قافة إلى المدخل الثة �سالمي اإل

تأليف عثمان بن د. أحمد الريس حماد بن د. إبراهيم

المزيدمحمد حامد بن د. إدريس

الله عبد بن د. علي القاسم عبدالله بن د. خالدالصياح

اإلسالمية الدراسات بقسم التدريس هيئة أعضاءسعود الملك جامعة

مقــدمــــة

الحم��د لل��ه, والص�الة والس��الم على رس��ول الل��هوعلى آله وصحبه, أما بعد:

المدخل إلى الثقاف��ةفهــذا الكتــاب الــذي بين يــديك »ا لقضــايا ثقافيــة مهمــة تحتــاجاإلسالمية « يتضمن عرضــ

لمعرفتها أجيــال األمـة ابتــداء بمفهـوم الثقافــة اإلســالمية, وموقفهــا من الثقافــات األخــرى، ثم خصــائص اإلســالمــان ــاهج وأدي ــا عمــا ســواه من من ــاز به ــتي يمت العامــة, ال منتشرة في العالم، وختم الكتاب بعــرض ألصــول اإليمــانــات, ثم ــرادا ومجتمع الستة, وأثرها في حياة المسلمين أف

ذكرنا نواقض اإلسالم.ــة ــم الثقاف ــاتذة قس ــة من أس ــد خمس ــاب جه ــذا الكت وهــذلوا مــا يســتطيعون من وقت ــة ب ــة التربي اإلســالمية بكلي

وخبرة في سبيل نشر العلم النافع. ومع ذلــك فهــذا الكتــاب عمــل بشــري يعتريــه مــا يعــتريــوا أي ــؤلفين أن يتلق ــر الم ــذا فيس ــر من نقص؛ وله البش

ملحوظة تبدى على الكتاب.والله ولي التوفيق.

Email: SALM101@GAWAB.COM

اإلسالمية أوال: الثقافةمفهوم الثقافة اإلسالمية* أهداف دراسة الثقافة اإلسالمية* أهمية الثقافة اإلسالمية* مصادر الثقافة اإلسالمية* التحديات التي تواجهه��ا الثقاف��ة اإلس��المية*��

وسبل مواجهتها موق��ف المثق��ف المس��لم من الثقاف��ات*��

األخرىالحوار بين الحضارات*

)*(اإلسالمية الثقافة مفهوم

أ- تعريف الثقافة في اللغة: بمعان متعددة يرجــع بعضــها«ثقف »استعمل العرب مادة

ــور حســية، وإن إلى أمور معنوية, كما يرجع بعضها إلى أم كانت داللتهــا على األمــور المعنويــة أكــثر من داللتهــا على

.(1)الحسيات)*( أعد هذا الجزء د. إدريس بن حامد محمد.1(.11 نظرات في الثقافة )ص:)?)

فمن األمور المعنوية: الحــذق، الفطنــة، الــذكاء، التهــذيب، الظفــر، التــأديب،ــة ــبط المعرف ــه، ض ــذ العلم وفهم ــرعة أخ ــادفة، س المص

.(1)المتلقاةومن المعاني الحسية:

تقويم المعوج،التسوية، كتسوية الرمـاح والســيوف، إدراكــوة، اإلصــالح، ــة، األخــذ في ق ــه، الغلب ــر ب الشــيء والظف

في القرآن بمــا يتضــمن«ثقف»الوجود. وقد وردت كلمة هذه المعاني.

ــةومن مجم��وع ــدالالت اللغوي ــتنتج أن ال ــبق نس ــا س مــعة ومتنوعة ــة واسـ ــطلح الثقافـ ــانب،لمصـ ــاول الجـ تتنـ

المعرفي والجانب السلوكي. فيدور معنى الثقافــة في أصــلها الالتيــنيأما عند الغرب

على فالحة األرض وتنمية محصوالتها, ثم توسعت لتشــمل , وتنميــة العقــل والــذوقالمعنى المادي الحسي كما سبق

.(2)واألدب بالمعنى المعنويب- تعريف الثقافة في االصطالح :

تعريفا واضحا قاطعا للجــدلفعرإن مصطلح الثقافة لم ي فكان معناها االصطالحي أوســع من معناهــا اللغــوي الــذي ســبق بيانــه فتعــددت اآلراء حــول مفهومهــا االصــطالحي,ــه: ــا بقول ــذي عرفه ــوي ال ــع اللغ ــف المجم ونكتفي بتعري

بلطجملة العل��وم والمع��ارف والفن��ون ال��تي ي».(3)« فيهاقذالحالعلم بها و

ج- العالقة بين الثقافة وغيرها من المعارف: هنـــاك عالقـــة وطيـــدة بين الثقافـــة والعلم، وبينهـــا وبين

(، ولســان1/382 ثقــف ): مــادة،معجم مقــاييس اللغةانظــر (ــ (1 ثقف .: مادة،العرب مادة ثقف، والمعجم الوسيط

(.238( المورد )ص: ? )2(.1/98 )«ثقف»( المعجم الوسيط مادة ?)3

الحضارة, لذا يحسن بيان هذه العالقات بين الثقافة وهــذهالمعارف المختلفة.

أوال: العالقة بين الثقافة والعلم: العلم جملــة من المعــارف المتنوعــة الــتي يحصــل عليهــا

ــذلك ــة ك ــا على(1)المتعلم، والثقاف ــة بينهم ــوم العالق . فتقالتشابه والتكامل.

أما من ناحية االختالف فتتميز الثقافــة بــالتنوع والشــمول،ــا العلم فمن أخذ شيئا من كل شيء فقد أصبح مثقفا، وأم

ــا فمن أخـذ كــل شـيء فيتميز بالتخصص، من شــيءتقريب واحد فقد أصبح عالما، والثقافــة طابعهــا شخصــي تختلــف

ــرى ــة ألخـ ــة أمـ ــرانيمن ثقافـ ــني والنصـ ــة الوثـ فثقافـ والهندوسي... إلخ. تختلف عن بعضها بعضا، ألن كل ثقافة

. أمــاتستمد عناصرها من تصورها الديني في المقام األولــائج ــه النت العلم فطابعــه موضــوعي تتحــد في ، فالمــاء مثال

يتكون من ذرات من األكسوجين + ذرات من الهيدروجين(H2+O) .وهذا في كل الثقافات

فيتبين مما تقدم أن ميدان الثقافة أوسع من ميدان العلم, وإن كان العلم يخــدم الثقافــة ويرشــدها, فهي ال تســتغني

عن العلم.ثانيا: العالقة بين الثقافة والحضارة:

الحضارة تتناول جملة من مظــاهر الــرقي العلمي والفــنيــل إلى آخــر في ــتي تنتقــل من جي واألدبي واالجتمــاعي ال جــوانب الحيــاة الماديــة، أمــا الثقافــة فهي جملــة العلــومــة تهتم ــا، فالثقافـ ــذق فيهـ ــتي يطلب الحـ ــارف الـ والمعـــذا ــات، وه ــة والحضــارة ألصــق بالمادي ــالجوانب المعنوي ب

الفرق في الجانب النظري فقط.ــا أما في الجانب العملي فهما يرتبطان مع بعضــهما ارتباط وثيقــا؛ ألن ثقافــة كــل أمــة هي أســاس حضــارتها وفكرهــا

.31( المرتكزات األساسية في الثقافة اإلسالمية ص:?)1

، فالثقافــة والحضــارة متفقتــان من هــذه(1)وأسلوب حياتهاالناحية.

فالثقاف�����ة هي المظه�����ر العقلي للحض�����ارة،والحضارة هي المظهر المادي للثقافة.

د- تعريف الثقافة اإلسالمية اصطالحا: لكل أمة ثقافة خاصة بها, وأمة اإلسالم تنفــرد ثقافتهــا عن

حيث تكتســـب تميزهـــا الخـــاص بيناألمم ســـائر ثقافـــة الثقافـــات في تحديـــدها أوال, وفي مقوماتهـــا وعناصـــرها

.(2)وخصائصها ثانياــدد إن تعريفات الثقافة اإلسالمية متعددة ويرجع هذا التع

إلى: - جدية هذا المصطلح وحداثته.1 هــذاحــول- اختالف تصــورات العلمــاء المعاصــرين 2

.(3)المصطلحــا: ــا أنه ــف له ــرب تعري معرف��ة مقوم��ات األم��ة»وأق

اإلس����المية العام����ة بتفاعالته����ا في الماض����ي والحاض���ر, من دين, ولغ���ة, وت���اريخ, وحض���ارة,

.(4)«وقيم، وأهداف مشتركة بصورة واعية هادفة ولعــل هــذا التعريــف باشــتماله على موضــوعات الثقافــة

اإلسالمية الرئيسة، يكون أقرب التعريفات إلى الصواب.

* * * * *(. 42( لمحات في الثقافة اإلسالمية )ص:1)1ا )ص: ?)2 (. 13( الثقافة اإلسالمية تخصصا ومادة وقسما علمي ( من التعريفات الجامعة الــتي تربــط بين العلم والعمــل والســلوك:?)3

»معرفة مقومات األمة والدين المستفادة من مصــادر الكتــاب والســنةــا«. كمــا عــرفت بأنهــا »العلم بمنهج واجتهــادات العلمــاء علمــا وتطبيقــأثرا ــدة والشــريعة واألخالق والحضــارة ت اإلســالم الشــمولي في العقي

وتطبيقا«.(.11( دراسات في الثقافة اإلسالمية )ص:?)4

اإلسالمية الثقافة دراسة أهداف

من أهم أه��داف دراس��ة الثقاف��ة اإلس��المية م��ا:(1)يلي

إمداد الدارس بحصيلة مناسبة من المعارف المتعلقة -1ـاوحضارة باإلسالم عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ـ بوصفه دين

عاما صالحا للبشرية في كــل زمــان ومكــان،وهــذا يعطيــهحصانة ضد تيارات اإللحاد المختلفة.

تنمية روح الوالء لإلسالم وتقديمه على ما سواه من ـ- 2 مثــل القوميــة والعرقيــة أوصــور االنتمــاءات األخــرى؛

ملسو هيلع هللا ىلصألن الواليـــة تكـــون للـــه ولرســـوله العنصـــرية؛ . أي الــوالء لمــا جــاء في كتــاب اللــه عــز وجــلوللمؤمنينملسو هيلع هللا ىلص.وسنة نبيه

مترابطا ـ- 3 إبراز النظرة الشمولية لإلسالم باعتباره كال عن آخــر, والتخلصأو فــرع ، ال ينفصــل فيــه أصـل متكامال

من النظــرة الجزئيــة لــه الــتي تقصــره على بعض جــوانب ، مثــل دعــوى االلــتزام بــالفروض الخمســة, وأخــذالحيــاة

االقتصاد أو السياســة أو االجتمــاع, أو تصــور الكــون بعيــداعن العقيدة والشريعة .

ووســائله ضد الغزو الفكــري بأســاليبهالدارس- تحصين 4 ، أوالمختلفة والذي يهدف إلى تمييع الشخصــية اإلســالمية

.إذابتها في الشخصية الغربية - تجلية موقــف اإلســالم من قضــايا العصــر في مجــاالت5

المختلفة, ونقدها من المنظــورالنظرية والتطبيقية العلوم اإلسالمي.

ــع عملي-6 ــاليم اإلســالمية إلى واق ــة األخالق والتع ترجم (، والمدخل إلى الثقافة23 انظر الثقافة اإلسالمية تخصصا )ص: )ـ? )1

(.10اإلسالمية )ص:

وســلوكي ملمــوس، يعايشــه المســلم في حياتــه العمليــةا في الحياة. اليومية، باعتبار اإلسالم نظاما تطبيقي

اإلســالم وســموه وإظهــار قدرتــه علىخصــائص بيــان -7تحقيق السعادة في الدارين.

* * * * *

اإلسالمية الثقافة ميةـأه

تتجلى أهمية الثقافــة اإلسـالمية من خالل النظــر إلى تلـكاألهداف، ومن خالل التأمل في الموضوعات التي تتناولها.

إنها تقدم التصور الصحيح الكامل والشامل للحياة-1 واإلنسان والكــون من خالل تحديــد عالقــة اإلنســان بربــه

وعالقته بنفسه واآلخرين وبالكون أجمع. إنها تمثل الدرع الواقي والحصن المــنيع في وجــه-2

ــار ــلم من االنبهـ ــن المسـ ــرة، وتحصـ ــديات المعاصـ التحـ بالحضــارة الغربيــة ذلــك ألنهــا تملــك مقومــات االســتمرار والبقــاء والصــمود ؛ لصــالحيتها لكــل زمــان ومكــان وبيئــة

وظروف. أنها توفر للمسلم حياة هادئة يتم فيها التوازن بين-3

.، أي بين متطلبات الروح ومتطلبات المادةالروح والمادةأما عن آثارها:

إن أثر الثقافة اإلسالمية على كافــة الثقافــات األخــرى منم بها؛ ألن المسلمين أحرزوا نجاحــات بــاهرة األمور المسل في مناطق شاسعة من العالم، لكن المهم أن يتــبين أبنــاء األمة موقعهم في هذا العالم، وموقف األعــداء واألصــدقاء منهم؛ ألن لذلك أثرا عظيما في حياتهم ومســتقبلهم، ومن

أهم آثارها:الثقافة األوربية -1 الثقافة اإلسالمية على أثرت فقد

في مختلف الميادين ومنهــا ميــدان العقيــدة والــدين الــذي ظهر في حركات اإلصالح الدينيــة الــتي قــامت في أوروبــا

ــذ القــرن الســابع حــتى ع ــدصرمن النهضــة الحديثــة، فوج� عندهم من ينكر عبادة الصور، ومن ينكر كــذلك الوســاطة بين الله وبين عباده، ومن ينكر االعتراف أمــام القســيس؛ ألنه ال حق له في ذلك بل يتضرع اإلنسان إلى اللــه وحــده

ــاحثين أن ــير من الب في غفران ما ارتكب من إثم. وأكد كثــوثر» ــرأه«ل ــا ق ــأثرا بم ــان مت ــالحية ك ــه اإلص في حركت

ــدين للفالسفة العرب والعلماء المســلمين، من آراء في ال وكان هذا التأثير عبر منافــذ عــدة: عن(1)والعقيدة والوحي

طريق بالد الشام ، وصقلية ، واألندلس وغيرها. انتشار اإلسالم وثقافته في الشرق األقصى مــع -2

حركة التجــار الــتي كــانت إحــدى قنــوات االتصــال المهمــة حيث نقــل التجــار المســلمون الكثــير من مظــاهر الثقافــةاإلسالمية إلى مختلف الشعوب في قارة آسيا وأفريقيا.

كما انتشرت الثقافة عــبر حركــة الترجمــة حيث -3 ترجمــة أمهــات الكتب العربيــة واإلســالمية إلى اللغــات األخرى في مختلـف ميـادين العلم والفلسـفة في القـرون

ظهرولذا الوسطى وعصر النهضة، وبداية العصر الحديث، األثر البارز للثقافة اإلسالمية على غيرها.وقد شــهد العديـد من الباحثين والمفكرين الغربــيين على ذلــك األثــر القــوي

. (2)الذي أحدثته الثقافة اإلسالمية هذه اآلثار إال أنــه يلحــظ في دراســة كثــيرعلى الرغم من

ــآثر ــار لمـ ــل واإلنكـ ــرقين التهميش والتجهيـ من المستشـ يرجـع ســببالعرب والمســلمين في العلــوم والفلســفة، و

حــتىعن المسلم وثقافته إلى تلك الصورة المشوهةذلك ، في نظــرهمبموجبها عنصــر جمــود وتخلفأصبح اإلسالم

مع تجاهل إبداعاته.

* * * * *

(.155( انظر في الثقافة اإلسالمية، أحمد نوفل وآخرون )ص:?)1 في كتابــه«غوســتاف لوبـــون»( من هــؤالء على ســبيل المثــال ?)2

ــاريخ» في كتابه «استانوود كب»، و«حضارة العرب» المسلمون في ت فضل العرب على أوربــا» في كتابها « زيغريد هونكه » ، و «الحضارة

.« شمس العرب تسطع على الغرب » و «

اإلسالمية الثقافة مصادر

قسمين:إلى تنقسم مصادر الثقافة اإلسالمية أوال: مصادر شرعية أصــلية، وهي الكتــاب والســنة النبويــة

الصحيحة..(1)ثانيا: مصادر فرعية، وهي اإلجماع والقياس وغيرهما

أوال: المصادر الشرعية األصلية: هــو كالم اللــه الــذيالق��رآن الك��ريم المصدر األول:

ــاه والــذي ملسو هيلع هللا ىلصأوحى بــه إلى نبيــه محمــد بلفظــه ومعنتعبدنا بتالوته والعمل به.

ــة، والمشــتمل على ــذه الثقاف ــو المصــدر األســاس له وهــالمين، أصول العلوم المختلفة، أنزله الله هدى ورحمة للع

وتربيــةتبيانا لكل شيء، جعله الله كتــاب عقيــدة وهدايــة، وتعليم، وثقافة، حوى آدابا وقيما وسلوكا تنظم حياة األممــادية ــة واالقتص ــوانب االجتماعي ــف الج ــراد في مختل واألف

والسياسية وغيرها.ــال فيه خبر من قبلنا، ونبأ من بعدنا، وفصل ما بيننا، من ق به صدق،ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعــا

إليه هدي إلى صراط مستقيم.من مزايا القرآن :

ــرون الســابقة،1 ــف في الق ــه من التحري ــه حفظ - أن الل وسيبقى كذلك إلى قيــام السـاعة كمـا قــال تعــالى:

:[9 ]الحجر.ــحابها ــا إلى أص ــيف حفظه ــد أض ــابقة فق ــا الكتب الس أم

ــريع?)1 ــادر التش ــالمية، ومص ــة اإلس ــادر الثقاف ــرق بين مص ــاك ف ( هن اإلســالمي، فــاألولى أوســع من مصــادر التشــريع ألنهــا تشــمل العلــوم

اإلنسانية، كما تشمل اآلداب والتراث اإلسالمي.

ــالى: (1)فحرفوها ــال تع ، ق ...:المائدة[

44]. - أن القــرآن جــاء مؤيــدا ومصــدقا لكــل الكتب الســابقة2

ــا عليهــا، قــال تعــالى: ومهيمن

:[48 ]المائدة. - احتوى القرآن على شريعة عامــة للبشــر فيهــا كــل مــا3

يسعدهم في الدارين.ــا من 4 العقائــد وأصــول- جمع القرآن كل مــا كــان متفرق

في الكتب السابقة.العبادات ومكارم األخالقالمصدر الثاني: السنة النبوية:

.(2)الطريقة والسيرة واألسلوب والنهجفي اللغة: ملسو هيلع هللا ىلصهي كل م��ا ص�در عن الن��بي من وفي االصطالح:

ةقول أو فعل أو تقرير أو ص��فة خلقي��ة أو خلقي��. (3)أو سيرة

والسنة أنواع منها:ــه عليه: السنة القولية ــل قول »: الســالم الصــالة و مث

.(4)« إنما األعمال بالني�اتــال وضــوئه وصــالتهالس��نة العملي��ة: ــل أفع ملسو هيلع هللا ىلص مث

وحجه. السـالمالصـالة و وهي ما أقــره عليـه السنة التقريرية:

( أشار كتاب الله إلى هذا التحريف في قوله تعالى: ?)1

:[ 79]البقرة. و المعجم الوسـيط2/409( انظر النهايـة في غـريب الحـديث واألثـر ?)2

.1/456مادة سن (. 12( انظر علوم الحديث البن الصالح )ص:?)3 ( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب بدء الــوحي، بــاب بــدء الــوحي,?)4

(.1907( ومسلم، كتاب اإلمارة، باب إنما األعمال بالنية، رقم)1رقم)

مما صدر عن أصحابه من قول أو فعل بسكوته, أو إظهــارالرضا عنه واستحسانه.

.ملسو هيلع هللا ىلص مــا يتعلــق بشــمائله، من صــفاته وأخالقــهومن الس��نة: فالسنة هي المصدر الثاني بعد كتاب الله تعالى، واالعتماد عليها أمر ضروري في بناء الثقافة اإلســالمية؛ ألن القــرآن

ــا التفاصــيل إلى الســنة,(1)جاء بالعموميات والكليــات تارك]البقرة: قوله تعالى: عرففال ي إال[43

: لوا كم���ا رأيتم���وني»ملسو هيلع هللا ىلصبقـــول الرســـول ص��� ، وغير هذا من األحاديث الموضــحة لكيفيــة أداء(2)«أصلي

.الصالة بجميع أركانها, وشروطها من فرض وسنةتعالى: قوله وال

:[97 ]آل عمران.

، وغير هذا(3)«خذوا عني مناسككم»ملسو هيلع هللا ىلصإال بقوله : من األحاديث الموضحة لكيفية أداء مناسك الحج الفرضــية

.والسنيةمكانة السنة مع القرآن تأتي على ثالثة أحوال:

ــ 1 ــرآن،أن تك��ون موافق��ة له- ــأتي الحكم في الق فيوالسنة معا, مثل األمر بالصالة والنهي عن الزنا.

مثــل،وتفسيرا له أن تكون السنة بيانا للقرآن-ــ 2 لزيادة في قوله تعالى: اتفسير

:ــه،[26 ]يونس رها بالنظر إلى وجه الل ملسو هيلع هللا ىلص فس ملسو هيلع هللا ىلص وتفسيره للظلم في قوله تعالى: ؛(4)تعالى

(.47( المرتكزات األساسية في الثقافة اإلسالمية )ص:?)1 ( أخرجه البخاري، كتاب األذان، بــاب األذان للمســافر إذا كــانوا جماعــة?)2

(.631واإلقامة، رقم) ( أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب استحباب رمي الجمــرة يـوم النحــر?)3

(.1297راكبا، رقم ) ( أخرجه مسلم، كتاب اإليمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في اآلخرة?)4

:فسرها[82]األنعام .(1)بالشرك

أن تجيء الس���نة بزي���ادة حكم لم ي���رد في-ـــ 3 مثل:؛ القرآن

- إيجاب استئذان المرأة عند إرادة تزويجها.- تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها.

بــهتشــهدمــا فالقرآن الكريم والسنة بينهما من التالزم، كثــير من اآليــات واألحــاديث، قــال تعــالى:

:[7 ]الحشر..[80 ]النساء:… وقال تعالى: وقال تعالى:

:[44 ]النحل. : وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بع��ده»ملسو هيلع هللا ىلصوقوله

ألون متم ب���ه كت���اب الل���ه وأنتم تس��� إن اعتص���.(2)«عني .... الحديث

إن ترجمة هــذه المصــادر إلى الواقــع العملي يتطلب تعلمــا ــرب بقراءتهم ــوله عن ق ــنة رس ــه وس ــاب الل ملسو هيلع هللا ىلصكت

وفهمهما، وتدبر معانيهما.ــلية ــادرها األصـ ــون من مصـ ــة يكـ ــنة النبويـ إن تعلم السـ

وأهمها :-3-ص��حيح مس��لم. 2- صحيح البخ��اري. 1

سنن أبي داود. -س���نن النس���ائي.5 - ج���امع الترم���ذي. 4-سنن ابن ماجة.6 - المس��ند لإلم��ام8- الموط��أ لإلم��ام مال��ك. 7

أحمد .

(.181رقم) ربهم سبحانه وتعالى،(.32( أخرجه البخاري، كتاب اإليمان، باب ظلم دون ظلم رقم )?)1، رقم)?)2 (. 1218ملسو هيلع هللا ىلص( أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي

والتعرف إليها يكون بالقراءة فيها قــدر المســتطاع لنفهممبادئ ثقافتنا وديننا عن قرب، ومن مصادرها المعتمدة.

ثانيا: المصادر الفرعية:.(1)اإلجماع- 1.(2)القياس- 2التاريخ اإلسالمي.-3.اللغة العربية-4التراث اإلسالمي.-5.الخبرات اإلنسانية النافعة-6

( اإلجماع: هو اتفاق جميع المجتهدين من المســلمين في عصــر من(ــ 1 على حكم من األحكـام الشــرعية ملسو هيلع هللا ىلصالعصـور بعـد وفــاة الرسـول

ـــــــــة، ـــــــــه. العملـي وهــــــــــو حجــــــــــة يجب العمــــــــــل ـب ألن اتفاق جميع المجتهدين على رأي واحد مع اختالف عقولهم ومعارفهم

روضــة النــاظر :يدل على أن هذا الرأي هو عين الحــق والصــواب )انظرـــــــــــاظر, البن قدامــــــــــــة المقدســــــــــــي، ـــــــــــة المـن وجـن

(.127ص: : حمــل فــرع على أصــل في حكم بجــامع بينهمــا. ) انظرالقياس:(ــ ?)2

(.282روضة الناظر ص:

)*(اإلسالمية الثقافة تواجهها التي التحديات

ــدة متنوعــة ومن واجهت الثقافــة اإلســالمية تحــديات عديأهمها:

العسكري: أوال: الغزوــة ــكرية ظالم ــات عس ــالمية من هجم ــة اإلس ــانت األم ع

استهدفت وجودها وثقافتها منذ القدم ومن ذلك: هـــ( الــتي691هـــ -490الحــروب الصــليبية الشرســة )

ــا ــة به اســتهدفت الشــام ومصــر وأدت إلى انشــغال األمقرنين من الزمان.

ثم الهجوم التترى على العراق والشــام وإســقاط الخالقــة العباسية وتدمير الكتب وقتــل العلمــاء في القــرن الســابع

الهجري. ثم االســتعمار األوروبي للبلــدان اإلســالمية في القــرنين

م( ومحاولتــه مســخ الثقافــة1962 –م 1798الماضــيين )اإلسالمية واستنزاف خيرات األمة.

وزامن ذلك الغــزو الشــيوعي على البلــدان اإلســالمية في آسيا الوسطى ونشر اإللحاد ثم غزو أفغانستان والشيشان واســـتباحة دمـــاء المســـلمين واســـتعمار بلـــدانهم ونهب

خيراتهم.ــا ــة زرعه ــهيونية شرس ــة ص ــاهده اآلن من هجم ــا نش وم

في قلب العــالم اإلســالمي لشـرذمة من اليهــود(1)الغــرب اجتمعت من أنحاء العالم بــاختالف لغــاتهم وعرقيــاتهم في هجرات متتابعة بمساعدة غربيــة مباشــرة مــع اعتــداءاتهمــدوان على ــاوز الع ــل تج ــطينيين ب ــررة على الفلس المتك

.أعد هذا الجزء: د. خالد بن عبدالله القاسم)*( 1 )?( الغرب ليس شيئا واحدا بل يجب التفريــق بين الجهــات الصــهيونية والصليبية المعاديــة، وبين المنصــفين منهم، وبين األغلبيــة الــتي تــأثرت

التأثير عليهــا وبيــان الحــق= =بوسائل اإلعالم المعادية، ومن الممكنلها.

البلدان العربية. وكــان هــذا الجســم الصــهيوني بالمســاعدة الغربيــة عــامال

مهما في تأخر األمة وإشغالها. - وما جرى من احتالل ألكثر من بلد إسالمي بحجج وهميــة وزامن ذلــك الضــغط على المؤسســات الثقافيــة بضــرورةــابع الثقافــة ــف من ــه تجفي ــير الثقــافي والمقصــود من التغيــة اإلسالمية، إضافة إلى تشويه الجمعيات اإلسالمية الخيري ورميها أيضا بتهمة دعم اإلرهــاب )مــع أنهــا أوضــح وســائلــه في معظم ــادون بـ ــذي ينـ ــع األهلي الـ ــط المجتمـ ترابـ الدول(،فتلك الجمعيات تدعوا إلى اإلســالم وتكفـل األيتــامــراء وتقيم ــار وتعين الفق ــر اآلب وتقيم المستشــفيات وتحف المدارس وتصب في خدمــة اإلســالم والمســلمين وخدمــة

.(1)الثقافة اإلسالميةــد أخــبر وهذه التحديات لن تقضي على دين الله تعالى فق

ــوره ــه وظه ــاء دين ــبحانه ببق ــولى س الم

.[33]التوبة: ال تزال طائفة من أمتي»وقال عليه الصالة والسالم:

ظاهرين على الحق ال يضرهم من خ��ذلهم، ح��تى.(2)«يأتي أمر الله وهم كذلك

ــديات ــذه التح ــع ه ــبحانه أن تق ــولى س وإن من حكم المــودوا ــ ــين ليع ــ ــة للمعرض ــ عقوب

:[.21 ]السجدة كما أنها بالء للمؤمنين لرفعة الدرجات وتكفــير الســيئات

( قال رئيس الوزراء الماليزي أمام اجتماع مجلس الكنائس العالمي )?)1ــق 26/6/1425 ــ الموافـ ــالم3/8/2004هــ ــور: إن العـ م( في كوالمبـ

اإلسالمي يخشى حربا دينية تحت ستار مكافحة اإلرهاب.ــوله 2 ــاب قـ ــارة، ب ــ ملسو هيلع هللا ىلص)?( أخرجـه مسلم، كتـاب اإلمـ ال تزال»:

رقم «طائف�������������������������ة من أم�������������������������تي ..(1920.)

:وفيها تنقية للصف المسلم قــال[2-1]العنكبوت تعالى

:[11]العنكبوت.

* * * * *

الفكري: ثانيا: الغزو وهو غزو غير مسلح غزو لألفكــار والعقــول، بعــد أن أدرك األعـــداء أن الغـــزو المســـلح ال يكفي إلضـــعاف الثقافـــة اإلسالمية، فعمدوا إلى غزو العقول واألفكار لتحقيق هدف

عام وهو إضعاف اإلسالم والمسلمين. أ- وسائل الغزو الفكري:

ــتغربون وســائلاإلعالم-ــ 1 : اســتغل الغربيــون والمس اإلعالم المختلفة لحرب اإلسالم, حيث أصــبح المــدافع عنا والمحتــل مــدافع عن نفســه، ونظــرة أرضــه وبلــده إرهابي ســريعة إلى بعض وســائل اإلعالم ترينــا مــدى البالء الــذيــلمين ــالم والمس ــورة اإلس ــويه ص ــار لتش ــل نه ــبه لي تص واإلساءة إلى معتقداتنا وشعائرنا وســلفنا وعلمائنــا, ســيلــر من الشبهات التي تشكك في الدين وأحكامه, وسيل آخ من األفالم والتمثيليات والمسرحيات التي تتهكم باإلسالم, وتقوم بعرض نماذج من أنمــاط الحيــاة تضــاد اإلســالم في كل شيء, تمجــد الجريمـة, وتـدعو إلى الفسـق والفجـور, وتكره في الحياة المستقيمة الفاضلة, وتتهكم بالمســلمينم اللــه: والمسلمات, وتتخذ الــدين هــزوا, وتعــرض مــا حــر الرقص الفاضــح, وشـرب الخمـر, والكــذب والـدجل, وقــدــم ــان باس ــل مك ــخمة في ك ــواق ض ــافهين أس ــامت للت ق

.(1)الفن وقــد ازداد خطــر هــذه الوســيلة مــع انتشــار الفضــائيات،

اإلنــترنت( حيث نجــد المواقــع)وتنامي الشبكة العنكبوتيــة ــذاهب التي تثير الشبهات، وتشكك في العقائد، وتنشر الم

الباطلة. : وهو دراسة الغربــيين للشــرق وعلومــهاالستشراق-ــ 2

ــداف مختلفة ــالم أله ــة اإلس ــه خاص ــا(2)وأديان ، ومن أهمه.64-62)?( انظر: نحو ثقافة إسالمية أصيلة، ص: 1 المستشــرقون لهم أهــداف متنوعــة منهــا أهــداف ماديــة، وأهــداف)?(ــ 2

علمية، وأهداف استعمارية، وأهداف دينية وصليبية، وربما أســلم بعضــهم،

تشويه اإلسالم وإضعاف المسلمين. ومن أهم نتاج المستشــرقين في القــرن العشــرين دائــرة المعارف اإلسالمية الــتي صــدرت بثالث لغــات: اإلنجليزيــةــرجمت والفرنسية واأللمانية وصدرت في عدة طبعــات وت

(400)إلى عدة لغـات وقـد اشــترك في تأليفهـا أكــثر من ) مــادة في أكــثر من (3000)مستشرق وبلغت أكــثر من

صفحة احتوت على معلومات مهمة عن الشرق(10.000 واإلسالم بالذات، كمــا أنهــا اشــتملت على شــبه ومطــاعن متفرقة حول القرآن والعقيدة والشريعة اإلسالمية وأعالم

( مطعن وانتقاص للعقيدة300المسلمين بلغت أكثر من ). (1)اإلسالمية

وقـــد ملئت كتابـــات المستشـــرقين بالتعصـــب الصـــليبي ال»باعتراف كثير من المستشرقين، يقول برنــارد لــويس:

تـزال آثـار التعصــب الـديني الغــربي ظــاهرة في مؤلفـات العديد من العلماء المعاصرين ومســتترة في الغــالب وراء

. (2)« الحواشي المرصوصة في األبحاث العلميةــانوا أداة لالســتعمار، حيث ــيرا من المستشــرقين ك إن كثــد المحتــل، يقــول مــراد ــة لتأيي ــوا عن أمــانتهم العلمي تخل

- وقــد هــداه اللــه هوفمان، ســفير ألمانيــا في المغــرب والحق أن معظم المستشرقين عن وعي أو » : لإلسالم -

ــان بعض ــة االســتعمار، وإن ك ــانوا أداة لخدم ــير وعي ك غــ ــرب بالفع ــيس للغ ــانوا جواس ــك ك ــاون(3)ل « أولئ وتتع

المخابرات الغربية السيما األمريكية مع مراكــز الدراســات االستشــراقية, الســيما فيمــا يتعلــق بالحركــات اإلســالمية. ولكن الحكم بالغالب وبالمؤسسات االستشراقية الكبرى التي تهــدف إلى

. صراع حضاري لهدم اإلسالم وتشويهه.50-25 ص: ،)?( العقيدة اإلسالمية في دائرة المعارف اإلسالمية1.63)?( العرب والتاريخ، برنارد لويس، ص: 2 )?( اإلسالم كبديل، مراد هوفمان، مؤسسة بافاريا للنشر ومجلة النــور3

.212م، ص: 1993هـ - 1413الكويتية، الطبعة األولى

ــرق األوسط ــ ــات الش ــ ــة دراس ــ ــاء رابط ــ ــغ أعض ــ (1)وبل

عضـو سـنة(1600)االستشـراقية في أمريكـا إلى قرابـة م ووصلت أعداد العنــاوين للموضــوعات المنشــورة1986

عن الشــرق األوســط في الــدوريات المتخصصـــة ســـنة ألـــف مـــادة. كمـــا أن كثـــير من(71)م إلى نحـــو 1987

المستشـــرقين ينظـــرون إلى الشـــرق واإلســـالم نظـــرة الشــواهد العديــدة(2)اســتعالئية، وقــد ســاق إدوارد ســعيدلذلك في كتابه الشهير االستشراق.

: وعلى الرغم من أن األمم النصــرانية تبتعــدالتنصير-ــ 3ــائس في ــ ــرغم من بيعهم للكن ــ ــرانية, وعلى ال ــ عن النص ديـارهم, إال أنهم حريصـون على تنصـير المسـلمين، وبنـاء الكنائس في ديارنا, وقد رصــدوا لــذلك مئــات الماليين من الدوالرات, وأرســلوا البعثــات التنصــيرية مجهــزة بكــل مــاــه, وعلى ــامت من أجل ــذي ق ــدف ال ــق اله يمكن أن يحق الــرغم من الصــعاب الــتي تقــف في طــريقهم, إال أنهمــلمين ــطادون المس ــق, وهم يص ــذا الطري ــون في ه ماضــلمين, حيث ــراء المس ــابهم في فق ــبون أني ــة, وينش الجهل يقدمون لهم بعض ما يحتاجون إليه مقابــل تــركهم لــدينهم

، بينما نجد العكس فيمن يســلم من الغربـيين،(3)وعقيدتهمحيث يسلم المتعلمون والمفكرون.

