iasj

31
٧ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻱ

Upload: sayyid-omar-amiruddin-khan

Post on 15-Dec-2015

218 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

nice

TRANSCRIPT

١٤٧

الوجيز النفيس يف معرفة التدليس

الدكتور

عبدالقادر مصطفى المحمدي

١٤٨

:الحمد هللا والصالة واالسالم على رسول اهللا وآله وصحبه ومن وااله، وبعد

مر علم مصطلح الحديث بمراحل عدة ابتدأت باإلمـام الرامهرمـزي، وأبـي الحـاكم وامتدت إلى الحافظ ابن حجر العسقالني، والسخاوي والسـيوطي ...النيسابوري وابن الصالح

.رحمهم اهللا جميعافإن أي مصطلح يتشكل البد أن يمر بمراحل حتـى تكتمـل صـورته، ومن الطبيعي

ويستقر على قواعد وأسس، تكون منطلقات لمن يجيء بعدهم حتى تستمر عجلة العلم، فيتناقـل أن كان لكبير أحد من علماء المصـطلح المتـأخرين هذا العلم طلبته جيال بعد جيل، والحقيقة

عند اإلمام، الجهبذ التحرير ابن حجر العسـقالني فضل ـ وكلهم أصحاب فضل ـ فانه يكتمل رحمه اهللا تعالى، ومن يقرأ كتبه عامة وكتابه النكت خاصة يجد ذلك بوضوح، وهذا ما لمسناه

فوجدناه يحرر األقـوال وينـاقش اآلراء ) التدليس: (من خالل تحريرنا لهذا المصطلح الشائك .بيقةبأسلوب رصين ودقيق، من خالل سياقة األمثلة التط

ألننا رأينا بعض الباحثين وطلبة الحديث ) التدليس(والحقيقة إنما أخترنا هذا المصطلح يحتاجون إلى مختصر موجز يوضح لهم عبـارات –اليوم -المتعلمين، في جامعاتنا ومعاهدنا

العلماء، ويجمع لهم األقوال بشكل ميسر، ولما رأينا من بعضهم أنـه أخـتلط عليـه مفهومـا تدليسا والمرسل الخفي، وما بين عنعنة المدلس من غيره، ملتبسا على بعضهم إطـالق التدليس

الصحيحين، فال يميزون بين أقسام التـدليس، الحكم على الراوي كونه تدليس، وكونه من رواة كالم أئمتنا، ونوضح عباراتهم ونبين وطبقاته، فوقع في خلدنا أن نكتب هذه الصفحات، ونجمع

طلبتنا، غير زاعمين أننا جئنا بما لم يأت به األوائل، وإنمـا جـل عملنـا جمـع ما أبهم علىاألقوال وتحريرها وتبيان مختصر لتلك األقوال وال اخفي أنني استفدت أيما فائدة، من خـالل مراجعة المصادر القديمة والحديثة، ومقابلة األقوال، ومدارسة الترجيحات، فإن أصبنا فمن اهللا

.توفيق، وإن كانت الثانية فمن أنفسنا والشيطانوحده ومنه الالـوجيز : (نسأل اهللا تعالى أن يتقبل منا جميعا، وأن يجعل بحثنا هذا الـذي أسـميناه

.، وجيزاميسرا، نفيسا، آمين)النفيس في معرفة التدليسعرفنـا بالتـدليس لغـة : ففـي المبحـث األول : وقد جاء البحث على مباحث أربعة

.في ذلك بينا فيه أقسام التدليس واختالف العلماءواصطالحا و

١٤٩

فيه تدليس اإلسناد، ذاكرين فيه أنواعه ومعرفين بكل نـوع، فعرفنا: وأما المبحث الثانيفـي تدليس الشيوخ، وبينا حكمه: فبينا فيه القسم الثاني وهو: ثم بينا حكمه، وأما المبحث الثالث

.ومراتبهم، ثم ختمنا البحث بأهم التنائجذكرنا طبقات المدلسين، : المبحث الرابع

التدليس لغة واصطالحا : املبحث األول حده: المطلب األول

، ثم استعمل التـدليس فـي )١(مشتق من الدلس، وهو في أصل معناه الظالم: التدليس ن ؛ وإنما استعملت هذه اللفظة في مصطلح المحدثي)٢(اللغة بمعنى إخفاء العيب في المبيع ونحوه

كأنه قد أظلم شـيئا مـن أمـر –مهما كان نوع التدليس –بالمعنى اآلتي شرحه، ألن المدلس ، واما في االصطالح، فلم أقف على تعريـف )٣(الحديث على الناظر بتغطية وجه الصواب فيه

يجمع كل األقسام، وامنا يعرف دوما بأشهر أنواعه تدليس االسناد، ولعل الجـامع بـين تلـك اخفاء العيب، فلعل اقرب المعاني إلى ذلك ما قاله الطيبـي فـي خالصـته وهـو األقسام هو

.)٤()ما اخفي عيبه: (الحديث المدلس

أقسام التدليس: المطلب الثاني قسم علماء المصلح التدليس إلى عدة أقسام، واختلفوا في ذلك، فمنهم من عـدها سـتة

:ومنهم من عدها أقل من ذلك أو أكثر، وإليك التفصيل :)٥(عدها ستة أقسام أذكرها بإختصار: عند أبي عبداهللا الحاكم النيسابوري: أوال

من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونـه اال أنهـم لـم - ١يقبل أخبارهم فمنهم من التابعين أو سفيان طلحـة بـن نـافع يخرجوا من عداد الذين

...وقتادةقولون قال فالن فإذا وقع إليهم من ينقر سماعاتهم ويلح ويراجع قوم يدلسون الحديث في - ٢

ذكروا فيه سماعاتهم

.قوم دلسوا على أقوام مجهولين ال يدري من هم ومن أين هم - ٣

.قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي ال يعرفوا - ٤

).دلس(مادة ١/١٠٠٢ينظر لسان العرب، ابن منظور ) ١( .٣٧٣للكنوي ص ، وظفرالماني، ا١/١٠٠٢ينظر لسان العرب، ) ٢( .٢٤٢ينظر النكت على ابن الصالح، ابن حجر العسقالني ص) ٣( .٣٧٣، وينظر ظفر األماني، اللنكوي ص٧٤الخالصة ص) ٤( .١٠٨ -١٠٥معرفة علوم الحديث ص ) ٥(

١٥٠

.عنهم فيدلسونهقوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير وربما فاتهم اشيء - ٥

قال فـالن، فحمـل : قوم رووا عن شيخ لم يروهم قط، ولم يسمعوا منهم، وانما قالوا - ٦ .ذلك منهم على السماع وليس عندهم نهم سماع عال وال نازل

:وقسمها إلى قسمين رئيسيي، هما: )٦(عند الحافظ ابن الصالح: ثانيا .تدليس االسناد - ١ .تدليس الشيوخ - ٢

على الحافظ ابن الصالح إلى انها ذهب الحافظ العراقي في تعليقه:)٧(العراقيعند الحافظ : ثالثاترك المصنف قسـما ثالثـا مـن : "تدليس التسوية، قال في النكت: فزاد عليه ثالثة أقسام،

.)٨(..."أنواع التدليس وهو شر األقسامسميتها تدليسـا مـن والتسوية على تقدير تسليم ت...فيه مشاحة: "وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال

.)٩("قبيل القسم االولفالذي جرى عليه عامة علماء المصطلح بعد هو تقسيم الحافظ ابن الصالح وان األنواع

)١٠(التي ذكرت في أقسام التدليس تدخل جميعها تحت هذين القسـمين، كالخطيـب البغـدادي )١٦(والسـيوطي )١٥(والسـخاوي )١٤(وابن حجـر )١٣(والطيبي )١٢(وابن كثير)١١(واإلمام النووي

.وغيرهم .تعالى وهو ما سنعتمده في بحثنا هذا إن شاء اهللا

.٦٦مقدمة علوم الحديث ص) ٦(

. ٢٤٣، وينظر النكت على ابن الصالح، ابن حجر ص٨٠شرح ألفية الحديث، العراقي ص) ٧( .٨٤، وينظر شرح االلفية، للعراقي ص٢٤٣النكت على ابن الصالح، وابن حجر ص) ٨( .٢٤٣لنكت على ابن الصالح، ابن حجر ص) ٩( .٣٦٠الكفاية ص) ١٠( .١/٢٢٣تقريب النواوي بشرحه تدريب الراوي ) ١١( .٢٤٢ص ، وينظر النكت على ابن الصالح، ابن حجر٨٠شرح ألفية الحديث، العراقي ص) ١٢(

.٧٤الخالصة في أصول الحديث ص) ١٣(

.٢٤٢النكت على ابن الصالح، ابن حجرص) ١٤( .١/١٦٩فتح المغيث ) ١٥(

.١/١٦٩تدريب الراوي) ١٦(

١٥١

: االقسام الستة الذي ذكرها الحاكم داخلة تحت القسـمين السـابقين : يقول اإلمام البلقيني

أي تدلس االسـناد –القسم األول تحتفالقسم األول والثاني والثالث والخامس والسادس داخلة .)١٧(–أي الشيوخ –الرابع عين القسم الثاني و –

إن أراد أصل التدليس فلـيس : "وذكر البقاعي معلقا على تقسيم الحافظ العراقي القول الراوي أو ذكره وتعميمة وصـفه وإن إال ما ذكر ابن الصالح من كونها اثنين باعتبار اسقاط : ، وقال أيضـا )١٨("طع وتدليس العطفأراد األنواع فهي أكثر من ثالثة بما يأتي من تدليس الق

تـدليس : تدليس اإلسناد وتدليس التسوية، ويتفـرع عـن األول : التحقيق أنه ليس إال قسمين" .)١٩(..."العطف وتدليس الحذف، وأما تدليس التسوية فيدخل في القسمين

ي التدليس تسعة أقسام ونبه هو إلى أن بعض األقسام تدخل فـي نونوقد قسم اإلمام الك .)٢٠(القسم األول تدليس االسناد

تدليس اإلسناد:املبحث الثاني تعريفه: المطلب األول

وهو المراد بالتدليس عند اإلطالق، وهو أهم صوره وأشهرها وأكثرها وجودا ، وهـو أو عمن حصل له من اللقاء بـه مـا يظـن معـه –أن يروي غير الصحابي عمن سمع منه

من حديثه، حاذفا الواسطة، قاصدا إيهام السـماع بإحـدى ما لم يسمعه منه –حصول السماع أن يروي الشيخ حديثا فيسمعه بعض تالمذته عنه، ال منه، أي : طرق اإليهام، وهو بتعبير آخر

يسمعه بواسطة وليس من الشيخ مباشرة، ثم بعد ذلك يرويه عن ذلك الشيخ موهما سماعه إيـاه رق الموهمة للسماع وهذا النوع من التدليس فيه إخفاء منه بحذف الواسطة والتعبير بإحدى الط

.اإلنقطاعأن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسـمعه : "وعرف ابن الصالح تدليس اإلسناد بقوله

.)٢١("منه موهما أنه سمعه منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه قد لقيه وسمعه منه،)٢٢(وكـــــذا عرفـــــه الخطيـــــب البغـــــدادي فـــــي كفايتـــــه

.١٦٨محاسن االصطالح ص) ١٧( .١/٣٧٥توضيح األفكار، الصنعاني) ١٨(

.١/٣٧٦توضيح األفكار، الصنعاني) ١٩(

.٣٨٠ي صظفر األماني في مختصر الجرجان) ٢٠( .٦٦المقدمة ص) ٢١( .٣٦١الكفاية ص) ٢٢(

١٥٢

وهـو ان : "وغيرهم، وعرفه الحافظ العراقـي ،)٢٥(وابن جماعة ،)٢٤(والنووي ،)٢٣(ابن كثيرويسقط اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه أو من فوقه فيسند ذلك إليـه بلفـظ ال

بلفظ موهم له كقوله عن فالن أو أن فالنا أو قال فالن موهمـا بـذلك أنـه بل يقتضي اتصالعنه وانما يكون تدليسا اذا كان المدلس قد عاصر المروي عنه أو لقيـه ولـم سمعه ممن رواه

.)٢٦("يمع منه أو سمع منه ولم يسمع منه ذلك الحديث الذيث دلسه عنهان الذي ذكره المصنف فـي : "وعلق الحافظ العراقي على تعريف ابن الصالح بقوله

