ميركلا نآرقلا دصاقم -...

20
صد القرآن الكريم مقاتها بالتدبر وصل إاد عد: لتجانيي البشر الفكي ا عل

Upload: others

Post on 01-Sep-2019

26 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

مقاصد القرآن الكريم

وصلتها بالتدبر

:عدادإ علي البشر الفكي التجاني

2الصفحة

القرآن الكريم وعالقتها بالتدبر مقاصد ملخص البحث

الحمد هلل رب العالمين ، والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . ، أحببت بحمد اهلل ل بمقاصد القرآن الكريم مدة من الزمان ى لي االشتغافإنه لما تسن : أما بعد

من اهلل المبارك ، راجيا تدبر القرآن الكريم ، في هذا المؤتمر المشاركة بهذا البحث المنسجم مع موضوع .نفعه وينتشر خيره تعالى أن يعم

القرآن الكريم ومقاصد الكتاب وهذه الدراسة تهدف إلى بيان أوجه االرتباط الوثيق الذي يجمع بين تدبر .من حيث المفهوم والوسائل والمنهج ؛ العزيز

.ر إلى أعلى مقاماته وأسمى غاياته، وأثره في الوصول بالتدبهذا االرتباطوتوضح هذه الدراسة عمق القرآن من خالل إدراك مقاصد عنى هذه الدراسة باإلشارة إلى المجاالت الرحبة التي يتم فيها التدبركما ت

.ا لهذه المقاصد القرآنية وخصائصه الكريم ، من حيث السمات العامةتتناول الدراسة حصول االرتباط المذكور بين المقاصد والتدبر ، بالتطرق للمقاصد العامة ، كذلك و

.والمقاصد الخاصة ، والمقاصد الجزئية للقرآن الكريم القرآن الكريم مقاصد معرفة رآن الكريم ، انطالقا منالق تدبرهمية انضباط ثم تخلص هذه الدراسة إلى أ

.وسماتها المتميزةأسأل اهلل تعالى أن يعين على بدء هذا البحث وإتمامه ، وأن يوفقني والقائمين على هذا المؤتمر لشكر و

.إنعامه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد هلل رب العالمين

: مقدم البحث .فكي التجاني علي البشر ال

3الصفحة

: المقدمة

احلمد هلل الذي جعل كتابه العزيز منارا للسائرين، وهداية للسالكني، وتبصرة للمتقني، وحجة على

نزلت عليهم مبدارسته السكينة، ، فأ الصاحلون ليتفكر فيه العاقلون، ويتدبره عباد اهلل اخلالئق أمجعني، أنزلهلله احلمد رب السموات فألجله املالئكة، وذكرهم اهلل فيمن عنده، وغشيتهم بسببه الرمحة، وحفتهم

والصالة والسالم على من أرسله ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إىل اهلل بإذنه . ورب األرض رب العاملنيلحي وسراجا منريا، فصلوات اهلل وتسليماته عليه ما اشتبكت النجوم وتالمحت الغيوم، وتوجه العباد ل

.القيوم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا اختص أمة اإلسالم بكتابه الكرمي، الذي هو أ س الفضائل وعنواهنا، وتاج اهلل جل وعال أما بعد؛ فإن

، وهو مع ةهر املكنونا، وأهدى متدبريه نفائس اجلو ةاملصون ربستاهنا، قد حوى يف طياته الدر احملاسن و بينهم عندما تزل األقدام، ويقع جاح لراغبيه، والشافع لقارئيهالح لطالبيه، ومفتاح النذلك باب الف

ويف ذلك . ( ) « اقرؤوا القرآن فإنه يأيت يوم القيامة شفيعا ألصحابه » :قال النيب . التجادل واخلصام :الشاطيب رمحه اهلل يقول

وإن كتاب اهلل أوثق شافع

تفضالوأغىن غناء واهبا م ل وخري حديث ه جليس ال ي

( )وترداده يزداد فيه جتمال

العايل واملكانة البهية، كان االشتغال حبفظه وتعلمه وفهمه فلما كان كتاب اهلل تعاىل هبذه املنزلة السنية، والشرف سموات، وإن أنفس ما يعم ر به من أوجب الواجبات، وأحسن الطاعات، ألنه اشتغال بكالم رب األرض وال

كمه، العاقل وقته، ويقطع في عمره، هو تدبر القرآن العزيز، والوقوف على مقاصده، وإدراك غاياته وح ن ه س .ينال من هذا الكتاب العزيز على قدر حظه من التوفيقإمنا والعمل مبا جاء به، فإن املرء

(408)حديث 555/ كتاب الصالة ، باب صالة املسافرين : صحيح مسلم ( )

. : حرز األماين ووجه التهاين، ص ( )

4الصفحة

:أهمية البحث :لكرمي اإلخبار بأن اهلل عز وجل أنزل كتابه للتدبر وليتذكر أولوا األلباب، وذلك يف قوله تعاىليف القرآن ا لقد جاء

فال يقتصر العامل به على تالوته ومعرفة [2 :ص]( چ چ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ) .معانيه فحسب، وإمنا عليه أن يتدبره ألنه إمنا أنزل هلذا املطلب العايل

القرآن الكرمي مقاصد وغايات أخرى غري تدبره، قد أفصح اهلل عز وجل عنها يف آيات وسور وملا كان إلنزال ية هذا االرتباط ماه القرآن الكرمي بالتدبر، وعلى أصبح من املفيد الوقوف على مدى ارتباط مقاصدفقد أخرى،

.على رسوخ االلتحام بينهما د ا، وت ؤك الوثيق بينهما، ومدى احلاجة إىل تصور العالقة اليت جتمع مشلهم :خطة البحث

:وذلك حسب العناصر التالية. تتمثل خطة البحث هلذا املوضوع يف مقدمة ، ومتهيد ، وثالثة مباحث، وخامتة

.وخطة البحث ،وأمهيته ،وحتتوى على التعريف مبوضوع البحث: املقدمة .ملقاصد، والعالقة بينهماوحيتوي على التعريف مبصطلحي التدبر وا: التمهيد

:وبني التدبر، وذلك حسب املطالب التاليةن الكرمي ه االرتباط بني مقاصد القرآو وج: املبحث األول .وجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي العامة وبني التدبر: املطلب األول .روجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي اخلاصة وبني التدب: املطلب الثاين

.وجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي اجلزئية وبني التدبر: املطلب الثالث :جماالت مقاصد القرآن الكرمي وارتباطها بالتدبر، وذلك حسب املطالب التالية :املبحث الثاين

.بالتدبر اوارتباطهيف القرآن الكرمي العقيدة مقاصد: ملطلب األولا .بالتدبر اوارتباطهيف القرآن الكرمي األحكام مقاصد: املطلب الثاين

