ﻪﻨﻋ ﷲا ﻲﺿر ﻪﺟﺎﻣ ﻦﺑا مﺎﻣﻹ ا ﺔﻴﻘﻴﺒﻄﺗ ﺔﺳارد...
TRANSCRIPT
1
إلمام ابن ماجه رضي اهللا عنه ا
"دراسة تطبيقية " وكتابه السنن
ودراسة نماذج من أحاديثه مع شرحها من شروح السنن
) الزهد – األطعمة -كتاب الهبات(
الفرقة الرابعة"الحديث "
هـ1434 - هــ1433الفصل الدراسي االثاني من عام
8 ،7 ،6 رقم الشعبة من الثا:المستوى
)608 ،604 ، 602(أرقام القاعات رقية محمد المحارب. أستاذة المادة د
)سلم (8الحديث : اسم المادة ورمزها
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة ا!ميرة نورة بنت عبدالرحمن
كلية ا$داب
Kingdom of saudi Arabia
Ministry of Higher Education
Princess Nora
Bent Abdul Rahman Universty
ل�ستاذةالموقع ا�لكتروني
www.dr-roqaia.com
2
8:50 - 8:00 الوقت/ اليوم 9:00 –
9:50
10:00 -
10:50
11:00–
11:50
12:30-
13:20 13:30- 14:20
السبـت
حديث
6: شعبة/ 8: م
0.602
حديث
7: شعبة/ 8: م
0.604
ا حــد
حديث
8: شعبة/ 8: م
0.608
ا�ثنين
حديث
6: شعبة/ 8:م
0.602
ساعة مكتبية حديث
7: شعبة/ 8: م
0.604
الث�ثاء
حديث
8: شعبة/ 8: م
0.608 مجلس القسم ساعة مكتبية
او [email protected]: البريد ا!لكتروني
3
بسم اهللا الرحمن الرحيم
1ابن ماجه وكتابه السنن
: اسمه و نسبه
: قال ابن خلكان. هو اإلمام الحافظ الكبير أبو عبد اهللا محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزوينيبفتح القاف ": والقزويني" اآلخر هاء ساكنة، بفتح الميم والجيم وبينهما ألف، وفي": ماجه"
وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى قزوين، . وهي من أشهر مدن عراق العجم
: أين ولد ابن ماجه، ومتى
وال فتحت قزوين في خالفة عثمان بن عفان، وأصبح البراء بن عازب الصحابي الجليل أولومنذ ذلك الحين دخلها اإلسالم، واستوطنها الفاتحون العرب، ) م644= هـ24(عليها سنة
وتسرب إليها اللسان العربي، وما كاد يطل القرن الثالث الهجري حتى اكتسبت قزوين شهرة كبيرة الحافظ علي بن محمد أبي الحسن : في فن الحديث، وبرز فيه عدد كبير من المحدثين، مثل
. ، وابن ماجه صاحب السنن موضع حديثنا)م847= هـ233(فسي المتوفى سنة الطنا
:أين عاش ابن ماجه
= هـ209(استقبلت قزوين مولد أبي عبد اهللا محمد بن يزيد الربعي، المعروف بابن ماجه سنة وكانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم تموج بالحركة والنشاط العلمي، وتزخر بحلقات ) م824
1نورة الشھري. أعدته د
4
: والفقهاء، شأنها في ذلك شأن المراكز العلمية األخرى ذات اإلشعاع الحضاري، مثلالعلماء بغداد، والكوفة، والبصرة، ومرو، وأصفهان، وكانت الدولة العباسية تعيش أزهى فتراتها قوة
.وحضارة، وكان المأمون رجل المرحلة، ورائد النهضة ومفجر الطاقاتاته األولى؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات في هذا الجو العلمي عاش ابن ماجه حي
المحدثين التي امتألت بها مساجد قزوين، حتى حصل قدرا كبيرا من الحديث ثم تطلع إلى . الرحلة في طلب الحديث، وكانت من تقاليد العصر التي التزامها كبار المحدثين لمالقاة الشيوخ
: طلب الحديث رحلته في
وهو في ) م844= هـ 230(جه عن هذا التقليد العلمي المتبع، فخرج سنة ولم يشذ ابن ما : الثانية والعشرين من عمره في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى
.خراسان ، البصرة، الكوفة،بغداد، دمشق ، مكة، المدينة، مصر
اجه إلى قزوين، واستقر بها، وبعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عاما عاد ابن ممنصرفا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطالب من كل
.مكان
: شيوخ ابن ماجه
سمع من شيوخ البالد مثل محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار البصري الملقب بالزمن ومحمد وهشام بن عمار بن المفلسوجبارة ومحمد بن عبد اهللا بن نمير وأبي بكر بن أبي شيبة
وعمرو بن ومحمد بن بشار وأزهر بن مروان بن عمرو الدارميوعلقمة وداود بن رشيد بن رمح . الحديث وغيرهم من كبار األئمة وعلماء عثمان بن سعيد
5
:مؤلفاته تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه البداية بأنه تفسير حافل، وأشار إليه السيوطي في -1
.“اإلتقان في علوم القرآن"كتابه
كتاب في التاريخ ظل موجودا بعد وفاته مدة طويلة، فقد شاهده الحافظ ابن طاهر المقدسي -2ليه تعليقا بخط جعفر بن إدريس تلميذ ابن ماجه، ، ورأى ع)م1113= هـ507(المتوفى سنة
. وقال عنه ابن كثير بأنه تاريخ كامل، ووصفه ابن خلكان بأنه تاريخ مليح
هو مابقي من كتبه، وقد طبقت شهرته اآلفاق ، وبه عرف ابن ماجه، واحتل ” السنن“ كتاب -3 .مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين
:وفاة ابن ماجه
أمضى ابن ماجه بقية عمره في قزوين خادما للحديث معنيا بروايته، مقبال على تالميذه حتى توفي (.هـ886 من نوفمبر 20= هـ273 من رمضان 22(يوم االثنين،ودفن يوم الثالثاء الموافق
:وقد رثاه محمد بن األسود القزويني بأبيات أولها
ابن ماجهوضعضع ركنه فقد ...لقد أوهى دعائم عرش علم
:كما رثاه يحيى بن زكريا الطرائفي بقوله
...مساء بالغداة وبالعشي..أيا قبر ابن ماجه غثت قطرا
6
كتاب السنن البن ماجه
:مكانة كتاب سنن ابن ماجه بين كتب الحديث
:يعد سنن ابن ماجه
. بن ماجهسنن أبي داود والترمذي والنسائي وا: رابع كتب السنن المعروفة، وهي-1
متمم للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخاري ومسلم، وهي المراجع األصول -2 .للسنة النبوية
والمتقدمون من العلماء كانوا يعدون هذه الكتب األصول خمسة ليس من بينها سنن ابن ماجه، ك هو اإلمام غير أن المتأخرين أدخلوها ضمن الكتب الستة المعتمدة، وأول من جعلها كذل
الحافظ ابن طاهر المقدسي، الذي وضع كتابا في شروط األئمة الستة، وآخر في أطراف الكتب . الستة، أي في جميع األحاديث التي تشتمل عليها، وبعد ذلك اتفق معه في الرأي جميع األئمة
7
مالك أم موطأ اإلمام: وكان العلماء قد بحثوا أي المصنفين يكون السادس بين كتب الصحاح= هـ1143(سنن ابن ماجه، ويجيب على هذا العالمة المحدث عبد الغني النابلسي المتوفى سنة
وقد ": "ذخائر المواريث في الداللة على موضع الحديث: "، فيقول في مقدمة كتابه)م1730اختلف في السادس، فعند المشارقة هو كتاب السنن ألبي عبد اهللا محمد بن ماجه القزويني،
عند المغاربة الموطأ لإلمام مالك بن أنس، ولكن عامة المتأخرين اتفقوا على أن سنن ابن ماجه و ". هو أولى من الموطأ، وهو السادس في الصحاح
". وقدموه على الموطأ لكثرة زوائده على الخمسة بخالف الموطأ: "وقال السخاوي
:منهج ابن ماجه في السنن
:ا هوكان منهج ابن ماجه في كتابه هذ
رتبه على كتب وأبواب، حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثالثين كتابا، وخمسمائة وألف - 1 .باب
قد أحسن ابن ماجه وأجاد حينما بدأ سننه بباب إتباع سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، -2 . وساق فيه األحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها
أربعة آالف وثالثمائة وواحدا وأربعين حديثا، ومن هذه ) 4341:(ديثه عدد أحا-3ثالثة آالف واثنان اشترك معه في تخريجها أصحاب بقية الكتب الستة، ) 3002(األحاديث
ألف وثالثمائة وتسعة وثالثين حديثا، وهي الزوائد على ما جاء في ) 1339(وانفرد هو بتخريج) 119(ثمانية وعشرون وأربعمائة حديث صحيح اإلسناد، و) 428(بقية الكتب الستة، من بينها
8
إنه انفرد بأحاديث : "تسعة عشر ومائة حديث حسن اإلسناد، وهذا ما أشار إليه ابن حجر بقوله ". كثيرة صحيحة
جملة من التعليقات، " سنن ابن ماجه"كغيره من كل الكتب القى : نقد العلماء لكتاب السنن-4لقبول، وأحيانا أخرى بالنقد والتجريح، وهو ليس مصونا عن الخطأ، فلم يولد بعد أحيانا بالرضا وا
الصحيح " سنن ابن ماجه"من يؤلف كتابا ال ينتقده هو نفسه ولو بعد حين من الدهر، فكان في والحسن والضعيف، بل والمنكر والموضوع، ولكن على قلة، فاألحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة
.اديث الكتاب، التي تزيد عن أربعة آالف حديث، فهي لم تـغض من قيمة الكتابإلى جملة أح
سنن أبي عبد اهللا كتاب حسن لوال ما كدره من أحاديث واهية ليست : "وقد قال الذهبي ". بالكثيرة
أظن إن وقع : عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه، وقال: فعن ابن ماجه قال: "وقال أيضالعل ال يكون فيه تمام ثالثين حديثا : أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قالهذا في
". مما في إسناده ضعف
وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير، وقليل من : "معلقا) الذهبي(وقال حة الساقطة، فإنما عنى بثالثين حديثا األحاديث المطر - إن صح-الموضوعات، وقول أبي زرعة
". وأما األحاديث التي ال تقوم بها حجة فكثيرة، لعلها نحو األلف
كتابه في السنن جامع جيد كثير : "وال يفوتنا هنا أن نورد تعليق الحافظ ابن حجر حين يقولمهما انفرد بخبر : األبواب والغرائب، وفيه أحاديث ضعيفة جدا حتى بلغني أن السري كان يقول
غالبا، وليس األمر في ذلك على إطالقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث فيه هو ضعيف ".منكرة، واهللا تعالى المستعان
9
وقد أفرد زوائد السنن العالمة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتاب .وخرجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف
:بن ماجهشروح سنن ا
هذا ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أواله كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون :في شروحه، ويضعون عليه من تعليقاتهم، وكان من ذلك
" زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة " كتب ) 804ت ( ابن الملقن عمر بن علي -1 ".لى سنن ابن ماجهما تمس إليه الحاجة ع" وشرحها في
ما تدعو " له ) 913( الشيخ محمد بن رجب بن عبدالعال الزبـيري القاهري الشافعي ت -2 إليه الحاجة على سنن
.مخطوط" ابن ماجه
كتب على ابن ماجه شرحا ) 808ت ( محمد بن موسى بن عيسى الدميري األصل القاهري -3 .ت قبل تحريره وتبييضهما" الديباجة" في نحو خمس مجلدات سماه
هـ 567ت ( أبو الحسن علي بن عبداهللا األنصاري األندلسي المالكي المعروف بابن النعمة -4 له شرح ذكره )
.28/ 2إسماعيل باشا في إيضاح المكنون
10
ولم " اإلعالم بسنته عليه السالم " له ) هـ 762ت ( عالء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي -5
.يكمله
له تعليق ) هـ 841ت ( إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي - 6 .على سنن ابن ماجه
الديباجة لتوضيح منتخب ابن ماجه " له ) هـ 844ت ( محمد بن عمار المعروف بابن عمار -7 "ةالغيوث الثجاج" وهو شرح لمختصره البن ماجه سماه , 213توشيح الديباج للقرافي " مصباح الزجاجة على "له حاشية سماها ) هـ 911ت ( عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي -8
"سنن ابن ماجه كفاية " له حاشية سماها ) هـ 1138ت ( أبو الحسن محمد بن عبدالهادي السندي -9
الحاجة في شرح ابن ماجه .له حاشية على السنن ) هـ 1264ت ( محمد بن علي العمراني -10
إنجاح الحاجة شرح "له حاشية سماها ) هـ 1296ت ( محمد عبدالغني المجددي الحنفي- 11 “سنن ابن ماجه
نور مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه " له ) هـ 1306ت ( علي بن سليمان البجمعوي -12."