.)٢٧("حد التدليس هو المشهور عن اهل الحديث .)٢٨("ثم قد يكون بينهما واحد وقد يكون أكثر: "جماعة في تعريفهوزاد ابن سـمع "وسار عامة أهل المصطلح على هذا التعريف فجعلوا ما يرويه الراوي عمـن

.ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه، بمرتبة واحدة وعدوه تدليسا" عاصره"أو " منهبن حجـر والسـخاوي، والسـيوطي، وذهب ابن القطان، وابن عبدالبر، والعالئي، وا

كونه): التعريف(واعترض الحافظ ابن حجر عليه –كما سيأتي –وغيرهم إلى التفريق بينهما عمـن : وقوله: "، إذ قال في معرض االعتراض على تعريف ابن الصالح للتدليس)غير مانع(

قطـان فـي وقد ذكر ابـن ال ...المرسل الخفي: عاصره ليس من التدليس في شيء، وانما هوني به ان يـروي المحـدث عون: "قال له تعريف التدليس بعبارة غير معترضة )٢٩(أواخر البيان

بينـه وبـين عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منـه، والفـرق روايته عمن لم يسمع منه ولما كان في حديثه ما سمع منـه جـاءت : االرسال هو أن االرسال

بما لم يسمعه منه كأنها إيهام لسماعه ذلك الشيء فلذلك سمي تدليسا، وهو صـريح روايته عنهالتفرقة بين التدليس واإلرسال، وإن التدليس مختص بالرواية عمن له عنه سماع بخـالف في

وقـد حكـى شـيخنا ،)٣٠(وابن القطان في ذلك متابع البي بكر البزار –واهللا اعلم –اإلرسال ن الذي ذكره المصنف في حد التدليس هو المشهور عن اهل الحديث وإنـه إ: "كالمهما ثم قال

.٤٦اختصار علوم الحديث بشرحه الباعث الحثيث ص) ٢٣( .١/١/٢٢٢تقريب النواوي بشرحه تدريب الراوي ) ٢٤( .٧٢المنهل الروي ص) ٢٥(

.٨٠شرح ألفية الحديث، العراقي ص) ٢٦( .٩٧التقييد واإليضاح ص) ٢٧( .٧٢المنهل الروي ص) ٢٨(

، وفتح المغيـث ٨٠، وينظر شرح االلفية للعراقي ص"بيان الوهم واإليهام"وابن القطان الفاسي في كتابهه) ٢٩( .١/١٧٠للسخاوي

.ينظر ما سبق) ٣٠(

١٥٣

وال غرور هنا بـل –والقائل ابن حجر –قلت )٣١("إنما حكى البزار وابن القطان لئال يغتر به كالمهما هو الصواب،

على ما يظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي، وان كانا مشتركين في الحكم هـذا تضيه النظر وأما كون المشهور عن اهل الحديث خالف ما قـااله ففيـه نظـر، فكـالم ما يق

التدليس متضـمن : "الخطيب في باب التدليس من الكفاية يؤيد ما قاله ابن القطان، قال الخطيبلإلرسال ال محالة، إلمساك المدلس عن ذكر الواسطة وإنما يفـارق حـال المرسـل بإيهامـه

قط وهو الموهن ألمره فوجب كـون التـدليس متصـمنا لإلرسـال، السماع ممن لم يسمعه فواإلرسال ال يتضمن التدليس ألنه ال يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمع منه، ولهذا لـم يـذم

.)٣٣)(٣٢("العلماء من ارسل وذموا من دلسوالتدليس يشتمل على ثالثة أحوال تقتضـي ذم : "وتمام كالم الخطيب –الباحث –قلت خبـار وتوهينه فأحدها ما ذكرناه من إيهامه السماع ممن لم يسمع منه وذلك مقارب األ المدلس

ففرق الحافظ بينما المعاصرة واللقاء في ذلك، وعـد االولـى . )٣٤("بالسماع ممن لم يسمع منه .، والحقيقة أن هذا التفريق متجه، واهللا أعلم)٣٥(تدليسا والثانية إرساال خفيا

اختلفوا في حديث الرجل عمن لم يلقه، مثل مالك عن : ل ابن عبدالبرقا: "وقال العالئي سعيد بن المسيب والثوري عن إبراهيم النخعي فقالت فرقة هذا تدليس، ألنهما لو شاءا لسـميا

وسكوت المحدث عمن حدثه مع علمه : عنهما، قالوامن حدثهما كما فعال في الكثير مما بلغهمافإن كان هذا تدليسا فما اعلم احدا مـن العلمـاء –د ابن عبدالبر يري –به دلسة، قال أبو عمر

سلم منه في قديم الدهر وال حديثة اللهم إال شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطـان فإنهمـا ، وقالت طائفة ليس هذا بتدليس وانما هذا إرسـال . ليس يوجد لهما شيء من هذا ال سيما شعبة

مسيب عن النبي صلى اهللا عليه وسلم وابي بكر وعمر ؤضـي وكما جاز أن يرسل سعيد بن الاهللا عنهما وهو لم يسمع منهما ولم يسم احد من اهل العلم ذلك تدليسا، كذلك مالك في سعيد بن

.المسيب انتهى كالمهوالقول األول ضعيف ألن التدليس أصله التغطية والتلبيس وإنما يجيء ذلك فيما أطلقه

ظ موهم لإلتصال وهو لم يسمعه منه فاما إطالقه الرواية عمن يعلم أنه لم الراوي عن شيخه بلف

.٨٠شرح االلفية للعراقي ص) ٣١( .٣٧٥الكفاية ص) ٣٢(

رسل وذموا مـن ولهذا لم يذم العلماء من ا:"وقد جعل المحققان عبارة. ٢٤٢النكت على ابن الصالح ص) ٣٣( .من كالم الحافظ ابن حجر، والصواب انه من كالم الخطيب كما هو في الكفاية" دلس

.٣٧٥الكفاية ص) ٣٤( .١/٢٢٤ينظر تدريب الراوي، السيوطي ) ٣٥(

١٥٤

يلقه أو لم يدركه أصالفال تدليس في هذا يوهم االتصال وذلك ظاهر وعليه جمهـور العلمـاء .)٣٦("واهللا أعلموالفرق بينه وبين اإلرسال أن اإلرسال روايته عمن لم يسـمع منـه، : "وقال السيوطي

لقول األول هو المشهور وقيده شيخ اإلسالم بقسم اللقاء وجعل قسم المعاصـرة وا: قال العراقيسمى بذلك لكون الراوي لم يسم من حدثه واوهم سماعه للحديث ممن لم المدلس...إرساال خفيا

وقال فإن وقع بضيغة صريحة ال تجوز فيهـا كعن ى يحدثه به ويرد بصيغته تحتمل وقوع اللقخفي من معاصر لم يلق فالفرق بين المدلس والمرسل الخفي أو التدليس كذبا وكذلك الجواب ال

وهكذا بأن الفـرق بـين التدلسـي )٣٧(يختص بمن روى عمن روى لقاؤه إياه فأما إن عاصرهوالمرسل الخفي، فيما رواه الراوي عمن لقاه وسمع منه ما لم يسمعه فهو المدلس، ومـا رواه

.خفيعمن عاصره ولم يلق فهو المرسل ال :أنواع تدليس اإلسناد: المطلب الثاني

مدلس حديثا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ويوهو أن ير :تدليس التسوية:األولالنوع ضعيف عن ثقة فيسند المدلس الذي سمع من الثقة ويذكر شيخه الثقة األول، ويسقط الضـعيف

ة الثاني بلفـظ محتمـل فيسـتوي الثقعن الذي في السند بين ثقتين ويجعل الحديث عن شيخه مـن –أي تدليس التسوية –ويلتحق به : "قال الحافظ ابن حجر العسقالني )٣٨(اإلسناد كله ثقات .)٣٩("رآه ولم يجالسه

وهو مذموم جدا من وجوه كثيرة منها أنه غش وتغطيـة لحـال : "افظ العالئيقال الح ها أنه يروي عن شيخه ما لم يتحمله ومن. الحديث الضعيف وتلبيس على من أراد االحتجاج به

.ألنه لم يسمع منه الحديث إال بتوسط الضعيف ولم يروه شيخه بدونهومنها أنه يصرف على شيخه بتدليس لم يأذن له فيه، وربما ألحـق بشـيخه وصـمة

التدليس إذا يتحقق عليه أنه رواه عن الواسطة الضعيف ثم يوجد ساقط في هذه الرواية فـيظن .)٤٠("الذي أسقطه ودلس الحديث وليس كذلكأن شيخه

.٩٧جامع التحصيل ص) ٣٦( .١/٢٢٤تدريب الراوي ) ٣٧(

، وتـدريب ١/١٨٢، السـخاوي ، وفتح المغيـث ٣٧٥، الكفاية، الخطيب ص٩٧ينظر جامع التحصيل ص) ٣٨( .٣٧٧، وظفر األماني ص١/٢٥٥الراوي

.٣طبقات المدلسين ص) ٣٩( .٩٧جامع التحصيل ص) ٤٠(

١٥٥

ال يحذف شيخه بل لك لنفسه بل يفعله ليشخه أو بعض من فوقه؛ أي أنهال يفعل ذوقد يحذف بعض من فوقه، فكأن هذا الذي فعل له ذلك هو الذي دلس وهو في الحقيقة غير مدلس،

بقي جدوكان بعض المحدثين يسمي هذا النوع تجويدا ألن المدلس ي٤١(ي(. سـواه تسـوية سماه ابن القطان إنما : "ونقل السيوطي عن الحافظ ابن حجر القول أن

جـوده : سواه فالن، وهذه تسوية، والقدماء يسمونه تجويدا، فيقولون: بدون لفظ التدليس، فيقول قال والتحقيق أن متى قيل تدليس التسوية فال بد أن يكون...فالن، أي ذكر من فيه من األجواد

كل من الثقات الذين حذفت بينهم الوسائط في ذلك اإلسناد قد اجتمع الشخص منهم بشيخ شيخه في ذلك الحديث، وان قيل تسوية بدون لفظ التدليس لم يحتج إلى اجتماع أحد منهم بمن فوقـه،

يروى عن ثور عن ابن عباس التدليس اصال، ووقع في هذا فإنه في كما فعل مالك فإنه لم يقعوعلى هذا يفارق المنقطـع لم يلقه وإنما روى عن عكرمة عنه فاسقط عكرمة حجةعنده،وثور

.)٤٢("خاص بأن شرط الساقط هنا أن يكون ضعيفا فهو منقطعأنه منقطع خـاص : وبهذا يتضح لنا الفرق بين تدليس التسوية، والتسوية، وقول الحافظ

في المنقطـع ولـذا كـان المنقطـع ألن الساقط هنا يشترط أن يكون ضعيفا، وال يشترط ذلك سمعت ابي وذكر الحديث الذي رواه : "ما أخرجه ابن أبي حاتم في علله قال: ومثاله )٤٣(خاصا

حدثنا نافع عن ابـن عمـر، : حدثني ابو وهب األسدي، قال: قية، قالبويه عن هاسحق ابن رالحديث له علة قـل مـن هذا ا: قال أبي". ال تحمدوا اسالم امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه: "قال

يفهمها، روى هذا الحديث عبيداهللا بن عمرو عن اسحق ابن ابي فروة، عن نـافع، عـن ابـن عمر، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، وعبيداهللا بن عمرو وكنيته ابو وهب وهو اسدي فكنـاه

مـن بقية بن الوليد، ونسبه إلى بني أسد لكيال يفطن به حتى إذا ترك اسحق بن ابـي فـروة الوسط ال يهتدي به، وكان بقية من افعل الناس لهذا واما ما قال اسحق في روايته عـن بقيـة عن ابي وهب حدثنا نافع، فهو ان وجهه عندي ان اسحق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث، ولما يفطن لما عمل بقية من تركه اسحق من الوسط وتكنيته عبيداهللا بن عمرو فلم يفتقد لفظة بقيـة

.)٤٤("قوله حدثنا نافع أو عن نافعفي وهو ان يصرح بالتحديث عن شيخ له، ويعطف عليـه شـيخا " :تدليس العطف: النوع الثاني

.)٤٥("آخر له، لم يسمع منه ذلك المروي سواء اشتركا في الرواية عن شيخ واحد أم ال

.١/١٨٣، وينظر فتح المغيث، السخاوي ١/٢٢٦تدريب الراوي ) ٤١(

. ١/١٨، وينظر فتح المغيث، السخاوي١/٢٦٦تدريب الراوي ) ٤٢(

.٢٨٤/ ١األحدب ينظر اسباب اختالف المحدثين، خلدون) ٤٣( .٨٤، والعراقي في شرحه لأللفية ص٣٧٥، وقد ذكره الخطيب في كفايته ص١٥٥ – ٢/١٥٤العلل ) ٤٤(

