ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت...

40
اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ- ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻠﻤﻮن ﻣﺪاﺧﻞ ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹرﻫﺎب2018 ﺷﺒﺎط/ ﻓﱪاﻳﺮ20 ﻋﻴﺔ أﺑﺤﺎث اﺟﺘ اﻟﻄﺎﻫﺮ اﻟﺜﺎﺑﺖ

Upload: others

Post on 08-Feb-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

مجلة قلمون- العدد الرابع

مداخل يف مقاربة مشكلة اإلرهاب

20 شباط/ فرباير 2018

أبحاث اجتامعية

الطاهر الثابت

Page 2: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب
Page 3: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب
Page 4: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

1

املحتويات

3 ....................................................................................................................... ملخص تنفيذي

4 ................................................................................................................................... مقدمة

: مدخل مفاهيميا 5 ............................................................................................................... أول

5 ....................................................................................................................................... اإلرهاب مفهوم .1

6 .......................................................................................................................................التطرف مفهوم .2

6 ....................................................................................................................... الجهادية السلفية مفهوم .3

ا: املدخل التاريخي 8 .............................................................................................................. ثانيا

8 ............................................................................................................................. عاملية ظاهرة اإلرهاب .1

8 ..................................................................................املعاصر اإلسالمي العالم في والعنف الديني الغلو .2

9 ............................................................................................................(1999 – 1966املوجة األولى ) أ.

12 .................................................................................................... (2011 – 1992املوجة الثانية ) ب.

14 .................................................................................................. حتى اليوم( 2012املوجة الثالثة ) ج.

ا: مدخل التحليل اإلستراتيجيا 14 ............................................................................................ ثالث

15 ................................................................................. القريب العدو القطرية: ماتالتنظي إستراتيجية .1

15 .................................................... البعيد العدو -الخارجي النكائي الجهاد األم: )القاعدة( إستراتيجية .2

16 ................... القريب والعدو البعيد العدو -التمكيني والجهاد النكائي الجهاد الجامعة: اإلستراتيجية .3

ا: املدخل التفسيري العواملي 18 ............................................................................................ رابعا

19 ............................................................................................................................ والحواضن املناخات.1

20 ......................................................................................................................... الحاضنة السياسية أ.

ة واالجتماعية ب. 21 ............................................................................................... الحاضنة االقتصادي

21 ........................................................................................................ الحاضنة الثقافية واإلعالمية ج.

22 .......................................................................................................................... الذاتية االستعدادات .2

ة وفيزيولوجية أ. 22 .............................................................................................................. عوامل عمري

Page 5: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

2

23 ................................................................................................................ ةعوامل نفسية وسلوكي ب.

ة ومعرفية ج. 23 ................................................................................................................... عوامل فكري

24 ........................................................................................................................ واالستقطاب الجاذبية .3

25 .............................................................................................................................. واالختراق الصناعة .4

ا: مدخل تحليل الخطاب 26 ............................................................................................... خامسا

31 .................................................................................................................................. خاتمة

32 ......................................................................................................... مصادر البحث ومراجعه

Page 6: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

3

ملخص تنفيذي

إلى تدقيق الفهم، باعتماد مقاربات منهجية متنوعة تستند إلى علوم حاجة في «اإلرهاب ظاهرة»ا تزال م

اللسان واإلنسان. وهذا ما يحاوله البحث، مركزا على مداخل، هي: املدخل املفهومي واملدخل التاريخي

ومدخل التحليل اإلستراتيجي واملدخل التفسيري العواملي ومدخل تحليل الخطاب. لقد ركزنا في املدخل

ا وثيقا، األ تصورية ويرتبطان به ارتباط

ول على مفهوم اإلرهاب ومفهومين آخرين يدخالن ضمن شبكته امل

في املدخل التاريخي اشتغلنا على اإلرهاب املعاصر امللتبس باإلسالم، . «السلفية الجهادية»و «التطرف»هما:

م الجهاد املصري إلى مراجعات فدرسنا نشأته وتطوره وفق موجات ثالث تمتد أوالها من تأسيس تنظي

وتراجع العمليات في الجزائر. املوجة الثانية عاملية التوجه وتستهدف القوى 1997الجماعة اإلسالمية عام

وتراجع 1الدولية، وكان عنوانها األهم )القاعدة( وتفجيرات أيلول/ سبتمبر، ثم خفتت بمقتل البغدادي األول

ت من الساحة العراقية والسجون ن التونسية واملصرية.)القاعدة( األم مع قيام الثورتياملوجة الثالثة تغذ

األميركية خاصة، لتبرز بعد عسكرة الثورات العربية. وعنوانها األبرز )تنظيم الدولة(.

الجهاد »ثم وقفنا عند اإلستراتيجيات الثالث الرئيسة التي مرت بها التجربة، بداية من إستراتيجية

واعتمدنا في تشخيص األسباب . «الجهاد الشامل»، وإستراتيجية «الجهاد العاملي»، ثم إستراتيجية «القطري

نموذجا تفسيريا تكامليا رباعيا يأخد بعين االعتبار الشبكة العواملية املتنافذة للظاهرة ومتغيراتها، ويبرز

نها ما يتصل باملناخات املختلفة، ويتعلق تداخل املوضوعي والذاتي فيها، وتفاعل عوامل كثيرة في إنتاجها، م

باالستعدادات الذاتية لألفراد ويرتبط بجاذبية التنظيمات اإلرهابية نفسها ويتصل بإمكانية االختراق

الخصائص واألفكار الجوهرية واملرجعيات والتمايزات وفي تحليل الخطاب وقفنا علىوالتوظيف.

يهيمن فيها خطاب رفض ي راديكالي ينهل من الخزان الفقهي األكثر «اإلرهاب»واملراجعات، فذكرنا أن ظاهرة

ا في ثقافتنا.خلصنا ختاما إلى سمة مفتاحية للظاهرة، هي محورية الشباب فيها، فهم عنفوانها انغالق

ووقودها وسبب تجددها. لذلك، فإن أولوية األولويات في مسعى تحجيمها، هي حل األزمة الشبابية بأبعادها

ا لحماية األجيال الجديدة وتأمين املستقبل.كله

،تكريت في 2010 إبريل /نيسان 18 في لاغتي حيث ،2010 لىإ 2006 من (سالميةاإل العراق دولة) أمير :البغدادي عمر أبو (1)

. (القاعدة تنظيم) مبايعي منو الجنسية عراقي وهو ،الزاوي خليل محمد داوود حامد: الحقيقي سمهوا

Page 7: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

4

مقدمة

منذ مدة ضربات متالحقة في الكثير من (2) «اإلرهاب»تتلقى تنظيمات التطرف والعنف املسلح و

ت، في إضعافها وبعثرة بعض أوراقها التكتيكية الساحات الدولية أسهمت، على ما فيها من عال

عة في املدى القريب أو واإلستراتيجية في ليبيا وسورية والعراق خاصة. لكن نهاية هذه الظاهرة غير متوق

اقمها قائمة في أوحال الفكر والثقافة والسياسة واملجتمع املتوسط، ما دامت شروط إنتاجها وتف

واالقتصاد، وفي برك النفس البشرية اآلسنة. ولن تنهيها العمليات العسكرية واألمنية، على أهميتها، إذا لم

تتنوع الرؤى واملسارات واملعالجات في إطار إستراتيجية شاملة جامعة ملجابهة التهديدات.

جاه التشخيص الصحيح والفهم العميق للظاهرة، بإحكام تعريفها من الخطوات الضرورية في هذا االت

طاتها وتحدياتها، وفي وبالنظر في مالبسات تكونها التاريخي وتحوالتها وعوامل ظهورها وانتشارها، وفي مخط

، وتقع على عاتق الخبراء مقومات خطابها ومرجعياتها. وهذه مهمة تشاركية تنبني على مراكمة الجهود

ه يملك وحده القدرة واملتخصصين والباحثين ومراكز البحث، إذ ال سبيل إلى االدعاء من أي طرف كان أن

عليها، ونحن أمام ظاهرة متعددة األبعاد ومتشعبة املناحي وكثيرة األسرار، وتحتاج إلى مقاربات ومداخل

متنوعة لبناء وعي سليم حولها.

ريق، مستعينين بما تيسر من املناهج العلمية املناسبة واألدوات البحثية سنحاول املض ي في هذه الط

ة واملوضوعية والبعد عن األحكام التبسيطية املسبقة والقراءات املالئمة،لضمان قدر أوسع من الدق

وص في تفاصيل بعض املحاور إلى األيديولوجية املنحازة، مكتفين بالوقوف على املسائل األمهات وتاركين الغ

محاوالت الحقة.

،نستعمل هذا املصطلح امللتبس الوافد في وصف الظاهرة (2)

ه ليس األدق في نعتها مجاراة

ملا فيه ،للسائد، مع اعتقادنا أن

فهو تعبير عن بعض أغراضها أكثر من تعبيره عن جوهرها. ،من تجزيء واختزال

Page 8: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

5

: مدخل مفاهيمي ا أول

التعريفات وضبط الحدود وتحديد املفاهيم وتحرير املصطلحات هي إجراءات منهجية افتتاحية

واملتلقي، وهي عملية مألوفة، لتسييج القول وضبط املراد وإقامة التعاقد التواصلي السليم بين الباث

ومفهومي «رهاباإل ». لكننا سنقتصر جهدنا على ضبط مفهوم (3) أصولهدقيقة واسعة ترتبط بعلم له

.«السلفية الجهادية»و «التطرف»

مفهوم اإلرهاب .1

ا لإلرهاب، فالتعريفات تي (4) كثيرةال يوجد تعريف موحد مجمع عليه دوليويقع تطويعها بحسب الجهة ال

مؤتمر دولي عقد في جنيف

1937 سنةتنتجها، وبحسب تنوع املقاربات واملنطلقات املرجعية. لقد عرفه مثال

ه األفعال الجنائية املوجهة ضد الدولة، ويكون الغرض منها أو تكون طبيعتها إثارة الفزع والرعب لدى »بأن

ه 1948 سنةوعرفته دول عدم االنحياز .(5) «الجمهور شخصيات معينة أو جماعات من الناس أو لدى بأن

، (6) «الحريةنوع من العنف تقوم به قوى استعمارية عنصرية أو نظام ضد الشعوب املناضلة من أجل »

ها، لكن بعض الباحثين بينما لم تفلح منظمة )األمم املتحدة( في تبني تعريف لإلرهاب تتفق عليه الدول كل

ه مة أن

تي أصدرتها املنظ

عرض للخطر أرواحا بشرية بريئة أو األعمال »استنتج من حصيلة القرارات ال

التي ت

. (7) «اإلنسانتهدد الحريات األساسية أو تنتهك كرامة

ه -لقد عرفه )مجمع البحوث اإلسالمية ترويع اآلمنين وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم »األزهر( بأن

. وعرفته (8) «األرضغيا وإفسادا في واالعتداء على أموالهم وأعراضهم، وحرياتهم وكرامتهم اإلنسانية ب

ه 1998)االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب والجريمة اإلرهابية( في عام كل فعل من أفعال العنف أو »بأن

ا ملشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذ

انظر في علم املصطلح: (3)

Maria Térésa Cabré, La terminologie, théorie, méthode et applications, Traduit par Monique C.

Cormier, John Humbley (Canada: les Presses de l'Université d'Ottawa, 1998). : رابطة العالم اإلسالمي مؤتمرمقدم إلى بحث ،«إضاءات بحثية ومنارات علمية :اإلرهاب»: أحمد محمد هليل، انظر (4)

.22-18(، ص 2015 فبراير /شباط) 25-22، اإلرهاب مكافحةو اإلسالم .138(، ص 1971حميد الساعدي، مقدمة في دراسة القانون الدولي الجنائي )بغداد: مطبعة املعارف، (5) .5، ص (1999) 96، الفكر العربي «إسرائيل دولة اإلرهاب»كمال حبيب، (6) .17(، ص 1997هيثم الكيالني، اإلرهاب يؤسس دولة: نموذج إسرائيل )القاهرة: دار الشروق، (7) :(2001 نوفمبر الثاني/ تشرين 1) القاهرة، «بيان مجمع البحوث اإلسالمية بشأن ظاهرة اإلرهاب» (8)

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=14384

Page 9: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

6

و ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بين الناس أ

بأحد املرافق أو األمالك العامة أو الخاصة، أو احتاللها أو االستيالء عليها أو تعريض أحد املوارد الوطنية

.(9) «للخطر

ر املصطلح العام في حد ذاته، بل حول إن الخالف بين هذه التعريفات في الحقيقة ليس حول متصو

تنزيله على الظواهر املختلفة، فما يراه طرف إرهابا قد يراه آخر مقاومة مشروعة، وفي ما عدا ذلك فإن أكثر

غير ومصالحه املختلفة وللترويع من عنف عدواني مقصود لإلضرار بال: «اإلرهاب»التعريفات تلتقي في أن

واألنظمة «اإلرهاب الصهيوني »وهذا الفهم ينطبق على أمثلة كثيرة، منها أجل هدف سياس ي في الغالب.