ــحة واإلعالموأهم وس���ائل التنص���ير ــ : التعليم والصواستغالل الكوارث والحروب والفقر.

في البالد اإلسالمية وذلك بإقصــاءتشجيع العلمانية-ــ 4 اإلســالم من شـتى شـؤون الحيـاة السياسـية واالقتصـادية

والتعليمية واالجتماعية. )?( مصطلح الشرق األوسط مصــطلح غــربي لطمس الهويــة العربيــة1

واإلسالمية وإلدخال إسرائيل فيه. )?( مفكر فلسطيني األصل، أمريكي الجنسية، نصراني الديانــة، فضــح2

هـ.1424في كتاباته االستعالء الغربي، توفي سنة .64-63)?( نحو ثقافة إسالمية أصيلة، ص: 3

: حيث اســتغل األعــدادمحاربة الدعوة اإلس��المية-ــ 5 أحداث االعتداء على نيويورك لمحاربة الدعوة اإلسالمية ال ســيما الجمعيــات الخيريــة اإلســالمية والــزج بهــا في تلــك

األحداث واتهامها بدعم اإلرهاب ومصادرة ممتلكاتها. : وهي باختصار فــرضالتغريب والعولمة الثقافية-ــ 6

الثقافة الغربية عن طريق المنظمات والمؤتمرات الدوليةووسائل اإلعالم المختلفة.

ــة– بشكل عام –وإن كان للعولمة وجوه مفيدة في التقنيــيرة واالتصال، والتعارف والمعلومات؛ فإن لها جوانب خط

في الهيمنة السياسية والعسكرية واالقتصادية والثقافية. ويهمنا هنا مــا يــؤثر على الثقافــة اإلســالمية بدرجــة كبــيرة وهــو الهيمنــة الثقافيــة وفــرض القيم الغربيــة وتغــريب المجتمعات المسلمة عن طريق اســتغالل التفــوق التقــنيــات ــتراق الثقاف والسياســي واالقتصــادي والعســكري الخــاط ــرض األنم ــعوب وف ــات الش ــادرة ثقاف ــرى ومص األخ

الغربية. ونجد أن الغرب ال يسعى لنشر قيمــه االجتماعيــة فحســب على الـرغم من عــدم االقتنـاع الواسـع بهـا قيمـا، بـل إنـه يفرضها عبر المؤتمرات الدولية والضغط على الدول التي ال تستجيب، حيث توالت مؤتمرات المنظمات الدولية بهذا

ــام ــيروبي ع ــؤتمر ن ــل م ــوص، مث ــؤتمر1985الخص م، م م، ومؤتمر1995م، ومؤتمر بكين عام 1994القاهرة عام

م،1999م، ثم مؤتمر نيويورك عــام 1996اسطنبول عام ، ومحــور م2000ثم مؤتمر بكين، ثم نيويورك أيضــا عــام

هــذه المــؤتمرات يــدور حــول األســرة والمــرأة والطفــل،ــاب ــق في اإلنجـ ــية، والحـ ــوق الجنسـ ــزا على الحقـ مركـ واإلجهـــاض، والشـــذوذ، وقضـــية المســـاواة بين الرجـــال والنســاء، والمســاواة في المــيراث .. إلخ، وكــل هــذا من

الــتي(1)منظور الثقافــة الغربيــة العلمانيــة الماديــة اإلباحيةتبيح الزنى واللواط وتمنع تعدد الزوجات.

وفي الفصل السابع من وثيقة مؤتمر السكان جاء الحديث عن هــذه اإلباحيــة الجنســية، فيقــول: إنهــا حالــة الرفاهيــة البدنية والعقليــة واالجتماعيــة الكاملــة، المنطويــة على أن يكــون األفــراد )الحــظ تعبــير األفــراد( من جميــع األعمــار أزواجا وأفرادا )كذا( فتيانا وفتيات، مــراهقين ومراهقــات،ــة )الحــظ قادرين على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمون عدم اشتراط الحالل والشرعية( هي كالغذاء، حق للجميع، ينبغي أن تســعى جميــع البلــدان لتوفــيره في أســرع وقت

ــه أكــثر من2015ممكن، في موعد ال تجاوز عام م. أي أن مباح، فالســعي لتحقيقــه بجميــع البلــدان في أســرع وقت

م، واجب على جميع البلدان بــل2015ممكن، وقبل سنة وال تكتفي هذه الوثيقة بــذلك، وإنمــا تتجــاوز هــذه اإلباحيــةــلوك ــذا الس ــز له ــترويج والتعزي ــدريب وال ــدعو للت حيث ت

.(2)الجنسي المأمون والمسؤول يجعل هــدف«هاملتون جب»وها هو المستشرق األلماني

قضــية التغــريب، ويتســاءل إلى أيم«وجهة اإلسال »كتابه حد وصلت حركة تغريب الشرق؟، وما هي العوامــل الــتي

. (3)تحول دون تحقيق هذا الهدف؟* * * * *

)?( العولمة الثقافية وموقف اإلسالم منهــا، د. إســماعيل علي محمــد،1 م، ص:2001هـــ - 1421دار الكلمــة للنشــر والتوزيــع، الطبعــة األولى

27. )?( انظر وثيقة برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد2

م، الترجمة العربية الرســمية، الفصــل الثــامن15/9/1994-5بالقاهرة ــة الثقافيــة، د.35-31الفقــرات . نقال عن مخــاطر العولمــة على الهوي

.27محمد عمارة، ص: لبنـان،–شبهات التغريب، أنور الجنـدي، المكتب اإلسـالمي، بـيروت )?(ــ 3

.12هـ، ص: 1398

اإلسالمية: الثقافة تواجه التي التحديات ا: آثارـثالث - تشويه اإلسالم وإثارة الشــبهات حــول القــرآن الكــريم1

والسنة النبوية وعقيدة اإلسالم وشريعته، ومـا يحـدث اآلن من محاولــة لربــط اإلســالم باإلرهــاب هــو جــزء من هــذه

الحملة. - تفريق المســلمين وإزالــة الوحــدة اإلســالمية والــدعوة2

إلى القوميات المتنوعة، وقــد كــانت الرابطــة الــتي تجمــع الشعوب اإلسالمية هي الرابطة اإلسالمية, فشـجع الغـربــتي الصليبي الشعوب المختلفة على المناداة بالقوميات الــة ــرب بالقومي ــادى الع ــة, فن ــا األمم المختلف تنتســب إليهــراد ــادى األك ــة, ون ــة الطوراني ــراك بالتركي ــة, واألت العربي بالكردية, وبذلك تفسخت عرا الرابطة الواحدة التي كانت تجمع هذه األمة وتوحدها, وقد كان ظهــور هــذه الــدعوات

سببا في إضعاف الخالفة التركية العثمانية وتحطمها. وقـــد أغــرق دعــاة الضــالل في دعـــوتهم عنــدما أحيـــوا الحضارات القديمــة إليجــاد مزيــد من االنقســام والفرقــة, فرأينـــا الـــدعوة إلى الفرعونيـــة, والـــدعوة إلى البابليـــة,

.(1)واآلشورية.. وغيرها إن اإلسالم يشجع الوطنية الحقة والقومية الهادفة القائمةــبحانه: ــال س ــا ق ــوى كم ــبر والتق ــاون على ال على التع

:ويحارب[ 2]التوبة العصبيات والنعرات الجاهليــة المنافيــة للوحــدة اإلســالمية

: من قتل تحت راي��ة عمي��ة، ي��دعو»ملسو هيلع هللا ىلصوقد قال إن أي(2)«عصبية، أو ينصر عص��بية، فقتل��ة جاهلية

وطنية وقومية يجب أال تتعــارض مـع الوحــدة اإلســالمية أو تكون بديال عنها، بل يجب أن تسخر لجمع كلمة المسلمين ووحدتهم، والعرب لم يجتمعــوا إال باإلســالم، وقــد أعــزهم

.5 ص: ،)?( نحو ثقافة إسـالمية أصيلة1ــة2 ــة جماع ــوب مالزم ــاب وج ــارة، ب ــاب اإلم ــلم، كت ــه مس )?( أخرج

(.1850المسلمين عند ظهور الفتن رقم )

اللــه بــإنزال القــرآن الكــريم بلغتهم وجعــل الحــرمين في ملسو هيلع هللا ىلصبالدهم، واختار النبي منهم، وقــد قــال عمــر رضــي

نحن قوم أعزن��ا الل��ه باإلس��الم فمهم��ا»الله عنه: . (1)«ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله

إن الرابطة الحقيقيــة بين المســلمين هي رابطــة العقيــدة وجميع الروابط األخرى هي فرع منهــا مثــل رابــط الجــوار

والقرابة والقبيلة والوطن. - الجهــل باإلســالم وعقائــده وأحكامــه في كثــير من بالد3

ــة ــات والمــذاهب الباطل ــدع والخراف اإلســالم وانتشــار الب كالقاديانية والبهائية وانتشــار األفكــار العلمانيــة المتطرفــة

والتكفيرية الغالية. - الهزيمة النفسية لدى بعض المسلمين واهتزاز الثوابت4

لديهم ونشوء طبقة من المثقفين المســتغربين المنبهــرينبالغرب وثقافاته.

ــال5 - إضعاف اللغة العربية التي اختارها الله لكتابه كما ق وانتشار [2]يوسف: تعالى:

. اللهجات المحلية - إقصــاء شــريعة اإلســالم من الحكم وتشــجيع العلمانيــة6

ــار في ســبيل ــذل الكف ــر ب ــذا األث في البالد اإلســالمية وه تحقيقه الكثير من الجهد والمــال والفكــر, وقــد أقنعــوا بــه كثــيرا من الحكــام في الــديار اإلســالمية, وقــد تبنت دولــةــة ــوانين المخالف ــيرا من الق ــدها كث ــر عه ــة في آخ الخالف لإلســـالم, وفرضـــت القـــوانين الفرنســـية على الشـــعب

م ولم ينتصــف القــرن1882المســلم في مصــر في عــام الرابع عشر الهجري حتى أقصيت الشـريعة اإلسـالمية في أكــثر الــديار اإلســالمية, باســتثناء أحكــام الــزواج والطالق

)?( فيض القدير شرح الجامع الصغير، اإلمام عبدالرؤوف المناوي، دار1(.2/290هـ، )1391 الطبعة الثانية، –المعرفة، بيروت

.(1)والمماتــدارس7 - إفســاد التعليم وإضــعاف التعليم اإلســالمي وم

ــدعوة إلى ــة التعليم وال ــاداة بعلمن ــريم والمن ــرآن الك الق.(2)التعليم المختلط

- إفساد المرأة: لقد حرص الكفار على هذا, ألن فسادها8 يفسد األبناء واألزواج, فأخرجوها من بيتها, وهتكوا حجابها, وزينوا لها التمرد على دينها بمختلف األساليب, وزعموا أن تحضرها وتقدمها ال يكون إال إذا سارت مسيرة المرأة في

؛ وأفغانستان مثال حي على هذا؛ فعنــدما احتلوهــا(3)أوروباــدأوا ــا ب ــني وإنم ــدم الصــناعي والتق ــا التق ــوا إليه لم ينقل

بإسقاط حجاب المرأة وإنشاء دور السينما. ــاء على ــك بالقض ــيتنا وذل ــان شخص ــدونا ذوب ــدف ع إن ه مقومــات كيانهــا وعالمــات القــوة فيهــا واحتوائهــا بــأخالق الضــعف واالنحالل واإلباحيــة حــتى ال تقــوى على مواجهــة التحديات وذلك أخطر أهــداف العــدو، حيث إخــراج أجيــالــا وال تســتطيع أن ــؤمن بربه ــا وال ت ــؤمن بحقه ضــعيفة ال ت

. (4)تصمد أمام الخطر وأمام التحديــافرين ــة الك ــورة طاع ــولى ســبحانه بخط ــبر الم ــد أخ وق

واالنسياق معهم فقال سبحانه

:[100]آل عمران . .. إنهم لن يرضوا منا بالتنازالت المحــدودة وبعضوأخيرا

الطاعـــــــة

:[120]البقرة.

* * * * *.5)?( نحو ثقافة إسالمية أصيلة، ص: 1.200)?( انظر: غزو في الصميم، عبدالرحمن الميداني، ص: 2.63-62)?( نحو ثقافة إسالمية أصيلة، ص: 3 .63نظر: شبهات التغريب، ص: ا)?( 4

الثقافية التحديات مواجهة رابعا: سبلسبل مواجهة التحديات الثقافية تأخذ أبعادا متنوعة:

- تعزيز الهوية بــأقوى ســالح، وهــو العــودة إلى اإلســالم،1 وتربية األمة عليه بعقيدته القائمة على توحيد الله سبحانه،

ــة والتي تجعل المسلم في عـزة معنوية عالي

:ــافقون ، وبشريعته الســمحة[8]المن وأخالقه وقيمه الروحية وتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالىــربهم ــتجابوا ل ــنين إذا اس ــه للمؤم ــره وتمكين واليقين بنص وقاموا بأســباب النصــر، فالهزيمــة الحقيقيــة هي الهزيمــة النفسية من الداخل حيث يتشــرب المنهــزم كــل مــا يأتيــهــلم من ــة ولم تستس ــززت الهوي ــا إذا ع ــر، أم من المنتص

ــذوبان الداخل فإنها تستعصي وال تقبل ال

:[.173]آل عمران - العناية بثقافتنــا اإلســالمية وباللغــة العربيــة في وســائل2

اإلعالم ومناهج التعليم وتسهيل تدريسها وتحبيبها للطالب،ــة ــريب والترجم ــل التع ــة تفعي ــة العربي ــة باللغ ومن العناي والتقليص من التعلق باللغات األخرى إال في حدود الحاجة

الالزمة. اإلســالم وعالميتــه وعدالتــه وحضــارتهخصــائص- إبــراز 3

ــتلهموا ــيرهم، ليس ــل غ ــلمين قب ــه للمس ــه وتاريخ وثقافتأمجادهم ويعتزوا بهويتهم.

4 ــا ــادين ديني ــتى المي ــة في ش ــوض األم ــل على نه - العمــا، ومحاربــة ــا وسياســيا وعســكريا واقتصــاديا وتقني وثقافي أسباب التخلف والفســاد، وعلينــا أن نغـير مـا بأنفسـنا من تخلف وتقاعس، فإن من سنن الله ســبحانه وتعــالى ســنة

التغيـــــــــــــير

:[11]الرعد.ــف5 ــدريب والتثقيـ ــالتعليم والتـ ــديات بـ ــة التحـ - مواجهـ

والتحصين ورفع الكفــاءة وزيــادة اإلنتــاج ومحاربــة الجهــلوخفض معدالت األمية المرتفعة عند المسلمين.

ــعوب6 ــات وش ــلمين حكوم ــات بين المس - تقليص الخالف وجماعات باالعتصــام بكتـــاب اللــه عــز وجــل

:ثم التعامــل[103]آل عمران . معها إن وجدت بثقافة إيجابية فاعلـة ناصـحة حـتى ال يجــد

األعداء ثغرة من خاللها. - ضـــمان الحريـــة الثقافيـــة وتـــدعيمها، حيث إن حريـــة7

الثقافة، وإن كانت تنبــع من العدالــة في توزيــع اإلمكانــاتــه واإلبداعات اإلنسانية على األفراد، فإنها في الوقت نفس عامل أساسي في إغناء الحيــاة الثقافيــة وزيــادة عطائهــا. ولكن ال يجوز فهم الحرية على أنهــا فتح للبــاب أمــام كــلــودة هي ــة المقص ــر، ولكن الحري ــل فك ــول ك ــير، وقب تعب

. (1)الحرية المنضبطة بضوابط الشرعــاظ على8 ــا في الحف ــائل اإلعالم بواجباته ــوم وس - أن تق

الهوية ودعمها، بدال عن استيراد البرامج التي تهدم الهويــةــادة ــاء وق دون نظر أو تمحيص؛ كما أن على الدول والعلم الرأي ورجال األعمال الضغط على وسائل اإلعالم الخاصة

كل بما يستطيع لمراعاة هوية األمة وقيمها. - أن يقوم التعليم بتعزيز الهوية وكشف سلبيات العولمة9

ــة ــتربوي اســتخدام كاف ــريب، ويتحتم على اإلعالم ال والتغ الوسائل واألساليب والطرق المتاحة كي ينجح في تأصــيل القيم والمهــارات والمعــارف والمعلومــات في مؤسســاتــة ــد ثقافـ ــال ضـ ــين األطفـ ــه، وتحصـ ــع ومنظماتـ المجتمـ االستهالك والتغريب، وتقديم مادة غنيــة ثريــة تحــدث أثــرا إيجابيا، وتترك صدى قويا في نفسية التالميذ صغارا وشبابا

)?( انظر: العولمـة وقضـية الهويــة الثقافيـة في ظــل الثقافـة العربيـة1.263المعاصرة، ص:

.(1)وتساعد على اكتشاف ما يملكون من طاقات ومهاراتــع10 ــالمي م ــافي اإلس ــوار الثق ــل والح ــيط التفاع - تنش

، وأن نتعـــرف على اآلخـــرين(2)ثقافـــات األمم األخـــرىــعف في ــوة والض ــواطن الق ــف عن م ــاتهم، والكش وثقافــة، ودراســة ســلبياتها الثقافــات المختلفــة ال ســيما الغربي وإيجابياتهـــا برؤيـــة إســـالمية متفتحـــة، لالســـتفادة من

، وأن نثري ثقافتنا العربيــة اإلســالمية بمــا نــراه(3)إيجابياتها ينفعنا وال يضرنا من الثقافات الكونية األخرى، وفي الوقت نفسه نعــرف تلــك الثقافــات العالميــة بمــا لنــا من عقيــدة

، وأن يــواكب ذلــك(4)وقيم وتراث وتقاليد اجتماعيــة عريقة عملية أخرى هي عمليــة التخلص من اإلحســاس بمركزيــةــة عن ــة والمطلقي ــة والعلمي ــفة العالمي ــزع ص ــرب ون الغ

. (5)حضارته - تشــجيع المؤسســات الخيريــة والدعويــة داخــل البالد11

ــا بكــل ــا ودعمه ــا على ممارســة عمله اإلســالمية وخارجهــا، وعــدم الســقوط في فخ األعــداء ــا ومعنوي ــق مادي طري بتصيد أخطائها وتشويه سمعتها عند حدوث خطأ ما، وإنمــا بالنصيحة اإليجابية الفاعلة، وما نراه بفضل الله تعالى من مؤسسات إسالمية ودعوية مســاعدة للمســلمين للحفــاظ على هويتهم ال سيما خارج الدول اإلســالمية، ســواء كــانت مراكــز أو مــدارس إســالمية أو وســائل إعالميــة، كمواقــع اإلنترنت وشــركات اإلنتــاج اإلعالمي اإلســالمي أو إذاعــات القرآن الكريم، أو مكاتب دعوة الجاليات التي تمــيزت بهــا

.30 ص: ،)?( مسئولية اإلعالم في تأكيد الهوية الثقافية1 )?( العولمة والهوية المؤتمر العلمي الرابع لكلية اآلداب والفنون، ص:2

126..251)?( صراع الثقافة العربية اإلسالمية مع العولمة، ص: 3.251 ص: ،)?( انظر: صراع الثقافة العربية اإلسالمية مع العولمة4 )?( العالم من منظور غربي، د. عبدالوهاب المســيري، منشــورات دار5

.254-253م، ص: 2001 مصر، فبراير –الهالل، القاهرة

فيآالفالالمملكة العربية السـعودية والـتي تثمـر دخـول كــل عــام، أو مــدارس وجمعيــات تحفيــظ القــرآناإلسالم

الكريم، إلى غــير ذلــك من المؤسســات الــتي تســهم ضــدــذه ــون هـ ــذا ال نعجب من أن تكـ ــة، لـ ــديات الثقافيـ التحـ المؤسسـات الخيريـة أحـد اسـتهدافات األعـداء، ومحاولـة رميها باإلرهــاب بكــل طريــق ومحاربــة أنشــطتها وتشــويه

. (1)سمعتها وتجفيف مواردها

* * * * *

)?( انظر: كتاب القطاع الخــيري ودعــاوى اإلرهــاب على المؤسســات1ــاض، ــان، الري ــاب البي ــه الســلومي، كت اإلســالمية، د. محمــد بن عبدالل

.209هـ، ص: 1424الطبعة األولى،

(*)األخرى الثقافات من المسلم المثقف موقف

تتقاسم العالم ثقافات مختلفة، تمتد كل منهــا في منــاطق كبيرة من العالم، وقد ســيطرت الثقافــة الغربيــة في هــذاا العصر، على بقية الثقافات, نظرا ألنهــا مدعومــة عســكريا, لذا سيكون التركيز في بيــان ا وسياسي ا واقتصادي وإعالميــات في ــاك عــدة اتجاه ــك، وهن ــا بســبب ذل الموقــف منه

الموقف منها، وهي: : يرى أتباعه عدم األخذ أو االتصــالاالتجاه السلبي –1

بأي من الثقافة والحضــارة الغربيــة, وعــدم االســتفادة منــاالت، ــف المج ــافع في مختل ــا من من ــق عنه ــا انبث ــل م ك

ألنهم ينظــرون لســلبياتها ومــا،يرفضــون الثقافــة الغربية تحمله من أمراض لذا جاء الرفض لها ككل، وهذا الموقف ال يتناسب مع األصول اإلسالمية الصحيحة الــتي تــدعو إلى اإلفادة من كل شيء ال يصادم أصول اإلسالم؛ ألن الحكمة

ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. يــدعو أصــحابه إلى األخــذ بكــلاالتجاه التغريبي: – 2

أسباب الثقافة والحضارة الغربية، مقبال على كل معطياتهاــلوب، وشرها،خيرها من علم، وصناعة، وثقافة، وحتى أس

الحياة؛ ألنهم يرون أن الثقافة كــل ال يتجــزأ، إمــا أن تؤخــذ أمثالكلها أو تترك كلها. ويكثر هذا االتجاه لدى العلمانيين

والحداثيين.طه حسين وغيره يـــرى أتباعـــه التوفيـــق بيناالتج��اه الت��وفيقي:-ـــ 3

، وفي حــال حــدوث تعــارض، اإلســالمية والغربيةالثقافتينــتي ــادئ اإلســالم ال ــريب بعض مب ــد من تق ــه الب ــرون أن يــادئ تتعارض مع حضارة الغرب وثقافته, وتطوير تلك المب

.حتى تواكب حضارة الغرب انطلق هذا االتجاه من الحاجة الماســة لمواجهــة كثــير من

أعد هذا الجزء د. إدريس بن حامد محمد.( *)*

القضايا المستجدة، لكنــه انتهى إلى المطالبــة بــالنظر فيــق بين ــة التوفي ــام بمحاول ــه، والقي التشــريع اإلســالمي كل الثقافة اإلســالمية والغربيــة من خالل الــدعوة إلى تقــريب المبادئ بينهمــا، وتطــوير اإلســالم ليتناســب مــع معطيــاتــة، ــة الغربي ــني الثقاف ــل إلى تب ــة، مــع المي ــة الغربي الثقاف والبحث عن األدلـــة المؤيـــدة لـــذلك من أقـــوال العلمـــاء والمفكرين المسلمين بحجة أن مصالح المســلمين تتطلب هذا التطوير، وفي هذا مسخ لإلسالم وتشريعاته،وتشويش

على المسلمين مع تفريق وحدتهم. يرى أتباعه أن يحتفظ المســلموناالتجاه المعتدل:-ــ 4

ــع ــاب والســنة، م ــة في الكت ــافتهم المتمثل بإســالمهم وثق الوقوف عند حدود الفكــر اإلســالمي األصــيل، مــع اإلفــادة من خير ما أفادت منه المدنية الغربية في شتى المجــاالت من العلوم التجريبية، فيرون أخــذ المناســب من الحضــارةــة ضــالة ــا؛ ألن الحكم ــا ال يناســب منه ــرك م ــة، وت الغربي

.(1)المؤمن يأخذها من كل أحد ما لم تعارض ثقافته وه��ذا االتج��اه األخ��ير ه��و االتج��اه الص��حيح ال��ذي يحاول الوقوف في وجه تحديات الثقاف��ة الغربية

مع االستفادة من المفيد فيها.ــرت في هــذه المواقــف األربعــة بتوجهاتهــا المختلفــة، أث

المجتمع اإلسالمي بصورة ال يمكن تجاهلها؛ ألنهــا أدت إلىــة، وصــراعات اضــطرابات سياســية، وتصــدعات اجتماعي داخلية، أنهكت األمة، ومزقت شملها، وأحدثت الفرقة بين

ممــا ســاعد كثــيرا على تغلغــل الفكــر والثقافــة،صــفوفهاــة الغربية بطريقــة قــوت حــدة التنــاقض في الحيــاة العملي

نتيجــة للتنــاقض الحــاد بين المواقــف واألفكــار،والمعنوية ، والــوهنا لهاالمحيطة بالفرد المســلم، الــذي وقــع أســير

( انظر الثقافة اإلســالمية ومــدى تأثيرهــا في الفكــر المعاصــر )ص:?)1(. 38(، ومدخل إلى الثقافة اإلسالمية )ص:38

والتخبط السلوكي.،العقدي، والفوضى الفكرية

* * * * *

)*(الحضارات بين الحوار

وقبل الدخول في حوار الحضــارات نمهــد بتعريــف الحــواروالحضارات. في اللغة من الحور وهو الرجــوع ويتحــاورونأما الحوار

.(1)أي يتراجعون الكالم وقـد ورد في ثالثة مواضع في القـرآن الكريم كلهــا تظهــر االختالف بين المتحــاورين ومحاولــة إقنــاع بعضــهم بعضــا،

ــة األول ورد في قصــة أصــحاب الجن

:[34]الكهــــــــــف. ــا والثاني فيها أيض

. والثالث في أول سورة المجـادلة [37]الكهف:

:[1]المجادلة.

ونفهم من هذه المواضع الثالثة أن الحــوار مراجعــة الكالموتداوله بين طرفين مختلفين.

ويتفق الحوار مع الجــدل والمنــاظرة والمحاجــة في كونــهــه بين عــدة أطــراف إال أن الجــدل مراجعــة الكالم وتداولــاه يأخذ طابع القوة والغلبة والخصومة وهو مأخوذ من معن اللغوي حيث يسمى شدة الفتل جدل، والجــدال من اإلبــل

.(2)الذي قوي ومشى مع أمه ولفظة الجدل مذمومــة في غــالب آيــات القــرآن الكــريم،

ــه(3)حيث وردت في تســعة وعشــرين موضــعا ــل قول ، مث ولم يمدح[ 58]الزخرف: سبحانه:

)*(أعد هذا الجزء: د. خالد بن عبدالله القاسم.1(.218-4/217لسان العرب، ابن منظور ) (?)(.11/103لسان العرب، ابن منظور ) (?)2 .9انظر: أصول الحوار، الندوة العالمية للشــباب اإلســالمي، ص: (?)3

.104وانظر: الحـوار مع أهل الكتاب، ص:

الجـدل إال إذا قيـد بالحسنى وجاء ذلك في موضــعين، في قوله سبحانه:

:ــوت . وقوله ســبحانه وتعــالى: [46]العنكب

:[16]النحل. فهي في اللغــة من الحضــر وهي اإلقامــةوأما الحضارة

في المدن والقرى وهي ضد البداوة، قال القطامي: رجالفمن تكن الحضارة أعجبته فأي

(1)بادية ترانا

وفي العصر الحديث أطلق البعض هذا المصطلح على كلــات ــران ومخترعـ ــة من األمم من عمـ ــادي ألمـ ــاج مـ نتـ وابتكارات وتنظيمــات. وتوســع النطــاق ليشــمل باإلضــافة

. (2)على النتائج المادية القيم الدينية والثقافية وعليــه فكــل أمــة تشــترك في هــذه المعــاني لهــا حضــارة تخصها، فهنــاك الحضــارة اإلســالمية، والحضــارة األوروبيــة الغربيـــة المســـيحية، والحضـــارة األوروبيـــة الشـــرقية

ــرق األقصى (3)المسيحية، والحضارة الهندية، وحضارة الش

وغير ذلك. الحوار: دين أوال: اإلسالم

ــتمع منهم الحوار منهج قرآني, فقد كلم الله مالئكته واس

:البقــرة[ 30].

وكـــذلك رســـله

:[116]المائــــــــدة وحتى مــع الكــافرين

:[126, 125 ]طه.

(.4/196لسان العرب، ) (?)1.17-16انظر: الحضـارة والعالم اآلخر، ص: (?)2.220انظر: الحضارة، حسين موسى، ص: (?)3

وحتى مــع إبليس :األعــــراف[

12].ــوامهم ــع أق ــل م ــاورات الرس ــرآن مليء بمح والق

:[10]إبراهيم. وتأمل حوار إبراهيم عليه السالم مع مدعي الربوبية

:[.258]البقرة وحوار موسى مع فرعــون مــدعي األلوهيــة والربوبيــة في ســور عديــدة في القــرآن وكــذلك بقيــة الرســل عليهم صــلوات اللــه وســالمه حيث يحــاورون أقــوامهم بالحكمــة

لدعوتهم إلى الله وبيان الحق لهم والرد على شبهاتهم. مــع امــرأة ملسو هيلع هللا ىلصوهـــذا القـــرآن يحكي حــوار النــبي

:[1]المجادلة.

وحضارتنا اإلسالمية على مدى التاريخ هي حضــارة الحــوار فقــد حــاور علمــاء المســلمين كافــة أهــل الملــل والنحــل

.( 1)بالمنهج القرآني والدعوة إلى الخيراإلسالم: في الحوار أهداف ثانيا: أهم

- الدعوة إلى اإلسالم, وعبادة اللــه وحــده ال شــريك لــه1ــدف ــمى هـ ــذا أسـ وهـ

:[33]فصــــــــــلت ومعرفة اللــه هي أعظم حقيقــة وعبادتــه هي الحكمــة من

خلـــــق البشـــــر

ــذاريات: ــدنيا[56]ال ــترتب عليهــا ســعادة البشــرية في ال , وي انظر: موقف اإلسالم من الحضارات األخرى، د. محمد نورد شان، (?)1

بحث مقدم إلى ندوة اإلسالم وحــوار الحضــارات، غــير منشــور، مكتبــة.6هـ، ص: 1423الملك عبد العزيز، الرياض- السعودية، محرم

واآلخــــــــرة

:[124, 123]طه. ويدخل في ذلك إبراز محاسن اإلسالم والرد على شــبهات أعدائــه وإيضــاح الحقيقــة العظيمــة في الحكمــة من خلــق

البشر وما يراد منهم وما يراد بهم وما مصيرهم.ــا تجــاه األمم ــالحوار مطلب إســالمي لكي نقــوم بواجبن فــدة األمم ــل لفائ ــادة أنفســنا فحســب ب ــرى ليس إلف األخ

األخرى أيضا لنوصل إليها الخير الذي أمرنا به. فاألمــة اإلســالمية هي صــاحبة الرســالة األخــيرة, وعليهــا

تعالى: قال البالغ، واجب

.[110]آل عمران: ــة2 ــان في األرض وهي الخالفـ ــة اإلنسـ ــق وظيفـ - تحقيـ

وعمــارة األرض

:(1)[ 30]البقرة.ــة3 ــكاالت القائم ــل اإلش ــة، وحـ ــوم النافع ــادل العلـ - تبـ

ــاون على الخــير والتعـ

:[2]المائدة.ــودتهم من دون وليس من أهداف الحوار مواالة الكفار وم المؤمــنين، فقــد جــاءت النصــوص القطعيــة في النهي عن

ذلــك، قــال اللــه تبــارك وتعــالى:

:[28]آل عمران. كما أن الحوار ال يهدف إلى التنــازل عن شــيء من ثوابتنــا العقدية أو الشرعية، أو المشاركة في الدعوات المغرضــة لوحدة األديان الـتي تســاوي اإلســالم بغــيره وخلــط الحــق بالباطـل، أو مشـاركة الكفـار في بـاطلهم، وقـد نهى اللـه

نبيه عن ذلك فقال سبحانه:

.(12-11انظر: مدخل إسالمي لحوار الحضارات، ص) (?)1

:وقال أيضا: [6-1]الكافرون ،

:سبحانه: [ 9]القلم وقال :[74]اإلسراء

كما يجب التفريق بين الكفار المحاربين الذين يجب معهم الجهــاد في ســبيل اللــه

:ــة ، وقــال ســبحانه: [1]الممتحنـ

:والمسالمين[73]التوبة ،

الــذين قــال اللــه فيهم:

:[8]الممتحنة.الحوار: ثالثا: آداب

من أهم آداب الحوار: ــة1 ــه والرغب - حسن القصد من الحوار: وذلك باإلخالص لل

تعالى: الحق، قال في طلب

:[5 ]البينة.ــثر2 - العلم: فال حوار بال علم، والمحاور الجاهل يفســد أك

مما يصلح، وقد ذم الله سبحانه وتعالى المجادل بغير علم

:وذم أهل الكتاب لمحاجتهم بغير علم كما[8 ]الحج ، تعالى: قوله في

:[. 66-65 ]آل عمران

ــمل العلم ــوار، فيشـ ــع الحـ ــة مواضـ ــام في كافـ العلم عـــاتهم باإلسالم وعقيدته وحضارته والعلم بالمحاورين وخلفي

وكافة ما يحتاج إليه في الحوار.

فالمحاور المسلم داع إلى الله يجب أن تكون دعوته بعلم وبصيرة كما قال سبحانه :

:[108]يوسف . فالعلم باإلســالم وحضــارته وشــبهات المخــالفين في غايــة األهمية في حوار غــير المســلمين إلقنــاعهم ورد شــبهاتهم

فضال عن عدم االنخداع والتأثر بها. - التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحــدي واإلفحــام،3

حيث أن أهم ما يتوجه إليــه المحــاور الــتزام الحســنى فيــل: ــة، ففي محكم التنزي ــول والمجادل الق

:[ 53 ]اإلسراء :(1) [125]النحل .

ــريح ــلوب الطعن والتج ــنا عن أس ــأى بأنفس ــا أن نن وعلينوالهزء والسخرية، وألوان االحتقار واإلثارة واالستفزاز.

- التواضع واللين والرفق من المحاور وحســن االســتماع4 وعدم المقاطعة والعنايــة بمــا يقولــه المحــاور، فهــو أدعى للوصول إلى الحقيقة واستمرار الحـوار، وهــذا مـا علمنــاه القرآن، فقد أمر اللــه نبيــه موسـى وأخـاه هــارون عليهمـا الســالم عنــد مخاطبــة فرعــون الــذي طغى وتجــبر وادعى

سبحانه: فقال والربوبية، األلوهية

:[44]طه . - الحلم والصبر، فالمحاور يجب أن يكون حليمــا صــبورا،5

فال يغضب ألتفه ســبب، فــإن ذلــك يــؤدي إلى النفــرة منــه واالبتعــاد عنــه، والغضــب ال يوصــل إلى إقنــاع الخصــم وهدايتــه، وإنمــا يكـــون ذلــك بــالحلم والصــبر، والحلم من

صــفات المؤمــنين قــال تعــالى: :أل عمــران[

ال أوصــني، قــال: »ملسو هيلع هللا ىلص. وعندما قال رجــل للنــبي [134 وكررها مرارا. (2)«تغضب

. 13أصول الحوار وآدابه في اإلسالم، ص: (?)1أخرجــه البخــاري، كتــاب األدب، بــاب الحــذر من الغضــب، رقم ) (?)2

ومن أعلى مــــراتب الصــــبر والحلم مقابلــــة اإلســــاءةــير باإلحسان، فإن ذلك له أثره العظيم على المحــاور، وكثــتخدامه ــاور واس ــدوا لعلم المح ــدوا لم يهت ــذين اهت من ال أساليب الجدل، وإنما ألدبه وحســن خلقــه واحتمالــه لألذى ومقابلته باإلحسان، وقد نبه اللــه عــز وجــل الــداعين إليــه إلى ذلك الخلق الرفيع وأثره وفضل أصحابه، فقال تعالى:

:[35-33]فصلت.6 - العدل واإلنصاف؛ يجب على المحاور أن يكــون منصــفا

فال يرد حقا، بل عليه أن يبــدي إعجابــه باألفكــار الصــحيحةــا محــاوره واألدلة الجيدة والمعلومات الجديدة التي يورده وهذا اإلنصاف له أثـره العظيم لقبـول الحـق، كمـا تضـفي

على المحاور روح الموضوعية. والتعصــب وعــدم قبــول الحــق من الصــفات الذميمــة في كتاب الله فإن الله أمرنا باإلنصاف حتى مع األعداء فقال:

:ــدة ، ومن تــدبر القــرآن الكــريم[8]المائــز وذكره ألهل الكتاب وصفاتهم الذميمة يجد أن المولى ع وجل لم يبخسهم حقهم، بل أنصفهم غايــة اإلنصــاف، ومن

ذلــك قولــه تعــالى:

:عمران ،[75]آل وقوله تعــالى:

آل[ .[113عمران:

يقول ابن القيم: 5765.)