.١٣١معرفة علوم الحديث ص ) ٤٥(

١٥٦

:وهو على اصناف ثالثةوهو أن يروي عـن شـيخين مـن :ععطف اسم راو على اسم راو قبله مع نية القط: األول

شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه، ويكون المدلس قد سمع ذلك المروي من احـدهما دون اآلخر فيصرح عن األول بالسماع ويعطف الثاني عليه، فيوهم أنه حدث عنه بالسماع أيضـا؛

مثالـه . نوحـدث فـال : ، أي)وفالن: (وهو إنما حدث بالسماع عن األول ثم نوى القطع فقالوفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما علـى ان ال : (ماروى الحاكم في قال

حدثنا حسـين ومغيـرة عـن : يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره لم اسمع من مغيـرة حرفـا : ال، فقال: هل دلست لكم اليوم؟ فقالوا: ابراهيم، فلما فرغ قال لهم

ذكرها ولكن هذه القصة هـ.ا )٤٦()مما قلته، إنما قلت حدثني حصين، ومغيرة غير مسموع لي .، ويظهر أنها لم ترو مسندة، وتناقلها أهل المصطلح هكذا بدون سندالحاكم بغير سند

نحو ذلك فيما يظهر فـي :عطف جملة سياق حديث على جملة سياق حديث ورد قبله: الثانيحدثنا هشيم قال أخبرنـا : حدثني ابي قال: "قال عبداهللا بن احمد: التالي صنيع هشيم في حديثه

الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس ان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم جعـل يـوم خيبـر وعبيداهللا بن عمر : حدثنا هشيم قال: حدثني أبي قال: "ثم قال ؛)٤٧(سهما للفرس سهمين وللرجل

لـم يسـمعه : مثل ذلك سمعت ابي يقول ي صلى اهللا عليه وسلمعن نافع عن ابن عمر عن النب، ثم عطف عليـه حـديثا )حدثنا(فهشيم ساق حديثا لشيخه الكلبي بقوله .)٤٨("هشيم من عبيداهللا

جملة على جملـة، أي لشيخه عبيداهللا ولكن لم يبدأه بأي صيغة؛ فهو أراد بهذا العطف عطف .الكلبي على اهللا على فاعل، أعني لم يعطف عبيد إلى آخره، ال عطف فاعل) وحدث عبيداهللا(

منـه :أن ينفي السماع من األول ثم يذكر الثاني من غير صيغة أداء ويوهم أنه سمع: الثالثحدثنا أبـو نعـيم : قال البخاري. بخالف األول، وقد ادعى بعضهم أن أبا اسحاق السبيعي فعله

يدة ذكره، ولكن عبدالرحمن بن األسود، عن ليس أبو عب: حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال: قالـ : "أبيه أنه سمع عبداهللا يقول ةأتى النبي صلى اهللا عليه وسلم الغائط فـأمرني أن آتيـه بثالث

أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فاتيته بها فأخذ الحجرين والقى يـه عـن أبـي اسـحاق حـدثني وقال ابراهيم بن يوسـف عـن أب ". الروثة وقال هذا ركس

.)٤٩(عبدالرحمن

.١٣١معرفة علوم الحديث ص) ٤٦(

).٢١٩١(العلل ) ٤٧( ).٢١٩٢(العلل) ٤٨(

).١٥٦(صحيح البخاري ) ٤٩(

١٥٧

وكان زهير وإسرائيل يقوالن عن ابي إسحاق أنـه : قال علي: "قال الحاكم في المعرفةليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن األسود عن أبيه عن النبـي صـلى اهللا : كان يقول

سمعت بتدليس قـط أعجـب ما: عليه وسلم في االستنجاء باالحجار الثالثة قال ابن الشاذكونيمن هذا وال أخفى، قال أبو عبيدة لم يحدثني، ولكن عبدالرحمن عن فالن عن فالن، ولم يقـل

.)٥٠("حدثني؛ فجاز الحديث وسارأن هذا ليس بتدليس، وكذلك فعل فـي ) هدي الساري(ولكن الحافظ ابن حجر بين في

أي ابن عبداهللا بـن مسـعود؛ وقولـه ) ليس أبو عبيدة: (قوله: "فقال) الفتح(شرح الحديث في أي هو الذي ذكره لي بدليل قوله فـي الروايـة ) ولكن عبدالرحمن بن االسود(أي لي ) ذكره(

وإنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن ابـي عبيـدة إلـى ). حدثني عبدالرحمن(اآلتية المعلقة يدة لم يسمع مـن أبيـه عن عبدالرحمن مع ان رواية أبي عبيدة أعلى له لكون أبي عبالرواية

ورواية ابي إسـحاق لهـذا .الرحمن فإنها موصولة على الصحيح فتكون منقطعة بخالف عبدالحديث عن أبي عبيدة عن أبيه عبداهللا بن مسعود عند الترمذي وغيره من طريق إسرائيل بن

أي لسـت أرويـه ) ليس أبو عبيدة ذكره(فمراد أبي إسحاق هنا بقوله . يونس عن ابي إسحاق) وقال إبراهيم بن يوسف عـن أبيـه (قوله ...اآلن عن ابي عبيدة وإنما أرويه عن عبدالرحمنحـدثني (وهـو جـده قـال عن ابي اسحاق يعني يوسف بن إسحاق بن أبي اسحاق السبيعي

وأراد البخاري بهذا التعليق الرد . يعني بن االسود بن يزيد باالسناد المذكور أوال) عبدالرحمن: ن أبا اسحاق دلس هذا الخبر كما حكي ذلك عن سليمان الشاذكوني حيث قـال على من زعم أ

الرحمن، ولـم ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد: ن هذا، قالـى مـلم يسمع في التدليس بأخفعلى صحة سماع أبي إسحاق لهذا الحديث وقد استدل االسماعيلي أيضا. ذكره لي، انتهى: يقل

والقطـان : لقطان رواه عن زهير فقال بعد أن أخرجه من طريقهمن عبدالرحمن يكون يحيى اذلك باالسـتقراء مـن عرف اع ألبي إسحاق وكأنه ال يرضى أن يأخذ عن زهير ما ليس بسم

هـ ومن .أ. )٥١("علة التدليس نزاحت عن هذه الطريقأ؛ فصنيع القطان، أو بالتصريح من قولهالمـدلس فـي هو اشتراك شـيخي : لعطف بقيدالمهم أن ابين أن الحافظ ابن حجر قيد تدليس ا

.)٥٢(الرواية عن شيخ واحدالحافظ السخاوي، مشيرا إلى أن تقيده هذا أنما كـان مـن أجـل تلميذفي ذلك وخالفه

المثال الذي

.١٣٥معرفة علوم الحديث ص) ٥٠( .٢٥٨ -١/٢٥٦فتح الباري )٥١( . ١/٣٦٠، وتوضيح االفكار، الصنعاني ١/١٧٣ينظر فتح المغيث السخاوي ) ٥٢(

١٥٨

ال يقتصر أن يعطف بشيخ واحد، فربما كان العطف بأكثر : "؛ وكذا الصنعاني إذ قال)٥٣(وقع له .)٥٤("شيوخهمن من واحد

وهو أن يحذف الصيغة ويقتصر على قوله مثال الزهري عـن " :تدليس القطع: النوع الثالثأن يسـقط الـراوي أداة : وهذا الصنيع يليق أن يسمى التدلسي بحذف الصـيغة، أي . )٥٥("أنس

وبمقتضـى هـذا . )٥٦("الرواية مقتصرا على اسم الشيخ أو يأتي بها ثم يسكت ناويـا القطـع :)٥٧(س القطع يكون على صنفينالتعريف فإن تدلي

.أن يقطع اتصال أداة الرواية بالراوي مقتصرا على اسمه فحسب :األول .أن يأتي بأداة الرواية ثم يسكت ناويا القطع ويأتي بعد ذلك اسم الراوي :الثاني

ـ –هذين الصنفين –ومما يجدر التنبه له أن اإلمام اللكنوي عد ام قسما قائما بذاتـه مـن أقس .)٥٨(التدليس التسعة التي ذكرها في ظفر األماني

: صنيع هشيم في حديثه الذي رواه عنه عبداهللا بن احمد فـي قـال : ومن األمثلة عليه لم ير بأسـا : إما المغيرة وإما الحسن بن عبيداهللا، عن إبراهيم: حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال

لم يسمعه هشيم من مغيـرة : سمعت أبي يقول بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب؛ه عمر بن علي بن عطاء بـن مقـدم ما كان يفعل: ومن امثلته .)٥٩(الحسن بن عبيد اهللامن وال

" سـمعت : "وكان يدلس تدليسا شديدا وكان يقـول : (فيه) الطبقات(مقدمي؛ قال ابن سعد في ال: هـ وقال عبـداهللا بـن احمـد .أ.)٦٠(")هشام بن عروة، األعمش: "، ثم يسكت ثم يقول"حدثنا"و

حجـاج : كان يدلس، سـمعته يقـول : (سمعت أبي ذكر عمر بن علي فأثنى عليه خيرا، وقالومما يجدر التنبه له أم لحـافظ )٦١(.هـ.أ)هكذا كان يدلس: حدثنا آخر، قال أبي: سمعته، يعني

ثاله ما روينـاه فـي م: (لتدليس القطع أو السكوت) النكت(ابن حجر رحمه اهللا تعالى مثل في ، ثـم )حـدثنا : (الكامل ألبي أحمد أبن عدي وغيرعن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقـول

.١/١٧٣فتح المغيث السخاوي) ٥٣( .١/٣٦٠توضيح االفكار الصنعاني )٥٤(

، وتدريب الراوي، ١/١٧٢، وينظر فتح المغيث، السخاوي ١٤طبقات المدلسين، ابن حجر العسقالني ص) ٥٥( .١/٣٧٦، وتوضيح االفكار الصنعاني١/٢٤٤طي السيو

.٣٤المعتصر من مصطلحات أهل االثر للشيخ عبدالوهاب عبداللطيف ص) ٥٦( .١/٢٨٦ينظر أسباب اختالف المحدثين، خلدون االحدب ) ٥٧(

.٣٨٠ – ٣٧٩ظفر األماني ص) ٥٨(

).٢٢٢٩(العلل ) ٥٩(

.٧/٢٩١طبقات ابن سعد) ٦٠( .٣/١٤د ألبيهسؤاالت عبداهللا بن أحم) ٦١(

١٥٩

-أقول )٦٢()هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي اهللا عنها: يسكت ينوي القطع، ثم يقوللـم ، بل)النكت(ال يعلم أحد وصف الطنافسي بالتدليس غير الحافظ ابن حجر في : -الباحث

وال ) التهـذيب (، وال وصـفه باتلتـدليس فـي )طبقات المدلسـين (يذكره ابن حجر نفسه في ثقـة وكـان يـدلس ): (التقريب(، ولكنه قال في ترجمة عمر بن علي المقدمي من )التقريب(

.فهذا كله يدل على أن المقصود هو المقدمي وليس الطنافسي، واهللا أعلم). شديدايس بإسقاط راو واحد بل يكون بإسقاط أكثر من راو، فالتدليس وال يلزم أن يكون التدل

قد يقع بإسقاط المدلس أكثر من واسطة بينه وبين شيخه كما قال أحمد بن حنبل في المبارك بن وحــدث يومــا عـن : (نعم؛ قــال : يدلس؟ قال: الحسن؛ قيل) عن(كان يرسل : فضالة

) اب الحديث عن أبـي حرب عن يونسحدثنيه بعض أصح: الحسـن بحديث فوقف عليه، قالأي عن الحسـن، وبنـاء علـى ما تقدم فإنه قد ال يقنع الناقد الفطن بالوقوف على راو واحـد

القرينة على قوة احتمال أن تكـون بين الراوي المدلس وشيخه في حديث من االحاديث، لقيامم متابعة المدلسين والضعفاء الواسطة بينهما أكثر من راو؛ وهذا أمر مهم يدخل في مسألة أحكا

.، كما مر)٦٣(لبعضهم في الروايات، وقد ذكر الحافظ ابن جماعة ذلك حكم تدليس االسناد: المطلب الثالث

، وقد ذم التـدليس )٦٤(تدليس االسناد بأنواعه مكروه جدا، وهذه الكراهة كراهة تحريم س في الحديث أشد مـن الزنـا وألن التدلي: "كبار النقاد، وبالغوا بذمه، فقال شعبة بن الحجاج

يقول ألن أزني أحب إلي : "، ونقل مرة عنه القول)٦٥("أسقط من السماء أحب إلي من أن أدلس .)٦٧(المدلس متشبع بما لم يعط: "وقال حماد بن زيد. )٦٦("من أدلسالتدليس والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم : "المنقري دوقال سليمان بن داو

وذكر لعبداهللا بن المبارك رجل ممن كان يدلس، فقال فيـه قـوال ...لسرائر في نفاذ واحدتبلى ا :شديدا وأنشد فيه

.٢٤٤النكت ص) ٦٢( .٧٢المنهل الروي ص) ٦٣( .٢٢٢ظفر األماني، اللنكوي ص) ٦٤(

.١/٢٢٣، وتدريب الراوي، السيوطي٣٥٦الكفاية، الخطيب ص) ٦٥( .ينظر المصدر السابق) ٦٦(، وتـدريب الـراوي، السـيوطي ٣٥٦، والكفاية، الخطيب ص١٣١معرفة علومك الحديث، الحاكم ص) ٦٧(١/٢٢٣.