الة «اإلرهاب التكفيري »الدكتاتورية املستبدة، وذي يدخل الذي يمارسه الغ

ضمن أبواب العدوان وال

ا في هذا البحث. والبغي واإلفساد في األرض، وما يعنين

مفهوم التطر ف .2

ا أو اهو إتيان الطرف، أي مجانبة الوسط واالعتدال، إفراط

. وكثيرا ما يستعمل مقترنا (10) تفريط

ا في ثقافتنا القديمة هو لو »بمصطلح آخر أكثر رسوخ

أي مجاوزة الحد في معتقد ما أو ممارسة ما. «الغ

في األديان والقوميات وفي اآلراء واملواقف وفي شتى مجاالت الحياة الدينية «الغلو »أو «التطرف»ويكون

دينية، فثمة تطرف عنصري وتطرف ديني وتطرف

وتطرف يميني وتطرف يساري، وما إلى (11) الديني والال

الضروري إن التطرف إقصاء ورفض املخالف واحتكار الحقيقة، وهو األساس الفكري والنفس ي ذلك.

ا كان نوعه وبواعثه، ويرتبط الغلو »الذي نعالجه في بحثنا بضرب من «اإلرهاب»للسلوك اإلرهابي، أي

املستند إلى فهم ديني منحرف يشرع للتكفير والكراهية والعنف. «الديني

ة .3 ة الجهادي مفهوم السلفي

باألساس في الحديث عن )تنظيم القاعدة( نشأ هذا املصطلح، بما هو وصف الحق للظاهرة، وقد راج

وفروعه وأشباهه في العالم اإلسالمي، مثل )تنظيم الدولة(. وتوحي صياغته اللغوية بالجمع بين أمرين، هما:

وفهما لإلسالم من جهة، و في التغيير من جهة أخرى. وقد أشار (12) «الجهاد»املنهج السلفي عقيدة

، وسيلة

انظر نص االتفاقية: (9)

http://www.madcour.com/LawsDocuments/LDOC-44-635278203054882024.pdf .161-157(، ص 2015راجع: سلمان العودة، أسئلة العنف )بيروت: جسور للترجمة والنشر، (10) (.2004راجع: محمد عمارة، مقاالت الغلو الديني والالديني )القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، (11) .الفهم والتأول والتوظيف لنبين أنها مجال اختالف في ،نضع املصطلحات املستخدمة في خطاب الغلو بين مزدوجين (12)

Page 10: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

7

ري إلى هذا املعنى أحدأبو محمد املقدس ي، فقال في تصريح طويل نورده ،«السلفية الجهادية»كبار منظ

ألهميته

عتنا به من سمانا به من الناس، لتمسكنا »: كامالما ن

نا لم نتسم بهذا اإلسم، وإن

حب أن أنوه بأن

أ

الجهادية تيار يجمع بين الدعوة إلى بما كان عليه السلف الصالح من االعتقاد والعمل والجهاد، فالسلفية

التوحيد بشموليته، والجهاد ألجل ذلك في آن واحد، أو قل هو تيار يسعى لتحقيق التوحيد بجهاد

الطواغيت. هذه هي هوية التيار السلفي الجهادي التي تميزه عن سائر الحركات الدعوية والجهادية، فبعض

ققزم وت

صر دعوة التوحيد على شرك التمائم والقبور وال تتعرض من قريب أو بعيد إلى الحركات السلفية ت

ام ويعمل على تثبيت عروشهم، ام واملشرعين والقصور، بل قد تكون ممن يسير في ركاب الحك

شرك الحك

بوتق جهادها وتحصره في منطلقات وطنية وترفض رفضا حازم ا وحاسما مثلما إن بعض الحركات الجهادية ت

أن تتعدى بجهادها حدود الوطن. التيار السلفي الجهادي يخالف هؤالء وهؤالء، ومن أجل ذلك فهو يدعو

رعت دعوتهم إلى التوحيد بشموليته، وحيث إلى التوحيد بشموليته وفي كل مكان، فحيث وجد الخلق ش

ولذلك فأنت ترى أن هذا التيار ال يحصر وجدت هذه الدعوة وجد الجهاد من أجلها وفي سبيلها وال بد.

ها، فتجد أبناءه جهاده في بقعة معينة من األرض من منطلقات قومية أو أرضية، بل ميدانه هي األرض كل

. هكذا، فإن هذا املفهوم يشير إلى ظاهرة شمولية جذرية ولدت من رحم (13) «األرضيجاهدون في شتى بقاع

، ونهضت على نوع من الفهم املتشدد للدين في العالم (14) العنفملنغلقة ونزعات اللقاء بين السلفية ا

اإلسالمي املعاصر ضمن مالبسات تاريخية تحتاج إلى الفحص.

ة العصر اإللكترونية وصحيفة املرآة األردنية»، أبو محمد املقدس ي (13)

2002، «حوار مع مجل

منبر التوحيد . نشره كامال

والجهاد:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_121.html يعتقد السلفيون الجهاديون أنهم أحق بالسلفية من غيرهم وأنهم أكثر وفاء ملحمد بن عبد الوهاب وألئمة الدعوة (14)

الدرر السنية في األجوبة )ا ما يؤصلون أفكارهم في كتب الشيخ ومصنف النجدية من باقي السلفيات املعاصرة، وكثير

.(النجدية

Page 11: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

8

ا: املدخل التاريخي ثانيا

ة .1 اإلرهاب ظاهرة عاملي

إلى أن اإلرهاب والعنف والعدوان ظواهر تاريخية عاملية منحرفة رافقت مسيرة بني آدم منذ نشير بداية

القدم، ال خاصة باملسلمين مثلما يروج البعض، فال دين مخصوص باإلرهاب، وال قومية وال وطن. إن تاريخ

ما يرتكبه بعض غالة املسلمين. فلنستحضر وليس مقصورا علىاألمم يعج باألعمال والسلوكيات املروعة،

ظاهرة االحتالل وما يتصل بها في كل زمان ومكان من فظاعات، أو ما تال

الثورة الفرنسية من تصفيات مثال

املجازر الدموية التي ارتكبها ، أو (15) اإلرهاب(بـ )عهد (Robespierreأيام روبسبيار )وقطع رؤوس، في ما عرف

أو الجرائم اإلرهابية الفظيعة ضد مسلمي أفريقيا الوسطى ، (16) بورماالبوذيون ضد الروهينغا املسلمين في

، نظرا إلى ما حصل فيها من تقتيل (17) العرقي. وقد وصفتها )منظمة العفو الدولية( بـ)التطهير 2014في عام

اء من قبل امليليشيات املسيحية املتطرفة )أنتي باالكا(. أضف إلى ذلك ضلوع وتقطيع أوصال وحرق لألحي

مات يسارية وعنصرية حي )حزب العمال الكردستاني( اليساري في تركيا في اإلرهاب، مثل ومافيوزيةمنظ

مسل

ذين تورطوا في العديد من العمليات اإلرهابية املعروفةاب في العالم قديما . وعليه فقد مورس اإلرهال

ها.ت الدينية والقومية والجغرافية كل

ا، باسم أيديولوجيات كثيرة ومتناقضة، وتحت املظال

وحديث

الغلو الديني والعنف في العالم اإلسالمي املعاصر .2

تنقسم هذه الظاهرة من الناحية التاريخية إلى أجيال أو موجات تراوح بين ثالث وخمس، بحسب تبدل

زاوية النظر. يبدأ التقسيم الخماس ي بموجة السبعينيات والثمانينيات وجيل البدايات ذي التوجه القطري،

عرب في املعارك القطرية، ثم موجة ثم موجة التسعينيات في مصر والجزائر وليبيا، ومشاركة األفغان ال

، وعنوانها األوضح بن الدن والظواهري، ثم «الجهاد العاملي»الحادي عشر من سبتمبر وانطالق ما سمي

موجة ما بعد احتالل العراق وجيل الزرقاوي الدموي، ثم موجة ما بعد الثورات العربية وعنوانها األبرز

ل هذه املوجات، بش يء من التصنيف املضغوط، إلى ثالث تتداخل في ما بينها )داعش(. لكننا نميل إلى اختزا

.8-7(، ص 2013راجع: البشير شمام، اإلرهاب )تونس: مكتبة تونس، (15) :هيومن رايتس ووتش، «2014: بورما، أحداث 2015التقرير العاملي »انظر: (16)

https://www.hrw.org/ar/world-report/2015/country-chapters/268128 :«والقتل الطائفيجمهورية أفريقيا الوسطى: عمليات التطهير العرقي »انظر: (17)

https://www.amnesty.org/ar/press-releases/2014/02/central-african-republic-ethnic-cleansing-and-

sectarian-killings/

Page 12: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

9

ة من قل

تي تتزامن بعض أطوارها. وقد تشذ

في البدايات والنهايات، في ما يشبه الحلقات املتوالجة ال

التنظيمات أو الساحات عن هذا االقتراح التصنيفي، لكنه يصدق على األغلبية الباقية.

(1999 – 1966لى )املوجة األو .أ

خالل الثالثينيات خرجت على حسن البنا، مرشد )اإلخوان املسلمين(، مجموعة من الشباب لم يرق لها

ر للتغيير (18) محمد(منهجه التغييري املتدرج، وسمت نفسها )شباب نظ

ت أفكارا متشددة حاسمة ت

وتبن

ت ولم ذكر، لذلك ال يمكن بالقوة، لكنها لم تجد صدى وسرعان ما اضمحل

يكن لها أعمال مادية عنيفة ت

النظام الخاص لإلخوان »اعتبارها بداية فعلية لتيارات الغلو والعنف في )الحركة اإلسالمية املعاصرة(. أما

ح، فهو تنظيم سري ذو طبيعة أمنية وعسكرية «املسلمينذي تحوم حوله بعض شبهات العنف املسل

ال

ب من فئات شبابية منتقاة وعناصر من األمن والجيش، وقام بعمليات 1940 سنةأسسه البنا تقريبا، وترك

حة استهدفت االحتالل اإلنجليزي، وشارك في )حرب فلسطين( عام ، لكن بعض عناصره تورطت 1948مسل

لة قوية بتنظيم أيضا في أعمال عنف واغتياالت داخلية بقيت حقيقتها غامضة، وكان لعدد من منتسبيه ص

ذي قاد )ثورة للظاهرة 1952)الضباط األحرار( ال

(. ونميل بناء على ما تقدم إلى عدم عد هذا التنظيم أصال

ا ه كان موجها ضد االحتالل باألساس، وحتى مظاهر انفالته املعدودة لم تكن خيارا منهجياملدروسة، ألن

عن أن هذا الجهاز قد حل متفقا عليه داخل الجماعة، سواء في ع

هد فاروق أم عهد عبد الناصر، فضال

.(19) امتدادمنذ أمد ولم يعد له

تقريبا وعده 1958 سنةالذي أنشأه عدد من اإلخوان خارج السجون في (1965)تنظيم إن ما يعرف بـ

محاولة من محاوالت إعادة ا وأعدم بموجبه قائده سيد قطب، لم يكن إال النظام املصري تنظيما تخريبي

أن بعض أفكار قطب امللتبسة (20)البناء التنظيمي خالل األزمة ولم يسجل عليه أي عمل مادي عنيف، إال

كتابيه: )في ظالل القرآن( و)معالم في الطريق(، قد غالى عدد من ، خاصة في «الحاكمية»و «الجاهلية»حول

.68-66ص (، 2010دليل الحركات اإلسالمية املصرية )القاهرة: مكتبة مدبولي، عبد املنعم منيب، (18)أحمد عادل كمال، النقط فوق الحروف: اإلخوان املسلمون والنظام - عنه: وروايات (النظام الخاص ) حول راجع (19)

رفعت السعيد، اإلخوان املسلمون في لعبة السياسة )تونس: - (.1989)القاهرة: الزهراء لإلعالم العربي، ،2الخاص، ط

)القاهرة: مركز ابن ،2املسلمين، ط علي العشماوي: التاريخ السري لجماعة اإلخوان - (.1985صامد للنشر والتوزيع،

كامل الشريف، اإلخوان املسلمون في حرب فلسطين، )القاهرة: الزهراء لإلعالم -. (2006خلدون للدراسات اإلنمائية،

(.1987العربي، املة أحمد عبد املجيد، اإلخوان وعبد الناصر القصة الك - راجع بخصوص هذا التنظيم وجتهي النظر املختلفتين: (20)

، الحوار «1965مؤامرة :اإلخوان والعنف»اض حسن محرم، ري -. (1991، )القاهرة: الزهراء لإلعالم العربي، 1965لتنظيم