بمذمةوتعر من ثوبين من يلبسهما الردى يلقى وهوان

بئستثوب من الجهل المركب فوقه التعصب ثوب الثوبان

األعطافوتح�ل باإلنصاف أفخر حل�ة بها زينت (1)ان��والكتف

ويأمر الله بمحاورة أهل الكتاب بلغــة اإلنصــاف والعــدل:

:آل عمران[ 64].

ــر ال ــافؤ بين البش ــوار من التك ــق في الح ــالم ينطل واإلس تفاضــل لعــرق كمــا حكى اللــه عن اليهــود قــولهم:

:يدعى[18]المائدة لون كما أو ــد ــة كمــا هي عن ــا، أو طبقي ــبيض في أوروب العنصــريون ال الهنــدوس، وإنمــا بصــالحهم، ولنتأمــل آيــة قرآنيــة مفتتحــة بالمبــدأ ومقــررة وجــود االختالف ومبينــة أهميــة التعــارف

ــيل وخاتمة بميزان التفض

:الحجــــــرات[ 13.]

ــبحانه ــ ــه س ــ ــذا االختالف من آيات ــ وه

:[22]الروم.ــة ــانية طبيعيـ ــة إنسـ ــرر أن االختالف حقيقـ ــالم يقـ فاإلسـ

ويتعامـــل معهـــا على هـــذا األســـاس

:ــدة ــ ]المائ48].

فوجود االختالف أمر واقع وله حكم إلهيــة ويجب التعــايش.(2)وفق ما أمر الله من الدعوة والنصيحة

.19الكافية الشافية في االنتصار للفرقة الناجية، ص: (?)1 هـــ، موضــوع قيم1424 شعبان 101انظر: مجلة المعرفة، العدد (?)2

وأخيرا هذه نظرتنا للحــوار واالختالف، ولكن عنــدما ننظــر إلى الواقــع ودعــوات الحــوار الصــادرة من الغــرب لنــا أن نتساءل: كيــف يــؤتي الحــوار ثمــاره في العــالم اليــوم بين الشـرق والغــرب أو بين الشـمال والجنـوب وهـو يصـاحبــة ــور، واالحتالل ولغـ ــتعالء، والظلم والجـ ــة واالسـ الهيمنـ

السالح. إن التكـــافؤ بين المتحـــاورين مهم جـــدا ليحقـــق الحـــوار

.(1)أهدافه أي حوار ينادي به الغــرب مــع هــذا العــدوان والظلم ولغــةــوق ــتغالل التفـ ــطلحات واسـ ــرض المصـ ــتعالء، وفـ االسـ

اإلعالمي لتشويه اآلخرين. كيف نثــق بهــذا الحــوار الــذي يهــدف إلى نمــط جديــد منــق باالقتصــاد الدبلوماســية لتكــريس الظلم ومصــالح تتعل

والسياسة ومواصلة الحرب والصراع واالحتالل. إن الغرب مطلوب منه قبل أن يتحدث عن الحــوار ونشــر الديموقراطية )والشرق األوسط الكبير( إن كان يريد خيرا باآلخرين يجب تخفيف الهوة الســحيقة بين البلــدان الغنيــة والفقيرة, وعليه مساعدة البلدان على التنميــة ال توريطهــا في الــديون والفقــر، وفــرض اإلمالءات عليهــا، ومســاعدةــروب كالصــومال وأفغانســتان ــا الح ــتي خربته ــدان ال البل وغيرهــا على إنهــاء ذلــك الوضــع, بــل أن تكــف يــدها عن

إشعال الفتن في تلك البلدان. بعد ذلك يقال أننــا نــرفض الحــوار والتســامح؛ ومن يتهمنــا بذلك؟ إنــه المســتعلي الظــالم المحتــل ألرضــنا والســاعي لتشويه ديننا وثقافتنــا، ومــع ذلــك فال نــزال نقــول إننــا مــع دفاعنــا عن ديننــا وثقافتنــا وأرضــنا وأنفســنا فإننــا نــرى أنــة ــا القائم ــدافنا العلي ــق أه ــار مهم لتحقي ــو خي ــوار ه الح

(.26- 18اإلسالم، الحوار االنفتاح على العالم، ص: ).9( انظر: من أجل حوار بين الحضارات، ص:?)1

لمصلحة البشرية.

* * * * *

لإلسالم العامة ثانيا: الخصائصمدخل وفيه:ال

المراد بالخصائصتعريف اإلسالم

المناهج الموجودة على وجه األرضالخصائص العامة

الخصيصة األولى: دين إلهيالخصيصة الثانية: دين شامل

الخصيصة الثالثة : دين الفطرةالخصيصة الرابعة: الوسطية

الخصيصة الخامسة: دين العلمالخصيصة السادسة: دين األخالق

)*(لإلسالم العامة الخصائص

: جمع خصيصة، وخصه بالشيء، يخصه خصا(1)الخصائص.. يقال: اختص فالن لألمر وتخصص له: إذا انفرد.

ــراغب ــال ال ــية(2)وق ــاص والخصوص ــيص واالختص : التخصــة، والتخصص: تفرد بعض الشيء بما ال يشاركه فيه الجمل

وذلك خالف العموم. أ.هـ. فالمراد هنا: الميزات والصفات ال��تي ينف��رد به��ا دين اإلس��الم عن غ��يره من ال��ديانات والمن��اهج

األخرى. فه��و االستس��الم لل��ه بالتوحي��د وأم��ا اإلس��الم:

واالنقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.ــبر اإلسالم هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين وأخ

فقــال جــل وعال: ،سبحانه أنه ال يقبل من أحد ســواه

:وقال سبحانه: [19]آل عمران ،

:[85 ]آل عمران. عليــه الســالم في حــديث جبريــل ملسو هيلع هللا ىلصوقد عرفه النــبي

�ي سألهأركان اإلسالم حيثوفيه ـرن ـ� ــا محمــد! أخب فقال: ي: الله رسول فقال �؟. �سالم اإل أن»� ملسو هيلع هللا ىلصعن� اإلسالم

ول الل��ه تشهد أن ال إله إال الل��ه وأن محم��دا رس��وتصوم كاة،�� الز وتؤتي�� الصالة،�� وتقيم�� ملسو هيلع هللا ىلص،��

بيال رمضان، وتحج البيت، تطعت إلي��ه س�� «إن اس��.(3)قال: صدقت

)*( أعد هذا الجزء د. إبراهيم بن حماد الريس.1 (.7/25. )«خصص»( لسان العرب: مادة ?). «خص»( مفردات ألفاظ القرآن. مادة ?)2ــل?)3 ( متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب اإليمان، باب ســؤال جبري

عن اإليمان واإلسالم واإلحســان وعلم الســاعة، رقم )ملسو هيلع هللا ىلصالنبي

ال شك أن دين اإلسالم هو الدين الحق المنـــزل من عنــدوــاء الله تعالى، وهو منهج الحياة المتكامل القائم على ما ج في كتاب الله تعالى الذي ال يأتيه الباطل من بين يديــه وال من خلفه تنـزيل من حكيم حميد، ومــا ثبت من ســنة نــبيــان ملسو هيلع هللا ىلصالهدى وذلك خالفا لما سواه من المناهج واألديــة بين ــاهج القائم ا عاما لتلكم المن ــ ــل عرض ــرى، ولع األخ

الناس على هذه البسيطة يجلي الصورة ويوضحها. ال– عدا دين الله تعــالى اإلســالم –إن النظم القائمة كلها

:(1)تخرج عن أحد هذه األصناف الثالثةفأولال ــه: منهج ديني محر ، فهو إلهي في األصل، ول

كتاب سماوي من عند الله عز وجل، ولكن دخله التحريفــالى ــه تع والتبديل، والحذف والزيادة، فاختلط فيه كالم الل

(2)اليهوديةبكالم البشــــــــر وأهــــــــوائهم، ومثالـــــــه:

.(3)والنصرانية ، فهو ديــني ألن فيــه القيــامالثاني: منهج ديني بشري

بأداء طقوس تعبد وتأله يؤديها اإلنسان لمألوه أو لعدد من اآللهة؛ من بشر وحجــر ومـال وهـوى وشــهوة وغــير ذلـك، وقد ال يكون فيها صالح حال هذا اإلنسان وال تنظيم حياته؛

مرعبة. وإنما طقوس غامضة أو

ــان، 50 ــاب اإليمـ ــلم، كتـ �ســـالم (. ومسـ ــان واإل �يمـ ــان اإل ــاب بيـ بـ�حسان...، رقم) (.10واإل

(. والخصــائص136( انظر نحو ذلك في: مدخل لمعرفة اإلسالم )?)1(. 38العامة لإلسالم )

هي ديانة العبرانــيين المنحــدرين من إبــراهيم عليــه( اليهودية:?)2 السالم والمعروفين باألسباط من بني إسرائيل الذي أرسلالصالة و

الســالم مؤيــدا بــالتوراة ليكــون لهمالصالة والله إليهم موسى عليه ا ــدلوانبي ن الله عز وجل في القرآن الكريم أن اليهود حرفــوا وب ، وبي

(.1/500. انظر الموسوعة الميسرة : )كالم الله تعالى هي الرسالة الــتي أنــزلت على نــبي اللــه عيســىالنصرانية:(ــ ?)3

ــالم، عليه الصالة والسالم، مكملة لرسالة موسى عليه الصالة والس تعرض اإلنجيل للتحريف والتبديل كما ذكر الله تعــالى ذلــك فيوقد

بمعتقــدات وفلســفات وثنيــة.النصــرانية امــتزجت القرآن العظيم, و(.2/574انظر الموسوعة الميسرة: )

وهو دين بشري ألنه من صنع البشــر، فليس لــه أصــل من ،(1)الهندوس��يةعنـــد اللـــه تعـــالى، ومن أمثلـــة ذلـــك:

،عب���ادة األص���نام، (3)عب���ادة الش���يطان، (2)البوذيةوغيرها.

ــه: منهج مدني بشري خالصثالثال ــو مــدني ألن . فه نظام حيــاة دنيويــة؛ يعــنى بتنظيم حيــاة اإلنســان الدنيويــة

ألنبشريوتحقيق مصالحه وفق ضوابط وقيود دنيوية، وــير ــاج تفك ــو نت ــات، فه ــرادا أو جماع ــر، أف ــدره البش مص

)ة العلماني��اإلنسان واجتهاده وتنظيره، ومن أمثلة ذلك: Secularism)( 4) ،

الخــامس عشــر ديانة وثنية، نشأت قرابة القــرنالهندوسية:(ــ ?)1 إلها يعبد؛ وهي قبل الميالد، يعتقدون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة

أقبلــوا عليــه بكــل آلهــة كثــيرة، وهم إذا أقبلــوا على إلــه من اآللهة جــوارحهم حــتى تختفي عنهم كــل اآللهــة األخــرى، يلتقي الهنــدوس

(.2/734 انظر الموسوعة الميسرة : ).على تقديس البقرة قبل الميالد. كانت الخامس هي ديانة الهند في القرنالبوذية:ـ( ?)2

باإلنسان، وفيها دعــوة إلى التصــوف والخشــونة متوجهة إلى العنايةــاداة بالمحبة والتســامح وفعــل الخــير. أسســها ونبــذ الــترف، والمن

أي العالم المستنير، ولما مات«بوذا» الملقب بـ«سدهارتا جوتاما»ــوذا هــو ابن اللــه، وهــو المخلص هــه أتباعــه، فهم يعتقــدون: أن ب أل

انظر.يتحمل عنهم جميع خطاياهم للبشرية من مآسيها وآالمها وأنه(.2/768الموسوعة الميسرة : )

ــ ?)3 ــهوانيعب��ادة الش��يطان:( ــع الش ــم الوض ــرت في خض ظه العــالمي، وتتمثــل قيم هـذه الفئــة في الضـياع وتغليب الممارســات

، من«الشــيطان»الجنسية والرقص، ولهم كتابهم الديني وهو كتاب تأليف األمريكي اليهودي ليفي، المؤسس لكنيسـة الشـيطان بسـان فرانسيسكو، بالواليات المتحدة، وهم يريدون أن تكون الحياة من غير

ــيين ، ــود األخالق ــاقي ــه آن أوان التخلص من األخالق؛ ألنه ــرون أن ويــدون الثيــاب عنصــر تعويــق وليســت عامــل دفــع وترقيــة، وهم يرت الســوداء، ويرســمون وشــم الصــليب المعقــوف أو نجمــة داود علىاد الشيطان؛ أخطر الفرق المعاصرة. صدورهم وأذرعهم. انظر : عب

ــ ?)4 ــة ، وهيالعلمانية( ــة أو الدنيوي ــا الصــحيحة : الالديني وترجمتهــاة ــل، ومراع ــعي والعق ــاة على العلم الوض ــة الحي ــوة إلى إقام دع المصلحة بعيدا عن الدين، وقد ظهرت في أوربا منذ القــرن الســابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاســع عشــر، ومــدلول العلمانية: عزل الدين عن الدولة وعن حياة المجتمع، وإبقاؤه حبيسا في ضــمير الفــرد ال يتجــاوز العالقــة الخاصــة بينــه وبين ربــه. انظــر

(.2/689الموسوعة الميسرة: )

ــا(3)الوجودية ،(2)الرأس���مالية، (1)الشيوعي�ة ــ ، وغيره كثير.هذه هي المناهج القائمــة بين يــدي البشــر على وجــه األرض، ويبقى اإلســالم وحــده بصــفائه ونقائــه وســموه وكمالــه من بين ســائر المنــاهج واألديــان هــو القــادر على البقاء في خضم الصراعات الثقافية والفكرية والحضــارية؛ ألنه يمتلك خصائص تؤهله لــذلك، ويكفي وعــد اللــه العليم الخبير القوي القادر بأن العاقبة للمتقين، يقــول جــل وعال:

ــة . ويقــول ســبحانه: [33-32 ]التوب

.[9-8]الصف ــرب، ــاالت الغ ــا بعض رج ــه له ــاهرة تنب ــة ظ ــذه حقيق وه

.- والحق ما شهدت به األعداء -ونطقت بها ألسنتهم �لحــاد، وأن المــادة هيالشيوعية:(ــ ?)1 مذهب فكري يقوم على اإل

أساس كل شيء، وشعارهم: نؤمن بثالثة: ماركس ولينين وستالين، الخاصة، ظهــرت في ألمانيــا على ونكفر بثالثة: الله، الدين، الملكية

(.2/929 الموسوعة الميسرة : ).يد ماركس وانجلز نظام اقتصادي ذو فلســفة اجتماعيـة وسياسـية،الرأسمالية:(ـ ?)2

الفردية والمحافظة عليهــا؛ بــالبحث يقوم على أساس تنمية الملكية عن الربح بشتى الطرق واألســاليب، ويــدعو إلى الحريــة السياســيةواألخالقيــة واالجتماعيــة المطلقــة. انظــر الموســوعة الميســرة : )

2/920.) مذهب فلســفي أدبي ملحــد، يرتكــز على الوجــود: الوجودية(ــ ?)3

ــدة، وأن لإلنســان أن يثبت اإلنساني الذي هو الحقيقة اليقينية الوحي ألحد أن يفــرض وجوده كما يشاء، فكل إنسان يفعل ما يريد، وليس

فــالوجودي الحــق هــو الــذي ال يقبــل.قيمــا أو أخالقــا على اآلخــرينر نفســه بنفسه،توجيها من الخــارج ويلــبي نــداء شــهواته إنمــا يســي

(.2/898 انظر الموسوعة الميسرة : ).وغرائزه دون قيود وال حدود

ال يســاورني» : « هيلــير بيلــوك»يقول الكــاتب اإلنجلـيزي أدنى شــك في أن الحضــارة الــتي ترتبــط أجزاؤهــا بربــاطا، وتحمل في طياتهــا متين، وتتماسك أطرافها تماسكا قوي عقيدة مثل اإلسالم، ال ينتظرها مستقبل باهر فحسب؛ بل

. « ستكون أيضا خطرا على أعدائها ســيعيد التــاريخ نفســه مبتــدئا من » ويقــول بــاول شــتمز:

الشرق، عــودا على بــدء، من المنطقــة الــتي قــامت فيهــا القـــوة العالميـــة اإلســـالمية في الصـــدر األول لإلســـالم،ــتي تكمن في تماســك اإلســالم ــوة ال ــذه الق وســتظهر ه ووحدتـه العسـكرية وســتثبت هـذه القــوة وجودهــا، إذا مـا أدرك المســـلمون كيفيـــة اســـتخراجها واالســـتفادة منهـــا وستقلب موازين القوى؛ ألنها قائمة على أســس ال تتــوافر

. (1 )« ةفي غيرها من تيارات القوى العالمي* * * * *

(. 185( انظر: نحو ثقافة إسالمية أصيلة )?)1

: األولى الخصيصة

إلهي دين

وهــذه،اإلسالم دين الله عز وجل الــذي ارتضــاه للعــالمينــواها من ــا سـ ها؛ فمـ ــ ــه وأسـ ــة أعظم خصائصـ الخصيصـ

الخصائص نتيجة لها وثمرة من ثمارها.، وتكفــل ــا محمــد ــه تعــالى على نبين ــه الل ملسو هيلع هللا ىلصدين أنزل

بحفظه ونصره وإظهاره على الدين كله. دين من عند الله تعــالى مصــدره القــرآن العظيم والســنة المطهرة الصحيحة، القرآن كالم الله المنـزل على رسوله

. وقد حفظه الله تعــالى: ملسو هيلع هللا ىلصمحمد

:[9 ]الحجر. والسنة المصدر الثاني وحي من عند الله تعـالى كمـا قــال

ملسو هيلع هللا ىلصجل وعال عن نبيه محمد :

:[4، 3 ]النجم.ــد وهي إبالغ دين ــبي محم ــة الن ــالى مهم ــه تع ن الل ملسو هيلع هللا ىلصوبي

الله إلى النــاس، فقــال جــل وعال:

:[54، النور: 18 ]العنكبوت. فهو[48 ]الشورى: وقال جل وعال:

ملسو هيلع هللا ىلص واسطـة فـي إبالـغ شريعـة اللـه تعالـى مـن اللـه سبحانهإلى خلقه وبيانها لهم.

والله جل وعال يقول في آية محكمــة:

[.53، 52]الشورى: وجانب آخر من إلهية هذا الدين؛ فكما أن مصدره من عند

الله تعالى فكذلك غايته وهدفــه تحقيــق مرضــاة اللــه عــز فهذه الغاية التي من أجلها خلق الله،وجل والقيام بعبادته

الجن واإلنس، كما قال سبحانه:

:الذاريات[ 56 – 58].

ولهذه الخصيصة ثمرات منها: التي ال يستطيع اإلنسانأنه يبين الحقائق الكبرى -1

معرفتها إال بالوحي المعصوم؛ كمعرفة الخــالق عــز وجــل، خلــق وصــفاته وأمــره ونهيــه، وبدايــة الخليقــة والغايــة من

. اإلنسانــ 2 أنه دين من عند الله تعالى س��الم من النقص-

ــهوالتع��ارض ــو شــرع الل ــف والظلم، فه ــوى والحي والهــيء في ــه ش ــذي ال يخفى علي ــبحانه، ال ــير س العليم الخب األرض وال في السماء، يقول الله تعالى مبينا عظمــة دينــه

واتفاق تشريعاته:

: [82] النساء .ــ 3 ــوموافقته للعلم الصحيح، والعقل السليم- ، فه

ــاطب دين يعتني بالعلم ويمجد العلماء، ويحترم العقل ويخــل ــة العلم والعق ــل وعال مكان ــد بين ج ــول العقالء. وق عق

ومنـزلة أهلهما فقــال ســبحانه:

: [43 ] العنكبوت.اإلنسان والهوى -4 اإلنسان من عبودية ؛تحرير

ــالى، ــالمين ســبحانه وتع ــه رب الع ــه لل فيخلص في عبادتويعمل وفق شرعه وتوجيهه وأمره ونهيه.

ــه تعــالى عن اليهــود والنصــارى ــزل قــول الل ــد مــا ن عن :التوبـــــة[

ملسو هيلع هللا ىلص. سمع عدي بن حاتم رضــي اللــه عنــه النــبي يقــول:[31 أما إنهم لم يكونوا يعب�دونهم، ولكنهم ك��انوا إذا»

تحلوه، وإذا حرم��وا عليهم يئا اس�� أحل��وا لهم ش��

.(1 )«شيئا حرموهــه ب الله عضيوكما قال ربعي بن عامر ر تمســرين يــدي ن

إن الله ابتعثنــا لنخــرج من شــاء من»: قائد جيوش كسرى عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الــدنيا إلى ســعتها،

.(2)«ومن جور األديان إلى عدل اإلسالم ذلك بتشريع ماو ،تلبية مطالب النفس البشرية – 5

يصلح لها وما يصلحها، فهو دين اللــه الــذي خلــق اإلنســان ويعلم ما يتناسب مع هذه النفس البشرية:

:[14 ]الملك.

* * * * *

ــة،?)1 ( أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة التوب(. وقال: حديث غريب. وحسنه األلباني.3197رقم)

(.47-7( البداية والنهاية، ) ?)2

: الثانية الخصيصة

شامل دين

ــا شــامال في أحكامـه شرع الله ســبحانه وتعــالى لألمــة دين وتشــريعاته للثقلين من الجن واإلنس، ولكـــل تصــرفاتهم وعالقـــاتهم، حيثمـــا كـــانوا؛ فـــوق أي أرض وتحت كـــل

سماء.يقول المولى جــل وعال:

:دين ودولة، وهــو» ، فهو [89 ]النحل ــانون، ــريعة وق ــاء، وش ــو حكم وقض ــادة، وه ــدة وعب عقيــاد، وعلم ومصحف وسيف، وجهاد ودعوة، وسياسة واقتص

.(1) «وخلق وتوجيهوتتضح شمولية اإلسالم في صور منها:

: الجن واإلنس. فأما اإلنسأنه دين شامل للثقلينـ- 1 فظاهر في نصوص القرآن العظيم، يقول الله جــل وعال:

:األنبياء[ . ويقول[107 سبحانه:

.[158]األعراف: وأما الجن فيقول الله تعالى:

:وهذا موقف من استماعهم لخبر [56]الذاريات ، ملسو هيلع هللا ىلصنبينــا ومســارعتهم للتنفيــذ والــدعوة ، وتحملهم النــذارة

: والبشارة، يقول الله عز وجل

(.87( الوجيز في الثقافة اإلسالمية )?)1

:[32-29 ]األحقاف. ملسو هيلع هللا ىلص؛ من بعثة نبينا محمد أنه دين شامل للزمان كلهـ- 2

إلى قيام الساعة.ا بــإقليم دون آخــردين شامل للمكان-ــ 3 ؛ فليس خاصــ

وال بأمة دون أخرى؛ شمولية مكانيــة؛ يطــالب بهــذا الــدينــا أن ــد به ــة، ويتأك ــان ومن أي أم ــر في أي مك ــل البش ك المســلم مطــالب بتنفيــذ أحكــام دين اللــه تعــالى في كــل

مكان. في مراحــل حياتــه المختلفــة،دين شامل لإلنسان-ــ 4

وفي عالقاته المتعددة، يوجهها إلى ما فيه صـالحه ورفعتـهوحفظه وهدايته.

، يراعيهــا فيدين شامل لحركة الك��ون والحي��اة-ــ 5 أحكامه وتشريعاته، فال تنفك األحكام الشــرعية عن حركــةــاك ه، فهن ه وقر الكون بأفالكه وأجرامه، وليله ونهاره، وحرــلوات الخمس ــمس؛ كالص ــة الش ــة بحرك ــادات مرتبط عبــر؛ ــدورة القم ــة ب ــادات مرتبط ــار، وعب ــحور واإلفط والس كالصيام والحج وغير ذلــك، فــيراعي ذلــك في بيــان مهمــة اإلنسان تجاهها ودوره نحوها، وتوجيهه إلى ما فيه عمارتها

وصالحها، فالكون والخلق كله لله ســبحانه وتعــالى:

.[6]طه: - دين شامل في توجيه نظر اإلنسان إلى الدنيا6

فهما داران متكاملتان، لإلنســان في كــل منهمــاواآلخرة نصيب، فالدنيا مزرعة لآلخرة، يزرع فيهــا مــا يــرغب جنيــه

في اآلخرة. يقول الله جل وعال:

:[77 ]القصص. وبهذا يتأكد للمسلم أنه ما من شأن من شؤونه وال تصرف من تصــرفاته إال وللــه تعــالى فيــه حكم وقضــاء، وأن دين

اإلســالم منهج حيــاة مهيمن على كــل تصــرفات اإلنســان،ــالم ــرة اإلس ــترض على نظ ــل من يع ــذلك على ك ـرد ب ـ فيــادية ــ ــية واالقتص ــ ــاة السياس ــ ــؤون الحي ــ ــمولية لش ــ الشــا؛ ممن يـــرددون مقـــاالت واالجتماعيـــة واألدبيـــة وغيرهـ

،«ما لله لله وما لقيصر لقيصر»مستوردة؛ كقولهم: ــولهم: ــ ال سياس����ة في ال����دين وال دين في»وقـــدبير« السياسة ــه كــل أمــر ونهي وت ــأن لل ويقــال لهم ب

،[154 ]آل عمـــــران: وحكم وقضــــاء،.[4 ]الروم: ويقول جل وعال:

على من يأخــذ منوق�د أنك��ر اإلس��الم أش��د اإلنك��ارــدع مــا ال يوافــق هــواه، وينســى أن ــدين مــا يهــوى، وي ال

اإلسالم كــل ال يتجــزأ، يقــول اللــه جــل وعال:

:[151، 150 ]النساء.

* * * * *

: الثالثة لخصيصة ا

الفطرة دين

: ملسو هيلع هللا ىلصوالمراد بالفطرة االبتداء واالختراع، والمعنى في قولــه ــوع«كل مولود يولد على الفطرة» ــد على ن ــه يول أن

ة والطبع المتهيئ لقبول الــدين، فلــو تــرك عليهــال�ب�من الج الستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرهــا، وإنمــا يعــدل

.(1)عنه من يعدل؛ آلفة من آفات البشر والتقليد

فاإلسالم هو الدين ال��ذي جب��ل الل��ه الن��اس عليهــان وهيأهم لقبوله والعمل به. فال يتعارض مع طبيعة اإلنس وال يتضاد مع رغباته؛ بل يتفق معها ويوجهها ويرشــدها إلى ،األصــح واألســلم، فلــو تجــرد اإلنســان من الهــوى والعنــاد

العترف بدين اإلسالم وأنــه الــدين الحــق..

:[30 ]الروم.: ملسو هيلع هللا ىلصعن أبي هريرة رضي الله عنه قــال: قــال رســول اللــه

م��ا من مول��ود إال يول��د على الفط��رة ف��أبواه»انه. كم��ا تنتج البهيم��ة يهودانه وينصرانه ويمجس��

ثم«.بهيمة جمعاء.هل تحسون فيه��ا من ج��دعاء؟ئتم: �ن ش� â يقول أبوهريرة: واقرأوا إ

á( 2).ــالتهم ــاء كلهم، ثم اجت ــاس حنف ــق الن ــه جــل وعال خل فالل

(. 3/457( النهاية في غريب الحديث )?)1 ( متفق عليه: أخرجه البخاري،كتاب تفسير القرآن، بـاب ال تبـديل?)2

لخلـــــــــــــــــــــــــــــــــــق اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه. رقمــد4497) ــود يول (, ومسلم، كتاب البر والصلة واآلداب، باب كل مول

(.2658على الفطرة، رقم)

ــدى ــق والهـ ــرفتهم عن الحـ ــياطين الجن واإلنس فصـ شـ بن حمـــاراوالفطـــرة الســـليمة، ففي حـــديث عيـــاض

ملسو هيلع هللا ىلصالمجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله قال ذات يــوم أال إن ربي أم���رني أن أعلمكم م���ا»في خطبتـــه:

جهلتم مما علمني يومي هذا..وفيه: وإني خلقتياطين اء كلهم، وإنهم أتتهم الش��� عب���ادي حنف��� فاجتالتهم عن دينهم، وح��رمت عليهم م��ا أحللتركوا بي م��ا لم أن��زل ب��ه لهم، وأم��رتهم أن يش�� سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل األرض فمقتهم؛

...«ع��ربهم وعجمهم، إال بقاي��ا من أه��ل الكت��اب.(1)الحديث

* * * * *

( أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلهــا، بــاب الصــفات?)1 (. 2865التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، رقم)

: الرابعة الخصيصة

الوسطية

وهي العــدل والفضــل والخيريــة والتــوازن، فاإلســالم دين الوسط في كل األمور عقيدة وشريعة وأخالقا، وهو وسط بين غلو الديانات األخرى وتفريطها، وهو وســط يجمــع بينــا ب جانب مطالب الروح والجسد والفــرد والمجتمــع، فال يغل على آخر إال بما يتناسب مع صالح الــروح وســالمة الجســد

وفالح الفرد وإصالح المجتمع. وكما يأمر بالعبادة والعمل للدار اآلخرة يوجه إلى الســعي في طلب الرزق والمعاش في الدنيا، ويعتبر ذلــك عبــادة

:[77]القصص.

إن أمة اإلسالم أمة وسط، شهد لها بذلك خالقهــا ســبحانه وتعالى ورتب على ذلك مكانتها ومنـزلتها ودورهــا في هــذا

ــون، وبين األمم: الكـ

.[143]البقرة: ــه ســبحانه أي عــدال، ووســط الشــيء أو(وس��طا)فقول

. يقــول اإلمــام ابن(1)أوسطه بمعنى أفضله وأعدله وخيارهــه تعــالى: جرير إنما وص��فهم الل��ه تع��الى»رحمه الل

.(2)« ذكره بأنهم وسط لتوسطهم في الدين ونمــاذج وســطية اإلســالم كثــيرة، وليس المجــال لــذكرهاولكن نعرض لبعض الصور التي تدل على شيء من ذلك:

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثالثة رهــط1(. 7/427( لسان العرب: )?)1(. 2/6( جامع البيان )?)2

ملسو هيلع هللا ىلصإلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النــبي فلمــا ملسو هيلع هللا ىلصوهــا فقــالوا: وأين نحن من النــبي قــد ملسو هيلع هللا ىلصأخبروا، كأنهم تقال غفر له ما تقدم من ذنبه وما تــأخر. قــال أحــدهم: أمــا أنــا فإني أصلي الليــل أبــدا. وقــال آخــر: أنــا أصــوم الــدهر وال أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النســاء فال أتــزوج أبــدا. فجــاء

أنتم الذين قلتم ك��ذا»ملسو هيلع هللا ىلصرســول اللــه إليهم فقــال: اكم ل��ه، اكم لله، وأتق�� وكذا؟ أما والله إني ألخش��ج لي وأرق��د، وأت��زو وم وأفط��ر، وأص�� لكني أص��

.(1)«رغب عن سنتي فليس مني النساء، فمن

ملسو هيلع هللا ىلص- ورأى النبي حبال ممــدودا بين ســاريتين فســأل عنــه،2 فأخبر أنه لزينب تتمسك به إذا كســلت عن الصــالة، فــأمر

وقال:ــ بإزالتـه اطه ف��إذا فت��ر»ملسو هيلع هللا ىلص ليصل أحدكم نش��.(2)«فليقعد

رضــي اللــه عنهمــا أن(3)- وحــديث عبــد اللــه بن عمــرو3ــه: يا عب��د الل��ه، ألم أخب��ر أنك»ملسو هيلع هللا ىلصرسول الله قــال ل

ول« تصوم النهار وتق��وم اللي��ل؟ ــا رســ قلت: بلى ي فال تفعل؛ صم وأفطر، وقم ونم، فإن» الله. قال:

ا، وإن ا، وإن لعين��ك علي��ك حق دك علي��ك حق لجس�� متفق عليـه: أخرجـه البخـاري، كتـاب النكـاح، بـاب الـترغيب في(ـ ?)1

( ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكــاح لمن4776النكاح، رقم)ـــــــــة، رقم ـــــــــه ووجــــــــــد مؤـن ـــــــــاقت نفســــــــــه إلـي ـت

(1401.) ( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتــاب التهجــد، بــاب مــا يكــره من?)2

التشـــــــــــــــــــــــــــــديد في العبـــــــــــــــــــــــــــــادة، رقم (. ومسلم، كتاب صالة المســافرين وقصــرها، بــاب أمــر من1099)

=نعس في صالته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنهـ=

(. 784ذلك، رقم) ( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب لزوجك عليــك حــق،?)3

(. ومسلم، كتاب الصيام، بــاب النهي عن صــوم الــدهر لمن4903رقم)(.1159تضرر به أو فوت به حقا، رقم)

ا .«لزوجك عليك حق وحينمــا نــذكر وســطية اإلســالم من خالل هــذه األحــاديث ننسى ما يقابل ذلك وهو والمواقف وغيرها، يجب علينا أال ملسو هيلع هللا ىلصالتفريط، فكما ذم النبي هــذا الغلــو، وطلب الزيــادة في، فإن ذلــك يعــني التنبــه للمقابــل العمل تعبدا لله عز وجل وهو الوقوع في التفريط والــترك لشــيء ممــا شــرع اللــهــتهانة ــذنوب واالس ــة ال ــرائض ومواقع ــترك الف ــالى؛ ك تع بالمعاصي: فكال طــرفي األمــر خطــأ ومخــالف لــدين اللــه تعالى؛ الزيادة غلو في دين الله تعالى، والترك تقصير في

حق المولى جل وعال. وشريعة الله تعالى هي الوسط القائم على أداء مــا شــرع

الله تعالى من غير تفريط وال إفراط.

* * * * *

: الخامسة الخصيصة

العلم دين

ــة علىللعلم في اإلسالم مكانة س��امية ، ويكفي دالل ذلــك أن أول كلمــة نــزلت من عنــد اللــه تعــالى على نــبي

، هي قوله تعالى: . ملسو هيلع هللا ىلصالهدى دين يحــترم العلم ويجــل العلمــاء، ويــرى أن العلم طريــق للخشــية والخضــوع واالنقيــاد ألمــر اللــه تعــالى كمــا قــال

]فاطر: سبحانه:28].