١٦٠

واهللا ال يقبل دلس للناس أحاديثه )٦٨(تدليسا

:واختلف أهل العلم في قبول حديث المدلس على أقوال

مة، إذ عدل عن الكشـف إلـى فال تقبل روايته لما فيه من الغش والته: قبول مطلقالعدم ا -١وقال فريق من الفقهاء وأصحاب الحـديث : "قال الخطيب.)٦٩(االحتمال، وهو تشبع بما لم يعط

صل له اإليهام لما ال أ أن خبر المدلس غير مقبول ألجل ما قدمنا ذكره من أن التدليس يتضمنكـن األمـر ضي وال ثقة وطلب توهم علو االسـناد وإن لـم ي وترك تسمية من لعله غير مر

وبالغ شعبة في ذمه فقال ألن أزنـي مكروه جدا ذمه أكثر العلماء: "، وقال السيوطي)٧٠("كذلكأحب إلي من أن أدلس وقال التدليس أخو الكذب، قال فريق منهم من عرف به صار مجروحا

. )٧١("مردود الرواية وإن بين السماعأهل العلم خبر المدلس مقبول ألنهـم لـم وقال خلق كثير من : قال الخطيب :القبول مطلقا -٢

يجعلوه بمثابة الكذاب ولم يروا التدليس ناقضا للعدلة وذهب إلى ذلك جمهور من قبل المراسيل .)٧٢("من األحاديث وزعمو أن نهاية أمره أن يكون التدليس بمعنى اإلرسال

: وزير اليماني، وذكر العالمة ابن ال)٧٣("األصح أن التدليس ليس بجرح: "قال التهانوي أن : أن قبول خبر المدلس هو مذهب عامة اليزيدية والمعتزلة، وقال في تعليل قبول الزيدية له"

.)٧٤("التدليس ضرب من االرسال والمرسل محتج به عندهم .قبول الراوية من المدلس إذ عرف عنه أنه ال يدلس إال عن ثقة -٣معرفة مـن يتـرك حديثـه أو "في جزءه رازقال اإلمام أبو بكر الب: قال الحافظ العراقي

فمن كانت هـذه ...ن كان يدلس عن الثقات كان تدليسه عند اهل العلم مقبوال،إن م": "يقبلوقال بعض أهـل : "، وقال الخطيب)٧٥("صفته وجب أن يكون حديثه مقبوال وإن كان مدلسا

لى حديثه لم تقبـل إذا دلس المحدث عمن لم يسمع منه ولم يلقه وكان ذلك الغالب ع: العلم

.١٣١معرفة علوم الحديث، الحاكم ص) ٦٨(

.١/١٧٣، وفتح المغيث، السخاوي ٦٧ينظر المقدمة، ابن الصالح ص) ٦٩(

.١/٢٢٣تدريب الراوي ) ٧٠( .٣٦١الكفاية ص ) ٧١(

.٣٦١الكفاية ص ) ٧٢(

.١٣٨قواعد في علوم الحديث ص) ٧٣(

.١/٣٤٧تنقيح االنظار ، شرح توضيح االفكار ) ٧٤( .٨٠ية الحديث، العراقي ص شرح ألف) ٧٥(

١٦١

وأما إذا كان تدليسه عمن قد لقيه وسمع منه فيدلس عنه رواية ما لم يسـمعه . )٧٦(رواياته .)٧٧("منه فذلك مقبول بشرط أن يكون الذي يدلس عنه ثقة

كـان ال فمـن : "وهو مذهب أكثر أئمة الحديث كما نص على ذلك ابن عبدالبر فقـال .)٧٨("هل العلم مقبوال وإال فال كان تدليسه عند أ يدلس إال عن الثقات

فان كـان : التدليس على ضربين: "الحافظ القول ونقل الخطيب عن أبي الفتح األزدي يء وقبل منه، ومن كان يدلس عن غير ثقة لم يقبـل سا عن ثقة لم يحتج أن يوقف على شتدلي

ـ : منه الحديث إذا أرسله حتى يقول ن عيينـة حدثني فالن أو سمعت، فنحن نقبـل تـدليس بونظرائه، ألنه يحيل على ملئ ثقة وال نقبل من األعمش تدليسه ألنه يحيل ملئ واالعمـش إذا

عـن عن موسى بن طريف وعباية ابن ربعي وابن عيينة إذا وقفته قال: سألته عمن هذا؟ قال . )٧٩("ابن جريج ومعمر ونظرائهما فهذا الفرق بين التدليسين

نحو سمعت وحدثنا وأخبرنا واشـباهها قبـل :مبين االتصالما رواه المدلس الثقة بلفظ -٤بل إال أن يورده على وجه مبين قوقال آخرون خبر المدلس ال ي: "قال الخطيب. منه، واحتج به

.)٨١("وهذا هو الصحيح عندنا: "قال الخطيب. )٨٠("فأن أورده على ذلك قبلغير محتمل لإليهام واالصـول يه جمهور أئمة الحـديث والفقـه والصحيح الذي عل: "وقال الحافظ العالئي

االحتجاج بما رواه المدلس الثقة مما صرح فيه بالسماع، دون مـا رواه بلفـظ محتمـل، ألن فـيهم جماعة من األئمة الكبار دلسوا، وقد اتفق الناس على االحتجاج بهم ولم يقدح التـدليس

وايضا فـإن . بشير، وخلق كثير كقتادة، واالعمش، والسيفانين الثوري، وابن عيينة، وهشيم بنالتدليس ليس كذبا صريحا بل هو ضرب من االيهام بلفظ محتمل، كما قـال اإلمـام الشـافعي

ومن عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته، وليست تلك العورة بكذب فيرد حديثـه : رحمه اهللاقلنا إنه اليقبـل مـن وال على النصيحة في الصدق فيقبل منه ما قبلناه من أهل الصدق، فلذلك

والذي ينبغي أن ينزل قـول مـن جعـل . حدثنا وسمعت هذا لفظه: المدلس حديث حتى يقولالتدليس مقتضيا لجرح فاعله على من أكثر التدليس عن الضعفاء واسقط ذكرهم تغطية لحالهم،

زي حتى ال يعرف، ولهذا ترك جماعة من األئمة كأبي حاتم الراوكذلك من دلس اسم الضعيف سمع بقيـة مـن شـعبة ومالـك : قال ابن حبان. وابن خزيمة وغيرهما االحتجاج ببقية مطلقا

.وهذا ما عده الحافظ ابن حجر ومن تبعه من حذاق الصنعة إرساال خفيا) ٧٦( .٣٦١الكفاية ص ) ٧٧(

.١/١٧٤، وينظر فتح المغيث، السخاوي ١/١٧التمهيد ) ٧٨(

.٣٦١الكفاية ص) ٧٩(

.٣٦٥الكفاية ص) ٨٠( .ينظر المصدر السابق) ٨١(

١٦٢

وغيرهما أحاديث مستقيمة، ثم سمع من أقوام كذابين عن مالك وشعبة فـروى عـن الثقـات وال شك في أن مثل هذا مقتض للجرح لكن الذي استقر عليـه . بالتدليس ما أخذ عن الضعفاء

جاج بما رواه المدلس الثقة بلفظ صريح في السماع وبهذا أجاب علي ابـن عمل األكثرين االحتوهو الذي ذهب إليه جمهور أئمة الحديث والفقه : قلت. )٨٢("المديني ويحيى بن معين وغيرهما

.)٨٣(واألصول، كما مرأما من ما كان في الصحيحين من رواية المدلسين بصيغة العنعنة، فهو محمـول علـى

وتوسع .)٨٤(هم فيه من جهة أخرى كما نص على ذلك اإلمام النووي وغيرهثبوت السماع عند .)٨٥(الصنعاني ايما توسع وأجاد، فلينظر

ذكر أبو رية ما حكي : (أم ال؟لصاحبه وقال العالمة المعلمي في بيان هل التدليس جرح ، فرد ومن الحفاظ من جرح من عرف بهذا التدليس من الرواة: "عن شعبة في ذم التدليس وقال

بعد أن اسـتحكم العـرف : -والقائل المعلمي –، أقول "روايته مطلقا وإن أتى بيلفظ االتصال :أ أفراد ال يلتزمونه، وهم ضربانشالذي مر بيانه ن

من بين عدم التزامه فصار معروفا عند أصحابه واآلخذين عنه أنـه إذا :الضرب األوله احتمل أن يكون سـمع الخبـر مـن ذاك ونحو ذلك وسمى بعض شيوخ...) قال فالن: (قال

وكان الغالب أنه إذا . فهؤالء هم المدلسون الثقاتعنه الشيخ واحتمل أن يكون سمعه من غيره .وإذا دلس فسئل بين الواقع. دلس أحدهم خبرا مرة أسنده على وجهه أخرى

يس هـذا وتـدل . من لم يبين بل يتظاهر بااللتزام ومع ذلك يدلس عمدا: والضرب الثانيالضرب الثاني حاصله إفهام السامع خالف الواقع، فإن كان المدلس مع ذلك متظـاهرا بالثقـة

كان ذلك حمال للسامع ومن يأخذ عنه على التدين بذاك الخبر عمال وإفتاء فأما تدليس . وقضاءإن فيـه الضرب األول فغايته أن يكون الخبر عند السامع محتمال لالتصال وعدمه ، وما يقال

إنما هو بالنظر إلى العرف الغالب بين المحدثين، فاما بالنظر إلى عرف المدلس االتصال إيهامفالضرب الثاني هو الالئق بكلمات شـعبة ونحوهـا وبـالجرح وإن .نفسه فما ثم إال االحتمال

.)٨٦("صرح بالسماع

.٨٠، وينظر شرح ألفية الحديث، العراقي ص١٠١ – ٩٨جامع التحصيل ص) ٨٢(، واختصار علوم الحديث بشرحه الباعث الحثيـث، ابـن كثيـر ٦٧ينظر للمزيد مقدمة ابن الصالح ص) ٨٣(

، وتـدريب الـراوي، ١/١٧٥، وفـتح المغيـث، السـخاوي ٨٠، وشرح االلفية، للعراقـي ص ٤٦ص .١/٣٢٥، وتوضيح االفكار ، الصنعاني١/٣٢٩السيوطي

.١/٢٣٠تقريب النواوي بشرحه تدريب الراوي ) ٨٤(

.٣٦٦ – ١/٣٥٣توضيح االفكار ) ٨٥( .١٦١االنوار الكاشفة ص) ٨٦(

١٦٣

من شيخه، وكـان ان المدلس إذا لم يثبت سماعه لحديث بعينه : ومما يجدر التنبه إليه بعـض : األمر على االحتمال، ثم تابعه على رواية ذلك الحديث عن ذلك الراوي الذي فوقـه

لذلك المدلس، الحتمال أن تكون للواسطة التـي –حينئذ –الرواة، فال يصح أن تجعل المتابعة ي الـراوي اسقطها بينه وبين شيخه، بل قد تكون تلك الواسطة المحذوفة ذلك المتابع نفسه، أعن

الذي كان يظن أنه متابع للمدلس، وهو في الحقيقة شيخه المحذوف؛ فإن ثبت مثل ذلك بشـأن ثم إن تبين أن ذلك . بعض روايات المدلسين، فحينئذ يكون على ذلك المحذوف مدار الروايتين