املتمدن:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273755

Page 13: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

10

ضطهد في تأويلهاواستنبطوا منها تكفير الحكومات واملجتمعات، وقد زين لهم الوضع (21) الشباب امل

في لة

االستبدادي واملناخ النفس ي املشحون في السجون ذلك، مما اضطر قيادة اإلخوان املسجونة، ممث

سن الهضيبي إلى إصدار كتاب يتبرأ من أفكار الغلو والتكفير وينحاز إلى معاني االعتدال تحت اسم املرشد ح

خالل الستينيات، فكان العديد من الشباب املتدين الجديد . أما خارج السجون، خاصة(22))دعاة ال قضاة(

ص ملحمدية( ذات التوجه السلفي التي )جمعية أنصار السنة ا لها، مثليلجأ إلى الجمعيات الدينية املرخ

تي أسست )جماعة (23) هراسكان الشيخ محمد خليل أحد شيوخها ورؤسائها، وتربت فيها املجموعة األولى ال

على األرجح، أي بعد إعدام قطب، وتكونت من إسماعيل طنطاوي وعلوي 1966 سنةالجهاد( املصرية

الذي ذكر في )رسالة التبرئة( أن الشيخ هراس هو من أفتاه (24) الظواهري مصطفى ونبيل البرعي، ثم أيمن

. (25) املصري بردة النظام

هكذا، فإن أول تنظيم ديني عنيف ظهر في مصر وله امتداد حتى أيامنا وتكون من شبان متدينين، أسهم

واملنهج السلفي املحافظ، وفهم متشدد في تكوينهم الثالوث األساس ي اآلتي: املناخ االستبدادي القهري،

لبعض أفكار سيد قطب. ثم جاءت املحاولة االنقالبية املحدودة الفاشلة، في ما عرف بـ )تنظيم الفنية

في مصر بقيادة صالح سرية الفلسطيني الذي قدم إلى القاهرة في بداية 1974 سنة (26) العسكرية(

ف )رسالة ا يخترق (27) ن(اإليماالسبعينيات وأل كفر الدولة وتدعو إلى إسقاطها، واعتمد منهجا انقالبي

التي ت

را بما كان رائجا في زمانه من ولع باالنقالبات. في هذه املرحلة كانت الجماعة األجهزة األمنية والعسكرية، متأث

ر (21)

ا، وفي أسلوبه األدبي عبارات مجازية إسالمي ا سيد قطب له أطوار ومالبسات في كتاباته، وهو أديب قبل أن يكون مفك

ي ألفكاره ونصوصه. ال يعني إنكار أثره الكبير في هذه املجموعات مماحمالة أوجه ال بد من تأويلها نسقيا في إطار السياق الكل

املتطرفة. (. 1977)القاهرة: دار التوزيع والنشر اإلسالمية، (22)ر به وتبنى منهجه السلفي ،حول ابن تيمية ات أطروحةيأنجز في األربعين .(1975 -1915مصري أزهري ) (23)

.فتأث

، 1عبد املنعم منيب، التنظيم والتنظير: تنظيم الجهاد وشبكة القاعدة بين املاض ي والحاضر واملستقبل، ط -راجع: (24)

.21-17(، ص2010)القاهرة: مكتبة مدبولي،

، منبر التوحيد والجهاد:«الجهاد قصة جماعة» ،هاني السباعي -

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_19973 مة املحقق محمد خليل هراس رحمه هللا، وقد استفتيته في بيته بطنطا في حدود عام »يقول الظواهري: (25)

الشيخ العال

خلعه ملن يقدر على ذلك. وتباحثت معه في ما ذكرت م تقريبا، وال أذكر تحديدا، فأفتاني بردة النظام املصري ووجوب 1974

ة من كالم ومسائل أخرى منها حكم قتال اليهود في الجيش املصري للمكره على ذلك، وعرضت عليه ما توصلت إليه من أدل

لت إليه، وسر اإلمام الشافعي وشيخ اإلسالم ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم هللا، فأقرني على ما توص

ة ويطالعون هذه املباحثتبرئة أمة القلم والسيف من التبرئة: رسالة في . «بوجود شباب في مقتبل العمر يصلون لهذه األدل

.27(. ص2008منقصة تهمة الخور والضعف )السحاب لإلنتاج اإلعالمي، يناير .84-82ص دليل الحركات اإلسالمية املصرية، راجع: منيب، (26)ح (27)

.52 – 31، ص1(، ج1991لندن: رياض الريس للكتب والنشر، )راجع: رفعت سيد أحمد، النبي املسل

Page 14: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

11

رة بـ (28) والهجرة()التكفير املعروفة بـا في النسيج االجتماعي، متأث تي يقودها شكري مصطفى، تعمل سر

ال

الدولة واملجتمع وداعية إلى الهجرة وبناء مجتمع بديل في الكهوف واملغاور، ثم في «أفكار الخوارج»ومكفرة

الدين. وفي الشقق واملنازل، لتبرز بوصفها ظاهرة أواخر السبعينيات وتتورط في أعمال عنف وقتل باسم

املحتسبة(وأنصاره من )السلفية 29تحصن السعودي جهيمان العتيبي 1980 سنةومطلع 1979 سنةآخر

ي، وأعلنوا الخروج على النظام السعودي وأخذوا البيعة لقائدهم محمد بن عبد هللا (30)في الحرم املك

حتى املوت. وقد كان الشاب األردني

الفلسطيني األصل عصام البرقاوي على صلة القحطاني وخاضوا قتاال

ر السلفية الجهادية الشهير.ذي عرف الحقا بـ )أبو محمد املقدس ي( منظ

بهم، وهو ال

قائد )تنظيم الجهاد( عبد السالم فرج كتاب )الفريضة 1980في سنة الذي استند فيه (31) الغائبة(خط

ام العرب )في مقدمتهم إلى بعض فتاوى ابن تيمية في قتال الطوائف املمتنعة عن تطبيق الشريعة وكفر الحك

ام املرتدين»السادات( واعتبر الجهاد ضدهم، بوصفهم وطريقا وحيدا إلى التغيير وإقامة «الحك

، فريضة

. (32) تنظيمهاعة اإلسالمية( في مناطق الصعيد املصرية إلى واستطاع ضم شباب )الجم. «الدولة اإلسالمية»

لقد أفض ى هذا التحرك إلى اغتيال السادات، بوصفه أكبر ضربة وجهها التيار املتشدد إلى الحكومات

د( الذي وقع عليه مع )إسرائيل( دور في تأجيج الغضب ضده وإضافة يالعربية، وقد كان لـ )اتفاق كامب ديف

على عامل آخ خائنا، زيادة

ر من عوامل التطرف الديني املرتبط بالنقمة على الحاكم العربي الذي عد عميال

نعته بالظلم والفساد والردة والكفر. في املرحلة نفسها تقريبا كان اإلسالميون السوريون قد جرتهم الدولة

ة ملتبسة خاسرة مع نظام حافظ األسد، لكنهم وبعض مكوناتهم الشبابية املتحمسة، إلى مواجهة عسكري

حة ضد نظام لم يكونوا منطلقين أساسا من فكر الغلو والتكفير، بل كان نشاطهم في سياق انتفاضة مسل

لقد انتهت (33)دكتاتوري طائفي لقيت الدعم من )البعث العراقي( والناصريين و)االشتراكيين العرب( وغيرهم.

، حيث دمر النظام املدينة، فكان عدد القتلى والجرحى واملعتقلين واملفقودين «نكبة حماة»هذه املواجهة ب

، )لندن: دار الجابية، 4راجع: محمد سرور زين العابدين، الحكم بغير ما أنزل هللا وأهل الغلو: جماعة املسلمين، ط (28)

هـ(.1431 املهدي خروج أن امعتقد ،املكي الحرم الحتالل ،1979 الثاني تشرين 20 يوم مسلحة جماعة قاد :العتيبي جهيمان (29)

نأو املهدي مواصفات عليه تنطبق من هو القحطاني هللا عبد بن محمد شيخه نأ ظني كان. الحرم تحرير من يبدأ املنتظر

.لبانياأل الدين ناصر بالشيخ التأثر شديد كان. يبايعوه نأ الحرم في املصلين على (.2011، )بيروت: الشبكة العربية لألبحاث والنشر، 2الحزيمي، أيام مع جهيمان، طراجع: ناصر (30)ح، ج رفعت، (31)

.149 – 127ص ،1النبي املسل

.25التنظيم والتنظير، ص منيب، (32)(33)

عت هذه األطراف ميثاق

وق

فيه وعدت ،«سورياميثاق التحالف الوطني لتحرير »بعنوان ،1982 /03 /11ا في ا مشترك

ل، اإلسالميون والديمقراطية في سوريا: حصيد ا مجرم نظام األسد خائن ا ودعت إلى اإلطاحة به. راجع: عبد هللا سامي الدال

(، املبحث السادس. 2007وصريم )القاهرة: مكتبة مدبولي،

Page 15: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

12

ر الجهادي الشهير الحقا( أحد املقاتلين (34)باآلالفوكان مصطفى ست مريم )أبو مصعب السوري املنظ

صفوف )الجبهة ضد النظام السوري في صفوف مجموعة )الطليعة املقاتلة( بقيادة مروان حديد، ثم في

تي ضمت اإلخوان وغيرهم، ثم في صفوف املقاتلين مع عدنان عقلة (35).اإلسالمية( ال

شهدت الثمانينيات والتسعينيات كذلك صراعا عنيفا خاضته التنظيمات املتشددة ضد الدولة ألسباب

كبت فيه فظاعات دامية، وال سيما في الجزائر فيمختلفة، خاصة في مصر والجزائر وليبيا والسعودية، وارت

حة( التي كانت تعتمد كثيرا على فة تجربة )الجماعة اإلسالمية املسل

تاوى أبي قتادة الفلسطيني الشاذ

، في ما عرف املصريةالقادمة من لندن. لقد لقيت هذه املوجة انكسارها مع مراجعات )الجماعة اإلسالمية(

فات سيأتي ذكرها، إضافة إلى تراجع العمليات في 1997بـ )مبادرة وقف العنف( سنة وما تالها من مؤل

في بداية عهد بوتفليقة، مثلما هو معلوم. إن 1999الوئام املدني( سنة الجزائر وإقرار )قانون املصالحة و

مة الرئيسة لهذه املوجة هي استهداف ما عد لدى املتشددين ب الذي قصد به «العدو املرتد القريب»الس

ا في السبعينيات، واستمرت حتى أواخر ال ا في الستينيات وعملي تسعينيات الحاكم العربي، وقد بدأت فكري

تقريبا، وجاءت في إطار رد الفعل على استبداد الدولة وممارساتها القمعية. وهكذا، استمرت معتقالت

املستبدين وسياساتهم الجائرة في تفريخ التطرف والتكفير، بقدر ما يمارس فيها من إرهاب الدولة وتوحشها،

خاصة في مكاتب التحقيق والسجون.

(2011 – 1992املوجة الثانية ) .ب

املقصود به القوى «العدو الكافر البعيد»إنها موجة عاملية التوجه قامت على استهداف ما سمي بـ

الدولية وفي مقدمتها الواليات املتحدة، وتزامنت إرهاصاتها وبداياتها مع املوجة األولى، من خالل ما يسميه

القائم على مساندة الشعوب اإلسالمية في حروبها التحررية، وأسس له عبد (36) «التضامنيالجهاد »بعضهم

هللا عزام، أكبر الدعاة إلى املشاركة في دعم األفغان ضد الروس، األمر الذي امتد تأثيره إلى الشيشان

لعاملية، والبوسنة والهرسك والصومال. لقد ولدت هذه املوجة على أرض أفغانستان وفي سائر الساحات ا

تقرير العودة بخصوص ما جرى في حماة إلى ارتكب النظام السوري في هذه املدينة وفي غيرها مجازر حقيقية، ويمكن (34)

2، «جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد اإلنسانية 1982مجزرة حماة: شباط )فبراير( »اللجنة السورية لحقوق اإلنسان

http://www.shrc.org/?p=8427: 2006 فبرايرشباط/ مالحظات حول التجربة الجهادية كتابه إلكترونية من نسخةراجع تفاصيل هذه املرحلة من وجهة نظر أبي مصعب في (35)

في سوريا:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_25666.html ،مصطلح رائج عند الباحث األردني حسن أبو هنية (36)

تنظيم الدولة اإلسالمية: و رمان في كتابه املشترك مع محمد أبمثال

.172(، ص2015 مؤسسة فريدرش إيبرت،األزمة السنية والصراع على الجهادية العاملية )األردن:

Page 16: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

13

، وما صاحبها من وجود أميركي على 1991وكان لحرب الخليج الثانية سنة (37) العرب(على أيدي )األفغان

أرض الجزيرة العربية، أثر في التمهيد لها، فقد ظهرت شراراتها األولى املستهدفة للواليات املتحدة في فندق

1996خت في تفجيرات الخبر بالسعودية سنة ، وترس 1993وفي معارك الصومال سنة 1992باليمن سنة

ي الواليات املتحدة . 1998سنة في تنزانيا وكينياالتي استهدفت جنودا أميركيين، ثم في تفجير سفارت

2001أيلول/ سبتمبر 11لقد تعاظم بروز هذه املوجة وجذبت إليها األنظار واألنصار بعد تفجيرات

ا في هذه املسيرة، 2003، إذ جاء احتالل العراق سنة املنسوبة إلى )تنظيم القاعدة( ، بوصفه منعرجا مهم

والشباب املتحمس القادم من القارات الخمس، وال سيما بعد أن أفتى «الجهاديين»حيث عجت البالد بـ

وتسهيالت أمنية . وفي البداية، لقيت هذه الهبة دعما (38) الغزاةفي ذلك البلد لصد «تعين الجهاد»كثيرون بـ

ولوجستية بينة من بعض األنظمة العربية، مثل النظام السوري الذي كانت مؤسسته الدينية الرسمية

ضد الغزو األميركي، وكانت شبكاته األمنية على صلة العراقبرئاسة املفتي منخرطة في فتاوى الجهاد في

بعمليات التسفير إلى العراق.

