ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … ·...

245
ارة اﻝﺘﻌﻠﻴم اﻝﻌﺎﻝﻲ و اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ وز ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر- ﺒﺴﻜرة- ﻜﻠﻴﺔ اﻵداب و اﻝﻠﻐﺎت ﻗﺴم اﻷدب اﻝﻌرﺒﻲ اﻷﺒﻌﺎد اﻝﻌﻠﻤﻴ ـ ﻓﻲ اﻝﻨﻘد اﻷدﺒﻲ اﻝﻌرﺒﻲ اﻝﻤﻌﺎﺼر ﻤذﻜرة ﻤﻘدﻤﺔ ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ﻓﻲ اﻷدب اﻝﻌرﺒﻲ ﺘﺨﺼص: اﻝﻨﻘد اﻷدﺒﻲ إﻋداد اﻝطﺎﻝب: - ﻋﺎﺸور ﺘواﻤﺔ إ اف اﻝدﻜﺘور ﺸر: - ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي أﻋﻀﺎء ﻝﺠﻨﺔ اﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: اﻻﺴم و اﻝﻠﻘب اﻝرﺘﺒﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺼﻔﺔ1 - ار اﻤﺤﻤد ﺒن ﻝﺨﻀر ﻓور أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر- أ- ﺒﺴﻜـرة رﺌﻴﺴـ ﺎ2 - ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر أ- ﺒﺴﻜـرة ﻤﺸرﻓﺎ ا و ﻤﻘرر3 - ﺒﺸﻴر ﺘﺎورﻴرﻴــت أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر أ- ﺒﺴﻜـرة ﻋﻀوا ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ4 - ﻋﻠﻲ ﺨﻔﻴـــــف أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر أ- ﻋﻨﺎﺒـﺔ ﻋﻀوا ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 1430 ﻫـ/1431 ﻫـ2009 م/ 2010 م

Upload: others

Post on 22-Sep-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

-بسكرة -خيضر جامعة محمد

اللغاتكلية اآلداب و

األدب العربيقسم

ة ـاألبعاد العلمي

العربي المعاصراألدبي في النقد

مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير

النقد األدبي :األدب العربي تخصصفي

:إعداد الطالب

توامة عاشور -

:شراف الدكتورإ

محمد عبد الهادي -

أعضاء لجنة المناقشة:

الصفة الجامعة الرتبة االسم و اللقب

رئيســـــا بسكـرة - أ - أستاذ محاضر امحمد بن لخضر فورار -1

و مقررا مشرفا بسكـرة - أ–أستاذ محاضر محمد عبد الهادي -2

عضوا مناقشا بسكـرة - أ–أستاذ محاضر بشير تاوريريــت -3

عضوا مناقشا عنابــة - أ–أستاذ محاضر علي خفيـــــف -4

هـ1431هـ/1430 :الجامعيةالسنة

م2010/م2009

Page 2: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

م � ا�ر��ن � ا�ر��م

Page 3: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

��د�ــــــــ

Page 4: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

��ت ��ون � و ��ده

Page 5: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

أ

فكرة اجلمع بني مفاهيم و مقوالت العلوم اإلنسانية و مناهجها من جهة،بهذه الدراسة النقدية تم األديبد كساب النقا من جهة أخرى، و ذلك من أجل مشروعية و االجتاهات النقدية الكربى و مبادئ النقد

إثبات جدارا يف سلم العلمية، و الثقافية إىلالطابع العلمي يف ظل ارتباطه بسعي كافة احلقول املعرفية ت فهمهر و إمكانية إنتاج معرفة علمية باألدب تفاديا للتأمالت و االنطباعات و اإليديولوجيات اليت أط

عرب تارخيه الطويل بوتائر خمتلفة.و تقوميه إشكالية و إذ تم هذه الدراسة باألبعاد العلمية يف النقد األديب العريب املعاصر، فإا قد واجهت

و انفتحت على أزمة نقدية سواء أكانت عربية أم غربية، حيث استدعى هذا االهتمام استطالع آراء النقاد العرب سالم "و ذلك منذ أن دعا ابن ،القدامى يف سعيهم إىل إرساء نقد الشعر لديهم على أسس حمددة و متفق عليها

ن غريه من ااالت الثقافية اليت احتضنته زمنا طويال، و إىل يف مقدمة طبقاته إىل استقالل نقد الشعر ع "اجلمحي ،الناقد املتخصص الذي ميلك مؤهالت علمية و فنية جتعله عاملا بالشعر و قادرا على أن ينتج معرفة صحيحة به

فشكل بذلك منعطفا جوهريا يف تاريخ نقد الشعر عند العرب، سارت على هداه معظم الدراسات النقدية ابن "اليت سعت إىل إخضاع دراسة الشعر إىل حماكمة عقلية و إىل تدبر طويل، مثلما ذهب إىل ذلك الالحقة

ابن "يف مقدمة الشعر و الشعراء، و إىل وضع معايري حمددة لفهم الشعر و تقوميه مثلما ذهب إىل ذلك "قتيبة ،نطقية للشعرو نظرته امل "بن جعفر ةقدام"مرورا جبهود ،يف عيار الشعر "طباطبا العلويو "القريواين املسيلي ابن رشيق"جهود و األديب، نظرية النظم و أثرها يف النقدرجاين من خالل اجلو عبد القاهر

، و كلها جهود تناوبت على الدعوة إىل تقليص االنطباعية الذاتية و التأثرية يف دراسة الشعر و "القرطاجين حازم" سعت هذه اجلهود جمتمعة إىل الدفع بالنقد األديب حنو العلمية، إخضاعها إىل حماكمة منطقية، حيث

بيد أا قد اجتهت إىل إضفاء الطابع العلمي على النقد األديب ،و إىل إنتاج معرفة صحيحة و موضوعية بالشعر ية، من خالل علم الناقد و شخصيته، و ليس من خالل املنهج النقدي أو النظرية النقدية أو اإلجراءات املنهج

و بالتايل فإن جناعة النقد تكتسب من جدارة الناقد احلصيف الذي ميتلك سلطة علمية تؤهله للفهم و اإلفهام و احلكم دون غريها.غربيا و عربيا مل يفارقا ما طرحه النقاد القدامى يف اجلوهر، حيث عمل احلديث و املعاصر بيد أن النقد

ىل استثمار مفاهيم العلوم اإلنسانية و مناهجها يف دراسة األدب إ املذكورين النقاد احملدثون يف الفضائني الثقافينيظاهرة و نصوصا من جهة ثانية، خصوصا بعد أن باألدبمن جهة، و إنتاج معرفة األديببغية حتقيق علمية النقد

استقلت العلوم اإلنسانية و استوت منذ القرن التاسع عشر بتجديد موضوعاا و نظرياا ، و بعد أن فتحت اال يف دراسة األدب باعتباره نشاطا إنسانيا خالصا، تتم دراسته و مناهجهامفاهيمها و

دراسة علمية مثل غريه من األنشطة اإلنسانية اليت اهتمت ا، و لذلك فإن حداثة النقد األديب قد ارتبطت يف قل بانفتاحه على العلوم اإلنسانية.جانب منها على األ

Page 6: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

ب

،أن هذا االنفتاح على العلوم اإلنسانية إلكساب النقد األديب الطابع العلمي قد يعيق هذا الطموحغري سواء من خالل اإلشكاالت اليت طرحت حول مصداقية العلوم اإلنسانية نفسها يف مضمار العلم إذا قيست

شاطا إنسانيا تتدخل فيه قوى نبوصفه من خالل خصوصية املوضوع األديب مأ ،مناهجها و نتائجها بالعلوم احلقةته حتول دون الظفر باإلمساك العلمي بتجليا ،إنسانية داخلية و ظروف خارجية اجتماعية و تارخيية خاصة

عن العلوم اإلنسانية و إرسائه على أسس خاصة تؤهله األديبإىل استقالل النقد املختلفة، مما قوى نزعة الدعوة نشاطا إنسانيا لغويابوصفه و مناهجه، و منسجم مع خصوصيات األدب إلنتاج علم لألدب مستقل مبفاهيمه

خمصوصا.استقراء معظم التصورات و النظريات و األفكار اليت قاربتها، و إىل و هكذا يتبدى أن هذه الدراسة تسعى

البعد و هي البعد التارخيي النظري و ،فصول ةمن خالل ثالث أبعاد ةعلى ثالثتنظيمها و توزيعها دف ذلك .التحليلي املنهجي و البعد املنهجي

العريب املعاصر) ال يعين الولوج يف األديب و مما يفيد أن موضوع الدراسة املوسوم بـ: (األبعاد العلمية يف النقد مطبات االدعاء العلمي، و إمنا القصد منه كل حديث يستبطن العلم بنظرياته و مفاهيمه و مناهجه

فسه و املوضوع الذي يعاجله طابع العلم ؟ مع السعي احلثيث إلقناع املتلقي باجلدوى و مصطلحاته إلكساب نالعلمية لقراءة النص األديب، و بالنتائج اليت يتوصل إليها من خالل حديثه عن املوضوع، و هذا ما جيعله قارئا

منوذجيا مشاركا و بقوة يف إحداث التفاعل النصي. ، إماطة اللثام على العلوم اإلنسانية إلكساب النقد األديب طابع العلمو بقدر ما تسعى هذه الدراسة إىل

و مها هدفان ال ،)األدببقدر ما تسعى أيضا إىل نقد علمي يهدف إىل تأسيس معرفة علمية مبوضوعه (علم يتبلوران يف حتديدات مشرتكة بل ختتلف مفاهيمها من بعد إىل آخر تنظريا و تطبيقا.

الفكرية األنشطةمعرفيا له نظرياته و مناهجه يسعى إىل االنفتاح على العلوم و الجماوصفه و النقد بالنصوص األدبية) ليكتسب مدلوله من خالل الزاوية اليت – املختلفة، كما أنه يرتبط مبوضوعه (الظاهرة األدبية

يمتها وفق املعايري اليت و هو وسيلة إجرائية دف إىل الكشف عن النصوص األدبية و رصد ق ،ينظر منها إليهما حيددها الناقد و وفق األهداف املتوخاة من األدب.

،و بذلك يصبح النقد لغة ثانية على لغة أوىل تنطلق من نظرية ما حول األدب مسلحة بثقافة أو علم قد و تعمل على بلورة تلك النظرية يف منهج معني حيدد و يضبط العالقة بني الناقد و املوضوع، و بني النا

،ن العمل النقدي برمتهاملتوخاة م األهدافو الزاوية اليت يعريها أمهية يف األدب، و تبلور معايري إجرائية حتقق بل إن ارتباطاته بالنقد ،مستقلة مغلقة على نفسهاال ميكن احلديث عنه كبنية ريب احلديث و املعاصرو النقد الع

معظم النظريات و املناهج و اإلجراءات اليت تبلورت فيه مقتبسة خصوصا و أن ،الغريب عموما ال ميكن التنكر لهالنقاد العرب اجلهود اخلاصة اليت بذهلا كثري منإغفال دون ،أو مستلهمة أو حمتذية للنقد الغريب بكافة تفاصيله

م مع املناخ الثقايف العريب عموما، تالئد تطويع النظريات و املناهج و اإلجراءات الغربية لتصق

Page 7: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

ج

ذلك ال يزيل عنه صفة االحندار من األصل الغريب و هذا ما جعل أنالعريب، بيد األديبمع خصوصية النص و نقد له خصوصيته الثقافية العربية. إنتاجالنقد األديب العريب يعجز عن

الثالثة العريب جيد نفسه مشدودا إىل اإلنتاج األديب الغريب و ال سيما يف العقود األديبو مبا أن اإلنتاج مستفيدا من النقد الغريب الذي خطاجديدة تضمن رؤىخاصا ا قساألخرية من القرن العشرين، فإنه قد عرف ن

و مقاربتها انطالقا من أقرب العلوم إليها و هو علم اللغة يف أفق تأسيس ،خطوات جبارة يف فهم الظاهرة األدبيةالفعل النقدي طابع العلم، و على منح اليت عملت على دون أن يعين ذلك ميش العلوم األخرى األدب،علم

اإلحاطة بالظاهرة األدبية و جتلياا النصية. إن جمال النقد األديب العريب املعاصر قابل ألن تتولد من رمحه عدة موضوعات ال تقبل احلصر،

إال يف فقرات يف إطار عام من و املوضوع املتطرق إليه مل ينل بطبيعته تلك عناية كبرية لدى الباحثني املعاصرين أو يف شكل دراسات مستقلة دف إىل رصد عالقة النقد األديب املعاصر بالعلوم اإلنسانية ،تضاعيف كتبهم

و تكون مشغولة بربط تلك العالقة لتوضيحها و حتديد موقف منها، قبوال أو رفضا أو احرتازا. ،أو بأحدها رة األدبية أو بالنص األديب ة علمية بالظاهعرفيف إنتاج مو قد يهتم بنجاعة هذا العلم أو ذلك

كساب النقد الطابع املوضوعي، و إبعاد الناقد عن الذاتية و االنطباعية و التأثرية يف أحكامه و تقوميهأو با للنصوص األدبية، و هذا ما حفزين و شجعين لتخصيص هذه الدراسة ملعاجلة املوضوع مبا يقتضيه ذلك من

دة من األفكار املتناثرة يف الدراسات املختلفة بغية تأسيس تصور منسجم و متكامل حوله.االستفابالصرامة الفكرية و املنهجية اليت يهدف - يف جمال الدراسات األدبية و النقدية –و مهما تسلح الباحث

جيد نفسه مضطرا لذلك بواسطتها إىل أن يعصم نفسه دون االنفتاح على املوضوعات ااورة لفلك موضوعه، فإنه االنفتاح حبكم جتاور املوضوعات و تشابكها ما دام اال واحدا.

و على الرغم من أن املوضوع حمدد املعامل مبا مييزه عن املوضوعات ااورة لتسليط األضواء على املوضوع نظريات النقدية، و ثالثة يف و أخرى يف مضمار ال ،املركزي من زوايا خمتلفة أجد نفسي مرة يف أتون نظرية األدب

قة النقد األديب و رابعة يف ارتباطه باالجتاهات النقدية املعاصرة، و أخريا يف نطاق عال ،نطاق تاريخ النقد األديبإذ سرعان ،و لقد حرصت من خالل هذا االنفتاح املوضوعايت على عدم ضياع املوضوع املركزيبالعلوم األخرى،

ل عنه مؤقتا لتوضيح زاوية من زواياه.ما أعود إليه بعدما أنفصالذي و ،يندرج موضوع الدراسة يف نطاق ما أصبح متواترا لدى الباحثني املعاصرين باسم (نقد النقد)

و بذلك يصبح نقدا من الدرجة الثانية. أصالإجناز عمل على عمل موجود أجل من ينكب على النقديكون أوهلما حمكوما بإجنازات ثانيهما كما هو األمر يف النقد إن اإلقرار بأن نقد النقد ينهض على النقد و

فإن نقد النقد يف الثقافة العربية يصبح عدمي اجلدوى ما دامت العلوم األدبية متخلفة مع غياب أطر نظرية ،الغريب كافية و تدين الوعي النقدي.

Page 8: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

د

نه ميثل حلقة متطورة يف احلركة النقدية املشهد الثقايف األديب العريب املعاصر على الرغم من إشكاالته فإو الرؤى تو هذا التطور هو الذي يربز قيام نقد النقد يف احلركة النقدية العربية املعاصرة مهما اختلف ،العربية احلديثة

حول مدى ذلك التطور و آفاقه.يف نزوعه حنو من خالل ما تقدم يتضح جليا أن النقد األديب العريب ال يزال يقدم رجال و يؤخر أخرى

و اليت تتجلى يف مسعيني جوهريني: العلمية، و ذلك يف نطاق إشكالية علمية النقد األديب عموما، كساب النقد األديب العريب طابعا علميا.ا - 1 إنتاج معرفة علمية بالظاهرة األدبية و بتجلياا النصية. - 2

بالتصورات النظرية اليت عملت على حتديد موقعه و مها مسعيان قد ارتبطا بتاريخ النقد األديب من جهة، و يف سلم املعرفة، و ذلك بضبط طبيعته و وسائله و وظيفته إلكسابه هويته املميزة يف ارتباط و انسجام مع حتديد طبيعة موضوعه، و مكوناته و وظيفته من جهة ثانية، و بالتصورات املنهجية اليت تعمل على ضبط

.ةو تنظيم إجراءاته املالئمة ملوضوعه من جهة ثالثجيد تربيره يف أا ليست خاصة بالنقد األديب العريب هذه الدراسة باألبعاد العلمية العامة و اهتمامي يف

املعاصر، و إمنا جتد جتلياا يف معظم النظريات و التصورات النقدية اليت عرفها تاريخ النقد األديب العريب و اللحاق ا اليت يسعى النقد األديب إىل مواكبتها ،يب بصيغ متعددة و متجددة بتطور املعرفة العلمية العامةو الغر

ا جديدا منذ مطلع القرن العشرين، حني تبلورت الثورة مخكساب مصداقيته يف مضمارها، إال أا قد عرفت ز ال ه يف مضمار العلم.اللسانية اليت أمدت النقد األديب بأسباب جديدة لتسريع خطا

، بالنقد األديب الغريب املعاصراران النقد األديب العريب املعاصر يف قضاياه الكربى على األقل كما أن من خالل بعض اإلضافات النظرية،العريب املعاصر بالنقد الغريب األديبدراسة عالقة النقد على ينجيرب

و من خالل املمارسات النقدية ،ية نبتت يف تربة ثقافية مغايرةالنقاشات اليت تولدت عن استعارة مناهج نقد و املباشرة، و اإلجنازات التطبيقية املستندة إىل مناهج غربية جاهزة.

لثالثة أبعاد عامة موزعة منهجيا على ثالثة فصو ومقدمة و متهيد على هذه الدراسة و قد ضت كالتايل:و خامتة

ــد:) 1 تمهيـ

بـ: (املالمح التارخيية للحركة النقدية الغربية و العربية) انطالقا من الفلسفة اليونانية عنونته تو قد مت، و مرورا جبهود النقاد العرب القدامى، مث "أرسطو"و "أفالطون"و ذلك باالقتصار على أفضل من ميثلها و مها:

برز علمية النقد األديب، لتتبلور أول االنتقال إىل القرن التاسع عشر و هو العصر الذي احتدم فيه النقاش حتوجهاته العلمية اليت ستحكم مساره خالل القرن العشرين، و السيما استواء اللسانيات علما متكامال، و الذي

بدوره تولدت عنه عدة اجتاهات علمية، مثل البنيوية و السيميائية و األسلوبية و الشعرية و غريها.

Page 9: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

ه

املعاصر يف منأى عن هذا املد الزاخر من احلركة العلمية املتسارعة، فهو مل و مل يكن النقد العريب احلديث و ي وح ر "يتخلف عنها و قد اقتصرت باحلديث على احملاوالت األوىل يف النقد العريب احلديث لناقدين كبريين مها:

و ملا سيؤول إليه هذا النقد العريب عناية فائقة األديب يا بعلمية النقد ن قد ع ألما "يمص ي احل سطاك ق "و "يالد اخل يف العقود الالحقة.

بداية من القرن العشرين من قبل النقاد العرباحملاوالت النقدية العربية إغفال كما أنه ال ميكن و ارتباط دراسام مبناهج علم النفس و علم االجتماع و علم اللغة و خطاب التلقي.

ريالنظ البعد التاريخيالفصل األول: ) 2

:)باالتجاهات النقدية الحديثة و المعاصرةالقة النقد األدبي (ع

و هو مرتبط بتاريخ النقد األديب الذي يكشف عن سعي النقاد احلثيث باختالف أعراقهم و أمصارهم و و تغذية عملهم النقدي تنظريا و تطبيقا ذه املستجدات العلمية ،عصورهم إىل مواكبة التطور الفكري و العلميو يف تأسيس جمال معريف مستقل للنقد األديب يستطيع به إكساب يف سبيل إكساب النقد األديب طابع العلم،

الشرعية يف مضمار العلم، و من هنا ميكن القول بأن تاريخ النقد األديب هو تاريخ نزوعه حنو العلمية. ،فتـه يف أفـق تأسـيس نظامـه املعـريفو وظي النقـد األديب إىل تأمـل ذاتـه لتحديـد طبيعتـه و وسـائله كما سـعى

و الــيت تســمح لــه بالتحــاور اإلجيــايب معهــا لتقريــر ،الــذي مينحــه هويتــه اخلاصــة يف مضــمار خمتلــف العلــوم و املعــارفمــدى قدرتــه علــى تأســيس علمــه اخلــاص الختبــار جناعتــه يف اإلحاطــة بــاألدب ظــاهرة و نصوصــا، و يف إنتــاج معرفــة

ابع العـــام لـــألدب باعتبـــاره نشـــاطا إنســـانيا يتجســـد مـــن خـــالل لغـــة علميـــة هلـــا مساـــا علميـــة مـــا، انطالقـــا مـــن الطـــ و اللغة يف إنتاج هذه املعرفة. اخلاصة، مما أتاح له إمكانية استثمار العلوم اإلنسانية

و قد كان هذا الفصل موزعا علـى أهـم احملطـات التارخييـة السـتثمار املعـارف و التصـورات النظريـة، انطالقـا علــــــــم الــــــــنفس و عالقتــــــــه بالنقــــــــد األديب مــــــــن خــــــــالل علــــــــم الــــــــنفس األديب متمــــــــثال يف املدرســــــــة الســــــــلوكية مــــــــن

و اجلشــطالتية، و النقــد النفســاين و التحليــل الفرويــدي، باإلضــافة إىل انعكاســات هــذا العلــم علــى دراســات النقــاد لعلم.العرب خالل العصر احلديث و انقسامهم إىل مؤيد و معارض و بني بني هلذا ا

أمـــا عالقـــة علـــم االجتمـــاع بالنقـــد األديب فكـــان الرتكيـــز فيهـــا علـــى النقـــد االجتمـــاعي لـــألدب بدايـــة القـــرن العشرين، و املنظور الرؤيوي لـألدب لـدى النقـد املاركسـي، و علـم اجتمـاع األدب مـن خـالل البنيويـة و التكوينيـة و

عكاســــات علــــم االجتمــــاع علــــى الدراســــات العربيــــة النقــــد اإليــــديولوجي و علــــم االجتمــــاع التجــــرييب لــــألدب، و ان و تأثرها به.

أمـــا عـــن عالقـــة علـــم اللغـــة بالنقـــد األديب فقـــد مشلـــت األســـلوبية و صـــلتها بعلـــم اللغـــة و أثرهـــا علـــى النقـــد ، و ذلــك مــن خــالل تبــاين اجتاهاــا و مناهجهــا املختلفــة، باإلضــافة إىل علــم األدب و ذلــك بــالرتكيز علــى املعاصــر نية و البنيوية و الشعرية يف جمال علمية النقد األديب.الشكال

Page 10: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

و

مــن إفــرازات ألــا طــة األخــرية مــن هــذا الفصــل احملكانــت قــد أمــا عــن عالقــة خطــاب التلقــي بالنقــد األديب ف مـن و جتلياـا النصـية و ما قدمته للظاهرة األدبيةاحلديث عن اجلذور التارخيية لنظرية التلقي، اعلم اللغة فقد مت فيه

خالل املدرسة األملانية و أهم أعالمها فكان الرتكيز على ياوس و إيزر. :(المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية) البعد المنهجيالفصل الثاني: ) 3

أي بني الناقد و النص األديب ،و هو مرتبط باملنهج النقدي الذي ينظم العالقة بني الذات و املوضوع و ما ينسحب ،ه اختالف املرجعيات اليت تعتمدها املناهج النقدية خالل إجنازاا التطبيقيةو الذي يتجسد بواسطت

عنها من اختالف يف حتديد طبيعة النص األديب، مما يدفع املمارسة النقدية يف جتاذب املرجعيات النظرية و املناهجديب يف أحسن حاالته موزعا بني حقول و تعارضاا، و مما جيعل السعي لإلمساك العلمي بالنص األ باختالفاا

معرفية متعارضة يف منطلقاا و أهدافها، الشيء الذي يعمق إشكالية العلم يف النقد بدل السعي إىل حلها.و قد تناولت يف هذا الفصل احلديث عن مفهوم املنهج و شروطه و مواصفات طبيعته العلمية، مث احلديث

تسلح باملؤهالت العلمية و الشروط الثقافية يف إطار التحكم يف أسس املنهج عن الناقد األديب الذي البد أن ي النظرية، و ذلك ألن الناقد يعترب طرفا جوهريا يف الصياغة املنهجية، مث انتقلت إىل احلديث عن املنهج

ي للنص األديب و و االجتاه الداخلي للنص األديب من خالل املناهج النصانية و كيف تناولته و كذا االجتاه اخلارجذلك من خالل املناهج السياقية و اهتماماا اخلارجية بالنص األديب، و أخريا املنهج املتكامل الذي يعمل على

تضافر االجتاهني معا لفهم الظاهرة األدبية بوصفها ظاهرة معقدة و متشابكة تنتزعها مناهج عديدة. مقوالت الوصف و التحليل و التفسري و طرائق ىمث احلديث عن التعدد املنهجي و ذلك باالقتصار عل

و علم املصطلح و وظائفه، و هجرة املصطلح و سلم التجريد، ،تهو التقومي، مث التعدد االصطالحي و إشكاال و عالقة املصطلح باملنهج و أزمته يف اخلطاب العريب املعاصر.

:المعاصرين د العربانقلعند ا التحليلي في الخطاب األدبي البعد المنهجيالفصل الثالث: ) 4

عرب رواد مناذج ل ةذه الدراسة، و قد ركزت من خالله على أربعالذي ارتضيه هلهو الفصل التطبيقي و من سوريا، و ذلك من خالل دراسته للشعر اجلاهلي و جدلية اخلفاء و "كمال أبو ديب"، و هم: معاصرين

حممد "و مناهج النقد املعاصر، و النقد األديب لبنائية يفمن مصر، من خالل نظرية ا "صالح فضل"التجلي، و و كتابه من املغرب "حممد مفتاح"و ،من السعودية، من خالل كتابه اخلطيئة و التكفري "عبد اهللا الغذامي

حتليل اخلطاب الشعري.و مل يكن هذا املعاصر،ال النقد األديب العريب الذين ميثلون الدراسات الرائدة يف جم ةاألربع النقادو هم استقبال املناهج الغربية املعاصرة. روادهم ◌ بعدو إمنا االختيار اعتباطا

املعاصر و من أمهها: العريب و قد اعتمدت يف دراسيت هذه على عدة مراجع هامة يف النقد األديب تاريخ النقد األديب عند العرب و ، "عبد العزيز جسوسـ"ل إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر

، و إشكالية املنهج يف النقد العريب "ميىن طريف اخلويلـ "و فلسفة العلم يف القرن العشرين ل، "إحسان عباسـ"ل

Page 11: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

مقدمـــة

ز

، و "حممد عزامـ"، و حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية ل"مسري سعيد حجازي"ـاملعاصر ل ، و اخلطيئة "صالح فضلـ "و مناهج النقد املعاصر ل األديب يف النقد نظرية البنائية

."حممد مفتاحـ"، و حتليل اخلطاب الشعري ل"الغذامي حممد عبد اهللاـ"لو التكفري منهجني أساسني مها:االستفادة من اقتضت ضرورة املوضوع املعاجل و قد احملطــات النقديــة الوقــوف عنــد أهــم ســاعدين علــى و هــو املــنهج الــذي المــنهج التــاريخي: - 1

مـن أجـل الكشـف عـن بعـض التصـورات و األفكـار الـيت ،لدى النقاد القدامى و املعاصرين عملت على التنظري للنقد األديب من النواحي العلمية.

طته الوقـــوف علـــى الظـــاهرة او هـــو املـــنهج الـــذي يـــتم بوســـ المـــنهج الوصـــفي االســـتقرائي: - 2قرائها علميـا مـن خـالل أهـم الـرؤى النظريــة و واسـت ،األدبيـة لوصـف أبـرز النظريـات النقديـة

و تصـور منسـجم لتأسـيس قاعـدة ،التصورات املنهجيـة بغيـة إعطـاء مقاربـة جديـدة معاصـرة علمية موضوعية مبوضوع األدب عموما.

هذا يف أما فيما خيص الصعوبات اليت اعرتضت سبيلي قبل و أثناء البحث، هي كيفية البدء و الولوج حبكم انفتاحه و تشعبه و تقاطعه مع عدة موضوعات نقدية و علوم إنسانية.املوضوع، و ذلك

باإلضافة إىل عدم توفر مراجع متخصصة تالمس بعض جوانب هذا املوضوع على األقل يف فرتة زمنية إجنازه، و كذا صعوبة اخلالص من مبحث إىل آخر، ألن كل مبحث يتطلب اهتماما خاصا لكشف جتلياته

كة و املنشودة.العلمية املشرت

د �د ا���دي �و "! ا ��ر أ��دم �����ر ا��ز�ل و ا����ن ا��ظ�م إ�� ا�د��ور 0 ا��/ط�ر و ا-�راف +� ھذا ا�و)وع، و �%ن �ر$�# � #�و ا�ذي أ�ذ +� ��

#�و �رص و ���0 "�7�0، "�زاه 5 �� ر ����+ف �طوات �3د ھذا ا���ث �1اھ� .�ل ��ر.

� أ��دم �����ر ا��ز�ل و ا���د�ر ا����ر إ�� ا�د��ور ���ر ��ور�ر�ت ا�ذي ��ن � #� ��)! $د� �+و�وج "! ھذا ا�و)وع ��رأة ا����ث ا��! �%�+�+� !� �������� و

�ل ��ن.

$%م ا دب و %ؤو�! إدار�#و ا���ر و1ول إ�� �ل أ%��ذ�! و ز73! و ط+�0

ا��ل ا��وا)?، و ا��د < رب ا�����ن.ھذا ا��ون "! إ���ز و إ�� �ل ن د �! �د

Page 12: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

9

النطاق التارخيي الذي اصطدم فيه النقد األديب باحلركة العلمية، ففيه ظهرت يعد القرن التاسع عشرفيه احلديث، السيما الفلسفتني الوضعية واملادية التارخيية، و اإلنسايناليت أثرت يف الفكر الفلسفات الكربى

، وقد شهد هذا القرن االنعطاف كافة عرفيةلحقول امللت هدفا حمناهج العلوم التجريبية اليت أض انبثقت وتطورتستقل مبوضوعاا ومناهجها مستفيدة من تاليت سعت لتحديد هويتها اخلاصة ل اإلنسانيةالتارخيي يف مسار العلوم .العلمية من أجل اكتساب الشرعية يف مضمار العلم اجنازات الثورتني الفكرية و

يق يف ساحة النقد األديب الذي عمل على استلهام هذه ثري عملقد كان هلذه املتغريات والتحوالت تأالبتعاد لالكتساب طابع العلم، و نقده منها يف جمال دراسة األدب و لإلفادةاستثمارها الفكرية والعلمية و احلركة

.بتجلياا النصية معرفة علمية بالظاهرة األدبية و إلنتاج والذاتية اإلسقاطات وعن االنطباعات ئزة امرحلة م بوصفها تاريخ النقد التسليم مع مؤرخي النقد األديب بأمهية القرن التاسع عشر يفإذا مت و

ربيا يكتشف أن هذا النقد قد سعى إىل بناء نظام دقيق ع بني قدميه وحديثه، فإن املتأمل للنقد القدمي غربيا و .ومنسجم حول األدب ظاهرة ونصوصا منذ عصور قدمية

لمطابقة بني االنعطاف الذي عرفه النقد األديب يف القرن التاسع عشر يف لال جمال ما جيدر بالذكر أنه وة واعدة جهود خصب من ما استتبعه الوضعية و ية والفلسفات املاد ، واإلنسانيةمضمار انفتاحه على العلوم

وتأسيس نظامه، مبوضوعه ومنهجه اإلمساكبني ما عرفه النقد القدمي يف سعيه إىل خالل القرن العشرين، واألولية لتحوالت القرن التاسع عشر بالرغم اإلرهاصات ◌ تعدإنكار جهود القدامى اليت هذا ال يعين جحود و و

اللبنات األوىل هو و اإلرهاصاتما ميكن االقتصار عليه لكشف هذه من االختالف البني واهلائل بينهما، ون لن يكو على جهود بعض النقاد العرب القدامى، و ، و"سطوأر " و "أفالطون"جهود الفيلسوفني اليونانيني :

جمال إلنتاج و، باألدبمساك العلمي إللل يف نطاق التأكيد على السعي لكن يدخ ذلك من قبيل املقابلة، و وسائله. شروطه و اختلفتقدمي إن كان جهد ل على حتقيق ذلك حىت ومستقل يعم فكري

،حلقيقة عنده موضوع العلم وهي ليست يف املظاهر اخلاصة العابرةتبدو أن ا )م.ق 347-429( أفالطون هذه املثل هلا وجود مستقل من احملسوسات و ،ولكن يف املثل أو الصور اخلالصة لكل أنواع الوجود

.)1(أشكاهلا احلسية اليت هي يف الواقع سوى خياالت لعامل املثل تدرك إال لكن ال و ،هو الوجود احلقيقي وعامل الظواهر احلسية، على التمييز بني عاملني متقابلني، عامل املثل، و الطويناألفلنسق الفلسفي ينهض ا

و الثاين عبارة عن ظالل االستقالل، و اخللود و يتسم بالكمال و احلقيقية و فاألول يتألف من الصور اخلالصة وضمنها الشعر و ى حماكاة عامل املثل، أما الفنونإمنا يقوم عل أشباح حلقائق العامل األول فهو ليس عاملا حقيقيا و

إمنا حياكيان بدورها على حماكاة من الدرجة الثانية، ألن الفنان والشاعر ال حياكيان النماذج املثالية، وتقوم فإا يف سلم العلوم ادو عر منزلةالش تنزيلإىل "أفالطونـ"ذاك ما أدى ب احلسية و أشباحها وظالهلا

.32م. ص1986(دط)، ، ، لبنانحممد غنيمي هالل: النقد األديب احلديث، دار العودة، بريوت -1

Page 13: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

10

باعتبار قيامه على جمانبة احلقيقة املثالية موقعا متلقيه يف املغالطة والتشويه، ،الصناعات رف واملعا و .)1(مشاعرهم غرائزهم و إيقاظمسيئا إىل أخالق الناشئة عن طريق و

الشعرية يف مرحلته وخصوصا الشعر الرتاجيدي على اإلنتاجاتتربيره يف قيام "أفالطون"موقف جيد و من السعادة إىل الشقاء، من اخلري إىل الشر و اإلنسان، الذي ينقل اإلنساينحول يف املوقف مالحظة الت

ظالال للحقيقة األزلية بوصفها نسقه الفلسفي القائم على ثبات املوجودات تفصيال ذلك ما يناقض مجلة و و .ت حقيقتهما ثابتة يف عامل املثلالشرير سيبقى كذلك طيلة حياته ما دام الثابتة، فاخلري ال ميكن أن يلحقه شر و

القائمة و يف عموميته األفالطويناليت حتكم النسق الفلسفي اإليديولوجيةبصرف النظر عن اخللفية ووليد احلقيقة األزلية يف بوصفهجمتمع للعبيد، على تربير الواقع االجتماعي اليوناين املنشطر إىل جمتمع للنبالء و

موقفه منه انطالقا من نظرته للشعر و و "أفالطون"العالقات االجتماعية املوضوعية، فإن ليس وليد عامل املثل، وها الشعر من نسقه الفلسفي العام: أوهلا وأفضلقد رتب الشعر اليوناين يف ثالث مراتب حسب قرا أو بعدها

ثانيها الشعر امللحمي لقيامه املشاعر، و إمنا على التعبري عن األحاسيس و الغنائي ألنه ال يقوم على التحول وأرذهلا الشعر التمثيلي ألنه ثالثها و و ،من انتصار إىل آخر على حتوهلم من خري إىل خري، و و األبطالعلى متجيد

.)2(األفالطويناألشياء من املنظور ذاك ما يناهض حقيقة قائم على التحول، وأول جهد و ،منظم يف نظرية األدب إنتاجم ) أقدكتابه (فن الشعر د م) فيع.ق 312-384( أرسطوأما يف نطاق منظومته الفلسفية أفالطونبالشعر مثل هيندرج اهتمام ، ور من زوايا خمتلفةبالشع لإلحاطةفكري بذل

وس له وجود لكنها حماكاة للواقع احلقيقي، انطالقا من أن الواقع احملس و على احملاكاةالشعر قائما د فهو يع ،العامةمعرفة موضوعية بالواقع احلقيقي إنتاجيتجسد يف اإلنسانأن سعي حلقيقة املثالية، وا تشوهوليس صورا حقيقي

، ويف هذه تدخل الفنون اجلميلة وعلى رأسها اإلنتاجية والعملية متسلحا يف ذلك بعدد من العلوم النظرية و صور أرسطو يف الفنون العملية واجلميلة وصور يف تخصوصا الرتاجيدي والكوميدي، وجمال احملاكاة حم الشعر، و

اإلنسانالشعر يف حماكاته ألفعال ، وإلكماهلاهي حتاكي الطبيعة إىل يهتم بتحوله من اخلري اإلنسان، والشعر يف حماكاته ألفعال إلكماهلاسلوكه مبا يعين النفاذ إىل جوهر الطبيعة و

طهر من انفعاالته بواسطة مشاعر الذي يت ،لشر لدى املتلقينفي قيم ا الشر أو العكس بغية ترسيخ قيم اخلري و .)3(يتحرر من االنفعاالت املنطق و حيكمه العقل و إنساينسلوك إنتاجا يؤدي إىل مم ،الشفقة اخلوف و

عن أرسطووراء تصور اليت تقبع و ،املناقضة ألفالطون اإليديولوجيةعن اخللفية - أيضا–بصرف النظر و ه مرحلته التارخيية ببداية أفول جنمبإجازة التحول االجتماعي الذي عرفت أساسااملرتبطة ظيفة، وو الشعر فهما و

تغيري العالقات االجتماعية إىلظهور قوة اجتماعية جديدة دف و ،اليونانية اإلمرباطوريةبأجناس اهتم بالقواعد اخلاصةقد أرسطواملنطق بدل التربيرات امليتافيزيقية الواهية، فإن على العقل وإقامتها و

.23-31حممد غنيمي هالل: النقد األديب احلديث، ص، 176إىل 173م. ص 1973، 1تليمة: مقدمة يف نظرية األدب، دار الثقافة، القاهرة، مصر، طبد املنعم ع - 1 .24م. ص 2007، 1طنية الداوديات، مراكش، املغرب، ط، املطبقة و الوراقة الو املعاصر العريب يف النقد األديب إشكالية اخلطاب العلميعبد العزيز جسوس: - 2 .85-83-82، ص رجع نفسهحممد غنيمي هالل: امل، 25، ص املرجع نفسه - 3

Page 14: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

11

ميكن احلكم جبودا ،اليت انطلق منها إيقاعاا وصورها وخصوصا املأساة يف بنائها الشعر يف مرحلته واعتمادا على قاعدة - انسجاما مع تصوره الفلسفي العام - أمناط الشعر اليت أسسها فضال عن تراتبية برداءاأو

أدناها ، وأوسطها الشعر امللحمي و ،)الكوميديا لتمثيلي (الرتاجيديا وة: الشعر افاعترب أعالها مرتب ،التحول .الشعر الغنائي

خصوصا تؤول إىل بالشعر مساك املعريف باألدب عموما واحملاوالت لإلهكذا يتبدى أن أقدم وومل تؤسسا قواعد مضبوطة التنظريات وعلى الرغم من أما قد بقيتا يف حدود ،األرسطية و األفالطونيةالفلسفتني

) لبناء النص الشعري و(قواعد األوربيونخاصة قد استشف منها الكالسكيون أرسطولنقد األدب، فإن نظرية .عروضية جامدة حملاكمة النصوص الشعرية ، واليت حولوها إىل قواعد بالغية وإليقاعاته وللغته ولصوره

لكنهما أول مرجع حتكم يف النقد، و و ل إطار الفلسفة من خالر متكما أما متثالن أول تنظري للشعب) ومل يهتما بـ (النقد األدتني فقد اهتما بـ (يالفلسف منظومتيهماإىل سلكه يف ةعة نظرما إىل األدب اهلادفيبطب

لنقد وفعال معرفيا خمصوصا ألن الوعي بفلسفة ا النقد فلسفيا وا يكون ية اليتكيفالومل يتحدثا عن ،)األديب .النقد الفلسفي لألدب هو وعي حديث

، فإن متيز الفلسفة اليونانية احلديثة يف عالقتهما مبجال النقد األديب بالرغم من متايز الفلسفتني القدمية و وخصوصا نظرية الشعر األرسطية، لتأسيس معرفة منظمة حوهلا، و بالظاهرة األدبية و إلحاطةلالتارخيي بسبقها

و اإلنسانسيخضع للتطور بتطور و ،هاجس املعرفة باألدب كان حاضرا يف الفكر األديب القدمييؤشر على أن .املعرفة

فة اليونانية قد اهتمت بالتنظري األديب أكثر من اهتمامها بالنقد األديب لظروف لسبأن الفعلم إذا ودر اهتمامه بالنقد األديب جمسدا يف جمموعة ق لألدبفإن النقد العريب القدمي مل يهتم بالتنظري ،اجتماعية تارخيية و

سعي النقاد العرب القدامى القواعد ضمن هذه التصورات و و ،املتعلقة بالشعر خاصة القواعد من التصورات و) يف النقد أثار معظمهم قضية (العلم و ،به موضوعيا من أجل تأسيس معرفة دقيقة إمساكابالشعر اإلمساكإىل

،داهأك السعي ورا على ذلك هم مصطلحان أساسيان أش عن الشعر إىل أن تواتر بين األديب خالل حديثهم .)1()) و (علم الشعرعامل الشعر( :مها و

"قدامة بن جعفر" و "ابن طباطبا"يف تقدميه لدراسته عن مفهوم الشعر لدى "جابر عصفور"فقد ذهب أؤكدها، ألا وردت عند النقاد الثالثة على السواء لعلم واستخدم كلمة ا اأن و: (إىل القول "حازم القرطاجين" و .)2()يز نقد الشعر عن غريه من املعارفباحلرص على متي –بدرجات متفاوتة –ارتبطت يف أذهام و

مدونة النقد العريب القدمي قبلهم وومل ينحصر ورود مصطلح العلم عند النقاد املذكورين، حيث شاع يف .استمر بعدهم

حممـد . 181إىل 176تليمـة: مقدمـة يف نظريـة األدب، ص مـن عبـد املـنعم ، 27-26-25يف النقـد األديب العـريب املعاصـر ، ص إشكالية اخلطاب العلمي عبد العزيز جسوس: -1

.153ص غنيمي هالل: النقد األديب احلديث، .13صم. 1990، 4مؤسسة فرح للصحافة و الثقافة، القاهرة، مصر، ط، دراسة يف الرتاث النقدي عرمفهوم الش : جابر عصفور - 2

Page 15: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

12

:ھـ )139-232� (�م ا���� ا�ن

ما ذلك حين من أول من نص على استقالل النقد األديب فأفرد الناقد بدور خاص، و "بن سالما" كانالدينار يعرف ا)، مثلما أن ناقد الدراهم و صناعة يتقنها أهل العلماحلكم عليه ( جعل لنقد الشعر و

ان يرد ذا على من يتطاولون إىل احلديث يف نقد الشعر عن لعله ك و ،النظر صحيحهما من زائفهما باملعاينة وكاتب "إسحاقابن "إىل هذا ما يستشف يف توجيه نقده هم ال ميلكون ما يسعفهم على ذلك، و معاصريه و

) الذين أخذوا قد مشل حبملته مجيع (الصحفيني محل كل غثاء منه، و هجنه و السرية النبوية الذي أفسد الشعر و إليهمثل ما رواه الصحفيون ما كانت و "إسحاقابن ـ"لو كان الشعر مثل ما وضع ل (و )1(الدفاتر علمهم من

.))2(ملع ليل علىدال فيه حاجة و يعرفهاثقافة للشعر صناعة و ويف مقدمة طبقاته حني قال: ( "المبن سا" قد اقرتن الشعر بالعلم لدى و

.))3(الصناعات أهل العلم كسائر أصناف العلم وعلى ) مؤسسبأن ثانيهما (أهل العلم ، و"ابن سالم"يف تصور جوهرينيقول يشي مبفهومني هو و

الذي ساد عند بعض الشعراء دعاءاال ثقافة يدحض بأن للشعر صناعة و اإلقرار و ،ثقافة أوهلما للشعر صناعة و : الراجز "أيب النجم"مثل قول ،مشياطينهاستلهامهم للشعر من هم وباستمداد

رك ذ اين يط ش ى ونث أ ه ان يط ش ر ش الب ن م ر اع ش ل وك ين إ )4(رم الق ن اي ع يل الل وم جن عل ف ر تـ است ال إ ر◌ اع ش ين آ ا ر م ف

ومن هنا يتساءل على من سيحكم الناقد حني اطالعه على النص الشعري ؟ أعلى الشاعر أم على شيطانه، ما .يتربأ تبعا لذلك من تبعات قوله وراء شيطانه، و حيتميشاعر دام ال

مييزون بني مستويات اجلودة ثقافة فإن له خرباءه الذين يقدرون قيمته و ما دامت للشعر صناعة و وهذا (الناقد م الناقد، وفالعلم النقدي يكتسب مصداقيته من عل )،العلم : النقاد (أهل هم الرداءة فيه، و و

فتتكون لديه ،من كثرة مدارسته للشعر من درايته بأسرار الصنعة و بالثقافة و إملامهيكتسب قيمته من )العاملقدرة فإا تشمل أيضا ،التجربة الثقافة و هي إن اعتمدت الذوق املدرب و احلكم، و إلصدارملكة خاصة تؤهله

.غامضة ال يستطيع الناقد نفسه تربيرها) بعد أن سحب الشيطان من حتت أقدام الشعراء، نفسه (شيطانا ناقدالبس قد أ "المابن س"وكأن

توفرهم على يؤكد خرباؤها ،صناعات خمتلفة فاضطر للدفاع عن هذه القدرة بضرب أمثلة متعددة من حرف وأكد دفاعه باالستناد على مواقف بعض علماء غامضة متيزهم أثناء تقديرهم لقيمة شيء ما، و قدرة خاصة و

الذي استهزأ من حماوره عندما اعتد برأيه اخلاص يف الشعر دون حاجة إىل ،"خلف األمحر"على رأسهم الشعر و

.6م.ص 2006، 1، عمان، األردن، طالتوزيع دار الشروق للنشر ونقد الشعر من القرن الثاين حىت القرن الثامن اهلجري، تاريخ النقد األديب عند العرب، :إحسان عباس - 1 .29ص م. 2001(دط)، حممد بن سالم اجلمحي: طبقات الشعراء: حتقيق طه أمحد ابراهيم، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، - 2 .26املرجع نفسه: ص - 3

.405ص م.1987، 3، بريوت، لبنان، طالعلوممراجعة الشيخ حممد عبد املنعم العريان، دار إحياء الشعر و الشعراء، بن قتيبة: أيب حممد عبد اهللا بن مسلم - 4

Page 16: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

13

فهل ينفعك رديءا فاستحسنته فقال لك الصراف إنه مه، حيث خاطبه قائال: (إذا أخذت در )1(الرجوع لعلمائه .))2(إياهاستحسانك

) قد بأن (الشعر يعلمه أهل العلم به وتقدير الشعر، العلماء يف مضمار االهتمام بالعلم و إن االعتداء ويف تضخيم أسهم الذي ،سواء خالل حديثه عن الشعر املنحول "بن سالما"انسحب على كثري من مواقف

أم من ،مثود حينما نسب شعرا إىل قوم عاد و "إسحاقحممد بن "قضيته املتطفلون الذين ال علم هلم بالشعر مثل .تصنيف الشعراء إىل طبقاتخالل حتديد مقاييس

قد سعى إىل حتقيق هدفني: "ابن سالم اجلمحي"أن السابقة ويبدو من خالل املواقف .استقالل نقد الشعر عن املعارف املختلفة إىلالدعوة � فان قد وضعا (النقد) ) ومها هدالذي أطلق عليه (العامل بالشعر) (الناقد املتخصص إىلالدعوة �

) يف نقد أثارا قضية (العلم و ،جديد قياسا مبا كان عليه األمر من قبل ابن سالم) يف وضع و (الناقدالشعراء انطالقا من علمه، دون ) الذي منح سلطة مطلقة على الشعر والشعر اليت مت ربطها بـ(الناقد

.)3(االكرتاث بالنقد نفسه الذي سيهتم به النقاد الالحقون

يروقه ضرب خاص من الشعر يليب ناقدا حصيفا و مرشدا ع العلم و يعد الناقد املتخصص يف فرع من فرو قد الكالم و يداخله، فيقدم الذي يع "الفرزدقـ"، على حنو ما جتد يف إعجاب النحاة بمطالب ختصصه العلمي

.)4(ما حيتاجون إليه من الشواهد للنحاة

:)5()ھـ 255 ،��160رو �ن ��ر ا����ظ (لشعر يف خدمة أهدافهم من حنو لاستغالهلم اة وعد أصناف الرو هو ي و "اجلاحظ"ريب أن من الغ

استمد منه إذ ،ل الشعر مصدرا ملعارفه العامةمل حيس أنه وقع يف مثل ما وقعوا فيه فاستغ ،مثل شاهد و وغريب وا شرحها ألن شرحها يعينه على استخراج م بعض معلوماته عن احليوان، بل إنه جاء بأشعار و تصوره للخطابة و

.علمية ارففيها من معتتوفر فيه ف فنون األدب ال بد من ناقد حصيفمر خمتلثمنه تست مبا أن الشعر أهم مصدر للمعرفة و و

ما فيها من ومضات علمية حتفزه للسيطرة حكم على األشعار ليستقطرللتؤهله ، كيالثقافية الشروط العلمية وهو إذ روى ستفادة منه، واليف استغالل الشعر ل "اجلاحظ"وهذا ما لوحظ على ،النص الشعري استفزازعلى

مع ذلك يتميز عن النفس كغريه من نقاد عصره، و ا يريده للمذاكرة أو للرتويحالشعر مبعزل عن االستشهاد فإمن ، هافتسعة ثق ملكاته و الذاتية و مرد هذا إىل طبيعته و ،من أملوا بالنقد يف القرن الثالث اهلجري عن مجيع الرواة و

.28 املعاصر، ص نقد األديب العريبعبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف ال - 1 .28حممد بن سالم اجلمحي: طبقات الشعراء، ص - 2 .29، ص العزيز جسوس: املرجع نفسهعبد - 3 .120ص م.1997، 1ار الفكر، دمشق، سوريا، طعيسى علي العاكوب: التفكري النقدي عند العرب، د - 4 .136ص املرجع نفسه: - 5

Page 17: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

14

أن ما أورده كان عرضا يف تضاعيف كتبه و ،اجلاحظ مل يفرد للنقد كتابا خاصا نأل قد يأسف الدارسو .)1(التبيني البيان و و ،كاحليوان

ة يف لجاحظ فيه نظرات نافذإذ يتوقع أن يكون ل ،) حلقة ما تزال مفقودةالقرآن يف نظمو ميثل كتابه (حيسنون تأسيس النقد على منفردة من خري ما ةشخصي أويت من علم وذكاء و جمال النقد، لقد كان اجلاحظ مبا

اقتصر يف امليدان النقدي على وقفات قصرية شغل عنه بشؤون أخرى كثرية و لكن ، ويةتطبيق أصول نظرية ويف "جلاحظا"لدور اتشبه أن تكون تأكيد إليهاالعودة التحليل، و معدودة تناوهلا الدارسون املعاصرون بالنظر و .على حنو متكامل قدر املستطاع إبرازها والنقد، مع حماولة لربط أرائه بالتيارات املعاصرة

ني ، ح)2(اليت من املمكن أن تفتح أمامه أبعادا واسعة للشعر و هالنظرية تعريف "اجلاحظ" اءمن أبرز أر و .))3(جنس من التصوير و )∗(الصبغمن ضرب : (فإمنا الشعر صناعة وقال

الرسم بل إن تعريفه لو ختطى اجلاحظ حدود التعريف لوجد نفسه يف جمال املقارنة بني فنني: الشعر و و) إال أنه : (أن الشعر صناعة"مابن سال"الرسم، كما أنه يردد قول : عن الشعر و"هوراس" نطاق قول ال خيرج عن

ع كالرسام الذي يرتيث فنان مبد وع ماهر فهو إن كان صناعة فال بد من صان ،فهوم الشعرمل كان أكثر حتديداهذا النسيج يشبه الصيغ احملكمة املتآلفة و، خيوطها احملبكة صورة رائعة أخاذةحىت تتخمر أفكاره حىت ينسج من

.)4(هو ينتقي أنسبها وأعذا لدى الشاعر اد ومن هذا القول "اجلاحظ"راده لكن ما أ و ،ضروب التشابه ا هداه ذكاؤه إىل استبانة الفروق وإذن فرمب و

سهولة املخرج ختري اللفظ و إقامة الوزن وعلى ( )5(أن املعمول يف الشعر إمنا يقع و ،هو تأكيد نظريته يف الشكل .))6(جودة السبك املاء و يف صحة الطبع ووكثرة

املعاين مطروحة يف (و قال قولته اليت طال تردادها ،من قيمة احملتوى "اجلاحظ"ذا التحيز للشكل قلل و .))7(العجمي و العريب و البدوي و القروي الطريق يعرفها

:)ھـ 276 - �213 (��أ�و د ��د �ن ��م �ن ��

،)فيكتب كتابا يف (األنواء ،للمعرفة ايف اختاذ الشعر العريب مصدر "اجلاحظ"منحى "ابن قتيبة"ينحو م ليثبت ألنصار الكتب املرتمجة أن يف الشعر العريب ما يضاهي حك ،)ثالثا يف (اخليل و ،)ةشرباأل( وآخر يف

.82، ص عند العرب إحسان عباس: تاريخ النقد األديب - 1 .83ص املرجع نفسه: - 2 ، فيمـا غ أكثـر انسـجاما و هـو ثابـت يف إحـدى النسـخ و لعـل تغيـريه إمنـا مت لصـعوبة املقارنـة بـني الشـعر و الصـبغ و كـان ذلـك مـن عمـل النسـاخ مـن بعـدبيف املنت: من النسـج و الصـ - ∗

.86يقدر إحسان عباس، ص .132-131، ص 3ج احليوان: اجلاحظنقال عن 86 املرجع نفسه، صإحسان عباس: - 3 .86املرجع نفسه: ص - 4 .86املرجع نفسه: ص - 5 .132 - 131، ص 3اجلاحظ: احليوان ج نقال عن ،86املرجع نفسه: ص - 6 .132ص اجلاحظ: احليوان، نقال عن ،86املرجع نفسه: ص - 7

Page 18: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

15

(أدب أمثال، فكان من ذلك تلك املوجزات من صعوبة الكتب املتخصصة ليجنبهم علوم العلماء، و الفالسفة و .)1()و (الشعر و الشعراء )خبار) و (املعارفعيون األالكاتب) و (

يف تقومي اللسان و غفل التأدب من الكتاب كتابا يف املعرفة ومل إين تكفلت و: ()عيون األخيار(يقول يف .)2()درس و عفاعن إقامة سوق األدب حىت شغل السلطان دروس العلم و النقص، و نت مشولياليد حني تباضطروا يف النهاية إىل االعرتاف بأن العلوم اب (: أن الكت "رجب"يف تبيان هذه الناحية يرى األستاذ و

رتاث العريب)، معرفة عابرة بال األقلمن مث تتطلب منهم على ن وظائفهم أ و ،العربية قد انتصرت يةاإلنسان رات العربية شيئا من مآثر الفرسيف هذا الصدد ألنه استطاع أن ميزج باملقتطفات واملختا "ابن قتيبة"ينوه بفضل و .)3(حكمتهم و

بن سالم أشواطا جديدة بعد أن تسلم منه الغطاء ا قد خطا ديف "ابن قتيبة"يكون - أيضا –ذا و .)4(علومه فتصدى لدراسة الشعر انطالقا من معارفه و ،الشعراء على الشعر و األحكام إلصدارالشرعي

به، ليس انطالقا من التذوق اإلملامأموره بغية تفكري طويلني يف الشعر و على تأمل واعتمادا وتدبرت الشعر : (يقول )5(االحتكام إىل املنطق التفكري و لطو لكن من التدبر و و، فحسب االستجابة املباشرة و

.)6(فوجدته أربعة أضرب)مها معادلة اللفظ ونيالشعر األساسي على املقايسة اعتمادا على ركين هي أضرب قائمة على التفكري و و

ة ستسود يف كثري من مواقف املنطقي ريية وهذه النزعة التفك و ،الرداءة على أساس معياري اجلودة و و ،املعىن و، كما وقف )7(بعني العدل إليهمااحملدث الذين نظر الشعراء حني حديثه عن القدمي و من الشعر و "ابن قتيبة"

عن ، و)8(الشاعر املطبوع فقد كثر احلديث يف عصره عن الشاعر املتكلف و ،ة ثنائية يف النظرية الشعريةسمعند قمن "ابن قتيبة"املنطقية قد استمدها يبدو أن هذه النزعة التفكريية و و ،ي لقصيدة املدح اجلاهليةالتقسيم الثالث

كما رمبا من مهنته يف القضاء اليت تقتضي العدل بني األطراف مذهبه السين القائم على التوسط يف املواقف، و .)9(إىل ذلك بعض الباحثنيذهب

كان ال بد من أن يلفت النظر إىل ، ديث عن الطبع مبعىن (املزاج)حليف نطاق ا "ابن قتيبة"ملا وقع وقد تناول عن األوقات اليت يسرع فيه أتيه، و عن تأمله يف دواعي الشعر و احلاالت النفسية وعالقتها بالشعر و

:جوانب ةه احلاالت النفسية من ثالثهذ

.93-92رب، ص لنقد األديب عند العتاريخ اإحسان عباس: - 1 عيون األخبار.: 1ابن قتيبة جنقال عن 93ص املرجع نفسه: - 2 .(الرتمجة العربية). 94ص حضارة اإلسالم،األستاذ هـ. رجب: نقال عن، 93ص املرجع نفسه: - 3 .5إىل 2ص م. 1970، 2طابن قتيبة : املعارف، (حتقيق حممد امساعيل الصاوي)، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، لبنان، - 4 .29، ص عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر - 5 .24الشعر والشعراء، ص ابن قتيبة : - 6 .68ص املرجع نفسه: - 7 .83املرجع نفسه: ص - 8 . 111-110ص (دط)، (دت)، ، 1صر، جحممد زغلول سالم: تاريخ النقد العريب، دار املعارف، القاهرة، م - 9

Page 19: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

16

ما يثري بعض هذه و ،الغضب الطرب و و الشوق كالطمع و :من جانب احلوافز النفسية الدافعة لقول الشعر -1 .املناظر الطبيعية اجلميلة احلوافز كالشراب و

، كأول الليل ت ذو تأثري خاص يف املزاج الشعرين بعض األوقاأل :الزمن و من جانب العالقة بني الشاعر -2 ،لشاعر الواحدهلذين اجلانبني أثر يف التفاوت بني شعر ا و ،صدر النهار قبل الغداء و ،قبل تغشي الكرى

اختيار وقت من غري و ،سوء الغذاء متنع من قول الشعر اجلسدية كالغم و فبعض احلاالت النفسية و .)1(ال يصلح كذلك إليهااألوقات املشار

يف اختيار أوقات "ابن قتيبة"بعقلية علمية حكيمة يتمتع ا ياملقاربة املنطقية توح هذا التدبر و و .دواعي الشعر و

خطوات ثابتة لتأسيس نظرية "ابن قتيبة"ذا خيطو ) وي (املتلقيأ :اة احلالة النفسية لدى السامعنيعامر -3 ،لقراءة النقديةالتقحمها إىل املشاركة يف متتد جذورها يف أعماق النفس البشرية ،عربية مبكرة للتلقي

مث االنتقال إىل ،ا بالبكاء على األطاللبناء القصيدة العربية من استهالهل "ابن قتيبة"لل من هذه الناحية ع و، األمساع إليه إصغاءبه يستدعي ل و هو إليه الوجيصرف حنوه القلوب و يل م ي ل (: )2(بيالنس وصف الرحلة و

، النساء إلف وجعل اهللا يف تركيب العباد من حمبة الغزل قد بالقلوب ملا من النفوس الئط ألن التشبيب قريب هن علم أ فإذا ،ضاربا فيه بسهم حالل أو حرام بسبب و قا منهمن أن يكون متعل حد خيلوفليس يكاد أ

.)3(احلقوق) بإجيابب االستماع له عق و إليه اإلصغاءمن استوثق إمنا كانت تستدعيه الرغبة يف لفت االنتباه، يؤمن أن بناء القصيدة على هذه املقدمات ابن قتيبة"ف"

.وهي عاطفة تسهل املشاركة فيها ألا قريبة إىل القلوب مجيعا ،لشاعرالسامعني يف عاطفة ا إشراك وواهتمامه ذه ،)اجلمهور شاعر (دون إغفال الشعر والحنو أكثره يف متجه ابن قتيبة""إن اهتمام

هلذا ، والشاعر من ثقافة كان ال بد ألن يعرج على ما حيتاجه) اجلمهور - الشعر - الشاعر ( الثالثة األركانة بي(ملا فيه من األلفاظ الغر )4(، فالشعر بعد علوم الدين أحوج العلوم إىل ذلكمباالهتماص الثقافة السماعية خي .)5(املياه) املواضع و النبات و أمساء الشجر و الكالم الوحشي و اللغات املختلفة و و

.)6(التحريف والصحف فإا توقع أهلها يف التصحيف فأما الثقافة اليت تستمد من الدفاتر و - به اإلملام ويف نطاق معرفته -املقام قد أخضع الشعر يف هذا "ابن قتيبة"إن ما يهم الدارس من أن

قد سعى إىل عده أدى ببعض الباحثني إىل ما ذلك و ،لدى اليونان ابل النظرة الفلسفيةإىل نظرة منطقية يف مق

. 99تاريخ النقد األديب عند العرب، ص إحسان عباس: - 1 . 100ص املرجع نفسه: - 2 .31ابن قتيبة: الشعر و الشعراء، ص - 3 .101، ص س: املرجع نفسهإحسان عبا - 4 .26، ص املرجع نفسه: ابن قتيبة - 5 .102 ، صنفسه حسان عباس : املرجعإ - 6

Page 20: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

17

من غري أن يغفل أسبااإىل فيه النتائج علم النقد) ترتديل (اولة لتأصإىل أنه ميثل احمل و ،)1(لنقداوضع علم إىل احلديث عنه كأول من اجتهد يف حماولة التأصيل املنهجي ملا ، و)2(موضوع هذا العلم خصوصية املادة األدبية

.)3(ميكن تسميته بعلم النقد األديب :)4(ھـ) 322ت ا���وي ( ��ن ط��ط� أ�و ا� ��ن د �ن أ د

إذ يبدو أنه اطلع على ،"ابن قتيبة" ة ملا جاء بهميف تاريخ النقد األديب حلقة متم "ابن طباطبا" يعدالنظرات اليت وردت فيها، وكانت لديه أثارة من ثقافة فلسفية أو و األحكامأفاد من الشعراء و الشعر ومقدمة

.)5(اعتزالية أفادته يف تعميق نظرته عامةه من ختليص جيد على وضع املعايري اليت على أساسها يتم متيز الشعر و )شعرال )6(عيار(فقد عمل يف

قبل أن ميارس تعبري بأسرار صناعته، و اإلملاممن تستمد هذه املعايري من اخلربة الواسعة بالشعر نفسه و ، ورديئهالشاعر أن ألزم و ،هاا الشروط اليت تقتضيحلق أ بع مراحلها وتت الشعر وفق معايريه نظر يف صناعة الشعر و

إذا فرغ الشاعر من الشعر فإن الناقد و ،يعمل به إذا أراد لشعره أن حيتل الصدارة يف مضمار الشعر يدرك ذلك و .)7(عليه باجلودة أو بالرداءة على أساسها يتم احلكم يتابع مدى التزامه بتلك املعايري و

الرباعة يف فهم اإلعراب يف علم اللغة ورورة التوسع على ض "ابن طباطبا" يف تناوله لثقافة الشاعر حيث و الوقوف على مذاهب العرب يف تأسيس الشعر و أنسام و املعرفة بأيام الناس و و ،اآلداب الرواية لفنون و

.)8(، يف كل فن قالته العرب فيهالتصرف يف معانيه، أوالمها ية نقد الشعرعمل الشعر، و : عملية صناعةكان ملما بالعمليتني "ابن طباطبا"أن يتبدىكذا ه و

) للشعر اعتمادا على املعايري اليت يستمدها من العلم اناقدثانيهما جتعله ( ، وقواعده ) بأصول الشعر واعامل(جتعله إذا ، و) ألن ثانيهما مرتتب على أوهلما(عيار ي (علم) ولنالحظ الصلة بني مصطلح: ("ابر عصفورج"يقول به،

) هو املقياس الذي حيدد ، فإن (العيارإدراكه على ما هو به و حصول صورة الشيء يف العقل و) هكان (العلم .)9()لصورة الشيء وكيفية إدراكه يف آنالقيمة على أساس من اخلصائص النوعية املالزمة

ھـ ): 337- �276ن ���ر ( ��دا

يف إليهفقد كان ممن يشار ،"بن جعفرقدامة "ريب أن الثقافة اليونانية كانت من أبرز املؤثرات يف ال .هذه الثقافة هي اليت جعلته يشارك يف النقد األديب عد من الفالسفة الفضالء، و علم املنطق و

.123 - 122ص (دط)، (دت)، لبنان،بريوت، طه أمحد ابراهيم: تاريخ النقد األديب عند العرب، دار احلكمة، - 1 . 94م. ص 2002، القاهرة، مصر، (دط)، صالح رزق: أدبية النص، حماولة لتأسيس منهج نقدي عريب، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع - 2 . 28م. ص 1969، حممد مندور : النقد املنهجي عند العرب، دار ضة مصر، القاهرة، مصر، 69املرجع نفسه: ص - 3 .179عيسى علي العاكوب: التفكري النقدي عند العرب، ص - 4 .121إحسان عباس: تاريخ النقد األديب عند العرب، ص - 5 م.1980ل سالم)، منشأة املعارف، اإلسكندرية، مصر، حتقيق (حممد زغو : عيار الشعر، العلوي بن طباطباحممد بن أمحد - 6

. 31-30املعاصر، ص إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب عبد العزيز جسوس: - 7 .122إحسان عباس: املرجع نفسه، ص - 8 .19، ص جابر عصفور: مفهوم الشعر - 9

Page 21: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

18

، أما سائر ما يتعلق بالشعر من ختليص اجليد من الرديء يف الشعر (علم) وجماله "قدامة"فالنقد لدى ، واملعاين، فليس مما يدخل يف باب النقد إال على حنو عارض اللغة و والغريب والقوايف و الوزن العروض وعلم

.قصروا يف علم النقد التأليف يف تلك العلوم و قد أكثر الناسمثلما وكان حريصا على أن يعلم النقد ،تشر يف جمال النقد من فوضى ذوقيةفقد كان الرجل حيس مبا ان

ق ال خيتل، ولذلك حول النقد إىل منطقية ذهنية قائما على منط كان حريصا على أن يكون علمه .)1(وضع له مصطلحا قواعد مدروسة و و

، متميزا ه) لتمييز جيد الشعر من رديئالشعر (علما ديف حماولة منه أن يؤسس بكتابة نق "قدامة" أقدموقد فقسم ينسب إىل علم :ساماقالعلم بالشعر ينقسم أ: (حيث يقول ،اليت تناولته من زوايا خمتلفة )عن (العلومقسم ينسب لغته، و و بهيقسم ينسب إىل علم غر ، ومقاطعه و قسم ينسب إىل علم قوافيه وزنه، و عروضه و

و روضع يف نقد الشع أحدا ومل أجد )...( رديئه قسم ينسب إىل علم جيده و ه، وقصد بامل و إىل علم معانيه .)2()دةاملعدو األقسام هذا القسم أوىل بالشعر من سائر وكان الكالم عندي يف ،كتابا ختليص جيده من رديئه

الذاتية عن نقد ريةالتأث واالنطباعات املباشرة إبعادواملتأمل هلذا القول يدرك بأن قدامة كان يسعى إىل المس ) اليت تناولته ومل تومالعلرداءة عن ( و ةالشعر جودجماال لتقدير قيمة بوصفه يز نقد الشعر يإىل مت و ،الشعر

يف تقسيماته املنطقية ألركان الشعر البسيطة "قدامة"قد أفاض جوهر علمية النقد، و دالذي يع ،فيه هذا املستوى، حيث حصر تقسيماته يف أربعة )3()يدل على معىنإنه قول موزون مقفى : (ه الشهري لهاملركبة انطالقا من تعريف و

ائتالف اللفظ مع : ائتالف اللفظ مع املعىن، وهي أربعة مؤتلفة و )القافية الوزن و عىن وامل بسيطة هي: (اللفظ و .)4(ائتالف املعىن مع القافية ) و ،ائتالف املعىن مع الوزن و ،الوزن

وهذا ما أثار حفيظة النقاد الذين يرفضون اخلضوع للمقاييس املنطقية، ومما يؤشر على أن النقاد العرب يشري إىل حصول صورة الشيء يف العقل، أو إدراك الشيء على ما (فشعر علم ال تأسيسقد عملوا على القدامى

.)5()اجلزئيات اخلاصة بالشيء أو الصفات الراسخة اليت تدرك ا النفس الكليات و ،هو بهقد يستكشف العالقات لذهينا ، ألن النقد العقلي أوكله عقلي حمض "قدامة"ن نقد إالقول وال ميكن

إال الواقع الشعري دون غريه من إمنا نقد قدامة ال يستطيع أن يتناول و ،"ابن طباطبا"كما هو عند اجلمالية يؤثر التقرير والوضوح مثل هذا النقد يستطيع أن يتمرس باحلقائق اليت يقبلها العقل يف الشعر و املستويات، و

يف أن األول يريد أن يضع للشعر ن مكي "ابن طباطبا"و "قدامة"الفرق بني و ،الصحة املتميزة احلسم الفاصل و و

.182-179- 177ص إحسان عباس : تاريخ النقد األديب عند العرب، - 1 .61ص ، 1حتقيق حممد عبد املنعم خفاجي، مكتبة الكليات األزهرية، القاهرة، مصر، ط قدامة بن جعفر: نقد الشعر، - 2 .64ص :املرجع نفسه - 3 .70ص :املرجع نفسه - 4 .64- 63 ص مفهوم الشعر،جابر عصفور: - 5

Page 22: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

19

الثاين حياول أن حيد من طغيان االنطباعية حكم الذوق، و الشمول و خمططا منطقيا بقطع النظر عن السعة و .)1(األسس والذوقية بشيء من القواعد

: ھـ)471- 400( ا��ر��#" !�ھر��د ا�

تبني تن النظم إحيث ،ال النقد األديبتعد نظرية النظم عند اجلرجاين من أهم النظريات العربية يف جممنها منهج النقد األديب، أي املنهج وف من مناهج النقد، ونص تناولهت أن أمهيته يف نقد النص األديب الذي ميكن

ق ذلك ، فإذا ما مت الوفاء حبمستوياته أدبا تأويل ما يكون النص كله يف كافة عناصره و الذي يعمد حتليل و .مال والقبحكان البلوغ إىل وصف منزله من اجل ،النص ألدبية التأويل التحليل و

التبينيإال الزم ذلك قبحا ما التقدير مجاال و و ،تأويل ليل وحت وفالنقد األديب يف أساسه تبيني .)2(صفي يف املقام األول معياري فيما بعده التأويل، فالنقد األديب إمنا هو عمل و التحليل و و

من مث فهو مديد طويل، إذ يستطيع أن يهتم بالعالقات املتداخلة بني املعاين و د مسهبمثل هذا النق و( اجلانبية باإلحياءات وىن عىن بأصغر العناصر يف املبأن ي صنوف تلك العالقات، ويتطرق إىل أدق ول ال يلمحها إال ذو الهي ظ و ،باألثر املنقود متام املعرفةبالظالل اليت قد متر دون أن يلحظها قارئ عارف و

.)3()بارع مترس معاين النحو، و توخي سن الصياغة وعلى حقائمة ألا بنظرية النظم "عبد القاهر اجلرجاين"قد اهتم و

نظر ،شدة ارتباطها التحامها واملعىن من وجهة لغوية دقيقة نتيجة ليت تنظر إىل العالقة اليت تنشأ بني اللفظ واعرف طريقة تصوير املعاين و ،لذلك عرف قيمة اللفظ يف النظم ،العارف مبقادير الكالم إليهما نظرة املتفحص

املعىن روحا يعتمد رأى أن اللفظ جسدا و و ،اماملعىن وسوى بني خصائصه على حقيقتها، مث مجع بني اللفظ و صل بني ذه الطريقة انتهى من فكرة الف و ،حبوثه يف تدقة التصوير اليت نضج سن الصياغة وح

.)4(املعىن اللفظ و من خالل أربعة عناصر اتناوهلالنقد األديب فيمكن جمال النظم يف فيما خيص القيمة العلمية لنظرية أما

.النظم يف قيمة الفصاحة ،لعلمية ملعاين النحوحسن الداللة، القيمة ا املعاين الثانوية و ،التصوير الفين :هي و التصوير الفني: _ 1

التصوير الفين يف العبارة القرآنية قيمة عظيمة ال تعادهلا قيمة يف نظم العبارات "عبد القاهر"د ع يـ ، األساليب اليت جتعل الصورة حسنة يف نظم العبارة اللغوية عند العرب موضحا الوسائل و ،تراكيب الكالم و

النقش الصناعة و حت والن وسيقى وامل الفنان يف الرسم و اهتم مبسألة التصوير الفين اهتمام املبدع و حيثريه أمهية هذه القضية بعيدا عن مسايرة السابقني من السلف يف تشبيه نظم الكالم بغ إلدراكه ،األلوان النسج و و

. 194، ص تاريخ النقد األديب عند العربإحسان عباس: - 1 .2007 نوفمرب http://ahmedstirou.maktoobblog.com/about/ ،15، وعالقتها باللفظ واملعىن عند عيد القاهر اجلرجاين النظم نظرية :استريو أمحد - - 2 . 469. ص 1967، ترمجة حممد يوسف جنم، مراجعة إحسان عباس، دار صادر، بريوت، لبنان، ظرية والتطبيق: مناهج النقد األديب بني الن سديفيد دينش - 3

.نفسهأمحد استريو: املرجع - 4

Page 23: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

20

يج احلريرنسج الكالم بنس و ،ةسيياغة الكالم بصياغة املعادن النفاملرهف يقارن ص نتيجة إحساسه و ،من الفنوناملعىن الذي أن سبيل الصياغة و معلوم أن سبيل الكالم سبيل التصوير و و: (تصوير املبدع بقولهلنظم بالتنظيم ا و

ا مالذهب يصاغ منه الصوغ فيه كالفضة و يعرب عنه سبيل الشيء الذي يقع التصوير و .))1(خامت أو سوار

.))2(شو قالن و عمل منها الصوراألحجار امللونة اليت ن و اغاألصبفسبيل املعاين كسبيل (نه الكالم قد أبرز قيمة التصوير الفين يف نظم م أفاضالتصوير الذي يف تقريره للصورة و "عبد القاهر" و

بينها يف صورة التأليفأن هذا التصوير يكمن يف ترتيب األلفاظ حسب ترتيب املعاين يف النفس مع و ،العبارة من اهتمامه بالصياغة و "عبد القاهر"تصوير الفين عند تكرب قيمة ال و ،إليهايقصد مزدهرة لألديب يبتكرها و

بل متثل ،لة رائعةجتللها حب لوانا فحسب تكسو املعاين وأ واأللفاظ يف هذا اال ليست أردية أن دور و ،باملعىن .اليت أرادها صاحب النظم بنظمه مالحمها و الصورة بألواا

القيمة العلمية إبرازإىل حد بعيد يف أسهمتظواهر أخرى إليهاميكن هلذه الظاهرة الفنية أن تضاف ونظمها يف و األلفاظاملوسيقي الناشئة عن ختري اإليقاعفمن هذه الظواهر ظاهرة ،لنظرية النظم عند عبد القاهر

مث ظاهرة التناسق ،قه كل العمق يف بنائه الفينعم القرآين و األسلوبتكون يف هي أوضح ما و ،نسق خاصمع التناسق النفسي يف ترتيب املعاين يف النفس الفصاحة و ،يةالبالغ يف التعبري مع املعاين النحوية و الفين

تكلم عن التناسق يف االنتقال من غرض إىل غرض من أجل الوصول إىل مث ،كثريون إليهنبه والذي ت اإلنسانية .)3(املتوافر يف آيات القرآن الكرمي أعلى درجات التناسق الفين

حسن الداللة: المعاني الثانوية و_ 2 وكذلك إذا : (داللتها املعنوية بصورة خاصة فيقول و ،األلفاظإىل أمهية داللة "عبد القاهر اجلرجاين" يشري

يتشكل بشكل يرجع املعىن يف ذلك كله إىل و ،يبدو يف هيئة و املعىن يتصور من أجل اللفظ بصوره جعلال متثيال به و ة وال يكون كناي حيث و ، حيث الكالم على ظاهرهء منهح شيال يصل الدالالت املعنوية و

.))4(رض من جمرد اللفظتكون الداللة على الغ و ،ال استعانة يف اجلملة مبعىن على معىن استعارة وبري ام بكل ما متلك من مقومات خالل تعبدور ه األلفاظم تقو و ،املعىن تباط شديد بني اللفظ وإن االر

اليت تصيب املعىن قد يتعرض الرتكيب اللغوي إىل نوع من العلل وني بداللتها لتؤدي دورها يف خدمة املعىن، معمن الداللة اللفظية أن "رالقاهعبد "طلبه الذي ي ، والتفسري فيها اثنان يف التأويل وخيتلف قد فتظهر بصورة

فإن أقل ،يف نفس املتكلم من معاين مرتتبة يف ذاته قدر مابدورها يف نقل الصورة السمعية إىل فكر السمع تؤدي

.188ص م.2004، 1التوزيع، بريوت، لبنان، ط، دار اجليل للنشر و الطباعة و )حممد عبد املنعم خفاجي(رجاين: دالئل اإلعجاز، شرح و تعليق اجلعبد القاهر - 1 .101املرجع نفسه، ص - 2 .وعالقتها باللفظ واملعىن عند عيد القاهر اجلرجاين النظم نظرية :استريو أمحد - 3

.193، ص بد القاهر اجلرجاين: املرجع نفسهع - 4

Page 24: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

21

أن يتغري املعىن حينئذ فأما إذا تغري النظم فال بد: ("هراعبد الق"يقول ، )1(يف بناء الداللة تشويه يف الصورةتشويه .))2(التأخري يف مسائل التقدمي و على ما مضى من البيان

مواضعها داخل التعبري عل األلفاظ يف جب ،الكمال رقي وبالنظم إىل درجة ال أن يصل "اهرد القعب" يريد ينادي ا رجال الفكر ، و هي نظرية الرتابط الذيعلى حقيقتها دون زيادة أو نقصان املعايناللغوي لتأيت

، من ورويب و العريب يف العصر احلديثهي الرمزية اجلمالية اليت يعاجلها أو يعرتف ا اللغوي األ ، وو الفلسفة .)3(قيمة علمية يف جمال البحث اللغويل هذا كانت نظرية النظم ذات أج :ي النحوة العلمية لمعانقيمال -3

ليس النظم إال أن تضع كالمك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، اعلم أن و: ("اهرعبد الق"يقول فال ،ت لكرمس ظ الرسوم اليت، و حتفعنها ، فال تزيغأصوله، و تعرف مناهجه اليت جتو تعمل على قوانينه و

و دون اهلدف ين اإلضافية اليت يصورها علم النحاهر من هذه القيم املعا) و يقصد عبد الق)4(ختل عنها بشيء منهاإمنا اهلدف من ذلك اإلشارة إىل وجهيهما يف نظم صحيح معني، ألن مزية ، موضعة الفاعل أو املفعول مثالإىل

حنويا بارعا يرفض أن تقتصر مهمة النحو على كونه "اهرعبد الق" ، واجلمالية ياكاملة تفوق كل املزاالنظم مت .)5(حة الرتكيب من الناحية اإلعرابيةص

، ي معاين النحو فيما بني الكالممر النظم يف أنه ليس شيئا غري توخأ و ،هذا: « "اهرعبد الق"يقول لو فرضنا أن ختلو األلفاظ من أن ، وكاأللفاظ يف نطقرتيبها على ت حتذوو أنك ترتب املعاين أوال يف نفسك مث

و ال يكون الضم ضما « ، و يضيف قائال:)املعاين مل يتصور أن جيب فيها نظم و ترتيب يف غاية القوة و الظهورفجعلت تتبع بعضها من و أنك إن عمدت إىل األلفاظ ،ا معاين النحوفيه توخىال املوقع موقعا حىت يكون قد و

.»)6(، مل تكن صنعت شيئا تدعى بهها معاين النحوفي تتوخى غري أن :في النظم الفصاحةة ــقيم -4

، ترى اللفظة فصيحة ة يدركها الذوق لكنها صفة مرحلية، معقوللفصاحة صفة يف اللفظ تدرك بالسمعإن ا : "اهرعبد الق"يقول ،مكتسبة من املعاينو هي صفة ،موضع و غري فصيحة يف مواضع أخرىيف

، تكون صفة معقولة تعرف بالقلب اللفظ حمسوسة تدرك بالسمع أوال ختلو الفصاحة من أن تكون صفة يف«السامعون للفظ الفصيح ، ألا لو كانت كذلك لكان ينبغي أن يستوي ال أن تكون صفة يف اللفظ حمسوسـةفمح

.»)7(كونه فصيحاب يف العلم

.وعالقتها باللفظ واملعىن عند عيد القاهر اجلرجاين النظم نظرية :استريو أمحد - 1

.194دالئل اإلعجاز، ص هر اجلرجاين:اعبد الق - 2

.نفسهأمحد استريو: املرجع - 3 .97املرجع نفسه، ص هر اجلرجاين:اعبد الق - 4

.نفسهأمحد استريو: املرجع - 5 نفسه.املرجع - 6

.261، ص نفسهاملرجع اهر اجلرجاين: عبد الق - 7

Page 25: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

22

هي أمور ال ختفى على من ، وفظ ذاته جمردة عن املعىناللإن الفصاحة هذه صفة الكالم من أجل مزية ب الم هي أدلة على األغراض ، ألن املعاين احلاصلة من جمموع الكاملعرفة و مقدرة التمييز لألشياءميلك

اللفظ الوصف بأنه فصيح عائدة استحقاملزية اليت من أجلها و أن ،إن الفصاحة تكون يف املعىن( مث ،املقاصدو ة أن تكون : إا فصيحيف اللفظة نالإذا ق يبغين لكان : إا تكون فيه دون معناه ،يل، و لو ققيقة إىل معناهيف احل

. ))1(ذلك خبالفمعلوم أن األمر ، وكل حالب تلك الفصاحة واجبة هلا :)2(هـ)456هـ، 390( يروانيالقالمسيلي ق ابن رشي، العمدة فهو أمهها و أبعدها أثرا و السيما كتابه ،كاماليف كتبه و مؤلفاته عمال مت "ابن رشيق"د عمل يع

و قد ذكر يف ،بن رشيقانه معرض اآلراء النقدية اليت ظهرت يف املشرق حىت عصر إألنه كتاب جامع من حيث فجمع أحسن و ضرب كل واحد يف جهة ،مقدمة الكتاب أنه رأى الناس قد بوبوا الكالم يف الشعر أبوابا مهمة

ن أكثر ما يريده املتأدب من حديث ع احتوىكما أنه ميتاز بني كتب النقد األديب بأنه ، واحد منهم ما قاله كل .عر و من حديث يف الشعر نفسهاالش

به من يكتبون يو أصبح مثاال حيتذ ،وة واسعة بعد القرن اخلامس اهلجريو ذا فيما يعتقد أنه نال حظحىت نال ثناء عريضا من ابن يلخصه امللخصون يب يدرسه الدارسون ومنهال لطالب النقد األد و ، يف علم الشعر

و "مةلقدا"قرأه حباجة إىل أن يقرأ يء من املعرفة النقدية مل يعد إذا، ألن املثقف الذي كان حيرص على شخلدون ،ها عندهم و أودعه كتابهخرب "ابن رشيق"إذ استخرج ،"اجلرجاين"و "احلامتي "و "ياآلمد"

.)3( ما عندهم أيضاربظنك إذا وجد منه القارئ خالصة خلهم أئمة النقد ، فما و هؤالءو أهل صناعة « يف ميدان صناعة الشعر و أهله قوله: "ابن رشيق"من بني األحكام النقدية اليت أطلقها و

مييز الشعر من قد قوله: (و و» الشعر أبصر به من العلماء، بآلته من حنو و غريب و مثل و خرب و ما أشبه ذلك .»)...( )4(ال يقوله كالبزاز مييز من الثياب ما مل ينسجه

ألنه املسؤول األول عن أشعاره ،العامل بالشعر أن الشاعر أبصر من "ابن رشيق" قولمن ينبجس . و غري ذلكثل و اخلربو أعرف الناس بالنحو و الغريب و امل

عربه شأنه يف ذلك كالبزاز الذي يشتهي مده و أحلنه من كما أن من ال يقول الشعر قد مييز رديئه من جيالشهادة بقدرة النقاد األقدمني على إنشاء ، و إذا كان من مزية البن رشيق فهيدهلبس ما ليس ينسجه و يستجي

بالعيش على نه مل يزل جيتزئإ، حيث جيرتها العرب املعاصريناليت مصطلحام ألي حقل يعرضون له دون العقدة .)5(ة فيعمد إىل ترمجتها برداءةيباملصطلحات الغر فتات

.259هر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز، ص اعبد الق 1

، 1، املكتبــة العصــرية، صــيدا، بــريوت، لبنــان، ط1العمــدة يف حماســن الشــعر و آدابــه و نقــده، حتقيــق ( عبــد احلميــد هنــداوي)، ج: املســيلي القــريواين بــو علــي احلســن بــن رشــيقأ - 2 .8-5م. ص 2001

.345- 451، ص اس: تاريخ النقد األديب عند العربإحسان عب - 3 .58، ص 1، ج: املرجع نفسهالقريوايني املسيلبن رشيق أبوعلي احلسن - 4 .237م. ص 2007اجلزائر، (دط)، عبد امللك مرتاض: نظرية النص األديب، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، - 5

Page 26: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

23

،و السيما نظرية السرقات األدبية ،ت لنظرياماكتشاف حتديديف ا رب القدامى فضل السبق و قد كان للععن هذه النظرية العربية األصول "ابن رشيق"و قد حتدث ،و اليت ترد اليوم يف كتب النقد املعاصر على أا تناص

.س له احلامتي يف حلية احملاضرة أحدث هلا مصطلحات على غرار ما أس و ،كثر من عشر صفحاتامتدت إىل أ :)هـ 684 – 608ي (نحازم القرطاج

"أرسطو"و يعتقد أن آخر صلة كانت بني كتاب ،ملتقى الروافد العربية و اليونانية "ينحازم القرطاج" يعد ) )1(منهاج البلغاء و سراج األدباء( "ينم القرطاجحاز "و النقد العريب متمثلة يف كتاب )فن الشعر(

باليأس من االستقصاء فيه "حازم"هلذا حيس ، وول أذيالهقد على أيامه صناعة سحب عليها اخلمو قد كان النهذا مع أن النقد أو تعليم ( صناعة ،قد أصبح املستفيدون قلة ، ويدينألن العناية بالشيء على قدر املستف

. يستغىن عنه يف كل عصر من العصورأمر ال الشعر)من هذا مهاينقذما معا ضيض و ال بد هلما من امرئ مؤمن الشعر والنقد كالمها قد احندرا إىل احل

،بية واليونانيةر يستطيع أن جيمع بني الثقافتني الع ال حيسنه إال ناقد اإلنقاذ، و هذا ترديا يف مهاويه الذي االحنطاط .، بل البد له من رجلنيواحدة يستطيع أن يعتمد رجالال اليوم ألن الشعر بعدإن ، وتها، و هو ينطلق من موقف إصالحيمن هذا املوقف يرسم الطريق اليت يعتقد صح "حازم"و بدأ

من املزاوجة بني و، غريبة عنه أنه يلقي ترنيمته يف أرض س أن محاسته لإلصالح مل تكن لتخفىكان الدارس حيحني نظر يف كتاب الشعر كما خلصه ، وللبلغاء و أن يوقد سراجا لألدباءحاول أن يرسم منهاجا هذين الرتاثني،

باحلكم بأن القواعد اليونانية وحدها ال تستطيع أن تستغرق الشعر العريب اقتناعاازداد "ابن سيناء"، قصر أحكامه على أشعار نهنايته بالشعر وكالمه على قوانيرغم ع "أرسطو طاليس" ذا آمن بأنو هل التفسري، و

منها إىل أن تكون أمثلة ملا قد تدور على خرافات موضوعة يهتدون ، اناألوز اليونان وهي حمددة و األغراض و .)2(يقع يف الوجود

األمثال و االستدالالت و اختالف ضروب اإلبداع يف الشعر العريب عرف احلكم و "أرسطو"و لو أن ليزيد على ما جاء به "حازم"ذا يكون الطريق مهيأ أمام ، والقوانني اليت وضعها التوسع يف لكان حباجة إىل

يبعد أن جنتهد حنن و ال: «)3(، فإنه ختم تلخيصه بقوله"ابن سيناء"هذا أيضا من وحي ما اقرتحه ، و"أرسطو" .»)4(التفصيل الزمان كالما شديد التحصيل و هذا دع يف علم الشعر املطلق و يف علم الشعر حبسب عادةتفنب

حيث كان أكثر إدراكا ألمهية العلم يف نقد الشعر "ينحازم القرطاج"و من هذا املنطلق تكتمل الصورة مع و لكن هذا العلم ،)5(اإلجنازات النقدية العربية السابقة هذا العلم قابل ألن يتأسس على اجلمع بني الفلسفة و ، و

.م1966الكتب الشرقية، تونس، ، دار)وجةاخلاحلبيب بن حممدج البلغاء و سراج األدباء، حتقيق (حازم القرطاجين: منها - 1 .549-548- 547إحسان عباس: تاريخ النقد األديب عند العرب، ص - 2 .549ص :املرجع نفسه - 3 .69-68، ص نفسه ين: املرجعحازم القرطاج - 4 .110جابر عصفور: مفهوم الشعر، ص - 5

Page 27: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

24

هي قاعدة رددها يف فقرات ، و من الشعر نفسه استنباطهميكن إسقاطه على الشعر من خارجه بل جيب نشود ال املو ملن يريد أن :«، يقول)1(بل تنسحب على كافة حقول املعرفة ، وهي ال ختتص بالشعر وحدهكتابه متعدد من

نبط الشيء من معدنه ستا ي، فإمنغري ممكنال حيسنها و ذلك يستنبط قوانني هذه الصناعة من صناعة أخرى لعله .»)2(مظنته و يطلب يف

و هذا ما يؤهله للحكم ،و ذاك ما يفرتض يف الناقد أن يكون ملما به لصناعة الشعر و مدركا لقواعدها "ينحازم القرطاج" انتقد، ولذلك خلية وليس بإسقاط علوم أخرى عليهعلى الشعر من خالل خواصه الدا

فحكموا على الشعر بأن أقاويله ،فيصدرون عليه حكما من علم الكالم ،بالشعراملتكلمني الذين ال علم هلم .)3(وعجزهم عن مزاولة نظمه ، فكشف ذلك عن جهلهم حبقيقتهكاذبة دائما

م من املتكلمني، مل يكن هلم علم يف هذا فظن أن األقاويل الشعرية ال تكون إال كاذبة قو طإمنا غل«و هم يف ذلك مثل من يطلع على ، »)4(ال من جهة الطرق املوصلة إىل معرفته و ،ال من جهة مزاولته بالشعر

.)5(من ليلته "جالينوسا"بعض كتب الطب يف ليلة أو ليلتني فيدعي بأنه أصبح هي تلك الصفة الشمولية اليت متيزه عمن جاء قبله من النقاد، "حازم"ما يالحظه الدارس لنقد لأو

لكن هذا املنهج الشمويل ال يغفل أبدا على لى نوع من املنطق اخلاص بصاحبه، وو ذلك من خالل منهج قائم عة عناية متساوية على وجه يلثالثهذه ا "حازم"و هي الشاعر و العملية الشعرية و الشعر، وقد أوىل ،ثالثية هامة

ذا البحث يف القوى ، وفباستطاعتك أن جتد لديه حبثا عن القوى النفسية اليت ال بد منها لقول الشعر ،التقريب .العلة والنتيجة النفسية استطاع أن يربط بني الفاعل و

قد بعد أن ظال منفصلني مدة التيار العريب يف الن ن حازما ميثل املزج بني التيار اليوناين وإو خالصة القول .)6(قدي حمدد املعامل، و هو رغم اعتماده على هذين املصدرين استطاع أن يرسم منهجا متكامال ملوقف نطويلة

و يستخلص من اإلشارات املتقدمة أن النقاد العرب القدامى قد حرصوا على إرساء نقد الشعر على قواعد سعي ارتبطمن القواعد املستنبطة من الشعر نفسه أحيانا أخرى، وقد ، ولمية تستمد أحيانا من علم الناقدع

مما يفيد بأن )7(،قافة العربية يف تطورها إىل تأسيس علومها املختلفةسعي الثإىل ربط نقد الشعر بـ (العلم) ب النقادالعلمي الذي عاصره، وهو يف وضعه ذاك يناظر ما عاشه و النقد العريب القدمي كان حمكوما باملناخ الثقايف و

اإلنسانيةات العلوم من إجناز لالستفادة ،يعيشه النقد املعاصر عموما مبالحقته و مواكبته للتطورات العلمية املعاصرة .املختلفة الكتساب الشرعية يف مضمار العلم

.32، ص العريب املعاصر عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 1 . 103، ص زم القرطاجين: منهاج البلغاء وسراج األدباءحا - 2 .33، ص نفسهعبد العزيز جسوس: املرجع - 3 .86ص نفسه،حازم القرطاجين: املرجع - 4 .87، ص هكان سببا يف وفاتحني أطعم أحد املتطفلني على التطبيب صديقه ثريدا ليشفيه من مرضه ف "حازم"ينظر احلكاية الطريفة اليت أوردها - 5 .581- 577إحسان عباس: تاريخ النقد األديب عند العرب، ص - 6 .28، ص جابر عصفور: املرجع نفسه - 7

Page 28: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

25

اهتماما و الذي اهتم به الباحثون احملدثون ،بالعلم يف النقد العريب القدمي االهتمامو دون اإلفاضة يف تتبع دفاعهم عن علمية النقد األديب املعاصر ميكن تسجيل اخلالصات العامة التالية: يغو سلت :ديب اليت تبلورت لديهم يف صيغتنيلعرب القدامى قد شغلوا بقضية العلم يف النقد األإن النقاد ا -1

:ؤهالن جوهريانالناقد) الذي اشترط فيه مالعالم بالشعر ( –أ .فنية مرهفة تؤهله لتذوق الشعر و تسعفه يف احلكم الصائب عليه ةحاس* .النص الشعري و بعملية إنتاج الشعر أمهها ما اتصل مباشرة مبكونات علمية واسعة و ةو ثقاف* استنباط الذي يقتضي اإلملام بالنص الشعري يف مكوناته الداخلية، و :علم الشعر (نقد الشعر) –ب

.)1(اليت يف ضوئها يتم متييز جيده من رديئه قواعد الشعر من الشعر نفسه وم يف الشعر، هلعلمي الذي واكب تفكري ا انشغاهلم بالعلم يف نقد الشعر قد ارتبط بالتطور الثقايف وإن -2

مثل بقية العلوم إىل تأسيس علم للشعر مستقل مبوضوعه و رجاله املتخصصني "اجلمحيابن سالم "فسعوا منذ .اليت حققت ذلك

، العلوم املتكاملة مثل علم العروضإم يف سعيهم إىل اإلمساك العلمي بالشعر قد استنبطوا منه بعض -3فأصبحت ،م البالغةالقرآن الكرمي لوضع علم النحو و علو ص لغوية أخرى و على رأسها مع نصو أو اعتمدوه

.هذه العلوم مستندهم العلمي يف مقاربة النصوص الشعرية

إىل ة الشعرية من زوايامها املختلفة اضطرواالظاهر إم ملا أحسوا بأن هذه العلوم ال تغطي النص الشعري و -4 .لسفية و بالرجوع إىل ذوقهم اخلاصالف بتأمالم املنطقية وو ،تطعيمها بثقافتهم العامة

، ومل يؤد م األمر إىل قافة و الذوق يف نقد النص الشعري، فخلقوا تعايشا منهاإم قد وعوا بأمهية العلم والث -5 بتداءا انكسارابيد أن هذا الوعي سيعرف ،حتويل نقد الشعر إىل قوالب جاهزة باستثناء ظاهرة قدامة بن جعفر

"ينالقرطاج حازم"و يبقى ،اعد البالغية اجلاهزةنقد الشعر القو اخلامس اهلجري حني ستهيمن على من القرن .)2(ظاهرة متميزة

ل إىل و وصال مت ، فسيكون قدد التارخيي إىل القرن التاسع عشرهذا التمهي ما مت االنتقال من خالل وإذا برزأ تبلورت ، وبالنقد العلمي االهتمام ة النقد األديب و استفحلفيها النقاش على علمي احتدماملرحلة اليت

يف هذا التحول يف تاريخ النقد األديب و ارتبطقد ، و ستحكم مساره يف القرن العشرينالتوجهات العلمية اليتة ظهرت الفلسفات املاديذين هيمنا على هذا القرن، حيث لي الالعلم علميته باملناخني الفكري و ةإشكالي August-ست كونتجأو ـ"ب ارتبطتو على رأسها الفلسفة الوضعية اليت -فضال عن الفلسفات املثالية - الكربى

Comte " )1798م1857-م(كارل ماركسـ"ب ارتبطتاملادية التارخيية اليت ، و- Carl Marx" )1818م1883-م( ، ، سواء ية جتريبية أو جدلية حسب املوضوعاسة علمدراسته در اللتان كانتا اخللفية الفكرية للتوجه حنو الواقع و و

حســـن نـــاظم: مفـــاهيم -. 138-135-107ص م. 1970، 2املطبعـــة العامليـــة، القـــاهرة، مصـــر، ط حممـــد خلـــف اهللا أمحـــد: مـــن الوجهـــة النفســـية يف دراســـة األدب و نقـــده، - 1

.32إىل 26م، ص من 1994، 1اسة يف األصول و املنهج و املفاهيم، املركز الثقايف العريب، بريوت، لبنان، طالشعرية، در .35- 34املعاصر، ص العريب عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 2

Page 29: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

26

التارخيية، فضال عن إمكانية إخضاع كافة األنشطة صريورتهيف حالته الراهنة أم يف كان هذا الواقع طبيعيا أم بشرياأ .البشرية إىل الدراسة العلمية و من ضمنها النشاط األديب

خصوصا يف جمايل البيولوجيا التارخيي، و وصلت العلوم التجريبية إىل إحدى قمم نضجهاكما - سيولوجيا، بعد أن مت استقرار علم الطبيعة يف صورته احلديثة خالل القرن السابع عشر، و الكيمياء يف القرن و الف

.)1(الثامن عشر

و بعد أن مت استثمار املناهج العلمية اليت ميزت القرن السابع عشر و اليت خولته صفة (قرن املناهج)، املعرفة العلمية الذين يتحكمان يف، ببلورته للمنهجني الرئيسنية للنهضة العلمية احلديثةحيث كانت البداية احلقيقي

: املعاصرة و مهاو ،)م1650- مRené Descartes " )1596-ديكارترينيه "الرياضي الذي وضع أسسه االستنباطي املنهج

.م1637والبحث عن احلقيقة يف العلوم عام قيادة العقل حكامخطابه الشهري يف املنهج إل

من حيث العصر احلديث ة بني العصور الوسطى ومنزلة فارقميثل ألنه، مهية خاصةذا أ "ديكارت"و يعد نها، لذا اعتمد منهجه االستنباط كان يبحث عن وضوح الرياضيات و يقي ، بيد أنههو مؤسس الفلسفة احلديثة

.)2(العامة للمعرفة بأسرها لة لتأسيس املبادئالرياضي و ليس التجريب يف حماو ديكارت لكان "و إذا استثنينا ،)م1626 - م1561( "فرانسيس بيكون"املنهج التجرييب الذي اقرتن باسم

العلم التجرييب اقرتن امسه ب الذي ،و بال منازع هج يف القرن السابع عشر بال مراءأهم فالسفة املن "بيكون .)3(و حركة العلم احلديث

رائد البيولوجيا عند اصة خبخالل القرن التاسع عشر و Francis Bacon -حيث سيتم استثمار هذه Claude Bernard-كلود برنار"سيولوجيا و مع أب الف ،) يف أصل األنواعم1882 - مDarwin " )1809-داروين"

ت اإلنسانية جتتهد هي األخرى ، كما بقيت الدراسا)4() يف املدخل إىل علم الطب التجرييبم1878 -م1813( " .يف سعيها حنو اقتفاء مثاليات نسق العلم احلديث ومبادئه

و قع التحول الكبري يف مضمار علوم اإلنسان، حيث بدأت تتأسس و تستقل العلوم اإلنسانية مستفيدة من - فعلى إىل أوجها يف هذا القرن،يت وصلت من العلوم و املناهج التجريبية ال املادية التارخيية، و الفلسفتني الوضعية و

، فإن القرن التاسع التأمل مي واختاذه موضوعا للبحث والعلماء باإلنسان منذ القد الرغم من اهتمام املفكرين وبانتقاهلا من املقاربة التأملية و النظر الفلسفي إىل ذلك ، وعشر قد شهد حتوال جذريا يف الدراسات اإلنسانية

.ددة ملوضوعها و الضابطة ملناهجهاالدراسة العلمية احمل

.90ص بول موي: املنطق و فلسفة العلوم،نقال عن 35صر، ص عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعا - 1 .م2000، )دط(، ، الكويتاآلفاق املستقبلية، دار عامل املعرفة - احلصاد -ميىن طريف اخلويل: فلسفة العلم يف القرن العشرين، األصول - 2 .63-61ص :املرجع نفسه - 3 .97-96ص املرجع نفسه: - 4

Page 30: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

27

نازعهم حلم يساوي أو يفوق منزلة االجتماعبل إن أصحاب الدراسات اإلنسانية خصوصا علم النفس و .اتمعات ذلك عن طريق إعادة تشكيل البشر و و ،تطبيقاا القوية الفيزياء مبناهجها الرياضية و

رض الواقع إىل أ من عشر، حىت عرف كيف يتلمس طريقهاكان هذا هو احللم الذي أينع طوال القرن الثفقد سعى إىل تأسيس ،"أوجست كونت"يف إجناز هذا الفرنسي أبرز من أسهموا ، وخالل القرن التاسع عشر

فبدأ ،"سان سيمون"و "كوندر سيه"و انطلقا من قضية الواحديني املاديني والتنويريني أمثال االجتماعيةالفيزياء ، خيضع طن يف مملكيت احليوان والنباتن اإلنسان ليس فريدا و ال حيتاج إىل معاجلة فريدة، بل هو قامن مقولة أ

إىل إنشاء "كونت"و من أجل كشفها دعا ،)1(نكتشفها ستقودنا إىل اهلناء و التجانس لها لقوانني عامة حنيمثعلى تفسري الظواهر بفضل ما بينها من ، فتقتصرتدرس اتمع مبنهج العلم احلديثاليت االجتماعيةالفيزياء

تدرس متاما كما االجتماعيةتدرس الظواهر االجتماعيةو ذا تكون الفيزياء ،تعاقبها عالقات ثابتة لتماثلها وإىل االجتماعيةالفيزياء "كونت"و قسم ،العلوم األخرى الظواهر الفلكية أو الفيزيائية أو الكيميائية أو البيولوجيا

:قسمني .اليت تدرس اتمعات يف حالة حركيتها و تقدمها :االجتماعيةالديناميكا -

.استقرارها خالل مرحلة معينة من تارخيها اليت تدرس اتمعات يف حالة ثباا و :االجتماعية اإلستاتيكا -

احلال يقر بطبيعة "كونت"الرياضية، و و الفيزياء إزاء حدود امليكانيكا نك جتد نفسكأ و املالحظ هنا ،به كل دراسة لكي تصري علما يحتتذأن أا النموذج األمثل الذي ينبغي علم وأن الرياضيات على رأس نسق ال

أكثر تعقيدا، لذلك فإن تطبيق املنهج الرياضي يف االجتماعيةفيما بعد بأن الظواهر اعرتف "كونت"لكن لن يصل بعلم و مظهرا أو ومها علميا فقط و قد يعطي -يف الوقت الراهن على األقل - دراستها سيكون حمدودا

حتمية لذلك نبذ كونت مصطلح فيزياء اجتماعية، و استقر على مصطلح علم و ،إىل قوانني دقيقة االجتماع) م1917 -م 1858( "Emile Durkheim -ميل دوركاميإ"و جاء من بعده ،)Sociologieسوسيولوجيا ( االجتماع

، و عليه أن يبحث عن علل لم آخراع قائم بذاته و يدرس ظواهر ال يشاركه فيها أي عليؤكد أن علم االجتملكي تكتمل اإلحاطة بالظاهرة و ،ئية أو هدفو ليس هناك غا يؤكد أن كل ظاهرة هلا علة واحدة و راح ،ظواهره

متاما وظيفة ما اجتماعية هلافقد متسك بأن كل ظاهرة ،ا أن حندد علتها و أيضا وظيفتهااالجتماعية علينألنه كان مولعا بإدخال املماثلة البيولوجية يف علم االجتماع مبعىن النظر إىل اتمع كما ،كالوظيفة احليوية للعضو

العلوم اإلنسانية ، ويف سياق هذا التحول مت استغالل)2(لو كان كائنا عضويا مرتابط األعضاء يف وحدة منسجمة .)االجتماععلم -النفس علم -علم التاريخ ( : األساسية

.99ص ، فلسفة العلم يف القرن العشرين يل:طريف اخلو ميىن - 1 .100-99ص املرجع نفسه: - 2

Page 31: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

28

التحول املعريف كان و البد من ذوبان احلدود بني خمتلف العلوم اإلنسانية للتفتح و هذا التطور و يف سياق وثيقا مبستجدات العصر يف أفق اإلمساك العلمي بالظواهر األدبية ارتباطاو أن ترتبط ،على بعضها

.بتجلياا النصية و و عرفت خمتلف املعارف و الفنون ،التكنولوجي رعت وترية التطور العلمي وو يف القرن العشرين تسا -

،اآلداب طفرة هائلة ما تزال تعد بالكثري، حيث فتح العلم فضاءات جديدة مل تكن معروفة من قبل و و حتولت كثري من نظرياته إىل تكنولوجيات غزت و سهلت خمتلف مرافق احلياة، و يف سياق ذلك عرفت العلوم

مناهجها، بل تبلورت داخلها توجهات مفاهيمها و موضوعاا و بضبطاإلنسانية طورا جديدا من تارخيها مبوضوع ارتباطهماحبكم ،علمي النفس واالجتماعخصوصا و ،سهمت يف إفادة بعضها من بعضأة متنافس) إىل أوج م1939 – مSigmund Freud " )1856-فرويدسيجموند "عند ، حيث وصل التحليل النفسي البحثو )Alfred Adler" )1870 - 1938 - ألفريد أدلر": تالمذته املنشقنيعند ان رئيس اجتاهانو تبلــور داخله ،تطوره

و تابع علم النفس التجرييب تطوره يف مدرستني جوهريتني ،)م1961 – مCarl Young" )1874 -كارل يونغ " .السلوكية و اجلشطالتية

ا علم و ظهر بينهم ،اع هذا التطور العلمي اجلديد سواء الوضعي أم اجلديلكما ساير علم االجتم .)1(على اإلفادة من مناهج العلوم التجريبية االجتماع التجرييب الذي عمد

من تقدم العلوم اإلنسانية يف مضمار و ،ذا القرن من التطور العلمي عموماو قد استفاد النقد األديب يف همما أنتج نسغا ،فق اللحاق بالركب العلمي اجلديدأن يطور مفاهيمه و يدقق مناهجه يف أ ساعيا إىل ،العلم خاصة

ة إىل احتضان األدب ظاهرة وغ اجلديد طموح العلوم اإلنسانيسزاد من حدة هذا الن ية علميته، وجديدا إلشكالمظهرا من مظاهر بوصفهالعلماء أنفسهم يف دراسة األدب أسهم و ، من صميم موضوعااكوما ،نصوصا

: علم االجتماع األديب سسوا له وعليه فروعا لعلومهم مثل، و أنشاط النفسي و االجتماعي لإلنسانال .كما سيتضح يف أعقاب هذه الدراسة علم النفس األديب و

حل عقدة العلمية و صه من أغرت بتخلإال أن النقلة النوعية اليت عرفها النقد األديب يف القرن العشرين اليتإشكاليتها األزلية، تؤول إىل استواء اللسانيات علما متكامال لدراسة الظاهرة اللغوية يف صيغها املختلفة وضمنها

بالرغم من ،النصوص اللغوية فارتبط ا ارتباطا وثيقا حبكم اشرتاكها يف دراسة الظاهرة اللغوية و ،الصيغة األدبية، بيد أن التقاء مفاهيم اللسانيات جتلياا النصية ظاهرة األدبية ولصوصية اخبالوعي الذي صاحب ذاك االشرتاك

، و لتوجه حنو العلم يف النقد األديبباملفاهيم اللغوية و األدبية اليت بلورا الشكالنية الروسية قد عمق اإلغراء باشرتكة تؤول مرجعيتها امل، فظهرت اجتاهات نقدية عدد املفاهيم و املناهج اللسانيةبتوجهات متعددة بت ارتبطلكنه

أحضاا الدعوة إىل اليت تبلورت يف الشعرية و ائية و األسلوبية ويالسيم : البنيوية وإىل اللسانيات احلديثة مثل .)(علم األدب

.37- 36املعاصر، ص العريب عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 1

Page 32: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

29

بل حلقه هذا التأثري أيضا ،املباشر بينهما االرتباطومل يتوقف تأثري اللسانيات احلديثة يف النقد األديب عند مناهج لسانية، ملفاهيم و -و ممارساته و اليت كان يعتمدها يف تنظرياته- استفاء العلوم اإلنسانية نفسها من خالل

يف تأسيس النقد على علم النفس البنيوية التكوينية، واليت استثمرها النقد املؤسس على علم االجتماع يف إنتاج و .)1(النفساين

التاسع عشر ذه احلركة العلمية اليت عرفها القرنيث عن هو مل يتخلف النقد األديب العريب احلد يف مضمار النقد األديب العريب، حيث ظهرت منذ مطلع القرن العشرين احملاوالت العربية األوىل القرن العشرين و

