالقية البنية سالمة على حر يص اإلسالم إن -13

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

351

الةلص

ار اسر

أاإليماني، فجاءت تشر يعات منع التأثر السلبي من جهة النساء في هذا

السياق: فال يخضعن بالقول، وال يضر بن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من

يصل أن إلى حجاب، وراء من ذلك كان متاع عن سئلن وإذا ز ينتهن،

األمر أوجهه في تشديد عقو بة الزاني.

التنفير لهذه املو بقة، هو إن التي يشم منها رائحة ومن التشر يعات

- فاشتراط بر يئا من ذنب والده - وإن كان الجماعة الزاني ال يؤم ابن

طهارة املولد، واقع في هذا السياق التحذير ي.

مزايا ملكة العدالة14- إن الفاقد مللكة العدالة، عليه أن يسعى حثيثا للوصول إلى هذه

الرتبة ليتمتع بمزاياها، فمنها:

أن ر يب وال منزله، في وعياله أهله مع الجماعة إقامة يمكنه إنه -إقامة هذه الجماعة من موجبات تحصين األسرة املؤمنة.

- سد الفراغ عند اجتماع املصلين، فقد يجتمع جمع من املؤمنين في بيت من بيوت هللا تعالى تضطر للصالة فرادى لعدم وجود إمام عادل

يصلى خلفه، فوجود مثل هذا العادل رافع لهذه الحسرة.

عن روي فقد القيامة، عرصات في بها سيحظى التي الدرجات

إمام ه: ظل إال ظل ال يوم ه ظل ف اهلل هم يظل »سبعة قال: أنه النبي ‘

إذا باملسجد ق متعل قلبه ورجل ، وجل عز اهلل عبادة ف نشأ وشاب عادل، خرج منه حتى يعود إليه، و رجلن كانا ف طاعة اهلل عز وجل فاجتمعا عىل قا، ورجل ذكر اهلل خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات ذلك وتفرق بصدقة فأخفاها حتى ال ال فقال إن أخاف اهلل، ورجل تصد حسب و ج

ق بيمينه«))). تعلم شمله ما يتصد

1( وسائل الشيعة، ج5، ص199.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

352

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

حسرة إمام اجلماعةإماما، أكثر مما لو كان البعض يرى نفسه مقبال في صالته 1٥- إن

مأموما، ولعل السر - في غير موارد الر ياء - هو ما يعرفه أو يراه من حاالت

من وفيهم قوما يؤم أن تعالى هللا من فيستحي خلفه، املأمومين إقبال

هو أكثر إقباال وخشوعا منه، إضافة إلى أن ذلك قد يكون من موجبات

الحسرة والخجل يوم القيامة، عندما يعلم أنه كان في صفوف املأمومين

من هو أكثر خشوعا منه، وأنه قام في محراب ال يليق به، كما وقع للقوم

بعد وفاة النبي ‘ حيث أقصوا إمامهم!.

سلبيات إمام اجلماعة16- إن من املناسب ملن يروم إمامة الصالة، أن ال يلحظ وجود مأموم

خلفه، فإن هذا قد يجره إلى االستئناس بهم فيفرح بكثرتهم، وقد تتفاوت

صالته إقباال بحسب عدد املأمومين خلفه، وقد يتكلف بعض الحركات

آخر يقدم مسجدا على لوحده، وقد للصالة بالخشوع خالفا املشعرة

الصالة، في خلفه الناس اجتماع يجعل وقد الدنيو ية، املزايا لبعض

مقدمة لكسب �سيء من الوجاهة في سبيل عرض من متاع الدنيا، بل قد

يجعل مجرد الصالة جماعة حرفة ير�سى بها ضميره، فيعد ذلك خدمة

معتدة للدين، والحال بأنه ال فرق بينه و بين املأمومين في أصل إقامتهما

أن منه املقر بون يرى أن الجماعة إمام فليحذر وأخيرا للصالة، معا

وكأنه املنزل، في عليه ما هو كثيرا يغاير املسجد، في هيئته قوال وفعال

جعل هللا تعالى أهون الناظر ين إليه!.