له حاشية مختصرة على ) هـ 1315ت ( فخر الحسن بن عبدالرحمن الحنفي الكنكوهي -13 , ماجه ابنرفع " ترجم السنن إلى األوردية ثم شرحه وسماه ) هـ 1338ت ( وحيد الزمان اللكنوي -14
".العجاجة عن سنن ابن ماجه
11
. له حاشية على ابن ماجه ) هـ 1352ت ( محمد أنور الكشميري بن معظم شاه الحنفي -15 . سنن ابن ماجه له شرح على) هـ 1361ت ( محمد بن يوسف السورتي الهندي -16 " مفتاح الحاجة بشرح سنن ابن ماجه " له ) هـ 1366تقريبا ( محمد العلوي -17
شرح بعض سنن ابن ) هـ 1381ت ( شرف الدين ابن إمام الدين الدهلوي الفنجاني -18 . ماجه .له شرح على ابن ماجه) م 1974ت ( عبدالسالم بخش البستوي -19 " مفتاح الحاجة " له حاشية سماها , نجاني حزاروي محمد بن عبداهللا ب-20 .له شرح سنن ابن ماجه , إشفاق الرحمن الحنفي الكاندهلوي -21 " .الكواكب الوهاجة بشرح سنن ابن ماجه " محمد المنتقى الكشناوي الكوماسي له -22 إتحاف ذوي التشويق والحاجة" محمد الحفيد بن عبدالصمد الحسيني له -32
: كتب حول السننممن
: ” المجرد في أسماء رجال ابن ماجه" له ) هـ 748ت ( محمد بن أحمد الذهبي الحافظ -1 .وهو الذين تفرد بهم عن البخاري ومسلم
مصباح الزجاجة في زوائد ابن " له ) هـ 840ت ( أحمد بن أبي بكر الكناكي البوصيري -2 " ماجه
الغيوث الثجاجة في "اختصر السنن في ) هـ 844ت ( محمد بن عمار المعروف بابن عمار -3 ".منتخب ابن ماجه
" ما تمس إليه الحاجة لمن يطالع سنن ابن ماجه" محمد عبدالرشيد النعاماني له-4 . ابن ماجه وسننه" محمد فؤاد عبدالباقي له -5
12
”ضعيف ابن ماجه " و له " صحيح ابن ماجه " محمد ناصر الدين األلباني له -6رسالة ماجستير في جامعة أم " المتروكون الذين انفرد بهم ابن ماجه " له , عبداهللا مراد علي -7
.هـ1393 مكة –القرى رسالة " دراسة رجال ابن ماجه الذين تفرد بهم عن بقية الستة " له , محمد ناصر القرني -8
الرياض–ماجستير في جامعة اإلمام
. غير معروف المؤلف " ن ماجه المنتقى من غرائب السنن الب-9
13
"كتاب الهبات "
: المقدمة
: تعريف الهبة
تمليك عين بعقد على غير عوض معلوم في : بكسر الهاء ، مصدر وهبت، وهي شرعا : لغة ]1[.الحياة
]2[:وللهبة أركان وشروط وأنواع نجملها فيما يلي
:هبةأركان ال: أوال
. الهبة- الموهوب له -الواهب : أركان الهبة ثالثة هي
اتفق العلماء على أنه تجوز هبته إذا كان مالكا للموهوب ، صحيح الملك وذلك : الواهب-1 .واختلفوا في حال المرض وفي حال السفه والفلس. إذا كان في حال الصحة وحال إطالق اليد
ه تشبيها بالوصية وال خالف بينهم أنه إذا صح من مرضه أن أما المريض فقال الجمهور إنها في ثلث .الهبة صحيحة
.وأما السفهاء والمفلسون فال خالف عند من يقول بالحجر عليهم أن هبتهم غير ماضية
14
.وهو كل شيء صح ملكه: الموهوب-2
.واشترطوا فيه أن يكون ممن يصح قبوله وقبضه: الموهوب له-3
:شروط الهبة: ثانيا
:للهبة شروط أهمها
: القبض-1
الموهوب ويحوزه، والقبض عند مالك من شروط التمام ال من ومعناه أن يقبض الموهوب لهشروط الصحة لكن لو تأنى الموهوب له عن طلب القبض حتى أفلس الواهب أو مرض بطلت
.الهبة
.والقبض عند أبي حنيفة والشافعي من شروط الصحة
ة بالعقد وليس القبض من شروطها أصال ،ال من شروط التمام وال من شروط وعند أحمد تصح الهب .صحة
:أنواع الهبات: ثالثا
.هبة العين، وهبة المنفعة: للهبات نوعان، هما
.ومنها ما يقصد به الثواب ، ومنها ماال يقصد به الثواب: هبة العين-1
. ومنها ما يقصد به وجه المخلوقوالتي يقصد لها الثواب منها ما يقصد به وجه اهللا ،
15
فأما الهبة لغير ثواب فال خالف في جوازها ، وأما هبة الثواب فاختلفوا فيها فأجازها مالك وأبو .حنيفة ، ومنعها الشافعي
: هبة المنفعة-2
وأما هبات المنافع ، فمنها ماهي مؤجلة وتسمى عارية ومنحة ونحوه، ومنها مايشترط فيها مابقيت .موهوب له، وتسمى العمرىحياة ال
الـحــديث األول من كتاب الهبات
اشهد أني : فقال .rانطلق به أبوه يحمله إلى النبي : عن النعمان بن بشير رضي اهللا عنهما،قال : قال" فكل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان؟:" قال.قد نحلت النعمان من مالي كذا وكذا
16
. بلى:قال " أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟:"قال" ا غيرىفأشهد على هذ"قال. ال ]3[".فال إذا"قال
: تخريج الحديث
حدثنا أبو بشر،بكر بن خلف ،حدثنا يزيد بن زريع ، : كتاب الهبات،قال أخرجه ابن ماجه في .فذكره...عن داود بن هند ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير
.وأخرجه مختصرا من طريق حميد بن عبدالرحمن، ومحمد بن النعمان بن بشير به
، من طريق حميد بن عبدالرحمن ، ]4[والحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الهبة .الشعبي، من طريق عامر ]6[ ، وكتاب الشهادات]5[و في كتاب الهبة . ومحمد بن النعمان
، من طريق حميد بن عبدالرحمن ، ومحمد بن النعمان بن بشير ، ]7[ومسلم في كتاب الهبات .وعروة بن الزبير، والشعبي
.ربعتهم عن النعمان بن بشير رضي اهللا عنهما، يزيد بعضهم على بعض في الحديثأ
: راوي الحديث
إلى r النعمان بن بشير بن سعد األنصاري الخزرجي، أول مولود لألنصار بعد هجرة النبي حديثا ، اتفق له الشيخان على خمسة منها،) 124(له . المدينة، ولذلك عد من صغار الصحابة .وانفرد البخاري بحديث ومسلم بأربعة
.ابنه محمد ، وعامر الشعبي وطائفة: روى عنه
]8[.هـ 64وكان فصيحا ، ولي الكوفة ودمشق وحمص ، وقتل بالشام سنة
17
: غريب الحديث
]9[.النحل يروى بالكسر وفتح الحاء، جمع نحلة، وهي العطية بالعوض": نحلت:" قوله
]10[: شرح الحديث
- بضم الجيم وخفة الالم-هو بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجالس": انطلق به أبوه:" قوله- .هـ، ويقال إنه أول من بايع أبابكر من األنصار13الخزرجي ، شهد بدرا وغيرها ، ومات سنة
وهب بشير بن سعد ابنه النعمان رضي اهللا عنهما غالما كما جاء ": من مالي كذا وكذا:" قوله- ]11[.في رواية لمسلم
في هذا الحديث أنه ينبغي أن يساوي بين أوالده في الهبة ويهب لكل واحد منهم مثل - .اآلخر وال يفضل
حيح ويساوي بين الذكر واألنثى ، وقال بعض الشافعية يكون للذكر مثل حظ األنثيين، والص .المشهور أنه يسوى بينهما لظاهر الحديث
واختلف الفقهاء في معنى التسوية هل هو على الوجوب أو على الندب؟
فأما مالك وأبو حنيفة والشافعي فأجازوا أن يخص بعض بنيه دون بعض بالنحلة والعطية وهو .مكروه وليس بحرام والهبة صحيحة، والتسوية أحب إلى جميعهم
18
وعنده أن الهبة باطلة ، وروي عنه أنها تصح ، وروى عنه أن التفاضل . هو حرام: د وقال أحم .يجوز لسبب كأن يحتاج الولد لزمانته أو دينه أو نحو ذلك
.وبغيرها من ألفاظ الحديث" ال أشهد على جور:" واحتج برواية
عقوق محرمان واحتجوا أيضا بأن التسوية مقدمة لواجب وهو صلة الرحم،ألن قطع الرحم وال .فالمؤدي إليهما حرام، والتفضيل يؤدي إليهما
سووا بين أوالدكم في العطية ، فلو كنت :" واستأنسوا بحديث ابن عباس رضي اهللا عنهما ، رفعه ]12["مفضال أحدا لفضلت النساء
ولو كان حراما أو باطال لما : قالوا". فأشهد على هذا غيري:" r واحتج الشافعي وموافقوه بقوله األصل في كالم الشارع غير هذا ، ويحتمل عند : قاله تهديدا ،قلنا: فإن قيل.قال هذا الكالم
ال أشهد :" الوجوب أو الندب فإن تعذر ذلك فعلى اإلباحة، وأما قولهإطالقه صيغة أفعل علىفليس فيه أنه حرام، ألن الجور هو المسيل عن االستواء واالعتدال ، وكل ما خرج عن "على جور
.االعتدال فهو جور سواء كان حراما أو مكروها
. في الحديث جواز رجوع الوالد في هبته للولد -
لة خالف ، فعند الشافعي وأحمد ليس للواهب أن يرجع فيما وهب إال الذي وفي هذه المسأاألم والجد،إال أن يكون الموهوب له يتيما فاليجوز : ينحله األب البنه، ويدخل في معنى األب
.الرجوع في هبته
وقال أبو حنيفة وأصحابه من وهب هبة لذي رحم ولدا كان أو غيره فالرجوع له فيها ألنها .قة سواء إذا أراد بها صلة الرحموالصد
19
والمشهور من مذهب مالك أن لألب أن يرجع في هبته لولده، إذا كان الولد الموهوب له لم يستحدث دينا يداينه الناس ويأمنونه عليه من أجل تلك الهبة أو ينكح ،فإذا تداين أو نكح لم
.يكن لألب حينئذ الرجوع فيما وهب له
الندب إلى التألف بين اإلخوة ، وترك مايوقع بينهم الشحناء أو يورث وفي الحديث أيضا - .عقوق اآلباء
وأن عطية األب البنه الصغير في حجره التحتاج إلى قبض ، وأن اإلشهاد فيها يغني عن - .القبض
. وفي الحديث أيضا كراهة تحمل الشهادة فيما ليس بمباح -
فكل بنيك :" لحاكم والمفتي عما يحتمل االستفصال ، لقوله وفيه مشروعية استفصال ا- ".نحلت
. وفيه توجيه للحاكم والمفتي بتقوى اهللا في كل حال-