.بالتدبر اوارتباطهيف القرآن الكرمي األخالق قاصدم: املطلب الثالث .بالتدبر اوارتباطهيف القرآن الكرمي األساليب مقاصد: املطلب الرابع

:التاليةاألساسية، وذلك حسب املطالب ط التدبر من خالل مسات مقاصد القرآن الكرميانضبا: املبحث الثالث .يةط التدبر من خالل مسة الربانانضبا :املطلب األول .يةط التدبر من خالل مسة الشمولانضبا :املطلب الثاين

.ة الواقعيةط التدبر من خالل مسانضبا: الثالثاملطلب

5الصفحة

.ةلتدبر من خالل مسة الوسطيط اانضبا: املطلب الرابع .اخلامتة

واضع، والذي ألتمس من خالله خدمة كتاب ريب، والنفع ألميت اإلسالمية، وبعد؛ فهذه أبرز معامل هذا البحث املت .يف مشارق األرض ومغارهبا

.وأسأل اهلل جل يف عاله أن جيعله خالصا لوجه الكرمي، إنه ويل ذلك والقادر عليه، واحلمد هلل رب العاملني

:التمهيد .التعريف مبصطلح مقاصد القرآن الكرمي: املطلب األول .التعريف مبصطلح تدبر القرآن الكرمي: املطلب الثاين

.العالقة بني املصطلحني: املطلب الثالث

.التعريف بمصطلح مقاصد القرآن الكريم: المطلب األولكان ذلك التوجه يطلق أهل اللغة لفظ املقصد ويريدون به ما ينتج عن التوجه حنو الشيء والنهوض إليه، سواء

نويا، وذلك حبسب ما يتعدى به لفظ القصد، فإن ع دي لفظ القصد بإىل، فإنه يراد به التوجه احلسي حسيا أو معي بالباء فإنه يراد به التوجه املعنوي عادة .( )، وأما إن ع دي بنفسه فهو يشمل األمرينغالبا، وإن ع د

، فبدايته تكون من معىن التوجه كما سبق، وهنايته تكون له بداية وهناية –وهو مصدر من القصد –فلفظ املقصد .عند الغاية املنتهى إليها، وعلى ذلك جرى استعماله عند علماء الشريعة اإلسالمية

فإن غاية الشيء هي منتهاه، وذلك بدون النظر إىل ما وترجع فائدة هذا التفصيل إىل التفريق بني املقصد والغاية،من املقصد من حيث املقصد فإنه يراعي الغاية والوسيلة اليت يتوصل هبا، فالغاية أخص يتوصل به إليه، وأما

.اإلطالق وجزء منه، واملقصد لفظ يشمل الغاية والوسيلة املوصلة إليهاوهلذا فإن . سائل مقاصد وإن كانت جزءا منهافليست كل الغايات مقاصد وإن كانت جزءا منها، وليست كل الو

.حتديد مفهوم املقاصد ألهداف، حيمل جانبا من القصور يفف املقاصد بالغايات أو األغراض أو اتعريإدراك مراد اهلل تعاىل من إنزال »: ا على علم معني ؛ فإنه يراد هباباعتبارها لقب الكرمي وأما تعريف مقاصد القرآن

. 8: املصباح املنري ص. 5/52معجم مقاييس اللغة ( )

6الصفحة

.« القرآن الكرميمل أخرت و .( ) « جلها حتقيقا ملصاحل العبادنزل القرآن ألالغايات اليت أ »: عبد الكرمي حامدي بأهنا. وقد عرفها د

. ويستدرك عليه مبا سبق بيانه من التفريق بني اللفظنيهلا، اتعريفه هذا ألنه جعل الغايات تفسريا للمقاصد وحد الوسيلة املوصلة إىل املراد ا للمقاصد، فذلك ألنه يتضمن معىن اإلرادة، وهي اختيار لفظ املراد وجعله حد وأما

.الذي يقابل الغاية املقصودة

.التعريف بمصطلح تدبر القرآن الكريم: المطلب الثاني

آخره ومنتهاه، ومنه استعمل العرب لفظ التدبري؛ وهو أن : الشيء؛ أي األصل يف لفظ التدبر أنه مأخوذ من د ب رفظ التدبر يف التفكر فيما يصلح به اإلنسان أمره مع مالحظة واستعملوا ل. يصلح املرء شأنه مع مالحظة العواقب

.( )ما يؤول إليه

فهذا هو مفهوم التدبر يف أصل استعماله اللغوي، مث ارتبط هذا املعىن بالقرآن الكرمي، وذلك لوروده مرتبطا بالقرآن رمي يف صريح التنزيل، فال يطلق لفظ التدبر وذلك بأنه الغاية املقصودة من إنزال القرآن الك ،يف أوثق معانيهالعزيز

وعليه؛ . وم السائد وعليه اصطلح أهل العلمفأصبح هذا هو املفه .إال يفهم الناس أن املراد به تدبر القرآن الكرمي . (5) « هو التأمل يف معانيه، وحتديق الفكر فيه، ويف مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك »: القرآن الكرميمعىن تدبر ف

.العالقة بين المصطلحين: المطلب الثالث

فإنه ي الحظ أن من خالل املرور على ما سبق، من التعريف املوجز ملقاصد القرآن الكرمي وتدبر القرآن الكرمي،

ڄ ڄ) :بينهما، وقد تنبه اإلمام الشنقيطي رمحه اهلل لذلك عند تفسري قوله تعاىل هناك مثة أمور مشرتكة

فقام بالربط بني التدبر، وبني مقاصد القرآن األخرى على [2 :ص]( چ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄكم إنزال القرآن الكرمي . (8)أهنا مجيعا من ح

. 2 : مقاصد القرآن من تشريع األحكام ص ( )

. 75 /8لسان العرب ( )

. 2 5/ تفسري السعدي (5)

. 7/55أضواء البيان (8)

7الصفحة

وهذا هو القاسم الذي جيمع بينها، وهبذا يعترب التدبر مقصدا من مقاصد القرآن الكرمي بنص اآلية السابقة، وهو . عواقبتفكر خاص، يراعي املآالت ويتنبه لل

ومما جيمع بني التدبر وبني مقاصد القرآن الكرمي؛ أن التدبر ليس مقصودا لذاته فحسب، وإمنا هو مقصود لغريه من للعلوم واملعارف، وبه ا تدبر كتاب اهلل مفتاحيف فإن » .الغايات العظيمة اليت ندب اهلل إليها عباده وحضهم عليها

فإنه يعرف بالرب املعبود، . العلوم، وبه يزداد اإليان يف القلب وترسخ شجرتهستخرج منه مجيع ستنتج كل خري وت ي ه عنه من مسات النقص، ويعرف الطريق املوصلة إليه وصفة أهلها، وما هلم ز وما ين ، وما له من صفات الكمال