حكم على حديثه ذاك بمقتضى ذلك السند، فإن وجد أن ذلك الـراوي : الشيخ قد تفرد بالحديثدلـيال : متابعة –أول األمر –ضعيف ضعف الحديث بسببه، فصارت الرواية التي كانت تعد

طـاف : ومثال ذلك حديث عمرو بن شعيب، قال. ة المدلس ال على قوتهاـى ضعف روايـعل: مع أبيه عبداهللا بن عمرو، فلما كان سبعهما، قال محمد لعبداهللا حيث يتعوذون –جده –محمد

أعوذ باهللا من الشيطان؛ فلما استلم الركن تعـوذ بـين الـركن والبـاب، : بداهللاستعذ؛ فقال ع ".رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يصنع هذا: وألصق جبهته وصدره بالبيت، ثم قال

فهذا الحديث رواه ابن جريج عن عمرو بن شـعيب عـن أبيـه عـن عبـداهللا بـن . )٨٧()المصنف(عمرو؛أخرجه عبدالرزاق في

، لكـن )٨٨(المثنى بن الصباح، عند أبي داود: وتابع ابن جريج في روايته عن عمرو بهبـن ابن جريج مدلس، وقد ثبت أنه دلس في هذا الحديث، وثبت أن الواسطة بينه وبين عمرو

، )٨٩(أيضـا ) المصـنف (المثنى نفسه، إذ أخرجه، من غير تدليس، عبدالرزاق فـي شعيب هو .لمثنى عن عمرو بن شعيب بهفرواه عن ابن جريج عن ا

وبهذه الرواية يتبين أن رواية ابن جريج عن عمرو، لهذا الحديث، ال تتقوى برواية ابن –المثنى عن عمرو للحديث نفسه، أعني التي عند أبي داود؛ بل تبين أنهـا روايـة سـاقطة

المدلسة، راجعة ألنها أعني الرواية –كرواية أبي داود، وكرواية عبدالرزاق االخرى المتصلة .)٩٠(إلى رواية المثنى نفسه، وهو ضعيف بمرة وال يحتج به

أما إذا روى المدلس حديثا بالعنعنة ثم وقف على رواية صحيحة اإلسناد إلى المـدلس، وهو يذكر فيها واسطة بينه وبين من فوقه في االسناد األول، فإنه حينئذ يعلـم بـذلك أن فـي

فإذا روى المدلس حديثا بصيغة محتملـة، : "تدليسا؛ قال ابن القطان أي موضع العنعنة انقطاعا

.٥/٧٥المصنف ) ٨٧(

).١٨٩٩(السنن ) ٨٨( .٥/٧٤المصنف ) ٨٩(

.١٠/٣٦ينظر التهذيب ) ٩٠(

١٦٤

وهـذا : "-معلقا –؛ قال الحافظ ابن حجر )٩١("ثم رواه بواسطة تبين انقطاع االول عند الجميعبخالف غير المدلس، فإن غير المدلس يحمل غالب ما يقع منه من ذلك على أنه سـمعه مـن

.)٩٢("طةالشيخ االعلى، وثبته فيه الواس

تدليس الشيوخ: املبحث الثالث

:تعريفه: المطلب األولوهو أن يروي الراوي عن الشيخ، فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه، بما لم يشـتهر يخ المراد تعيينـه، أو توافـق الش –بسبب ذلك –يعرف به أصال؛ فإما أن يجهل لم به أو بما

.مشاهير فيوهم ذلك أنه المراد بكالمهغيره من الثقات أو الكبار أو التسمية شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه بوصف ال يعرف به أن يصف المدلس : "وعرفه العراقي

كنيته أو نسبة إلى قبيلة أو بلد أو صنعة أو نحو ذلك كـي يـوعر الطريـق إلــى من اسمليس قوله ممـا : "لهالحافظ العسقالني على هذا التعريف بقو وعلق. )٩٣("معـرفة السـامع لـه

وهـو . )٩٤("ال يعرف به قيدا، بل إذا ذكره بما يعرف به إال أنه لم يشتهر به كان ذلك تدليسـا .تعقب متجه، واهللا أعلم

تدليس الشيوخ بأن يسمي شيخه أو يكنيه أو ينسبه أو يصـفه : "وعرفه السيوطي بقوله ي عنه وتوعير لطريـق معرفتـه وفي هذا القسم من التدليس تضييع للمرو. )٩٥("بما ال يعرف

.)٩٦(على من يطلب الوقوف على حاله وأهليته كما قال اإلمام ابن الصالحويختلف تدليس الشيوخ باختالف االغراض فمنهم من يدلس شيخه لكونـه ضـعيفا أو

متروكا حتى ال يعرف ضعفه إذا صرح باسمه ومنهم من يفعل ذلك لكونه كثير الرواية عنـه ذكره كثيراأو لكونه متأخر الوفاة قد شاركه فيه جماعة فيدلسه لألغراب أو لكونه كي ال يتكرر

أصغر منه لشيء بينهما وينبغي االعتناء بمعرفة أسماء الرواة الذين كانوا يتعاطون هذا النـوع

.٢٤٩النكت ص) ٩١(

.ينظر المصدر السابق) ٩٢(

، واختصار علـوم الحـديث بشـرحه ٦٨وينظر ابن الصالح ص ٨٣شرح ألفية الحديث، العراقي ص) ٩٣( ، وفتح المغيـث، السـخاوي ٢٤٤ابن الصالح، ابن حجر ص –، والنكت ٤٧الباعث الحثيث، ابن كثير ص

.١/٢٨٨، وتدريب الراوي، السيوطي١/١٧٥ .٢٤٤النكت ص ) ٩٤( .١/٢٢٨تدريب الراوي) ٩٥( .٨٤العراقي ص وينظر شرح ألفية الحديث،. ٦٨المقدمة ص ) ٩٦(

١٦٥

غير معروف، وكذلك يورد ريبة في روايتـه من التدليس، فإنه يورد ريبة في كل شيخ ألحدهمهير له أصحاب يالزمونه وتفرد عنه بالحديث ذلك المدلس، دونهـم، فحينئـذ عن حافظ ثقة ش

يقوم االحتمال على أن يكون المسمى بذلك االسم راويا آخر غير ذلك الحافظ الشـهير، وقـد يكون مجروحا أو مجهوال، لكن ذلك المدلس دلس أسمه عمدا، غيره ليوافـق اسـم الحـافظ

ذلك الحديث، ومن الكتب المساعدة على كشف هذا النوع من المشهور ليوهم أنه هو شيخه فيأن هـذا : للخطيب البغدادي، ومما يجدر التنبيـه لـه ) موضح أوهام الجمع والتفريق(التدليس

تصال واالنقطاع، فحقه أن يذكر في كتب المصـطلح فـي النوع من التدليس ال عالقة له باالأبواب أسماء الرواة وكناهم وألقابهم، ولكن جرت عادة المصنفين في هذا الفـن بـذكر أنـواع

يـذكرون هـذا –أو لغيره –التدليس مجتمعة في موضوع االتصال واالنقطاع غالبا؛ ولذلك .النوع في أبوابها

–فيـه : (ما نبه إليه ابن دقيق العيد رحمه اهللا فقال تدليس االسماء، أضرار ومن أهم من جهة أنه قد يخفى فيصير الراوي المدلس مجهـوال ال مفسدة –أي تدليس اسم الشيخ الثقة

.)٩٧()يعرف فيسقط العمل بالحديث مع كونه عدال في نفس األمرهوال عنـد وقد نازعته في كونه يصير مج: "فقال) النكت(وعقب الحافظ ابن حجر في

الجميع، لكن من مفسدته أن يوافق ما يدلس به شهرة راو ضعيف يمكن ذلك الـراوي االخـذ عنه، فيصير الحديث من أجل ذلك ضعيفا وهو في نفس األمر صحيح؛ وعكس هذا فـي حـق

مـن يتوقـف عن رتبة من يرد خبره مطلقا إلى رتبة من يـدلس الضعيف ليخفي أمره فينتقلصادف شهرة راو ثقة يمكن ذلك الراوي االخذ عنه فمفسدته أشد؛ كما وقـع لعطيـة فإن . فيه

حـدثني أبـو : العوفي في تكنيته محمد بن السائب الكلبي أبا سعيد، فكان إذا حدث عنه يقـول سعيد فيوهم أنه أبو سعيد الخدري الصحابي الجليل رضي اهللا عنه ألن عطية كان لقيه وروى

.ا من مفسدة تدلس الشيوخعنه؛ وهذا أشد ما بلغنتتعلق بصحة اإلسناد وسقمه، بل عدا ذلك من تدليس الشيوخ، فليس فيه مفسدةما وأما

فيه مفسدة دينية فيما إذا كان مراد المدلس إيهام تكثير الشيوخ لما فيه من التشبع ونظيره فـي .)٩٨(تدليس اإلسناد أن يوهم العلو وهو عنده بنزول

مجروحا أو مجهـوال أو : أسمه أن يكون الشيخ المدلس: الشيوخ ومن أهم أسباب تدليسصغيرا أو قريبا أو تكون احاديثه مشهورة متداولة قد سمعها أكثر الحاضـرين فـي مجلـس

.المدلس، أو مجلس غيره، أو يكون المدلس مكثرا عن ذلك الراوي فيغير تسميته دفعا للتكرار

١/٣٧٢، وتوضيح االفكار، الصنعاني ٢٥١نقله الحافظ ابن حجر في النكت ص) ٩٧(

.٢٥١النكت على ابن الصالح ص) ٩٨(

١٦٦

و اإرادة إخفاء حقيقة الراوي وإيهام أن الحديث لـر سبب تدليس االسناد: وبعبارة أخرىآخر غيره؛ إما بسبب صغره أو قربه أو رغبة الناس عن حديثه أو كراهته أو الخـوف مـن ذكره عند من يعاديه أو كذبه أو تركه أو ضعفه، وذلك أن قوما سمعوا الحديث من ضعفاء لهم

م المشهورة وكناهم المعلومة لم يشـتغل اسماء أو كنى مشهورة عرفوا بها فلو صرحوا بأسمائهبحديثهم فأتوا باالسم الخامل وبالكنية المجهولة ليبهموا األمر ولئال يعرف ذاك الراوي وضعفه

.فيزهد في حديثهمويلتحـق بتـدليس : "، قال الحافظ ابن حجـر تدليس البالدومما يلتحق بتدليس الشيوخ : وأراد موضعا بالقرافة؛ أو قـال ) فالن باالندلسحدثني : (الشيوخ، ومثاله ما إذا قال المصري

وأراد ) حدثني فالن بما وراء النهـر : (وأراد موضعا بالقاهرة؛ أو قال البغدادي) بزقاق حلب(حـدثني فـالن : (وأراد بستاناعلى شاطئ دجلة؛ أو قال الدمشـقي ) بالرقة: (نهر دجلة، أو قال

وحكمه الكراهة، ألنه يدخل فـي بـاب .)٩٩("وأراد كرك نوح، وهو بالقرب من دمشق) بالكركوهم إنما يفعلـون تـدليس الـبالد . )١٠٠(التشبع بغير المعطى، وإيهام الرحلة في طلب الحديث

شيخ شيخه، هو أحد إليهام الرحلة أو ليكون البلد المتوهم قرينة توهم أن شيخ ذلك المدلس، أوغيره ولكنه يشاركه فـي التسـمية، – في الحقيقة –مشاهير محدثي ذلك البلد المتوهم، مع أنه

.دون البلدوذهب العالمة اللكنوي في ظفر األماني إلى اعتبار تدليس البالد قسيما لتدليس الشـيوخ

مندرجة تحت تدليس اإلسناد فخالف فيه جمهور أهـل ) تدليس البالد(وجعله . وليس فرعا منهله ملحقا بتدليس الشيوخ، وهـو المصطلح، واألصوب هو ما نص عليه امام ابن حجر من جع

.)١٠١(ما سار عليه عامة علماء المصطلح، واهللا أعلميجد أن غرض من يفعل هذا النوع من التدليس قد : في اسباب تدليس البالد لمومن يتأ

اتضح مما تقدم، وهو إخفاء حقيقة موضع التحمل وإيهام أنه موضع آخر؛ إما اإليهام الرحلـة او شهير من أهل ذلك البلد المراد توهم السماع فيه أو إيهام قدم السـماع أو إيهام السماع من ر

أو غير ذلك من تحمل تحمال سيئا وحدث عن ذلك السماع وهو يظنه جيدا كافيا للرواية عنـه تكلم في سماعه، فإن أتى بما ينكر عليه ضعف، فإن أوهم أنه سماع حسـن فهـو مـدلس أو