احرتام إمام اجلماعةله الثابتة العدالة فمنها: بين مز يتين، يجمع الجماعة إمام إن -1٧

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

353

الةلص

ار اسر

أأنه مقدم الوفد حين الصالة جماعة، ومن خارج الصالة أيضا، ومنها:

هنا فإن له حقا ثابتا على املؤمنين، وهي التي ذكرها اإلمام السجاد ×

في رسالة الحقوق.

بإمام املرتبطة التشر يعات بعض نرى أيضا، الباب هذا من ولعل

الجماعة، والتي فيها إشعار بموقعه املوجب ملراعاة األدب تجاهه، فمنها

عدم التقدم عليه في املوقف، وكذلك عدم سبقه في األفعال، وكذلك

اإلنصات له حين القراءة الواجبة، وعدم إسماع املأموم صوته كال أو

بعضا.

اجلماعة والسياسة1٨- إن الخطيب في صالة الجمعة يستغل هذه الفر يضة املقدسة،

الوصية إلى إضافة جميعا، املسلمين أمر يهم فيما الناس لتوعية

بالتقوى والخاصة بحياتهم الفردية، ومن هنا صار هذا االجتماع اإللهي

مقدمة أيضا لتحصين األمة من أخطار الكفار واملنافقين.

ومن الالفت هنا أنه يستحب في الركعة األولى من ظهر يوم الجمعة أن

يجهر املصلي بسورة الجمعة، وفيها ذكر ألشد الناس عداوة وهم اليهود،

الثانية وهو الصنف الذي يخ�سى خطره و بسورة املنافقون في الركعة

على األمة أيضا، وهم الذين حرفوا املسار بعد وفاة النبي ‘.

وقد بين اإلمام الرضا × هذه الخصوصية املهمة لخطبة اإلمام يوم

من أراد ما عىل »وتوقيفهم قال: ما روي عنه حيث الجمعة، من خالل

من الهوال من اآلفاق، عليهم ورد بم هم ويرب ودنياهم، دينهم مصلحة ة واملنفعة«))). التي هلم فيها املض

1( عيون أخبارالرضا، ج2، ص111.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

354

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

درجات الفضلتعددوا لو فيما الجماعة أئمة بين املفاضلة درجات وضع إن -19

إلمامة القوم، يدل على أن اإلسالم دين الواقعية في تقييم املنتسبين إلى

مدرسته، فال تفاضل بين العباد إال بما يوجب االمتياز حقيقة ال مجازا،

تساوى مع التقدم مالك أول الرواية جعلت وقد اعتبارا، ال وواقعا

األئمة في باقي الجهات، هو األنس بالقرآن الكر يم، ثم املجاهدة في سبيل

هللا تعالى بالهجرة، ثم السن، ثم العمل بالسنة، ثم التفقه في الدين.

التعويد على النظمفي جميع أجزاء الصالة، املواالة والترتيب مما يسري - إن شرط ٢0

و يضاف إلى ذلك الترتيب والنظم الظاهري في صفوف الجماعة، حيث

ستحب: إقامة الصفوف واعتدالها، وسد الفرج الواقعة فيها، واملحاذاة ت

بين املناكب، و تقار ب الصفوف بعضها من بعض.

ومن هنا نقول: إذا كان الشارع املقدس يؤكد على هذا النظم الظاهري

في صفوف الجماعة، فكيف باهتمامه بالنظم في جميع مرافق الحياة؟!..