يب يف إلخضاع األدب للدراسة العلمية ال سيما عند ناقدين كبريين كانا مرهصني مبا سيؤول إليه النقد األديب العر :)2("يمص احل يسطاك ق "و "يد ي اخلال وح ر ": ملوالية و مهاالعقود ا

(بوردو) من من املقاالت النقدية اليت كان يبعث انشر سلسلة )م1913 -م1846دي (ال ي الخ وح ر ـف (علم :عنوان و اليت نشرت يف كتاب حيمل ،)م1904 -م 1902ملا كان يعمل ا قنصال عاما لألستانة بني سنيت (

إذ ختلل جمموعة نظرات ،هذا الكتاب من بواكري النقد يف العصر احلديثد يع و)، )3(عند اإلفرنج والعرب بداأل :يلي النقدية ما من بني آرائه لتطور مفهوم النقد احلديث و الثابتة نقدية كانت األسس

ن البالغة ليست مقصورة على العرب أل ،الوقوف على أسرار بالغة الكالم فيها دراسة اآلداب األخرى و - 1البالغة ذاا مرتبطة بالرقي أنكما ،اآلداب احليةال ختتص باللسان العريب وحده بل هي موجودة يف مجيع و

لو ن ينظر يف أدب األمم املتمدنة وه إال بعد أللمتبحر في األدبال يكمل علم و ،لألمةاحلضاري الفكري وعندهم من سعة على بعض ما ترجم من مؤلفام فيقف على ما يطلع ا على جمموع تاريخ أدم و ،نظرة عامة .اإلدراك مسو الفكر و

املثمرة يف ميدان النقد يف العصر برز الدعوات من أ األخرى اآلدابالدعوة لالطالع على أنشك و ال .من أوائل الداعني إىل ذلك بغية خلق حركة نقدية سليمة "اخلالدي"ذا يعد هل و، احلديث

إذ األصل يف الكالم ،ومن اآلراء النقدية اليت اكتسبها املؤلف من األوربيني تفضيله املعىن على اللفظ - 2 ، يف نفسه الكاتب لسبك ما يصوره أوظرف للمعىن يتخذه املتكلم أون اللفظ قالب ، ألللمعاين ال األلفاظ

: قال الشاعر، يشاهده كأنه(...) القارئ أومقصوده للسامع لذلك فينقليشكله يف قلبه من املعاين و )4(ليالد ؤاد على الف سان الل ل ع ج إمنا و ؤاد ي الف ف الم ل الك نإ

التخلص من هذه إىلعصره أدباءدعا و ،التكلف يف احملسنات البديعية و اإلفراط "اخلالدي" و ذم .)5(هدفه أو األدبتكون غاية أنالقيود الشكلية اليت تبعد

.37املعاصر، ص العريب عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 1

.83ص :املرجع نفسه - 2

.265ص .م2004، 1سكندرية، مصر، طلوفاء لدنيا الطباعة و النشر، اإلحلمي مرزوق: تطور النقد و التفكري األديب احلديث يف الربع األول من القرن العشرين، دار ا - 3 .32م. ص 1984، 1طبريوت، لبنان، ة، املعاصر يف الشعر العريب، الشركة املتحدة للتوزيع، مؤسسة الرسال براهيم احلاوي: حركة النقد احلديث وإ -4

.32ص املعاصر يف الشعر العريب، براهيم احلاوي: حركة النقد احلديث وإ - 5

Page 33: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

30

أن إىلمن احلركات الرتيبة اليت تدفع الشاعر والقافية، التخلص من إىلالنقدية اجلريئة دعوته آرائهومن _ 3الشعراء العرب قيدوا أنعلى "اخلالدي"يؤكد والقافية، الشكل دون املضمون إىلخيضع النص هلا فيصرف مهه

قيود املرسل احملرر من كثري من رالشع إىلالذين صرفوا عنايتهم اإلفرنج،القواعد اليت ختطاها الشعراء تباعاب أنفسهم .النظم

أدباءمحالت الذم اليت يقودها أمام نييالنثر العرب عن الشعر و "اخلالدي"ومن املواقف النقدية البارزة دفاع _ 4 الفكري خبالف الشعر اليوناين التخيل أوهم يعيبون على الشعر العريب خلوه من احلركة الذهنية ف اإلفرنج،

كما يعيبون على ،يماظع تأثريايؤثر فيهما العقول و القلوب و أعماق ترى الذي يصل إىلنك فإ اإلفرجني، أو أوليس هلا وظيفة فكرية ة على الشكل واليت جيدون فيها اهتمامات مؤلفيها الكبرية منصباملقامات خباصة النثر و

ذات املغزى الفكري أدبائهم بأعمال "اهلمذاين" و "احلريري"وهم يقارنون مقامات ،اجتماعية أالوجب عليهم احملدثني وأ األدباء والشعراء فقد ذم "اخلالدي"ورغم دفاع ،االجتماعي كروايات موليري وغريه و

هتم ببيان أن يينبغي على الواحد منهم إمنا و ،يتصنعوا يف الكالم وأالالبديع نواعأ وباالستعارات أنفسهميشغلوا ن يضع انفعاالته أ و ،رالسديدة املظهرة له ظهور الشمس يف رابعة النها باألوصافيصفه يوضحه و املوضوع و

الكالم على السامع يكون من جهة االنفعال النفسي تأثرين النفسية يف ذلك املوضوع أل .)1(التصوير الطبيعي ال من جهة االستعارات و األمةالروايات اليت تصور تاريخ ىل املسرحيات وإ التمثيلي و األدب إىلاملؤلف النقدية دعوته أراءمن و - 5

القيم العليا من خالل الفاضلة و اإلنسانية لألخالقن تكون هذه الروايات متثيال أ و ،أبطاهلامشاهري و اإلسالمية .قائع التارخيية ذااالو

د احلديث، فقد شاع هذا اللون على ما قيل قي النق أوائلمثل هذه الدعوات من أنشك يف ال و ."أباظةعزيز "و "شوقي أمحدـ"كلسنة شعراء العصر احلديث فيما بعد أ

كر الوسط الذي فهو ال يذ ،انقطاع نفس الشاعر بسرعة - "اخلالدي"كما يراها - الشعر العريبمن عيوب و - 6 بشعراء اجلاهلية و "اخلالدي"ميثل و، هذا أوروبايف ظالهلا بينما جييد شعراء اليت نشأال يشرح البيئة عيش فيه وي

إالال هيئة ال حركة و ومل يرتكوا عضوا و ،يف ذلك أطنبوا والناقة أوصاف اشرحو فإممن نسج على منواهلم ما حوهلم إىلال مشاال و ميينا ع ذلك حصروا نظرهم يف نقطة واحدة ومل يلتفتوام لكنهم فيها، وختيلوا ذكروها و

.بدائع خملوقات من مناظر طبيعية و أوائلنه من أ و ،مكانته النقدية الرائدة يف العصر احلديث "خلالديـ"افتظل ل أمريكن من امهم و

برز مفاهيم هذا من أ منها و اإلفادة و ، افات املختلفةاالطالع على الثق من الرتاث العاملي و اإلفادة إىلالداعيني .)2(يف هذا العصرالنقد

.35-34-33ص املرجع نفسه: - 1 .36-35ص ،املعاصر يف الشعر العريب براهيم احلاوي: حركة النقد احلديث وإ - 2

Page 34: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

31

الوراد يف علم منهل( فقد أصدر كتابا يف ثالثة أجزاء بعنوان )م1940 - م 1858ي (مص ي الح سطاك ق أما حبث عن قد و ،نيالفرنسي أئمة واشتغل صاحبه مبوضوعه ستة عشر عاما متتبعا سريه مكبا على مطالعة)، االنتقاد

ن ما أل ،تأليفهعقد النية على حديث بالعربية فلم جيد وما اطلع عليه بالفرنسية مل ينطبق على ما أوكتاب قدمي الغرض الذي كان يرمي أنمع ،مصنوعات و مؤلفني و متفننني صاغه النقاد الفرنسيون ال يتعدى نقد مؤلفات و

لعلم النقد قراءة إن(عن موضوع النقد فقال: "اكي احلمصيقسط"حتدث هو وضع كتاب يف قواعد النقد إليهوكل يف الفروع إالموضوعاا ال ختتلف و ،كسائر قواعد العلوم العقلية األرض أمموهي مقررة عند مجيع أصلية

ال و ،قابلة للجدل رأييه ي يف ه األدبية و األعمالكما ناقش مسالة الذوق يف احلكم على ، )حمسوس عرضة للنقد :النقد وهي أركانذكر ثابتة مثللذوق قواعد أنمن يدعي لرئيصحة هي حقيقة اجلمال الثابت يف الكون فكل مجال و ،بالتزام احلقيقة املثلىاألشياء نسبة صحة : ويقصد االنسبة

،بد احلقيقةعندما يصيب ك إالال يكون النقد مصيبا الصدق و أساسه وعماد النقد و ،هو ما دون مجال احلقيقة بإخالصكتابا لينتقده يأخذهو التفتيش عن احلقيقة فمن أخرىبعبارة و ،فموضوع االنتقاد قصد احلقيقة إذن

من يسرت القبيح و، ناقدا حاسدا سرت احلسنات يعد عائبا و من يبحث فيه لنشر اهلفوات و و ،يدعى بعدل ناقدا .خمادعا ينشر املليح ندعوه مداهنا و

اإلرادة يف الفهم ن صدق أل ،بني املتلقي و األديبيف الفهم بني اإلرادةقصد به صدق و :دةاإلراصدق اللب أذكى والكاتب يف التفهيم أوتكلم امل إرادةوكلما عظمت ،النفس ألسرارالكاشف والتفهيم ه وينبغي على و ،وآدابه خالقهأ أسرار إدراك وقرب لنقد عواطفه ، كانت أالقارئ يف قبوله أوالسامع إرادةصدقت و

و ،حىت يكون قريبا من احلقيقة األديبن يعيد التجربة اليت عاناها وأ ،يكون صادقا يف متثيل وجود احلياة أنالناقد النقد خيتلف باختالف أنواعلم املنقودة فقال:( األشياء أوخيتلف باختالف العلوم النقد أن أيضاقرر املؤلف

به من الالئقيف عبارته لتحله يف احملل أوالفتنظر أدبانتقدت كتاب إذاذلك ،قودةناألشياء امل أوالعلوم ،مث تنظر يف الفائدة املتحصلة منه ،الذوق مث تنظر يف معانيه لتعلم مكان قائلها من احلجى و ،مقامات الفصاحة

ما كان بذاته صحيحا أو ،بالصوا اخلطأ من أوالفاسد ك كله تعيد النظر لتنقد الصحيح منعلى ذل أتيت فإذا أيضامث استعرض املؤلف قواعد النقد .))1(شيء آخر منه فاسدا أوموضوع الكتاب إىللكنه بالنسبة

.واحلكم ،والتبويب ،وهي الشرح ،جعلها ثالث درجات يف سلم االنتقاد و :كون صحيحا حىت يستويف ثالثة شروطال ي :رحـالش

.ومبالعم األدبيةبني تاريخ العلوم ها بني الكتاب املنقود وحتديد العالقة و إيضاح : األول .الزمان الذي ظهر فيهما غريه من املصنوعات مبا كان من نوعه و باملكان و أو التأليفعالقة : حتديد و الثاين

.صانعه و الثالث : حتديد العالقة الكائنة بني الكاتب وكتابته و املصنوع و

إبــراهيم احلـاوي: حركــة النقـد احلــديث و -، 80 م. ص1967مصـر، (دط)، الربـع األول مـن القــرن العشـرين، مطبعــة اجلـبالويإسـحاق موسـى احلســيين: النقـد األديب املعاصــر يف - 1

.47املعاصر يف الشعر العريب، ص

Page 35: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

32

تبيان قيمته بعد ذلك من حيث و أمثالهاملنقود وضعه املناسب وحتديد مرتبته بني وهو وضع الكتاب :التبويب والشعر وال بني اخلطب املسجوعالشعر وال بني الكالم أبوابخيلط يف أاليتحتم على الناقد و ،التبويب

لديه من مدائح الشعراء بني ما بني نفس النوع فيوازن بني املدح املنقود ون يكون نقده موازنة وأ ،رسائل امللوك و ،يف موضوع املوازنات - و الرومان عدا اليونان - اإلفرنج العرب على بأسبقيةشيد الناقد ي و ،من دوم املربزين و

: قسمني إىل "احلمصي"تنقسم املوازنة عند سنة و ألفمنذ حنو الطائينيكتابه املوازنة بني ألفآلمدي مثال اف . نه انتحلهأ أو إنشاؤه اإلنشاءاملؤلف نفسه ليعلم هل إنشاءن موازنة املنقود مع سواه م

أنيرى و األدب، أنواعبني مثيله من نثر ليظهر الفرق بينه و أوموازنة املنقود مع غريه من شعر و الثاين عر يف محاسة فهو ينقد تبويب الش ، موضوعاته من العراقيل اليت اعرتضت الناقد العريب الشعر و أبواباملوازنة يف

وكان ،رشيقة من كالم العرب أبياتمجع إالهي تلك ما هذه و أنيرى و ،"البحرتي"محاسة متام مثال و أيب .)1(أمهيتها ومسو املوضوعات إىلينظرا أنما األجدرمزودا يكون صاحبه أنفتوجب ،مثرته العالية من درجات النقد فهو غاية النقد و األخريةوهو الدرجة :مـالحك

قواعد حكم سديد يقتضي مخس إىلالوصول أناملؤلف رأيويف ،بكل ما يؤهله له كي يكون حكمه سديدا وهي :متهد سبيله

.يتحرى جودته يف احملاكاة الفائدة املرجوة منه و : ففيه يعرض للغاية املبتغاة واملصنوع نقد املقول و - 1ميوله حالته النفسية و و األثرصاحب أحوال إىلعرف الناقد ويف هذه القاعدة يت :الصانعنقد القائل و - 2

.غريها العاطفية و .احملكي عنه نقد املقول فيه و - 3 .نقد الزمان - 4 .نقد املكان - 5

صاحبه و أحوالدرس و ،جودته يف احملاكاة فائدته و تستلزم هذه القواعد درس القول من حيث غايته و االجتماعية و أحوالهدرس عصره لالطالع على حتريا لصحته ودرس ما يقال فيه و ،اخللقية حالته النفسية و

مث حتدث عن قاعدة بث احلكم ،أخالقه وثر املكان يف تكوين ميوله وأ أدبهيف أثرها والفكرية السياسية و األديب األثرترتيب و أفضل وأي التمييز بني فاضل ،التنزيل الرتجيح و :قسمني إىلفقسمها

،"احلمصي"شروطه كما عرضها الناقد برز قواعد النقد وهذه هي أ ،تعيني طبقة املتفننني و درجته حتديد و أنغري ،فرد بكتاب خمصص له كهذا الكتابحني أهكذا خطا النقد خطوة اجيابية يف بدايات القرن العشرين و

ليست له قيمة أمرخباصة يف قضية التبويب الفرنسية على النقد العريب و األفكار وحماوالت تطبيق النظريات

.48و املعاصر يف الشعر العريب، ص ، إبراهيم احلاوي: حركة النقد احلديث80سى احلسيين: النقد األديب املعاصر يف الربع األول من القرن العشرين، ص إسحاق مو - 1

Page 36: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

33

مكان عيب ثابتة ال تتبدل يف كل زمان و أحكام واعتبار النقد علما له قواعد أنكما ، كبرية يف ميدان النقد .)1(يف هذا اال الرائدة أسبقيته ومع هذا فتظل للكتاب مكانته النقدية العالية و ،آخر وقع فيه الكتاب

ان دعوتني صرحيتني و مبكرتني إلخضاع األدب إىل د ) يعاالنتقادعلم األدب) و (علم ابني (عنوانا الكت و الدراسة العلمية، خصوصا و أن مؤلفيهما قد عاشا فرتة من حياما يف الديار األوربية، و تطلعا إىل نقل

ن نظروا يف النقد باعتباره علما له ة لذلك من الذينتيج عداإىل البالد العربية، ف معرفتهما باحلركة النقدية هناكا املنهج اجلديد يف الكشف عن و أن كتابيهما مها أول كتابني اختطا هذ ،تارخيه و أصوله املقررة عند األوربيني

.)2(ذا النحو يف تاريخ النقد احلديثهذا العلم و قضاياه على هأغوار حاول إرساء قواعد النقد األديب على أسس بأنه أول كتاب عريب "قسطاكي احلمصي"بينما يتميز كتاب

)3(علمية، يريد أن يضع قواعد علم جديد يعصم الفكر من اخلطأ يف احلكم على قيمة اآلثار األدبية .)4(على أساس ثابت ال يتزعزع و ال يتبدل بتبدل الزمان و املكان و بالرغم بأن النقد علم يقوم

كل من عند ات القرن العشرين يدعوات أكثر نضجا من عشرينو قد أعقبت هذه احملاوالت وتزامنت معها و "إمساعيل عز الدين"و "هيحممد النوي" و "خلف اهللا أمحدحممد "و "أمني اخلويل"و "العقاد" و "طه حسني"

إلرساء دعائم نقد علمي يستفيد أو يستعري من مناهج "مصطفى سويف"غريهم، إضافة إىل يف "صطفى سويفم"إىل اختصاص العلماء مثلما فعل أو لتحويل الظاهرة األدبية ،و مفاهيم العلوم اإلنسانية

.)5(األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة)دراسته املبكرة (املعاصر طفرة نوعية يف مضمار حتديد ات القرن العشرين، سيعرف النقد األديب العريبيو انطالقا من سبعين

.شرعية العلم اكتسابق إرسائه على أسس علمية تؤهله إىل مناهجه ويف أف مفاهيمه وباللسانيات احلديثة، و ما تولد عنهما من و بعلم االجتماع يف صيغه املتطوره ارتباطهخصوصا بعد

.الدراسة األدبية طابع العلم اكتسابنقدية سعت يف موطنها األصلي إىل اجتاهاتتسعى إىل ،احلديثة ظهور مقاربات نقدية جديدة تصالاالو قد متخض عن احتكاك اللسانيات بعلوم

التلقي والتواصل ، و كانت نظريتاتطورها يف مقاربة األدب مقاربة علمية مناهج هذه العلوم و مفاهيم و استثمار كما جتسدت لدى مؤسسيها يف النقدين األملاين ،هلذا اهلدف خري جمسد هلذا االحتكاك و

.بدورها على حركة النقد األديب العريب املعاصر كما سريى ذلك الحقا يف حينه انعكستاألمريكي، واليت وo املالمح الكربى حلركة النقدين الغريب والعريب، لقد كان هذا التمهيد ضروريا لرسم اخلطوط و

-أيضا - و تأسيس تاريخ عام ،الذي فرضته صعوبة إن مل يكن استحالة إنشاء تاريخ عام للنقد األديب و

.48، إبراهيم احلاوي : املرجع السابق، ص82 – 81يين: النقد األديب املعاصر يف الربع األول من القرن العشرين، ص إسحاق موسى احلس - 1 .223حلمي مرزوق: تطور النقد و التفكري األديب احلديث ، ص - 2 .89ص م.1969معهد البحوث و الدراسات العربية، ديث يف سوريا،يل صليبا: اجتاهات النقد احلمج - 3 .90ص :املرجع نفسه - 4 .1951و نشر يف طبعته األوىل سنة 1948ألف سنة - 5

Page 37: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية تمهيــد

34

،) يصعب دجمها يف مسرد واحدتإشكاالعلميته عبارة عن (تواريخ) و (اريخ و ت ،ألن تاريخ النقد يتهلمعلالكربى يف لالجتاهاتللتأريخ - بعد هذا التمهيد التارخيي -لذلك ستخصص حمتويات هذا الفصل و

الشرعية اكتسابا إىل هذا التاريخ، من أجل التوقف عند سعي النقد األديب عموميف ضوء انسجامو ارتباط ملفاهيمه و استمدادهبتجلياا النصية خالل تأسيس معرفة علمية بالظاهرة األدبية وإىل ، ويف مضمار العلم

.)1(نظرية التلقي علم اللغة و مناهجه من علم النفس و علم االجتماع و

على النقد األديب العريب وانعكاساايب و سيكون التأريخ هلذه العلوم والنظريات يف عالقتها بالنقد األديب الغر بأن جتلياا ناجتة عن احتكاك وارتباط النقدين ، إمياناهذه الدراسةمن ه املوضوع املركزي املستهدف د عاملعاصر ب

سيالحظ الغرب كما و الثقايف بني العرب و االجتماعيخبصوصيات فرضها متايز الوضعني اتسمتو إن معا، .الحقا

.40- 39املعاصر، ص العريب عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 1

Page 38: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

36

��د�ـــم :

، فالفلسفة فرضت على النقد شكله األول د األديب يف مهماته منذ وقت طويلزامحت العلوم اإلنسانية النقباحلديث على أن احلقيقة يف األدب "أرسطو"لم يكتف فم) ق 322م) و أرسطو ( ق 347( "أفالطون"عند

،)catharsisإىل ما يعرف بنظرية التطهري ( -ضاأي- ، وإمنا تطرق ف عن احلقيقة يف احلياة و الواقعاملسرحي ختتلعن االحنرافو هو القول بأن مشاهدة األعمال املسرحية تؤدي إىل تطهري نفسية املشاهد من العنف و اجلرمية و

طريق إثارة مشاعر اإلشفاق لديه و اخلوف من العقوبة اليت تنزهلا اآلهلة يف البطل الرتاجيدي، ومن يتأمل رأي طريقة للتخلص من التوتر و ذا يكتشف أنه يضفي على النقد وظيفة احمللل النفسي الذي يرشده إىله "أرسطو"

.القلقو كالمها من ممثلي النقد الرومانسي مع Taine "هيبوليت تني"و Beuve "سانت بيف"و يف نقد

فن السرية اريخ وعلى الت اعتمادمهايف طريقة كل منهما و التباين يف منهجيتهما، ما يؤكد االختالفBiographie أخبار األدباء دون أن يرتك شاردة أو واردة إمنا يعمل يف احلقيقة استقصاء، فعندما يتوغل الناقد يف

متصلة الذي عمد فيه إىل رد النتاج األديب لعوامل )تاريخ األدب اإلجنليزي"(تني"و أشهر مؤلفات ،عمل املؤرخ .بالبيئة و اجلنس و الزمان

ل هذه األحوال فإن هذا النوع شاع حىت أصبح نقدا مدرسيا أو كالسيكيا جيب إتباعه لدى نقاد و يف جو ميكن القول ،جتماعية و التارخيية و البيئيةقد كما يالحظ مزيج من الدراسة االو هو ن ،بداية القرن العشرين

، وكان التأثري األكرب يف دور هامشيفسه بأنه بإجياز يف هذا الشأن لتحديد الدور الذي ض به األدب يف نقد ن :لعلوم اإلنسانية األساسية الثالثعملية النقد األديب من نصب ا

. )1(جتماع مث علم اللغة و اللسانهلا علم النفس مث علم االو أ :س���ـ� ا��ـد ا�د�ـ� �� ـم ا�ـ

عتماد مدارسه الشهرية على املنهج توزعت أراء املختصني بني إحلاق علم النفس بالعلوم الطبيعة نظرا ال، و بني من جعله حلقة غل عليهتلموضوع اإلنساين الذي يشاعتبارا لزمرة العلوم اإلنسانية التجرييب ، وبني إدراجه

علما إنسانيا يسعى إىل معرفة علمية بالذات بوصفه ، لكن موضوع البحث يقتضي التعامل معه )2(وسطى بينهمايف حماولة للكشف عن أسرارها حيث جيمع الباحثون على أن ،ال املفكرين منذ زمن بعيداإلنسانية اليت شغلت ب

لم مستقل قبل أن يتحول إىل ع، سية للذات اإلنسانية له ماض طويلالسعي لإلمساك العلمي بالظواهر النفاإلنسانية من حيث اليت عاشتها و تعيشها العلوم هو يف ذلك ال خيتلف عن املفارقة ، ومبوضوعه منذ فرتة طويلة

.)3(للطابع العلمي اكتسااأقدميتها يف سعيها حنو العلم و بني حداثة

55ص ،)دت(، )دط(،األردن، دار املسرة ،عمان، مود خليل: النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيكإبراهيم حم - 1

، عطــوف حممــد 387 – 381علــي زيعــور : مــذاهب علــم الــنفس، ص عــن نقــال ، 41العــريب املعاصــر ، ص عبــد العزيــز جســوس : إشــكالية اخلطــاب العلمــي يف النقــد األديب - 2 .13-12نقدية يف علم النفس املعاصر، ص ياسني: قضايا

.10: فلسفة العلوم الطبيعية، ص Hempel .G. C كارل جي مهبلعن نقال ، 41ص :املرجع نفسه - 3

Page 39: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

37

ثالث مراحل: احثون يف تطور املعرفة بالنفس بنيو قد ميز الب .املفكرين و الفالسفة اهتمامات: حيث كان موضوع النفس ضمن : مرحلة تأملية فلسفيةاألولـى -

: حينما بدأت الدراسة النفسية تستقل عن الفلسفة منذ منتصف القرن الثامن لمرحلة بداية االستقال :الثانيـة - .بط بالفسيولوجيا و الطب التجرييبعشر و ترت

الدارسة النفسية بنفسها و أصبح لعلم النفس كيانه اخلاص منذ استقلت: حينما مرحلة االستقالل :الثالثـة - ، وبذلك ميكن التمييز ملعرفة النفسية يف خمتلف مراحلهاباديب النقد األ ارتبطو قد ، )1(بداية القرن التاسع عشر

: بني طورين أساسني االرتباطيف هذا

ني.ياألدب التلقيفيه برصد العالقة بني األدب و النفس على مستوى اإلنتاج و االهتماممت :األول -

ة رة األدبيسي لدراسة الظاهمتت فيه بلورة تصورات نقدية مستمدة من علم النفس و التحليل النف :الثاني - .)2(و جتلياا النصية

النقد األديب بالدراسة النفسية خالل ارتباط يف اليت برزت املسوغاتو قد عمل الباحثون و النقاد على رصد و ميكن حتديد أبرزها يف: ،لالستمرار يف ذلكاليت تعطي الشرعية هذا التاريخ الطويل، و

.لألدب ية والذاتيةبري عالطبيعة الت -1

.الوظيفة التفسريية للنقد األديب -2

.الوظيفة التأثريية لألدب -3

.)3(السعي العلمي للنقد األديب -4

الدراسات اليت أنتجها علم إىل تصنيف أمناط - أيضا - سعى الباحثون و تأسيسا على هذه املسوغات .يني من منظور علم النفسوص األدبالكشف عن توجيهها للنقد األديب يف معاجلته للظاهرة و النص النفس، و

: فهناك من أقام هذا التصنيف على أسس جغرافية عليها عتمداألسس املهذه التصنيفات تباين فتباينتنفسية) اجتاهات و مدارس أو إيديولوجية أو

اقتضتمع املوضوع انسجاماو لكن ،أو مناهج جديدة(ع◌مل

و مارست تأثريا قويا يف النقد األديب ،اليت قاربت الظاهرة األدبيةبأبرز النظريات النفسية االلتزامضرورة البحث املتحكمة )يةفس ن لم الع (على املرجعيات اعتمادافإنه جيب تصنيف أمناط الدراسة النفسية لألدب ،غربيا و عربيا

:إلنسان بني ثالثة مستويات أساسيةو اليت ميزت يف النشاط النفسي ل ،فيها مرجعية النقد النفسي. اعتمدالذي ، ولم نفس الوعيأو ع: وى الوعيمست -1

مرجعية علم النفس األديب. اعتمدالذي أو علم نفس السلوك، و :مستوى السلوك -2

فلوجــــــل ،18، ص و.م.أونيــــــل : بــــــدايات علــــــم الــــــنفس احلــــــديثنقــــــال عــــــن 42-41إشــــــكالية اخلطــــــاب العلمــــــي يف النقــــــد األديب العــــــريب املعاصــــــر ص عبــــــد العزيــــــز جســــــوس: - 1J.G.Flugel 26 – 14ص ،: علم النفس يف مائة عام .،

. م5020، 1، مراكش، املغرب، ط وطنية الداودياتخطاب علم النفس يف النقد األديب العريب احلديث ، املطبعة و الوراقة ال ،42ص :املرجع نفسه - 2

.42ص :نفسهاملرجع - 3

Page 40: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

38

.)1(مرجعية التحليل النفسي لألدب اعتمدالذي ، و: أو التحليل النفسييوعالالمستوى -3

.منطلقاته تمد الالشعور اجلمعي يففضال عن تبلور النقد األسطوري الذي يع : النقـد النفسـي

، وما راحل منو اإلنسان و تكوين شخصيتهم من األدب أمورا عدة يف مقدمتهايراعي علم النفس يف مواقفه و ما حييط بتلك الشخصية من ،انغالقأو تفتح و ،انعتاق ويعرتض هذا التكوين من تقدم و احنسار، أو كبت

وفق مراحل النمو من ،جتماعي و عالقته العاطفيةعالقته مبحيطه االه و مؤثرات مصادرها عالقة املبدع بأسرت و يرتبط النقد النفسي بعامل التحليل النفسي ،حىت الشيخوخة االكتمالالطفولة مرورا باملراهقة والشباب و

، وضبعضها فوق بع الدالالت مرتاكمريا ذا طبقات من موقعا أث الذي يرى يف العمل األديب ،"سيجموند فرويد" .)2(أسرارهفيها للكشف عن غوامضه و البد من احلفر

لنفس يف علم نفس الوعي) مرجعية له من النقد النفسي عموما و يتميز بتحديده ملوضوع علم او يتخذ (و لذلك فهو ال يهتم باحلياة الداخلية العميقة و الالوعي لإلنسان كما يهتم ا ،لإلنسان احلياة الداخلية الواعية

، كما ال يهتم باملظهر السلوكي اخلارجي لإلنسان كما تم به السلوكية، فموضوعه بتفريعاتهيل النفسي التحلو اليت تعطيه نكهته املتميزة ،الواعية احملركة لإلنسان و املتحكمة يف نشاطه و عالقاته املركزي هو القوى النفسيةيف ،)م1834 - مColeridge )1772 "كولردج"لك عواطف و األخيلة كما ركز على ذبني الناس مثل العقل و ال

Bergson-رجسونب"املشاعر و احلدوس والعبقرية اليت ركز عليها دراساته و مثل الروح والعواطف و االنفعاالت و

قد مجعا بني املعرفة العلمية والتأمل الفلسفي يف تصوراما مها معا ، واجلمالية ) يف تصوراتهم1941 – م1859( "قبل أن يتصدى علماء النفس لدراسة الوعي ،نيفس اإلنسانية و عالقتهما باإلنتاج والتلقي األدبيحول الن

االستقراءنهج العلمي املعتد باملالحظة و اإلنساين دراسة مؤسسة على امل .)3(التجريب أحيانابغالبا و االستنباطو

السلوك): نفس علمي (علم النفس األدب

: أساسيتني مهامرجعا له، ويتمثل هذا العلم يف مدرستني نفسيتني )السلوك علم نفس(يتخذ هذا العلم ورمها عن تصاملنهج التجرييب يف دراساما فإما خمتلفتان يف اعتمادعلى اتفقاو إن ،السلوكية و اجلشطالتية

تمايز علم نفس ل بعاالنفس األديب عن النقد النفسي تو يتميز علم ،السلوك اإلنساين و ضمنه النشاط اإلبداعي :نهجالوعي على مستوى املوضوع و امل السلوك عن علم نفس

(السلوك) و على أن موضوع علم النفس هواجلشطالتيون : يتفــق السلوكيون وعلى مستوى الموضوعأو على علم النفس التخلي عن الوعي كي يستطيع أن يكون علما«:"Watson - واطسن"يقول ،لوعي)ا( ليس

. 43نقد األديب العريب احلديث، إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر صخطاب علم النفس يف ال عبد العزيز جاسوس: - 1

. 56إبراهيم حممود خليل: النقد األديب من احملاكاة إىل التفكيك، ص - 2

. 92 16سس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة، صمصطفى سويف: األ، نقال عن 44ص ،إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصرعبد العزيز جسوس: - 3

Page 41: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

39

، كما أنه ال جيوز أن يكون غرض دراسة ليس هو طريقة يف املعرفة النفسية، و الوعي أي دور يؤديال موضوعيا .)2(على علم نفس الوعي احتجاجابل ذهب بعض الباحثني إىل أن ظهور السلوكية كان » )1(االهتمامتستحق

ريتني خمتلفتني هلما أفرز نظ وضوعا لعلم النفسمبوصفه يف السلوك اجلشطالتية واشرتاك السلوكية و :املوضوع نفسه

دراسة « :فدراسة السلوك تقتضي ،االستجابة العالقة بني اإلثارة : اهتمت بالسلوك يف نطاق )∗(السلوكيــةاليت يؤديها اجلسم جوابا على املثريات اليت ختضع ، وأن تالحظ بشكل موضوعيردود الفعل اليت ميكن ». تأتينا من البيئة احمليطةللمالحظة و املراقبة اليت

ال ميكن ة املباشرة و هذه التجربةعلى جتربته الفردي فإا تلح على إدراك الشخص، و« :)∗(أما الجشطالتية ».)3(باإلدراك الكلي لألشياء االهتمام، بل جيب و بني الذات و املوضوع التمييز فيها بني العناصر و األجزاء

لذلك انتقدوا و ،املنهج التجرييب يف حتليالم اعتمادعلى اجلشطالتيون لسلوكيون ويتفق ا :على مستوى المنهج ا للعلم يف ذلك .باعتربوه جمان التأمل و و اعتماده على االستبطانعلم نفس الوعي يف

اإلبداع خاصة، فاعتربها األولون نشاطا نفسيا متولدا عن ردة بعملية و اجلشطالتيون السلوكيون اهتم وقدنطالقا من أن استجابة لغوية اهو أا اإلبداع األديب فعل على مثريات خارجية أو داخلية، غري أن ما مييز عملية

تكون عن استجابتهأثري اإلنسان العادي خارجيا أو داخليا فإن ، فإذا الفكر ميثالن وجهني لعملية واحدةاللغة و لغوية استجابةالفكرية إىل االستجابةأما األديب فإنه حيول ،يتخذ املوقف املالئم يف ردة فعلهطريق الفكر الذي

.)4("واطسون"أن الفكر ليس سوى الكالم الذي بقي وراء الصوت كما ذهب إىل ذلك باعتبارعملية اإلبداع نشاطا نفسيا كليا قائما على (الفعل) الذي يقوم به اإلنسان إلزالة اعترب اجلشطالتيونبينما

فما يدفع املبدع إىل اإلبداع ،عنده لسبب أو آلخر، والفعل يف جمال اإلبداع األديب هو (اللغة) التوتر الذي ينشأ

.184، ص لنفسعلي زيعور: مذاهب علم انقال عن 45ص ،ملعاصرعبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب ا - 1

.175ص: علم النفس يف مائة عام، فلوجلنقال عن ، 45صاملرجع نفسه: - 2

الــيت تفســر الســلوك أسســت هــذه النظريــة يف أمريكــا، و جــاءت كــرد فعـل علــى نظريــات علــم الــنفس الســابقة، الــيت كانــت تعتمــد الدراســات و التفســريات العقليــة البحتــة، :الســلوكية - ∗درســة أن موضـوع علـم الـنفس دراســة السـلوك و ضـبطه عــن طريـق التنبـأ و املالحظـة، لــذلك رفضـت مـنهج االســتبطان،كما التفكـري)، يــرى أصـحاب هـذه امل -اإلرادة -الشـعور -(الغرائـز

جريـب رات الـيت تسـببه، و قـد اعتمـدت التأن القيمة العلمية للمعلومات اليت حيصل عليها ليست متوقفة على إمكان تفسـريها يف الشـعور، و التعـرف الـدقيق علـى تكيـف اإلنسـان و املـؤث .93-92ص 1988)، 3نان، (طو استخدمت احليوان يف إجراء التجارب من أجل فهم السلوك اإلنساين (ينظر عاقل فاخر: مدارس علم النفس، دار العلم للماليني، بريوت، لب

العمليـات، و االهتمــام بالوجهـة العقليـة للحيــاة، و اعتـربت اإلحساســات تعـين الشــكل و اهليئـة، و عملهــا البحـث عـن العمليــة االبتدائيـة يف اخلــربة و قـوانني احتـاد هــذه: الجشـطالتية - ∗ث إن الصـورة الفضـلى تـرفض عليـه إدراكهـا، البسيطة هي تلك العمليات اليت تنتج عنها، و تبـين منهـا اخلـربات املعقـدة و األفكـار، كمـا تـرى أن أسـاس اإلدراك هـو املوضـوع املـدرك ، حيـ

إال إذا كــان ضــمن يــا أوال، فالــذات متيــل إىل مشوليــة املوضــوع، مث ــتم بــأجزاء هــذا املوضــوع، فهــي حتللــه باعتبــار أن الكــل لــه معــىن بينمــا اجلــزء ال معــىن لــهو أن إدراكهــا لألشــياء يكــون كلضـع هلـذه الشـروط أو القـوانني فإنـه يصـعب التعـرف عليـه، و فإنـه يـدرك، أمـا إذا كـان ال خيالكل ألن املوضوع إذا كان بارزا بالنسبة للخلفية و واضـحا بالنسـبة لألشـياء الغامضـة و منظمـا

كـل نقـص أو خلـل يف عضـو حسـي فـإن قد يستحيل ما دامت احلواس هي اليت تسـتقبل الصـور الفاضـلة لألشـياء لتـدركها، لـذا فـإن اإلحسـاس و اإلدراك جيتمعـان معـا يف آن واحـد و أن .www.t3gstatic.com ،)144إدراك الشيء ال حيدث (ينظر املرجع نفسه، ص

. 319 - 185علي زيعور : مذاهب علم النفس، ص نقال عن 45ص ، املرجع نفسهعبد العزيز جسوس: - 3 . 45 املرجع نفسه: ص، - 4

Page 42: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

40

و رغبةأ ،يف التكيف من جديد مع الواقع الذي يعيش فيههو حماولة إزالة التوتر الذي حيسه يف حلظة معينة رغبة التأثري يف ذلك الواقع خبلق شروط أفضل للتكيف معه.

االستبارات االستخبارات ويف منهجهم التجرييب على اجلشطالتيونسلوكيون و اعتمد الو قد معدة لفرض معني. استماراتفرضيات ختترب عن طريق اقرتاح وو دراسة املسودات

:يـد النفسـالنق

األسس بوضع "فرويد"و لقد قام ،النفسي أن يقرأ األدب قراءة متتد خلف سطحه الظاهري االجتاهحياول اإلبداع الفين عن طريق و حاول على ضوء هذه األسس أن يضع تفسريا لظاهرة ،امة للقراءة النفسية لألدبالع

،حتت وطأة الرغبة الالشعورية حنو نتاج ما يشبع هذه الرغبة يندفع، فهذا األخري النفسي لدى املبدع فكرة التسامي :قوىموزع بني ثالث "فرويد"فنشاطه النفسي على رأي

خصي يف و الصراع فيما بينهم يتجلى يف سلوكه الش ،الالشعور)( الضمري) و اهلو(الشعور) و األنا األعلى (ألنا ا - القمع :اآلليات منها اسم "فرويد"يتم بواسطة ما يطلق عليه -أي الصراع - و هو ،أي موقف من املواقف

.)1(و التسامي -والكبت و هلذا فإن كل تعبري ،املرء يبين واقعه بناء على رغباته املكبوتةيف كون "فرويد"و تبدو فكرة الالوعي عند

و ،سلوكا كان أو خياال هو جمموعة معقدة من الرموز اليت حتاول الكشف بطريقة غري مباشرة عما يتمىن املرء فعلهاطفية و ، و الالوعي عميق اجلذور يف حياة اإلنسان العأو األخالقي مينعانه من ذلك االجتماعيالعرف لكن

، ون ذلكالتحرمي حائال د االجتماعي أواجلسدية اليت يفرتض إشباعها، فيقف السلوك شكل من أشكال التعبري عن هذه الرغبات املكبوتة و صورة من صور "فرويد"يف رأي و األدب و الفنون عامة

و الفنية العظيمة تشكل موضحا أن األعمال األدبية "فرويد"و يضيف ،س الشكلي عن الالوعي املختزنيالتنففيشعر الكاتب أو الشاعر أو الفنان بعد إجنازه للعمل ،عبري عن نفسه تعبريا سامياتأسلوبا يلجأ إليه الالوعي لل

، حبثا عن عالقاتهته و سري فإن الناقد األديب ال مناص له يف أخبار الكاتب أو الفنان و ، وهلذا االرتياحالفين بالرضا و جمموعة من "فرويد"، و حيدد شكالت النفسية الكامنة يف ال وعيهتلقي الضوء على امل أي إشارة متكنها أن

: اتعما لدى املبدع من رغبات مكبوتة و من هذه اآللياآلليات اليت يلجأ إليها الالوعي يف التعبري تكاملة خلط عناصر عدة بعضها ببعض ليؤلف منها وحدة ملالوعي و و هو حذف أجزاء من مواد ا :يفالتكث -

تغين عن التفاصيل الكثرية. األعراف األخالقية السائدة. : و هي إبدال اهلدف بآخر ال تستهجنهاإلزاحة - من خالل موضوعات غري جنسية تشبه غالبا ما يكون موضوعا جنسيا ، و: وهو متثيل أو عرض املكبوتزـالرم -

:فين مظهرين فإن لكل عمل أديب أو هذا األساس على ، واملكبوت أو توحي به

.67. ص م2007، 1األديب املعاصر، دار اآلفاق العربية، القاهرة، مصر، طمسري سعيد حجازي: قضايا النقد - 1

Page 43: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

41

و على الناقد النفسي أن يستعني بكل األدوات اليت متكنه من حتليل النص ،أحدمها خفي و اآلخر ظاهر بعض أعمال الفنان "فرويد"و ذه الطريقة درس ،أو العمل الفين حتليال يصل به إىل معرفة احملتوى اخلفي

.)1(اجلنسي أنه كان يعاين من الشذوذ لفنان و هوو توصل إىل رأي قاطع يف ا "ليوناردو دافنشي" إىل حتليل أعمال أدبية أخرى إلضفاء املصداقية على نظريته يف فهم األدب "فرويد"كما عمد

ل نصوصا أدبية مثل ، حيث حلتلقيهالكشف علميا عن أسراره و اخللفيات العميقة املتحكمة يف إنتاجه و و أن الكاتب الروسي الشهريكما توصل إىل،"شكسبريـ"ت) لو (هامل "سفوكلسـ"أوديب) ل امللكمسرحييت (

.بعض الشخصيات األدبية و الروائيةأنه مصاب بالصرع و الرغبة حنو اجلرمية و "يفسكيديستو " (التحليل بنظريته و حتليالته األدبية يف النقد األديب احلديث ما أصبح يسمى بـ "فرويد"و هكذا أشاع

:لذي ينهض على الركائز التالية) االكالسيكي لألدب النفسي .حتليل نفسي للمؤلف - 1 .حتليل نفسي للشخصيات األدبية - 2 .)2(حتليل نفسي للرموز األدبية - 3

يف جمال العلوم اإلنسانية و النقد األديب فإن مفاهيمه "فرويد"ها و على الرغم من الضجة اليت أحدث و تصوراته مل تصمد طويال.

، وإذا كان هذا ال خيلو من مزالقوراء التحليل النفسي دون ضوابط االنسياقن و مهما يكن من أمر فإألن اإلنسان ،التحليل سالحا من أسلحة النقد األديب احلديث فإن ما جيب توخيه هو احلذر عند اللجوء إليه

باع املنشقني عطفه بعض األت، لذا خرج من حتت م)3(ليس من السهل أن نوجزه يف جمموعة من النوازع و األحالم :أمثال

بـ (علم النفس الفردي) الذي ) الذي استقل مبا مسيم1938_ مAlfred Adler )1870 "ألفريد آدلر"، ولكنه خيتلف عنه يف أن الشعور ية لالشعور يف الشخصية اإلنسانيةيف إعطاء األمه "فرويد"يلتقي مع نظرية

وم بسيكولوجية الفردية اليت متيزه عن اآلخرين ليست له مالمح مشرتكة بني كافة الناس، فكل شخص حمك كز على قوتني:تو اليت تر

قوة الشعور بالدونية اليت يتلبسها الشخص منذ طفولته حتت ضغط أسرته و جمتمعه. •

. 57-56النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، ص إبراهيم حممود خليل : - 1

.210-209آن. جفرسن.ديفيد رويب : النظرية األدبية احلديثة ، صنقال عن 48عبد العزيز جسوس : إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2 . 58حملاكاة إىل التفكيك، ص إبراهيم حممود خليل : النقد األديب احلديث من ا - 3

Page 44: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

42

الفن عامة و األدب "آدلر" دو يع ،عويض النقص املشعور بهقوة إثبات الذات اليت دف إىل ت •و إحساسها بالدونية املفروضة عليها ،لفنان و األديب حني شعورها بالنقصشخصية ا مظاهر إكمالمظهرا من .)1(منذ الطفولة

يف "رويدف"مبا مسي بـ (علم النفس التحليلي) الذي يلتقي هو اآلخر مع نظرية استقلالذي "كارل يونغ" :شعورين ميز بني ، حيثالالشعور

."فرويد" كتسب على غرار ما ذهب إليه: و هو مالشعور شخصي -

، مثلما املنحدرة إليه من تاريخ البشرية و هو موروث ينتقل إىل اإلنسان من الرتسبات النفسية :جمعـيالشعور - .نة غابرةو من أزم در إليه اخلصائص البيولوجية من أسالفهتنح

اليت ترسبت يف (بالنماذج العليا) أو (النماذج البدائية) "يونغ"و يتجسد هذا الالشعور اجلمعي فيما يسميه تتمظهر أساسا يف األساطري واخلرافات اليت يستحضرها الفنانون و العباقرة عن طريق و ،أعماق اإلنسانية بالتوارث

قد أخرج النقد النفسي من هوة البحث املرضي "كارل يونغ"، وتبعا ملا سبق فإن )2(أحالم اليقظة بواسطة احلدسالفن كليهما طابعه اجلماعي الذي يتجاوز به املبدع دائرة الفرد إىل ب وو العصايب إىل شيء آخر يضفي على األد

و هذا يصح على بعض األدب وليس عليه كله. ،دائرة اموع، بقرية فيهما إىل دافع غريزي واحدالفين من الصعب أن تعزى الع و جيب التذكر دائما بأن العمل األديب و

املبدع و العمل اإلبداعي باختالفخربات متنوعة ختتلف و إمنا هو األرجح نتاج دوافع متعددة و .)3(إبداعه اكتنفتو الظروف اليت

أن الفنان له نشاط معني مؤكدا، الذي تناول مسألة اإلبداع الفين "أوتورانك" كتاب م1904كما ظهر سنة ، فاملريض "فرويد"ا ظن نفسيا مثلمعن أن يكون مريضا مرضا ال عصايب، ونشاطه هذا يبعد به حبامل و و هو ليس

مبحيطهما االندماج األديب و الفنان يرغبان يف بينما قد جتد ،ربا من مواجهة الواقع ألاالعصايب يؤثر العزلة أووكل إبداع أديب أو فين يف رأي ،و التفوق عن طريق النتاج األديب و الفين ساعيان إىل إحراز النجاح )4(االجتماعي

األعمال األدبية و الفنية ابتكار، و العصايب ال يستطيع اجلهد الذهين و تصاحبه املعاناة يصاحبه "أوتورانك" .اخلالدة اليت حتتاج إىل مثل هذا

إىل رأي خمالف فيؤكد أن األديب ال يبدع إنتاجه األديب من أجل "برجلريذهب تلميذه اآلخر و هو " وم هذه الرغبات يف نفسه دفاعا غري واع عن طريق األثر األديب و إمنا للدفاع عن قيا ،التعبري عن رغباته املكبوتة

به عن نفسه فحسب أو عن ديضيف أن الكاتب ال يعرب يف أ ، القارئ إىل ذلك استحسانالذي يكتسب به

. 210ص ،: النظرية األدبية احلديثةديفيد رويب آن. جفرسننقال عن 49، ص نفسهعبد العزيز جسوس : املرجع - 1 .49عبد العزيز جسوس: إشكالية خطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر ، ص - 2 . 60ث من احملاكاة إىل التفكيك، ص إبراهيم حممود خليل : النقد األديب احلدي - 3

. 59-58ص :املرجع نفسه - 4

Page 45: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

43

يف أن الكاتب "أوتورانك"ولكنه ال خيالف ألسلوب نفسه أيضا عن رغبات اآلخر،رغباته، و إمنا يعرب با .)1(مصابان حبب األنا و الشاعر كليهما

، حيث مل تعد مفاهيمه مقنعة منتصف القرن العشرين حتوال كبريالقد شهد التحليل النفسي الفرويدي منذ مبضمون اهتمامهاحبكم اعرتاض،يف املمارسات النقدية فضال عما وجه إليها من ر واالبتذالالتكرا اكتنفهاكما

وبناء التفسري األديب على ،ميشها للقيم اللغوية و الفنية يف هذه األعمالاألعمال األدبية أو بنفسيات األدباء وو قد أنتج هذا التحول ما أصبح يسمى بـ ( ،)2(االجتماعيةللشروط اهتمام إيالءأعماق الذات الفردية دون

:) و الذي ض على عاملني جوهرينيالتحليل النفسي اجلديد لألدب الساحة النقدية بإعالئها لسلطة النص اكتساح البنيوية يني و خصوصا مع تطور النظرية واملنهج النقد -

، متموت املؤلف)( "بارث"قولة و بذلك التوفيق بني القراءة النفسية و م ،و بإعالئها ملوت املؤلف أو ميشه Jacques-جاك الكان"و من نادى بذلك الناقد البنيوي ،النص)بالوعي املكتوب ( االهتمامإقصاء الذات و

Lacan " الالوعي جمرد فكرة عامة "فرويد"لة الذي جعل من مقو.

.)3(األديب الذي أعلى من سلطة اتمع يف املقاربة النقدية االجتماععلم استواءباإلضافة إىل .وصا ما تعلق منها بالعقد النفسيةوخص "فرويد"تطور التحليل النفسي نفسه الذي مل يعد مقتنعا مبفاهيم _

م مستمدة من دى هذا التحول إىل ظهور مجاعة من النقاد الذين طعموا حتليالم النفسية مبفاهيو أ :باء بـ، فأصبح النقاد النفسانيون يهتمون إضافة إىل حتليل نفسيات األدنظريات نقدية مغايرة

املستوى اللغوي يف النص األديب. -

.سيكولوجية القارئ واجلمهور -

.)4(النفسي توىيل احمليف تشك االجتماعيالبعد -

- مورون شارل"د األديب و التحليل النفسي كان هلم فضل التالقي بني النقو من أهم النقاد الذين Charles Mauron " )1899 ض ثقافة علمية و أدبية يف وقت معا، و قد تكونت لديه ،)م1966 –م و الذي

.لغة النص األديب -و شخصية املبدع و - االجتماعيمنهجه على حماور :الوسط و نشر عام ،"Malarmier -ماالرميه"أن جيري دراسته على الشاعر الفرنسي م1941عام استطاعو قد

دراسات مث تتم جهوده بعدة ،إىل األسطورة الشخصية) االستعاراتعنوان (من بدراسة عامة عن الشاعر م1957 .م1964هامة منها النقد النفسي للفن الكوميدي عام

. 59ص :املرجع نفسه - 1 . 49نقد األديب العريب املعاصر ، ص إشكالية اخلطاب العلمي يف العبد العزيز جسوس: - 2 .64ص ث من احملاكاة إىل التفكيك،النقد األديب احلدي :إبراهيم حممود خليل ، 50ص نفسه:املرجع - 3 .208احلديثة، ص آن .جيفرسون ديفيد رويب: النظرية األدبيةنقال عن ،50ص :املرجع نفسه - 4

Page 46: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

44

،هو قراءة األثر قراءة تتجاوز سطحه الظاهري لزيادة معرفتنا به "مورون"ية النقد النفسي على رأي فغالدراسات أحد أبعاده اجلوهرية دون أن جنين على معناه أو داللته، ذلك الفهم يتجلى بوضوح يف مجلة ا شافاكتو

ألة تداعي الفكر الالإرادي حتت بنيات حيث يبحث يف مسـ ،"فيدر"و "راسني"و "ماالرميهاليت أجراها عنه "ر و خطاباته أنه أعطى الصدارة للنص األديب عن طريق مذكرات الشاع "مورون"و اجلديد لدى )1(،النص اإلرادية

النص األديب و شخصية صاحبه و ذلك باملضي إىل صميم العالقة ، حيث ربط العالقة بني طبيعةبعد موته .)2(ل على تأسيس هذه العالقة يف ضوء مفاهيم النقد األديب و علم النفس معامن أجل العم ،النفسية األدبيةعل من األول أكرب من أن ، تركه جيللنقد األديب و النقد النفسي معا "مورون"الذي حققه االنتصارو ذا

تعني به ، بل يسمن التحليل النفسي غاية يف ذاته وضح للثاين مقرتحا منهجا ال يهدفيبقى جمرد شارح و م .)3(وسيلة منهجية يف دراسة النصوص األدبية

علم نفس و األدبية إنشاء فرع جديد يسمى (من ربط العالقة بني الدراسات النفسية و ما يستشفو إمنا حياول ،ينطلق من مقوالت تصورية خالصة و علم اإلبداع ال يعتمد الفروض النظرية البحتة و ال ،اإلبداع)

و ذلك عن طريق دراسة حاالت اإلبداع اخلالصة املرتبطة ،و التجربة االختبارلفروض موضع دائما أن يضع هذه ا مثل أن تكون مرتبطة بالشعراء أو مرتبطة بالرواية أو القصة ،باألجناس األدبية احملددة

عن ،ليلاملبدعني حاالت يتم إخضاعها للتح اعتباريف ة (إكلينيكية) ميدانية تتمثل و تكون دراس ،أو املسرحكما ،النتائج املاثلة عنها استخالص و املصممة بطريقة منهجية و علمية األسئلة و االختباراتطريق جمموعة من

ألن هذه املسودات تكشف عن ،يتم إخضاع مسودات األعمال اإلبداعية ذاا ذا النوع من التحليل أيضا نشوء مسار التعبري لدى املبدع وعن كيفية ،والتصويب و أسباا العميقة االختيارحاالت

و قد نشأت يف الثقافة ، للفكرة العميقة لديه االستجابةو التعديالت اليت يدخلها عليه و نوع هذه التعديالت يف مصطفى "أصبح هلا إجنازها املتفرد يف جمال علم نفس اإلبداع أسسها القرن العشرين و العربية مدرسة منذ منتصف

.)4("سويف ت بني معطيات املدرسني اجلشطالتيةيؤسس جمموعة حبث يف علم النفس التكاملي مزجأن استطاع

بظاهرة اإلبداع و أجنز دراسته الرائدة (األسس اهتمتو استفادت من دراسات نفسية متنوعة ،و السلوكية .م1951ة ونشرها سن م1948رسالة ماجستري ناقشها سنة و هي ،)5(النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة)

صاحب هذه الدراسة أسس املنهج التجرييب املوجه و حتليل مسودات الشعراء، و توجيه بعض اعتمدو قد ، د كل منهماألسئلة إىل شعراء عرب معاصرين له، وهذه األسئلة تتعلق مبجاالت اإلبداع الشعري عن

.76- 68مسري سعيد حجازي: قضايا النقد املعاصر، ص - 1

. 76مسري سعيد حجازي: قضايا النقد املعاصر، ص - 2 . 23ص م.2008، 1ديد، منشورات االختالف، الدار العربية للعلوم ناشرون، اجلزائر، طيوسف وغليسي: إشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب اجل - 3

.68ص م. 1996 )،د.ط(صالح فضل : مناهج النقد املعاصر ،دار اآلفاق العربية، مصر ، - 4

م.2001 )د.ط(واآلداب، الكويت، وطين للثقافة والفنون شاكر عبد احلميد : التفضيل اجلمايل دراسة يف سيكولوجية التذوق الفين ، مطابع الوطن، الس ال - 5

Page 47: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

45

و تبعه زمالؤه )1(هؤالء الشعراءو كيف ينظم شعره؟ و هل يغري أو يبدل هذا الشعر؟ و قام بتحليل إجابات يف "شاكر عبد احلميد"، مثل اسات مماثلة يف أنواع أدبية أخرىو تالميذه يف جمموعة البحث املذكورة يف إجناز در لنفسية لإلبداع الفين يف األسس ايف ( "سامية امللة"و الدكتورة ،(األسس النفسية لإلبداع الفين يف القصة القصرية)

.)2(املسرح)و دراسة املسودات ،ستباراالستخبار و االو قد بينوا يف دراسام املذكورة املنهج التجرييب املعتمد على

قد توصلوا يف على منابعها األصلية، و اعتماداواملذكرات اخلاصة باألدباء سعيا وراء اإلملام بدقائق عملية اإلبداع أا تطرح جمموعة من التساؤالت حول عالقتها بالنقد ودبيم إىل جمموعة من النتائج الطريفة اليت دراسا .)3(األديب

علم إىل أن يؤسس فرعا من فروعه هو ( أن علم نفس السلوك قد سعى مما سبق إليه القارئ لصمما خي و هو ما يدخلها نشاطا سلوكيا إنسانيا، و باعتبارهايهتم بدراسة عملية اإلبداع األديب ،النفس األديب)

هو ما جيعلها مندرجة يف نطاق علم النفس و سلوك، و تتميز خبصوصيات سلوكية،وعات علم نفس الضمن موض .دها عن التأويالت اافية للعلماألديب دف (الكشف العلمي) عن هذه العملية وإبعا

قدر دي بمبنظور نق لكنه ال يتناوله و ،و هو ما جيعل هذا العلم اجلديد يشرتك مع النقد األديب يف موضوعه .)4(دراسات إىل النقد األديبهذه ال انتسابما خيضعه إىل أساليب العلم التجرييب مما يطرح شرعية

من الدراسات االستفادةمن أجل وذلك كثري من األصداء هاأن الساحة النقدية العربية ترددت في و يبدوالعلم بنفس األديب، « حيث يقول "د العقادعباس حممو "و على رأسهم الناقد ،ال األعمال األدبيةالنفسية يف جم

».)5(أطوار الثقافة و الفن فيه يستلزم العلم مبقومات هذه النفس من أحوال عصره، وة من ف من الناحية النفسية على عبقريات الشخصيات التارخيية اإلسالمييف الكش هسمل ميكن و هذا ما

ورجال اختاذها مثال عليا يقتدي به الشباب، حيث ميكن ة الكرامو الصحاب سلم صلى اهللا عليه و النيب حممد ."أيب نواس"و "الرومي ابن"إىل جانب سري بعض الشعراء العرب من خمتلف العصور أمهها دراسته عن ،املستقبل

رسم ، حماوال شاعر من خالل فنه الشعريمثل يف الكشف عن حياة التفت "الرومي ابن"دراسته عن أما صفاته اخللقية و اخللقية مستعينا بتأويالت بعض علماء النفس. مالحمه و

األعصاب مرض اختاللالواقع أن ، وأعصابه اختاللهذا بوضوح من رد بعض صفاته إىل و يبدوو يكشف العقاد عن ،نه مرض عضوي نفسي معاإو لذا ميكن القول ،عضوي لكنه قد ينشأ عن أسباب نفسية

كان هلا أثر كبري يف صياغته الشعرية مثل يقظة حواسه ، و "الرومي ابن"سية اليت يتحلى ا بعض املزايا النفسية واحل

. 58ص م. 2008دار املعرفة اجلامعية للطبع و النشر، اإلسكندرية، مصر، عثمان مواىف : مناهج النقد األديب والدراسات األدبية، - 1

. 24- 23، ص نفسهصالح فضل : املرجع - 2 . 46 النقد األديب العريب املعاصر ، صعبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف - 3

. 47- 46: ص املرجع نفسه - 4 . 59عثمان مواىف: مناهج النقد األديب والدراسات األدبية، ص - 5

Page 48: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

46

حيث صقلت موهبته الشعرية و عمقت ملكة اخليال عنده فاتسم فنه كحاسة البصر و السمع و اللمس،من لون عليه لو برع يف فن التصوير املطبوع مما يشتم ،عاين اردةن املالشعري بتشخيص احملسوسات و حبس

.حركة معىن و وشكل وو صلتها "الرومي ابن"يف الكثري من اآلراء اليت تتصل خبصائص شخصية "العقاد"مع "املازين"و يلتقي

من ا من مظاهر عبقريته اليت تعد ضربامظهر "الرومي ابن"أعصاب اختاللو لكنه يغايل حني يعد ،بفنه الشعريالتوازن يف اجلهاز اختاللأما مظهران لشر واحد، هو و )1(صنوان)لى حد تعبريه (عبقرية و اجلنون ع، فالاجلنون .العصيب

مصاب "أبا نواس"فرضية مفادها أن على حبثهاستند فقد "أيب نواس"عن "العقاد"دراسة أماىت كان على درجة مؤداها أن ف ،كما أخذ يشرح مفهوم هذه العقدة النفسية املستقاة من أسطورة يونانية،بالنرجسية

رض ، ولكنه كان يعو يرغنب يف أن يبادهلن هذا احلب اهمن به حباجلمال و كانت الفتيات ي لوسامة وكبرية من ا .عنهن فتوسلن لآلهلة أن تعاقبه

و حتكي األسطورة أنه ذهب يشرب من بئر، فرأى صورة مجيلة يف البئر و هي يف احلقيقة صورته على املاء مل يعثر له ، و إذا به يغرق يف املاء و ورة عروس املاء فألقى بنفسه يف البئر حماوال اإلمساك الكنه ظن أا ص ،

.نرجسة منكسة رأسها على املاء، ولكن ظهرت على حافة البئر على أثر، و تعد النرجسية آفة إىل النرجس و النسبة إليه نرجسيو من هنا ينسب علماء النفس من يشتهي ذاته

.الذايت و التوثني الذايت االستشهاء "العقاد"مظاهرها كما يرى غريزة اجلنسية و من من آفات ال .وتفسر مجيع أحوالهخالئقه األولية وخالئقه التبعية يف "أيب نواس "و يرى أن هذه اللوازم تنطبق على

على ،العمل األديب دانية بني الناقد وانطباع املتلقي إىل مشاركة وجقد تتحول الدالالت النفسية يف تصوير مث يشري ،يف سجنه "أيب العالء املعري"مثل دراسته عن من بعض الشعراء "طه حسني"حنو ما يرى يف دراسات

هو الذي دفعه إىل الكتابة عن هذه الفرتة من حياة الشاعر اليت قضاها سجينا يف منزله "أيب العالءـ"إىل أن حبه ل .مخسني عاما استغرقتبعيدا عن الناس

از به من إبداع . هل حيبها ملا متت؟احلب و التقدير و هذا ما يدفع إىل التساؤل عن أسباب هذا التعاطف ويف علة اشرتاكهماهو انفسي ا؟ أم أن هناك دافعإزاء الناس و اتمعالتمرد الذي ينتاا ؟ أم حيبها بروحأديب

.)2(واحدة هي فقد البصر؟ا نشر حبثا بعنوان (البالغة و علم النفس) أكد فيه صلة البالغة بعلم عندم "أمني اخلويل"و كان إسهام

، )3(بمطابقة الكالم ملقتضى احلال) و من معاين مقتضى احلال مراعاة احلالة النفسية للمخاطألا ( ، النفس

.62إىل 59من عثمان مواىف: مناهج النقد األديب والدراسات األدبية، ص - 1 . 69إىل 62من ص : املرجع نفسه - 2 69 -67- 66ص م.1990، ديوان املطبوعات اجلامعية، بن عكنون، اجلزائر، ه النفسي يف النقد العريب احلديثجتاأمحد محيدوش : اال - 3

Page 49: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

47

إىل أن تاجلى أسس نفسية، ألن دارس البالغة حيع فهم البالغة فهما سليما البد أن تدرستومن مث يقرتح لكي القوى اإلنسانية عامة، و صلتها باحلياة الفنية، :اقرتح أن تدرس يف هذه املقدمةو ،مقدمة نفسية)تقدم بني يديه (

والنشاط الوجداين، مت العناية بدرس الوجدان و عالقته مبظاهر الشعور األخرى يف عمله الفين، و درس اخليال، و هات اخلواجل النفسية، من حب و بغض وحزن وفرح، وغضب و غرية الذوق و معرفة أم اإلحساس، و الذاكرة، و

يقرتح إدخال درس جديد "أمني اخلويل"و معىن هذا أن ،و منبع املعاين األدبية الكربىو ما إىل ذلك مما ه وانتقاميف مناهج اللغة العربية يكون مضمونه دراسة كل ما من شأنه أن يسهم يف فهم البالغة من موضوعات علم

.)1(لنفساأثار يف بعضها نقاشا حول ،فإنه حاول أن يناقش كثريا من القضايا اليت م النقد عامة "خلف اهللا"أما

بغي أن يوفره الناقد لنفسه إىل جانب ن، و ما يو تارخيه، و حول النقد و مناهجهالروح العلمية يف دراسة األدب ،قد قادته مناقشته باألخص إىل صلة األدب بعلم النفس، و و اللغوي من ثقافة إنسانية واسعةختصصه األديب

غل ا املعارف النفسية يف النقد األديب إىل نتيجة مفادها أن الدراسات األدبية تو للكيفية اليت جيب أن تشج العلمي يف أي دراسة حنو املنه االجتاهخصائص هذا العصر و من أخص ،ن عزهلا عن روح العصراحلديثة ال ميك

، مؤكدا ضرورة ر احلديث تأثرها بروح هذا املنهجمن أبرز مسات الدراسات األدبية النقدية يف العص و أن ،ةفكري، و ال سيما علم النفس لصلته القوية والوثيقة كل من يتصدى لدراسة األدب و نقدهاملعارف اإلنسانية و أمهيتها ل

.)2(باألدبو ما جيب أن يعتمده الناقد ،األدب بعلم النفس طويل حول صلة بعد نقاش "خلف اهللا"و هكذا خلص

النص األديب و منتجه إىل ضرورة إجياد ما املعارف النفسية ليفهم يف هداهاوال سي ،األديب من املعارف العلميةو ،وثيقة باألدب والفن عامةوال سيما تلك اليت هلا صلة ،منهج نقدي متكامل ينطلق من املعارف و العلوم مجيعا

ورة فكرة الدراسات النفسية ، وبذلك أسهم إسهاما كبريا يف بلو علم اجلمال االجتماعالنفس و علم علممنها وحتديد املعرفة الضرورية للناقد ،السيما من حيث التأهيل النظري للعالقة املبنية بني علم النفس واألدب ، ولألدب

.املعارف النفسية اليت هي ضرورية األديب منمن الوجهة س و األدب اليت شرحها يف كتابه (حول العالقة بني علم النف "خلف اهللا"ر و تعد وجهة نظ

: ضوع فهوتلك املرحلة عن هذا املو ظهرت يف دراسة مشلأالنفسية يف دراسة األدب ونقده) ، تني اخلربتنيرة عظيمة القيمة هلاو يعد الفصالن الثاين والثالث مث ،جيمع يف هذا الكتاب اخلربتني العلمية والعملية

ن ففي الفصل الثاين شرح املؤلف بعض التصورات األدبية األساسية اليت حاول علم النفس احلديث أن يطرقها م

. 69ص ، ه النفسي يف النقد العريب احلديثأمحد محيدوش : االجتا - 1

. 70: صاملرجع نفسه.- 2

Page 50: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

48

دج"ر ق لوجهة نظره يف نقاش بني "كولييف الفصل الثالث تطب ، والناحيتني النظرية و التجريبية .يدور على أسس نفسية وذوقية ورث"ورد ز " و

، وإمكانية قيام نقد أديب يعتمد األسس ع العالقة بني علم النفس و األدبيف موضو و تعد وجهة نظره املتخصصون يف مسواء منهم املتخصصون يف األدب، أ ، و وجهة نظر غريه من الباحثنيالنفسية لتفسري األدب

. )1(علم النفس مثرة لتلك املناقشة عن صلة علم النفس باألدب، ومثة من للمواقف املختلفة فثمة من يناصره، و مثة من يناهضهر املناهج إثارة يعد املنهج النفساين من أكث

: يقف بني بني : ارـف األنصـموق

، بل راح سة النقدية النفسانيةذا املنهج إذ مل يكتف باملمار على رأس املناصرين هل "العقاد"ذكر يميكن أن : منتهيا فيه إىل قوله م1961الذي نشره عام ،كولوجيالنقد السي يؤازر ذلك مؤازرة نظرية أعرب عنها يف مقاله

) جلامعة فمدرسة (النقد السيكولوجيإذا مل يكن بد من تفضيل إحدى مدارس النقد على سائر مدارسه ا«ستغين ا عن غريها و ال تفقد ، ألا املدرسة اليت نيف ذوقي معا ي ويأو النفساين أحقها مجيعا بالتفضيل يف رأ

».)2(جوهر الفن أو الفنان املنقودشيئا من و ،)عقدة أديب يف الرواية العربية( الذي مارس النقد النفساين يف كثري من كتبه مثل "جورج طرابيشي"أما

لقد كتبت من : ((الدفاع عن هذا املنهجمن أكثر نقاد العرب تطرفا يف ، فيبدو)يف الرواية العربية بة الالشعورمقار (لب العمل األديب و إعطائه على الدخول إىل ق االنقد و مل أشعر أن هناك منهجا قادر عدة دراسات يف قبل

.)3())، و أن يكشف فيه عن أبعاد خفية أو فلنقل حتتية كمنهج التحليل النفسيأبعاداالذي متثل التحليل النفسي يف الكثري من "خريستو جنم"و يقرتب من هذا املوقف الشاعر الناقد اللبناين

التحليل يف النقد األديب و - املرأة يف حياة جربان-: النرجسية يف أدب نزار القباين مثل ،اته النقديةكتاب .حقيقة و إثراء للفنلل تقصيامنتهيا إىل أن التحليل النفسي لألدب من أصلح املناهج األدبية ،)...(النفسي

:نـف المعارضيـموق

،منها علم النفس) وو دراسته عن العلوم املختلفة (األدب يف طليعة الداعني إىل فصل "حممد مندور"يأيت ،نقده إليها العلوم األخرى على األدب و اهتدتق القوانني اليت ي، و حماربة تطبالعلم عن األدب و نقده ةو تنحي

ة الدعو أن مشريا إىل ،البحتةعناصره األدبية ،ألن األدب ال ميكن أن حندده و نوجهه و حنييه إال بعناصره الداخليةتذوقه و الفرار و عن األدب االنصرافألن معناه ،خلف اهللا حمنة ستنزل باألدب إىل هذا املنهج الذي يدعو إليه

ل سينهي إىل قت- باسم عالقة األدب بعلم النفس -باألديب االهتمامإىل نظريات عامة ال فائدة منها، و أن

. 71-70ص :املرجع نفسه - 1 . 25 يوسف وغليسي : مناهج النقد األديب، ص - 2 .26: ص املرجع نفسه - 3

Page 51: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

49

هلجته و بدأ خيفف شيئا ما من - اباته النقدية املتأخرة يف كت -و لكن حممد مندور عدل عن رأيه ،األدبكما أين مل أنكر أيضا حق الناقد بل واجبه يف توسيع ثقافته حيث تشمل «الشديدة الرافضة جتاه هذا املنهج

أنكر أي حماولة لكنين أنكرت عليه و ال أزال العلمية أيضا، و بل و االجتماعية والتارخيية النفسية و الدراسات .)1(»راوم على األدب و األدباء حماولة إلباسها لألدباء قسالعل إلقحام نظريات تلك

،)م2003 –م1935( "حمي الدين صبحي"مثة ناقد آخر أعلن عداءه الواضح للمنهج النفساين هو املرحوم املكبوتة يف لرغباتا الطبيعة ويف دراسته ( "خريستو جنم"كما طبقه من هذا املنهج على األقل الذي أبدى ازوراره

الالحقة من عمره السنواتإلغاء كيز على الطفولة األوىل للمبدع و، حيث امتعض من الرت شعر األخطل الصغري) .الثقافة و الوعي من التجارب و لعمر كاملمصادرة اإلنسان وعن إنسانية ألن يف ذلك حيفا ،

الشخصية الشعرية) و ى حني يساوي بني (تكب خطيئة كرب ير - يف نظر صبحي -كما أن الناقد النفساين أنا الشاعر)( عليه فإن اخللط بني و ،افرتاضيةبأن الشخصية األدبية شخصية اعتبار(شخصية الشاعر) دون

و (أنا الشخص التارخيي) خطأ فادح و من هنا يسقط املنهج النفسي بأكمله.مث راح ،عريضة املتسلطة)( لنفسانية اليت وصفها بـفهو من ألد أعداء القراءة ا "عبد امللك مرتاضالناقد " أما

مسبق افرتاضالقراءة بني القيود النظرية و حرية التلقي) يصب غضبه على املنهج النفسي القائم على يف دراسته (فكان هذا التيار ال يبحث إال عن األمراض لكي يبلغ غايته اليت ،مرضية األدبمنه ، و األديب د يف مرضيةيتجس و اليت جيب أن تقارب األديب ،األعراض و األمراض ما ظهر منها و ما بطن التماسد يف تتجس

.)2(لذلك مريض أيضا ب نتيجةمريض و إذن فكل أد -من وجهة نظر هذا التيار -و تالزمه فكل أديب :ةــف وسطيـمواق

رب عن ذلك الذي أع ،"سيد قطب"من مجلة اآلراء اليت وقفت من هذا املنهج موقفا وسطيا موقف الناقد نتفع بالدراسات النفسية و لكن جيب أن يبقى لألدب صبغته الفنية، و أن نعرف حدود إنه جلميل أن ن« بوضوح

و أن ،علم النفس يف هذا اال و احلدود اليت نراها مأمونة هي أن يكون املنهج النفسي أوسع من علم النفس ، التارخيي و أن يقف عند حدود الظن و الرتجيح هذا مساعدا للمنهج الفين و املنهج يظل مع

من االستفادةمبعىن أنه ال ميانع من ،)3(عليه يف فهم الشخصية اإلنسانية و يتجنب اجلزم واحلسم و أال يقتصرو النص األديب من ،يريد له أن يلتزم حدوده و أن يظل جمرد عنصر من جمموعة منهجية هو لكن ،هذا املنهج

.منهج بطرف كل مبا ال يستوعبه إال منهج متكامل يأخذ منالسعة والعمق ،باعتدال ال خيفى عنه معايبه هذا املنزل إذ يناصر هذا املنهج "إمساعيلعز الدين "الناقد و قد ينزل موقف

و أن علم النفس ،فهم األدب يف ضوء التحليل النفسي ضرورة ملحةحماولة بأن - زمنا طويال- فقد ظل يؤمن

.4حممد مندور: معارك أدبية، ص نقال عن ،27ص :نفسه عاملرج -1

.28-27-26، ص يوسف وغليسي: مناهج النقد األديب - 2

.191ص م.2003، 8، دار الشروق، القاهرة، مصر، ط مناهجه سيد قطب: النقد األديب أصوله و - 3

Page 52: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

50

قادر على أن يفسر لنا بعض اجلوانب اليت ضلت غامضة يف نهأ، و هم األدب على أساس صحيحوسيلة لف .)1(املاضي

التفسري اصة يف كتابه (خبنقدية التطبيقية ر عن هذا التصور املنهجي يف كثري من ممارساته الو راح يصدلكنه كان يعي ،روح العصر)به (مة القصيدة اجلاهلية ضمن كتايف مقد كذا تفسريه للنسيب، و لألدب)النفسي

"حممود الربيعي" ك ميكن تسجيل موقف الناقدإىل جانب ذل، )2(جيدا حدود املنهج النفسي يف دراسة األدبإذ يرى أن املنهج السيكولوجي أحد ،أقرب إىل خصوم هذا املنهج - ته النفسية يطعلى وس -الذي قد يبدو

و هو أمر ممكن لكنه يستعرض مجلة من العقبات املنهجية اليت ،ص األديباملداخل النقدية املعاصرة إىل دراسة النتلك املنطقة اليت تعرب عنها ،ها املؤلف ذاتهيمنطقة يف النفس ال يع الرئيس اهتمامهو منها أن جيعل جمال ،تعرتضه

ف التفسريات اليت لد الذي ينفي فيه املؤ ة تعقيدا أن األمر قد يصل إىل احلو يزيد هذه املشكل ،اللغة صراحةهو ،، غري أن هناك مشكلة أخرى هي أن الناقد السيكولوجي يصر على تفسري وحيد للعمل األديبيقدمها الناقد

و هو بذلك خيتزل صورة العمل األديب يف بعد ،التفسري املعتمد على تلك الطبقات العميقة يف نفس املؤلف .)3(رةواحد من األبعاد اليت ميكن أن حتملها هذه الصو

ورغم اعرتافه مبا قدمه التحليل النفسي من فائدة يف وعي الصلة بني األثر الفين "عادل الفرحيان"أما ، إنه ال جييبنا عما إذا كان هذا األثر مجيال أم األثر الفينفإنه قد أخذ عليه قصوره عن تبيان قيمة ،و مبدعه

عظيما أم تافها ؟. ؟قبيحامنتهيا إىل ،أخرى كالنقد األديب و علم اجلمالنفس ا إذ هي تدخل يف أبواب فهذه أمور ال شأن لعلم الال ميف العمل الفين فأصابته عدوى اجل اندمج، و لكنه يصبح ذا قيمة حقيقية إذ أن علم النفس ليس ضروريا للفن

. )4(يف نسيج األثر الفين و كف عن أن يكون علما احنلو ختلى عن صرامة العلم و ،و اخليال فيه

بعيدا جدا يف األحيانأن املدخل السيكولوجي ال يقاوم اإلغراء الذي جيعله يذهب يف بعض ،لحظي مما و يف كتاب (اجلرح و القوس) "ادموند ولسن"تفسري العمل األديب، و املثل الذي يضرب لذلك ما فعله

لقول بأما تعانيان من انفصام يف ل من اضأف "انتيجونة"و "اليكرتا"ذلك حني مل جيد تفسريا لتصرفات وكنت قد بسطت -لتفسري الصحيحمتصورا أنك اهتديت إىل ا - شخصيتيهما، و أنت إذا حللت األمر هكذا

ميكن القول املسألة كلها تبسيطا خمال يف واقع احلال، و إذا كان كل سلوك ال يهتدى به يف تفسريه إىل وجه مقنع و بذلك نكون قد سوينا يف الداللة بني كل التصرفات، و يكون النقد ن صاحب هذا السلوك خمتل عقليا،إ

يف وضيفته األساسية، و هي البحث عن معىن العمل األديب ذلك الكيان املعقد - نتيجة لذلك - قد قصر األديب

. 22ص م.1981، 4لنفسي لألدب، دار العودة، بريوت، لبنان، طعز الدين إمساعيل: التفسري ا - 1

.30، ص يوسف وغليسي: املرجع نفسه - 2 .29- 28حممود الربيعي: من أوراق نقدية، ص نقال عن ،31ص ،يوسف وغليسي: مناهج النقد األديب - 3 . 203- 194ص م.1985د.ط ار أسامة، دمشق، سوريا،عادل فرحيان: إضاءات يف النقد األديب، منشورات د - 4

Page 53: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

جاهات النقدية الحديثة و ت(عالقة النقد األدبي باال النظري -البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

51

الشرود ذو الطبيعة املرنة القابلة أللوان متعددة من الدالالت، و على ذلك يكون اإلصرار على اختيار هو أزمة هذا املنهج برمته. األديبلسيكولوجي يف حتليل العمل ا

عينيات، و ذلك مل يكن غريبا أن خيضع املدخل السيكولوجي ملراجعة جذرية مستمرة منذ أواخر السبهذه املراجعة على عاتقها طلب املرونة يف احلركة الواضحة من أخذتطلبا حلل مشكالته املرتاكمة، و قد

أشهر من بدأ هذه املراجعة، و سرعان "جاك الكان"و كان املفكر الفرنسي األدبية،إىل اللغة األدبيةالشخصية بط تر و فيها - البنيوية - سم النفسية و قد اختذت هذه املراجعة لنفسها اخارج فرنسا، األمرما اتسع نطاق هذا

الناس من الكالم أو التفاهم، بل و اللغة بالعمليات النفسية ربطا عضويا، فال يصبح دورها مقصورا على متكنيال يوجد فكر سابق على وجود اللغة، كما يعين القول بأن بأنهمتكينهم من التفكري كذلك، و هذا يعين التسليم

أا تتكون مجيعها عن طريق اللغة، هكذا جنح -النفسي اخلفي - و فيها كل عامله - منطقة الالوعي عند اإلنسان تابعوه يف حتويل قدر كبري من االهتمام من النفس إىل اللغة، و من مث جنحوا يف إجياد جو و أعوانه، و "الكان"

، و "دريدا"مالئم للتعاون بني املدخل السيكولوجي و مداخل أخرى معاصرة يف نقد األدب، أبرزها تفكيكية ضمن السياق احلضاري هكذا بدا أن املدخل السيكولوجي على استعداد للتخلي عن طابعه التقليدي، و العمل

العام، الذي جيعل اللغة جبميع جوانبها، من املعجم إىل الداللة إىل البالغة احلديثة إىل األسلوبية إىل علم الرموز و ، و نقطة االستمرار يف حتليله، واصال من خالل ذلك إىل كل ما األديبيف تناول النص البدءالعالمات، نقطة

.)1(اجتماعي أو نفسي أو أديب حيمله النص من مغزى فلسفي أو و هذا ما جيعل من النص األديب ظاهرة أدبية إنسانية معقدة و متشابكة، تتناوهلا رؤى عديدة و تتجاذا تيارات خمتلفة، و تسهم يف إثرائه العلوم اإلنسانية ااورة لفك رموزها على غرار علم النفس

و ذلك وفق شروط علمية موضوعية.

.306-305ص ،1،2 ، ع23م. م 1994ربيعي: مداخل نقدية معاصرة إىل دراسة النص األديب، عامل الفكر، الس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب، الكويت، المحود -1

Page 54: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

52

��د�ـــم :

"فرويد"من ابتداء - التحليل النفسي بعلم النفس ألن أقطاب عالقة وطيدةعلى االجتماعيعد علم

يراعون ما تتكشف عنه سرية الكاتب أو الشاعر من - "الكان"بالقراءة النفسية عند انتهاءو "يونغـ:"و مرورا ب

الكاتب، و إذا مت الرجوع إىل الوراء يلحظ أن و هي إشارات ذات أثر أو تأثري يف ،إشارات مردها اتمع

الشعر، فقد طرد الشعراء من مجهوريته الستحسانمعيارا باعتبارهاجتماعية أول ناقد يهتم بالناحية اال "الطونأف"

أما الذين ينظمون األشعار لتأجيج محاسة احملاربني فلهم التقدير كله و هذه ،الفضلى ألم يفسدون األخالق

النقد األديب إلنتاج معرفة اعتمدهاجتماع من أهم العلوم اإلنسانية اليت علم اال د و يع ،)1(لألدب جتماعيةانظرة

النقد األديب الطابع العلمي باستعارته ملفاهيم هذا العلم و إلكسابو ،يةلظاهرة األدبية و بتجلياا النصعلمية با

.مناهجهع: ��� ���� ا���د ا�د�� ���م ا

التارخيي بالتطور ارتبطتا: بني مرحلتني أساسيتني قة النقد األديب بعلم االجتماعميز الباحثون يف عال قدل

:الفكر النقدي املؤسس عليه و مها ، و بتطوراالجتماعالذي عرفه علم

ويالت التأ و عن التأمالت باستقاللهو االجتماععلم بنشأةاليت متيزت و :جتماعية لألدبمرحلة المقاربة اال

النقد األديب إىل االستفادة منه يسعبحديد موضوعه و مناهجه من جهة، و الفلسفية و خضوعه لشروط العلم بت

و متتد ،جتماعية من جهة ثانيةر احلياة الثقافية ذات األصول االيف فهم الظاهرة األدبية باعتبارها مظهرا من مظاه

.نصف القرن العشريهذه املرحلة من بداية القرن التاسع عشر إىل منت

ويبدو أنه من العسري فصل الظاهرة األدبية عن الظاهرة االجتماعية إذ ال جيوز ألديب صادق أن ينشئ

إمنا يكتبه حتت وطأة التأثري االجتماعي لكن ال أن يصاعد به إىل أسباب السماء و عمله اإلبداعي من عدم و

حملال أوضاعها عارضا أطوارها معريا عواطفها إياها نها واصفا فرتاه يتناول طبقة معينة من هذا اتمع فيتحدث ع

.)2(ونزواا مربزا الصراع الطبقي الظاهر أو اخلفي فيها

جتماع يف مضمار العلم، سواء بالتطور الكبري الذي قطعه علم االاليت متيزت و :مرحلة علم اجتماع األدب

ديدة لدراسة الظواهر اليت أمدته مبفاهيم و مناهج ج بتدقيق موضوعاته و مناهجه أم بإفادته من اللسانيات

جتماع باستفادته من النظريات و املفاهيم الفكر النقدي املؤسس على علم اال ما متيزت مبنظور،كاالجتماعية

من طبيعة األدب باعتباره إنتاجا لغويا يرتبط بصيغة أو بأخرى لالقرتاب احلديثة و من اللسانيات، االجتماعية

االجتماعية اخلاصة أو العامة لألدباء، و تبتدئ هذه املرحلة منذ منتصف القرن العشرين بل يذهب بعض باحلياة

عن Henri Pierre "هنري بيري"اعتبار كتاب النقد األديب و علم اإلجتماع إىل الباحثني يف تاريخ العالقة بني

. 66، ص احلديث من احملاكاة إىل التطبيق إبراهيم حممود خليل: النقد األديب - 1 .129ص .م2005، )د.ط( اجلزائر، التوزيع،، دار هومة للطباعة و النشر و "متابعة ألهم املدارس النقدية و رصد لنظرياا"يف نظرية النقد :عبد امللك مرتاض - 2

Page 55: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

53

م1950الصادر سنة )لعلم األدب(دخل م Michaud "ميشو"و كتاب م1948) الصادر سنة (األجيال األدبية

.)1(األدب الجتماعيةمبثابة امليالد الشرعي

جتماع و اليت بشرت بامليالد احلقيقي لعلم تطور عالقة النقد األديب بعلم االإال أن الطفرة النوعية اليت تؤرخ ل

:االجتماع األدب قد ارتبطت بكل من

.)م1971-مGeorge Lukacs )1885 "شـورج لوكاتـج"

.)م1975 –مMikhaïl Bakatin )1895 "يـنميخائيـل باخت"

).م1970 –مLucien Goldman)1913 "لوسيـان غولدمـان"

ة بانسجام تبلورت داخله جمموعة من املدارس النقدي حيثو مل يكن هذا التحقيب التارخيي أحادي البعد،

هذه املدارس رصدو قد تباين ، ملناهج اليت بلورها علة االجتماعو اطراد مع النظريات و ا

:الجتماعية لألدب و نقادها و هكذاو االجتاهات فتنوعت صيغ اجتماعية األدب يف كتابات مؤرخي الدراسة ا

:لألدب من الدراسة االجتماعيةثالثة أنواع بني P. Zima "ا"بيري زمييز مي

و يتميز بتهميشه للنص األديب و ببحثه عن تأثري األدب يف البنية :علم االجتماع التجريبي لألدب •

الكم يف قة بني الكيف وبإمهال العال ، وماليةاألحباث التجريبية و األحكام اجل بفصله بني و االجتماعية،

االجتماعيةتوجات نخيضع لشروط كافة امل اجتماعياباهتمامه باإلنتاج األديب باعتباره إنتاجا واألدب،

، M. Weber "ماكس فيرب"يدخل زميا يف هذا النوع كل من ، ولقوانني استهالكها و االقتصادية و

Escarpait .R "يتبإسكار "و lbermaniS "سيلربمان"و FugenH.N "فوجن"و )2(.

و رأيه الذي ،نفسه "هيغل"ية و هي تعود إىل و يطلق عليه املدرسة اجلدل :علم االجتماع الجدلي لألدب •

،اإلنتاج الثقايف بىن الفوقية يف اإلنتاج األديب وال يف العالقة بني البىن التحتية و "ماركس"بلوره فيما بعد

.)3(و هذه العالقة متبادلة و متفاعلة مما جيعلها عالقة جدلية

ألن ،دورا مركزيا يف قيمته الكمية تؤدياجلمالية اليت لم باهتمامه بالنص األديب و بقيمهو قد متيز هذا الع

البنياتلألدب بل تسعى لشرح العالقة بني االقتصادية و اجلدلية ال تم فقط بالوظيفة االجتماعيةالنظريات

و السياسية لبعض اجلماعات من جانب االقتصادية وجتماعية و املصاحل اال ،الداخلية و السردية من جانب

. )4("ولدمانغلوسيان "و "جورج لوكاتش" ، و"دورنوتيودور أ"يدخل يف هذا النوع كل من و ،آخر

سيولوجيا األدب ميثل احللقة األخرية يف سو له إرهاصات كثرية و تاريخ عريض :علم اجتماع النص األدبي •

الواسطة علىلكي تعثر ) ية و النصيةولوجيمو الس، (البنيوية ن تطور املناهج النقدية احملدثةم أفادت اليت

و هو ، و اتمع و اجلادة للعالقة بني األدب اخلصبة الدراسة العلمية وتتم املالئمة اليت ميكن عن طريقها

. 219ص .م1980، 2ط مصر، صالح فضل: منهج الواقعية يف اإلبداع األديب، دار املعارف، القاهرة، - 1

. 62عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2 .55صالح فضل: مناهج النقد املعاصر، ص - 3 . 44-43: النقد االجتماعي حنو علم اجتماع النص األديب، ص rre Zima Pieبيري زميا نقال عن 63، ص هنفسعبد العزيز جسوس: املرجع - 4

Page 56: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

54

لألدب بكون هذا األخري يتوجه إىل و الذي ميزه عن علم االجتماع اجلديل "بيري زميا"التيار الذي ميثله

سألة معرفة كيف تتجسد نص األديب، بينما علم اجتماع النص يهتم مباجلوانب املوضوعاتية أو الفكرية يف ال

، وهو ميثل مظهرا من )1(للنص يف املستويات الداللية و الرتكيبية و السردية جتماعية و املصاحلالقضايا اال

عيجتماخالل التحليل بني البعدين اال هحتمراو و، دب على اللسانيات احلديثةانفتاح علم اجتماع األ مظاهر

اللغوي للنص األديب باعتبار طبيعته املزدوجة و يف أفق اإلحاطة العلمية بالنص األديب من زاويتيه املركزيتني. و

حتديد أمناط جتماعية و مرحلة علم اجتماع األدب ميكنتني السابقتني مرحلة املقاربة االو ترتيبا على املرحل

:العالقة بني علم االجتماع و النقد األديب يف

اسع عشر إىل منتصف القرن من القرن الت ابتداء: الذي ميثل مرحلة املقاربة االجتماعية ياالجتماعد ـنقال -1

.العشرين

: ي مييز فيه بني التيارات التاليةالذي تأسس منذ منتصف القرن العشرين و الذ :اع األدبـعلم اجتم -2

".انــولدمغة "ـة التكوينيــالبنيوي -

".إجيلتون" – "ري"ماشالنقـد اإليديولوجي -

".تسكاربي"إاالجتماع التجرييب لألدب علم -

".ييـر زمياالنـص األدبـي "ب اجتماععلم -

.املتبادل انفتاحها بعضها من بعض و ل هذه التيارات و استفادةـف تداخـي هذا التصنيـدون أن ينف

متيز هذه التيارات على وضع احلدود الكربى اليتاألدب الجتماعيةيستدعي هذا املسرد التارخيي و

.اهرة األدبية و بتجلياا النصيةو هي تستهدف إنتاج معرفة علمية بالظ ،الرئيسة��ا���ـد ��� :��دب ا

النقد تباشري تؤولو ،امسة يف تاريخ النقد االجتماعيتعد بدايات القرن التاسع عشر من املفاصل احل

و دباأل( بكتاا )م1817 – مM. Destael ")1766 – دوستايل مدام"الناقدة الفرنسية االجتماعي لألدب إىل

فهم األثر األديب و تذوقه تذوقا ميكن ال أكدت فيه أنه ،م1810) الصادر سنة عالقته باألنظمة االجتماعية

فيها حماضرة دعا "بونالد"و ألقى ،حقيقيا يف معزل عن املعرفة بالظروف االجتماعية اليت أدت إىل إبداعه و ظهوره

.)2()األدب تعبري عن اتمعلشهرية (و أطلق عبارته ا إىل ما دعت إليه

بكتابه (تاريخ األدب )م1893 – مH. Taine )1828 "هيبوليت تني" الناقد و املؤرخ الفرنسي يربزكما

ألدب باتمع العبقرية يف عالقة ا احينما عز هذا ، وعالمة متميزة يف هذا التاريخ م1836) الصادر سنة اإلجنليزي

.)3(البيئة و الزمن واجلنس) ألن امتزاج هذه العناصر هو الذي حيدد الظاهرة األدبية(:على املقولة الثالثية

. 62ص ،مناهج النقد املعاصرصالح فضل: - 1 . 67إبراهيم حممود خليل: النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، ص - 2 . 216اع األديب، ص صالح فضل: منهج الواقعية يف اإلبد - 3

Page 57: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

55

مواسعا يف إجياد ما يسمى ظاهرة عل انتشارااملنشورة يف صحافة األدب "بونالد"كما أسهمت آراء

.اع األدب أو ما يعرف بالتأويل االجتماعي لألدباجتم

يبين يربهن على صحة املزاعم اليت تدعي أن األدب م1953و أمثاله عام "الفونتني"و جاء كتاب تني عن

.يف اتمع مبثوث بعثر وظم ما هو منو ي، يبتدع و

جتماعية اتمع أو أنه يتأثر باحلياة االأما املاركسية فلم تكتف بالقول السابق و هو أن األدب تعبري عن

أضفت املاركسية على األدب صفة تقربه من اإليديولوجية اليت هي أداة للتوجيه أو السيطرة على فقد ،املتغرية

تأصيال مؤسسا ،بنظريتهما املادية التارخيية قد أصال نظريا و منهجيا "إجنلز"و "ماركس"ذا فإن هلو ،)1(اجلماهري

اتمع و على رأسها العالقات الفوقية يف على أن األدب يقوم على العالقة اجلدلية بني البنيتني التحتية و

فصلة حول و بالرغم من أما مل يؤسس نظرية متكاملة و م ،نينيعية يف واقع تارخيي و اجتماعي معجتمااال

هلا مجعت يف متفرقة حو اكار فا قد صاغا أمفإ ،منهجا مدققا لدراسة هذه العالقة امل يبلور عالقة األدب باتمع و

، )2(ألدبجتماعية لبادئ اليت ضت عليها الدراسة االوضعا فيه امل م1933) الصادر عام و الفنكتاب (األدب

جتماعية الذي أكد على أمهية الدراسة اال "انوفدج" و "بليخانوف"مع االشرتاكيةخصوصا نظرية األدب و

من ناحية البنية السفلى اليت يةاالجتماعباحلياة تنفصم ال البد من دراسة األدب يف عالقته اليت «لألدب يف قوله

.)3(»جتماعية ذات التأثري احلاسم يف الكاتبتشكلها العوامل التارخيية و اال

من املنظور املاركسي البد لألدب من أن يتغري إذا قامت الثورة و أطاحت بالبىن األساسية للمجتمع و

ذلك أعاد املاركسيون النظر ية الصاعدة، ويف ضوءجتماعاال ئحليصبح أدبا جديدا معربا عن أحالم الطبقة أو الشرا

.بيعة األدب و ثانيهما غاية األدبطأوهلما اثننييف أمرين

و نظرية ، يشأمل للواقع شاء ذلك األديب أم انعكاسأما عن طبيعة األدب فقد رأى املاركسيون أنه

فأحبطت فكرة اإلهلام اليت نادى ا ،هذه تبطل يف نظرهم الكثري من املفهومات النقدية السائدة االنعكاس

أصبح من املكبوتة عن األحالم أو الرغبات ريو أن األدب و الفن تعب ،و نقاد الرومانسية "أرسطو"و "أفالطون"

.قوال اليت ال تصمد عندهم للنقاشاأل

تمع شهد فإن كان ا ،أما غاية األدب فهي عندهم مرتبطة مبوقف األديب من الصراع الذي يسود اتمع

و إذا كان اتمع يشهد ،صراعا طبقيا حدد هدف األدب و غايته بنصرة إحدى الطبقتني أو التعبري عن إحدامها

فاع عن مكاسب هذه الطبقة الد ، فإن غاية األدب هيقاليد السلطةم - مثال -حتوال تتقلد فيه الطبقة العمالية

.اجلديدة

. 68، ص احلديث من احملاكاة إىل التفكيك النقد األديب إبراهيم حممود خليل: - 1 . 67عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2

.218-217، ص منهج الواقعية يف اإلبداع األديبصالح فضل: - 3

Page 58: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

56

هو علم اجلمال املاركسي الذي جتاوز انتشاره منظومة لم جديدو قد شاع النقد املاركسي و اقرتن به ع

يري للنقد املتأثر باملاركسية منها تعو ظهرت تسميات جديدة ،اعيااجتمإىل البالد اليت تشهد توترا الشيوعيةالدول

االلتزامو استخدام تعبري ،و الواقعية اجلديدة ،و النقد الواقعي ،و النقد اإليديولوجي ،االجتماعيالنقد

.)1(و هو اللفظ الذي يوصف به األدب الذي يسعى لتحقيق الغاية املنصوص عليها يف النقد املاركسي

،االشرتاكيجتماعي منذ أن ترسخت مفاهيم نظرية األدب ن يف النقد االامتمايز نااجتاهو قد تبلور

اجتماعيتنيمها مرتتبتان عن مدرستني و "كارل ماركس"ادية التارخيية كما وضع صياغتها املؤسسة على مبادئ امل

. اجلدلية الوضعية و :مها خمتلفتني

جتماعي املؤسس على علم االجتماع الوضعي ينظر إىل األدب باعتباره معلوال لعلة قابعة يف الوسط * فالنقد اال

ن العوامل يهتم بالكشف عجتماعي ذلك فإن الناقد االول، سدة يف الواقع اخلاص باألديباالجتماعي وجم

به بسمات داليت أثرت يف شخصية األديب و ومست أ، و غريها األخالقيةالدينية و الثقافية و : الطبيعية واملختلفة

.عن تفاعله اخلاص مع هذه العوامل مرتتبة

القة * أما النقد االجتماعي اجلديل فإنه ينظر إىل األدب يف عالقته باتمع وفق النظرية املركسية يف حتديدها لع

-معينة حيددها الوضع املادي اجتماعيةينتمي إىل طبقة ، فاألديباالجتماعي و االقتصادياإلنسان بالواقعني

و لذلك فإن ،و ما يعكسه من متايز و صراع البنية التحتية املتحكمة يف البنية الفوقية ،االقتصادي الذي يعيشه

عالقاته اقو ال ميكنه أن يعرب عن ذاته إال يف نط ،ينتمي إليها اليت االجتماعيةالطبقة رؤيةاألديب يعكس يف أدبه

.)2(االجتماعي و االقتصاديبالذوات اليت يشرتك معها يف الوضعني

و ما يهم الدارس من هذين االجتاهني الكبريين هو أن النقد األديب قد واكب خمتلف التحوالت

علمي بالظاهرة األدبية، و يف أفق سيس فهم موضوعي ووراء تأ سعيا ،و التوجهات اليت عرفها علم االجتماع

نفسه طابع العلم باالستفادة من هذه العلوم. إكساب

عندما بدأت ،ألدب قد وقع يف منتصف القرن العشرينالتحول الكبري يف الدراسة االجتماعية ل أنإال

معامل علم اجتماع األدب) يف التبلور.( : ��ـم ا���ـع ا�دب

و نظرية النقد األديب ،و اآلخر للتطور املزدوج الذي عرفه علم االجتماع من جهةو قد خضع ه

اليت أفرزت ،، كما متايزت داخله التوجيهات الوضعية و اجلدلية مع هيمنة هذه األخريةةو مناهجه من جهة ثاني

:نها األدب منهاواهر الثقافية وضمنظرية املادية اجلدلية يف حتليل الظتستبطن تيارات نقدية متميزة

الذي جدد النظرة املاركسية لألدب عن طريق املزج "لوسيان غولدمان"و هي تنسب إىل : البنيوية التكوينية -أ

و املادية التارخيية "شرتاوس"و "جان بياجيه"ولوجية عند كل من ة اليت شاعت يف الدراسات األنثروببني البنيوي

. 68، ص نفسهرجع املل: إبراهيم حممود خلي - 1

. 67عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2

Page 59: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

57

هقد عرب عن آرائه يف كتاب "لوكاتش"فإذا كان ،تأثرا كبريا "ج لوكاتشجور ــ"ب "غولدمان"لدى املاركسيني و تأثر

و ،الرواية اجتماعأي علم )دوره قد عرب عن آرائه يف كتابه (سوسيولوجيا الروايةب "غولدمان"فإن )الرواية التارخيية(

، وهذه الداللة تشري إىل أكد أن األعمال األدبية اليت تكتب يف حقبة من الزمن تسعى إىل تكوين بنية ذات داللة

و التوصل إىل فهم هذه الرؤية حيتاج إىل دراسة األعمال األدبية باعتبارها ،الفنانني و املثقفني رؤية الكتاب و

إىل حقيقة االهتداءزأة ختفق يف تاألدبية دراسته جم آلثارا خبالف ذلك تبقى دراسة، و الطابع وحدة مشولية كلية

.الفن يف احلياةلذي يؤديه األدب و الدور ا

، يدرسون "الن بارترو "و "بياجيه"و "شرتاوس"أمثال و البنيويني أن هؤالء من "غولدمان"و الفارق بني

مثلما تدرس الكلمة الواحدة يف علم الصرف من ،ما عداهاعمستقلة هو بنيةمن حيث الفين (النص)األثر

ية يتوقف اكتماهلا على بسفهي بنية ن "غولدمان"عند أما ،مكانحيث بنيتها و هي اسم فاعل أو مفعول أو اسم

خريه من شره إال من ضحتمتاما مثل سلوك الفرد ال ي ،حتقيق االنسجام بينها و بني األعمال األدبية األخرى

فيها ذلك االجتماعية اليت ينضويخالل وضعه يف السياق الذي يتطلبه سلوك األفراد أو الطبقة أو الشرحية

.)1(الفرد

إىل ألنه ال يقود ،الجتماعي ج مضللذا فإن دراسة األعمال اإلبداعية دون وضعها يف السياق اهل و

أفكاره النقدية هذه "غولدمان"، وقد طبق معيننيالصفة اجلماعية لآلثار األدبية و الفنية يف حقبة و زمن اكتشاف

أن مستنتجا ،"راسني"أعمال املسرحي و "باسكال"ال و أعم "ريفلوب"أعمال الكاتب القصصي الفرنسي على

تلكتفصح عن وجود رؤية مشرتكة بني مبدعي القرابة اليت جتمع بني بعض هذه اآلثار بعصر ما يف وحدة كلية

.اآلثار

األدب هو العلم الذي يعىن بتتبع اآلثار األدبية اجتماعو من هنا فإن سوسيولوجيا األدب أو علم

اإلبداع "غولدمان"يعرف و )2(،جتعل منها نتاجا لوعي مجاعي ماحبيث ،ملؤثرة فيهااالجتماعية ااملناخات و

األديب بأنه (تعبري الوعي مبجموعة اجتماعية ما أو لطبقة معينة)، غري أن هذا الوعي الذي يتحدث عنه

كشف يف و غولدمان ي )3(،"لوكاتش"أستاذه باصطالحلكنه الوعي املمكن ليس وعيا حقيقيا و "غولدمان"

متيزت على الدوام بأا رؤية مأساوية ،عن وجود رؤية موحدة للعامل "روسو"و "راسني"و " باسكالـ"ل دراسته

و ،إىل ما يعرف بالنقد التكويين هفيما وراء النص للوصول إىل ما يعرب عنه قاد "غولدمان" حبث واحلق أن ،سوداء

"غولدمان"األثر األديب؟ و لذلك يطلق على طريقة هو الذي يسعى إىل اإلجابة عن السؤال: كيف يكون

ولوجيني زيج من بنيوية األنثروبألا م ،االجتماعية يف دراسة األدب اسم البنيوية التكوينية

.)4(تارخيي و التكوينيني و اليت هي يف األصل منظور

. 71-70إبراهيم حممود خليل: النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، ص - 1 . 71ص :املرجع نفسه - 2

. 131عبد امللك مرتاض: يف نظرية النقد، ص - 3

. 71، ص نفسهإبراهيم حممود خليل: املرجع - 4

Page 60: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

58

"غولدمان"لقات عند إن نقطة االتصال بني البنية الداللية و الوعي اجلماعي الطبقي هي من أهم احل

فكل عمل أديب يتضمن رؤية للعامل ليس العمل األديب املنفرد فحسب ،)و اليت يطلق عليها مصطلح (رؤية العامل

اف كيفية تبلور العالقة ميكن الرؤية بشكل ص و عن طريق رؤية العامل ،الكلي لألديب و لعصر معني اإلنتاجبل

.)1(الوقائع االجتماعية و اخلارجية من ناحية ثانية و ،حيةاخلالقة بني األعمال اإلبداعية من نا

:على العناصر التالية قومو اليت ت م1947النظرية (البنيوية التكوينية) منذ سنة "غولدمان"و قد بلور

و يعكس هذا ،لغوية) مؤسسة على جمموعة من العالقات الداخليةبنية إن األدب يتجسد ماديا يف ( -1

.البنيوي يف النقد األديب املعاصرالذي مارسته اللسانيات و الفكر العنصر التأثري

أديب و بالتايل فإا تكتسب تشكلت من قبل إمناالبنية اللغوية) مل تتشكل من تلقاء ذاا، و إن هذه ( -2

داللتها من عالقتها به.

فهمـها و تفسريها إال من بنية دالة) ال ميكنإن هذه (البنية اللغوية) باعتبارها (عمال إنسانيا) تشكل ( -3

تميز باحلركة و التوالد.تمنا و إ اليت تفيد بأن هذه البنية ليست مغلقة و جامدة ،)خالل (الدراسة التكوينية

).(Vision du mondeرؤية العامل) من بنية ذهنية هي ( تتكون)إن هذه البنية اللغوية (تتولد) و ( -4

.إن رؤية العامل ال ينتجها األديب و إمنا هي مستمدة من رؤية العامل للطبقة االجتماعية اليت ينتمي إليها -5

خالل السياق التارخييلطبقة اجتماعية معينة تتحدد من و املشكلة لرؤية العاملالبنية الذهنية إن -6

حاضرها و آفاقها. و بالتايل فإا تعكس تاريخ هذه الطبقة و ،االجتماعي هلذه الطبقة و

إن هذه الرؤية املرتبطة بالطبقة ال تولد منعزلة يف واقع تارخيي واجتماعي معني، وإمنا توجد مبوازاة الطبقة -7

االجتماعية املتعايشة معها، فيرتتب على ذلك تبادل التأثري بينها.

على جتماعية ليست قائمةالطبقة اال و رؤية العامل)(البنية الذهنية و اللغوية إن العالقة بني البنية -8

.)2() الذي يقتضي تولد بنية من أخرى دون أن تكون مطابقة هلااالنعكاس وإمنا تقوم على (التناظر البنيوي

التكوينية الكتساب النقد األديب طابعا علميا فإا مل تسلم من انتقادات البنيويةعلى الرغم من سعي و

قد استندت هذه االنتقادات أم من خصومهم، و "إجيلتون" ،"ماشري"هم اء من النقاد املركسيني أنفسالذعة سو

و على خلفيتها السياسية و ،على رواسبها االنعكاسية و على نظرا للنص األديب باعتباره منسجما إيديولوجيا

.اإليديولوجية و على قصورها يف حتليل البنية اللغوية للنص األديب يف مستوياته الداخلية

كغاية يف حد ذاته ال كوسيلة ملعرفة اتمع و هو بذلك ينفي مفهوم األديبيهتم باخلطاب "انغولدمـ"ف

، فهو يهتم بالنص كبنية متكاملة شكال و مضمونا باملفهوم البنيوي األديب(االنعكاس اآليل) للواقع يف املضمون

التكويين.

. 58: مناهج النقد املعاصر، ص صالح فضل - 1 . 69عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2

Page 61: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

59

و الرتكيز اإليديولوجيأعماهلم اجلدل فطغى على ،هذا املنهج الغولدماينعدة ف نقاد عرب و لقد حر

إن بقوله: ( "دون الشمعةخل"و هو ما يفضحه األثرعلى املضامني و اختذوا نقل الكاتب للواقع مقياسا لنجاح

هذا االقرتاب الذي ،لتحقيق ما يدعوه باملنهج العلمي -سعيا منه - اقد من مناهج علم االجتماع مثال اقرتاب الن

قد جيعلنا ،ابق يف احلاالت اليت تزداد احلماسة فيها لتحويل النقد األديب إىل علم منهجيقد يصل إىل حد التط

.)1()لذي يضع يده على مفاتيح القانونهو ا األولو ليس الناقد ما دام ،نفضل أن نسمع شهادة عامل االجتماع

زلق ـقه امليكانيكي قد ينإال أن تطبي األديبغري أن املنهج االجتماعي يبقى وسيلة منهجية لوصف العمل

بالناقد إىل التطرف و السلبية و هذا ما جيب أن يوضع يف احلسبان.