العذاب، وصفة أهلها، وما هلم عند القدوم عليه، ويعرف العدو الذي هو العدو على احلقيقة، والطريق املوصلة إىل وكلما ازداد العبد تأمال فيه ازداد علما وعمال وبصرية، لذلك أمر اهلل بذلك وحث عليه عند وجود أسباب العقاب

.( )« وأخرب أنه املقصود بإنزال القرآن

: المبحث األول :ب التاليةوذلك حسب المطال .مقاصد القرآن الكريم وبين التدبروجوه االرتباط بين

.وجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي العامة وبني التدبر: املطلب األول .وجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي اخلاصة وبني التدبر: املطلب الثاين

.وجه االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي اجلزئية وبني التدبر: املطلب الثالث

.ين مقاصد القرآن الكريم العامة وبين التدبروجه االرتباط ب: المطلب األول، تأخذ مبجامع القلوب ة، يف تقريب أحكامه، والتعريف مبأموراتهعال مزايا عديدة، وطرائق بديعو لكتاب اهلل جل

هذا و ،ة آن العزيز أنه أ نزل ملقاصد عامومما تفرد به القر . واألمساع إليه جذبا عجيبا غريبا، وجتذ ب األبصار أخذا معانيه الشاملة، : أوصاف القرآن الكرمي اجلامعة، وثانيها: ؛ أوهلاحبسب االستقراء من ثالثة أمور مأخوذ العموم . التصريح بقصد اإلنزال: وثالثها

حبسب كل فقد وصف اهلل تعاىل كتابه العزيز بأوصاف جامعة حملاسن التنزيل، وهذه األوصاف تتفاوت: أما أوهلا، ف فما . أوصاف القرآن الكرمي حتت مظلتهأخرى، ومنها ما جيمع كل يكون مشتمال على أوصاف ما منهاوصف

. 2 5/ تفسري السعدي ( )

8الصفحة

، وما كان مشتمال على كان جامعا ألوصاف القرآن الكرمي فإنه يعد من مقاصد القرآن الكرمي العامة بال ريب ، وكل نه ي عترب أقل ر تبة من سابقهبعض أوصاف القرآن الكرمي فإنه يدخل ضمن مقاصده العامة كذلك، ولك

.حبسبه، ( )هي الداللة املوصلة للمطلوب :فمما ي عترب من األوصاف اجلامعة؛ وصف القرآن بأنه هدى للناس، واهلداية

، وغريها من املعاين ، وأوامر ومنهيات فيشمل ذلك الداللة على كل ما جاء يف القرآن الكرمي من مقاصد وغايات وكذلك وصف القرآن بأنه كتاب مبني، وفيه تبيان كل شيء ، فهو وصف جامع؛ . امعات واألمور النافعاتاجل

يدل على الظهور والوضوح، فقد أوضح مقاصده بأحسن بيان، وجاء بإظهار شرائع اإلسالم بأوضح حجة ألنه .وأمت برهان، وهذه املعاين مل يأت التصريح بأهنا من أوصاف الكتاب امة ع معانكتاب اهلل تعاىل على فقد اشتمل : وأما ثانيها

العزيز، ولكن ال تكاد ختلو آية من الذكر احلكيم من هذه املعاين الشاملة، وهذه املعاين ال تظهر إال بعد إعمال ال يكاد فإن القارئ لكتاب اهلل. اإلصالح: الشاملة الفكر وإشغال الوقت بالتالوة والذكر، ومن مجلة هذه املعاين

ير بآية إال ويرى معىن اإلصالح الئحا يف جنباته، مشرقا بني ثناياها، فيأخذ منه بقدر ما ي صلح به حاله، وي درك ، اىل وسنة نبيه بد من وجود أصل هلذا املعىن يف كتاب اهلل تعإنه الوعندما يلوح للمرء معىن يراه شامال ف .مراده

ر بأن أحد املعاين الشاملة يعترب من مقاصد القرآن الكرمي، ويقوم بإخضاع نصوص القرآن كي ال يدعي كل ناظ .الكرمي على ما ادعاه

وهو التصريح مبقصد اإلنزال، فهذا من أقوى ما يستند إليه يف الوقوف على مقاصد القرآن الكرمي : وأما ثالثهاوقد . تدبر الكتاب العزيز كما مر آنفا : ود إنزال القرآنمن ضمن ما صرح القرآن الكرمي بأنه من مقصو . العامة

حا له رج واحد ، وهذا يعترب مقويا وم يف مقصد ،املقاصد العامةعلى هبا تعرف األمور، اليت ي ه الثالثة تمع هذجت :وذلك يف قوله تعاىل ،اسفقد أخرب اهلل عز جل بأنه أنزل كتابه هدى للن .يف مقصد اهلداية على غريه، وهو ظاهر

جل ووصف [77:النمل]( ٻ ٻ ٻٱ جثيت ىتمت خت حت جتمب ىب يب خب حب جب)

وال [2:اإلسراء]( ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ) :وأحسنها، فقالوعال كتابه بأنه يهدي ألقوم األمور ع اهلداية ختلو آية من كتاب اهلل إال وهي حتوي من معاين اهلداية ما ال خيفى على كل متأمل، وذلك حبسب نو

.( )املرادة

44 / التحرير والتنوير ( )

. 455: مفردات ألفاظ القرآن ص ( )

9الصفحة

.د القرآن الكرمي، ألجل إخبار املوىل جل وعال بأن ذلك من مقاصد كتابه الكرميفهذا مما يبني ارتباط التدبر مبقاصالعامة ي توصل إليها أن مقاصد القرآن الكرمي قاصد القرآن العامة، وذلكوهناك وجه آخر يتبني به ارتباط التدبر مب

اهتا إال بالتدبر، فمقصد اإلصالح لتدبر، فال يكن مالحظة املعاين الشاملة إال بالتفكر، وال تتضح غايعن طريق اال تتجلى مظاهره من خالل آيات القرآن الكرمي إال بتكرار النظر، وإعمال –يعترب من املعاين الشاملة هو و -مثال

، إذ أن اإلصالح يراد هبا إصالح النفس قلبا وجوارح لساميةالفكر، وإشغال اخلاطر مبا حتتويه اآليات من معانيه الى هذا ع فإدراك مفهوم اإلصالح .ويراد به إصالح اجملتمع حىت يكون معاف ساملا ، حىت يصبح ذلك من صفاهتا

.ومالحظته من خالل اآليات الكرية، يورث املرء قوة يف التدبر، ويعينه على التأمل والتفكرالنحو،

.وجه االرتباط بين مقاصد القرآن الكريم الخاصة وبين التدبر: لمطلب الثانيااإلشارة إىل أن اصة بعد ذكر مقاصده العامة، كان البد منالكرمي اخل الكتاب ملا كان النظر متوجها حنو مقاصد