صفا سبيله يف ﴿يقاتلون تعالى: ومنها عند مواجهة األعداء حيث يقول

هم بنيان مرصوص ﴾))). نكأ

تقدم من يكرهه القوم٢1- إن اإلسالم دين املودة واملؤاخاة، وإن من بركات تشر يع الجماعة

هي تثبيت هذه األخوة اإليمانية، وهذا ينافي أن يتقدم اإلمام في جماعة

رض عليهم فرضا - وهو ما قد يتفق في بعض لقوم يكرهونه - كما لو ف

فيقدم تعالى، هللا بيوت في بأهل ليس من فيها يتحكم التي الحاالت

1( الصف/4.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

355

الةلص

ار اسر

أهذا ملثل الذم ورد وقد الجماعة، لشرائط بواجد ليس من للجماعة

قبل صالته، وذلك فيما روي عن النبي ‘ حيث قال: اإلمام حيث ال ت

»وإمام قوم يصل بم وهم له كارهون«))).يكون أن لزوم وهي: عامة قاعدة ذكر مما تستفيد أن املمكن ومن

املتصدي ألمور املسلمين ممن له مودة ومحبة في قلو ب املؤمنين، فكما

أن الحياة األسر ية ال تتم إال بذلك، فإن نجاح التآلف االجتماعي متقوم

كما بينهم، فيما والتراحم والتآلف التوادد قوامها إن أي أيضا، بذلك

يصفه القرآن الكر يم.

مجاعة األمم السابقةن

خيه أ

موس وأ

وحينا إىل

٢٢- إن البعض يستفيد من قوله تعالى: ﴿وأ

وبش الة الص قيموا

وأ قبلة بيوتكم واجعلوا بيوتا بمص لقومكما تبوءا

مؤمنني ﴾)))، إن هللا تعالى أمر بني إسرائيل أن يجعلوا بيوتهم متقابلة ال

ومتقار بة - وهو املستفاد من كلمة القبلة - من أجل تسهيل اجتماعهم،

تقابل بعد بالصالة أمرهم ألنه جماعة؛ الصالة من تمكينهم و بالتالي

البيوت.

الصالة، أصل تشر يع قدم على يدل فإنما �سيء على دل إن وهذا

وقدم إقامتها جماعة أيضا، كما احتمل بعضهم أن يكون املراد بالقبلة

هنا هي التوجه إلى نقطة بعينها، وهي التي كانت قبلة لهم في زمانهم، فعاد

إلى ترمز جهة إلى التوجه ولزوم الصالة، على التأكيد إلى أيضا األمر

التوحيد الحق.

1( املعجم الكبری)للطرباين(، ج11، ص449. 2( يونس/87.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

356

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

مجاعة املسلمنيأحداث من جرى ملا الشديد رفضهم رغم البيت ^ أهل إن -٢3

بعد وفاة النبي ‘ وهو ما نفهمه جليا من خالل الخطبة الشقشقية

والفدكية، إال أنهم كانوا حر يصين في الوقت نفسه لعدم تعر يض األمة

عمليا مارسوه ما وهو النظري، االختالف وجود رغم العملي للخالف

إلى الداعية الروايات تعددت هنا ومن املباركة. حياتهم فترة خالل

التعامل مع املسلمين بروح األخوة واللطف: كعيادة مرضاهم، وحضور

جنائزهم، ومنها ما ورد في الحث على حضور جماعة املسلمين، فمنها ما

ل، كان كمن صىل خلف عن الصادق × : »من صىل معهم ف الصف الو

ل «))). رسول اهلل ‘ ف الصف الو

صالة اجلمعةبال عن فضلها غاب التي الصلوات من هي الجمعة صالة إن -٢4

تعالى، هللا بذكر عنها عبر تعالى هللا أن فضلها في و يكفي الكثير ين،

عند األمر بالسعي إليها في سورة الجمعة، ومع قطع النظر عن الجانب

- فإن من مزايا هذه الصالة - من جهة الوجو ب وعدمه الفقهي لألمر

تعالى باهلل اإلنسان عالقة في الفردي الجانب تحقيق بين: جامعة أنها

بخطبة واملتمثل االجتماعي الجانب وتحقيق الصالة، بأصل واملتمثل

الجمعة، التي يتناول الخطيب فيها أمور املسلمين.

إن بالقول: وذلك الصالة هذه أهمية نستكشف سر يعة و بنظرة

الواجبات، رأس على هي إنما والصالة املستحب، من أفضل الواجب

حيث أفضلها هي الظهر وصالة غيرها، من أفضل اليومية والصلوات

إنها هي الصالة الوسطى - على ما هو املحقق - وصالة الجمعة خير من

1( الكايف ،ج6، ص340.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

357

الةلص

ار اسر

أالظهر، فصارت صالة الجمعة عصارة العبادة الفضلى!.