. وفي الحديث أحكام أخرى غير ماتقدم-
.3/89سبل السالم، ]) 1([
.248- 2/245بداية اتهد، : انظر]) 2([
.795/ 2) 2375(باب الرجل ينحل ولده، ]) 3([
.2/913)2446...(باب اهلبة للولد وإذا أعطى بعض ولده شيئا مل جيز حىت يعدل بينهم]) 4([
20
2/914)2447(باب اإلشهاد يف اهلبة، ]) 5([
.938/ 2) 2507(باب اليشهد على شهادة جور إذا شهد ]) 6([
.3/1241) 1623(باب كراهة تفضيل بعض األوالد يف اهلبة]) 7([
، ذيب 62/116، تاريخ دمشق 2/775التعديل والتجريح: انظر ترمجته يف]) 8([، خالصة تذهيب ذيب 2/322، الكاشف 411/ 3،سري أعالم النبالء 29/411الكمال، تقريب ،10 / 399ذيب التهذيب6/440، اإلصابة يف متييز الصحابة 1/402الكمال
.563/ 1التهذيب
.2/6مشارق األنوار،: انظر]) 9([
، شرح 143/ 13، عمدة القاري211/ 5، الفتح 2/67رح سنن ابن ماجه للسندي ش:انظر]) 10([، فيض 4/52، شرح الزرقاين7/223، التمهيد البن عبدالرب 65/ 11النوري على صحيح مسلم
، 246/ 2بداية اتهد : ، وانظر أيضا 115/ 6،نيل األوطار3/89، سبل السالم 1/126القدير .390/ 5واملغين
.65/ 11شرح النووي على صحيح مسلم :انظر]) 11([
، والطرباين يف املعجم 512/ 1)454(أخرجه احلارث بن أيب أسامة يف مسنده ]) 12([قال ابن حجر يف الفتح . وغريهم6/177)11780(، والبيهقي354/ 11)11997(الكبري
.إسناده حسن: 5/214
21
"كتاب الهبات " الحديث الثاني من
حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ،تنا يحي بن زكريا بن أبي زائدة، عن : رحمه اهللا]1[قال ابن ماجهال عمرى ، فمن :" rقال رسول اهللا : ،قال tمحمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة
".أعمر شيئا فهو له
: تخريج الحديث
والنسائي في السنن الكبرى، من . بن أبي زائدة، من طريق ا]2[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه .]4[، ومن طريق عيسى ، وعبدة بن سليمان]3[طريق إسماعيل بن كثير
.، من طريق إسماعيل]5[والطحاوي في شرح معاني اآلثار
.عن محمد بن عمرو به بنحوه) ابن أبي زائدة، وإسماعيل، وعيسى، وعبدة( أربعتهم
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ، رواه أبو داود : ، وقال]6[وأورده البويصري في مصباح الزجاجةوله شاهد من حديث جابر " العمرى جائزة:" مقتصرا على قولهtفي سننه من حديث أبي هريرة
22
ابن ماجه من حديث زيد بن رضي اهللا عنهما، رواه األئمة الستة، ورواه أبو داود ، والنسائي، و .tثابت
:دراسة اإلسناد
وكيع بن : روى عن. عبد اهللا بن محمد بن إبراهيم العبسي الكوفي: أبو بكر بن أبي شيبة هو -1 .البخاري، وابن ماجه، وطوائف: وعنه. الجراح، وسفيان بن عيينة، وخلق كثير
قال عمرو بن . ن حافظا للحديثوكا: ثقة، زاد العجلي: قال العجلي، وأبو حاتم، وابن خراش .ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة: علي
.ثقة حافظ صاحب تصانيف: قال ابن حجر
).]7[(أخرج له الستة سوى الترمذي. مات سنة خمس وثالثين ومئتين
.الهمداني ، أبو سعيد الكوفي: يحي بن زكريا بن أبي زائدة-2
.شعبة بن الحجاج، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وطائفة: روى عن
.أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلق: وعنه
.ثقة: قال أحمد بن حنبل، ويحي بن معين وغيرهما
انتهى العلم إلى ابن عباس رضي اهللا عنهما في زمانه، ثم إلى الشعبي في : علي بن المدينيوقال .زمانه، ثم إلى يحي بن أبي زائدة في زمانه
.ثقة متقن: قال ابن حجر
23
]8[.وروى له الجماعة.مات سنة أربع وثمانين ومئة
.أبو الحسن، المدني: بن علقمة بن وقاص الليثي، أبو عبداهللا، وقيل: محمد بن عمرو -3
يحيى بن : وعنه. أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ونافع مولى ابن عمر، وخلق: روى عن .يد بن هارون، وخلقسعيد القطان، ويز
.اختلفوا فيه، فمنهم من وثقه بإطالق، ومنهم من تكلم فيه من قبل حفظه
ثقة، وكان : وقال ابن المديني. لم يكن به بأس: فأما من وثقه بإطالق، فكما قال ابن المبارك: وقال النسائي. ثقة: وقال أحمد بن مريم، عن ابن معين .يحيى بن سعيد يضعفه بعض الضعف
.ثقة: وقال ابن شاهين. ثقة: وقال في موضع آخر. به بأسليس
: و أما الذين تكلموا فيه من قبل حفظه
وسئل عن سهيل بن أبي صالح، ومحمد –سمعت يحيى بن سعيد القطان : قال علي بن المدينيمحمد بن : قلت ليحيى: وقال علي. محمد بن عمرو أعلى منه: فقال– بن علقمة ابن عمرو
ليس هو ممن تريد، وكان : ال بل أشدد، قال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: هو؟ قالعمرو كيفوسألت مالكا عن : قال يحيى. حدثنا أشياخنا أبو سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: يقول
.محمد ابن عمرو، فقال فيه نحوا مما قلت لك
فرجل صالح ليس بأحفظ و أما محمد بن عمرو: قال يحيى القطان: وقال إسحاق بن حكيم . الناس للحديث
.كان كثير الحديث، يستضعف: وقال ابن سعد
24
سئل يحيى بن معين : واختلف فيه قول ابن معين، ووثقه كما سبق، وقال أبو بكر بن أبي خيثمهكان يحدث : وما علة ذلك؟ قال: قيل له. مازال الناس يتقون حديثه: عن محمد بن عمرو، فقال
. ة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرةمرة عن أبي سلم
ابن عجالن أوثق من محمد بن عمرو، ومحمد بن عمرو أحب إلي من : وقال ابن معين أيضا .محمد بن إسحاق
.ليس بقوي الحديث، ويشتهى حديثه: قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
.ى الضعف ما هوهو وسط، وإل: وقال يعقوب بن شيبة
.صالح الحديث، يكتب حديثه، وهو شيخ: وقال أبو حاتم
.كان يخطئ: وثقه ابن حبان وقال
له حديث صالح، وقد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد منهم يتفرد عنه : قال ابن عديبنسخة، ويغرب بعضهم على بعض، وروى عنه مالك غير حديث في الموطأ، و أرجو أنه ال بأس
.به
ذكر ابن عبد البر في تجريد التمهيد أن ليس له في الموطأ سوى حديث واحد : قلت ).]9[(مسند
حديثه في عداد : وقال في السير. ر، حسن الحديثشيخ مشهو : قال الذهبي في الميزان .الحسن
.صدوق له أوهام: وقال ابن حجر
25
هو صدوق في نفسه،إال أنه أتي من قبل حفظه، فأنزله ذلك عن مرتبة الثقات، ولم يلحق : قلت .بمرتبة الضعفاء فهو وسط بينهما، وهو عندي كما قال ابن حجر، واهللا أعلم
في .روى له البخاري مقرونا بغيره، ومسلم. ة، وقيل غير ذلكمات سنة خمس و أربعين ومئ ).]10[(المتابعات، واحتج به الباقون
إسماعيل، : اسمه عبد اهللا، وقيل: قيلحمن بن عوف الزهري المدني، بن عبد الر : أبو سلمة-4 .اسمه و كنيته واحد: وقيل
محمد بن عمرو بن علقمة، وابنه عمر : وعنه. ، وخلق كثيرyأبي هريرة، وأسامة بن زيد : روى عن .بن أبي سلمة، وخلق كثير
.ثقة مكثر: قال ابن حجر. وثقه ابن سعد، و أبو زرعة، وغيرهما
).]11[(روى له الجماعة. ات سنة أربع و تسعين، وقيل غير ذلكم
: الحكم على اإلسناد
.وق له أوهام، وباقي رجاله ثقاتمدار على محمد بن عمرو بن علقمة وهو صد
بن علقمة برواية الحديث بهذا اللفظ ، فقد تفرد محمد بن عمرو ]12[ولكن في اإلسناد علةن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اهللا عنه مرفوعا، أما باقي أصحاب أبي سلمة فيروونه عنه، عن ع
.جابر بن عبداهللا رضي اهللا عنهما مرفوعا
يرويه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي : وقد سئل الدار قطني عن هذا الحديث فقال، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، ]13[هريرة رضي اهللا عنه مرفوعا، ورواه صالح بن أبي األخضر
]t. ]14 مرفوعا أيضا ، والصحيح عن الزهري، عن أبي سلمة ، عن جابر tعن أبي هريرة
26
هذا الوجه وهو ممن اليحتمل تفرده فاإلسناد محمد بن عمرو بن علقمة قد تفرد به من: قلت .، أما المتن فقد صح من حديث جابر ال أبي هريرة رضي اهللا عنهما، واهللا أعلم]15[شاذ
:غريب الحديث
ضم الميم مع ضم : القصر، وحكيبضم العين المهملة وسكون الميم مع:العمرى" عمرى:" قولهوهي مأخوذة من العمر وهو الحياة ، ). العمرى( ، وحكي فتح أوله مع السكون )لعمرى( أوله
أعمرتك إياها ، أي : سميت بذلك ألنهم كانوا في الجاهلية يعطي الرجل الرجل الدار ويقول له ]16[.أبحتها لك مدة عمرك وحياتك، فقيل لها عمرى لذلك
العمرى هبة شيء مدة عمر الموهوب له أو الواهب بشرط : ]17[قال الجرجاني في التعريفات .االسترداد بعد موت الموهوب له
:شرح الحديث
قال ". أعمر: " r قد يغلط بعض طلبة الحديث في قراءة متن الحديث ، عند قراءة قوله - في العمرى rومما يغلط في إعرابه أيضا قوله : ،]18[ثين العسكري في كتابه تصحيفات المحد