.جتهاد يف حتديدهاحتديد املقاصد اخلاصة للقرآن الكرمي قد يشوبه بعض التنازع، وذلك ألنه مبن على االفبعض الباحثني يرى أن املقاصد اخلاصة للقرآن الكرمي هي ما يتعلق مبقاصد السور، واملستند يف ذلك أن أهل

كاإلمام البقاعي قد تكلموا عن مقاصد السور ضمن مؤلفاهتم، ومنهم من أفردها بكتب مستقلة املتقدمني العلم أنه مل ترد نصوص إىل ولكن هناك ما يلفت االنتباه. " لى مقاصد السورإلشراف عمصاعد النظر ل" رمحه اهلل يف

واألمر اآلخر الذي يعترب مشكال هو تعدد موضوعات السورة الواحدة حبيث ال .صرحية يف حتديد مقاصد السورتعدد املقاصد يف كان الفريوز آبادي رمحه اهلل يقول ب ، ولذلكإال بتكلف واحد مقصد أطرافها يف يكن معه توحيد

بصائر ذوي التمييز يف لطائف " :السورة الواحدة، وذلك من خالل كالمه على كل سورة على حدة يف كتابه .وهذا قد يعد خمرجا يف السور اليت تتعدد موضوعاهتا" الكتاب العزيز

ومما .ور يف املقصود منهاومن هنا تعترب اخلصوصية قائمة هبذه السورة دون غريها، مع إمكان اتفاق بعض السيقوي هذه اخلصوصية املعتربة من خالل السور؛ أنه ليس لإلنسان تدخل يف مجع اآليات يف سورة معينة ، وإمنا كان

. [8 - 5:النجم]( ٿ ٿ ٿ ٺ ٺٺ ٺ ڀ ڀ ڀ) :( ) مستند ذلك هو فعل النيب وممن قام بذلك ،إىل اجتماع اآليات يف سورة واحدة املوضوعية دون النظر أهل العلم من يعترب اخلصوصية ومن

عندما " التسهيل لعلوم التنزيل " اإلمام ابن جزي الكليب رمحه اهلل يف الباب الثالث من مقدمة تفسريه : الصنيع

. 528/ اإلتقان يف علوم القرآن ( )

01الصفحة

وهذا املسلك يف اعتبار اخلصوصية ملقاصد .( )ذكر العلوم اليت تضمنها القرآن، وعرج على ذكر مقاصد بعضها .رآن الكرمي ال بد فيه من مجع اآليات املتحدة يف موضوعها، وإعمال النظر فيما ختتص به من مقاصدالق

، فما نزل مبكة فإن مقاصده تغاير ( )ومن أهل العلم من مجع بني الطريقتني؛ وذلك بالنظر يف السور حبسب نزوهلاول اإلسالم وعقائده، وما نزل باملدينة فمقاصده ما نزل مبكة فمقاصده جارية يف بيان أصإن ، فما نزل باملدينة

فاعتبار املقاصد اخلاصة هبذا املسلك فيه مجع بني ما سبق ألنه نظر يف . جارية يف بيان شرائع اإلسالم وأحكامهولكنه غري دقيق يف بيان . حمتوى السور املكية وموضوعاهتا، واستخالص املقاصد اخلاصة هبا، وكذلك السور املدنية

مذكورة يف سور مدنية ، السور املكية على حدة ، وذلك لوجود بعض مسائلملقاصد اخلاصة لكل موضوع ا .كوجود مباحث العقيدة يف سورة البقرة وهي مدنية باتفاق. والعكس

ملقصود وارتباط التدبر باملقاصد اخلاصة على أي وجه كان، مما سبقت اإلشارة إليه يف حتديد اخلصوصية، ارتباط ا. لغريه باملقصود ألجله، إذ أن املراد بالتدبر هو الوصول إىل غايات ما ترمي إليه هذه السور، أو هذه املوضوعات

فاملقاصد اخلاصة ال يتوصل إليها إال بوظيفة التدبر، ألنه عند النظر إىل آيات السورة الواحدة، جيد الناظر إليها أهنا من الدرر، وهي مع خيتلف عن جاراهتا بكة فرائده، وكل جوهرة هلا بريق وملعان كالعقد املنظومة جواهره، املتشا

فالوصول إىل اخليط اجلامع لنظمها . ذلك متناسقة النظم، ترتبط كل واحدة بأختها وإن غايرهتا يف صفات مجاهلار، وتدبرا يوصله إىل املراد منها يف هذا احلسن ال يتمكن منه إال من أعطاه اهلل قوة يف البصرية، وبصرية يف التدب

.وإدراك غايتها

.وجه االرتباط بين مقاصد القرآن الكريم الجزئية وبين التدبر: المطلب الثالثيته مبقاصد آحاد آي الذكر وأما هذا املطلب فهو قطب رحى املتدبرين، وميدان تنافس املستبصرين، وذلك لعنا

.املراد من تنزيل كل آية مستقلة عن أختهااد هبا فإن املقاصد اجلزئية إمنا ير احلكيم،

وال حتتوي كل آية يف كتاب اهلل على بيان احلكمة من إنزاهلا، أو ذ كر السبب املفضي إىل مقصدها، بل إن أكثر . ريهاآيات القرآن الكرمي مل يصرح فيها بذكر علة إنزاهلا مستقلة عن غ

/ يلالتسهيل لعلوم التنز ( )

/ التسهيل لعلوم التنزيل ( )

00الصفحة

لوحدها، وذلك بالربط بينها وبني سابقتها والحقتها ليظهر مدلوهلا، وي علم كل آية وهنا يظهر ارتباط التدبر بها واختتامها، فإنه يتوصل بذلك إىل وانتظامها، وابتداء راعى يف التدبر سياق اآليات مقصودها، فعندما ي

.( )اتفاقها، وانسجامها يف موضوعهامقصودها، مع مالحظة

مزيد االهتمام به، ذا االرتباط بني مقاصد القرآن الكرمي وتدبر ه؛ يولد عندهموال شك بأن لفت أنظار املسلمني هل .وحماولة حتصيل آالته، كي ال يفوهتم قطار املتدبرين لكتاب رب العاملني

: المبحث الثاني :وذلك حسب المطالب التالية .القرآن الكريم وارتباطها بالتدبرمجاالت مقاصد

.لعقيدة يف القرآن الكرمي وارتباطها بالتدبرمقاصد ا: املطلب األول .مقاصد األحكام يف القرآن الكرمي وارتباطها بالتدبر: املطلب الثاين

.مقاصد األخالق يف القرآن الكرمي وارتباطها بالتدبر: املطلب الثالث .مقاصد األساليب يف القرآن الكرمي وارتباطها بالتدبر: املطلب الرابع