دين يرفع من شأن العلم: :الزمر[

9.] وآيات القــرآن العظيم توجه إلى التفكــر والتــدبر والنظــر،

وإعمال العقل واللب� في الوصول إلى الحق والصواب.ــذلك والحث ولهذا ختم الله تعالى كثيرا من اآليات باألمر ب

، لعلكم تعقلونعليــه، كمــا في قولــه ســبحانه: أفال ، آليات لقوم يعقلون ، تعقلون وم��ا ي��ذكر إال

ر أول��وا األلب��اب، أولوا األلباب ك��ذلك، إنما يتذك لعلهم، يبين الل���ه لكم اآلي���ات لعلكم تتفكرون

وم يتفكرون، يتفكرون ل اآليات لق�� ،كذلك نفصإن في ذلك آليات لقوم يتفكرون.

وقد أرشد اللــه تعــالى في القــرآن العظيم إلى أن الكــون بحقائقه يتفق مــع مــا جــاء في القــرآن العظيم، وأن العلم الصـــادق يزيـــد اإليمـــان في النفس، فقـــال جـــل وعال:

.[53]فصلت:

هذا هو العلم وهذا شيء من موقف اإلســالم منــه، مطلب العلم المادي الذي تحتاجه األمة وتســتغني بــه عن ســواها من األمم الكافرة واجب من الواجبــات وذلــك لمــا يــترتبــا من الصــناعة ــا وتمكنه ــه من اســتقالل األمــة وغلبته علي

واإلنتاج. واإلنسان مهما بلغ في درجات العلم المادي البحت فإنه ال يزال قاصرا عن أن يحيط علما بكــل شــيء، فاللــه تعــالى

يخبر عن ذلك فيقول:

.[85]اإلسراء: ا في األمة ا قوي وكان ذلك بدافع،وقد أثر ذلك تأثيرا حضاري

من الدين اإلسالمي الذي شجع العلم، وقدر العلماء ودعــاــذلك ــة لهم ب «إلى التأمل والتفكر والتجريب، وأوروبا مدين

(1). ولهذا فهنــاك فــرق شاســع بين موقــف اإلســالم من العلم وخاصة العلوم التجريبية وموقف الكنيسة من ذلك، خاصة ما كان في أوربا قبل الثورة الفرنسية، وسيطرة الكنيســة ورجاالتهــا على عقــول النــاس وتفكــيرهم، وتحريمهــا كــل محاولة للتحرر من العبودية لرجال الكنيســة. ومــا نتج عن ذلك من الثورة على الكنيسة. بينما اإلسالم قام أصال علىــا العلم والتوجيه إليه والتحاكم إليه، فال يصح عقال وال واقع إسقاط أخطاء الكنيسة الباطلة على دين اإلسالم، وادعــاءــدم ــانع من التق ــائق عن العلم وم ــالمي ع ــدين اإلس أن ال

وإن كــان ذلــك منهــاج لمن ال معرفــة التقــني والصــناعي.عنده، أو من كان قصده غير الحق.

وخاصــة مــا -وإن المطلع على قــرارات المجــامع العلمية - ومــا يختص منهــا باإلعجــاز العلمي في القــرآن والســنة

ــاء(2)توصل إليه العلماء من حقائق علمية تتطابق مع ما ج(. 70( اإلسالم على مفترق الطرق )?)1 ال يخفى على مسلم أن دين الله تعالى حق وصدق، وأن ماـ( ?)2

الثابتــة حــق ال يرتــابملسو هيلع هللا ىلص في كتاب الله تعالى وسنة رســوله

به الخــبر في دين اللــه تعــالى، يــرى إعجــاز دين اإلســالم؛ فيجد في ذلك الطمأنينــة والثقــة واألنس بــأن اللــه تعــالى أنعم عليــه بالهدايــة لإلســالم، وأكرمــه باتبــاع ســيرة خــير

األنام، محمد عليه الصالة والسالم. ولنعــرض لـذكر أمثلــة مختصــرة على اإلعجــاز العلمي في

الكتاب والسنة: إسـالمه بعــد«مـوريس بوكـاي » أعلن الطبيب الفرنسي

دراســة طويلــة للقــرآن, وألــف كتابــه: »التــوراة واإلنجيــل والقــرآن والعلم«, وقــد هالــه كــثرة الحقــائق العلميــة في

القرآن .ومن نماذج ذلك اإلعجاز:

* أسلم بعض الفلكيين لما ســمع قــول اللــه تعــالى:

:وقال تصديقا لهذه اآلية: حقا إننا[ 76ـ, 75]الواقعة ، وءها إلى اآلن ال نرى إال مواقعها القديمة التي لم يصلنا ضــ لبعدها عنا وهي تحركت عنها اآلن, وأن التشــكيلة المرئيــة

إنما هي صورة لمواقعها .ــعود إلى أعلى ــد الصـ ــيق التنفس عنـ ــه بضـ ــار اللـ * إخبـ

يقــول ســبحانه: «الضــغط الجــوي » ...

.فهذه حقيقة علمية حديثة [ 125]األنعام: * أخــبر اللــه عن مــوجين في البحــر : المــوج الــذي نــراه, وموج آخر داخل البحار لم يكتشفه العلماء إال حــديثا, فقــد

قال سبحانه:

فيه، وأن ما يرد من بحوث ودراسات في هــذا البــاب فيــه الحــق البين الواضح، وفيه ما يتكلف له أصحابه ليتم التوافـق واإلعجـاز، وإن ما نقصد له في هذا البــاب هــو الحقــائق العلميــة الواضــحة،

مما يستأنس به المرء، وتطمئن له النفس. والله أعلى وأعلم.

:ولما سمع بحار[40]النور . إنجليزي بهذه اآلية سأل هل ركب محمد البحر؟ فلما قيــل

إنمــاملسو هيلع هللا ىلصله: ال . آمن على الفور, وقال: إن ما ذكــره محمــد هو من عند الله, وليس من تلقاء نفسه.

* ومما ذكره الله عن البحر:

:فال تختلط مياه البحار وال[ 53]الفرقان ، ــاه األنهــار مــع أنهــا تلتقي, بــل جعــل اللــه تطغى على ميا يمنع انتقال الملح إلى مياه األنهـار حـتى في حاجزا طبيعي

حاالت المد. * مراحــل خلــق اإلنســان بــدءا بأصــله وهــو من تــراب ثم

أحوال الجنين في بطن أمه, قال سبحانه:

:[ 14 – 12]المؤمنون.ــزلت * وجاء الطب الحديث بما يوافق تلك الحقائق التي ن

ــا, حــتى أســلم عــدد منملسو هيلع هللا ىلصعلى النبي قبل أربعة عشر قرنعلماء األجنة .

* أخبر الله سبحانه عن بداية األرض وأنهـا كـانت ملتصـقة مع الشمس ثم انفصــال، وأن المــاء أصــل كــل حيــاة, ودورــمس الجبال في ثبات األرض، وحفظ توازنها, وجريان الش

والقمر كل في فلك يخصه:

.[ 33 – 30]األنبياء:

ــه العظيم, ــطورة في كتاب ــالى مس ــات اللــه تع فهــذه آي ومبثوثــة في ســنة نبيــه الكــريم, وشــاهد صــدق في واقــع الكون والحياة, يهدي بها الله عباده إلى وحدانيته وألوهيته

وأسمائه وصفاته جل وعال.

* * * * *

: السادسة الخصيصة

األخالق دين

ــرعي في دين ــ ــا من حكم ش ــ ــالم دين األخالق، فم ــ اإلسي مقصدا خ ــانلاإلسالم إال ويلب ا حميدا لإلنسان، ولهذا ك قي : ــد ــ ــا محم ــ ــول نبين ــ إنم���ا بعثت ألتمم ص���الح»ملسو هيلع هللا ىلصق

إن من أحبكم إلي وأق��ربكم»، وقولـــه: (1)«األخالقنكم أخالق��ا، وإن مني مجلسا يوم القيامة؛ أحاس��كم إلي وأبع����دكم مني ي����وم القيام����ة؛ أبغض����

دقون والمتفيهق��ون ــاالثرث��ارون والمتش�� ــالوا:ي .قــارون والمتشــدقون ــا الثرث ــد علمن ــه ق ــول الل ــا ، رس فم

فالثرثرة والتشــدق .(2) « المتكبرون؟ قال: المتفيهقون والتفيهــق صــفات ذميمــة لمــا تتضــمنه من معــنى العجب

بالنفس والرد للحق والتعالي على الخلق.»: (3)وفي الحديث .«إن من خياركم أحاسنكم أخالقا

ثم إن الزم من يتمسك باإلسالم أن يكون حسن الســلوك، سامي الخلق، شريف المعاملة، ولقد كان في سيرة النبي ملسو هيلع هللا ىلص وصحابتـه الكرامـ، وسلـف األمةـ، أعظـم مثاـل علـى ذلك

المجتمع األخالقي المثالي.، كــان ثنــاؤه ملسو هيلع هللا ىلصوالله جل وعال حين أثــنى على نبيــه محمــد

سـبحانه بـأبلغ وأرفـع عبـارة في قولـه جـل وعال:

(، وأحمـــد في104( أخرجـــه البخـــاري في األدب المفـــرد، )ص:?)1 ( وصــححه على4221(، والحاكم في المســتدرك )2/381المسند )

شرط مسلم. أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معالي األخالق،ـ( ?)2

(.2018رقم) متفـق عليـه: أخرجـه البخـاري، كتـاب األدب، بـاب حسـن الخلـق(ــ ?)3

(، ومسلم، كتاب الفضــائل،5688والسخاء، وما يكره من البخل، رقم) (.2320، رقم)ملسو هيلع هللا ىلصباب كثرة حيائه

:[4]القلم. وحين يقرأ المسـلم القـرآن العظيم أو يتتبــع سـنة رسـول ملسو هيلع هللا ىلصالله يجد أن الله تعالى يؤكد على صــفات أهــل اإليمــان،ــبين ل في ذكرهــا تفصــيال ي بأنها الصــفات الفاضــلة، ويفصــ سمو أخالق هذا الــدين ومقاصــده، في صــبغ النــاس بهــذه الصبغة األخالقية اإللهية السامية، يقول اللــه جــل جاللـه:

[.6 – 1]المؤمنون: وقال جل وعال عن عباد الرحمن:

:[68 - 63 ]الفرقان. ملسو هيلع هللا ىلصوفي سنة نبينا محمد من النصــوص مــا يؤكــد على هــذه

من»الحقيقية ويجعلها وصفا رئيسا من صفات المؤمنين: ومن؛كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يؤذ ج��اره

يفه،كان ي��ؤمن بالل��ه والي��وم اآلخ��ر ؛ فليك�رم ض�،ومن كان يؤمن بالله واليوم اآلخر ل خي��را فليق��

مت : (1)«أو ليص��� لم»ملسو هيلع هللا ىلص. ويقـــول لم من س��� المس���.(2)«المسلمون من لسانه ويده

( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب األدب، بــاب من كــان يــؤمن?)1 (، ومســلم، كتــاب3153باللــه واليــوم اآلخــر فال يــؤذ جــاره، رقم )

اإليمان، باب الحث على إكرام الجــار والضــيف ولــزوم الصــمت إال(.47عن الخير رقم)

( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتــاب اإليمــان، بــاب المســلم من?)2

دين الصدق كما قال الله عز وجل: وهو

:[119]التوبة. وهو دين الصبر؛ كما قال عز وجل:

:[10 ]الزمر. وهـــو دين التســـامح والعفـــو؛

:[199 ]األعراف. وهــــو دين التعــــاون والنصــــرة؛

:[2 ]المائدة. وهو دين الوفاء؛

:ــدة . إلى غير ذلك من اآليــات واألحــاديث الكثــيرة[1]المائالتي تحث على األخالق الفاضلة.

وتتجلى هذه الخصيصة في أحكــام هــذا الــدين وتفصــيالت شريعة الله تعالى، فالصــالة تنهى عن الفحشــاء والمنكــر،ــذلها، وفي ــخاء النفس وب ــة على س ــا التربي ــاة فيه والزك الصــوم تلمس أحــوال الفقــراء والشــعور بحــاجتهم، وفيــخب، ــدال والصـ ــوق والجـ ــرفث والفسـ الحج نهي عن الـ وتـــدريب النفس على الصـــبر واإليثـــار، والمعـــامالت بينــذم ــة، وت النــاس تقــوم على الوضــوح والمصــلحة المتبادلــداع ــر والغش والخـ ــة والمكـ ــرعية األنانيـ ــام الشـ األحكـ

واالحتكار وكل ما فيه جهالة وغرر.ــة اإلســالم، أن المســلم وهــو في ــل أخالقي ثم إن من دالئ أقسى المواقف وأشد األوقــات في الحــرب وحين يطــرب ضجيج السالح أسماع األبطــال، وحين تحمــل األرواح على

ــافر في ــع الك ــل المســلم م ــف، وحين يتقاب ،الحــرباألكــالم، ــ ــة اإلسـ ــ تتجلى أخالقيـ

. [190]البقرة:

(، ومسلم، كتاب اإليمان،10سلم المسلمون من لسانه ويده، رقم)(.40باب بيان تفاضل اإلسالم، وأي أموره أفضل، رقم)

ويقول جل وعال:

:[2 ]المائدة. ملسو هيلع هللا ىلصولقد كان من سنن رسول الله ووصاياه لمن يبعثهم من ملسو هيلع هللا ىلصجند اإلسالم، ما فيه سمو أخالق هذا الدين؛ فقد كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصــته بتقــوى

اغ��زوا»اللــه ومن معــه من المســلمين خــيرا، ثم قــال: باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالل��ه، اغزوا وال تغلوا وال تغ��دروا وال تمثل��وا وال تقتل��وا

.(1) الحديث«وليدا.. فهذه لمحة ســريعة لهــذه الخصيصــة الــتي يمتــاز بهــا دين

اإلسالم عما سواه من المناهج األخرى.* * * * *

( أخرجه مســلم، كتــاب الجهــاد، بــاب تــأمير اإلمــام األمــراء على?)1(. 1731البعوث، رقم)

اإلسالمية ثالثـا: العقيدة

تعريف العقيدة اإلسالمية وبيان أهميتهامنهج تلقي العقيدة اإلسالمية واالستدالل عليها

أركان اإليمانتعالى بالله اإليمان

اإليمان بالمالئكةاإليمان بالكتب

اإليمان بالرسلاإليمان باليوم اآلخر

اإليمان بالقدرنواقض اإليمان

نوقض اإليمان االعتقادية- 1نواقض اإليمان القولية- 2نواقض اإليمان العملية- 3

)*(ميتهاـأه وبيان ،اإلسالمية العقيدة عريفت

ــطالعقي��دة في اللغة ــد، وهــو الرب : مــأخوذة من العق. (1)والشد بقوة : لها تعريفان:واصطالحا

العام: االصطالحي أوال: التعريف عرفت العقيدة وفق المفهوم العــام بأنهــا: مــا يعقــد عليــه

اإلنسان قلبه، عقدا جازما ومحكما ال يتطرق إليه شك. اإلسالمية: العقيدة : تعريف ثانيا

اإليم��ان الج��ازم بالل��ه، وم��ا يجب ل��ه في»هي: ألوهيت��ه وربوبيت��ه وأس��مائه وص��فاته. واإليم��ان بمالئكت��ه وكتب��ه ورس��له والي��وم اآلخ��ر، وبالق��در خ��يره وش��ره، وبك��ل م��ا ج��اءت ب��ه النص��وص الص����حيحة من أص����ول ال����دين وأم����ور الغيب

(2)«وأخبارهومن مرادفات لفظ العقيدة : التوحيد، والسنة ، واإليمان.

أهمية العقيدة اإلسالمية: للعقيدة اإلسالمية أهمية كبيرة تظهر في األمور التالية:

ــ 1 أن جمي��ع الرس��ل أرس��لوا بال��دعوة للعقي��دة-تعالى:الصحيحة الله قال ، â !$tBur $uZù=yör& `ÏB

Î=ö6s% `ÏB @Aqߧ wÎ) ûÓÇrqçR Ïmøs9Î) ¼çm¯Rr& Iw t »m s9Î) HwÎ) O$tRr& Èbrßç7ôã$$sù á :[25]األنبياء.

أن تحقيق توحيد األلوهية وإفراد الله بالعبادةـ- 2 من خلق اإلنس والجن، قــال ســبحانههو الغاية األولى

(â $tBur àMø)n=yz £`Ågø:$# }§RM}$#ur wÎوتعــالى:

Èbrßç7÷èuÏ9 á :[56]الذاريات. أعد هذا الجزء د. أحمد بن عثمان المزيد.)*(1.« عقد »( انظر: القاموس المحيط مادة ?)(.12-11( بحوث في عقيدة أهل السنة والجماعة ) ص: ?)2

أن قبول األعمال متوقف على تحقق التوحيدـ- 3 ، وكمال أعماله على كمال التوحيــد، فــأي نقصمن العبد

في التوحيد قد يحبط العمل أو ينقصه عن كمالــه الــواجبأو المستحب.

ــ 4 - ابت���داء أو م���آال -أن النج���اة في اآلخ���رة -ـ ، مما يــبرز أهميــة تعلمهــامتوقفة على صحة العقيدة إن الل��ه» : ملسو هيلع هللا ىلص. قــال واعتقادهــا على المنهج الصــحيح

ح��رم على الن��ار من ق��ال : ال إل��ه إال الل��ه يبتغي .(1)«بذلك وجه الله

أن ه��ذه العقي��دة تح��دد العالق��ة بين العب��د-ـــ 5 : معرفــة، وتوحيــدا، وعبــادة شــاملة للــه تعــالى:وخالقه

ــة... بالخوف والرجاء، والمراقبة والتعظيم، والتقوى واإلناب ورعاية تامة من الله للعبــد: نطفــة، وصــغيرا، وكبــيرا، في

البر والبحر، رزقا وإنعاما، وحفظا وعناية.ــ 6 أن الس��عادة في ال��دنيا أساس��ها العلم بالل��ه-

، فحاجة العبــد إليــه فــوق كــل حاجــة، فال راحــة والتعالى طمأنينة إال بأن يعرف العبد ربه بربوبيته وألوهيته وأسمائه

وصفاته. أن هذه العقي��دة تجيب عن جمي��ع التس��اؤالت-ــ 7

ــالق،التي ترد على ذهن العبد ــك: صــفة الخ ، ومن ذل ومبدأ الخلـق، ونهايتــه، وغايتــه، والعــوالم الكائنــة في هــذا

الوجود، والعالقة بينها، وموضوع القضاء والقدر...ــ 8 :تركيز القرآن والسنة على موض��وع العقي��دة-

بيانا وتقريرا، وتصحيحا، وإيضاحا ، ودعوة. أن العقيدة الص�حيحة س��بب الظه�ور والنص�ر-ــ 9

ــا هيوالفالح في ال��دارين ــكة به ــة المتمس ، فالطائف

( متفق عليه: أخرجه البخاري في الصالة، باب المساجد في?)1 (، ومسلم في المساجد، باب الرخصة في415البيوت, رقم )

(.263التخلف عن الجماعة بعذر، رقم )

الطائفة الظاهرة والناجية والمنصــورة الــتي ال يضــرها من : ال تزال طائفة من أم��تي ظ��اهرين»ملسو هيلع هللا ىلصخذلها. قال

على الحق ، ال يضرهم من خذلهم حتى يأتي أم��ر (1)«الله وهم كذلك

من العقيدة الصحيحة هي ما يعصم المس��لم-ــ 10. التأثر بما يحيط به من عقائد وأفكار فاسدة

العقيــدة الصــحيحة هي األســاس» فــإن وفي الجملة الذي يقــوم عليــه الــدين، وتصــح معــه األعمــال، كمــا قــال

â `yJsù tb%x. (#qã_öt uä!$s)Ï9 ¾ÏmÎn/uتعـــالى: ö@yJ÷èuù=sù WxuKtã $[sÎ=»|¹ wur õ8Îô³ç Íoy$t7ÏèÎ/

ÿ¾ÏmÎn/u #Jtnr& á : وقال تعالى: [110] الكهف ،â ôs)s9ur zÓÇrré& y7øs9Î) n<Î)ur tûïÏ%©!$# `ÏB Î=ö6s% ÷ûÈõs9 |Mø.uõ°r& £`sÜt6ósus9 y7è=uHxå £`tRqä3tGs9ur z`ÏB

z`ÎÅ£»sø:$# á:[65 ]الزمر.ــير، ــو كث فدلت هذه اآليات الكريمات، وما جاء بمعناها، وه على أن األعمال ال تقبل إال إذا كانت خالصــة من الشــرك،

ــان اهتمــام الرســل ــه وســالمه- ومن ثم ك صــلوات الل بإصالح العقيدة أوال، فأول ما يدعون إليه أقوامهم-عليهم

هو عبادة اللــه وحــده، وتــرك عبــادة مــا ســواه، كمــا قــال â ôs)s9ur $uZ÷Wyèt/ Îû Èe@à2 7p¨Bé& »wqߧتعالى:

Âcr& (#rßç6ôã$# ©!$# (#qç7Ï^tGô_$#ur |Nqäó»©Ü9$# ( á .[36] النحل :

ملسو هيلع هللا ىلصوقد بقي النبي في مكة بعد البعثة ثالثة عشر عاما يدعو الناس إلى التوحيد، وإصالح العقيدة؛ ألنهــا األســاس الــذي يقوم عليه بناء الدين. وقد احتذى الدعاة والمصــلحون في كل زمان حذو األنبياء والمرسلين، فكانوا يبدؤون بالــدعوة إلى التوحيــد وإصــالح العقيــدة، ثم يتجهــون بعــد ذلــك إلى

. (2) «األمر ببقية أوامر الدين

(.22( تقدم تخريجه )ص:?)1(.10-9( عقيدة التوحيد )ص: 1)2

* * * * *

اإلسالمية العقيدة تلقي منهجعليها واالستدالل

للعقي���دة اإلس���المية منهج متم���يز في تلقيه���ا ، وكذلك االستدالل عليهــا وهــو منهج الســلف منوأخذها

ــائر ــة وسـ ــان، من األئمـ ــابعين لهم بإحسـ ــحابة والتـ الصـ.(1)ملسو هيلع هللا ىلص المهديين من أمة محمد

يقوم على عدة أسس ، منها:السلف عند العقيدة تلقي : منهج أوال- االقتصار في منهج التلقي على الوحي:1

وهذا مرده إلى إيمانهم بوجــوب أن يعيش المســلم حياتــهــالوحي كلها : اعتقادا وعمال وسلوكا مستمسكا ومعتصما ب

â $pkr'¯»t tûïÏ المتمثل في الكتاب والسنة قال تعالى:%©!$# (#þqãYtB#uä (#qãèÏÛr& ©!$# (#qãèÏÛr&ur tAqߧ9$# Í<'ré&ur ÍöDF{$# óOä3ZÏB ( bÎ*sù ÷Läêôãt»uZs? Îû &äóÓx« çnrãsù n<Î) «!$# ÉAqߧ9$#ur bÎ) ÷LäêYä. tbqãZÏB÷sè? «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# 4 y7Ï9ºs ×öyz ß`|¡ômr&ur

¸xÍrù's? á:يا أيها الناس إني قد»ملسو هيلع هللا ىلص، وقال : [59 ] النساء لوا أب��دا؛ تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تض��

.(2)«كتاب الله وسنتيــات إلى كتب ــذرهم االلتف ــه يح ــول الل ــان رس ــذا ك ملسو هيلع هللا ىلصوله

السابقين التي دخلها التحريف. - التسليم لما جاء به الوحي، مع إعط��اء العق��ل2

انظر في هذا الموضوع المراجع التالية: موقف ابن تيمية من( 1)1-32(، وبحوث في عقيدة أهل السنة )ص:71-1/51األشاعرة )

(.531-223( ، ومنهج االستدالل على مسائل االعتقاد )43 ( أخرجه مالك في الموطأ، باب النهي عن القول بالقدر،?)2

=(.1661رقم ) محفوظ معروف مشهور عن»ال ابن عبد البر عن الحديث: =ق

عند أهل العلم.شهرة يكاد يستغني بها عن اإلسنادملسو هيلع هللا ىلصالنبي (.24/331)التمهيد «

دوره الحقيقي: مما يميز المسلمين الذين يؤمنون بما جــاءت بــه العقيــدة

بهذه العقيــدة على الغيب، وقــد جــاءاإلسالمية، أنهم آمنوا مدح هذا اإليمان في القرآن الكريم في آيات عديدة، منهــا

#$!©%â Wèd z`É)FßJù=Ïj9 ÇËÈ tûïÏقولـــه تعـــالى:

tbqãZÏB÷sã Í=øtóø9$$Î/ á [3-2]البقرة: اآلية. ولما ك��انت العقي��دة تق��وم على األم��ور الغيبي��ة،

بم��ا ج��اء عن الل��ه ج��ل كان مبناها على التس��ليم ملسو هيلع هللا ىلصجالله، وعن رسوله ظاهرا وباطن��ا، م��ا عقلن��اه منها وما لم نعقله. فوظيفة العقل تتوق��ف عن��د التدبر في آيات الل��ه، ومعرف��ة محاس��ن العقي��دة والشريعة التي جاء بها اإلسالم، كما أنه هو اآللة في فهم النصوص الشرعية واستخالص المع��اني

المرادة منها. - ترك االبتداع:3

âفهــذا الــدين كامــل ال يحتــاج إلى تكميــل، قــال تعــالى : tPöquø9$# àMù=yJø.r& öNä3s9 öNä3oYÏ àMôJoÿøCr&ur öNä3øn=tæ ÓÉLyJ÷èÏR àMÅÊuur ãNä3s9 z »N n=óM}$#

$YYÏ 4 á:فليس ألحد أن يحدث في هذا الدين[3 ] المائدة ، من « ملسو هيلع هللا ىلصأمرا لم يأت في الكتاب أو الســنة، قــال :

. (1)« أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد - تلقي النصوص دون مقررات س�ابقة ] عقلي�ة4

أو عقدية[: ملسو هيلع هللا ىلصلقد أنــزل اللــه وحيــه على رســوله ليكــون هــو المهيمنــيء من ــه ش ــدم علي ــوز أن يق ــاس، فال يج ــاة الن على حي أعراف الناس أو أحكامهم التي تواضعوا عليها، أو عقولهم

( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب إذا?)1 (، ومسلم2550اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود رقم )

كتاب األقضية، باب نقض األحكام الباطلة ورد محدثات األمور(.1718رقم )

التي تختلف من شخص إلى آخر وال تكاد تتفق على شيءــه في الفطــر ــه الل ــذي جعل ــالميزان القــويم ال واحــد إال بــافع، السليمة التي تميز بين الصحيح والفاسد، والضار والن

وتجمع بين المتفقات، وتفرق بين المختلفات.ــا: منهج ــلف ثاني ــدة على االســتدالل في الس يقوم على األســسالعقي

التالية:- حجية السنة ) المتواترة واآلحاد( في العقيدة:1

ــا، ــا بالغ ــة اهتمام ــنة النبوي ــة بالس ــذه األم ــلف ه اهتم س واعتبروها حجة بنفسها في جميع مســائل الــدين: العلميــة والعمليــة، ولم يعرفــوا بدعــة القــول بــالتفريق بين الســنة

المتواترة والسنة اآلحادية في االحتجاج.وهذا مبني عندهم على أسس، منها:

أ- أن اتباع السنة هو من أكبر ما يقتضــيه اإليمــان برســالة. ملسو هيلع هللا ىلصنبينا محمد

ملسو هيلع هللا ىلصب- أن الرسول أعلم الخلق بالله، وهو المبلغ عنه دينــهــة الذي ارتضاه للناس، وهو مؤتمن على وحي الله، فالحج

قائمة فيما يبلغه كله. ملسو هيلع هللا ىلصج- أن الرسول بلغ جميع الدين ولم يكتم منه شيئا، وأنهــه ــه في إفادت ــه، فــالتفريق بين مــا بلغ ــه أتم بالغ وأبين بلغ العلم والعمل تفريق باطــل، أساســه التقســيمات العقليــةــدل عقيم المتأثرة بالمنطق اليوناني، الذي أغلب ما فيه ج

يشكك حتى في البديهيات.- االلتزام بالكتاب والسنة لفظا ومعنى : 2

وذلك باستعمال األلفاظ الواضــحة الــواردة في النصــوص، دون المجملــة والمحتملــة للحــق والباطــل. فلم يــؤثر عن السلف استعمال األلفاظ المحدثة التي ابتدعها المتكلمون

تقليدا للفالسفة ومن شاكلهم. - ت���رك التأوي���ل الم���ذموم لنص���وص الكت���اب3

والسنة:

ألن نصوص العقيدة ال يجوز صرفها عن ظاهرها بغير دليلــاع المحكم ورد ، بل يجب اتب ملسو هيلع هللا ىلصشرعي ثابت عن المعصوم

المتشابه إليه. - ع����دم التفري����ق بين الكت����اب والس����نة في4

االستدالل: فالكتاب والسنة وحي من الله تعالى، والقبول لهما واجب

;â $tBur ß,ÏÜZt Ç`tã #uqolùعلى حد سواء ، قال تعالى: $# ÇÌÈ ÷bÎ) uqèd wÎ) ÖÓórur 4Óyrqã ÇÍÈ á:[4-3 ]النجم.

: .(1)«أال إني أوتيت القرآن ومثله معه»ملسو هيلع هللا ىلصوقال

- أن ال تع����ارض بين قطعي����ات الش����رع م����ع5 وإذا وجد ثم تعارض فإذا كانقطعيات العلم الصحيح.

ا ثبوتا وداللة فإن ما يعارضه باطل. الشرع قطعي :(2)- صحة فهم النصوص6

فصحة فهم النصوص ركيزة أساسية لصحة االستدالل، وال ملسو هيلع هللا ىلصيستطيع المرء معرفة مراد الله تعالى، ومراد رسوله إال حينما يستقيم فهمه لــدالئل الكتــاب والســنة، وخاصــة في هذا العصر الذي كثر فيه المتحدثون في أمــور الــدين عــبر وسائل اإلعالم المختلفة؛كالفضائيات واإلنترنت، فالمعرفــة بهذه القواعد األساسية الــتي يرتكــز عليــه الفهم الصــحيح تمكن من تمييز المتحدثين بحق من المنحرفين عن الفهم

الصحيح، وركائز الفهم الصحيح للنصوص كثيرة منها:

ــاب(3)االعتم���اد على فهم الص���حابةأ- ــدالئل الكتـ لـ (، وأبو داود، كتاب السنة، باب131-4/130( أخرجه أحمد ) ?)1

(. 12(، وصححه ابن حبان )4604في لزوم السنة برقم )(.60-48( انظر : منهج التلقي واالستدالل ) ص ?)2 حين ملسو هيلع هللا ىلص( ما أبلغ ما وصف به ابن مسعود أصحاب رسول الله ?)3

إنهم كانوا أبر هذه األمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها» قال: تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حاال ، قوما اختارهم الله لصحبة

ملسو هيلع هللا ىلصوالسنة لكون الرسول بين أظهرهم، كما عايشوا نــزول. وهذا ملسو هيلع هللا ىلصالوحي، فهم أعلم الناس بمراد الله ومراد رسوله األمر يتأكد خاصة إذا كــثرت البــدع واألهــواء، قــال رســول

: يرى اختالف���ا»ملسو هيلع هللا ىلصاللـــه فإنه من يعش منكم فس���دين اش�� اء الر نة الخلف�� كثيرا، فعليكم بسنتي وس��

وا عليها بالنواجذ .(1)«المهديين من بعدي عض

.معرفة اللغة العربية ب- ،جمع النصوص ال��واردة في المس��ألة الواح��دة- ج

ــون ثم األخذ بها جميعا، فال يعطلون بعض النصــوص ويعملــام على أخرى. ومن طرق الجمع بين النصوص: حمــل العــل إلى ــ ــد، ورد المجم ــ ــق على المقي ــ ــاص، والمطل ــ الخ

المفصل، والمتشابه إلى المحكم. : قــال شــيخمعرفة مقاص��د التش��ريع اإلس��الميد-

ــة: الشريعة مبناه��ا على تحص��يل»اإلســالم ابن تيمي المصالح وتكميله��ا، وتعطي��ل المفاس��د وتقليله��ا بحس��ب اإلمك��ان، ومعرف��ة خ��ير الخ��يرين وش��ر الشرين، حتى يقدم عند ال��تزاحم خ��ير الخ��يرين،

.(2)«ويدفع شر الشرين

* * * * *

(.2/947 جامع بيان العلم ) . «ملسو هيلع هللا ىلصنبيه (، وأبو داود، كتاب السنة، باب127-4/126( أخرجه أحمد ) ?)1

(، والترمذي، كتاب العلم، باب في4607في لزوم السنة رقم ) (. وقال حسن2676) األخذ بالسنة واجتناب البدعة برقم

صحيح. وصححه ابن حبان والحاكم.(.6/118( منهاج السنة ) ?)2

)*(اإليمان أركان

ــدة اإلســالمية »ال يخفى أن أسس ــه،«العقي : اإليمــان باللــوم اآلخــر، والقــدر خــيره ــه، وكتبــه، ورســله، والي ومالئكت

وشره. العقيدة اإلس��المية»وهــذه األمــور الســتة هي أصــول

التي نزل بها كتاب الله-عز وجل-، وبعث بهـا«الصحيحة، ويتفــرع عن هــذه األصــول كــل مــا يجب ملسو هيلع هللا ىلصرســول اللــه ــه ــه ب ــبر الل ــا أخ ــع م ــور الغيب، وجمي ــه من أم ــان ب اإليم

. ملسو هيلع هللا ىلصورسوله :(أركان اإليمان)وهذه األصول تسمى وفي: الجـــانب األقـــوى للشـــيء، وال��ركن في اللغة

: ما ال وجود لذلك الشيء إال به.االصطالح�رواإليمان لغة: نوع من التصديق مما يؤتمن عليه المخب

ــر بحسه ه ممــا ال يدركــه المخب قــولواص��طالحا:، (1)ألنباللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل باألركان.

والكتـــاب والســـنة مملـــوءان باألدلـــة الواضـــحة المثبتـــةوالموجبة لإليمان بهذه األركان، ومن تلك األدلة:

من القرآن الكريم:اح، وزاد آثار اإليمان في )*(1 أعد هذا الجزء د. علي بن عبد الله الصي

كل ركن د. أحمد بن عثمان المزيد. اإليمان ليس مرادفا للتصديق في»)?( قال شيخ اإلسالم ابن تيمية:

المعنى، فإن كل مخبر عن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغة: صدقت، كما يقال: كذبت، فمن قال: السماء فوقنا، قيل له: صدق،

كما يقال: كذب، وأما لفظ اإليمان فال يستعمل إال في الخبر عن غائب، لم يوجد في الكالم أن من أخبر عن مشاهدة، كقوله: طلعت

آمناه، كما يقال: صدقناه..فإن= =الشمس وغربت، أنه يقال: اإليمان مشتق من األمن، فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبر

كاألمر الغائب، ولهذا لم يوجد قط في القرآن الكريم وغيره لفظ: لشيخ اإلسالم ابن تيمية«اإليمان».كتاب «آمن له إال في هذا النوع

(. 276)ص:

تعالى: 1 الله قال -â $pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#þqãYtB#uä (#qãYÏB#uä «!$$Î/ ¾Ï&Î!qßuur É=»tFÅ3ø9$#ur Ï%©!$# tA¨tR 4n?tã ¾Ï&Î!qßu É=»tFÅ6ø9$#ur üÏ%©!$# tAtRr& `ÏB ã@ö6s% 4 `tBur öàÿõ3t «!$$Î/ ¾ÏmÏFs3Í´¯»n=tBur ¾ÏmÎ7çFä.ur ¾Ï&Î#ßâur ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# ôs)sù

¨@|Ê K »x n=|Ê #´Ïèt/ á :[136]النساء. ــالى: 2 ــال تعـ ?â }§ø©9 §É9ø9$# br& (#q9uqè- قـ

öNä3ydqã_ãr @t6Ï% É-Îô³yJø9$# É>ÌøóyJø9$#ur £`Å3»s9ur §É9ø9$# ô`tB z`tB#uä «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# Ïpx6Í´¯»n=yJø9$#ur É=»tGÅ3ø9$#ur

z`¿ÍhÎ;¨ 9Z $#ur á :[117 ]البقرة. â z`tB#uä ãAqߧ9$# !$yJÎ/ tAÌRé& Ïmøs9Î) `ÏB- وقال: 3

¾ÏmÎn/§ tbqãZÏB÷sßJø9$#ur 4 <@ä. z`tB#uä «!$$Î/ ¾ÏmÏFs3Í´¯»n=tBur ¾ÏmÎ7çFä.ur ¾Ï&Î#ßâur w ä-ÌhxÿçR ú÷üt/ 7ymr& `ÏiB ¾Ï&Î#ß 4 (#qä9$s%ur $uZ÷èÏJy $oY÷èsÛr&ur ( y7tR#tøÿäî $oY/u øs9Î)ur

çÅÁyJø9$# á :ــو [.285 ]البقــرة ــع والمــآب وه أي المرجيتضمن اإليمان باليوم اآلخر.