مكسورة ، ومن اليعلم يرويه األلف مضمومة والميم " فمن أعمر عمرى فهي لمن أعمرها:" والرقبى .من أعمر عمرى، بفتح األلف والميم، فيفسد المعنى:
معنى التصحيف، وقولهم : ، قال]19[ومعنى التصحيف ذكره العسكري في كتابه المذكور : قلتالصحفي الذي يروي الخطأ على قراءة الصحف باشتباه : صحفي، نقد قال الخليل بن أحمد
أصل هذا أن قوما كانوا أخذوا العلم من الصحف من غير أن يلقوا فيه : وقال غيره.الحروف صحفوا ، أي قد رووه عن الصحف ،فهو قد: العلماء، فكان يقع فيما يرويه التغيير، فيقال عندها
.مصحف
27
تحويل الكلمة : التصحيف تعريفا شامال ومانعا بأنه]21[ والصنعاني ]20[وقد عرف السخاوي .عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها
وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع ماسماه : ]22[قال أسطيري جمال في كتابه التصحيف .السلف من المحدثين تصحيفا
لمن وهبت له، جاءت الشريعة بتقرير العمرى، ففي الحديث داللة على شرعيتها وأنها مملكة- ]23[.وإليه ذهب العلماء كافة إال رواية عن داوود أنها التصح
: اختلف العلماء إلى ماذا يتوجه التمليك-
وعند مالك إلى المنفعة دون الرقبة، فال تملك . لجمهور أنه يتوجه إلى الرقبة كغيرها من الهباتفا .بها الرقبة بحال، ويكون للمعمر السكنى فإذا مات عادت إلى المعمر
:]24[ للعمرى ثالثة أحوال-
أعمرتكها ويطلق، فهذا تصريح بأنها للموهوب له، يمتلكها ملكا : وهي أن يقولالمطلقة،: األولمؤبدا، وبذلك قال الحنفية ومالك وأحمد، وأحد قولي الشافعي، وله قول آخر أنها تكون عارية
.الكترجع بعد الموت للم
هي لك ولعقبك من بعدك، أو يأتي بلفظ يشعر بالتأبيد، فهذه : وهي أن يقولالمؤبدة،: الثانيحكمها حكم الهبة عند الجمهور، وروي عن مالك أنه يكون حكمها حكم الوقف، إذا انقرض .المعمر وعقبه رجعت إلى الواهب، واألحاديث القاضية بأنها ملك للموهوب له ولعقبه ترد عليه
.هي لك ماعشت فإذا مت رجعت إلي: أن يقولالمقيدة،: ثالثال
]25[:واختلف العلماء في ذلك على قولين
28
ذا مات المعمر رجعت إلى المعمر، وبه قال مالك، وهو أحد قولي وإ صحة العقد والشرط،-1إنما العمرى التي : واحتجوا بقول جابر بن عبداهللا رضي اهللا عنهما. الشافعي، ورواية عن أحمد
أجاز رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن يقول هي لك ولعقبك، فأما إذا قال هي لك ما عشت، ]26[.فإنها ترجع لصاحبها
هذا اجتهاد من جابر بن عبداهللا، : نقال عن فتح الودود]27[قال العظيم آبادي في عون المعبودوالمفهوم ال يعارض ..." أيما رجل أعمر عمرى له ولعقبه:" ولعله أخذه من مفهوم حديث
.المنطوق، وال حجة في االجتهاد، فال يخص به األحاديث المطلقة
، وهذا قول الشافعي الجديد وقول أبي حنيفة، تكون للمعمر ولورثته ويسقط الشرط أنها-2 .وظاهر المذهب الحنبلي نص عليه أحمد
.واستدلوا باألحاديث المطلقة التي ذكرت ، وهي صريحة في إبطال الشرط
: " قالr بنفسه، ومنها أن رسول اهللا tكما أن عددا من األحاديث التي استدلوا بها يرويه جابر ]28["من أعمر رجال عمرى له ولعقبه فقد قطع قوله حقه فيها، وهي لمن أعمر ولعقبه
.رط تصبح العمرى هبة مؤقتة، والهبة اليجوز فيها التأقيتوألنا لو أجزنا هذا الش: قالوا
لم يكن ولم يفسدها الشرط ألنه ليس بشرط على المعمر وإنما شرط ذلك على ورثته ، ومت .الشرط مع المعقود معه لم يؤثر فيه
ما مال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب اهللا ، من اشترط شرطا :" rواستدلوا أيضا بقوله ]29[.متفق عليه" ليس في كتاب اهللا فليس له وإن اشترط مئة شرط
29
.796/ 2) 2379(رى كتاب اهلبات، باب العم]) 1([
)2) (22615 (4 /509.
30
)3) (6584 (4/134.
)4) (6585(
)5) (5861 (4 /92.
)6) (840 (2 /39.
).3575(، التقريب )3509( ،10ذيب الكمال )492(املعجم املشتمل : انظر ترمجته يف]) 7([
)7548(، والتقريب 20 /77) 7420(ذيب الكمال : انظر ترمجته يف]) 8([
عن حممد بن ) 2072(2/136وهو ما رواه مالك يف كتاب اجلامع، باب ما يؤمر من التحفظ ) ]9([ إن الرجل ليتكلم «: قالrعمرو بن علقمة، عن أبيه ، عن بالل بن احلارث املزين، أن رسول اهللا
.احلديث» ..... بالكلمة من رضوان اهللا
، التاريخ الكبري 2/533، تاريخ الدوري )94(ين سؤاالت ابن أيب شيبة للمدي: أنظر ترمجته يف]) 10([، الثقات )138 (8، اجلرح و التعديل )1667(4، الضعفاء الكبري )244(، أحوال الرجال )583(1، جتريد التمهيد 2/454، اجلمع )105(2، التعديل و التجريح )1207(، ثقات ابن شاهني 7/377
، الكاشف )3912(2، الديوان )46(6، السري ) ، 17)6102ذيب الكمال160صفحة ، خمتصر )397(، البيان و التوضيح )4238 (10، إكمال التهذيب )8015(3، امليزان )5087(2
، حترير التقريب )6188(، التقريب 441، اهلدي صفحة )619(9، التهذيب )1693(الكامل 3)6188.(
، التقريب )8003( ،21ذيب الكمال 1/558املعرفة و التأريخ : انظر ترمجته يف]) 11([)8142.(
31
.ضعيف يعترب به): 2844(قال عنه احلافظ يف التقريب ) 2(
. يف احلديث سندا أو متنا ، لفظا أو معىن، ظهر أم خفي - ولو مل يقدح -هي كل ما أثر : العلة) 3(ن رزقه هو من أغمض أنواع علوم احلديث ، وأدقها ، وال يقوم به إال م:" قال ابن حجر عن هذا العلم
اهللا فهما ثاقبا وحفظا واسعا، ومعرفة مبراتب الرواة ، وملكة قوية باألسانيد واملتون، ولذا مل يتكلم فيه إال نزهة النظر البن حجر، : انظر".القليل من أهل هذا الشأن كعلي بن املديين وأمحد بن حنبل والبخاري
.10، قواعد العلل وقرائن الرتجيح لعادل الزرقي، ص89ص
.285/ 9) 1764(العلل الواردة يف األحاديث النبوية) 4(
196علوم احلديث ومصطلحه،ص : هو خمالفة الثقة ملن هو أوثق منه، انظر: الشاذ) 5(
.78/ 2، غريب احلديث البن سالم 119/ 6نيل األوطار : انظر) 6(
)7 (1 /203
])18 ([1 /352.
])19 ([1 /24.
.72/ 3اويفتح املغيث للسخ: انظر]) 20([
.419/ 2توضيح األفكار للصنعاين : انظر]) 21([
.40ص]) 22([
.3/91سبل السالم ]) 23([
32
-6/119،نيل األوطار4/393، فيض القدير1/172شرح سنن ابن ماجه للسيوطي: انظر])24([، عمدة 5/239، الفتح401- 5/399، املغين2/249، بداية اتهد92-3/91، سبل السالم120، 4/485، حتفة األحوذي9/340، عون املعبود7/239، االستذكار7/112 التمهيد،3/180القاري
.71-11/70شرح النووي على صحيح مسلم
تندرج هذه الفقرة ضمن علم خمتلف احلديث و هو علم يبحث عن األحاديث اليت ظاهرها ])25([أو محلها على تعدد التناقض من حيث إمكان اجلمع بينها، إما بتقييد مطلقها ، أو بتخصيص عامها ،
.احلادثة أو غري ذلك
هذا فن من أهم األنواع ويضطر إىل معرفته مجيع العلماء من الطوائف وهو أن “: قال النووي يف التقريبيأيت حديثان متضادان يف املعىن ظاهرا، فيوفق بينهما ، أو يرجح أحدمها وإمنا يكمل له األئمة اجلامعون
علوم احلديث ومصطلحه لصبحي : انظر.”ليون الغواصون على املعاينبني احلديث والفقه ، واألصو .111الصاحل، ص
.3/1246)1625(أخرجه مسلم يف كتاب اهلبات، باب العمرى ) 3(
)4 (9/340.
.1245/ 3) 1625(أخرجه مسلم يف كتاب اهلبات، باب العمرى ]) 28([
كاتب ومااليحل من أخرجه البخاري في مواضع منها كتاب الشروط، باب الم]) 29([/ 2) 1504(، ومسلم في كتاب العتق، باب إنما الوالء لم أعتق 981/ 2)2584...( الشروط ، من حديث عائشة رضي اهللا عنها1142
33
كتاب األطعمة
:التعريف باألطعمة
.جمع طعام وماضيه طعم : لغة
.الطعام وهو كل ما يؤكل ويشرب : اصطالحا
. ل لنصوص الكتاب والسنة إال ما استثني بهما األصل فيه الح: حكمه
ليس على اللذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا : " قال تعالى:والدليل على ذلك "وقد فصل لكم ماحرم عليكم " :وقال" يا أيها الناس كلوا مما في األرض حالال طيبا:"وقال"
:شروط الطعام المباح
"ويحل لهم الطيبات. "ف نجس و متنجس بخال أن يكون طاهر / 1
34
"وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. "أن ال يكون فيه مضرة احترازا من السم ونحوه/ 2
]1[ "حرمت عليكم الميتة والدم " . كالميتة والدم أن ال يكون محرم/ 3
األول من كتاب األطعمة الحديث
المؤمن يأكل بمعي واحد والكافر يأكل بسبعة أمعاء
ثـنا . عفان حدثـنا , أبو بكر بن أبي شيبة حدثـنا ار ح وحدد بن بشثـنا محم د بن جعفر ، حدمحمقال رسول الله : ، قال أبي هريـرة ، عن أبي حازم ، عن عدي بن ثابت ، عن شعبة حدثـنا : ، قاال
عة أمعاء المؤمن يأكل في معى واحد :" صلى الله عليه وسلم " .، والكافر يأكل في سبـ
:تخريج الحديث
]2[أخرجه ابن ماجه في كتاب األطعمة من طريق أبي حازم
]3[ .أخرجه البخاري في كتاب األطعمة من طريق أبي حازم
طريق محمد بن نافع أبي صالح و عن طريق العالء عن أبيه وأخرجه مسلم في كتاب األشربة من]4[ .