ا بين عمليات املقاومة عرف العراق على يد )تنظيم القاعدة في بالد الرافدين( بقيادة الزرقاوي خلط

املوجهة إلى االحتالل والعمليات الدموية املوجهة إلى العراقيين واألجانب غير املقاتلين، األمر الذي كان محل

، وبين الفرع العراقي (39)شرين معهخالف بين التنظيم األم الذي يقصر املعركة على املحتل واملتعاونين املبا

الذي يستسهل التكفير ويوسع الدائرة، فيستهدف الشيعة و )الحزب اإلسالمي العراقي(، بل حتى فصائل

)املقاومة اإلسالمية العراقية( األخرى، ملجرد الخالف معها، مثل )الجيش اإلسالمي في العراق( و )الجبهة

: جامع( و )حماس العراق( و )كتائب ثورة العشرين(. وبعد مقتل الزرقاوي اإلسالمية للمقاومة العراقية

بأشهر أعلن )تنظيم القاعدة في العراق( واملندمجون معه في )مجلس شورى املجاهدين( قيام 2006سنة

ا بداية (40) اإلسالمية()دولة العراق ـ ما سمي ب في منطقة األنبار وما جاورها. ثم خفتت هذه املوجة تدريجي

ك )تنظيم الدولة( 2010، خاصة بعد مقتل أبي عمر البغدادي وأبي حمزة املهاجر سنة 2009سنة وتفك

مع قيام الثورتين التونسية واملصرية، وظهور نمط سلمي يستبعد العنف في «تنظيم القاعدة األم »وتراجع

سبيل التغيير.

(.2002والدة األفغان العرب )بيروت: دار الساقي، راجع: عبد هللا أنس، (37)(38)

:(2003 /07/ 18) «فتوى هيئة علماء الرابطة العراقية»: راجع مثال

http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=3015 : (2005) «رسالة الظواهري إلى الزرقاوي »راجع (39)

https://fas.org/irp/news/2005/10/letter_in_arabic.pdf .(2007راجع: عثمان التميمي، إعالم األنام بقيام دولة اإلسالم )العراق: مؤسسة الفرقان لإلنتاج اإلعالمي، (40)

Page 17: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

14

حتى اليوم( 2012املوجة الثالثة ) .ج

ت هذه املوجة من الساحة العراقية والسجون األميركية وغيرها، ثم استفادت من ضعف الدولة تغذ

وأجهزتها وحاالت االنفالت التي صاحبت الثورات العربية، لتبرز بعد عسكرة هذه الثورات في ليبيا وسورية،

بحالة قويةر بالحالة التي رافقت احتالل مصحوبة

ذك

من التعبئة والتجنيد في صفوف جماعات متشددة ت

. ومن مالمح هذه املرحلة إعادة بناء )تنظيم الدولة اإلسالمية( في العراق أفغانستان والعراق خاصة

ة وظهور )داعش( بممارساته الدموية، وهيمنتهعلى املوصل وامتداده إلى سورية وسيطرته على مدينة الرق

، ثم سيطرة التنظيم على مدينة سرت الليبية. ومن أهم مميزات هذه املوجة انفجار «الخالفة»وإعالن

بقيادة الجوالني، و)القاعدة( األم (41) النصرة(الخالف بين )داعش( وفرع )القاعدة( آنذاك في سورية )جبهة

وإن كان للخالف أبعاد أخرى اختلف حولها ،«ن؟من يتبع م»أيضا بقيادة الظواهري على أساس السؤال:

لون في العامينثم منيت الظاهرة ببعض االنتكاسات خالل .(42) املحل

األخيرتين في أكثر من مكان، خاصة

ة السورية، فذلك 2016مدينة بنقردان التونسية خالل شهر مارس وسرت الليبية واملوصل العراقية والرق

ه ينبئ بتحوالت جغراسياسية قادمة في هذا الشأن. كل

ا على ، وم«العدو القريب»و «العدو البعيد»لقد جمعت هذه املرحلة بين استهداف لت خطرا حقيقيث

طات، وما نطاق األمة والعالم، بما أحدثته من اختراقات وما سيطرت عليه من مقدرات وما تملكه من مخط

تي ذكرناها. إن هذه املسيرة التاريخية زالت تمثل تهديدا قائما على األمن الدولي، على الرغم من الضربات ال

حنا إليها في ما سبق الطويلة لهذه الجماعات في العالم اإلسالمي بينت أنها جربت إستراتيجيات متنوعة مل

. «مدخل التحليل اإلستراتيجي »ونحاول تدقيقها في

ا: مدخل التحليل اإلستراتيجيا ثالث

وال مهرب منه ملن يريد إن هذا اللون من التحليل املهم أصبح تخصصا له قواعده ومدارسه ونماذجه،

تي تتحرك على األرض، ودراسة الظاهرة في ، بتحديد رهاناتها حاضرها ومستقبلهاتوسيع نظرته إلى املشكلة ال

طاتها وتقدير تهديداتها واستشراف مآالتها. وهذا العمل هو دور وأهدافها، ونقاط قوتها وضعفها، ومخط

املستقبلية، وسنكتفي منه في هذا املستوى بتمييز أهم الخبراء ومراكز الدراسات اإلستراتيجية و

العتبارات (،جبهة فتح الشام)القاعدة وتغيير اسمه إلى باالرتباط فك 2016 يوليو /تموز 28التنظيم في هذاأعلن (41)

كانون 28في (هيئة تحرير الشام)فسه واندمج مع عدد من الفصائل ضمن سياسية ظرفية ولضغوطات داخلية، ثم حل ن

.2017 يناير /الثاني .162-139ناقش أبو هنية وأبو رمان هذه املسألة في كتابهما املذكور، خاصة في الفصل الرابع، ص (42)

Page 18: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

15

ي تقدمه، وهي ثالث ح، استخالصا من الجرد التاريخي الذ

إستراتيجيات جماعات الغلو والعنف املسل

إستراتيجيات رئيسة قد يحصل فيها تحوير هنا أو هناك.

ة: العدو القريب .1 ة التنظيمات القطري إستراتيجي

تي سبقت غيرها في الظهور، وقد حكمتها جغرافيا ما قبل العوملة «اتيجية الجهاد القطري إستر »إنها ال

ا ما سمي بـ تي نشأ فيها، مستهدف

«الحاكم املرتد »أو «العدو القريب»واشتغل فيها كل تنظيم على دولته ال

الدفاع عن الجماعة ورد هجمة هو «دفع الصائل»واملقصود هنا بـ . «التمكين»أو «دفع الصائل»من أجل

وقد رأينا أمثلة عن . «الدولة اإلسالمية»فيقصد به إقامة «التمكين»، أما (43) وبأعوانهوالنكاية به الحاكم

ك، وآل أصحابها إلى املشانق أو ها باإلخفاق والتفك

تي باءت كل

هذه اإلستراتيجية في تنظيمات املوجة األولى ال

العنف، أو إلى تبديل السجون أو املنافي، وانتهى بعضهم إلى التأمل واملراجعة الفكرية والتراجع عن خط

يدة. الوجهة صوب عدو جديد ومعارك جد

كائي الخارجي .2 العدو البعيد -إستراتيجية )القاعدة( األم: الجهاد الن

تي ارتبطت بتنظيم القاعدة وبن الدن، وفيها استفادة واضحة من «إستراتيجية الجهاد العاملي »هي ال

تي ظهرت الحقا في موسوعته الضخمة )دعوة املقاومة اإلسالمية العاملية(تنظيرات أبي مصعب السوري ال

ل في استهداف . وتقوم هذه اإلستراتيجية على الجهاد النكائي (44)، وهو أميركا «العدو البعيد»الخارجي املتمث

ما «التحالف الصهيوني الصليبي»و أذاه وإبعاده عن املنطقة في إطار للنكاية به، ال إلسقاطه، إن

دفع »وكف

الخارجي هذه املرة، وتحرص )اإلستراتيجية( على عدم االنجرار إلى املعارك الداخلية في الدول «الصائل

دت القناعة بها مجددا (45) «الشعبيةالحاضنة »العربية واإلسالمية قبل األوان توفيرا للجهد وبناء . وقد تأك

عبئا، مثلما كان الحال في أفغانستان مع طالبان يمكن أن تكون «الدولة»عبر التجارب الفاشلة التي بينت أن

«الدويالت»هذه تفيوالعراق مع أبي عمر البغدادي وشمال مالي مع )دولة أزواد اإلسالمية(، إذ ال يمكن أن

لكن . «جهاد الدفع» و «قتال البغاة»قديم له تفصيالته وضوابطه، ومن صوره في األصل مفهوم فقهي «دفع الصائل» (43)

.جماعات التطرف والعنف أساءت استخدامه

، منبر التوحيد «دفع الصائل»عبد هللا بن ناصر الرشيد، : انظر مثال

والجهاد:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_15713 منبر التوحيد والجهاد: ،«دعوة املقاومة اإلسالمية العاملية» (44)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_11347 رسالة الظواهري إلى الزرقاوي املذكورة، و سابقا املذكور املرجع في الحاضنة الشعبية: أبو مصعب شأنمن املراجع في (45)

.سابقا

Page 19: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

16

للضرب. وقد

ا سهالباحتياجات الناس وكثيرا ما تتورط في دماء املسلمين وتصنع الفرقة، مثلما تكون هدف

، لكن (46) أبادإلى تثبيت هذا التوجه اإلستراتيجي في الرسائل التي وجدت معه في مخبئه بأبوت سعى بن الدن

أكثر فروع التنظيم خرقته الحقا.

كائي والجهاد التمكيني .3 العدو البعيد -اإلستراتيجية الجامعة: الجهاد الن

والعدو القريب

«كل مكان إستراتيجية الجهاد الشامل العاجل، اآلن وفي»هي

، وتختلف عن سابقتها في أمرين هما، أوال

في «جهاد النكاية واإلنهاك»، وثانيا االنتقال من «العدو القريب»و «العدو البعيد»الجمع بين استهداف

وبناء الدولة. وتقوم على نشر الرعب وإشاعة الفوض ى والدفع نحو «جهاد التمكين»الداخل والخارج إلى

في أي منطقة تقع السيطرة عليها دون انتظار، وكان من «إدارة التوحش»عدام االستقرار وإقامة الفراغ وان

رين لهذا التوجه الذي (48)«إدارة التوحش: أخطر مرحلة ستمر بها األمة»في كتابه (47)«أبو بكر ناجي»املنظ

، في مقاالت على 2001تان سنة ظهرت حلقاته الثالث األولى تباعا بعد الحرب األميركية على أفغانس

تحفة املوحدين »أو «تحفة املوحدين في طريق التمكين»تقريبا تحت عنوان 2004)اإلنترنت( ثم جمعت في

في العنوان«في بيان طريق التمكينرين أيضا لهذا التوجه عبد (49)، وال فارق بين النسختين إال

. ومن املنظ

وعبد هللا بن محمد في ،(51) التمكين(و)طريق (50) الفوض ى(هللا خالد العدم في كتابي )العالم على أعتاب

رة . وقد يكون أول من آمن بهذه اإلستراتيجية الجامعة (52) اإلستراتيجية(كتاب )الجمع القيم لسلسلة املذك

est Wenter at Cerrorism Tombating Cركية )ياألم (ويست بوينت)أكاديمية في (مركز مكافحة اإلرهاب)نشر منها (46)

Point )17 :وثيقة

https://www.ctc.usma.edu/posts/letters-from-abbottabad-bin-ladin-sidelined مناملصرية (اإلسالميةالجماعة )أحد قادة ،محمد خليل الحكايمة )أبو جهاد املصري( ،على األرجح :أبو بكر ناجي (47)

.النظامضد هاقتالرافض ي مراجعاتها ووقفها )مركز الدراسات والبحوث اإلسالمية، دت(، منبر التوحيد والجهاد: (48)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_10862 منبر التوحيد والجهاد: (49)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_10825 هـ: 1432مركز الفجر لإلعالم، ذو القعدة (50)

http://gestyy.com/q2b612 منبر التوحيد والجهاد: هـ، 1427شبكة أنصار املجاهدين، (51)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_10836 منبر التوحيد والجهاد:، 2011مؤسسة املأسدة اإلعالمية، (52)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_12288

Page 20: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

17

را تنظيم ) وبدأ تنزيلها على( ثم امتداده املتمثل في تنظيم قاعدة الجهاد في بالد الرافدينالواقع مبك

البغدادي.