ــذكرظحلوي أن األصل السادس-وهو اإليمان بالقدر- لم يــه ــان بالل ــواب: أن اإليم ــريحا؟ والج ــات ص ــذه اآلي في ه يتضمنه، فإن القدر عائد إلى علم اللــه وتقــديره للمقــاديرومشيئته وقدرته وخلقه، وكل ذلك داخل في اإليمان بالله.

تعالى »â $¯RÎ) ¨@ä. >äóÓxومن أدلة القدر الخاصة قوله

ç »m oYø)n=yz 9ys)Î/ á :[49 ]القمر .ومن السنة: ملسو هيلع هللا ىلصالمشهور حين ســأل النــبي )عليه السالم( حديث جبريل

: ــال ــان، فقـ �يمـ اإليم���ان أن ت���ؤمن بالل���ه»ملسو هيلع هللا ىلصعن اإلله والي��وم اآلخ��ر وت��ؤمن ومالئكت��ه وكتب��ه ورس��

ه . (1)«�بالقدر خيره وشر فهذه النصوص دالــة على أن أركــان اإليمــان ســتة، وعلى وجوب اإليمان بهــا كلهــا، وأنــه ال يتم إيمــان العبــد إال بهــا،

)?( أخرجه مسلم، كتاب اإليمان، باب بيان اإليمان واإلسالم1(.8واإلحسان رقم )

فاإليمــان بهــا إجمــاال فــرض عين على كــل مكلــف، فمنــان ملسو هيلع هللا ىلصجحدها أو جحد واحدا منها كفر؛ ألن النبي فسر اإليم

بهذه األصول الستة.* * * * *

: األول الركن

تعالى بالله اإليمان

واإليمان بالله تعالى هو األصــل األول من أصــول اإليمــان، بل هو أصل ألصول اإليمان، فاإليمان بسائر أصول اإليمان

داخل في اإليمان بالله.ــرين ــبعمائة وعش ــرآن في س ــر في الق ــأنه� ذك ولعظم ش

!» â (#qãYÏB$t«sù -، من ذلك قوله تعالى: (1)موضعا-تقريبا$$Î/ ¾Ï&Î#ßâur 4 bÎ)ur (#qãYÏB÷sè? (#qà)Gs?ur

öNä3n=sù íô_r& ÒOÏàtã á :ــران ــه: [179 ]آل عمـ â، وقول#s$tBur öNÍkön=tã öqs9 (#qãZtB#uä «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# (#qà)xÿRr&ur $£JÏB ÞOßgs%yu

ª!$# 4 tb%x.ur ª!$# óOÎgÎ/ $¸JÎ=tã á :النساء[ واآليات[39 ، في هذا المعنى كثيرة يضيق المقام لسردها.

: من»ملسو هيلع هللا ىلصوقد جاء ذكر اإليمان بالله في السنة كثيرا كقوله ل خي��را أو كان ي��ؤمن بالل��ه والي��وم اآلخ��ر؛ فليق� ليصمت، ومن كان يؤمن بالله والي��وم اآلخ��ر؛ فال يؤذ جاره، ومن ك��ان ي��ؤمن بالل��ه والي��وم اآلخ��ر؛

. (2)«فليكرم ضيفهل؟ قــال: إيمان بالل��ه»ملسو هيلع هللا ىلصولما قيل لــه أي العمــل� أفضــ

ــال: «ورسوله ــاذا؟ ق ــل: ثم م بيل» ق�ي الجهاد في س�� ، وغيرهـــا من(3)«حج مبرور» ق�يل: ثم ماذا؟ قال: «الله

األحاديث الصحيحة. )«عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين»)?( انظر: 1

1/37.) )?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان،2

(. 47(، ومسلم، كتاب اإليمان رقم )6110رقم ) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب اإليمان، باب من قال: إن)?( 3

=اإليمان هو العمل رقم(. 83 ومسلم، كتاب اإليمان رقم )(،26)=

واإليمان بالله يتضمن أربعة أمور:األول: اإليمان بوجود الله تعالى.

الثاني: اإليمان بربوبيته.الثالث: اإليمان بألوهيته.

الرابع: اإليمان بأسمائه وصفاته.ا األمر األول وهو: اإليم��ان بوج��ود الل��ه فأم

:تعالى فقد دل على وجوده تعالى: الفط��رة، والعق��ل،

والشرع، والحس. : فــإن كــل إنســانأما داللة الفط��رة على وج��ودها-

مفطور على معرفة أنــه ال بــد لــه من خــالق، وال ينصــرف عن مقتضى هذه الفطرة إال من طرأ على قلبه ما يصرفه

ما من مول�ود إال يول�د على»:ــ ملسو هيلع هللا ىلصعنها؛ لقول النبي انه رانه أو يمجس�� الفطرة فأبواه يهودان��ه أو ينص��ون فيه��ا كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحس��

، والفطـــرة هنـــا الملـــة الحنيفيـــة وهي(1)«من ج��دعاء اإلسالم بمعنى أنه يولد مستعدا لتأثير اإلســالم وقبولــه مــا

لم تغير هذه الفطرة بتأثير األبوين أو غيرهما.

: فألنوأما داللة العقل على وجود الل��ه تع��الى-ــ 2 هذه المخلوقات سابقها والحقها البد لها من خالق أوجــدهاــير شــيء فهي لم توجــد من نفســها وال صــدفة-أي من غــه رب ــو الل ــد وه ــا موج ــون له ــذا تعين أن يك ــدها، ل أوج

العالمين. وقد ذكر الله تعالى هذا الــدليل العقلي والبرهــان القطعي

â ÷Pr& (#qà)Î=äz ô`ÏB Îöxî في سورة الطور، حيث قال:

(. 64)?( تقدم تخريجه )ص:1ون ف�يها م�ن»ومعنى قوله : تنتج البه�يمة به�يمة جمعاء هل تح�س

أن البهيمة تلد البهيمة كاملة األعضاء ال نقص فيها وإنما«جدعاء يحدث فيها الجدع والنقص بعد والدتها.

>äóÓx« ÷Pr& ãNèd cqà)Î=»yø9$# á :يعني أنهم[35 ]الطور لم يخلقوا من غــير خــالق، وال هم الــذين خلقــوا أنفســهم، فتعين أن لهم خالقا خلقهم هو الله تبــارك وتعــالى، ولهــذا

ــر بن مطعم ملسو هيلع هللا ىلص رســول اللــه يقــرأ ســورةtلمــا ســمع جبياآلية: »â ÷Pr& (#qà)Î=äz ô`ÏB Îöxî >äóÓx الطور فبلغ هذه

÷Pr& ãNèd cqà)Î=»yø9$# á وكان- جبير - يومئذ مشــركا�ير، وذلك أول مــا وقــر اإليمــان في»قال: �ي أن يط كاد قلب.(1)« قلبي

ــو إما أن يحــد�ث ــدليل أن المحــدث ال يخل وإيضــاح هــذا الــد�ث نفسه أو أن يحدث من غير محد�ث أو أن يكون له مح أحدثه، وال يحتمل األمر غــير هــذه الثالثــة، فــاألول والثــاني

â ÷Pr& (#qà)Î=äzممتنعان -وهما المنفيان في قوله تعالى

ô`ÏB Îöxî >äóÓx« ÷Pr& ãNèd cqà)Î=»yø9$# á. وبهذا يتبين أن كـل موجـود صـغيرا كـان أو كبـيرا من هــذا العالم فإنه دال على وجـود اللــه -عــز وجــل- وعلى كمـال

تعالى: قال كما وعلمه â óOs9urr& (#rãÝàZt Îûقدرته ÏNqä3n=tB ÏNºu »q yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur $tBur t,n=y{ ª!$# `ÏB &äóÓx« ÷br&ur #Ó|¤tã br& tbqä3t Ïs% z>utIø%$# öNßgè=y_r& ( Ädr'Î7sù ¤]Ïtn ¼çny÷èt/ tbqãZÏB÷sã á

.[185]األعراف: â ûÉiïr(2ur ô`ÏiB 7pt#uä Îû ÏNºuوقـــال »q yJ¡¡9$#

ÇÚöF{$#ur crßJt $pkön=tæ öNèdur $pk÷]tã tbqàÊÌ÷èãB á :[105 ]يوسف.

وقد نظم الشاعر هذا المعنى فقال:يجحدهفيا عجبا كيف يعصى اإلله كيف أم

الجاحدوتسكين�ة أب�دا شاهدولله في كل تحريكة

عه آية��ل شـيء ل��ي ك�وف� أ�ت�دل �ه�ن �لى )?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب شهود المالئكة1

(، وكتاب التفسير، باب تفسير سورة والطور رقم3798بدرا رقم )(4573.)

ال�واحدــ 3 ــإنوأما داللة الشرع على وجود الله تع��الى- : ف

الكتب الســماوية كلهــا تنطــق بــذلك، واآليــات في القــرآن-â cÎ) ãNä3 الدالة على وجوده سبحانه كثيرة، قال تعالى:

/u ª!$# Ï%©!$# t,n=y{ ÏNºu »q yJ¡¡9$# uÚöF{$#ur Îû Ïp-GÅ 5Q$r& §NèO 3uqtGó$# n?tã ĸóyêø9$# ÓÅ´øóã @ø©9$# u$pk¨]9$# ¼çmç7è=ôÜt $ZWÏWym }§ôJ¤±9$#ur tyJs)ø9$#ur tPqàf 9Z $#ur ¤Nºt¤|¡ãB ÿ¾ÍnÍöDr'Î/ 3 wr& ã&s! ß,ù=sø:$# âöDF{$#ur 3

x8u$t6s? ª!$# >u tûüÏHs>»yèø9$# á :[54 ]األعراف. ومــا جــاءت بــه الكتب الســماوية من األحكــام المتضــمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالحــع خلقه, وما جاءت به من األخبار الكونية التي شــهد الواق بصدقها دليل على أنها من رب قــادر على إيجــاد مــا أخــبر

به. : فمنوأما داللة الحس على وجود الل��ه تع��الى-ــ 4

وجهين: «المعجــزات» الــتي تســمى «آيــات األنبيــاء» أن أحــدهما:

ــاس, أو يســمعون بهــا, برهــان قــاطع على ويشــاهدها الن وجود مرسلهم, وهــو اللــه تعــالى؛ ألنهــا أمــور خارجــة عنــرا نطاق قدرة البشر, يجريها الله تعالى تأييدا لرسله ونصــة ــراهيم.. وبقي ــى، وإب ــى، وعيس ــات موس ــل: آي لهم, مث

الرسل. أننــا نســمع ونشــاهد من إجابــة الــداعين,الوجه الثاني:

ــة قاطعــة على وجــوده ــدل دالل وغــوث المكــروبين, مــا يــالى: ــه تع ــال الل ــالى, ق تع

:وقــال تعــالى . .

األم��ر الث��اني-مم��ا يتض��منه اإليم��ان بالل��ه-اإليمان بربوبيته:

ــرزق، ــالخلق وال ــالى ب ــه ســبحانه وتع ــراد الل ــه إف وحقيقت

والملك، والحكم والتدبير. فإفـراده بالخلق والرزق: أن يعتقد اإلنســان أنــه ال خـــالق

â ö@yd ô`ÏB @,Î=»yz وال رازق إال الله، قال اللــه تعــالى:çöxî «!$# Nä3è%ãöt z`ÏiB Ïä!$yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur 4 Iw

t »m s9Î) wÎ) uqèd ( á :[3 ]فاطر. وأما إفراده بالملك بأن نعتقد أن الملك كلــه لــه، وأن كــل شيء م�لكــه، فهــو المالــك لكــل شــيء، والملــك على كــل

ــالى: ــال تع ــا ق ــيء كم â ¬! à7ù=ãB ÏNºu ش »q yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur $tBur £`ÍkÏù 4 uqèdur 4n?tã Èe@ä. &äóÓx«

7Ïs% á :ــدة â ¼çms9 $tB Îû، وقــال تعــالى: [120 ]المائÏNºu »q yJ¡¡9$# $tBur Îû ÇÚöF{$# $tBur $yJåks]÷t/

$tBur |MøtrB 3u©Y9$# á :[6 ]طه. وأما إفــراده بــالحكم والتــدبير بـأن نعتقــد أنــه ال حــاكم وال

(â ÈbÎمدبر إال الله وحده كما قال اللــه ســبحانه وتعــالى:

ãNõ3ßÛø9$# wÎ( ¬! ) á :األنعام[ تعالى:[57 وقال ، â wur

ÛÎô³ç Îû ÿ¾ÏmÏJõ3ãm #Yymr& á :الكهف[ وقال:[26 ، â ãÎn/yã tøBF{$# ( $tB `ÏB ?ìÏÿx© wÎ) .`ÏB Ï÷èt/

¾ÏmÏRøÎ( 4 á :[3 ]يونس.ــه ســبحانه، ــة الل ــر ربوبي ــدا من األمم أنك ولم يعلم أن أح وكثير من الملحدين ممن أنكر اللــه تعــالى مكــابرون غــير معتقدين لمـا يقولــون لمــا يقــول كمـا حصــل من فرعــون

?â O$tRr& ãNä3/u 4nعندما نسب الربوبية لنفسه فقال: ôãF{$# á :النازعات[ وقال: ، [24 â $ygr'¯»t _|yJø9$# $tB

àMôJÎ=tã Nà6s9 ô`ÏiB > »m s9Î) Îöxî á :القصص[ لكن،[38 â (#rßysy_ur $pkÍ5ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى:

!$yg÷FoYs)øoKó$#ur öNåkߦàÿRr& $VJù=àß #vqè=ãæur 4 á :[14 ]النمل.

ولهذا كــان المشــركون يقــرون بربوبيــة اللــه تعــالى مــع â ûÈõs9ur إشــراكهم بــه في األلوهيــة، قــال اللــه تعــالى:

OßgtFø9r'y ô`¨B t,n=y{ ÏNºu »q yJ¡¡9$# uÚöF{$#ur £`ä9qà)us9 £`ßgs)n=yz âÍyèø9$# ÞOÎ=yèø9$# á

.[9]الزخرف: واإليمان بربوبيته يتضمن أن ما شاء الله كان، وما لم يشأــا ــانع لم ــه ال م ــدير، وأن ــل شــيء ق ــه على ك لم يكن، وأن

â $¨B أعطى، وال معطي لمـــا منـــع؛ كمـــا قـــال تعـــالى:ËxtGøÿt ª!$# Ĩ$¨ =Y Ï9 `ÏB 7puH÷q§ xsù y7Å¡ôJãB $ygs9 ( $tBur ô7Å¡ôJã xsù @ÅöãB ¼çms9 .`ÏB ¾ÍnÏ÷èt/ 4

uqèdur âÍyèø9$# ãLìÅ3ptø:$# á :[2 ]فاطر. - مم��ا يتض��منه اإليم��ان بالله - األمر الثالث

اإليمان بألوهيته: وه��و اعتق��اد أن��ه اإلل��ه الح��ق ال��ذي ال يس��تحق

وأن كــل معبــود ســـواه باطــل كمــاالعبادة أحد سواه،â ö/ä3ßقال تعالى: »g s9Î)ur × »m s9Î) ÓÏnºur ( Hw t »m s9Î)

wÎ) uqèd ß`»yJôm§9$# ÞOÏm§9$# á :[163 ]البقرة. وهــذا اإليمــان يقتضــي تخصيصــه بالعبــادة بــأن ال يصــرف

â x$Î) ßç7÷ètR áشيء منها لغيره تعالى، قال تعــالى:

غيرك، وقال: [ 5]الفاتحة: نعبد ال $â È@t/ ©!$# ôç7ôãأي: $sù á :ــر â 4Ó|Ós%ur أي: ال تعبد إال اللــه. وقــال:[66 ]الزم

y7/u wr& (#ÿrßç7÷ès? HwÎ) çn$Î) á :[23 ]اإلسراء. هي ك��ل م��ا يحب��ه الل��ه ويرض��اه من والعب��ادة:

األقوال واألعمال الظاهرة والباطنة.ــمى ــه(توحي��د األلوهية)ويس ــف لل ــة وص ؛ ألن األلوهي

( فالله ذو األلوهية.اللهتعالى، دل عليه اسمه تعالى ) توحي��د القص��د)، و(توحي��د العب��ادة)ويقــال لــه:

ــه يجب(والطلب باعتبار أن العبودية وصف للعبد حيث إنعليه إفراد الله بالعبادة والقصد مخلصا في ذلك.

هو موضوع دعــوة الرســل من أولهم(توحيد األلوهية)و â ôs)s9ur $uZ÷Wyèt/ Îû Èe@à2إلى آخرهم قال تعالى:

7p¨Bé& »wqߧ Âcr& (#rßç6ôã$# ©!$# (#qç7Ï^tGô_$#ur |Nqäó»©Ü9$# ( á :[36 ]النحل.

وكل رسول يبدأ دعوته لقومه باألمر بتوحيــد األلوهيــة كمـا

â ÉQöqs)»tقال نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السالم: (#rßç7ôã$# ©!$# $tB Nä3s9 ô`ÏiB > »m s9Î) ÿ¼çnçöxî á

.[85، 65، 59]األعراف: ألن هــذا التوحيــد هــو الــذي أنكــره المشــركون من ســائر األمم، فكانت الخصومة فيه بين الرسل وأعدائهم كما قال

â (#qä9$s% ßxÎ=»|Á»t ôs تعالى عن قوم نبي الله صالح:% |MYä. $uZÏù #vqã_ötB @ö6s% !#x»yd ( !$uZ9yg÷Ys?r& br& yç7÷è¯R $tB ßç7÷èt $tRät!$t/#uä $uZ¯RÎ)ur

Å"s9 7e7x© $£JÏiB !$tRqããôs? Ïmøs9Î) 5=ÍßD á:هـود[ 62].

وهذا التوحيد هو أول واجب على المكلف كمــا في حــديث ملسو هيلع هللا ىلصعبد اللـه بن عمـر -رضـي اللـه عنهمـا- أن رســول اللـه

»قال: هدوا أن ال أمرت أن أقات��ل الناس حتى يش��. (1) الحديث«إله إال الله وأن محمدا رسول الله

وهو األساس الذي تنبني عليه صــحة جميــع العبــادات وبــهــه تعــالى: ــه في قول ــه ب â يتحقــق اإلخالص الــذي أمــر الل

Ïç7ôã$$sù ©!$# $TÁÎ=øèC çm©9 úïÏe !$ $# á :[2 ]الزمــر، ــه: #$!© â !$tBur (#ÿrâÉDé& wÎ) (#rßç6÷èuÏ9وقول

tûüÅÁÎ=øèC ã&s! tûïÏe !$ $# uä!$xÿuZãm á :[5 ]البينة. فمن عبد مع الله غيره فذلك الشــرك األكــبر الــذي يحبــط

&â ÷ûÈõs9 |Mø.uõ°rمعــه العمــل كمــا قــال تعــالى: £`sÜt6ósus9 y7è=uHxå £`tRqä3tGs9ur z`ÏB z`ÎÅ£»sø:$#

á :ومن أشرك بالله في نيتــه في بعض األعمــال[65 ]الزمر ، -كالرياء- كان ذلك محبطا لــذلك العمــل كمــا في الحــديث

رك من عم��ل»القدسي: ركاء عن الش أنا أغنى الش. (2)«عمال أشرك فيه معي غيري تركته وشركه

)?( متفــق عليــه: أخرجــه البخــاري، كتــاب اإليمــان، بــاب 1

،(25رقم،) .(22ومسلم،كتاب اإليمان، رقم)

)?( أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله2(. 2985غير الله، رقم )

وال يزال الصراع بين الموحدين-أتباع األنبياء- وأعدائهم منــل ــتى اآلن، فأه ــا ح ــادة قائم ــد العب ــركين في توحي المش التوحيد يدعون من انحرف عن توحيــد األلوهيــة وعــاد إلى دين المشـــركين- بعبـــادة القبـــور واألضـــرحة، وتقـــديســة، وطلب األشــخاص، ومنحهم شــيئا من خصــائص الربوبي المدد من األولياء والموتى - يدعون هؤالء بأن يرجعوا إلىالتوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأن يتركوا دين الجاهلية.

وهذا التوحيد قائم على تحقيق معــنى شــهادة أن ال إلـه إالالله والعمل بمقتضاها.

معنى شهادة أن ال إله إال الله: االعتقاد واإلقرار أنه ال يستحق العبادة إال الله والتزام ذلك

ــه، ) ــل ب ــهفال إلهوالعم ــوى الل ــتحقاق من س ( نفي الس ( إثبــات الســتحقاق اللــهإال اللهللعبادة كائنا من كــان، و)

وحده للعبادة، ومعنى هذه الكلمة إجماال: ال معبود بحق إالالله.

شروط شهادة أن ال إله إال الله:ــة شــروط( ال إله إال اللهأنشهادة )البد في من ثماني

ال تنفع قائلها إال باجتماعها، وهي: : العلم بمعناهــا نفيــا وإثباتــا.. بحيث يعلم القلب مــااألول

&â óOn=÷æ$$sù ¼çm¯Rr تعالى: ينطق به اللسان. قال

Iw t »m s9Î) wÎ) ª!$# á :ــد : [19 ]محم من مات»ملسو هيلع هللا ىلص، وقال .(1)«يعلم أن ال إله إال الله دخل الجنة وهو

ــافي للشــك والث��اني : اليقين: هــو كمــال العلم بهــا المنâ $yJ¯RÎ) cqãYÏB÷sßJø9$# tûïÏ الريب. قال تعالى:

%©!$# (#qãZtB#uä «!$$Î/ ¾Ï&Î!qßuur §NèO öNs9 (#qç/$s?öt (#rßy »g y_ur öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 y7Í´¯»s9'ré& ãNèd cqè%Ï»¢Á9$# á

: [15]الحجرات: إال الل��ه وأني أشهد أن ال إله»ملسو هيلع هللا ىلص. وقال على)?( أخرجه مسلم، كتاب اإليمان، باب الدليل على أن من مات 1

(.26التوحيد دخل الجنة، رقم)

اك رسول الله ال يلقى الل�ه بهم�ا عب�د غي�ر ش��. (1)«فيهما إال دخل الجنة

!¬ &â wr : اإلخالص المنافي للشرك.. قال تعالى:الثالث

ß`Ïe !$ $# ßÈÏ9$sø:$# á :ــر عد»:ــ ملسو هيلع هللا ىلص وقــال [3 ]الزم أس�� بشفاعتي يوم القيامة من قال: ال إل��ه إال الناس

.(2)«من قلبه أو نفسه الله خالصا : المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء. قـال تعـالى:الرابع

â ÆÏBur Ĩ$¨ 9Z $# `tB äÏGt `ÏB Èbrß «!$# #Y#yRr& öNåktXq6Ïtä Éb=ßsx. «!$# ( tûïÉ©9$#ur (#þqãZtB#uä

x©r& ${6ãm °! á :[، 165 ]البقــرة : ثالث من كن»ملسو هيلع هللا ىلصوقالوله فيه وج��د حالوة اإليم�ان: من ك�ان الل�ه ورس�

ا سواهما، ومن أحب عبدا ال يحبه إال أحب إليه مم، ومن يكره أن يع��ود ر بع��د لله عز وجل في الكف��

في إذ أنق���ذه الل���ه من���ه كم���ا يك���ره أن يلقى.(3)«النار

: الصــدق المنــافي للكــذب، المــانع من النفــاق.الخامستعالى â £`yJn=÷èun=sù ª!$# úïÏ%©!$# (#qè%y|¹ : قال

£`yJn=÷èus9ur tûüÎ/É»s3ø9$# á :[3 ]العنكبوت . âتعـــالى: : االنقيـــاد المنـــافي للـــترك. قـــالالس��ادس

(#þqç7ÏRr&ur 4n<Î) öNä3În/u (#qßJÎ=ór&ur ¼çms9 á . [54]الزمر:

: القبــول المنــافي للــرد، فقــد يقولهــا من يعرفهــاالسابع â تعصبا أو تكبرا. قال تعالى: لكن ال يقبلها ممن دعاه إليها

öNåk¨XÎ) (#þqçR%x. #sÎ) @Ï% öNçlm; Iw t »m s9Î) wÎ) ª!$# tbrçÉ9õ3tGó¡o á :[35 ]الصافات.

: الكفر بما يعبد من دون الله وهو البراءة من دينالثامن على)?( أخرجه مسلم، كتاب اإليمان، باب الدليل على أن من مات 1

(.27التوحيد دخل الجنة، رقم))?( أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث، رقم)2

99.) )?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب اإليمان، باب حالوة اإليمان،3

(.43(، ومسلم، كتاب اإليمان، رقم)16رقم)

المشــركين، وهــذا هــو مقتضــى النفي في كلمــة التوحيــد وهو الكفر بالطــاغوت كمــا قــال(شهادة أن ال إله إال الله)

/â `yJsù öàÿõ3t ÏNqäó»©Ü9$$Î/ -ÆÏB÷sãur «!$$Î تعالى:Ïs)sù y7|¡ôJtGó$# Íouróãèø9$$Î/ 4s+øOâqø9$# á:البقرة[

256]. : من قال ال إله إال الله وكفر بما يعبد من»ملسو هيلع هللا ىلصوقال

. (1)«دون الله؛ حرم ماله ودمه وحسابه على الله

(ال إلــه إال الله)فإن توفر أصل هــذه الشــروط في قائــل: فال بد أن يظهر أثــر هــذه الشــهادة بــترك الشــرك، وفعــل ملسو هيلع هللا ىلصشيء مما دعا إليه رسول الله ممــا تختص بــه شــريعته، ويمتنــع -مــع تــوفر هــذه الشــروط- تــرك جميــع األعمــال فإيمان القلب يستلزم جنس عمل الجوارح، وانتفــاء جنس

العمل يستلزم عدم إيمان القلب. فإن توفرت هذه الشروط على وجه الكمال؛ أثمرت فعــل الواجبات والمستحبات، وتــرك المحرمــات والمكروهــات - وقد يقع قائلها في ترك واجب أو فعــل محــرم فــإن كــانت من الصغائر؛ كفــرت بفعــل الفــرائض وتــرك الكبــائر، وإن كانت من الكبائر فتاب منها؛ تاب الله عليه وغفر له، ومن لم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء اللــه غفــر اللــه لــه وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقــدر ذنبــه ثم أدخلــه الجنـة،

فدخول الجنة لمن مات على التوحيد مقطوع به.ويتضح مما سبق من النصوص الرد على طائفتين:

زعمت أن مجــرد معرفــة القلب كــافالطائفة األولى: : من مات وه��و»ملسو هيلع هللا ىلصفي دخول الجنة استدالال بمثل قوله .(2)«يعلم أن ال إله إال الله دخل الجنة

وهو زعم مــردود؛ ألن )ال إلــه إال اللــه( كمــا قيــدت بــالعلم )?( أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب اإليمان، باب األمر بقتال1

(.23الناس حتى يقولوا ال إله إال الله، رقم )(.95)?( تقدم تخريجه )ص:2

قيدت بغيره؛ كالنطق بهــا واإلخالص للــه. وهــؤالء هم غالةالمرجئة، وإمامهم الجهم بن صفوان.

زعمت أن مــرتكب الكبــيرة مخلــد فيالطائفة الثانية:ــذكورة، وهم ــا الم ــه بقيوده ــه إال الل ــال ال إل ــار وإن ق النــالى : الخوارج والمعتزلة، وهو مردود كذلك بدليل قوله تعâ ¨bÎ) ©!$# w ãÏÿøót br& x8uô³ç ¾ÏmÎ/ ãÏÿøótur $tB

tbrß y7Ï9ºs `yJÏ9 âä!$t±o 4 á :وفي حديث[48 ]النســاء ، �ي ــوب أبيض، ثم أب ــه� ث �م، علي �ي وهو نائ ب ملسو هيلع هللا ىلصذر قال: أتيت الن

ــه� �لي ت إ تيقظ، فجلسـ ـه وقـد اســ �م ثم أتيت ــائ �ذا هـو ن أتيته فإ ما من عبد قال ال إله إال الله ثم مات على»فقال:

ــال:«ذلك إال دخل الجنة رق؟ ق �ن ســ �ن زنى وإ قلت: وإرق» رق؟«وإن زنى وإن س��� �ن ســـ �ن زنى وإ قلت: وإ

رق»قـــال: �عـــة�:«وإن زنى وإن س�� اب ثم قـــال ف�ي الر.(1)«على رغم أنف أبي ذر»

- مم��ا يتض��منه اإليم��ان بالله األمر الراب��ع -اإليمان بأسمائه وصفاته:

أي: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته ملسو هيلع هللا ىلصله رسوله من األس��ماء والص��فات على الوج��ه الالئق به من غير تحريف، وال تعطي��ل، ومن غ��ير

.â }§øs9 ¾ÏmÎ=÷WÏJx، قال تعــالى: تكييف، وال تمثيل

Öäïx« ( uqèdur ßìÏJ¡¡9$# çÅÁt7ø9$# á :ففي،[11 ]الشورى - أن يماثلــه شــيء، سـبحانه وتعــالى هذه اآلية نفى اللــه -

وأثبت أنه سميع بصير، فيسمى ويوصف بما سمى ووصف، وال ملسو هيلع هللا ىلصبه نفسه في كتابه، وبما سماه ووصــفه بــه رســوله ه ال أحد أعلم باللــه من يتجاوز الكتاب والسنة في ذلك؛ ألن

. ملسو هيلع هللا ىلصالله، وال أحد بعد الله أعلم بالله من رسوله تعالى: $â ¬!ur âä!$oÿôF{$# 4Óo_ó¡çtø:$# çnqãã÷قال

)?(متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب الثياب البيض،1 (، ومسلم، كتاب اإليمان، باب من مات ال يشرك بالله5489رقم)

(.94شيئا دخل الجنة، رقم)

$sù $pkÍ5 ( (#râsur tûïÏ%©!$# crßÅsù=ã þÎû ¾ÏmÍ´¯»yJór& 4 tb÷rtôfãy $tB (#qçR%x. tbqè=yJ÷èt á

.[180]األعراف: [60 ]النحل: â ¬!ur ã@sVyJø9$# 4n?ôãF{$# 4 áوقال تعالى:

أي الوصف األكمل. وكذلك يجب نفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه، ونفاه عنه، وتنــــزيهه عن كـــل نقص وعيب، فنثبت لـــه ملسو هيلع هللا ىلصرســـوله األسماء والصــفات مــع نفي مماثلتــه للمخلوقــات إثباتــا بال

تشبيه، وتنـزيها بال تعطيل.ــابعين ومن فهــذه طريقــة ســلف األمــة من الصــحابة والت

وهم أهل السنة والجماعة.،تبعهم بإحسان أن والقاع���دة في نص���وص األس���ماء والص���فات

وذلـــك فياإلثب��ات ي��أتي مفص��ال، والنفي مجمال- #$!â uqèd ª - فمن اإلثبات المفصل قوله تعالى:(1)األغلب

Ï%©!$# Iw t »m s9Î) wÎ) uqèd ( ÞOÎ=»tã É=øtóø9$# Íoy»yg¤±9$#ur ( uqèd ß`»oH÷q§9$# ÞOÏm§9$# ÇËËÈ uqèd ª!$# Ï%©!$# Iw t »m s9Î) wÎ) uqèd à7Î=yJø9$# â¨rà)ø9$# ã »N n=¡¡9$# ß`ÏB÷sßJø9$# ÚÆÏJøygßJø9$# âÍyèø9$# â$¬6yfø9$# çÉi9x6tGßJø9$# 4 z`»ysö6ß «!$# $£Jtã cqà2Îô³ç ÇËÌÈ uqèd ª!$# ß,Î=»yø9$# äÍ$t7ø9$# âÈhq|ÁßJø9$# ( ã&s! âä!$yJóF{$# 4Óo_ó¡ßsø9$# 4 ßxÎm7|¡ç ¼çms9 $tB Îû ÏNºu »q yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur (

uqèdur âÍyèø9$# ÞOÅ3ptø:$# á :[24-22 ]الحشر. !©&â öNs9ur `ä3t ¼ãومن النفي المجمل قولـه تعـالى:

#·qàÿà2 7ymr& á :وقولــه تعــالى: [4 ]اإلخالص ،â }§øs9

¾ÏmÎ=÷WÏJx. Öäïx« ( á :ــورى ــالى:[11 ]الش ــه تع â ، وقولz`»ysö6ß «!$# $£Jtã cqàÿÅÁt á :[91 ]المؤمنون.

ــمن ــه متض ــماء الل ــم من أس ــل اس وينبغي أن يعلم أن ك لصفة فهي أعالم وصفات خالفا للمعتزلة الذين زعمــوا أن

)?( ومعنى ذلك أن اإلثبات قد يأتي مجمال، والنفي مفصال، ومعنى1 اإلجمال: التعميم واإلطالق، ومعنى التفصيل: التعيين والتقييد،

،á ولله األسماء الحسنى â :ومثال اإلثبات المجمل قوله تعالى. á ال تأخذه سنة وال نومâ :ومثال النفي المفصل قوله تعالى

أسماء الله أعالم محضة أي ال تدل على معاني. فمن جحد أسماء لله وصفاته، أو سمى الله ووصــفه بغــير، أو ملسو هيلع هللا ىلصما سمى ووصف به نفسه، أو سماه ووصفه رســوله شبه أسماء الله وصفاته بأســماء وصــفات خلقــه، أو أولهــا عن معناها الصــحيح؛ فقــد قــال على اللــه بال علم، وكــذب

، قــال تعــالى: &â ô`tBur ÞOn=øßrملسو هيلع هللا ىلصعلى اللــه ورســوله Ç`£JÏB 3utIøù$# n?tã «!$# $¹/Éx. ÷rr& z>¤x. ÿ¾ÏmÏG»t$t«Î/ 3 ¼çm¯RÎ) w ßxÎ=øÿã tbqßJÎ=»©à9$# á

.[21]األنعام: والخالص��ة:

ــع الثقلين، ال يتم أن اإليمان بالله تعالى المطلوب من جميــيء، تحقيقه إال باالعتقاد الجازم بأن الله تعالى رب كل شــه ــال والجالل، وأن ــفات الكم ــف بص ــه متص ــه، وأن ومليكــام ــه، والقي سبحانه هو المستحق للعبادة وحده ال شريك ل بذلك، علما، وعمال، وال يتحقق ذلك إال باتباع خــاتم األنبيــاء ملسو هيلع هللا ىلصوالمرسلين محمــد ال كمــا يظن الجــاهلون والمغــالطون أن اإليمان بالله يتحقــق باإليمــان بوجــوده، وربوبيتــه، دونــه، ودون ــده في عبادت ــفاته، وتوحي ــمائه وص ــان بأس اإليمــاد بين ، مما جعلهم ينادون باالتح ملسو هيلع هللا ىلصالمتابعة لرسوله محمد اإلسالم الحق، القائم على التوحيــد الكامــل وبين كــل دين محــرف مبــدل؛ فيــه من نــواقض هــذا اإليمـان مــا هــو من

أغلظ الكفر. ولإليمان بالله تع��الى ثم��ار وآث��ار مبارك��ة كث��يرة

منها: - تحقيق توحيد اللــه تعــالى, بحيث ال يتعلق العبــد بغــيره1

رجاء وخوفا, وال يعبد إال هو تعالى.ــة2 - تحقيق األمن والهداية والعزة والرفعة, والحياة الطيب

للمؤمن في الدنيا واآلخرة.