ن وهو يعلم الحال ويميز الفرق بين السماعين السيء والجيـد متساهل، وأما إن جزم بأنه حس .فهو كاذب

، وتوضـيح االفكـار، ١/١٨٤، وينظـر فـتح المغيـث، السـخاوي ٢٦٢النكت على ابن الصالح ص) ٩٩(

.١/٣٧٣الصنعاني

.المصدر نفسه) ١٠٠( .٣٨٠ر الجرجاني ص ظفر األماني في مختص) ١٠١(

١٦٧

: حكم تدليس الشيوخ :المطلب الثانيأمـره : "، قال ابن الصـالح )١٠٢(يختلف الحكم في هذا القسم باختالف مقصد التدليس إنما كان دونـه : " ؛ قال البقاعي)١٠٤(يريد أخف من االسناد، وهذا قال العراقي )١٠٣("أخف منه

ألن التدليس في الشيوخ يعرفه الماهر من أهل الصنعة، وأما في االسناد فال يعرف إال من قبل .)١٠٥("...المدلس بأن يعترف بأنه لم يسمع هذا الحديث من ذلك الشيخ

كما إذا كان أصغر سنا منـه، تارة يكره: "وقال الحافظ ابن كثير في حكم تدليس الشيوختارة يحرم كما إذا كان غير ثقة فدلسه لئال يعرف حاله، أو أهـم أو نازل الرواية ونحو ذلك، و

.)١٠٦("أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسمه وكنيتهلضعف شيخه وهو خيانـة –تدليس الشيوخ –وقد يفعل ذلك : "وقال الحافظ ابن حجر

اء ونبه الحافظ إلى وجود مظنة المفسدة في هذا النوع، مـن اخـتالط اسـم . )١٠٧("ممن تعمدهالضعفاء بالثقات كما حصل في كنية عطية العوفي بابي سعيد، حتى ظن البعض ممن ال يجـد

.)١٠٨(الصنعة أنه أبو سعيد الخدري رضي اهللا عنهالقسم الثاني فكراهته أخف من األول وسببها توعير طريق : في التدريبوقال السيوطي

راء حدثنا عبداهللا بن أبي عبـداهللا، على السامع، كقول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة الق معرفتهيريد أبا بكر بن أبي داود السجستاني، وفيه تضييع للمروي عنه والمروي أيضا، ألنـه قـد ال

.يفطن له فيحكم عليه بالجهالةوتختلف الحال في كراهته بحسب غرضه، فإن كان لكون المغير اسمه ضعيفا فيدلسـه

ليس بجرح: ر هذا القسم واألصح أنهحتى ال يظهر روايته عن الضعفاء، فهو شصـغيرا أو عنـد النـاس بأن من فعل ذلك لكون ثقة )١٠٩(وجزم ابن الصباغ في العدة

متأخر الوفاة أو سمع منه كثيرا فامتنع من تكراره على صورة، ويسمح للخطيب وغيره بهـذا واز أن يعرف غيـره فغيره ليقبلوا خبره يجب أن ال يقبل خبره وإن كان هو يعتقد فيه الثقة لج

.من جرحه ما هو

.٣٦١الكفاية ص) ١٠٢(

.٨٢ينظر شرح االلفية للعراقي ص) ١٠٣( .ينظر المصدر السابق) ١٠٤( .١/٣٨توضيح االفكار ) ١٠٥( .٤٧اختصار علوم الحديث بشرحه الباحث الحثيث ص) ١٠٦(

.٢٦تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص) ١٠٧(

.١/٢٧٢نيينظر توضيح االفكار، الصنعا) ١٠٨(

.٨٣ينظر شرح ألفية العراقي ص) ١٠٩(

١٦٨

.إن فعله لضعف نسبه أو الختالفهم في قبول روايته )١١٠(وقال اآلمديومنـع . إن كان بحيث لو سئل عنه لم يبنيه فجـرح وإال فـال )١١١(:وقال ابن السمعاني

قلت : بعضهم إطالق اسم التدليس على هذا، روى البيهيقي في المدخل عن محمد بن رافع قالال، قلت أليس إذا دخل كورة يعلم أن أهلهـا ال يكتبـون : مر كان الثوري يدلس؟ قالألبي عا

بالكنية سـماه؟ قـال ٥حديث رجل قال حدثني رجل وإذا عرف الرجل باالسم كناه وإذا عرفهذا تزيين ليس بتدليس أو لكونه صغيرا في السن أو متأخر الوفاة حتى شاركه من هو دونـه

منه كثيرا فامتنع من تكراره على صورة واحدة إبهاما لكثرة الشـيوخ فاألمر فيه سهل أو سمع .)١١٢("أو تفننا في العبارة فسهل أيضا وقد يسمح الخطيب وغيره من الرواة المصنفين بهذا

وذكـر الحـافظ ابن حجر العسقالني نوعا آخر للتدليس نذكره هنا تتمة للفائدة وهـو ه سـمعه مـن وي ما تحمله باإلجازة، بصيغة أداء توهم أنوهو أن يروي الرا: تدليس االجازة

، مع أنه إنما سمع منه عبارة اإلجازة فقط، أو كتب إليه باالجـازة إليهالمجيز، أو أنه كتب به ومن تلك الصيغ المسـتعملة لإليهـام . فقط، وأشار إلى المجاز به، أو عينه، دون أن يكتبه له

ويلتحق بالتدليس مـا يقـع مـن بعـض : "ابن حجر قال). كتب إلي(و) شافهني(و) أخبرني(المحدثين من التعبير بالتحديث أو اإلخبار عن اإلجازة موهما للسماع وال يكون سمع من ذلـك

.)١١٣("الشيخ شيئاكانـت لـه : "وممن وصف بهذا النوع من التدليس أبو نعيم األصبهاني، قال ابن حجر

، وال يبين كونها إجـازة، "أخبرنا"ي عنهم بصيغة فكان يرو إجازة من أناس أدركهم ولم يلقهمسواء ذلك قراءة أو سماعا، وهو اصـطالح لـه " ثنا: "منه يقول لكنه كان إذا حدث عمن سمع

.)١١٤("تبعه عليه بعضهم، وفيه نوع تدليس لمن ال يعرف ذلكومن العلماء من لم يرض بتسمية هذا الصنيع تدليسا؛ قال العالئي عقب ذكره طبقـات وهذا كله في تدليس الراوي ما لم يتحمله أصال بطريق ما؛ فأما تـدليس اإلجـازة : "المدلسين

فلم يعده أئمة الفن في هذا الباب، كما قيل في روايـة أبـي "أخبرنا"والمناولة والوجادة بإطالق عن شعيب ، ورواية مخرمة بن بكير بن االشج عن أبيه وصالح بن أبي اليمان الحكم بن نافع

خضر عن الزهري، وشبه ذلك؛ بل هو محكوم عليه باالنقطاع أو يعد متصال؛ ومـن هـذا ألالقبيل ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي عن الحافظ أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيمـا

.١/٣٢١ينظر تدريب الراوي ) ١١٠( .ينظر المصدر السابق) ١١١( .٧٣، والمنهل الروي، ابن جماعة ص١/٢٣١تدريب الراوي) ١١٢( .٦٢، ونبه إلى ذلك في النكت على ابن الصالح ص٦٢طبقات المدلسين ص) ١١٣(

.٦٢طبقات المدلسين ص) ١١٤(

١٦٩

ويسوق السـند إلـى آخـره، " قرئ على ابي القاسم البغوي حدثكم فالن: "لم يسمع من البغويأخبرنا أبو القاسـم "، أو القاسم وأنا أسمع يقرئ على اب": فإنه يقول فيه بخالف ما هو سماعه

، ونحو ذلك؛ فإما أن يكون له من البغوي إجازة شاملة بمروياته كلها فيكون ذلك "البغوي قراءةمتصال له، أو ال يكون كذلك فيكون وجادة؛ وهو قد تحقق صحة ذلك عنه؛ على أن التـدليس

ال أعرف في المتأخرين من يذكر بـه إال : (ة ثالثمئة يقل جدا قال الحاكمفي المتأخرين بعد سن .)١١٥()أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي

وأما من يدلس في : "وأضاف أبو المظفر السمعاني نوعا آخر وهو تدليس المتون، قالفكان ملحقـا المتون فهذا مطرح الحديث مجروح العدالة وهو ممن يحرف الكلم عن مواضعه

.وهو ما يسميه أهل المصطلح اإلدراج. )١١٦("بالكذابين ولم يقبل حديثه طبقات املدلسني:املبحث الرابع

المدلسون ليسوا بمرتبة واحدة فمنهم المقل، ومنهم المكثر، ومنهم بين ذلك، ومـنهم مـن لـم حد واحد بحث أنـه يتوقـف ليعلم بعد ذلك أن هؤالء كلهم ليسوا على: "يدلس إال نادرا، يقول العالئي

.)١١٧("في كل ما قاله فيه واحد منهم عن ولم يصرح بالسماع بل هم على طبقات :)١١٨(وقسم الحافظ العالئي طبقات المدلسين إلى خمس طبقات هي

كيحيى بـن سـعيد . من لم يوصف بذلك إال نادرا جدا بحيث أنه ال ينبغي أن يعد فيهم :الطبقة األولى .)١٢١(وموسى بن عقبة )١٢٠(م بن عروةوهشا )١١٩(األنصاري

من احتمل األئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلـك إمـا :الطبقة الثانيةوسـليمان )١٢٢(كـالزهري : إلمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو ألنه ال يدلس إال عـن ثقـة

وحميـد )١٢٦(وسـليمان التيمـي )١٢٥(واسماعيل بـن ابـي خالـد )١٢٤(وإبراهيم النخعي )١٢٣(األعمش

.١١٤حصيل صجامع الت) ١١٥(

.٣٨٠، وينظر ظفراألماني، اللكنويص٢/٣٢٣قواطع األدلة ) ١١٦( ٣٨٠، وظفر األماني، اللكنوي ص١٣، وطبقات المدلسين، ابن حجر ص١١٣جامع التحصيل ص) ١١٧(

.١٦- ١٣، وطبقات المدلسين، ابن حجر ص١١٣جامع التحصيل ص ) ١١٨(

.٢٢٤ – ١١/٢٢١تنظر ترجمته في التهذيب ) ١١٩(

.١١/٤٨، والتهذيب ٤/٣٠١ر ترجمته في الميزان تنظ) ١٢٠(

.١٠/٣٦٠، والتهذيب ٤/٢١٤تنظر ترجمته في الميزان ) ١٢١( .٩/٤٤٩نظر ترجمته في التهذيب ) ١٢٢( .٤/٢٢٢، والتهذيب ٢/٢٢٤تنظر ترجمته في الميزان ) ١٢٣(

.١/١٥٨، والتهذيب ١/٧٤تنظر ترجمته في الميزان) ١٢٤( .١/٢٩١ينظر ترجمته في التهذيب) ١٢٥(

٤/١٧٥ينظر التهذيب ) ١٢٦(

١٧٠

وابـن )١٣١(والثـوري )١٣٠(وابـن جـريج )١٢٩(ويحيى بن أبي كثير )١٢٨(والحكم بن عتيبة )١٢٧(الطويل .)١٣٤(وهشيم )١٣٣(وشريك )١٣٢(عيينة

ففي الصحيحين وغيرهما لهؤالء الحديث الكثير ممـا لـيس فيـه التصـريح : "قال العالئي ا على سمعا الواحـد لـذلك الحـديث الـذي األئمة حمل ذلك على ان الشيخين اطلعبالسماع، وبعض

ونحوها من شيخه، وفيه تطويل، الظاهر ان ذلك لبعض ما تقدم آنفا مـن األسـباب، عن أخرجه بلفظاعرف لسفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت وال عن سلمة بـن كهيـل وال عـن ال: قال البخاري

.)١٣٥("ما أقل تدليسه منصور وذكر مشايخ كثير ال أعرف لسفيان عن هؤالء تدليسامن توقف فيهم جماعة فلم يحتجوا بهم إال بما صرحوا فيه بالسماع وقـبلهم آخـرون :الطبقة الثالثـة

وأبـي الزبيـر )١٣٨(وأبي إسـحاق السـبيعي )١٣٧(وقتادة )١٣٦(كالحسن: مطلقا كالطبقة التي قبلها ألحد .)١٤١(وعبدالملك بن عمير )١٤٠(وابي سفيان طلحة بن نافع )١٣٩(المكي