با في الوالء بين تعيش بقية مجاميع هذا التيار في العالم انقساما وتذبذبا بين هذه اإلستراتيجيات وتقل

ة على ذلك جماعة )بوك، والسلفية الجهادية في (53)و حرام( في نيجيرياالتنظيمين الكبيرين، ومن األمثلة الدال

تي يبدو أن قادتها بعد الثورة قد تنازعتهم أفكار شتى بين الوالء ، والسلفية الجهادية التونسية(54)السودانال

لـ وتوجيهاتها الداعية إلى التهدئة واستثمار املرحلة في التوسع الشعبي والضغط امليداني «القاعدة األم »لـ

، «إدارة التوحش»؛ وبين استغالل فرصة ضعف الدولة واملجتمع واملض ي في تنظيرات (55)«نصرة الشريعة»

جوء إلى . «التمكين»بالحيلولة دون تعافيهما وترسيخ حالة االضطراب الخادمة ملشروع وهذا يقتض ي الل

العنف بمختلف صوره. وشيئا فشيئا تكرس الخيار الثاني لدى قسم كبير

المن تيار السلفية الجهادية، ممث

خاصة وفي بعض املجموعات الصغرى األخرى، في حين بقي شيخ السلفية الجهادية (56) الشريعة(في )أنصار

ق بأرض تونس، على ما «أولوية الدعوة وطلب العلم»، على خيار (57) اإلدريس ي املشهور، الخطيب في ما يتعل

يبدو من ظاهر أمره.

تي ازدادت بمرور الزمن، لقد بت هذه التنظيمات بين الوسائل واإلستراتيجيات والغايات املختلفة ال

تقل

ة ما قد يتبلور لديها من إستراتيجيات جديدة وإعادة انتشار ا، وال نعلم على وجه الدق

وتطرف

وحدة

راديكالية

مع ما تعيشه من ضغوطات ومخاضات، فهذ

ا مجال متحول متجدد ال يخلو من أسرار جغراسياس ي، تفاعال

، سيدي أحمد ولد «انقسام بوكو حرام: صراع الزعامة وتأثير أيديولوجيا الدولة اإلسالمية»راجع: فريدوم أونوها، (53)

(.2016أكتوبر األول تشرين 26) ، مركز الجزيرة للدراسات)مترجما( محمد، املجهر السياس ي «!!ثاني أسرة سودانية تبايع )داعش( وتصل العراقوتتواصل املفاجآت: »راجع تقرير (54)

(14/01/2015 :)

http://www.sudaress.com/almeghar/24421

أبوبين أمجد فيصل )سيما الردود والردود املتبادلة الو ،خالفات السلفية الجهادية في السودان حول معطياتفيه

الجدد وله في ذلك (تنظيم الدولة)سوداني من كتاب :براءة السيف( وشيخه صادق عبد هللا عبد الرحمن. أبو براءة

ها وهللا بلى بعض الرسائل: بيان في الزلل العذب ،لخالفة إن )الغرباء قتال ل إمامة بيعة اإلسالم دولة بيعة أن

(.2014لإلعالم، يناير /الثاني كانون 11) ، مؤسسة السحاب لإلنتاج اإلعالمي«يا أهل تونس انصروا شريعتكم»راجع كلمة الظواهري (55)

2012:)

http://leyoth.net/showthread.php?t=35656 ثم، وتزعمها سيف هللا بن حسين )أبو عياض(، 2011 وماي /أيارفي (أنصار الشريعة)عقد املؤتمر التأسيس ي لجماعة (56)

.بعد تورط عناصرها في سلسلة من العمليات اإلرهابية ،اا إرهابي تيار 2013 سنةأعلنتها حكومة علي العريض .يدمن كبار شيوخ السلفية الجهادية في تونس، وهو أصيل منطقة سيدي علي بن عون بوالية سيدي بوز و ،شيخ ضرير (57)

ى .شيوخها على وتتلمذ السعودية في عمره من سنوات قض

Page 21: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

18

ومفاجآت، ويحتاج إلى يقظة دائمة ومتابعة متواصلة، وقدرة على االستقراء واالستشراف، مثلما تحتاج

ق من خاللها.تي تتخل

الظاهرة أيضا إلى الغوص في أسبابها ومعرفة املسارات والحيثيات والخمائر ال

ا: املدخل التفسيري العو املي رابعا

ذي أنجز في تفسير هذه الظاهرة، وما حواه من أعمال ال يمكن أن نسهو عن املجهود التحليلي الضخم ال

رها العلوم جديةعلمية تي توف

حرص فيها أصحابها على معالجة املشكلة، عبر توظيف املقاربات املختلفة ال

وعلم النفس (60)وعلم اجتماع اإلرهاب (59)وعلم االجتماع الديني (58)اإلنسانية، مثل علم االجتماع السياس ي

وقد أثمر ذلك (64)وعلم اإلجرام. (63)واألنثربولوجيا الدينية وعلم األديان (62)وعلم نفس اإلرهاب (61)الديني

ا في معرفة الظاهرة وتفكك بناها العميقة، لكن واقع الحال ال يخلو من بعض األخط اء الجهد تقدما جلي

د على عامل من ذي يؤك

التفسيرية أو القراءات املتعسفة أو املغالطات املقصودة، مثل التفسير الجزئي ال

ز على الواقع املريض، بوصفه منتجا املشكلة، ومنهم من العوامل ويهمل البقية، فمن الدارسين من يرك

منهم من يهتم بالفاعلين وتكوينهم االجتماعي يحيل على النص، بوصفه مصدرا منشئا ومشرعا لها، و

ا آليا بين الظاهرة والعوامل املوضوعية، (65)والنفس ي ذي يربط ربط

. ومن األخطاء أيضا التفسير الحتمي ال

تي تجعل انبثاقها يختلف من مكان إلى آخر ومن شخصية إلى أخرى، فتجد فيها متعاميا عن املتغيرات ال

م، والشرقي والغربي.الفقير والغني ، والجاهل واملتعل

تي ال يدخر أصحابها جهدا في ربط إن األخطر من ذلك التفسيرات األيديولوجية والسياسوية الضيقة ال

أو تيارات أو هيئاتاملعضلة اإلرهابية بخصومهم األيديولوجيين أو السياسيين، سواء

، فتصبح كانوا دوال

:انظر (58)

Maurice Duverger, Sociologie de la politique, (Paris: P U F, 1968). :انظر (59)

Danièle Hervieu- Léger, Jean-Paul Willaime, Sociologies et religion, (Paris: P U F, 1980). (.2015الحيدري، سوسيولوجيا العنف واإلرهاب )بيروت: دار الساقي، إبراهيم راجع: (60) (.1977 ، )القاهرة: مكتبة غريب،)مترجما( ريك فروم، التحليل النفس ي والدين، فؤاد كاملإ :راجع (61) (.2005راجع: محمود خوالدة، علم نفس اإلرهاب )بيروت: دار الشروق، (62) انظر: (63)

Michel Meslin, Pour une science des religions, (Paris: Seuil, 1973). (.2009راجع: فتوح عبد هللا الشاذلي، أساسيات علم اإلجرام والعقاب )بيروت: منشورات الحلبي الحقوقية، (64)

باح: راجع: معتز الخطيب، (65) -1ست

(، 2016في مواجهة األمة والدولة )بيروت: دار املشرق، «الشريعة»العنف امل

املقدمة في موقع العالم للدراسات:من

2- https://goo.gl/U9M8MF

Page 22: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

19

نا (66) القيمة مجرد ورقة للتوريط والشيطنة والتشهير، من دون مراعاة الحقائق أو العملية التفسيري . إن

اتي، وتتفاعل في إنتاجها وانتشارها عوامل كثيرة منها ما يتصل بة يتداخل فيها املوضوعي والذ

أمام قضية مرك

ق باالستعدادات الذاتية لألفراد، وما يرتبط بجاذبية التنظيمات باملناخات والحواضن املختلفة، وما يتعل

ر فيها االختراقات الخارجية توجيها وتوظيفا. لذلك، فهي املتطرفة نفسها وقدرتها على االستقطاب، وقد تؤث

هذه الشبكة العواملية املتنافذة ومتغيراتها، ويستفيد من يضع في الحسبانتحتاج إلى تفسير تكاملي ونسبي

ذكورة وعطاءاتها. ويمكن اختزال هذا النموذج التفسيري التكاملي الرباعي في الرسم العلوم املتخصصة امل

ذي يتلوه التحليل: اآلتي ال

املناخات والحواضن .1

ل أساسا في العوامل املوضوعية واألوضاع السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية تتمث

بما فيها من تدهور وتهميش وإقصاء وغبن، وهي: املساعدة على نمو الغلو واإلرهاب،

(66)

املبالغة في اتهام مناخ يديولوجية املتعسفة، من قبيل:ا من هذه التفسيرات األ بعد الثورة ألوان عرفت تونس مثال

ه يقف وراء العنف واإلرهاب، وفي ذلك مغالطة، فاإلرهاب في تونس سابق للثورة وللحريات. كل ما الحريات بعد الثورة بأن

ما بسبب ما يسبقها من ،في األمر أن أجواء الحرية تسمح في بعض الحاالت ببروزه بعد كمون، ليس بسبب الحرية وحدهاإن

الحديث عن وكذلك. يديولوجي وشطط إعالمي أاستبداد ومظالم واحتقان، وما يخالطها من انقسام وتجاذبات وشحن

الروضات القرآنية والتعليم الديني والتنشئة الدينية التقليدية في نشأة اإلرهاب، والحال أن نشطاء هذه دور الكتاتيب و

، على اعتبار أن الكثيرين منهم من ذلك العكس علىبل ،ا من ذلكالظاهرة في البالد التونسية لم يعرفوا في نشأتهم شيئ

.ق عدليةكانوا قبل التوبة رواد خمارات وأصحاب سواب

Page 23: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

20

ة .أ الحاضنة السياسي

ديني، في بعض وجوهها، على صلة باالستبداد والدكتاتورية

إن ظاهرة التطرف والعنف الديني وحتى الال

د إرهاب الجماعات، ذلك أن (67)واملمارسات القمعية للسلطات الحاكمة بعض ، فإرهاب الدولة كثيرا ما يول

لعنف الدولة، ثم ينتجه في صور مختلفة السلوك اإلرهابي هو عنف كامن مختزن يتشربه املجتمع، نتيجة

وغير دينية، في املنازل واملالعب واملدارس واملساجد من القسوة والعنف واإلرهاب بتعبيرات متناقضة، دينية

تي عرفت االستبداد والفساد أو والساحات العامة، فأكثر الدول معاناة من اإلرهاب هي أكثر الدول ال

االنقسام العرقي والطائفي. إن األمثلة على ذلك كثيرة من أهمها ما تعيشه العراق وسورية وليبيا، فهذه

تي استطاع اإلرهاب أن يستوطن فيها ويسيطر على بعض أراضيها ويقيم فيها نوعا من البلدان ذاتها هي ال

السلطة الحاكمة.