ــه,3 ــاب نواهي ــان أوامــره واجتن ــه بإتي - تحقيــق طاعــة الل واالنقياد االختياري لحكمه الشرعي, فال يختار المؤمن غير

لــه, وال يتحــاكم إلى غــير كتابــهملسو هيلع هللا ىلصما اختــار اللــه ورســوله . ملسو هيلع هللا ىلصوسنة نبيه

- اإلحسان إلى الخلق, ورحمتهم, والعفو والصــفح عنهم؛4طمعا في إحسان الله ورحمته وعفوه وصفحه.

ــوب5 ــه في قل ــد, ويلقي محبت ــه للعب ــة الل ــق محب - يحقالمؤمنين.

ــظ� اللــه»:ــ ملسو هيلع هللا ىلصحفــظ اللــه للعبــد المــؤمن, قــال -ــ 6 احف�جاهك (.1)«يحفظك، احفظ� الله تج�ده ت

* * * * *

(, والترمذي، كتاب صفة القيامة7 – 1/3( أخرجه أحمد )?)1(. وقال: حسن صحيح.2516والرقائق والورع، باب منه، رقم)

: الثاني الركن

بالمالئكة اإليمانتعريف المالئكة:

واشــتقاقه من : المالئكــة جمــع ملــك-بفتح الالم-، لغ��ةــك أصــله مألــك-بزنــة األلوكة والمألكة, وهي الرسالة، فمل مفعل- وجمعه مالئكة-بتقــديم الالم على الهمــزة-، فظهــر

، وهم كذلك كما(1) يدل لغة على اإلرسالالمالئكةأن لفظ â È@Ï قال تعالى: %ã y` Ïps3Í´¯»n=yJø9$# ¸xßâ á :[1 ]فاطر.

ــون مــدبرونواصطالحا ــي مخلوقــون مربوب ــالم غيبـ : ع عابــدون للــه تعــالى، وليس لهم من خصــائص الربوبيــةــور، ومنحهم ــالى من ن ــه تع ــيء، خلقهم الل ــة ش واأللوهي

االنقياد التام ألمره، والقوة على تنفيذه. وهــذا التعريــف مســتفاد من جملــة النصــوص الــواردة في كتاب الله عز وجل، وفي الســنة النبويــة في الحــديث عن

â ¼ã&s!ur `tB Îûالمالئكــة، م�ن ذلــك قولــه تعــالى: ÏNºu »q yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur 4 ô`tBur ¼çnyZÏã w tbrçÉ9õ3tGó¡o ô`tã ¾ÏmÏ?y$t7Ïã wur tbrçÅ£óstGó¡t ÇÊÒÈ tbqßsÎm7|¡ç @ø©9$# u$pk¨]9$#ur w tbrçäIøÿt

á :[20-19 ]األنبياء.!â (#qä9$s%ur xsªB$# ß`»oH÷q§9$# #V$sوقوله تعالى:

ur 3 ¼çmo »Y ysö7ß 4 ö@t/ ×$t6Ïã cqãBtõ3B ÇËÏÈ w ¼çmtRqà)Î7ó¡o ÉAöqs)ø9$$Î/ Nèdur ¾ÍnÌøBr'Î/ cqè=yJ÷èt ÇËÐÈ ãNn=÷èt $tB tû÷üt/ öNÍkÉ÷r& $tBur öNßgxÿù=yz wur cqãèxÿô±o wÎ) Ç`yJÏ9 4Ó|Ós?

ö$# Nèdur ô`ÏiB ¾ÏmÏGuô±yz tbqà)Ïÿô±ãB á :26 ]األنبياء-28].

: خلقت المالئكة من نور، وخلق»ملسو هيلع هللا ىلصوقال رسول الله ف (2)الجان من مارج ا وص�� من نار، وخل��ق آدم مم

. «ألك» مادة 10/392( لسان العرب ?)1)?( لهب صاف ال دخان فيه.2

.(2)«(1)لكماإليمان بالمالئكة يتضمن أربعة أمور:

وأنهم قــائموناإليم��ان بوج��ودهم حقيق��ة،: األولــون، ــعدون ويهبطـ ــيئون، ويصـ ــذهبون ويجـ ــهم، يـ بأنفسـ

ويقومون بما يأمرهم الله به أتم قيام. كجبريـــل،اإليمان بمن سمي منهم باسمه؛: الثاني

وميكائيل، وإسرافيل، ومالــك، ومن لم نعلم اســمه نــؤمنبهم إجماال.

ملسو هيلع هللا ىلصاإليمان بما أخ��بر الل��ه ب��ه ورس��وله من: الثالث، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين:صفاتهم

- صفات خلقية. 1 - صفات خلقية2

أ � فمن الصفات الخلقية: ال ــهأو : أن لهم أجنحة, منهم من له جناحان , ومنهم من ل

ثالثة , ومنهم من لــه أربعــة، ومنهم من لــه أكــثر من ذلــكتعالى: â È@Ïقال %ã y` Ïps3Í´¯»n=yJø9$# ¸xßâ þÍ<'ré&

7pysÏZô_r& 4oY÷V¨B y]»n=èOur yì»t/âur 4 ßÌt Îû È,ù=sø:$# $tB âä!$t±o á :ومنهم من له ستمائة[1 ]فاطر

ــه رآه على صــفته الــتي ملسو هيلع هللا ىلصجناح كجبريل فقد أخبر النبي أن.(3)خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد األفق

ا ال نعلم الكيفية التي خلق عليهــا المالئكــة ومن المعلوم أن وال كيفية أجنحتهم؛ فمن يرسم صــورا بأجنحــة يــزعم أنهــاــه مــا ال يعلم، ــل على الل ــتر وقائ ــو مف صــور المالئكــة فه

)?( أي كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز في مواضع متعددة :1 وبدأ خلق اإلنسانâ بأنه من تراب وماء أي طين قال تعالى:

[.7 ]السجدة : áمن طين أخرجه مسلم في، كتاب الزهد والرقائق، باب في أحاديث)?( 2

(.2996متفرقة، رقم) )?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال3

أحدكم آمين والمالئكة في السماء فوافقت إحداهما األخرى غفر له (، ومسلم، كتاب اإليمان، باب في3060ما تقدم من ذنبه، رقم )

(. 174ذكر سدرة المنتهى, رقم)

وحسبنا أن نؤمن أن المالئكة ذوو أجنحة كما ذكر اللــه في. ملسو هيلع هللا ىلصكتابه، وأخبر به رسوله

ــكثانيا ــاء على ذل : ال يأكلون وال يشربون , واستدل العلم! â $¬Hs>sù بقوله تعالى عن ضيف إبراهيم من المالئكة:

#uäu öNåkuÏ÷r& w ã@ÅÁs? Ïmøs9Î) öNèdtÅ6tR }§y_÷rr&ur öNåk÷]ÏB ZpxÿÅz 4 á :[70 ]هود .

ثالثا : لهم قدرة على التمثل , فجبريل تمثل لمـريم بشـراا، وجاء مــرة إلى النــبي في صــورة أعــرابي, ومــرة ملسو هيلع هللا ىلصسوي في صورة رجــل غــريب، وكثــيرا مــا يتمثــل بصــورة دحيــة

، وكــذلك الرســل الــذين جــاؤوا(1)الكلبي الصــحابي الجليل - تمثلوا بصــورة رجــال عليهم السالم إلى إبراهيم ولوط -

غرباء.ب � الصفات الخلقية:

â w tbqÝÁ÷èt ©!$# !$tB طاعتهم لله قـال تعالى: أوال:

öNèdttBr& tbqè=yèøÿtur $tB tbrâsD÷sã á :[6 ]التحريم تعالى: â $tBur ãA¨t\tGtR wÎ) ÌøBr'Î/ y7În/u ( áوقال

.[64]مريم: â ¨bÎ) tûïÏ عبادتهم لله بالصالة والتسبيح قال تعالى:ثانيا:

%©!$# yZÏã În/u w tbrçÉ9õ3tGó¡o ô`tã ¾ÏmÏ?y$t7Ïã ¼çmtRqßsÎm6|¡çur ¼ã&s!ur crßàfó¡o á :[206 ]األعراف.

محبتهم للمؤمنين واستغفارهم لهم كما قال تعالى:ثالثا:â tûïÏ%©!$# tbqè=ÏJøts z¸öyèø9$# ô`tBur ¼çms9öqym tbqßsÎm7|¡ç ÏôJpt¿2 öNÍkÍh5u tbqãZÏB÷sãur ¾ÏmÎ/ tbrãÏÿøótGó¡our tûïÏ%©#Ï9 (#qãZtB#uä $uZ/u |M÷èÅur ¨@à2 &äóÓx« ZpyJôm§ $VJù=Ïãur öÏÿøî$$sù tûïÏ%©#Ï9 (#qç/$s? (#qãèt7¨?$#ur y7n=Î6y öNÎgÏ%ur

z>#xtã ËLìÅspgø:$# á :[7 ]غافر.: ول اللــه ــرة قــال: قــال رســ �ي هري ملسو هيلع هللا ىلصوفي الحــديث عن أب

ال: إني» إن الل��ه إذا أحب عب��دا دع��ا جبري��ل فق�� أحب فالنا فأحبه، قال: فيحبه جبري��ل، ثم ين��ادي

(.16/8)?( انظر شرح النووي على صحيح مسلم )1

ماء فيقول: إن الل��ه يحب فالن��ا ف��أحبوه في السع ل��ه القب��ول ماء، ق��ال: ثم يوض�� فيحبه أهل الس�� في األرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبري��ل فيق��ول:ه جبري��ل، إني أبغض فالنا فأبغضه، ق��ال: فيبغض��ماء: إن الل��ه يبغض فالن��ا ثم ينادي في أه��ل الس��اء ع ل��ه البغض�� فأبغضوه، قال: فيبغضونه ثم توض��

.(1)«في األرض أال»ملسو هيلع هللا ىلصالحياء , كما جاء في الحديث أن النبي قال: رابعا:

. (2)«أستحي من رجل تستحي منه المالئكة منملسو هيلع هللا ىلصاإليمان بم��ا أخ��بر الل��ه ب��ه ورس��وله : الرابع

لوا بها، وهم في ذلك أصناف كثيرة، منها: أعمالهم التي وك ، وقــد- من وكل بالوحي إلى األنبياء وهو جبريل1

â ¼çm¯RÎ)ur ã@Í\tGs9 Éb>uسماه الله روحا قال تعالى: tûüÏHs>»yèø9$# ÇÊÒËÈ tAttR ÏmÎ/ ßyr9$# ßûüÏBF{$# ÇÊÒÌÈ 4n?tã y7Î7ù=s% tbqä3tGÏ9 z`ÏB tûïÍÉZßJø9$#

ÇÊÒÍÈ á :الشعراء[ تعالى:[192-194 . وقال

:[102 ]النحل. - ومنهم ميكائيل، وقد اشتهر عن��د العلم��اء أن��ه2

ــار عنموك��ل بالنب��ات والقطر ــك آث ــاءت في ذل ، وج.(3)السلف، وروي في ذلك حديث مرفوع

- ومنهم إسرافيل، وقد أجمع العلماء أنه موكل3 ب��النفخ في الص��ور الم��ذكور في قول��ه تع��الى:

)?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب األدب، باب الم�قة� م�ن الله1 ومسلم، كتاب البر والصلة واآلداب،= =(،5693تعالى، رقم)

(.2637باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده, رقم) )?( أخرجه مسلم،كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من2

(.2401) فضائل عثمان رضي الله عنه، رقم (، والطبراني87 )ص:(العرش)أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب )?( 3

في المعجم الكبير ( وفي إسناده1/177 والبيهقي في شعب اإليمان )(،11/379)

مقال.

:الزمر[ 68](1).

وهؤالء الثالثة تضمنهم دعاء االســتفتاح الــذي كــان رســولــد� لمة بن� عب ملسو هيلع هللا ىلصالله يــدعو بــه في قيــام الليــل فعن أبي ســــأي � �ين ب ة أم المــؤم�ن �شــ ألت عائ حمن� بن� عوف قــال: ســ الر؟ ــل� ي ــام م�ن الل �ذا ق الته إ �ح صــ �ي اللــه يفتت ــان نب يء ك ملسو هيلع هللا ىلصشــ

الته: ــل� افتتح صــ ي �ذا قــام م�ن الل ــان إ اللهم رب»قالت: كموات رافيل، ف�اطر الس� جبرائيل وميكائي��ل وإس��هادة، أنت تحكم بين واألرض، ع��الم الغيب والش�� عب��ادك فيم��ا ك��انوا في��ه يختلف��ون، اه��دني لم��ااء اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك ته��دي من تش��

.(2)«إلى صراط مستقيم وفي ذكر أسماء الثالثة )جبريـل وميكائيــل وإســرافيل( مــا يدل على أفضلية هؤالء المالئكة الثالثة وكرامتهم عند الله. وقد خص الله تعالى جبريل وميكائيل بالذكر في عز وجل القرآن الكريم وهذا تنـــويه على أنهمــا من أكــابر المالئكــة

قال اللــه تعــالى:

:[98 ]البقرة. من وكل بحمل العرش قال تع��الى: -ــ 4

:[17 ]الحاقة.

ــ 5 ــار:خزنة الجنة والنار- ، كما قال تعالى في أهل الن

:وقال في أهل الجنة:[71 ]الزمر .

(.1/225)?( انظر: التذكرة للقرطبي )1 )?( أخرجه مسلم، كتاب صالة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في2

(.770صالة الليل وقيامه, رقم)

:[73 ]الزمر. قــال اللــه- من وكل بحفظ العب��د وكتاب��ة عمل��ه،6

:تعــالى

:[12-10 ]االنفطار. قال تعالى: - من وكل بقبض أرواح العباد،7

، وقــال تعــالى:[28]النحــل:

:إلى غير ذلك.[32 ]النحل . يتــبين ممــا تقــدم عظم شــأن المالئكــة في هــذا الوجــود، وعظم صلتهم وتأثيرهم في هذا العالم العلــوي والســفلي،ا وميتــا، ولإلمــام ابن القيم تعليــق حســن وباإلنســان حي يناسب المقام؛ قال -رحمه الله- بعد ذكر أصناف المالئكــة

ــان: ــ ــالهم وعالقتهم باإلنس ــ ــة»وأعم ــ ل ــة الموك ــ والمالئك باإلنسان - من حين كونه نطفة إلى آخــر أمــره - لهم ولــهلــون بتخليقــه، ونقلــه من طــور إلى شأن آخر؛ فــإنهم موكــات الثالث، ــاق الظلم طــور، وتصــويره، وحفظــه في أطب وكتابة ر�زقه، وعمله، وأجله، وشقاوته، وسعادته، ومالزمته في جميــع أحوالـه، وإحصـاء أقوالـه وأفعالـه، وحفظـه فيــه ــها على خالق ــه، وعرض ــد وفات ــه عن ــه، وقبض روح حياتلون بعذابه ونعيمــه في الــبرزخ، وبعــد وفاطره، وهم الموك

البعث، وهم الموكلون بعمل آالت النعيم والعذاب.تون للعبد المؤمن بإذن الله، والمعلمــون لــه مــا وهم المثب ينفعــه، والمقــاتلون الــذابون عنــه، وهم أوليــاؤه في الـدنيا واآلخرة، وهم الذين يع�دونه بالخير ويدعونـه إليــه، وينهونـه عن الشر ويحذرونه منه، فهم أولياؤه وأنصــاره، وحفظتــه، ومعلموه، وناصحوه، والداعون له، والمستغفرون له، وهم الذين يصلون عليه ما دام في طاعة ربه، ويصلون عليه ما دام يعلم الناس الخير، ويبشرونه بكرامــة اللــه تعــالى في

.(1)«منامه، وعند موته، ويوم بعثه... فكل ما تقدم عن المالئكة هــو اعتقــاد أهــل الســنةوبعد:

والجماعة، وقد ضل في شأن المالئكة ثالث طوائف: ،المشركون الذين عب��دوهم من دون الله: األولى

وزعموا أنهم بنات اللـه كمـا أخـبر اللـه -سـبحانه وتعـالى-خهم في بـــذلك عن المشـــركين، وأنكـــر عليهم ذلـــك ووب

مواضع من القرآن كما قال تعالى:

:149 ]الصافات-157].

الفالس��فة اإللهي��ون الق��ائلون ب��العقول: الثانيةــولهم أقبح منالعشرة زعموا أنه��ا هي المالئكة ، وق

قول المشركين فإن هذه العقول الــتي يــدعونها ال حقيقــةــددهم لها، والمالئكة ليسوا عشرة بل هم كثير ال يحصي ع

إال الله. بعض طوائ�����ف المتكلمين والفالس�����فة: الثالثة

زعم��وا أن المالئك��ة ق��وى الخ��ير في اإلنس��ان، ، وهــذا يقتضــي(2)وكذلك الشياطين هي ق��وى الشر

أنهم صفات لإلنسان ليسوا خلقــا قــائمين بأنفســهم، وهــوـه منــاقض لمـا دلت عليــه نصـوص قول ظاهر البطالن؛ ألنــالم من عــالم الغيب، الكتــاب والســنة من أن المالئكــة ع

متميزون بذواتهم وصفاتهم وأعمالهم كما تقدم.: ولإليمان بالمالئكة ثمار وآثار مباركة كثيرة منها

- شكر الله تعالى على عنايته بالعباد حيث وكل المالئكــة1بحفظهم.

- تحقيق اإليمان بالغيب.2(.126-2/125)?( إغاثة اللهفان )1(.2/258)?( انظر: إغاثة اللهفان )2

- التأدب والحياء؛ الستشــعار قــربهم ومالزمتهم لإلنســان3ــؤذيهم من األقــوال, ــيرة, وتجنب كــل مــا ي في أحــوال كث واألفعال, واألحوال, وبــذلك يعيش المــؤمن طــاهر القلب,

واللسان, والجوارح. - مالزمة الطاعــة واجتنـاب المعصــية؛ رغبــة في كتــابتهم4

الخير والشهادة عليــه، ورهبــة من كتابــة خالفــه والشــهادةعليه.

- الطمأنينة في المواطن التي يحضــرونها ويصــلون فيهــا5 على المؤمن رجــاء بركــة حضــورهم وتحصــيل المزيــد من

دعائهم وصالتهم.*****

: الثالث الركن

بالكتب اإليمان

تعريف الكتب:الكتب: جمع كتاب بمعنى مكتوب.

ــالى على رســله والمراد بها هنا: الكتب التي أنزلها الله تع رحمــة للخلــق، وهدايــة لهم، ليخــرج بهــا من شــاء من

الظلمات إلى النور. التصــديق الجــازم بــأن اللــهومعنى اإليم��ان ب��الكتب:

تعــالى أنــزل كتبــا على من شــاء من رســله وأنبيائــه فيهــاــار، والقصـــص، والمواعـــظ، واألوامـــر، والنـــواهي، األخبـ

والوعد، والوعيد، وأن الله تكلم بهذه الكتب كيف شاء.اإليمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:

اإليمان بها إجماال وأنه��ا كله��ا من���زلة من األول:ا ، قال تعالى:عند الله حق

. [136]البقرة: الث��اني:اإليم��ان بم��ا س��مي لن��ا منه��ا على وج��ه

ــراهيمالخصوص ؛ كالتوراة، واإلنجيل والزبور، وصــحف إب وموسى، قال تعالى:

ــران: قــال تعــالى: ، و[4-2]آل عم

: تعالى وقال، [55]اإلسراء:

:[19-18 ]األعلى .: الثالث ، وبمــااإليمان بم��ا في ه��ذه الكتب إجم��اال

ملسو هيلع هللا ىلصأخبرنا الله ورسوله به مما اشتملت عليه خصوصــا كمــاالتوراة: تعالى في قال

:[45 ]المائدة.

وإبراهيم: تعالى في صحف موسى وقال

م:ج ]الن 36-39] .

اإليمان بهذا الق��رآن المن���زل على خ��اتم: الرابع ،وأنه أشرف وآخر كتاب نزل من عند الله النبيين

وأنه ناسخ لما ســبقه من الكتب، وأنــه حــاكم عليهــا، وأنــهــريم الذي يجب اتباعه بتصديق أخباره، وبإحالل حالله، وتح

حرامه، والعمل بأوامره ونواهيه، قــال تعـــالى:

:قـال اللـه تعــالى:و، [8 ]التغــابن

وقال تعالى: . أي: حاكما وأمينا عليه،[48]المائدة:

:[3 ]األعراف. ومما يجب اعتقاده أن هـذا القـرآن كـاف عمـا تقدمـه من ــا ــا طلب ــر فيه ــوز النظ ــل، فال يج ــالتوراة واإلنجي الكتب؛ ك

ملسو هيلع هللا ىلصللهدى، ويجب االســتغناء بــه عنهــا ولــذلك غضــب النــبي قطعــة من التــوراة ينظــرt حين رأى مع عمر بن الخطاب

ي بي��ده لق��د جئتكم به��ا»فيهــا وقــال: والذي نفس��عه إال بيضاء نقية، ولو أن موسى كان حيا ما وس��

ي بي��ده ل��و»، وفي لفظ: (1)«أن يتبعني والذي نفس��ى ثم اتبعتم���وه وتركتم���وني بح فيكم موس��� أص���للتم إنكم حظي من األمم وأن����ا حظكم من لض����

(،1/200(، والبيهقي في شعب اإليمان )3/387)?( أخرجه أحمد )1(.1/215وصححه الضياء المقدسي في األحاديث المختارة )

. (2)«النبيينالغاية من إنزال الكتب:

أنزلت الكتب السماوية كلهــا لغايــة واحــدة: وهي أن يعبــد الله وحده ال شريك له، وهداية للعباد؛ ليصلوا باتباعهــا إلى سعادتهم في الدنيا واآلخرة، فمن اتبع هدى اللــه كــان منــقياء المهتـــدين المفلحين، ومن أعـــرض كـــان من األشـ

الضالين، قال تعالى:

:[124-123 ]طه.مواضع االتفاق واالختالف بين الكتب السماوية:

تتفق الكتب السماوية في وحدة المصـدر، ووحـدة الغايـة، وأصـــول العقيـــدة، وقواعـــد التشـــريع العامـــة؛كالعـــدل، والقسط، وأداء الحقــوق، والنهي عن الفســاد واالنحــراف،

والدعوة إلى مكـارم األخالق قــال تعـالى:

.[90]النحل: وتختلف الكتب السماوية في الشرائع قال تعالى:

:[.48 ]المائدة فالدين واحد؛ وإنما تنــوعت»قال شيخ اإلسالم ابن تيمية:

تعالى: شرائعهم ومناهجهم كما قال

:فالرسل متفقون في الدين[48 ]المائدة ، ــان الجامع لألصول االعتقادية والعملية: فاالعتقادية؛ كاإليم بالله وبرسوله وباليوم اآلخر. والعمليــة: كاألعمــال العامــة المذكورة في األنعــام، واألعــراف، وســورة بــنى إســرائيل

تعالى: كقوله

ــام: إلى آخر اآليات الثالث، وقولــه:[151]األنع

:ــراء إلى آخــر الوصــايا،[23 ]اإلس وقوله:

(.3/470)?( أخرجه أحمد )2

:األعراف[ ، وقوله: [29

:[33 ]األعــراف .(1)«فهذه األمور هي من الدين الذي اتفقت عليه الشرائع

ولإليمان بكتب الله المن���زلة ثم��ار وآث��ار مبارك��ة، منها: عديدة

- العلم بعناية اللــه تعــالى بعبــاده حيث أنــزل لكــل قــوم1كتابا يهديهم به.

- عبادة الله على بصيرة.2 - العيش مع القرآن، والتعبد بتالوته وحفظه، والعمل بــه،3

وإقامة حدوده.- تربية النفوس بحسب أوامره وتوجيهاته.4

* * * * *

(.15/159)?( مجموع الفتاوى )1

: الرابع الركن

بالرسل اإليمان

تعريف النبي والرسول والفرق بينهما: مشتق من النبــأ وهــو الخــبر الــذي لــه شــأن،النبي لغة:

ـر: أي أن ــر، مخب � ـر، ومخب ا؛ ألنـه مخب وإنما سمى النــبي نبيـر: أي يخــبر عن اللــه تعــالى ـ� الله أخبره وأوحى إليه، ومخبــوة: وهي مــا ب وحيه وأمــره، وقيــل: النبــوة مشــتقة من الن

.(1)ارتفع من األرضــو : البعثوالرسول في اللغة: مأخوذ من اإلرسال وه

بأمر؛ كالبعث بالكتاب. فالمشــهور أن الرســول هــو منوأما في االص��طالح:

أوحى إليه بشرع وأم�ر بتبليغه، والنــبي هــو من أوحي إليــهولم يؤمر بالبالغ .

وعلى ذلك فكل رسول نبي وليس كل نبي رسوال . إن الرسول من أرسل إلى قوم كفار؛ كنوح وهــودوقيل:

وموسى، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمــنين كأنبيــاء بــنيإسرائيل مثل: زكريا ويحيى.

فالنبي والرسول كل منهما مرسل يــدل لهــذاوعلى هذاتعالى: قوله

.(2)[52]الحج: حكمة إرسال الرسل:

ــالى - لما كان العقل البشري ال يتمكن من عبادة الله - تع على الوجه الذي يرضاه ويحبه، وكذلك ال يستطيع التنظيم والتشـــريع المناســـب لألمـــة على اختالف طبقاتهـــا؛ إذ الــه أن يحيط بذلك إال الله وحده؛ كان من حكمة الله ورحمت

. «نبأ» مادة 1/162( لسان العرب ?)1(.184)?( النبوات البن تيمية )ص:2

أرسـل الرسـل وأنـزل الكتب إلصالح الخلق وإقامة الحجة عليهم، قال تعــالى:

:[165 ]النساء . فالرسل يدعون الناس إلى مــا ينفعهم في الــدنيا واآلخــرة من عبــادة اللــه وحــده ال شــريك لــه، وطاعتــه في أمــره ونهيه، ويبينون للناس مــا يضــرهم في الــدنيا واآلخــرة من

الشرك به تعالى وسائر ما نهى الله عنه. ففي إرسال الرسل إقامة الحجة على الخلق حتى ال يحتج أحــد على اللــه فيقــول: مــا جــاءني من رســول كمــا قــال

تعــالى:

:[47 ]القصص.اإليمان بالرسل يتضمن أمورا:

وأنهم رســلاإليمان بجميع الرس��ل إجم��اال،: األول الله حقا فمن كفر برسالة واحد منهم؛ فقــد كفــر بــالجميع

]الشعراء: كما قال الله تعالى: ــه لم يكن[105 . فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل، مع أن

رسول غيره حين كذبوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا ملسو هيلع هللا ىلصمحمدا ولم يتبعوه هم مكــذبون للمســيح بن مــريم غــيررهم- بمحمــد وال ا، الســيما وأنــه قــد بشــ ملسو هيلع هللا ىلصمتبعين له أيضــ معنى لبشارتهم به إال أنه رسول إليهم ينقذهم الله بــه من

الضاللة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.ــوح إلى محمــد، ــابعت الرســل إلى البشــرية من ن وقــد تتــه وتتابعت البشرية على تكذيب رسـل الله إال من شاء الل

منهم، فحلت بالمكذبين العقوبات قال تعالى:

، وقد فصل الله ذلك في قصص األنبياء.[44]المؤمنون: أن المرسل إليهموأعظم شبهة تعلق بها المكذبون

بشر من جنسهم، وقد ذكر الله هــذه الشــبهة في مواضــع

كثيرة من كتابه وأبطلها قال تعـالى:

:اإلسراء[ 94-95] فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه البــد أن يكــون الرســول بشرا ألنـه مرسـل إلى أهـل األرض، وهم بشـر، ولـو كــانــا ل اللــه عليهم من الســماء ملك أهــل األرض مالئكــة لنـــز

.رسوال؛ ليكون مثلهمــومون ومما يجب اعتقاده في أنبياء الله ورسله أنهم معصــذنوب ومن فيما يبلغونه عن الله، ومعصومون من كبائر ال كل ما يــدنس أخالقهم، وينفــر عن دعــوتهم قــال تعــالى:

:[4-3 ]النجم ونقل اإلجماع على عصمتهم في التحمل والتبليغ جمع من

.(1)أهل العلم منهم ابن تيمية: الثاني وبمــا صــحاإليمان بمن علمنا منهم تفصيال

من أخبــارهم ممن ســماهم اللــه في القــرآن وهم خمســةا، فأول النبيين آدم، وأول الرسل نوح، وخاتم وعشرون نبي، وهم متفاضلون قال تعالى: ملسو هيلع هللا ىلصالنبيين والمرسلين محمد

:البقرة[ وقال[253 ، تعــالى:

أولو العــزم من الرســل وهم: نــوح، ، وأفضلهم[55]اإلسراء: وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله وســالمه

عليهم، قال تعالى:

:[7 ]األحزاب . ملسو هيلع هللا ىلصوأفضلهم على اإلطالق نبينا محمد خــاتم النبــيين، وســيد

أنا سيد ول��د آدم ي��وم»المرسلين وقد ثبت عنه قوله:

(، كتاب89 / 20، 10/291، 4/319انظر: مجموع الفتوى ))?( 1(.622 )ص: «االستغاثة»

ــائر(1)«القيامة وله من الفضائل والخصائص ما ليس لس : :»ملسو هيلع هللا ىلصالنبيين من ذلك قوله ت لت على األنبياء بس�� فض

عب، وأحلت رت ب��الر أعطيت جوام��ع الكلم، ونص��جدا، لي الغنائم، وجعلت لي األرض طه��ورا ومس��

ة، وختم بي النبيون . (2)«وأرسلت إلى الخلق كاف وال ينافي هذا ما جاء في األحــاديث الصــحيحة عن رســولــاء مثــل قولــه : ملسو هيلع هللا ىلصالله من النهي عن التفضيل بين األنبي ملسو هيلع هللا ىلص

لوا بين أنبي���اء الله» ؛ فـــإن هـــذا النهي(3)«ال تفض���ــة ــه الحمي ــيل على وج ــان التفض ــا إذا ك ــول على م محمــك ــد ذل ــه التنقص للمفضــول؛ ويؤك والعصــبية أو على وجــه قــال: ي اللــه عن �ي هريرة رضــ� سبب هذا الحديث فعن أب�ها شيئا كر�هــه فقــال: ال �ي ب لعته أعط بينما يهود�ي يعر�ض س�م�عه رجــل م�ن ر�، فســ ى على البشــ طفى موســ ذ�ي اصــ والطفى ذ�ي اصــ ــول وال ــال: تق ــه وق ــام فلطم وجه األنصار� فقــه� �لي ــا !، فــذهب إ �ي بين أظهر�ن ب ر�، والن ملسو هيلع هللا ىلصموسى على البشــــال فالن لطم �ن ل�ي ذ�مة وعهــدا فمــا ب � إ م ــا القاســ� فقال: أب

�ي لم لطمت وجههوجه�ي؟ فقال: ب ب الن ملسو هيلع هللا ىلص فذكره فغضــ�ـه� ثم قــال: �ي ف�ي وجهـ� ى رئ لوا بين أنبي��اءحت ال تفض��

..الحديث.الله اإليمان إجماال وتفصيال بم��ا ج��اء ب��ه نبين��ا:الثالث

ــه منملسو هيلع هللا ىلصمحم��د من الكت��اب والحكمة ــل ب ــا أرس ، وم الهدى ودين الحق، وأنه رسول الله إلى جميع الناس، وأنهــاده إلى خاتم النبيين فال نبي بعده، فهو حجة اللــه على عب

، رقم)ملسو هيلع هللا ىلص)?( أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا 12278.)

)?( أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصالة، باب منه، رقم)2523.)

)?( متفق عليه: أخرجه البخاري،كتاب األنبياء، باب قول� الله تعالى3âين� �ه� áوإن يونس لم�ن المرسل â إلى قول �يم (،3233 رقم)áوهو مل

ومسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السالم, رقم)2373.)

ــه إال باتباعــه يوم القيامة، وأنه ال طريق إلى الله وإلى جنت ملسو هيلع هللا ىلصفلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد ولو كان أحدملسو هيلع هللا ىلص

، ولهـذا إذا نـزل ا لمـا وسـعه إال اتباعــه ملسو هيلع هللا ىلصمن أنبياء الله حي، ملسو هيلع هللا ىلصالمسيح ابن مريم في آخر الزمان حكم بشريعة محمــد فال يســع أحــدا الخــروج عن شــريعة اإلســالم ال اليهــود وال

النصارى وال غيرهم.تعالى: وقال

:ــراف ، وقــال تعــالى: [158 ]األع

:[19 ]األنعام . : لقــداإليم��ان بمعج��زات الرس��ل وبين��اتهم: الرابع

أرسل الله الرسل بالبينات وهي اآليــات والــبراهين الدالــة على صدقهم، فما من نبي إال وقد جاء بمــا يــدل على أنــه رســول من عنــد اللــه ممــا يقتضــي اإليمــان بــه كمــا في

م��ا من األنبي��اء من نبي إال ق��د أعطي»الحــديث : ر وإنم��ا ك��ان من اآليات ما مثل��ه آمن علي��ه البش�� الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أك��ون

. (1)«أكثرهم تابعا يوم القيامة وبينات األنبياء أنواع، ومنها الخوارق التي يجريها اللــه على

وال«المعجــزاتـ» يسمى عند أهــل الكالم بأيديهم وهو ماــذين ــة ال ــا للمعتزل ــوع خالف ــذا الن ــوة على ه ــف النب تتوق يقولـــون: إن النبـــوة ال تثبت إال بـــالمعجزة، ومن هـــذه المعجزات ما أجراه الله على يد موسى من جعــل عصــاه ثعبانا مبينــا، ثم ابتالعهــا حبــال ســحرة فرعــون وعصــيهم. وكذلك إدخال يــده في جيبــه ثم إخراجهــا وهي بيضــاء من

غير سوء، وغير ذلك، قال تعالى:

[108-107]األعراف: ــديقا ، ومنها النـاقة التي أخـرجها الله تص )?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزول1

(، ومسلم، كتاب اإليمان، باب وجوب اإليمان4696الوحي رقم)(.152، رقم )ملسو هيلع هللا ىلصبرسالة نبينا محمد

لنبيه صالح قــال اللــه تعــالى في شــأن قصــة صــالح عليــه السالم مع قومه:

:[159-153 ]الشعراء. مــا ال يحصــى من الخــوارقولنبينــا من الــدالئل على نبوته

ولهذا قال سبحانه وتعــالى: ،وغيرها، وأعظم ذلك القرآن

:ــوت ، ويشــهد لهــذا[51-50 ]العنكب وإنما كان الذي أوتيت وحي��ا»الحديث المتقدم وفيه:

. «أوحى الله إليملسو هيلع هللا ىلصوداللة القرآن على نبوة محمد من ثالثة أوجه:

ه أمي ال يكتب وال يقرأ المكتوب، ومع ذلك جــاء بهـذا1 - أن القرآن العظيم المشتمل على الشــرائع القويمــة، واألنبــاء

تعالى: قال كما العظيمة :العنكبوت[

48]. - ما اشــتمل عليــه من قصــص األنبيــاء ممـا هــو من علم2

الغيب كما قال تعالى بعــد قصــة نــوح:

:[49 ]هود. - بــل للثقلين - أن يــأتواإعج��از الق��رآن للبش��رية-ــ 3

بمثله أو بعشر سور مثله، أو ســورة من مثلــه، أو آيــة من مثله, ولهذا تحداهم الله بــذلك فقــال:

:وقال[88 ]اإلسراء ،

تعالى:

، وقــال:[13]هــود:

:[23 ]البقرة. ،ولإليمان برسل الله وأنبيائه ثم��ار وآث��ار عظيمة

منها : - األنبياء والرسل قدوة حية للمبادئ والقيم التي يــدعون1

إليهــا، فــالمؤمن بهم ينبغي أن يتخــذهم المثــل األعلى في الحياة، وأن يحتذي سيرهم. قال تعالى :

:[21 ]األحزاب.