يء من حديثهم إال بما صرحوا فيـه بالسـماع لغلبـة شمن اتفقوا على أنه ال يحتج ب :طبقة الرابعةال :تدليسهم وكثرته عن الضعفاء والمجهولين

وسويد بن )١٤٦(والوليد بن مسلم )١٤٥(وجابر الجعفي )١٤٤(وحجاج بن أرطأة )١٤٣(وبقية )١٤٢(كابن إسحاقعلى ما رووه بلفظ عن بحكم والجواب كمـا وأضرابهم ممن تقدم فهؤالء هم الذين يحكم )١٤٧(بن سعيد

.تقدم

.٢/٣٨، والتهذيب ١/٦١٠الميزان ) ١٢٧( .٢/٤٣٢التهذيب) ١٢٨( .١١/٢٦٨، والتهذيب٤/٤٠٢ينظر الميزان ) ١٢٩(

.٦/٤٠٢، والتهذيب٢/٦٥٩ينظر الميزان ) ١٣٠( ٤/١١١، والتهذيب٢/١٦٩ينظر الميزان )١٣١( ٤/١١٧، والتهذيب٢/١٧٠ينظر الميزان )١٣٢(

٤/٣٣٣، والتهذيب ٢/٢٧٠ينظر الميزان هو القاضي) ١٣٣( .١١/٥٩، والتهذيب ٤/٣٠٦ينظر ترجمته الميزان هو بن بشير، )١٣٤( .١١٣جامع التحصيل ص) ١٣٥(

وهم الحسن البصري وترجمته فـي الميـزان : ذكر مصنفو الطبقات في هذا الفن ثالثة كلهم أسمه حسن) ١٣٦( والحسن . ٢/٢٧٦، التهذيب ١/٤٨٩في الميزان ، والحسن بن ذكوان وترجمته ٢/٣٦٢، والتهذيب ١/٥٢٧

كما هو مقرر عند اهل –والحسن إذا أطلقت إنما يريد بها البصري . ١/٥٢٣بن مسعود الدمشقي، الميزان .-الصنعة

.٨/٣٥١، والتهذيب ٣/٣٨٥هو السدوسي، ينظر الميزان ) ١٣٧(

.٨/٦٣، والتهذيب ٣/٢٧٠ينظر الميزان ) ١٣٨(

.٩/٤٤٠، والتهذيب ٤/٣٧ينظر الميزان ) ١٣٩( .٥/٢٦، والتهذيب ٢/٣٤٢ينظر الميزان ) ١٤٠( .٦/٤١١، والتهذيب ٢/٦٦٠ينظر الميزان ) ١٤١(

١٧١

من قد ضعف بأمر التدليس فرد حديثهم به وال وجه له إذ لو صرح بالتحـديث لـم :الطبقة الخامسة .)١٤٩(وأبي سعد البقال )١٤٨(يكن محتجا به كأبي جناب

وقد سار الحافظ ابن حجر على نهج العالئي في تقسيمه الرواة الموصـفين بالتـدليس علـى خمس مراتب في كتابه طبقات المدلسين، وزاد على ما ذكره الحافظ العالئي في تحصيله عـدد مـن

.)١٥٠(الرواة فجعلها خمس مراتب .)١٥١(بذلك إال نادرا كيحيى بن سعيد األنصاري من لم يوصف: األولىروى من احتمل األئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح إلمامته وقلة تدليسه فـي جنـب مـا : الثانية

.)١٥٢(كالثوري أو كان ال يدلس إال عن ثقة كابن عيينةمن أكثر من التدليس فلم يحتج األئمة من أحاديثهم إال بما صرحوا فيه بالسـماع ومـنهم مـن : الثالثة

.)١٥٣(ردحديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكيحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على من اتفق على أنه ال يحتج بشيء من حديثهم إال بما صر: الرابعة

.)١٥٤(الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليدمن ضعف بامر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع إال أن يوثق مـن : الخامسة

.كان ضعفه يسيرا كابن لهيعةقـد أفـرد أسـماء و –كما مر –وهذا التقسيم المذكور قد حرره الحافظ العالئي : -الباحث –أقول

صاحب اإلمام الشـافعي )١٥٥(فمن القدماء الحسين بن علي الكرابيسي: المدلسين بالتصنيف علماء عدة

.٩/٣٨، والتهذيب ٣/٤٦٨ينظر الميزان . هو ابن يسار صاحب المغازي) ١٤٢( ١/٤٧٣، والتهذيب ١/٣٣١هو بن الوليد، ينظر الميزان ) ١٤٣(

٢/١٩٦، والتهذيب١/٤٥٨ينظر الميزان ) ١٤٤( .٢/٤٦، والتهذيب ١/٣٧٩ينظر الميزان ) ١٤٥(

.١١٣ينظر جامع التحصيل ص) ١٤٦( .٤/٢٧٢، والتهذيب٢/٢٤٨ينظر الميزان) ١٤٧( .١١/١٧٧، والتهذيب ٧/١٧١ينظر الميزان )١٤٨(

.٤/٧٩، والتهذيب ٣/١٥٧ينظر الميزان ) ١٤٩( .١٣ – ١٢طبقات المدلسين ص ) ١٥٠( .تقدمت ترجمته) ١٥١( .متهتقدمت ترج) ١٥٢( .تقدمت ترجمته) ١٥٣( .تقدمت ترجمته) ١٥٤( .٢/٣٠٠ساقط ال يوجه اليه النظر، ترجمته في الميزان : قال األزدي) ١٥٥(

١٧٢

ثم الدارقطني ثم نظم شيخ شيوخنا الحافظ شمس الدين الذهبي في ذلك قصيدة ذكـرت )١٥٦(ثم النسائيمن تصنيف العالئـي )١٥٨(وزاد عليه تلميذه الحافظ أبو محمود أحمد بن المقدسي )١٥٧(أسماء المدلسين

فــي هـوامش )١٥٩(شيئا كثيرا مما فات الذهبي ذكره، ثم ذيل حافظ العصر أبو الفضل بن الحسـين كتـاب العالئي اسـماء وقعت لـه زائدة، ثم ضمـها ولـده العـالمة قـاضي القضــاة ولــي

ـ )١٦٠(الدين أبو زرعة الحافظ بن الحافظ فا مســتقال، إلـى من ذكـره العـالئي وجعــله تصنيـبالتصنيف من المتاخرين المحدث الكبيـر وزاد مـن تتبعـه شـيئا يسيـرا جـدا، وافـرد المدلسين

.متقيد بكتاب العالئي فزاد عليهم قليال )١٦١(المتقن برهان الدين سبط بن عجمياد فجميع ما في كتاب العالئي من األسماء ثمانية وسـتون نفسـا، وز : "قال الحافظ ابن حجر

عليهم ابن العراقي ثالثة عشر نفسا، وزاد عليه سبط اثنين وثالثين نفسا وزدت عليهما تسعة وثالثـين نفسا فجملة ما في كتابي هذا مائة واثنان وخمسون نفسا ومن عليه رمز أحد السـتة فحديثـه مخـرج

.)١٦٢("فيهأراد ذلـك فعليـه ولوال خشية اإلطالة واالسهاب لسردت اسماء الـرواة المدلسـين، ولمـن

.)١٦٣(مراجعتهم في تلك المصنفات العظيمة التي رتبت اسماءهم وعرفت بهم، مما يغنينا عن التكرار اخلــاتــمة

:أن ألخص أهم النتائج بـ كنمفي ختام البحث ي التدليس مذموم، وقد صرح جهابذة النقد بذلك، وبالغوا في ذمه - ١

، ولـم ١٣، والطبقـات ص ٢٦١، والحافظ في النكت ص١/٤٦٠كذا ذكره الذهبي في ميزان االعتدال ) ١٥٦(

مصنفات النسائيأقف عليه لحد اآلن، وقد فات الدكتور فاروق حمادة ذكره في ذكرها تقي الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، وكذا أشار إليها سبط بن العجمي في كتابه التبين ) ١٥٧(

.، وذكر أن شيخه المقدسي ذكر له هذه القصيدة ولم يرها٣٠السماء المدلسين ص .٣٠ينظر التبين ألسماء المدلسين، سبط بن العجمي ص) ١٥٨( .لحافظ العراقي رحمه اهللا تعالىيريد شيخه ا) ١٥٩(

هو الحافظ اإلمام الفقيه األصولي المفنن أبو زرعة احمد بن الحافظ الكبير أبي الفضل عبـدالرحيم بـن ) ١٦٠(الحسين اعتنى به والده فاسمعه الكثير من اصحاب الفخر وغيرهم واستملى على ابيـه والزم البلقينـي

اء القزويني وغيرهم وغيرهم وبرع في الفنون وكـان امامـا والضي= =والبرهان االبناسي وابن الملقنمحدثا حافظا فقيها محققا اصوليا صالحا صنف التصانيف مات سنة ست وعشـرين وثمانمائـة، ينظـر

. ٢٨طبقات الحفاظ، السيوطي ص .في كتابه التبين ألسماء المدلسين) ١٦١(

.١٥طبقات المدلسين ص) ١٦٢(الئي والتبين ألسماء المدلسين، سبط بن العجمي، وتعريـف أهـل التقـديس ينظر جامع التحصيل، للع) ١٦٣(

بمراتب الموصوفين بالتدليس، ألبن حجر العسقالني، وطبقات المدلسين، له أيضا وغيرها، وهي مطبوعـة .ومنتشرة بين طلبة العلم

١٧٣

تلفوا في ذلك فمنهم من عدها ستا ومـنهم مـن ذكر علماء المصطلح عدة أنواع للتدليس، واخ - ٢همـا تـدليس : تندرج تحت قسمين رئيسين عدها أقل من ذلك أو أكثر، ولكن كل تلك األنواع

.االسناد وتدليس الشيوخ

. إن التدليس له عدة صور، وكل صورة لها حكم خاص، بل لكل مدلس حكم خـاص تقريبـا - ٣) الصـيغة (من التدليس ما ال ينظر فيـه إلـى فهناك من التدليس ما يلحق باالرسال؛ وهناك

؛ وهناك من التـدليس مـا يكـون عامـا؛ )األخذ من الصحيفة(و) تدليس الشيوخ(وذلك مثل وهناك ما هو خاص براو معين؛ وهناك من الروايات ما يؤمن فيها من التدليس، ألنهـا مـن

لس؛ وكل هذا يعـرف عن شيوخ معينين أو من روايات شيوخ معينين عن المد لمدلس رواية .بدراسة حال المدلس وأقوال األئمة فيه واعتبار رواياته

.فعل الراوي نوعا من أنواع التدليس ال يلزم منه أن يفعل سائر أنواعه - ٤

ينبغي عند نقد روايات الموصوفين بالتدليس التفريق في الحكم بـين المكثـر مـن التـدليس - ٥هو كثير المالزمة له وعنعنتـه عـن غيـره؛ والمقل منه، والتفريق بين عنعة المدلس عمن

عن شيخه والمقل عنه؛ وينبغي مالحظة القرائن والمظان، وحال الـراوة والتفريق بين المكثر .من جهة الغرابة والنكارة ونحوهما

كثيرا، فالعنعنـةفي الغالـب تكـون ممـن دون ) التغيير(يلحقها ) صيغ التحديث واألداء(إن - ٦، كما أن التصريح بالتحديث أحيانا قـد يكـون وهمـا ممـن دون المدلس أو الراوي عموما

وجـود علىباالتصـال بنـاءا المدلس، فالحكم بالتدليس بناءا على العنعنة فقط خطأ؛ والحكمخطأ، ومعرفة هذه األمور –مع مخالفتها جميع الطرق –طريق فيه التصريح بالتحديث فقط

.الرواة بدقةتكون باستقراء الروايات مع معرفة حال

مر على اإلحتمـال، ثـم تابعـه المدلس إذا لم يثبت سماعه لحديث بعينه من شيخه، وكان اال - ٧بعض الرواة، فـال يصـح أن تجعـل : على رواية ذلك الحديث عن ذلك الراوي الذي فوقه

.لذلك المدلس، الحتمال أن تكون للواسطة التي اسقطها بينه وبين شيخه –حينئذ –المتابعة

املصادر واملراجع قائمةمع شرحه الباعث الحثيث ألحمد محمد ) هـ٧٧٤ت(للحافظ ابن كثير اختصار علوم الحديث -