تعسف املعالجة األمنية يفاقم األزمة ويدفع الشباب إلى الغوص أكثر في املسار اإلرهابي، فالخوف من إن

العودة إلى االعتقال والتعذيب من الدوافع التي وسعت دائرة التحول نحو العنف في بلداننا، عبر سيرورة

نظمة الدكتاتورية الفاسدة، تحت هبات من الهروب والتخفي واملطاردة والصدام. وعندما تنهار هذه األ

ا ر مناخ

وف

الغضب الجماهيري أو غارات الغزو الخارجي، نشهد حالة من االضطراب واالنفالت والفوض ى ت

مالئما للتطرف واإلرهاب، وال سيما إذا كانت مصحوبة بتصدع الجبهة الداخلية وهيجان االستقطابات

ة على ذلك بوضوح «الربيع العربي »أو غيابها، فالعراق وبلدان األيديولوجية وهشاشة الدولة .نماذج دال

تي أثارت نقمة العرب واملسلمين على القوى وللظاهرة جذور عميقة كذلك في السياسة الدولية الجائرة ال

الغربية، فقد كان الغاضبون الحانقون من الشباب خاصة وقود معارك عدة ل)القاعدة( و )داعش(. إن

جان سليل هذه املظالم، ومنهم «اإلرهاب» العديد من الدارسين الغربيين يتبنون هذا التفسير ويقرون بأن

يرى مع ونعوم تشومسكي الذي (70) فيسكوروبرت (69) بورغاوفرانسوا ( 68) اإلرهاب(بودريار في كتاب )روح

في العالم ناجم عن ممارسات اإلدارة األميركية وأخطائها ودعمها «اإلرهاب»آخرين أن الكثير من ظواهر

.(71) «إسرائيل»

ظاهرة التطرف والعنف.. من مواجهة اآلثار :ضمن ،«الحرية الفكرية في مواجهة ظاهرة التطرف»عبد املجيد النجار، (67)

. 31-28ص ،1(، ج2015)قطر: وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، 167سلسلة كتاب األمة ،إلى معالجة األسباب (.2010، )القاهرة: الدار املصرية للكتاب، (ا)مترجم بدر الدين عمرو زكي (68)

(69) François Burgat, L'Islamisme à l'heure d'Al-Qaïda (Paris: La Découverte, 2005). (70) Robert Fisk, Age of the Warrior (New York: Harper Collins Publishers Ltd, 2008). (71) Noam Chomsky, 9-11 (Stockholm: Aftonbladet, 2002).

Page 24: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

21

ة والجتماعية .ب الحاضنة القتصادي

د أو تأجيجه، عندما يكون الوضع «اإلرهاب»دور هذه الحاضنة في تهيئة شروط (72) الدارسون يؤك

ا ناقما على عاجزا عن تلبية طموحات الشباب والعاطلين، ويكون املناخ االجتماعي مهمش

االقتصادي مترهال

ا ية، فكثير من املتشددين دينيعة، ومظاهر االنحراف والجنوح متفش

الدولة والروابط العائلية رخوة متقط

العامالقادمين من عالم اإلجرام واإلدمان وسجون الحق «التائبين»ابية هم من والضالعين في قضايا إره

ص من بعض عوائده السيئة، حتى بعد (73)، والبعض منهم، مثلما بينت املعايشة، لم يستطع التخل

ة عند لقد الحظنا ذلك عيانا في مختلف األحياء التونسية، خالل انتعاش هذه الظاهرة فيها خاص . «التوبة»

نشوب املشادات والخصومات بين شباب )السلفية الجهادية( وغيرهم من القوى والجماعات.

ة .ج ة واإلعالمي الحاضنة الثقافي

تي تعانيها مجتمعاتنا وأجيالنا ونخبنا عوامل منتجة لهذه الظاهرة مثل األعطاب الثقافية املختلفة ال

ت

ذي يتم إحياؤه يغلب عليه التشدد واالنغالق وغيرها من الظواهر املنحرفة، فجانب من املوروث الفقهي ال

ا ضد (74) املخالفورفض . وفي الجهة املقابلة، نجد عددا من املنابر الثقافية واإلعالمية تنتج خطابا متطرف

ل الهوية ويستبيح املقدسات ويثير الغضب ويهيج، عن قصد أو عن غير قصد، الدين، وهو خطاب يرذ

الغلو. وتبدو فضاءات التربية والتن

د إالشئة الثقافية واالجتماعية، التي التطرف الديني، فالغلو ال يول

ل أساسا في األسرة واملدرسة ودور الثقافة واملساجد، غير قادرة على التوجيه والتأثير وتأمين الحصانة تتمث

ر إمكانات هائلة الفكرية والروحية للشباب في وجه تحديات العوملة من جهة، وفي وجه إعالم اتراض ي يوف

عات التشدد والعنف، لتوصيل رسائلها إلى الشرائح املستهدفة وإنجاح خططها وفرصا واسعة أمام جما

أهم وسيلة تستخدمها هذه الجماعات للتواصل والتنسيق وللدعاية ف)اإلنترنيت( االتصالية،

(72)

حرر(، السلفية الجهادية في تونس: الواقع واملآالت )تونس: املعهد التونس ي للدراسات ممحمد الحاج سالم ) :راجع مثال

طارق الكحالوي و املحرر ها باحثون متخصصون: (. وقد ضم هذا الكتاب نخبة من الدراسات أعد 2014اإلستراتيجية،

هليل، راجع أيضا: وسامي براهم وعادل بن عبد هللا ومعتز الفطناس ي وجهاد الحاج سالم والعربي النفاتي وماهر الزغالمي.

.36مرجع سابق، ص مركز البحوث والدراسات )، بحث مقدم في ندوة الشباب واإلدماج «الشباب بين التطرف واإلرهاب»راجع: سامي براهم، (73)

.(2015 /3/11-2تونس، -االقتصادية واالجتماعية ومركز جامعة الدول العربيةاإلشارة إلى ما في تجدر(. 2009راجع: حسن محسن رمضان، تشريح الفكر السلفي املتطرف )دمشق: دار الحصاد، (74)

يم ومبالغات.بعض مواطن الكتاب من تعم

Page 25: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

22

، في ما يعرف ب)اإلرهاب والتجسسواالستقطاب والتكوين والتعبئة والتضليل والتمويه والقرصنة

.(75)اإللكتروني(

واالستبعاد والظلم والقهر (76) التهميشبالجملة، فإن هذه الحواضن املختلفة، بما فيها من أنواع

في البيئة املالئمة ل مسارات التنمية والديمقراطية، ومن وسائل مساعدة، ممثلة

والفساد والجهل وتعط

ذي تتعزز فيه قابلية التحول نحو هذا لنشوء اإلرهاب ونموه في بلداننا وفي العالم، واملستنقع اآلسن ال

السلوك املدمر وغيره من السلوكات غير السوية لدى بعض الشرائح الشبابية. لكن ذلك ال يعني أن كل من

ا، فاملسألة أعقد وأعمق، وهي يعيش في مثل هذه الظروف املوضوعية املتدهورة يصبح بالضرورة إرهابي

لخصوصية الذاتية لكل فرد.ذات صلة بعوامل أخرى لصيقة با

ة .2 الستعدادات الذاتي

ة وغير املتوازنة مؤهلة أكثر من غيرها للوقوع في سراديب االنطواء والعزلة إن الشخصيات الهش

واالكتئاب واالنتحار، أو فخاخ االنحراف والجريمة واإلدمان واإلرهاب. ومن جوانب هذا التأهل والقابلية

مري وفزيولوجي، وما هو نفس ي وسلوكي وما هو فكري ومعرفي.الذاتية ما هو ع

ة .أ ة وفيزيولوجي عوامل عمري

حداثة السن سمة ملحوظة لدى منتسبي الظاهرة، فهي مثلما يقول الباحث سامي براهم، مستندا إلى

. (77) «الثالثينظاهرة شبابية تتراوح غالبية األعمار فيها بين سن املراهقة وسن »معطيات الحالة التونسية،

خاصة في بداياتها، تتصف باالنفعال واالندفاع العاطفي وضعف الرؤية املستقبلية والنزوع ،وهذه املرحلة

إلى املغامرة والقلق وشطط األحالم والرغبة الجامحة في الرفض والتغيير الجذري.

روا عبر اإلنترنت % 90»راجع: (75)

:(09/02/2015) موقع السكينة، «من األوروبيين اإلرهابيين تأث

http://www.assakina.com/awareness-net/terrorism-net/63079.html د الباحث سامي براهم على نوعين من التهميش يسهمان في دفع الشباب نحو التطرف (76)

هما التهميش ،واإلرهابيؤك

»االجتماعي والثقافي:

مركز )تونس: ، ضمن وحدة بحث اإلرهاب والتهريب« لتفكيك ظاهرة اإلرهابالتهميش مدخال

.10-07، ص (2016 ،الدراسات والبحوث االقتصادية واالجتماعية .4، صذاتهاملرجع (77)

Page 26: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

23

ة .ب ة وسلوكي عوامل نفسي

بات ومشكالت نفسية متنوعة متناقضة أحيانا ومتغيرة نحن أمام شخصيات غير عادية تعاني كثيرا مرك

من حال إلى أخرى، مثل:

مئن اإلحساس بالحرمان واإلهانة واليأس وفقدان األمل وضآلة الشعور باالنتماء املتين -إلى املط

املجموعة الوطنية، والعجز عن إثبات الذات واالندماج السوي في املحيط وغياب اإلحساس بالقيمة

سيكولوجية اإلنسان »الذاتية والرغبة في التمرد واالنتقام. ومعظم هذه املشاعر يمكن إدراجها ضمن

.(78) حجازي ، حسب عبارة مصطفى «املقهور

ما يسميه أبو زيد املقرئ اإلدريس ي اإلحساس بالتعالي وتوهم التمي -وسواس »ز عند البعض، نتيجة

. لذلك يالحظ املخالطون للعناصر املتشددة ما فيها من حدة طبع ومزاج وجفوة وغلظة (79) «الناجيةالفرقة

في التعبير عن الرأي ومعاملة املخالف.

ة .ج ة ومعرفي عوامل فكري

ي املستوى التعليمي أو ضيق األفق -املعرفي عند نسبة كبيرة من املنتمين، فأكثرهم إما من تدن

را، وإما من الجامعيين املنغلقين على تخصصاتهم العلمية الصحيحة واملنعزلين املنقطعين عن التعليم مبك

معظمهم، «االنغماسية»عن مناهج التفكير اإلنساني التنسيبي. أما املقدمون على العمليات التفجيرية و

العديد من الدراسات الذي تبينهفهم من محدودي التعليم ومن ذوي التكوين الشرعي الضحل. األمر

.(80) الظاهرةامليدانية واإلحصائية والعلمية حول

ف االجتماعي مدخل إلى سيكولوجية اإلنسان امل (78)

(، 2005)الدار البيضاء: املركز الثقافي العربي، ،9قهور، طالتخل

.228ص فيه مقتطفات من كتابه. https://goo.gl/p2XX6t :«األمة على استعص ى داء الدين فيالغلو » اإلدريس ي، املقرئ زيد أبو (79)

.واألسباب املظاهرالغلو في الدين: راجع: (80)

Engineers of Jihad: The Curious Connection between Violent Steffen Hertog, and Diego Gambetta

, 2016).(New Jersey: Princeton University Press Extremism and Education سنةوهي دراسة أكاديمية أنجزت

شرت 2007العامليين، وتبرز ارتفاع نسبة التخصصات عينة من الجهاديين 404ناولت . ت2016 سنة، ثم نقحها الباحثان ون

لت الهندسة في املئة من تخصصات العناصر املركزية في )تنظيم القاعدة( 66.7العلمية لدى الجامعيين من العينة، وقد مث

:(12/03/2017) إسالم أون الين ،«نسبة دارس ي الشريعة في التنظيمات اإلرهابية»فدوى حلمي، وراجع: .مثال

https://islamonline.net/20548

Page 27: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

24

. (81) ضعف التحصيل اللغوي والجهل بأصول الفهم الصحيح للدين ونصوصه ومقاصده -

تي تعصف -وقعهم في متاهة من األوهام القناعات الفكرية املتشددة ال

بفريق من املتدينين وت

في هذا «الطائفة املنصورة»وتجعلهم يبيعون الدنيا ويطلبون املوت من أجلها، معتقدين أنهم أهل الحق و

ومحركاتهاالزمان. إن هذا العامل الفكري العقائدي املوهم محدد أساس ي ال يستهان به في فهم هذه الظاهرة

(82).

ة والستقطاب .3 الجاذبي

في تفاعل مع ما ذكرنا من مناخات واستعدادات، تملك جماعات الغلو والتطرف قدرات واسعة على

االستقطاب واإلبهار، ملا تتصف به من خصائص وتمنحه الشباب خاصة، وعموم الناس من إغراءات

وخدمات معنوية ومادية جاذبة، مثل:

وقدرته على استالب أرواح الشباب وأشواقهم، بما فيه من عذوبة الحلم فتنة الخطاب املضمونية -

وبساطة الطرح وسحر املعاني، مثل العزة والبطولة والعظمة ونصرة الدين ومرضاة هللا والشهادة في سبيله

والفوز بالجنة ونعيمها.