:يــد اإليديولوجـالنق -ب

النمط هذا لتحديد انطلقاالذين "تريي إجيلتون"و "بيري ماشري"كل من عند ظهر النقد اإليديولوجي

ق اإلمساك العلمي الدقيق باألدب فطوراا يف ألتصحيح مفاهيمها و ت ،التكوينية النقدي من النقاد البنيوية

:علم االجتماع اجلديلاعتمادا على التحليالت االجتماعية املتطورة اليت تبلورت خالل تطور ،و نصوصه

اإلنتاجاألديب) من املوازاة بني ( لإلنتاجمن أجل نظرية يف كتابة ( م1966منذ "ماشري"و قد انطلق

املنتج األديب) و سيكون كل ما يدخل النص عرضه للتحول إىل ( ، معتربا األديبصادي)اإلنتاج االقتو األديب) (

عة مروحة الطائرة مظهره ووظيفته بعد يف صنا متاما مثلما يبدل الفوالذ الذي يدخل ،كتابة النصشيء آخر أثناء

.الطائرة إىل جانب األجزاء األخرىو حلمه و صقله و تركيبه على قطعه

) تسعى به اإليديولوجية املهيمنة بعد ذلك إىل اعتبار األدب (جهازا للهيمنة اإليديولوجية ولقد حتإال أنه

املدرسة و بالتايل فإن ، إىل صياغة جمتمع متطابق معهاعن طريق املدرسة و وسائل التلقني اإليديولوجية املختلفة

السائدة، كما تعمل مصانع األحذية هي تعمل على صنع أناس على مقياس اإليديولوجياو ،تشبه مصنع األحذية

بع ذلك ، ويستتو ترسيخهاه اإليديولوجيا األدب دور صياغة هذ ؤديي ، ومقاسات قابلة لالستهالك إنتاجعلى

ولدماين بأن و لكن باختالف عن الزعم الغ )2(يديولوجيأن املقاربة العلمية لألدب تقتضي دراسته يف بعده اإل

مليء بالثغرات و "ماشري"فهو يف نظر ،) متماسكة ومتجانسةولوجية (رؤية العامليعكس بنية إيديالنص األديب

اليت تفرضها اإليديولوجيا املهيمنة، واليت ال تكمن من فهم النص األديب من خالل بنيته اإليديولوجية التصدعات

."إجيلتون "ة) كما ذهب إىل ذلك بل من خالل (علم التشكيالت اإليديولوجي ،الداخلية

:التجريبي لألدب عا االجتمعلم -ج

، نسية "سكاربيه"ولوجيا األدب نقاد غربيون من أمههم يف املدرسة الفر يتزعم هذه املدرسة يف دراسات سوس

قوانني بيف آلياا و يف قواعدها ترتبط دب و هو يدرس األدب كظاهرة إنتاجيةاجتماع األ و له كتاب يف علم

.146ص .م1984، )دط(للكتاب، تونس، توفيق الزيدي: أثر اللسانيات يف النقد العريب احلديث من خالل بعض مناذجه، الدار العربية - 1

. 70عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 2

Page 62: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

60

على حساب الطابع من ناحية الكم يف الدرجة األوىل األعمال األدبية و ميكن عن طريق هذا دراسة ،السوق

.ؤخذ عليهاالنوعي لألعمال األدبية و هذا ما ي

و يستعري مناهجه من علم ،اجتماعيةو علم االجتماع التجرييب لألدب ينظر إىل الظاهرة األدبية كظاهرة

، وقد ترسخ يف هذا التيار النقدي ا ظاهرة أدبية ماليدرس االجتماعيةالتجرييب يف دراسة الظواهر االجتماع

بـ : االهتمام

فيتم الكشف عن وضعه اإلنتاجي ضمن : حيث خيضع األديب للتحليل باعتباره منتجا لسلعة أدبية اإلنتــاج -1

.الطبقي انتمائه

، مثل الطباعة ويقهاملتعلقة بصناعة الكتاب وتس واالقتصادية االجتماعيةو فيه تتم دراسة اجلوانب :التسويـق -2

.ترويج اإلنتاج األديب يفاإلشهار و النقد األديب دور اإلعالم و ، والتوزيع و ظروف القراء النشر و و

على املنتوج حيث تتم دراسة أنواع قراءة اإلنتاج األديب و ظروفها و دور القراء يف إضفاء القيمة :االستهالك -3

. األديب أو سحبها منه

التجرييب لألدب النصوص األدبية من خالل ما حتتويه من موضوعات م املؤرخ الجتماعاعلم يتناول كما

.)1(أكثر مما م الناقد األديب االجتماعي

) للداللة على جمموع الدراسات اليت تناولت األديب االجتماععلم مصطلح ( "السيد ياسني" و قد استخدم

.االجتماعفرعا من فروع علم هذا العلم د و ع ،االجتماعيةاألدب من الرؤية

:يالنص األدب عا اجتمعلم -د

قاربة املختلفة مل االجتماعيةيزه عن الصيغ يالنص األديب و مت اجتماعلتحديد مفهوم علم "ماـبيري زي"ينطلق

:األدب من مفهومني متكاملني

املستقلة يف اللغة. االجتماعيةال وجود للقيم أن -

.)2(اجتماعيةية و الرتكيبية يف النص األديب جتسد مصاحل الدالل الوحدات املعجمية و إن -

يق هذا و عن طر ،)جيالو السميو النص األديب) و ( سوسيولوجيابني ( "زميا"لى ذلك ربط و مما يرتتب ع

فهو عالمة لغوية مركبة من وحدات متداخلة ،)3(يتحقق الطابع املزدوج للنص األديب الربط و التفاعل بني البنيات

.اجتماعيةصاحل وصراعات جتسد م

ه اليت متذرعة بذاتيتإقصائها للشعر الرواية و بالدراما و اهتمامهاالبنيوية التكوينية يف "زميا"و قد انتقد

مثل االجتماعي يف النقد األديب زوع ـ، وذلك ما دفع بعض النقاد ذوي الناالجتماعيأمام التحليل جتعله مستعصيا

ما أدى ، و االجتماعيةمن بنيتها اللغوية إلبراز داللتها انطالقابالقصيدة الغنائية اماالهتمإىل "يفاتجوليا كرس"

. 71عبد العزيز جسوس : إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص ، 221قعية يف اإلبداع األديب، ص صالح فضل : منهج الوا - 1 .72-71ص :رجع نفسهامل - 2 . 27- 25ص .م2001، 2، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ، املغرب، طاح النص الروائي (النص والسياق)سعيد يقطني : انفت - 3

Page 63: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

61

،قتضي اإلملام مبجموع النصوص الشعرية للشاعرير ذلك بأن دراسة الشعر الغنائي تنفسه إىل ترب "ولدمانغـ"ب

التحليل االجتماعي ودخلني نفسه باجلمع بني امل "زمياــ"سوغ ل ما هذا، و االجتماعيمن أجل الكشف عن بعدها

.)1()النص األديب اجتماععلم نطاق ( النفسي يف

البحث العلمي الذي شكال من أشكال اختذاملختلفة قد بصيغه االجتماعمما تقدم أن علم الباحثخيلص

و ،ئو سوسيولوجيا القار ،و مشل البحث فيه عن سوسيولوجيا األديب و الكاتب ،له أصوله و أركانه و قواعده

.)2(و البحث يف مدى قياس تأثري األدب يف مجهوره ،املقروء سوسيولوجيا وسائل اإلعالم و النشر املقروء و غري

كما عمل على إكساب النقد األديب ، دب على إنتاج معرفة علمية باألدباأل اجتماعو قد عمل علم

أساسا و على فتاح على علم اللغة احلديثو باالن ،لفةختاالجتماع املطابع العلم باالستفادة من مفاهيم علم

بعض مفاهيم التحليل النفسي يف أفق اإلحاطة بالظاهرة األدبية و جتلياا من زوايا مغايرة.

اليت حاولت ،ما خيص األعمال األدبيةأما بالنسبة للثقافة العربية فهناك عدة دراسات تطبيقية في

،أو الكيف األدب لدراسة الظاهرة األدبية سواء من ناحية الكم اجتماعلم مبفاهيم ع االستزادةاقرتبت من أو

، و قد أجرا للمناهج و اآلثار املرتتبة عليهالية اليت ميكن أن تكشف عن القيمة الفعو منها الدراسة التطبيقية

هذه الدراسة ،و قد ترمجت إىل العربية يف كتاب بعنوان (حدود حرية التعبري) "مارينا ستاغ"باحثة سويدية و هي

توظف التقنيات التجريبية و اإلحصائية والتحليلية و لكن بطريقة ختتلف عن التوظيف السابق للمدرسة التجريبية

ة ع ا كتاب القصتمتو ذلك ألا ختتار ظاهرة حمددة وهي ظاهرة سقف احلرية اليت ي ،األدب اجتماعيف علم

، أي يف ثالثة عقود من "السادات"و "عبد الناصر" فرتة حكميف القصرية على وجه التحديد يف مصر

منهجية حيث ترى أن اإلبداع و هي تتخذ من منظورها منطقيات (...) ياتات إىل بداية الثمانينياخلمسين

اجتماعيةائق و حمرمات و و أنه غالبا ما يصطدم بع ،حبركة اتمع ارتباطاالقصصي هو أكثر أشكال اإلبداع

بالسجن هي اليت ميكن قياس درجة حرية صادرة و احلظر و منع التداول و العقوبةؤشرات امللذلك فإن م ،آنذاك

فهي ليست ألعمال اإلبداعية، و درجة التعبري ذات عالقة وثيقة بالقيمة النوعية لتمعاملسموح به يف االتعبري

.مؤشر نوعي ميكن قياسه مؤشرا كميا فحسب وإمنا

يد حاالت الكتاب املصريني الذين تعرضت أعماهم اإلبداعية يف جمال القصة دلقد عمدت الباحثة إىل حت

إىلما اضطرهم و هذا ،نع النشر أو الرقابة أو احلذف أو السجن الشخصيمب ،للحظر كليا أو جزئيا القصرية

.خارج حدود الوطن نشر أعماهلمو اهلجرة

احلضاري تمع ما بالتطور اإلبداعي للكتابة، وأن التجريبية أدى إىل ربط التطور إن تطبيق املنهج بتقنياته

مقياس مستوياته يكون مبدى ما يتاح هلؤالء الكتاب من هامش حرية ضيق أو واسع يف نشر أعماهلم اليت ختالف

.نظومة القيم املستقرة يف اتمعم

. 72، ص نفسهعبد العزيز جسوس: املرجع - 1 . 72إبراهيم حممود خليل: النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، ص - 2

Page 64: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

62

مرتبطا جبوهر منطلقا عندما تتخذ (...) من هذا املنظور يستخلص أن الدراسة السوسيولوجية لألدب

ميكن هلا أن تنجو من حمدودية الدراسات الكمية اليت ال ،االجتماعيةعبري عن الذات الفردية و تلاألدب و هو ا

الطاهر "وهو عريب اجتماع إىل عامل - أيضا - ميكن اإلشارة و )1(،النوعيةتستطيع تقييم الظواهر طبقا خلواصها

رة الغزل العذري يف لتوليدي) يف حتليل ظواهر األدب العريب و هي ظاهاحيث استخدم املنهج التكويين ( ")∗(لبيب

و هم الشعراء العذريون، حاول اجتماعيةرؤية العامل) لفئة ها عن (ري درسها من ناحية تعب حيث ،العصر األموي

،موية من ناحيةيب يف الفرتة األأن يقيم عالقة بني ظاهرة الغزل العذري بوصفها ظاهرة متميزة يف تاريخ الشعر العر

تعرب ومدى جناحهم يف تقدمي رؤية للعامل ،هلؤالء الشعراء من ناحية أخرى االقتصاديةو االجتماعية وطبيعة األبنية

.االجتماعيعن واقعهم

حاول فيها أن يربط بني اإلبداع الشعري ،"حممد بنيس" لشاعر وناقد مغريب و هوو هناك دراسة أخرى

"ننييفتحي أبو الع"كما عين ، )2(واهر السوسيولوجية يف املغرب العريب على وجه التحديداملغريب املعاصر و الظ

و كانت نقطة البدء عنده هي الفرض ،"يعبد الرمحان الشرقاو "ببحث عن صورة الفالح املصري يف روايات

نطقى امل، وقد حدد يف البداية منهجه القائم عل)االجتماعيةأن األدب يعكس احلياة ( :القائل

كأساس للمقارنة استخدمهااليت االستخباراتحيث قام بإجراء عدد من ،األديب و حتليل احملتوى اإلحصاء و

و ذا الربط بني الواقع العيين للفالح و الواقع ،بصورة الفالح يف الروايات اليت حددها من واقع حياة الفالح

إىل مفاهيم االستنادمقاربة األثر األديب يف حدود أن يصل إىل نتائج مفيدة مستندا إىل استطاعاملقروء

.)3(األدب اجتماعو منجزات علم

،على األثر األديب االجتماعيفقد أجرى حبوثا عديدة تم أساسا بإبراز تأثري الوسط "لويس عوض"أما

فهو يرى أن ،تفسريمبنهج ال االستعانةو التارخيي عن طريق االجتماعيالسياق فهو حياول الربط بني األدب و

بالعوامل املؤثرة على اهتمفهو قد ،االجتماعيو أنه أحد أدوات التعبري ،األدب نشاط ال ينفصل عن اتمع

التارخيي متحمسا للمنهج "عوض"ة تاريخ الفكر املصري، وقد كان بدراسواهتم أيضا ،تطور األدب

د يف امليتافيزيقية اليت توج زعات املثالية وـمع ليقضي على الناألديب و اتلتعليل الصلة بني األثر االجتماعيو

.)4(ظة العلميةالنقد األديب ليجعله أشد ميال للمالح

، يف النصف األول من القرن املاضي بإجراء دراسات على عدد من األدباء "حممود أمني العامل" و اهتم

ذي و أن مضمون األثر هو ال ،عنه التعبري و مجتمع : أن األدب للمؤداهاساسية وكانت فرضية البدء عنده فكرة أ

يف الفن واألدب "كسر ما"ياغة أراء املاركسية إىل حماولة ص وقد دفعته نزعته ،يستطيع وحده حتقيق هذه الغاية

.53إىل 50من مناهج النقد املعاصر، ص صالح فضل: - 1 .59ص ،املرجع نفسه، "غولدمان" عد دراسته لنيل شهادة الدكتوراه يف أوروبا وكان أستاذه املشرفأ ،رئيس مجعية علم اجتماع العرب عامل اجتماع تونسي الطاهر لبيب: ∗

.60صالح فضل: مناهج النقد املعاصر، ص - 2

.56، ص سعيد حجازي: قضايا النقد األديب املعاصر مسري - 3

.61-60املرجع نفسه: ص - 4

Page 65: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

63

إذ رأى أن مضمون األثر ،فاستطاع يف دراسته أن يصل ذا املفهوم إىل درجة مرضية من الدقة ،صياغة دقيقة

، مث واصل البحث يف مسألة النقد الفين ليس سوى شكال هلذا املضمونس الواقع و أن البناء األديب يعك

حممد علي " باإلضافة إىل الدراسة اليت قدمها )1(،األديب و نال حتليل مضمون األثر معظم دراساته االجتماعي

خالهلا الباحث أن جنيب حمفوظ واليت يرى من ،)"جنيب حمفوظ"ثالثية التحليل السوسيولوجي ل( بعنوان "البدوي

الفن يف واع جيمع بني الفكر و اجتماعيحبس االقتصاديةوالسياسية و االجتماعيةقد عاجل العديد من القضايا

للطبقة اليت االجتماعيةو على الرغم من حتيز الكاتب لتصوير واقع احلياة - خاصة يف الثالثية –قالب واحد

بقصد - أكثر من إبرازه للجوانب اإلجيابية -ز دائما اجلوانب السلبية هلذه الطبقة ، إال أنه كان يرب ينتمي إليها

، وعموما فالطبقة الوسطى يف اتمع هي قلب اتمع النابض فضلالتغيري إىل األ

.حتوي العديد من التيارات الفكريةو هي اليت

و ذلك يف ضوء عدد من "حمفوظجنيب "بالتحليل ثالثية "حممد علي البدوي"و قد تناول الباحث

ذلك من خالل ، واالجتماعية، و الشخصية، و التغري، و القيم ، و الدوراهيم السوسيولوجية كمفهوم الطبقةاملف

.)2(لبقية الفئة اليت ينتمي إليهاو مدى متثيل هذه الشخصية اجتماعيةالرتكيز على الشخصية و ما حتمله من قيم

اح و رواج روايات "جنيب حمفوظ" السيما (الثالثية)، هو مدى تطابق شخصيات و يعتقد أن سر جن

جنيب "عند و أحداث هذه الرواية على احلياة الفردية و االجتماعية يف مصر، برؤية سوسيولوجية عميقة متجذرة

متثل قطاعا عريضا من ، و هذا ما يظهر جليا يف شخصيات روايته املنتقاة بعناية كبرية من واقع اتمع، بل "حمفوظ

اتمع املصري.

. 62: ص املرجع نفسه - 1 . 326ص .م2004، )د.ط(، مصر، ةحممد علي البدوي: علم اجتماع األدب (النظرية واملنهج واملوضوع)، دار املعرفة اجلامعي - 2

Page 66: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

64

��د�ـــم :

م)، 1913 - مDe Saussure F. )1857 "ريسسو و د"ديث أوائل هذا القرن حني نادى ظهر علم اللغة احل من أجل ذاا. الوحيد هو اللغة ذاا و و الصحيحموضوع علم اللغة بأن

ثانيهما أنه مستقل و ،Scienceوعلم اللغة ينهض يف جوهره على أساسني، أوهلما أنه علم Autonomous، عن كثري من العلوم، هلعل السبب األول يف هذين األساسني أن أصحابه أرادوا أن يبعدو و

.)) (تقييمياإنسانياأوهلا النقد األديب الذي يرونه ( ومنتهيا إىل أن علم اللغة يدرس ، )لغة الفرد(و )قد دعا إىل التفريق بني (اللغة املعنية "سوسريدو "كان و

تصدر عن وعي غي أن يلتفت إىل لغة الفرد ألا ال ينب و ،)صائص (اجلمعية للمجتمعمتثل اخلاليت اللغة املعنية احلر. رباالختياألا بذلك تتصف و

أن يؤدي هذا جدير و ،أضعف نقطة يف علم اللغةهي بعد ذلك أن دراسة املعىن "بلومفليد"قد أكد و إنسانيته فقد فإنه املوضوعية كان علم يتميز بالدقة ون لئ و ،الدرس النقدي و إىل قطيعة بني الدرس اللغوي

على أن علم اللغة قد عاد إىل شيء من هذه ،الرموز الفنية ال إىل وصف حمض غارق يف املصطلحات واستح و ،أتباعه التحويلني إىل نبذ الوصف السطحي و Chomsky "يتشومسك"حني دعا ذلك ، واإلنسانية األخرية

تتكون من عناصر Créativeباعتبارها خالقة و ،اإلنسانما مييز أهملغة باعتبارها للتفسري العقلي العودة إىل ا و .تداء برأي ديكارتمث فهي ال ختضع للتفسري اآليل اق من مجال ال اية هلا، و لكنها تنتج تركيبات و حمدودة واليت تؤكد أن قدرة ،عة البشريةيإذا كان األمر كذلك فإن علم اللغة ينبغي أن يدرس يف ضوء الطب و ، Performanceاألداء و Compétenceعلى اللغة برهان على أن هناك جانبني مهمني مها الكفاءة اإلنسان

ة مها مصطلحان ميثالن ركيز و ،السطحية البنية هذان اجلانبان كانا سببا يف نشأة مصطلحي البنية العميقة و و .ث علم النفسمباح قد كانا دافعا إىل االستعانة مبباحث العقل و ، ونيالبحث اللغوي اآلن عند التحويلي

ن قد سعوا جاهدين يف أن يبتعدوا بعلمهم عن ميدان النقد األديب فإم عادوا ذا لكن إذا كان اللغويو وف اليوم بعلم عادوا ليستخدموا أدوام اللغوية يف تناول النص األديب، مبا فيها ما يعر ،من باب آخر إليهالعلم

.)1(ما هو املنهج الذي ينهجه يف معاجلة األدب ؟ ؟ فما هو هذا العلم ؟ و األسلوب ، والغريبمن املؤسف أن يضطر الباحث يف الوطن العريب أن يقدم دراسة أولية و خطوط عامة هلذا املنهج

النقاد، يف حني اة فاعلة يف أيدي مباحث علم اللغة احلديث ليكون أد أفرزتهوكيف ،جتلياته على الساحة النقديةو الشاهد يف ذلك ما يلمحه ،أن اجلهود العربية املعاصرة ما زالت تقتات على إرث و إفرازات هذه املناهج الغربية

، ألن الباحث تربك مقاصدها و تفقد معناهاالقارئ العريب من تطبيقات صارمة ملناهج غربية على نصوص عربية سايرة الركب العلمي يف مضمار البحث اللغوي احلديث و املعاصر.بدايته ليصنع هويته العربية مل يفال يزال العريب

.117- 116ص ،ع الثاين ،1ج .م1981 القاهرة، مصر، يئة املصرية العامة للكتاب،اهل، فصولحي: علم اللغة والنقد األديب، عبده الراج -1

Page 67: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

65

: ��م ا����ا�د�� ا� �د��

"جوستاف كويرتنج"تمثلة يف تنبيه العامل الفرنسي األسلوبية م و األسلوب لنشأةاألوىل صاتهااإلر تعد يف دعوته إىل أحباث و ،الوقتيدان شبه مهجور متاما حىت ذلك الفرنسي م األسلوب، على أن علم م1886عام

إذا كانت كلمة األسلوبية قد ظهرت يف القرن و ،بعيدا عن املناهج التقليدية األسلوبيةحتاول تتبع أصالة التعبريات بشكل وثيق كان هذا التحديد مرتبطا التاسع عشر فإا مل تصل إىل معىن حمدد إال يف أوائل القرن العشرين، و

بأحباث علم اللغة.ذلك أن من الناحية التارخيية ارتباطا واضحا بنشأة علوم اللغة احلديثة، و األسلوبيةلقد ارتبطت نشأة

استمرت تستعمل بعض بوصفها موضوعا أكادمييا قد ولدت يف وقت والدة اللسانيات احلديثة و األسلوبية تقنياا.

القول على علم اللغة احلديث، فمن العبث قائمة األسلوبيةحثني أن لدى البااملسلمات إذا كان من و يف كتابات العلماء األسلوبيةفظة اليت حولت ل ،ليس يف املقدمات التارخيية احلديث يف املصطلح و و باألسلوبية

م1911ل عام قب أسلوبيةهذا يعين أال املثقفني دون حمتواها االصطالحي قبل نشوء علم اللغة احلديث ذاته، و و ا من جمال الثقافة اللغة يف جمال العلم وأخرجه إدخالألنه أول من جنح يف ،"سوسريفرديناند دو "أي قبل

اليت خرجت األسلوبية منها هي األرضعليه فإن قل اللغة من إطار الذايت إىل إطار املوضوعي، وناملعرفة، أي و علم اللغة احلديث.

يظهر إال يف بداية القرن العشرين مع ظهور الدراسات لح األسلوبية ملا ميكن القول إن مصطمن هن و علما يدرس لذاته أو يوظف يف خدمة التحليل األديب األسلوباليت قررت أن تتخذ من ،اللغوية احلديثة

.)1(أو التحليل النفسي أو االجتماعي تبعا الجتاه تلك املدرسة أو تلك صلتها بعلم اللغة: و األسلوبية

األسلوبية وفق ما يرى بعض الباحثني تتحدد منبت، و بعلم اللغة هي عالقة منشأ و األسلوبيةعالقة إال أن اعتمادها على وجهة نظر خاصة متيزها عن سائر فروع الدراسات اللغوية. ،لكوا أحد فروع علم اللغة

بإمكانياااللغة من حيث هي بل بعناصر اعتبارها علما مساوقا لعلم اللغة ال يعىنفاألقرب إىل املنطق للتفرقة بني جمايل علم و ،نفسها اليت لعلم اللغة األقسام األسلوبعلى هذا األساس تكون لعلم و ،التعبريية

هي اليت تدرس األسلوبيةعلم اللغة قيل مثال: إن علم اللغة هو الذي يدرس ما يقال يف حني أن و األسلوب التحليل يف آن واحد. صف وكيفية ما يقال، مستخدمة الو

يف الوقت على وجه التحديد، و "سوسريدو "ن مدرسة م و ة اللغةاألسلوبية احلديثة خرجت من عباءإن أفاد ، حيث )...(الفيزياء بولوجيا وو االنثر الطب و كالرياضيات و تحت فيه اللسانيات على شىت العلومالذي انف

أفضى إىل استقالهلا باملنهج العلمي، الذي األسلوبية تدة هي اليت أمد اإلفاهذه سلوبيون من هذا االنفتاح واأل

.39ص .م2007، 1ط املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، األردنيوسف أبو العدوس : األسلوبية الرؤية والتطبيق،دار - 1

Page 68: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

66

التام، بل يعين بالدرجة األوىل ال يعين االنفصال غري أن هذا االستقالل ال يعين فك االرتباط و عن اللسانيات،وصفية أم تارخيية، كما املناهج اللسانية أن يتجاهل األسلويب، فال ميكن للدارس استقالليا غائبا نفصاال منهجيا وا

نب ال ميكنه أن يتجاهل نتائج البحوث اللسانية النظرية أو امليدانية ألنه ال بد أن تتقاطع مع جانب من جوا، بل هي اإلبداع وإىل استخدام مناهج بعيدة يف ظاهرها عن األدب األسلويبمد الدارس قد يع و ،دراسته النصية

ا اإلحصاء ليس عمال رئيسن األسلوب أللكن هذا ال يعيب ، وإلحصائياأقرب إىل العلوم البحتة كاملنهج لنص وكشف مجاليته، وجتلية الدارس على منفردا، كما أنه ليس غاية يف حد ذاته بل هو نتائج تساعد هذا ا

سهم يف حتقيق يل هذا ميكن أن يستخدم أي منهج من أي علم يبيف س كانة اليت يستحقها، وإعطاء صاحبه امل .)1(ميمما صوب النص أوال ذلك ما دام حمافظا على استقالله و ضريه يال الغاية و هذه

يف األسس املوضوعية هلذا العلم و هي مغامرة انزياحية ادائم ااألسلوبية علم دراسة األسلوب و حبث دو تع األدبيةسياقاا مما جيعل الدوال تبتعد عن مرجعيتها يف - يف مستوياته املتباينة -داخل اجلهاز اللغوي

.)2(و بقدر احنيازها عما وضعت له أصال يكون نصيبها من األدبيةالنص األديب معا نقل النقد األديب وقفزة نوعية دفعت ب ديثغة احللا علم الدثهحيت ألقد أحرزت الثورة ال

يهما مقاربة علمية، قاربة ثانن تتم مأ أن يكتسب أوهلما طابع العلم و ة، واالنطباعية الذاتي بعيدا عن التأمالت و على التمييز يف تطويره بني مرحلتني: األسلوبلعلم تكاد تتفق الدراسات اليت أرخت و تصفه.القرن العشرين إىل من أوالمها: متتد من بداية ما تزال تعد بالكثري. ثانيهما: متتد من منتصف القرن العشرين و و .)3("يتزربليو س" و "شارل بايل"ريان مها قد هيمن يف املرحلة األوىل عاملان كب و

بتباين مرتكزها األسلويب الذي يعتمد ثالثة عناصر و هي: النص كبنية األسلوبيةو قد تباينت اجتاهات يقصده فكره و شخصيته عما كان و مستقلة عن كل ما حوهلا، و عالقة النص مببدعه كونه حيمل ميسم صاحبه

.)4(ة النص من دالالت موضوعية مستقلة عن كل ما حوهلاصاحب النص، أو ما جتليه بني ): م1947 - مCharles Bally )1865 شارل بالي (الوصفية) التعبيرية األسلوبية

هي تعين عنده البحث عن القيمة التأثريية لعناصر اللغة و ألسلوبيةليعد شال بايل من الرواد املؤسسني تدرس و ،عناصر التعبريية اليت تتالقى لتشكيل نظام الوسائل اللغوية املعربةالفاعلية املتبادلة بني ال و ،املنظمة

.)5(ثرييالتأ ر من خالل حمتواها التعبريي وهذه العناص "بايل"األسلوبية عند

. 49إىل 40وبية الرؤية والتطبيق، من ص يوسف أبو العدوس : األسل - 1 ص .م2001، 1، قسنطينة، اجلزائر، طبشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر، دراسة يف األصول و املالمح و اإلشكاالت النظرية و التطبيقية، مكتبة إقرأ - 2

159. ، اجلزائر،طباعة و النشر و التوزيع بوزريعةدار هومة ال ،1، حتليل اخلطاب الشعري والسردي)، جيف النقد العريب احلديث ةنور الدين السد: األسلوبية و حتليل اخلطاب، (دراس -3 .60ص .م1997، )دط( .178، ص نفسهبشري تاوريريت: املرجع - 4 .61، ص نفسهنور الدين السد: املرجع - 5

Page 69: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

67

دراسة العالقة بني التعبريية تعىن بالقيم التعبريية و املتغريات األسلوبية و ذلك من خالل األسلوبيةإن كر، فهي ال خترج عن نطاق اللغة، و ال تتعدى وقائعها و يعتد فيها باألبنية اللغوية و وظائفها اعتدادا الصيغ و الف

.)1(وصفيا حبتا، فأسلوبية التعبري دف إىل دراسة القيم التعبريية (اللغوية) الكامنة يف الكالم م1902) صدر عام سيةالفرن األسلوبيةيف (: كتابني هامني مها األسلوبيةيف "شارل بايل"أسس

م1913عام )(اللغة واحلياة: كما أصدر كتابني آخرين مها ،)م1905صدر عام األسلوبيةامل يف و ( .م1932 ) عامواللسانيات الفرنسية اللسانيات العامة( و

علم و علم الرتاكيب صوات وعلم األسلوب واحدا من علوم اللغة كعلم األ عد ي "شارل بايلكان " ،غ، وكان يدعو إىل عدول علم اللغة عن املنهج التارخيي يف الدراسة ليتناول عصرا حمددا يف تطور اللغةالصي

.)2("بايل"ب اعتماده يف علم األسلوب حسب هذا ما جي املتكلمة و ةالطبيعيمعتمدا على اللغة التلقائية ) باملالحظة طانيةاالستبداخلية (لباحث املالحظة الواقع اللغة إمنا يظهر حني يقرن ا كما كان يرى أن

العناصر الوجدانية و إليها باملالحظة اخلارجيةاخلارجية، مثل هذه املقارنة بني العناصر الفكرية يف اللغة اليت يتوصل .األسلوبباملالحظة الداخلية هي موضوع علم إليهاتوصل اليت ي

حاولوا حتديد ا، وخلصوا بعضه ن أعماله وجزءا م افرتمجو "شارل بايل"ن العرب بأسلوبية اهتم الباحثو أراء "صالح فضل"حيث عرض ،حتديد خصائصه و األسلوبمنهجه يف دراسة و األسلويبيف البحث اجتاهه

أوضح املباحث اليت تناوهلا و ،ويالعف يف الكالم األسلوبيةطريقته يف حتليل الوقائع يف األسلوبية و "شارل بايل"يف حتديد أمناط التعبري من خالل دراسة األسلوبمهمة علم و ،احلياة عرب اللغة يف الفكر و هأرائ وبايل بالدراسة

،األسلوبية يف املتلقيثر الظواهر أ اللغة، و إنتاجاإلجراءات اليت تؤدي إىل و الوسائلألن املفردات ،عجم يف البحث األسلويبدور امل و ،االنفعال املصاحب للتعبري عن مواقف أو عن صورة جمردة و

تأثري و املستوى الداليل من تأثري طبيعي ل عليهمهي مرتكز التحليل األسلويب عند بايل باإلضافة إىل ما يشتعمد عن طريق التجريد إىل إقامة بعض أشكال ي أنهو و يف منهجه اهام امبدءهناك أن "بايل"اجيايب، ويرى ال تتحول عادة إىل و ،د ذا الصفاء يف أية حالة من حاالت اللغةهي أشكال ال توج و ،العادية و التعبري املثالية

يلي: الحظ ماو انطالقا منها يوقائع ملموسة، .اإلنسانيةاالجتاهات الدائمة للروح -1، فيه يعتمد التضاد الفعال و حسب صالح فضل لغوي حبت "بايل"فمنهج ،ل الفكريالشروط العامة لتوص -2

يشري إىل كيفية بل يناقشها و "بايل"بعض أراء بال يكتفي صالح فضل يستخدم طريقة املقارنة و و

.179 ص ،ألديب املعاصربشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد ا - 1 . 61-60حتليل اخلطاب، ص نور الدين السد : األسلوبية و - 2

Page 70: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

68

ةالستجالء كيفيالتارخيي ملزاوجة بني الوصفي وا البالغية، و غوية ولاستفادة اللغة العربية من التحليالت ال .)1(األسلوبيةمهامها قيام العربية بوظائفها التعبريية و

لكنها مل يف تأسيس األسلوبية التعبريية، و "ايلب شارل"جهود إىل مل تغفل الدراسات العربية اإلشارةرصد يف "بايل"متثل منهج أسلوبيةة اجلديد، ومل تقم يف العربية دراسات عندها كثريا ألا خمطوفة مبالحق تتوقف

وساط التعبري يف األ وأساليبقد حنا البحث يف اللهجات وقائعه األسلوبية، و احلدث التعبريي الشفوي و .حى لسانيااالجتماعية من

شارل "إسهام إىلمن خالل ذلك أشار و ،تقنية التعبري اللغوي ملح الباحث إىل (املدرسة الفرنسية) ووأ :هو يعرف علم األسلوب على النحو التايل تطبيقية، و دراسات نظرية و يف تأسيس علم األسلوب بنشره "بايل

اللغوي من ناحية حمتواها العاطفي، أي التعبري عن واقع احلساسية الشعورية هو العلم الذي يدرس وقائع التعبري ( .)2()ةيهذه احلساس وواقع اللغة عربمن خالل اللغة

إىلمبحث جنح فيه يف ديد خصوصياا املنهجيةحت ، و"بايلشارل " بأسلوبية "صالح فضل"عين وقد كيفية االستفادة من االجنازات إىل اإلشارة - أيضا - وقد حاول ،"بايل" أراءاملوضوعية يف بسط الدقة و

.تطبيقها على نصوص اللغة العربية يف املنهج التعبريي و األسلوبيةم عليها اجتاه كغريه من الباحثني العرب حتديد اخلصائص النظرية اليت يقو "محادي صمود"كما حاول

آراء تقوم من هي حياة املتكلم، و أوجهمبختلف عالقتها فعرض آراءه يف اللغة و ،األسلوبيةيف "بايلشارل " األسلوبمن تصور مسبق جلهاز اللغة باعتبار لألسلوبال بد لكل تصور إذ ،األساسام مق األسلوب يف نظريته .ا تعبريا ونشاطا لغوياحدث

: هي و جوهريةعلى اعتبارات األسلوبيةنظرية أسس "بايلشارل "أن :مودمحادي صرى يفهو يركز على االستعماالت النظرية املتداولة بني ،ليس الكالم و األسلويبهي مادة التحليل جعل اللغة -1

قا من (نظام اللغة نسالذي كان يعد "سوسري دو"هكذا خيالف فقط، و األدبيةليس اللغة الناس، و .)الرموز الدالة تشدها شبكة من العالقات ال اعتبار فيها للقيمة التعبريية

اللغة اليومية الدائرة على تحقق بصفة كاملة واضحة يفاللغة حدث اجتماعي صرف ي أن "بايل"يرى -2 معامالم. ت الناس وخماطبا

يف أبنيالشحنة العاطفية إنبل ،كل فعل لغوي مركبا متتزج فيه متطلبات العقل بدواعي العاطفة د يع و -3 .ئنا عاطفيا قبل كل شيءكا اإلنسان د أظهر بناء على تصور فلسفي يع الفعل اللغوي و

د العاطفي حضور عند التفكري يف عبللتأثر ف اللغة عالقة تأثري و و ،املتكلم باللغة إحساس بايللقد بني النوازع النفسية يف نظام ويلح على ضرورة العالقة بني الضوابط االجتماعية "بايل"من هنا كان و ،نظام اللغة

.64-62-61ص :املرجع نفسه - 1 .64حتليل اخلطاب، ص نور الدين السد : األسلوبية و -2

Page 71: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

69

إبراز اجلهد الذي و ،إمنا مهمتها البحث يف عالقة التفكري بالتعبري ست نقدا ولي و فاألسلوبية ليست بالغة ،اللغةيعرض عن "بايل"لعل هذا الفهم هو ما جعل ما يستطيع قوله، و ل وو قاملتكلم ليوفق بني رغبته يف ال يبذله

وفقها عند كثري من ةاألدبيالرغبة يف دراسة اخلطابات البعد العلمي لألسلوبية و أندراسة اللغة األدبية، غري األديبختتص بدراسة اخلطاب و ،جعل من األسلوبية حتقق مطمحها "بايل"الباحثني األسلوبيني الذين جاءوا بعد

ال لتحديد خصائص هذا ال جم خمصوص و أسلوباجناز لغوي بين وفق األديبن اخلطاب ، ألتطبيقا تنظريا و .)1(يف حتليله األسلوبيةباعتماد إال األسلوب

:)م1960-م1887( Léo Spitzerليو سبيتزر )النفسية( الفردية األسلوبية العربية اليت حاولت غلب الدراسات الغربية وليه تشري أوإ مؤسس لألسلوبية الفردية أهم "ليو سبيتزر"يعد .اجتاهاا و األسلوبيةرصد تاريخ عبري يف ترد و اجلماعة، كما تدرس حيثيات هذا الهو عالقة التعبري بالف جمال دراسة األسلوبية الفرديةو

على دراسة "سبيتزرليو "قد ركز أسباا، و ث اللغة واملتحدثني به، و حتدد أيضا بواع باألشخاصعالقته هتم بدراسة اللغة و دراسة جسم العادات اللسانية احلديثة لفرد اكما ،األسلوب الفردي أو أسلوب أمة عرب األفراد

أقامه بني علم اللغة من خالل جسر باألدبدف الوصول إىل توضيح عالقة اللغة ،من األفراد .)2(و األدب

لقد قام منهج و ،األديبما من شيء عارض يف مكونات اخلطاب بأنهاالعتقاد إىلتدعو األسلوبية إنيف األسلوبيةم بالغ لوقائع فهو يطالب باحرتا ،األبعادفكان منذ البداية متعدد ،األساسعلى هذا "سبيتزر ليو"

يكون يف نظري اليوم أنالعلمي ال ميكن للبحث(عالقة هذه الوقائع بظواهر احلياة، فهو يقول: ، واألديباخلطاب )نشاطا متعدد املستويات إال

3. على و ،علم اللغة (اللسانيات) و األدبالفجوة الفاصلة بني تاريخ ءقادر على مل األسلوبن علم أ و

.األديب األثرعلم للدالالت يستخدم يف حتليل اموعة املعربة اليت تولد إنشاءكفيل ألسلوبلوكان حتليله ،حتديد الروح اجلماعية الواقع النفسي و إدراك "سبيتزر ليو"لقد حاول

.)4(األديب األثرحتكمت بصنع قرارة نفس املؤلف اليت إىلباستقراء نفس املؤلف حبيث يسوقه ألهم) األديب األسلوبسبيتزر يف دراسة يف حبث هلا بعنوان (منهجية ليو "ملك عزة آغا"احثة الب أشارت

الفاعل املتكلم أوعلى الكاتب - أحباثهيف جممع - كبرية أمهيةق نه عل هي أ و ،"سبيتزر ليو"القضايا يف منهج فهي عنده ،األديبتعامل مع النص النفسية وسيلته يف ال األسلوبيةالذي يتناول اللغة بطريقة خاصة، وكانت

النفسية ميكن األسلوبيةبف ،خمتلف امليادين يف النص إىلمتتلك طريقة طواعية التوجيه ألاقصوى أمهيةتكتسي

.66-65- 64وبية وحتليل اخلطاب، ص : األسلنور الدين السد -1 .180لنقد األديب املعاصر، ص هج ابشري تاوريريت: حماضرات يف منا -2 .70نور الدين السد: املرجع نفسه، ص - 3 .70 - 68: ص نفسهاملرجع -4

Page 72: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

70

و ،باملتكلم الكاتب املفكر واملتأمل احلامل "سبيتزر ليو"يقصد و ،رسم املالمح النفسية للشخص الكاتب املتكلمبنية مغلقة ختضع لرتابط منطقي ذي األديبتأخذ عنده باملبدأ الذي يقر اخلطاب األديبلنص يف ا األسلوبدراسة

انطالقا ،اجلمالية للنص و اكتشاف البنية الثقافية إىليعمد أنيف هذه احلال األسلوبعلى دارس و ،خصائص "سبيتزر ليو"منهج أنيري "كينسجان ستاروب" كان األديب،يز اخلطاب من حتديد خمتلف احلقول الداللية اليت مت

و ،األديبال شيء عرضيا يف الشكل يقر بأن األسلويبيف التحليل أساسيفهو ينطلق من مبدأ ،األبعادمتعدد ،األديبمكانا حياتيا يقيم اعتبارا ملفهوم احلياة يف النص "سبيتزر ليو"يقر باحرتام حرفية النص فقد تضمنت نظرية

مبعىن آخر جند و ،يف النصوص ذات الطابع (السري الذايت) األمثلتطبيقها سبيتزر" ليو" ةالقي منهجيمن هنا ت و خيتص ليس فقط بعالقة ،عالئقي ترابطييكتمل يف دراسة البعد املوضوعي التجرييب ببعد أنحياول "بيتزرليو س"

تراعي "سبيتزر ليو"عند باألسلو فدراسة ،شارحه بل بعالقة هذا الشارح مع نفسه أومع قارئ النص األديب املنطلقات العلمية واخلطوات التالية:

إسقاطاتذلك دون و ،جيلو الغموض من النص انطالقا من معرفته التجريبية أن األسلوبرس اعلى د -1 .النص من النص نفسه أسلوباستخالص كافة مقومات خارجية و

. والتأمل املنهجييثري طريقته يف املمارسة أن األديب األسلوبرس اعلى د -2

إىلذلك بتحديد موقفه الذايت من العامل بكليته، فبالنسبة يراعي اجلانب الفلسفي و أن األسلوب ارسدعلى -3ن يضمن لنفسه حتررا شبيها أ ، ويؤمن االنطالقة الالزمة من خالل عمله أنخضوعه ملوضوع معني عليه

.عمل رائع أوحتفة إمتامبذلك التحرر الذي يشعر به الفنان عقب

بني لقاء جديل بني الكاتب و بإقامةذلك االجتماعي و اإلنساينيراعي اجلانب أن األسلوبعلى دارس -4 .يثريه يستشهد به و ينوه بوجود هذا اآلخر و أنيوجه له البحث كل سطر فيه ،آخر إنسان

روح مبدعها الذي يضمن كلية شاملة مركزها ةنه وحدعلى أ األديبالنص إىلينظر أن األسلوبعلى دارس -5 متاسكها الداخلي.

.لتكامل العناصر داخله النص اعتبار مركز ا إىلكل عنصر من عناصر هذه الوحدة الكلية يسمح بالنفاذ -6

خالل املراوحة بني مركز االستنتاج من لتحقيق ولس الذي خيضع عرب احلد األديبعمق النص إىليتم النفاذ -7 .)1(طهالنص وحمي

د نع األسلوبهي اليت جعلت علم أسلوبهانطالقا من األديباملنهجية لتحليل النص هذه اخلطوات و .)2(األديبالنقد م اللغة ومتقاطعا بني عل ا متعاطفا ونقدعده حيث ،األديبيف صميم النقد "سبيتزر ليو"

.74 - 73- 72حتليل اخلطاب، ص : األسلوبية ونور الدين السد -1 . 227. ص م1984، )ط(د، القاهرة، مصر، باهليئة املصرية العامة للكتا : البالغة واألسلوبية، ملطلبحممد عبد ا -2

Page 73: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

71

على ألسلوبايف تاريخ علم أمهيتهماباعتبار "سبيتزر ليو" و "ايلب شارل" من خالل املقارنة بني و أما ،وضعي وموضوعي وصفي و أسلوبيتهايل يف ب أن إىلفقد عمد املؤرخون ،اختالفهما االجتاهي

.لألساليب حدسي يف دراسته - نفسي : ذايت وانطباعي وفهو "سبيتزر ليو" وضعه لقواعد و األديببالنص "سبيتزر ليو"هو اهتمام اأساسلكن الشاهد النقدي من هذه املقارنة و

يف تأثريه عن فضال ،األسلوبعن طريق األديبالنقد ربط الصلة بني علم اللغة و إىلدعوته و ،لتحليله إجرائية .)1(الحظ الحقااألسلوبني العرب املعاصرين كما سيبعض

و تعتمد يف دراستها ،نشأت على أنقاض أسلوبية بايل التعبريية "سبيتزر ليو" أسلوبيةو من اجللي أن ملتداول بني أفراد اتمع فهي وليدة التعامالت االجتماعية.الكالم ا

(أن كال من األسلوبية النحوي: "علي رضا"ه و هذا ما يؤكد ،بني هاذين االجتاهنيو مثة تقاطع شكلي دف التحليل األسلويب من خالل البىن اللغوية ،الفردية و التعبريية تلتقيان يف أن كليهما يدرس اخلطاب األديب

.)2()و وظائفها داخل النظام اللغوينص الراقي تتخذ من ال أدبية أسلوبية تأسيستيارا حامسا يف عد ت "محادي صمود"الفرد حسب أسلوبية إن

منعرجا تعد ذا هي هل جمامع روحه، و باطن صاحبه و إىل األسلوبيةمالحمه و ذ من بنيته اللغويةتنف موضوعا، و .)3("ايلب شارل" األسلوببدايات مع عامل مرحلة ال إىلحادا بالقياس

هلا يف فاحتة ما ورد من ذكر اصةخب والفكري "سبيتزر ليو"الرتمجة الذاتية ملسار "مودمحادي ص"يرصد و .األسلوباملؤثرات اليت جعلته يؤسس منهجه يف دراسة إىل أشارقد و ،)األسلوبكتابه (دراسات يف

هو على قسمني: ) واألسلوب(دراسات يف "ليو سبيتزر" كتاب "مودمحادي ص"عرض الباحث و فيه حتليل دقيق حملتوى الكتاب. و "نسكيجان ستاروب"امة جدا كتبها الناقد مقدمة ه -1 هو بدوره قسمان: منت الكتاب و -2

قد اعتمده مقدم الكتاب العلمية و "سبيتزر ليو"مدخل نظري جاء يف صورة ترمجة ذاتية حلياة - أ اعتمادا كليا.

ات فرت إىلالفرنسي تنتمي األدبالنظرية على نصوص من األصولفيه تجرب: قسم تطبيقي -ب بعضها نثر. خمتلفة بعضها شعر و أدبية أجناس وخمتلفة

اجتاهه "سبيتزر ليو"هلما خال من لأص املبادئ واملنهج الذين إىلعد وصف الكتاب عرض الباحث ب و .األسلويب

.76عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص -1 .182، ص بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر - 2

.78نور الدين السد: األسلوبية وحتليل اخلطاب، ص - 3

Page 74: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

72

األسلوبيةعن قضية نشأة الدراسة )الفرد أسلوبية( يف حبثه "صريعبد الفتاح امل"كما يتناول هو و األصليمنبعه إىلالفردية األسلوبيةاجتاه إرجاعحاول ، واألدبيةعلمية حتليل الظاهرة إىلمطمحها و احلديثة. ياترائد اللسان "ناند دوسوسرييفرد"

، الظروف اليت ساعدت على ظهورها ية والفرد األسلوبيةاهتمامات إىل "عبد الفتاح" أشارقد وهذا إىلما وجه و األسلويبمنهجه يف التحليل منطلقاته الفكرية و و ،مبادئه و مؤلفاته صاحب هذا االجتاه و و

االجتاه من نقد. أهمميثل "سبيتزر ليو"منهج أنهو يرى و ،"سبيتزرليو "كما قام صالح فضل بتحليل مفصل ملنهج

يعكس املثريات اليت تصل من النص أنالذي يعتمد التذوق الشخصي، لكنه حيرص األسلويبل اجتاهات التحلي، فالقارئ مضطر يتم تطبيقه على مراحل متعددة و األساسحيدد نظام التحليل على هذا أنحياول و ،القارئ إىل إذ باحلدس إليهاتم التوصل ت انتباهه شيء يف لغته، هذا الشيء يعد خاصية ييتأمله حىت يلف النص و ن يطالعأل

.أصوهلا إىل هاإرجاعمث حياول الباحث ،يف النص األسلوبية أمهيتها إىليهدينا أشار من خالل ذلك إىل و ،"سبيتزرليو "املعامل اليت يقوم عليها منهج أهم "صالح فضل"قد خلص و

بنية نصوصه. و األديبية الهتمامات بعض النقاد العرب يف دراستهم شخص "ليو سبيتزر"موافقات منهج العلم أنيرى "كارل فوسلر"فقد كان ،"ليوسبيتزر" و "كارل فوسلر"يف "كروتشيه" تأثري إىل أشار و

، كما حاول حتديد وجوه االتفاق األسلوبهو علم إمنا األسلوبيةبتقدمي روح حقيقية للظواهر الوحيد اجلديرالذي "ليوسبيتزر"ص منهج ، كما خلاألديبا اخلطاب ميف حتليله "سبيتزرليو " و "فوسلر"االختالف بني منهج و

.)1("اخلويل أمني"يف "ديفوتو"ثر الباحث االيطايل إىل أ أيضا أشار و ،يقوم على التذوق الشخصي يف التحليل فقد عرفت تطورات ،بتدئ من منتصف القرن العشرينتاليت و األسلوبية: يف تاريخ املرحلة الثانية أما

على قاعدة متازج االختصاصات يف املعرفة اإلنسانية، و هذا ما أدى اطمئنان الباحثني إىل شرعية علم حتوالت وجدلية الوضعية و االنطباعية اليت هيمنت تحول االهتمام من فمفاهيمه، تصوراته وو استقالله مبختلف األسلوب

.)2(نتائجه واء العلمية على هذا العلم اجلديد إىل ثنائية املمارسة و التنظري إلضف ،عليه املرحلة األوىلاالنطباعية يقرتح استبدال الذاتية و األدبية ألعمالليطلق على منهج حتليلي األسلوبعلم أصبححيث

أسلوبيةذلك تبلورت تيارات وإثر )3(األدبيةيف النصوص لألسلوبعلمي أويف النقد التقليدي بتحليل موضوعي هم ما ي و ،وغريهم "فو تودور " و "اوملان" و "ريفاتري" و "ونسبجاك" أمثالسلوبيون كبار لها أمث ،تلفةخممتعددة و

لعالقته باللسانيات خاصة عامة و األسلوبحاليا من هؤالء الرواد هو حتديدهم ملفهوم ،)األدب(علم أسسوضع إىلفعلى الرغم من سعيه ضمن اهتماماته اللغوية الصامتة ،"سونبجاك"منهم و

.81إىل 87من ص ة و حتليل اخلطاب،نور الدين السد :األسلوبي -1 .19، الدار العربية للكتاب، تونس، (د.ط).(د.ت)، ص "لسين يف نقد األدبأحنو بديل "األسلوبية، عبد السالم املسدي : األسلوب و -2 .11. ص م1992األسلوبية و البيان العريب، الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ، و آخرونحممد عبد املنعم خفاجي -3

Page 75: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

73

لى الوظيفة الشعرية، اليت ركز فيها ع و ،يف نظريته الشهرية حول التواصل األدبيةبالكشف عن خصوصية اللغة عها هو دراسة موضو واعترب، أيضا األسلوبية و باألسلوبنه اهتم إ، فاألدبيةللغة األساسيةباعتبارها اخلاصية

.)1(فرع من فروع علم اللغة األسلوبعلم أنيعد نهأ إالبصفة خاصة، األدبيةالوظيفة الشعرية) يف اللغة ( ):Michaël Riffater ميشال ريفاتير( البنيوية األسلوبية

قا يية تطباألسلوبية البنيو ات حريصا على مواصلة البحث يف ياخلمسين أواخرمنذ "ميشال ريفاتري"لقد كان .األسلويباملوضوعي العلمي للدرس طاراإلالقواعد املنهجية الضرورية لضبط إرساء ريا، فقد تبىنتنظ و

بط مفهوم تر ي و ،األديبالبنيوية دراسة العالقات بني الوحدات اللغوية يف اخلطاب األسلوبيةحتاول .)2(األسلوبينيالعالقات مبفهوم اللغة نفسها عند

متبادلة بني ترى األسلوبية البنيوية أن النص بنية تشكل جوهرا قائما بذاته، ذا عالقات داخلية كما عناصره، فهي ترى أن النص بنية متكاملة حتكم العالقات بني عناصرها قوانني خاصة ا، و ال ميكن أن يكون للعنصر فيها وجود فيزيولوجي أو سيكولوجي إال يف إطار البنية الكلية للنسق، و على هذا األساس ال ميكن

،و التضادية بالعناصر األخرى يف إطار بنية الكل تعريف أي عنصر منفصل إال من خالل عالقاته التقابليةو ذلك عن طريق إبراز بعض ، ة ضاغطة تتسلط على حساسية القارئأن األسلوبية تتحول إىل قو "ترياريف"و يقرر

غفل عنها تشوه النص بفقد االنتباه إليها، حبيث إذا ماعناصر السلسلة الكالمية، و من مث محل القارئ على ألن النص قائم على هذه البىن، و إذا قام الناقد بتحليل و يتجلى ذلك يف اهتزازات بنيات النص مالية،اجلأبعاده

يربز األسلوبو هي اليت تسمح بتقرير أن الكالم يعرب و ، هذه البىن وجدها ذات دالالت خاصة .)3(و يظهر

مرحلتني: إىل األديبدراسة النص "ريميشال ريفات"يقسم وتسمح للقارئ بادراك وجوه و ،تعيينها ها مرحلة اكتشاف الظواهر وييسم : واألوىلالقراءة مرحلة - 1

ازات ا فيدرك التجاوزات و ، حسه اللغويالبنية النموذجية القائمة يف االختالف بني بنية النص و صنوف الصياغة. و

تكشف مدلوله أنقتها ليس يف طا نه مجلة مكونات وإمن حيث معىن النص عن هذه القراءة تكشف .منطقها وحدة الداللة وكونه من حيث ا يتمكن عنده و األوىلهي تابعة للمرحلة و ،التعبري يسميها مرحلة التأويل و مرحلة القراءة الثانية و - 2

األمورفيه على حنو ترتابط فكه و أعطافه و أخطائهياق يف االنس القارئ من الغوص يف النص و .)4(بعضها يف بعض ليفع تتداعى و و

.77ص العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر،عبد -1 .83، ص املرجع نفسهنور الدين السد: - 2

.186-185بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر، ص - 3 .92 ، صاألسلوبية وحتليل اخلطابنور الدين السد: - 4

Page 76: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

74

يف "ميشال ريفاتري" إسهام إىل األسلوبيةغلب الدراسات النقدية العربية احلديثة يف جمال لقد تعرضت أمن خالهلا فعالية منهجية يف أوضحواخصه الدارسون العرب بعناية فائقة قد و ،البنيوي األسلويباملنهج تأسيس

منها: و ،فهوميةأبعادها امل ومصطلحاته البنيوي و األسلويبج املنه إجراءات، وحددوا األديبحتليل اخلطاب البنيوية يف األسلوبيةالقارئ العمدة، جتد وة، اجلمل اجلاهز واألسلوبية، القيمة و ،التضاد و ،السياق و ،االنزياح

البنيوية وبيةاألسلتطورات ، واألدبقية يف دراسة بيطيات التجمال اللسانيات ضالتها، فهي من منجزات اللسان .اإلنسانيةالعديد من العلوم إىلدخوهلا البنيوية وتطور ب

و األدبيةالبنيوية على املستوى النظري هو االنطالق من دراسة الظاهرة األسلوبيةاالجناز الذي تقدمه إناملكونة العناصر مهما متيز فهو يصدر عن رؤية جتمع شتاا األدب نأفهي ترى ،يف النص ذاته األسلوبيةوقائعها

.)1(األساساليت تشكل اللغة حمورها و ،لنصلمن األوائل الذين قدموا املنهج البنيوي الوصفي تقدميا علميا ألول مرة يف تاريخ "إبراهيم أنيس"و يعد وتية و هي متثل املستويات الص ،ه (األصوات اللغوية و داللة األلفاظ)ياحلديث من خالل كتابالعريب الفكر اللغوي

.)2(و الصرفية و النحوية و الدالليةالكتابة النقدية أنهو يرى ، فالبنيوي يف دراسة النقدية األسلويباملنهج "لياس خوريإ" يكاد يقارب الناقدو

التقاطها يف حلظة حركتها داخل حركة جديدة. و ،التحوالت يف جسد النص إىلهي حماولة للوصول لعالقات عناصر ارتباط يف حمورين: لتقدم ،ال تقيم يف املاضي األمن هنا فهي ال تفسر التفاصيل

منطقا داخليا يوجه (النص) حيث تتفاعل العناصر املختلفة لتقدم لوحة متكاملة و الداخل: بنية القصيدة - يربط مفاصله. و اإلبداعيالعمل

أكثر مشوال،رجه يف منطق تد تكسر منطق النص و أخرىاخلارج: حيث تقدم الكتابة النقدية مشروع رؤية - منطق حتوالت الواقع خارج القصيدة.

قد و ،حتليال موضوعيا األديبحتليل اخلطاب إىلالبنيوية هي واحدة من املناهج اليت تسعى فاألسلوبيةجدارا يف حضورها ذه الكثافة يؤكد التطبيقية العربية و حتقق انتشارها يف الدراسات النظرية و أناستطاعت

يدان النقد.م) مثانية فصول وكل فصل يعد قائما األديب(حبوث يف النص "حممد اهلادي الطرابلسي"ويشمل كتاب

حياول الباحث من خالله حتديد هوية النص وقضاياه) و األديبالنص ( د مبحثجت األولففي الفصل ،بذاتهالكالم السامي) (" كوهن"كتاب و ،ص)صناعة الن( "ميشال ريفاتري"األسلويب كما جاءت عند الباحث األديب،

.91-83ص املرجع نفسه: - 1 .200، ص بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر - 2

Page 77: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

75

حتديد املناهج حياول حتديدها و يف النص و األدبيةظاهرة "ريريفات"يتناول و ،م1979ابان صدرا سنة الكت و .)1(ها حتليال علميالالكفيلة ببلوغها وحتلي

ب العريب) عام قمة النضج العلمي يف كتابه (اللغة و اإلبداع مبادئ علم األسلو "شكري عياد"و قد بلغ بل كانت موجهة إىل العمل ،و مبادئها ورة يف نقل أصول األسلوبية الغربيةألن وظيفته مل تكن حمص ،م1988

الذي جعله يستيقظ كثريا من األمربوعي و قدرة متميزة على تأسيس علم أسلوب عريب يف النقد األديب احلديث، .)2(االالنظريات الغربية يف هذا

اإلحصائية:األسلوبية األديبلنص متهيدا لبلورة معطيات تدل على صفات اخلطاب ل اإلحصائيتتوسل الواقع األسلوبيةة باملقار

إىل اإلحصاءتتدرج من األسلوبيةقاربة امل و ،األسلويبالتعليل بتصب فيما يسمى و ،اجلمالية البالغية و أدواتهيف .ة ذات الوظيفةينة هي البباسة املنينإىل الوظيفة، فالبتنساب من االس االستنساب و إىلة ينمن الب ، وةينالب

يقول ،األسلوبة يف وصف األسلويب هو حماولة موضوعية ماديالرياضي يف التحليل اإلحصاء إنيف نطاق اال الرياضي بتحديده من خالل جمموع املعطيات اليت ميكن يأيتكما األسلوبنقيم ( :"فوكس"

)كيب الشكلي للنصحصرها كميا يف الرت )3(.

املميزات اليت ختتص ا الدراسات اليت تعتمد الكمية استخدام احلاسب اآليل يف التحليل أهمومن جناحا كبريا يف جمال التحقق من األسلويبالرياضية يف التحليل اإلحصائيةلقد حققت املناهج و ،األسلويب

لنصوص اليت يثار كذلك ا ،يف النصوص جمهولة املؤلف األديبهذا يعين بيان صاحب العمل و ،شخصية املؤلف .خالف حول مؤلفها

وكان من رواد هذا املنهج يف ،اإلحصائي األسلويبالعريب احلديث باملنهج األسلويبتفى النقد وقد اح .)4( "سعد مصلوح"و الباحث " حممد اهلادي الطرابلسي"العربية الباحث

اإلحصاء أن األسلوبيةرض حديثه عن سبيل املوضوعية يف الدراسة يف مع" حممد اهلادي الطرابلسي" يرىالتجريد الكامل ملختلف استعماالت الظاهرة اللغوية يف اإلحصاءقوام و ،شرط هام يستعان به يف هذا اال

. النص املدروسلويب أسلغوي أساسحبثه (خصائص األسلوب يف الشوقيات) على "حممد اهلادي الطرابلسي"قد أقام و

."شوقي"توسع يف دراسة شعر الباحث من معطيات اللسانيات و داقد استف و ،ينطلق من النص ذاتهالت تكرارها معد بإظهارذلك و ،يز السمات اللغوية فيهيمت إىليهدف لألسلوب اإلحصائيالتحليل إن

قد و ،م اللغوي عند املبدعخاصة يف تشخيص االستخدا أمهيةذه الطريقة يف التحليل هل ونسب هذا التكرار، و

. 93-92-91، ص املرجع نفسهنور الدين السد: - 1 .203، ص نفسهت: املرجع بشري تاوريري - 2 .97، ص حتليل اخلطاب نور الدين السد : األسلوبية و - 3

.99- 97-93ص :املرجع نفسه -4

Page 78: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

76

أساسالبحث على فأقام ،هذا املنهج )يف شعر صالح عبد الصبور يةأسلوبمسات (يف حبثه "حممد العيد"ج خطوتني متتابعتني متكاملتني:

اإلحصاء إىلقد جلأ الباحث و ،األسلوبيةذات القيمة ات اللغوية : الوصف اللغوي ارد للمثري األوىلاليت األدبيةاستعان يف ذلك بالدراسة و ،قلة وكثرة األسلوبيةالعناصر اللغوية أوات ت تكرار املثري لقياس معدال

لنص ليكون النص املعياري مبثابة اخللفية و ،تساعده على حتديد النص املعيار الذي يقارن به نصه املدروس .املدروس

ذلك حتديد قيمها إىليضاف و ،رياتاملث لكاجلمالية لت الداللية و اإلخباريةوصف التأثريات الثانية: من خالل الرتاكيب أم ،التجارب ات ون خالل الصيغ اليت تصاغ فيها اخلرب املعىن سواء م إبداعيف األسلوبية

.)1(يف وحدة عليا األلفاظاملعىن من خالل اجتماع إبداعمساعدة على إمكاناتقدم اللفظية اليت تتتميز هذه السمات و ،للنص األديب ةاألسلوبي ديد السماتحت إىلالنهاية يف األسلويبيسعى التحليل و

.)2(خاصة يف تشخيص االستخدام اللغوي عند املبدع أمهيةا هل مبعدالت تكرار عالية نسبيا و املوضوعية هو القياس الكمي ) على نوع واحد من املعايرياألسلوب( "حو سعد مصل"يقوم كتاب و

أنبيان ذلك و ،األدبيةيف حتليل النصوص اإلحصائية األسلوبيةىن نه يتب، مبعىن أللنصوص اإلحصائيالتحليل أو .)3(يف جنس بعينه ميتاز عادة باستخدام مسات لغوية معينة أوعند مؤلف معني األديبالنص

أن كما ،من تراثنا األديب القدمي أو احلديث ال يزال جمهول املؤلف أن جانبا "سعد مصلوح" و قد رأىبعضه ال يزال موضع جدل يف أمر نسبته إىل مؤلف بعينه، فكان علم اإلحصاء األسلويب يف مقدمة ما اعتمده يف

،يف الثابت واملنسوب من شعر شوقي -أقامها–حتقيق نسبة النص إىل صاحبه من خالل دراسة أسلوبية إحصائية .)4(ي عن غريهفكشف عما ميكن تسميته البصمة األسلوبية اليت ميتاز ا شوق

و يعد كتابه أول كتاب يقدم تأصيال واضحا و مستوعبا لنظرية األسلوبيات اإلحصائية يشمل األسس النظرية و إجراءات التحليل و طرق التوظيف و االستدالل، كما يضم أحباثا تطبيقية و تأسيسية على أعالم

األدب العريب.تنبثق من حس ،منظريها و مطبقيها رؤية نقديةق لعدم امتالك إن األسلوبية العربية ال تزال يف بداية الطري

تصيد األقباس اجلمالية املتمردة و املختفية يف روح النص، و ما يغذي من فين فياض ميكن الناقد األسلويب العريب عرفة و مزجها مبعطيات امل ،الشجرة األسلوبية بنسغها احلي هو ارتكازها إىل جذور معرفية عربية و غري عربية

.)5(احلديثة و ذلك دف ختطي الصور اآللية اليت ظهر ا النص هيكال جامدا

.105-104ص :املرجع نفسه -1 .107إىل 100من ص :املرجع نفسه -2 .108ص ،حتليل اخلطاب نور الدين السد : األسلوبية و - 3 .118- 117ص .م2002، 3ر عامل الكتب، القاهرة، مصر، طإحصائية، دا أسلوبيةسعد عبد العزيز مصلوح: يف النص األديب دراسات - 4 .206ج النقد األديب املعاصر، ص بشري تاوريريت: حماضرات يف مناه - 5

Page 79: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

77

:األدبيبالنقد األسلوبيةعالقة ،اإلبداعية أدواته ومقدماته الفنية من خالل عناصره و األديبمدرسة لغوية تعاجل النص األسلوبيةتعد

الل مناهجها مراعية يف ذلك اجلانب النفسي من خ األديبا تصف به النص البالغة جسر متخذة من اللغة و عملية نقدية ترتكز على الظاهرة اللغوية األسلوبيةن الدراسات فإ ومن مث ،املتلقي االجتماعي للمرسل و و اجلمال احملتمل قيام الكالم عليه. أسستبحث يف و

،اجلمال فجوهره أما الصحة مادة الكالم اجلمال، و النقد فيعتمد يف اختياره عنصري الصحة و أماهي مرحلة وسطى بني و ،األديبالنقد علم اللغة ومبثابة القنطرة اليت تربط نظام العالقات بني األسلوبيةتكون و

على حد السواء. األدب وبط باللغة فرتت األدبيةالدراسة علم اللغة و أدواتكانت فإذا ،الغايات أو فاألهدا و األدواتمن يتأتى األسلوبية و األديبالفارق بني النقد إنكان اهلدف الذي تنشده إذا و، أدواته إحدىن النقد بعينه يعد اللغة فإ ،توقف على اللغة فحسبت األسلوبية اهلدف هو اإلجابة نات عن القاعدة املعيارية، فإما بداخله من انزياح عن البناء اللغوي وهو الكشف األسلوبية

معرفية الالوعي أداةفالنقد ،ختدم هدفه أدواتبكل ما يراه من ؟ مستعينا بكل ما ذاملا كيف وفحواها أسئلةعن إرادةتوتر داخلي ينشأ من بن الناقد يبدأ عمله مدفوعا أل ،ات فهو شاشة تعكس توترات الناقدبوتارتياد املك و

.رهتدب شرحه و األديب وفهم النص إىلالوصول فقد وجدت من يرفضها ،يدافع عنها وجدت من يقول ا و قد األسلوبكانت قضية علمية إذا و

الذي يقول: (حىت اآلن مازلت متمسكا ،"أبو ديب كمال"هؤالء رأسعلى ينفي عنها صفة العلمية و و ،األسلوبية نفسهاعة الدراسات يبالعلم ألسباب عدة أوهلا نابع من طب األسلوبيةرتاضي املبدئي على وصف باعحماولة األسلوبية أنالثاين هو و ،األسلوبهو القول بعلمية األول: الشيء د بني شيئنيأن أوحال أستطيع افأن

إىل جمموعة منتؤدي أنيف النهاية اليت ال ميكن) ...( ،فردية يف كل كيان لغوي متشكلالكتشاف اخلصائص الضع حلركات سريعة العلم الذي خي أنهناك نقطة مهمة جدا متثل يل يف تطور احلقل املعريف، حتكمالقوانني اليت

)1(يكون علما أنال ميكن األسلوبيةهلا كتلك اليت خضعت (.

كثري أمهله أمهها ما ،أخرى أبعاداحيمل يف طياته األسلوبيةن نفي الصبغة العلمية عن و على أي حال فإال تقوى على الوقوف األسلوبية أنا قناعة مفاده إىلوصلوا و ،بالنقد األسلوبيةعالقة تصدوا لمن الباحثني الذين

،"عبد السالم املسدي" رأيذلك يف هذا املقام يكفي للتدليل على ندا للنقد كما وقفت يف وجه البالغة، و، فضال على األدبيةالظاهرة أبعادكل أن تؤول إىل نظرية نقدية شاملة ب األسلوبيةحنن ننفي عن و( الذي يقول:

،األدب من حيث رسالتهمتسك عن احلكم يف شأن أاعلة ذلك و ،أصوليا األديبنقض النقد إىلتطمح أن)2(األدباللثام عن رسالة إماطةبينما رسالة النقد كامنة يف

(.

.56، ص يوسف أبو العدوس : األسلوبية الرؤية والتطبيق - 1

.57املرجع نفسه: ص - 2

Page 80: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

78

رأيملاذا ؟ فهي ال خترج عن سؤال مفادهيب عن ال جت األسلوبية ال تنطق باحلكم وكانت إذاو ي النقد فيمده ببديل أن تكون رافدا موضوعيا يغذ إالال تطمح ( :بأا األسلوبيةالذي وصف به "املسدي"

تطورية أدبيةدعامة إذن فاألسلوبية ،)1()البقاء النقدي أسساالنطباع حىت تسلم اختياري حيل حمل االرتسام وآلخر يف ا يقدم ما ال يقدمه امن كال منهليست بديال عن النقد أل ألسلوبيةو عليه فإن ا، يف ممارسة نقدية

.عنها صفة العلمية قيمتها و من مث ال تنفى أمهيتها وكوا ليست بديال للنقد ال ينقص من و ،خدمة النص

.115ص األسلوبية، عبد السالم املسدي : األسلوب و - 1

Page 81: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

79

)1(و ميكن توضيح العالقة بني علم اللغة و النقد األسلويب من خالل الشكل اآليت

)2(

.56 – 55 - 52يوسف أبو العدوس : األسلوبية الرؤية والتطبيق ص -1 .59ص املرجع نفسه: - 2

�ــــــــــــــ�ـــــا��

��� ���ھ� ا���� �� ���ت ا�

ا����� ا����ي ���� ا�

ن��� ن���

ا���� ا�د�� "�! ا����ب "�! ا����

ا���س

� ن��� أ����

������� ا

Page 82: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

80

اجتاهه و طرائقه اخلاصة اليت حتدد كيفية اقتحام النص ن لكل أسلويبعلى أيف األخري يبقى التأكيد الستكشاف أبعاده، و أنه ليس مثة طريق معبدة أو مرسومة يسلكها الناقد، فقد يستطيع ناقد الوصول إىل حقائق

ة الفكرية و تغيب عن النقاد اآلخرين فيدهشون للنتائج اليت توصل إليها، كما أن ثقافة الناقد و متكنه من احلرك روافدها الثقافية و وقوفه على نتائج الدراسات األلسنية، يسهم يف إنضاج رؤيته و تسديد حتركه

.)1(و ميده مبعاول التشريح، و يف ضوء فهمه ماهية األسلوب و أهدافه تتحدد وجهته يف تناوله النص األديبتسهم إىل حد بعيد يف ،ة متطورةو سواء أكانت األسلوبية علما أو منهجا، فهي دعامة أدبية علمي

ببصمة نقدية ختتلف من ناقد إىل آخر.و فك طالمسه و مكنوناته، اكتشاف أغوار النص

.122. ص م1992، 1، ط لبنانبريوت، ،حسن قاسم: االجتاه األسلويب البنيوي يف نقد الشعر العريب، دار ابن كثري عدنان - 1

Page 83: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

81

: م ا�دبـــ��

علمية أسسعلى األديبالنقد إلرساء لقد فتح علم اللغة آفاقا واسعة أمام الفكر النقدي املعاصر علمية لتأسيس مقاربةمناهجه و ،مفاهيم علم اللغة احلديث اد منقد استف األسلوب أن علمفيما ،موضوعية و

استخالص القوانني إىل -كذلك- سعى و ،األدبباعتباره املادة اليت يتجسد فيها ،األديبحول النص موضوعيةلعلمية ا املقاربةديث قد فتح آفاقا جديدة لتطور علم اللغة احل مبا أن و ،األديب مبا حيقق خصوصيتهاخلاصة بالنص

تبعا للنظريات األدبعلم تأسيس إىلا الدعوة املختلقة، اليت اختذ صيغه) باألدبجتسدت يف (علم لألدب الشكالنية نه من الضروري الرتكيز علىفإ ،األديبحول اخلطاب تأسستاليت و ،األساسية األدبية

.ما قدمته أهم نظرياا للخطاب األديب والشعرية البنيوية و و : شكالنيةال

) عدة مراحل ميكن م1930 -م1915لقد عرفت احلركة الشكالنية الروسية خالل الفرتة املميزة بني ( باختصار فيما يلي: إليها اإلشارة

أجنزا اليت حباثاألبنشر قد توجت هذه الفرتة و ،)م1920 -م1916احلركة من ( أعضاءفرتة الصراعات بني -1 .نغرادينيدراسة اللغة الشعرية يف ل مجعية ة موسكو وها حلقمتثل و APOYAZبوياز) مجعية (ا

هذه الفرتة بني و ،جدية دراسات متكاملة و و أعمالالشكلية يف التطبيقات ملقوالت فرتة النضج و -2 براغ اللغوية).تأسست من حالهلا (حلقة وهذه احلركة أسسمتيزت بتوطيد قد و )م1926-م1920(

عن نيراجع بعض الشكالنيإىل ت أدىكثفت الضغوطات على احلركة مما ) تم1930- م1926ما بني ( و -3الشكليني آنذاك، اضطراب املقاييس نظرا للصراع بني الشيوعيني و إىل أدىهو ما و ،أفكارهم و آراءهم

.حل اجلمعيات األدبية كلها م1932يضع حدا هلذا الصراع فقرر سنة أنارتأى احلاكم يف روسيا ف

الواقعية االشرتاكية أقر و، م1934سنة تأسسل على تكوين احتاد الكتاب السوفيت الذي رع يف العمش و .)1(فيها الشكلية ألغيتاليت م1936ا يف الفن مث كانت سنة مذهب

لة من املبادئ و املفاهيم األساسية، يأيت يف مقدمتها مفهوم الشكل فقد رفضوا مج تقوم الشكالنية على ب إليه النظرة النقدية التقليدية من أن لكل أثر ثنائية متقابلة الطرفني هي الشكل رفضا مطلقا ما كانت تذه

.)2(خيتلف عن غريه بربوز شكله األديبو أكدوا أن اخلطاب ،و املضمون الفن بل هو فن، و ليس علما األدبن جعله يف بؤرة اهتمامه أل بالشكل و "جان كوهن"لقد اهتم

ن مجالية أ و ،اليت متيزها عن اللغة العادية خصوصيتها اإلبداعيةن للغة أ و ،لشكلليس شيئا آخر غري ا و شكلستعملها الشاعر صور تعبريية ي ة، بل هناك مقاييس يتم جها ومن حمض الصدف باطية واللغة الشعرية ليست اعت

: "السياب"كقول

.36 -35ص .2007)، ط.داجلزائر، ( والتوزيع وهران، ردار الغرب للنش عرايب خلضر: املدارس النقدية املعاصرة، - 1 .33ديب املعاصر، ص بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األ -2

Page 84: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

82

)1(ــر ح الس ة ـــاع ـس يـــل خ ا ن ت ـــابـ غ ــاك يـــن ع يف ذلك خرق للقانون العام (عيناك غابتا خنيل) و انطالقا من تلك الصورة تأيتشاعرية هذا البيت إن

.الذي تعرفه (العيون ليست غابات)، هناك خرق لقانون اللغة أي عيناك غابتا خنيل)( يت صارت فيهاالواقعة الشعرية من اللحظة ال ئلتبتد

هو وحده الذي يزود الشعرية و ،البالغة القدمية أربابصورة بالغية عند أو ،األسلوبينيد انزياح لغوي عن مبوضوعها احلقيقي.

ىل النص األديب يف حدوده وهو أن يتجه إ ،حدد الشكالنيون اال الذي جيب على الناقد أن ال يتعداهفحسب ،ر األديب عندهم ال يبين عالقة حىت مع مبدعهعني على فهمه بظروف خارجية، فاألثو ال يست املغلقة ،متعته أدبيته و و مجاليته تعد عوائق تزيل فنية النص و ة املرجعية باختالفهايفم أن إقامة عالقات مع اخللزعمه

إمنا أدبيته، أي تلك العناصر ليس هو األدب يف عمومه و(: "ونبساكج"ن هدف علم األدب كما يقول ألوس أن النقاد الشكالنيني يرفضون كل التفسريات ما يستشف من هذا املقب و ،)جتعل منه عمال أدبيا احملددة اليت

لشكالنيون من مث بشبه ا و ،املستعينة بالعوامل اخلارجية أواألدبية املنطلقة من العوامل اليت تتصل بعلم النفس ،لذين يذهبون للقبض على شخص معنيالداخلية برجال الشرطة ا والذي يستعني بالعوامل اخلارجية النقد

رمبا يتعدى ذلك إىل جريانه أو و ،إمنا ميسكون على كل من كان معه يف نفس املكان لكنهم ال يكتفون به، و و بعض املارة يف الطريق كذلك.

عالذي ختضع له مجيع أمناط اإلبدا الل الوظيفة اجلمالية األساسي يف املنهج الشكلي يف استغيتمثل املبدأ دعوا األوىل إىل استقالل شوطا بعيدا عن ذا تكون النظرية الشكلية قد قطعت مستويات األدب، و اخليايل و

،انتهت إىل استقالل العمل األديب عن نفسية مؤلفه من ناحية و ،ة الشعرية كشيء قائم بذاتهالكلم ة من ناحية أخرى.إجراءاته اخلاص عن املوضوع االجتماعي الذي يشري إليه بأدواته و و

إن اإلحساس بضرورة إقامة علم لألدب هو الذي دفع الشكالنيني الروس إىل حماولة تأسيس شعرية هجية غري ثابتة، بل ختضع نمبثابة م مستمدة من األدب نفسه حيث تكون هذه املبادئ وضع مبادئ حديثة، و

شكلي غري منطو على منهجية حمددة ختضع هلا نهج الذا املعىن يكون امل لتغريات طبقا ملتطلبات التطبيق، ويبحثون يف الواقعة األدبية اخلام ندون إىل نظام منهجي ناجز، بل إمال يست نيو نفالشكالالدراسات األدبية، إذن

.)2(مبادئ تفرضها نظامية الواقعة األدبية ها وصوال إىل خصائصها من خالل نفس ا الشكالنيون الروس كانت قد انطوت حتت مظلة الشكل إن خمتلف املقاربات النصية اليت تقدم

فيه كل معيارية، فقد وصفوا خمتلف العمليات صفي عند الشكالنيني قد جتاوزواو بنظر و و عناصره املهيمنة،

.474م. ص 1971الديوان، دار العودة، بريوت، لبنان، (دط)، بدر شاكر السياب: - 1 .25إىل 14ص من ، ية املعاصرة: املدارس النقدعرايب خلضر - 2

Page 85: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

83

ة، و عدلوا قوانينها لتصبح على مستوى املعارف السائدة، هو ذا و حللوا عناصرها الرئيس األدبيةالوظيفية للنظم .)1(الذي يتيح الفرصة إلقامة عالقات بني عناصره األديبصف العلمي للنص الو

لذلك ميكن ،غي دراستها هي (اللغة)ع البحث الذي يشكل املادة اليت ينبموضو يعد إن املنهج الشكلي هلا قوانينها ،تصار على النص األديب نفسه كبنية مستقلة بذااة أن الرتكيز على اللغة يعين االقمالحظ

خاصية األدب ينبغي البحث عنها يف األثر األديب نفسه جوهر و نظامها الداخلي الذي يتوجب النظر فيه، ألن و .)2(ليس يف األحوال النفسية للمؤلف أو القارئ و

،خاصة "ونجاكبس" أعمال الشكالنيني عامة وقد كان ملفهوم القيمة املهيمنة بعد نظري كبري يف و، و قد عرفها جاكبسون بأا (عنصر يؤدي لألثر غويا يمن فيه الوظيفة اجلماليةاألديب إبالغا لذا يكون األثر و

.)3(حتكم و حتدد و تغري العناصر األخرى كما أا تضمن تالحم البنية)إا األديب ي ولشكلاملستوى ا :يون على حتليل النص األديب الفين الذي قسموه إىل مستوين مهانقد عمل الشكال و

ركزوا على الصور الشعرية بوصفها أشكاال و ،املستويني املستوى الداليل، مع التأكيد على أن هناك رابطا قويا بنيأثر ذلك يف تربط بني الكلمات و القات متينةع ما يتضمنه من تفاعل و و ،بالغية تنجم عن طبيعة الرتكيب

الداللية اليت تتفاعل فيما بينها لتكون الصوتية و حوية ومت الرتكيز على مستويات النص الن توليد الدالالت، كم ال يوجد شيءاد هذا أنه مف لغوي مؤلف من وحدات متعالقة، و ذا يكون النص وكأنه كائن نسيجا واحدا، و

أو االستعارات أو الصور ملنهج الشكالين الصياغة الشعريةهلذا يعاجل ا و ،خارج النصسهم يف تقدم الفكر العلمي أ ستقل انطالقا من اخلصائص اجلوهرية للمادة األدبية، ويرغب يف خلق علم أديب م و

استخدم مقاييس علمية يف دراسة األدب، و عقد الصلة بني علم اللغة و املتصل باللغة يف تعداد وظائفها، و .)4(النص األديب

األدبيةالوظيفية للنظم دف األساسي للبحث النقدي عند الشكالنيني هو وصف العملياتاهل يعد و بتحليل عناصرها الرئيسة و تعديل قوانينها لتصبح على مستوى املعارف السائدة، و من خالل ذلك تصبح

كامنة يف نوعية النظام الذي تركبت على أساسه وحدات النص، و البحث يف طبيعة األدبيةخصوصية الظاهرة ة البنية الداخلية للنص.العالقات القائمة بني هذه الوحدات املركبة لشبك

للغة من األديبتتحكم يف االستخدام و قد عمل الشكالنيون الروس على اكتشاف القوانني الشاملة اليت .)5(و مجعوا بني الدراسات النقدية و الدراسات اللغوية ،تركيب البناء الوظيفي حىت الصيغ الشعرية

: ةــالبنيوي

.36بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر، ص - 1 . 43- 42، ص صرةخلضر: املدارس النقدية املعاعرايب - 2 .37، ص بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر - 3 .50إىل 46ص من ، نفسه ع: املرجعرايب خلضر -4 .41، ص نفسهبشري تاوريريت: املرجع - 5

Page 86: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

84

إمنا كانت يف الدراسات اإلنسانية املعاصرة، و النقدي و لفكر األديب ومل ينبثق املنهج البنيوي فجأة يف ااالجتاهات املتعددة و ،القرن العشرين يف جمموعة من احليثيات له إرهاصات عديدة ختمرت عرب النصف األول من

.املتباينة مكانا وزمانا وبد من ذكر أن األب احلقيقي للحركة نه ال اختصارا لتاريخ البنيوية فإ و و دون التوغل يف جيوب الذاكرة

على الرغم من أنه مل يستخدم كلمة ،"فرديناند دوسوسري"البنيوية يف العصر احلديث هو العامل اللغوي السويسري نه يعزى إليه الفضل األكرب يف ظهور املنهج البنيوي يف دراسة إال أ ،(نسق) أو (نظام) استخدم كلمةإمنا ة) وين(ب

ة.الظاهرة اللغوييف املؤمتر الدويل لعلوم اللسان م1928زعة البنيوية اللغوية فإا مل تظهر إىل حيز الوجود إال عام ـما النوأ

كارشفسكي" و "سونجاكبيث قام ثالثة علماء روس أال وهم "ح ،ولنداالذي انعقد بالهاي" يف املؤمتر ا بعد ذلك أن أصدروا بيانا لبثو ومل ي ،زعةـتضمن األصول األوىل هلذه النتدراسة علمية ب بتسكوي"ترو " و

دعوا ،بنية) باملعىن املستعمل اليوم( استخدموا فيه كلمة م1929الذي انعقد يف براغ عام ،غويني السالفلاألول ل ة النظم اللغوية وتطورها.ينجا علميا صاحلا الكتشاف قوانني بفيه إىل اصطناع املنهج البنيوي بوصفه منه

مطلع أفلت مع يات من القرن العشرين وفقد انطلقت البنيوية مع منتصف اخلمسينأما يف فرنسا م1958ية البنيوية) سنة وكتاب (االنثروبولوج م1955ة) سنة مع صدور كتاب (املدارات احلزين ، واتيالسبعين

.املنهج اختذت البنيوية أشكاال متنوعة يف النظرية و "رتاوسليفي اش"لمؤلف الشهري لمهيكال بعالقاا احملددة، نظاما مستقال وبأا اللغة فهي تصف لذلك و البنيوية نظرية لسانية تعد و

يهدف إىل تعريف فعل ،روبولوجيا)االنث (علم النفس و فهي تيار فكري مشرتك بني جمموعة من العلوم اإلنسانيةساس أا التيار د البنيوية على أميكن حتدي و ،إنساين مقابل جمموعة منظمة مبساعدة رياضية من الرياضيات

حيث يتم تصورها على أا كل شامل ،بني العناصر املختلفة يف لغة ما بتحليل العالقات اللغوي الذي يعىن .ظمه مستويات حمددةنتت

ائيات، جمموعة حتويالت حتتوي على قوانني نظام الثن يف تقدير أويل أن البنيوية "جان بياجيه"يرى اطي الذي يصنعه املنظر على أن تظل هي مستقلة عنه، كاستقالل نبيد االستعقفسح اال للتعليها أن ت و

. )1(ن يظل لكل حقل خاص من األحباث بنيته املتميزةأ و ،العازفالسمفونية املوسيقية عن األعمال ، وة يف حلظة معينة متثل نظاما شامالألدب باعتباره ظاهرة قائمته لكز النقد يف دراسهلذا يرت و

العناصر درجة ترابطها و الداخلية و حتليلها يعين إدراك عالئقها نظام، و األدبية تصبح حينئذ أبنية كلية ذاتجد أن العنصر تمن هنا س ها اجلمالية املتعددة، وتركيبها ذا النمط الذي تؤدي به وظائف املنهجية فيها، و

ال باتمع انب اخلارجي سواء باملؤلف أو سياقه النفسي، واجلوهري يف العمل األديب هو الذي ال يرتبط باجلبأدبية األدب أي تلك العناصر هإمنا يرتبط مبا بدأ البنيويون يسمون ، وصريورته وال بالتاريخ ضرورته اخلارجية و و

.96إىل 88من ص عاصرة، عرايب خلضر: املدارس النقدية امل -1

Page 87: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

85

كيفة بطبيعة م و ،ك العناصر اليت ميكن اعتبارها ماثلة يف النص حمددة جلنسه الفيناليت جتعل األدب أدبا، تل .)1(وظيفته اجلمالية على وجه التحديدموجهة لدى كفاءته يف أداء و تكوينه

بذلك مل يعد النقد جماال لربوز و ،فإذا كان موضوع األدب هو العامل فإن موضوع النقد هو األدبقد البنيوي حيتكم يف هذا ما جيعل النا و، تارخيية أوأو نظريات مرتبطة جبوانب سياسية أو اجتماعية إيديولوجيات

ال اختبار كيفية أدائه فال يستطيع رؤية هذا األدب على حقيقته و ،قراءة األدب إىل معايري مسبقة يف ذهنه لوظائفه التعبريية.

أصبحتبل ،الكاتب بالنسبة لعالقته باتمعن مهمة الناقد ليست هي اختيار مدى مصداقية هلذا فإ ومدى قوا أو ضعفها و ،الرمزي يرى مدى متاسكها وتنظيمها املنطقي وو األدبية، ترب لغة الكتابةمهمته أن خي

.)2(رضها يف كتابااقيقة اليت تزعم أا تعكسها أو تفبغض النظر عن احلة السطحية تبىن من أبيات كما توحي به النظر متثل األعمال األدبية برمتها أبنية كلية، فالقصيدة ال و

البنية اإليقاعية لقصيدة ول من مستويات ميكن تقسيم العمل األديب إليها، كالبنية الداللية املتعجلة، بل تبىنال تتكون من - مثال - فالرواية ياتدكذلك األمر بالنسبة إىل السر و ،ليةالبنية التخي التعبريية و لرتكيبية والبنية ا و

بنية الزمان الذي فاعلة يف العمل السردي، ولكن تتكون من بنية أصوات الشخصيات ال بة فحسب، وفصول مرتبنية اخلطاب السردي املتمثل يف أدوارها املختلفة، و تقوم فيه تلك الشخصيات بوظائفها و تدور فيه احلوادث، و

.)3(مستويات اللغة املختلفة من سرد وحوار وغري ذلك المبادئ واألهداف:

"بسونجاك"بح مقصودا بذاته منذ أن أعلن أص اتضحت رؤيته و لقد تبلور االجتاه البنيوي و : من أهم هذه املبادئ ما يلي و ،م1928ا سنة معن املبادئ األساسية يف بيا "نوفتينيا"و

على من يدرسه أن يلم بقوانينه ليتمكن من ربط و يرتبط تاريخ األدب بالعلوم األخرى ارتباطا محيميا -1 .القة بني األنظمة األدبية األخرىالع

خلاصة، احتليل معطياا ن النص وحدة مغلقة جيب دراستها من الداخل ويفهم األدب من خارجه ألال -2 عمل أبنيتها. البحث عن قوانينها و و

ال ينبغي دراسته إال من هذه و ،النص األديب هو املوضوع اجلوهري للنقد ألنه نتاج لغوي قبل كل شيء -3طبيعة القوانني اليت حتكمها، الداللة اليت تقوم بينها والناحية بوصفه شبكة معقدة من العالقات ذات

معاين الكلمات. يتعمق يف دالالت األلفاظ و ز على اجلانب اللغوي وفالتحليل البنيوي يرك

.88، 87ر، ص صالح فضل: مناهج النقد املعاص -1 .90، 89، ص مناهج النقد املعاصرصالح فصل: -2 .94املدارس النقدية املعاصرة، ص عرايب خلضر: -3

Page 88: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

86

الداخلية األنساق وعملها النقدي حول البحث يف القوانني رن البنيوية متحو أما من حيث األهداف فإ ذا تريد البنيوية الكشف عن لعبة موجود بذاته، و كعامل ذري مغلق على نفسه و تعامل النص لعمل األديب، ول

ن اللغة لنص، تلك ميزته علالدالالت، إذ ينصب البحث عند النقاد البنيويني على اكتشاف القوانني الداخلية .)1(حبثا عن قوانني النص ليس النقد يف هذه احلالة إال وصفا للعبة الدالالت، و ، والعادية

دراسة و ،بيةهكذا يظل هدف البنيوية هو الوصول إىل حماولة فهم املستويات املتعددة لألعمال األد و كيفية أدائها لوظائفها مث - وهذا أهم شيء - كيفية تولدها و ،هيمنة على غريهاالعناصر امل بها وترات عالقتها و الشعرية على وجه اخلصوص. اجلمالية و

فحص عالئقها األدبية، و ناهب للنص األديب ب ن املنهج البنيوي اهتم يف حتليله من خالل هذا يتضح أ الشعورية خاصة. لكن يف صبغتها األدبية و و ليس يف عمومها اآلثار األدبية و ركز على دراسة لغة و ،الداخلية

يل النص تحلل ال ينصرف إال ب يكتفي بذاته، وألدلمن هنا كان البنيويون يطمحون إىل تأسيس علم و .)2(ال يعرتف إال بلغته و ي كل السياقات اخلارجيةاألديب حتليال داخليا يقص

ويا مغلقا، نه اكتفى بالتحليل األفقي للنص األديب باعتباره نظاما لغى املنهج البنيوي أأهم ما يؤخذ علو فيها مبا ،ظمة اخلارجية األخرىإىل األنعند عتبة البنية اللغوية الداخلية دون جتاوزها إذ وقف النقد البنيوي الدينية اليت ينتمي إليها اخلطاب. الثقافية و السياسية و املرجعيات االجتماعية و

ب باإلنسان يف سجون النسق يغرت نه يلغي التاريخ وفإ - للمنهج البنيوي - زعة املتعالية ـذه الن ولناقد الذي لهذا ما ال جيوز و ،قتلها عن جذورها وفهو يهدف إىل خلع األعمال األدبية ،ة أو النظامينأو الب

لنصوص األدبية، لكنه يصبح مطالبا بأال ليدرك طبيعته أن ال يأخذ يف اعتباره السياقات املتعددة حيرتم عمله ون أن يوظف النص ن يوظف السياق لفهم النص بدال ماد على هذه السياقات، فهو مطالب بأيسرف يف االعتم

.سياقشرح ال لفهم وال يساعد لنص، ولض على الداللة املركزية لي للعمل األديب لن يوصل إىل القبكما أن التحليل الداخ

جمرد حتليل وصفي وضعي ذي آفاق ن املنهج البنيوي حيول النقد املوضوعي إىله فإعلي و ،على الكشف عن الرؤية .عب ما يتحرك خلف البنيات اللغويةضيقة ال تستو

بينما الواقع أن ،ال تتصل اتصاال مباشرا بالواقع االجتماعي يضا أن البنيوية ختتزل الفكر ومن املآخذ أ وبالتايل فإن النص األديب ليس منفصال عن املمارسة الفعلية امللموسة للمبدع و ،الفكر جزء من احلياة االجتماعية

.)3(داخل اتمع

.112، 110ص : املرجع نفسه -1 . 113املدارس النقدية املعاصرة، ص عرايب خلضر: ، 94صالح فضل: مناهج النقد املعاصر ، ص -2 .118املرجع نفسه، ص عرايب خلضر: ،95، ص صالح فضل: املرجع نفسه -3

Page 89: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

87

فلجأت إىل تطبيق طرائق ،مشايعة العلم يف دقته بالوضعية و مغاالا يف اإلميان ما زاد النفور من البنيوية واجلداول، فصار معجمها النقدي عصيا حىت على استعمال اإلحصاء و استنباط النتائج و كالوصف اخلالص، و

من هنا هامجها كثري من و ،هلذا وجدت نفسها تعيش يف دائرة مفرغة - بدل القول عن القراء - املتخصصني ألا أصبحت طائلة حتت الوقوع يف أسالب البنية ،اأم غرب االنقاد سواء أكانوا عرب رين واملفك

نقد البنيوي ينظر إىل ن الر إىل األدب على أنه رسالة بال مدونة فإإذا كان النقد السياقي ينظ و ،ضمنيتها و نه مدونة بال رسالة.األدب على أ

إىل ح صعوبات ال ميكن التنكر هلا، لذا جلأ بعض النقادمن هنا فإن القراءة الداخلية للنص األديب تطر وبنيوية تكوينية للنص قراءة علميةكل اب مركزي على منهج القراءة، حيث إنجو تطبيق البنيوية التكوينية، ك

على هذا األساس و ،اة االجتماعيةاإلبداع جزءا من احلي تتم من داخل اتمع ما دام الفكر و األديب، جيب أن . )1(ميكن وصف العمل األديب دون اللجوء إىل حمتواه هنلتكوينية ترفض املقولة الفارغة بأالبنيوية ان فإ

ل التيار البنيوي منطلقا هاما لتجديد اخلطاب مث :("صالح فضل"عربية يقول ال فيما يتصل بالثقافة و ومتثل أبرزها يف مدرسة فصول يف مصر و ،عريبالنقدي يف العامل العريب عرب الدوائر املنتشرة يف خمتلف أحناء العامل ال

عبد ـ"لعترب الكتاب األخري ميكن أن ن ليف يف املغرب العريب، والتأ جمموعات النقاد الشبان النشطني يف الرتمجة و()لتيار البنيوي يف النقد العريبلعن البنيوية رصدا تقريبا "السالم املسدي

2(. و طرق أدائها ،ه و ذلك عن طريق تأمل الناقد عناصر النصينبثق التحليل البنيوي من النص نفس

إىل أي موقع آخر.لوظائفها و عالقات بعضها ببعض دون أن يتجاوز حدود النص و ما ،ن املضمون يكسب مضمونيته من البنيةإو البنيوية ال تفصل بني ثنائية (الشكل و املضمون) إذ

موضعية أخرى توحي بفكرة احملتوى.الشكل يف احلقيقة إال بنية تتألف من أبنية أي أا ،أما على مستوى اإلجراء، فإن البنيوية تتيح للناقد القيام بعملية مزدوجة هي االقتطاع و الرتتيب

و األخرى، باألجزاءتتوقف عند جزء من النص ترى فيه بنية موضوعية للكشف عن وظيفة هذا اجلزء و صلته تأثريه يف الكل و تأثره به.

ا إ، حيث "ميىن العيد"ة للنص األديب حماولة ن احملاوالت العربية الرائدة فيما خيص مدار املقاربة البنيويو مو أول هذه اخلطوات هي حتديد البنية أو النظر إىل املوضوع كبنية ،تتمسك بأدوات و آليات املنهج البنيوي

خل.مستقلة، قد تكون هذه البنية نصا شعريا واحدا أو رواية ...إفهي ترى أن دراسة هذه البنية (اتمع أو النص أو جمموعة نصوص) يشرتط عزهلا عن جماهلا الذي هو بالنسبة هلا خارج، و هي خطوة هامة ألا خطوة التحضري للعمل أي ما قبل الدخول إىل املخترب، أما اخلطوة

.122، 120عرايب خلضر: املدارس النقدية املعاصرة،ص - 1 .103ضل: مناهج النقد املعاصر، ص صالح ف - 2

Page 90: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

88

د البنيوي متسلحا بالعلوم اليت ختصه و ال سيما و يشرتط يف هذا التحليل أن يكون الناق ،الثانية فهي حتليل البنية علم اللسانيات.

و يف آخر التحليل، قد يصل الناقد إىل قانون عام مشرتك حيكم جمموعة من البنيات النصية لنصوص يف دراسته للحكايات الشعبية إىل مفاصل واحدة اشتملت عليها تلك احلكايات "بروب"متعددة، مثلما توصل

ا، و هي املفاصل اليت نسج على منواهلا بعض النقاد العرب املعاصرين قوانني أخرى يف التطلع إىل الشعبية مجيعه "حممد بنيس"، حماولة الناقد املغريب "العيد ميىن"الرحيق اجلمايل لعامل النص األديب، و من تلك احملاوالت كما تذكر

ن الشعري املعاصر يف املغرب ـإىل القول بأن املت حيث توصل فيها ،املعاصر يف املغربيف مقاربته لظاهرة الشعر قانون السقوط و االنتظار، و قانون الغرابة. حمكوم بقوانني ثالثة هي قانون التجريب،

ذري مغلق على نفسه و موجود أن البنيوية باجتاهاا املتباينة تعامل النص كعامل "حممد بنيس"و يرى غامرة الكشف عن لعبة الدالالت.بذاته، فتدخل تبعا هلذا املفهوم يف م

و لعل رؤية هذه احلدود اليت تقف عندها البنيوية يف دراسة النص و اكتفائها بدراسة العالقات القائمة إىل أن يعرض االجتاه الثاين و هو البنيوية التكوينية بوصفه اجتاها "حممد بنيس"على مستوى اللغة، هو ما جعل

.جديدا للبنيوية و الشكالنيةيؤسس ملقاربة بنيوية الذي "صالح فضل"هو و و مثة صوت ثالث من أصوات النقد األديب العريب

تستهدف هذه املرة قراءة النص األديب انطالقا من عدة مستويات، يؤدي تضافرها إىل الكشف عن الدالالت ربط بنيات النص بدءا و ذلك من خالل النظر إىل خمتلف العالقات اليت ت ،اخلفية اليت تتضمنها بنيات النص

، و سيأيت احلديث عن هذه املستويات )1(بوصفه بنية كربى األديببالنص انتهاءو بالوحدات الصغرى كالفونيم .املتعددة الحقا

: ريةـــالشعتشهد حبوث الشعرية منوا متزايدا يف العقود األخرية ترتب على طبيعة التحوالت يف نظرية اللغة من ناحية،

بعض الباحثني يسم الشعرية احلديثة بأا لغوية، و على تضافر األفكار اجلمالية املنبثقة من التجربة ل عمما جياخلصبة للمذاهب األدبية و املناهج البحثية احلديثة من ناحية أخرى، و ذا يبدو سياق احلديث عن الشعرية و

تشكيل بالغة اخلطاب األديب يعد جوهريا، فإن إسهام الشعرية يف ل موصوال ال يكاد ينقطع، و من مثعلم اجلما .)2(كما أن مقوالا تضل الرصيد الذي يدخره علم النص لشرح خصوصية النصوص األدبية

ة اجنازات العرب مبساير ماملعاصرة سواء عند الغرب أ من الدراسات النقدية اكبري امبا أن هناك اهتمام و حتديد بعض املصطلحات لو من صعوبة يفالتطورات ال خي ت وكبة هذه االجنازان موا علم اللغة احلديث، فإ

حيث ال يزال عصيا لدى كثري ،الذي عرف تواترا كبريا يف الدراسات النقدية املعاصرة ،ال سيما مصطلح الشعرية و

.54- 53- 52بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر، ص 1 .53ص .م1992 (د.ط) و الفنون و اآلداب، الكويت،ة، الس الوطين للثقافة صالح فضل: بالغة اخلطاب و علم النص، سلسلة عامل املعرف -2

Page 91: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

89

جة هلذا نتي و ،يزه عن بعض املصطلحات ااورة يف خمتلف احلقول األدبيةمن النقاد لضبط مفهوم حمدد له مي شعرية اخلطاب و ع جمال هذا املصطلح ليشمل احلديث عن شعرية الرواية، ومات اتستعدد املفهو االضطراب يف

انتشارا هو مما زاد األمر اضطرابا و و ،األشياء إىل جانب شعرية الشعر شعرية األماكن و شعرية الفن التشكيلي و .خمتلفة ترمجته إىل لغات متعددة مبصطلحات

علم األدب مثل األدبية و ،تداخل هذا املصطلح مع مفاهيم مصطلحات أخرى جماورةمن خالل هذا و اجلمالية. ائية ويالسيم األسلوبية و و

كما أن البحث يف نظرية الشعر من منظور النقد العريب املعاصر سبيل إىل حتديد الشعرية العربية انطالقا تطلق الشعرية يف االصطالح على و ،لما موضوعه الشعركون الشعرية يف منظور الدراسات املعاصرة ع من منظور

تسمو بالنص األديب أو العمل اإلبداعي إىل درجة من الرقي و ،كل عملية إبداعية تتصف مبواصفات خاصة اإلطراب. اهلزاز و االستغراب و التأثري من الفاعلية و

فالشعرية إذا مقاربة لألدب جمردة و ،لتسعى الشعرية إىل معرفة القوانني العامة اليت تنظم والدة كل عم ودامت اللغة جزءا من هذه العلوم عونا كبريا ما ملك تستطيع الشعرية أن جتد يف كل عبذل و ،باطنية يف اآلن نفسه

.)1(قرب أقربائها علمالعلوم األخرى اليت تعاجل اخلطاب أستكون ا و ،من موضوعااانسجاما مع املوضوع احملدد األصول الفلسفية للشعرية و ودون الدخول يف تفاصيل املنطلقات األوىل و

برز ذلك باالقتصار على أ و ،لشعري خباصةاألديب أو اخلطاب ا اخلطاب هلذا الدراسة سيتم الرتكيز على قوانني جلمن أ "جان كوهن" و "بسونرومان جاك" و "روفو ودت"هم و ،النقاد احملرتفني املعاصرين رواد الشعرية و

تأسس عليها نظرية متكاملة لتحديد مفهوم الشعرية وكيف عاجلها النقاد الثالثة:بة علمية تمقار روف:و ودالشعرية عند ت

ضوع تأسيسه ملو و ،التطبيقي نتاجه يف النقد التنظريي وكل تتحدد من خالل "روفو ودت" إن شعرية مكوناته البنيوية و خصائصه و و ،األديب بع أساسا من املفهوم اإلجرائي للخطابالشعرية يف النصوص األدبية ين

نستطيع (وقد اعتمد يف حتليله للخطاب األديب عطاءات املنهج البنيوي حيث عرب عن ذلك بقوله: ،اجلمالية أو الرتكييب ) جتميع قضايا التحليل األديب يف ثالثة أقسام حبسب ارتباطها باملظهر اللفظي من النص(...