عن سئل عندما الصادق × عن روي ما كله ذلك إلى يضاف

ستجيب رجى في يوم الجمعة التي ال يدعو فيها مؤمن إال ا

الساعة التي ت

ر، قال: ل و يؤخ م يعج مام رب فقال × : نعم إذا خرج المام، قلت : إن العاء: ما بني فراغ اعة التي يستجاب فيها الد مس .. و قال: الس إذا زالت الشفوف، و ساعة أخرى من آخر مام من اخلطبة إىل أن يستوي الناس ف الص ال

مس.))) النهار إىل أن تغيب الش

أنواع الشرك اخلفيإنه أخفى من العبادات، حيث في كل الخفي يسري ٢٥- إن الشرك

يتعلق ما ومنه املظلمة، الليلة في الصماء الصخرة على النمل دبيب

اإلمام إن حيث أعظم، فيه للشرك الدواعي حيث الجماعة، بإمام

وقد للناس.. إماما صار هنا ومن تعالى هللا إلى غيره من أقر ب العادل

الثاني))) + صورا خفية للشرك الذي يعرض على إمام ذكر الشهيد

الجماعة فننقلها ملخصة:

داخل، عليه فيدخل اإلخالص، على مثال الصالة يعقد أن »إحداها: فيقول له الشيطان زد صالتك حسنا، حتى ينظر إليك هذا الحاضر بعين

الوقار والصالح، وحينئذ تخشع جوارحه، وهذا هو الر ياء الطارئ الظاهر

الذى ال يخفى على املبتدئين من املر يدين

وثانيتها: أن يكون قد فهم هذه اآلفة وأخذ منها حذره، فيستمر في صلوته

كما كان، فيأتيه في معرض الخير فيقول: أنت متبوع، وما تفعله يتأ�سى بك

املكيدة أعظم من األولى وأدق، غيرك، فيكون لك ثواب أعمالهم، وهذه

1( الكايف، ج6، ص445. 2( أرسار الصالة )للشهيد الثاين(، 175-171.

لللصه

اامل

لمة مو

ةلهنمل

ةلا مل

اتتلةص

مةف

ل

358

الةلص

ار اسر

االة

لصار ا

سرأ

وهو أيضا عين الر ياء، فإنه إذا كان يرى الخشوع وحسن العبادة خيرا، فلم

يرتض لنفسه ذلك في الخلوة، وال يمكن أن يكون نفس غيره أعز عليه من

نفسه!

وثالثتها: أن ينتبه العبد لذلك، و يعلم أن مخالفته بين الخلوة واملشاهدة

الر ياء من أيضا وهذا الخلوة، في نفسه على فيقبل الر ياء، للغير محض

الغامض؛ ألنه حسن صلوته في الخلوة ليحسن في املالء، بل اإلخالص أن

يكون مشاهدة البهائم لصالته ومشاهدة الخلق على وتيرة واحدة، وإلى هذا

املعنى اإلشارة في الحديث النبو ي: »ال يكمل إيمن العبد، حتى يكون الناس

عنده بمنزلة الباعر«.ر في عظمة هللا

ورابعتها: أن ينظر إليه الناس، فيقول له الشيطان تفك

وأنت قلبك إلى ينظر هللا أن واستح يديه، بين واقف أنت ومن وجالله،

غافل عنه، فيحضر بذلك قلبه، و يظن أن ذلك عين اإلخالص، وهو عين

املكر والخداع، فإن خشوعه لو كان لنظره إلى جالل هللا وعظمته، لكانت

هذه الخطرة تالزمه في الخلوة، وعالمة األمن من هذه اآلفة: أن يكون هذا

الخاطر مما يألفه في الخلوة كما يألفه في املالء، وال يكون حضور الغير هو

السبب في حضور الخاطر، كما ال يكون حضور البهيمة سببا«