مشهدية عالية بالغة جاذبية الخطاب الصورية وتقنياته الرفيعة القادرة على الشد، باستخدام -

رات الصوتية والصور املبهرة. التأثير تتوسل األناشيد واملؤث

كفله -في نوع »ألفرادها من حاضنة جماعية ومساعدات مادية « الجماعة السلفية الجهادية»ما ت

بينهممي في ، على حد قول الباحث السوسيولوجي ماهر الزغال «من االقتصاد التضامني يديرونه، دولة

.(83) بيوغرافيةدراسة ميدانية

الشباب التائه ومشبعة ملهمة «زعامات رمزية»ما تهبه من إحساس باالنتماء واألهمية، ومن -

عاته. تطل

سهولة االنضمام إلى هذه الجماعات التي ال تشترط على املذنبين واملجرمين سابقا غير التوبة، على -

ا لالنخراط فيها وتعمل بـ خالف األحزاب التي تضع مثالسقطات(شروط

، فيكفي الشخص املنحرف )نظام امل

مكافحة اإلرهاب )مكة حول ، بحث مقدم إلى املؤتمر اإلسالمي العاملي«الجهل بالدين والغلو»راجع: نور الدين الخادمي، (81)

(.2015 فبراير /شباط ،25-22املكرمة: رابطة العالم اإلسالمي، .19-12سامي براهم، التهميش، صهذه األوهام يمكن العودة إلى: فهمللتوسع في (82) .326السلفية الجهادية في تونس، ص ،: محمد الحاج سالم، ضمن«السلفي الجهادي في تونس»راجع (83)

Page 28: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

25

ويعلن اقتناعه باملنهج السلفي الجهادي والتزامه به، ليصبح جزءا من « يتوب»أو املنتمي إلى فكرة أخرى أن

ختراق.. وهذه السهولة قد تجعل الظاهرة قابلة لال (84) الجماعة، ثم يتدرج فيها بحسب عمله وفائدته

الصناعة والختراق .4

، فتقع اإلشارة إلى دور «اإلرهاب»يبالغ بعضهم في التعويل على نظرية املؤامرة لتفسير نشأة ظاهرة

االستخبارات املختلفة في صناعتها، إذ هي عند البعض صنيعة املخابرات األميركية أو الصهيونية، وعند

بعضهم اآلخر صنيعة االستخبارات املحلية أو اإلقليمية. وهذا ممكن افتراضا في عالم معقد ال يخلو من

قوية، فالظواهر االجتماعية الكبرى املنتشرة يصعب اختالقها نبراهياألالعيب الخفية، لكنه يحتاج إلى

ي الذات واملوضوع. لكن يمكن غض الطرف عنها في مرحلة من الخارج، إذا لم يكن لها أسس وجذور في عامل

ما أو دعمها بطريقة ما، لبناء توازنات جديدة أو استدراجها أو اختراقها من بعض األجهزة االستخباراتية أو

بعض املنظومات املتنفذة، في مستويات مختلفة، والتأثير في توجهاتها وتوظيفها بحسب أجندة املخترق.

تي تورطت حة( الجزائرية ال

إلى أن )الجماعة اإلسالمية املسل

في هذا الشأن، يذهب بعض املراقبين مثال

ا،مخابراتكانت مخترقة ،في جرائم إرهابية فظيعة خالل التسعينات وكذلك ال يمكن أن ننس ى الدور (85) ي

ذي لعبه الخطيب السوري املشهور محمود قول آغاس ي )أبو القعقاع( في بدايات القرن الجديد، املشبوه ال

انة في )جامع العالء الحضرمي( آنذاك، على مسمع ومرأى من النظام السوري في حلببخطبه الجهادية الرن

. وثمة شكوك كبيرة تحوم أيضا حول )داعش( ومالبسات سيطرتها السريعة املريبة على مناطق في سورية (86)

، وحول عدد من قيادات السلفية الجهادية في تونس، مثل أحمد 2014و 2013 عاميوالعراق خالل

تنظيم )ا وقيادات نافذة في ا من البعثيين وقيادات الجيش العراقي السابق أصبحوا جنود يمكن اإلشارة إلى أن عدد (84)

(حجي بكر)محمد الخليفاوي املكنى بـسمير عبد مثل (،الدولةذي كان ضابط

ا في املخابرات العراقية أيام صدام ثم أصبح ال

تي حققها في سوري (تنظيم الدولة)ا مهندس الحق تاريخ مقتله سنة والعراق حتى ةاإلستراتيجي وعقله املدبر في االختراقات ال

(أبي مسلم التركماني)ـاملعروف ب فاضل أحمد عبد هللا، وكذلك 2014ذي كان ضابط

الحرس في القوات الخاصة في اال

تنظيم.لل ثم أصبح بعد سنوات رئيس املجلس العسكري ،2003 سنةركي للعراق يالغزو األم الجمهوري العراقي حتى ، روز مخلوف1992 راجع: حبيب سويدية، الحرب القذرة: شهادة ضابط قديم في القوات الخاصة بالجيش الجزائري (85)

ترجمم) (.2003، )دمشق: ورد للطباعة والنشر والتوزيع، (ة

يونيو /حزيران 10)، العربي الجديد «النظام استغل الجهاديين :صناعة التطرف في سورية»راجع: محمد محمود العلي، (86)

2015):

https://goo.gl/CdHiZa

:(26/11/2015) ، برنامج الصندوق األسود، قناة الجزيرة الفضائية«السوريةداعية املخابرات :أبو القعقاع»أيضا راجع

https://goo.gl/WNOpxM

Page 29: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

26

لقياديين السياسيين الرويس ي املتهم الرئيس ي في التخطيط إلدخال السالح من ليبيا إلى تونس واغتيال ا

.(87) 2013شكري بلعيد ومحمد البراهمي في

مات إن االختراق املخابراتي أو السياس ي ليس غريبا، ويحدث في الكيانات الجماعية معظمها، من منظ

شة إلى الكوادر في دوائرها و أحزاب ودول، فما بالك بجماعات مفتوحة في دوائرها القاعدية العامة ومتعط

تي تتميز بها نخبتها القيادية وعناصرها الخاصة. لكن ال األ رقى، على الرغم من االحتياطات األمنية العالية ال

بعضا من العملية التفسيرية، ضمن ما أسميناه في محاولتنا هذه يجب تضخيم هذا العامل، فهو ليس إال

دنا «النموذج التفسيري التكاملي الرباعي »ذي أك

فيه أهمية املقاربة النسبية الجامعة في فهم الظاهرة، ال

تي تجعل تكونها يختلف من مكان إلى آخر الشبكة العواملية املتنافذة ومتغيراتهابالتعويل على املختلفة ال

ها، ومن كينونة إلى أخرى، إذ ليس هناك حزمة سببية واحدة لتفسير ديناميكيات التحول نحو اإلرهاب كل

ديناميكية خصوصيتها.فلكل

ا: مدخل تحليل الخطاب خامسا

ذي تنتجه هذه الجماعات دراسة تحليلية نقدية تقف على مقوماته وثوابته ال بد من دراسة الخطاب ال

ك ما يعتمل داخله من آليات تفكير ومتغيراته وتحوالته وعالقاته بالواقع العام والسياق الحضاري، وتفك

ق باألساس العقائدي واملنهج األصولي واملعرفي واملشروع املجتمعي واملوقف من كار جوهرية وتقويم وأفتتعل

، وتنفذ إلى ما يثوي في طبقاته اآلخر واألسلوب في التغيير والرؤى في السياسة والحكم والوصول إلى السلطة

والفروعين اإلسالمي في األصول علوم الدوهذا جهد ال يمكن االستغناء فيه عن العميقة من مرجعيات.

، «من عراف زوجة بن علي إلى أمير في تنظيم الدولة اإلسالمية في ليبيا :أحمد الرويس ي»سيف الدين الطرابلس ي، راجع: (87)

:(18/03/2015) األناضول عن وكالة القدس العربي، نقال

http://www.alquds.co.uk/?p=312168

Page 30: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

27

( 90) التداوليةو ( 89) التأويلية، وعلوم اللسان العربي املختلفة، ومناهج التحليل والنقد والداللة، مثل (88)

.(92) الخطابوتحليل (91) والحجاج

غات، نا أمام ظاهرة غزيرة اإلنتاج وكثيفة األدبيات وكثيرة املنابر، ومتعددة الوسائط والقنوات والل

إن

وجامعة في نشاطها التواصلي بين املقروء واملسموع واملرئي، ويملك خطابها قدرات هائلة على االستالب

حضارية السميكة ونفذت إلى شباب غربي واالنتشار في أوساط الشباب خاصة، حتى أنها اخترقت الجدر ال

من الجنسين ومن ذوي أصول غير إسالمية، وذلك ما بينته الباحثة األنثروبولوجية الفرنسية دنيا بوزار

(Dounia Bouzar) ( في كتابهاComment Sortir de l'Emprise Djihadiste?) :كيف يكون الخالص »، قائلة

عائلة فرنسية التحق أبناؤها بداعش في العراق 400أجرت دراسة على ، فقد«من االستالب الجهادي؟

في 19في املئة من الكاثوليك، و 40في املئة من العائالت ال تؤمن باألديان، و 40وسورية، فكانت النتيجة أن

.(93)في املئة من اليهود 1املئة من املسلمين و

ت سيد قطب وأبي األعلى املودودي وعبد هللا عزام تنهل هذه الجماعات املتطرفة في عمومها من كتابا

وأئمة )الدعوة النجدية( وأبي محمد املقدس ي وأبي قتادة الفلسطيني وأبي مصعب السوري وسيد إمام

الشريف والظواهري وعلي الخضير وعبد هللا العدم وأبي بكر ناجي وأبي عبد هللا املهاجر والزرقاوي وعثمان

وأبي وعبيدة األثبجي وتركي البنعلي وأبي عبيدة الشنقيطي بكر البغدادي وأبي محمد العدناني التميمي وأبي

ويهيمن داخلها خطاب رفض ي راديكالي من خصائصه ادعاء امتالك الحقيقة الدينية .(94) الحازميعمر

وهم التطابق مع النص املقدس ا وضيقا باالختالف في ثقافتنا الخزان الفقهي األكثر ان واالنتهال منوت

غالق

ق بالعقيدة ومسألة الخروج على الحاكم وفقه الجهاد. (88)

خاصة ما تعل

انظر: (89)

- Friedrich Schleiermacher, Herméneutique (Genève: Labor et Fides, 1987).

- H.Gadamer, L’art de comprendre (Paris: Aubier-Montaigne, 1982).

- H.Gadamer, Herméneutique et champ de l’expérience humaine (Paris: Aubier, 1991). عراج (90)

Les actes de langage (Paris: Hermann, 1972).John Searle ,: مثال

)تونس: كلية (، أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم وتحريرانظر: حمادي صمود )إشراف (91)

(.1998اآلداب منوبة، انظر: -(92)

- Maingueneau D, Nouvelles tendances en analyse du discours (Paris: Hachette, 1987).

- Charaudeau P, Maingneneau D, Dictionnaire d’analyse du discours (Paris: Seuil, 2002). (، 2015) 15، سياسات عربية «كيف يكون الخالص من االستالب الجهادي؟مراجعة كتاب »انظر: عزام أمين، -(93)

.163-159ص ما يأتي في موضعه، تجنب ،اكتفينا باألسماء املعروفة أو الصاعدة، وآثرنا عدم التعريف بها وبكتبها -(94)

ا لإلطالة.إال

Page 31: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

28

ه خطاب تحركه انفعالية حادة على صلة بردود الفعل الغاضبة وسيكولوجيا الغربة واالنتقام القديمة. إن

وهوس الغلبة واالستيالء على السلطة، وتتوزع أفكاره الجوهرية على مجاالت عدة، أهمها:

«.الخالفة»واستعادة « الدولة اإلسالمية» وإقامة« الحكم بما أنزل هللا»األفكار امللهمة: -

املشروع املجتمعي: منغلق متشدد في عالقته بقضايا الحداثة والثقافة والفنون واملرأة. -

ويقوم على الرفض واإلقصاء والتبديع « الوالء والبراء»املوقف من املختلف: حاد ينطلق من عقيدة -

«.الطاغوت»ساتها بـوالتفسيق والتكفير، ووصم الدولة ومؤس

ر - منهج التغيير: يبنى في معظمه على عدم اإليمان بالتدرج، وعلى السعي إلى التطبيق الفوري ملا يتصو

ه أحكام الشريعة، ويعد الديمقراطية كفرا ويجمع بين والقتال. « الدعوة»أن

رة وترتكز على فهم مغلوط للجهاد - واالستشهاد والفوز بالجنة.العقيدة القتالية: فعالة مؤث

دة في أفكارها أو ه من املهم أن نشير إلى أن هذه الجماعات، على الرغم مما يجمعها، ليست موحلعل

ها، فاالختالف قائم بين )القاعدة( األم وكثير من فروعها، إذ إن )القاعدة( األم تبدو أكثر تنوعا مرجعياتها كل

جعياتها القطبية الراديكالية واألصولية الغاضبة والسلفية الجهادية، وليس في في أفكارها، وتختلط في مر

األصلي استهداف الحكومات العربية واإلسالمية في هذه املرحلة، مثلما أسلفنا. لكن «مشروعها الجهادي »

را برمزية بن الدن كانت في معظمها تنظيمات سلفي ة جهادية، مثل )الجماعة الفروع التي بايعت القاعدة، تأث

)القاعدة في بالد املغرب اإلسالمي(، السلفية للدعوة والقتال( التي أصبحت بعد املبايعة تسمى تنظيم

وكذلك )تنظيم التوحيد والجهاد( بقيادة الزرقاوي الذي سمي بعد املبايعة تنظيم )قاعدة الجهاد في بالد

الرافدين(.