.)أو الداليلده مييز بني موقفني: أوهلما يرى يف النص للخطاب األديب جت "فرو و تود"ربة النقدية اليت قام ا املقايف و

يفصل احلديث عن هذين و ،ا كل نص معني جتليا لبنية جمردةمثانيهيعد األديب ذاته موضوعا كافيا للمعرفة، و املوقفني: طلق الذي ميكن أن ي و األوحد نهائي ويذهب إىل أن العمل األديب هو املوضوع ال :الموقف األول -

، لكن تأويل أي عمل أديب أو غري أديب لذاته هو معىن النص املعاجل - يف احلقيقة - التأويل و ،عليه التأويل

.10- 08. ص م2007، ، الكويتويترابطة أدباء الك البيان،، "لعامل العريب ( املصطلح والداللة)معامل النظرية الشعرية يف ا": يعبد املنعم الوكيل -1

Page 92: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

90

فعالية هذا و ،دون إسقاطه خارج ذاته ألمر يكاد يكون مستحيال ذاته دون التخلي عنه حلظة واحدة، و يف و مها: التفسريو ،الصلة ا طها بني موقفني نقديني آخرين وثيقيح من خالل ربالتأويل أو القراءة تتض

ات الوصف، فتفسري نص من النصوص يشمل استبدال نص آخر بالنص الذي يقرأ، مما يؤدي إىل تنوع القراء وات البنيوية أي تطبيق أدوات اللغوي ،األسلوبية "روفو ودت"عدد القراء، أما الوصف فيعين به ذلك لت و لنص واحد

على النصوص األدبية.غاية الدراسة هي الوصول هو اإلطار العام للعلم، فالعمل األديب تعبري عن شيء ما و :الموقف الثاني -

الذي يسعى إىل بلوغه سواء أكانت مواضيع ،طبقا لطبيعة هذا املوضوع إىل هذا الشيء عرب القانون الشعري وهي يف رجه ونظرية التأويل تستند يف مقاربتها من النص إىل نصوص من خا وفلسفية أم اجتماعية أم غري ذلك،

املفاهيم اليت و ته التحليلية مث خيرتق النص فوق إسرتاتيجيتهأدوا ن املنهج حيدد مفاهيمه وأحيان كثرية مقدسة، أللم اليت تتخذ العمل ممكن، أما أدوات الع فهو يبحث يف النص عما يريد ال على ما هو كائن و ،اصطنعها لنفسه

.األديب موضوعا فهي يف عالقة تنافر هي األقدر يف تصوره على جتاوز التعددية أمهية خاصة لنظرية األدبية و "روفو ودت"لقد أعطى

املعرفة واضحة املعامل متثلت يف إسرتاتيجية إسرتاتيجية لنفسها قد حددت الشعرية و ،االختالف االضطراب و و الشمولية. القائمة على االنسجام والعلمية النظرية

ن القطب الثاين هو فإ "روفو تود"األول يف تعريف األساسيهي القطب األدبيةكانت النظرية إذا وبكل األمرجمموعة احملاوالت اليت استهدفت جعل موضوع الدراسة موضوعا علميا، ويتعلق إىليشري و ،(داخلية)

حيث خضعت هذه العلوم لضوابط خارجة عن نطاقها ضوابط ،التاريخعلم علم النفس و من علم االجتماع و غت أساسا لدراسة وقائع من جنس آخر كالواقعية االجتماعية أو التارخيية أو الظاهرة النفسية، صيها اجلمالية من داخل العمل ذلك بتوليد عناصر مقاربت و ،األخرى تبعا لذلك عملت الشعرية على ختطي العلوم و

اته.األديب ذتأسيس نظرية تمثلة يف األدبية إىلامل دف الشعرية إىل جانب البحث عن جممل الآللئ اجلمالية و و

وكذا استنباط الشفرات املعيارية اليت ينطلق منها اجلنس األديب، منية لألدب، حتليل أساليب النصوصضيتجاوز ذلك إىل إقامة تصور ملا ميكن ميكن اإلشارة هنا إىل أن جمال الشعرية ال يقتصر عما هو موجود بل و

، األعمال املوجودةتتأسس يف األعمال احملتملة أكثر مما تتأسس يف - "وروفودتـ"طبقا ل -جميئه، فالشعرية فمثل هذه الرؤية تفتح آفاقا ،املفرتض إىل تأسيس ما يسمى باألدب احملتمل و "روفو ودت"هي دعوة من و

إىل شحن الشعرية "روفو تود"لذا يدعو ،تقبل املسرية األدبيةبحث املعمق يف مسحتثها على ال جديدة للنظرية و اآليت. ية مستقبلية تتنبأ باملمكن ولرؤ

Page 93: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

91

عن شعرية القراءة أو التلقي حيث أشار إىل عناية الشعرية بإنتاج النص "روفو ودت"هذا وقد حتدث وهي تستخدم وسائل مطورة للشعرية حتدد معىن و ،صتلقيه، فالقراءة تعزو لنفسها مهمة وصف نظام النص اخلا و

.ذهتستنف النص اخلاص حيث ال تستطيع مقوالت الشعرية أنعملية حترك "بول فالريي"ة لألدب فهي عند در جم مقاربة باطنية و "روفو ودت"إذا كانت الشعرية عند و

كة كاملة من العالقات ذاتا فتكون شبعرض اليت تذهب طوال و تتحسس خطوطه ،لي يف اخلطاب األديبداخ .)1(اسم الشعرية "فالريي"فعالية متميزة أطلق عليها

:سونبالشعرية عند رومان جاكفضل الشكالنيني الروس ميكن اإلشارة هنا إىل و ،فصيلة نقدية متميزة يف التأسيس لعلم الشعرية "سونبجاك"ل ثمي

قد و ،األدبية الفردية بل يف أدبيتهايث عن األدب أو النصوص ه إىل وظيفة الناقد اليت ال تتمثل يف احلديبيف التنحتليلية دورا أساسيا يف تطوير هذا املفهوم، حيث ربطه مبفهوم الشعرية بعد أن قام بدراسة "سونبرومان جاك"أدى

القيمة املهيمنة لوظيفة كشف بشكل خاص عن أمهية مفهومحيث ظائفها الست، و رية وملقوالت الرسالة الشع .الشعرية

أنأن كل حبث يف جمال الشعرية يفرتض معرفة أولية بالدراسة العلمية للغة ذلك "جاكبسون"كما يرى .)2(الشعر فن لفظي فهو يستلزم قبل كل شيء استعماال خاصا للغة

"سونبجاك"ة هو ما يلمح بصورة واضحة يف تعريف يلسنعلم الشعرية قد انبثق من أرضية أ إن ما يؤكد أنتم الوظيفة الشعرية يف عالقتها بالوظائف األخرى للغة، و يعاجل فهي ذلك الفرع من اللسانيات الذي(: عريةللش

حيث يمن هذه الوظيفة على الوظائف ،بالوظيفة الشعرية ال يف الشعر فحسب الشعرية باملعىن الواسع لكلمة ولوية هلذه الوظيفة األ تم ا أيضا خارج الشعر حيث تعطىإمنا و ،األخرى للغة

.))3(أو تلك على حساب الوظيفة الشعريةصفها الدراسة اللسانية لوظيفة ميكن للشعرية أن تعرف بو ( :جيازآخر ميتاز باإل اتعريف "اكسيونج"ويطرح

أن يكسب "ونبسجاك"هكذا حياول )يف الشعر على وجه اخلصوص رية يف سياق الرسائل اللفظية عموما والشع علمية ما، من خالل ربطها باللسانيات حىت تكون اللسانيات منهجية لألشكال اللغوية كافة، و ةزعرية نالشع

.)4(الشعرية تستمد هذه املنهجية يف معاجلة األشكال الشعرية

.48إىل 43. ص من م2006، اجلزائر، (دط)، مطبعة مزوار بات النقاد احملرتفني و الشعراء و النقاد املعاصرين،ثية يف كتاابشري تاوريريت: رحيق الشعرية احلد -1 .13-12ص ،"املصطلح والداللة"لعامل العريب معامل النظرية الشعرية يف ا: يعبد املنعم الوكيل -2 .51-50، ص بشري تاوريريت:رحيق الشعرية احلداثية - 3 . 51ص :فسهاملرجع ن -4

Page 94: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

92

سلوبية البنيوية، بل لسين حىت يف تأسيسه لألقد ظل خملصا لألثر األ "بسونجاك"ومن الالفت لالنتباه أن عدنان حسني "هذا ما أشار إليه و ،لسيناألتعرف الشعرية باجتاهاا املتباينة من حقول املد ن ظل مطالبا بأ

على احلضور القوي للدفق اللساين يف عملية مقاربة شعرية األلسننييف معرض حديثه عن إصرار بعض "قاسمكتابه صالح فضل يف يها هي الدعوة نفسها اليت أشار إل و ،لغتها الشعرية مقاربة بناءة وناجحة النصوص و

.)(شفرات النصفإا تتضافر باملنطق نفسه ،باألسلوبية تارة أخرى باللسانيات تارة و تتواشج ة تتحد ووإذا كانت الشعري

و ،العالمة يف املنجز النصي إشارة ساحبة يف فضاء من اليم الداليلعده ميولوجيا، املوضوع الذي يالس مبوضوعرومان "ن الشعرية عند ، فإبط حقل الشعرية حبقول معرفية أخرىالعالقات اليت تر مهما يكن من أمر هذه

عطينا يف النهاية حمصلة تتأسس على جمموعة من العناصر إذا ما تضافرت بعضها رقاب بعض فإا ت "ونبسجاك ربة.مفهوم الشع

العلم األديب ليس إن موضوع ( الشهرية "ونبسجاك"لقد وجد علم األدب وجهته الصحيحة يف عبارة وا على أدبية األدب بص) ذا يكون البحث منأي ما جيعل من عمل ما عمال أدبيا ،إمنا األدبية هو األدب و

اإليديولوجية املنبثقة عنه. اجلمالية و النفسية و بوصفه لغة من دون التأمل يف التجليات الفلسفية و : حيث عرضها على النحو التايلساين أما فيما خيص مكونات الشعرية يف ظل احلدث الل

ما هو لكي تكون رسالة فعالة فإا تقتضي سياقا حتيل عليه و إن املرسل يوجه رسالة إىل املرسل إليه و لحدث لاملكونة لكل عامل من العوامل الستة اة)، وقنتقتضي الرسالة أخريا اتصاال أي ( و ،يدعى باملرجع

االنفعالية : الوظيفة املرجعية، وبني ست وظائف للغة وهي "ونبسجاك"اللساين تلد وظيفة لسانية، حيث ميز ة على باقي الوظائف منيالوظيفة الشعرية هي الوظيفة امله، ف)الشعرية االنعكاسية و التنبيهية و االفهامية، و و

، فبدوا ع الكالمبأا إحدى الوظائف املوجودة يف كل أنوا (عنها: "ونبسجاك"حيث قال ،اللغوية األخرىبالوظيفة "ونبسجاك"إن اهتمام )فالوظيفة الشعرية تدخل ديناميكية حلياة اللغة ،سكونية متاما ة وتصبح اللغة ميت

حيث عمل على يئة األدوات ،مكنه من معرفة هذه الوظيفةضرورة البحث عن املعيار اللساين ليالشعرية جره إىل مها مبدآن أساسيان التأليف و االختيار و :مها للرتتيب ويذكر منطني يف هذا السياق الالزمة لكل فعل لفظي، و

عة أخرى، حد املرادفات األخرى من جممو ملرادفات املتاحة مث يسند إليها أحد ااختيار أيقوم ب فاملتكلمخطاب، لل .)1(يف إنتاج اجلملة التأليف يعتمد مقدرة املتكلم نفسه و

:اعيلإسمعز الدين دالشعرية المعاصرة عن إحدامهامضموا شكلها و ملتحمة و خيرتق يدة شخصية مندجمة والقص أن "إمساعيلعز الدين "يرى

وهذا ،املضمون كتلة ملتحمة جتمع بني الشكل و أوهي ذا بنية شاملة و ،حد يستحيل معه فصلهما إىلاآلخر

.57إىل 52من ، ص احلداثية بشري تاوريريت: رحيق الشعرية -1

Page 95: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

93

، فما هي األخريوجد مبعزل عن مبناها ت قة فنية مجالية الالقصيدة خليعد الذي "يوسف اخلال" إليهما ذهب مبىن معا. ما هي مبىن حمصن بل معىن و معىن حمصن و

متعددة أبعادخضعت لتغريات جتلت يف أامن تطور مفهوم القصيدة "إمساعيلعز الدين " و يستخلص خاضعة للتطور ارجيةاخل كونة للقصيدة الداخلية ومجيع العناصر امل فأصبحت ،اجلمايل على املستوى الفلسفي و

.تواملوضوعا الشكل اخلارجي و اإليقاع والصورة املقصود بتلك العناصر: اللغة و و ،الشاملبعض، تآلفت وشدت رقاب بعضها املوضوعية قد تضافرت و الفنية و تضافر هذه العناصر أنالواقع و

التجربة الشعرية من أوتعبريا عند الرؤية القصيدة الشعرية كيانا كامال يف البناء الشعري الذي يشكل أصبحتحىت ، أخرىبع من تعقد العمل الفين وتشابك عناصره من جهة الشكل الذي ين حدة املضمون وو و ،جهة

هو ما و ،املضمون من خالل حركة التجديد قد يصنع الشعر لنفسه مجالية ديناميكية على مستوى الشكل و والتجديد عنده و ،بروح العصر "إمساعيلعز الدين "هذا ما دعاه ه ونبضه وقذو يتأثر كل التأثر حبساسية الفرد و

املاضي معا. نه احلاضر ومستمر إ صل دائم وهو توا إمنااجلديد ال ميثل يف البرت بني القدمي و االلتحام هي شعرية البناء و "إمساعيلعز الدين "الشعرية احلداثية عند أنمن خالل هذا يتضح

امل اخلارجي، الع املعاصر و اإلنسانفق بني احلركة النفسية لعامل التوا و ،املضمون بني ثنائية الشكل والتوافق و األسطورة واللغة عن طريق الصورة و التحديث لعصرنة عامل الواقع و إىل التجديد فهي بذلك شعرية تدعو

عز الدين "ما خيلق الشعرية املعاصرة عند اجلزئية هلذه العناصر مجيعا هو احتاد هذه املاهيات املوسيقى، و و .)1("إمساعيل

: الشعرية عند كمال أبو ديبهي شعرية لسانية فهو يعتمد لغة النص أي مادته الصوتية "كمال أبو ديب"شعرية أنإىل اإلشارةميكن

ستعار بعضا من ا و ،"نجان كوه" و "سونبرومان جاك"الداللية، كما أنه قد تأثر بالنقاد الغربيني أمثال وكلمات ألن استخدام ال )فة التوترمسا(االنزياح كوسيلة خللق الفجوة مفهوم و ،ا حول الشعريةممفاهيمه

يبدو و "ونبسجاكـ"مفهوم الوظيفة الشعرية ل "كمال أبو ديب"استثمر و ،الشعرية بأوضاعها القاموسية ال تنتجمع حمور "سونبجاك"هو احملور الذي بىن عليه و ،رذلك من خالل تكون الفجوة نتيجة لنوعني من االختيا

هو ظري التلقي ومن بل أيضا تأثر بأحد أهرامات "كوهن" و "بسونجاكـ"بمل يتأثر و ،التأليف نظريته الشعرية .يف أكثر من موضع إىل مصطلح الفجوةالذي أشار "إيزر"

أثناء حديثه عن نظرية "اهر اجلرجاينالق عبدـ"يدا عن املسامهات القيمة ليكن بع التأثري ملكما أن هذا العربية األصيلة. هي مزيج بني املفاهيم الغربية و "كمال"فشعرية ،النظم

خباصة و ،ميائييحاول جاهدا تنمية منهجية التحليلي البنيوي الس "أبو ديب كمال" نإميكن القول وشعرية وظيفة من وظائف ما يسميه رى أن الهو ي و ،مفهوم التحول الكلية و : العالئقية وهوميمن خالل مف

.116-108- 107، ص بشري تاوريريت: رحيق الشعرية احلداثية - 1

Page 96: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

94

و ،لغة تتجسد فيها فاعلية التنظيم على مستويات متعددة -يا لدالئ -ألن لغة الشعر ،)(الفجوة أو مسافة التوتر ية واحلدة بني اللغة الشعر تلفة من السعة و) على درجات خمهذا التنظيم حني ينشأ خبلق (فجوة = مسافة التوتر

يوىل أمهية خاصة ملا أمساه بالفجوة "ديب وكمال أب"ام أن قيف هذا امل ما ميكن مالحظته الشعرية، وبني اللغة الانعدام إىل ال يؤدي يف نظره الوزن هي يف منظوره النقدي ميزة الشعرية لذلك فإن خلخلة لتوتر، وأو مسافة ا

حىت وإن كان غائبة و حجته أن الشعرية تظل ،مسافة التوتر اء الفجوةو الذي يؤدي إىل غياا هو انتف ،ةالشعريهو اخلروج بالكلمات عن معانيها القاموسية - يف نظره -الشعرية ف من مث وما خيلق الفجوة و ،هناك وزن

.امدة واجلمع بني املتنافراتاجلس بل نقيض ذلك كله الالجتان ،تقارب تشابه و انسجام و فالشعرية ذا املعىن ليست خصيصة جتانس و

.)1(طبعها بطابع خاصالالتقارب هو ما مييز الشعرية وي الالتشابه و الالنسجام و و

عبد اهللا محمد الغذامي: دالتلقي عن وشعرية االنفتاح قد جاء حديثه و ،هو اآلخر عن الشاعرية يف سياق حديثه عن احلداثة "عبد اهللا حممد الغذامي"حتدث

على انفتاح النص الشعري ومؤكدا يف الوقت نفسه على انفتاح ،راءة أو التلقيعن الشاعرية مرتبطا بشعرية الققد جتلى و ،فقد حتدث عن الشاعر حديثا تكسوه رؤية نقدية استلهمت عطاءها النقدي من روح احلداثة القراءة،

رجة وصف ائرة الشعر فحسب بل عممها إىل دهي عنده ال تقتصر على د و ،ملصطلح الشاعرية إطالقهذلك يف من األدب نفسه نابعة الكليات النظرية عن األدبا بأا (هقد عرف و ،النثر اللغة األدبية يف املستويني معا الشعر و

ه مثقلة الشاعرية يف تصور ) وي لألدب مثلما هي حتليل داخلي لهفهي تناول جتديد ،هادفة إىل تأسيس مساره وف.مأل عنصر اإلدهاش وى كسر كل بروح التمرد و

فتنوع املفاهيم يف ضوء ،تنوعت فإن مرجعها كلها هو اخلطاب األديب نفسه الشعريات مهما تعددت و ون كل شعرية حىت يف اية إطار اختالف املفاهيم تكشف من هنا فإالفن، و وحدة املرجع أمر مفيد لألدب و

منغلق على نفسه مثل الفن منفتح غري ن النقد عمل تراكمي دائم التصور وإحيث ،نب الشعريةجانبا من جواا على النص يف حنو قوله: سلطته القراءة و ةلفاعلي "الغذامي"تأكيد مما يفيد هنا هو و ،املنطق وعن العلوم

يسرقون به ما تبقى منا أحاسيسنا ليسوغوها شعرا بيانيا عرنا ومشا تنا والشعراء يسرقون لغ(ذلك كل قراءة ب و ،(...) عن طريق القراءة إلينامن سارقه فنحول النص ليس لنا إال أن نسرتد حقنا ، وأخيلتنا و

).... الطفل إىل أمهدعوة تصبح صحيحة ألا ليست سوى أثرالوجدانية إمنا يشارك بقواه العقلية و و ،النص فحسبال يستهلك "الغذامي"لقارئ يف ضوء تصور ا و

،األديبكومة بالعقل الذي يضبط املفرط يف عملية تلقي النص كما تكون القراءة حم ،إنتاجه ويف صناعة النص

.124إىل 116ص :املرجع نفسه - 1

Page 97: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري -د التاريخي البع الفصل األول )المعاصرة

95

متثل الكتابة األوىل ،القراءة هي كتابة ثانية على كتابة أوىل و ،النص من جديد إنتاجفالقارئ هو الذي يعيد .)1(األديبوجودا شكليا للنص يف حني أن الثانية متثل وجودا فنيا لعامل النص

.128إىل 124من ، صاحلداثية بشري تاوريريت: رحيق الشعرية - 1

Page 98: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

94

:���� ا���د ا�د�� ��طب ا�����

:نظريـة التلقـي

املعرفية املتباينة ت املناقلة بني املناهج بأصوهلا و بد ،شغل حتليل النص حيزا كبريا من الكد املنهجي املعاصر حوليف حركتها ، وأظهرت املناهج احلديثةعشرينمسة للنقد املعاصر و السيما نقد القرن الو ركائزها اإلجرائية

تسلح بالعلوم يزع حنو وضع نظام منطقي حمكم ـو بوتائر تن ،سيطرا عليه بوسائط متباينة حكامإالنص سعيا إىل .نطقية اليت تقاربه مقاربة شاملةاللسانية و امل

ة ال بعضها بعضا يف حركة لولبية مكوكي من هنا بدت املناهج يف حركتها حول النص و كأمنا يستدرك وما ال سي فيه املناهج السياقية من إمعان النظر يف خارج النص جاءت املناهج الداخلية و ، فما وقعتتتوقف

تقصي اخلارج بضروبه املتنوعة نابذة املؤلف و متلقي النص، ومن مث ،للنص)البنيوية لتصحيحه يف مقاربة (فأصبحت دائرة العمل الفين ،املتلقي)م الطوق حول بنية األدب بذاتية (املناقلة األوسع اليت حاولت إحكا تحدث

تشع من خالله لريسم مقاربة جديدة يف خريطة النقد األديب احلديث و املعاصر تبدأ به، لتظهر من خالل هذه .ص متأثرة حبوارية العصر املعرفيةاملقاربة عالقة حوارية مع الن

ي الذي راهنت حركة العصر التلقي بتسميتها األخرى هي الرهان املنهج مجاليةنظرية التلقي) أو و حول ( قراءة احلديثة املؤلف، النص، القارئ) تصهرها مجيعا يف آلية الفهي جملى لألبعاد الثالثة ( ،املعرفية عليه

:هجي احلديث ينطوي على ثالث حلظاتر املنو بذلك يرى أن العم) اليت النصمث حلظة ( ،)ي ...االجتماع -النفسي -التارخيي متثلت يف نقد القرن التاسع عشر (حلظة املؤلف: و

ما بعد اجتاهاتكما يف املتلقي)حلظة (القارئ) أو ( ات من هذا القرن، و أخرياييف الستين جسدها النقد البنيويما بعد البنيوية إا جاءت لتصحح اجتاهاتو قيل يف ،و ال سيما نظرية التلقي يف السبعينيات منه البنيوية

فجاءت هذه ،حركة التاريخو إمهال ،لبنيوية، وأبرزها الضمنية النصية، و موت املؤلفاألخطاء اليت وقعت فيها ا النصي. االنغالقرد فعل حاد على هذا االجتاهات

، التلقي و نقدية ملرحلة ما بعد البنيوية، هي القراءة أربع نظرياتيف االجتاهاتو متثلت هذه لمقاربة النقدية لهلا مجيعا الدور األكرب يف اخلروج إىل فضاء جديد و أن ،ولوجياي، و السيمك، و التأويلالتفكي و

و ال ختتزل دور القارئ ،القراءة)د من املستويات اليت تفيد منها (امللفوظ النصي) على أنه واح( تنظر إىل ،املعاصرة .)1(يف الكشف عنه مما أحدث تطورا يف النظرية األدبية احلديثة

بنظرية التلقي يف ظل البحث عن اجلذور و األصول االهتمامن أقدم مظاهر و غري خاف على املتلقي أالتطهري) كوسيلة لوظيفة املأساة عندما من خالل حديثه عن ( ، وذلك"أرسطو"املعرفية هلذه النظرية تبدأ مع

ه إىل وظيفة اخلوف والشفقة) فيؤديانهذا ما يثري يف امللتقي مشاعر ( و ،يتحول فيها البطل من اخلري إىل الشر

.32- 31 ص م.2001، 1، املغرب، طز الثقايف العريب، الدار البيضاءبشرى موسى صاحل: نظرية التلقي أصول و تطبيقات، املرك - 1

Page 99: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

95

تؤديـه من أثناء العروض املسرحية و ما - أيضا - و ال أدل على ذلك من مسارح اليونان ،تطهريه من هذه املشاعر .)اع اجلمهور (املتلقيـدور يف إقن

بالتلقي يف أنواع اخلرب الذي يقتضي مراعاة أحوال اهتمامحلديث البالغيني العرب القدامى كان كما .خلو الذهن أو الرتدد أو اإلنكاراالت املخاطب يف ح

إدجار "جنليزي أو الفرنسي عند أمثـال ي إىل أفكار ترددت سواء يف النقد اإلذور التلقو يرجع الباحثـون ج ."بول فالريي"بالقارئ والشاعر اهتمالذي "ألن بو

النظريات من أا تلك "هولب"على مفهوم اعتماداو بناء على هذا فإن اجلذور احلقيقية للتلقي استطاعتي ات، و اليت حددت املناخ الفكري الذياليت ظهرت أو عادت إىل الظهور خالل الستين االجتاهاتأو

و ذلك من ،يف اخلطاب األديب املعاصر باالهتمامة زدهر و أن تؤسس مقاربة علمية جدير فيه نظرية التلقي أن ت : إمجاهلا باقتضاب فيما يليخالل مؤثرات ميكن

.الروسية النيةالشك -1

.بنيوية براغ -2

."جناردنرومان ا"ظواهرية -3

."امرجاد"هرمنيو طيقا -4

.)1(سوسيولوجيا األدب -5

وقبل الولوج إىل صميم موضوع نظرية التلقي و ما قدمته للظاهرة األدبية من أجل اإلمساك العلمي من ك من و ذل ،دور القارئ يف تفسري النص زاوية التلقي، ال بد من اإلشارة إىل مدرسة النقد اجلديد اليت ركزت على

، والنقد م ! How to Read a page 1942)كيف نقرأ الصفحة( يف كتابه "زريتشارد" خالل الناقد الشهري، حيث قدم يف كتابه األول اعتقاده باستحالة الوصول إىل قراءة ائية مPracticat criticisme 1952التطبيقي

كل القراءات البد فيها من : « يقول يف ذلك فلقد كتب ،ءة أخرى غري صحيحةأية قراتغلق النص حبيث تصبح ذلك التخلي التخلي عن شيء و إال فلن تصل إىل معىن أن التخلي عن هذا الشيء تنبع أمهيته من شيئني بدون

2»ساسية ، و من خالل التخلي يصبح ما نريد فهمه ماثال أمامنا لنصل إىل كينونته األلن نصل إىل معىن معني: « كتب يقولو ذلك حني ،من هذا إىل مقولة قريبة جدا مما يقول به أصحاب نظرية التلقي "زريتشارد"وخيلص

».به كثريا عما جيده فيه قارئ جيد إن املعىن الصحيح لنص ما نسيج أكادميي يقل مامما يسعى بالنقد -أيضا - يبا كن أن يكون قر يف كتابه الثاين (النقد التطبيقي) ما مي "زريتشارد"و لقد قدم

جتربة معملية بني جمموعة من طالبه و ذلك بتوزيع عدد من القضايا اعتمدحيث ،القارئ استجابةالقائم على فكانت النتيجة عددا ،و قد نزع منها أمساء مؤلفيها طالبا منهم التعبري عن استجابام احلرة لتلك القصائد ،عليهم

.07 ص م.1999، )دط(عبد الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديب، املكتب املصري لتوزيع املطبوعات، القاهرة، مصر، - 1 .70ص :املرجع نفسه - 2

Page 100: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

96

نه أدرك إالقراءة الصحيحة إذ ماهية إال أنه قد واجه مشكلة يف حتديد ،ة بل املتناقضةمن االستجابات املتباين .يف إطاره قراءة النص لدى القارئ بفطنته الدور املهم الذي ميثله السياق الذي تردد

فسوف يلحظ التأكيد على أمهية دور ايلتأما من أثر مدرسة النقد اجلديد على نظرية التلقي لدى اجليل التعدد ب ات يحيث تنبأ هذا األخري يف أواخر اخلمسين ،"نور ثروب فراي"و "كنيث بروكس"قارئ عند كل من ال

.التفكيكية و نظرية التلقي من كلو هذا ما كان له أصداء يف ،تهاملعىن أو الائيالنظرية (القارئ يف دراستها عن استجابةو هي واحدة من املنظرين لنظرية "لويز روزنيالت"كما أن

.باستجابة القارئ اهتمامهااليت طورت "ريتشاردز"استفادت من بعض آراء أااجلديدة) ، "جان بيري"، "جورج بوليه"من أمثال جنيفنقاد مدرسة اجتهاداتكذلك فإن األصول النقدية للقراءة

."هلليس ميلر"، "إميل شتاجير"فهو يعد أحد ،له دور ال يستهان به يف نظرية التلقيو الذي كان "واين بوث" و كذلك الناقد األمريكي

قد طرح مفهوم القارئ الضمين يف "ثبو "، وكان مفهوم القارئ الضمين "إيزر"منها ىاستقاملصادر األساسية اليت قد حاول أن يتخطى حدود مجاليات التلقي املؤسسة "ياوس"كما أنه من الثابت أن ،م1961النقد األديب عام

فيما يتعلق بتصور "ريتشاردزـ"متفقا معه يف نقده ل "ه ولكرينيـ"بو هو يستشهد "ريتشاردز"لنفس عند اعلى علم .)1(هذا املنحى من الدراسة يف تفحص معىن العمل الفين

بسلطة القارئ أنه مل االهتماميتضح من خالل هذه اإلسهامات النقدية لدى كبار نظرية التلقي يف ظل ستجابة عفوية ترضي تعطشه ، ومل تعد استجابته للنص اا سلبيا استهالكيا يف صلته بالنصدور يعد ميثل املتلقي

ح هذا القارئ مشاركا بل أصب ،، وتشبع فيه نزوعه إىل التلقي الشخصي املمعن يف كثافته و فرديته يف آناجلمايلألن عمليات ،ص القادمة، تشكل استجابته للنص نسيج املوقف النقدي برمته مؤثرة يف النصو يف صنع النص .ر تشكل وجدان املبدع والقارئ معاالتلقي املستم

اليت تظل تعطي دالالت ال ائية تسمح بالتأويل يف دائرة ال و تنمي إحساسهما بأبعاد النص العميقة .عد بدورها إساءة قراءة أخرىينغلق فيها النص بل يتجدد مع كل قراءة ت

و ،نقديا مؤثرا يقوم على سلطة القارئ اجتاهاخري من القرن العشرين و قد شوهد مع بدايات النصف األلقد يستند إىل استجابته للنص اإلبداعي وتفاعله معه من خالل آفاق من التوقعات و هو نقد مجاليات التلقي، و

كما أثارت ،نيطيبا لدى كثري من الدارس ىنذ نشأا يف أملانيا الغربية صدالتقبل) معرفت نظرية مجاليات التلقي (انيا فإن كونستانس) جبنوب أملا جبامعة (ايابد ارتبطتحوهلا نقاشات ثرية جدا، و إذا كانت هذه النظرية قد

و من خالل هذين العلمني الذين عدمها النقاد ،"إيزر"فلفجانج " و "اوسيهانز روبرت "أبرز ممثليها و أشهرهم ا الستجالء طروحاما النظرية و اإلجرائية يف أفق اإلمساك العلمي سيتم التوقف عندمه ،كبار املنظرين للتلقي

.73إىل 69، ص من عبد الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديب -1

Page 101: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

97

لإلحاطة ا من عدة زوايا تتأسس عليها معرفة ،م اجلهود النقدية املعاصرةضبالظاهرة األدبية و جتلياا يف خ .)1(علمية دقيقة تسهم إىل حد كبري يف خطاب التلقي

تارخيية اليت عرفها الفكر األملاين يف املستويني األديب مبا أن نظرية التلقي ترتبط بالصريورة ال و من اآلداب اإلنسانية األخرى، و ذلك أن أدب أملانيا دون غريهو النقدي، فليس معىن هذا أن التلقي خمتص ب

و النظري الذي اختذته نظرية التلقي يف أملانيا و ما نتج عن ذلك من فرضيات نظرية القصد الفلسفياملرجع األساسي يف تلك الفعالية النظرية، بل فرضت نفسها يف أملانياطبيقية هو الذي جعل من و ممارسات ت

و النقدي املعاصر، و يف تاريخ املناهج النقدية املعاصرة كذلك، و عليه فإن كل األديبتاريخ الفكر النظري و درسة األملانية يف ذلك.الدراسات اليت تم مبوضوع نظرية التلقي البد و أن متر عرب إجنازات امل

كيف ميكن للباحث يف النقد األديب العريب أن يتعامل مع هذا اإلجراء النظري و ما نتج عنه من ممارسات هامة عرفت طريقها يف مسالك اآلداب األملانية و األوروبية، و يف نصوص و ظواهر أدبية حماطة استنتاجاتو

ا و فيها ؟.مبختلف اإلجنازات النظرية املرتاكمة حوهلمراجعها املركزية احملددة مثل هذه املصادر هل يكفي االطالع و معرفة تلك النظرية يف بنيتها اخلاصة و يف

اليت جتمع إليها خالصة جتربة طويلة، و تناقش آراء و كتب كثرية يف سياق تارخيها املتداخل مع خمتلف العلوم اإلنسانية و العلمية و االجتماعية و غريها ؟.

إن البحث بأدوات منهجية و تصورات نظرية خارجة عن صورة تاريخ املعرفة العربية يتطلب إدراكا عميقا للبعد االبستمولوجي و السياق املعريف للعملية اليت يهدف النقاد العرب استنباا أو تأصيلها يف أنساق املعرفة

.)2(يف فعلنا األديب ظري و املنجزبشكل يغين عاملنا النالعربية األدبية و النقدية حبيث تستوعب :)H.R.Yaussھ�ز رو�رت �وس (

احلجر األساس ات عدتيجمموعة من املقرتحات يف اية الستين "ياوس هانز روبرت "صاغ الناقد األملاين هذه املقرتحات يف حماضرة عام ته، وقد صيغتإشكااللنظرية جديدة يف فهم األدب وتفسريه و الوقوف عند

؟). )3(تتم دراسة تاريخ األدب ملاذاعنوان (بجامعة كونستانس يف م1967واحدا من جمموعة من األساتذة األكادمييني جبامعة كونستانس و كان عضوا بارزا يف "ياوس"لقد كان

برت رو "و قد شرح ،هذه اموعة من األكادمييني حتاول إعادة النظر يف قوانني األدب األملاين، فاألدبيةالدراسات ، العوامل اليت أدت إىل ظهور نظرية م1969نشره عام » لثقافة األدبيةالتغيري يف منوذج ا«له بعنوان يف مقال "ياوس :ه ما يليي يف أملانيا كان من أهم ما جاء فيالتلق

. 98ص ،حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديبعبد الناصر -1 .22- 21ص م.2004، 1ط املغرب، أمحد بوحسن: يف املناهج النقدية املعاصرة، دار األمان للنشر و التوزيع، الرباط، -2 .44بشرى موسى صاحل: نظرية التلقي أصول و تطبيقات، ص - 3

Page 102: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

98

- على تباينها- يف النموذج مما جعل مجيع االجتاهات اعدم االستجابة ألوضاع جديدة فرضت تغيري -1 .ديتستجيب للتح

السخط العام جتاه قوانني األدب و مناهجه التقليدية السائدة و اإلحساس بتهالكها. -2

.السائد يف نظريات األدب املعاصرة االضطرابحالة الفوضى و -3

نامية ضد ، وكذا الثورة املتاستمرارهوصول األزمة األدبية خالل فرتة املد البنيوي إىل حد ال ميكن قبوله و -4 .يويةاجلوهر الوصفي للبن

الشهري (املبدع/ العمل/ ارئ بوصفه العنصر املهمل يف الثالوثتوجه عام يف كتابات كثرية حنو الق ميول و -5 تلقي).امل

اللغة، و قد ارتبط هذا التمرد املنهجي يف أملانيا بعملية تقدمي جديدة ملناهج التعليم يف جمال األدب و) تتحدث عن حقل الدراسات سة جرمانية مستقبليةهات نظر لدراعنوان (وجب م1969وهناك وثيقة صدرت

.األملانية بوصفه ختصصا ضارا، وحتاول العثور على حل للتعاسة املهيمنةنية من أجل إصالح دراسة (األبو ملا كانت هذه الوثيقة عبارة عن جمموعة من املقاالت فقد ختمت املذكرة

قد وقع على هذه الوثيقة عدد من الباحثني الذين دميية وو األدب) تقرتح إحداث تغريات جذرية يف الربامج األكا ."إيزر"و "ياوس"رز منظري التلقي مثل صاروا فيما بعد من أب

باخلطوط األساسية قد أمل » ري يف منوذج الثقافة األدبيةيالتغ«سابق الذكر املعنون بـ "ياوس"ال فقد كان مق .ية يف الدراسات األدبية املعاصرةدايات لثورة فعل، وانتهى إىل أن هناك بلتاريخ املناهج النقدية

نظر إىل العمل الفين مبنأى عن تارخييته يؤكد أن دراسة األدب ليست ايف موقفه املعارض مل "ياوس"و ، ل من األجيال املتعاقبة للمعرفةعملية تنطوي على تراكم تدرجيي للحقائق و الشواهد اليت يقررها كل جي

.راحل من القطيعة و منطلقات جديدةلتطور تشخصه قفزات نوعية ومحقيقة األدب أن ا وإن تاريخ األدب يف :« اليت أصابت تاريخ األدب حيث يقوليركز على السمعة السيئة "ياوس"لقد بدأ

لقيم من الدراسات يفا الفرع، لقد مت النظر إىل هذا ةاالزدراء دون أية جرير عصرنا هذا يكاد يزداد سقوطا يف اجتاه ما من التاريخ األديب متا اختفىاالحندار الدراسي، بل لقد األخرية بطريقة خاطئة تدل على و اخلمسني سنة ئةامل

إىل إمهال األفكار القدمية - اتييف أواخر الستين -أزمة األدب "ياوس"ولقد عزا ،1»املقرر الدراسي يف اجلامعةهدفه األساسي هو العمل على و "ياوس"كان اهتمام ،اضراخلاصة بعلم تاريخ األدب حماوال وصل املاضي باحل

:على أمرين ينبينكان ذلك ، و من الدراسات األدبيةاألوىل إعادة التاريخ إىل املراكزتوقف أمناط التفسري ة حني يؤخذ يف احلسبانر باألدب مفتقد خاصاملستم لالشتغالي : أن األساس املنطقاألول .ةالقدمي

.103 ص ،قراءة النص األديبعبد الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و - 1

Page 103: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

99

.)1(على نوع من الصلة احليوية بني نتاج املاضي و اهتمامات احلاضر احملافظة :الثاني بأفق التوقعات)،ئ) أو ما يعرف (أفق انتظار القار إجرائيا جديدا أطلق عليه ( مفهوما "ياوس"ح طر و

تاج و دور القارئ يف إن ،ميثل الفضاء اليت تتم من خالله عملية بناء املعىن و رسم اخلطوات املركزية للتحليلفهل يف افرتاضات "ياوس"ووجد للذة ورواقها لدى مجالية التلقي، املعىن عن طريق التأهيل األديب الذي هو حمور ا

العملية التأويلية خاضعة لثالث "غادامري"أويلية سندا ملنهجيته، وقد جعل األساسية يف العملية الت "غادامري"هذه اللحظات الثالث يف حتديده لداللة "ياوس"ى و حاك ،وحدات متالزمة هي الفهم و التفسري و التطبيق

التأويل األديب.و مما جيدر ذكره أن كثريا ،"غادامري" لديه هو استنطاق ملفهوم األفق التارخيي لدى االنتظارو مفهوم أفق

خيي إما يف اال التار استعملتمن املفاهيم اليت أعادت نظرية التلقي بناءها يف جمال األدب وتلقيه قد املفاهيم غري األدبية يف جمال األدب. تشغيللنظرية الفضل يف لسفي أو يف الدراسات األدبية، فلأو الف

هو ينيفتأريخ األدب عند البنائ ،التاريخالنظر يف مقوم أعادو "هوسرل"عن ظاهراتية "ياوس"و افرتق بنية يف السلسلة التارخيية للتلقي يف تصور جديد تطور خارج الالوضع "ياوس" أن، إال تاريخ التطور الداخلي للبنية

تلقي بوساطة مفهوم أفق االنتظار.لتاريخ األدب يرتجم مفهوم تأريخ ال : من ثالثة عوامل رئيسة هي "ياوس"ب حس االنتظاراألنظمة املرجعية ألفق وتتألف

.إليه النصذي ينتمي ر عند اجلنس الالتجربة املسبقة اليت اكتسبها اجلمهو -1

.قة وموضوعاته اليت يفرتض معرفتهاشكل األعمال الساب -2

.التعارض بني اللغة الشعرية واللغة العملية أي التعارض بني العامل التخيلي و الواقع اليومي -3

جديد يدعوه ) باكتساب وعي ديداألفق اجلىل مفهوم (تغري األفق) أو بناء (إ "ياوس"ال عن هذا أشار فضو لمتلقي أن يؤدي لفا و العمل اجلديد حيث ميكن االنتظار املوجود سلملسافة الفاصلة بني أي ا ،باملساحة اجلمالية

حيث خييب ظن املتلقي يف مطابقة معايريه السابقة مع ارض املوجود مع التجارب املعهودة،إىل تغيري األفق بالتعو ال شك مألوف، نزياح عما هواال لذي تتحرك يف ضوئه االحنرافات أوو هذا هو األفق ا ،معايري العمل اجلديد

القارئ اجلديدة يمنةونة التغريات يف الفهم تصب يف إطار اخلصائص النوعية لألجناس األدبية حبكم هيف أن مديرى أن تاريخ األدب "ياوس"و ليصبح تاريخ األدب تارخيا لتأويالته فقد كان ،دورها الفاعل يف نظرية األدبو

.لواعي إىل جتديد القوانني والسننعي ااإلجيايب واملوضوعي هو الساخلربة اجلمالية يتفاعل تاريخ األدب و حيث ،تاجه داخل مفهوم أفق االنتظارتتم عملية بناء املعىن و إن و

) عرب التاريخ حتصل السلسلة التارخيية للتلقي اليت و نتيجة لرتاكم التأويالت (أبنية املعاين ،بفعل الفهم عند املتلقي) اليت تتمثل يف مفارقة أفق ل التارخيي لقرائه، و إن حلظات (اخليبةرات النوع األديب و ترسم خط التواصتقيس تطو

.103إ�� 99من ص :املرجع نفسه - 1

Page 104: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

100

تطور يف ال و أن ،هي حلظات تأسيس األفق اجلديد النص للمعايري السابقة اليت حيملها أفق اإلنتظار لدى املتلقي .)1(األفق اجلديدالفن األديب إمنا يتم باستمرار باستبعاد ذلك األفق و تأسس

ر الروس يف أن (كس يونالذي جاء به الشكالن كسر التوقع)) عن مفهوم (االنتظاروم (خيبة و يفرتق مفهأما مفهوم ،بنية األدب هي إذن رهينة بامللفوظ اللساين و، فاألسلوبية التوقع) هو املقصدية الفنية لالنزياحات

و ،التغيريات أو التبدالت اليت تطرأ على بنية التلقي عرب التاريخ خيبة االنتظار فهو مفهوم يشيده املتلقي لقياسمتتاز عن التأرخيية التقليدية قبل كل شيء بالتفكري املنهجي «(التارخيية) مرجعية للفهم فهي "ياوس"بدت مرجعية

اضر لكي حنقق أن نضطلع مبهمة حتقيق التوافق بني أفقي املاضي واحل يتطلبو هذا الفهم ،الفهم نيةتارخياحول .»من جديد الفهم والتفسري والتطبيقاألنواع األدبية قائمة يف قواعد حلظة جديدة يف قياس تطورات بىن "اوسي"و بانت من خالل جهد

.عرب مجالية التلقيالتعاقيب تفسريها على البعدين التزامين و :)Wolfgang Iser ( إ�زر���� ـ�و�

وضع أسسها، و مل يكن ونستانس الذي أسهم يف تطوير نظرية التلقي وأحد أقطاب جامعة ك "إيزر"يعد مفاهيمكغزت فرضياته، وقد اعتمد مرجعيات متنوعة ،"ياوس"منحاه فلسفيا أو تارخييا كما هو واضح عند

و ،البولنديالفيلسوف "الغاردن"د من أعمال و أفا ،ولوجياللسانيات و االنرتوبو االظاهراتية و على علم النفس و أن هذا اإلسناد ،خطوات أكثر إيغاال يف إشراك الذات املتلقية يف بناء املعىن بوساطة فعل اإلدراك "إيزر"خطا

فالقراءة لديه نشاط ذايت ،بالقصدية "هوسرل"الكشف عنه هو ما اصطلح عليه إىل الذات يف تقرير املعىن وا احلضور طبقاحملمول النهائي للنص قد كف عن ىن اخلفي واملع أنو ،اإلدراك نتاجه املعىن الذي يرشحه الفهم و

.)2(راءة لديهجلمالية الق ت أفكارهم حيث عد ،التلقي مجالياتتدعيم ركائز نظرية "ياوس" يشارك "إيزر"و لقد كان

ات تأسيسا لنظرية جديدة يف فهم األدب.يو مقرتحام على مشارف السبعينمبعىن أنه إذا ،يف اخلصوص أو التفاصيل العموم أو الكليات و خيتلفانيف يتفقان "إيزر"و "ياوس"كان

اربات البنيوية على أسس املق االعرتاضو املتمثلة يف "ياوس"ينطلق من البداية اليت انطلق منها "إيزر"كان ،، وبناء املعىن: تطور النوع األديبر التلقي يف قضيتني أساسيتني مها، والتشديد على أمهية دو و النصوصية بعامة

كزا جهوده يف مراجعة و تطور النوع مر ،بتاريخ األدب "ياوس" اهتمكانت عندما االهتمامغري أن بداية التحول يف .نظرية األدبأن النص ينطوي على عدد اعتقادهبقضية بناء املعىن و طرائق تفسري النص من خالل "إيزر" اهتمبينما القصوىملتلقي بعدد من اإلجراءات لكي يكون املعىن يف وضع حيقق الغايات اليت تستدعي قيام ا، من الفجوات

.46- 45- 44بشرى موسى صاحل: نظرية التلقي أصول و تطبيقات، ص - 1 .48 - 47 ص ،بشرى موسى صاحل: نظرية التلقي أصول و تطبيقات - 2

Page 105: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

101

إا ماثلة فيما يطلق ،وجوده يتضمن حتمية تشكل ركنا أساسيا منعن أن النص ، و هو يكشف بذلك لإلنتاج .طلب نظريته على ما يرى الحقا: القارئ الضمين و هو ما يشكل "إيزر"عليه

لكي يكون «، لقد كتب يقول:وصفه مشاركا أساسيا يف بناء النصدور القارئ ب مؤمنا حبتمية "إيزر"كان ، فإن املؤلف حيتاج إىل معاونة مباشرة من الشخص الذي يدرك هذا اإلبداع و هو ما ن الروايةاإلبداع ذاتيا نابعا م

».نسميه القارئءة من خالهلا، من هذه األحباث أعمال كثرية ميكن للدارس أن يتفهم أبعاد نظريته يف القرا له "إيزر"و

و قد ترجم هذا املقال إىل اإلجنليزية ،بعنوان (بنية اجلاذبية يف النص) م1970والدراسات مقال شهري صدر له يف .)بعنوان: (اإلام واستجابة القارئ لألدب اخليايل النثري

،م1976 سنة )ل القراءةفع(مث كتاب ،)(القارئ الضمينبعنوان "إيزر"ـكتاب ل م1972مث ظهر يف سنة .يف التلقيته من أفكار حول نظري "إيزر"ما قدمه على معظم - تقريبا - و الكتاب األخري يشمل

و كان السؤال املطروح آنذاك ،"إيزر" الهتماماتاملنطلق احلقيقي يكانت مشكلة املعىن لدى القارئ هللتفاعل كونه نتيجةإطار يف املعىن للنص ؟ فرأىة معىن حقيقي ؟ وهل مثيكون للنص معىن لدى القارئ كيف

.و ليس موضوعا ميكن حتديده ، أي بوصفه أثرا ميكن ممارستهبني النص والقارئ م1896، نشرت عام "هنري جيمس" قصة متكررة للروائي األمريكييف مناقشته لقضية املعىن "إيزر" اعتمد

أن - إجيازب - ومضمون هذه القصة ،قضية املعىنجلة واضحة لقصة معاالو يف ،»الصورة يف السجادة : « بعنوانالناقد التقىوبعد فرتة ،الذي كان حمل إعجاب هذا الناقد "فرييكر"عن رواية ألفها شابا ناقدا، كلف بكتابة تقرير

، هذهة كما فعل اآلخرونالنقطة الرئيسنه غفل عن إال أ الكاتب فقال له الكاتب إن نقده لطيف، الشاب وهي مفتاح لروايته كلها، وعندئذ قرر الناقد أن يبحث » اخلدعة« النقطة اليت يعمى عنها البصر ألا بديهية، إن

ومرت األشهر دون حتقيق جناح ،"غويندولن"األخري و خطيبة "كور فيك"صديقه املفضل عن هذه اخلدعة معوجدا «تقول: "غويندولن"أرسل برقية إىل إىل اهلند يف عمل و من هناك "فيكر كو "يف هذا املضمار فسافر

وت، فيسأل الناقد خطيبته و صرح بأنه سوف يكشف السر بعد الزواج، و إذا حبادث سيارة حيصل له فيم» عظيم، ويسأل الناقد زوجها الثاين ابنهاترفض البوح له بالسر، مث تتزوج هذه اخلطيبة فيما بعد، مث متوت وهي تضع اليت

إذ مات من قبلها وهذه املرأة املناسب إطالعه عليه، وإذا ماتت فيكشف أا مل جتد أنه من األرمل عن السر .)1(أيضا فإن واحدا مل يوسعه أن يعرف السر "فرييكر"

،األدبعلى العمليات القدمية لتأويل لالعرتاضهذه القصة تقيم أساسا جيدا أن "إيزر"استنتج ن الناقد أن تركيزه يكمن يف ، لقد ظاملؤلف و العمل و املتلقيتوزع ما بني فاملشكالت األساسية يف هذه القصة ت

أراد أن يلفت نظر الناقد إىل أن عمله يف الكشف عن "فرييكر"إال أن املؤلف ،كشفه عن حقيقة معىن النص

.125إ�� 121 من الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديب، صعبد - 1

Page 106: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

102

،األلغاز اجي أووبالتايل يتحول العمل األديب إىل ضرب من األح ،ا يستبعد عملية التواصل األديباملعىن اخلفي إمن أن احلقيقة هي أن املؤلف إال ،تظهر كما لو أن العمل ينطوي على سر آخر وجهة أخرى هو لذلك فقد وجه

طبيعة العمل األديب تتناىف مع اإلجراء الذي جيعل منه عمال إلخفاء املعىن، إن الناقد مل يغري من أن أراد أن يؤكدبتوجيهه للناقد إىل لغز آخر هو طبيعة األدب غري عى املؤلف للدفاع عن فنه يس ،اداته إنه منوذج التأويل القدمياعتق

و (زوج "كورفيك"و "غويندولنري جيمس" أراد أن يرمز من خالل "هن"و يبدو أن القابلة لالختزال،فته لالجتاه ال ينقل معر اجتاهو هو ،الذي بدأ يعرف كيفية تأويل املعىن ) الثاين إىل االجتاه اجلديد"غويندولن"

أن السر يتمثل يف (املعىن ة بشخص الناقد الذي ظل يعتقد و هو ممثل يف القص ،ألنه اجتاه ميئوس منهالقدمي "فرييكر"ظل الناقد طوال القصة معتقدا بأن رواية ،"فرييكر"ال يعلمه إال املؤلف ) للعمل األديب الذياخلفي

أن املعىن هو خالصة هذا و أن عالقة املتلقي باألدب تتحدد باكتشاف هذا السر، و ،تنطوي على سر .االكتشاف

، فمن إخراج املعىن اخلفي من النص إذا كان يعتمد ذه القصة أن التأويلأثناء حتليله هل "إيزر"ـو قد تبني ل :لالن القصة كاملةإىل نتيجتني تتخهذا الفهم خسارة بالنسبة للكاتب تؤدي عن املنطقي أن تنتج

ما يفعله سوى أن يهنئ نفسه يبق أمامه خلفي و كأنه حل لغزا و ملأن الناقد حيس حينما يكتشف املعىن ا -1 .)1(على هذا اإلجناز

هي أن ،مسبقة افرتاضاتفإن هذا يتضمن اج املعىن اخلفي من النص األديبإذا كانت وظيفة التأويل هي إخر -2االستهالك يف املستقبل، فإذا كان كشف ضح و حيتفظ به لنفسه من أجل الكاتب قد يتسرت على معىن وا

و إذا كان من ،من العمل األديب استخراجهفإن املعىن إذن شيء ميكن ،ة للكاتبالناقد للمعىن خسار من النص فإن النص يصبح مبتذال و يتحول إىل مادة - هو جوهر العمل األديب و-املمكن استخراج املعىن

.إمنا يقضي على النقد األديب ب ، وو هذا ال يقضي على النص فحس ،كلالستهال النص إىل املعىن املنتج من دراسة معىن املؤلف و معىن التأويليةرأ على لتحول الذي طجيسد ا "إيزر"كان

هذه و أهم ،) املعىن األديبعادا ال ميكن جتاوزها يف عملية (حتققفوجد أن يف النص أب ،فهم) املتلقيبفعل (، وهو املظاهر التخطيطية "ردناجنا"وصفها متثيال ملا كان يطلق عليه ب االحتماالت اليت يتضمنها النص :األبعاد ."إيزر" اعتنقهمبدأ

و ذلك ألن بنية التخيل الذي ،اليت حيدثها النص يف عملية التلقي اإلجراءاتو البعد الثاين يتمثل يف تلك .ك بتعميق الطابع االحتمايل األولذل يف نسق من الصورة الذهنية ويبىن عليها النص إمنا تضع املعىن

ذلك باشتماله ، ووفق شروط حتقق وضيفته التواصلية اء املخصوص لألدبأما البعد الثالث فيتضمن البنمن كون النص و ال شك أن عملية التفاعل هذه مستخلصة ،القارئ حتكم تفاعل النص و على حاالت تصعد و

.126- 125الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديب، ص عبد - 1

Page 107: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

103

ت إن هذه املرجعية ليست ذا ،هذه املرجعية عرب متثله للمعىن و يسهم املتلقي يف بناء ،جعيات خاصةحيتوي مر لذي األساسية يف التحول ا االفرتاضات، و هذا أحد إمنا هي مرجعيات خيلقها النص منحى تارخيي أو واقعي و

تماله على مرجعياته املنبثقة ني اش، وقد أسهمت البنيوية يف تأسيس علم النص يبحصل للنظرية النقدية احلديثة .منه

:ملفاهيم لضبط هذه املرجعية منهاعددا من ا "إيزر"و قد استخدم .دـتحدي ع الالـو مواق ،ىـات المعنـو مستوي ،ةـاإلستراتيجي و ،لـالسج

.الضرورية لقيام وضعية ما االتفاقاتجمموع "إيزر"به و يقصد: السجــل -1 تكون اإلحاالت ، وإحاالت ضرورية حلصول ذلك التحقق يتطلبلكي يتحقق معناه ن النص حلظة قراءتهإأي

قيم و أعراف ج عنه مثل أوضاع وكل ما هو خار و ،مثل النصوص األخرى إىل كل ما هو سابق على النص .ثقافية و اجتماعية

لقواعد اليت جيب أن توافق عبارة عن عدد من اإلجراءات املقبولة متثل جمموع ا "إيزر"و هي عند : اإلستراتيجية -2لذلك فالنص ينظم نوعا من اإلسرتاتيجية وظيفتها تواصل املرسل و املرسل إليه كي يتم ذلك التواصل بنجاح، و

وم برسم معامل موضوع أي أا تق ،تقييم العالقة بني السياق املرجعي و املتلقي أا تصل بني عناصر السجل و النص ومعناه.

أن النص ال يظهر املعىن يف منط جمرد من العناصر و إمنا يتأسس وفق "إيزر"عتقد ي :مستويات المعنى -3ل العناصر اليت تسهم يف بناء املعىن مواقعها باالنتقال حيث حتت ود بفعل اإلدراك اجلمايل،مستويات تظهر إىل الوج

ل عناصر من خالل االنتقاء لتحتعن تلك ال و يتم نزع القيمة التداولية ،من املستوى اخللفي إىل املستوى األمامي .1موقعها اجلديد يف بناء السياق العام للنص

حديث الرسول صلى اهللا عليه : يتضح هذا املصطلح باستحضار نص على سبيل املثالمواقع الالتحديد -4من ندم إياكم وخضراء ال: (وسلم نبت السوءاملرأة احلسناء يف امل«؟ قال:)∗(يا رسول اهللا قيل: و ما خضراء الد(

رواه الدار قطينإال أنه ،فإن املتلقي يف هذه احلالة يضطر إىل استبعاد عنصر التحديد الواقعي (خضراء الدمن) ،)2(

تبعد من البالغية حيتاج إىل الرجوع إىل هذا العنصر املس اإلجراءات اليت تستظهر احملذوفاتبعد أن يقوم بعدد من إال أن املتلقي يرجعها و قد كانت عملية املرأة) من بنيته،لفظ أو عنصر (قد استبعد ، أجل حتقيق تواصل النص

.126 الناصر حسن حممد: نظرية التوصيل و قراءة النص األديب، صعبد -1

لعســكري: مجهــرة أمثــال العــرب، دار ابــن حــزم أبــو هــالل ا.: مجــع مفــرده دمنــة، هــو مــا اخــتلط مــن البعــر والطــني فتلبد(املزبلــة)، وخضــراء الــدمن مــا ينبــت يف الــدمن مــن عشــب الــدمن ∗ .13م. ص 2008للطباعة و النشر، بريوت، لبنان،

.20ص ،2، الد م1985،بريوت، لبنان، العريبالسنة، دار الكتاب هفق :السيد سابق -2ذكـره ضـمن ،07ص ، 2004صـيدا، بـريوت، لبنـان، (دط)، ، 3جة العصـرية، ، املكتبـ)حتقيـق حممـد عبـد القـادر شـاهني( ،، العقـد الفريـداألندلسـي بن عبد ربـه أمحد بن حممد و -

أمثال الرسول صلى اهللا عليه وسلم. وال يف السنن وال يف املسانيد.لكين مل أجده يف الصحيحني ،13هالل العسكري يف مجهرة األمثال، ص وذكره أبو -

Page 108: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

104

بعاد الذي و الثانية تفسري أمهية االست ،األوىل حتقيق تواصل النص :عاد و اإلرجاع تنطوي على وظيفتنياالستبذا النص هي هإن العناصر املستبعدة يف اإلجراءات،املعىن الذي هو خالصة هذه ييدشت ، ومن مثيقصده النص

.)1(اليت تؤجل مؤقتا عملية التواصل أي املواقع ،الفجوات)مواقع الالحتديد (

نظريته هو مفهوم ده عمليا طرح مفهوما أساسيا يفو جس "إيزر"الذي وصفه إن هذا اإلطار التفاعلي .القارئ الضمين

.ياوسالقارئ احلقيقي التارخيي لدى ) أواالنتظارأفق عوضا عن ( "إيزر" ابتدعهو هو مفهوم :يالقارئ الضمن* األثر الذي يرتكه أن مهمة الناقد ليست متمثلة يف شرح النص بوصفه موضوعا و لكن شرح "إيزر"يرى

مصطلح قارئ ميكن تقسيم ، وتتيح سلسلة من القراءات املمكنة، بناء على هذه الرؤيـة فالنصوص النص يف قارئـهبكة من بنية ش و األول هو القارئ الذي خيلقه النص لنفسه و يعادل ،إىل (قارئ مضمر) و (قارئ فعلي)

بعينها أثناء عملية يةنل صورا ذهبلذي يستق) فهو اعلى القراءة بطرائق معينة، أما (القارئ الفعلي االستجابة تغري .ئالتجربة املوجود) عند هذا القار خمزون لصور ال بد أن تتلون حتما بلون (لكن هذه ا و ،القراءة

قد أفرزت جمموعة من املصطلحات يف إطار فكرة القارئ مثل القارئ اجتهادات و املالحظ هنا أنه مثة .و القارئ اجلامع ،و القارئ املستهدف ،القارئ اخلبري و ،القارئ املعاصر و ،املثايل

:م السابقةاملفاهي بشكل دقيق الفروق اليت ينطوي عليها مفهومه هلذه املصطلحات و "إيزر"و لقد بني من هنا فإنه يفتقد معىن التخيل، و ألنه القارئ القادر على استنفاد : و هو عنده حمض ختيل،القارئ المثالي*

مقاربة العمل تنفتح يف أثناء احلجية اليت ثغرات، وهذا نفسه سر جدواه بوصفه ختيال فإنه ميأل اواقعي امرتكز ائية التخيل أن ينسب إىل النص مضامني متغايرة حبسب نوع الشكل هو قادر بفضل ال و ،و التلقي األدبيني

.)2(لهحاملطلوب

،وجهات النظرلتعكس جتاه اآلثار األدبية يف حقبة ما يأيت دوره يف إطار األحكام النقدية :القارئ المعاصر* األحكام ميارس تأمله داخل ذهجيعل الدليل الثقايف املرتبط ة بني اجلمهور املعاصر مباو بعض الضوابط السائر

، حيث يعمد تاريخ األدب من حني آلخر إىل شهادات القراء الذين يطلقون أحكامهم على أثر معني يف األدبو يف هذه احلالة يكشف تاريخ التلقي عن الضوابط اليت توجه هذه األحكام مما يشكل نقطة ،فرتة بعينها

.جلمهور القراء الشروط االجتماعيةاالنطالق لتاريخ الذوق و من خالل منظور نقدي يتوجه للقارئ Stanley Fish "ستانلي فش"و هو مفهوم طرحه الناقد :القارئ الخبير*

أن يكون هذا القارئ قادرا :فهوم القارئ اخلبري جمموعة من الشروط لعل أمههاو مل ،)بيات العاطفةأمساه (أسلو و كذلك أن يتوفر على املعرفة الداللية اليت جتعل مستمعا ما ، بطالقة اللغة اليت كتب ا النصعلى التحدث

.311إ�� 127من ، صاملرجع نفسهالناصر حسن حممد: عبد -1

.133-132- 131، ص نظرية التوصيل و قراءة النص األديبالناصر حسن حممد: عبد -2

Page 109: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

105

لهجات واحتماالت أوضاع ال القاموسية اميعاوهو يوجب معرفة ،لنضج قادرا على نقله إىل الفهمتوصل إىل ا .بريئ الذي يدرس أجوبته هو قارئ خ، حيث أن القار الفرعية و اللهجات املهنية، والشرط الثالث الكفاءة األدبية

ذلك ،ا إىل النحو التوليدي للتحويالتيبلور مفهومه من القارئ اخلبري مستند "ستانلي فش"أن "إيزر"يرى العميقة، ويرى قبل أن تصل به إىل البنية إىل النهاية أن البنية السطحية تنتج لدى القارئ حدثا ينبغي أن يعاش

النص، ذلك أن نظريته حتاول أن تربهن على عدم حنو كذلك أن النص يتعرض للتفقري رد اإلحالة إىل "إيزر" ،نظام عقلي أعلىلكفاءة التحليل اللساين للنص الذي خيتزله باستمرار إىل أنظمة لسانية هي صورة

و لذلك فإن الدور الذي يؤديه القارئ اخلبري من خالل استعراض كفاءته للوصول إىل النواة اللسانية، هو دور .كعودة ثابتة إىل البنية العميقةعملية حتويالت البنية السطحية خيتزل الفهم إىل

و هذا القارئ أيضا هو متخيل القارئ أو فكرة القارئ، كما هي مشكلة يف تفكري : القارئ المستهدف* هي اليت حتدد نوع املؤلف، أو الصورة اليت يكوا املؤلف من القارئ، إذ تظهر بأشكال خمتلفة داخل النص، و

القارئ املعاصر يف املواقف و سم يف ضوابط و قيم تقارئ فباستطاعتها إعادة توليد القارئ املثايل، و ميكنها أن تر ال تقدمي النصو هذا املفهوم يبني أن مثة عالقة بني شكل ،االستعدادات املتطلبة من أجل التلقي الرتبوية و النوايا

عندما وجد أن صورة القارئ تكشف عن بعض هذا املفهوم "إيزر"انتقد و قد ،والقارئ الذي هو موجه إليه: كيف يستطيع قارئ مبتعد و هو يضع نصه و يتساءل ،املعطيات التارخيية اليت كانت حاضرة يف ذهن املؤلف

.؟ مل يتوجه إليه أن هذا النص تارخييا دوما عن النص أن يفهمه يف حني

على العكس من ذلك فإن دور د من آفاق النص، واملستهدف ليس سوى واح أن القارئ "إيزر"وجد القارئ ينجم عن تداخل اآلفاق كلها، و بذلك فإن هذا القارئ هو إعادة بناء مفهومية متثل االستعدادات أو

.ية للجمهور الذي هو مرمى املؤلفالقابليات التارخيرئ يعني جمموعة خمربين تتكون يف و هو قا "ميشال ريفاتري"من قبل طرحه هو مفهوم مت : حالقارئ الجام*

عليا يكشف عن درجةنه يشبه املخمن إالنقاط احلساسة للنص، حيث يبنون بردود أفعاهلم وجود واقع أسلويب، إنه متصور كتجمع للقراء و حني تظهر مفارقات داخل ،من التكاثف يف مسلسل ترميز أو صنع دليل للنص

.فإن القارئ اجلامع يضع يده عليهاالنص

و لذلك فقد ،كانت تقع حتت هيمنة توجهات نظرية خمتلفة - "إيزر"ـطبقا ل- إن املالحظ للمفاهيم السابقة .األديب العمل عالقة بني املتلقي وأا تعرب عن وظائف جزئية غري قادرة على وصف ال "إيزر"وجد

، و حيصر القارئ ملؤلف نفسهية جتعله ميتلك دليل افالقارئ املثايل هو ضرب من التخيل ميتاز بقدرة عالوساطة بهدف ، و القارئ اخلبري كمفهوم تربوي يمجهور معنيقبل ة تلقي عمل ما من املعاصر عمله يف كيفي

القارئ ، وو منه إىل حتسني مقدرة القارئ يولدها النص إىل حتسني األخباراالنتباه الذايت لردود األفعال اليت

Page 110: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

106

يصلح القارئ اجلامع ، واته التارخيية كوا املؤلف عن القارئ ضمن حمدداليتإعادة بناء للفكرة املستهدف هو .)1(د الواقع األسلويب وفق كثافة النصيلتحد

ريورة الديناميكية صغري أن القراءة االجيابية أو الفاعلة هي تلك القراءة اليت تنخرط بدون ضمانات يف ال

القراءة ليست عالقة إنتاج واستهالك وإمنا هي عالقة تشكالت وفق بني الكتابة و ∗ن العالقة عند بارتللمعىن ألإمنا يبين مالبسات داللية تعطيها منطق خاص هو منطق السنن النصي الذي ال يلزم القراءة باختاذ وجهة معينة و

ليوضح معىن تشغيلها تسمح هلا باقتحام منطقة اإلنتاج بإعادة ترتيب أنظمة الكتابة و املثابرة و حق املبادرة و .)2(النص أو أحد معانيه

كظاهرة معقدة تؤثر يف إنتاجها ملقاربة النص األديبإن نظرية القراءة و آليات التلقي و ما قدمته جتعل من الناقد األديب أو املتلقي على أهبة من ،)3(إدراكها مجلة من العوامل املتعددة واملتشابكة تلقيها و و

أن إىل "فيين جريار"قد ذهب ، واليقنيب ص الغامض يف حدود ما ميأل نفسه هذا الناملساءلة لتلقي البحث واملتلقي هي عالقة مبنية على عدم اليقني، حبيث أن الكاتب و هو يكتب ليس متأكدا من العالقة بني املنشأ و

طرفني تقوم على الشك نوايا القارئ، كما أن القارئ و هو يقرأ ليس متيقنا من مقاصد الكاتب، فالعالقة بني ال .)4(إىل عملية التلقي من جهة ثانية و و هذا يعود إىل طبيعة العمل األديب من جهة، ،أصال واالحتمال

و كأا غري مألوفة، و هذا اخلرق ه أن جيعل األشياء املألوفة تبدوإن اخلطاب األديب عموما من شروط أدبيت عمل األديب الة من السر قد تستعصي على التفسري، غري مألوف هو ما خيلق الغرابة و ما يغلف ال

ه إىل نو قدماء العرب ينسبو ،لعل هذه الظاهرة هي اليت جعلت قدماء اليونان ينسبون الشعر إىل آهلة األوملب و .عبقر يشياطني واد

ات أمام املتلقي ألنه خطاب غري عادي يستوقف املتلقيبال شك أن الغموض األديب يشكل أوىل العقهذا املعىن يف ظل و اخرتاقهو ال ميكن املتعامل معه من عبوره أو ،بثخونته و ما حتمله من صور و نقوش و ألوان

.137إىل 134من ، صنظرية التوصيل وقراءة النص األديبالناصر حسن حممد: عبد - 1 يرى بارت يف علمية القراءة أربعة أنواع من القراء: ∗

.ذذ مبناطق معينة يف جسد النصيتل الذي: le lecture fétichisteقارئ الفتيشي ال - .يستهلك النص ويعجز عن حتليله أو نقده أو تأويله الذي : le lecture hystériqueالقارئ اهلستريي - ليل وهو نقيض.الذي جيد لذته يف احلرف واللغات الواصفة أي القارئ الناقد الذي يتخذ العمل موضوعا للتأمل والتح: le lecteur hallucinantالقارئ املهوس - .89، ص نفسهاملرجع عبد العزيز السراج: ،ءة نصا هذيانيا أي القارئ الفاتكالذي ينتج على هامش القرا: le lecture paranoïaque القارئ البارانوياكي -

.88من سلطة النص إىل سلطة القراءة، (روالن بارت منوذجا)، ص : عبد العزيز السراج - 2 ،11ع م،1997، ، اجلزائرر: النص األديب يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثة، اللغة و األدب، معهد اللغة العربية وآداا، جامعة اجلزائر، دار احلكمةعبد املالك كاجو -3

.35ص

داب و العلوم اإلنسانية و االجتماعية، جامعة حممد خيضر، : أحباث يف اللغة و األدب اجلزائري، قسم األدب العريب، كلية اآلخملوف عامر: اخلطاب األديب و مقتضيات التلقي - 4 .119ص ،3ع م.2006بسكرة،

Page 111: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

107

نك و نفسه قبل أن ميك يتميز اخلطاب األديب بكونه ثخنا غري شفاف يستوقفك ه: «"عبد السالم املسدي"يقول ».ألوانا فصد أشعة البصر أن تتجاوزه وصورا و نقوشا طليفهو حاجز بلوري اخرتاقه من عبوره أو

و هذا من شأنه أن يضع املتلقي أمام مجلة من املقتضيات: يعطي أبعادا فالسياق املعجمي و لكن بظالهلا األدبية، ليس مبعناها ر على درجة كافية يف جمال اللغة: أن يتوفأوال

.ملعجمي نفسه أحيانا أخرىىن اوقد يستحيل أن يوجد املع ،ال تطاهلا الداللة املعجمية أحياناقي على إن أي نص البد و أن يرتكز على نقطة انطالق معينة، و هي متثل اخليط الذي إذا مل يقبض املتل :ثانيا

حممد "اب أو ما يسميه حسنمن مث حتتم أن ميارس املتلقي عملييت االندماج مث اال و ،رأسه تاه وخرج بال نتيجة .الوصل والفصل "عابد اجلابري

على - بعد ذلك - ليعيش أجواءه و أن يكون قادرا يف النص االندماجاملتلقي قادرا على مبعىن أن يكونيكون حتت مظلة االتصال، يف احلالة األوىل/ ة ذهنيةافة فاصلة تسمح له بأن حيركه يف رحابمنه مبس االنسحاب

ا عن بعد.يطوي تلك املظلة ليعاينه االنفصاليف احلالة الثانية/ النص، وو قد تكون ،قد تكون باطنية فال ينخدع املتلقي مبا هو ظاهر االرتكازإن النص ظاهر وباطن، و نقطة

ظاهرية فال ينخدع مبطاردة سر كامن و هو غري موجود أصال.لكن القراءة املتأنية جتعلك ،اون ظاهريا توهم بانغماسه يف اللهو و "طرفة بن العبدنصوص "إن بعض

ده هو ملوت ماثال أمامك يف كل زاوية من زوايا النص إىل درجة أن احملرك احلقيقي للشعور و للشعر عنترى ا .اإلحساس باملوت يف كل حلظة

، كما أن املوت يصري مربرا لتعاطي يات تعمق اإلحساس باملوت و تؤكدهاون إال جتل و ما مظاهر اللهو و »اغنم من احلاضر قبل فوات األوان و«إذ قال : "اخليام"يسبق ه اللهو و اون قبل فوات األوان و كأن

إن خمزونه من األحكام املسبقة قد يكون مراعاة ، ول على النصوص و هو صفحة بيضاءقب ي إن املتلقي ال : اثالثاية إهداءه الرو "لطاهر وطارـ"س بغل) لعر ( افتتاحيةو يكفي أن جيد يف ،إلقبال كما قد يكون مراعاة للنفورل

، و يكفي أن يدرك أن حزب تودة إمنا هو احلزب الشيوعي عضو املكتب السياسي حلزب تودة "يحسني طرب لـ" .يتخذ موقف رفض أو قبوللاإليراين

ا تكثيففالشعر بطبيعته لغة اختزال و ،املعهودة دبية يف حدود الدائرة التقليدية تبق الكتابة األملو :رابعـاكما أن الكتابة النثرية مل تعد خطبة معروفة البداية ،)...( و تأخري و حذف و إضمار ك من تقدميذل يستتبع

تكسر التسلسل الزمين اخلطي و ختلق من التداخل ما اليت احلكاية األصلية لرتهينهابل أصبحت والوسط والنهاية، .لى الفهمو ما يستلزم إعادة الرتتيب و فق ما يعني ع ،يقتضي أكثر من قراءة للنص الواحد

Page 112: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

108

يف حميط ثقايف و إذا كان النص ال ينتج من فراغ، وإمنا يسبح يف بنية نصية منتجة قبال، و :خامسا :و كما يقول سعيد يقطني )1(و اجتماعي

(فردية أو مجاعية) ضمن بنية منتجة و يف إطار بنيات ثقافية واجتماعية ذاتة تنتجها النص بنية داللي« .)2(»حمددة

و أن يكون على دراية ر كذلك فإنه يقتضي من املتلقي أن يكون ذا زاد أديب و ثقايف، إذا كان األم التمتع به كما ال يتحقق أثر التناص، إذ ال ميكن فهم النص فضال عن يات احلركية االجتماعية بوعي حادخبصوص

لتحدث )أبو متام و عروبة اليوم( "عبد اهللا الربدوين"ا كان لقصيدة مف عريف يف القراءةا حضر البعد املإجيابا إال إذأن ينسج من ذلك التقاطع نصا "الربدوين"حبيث استطاع "أيب متامـ"تقاطعها مع أبيات أخرى ل أثرها املعروف لوال

:قولهبتأسس على التحاور والتجاوز )3(ب ض الغ ق صد ي إن مل يف الس ب كذ وأ ب ذ الك ه نض ي مل نإ يف ق الس صد ما أ

قوله : "أيب متام"بينما كان األصل عند )4(ب ــع والل د بني اجل د احل ه د ـيف ح ب ت من الك اء نب أ ق د ـصأ ف ـيالس

.122، ص خملوف عامر: اخلطاب األديب و مقتضيات التلقي - 1

.122ص :املرجع نفسه - 2 .123 إىل 119من ص ،خملوف عامر: اخلطاب األديب و مقتضيات التلقي -3

.32 ص م.2007العريب، بريوت، لبنان، ، دار الكتاب1، ج)قدم له و وضع هوامشه و فهارسه راجي األمسر( متام، اخلطيب التربيزي: شرح ديوان أيب -4

Page 113: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

تجاهات النقدية الحديثة و (عالقة النقد األدبي باال النظري - البعد التاريخي الفصل األول

)المعاصرة

109

� �:ــــــــــــ��

ألبرز االجتاهات النقدية -التارخيي و النظري يف اآلن نفسه –من خالل هذا االستعراض الباحثخيلص ، اليت سعت إىل ختليص النقد األديب من االنطباعية و الذاتية و اإليديولوجية إلرسائه على أسس و قواعد املعاصرة

علمية إىل اخلالصات التالية:و هي أن علمية النقد يف بعدها التارخيي النظري تطرح شرعية احلديث عن (تاريخ النقد األديب) يف موازاة

ن تاريخ النقد األديب ال حيكمه قانون التالغي الذي تؤمن به النظرية شرعية احلديث عن تاريخ األدب، حيث أقابلة ألن تستغل و تستثمر يف نظريات و ،مهما تقامستكافة التطورية، و إمنا تبقى احملاوالت النقدية السابقة مناهج نقدية جديدة إن دعت الضرورة إىل ذلك.

ملقولة التطور البيولوجي ال يعين أنه ال يتطور، غري أن ما ميكن قوله هو أن عدم خضوع النقد األديببالنقد العريب املعاصر، و واقع أيضا -مثال–و ذلك ألن التطور حاصل من خالل مقارنة النقد العريب القدمي

خالل مقارنة نقد القرن التاسع عشر بنقد القرن العشرين، و لكنه تطور من نوع خاص، ال يقوم على إلغاء ج قطيعة معرفية معه، بل تبقى املعرفة النقدية السابقة قابلة ألن تنخرط يف سياق النقد اجلديد.املاضي و إنتا

و يرتتب على هذا أن سعي النقد األديب إىل اكتساب طابع العلم هو سعي قدمي يتجدد حسب تطور يف كل مرحلة تارخيية حسب املعرفة البشرية، إال أنه كثريا ما يصطدم بإشكالية علمية النقد األديب، و هي تتفاوت

تقدم املعرفة و العلوم، كما أن تاريخ النقد األديب يظهر أنه ظل يواكب احلركة الفكرية و العلمية، إما باالستفادة أو باالستعارة منها و إما يتبىن مفاهيمها و مناهجها، و لذلك مل يستطيع أن يكشف هويته املستقلة، و أن يؤسس

موضوعه حىت أصبح ميتلك وجودا خيصه يف املعرفة، فهو يقرتن دائما بعلم ما أو فلسفة علمه اخلاص انطالقا من أو بأشكال أخرى من املعرفة، و يتحرك حبرية ليكون مكان حوار حلقول مرجعية.

من قبل الفالسفة و - خالل تارخيه الطويل–إن األدب كظاهرة متجلية من خالل نصوصه قد مت تداوله ل حسب منظوره و ختصصه، فالفالسفة سعوا إىل اإلحاطة املعرفية به ضمن منظورام العلماء و النقاد ك

الفلسفية، و العلماء سعوا إىل إخضاعه ملفاهيمهم و مناهجهم، و النقاد عملوا على املزاوجة و املراوحة بني و العلماء أو يتحتم عليهم الفلسفة و العلم، مما قد ينجر عنه فقدان شرعية وجود النقاد ليرتكوا اال للفالسفة

االلتحاق بركبهم، و هذا ما يتطلب إرادة حقيقة جيب أن يتسلح ا نقاد األدب، ألن الناقد الذي ينشد علمية النقد و املعرفة العلمية باألدب و ال يتوفر على الزاد الفلسفي و العلمي الكافيني لتحقيق هدفه سيعيش على

.)1( اإلقصاء و فرض الذاتمفارقة بني الواقع و الطموح و بنيكما أن النقد األديب العريب املعاصر يفقد هويته إذا اعتمد كليا النقد الغريب، و قد يضع نفسه يف موضع إشكايل مزدوج: و هو يستعري اإلشكالية من منبعها األصلي و يف الوقت نفسه يضيف إليها إشكاال جديدا

كار حبكم هيمنة النقاد على العلماء، فضال عن سعي النقد األديب متجليا يف عدم القدرة على اإلبداع و االبت .)2(املعاصر ملواكبة النقد الغريب أكثر من اهتمامه بإنتاج معرفة علمية باإلنتاج األديب العريب املعاصر

.108-107املعاصر، ص العريب عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب - 1 .119ص م.1983 ،1ط لبنان، ميىن العيد: يف معرفة النص، دار اآلفاق اجلديدة، بريوت، - 2

Page 114: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

111

م: ــــــ��د�

، فقد ازدادرلوم الطبيعية يف القرن التاسع عشإىل ما يسمى مبناهج النقد مع ضة الع االلتفاتبدأ

البنية الثقافية يف ذلك العصر، و نظرا ملا حدث فيها من تغريات اعرتت اتمع ومبعاجلة الظواهر األدبية االهتمام

املفكرين إىل معاجلة الظواهر األدبية، فاقتضت ضرورة التطور باحثني وقد كان من مظاهر هذه التغيري تغري نظرة ال

العلوم ال النقد األديب األخذ مببدأ تضافريف املرحلة الراهنة، أن حتتم على جم اإلنسانيةالثقايف الذي حتققه العلوم

تبدو يف حاجة إىل موقف يف سبيل الكشف عن طبيعة الظواهر األدبية، ألن النقد األديب من أكثر امليادين اليت

.اإلنسانيةبني العلوم بني الفلسفة أو بينه و متكامل، سواء بينه و

بني هذه العلوم بوجه عام على شرط أال قاء املتبادل بني النقد ولاحلقيقة األدبية تزداد ثراء يف ظل ال و

.)1(يفقد ذاتيته يف خضم هذه العلوم : �ــوم ا ��ـ�

جبوانبه، ألن الوجه اللغوي اإلحاطة ملفهوم لكنها يف النهاية تقصر عنذا ا اإلملامت حتاول مجيع التعريفا

االصطالحية.الشروط بتغطيةيف التعريف ال يفي

طريق ج بني و واضح، و منهج الطريق: وضحه و املنهاج كاملنهج، و أج الطريق: فتعريف املنهج لغويا:

يندرج ا للوصول إىل هدف الوسيلة اليت و الواضح السبيل الطريق وإذن وضح و استبان و صار جا بينا، فهو

.)2(معني

:تيارين بأحد فقد ارتبط :أما تعريفه اصطالحا

حدود املنطقية لالعقلية طبقا ل اإلجراءات وهذا االرتباط جعله يدل على الوسائل ارتباطه باملنطق، و أوال:

لتصل إىل اإلسالميةاستمرت يف الثقافة كلمة منهج انطلقت من اليونانية واليت تؤدي إىل نتائج معينة، لذلك فإن

طرق استنباطه. هي ما تزال حمتفظة بالتصورات الصورية طبقا للمنطق األرسطي حبدوده و عصر النهضة، و

منها، و يلتزم حبدود اجلهاز العقلي ليستخرج النتائج ألنهفاملنهج يف هذه املرحلة يطلق عليه املنهج العقلي،

هو يف ذلك حريص على عدم التناقض.

قد أخذ املنهج العقالين املنطقي بعد عصر النهضة يسلك ارتباطه يف مصر حبركة التيار العلمي، و ثانيا:

هذه )، لذلك اقرتن املنهج يف يف كتابه (مقال املنهج "ديكارت"يتسم بنوع من اخلصوصية خاصة مع جا مغايرا،

.لميالفرتة بالتيار الع

- إذا - قوانينه، فاملنهج معطياته و إمنا كذلك إىل الواقع و هذا التيار ال حيتكم إىل العقل فحسب، و و

.اقرتن بنمو الفكر العلمي التجرييب

.12-11ص .م2007، 1ط اهرة، مصر،مناهج النقد املعاصر بني النظرية والتطبيق، دار اآلفاق العربية، الق مسري سعيد حجازي: - 1، (دط)، دار احلديث، القاهرة، مصر ،3ج ،)طبعة مراجعة و مصححة مبعرفة خنبة من السادة األساتذة املتخصصني(: لسان العرب، األندلسي منظورأمحد بن حممد بن - 2

. 714ص 2003

Page 115: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

112

املواصفات اليت حتدد طبيعة املنهج العلمي، لكن ما ميكن أما يف العصر احلديث فقد تعددت الشروط و

.)1(الذي هو موضوع الدراسة )املنهج النقدي(هو - هذا املقام - االقتصار عليه باحلديث يف

اآلخر خاص، أما العام فريتبط بطبيعة الفكر النقدي ذاته يف املنهج النقدي له مفهومان، أحدمها عام و و

مات لعلى أساس أا ال تقبل أي مس "ديكارت"بأكملها، هذه الطبيعة الفكرية النقدية أسسها اإلنسانيةالعلوم

عدم تقبل إال ما و إجرائيامات لمبدأه يف ذلك الشك للوصول إىل اليقني، فرفض املس قبل عرضها على العقل، و

هلذا الفكر هو جوهر فلسفي يرتبط مبنظومة العلوم كلها، و تصح الربهنة عليه كليا، هو جوهر الفكر النقدي و

نه خيتربها وإانتشارها، بل انطالقا من شيوعها وا هي أنه ال يقبل القضايا على عال النقدي مسة أساسية، و

ذلك قبل أن يتخذ هذه القضايا األساسية لبناء صحتها، و و هاها بالوسائل اليت تؤدي إىل سالمتل عليليد

النظر بطرق معاجلة القضايا األدبية و هو يتعلق بالدراسة األدبية و أما اخلاص، و، إليهاالنتائج اليت يريد الوصول

.)2(حتليلها األديب بأشكاله و اإلبداعظاهر يف م

السهولة يف تكوين منهجه النقدي يرتبط ارتباطا تلقائيا بتقسيم الفن إىل شكل الباحث الذي ينشد و

طالب بأن م، ألن التصور احلديث للعمل الفين يضطر الناقد إىل تكوين منهجي أكثر صعوبة، فهو مضمون و

اطنة، الداخلة يف حدود الب الدقيق ملعظم عناصره الظاهرة ول تتبع التحليل يدرك أعماق العمل الفين من خال

مرحلته احلضارية ...اخل. جمتمعه و اخلارجة عن هذه احلدود يف شخصية الفنان و العمل األديب و

ة املطروحة املنهج النقدي يف الشعر احلديث مثال يستلزم من الباحث اقرتابا نفسيا من القضايا الشعري و

.)3(احلساسية ) يف معاجلتها تستوجب هذا االقرتاب وياؤ ر اليعة (بحث، ألن طبلل

ضي إىل غاية مقصودة، فيكون فة عامة هو الطريق الواضح الذي يفبص ويف األخري خنلص إىل أن املنهج

ية املنهج العلمي هو طريقة تنظيم عمل املنهج طريقا حمددا لتنظيم النشاط من أجل حتقيق اهلدف املنشود، و

إنتاجاكتساب املعرفة العلمية، إنه املبادئ التنظيمية الكامنة يف املمارسات الفعلية للعلماء الذين اخنرطوا بنجاح يف

إىل نسق العلم. اإلضافة واملعرفة العلمية

األمر من استقرا ،اء يف اللغة هو التتبعاالستقر تقراء، وقد كان املنهج العلمي التجرييب يقوم على االس و

.)4(عند التطبيقني هو احلكم الكلي لثبوت احلكم يف اجلزئي فقد تتبعه ملعرفة أحواله، و

ما ميكن استنتاجه من هذين املفهومني للمنهج يف إطاره العام أو العلمي اخلاص، أن فكرة التأسيس و

العلمي تقوم على العناصر التالية: نظرية �رؤية � * طريقة حمدودة

ممارسة � عمل � ظيم العمل * تن )1(نتيجة � هدف �* اكتساب املعرفة

.9-8 ، صمناهج النقد املعاصر صالح فضل: - 1

.10-09ص املرجع نفسه: - 2

.134 -133ص .م1978 ،2ط شعرنا احلديث إىل أين ؟، دار اآلفاق اجلديدة، بريوت، لبنان، شكري:غايل - 3

. 134ص . م2000رين، دار عامل املعرفة، (د.ط)، القرن العش يف فلسفة العلم ميىن طريف اخلويل : - 4

Page 116: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

113

نياشتغاله على عنصرين جوهري)، بل يتوقف حول (ذاته بذاته و غلتلكن املنهج مبفهومه العام أو العلمي ال يش و

: مها ما أو أحدمها أي جدوى منه وتنعدم مع غيا

تشتغل به. و شغل املنهجالذات: اليت ت •

.املوضوع: الذي يشتغل عليه املنهج •

هادفة تضبط عالقات الذات : رؤية منظمة ويد مفهوم املنهج ميكن القول بأنهبإدخال هذين العنصرين يف حتد و

للموضوع يف املنهج هي اليت أدت بأحد النقاد إىل تعريف املنهج بأنه لعل إيالء األمهية للذات و باملوضوع، و

.)2()املوضوع ملعريف بني الذات واحلاجز ا(

: ا ���د ا�د�� ا ��� و

يف إجرائياته تحكم يف أسسه النظرية، والناقد األديب طرفا جوهريا يف املنهج النقدي بوصفه امل يعد

ا جزءا كبري نقدي أو فشله، بل ميكن القول بأنيف األهداف املتوخاة منه، فعن طريقه يتم جناح املنهج ال التطبيقية و

احلديث عن شخصية الناقد، النقاد لذلك أكثر الباحثون و من قيمة املنهج يكمن يف الناقد نفسه، و

.)3(نتائجه القيمة اعة والشروط الثقافية اليت جيب توفرها فيه إلكساب منهجه النج و

هج دراسة هذا و املفروض أن حيدد الناقد من ،مبا أن لكل عمل أديب هويته فإن له كذلك طبيعته أو طابعه

العمل يف ضوء حتديده هويته أو دائرة انتمائه النوعية و طبيعته املتميزة أو طابعه اخلاص، و لقد كان الناقد السوري

ذا نظرة موضوعية ثاقبة حني دعا يف كتابه (النقد و احلرية) إىل تناسب املنهج النقدي مع النص "خلدون الشمعة"

عر ليس كالتعامل مع القصة و الرواية و املسرحية.املنقود، فالتعامل النقدي مع الش

هذا ال يعين أنه لكل نص أديب منهجا نقديا خاصا و لكنه يعين أن الطابع و النوع الذين تندرج فيهما

نصوص كثرية يؤثران على املنهج املناسب انطالقا من مقومات النص املاثل للنقد و مقتضياته و حني تؤخذ هذه

.)4(النقدية ستكون أقرب إىل الدقة و املوضوعية األحكامعتبار فإن املقارنات و املسألة بعني اال

: هاتتميز ببعض الطرافة مناليت و وظيفته قبل ولوج املوضوع ال بأس من تقدمي طائفة من التعريفات للناقد و و

أن الناقد جراح سحري جيري العملية دون أن يقطع األنسجة احلية. •

يدله على الكتب اليت قد تروقه قراءا. خذ بيد صديقه ليطلعه على حمتويات مكتبته والناقد رجل صبور يأ •

العمل الفين. الناقد صديق مستنري يوثق الصلة بني القارئ و •

، الذي ينصب جهد الناقد فيه على حتليل أعمال ما يهم الدارس من هذه التعريفات الرتكيز على النقد التطبيقي و

قرب إىل الفهم، حيث تبدو أالتفصيل و التفسري سائل التشريح وبو املتلقي ىلإتقريبها إبداعية و

.)1(االستمتاع الذوق و و

.165عبد العزيز جسوس: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص - 1إشـــكالية اخلطــاب العلمــي يف النقـــد األديب ، عبـــد العزيــز جســوس:103. ص م2006، 2املغــرب، طعبــد اهللا حممــد الغــذامي: تشـــريح الــنص، املركــز الثقـــايف العريب،الــدار البيضــاء، -2

.166 -165العريب املعاصر، ص .18ص .م2005توزيع، القاهرة، مصر، (د.ط)،مداخل النقد األديب احلديث، الدار املصرية السعودية للطباعة والنشر وال حممد حسن عبد اهللا: - 3 .95- 94ص .م1990)، دط(اجلزائر، ديب، املؤسسة اجلزائرية للطباعة،مغالطات يف النقد األ س:عاطف حممد يون - 4

Page 117: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

114

بإدماجه اإلنسانالناقد املتبصر هو الذي يقرب الفن من :(وعن دور الناقد "عبد العزيز قاسم"ل يقو

أحاسيسه و اإلنسانزات الشعر تعبري عن اهتزا أنهو الذي يثبت ، وشاط الفكري البشريضمن حلقة الن

انفعاالا من و ألهوائهامبا جتده من صدى األجيال، فتتغىن به سيقيةخياله بواسطة الكلمة املو و أفكاره و

أنقبل هكذا يساعد الناقد الشاعر على التبليغ ، فاخللق الفين رسالة تنتظر الرد و مستمر، و إنساينحضور

.)2()طريقه وإىل املزالق اليت ترتصده إىليدله مميزاته، و إىلبه ينت أنعليه ينبغي أوحيكم للشاعر

جتتاز منهجه أن البريق بعض املناهج النقدية اليت جيب -الناقد - حيتاط منه وينصح به أنمما ميكن و

قد مع مضامني هذه الرسالة، و األمر آخراليت تتعارض األساليبمن مثة حيذر من استخدام بعض ، ونقديال

يعين ا ميل ، ومنها ما مساه األحكام اجلاهزة و "حممد برادةاإلحلاح " نكثري ميف األساليبهذه إىل أشار

.)3(بعض النقاد إىل السهولة يف ممارسة نشاطام

: شخصية الناقد -1

يف لذلك أطنب النقاد مسالكه، و و بدروبه اوخبري ربالشع اري إنسان أن يكون ناقدا بص ليس يف وسع أي

يف تنوع احلكم، و قدرته على املوازنة و ارسته ومم يف دربته و يف طول نظره يف الشعر، و هذا الناقد وشخصية

يض الشعر أعار و بالغتها رفها وص يف علوم اللغة العربية، حنوها وتعمقه طالعه، وا ةسع معارفه، و

ينفر من القبيح. املصفى الذي يرتاح للجيد، و و ذوقهضروبه، و

، فالناقد يكشف لنا ن النقد ضرورة يف حياتنا األدبيةأل األثرمهمة الناقد جليلة إن رسالة الناقد عظيمة، و

غرسة الفن، بع بذرة املوهبة، وتهو الذي يت راب الزمن، واليت كانت ستظل دفينة ت عن املواهب املطمورة

لكنه مبتكر ألنه يفتح أعني القراء على حملات و قيمته اجلمالية،ال مقدرا ل للنص فحسب، و مقوماالناقد ليس و

مسات العبقرية. الفن و

من األحسن، وإىل التدرج يف الكمال من احلسن إىل الكتاب إىل الطريق األمثل، و يوجه الشعراء و و

بال حيث قال: يف كتابه الغر "مةميخائيل نعي" مكانته ما أورده الناقد مما يؤكد فضل الناقد و ، والفائق إىل املمتاز

أي فضل للناقد إذا كانت مهمته ال تتعدى الغربلة؟ فهو ال ينظم قصيدة بل يقول لك عن و :قد يسأل البعض(

يقول: سواه و )4(األفهبل ينظر يف رواية راويةال يؤلف عن القبيحة إا قبيحة، و و إا حسنة القصيدة احلسنة

الذي تعرض عليه قطعتني من املعدن فضل للصائغ أي و فأجيبهم:مل يعجبين كذا؟ ها كذا وأعجبين من

ورية الرباقة يف األخرى إا حناس؟ أو تعطيه قبضة من احلجارة البل متشاتني فيقول يف الواحدة إا ذهب، و

ال أوجد األملاس، مل خيلق الذهب، و يقول فيما بقي هذا زجاج؟ إن الصائغ : هذا املاس، وفينتقي بعضها قائال

.18مداخل النقد األديب احلديث، ص حممد حسن عبد اهللا: -1

.403- 402ص .م1984 ،2طاجلزائر، املؤسسة الوطنية للكتاب، النقد األديب يف املغرب العريب، حممد مصايف: - 2

.410-409ص :نفسه املرجع :- 3

. 122- 121ص .م1979 1ط دراسات يف النقد األديب، مكتبة الوعي العريب، دار اجليل للطباعة، مصر، كامل السوافريي: - 4

Page 118: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

115

لواله لظل الذهب حناسا، و لكل من جيهل قيمتها و )لكنه خلقهما(لقهما كما خلق اهللا العامل من ال شيء مل خي

؟.)1(األملاس دتقلي كم عدد الذين مييزون بني األملاس و األملاس زجاجا أو العكس بالعكس و

لكفاه ذاك ثوابا، إال تسميتها بأمسائها ور إىل مصادرها رد األمو فضل يكن للناقد من فضل سوى إذا مل

مرشد مثلما هو ممحص و مولد و الرتتيب فهو مبدع، و التثمني و أن فضل الناقد ال ينحصر يف التمحيص و

مرتب. مثمن و

فكم نفسه، األثرأحد حىت صاحب إليههو مبدع: عندما يرفع النقاب يف أثر ينقده عن جوهر مل يهتد

أغانيه أا ستكون خالدة؟ أم تراه يوم خط رواياته و "كسبريش"هل درى ... :من هذا القبيل لت نفسيأس

لذلك جيلون - ين من الذين يرجحون الرأي الثاينإن - وضعها ليقضي ا حاجة وقتية ظن أا ماتت مبوته ؟

روح الو يف اعتقادي أن "شكسبري"بعد موته إجالهلم للشاعر نفسه إذ لوالهم ملا كان الناقدين الذين (اكتشفوا)

حياا و اليت تتمكن من اللحاق بروح كبرية يف كل نزعاا و جتواهلا ستسلك مسالك و تستوحي م

كبرية مثلها.ح و تصعد و بط صعودها و هبوطها هي رو

مث إن الناقد مولد ألنه يف ما ينقد ليس يف الواقع إال كاشفا نفسه فهو إذا استحسن أمرا ال يستحسنه ألنه

كذلك إذا استهجن أمرا فلعدم انطباق ذلك األمر على يف احلسن وينطبق على أرائه حسن يف ذاته بل ألنه

رصيد حساباته هي بنات ساعات جهاده الروحي و اآلراءهذه وق احل الفنية، فللناقد آراؤه يف اجلمال ومقاييسه

.معانيها الدائمة مع نفسه جتاه احلياة و

ائي و ر ، فكم من بيلهسرورا إىل صوابه، أو يهدي شاعرا ضاال إىل كاتبا مغ الناقد مرشد ألنه كثريا ما يرد و

قيض اهللا له ناقدا لكنه نظم ومل ينظم سوى كالم إىل أن للقريضعظيم توهم يف طور من أطوار حياته أنه خلق

كم من شاعر سخر منه الناس حىت ليست البحور الشعرية و الرواية مسرحه، وعن عينيه فأراه أن اوة رفع الغش

فانقلب سخرهم تكرميا ةسيودائع نف مثينة، وفيه ناقد أظهر للناس مواهب أتاه كادوا يقتلون كل موهبة فيه إىل أن

.)2()الشاعر هدية الناقد إىل األمة البشرية مثل هذا الكاتب و !ليال و

ثقافة الناقد األدبي: -2

الذي ترضى نفسه موقف احلكم يقف خيوض غماراته، و جدير بكل من يتصدى ملزاولة النقد، و

القاضي العادل الذي يصدر أحكاما فيما يعرض عليه من قضايا أن يكون مزودا بأوفر قسط من حكومته، و

ميكن حتديد ثقافة الناقد يف ثالثة املعارف و أن حييط بعدد من العلوم و أوىف حظ من املعرفة، و الثقافة، و

الثالث اال العام.و الثاين اال األديب، و ي،جماالت من املعرفة األول اال اللغو

قوافيه، عروض الشعر و بالغتها و حنوها و أي معرفته بعلوم اللغة العربية صرفها وثقافة الناقد اللغوية: -أ

اإلطناب اإلجياز و الذكر، و احلذف و ، واإلضمار اإلظهار و التأخري، و التقدمي و مقتضاه، و فيعرف احلال و

.17م، ص 1991، 15 ميخائيل نعيمة: الغربال، مؤسسة نوفل، بريوت، لبنان، ط - 1

.20-19ص املرجع نفسه: - 2

Page 119: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

116

بتعبري موجز املقاييس التعريض، و الكتابة و ، واإلمياء والرمز اللمحة العابرة، و ، وبالغة التشبيه و املساواة، و

من املعروف أن األساليب ختتلف يف درجات ، ووفصاحتهاألسلوب ة اليت حددها علماء البالغة كجودةالبالغي

ما ديهبط بعضها إىل ح يقارب الكمال، و الكمال أو مابالغتها، فيعلو بعضها حىت يصل إىل الذروة أو و قوا

ما مراتب كثرية.هبين إذا غري الكالم عنه إىل ما دونه التحق بأصوات احليوان و

أدب أعالمه البارزين خصائص كل عصر و أن يعرف عصور األدب معرفة كاملة، وثقافة الناقد األدبية: -ب

اليت تقلصت و انتشرت و الفنون اليت سادت و اليت شاعت فيه، واألجناس األدبية و الكتاب من الشعراء و

الثقافة يف كل شاعر املكان و أن يعرف أثر الزمان و أسباب االزدهار أو الضمور، و ضمرت و

ألن مسؤولية الناقد تتحدد يف التفسري بعد أن يصل إىل على مر العصور، تطوره نشأة كل فن أديب، و أو كاتب و

كامل ألعمال عصره مؤمنا بأن إمكانات فهمها استيعابمع الفين و دون أن يتحيز أو يهمل أحدا مرتبة التفقه

قدم لنا عناصرها و خلط بني مزجها و الثقافات املختلفة يف عصره و مثال حذق "اجلاحظـ"ف،)1(آفاق بعيدة ممتعة

.اليونانية الفارسية و الثقافات املتعددة العربية ويف مصنفاته تلك

عليه أن يكون على علم بنشأة الغزل يف الشعر العريب أن ينقد قصيدة يف الغزل حتتم إذا أراد الناقد و

عصر اجلاهلي إىل األموي أن يتبعه من ال ره، وو العوامل اليت ساعدت على ظه و العذريظهور احلب تطوره، و و

الرثاء اهلجاء و ملدح وا الوصف وهكذا يف شعر املاجن، و يعرف الغزل العفيف و وفالعباسي،

بقية األغراض اليت أبدع فيها الشعراء يف العصور املختلفة من عصور األدب العريب. عة ويالطب ةمناجا و

دارس جاد مثل غىن عنها لباحث متعمق واملعارف اليت ال ه ببعض العلوم وأي إملام: ثقافة الناقد العامة -ج

أن يعرف بعض جوانب النفس طرقه و القياس و من نتائج، و إليهدي ما تؤ نطق حىت يعرف املقدمات وعلم امل

، اجلمال نن يعرف شيئا عأ أن يغوص يف أعماق علم النفس و أو الدوافع النظرية اليت خيضع هلا الناس، و

غري ذلك. يعرف مبادئ علم االجتماع و العصر احلديث و و اإلسالمي ويعرف الكثري عن التاريخ العريب و

ظهرت أحباث، و نشرت دراسات و سعة إطالعه ألفت كتب، و تنوع معارفه، و ثقافة الناقد، و حول و

ال مما قاله: ( صفحة و ةيقع يف أربع مئ و "هيحممد النويـ"ل )ثقافة الناقد األديب(لفت كتاب أمن أبرز الكتب اليت

ديناميكا ال صناعية و و ةائيكيمي و ةاهلندسة كهربائي و تالرياضيا وة الكيمياء أطالب النقاد بدراس

من الدراسات ال حميص هلم هم باالطالع يف قسمني اثننيامليكانيكا بسائر أنواعها، إمنا أطالب االستاتيكا و و

، أما علوم األحياء اإلنسانيةالدراسات مها علوم األحياء و وا عملهم كباحثني يف األدب ومنهما إن أرادوا أن يتقن

.)2(تطورها حىت تصل إىل أعالها درجة يف سلم التطور هو اإلنسان تعددها و فتدرس نشوء احلياة و

ث ترتكه علوم األحياء، من حي اإلنسان) فتتسلم نه (انرتوبولوجياأو ما يسمو اإلنسانيةأما الدراسات

تبع العوامل اليت بدراسة قواه الفكرية، مث تنتهي إىل دراسته من الناحية النفسانية، فت فتدرس صفاته اجلسدية مث تعىن

. 98ص .م1980، 2راسات يف النقد األديب، دار األندلس للطباعة و النشر و التوزيع، مصر، طد أمحد أمحد كمال زكي: - 1 .127-126 -125دراسات يف النقد األديب، ص : كامل السوافريي - 2

Page 120: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

117

تعقد حياته املتحضرة والبعض اآلخر تتنازع كيانه النفسي يف كيف يرجع بعضها إىل غرائزه احليوانية وكيف جاء ب

.)1(تعدد مشاكله االقتصادية وتضارب تياراا الفكرية

علوم االطالع على قسمني من الدراسات مها بضرورةهو مطالبة النقاد "ويهيالن"ومما يؤخذ من كالم

رية الفك املغاالة يف دراسة صفات األديب اجلسدية و ، أما ما يؤخذ عليه هواإلنسانيةالدراسات ألحياء وا

هذا ما يعد شططا وجتاوزا ملا يراد من ثقافة الناقد. و

ته، العامة هي عون وعدة الناقد يف أداء مهم األدبية و هذه الثقافة الواسعة يف ااالت الثالثة اللغوية و و

ة إمنا تأيت من القراءات الكثرية هذه الدرب ممارسته، و خربته أو دربته و يأيت بعد ذلك مترس الناقد بالنقد و و

.)2(األجناس املختلفة للنصوص و

: تباين ثقافات النقاد -3

املعايري اليت يبين النقاد عليها أحكامهم على األدب لقد أدى هذا التباين إىل اختالف األسس و

يف احلكم آراءهماألدباء، لذلك مل تكن هناك ثقافة واحدة أو على األقل ثقافات متقاربة يستملي منها النقاد و

.على األعمال األدبية

ثقافة عربية خالصة، فهو ينظر إىل األدب املعاصر لهأعالم النقد األديب املعاصر من كانت وقد جتد من

أولئك النقاد ال ورثها عن أعالم النقد العريب يف العصور العباسية، واليت منها و اغرتفبعيون تلك الثقافة اليت

طريقتهم موصوف يرضيهم إال األدب الذي تسامى إىل أدب أولئك الفحول وكل أدب جرى على غري هداهم و

بتذال.اال عنهم باالحنالل و

ية، كالثقافة النحوية، من النقاد من غلب عليه لون من ألوان الثقافة العربكما كان يف هذا الفريق

غوية، أو الثقافة األدبية، فال يعنيه يف األدب الذي يقرؤه أو يسمعه إال أن يرى فيه مثرة معرفته لأو الثقافة ال

معرفته اختلط ، فإذا حاول أن يتجاوز دائرةهحيذقال يقيسه إال باملقياس الذي ألصول اليت حصلها ولمطابقته و

سذاجته. ما يتعجب من طرف وا يستعليه األمر فأتى مب

ثقافته األجنبية كل ثقافة سواها، فهو ال يستحسن من األدب إال ما غلبتالفريق اآلخر من النقاد فريق و

ا ركب فيه من نقص أنه ال حياة ألدب سوى أدم، فهو مثله األجانب الذين عرف أدم وأحس مب نقل عن

فال يتقن غريها، فيحاول مناهجه هم من أصول النقد ووقف على غري كل أدب و األعلى الذي يقيس عليه

استظلوا عاشوا على أرض العروبة و عرب و اءحتكيم مقاييس غريبة يف األدب العريب الذي ألفه أدب تطبيق و

يف العوامل اليت أثرت ها ومن مثة كانت األعمال األدبية اليت ألفوها ختتلف يف طبيعت و )3(عربوا بلغتها بسمائها و

تلك اآلداب اليت استخلصت منها تلك املقاييس لتقيس ا نظائرها من األعمال األدبية اليت تأثرت ن طبيعةع

مبثل ظروفها.

.75 - 74ص ، نقال عن حممد النويهي: ثقافة الناقد 128- 127ص دراسات يف النقد األدبنيكامل السوافريي : - 1

. 128 - 127ص جع نفسه:املر - 2

.35 - 34 -32ص .م1970، 2 ، طالفنية احلديثة، القاهرة، مصر املطبعة ،يف النقد األديب التيارات النقدية املعاصرةبدوي طبانة: - 3

Page 121: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

118

دورا كبريا يف احلكم على هذه ؤديت أن ال شك أن االختالف يف تقدير الفنون جيعل من تسرب الذاتية و

األفراد، فتدعوها إىل تفضيل بعض ثر يف نفوس اجلماعات وكثرية تؤ الفنون باجلودة أو بالرداءة، ألن هناك عوامال

مل تتأثر ذه العوامل من قريب أو بعيد األعمال اليت قد تنفر منها أذواق مجاعات أخرى

متأثرا باختالف البيئات من هنا يكون االختالف يف التقدير ىل، واجلماعة األو أو بدرجة أقل من تأثري

باألعمال التأثريهنا ناقد من كبار النقاد الفرنسيني يقرر االختالف يف درجة لتقاليد، وا العقائد و الثقافات و و

طفلها، فنجد قبل كل شيء أن من الواضح جدا أن تأثري جدا، صورة العذراء و مألوفةلنأخذ صورة الفنية بقوله: (

قط، باملسيحية مل يسمعوا هذه الصورة يف املسحيني ختتلف عن تأثريها يف املسلمني أو البوذيني الذين

ال ليس شيئا طبيعيا كالذهب مإن اجل: ("أفالطون") وقدميا قال عجيب أجنيبأو مسعوا ا كما يسمعون بدين

.)1()قل بأغراضنا وأاألشياء بطفولتنا إمنا هو عالقة و

الضرر بازدياد ها إىل وطننا العريب تفاقم سرعة تدفق مع سرعة تطور املناهج املستحدثة يف الغرب، و و

خيفي حقيقته اليت هي ) ود من الغرب، األمر الذي يظهر (احلداثة) و (التقدميةاللهث وراء كل جديد واف

.)2() وحتقري الذات(التبعية

الصواب يف تطرقه جيانبهألدب العريب مقاييس غريبة عنه لمن النقاد حيكم يف نقده اهذا ما جعل فريق و

على ما يقرأ من نتاج املعاصرين متأثرا بتلك التقاليد املوروثة عن ورة، ومنث أثور منظومه ولة على األدب امليف احلم

يف احلملة على مقاييس النقد األصلية عند األمة العربية. كبار األدباء العرب، و

على خمتلف اجتاهام ذلك أم حني يتصدون لنقد عمل فين النقاد العربمثة ظاهرة شائعة لدى أغلب و

، وات شيطاين منا بقدرة قادرة أصوله، وكأمنا هو نبت بالضرور ذ تراهم يعاجلونه معزوال عن بيئته األدبية اليت غ

ة ئالبيد خمتلف االجتاهات النقدية فيمكن أن يويل املوضوع اهتماما أكرب، أن يع بالبيئة ال يتعارض و االهتمام

يتم ببيان موضع العمل الفين من التاريخ األديب األدبيةلفين ببيئته ربط العمل ا جزءا من البيئة االجتماعية و األدبية

.)3(للمؤلف نفسه

كله ين عرف على ما لدى اآلخر أن يفرق بني أمرين: فيت - وكان من الواجب أن حيدث- الذي مل حيدث و

لذي لدى د من هذا ان يستفاأ ة املقتدرة األمينة، وذلك عن طريق الرتمج ل وبدون خوف أو تردد أو خج و

م بالعناصر املشرتكة بني آداب األمم كما يسلم بالفروق العميقة يسلعلى حنو اجيايب و حيطة واآلخرين يف حرص

بينها.