- اليقين بحسن عاقبة المتقين المطيعين لله والصابرين،2 كما تبين ذلك من قصصهم مــع أقــوامهم وانتصــارهم على

أعدائهم. - توقير أنبيــاء اللــه ورســله وتعظيمهم، ومحبتهم والثنــاء3

عليهم بما يستحقونه.

* * * * *

: الخامس الركن

اآلخر باليوم اإليمان

يوم القيامة الذي يبعث الل��ه الن��اس: اليوم اآلخرــده،فيه للحساب والجزاء ، وسمي بذلك؛ ألنه ال يوم بع

ــار في ــل الن ــازلهم وأه ــة في من ــل الجن ــتقر أه حيث يسمنازلهم.

وله أســماء كثــيرة منهــا: يــوم الفصــل، ويــوم التالق، يــومــوم اآلزفــة، وغــير ذلــك قــال ــوم الحســاب، وي البعث، وي

تعالى:

:[18 ]غافر، تعالى: ]ص: وقـال 53]، وقال تعالى:

:[56 ]الروم، ، وقال تعالى:[15 ]غافر: وقال تعالى:

:[44 ]الدخان.اإليمان باليوم اآلخر يتضمن أمورا:

من فتن��ة األول: اإليمان بكل ما يكون بعد الموت: القبر، وعذاب القبر ونعيمه

: وهي ســؤال الميت بعــد دفنــه عن ربــهفتنة الق��بر)أ( ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول:

، ويضــل اللــه ملسو هيلع هللا ىلصربي الله، وديني اإلســالم، ونبــيي محمــد الظالمين فيقول الكافر: هاه هاه ال أدري. ويقول المنــافق

أو المرتاب: ال أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. : فأمــا عــذاب القــبر: فيكــونعذاب القبر ونعيمه)ب(

للظالمين من المنــافقين والكــافرين وبعض العصــاة، قــال : - آل فرعــون - في اللــه تعــالى

:[46 ]غافر. : ــال: قــال �ت ق ــاب تع�وذوا بالل�ه»ملسو هيلع هللا ىلصوفي حديث زيد� بن� ث

�الله م�ن عذاب� القبر«من عذاب القبر . (1) قالوا: نعوذ ب

وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى:

:[30 ]فصلت.ــة ولهذه األدلة ذهب أهل السنة والجماعة إلى اإليمان بفتن القبر وعذاب القبر ونعيمه مفوضين علم حقيقــة ذلــك إلى الله، فإن اإليمان بــأحوال القبــور هــو من اإليمــان بــالغيب الــذي هــو منــاط التكليــف ومــا يــترتب عليــه من ثــواب أو

ــه على المتقين فقــال: ــه ب ــنى الل عقــاب، ولهــذا أث

:[3-2 ]البقرة.ــبر ــذاب الق ــة ع ــوم من المتكلمين والزنادق ــر ق ــد أنك وقــبره لوجــد ونعيمه واحتجوا بأنه لو كشف عن الميت في ق

كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة وال ضيق. وهذه الحجة باطلة فإنها مبنية على االحتجــاج بــالحس في معارضة نصوص الغيب التي يجب التسليم لها، وحواسنا ال تدرك ما حولنا إال ما قــدر لهــا، فنحن نــؤمن بــأن المالئكــة الموكلين بحفظ العباد وكتابــة أعمــالهم معنــا، وال نــدركهم

بشيء من حواسنا.الثاني: اإليمان بالبعث:

وهــو إحيــاء المــوتى حين ينفخ في الصــور النفخــة الثانيــة، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة غير منتعلين، عراة غير

مســتترين، غــرال غــير مختتــنين، قــال اللــه تعـــالى:

.[104]األنبياء: )?( أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها،1

(.6867باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، رقم )

ــاع ــنة وإجم ــاب والس ــه الكت ــابت دل علي ــق ث والبعث: ح المسلمين. قال الله تعالى:

:ــون [16-15 ]المؤمن : ــبي اة»ملسو هيلع هللا ىلصوقــال الن يحشر الناس ي��وم القيام��ة حف��

.(2)«عراة غرالوأجمع المسلمون على ثبوته.

وقد أنكر الكــافرون المكــذبون للرســل البعث مســتبعدين أن يعيدهم الله خلقـا جديـدا بعـد أن كـانوا ترابـا وعظامـا، وقد حكى الله ذلـك عنهم في مواضـع كثــيرة من القـرآن،

قال تعالى:

:ورد عليهم بما يعلمـون ويشـاهدون من[7 ]التغــابن ، خلــق الســموات واألرض، وخلــق اإلنســان، وإحيــاء األرض

بعــد موتهــا

:[81-77 ]يس .الثالث: اإليمان بالحساب والجزاء:

يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه، وقد دل على ذلك الكتــاب، والســنة، وإجمــاع المســلمين، ويــدخل في ذلــك اإليمان بالميزان، وبصحف األعمال فآخذ كتابه بيمينه وآخذ

كتابه بشماله من وراء ظهره. قال الله تعالى:

وقال تعــالى: ،[11-7]االنشــقاق:

)?( متفق عليه: أخرجه البخاري،كتاب الرقاق، باب كيف الحشر، رقم)2 (، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا6162

(.2859وبيان الحشر يوم القيامة, رقم)

:[47 ]األنبياء .

ملسو هيلع هللا ىلص عن رســول اللــه قــال:tوفي حــديث عــدي بن حــاتم ليقفن أح��دكم بين ي��دي الل��ه ليس بين��ه وبين��ه»

حجاب وال ترجمان يترجم له، ثم ليق��ولن ل��ه: ألم: ألم أرسل : بلى. ثم ليقولن أوتك ماال؟ فليقولن: بلى، فينظ��ر عن يمين��ه وال؟ فليق��ولن إليك رس�� فال يرى إال النار ثم ينظر عن شماله فال ي��رى إالق تم��رة ف��إن النار، فليتقين أحدكم النار ولو بش��

. (1)«لم يجد فبكلمة طيبة وقد أجمع المسلمون على إثبــات الحســاب والجــزاء على األعمــال، وهــو مقتضــى الحكمــة فــإن اللــه تعــالى أنــزلــون ــذرين؛ لئال يك الكتب، وأرســل الرســل، مبشــرين ومن للناس على الله حجة بعد الرسل، أرسلهم يدعون النــاس إلى عبــادة اللــه وحــده ال شــريك لــه، وفــرض على العبــاد اإليمان بهم وطاعتهم واتباع ما جاءوا به فكــان النــاس فيــر، ــريقين: فمنهم من آمن، ومنهم من كف ــدعوة ف ــذه ال ه وقد وعــد اللــه المؤمــنين بالنصــر والنجــاة والفالح والفــوزــبين بمغفرة الله وكرامته، وتوعد الكافرين بالخســران الم والعذاب األليم، فلو ترك الله العبـاد ال يـأمرهم وال ينهـاهم وال يجــزيهم على أعمــالهم كــان خلقهم عبثــا، ولــو أمــرهم ونهاهم من غير أن يجزيهم على أعمــالهم؛ للــزم من ذلــك

قــال التســوية بين المؤمــنين والكفــار، واألبــرار والفجــار. تعالى:

:وقال تعالى: [115 ]المؤمنون ،

،متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب الصدقة قبل الرد)?( 1 (، و مسلم، كتاب الزكاة, باب الحث على الصدقة ولو بشق1347رقم)

(.1016تمرة, رقم)

:[.28-27]ص ومما يؤمن به أهل السنة والجماعة مما يكون في موقــف

: ــال ، ق ملسو هيلع هللا ىلصيوم القيامة الحوض لنبينا يرة»ملسو هيلع هللا ىلص حوضي مس��هر، م��اؤه أبيض من اللبن، وريح��ه أطيب من ش��

ماء من شرب منها(1)المسك، وكيزانه كنجوم الس. (2)«فال يظمأ أبدا

ملسو هيلع هللا ىلصكما يؤمن أهل السنة والجماعة بالشفاعة العظمى لنبينا , وينتهي ذلـك اليــوم بـالعبور(3)ألهل الموقف ليقضى بينهم

على الصــراط وهــو جســر على متن جهنم وهــو أحــد منــب ــه حس ــاس في ــير الن ــعر, ويس ــيف وأدق من الش الس

.(4) ملسو هيلع هللا ىلصأعمالهم كما جاء في األحاديث عن النبي الرابع: اإليمان بالجنة والنار:

؛وأنهما موجودتان اآلن، ال تفنيان أبدا وال تبي��دانا الدليل على وجودهما فقوله تعالى في الجنة: فأم

:ــران ، وقولــه في النـــار:[133 ]آل عمـ

:وسائر أدلــة عــذاب القــبر ونعيمــه[24 ]البقرة ، تدل على وجود الجنة والنار.

وأما الدليل على دوامهما فمثل قوله تعالى:

ما اتسع وهو:، ويجمع على أكواز وكيزان،)?( كيزانه: جمع كوز1�عرى.مشارق األنوار ) (.1/349رأسه من أواني الشراب إذا كانت ب

)?( متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب في الحوض،2(.2292، رقم)ملسو هيلع هللا ىلص (، ومسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا6208رقم)

ــا?)3 ( انظر: البخاري, كتاب التفسير, باب عسى أن يبعثك ربك مقامــات الشــفاعة4441محمودا, رقم) (، ومسلم، كتاب اإليمان, باب إثب

(.1184وإخراج الموحدين من النار, رقم)( انظر: البخاري, كتــاب الرقــاق, بــاب الصــراط متن جهنم, رقم)?)4

(, ومسلم, كتاب اإليمان, باب أدنى أهــل الجنــة منـــزلة فيهــا,6204(. 188رقم )

:وقوله: [108-106 ]هود ، في الموضعين فمعناه أن خلــود أهــل النــار فيهــا، وخلــود أهــل الجنة فيها وبقاؤهما فبمشــيئة اللــه ســبحانه وتعــالى فهمــا

باقيتان بإبقاء الله لهما. وأنهما المصير األبــدي للمكلفين، فالجنــة: دار النعيم الــتي أعدها الله للمؤمــنين المتقين الــذين آمنــوا باللــه ورســله،ــه متبعين ــادة لل ــين العب ــوله، مخلص ــه ورس ــاعوا الل وأط، فيهـا من أنـواع النعيم مـاال عين رأت، وال أذن ملسو هيلع هللا ىلصلرسـوله

سمعت، وال خطر على قلب بشر. قــال اللــه تعــالى:

:[8-7 ]البينة .ــالى ــه تع ــدها الل ــتي أع ــذاب ال ــار: فهي دار الع ــا الن وأم للكافرين الظالمين الذين كفــروا بــه وعصــوا رســله، فيهــا

أنواع العذاب والنكال- نعوذ بالله من النار -. تعالى: الله قال

:[29 ]الكهف .

،ولإليمان باليوم اآلخر ثمار وآث��ار مبارك��ة كث��يرةمنها:

- معرفة حقيقة الحيــاة الــدنيا وأنهــا متــاع الغــرور، وأنهــا1 جسر لآلخرة التي فيها الحياة الحقيقية؛ قال تعالى:

:وقال[185 ]آل عمران ، تعالى :

:العنكبوت[ 64]. - االجتهاد في كثرة العمل الصالح واالستزادة منــه رجــاء2

ثقله في الموازين يوم القيامة. - زيادة االشتياق لدخول الجنة ورؤية وجــه اللــه ســبحانه3

تعالى.

- كثرة ذكر المــوت، واالســتعداد للوقــوف بين يــدي اللــه4عز وجل.

- الحـــذر من المعاصـــي والمخالفـــات والبـــدع والظلم،5 ومالزمة التوبة النصـوح من الخطيئـات حـذرا من عقوبتهـا

في اآلخرة.ــا6 ه ــدنيا ومحاب ــه من نعيم ال ــا يفوت - تســلية المــؤمن عم

ومتاعها بما يرجوه عند الله من عظيم نعيم اآلخرة.األخذ بأسباب حسن الخاتمة.- 7

* * * * *

: السادس الركن

بالقدر اإليمانتعريف القدر لغة وشرعا

: مصدر قدر يقــدر قــدرا - وقــد تســكن دالــه-،القدر لغةــدر ــارة على المق ــدير، وت ــارة على التق ــق ت ، فمن(1)ويطل

]القمــر: األول قوله تعالى:49] : .(2)«قدر الله وما شاء فعل»ملسو هيلع هللا ىلص، ومن الثاني قوله

وشرعا: تقــدير اللــه للكائنــات في علمــه وكتابتــه تقــديرا مفصال يشمل مواقيتها وصفاتها وأعدادها وأنواعها وآجالهــا

ونهايتها، وما شاء سبحانه وتعالى. مصدر قضى يقضي قضاء، وهو في اللغــةوالقضاء لغة:

يطلق على معان منها: الفراغ من الفعــل كقولــه تعــالى: :ومنهــا الحكم ومنــه[103 ]النســاء ،

: ماء»ملسو هيلع هللا ىلصقوله . (3)«إذا قضى الله األمر في الســاء وهو كالقدر تارة يطلق على المقضي، وتارة على القضــالمعنى المصــدري وهــو الحكم، فمن األول قولــك فيمــا ب يحدث: هـذا قضـاء أي مقضـي، ومن الثـاني قـولهم: يجب

.(4) الرضا بالقضاء أي بحكمه سبحانه وتعالى(، مادة قدر. 591(، القاموس المحيط )ص4/22( النهاية )?)1 )?( أخرجه مسلم، كتاب القدر، باب في األمر بالقوة وترك العجز2

(.2664واالستعانة، رقم) إال م�ن� ا�س�ت�ر�ق� âـ)ـ?( ـأـخـرـجـه ـاـلـبـخـارـيـ،ـكـتـاـب ـالـتـفـسـيـرـ، ـبابـ3

م�ع ف�أ�تب�ع�ه� ش�ه�ا�ب م�ب�ي�ن� ـ(ـ.4424 ـرـقـم)áال�س� )?( وال فرق بين القدر والقضاء عند بعض العلماء ، وفرق آخرون4

بينهما فقالوا: القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في األزل، السابق، وقيل: إذا و القدر هو وقوع الخلق على وزن األمر المقضي

اجتمعا افترقا بحيث يصبح لكل واحد منهما مدلول غير اآلخر -كما في الفرق السابق-، وإذا افترقا اجتمعا، بحيث إذا أفرد أحدهما دخل

: كــوني وشــرعي، فــالكونيوالقضاء من الله نوع��ان كقوله تعالى:

، والشرعي كقـوله تعـــالى:[117]البقــرة:

:[23 ]اإلسراء. وهي م��راتب اإليمان بالقدر يتضمن أربعة أم��ور-

: القدر-األول: اإليمان بعلم الله القديم:

وهو اإليمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيال، أزال وأبدا، بما في ذلك أفعال العبــاد طــاعتهم ومعاصــيهم،

قال الله تعــالى:

تعالى:[12]الطالق: وقال ،

:[22 ]الحشر. الثاني: اإليمان بالكتاب األول:

وهو اإليمان بأن الله كتب مــا ســبق بــه علمـه من مقــاديرــوم القيامــة في اللــوح المحفــوظ-وهــو أم الخالئــق إلى ي

الكتاب-، قـال الله تعالى:

:[22 ]الحج . وعن عبد الله بن عمرو بن العــاص - رضــي اللــه عنهمــا -

ادير»ملسو هيلع هللا ىلصقال: سمعت رسول الله يقــول: كتب الل��ه مق��موات واألرض الخالئق قب�����ل أن يخل�����ق الس�����

.(1)«بخمسين ألف سنةالثالث: اإليمان بعموم المشيئة:

وهي اإليمان بأن جميع الكائنات ال تكــون إال بمشــيئة اللــهفيه اآلخر.

ه ال يوجد دليل واضح من الكتاب والصواب عدم التفريق بينهما؛ ألن والسنة يدل على التفريق. انظر: القضاء والقدر في ضوء الكتاب-30والسنة ومذاهب الناس فيه تأليف: د.عبدالرحمن المحمود )ص:

33.) )?( أخرجه مسلم كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما1

(.2653السالم، رقم )

تعالى، سواء أكانت مما يتعلق بفعله أم ممـا يتعلــق بفعــل المخلوقين، قــال اللــه تعــالى فيمــا يتعلــق بفعلــه:

:وقال تعالى فيمــا[68 ]القصــص . يتعلق بفعل المخلوقين:

:[137 ]األنعام.الرابع: الخلق:

وهــو اإليمــان بــأن جميــع الكائنــات مخلوقــة للــه تعــالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قــال اللــه تعــالى:

:وقال:[ 62]الزمر :[2 ]الفرقان.

ويجب مع اإليمان بالقدر المتضمن للمراتب األربع اإليمــان في أقداره وهــو أن كــل مــا -سبحانه وتعالى- بحكمته

قدره تعالى فهو لحكمة يعلمها، وفعلــه -ســبحانه وتعــالى- كله حسن وخير وح�كمة قال تعالى:

.[5 ]القمر: وقال تعالى:[،83]األنعام: ويجب أن يعلم أنه ال يستقيم اإليمان بالقدر إال مع اإليمــانــزل بالشرع وهو األمر والنهي الذي بعث الله به رسله، وأنــه به كتبه، وأن كل ما أمر به؛ فهو طاعة محبوب مرضي ل تعالى، وكل ما نهى عنه فهو معصية ومبغــوض لــه تعــالى،

تعالى: قال كما :الزمر[

، وهذا المعنى في القرآن كثير.[7وكل ما تقدم هو مذهب أهل السنة والجماعة في القدر.

وقد ضل في القدر طائفتان: الجبرية الذين قالوا: إن العبد مجبر على عمله،إحداهما:

وليس له فيه إرادة وال قدرة.ــه فيالثانية: القدرية الذين قالوا: إن العبد مستقل بعمل

اإلرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر.والرد على الطائفة األولى الجبرية بالشرع والواقع:

فإن الله تعــالى أثبت للعبــد إرادة، ومشــيئة،أما الشرع: وأضاف العمل إليه قال الله تعالى:

:[152 ]آل عمران. وقال تعالى:

:[29 ]الكهف.

فــإن كــل إنســان يعلم الفــرق بين أفعالــهوأما الواقع: االختيارية التي يفعلها بإرادتــه؛ كاألكــل، والشــرب، والــبيع، والشراء، وبين ما يقــع عليــه بغــير إرادتــه؛ كاالرتعــاش من الحمى، والســـقوط من الســـطح، فهـــو في األول فاعـــل مختـار بإرادتـه من غــير جـبر، وفي الثــاني غـير مختــار وال

مريد لما وقع عليه. وال��رد على الطائف��ة الثاني��ة القدري��ة بالش��رع

والعقل: فإن الله تعالى خالق كل شيء، وكـل شــيءأما الشرع:

ن اللــه تعــالى في كتابــه أن أفعــال كائن بمشــيئته، وقــد بي العباد تقع بمشيئته فقــال تعــالى:

:[13 ]السجدة.

فإن الكون كله مملوك لله تعالى واإلنسانوأما العقل: من هذا الكون فهو مملوك للـه تعــالى وال يمكن للمملـوك

أن يتصرف في ملك المالك إال بإذنه ومشيئته. حكم االحتجاج بالقدر على ترك الواجبات أو فعل

المعاصي: اإليمان بالقدر على الوجه المتقدم ال يصح أن يكــون حجــة على ترك الواجبات أو فعــل المعاصــي، ومن احتج بالقــدر على هذا-كما هي طريقة غالة الجبرية وسلفهم المشركين

الذين قال الله عنهم:

:النحل[ فاحتجاجه باطل - [35 .شرعا وعقال

الشرع ا تعالى:فأم فقوله

:األنعام[ بالقدر[148 ، ولو كان لهم حجة ما أذاقهم الله بأسه.

تعالى: وقوله :النساء[

، ولو كان القدر حجــة للمخــالفين لم تنتــف بإرســال [165الرسل، ألن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.

ا عقال: فـــإن المحتج بالقـــدر على مـــا تركـــه منوأم الواجبات أو فعله من المعاصي، لــو اعتــدى عليــه شــخص فأخذ ماله أو انتهك حرمته ثم احتج بالقدر، وقال: ال تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يقبل حجته. فكيف ال يقبل االحتجاج بالقدر في اعتداء غــيره عليــه، ويحتج بــه لنفســه

في اعتدائه على حق الله تعالى؟! وأيضا لو كان القدر عذرا لكــان إرســال الرســل بالشــرائع

ذلــك، وألمكن كــل ظــالم ومفســد فيعبثا تعالى الله عنــاة على األرض أن يحتج بالقــدر، ومحــال أن تســتقيم الحي هذا التقــدير، ولهــذا من يحتج بالقــدر على تــرك الواجبــات وفعــل المحرمــات ال يمكن أن يقبــل االحتجــاج بالقــدر من

غيره كما تقدم.ا االحتجاج بالقدر على المصائب فيج��وز؛ ألنهــاوأم

ليست من فعل المكلــف, وإن كــان ســببها قــد يكــون من فعله كخروج آدم من الجنة, بل يجب عند المصائب النظــر إلى القدر ألن ذلك يعين على الصبر كما جاء في الحديث:

احرص على ما ينفعك, واستعن بالله, وال تعج��ز» وإن أصابك شيء فال تقل لو أني فعلت كان ك��ذا وكذا, ولكن قل قدر الله وما شاء فعل, ف��إن ل��و

يطان .(1)«تفتح عمل الش وكذلك يجوز االحتجاج بالقدر على الذنوب بعد التوبة منها؛

المترتب على ذلــك قــد زال بالتوبــة فــانمحى بــهألن األثر محض القدر, وهذا توجه اللوم على المخالفة, فلم يبق إال أحد الجــوابين ألهــل الســنة على حــديث احتجــاج آدم على

ى»موسى بالقــدر كمــا في الحــديث: احتج آدم وموس�يت��ك من فقال موسى: أنت آدم الذي أخ��رجت ذر الجنة, قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الل��ه برساالته وكالم��ه ثم تل��ومني على أم��ر ق��د ق��در

.(2)«علي قبل أن أخلق فحج آدم موسى االحتجــاج بالقــدر� على الــذنب ينفــع في»قــال ابن القيم:

موضع ويضــر في موضــع: فينفــع إذا احتج بــه بعــد وقوعــه والتوبة منه وترك معاودته كما فعــل آدم فيكــون في ذكــر القدر إذ ذاك من التوحيد ومعرفــة أســماء الــرب وصــفاته وذكرها ما ينتفع بــه الــذاكر والســامع ألنــه ال يــدفع بالقــدر أمرا وال نهيا وال يبطل به شريعة بــل يخــبر بــالحق المحض

.(3) «على وجه التوحيد والبراءة من الحول والقوة(4) منها: ولإليمان بالقدر آثار وثمار عظيمة،

- االعتماد على اللـه تعـالى وحــده؛ ألن كـل شــيء بقـدر1الله.

من-بــإذن اللــه - - أن اإليمــان بالقــدر يعصــم اإلنســان 2 البطر والطغيان إذا أصابه الخير، ومن الحــزن واألســى إذا أصابه الشر؛ ألن ما حدث قد جرت به المقادير وســبق بــه

( أخرجه مسلم, كتاب القدر, باب في األمر بالقوة وترك العجز?)1(. 2664واإلستعانة بالله وتفويض المقادير لله, رقم)

: متفق عليه: أخرجه البخاري, كتاب التوحيد, بــاب قولــه تعــالى(ــ ?)2 (ومسلم, كتاب القدر, باب7077، رقم ,)

(. 2652حجاج آدم وموسى عليهما السالم, رقم)(. 32( شفاء العليل )ص:?)3-447( انظر : القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ) ص: ?)4

458.)

علم الله. - أال يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده ؛ ألن حصول3

ذلك المراد نعمــة من اللــه الــذي قــدر حصــولها، وإعجــابالمرء بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.

- القوة والثبات في الحق؛ ألن األرزاق واآلجــال مقــدرة،4وال يملك أحد سوى الله تغييرها بالنقص أو الزيادة.

- اإليمان بالقدر يغرس القناعة في نفس المؤمن .5 - أن اإليمان بالقدر يقضي على كثير من األمــراض الــتي6

، وتــزرع األحقــاد بين النــاس، وذلــك تعصــف بالمجتمعــات مثل رذيلة الحسد؛ فالمؤمن ال يحسد الناس على ما آتاهمــدر ــذي رزقهم وق الله من فضله ؛ ألنه يدرك أن الله هو ال لهم ذلك، وهو يعلم أنه عنــدما يحســد غــيره فإنــه يعــترض

على ما قدره الله تعالى.: ـ- 7 �ن»ملسو هيلع هللا ىلصالصبر على المصائب، قال ! إ عجبا ألمر� المؤم�ن�

اء ر ابته ســ �ن أصــ : إ �لمــؤم�ن� ل �ال �ــك إ ه خير، وليس ذل أمره كلــرا ــان خي بر؛ فك �ن أصابته ضراء صــ شكر؛ فكان خيرا له، وإ

. (1) «له

* * * * *

( أخرجه مسلم، كتاب الزهد، باب المؤمن أمره كله خير، رقم )?)1999 .)

)*(اإليمان نواقض

معنى النواقض: ــدفي اللغة : النقض في البناء والحبل والعهد وغيره، ض

، واإلزالــة واإلبطــال . ومنــه قولــه(1)اإلبرام ، أي هو : الحل ?wur (#qàÒà)Zs? z`»yJ÷F{$# y÷èt/ $ydÏÅ2öqs﴿ تعالى:

ôs%ur ÞOçFù=yèy_ ©!$# öNà6øn=tæ ¸xÏÿx. 4 ﴾ اآليــة .[91] النحل ــا : االص���طالحوفي ــرفت بأنهـ اعتق���ادات ، أو» : عـ

.(2)«أق��وال ، أو أفع���ال تزي���ل اإليم���ان وتقطعهــا؛ انتقض وسميت نواقض؛ ألن اإلنسان إذا فعل واحدا منه

إسالمه ودينه، وانتقل من كونه مسلما إلى كونه كافرا . ويدخل في هــذه النــواقض مــا يخــرج من الملــة كالشــرك

ر األكبر, والنفاق األكبر.فاألكبر، والك أما ما دون ذلك ممــا يــدخل في الشــرك األصــغر؛ كيســير الريــاء، أو الكفــر األصــغر؛ كــالحلف بغــير اللــه، أو النفــاق

خيانــة األمانــة، األصغر؛ كمن عادته الكذب في الحــديث أو أو الغدر، فال يخــرج من الملــة وال ينقــل عن اإلســالم؛ بــل أن يتــوب صــاحبه غــير ينقص اإليمان ويستحق العقوبــة إال أنه ال يخلد في النار، كما يحبط العمل الذي يقــترن بــه وال

يحبط جميع األعمال.:(3)نواقض اإليمان

أعد هذا الجزء د. أحمد بن عثمان المزيد.)*(1 ، والمفردات ) ص:«نقض»( انظر : القاموس المحيط مادة ?)

821.)(.49(نواقض اإليمان القولية والعملية ) ص:?)2 ( هذه النــواقض تــذكر في بــاب الــردة من كتب الفقــه، وقــد?)3

ــزت هنــا على أهمهــا. وقــد اســتفدت في الحــديث عنهــا من رك للــدكتور محمــد الوهيـــبي«نواقض اإليمــان االعتقادية»كتابي :

نواقض اإليمان كثيرة في تفصيالتها، لكنها تجتمع في ثالثــةأنواع، هي:

أوال- النواقض االعتقادية.ثانيا- النواقض القولية.ثالثا- النواقض العملية.

أوال: نواقض اإليمان االعتقادية: ــة العقديــة( أي :الش��رك بالل��ه تع��الى-ــ 1 )من الناحي

الشرك االعتقادي: باعتقاد أن ما سوى الله يستحق أن يدعى أو يذبح له. *باعتقاد أن ما سوى الله له تصرف معين في الكون. * باعتقاد أن أحدا سوى الله له اطالع على الغيب؛ كالكهنة*

bÎ) ©!$# w ãÏÿøót br& x8uô³ç¨﴿ وغيرهم. قـال تعالى: ¾ÏmÎ/ ãÏÿøótur $tB crß Ï9ºs `yJÏ9 âä!$t±o 4 `tBur

õ8Îô³ç «!$$Î/ ôs)sù ¨@|Ê K »x n=|Ê #´Ïèt/: [116﴾ ] النساء . الجح���ود والتك���ذيب بش���يء من الف���رائض-ـــ 2

: والواجبات كــل من تــرك شــيئا من الفــرائض»قال اإلمام ابن بطــة :

ملسو هيلع هللا ىلصالـتي فرضـها اللــه في كتابـه أو أكــدها رسـول اللــه في سنته، على سـبيل الجحــود والتكـذيب بهـا؛ فهـو كـافر بين

.(1)«الكفرــ 3 اس��تحالل أم��ر معل��وم من ال��دين بالض��رورة-

:تحريمه من اعتقد حل شيء أجمــع على»قال اإلمام ابن قدامة :

ــه تحريمه ، وظهر حكمه بين المسلمين، وزالت الشبهة في للنصوص الواردة فيه كلحم الخنـزير، والزنــا، وأشــباه هــذا

.(2)«مما ال خالف فيه ، كفر . للدكتور عبد العزيــز العبــد«نواقض اإليمان القولية والعملية»و

اللطيف والكتابان في األصل رسالتا دكتوراه.(.2/764( اإلبانة ) ?)1(.8/131( المغني ) ?)2

ــ 4 الشك في حكم من أحك��ام الل��ه ع��ز وج��ل أو- :في خبر من أخباره

ملسو هيلع هللا ىلصكمن يشــك في صــدق النــبي وفي بعض أخبــاره الثابتــةعنه، أو في حكم شرعي ثابت كحرمة الربا.

من لم يكفر المشركين أو ش��ك في كف��رهم،-ــ 5:أو صحح مذهبهم

ملسو هيلع هللا ىلصلقد بعث الله النبي باإلسالم، وجعله ناسخا لما قبله من األديان، وأخبر أنه ال يقبل من أحـــد دينــا ســواه، فكــل من

دان بغير دين اإلسالم؛ فهو كافر. قال تعالى:

:وقال تعالى:[19 ]آل عمران ،

:[85 ]آل عمران. - اعتق��اد أن بعض الن��اس ال يجب علي��ه اتب��اع6

ـ، وأنـه يسعـه الخروـج عـن شريعتـه ـ: قاـل تعالىـ: النبي ملسو هيلع هللا ىلص :آل عمران[

158] : ك��ان النبي يبعث إلى قوم���ه»ملسو هيلع هللا ىلص. وقــال النــبي ة ة، وبعثت إلى الناس عام .(1)«خاص

:- اإلعراض عن دين الله ال يتعلمه وال يعمل به7 فاإليمان لما كان خضوعا واستجابة وقبوال لـدين اللـه، عـد

اإلعراض الكلي عن هــذه األمـور ناقضـا لإليمـان ومفسـدا له. وهذا اإلعراض عن دين الله ال يتعلمه وال يعمل بــه هــو، وامتناع عن اتباعه، وصدود عن ملسو هيلع هللا ىلصتول عن طاعة الرسول

قبول الشريعة بالكلية؛ قال تعالى:

:[22 ]السجدة. قد تبين أن الــدين البــد فيــه»قال شيخ اإلسالم ابن تيمية:

من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكــون الرجــل مؤمنــا باللــه ورسوله بقلبه، أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجبا ظــاهرا، وال

( أخرجه البخاري، كتاب التيمم، باب وقول الله: ?)1

،(335 )رقم.

.(1)«صالة ، وال زكاة، وال صياما، وال غير ذلك من الواجباتــال ابن القيم : ــرض بســمعه»وق ــراض : أن يع ــر اإلع كف

ملسو هيلع هللا ىلصوقلبـه عن الرسـول ال يصـدقه وال يكذبـه، وال يواليـه وال. (2)«يعاديه، وال يصغي إلى ما جاء به ألبتة

) وهو النفاق األكبر(:- النفاق االعتقادي8 وهــو: أن يظهــر للمســلمين إيمانــه باللــه ومالئكتــه وكتبــه ورسله واليوم اآلخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله

مكذب به. قــال اللــه تعــالى:

:[145 ]النساء.وهو أنواع أهمها:

ملسو هيلع هللا ىلص- تكذيب الرسول أو بعض ما جاء به.1ملسو هيلع هللا ىلص- بغض الرسول أو بغض ما جاء به.2 ملسو هيلع هللا ىلص- المسرة بانخفاض دين الرسول أو الكراهيــة النتصــار3

. ملسو هيلع هللا ىلصدين الرسول :اإلباء واالستكبار- 9

وهو كفر من عرف صدق الرسول ، وأنــه جــاء بــالحق من عند الله ، ولم ينقد له إبــاء واســتكبارا، وهــو الغــالب على كفر أعــداء الرسـول . وكفـر إبليس من هـذا النــوع، قـال

الله تعالى:

:[34 ]البقرة.ثانيا: نواقض اإليمان القولية:

: سب الله تعالى، أو رسله، أو كتبه، أو دينه- 1 من اعتقــد الوحدانيــة في»قال شــيخ اإلســالم ابن تيميــة:

ــوله، ثم األلوهية لله سبحانه وتعالى، والرسالة لعبده ورس لم يتبع هذا االعتقاد موجبه من اإلجالل واإلكرام، الذي هــوــه ــل قارن ــوارح، ب ــره على الج ــر أث ــال في القلب يظه ح االستخفاف والتســفيه واالزدراء بــالقول، أو بالفعــل، كــان

(.7/621( مجموع الفتاوى ) ?)1(.1/338( مدارج السالكين ) ?)2

ــك وجوده ذلك االعتقاد كعدمه، وكان ذلك موجبا لفساد ذل. (1)«االعتقاد ومزيال لما فيه من المنفعة والصالح

ــ 2 :االستهزاء بالل��ه، أو دين��ه، أو رس��له، أو كتبه- فكل ذلك داخل في قوله تعالى:

:التوبة[

65-66].، مثل:إنكار معلوم من الدين بالضرورة- 3

إنكــار الكتب المنـــزلة على األنبيــاء، أو إنكــار المالئكــة، أوإنكار الجن، أو إنكار البعث، أو إنكار الوعد والوعيد.