.صد العقيدة في القرآن الكريم وارتباطها بالتدبرمقا: المطلب األول، وربطهم بفاطرهم، وأنه متويل شؤوهنم من أعظم املطالب اليت نزل هبا كتاب اهلل عز وجل تعريف العباد خبالقهم

حيد ونفي ومدبر أمورهم، وأنه املستحق للتعظيم واإلذعان، والعبادة واإليان، بل يكاد القرآن كله يكون لتقرير التو وقد قرر القرآن الكرمي أمر التوحيد بطرق متعددة تظهر حماسنه، .( )ضده، كما قال الشيخ السعدي رمحه اهلل

.وتكشف عن مثراته

وملا كانت العقيدة يف كتاب اهلل تعاىل هبذه املثابة، كان للتدبر دور واضح يف إبراز مقاصدها وجتلية مطالبها، وذلك من شرك والتعلق بغري اهلل، وانتشار معان النظر يف السور املكية وما اتسمت به من مظاهر إصالح املعتقد وحماربة الخالل إ

القرابني طلبا األفكار الفاسدة واملعتقدات الباطلة، يف تعظيم املخلوقات ودعائها من دون اهلل، والتقرب إليها بأنواع .(5)كما قرره شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهللآن هو توحيد األلوهية ، فإن مقصود القر ملرضاهتا وازدالفا لديها

. 5/28 جمموع الفتاوى ( )

. 0 :القواعد احلسان لتفسري القرآن ص ( )

. 2/562درء تعارض العقل والنقل (5)

02الصفحة

كم من للتدبر ارتباط واضح مبقاصد العقيدة يف كتاب اهلل، وذلك بالنظر العام يف آيات التوحيد وتلمس احل و ر الوقوف على هو ما يثم ،آيات التوحيد والتأمل فيها هبذه الشمولية، وتدبرها على هذا النسق فجمع . خالهلا

. املقصود منها يف القرآن الكرمي

.مقاصد األحكام في القرآن الكريم وارتباطها بالتدبر: المطلب الثانينزل القرآن الكرمي بشريعة متكاملة ومنهج رشيد ، ينبن على تعريف العباد بالرب املعبود وتعظيمهن فلما قام أمر

أنزل اهلل عليهم أحكامه وشرائع دينه، كي يتعبدوا هلل ويتثلوا أمره حمبة اإليان يف قلوهبم، وحتقق يف صدورهم، تفصيلها، وذلك يف وتعظيما، وخوفا ورجاء، وقد عرف اهلل عباده األحكام يف كتابه إمجاال، وأوكل إىل رسوله

القرآن باألحكام عريففإن ت[ 88:النحل]( ڦڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ) :قوله تعاىلوهذه األحكام هلا من املقاصد والغايات ما . ( )عية أكثره كلي ال جزئي، كما حكاه اإلمام الشاطيب رمحه اهللالشر

اسرتعى اهتمام علماء الشريعة منذ عصرها األول، فنظروا إليها نظرا كليا وجزئيا، وبنوا عليها مقاصد الشريعة، النظر يف مقصود األحكام على اجلملة، كقول شيخ اإلسالم :هبا ويراد مها إىل مقاصد أصلية ،ولذلك قاموا بتقسي

: والقسم الثاين .( ) « املقصود جبميع العبادات أن يكون الدين هلل»: ابن تيمية رمحه اهلل عن األحكام التعبدية أن ألعم عن املقصد النظر يف مقصود كل ح كم فرعي على حدة ، وال خيرج يف الغالب ا: املقاصد الفرعية، ويراد هبا

.األصلي لألحكاموهبذا الوضع تظهر ملكة االجتهاد لدى املفسر والفقيه، عندما يعمل فكره يف األدلة الشرعية، ويسرب أغوارها، ويستنبط منها احل كم واحلكمة منه، وهذا هو عني التدبر، فال يتلك ناصية التدبر من مل تكن أدلة الشرع من

يف ذهنه، ماثلة بني عينيه، وكلما كان متكن اإلنسان من األدلة الشرعية قويا، كلما كان كتاب وسنة م ستحضرة .تدبره مثمرا، وإدراكه ملقاصد الكتاب العزيز أجدى وأوسع فائدة

. 40 /8املوافقات ( )

. 5 /6 جمموع الفتاوى ( )

03الصفحة

.مقاصد األخالق في القرآن الكريم وارتباطها بالتدبر: المطلب الثالثسه، وركب فيه من الطبائع واألخالق ما تقوم هبا آدميته، وأخربه يف خلق اهلل تعاىل اإلنسان وهو أعلم به من نف

ال، وله يف ذلك كتابه العزيز مبا اتصف به كل إنسان وما ف ط ر عليه، وما ن دب له من صاحل السجايا، ومجيل اخلصي اهلل وناصبوا رسله فإن الناس ملا طال عليهم األمد، وابتعدوا عن وح .اهرةكله احل كم الظاهرة، واملقاصد الب

العداء، تغريت فطرهم، وانقلبت أحواهلم، وعاشوا عيش الغريب بني أهله، فأخالقهم متبدلة، وفطرهتم غائبة، مل األخالق، ورد الناس إىل سابق احملاسن اليت ترنوا د ي رى، فجاء اإلسالم بتثبيت صاحليبق منها إال بصيص ال يكا

.وا عليها أواصر االنغالقليت عقدعليه من سفاسف األمور ا إليها األحداق، ونبذ ما كانواوملا كان خيار أهل اجلاهلية من أصحاب الشيم الرفيعة والصفات الكرية، وكانوا حيافظون عليها لغايات يف نفوسهم،

ا بالباقيات ومآرب يف صدورهم، جاء اإلسالم بتحفيز تلك املكرمات، وترقية تلك الغايات عن طلب الدنيات، وربطهالصاحلات، كي تكون مقصدا لكل من علت مهته، ومست عن الدنايا مهجته، وتعلقت باآلخرة نفسه، فال يطلب ثواب

. اإلحسان إال من احملسن سبحانهفال أوامر ربه ونواهيه، ويقف نفسه معها وقف الناظر املتأمل، واحملاسب الرقيب،وال يصل املرء لتلكم الغايات حىت يتدبر

يتعدى هذا املقام حىت يعلم أيف املبتدأ حاله، أم يف خرب الناكصني مقامه، ومن أين يبتدئ وأين املنتهى، وعندها يرى بعني .قلبه كيف يقوم حاله، وأن بلغ يف إصالح أخالقه ارحتاله

د حللها، التفاق الوسيلة والغاية، وهكذا تنعقد وشائج االلتحام بني التدبر واملقاصد األخالقية، يف أزهى صورها، وأبع .واحتاد املبدأ واملنتهى

تصريح القرآن الكرمي باألقوال واألفعال اليت تعكس أخالق أصحاهبا، فيكسبون :ومما يشار إليه يف هذا املقام ذ أن أصل إ وهذا باب من التقومي عظيم، قد قصرت عنه أنظار أكثر الناس ،أو ذما وعقابا ،عليها مدحا وثوابا