. 35 -34، ص يف النقد األديب التيارات النقدية املعاصرة: بدوي طبانة - 1

. 261، ص )د.ت(، )د.ط( التوزيع، القاهرة، مصر، دار غريب للطباعة والنشر و ما إليه،يف النقد األديب و حممود الربيعي: - 2

.39 -38، ص بدوي طبانة: املرجع نفسه - 3

Page 122: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

119

يف ذاا أو التقليل من فائدا ملن شأن املناهج الغربية بانة أن يتطرق إىل ذهن القارئ االستهال ينبغي و

يركب حيح كنا كمن (على غري وجهها الص نه حينما استخدمتإالقول بد منلكن ال ، وءعاللبشرية مجابتكرها

.)1("املتنيب") على حد قول يف القناة سنانا

على أن الذي ال شك فيه أن املقاييس األجنبية اليت يراد أن يقاس ا األدب مبعايريها ال تتم بالوحدة يف

يف عصوره املتعاقبة مقاييسه اخلاصة. أصوهلا أو يف فروعها، بل إن لكل أدب يف األمم املختلفة و

األجانب لكان يف ذلك االتفاق ما يسوغ دلو كان هنالك اتفاق على أصل من األصول النقدية عن و

، وكان اإلنسانية إليها، باعتبارها متثل درجة من درجات النضج اليت تتطلع إليهااالحتكام األخذ ذه األصول و

.)2(مجيع اآلداب املتخلفة أيضا تطبيقها على مجيع اآلداب الناهضة و عميمها ويف هذا التطلع ما يسوغ حماولة ت

حماولة تطبيق مقاييسه لولوج بتتبع النقد األوريب، واذلك "ك املالئكةاز ن"قد مست الشاعرة العراقية ل و

مشكالت صورت ما يف هذا من التعسف ألن مشاكل األدب العريب ختتلف عن على األدب العريب املعاصر، و

تقديس أمام النقد األوريب و وقفة خشوعاليوم لناقد العريب يقف ا األدب األوريب وكان مما قالت: (إن

التقليد الفكر العريب إال ب هالعبقرية ال ميكن أن يصل و اإلبداعنظرياته الوافدة، وكأن ذلك النقد منوذج يف و

اخلصوبة، أغلق الناقد العريب الباب على منابع الفكر و ،ةهذه العقيدة الوامه يف غمرة النقل، و االقتباس و و

حدر تدون أن يفطن إىل أن النقد األوريب ي ،النقاد األوربيني األساتذةمن معني راح يغرتف املوهبة يف ذهنه و و

النقد األجنيب على شعرنا الذي عن تارخينا، وكيف يتاح لنا أن نطبق أسس ذلك تامامن تاريخ منعزل انعزاال

.؟عصور غري تلك العصور و ،فق من قلوب غري تلك القلوبيتد

الضغط على الشعر العريب قق ذلك التطبيق إال بطفرة متعسفة ظاملة يقع القسر فيها وحنكيف يتاح لنا أن

؟ احلياة من جيرؤ أن يزعم أن الذهن العريب ليس مفعما باخلصب و أكثر ما يقع ؟ و

؟ها يف وجوهناشهرو جاءونا ا مؤخرا، ون التفكري األوريب قتله قتال عندما نضغطه يف قوالب م نا النإنو

اهلا، مج غىن اآلداب األوربية وب إميانال عن ضعف ا ال نصدر يف عقيدتنا هذه عن تعصب، ونإن

لنقد الذي يصلح لشعرنا خيتلف إن ا إن آلدابنا العربية شخصيتها املستقلة، ونا نقول و نصر على القول لكن و

من أدبنا يف هذا الوطن العريب ال بد لنا أن نستقرئ حنن القواعد من شعرنا و بالضرورة عن النقد األوريب، و

.)3(باللغة العربية و

اليت يتحتم على املشكالت التعبريية اليت يتعرض هلا األدب العريب احلديث، و إلحدى "نازك"عرضت و

أن يعاجلها، يف حني أن الناقد األوريب ال يعرض لنظائرها، ألن هذه املشكلة ال وجود هلا يف اآلداب الناقد العريب

النقاد دعن إلغفاهلااراة فالسكوت عنها عند الناقد العريب جممن مث فليس هناك ما يدعو إىل إثارا، األوربية، و

: ليست هذه "نازك"يف ذلك تقول الفن األديب، و عن عيب كبري يف ىضني نقص كبري يف النقد، ألنه يتغااألوربي

.261، ص يف النقد األديب وما إليهحممود الربيعي: - 1

. 40، ص يف النقد األديب التيارات النقدية املعاصرة بدوي طبانة: - 2

.334- 333 . صم2007، 14دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، طقضايا الشعر املعاصر، نازك املالئكة: - 3

Page 123: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

120

الظاهرة إال منوذجا واحدا من مناذج كثرية للضالل احملزن الذي يقع فيه الناقد العريب إذا هو أسلم قياده مغمض

بابا لنقد األخطاء اللغوية و ا حيتاج إىل أن يفردالعينني للنقد األجنيب الوافد، ذلك أن الناقد الفرنسي مثال قلم

إذا ذلك مبجرد أن املادة اليت ينقدها ذاك خالية من األخطاء فعال، و النحوية على حنو ما حيتاج الناقد العريب، و

.هو يواجه قصائد مثقلة باألغالط؟ فعلى أي وجه يستطيع الناقد العريب أن يقلده و

ى مهوم فيقف متفرجا عل إن احملاكاة يف هذه احلالة ال تتم إال بأن يتخلى الناقد العريب عن مسؤوليته

.)1(أو صوت يرتفع يف الدفاع عنه متتد يد النتشاله ن أننا يعاين من مشاكله دو القصيدة العربية تاركا شعر

تلك املذاهب هذا، فإن تلك النظريات األدبية املمتعة، و دمث تشري إىل أن ضرر النقد األوريب ال يقف عن

يف األديب هذه الدراسات الباهرة اليت يكتبها الناقد األجنيب هناك تعمل املدارس التحليلية يف النقد الفلسفية و

ة بشيء يشبه تصيب حواسهم املبدع لة أذهام، وتفقدهم أصا كرهم وتس نقادنا عمل السحر، فتبهرهم و

غريهم حىت، و "فالريي"و "الرميهما"و "رتشاردز"و "ايليوت"يقرأ ما يكتبه اليافع التنومي، فما يكاد الناقد العريب

على شعرنا جور تعسف و مهما كلفه ذلك من تصنع وي أن يطبق ما يقولون على الشعر العريب يشته

فبدال من أن يتناول القلم انب اللغوي من القصيدة العربية،يكون أول ما يضحى به هذا الناقد هو اجل لغتنا، و و

ن زهة، لكي يتاح له أـالقصيدة منتعد األغالط جنده يهمل ذلك، و يرفع صوت احتجاج على الشذوذ و و

.)2( اليت ال تنطبق على شعرنا إطالقا األجنبيةل من االصطالحات يغرقنا خالل ذلك بسي و حيللها،

أشادوا به عن غري يتحدث معرضا بأولئك الذين خدعهم الربيق األجنيب، فقلدوه و "العقاد" أيضاجند و

طلب التجديديري، فقال إن كل أديب من أدبائنا الناشئني يالتخ ء ومن غري قدرة على االنتقا وعي وبصرية، و

موازين النقد الباقية، فإنه ال يستفيد من تقدم الثقافة بني العوارض الزائلة و التفرقةحيسن ملإذا هو عبثا يضيع وقته

ا كل الفائدة إذا مل ينس ولكنه يستفيد منه املطاع، و باإلماماألوربية إذا اقتدى ا كلما يقتدي التابع اخلاضع

لكن املعارض اليت تقام إىل جانب املصانع الكبرية هو يدخل إىل ذلك املصنع الكبري أنه مصنع كبري حقا، و

منهم من يتساوى عنده الثمني جلميع الراغبني، و األمثانتعرض املصنوعات من مجيع الدرجات جبميع

.من يفضل البخس على الثمني البخس و و

فقد ثقافام أدى إىل اضطراب احلياة النقدية، من كل هذا بأن االختالف بني عقليات النقاد وخنلص

من التوحيد قريبةد املتتبعون حلركة النقد معامل موحدة، أو اختلطت حبيث أصبح من العسري أن جي و اآلراءتباينت

أصحاا، ومل جيدوا ز بني األعمال األدبية وييذوا منها إماما يهتدون به يف التميتخ يعون أن يفيدوا منها، ويستط

مبادئها. ميكنهم أن يتلقوا عليها تعاليم صناعة النقد و جتاري أدب العصر، و أنأمامهم تعاليم مدرسة تستطيع

إصابة أهدافه يف خدمة الفن األديب، كما أدى هذا االختالف إىل إخفاق النقد األديب يف حتقيق غاياته و

لك رمبا كان ذ إىل بلوغ شأوها األدباء، و يتطلعيستطيع أن و مثل فنية واضحة يرمسها النقاد، وحن توجيه األدباء و

.334، نازك املالئكة: قضايا الشعر املعاصر، ص 45- 44- 43، ص ديب: التيارات النقدية املعاصرة يف النقد األبدوي طبانة - 1

. 335، 334ص :املرجع نفسه - 2

Page 124: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

121

أن يكون منها وحدة صاحلة متكاملة، فيها ما االجتاهات، و بكل هذه املعامل و ممكنا لو استطاع ناقدا أن حييط

.)1(!! هيهات فيها ما هو متكلف بعيد و هو طبيعي قريب، و

ير ات املتباينة يف ثقافات النقاد جداالختالف الوافدة و األجنبيةيف خضم هذه التيارات حال و على كل و

شخصيته العربية بدل الوقوف على احلضاري املتدفق يف إطار البحث عن هويته و الزخمبالناقد العريب وسط هذا

اإلنسانأن يكون ، واإلحياءات والل إدراك الظ حافة مفرتق الطرق أن يتمتع حبساسية عالية يف الفقه اللغوي و

رتهل الكسول الذي يواجه النص بعني ال يكون ذلك الشخص امل واسعة يف كل جمال، و بثقافةالنشط الذي يتمتع

تلخيص األحداث يف القصص أذن صماء، مكتفيا بنثر املعاين يف الشعر و عمياء، و

ريات املستخدمة املتالحقة رثة أو استظهار النظاحملفوظة املتوا املسرحيات، أو اهلروب بعيدا إىل املالحظات العامة و

.ترديدها دون بصر أو السقوط يف وحدة الغموض املطلق باسم احلداثة و

ازن ميزان العمل بني يديه وبأصالة املادة اليت يتعامل معها، فيتو أن يؤمن بقيمة عمله و الناقد كذلك على

ن ضررها يف جمال املوجودة يف كل جمال فإنقيصتان من النقائص ل و احليف اإلميان بالعمومع أن نقص فال حيي

يعين ذلك الوصول إىل احليثيات حساسية اليت يتمتع ا كل فرع من فروع املعرفة، ولذلك نظرا ل و حقالنقد ما

(االحنياز) و من تقدير، أما ما يرى أووضوح، قبل االنتقال إىل أي حكم التعبري عنها بكل دقة و الكاملة، و

اهلجاء، فليس من املوضوعية العلمية يف شيء. أو) وكيل املدح (الشللية

م بالشفافية ال يتس تقاليد أدبية و ي أن كل حتليل نقدي ال ينهض على أصول وه احلقيقة و

.ق القومييؤجل اهتداه إىل الطري ، إمنا هو سراب يزيد من حرية النقد واإلنصاف و اذالنف واجلدية و العمق و

متخذين اليأس، و ال بد أن يطول صرب النقاد املؤهلني املتعاونني، مبعدين عن أنفسهم شبح امللل و و

مسرحية بعد مسرحية جا، متنقلني قصة بعد قصة و رواية بعد رواية و بعد قصيدة و القراءة الفاحصة لقصيدة

) حمولني الكتابة النقدية سية اجلديدة يف فقه (النصحلساث نص، مرسني معامل اأحد بني أقدم نص عرفته العربية و

كالعمل -ن التحليل النقدي و ، ليكاإلبداعمن التقنية اجلافة إىل ، وإىل التحليل املستفيضمن الوصف املقتضب

اإلبداعية اإلنشائية جيال بعد جيل، فيخلد من أجل صفاته عمال له أسلوبه اخلاص الذي جيعله يقرأ - اإلبداعي

.)2(ال ألمهية العمل الذي يتناوله و أفكاره و حلججه تلك ال

: األدبي ذوق الناقد -4

: ثالث ملكات لألدب أن األدبنقاد أدرك

.اخلطباء الكتاب و : تتجلى يف الشعراء ومنتجة األوىلامللكة -

.هذا اجلمال أسبابني تب تدل عليها و و األدبيةتتبني مواضع اجلمال يف النصوص أنتستطيع :الثانية ناقدة و -

.50 إىل 47من ، صبدوي طبانة: التيارات النقدية املعاصرة يف النقد األديب - 1 . 266إىل 264من ، صيف النقد األديب وما إليه؟ حممود الربيعي: - 2

Page 125: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

122

مـا أو بواسـطة الناقـدتدرك بنفسـها العاطفة معا و يتحكم يف زمامها العقل وهي امللكة اليت : ومتذوقةو الثالثة -

.)1(اجلمال تلتذ مبا تدركه من مظاهر هذا احلسن و رواء و يف النصوص من حسن و

الفيصــل يف ألنــه األســاس يف كــل حكــم، و مــن الشــروط الــيت يتحــتم أن تتحقــق يف الناقــد األديب الــذوق، و

أفكارنـا، فـنحن نفهـم أداة الـذوق هـي عواطفنـا، أمـا أداة الفهـم فهـي عقولنـا و و، املوجه يف كل تقدمي كل نقد، و

د منهمـا احلكـم يف للذوق مصـدرين يسـتمإن : ("الزياتأمحد حسن "يقول ،تذوقه بشعورنان النص األديب بعقولنا و

لوضوح الذي يشـرق يف كـل نفـس من ا -أي العقل -للذوق املستمد منه ماله ا العقل املتزن ومجيع قضاياه أحدمه

هــب ثقــوب الــذهن يكــون يف مــأمن الفنــان الــذي و قواعــده كقواعــد العقــل ال تتغــري ألنــه ثابــت مطــرد، و ، ومهذبــة

).))2ا وضعت على هذا األساس املكنيمن الزيغ إذا اتبع قواعد الفن أل

هنا جمال ور الواقع على النفس مباشرة عن طريق احلواس، وعهي الش اآلخر هو العاطفة واملصدر و

من الفائق و األحسنمن ذلك كان التدرج من احلسن إىل غريها يف العلوم، واالختالف ألن احلقيقة يف الفنون

احلوادث، فيجعل دات والعا هذه الفروق إال الذوق العاطفي الذي يتولد من الصفات و إىل املمتاز ومل يثن

يف من قرن إىل قرن حىت لتختلف يف املكان الواحد، و احلقيقة الفنية ختتلف يف نفسها من شعب إىل شعب و

.)3(اختالف امليول انطباعات احلوادث و الواحد، تبعا حلاالت العواطف و اإلنسانيف الزمان الواحد و

الرفيع يستمد سالمته من مصدرين مها: يف هذا النص أن الذوق "محد حسن الزياتأ"يقرر

يف كل نفس تلتمس الوضوحن العقل سراج األذواق املنرية وذلك أليقصد به العقل املتزن العقل: و -أ

، كما أن قواعد العقل ال تتغري مع الفطرة السليمة اليت تنجب الفنان املوهوب الذي يرتشف من الشفافية و

ه قواعد احليف إذا ما سلك الفنان من خالل ذائقت من ذلك و الزلل وعني العقل املتزن الذي هو يف منأى م

العقل الرشيد. -أصال - اليت هي ال ختالف الفن و

قد تظهر احلقيقة يف الفنون كل فن، ولاملشاعر اليت أداا احلواس املتلمسة هي األحاسيس و : والعاطفة -ب

الفائق و من درج من احلسن إىل األحسنتمطلقة، فت غري على غري ما تظهر يف العلوم ألن أحكامها ذاتية و

وانطباعاته بقدر اتصاله والتحامه أحكامه، إال أن الذوق العاطفي الفردي أو اجلمعي مرهون يف إىل املمتاز

ختتلف من شعب إىل آخر، زمانا و هذا ما جيعل احلقيقة الفنية تتغري و احلوادث، و التقاليد و بالعادات و

عن العجول نشأ و اآليلالشاهد من العصر احلديث قارة، والاختالفاا غري اتفاق امليول ومكانا حبسب

التفكري فأخذ كل أديب ع من املساواة الظاهرية بني األذهان يف التحصيل وانتشار الثقافة السطحية فيه نو

ال يكادون يف رأيه كتاب املعاصرين ال يقرأ، ألن ال يكتب و ال يسأل و حيسب و ال يستشري و يقرر و

.)4(ألدباء املتقدمني ال ميتون إىل حياته بسبباإن يتميزون عليه و

81، ص )د.ت( ،2مصر، ط ،ديب ،مكتبة ضة مصر بالفجالة، القاهرةأسس النقد األ :ويبد دمحد أمحأ - 1 .43ص أمحد حسن الزيات: دفاع عن البالغة، نقال عن، 29 ،ص: دراسات يف النقد األديبكامل السوافريي - 2

.44 - 43ص أمحد حسن الزيات: دفاع عن البالغة، نقال عن - 130-129ص املرجع نفسه: - 3

. 130، ص دراسات يف النقد األديب كامل السوافريي: - 4

Page 126: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

123

أكثر ما ملخصات العلم، و أقاصيص اللهو و الت الفكاهة وجم اليوم صحف األخبار و إمنا يقرأ متأدبو

) (األمايل ينظر إىل املستعار ال قفمثل هذا الذوق املل وسة عن خطة، ومقبيقرؤون صور منقولة، أو

عليها فهي يف حكمه أشياء قضت ،اجلبة القباء و إال كما ينظر إىل العمامة و) ) و (اللزومياتاألغاين(و

.)1(يتعدد ي يتجدد معه الذوق وللموضة كل يوم ز ) واملوضة(

هناك قلة خملصة للذوق س ألنمجيع النا دال ميكن بأي حال من األحوال تعميم فساد الذوق عن و

اب العربية املعاصرين صفوة على أن يف كت ل: (حيث قا "أمحد حسن الزيات"هذا ما أكده ي اخلالص، والطبيع

إليهتدعو ود عنه وذخمتارة ال تزال وسط هذه األذواق املتنوعة املتناقضة خملصة للذوق الطبيعي اخلالص، ت

.)2()رواج القلم وت ولو فقدت يف سبيله انتشار الص تأىب أن تنزل به إىل متليق الدمهاء و و

إذا مت التسليم بأن مرد الذوق كم عليه، وإصدار احل إذا كانت مهمة الناقد تقومي العمل األديب و و

يقنع به، و مل يستطع أن يعللعلى النص حىت ولو الناقدحكم لالعاطفة ذاتية فال حميص من أن يقب للعاطفة، و

الناقدين أم قلما اتفق اثنان منهم يوما على دمن الشائع عن: ("يمةميخائيل نع" ين مبا اقتنع هو به، يقولاآلخر

مقاييسه، هذه هذا القول قريب من احلقيقة ألن لكل ناقد غرباله، لكل موازينه و رأي واحد يف أمر واحد، و

سوى قةها قيمة صادتظهر ال قوة تدعمها و على األرض، وال ليست مسجلة ال يف السماء واملقاييس املوازين و

الغرية على موضوعه، احملبة ملهنته و واإلخالص يف النية قوة الناقد هي ما يبطن به سطوره من قوة الناقد نفسه، و

هم نالكتاب طبقات، فما يصلح أن يقال يف الواحد م دقة الذوق، غري أن الناقدين طبقات كما أن الشعراء و و

هي قوة التمييز الفطرية، تلك يكون الناقد ناقدا إذا جترد منها وال يصلح أن يقال يف كلهم، إال أن هناك خلة ال

موازين اليت تبتدع لنفسها مقاييس و ال توجدها القواعد، و القوة اليت توجد لنفسها قواعد و

ال منقوده ع نفسه وب القواعد اليت وضعها سواه ال ينفاملوازين، فالناقد الذي ينقد حبس ال تبتدعها املقاييس و و

الصحيح من الفاسد ملا كان من تميز اجلميل من الشنيع، ولال األدب بشيء، إذا لو كانت لنا قواعد ثابتة و

،هيطلق عليها ما يقرؤ تلك القواعد والناقدين، بل كان من السهل على كل قارئ أن يأخذ حاجة بنا إىل النقد و

: عن هذا النص فيقول "امل السوافرييك"مث يعقب

عندما يعلل الناقد قواعد النقد، فقد جيتمعان رى تعارضا بني الذوق وا ألراء الكاتب ال نمع احرتامن(

قد يفرتقان عندما مل يستطيع الناقد ، وو الذوق معلال أي منقوال من الذاتية إىل املوضوعيةيعد ألحكامه، و

د حول نص أديب واحدإذ قد ختتلف أحكام الناقحنرتم رأيه قبل حكمه، ونمع ذلك التعليل ألحكامه و

الطعن يف لكن هذا االختالف ال يقودنا إىل ر فين، وثالفنية لنص أديب، أو أ ةقيمحول ال ختتلف أذواقهم أو

ذوق عام ميكن أن ليهم، ألننا مل نصل بعد إىل تكوين ال االندفاع للهجوم ع هم وئآرا ال التمرد على أحكامهم و

.)3()إليهحنتكم

.131ص : املرجع نفسه - 1 . 50 - 49ص محد حسن الزيات: دفاع عن البالغة،نقال عن أ132ص :املرجع نفسه - 2

. 133 - 132 ص ، دراسات يف النقد األديبكامل السوافريين: - 3

Page 127: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

124

على اسب حيط ثابتة ميكن أن ، أو ضوابله قواعد مرسومةحتديد ذاتيا فمن الصعب ما دام ذوق الناقد و

قواعد اللغة، الذوق شعور مرهف، خيطئ يف ضوابط النحو و سب من يلحن يف الكالم وحياجتاوزها، كما

تلفا إذا اختتكم حيجمال مقاييس يقاس ا، أو موازين لليس ل إحساس دقيق، يدرك مواطن اجلمال و و

مقاييس وير موازين ثابتة وروعة التص اتساق النغم و لو كان جلمال األسلوب و ، واتسعت بيننا شقة احللف و

ن يعرفون إن كثريا مماإليداع الثقافة و ني ب الفن، أو فرق كبري من املعرفة و و ا كان هناك من حاجة للنقد،جمردة مل

عيوا القوايف و العلل و ويعرفون الزحاف ملشطور، وا ازوء و حبوره التام منها و أوزان الشعر و

حيسنون استخدام الرتاكيب ال ينظمون القصيد، وإن كثريا مما جييدون قواعد اللغة و لكنهم ال يبدعون الشعر و و

ال تذوق ما يف الفن و عون إدراك ما يف األدب من مجال ويلكنهم ال يستط حيفظون اآلالف من املفردات و و

.اإلحساس حبالوته شيء آخر تذوقه و معرفة قواعد أي علم شيء و ب من روعة واء، واألد

يدرك ما فيه من تعبريية، و إن ذوق الناقد الذايت هو الذي حيس بكل ما يف األثر الفين من قيم شعورية و

بني ما يشاه، و نهقوله بييالذي ، )1(ما إذا كان قد أضاف جديدا أو كان تكرارا لغريه أصالة أو تقليد، و

لكن النص على نفسه، ومن تأثري أن يبدأ من أهوائه، و - أي ناقد - اال إذا طلب من الناقد حميكون كاد ي و

إحساسه سبيال إىل املوضوع، و عاطفته البصري ال يكتفي بذوقه اخلاص بل يتخذ من ذوقه والناقد احلصيف

جمردا، رداءتهموضوعيته فال يقدم لنا حكمه على جودة األثر أو ه النقد طريقا إىليأدق يتخذ من ذات بتعيري و

نطمئن الرباهني ما جيعلنا نقتنع مبا اقتنع هو به، و يقدم لنا من األدلة و إمنا يعلل ألحكامه و ال رأيه خالصا، و و

.إليهإىل سالمة الرأي الذي ذهب

ويؤازر املنطق، إمنا يشارك فيه الفكر، و دها والذوق القائم على التعليل و التدليل ال يرجع لعاطفة وح و

أحكامه أقرب إىل الصواب و تغدو واحلس، الفكر و ا من العاطفة ويغدو الذوق عندئذ مركب يساعد العقل و

العدل. ى إىل احلق وـأدن

به هو األداة اليت يرتكز عليها، قائده إىل كل تقرير و موجهه و إن الذوق عماد الناقد يف كل حكم، و

الذوق و حملات تتألق الفن السامي شعاع يتوهج، و ب الرفيع، وإن األد وتتلمس مواطنه، يدرك اجلمال و

ما يف قبح، و حسن و هو احلاسة الفنية اليت حتس مبا يف األساليب منجلته الدربة رهف الذي صقلته املعرفة وامل

لقد كان الذوق األديب املصقول عماد النقد يف ف وزي ما يف العاطفة من صدق و ، ونشاز األنغام من اتساق و

حملات العبقرية مضات الفن تشع على احلياة و سيظل كذلك يف مستقبل األيام ما دامت و العصور اخلوايل، و

.)2(تتجلى يف املبدعني

: ضمير الناقد األدبي -5

.134 - 133ص : نفسه املرجع - 1

. 135ص :املرجع نفسه - 2

Page 128: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

)المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية( المنهجيالبعد الفصل الثاني

125

،تجه ملا رأى أنه الصوابأن ي اإلمكاني الناقد وجه احلق يف نقده، فيحاول قدر املقصود به توخ و

يتحامل ال األنصار و و األصدقاءل عليه أن ال جيام مبتعدا بذلك عن التأثر باهلوى، وفيتحرى العدل يف أحكامه

يقضي بالعدل. إمنا و اخلصوم على األعداء و

الواجب طأهم الشرو االبتعاد عن املؤثرات الشخصية أهم األركان يف النقد و العدل و مراعاة الضمري و و

وال يعتدل امليزان، ال يصح احلكم و ، والتجربةال تنفتح املعرفة و جتديتوفرها يف الناقد احلصيف، إذ بدونه ال

التقدير اإلعجاب وآيات يضفي عليها ألوان الثناء، و يطري أثار األصدقاء و حرف الناقد عن غايته إذا طفقين

.إليهم تزلفا إرضاء هلم و

عيب املعايب، و هلم املثالب و خيتلق األعداء و على أثار اخلصوم و املإذا أخذ يتحكما ينحرف أيضا

فحسب، بل ميتد خطره إىل آفاق القراء املنقود جتريح العدو ال يقف أثره عند الناقد و و الناقد يف جماملة الصديق

ام بعد الصورة الفنية اجلميلة إىل الشاذين يف األدب الذين مل متتلع يف أذه عشاق الفن، و من هواة األدب و

.ق التحاملححتامال على ما ال يست لنماذج الرفيعة عندما جيدون إطراء ملا ال يستحق اإلطراء ول

املصلحة، فيتحولون جتمعهم رابطة تتوثق الروابط و قد يالحظ أن صداقة تنمو بني كاتبني أو أكثر و و

آية زمانه، لثناء فيوصف األثر بأنه فريد يف عصره، وا إىل نقاد يطري بعضهم أدب بعض، فتصاغ عبارات

بعني الرضا الكليلة من كل عيب. إليهاجلمال إال أن الناقد نظر ال شيء فيه من مسات القدرة و و

أثر فين سام، اصطنعت له املثالب حسن و شعر جيد و يف املقابل من ذلك كم من أديب رفيع، و و

شأنه، فمحا هجمات حاقدة للحط من الوهن فتعرض حلمالت نقدية ظاملة و انفتحت عليه عوامل الضعف و و

.تردده احلقب غىن به األمم وتألدب سامق البناء، رفيع العماد، تظل ا و، الزمن ذلك النقد اجلائر

م من مواهب كانت فك ،ينري طريق السالكني ، وضمري الناقد حيتم عليه أن يشجع املواهب الناشئة و

أن أي نص أديب أو أثر فين ال إقراريقة ال بد من قح أبدعت، و تألقت و كتشفها نقاد فلمعت ومطمورة حىت ا

الكمال هللا وحده. ضعف و من جوانب قوة و عيوب و خيلو من حماسن و

يوضح جوانب القوة قبل عليه أن يذكر احملاسن قبل املساوئ ونزاهته حيتم مسؤوليته و مري الناقد وض و

الومضات املشعة قبل أن يشري إىل ما شاب النص من يربز اللمحات املشرقة و ب الضعف، وأن يتناول جوان

.ما أحاطه به من شوائب عيوب و

ال ال ختدش الكرامة، و ال بغضاء و و قده يف عبارات مهذبة، ال حتمل تعالياعلى الناقد أن يصاغ ن و

توجيه مبدعه ه أن يصل إىل ما يريد من تقدمي األثر وزيـيستطيع الناقد الن تؤذي مبدع األثر أو حتط من قدره، و

عفة اللسان واضحة جلية، ألن اللغة املهذبة يف النقد تؤدي إىل السمو مهذبة، تبدو فيها عفة القلم و بلغة

.)1(جتويده باألدب و

.138إىل 136 من ص ،: دراسات يف النقد األديب كامل السوافريي - 1

Page 129: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

126

م : ـــ��د�

يف املرحلـة الراهنـة، حيـتم علـى جمـال النقـد األديب اإلنسانيةالتطور الذي حتققه العلوم ضرورة التقدم الثقايف و نإ مـن أكـرب اـاالتيعـد يف سبيل الكشف عن طبيعة الظواهر األدبية، فالنقد األديب واملناهج األخذ مببدأ تضافر العلوم

، فاحلقيقـة األدبيــة اإلنسـانيةبـني العلــوم بـني الفلسـفة أو بينــه و ف متكامـل، سـواء بينــه والـيت تبـدو يف حاجـة إىل موقــ نمـــن أجـــل االســـتفادة مـــ وبـــني هـــذه العلـــوم بوجـــه عـــام، األديب املتبـــادل بـــني النقـــد والتحـــاور تـــزداد ثـــراء يف ظـــل اللقـــاء

.)1(املتجاورة هذه العلوم على شرط أال يفقد ذاتيته يف خضم عطاءاا املعرفية ومنجزاا احلداثية،: ا��ص ا�د�� ��ن ا����ھ�ت ا���د� ا��د�

الداخلي للنص األدبي:االتجاه المنهج و -1

البنيويــون يف دراســتهم لألعمــال األدبيــة مــن أطروحــة أساســية مفادهــا أن العمــل األديب ينطلــق الشــكالنيون ومـن أن داللـة األشـكال هـي مـن نسق الذي يدخل فيه، وعن ال ليست له عالقة مع ما هو خارج عنه و مستقلشكل

مــن نــوع وظيفــي فقــط، معــىن هــذا أن األعمــال األدبيــة يف نظــر هــؤالء تكتســب دالالــا مــن أشــكاهلا يف حــد ذاــا ويف جمملهــا مــن ويــة يف األدب قــد انطلقــت يالبن ال خيفــى علــى النقــاد أن الدراســات الشــكالنية و وأنظمتهــا الداخليــة،

فالدمـري "للكاتـب الروسـي Morphologie du conte populaire russeرافـة الشـعبية الروسـية ورفولوجيـا اخلكتـاب م .م1927الذي ظهر يف روسيا سنة ، وVladimir Propp "بروب

ع الــرئيس يف العمــل األديب الســردي الــذي جيــزأ املوضــو عمــاهلم بتحديــد أتالمذتــه يف و "بــروب"قــد اهــتم و وحدات صغرى أو وظائف سردية صغرى تؤلف الوظيفة الكلية للعمل.حسب منهجهم إىل

ثالثـني وظيفـة سـردية دالـة، يف دراسـته للخرافـة الشـعبية الروسـية إىل اسـتخراج إحـدى و "بـروب"قـد توصـل ودالالــا مــع بعضــها دون االهتمــام مبــا يقابلهــا يف الســردية ووصــف هــذه الوظــائف كمــا اهــتم مــع تالمذتــه بإحصــاء و

.)2(النصيني اخلارج اليت تقوم بني الداخل ودون االهتمام مبعاجلة العالقة و واقع،الالبنيـويني بـالرتاث هـؤالء الشـكالنيني و منـه يف هـذا املقـام كـذلك هـو التقـاء اإلفـادة و إليـه اإلشـارةما ينبغـي و

لنحـوي علـى النقـد يف تلـك الفـرتة، وحيـث طغـى االجتـاه اللسـاين ا ،النقدي العريب القدمي خالل القرن اخلـامس اهلجـري بــــني معــــاين الكــــالم أحكامــــه فيمــــا ميــــدان معــــاين النحــــو ويف "عبــــد القــــاهر اجلرجــــاين"جبهــــود ذكرين التــــهنــــا ال بــــد مــــ

يف الشعر العريب القدمي. هو يدرس مسألة النظم يف النص القرآين و واهتموا بتحليـل وحـدات الـنص الدالـة حيث ،"بروب"قد سار أصحاب التوجه الداخلي بتفاوت على درب و

سـق الـذي يـربط بـني األعمـال الن إجيادمبحاولة داخليا، تلك الوحدات اليت تؤسس يف نظرهم العمل األديب يف كليته، و Grimas"اسرميــــغ"علــــى رأســــهم ائيون اجلــــدد ويمحــــىت الســــي و (...) الــــيت هــــي مــــن جــــنس واحــــد األدبيــــة

)، فهــم يهتمــون مHielmslev )1965 "مســالفلهي" الــدامنركيالكاتــب و Jacques Derrida "جــاك دريــدا" و

. 38، ص مسري سعيد حجازي: قضايا النقد األديب - 1 . 39 -38، ص يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور - 2

Page 130: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

127

ه إىل الســـياقات املقابلـــة يف الواقـــع، أي خـــارج العمـــل األديب مثـــل الســـياق و بالســـياق اللغـــوي فحســـب دون أن يتجـــاوز ة جبماليــ هاالجتــاتعلــق أصــحاب هــذا ه عــن مــدىهــذا مــا يكشــف يف إحــدى زوايــا ، والتــارخيي أو الســياق االجتمــاعي

◌دفنــا مجاليــا ت بوصــفه العمــل األديب، يــتم يف احلقيقــة عــن عــدم اإلجــراءمثــل هــذا وة األوىل، جــبالدر صــرحهاللغــة شــي، هـم يـرون أن هـذا األخـري متضـمن يف اللغـة ذاـا ما هو خارج اللغـة، و ابه مبا هو خارج العمل األديب أواكرتاث أصح

تعبنـا مـن ألننـانريـد األدب لـيس ن نحفـ ...(يف طريقته النقدية R. Barthes "بارث روالن"هو جياري يقول أحدهم و نعـــرف كيــف تتـــوازن احلــروف أو ختتـــل وكيــف جنـــد أن الـــزمن و لكننـــا نريــد أن نشـــم رائحــة الكلمـــات و و ولوجيايااليــد

.)1()القول، اللغة والكالم الوجود مها كتابة يف الكتابة و ، يعـــىناألديبده األديب اهتمامـــا يكـــاد يكـــون كليـــا جبماليـــة العمـــل هنـــا ألنـــه يهـــتم يف نقـــ "ارثر. بـــ"لقـــد ذكـــر

العالمـة، وكــان هـذا يف احلقيقـة رد فعــل اجتـاه تيـار نقــدي قـوم علــى األدبيـة واللغـة فيــه كفـن مجيـل، الفــن الـذي ي شـكلب، ولوجيايااليــد خــارج الــنص الــذي منــه لتيــار الــذي كــان يتجــه فيــه أصــحابه إىلهــو ا كــان ســائدا قبلــه أو مبــوازاة معــه، و

شـكل نظامـا جـائز مبعـىن أنـه ي غـري جـائز، و أونـه جـائز يف حد ذاته ليس صـائبا أو خاطئـا، إإن الكالم :("رثبا"يقول ).)2(متناغما من العالمات

اجلـواز هنـا عـدم جوازهـا، و أوا، بـل تقـاس جبوازهـا ال تقـاس خبطئهـا أو صـوا "بـارث"عنـد الكتابة األدبيـة إنمــن هنــا ميكــن القــول أن إذا اســتطاع الكاتــب أن يصــنع عمــال أدبيــا أي نظامــا متناغمــا مــن العالمــات، و ال يتحقــق إال

ــــه خــــارج لغتــــه، و "بــــارث" ــــة مرجعيــــة ل ــــو"تقريبــــا إليــــههــــذا مــــا يــــذهب جيــــرد العمــــل األديب مــــن أيــــة إحال "مــــارك اجنينM.Angenot العالمـات لكـن بكتابـة أخـرى، كتابـة ، ومبرجـع ) ال تـرتبطة (الكـالمالكتاب إنيقول: ( ، حينماهتجهمن

.األنساقهو يعين هنا فكرة و )3()االجتماعية الكليةنــه خــال مــن أي منفعــة خــارج اللــذة ال ينظــر إىل األدب إال علــى أســاس أ "روالن بــارث"مــن الواضــع جليــا أن

قفــه هــذا ظــل يف مو "بــارث"يبــدو أن ، فــاألدب ال يهــدف حســب رأيــه إىل شــيء غــري اجلمــال يف ذاتــه، و)لــذة القــراءة( إليــهريــة مـن النقــد الكالســيكي الـذي ظــل يعيــب عليــه موقفـه مــن العمــل األديب الـذي مل يكــن ينظــر زعة التحر ـمتـأثرا بالنــ

) خــارج عــن أي إجــراء بنــائي، يقــول (حمتــوى فحســب نــه كيــان دون بنيــةعلــى أ إليــهينظــر كــان إمنــاين، بــنــه كيــان معلــى أ ). )4(ليس عمال مبنيا و لكن عمال خالصا إن ما يريدهمي من األدب: (موقف النقد القدعن "بارث"

هـذا األخـري يف إليـهفيمـا يـذهب "والن بـارثر " Steffens Nordobl Lund "دنـابـل السـتيفن نورد"جيـاري وفـــإن لـــةعلـــى اجلم و: ( تعصـــبه للبنيــة فيقـــوليف تعريفــه لـــألدب، حيـــث خيتزلـــه إىل بنيـــة مســتقبلية عـــن الواقـــع اخلـــارجي و

ـــة الداللـــة، إن وجـــود كـــائن يف شـــكله و ـــيس شـــيئا آخـــر ســـوى تقني ـــيس يف احملتـــوى أو الرســـالة األدب ل ) Message( ل

.41 ، صيف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةديب النص األ :عبد املالك كاجور - 1

.41ص :املرجع نفسه - 2

.42 ص :املرجع نفسه - 3

.42املرجع نفسه: ص - 4

Page 131: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

128

) الهــو منغلــق يف كيــف (تكتــب الكتابــة املنــتج، إن الكاتــب و لــيس يف املعــىن للمعــىن و إنتاجــهخطــاب يف لاالجيابيــة لالداللـة تقنيـا دون أن يعلـن أن يبين هي: (ملئها، إن مهمته يستطيع أن ينتج سوى عالمات فارغة تاركا لآلخرين مهمة

.)1()بقوانينه الداخلية املنتظمة فيه أن خيلق نظاما ،الوصفاألشـــكال حيـــث راحـــوا ي أصـــحاب التوجـــه الـــداخلي النصـــي يف الدراســـات األدبيـــة أســـرى اللغـــة وهكـــذا بقـــ

مـــــن صـــــدى احلركيـــــة التارخييــــــة مـــــن مضـــــمونه و حيـــــاولون قلـــــب النظريـــــات الـــــيت كانـــــت حتـــــدد العمــــــل األديب انطالقـــــايف الدراســـات مل يســـلم أصـــحاب التوجـــه الـــداخلي النصـــي الـــيت تنـــتج عنهـــا، و اإليـــديولوجيات وتفاعلهـــا يف الواقـــع و

وبولوجيـةثر منها البنيويـة األن وية يف فرنسا وهي تنتقد البني و "اديث كريزويل"من ذلك قول الذعةاألدبية من انتقادات االجتمـاعي كلـه بوصـفه بقـدر مـا كانـت البنيويـة تعـاجل الواقـع و: (CL. Strauss "اوسرت كلـود ليفـي شـ"تزعمهـا الـيت

مـن راديكاليـة اللـذين اعتنقوهـا دون أن تـدفعهم ختفـف تفاعال بني أبنية مجعية ال واعية يف التحليل األخـري، فإـا كانـتحت معـه البنيويـة نفسـها أقـرب إىل نزعـة متعاليـة تلغـي لـى حنـو أضـلكـن ع ، واإلنسـانيةإىل التخلي الكامل عـن نـزعتهم

.2)النظام البنية و يف سجون النسق و باإلنسانتغرتب التاريخ و "اكبســــونرومــــان ج"جيتــــه إىل حــــد بعيــــد مبنهجيــــة يف منه -كمــــا جيمــــع النقــــاد- "اوسرت ك.ل.شــــ"لقــــد تــــأثر

R.Jacobson، مــن الدراســة الصــوتية للغــة إىل "اوسرت ليفــي شــ" نقلهــا باخلصــوص الــيت الفونيميــة األنســاقيف موضــوعالـــيت ركـــز األســـطورةه إىل األعمـــال األدبيـــة الـــيت تتمثـــل يف ال تتجـــ "شـــرتاوس"منهجيـــة رتوبولـــوجي، وجمـــال التحليـــل االنغريهــا، بــل تتجــه إىل الكشــف عــن اتمعيــة و التارخييــة و أبعادهــامضــموا، أي بكــل بشــكلها و عليهــا كــل جهــوده

.ة، أساطري اهلنود احلمرالقدمي األمريكية األساطريالنسق الذي جيمع كل مــن هــذا أن منهجيــة شــرتاوس تتجاهــل مثــل غريهــا مــن املنهجيــات الــيت يهــتم فيهــا أصــحاا بالشــكل يتضــح

.)3(يف جمال اإلبداع األديب بل يف مجع اإلبداعات الثقافية فحسب، الوجود الفردي، أي املبدع البنية ومجيـــع املنهجيـــات الـــيت يتجـــه فيهـــا أصـــحاا إىل الرتكيـــز علـــى الواقعـــة و ةالالواعيـــنيـــة انتقـــاد فكـــرة األب ميكـــن وهــي أولئــك مبنهجيــة ظهــرت يف ميــدان الدراســات األدبيــة و الــرد علــى هــؤالء و أثرهــا علــى الواقعــة األدبيــة و التارخييــة و

جونبــول "عنــد إــا منهجيــة التحليــل املوضــوعايت الــيت تطــورت ني،ياخلــارجي النصــ منهجيــة توفــق بــني التوجــه الــداخلي و ا ميكن الرد على أولئك الذين يلغون الوجود الفردي أو الفاعل الفردي يف العمل األديب. و B. Weber "ويرب

هــو إجــراء ينطلــق مــن إجــراء أول و ،معطــى دالليــا مــا يف العمــل الــذي يقــوم بدراســته "ويــربو عنــدما يالحــظ "ســقوط ينطلــق مــن مالحظتــه لظــاهرة الســقوط، Mallarmé "هماالرميــ"ففــي حتليلــه لقصــائد الشــاعر الفرنســي بنيــوي،

ـــة و األشـــياء الـــذي يقـــدم نفســـه الزمـــة مـــن لـــوازم األســـلوب يف قصـــائد الشـــاعر، ،هـــذا اإلجـــراء األول هـــو إجـــراء مقارببني مجيع قصائد الشاعر ليتأكـد مـن وجـود عالقـة ة سياقية يف احلقيقة هي إجراء بنيوي حني يقيم احمللل مقارنة املقارب و

.43 ، صيف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور -1 .43ص املرجع نفسه: - 2

.44-43ص املرجع نفسه: - 3

Page 132: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

129

يــتمكن مــن تفســري هــذه الظــاهرة أو هــذا املعطــى مــن أجــل أن وقوط الــذي تشــرتك فيــه هــذه القصــائد، يف موضــوع الســفينتقـل ،بحـث خارجهـا عمـا ميكـن قـد أثـر فيهـابـل خيـرج عنهـا لي ،النصـية السياقية يبقى احمللل حبيس املقاربة الداليل ال

،احملــيط الــذي عــاش فيــه و إىل البحــث يف تــاريخ حيــاة الشــاعر يلتجــئهــو إجــراء تــارخيي حيــث ل إىل إجــراء ثــان واحمللــيعثـر الـدارس مـن خـالل دراسـته التارخييـة هـذه علـى مـن نشـأته األوىل إىل يـوم وفاتـه وتبع أطوار حياته مجيعها ابتـداء فيت

مـر يف مرحلـة طفولتـه حبادثـة تتمثـل يف تـأثريه الشـديد مبنظـر قـد "هماالرميـ"تشـف أن الشـاعر بعض ما يبحث عنه إذ يك و حزنــا شـــديدا علــى تلـــك اإلوزة، تـــأمل الطفــل لــذلك وحـــزن و كانــت مصـــابة فماتــت، و ســقوط إوزة يف حــوض مـــاء،

.)1(فسيةنكونت لديه عقدة ه احلادثة على ذهنه فسكنت شعوره و استحوذت هذهــو مســتعينا بالتحليــل النفســي و باســتغالهلام ن حيــاة الشــاعر يقــو ينهــي احمللــل مجــع هــذه األخبــار مــ نبعــد أ و

يف قصـائد تـرتددهـي ظـاهرة (السـقوط) الـيت ومن تفسري الظـاهرة الـيت يبحـث فيهـا، فيتمكن األخري، اإلجراء الثالث وح يســـتغل بــل را عملــه، تبــاع منهجيــة واحـــدة يفامل يكتــف ب "ويـــرب" أن ميكـــن مالحظتــه هــو مــا و ،"ماالرميــه"الشــاعر

.أخريا املنهجية النفسية هي املنهجية البنيوية أوال مث املنهجية التارخيية و منهجيات ثالث وتكاملت حسـب الضـرورة لتتخـذ طابعـا و تضافرت وقد انتظمت هذه املنهجيات الثالث يف عمل الدارس و

ها احمللل على أا جمرد إجراءات.إجرائيا حيث تعامل مع مههـم األكـرب يف تعـاملهم مـع األعمـال األدبيـة، -كمـا تقـدم-الداخلي للنص فقد جعلـوا أما أصحاب التوجه

الشـــــكالنيون و "روالن بـــــارت"عـــــل كمـــــا ف (النظـــــام) لقواعـــــد الثابتـــــة فيهـــــاالبحـــــث داخـــــل هـــــذه األعمـــــال عـــــن ابإمـــــا مــــن تــــأثر و "اوسشــــرت ا"ائيون أو الكشــــف عــــن العالقــــات الكليــــة الكامنــــة يف اتمعــــات البشــــرية كمــــا فعــــل يالســــيم و

روبولوجية.ثاألن مبنهجيته البنيوية إىل النظــــام شــــيءفيهــــا أصــــحاا إىل التوجــــه الــــداخلي النصــــي تــــرد كــــل ينتصــــراملنهجيــــات الــــيت منظومــــة إن

ـــة نســـأو ال ـــذات املبدعـــة و وق أو البني ـــة تلغـــي اإلنســـان أو ال ـــة التارخيي مـــن ضـــمنها الواقعـــة وتأثريهـــا يف الواقـــع و احلركي)2(األدبيــة

هــي املنهجيــات الــيت البنيويــة و اللــذين حققتهمــا املنهجيــات الشــكالنية و االنتشــار و بــالرغم مــن الشــهرة و، ها أصحاا للتوجه الداخلي النصي.في ينتصر

النتـائج الـيت توصـل إليهـا أصـحاا تـراوح مكاـا،بالرغم من هذا التطور فيمـا خيـص هـذا التوجـه فقـد بقيـت واألعمـــال اختزلــواــم إحيــث الــيت كــانوا يســعون إليهـــا كاملــة، هــداف ناقصــة ألــا مل حتقــق هــذه املنهجيـــات األــا إإذ

بـذلك تكـون جهـودهم قـد األنساق أو إىل منظومات مـن العالمـات الدالـة و األدبية إما إىل تاريخ مستقل لألشكال ولتـاريخ النقـدي أن العمـل األديب أكـرب مـن أن خيتـزل لنـا ا تأثبـاإلجابـة عنـه يف حـني و توقفت عند طرح السؤال كيف؟

ـــة حبيـــث يوضـــع يف عالقـــة مـــع ـــذي يـــربط بـــني وحداتـــه الدال األنظمـــة الدالليـــة إىل شـــكله أو بنيتـــه أو النظـــام الـــداليل ال ق واحد.لألعمال األخرى اليت يدخل معها يف نس

.45، ص يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :الك كاجورعبد امل - 1

.47- 46املرجع نفسه: - 2

Page 133: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

130

ي يسـتوجب علـى الناقـد األديب أثنـاء لـبعض أنصـار التوجـه الـداخلي النصـاملـوجز يف األخري بعد هذا العـرض وذلـك مـن حيـث عالقتـه مـع التـاريخ وعالقتــه و ،االجتاهــات دراسـة العمـل األديب أن يضـعه يف عالقـة متعـددة األبعـاد أو

،عــةتفاعلهــا هــي الــيت تنتجــه جمتم هــذه العوامـل و تضــافرألن ذلــك و اتمــع وعالقتــه مــع اإلنســان أو الفـرد املبــدع،مـع يــرتبط معهــا تـه باألعمــال األخـرى الــيت تشـبهه ومقارب ص نسـيجه الشــكلي أو البنيــوي وبفحــ اكتفـاءنبغــي ي لـذلك ال و

ينبغــي أن ينظــر مليــا علــى الســواء إىل خمتلــف ( : G.l. Hodbine"جــون لــويس هــودبني"يف هــذا يقــول و، نســقيف ال (األدبيــة، هـذا الــنص بالنصــوص األخــرى تلــك الــيت تــربط و العالقـات الــيت تعمــل يف اســتقالليتها النفســية داخـل الــنص،

.1)اتهذتبعا لذلك متحولة يف العمل ذه الطريقة أو تلك يف الفضاء النصي توجد التارخيية) واليت ،يةاتمع

المنهج و االتجاه الخارجي للنص األدبي: -2

ديب مــن خارجــه أي فقــد راحــوا يفســرون العمــل األ أمــا أصــحاب التوجــه اخلــارجي النصــي يف الدراســة األدبيــة،يبـدو أن و ،االنعكـاسقد راح فريق منهم خيتزل العمـل األديب إىل مفهـوم و، فقط على املؤثرات اخلارجية فيه باالعتماد

ـــارخيي( نظـــر هـــؤالء هـــو جمـــرد انعكـــاس للواقـــعالعمـــل األديب يف ـــة، و )التفاعـــل الت ـــه مـــن مالبســـات جمتمعي ـــتج عن مـــا ينيف حـق مبدعـه الـذي يبـذل نشـاطا فكريـا يف و، إجحـاف يف حـق العمـل األديب ذاتـه ن هـذاإلذلك فإنه ميكن القـول و

كمــا ال، يعكــس الواقــع بصــورة آليــة جهــدا جهيــدا ال إنتاجــهذلــك ألن العمــل األديب الــذي يبــذل مبدعــه يف إنتاجــه،والنظريـات الـيت أجحفـت مـن أبـرز و، ينفصل انفصـاال كليـا عـن األعمـال األدبيـة الـيت عاصـرته أو الـيت سـبقته يف الظهـور

االنعكاس.أطروحتها املتمثلة يف نظرية النظرية املاركسية و ،تأثريه يف الظاهرة األدبية يف تركيزها على الواقع وــدف إىل طــرح سوســيولوجيا العمــل األديب النقــد السوســيولوجي لــألدب وتــدخل النظريــة املاركســية يف إطــار

بأنـه فمـنهم مـن يـرى ،االنعكـاسملفهـوم محتديـده ن يفو املاركسـي اختلـف النقـاد قـد و ،)2(اجتمـاعيوفق منظور تـارخيي ــــــــــع يف العمــــــــــل األديب، انعكــــــــــاس آيل و ــــــــــر مــــــــــنهم مــــــــــن و مباشــــــــــر للواق ــــــــــع الي ــــــــــة ى أن الواق ــــــــــنعكس بصــــــــــورة آلي ي

التشوه. و القولبة و لالبتذالمباشرة يف العمل األديب بل يتعرض وميكـــانيكي لعمليـــة اســـتعمالقـــد اختزلـــوا نظـــريتهم بردهـــا إىل عكـــاساالنإذا كـــان كثـــري مـــن أصـــحاب نظريـــة و تقوم على نظرة فلسفية أصال. االنعكاسذلك أن نظرية فهم خمطئون، االنعكاساإلنســاين ود الطبيعــي وإذا كانــت الفلســفة مبعناهــا العــام هــي حماولــة للكشــف عــن القــوانني الكليــة يف الوجــ و

للكشــف عــن القــوانني يــرى املاركســيون هــو حماولــة كــذلك خاصــة يف جانبــه النظــري النقــد األديب كمــا ن، فــإبشــكل عــام .)3(يري األديب بشكل خاصالكلية يف التع

.48 ، صيف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور - 1

. 48 -47 صاملرجع نفسه: - 2

. 141ص م. 2004، 1ط الدار البيضاء، املغرب، ث، املركز الثقايف العريب،استقبال اآلخر، الغرب يف النقد العريب احلديسعد البازعي: - 3

Page 134: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

131

يوصـف بـالقوانني الكليـة الـيت يسـعى النقـد املاركسـي إىل الكشـف عنهـا،فهو نقـد مايسعى النقد املاركسي عرب العلم هنـا كمـا هـو يف اجتاهـات وية) يف املعجم املاركسي، اكية علمعلمي بنفس القدر اليت ميكن البحث فيه عن (اشرت

مـــــن مث بـــــالقوانني املســـــتنبطة و االختبـــــار والتقنيـــــة الـــــيت يتوصـــــل إليهـــــا باملالحظـــــة املعرفـــــة القياســـــية نقديـــــة أخـــــرى هـــــوأكـد نقـاد مـا ك و ،االنطباعي الفين عموما نقيض النقد هو ذا املعىن السيما يف النقد األديب و و الظواهر، ىضمن فو

.إىل املنهجية اليت تؤكد الشخصية العلمية أسبقيتهما " قطب سيد"و "طه حسني"سابقون مثل املـنهج دراسـات يف ضـوء( إن كتابـه :"مـروةحسـني "ذا التميـز يقـول ـيؤكـدوا أحقيـتهم لجاء النقاد املاركسـيون

العــــريب يف عصــــر املنهجيــــةنقــــدنا يــــدخل احملــــض لكــــي االنطبــــاعي(جــــاء لــــيخلص النقــــد مــــن فوضــــوية النقــــد )الــــواقعي .)1(النقدية)

درج يف اتمع كأي ممارسـة جمتمعيـة كشـكل ين فاألدب مثلما هي احلال بالنسبة ألي أنشطة إنسانية األخرى،بـــأن هـــذا ": (كريســـتان عاشــور"تــرى مـــن بــني أشـــكال أخــرى علـــى مســتوى البـــىن اإليديولوجيــة األخـــرى و إيــديولوجي

األفكـار الـيت عـرب الكاتـب عنهـا قد أدى بالنقد إىل الرتكيز على مضمون األثر و االنعكاسنيكي ملفهوم امليكا االختزال .))2(ملي أديب ماع إنتاجبالكيفية اليت يتم بواسطتها تنظيم كل ذلك يف االهتمامدون

ميـة مـن جانـب ممارسـة كال و املاركسـيون العمـل األديب مـن جـانبني اثنـني فهـو عمـل فـين مـن جانـب، عد قد وتوجــد نصــوص أدبيــة تكــون وجهــا لوجــه بأنــه ال( :F.Vernier "فــرانس فارنيــه"انطالقــا مــن هــذا التحديــد تــرى و آخــر،

.))3(لكنها تكون من الواقع مع الواقع واإلنتـاج الفـين الـذي يوجـد و معطـى ميكـن بـأي حـال مـن األحـوال الفصـل بـني واقـع جمتمـع من هذا املنظـور ال

هـــذا حلـــدوثخـــري يعــد جـــزءا مـــن نتــائج التحـــول الـــذي ميـــس اتمع،كمــا أنـــه يعـــد أداة مــن أدوات عـــدة فهـــذا األ فيــه،هــي يف و إن النصـوص األدبيــة هـي نتيجـة حتــول الواقـع،( حينمــا تقـول: "فــرانس فارنييـه"تـذهب إليـه هـذا مــا التحـول و

.))4(بدلمن خالل وساطات شديدة الت لتحوله حسب كيفيات معينة والوقت ذاته أداة اإليديولوجيـة مـن جهـة أخـرى يعـدان مـن أهـم عناصـر هنا ينبغي اإلشارة إىل أن املعايري اجلمالية مـن جهـة و و

)االقتصـاد ونتـاج اإلوسـائل ( الذين يرون أن البىن التحتية املتمثلة باخلصوص يف اإلنتاج و البىن الفوقية عند املاركسيني،قـد و، نـه فـن مجيـلإلـألدب مـن حيـث للجمـال ورية هي اليت حتـدد مفهـوم اإلنسـان هذه األخ و تؤثر يف البىن الفوقية،

إيديولوجيا. /أدب اهتم الفكر املاركسي أكثر من غريه بالعالقة:

.143ص ، الغرب يف النقد العريب احلديث،استقبال اآلخرسعد البازعي: - 1

.49ص ، يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور - 2

.49ه: صساملرجع نف - 3

.49ص :املرجع نفسه - 4

Page 135: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

132

ينـدرج يف البدايـة إيـديولوجيا إال و مـن تفكـري يف العالقـة أدب/ يذهب بعض الدارسني املاركسيني إىل أنه ما وهنـــا تـــأيت حمـــددة ملكـــان البنيـــة اإليـــديولوجيا و ،يـــث يكـــون األدب شـــكال إيـــديولوجياح ضـــمن تقليـــد نظـــري ماركســـي،

واضحة. اجتماعيةمعربة عن عالقات الوعي و الفوقية ملنظومات األفكار وــتم بالفعــل األديب إال علــى أســاس أنــه شــكل ن منهجيــة اجلدليــة املاديــة الإ ،ميكــن القــول علــى هــذا األســاس

يعرب عنها. و اجتماعيةهو يعكس عالقات خارج البنية الفوقية و ون له وجوديك إيديولوجي حيث ال جمـــال للبحـــث عنـــه هـــذا يعــين أنـــه ال يوجـــد إال ضـــمن الكليـــات و ال الفهــم مـــن هـــذا انطالقـــاالعمــل األديب و

يــة يف النقــد ذلــك أن أنصــار منهجيــة اجلدليــة املاد استقصــاء هــذه الكليــات، فحــص و إىلاســتجالء معنــاه إال بــالعودة والعمـل األديب،فهـذا األخـري يف نظـرهم هـو منـتج التفـاعالت اتمعيـة الـيت إنتـاجيف يقصون العامل الفـردي (ذات الفـرد)

منه الكتابة األدبية. الوعي اليت تنتج الفن و ألفكار وتتأثر ا البنية الفوقية فتصوغها ضمن منظومات امـــا يهـــم و إال بعـــد دراســـة الكليـــات الـــيت يوجـــد ضـــمنها، ىيتـــأت الإن تفســـري العمـــل األديب مـــن هـــذا املنظـــور

.)1(أصحاب املنهجية املاركسية ليس الكائن الفرد بل اجلماعة حـــــثلتبفدراســـــته تتجـــــاوز الفـــــرد بالضـــــرورة مـــــن مث لـــــذلك يتجـــــاوز النشـــــاط الفـــــردي و تبعـــــاالعمـــــل األديب و

د صورته آخر األمر عند املاركسيني يف اإليديولوجيا.يف الصورة النهائية للنشاط اتمعي الذي جيعن موقفهم جتاه العمل األديب حيـث أصـبحوا يـدعون إىل ضـرورة العمـل األديب عدلوا غري أن بعض املاركسيني

يقــول تمــع الــذي أنــتج فيــه مــن جهــة أخــرى،بوضــعه يف إطــار تــاريخ ا و بوضــعه يف إطــاره التــارخيي الشــكلي مــن جهــة، تـاريخ األدب ذاتـه، ميكن دراسة األدب بعيـدا عـن تـاريخ اتمـع و ال( على سيبل املثال: F. Sollers "ولرزفيليب س"بواســـطة مصـــاحلة الكاتـــب هلـــذين احمليطـــني املتميـــزين متيـــزا إال أن يكـــون يف أي عصـــر، ال ميكـــنكـــذلك لكـــن األدب و

ب فيهــا الكاتــب الــيت يكتــ اريخ األدب حــىت اللحظــةتــ و الــيت يكتــب فيهــا الكاتــب اللحظــةحــىت تــاريخ اتمــع واضـحا: .))2(كذلك

ع العمل األديب عن دراسـته يف عالقتـني اثنتـني عالقتـه بتـاريخ األشـكال األدبيـةهنا إىل وض يدعو "سولرز"إن فـه مـن لينا يف موققد كان "سولرز"هكذا يبدو أن و عالقته بتاريخ اتمع الذي أنتج فيه، اليت يدخل يف نسق معها و

ن ذلك راجع لتأثره بالفكر البنيوي.إإذا كان البد من تقدمي تعليل لعدم تطرفه فإنه ميكن القول األدب و

:األدبيللنص يتكامللااالتجاه و المنهج -3

مقاربتهـا األنظمـة اللغويـة دون حماولـة واألبنيـة ي األشـكال وإن بقاء أصحاب التوجه الـداخلي النصـي حبيسـ هـذا و فهـم يتجـاهلون تـأثري الواقـع يف الواقعـة األدبيـة، مـا أضـفى علـى مـواقفهم طـابع التطـرف، يف الواقع هو مبا يقابلها

البنيـــة و نقـــاد غـــري متعصـــبني للشـــكل و أصـــحاا تـــزال توجـــه إلـــيهم، ال جعلهـــم عرضـــة النتقـــادات شـــىت وجهـــت و مـــا البنيويــة مــن موقــع "ســارتر"كــان يهــاجم : (نيويــةعــن موقفــه مــن الب "كريزويــل" الــذي تقــول "ســارتر" مــن النظــام ابتــداء

. 50، ص يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور - 1

.51املرجع نفسه: ص - 2

Page 136: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

133

لتجاهـل "سـارتر"هذا يف احلقيقة هو تعبـري عـن رفـض و)، )1(أن التاريخ يعمل على مستويات عدةفريى ماركسي(...) للوجود الفردي. "شرتاوساليفي "

فالتاريخ يعمل على مستوى اجلماعات كمـا يعمـل علـى مسـتوى ،صائبا إن سارتر يف موقفه هذا يبدو جادا وفهـو جمتمعـي وحيـث أنـه كـذلك شـيءاملبـدع إنسـان قبـل أي باجلماعة يتأثر األفـراد و فبالتاريخ تتأثر اجلماعة و األفراد، هـو جـزء إليهـا يكتـب أو ضـدها أو يكتـب عـن واقـع فـرد موجـود ضـمن مجاعـة و إنـه يكتـب عـن واقـع مجاعـة و ،بطبعهإنـه يكتـب ليعـرب ،خبـالف ذلـك ليعـرب عـن إعجابـه مـا إنه يكتب ليعرب عن إدانته هلذا املوقـف أو ذاك أو يكتـب منها،

قـد هـذا الوضـع أو ذاك أو يعـرب عـن إعجابـه مـا إنـه يكتـب لينتعن إدانته هلذا املوقف أو ذاك أو يكتب خبالف ذلك لخطابـا حممـال بشـحنة نـتجتـب أو املبـدع األديب إذ يكتـب إمنـا يإن الكا ،يـدعو إليهمـا ا ومهيكتب خبالف ذلـك ليمجـد

النظـر يف وجهـة و ة لوجهـة نظـر عـن موضـوع معـني،تكـون متضـمن و ،نيلنصـيااخلـارج داللية تقيم حوارا بني الداخل وــــــــــــــــــــــف فكــــــــــــــــــــــري يــــــــــــــــــــــدخل يف منظومــــــــــــــــــــــات الفكــــــــــــــــــــــر أساســــــــــــــــــــــهاالعمــــــــــــــــــــــل األديب إمــــــــــــــــــــــا أن يكــــــــــــــــــــــون موق

.)2(يكون أساسها موقف فكري ذو طابع مضموين عام أو ، العقيدة أو املذهب)الوعي العليا (اإليديولوجيا مبعىن وقصـة مـن قصـص الويسـترين األمريكيـة الـيت ختـرج يف العمـل السـينمائي أو هو و ميكن هنا تقدمي مثال بسيط و

لشـــكالنينيلتـــربز مـــن خاللـــه احلـــدود الـــيت تتوقـــف عنـــدها بصـــفة إمجاليـــة جهـــود احملللـــني ا يف العمـــل الســـمعي البصـــري، مــن اهلنــود احلمــر، أمــريكينيمــواطنني بــيض و أمــريكينيهــذه القصــص الصــراع بــني مــواطنني تصــور بعــض البنيــويني، و

األصليني.سكان أمريكا عند حـدود معاجلـة شـكل القصـة يقف احمللل الشكالين أو البنيوي عند حتليله ملثل هذه القصص بصفة عامة،

الـيت و فيحصي الوحـدات الصـغرى هلـا الـيت توجـد يف عالقـات دالليـة مـع بعضـها، ،افهاأطر حيكمالنظام املغلق الذي وهــذا النظــام بالنظــام الــذي تقــوم عليــه القصــص مث يقــوم مبقاربــة نظــام األثــر العــام، بواســطة عمليــة جتميــع هلــا يــتم توضــيح

األخرى اليت تكون من منطها أو القصص اليت تدخل يف نسق واحد معها.أن أحــداثها تقــوم الباطــل و مــثال أن مثــل هــذه القصــص تصــور موضــوع الصــراع بــني احلــق ولــل يالحــظ احمل و

مـــن مـــواطن العتـــداءهـــو مـــن األمـــريكيني البـــيض يتعـــرض و (البطـــل) فالفاعـــل الـــرئيس أساســـا علـــى الفعـــل ورد الفعـــل،تنشـأ معركـة بـني الطـرفني و ع عليـه،الـذي وقـ لالعتـداءيقوم البطل برد الفعـل انتقامـا و أو مجاعة من األمريكيني احلمر،

و، يف النهايــة الغلبــة للبطــل األمريكــي األبــيض و ،ق، بينمــا ميثــل اآلخــرون جانــب الباطــلجانــب احلــ البطــلحبيــث ميثــل املـؤهالت الـيت مـن أمـام خصـمه تلـك االنتصـارلة من املؤهالت اليت تسـاعد البطـل علـى حتقيـق سيكشف احمللل عن مج

الـيت تقابلهـا مجلـة مـن اخلصـائص الـيت تـؤدي إىل و دقـة املالحظـة، ذكـاء و القوة العقليـة مـن فطنـة ومجلتها متتع البطل بـ ضعف دقة يف املالحظة. نقص الذكاء و ازام الطرف اآلخر اليت منها الضعف العقلي من قلة الفطنة و

.53 املرجع نفسه: ص - 1

.53-52-51يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثة، ص النص األديب :عبد املالك كاجور - 2

Page 137: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

134

النظـام ال البنيـة و كل وخيـرج يف عملـه عـن معاجلـة الشـ لكن احمللل الذي يتعصب للتوجه الداخلي النصي فـالالرجــــل يــــؤدي ملــــاذا يف مثــــل هــــذه القصــــص ( ذا طبيعــــة بنيويــــة أصــــال ليقــــول: اإن كانــــ حــــىت ويطــــرح ســــؤالني جــــوهريني

))1(دوما حليف الرجل األبيض؟ االنتصاريكون ملاذا و ؟األمريكي األمحر دوما دور املعتدي

بنيــة مثــل تلــك القصــص لتكمــل خلفيــات شــكل و إن اإلجابــة عــن هــذين الســؤالني ســتقود إىل الكشــف عــن النقص الذي يعرتي النتائج اليت توصل إليها جهود أصحاب التوجه الداخلي النصي يف الدراسات األدبية.

إنـــه مســـتوى بطـــرح الســـؤالني آنفـــي الـــذكر ســـيجد احمللـــل نفســـه أمـــام مســـتوى آخـــر مـــن مســـتويات التمثيـــل، واســتغالله بغــرض أحــد أعــالم املنهجيــة الشــكالنية يــدعو إىل T. Todorov"تزفيتــان تــودوروف"ي أصــبح ذالتأويــل الــاحمللـل البنيـوي جتاهلها،كمـا اعـرتف إىل إثارة مشكلة جديدة هي مشكلة احلقيقة اليت تعود احمللـل الشـكالين و االنتقالاألمريكـي صـاحب غة هـليصـميكن طرح السؤالني اللذين تقدما ـذه ال وذاته يف السنوات األخرية، "تودوروف"بذلك

يف الواقـع علـى األمريكـي األبـيض الـذي يكتفـي بالـدفاع الشـرعي باالعتـداءالبشرة احلمراء حقيقة هـو الـذي يبـادر دومـا .عن نفسه؟

يــدع جمــاال للشــك اــال اإليــديولوجي احليــوي القــائم بقصــد يف مبــا ال إن اإلجابــة عــن هــذين الســؤالني ســتربزاهلنـود احلمـر يف أمريكـا سـتربز بـأن مثـل هـذه القصـص الـيت تصـور الصـراع بـني البـيض و و يـة،قصص الويسترين األمريك

.إا إيديولوجية عنصرية عرقيةحمملة خبطاب دوغمايت يفتح على هوية إيديولوجية باخلصــــوص يرســـلوا إىل شــــعوب العــــامل و التفــــوق الـــيت يصــــنعها األمريكيــــون البــــيض و و وإيديولوجيـــة الســــم

اخلطابـات األعمـال األدبيـة، السـينما، ،ىت منهـا الوسـائل السـمعية البصـريةشـ دعائيـة عامل املتخلف عرب وسـائلشعوب اليف دول الغــــرب (...) الــــرتويج الضــــخمة الــــيت تســــخرها املصــــاحل املختصــــة غريهــــا مــــن وســــائل الدعايــــة و و السياســــية،

عظمتـــه مســـوه و ب العـــامل بتفـــوق اإلنســـان الغـــريب والـــيت تســـعى مـــن خالهلـــا إىل إقنـــاع شـــعو و بصـــفة عامـــة، اليـــةيرب األم األوساط الغربية على الشعوب الضعيفة. اليت تقوم ا هذه اجلهات و االعتداءاتتربير من مث و استعالئه، و

العمـل األديب لـيس شـكال أو بنيـة ن إحيـث ،تقـدم ميكـن انتقـاد أصـحاب التوجـه الـداخلي النصـي يف ضوء مـان العمــل األديب لــيس مضــمونا إحيــث ارجي النصــي،جــه اخلــكمــا ميكــن انتقــاد أصــحاب التو ب،نظامــا لغويــا فحســ أوـــة املاديـــة علـــى ســـبيلإن تمعيـــا أو انعكاســـا لواقـــع مـــا فحســـب، جم ـــة اجلدلي ـــيت ا منهجي ـــال كواحـــدة مـــن املنهجيـــات ال ملث

نهجيــات التارخييــة)مل تكــن (أي امل الــيت تطــورت عمــا يســمى باملنهجيــات التقليديــة و تتعصــب للتوجــه اخلــارجي النصــي،لـــيس علـــى أســـاس أنـــه كـــذلك و البالغيـــة، تنظـــر إىل املظهـــر اللســـاين للعمـــل األديب إال علـــى أســـاس وظيفتـــه التزينيـــة و

منظومة لغوية.عنـد طـرح - كمـا تقـدم -نصـي يف الـدوائر األدبيـة قـد توقفـت إذا كانت جهود أصحاب التوجـه الـداخلي ال و

فــإن جهــود أصــحاب التوجــه اخلــارجي النصــي قــد تركــزت حــول ،ه دون طــرح الســؤال ملــاذا؟اإلجابــة عنــ الســؤال كيــف و

.55- 54املرجع نفسه: ص - 1

Page 138: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

135

بالكيفيــة الــيت يــتم بواســطتها انتظــام املضــامني الدالليــة داخــل العمــل االهتمــاماإلجابــة عنــه دون و طــرح الســؤال ملــاذا؟ األديب.

يهــا أصــحاب التوجــه الــداخلي قــد أدى اإلحســاس بــالنقص الــذي اعــرتى علــى الســواء النتــائج الــيت توصــل إل وإىل ظهـور توجـه جديـد حيـاول - كمـا ذكـر آنفـا -أصـحاب التوجـه اخلـارجي النصـي النتائج اليت توصـل إليهـا النصي و

الـذي ،"ماندولـلوسـيان غ"مـه لفـرتة مـن الـزمن ذي تزع ملـاذا" إنـه التوجـه الـو "كيـف، فيه أصحابه التوفيق بـني السـؤالنيممـن J. Kristeva"جوليـا كريسـتيفا" و " M. Bakhtineميخائيـل بـاختني" مشـهورون مثـل:اسـتفاد مـن أعمالـه نقـاد

.)1( يعرفون بعلماء اجتماع الروايةفــاهتم ،البــىن النصــية ية وتــربط بــني خمتلــف البــىن خــارج النصــ علــى العالقــات الــيت "مانغولــد"تركــزت جهــود و

ــــذه هــــو و ــــذي طرحــــه الشــــكالنيون وتالمي ــــارخييون البني بالســــؤال ال ــــذي طرحــــه الت ــــون كيف،كمــــا اهــــتم بالســــؤال ال وي املاركسيون ملاذا.

الروايــة ( فكــرة "مانغولــد"قــد طــور و ذن تولــد البــىن النصــية مــن البــىن غــري النصــية،تــدرس البنيويــة التوليديــة إ منهجيــــة و العـــامل) يـــةيعـــرف بفكــــرة (رؤ إىل مـــا G. Lukacs "جـــورج لوكـــاتش"احبها الناقـــد املاركســــي الكليـــة) لصـــ

إــا تقــوم علــى الــربط توجــد يف جــدال مــع الفكــر املاركســيهــي بنيويــة و شــيءهــي منهجيــة بنيويــة قبــل أي "مانغولــد"كيـف يكـون العمـل األديب يف نظـر أصـحاا االنعكـاسفـإذا كانـت هـذه األخـرية تقـوم أساسـا علـى نظريـة مع املاركسية،

حبيــث تــؤثر البنيــة الفوقيــة، خمتلــف التفــاعالت الــيت تــتم بــني البنيــة التحتيــة و و (الواقــع اتمعــي) أو مــرآة للبــىن اتمعيــةتقــوم علــى النظريــة "مانغولــد"فــإن منهجيــة فهــوم اإلنســان للجمــال،هــذه األخــرية هــي الــيت حتــدد م األوىل يف الثانيــة و

و نسـان،اإل اإليـديولوجيا و ا التـاريخ والتوليدية تولد البنية النصية من غريها من البىن اتمعيـة املختلفـة الـيت مـن ضـمنهفــإذا كانــت هــذه ألصــحابه القــدماء أصــحاب املنهجيــة املاركســية، يف فــرتة مــا "مانغولــد"هــذه هــي الضــربة الــيت وجههــا

الالتـزامين) (التـزامين و ورينتقوم على اجلدل بني احملـ "مانغولد"فإن منهجية حملور التزامين فحسب،األخرية تقوم على ا التحول. الوظيفة و فهم البنية فهما تارخييا فيصلها بالذات ويحيث

إنــه ذلــك يســتنتج ممــا تقــدم أن العمــل األديب لــيس شــكال أو بنيــة فحســب كمــا أنــه لــيس مضــمونا فحســب،إلثبـات صـحة هـذا اإلجـراء أو وباعتباره جانبا من العمـل األديب، غي دراسة الشكل أو البنيةبلذلك ين الكل املركب،و

خيضــع إىل مــن خاللــه أن العمــل األديب ميكــن أنشــف تكي تقــدمي مثــال يد األقــل إلثبــات منطقيتــه يبــدو مــن اجلــ علــىاألوىل ذات توجـه اجتمـاعي دراستني متكـاملتني تنطلقـان مـن وجهـيت نظـر تبـدوان متعارضـتني أو علـى األقـل متـوازيتني،

الـواقعي يف الروايــة الفرنســية يف االجتــاه النتشــارتفسـري ادإجيــحتــاول كلتامهـا و الثانيــة ذات توجـه شــكالين، و إيـديولوجي(أدب وواقـــــع) تان يف كتـــــاب مجـــــاعي عنوانـــــهالدراســـــتان مـــــدرج اســـــع عشـــــر وبدايـــــة القـــــرن الت القـــــرن الثـــــامن عشـــــر و

Littérature et Réalité شـكل روائـي) (واقعيـة و هاتـان الدراسـتان مهـاLittérature et Forme Romanesque ـلـ :

.56إىل 53من ، صيف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثةالنص األديب :عبد املالك كاجور -1

Page 139: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

136

L. "ليـوبريزاين" :ـلـ Désir du Peur le et lismeéaLe Rاخلـوف مـن الرغبـة) (الواقعيـة و و .Watt I "ن واطايـا"

Birsani )1(. هـو يعــود إىل األدب الـذي سـبق املــد و إيديولوجيـة - هـة نظـر اجتماعيــةفينطلـق يف دراسـته مــن وج "واط"أمـا

تتحرر من الصبغة الدينية عند الروائيني اإلجنليز.الواقعي بل يعود إىل ظهور الرواية الفنية اليت أخذت احلـادث العرضــي،كما نشـأة الروايـة ذاــا إىل العبقريـة و أن يكـون مــرد نشـأة الظـاهرة الواقعيــة و "واط"ينفـي و

الـواقعي مث انتشـاره يف الروايـة الفرنسـية إىل االجتـاهاألدب بل يرجع نشـأة منظري مؤرخي و بعض نقاد وأن يدعي تعود اإلرث الفلســفي الــديكاريت الــذي يقــوم يف جانــب منــه علــى املــذهب الفــردي حيــث كــان الوضــع الفكــري العــام للواقعيــة

الــذي عــرف يف فلســفته العقليــة بســعيه إىل )م1650(ت "ديكــارت"وكــان مبتــدعا، الفلســفية نقــديا معارضــا للتقليــد ولبحـــث عـــن د الفـــردي أو التجربـــة الفرديـــة يف جمـــال ايلـــح علـــى اجلهـــ مالكـــا هلـــا، جعـــل اإلنســـان ســـيدا علـــى الطبيعـــة و

أوروبـا املسـيحية الـيت دا مـن قبـل مثقفـي الذي كـان سـائ و الثقايف الذي كان سائدا آنذاك، هذا خيالف اخلط واحلقيقة، أهم أركان احلقيقة.ميكان ميثل فيها شرط التطابق مع القد

عنـد غـريه عنـد الشـعب الفرنسـي ويز احليـاة اتمعيـة قد كان التعبري عن الرفض رفض الفوضى اليت كانت مت ويـــري لـــدى األدبـــاء التغ إيديولوجيـــةمـــن هنـــا نشـــأت و هـــو تقليـــدي، هـــو التعبـــري عـــن رفـــض كـــل مـــا ،مـــن شـــعوب أوروبـــا

التغيري كان مطلبا أساسيا من املطالب اليت قامت عليها الثورة الفرنسية. الفرنسيني وبالتفاصـيل يف جمـال البحـث عـن احلقيقـة منـذ ظهـور االعتنـاء والتجربة الفردية اعتمادمببدأ االهتمامقد كرب و

.)2(برزت فيها الدعوة إىل التخصصية التقليدي كما االجتاهربز فيها رفض ف لرواية عند الروائيني اإلجنليز،انضـال مـن ركـة وبـه فيتخـذ منـه "وسـيلة مع االهتمـامينمو بذلك تتغري نظرة الكتاب الفرنسيني إىل األدب و و

التغيــري علــى فكــر الكتــاب الفرنســيني خــالل القــرن الثــامن عشــر إىل إيديولوجيــةفقــد طغــت ( أجــل إحــداث عــامل جديــدإـــم ،شـــيءإـــم جيتهـــدون يف كـــل املعرفـــة. بالرغبـــة الشـــديدة إىل الفهـــم ومعهـــا مســـكونا ح (أي الفكـــر)درجـــة أصـــب

إـم يريـدون أن يعرفـوا األسـباب إـم يف التفاصيل،واقعية مدققون مكتظونإم يبحثون عن احلجج لتربير طروحام، .وا األخالق"يريدون أن حيدد )م1778 ت( Voltaire"فولتري"مثل

أسـاليب جديـدة للتغيـري مثلمـا كـان احلـال تسـتعمل علـى خلـق أشـكال و إن مثل هذه الرغبة اجلاحمة يف التغيـري .مع تزايد الرغبة تصبح الرواية نقدا الذعاو عية يف فرنسا انتشار الرواية الواق بالنسبة لظهور و

الــوعي، كبــريا يف توجيــه األفكــار و ديولوجيا الســائدة يف جمتمــع مــا أثــرايــن لإلإعلــى هــذا األســاس ميكــن القــول بــداع مــن ضــمنها الكتابــة يف عــامل اإل ينــتج عنهمــا مــن أمنــاط حياتيــة جديــدة الــيت منهــا أشــكال التعبــري املختلفــة و مــا و

الواقعي. االجتاهاملثال املضروب هنا يوضح كيف تعمل اإليديولوجيا يف خلق أساليب تغيري جديدة مثل األديب و

. 58-57ص :نفسه املرجع - 1

.59 - 58يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثة، صالنص األديب :عبد املالك كاجور - 2

Page 140: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

137

فيـه مـن تغيري الواقع بكل ما التغيري، إيديولوجيةإذ تستحوذ عليهم ،اب الفرنسيون يف القرن الثامن عشرفالكت أسلوبه. هيتوج لوجية لديهم مدعاة لتحريك الكاتب الفرنسي ونني تصبح اإليديو قوا أخالق و و تسلوكيا أفكار و

يعـود كـذلك لكنـه ال "واط"هـو خيـالف من وجهة نظر شكلية و "واط"فينطلق يف عمله خبالف "بريزاين"أما لروايـة فيـوازن بـني ا لكنه يتوجـه بالبحـث يف احلركـة الـيت تتبعهـا يف القـرن العشـرين، إىل البحث يف جذور احلركة الواقعية و

خيـرج مبالحظـات ذات أمهيـة بالغـة منهـا أن الروايـة اجلديـدة تتسـم و ،Flaubert "فلـوبري"اجلديدة كما عرفـت مـثال عنـد هــي ختتلــف بــذلك عــن الروايــة التقليديــة الــيت توجــد فيهــا و مراحلهــا الزمنيــة، الــتالحم بــني كــل أجزائهــا و و باالنســجام

قـــد عمـــل روائيـــو القـــرن و ة مـــن غريهـــا داخـــل الروايـــة الواحـــدة،أكثـــر داللـــ ودومـــا مرحلـــة أو مراحـــل زمنيـــة أكثـــر أمهيـــة متكــامال ال لتصــبح الروايــة كــال دالــة، العشــرين يف فرنســا تلقائيــا علــى حتويــل التفاصــيل الــيت ليســت ذات أمهيــة إىل بــىن

الــواقعي يف الجتــاهاأن الــتالحم آخــر األمــر هــو الــذي أدى إىل انتشــار هــذا يعــين و، ميكــن فصــل جــزء منــه عــن اآلخــركانـت سـائدة ض الفوضـى العامـة الـيت ميـزت احليـاة اتمعيـة الـيتي ظهر فيها قـد عـو ذن التالحم الإالرواية الفرنسية إذ

يف فرنســـا،كما أن مـــا أخفقـــت يف حتقيقـــه احليـــاة اتمعيـــة يف فـــرتة مـــا أفلـــح يف حتقيقـــه الكتـــاب يف روايـــام مـــن خـــالل من حيث الشكل. توزيعه أو إما من حيث املعىن و االنسجام ودبية يسودها التالحم متكنهم من إنشاء أعمال أ

إىل نتيجـــة واحـــدة، لتـــني ينطلـــق منهمـــا الدارســـان تؤديـــانيتضـــح مـــن خـــالل هـــذا العـــرض أن وجهـــيت النظـــر الـــاهـــو أن امل و ـــة يف جمـــ و ،ننهجيتـــني متكاملت ـــة أو فعـــل الكتاب ال املتخيـــل،صـــفة التكامـــل هـــذه تفرضـــها الظـــاهرة األدبي

يف ون املضـمون جبميـع اهلويـات الـيت تفـتح عليهـا مشـوها فالكتابة األدبية هي تلك الـيت حتمـل قـراءات عديـدة حيـث يكـ . منظومة العالمات بواسطة اللعبة الفنية

غـي جتاهـل العالقـة احلميميـة ينب فإنـه ال العمل األديب مفتوح علـى معـاين عـدة أي قابـل لقـراءات عـدة،و مبا أن قـانون الالعلمية إمـا يرفضـان أن خيضـعا إىلفاألدب مثله مثل الفلسفة يقومان على الفلسفة، ليت تربط بني األدب وا

حيتملــه ال إن مــا( الفلســفة) نــني ويف كتابــه (ل L. Althusser "لــويس ألتوســري"يف هــذا اــال يقــول علمــي دقيــق وفهــذه النظريــة ميكــن أن قــادرة علــى أن تغــري ممارســته التقليديــة، لــألدب األدب هــي فكــرة نظريــة يعــين (معرفــة موضــوعية)

النظــر إليــه يصــبح شــيئا مــن لتبــاين وجهــات األدب ذاتــه يف ماهيتــه نظــرا و، ))1(ائهــاتكــون قاتلــة لــه ألنــه حييــا مــن انتف إنـــــــــه يعـــــــــيش منهـــــــــا علـــــــــى منـــــــــط معقـــــــــد إن األدب يعـــــــــيش مـــــــــن الفلســـــــــفة،( :"فيليـــــــــب ســـــــــولرز"يقـــــــــول الفلســـــــــفة،

.))2(تستطيع أن تضطلع به الفلسفة لبيا فحسب حيث يأيت ليكمل ما السليس وليسـت مقطوعـة الصـلة بواقـع معـني ميثـل نقطـة هـذه الكتابـة لكن مهما يكن من أمر فالعمل األديب كتابـة و و

من حيث اخلطاب الذي يصوغ تلك البنية. أوإما من حيث مظهرها املبين ،ملرجعيةارتكازها أو حقيقتها افـإن نتاجـات أدبيـة أخـرى،خـارج إميكن أن تكون كمـا جيمـع النقـاد حـديثا كانت نشأة العمل األديب ال إذا و

إذ هــي يف الواقــع نشــأة األعمــال األدبيـة ، ويقابلهــا يف الواقـع هـذه األخــرية إذ توجـد إمنــا تكــون يف عالقـة حواريــة مــع مـا

.61يف ضوء بعض االجتاهات النقدية احلديثة، ص النص األديب :عبد املالك كاجور - 1

.62- 61املرجع نفسه: ص - 2

Page 141: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

138

و لتحــول النســيج الثقــايف العــام مبقتضــى ظــروف تارخييــةعمليـة حتــول مــن خطــاب إىل خطــاب آخــر أكثــر تطــورا تبعــا إال ،مـــن هنــا تـــأيت أمهيــة فحــص النســـيج الثقــايف الـــذي وجــد فيــه العمـــل األديب عنــد دراســـة هــذا األخـــري و، جمتمعيــة معينــةوضــعه يف إطــار و مــن جهــة، )املتســق(الشــكل أو املنــتظم أو أو تســتدعي ضــرورة وضــعه يف إطــاره املبــين الدراســة الــيت

إىل الـذي دفـع املهتمـني بظـاهرة التنـاص يبـدو هـو هـذا علـى مـا و سيج الثقايف العام الذي وجد فيه مـن جهـة أخـرى،النألن األعمـال األدبيـة معريف حيث دعوا إىل ربط العمل األديب عنـد دراسـته بالكـل املعـريف، -اإلحلاح على إجراء فلسفي

خبصـــوص البحــــث يف حـــدوث ظــــاهرة األمـــر يبقــــى شـــائكا غـــري أن لفظيــــا، – تتـــداخل مـــع بعضــــها تـــداخال اجتماعيـــاتــارخيي هائــل ضــمن مقــاطع شــبه حتديــد ال ال يــربز يف( :"اجنينــو مــارك"كمــا يــرى التنــاص يف األعمــال األدبيــة، فالتنــاص

.)1()لكن غري حمددة التاريخ تقيم عالئق جماملة و اتمع و جمازية حيث النص وو لعلـه أمـر البـد أن يلفـت النظـر ذلـك الوضـع (إذ يقول: "سيد البحراوي"و يف األخري البد من التسليم مع

الوقـت منوذجـا سـوى النمـوذج األورويب (سـواء كـان غربيـا أو شـرقيا طـوال أمامـهالذي جنـد فيـه نقـدنا احلـديث، ال يطـرح منـوذج لـة هـو ثج الـذي نعـيش عليـه و نضـرب بـه األمالنمـوذ )...( أدبيـا أو) و سواء كان هذا النمـوذج نقـديا أمريكياأو

ة الـيت نتبناهـا و لمنـاهج الغربيـلاآلن ميكن أن يتلخص يف مجلة عامة هـي أننـا منتجـني إن معىن ما رصدت )...( أورويب )...( ض علينـــــــــــا ألننـــــــــــا مولعـــــــــــون بالتجديـــــــــــدنـــــــــــؤمن ـــــــــــا و إمنـــــــــــا نســـــــــــتوردها أو لنقـــــــــــل بدقـــــــــــة أكـــــــــــرب إـــــــــــا تفـــــــــــر

بعمـق -سـيكولوجيا-و معىن ذلك أننا لسنا منتجي املناهج النقديـة أننـا نقـف يف مواجهتهـا دون أن نسـتطيع امتالكهـا .)2(أو حىت خنتار منه ما يناسبنا ق أو نغري فيهفهي املثل األعلى الذي ال حيق لنا أن نعدل أو نعم

و هــذا مــا يثقــل كاهــل الباحــث العــريب الــذي يقــف حــائرا أمــام زخــم املنــاهج النقديــة الغربيــة، فهــو يقتــات علــى ،معــهقـد ختتلـف أو تتنـاىف إمـا بالتقليـد و احملاكـاة أو بتحميــل النصـوص األدبيـة العربيـة مـا ال حتتمــل، كمـا منـاذج أوروبيـة

االزورار يف حتقيق نتائج أحباثه و أعماله.هذا ما قد ينجر عنه اإلحساس باإلخفاق و و

.62إىل 59 من ، صالنقدية احلديثة يف ضوء بعض االجتاهاتالنص األديب :عبد املالك كاجور - 1

.190-189ص م.2001عرفة، مطابع الوطن، الكويت، ، سلسلة عامل امل"حنو نظرية نقدية عربية": املرايا املقعرة عبد العزيز محودة - 2

Page 142: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

139

: ا��دد ا������

تقديــــم:

املــنهج هــو مجيـــع اخلطــوات الــيت ينبغـــي للباحــث أو الناقــد أن يتبعهـــا الكتشــاف أســـباب العلــم هــو املـــنهج، و

ـــة و ـــيس مـــادة وجـــود ظـــواهر حاضـــرة أو حقـــائق غائبـــة، بوســـاطة األدل موضـــوع أواملنطـــق، فـــاملنهج كمـــا هـــو واضـــح ل

فهـــذه الطريقـــة ،يت عــاجل ـــا الــدارس املـــادة أو املوضــوع الـــذي يقــع بـــني يديــهإمنـــا هــو الطريقـــة أو الكيفيــة الـــ و ،البحــث

أو تلك الكيفية هي وحدها اليت حتدد للقارئ إذا كان هذا العمل عمال علميا أو غري علمي؟

.؟العلم احلديث أو العلم التقليدي إذا كان علميا هل يصنف يف صفوف و

هـــو مـــنهج أوال اإلنســـانيةحـــث يف ميـــدان اآلداب أو يف ميـــدان العلـــوم إن البإن احلقيقـــة املوضـــوعية القائلـــة: (

تنشـره صـحيفة إنسـاينمعناها أن أسلوب معاجلة موضـوع أديب أو لغـوي أو تعين يف أبسط صورها و ) قبل كل شيء و

ـــة أو ـــه يفتقـــد إىل املـــنهج أو األســـجملـــة علـــى درجـــة كبـــرية مـــن األمهي اليب و، ال ميكـــن أن يطلـــق عليـــه صـــفة علمـــي ألن

.)1(املفاهيم العلمية اليت بفضلها يكتسب هذه السمة املوضوعية

بحــث مــن هــذا الفصــل األخــري أن يطلــع القــارئ علــى أهــم املقــوالت النقديــة الــيت تلتقــي مــن املفيــد يف هــذا امل

ت ذلــــك مــــن خــــالل االقتصــــار علــــى مقــــوال و ،انســــجام كافــــة املنــــاهج النقديــــة يف ارتبــــاط و -كليــــا أو جزئيــــا-حوهلــــا

التحليل، التفسري، التقومي. الوصف،

ف: ــالوص

يتجلــى ذلــك مــن خــالل منــاهج الوصــف مــن أبــرز املقــوالت الــيت تســتحكم يف النقــد األديب املعاصــر، ويعــد

هـــي يف ذلـــك تعمـــل علـــى التقيـــد بـــالنص األديب يف ذاتـــه بعيـــدا عـــن و ،نقديـــة متعـــددة تقـــدم نفســـها باعتبارهـــا وصـــفية

للغويـة، واخلارجية، انطالقا من أن الوصف يقتضي نقل املوضـوع مـن صـورته املاديـة إىل صـورته ا الذاتية أو اإلسقاطات

أن تســعى إىل ،الــذي يفيــد يف هــذا اــال النقــدي نقــل الــنص األديب مــن صــورته اللغويــة األصــلية إىل صــورة لغويــة ذاتيــة

وياته.مست إن تدخلت أحيانا يف إعادة هيكلة عناصره و تكون مطابقة لألصل و

قدمت حوهلا جمموعة من التحديات اليت متيزهـا عـن املناهج النقدية، و قد تلونت الوصفية بتعدد املفاهيم و و

) أو(فعاليــة تعليقيــة "روفتــودو " عــدهايــة النقديــة أو تلــك، فقــد املصــطلحات اــاروة لينســجم مفهومهــا مــع هــذه النظر

هــا الفهــم : تنطلــق مــن الصــعوبات الــيت يثري تمــة يف الــنص األديب فهــيوانــب املعتقتصــر علــى إضــافة اجل )(فعاليــة الشــرح

املعلـــق يـــرفض أن حيـــذف أي شـــيء مـــن الـــنص هـــي تســـعى إلضـــاءة املعـــىن ال إىل ترمجتـــه، و و، املباشـــر لنصـــوص معينـــة

.)2(بوصفه شيئا موضوعا، كما أنه يطرح جانبا أية إضافة ميكن أن تظهر خالل القراءة

،ال ميكنــه أن يصــل إىل املوضــوعية املطلقــة -بــاملفهوم الســابق-أن الواصــف للــنص إىل "تــودوروف"يــذهب و

فالفاعليــة التعليقيــة ،أقصــى مــا ميكــن أن يصــل إليــه الوصــف هــو أن يتطــابق مــع الــنص األصــلي فيصــبح عــدمي اجلــدوى و

.57ص م.2004دار طيبة للنشر و التوزيع و التجهيزات العلمية، (دط)، إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر، :مسري سعيد حجازي -1

195.-194، ص يف النقد األديب العريب املعاصر إشكالية اخلطاب العلمي :عبد العزيز جسوس - 2

Page 143: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

140

الـذي كـان ،املوضـوعييبتعـد عـن الوصـف تلزم صـاحبها بإدخـال تعـديالت علـى الـنص األديب فيقـع يف دائـرة التأويـل و

.)1(الذي ادعاه بعض نقاد األدب حينما ارتبطوا ذه العلوم و اإلنسانيةحلما من األحالم اليت راودت العلوم

ج، فــإذا كانــت شــروط يــة املــنهمللع الوصــف شــرط ضــروري لنجــاح العلــم و أنتــذهب تصــورات أخــرى إىل و

إال الوصـفية قيمـة أساسـية فيـه ال ميكنـه التخلـي عنهـا و أناه تضمن أن يكون املنهج وصفيا، فهـذا معنـالعلمية تقتضي

.)2(فقد مشروعيته العلمية

هـذا مـا و، اصـة الـيت تؤهلـه للدراسـة العلميـةمواصـفاته اخل ذا املعـىن تفيـد حتديـد طبيعـة املوضـوع والوصفية و

اهلـدف األساسـي للبحـث النقـدي الوصف مقدمـة أساسـية للتحليـل، فقـد حـددوا اعتربوا الشكالنيون حينما إليه ذهب

تعديل قوانينها لتصـبح علـى مسـتوى املعـارف السـائدة، حتليل عناصرها الرئيسة، و و دبيةف العمليات للنظم األصيف و

.)3(عناصره فهذا عندهم هو الوصف العلمي للنص األديب الذي يتيح الفرصة إلقامة العالقات بني

ذلــك حســب الوصــف خيتلــف مــن مــنهج نقــدي إىل آخــر ويتضــح مــن خــالل هــذين النمــوذجني أن مفهــوم

يـرتاوح هـذا االخـتالف بـني اعتبـاره ضـمن دائـرة التأويـل السـتحالة نقـل املوصـوف كمـا هـو حـني تصورات كل منهج، و

الدراسة العلمية للموضوع. إلقامةأساسية بني اعتباره عملية موضوعية و تدخل الناقد يف عملية الوصف، و

: لـالتحلي

مصــطلح يتــواتر بكثــرة يف النقــد األديب املعاصــر بــل أصــبح ملحقــا بالعديــد مــن النظريــات النقديــة، مثــل: هــو و

حمللـوإىل أن رفـض ،...اخل األسـلويبالتحليل النفسي لألدب، التحليل االجتماعي لألدب، التحليـل البنيـوي، التحليـل

الثـاين يبعـد ذاتـه عـن أنالناقـد يكمـن أساسـا يف لـل والفرق بني احمل إن: ("أمحد الطريسي"األدب نعتهم بالنقاد، يقول

هــذه اخلاصــية هــي الــيت جتعــل مــن الناقــد أن يصــنف الــنص الشــعري وصــفا يبقــى علــى الفاصــل بينهمــا، و موضــوعه، و

عالقتهــــا بــــالقيم قــــيم الــــنص الداخليــــة و إبــــرازيف النظــــرة املوضــــوعية علميــــا، يســــتند فيــــه إىل مبــــدأ املالحظــــة الدقيقــــة و

أقصــد ــذا االنفعــال اخلــالق مــع الــنص األديب أو الشــعري، ونــه يســتند يف عملــه التحليلــي إىل إأمــا احمللــل ف ،رجيــةاخلا

إزاحـــة الفواصـــل بـــني الـــنص أنإال )،)4(الـــذات احملللـــة القـــراءة ينبغـــي أن تـــزيح املســـافة الفاصـــلة بـــني الـــنص و إناملبـــدأ

حمللـل حـني ارتباطـه املباشـر بـالنص األديب يسـتمد كـل شـيء مـن الـنص، احمللل لن تؤدي إىل االنطالق من فـراغ، ألن ا و

األفعــاللكــن لــيس املهــم يف العمليــة التحليليــة أن يلجــأ إىل وضــع األشــياء يف اخلانــات املعــدة ســلفا، فيقــوم بإحصــاء و

فيمــا األشـياءهـذه حبـذر إىل تفاعـل ، بـل علــى احمللـل أن ينتبـه )...( أدوات الـربط اجلمـل و و األمسـاء و تهـانأزم حسـب

.))5(بينها يف إطار سياقها الشعري

.21ص م.1992، 2ة: شكري املبخوت ورجاء سالمة)، دار توبقال للنشر، املغرب، ط، (ترمجالشعرية :تودوروف تز فيتان -3

.82تشريح النص، ص :الغذاميحممد عبد اهللا - 2

.64ص م.1998، 1، دار الشروق، القاهرة، مصر، طنظرية البنائية يف النقد األديب :صالح فضل - 3 .192، ص نقد األديب العريب املعاصريف ال إشكالية اخلطاب العلمي :عبد العزيز جسوس - 4

. 192ص :املرجع نفسه - 5

Page 144: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

141

املركبــة إيــاه، التحليــل مــنهج فكــري مــداره تفكيــك الكــل إىل عناصــره أنإىل "عبــد الســالم املســدي"يــذهب و

.)1(ليفي الذي يعتمد النظر يف األجزاء الستنباط اخلصائص املشرتكة بينهاويقابل املنهج التأ

قـد اسـتعري البيولوجيـة، و تحليل باعتباره مصطلحا علميا يرتبط بالعلوم الطبيعية وهذا املفهوم مستمد من ال و

.حتليله الباحثني خالل استفادم من مناهج هذه العلوم يف دراسة األدب و من قبل النقاد و

بالبعـد ن اآلخـر يلتـزم فيـهأ ل أن أوهلما يعطيه بعدا ذاتيـا، ويتضح من خالل هذين املفهومني املذكورين للتحلي

مها معا يسـعيان إىل التمييـز عـن مصـطلح النقـد إمـا باعتبـاره ينحـو منحـى علميـا يف املفهـوم األول، املوضوعي العلمي و

.)2(بوصفه عاكسا لذاتية الناقد يف املفهوم الثاين أو

: رـالتفسي

ختلفـة الـيت تـدخلت بـني العوامـل امل يقصد بالتفسري الكشف عـن العالقـات السـببية بـني طبيعـة الـنص األديب و

كمــا حيــدث يف ظــل املــنهج البنيــوي الشــكلي أو املــنهج ،جيــزئ الــنص ــذه الطريقــة جعلــت الباحــث أو الناقــد حيلــل و و

.)3(التفكيكي االنطباعي

ذا املعـىن يعـين الكشـف عـن جمموعـة العالقـات السـلبية الـيت جتعـل مـن ظـاهرة مـا علـى صـلة بعــدة ـن التفسـري إ

تكــون قائمــة أنهــذه العالقــات ال بــد يف تشــكيل وجودهــا، وأســهمت بعناصــر أو عوامــل أخــرى ارتباطــات موضــوعية

يفسـر ظـاهرة العبـث يف األدب العــريب يف أنفـإذا حـاول الناقـد مــثال ،الكميـة أوعلـى أسـاس األدلـة أو الرباهـني الكيفيــة

ـــة النفســـية و ات خـــالل القـــرن املاضـــييأواخـــر الســـتين بغـــي أن يتوصـــل إىل بعـــض معـــامالت االجتماعيـــة، ين مـــن الناحي

طبيعــة الظــروف اتمعيــة العامــة مــن االجتمــاعي عنــد الفــرد املبــدع مــن جهــة و املنطقــي بــني اجلانــب النفســي و االرتبــاط

فــال شــك أن هنــاك جمموعــة عالقــات متبادلــة بــني خمتلــف هــذه العناصــر ،ظــاهرة العبــث مــن جهــة ثالثــة جهــة ثانيــة، و

دئ العامــة الــيت حتكــم هــذه وء علــى طبيعــة هــذه العالقــات، وهــذا معنــاه معرفــة القــانون أو املبــاالضــ إلقــاء وأو العوامــل

الضـــوء علـــى مـــا هـــو غـــامض يف العالقـــة بـــني خمتلـــق العناصـــر الســـابقة، ســـواء بوســـاطة إلقـــاءواحلـــق أن حماولـــة ، الظـــاهرة

ة علمية.فر رة مععن معرفة قوانني هذه الظاه الكمي، معناه البحث األسلوبالكيفي أو األسلوب

من اجللي أن هذا النمط من التفسـري ال يتنـاول الظـاهرة مـن زاويـة جزئيـة، ألن التنـاول اجلزئـي هلـا يعـد حتلـيال و

يتنـــــاول الظـــــاهرة باعتبارهـــــا جمموعـــــة عالقـــــات بـــــني أحـــــداث -كمـــــا هـــــو واضـــــح -هـــــذا األخـــــري لـــــيس تفســـــريا، و و

احلــديث عــن عالقــة واحــدة معزولــة عــن بــاقي أنكمــا ، طريقــة معينــةكــل منهــا إىل اآلخــر ب يفضــي أو وقــائع متشــابكة، و

ن التفســـري يـــنهض علـــى أســـاس البحـــث يف طبيعـــة العالقـــات إمنـــا يعـــد وصـــفا أو حتلـــيال، أل العالقـــات ال يعـــد تفســـريا،

نتــائج الــربط فيمــا بينهــا بوســاطة الــدالالت املوضــوعية يف بنــاء العمــل األديب مــن جهــة، و أو العناصــر بصــورة جمملــة، و

اخلصائص العامة للمجتمع من جهة ثالثة. و ،التحقيق التجرييب على الفرد املبدع من جهة أخرى

.146ص ، األسلوب و : األسلوبيةعبد السالم املسدي - 1

. 193-192، ص يف النقد األديب العريب املعاصر إشكالية اخلطاب العلمي :عبد العزيز جسوس - 2

. 60 - 59، ص يف النقد العريب املعاصر إشكالية املنهج :مسري سعيد حجازي - 3

Page 145: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

142

الناقد أن حيدد الظاهرة حمل البحـث يف بدايـة نـص الدراسـة علـى أورض على الباحث هذا االجتاه يف أنالواقع

يف حالـة املثـال الـذي طـرح سـابقا جيـب و (...) عدة فـروض مؤقتـة أوشكل سؤال يطرحه، تأيت إجابته يف صورة فرض

يف شـكل فـرض تكـون اإلجابة؟ الستينياتيبدأ الباحث بالسؤال: ملاذا ظهر اجتاه العبث يف األدب العريب يف أواخر أن

يــزان القــيم، جتعــل الفــرد املبــدع الصــدمات الثقافيــة احلــادة حتــدث تغــريات يف م التحــوالت الســريعة و نأ هــي و مؤقــت،

العامل. اقع اخلارجي عند تصويره للشخصيات وصرف عن الو ين

ة.عد اأمور الدراسة يعين أوطرح مثل هذا السؤال يف بداية نص البحث أناحلقيقة و

البحث بطريقة دقيقة. أو: حتديد موضوع الدراسة أولها

حتديد اجتاه الباحث.ثانيا:

علــى اإلجابــةالفــرض الــذي طرحــه حــني أراد ارســيحاول اختبــ ة ســاذجة عــن املوضــوع، ولباحــث فكــرة عامــل إن ثالثــا:

الواسـع للكلمـة، ومل يبـق عىن الضـيق وهذه الدالالت املختلفـة تعـين أن نقطـة االنطـالق علميـة بـامل، السؤال بصفة مؤقتة

ار الفـرض املطـروح اختبـ أو، أي يتجه حنـو اجلانـب التجـرييب أمام الباحث سوى حتقيق اخلطوات اليت تلي هذا االنطالق

أو الفـــروض الـــيت تقـــدم عـــدم طـــرح الفـــرض ه، إن عـــدم طـــرح ســـؤال البحـــث أو الدراســـة، ويـــي بـــني يدلـــنص الـــذعلـــى ا

،تكــــديس املعلومــــات عـــــن املوضــــوع بــــدون فائـــــدة للباحــــث إجابــــة لــــه بصـــــفة مؤقتــــة جيعــــل عملـــــه يتجــــه حنــــو ســـــرد و

.)1(تدفع به حنو مضمار النص الصحفي أكثر من مضمار النص العلمي و

التفســري يقتضــي يف هــذا الســبيل و أوليـةالتحليــل هــو مرحلــة الوصـف و التفســري ال الوصــف، و إن غايـة العلــم

عالقتهــا بــالظروف احلالــة النفســية للفــرد املبــدع، و -يف هــذا املثــال -تكــون لديــه نظــرة كليــة تتضــمن أنمــن الباحــث

عالقة ذلك بالنصوص األدبية املبدعة. الستينيات و أواخرالعامة للمجتمع يف

ن تفســـــري هــــــذه الظــــــاهرة أو غريهــــــا مــــــن الظــــــواهر املتشـــــاة ال يعــــــين جمــــــرد حشــــــد كميــــــات مــــــن املعلومــــــات إ

طريقـــة يف كيفيـــة الـــربط بـــني أواحلقــائق عـــن العناصـــر املختلفـــة الـــيت تكـــون الظـــاهرة، بـــل يعـــين يف احملـــل األول أســـلوبا أو

تشـاف األسـباب املنطقيـة الـيت جعلـت اجتـاه العبـث خمتلف هـذه العناصـر بصـورة موضـوعية، لتصـل يف ايـة األمـر إىل اك

.)2(يظهر بصورة جلية يف األدب العريب يف أواخر الستينيات من القرن العشرين

بـني العوامـل املفسـرة لـه، هـذا االجتـاه و للباحـث طبيعـة العالقـة بـني ظهـور نه أن يوضحإن هذا التفسري من شأ

هـذا التفسـري ال متغريات يف بناء الوسط االجتماعي مـثال، و رد املبدع، وكأن تكون متغريات يف البناء النفسي عند الف

دقيقــة هــدفها اكتشــاف إمنــا مالحظــة منظمــة و يف وجــوده مالحظــة عــابرة، وأســهمت العوامــل الــيت يالحــظ االجتــاه و

مـن التفـاعالت مـع هي داخل دائـرة جاءت إىل الواقع و أااألسس اليت حتكم وجود هذه الظاهرة، باعتبار أو القواعد

.)3(غريها من الظواهر

.61 ص يف النقد العريب املعاصر، مسري سعيد حجازي: إشكالية املنهج - 1

.62املرجع نفسه: ص - 2 .63املرجع نفسه: ص -3

Page 146: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

143

ــــالناقــــد حنــــو معاجلــــة ظــــاهرة ال أواجتــــاه الباحــــث نإ ات علــــى ضــــوء يث يف األدب العــــريب يف أواخــــر الســــتينعب

ينكـر وجــود عامـل البنــاء النصـوص األدبيــة نفسـها و ىلالظــاهرة إ الباحـث يـرد أنالنصـوص األدبيـة املبدعــة فقـط، معنــاه

التحليـل حـني يعـاجل أومـنهج الوصـف ، والسـتينياتللمجتمع يف أواخـر عامل الظروف العامة النفسي للفرد املبدع، و

البنــاء أو الشــكل الــذي احتــوى املوضــوع أو املفــردات و الــنص األديب معاجلــة جزئيــة فهــو يقــف عنــد حــدود الرتاكيــب و

ـــنص باعتبـــاره أجـــزاء أواحملتـــوى دون ســـواه، هـــذا الوصـــف ـــاول ال ـــه ينتقـــل أوذاك التحليـــل يتن عناصـــر معزولـــة؟ حقـــا إن

ح يوضــ أنحمــددة، لكنــه غــري قــادر علــى وحــدات أخــرى بصــورة دقيقــة و وحــدة أوبالقــارئ مــن حتليــل وحــدة إىل حتليــل

ل الــذي يســمى قصــيدة أو الكــ إىل تلــك العبــارة بالنســبة أوللقــارئ داللــة هــذه الوحــدة اللغويــة أو داللــة هــذه الرتاكيــب

التحليـل اجلزئـي ال يقـود الباحـث أومنهج الوصـف أنهذا يعين اتمع، و داللة النص بالنسبة للفرد املبدع و رواية، و

اتمـع و على ما هو جـوهري مبعـىن اكتشـاف داللـة ظـاهرة العبـث يف األدب العـريب يف أواخـر السـتينيات لـدى الفـرد و

الثقافة.