.من طريق أبي هريرة رضي اهللا عنه به ثالثتهم
:غريب الحديث
من أعفاج 0بالفتح وكإلى / المعى: بالياء قال في القاموس ) بكسر الميم منونا ويكتب : المعى ]5[.ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة ، انتهى / والعفج0البطن وقد يؤنث والجمع أمعاء
35
:شرح الحديث
نـيا ) يأكل في معى واحد : ( قـوله قليل من األطعمة وغيرها من حظوظ الدمن شأن المؤمن التـيها من شأن الكافرين الذين نظرهم مقصور على هذه الدار ، وأما من يـرى هذه وإرسال النـفس ف
ار فـناء ويـعتقد أن هناك دارا أخرى هي دار بـقاء فمن شأنه الزهد في هذه واالستعداد لتلك الد ]6[.والله أعلم
:سبب ورود الحديث
عليه وسلم ضافه ضيف وهو كافر أن رسول اهللا صلى اهللا: ذكر مسلم عن أبي هريرة رضي اهللا عنهفأمر له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حالبها ثم أخرى فشربه ثم أخرى
فشربه حتى شرب حالب سبع شياه ثم أنه أصبح فأسلم فأمر له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم المؤمن ( اهللا عليه وسلم بشاة فشرب حالبها ثم أمر بأخرى فلم يستتمها فقال رسول اهللا صلى
.]7[ )يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
:االختالف في معنى الحديث
: اختلف في معنى الحديث ، فقيل :قال الحافظ في الفتح
ليس المراد به ظاهره وإنما هو مثل ضرب للمؤمن وزهده في الدنيا ، والكافر وحرصه عليها ، /1 فكان المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معى واحد ، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها
اد حقيقة األمعاء وال خصوص األكل ، وإنما المراد التقلل من يأكل في سبعة أمعاء ، فليس المر الدنيا واالستكثار منها ، فكأنه عبر عن تناول الدنيا باألكل وعن أسباب ذلك باألمعاء ، ووجه
.العالقة ظاهر
36
المعنى أن المؤمن يأكل الحالل والكافر يأكل الحرام والحالل أقل من الحرام في : وقيل /2وقيل المراد . عن أبي جعفر بن عمران نحو الذي قبله الطحاوي ونقل . ابن التين الوجود ، نقله
حض المؤمن على قلة األكل إذا علم أن كثرة األكل صفة الكافر ، فإن نفس المؤمن تنفر من والذين كفروا ": ل على أن كثرة األكل من صفة الكفار قوله تعالى ويد. االتصاف بصفة الكافر
." يتمتعون ويأكلون كما تأكل األنعام : أقوال وهي 7لفوا في ذلك القول على ثم اخت. بل هو على ظاهره: وقيل /3
:االختالف في األمعاء بين المؤمن والكافر هل هو حقيقي ام الال : فقال ابن عبد البر أنه ورد في شخص بعينه والالم عهدية ال جنسية ، جزم بذلك :أحدها
يل إلى حمله على العموم ألن المشاهدة تدفعه ، فكم من كافر يكون أقل أكال من مؤمن سبيدل على أنه ورد أبي هريرة وحديث : وعكسه ، وكم من كافر أسلم فلم يتغير مقدار أكله ، قال
فكأنه قال هذا إذا كان البخاري ، وكذا . قب به مالك الحديث المطلق في رجل بعينه ، ولذلك عكافرا كان يأكل في سبعة أمعاء ، فلما أسلم عوفي وبورك له في نفسه فكفاه جزء من سبعة أجزاء
.مما كان يكفيه وهو كافر انتهى وقد تعقب هذا الحمل بأن ابن عمر راوي الحديث فهم منه العموم فلذلك منع الذي رآه يأكل
كثيرا من الدخول عليه واحتج بالحديث ، ثم كيف يتأتى حمله على شخص بعينه مع ما تقدم من ترجيح تعدد الواقعة ، ويورد الحديث المذكور عقب كل واحدة منها في حق الذي وقع له نحو
.ذلك أن الحديث خرج مخرج الغالب وليست حقيقة العدد مرادة ، قالوا تخصيص :ول الثاني الق
والمعنى أن " يمده من بعده سبعة أبحروالبحر" : السبعة للمبالغة في التكثير كما في قوله تعالىمن شأن المؤمن التقلل من األكل الشتغاله بأسباب العبادة ولعلمه بأن مقصود الشرع من األكل
ما يسد الجوع ويمسك الرمق ويعين على العبادة ، ولخشيته أيضا من حساب ما زاد على ذلك ، ل هو تابع لشهوة نفسه ، مسترسل والكافر بخالف ذلك كله فإنه ال يقف مع مقصود الشرع ب
37
فيها غير خائف من تبعات الحرام ، فصار أكل المؤمن لما ذكرته إذا نسب إلى أكل الكافر كأنه بقدر السبع منه ، وال يلزم من هذا اطراده في كل مؤمن وكافر ، فقد يكون في المؤمنين من يأكل
طن أو لغير ذلك ، ويكون في الكفار كثيرا إما بحسب العادة ، وإما لعارض يعرض له من مرض بامن يأكل قليال إما لمراعاة الصحة على رأي األطباء ، وإما للرياضة على رأي الرهبان ، وإما
.لعارض كضعف المعدة أن المراد بالمؤمن في هذا الحديث التام اإليمان ؛ ألن من حسن إسالمه وكمل :القول الثالث
ه من الموت وما بعده ، فيمنعه شدة الخوف وكثرة الفكر إيمانه اشتغل فكره فيما يصير إليمن كثر تفكره قل : واإلشفاق على نفسه من استيفاء شهوته ، كما ورد في حديث ألبي أمامة رفعه
إن : ويشير إلى ذلك حديث أبي سعيد الصحيح . وقسا قلبه ; طمعه ، ومن قل تفكره كثر طمعه نفس كان كالذي يأكل وال يشبع ، فدل على أن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بإشراف
المراد بالمؤمن من يقصد في مطعمه ، وأما الكافر فمن شأنه الشره فيأكل بالنهم كما تأكل قد ذكر عن غير واحد : وقال ابي الخطوقد رد هذا . البهيمة ، وال يأكل بالمصلحة لقيام البنية
.من أفاضل السلف األكل الكثير فلم يكن ذلك نقصا في إيمانهم أن المراد أن المؤمن يسمي اهللا تعالى عند طعامه وشرابه ، فال يشركه الشيطان فيكفيه :الرابع
إن : " وفي صحيح مسلم في حديث مرفوع . القليل ، والكافر ال يسمي فيشركه الشيطان "لشيطان يستحل الطعام إن لم يذكر اسم اهللا تعالى عليها
المختار أن المراد أن بعض المؤمنين يأكل في معى واحد وأن أكثر : قال النووي :الخامس . الكفار يأكلون في سبعة أمعاء ، وال يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل معى المؤمن انتهى
المعدة ثم : أن أمعاء اإلنسان سبعة : ض عن أهل التشريح ويدل على تفاوت األمعاء ما ذكره عياالبواب ثم الصائم ثم الرقيق والثالثة رقاق ، ثم األعور والقولون : ثالثة أمعاء بعدها متصلة بها
والمستقيم وكلها غالظ ، فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بشره ال يشبعه إال ملء أمعائه .ء معى واحد السبعة ، والمؤمن يشبعه مل
38
هي الحرص والشره وطول : يحتمل أن يريد بالسبعة في الكافر ، صفات : قال النووي :السادس .األمل والطمع وسوء الطبع والحسد وحب السمن وبالواحد في المؤمن سد خلته
شهوة الطبع ، وشهوة النفس ، وشهوة العين ، : شهوات الطعام سبع : قال القرطبي :السابع الفم ، وشهوة األذن ، وشهوة األنف ، وشهوة الجوع ، وهي الضرورية التي يأكل بها وشهوة
في أكثر هذه : المباركفوري قال. المؤمن ، وأما الكافر فيأكل بالجميع انتهى ما في الفتح ]8[ األقوال بعد كما ال يخفى ، والظاهر عندي هو القول الثاني ، واهللا تعالى أعلم
الحديث الثاني في كتاب األطعمة
باب فضل الثريد على الطعام
39
حدثنا شعبة عن عمرو . حمد بن جعفر حدثنا م. حدثنا محمد بن بشار : قال ابن ماجه رحمه اهللاكمل : ( بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى األشعري عن النبي صلى اهللا عليه و سلم قال
وإن فضل عائشة . من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إال مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ) . على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
:ديث تخريج الح
وأخرجه مسلم في كتاب , وفي األطعمة أخرجه البخاري في كتاب األنبياء، وفي فضل عائشة،وأخرجه إبن ماجه في كتاب. الفضائل .األطعمة
[9]جميعهم من طريق محمد بن جعفر به بنحوه
غريب الحديث :
أي هذا باب فيه ذكر الثريد وفضله على سائر األطعمة وهو بفتح الثاء المثلثة )باب الثريد ( وكسر الراء وهو أن يثرد الخبز بمرق اللحم وقال ابن األثير الثريد غالبا ال يكون إال من لحم
]10[.والعرب قل ما تجد طبيخا وال سيما بلحم
:اإلختالف في معنى الحديث
الحصر على أنهما نبيتان ألن أكمل االنسان األنبياء ثم استدل بهذا: قال الحافظ في الفتح/1األولياء والصديقون والشهداء فلو كانتا غير نبيتين للزم أن ال يكون في النساء ولية وال صديقة وال
ولم ينبأ من النساء إال فالنة ( والواقع أن هذه الصفات في كثير منهن موجودة فكأنه قال, شهيدةلم يصح ) تثبت صفة الصديقية أو الوالية أو الشهادة إال لفالنة وفالنة لم (ولو قال ) وفالنة
لوجود ذلك في غيرهن إال أن يكون المراد في الحديث كمال غير األنبياء فال يتم الدليل على .ذلك ألجل ذلك
40
ال يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتهما ألنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه: وقال الكرماني/ 2 .فالمراد ببلوغهما إليه في جميع الفضائل التي للنساء
.قال وقد نقل االجماع على عدم نبوة النساء /3
حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية : من النساء من نبئ وهن ست: وقد نقل عن األشعري/ 4ي فهو والضابط عنده أن من جاءه الملك عن اهللا بحكم من أمر ونهى أو بإعالم مما سيأت, ومريم
نبي وقد ثبت مجيء الملك لهؤالء بأمور شتى من ذلك من عند اهللا عز و جل ووقع التصريح .باإليحاء لبعضهن في القرآن
وذكر ابن حزم في الملل والنحل أن هذه المسألة لم يحدث التنازع فيها إال في عصره بقرطبة /5قال وهذا ) لنا من قبلك إال رجاالوما أرس:( قال وحجة المانعين قوله تعالى , وحكى عنهم أقواال
ال حجة فيه فإن أحدا لم يدع فيهن الرسالة وإنما الكالم في النبوة فقط
وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها من : قال ن ذكر مريم وقد قال اهللا تعالى بعد أ, مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك
.فدخلت في عمومه واهللا أعلم) أولئك الذين أنعم اهللا عليهم من النبيين: ( واألنبياء بعدها