، ۓ): ، ومثل له بقوله تعاىلكما حكاه العالمة السعدي رمحه اهلل الكالم إمنا ينبع عما يكنه صاحبه من خلق

وعلق على ذلك [65:الفرقان] ( ٴۇ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭسهم وذلك صادر عن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم وعن حلمهم الواسع وخلقهم الكامل وتنزيههم ألنف »: بقوله

.( )« عن مقابلة اجلاهلنيويستفاد من قوله هذا أن املرء كلما أكثر من التدبر واجتهد، كلما استبانت له من حقائق القرآن وبيناته على قدر

. إخالصه واجتهاده، كما حصل هلذا العلم رمحه اهلل

. 52 : القواعد احلسان يف تفسري القرآن ص ( )

04الصفحة

.مقاصد األساليب في القرآن الكريم وارتباطها بالتدبر: المطلب الرابع، القرآن الكرمي يف طياته من املطالب العالية، والغايات السامية، ما يفضي إىل سعادة العباد يف الدنيا واآلخرةحوى

وقد تنوع عرض القرآن الكرمي ملضامني خطابه، وشرائع أحكامه، فكان لكتاب اهلل جل وعال تلك األساليب .دت حمط األنظارالرائعة اليت ال يل مطالعها، وال يفرت طالبها، حىت غ

، وهو مما جبلت نفوس اخللق على حمبته، ومن أساليب القرآن الكرمي اليت كثر دوراهنا فيه أسلوب القصص .واسرتعاء السمع لدى تطرق ه اآلذان

ال تنحصر يف اإلخبار عما حجبته األيام من ،وقد أخرب اهلل جل وعال أنه قص هذه القصص حل كم وغايات مبا ورد عن واالتعاظ، وحصول اإليان اليقين، الفيها، وال تقف عند إمتاع أمساع متلقيها، وإمنا هي للعربةأخبار س

؛ هو فاجتناء العرب من قصص من غرب. ( )أصحاب هذه القصص من األنبياء واملرسلني عليهم الصالة والسالموته إال قاصدوه، وال يستمتع جبماله إال طالبوه، وظيفة املتدبر، وسبيل املتأمل، وهذا باب ال يعرف مقدار حال

.وهذا من النعيم العاجل ملن يتدبر قصص القرآن الكرمي

واحلوار أسلوب . أسلوب احلوار،الذي تقوم به احلجة العقلية، وحيصل به اإلذعان لكالم الرمحن: ومن ذلك أيضا القرآن الظاهرة، وال تستقيم حججهم أمام أدلته ا كانوا، فال تصمد شبههم أمام حقائقأي شائع مع املخالفني

ومن وقف على احلوار يف كتاب اهلل وأبصره بعني املتدبر احلصيف، جيد فيه من املقاصد، ويكشف له . الواضحةمن اخلفايا ما ال يتوقعه، ويف الوقوف على مثل حوار املتخلفني يف سورة الفتح، وما يريدونه من وراء ذلك، ما مل

.على بال خيطربديعة فيه من املقاصد ال ل العلم، ملااهتم به أه قدومن أساليب الكتاب العزيز اليت تبهر العقول، ضرب األمثال، و

وأقل ذلك أهنا جتعل القلب يرى األشياء املعنوية يف صورة .قضي بالعجب العجاباليت ختلب األلباب، وتذلك إذا ط بقت هذه األمثال على ممثالهتا؛ وضحتها وبينتها، وبينت احملسوسة، فكأمنا ينظر إليها ببصر فؤاده، وك

.( )مراتبها من اخلري والشر

. 70 : للطيف املنان يف خالصة تفسري القرآن صتيسري ا: لالستزادة انظر ( )

.وما بعدها 68:مقتبس من كالم العالمة السعدي رمحه اهلل يف كتاب القواعد احلسان لتفسري القرآن ص ( )

05الصفحة

وال يتنبه هلذه املقاصد اليت تضمنتها أساليب الكتاب العزيز إال من وفق للتدبر، وأ عني على التفكر، وع صم من ل ب على القارئ خبيله ورجله، حىت يشغله » مكائد الشيطان اليت حيجب هبا عني قلب اإلنسان، فإن الشيطان جي

.( ) «سبحانه به ما أراد به املتكلم ةره وتفهمه ومعرفعن املقصود بالقرآن؛ وهو تدب

: المبحث الثالث :وذلك حسب المطالب التالية. ط التدبر من خالل سمات مقاصد القرآن الكريم األساسيةانضبا

.يةالتدبر من خالل مسة الربان طانضبا :املطلب األول .يةط التدبر من خالل مسة الشمولانضبا :املطلب الثاين

.ة الواقعيةط التدبر من خالل مسانضبا: لب الثالثاملط .ةلتدبر من خالل مسة الوسطيط اانضبا: املطلب الرابع

.يةط التدبر من خالل سمة الربانانضبا :المطلب األولت متنوعة، وأوصاف متميزة، تلوح يف أفق مسائه، فتعطيه من املهابة شكال فخما ملقاصد الكتاب العزيز مسا

ومكانة عظيمة، وإن استصحاب هذه السمات البارزة عند تدبر كتاب اهلل جل وعال، فيه العصمة عن االنزالق .يف مهاوي النهايات املخالفة للشرع؛ الشيء الكثري

ويتنبه ملا يصل ينشأ لديه تصور ملا يتدبره، ،ية القرآن الكرمي ومقاصدهيلحظ ربانتدبر لكتاب اهلل عندما فإن املعلى أنه كالم اهلل عز وجل، ،أن ربانية القرآن الكرمي يراد هبا مراعاة جانب اهليبة والتوقري للقرآن الكرمي وذلك. إليه

.وهذا مما يراعيه املتدبر لكتاب ربه ابتداء نقصان،من التغيري والتبديل والزيادة وال ،وحمفوظ حبفظ اهلل جل وعالويتنبه ألن العقائد واألحكام واألخالق املنثورة يف أرجائه منزلة من عند اهلل جل وعال، في جيل نظره يف القرآن

.الكرمي وهو معظم ملا فيه من شرائع وتشريعات، ومنزه لكالم ربه عن كل زيغ فكري أو احنرافاتيكون معظما ملقاصد القرآن الكرمي، ومبجال لغايات الذكر احلكيم، فإن التعامل مع كتاب اهلل هبذه املنزلة يف و

.( )يورث العلم به ويوصل إىل الغاية املرجوة منه، وذلك منتهى ما يطلبه أهل التدبر القلب،

. 52 / إغاثة اللهفان يف مصايد الشيطان ( )