: ادع�اء النب�وة-ــ 4 اعة حتى»ملسو هيلع هللا ىلص: قــال وم الس� ال تق�الون ك����ذابون ق����ريب من ثالثين كلهم يبعث دج

(2)«يزعم أنه رسول الله:ادعاء علم الغيب؛ كالتنجيم والكهانة والعرافة- 5

سببا يدعي به علم الغيب،»كمن يجعل تعلم علم النجوم فيستدل بحركاتها وتنقالتها وتغيراتها على أنه ســيكون كــذا وكذا؛ ألن النجم الفالني صار كذا وكذا، مثل أن يقول: هذا اإلنسان ستكون حياته شقاء ؛ ألنه ولــد في النجم الفالني،

وهذا حياته ستكون سعيدة؛ ألنه ولد في النجم الفالني. فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة الدعاء علم الغيب،

، قــالودع��وى علم الغيب كف��ر مخ��رج عن الملة تعالى:

:ــل ، وهذا من أقــوى[65 ]النم أنواع الحصر؛ ألنــه بــالنفي واإلثبــات، فــإذا ادعى أحــد علم

.( 3)«الغيب فقد كذب بالقرآن

(.3/700( الصارم المسلول ) ?)1 ( ـمـتـفـق ـعـلـيـهـ: ـأـخـرجـه ـاـلـبـخـارـيـ، كـتاـب اـلـمـنـاـقـبـ, ـبـاـب ـعالـمـاـتـ?)2

(ـ, ـوـمـسـلـمـ، ـكـتـاب ـاـلفـتنـ, ـبـاـب ال3413ـالـنـبوــة ـفـي ـاإلـسالمـ، ـرـقـم)(ـ.157ـتـقـوـم ـاـلـساـعـة ـحـتـى ـيـمـر ـاـلـرجـل ـبـقـبـر ـالـرجـلـ، رـقـم)

(.2/5( القول المفيد على كتاب التوحيد ) ?)3

أو الكاهن وصدقه كفر بالله تعالى؛ قالفمن سأل المنجم : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما»ملسو هيلع هللا ىلصرسول الله

د . وإن لم(1)«يقول؛ فقد كفر بم��ا أن��زل على محم : ــه ــول الل ــال رس ــا ق ــدقه فكم من أتى عراف��ا»ملسو هيلع هللا ىلصيص

الة أربعين يء؛ لم تقب��ل ل��ه ص�� أله عن ش�� فس��. (2)«ليلة

ثالثا: نواقض اإليمان العملية: ) أي الشــركالشرك في عب��ادة الل��ه ع��ز وجل-ــ 1

بالعمل ( : بأن يتقدم لغير اللــه بــأنواع العبــادات الــتي هي حــق اللــه

وحده؛ كالركوع، والسجود، والنذر، والذبح. : هو في اللغة ما خفي ولطف سببه. السحر- 2

وفي الشرع هو قسمان: : عقد ورقى، أو قراءات وطالسم يتوصــلالقسم األول

بها الساحر إلى استخدام الشــياطين فيمــا يريــد بــه ضــررالمسحور.

: أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحورالقسم الثاني وعقله وإرادته وميلــه، فتجــده ينصــرف ويميــل عن أشــياء

وأشخاص إلى أشياء أخرى وأشخاص آخرين. ؛ ألن فيــــه اســــتعانةواألول ش����رك يكف����ر فاعله

بالشياطين بطــاعتهم والتقــرب إليهم بفعــل الكفــر، وذلــك لتسليطهم على المسحور. قال الله تعالى:

:[102 ]البقرة.ــاصوالثاني عدوان وفسق ال يكفر فاعله ــه ع ، لكن

( وصححه على1/8(، والحاكم )2/429( أخرجه أحمد ) ?)1شرط الشيخين.

(أخرجه مسلم، كتاب السالم، باب تحريم الكهانة برقم )?)22230.)

. (1)لله متعد لحدوده، معتد على عباده ، وتلويثه بالنجاسات أو دوسه- االستهانة بالمصحف3

باألقدام. ومعــاونتهم على المســلمين,مظاهرة المش��ركين-ــ 4

تعالى: قال

:[51]المائدة.:(2)حكم تكفير المعين

حــتىاألصل فيمن ينتسب لإلس��الم بق��اء إس��المه خالف ذلك بمقتضى الدليل الشرعي، وال يجوزهيتحقق من

:ألن في ذلك محذوريناإلقدام على تكفيره؛ افـــتراء الكــذب على اللــه تعــالى في الحكمأح��دهما:

بالكفر، وعلى المحكوم عليه برميه بالكفر.ــا منــه،الثاني: عود وصف الكفر عليه إن كان أخــوه بريئ

: ــبي من دعا رجال ب��الكفر، أو ق��ال :»ملسو هيلع هللا ىلصفقد قال الن حار عليه .(3)«عدو الله، وليس كذلك إال

ول��ذلك ف��إن أه��ل الس��نة يفرق��ون بين التكف��ير ، ففي األول يطلــق القــولبإطالق والتكفير ب��التعيين

بتكفير من تلبس بالكفر فيقال: من قال كذا، أو فعل كذا؛ فهو كـافر. ولكن الشـخص المعين الـذي قالـه أو فعلـه، ال

بــأن يكــون - حتى تجتمع في��ه الش��روطيحكم بكفره مثال- ما قاله أو فعله كفرا قـد دلت عليـه نصـوص الكتـاب

عن القائلوتنتفي عنه الموانعوالسنة، وال شبهة فيه.

(،490-1/489( انظر : القول المفيد على كتاب التوحيد ) ?)1(.523-499ونواقض اإليمان القولية والعملية )ص:

نواقض»انظر باب : ضوابط التكفير وموانعه في كتاب ( ?)2(.313-197 /1 )«اإليمان االعتقادية

متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب األدب، باب ما ينهى عن( ?)3السباب واللعان، رقم

(، ومسلم، كتاب اإليمان، باب إيمان من رغب عن أبيه5698)(.61وهو يعلم، رقم)

أو الفاعل للكفر بأن ال يكــون مكرهــا أو جــاهال جهال يعــذر به، أو متأوال، أو غير ذلك من الموانع التي نص عليها أهــل

العلم. *****

والمراجع المصادر أهمالقرآن الكريم.

.1اإلبانة، عن شريعة الفرقة الناجية، البن بطة، دار الراية، ط دار،اإلسالم على مفترق الطرق، محمــد أســد، ترجمــة عمــر فــروخ، بــيروت

العلم للماليين. اإلسالم كبديل، مراد هوفمان ، ترجمة مؤسســة بافاريــا للنشــر ومجلــة النــور

هـ.1413، 1الكويتية، ط الريــاض, الناشــر النــدوةأصول الحوار، النــدوة العالميــة للشــباب اإلســالمي،

هـ.1408، 2 طالعالمية , من موقع فيضأصول الحوار وآدابه في اإلسالم, صالح بن عبد الله بن حميد

.الفوائد من اإلنترنت أضـواء البيـان في إيضـاح القـرآن بــالقرآن، محمـد األمين بن محمـد المختــار

الشنقيطي، بيروت، عالم الكتب، د.ت. إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان البن القيم الجوزيــة، تحقيــق محمــد حامــد

هـ،.1395، 2ط الفقي، دار المعرفة، بيروت ،3اإليمان، شيخ اإلسالم أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، المكتب اإلسالمي, ط

هـ.1399 بحــوث في الثقافــة اإلســالمية، د. أحمــد بن الخطيب وآخــرون، الدوحــة، دار

هـ.1414، 1الحكمة، ط بحوث في عقيدة أهل السنة والجماعة، د. ناصر العقل، الرياض، دار الــوطن،

.هـ1421، 1طهـ.1424، 1بيان أركان اإليمان، عبد الله القصير، ط

ــر، تفسير القرآن العظيم، عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشــقي، دار الفكهـ.1401بيروت،

الثقافة اإلسالمية، ثقافة المسلم وتحديات العصر، د.محمد أبو يحيى وآخرون،هـ.1422، 3عمان، دار المناهج، ط

ا، أعدها مجموعة من المختصين الثقافة اإلسالمية تخصصا ومادة وقسما علمي مطــابعفي الثقافــة اإلســالمية، جامعــة اإلمــام محمــد بن ســعود اإلســالمية،

هـ.1417/ 1 طالجامعة، الثقافة اإلسالمية، مفهومهــا، مصــادرها، خصائصــها، مجاالتهــا، د. عــزمي طــه

هـ.1420، 3السيد وآخرون، عمان، دار المناهج، ط الثقافــة اإلســالمية وتحــديات العصــر د. شــوكت محمــد عليــان، الريــاض, دار

هـ.1401، 1الرشيد, ط الثقافة اإلسالمية والتحديات المعاصرة د. إيمــان عبــد المــؤمن ســعد الــدين,

هـ 1424، 1الرياض, مكتبة الرشد، طــن الثقافة اإلسالمية ومدى تأثيرها في الفكر المعاصر، سارة بنت عبد المحس

هـ.1419، 1آل سعود، الناشر المؤلف، ط ،1الثقافــة والعــالم اآلخــر، د. عبــد اللــه الطــريقي، الريــاض، دار الــوطن، ط

هـ.1415.1 ط الرياض،،، السعوديةجامع بيان العلم، البن عبد البر، دار ابن الجوزي

مصــر، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، أبو جعفر محمد بن جريــر الطــبري،م.1954مطبعة مصطفى البابي الحلبي،

م.1998 عالم المعرفة، الكويت، الحضارة، حسين مؤنس، ط الرياض, الحوار مع أهل الكتاب، د. خالد بن عبد الله القاسم، دار المسلم،

هـ.1414، 1حوار مع نصراني, د. خالد بن عبد الله القاسم, دار الوطن.

خصائص الشريعة اإلسالمية، د. عمر ســليمان األشــقر، عمــان، دار النفــائس،هـ.1412، 3الكويت ، مكتبة الفالح، ط

الخصائص العامة لإلسالم، د.يوسف القرضاوي، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط ،1هـ. د. محمد بن عبــد اللــه الســلومي كتــاب البيــان ،الريــاض، ط1414،ــ 2

هـ.1424 دراسات في الثقافة اإلسالمية، د. عمــر ســليمان األشــقر وآخــرون، الكــويت،

هـ.1400، 1ط مكتبة الفالح، ــدين بن قدامــة ــاظر في أصــول الفقــه، موفــق ال ــة المن ــاظر وجن روضــة الن

هـ.1425، 1المقدسي، تحقيق محمد حامد عثمان، الرياض، دار الزاحم، ط سنن أبي داود, تصنيف أبي داود سليمان السجســتاني, بيت األفكــار الدوليــة,

هـ.1420 سنن الترمذي، تصنيف أبي عيسى محمــد بن عيســى الترمــذي، بيت األفكــار

هـ.1420الدولية, ــرؤوف ســعد، سيرة ابن هشام، عبد الملك بن هشام المعارفي، تعليق عبد ال

القاهرة، مكتبة الكليات األزهرية، د.ت.هـ.1398شبهات التغريب، أنور الجندي، بيروت، المكتب اإلسالمي،

هـ.1414، 1شرح أصول اإليمان، محمد بن عثيمين، الرياض، دار الوطن، طــول،, دار الكتب العلمية ــد زغل ــق محم ــبيهقي، تعلي ــان، لل ،1ط، شــعب اإليم

.هـ1410 الريــاض،صحيح البخاري، لإلمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخــاري,

م.1991، 2 ط دار السالم, صحيح مسلم، لإلمام أبي الحسين مسلم بن الحجــاج، تــرقيم محمــد بن نــزار

م.1999, 1طمصر، تميم، وهيثم ابن نزار تميم، دار األرقم, ــيروت، دار صراع الثقافة العربية اإلسالمية مع العولمة، د. محمد الشبيني، ب

م.2002، 1العلم للماليين، ط العالم من منظور غربي، د. عبد الوهـاب المســيري، القـاهرة، منشـورات دار

م.2001الهالل،

عبادة الشيطان، المخاطر وسـبل المواجهــة، أسـعد الســحمراني، عمــان, دارم.2003النفائس,

.م1954، 1العرب والتاريخ، برنارد لويس، بيروت، دار العلم للماليين،ط ،1العرش البن أبي شيبة، تحقيق أبو عبد اللــه بن حمــد الحمــود، الكــويت, ط

هـ.1406 العقيدة اإلسالمية في دائرة المعارف اإلسالمية، د. خالد بن عبد الله القاسم، رسالة دكتوراه غــير منشــورة، جامعــة أم القــرى، كليــة أصــول الــدين، قســم

هـ.1418، العقيدة والمذاهب المعاصرة ،1عقيدة التوحيد، الشيخ صــالح الفــوزان الريــاض، دار العاصــمة الريــاض، ط

هـ.1420 الريــاض,عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتــدعين، صــالح البليهي،

هـ.1404، 2طهـ.1425، 1 ط الرياض,العقيدة والمذاهب المعاصرة، عبد العزيز ندا،

علوم الحديث البن الصالح، تحقيق نور الدين عــتر، بــيروت، المكتبــة العلميــة،هـ. 1401طبعة

العولمة الثقافية وموقــف اإلســالم منهــا ، إســماعيل علي محمــد، دار الكلمــةم.2001هـ- 1421، 1ط للنشر والتوزيع ،

العولمة وقضية الهوية الثقافية في ظل الثقافة العربية المعاصــرة، محمــد بنم.2001هـ- 1422، 1 طبيروت, دار العلم للماليين،سعد التميمي،

م،6/5/1998-4العولمة والهوية المؤتمر العلمي الرابع لكلية اآلداب والفنون ــة ــة العربي ــة والثقاف ــوان العولم ــين بعن ــوان حس ــين عل ــدكتور حس بحث لل

م.1999 ، 1ط فالدليفيا باألردن, عمان، منشورات جامعةهـ.1405، 2غزو في الصميم، عبد الرحمن الميداني ،دار القلم ، دمشق ، ط

،1في الثقافة اإلسـالمية أحمـد نوفـل وآخـرون ، عمـان، دار عمــار للنشـر،طهـ.1404

فيض القدير شرح الجامع الصغير،اإلمام عبد الــرؤوف المنــاوي، دار المعرفــة.1391، 2 ط - بيروت

القطاع الخيري ودعــاوى اإلرهــاب على المؤسسـات اإلسـالمية، د. محمــد بنهـ.1424عبد الله السلومي، صادر عن مجلة البيان، الرياض، الطبعة األولى

القضــاء والقــدر في الكتــاب والســنة ومــذاهب النــاس فيــه، د. عبــد الــرحمنهـ. 1414 ، 1المحمود ، دار النشر الدولي ، الرياض ط

.2القول المفيد على كتاب التوحيد، الشيخ محمد العثيمين، ابن الجوزي، ط الكافية الشافية في االنتصار للفرقة الناجية، ابن القيم، دار المعرفة، بــيروت،

هـ.1345.1300لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور، دار صادر، بيروت،

لمحات في الثقافـة اإلسـالمية، عمـر بن عـودة الخطيب , بــيروت , مؤسسـةهـ 1399، 3الرسالة ط

هـ1424شعبان الرياض, وزارة التربية والتعليم, ـ، 101مجلة المعرفة، العدد موضوع قيم اإلسالم، الحوار االنفتاح على العالم.

.1طالرياض, مجموع الفتاوى البن تيمية، جمع ابن قاسم، مخاطر العولمة على الهويــة الثقافيــة، د.محمــد عمــارة، مصــر نهضــة مصــر،

1999. ،مكتبــة الســنةمصر, ،مدارج السالكين البن القيم، تحقيق محمد حامد الفقيه

، د.ت.1ط مدخل إسالمي لحوار الحضارات ، لمحمد السعيد عبد المــؤمن ، بحث مقــدم

هـــ غــير1423لندوة اإلسالم وحوار الحضــارات ، مكتبــة الملــك عبــد العزيــز ،مطبوع .

ــة اإلســالمية، د.ســعود بن ســلمان آل ســعود، ود. نعمــان مــدخل إلى الثقافهـ.1419، 1السامرائي، مؤسسة الرسالة، ط

المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية، عبد الكريم زيدان، مؤسسة الرسالة، طم.1998، 5

مدخل لمعرفة اإلسالم، د. يوسف القرضاوي، بـيروت، مؤسسـة الرسـالة، طهـ.1422، 1

ــادي، العين، المرتكزات األساسية في الثقافة اإلسالمية، د. أحمد صــبحي العبهـ.1421، 1دار الكتاب الجامعي، ط

مسئولية اإلعالم في تأكيد الهويــة الثقافيـة ، د. سـاعد العـرابي الحــارثي، منمنشورات المجلة العربية، )د. ط. ت. (

م.1990، 1المستدرك على الصحيحين للحاكم, دار الكتب العلمية, ط م.1980مسند اإلمام أحمد بن حنبل، دار المعارف المصرية،

مشارق األنوار على صحاح اآلثار, للقاضي عياض، طبع ونشر المكتبة العتيقة،تونس, دار التراث، القاهرة.

معجم مقاييس اللغة، أبو الحسن أحمد بن فارس، القــاهرة،مكتبــة الخــانجي،هـ.1402، 3ط دار إحياء التراثالقاهرة، المعجم الوسيط، الدكتور إبراهيم أنيس وآخرون،

.م1973، طبعة العربي المغني البن قدامة المقدسي، تحقيق عبد الله التركي، المدينة المنورة، دار

هـ.1409، 1هجر طــق، دار القلم، ط ،2المفردات للراغب األصفهاني تحقيق صفوان داوود، دمش

هـ 1418 مقدمات قي الثقافة اإلسالمية د. مفــرح بن ســليمان القوصــي الريــاض , دار

هـ 1418، 2الغيث، ط جامعـةمنهاج السنة النبوية شيخ اإلسالم ابن تيمية تحقيق محمد رشاد سالم،

هـ.1406، 1طاإلمام محمد بن سعود، ــة ــاض ، مكتب ــاد د.عثمــان حســن ، الري منهج االســتدالل على مســائل االعتق

هـ.1412، 1الرشد، طدار الحكمة ، طالسعودية, الرياض، منهج التلقي واالستدالل، أحمد الصويان،

هـ. 1420 ، 2 الموســوعة الميســرة في األديــان والمــذاهب واألحــزاب المعاصــرة، إشــراف

وتخطيط ومراجعة، د. مانع بن حمــاد الجهــني، الريــاض، دار النــدوة العالميــةهـ.1418، 3للشباب اإلسالمي، ط

م.1985، ، بيروتالموطأ، لإلمام مالك، دار إحياء التراث العربي موقف ابن تيميــة من األشــاعرة، د. عبــد الحمن المحمــود ، الريــاض ، مكتبــة

هـ.1415، 1الرشد، طــدم إلى موقف اإلسالم من الحضارات األخرى، د. محمد نورد شان ، بحث مق ندوة اإلسالم وحوار الحضارات، غــير منشــورة ، مكتبــة الملــك عبــد العزيــز ،

هـ.1423الرياض ، السعودية ، محرم ، نحــو ثقافــة إسـالمية، أصــيلة، عمــر سـليمان أشـقر ، دار النفــائس ، عمــان ـ

هـ.1424، 13م، ط1997هـ - 1418، 6 ط األردن، الطبعتان: النهاية في غريب الحديث واألثــر، مجــد الـدين محمــد بن الجـزري ابن األثــير،

، تحقيق طاهر الزاوي، محمود الطناحي، بيروت المكتبة العلمية 2/409نواقض اإليمان االعتقادية، د. محمد بن عبد الله الوهيبي، رسالة علمية.

، الريــاض، دار نواقض اإليمان القولية والعملية د. عبــد العزيــز العبــد اللطيفهـ . 1415، 2 ط ، الوطن

،1الوجيز في الثقافة اإلسالمية، د.همام سعيد وآخــرون،عمــان،دار الفكــر، طهـ.1422

*****

التفصيلي الفـهــرس

الصفحةالموضوع..............................................مقدمة

...................5

7اإلسالمية أوال: الثقافة مفه���������������������وم الثقاف���������������������ة

...........................................اإلسالمية......

9

أ- تعريــــــــــــــــــــــف الثقافــــــــــــــــــــــة في...........................................اللغة

9

ب- تعريـــــــــــــــــــــف الثقافـــــــــــــــــــــة في...................................االصطالح

10

ج- العالقـــــــــة بين الثقافـــــــــة وغيرهـــــــــا من..........................المعارف

10

ــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــة بين الثقاـف أوال: العالـق.................................والعلم

10

ـا: العالقــــــــــــــة بين الثقافــــــــــــــة ثانيـــــــــــــ..............................والحضارة

11

ـــــــــــف الثقافــــــــــــة اإلســــــــــــالمية د- تعرـي..............................اصطالحا

12

أه�����������داف دراس�����������ة الثقاف�����������ة.........................................اإلسالمية

14

أهمي����������������������ة الثقاف����������������������ة...........................................اإلسالمية

.......

16

ــــــــــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــــــــــار الثقاـف آـث.............................................اإلســالمية

..

16

مص����������������������ادر الثقاف����������������������ة...........................................اإلسالمية

.....

19

المص��������������������ادر الش��������������������رعية............................................األصلية

19

ـــــــــــــــــــــرآن المصــــــــــــــــــــــدر األول: الـق........................................الكريم

19

المصـــــــــــــــدر الثـــــــــــــــاني: الســـــــــــــــنة..........................................النبوية

21

ــنة ــواع الس )الســنة القوليـــة، الســـنة العمليـــة، الســـنةأن ........التقريرية(

21

مكانـــــــــــــــــة الســـــــــــــــــنة مـــــــــــــــــع......................................القرآن

22

التاريخ اإلســالمي،، القياس,اإلجماع)المصادر الفرعية ــة، ــة العربيـ ــالمي اللغـ ــتراث اإلسـ ــانية، الـ ــبرات اإلنسـ الخـ

24 ..................(النافعة التح�����ديات ال�����تي تواجهه�����ا الثقاف�����ة

................................اإلسالمية25

أوال: الغ�������������������������������������������������زو...........................................العس��كري

....

25

ثاني������������������������ا: الغ������������������������زو..............................................الفكري

...

28

ثالث��ا: آث��ار التح��ديات ال��تي تواج��ه الثقاف��ةاإلسالمية....................

34

س��بل مواجه��ة التح��دياترابع��ا: ...............................الثقافية

38

موق���ف المثق���ف المس���لم من الثقاف���ات...............................األخرى

42

)االتجاه السلبي، االتجاه التغريبـي، االتجــاه التــوفيقي، االتجـاه ...........المعتدل(

42

الح������������������������������������������������وار بين...........................................الحضارات

........

45

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف تعرـي................................................الحــوار......

45

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف تعرـي..............................................الحضارة

......

46

اإلـســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم دين................................................الحــوار

.

47

أهم أهـــــــــــــــــــــداف الحـــــــــــــــــــــوار في.......................................اإلسالم

48

آداب................................................الحــوار........

51

57لإلسالم العامة ثانيا: الخصائص الم�������������������������������������������������������راد

..........................................بالخصائص..............

59

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف تعرـي...............................................اإلســالم

.....

59

المنـــــــــاهج الموجـــــــــودة على وجـــــــــه األرض..................................

60

منهج مــــــــــــــــــــــــدني بشــــــــــــــــــــــــري.......................................خالص

60

منهج دـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني..............................................بشري

62

منهج دـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني...............................................محرف

63

الخصيص��������������������������������ة األولى: دين..............................................إلهي

65

الخصيص�����������������ة الثاني�����������������ة: دين.............................................شامل

69

الخصيص�����������������ة الثالث�����������������ة: دين............................................الفطرة

72

الخصيص�������������������ة الرابع�������������������ة:............................................الوسطية

..

74

الخصيص���������������ة الخامس���������������ة: دين...........................................العلم

77

الخصيص���������������ة السادس���������������ة: دين.......................................األخالق

84

89اإلسالمية ثالثا: العقيدة تعري�����ف العقي�����دة اإلس�����المية وبي�����ان

..................................أهميتها91

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة في العقـي..................................................اللغة

...

91

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة في العقـي.............................................االصطالح

..

91

ـــــــــــــــــــــــام ـــــــــــــــــــــــف الـع أوال: التعرـي.................................االصطالحي

91

ـا: تعريـــــــــــــــف العقيـــــــــــــــدة ــــــــــــــ ثاني...................................اإلسالمية

91

ــــــــــــــــــــــــــدة ــــــــــــــــــــــــــة العقـي أهمـي.............................................اإلسالمية

91

منهج تلقي العقي��دة اإلس��المية واالس��تدالل.........................عليها

95

أوال: منهج تلقي العقي���دة اإلس���المية عن���د......................السلف

95

االقتصـــــــــــــار في منهج التلقي على– 1.........................الوحي

95

ــل دوره2 - التسليم لما جاء به الوحي مع إعطاء العق.......الحقيقي

96

- تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرك3................................................االبتداع

.

96

- تلقي النصـــــــــــــــوص دون مقـــــــــــــــررات4...........................سابقة

97

ثاني���ا: منهج الس���لف في االس���تدالل على........................العقيدة

97

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة1 - حجـي.................................................السنة

.

97

ـا2 - االلـــــــتزام بالكتــــــــاب والســـــــنة لفظـــــــ..........................ومعنى

98

ــاب3 ــ ــوص الكت ــ ــذموم لنص ــ ــل الم ــ ــرك التأوي ــ - ت.................والسنة

98

- عــــــــــــدم التفريــــــــــــق بين الكتــــــــــــاب4...............................والسنة

98

وجــوب تقــديم الشــرع على العقــل عنــد تــوهم– 5..........التعارض

98

ــوص 6 ــحة فهم النص )االعتمــاد على فهم الصــحابة،- ص معرفــة اللغــة العربيــة، جمــع النصــوص الــواردة في المســألة

.......الواحدة، معرفة مقاصد التشريع اإلسالمي(99

101أركان اإليمانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــركن في اـل

..................................................اللغة....

101

اإليمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان....................................................لغة

......

101

اإليمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان..............................................اصطالحا

.....

101

األدلــة على اإليمــان باألركــان من القــرآن الكــريم.................والسنة

102

ال���������ركن األول: اإليم���������ان بالل���������ه ..........................................تعالى

104ــــــــــــــه1 - اإليمـــــــــــــــان بوجـــــــــــــــود الـل

.........................................تعالى105

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان2 - اإليـم...............................................بربوبيته

..

108

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان3 - اإليـم...............................................بألوهيته

..

110

- اإليمــــــــــــــــــــــــان بأســــــــــــــــــــــــمائه4..........................................وصفاته

116ــــــــــــــــه ــــــــــــــــان بالـل ــــــــــــــــار اإليـم ثـم

................................................تعالى119

ال�����������ركن الث�����������اني: اإليم�����������ان............................................بالمالئكة

120 تعريـــــــــــــف المالئكـــــــــــــة في اللغـــــــــــــة

...............................واالصطالح120

- اإليمـــــــــــــــــــــــان بوجـــــــــــــــــــــــودهم1........................................حقيقة

121 - اإليمـــــــــــــان بمـــــــــــــا ســـــــــــــمي منهم2

....................................باسمه121

من صــفاتهمملسو هيلع هللا ىلص- اإليمان بما أخبر الله ورسوله 3.....الخلقية والخلقية

121 من أعمالهمملسو هيلع هللا ىلص- اإليمان بما أخبر الله ورسوله 4

لوا بها ........التي وك124

ثمــــــــــــــــــــــــــــار اإليمــــــــــــــــــــــــــــان..............................................بالمالئكة

...

128

ال�����������ركن الث�����������الث: اإليم�����������ان...........................................بالكتب

129

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف تعرـي.................................................الكتب.....

129

- اإليمـــــــــــــــــــــــــــان بهـــــــــــــــــــــــــــا1 ................................................إجماال

129

ــه2 ــ ــا على وج ــ ــا منه ــ ــمي لن ــ ــا س ــ ــان بم ــ - اإليم.....................الخصوص

129

- اإليمـــــــــــان بمـــــــــــا في هـــــــــــذه الكتب3 ..................................إجماال

130

ــاتم4 ــ ــنزل على خ ــ ــرآن الم ــ ــذا الق ــ ــان به ــ - اإليم.......................النبيين

130

ـــــــــــــــــــــــــزال ـــــــــــــــــــــــــة من إـن الغاـي..............................................الكتب

131

مواضــــــــــــع االتفــــــــــــاق واالختالف بين الكتب.....................السماوية

132

ثمــــــــــــــــار اإليمــــــــــــــــان بــــــــــــــــالكتب..........................................المنـزلة

133

ال�����������ركن الراب�����������ع: اإليم�����������ان............................................بالرسل

134

تعريــــــــف النــــــــبي والرســــــــول والفــــــــرق................................بينهما

134

حكمــــــــــــــــــــــــــــة إرســــــــــــــــــــــــــــال...............................................الرسل

135

- اإليمـــــــــــــان بجميـــــــــــــع الرســـــــــــــل1 .....................................إجماال

135

- اإليمـــــــــــــان بمـــــــــــــا علمنـــــــــــــا منهم2 ...................................تفصيال

137

..................ملسو هيلع هللا ىلص - اإليمان إجمــاال وتفصــيال بمــا جــاء بــه نبينــا محمــد3138

- اإليمــــــــــــان بمعجــــــــــــزات الرســــــــــــل4...............................وبيناتهم

139

ــــــــة القـــــــــرآن على نبـــــــــوة محمـــــــــد ......................................ملسو هيلع هللا ىلص دالـل141

ثمــــــــــــــــار اإليمــــــــــــــــان برســــــــــــــــل................................................الله

141

ال�����ركن الخ������امس: اإليم������ان ب�����اليوم.....................................اآلخر

143

ـــــــــــــــــــــــــــوم ـــــــــــــــــــــــــــف الـي تعرـي.................................................اآلخر

143

- اإليمـــــــان بكـــــــل مـــــــا يكـــــــون بعـــــــد1.................................الموت

143

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان2 - اإليـم................................................بالبعث

.

145

- اإليمـــــــــــــــــــــــان بالحســـــــــــــــــــــــاب3........................................والجزاء

146

ــــــــــــــــــــــــة4 ــــــــــــــــــــــــان بالجـن - اإليـم.............................................والنار

149

ـــــــــــــــاليوم ثمــــــــــــــــار اإليمــــــــــــــــان ـب............................................اآلخر

150

ال����������ركن الس����������ادس: اإليم����������ان..........................................بالقدر

151

ــــــــــــــــف القـــــــــــــــــدر لغـــــــــــــــــة تعرـي............................................وشرعا

151

ــــــــــــــــــــــه1 ــــــــــــــــــــــان بعلم الـل - اإليـم..........................................القديم

152

ـــــــــــــــــــــــاب2 ـــــــــــــــــــــــان بالكـت - اإليـم..........................................األول

153

- اإليمـــــــــــــــــــــــــان بعمـــــــــــــــــــــــــوم3............................................المشيئة

153

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان4 - اإليـم................................................بالخلق

...

153

حكم االحتجــاج بالقــدر على تــرك الواجبــات أو فعــل..........المعاصي

155

ثمــــــــــــــــــــــــــــار اإليمــــــــــــــــــــــــــــان.................................................بالقدر

..

158

ن�����������������������������������������������������واقض..............................................اإليمان

............

160

معـــــــــــــنى النـــــــــــــواقض في اللغـــــــــــــة................................واالصطالح

160

اإليم������������������انأوال: ن������������������واقض..........................................االعتقادية

161

ــــــــــــــالى1 ــــــــــــــه تـع - الشـــــــــــــــرك بالـل.............................................

161

ــرائض2 ــ ــيء من الفـ ــ ــذيب بشـ ــ ــود والتكـ ــ - الجحـ.............والواجبات

161

ــرورة3 ــدين بالضـ ــوم من الـ ــر معلـ ــتحالل أمـ - اسـ...............تحريمه

162

- الشك في حكم من أحكــام اللــه عــز وجــل أو في4خبر من أخباره...

162

ــرهم أو5 ــر المشــركين أو شــك في كف - من لم يكف......صحح مذهبهم

162

............... ملسو هيلع هللا ىلص - اعتقاد أن بعض النــاس ال يجب عليــه اتبــاع النــبي6162

- اإلعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراض عن دين7........................................الله

163

النفـــــــــــــــــــــــــــــاق– 8............................................االعتقادي

163

اإلبــــــــــــــــــــــــــــــاء– 9............................................واالستكبار

164

ثاني������������ا: ن������������واقض اإليم������������ان.............................................القولية

164

ســــــب اللــــــه تعــــــالى أو رســــــله أو– 1..................................كتبه

164

ــــــــــه، أو2 - االســـــــــــتهزاء باللـــــــــــه، أو ديـن................................رسله

165

ــــــــــــدين3 - إنكـــــــــــــار معلـــــــــــــوم من اـل................................بالضرورة

165

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء4 - ادـع.................................................النبوة

....

165

- ادعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء علم5...............................................الغيب

165

ثالث������������ا: ن������������واقض اإليم������������ان............................................العملية

166

الشـــــــرك في عبـــــــادة اللـــــــه عـــــــز– 1....................................وجل

166

2- ................................................السحر

.........

166

- االســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتهانة3............................................بالمصحف

167

- مظـــــــاهرة المشـــــــركين ومعـــــــاونتهم على4.......................المسلمين

167

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير حكم تكـف................................................المعين

..

168

العام الفـهــرس

7اإلسالمية الثقافة أوال: مفه���������������������وم الثقاف���������������������ة

...........................................اإلسالمية......

9

أه�����������داف دراس�����������ة الثقاف�����������ة.........................................اإلسالمية

14

أهمي����������������������ة الثقاف����������������������ة...........................................اإلسالمية

.......

16

آث������������������������ار الثقاف������������������������ة...........................................اإلسالمية

.........

15

مص����������������������ادر الثقاف����������������������ة...........................................اإلسالمية

.....

19

التح�����ديات ال�����تي تواجهه�����ا الثقاف�����ة................................اإلسالمية

25

موق���ف المثق���ف المس���لم من الثقاف���ات...............................األخرى

42

الح������������������������������������������������وار بين...........................................الحضارات

........

45

57لإلسالم العامة ثانيا: الخصائصمدخل وفيه :

الم�������������������������������������������������������راد..........................................بالخصائص

..............

59

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف تعرـي...............................................اإلســالم

.....

59

المنـــــــــاهج الموجـــــــــودة على وجـــــــــه األرض..................................

60

الخصائص العامة الخصيص��������������������������������ة األولى: دين

...........................................إلهي65

الخصيص�����������������ة الثاني�����������������ة: دين..........................................شامل

69

الخصيص�����������������ة الثالث�����������������ة: دين.........................................الفطرة

72

الخصيص�������������������ة الرابع�������������������ة:...........................................الوسطية

74

الخصيص���������������ة الخامس���������������ة: دين........................................العلم

77

الخصيص���������������ة السادس���������������ة: دين....................................األخالق

84

89اإلسالمية ثالثا: العقيدة تعري�����ف العقي�����دة اإلس�����المية وبي�����ان

..................................أهميتها91

منهج تلقي العقي��دة اإلس��المية واالس��تدالل.........................عليها

95

أرك�������������������������������������������������������ان..............................................اإليمان

.............

101

الـــــــــــــركن األول: اإليمـــــــــــــان باللـــــــــــــه ......................................تعالى

104ــــــــــــــاني: اإليمـــــــــــــــان ــــــــــــــركن الـث اـل

......................................بالمالئكة120

الـــــــــــــــركن الثـــــــــــــــالث: اإليمـــــــــــــــان......................................بالكتب

129

الـــــــــــــــركن الرابـــــــــــــــع: اإليمـــــــــــــــان.......................................بالرسل

134

الــــــــركن الخــــــــامس: اإليمــــــــان بــــــــاليوم................................اآلخر

143

ـــــــــــــركن الســــــــــــــادس: اإليمــــــــــــــان اـل.....................................بالقدر

151

ن�����������������������������������������������������واقض..............................................اإليمان

..........

160

ــــــــــــــــــــــواقض اإليمـــــــــــــــــــــــانأوال: ـن.....................................االعتقادية

161

ـا: نـــــــــــــــواقض اإليمـــــــــــــــان ــــــــــــــ ثاني.........................................القولية

164

ـا: نـــــــــــــــواقض اإليمـــــــــــــــان ــــــــــــــ ثالث.........................................العملية

166

فه���������������������رس المص���������������������ادروالمراجع............................................

....

169

الفه���������������������������������������������������رسالتفصيلي...........................................

............

175

الفه���������������������������������������������������رسالعام.................................................

..........

182