وأما آسية فلم , الصحيح أن مريم نبية ألن اهللا تعالى أوحى إليها بواسطة الملك: قال القرطبي/6 .يرد ما يدل على نبوتها كذا في الفتح
جنسهن من نساء الدنيا جميعهن أو على نساء الجنة أو أي على ) وفضل عائشة على النساء ( .على نساء زمانها أو على نساء هذه األمة
ليس فيه تصريح بأفضلية عائشة رضي اهللا :قال الحافظ ) كفضل الثريد على سائر الطعام ( تعالى عنها على غيرها ألن فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لما فيه من تيسير المؤنة
وسهولة اإلساغة وكان أجل أطعمتهم يومئذ وكل هذه الخصال ال تستلزم ثبوت األفضلية له من كل
41
جهة فقد يكون مفضوال بالنسبة لغيره من جهات أخرى ويأتي بقية الكالم في هذا في فضل عائشة من أبواب المناقب قوله وفي الباب عن عائشة وأنس أما حديث عائشة فأخرجه النسائي في عشرة
]11[ .النساء وأما حديث أنس فأخرجه الترمذي في المناقب
:شرح الحديث
وال يلزم ) ولم يكمل من النساء اال امرأتان(األمم السابقة أي من ) كمل من الرجال كثير:( قولهمنه انه لم يكمل من أمته صلى اهللا عليه و سلم أحد من النساء بل لهذه األمة ميزة على غيرها
ولذا ذكر بعده بقوله فضل عائشة
فال يلزم منه ,ليس بفضل كلي بل فضل من وجه ) وفضل الثريد على سائر األطعمة(وقوله تها على خديجة وفاطمة بل األصل في هذه المسئلة التوقف فإن لكل واحدة منهن فضيلة فضيل
ليست لالخرى فقدم اإلسالم ونصرة الدين لخديحة رضي اهللا عنها و جزئية النبي صلى اهللا عليه ,و سلم لفاطمة ووفور العلم والزهادة لعائشة رضي اهللا تعالى عنهن
لم يعطف عائشة على آسية بل أبرز في صورة جملة : يبيقال الط) وأن فضل عائشة : (قوله مستقلة تنبيها على اختصاصها بما امتازت به عن سائرهن ومثل بالثريد ألنه أفضل طعام العرب
ألنه مع اللحم جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ فيفيد بأنها ق وفصاحة اللهجة به رزانة الرأي فهي تصلح للتبعل أعطيت مع حسن الخلق وحالوة النط
والتحدث وحسبك انها عقلت ما لم يعقل غيرها من النساء وروت ما لم يرو مثلها من الرجال ..انتهى
في النهاية قيل لم يرد عين الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معا ألن الثريد : وقالم والعرب قلما تجد طبيخا وال سيما بلحم ويقال الثريد أحد اللحمين بل غالبا ال يكون اال من لح
..اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجا في المرق أكثر مما يكون في نفس اللحم انتهى
42
الثريد الخبز المفتت في المرق وغيره وهو طعام سريع ) كفضل الثريد على سائر الطعام :( قوله لصديقة رضي اهللا تعالى عنها كثيرة النفع لالمة بحسب العلم والفتيا الهضم كثير النفع كما ان ا
.]12[
ب األطعمةمن كتا:الحديث الثالث
باب إذا أتاه خادمة بطعام فليناوله منه
حدثنا عيسى بن حماد المصري، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد :قال ابن ماجهإذا أحدكم :" الرحمن األعرج، عن أبي هريرة رضي اهللا عنه، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم
43
ه، فليدعه فليأكل معه، فإن لم يفعل فليأخذ لقمة قرب إليه مملوكه طعاما قد كفاه عناءه وحر ".فليجعلها في يده
: تخريج الحديث
وأخرجه مسلم في كتاب . من طريق محمد بن زياد،و العتق،أخرجه البخاري في كتابه األطعمةوأخرجه ابن ماجه كما تقدم في كتاب األطعمة ، من طريق .األيمان، من طريق موسى بن يسار
.أربعتهم عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه. يق هرمزاألعرج، ومن طر
: غريب الحديث
عبده أو أمته أو مطلقا: أي : مملوكه
ناره أو تعبه: أي : حره
أمر لالستحباب أي ال يستنكف كما هو دأب الجبابرة فإنه أخوه والمعنى أنه :فليدعه فليأكل معه الحظ منهقاسى كلفة اتخاذه وحملها عنك فينبغي أن تشاركه في
وفي الحديث الحث على مكارم األخالق والمواساة في الطعام ال سيما في حق من صنعه أو حمله ؛ ألنه ولي حره ودخانه وتعلقت به نفسه وشم رائحته وهذا كله محمول على االستحباب
:شرح الحديث
ئق بحال المؤمن أن ) فـليدعه (بالرفع ) مملوكه (بالنصب ) إذا قرب أحدكم : ( قـوله الال يريد أننه وبـين مملوكه في الطعام وإن لم يـفعل ذلك فال أقل أن يـعطيه شيئا من ذلك ويـؤخذ يسوي بـيـ
ر واجبة وإ 0نما هي من الكمال منه أن التسوية غيـ
44
هل يدخل في الخادم من يقدم الطعام في المطاعم مثال ؟ :مسألة
ال ، الن هذا ال يقدم لسيده وال ألجيره هذا يقدم لعددا من الناس فال يعطيه شيئا مثل ذالك وألنه ات فهذا ليس ليس الذي صنع الطعام له وحده وإنما هذا يعطي هذا ويعطي هذا فقد يقوم بالعشر
من هذا القبل وإنما هذا في الذي صنع الطعام لسيده أو لمستخدمه أو أجير فعل ذالك أما إذا أتى اإلنسان مطعم ثم الخادم يعطي هذا ويعطي هذا هذا ال يعطى شيء
إذا كان الخادم يعطى راتبا شهريا على عمله الطبخ فهل يعطى كذلك الطعام الذي يطبخه :مسألة ؟
ينبغي انه يعطى كما هو معلوم األجير يعطى راتب وقد أعطاه الرسول عليه الصالة والسالم /نعم .ألنه هو الذي تولى حاره فينبغي أن يحصل شيئا من قاره
45
الرابع من كتاب األطعمة
)باب إذا رأى الضيف منكرا رجع(
ثـنا أبو كريب : قال ابن ماجه رحمه اهللا ثـنا وكيع ح , حدد , ستـوائيعن , عن قـتادة , عن هشام الدفدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم , صنـعت طعاما : " قال , عن علي , سعيد بن المسيب
" .ع فجاء فـرأى في البـيت تصاوير فـرج ,
:تخريج الحديث
.أخرجه ابن ماجه في كتاب األطعمة، والبزار في مسنده، كالهما من طريق وكيع، به
أسنده وكيع، عن هشام : وأورده الدارقطني في كتاب العلل الواردة في األحاديث النبوية، وقالعن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن علي، وخالفه أصحاب هشام، فرووه
.مرسال، وهو الصواب
:رجال اإلسناد
إبراهيم بن : روى عن. محمد بن العالء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي : أبو كريب هو-1 إسماعيل اليشكري، وبكر بن عبد الرحمن القاضي ،،، وخلق كثير
46
فعي ، وخلق كثيرالجماعة ، وإسحاق بن أبي عمران اإلسفراييني الشا: وروى عنهما بالعراق أكثر حديثا من : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: قال الحسن بن سفيان_
يقدم أبو : أبو العباس بن عقدة الكوفي قال. أبي كريب الهمداني، وال أعرف بحديث بلدنا منه: قال ابن حجر.وق صد: قال أبو حاتم الرازي. كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم
.مات سنة سبع وأربعين ومئتين.ثقة حافظ
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي : وكيع هو-2 .وخلق كثير.. الحسن بن صالح بن حي ، وحنظله بن أبي سفيان الجمحي: روى عن
وخلق كثير... إبراهيم بن سعيد الجوهري ،ويزيد بن هارون:وروى عنهما رأيت أوعى للعلم من وكيع، وال أحفظ من وكيع : د اهللا بن أحمد بن حنبل، عن أبيهوقال عب_
قال . ما رأيت وكيعا شك في حديث إال يوما واحدا، وال رأيت مع وكيع كتابا وال رقعة قط .ثقة حافظ عابد: قال ابن حجر. من الرفعاء الثقات: الدارقطني
.ةروى له الجماع. مات سنة عشرين ومئتين
هشام بن أبي عبد اهللا الدستوائي أبو بكر البصري : هشام الدستوائي هو3-
قتادة، و أيوب السختياني وخلق كثير: روى عن وكيع ،وإسماعيل ابن علية ، وغيرهم كثير: روى عنه
ثـنا هشام الدستوائي، وكان ثبتا : وقال أبو هشام الرفاعي، عن وكيع عن أبي وقال أبو حاتم، . حدكان هشام الدستوائي أمير المؤمنين : سمعت أبا داود، يقول: غسان التستري يوسف بن موسى
.مات سنة اربع وخمسين ومئة. ثقة ثبت وقد رمي بالقدر: قال ابن حجر. في الحديث
47
قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن : قتادة هو-4 سدوس
.أنس بن مالك ، والحسن البصري وخلق كثير: ى عنرو أبان بن يزيد العطار ، وأيوب السختياني وخلق كثير: روى عنه
سمعت معمرا يحدث عن قتادة أنه أقام عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، : وقال عبد الرزاق .ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني : فـقال له في اليوم الثالث
. مات سنة بضع عشرة ومئة. أحد المشهورين بالتدليس: وقال العالئي.ثقة ثبت : رقال ابن حج روى له الجماعة
سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران : سعيد بن المسيب هو-5وأنس بن مالك روى عن علي بن أبي طالب، . بن مخزوم القرشي المخزومي أبو محمد المدني
قتادة بن دعامة، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، : وروى عنه. رضي اهللا عنهما، وخلق كثير .وخالئق
سعيد بن المسيب هو واهللا :عن ابن عمر , عن نافع , عن أسامة بن زيد , قال عبد الله بن وهب . إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن : افعيعن الش, قال الربيع بن سليمان . أحد المفتين .أحد العلماء األثبات الفقهاء الكبار: قال ابن حجر
روى له الجماعة.مات بعد التسعين
:الحكم على اإلسناد
رجاله ثقات إال أن فيه علة وهي اإلرسال، فإن وكيع خالف سائر أصحاب هشام فرواه متصال وهو مرسل، واهللا أعلم
48
:شرح الحديثسبب امتناعه الن في البيت صورة كونها معصية فاحشة، وفيها اليجوز حضور :قال اإلمام النووي
وفي هذا الحديث اليجوز .الدعوة إذا اشتملت على معصية إال أن يقصد إنكارها ومحاوله إزالتها . نهى الرسول صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك حضورها إذا اشتملت على معصية وقد
محمد صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث كما دعاه علي بن أبي طالب للطعام فرجع دعا نبينا الرسول فقام علي رضي اهللا عنه ومزق الستر