. 575:مي يف إصالح اجملتمع ص، منهج القرآن الكر : كيف نتعامل مع القرآن الكرمي ص: لالستزادة انظر ( )

06الصفحة

.ط التدبر من خالل سمة الشموليةانضبا: المطلب الثانيل مناحي احلياة؛ يف االعتقاد والتعبد لشمول يف مقاصد القرآن الكرمي من مشولية القرآن الكرمي لكستمد اي

خاطب عقله بالتدبر والتأمل، » وتتضح هذه الشمولية كذلك يف خماطبة هذا القرآن لإلنسان فقد .والتعاملوجل منها، من البصر وغضه، والسمع وخاطب قلبه باملوعظة والتذكري، وخاطب جوارحه بتعليمها ما أراد اهلل عز

ويف هذا القرآن ذ كر للجبال الساجدة، واأللسن الذاكرة، كل ذلك مذكور يف كتاب اهلل عز . وكفه عن احلرام .( ) «وجل، فهو شامل لكل شيء يف حياة اإلنسان

ناحي يف حياة اإلنسان، فهذا يفتح الباب للعقل فإذا كانت مقاصد الكتاب العزيز هبذه املثابة يف مشوليتها جلميع املية يه الشرع، فال حيكم على جواز واليف التجول بالفكر يف ميادين التدبر، مع مراعاة أن ال خيالف ذلك ما نص عل

ملخالفته للسياق وهو جميء ذلك للخرب ال التشريع، وألهنا وردت على سبيل، مثال املرأة مبا جاء يف قصة ملكة سبأ .(5)ملصادمته صريح السنة يف ذلك ، و ( )استنكار واليتها عليهم

. فمراعاة الشمول يف املقاصد القرآنية أمر مهم، ولكن باالنضباط باألصول اليت يقوم عليها التدبر

.انضباط التدبر من خالل سمة الواقعية: المطلب الثالث، وذلك أن منهج القرآن الكرمي والوصول إليها على أرض الواقعاملقصود بواقعية املقاصد القرآنية؛ إمكانية بلوغها

وهذا الربط هو الذي أعطى . قد اتسم بالربط بني األسباب ومسبباهتا، والوسائل وغاياهتا، يف كل مناحي احلياةا يف مقدورهم، املقاصد القرآنية هذه السمة البارزة، فإن العباد مل يطالبوا مبا يستحيل عليهم حتصيله، وإمنا طولبوا مب

ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ) :وما تقدر عليه نفوسهم، وال أدل على ذلك يف أمر العبادة من قوله تعاىل

، فهو فاإلنسان مأمور بالعبادة أينما حل، وإن تعسرت عليه يف مكان ما، فأرض اهلل واسعة [56:العنكبوت]( چ چ ى مع واقع اشجتعله يتم ، هي ماثالية املوجودة يف دين اإلسالمفالبساطة وامل. غري مقيد بالتعبد يف موضع بعينه

. أيا كانت أحواهلم وظروفهم ،الناس

. 0 :أفال يتدبرون القرآن ص ( )

.688: االستدالل اخلاطئ بالقرآن والسنة على قضايا احلرية ص ( )

كتاب الفنت، باب الفنت متوج : رواه البخاري « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة »: حلديث أيب بكرة رضي اهلل عنه (5) (.6646)قم ، ر 600 /6: كموج البحر

07الصفحة

فإن التدبر لكتاب اهلل تعاىل ال ينبغي أن ينفك ومن هذا املنطلق؛ .فواقعية القرآن الكرمي هي قابلية حتقيقه يف احلياة .عن تقرير هذا املفهوم، وإال مل يكن له مثرة واضحة

من اجملاالت الثالثة اليت يدور عليها النظام اإلنساين، يف العقيدة استوحي أصوهلتإن واقعية مقاصد القرآن الكرمي، فيتناسب مع مجيع اخللق، سالم وانتشاره، ألنه حتقيق ما، ولذلك كان هذا هو أساس قوة اإل( )والتشريع واألخالق

.يته حلوائج كل البشر، ومعاجلته جلميع مشكالهتم، بشىت صورهاوذلك لرسوخ اعتداله، واستقامة منهاجه، وتلباملفهوم، وينطلق منه لتجلية حقائق القرآن وحماسن اإلسالم، يف أهبى عقد التدبر على مثل هذا فال غرو أن ين

.حللها وأحسن صورها

.تدبر من خالل سمة الوسطيةانضباط ال: المطلب الرابع

فالقرآن ، ( )«طا جامعا حلقوق الروح واجلسد، ومصاحل الدنيا واآلخرة كونه وس» ومعىن وسطية القرآنفيه ناصعة املالمح يف معظم آياته، وهذه املالمح تتجلى يف خريية هذه األمة على غريها ةالكرمي قد جاءت الوسطي

اعتبار احلكمة يف من األمم، ويف قيام العدل أساسا ملنهجها، ويف التيسري على العباد ورفع احلرج عنهم، ويف .(5)تشريعاهتا، ويف االستقامة والثبات على مبادئها، ويف توسطها جانيب اإلفراط والتفريط

القرآن الكرمي، فإن هذا يعطي مؤشرا مقاصد فإذا كانت هذه أبرز مالمح الوسطية، اليت تعترب من أوضح مساتتنال احلقوق وترفع املظامل، وبالتيسري تنشط النفس على على أمهية اعتباره عند تدبر الكتاب العزيز، فإنه بالعدل

ت، فعل الطاعات، وتستهل االستمرار ملداومة العبادات، ومبعرفة احلكمة تتضح الغايات وتسعى اهلمم للنهايا .وحبصول االستقامة تصلح اجملتمعات، وتسعد اجلماعات، وبالتوسط يزول التقصري والتفريط، وينعدم اجلفاء والغلو

متعددة الفوائد مجة الفرائد، على معان هلا على آيات القرآن الكرمي، سيقفملتدبر إن انضبط هبذه املعاين وأجاوا .وهذا من بركة القرآن الكرمي على املشتغل به، واملطالع له

. 80/545 / 55: واقعية املنهج القرآين ص ( )

. 67 : الوحي احملمدي ص ( )

.65 / 65: الوسطية يف القرآن الكرمي ص (5)

08الصفحة

: الخاتمة

القرآن الكرمي يف ختام هذا البحث املتواضع، والذي كان التوجه فيه حنو الكشف عن أواصر ارتباط مقاصد :بالتدبر، ومدى فاعلية هذا االرتباط ومتاسكه، فإن البحث خيلص إىل النتائج التالية

.أمهية حتديد مصطلحي املقاصد والتدبر للمقارنة بينهما، وبيان وجوه اتصاهلما :أوال .إظهار معامل التدبر وجماالته الفسيحة من خالل مقاصد القرآن الكرمي: ثانيا .أمهية تفعيل دور املقاصد القرآنية عند تدبر القرآن الكرمي: ثالثا .مالحظة انضباط تدبر القرآن الكرمي من خالل مسات مقاصد الكتاب العزيز: رابعا