يكتشـف طبيعـة العالقـة أنت بصفة جمملة حيتم على الباحـث أو الناقـد ال اكتشاف هذه الدالالوصول إىل إن

ــــــــة عــــــــامل الفــــــــرد املبــــــــدع تشــــــــكل مــــــــن اخلــــــــرب و الــــــــنص األديب يف تلــــــــك الفــــــــرتة اتمــــــــع، و بــــــــني الفــــــــرد و ات اجلمالي

الـيت تطـرأ علـى بنيـة الواقـع مـن حساسـية خاصـة حنـو التغـريات الصـدمات النفسـية الـيت يتلقاهـا مـن العـامل اخلـارجي، و و

.اإلنساين و احلضاري

روح عصره هي اليت حتـدد يف غالـب األحيـان االجتـاه وسطه االجتماعي و عامل الفرد املبدع و أنمعىن ذلك و

التحليـل اجلزئـي مـنهج ن منهج الوصف وإعلى هذا األساس ف ه أو يف نصوصه األدبية، واملذهب الذي يتبناه يف فن أو

ــــــــيت حتكــــــــم ظــــــــاهرة نشــــــــوءاكتشــــــــاف القعــــــــاجز عــــــــن ــــــــث يف واعــــــــد العامــــــــة ال أو شــــــــرح ،العــــــــريب األدباجتــــــــاه العب

ك يف نطـاق العـامل النفسـي ر حـالـذي يت ،ريي أو املـنهج التكـاملييتحقق إال بواسطة املـنهج التفسـال نهفهم طبيعتها أل و

نصوصه املبدعة. وسطه االجتماعي و و للفرد املبدع

بوسـاطة نظـرة كليـة متكاملـة تفـرض علـى الباحـث إمجاليـةتناوهلا بصـفة وامل املختلفة ون هذه العناصر أو العإ

ناحيــــة أســــاليب النقــــد األديب مــــن مفـــاهيم و مــــن ناحيــــة، و اإلنســــانيةالعلـــوم أســــاليب وأو الناقـــد أن يعتمــــد مفــــاهيم

.)1(أخرى

ار الناقـــد أو الباحـــث يف القـــرن ملوضـــوعية إطـــ العلـــم وحـــده بـــل هـــو أيضـــا معيـــار ا لن التفســـري لـــيس معيـــار أكمـــا

تعــرف الناقــد مــن زاويــة حصــيلة معارفــهلقــد كانــت املعــاجم اللغويــة يف مخســينيات القــرن املاضــي و ،العشــرين ي واحلــاد

مقياســا أوف معيــارا اإلملــام بــأطراف املعــار هــذه الزاويــة جتعــل ، واإلنســانيةالعلــوم النقــد و املختلفــة يف ميــادين اللغــة و

امسـتودع احلاسـوبأسـاس الناقـد بعـد أن أصـبح جهـاز إلقامـةهـذا املقيـاس أو املعيـار مل يعـد اليـوم صـاحلا للناقد، لكـن

.64- 63ص يف النقد العريب املعاصر، إشكالية املنهج: مسري سعيد حجازي -1

Page 147: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

144

ملختلـــف املعـــارف ال اأو خمزنـــ افـــإن جعـــل عقـــل الناقـــد مســـتودع األســـاسعلـــى هـــذا و، املعـــارف للمعلومـــات و اضـــخم

وحده مقياسا جيعل صاحبه حيمل اسم ناقد أو باحث. يعد أنميكن

تفســـري خمتلـــف ظـــواهر احليـــاة الثقافيـــة تفســـريا علميـــا، لـــه فرصـــة يتـــيح نظم، الـــذيكـــر املـــالفار األول هـــو املعيـــ

مـن اجللــي أن هـذا املفهـوم يتضـمن ثالثـة عناصــر القـيم الثقافيــة بوسـاطة هـذا الفكـر، و السـعي حنـو تطـوير املفـاهيم و و

ثانيهــا القــدرة علــى تفســـري و ،: الفكــر املـــنظمتأوىل هــذه الصــفا الناقـــد املعاصــر، و أوحــىت تكتمــل صــفات الباحــث

القيم الثقافية. ثالثها تطوير املفاهيم و خمتف ظواهر احلياة الثقافية تفسريا علميا، و

العلميـــة، ميتلـــك الناقـــد إطـــارا علميـــا مـــن مصـــادر املعرفـــة النظريـــة و أن) معنـــاه و العنصـــر األول (الفكـــر املـــنظم

فــريى الظــواهر مبنظــار العقــل ،احلكــم عليهــا أواملنطــق يف قيــاس األشــياء حــدود العقــل و تتميــز هــذه املعرفــة بالتزامهــا و

القضـــــايا الـــــيت يواجههـــــا تتجلـــــى مظـــــاهر هـــــذه املعـــــايري يف طريقـــــة معاجلتـــــه للمشـــــكالت و و ،هحيكـــــم عليهـــــا مبعـــــايري و

ميتلكـــه الباحـــث أو الناقـــد لـــيس أنالعلمـــي الـــذي جيـــب اإلطـــارالفكـــر املـــنظم أو وأو يتناوهلـــا يف حبـــث أو يف دراســـة،

فهــم املشــكالت إمنــا مــن أجــل توظيــف هــذا الفكــر يف احليــاة الثقافيــة و مــن أجــل الفكــر للفكــر، و -يف حــد ذاتــه -

القيم الثقافية هلذا اتمع. أو القضايا اليت تواجه جمتمعه فضال عن تطوير املفاهيم و

ميتلكــه الناقــد أو الباحــث، ينبغــي أنالعلمــي الــذي جيــب اراإلطــ أوالتفكــري املــنظم نفــإ األســاسعلــى هــذا و

يكــون لــه مهمــة يف حيــاة جمتمعــه، الســيما إذا كــان هــذا اتمــع مــن اتمعــات الناميــة الــيت هــي يف أمــس حاجــة إىل أن

.منه إحالل الفكري العلمي أو العقالين بدال القضاء على الفكر اخلرايف و

اخلاصــة عــن أواحلقيقــة املعرفــة العامــة يف ي ميتلكــه الباحــث أو الناقــد لــيسالعلمــي أو املنهجــي الــذ اإلطــارو

ة نـإمنـا هـو وسـيلة أو أداة تتـيح لـه فرصـة إلقـاء الضـوء بكيفيـة معي النصوص األدبية فقـط، و أوالثقافية أوالوقائع األدبية

إضـفاءمـن أجـل ،ظة منظمـةمالحظتها مالح أوعدة ظواهر من خالل مشاهدا أوعلى جمموعة عالقات بني ظاهرة

غة التجريبيـة ليصـل الصـب بغة التأمليـة وحتديـد خصائصـها العلميـة عـن طريـق الصـ و ،طابع العقالنية على هـذه العالقـات

أومجيـع العقـول ال بالنسـبة لعقـل هـذا الناقـد ون هـذا التفسـري لـه مصـداقيته لـدى يكـ أنتفسـريها، شـريطة إىل يف النهاية

أوهـذا القـول ينطبـق علـى احلقـائق موضـوعية النتـائج، و قتضـي تـوافر موضـوعية املالحظـة وهذا ي الباحث فحسب، و

.اإلنسانية أوالثقافية أوالظواهر األدبية

القــــيم الثقافيــــة، العنصــــر األخــــري يف شــــروط الناقــــد أو الباحــــث احلــــديث هــــو الســــعي إىل تطــــوير املفــــاهيم و و

التصورات النظرية الشـائعة يف احليـاة الثقافيـة إىل التحديـد يف بنيـة اللغـة و أويقصد بتطوير املفاهيم دفع املصطلحات و

،قولـة عـن الثقافـة الغربيـة احلديثـةاملنالعامـة، السـيما املصـطلحات ذات مـدلول للخاصـة و الثقافة العربيتني، حبيـث تبـدو

يقصـد بتطـوير القـيم نقلـه، و غته أومضـطرب يف صـيا مدلول غامض أو أوهلاليس هلا مدلول يف إطار الثقافة العربية، و

.)1(سلوكه يف املواقف االجتماعية املختلفة الثقافية النمو الفكري ملوجهات فكر الفرد و

.67- 66- 65، ص يف النقد العريب املعاصر إشكالية املنهج: مسري سعيد حجازي - 1

Page 148: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

145

: مـالتقوي

القيمـــة يف النقـــد أحكـــامن: يكمـــن االخـــتالف يف جـــدوى التبـــاس شـــديدا يكتنـــف مقولـــة التقـــومي اخـــتالف و

على النصوص األدبية. األحكاماليت على أساسها يتم إصدار يكمن االلتباس يف حتديد املعايري األديب، و

اجلمايل أن إصدار احلكم علـى العمـل األديب مكونـا أصـيال مـن االنطباعي و النقديني نييرى أصحاب التوجه

خصوصا االنطباعيني الذين يتحللـون مـن كافـة مل يكن الغاية كلها، و إنإحدى غاياته يعد ، بل مكونات النقد األديب

أمــااعتمــادا علــى االســتجابة الشخصــية املباشــرة، األدبيــةالقيــود الــيت تكبــل حريــام يف إصــدار األحكــام علــى األعمــال

رأوا ضرورة تأسيسها على مـا اسـتقر يف علـم اجلمـال و ،األحكامالنقاد اجلماليون فقد قللوا من غلواء الذاتية يف إصدار

.)1(مجالية قواعد فنية و و علم اجلمال األديب خاصة من معايري عموما و

عــــن املــــوقفني املــــذكورين دراســــات متيــــز يف احلكــــم علــــى األعمــــال األدبيــــة بــــني احلكــــم الــــذايت قــــد انبثقــــت و

يـنهض احلكـم احلكم املوضوعي، ينهض احلكم الذايت على االستجابة املباشرة اليت يثريها العمل األديب يف املتلقي، و و

ذايت شخصـي و أوهلمـا أنيرتتـب علـى ذلـك وضـوعية كامنـة يف العمـل األديب املنقـود، واملوضوعي على قواعد مجاليـة م

التباين فيه كبري جدا. واحتمال اخلطأ و

ن أسـاس التمييـز بينهمـا أ املعتمدة عليهـا، و األحكامأن ثانيهما يعتمد قواعد موضوعية تضيق اخلالف بني و

.)2(التقومي هو الفرق بني التذوق و

قــد يكـــون مرجعهــا قواعـــد مســـبقة ،املوضـــوعية أحكامــهالعناصــر الـــيت يعتمــدها الناقـــد يف إصـــدار هـــذه أنبيــد

قــد يكــون مرجعهــا قواعــد يكــون قــد اســتمدها مــن نصــوص أدبيــة متعــددة، و أنخيتزهلــا الناقــد يف ذائقتــه اجلماليــة بعــد

دبيــة خمتلفــة، كمــا قــد تكــون متخللــة مــن أ يف قواعــد بالغيــة و أومســبقة أيضــا قــد مت اســتقرارها يف علــم اجلمــال األديب،

من العمل املنقود ذاته. اشتقاقهاكل معيار مسبق فيتم

بـني انتظـارات املتلقـي و، قد يرتتب احلكم اجلمايل على عالقة جدلية بني النص األديب خيتزن عناصره الفنيـة و

.)3("إيزر"ة خاص ذلك نظرية التلقي و ؤسسة من معايري مجالية كما ذهبت إىلاجلمالية امل

جيعلهـــا غـــري مهتمـــة األدبيـــةن طبيعـــة تعاملهـــا مـــع األعمـــال التفســـريية، فـــإ و ةالتحليليـــ واملنـــاهج الوصـــفية أمـــا

علـى مـن ضـمنهم مـن عمـل بل إن، املفسرين لألدب احملللني و ليس من مهمة الواصفني و غري علمي و كونهبالتقومي،

حبكــم ارتبــاط التقــومي و ،بالداللـة اللغويــة ملصــطلح نقـد يــرتبطقـوميي الــذي الت اإلحيــاءنفـي صــفة الناقــد األديب عنـه حبكــم

معـا حمكـومني بذاتيـة القــارئ عـدمها مصــطلح النقـد بالتأويـل و "ودوروفتـ"حلـق ، مثلمـا أبالنقـد األديب يف تارخيـه الطويـل

.)4(لألدب

.197: إشكالية اخلطاب العلمي يف النقد األديب العريب املعاصر، ص عبد العزيز جسوس - 1

.85-66ص م.2000"عرض و تفسري و مقارنة"، دار الفكر العريب، القاهرة، مصر، (دط)، األسس اجلمالية يف النقد العريب :عز الدين إمساعيل - 2

.198ص نفسه،: املرجع عبد العزيز جسوس - 3

. 20ص ،الشعرية :تزفيتان تودوروف - 4

Page 149: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد ني الفصل الثا

)النقدية

146

ــــدا مــــن إال أن ــــين هــــذه املنــــاهج مل جيــــدو ب ــــي أوهــــم الوصــــفي مســــتوى التقــــومي بعمل إحلــــاقبعــــض متب التحليل

"إمساعيـلعـز الـدين "مـا ذهـب إىل ذلـك لمث ،التفسريي باعتباره جزءا أصيال من النقد مهما كـان املـنهج الـذي يتبنـاه أو

انفعـاال مـع األديبالتحليـل "أمحـد الطريسـي"عـد مثلمـا وظيفة النقد األديب يف مهميت التفسري واحلكـم، وحني حتديده ل

.)1(شعريال أوالنص األديب

.198ص : املرجع نفسه،عبد العزيز جسوس - 1

Page 150: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

146

��: ا���دد ا��ط� و إ����

تقديــــم:

هو خالصة الفكر مميزاته، و نظام ثقايف قائم بذاته له خصوصياته و املصطلح هو بنية معرفية و

إذا أريد الوصول إىل نتائج اجيابية للبحث العلمي ال األديب، و وسيلة من وسائل التقدم العلمي و للمجتمعات و

يستحيل حتقيق التجاوب و بدون حتديدها ال ميكن التفاهم و صطالحات، واال بد من حتديد األلفاظ و

.)1(األهداف املتوخاة

قائم ، موضوعا لعلم جديدهصار جمموع املصطلحات املوظفة يف امليادين العلمية املختلفة كل على حد

بذاته، له مفرداته اخلاصة اليت تدل عليه.

علــم المصطلح:

تسميتها سواء يف حقل املعرفة الذي يعاجل تكوين التصورات، و) Terminologieيعد علم املصطلح (

هو حقل من أحدث حقول اللسانيات التطبيقية يتناول موضوع حقل خاص، أو يف مجلة حقول املواضيع، و

.)2(اللغوية اليت تعرب عنها األسس العلمية لوضع املصطلحات

املصطلحات يف العالقة بني املفاهيم العلمية و علم املصطلح أو املصطلحية تعين العلم الذي يبحث

.)3(هو علم مشرتك بني علوم اللغة اللغوية اليت يعرب عنها و

دون استطراد مع املوضوع و اانسجام ويف جيوب التطور التارخيي لعلم املصطلح اديداالرتدون التوغل و

الغربية ستغلق من مصطلحات املناهجا ملا احمفتا باعتباره لغة العلم و حتديد وظائف املصطلح ميكن

: العلوم و ذلك يف إجيازو

مدى اتساع : فالفعل االصطالحي مناسبة علمية للكشف عن حجم عبقرية اللغة، والوظيفة اللسانية -1

ددة يف شىت قدرا على استيعاب املفاهيم املتج تعدد طرائقها االصطالحية، و ، وجذورها املعجمية

االختصاصات.

لذا فقد مصطلحيهال وجود لعلم دون املعرفة و أن املصطلح هو لغة العلم وة املعرفية: ال شك الوظيف -2

).أوائل الصناعات( لوم) وعصطلحات (مفاتيح الاملأحسن علماؤنا القدامى صنعا حني جعلوا من

دة اليت وء الوحيهو نقطة الض : كما أن املصطلح مفتاح العلم فهو أيضا أجبدية التواصل، والوظيفة التواصلية -3

عن فكر كرجل أعمى يف حجرة مظلمة يبحثبدونه يغدو ال ط الظالم، وتضيء النص حينما تتشابك خيو

.)4()قطة سوداء (كما يقول املثل االجنليزي

.6، ص 444م. ع 2007ويت، الكويت، رابطة أدباء الك البيان،، لعامل العريب "املصطلح والداللة"معامل النظرية الشعرية يف اعبد املنعم الوكيلي: - 1

.28ص م.2008، 1طإشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب اجلديد، منشورات االختالف، الدار العربية للعلوم ناشرون، اجلزائر، يوسف وغليسي: - 2

.24، ص1ع م.2008 دمات التعلمية، اجلزائر،اخل االستشارات و مركز البصرية للبحوث و، مشكلة املصطلح، دراسات أدبية اللغة العربية و إبراهيم منار: - 3

.35م. ص 2002العامة للكتاب، القاهرة، مصر، (د.ط)، نظرية املصطلح النقدي، اهليئة املصرية :عزت حممد جاد، - 4

Page 151: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

147

عنه، على يتغاضىأدواته االصطالحية ميثل ضربا من التشويه ال يتحاشىذلك أن تعمد احلديث يف أي فن معريف

ال أدل و االصطالحية من شأا أن تفقد فاعليتها التواصلية خارج سياق أهل ذلك االختصاص،أن هذه اللغة

).واملؤانسة اإلمتاعيف (ة اليت أوردها أبو حيان التوحيدي من هذه احلكاية الطريفعلى هذا الكالم

أطرق عجب و ما يدخل معه فحار و وفسمع كالم أهله يف النحو "خفشاأل "لسوقف أعرايب على جم

المنا مبا ليس من بكالمنا يف ك قال: أراكم تتكلمون: ما تسمع يا أخ العرب؟ "األخفش"فقال له وسوس و

كالمنا.

إىل االستشهاد ذه احلكاية يف موقف مماثل معلقا على ذلك ذا "الغذامي حممد عبد اهللا" قد سبق و

ه أن يرى اللغة تتكلم عن اللغة حشأو صطالح واال ك كانت حال فصيح أعرايب صدمته لغةتل( : الوصف البارع

.)1األشياء بعد أن كان يعرف أن اللغة تتكلم عن الناس و

كم معريف ختزين: يقوم الفعل االصطالحي بوظيفة اقتصادية بالغة األمهية متكننا من الوظيفة االقتصادية -4

ن املفاهيم املعرفية الكثرية ود اللغوية القليلة عالتعبري باحلد ات مصطلحية حمدودة، وهائل يف وحد

الوقت، جيعل من املصطلح سالحا اللغة و ال خيفى ما يف هذه العملية من اقتصاد يف اجلهد و و

.التحكم فيه اة الزمن يستهدف التغلب عليه و

هي و، اإلنسانيةاللغة االصطالحية لغة عاملية بامتياز إا ملتقى الثقافات أن: ال شك احلضاريةالوظيفة -5

تتجلى هذه الوظيفة خصوصا يف آلية اجلسر احلضاري الذي يربط لغات العامل بعضها ببعض، و

ت صوتية تظل شاهدا على ارتض اللغات بعضها من بعض صفقحيث ت (Emprunt) (االقرتاض)

تتحول بعض املصطلحات حضاريا يف نسيج لغة أخرى، و معرفيا و حضور لغة ما، حضورا تارخييا و

فيتحول املصطلح إىل وسيلة لغوية )Internationaux( إىل كلمات دولية - رتاض القبفعل ا -

ن املصطلح هو لغة العوملة فهو جسر إميكن القول وثقافية للتقارب احلضاري بني األمم املختلفة، و

حضارم، لذلك عدت املصطلحات العلمية سفراء األلسنة بعضها إىل و األقوامالعلوم الذي ميتد بني

.)2(بعض

: المصطلح هجرة

وعي اللغة حىت ميكن قياس درجة للمصطلح املهاجر و للوقوف عن كيفيات استقبال املهاجر اللغوي

م يضبط من لغة أخرى، ال بأس من االستعانة بسل إليها) باملصطلح الدخيل املهاجر أو باألحرى وعي أهل (اللغة

إياهمستوحيا "عبد السالم املسدي" –مبهارة علمية فائقة -مراحله، صممه ىصيتق هذا الوعي االصطالحي و

بتسميات متعددة - يف سياقات خمتلفة -قد مساه شهاداته على ممارسات اآلخرين، و من ممارساته الشخصية و

-الرتقي االصطالحي ناموس -قانون التجريد االصطالحي -اتب التجريد االصطالحي مر لكنها متقاربة (

.43 ، صإشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب اجلديديوسف وغليسي: - 1

. 45إىل 43من : صاملرجع نفسه - 2

Page 152: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

148

خالصة قانون التجريد االصطالحي، أن املصطلح الدخيل يف هجرته من لغة إىل و ب االصطالحية)،قانون املرات

اموسا مطردا قبل أن يستقر يف مرحلته األخرية، على صورته اردة الواعية، ومراحل متثل ن ةلغة أخرى متيز بثالث

هذه املراحل هي:

زل ضيفا جديدا على ـين و ةاللغفيها يغزو املصطلح ميكن تسميتها مبرحلة التجريب، و : ومرحلة التقبل -1

عجمي.رصيدها امل

يفكك فيها يفضل دال املصطلح على مدلوله، و ميكن تسميتها مرحلة االضطراب، و : ومرحلة التفجري -2

مطولة نوعا ما. يعوض بصياغة تعبريية ستوعب نسبيا واملصطلح إىل أجزائه املكونة له، في

فيها يتم هي املرحلة احلامسة يف حياة املصطلح، و تسميتها مرحلة االستقرار، وميكن مرحلة التجريد: و -3

.)1(املطولة بلفظ حيوصل املفهوم فيستقر املصطلح الدخيل على مصطلح تأليفي أصيلتعويض العبارة

من استظل به كان إن أقل ما ميكن أن يقال يف خضم املعاناة اليت صاحبت املصطلح األديب يف هجرته و

تكن لتبلغ لديه القلوب احلناجر إال مل و ،من ركن إليه فكأمنا ركن إىل جرف هار و ،اهلجري بأواريمن استظل ك

.)2(ذه البيئة سوى مراوغة طيف احلقيقة حال مكابدة الوصولمل تكن ه و ،جراء اهلدي إىل بيئته

: رفي الخطاب النقدي العربي المعاصالمنهج ب المصطلحعالقة

ن يستغين عن ليس يف وسع أحدمها أ بالناقد وصلها و جيدروثيقة قرابةاملصطلح عالقة بني املنهج و

إنيفشل يف القيام بوظيفته، حيه وتذهب ر اخلطاب النقدي و دون ذلك يهتز و اآلخر أثناء الفعل النقدي،

خر، فكل منهما عن اآلال حيسن احلديث عن أحدمها مبعزل ، واملصطلح وجهان لورقة نقدية واحدة املنهج و

شاهد على وجود اآلخر وباعث على ظهوره.

يدل على وجهتها، وكما أن القراءة املنهجية تقتضي املصطلح، فإن املصطلح كذلك حيدد مسار القراءة و

من من هذه الزاوية ميكن تفسري اختالف املصطلح من قراءة إىل قراءة، و ،السدي يقة اللحمة واملصطلح وث و

ضا ميكن فهم شيوع مصطلحات ما دون غريها من املصطلحات يف قراءة دون قراءة.هذه الزاوية أي

شد ميال جيعل منهج الناقد أ توضيحها جيعل العمل النقدي يعاين من التشتت و إن عدم حتديد املفاهيم و

نقدي عن الوضوح.بالفكر ال بالعمل و االرتقاءاليت تعد حجر الزاوية يف حظة العشوائية منه إىل املالحظة إىل املال

منهج الناقد يف أساسه العميق وسيلة يستخدمها إللقاء الضوء على ظاهرة فكرية أو مجالية أو لغوية و

فيقلل من ظلماا إذا كان هذا هو األساس العميق ملنهج الناقد أو الباحث فمن الطبيعي أن حياول على الدوام

من هنا كان حتديد مدلول املصطلح جوهريا فيما ن الوضوح وإجالء مفاهيمه فيتخذ منها جسرا حيقق له املزيد م

يتعلق باملنهج ألن جتاهله يف النص النقدي أو املرتجم ضربا من التقهقر إىل العشوائية حيث التخبط

. 48-47، ص يوسف وغليسي: إشكالية املصطلح يف النقد األديب العريب اجلديد - 1

.31مود جاد: نظرية املصطلح النقدي، ص عزت حم - 2

Page 153: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

149

يف من هنا كان لزاما إعادة النظر يف وظيفة النقد و إن بدا هذا التقهقر يف ثوب مجيل و الفوضى الفكرية و و

.)1(يف كيفية التعامل معه بطريقة علمية صطلح املنقول ووظيفة امل

هو -يف أدىن وظائفه النقدية - أن املصطلح متالزمان، واملصطلح رديفان واضح إذن أن املنهج ومن ال

هذه املسألة هلا بع، ونقدية تشكل عالمة على املنهج املتمفتاح منهجي ألن املصطلحات املستخدمة يف القراءة ال

منهجية ذا ما تعددت املصطلحات من مصادر إ تبني منهج الناقد ول بالغة بل ميكن اعتبارها مرشدا أساسيا أمهية

، احملتضن ملناهج أخرى تبدو هامشيةاملنهج الغائب أو املنهج إلظهاربسيط أن يكفي إلحصاءخمتلفة، ميكن

املصطلح الذي يسهم يف بلورته دوليتمن خالل حتديد املنهج ملصطلح، وعامة حيدد ان املنهج باملثل فإ و

.إجناز فعله و

الفوضى النقدية أن يطبق منهجا نقديا باستخدام مصطلحات غريه من رات القصور املنهجي وامن أم و

يفقد شرعيته خارج توظيفه. املناهج، ألن املصطلح وثيق الصلة باملنهج و

يف الوقت ذاته، ألن انتقادهم له و "اجلمحيابن سالم ـ"تداح بعض الدارسني لمن هذا ميكن فهم سر ام

املصطلح قد كان طاغيا ن التناقض بني املنهج وأ وأداءه االصطالحي كان دون املردود املنهجي اآليل لطبقاته،

دقة املصطلح لكان بني سالمة املنهج و "المابن س"ى به املطاف إىل أنه لو مجع يف نظر دارس آخر انتهعليها

.)2() حبق أول كتاب يؤسس للنقد املنهجي عند العربكتاب (الطبقات

: العربي المعاصر المصطلح في الخطاب النقديأزمة

منذ أن ارتدى لبوس املناهج مأزوما بع حلركة النقد العريب املعاصر، جيد أن اخلطاب النقدي العريب إن املت

غلني ذا تأثارت اهتمام املش أسها، وأطلت قضية املصطلح النقدي بر و بعد أن لنصوص لالغربية يف مقاربته

تبنيه يف املناهج النقدية، ألن املنهج حيمل بداخله املخاوف من خطر جلب املصطلح الغريب و بدأت واحلقل،

هي وإن بدت جمرد آليات إجراء ملقاربة فاتيح اليت ا يباشر النص، وامل مجلة من املصطلحات هي مبثابة

معرفية للبيئة اليت أجنزا. ون حاملة شحنات عاطفية والنصوص، فهي ال تعدو أن تك

القارئ، إذ غدا هذه القضية، قضية املصطلح النقدي حدوث قطيعة بني الناقد و أفرزته اكما كان مم

ذ استحال د، خصوصا يف جانبهم التطبيقي، إض املصطلح النقدي يف خطابات النقااملتلقي يشتكي من غمو

بمؤسل و مرمز مشفر واألسرار، فهو بالطالسم و الغييب املغلفىل ما يشبه الكائن إاملصطلح يف يد الناقد (

.)3()متناص منحرف و و حزا ـمن و متسمطق مسميأ متموضع و متمفصل و متأمثل و مؤنسن و و

إن النقد العريب املعاصر يعيش أزمة نقدية منذ أن انفصل عن أصوله يف عهد االحنطاط، مث جميء عهد

النقد العريب يبحث عن و منذ ذلك الوقت ، وأركاااليت يرجع البعض الفضل إىل الغرب يف تأسيس النهضة،

.141ص م.2002، 1ثقافية للنشر، القاهرة، مصر، ط، الدار الكالت احلداثة يف النقد العريبمش د:مسري سعي - 1 . 58-57- 56، ص إشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب اجلديد يوسف وغليسي: - 2م. 2005ط)، د( مصــر،القــاهرة، ، اهليئــة املصــرية العامــة للكتــاب، يف األصــول املعرفيــة قاربــة حواريــةإشــكالية تأصــيل احلداثــة يف اخلطــاب النقــدي العــريب املعاصــر، م :عبــد الغــين بــارة - 3

.289 ص

Page 154: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

150

مستودع ضانه الوافد من اآلخر أو الرجوع إىلاألمر كذلك إال أن يرمتي يف أح لم يكن له، وفهويته الضائعة

.يتعامل مع قضايا تتجاوزه ما يقابل اجلديد الدخيل ظنا منه بأن الرتاث ميكنه أنإجياد الرتاث، قصد

فكر بالدرجة األوىل ألن الناقد املعاصر مل ة وأزمة ثقاف - هي يف احلقيقة - إن أزمة املصطلح النقدي

اجلهل ذه ، وأنتجتهفكرية للحضارة اليت هذا املصطلح حيمل يف ثناياه ذخرية معرفية و أنيستوعب فكرة

ننقل دون إدراك األصول أنوضعية املقارنة الثقافية، بل العيب اخلصوصية سبب األزمة فليس عيبا أن نعيش

املقارنة الثقافية تقتضي الوقوف على خمتلف األطراف يالئمنا يف شيء، إن وضعيةننقل ما ال أناألبعاد، و و

الثقافية فيحدث الوعي باخلصوصية فتكون املعاجلة.

يف ترمجة املصطلح النقدي، إذ ال جيد الدارس كما أن غياب اجلهد اجلماعي كان له دور ذيوع الفوضى

أن يستوعب ال يتعدى دور القارئ الذي حياول اليوم أو املرتجمفردية إذ الدور املنوط بالناقد اجهودإال

هو ما يشاهده املتتبع ته أو قراءته اخلاصة، اليت ختتلف عن غريه من النقاد أو املرتمجني وينقل إىل القارئ نظر و

من املخاطر اليت "حممد مفتاح" قد حذر الرتمجات للمصطلح الواحد، و رتمجات اليوم، إذ جيد العديد منهلذه ال

من أسباب تلك اآلفات وخاطئة أو غري دقيقة، إذ يقول: ( ترمجته ترمجة جر عن سوء فهم املصطلح النقدي ونت

الغايات، مما جيعل الباحث العريب يلجأ األبعاد و مضبوطة احلدود ومنهاجية تصور نظري حمدد املعامل وغياب

).)1(ارات العلمية املؤكدةإىل األساليب البالغية ليخفي اخلس إىل تشقيق الكالم و

يف الثقافة التأمل يف األبعاد والنتائج املؤدية إليها ل الرتمجة، والنظر قب إمعانور النظري يوجب هذا التص

جيد سندا فيه حىت يشيع ) مع تلك الثقافة، وض أو (يعربرت قاخلاصة، حىت ميكن أن يتالءم ما يرتجم أو ي

ثريا ما خيضع للحظ أن ما حيصل هو أن الرتمجة أو االقرتاض، أو التعريب ك يؤدي وظائفه الثقافية، بيد تشر وني و

إىل نتائج وخيمة. اخلطأأحيانا كثرية فيؤدي ختطئ غري رام)، ومن رميةفتصيب فتكون (

"توفيق الزيدي"املعاصر حباجة إىل ضبط منهج لدراسة املصطلح النقدي، أو كما مساه إن النقد العريب

) فتكون الدراسة املصطلحية شاملة، أي ال تقتصر على جهد ناقد االصطالحية النقدية العربية تأسيس علم(

ن ذلك النظام بعينه، مفصوال عن النظام االصطالحي يف اخلطاب النقدي العريب، بل جيب أن يكون العمل ضم

).النقادواملصطلحني االصطالحينيال بد من تكوين ( "ديتوفيق الزي"لتتم العملية يرى و

يف قارا الصطالحية درسا اا إذ جعلو : ("ديالزي"فيها على العرب، يقول الذي كان للغرب فضل السبق و

.))2(لة الربامجصوا للتكوين االصطالحي مشاريع مفصخص جامعام و

العجز االضطراب و مدلول املصطلح يف النقد العريب املعاصر جيعل الناقد يتجاوز الفوضى و دإن حتدي

أزمة يف - "عبد العزيز محودة"كما يرى - ليست فاألزمةمعاجلة سليمة األجنيبالتصور يف معاجلة االصطالح و

احلضاري قي عن إطارنا الثقايف وإمنا هي أزمة يف غياب املدلول احلقي الداللة أو افتقاد القدرة على الداللة و

.291ص إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر، :عبد الغين بارة - 1

.291ص املرجع نفسه: - 2

Page 155: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

151

هو منهج يقوم على أساس اجلمع بني خصائصه داخل بسبب غياب املنهج العلمي يف نقله و حتديد مدلوله و

.)1(بني خصائصه داخل إطارنا الثقايف إطاره الثقايف و

راستها، د خزا و ) تكون مهمتهم مجع املصطلحات النقدية العربية وهؤالء املصطلحيون (النقاد و

يعىن )ديب فإن املصطلحي (الناقدهذا بتقسيم األثر األ عن وظيفة الناقد األديب، فإن عين هي وظيفة ختتلف و

منصب إن كان اهتمام األوىل منصبا على األثر األديب، فاهتمام الثاين خبطاب يف حد ذاته من زاوية مصطلحية، و

.)2(مستوى ما وراء اخلطابا درجة ثانية يف على اخلطاب النقدي املنجز، إ

كما -مت الوصول إىل إعداد املصطلحي (الناقد) إذا اليت عصفت األزمةلنقد العريب أن خيرج من ليتسىن

قدر ما ، باإلبداعيهذا املصطلحي لن يكون إصدار حكم قيمي على النص ألن دور - "توفيق الزيدي"يقرتح

والم االجتهادية حما على النقاد منفر ) لو هناك مصطلحي (ناقدلو كان ، وملصطلح النقديامعاجلة هو تأمل و

حىت اجلديد املبتكر. أواملخزون يف مستودع الرتاث أويف التعامل مع الدخيل الوافد،

صحيح أن هناك أزمة يف نقل املصطلح النقدي، حىت إن املشاريع احلداثية الغربية اليت أفرزت املصطلحات

يعاين املشاكل نفسها اليت يعانيها القارئ التفكيكية تثري أزمة عند القارئ العريب، و بنيوية واليت أثارت األزمة، كال

تحدثوه من مؤسسات قل النقد عندهم إىل توحيد املصطلح يف إطار ما اسطاملا دعا املشتغلون يف ح العريب و

الواقعهو يدخل واقعا ثقافيا خيتلف عن كان هذا حال املصطلح عند أهله، فكيف به وإذا اصطالحية نقدية،

.؟ الذي ارتبط به

إن الذي حدث يف الثقافة العربية وهي حتاول االنفتاح على اآلخر وجدت نفسها خاضعة لثقافة مغايرة

فى ضمن االرتباك يف الثقافة العربية، إذا أ ابفعل التأثري ميكن للغرب أن حيدث نوع لثقافتها بل معادية هلا و

لدالالت القارة لبعضا يت كانت له يف األصل، كما قام خبلخلةلمصطلح عن تلك اللمغايرة دالالت

يغدو اليت هي مظهر من مظاهر املركزية الغربية على الثقافة العربية، و ن الثقافة الغربيةتهيماملصطلحات، ل

طلح العريب عما وضعت له يف أصل باملقابل داللة املص زاحـنت داللته متداوال يف خطاب النقاد واملصطلح الغريب ب

.)3(النشأة

ها، فقد هاهلا ما تبين به صرحا يانهذا هو حال الثقافة العربية إذا فهي مل تستطع أن تؤسس لنفسها ك

هذا وض ما، فكان أن قة التباين املوجود بينهمتناسياآلخر من تطور يف جمال املعرفة، فارمتت يف أحضانه إليهوصل

افة العربية، ويض شرخا داخل الثقق، فأحدث هذا التفرض عليها منوذجه القار قافة وذه الثاآلخر أسس ه

هناك مفهوم مستقر بل تعددت ومل يعد ،اع القلق يف الوسط املعريفش ه وضت داللتغم فاضطرب املصطلح و

147- 146، ص : مشكالت احلداثة يف النقد العريبمسري سعيد -1

. 298إىل 290ص من إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر، :الغين بارة عبد - 2

.293- 292ص :املرجع نفسه - 3

Page 156: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

152

املشتغلني يف احلوار بني أهل الدراية من غياب الوعي املنهجي، وأدى إىل املفاهيم للمصطلح الواحد، كل هذا

حقول املعرفة.

يف احلقيقة - ح النقدي يف الثقافة العربية ترتبطاملصطل االضطراب اليت أصابت اخللط و غموض وإن مسة ال

املعاصرة. إشكالية واألصالة إشكالية: مها إشكاليتنياثنني، أو قل بسببني -

على املصطلح فاء دالالت حديثةن يف حماولة أصحاب النقد املأثور إضمك: فتأما إشكالية األصالة

املصطلح من لني أن نقيغنيه عن البحث، متناسي الستحداث ويكفي املبتكر مئونة ا القدمي النقدي، ظنا منهم أن

يؤدي إىل تغذية ،خصوصياته اليت اكتسبها ضمن حقله األصل ةمراعاحقل معريف إىل حقل معريف مغاير دون

، ألن توظيف املصطلح القدمي لنقل مفاهيم املعريف سياقه اكتسبها يف املصطلح بدالالت غريبة عن تلك اليت

ال ميكن إعادة توظيف املصطلح القدمي احمللي على السواء، و جديدة قد يفسد متثل املفهوم اجلديد و

.)1(الفهم فظي غري مرغوب فيه باإلضافة إىل سوءيؤدي إىل مشرتك ل هختصيصه إذا كان موظفا ألن و

ذإقها على املستحدث من املفاهيم، إطال القدمية و األلفاظبدوره عملية إحياء "املسدي" قد هاجم و

استخدامه يف غري معناه لفظ وزعون صوب إحياء الـوكثريا ما يتجاذب املرياث االصطالحي ذوي النظر فينيقول: (

عليه مسحة من يانا أخرى ويتسلل أح ، ويتوارى حينا خلف املفهوم النحوي يق، فإذا باملدلول اللساينقالد

.)2نييعسر حسم اجلدل بني املختص البس القضايا وتتعتم صورته االصطالحية فت الضباب

للدالالت اليت ةمراعا: فتتمثل يف نقل املصطلح األجنيب إىل الثقافة العربية دون المعاصرة إشكاليةما أ

البنية اليت يصار توظيفه فيها، هذه وضعه يفل - أيضا - التشكل دون حساب اكتسبها يف أرض النشأة و

الغربية، حيث أقبل الناقد العريب على املعرفة تزايدت بعد االتصال الالمشروط بني الثقافتني العربية و اإلشكالية

نفسه أيضا الغموض بل وجد اخللط و وقع يف االضطراب و أنمن نتائج، فكان سيرتتب اتقدير ملالغربية دون

هي يف النهاية ال تعدو أن تكون لدالالت ال ميكنها أن تتنفس إال يف بيئتها، واملة يستخدم مصطلحات ح

مظهرا من مظاهر املركزية الغربية.

ة حياول الرتاث املعاصرة، مر اإلشكاليتني، األصالة ومأزوما يف ظل هاتني املعاصر العريبهكذا أصبح النقد

القدمي بدعوى أنه يقوم بإحياءيف مستودع الرتاث ..)(. أن يشحن داللة املصطلح اجلديد مبا هو خمزون

ينقل مصطلحا ذا خلفية معرفية مغايرة إىل الثقافة اليت يصار استخدامه كرة لتعامل مع اجلديد، وجعله قابال ل و

.)3(املتخصص حىت شتكي منها القارئ واالضطراب اليت ي اخللط و فيها، كل هذا زاد من تفاقم أزمة الغموض و

مواكبة له بقيتحقيقية ملعاصرة يعاين من أزمة ن املصطلح النقدي يف الثقافة العربية اإ: صفوة القول و

املالحظ أناخللط، كما و اإللغاز بدت مظاهره متجلية يف الغموض و فتاحه على اآلخر، ومنذ أن أعلن ان

.294ص إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر، عبد الغين بارة: - 1

.295ص املرجع نفسه : - 2

.296- 295املرجع نفسه: ص -3

Page 157: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

153

النقل، مشروع يبدو فيه على الرتمجة و مإنه مشروع يقو ( ملفكر حسن حنفي:ملشروع الثقافة العربية على حد قول ا

عالقة املركز باألطراف، املركز الذي يبدع هي ، عالقته بالغرب اإلنتاج والغرب مصدرا للمعرفة

.)1()الطرف الذي يستهلك و

األصول احلضارية، يبقى مشروع وفق ةديف غياب املشروع النقدي الذي ينطلق يف قراءة الثقافة الواف و

يب من عقدة اآلخر اصطالحي يضم الثقافة العربية مؤجال إىل حني، ريثما يتخلص املثقف العر تأسيس جهاز

يشع مبختلف صنوف املعرفة. الذي يرى فيه مركزا

ك ار ال املثقفني العرب فهموا لتده احلضارة الغربية يف بداية القرن العشرين إليهإن التطور الذي وصلت

العامل أو كما ون يف أحضانه ظنا منهم بأنه املركز الذي يشع بالثقافة على اللحاق به، فإذا م يرمت نقصهم و

).العامليةأسطورة الثقافة يسميها حسن حنفي (

ة سيطرت الفوضى على جهود النقاد يف هذا رتمجال ويف غياب املنهج العلمي الذي يتابع عملية النقل و

هذا يف غياب و همصطلح بأحقيةات النقاد، كل ناقد يقر بدت إرادة القوة بصورة الفتة للنظر يف ترمج و ،اال

املنهج الذي يوحد هذه اجلهود لرتمجة املصطلح الوافد، أضف اامع، و ت واجلهود اجلماعية على مستوى اهليئا

.)(املصطلحي "توفيق الزيدي"ختص أو كما مساه امل إىل ذلك غياب املرتجم

الم بسيط ال يرقى إىل مستوى كصله باملصطلح النقدي، فهو بقريبكما أن املصطلح املرتجم ال ميت

عدم إحاطتهم باخللفية املعرفية اليت يتكئ هو ما يدل على مدى تواضع مستوى املرتمجني، و البحث العلمي و

.نشازا يف لغة النقد م على الرتمجة احلرفية اليت أحدثتسبب إقباهلب عليها املصطلح النقدي و

ا عن طبيعتها، فقد أصبح مهها هو كأا ارتدت زيا غريب و ت النقدية شاحبةلقد أضحت املمارسا

مسرحا لو كان بطريقة قسرية يغدو معها النص اإلبداعي األجنبية، حىت واستعراض أكرب عدد من املصطلحات

الدوائر. اخلطاطات و يفقد قيمته اجلمالية اليت طمستها اجلداول و للتجريب، و

، هو أن غياب املنهج العلمي القومي الذي يعمل على ضبط احلدود اليت يرتجم ا يهإل اإلشارة درجتما

ما امساه تكون هذا يف غياب املؤسسة املصطلحية املتخصصة اليت توحد اجلهود الفردية و املصطلح الوافد، و

ا، إذ مل تتمكن النصوص النقدية لضبط االستخدام املصطلحي فيه إتباع) الذي يكون مهه (املصطلحي "الزيدي"

حلول هلا. إجياد واامع اللغوية من احتواء األزمة

توصيات خيرج ا كون أراء وتعدو أن يال إسهامها بالرغم من حماوالا للتقليل من حدة األزمة، إال أن و

طلحية مصيقتضي تأسيس مؤسسة اتمعون يف امللتقيات اليت تنظمها دون أن تكون هناك متابعة، األمر الذي

العريب املعاصر، فإن األمر ال يعدو أن يكون حاله يمهما يكن حجم األزمة اليت يعانيها اخلطاب النقد و ،خمتصة

من تطور، ومشروع حضاري يواكب ما جد يف العامل مرضية عارضة، قد تصيب أية ثقافة عجز أهلها عن بناء

.312ص إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر، عبد الغين بارة: -1

Page 158: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

154

صطلحية تشخيص احلالة املرضية اليت أصابت املصطلح من الباحثني يف جمال امل درجيحىت يتم جتاوز هذه احلالة

.)1(لوصف الدواء الشايفالوقوف عن أسباب الداء احلقيقية النقدي و

احتواء األزمة اليت عصفت باملصطلح سبيال للعالج وعدها لعل من أبرز االقرتاحات اليت ميكن و

اآليت:كملخصها وترمجته توليد املصطلح أو ط عمليةلة من الشروط تكون مبثابة احملك الذي يضبمجالنقدي،

) الذي يكون مبثابة اخلبري يف جمال املصطلحية يكون مهة متابعة توظيف قداالنتكوين املصطلحي ( - 1

:ن تتوفر فيه جمموعة من الصفات هيالذي جيب أ النقدية، و اخلطاباتاملصطلح يف

املمارسة العلمية. �

أو أكثر. أجنبيةلغة إتقان �

توصيات اللجان العلمية للملتقيات. ع اقرتاحات ويون ملما جبمأن يك �

من مث معاجلة ، واإلبداعيأن يكون ذا حس فين رفيع يتسىن له فهم خطاب الناقد حول النص �

االستخدام املصطلحي داخل اخلطاب النقدي.

املعرفية ات الفكرية واحلفر يف اخللفي اللجوء إىل آليات النبش و التعامل حبذر مع املصطلح الوافد و - 2

مثاره، مع احلرص ية لتأصيله واالعتناء به حىت يؤيتتربة الثقافة العرب يئةالعمل على اليت تصدر هذا املصطلح، و

األخالقية. االجتماعية و يكون هذا املصطلح معاديا لألصول الثقافية العقدية و أنعلى

تتبع و استقراء االستعمال االصطالحي عند القدماءتقليب تربة الرتاث يف حماولة إلجراء عملية - 3

إمنا اللجوء إىل النقد املوضوعي الذي يقضي على عقدة التطور التارخيي للمصطلحات دومنا قدح أو متجيد، و

حديثا، إذا مت رصده من خالل استعراض هذا قصد إجراء مقارنة بني حالة املصطلح قدميا و تضخم األنا، و

.الثقافة الغربية الثقافة العربية و بعض املصطلحات يف

ور نشأ فيها، األمر الذي أدى إىل ضم اليتتبني أن النقاد العرب انزاحوا يف توظيف املصطلح عن األصول

الثقافتني استكناه الفروق املوجودة بني يعني الباحثني على اإلجراءاحملمول الداليل العريب وسيادة نظريه الغريب، هذا

وبالتايل رسم احلدود اليت يتحرك فيها املصطلح الوافد وكذا تنمية املصطلح العريب األصل، ربية، والغ العربية و

اجلديد يف مسرح املعرفة النقدية. جعله يتالءم و

ال يتسىن للباحثني يف جمال املصطلح النقدي بدال من جلبه من احلضارة الغربية و إنتاجالعمل على - 4

الغرب أشاعهاذلك بالقضاء على أسطورة عاملية الثقافة اليت إال إذا أدركوا أصالتهم، والقيام بذلك املصطلحية

ال يكون ذلك إال بالثقة يف النفس و ، واإلبداع و اإلنتاج واالستهالك بل بالنقد الرتمجة و فال يكتفون بالنقل و

.التفوق لآلخر القضاء على وهم الدونية للذات و

.315إىل 312 املرجع نفسه: ص من -1

Page 159: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

155

ة ألهل رات أراء سابقلقول إال مثرة من مثاالدواء ألزمة املصطلح من خالل هذا فوص وما تشخيص الداء و

هذه األمة العربية يف تأسيس مشروع حضاري عريب أبناءد املشرتك بني االختصاص، أمال يف أن يسهم هذا التوح

.)1(التشرذم وموحد ومتميز بعيدا عن االنقسام

.317-316ص إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر، :عبد الغين بارة -1

Page 160: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المنهج و الموضوع في الممارسة ( المنهجيالبعد الفصل الثاني

)النقدية

156

� �:ــــــــــــ�

تم على الدارس أن يدرك أن املنهج شرط ضروري للمعرفة العلمية، و للدراسة األدبية إن البعد املنهجي حي

لشرط املنهج يف املمارسة النقدية يوقع التعارض عملمهما كانت طبيعتها، و أن جحود كل

و التناقض.

قافية كما جيب على الناقد األديب باعتباره طرفا جوهريا يف املنهج النقدي، أن يتوفر على مؤهالت ث

و علمية، و على اإلملام باألسس النظرية اليت ينهض عليها املنهج النقدي الذي يتبناه، و إال أصبح املنهج بني

يديه آلة جامدة قد تناقض مقاصدها.

سهم أإن التزام الناقد باختيار نظري و منهجي معني جيعله يف تعارض مع االختيارات املخالفة، و إذا

النقدي فإنه جيعل العلمية املنشودة أحادية البعد، و هذا ما ميكن مالحظته لدى بعض ذلك يف إغناء الفكر

الباحثني اللذين يوغلون يف الوصف و التحليل و يهملون التفسري.

إن استعارة املناهج النقدية مبفاهيمها و إجرائياا من علوم خيتلف موضوعها عن طبيعة املوضوع النقدي

روط العلم اليت تستلزم املنهج املالئم للموضوع بعد حتديده، و لقد عمل كثري من النقاد جيعلها جمافية ألبرز ش

العرب حني إحساسهم بذلك على تعديل هذه املناهج أو تكييفها لتتالءم مع املوضوع النقدي، و لكن عملهم

تلفة.ذاك مل يستطع حل اإلشكالية من أساسها حىت و إن استطاع أن يضيء املوضوع من زوايا خم

إن مراوحة املناهج النقدية بني االهتمام بالداخل و اخلارج النصيني للموضوع النقدي، و تعارضها أحيانا

جعلها تنفتح على مناهج العلوم املختلفة اليت تشتغل أو تقرتب من هذه الزوايا املشكلة و املؤثرة يف العمل األديب،

-أحيانا–قت ىل التأليف بني املناهج اخلارجية و الداخلية قد لف كما أن الدعوة إىل املنهج املتكامل اليت سعت إ

أكثر مما وفقت من خالل التأليف بني التناقض الذي تعكسه التعارضات النظرية اليت تتحكم يف املناهج.

كما أن تعدد املصطلحات الدالة على العملية النقدية و تعارض مفاهيمها بني النقاد و الباحثني يسهم

كبري يف تعثر اجلهود املبذولة إلرساء النقد األديب على أسس علمية، و األمر نفسه ينسحب على تعدد إىل حد

املقوالت النقدية و تباين مفاهيمها من اجتاه نقدي إىل آخر بل أحيانا من ناقد إىل آخر.

تتغافل عن إن هذه اخلالصة و إن ركزت على سلبيات علمية النقد األديب يف بعده املنهجي، فإا ال

اإلجيابيات الكثرية اليت متخض عنها الفكر النقدي املعاصر، و اليت تشري بإمكانية تأسيس (علم األدب) بتجاوز

السلبيات املذكورة بتحديد املوضوع و باعتماد املنهج املالئم له، دون أن يعين ذلك إقصاء العلوم املختلفة

و إفرازاا على علمية النقد األديب.

Page 161: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

157

م: ـــ��د�يرتاوح النقاد العرب املعاصرون من خالل املستوى التطبيقي لتحليل النصوص شعرية أم نثرية، بني االلتزام

لكن هذا التوفيق قد يقود و بني مناهج عديدة، توفيقيةيف حماولة - أحيانا - اخلروج عليه مببادئ منهج معني ونهج اجلديد، لذلك فهو حياول مبادئ امل هاستيعابعدم ، ووع من التلخيص حبيث يظهر فيه ضعفهالناقد إىل ن

يل املنهج اجلديد ضل منه ذلك الناقد الذي حياول تأصأف و ! من مناهج عديدة جبذاذات قيع فيهالرت لذلك عندما يبحث عن أصول له يف تراثنا النقدي يسعى جاهدا لتطبيقه على نصوص توطينه يف نقدنا، و و

اقتضت ضرورةمن أجل مالمسات أثار اجلدوى العلمية، وضوعانسجاما مع امل و جدواه، و جناعته إلثباتعربية البحث يف جانبه التطبيقي االقرتاب أكثر من بعض كبار النقاد العرب املعاصرين من خالل مناذج من مؤلفام و

و تنظريا اا العلميةفادة من عطاءاالست منجزاا و اليت عكست اهتمام هؤالء النقاد باملناهج الغربية و ، وأحباثهم تطبيقا.

فق مقاربة علمية يف حتليل املنجزات هلذه املنجزات الغربية و ماستيعاكما ميكن الوقوف على مدى تفسري هذه حتليل و التوفيق يف وصف و إىل أي درجة من الوعي العلمي كان التفوق و العربية، و اإلبداعية

النصوص. �� �ر ا�� ھ���� أ�و د�ب ل��� :و �د��! ا� � ء و ا����� ا�

:)معلقة امرئ القيس نموذجادراسة على الشعر الجاهلي (

إلقاء الضوء على مبثابة كمال أبو ديب من دراسة الشعر اجلاهلي، أن يكون داألول عنيكاد اهلدف لية بني قيادة باجلد مل واالع برؤية سمى هذا ما ي املوهبة و بني الرتاث و الفردية، و العالقة بني الرؤى اجلمالية و

الوثائق لكن يبقى التساؤل هو أنه إذا عرفت الرؤى الفردية عن طريق يه اتمع لألديب، وتوج األديب تمع و .؟ ما مصدر هذه املعرفة اجلمالية ؟ ورف الرؤى كما يف املعلقات، فكيف تع

رؤية مجاعته بني الرؤية الكامنة يف األديب من جهة و النسيب التضاد يف الوقت الذي يفرتض فيه نوع من أسلويب من ناحية أخرى، بينما يكون االفرتاض الثاين بوجود هو افرتاض تقدمي من ناحية و من جهة أخرى، و

ليس من البساطة أن و، تبسيطي االجتماعية تعليمي دعائي مباشر و على مستوى الرؤى األدبية و انسجامالذي االجتماعية، و البنيات واألدبية البنياتالطريقة التوليدية اليت يتبعها من أجل الربط بني يتحدث الناقد عن

قد اعترب أن النص بنية داللية فحسب، أو اعتباره جسدا لغويا يعتمد التناظر كأحسن طريقة لذلك الربط هنا، و ل املعىن اجلديد إىل دال جديد يؤدييتحو ، أي داال ينقل أوال معىن ما متاجسدا لغويومل ال يقرأ النص بوصفه

استنادا إىل اإلرشاديعجمي النصي إىل مستوى البعد نتقل من مستوى البعد املميكن للقراءة أن ت معىن املعىن، ومن اللغوي هذا االنتقال من الداخل إىل اخلارج و ، و)1(السياقية اخلارجية جمموعة من املكونات اللغوية الداخلية و

. 196ص .م2005، )دط(، ، مصرطباعة و النشر و التوزيع، اإلسكندريةو النقد العريب احلديث، املكتبة املصرية لل التكوينيةالبنيوية : باهأمحد سامل ولد أ - 1

Page 162: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

158

لسياقي اعرتاف ضمين أن هناك عالقة ما بني البىن اللغوية إىل ا هو حماولة كذلك لرأب الصدع بينهما. البىن االجتماعية و و

الرتاوح االجتماعي و بنية اتمع عن طريق السياق اللغوي و هذا الطرح للعالقة بني بنية النص األديب و و كمال "عند من خالل العمل النقدي األعمال األدبية، وبينهما بالتناظر، يتماشى مع النظرة التكوينية إىل

جمتمعه. نوعني من العالقة بني األديب و توجد "أبو ديب فهناك االنضواء حتت الرؤية السائدة كما يف القصيدة اجلاهلية عامة. -1هناك رؤيا الثقافة املضادة كما تتبلور يف نص الصعلكة، من الواضح هنا أن اموعة اليت من خالهلا و -2

بذلك للمفهوم مفهوم آخر هو الصعلكة، حيث أحلقه) رغم التعبري الذي هي (القبيلة الرؤية يتعامل مع .)1(جمموعة حيمل أكثر من قي قدأصبحت اموعة ذات طابع نفعي بعد أن كانت ذات طابع عر

اقتحمت على الشعر اجلاهلي أول حماولة طالئعية يف النقد العريب املعاصر، "كمال أبو ديب"تعد دراسة املفاهيم البنيوية على شعرنا العريب القدمي متجاوزة كافة االجتاهات النقدية اليت عاجلت طبقت و ،اريدان بإصر امل

لجهد الذي بذله ل باإلعجابائها يشعر القارئ املدقق يف معظم أجز املوضوع من قبل، ويف وقت "شرتاوسليفي "بنيوية و "فالدمري بروب "حني طبق املنهج البنيوي الذي جيمع بني شكلية "أبو ديب"

.واحديف دراسته لشكل "فالدمري بروب"املبادئ املنهجية اليت عاجلها بداية أبرز األسس و "أبو ديب"تناول

بني املبادئ مع من خالل اجل لبنية األسطورة و تهيف دراس "ليفي شرتاوس"نهجية اليت تناوهلا املبادئ امل و احلكاية،أن يقدم دراسة حتليلية لبنية القصيدة اجلاهلية موضحا التنوع يف خطوطها "أبو ديب"البنيوية، حاول الشكلية و

من جهة أخرى. عالقتها مبعاينة الواقع من جهة، و اإلنسانيةبنية التجربة املضمونية وناشدا من وراء ذلك حتليل ،تفسري الشعر اجلاهلينفسه ليف الوقت جريئة وفكانت حماولته جديدة

كذلك على مستوى ، و اإلنسانية واالجتماعية النفسية و القصيدة حتليال شامال من حيث املستويات اللغوية والشعرية عناصرها البنياتجريب، فهو يستخلص من قد استعان يف ذلك مبنهج شبيه مبنهج الت الشعرية، و الصورة سياقها الزمين وقيمتها الداللية، معتمدا يف توضيح هذه العناصر على بعض األشكال و اخلاصة

عن إليهبنية الزمن الذي يصل يف بنية القصيدة و املنحسرةعلى صلة بالنصوص الشعرية بعض اجلداول، فهو و .طريق تركيب الصورة

على الدقة العلمية يف أشدها حرصا الدراسات يف هذا املضمار و سبقراسة رغم أا من أهذه الد و اليت جيد غموض بعض جوانبها الفكرية، وكذا غموض أغلب تراكيبها النقدية املتلقي نخطواا العامة، إال أ

ها الدراسة.اليت كانت تنشد مية املنوطة ا، وحالت دون ختفيف املعاجلة العل

. 197، صوالنقد العريب احلديث البنيوية التكوينية أمحد سامل ولد أباه: - 1

Page 163: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

159

أن يتعرف على بنية القصيدة اجلاهلية من خالل إضاءة أنساقها اللغوية املختلفة، أو من "أبو ديب"أراد تقسيم و ناحية من ضديةلقصيدة، فقصد إىل سياق الثنائية اللخالل العالقات املميزة يف الوحدات املشكلة

أن بنية القصيدة نية الشعرية للقصيدة، واالجتاه العام لديه هو معاجلة الب إىل شرائح من ناحية أخرى، و البنياتعنده هي بنية ذات داللة قيمية، حتتل مكانة أساسية يف الدراسة، لكنها تبدو أحيانا غري معزولة مبعىن ما عن بنية

اليت تتولد من تفاعل التعارضات ةالبنيوي هايعاجلها من خالل خصائص )1(، فحني يعاجل بنية القصيدةالواقعأن يتعرف ملقامهتمام يف هذا اباالجدير ة للبىن القائمة يف عامل القصيدة، شبكة العالقات املتجاور املختلفة داخل

.يا ترى ؟ هفما هو منهجه الدراسة القيمة، يف هذ "أبو ديب"على املنهج الذي انتهجه املتلقيالناقد أو لتفسري، فهو ينظر إىل بنية حتليلي مييل يف بعض احلاالت إىل اوصفي "أبو ديب"من املؤكد أن منهج

القصيدة، هذا التحليل يف أبياتيستنتج من صورها الفنية أو البيانية املعىن أو الداللة عن طريق حتليل القصيدة وأبيات حياول ربطها بالبنية العامة ل وية للقصيدة بواسطة عدد من مججوهره حماولة لتعيني اخلصائص البنائ

صلة بقدر ما يضعها يف إطار ال جياوز حدود الوصف أو جتميع الظواهر اجلمالية ال يفسر تلك ال لقصيدة، ول .أو مالحظتها مالحظة عابرة

تقسيم "ديب وأبـ"مالحظتها دون تفسريها، هو الذي حدد ل القصيدة و بنيات هذا االجتاه حنو وصف .دراسته من منظور بنيوي

هذه الدراسة على النحو التايل: كانت و قد أوىل للتحليل البنيوي. أبعاد - البنية متعددة الشرائح ذات التيار وحيد البعد. -

البنية وحيدة الشرحية ذات التيار وحيد البعد. -

أن ال. أن و -

استجابات جذرية. -

البيئة املضادة. -

أفاق لالرتياد يف مكونات النص. -

الرؤية الشبقية. -

تأمالت يف املنابع التصويرية. -

تحوالت.البىن املولدة ومفهوم ال -

البينة والزمن. -أن يربز الدالالت اإلمكانقدر بحبثا وصفيا حتليليا حاول فيه "أبو ديب"ويف إطار هذا التقسيم بدأ غريمها من قصائد الشعر اجلاهلي، فحاول أن يكشف عن معلقة عنرتة و ، و"امرئ القيس"البنائية ملعلقة اللغوية و

.131- 130، ص يف النقد العريب املعاصر إشكالية املنهج :سعيد حجازيمسري - 1

Page 164: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

160

املكاين يف إطار من خالل سياقه الزماين و خالل مكونات بنية النص، ومن اإلنساينللوجود الضدية الرؤية بغض النظر عن أنه قد وفق أم مل يوفق يف حتقيق ذلك فهو ، و"ولدمانان غيلوس"رائدها البنيوية التكوينية و

اإلنساينف التعبري الساذج عن املوق السطحي هلا، و التجلي يبحث عن املكون البنيوي العميق للقصيدة متجاوزا منهجه الذي حاول على الدوام تطبيقه ؟ و ينشده ما "أبو ديب"من عملية التغيري، لكن هل حقق من الزمن و

.وال يف وقت واحد عمظاهرة معينة يف الشعر اجلاهلي؟ ن قحتقي ووجه فلسفته حنهل ريق الوعي بالرؤى التضادية عن ط الضدية أن يكشف من خالل بنية القصيدة طبيعة الزمن "أبو ديب"لقد حاول

مها من وجهة نظره جذر واحد يكمن البناء و يف الوجود اجلاهلي، املتمثل يف التالحم اللغوي بني فعلي التدمري ومن جهة ومستوى الوعي إمنا أيضا على مستوى الوجود على مستوى اللغة فحسب، و البناء ال فيه فعل التدمري و

.)1(من جهة أخرى الرؤيا اليت تتخلل القصيدة ومل يقصد منذ البداية ظاهرة أدبية أو ثقافية معينة يريد تفسريها عن " ديب وأب"لكن هذا ال ينفي أن

رؤيته للعامل، مبنهج الوصف، يف فكر الشاعر و اإلنسانيةطريق عدد معني، حيث تناول بعض مظاهر احلساسية فسري يقتضي منه التخلي عن أسلوب املالحظات العابرة ، ألن التإليهليس التفسري الذي كان يطمح للوصول و

بنية الواقع الذي يرتبط به ألن املالحظات طاملا مل تفسرها عدة بنية الفكر عند الشاعر و و على بنية القصيدة،ال يقر "ديب أبو"أن اإلنصافمن باب بنية الوسط االجتماعي، و فروض سابقة يف عالقة بنية القصيدة و

تفسريا لبنية القصيدة اجلاهلية بطريقة غري ذلك وعد أن يقدم لكنه معو (التوليدي)،نهج الدينامي بتطبيق املتبوأ فريدة يف قيمتها، جتعله ي عد حماولة قيمة وي "أبو ديب"الدارسني يتفقون أن حبث هذا ما جيعل مباشرة و

عن موضوع التحليل اإلبانة ية بالغة األمهية يفعنا حيث عينمكانة الصدارة يف الدراسات النقدية العربية املعاصرة .لبنية القصيدة اجلاهلية حتليال بنيويا وصفيا

بالرغم من أنه مل يستفد من هذا التحليل يف الوصول إىل الكشف عن رؤية الشاعر للعامل، إال أنه وهذا ما ق الرؤيوي للثقافة، ومشكلة السيا متكاملة ملشكلة القراءة، و استطاع أن حيدد بدقة بالغة نظرة شاملة و

للموضوعات اليت تناوهلا ومل تقلل من قيمتها سوى مشكلة عدم يتضمن اكتشافا خصبا "أبو ديب"حبث جيعل اليت زادت اجلداول يل يف بعض األحيان إىل الغموض، ومشكلة اللغة املكثفة اليت مت و حاتحتديد املصطل

.قصيدةلي عن املعين املباشر لالذي قد يبعد املتلق الرسوم من حدته و وقصد إىل موضوع بنية القصيدة اجلاهلية مباشرة "ديب أبو"استنتاجه من هذه الدراسة هو أن ما ميكن و

إىل أنه باإلضافةترفضها التجربة، أوالتحليل، لكنه مل يبدأ بالفروض اليت تؤديها املالحظات عن طريق الوصف و الذي أدى إىل تشتت املنهج أحيانا، األمر اليت كان ينشدها، حياول إمتام عملية التفسري مل .أحيانا أخرى بعض الغموض على دراسته للقصيدة اجلاهليةإظهار و

.133-132، ص قد العريب املعاصراملنهج يف الن إشكالية :مسري سعيد حجازي -1

Page 165: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

161

يف ذلك مثال شاهد و "القيس امرئ"يتأمل دراسته ملعلقة احلصر يستطيع الناقد أن وعلى منوال الذكر الهو إجراء صائد األخرى يف ضوء ما وعد به يف مقدمة حبثه، وعلى منهجه يف معاجلة القصيدة، وكذا معاجلة الق

البىن االجتماعية، أي حماولة لتفسري بنيات القصيدة يف حتليلي علمي يكشف عن العالقة بني البىن الشعرية و : ها هي خطواته ضوء بنيات الوسط االجتماعي و

مثانني بيتا. املعلقة املكونة من اثنني و عرض نص -1 عن عناصر التعارض اليت تشكل القصيدة. باحلديث عن فعل األمر وتعليق بدأه -2

م يف مقابل الزائل السادس مستعينا برسم يوضح الدائ تعيني املكان من خالل البيتني اخلامس و -3 الالزمين يف مقابل اخلاضع للزمن. و

ني القصيدة ب هذه الوحدات يف جدول يقارن فيهمربزا احلديث عن الوحدات األساسية حلركة االطالع -4التعارضات املختلفة يف عة ويالتغري يف الطب ري يف احلياة و، من حيث التغقيةالقصيدة الشب املفتاح وبعض الوحدات الزمن اآليل، معتمدا يف ذلك على عدد من الصور الفنية و بالزمن املاضي وعالقاا

اآلخر يوضح اجلمل ة اليت يرتبط ا، واجلماع و عنيزة و ثني أحدمها ميثل الشاعررسم مثل البنائية، ويطلق عليه األفعالاألول يشري إىل زمن ،ثالثة جداول اجلمل املتعددة األبعاد، و و ذات البعد الواحد،

باإلضافة، هذا )يف وحدة صاحل النسوة بناء العالقات معالثاين يطلق عليه اسم ( و ،)اسم (مجلة احلركة .مشتقاا التوليدية بني مفردات القصيدة و إىل شكل افرتاضي ميثل العالقة

أنه دعا إىل وجوب حتليل القصيدة يف ضوء نظرة "كمال أبو ديب"يبدو من خالل دراسة الباحث يفضي إىل مظاهر هلا هئية لكن حتقيقاشاملة متكاملة، حيث أرجع مستويات القصيدة إىل عدد من العناصر البن

ليس االجتاهات التكاملية. ى الواحد واالجتاهات التحليلية ذات املستو القصيدة املتعددة إىل عدد من العناصر، حبيث فقدت القصيدة ميزة تعدد بنيات مظاهر لقد رد

اليت تعد من أهم مميزات االجتاهات التكاملية. املستويات وة مستويات، بل التكاملية إىل نقيضها، ومل تعد القصيدة أثرا أدبيا يتضمن عد زعةـناستحالت بذلك ال و

أصبحت جمموعة عناصر ذات دالالت شكلية فحسب، حيث مل يعد التحليل شامال أو متكامال. الوحدات التكوينية و املفردات و عن العناصر البنائية للقصيدة من حيث األفعال و الباحث باإلبانة عين

زعة البنائية الشكلية، أما النقاد ـي النالباحثني ذو غري شك يفيد النقاد وهذا ب ، واإليقاعية والبنية الصوتية النزعة البنائية الدينامية فال جيدون هذه الفائدة، ألنه مل ينتقل من مرحلة الوصف إىل مرحلة الشرح والباحثون ذو و التفسري، مبعىن أنه مل يدمج العناصر البنائية للقصيدة يف بنية الوسط االجتماعي للشاعر. و

حني حدد العناصر البنائية، األوىل من هدفهقد حقق اخلطوة "ديب وأب" نقرار بأاإليف هذا املقام جيدرعة العالقة يحيدد البنيات الدالة يف هذه العناصر من أجل الوصول إىل ما هو جوهري، أي اكتشاف طب مل لكنه

Page 166: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

162

إيضاحهما جيب هذا بني رؤية العامل املتعلقة ببعض اجلماعات اليت ترتبط ذا الشاعر، و بني القصيدة و .فهمه و

مما يؤخذ على الباحث بوجه عام استعماله لعدد من املفهومات غري احملددة الداللة يف سياق النص و د بالوحدات التكوينية، و باملقص "امرئ القيس"هو يتابع حتليله ملعلقة والقارئ ال يعرف أو يف هامشه، و

عدم حتديد هذه اجلملة متعدد األبعاد، و ملة ذات البعد الواحد واجل الوحدات البنائية و الوحدات األساسية و و تشتت يف البحث. غموض و املفهومات أو غريها من شأنه أن يؤدي إىل خلط الفكر و

على افرتاضات غري واضحة عند حتليله القصيدة، كتلك -يف بعض األحيان- مما يؤخذ عليه اعتماده والعلمية اليت سائله يتحكم الباحث يف و ملعام، إذا ثات اليت تعقد التحليل بوجه املثل الرموز و الدوائر و الرسوم و

عنه دالالت النص، فقد بلغ عدد الرسوم ثالثة و فتحجب مقاصد الباحث إىل القارئ كثريا ما حتول بني إبرازيعادل كل حتليل أو أي أن هذه األداة حتتل مكانا بارزا يف حبثه، إنه ،عدد الدوائر مثان عدد اجلداول مخسة و

فعالة من وسائل يعتقد أن ذلك وسيلة واجلداول، تفسري ببعض دالالت النص مبجموعة من هذه األشكال و .يتوخاه التحليل العلمي للقصيدة مع أن هذه الوسائل قد متضي حنو نقيض التحليل العلمي الذي

حيث فقد ضبابية عينا ذه األشكال اليوضح للقارئ العناصر البنائية يف القصيدة مست أنأراد الباحث الوضوح اليت تعد من أهم مميزاته، انظر مثال يف حديثه عن الوحدات التكوينية للقصيدة إنه التحليل العلمي ميزة

غري مبجموعة من الدوائر املتداخلة و يفسر البنيات املفتوحة هذه الوحدات بعدد من الرموز املغلقة، و يفسرهذا من شأنه أن دد ذات داللة حمصورة يف بنائه العقلي وحده، واستنتاجاته يف هذا الص قاته وتعلي املتداخلة، و

النص من جهة أخرى، حيث يصبح بني عامل بني فكرة الباحث احلقيقية من جهة، و يضلل أو يباعد بينه وقيمة جزء ال يتجزأ من التحليل هذه ال ليل ضربا من األشكال االفرتاضية اليت تفقد قيمتها عند مجيع العقول، والتع

بني تفسري الباحث االفرتاضية و األشكالالقارئ ال يعلم أين احلدود الفاصلة بني أنالدليل على ذلك العلمي و لنص القصيدة. زعة العلمية، بل هو علىـالدوائر ال يتفق مع الن املثلثات و ليل بالرسوم وأن االقتصار على التعكما

تضف إىل خطوات الباحث ، فضال على أا مل تضيئه ال التفسري و تعتم قد األداة ن هذه من ذلك أل النقيض، املوضوعية م عن رغبة يف االستمساك بالدقة وملزيد من الفهم، إن هذه األداة تنعنصرا يساعد القارئ على ا

مهمة استيعاب مل تفد القارئ يف شيء بل عقدت أمامه - يف هذا السياق- موضوعها و لكنها يف شكلها دالالت نص الدراسة أو دالالت نص القصيدة.

ه املآخذ ال تغض من شأنه ومل يف جانبها التطبيقي، لكن هذ "أبو ديب"تلك بعض املآخذ على منهج حاول أن راد اجتاها جديدا يف النقد العريب يف الثمانينيات، وربزين عنه أنه باحث من الباحثني البنيويني امل تنف

كان ينظر إىل الشعر اجلاهلي نظرة تقليدية من حيث اللفظ أنلقصيدة اجلاهلية معاجلة بنيوية، بعد يعاجل اه، لقد ثر عليه القارئ يف منهجه أو حبيعث هذه احلقيقة عذر لكل تقصري قد و املضمون، و املعىن أو الشكل و

Page 167: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

163

زعة البنائية ـالبنائية الدينامية لديه بآثار الن زعةـصرامة رغم اختالط أثار الن امليدان بكل إصرار و "أبو ديب"اقتحم .)1(منهجه الشكلية، لكن هذا ال جيعل القارئ يتنكر جلهده و

.137إىل 134من إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر، ص :مسري سعيد حجازي - 1

Page 168: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

164

: التجلي جدلية الخفاء و كمال أبو ديب و

على الثنائية قائمالتجلي آية البنيوية، إن هذا العنوان جدلية اخلفاء و "ديب أبوـ"يعكس الكتاب الثاين لمن ) واللبس عما خيفيه العمل األديب، (إذ حتت الرماد اللهيبيف حماورة جدلية تدفع )التجلي فاء واخل( :الضدية

من خالل عمله يف املرحلة األوىل أي مرحلة الفهم لكشف النواحي ماللثاهنا تكون مهمة الناقد أن مييط االجتماعية تنكشف رحلتني اجلمالية وبني امل راوحةمن خالل امل و ،مرحلة التفسرييف مرحلة ثانية اجلمالية، و

التأويل. و تتجلى للفهم الرؤى اخلفية وفهي تنحدر من أصول البنيوية التكوينية، صوبة تزيد العمل األديب خالواردة يف العنوان إن هذه الثنائية

أن مسة اخلفاء عد ي، حيث االجتماعي جاء على األصل التكويين إىل أن الرتتيب الثنائي بني اجلمايل و باإلضافة الرتباطها هي مرحلة الفهم اليت تتطلب جهدا أكرب التكويين، وهي املميز األساسي للمرحلة األوىل يف العمل

اجلمالية اليت يقصد األدباء خبصوصية العمل األديب، لكوا تسعى إىل إظهار اخلفاء الكامن يف األلعاب الفنية ويف العمل فيمكن أن يعين ما هو قائم ليالتج أما فيها، اجلمال دة هو مصدرهذا اخلفاء عا ، وإخفاءهاعادة إىل

االجتماعية من خالل اجلدلية اليت و اجلمالية بني البنيتني يكون اجلدل األديب على مستوى البنية االجتماعية، و .)1(ينبغي أن تظهر يف املعاجلة على ذلك النحو تظهر يف العنوان و

إىل اكتناه التجلي ملنهجه البنيوي يف النقد األديب، بأنه يهدف تابه جدلية اخلفاء ويف ك "أبو ديب"قدم يطمح إىل حتديد املكونات األساسية للظواهر حتوالا، و أسرار البنية العميقة و التجلي و جدلية اخلفاء و

عالقات يف البحث عن بع من هذه الالدالالت اليت تن ليها، وص شبكة العالقات اليت تشع منها وإاقتنا وفهم إال عن طريق ربطها بالبنية كن أن تالتحوالت اجلوهرية للبنية اليت تنشأ عربها جتسيدات جديدة ال مي

مبا أن الكتاب حيتوي ستة العميقة، و نمطي: البىن السطحية ولمن خالل وعي جاد إعادا واألساسية، .)الرتكيز على الفصل السادس (اآلهلة اخلفيةسيتم عنوان كتابه مع املوضوع و اانسجام فصول، و

:: نحو نظرية بنيوية للمضمون الشعرياآللهة الخفية* - النرجس -دة من الشعر العريب املعاصر هي (كيمياء ينتقل الباحث يف هذا الفصل إىل حتليل قصي

: غرضنيقيق هادفا إىل حت "نيسأدو ـ") لحلم .اإلنسانيةرؤيا متأصلة يف الذات هلواجس يف الشعر، مبا هو فاعلية خلق والبنية الداللية ألحد ا اكتناه :األول القصيدة هي: : متابعة حتديد عدد من املنطلقات األساسية لصياغة نظرية بنيوية للمضمون الشعري، والثاين

-أ يل الل و ة هري بني الظ ح صال ا ت راي : امل لف خ

ا.راي امل

يق ر الط ح فت ي د س : ج - ب ة ديد اجل يمه قال أل

.183، ص والنقد العريب احلديث : البنيوية التكوينية سامل ولد أباهأمحد - 1

Page 169: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

165

يق ر احل أ بد ي د س ج ور ص الع ام ك يف ر يق ر الط ة م جن ا ي اح م يدة ص الق و ه اع إيق بني ور س اجل ر ا آخ ر اب ع

قت : و -ج ا راي لت امل

ية س رج ا الن يله او ر جت س ومز ت ر ك ت ابـ وس م الش ب

ا راي امل

ية ب وك ا الك ه اد ع أبـ و وس م الش ن ض ا حي س اج ه ثالث أن بنية هذه القصيدة تتشكل من احلركات الداللية اليت تولدها "كمال أبو ديب"يرى الباحث العالمات املتضاد و األنساق املتكررة: املتشابه منها ومن من تفاعل هذه العالمات وو عالمات أساسية،

الثالث هي: ا.ـاملراي -1 د.ـاجلس -2

اــاألن -3

)، لكن ليلال املرايا تصاحل بني الظهرية و من مجلة قصرية مكثفة الرتكيز (تنشأ حركة املرايا األوىل :(المرايا) 1-أ ) من غموض العالقة األساسية (املرايا ينبجس ختفي وراءها تعقيدا دالليا عميقا ةالرتكيبيبساطة الصيغة

كن أن تؤدي دورا دالليا على صعيد مستويني خمتلفني، مي التحديد و صعبةتعدد معانيها، ذلك أن املرايا ومن األجسام اخلارجية)، املتجه إليه ريف حقيقي (فاملرايا جسم حمدد ذو طبيعة فيزيائية يعكس الضوء حمستوى

: عامل الضوء ايا فعل املصاحلة بني نقيضني مهاتوى تظل اجلملة غامضة إذ ينسب إىل املر لكن على هذا املس عامل العتمة. و

/ )، الظهريةديةالثنائيات الضحركة املرايا تسبح من ( ،فيه تتعدد دالالت املرايا ريف ومستوى غري ح و كل منهما: إليهاة اليت تنتمي املرتبالليل

جتسيد فاعلية املرايا توسطا بني هذه املرايا، و إىلكاين الذي يشغله كل منهما بالقياس احليز امل مؤنث/ مذكر ووجود املرايا بني )، مث على مستوى احليز املكاين فعل املصاحلةضدية على مستوى داليل، أوال (الثنائيات ال .)1(على صعيد املرتبة اجلسمني و

).الليل (مذكر دون عالمة ) وني الظهرية (مؤنث بعالمة تأنيثث فيه فهي تتوسط باملرايا مؤنث ال عالمة تأني

.87- 86ص .م2003ات احتاد الكتاب العرب، (دط)، ، منشور "راسة يف نقد النقدد"ثية احممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلد - 1

Page 170: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

166

ألمعرف ب - لغويا- الليل مطلقا، ألن كال منهما ضاد بني الظهرية والت ناقض ومن جهة أخرى ليس التلذلك فإن دورها ليس مطلق التضاد املرايا متتلك هذه اخلصيصة فهي معرف بأل، و ، وبينهماعامل مشرتك فثمة

هناك اشرتاكا بني الثالثة. إن / الليل بلالظهريةضدية من الثنائية ال مع دور أياملصاحلة بينهما يف الوقت نفسه تنسجم هذه احلقيقة مع دور املرايا الداليل: التوسط بني نقيضيني و

ق يف ا االفرتاينعكس هذ ، فهي وجود مستقبل عنهما ولضديةليست املرايا متوحدة اهلوية بأي من طرف الثنائية اكما أن الرتكيب النظمي الذي تربز فيه لفظة املرايا يف مجع : النقيضان مفردات لكن املراياالوضع اللغوي نفسه

) للمرايا بطبيعتها الفيزيائية (عكس املوجوداتالسليب تتجاوز الفعلاجيابية معينةوضع املبتدأ يومئ إىل املرايا فاعلية إىل املصاحلة بينهما.

املبتدأ خرب أو جتاوزمها و إلغائهماال نزوع طي، مستوى قبول للنقيضني ال رفض واعلني حمتوى توسلكن حمتوى الف ).(املرايا) مجلة فعلية فعلها مفرد مؤنث (تصاحل

لي للجسد مولية العالقات املكانية قدرا ة يف القصيدة بتحديد احليز الشكانيتبدأ احلركة الث :(الجسد) 2–ب وجد خلف املرايا، هكذا خلف) اجلسد يرف املكان (يف أن اجلملة تبدأ باملبتدأ بل بظ ينعكس كبريا من العناية،

اجلسد يتجاوز املرايا فهو ليس ) ومن حيث العالقات املكانية بني (املرايا) و (جسد أساسية ضدية تتشكل ثنائية ملصاحلة الذي تقوم به.أمامها أي ليس بني ما ميكن أن تعكسه من موجودات أو بني ما ختضعه لفعل ا

نية متكاملة تقع بني طريف ثنائية ضديةتشكل ب ) وجسد ياخلف املرا( اجلملة تتألف حركة اجلسد منن عبور اجلسر يصبح فاعلية إ) ذلك أن العنصر األول يتلقى تأكيدا أعمق يف القصيدة، أي (يفتح/ يغلقهي

ا هل جلديدة جذرية األمهية: ألن بنية حركة اجلسد امتدادداللة الثنائية ا انفصام بالدرجة األوىل، و و إغالق دورها يف خلق البنية الكلية للقصيدة. إضاءة ألبعادها و و

ترتكز على فاعلية انقالبية ال تعكس املتناقضات أو تصاحل بينها. إراديةاجلسد خبالف املرايا يبدأ حركة اجلسد هنا يعرب ) و - ميحو -يبدأ - يفتح ( إليهاليت تنسب األربعةتنعكس فاعلية اجلسد يف األفعال

يف "أدونيس"هذا ما يعكس أراء وأفكار التجاوز، و الكشف و إرادة املغامرة و احليوية و كيان مليء باحلركة و نظرته على الشعرية احلداثية القائمة على هذه األركان.

بني العوامل ات بينه وماحيا العالق إليهاق يفتح الطري إىل أقاليم جديدة، و زعـفين اجلسد يقيم العامل من هذا أن حركة اجلسد هي نستشف العوامل القدمية، اجلديدة و األقاليمرا آخر اجلسور اليت تصل بني القدمية عاب

، فاجلسد يبدأ احلريق يف ركام الضدية، فهي بذلك نسيج من الثنائيات صمف فعل إلغاء و جتاوز و و نزوع حركةالرتاث، فاحتا الطريق إىل بدء يا جنمة الطريق اليت متتلك خصيصة الربط بني اجلسد وثاا ماحرو مو العصور و

باحللم.عابرا الضفاف القدمية مليئا جديد دون موروثات و و، تامةيف دائرة إليهألا تفتح عاملا جديدا أو تعرب قفلة م من خالل ذلك أن حركة اجلسد تركيبيايتضح

ال ، ) ائية يف فهمها للعالقات بني عاملني فهي على العكس من حركة املرايا(عابرا آخر اجلسور األخرية وحدا

Page 171: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

167

تقفويا ألا ائية احلركة و إيقاعيا وإىل احلركة التالية يف القصيدة بل تقف مستقلة لغويا سربتن، للوحدة اإليقاعية وغوية لالاخلصائص التجاوز، تكتسب ثقال خاصا ا مما جيعلها مركزية األمهية يف و زوعـالن و

انطالق، اجلسد يفتح هجس و ، بل فاعلية واجلديدة ليماقخلق ائي لأل كلي ولكن اجلسد ليس فاعلية إجناز القدمي هو يرفض العامل ، واإحراقا مطلق يبدأ احلريق دون أن يكون فعله يصل و الطريق دون أن يقطع الطريق و

إيقاعهماحيا جنمة الطريق بني بنور الرتاث ( ضاءةنه يرفض االستإإذ ، قاليم اجلديدةباآلبنهائية أكمل من هجسه اجلماعي، اخلاص/ القصيدة جتسيد للثنائية الضدية الفردي/ إيقاع) / اجلسدإيقاع( الضدية)، الثنائية والقصيدةا إ وجودها من وجوده، مستقية اثشكل ضمن الرت تلغوية ت و ةألن القصيدة بنية إيقاعي ،بدع / املوروثالعام، امل للوجود. اهلرؤياصياغة و منته جتسيد ملا والذات حتقق آخر للرتاث فهي تعبري عن تشكل و

هإيقاعذلك فهو يؤسس ) لأن يتقبل القصيدة (الرتاثأقاليمه اجلديدة ال ميكن إيلاجلسد الذي يتجه و) حلركة اجلسد دوره اإليقاعيةالبنية تعكس ( للرتاث اجلماعي، والفردي اخلاص املتميز الذي يرفض أن يكون صورة

.جتسيد للجماعي إيقاعياهو باعتباره موروثا الداليل فالبحر املستخدم يف القصيدة املتدارك و اإليقاعيج القصيدة يسق نو ميز لكن البحر يتخذ شكال آخر يف حتقيقه حلركة اجلسد خيرج على شكله الرتاثي،

اجلماعي ال يصل إىل درجة مطلقة، اإليقاعنسيج ن متزيق إر يف هذا الفعل نفسه إذ درجة كبرية من التوت إال أن مثةاجلسد الفردي، هكذا إيقاعالفعلي الذي يتشكل من خالله اإلطاراجلماعي للقصيدة اإليقاععلى بقاء مما يدل

املوروث اجلماعي إلغاء ال تصل إىل حدجنمة الطريق حماولة نسبية احلدة تكون حماولة حمو له يف إطار عالقات جديدة بالعامل القدمي. الفردي ألا خلق العامل القدمي، بل تظل تصل باجلديد و و

مع أا تربز القاموس اللغوي يف ضوء اجلماعة قاموس من الرتاث اللغوي و استقاء تبقىإن حركة اجلسد .)1(متميز جديد فردي و

بني احلركة التالية ركة اجلسد ثنائية ضدية على مستوى التشابك بني كل منهما وح تشكل حركة املرايا واجلسد: إليهتتجسد مهمة العامل الذي يتجه " بو أ "ذه العزلة بني احلركتني و تقفويا تركيبا و و إيقاعياهلا

مل يرفض املطلق مناقضته للعامل القدمي، إنه عا فرديته و طراوته و فهو عامل هيويل متيزه جدته و ألنه ال ال يغلقه جتاوز، ألن اجلسد الذي يفتح الطريق نزوع و طاقة هجسا و يظل حلما و التشكيل التام و و

املرتبطة ارعة امللحة وذلك من خالل داللة األفعال املض غلق من جديد يف عامل تام التشكل وين أن إىل يهدف ).يعرب -ميحو - يبدأ - يفتح باجلسد (

بدقة، فهو قادر على داخليا مشعا ألن زمن الفعل ليس حمددا لبسا ) صيغه الفعل (يفتح الطريقمتلك ئما أن يفتح دااجلسد من طبيعته اآلن يفتح الطريق) كما أنه قادر على الداللة الشمولية ( اجلسد ية (الداللة اآلن

بني م اليت تربط بينه وة اللبس الالتزيد حد )، و(اجلسد سوف يفتح الطريق املستقبلية ) أو الداللة الطرق

.90 إىل 88من ، صثيةاحتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلد حممد عزام: - 1

Page 172: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

168

بأنه يفتح الطريق لكنه يوصف هنا ن اجلسد يوصف بأنه يفتح الطريق اليت تؤدي إىل أقاليم جديدةإ، إذ األقاليم) عن إدراك إيقاعه -أقاليمه تكشف صيغة األمهية ( إىل عامل اجلسد، واجلديدة األقاليمجل أن تدخل من أ

.اخلاصة به اجلديدة املتكونة و قاليملألمسبق المتالك اجلسد ال متتلك أبعادها اخلاصة، يف حني اجلسد ثنائية على صعيد آخر كون املرايا غري حمددة املالمح و املرايا و

اجلسد حمدد املالمح ميلك أبعاده اخلاصة، كما يربز التضاد على أكثر من صعيد فاملرايا ترتبط بارد نإ .اجلسد يرتبط باحلسي والذي يتميز خبصائص ) والوصف حيث تبدأ بالفعل (قتلت احلركة الثالثة جتسد حلظة التوتر و :(األنـا) 3-ج

حركة األنا بالفعل )، والقتلدالليا ( عنفه )، وة (الفعل املاضيزمني )، وة منها نسبته إىل ضمري املتكلم (أناجديدف عن الداللة الفورية للفعل، داللية ختتل بإمكانياتيرهص نفسه القتل اختيارن األنا تقتل املرايا لكن إاملتحقق إذ

).بعثها (ابتكرت املرايا تربط إعادة تكوينها و أسطوريةل هنا يهجس بأبعاد القت فنيق ال البعث، بني احرتاق ربط بني القتل ومن دورة مومسية ت ايشكل جزء ل وفعل القت لإذ يكتم

عطاء، و عودته إىل احلياة ربيع خصب و ه بني موت متوز وقيامت ت املسيح وحياة جديدة، بني مو يف انبعاثه ول اجلسد ال إىل ركام العصور حمولة فع هي صورة بدء اجلسد بإحراق بية الداللة وعلى صورة اجيا لقةتبعث هذه احل

ذه اخلصبة املبدعة، وخلق احلياة إلعادةاألسطوري وسيلة اإلحراقاق، متارس تانعن و إبداعتدمري بل إىل فاعليه ال صياغة املرايا إعادةاحلياة فيصبح ممكنا االبتكار تتوسط احلركة بني املوت و ل إىل املزج وة املتنقلة من القتاحلرك

.اجلديدة باألقاليماملصاحلة فقط، بل هاجسا بفاعلية على أكثر من صعيد فاعلالت تتم عملية هذا تفاعل بنية القصيدة و يتضح من احلركات الثالثة تشكل و

/ اليت تصاحلاملرايا القصيدة بني طريف ثنائية ضدية ( يقع مضمونإذ )، أبرزها (صعيد التضادلعل عن طريق التوفيق السطحي من طريف حال ثالثا للتناقض احلاد تشكل احلركة الثالثة )، واجلسد الذي يتجاوز و

عجنها بدم الذات املتجاورة لتشكل ذات أخرى، املصاحلة، ول الذات ائية من خالل الفعل املتمثل يف قتالثنالذات املركبة هي حتول ،حقن هلا بدم جديد و للذات األوىل صياغة إعادةهي تركيبية جس بعوامل جديدة ذات

.بشكل مطلق إياهاليست )، لكنها جلسداالثانية ( للذاتما ميكن اكتشافه من خالل الضوء الذي يتخلل تتشابك احلركات الثالثة على مستوى الصورة املتخللة، ك

حيث تربز األوىلوحيدة يف احلركة حركتها األخرية، مارا بنقطة ثباتالقصيدة متناميا من حركتها األوىل إىل الضوء شكال جديدا فيأخذاحلركة الثانية، يف بني الليل بواسطة املرايا الظهرية حلظة الضوء األمسى مصاحلا بينها و

.)1(طبيعة اجلسد الذي خيلقه يشع من

. 91-90، ص حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثيةحممد عزام: - 1

Page 173: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

169

يء هو نور أيضا يض تدمري للركام، و م وتهاللداللة: فهو ااهو جتسيد لثنائية قوية الضوء هذا حريق وتعيد أحدمها تربط بني عاملني متناقضني و أنثبات، حتاول يربز الضوء كذلك نقطة جتمد و : وعلى اآليت الطريق

إىل اآلخر.حينما يربز الضوء من جديد يف احلركة الثالثة يظهر عنصر آخر فهو ليس الظهرية الطريق وسد جنمة اجل

بل الزمن املطلق، إن نقطة اإلضاءة هنا هي تلك اللحظةهو ليس فقط، بل الشموس املتعددة اليت ختلق الظهرية ود دد إىل الكلي غري احملدانطالق من اجلزئي احمل مشول، و ن احلركة تصبح حركة اتساع وإاملنابع املتعددة للضوء أي

ة إىل الكواكب من الواحد إىل املتعدد.من الثابت إىل املتحول من النجممن التحوالت اجلذرية، فهي فها العام بأا بنية ذا التحليل أن بنية القصيدة يف وصيتضح من خالل ه

ث يتجلى من عنوانرؤياها، حي واا ونمصدر غموض رئيس يف القصيدة هو العالقة بني ع ءيبذلك تضالعملية الكميائية غري العملية هي فاعلية حتويل أساسية و ءالكيمياأن ) كونحلم - مصدر النرجس صيدة (الق

تفاعالت خمتلفة عنيفة وسط بني عنصرين متميزين ليؤدي عرب الفيزيائية، فهي عملية توسطية يدخل فيها عنصر إىل حتول جذري لوالدة عنصر جديد.

عنصر لغوي مهم من فارقة مدهشة يف شبه القصيدة توتر العالقة بني طبيعتها التحويلية وكما تظهر مذلك ألن املزج عملية ) الذي يقع يف سياق عملية التحويل، وها، يقف يف منعطف هام هو الفعل (مزجعناصر

ا حتويال يرالة حتويل املس باستحاديف الذات الشاعرة، حي خفي فيزيائية هل تشعر هذه املفارقة ببقاء توتر أساسيار لغوي عفوي ال يستويف الدقة ود إىل اختي؟ أم أن األمر يع األصليةحتمية احتفاظها ببعض خصائصها كليا و

الضرورية الالزمة ؟ متوترة ال بذلك تكون بنية القصيدة مفتوحة و وإىل تبين التفسري األول، "كمال أبو ديب"مييل الباحث

األخرية فيها تنتهي باهلجس بعوامل الشموس ركةاحل نإا التفسري من واقع القصيدة، إذ ينسجم هذ ائية، و أبعادها ال بامتالكها ائيا. و

اختيار السراويل له كما يالحظ أيضا أن فعل املزج يقع يف سياق دال هو السراويل النرجسية للمرايا، وري األعضاء التناسلية تربز تستث لفالسراويت اليت تقبلها األنا، / التكاثري يف الذاداللة ترتبط بتأكيد البعد اجلنسي

هو بعد تأكيدها لذاا عن طريق تكرار ذاا بعدها اجلماعي املولد يقتله يف املرايا، و أنالبعد الذي يود الشاعر أخضعتمهما ملراياا واع بأن للرتاث احلامل له، هكذا يكون مصدر التوتر النهائي يف القصيدة هو إحساس ال

ويتها اجلماعية وهو ذلك اجلزء الذي يرتبط دوما األصليةللتحوالت فإا ستحتفظ جبوهر من جوانب ذاا ثي.ابتكوينها الرت متعتها بذاا و

تصاحل ن الوحدات تنمو يف سياق احلاضر (الثانية فإ السياق الزمين) يف احلركتني األوىل وأما فيما خيص (جديد متمثال يف الزمن نسق أما يف احلركة األخرية فيربز الزمن املاضي فتنشأ ثنائية ضدية و )،يبدأ - يفتح -

لعالقة احلركة األخرية مبا سبقها عن طريق تأكيد الضدية بروز املاضي هو تأكيد عرب التضاد، و املاضي الذي يفعل

Page 174: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

170

املزج و ان القصيدة، ألن حدوث القتل وعنو يف النسق داللة بالغة األمهية تضيء هلذا التضاد بني زمنيهما، والعالقة بني احلركات الثالثة عالقة اعتربتجيعل مستوى الزمن يف القصيدة مستحيال إذا ما مضىاالبتكار يف زمن

إىل أغراض فنية، مبعىن إعطاء املستقبل صيغة باإلشارةتارخيية الزمة متوالية، كما ال ميكن تفسري بروز املاضي من هذا يتضح أنه ال داللة مستقبلية للزمن املاضي ه يف القصيدة، وحدتزيادة يد حتمية حدوثه واملاضي لتأك

ن يف تأكيد صفة احللم اليت تكتسبها القصيدة، ألن ما حيدث يف حركة األنا مكا التفسري الوحيد هلذا التضاد فيأم هكذا تنتهي القصيدة بضوء الشمس و اللغوي، واخلالقة لتضعه ذا التشابك جزء من حلم تفيق منه الذات

الوعي. الالوعي إىل عامل الضوء و أبعادها الكوكبية حلظة ينتهي احللم بالعودة من عامل العتمة و ) يف القصيدة فهي ثالث:أما (الوحدات الرتكيبية

احل.ـاملرايا اليت تص -1 اجلسد يفتح الطريق. -2

األنا تعيد خلق املرايا. -3

بتحقيقإال تعىن أنهذه الوحدات ال ميكن الثالث هي بدورها مجلة فرعية مكتملة و كل وحدة تركيبية من هذه و شرطني مها:

داليل ذي عالقات نظمية هي جزء من العالقات اليت تسمح لغة ما أن تصبح جزءا من نسيج لغوي و -1 .بتوليدها

.حتديد أبعاده ومكنة األخرى كلها يف سياق داليل معني ميكن متييزه عن السياقات امل أن تقع -2

قد حدد الباحث اجلمل و احلاصل،فإذا تغري أي من هذين الشرطني تغريت داللة الوحدات تبعا لطبيعة التغري .)1(املستخدمة يف النحو التحويلي كما هي يف احلركة األوىل أنساقها بطريقة الوصف التشجريي والفرعية

.93 - 92 ، صيل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثيةحممد عزام: حتل -1

Page 175: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

171

)1(

األوىل (املرايا)، الثانية (اجلسد)، فالثالثة ي أن الباحث وصف احلركةري شجتيتضح من هذا الوصف الإدراك التحوالت اليت تطرأ عليها يف يف كل حركة واألساسية الدالة األنساقهذا ما يسمح بتمييز ) و(األنا

هي جتسيد لقصيدة ولالقصيدة، كما يسمح أيضا بإدراك مسة أساسية يف البنية الرتكيبية سياقات أخرى يف لرؤيا النهائية للقصيدة، ل لداخلية بكل من احلركات الثالث وعة ايغوية ذاا للطبلالظواهر ال األنساق الرتكيبية و

يكتشفها النقد مل مستويات للرؤيا الشعرية على افتصبح بذلك وحدة العمل الفين وحدة مطلقة، أي جتسيد كافيني. ةمشولي وبعمق اآلناحلديث حىت

.94، ص حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثيةحممد عزام: - 1

جملة اسمية

مبتدأ معرف بأل

المرايا

جملة فعلية

اسم (مرايا)

)أل( أداة التعريف

فعل مضارع (تصالح)قةشبه جملة متعل

(بين )ن ظرف مكا

اسم مضاف (ظهيرة)

حرف عطف (و)

الليل)اسم معطوف (

أداة تعريف (أل)

(ظهيرة)

أداة تعريف (أل) ليل

Page 176: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

172

مباشرة أو إىل العامل الذي إليها مينتكل ما ي املرايا وعديدة أوهلا ( يتجلى هذا التجسيد يف أبعاد و ملة من اجل وكال ،فعل الكون) نمجلة فعلها املتضم و(أ هلا اجلملة االمسية شكال متثله، وكل ما حتول عنها تتخذ

.1التغيري أي النعدام احلركة انتقاء الزمن و فعل الكون جتسيد مطلق للثبات و االمسية ويف الواقع بني اجلملة االمسية (خلف البعد الثاين أن هذا التقسيم ليس مطلقا، ذلك أن اجلسد يتوتر و

بني اجلملة الفعلية، ية فيقلب طرفيها و، أي أن اجلسد حيدث متزقا داخليا يف اجلملة االمساملنقلبة) املرايا جسداعلى و(...) مطلقا بل إن مثة عامال مشرتكا بينهما ليس املرايا هذه اخلاصة تشعر بأن التناقض بني اجلسد و و

ن إثقافية مهمة، إذ و بولوجيةانثرو التحليل تكتسب الثنائية مذكر/مؤنث دالالت صعيد آخر من الدراسة وله عالقة بكون مفهوم املهدي كون الثقافة العربية هي ثقافة ذكور، وبحث عن اجلديد له عالقة ارتباط املذكر بالب

.)2(عامة إنسانيةله داللة التاريخ العربيني يرتبط باملذكر دون املؤنث و املنتظر يف الثقافة والظهرية/ هي مدهش و أخرى جتسد رؤياها بشكلإىل ذلك فإن القصيدة تتمحور حول ثنائية باإلضافة

عليها العنصر الصويت احلاد (ظ)، بينما يطغى الظهرية الليل مذكر و ، فالظهرية مؤنثة ود العاملنيسالليل اليت جت ) يف ذروا (منتصف النهار اإلضاءةيفهم من هذا أن الظهرية هي نقطة الالم الناعمة على الليل و

هلذه الضدية بعد يرتفع ا عن كوا شامل مطلق، وبينما الليل وجود ،اإلطالقليست أي حلظة ضوء على ولغويا ألن ا وصيدة هذه احلقيقة الشمولية مفهوميمل القدمي يف القاوذلك ألن ما يشري إىل الع ،صدفة أو عرضية

- صيدةقركام ال -الليليظهر ذلك يف األلفاظ ( شاملة من املوروثات اجلماعية، وصلبة العامل القدمي كتلة الليل ليس ) اليت متتلك داللة جنسية رغم صيغتها الفردية، لكن التضاد بني الظهرية وحىت لفظة جنمة و - اجلسور

) مث الشرتاك لغويا يف أداة التعريف (أل) و (الياءيتجسد هذا ا مطلقا، فثمة خصائص مشرتكة بني العاملني ول الليل، ألن دور املرايا حتم بني الظهرية و ال يفاجئ املتلقي وجود خاصة مشرتكة ، وفراداإل و العطف و اإلضافة

بذلك ختتلف عن الليل ا يف الوقت نفسه، فاملرايا هلا صيغة اجلمع ومتلف عنهخت الظهرية و خصائص من الليل و .الليل بذلك تشرتك مع الظهرية و معرفة بأل و أاالظهرية ألما مفردات كما و

) هلا فيزيائيا وجه مضيء (كالظهرية أنأقرب إىل الليل، كما املرايا مؤنث ختلو من عالقة تأنيث فهي إذ الظهرية )، من حيث الرتكيب الصويت كذلك فإن للمرايا خاصة جتمع بني خواص الليل ووجه معتم (كالليل و ).ت الثالث تتمحور حول حرف العلة (الياءن الكلماإ

ين حتوال كليا ملستوى آخر هو املستوى الفبح كل مستوى من مستويات العمل تبعا للمنهج البنيوي يص والرؤيا األساسية للعمل األديب إذا كانت التفكيكية ترفض حتديد يف العمل األديب، و األساسيةالداليل أو الرؤيا

عة املركز الذي ختتاره، ويحتليله تبعا لطب ن البنيوية ترى أنه من املمكن إعطاء النص عددا ال ائيا من املراكز وإفاذا يتم توفري لعملية التلقي و لائية احتماال وتصبح العملية ، لنص شرطا أساسيا من شروط الكتابة املبدعة ال

.94املرجع نفسه: ص - 1

.100-94، ص حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية -2

Page 177: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

173

مركز معني للنص، و التفاعالت اليت تنشأ من اختيار للعالقات املتشابكة و اكتناه النقدية يف جوهرها عمليةجتسيد بنيته ة كل منهما على جتسيد البىن األخرى فيه وعملية بلورة للبىن املتعددة ملستويات النص وكشف قدر

ذه الطريقة تصبح العملية النقدية عملية إعادة خلق فعال الداللية األساسية، و عملية مبدعة له. مؤثر للنص و و

اليت تتشكل من دة، و) للقصياإليقاعيةالبنية إىل دراسة مستوى ( "كمال أبو ديب" مث ينتقل الباحثبني وحدات أخرى (فاعالتن) من التفاعالت اليت تنشأ بينها و )، وأساسية هي (فاعلن إيقاعيةوحدة تنامي قد حركة تع، بينما تإيقاعياعة واضحة يحركة املرايا ذات طب ) اللتني ال جتتمعان يف الرتاث العروضي، و(فعولنتنشأ حركة األنا الفردي اخلاص و عهاإيقال كمتزق نسيج البحر املوروث املستخدم فيها لتش و إيقاعيااجلسد

مطلقة دة تطغى عليها ح ،يةكوكبية دائر ،، مث تكتسب طبيعة جديدة ال حمددةحول منوذج املرايا الواضح أبعاده الكوكبية الالحمدودة. الشموس و جتسد غيبوبة عامل إيقاعيةغيبوبة و

الغىن عميقة الداللة، أا شديدة التنوع و "بأبو دي"يرى فهي آخر مستويات البنية و قفويةة التينأما الب) البيت األول (يف حركة املراياقافية املرايا تظل معزولة يف القصيدة منذ ظهورها يف ل أول ما يالحظ هو أنلع و

سقا معقدا على صعيد القافيةابتكارها، أما حركة اجلسد فإن هلا ن إىل أن تعود املرايا إىل الظهور يف جمال قتلها ولعامل اجلديد إزاء العامل القدمي، اجتاهه حنو ا حبركة اجلسد وخيتص إذ وييالصعيد الداليل الرؤ ىتعقيدها عل جتسد) ليؤكد أن العاملني ليسا على انفصال مطلق بل (اجلسوراحلديث ووضع بني العاملني القدمي مق املتسط النسو مث يت

.إن بينهما جماال مشرتكان إمدهشة، حيث اجلسد ظاهرة مفاجئة و بنية األنا من القوايف اليت شكلتخلو حركة أنال شك و

ذلك تضيف درجة كبرية من الفن ل تزيد حدة تصورها جلدة العامل اجلديد و ة حركة األنا وهذه املفاجئة تعمق دالل .)1(اإليقاعي وللمستوى الداليل

الذي يشعر بأن ظاهري للقصيدة وما ينبغي مالحظته يف اخلتام هو على الرغم من املستوى ال وخلق بإعادةذلك حتوله و ه وتعيد خلق أاله إال إحراق و هتدمري ل مضموا هو رفض مطلق للعامل القدمي و

إليه الذات دالالت جديدة، لتصبح جزءا حيويا من العامل اجلديد الذي تصبو مضمون و عناصره بروح و األسطوريتلغيها، بل متارس عليها القتل كون األنا ال تنفي املرايا والبنيوي من التفسريتتضح صحة هذا وهلذه بروح عامل جديد، و نابضةلتعيد بعثها هاجسا حبياة جديدة الفنيق متوز و توحدها بأساطري املسيح و و

هم سوء الفل شعره عرضة نإكله، إذ "نيسدو أ"يف شعر الظاهرة أمهية قصوى ليست يف القصيدة فحسب بل ومترد، لكن التحليل و إلغاء وقيل إن موقفه من الرتاث موقف رفض كثريا ماو ،أكثر من أي شاعر عريب معاصر

ه هلذ األساسيةهذا ما يكتشف من الرؤيا التفسري لشعره خاطئ، و مثل هذا احلكم و أنالبنيوي اآلن يظهر

.102- 101ليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص حممد عزام: حت - 1

Page 178: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب تحليليالمنهجي اللبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

174

الواقع ة جديدة ختلق مبدأ احللم ويساسالعامل يف بوتقة ح هر الرتاث والقصيدة إذ هي رؤية حتويلية، تص ،مضيئة ،جديدة، حتمل خصائص من كليهما لكنها يف الوقت نفسه نقية تواقةاجلديد ذاتا من القدمي و و

.)1(حتقيقه ور نفسها الكتشافه تنذ و جس بأبعاد وجود جديد ،متحولة ،رةمغاميبدأ الباحث دراسته و التجلي) قائال: ((جدلية اخلفاء "أبو ديب"كتاب "لضصالح ف"و لقد انتقد

اقتطاع جذاذات من الشعر يتبدى فيها لون من الثنائية بني جانبني حمددين، و بالبنيوية عن الفضاء الشعري (...) بالرغم من أن حمور الثنائية أساسي يف املنهج البنوي إال أنه ليس صفة جاهزة تصلح الكتشاف اخلواص املميزة

و مركز الثقل فيه بعد أن يتم اختياره بطريقة ال توحي بالقصد إال مبحورهيبوح كل نص لكل نص شعري، بلواعية و االقتصار على املستوى الثنائي املباشر مصادرة قد متنع الباحث من االستجابة ال إثبات فكرة مسبقة،

للنص و اكتشاف نظامه اخلاص.لعميقة الكامنة خلف التكاثر الثنائي أو غريه، على أن و قد حتول بينه و بني العثور على البنية اخلصبة ا

أخطر ما يف هذا الفصل ال يقف عند ذلك، بل يتمثل يف القفز من جزئية صغرية بنسق موسيقي صويت يف الشعر إىل احلديث العام عن بنية الثقافة و احلياة بطريقة ال تراعي االختالف اجلوهري بني الظواهر املتنوعة، إذ يفرتض أن ما يصدق على تصور جزئي بسيط قابل بالضرورة هلذا التعميم، مما يكاد خيرج بنا عن روح املنهج العلمي الذي

.))2(مقوالت ال تتسم بالدقة العلمية حتاول البنائية االقرتاب منه (...) و ببالغته الشامية املثرية يكررتعود باألساس إىل حمور الثنائية، حيث "بأبو دي"إن املغالطة املنهجية و النقدية اليت وقع فيها كمال

على "كمال أبو ديب"قبل مقحم من "لضصالح ف"اتسم هذا احملور بالتعميم و عدم الدقة و هو يف تصور ، هذا ناهيك عن "أبو ديب"نسيج نصي حيوي تفريعات ثنائية أخرى أكثر مجالية من اجلمالية اليت توصل إليها

دقة العلمية و معايري الضبط املنهجي.تكراره ملقوالت تفتقر إىل اليتصف بالغموض و الضبابية إىل ( "ديب أبوكمال "أن الكتاب الذي أنتجه "بشري تاوريريت"كما يرى

درجة يتعذر معها فهم تلك اجلداول املرصعة بأشكال هندسية و عمليات إحصائية، فيها من التشويش ما جيعل بتطبيقه للبنيوية على هذه "كمال أبو ديب"ن قراءة هذا الكتاب، فكأن ذاكرة القارئ حتيد و تعزف، بل تعرض ع .))3(النصوص إىل رموز و إشارات مبهمة النصوص العربية قد عمل على حتويل هذه

أن املقاربة البنيوية احلقة هي املقاربة اليت تستهدف مادة النص استهدافا فيه من - أيضا - كما يعتقدكمال أبو "ممكنا و حتسس مجاله مقبوال، و برغم هذه االنتقادات تبقى حماولة الوضوح ما جيعل تذوق النص

.)4(جادة بالقياس إىل ما تقدمها من حماوالت أخرى "ديب

.100ص املرجع نفسه: - 1 .62 – 61بشري تاوريريت: حماضرات يف مناهج النقد األديب املعاصر، ص - 2

.62 ص : املرجع نفسه - 3

.62: ص املرجع نفسه - 4

Page 179: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

174

� ��ح ��ل�� و ���ھ� ا���د ا�����ر: �ظر� ا�

في النقد األدبي: نظرية البنائية

بالعربية عن ألف أهم كتاب م1977نظرية البنائية يف النقد األديب) سنة ( "صالح فضل"يعد كتاب جتاهاا ا التنظري النقدي آنذاك ألنه كتاب علمي جاد وضع بلغة نقدية، عاجل من خالهلا أصول البنيوية و

كالنني الروس الش و "سوسريو د"عند قد ضرب يف الصميم حيث حتدث عن أصول البنيوية مستوياا، و وبالبنيوية وحتدث عن تطبيقاا يف العلوم املدرسة األلسنية األمريكية، مث عرف بالبنية و و ،حلقة براغ اللغوية و

عن لغة الشعر و ،النقد عن البنيوية يف حقلي األدب وحتدث أيضا عن معاركها مع الوجودية، و و اإلنسانية ميولوجية.يالنظم الس و ،تشريح القصة و

ن يف ذلك انسجاما مع املوضوع املعاجل والفصل أل ن الرتكيز عليه من هذا الكتاب وغري أن ما ميكمستويات وية يف األدب وهو القسم الثاين املخصص للنقد البنيوي، الذي يعاجل فيه الباحث البني ،التطبيقي معا

لغة الشعر. شروط النقد البنيوي و و ،التحليل البنيويومن اجللي لدى القارئ أن هذا القسم هو أهم ما يف هذا الكتاب ألنه يضرب يف صميم النقد األديب

عدم استساغته حينها وجدته الشعراء حلداثته و ان النقاد والبنيوي، الذي كثريا ما كان غري واضح املعامل يف أذههلذا كان من الضروري من مؤثري النقد الذي يعتمد العلوم املساعدة، و من قبل أصحاب الذوق التقليدي و

.نهج النقدي اجلديدتعريف هذا املخذ عليه الباحث مناقشته ملضمون العمل األديب على الرغم من أن ؤاي مما خيلط أوراق فهم املتلقي و و

بعضها ت عالقا ) العمل األديب املفرتضة وإمنا حيصر مهه كله يف (بنية سا إىل املضمون، وهذا املنهج ال يلتفت أساو ،)1(األدبية اآلثارهدف التحليل هو اكتشاف تعدد معاين أن قد غالط الباحث نفسه حينما رأى بعضا، و

أن ألن الواقع يثبت ،))2((... فإن هدف التحليل البنائي هو اكتشاف تعدد معاين اآلثار األدبيةذلك يف قوله: للمعىن من أجل ليس مرحلة النقد البنيوي الذي أدار ظهره كليا نقاد املراحل السابقة، و (املعىن) كان هدف

على يتكئلتحليل اللغوي ل) هو منوذج التحليل البنيوي لألدب( العالقات حقها املهضوم، و و البنياتإعطاء التوافق بني الكلمات، و ) اليت تدل على عالقات التسلسل واقيةبعض املصطلحات من مثل (العالقات السي

) أو تدل على عالقة كل عنصر من السياق مبا يثريه من عناصر خمالفة له، مث اختياره اورةعالقات ايطلق عليها (قات املخالفة يطلق عليها اسم (عال اليت كان من املمكن أن حتل حمله، و هي متثل الثروة االحتياطية له و دوا و

) تابعة دون اعتبار جمموعات (الرموز)، كما ال ميكن حتليل النص األديب إىل وحدات متاإلحياءأو االستبدالأو اليت تكونه، فهي رسالة تنقل داللة سياقية لكنها ذات قيمة بنيوية، مما يفرض ضرورة قيام عالقة جدلية بني حموري

ز يف العمل األديب له قيمتان: ذا فإن الرم املخالفة، و ااورة و

.52-51-36حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص - 1 .200ص .م9981، 1مصر، ط القاهرة، ل: نظرية البنائية يف النقد األديب، دار الشروق،ضصالح ف - 2

Page 180: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

175

توصف بأا عملية توصيلية. و "كود"تشري إحدامها إىل * .تتصل الثانية جبملة الرموز من حيث تكوينها لكل بنيوي و*

بني ةاللغالقصة، فإذا ما مت التميز يف اجلمايل للشعر و أساسا للتقعيدمن هذا "ونبساكجوقد اختذ " رمزها من بني االحتياطي املمكن من الرموز املتشاة انتقاء ي يتصل باختيار و) الذ(املظهر االختياري

املظهر التوفيقي) الذي يتصل بتسلسل الرموز املختارة تبعا حلاجات القول، فإن كل واحد من هذين املظهرين ( و يرتبط بشكل منوذجي بالغي.