وهنا قضيه مهمة المحرم من التصوير وكذلك الذي يطرز أو يرسم رسما وهي التماثيل التي توضع على شكل حيوان أو إنسان أو غيره
التدخل المالئكة بيتا (( ورد فيه اللعن والنبي صلى اهللا عليه وسلم قال أو في الستر في الجدران .....))فيه كلب أو صور
. ويدعو إلى النياحة وال يجوز االحتفاظ بصور الموتى ممن يجدد االحتفاظ بصورهم األحزان /وقال العالمة الشيخ عبدا لرحمن بن ناصر السعدي رحمه اهللا
المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر اهللا ونواهيه وتقتحم وكذلك يدخل فيه حضور مجالس حدوده التي حدها لعباده
))حتى يخوضوا في حديث غيره((ومنتهى هذا النهي عن القعود معهم .غير الكفر بآيات اهللا وال االستهزاء بها:أي
بها والحاصل أن كالفاعل وان قعدت معهم ألنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم والراضي بالمعصية . أو القيام مع عدمها من حضر مجلسا يعصي اهللا به فانه يتعين عليه اإلنكار عليهم مع القدرة
:وقال القرطبي رحمه اهللا أصحاب المعاصي إذا ظهر منكر الن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم يدل على وجوب اجتناب
في مجلس معصية ولم ينكر فكل من جلس)) مثلهم إنكم إذا(( قال تعالى والرضا بالكفر كفر إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فان إن ينكر عليهم وينبغي معهم في الوزر سواء عليهم يكون
49
.لم يقدر على النكير عليهم فيبغي أن يقوم عنهم حتى ال يكون من أهل هذه اآلية :قال البخاري رحمه اهللا
عوة؟باب هل يرجع إذا رأى منكر في الد قال ورأى ابن مسعود صوره في البيت فرجع ثم
المشروعة أو قصد ندع بعض األعمال وقد يكون اإلنكار بالقلب يقتضي مفارقه المنكر إن لكونه مزخرفا بعض مايشرع قصده من األماكن لوجود بعض المنكرات هناك فال يهجر المسجد
أو كان أهله يسلبون ثيابهم مثال
التماثيل والصوربعض المسائل في
حكم التصاوير التي على البطانية وعلب الصلصة وغيرها
بعض البطانيات ،وعلب الحليب ،وكل األغراض الالزمة واألشياء التي ندخلها بيوتنا :السؤال فيها صورفهل نرفض هذه األشياء من أجل صورها أم ال ؟
:الجواب
، والوسادة ممتهنة ، وعلب الصلصة تلقى في هذه يعفى عنها ألنها ممتهنة ، فالفراش ممتهن" .انتهى " القمامة ، فال يضر ما فيها من الصور إن شاء اهللا ؛ ألنها كلها ممتهنة
موقع اإلسالم سؤال ) 1/241" (فتاوى نور على الدرب"الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه اهللا جواب
ما حكم التصوير بالفيديو؟
50
كذلك ، بين مانع ومجيز، والذي نميل إليه الجواز ما لم يعرض وهو مختلف فيه بين أهل العلمفيه ما يحرمه، كأن تكون الصورة المرأة متبرجة أولقصد التعظيم، فإن لم يعرض فيه ما يمنعه
فاألظهر فيه الجواز إذ ليس فيه مضاهاة لخلق اهللا، بل هو تصوير عين ما خلق اهللا، خصوصا إذا . تخراج بطاقة أو اظهار حق وكتصويرمجالس العلم ونحو ذلكتعلقت بذلك مصلحة شرعية كاس
.وإذا لم تتعلق به مصلحة فاألولى تركه، خروجا من الخالف، وبعدا عن الشبهة .أما تعليق تلك الصور الفوتوغرافية فاألحوط تركه
مركز فتاوى _موقع إسالم ويب
51
العاشرة / ط . عبد الرمحن النجدي احلنبلي لـ كتاب حاشية الروض املربع شرح زاد املستقنع]1[ .417/ ص ىل إ415/ ص من .األطعمة/ كتاب السابع/ ج هـ1425
3256/ ح2674/املؤمن يأكل يف معي واحد والكافر يأكل يف سبعة أمعاء ص) 3( باب ]2[
5397―5396/ ح466/ املؤمن يأكل يف معي واحد وفيه أبو هريرة ص)12( باب ]3[
–5378/ ح1046/ معي واحد والكافر يأكل يف سبعة أمعاء ص املؤمن يأكل يف) 34( باب ]4[5379
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم كتاب تحفة األحوذي شرح لسنن الترمذي ]5[ دار الكتب العلمية المباركفوري
ما جاء أن المؤمن يأكل في معى واحد باب » كتاب األطعمة عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ]440: والكافر يأكل في سبعة أمعاء ص
- 301 ص - سنن ابن ماجه بشرح السندي ]6[
المؤمن يأكل في معي واحد ــ كتاب االشربة باب ) 2063 ( - 186صحيح مسلم ]7[ "والكافر يأكل في سبعة أمعاء
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري تحفة األحوذي شرح لسنن الترمذي]8[ ]443: الى ص 441: ص1: الحاشية رقم1819 شرح حديث رقم
52
1091ص ,2اجلزء , سنن ابن ماجه ]9[
2067ص ,5اجلزء ,اجلامع الصحيح املختصر
132ص,7اجلزء ,يح املسمى صحيح مسلماجلامع الصح
378-377ص ,30اجلزء , عمدة القاري شرح صحيح البخاري]10[
اجلزء ,حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري,حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي]11[ 460-495ص,اخلامس
236ص ,اجلزء االول , شرح سنن ابن ماجه]12[
53
كتاب الزهد
:تعريف الزهد
والزهيد ,وإنسان مزهد أي قليل المال,والشيء الزهيد هو القليل,يء هو القلة في كل ش:الزهد لغة وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من (ومنه قول اهللا عز وجل,هو قليل المطعم
.{20:يوسف}).الزاهدين
".أفضل الناس مؤمن مزهد:"ومنه حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم
.لشيء أي يرغب عنهوالزهد ضد الرغبة، ففالن يزهد في ا
وهو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة اآلخرة ,قيل الزهد هو بغض الدنيا واإلعراض عنها:الزهد اصطالحا..
هو عبارة عن انصراف:عرفه الجوزي فيقول
.الرغبه عن الشيء إلى ماهو خير منه
ومثال ذلك ترك الدنيا لحقارتها بالنسبه إلى نفاسة
عن شيء وليس ومعنى ذلك أن من رغب,االخره
. مرغوبآ فيه والمطلوبا في نفسه اليسمى زاهدآ
:من أقوال السلف في الزهد
54
,روي عن السلف عبارات كثيرة في الزهد في الدنيا
هو أفضل مني وهذا يرجع إلى إن الزاهد حقيقة هو :الزاهد الذي إذا رأى أحدا قال:كقول الحسن .هد في الرياسه أشد منه في الذهب والفضهالز :الزاهد في مدح نفسه وتعظيمها ولهذا يقال
وسئل بعضهم أظنه االمام احمد عمن معه مال؟
.إن كان اليفرح بزيادته واليحزن بنقصه أو كما قال:قال
من لم يغلب الحرام صبره ولم يشغل الحالل شكره وهذا قريب :وسئل الزهري عن الزاهد فقال قدر منها على حرام صبر عنه فلم يأخذه وإذا حصل له فإن معناه أن الزاهد في الدنيا إذا,مما قبله
.منها حالل لم يشغله عن الشكر بل بشكر اهللا عليه
اللهم اقسم لنا من :)روي عن ابن عمر أن النبي صلى اهللا عليه وسلم كان يقول في دعائه* به علينا خشيتك ماتحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون
.وهو من عالمات الزهد في الدنيا وقلة الرغبه فيها).مصائب الدنيا
.هانت عليه المصيبات, من زهد الدنيا:كما قال علي رضي اهللا عنه*
.إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد اهللا عز وجل:وقال الحسن*
. إذا قالوا ليس في لبيت دقيقإن ارجى ما أكون للرزق:وروى عن ابن مسعود قال*
.ليس في البيت فقير من قمح والدرهم:إن أحسن ما أكون ظنا حين يقول الخادم:وقال مسروق*
.أسر ايامي يوم اصبح وليس عندي شيء:وقال االمام احمد*
55
الثقه باهللا واليأس مما في :لي ماالن ال اخشى معهما الفقر:مامالك؟ قال:وقيل البي حازم الزاهد* . الناسيدي
انا اخاف الفقر وموالي له مافي السماوات واالرض وما بينهما :وقيل له أما تخاف الفقر؟ فقال* وما تحت الثرى؟
.اصل الزهد الرضا عن اهللا عز وجل وقال القنوع هو الزاهد وهو الغني:وقال الفضيل بن عياض*
له وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاء ورضي بتدبيره ,وثق باهللا في اموره كلها,فمن حقق اليقين*وخوف ومنعه ذلك من طلب الدنيا باالسباب المكروهه ومن كان كذلك كان زاهدا في الدنيا
, كفى بالموت واعظا:وان لم يكن له شيء من الدنيا كما قال عمار,حقيقة وكان من اغنى الناس .وكفى بالعباده شغال, وكفى باليقين غنى
وال تلم أحدا ,والتحمد أحدا على رزق اهللا,يقين أن الترضى الناس بسخط اهللال: وقال ابن مسعودفإن اهللا تبارك وتعالى ,فإن الرزق اليسوقه حرص حريص واليرده كراهة كاره,على ما لم يؤتك اهللا
بقسطه وعلمه وحكمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك .والسخط
:أحكامهأقسام الزهد و
:فمنهم من قال: وقد قسم كثير من السلف الزهد أقسامآ
أفضل الزهد الزهد في الشرك
وفي عبادة ماعبد من دون اهللا
56
ثم الزهد في الحرام كله من المعاصي
ثم الزهد في الحالل وهو أقل أقسام الزهد
أعظم الواجبات ليس بواجب فإن : فالقسمان األوالن من هذا الزهد كالهما واجب ، والثالث .الزهد في الشرك ثم في المعاصي كلها
زهدنا اهللا وإياكم زهد من :وكان بكر المزني يدعو إلخوانه
.فعلم أن اهللا يراه فتركه.أمكنة الحرام والذنوب في الخلوات
:وقال ابن المبارك
:الزهد على ثالثة وجوه:قال سالم بن أبي مطيع
.واليراد بشيء من الدنياأن يخلص القول والعمل هللا عز وجل -1
.ترك ما ال يصلح والعمل بما يصلح-2
.الحالل أن يزهد فيه وهو تطوع وهو تطوع وهو أدناه-3
: وقال إبراهيم بن أدهم
.زهد فرض-أ
.وزهد فضل- ب
.وزهد سالمه- ج
57
.الزهد في الحرام:فالزهد الفرض
.الزهد في الحالل:والزهد الفضل
.شبهاتالزهد في ال:والزهد السالمة
:وقد قسم العالمة ابن القيم الزهد إلى أربعة أقسام في مدراج السالكين
.وهو فرض عين على كل مسلم:زهد الحرام -1
وإن ,فإن قويت التحق بالواجب,ويكون حكمه بحسب مواطن الشبهه:زهد في الشبهات-2 .ضعفت التحق بالمستحب
.وهو مستحب:زهد في الفضول-3
.هو الجامع الشامل لكل ماسبق:اهللازهد في كل مايشغل عن -4
:دوافع الزهد في الدنيا
.قوة االيمان والمراقبه: الدافع االول
.معرفة دناءة الدنيا وخمسة شركائها: الدافع الثاني