.إبراز دور تدبر القرآن الكرمي يف جتلية مقاصده: خامسا د القرآن الكرمي، وتدبر القرآن ؛ وهو أن مقاصبشيء يف اخلاطروقبل أن أضع القلم من يدي، أحب أن أبوح

، فإن التدبر يعمل على التفكر يف القرآن الكرمي مع مالحظة الغايات، شيئا واحدا نالكرمي، يكادان يكوناواملقاصد هي طلب تلك الغايات وحتقيقها، ولذلك فإن النفس متيل بل تكاد جتزم أهنما شيء واحد، وإن اختلفا

.نهج واألسلوبيف املصطلح فقد اتفقا يف امل ..وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني، واحلمد هلل رب العاملني. واهلل تعاىل أعلم

09الصفحة

: المراجعقائمة

مركز الدراسات القرآنية، : بكر السيوطي، حتقيقاإلمام عبد الرمحن بن أيب : تأليف. اإلتقان يف علوم القرآن - .ه 6 8 املصحف الشريف، لطباعة امللك فهد جممع

إبراهيم بن حممد احلقيل، جملة . د: تأليف. دراسة نقدية االستدالل اخلاطئ بالقرآن والسنة على قضايا احلرية - .ه 858 األوىل . البيان، ط

حممد : حتقيق اإلمام حممد بن أيب بكر بن أيوب ابن قيم اجلوزية،: تأليف. إغاثة اللهفان يف مصايد الشيطان - .ه 85 األوىل. دار عامل الفوائد، ط عزير مشس،

اإلمام حممد األمني بن حممد املختار اجلكن الشنقيطي، : تأليف. يف إيضاح القرآن بالقرآن أضواء البيان - .ه 6 8 األوىل. دار عامل الفوائد، طالشيخ بكر بن عبد اهلل أبو زيد، : إشراف

.ه 85 األوىل . بن سليمان العمر، دار احلضارة للنشر والتوزيع، ط ناصر. د: تأليف. أفال يتدبرون القرآن -حممد ابن : حتقيق الفريوز آبادي، حممد بن يعقوب تأليف اإلمام. بصائر ذوي التمييز يف لطائف الكتاب العزيز -

.ه 6 8 ، علي النجار، نشر اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية جلنة إحياء الرتاث اإلسالمي .م248 اإلمام حممد الطاهر ابن عاشور، الدار التونسية للنشر والتوزيع، : تأليف. ير والتنويرالتحر -حممد بن سيدي حممد موالي، .د: حتقيق بن جزي الكليب،اإلمام حممد بن أمحد : تأليف. التسهيل لعلوم التنزيل -

.ه 850 األوىل. دار الضياء بالكويت، طاإلمام عبد الرمحن بن ناصر السعدي، : تأليف. (تفسري السعدي ) كالم املنانتيسري الكرمي الرمحن يف تفسري -

.ه 5 8 األوىل. سعد بن فواز الصميل، دار ابن اجلوزي، ط: اعتىن بهرمحن بن ناصر السعدي، وزارة الشؤون اإلمام عبد ال: تأليف. تيسري اللطيف املنان يف خالصة تفسري القرآن -

.ه 8 األوىل . الدعوة واإلرشاد بالرياض، طو اإلسالمية واألوقاف : اإلمام القاسم بن فريه الشاطيب، حتقيق: تأليف(. الشاطبية)يف القراءات السبع حرز األماين ووجه التهاين -

.ه 855 السادسة . دار الغوثاين للدراسات القرآنية، ط ،الشيخ حممد متيم الزعيب، حممد رشاد سامل. د: شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم ابن تيمية، حتقيق: تأليف. درء تعارض العقل والنقل -

.ه 8 الثانية . نشر جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، طحممد زهري بن ناصر الناصر، دار طوق : ، حتقيقاإلمام حممد بن إمساعيل البخاري: تأليف. صحيح البخاري -

.ه 8 األوىل . ، ط(ية مصورة عن الطبعة السلطان) النجاة حممد فؤاد عبد الباقي، نشر دار : اإلمام مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري، حتقيق: تأليف. صحيح مسلم -

.إحياء الرتاث العريب بريوت

21الصفحة

األوىل . ، طاإلمام عبد الرمحن بن ناصر السعدي، مكتبة الرشد: تأليف. القواعد احلسان لتفسري القرآن - .ه 0 8

.ه 8 األوىل . يوسف القرضاوي، مؤسسة الرسالة، ط. د: تأليف. كيف نتعامل مع القرآن الكرمي - .ه 8 8 الثالثة . ، طبن منظور األفريقي، دار صادراإلمام مجال الدين حممد بن مكرم ا: تأليف. لسان العرب -جممع امللك فهد . النجدي، ط الشيخ عبد الرمحن بن قاسم: مجع. جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية -

.ه 6 8 ، لطباعة املصحف الشريفعبد السميع .د: حتقيق اإلمام إبراهيم بن عمر البقاعي،: تأليف. إلشراف على مقاصد السورمصاعد النظر ل -

.ه 804 األوىل . حممد أمحد حسنني، مكتبة املعارف، طعادل مرشد، : أمحد بن علي املقرئ الفيومي، اعتىن به اإلمام: تأليف .الكبري يف غريب الشرح املصباح املنري -

.مؤسسة الرسالةفكر، عبد السالم حممد هارون، دار ال: ، حتقيقاإلمام أمحد بن فارس الرازي: تأليف .معجم مقاييس اللغة -

.ه 522 األوىل . ، طصفوان الداودي، دار القلم: اإلمام الراغب األصفهاين، حتقيق: تأليف. مفردات ألفاظ القرآن -

.ه 8 .ه 2 8 األوىل . ، طعبد الكرمي حامدي، دار ابن حزم. د: تأليف. مقاصد القرآن من تشريع األحكام -الثالثة . ، طحممد السيد يوسف، دار السالم بالقاهرة.د: تأليف. منهج القرآن الكرمي يف إصالح اجملتمع -

.ه 4 8 آل مشهور بن حسن : براهيم بن موسى اللخمي الشاطيب، حتقيقاإلمام أيب إسحاق إ: تأليف. املوافقات -

.ه 7 8 األوىل . ، طسلمان، دار ابن عفان .م245 الثانية . ، طللنشر والتوزيع توفيق حممد سبع، دار املختار: تأليف. واقعية املنهج القرآين - .ه 524 الثامنة . ، طحممد رشيد رضا، املكتب اإلسالمي :تأليف .الوحي احملمدي - .ه 85 األوىل . ، طعلي بن حممد الصاليب، دار ابن كثري.د: تأليف . الوسطية يف القرآن الكرمي -