إن نفس املعىن، و ألداء كلمة حمل أخرىهي إحالل ) باالستعارة، وعادة ما يتصل (املظهر االختياري ة حيث ينتقل املعىن من رمز إىل آخر، الكناي ) يقابل ااز املرسل وفيقياملظهر التو مل يكن هلما نفس القيمة، و (

الشعري، بينما املظهر التوافقي السياقي هو حمور اإلبداعلغة االستعارية هو حمور لمن هنا فإن املظهر االختياري و ) يفاحلضور عالقاتالسياقية يف علم اللغة تقابلها (على هذا فإن العالقات لفن القصة، و اجلمايلساس األ

على "حممد عزام"مما يالحظه ، و)1(عالقات الغياب)تقابل ( االستبداليةأو ، كما أن العالقات اخلالفيةاألدبلكنها حاضرة يف ذاكرة بة يف النصوص ون هناك عناصر غائإإذ سيم أنه ال ميكن أن يكون مطلقا (هذا التق

على العكس من ذلك فقد جند يف كتاب ما الشعراء يف فرتة معينة لدرجة أنه ميكن اعتبارها عناصر حاضرة، و .)2()اعتبار عالقتها من النوع الغائب األجزاء اليت تبعد عن البعض اآلخر لدرجة أنه ميكن بعضا يعتمد كل مستوى ما قبله يف كل يكشف عن ضرورة التحليل املنتظم يف تصور املستويات املتداخلة بنائي و

.لموضوعل حتددها وا وبالوحدات الداللية الكبرية اليت تك فالتحليل مير مبستوى الرموز يف العمل األديب و

ميولوجي.يباملنهج البنيوي الس هذه املستويات باملوضوعات، مث تعزز و : يلي ليل البنيوي كماترتب هذه املستويات يف التح و ).إيقاع تنغيم و من نرب وتكوينها املوسيقي ( رمزيتها و واألصوات : حيث تدرس املستوى الصويت - .خاصة األديبو اللغوي نيوظيفتها يف التكوين الوحدات الصرفية و هتدرس في : واملستوى الصريف -

املستوى األسلويب هلا. التجريدية و حلسية وتدرس فيه الكلمات ملعرفة خصائصها ا : واملستوى املعجمي -

.و اجلمالية خصائصها الداللية طرق تكوينها و تركيب اجلمل و املستوى النحوي: لدراسة تأليف و -

الصور املتصلة باألنظمة اخلارجية من غري املباشرة و يعىن بتحليل املعاين املباشرة و و :املستوى الداليل - متارس وظيفتها على درجات يف األدب. االجتماع و ط بعلوم النفس واليت ترتب حدود اللغة و

.204- 203صالح فضل: نظرية البنائية يف النقد األديب، ص - 1 .53حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص - 2

Page 181: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

176

) جديدا يقود مدلوال) الذي ينتج (اجلديداملستوى الرمزي: الذي تقوم فيه املستويات السابقة بدور (الدال .)1()إىل املعىن الثاين أو ما يسمى (باللغة داخل اللغة بدوره العروض البالغة و بنيوية الثابتة، مثل قواعد النحو ولكل واحد من هذه املستويات قوانينه ال و

الثقافية. و اإليديولوجيةاملواقف منطق الصور و قوانني الداللة و شبكات التداعي و والتداعي احلر فيما بينها هو الذي حيدد البنية و اتوافقا وعالقاا املتبادلة إن دراسة هذه املستويات و

للشعر )ففي (التقسيم األفقي االستبدايل و األفقينصوص األدبية ال بد من مراعاة احملورين، يف حتليل ال ، واألدبيةيف النثر تبدأ الوحدة من الفقرة إىل الفصل حىت تشمل الكتاب توزيعه، و مثال ال بد من وضع هيكل منظم و

) يعاجل ملستوى االستبدايليف حتليل (ا صل بني هذه الوحدات، و، كما ميكن رصد الروابط النحوية اليت تكله اكتشاف قواعد البىن الداللية التوليدية األسلوبية األخرى، و االختيارات الفنية و اجلنس األديب و

.القيم االطالع على كيفية جتسيد األفكار و وعلى هذا الرتتيب اعتماده على التنظيم اللغوي املسبق بطريقة مباشرة "صالح فضل"و مما يالحظه

ن تكون تبسيطا منهجيا خطريا يغري بالسذاجة املدرسية و يوحي للباحثني بوضع فراغات تقليدية توشك أمما جيعلهم جيافون روح املنهج البنيوي الذي يرفض االنتقال من التحليل الشكلي إىل تعسف بو حماولة ملئها

و انبثاقاته الداخلية األشكالن علم بالتفجري املوضوعي أوال حبثا ع - كما ينصح بارت- الداللة املوضوعية و يبدأ .)2(احلميمة

) عن االستخدام العادي للغة، احنرافلغة الشعر يرى أا ( "صالح فضل" عندما يعاجل الباحث ويقصد به )، واالتساعقد كان النقاد العرب قدميا يسمونه ( )، واالنزياح( "جان كوهن"هذا االحنراف يسميه و

الشعر، فالصورة الشعرية ليست حلية املوضوع احلقيقي لدراسة و من البالغة التقليدية وه ااز و االستعارة و الشعر تتولد من صوره بنية دد الطاقة الشعرية الكامنة، وحتا جوهر الشعر و وإمنا هي لب زائفة، و

حثني أا انتهت إىل حتليل هذه الصور هو ما ورثه (علم األسلوب) احلديث عن البالغة، اليت يرى بعض البا وتعريفاا إىل حيث الطابع اجلزئي ملقوالا و تجتاوز و، األسلوبية أنقاضهااجلمود فازدهرت على العقم و

.)3(أصبحت منهجا نقديا مستقال، "والن بارثر "هي الباحث كتابه بفصل يعقده (لتشريح القصة) لدى أعالم النقد البنيوي مث ين

.اخل...ائيني يالسيم و "شرتاوس" و "تودوروف"

.214، ص نفسهصالح فضل: املرجع - 1 .215صالح فضل: نظرية البنائية يف النقد األديب، ص - 2 . 55ل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص حممد عزام: حتلي - 3

Page 182: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

177

ألنههي النموذج الذي يؤسس عليه النقد البنيوي حتليله لألدب، (علم اللغة) األلسنية أن "لضف"يرى ومن ةال تنحل إىل جمرد جمموعاحلكاية األمر اجلوهري هو النظام، أي أن أنميدنا بتصور حاسم عندما يقرر

.)1()الوصف اللغوية اليت تدخل يف تركيبها على أساس مبدأ (العناصر الكثري هذه األقوال، بل ال بد من تصنيف صرفية قام بتحليل اجلملة لغويا على مستويات خمتلفة صوتية و "والن بارثر "يرى الباحث أن

عالقات ، ألنه لكل مستوى وحداته واليت حتدد عالقاا فيما بينها ذه املستويات مراتبهاهل سياقية، و ية وحنو واملعىن من هذه املستويات أن ينتج مبفرده ألي على الرغم من أنه ال ميكن لباحث إىل وصفه على حدهيضطر امما

.يف مستوى أعلى جتندر مستوى ما تكتسب معناها عندما وحدة) يفكل (األخري، فنخرط يف ت ولكن عندما تدخل يف تكوين كلمة ويف ذاا ) ال تعين لبساأو احلرفصوتية (فالوحدة ال

ع قنظرية املستويات اللغوية هذه متيز بني نوعني من العالقات، العالقات التوزيعية اليت ت يتولد فيها املعىن، و مجلةهذا يعين أن العالقات التوزيعية ال العالقات التكاملية اليت تقع على مستويات خمتلفة و على مستوى واحد، و

التكاملية. تكفي ألداء املعىن بل هي حباجة إىل انضمام العالقاتأنه يرى يه مفهوم (النحو) ويعتمد ف و "ان تودوروفتزفيت"ليلي الثاين للسرد فيقدمه أما النموذج التح

ملخصا هلا يوجز كل حدث يف أقل عدد ممكن من الكلمات اليت تتكون عد لكي توصف حكاية ما ينبغي أن ي ألي قصة يتمثل يف االنتقال من ىند األداحل إنسيالحظ حممول، و أو من موضوع و إليهمسند من مسند و

قوة ثالثة يف اجتاه معاكس لبث أن تأيتتحالة توازن إىل أخرى بطريقة ينجم عنها فقدان التوازن املبدئي، مث ال .مرة أخرى نالتواز ديلتع

ا يكون ، و ذختتلف عنها جذريا وازن الثانية قد تشبه األوىل لكنهامما يالحظ يف القصة أن حالة الت والتوازن - عملية إعادته -انعدام التوازن - عملية التغيري - ية مكونا من مخسة مواقف: التوازنمنوذج الدورة القصص

بعض هذه ىحينئذ غري مكتملة، كما قد تطو ، إال أن هذه الدورة قد تنقطع يف إحدى هذه النقاط و تعد اجلديدل أخرى للدورة حو ميكن أن تضيف مرا د حالة التوازن من قبل،القصة بعملية التغيري مفرتضة وجو فتبدأاملواقف

مبواقف مستقلة أو شبه مستقلة، بيد أن اهليكل األساسي يشمل دائما هذا املوقف إما نصا و إما ضمنا، و على أية حال فإن هناك نوعني من أجزاء القول يف القصة: النوع الذي يصف حالة ما من توازن

ني من القول ، و ميكن مقارنة هذين النوعي يصف عملية االنتقال من حالة إىل أخرىأو عدمه، و النوع الذالتوازن أو عدمه، حاالتاليت تصف األجزاءالوصف و الفعل، فاألوصاف القصصية هي بنموذجني لغويني مها:

.القصصية فهي اليت تتناول االنتقال من حالة إىل أخرى األفعالأما

.269، ص نفسهصالح فضل: املرجع - 1

Page 183: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

178

ارنته الطريفة قائال إنه قد يعاب على (حنوه) خلوه من األمساء، و يرد على هذا و ميضي هذا الناقد يف مقليست سوى صفات مبسطة أو معقدة طبقا لكل حالة على األمراملأخذ على أساس أن األمساء يف واقع

.)1(هحدوإذا كان كل نظام يتألف عادة من جمموعة من الوحدات فال بد من تقسيم القصة إىل جمموعة من

ألجزاء اليت ميكن توزيعها على عدد حمدد من األنواع، أي أنه ال بد من الوصول إىل الوحدات القصصية الصغرى، اأن املعىن هو معيار الوحدة و إمنا يرى أن توزيعها، و التحليل البنيوي ال يكتفي بتعريف الوحدات الصغرى و و

).لذلك تسمى (وحدات وظيفية وحدة، و اخلاصية الوظيفية لبعض أجزاء احلكاية هي اليت جتعل منهاالقصة تتألف التناسب، و من القصة يدخل يف عمليات التبادل و اكل من هذه الوحدات جزء يعد و

حىت الذي ال معىن لكن على صعيد مستويات خمتلفة، فكل شيء فيها له معىن مهما بدا تافها و من وظائف و .)2(الالجدوى له فإن معناه هو العبث و

) الذي مييز يف تركيب القصة بني ثالثة ائييمالتحليل السيسرد فهو (ما النموذج الثالث لتحليل الوأ الشفرة. الرسالة و عناصر هي: اهليكل و

يشمل مستويني: جمموع خصائصها البنيوية، و هو لغة القصة و :لـــالهيك بنية مستوى البنية املتمثل يف تالية، ومستوى املقال باعتبار القصة جمموعة من األقوال املكونة من مجل مت

حليل البنيوي ال يقف يف حتليل املقال على جمرد توايل العبارات، بل إنه تال الذي تعرب عنه القصة، واملضمون نه متوالية من األقوال ذات وظائفميكن تصوره على أ املقايل للحكاية ىاملستو مع أن )، و(كال ذا داللةيعتربها من عناصر السلوك اللغوي ذات األهداف احملددة. أنه يكشف لغويا عن جمموعة ، إالةإسناديالبنيوي، فعلى هو معىن يركز أيضا على نفس املستويني املقايل و فهي املعىن اخلاص لكل حكاية، و :ةــالرسال

اليت تنتظم املستوى املقايل تتواىل األحداث اليت تقتضي أبطاال ميكن وصف هذه األحداث من خالل املراتبلكل هؤالء األبطال، إذ قد يكونون أفرادا أو مجاعات فاعلني أو مفعولني أو معارضني معوقني أو مساعدين، و

املستوى البنيوي من ينطلق الباحث من خالل يت تتشابك مع داللة احلدث يف نسيج مقعد، ومنهم داللته ال ى بكل عالقاا اليت تكون بنية املضمون.ينظم جمموعات الوحدات الكرب أصغر وحدة داللية، فيصف و

هي تشمل جانبا شكليا يف التحليل األديب و فهي جمموعة القوانني الرمزية اليت حتكم مدلول الرسالة، و: رةــالشف .)3(يشري إىل املفاهيم االجتماعية للداللة األدبية إيديولوجياجانبا آخر ، يقوم على تقسيم القصة إىل قطاعني، "كلود برميون"عند ائي للقصة يمهناك منوذج آخر للتحليل السي و

تمثل يف تفكل قصة الروائيالبحث عن القوانني) اليت حتكم العام قطاع ( قطاع التحليل الفين للوسائل التقنية، و

.271-270- 269نظرية البنائية يف النقد األديب، ص صالح فضل: - 1 . 57حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص حممد عزام: - 2 .278-277ئية يف النقد األديب، ص صالح فضل: نظرية البنا -3

Page 184: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

179

تابع قول يتضمن تتابعا موعة من األحداث البشرية املهمة اليت تكون حدثا متكامال متوحدا، فإذا انعدم هذا الت حتولت إىل لوحة وصفية ال يربط بني عناصرها سوى جمرد التجاوز املكاين، تالشت القصة و

يتضمن كل عنصر فيها العنصر اآلخر، أو قول غنائي لو جتمعت عناصرها حول أو أصبحت قوال استدالليا ا تصبح جمرد جمموعة من االستثارة اازية التصويرية، أما إذا افتقدت أحداثها خاصية التكامل و التوحد فإ

الوقائع املسلسلة اليت ال تربطها ضرورة و ال يوحدها حمور، و إذا خلت من إثارة االهتمام البشري فلم يقم ا تقع على مفعولني أو تتصل مبشروع إنساين فإا عندئذ ال تكون قصة نظرا خللوها من معىن.ملفاعلوه و

القصة تتوزع تبعا ملا تعود به من نفع أو ضرر على املشروع يف األحداثو طبقا هلذا التصور، فإن اإلنساين يف جمموعتني أساسيتني مها:

منفعة يسعى إليها -

رر حمتمــل ض -

، فهناك أساسهاو تتوزع األعمال يف القصة طبقا لعالقاا ذه العناصر، و تتحدد أنواع التتابع على يف دورات مكتملة األحداثتتابع مستمر إذا استمرت

ضرر واقع. �قوع الضرر و � حدوث النفع، أو ضرر خيشى منه و �عملية النفع �نفع إذا تــداخلت عوامــل و قطعــت هــذه الــدورات فلــم تنتبــه إىل نتائجهــا املرتقبــة أو أدت و هنــاك تتــابع بــالقفز

ددون علــى أساســها أمنــاط القصــة إىل نتــائج عكســية، و يضــع النقــاد لوحــات كاملــة جلميــع هــذه االحتمــاالت، و حيــشـــبكة مـــن العالقـــات بـــني العناصـــر املختلفـــة و يبحثـــون مـــدى توازيهـــا مـــع الســـلوك البشـــري، و ينســـجون املختلفـــة،

.إىل أشدها تعقيدا األشكالابتداء من أبسط و ــــذا يضــــعون اإلطــــار الــــالزم لدراســــة ســــلوك الشخصــــيات يف أبنيــــة و هياكــــل و جــــداول حمــــددة طبقــــا

و العصر و اجلنس األديب و ذا يصـلون للتحليـل الفـين التوافق و التخالف اليت تستجيب لعوامل الثقافة ات إلمكانقوانني العامل الروائي، حيث يتضح أن تسلسل األحـداث فيهـا لـيس كما من إىل مداه، و يقيمون على أسس علمية

طريقـــه و اخلطــر مـــثال يســتدعي املقاومـــة أو اعتباطيــا و لكنــه خيضـــع ملنطــق دقيـــق، فظهــور مشـــروع مــا يثـــري عقبــة يفاهلــرب، و هكــذا ميكــن وضــع اهلياكــل األساســية و حتديــد أماكنهــا، كمــا ميكــن إرجــاع حكايــة كــل قصــة إىل جمموعــة

.)1(منها و قياسها كميا لشرح اختالفاا الكيفية و النوعية بطريقة علمية سليمة

.972- 872صالح فضل: نظرية البنائية يف النقد األديب، ص -1

ا�ام ا�����

� ا��������

ا�ام ا���ر

� ا���ر���

� ���� ��� ا����� إ�

� � ��� ا����� إ� ����

���� !�ر ��ث �

�د��� !�ر ��� �

Page 185: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

180

شخصياته يكتب؟ أم هو لقصة الذي ميسك القلم وا ) فهو حمور التساؤل: هل هو مؤلفأما (الراوي و، أم ينبغي أن تقدم كل شخصية رؤيتها شيءهل الشخصيات ينبغي أن تدرك كل من خالهلا ؟ واليت يتحدث

.فحسب؟ موضوع التحليل لديهم فها ومؤل و ) القصةراوييتضح من هنا أن البنيويني قد ميزوا بني (

) هو الذي يقدم األوصاف والراوي( و ،خصية عندهم خملوق ومهي من ورقالش الواقع، و ليس وو (الشخصية) .)1(جيعل القارئ يرى األحداث بعني هذه الشخصية دون احلاجة إىل أن يربز على مسرح األحداث

عندما حتدث عن احملاوالت التطبيقية "صالح فضل"الذكر يف هذا املقام أن الباحث بلكن ما جيدر صفحة، وحىت هذه ثالمثائةأكثر من صفحات من كتابه البالغ ست صص هلا سوىلغريب مل خيالبنيوية يف النقد ا

من ل هلا بنازك املالئكة يف كتاا (قضايا الشعر املعاصر)، والصفحات رغم قلتها إال أا جاءت مغلوطة، إذ مث ) القصيدة، مضمون) القصيدة مقابل (هيكلمل تم بالبنيوية أو البنية وإمنا اهتمت بـ ( "نازك املالئكة"املعروف أن

،صغرية وعالقاا الشاملة على بىن) الثنائية ألا تقول بـ (البنيةتؤمن ذه بينما البنيوية ال املستويات املتعددة. بالوحدات الوظيفية و و

ج البنيوي، انساق مع بعض الباحثني الذين يعنون بـ (اهليكلية) املنه "صالح فضل"أن "حممد عزام"يرى ) انالغفر البنية القصصية يف (رسالة ، و"لطاهر لبيبـ"العرب) ل دي عنالغزل العذر إشارتيه التاليتني عن (لكنه يف

التفصيل لكنه مل يف هاتني الدراستني حقهما من الشرح و أصاب و " الوادنيحسـ"ل .)2(هما سريعاعلي حيث مر التقييم و

األدبية و الثانية أا غري موفقة ألا جم واضح على أعظم آثارنا سةمن الدرا "صالح فضل" مما ساء ومث تنشرها كالرذاذ على سطح العمل تفي ببعض املقوالت السريعة املنثورة، ألا تك"يملعر ـ"اهي رسالة الغفران ل

تلتقط من ، مثفهي تفرتض أوال أن رسالة الغفران قصة و دون هذا خرط القتاد كما يقول العرب العمالق،ن احلد األدىن من الذي يقضي بأ "تودوروف"قصوصة و هو مبدأ األبسطها و أقرا إىل روح أشكال بنية القصة أ

هذا "حسني الواد"وازن يتخللهما اضطراب و ختلخل، و يسمي تهيكل القصة البد أن يقوم بني نوعني من ال ن أن االضطراب هو جمرد احلركة يظنه خلو من الفعل و األحداث، مثو يتصور أ التوازن (هدوءا)

و تنقله من مكان و وقوع أحداث ما، و يدلل على قيام هذا العنصر يف رسالة الغفران حبركة ابن القارح إىل آخر.

أقصوصةأن كل هذه التصورات متعجلة غري دقيقة ألن رسالة الغفران ليست "صالح فضل"يف يضو يفرض عليها منوذجا بنيويا مبسطا كان ينبغي أن يستخلص منوذجها ممطوطة إىل مئات الصفحات، و بدل أن نه يقوم على متابعة أعمال شخص واحد إإىل الشكل القصصي، إذ اخلاص فهي أقرب إىل الطابع امللحمي منه

.289-288 ، صاملرجع نفسه - 1

.60- 59حممد عزام، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص - 2

Page 186: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

181

عليها، إال أنه ليس شخصية قصصية "ابن القارح"و كل ما يريده من مشاهدة اجلنة رهني مبرور ،"ابن القارح"هو .)1(لوها من العمل النفسي و الوجودي و اكتفائها باملنظور اخلارجي املفارقخل

يناقش متثلها أن يعرض هذه الدراسات العربية و "حممد عزام"حسب رأي مما كان ينبغي للباحث و .أو خروجها على األصل البنيوي

يف جمال الدراسات النقدية كانت رائدة "صالح فضل"أن حماولة ا ال شك فيه يف ختام هذه الدراسةمم وعلى اخلصوص يف تلك املرحلة املبكرة من استقبال هذا املنهج اجلديد مع مطلع السبعينيات من القرن املعاصرة، و

خباصة ضوعه حباجة إىل تعمق أكثر، وث اإلحاطة بالنقد البنيوي فإن مو على الرغم من حماولة الباح شرين، والع - رغم تعددها (النقد البنيوي الشكليليت مل يذكر عنها شيئا يف اجتاهات النقد البنيوي ا

غري شامل، إذ جاء وي مشتتا ولقد كان يف معاجلته ملوضوع النقد البني اخل) وتباينها، و.ائي..يمالسي التكويين و و "رتشاردز"أجهز مبقوالت و !تشريح القصة و !دمج ا لغة الشعر من التحليل البنيوي و جبذاذات

لو أنه عرف باجتاهات ال عالقة هلم بالبنيوية، و ممن كانوا قد بشروا بالشكالنية و !غريمها و "ثروب فراير نو " و أكثر دقة علمية، و أمشل و اجتاه لكان كتابه أوضح وبنماذج تطبيقه من كل بأعالم كل اجتاه و النقد البنيوي و

مع ذلك فإن ذلك ال جتاهات قد توضحت متاما، وأنه جاء يف مرحلة مبكرة مل تكن فيها هذه اال لكن عذرهيغض من قيمة ما قدمه الباحث من خالل هذا املنهج الوافد اجلديد ألنه قد بذل جهدا طالئعيا مرموقا حيمد

لغاا ت فيها هذه التآليف النظرية لقلة مصادرها حىت يف أصوهلا والسيما أنه جاء يف مرحلة عز و عليه، .)2(األجنبية

.323صالح فضل: نظرية البنائية يف النقد األديب، ص - 1 .52حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص :حممد عزام - 2

Page 187: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

182

ناهج النقد المعاصر: م

عندما اهتم بدراسة مناهج النقد املعاصر قد وضع يده على "صالح فضل"يعتقد القارئ أن الباحث ريب، أو وضع يده على املشكلة اجلوهرية اليت حتتاج عموضوع من أهم املوضوعات اليت تواجه الباحث أو الناقد ال

ثقافيا يتماشى مع فكريا و ن التفاعل مع هذه املناهج لغويا وإىل اهتمام بالغ من جانب النقاد أو الباحثني، ألإىل الفكر احلديث ني العرب من الفكر التقليدي التلقائيمرحلة احلداثة، اليت تتميز باالنفعال احلاصل لدى الباحث العقالين، لكن ترى ماذا حتمل هذه الدراسة إىل القارئ؟

ستوفية للمناهج النقدية املعاصرة، تتضمن املنهج التارخيي األدب دراسة م أن يقدم للنقد و "فضل"حاول الثقافة التفكيكي، وهذا أمر بالغ األمهية ألن مشكلة الباحثني يف األدب و البنيوي و النفسي و االجتماعي و وغري دبية أغلبها غامض واأل ألن الدراسات املرتمجة عن املناهج النقدية وموما هي يف احلقيقة مشكلة منهجية، ع

فال بد أن يكون حديثه مهما "صالح فضل"ـكيتناول هذه املسألة ناقد كبري حني مفهوم، و الباحثني يف األدب خباصة. مفيدا للباحثني بعامة و و

"مسري سعيد حجازي"أن تعد أسبق الدراسات يف هذا املضمار، لكن حماولة "فضل"كان ميكن لدراسة اليت صدرت ) وناهج املعاصرة للدراسات األدبيةامل، بعنوان (ة عشر عاماحبوايل مخس "فضل"حماولة قد سبقت

.م1979اليت أجنزها عقب عودته من دراسته يف فرنسا عام و ،م1983سنة من خالل "فضل"، أراد م1997عن مناهج النقد املعاصر فقد ظهرت سنة "صالح فضل"أما دراسة

املعاصر، فقصد يف ذلك إىل عرض املبادئ النظرية الجتاهات يلقي الضوء على مناهج النقد أنهذه الدراسة ديث عن القواعد املنهجية لكل اجتاه حتت اسم مناهج النقد املعاصر، فلم يقصد احليبدو أنه ترك جانبا النقد، و

محه قد كان من أثر ذلك ما يل االقتصار إىل النظر يف احلديث عن اخلطوات املنهجية يف كل منهج، و البدايةمنذ : إن كان فعال أمام دراسة يتساءلالقارئ من خلط واضح جتاوز احلديث عن املنهج، األمر الذي جيعل القارئ

أمام دراسة نظرية تتحدث عن اجتاهات النقد أوتتحدث عن اخلطوات املنهجية ملعاجلة األدب يف النقد املعاصر أمام مسألة احلدود الفاصلة بني مبادئ اجتاهات هذا مما قد جيعل ذهن القارئ يتشتت، فيقف حائرا املعاصر؟ و

بني مناهج النقد. النقد ولقد كان من الضروري على الباحث أن حيدد للقارئ إذا كان يريد احلديث عن اجتاهات النقد املعاصر، و

أراد و، رد احلديث عن هذا األممل ير ذاإوهنا عليه أن يتحدث عن املبادئ واملفاهيم العامة لكل اجتاه نقدي، فمناهج النقد، فإنه حتما خيص بالذكر اخلطوات العملية اليت يتخذها الباحث يف معاجلة العمل األديب احلديث عن

مات.ليف ظل عدد من املفاهيم واملس

Page 188: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

183

حبيث ميكن ،ني عنده متشانيعلى دراسته األمر الذي جعل االيسيطر هذا اخللط لدى الباحث ظل .)1(اجتاهات النقد املعاصر عاصر مبجرد معرفة مبادئ ومعرفة مناهج النقد امل

"صالح فضل"ـاخلطوات الفعلية يف النقد املعاصر هو الذي حدد ل إن االجتاه حنو اخللط بني املبادئ النظرية و أن يقيم دراسته على التقسيم التايل:

مفهوم املنهج. - املنهج التارخيي -

املنهج االجتماعي. -

بولوجي.و املنهج النفسي األنثر -

املنهج البنيوي. -

ة.ــاألسلوبي -

ميولوجيا.يالس -

ة.ـالتفكيكي -

القراءة والتأويل. -

ص.ـعلم الن -

شيء من بللقارئ أن ينظر يف ضوء هذا التقسيم موضوعات املناهج النقدية املعاصرة، و "فضل"تناول ث عن باقي املوضوعات؟ التدقيق ماذا فعل الباحث عندما أراد أن يتحدث عن املنهج االجتماعي دون احلدي

قد جاءت مبادئ االجتاه النقدي و مفهومه للمنهج النقدي و و يف ذلك مثال كاف للداللة على خلطه و خطواته يف حديثه عن املنهج االجتماعي على النحو التايل:

عالقته باالجتاه التارخيي. احلديث عن االجتاه االجتماعي و -1 االجتاه االجتماعي.نظرية االنعكاس يف إسهامحديث عن -2

حديث عن دور املاركسية يف النقد االجتماعي. -3

نشوء علم اجتماع األدب يف منتصف القرن العشرين. -4

األدب التجرييب. اجتماع تيار علم -5

. "ولدمانلوكاتش وغ"عند األدب تيار علم -6

. "ولدمانغ"بعض مبادئ احلديث عن -7

.ذكر مراجع النقد االجتماعي -8

.181- 180، ص العريب املعاصر حجازي : إشكالية املنهج يف النقد دسعي مسري - 1

Page 189: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

184

للخطوات املنهجية، مبعىن أنه مل امل حيدد مكان"فضل"صالح ا يالحظ على هذه اخلطوات أن مم ويتحدث عن املنهج فمن أراد أن حيدد خصائص حديث الباحث عن املنهج االجتماعي لألدب يرى أنه عرض

نهج االجتماعي حديثه عن نشأة امل أمههايبدو ذلك يف مظاهر متعددة بادئ هذا املضمار، وملللخطوات العامة .)1(يف ظل املنهج التارخيي

قد و ،النقدية املنهج االجتماعي من املناهج األساسية يف الدراسات األدبية ويعد ذلك حنو قوله: ( و ).)2(...اخلمنهاألوىل استقى منطلقاته و تولد عنه، و ،يف حضن املنهج التارخيي - تقريبا -انبثق هذا املنهج

نشأة علم اجتماع الواقعية و حديثه عن دور املاركسية و نظرية االنعكاس و إسهامكما حتدث عن الواقعية الغربية تعمل جنبا إىل جنب يف تعميق االجتاه إىل االعتداد كانت املاركسية وذلك حنو قوله: ( األدب، و

قد ية من ناحية أخرى واألعمال األدب مبنظور التالزم بني البىن االجتماعية من ناحية، و بالنقد االجتماعي واتساعه بتنوعات متعددة كان من بينها علم نشأ قبل أسهم يف ذلك ازدهار علم االجتماع بصفة عامة، و .))3(منتصف القرن العشرين أطلق عليه علم اجتماع األدب

اليت سبق احلديث عنها يف الفصل األول من كتابه النظرية و "مانولدغ"إىل مفاهيم وأسس باإلضافةأن األعمال "ولدمانغ"النقطة األوىل يف نظرية املتشابكة، و هي باختصار جمموعة من املبادئ العميقة و و

األديب وإن كان فردا إال أنللفئات واتمعات، مبعىن تعرب عن الوعي الطبقي قدر ماباألدبية ال تعرب عن األفراد ز ألبنية داللية كلية يطة الثانية أن األعمال األدبية ذاا متيالنق ورؤيتها، وأنه خيتزل يف إيذاعه ضمري اجلماعة

لقات لرؤية العامل عند الوعي اجلماعي هي أهم احل داللية ونقطة االتصال بني البنية ال ختتلف من عمل آلخر، و من ناحية، اليت بفضلها تتم الرؤية بشكل صاف لكيفية تبلور العالقة اخلالقة بني األعمال األدبية ، و"ولدمانغ" .)4(اخلارجية من ناحية ثانية الوقائع االجتماعية و و

مثال فال "ولدمانغ"م اجتماع األدب عند لعل ت املنهجية للنقد االجتماعي أواحلديث عن اخلطوا أماة يهتم أكثر االهتمام باملبادئ النظري "فضل"صالح الفكرة اليت جعلت تل مكانا يف هذا املقام، و القارئ حيجيده هذا يعين أنه مل يتناول املسألة غة معلوماتية وصفية، وبتصبغها بص واجتاه نقدي هي اليت توجه دراسته لكل

مثاال واحدا من احلديث "مسري سعيد حجازي"يف هذا السياق يضرب وملنهجية مع أنه وعد باحلديث عنها، اضح للقارئ أن احلديث عن املبادئ النظرية بشكل موجز، لكي يت "ولدمانغ"ن املنهج لعلم اجتماع األدب عند ع

اخلطوات املنهجية شيء آخر. لعلم اجتماع األدب شيء و

.182، ص العريب املعاصر : إشكالية املنهج يف النقد حجازي دسعي مسري - 1 .44 ، صصالح فضل: مناهج النقد املعاصر - 2

.47 -44 ص: املرجع نفسه - 3 .58-57-56ص املرجع نفسه: - 4

Page 190: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

185

-املعىن املوضوعي - املعىن الذايت - ختلفة (رؤية العامليف أعماله امل "ولدمانغ"بعد احلديث عن مفاهيم ق الباحث خطوتني ال ميكن على أساس أن حيق ، يأيت احلديث عن املنهج الذي ينهض)...اخلالدالة البنيات

الفصل بينهما. ل العمل األديب حتليال بنائيا الستخالص البناء اخلاص ذي الداللة. لأن حي :الخطوة األولى

: "غولدمان"يف هذا الصدد يقول حياول الباحث دمج هذه البنيات يف بناء كلي واسع، و أن الخطوة الثانية:ات أكثر ينيات اخلاصة ذات الداللة يف بنعمل األديب هي حماولة دمج البال إن أهم اخلطوات العلمية يف حتليل(

.)1(العكس) الغدو الدائم من اجلزء إىل الكل و و اإلتيانهذه اخلطوة يفرتض فيها اتساعا، والثانية دراسة ودراسة حتليلية وصفية، تعد ) يات الدالةنحتديد البالكالم إن اخلطوة األوىل (حمصول

تعتمد اخلطوة األوىل منهج التحليل مجتمع، ولات أوسع هو البناء الكلي لينيات الدالة يف بنالب ضعتفسريية تات الدالة، اليت يستخلصها الباحث من ينذي ينطلق من النظم اللغوي للعمل بقصد الوصول إىل البالبنائي ال

لتفسري العم و ة فتتلخص يف عملية فهمجممل العالقات الداخلية اليت حيتويها العمل األديب، أما اخلطوة الثانيعن النظرة املعينة للعامل أما ما يتصل بتفسريه فمعناه توضيح هذه للعامل ةمبعىن توضيح عالقته بنظرة معين ،األديب

يلي: هذه اخلطوات ميكن اختصارها فيما للمجتمع، و طريق دجمها يف البناء الكلي ة يف العمل األديب.ات الدالين: يبدأ الباحث بتعيني البأوال

ات فكرية معينة.ينبعد ذلك يعني صلتها بب ثانيا:

فكر مجاعة معينة. ات الفكرية وينيربز الصلة بني تلك الب ثالثا:القصد منها إبراز الفارق بني األدب، و العامة للخطوات املنهجية لعلم اجتماعهذا موجز اخلطوط

اليت كان من يف هذا امليدان، واحلديث عن اخلطوات املنهجية دب واحلديث عن املبادئ النظرية لعلم اجتماع األعلى هذا األساس ميكن فهم أن الباحث قد خلط بني املبادئ النظرية ، و"صالح فضل"املفيد أن يتحدث عنها

و بعبارة دقيقة حتدث عن اجتاهات النقد كذا احلديث عن باقي املناهج النقدية، و بني اخلطوات املنهجية، و و ليس عن مناهجه باعتبار أن املبادئ النظرية عنده هي نفسها اخلطوات املنهجية.

للمنهج الشافية يف فهم الباحث اإلجابةى ألف القارئ كيف كانت هذه التسمية وإذا تساءل وخلط بني احلديث عن تطور هذه املبادئ النظرية، و جمرد عرض ملبادئه النظرية واالجتماعي، فهو يتصوره

به لتلك فقد سلك حنو حتقيق تصوره عن املنهج نتمل ي "فضل"صالح ملا كان عن املنهج، و حلديث عن االجتاه وا األداء اليت ختص هذه النظريات. سبيال أقرب ما يكون إىل سبيل عرض النظريات و

موعة من اعتبار املنهج جم ما ينبغي توضيحه عن هذا التصور اخلاطئ ملفهوم املنهج عند الباحث، هو وعن تطور املبادئ النظرية للنقد االجتماعي، دون أن يعي أن احلديث عن املنهج معناه احلديث عن اآلراء

.183: إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر، ص حجازي دسعي مسري - 1

Page 191: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

186

طوة أساسية و طرق املعاجلة خ، ألن احلديث عن اخلطوات األثر األديب وفق قواعد حمددةاخلطوات أو طرق معاجلة نشأ املنهج االجتماعي يف حضن احلديث عن كيف ما قيمة لك، ولقارئ أن يتساءل بعد ذل يف هذا اال، و

ما قيمة هذا كله يف املضمار، وارات السائدة يف هذا ديث عن نظرية االنعكاس أو عن التياملنهج التارخيي أو احل .)1(احلديث عن املنهج ؟ حدود

سة التطبيقية للدراعلى الرغم من هذه اهلفوات اخلاطفة فيما خيص املنهج االجتماعي الذي أخذ كعينة وأنه لباحث يف كثري من األحيان، خصوصا ولقد يقبل العذر من ضخامة هذا اجلهد الكبري، و يقزميف احلقيقة لن

أا ما هي إال نافذة ة كتابه بأن هذا العمل ما هو إال مثرة حماضرات كان قد ألقاها على طلبته، ومذكر يف مقدالسمة األساسية يف هذا املقام، فهو غالبا ما تكون العفوية ملعاصر، ويطل من خالهلا الطالب على مناهج النقد ا

األكادميية فيما خيص توثيق النقول تنظيمها وفق الطريقة مل يتدخل إلعادة صياغتها وقد كان هذا االنفجار النقدي العظيم، وللباحث أنه كان سباقا للتعريف مبظاهر مد مما حي تدقيق املرجعيات، و و

من استخدام املصطلحات املناسبة بشيءقد وفق يف جلوانب الفكرية والتقنية للحركة النقدية عموما، وملما با الفكرة بأيسر السبل. إلضاءةالتبسيط الشرح و

لقارئ دليال لم الباحث أنه وضع خارطة شاملة للمشهد النقدي يف الثقافة العربية، وقد رأي حسب و املستقبلي. األفقضبط توجهه حنو ويف تعميق معارفه يضيء له طريقه

.184 - 183 ص املرجع نفسه : -1

Page 192: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

187

ا�����ر: ا��ط��� و وا��ذا�� ���د ��د �

كتابه بطن العريب مع منتصف الثمانينيات على الساحة النقدية يف الو "عبد اهللا حممد الغدامي"ظهر تبىن فيه أحدث يف صفوف النقاد العرب، ألنه ىفأحدث ضجة كرب م1985التكفري) عام األول (اخلطيئة و

هذا يف قسمني: كتابه ) و(التفكيكية أوالتشرحيية نيوية ومها: الب آنذاك و منهجني نقديني التشرحيية) ولوجية ويالسيم البنيوية ومفاتيح النص ( القسم األول نظرية البيان الشعرية، و يف تناول

محزة "يف القسم الثاين درس شعر الشاعر السعودي املعاصر ونظرية القراءة، و "روالن بارث" فارس النص و ).م1972 – م1909( "شحاتة

وسيلة للنظر يف حركة النص األديب خري يرى أن يف نظرية البيان الشعرية يعتمد الباحث املنهج البنيوي وطي عناصرها الستة اليت تغ ة االتصال ويف نظري "بسونجاك"الق من مصدره اللغوي كما يشخصها هي االنط

من مرسل يرسل رسالة إىل مرسل إليه. ما حيدث القول عادةمبا فيها هيمنة الوظيفة األدبية، ف كافة وظائف اللغةكل قول وسيلة االتصال، و و شفرةال لكي يكون ذلك عمليا حيتاج إىل ثالثة أشياء هي السياق و و

يف جنسها إمنا يكون يف اختالف األقوال يف طبيعتها و مهما كان نوعه إمنا يدور يف هذه املدارات الستة، ووظائفها هي الوظيفة الذي يهم من هذه العناصر و وكثر من سواه، من هذه العناصر أ تركيزها على عنصرل فين حيدث للقول بنقله من االستعمال النفعي إىل األثر اجلمايل، فالرسالة كقول لغوي تتجه و األدبية اليت هي حت

ورها، أما يف حالة القول األديب فإن غايتها نقل الفكرة، فإذا ما فهمها املتلقي انتهى د من باعثها إىل متلقيها وإمنا يتحول االثنان إىل فارسني متلقيا و إليهاملرسل وباثا تنحرف) عن خطها، حبيث ال يصبح املرسل الة (الرس

ال يعود هدف يتحول القول اللغوي من رسالة إىل نص و متنافسني على مضمار واحد يضمهما هو النص، ويتعقد يف أطوار تكونه فيجلب توجه هذا ال واا، تصبح الرسالة غاية يف ذ إمنا واين رسالة نقل األفكار أو املعال

الشفرة. و مهمة مثل السياقخرى عناصر أ إليهة للرسالة متكن املتلقي من تفسري يفميثل خل يت جيري القول من فوقها واملرجعية ال اقةالسياق الط يعد

بقائه. وقود حياته وتغذيته ب مادة قول وللفهمها، فهو الرصيد احلضاري املقولة و النص، إليهاألسلوب اخلاص باجلنس األديب الذي ينتمي أما الشفرة فهي اللغة اخلاصة بالسياق و و

إن ظلت داخل سياقها، التحول حىت و التغيري و للشفرة خاصية إبداعية فريدة هي قابلة للتجديد و وميزة بل حيق لكل مبدع أن يبتكر شفرته اليت حتمل خصائصه املميزة إىل يستطيع كل جيل أن يبدع شفرته امل و

إال القلة حتققها هذه احلالة متميزة ال جانب خصائص شفرة السياق اخلاصة باجلنس األديب الذي أبدع فيه، وية النص يف السياق ألا خصوصالذوبان محايته من يف ابتكار النص و هكذا فإن الشفرة مهمة جدا املبدعة، و

.)1(روح متيزه و

.12إىل 8من ص م.2006ية لنموذج معاصر"، اهليئة املصرية العامة للكتاب، (دط)، "قراءة نقد ،و التكفري من البنيوية إىل التشرحييةاخلطيئة عبد اهللا حممد الغذامي: - 1

Page 193: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

188

لسياق كضرورة فنية الذي يؤكد على ا "ث"روالن بار آراء مث يستمر الباحث يف األخذ من أفكار وتفاعل ال حيصى من إىل إمنا حتتاج ال حتدث بشكل معزول أو فردي و الكتابة و ،حداث فعالية الكتابةإل داخل املبدع.صوص املخزونة الن

، الذي هو اإلبداعينني ينشأ يف ذهن الكاتب فيتولد عنه العمل ض عن هذه النصوص جخ يتم و(تداخل التفكيكية تداخلها هو ما يسميه رواد املدرسة هذا التفاعل بني النصوص يف توارثها و النص) و(

.)1(التناص ) أو النصوص كمخزون نفسه يف مواجهة كل سالفيه من الشعراء، فيستمد منهم فالشاعر عندما يكتب قصيدته يضع

و اليوم للماضي إن الطالئعية ليست سوى شكل مطور( :"ارثبروالن "لذا قال الذايت، و إبداعهمن و ثقايف ، و"السياب"يف خمبوء "أبو متام" و ،"شوقي"يف خمبوء "املتنيب" على هذا األساس فإن و)، 2انبثاق من األمس

."نزار قباين"يف "عمر بن أيب ربيعة"حماولته للمفاهيم الرتاثية واستيعابه للمفهومات الغربية، وللباحث هي تشربه امليزة األكثر اجيابية و

مث أخذ املنهج البنيوي ) يفف بنظرية االتصال الغربية و بـ (النصن الشعرية عر اففي نظرية البي، اجلمع بينهمانظرية (يف "اهرعبد الق"عند )، ويف (البيان و التبيني "اجلاحظ"عند الرتاث العريب ن يفيتلمس مقوالت البيا

عن حتدث عن نظرية الشعر و "حازما"قد وجد أن )، وخييلنظرية التيف ( "ينحازم القرطاج"عند ، و)النظم .اثالرت ربط بني الشعرية و النظم و أوالقول الشعري دون أن يقصد ما الشعر

"روفو تود"و "سونبجاك"عند ملعاصر) يف النقد الغريب احتدث الباحث عن مفهوم (الشعريةمث الفن اللغوي للشاعرية هو متايز أن املوضوع الرئيس "نبسو كجا "وغريهم، فقد رأى "دريدا" و "ثبار "و يف الدراسات األدبية، و هذا ما جيعل الشاعرية مؤهلة ملواضيع الصدارة اختالفه عن غريه من الفنون األخرى، و و

النص ظاهر من هذا البناء يف و حاضرلكنها ال تقف عند حد ما هو البناء اللغوي و إشكالياتهي تبحث يف لذلك فإن كثريا من اخلصائص الشاعرية ال يقتصر ضمين، و إمنا تتجاوزه إىل سرب ما هو خفي و األديب، و

.)3(ظرية اإلشارات أي علم السيميولوجيا العامإمنا إىل جممل ن انتماؤها على علم اللغة، واللغة، مما حتدثه ءما ورا : لغة عن اللغة حتتوي اللغة وبع من اللغة لتصف هذه اللغة، فهيالشاعرية تن و

يز للشاعرية عن اللغة العادية، يهذا مت ا، ولكنها ختتبئ يف مسار وال تظهر يف الكلمات موحياتاإلشارات من : هي فيحدد جماالت الشاعرية يف ثالثة و "فرو و تود"أما

تأسيس نظرية ضمنية لألدب. -1 .حتليل أساليب النصوص -2

.115، ص اهج النقدية األدبيةحممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املن - 1 .12عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري، ص - 2

.18-17-12: ص املرجع نفسه -3

Page 194: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

189

.استنباط الشفرات املعيارية اليت ينطلق منها اجلنس األديب -3

هادفة إىل تأسيس هي نابعة من األدب نفسه، و النظرية لألدب و الكليات هكذا فإن الشاعرية هي و لألدب مثلما هي حتليل داخلي له.هي تناول جتريدي مساره و

قد توجد يف نصوص غري أدبية، عناصر عديدة لعل أمهها الشعرية، ويتضمن النص أنعلى الرغم من تتحرك من و اإلشاراتاللغوية فيه، فتتعمق ثنائيات اإلشاراتفهو يوظف الشاعرية يف داخله ليفجر طاقات

ثر انعكاسي يؤسس للنص بنية داخلية ، الذي ميكنها من إحداث أخمزوا، لتقيم لنفسها جماال تعزز فيه داخلهلتوليد ما ال حيصى من ولية مؤهلة للتحول فيما بينهما، متلك مقومات التفاعل الدائم من حيث هي بنية مش األنظمة الشاعرية فيها حسب قدرة القارئ على التلقي.

جتلب ، وأخرىإمنا لتثري يف الذهن إشارات ) إىل إشارة ال لتدل على معىن، وعندئذ تتحول (الكلمة وز على ما حيدثه النص ) حيث رك التخييلبـ ( "ينحازم القرطاج"هذا ما أمساه إىل داخلها صورا ال ميكن حصرها، و

يف ذهن املتلقي، ينتج عنه أن تقوم يف الذهن صور ينفعل لتخيلها تتبعها صور أخرى حيدثها إشاريمن أثر يف إطالق الكلمة كإشارة حرة من قيد املعىن لتكون ي من جهة االنبساط أو االنقباض، واالنفعال الالشعور

ا فإن الشاعرية ليست هكذ ، واإلشارةحيدث أثرا انفعاليا يثري يف الذهن صورا تنطلق فيها املخيلة مرة كحرية ختييال لكل عناصره، فهي انتهاك لقوانني ولكنها إعادة تقييم كاملة للخطاب بالغية و ينةميلية للخطاب بز إضافات جت

نفسها عاملا تكون هي أن ا منه، إىل أو موقف من كوا انعكاسا للعامل أو تعبريا عنه العادة تنتج عنه حتويل اللغة .)1(انتهاك له ما السحر إال حتويل للواقع و آخر رمبا بديال عن العامل إا سحر البيان و

ف بثالثة مناهج نقدية دفعة واحدة، هي (البنيوية، ) حيث يعر صمفاتيح النمث ينتقل الباحث إىل (لعله مل مييز أوجامعا هلذه املناهج الثالثة، منهجا يسوغ لنفسه منها أنكأنه يريد ) والتشرحيية السيميائية و و

غائمة ومل بينها كمناهج نقدية مستقلة عن بعضها يف ذلك الوقت املبكر من تلقيه هلا، حيث كانت احلدود بينها "روالن بارت"من غوي، والل "بسونجاك"يف آن واحد من يقتبس لذا فقد كان ،بعضتكن مستقلة عن بعضها

يف معاجلتهم لتعريف النص على الرغم من اختالف التشرحيي "ليتش"و من ،السيميائي "غرمياس"من و ،البنيوي مناهجهم النقدية.

علم اجتماع، علم نفس، و ى العلوم املساعدة من تاريخ، وشك أن املناهج النقدية املعتمدة عل الكانت فتحا جديدا يف زمنها وكلها جتعل من لغة النص حداثيةمناهج نقدية أجنبتلوجيا قد وبو حىت االنثر و

.)2(نقديا منطلقا منذ على صدارة هذا التوجه النقدي "فرديناند دوسوسري"يقف فالبنيوية هي مد مباشر من األلسنة، و

ال تكون ذات قيمة إال إذا ، واإلنسانعبارة عن أصوات تصدر عن أي اإلشاراتعرف اللغة بأا نظام من أن

.28إىل 22من عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري ص - 1 . 118 -117، ص حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية األدبية - 2

Page 195: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

190

اإلشارة ذات طبيعة ل إىل أن قد توص "دوسوسري" على الرغم من أن كان صدورها للتعبري عن فكرة ما، ومن خالل متايزها باختالفها عن سواها من إمنا و تتم من خالل خصائصها األساسية،، فإن معرفتها الاعتباطية

ها تتوضح األشياء ضدإمنا لوجود (اهلداية) فب ا وشيء يف ذالمعىن ال مثال ذات ) فكلمة (ضاللة اإلشارات نظاما من االختالفات).اللغة ( أن يرى "دوسوسري"هذا ما جعل و

هذا "اوسرت شكلود ليفي "جي الفرنسي لو وبو من هذا التصور اللساين انطلقت البنيوية، حيث طبق االنثر فطبقها على علم "جان بياجيه"مث جاء األمريكيةلوجيا يف دراسته البنيوية لألساطري اهلندية بو املنهج على االنثرو

.)1(التحكم الذايت التحول و من خالل خصائص هلا هي الشمولية والبنية ز النفس حيث مي كأصغر وحدة يف )∗()الصوتيمأمهية مفهوم (وي تضاهي بنياملنهج ال) أمهية كربى يف فهوم (العالقةمل و

أ مها يتأسسان معا من مبد يوي ونالصوتيم يف رسم مالمح املنهج الب ك العالقة ورت تش النص األديب، و : ى هذا األساس فإن العالقات نوعانعل يوجد وظيفتها و ) الذي مييز الوحدة و(االختالف

: عالقات التأليف اليت من الداخل نوعان أيضا القات خارجها، وع عالقات داخل الوحدة وأو صلة تبادلية اور بني الوحدات، حيث تكون صلة تآلفر أما عالقات التأليف فتعتمد التجعالقات االختيا و

) هي على صلة تآلف تبادلية مع (الرجل) مما ميكن من جاءممكن، مثل (غري التأليف ممكنا أو تنافر مما جيعل ) فال ميكن التأليف بينهما يف لمة جاء تتنافر مع فعل آخر مثل (غابلكن ك جاء الرجل و بينهما فيقال التأليف

ما حلقها من كلمات. هلذا فإن الكلمة تؤسس وظيفتها بعالقات مبجاوراا مما سبقها و مثل جاء غاب، و) يف) اليت هي عالقات (حضور) فهي عالقات (غياب) خبالف (عالقات التألاالختيارعالقات أما ( و

).على حمور (عمودي االستبداليف اجلملة من هنا كانت عالقات االختيار ذات طبيعة اجيابية تقوم على إمكان إما سلسلة عمودية من الكلمات اليت يصح أن حتل حملها، ) حدث من مجلة هي (اختيار فكل كلمة يف أية

تتداخل مع هذه عالقات خمزونة يف ذاكرة اللغة، و للتشابه النحوي، ولتشابه املعىن، أو أوبينهما صويت لتشابهيف حالة التلقي، ختتلف الكلمات يف طاقتها املخزونة يف ذاكرة اجلماعة، فيلجأ املبدع و اإلبداعالكلمة يف حالة

مثال يف اختاذه "الح عبد الصبورص"، كما فعل إحيائيفق شحنه بد يستثمره يف إغناء إبداعه وإىل هذا املخزون ل) عنوانا إلحدى مسرحياته الشعرية، اعتمادا على ما حتمله هذه اجلملة من عالقات اختيار غنية (ليلى و انون

يف ذاكرة اجلماعة، من هنا ميكن رؤية أمهية العالقات يف التحليل البنيوي الذي يسعى إىل ثرا جيلب رصيدا شعريا حتليل نقدي يتحرك من لخصائص اللغوية يف النص األديب عربل حصائياإلوصف العمل األديب من خالل الرصيد

:ما يلي يف "ليتش" أربع منطلقات حيددها تسعى البنيوية إىل استكشاف البىن الداخلية الالشعورية للظاهرة. -1

.33 -32- 31 ، صعبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري -1 هي ما تعرف حبروف األجبدية ومعها ست حركات هي صوتيما منها تسعة وعشرون ساكنة وو ثالثون العربية مخسة ةيف اللغ و(فونيم) تعريب للمصطلح الصويت :الصوتيم -∗

.35ص ،عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري. الصوتيمات املتحركة

Page 196: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

191

ليس على أا وحدات مستقلة. ) واجل البنيوية العناصر بناء على (عالقاتتع -2

) أو األنظمة.األنساقدائما على ( ةالبنيوي تركز -3

تسعى البنيوية إىل إقامة قواعد عامة عن طريق االستنتاج أو االستقراء. -4

لوجيا فهو يعرتف منذ البداية حبريته يف تبين مصطلح هلا بعد أن رأى و مييللس "الغذامي"أما فيما خيص عرض بسبب اتساعه ومشوله مما بابيةض هذه العلم من خيامر املرتمجني العرب، كما يعرتف مبا دصطلح عناملاضطراب

سنية.األل أمههاجيعله يتداخل مع علوم كثرية ديناند فر "العامل األلسين و) م1914 -م1839( "بريس"م مها: الفيلسوف األمريكي رائدا هذا العل و

قد فإن الثاين ف ،فلسفيةميولوجيا من وجهة نظر يإذا كان األول قد تناول الس ، و)م1913- م1857( "وسوسريد لذا فإا تشبه نظام و ،عن األفكار ا اإلشارات اليت يعربمن اللغة نظامفقال: ( وجهة نظر لغوية من تناوهلا

العسكرية ... اخل اإلشارات ومظاهر األدب، الطقوس الرمزية، و البكم، و أجبدية الصم و الكتابة و ).)1(لكن اللغة هي أشدهن أمهية و

إن يميولوجيا، حيث يقول: (سمقولته اليت صارت عالمة على مولد ال "وسوسريد"عد هذا التعريف يطلق ب ومن علم النفس جزءاسيكون هذا العلم لتصور، وليف اتمع هلو علم قابل اإلشاراتيدرس حركة علما

اإلغريقيلوجيا من املصدر ميو يسأدعو هذا العلم س نفس العام وم البالتايل من عل االجتماعي، و Semion /Sign ألن العلم مل يوجد بعد ، والقوانني اليت حتكمها و اإلشاراتهذا العلم سيوضح مكونات و

مكانه معد سلفا، و ؟ لكنه علم ميلك احلق يف أن يكونميكن ألحد أن يقول ماذا سيكون هذا العلم نفإنه لميولوجيا ستكون قابلة يكتشفها السالقوانني اليت ت ميولوجيا العام، ويليست إال جزءا من علم الس األلسنية و

).)2(األلسنيةللتطبيق يف ،األلسنية نشرت يف كتاب ضم حماضراته يف يف مطلع القرن العشرين و "دوسوسري" إرهاصاتتلك كانت

تسري جنبا إىل جنب مع ميولوجيايالس منذ ذلك احلني و ) وم1916تالميذه بعد وفاته بثالث سنوات (نشره .)3(ا عن بعضمصعب فصلهحىت لي األلسنية

ميولوجيا على ثالثة عناصر هي: يتركز الس وعلى النار والطرق على عالمة فيها سببية فالدخان مثالو املدلول والعالقة بني الدال )Index(العالمة -1

الباب عالمة على وجود شخص بالباب. شبيه املرسوم والتمثال هو شبيه العالقة فيه تقوم على التشابه فالرسم هو و )Icon(اإليقونة) ( املثل -2

املنحوت.

.45عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري، ص - 1

.46- 45 : صاملرجع نفسه - 2

.46إىل 38 من : صاملرجع نفسه - 3

Page 197: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

192

.)1(العالقة فيها اعتباطية و "سوسريدو " و "بريس"ة يف لغ الرمز أو )Sign( (الرمز) اإلشارة -3

مما حيسب هو التصور الذهين لذلك الدال و مدلول، و هو الصورة الصوتية و تتكون من دال و اإلشارة واملدلول، اليت تتحرك عنده على حامد الغزايل إلثراء فكرة العالقة بني الدال وللباحث يف هذا املقام االستعانة بأيب

أربعة حماور هي: الوجود العيين. -1 الوجود الذهين. -2

الوجود اللفظي. -3

الوجود الكتايب. -4

هو أن ينشأ هلا يف الذهن كون هلا وجود ذهين ويين كالشجرة نابتة يف األرض، مث يالع لشيء له وجودهفاشرحه حلركة "لغزايلـ"المما يعزى من فضل ) وهو كلمة (ش.ج.ر.ة أيت الوجود اللفظي مث الكتايب وي صورة، وشرح أكثر من هذا يأت هذا العلم ب مل قرون ويميولوجيا بدون أن يسميها حيث سبق عصر علم الس اإلشارة

."دأبو حام"الذي جاء به ثابت غريمها فقد رفضوا فكرة وجود ارتباط و "نالكا"و "بارثوالن ر "مثل ميولوجيون الرواديأما الس

جتلب مدلوالت أخرى، واالتصبح د املدلوالت و ساحبة لتغري )(تعوم اإلشاراتإن واقال املدلول، و بني الدال ويعتمد ذهن ألنه) غيابحضور يف حني ميثل املدلول حالة () متثل حالة هذا ما حرر الكلمة لتكون (إشارة حرة و

مبا أن الصلة تقوم بني حاضر الدال و سمى الداللة، واملدلول ت هذه العالقة بني الدال و واستحضاره املتلقي يفمن وه يعتمد كليا وجود الدال، وجود غائب املدلول أو الصورة الذهنية فإن املدلول يصبح عالة على الدال و

يتصور مدلوال بال دال. أنلكنه يستحيل أي بال متصور ذهين ويتصور كلمة بال معىن أناملمكن قد و ميولوجيايهي أخطر ما قدمته الس اإلشارةعنه من إطالق قيد جما ينت االعتباطية وإن مفهوم

كدوال حرة ال تقيدها حدود اإلشاراتاليت تقوم على إطالق للنص وية تأسس عنه مبدأ القراءة السيميولوجيف تالقي بواعثها مع بواعث لإلشارةإبداعية تعتمد الطاقة التخيلية يصري للنص فعالية قرائية و ،املعجمية املعاين

يصري القارئ املدرب هو صانع للنص. ذهن املتلقي و ميولوجيا شرطني مها: ييف كتابه الس "شولز"يقرتح و

.إليهلكي يقرأ النص ال بد من معرفة تقاليد اجلنس األديب الذي ينتمي -1رفة سياق ال بد من مع ، والغائبةات نظامية متكنه من جلب العناصر ال بد أن تكون لدى املتلقي مهار -2

من مث تفسريه ن من ختيله وليتمك أ ظاهرهراءة باطن النص كما يقر حيسن ق النص فالقارئ مطالب بأن .)2(هذه هي فعالية القراءة الصحيحة النص و كإنشاء إبداعيابذلك تصبح القراءة عمال ميولوجيا، ويس

.46املرجع نفسه: ص - 1 .51إىل 46، ص من عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري - 2

Page 198: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

193

أيضا يف تعريبها بني ار الباحثاخت de constructiveلتشرحيية ل "عبد اهللا الغذامي"لباحث يف عرض ا وكوا حرة التوجه اإلشارة ) اعتباطيةية اليت آثرها، مث انطلق من (التشرحي التفكيكية و ) و(التحليلية) و (النقيضة

صور مسارين للنقد و "روالن بارث"قد جاء استبداله، و من مث قدرا على تغيري ذلك املدلول و حنو املدلول، وظهر حالة من اإلشارةم ن، حيث تتسإليه) إىل أقصى ما ميكن أن يذهب دالالعليه ( : أحدمها يطلقاألديب

ذايت للقارئ انعتاق إىل ةبذلك تتحول القراء و ،الثقافية تاجلدليا التارخيية ووى ) حرة تتحرك خارج القيوتوبياال( يرى بأنه سبيل املستقبل النقدي. يقوم هذا املسار إىل إلغاء املدلول و س، وكأا حالة هو و

الداللية اإلمكانات التفسري، دون أن يتجاوز إشكاليات واملسار الثاين للنقد يأخذ نفسه بتحليقات املعاين ولتقليدي ال تتم إال يف املعىن لذلك فإن إزاحة النقد ا و ،اتمعات حماصرة مبعرتك املعاينو من مث فإن خلفياا، ولكي يكون النقد فعاال ال بد أن تتحرك ليس خارجه ألن سلطان قواعد االتصال هي اليت تقرر فعاليتها، و و

إىل مسارات جديدة يأخذ النقد لتقود ميولوجيا، يالس أبواب "روالن بارث"بذلك يفتح عاين وضمن حدود امل) أو أو البحث عن (نواة اإلشاراتيكون دور القارئ هو تفسري األديب، ويف فتح آفاق النص مببادئ األلسنية

عتاق الدال.هذا قمة ان ل حالة الصفر أو الالمعىن ودال رئيس خمزون يف الالشعور ميثيرفع علم النقد التشرحيي الذي فينطلق من األرضية نفسها لكنه يقلب املعادلة قلبا تاما، و "دريدا" أما

حيث ،)قنوات جامعة (بيل عرب أمريكا "دريدا"مث دخل الفرنسية، (Tel quell)) تل كليف جملة (أواره ل عاشتعام "دريدا"الواقع أن انطالق وقد التف حوله نقاد جامعة بيل، ات ويفيها مع مطلع السبعينأستاذا صار حاول فيه نقض الفكر و علم الكتابة، الذيأ Grammatology )اتولوجياالغرام(مع صدور كتابه م1967

"دريدا"كبديل للمنقوض فقد دعا ينقض نفسه بنفسه من خالل كتاباته، و نهأ وجد الكاتباللغوي الفلسفي و )...( سأدعوه بعلم النحويةيميولوجيا قائال: (إحالله حمل الس و النحوية إىل ما مساه علم الكتابة أو

أن حد أن يقول ماذا سيكون هذا العلم لكنه علم ميلك احلق يفألن هذا العلم مل يوجد بعد فإنه لن ميكن أل و ).)1(ليست إال جزءا من ذلك العلم العام األلسنية مكانه معد سلفا و يكون و

تضافر بالغياتدعوته إىل النظم الذي يعين و "عبد القاهر اجلرجاين"باإلمام فكرة النحوية تذكر و .د املدلوالتدا عن قياجلملة مع حنوها لتأسيس مجاليتها بعي

هو يدخل إىل علم األدب أمهية كربى كقاعدة للفهم ) ومفهوم (األثر "دريدا"د القارئ عند أهم ما جي و كل قراء األدب، يتصيدها اليت جتري ورادها كل النصوص و هو القيمة اجلمالية األثرالنقدي، ألن

تربز القيمة اجلملة و اإلشارةيتم ذلك عندما تتصدر ابة وألنه التشكيل الناتج عن الكت )سحر البيان(كأمنا هو و لكتابة لتصبح هي القيمة األوىل يقوم النص بتصدر الظاهرة اللغوية، فتتحول ا الشاعرية للنص و

ليس له من وظيفة إال أن يدل على النطق يأيت بعد النطق و حالتها القدمية يف كوا حدثا ثانوياتجاوز ت و

. 54 - 53 - 52عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري، ص - 1

Page 199: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

194

بذلك تدخل الكتابة يف حماورة مع اللغة وحتل حمله، النطق و يلغالكتابة تتجاوز هذه احلالة لت وحييل إليه وإفصاحا تأيت خليفة هلا بدال من كوا مث فهي تستوعب اللغة ومن و متجاوزة هلا فتظهر سابقة على اللغة و

فإن الكتابة نوعان: "دريدا"حسب ومتأخرا، ثانويا وصيل الكلمة املنطوقة.هدفها ت ة، واخلطي األجبديةهي التمركز املنطقي) وعلى ( كتابة تتكئ أوال: ألولية اليت تنتج اللغة، هي اليت تؤسس العملية ا هي كتابة ما بعد البنيوية و ) و: كتابة تعتمد (النحويةثانيا

األثرجتليات حدىكإقدم الكتابة و "دوسوسري") عند اإلشارة) بديال عن (األثر( "دريدا"م هكذا قد و هدف التحليل التشرحيي هو تصدر األثر يف الكتابة و اخلالص ال وجود له و األثرليست األثر نفسه، ذلك أن و

.خالهلاطوقة، فهي تأيت النحوية كعلم جديد للكتابة لرتفض إنزال الكتابة إىل صف ثانوي مستبعد من اللغة املن و

:ـب "دريدا"ء فيه أي يف النصوص، كما جا حتللها قبل اخلطاب و حصها وتف إمنا وال ختضع الكتابة للمخاطبة قتباس عنده على اال يقوم التناص و ،آخر احلدود بني نص و بذلك فألغى) التكرارية(التناص) أو (

كل نص أديب هو خالصة تأليف و ،تداخل النصوص، ألن النص عرضة للنقل إىل سياق آخر يف زمن آخر وحتمل هي بذلك ت اليت هي سابقة للنص يف الوجود، كما أا قابلة لالنتقال إىل نص آخر وعدد من الكلما

ا حيصى من النصوص قبله.نتيجة هلذا فإن أي نص هو خالصة مل تارخيها القدمي املكتسب وفقد ، من خالل قصيدة واحدة تقرأ مئات القصائد خفية للنص و ىتتالحم التكرارية مع األثر كقو و

قد "الغذامي"هذه نظرة جديدة كما يرى املكررة، و اإلشاراتها القارئ ما ال جيد من سياقات حتصرها جيد في ا سوى نتاج ) فالطبيعي هو أن صانعي النصوص أنفسهم ليسو السرقات:(ـا ما كان األقدمون يسمونه بيصحح

ذاكرة الالوعي اجلمعي ذاكرم ومن فيض املخزون الثقايف يف هم يكتبون ثقايف لسياقات املوروث األديب، و .تمعام

فيهـا يتوحـد القـدمي ،جـادة ) احلرة لكنها نظاميـة وبـ (القراءة التشرحيية "ريداد"باإلضافة إىل ذلك فقد جاء ة وتبشــري حبيــاة جديــد مبــوت و اق، حيــث يكــون التحــول الــذي هــو إحيــاءديــد املبتكــر مــن خــالل مظهــره الســياجل و

ــــــنص ر ــــــة ألــــــذا يصــــــبح ال ــــــق مــــــن كــــــل النصــــــوص وابطــــــة ثقافي يتضــــــمن مــــــا ال حيصــــــى مــــــن النصــــــوص، نــــــه ينبث بــــني القــــارئ هــــي عالقـــة وجــــود ألن تفســــري القــــارئ للــــنص هـــو مــــا ميــــنح الــــنص خاصــــيته الفنيــــة، العالقـــة بينــــه و و ة: أحـــد أعـــالم التشـــرحيي "دي مـــان"هلـــذا قـــال بـــع مـــن داخـــل الـــنص، وإمنـــا هـــو ين التفســـري لـــيس شـــيئا خارجيـــا و وهــذا يبعـد عــن ) و)1(يعتمـد اعتمـادا مطلقــا علـى التفسـريالتفسـري اعتمــادا مطلقـا علـى الــنص كمـا أن الــنص يعتمـد (

.نية الكاتب و تاريخ عصره سرية الذاتية ملؤلفه والنص كل ما هو أجنيب عنده كال

.59 عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري، ص - 1

Page 200: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

195

مـــا ال يلحظـــه إذا كانــت هـــذه هـــي صـــفات القـــراءة القدميـــة، فــإن القـــراءة التشـــرحيية تســـعى إىل اكتشـــاف وما مل يسيطر عليه من هذه األمناط، وكـل قـراءة تشـرحيية الكاتب من مداخالت بني ما هيمن عليه من أمناط لغته و

ال ميكن أن تكون قراءة ائية. للتشريح وتوحة مف معرضة أيضا وي القــارئ علــى بــذا يقضــ منهــا إىل منطقياتــه فتنقضــها، و التشــرحيية بالغيــات الــنص لتنفــذالقــراءة دتعتمــ و

.)1(البناء إعادةلكنه لكن الغرض ليس اهلدم و و "دريدا"يهدف ) يف النص كما (التمركز املنطقير خطــورة القــراءة كفعاليــة أساســية مبــا أن الــنص وجــود مــبهم ال يتحقــق إال بالقــارئ فــإن أمهيــة القــارئ تــرب و

القارئ له. وجود أدب ما وكتقرير مصري للنص الذي يعود مصريه حسب استقبالل املتمثلة يف: و "ودوروفت"أنواع القراءة اليت عرضها من اجللي أن هذه القراءة التشرحيية ختتلف عن و

إمنــا متــر مــن خاللــه متجهــة حنــو هــي القــراءة التقليديــة الــيت ال تركــز علــى الــنص و : وســقاطيةالقــراءة اال -1 تارخييــة قضــية تشخيصــية أو اجتماعيــة أو تثبــاإلكأنــه وثيقــة هــي تعامــل الــنص و اتمــع، و أوالكاتــب

التهمة. إثباتدور املدعي العام الذي حياول يؤدي فيها القارئ وهـــي تعطـــي املعـــىن لكنهـــا تأخـــذ منـــه ظـــاهر معنـــاه فقـــط، و هـــي قـــراءة تلتـــزم بـــالنص و : ورحـقـــراءة الشـــ -2

ات بديلــة لــنفسن شــرح الــنص يكــون بوضــع كلمــهلــذا فــإ الظــاهري حصــانة يرتفــع ــا فــوق الكلمــات، و نفس الكلمات.املعاين أو يكون تكرارا ساذجا جيرت

الــنص هنــا ، والفــين همعطيــات ســياقبنــاء علــى هــي قــراءة الــنص مــن خــالل شــفرته : ويةالقــراءة الشــاعر -3الشـاعرية فـإن القـراءة لـذلك ة لتكسـر احلـواجز مـن النصـوص، وخلية حية تتحرك مـن داخلهـا مندفعـة بقـو

هــذا جيعلهــا أقــدر و، احلاضــر يف لفظــه ا هــوممــتقــرأ فيــه أبعــد و يف بــاطن الــنص وتســعى إىل كشــف مــا هــ على إثراء معطيات اللغة. األدبية و حقائق التجربةعلى جتلية

)، هـي قـراءة أسـلوبية (القطـط "بـودلري"قصـيدة ل "رتاوسشـ"و "بسـونكجا ما أن القـراءة التشـرحيية قـراءة "كالــــذي يقــــوم علــــى رصــــد األســــلويبيف الوصــــف كانيكيــــة العقيمــــة إلغراقهــــا شــــيء مــــن امليبنيويــــة وصــــفية وقفــــت يف

ة ملـــا البالغـــة وكـــل تركيباتـــه اللغويـــة، ممـــا جعلهـــا جمـــرد بيانـــات إحصـــائي لكـــل أبنيـــة الـــنص النحويـــة و إحصـــائي شـــاملالتمييــز درســاه، ومل حيــاوال يف القصــيدة إال و تركيــب داخلــي لرتاكيــب، إذ مل يــرتك الباحثــان أيلــنص مــن ايتضــمنه ا

.عاديما هو تركيب بني ما هو أثر فين وذا "اوسرت شـــ" و "ســـونبكجا "ا مـــنهج نـــاول القصـــيدة نفســـها بالتحليـــل ناقضـــيت "ريفـــاتري"هـــذا مـــا جعـــل و

الذاتيــة الـيت تبــدأ ) عمـد فيــه إىل االسـتجابةلقـارئ املثــايلـج امقــدما منهجـا نقــديا بـديال مســاه ( ، واألسـلويبالرصـد ة عنـده الكلمـة الشـعري ومـن القـارئ، اسـتجابةنـه الشعر على أ "ريفاتري"يقدم بذلك نتهي بالنص، وت من القارئ و

ـــــنص و أنكـــــن بعـــــد ل ، وهـــــي الباعـــــث هلـــــذه االســـــتجابة ـــــنص إىل القـــــارئ، يتناوهلـــــا القـــــارئ إىل ال ليســـــت مـــــن ال

.60إىل 55، ص من عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري - 1

Page 201: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

196

د امليكــانيكي ألنــه غلطــة الرصــيف "ريريفــات"، إذ مل يقــع "بســونكجا "قــراءة و "ريريفــات"هــذا أهــم فــارق بــني قــراءة و لــذلك فلــيس مــن الضــروري رصــد كــل بنيــة شــعرية فيهــا و و يســتجيب فعليــا لكــل أبنيــة القصــيدة القــارئ ال أنأدرك

هـــو احلـــل (Pettit) "بيتيـــت"مـــا جـــاء بـــه لعـــل و، مؤهلـــة للرصـــد ريحتـــدث أثـــرا يف القـــارئ فهـــي بنيـــة غـــ أي بنيـــة ال لكــي الــذي يقــوم علــى حتميــة التــوازن بــني البنيــة و الــذوق اجلمــايل، و ينعكاســمببــدأ التــوازن اال األفضــل إذ نــادى

الــذي نشــأ عنـــد القــارئ نتيجــة اســـتقباله احلدســـيبية ال بــد أن تكـــون انعكاســا للحــس تكــون البنيــة خاصـــية أســلو .)1(هلا

كل تــأيتقــع يف مشــا هــذا قــد يو متنحهــا قيمــة خطــرية و فعاليــة القــراءة جتعلهــا ذات ســلطة علــى الــنص و إن قــد ال يكونــون مــؤهلني ألداء هــذا الــدور فكيــف يــتم محايــة الــنص مــن الضــياع علــى النصــوص، و مــن جــرأة القــراء

.يكون ضحية التطرف يف فتح القراءة احلرة؟ أنمن وألن الــنص توليــد إن احلمايــة احلقيقيــة للــنص هــي الســياق ألن معرفتــه شــرط أساســي للقــراءة الصــحيحة، و

ة متيــــزه كــــنص، يف داخلــــه شــــفرة خاصــــعمليــــة االقتبــــاس الدائمــــة مــــن املســــتودع اللغــــوي ليؤســــس ســــياقي ينشــــأ عــــن لكنــه مقيــد حتليلهــا و تفســري هــذه الشــفرة و حــر يفالقــارئ ن ســياق جنســها األديب ولكنهــا تســتمد وجودهــا مــ و

مبفهومات السياق.ارئ، وكأمنــا هــو وعــاء ال دور لــه ســوى القــراءة مل تعــد فعاليــة ســلبية ال تتجــاوز التلقــي األديب مــن قبــل القــ و

اســــتيعاب مــــا يصــــب فيــــه، إن القــــارئ احلقيقــــي مل يعــــد يقبــــل هــــذا الــــدور الســــليب بــــل أصــــبح ميثــــل حصــــيلة ثقافيــــة ملتقــى هــاتني الثقــافتني الــنص هــو و احلضــاريكاتــب هــو مثلهــا يف مــزاج تكوينــه نفســية تتالقــى مــع اجتماعيــة و ومتنوعـا وعـى أللسين، وكل كلمة من هذا املعجم حتمل معها تارخيـا مديـدا واغ النص حسب معجمه االكاتب ص و

ب مل يغب عن الكلمـة الـيت ظلـت لكن هذا الذي غاب عن ذهن الكات ، واآلخرالكاتب بعضه وغاب عنه بعضه بكل تارخيها. حبلى

ت خمتلفـة عـن قد ميده هـذا املعجـم بتـواريخ الكلمـا القارئ عندما يستقبل النص يتلقاه حسب معجمه و ويـتمكن الـنص مـن اكتسـاب قـيم تتضـاعف و مـن هنـا تتنـوع الداللـة و تلك اليت وعاها الكاتب حينما أبدع نصـه و

آخر بل عنـد القـارئ الواحـد يف أزمنـة متفاوتـة، و تتنوع بني قارئ و ختتلف هذه القيم و جديدة على يد القارئ، و ثقافيـــة ال تتهيـــأ إال هـــذه قـــدرة ت مـــع بعضـــها بعضـــا، وتناقضـــ إن كـــل هـــذه التنوعـــات هـــي دالالت للـــنص حـــىت و

.)2() للقارئ أي املخزون النفسي لتاريخ سياقات الكلمةالسياق الذهينكن تسميته بـ (للقارئ الصحيح وهي ما ميذلك لـيس للـنص وجـود نـه لـيس للـنجم وجـود خـارج مسائـه فكـأالسياق للنص هو السـماء للـنجم وكمـا إن

حــىت وإن كــان الــنجم قــد احــرتق منــذ آالف يف مــا يشــع ة الــنجم هــي مــا يــرى فيــه وقيمــ أنخــارج ســياقه، وكمــا

. 80إىل 77 من ، صعبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري -1

.81-80ص : املرجع نفسه - 2

Page 202: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

197

مــن الســماء وكــذلك األيتذلــك النـور إىلتسـبغه نظراتنــا وجـوده يظــالن قــائمني مـن خــالل مــا السـنني، فــإن معنــاه و .)1(ودهالذي مينحه وج والقارئ هلكن و ،قيمته كجوهر ثابت احلال مع النص الذي ال حيمل معناه و

ال حضــور إال لعــاملني فقــط مهــا: تطغــى علــى كــل العناصــر و الغيــاب و لعوامــيف الــنص األديب تــتحكم و، فـالنص ينتصـب أمـام القـارئ "ريفـاتري"لغـة رتكان يف صـناعه األدبيـة حسـبهـذان العـامالن يشـ الـنص، و القارئ وطبيعيـا ة عن النص لكي حيقـق ـا للـنص وجـودااملطلوب من القارئ هو أن يوجد العناصر الغائب معلق، و كحضور

: "املتنيب"يقول بدوا يضيع النص فحينما مد هذه الفعالية والنص يعت ه، ويأو قيمة مفهوم قةاد صـــــــــــــــــــــ نـــــــــــــــــــــك ات م ر ظـــــــــــــــــــــها ن يـــــــــــــــــــــذ ع أ

ـــــ حم الشـــــ ب ســـــن حت أ ـــــيم ف )2(م ر و ه حم ن ش

هـو ال يريـد منـه إشارات هذا البيـت، و ى فهم القارئ بأبعاد ويطلق البيت معلقا يف اهلواء معتمدا عل نهفإ لكنه يريد أن يفهم الغائب عنه أي داللته اازية. و يفهم املعىن املوجود يف هذا القول أن

لـذا فـإن شـاعر، وف عنهمـا الرم املعـروفني، فهـذان املعنيـان يعـز الـو فالشحم والورم ال يعنيان هذا الشـحم وإحضــاره إىل البيــت يف كــل مــرة يتــوىل القــارئ اغيابــ وجــودا معلقــا يعتمــد ني وصــبحان إشــارتني حــرتالــورم ت الشــحم و

ومفسـرها، فقـد يكـون معـىن اإلشـارةهية االلتقاء بـني يتنوع هذا احلضور ويتشكل حسب ما وفيها هذا البيت، يقرأبثقـــان يف ذهـــن أو أي متضـــادين قـــد ين و اجلهـــل،أو العلـــم ،النفـــاق هلديـــة والرشـــوة، أو احملبـــة والشـــحم والـــورم هـــو ا

و كـأدبهـو سـبب متيـزه غائـب يف الـنص، واستحضـار ال هـذا هـو معـىن اإلشـارتني وـاتني القارئ حلظة احتكاكـه .وجود يف النص حياة و الغياب هي صلة هذه الصلة بني احلضور و

يف ألــــف ليلــــة يــــة اســــتنبطها مــــن حكايــــات شــــهرزادهــــذه الصــــلة يف نظريــــة فن "تــــودوروف"قــــد شــــخص و التوقـــف عنـــه يعـــين املـــوت، فحـــديث شـــهرزاد يعـــين اســـتمرار حياـــا ليلـــة، حيـــث كـــان احلـــديث معـــادال للحيـــاة و والرغبـات متثـل غيـاب املرغـوب فيـه، مـن هنـا يـأيت أنا األشـياء مثلمـالكلمات تتضمن غياب سكوا يعين موا و و

اختالف احلاضـر منهـا عـن الغائـب و ه عن اللغة العادية، ومن حيث اختالف لغت أوىلاالختالف يف النص كقيمة علـــى عناصـــر الغيـــاب، و يشـــكل هـــذا االخـــتالف مســـاحة مـــن الفـــراغ يف الـــنص متتـــد بـــني طـــريف عناصـــر احلضـــور و

ذلــك هــو تلــك هــي فعاليــة القــراءة الصــحيحة، و و واءاخلــ يقــيم اجلســور فيمــا بينهــا ليعمــر هــذا الفــراغ و أنالقــارئ ن احلقيقــة البحــث عــ جيعلهــا ممكنــة، إن الــذي يــدعم كــل املعــاين و ودي يهــدف إىل تأســيس املعــىن املفقــالــذالتفســري

قـدميا: (املعـىن يف قـال عنهـا العـرب إا ليست األكثر ظهـورا بـل األكثـر خفـاء، و "اوسرت ش"اخلالصة اليت قال عنها أي أنه غياب يلزم استحضاره. قلب الشاعر)

لقــــارئ إىل منـــتج فهــــي تثـــري الــــنص بــــاجتالب دالالت ال تفيــــد يف حتويـــل ا عمليـــة استحضــــار الغائـــب إنهـو شـعور ، وإبـداعين القـراءة هـي عمـل يشـعرون بـأ إجيـاد قـراء اجيـابينيهي من ناحيـة ثانيـة تفيـد يف و حتصى إليه

. 127، ص احلداثيةحممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية - 1

.332، ص )دت)، (دط(ن، أبو الطيب املتنيب: الديوان، دار بريوت للطباعة و النشر، بريوت، لبنا - 2

Page 203: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

198

ارئ الثقافيـة إشاراته حسـب طاقـة القـنه يقدم شيئا إىل النص عن طريق تفسري قارئ أإال إذا أحس ال حتقيقهال ميكن القراءة إبداعا مثل الكتابة. جيعلهذا ما اخليالية، و و

قــراءة موضــوعية ألي نــص، ألن القــراءة جتربــة شخصــية إجيــادميكــن االســتنتاج بأنــه ال ســبيل إىل مــن هنــا ومــرات عــدداملتعــددة ب الــنص يقبــل التفســريات املختلفــة و أن، ذلــك إجيــاد تفســري واحــد للــنصكمــا أنــه ال ســبيل إىل

صـر الـيت ال يبـدو مـن خـالل هـذا أيضـا أن أفضـل أدوات االسـتعارة هـي الـيت تشـكل عناصـر احليـاد، أي العنا ،قراءتهرد الــيت يســهر هــي الشــوا معلقــة يتناوهلــا القــارئ كيفمــا شــاء و دون اآلخــر، فتظــل حــرة و تقبــل االحتــواء إىل طــرف

.)1(اخللق جراها و خيتصم ) فـــــارس الـــــنص الناقـــــد الفرنســـــيم1980 -م1915( "روالن بـــــارث"عـــــن مث ينتقـــــل الباحـــــث إىل احلـــــديث

فالنقـد التفكيكـي، إىل البنيويـة فالسـيميائيةشغل الناس بتحوالته النقدية مـن االجتماعيـة املعاصر الذي مأل الدنيا ودر كتابــه قــد صــ طالئــع النقــد احلــداثي ملــدة تزيــد عــن الربــع قــرن، و قــاد و ،لــنص جديــد إبــداعاالــذي جعــل النقــد ودا هلـذا العلـم الوليـد مقعـ اإلشـاراتفيه عمـد إىل حتليـل الكتابـة يف ضـوء علـم ) وم1964يولوجيا عام عناصر السيم(

ا ه إىل جمـــــاالت أخـــــرى تتجلـــــى فيهـــــا مـــــد إمنـــــ كتابـــــه علـــــى اللغـــــة و "بـــــارث"تـــــداخل مـــــع البنيويـــــة ومل يقصـــــر الـــــذي .إنسانية وعام مما حيمل دالالت اجتماعية نظام الط املالبس، و ميولوجيا كأنظمة األزياء ويالس

كتابـا ألفانتقـل إىل التشـرحيية فـ)، مث ية إىل البنيويـة فوضـع كتابـه (عـن راسـنييميائمـن السـ "ثبار "مث حتول كتـب "بـارث"لكـن هـي قصـة يف عشـرين صـفحة و ) قـراءة تشـرحيية وعنواـا (سـارازين "بلزاكـ"فيه قصة قصرية ل قرأ

قـد اسـتخرج ذات الوظيفـة املتميـزة، واجلملـة تعـين عنـده العبـارة اللغويـة و، )Lexies( لى اجلملعنها القصة بناء عمـــن أجـــل اســـتنباط دالالـــا همجلـــة متثـــل الوحـــدات القرائيـــة كمـــا قـــام بفحــص كـــل مجلـــة علـــى حـــد 561مــن القصـــة

الضمنية.هــي الــيت أــا رأى و) اســتنبطها مــن الــنص، توجهــات (مخــس شــفراتقــد فســر هــذه اجلمــل بنــاء علــى و

هذه الشفرات اخلمس هي: تنظم دالالا الضمنية املتعددة و توجه تلك اجلمل وتتضمن العناصر الشكلية املتنوعة اليت تستخدمها لغة القصة لتأويل داللـة اجلملـة أو و :الشفرات التفسيرية -1

لتعليق هذه الداللة.علـى بنـاء فتح الباب إىل املوقـف الرومانسـي، تشمل كل حدث داخل القصة من حركة : وشفرات الحدث -2

هــو بالتــايل لــيس ال يــدرك احلــدث إال بــالتعبري عنــه و ألنــهدث ال يكــون إال مــن خــالل متثــل اللغــة لــه، أن احلــسوى نتيجة للقراءة الفنية، وكل قارئ لعمل روائي يقوم برصد األحداث يف ذهنه من غري وعي حتـت عنـاوين

هذا العنوان جيسد هذه العواقب. الغرية، أحداث القتل، و أحداثمثل أحداث السرقة،

رجاعات املعرفية اليت تشري إىل ثقافة ما تتسرب من خالل النصوص.تشمل اإل : والشفرات الثقافية -3

. 85-84- 83، ص عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري - 1

Page 204: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

199

ــــبعض تــــأيت مــــن مالحظــــة أن كــــل قــــارئ ل : وةالشــــفرات الضــــمني -4 لــــنص يؤســــس يف ذهنــــه دالالت خفيــــة له الـــدالالت مـــع مماثالـــا ممـــا يلمســـه يف عبـــارات أخـــرى يف الـــنص الكلمـــات مث يأخـــذ بوضـــع هـــذ العبـــارات و

هـــو غرضـــها ) القصـــة ورتك هلـــذه الـــدالالت اخلفيـــة يقـــرر (موضـــوعجـــذر مشـــ عنـــدما حيـــس بوجـــود ونفســـه، الضمين.

لتعـارض الثنـائي الـذي تقـوم علـى التصـور البنيـوي يف أن الداللـة تنبثـق مـن خـالل مبـدأ ا : والشفرات الرمزية -5ـــة للـــنص، و(االخـــتالفيقـــوم علـــى ـــى ذلـــك يف االســـتخدام البالغـــي للغـــة مثـــل ) بـــني العناصـــر املكتوب يتجل

كثريا يف حتليله للنظام الرمزي. "بارث"به هو عنصر بالغي حيتفي الطباق)، وعلى (االعتماد

هــا مــع ــذا التوجــه التشــرحيي بتــأثري جملــة (تــل كــل) احلداثيــة الفرنســية الــيت كــان يكتــب في "بــارث"لقــد عــين تشرحييني. نقاد آخرين بنيويني و و "دريدا"

) إىل حتريـــر الكلمـــة مـــن قيـــدها لتصـــل إىل درجـــة الصـــفر أو درجـــة الالمعـــىن أو درجـــة هكـــذا انتهـــى (بـــارث و مــن مســتقبلها بكــل مــا ميكــن أن تــوحي بــه ملتلقيهــا، تــاريخ ســياقاا و املمكنــة مــن ماضــي الكلمــة و االحتمــاالت

ألــاهـي تعــين كــل شــيء فإـا ال تعــين شــيئا ألــا حــرة، و احلــرة مطلقـة مــن كــل مــا يقيــدها الكلمــةعنـدما تصــبح و تعــين أي شــيء أنن الكلمــة تســتطيع ملســبقة فتصــبح أقــدر علــى احلركــة، ألهــذا يبعــد عنهــا هيمنــة الفكــرة ا حــرة و

خـالل الكلمـات املعـرية عنـه املعـىن فـال وجـود لـه إال مـن أمايكفي لذلك تأسيس سياق يوجد هذا املعىن اجلديد، و عنه ألصبح عدما. أزحيتلو و

حاب السنني بظلـم اقرتفـه أصـ منه على مر الشاعرية احلديثة تعطي الكلمة هذا احلق الطبيعي الذي حرمت وفحررهـا مـن "بـارث"ا مازالت الكلمة تعاين من ذلك القيد حىت جـاء فارسـه ، و"دريدا"التمركز املنطقي كما مساهم

لة النائمة.يالسحر عن اجلم رفع لعنة و قيدهارغـب يف متلكـه كقـارئ عشـق الـنص و أننه بعـد الكلمة فقد حرر النص أيضا، ذلك أ "ثبار "مثلما حرر و

غـة هـي الــيت اللأن بنـاء علـى مبـدأ Textualitéمـن هنـا بدايـة الكتابـة الــيت يسـميها النصوصـية أعلـن مـوت مؤلفـه، وتكــون أنيف والدة القــارئ غرابــة علــى مشــارف عصــر القــارئ وأنــه ال "بــارث"يقــف ذاــ لــيس املؤلــف، و تــتكلم و

ـــــى ـــــف، وعل ـــــ"ـــــذا حيســـــم حســـــاب مـــــوت املؤل ـــــوب "ارثب ـــــى حمب ـــــني املتنافســـــني عل ـــــنص الصـــــراع ب )، واحـــــد (ال منســوخ، فــالنص هــو املصــدر مــن عالقــة أب وابنــه إىل عالقــة ناســخ و هنصــ هكــذا تتحــول العالقــة بــني املؤلــف و ولـوال الشـعر مـا ال وجود للمصدر إال من خالل النص، فال يعرف املتنيب إال من خالل شعره فشعره سابق عليـه و و

.)1(عرفنا الشاعرمـرآة تعكـس مـا هـو موجـود يف األدب عـد علـى نظريـة احملاكـاة الكالسـيكية الـيت كانـت ت "ثبار "ذا جيهز ويــة التوجيــه التعليميــة، يقــدم نظر نظريــة التعبــري الرومانســية، و يكية وهكــذا فبــدال مــن نظريــة احملاكــاة الكالســ احليــاة و

. 74إ�� 66، ص �� عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري - 1

Page 205: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

200

يــــتم املــــوروث إىل نصــــوص متداخلــــة، و يتحــــول التــــاريخ و نظريــــة النصوصــــية الــــيت ميــــوت فيهــــا املؤلــــف و "بــــارث"لالائيــة مــن املعــاين اتفجــر الــنص إىل مــا هــو أبعــد مــن املعــاين الثابتــة إىل حركــة مطلقــة ي د القــارئ، واالحتفــال مبولــ .Disséminationsاالنتشار "بارث"برة كل احلواجز وهو ما يسميه فوق النص عا تتحرك منتشرة

فإنـه يفـتح هلـذا العصـر جمـال الـنص بـأن يعـرض نـوعني مـن "ارثب"بشر به كي يتحقق عصر القارئ كما يل وإليـه شـيئا بينمـا قارئـه ال يضـيف وفقـط للقـراءةالـنص الكتـايب، فـالنص القرائـي هـو النصوص مها: الـنص القرائـي و

و إمنـا هـو منـتج لـه قارئـه لـيس مسـتهلكا للـنص، و و األبـديميثـل احلضـور "ارثبـ" إليـهالنص الكتـايب الـذي يـدعو اإلشــــارات مــــن ن الــــنص جمــــرةيكتــــب أل منــــا يفســــر وإ و أالقــــارئ فيــــه ال يقــــر القــــراءة فيــــه هــــي إعــــادة كتابــــه لــــه، و

فـــاألدب إنتـــاجنتـــاج ال بأـــاالـــيت تتصـــف و األدبالقرائيـــة الـــيت تطغـــى علـــى مـــن النصـــوصهـــذا علـــى النقـــيض و هبتـحمبو عاشـق خيتطـف تعاد كتابته، بينما حيتاج الـنص الكتـايب إىل قـارئ معاصـر مثقـف و أنالكالسيكي يقرأ دون

س الــنص وهــذه بــني فــار مــن هنــا تنشــأ عالقــة احلــب الواقــع، و و يبقــى معهــا بعيــدا عــن حــدود املنطــق ) و(الــنص .)1(النص مث تأيت لذة النص اليت تبعث أمجل املتععر السـعودي لتحليـل شـعر الشـا هفقـد خصصـ "الغـذاميحممـد عبـد اهللا "أما القسم الثاين مـن كتـاب الباحـث

منهجـهقد وظف يف حتليله املفهومات النظريـة السـابقة علـى ضـوء )، وم1972 – م1909( "محزة شحاته"املعاصر د الـنص سـيس احلقيقيـة األدبيـة، فـأجرى مبضـع النقـد يف جسـ كوامن النص لتأتشرحيي معا من أجل سربال و البنيوي

مـــن هنـــا تـــأيت التشـــرحيية بغيـــة الوصـــول إىل كـــل عضـــوي، و تركيبـــهيف عمليـــة مزدوجـــة تبـــدأ بتفكيـــك الـــنص مث إعـــادة ن التشـريح هـي حماولـة ة للـنص ألجديـدة مـع كـل قـراءة جديـد يف كونه يعطـي الـنص حيـاة األمهيةاجتاها نقديا عظيم

.)2(استكشاف وجود جديد للنصمـــرة تركيبهــايعـــاود اتــه لتفكيكهـــا واحــدة واحــدة ويهــذا التشــريح يف رأي الباحـــث يبــدأ مــن الكـــل إىل جزئ و

يعطــي الــنص هنــعظــيم القيمــة أل -فيمــا يــرى- هــذا االجتــاه فتحــة وــذا يكــون الــنص مــن الــدالالت املن أخــرى، و طريــق عـن الــنص ال هــذه القـراءة تســمح للقـارئ أن يكتشــف دالالت منفتحـة يف ة مــع كـل قــراءة لـه، وحيـاة جديـد

هــذا عــد ي عــن طريــق التــذوق اجلمــايل لــه، و ىإمنــا تتــأت بنائــه، و فــة يف مضــمونه واحلضــارية املألو املــؤثرات الثقافيــة و مــن بعــض الثقافيــة، و ة القــارئ النفســية ومــن حالــ -مــن وجهــة نظــره-التــذوق فاعليــة أساســية للقــراءة الــيت تنطلــق

حـــاالت متغـــايرة مـــن جهـــة أخـــرى، مـــن تنـــوع القـــراءة وتعـــددها يف أوقـــات و االجتماعيـــة مـــن جهـــة، و اإلحيـــاءات هـــذا الســـبيل يف رأيـــه أفضـــل وســـيلة للحكـــم علـــى التـــذوق اجلمـــايل، فهـــو يبعـــد القـــارئ عـــن االنطباعيـــة الســـاذجة و من النص. جيعله أكثر موضوعية يف موقفه و

.76- 75، ص عبد اهللا حممد الغذامي: اخلطيئة و التكفري - 1

.132، صاحلداثيةة حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدي - 2

Page 206: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

201

أســاليب النقــد العــريب التقليديــة، انصــرف عــن مفــاهيم و "الغــذامي" أنهــذه اآلراء النظريــة وغريهــا تــدل علــى أراء رواده اليت عرضها على القارئ يف ثلث كتابه مـن الدراسـة، و أسس النقد الغريب احلديثة مضى حنو مفاهيم و و .)1(غري حمدودة الداللة منها تبدو غامضة وقلة دقيقة و أغلب هذه املفاهيم تبدو واضحة و و

قــض منطــق العمــل الــيت تقــوم علــى حماولــة ن "يــدادر "الباحــث ختتلــف عــن تشــرحيية لكــن التشــرحيية الــيت تغياهــالـــذي قـــاده إىل اـــام فكـــر الفالســـفة األمـــر ا ضـــدف نقـــ "دريـــدا"قـــد اســـتخدمها املـــدروس مـــن خـــالل نصوصـــه و

).ملنطقي(التمركز ا ـة بيبالفلسفة الغر لكنهمـــــا باجتـــــاهني خيتلفـــــان والـــــيت تأخـــــذ "روالن بـــــارث"عـــــن تشـــــرحيية "الغـــــذامي"لـــــف تشـــــرحييه كمـــــا ختت

التشـــرحيية تفكيكـــا مرحليـــا ألجـــزاء العمـــل املـــدروس، مـــن جعـــل مثمـــر، أحـــدمها يف تأســـيس اجتـــاه نقـــدي ضـــدانايتع) قعاشــخطــاب الالحقــة (لــذة الــنص) و (املــنهج الثــاين جــاء بعــد ذلــك يف كتبــه بنــاء الــنص مــن جديــد، ومــن مث و

ـــنص، و بـــني القـــارئ و بحيـــث صـــارت التشـــرحيية عالقـــة حـــ هلـــا حيـــث صـــار القـــارئ عاشـــقا للغـــة يهـــيم ـــا و الذه املنــاهج مبـنهج واحــد مـن هــ "الغــذامي"متثلــه، لـذلك مل يتقيــد كان يف تصـوره ويلتـذ بالتــداخل معـا يف بنــاء يشــرت و

أي !اخلـروج عليهـا مجيعـا إمنـا حـاول األخـذ منهـا مجيعـا و )، والتشـرحيية ية ويميائوالس البنيويةالثالثة اليت عرضها (هـذا مــا يــدفع القـارئ إىل التســاؤل هــل اخلـروج عــن املــنهج تــرك مـا ال يناســبه، و نـه أخــذ مـا يناســبه مــن كـل منهــا وأ

ستشـــهد أفضـــل ؟ هـــذا مـــا ق نتـــائجهـــل املـــنهج التلفيقـــي مـــن منـــاهج عديـــدة ميكـــن أن حيقـــ تقصـــري أم اجتهـــاد ؟ و ."شحاته"بعكسه دراسة الناقد لشعر

: يلي نهجه فيمالقد حدد الباحث خطوات م هي قراءة استكشافية تذوقية مصحوبة برصد املالحظات. قراءة عامة لكل أعمال الشاعر و -1متثــــل ) األساســــية الــــيت حوبة برصــــد املالحظــــات مــــع حماولــــة (اســــتنباط النمــــاذج) مصــــقــــراءة تذوقيــــة (نقديــــة -2

ات العمل.مصوتي

) مبعارضــتها مــع العمــل علــى أــا كليــات مشوليــة تــتحكم يف تصــريف قــراءة نقديــة تعمــد إىل (فحــص النمــاذج -3 جزئيات العمل الكامل الذي هو جمموع ما كتبه الشاعر.

مــن املبــادئ ) علــى أــا وحــدات كيفيــة كليــة بنــاء علــى مفهومــات النقــد التشــرحيي، انطالقــا(دراســة النمــاذج -4أثرهــا يف القــارئ، الــذي هــو الصــانع هلــذا تأســيسعائمــة تســعى إىل إشــاراتهــذه النمــاذج هــي ، وأللســنيةا

).النص بسياقه من أجل بناء حركة (النصوص املتداخلة ربط األثر عن طريق تفسري إشاراته و

هـــو التفســـري فيهـــا يتحقـــق النقـــد التشـــرحيي، إذ يصـــبح الـــنص هـــي إعـــادة البنـــاء و ) وأخـــريا تـــأيت (الكتابـــة و -5 .)2(هذا أحد املبادئ التشرحيية التفسري هو النص و و

. 147صمسري سعيد حجازي: إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر، - 1

. 133ص ، احلداثيةحممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية - 2

Page 207: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

202

جـاء بنمـوذجني مـن عليهـا ونـه قـد خـرج أ الباحـث وضـع هـذه اخلطـوات املنهجيـة إال أنعلى الرغم مـن و التكفري. منوذج اخلطيئة و ر مها: منوذج الشاعرية، ومجل الشاع

ـــمـــل الشـــاعرية ففيـــه تعقـــمنـــوذج اجل أمـــا ـــنص إىل د العالقـــة ب ـــتم تفكيـــك ال ني النصـــوص املتداخلـــة، حيـــث ي) (مجلـة قد مسـى كـل وحـدة و درا على احلركة،من حيث ق أخرى و الصغرى من خالل التمييز بني وحدة هوحدات

ميكــن جتزئتــه الــنص الــذي ال )صــوتيمــا متثــل (إلشــفرة اللغويــة أي اجلملــة عنــده هــي أصــغر وحــدة أدبيــة يف نظــام ا و: ييف مكــان آخــر جعــل هــذه اجلمــل أربعــا هـــ ختتلــف عــن اجلملــة النحويــة و ــذا فهــي و ،ر منــهصــغمــا هــو أ إىل

اجلملة الصوتية. مجلة التمثيل اخلطايب و مجلة القول الشعري و اجلملة الشعرية ومطـرد علـى نظـام فـين، إيقـاعفاجلملة الشعرية هي كـل قـول أديب جـاء علـى شـكل شـعري حيـث يقـوم علـى

ـــــــة و عمـــــــودي والكمـــــــا يف الشـــــــعر ـــــــر، و شـــــــعر التفعيل ـــــــد أن تكـــــــون قصـــــــيدة النث جلملـــــــة الشـــــــعرية شـــــــاعرية اال ب لكنها إشارة حرة عائمة. جتسيدا لغويا تاما يسمو على املعىن، وكل كلمة فيها ليست لباسا ملعىن و و

ث يلمســه يف اجلملــة الشــعرية، مــن حيــأمــا مجلــة القــول الشــعري فهــي كــل مجلــة يلمــس فيهــا القــارئ مــا وهي حتاول اهلـرب مـن قيودهـا لتفعـل فعلهـا انعتاق إشارا من عبودية املعىن و قدرا على إحداث األثر و حريتها و

يف إحداث األثر.هــي مجلــة بعــض املعــاين، و بالبالغــة و زخميــ) الــذي أمــا (مجلــة التمثيــل اخلطــايب) فهــي (احلكــم أو القــول و

األمثال. منها جاء شعر احلكم و ول جامع ملعىن ثابت وتتجه حنو تأسيس ق بالغية تعتمد التمركز وهلــذا جتــيء كلماــا و ،أمــا اجلملــة الصــوتية فهــي أردأ أنــواع الشــعر ألــا اجلملــة املنظومــة للــنظم فحســب والتكفــري فهــو أمــا منــوذج اخلطيئــة و وقــد اســتبعدها الباحــث مــن منوذجــه، ال حيــاة، و فيهــا و إشــعاعة ال بــاردة ميتــ

: هذه العناصر هي و الفنية له داللته النفسية وكل عنصر رتكز على ستة عناصر و يداليل / الرباءة./ البطل/ الرجلآدم -1 .اإلغواء/ حواء/ املرأة/ الوسيلة -2

/ احلكم./ املثالالفردوس -3

/ العقاب.األرض/ األعداء -4

/ اخلطيئة.اإلغراء/ الثقافة -5

/ الشر./ العدوإبليس -6

باحـث مـن هـذه الثنائيـة ثالثـة التكفـري مث يسـتخرج ال يف جمال ثنائية اخلطيئة وهذه العناصر الستة تتحرك و /اجلسد.احلب و ،/ الصمتالشعر و ،/ الثباتور التحولاهي: حم داللية استقطبت كافة الثنائيات و حماور

دم / األرض)، فــآ(الفــردوسبوجــوده التــارخيي علــى حــس النمـوذج فينطلـق بنــاء )/ الثبــاتالتحــول(أمـا حمــور الفـردوس إذا هـو موعـود بـالعودة إىل هـبط إىل األرض جـزاء مـا ارتكـب مـن خطيئـة و ووجـد يف اجلنـة مث خـرج منهـا

، هــــــــو احللــــــــم الــــــــدافع لــــــــه يف دنيــــــــاه املســــــــتقبل و متثــــــــل لــــــــه املاضــــــــي وهــــــــو حقــــــــق شــــــــروط العــــــــودة، فــــــــالفردوس

Page 208: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

203

الوجـــود علـــى خـــالص ألن ســـبب يـــأيت التحـــول عنـــد الشـــاعر ليكـــون ســـبب حيـــاة ولـــذلك هـــو يرجـــو حتقيقـــه و والشعر املنثـور باعتبارمهـا تعبـريا عـن انتصاره للشعر احلر و منه تولدت فلسفة التغيري عند الشاعر و األرض مؤقت، و

التغيري. التحول وفمن الثوابت األساسية يف شخصية الشعر، فالصمت من أبرز عالمات )/ الصمتالشعر(حمور أما و

يعلم بوجوده فيها أحد من ) وملم1972 – م1943ملدة تقارب الثالثني عاما ( اهرةحياته حيث عاش يف الق .)1(ظروف عيشه الصعبة فشله يف زواجه ثالث مرات و غدر صديقه له، و أرجائها، و

لــذلك أصــبح إن انتصــر ظاهريــا و حــىت و املــرأةا دائمــا أمــام ففيــه يــرى الشــاعر مهزومــ )/ احلســداحلــب(وأمــا حمــور من ذلك قوله: وفا حكيما يف هذا اال، والشاعر فيلس

ال تضرب إال يف اللحظة احلامسة. عن الفريسة و املرأة كالصياد املاهر تتعامى • .)2(نيتفأنت اخلاسر يف احلال امرأةليس هناك يف آن تكون الغالب أو املغلوب إذا ناضلتك •

شـرح أسـباب مـا هـو مجيـل يف ذائقـة القـراءة، ل نهجية تقـرتح حتلـيال نقـديا علميـامعاجلته امل أن "الغذامي" يرى ، اجلماليــــــة لألحكــــــامأو تقــــــرتح شــــــرحا علميــــــا يــــــربهن علــــــى صــــــحة احلكــــــم اجلمــــــايل بنــــــاء علــــــى القيــــــاس النقــــــدي

قــدم يف حبثــه لكــن هــل مهمــا يوجــه الناقــد توجيهــا رشــيدا و -نظريــا موضــوعيا - ممــا ال شــك أن يف ذلــك منطقــا وـــا ل ـــة يف نصـــوص رح العو شـــحتلـــيال نقـــديا علمي هـــل بـــدأ حتليلـــه للـــنص كمـــا أشـــار يف مـــدخل ؟ و"شـــحاته"امـــل الفني

أعـاد تركيبهـا كـي يصـل إىل كـل عضـو حـي هلـا، هـذا مـا سيتضـح للقـارئ يف دراسـة اتـه ويالدراسة من الكـل إىل جزئقصـائد كيفيـة معاجلـة إحـدى هذا ما سيتم تناوله من خـالل ، وخصائص منهجه من واقع خطواته ال من واقع أرائه

يف ذلك مثال كاف للداللة علـى منهجـه بوجـه عـام، ألنـه مل يـزد علـى أن فعـل بنصـوص قبل الباحث و من الشاعر) ذا الغـرض الفصـل الرابـع املسـمى (انفجـار الصـمتقـد اختـري هلـ كل قصيدة ما فعله بنصوص القصـائد األخـرى، و

آليت: كا خطواتهها هي و )يا قلب مت ضمأ(الذي يعاجل فيه الباحث نص بدأ الناقد بعرض نص القصيدة. - أ مخس صفحات من الدراسة. ث عن عنوان القصيدة بنحو استغرقحتد ترك النص جانبا و - ب

بني بعض أجزاء من قصائد أخرى للشاعر. حاول الربط بني بعض أجزاء من العنوان و والشـــاعر ال أنكيـــف تقـــدم إىل تنـــاول مـــا أمســـاه فضـــاء القصـــيدة دون حتديـــد ملـــدلول هـــذا املصـــطلح، موضـــحا - ج

ات دار أن القصـيدة تتحــرك يف عـدة مــ إمنــا يـدخلها فحســب يف سـياق جديــد و يعطـي الكلمـة معــىن جديـدا و :ارات هيهذه املد توسع فيها آماد فضائلها وت

التجاوزي. مدار اإلجبار -1 اإلجبار الركين.مدار -2

.135- 413ص ، احلداثيةحممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية 1

. 136ص ، احلداثيةحتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية م: حممد عزا - 2

Page 209: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

204

مدار العودة للمنبع. -3 ر.ـــمدار األث -4

يف املــــدار األول يرصــــد بيانــــا بأفعــــال ق الــــنص أو يف هامشــــه مــــدلول هـــذه املفــــاهيم: وال حيـــدد يف ســــيا ويتحــدث صــيدة كلهــا مــن جهــة أخــرى، و الكلمــات تكــاد تكــون الق إحــدىيوضــح كيــف أن و ،القصــيدة مــن جهــة

جتاوزاا احملدودة. يربز داللة زمن أفعاهلا و و األبياتعن بعض بعد ذلك أخـرى يف يكشـف عـن اتفـاق بعـض كلماتـه يف الـوزن و عند بيت من القصيدة و يف املدار الثاين يتوقف والثالـث يف املـدار األساسـية، و إشـاراتهفيـه موضـحاالنربيـة، مث يتنـاول بيتـا آخـر مكوناـا الصـوتية و إبرازالداللة مع

ــــف أنــــه خيتلــــف عــــن ســــائر القصــــيدة مــــن حيــــث عالمــــات ا يوضــــح يتنــــاول بيتــــا ثالثــــا و ــــه كي الســــتفهام مــــن خاللن الكلمـات يف رأيـه إ) مـن معانيهـا إذ دث عما أمساه بـ (تفريـغ الكلمـاتيف املدار الرابع يتح املكررة، و اإلشارات و

سـياق إمنا هي نـص ذو إشـارات تتحـرك حسـب والقصيدة ليست معىن ليست دوال على مدلوالت، و و إشارات ينظمها مبحاور مطلقة.