.معرفة مافي اإلقبال عليها من النصب والتعب والمشاق: الدافع الثالث
. ووله معرفة أن نعيمها غرور باطل ولعب: الدافع الرابع
:األسباب المعينه على الزهد في الدنيا
58
النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها ومافيا لمزاحمه عليها من الغصص -1 .والنغص واالنكاد
.النظر في اآلخره وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف مافيها من الخيرات-2
.اإلكثار من ذكر الموت والدار اآلخره-3
تشييع الجنائز والتفكر في مصارع اآلباء واإلخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئآ من الدنيا -4 .ولم يستفيدوا غير العمل الصالح
.البذل واالنفاق وكثرة الصدقات-5
.االقالل من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح-6
.سيرة النبي وأصحابه مطالعة أخبار الزاهدين وبخاصه-7
59
الحديث األول من كتاب الزهد
باب الزهد
حدثنا هشام بن عمار حدثنا عمرو بن واقد القرشي حدثنا يونس بن ميسره بن -قال ابن ماجهقال رسول اهللا صلى اهللا عليه :حلبس عن أبي إدريس الخوالني عن أبي ذر الغفاري قال
المال ولكن الزهادة في الدنيا أن ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحالل والفي إضاعة:وسلمالتكون بما في يديك أوثق منك بما في يد اهللا وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب
منك فيها لو أنها أبقيت لك قال هشام كان أبو إدريس الخوالني يقول مثل هذا الحديث في ..االحاديث كمثل اإلبريز في الذهب
:تخريج الحديث
بن ماجه في سننه كتاب الزهد ، وأخرجه الترمذي في سننه كتاب الزهد أيضا ، كالهما أخرجه ا* .من طريق ادريس الخوالني عن ابي ذر الغفاري
:دراسة االسناد
هو هشام بن عمار بن نضير بن ميسر بن أبان السلمي: هشام بن عمار-1
60
.محمد بن اسماعيل بن ابراهيم وغيره: روى عنه
.أنس بن عيار بن ضمره، وغيرهما, بن أعينابراهيم: روى عن
وقال النسائي البأس به. قال يحيى بن معين والعجلي ثقه
. هـ245توفي سنة
بن واقد القرشي الدمشقي عمرو -2
يونس بن ميسر بن : وروى عن. عبداهللا بن محمد بن نفيل وهشام بن عماروغيرهما: روى عنه .حلبس وغيره
.ليس بشيء: كر الحديث وقال دحيمقال البخاري والترمذي من
يونس بن ميسر بن حلبس الدمشقي-3
عائذ اهللا بن عبد اهللا وعبدالرحمن بن صخر : روى عن. عمر بن واقد ومدرك بن سعد: روى عنه .الدوسي
.قال أبو داوود السجستاني وابن عمار و العجلي ثقه: أقوال العلماء
هـ132توفي سنة
.عائذ اهللا بن عبد اهللا الخوالنيأبي إدريس الخوالني هو -4
بالل بن رباح وجندب بن جناده أبو : روى عن. أبو زرعه ويونس بن ميسر بن حلبس: روى عنه .ذر
61
.قال أبو حاتم الرازي والنسائي ثقة وقال مكحول ما رأيت أعلم منه: اقوال العلماء
. هـ 80توفي سنة
:الحكم على اإلسناد
. متروك، فاإلسناد ضعيف جدامداره على عمرو بن واقد وهو
:غريب الحديث
أي بترك طيبات ماأحله اهللا واليتناولها )بتحريم الحالل(قوله
أي أن اليكون اعتمادك على حالك أكثر من اعتمادك على رزق اهللا فاليهمك )أن التكون(قوله .بل تنظر إلى رزق اهللا وتترك هم الجمع لذلك,جمع المال بناء على أنك تعتمد عليه
أي فيما فات في المصيبه الفي نفس المصيبه أي أن )فيها(على بناء المفعول)إذا أصبت(قوله .واهللا اعلم بالحال:يصير ثواب المصيبه عندك خيرآ مما فات في المصيبه من المال
شرح الحديث
المنهج العلمي الصحيح أن األحاديث شديدة الضعف والتي ثبت عدم نسبتها للنبي صلى اهللا .لم ، ال تشرح بهدف استنباط الفوائد واألحكام منهاعليه وس
الحديث الثاني من كتاب الزهد باب التوكل واليقين
نة عن محمد ابن عجالن، عن . حدثنا محمد بن الصباح : قال ابن ماجه أنـبأنا سفيان بن عيـيـلغ ب ر وأحب إلى ((ه النبي صلى اهللا عليه وسلم؛ قال األعرج عن أبي هريـرة، يـبـ المؤمن القوي خيـ
62
ر .اهللا من المؤمن الضعيف : وال تـعجز، فإن غلبك أمر، فـقل . احرص على ما يـنفعك . وفي كل خيـ رواهـ ابن ماجه)).فإن اللو تفتح عمل الشيطان . اك واللو وإي . قدر اهللا وماشاء فـعل
:تخريج الحديث
من طريق محمد بن يحيى بن حبان ) كتاب القدر( في كتاب اإلمام مسلم أخرجه
من طريق ) باب في القدر(وأخرجه ابن ماجه في موضعين من سننه، أولهما في أوائل سننه في يى بن حبان محمد بن يح
من طريق ابن عجالن ) كتاب الزهد، باب التوكل واليقين(في : والثاني
.ابن حبان وابن عجالن عن األعرج عن أبي هريرة رضي اهللا عنه مرفوعا بنحوه: كالهما
وأخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمرو بن عثمان المكي*مرو بن عثمان المذكور من طريق ابن عيينة في ترجمة ع) تاريخ بغداد(و الخطيب البغدادي في *
عن ابن عجالن عن أبيه عن أبي هريرة
: شرح الحديث
:من أقوال العلماء عن الحديث
: قال اإلمام ابن القيم
إنه مما ال يستغني عنه العبد أبدا ، بل هو أشد شيء إليه ضرورة وهو يتضمن إثبات القدر " " ظاهرا وباطنا في حصول المطلوب وعدمه ، وباهللا التوفيقوالكسب واالختيار والقيام والعبودية
63
هو الذي يؤمن بوجود اهللا عز وجل ، وبربوبيته وبأسمائه وصفاته وبأحكامه : ” المؤمن“: قوله . راجيا ثواب اهللا ، خاشيا عقابه
ر على القوي في إيمانه ، وليس المراد القوي في بدنه ؛ ألن قوة البدن ضر : أي “ المؤمن القوي“فقوة البدن ليست محمودة وال مذمومة في ذاتها . اإلنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية اهللا
، إذا كان اإلنسان استعمل هذه القوة فيما ينفع في الدنيا واآلخرة صارت محمودة ، وإن استعان ضعيف ، يعني خير من المؤمن ال" خير:"وقوله " بهذه القوة على معصية اهللا صارت مذمومة
. وأحب إلى اهللا
يعني المؤمن القوي ، والمؤمن الضعيف كل ”وفي كل خير “ :- صلى اهللا عليه وسلم -ثم قال .منهما فيه خير
لئال يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف ال خير فيه ، بل ،،وفي كل خير،، : وإنما قال . شك المؤمن الضعيف فيه خير ، فهو خير من الكافر ال
احرص على طاعة اهللا : أي ”احرص على ما ينفعك وال تعجز “ :- صلى اهللا عليه وسلم -قوله . تعالى ، والرغبة فيما عنده ،، وال تعجز وال تكسل عن طلب الطاعة ، وال عن الرغبه فيها
اهتم بما ينفعك اهتمام الحريص الذي يحتاط كثيرا في: أي ” احرص على ما ينفعك “ ومعنى األمور
على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في : أي ”على ما ينفعك “ :وهذه الكلمة جامعة عامة الدنيا ، فإذا تعارضت منفعة الدين ومنفعة الدنيا ، فإنها تقدم منفعة الدين ؛ ألن الدين إذا صلح
. صلحت الدنيا ، أما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين فإنها تفسد
.يشمل منافع الدين والدنيا ،وعند التعارض تقدم مصلحة الدين”على ما ينفعك “ :فقوله
64
إشارة إلى أنه إذا تعارض منفعتان إحداهما أعلى من ,, احرص على ما ينفعك ,, :وفي قوله األخرى فإننا نقدم المنفعة العليا ، ألن المنفعة العليا فيها المنفعة التي دونها وزيادة ، وبالعكس
اإلنسان ال بد أن يرتكب منهيا عنه من أمرين منهي عنهما وكان أحدهما أشد ؛ فإنه إذا كان .يرتكب األخف ، فالمناهي يقدم األخف منها ، واألوامر يقدم األعلى منها
والعجز ضد القدرة وهو القصور عن فعل - بكسر الجيم وهو األفصح -" ال تعجز : " وقوله وال تضعف عن القيام به ، وال تكسل وتتأخر في العمل إذا أي ال تفرط في طلب ذلك. الشيء
شرعت فيه ، بل استمر ؛ ألنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ، ثم تركت ثم شرعت ثم . تركت ما تم لك عمل
بعد أن تحرص وتبذل الجهد وتستمر ، ثم يخرج األمر على : يعني ” فإن غلبك أمر “: وقوله أنت فعلت الذي تؤمر به . ؛ ألن هذا أمر فوق إرادتك”قدر اهللا وماشاء فـعل “ قلخالف ما تريد ف
فاإلنسان إذا بذل ما يستطيع بذله ، وأخلفت األمور فحينئذ .، ولكن اهللا عز وجل غالب على أمره .يفوض األمر إلى اهللا ؛ ألنه فعل ما يقدر عليه
: المذمومة وهي نوعان " لو " حل فاإلشارة هنا إلى م" وإياك واللو"قوله
لو أن : في الحال ما دام فعل الخير ممكنا فال يترك ألجل فقد شيء آخر ، فال تقول : أحدهما مع قدرته على فعله ولو لم يوجد ذاك ، بل يفعل الخير ويحرص . كذا كان موجودا لفعلت كذا
على عدم فواته
65
يشغل نفسه بالتلهف عليه ، لما في ذلك من االعتراض من فاته أمر من أمور الدنيا فال : والثاني على المقادير وتعجيل تحسر ال يغني شيئا ويشتغل به عن استدراك ما لعله يجدي ، فالذم راجع فيما يؤول في الحال إلى التفريط وفيما يؤول في الماضي إلى االعتراض على القدر ، وهو أقبح
.بح من األول ، فإن انضم إليه الكذب فهو أق
فإن هذا اللفظ يفتح : اسم إن قصد لفظها ؛ أي ) لو: (” فإن اللو تفتح عمل الشيطان “ :وقوله ما يلقيه في قلب اإلنسان من الحسرة والندم والحزن ؛ فإن الشيطان : وعمله . عمل الشيطان
يقع هذا قضاء اهللا وقدره ، وأنه ال بد أن: فإذا رضي اإلنسان باهللا ربا ، وقال .يحب ذلك اطمأنت نفسه وانشرح صدره
تفتح عليك الوساوس واألحزان والندم والهموم ، حتى تقول : أي ”فإن اللو تفتح عمل الشيطان“لو أني فعلت لكان كذا ، فال تفعل هكذا ، واألمر انتهى وال يمكن أن يتغير عما وقع ، وهذا :
" . رض بخمسين ألف سنة أمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات واأل
لو، إذا قلت هذا : فأنت إذا بذلت الجهد ،وصار األمر على خالف ما تريد ال تندم ، وال تقل انفتح عليك من الوساوس والندم واألحزان ما يكدر عليك الصفو ، فقد انتهى األمر وراح ،
.وعليك أن تسلم األمر للجبار عز وجل قل قدر اهللا وما شاء فعل
66
حلمدهللا رب العاملني وا