.م٢٠٠٣الطبعة الثانية سنة -شاكر، دار التراث، القاهرة، محمـد سـعيد .د: ، تحقيق)هـ٤٤٦ت(اإلرشاد، الخليل بن عبداهللا بن احمد الخليلي القزوني -

.هـ١٤٠٩رياض، الطبعة األولى عمر إدريس، مكتبة الرشد، ال

نقدية مقارنة، الدكتور خلدون األحدب، دار السعودية للنشر، دراسةاسباب اختالف المحدثين - .١٩٨٥جدة الطبعة األولى

.محمد عجاج الخطيب، دار الفكر بيروت –علومه ومصطلحه –أصول الحديث -

١٧٤

ـ - ـ ٨٥٢ت(قالني اإلفصاح في النكت على كتاب ابن الصالح لحافظ ابـن حجـر العس ، )هـ -هــ ١٤٠٨الطبعـة الثانيـة –الريـاض –ربيع بن هادي بن عمير، دار الراية : تحقيق .م١٩٨٨

ـ ٧٠٢ت(االقتراح في بيان الصطالح البن دقيـق العيـد - قحطـان : دراسـة وتحقيـق ) هـ .م١٩٨٢-هـ١٤٠٢ –بغداد –عبدالرحمن الدوري، مطبعة اإلرشاد

السيد هاشم النـدوي، دار : ، تحقيق)هـ٢٥٦ت(البخاري التاريخ الكبير، محمد بن اسماعيل - .الفكر، بيروت

وبهامشه فتح الباقي، دار ) هـ٨٠٦ت(وشرحها للحافظ زين الدين العراقي التبصرة والتذكرة - .الكتب العلمية، بيروت

احمـد : تحقيق) هـ٩١١ت(تدريب الراوي في شرح تقؤيب النواوي لجالل الدين السيوطي - .بيروت -ر الكتاب العربيعمر هاشم،نشر دا

ـ ٧٨٤ت(تذكرة الحفاظ، أبو عبداهللا شمس الدين الذهبي - دار احيـاء التـراث العربـي، ) هـ .بيروت

: ، تحقيق)هـ٨٥٢(تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، ابن حجر العسقالني - .عبدالغفار البنداري، ومحمد احمد عبدالعزيز، دار الكتب العلمية، بيروت

لتقييد واإليضاح لما اطلق واغلق من كالم ابن الصالح مع كتاب علوم الحديث البن الصالح ا -محمد راغـب الطبـاخ الحلبـي، : المصباح على مقدمة ابن الصالح لناشره: وعليه تعليقات

.مؤسسة الكتب الثقافية

ضـيح مع شـرحه تو ) هـ٨٤٠ت(ابن الوزير اليماني تنقيح االنظار في علوم اآلثار للعالمة -لـدين محمـد محيـي ا : االفكار لمعاني تنقيح األنظار، محمد بن اسماعيل الصنعاني، تحقيق

.، المدينة المنورةعبدالحميد، المكتبة السلفية

التنكيل بما في تأنيب الكوثري من أباطيل للعالمة عبدالرحمن بن يحيـى المعلمـي اليمـاني -الـدين االلبـاني، طبـع المكتـب ومعه تحقيقات وتعليقات الشيخ محمد ناصر ) هـ١٣٨٦(

.م١٩٨٦ -هـ١٤٠٦ –ة الثانية الطبع –االسالمي

، دار الفكر، بيـروت، الطبعـة االولـى، )هـ٨٥٢ت(تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقالني - .م١٩٨٤

) هـ٧٤٢ت(تهذيب الكمال في اسماء الرجال للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي - .م١٩٩٨مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة االولى، بشار عواد معروف،.د: تحقيق

–الكويت –تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان، نشر وتوزيع مكتبة دار التراث - .م١٩٨٤ -هـ ١٤٠٤-الطبعة السادسة

شرف الدين احمد، دار الفكـر، بيـروت، : ستي، تحقيقبالثقات، محمد بن حبان بن محمد ال - .م١٩٧٥الطبعة األولى،

١٧٥

جامع التحصيل في في احكام المراسـيل، الحـافظ صـالح الـدين أبـي سـعيد العالئـي -حمدي عبدالمجيد السلفي، مكتبة النهضة العربيـة، بيـروت، الطبعـة : ، تحقيق)هـ٧٦١ت(

.م١٩٨٦الثانية،

محمد السعيد بسـيوني زغلـول، : ، تحقيق)هـ٣٠٣(الجرح والتعديل البن أبي حاتم الرازي - .م١٩٨٨ -هـ ١٤٠٨بيروت، –الطبعة األولى –ة دار الكتب العلمي

صبحي السامرائي، وزارة : تحقيق )هـ٧٤٣ت(الخالصة في اصول الحديث للعالمة الطيبي - .م١٩٧٩ -هـ ١٣٩٩إحياء التراث اإلسالمي –االوقاف العراقية

.هـ١٤٠١بيروت، –، مؤسسة الرسالة )هـ٧٤٨ت(سير اعالم النبالء لإلمام الذهبي -

هـ ١٣٩٨بيروت، –، دار الكتب العلمية )هـ١٠١٤ت(ة الفكر للمال علي القاري شرح نخب - .م١٩٧٨-

.م١٩٨٧قاسم الشماعي، دار العلم، بيروت، الطبعة األولى، : صحيح البخاري، تحقيق -

موفـق عبـداهللا .د: مرو بن الصالح، تحقيقصيانة صحيح مسلم من اإلخالل والغلط، أبو ع - .هـ١٤٠٨مي، الطبعة األولى، بيروت، عبدالقادر، دار الغرب اإلسال

عبدالفتاح أبـو غـدة، : ظفر األماني بشرح الشريف الجرجاني في مصطلح الحديث، تحقيق - .هـ١٤١٦مكتبة المطبوعات اإلسالمية، الطبعة الثالثة، بيروت،

عاصم عبداهللا القريـوتي، مطبعـة المنـار، : طبقات المدلسين، ابن حجر العسقالني، تحقيق - .م١٩٨٣طبعة األولى، عمان، ال

الشـيخ صـبحي : علل احمد بن حنبل، احمد بن حنبل الشيباني، برواية المـروذي، تحقيـق - .م١٩٨٩السامرائي، مكتبة المعارف، الطبعة األولى، الرياض،

أبو طالب القاضي، حققه الشـيخ : ترتيب ،)هـ٢٧٩ت(علل الترمذي الكبير لإلمام الترمذي -عـالم –المعاطي النوري ومحمود محمد خليـل الصـعيدي صبحي السامرائي، والسيد أبو

.م١٩٨٥ -هـ ١٤٠٥الكتب، مكتبة النهضةالعربية، الطبعة االولى

ـ ٣٢٧ت(علل الحديث ألبي محمد عبدالرحمن الرازي، ابن اإلمام أبي حاتم الرازي - دار ) هـ .م١٩٨٥بيروت، –المعرفة

وصـي اهللا محمـد عبـاس، المكتـب :العلل ومعرفة الرجال لإلمام أحمد بن حنبل، تحقيق - .م١٩٨٨الطبعة االولى، – دار الخاني، بيروت، الرياض –اإلسالمي

، أبـو عمـرو عثمـان بـن عبـدالرحمن "مقدمة ابن الصالح:"علوم الحديث، المعروف بـ -نورالدين عتر، دار الفكـر، الطبعـة الثالثـة : ، تحقيق)هـ٦٤٣ت(الشهرزوري بن الصالح

.م١٩٨٤ -هـ ١٤٠٤

، دار العلم للماليين، بيـروت، الطبعـة الثالثـة صبحي الصالح.وم الحديث ومصطلحه، دعل - .م١٩٨١عشرة،

١٧٦

عبـدالعزيز : ، حقق اصله)هـ٨٥٢(فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقالني - .م١٩٨٩محمد فؤاد عبدالباقي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعةاألولى،: بن باز، ورقمه

ـ ٨٠٦ت(ث بشرح ألفية الحديث، زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقـي فتح المغي - ، )هـ .مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، بدون ذكر سنة الطبع: محمود ربيع، نشر: تحقيق

ـ ٩٠٢ت(فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، أبو عبداهللا محمد السخاوي - علـي : ، تحقيـق )هـ .هـ١٤١٢ري، الطبعة الثانية، حسن علي عبدالحميد، نشر دار اإلمام الطب

.م١٩٧٨زآبادي، دار الفكر، بيروت، والقاموس المحيط، الفير -

محمد بهجـة : قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، محمد جمال الدين القاسمي، تحقيق - .م١٩٧٩رضا، دار احياء السنة النبوية، بيروت، يدمحمد رش:البيطاروتقديم

عبدالفتاح أبـو : ، تحقيق)هـ١٣٩٤ت(حمد العثماني التهانوي قواعد في علوم الحديث لظفر ا - .م١٩٧٢ -هـ ١٣٩٢مكتبة المطبوعات اإلسالمية، الطبعة الثالثة، لبنان، : غدة، نشر

ـ ٨٤١ت(، أبو الوفـا الطرابلسـي الكشف الحثيث، ابراهيم بن سبط العجمي - : ، تحقيـق )هـ .م١٩٨٧صبحي السامرائي، عالم الكتب، الطبعة األولى،

احمد عمر هاشم، دار الكتاب : ، تحقيق)هـ٤٦٣ت(فاية في علم الرواية للخطيب البغدادي الك - .م١٩٨٦-١٤٠٦العربي، بيروت، الطبعة الثانية

، مطبعة السعادة، مصـر، )هـ٦٣٠) (ابن منظور(لسان العرب، جمال الدين محمد بن مكرم - .م١٩٦٣

.هـ١٣٢٩د، الطبعة األولى، لسان الميزان، الحافظ بن حجر العسقالني، طبعة حيدرآبا -

في علوم األثر، عبدالوهاب عبداللطيف مطبعـة )المختصروالمعتصر(المبتكر الجامع لكتابي - .هـ١٣٨٦مخيمر، القاهرة، الطبعة الثامنة،

، دار العربي، )هـ٣٥٤ت(المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين لإلمام ابن حبان - .هـ١٣٩٦حلب، الطبعة األولى،

ـ ٨٠٥(حاسن االصطالح وتضمين كتاب ابن الصالح، سراج الدين البلقيني م - ، مطبـوع )هـ .م١٩٧٤، بنت الشاطئ، دار الكتب، القاهرة عائشة: مع مع مقدمة ابن الصالح، تحقيق

نشر االستاذ معظم حسين، ) هـ٤٠٥ت(أبو عبداهللا الحاكم النيسابوري معرفة علوم الحديث، - .م١٩٧٧حيدرآبادالطبعة الثانية،

المرتضى الزين احمد، مكتبة : مناهج المحدثين في تقوية االحاديث الحسنة والضعيفة للدكتور - .م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥الرياض، الطبعة األولى –الرشد

.االرشاد –منتخب اإلرشاد ألبي يعلى الخليلي، انتخبه أبو طاهر السلفي -

" سل الخفـي وعالقتـه بالتـدليس مقدمة تمهيدية لكتاب المر"المنهج المقترح لفهم المصطلح، - .م١٩٩٦الشريف حاتم عارف العوني، دار الهجرة، الرياض، الطبعة األولى،

١٧٧

-هــ ١٤٠٨منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين العتر، دار الفكـر، دمشـق، - .م١٩٨٨

: ، تحقيق)هـ٧٣٣ت(بدر الدين بن جماعة المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، - هـ١٤٠٦محي الدين عبدالرحمن رمضان، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، .د

علي محمد البجاوي، دار المعرفـة، بيـروت، : ميزان االعتدال، شمس الدين الذهبي، تحقيق - .هـ١٣٨٢الطبعة األولى،

صالح محمد عويضـة، : نزهة النظر شرح نخبة الفكر، ابن حجر العسقالني، تحقيق وتعليق - .م١٩٨٩تب العلمية، بيروت، الطبعة األولى، دار الك

خبيـر : ، تحقيـق ودراسـة )هـ٨٨٥ت(النكت الوفية في شرح االلفية لبرهان الدين البقاعي - .خليل عبدالكريم، وهي رسالة ماجستير بالجامعة اإلسالمية، المدينة المنورة

دار احيـاء محمود الطنـاهي وطـاهر الـزاوي، : النهاية في غريب الحديث واألثر، تحقيق - .التراث العربي، بيروت

محمـد فـؤاد : ، تحقيـق )هـ٨٥٢ت(هدي الساري مقدمة فتح الباري، ابن حجر العسقالني - .م١٩٨٩الطبعة األولى، عبدالباقي، دارالكتب العلمية، بيروت،