النحـو التـايل: وصـفي، تـأيت علـى إنشـائين إجناز نتيجـة أو خامتـة ذات طـابع تتضم تبقى اخلطوة األخرية وو -د ).1البكاء ليس معىن فصيحا و الشعر ليس إال بكاء دموع اللغة و(الكلمات يف الشعر ليست سوى

ممـا ال شـك فيـه أن حديثـه عـن و "شـحاته"يف معاجلـة قصـائد "الغـذامي"األربـع يف حبـث تلك هـي اخلطـوات اعتبـار القصـيدة بـني وحـدات قصـائد أخـرى، و حماولة الـربط بـني بعـض وحـداا و عن مداراا و دة وعنوان القصي

عرضــها هــو أن اخلصــائص العامــة ملنهجــه ال انــب خطواتــه الســابقج إىلإشــارات مــن خــالل تلــك اخلطــوات نصــا ذا مجاليــات الــنص ال إىل معرفــةزعة التحليليــة الشــكلية، فهــو يــؤمن بــأن الطريــق ـأصــحاب النــختتلــف كثــريا عــن موقــف

.ج؟نهذا املذه اجلماليات فما هو ههلنه ال يقدم تفسريا ها، أضف إىل ذلك أليكون إال بتحليإىل فالناقــد حيــاول تشــكيل بنــاء الــنص يف ضــوء حتليلــه هــو مــنهج حتليلــي انطبــاعي ذو نزعــة شــكلية جتزيئيــة،

ط هـــذه الوحـــدات مبـــا يـــرب ب مســـتواها الفـــين، والوحـــدات حســـتصـــنيف هـــذه ) ووحـــدات (مجـــل أو بيـــت أو بيتـــنيجديــد فاالجتــاه العــام لديــه يــدل علــى أنــه حيــاول أن يعــاجل إىل نــص مــن نصــوص أخــرى، ليصــل يف النهايــة ايشــاه

ىل مفـردات ال باعتبارهـا مفـردات والنظـر إ النص عن طريق الـربط بـني بعـض أجزائـه بـأجزاء أخـرى يف نـص آخـر، وأنــه يركــز اهتمامــه بــالنص علــى يفهــم علــى هــذا األســاس وســياق حــر، داخــل إشــارات أو باعتبارهــا عالمــات إمنــا

زئ هــذا مــا شــأنه أن جيــ بدايــة الدراسـة، و يف الــذي وعــد بــه األبيــات دون ربطهــا بالكــل (القصـيدة) أوبعـض اجلمــل إشـارات شـكلية الـنص جمموعـة عالمـات أو يعـد من شأنه أيضا أن عناصره، و النص إىل وحدات معزولة عن جممل

من العامل. لغي موقف مبدعهت الثقافية و احلضارية و زع عنه كافة مشخصاتهـتن

.149 مسري سعيد حجازي: إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر، ص - 1

Page 210: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

205

جتميع الوحـدات اللغويـة املتشـاة أواالنطباع إن التحليل الذي أجنزه الباحث ال يتجاوز حدود الوصف وتـه علـى النصـوص مل تكـن مـن أضف على ذلـك أن مالحظا ،الناقد إليهدم ق يـ يف النصوص، أما تفسريها فهذا ما مل

مل خيــرج مــن قراءتــه للنصــوص نــهليل علــى ذلــك أالــد العــابرة، و التــأمالتل يــإمنــا مــن قب قبــل املالحظــات املنظمــة، و مبعىن من املعاين. عدد من الفروض حياول اختبارهاب

أوعيـة الشـكلية النزعـة االنطبا البـاحثني ذوي أوأن يفيد النقـاد التحليل الذي قدمه الباحث ميكن كما أن أن اإلنصـافمـن النقـاد ذوو النزعـة العلميـة التفسـريية فـال جيـدون هـذه الفائـدة، و النزعة التفكيكية، أما الباحثون و

لكنــه وعــد بأنــه يقــدم حتلــيال نقــديا علميــا لشــرح مجاليــة نصــوص ع أنــه ذو نزعــة علميــة ومل يــد "ذاميالغــ" أنيقــال .)1(ة حتليلية دون التفسريفأحال هذا النقد إىل وظيف "شحاته"

، مــن أجــل بلــوغ هدفــه يف "شــحاته"ئيــة لنصــوص قــد تــورط يف مــأزق النظــرة اجلز "اميذالغــ"مــن الواضــح أن أسـاليب يقينيـة راسـخة ال حتتـاج إىل عامل معها باعتبارها تصورات وأسس النقد التفكيكي، اليت ت تطبيق مفاهيم و

.نقاش أو تطويع أو تعديلمتتـاز هـذه األجـزاء مبجموعـة مـن أجـزاء، و" شـحاته"نصـوص أنن مـنهج هـذه الدراسـة مما يستخلص مـ و

"شــحاته"يف ضــوء مــا ينشــده الناقــد مــن قــراءة نصــوص املظــاهر الشــكلية ميكــن جتميعهــا حتــت تصــنيفات معينــة، وبــرز ن تفتيــت الــنص إىل وحــدات صــغرى هــو أمــا يرجــى مــن القــراءة التفكيكيــة، ألتكــون ــذا الشــكل قــد حققــت

صـد قـد ق ، وتالوحـداميكن مـن تصـنيف هـذه ألنهالتحليل الوصفي يعني على حتقيق ذلك مميزات هذه القراءة، و ك التصنيف يف معاجلة نصوص الشاعر.ذل والناقد فعال إىل هذا التفتيت

الـنص التحليليـة، يف تعاملـه مـع زعة الثباتيـةـلـى أن صـاحبه مـن ذوي النـهـذا املوقـف يـدل ع أنمن اجللي وتصــنيف هــذه الوحــدات إىل جمموعــات، أمــا النظــرة الــنص إىل وحــدات و جتــزيءزعة هــدفها يــتلخص يف ـهــذه النــ و

اعتبــار مهمــة القــراءة هلــذه اجلزئيــات النصــية علــى أــا مظــاهر ديناميــة داخــل بنيــة كليــة متكاملــة (بنيــة القصــيدة)، ولك شــيء آخــر ال أو نصــا، فــذلكــل الــذي يســمى قصــيدة ات بتعيــني دالالــا يف ذلــك ايــهــذه اجلزئ االنقديــة تفســري

ه الــذهين صــورة خاصــة جعلــه ال يقــرأ مــن خالهلــا ءللــنص إذ رســم لــه بنــا "الغــذامي"عليــه يف قــراءة العثــورســبيل إىل .الشكلي فحسب املستوى اللغوي و وسوى مستوى واحد ه

فهذا شيء غري قـائم يف قراءتـه، و الثقايف االجتماعي و أما املستويات األخرى للنص كاملستوى النفسي و و تعـد قـراءة ناقصـة "شـحاته"يف نصـوص "الغذامي" أن القراءة اليت أجنزها "سعيد حجازي"على هذا األساس يرى

القـراءة و تركـت جانبـا مـن املسـتويات األخـرى، غري متكاملة، ألا تأسست علـى النظـر يف مسـتوى واحـد للـنص وعـة الـنص الـذي يتطلـب قـراءة ملسـتوياته املختلفـة، فعـن طريـق هـذه القـراءة يخمـال بطب ذات املستوى الواحد تعد عمـال

ــــــــــــــنص مــــــــــــــن خــــــــــــــالل بعــــــــــــــد أو مســــــــــــــتوى واحــــــــــــــد، تــــــــــــــورطيتحاشــــــــــــــى القــــــــــــــارئ ال يف مــــــــــــــأزق النظــــــــــــــر إىل ال

.151إىل 148من : صاملرجع نفسه - 1

Page 211: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا لثالث الفصل ا

المعاصرين

206

أســاليب القــراءة أســاليب أخــرى إىل جانــب مفــاهيم و ختصــيص مفــاهيم و وجــوبهــذا أحــد األســباب املهمــة يف ومبثابـة وحـدة ، حىت يكتشف مستوياا األخرى اليت تعد "شحاته"يف قراءة نصوص "الغذامي"تبناها التفكيكية اليت

.)1(دينامية متكاملة، تتخللها التفاعالت فيما بينها

.152ص ،مسري سعيد حجازي: إشكالية املنهج يف النقد العريب املعاصر - 1

Page 212: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

206

:و ����ل ا �ط�ب ا ��ري ���د ����ح

سيمياء الشعر يفات بكتابه (ينقد مع مطلع الثمانين، ظهر يف ميدان الناقد مغريب حداثي "حممد مفتاح" : ، مث توالت كتبه كاآليتم1985م عا )حتليل اخلطاب الشعري، مث أصدر كتابه الثاين (م1982سنة )القدمي

التشابه(، م1994عام )لـالتلقي و التأوي(، م1990عام )البيان جمهول(، م1987عام )ديناميه النص( .م1996عام )ويفاخلطاب الص(، م1996عام )و االختالف

الباحث قسمني: تنظريي و تطبيقي، مجع أكثر من منهج ) الذي جعلهطاب الشعريحتليل اخليف كتابه (و ، الشعرية) ائية، ويمالسيو ،التداولية( ا العديدةبتيارامن اللسانيات هذا التعدد املنهجي فقد استوحى ،واحد

العالقية...). لية والتفاع الية ومن البالغة (اإلبد ، وا املتنوعةهامن السيمياء باجتا حينما نوينا االستحياء من اللسانيات « :و يصوغه يف مقدمة كتابه بقولهو الباحث يقر ذا اجلمع

: العكوف على ما كتبته ني أمرين ممكننيو الكتابة فيه ترددنا ب ،اخلطاب الشعري العريبو السيميائيات لتدريس لكننا رفضنا هذا اخليار مث تطبيقها على اخلطاب الشعري، و ،اخلاصة مدرسة واحدة لفهم مبادئها العامة و

منا كل ما جنده هو إ ألسباب موضوعية من حيث إن أية مدرسة مل تتفوق إىل اآلن يف صياغة نظرية شاملة، وقد أدى بنا هذا الشعور بقصور ، وأضاءت جوانب بقيت أخرى مظلمة إذا النسبية اليت بعض املبادئ اجلزئية و

».)1(هو التعدد رغم ما يتضمنه من مشاق و مزالق األمر الثاين و اختيارالنظرة األحادية إىل ليس ما يسوغه سوى ضعف « :حممد عزام إن هذا االعتذار عن مجع أكثر من منهج نقدي واحد كما يرى

"».)2(حب التوفيق بني أكثر من منهج "إذا مل نقل التلفيق اإلحاطة مبفاهيم املنهج الواحد و مقوالته، و ستيحاء الباحث للنظريات اللسانية من املصادر الثالثة و هي : و هذا ما يؤكده ا

"جان كوهن"من نظرية الشعرية احلديثة، والذي أسهم يف تأسيس ال "بسونكجا ": من التيار الشعري -1 الذي انطلق من مسلمة أن الشعر يقوم على (ااز) الذي هو خرق للعادة اللغوية أو االنزياح،

."ج.كامني" و "ج.مولينو"و على االستعارة و

زعة ـنممن تبنوا ال "كرايس" و "لسور "و "أوستني"و فالسفة أكسفورد "موريس"عند :التيار التداولي -2ه الثنائي: اخليايل/ و غري اخليايل، املعىن يف تقسيم Occam "أوكام"و مبدأ شفرة ،الوضعية االختزالية و

.)3(احلريف/ و املعىن الالمباشر، األسلوب األديب/ و األسلوب اخليايل

ت : دراساقى نظريته من مصادر معرفية عديدةالذي است "غرمياس"أبرز ممثليه : التيار السيميائي -3منطقية، مث صنفت كتب أخرى من مثل: (حماوالت يف توليدية، و لسانيات بنيوية، و أنثروبولوجية، و

التية،) اليت استقت من اجلشطMجلماعة ( م1977) و (بالغة الشعر) عام ولوجيا الشعريةيالسيم

.7ص م. 1992، 3، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، ط: حتليل اخلطاب الشعري (إسرتاتيجية التناص)حممد مفتاح - 1

.137، ص حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية حممد عزام: - 2

.13-12-8، ص نفسهاملرجع :حممد مفتاح - 3

Page 213: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

207

شعري بعمق ب القاربت اخلطا اللسانيات، و ولوجيا، ويالسيم التحليل النفسي، و األنثروبولوجية، و ولشعر هو أخصب من سيميائي لالالذي رأى أن التحليل "ريفاتريـ"قا الشعر) لو خصب، و كتاب (مسيو طي

:يعا هو القواسم املشرتكة التاليةو ما جيمع بني هذه املقوالت السيميائية مجالتحليل اللساين، .لغوي النص الشعري لعب -

على الواقع إال ليخرقه. حييل حياته اخلاصان به فال و النص الشعري منغلق على نفسه، له عامله -

.تعدد قراءات النص الواحد جدلية النص و القراءة، و -

،(التشاكل) و (التباين) :مث انتقل الباحث إىل عناصر (حتليل اخلطاب الشعري) فجعلها عنصرين مهاقد احتل هذا املفهوم ان اللسانيات، ومفهوم التشاكل من ميدان الفيزياء إىل ميد نقل أول من "غرمياس"و كان

جمموعة مرتاكمة من املقوالت « :يعين "غرمياس"التشاكل عند يف التحليل السيميائي البنيوي مركزا أساسيا، وحكاية، كما نتجت عن قراءات جزئية لألقوال بعد حل إامها، هذا احلل لاملعنوية اليت جتعل قراءة متشاكلة ل

تعريفات أخرى تلتقي مع هذا التعريف من حيث اجلوهر "غرمياسـ"لو ، »)1(اءة املنسجمةوجه بالبحث عن القر م .يف بعض العبارات اختلفتو إن

بـ "غرمياس"أن هذا التعريف فيه قصور واضح إذ يعين تشاكل املعىن الذي عرب عنه "حممد مفتاح"يرى هذا و مات،اجتاه التحليل باملقو تبناها أصحاب و يقصد ا املقومات األساسية اليت ي ،(املقوالت املعنوية)

أنه قد جياب عن هذا بأن ذلك ، علىؤلف الذي كان خليقا به أن يتجنبهاضطراب مصطلحي واضح لدى امل، مهما يكن من األمر مقوم سياقي، و و ،تولدت عنه مفاهيم أخرى فرعية مثل: مقومجامع التعبري إمنا هو لفظ

وي، كما أنه اقتصر على عنفإن هذا اجلزء من التعريف ال يشمل إال التشاكل امل ة يف األلفاظمشاحو بدون كاية يف حني أن التشاكل موجود مالصق بكل تركيب لغوي.احل

كل تكرار لوحدة لغوية « :أن حيدد التشاكل بأنه "راسيتـ"بيف التعريف هو الذي حذا التضييقإن هذا ، فإذا كانت بينهما عناصر مشرتكة "غرمياس"ر أخرى ملا جاء عند ف عناصو هذا التحديد يضي» )2(مهما كانت

و إذن ،و هي: أن التشاكل ال حيصل إال من تعدد الوحدات اللغوية املختلفة ، فمعىن هذا أنه ينتج عن (التباين)ن الضام و هو ،نه هو الذي حيصل به الفهم املوحد للنص املقروءالتباين و أ ن الفصل بني التشاكل وفإنه ال ميك

أنه هو و موين حتتمه طبيعة اللغة و الكالم،يتولد فيه تراكم تعبريي و مض ، وارتباط أقواله النسجام أجزائه وقد يكون و، )3(النصوص اليت حتتمل قراءات متعددةاإلام اللذين يكونان يف بعض الغموض والذي يبعد

التشاكل يف التعبري و يف املعىن. :التايل ال إذا أخذ الباحث البيت الشعري يف مثل قول "ابن عبدون األندلسي": فمثرتشاكل التعبي -1

.20ص ، اخلطاب الشعري: حتليل ححممد مفتا - 1 .21: ص املرجع نفسه - 2 .21إىل ص 9: من ص املرجع نفسه - 3

Page 214: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

208

و ـاح شب لى األ ع ـاء ك ا الب م ف ر ـث باأل ن ـيعد الع ب ع ـفج ي ر ـهالد 1(ر و الص( تشاكال على ناك ، كما أن هكالت صوتية عديدة مثل (العني) و (اهلمزة) و غريمهاا وي على تشده حيتفإنه جي

الكلمات ده يف تكرارة مجيعها مثل ما جت، و يتعدى التشاكل الصوت املفرد إىل الكلمالتفعلة مستوى النرب ويظهر أن هذا النوع من التشاكل ال يطرح صعوبات كبرية ، ويف بعض أنواع اجلناس بصفة خاصة و ،بصفة عامة

يؤتى به ملزيد من التحسني مثلما جتد عند بعض الشعراء يب ال خيلو من تشاكل و قد كما أن الرتك ،لمتلقيل :يف احملاضرات "يوسيللـ"االباحث بيتا ل سوق، و إليضاح املفهوم ي"ابن زيدون"و "البحرتيـ"دين كـاملوج

)2(رق يـ مل اف ض ن و إ دشه ي مل ات ن م و إ دع يـ مل لن ع ، و إ دفق ي مل اب ن غ إ ف و لكنهــا صــناعة هادفــة إىل ،تشــاكل تــركييب حنــوي ال ينبغــي أن يفهــم علــى أنــه جمــرد صــناعةففــي هــذا البيــت

فالرتاكيــب النحويــة يف الشــعر إذن تصــبح ذات طــابع مجــايل تــأثريي ة بواســطة تعــادل الرتاكيــب النحويــة،تبليــغ الرســال عتها املعنوية و العالقية.يإىل جانب طب

:الدهر يفجع)يف مثل (فيتوضح بتحليله كما : تشاكــل المعنـى -2

.معتقد ضرره) +( + دال على زمان غري حمدد)،( ،جمرد)+( الدهر : (+ اسم) .(+ دال على الضرر) ،(+ حممول إىل فاعل حي أو جمرد ) ،+ فعل)يفجع : (

ول طهذا املقوم سيرتاكم على و+ الداللة على الضرر)، هو ( ووع و احملمول بينهما مقوم مشرتك فاملوض أساسيا يف ضمان وحدة اخلطاب.مما جيعل التشاكل بالرسالة عامال العقيدة بنفسه أو مبرادفاته،

القيمة مام به يف املعطيات اللغوية هو (رمزية الصوت) أو إن أول ما جيب االهتف :أما تيار التشاكل الصوتي -أ، فقد برهن على دعواه يف عدة أبواب "جين ابن"القيمة الرتاثية للصوت هو و أبرز مثال الجتاه ،للصوتالتعبريية

ألن ،السني)الصاد) أقوى من (( جعل "ابن جين" من ذكر أن و يكفي يف هذا السياق ،من كتابه اخلصائصو الصاد أقوى صوتا من السني ملا فيه من ،الصاد ملا فيه أثر مشاهد يرى مثل الصعود إىل اجلبل و احلائط

االستعالء.

ابن السيد "منهم ، ومن اللغوينيكثري همل يرض عن "ابن جين"جتاه الذي سار فيه هذا االو لكن مثل يف بعض األصوات مثل "ينابن ج"فبعد أن أورد آراء ء املتقاربة يف األلفاظ و املعىن،يف فصل األمسا "البطليوسي

رأى أن ذلك قياس غري مطرد. ،اوة اخلاءرخ ، وشده القاف التجنيس و هو اتفاق اللفظتني و اختالف املعنيني.و يكون يف :تشاكـل الكلمـة -ب

ما تقاربت أصوات الكلمات تقاربت لالشعريني املعاصرين أنه ك رسنياو كثري من الد "ابن جين"يرى إذا ما ثبتت صحة هذا على مستوى الكالم فإنه يصح على مستوى التجربة الشعرية اليت تكون مهيمنة و ،معانيها

)" ابن عبدون األندلسي"(مل أعثر على ديوان . 22ص املرجع نفسه: - 1 .26، ص اخلطاب الشعريحتليل : حممد مفتاح - 2

Page 215: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

209

،فليس الكالم إال بتلك التجارب و املشاعر شاة تلفظا و كتابة،تتعابريه امل و خيرجو ه ،على الشاعرما تشات البنية اللغوية فإا متثل بنية نفسية متشاة لو لذلك فإن الباحث قد يتجرأ فيقدم فرضية و هي أنه ك

.))1دف إىل تبليغ الرسالة عن طريق التكرار و اإلعادة ،منسجمة .الداللية الثانية، و الرتكيبيةمن ناحيتني خمتلفتني تسمى األوىل يمكن النظر إىل املعجم ف: المعجم أما تشاكل -ج

ة اجلملة النحوية و يتحدد معناها،تأسس عليه بنيتمكونا أساسيا و جوهريا فالرتكيبية ترى يف املعجم غال اللغة.تشة اللني و عالقتهما تكوينية ضامنفالرتكيب و املعجم حبسب هذا النظر غري منفص

اليت تقوم على اعتبار ،النحوية الوظيفية املعجمية)عرض ملراحله املهتمون بالنظرية (إن هلذه النظرية تارخيا يتو من مثة فقد احتل احملمول ،ول مبوضوعهمبالرتكيب، و حتديدا على اعتبار العالقة الداللية للمح عالقة املعجم

سكون م الباحثون على أساس هذه النظرية األفعال إىل حركة و قس ف ،الذي هو الفعل مركز االهتمام .من حيث جنسه و تعريفه أو تنكريه و نظروا إىل االسم ،و إىل ذي موضوع أو أكثر

ي من الزلل و صياغة قوانني جمردة وبسيطة تق هائلنظرية وسيلة لضبط الرتاكيب أو خطإذا كانت هذه ا لشعري مضطر إىل االستفادة منها ليتبني الرتكيب النحوي أو الالحنوي أو الشاذ، إال فإن احمللل األديب و ا ،اللغوي

إذ كل من النحوي و ا،فه، الشرتاك املقاصد واختالأخرى مع اللغوي الوضعي حينا و يفارقه أحياناأنه يعمل مله ليكشف أبعاده املتأدب يتجاوزها إىل حتليل نص بكا و، املتأدب يهتم باجلملة و لكن النحوي يقف عندها

مما حيتم عليه االستعانة بقنوات معرفية متعددة و طرق إجرائية خمتلفة. ،املختلفةيصبح أمرا وجيها يستمد مشروعيته من املنهاجية ،)الطريقة األدبية(حية الداللية إن النظر إىل املعجم من النا

- مدة طويلة - ها هذا التناول نظرت إىل املعجم تبنااليت تتحكم فيه و من الغايات اليت يتوخاها، و التقنية اليت .دد بنسب خمتلفة أثناء نص معنيرت ت قائمة من الكلمات املنعزلة اليت على أنه

ها كونت حقال أو حقوال داللية، ب يؤدي معنايالكلمات بنفسها أو مبرادفها أو برتك ما ترددت بعضلو ك و للمدحي معجمه، ،إذ للشعر الصويف معجمه ،ص بهبناء على التسليم بأن لكل خطاب معجمه اخلا

للشعر الغزيل معجمه. ، وو للخمري معجمهلكن هذا املعجم يكون ز بني اخلطابات و بني لغات الشعراء و العصور، ويهلذا فإن املعجم وسيلة للتمي

.دور عليهايرى الدارس أا هي مفاتيح النص أو حماوره اليت ي ،ن كلماتمنتقى م :لرتكيب النحوي و الرتكيب البالغي: و هو نوعان ااكل التركيبتش -د

العريب هي أن اجلملة العربية تبتدئ : إن املسلمة اليت تنطلق منها الدراسات اخلاصة بالنحوالرتكيب النحوي ءجا( :لذلك فإن املعىن و التداول للجملة العربية، وو ينتج عن هذا نتائج خطرية على مستوى دراسة ،بالفعل

.33- 27-26-21: حتليل اخلطاب الشعري، ص حممد مفتاح - 1

Page 216: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

210

سواه من األمساء املتبادرة إىل ) وقع الرتكيز عن حممد دون لكن (حممد جاءو ،تركيبا جاء على أصله تعد حممد) .)1(ذهن املخاطب اليت يشرتك يف معرفتها مع التكلم

عبد "بالتقدمي و التأخري خصوصا لذلك اهتم البالغيون العرب ، والرتبة له نتائج معنوية تداولية إن تشويشولت أن تستخلص قوانني جمردة لكن الدراسات املعاصرة هي اليت جتاوزت االنطباعية و حا و ،"هر اجلرجايناالق

و االنفصال commentالتعليق ، وtopic: البؤرة وضعت مفاهيم إجرائية جديدة أمههاو هكذا ،مشوليةdislocation ، زيد من انتقده يسمى د، ويفجع) تعليق، ضربته زي، و (بؤرة ، (الدهر)(الدهر يفجع) :ـف

.)2(فصال وجود ضمري عائد يف االنفصال، و الفرق بني ما هو بؤرة و بني ما هو انانفصاال ، )بالغيااحلضور/ (إذا كان التباين يظهر الصراع و التوتر بني طرفني أو عدة أطراف كما يف و

توى معني من لتشاكل يقصد به تراكم مسفإن ا ،)اخلرب/ اإلنشاء(، و)النهي/ األمر( و ،)اإلثبات(النفي/ و البالغيون هقد قسمو ،املستوى الرتكييب) و قد أمسته البالغة العربية القدمية (املعادلة)مستويات اخلطاب هو (

أمثلتهم جيد و املتتبع ،كالعهن)ا) و (كاملهل) و (و (جزوع وعا)كقوهلم (هل،ة)) و (موازنالعرب إىل (ترصيعيف املبىن هي زيادة كل زيادة و ، رف األخري أو يف الصيغة الصرفيةيا ينعكس يف االشرتاك يف احلتشاكال جزئيا أو كل

يف املعىن . :)3(يـب البالغـالتركي

فهي موضع ،حاليا هو االستعارة اإلنسانيةإن أهم ما يشغل الدارسني للغات :قال اقد ال يبالغ املرء إذو نتيجة هلذا فإن ،)...(اء النفس و األنثروبيولوجيني و املناطقة و علم من قبل اللسانيني و فالسفة اللغة اهتمام

تأويلها تنوعت واختلفت. و النظريات حول االستعارة أللسينهناك التناول ا الذي ليس له تناول موحد بدوره، إذقد عاجلها الباحث على ضوء االجتاه اللساين و

انية التوليدية و املعاجلة اللس ،"ميتز طامبا"و "مولينو ج."و "امنيج. ت"و "بسونجاك"البنيوي و من أهم ممثليه الذي يقرتح "سورل"و حماوالت فالسفة اللغة مثل ،)...( "لوفان"و "فانديك"و "ميسكيتشو "و أبرز ممثليها

"الكوف"دراسات لى يفاللسانية املستغلة للنظرية اجلشطالتية اليت تتج ، و الدراساتملهااأهم مع .)4("باملر"و "جونسون"و

و لكنها ختتلف يف ،مبظلة اللسانيات - مجيعها–أا تستظل االجتاهاتإن امللفت للنظر من أعمال هذه لكن هذا (االختالف رمحة) فكل من هذه الدراسات يف كيفية التناول و يف اللغة الواصفة، و و اآلفاق النظرية

مشكل االستعارة املعقد.املتعددة تلقي الضوء على جانب من جوانب

.69إىل 34 من ، صملرجع نفسها - 1 .72- 71ص ،: حتليل اخلطاب الشعري حممد مفتاح - 2

.139ملناهج النقدية احلداثية، ص حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء ا، 71، ص نفسهاملرجع - 3 .81، ص نفسهاملرجع : حممد مفتاح - 4

Page 217: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

211

، على أنه ب لدراسة االستعارة بكيفية مرضيةحيريه يف اختيار الطريق األنس او يقر الباحث بأن هناك تعدد :و أهم هذه النظريات ،نظريةبكل عنوان نعتبميكن التغلب على هذه احلرية بالقيام بعملية تصنيف للتعدد

كل كلمة االستعارة ال تتعلق بكلمة معجمية واحدة، و أن و تنص على أن :)اإلبدالية أو (التشبيهية -1ستبدال كلمة حقيقية بكلمة و أن االستعارة حتصل با ،معىن جمازي : معىن حقيقي، وميكن أن يكون هلا معنيان

أن هذا االستبدال مبين على عالقة املشاة احلقيقية أو الومهية. ، وجمازية

ري البالغيني غري العرب تنطبق متام االنطباق على النظرية البالغية إن هذه املرتكزات املستخلصة من تنظ .ليست خمتصة بثقافة أمة من األمم كما أا نظرية إنسانية كونية ،العربية السائدة

ها ذوو االختصاص،و دون شك أن هناك عوامل ذاتية و موضوعية وراء هذه الكونية و االستمرارية، يبحث :العربية لتتضح جلية األمر و منهاناك أمثلة متداولة يف كتب البالغة مهما يكن األمر فإن ه و

.)مجيل احمليا إنسانرأيت مشسا ( -

.عاشرت حبرا (جوادا كرميا) -

ن اقد حصل املعني و ،، و جمازي و هو املطلوبحقيقي مستغىن عنه :أسد و حبر) معنينيلميت (كلفإن سوغ هلذا االستبدال هو عالقة املشاة احلقيقية أو الومهية.امل ، وكلمات جمازية الكلمات احلقيقية بإبدال

باالســــتعارة األذهـــان فيمـــا يســـميه البالغيـــون العـــربيف ولعـــل هـــذه النظريـــة االســـتبدالية هـــي أكثـــر وضـــوحا ال تفريـغ صـفة وغـري مقـرتن ب بـه الـذي هـو اسـم جـنس، و املشـبهالـيت يصـرح فيهـا بلفـظ ،التصرحيية األصلية املطلقـة

و هــي ،مشــتق و هــو اســم جــنس جامــد و غــري ،مشــس) يف املثــال األول مســتعار منــه مصــرح بــه(: مثلــة الســابقةكاأل .)1(لوازمه يرمز إليه بشيء من أقل وضوحا فيما يسمى باالستعارة املكنية اليت حيذف فيها املشبه و

أن الكلمة أو ، ولى كلمةستعارة تتجاوز االقتصار ععلى أن اال ترتكز : والنظرية التفاعلية أو التوترية -2 .ا السياق هو الذي يعطيها معناهااجلملة ليس هلا معىن حقيقي حمدد و إمن

و أن االستعـارة ال حتصل يف االستبدال و إمنا حتصل من التفاعل أو التوتر بني بؤرة ااز و بني اإلطار .كون عالقات أخرى غريهاعارة فقد تو أن املشاة ليست العالقة الوحيدة يف االست ،يط ااحمل

و لكنها ليست جديدة على ،عليه أصحاب النظرية اإلبدالية اعتادمات هذه النظرية ختالف ما لإن مس البالغة العربية.مثال ينطلق من "يالسكاكـ"، فريةبالغية عربية تلتقي يف كثري من العناصر مع هذه النظ اجتهاداتفهناك

��������﴿ :قوله تعاىل ، مثل)2(ما مسي باالستعارة املكنيةضوئه ) ليؤول علىمفهوم (االدعاء �☺ ��� ���� ������� ���� ��☺������ � �� �!"�# �☺ ��$⌧&'#�� �☺⌧( )*+��,-.�#

.139، ص ملناهج النقدية احلداثيةحتليل اخلطاب األديب على ضوء اعزام: ، حممد 83-82، ص : حتليل اخلطاب الشعريحممد مفتاح - 1 .139ص حممد عزام: املرجع نفسه:، 85- 84ص املرجع نفسه، : حممد مفتاح - 2

Page 218: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

212

/0��2�� 356) مراد به الطائر بادعاء أنه عينه بقرينة إضافة ل أن (الذ ، فعند "السكاكي"﴾)1(

جمرد اخلضوع حىت يكون مستعمال يف ل ليس املراد من الذ ص الطائر و لوازمه إليه، واجلناح الذي هو من خوا معناه احلقيقي بل الذ املفروض هو أنه عني الطائر ادعاء. ل

تكتسب معناها لكنها و يفية مطلقة) ليس هلا معىن حمدد بك◌ �����و معىن هذا أن كلمة ( عناصر النظرية التفاعلية احلديثة.يسري مع بعض "كيالسكا "و على هذا األساس فإن بالسياق،

هذه املفاهيم ثة، وكما أن البالغيني العرب قد استخدموا مفاهيم إجرائية تقرم من النظرية التفاعلية احلدي .)2(التجريد و الرتشيح و و التعلق و النسبة ةو القرين هي: االدعاء

"غرمياس" و "سونبو جاك "هلمسليف"يوية اليت ميثلها : و قد تبنتها البننظرية التحليل بالمقومات -3الطبيعة من املسلمة القائلة بثنائية ظواهر و ،غريهم ممن استقوا منهجيتهم من دراسة وظائف األصوات و "ويتب" و

:حيث تنقسم كل ظاهرة إىل

)3(

ليل ا هلم من التحت، و قد تبني من احلقول الداللية على ضوء هذه املتقابال او قد حلل بعض الباحثني كثري

فقد يكون هناك حد وسط كما أسهم حتليلهم يف حل كثري من ا كثريا،اليت تتخذ كتناقض غري واضحة أحيان مشكالت الظواهر اللغوية من مثل:

.املتداخلة املتضادة و األلفاظ املشرتكة و املرتادفة و -

.احلقول الداللية -

.املعىن العرضي املعىن األول و -

ارة.ــاالستع -

:ففي مثل ،اء مثل خاص باملعىن العرضي لعالقته باالستعارةعلى إعط "حممد مفتاح"اقتصر الباحث و قد : حي + إنسان + ذكر + بالغ ...رجل :(رجل شجاع)

، رواية ورش عن نافع.24اآلية ، سورة اإلسراء -1

.139اب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص حتليل اخلط :حممد عزام ،85إىل 82 من ، صل اخلطاب الشعريحتلي: حممد مفتاح- 2

.90ص ،رجع نفسهامل: حممد مفتاح - 3

���ـــــــــــوس

�ــــــــ� ��ر �ــــــــ�

ا�ط���� ��ــــــوان ط���ــــ� إ��ـــــــ�ن

�ؤ�ـــــث �ذ�ــــــر

�ــــــرد�

�ؤ�ـــــث �ذ�ــــــر

Page 219: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

213

(شجاع)ناك مقوما عارضا مضافا إليها هو ه و لكن ،)رجللاملقومات جوهرية ألا مالصقة (هذه سجية.) ألنه صدر عرضيا الصقا فقد دعي (مقوماو مبا أنه ليس م

ىل الرتكيب فتحلله إىل مقوماته مثإذ تعمد إ ،تقوم على هذا التحليل لالستعارةإن الدراسة املعنوية املعاصرة ، وكلما كثر االختالف صارت االستعارة أقرب إىل احلقيقة، فكلما كثر التوافق دى توافقها و اختالفهاتنظر إىل م .)1(اك مسافة توتر و تباينصارت هن

البالغيني الذين اهتموا مبعىن انتقد ي تيار غريب بالغي معاصر،: و ه)التركيبيةالنظرية العالقية أو ( -4تعارة إىل أقسام ب انتماء االسسالذي نظم كتابه حب ، Brooke Ros"بروك روس"الستعارة دون تركيبها و ميثلهم ا

قد مسى البالغيون العرب نوعا من االستعارة النداء و و االسم الظرف و ف والوص و الفعــلك، اخلطاب املختلفة عضنا الدهر بنابه)،كون فيها املستعار فعال كما يف (و هي اليت ي ،باسم (االستعارة التبعية)

أفراس الصبا أو اإلضافة ( ،داء (يا رجل أقبل)أو ياء الن ،د يف نعمة)زيأو حرفا ( ،و امسا (نطقت احلال)أ .ليس له بعري) أو اجلملة حالية (كاحلادي و ،رواحله) و

ارة إىل ثالث نظريات أن خيتزلوا النظريات املتعددة يف االستع حاولوامما سبق أن بعض املعاصرين يتضح ،بداليةفاعلية لتسد النقص املوجود يف اإلو التفاعلية و العالقية فجاءت النظرية الت : اإلبداليةو هي ،أساسية

، وكل من هذه النظريات تتوفق يف إلقاء الضوء على بعض ية أن تكون البديل الوجيه الوحيدلت العالقوحاو ) رغم تارخيها تبقى شك فيه أن النظرية اإلبدالية (التشبيهية، و لكن الذي الستعارية أكثر من غريهابيانات االال

ات االستعارة فإن املشاة هي العالقة ، إذ مهما تعددت عالقلالستعارةهتمام من قبل الدارسني مركز اال .)2(اجلوهرية

Lokoff George"الكوف"أما ،"باملر" و "جونسون" و "الكوف": عند النظرية الجشطالتية -5عام » ا االستعارات حنيا«الوضعية لالستعارة يف كتاما النظرية فقد انتقدا Mark Johnson" جونسون" و

وى أا ميتة متخذة مقياس الغرابة، ع: أا تنكر وجود أنواع من االستعارة بدت هيو أهم هذه االنتقادا، م1980ضعية على مبدأ املشاة بني و تقوم هذه النظرية الو ،استعارةفإذا مل حتصل الغرابة عند مساع الرتكيب فليس هناك

اللية على أساس نظرية دلبناء احلقول ال» املقومات اجلوهرية«ئصه الالصقة ، وكل حد حيلل إىل خصاحدين، يب ليس فيه انسجام لتباعد احلقول، فإذا مل يوجد مقوم جامع بني حدين أو عدة حدود فإن الرتكاموعات

كما تقوم على مبدأ التفرقة بني املعىن احلريف للكلمة أو اجلملة و بني املعىن املقايل الختالف شروط صدق كل منهما.

:يال و هي ثالثة أنواع) بداقيةاملؤلفان (االستعارة االتف يضع

.91- 90- 88: حتليل اخلطاب الشعري ، ص حممد مفتاح - 1 .98- 96- 95ص ، املرجع نفسه: حممد مفتاح ،140حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص - 2

Page 220: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

214

هذه االستعارة املوجهة ، و)قريب/ بعيد(، )داخل/ خارج(، )فوق/ حتت(: استعارة موجهة مكانيا - أ/ متفوق(أو الطالب )،رفيع/ منحط(: احملاضرة ذات مستوى مثل ثقافيةال مؤسسة على جتارب اإلنسان الطبيعية و

.)منخذل

: نسري حنو ة عليها و تكميمها و تعيينها مثلو دف إىل اإلحال :استعارة تشخيص المعاني المجردة - ب .ننا ال نستطيع حتمل ويالت احلرب، ألحنتاج إىل كثري من الصربلكننا و ،السالم

غرف فالبناء قد يكون حمتويا على سقف و ،النظريات بناء)( :: مثل/ معجميةاستعارة بنيوية - جلبعض العناصر دون االنتقادو إمنا يقع ،ديدالنظرية ذات سقف من حإن هذه : أنه ال يصح القولأي غريها و

جتربته يف تعابري اء وفهم نوع من األشي: « اآليتك االستعارةف االنتقائية تعر ، و يف ضوء هذه مولاألخرى من احمل، على أنه إذا اخلارجيبني موجودات العامل االنسجامحتقق نوعا من و هذه العملية اإلحلاقية ،»)1(أشياء أخرى

متعلق بثقافة ما ، و إمنا نسيبعليه االستعارة فإنه ليس مطلقا كان مبدأ االنسجام هو األساس املكني الذي تبىنالذهب مرغوب ني) ينسجم مع (الذهب مجيل) و (الذهب مث (ريعبثقافات للعامل، فتالاقتطاعات تلك و بكيفية

و أخرى يبعد بعضها ذا أن هناك حقوال ظاهرة االنسجاممعىن هو )،قبيح سجم مع (الذهبو لكنه ال ين ،فيه) .)2(بعضا

الذي وضع حبثا بعنوان اجلذور املعرفية T. Ballmer"توماس باملر"التية عند األملاين و أما النظرية اجلشط -6يات، فوضع فيه مناهج اللسان انتقد ،م1982االستعارة و النماذج و النظريات عام الرموز و للنماذج العليا و

ساسي لالستعارة هو املعرفة العلمية، فهو ينطلق من شرط قاعدي أ االستعارة يف مركز وسط بني املعرفة اخلفية وكثري من مظاهر أن يوجه نفسه بنجاح يف هذا العامل الذي حيتوي على لإلنسان، الذي يتيح مبدأ االنسجام

فطبيعة االستعارة تسمح بتجاوز املعاين املعجمية ،خراالنسجام مما يسمح بالتعبري عن شيء يف مفاهيم شيء آ و نقل مظاهرها إىل ميادين تطبيقية. االتفاقية

: و هلا معنيان »)3(ترك التصريح بذكر الشيء إىل ما يلزمه لينتقل من املذكور إىل املرتوك«ة فهي ايو أما الكنيف (نؤوم) ول القامة أو شجاعة الرجل وطة عن ايطويل النجاد) كنففي مثل ( ،حريف ومعىن غري مباشر معىن

.تاجة إىل السعي بنفسهااحملة غري ومعن املرأة املخد ةايالضحى كنإمنا يرعى النبات الذي ، ويف (رعينا الغيث) فالغيث ال يرعىو أما ااز فهو خرق للعادة التعبريية كما

97 8 ☺�� 7��� ...﴿ :قوله تعاىل ، ويف إنباتهتسبب الغيث :�; <)*=+*>

;�#�?�@A ;�B6C2 �☺�E� F .... .)1(و املقصود أعصر عنبا ﴾)4(

.104ص ، : حتليل اخلطاب الشعريمد مفتاححم - 1

.141حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص ،104- 103-102ص املرجع نفسه: - 2 .112ص املرجع نفسه: - 3 ، رواية ورش عن نافع.36اآلية ،سورة يوسف - 4

Page 221: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

215

اليت تناولت مظاهر لغوية عديدة بوجهات لية)او دتإىل تعريف (املدرسة ال "حممد مفتاح"مث ينتقل الباحث ار أكسفورد و تيار التوليديني و تيار السرديني:تي ، و: تيار موريسظر متنوعة من أمههان

هذا التيار اللغة يف(مستعمليها) و قد صنف » تداوليهاعلم عالقات األدلة مب«: يقصد به سـار موريـتي -1 .و أمساء اإلشارة و أداة التعريف معينات، و هي الضمائر

) و (أمامو هناك هناض الظروف املكانية (و بع )األمر املاضي و املضارع وو الزمان النحوي ( إخل )...() كافر /مسلم( ) وأكره /ة (أحبيالقيم ة وو األلفاظ العاطفي ،خلف) وو يقوم على فرضية أساسية مفادها أن ،: و قد اهتم هذا التيار باألفعال الكالميةتيار فالسفة أكسفورد -2

هذا الفعل يهدف ، و كوم بقواعد مضبوطة يف الوقت نفسهالكالم يقصد به تبادل املعلومات مع القيام بفعل حملكن هذا التيار القائم باللغة العادية ال األدبية ، وه السلوكيةواقفم تغيري نظام معتقداته و املتلقي و حتويل وضعإىل

)األفعال الكالميةكتبه ( ) يفالذي تناول اللغة الشعرية (الالعادية "ورلس"غري عادية باستثناء اليت يراها مشوشة ول على يث ميز بني اللغة العادية اليت حتي، حم1972) دية(املقص وكتاب ،م1983التعبري و املعىن) ( و، م1982

.)2(املسرح الواقع و بني اللغة األدبية مثل الرواية و

األدب كتابه (يف "انأومه"اعل بني النص و السياق و ميثله لقد اهتم هذا التيار بالتف :تيار التوليديين -3و النص يف هذا التيار هو ،السياق التداويل)ث مطول من بني عناوينه الفرعية (يف حب "فان ديك"و ،كفعل)

ا أو فعال كالميا راجح -مثال -ميكن أن يكون و ،سلسلة من األفعال الكالمية يلقي كل منها الضوء على اآلخر .سابقا بواسطة فعل كالمي آخر

، و ذلك من خالل ما قدمه منيف هذا االجتاه Michel de Fornel"ل دوفورنيلاميش"قد سار و على عاتقها ألا تأخذ ،بني اقتناعه بأن التداولية هي املؤهلة لدراسة الشعر بكيفية فعالةي فهو ،صادراتم

اآلراء يف مقاربة النص على أنه مهما اختلفتاملخاطب، التلفظ) و التفاعل بني املتكلم وال (عالقات النص باملق .هليف إو يضي ح اآلخرنهما يصح، و منه الشعر فإن كال ماألديب

معىن هذا أن الشعر ، والعلمية مليئة بالتعابري الذاتيةأن اللغة غري "حممد مفتاح"و على هذا األساس يرى إمنا هي ، والنفس عن الذات يف انغالقمستودع الذاتية كيفما كان نوعه على أا ليست مقتصرة على التعبري

قد أدرك بعض الشعريني ، وحناج تذاوت تواصلي فعال و فالشعر ة موجهة للتأثري يف فرد أو يف مجاعة،ذاتية معدي : مث يضيف الباحث ،كأفعال كالمية) النصفقدموا مصادرات مثل (انيني هذه احلقيقة و اللس

، غري أن وجود أشعار أو مجل إخبارية ضمنه ةة واحدة آمرة أو ناهية أو متوجعأن النص الشعري هو مبثابة مجل« ، نفسها تكون حمكومة بذاتية مقدرة اجلمل ، و لكن تلك األشعار وا تقدم ليس صحيحااالعتقاد بأن م يدفع إىل

________________________ .115إىل 110، ص من نفسه: املرجع حممد مفتاح -1 .142، ص حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثيةحممد عزام: ،144-139- 138: املرجع نفسه، ص حممد مفتاح - 2

Page 222: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

216

غة للالعامة قواننيخاصة إىل جانب ال ة من اللغة العادية، و له قواننيو ذا املنظور فإن الشعر أكثر تداولي » )1(الطبيعية ألنه لغة فرعية منها

:نيفعال الكالمية إىل قسمني رئيسمث خيتزل األ التصريح. و االلتزامالتعبري و خبار وو يضم من األفعال الكالمية اإل :راقسم ذايت إجنازي صراحة أو تقدي -

و حيتوي على األمر بأنواعه و النهي بأشكاله. :قسم أمري صراحة أو ضمنا -

رإما أن يهدف إىل إظها ث املتلقي على فعل شيء أو تركه، وغزى هذا التقسيم أن الشاعر إما حيو م .اعل مها جوهر اخلطاب الشعري خاصةفإن الذاتية و التف األساس على هذا نواياه جتاهه و التزامه حنوه، و

ذلك ،اجتماعيو قد يتحول إىل فعل ة،و الشاعر حسب السياق يبقي كالمه إجنازا فعليا يف حاالت كثري اجتماعيا، ه الكالمي إجنازا فعليا أن الشاعر قد ال تتوافر فيه شروط األهلية مما ال يؤدي إىل جعل فعل

أمر ضابط أحد جنوده بتنظيف فمثال إذا ،بني شروط األهلية و شروط النجاح "ريكانايت"لذلك يفرق وقد تفتقد شروط النجاح يف بعض املواقف و، النجاح ، فإن األمر املذكور سينفذ لتوافر شروط األهلية وفالكني

على أن مثل هذا الفعل ال يثبت ذاته إال إذا كان املتكلم )،ةاجللس تتحتاف(:مثل الفعل الكالمي التصرحيي .مؤهال ألن يفتح اجللسة

فقد ينفذ األمر )،آمرك بالذهابينطق ا كل واحد من الناس مثل:( كما أن هناك أفعاال كالمية ميكن أن يف كلتا احلالتني فإن ليس غري، و فيبقى فعال كالميا االكرتاثبعدم ، و قد يواجهاجتماعيافيصبح فعال كالميا

جتماعي الفعلي معا، و يف احلالة اإلجناز اال على النطق و لة األوىلاإلجناز يف احلا اعتمدفعال كالميا أجنز و قد كما يف بعض فقد يكون ذا سلطة مادية أو معنوية ،، و ميتزج النوعان معا يف شعر الشاعرالثانية على جمرد النطق

و عندئذ فإن يكون جمرد شاعر يهيم يف كل واد، قد ، واجتماعياذ فإن أمره ويه حيققان كالما نئو حي ،األحيان .)2(يف إجنازها الذايت رصأفعاله الكالمية تنح

عدا الشعر : (رسالة حتكي صريورة ذات)،: ميكن القول: إن كل نص شعري هو حكايةتيار السرديين -4يخ أقوام و إمنا يتعدى ذلك إىل استعراض تار ،جرى لشاعر ماالتارخيي الذي ال يقتصر على حكاية ما

.متعددين يف لقطات موحية

هي ات ينو هي تتكون من ب ،لكل خطاب منظمأن السردية العامة مبدأ "غرمياس"مشروع يعد و من و بناء على هذا فإن هذا االجتاه يدخل ض ،املكونات األساسية على املستوى العميق للعملية السيميائية

:و تتمثل الصيغ األساسية لديه يف ،متغرياته مشروعه اخلطاب الشعري بثوابته و أمساء اإلشارة. و و الضمائر املكان ظروف الزمان و: كاتـالمعين -1

.147املرجع نفسه، ص حممد مفتاح: - 1 .149إىل 146: حتليل اخلطاب الشعري ، ص من حممد مفتاح - 2

Page 223: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

217

اللسانيون و السيميولوجيون و هو يكون إحدى و يتناوله املناطقة و ،)منطق اجلهات(: و تعين الموجهات -2 اجلهات هي جهة الضرورة و هذه ،"غرمياس"ية اليت تقوم عليها سيميولوجيا التطبيق الدعائم النظرية و

فجهة ،لكل من هذه اجلهات مؤشرات ، والظهور وجهة الفعل، وجهة الكينونة و ،، و جهة املعرفةاإلمكان وميائي يسمح و اإلسقاط الثنائي هلذه البنية على املربع السي ،كون)الضرورة و اإلمكان مؤشرها هو فعل (جيب أن ت

بتشكل املقولة اجلهوية املنطقية اآلتية :

ون ـــــ��ــب أن � ��ــ ون ـــــ��ــب أن ��ـــ ( ا��&��#ــ%) ( ا#"ــرورة)

ون ـــــ��ــب أن ��ــ� ـون ـ��ـ� ن ��ــب أ� )ا#���د)ـــــ%( ) ا'��ــــ�ن(

ا على صحة ما و تستعمل من متكلم حياول أن حيمل خماطب ،و مؤشر جهة املعرفة هو (يعتقد أن يكون)ع السيميائي يسمح بتشكل املقولة على املرب إسقاطها وجهه إليه ليعتنقـه و يعتقده بناء على عقـدة بينهما، و

: )1(اجلهوية املعرفية التالية ون ـــــأن � ��ــ أ�&(ـد ون ـــــأن ��ـــ أ�&(ـــد )ا��&��ل( ) ا#�(�ــــن(

ون ـــــأن ��ــ أ�&(ــد� ��ــون � أن أ�&(د� )�دم ا#�(�ن ( ) ا�&��ل ا#+(

و إذا ما أسقطت هذه اجلهة على املربع السيميائي فإا ،جيب أن يفعل)و مؤشر اجلهة الفعلية هو (

: املقولة اجلهوية الفعلية التاليةتسمح بتشكل

�ــب أن � �-�ــل -�ــــــــــلأن � ��ب� )ا#&�ر�م( ) ا#و�وب(

-�ــــــلأن � � ��ب � �-�ــــلأن � ��ب

)�را�.&�( ) ا'���% (

و إذا ما أسقطت هذه اجلهة على املربع ظهــر)( و )كــاني (ي فعله الكينونة و الظهورهة و مؤشر ج :تكون على الشكل التايلالسيميائي فإا

ا#�(�(ــــــــــــ% ا#ظ/ــــــــــــــــور ا#���و�ــــــــــــــــــ%

.157 إىل 149 من ص ،حتليل اخلطاب الشعري: حممد مفتاح - 1

با#�ـذ

ـر�ـ

ا#

Page 224: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

218

� ا#���و�ـــــــــــ% � ا#ظ/ــــــــــــــور ا#ز�ـــــــــف

: اللغة/ اختذا كتقابالت ابستمولوجية مثل و ،نساينالبنيوية من خصائص الفكر اإل عدا: و قد ةــالثنائي -3الذي صنف "سغرميا"من الثنائية يف دراسة املعىن استفادواو من أهم الذين ،الكالم، و الدال/ واملدلول ...

و متضادة ،تزوج/ أعزب)ة (مو متناقض ،/ صغري)كبرية (و مراتبي ،رية (زوج/ زوجة)التقابالت يف عدة أنواع حمو و قد نقـح هذه التبادالت بناء على ما استخلصه من املربع ،اع)/ باشرتىو تبادلية ( ،(صعد/ نزل)

.)1(السيميائي

--------- تضــــاد --------- تناقـض

ـاقـــضـتنــ

ما حتت التضــادكــل ،اللغــة اهراتيني و التـداوليني و فالســفةإن هـذا املفهــوم يوجــد لــدى علمـاء الــنفس الظــفــ: أمـا يف املقصــدية

قــد "مفتــاح حممــد"غــري أن ،النفســية و اجلســدية هــدة الستكشــاف بواعــث الكــالم و آلياتــهألــوان النشــاط تســعى جا :تيارين سفة اللغة و ذلك من خاللفال عندديثة للمقصدية خصوصا تعرض إىل املعاجلات اللسانية احل

إما أن يكون حمتويا على ،: و قد انطلق من أن كل حدث سواء أكان لغويا أم غري لغوي كرايس ومدرسته -1وجنيت امحرارو ،قد متطرن السماء فرتاكم الغمام يدل على أ و إما أن ال يكون حمتويا عليها، نية الداللة

) اقرأو قولك ألحد الناس: ( ،فهذان احلدثان هلما داللة و لكن ليس وراءمها قصد ،)...(يعين اخلجل اءالعذر يتجلى يف املعتقدات بيد أن املقاصد أنواع: أويل ،أو (أغلق الباب) و غريمها يتحكم فيها قصد

ثالثي ينعكس يف و لم،املتلقي) من مقاصد املتكي يكون فيما يعرفه (و و ثان ،تكلم)امل(و الرغبات لدى ، و معىن هذا أن الفعل الكالمي هدف املتكلم الذي يريد أن جيعل املتلقي يعرتف بأنه يريد منه جوابا مالئما

) يعرتف برغبة املرسل يف مساع القراءة املأمور (املتلقي و وليا يتجلى يف رغبة مساع القراءة،اقرأ) يليب مقصدا أ( قليال) مقصد (ثالثي).(األمر) أن ينتج عنه تلبية (غالبا) أو رفض (و يريد املرسل ،(مقصد ثانوي)

معينــا و لكــن يقصــد املرســل غرضــافقــد ،املثــايل أخــرى ال يتحقــق فيهــا هــذا التواصــل حــاالت علــى أن هنــاكحققــت فهــذه الرســالة زل أهلــه،ـبــأن يف املنــزل إيهامــا للســارق احملتمــل ـاملتلقــي ال يدركــه مثــل تــرك الضــوء موقــدا يف منــ

و مثل هذا يوجد يف اآلداب الرمزية و أسلوب التورية. ،هدفها ألن املتلقي مل يدرك مقصد املرسل

.161إىل 158 من ص املرجع نفسه: - 1

ت��4

'� ا

( .ل

دا&

�-�#

� ا( .ل

دا&

Page 225: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

219

فإنه فرق بني ،)agentن انطلق من أن كل عمل هو حدث ناتج عن سبب راجع إىل عامل (: فهو وإ ورلــس -2خاصة : «و قد عرفها بأا ،وعيقصدية اليت جتمع بني الوعي و الالو امل مفهومني املقصد ما كان وراءه وعي،

ياء و و األحداث حنو األش و بسبب تلك اخلاصة تتوجه تلك احلاالت العقلية ،عدة حاالت عقلية و أحداث الرغبة واحلب و احلاالت العقلية هي مثل اخلوف والتمين و» )1(احلاالت الواقعة يف العامل

ثل النرفزة و االكتئاب ليست هناك حاالت أخرى م لكن و ،راء مقصدية وهذه احلاالت و )...(و الكراهية أثناء العمل. حاصلة و ، سابقةاملقصدية تكون لغوية و غري لغويةكما أن بذلك،

الكالمية ق من املقصدية اليت تتحكم يف األفعال، فهو مشتن الذي يهم هنا هو السلوك اللغويعلى أ . )2(معناها بتحديد أشكاهلا و خلق إمكانية

فاستبعد عنه األدب املقارن ،)كتاب فقد حتدث الباحث عن (إسرتاتيجية التناصالقسم الثاين من ال أما يفمث عرف التناص ،، على الرغم من أا تدخل كلها يف باب التناصالشعرية و دراسة املصادر و السرقاتقفة او املث

هى أن... عل"ريفاتري"و "لورانت"و "ستيفاجوليا كر "عند باحثني كثريين من مثل تعريفاته تالذي تعددا إلنتاج سابق يف و على أن األديب ليس إال معيد ،)ص أخرى أدجمت فيه بتقنيات خمتلفةفسيفساء من نصو (

ميتص آثاره األديب نإ، و من هنا يصبح من املبتذل القول له أو لغريه اإلنتاجكان ذلك سواء، حدود من احلرية، كما تفرتض فإن الدراسة تقتضي تدقيقا تارخييا ملعرفة سابق النصوص من الحقها لذلك ، والسابقة أو آثار غريه .د صريوراأن يوازن بينها لرص

ن الشاعر ميتص نصوص غريه أو إبدراسة نص واحد، كما أنه من املبتذل أن يقال االكتفاء و أن يتجنبة الثقافة عة نصه أو نصوصه مكانيا يف خريطب موض و لذلك فإنه جي ،املقال حياورها أو يتجاوزها حبسب املقام و

عبدون سبقتها قصائد و مقطوعات يف الغرض ابنمعني، فقصيدة اليت ينتمي إليها، و زمانيا يف حيز تارخييو لذلك يتعني قراءا على ضوء ما ،ائدة و أخبار تارخيية عاصراه، و تقدمتها حكايات عن األمم البنفس

.االختالف و االئتالفا تالها لتلمس ضروب ما عاصرها و م تقدمها ولتناص و كما يكون ا،املكان لإلنسان فال حياة من دو الزمان و املاء و مبثابة اهلواء و - إذن –فالتناص

.)3(املضمون فإنه يكون يف الشكل أيضايف (التناص) يف مطلع باب السرقات الشعرية يف و املصادر ث يرفض إدخال املؤثرات وو من الغريب أن الباح

أن إعادة مناذج أدبية معينة تتواتر ، وا أدبيا ما ال يتولد إال من غريه يعود فيدخلها بعد ذلك معرتفا بأن أثر حبثه، مث .)4(بالسلف و بالسنن الرتباطهاتتكرر و

.165 ، صحممد مفتاح: حتليل اخلطاب الشعري - 1 .165- 164-163ص : املرجع نفسه - 2 .129إىل 119ص من ،: حتليل اخلطاب الشعريحممد مفتاح -3 .143حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص -4

Page 226: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

220

:دون يف رثاء األندلس اليت مطلعهاعب ابنمث يتبع الباحث تنظريه بتطبيق عملي فيدرس قصيدة اح شب لى األ ع اء ك ا الب م ف ثر باأل ني عد الع ب ع فج ي هر الد ؟ )1(ر و والص!

يث أعاد منها ما هو ) يف الشعر فبدأ بتحليل األصوات، حالتباين و قد بدأ حتليله بتطبيق مبدأ (التشاكل ور إىل هذه األصوات و إذا ما مت النظ ،الزجر أ.هـ.ع.ح) يف البيت األول و أظهر داللتها على احلزن و( حليز احللقو ،االنتقال من درجة إىل درجة الرتتيب و و االستمراراليت تفيد بالعنعنةة فإنك جتد تتابع العني يوحي غري املركب أوه للتحزن).بع اهلمزة على التأمل و الرثاء (يدل تتا

دراسات النفسانية اللغوية بأن الكسرة فتجيبه ال ،و قد يتساءل القارئ عن مغزى قلة حركة الكسر يف البيت .ليس هذا البيت بدال عليهما لصغر وتدل على اللطف و ا

،رضمن مدونة الغ استقاه) إىل املعجم فإنه جيد أن الشاعر قد الصوت باملعىنأما إذا جتاوز القارئ عالقة (استدعت ثر)، و (األشباح)األدعت (است العني)(ـ ، فر كلماته مبدأ التداعي باملقاربةو قد حتكم يف حضو

،فالذاكرة قامت بدور أساسي يف هذا التجميع لكلمات معروفة ذهنيا لدى املتلقي أيضا ،الصور)(مفرداته ال يكفيان يف املعجم و و ما توحي به من معان أن األصوات و بيد ،و لذلك جاءت مصحوبة بـ (ال)

ب.ركيو إمنا جيب أن يصاغا يف ت ،رارهفهم الشعر وكشف أس ،)املبتدأ + اخلربو ( ،لفعل+ الفاعل+ املفعول به)ا: (اللغة العربية هيو مبا أن الرتبة الطبيعية يف

،و إذا وقع غري هذا الرتتيب فإن هناك تشويشا يف الرتبة حيتاج إىل تعليل وتأويل ،+ املوصوف)الصفةو (جيعله الشاعر من تقدمي الدهر هو أن ألن هدف (الدهر يفجع) جاء على غري األصل،و لذلك فإن تركيب لكن الشاعر ال العلم، و، كما أن األصل يف االستفهام هو طلب و ما يتلوه تعليقا عليهموضوعا متحدثا عنه

فما لدهر يفجع) و اجلملة اإلنشائية (او هكذا فإن اجلملة اخلربية ( ،ريعإمنا يريد التوبيخ و التق و يقصد ذلك .املتلقي املتلقي و بني الدهر و ر ووترا تركيبيا يف البيت يعكس صراعا بني الشاعقد أحدثتا ت ،البكاء)

الذي يعين النهي و يف االستفهام اازي ،و هكذا فإن هناك خرقا على مستوى الرتكيب يف تشويش الرتبة سية و أسباب هذا احلزن تلتمس يف اآلليات النف ،الدهر يفجع)و يف اإلسناد اازي ( ،ال تبك)(

و نوع التلقي حدت من حريته ، فذاكرته و جتربته الثقافية و التقاليد الفنيةم بالشاعرو االجتماعية اليت تتحك .)2(وجعلته يتحرك ضمن معامل معروفة

: بنية التوتر و هي ذاتية عرب ثالث بنيات هينفسها الطريقة ب و يتابع الباحث حتليل األبيات بيتـا بيتـا وبنية الرجاء و هي ملحمية. ،الستسالم و هي مأساوية، و بنية اغنائية

.21ص : جع نفسهاملر - 1

.177- 176: حتليل اخلطاب الشعري، ص حممد مفتاح - 2

Page 227: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

221

هي التوفيقية بني ثالثة مناهج على األقل، وأنه "حممد مفتاح"و من الواضح أن السمة الغالبة على منهج ، فيشبعه وخزا و استنباطا، مث مييل يف كثري من األحيان ريبعود إىل الرتاث البالغي العغالبا ما خيرج على مقوالا لي

.)1(إىل التقعيد املنطقي و الفلسفي

.144حممد عزام: حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية، ص - 1

Page 228: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

222

�:ــــــــــــ���

إن املتتبع للحركة النقدية املعاصرة يف الوطن العريب و ال سيما لدى املناهج املختارة يف هذا الفصل، يدرك ستعارة ن اإتعثر اخلطى من أجل اللحاق و مواكبة ما وصلت إليه املناهج الغربية املعاصرة، حيث يأن النقد العريب

مقوالت هذه املناهج ال خيلو من مزالق و مغامرات جريئة على تراثنا العريب.على الشعر اجلاهلي أا خطوة جريئة رائدة فتحت اال لكثري من "كمال أبو ديب"ن دراسة ميبدو

على الشعر الدراسات العربية املعاصرة أن حتذو حذوها، كونه حاول تطبيق مقوالت و مبادئ املنهج البنيوي اجلاهلي، و ذلك من خالل حتليله بنية القصيدة اجلاهلية من خالل التجربة اإلنسانية و عالقتها بالواقع، فأضاء

ة العامل و الواقع اخلارجي، فكان منهجه وصفي حتليلي مييل ؤيالقصيدة اجلاهلية من خمتلف مستوياا و ربطها بر من جوانب حبثه فكان سبيله الثنائية الضدية و تقسيم البىن العامة يف بعض األحيان إىل التفسري إلضاءة زاوية

للقصيدة.أثناء متابعة حبثه و ذلك من املتلقي م قد أضفى ضبابية تعت "ديب وأب"و ما ميكن استنتاجه هو أن

يدة معاجلته لقصيف خالل اجلداول و الرسوم الغامضة و عدم حتديد املصطلحات و هذا ما ميكن مالحظته أيضا ."قيسال ئامر "

و هي جدلية اخلفاء و التجلي فهي على الرغم من جديتها و "ديب وأبـ"لأما فيما خيص الدراسة الثانية سبقها توغل يف الثنائية الضدية إىل درجة احليف و امللل لدى القارئ، و السيما حصرها يف جداول ينقصها كثري

يف جزئية ما و التفريط يف ظاهرة كربى يربك البحث من الدقة العلمية و التفسري، كما أن التعميمو يفقده توازنه و يبعده عن روح املنهج، و من مثة الدقة العلمية اليت تضمن سالمة النتائج، هذا باإلضافة إىل

الغموض و الضبابية اليت تكتنفه يف بعض األحيان. اجاد اعلمي او الذي يعد كتاب قد األديب)يف الن نظرية البنائية(فيظهر من خالل كتابه "صالح فضل"أما

يفيد القراء و الباحثني، فيما خيص التنظري النقدي البنيوي و خصوصا القسم الثاين الذي مت الرتكيز عليه، ألنه صالح "يضرب يف صميم النقد البنيوي و مستويات التحليل، إال أن الباحث قد شتت ذهن املتلقي حينما ناقش

األديب يف حني أن هذا املنهج ال يعبأ به أصال.مضمون العمل "فضلو على الرغم من هذا التقصري الذي ال يسلم منه باحث، فإن كتابه يعد حبق احلجر األساس للتنظري

إجيازه إال أنه قد تناول قضية هامة لدى من فهو على الرغم )مناهج النقد املعاصر(النقدي آنذاك، أما كتابه الثاين ، الذي يعوزه التعرف على املناهج الغربية عن قرب من خالل هذا الناقد الكبري، ليبعد عنه اللبس و الباحث العريب

تعلق األمر بكثرة الرتمجات املستعصية عن الفهم، إال أن الباحث من خالل مؤلفه مل ما الغموض و خصوصا إذا النقد، كما أن حبثه تنظريي عرض فيه يوفق يف رسم احلدود الفاصلة بني مبادئ و اجتاهات النقد و بني مناهج

املبادئ النظرية الجتاهات النقد و ترك اجلانب األهم و هو احلديث عن اخلطوات اإلجرائية املنهجية لكل اجتاه.

Page 229: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

في الخطاب األدبي عند النقاد العرب المنهجي التحليليلبعد ا الفصل الثالث

المعاصرين

223

فقد كان أكثر تشربا من غريه للمفهومات الغربية، و ذلك من خالل كتابه "الغذاميحممد عبد اهللا "أما نه استطاع أن أل، يةالعرب يةالنقدالكتب كان و ال يزال عالمة فارقة يف صفوف الذي) اخلطيئة و التكفري(

يستوعب املفاهيم الغربية و املفاهيم الرتاثية العربية يف حماولة للجمع بينهما. زعة االنطباعية الشكلية ـالن ي، فإن الباحث قد يفيد النقاد ذو و على الرغم من هذا العمل الكبري

خالل منهجه التحليل زعة العلمية التفسريية فال يفيدون منه، و هذا ما يظهر منـما النقاد ذوو النأو التفكيكية، أ النزعة الشكلية التجزيئية. االنطباعي ذيالذي مجع فيه أكثر من منهج تنظريا ) حتليل اخلطاب الشعري(فيظهر من خالل كتابه "حممد مفتاح"أما

مبقوالت املنهج الواحد و قد خيرجه من دائرة التوفيق إىل دائرة التلفيق، و تطبيقا، قد يعكس ضعفه يف اإلحاطةكما أن اإلفادة من املناهج الغربية دون حتديد املصطلحات قد تعتم على القارئ امتثال هذه املقوالت ملفهوماا

.يفيده كما أن اخلروج إىل مقوالت الرتاث البالغي العريب دون حماولة التوفيق، يشتت العمل و ال

Page 230: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

خاتمـــة

223

إن احلديث عن البعد التارخيي النظري للنقد األديب يف إطار األفق العلمي ظل خالل تارخيه الطويل

يبحث عن هويته اخلاصة، ليستقل عن املعارف و العلوم اليت احتضنته، كما أن تارخيه يكشف من جهة أخرى

وعه، مما اضطره إىل انصياعه عن تاريخ سعيه حنو اكتساب طابع العلم، و إنتاج معرفة موضوعية و علمية مبوض

للعلوم املختلفة ليكتسب منها هذه العلمية، فأصبح بذلك كمن يقدم رجال لالرتباط ا و يؤخر األخرى

لالستقالل عنها.

و العلمية بقيت سجينة مفاهيمها اخلاصة مما جعلها أحادية البعد تنشد ةكما أن تعدد املرجعيات النظري

اهتمت ا يف األدب مما حال دوا إىل إنتاج نظرية أدبية و نقدية متكاملتني، العلمية من الزاوية اليت

و على الرغم من االحتفاء الكبري الذي حضي به علم اللغة يف النقد األديب املعاصر حبكم اشرتاكه مع النقد

ل تتجدد بتجدد العلوم لالرتباط زع إىل إمكانية علمية النقد األديب، إال أن املراهنة ستضـاألديب يف اللغة، ال يزال ين

مع النقد األديب يف كنف الدعوة إىل علم األدب، و اليت بدأت تلوح يف األفق تباشري إمكانيته بالرغم من العوائق

اليت ال تزال تعرتضه.

أما فيما خيص البعد املنهجي، فهو يتأسس على خمتلف النظريات و التصورات السابقة اليت تسعى إىل

قد املنشودة، ألنه ال ميكن قطع خطوات يف سبيل الوصول إىل ذلك دون اإلميان بأن املنهج هو العلم، أو علمية الن

على األقل شرط أساسي يف كل علم، كما أن املنهج ليس آلة جامدة ميكن استخدامها مبعزل عن األسس الفكرية

الزم الفائدة فإن احلديث عن الناقد ألزم، و اليت أنتجتها و املقاصد املرسومة هلا، و إذا كان احلديث عن املنهج

يف املنهج النقدي، و الذي البد أن يتسلح مبؤهالت ثقافية و علمية قد طرف جوهرياذلك ألن الن

و نظرية تؤهله الستثمار املنهج استثمارا إجيابيا.

السياقية أم يةكما أن املنهج و ما يفرضه من تعارضات و اختالفات سواء على مستوى املناهج النصان

إىل املنهج املتكامل يف ظل ةلدراسة العمل األديب يؤول إىل مرجعيات علمية خمتلفة، و ما واكب ذلك من الدعو

الدالة على العمل النقدي، و ما يكشف مفاهيمها تاملمارسة النقدية، فضال عن تعدد املصطلحا

لتغافل عن اإلجيابيات اليت مت حتقيقها على صعيده، و اختالفاا قد يعيق علمية النقد األديب، و هذا ال يعين ا

و اليت تكشف عن مظاهر مشرقة يف الفكر النقدي املعاصر، مثلما حتقق ذلك على الصعيدين النظري

و التارخيي، و كلها تؤشر على أن النقد املعاصر قد بذل جهدا مضنيا لتحقيق مسعاه حنو العلمية.

Page 231: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

خاتمـــة

224

ةالبعد املنهجي التحليلي لدى النقاد العرب من خالل النماذج املختارة و هم الرواد األربعأما فيما خيص

م تشربوا بعمق هذه املناهج و إالكبار، و اللذين أفادوا كثريا من املناهج الغربية املعاصرة و السيما البنيوية، حيث

اليت تصل بني النقد الغريب انعكس ذلك من خالل تنظريام و تطبيقام، فكانوا مهزة الوصل

و دراستيه السابقتني سواء "كمال أبو ديب"، و هذا ما أجده عند على الرغم من بعض املآخذ و النقد العريب

مببادئ هذا م، حيث راح كغريه من النقاد العرب يرتاوح بني االلتزا)جدلية اخلفاء و التجلي(أو )الشعر اجلاهلي(

.!ذاذات من مقوالت من مناهج أخرى املنهج و بني الرتقيع فيه جب

أن يستويف )نظرية البنائية يف النقد األديب(تابه هو اآلخر قد حاول من خالل ك "صالح فضل"كما أن

الذي حاول فيه )مناهج النقد املعاصر(الشروط النقدية هلذا املنهج و مستويات حتليله، باإلضافة إىل كتابه الثاين

انعكاساا على بعض الدراسات العربية، فكانت دراسته حماولة رائدة حمفوفة ببعض اهلفوات اإلملام ذه املناهج و

إن على مستوى التنظري أو التطبيق.

فقد تبىن فيه الباحث أحدث منهجني آنذاك )اخلطيئة و التكفري(فإن كتابه "عبد اهللا الغذامي"أما

بدا أكثر تشربا من غريه ألنه مجع بني القدمي و املعاصر، و ذلك و مها: البنيوية و التشرحيية (التفكيكية)، و قد

إال أن الباحث قد أفاد النقاد من خالل تصورات و نظريات املناهج الغربية و استيعابه للمفاهيم الرتاثية العربية،

النزعة العلمية التفسريية. باعية الشكلية أكثر من النقاد ذويالنزعة االنط ذوي

فقد حاول التوفيق بني أكثر من منهج من خالل كتابه ( حتليل اخلطاب الشعري) "اححممد مفت"أما

و حسب رأي "حممد عزام" واحد على الرغم مما تعرض له من مشاق و بعض املزالق اليت تقود إىل التلفيق أحيانا

هذا ما يؤكده خروجه عن بعض مقوالت هذه املناهج ليعود إىل الرتاث البالغي.

ري، أمتىن أن يكون هذا املوضوع حمطة اهتمام من قبل املتخصصني للرتشيد و التوجيه، و يف األخ

، كما يثروا و ينريوا جوانب هذا املوضوع إما باإلضافة أو التعديل أو التصويبأن و أملي من القراء و الدارسني

ظاهرة ةالعلمي بعض جتلياتهلتتبع النقد األديب العريب مطلة على أمتىن أن يكون هذا املوضوع نافذة بسيطة

و نصوصا.

Page 232: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

ا�ط���ت قــــــ���

ـــاأل النقـــد � شـــكل مـــن أشـــكال املعرفـــة العلميـــة، هدفـــه إضـــاءة و تفســـري شـــروط إنتـــاج اآلثـــار :يـدب

يوحي هذا املصطلح بكثري من الدالالت و املفـاهيم الـيت ارتبطـت بـه عـرب تارخيـه، و عـرب ، واألدبية

فهــو يســتظل بنظريــة مــا النظريــات و املنــاهج الــيت ســعت إىل احتضــانه و توجيهــه مــن جهــة أخــرى،

و يتسلح مبرجعية ترتاوح بني التحديد و التعميم، بني العلم و الثقافـة و يتبـىن منهجـا ،حول األدب

معينا يف مقارباته، كما يتوسل بإجرائيات حمددة لتحقيق الغايات املرجوة منه.

عد مــا كتبــه العــرب يف هــذا املســامهات النقديــة املكتوبــة باللغــة العربيــة الــيت تســتببــه : و يعــىنيـــــالعرب �

و تتعامل مع املكتوب العريب دون التحقيق يف جنس أصحابه. ،اال بلغات أخرى

منــه و بوصــفه األخــريةهــو امتــداد للنقــد احلــديث و يتميــز ضــمنه باعتبــاره الفــرتة المعاصــر: النقــد �

مفهوم املعاصـرة علـى ميثل رؤية معينة متيزه عن الرؤى اليت تبلورت يف النقد احلديث، و قد ينسحب

فرتة زمنية قد تطول أو تقصر حسب املنظور الذي يتبناه مستعمل املصطلح.

: عملية عقلية يقوم ا الناقد عندما يكتشف الوحدات املتشاة يف النص.راءــــاستق �

ربط الناقد بني النص و الظواهر الثقافية اخلارجية بصورة موضوعية.: رـــتفسيـ �

ـــــتن � يــــدل علــــى وجــــود نــــص أصــــلي يف جمــــال األدب أو النقــــد أو العلــــم علــــى عالقــــة : مفهــــوم اصـــ

بنصوص أخرى.

عالقــة بــني وحــدتني أو نظــامني يف الــنص حبيــث جيــد الناقــد أن دور أحــدمها يتحــدد : صـتفاعــل النــ �

جزئيا تبعا لوظيفة اآلخر.

مصطلح يستعمله الناقد للداللة على لغة رمزية متعددة الدالالت.: ةــلغة أدبي �

ــــــــاللغ � : مصـــــــطلح يســـــــتعمله الناقـــــــد أو اللســـــــاين للداللـــــــة عـــــــن رمـــــــوز متعـــــــارف عليهـــــــا صـــــــوتيا ةـــ

و دالليا داخل اتمع.

جمال دراسي يتخذ موضوع اللغة اإلنسانية جماال الهتماماته اخلاصة. :ةــعلم اللغ �

: االنتقال من قراءة نص ما و ربطه بنصوص خمتلفة للمؤلف ذاته.ةـبنيوي قراءة �

: مصــطلح يشـــري إىل القواعــد التقليديـــة املضــمرة يف نـــص معــني مـــن أجــل اســـتنباطها لغـــوي تركيــب �

منطقيا.

: مصطلح يشري إىل صفة خاصة تعكس خربة خاصة لدى املبدع.ذاتية �

Page 233: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

: الدراســـة املوضـــوعية املنظمـــة للغـــة األثـــر األديب و أصـــواا و مفرداـــا و تراكيبهـــا األســـلوب علـــم �

و داللتها.

النص األديب. مفهوم يشري إىل األفكار و الصور و املعاين و العواطف الكامنة يف بنية: ةــدال بنية �

: الطابع اإلبداعي للغة أو للداللة على النزعة التوليدية.التحويلية البنيوية �

الناقـد للداللـة علـى جمموعـة العالمـات أو أنسـقة العالمـات املضـمرة يسـتخدمه: مفهـوم صــالن بنية �

يب باعتبار أن هذا األخري نظاما مكتفيا بذاته، ال يتأثر باال أو البيئة اليت ظهر فيها.يف األثر األد

: مصـــطلح يســتخدمه الناقـــد أو الباحــث اللغـــوي يف جمــال علـــم اللســانيات لتحليـــل النصـــل يــــتركيب �

اجلمل.كيبها بكافة ر حتليال لغويا من منظور القواعد النحوية و اجلمل املستعملة يف النص و عالقة ت

أصـــول و تطـــور اللغـــة ةبدراســـ: أحـــد فـــروع علـــم االجتمـــاع احلديثـــة الـــيت ـــتم اللغـــة اجتمـــاععلـــم �

.إنسانيةباعتبارها ظاهرة اجتماعية

: الكشــف عــن عناصــر التــداعي احلــر يف املســودات حملاولــة تأويــل الظــواهر للــنص النفســي التحليــل �

عية يف مرحلة ما قبل النص.االالو

ـــشع نــص � ر علــى متــو الــيت ،تتجــه حنــو اــال الــذايت و العــاطفي و الوحــدة مــع الطبيعــة: بنيــات ريـ

اخلطاب االديولوجي و إبراز اجلمال البياين و اللغوي.

و القواعــــد الــــيت ــــدف إىل قــــراءة اآلثــــار األدبيــــة قــــراءة بيانيــــة و لغويــــة األســــس: النقديــــة النظريــــة �

اءات املختلفة.و داللية جلعلها حرة أمام فضاءات التأويل و القر

مربيقيــة شـاعت يف أملانيـا منـذ منتصــف مــن املبـادئ و األسـس النظريـة و األ: جمموعـة يـالتلقـ نظريـة �

الســـبعينيات، ـــدف إىل الثــــورة ضـــد البنيــــة الوصـــفية و إعطــــاء الـــدور اجلــــوهري يف العمـــل النقــــدي

للقارئ أو املتلقي.

إىل مجلـــة الظـــواهر الـــيت تســـتوعب القـــارئ و : مفهـــوم يســـتخدمه الناقـــد أو الباحـــث لإلشـــارة ةـــــــأدبي �

جممل إمكانيات القراءة.

ات عامـة يهـدف الناقـد أو الباحـث مـن ورائهـا إىل التعمـيم الـذي يـرتبط بفـرض : بنييــتجريب منهج �

بعدد من الفروض إىل جانب ارتباطه باملالحظة املباشرة.

لغوية و شكلية.الناقد األثر األديب معاجلة : طريقة يعاجل ايــبنائ منهج �

Page 234: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

يسـتعني د تستند إىل املالحظة و االسـتقراء و التعمـيم،: جمموعة من املفاهيم و القواعيـعلم منهج �

لثقافيـة و الفكريـة، وتقـوم علـى تأكيـد أن املعرفـة تتكـون مـن مـا وا األدبيـةا الناقد لتحديد الظـواهر

س.ختتربه احلوا

دبــاء أو النقــاد مــن أجــل غايــة أو هــدف مشــرتك : جهــد بــارز تقــوم بــه مجاعــة مــن األةـأدبيــ حركــة �

لتعديل أو تغيري نوقف أديب أو نقدي أو ثقايف.

ـــــــالموضوعي � ــــــأمالت امليتافيزيقيــــــة، ةـ ــــــة، و الت : اجتــــــاه نقــــــدي ظهــــــر كــــــرد فعــــــل للتــــــأثريات الوجداني

و تعـــــين يف النقـــــد وصـــــف عناصـــــر األثـــــر بشـــــكل يتفـــــق مـــــع خصـــــائص وجـــــوده يف العـــــامل الـــــواقعي

و اخليايل.

عرف عليها عن طريق احلواس.ت: أي موضوع أو واقعة ميكن مالحظتها أو الةـأدبي ظاهرة �

: مصطلح يستخدم لإلشارة إىل كل قارئ يف مرحلـة معينـة يكتشـف جانبـا مـن معـىن انيـالمع تعدد �

النص الظاهر أو الكامن.

لداللة على وجود عدة زوايا للنص.ل: مفهوم يستخدم صـالن تعددية �

ـــــ قـــــراءة � ل األديب علـــــى ضـــــوء قـــــراءة تعتمـــــد أســـــس العلـــــوم اإلنســـــانية عامـــــة: دراســـــة العمـــــةـنفسي

و علم النفس خاصة و أسس النص األديب.

: جمال علمي ينتمي إىل فروع علم النفس.اللغوي النفس علم �

: جمــــال يبحــــث يف طبيعــــة العالقــــة بــــني مضــــمون األثــــر األديب و عــــامل الــــنفس األدب ســــيكولوجية �

ب.الالشعوري عند الكات

إىل خمبـآت لحيلـل لغـة الـنص األديب ليصـ ن: إحـدى اجتاهـات النقـد احلـديث هدفـه أالنفسي النقد �

البالغيـة املضـمرة يف بنيـة و الصـور اتب عن طريـق دراسـة شـبكة االسـتعاراتالنفس الالشعوري للك

عور لتقف على حقيقـة منطـق الالشـ ،االجتاه جيمع بني األسس النفسية واألسس النقدية ذاوهاألثر،

.شعورالص ولغة المن خالل لغة الن

: اجتـاه معاصـر يـدفع دراسـة األثـر األديب أو الفـين حنـو العلـوم الوضـعية ـدف للنقـد العلميـة النزعـة �

ليحقـق يف النهايـة الفـروضو واسعة النابعة مـن منـاهج املشـاهدة، واالسـتداللإطالق التعميمات ال

.والقوانني العامة النص األديب ةكلية جمردة مستندة إىل املبادئ الكلي نظرة

: الدراســة الوصــفية ملعــاين األثــر األديب عــن طريــق الكشــف عــن النظــام اللغــوي الــذي األدب علــم �

حيكم األثر.

Page 235: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

العلـــوم الـــيت تـــدرس الواقـــع اإلنســـاين و البشـــري بطـــرق موضـــوعية خمتلفـــة بقصـــد :اإلنســـانية العلـــوم �

.كعلم نفس وعلم االجتماعيت خيضع هلا ذلك الواقع التعرف على القواعد ال

ء مــن البنيــات األدبيــة الدالــة : دراســة الــنص دراســة جدليــة تنطلــق يف البــداالجتمــاعي األدبــي النقــد �

أو مجاعــة اجتماعيــة معينــة تعــيش يف ن عالقــة هــذه البنيــات ببنيــة فكــر فئــةهــا مرحلــة البحــث عــيلي

ظروف متشاة تارخيية و اقتصادية.

حـدود املنطـق لمعرفة تتميـز بـاحلرص الشـديد علـى التـزامقدي و نظرية ل: منهج فلسفي و نةــالبنيوي �

و العقالنيــة و يتأســس علــى فكــرة جوهريــة مؤداهــا أن االرتبــاط العــام لفكــرة أو لعــدة أفكــار مرتبطــة

العناصر املكونة هلا يف ضوء نظام منطقـي مركـب و يف النقـد تعـين حماولـة سبعضها ببعض على أسا

ر األديب و األثــر األديب نفســه باعتبــاره نســقا يتــألف مــن مجلــة عناصــر لغويــة و التوحــد بــني لغــة األثــ

شكلية.

و ، وعـي مبدعـه تغري يف بنية األثر األديب يـرتبط بفكـر : مصطلح يشري إىل وجودالدينامية البنيوية �

وعي اجلماعية اليت ترتبط ا.

،عـني صـلتها ببنيـات فكريـة معينـة: حتديد البنيات الدالة داللة موضوعية و تأدبي اجتماعي تحليل �

و حماولــة إبــراز الصــلة بــني تلــك البنيــات الفكريــة و فكــر فئــة اجتماعيــة أو مجاعــة يف مرحلــة تارخييــة

حمددة.

الواقـــع و عـــامل : ارتيـــاد عـــامل الرمـــز يف األثـــر دون االقتصـــار علـــى دراســـة عـــاملأدبـــي نفســـي تحليـــل �

ة ال جوهر و بالتايل حديث أو مقال.اخليال انطالقا من لغة الشعور و اعتبارها بني

: تعيـــني اهليكـــل أو الرســـالة و الرمـــز الـــذي يتضـــمنه األثـــر و يعـــني اهليكـــل لغـــة ســـيميولوجي تحليـــل �

من األقوال املكونة من مجل.خصائصه البنائية باعتباره عددا النص و

و حـديث : مصطلح يشـري إىل وصـف و حتليـل أي منـط مـن أمنـاط الكـالم أو املقـال أالخطاب نقد �

سواء كان صادرا عن ذات فردية أو عن ذات مجاعية صحافية أو أدبية أو علمية.

: مفهوم يشري إىل جمموعة العوامل اليت تؤثر يف اجتاه النص يف تشكيله و يف ظهوره.اقــسي �

: مصطلح يشري إىل اعتبار األثر األديب نظامـا مـن الـدالالت أو نسـيجا مـن التشـكيالت النص نقد �

و يتشــابكان معــا يف الوســط الــذي ميثلــه الكتــاب و يفســر ،زمــن الكاتــب و زمــن القــارئ ينعقــد فيــه

باللغة باعتبارها أداة وصف و اكتشاف يف وقت معا.

Page 236: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

: باحث له قدرة على خلق النماذج الشكلية عـن طريـق حتليـل بنيـات األثـر لغويـا بصـورة بنائي ناقد �

رة يف األثر و البحث عـن دالالـا داخـل عن العالقات املضم منطقية يهدف يف عمله إىل الكشف

السياق العام لألثر.

النقــاد الــروس يــدعو إىل التخلــي عــن املنــاظري السوســيولوجية أو النفســية أو مــن : فريــقالشــكالنيون �

األديب باعتبـار أن و يـرى ضـرورة الرتكيـز علـى الشـكل و اللغـة يف األثـر ،التارخيية عند دراسة األدب

للذان يشكالن الصورة.ذين العنصرين مها اه

:تمراجع المصطلحا

م.1977جمدي وهبة: معجم مصطلحات األدب، بريوت، لبنان، -

م.2000إبراهيم فتحي: معجم املصطلحات األدبية احلديثة، القاهرة، مصر، -

م.1998حممد عناين: املصطلحات األدبية احلديثة، القاهرة، مصر، -

م.2005قد العريب املعاصر، القاهرة، مصر، مسري سعيد حجازي: إشكالية املنهج يف الن -

عبــــد العزيــــز جســــوس: إشــــكالية اخلطــــاب العلمــــي يف النقــــد األديب العــــريب املعاصــــر، مــــراكش، -

م.2007املغرب،

م.1985بسام بركة: معجم األلسنية، بريوت، لبنان، -

Page 237: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

225

eوO القرآن الكريم: برواية ورش عن نافع. - ادر:ــالمص -أ

اجلرجاين عبد القاهر: �

، دار اجليــل للنشــر و الطباعــة و التوزيــع، بــريوت، )شــرح و تعليــق حممــد عبــد املــنعم خفــاجي(دالئــل اإلعجــاز، -1 .م2004، 1لبنان، ط

: )حممد بن سالم(اجلمحي �

م. 2001الكتب العلمية، بريوت، لبنان، (دط)، طبقات الشعراء: حتقيق طه أمحد ابراهيم، دار -2

حازم: القرطاجين �

.م1966، دار الكتب الشرقية، تونس، )احلبيب ابن اخلوجة حممد حتقيق:(منهاج البلغاء و سراج األدباء، -3

اخلطيب التربيزي: �

بـريوت، لعـريب، ، دار الكتـاب ا1، ج)قـدم لـه و وضـع هوامشـه و فهارسـه راجـي األمسـر(شرح ديـوان أيب متـام، -4 .م2007، )طلبنان، (د

: )أبو علي احلسن( املسيلي القريواين بن رشيقا �

، املكتبـــة العصـــرية، صـــيدا، 1، ج)عبـــد احلميـــد هنـــداوي(العمـــدة يف حماســـن الشـــعر و آدابـــه و نقـــده، حتقيـــق: -5 .م2001، 1، ط، لبنانبريوت

السياب بدر شاكر: �

م.1971الديوان، دار العودة، بريوت، لبنان، (دط)، -6

: )حممد بن أمحد(بن طباطبا العلوي ا �

ن أمحــد بــن حممــد بــ. م1980 مصــر، حتقيــق حممــد زغــول ســالم، منشــأة املعــارف، اإلســكندرية، :عيــار الشــعر -7 :األندلسي عبد ربه

.2004، صيدا، بريوت، لبنان، (دط)، 3، (حتقيق حممد عبد القادر شاهني)، املكتبة العصرية، جالعقد الفريد -8

بو هالل: العسكري أ �

م.2008، دار ابن حزم للطباعة و النشر، بريوت، لبنان، (دط)، 1مجهرة األمثال، ط -9

:)أيب حممد عبد اهللا بن مسلم(بن قتيبة ا �

، 3، دار إحيــــاء العلــــوم، بــــريوت، لبنــــان، ط)مراجعــــة الشــــيخ حممــــد عبــــد املــــنعم العريــــان(الشــــعر و الشــــعراء، -10 .م1987

املتين أبو الطيب: �

.)دت( ،)دط(ريوت للطباعة و النشر، بريوت، لبنان، الديوان: دار ب -11

قدامة بن جعفر: �

1حتقيق حممد عبد املنعم خفاجي، مكتبة الكليات األزهرية، القاهرة، مصر، ط :نقد الشعر -12

ع:ــالمراج -ب

إبراهيم طه أمحد: �

، (دت).تاريخ النقد األديب عند العرب، دار احلكمة، لبنان -13

أمحد حممد خلف اهللا: �

.م1970، 2ط مصر، الوجهة النفسية يف دراسة األدب و نقده، املطبعة العاملية، القاهرة،من -14

عز الدين: إمساعيل �

.م1981، 4التفسري النفسي لألدب، دار العودة، بريوت، لبنان، ط -15

إمساعيل عز الدين: �

، )دط( مصــــر ة،األســــس اجلماليــــة يف النقــــد العــــريب (عــــرض و تفســــري و مقارنــــة)، دار الفكــــر العــــريب، القــــاهر -16 .م2000

بارة عبد الغين: �

إشكالية تأصيل احلداثة يف اخلطاب النقـدي العـريب املعاصـر، مقاربـة حواريـة يف األصـول املعرفيـة، اهليئـة املصـرية -17 .م2005، )دط(العامة للكتاب، مصر،

Page 238: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

226

البازعي سعد: �

.م2004، 1ط املغرب، استقبال اآلخر، الغرب يف النقد العريب احلديث، املركز الثقايف العريب، -18

أمحد أمحد: بدوي �

.، (دت)2طمصر، أسس النقد األديب، مكتبة ضة مصر بالفجالة، القاهرة، -19

علي: حممود البدوي �

.م2004، )دط(علم اجتماع األدب (النظرية و املنهج و املوضوع)، دار املعرفة اجلامعية، مصر، -20

تاوريريت بشري: �

املعاصـر، دراســة يف األصـول و املالمـح و اإلشــكاالت النظريـة و التطبيقيــة، حماضـرات يف منـاهج النقــد األديب -21 .م2001، 1اجلزائر، طمطبعة مزوار،

:بشريتاوريريت �

، )دط(رحيق الشعرية احلدثية يف كتابات النقاد احملرتفني و الشعراء و النقـاد املعاصـرين، مطبعـة مـزوار، اجلزائـر، -22 .م2006

بد املنعم: ع تليمة �

.م1973، 1طمصر، يف نظرية األدب، دار الثقافة، القاهرة، مقدمة -23

جاد عزت حممد: �

.م2002، )دط(نظرية املصطلح النقدي، اهليئة املصرية العامة للكتاب، -24

جسوس عبد العزيز: �

، املطبقـــة و الوراقـــة الوطنيـــة الـــداوديات، مـــراكش، يف النقـــد األديب العـــريب املعاصـــرإشـــكالية اخلطـــاب العلمـــي -25 .م2007، 1ط ب،املغر

جسوس عبد العزيز: �

خطــاب علــم الــنفس يف النقــد األديب العــريب احلــديث، املطبعــة و الوراقــة الوطنيــة الــداوديات، مــراكش، املغــرب، -26 .م2006، 1ط

احلاوي إبراهيم: �

، 1ط بريوت، لبنان حركة النقد احلديث و املعاصر يف الشعر العريب، الشركة املتحدة للتوزيع، مؤسسة الرسالة، -27 .م1984

حجازي مسري سعيد: �

.م2007، 1ط ،، مصرمناهج النقد املعاصر بني النظرية والتطبيق، دار اآلفاق العربية، القاهرة -28

حجازي مسري سعيد: �

القــاهرة، مصــر، إشــكالية املــنهج يف النقــد العــريب املعاصــر، دار طيبــة للنشــر و التوزيــع و التجهيــزات العلميــة، -29 .م2004، )دط(

سعيد:حجازي مسري �

.م2007، 1قضايا النقد األديب املعاصر، دار اآلفاق العربية، القاهرة، مصر، ط -30

بوحسن أمحد: �

.م2004، 1طاملغرب، النقدية املعاصرة، دار األمان للنشر و التوزيع، الرباط، املناهجيف -31

محودة عبد العزيز: �

.م2001طابع الوطن، الكويت، املرايا املقعرة حنو نظرية نقدية عربية، سلسلة عامل املعرفة، م -32

محيدوش أمحد: �

.م1990االجتاه النفسي يف النقد العريب احلديث ، ديوان املطبوعات اجلامعية، بن عكنون، اجلزائر، -33

:-عبد العزيز شرف –حممد السعديفرهود –خفاجي حممد عبد املنعم �

.م1992 صر،م األسلوبية و البيان العريب، الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، -34

خليل إبراهيم حممود: �

.)دت(، )دط( ،األردنعمان، ، دار املسرة،النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك -35

اخلويل ميىن طريف: �

.م2000، )دط(، ، الكويتاآلفاق املستقبلية، دار عامل املعرفة -احلصاد -األصول القرن العشرين، يف فلسفة العلم -36

Page 239: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

227

حممود: الربيعي �

.)دت(، )دط( النقد األديب و ما إليه، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر،يف -37

رزق صالح: �

، )دط(أدبية النص، حماولة لتأسيس منهج نقدي عريب، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة، مصر، -38 .م2002

الزيدي توفيق: �

، )دط(خـــالل بعـــض مناذجـــه، الـــدار العربيـــة للكتـــاب، تـــونس، أثـــر اللســـانيات يف النقـــد العـــريب احلـــديث مـــن -39 .م1984

السد نور الدين: �

دار ،1، حتليـل اخلطـاب الشـعري والسـردي)، جيف النقـد العـريب احلـديث األسلوبية و حتليـل اخلطـاب، (دراسـة -40 .م1997، )دط( و النشر و التوزيع بوزريعة، اجلزائر، هومة الطباعة

سعيد مسري: �

.م2002، 1اثة يف النقد العريب، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، طمشكالت احلد -41

سالم حممد زغلول: �

.)دت(، )دط(، 1تاريخ النقد العريب، دار املعارف، مصر، ج -42

السوافريي كامل: �

.م1979 ،1دراسات يف النقد األديب، مكتبة الوعي العريب، دار اجليل للطباعة، مصر، ط -43

شكري غايل: �

.م1978 ،2طاآلفاق اجلديدة، بريوت، لبنان، إىل أين ؟، دار شعرنا احلديث -44

صاحل بشرى موسى: �

.م2001، 1، املغرب، طز الثقايف العريب، الدار البيضاءنظرية التلقي أصول و تطبيقات، املرك -45

: مجيل صليبا �

.م1969، )دط( مصر، اجتاهات النقد احلديث يف سوريا، معهد البحوث و الدراسات العربية، -46

نة بدوي:طبا �

.م1970، 2املطبعة الفنية احلديثة، القاهرة، مصر، ط ،لنقدية املعاصرة يف النقد األديبالتيارات ا -47

العاكوب عيسى علي: �

.م1997، 1التفكري النقدي عند العرب، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط -48

عاقل فاخر: �

.1988، )3مدارس علم النفس، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، (ط -49

عباس إحسان: �

تاريخ النقد األديب عند العرب، نقد الشعر من القرن الثاين حـىت القـرن الثـامن اهلجـري، دار الشـروق للنشـر و -50 .م2006، 1التوزيع، عمان األردن، ط

اكر: ش عبد احلميد �

الفنون واآلداب، التفضيل اجلمايل دراسة يف سيكولوجية التذوق الفين، مطابع الوطن، الس الوطين للثقافة و -51 .م2001،)دط(الكويت،

عبد اهللا حممد حسن: �

، )دط(مـــداخل النقـــد األديب احلـــديث، الـــدار املصـــرية الســـعودية للطباعـــة والنشـــر والتوزيـــع، القـــاهرة، مصـــر، -52 .م2005

عبد املطلب حممد: �

.م1984، )دط( القاهرة، مصر، البالغة و األسلوبية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، -53

و العدوس يوسف:أب �

.م2007، 1دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، األردن ط األسلوبية الرؤية والتطبيق، -54

عصفور جابر: �

.م1990، 4، طالقاهرة، مصر مفهوم الشعر دراسة يف الرتاث النقدي، مؤسسة فرح للصحافة و الثقافة، -55

Page 240: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

228

العيــد ميىن: �

.م1983، 1طلبنان، ، بريوت، يف معرفة النص، دار اآلفاق اجلديدة -56

الغذامي عبد اهللا حممد: �

، )دط(اخلطيئة و التكفري من البنيوية إىل التشرحيية، قراءة نقدية لنموذج معاصر، اهليئة املصرية العامة للكتاب، -57 .م2006

الغذامي عبد اهللا حممد: �

.م2006، 2، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، طالنصتشريح -58

فرحيان عادل: �

.م1985 )دط(إضاءات يف النقد األديب، منشورات دار أسامة، دمشق، سوريا، -59

فضل صالح: �

.م1980، 2دار املعارف، القاهرة، ط ،منهج الواقعية يف اإلبداع األديب -60

:فضل صالح �

الكويـــت،و علـــم الـــنص، سلســـلة عـــامل املعرفـــة، الـــس الـــوطين للثقافـــة و الفنـــون و اآلداب، اخلطـــاببالغـــة -61 .م1992

:فضل صالح �

.م1968، 1نظرية البنائية يف النقد األديب، دار الشروق، القاهرة، ط -62

:فضل صالح �

.م1996، )ط(د، دار اآلفاق العربية، مصر، مناهج النقد املعاصر -63

قاسم عدنان حسن: �

دار ابــن و بــريوت، ،دار ابــن كثــري و االجتــاه األســلويب البنيــوي يف نقــد الشــعر العــريب، دار ابــن كثــري، دمشــق -64 .م1992، 1الشارقة، ط ،كثري

قطب سيد: �

.م2003، 8النقد األديب أصوله و مناهجه، دار الشروق، القاهرة، مصر، ط -65

:محدأأمحد كمال زكي �

.م1980، 2للطباعة و النشر و التوزيع، مصر، ط األندلسدراسات يف النقد األديب، دار -66

خلضر عرايب: �

.م2007 )دطاجلزائر، ( ،،دار الغرب للنش والتوزيع وهران ةاملدارس النقدية املعاصر -67

حممد عبد الناصر حسن: �

.م1999، )دط(نظرية التوصيل و قراءة النص األديب، املكتب املصري لتوزيع املطبوعات، القاهرة، مصر، -68

مرتاض عبد امللك: �

.م2007، )دط(نظرية النص األديب، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، اجلزائر، -69

مرتاض عبد امللك: �

، )دط(يف نظرية النقد (متابعة ألهم املدارس النقدية و رصد لنظرياا)، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، -70 .م2005

مرزوق حلمي: �

تطــور النقــد و التفكــري األديب احلــديث يف الربــع األول مــن القــرن العشــرين، دار الوفــاء لــدنيا الطباعــة و النشــر، -71 .م2004، 1سكندرية، مصر، طاإل

املسدي عبد السالم: �

.م1977 ،)دط(األسلوب و األسلوبية، حنو بديل ألسين يف نقد األدب، الدار العربية للكتاب، تونس، -72

مصايف حممد: �

. م1984اجلزائر، ، 2املؤسسة الوطنية للكتاب، ط النقد األديب يف املغرب العريب، -73

مصلوح سعد عبد العزيز: �

.م2002، 3األديب دراسات أسلوبية إحصائية، دار عامل الكتب، القاهرة، طيف النص -74

مفتاح حممد: �

.)دت(، )دطالدار البيضاء، املغرب، (، اخلطاب الشعري (إسرتاتيجية التناص)، املركز الثقايف العريب حتليل -75

Page 241: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

229

املالئكة نازك: �

.م2007، 14قضايا الشعر املعاصر، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، ط -76

مندور حممد: �

.م1969، )دطمصر، (النقد املنهجي عند العرب، دار ضة مصر، القاهرة، -77

مواىف عثمان: �

.م2008مناهج النقد األديب و الدراسات األدبية، دار املعرفة اجلامعية لطبع و النشر، اإلسكندرية، مصر، -78

ناظم حسن: �

، 1، طءهيم، املركـز الثقـايف العـريب، بـريوت/ الـدار البيضـامفاهيم الشعرية، دراسة يف األصول و املنهج و املفـا -79 .م1994

نعيمة ميخائيل: �

.م1990، 15الغربال، مؤسسة نوفل، بريوت، لبنان، ط -80

هالل حممد غنيمي: �

.م1986، )دطلبنان، (النقد األديب احلديث، دار العودة، بريوت، -81

وغليسي يوسف: �

اجلديــد، منشــورات االخــتالف، الــدار العربيــة للعلــوم ناشــرون، إشــكالية املصــطلح يف اخلطــاب النقــدي العــريب -82 .م2008، 1اجلزائر، ط

وغليسي يوسف: �

.م2007، 1مناهج النقد األديب، جسور جنول آفاق املعارف، احملمدية، اجلزائر، ط -83

أمحد سامل:ولد أباه �

و التوزيــع، اإلســكندرية، مصــر، رالبنيويــة التكوينيــة و النقــد العــريب احلــديث، املكتبــة املصــرية للطباعــة و النشــ -84 .م2005، )ط(د

سعيد: يقطني �

.م2001، 2انفتاح النص الروائي ( النص والسياق)، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، ط -85

عاطف حممد: يونس �

.م1990، )دط(مغالطات يف النقد األديب، املؤسسة اجلزائرية للطباعة، وحدة بن بولعيد، اجلزائر، -86

:المراجع األجنبية المترجمة -ج تزفيتان تودوروف: �

.م1990، 2املغرب، ط ،دار توبقال للنشر، )ترمجة: شكري املبخوت ورجاء سالمة(الشعرية، -87

ديفيد دينشس: �

منــاهج النقــد األديب بــني النظريــة التطبيــق، (ترمجــة حممــد يوســف جنــم)، (مراجعــة إحســان عبــاس)، دار صــادر، -88 .م1967بريوت، لبنان/

م:ـــالمعاج -د ابن منظور: �

، دار احلــديث، 3لســان العــرب، طبعــة مراجعــة و مصــححة مبعرفــة خنبــة مــن الســادة األســاتذة املتخصصــني، ج -89 2003القاهرة، مصر،(دط)،

المجـــالت: -هـ مود:حمالربيعي �

نـــون و اآلداب، مـــداخل نقديـــة معاصـــرة إىل دراســـة الـــنص األديب، عـــامل الفكـــر، الـــس الـــوطين للثقافـــة و الف -90 .2 ، ع23جملد م، 1994الكويت،

الراجحي عبده: �

.2 ، ع1م، ج1981 القاهرة، مصر، فصول، اهليئة املصرية العامة للكتاب،علم اللغة والنقد األديب، -91

عامر خملوف: �

أحبـــاث يف اللغــة و األدب اجلزائـــري، قســم األدب العـــريب، كليـــة اآلداباخلطــاب األديب و مقتضـــيات التلقــي، -92 .3ع ، م2006اجلزائر، و االجتماعية، جامعة حممد خيضر، بسكرة، و العلوم اإلنسانية

Page 242: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

230

عبد املالك: كاجور �

النص األديب يف ضوء بعض االجتاهـات النقديـة احلديثـة، اللغـة و األدب، معهـد اللغـة العربيـة و آداـا، جامعـة -93 .11ع م، 1997، اجلزائر

منار إبراهيم: �

العربيــة ومشــكلة املصــطلح، مركــز البصــرية للبحــوث واالستشــارات واخلــدمات التعلميــة، دراســات أدبيــة، اللغــة -94 .1م ع 2008اجلزائر،

عبد املنعم: الوكيلي �

.11ع ، 2007معامل النظرية الشعرية يف العامل العريب (املصطلح و الداللة)، البيان، رابطة أدباء الكويت، -95

: الشبكة العنكبوتية العالمية – هـ :روــاستي أمحد �

ــــــــــــــنظم نظريــــــــــــــة - وعالقتهــــــــــــــا بــــــــــــــاللفظ واملعــــــــــــــىن عنــــــــــــــد عيــــــــــــــد القــــــــــــــاهر اجلرجــــــــــــــاين، ال

http://ahmedstirou.maktoobblog.com/about/، 15 2007نوفمرب. بعزيز التعليمية: �

.www.t3gstatic.comتلخيص النظرية اجلشطالتية، -

Page 243: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

Pp : �ــــــ��د� �

المالمح التاريخية للحركة النقدية الغربية و العربية: ����ــــــــد � 11-09 ......................................... النقد األدبي و الجهود اليونانية القديمة - 1

25-12 .......................................... النقد األدبي و الجهود العربية القديمة - 2

34-25 ............................................ القرن العشرين و علمية النقد األدبي - 3

29-25 ........................................................ عند الغرب 3-1

34-29 ........................................................ عند العرب 3-2

باالتجاهــــات النقديـــــة الحديثـــــة و البعـــــد التـــــاريخي النظــــري (عالقـــــة النقــــد األدبـــــي ا���ــ����ـل ا�ول: � )المعاصرة

تقديـــــم -

52-36 ................................................. عالقة النقد األدبي بعلم النفس - 1

39-38 ............................... ألديب (علم نفس السلوك)علم النفس ا 1-1

47-39 ....................................................... النقد النفسي 1-2

48-47 ..................................................... ألنصارموقف ا 1-3

49-48 ............................................ موقف اخلصوم املعارضني 1-4

51-49 ..................................................... مواقف وسطية 1-5

63-52 .............................................. عالقة النقد األدبي بعلم االجتماع - 2

56-54 ........................................... النقد االجتماعي لألدب 2-1

63-56 ................................................. علم اجتماع األدب 2-2

59-56 ........................................البنيوية التكوينية 2-2-1

59-59 ...................................... النقد اإليديولوجي 2-2-2

60-59 ...........................جتماع التجرييب لألدب علم اال 2-2-3

63-60 ............................... علم اجتماع النص األديب 2-2-4

93-64 ................................................... عالقة النقد األدبي بعلم اللغة - 3

76-65 ........................................ األسلوبية و صلتها بعلم اللغة 3-1

79-76 ....................................... عالقة األسلوبية بالنقد األديب 3-2

93-80 ....................................................... علم األدب 3-3

82-80 ............................................. الشكالنية 3-3-1

87-82 ................................................ البنيوية 3-3-2

93-87 ............................................... الشعرية 3-3-3

108-94 .............................................. بخطاب التلقي عالقة النقد األدبي - 4

Page 244: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

97-94 ....................................................... نظرية التلقي 4-1

100-97 ................................................. هانز روبرت ياوس 4-2

107-100 ......................................................فولفجانج إيزر 4-3

109-109 ................................................................ ةخالصــــ

البعد المنهجي (المنهج و الموضوع في الممارسة النقدية) ا���ـــل ا�����: �

تقديـــــم -

125-111 ........................................................... ا����� و ا����د ا�د�� -1

113-111 ................................................................ مفهوم المنهـــج 1-1

124-113 ........................................................ المنهج و الناقد األدبي 1-2

115-114 ................................................. شخصية الناقد 1-2-1

117-115 .............................................. ثقافة الناقد األديب 1-2-2

121-117 ............................................. تباين ثقافات النقاد 1-2-3

125-121 .............................................. ذوق الناقد األديب 1-2-4

125-125 ............................................. ضمري الناقد األديب 1-2-5

تقديـــــم -

��ھ�ت -2�� 138-126 .................................... ا���د�� ا� د���ا��ص ا�د�� ��ن ا

130-126 ........................................ المنهج و االتجاه الداخلي للنص األدبي 2-1

132-130 ....................................... المنهج و االتجاه الخارجي للنص األدبي 2-2

138-132 ....................................... المنهج و االتجاه التكاملي للنص األدبي 2-3

تقديـــــم -3- �� 145-139 ................................................................... ا��!دد ا����

140-139 ...................................................................... الوصف 3-1

141-140 ...................................................................... التحليل 3-2

144-141 ...................................................................... التفسير 3-3

145-144 ....................................................................... التقويم 3-4

تقديـــــم -4- � 154-146 ................................................. �'ا��!دد ا��ط% � و إ#"�

147-146 ............................................................... علم المصطلح 4-1 148-147 ............................................................... هجرة المصطلح 4-2 149-148 .................. العربي المعاصر النقدي عالقة المصطلح بالمنهج في الخطاب 4-3 154-149 ............................ المعاصر العربي أزمة المصطلح في الخطاب النقدي 4-4

155-155 ............................................................................ خالصــــة

Page 245: ﺔ ـﻴﻤﻠﻌﻝا دﺎﻌﺒﻷا رﺼﺎﻌﻤﻝا ﻲﺒرﻌﻝا ﻲﺒدﻷا … · ﺔـــﻣﺪﻘﻣ ج ﻞﻌﺟ ﺎﻣ اﺬﻫ و ﰊﺮﻐﻟا ﻞﺻﻷا

المعاصرين البعد المنهجي التحليلي في الخطاب األدبي عند النقاد العرب ا���ـــل ا����ث: �

تقديـــــم -

173-157 .............. ية الخفاء و التجليمنهج كمال أبو ديب في الشعر الجاهلي و جدل - 1

162-157 ............... منوذجا) أقيس ال امرئدراسة على الشعر اجلاهلي (معلقة 1-1

173-163 ............................................. جدلية اخلفاء و التجلي 1-2

186-174 .............................. صالح فضل نظرية البنائية و مناهج النقد المعاصر - 2

181-174 ........................................ نظرية البنائية يف النقد األديب 2-1

186-182 ............................................... صر مناهج النقد املعا 2-2

205-187 .................................... الغذامي و الخطيئة و التكفير محمد عبد اهللا - 3

220-206 ........................................ محمد مفتاح و تحليل الخطاب الشعري - 4

222-221 ............................................................................ خالصــــة

224-223 ............................................................................. خاتمـــــة

230-225 ........................................................... قائمة المصادر و المراجع