، هم أبو مصعب السوري وأبو محمد املقدس ي وأبو قتادة «الجهاديين»من كبار إذا تأملنا ما كتبه ثالثة

الفلسطيني، ملسنا فوارق في بعض األفكار والخلفيات، فاألول قطبي راديكالي جهادي وقليل التركيز على

. (96) الواضحة، في حين أن اآلخرين من ذوي املرجعية السلفية الجهادية (95) كتاباتهالبعد السلفي في

، فهي

وتختلف هذه التنظيمات أيضا في املوقف من بعض املسائل القتالية، مثل مسألة الذبح والحرق مثال

ابقا أحد فقهاء القاعدة س محل خالف فقهي واضح بين التنظيمين الكبيرين، وهذا أبو منذر الشنقيطي،

عليهما أحلنا ما وهما ،(التجربة الجهادية في سوريامالحظات حول ) و (دعوة املقاومة اإلسالمية العاملية) كتابيه راجع (95)

.اسابق ة إبراهيم ودعوة األنبياء واملرسلين راجع كتاب املقدس ي (96)

منبر التوحيد والجهاد: ،مل

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_20383.html

(. 1999قتادة الجهاد واالجتهاد تأمالت في املنهج )األردن: دار البيارق، يوكتاب أب

Page 32: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

29

(97) اإلنسانيحرم ذبح ، وهو الذي يعد أهم مراجع (98) عليه، أما أبو عبد هللا املهاجر، فيجيز ذلك ويحث

. لذلك، تتعمد هذه املجموعة الذبح وقطع الرؤوس بوحشية (99) القتالالزرقاوي و )تنظيم الدولة( الحقا في

صادمة.

قد شهد بعض املراجعات الفكرية لدى عدد من «ادي الخطاب الجه»بقي أن نذكر في هذا الباب أن

قياداته التاريخية، ومن أهمها ما أصدرته )الجماعة اإلسالمية( املصرية في سلسلة )تصحيح املفاهيم(،

خاصة الكتب األربعة األولى، وهي )مبادرة وقف العنف: رؤية واقعية ونظرة شرعية( و )تسليط األضواء على

من أخطاء"( و )النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم املحتسبين( و )حرمة الغلو في الدين ما وقع في الجهاد

مراجعات شيوخ السلفية الجهادية الثالثة املشهورين في السعودية، وهم ، وكذلك (100)وتكفير املسلمين(

لعمل الجهادي في ومن النماذج املهمة أيضا )وثيقة ترشيد ا. (101)علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي

، منبر التوحيد 71-57، ص(حرمة ذبح اإلنسان) انظر كتابه الهدي السمح في طرق القتل والذبح، الفصل الرابع (97)

والجهاد:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_12417 ، منبر التوحيد والجهاد: 278-269ا فقه الدماء، صويسمى أيض الجهاد،مسائل من فقه راجع كتابه (98)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_17078 كان شيخنا »ا: ميسرة الغريب(، عضو اللجنة الشرعية بتنظيم القاعدة في بالد الرافدين سابق حمد وائل حلواني )قال م (99)

ه ويثني عليه ويود لو يأتي إلى العراق، وكانت -ههللا أسر فك –شيخه أبا عبد هللا املهاجر الزرقاوي رحمه هللا يحب ويجل

دل أن

قرائن الحال ت

نا يحث

ني على تدريس الطلبة كتاب الشيخ ه لو أتى ألوكل إليه مسؤولية الهيئة الشرعية، وكان شيخ

ا صو وكن ،ائفة املنصورةاملهاجر أعالم السنة املنشورة في معالم الط

ت تدريسه لإلخوة، هذا فضال عن كتاب رناه، وبدأ

ت معركة الفلوجة الثانية، وكان الشيخ ذكر لي فقه الدماء الذي كن ا ننتظر وصوله إلى الفلوجة وقتها ولم يصل إلى أن بدأ

األيام ودخل الكتاب إلى العراق بعد أحداث ثم دارت ي ذاكرتي..أربع سنوات إن لم تخن (املهاجر) أنه درسه عند الشيخ

بعت منه نسخ كثيرة جد ص د قوي ، وهو كتاب جي (مسائل من فقه الجهاد)ا، تحت اسم الفلوجة الثانية وط ، جدير أن يلخ

:(فتهالزرقاوي كما عر ) ميسرة الغريب، سلسلة من خفايا التاريخ، الحلقة الخامسة. «منه ويدرس لإلخوة املجاهدين

https://goo.gl/qRGV14 املراجعات بدأت قبل ذلك في السجون . لكن (2002)القاهرة عن مكتبة التراث اإلسالمي فيصدرت الكتب األربعة (100)

.1997 سنةاملصرية وأفضت إلى مبادرة وقف العنف تشرين 17كان أولها مع الخضير يوم و حوارات بثها التلفزيون السعودي، وهي ،مراجعات مرئية مسجلة في السجن (101)

ثم نشرت في كتاب بعنوان املراجعات )الرياض: وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد، ،2003نوفمبر األول/

2004.)

Page 33: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

30

(103) املقاتلة(لسيد إمام عبد العزيز الشريف ومراجعات )الجماعة اإلسالمية الليبية (102) والعالم(مصر

(.)اإلنترنتومراجعات محمد الفزازي املغربي املنشورة في موقعه على

كبيرا خالل العشر األول من هذا القرن، فتوالت

عليه الردود والردود لقد أثارت هذه املراجعات سجاال

رة التعرية .(104) (املضادة، مثل رد الظواهري على سيد إمام في )التبرئةوقد رد األخير على )التبرئة( بـ )مذك

. ومن الردود األخرى (106) التعرية(، فرد عليه هاني السباعي برسالة )التجلية في الرد على (105) التبرئة(لكتاب

، ورد (107) الترشيد(بي حسن قائد على سيد إمام تحت عنوان )التبديد ألباطيل وثيقة نذكر رد أبي يحيى اللي

، (108) نصيحة(أبي قتادة على مراجعات )الجماعة الليبية املقاتلة( بعنوان )وقفة ورده املطول على خط

ورد عبد العزيز بن ،(109) محوا(املراجعات بعنوان )مع صبغة هللا الصمد، على خطى التراجعات والتخذيل:

عبد هللا بن عبد الرحمن ، ورد (110) التراجعات(رشيد على الخضير والفهد والخالدي تحت عنوان )هشيم

.(111) ؟(على أبي حفص املوريطاني بعنوان )هل تراجع ولد الوالد أم اخترقت القاعدة الشنقيطي

التي أسهمت في حصولها، مثل التطور وبالنظر إلى حيثيات هذه املراجعات ندرك أهمية بعض العوامل

ات، بعيدا عن صخب األحداث، ر فرصة للتأمل ونقد الذ

ي مرحلة الحماسة الشبابية وتوف

الفكري وتخط

ها تقريبا في السجون. لقد رجت املراجعات إلى حد ما الوعي الجمعي لهذا التيار في مرحلة سابقة، فقد تمت كل

خفيف من أخطاره ورد بعض مكوناته عن مسار العنف وتهدئة بعض الساحات. لكنها وكان لها دور في الت

تي تعيشها ض عنه التحوالت الراهنة ال

رة في عموم املنتمين، وال ندري ما ستتمخ

لم تصبح حالة واسعة مؤث

الظاهرة واألمة والعالم من مآالت.

عدد ال إلى( 2007نوفمبر األول/ تشرين 18( 145نشرت على حلقات في صحيفة الجريدة الكويتية بداية من العدد (102)

من كل عدد. 12، ص)2007ديسمبر الثاني/ كانون 4( 159، دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس )بيروت: دار املعرفة وآخرون بالحاجعبد الحكيم (103)

(.2010للطباعة والنشر، مرجع سابق. (104) ،حلقة في صحيفة الشرق األوسط 12نشرت على (105)

إلى العدد ( 2008نوفمبر الثاني/ تشرين 18) 10948من العدد بداية

.(2008 وماي أيار/ 9) 10959 (.2008)لندن: مركز املقريزي للدراسات التاريخية، (106) .)السحاب لإلنتاج اإلعالمي، د ت( (107) (.2012)الدنمارك: النور لإلعالم اإلسالمي، (108) (.2012)الدنمارك: النور لإلعالم اإلسالمي، (109) منبر التوحيد والجهاد: (110)

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_15270.html )111( http://adf.ly/1nrL50

Page 34: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

31

خاتمة

نا أمام ظاهرة مأزومة تعكسد ختاما أن

حالة من الخلل وفقدان التوازن، ويعيشها الفرد واملجتمع نؤك

والدولة والعالم. إنها معضلة معقدة وشديدة الخطورة ومتنوعة املوارد البشرية واالهتمامات، وسريعة

التحول وقابلة لالنتكاس، ردحا من الزمن هنا أو هناك، وقابلة للديمومة والتشعب أكثر. إنها ليست ظاهرة

ة وليست على الدرجة نفسها من التطرف، على الرغم مما يجمعها، فالخالفات والنزاعات تشقها في موحد

بات املرحلة والزعامة، وهي إلى املزيد من في حاجةالخيارات اإلستراتيجية واالختيارات الفقهية ومتطل

ق بالعينات امليدانية وامللفات القضائية والخطابات البحوث والدراسات العلمية املعمقة، خاصة في ما يتعل

واألدبيات واالستشراف املستقبلي.

ه من املفيد أن ننصص أخيرا على أن أهم سمة في تقديرنا لهذه الظاهرة هي محورية الشباب فيها، ولعل

قي شيوخها فهم عنفوانها ووقودها وسبب تجددها، ومن دونهم لكانت قد فقدت فعاليتها وجاذبيتها، ولب

قين في الهواء بال حيلة. لذلك، فإن أولوية األولويات، ملن أراد عالجا جذريا ذين قدموا إليها في شبابهم معل

ال

ها، لحماية األجيال الجديدة وتأمين لهذه اآلفة، هي حل األزمة الشبابية بأبعادها املادية واملعنوية كل

من الجريمة واإلدمان واملخدرات وسائر االنحرافات، فمن لحدثاء املستقبل، ال من اإلرهاب وحده، بل

اآلفات الحالقة؟ من ضئض ئ هذهاألسنان هؤالء يحميهم

Page 35: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

32

مصادر البحث ومراجعه

ة - بالعربي

ح رفعت سيد .أحمد (1 (.1991لندن: رياض الريس للكتب والنشر، )، النبي املسل

أبو رمان. محمد وحسن أبو هنية، تنظيم الدولة اإلسالمية: األزمة السنية والصراع على (2

(. 2015 مؤسسة فريدرش إيبرت،الجهادية العاملية )األردن:

15، سياسات عربية «مراجعة كتاب كيف يكون الخالص من االستالب الجهادي؟»أمين. عزام، (3

(2015.)

(.2002فغان العرب )بيروت: دار الساقي، والدة األ ، أنس. عبد هللا (4

، بحث مقدم في ندوة الشباب واإلدماج )تونس: «الشباب بين التطرف واإلرهاب»براهم. سامي، (5

(.2015 /3/11-2مركز البحوث والدراسات االقتصادية واالجتماعية،

لتفكيك ظاهرة اإلرهاب» (6

والتهريب ، بحث مقدم ضمن وحدة بحث اإلرهاب «التهميش مدخال

(.2016تونس: مركز الدراسات والبحوث االقتصادية واالجتماعية، )

دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على بالحاج. عبد الحكيم وآخرون، (7

(.2010)بيروت: دار املعرفة للطباعة والنشر، الناس

رة اإلسترا (8)مؤسسة املأسدة اإلعالمية، تيجيةبن محمد. عبد هللا، الجمع القيم لسلسلة املذك

2011.)

بودريار. جان، روح اإلرهاب، بدر الدين عمرو زكي )مترجما(، )القاهرة: الدار املصرية للكتاب، (9

2010.)

التميمي. عثمان، إعالم األنام بقيام دولة اإلسالم )العراق: مؤسسة الفرقان لإلنتاج اإلعالمي، (10

2007.)

)مراجعة وتحرير( السلفية الجهادية في تونس: الواقع واملآالت )تونس: الحاج سالم. محمد (11

(.2014املعهد التونس ي للدراسات اإلستراتيجية،

)القاهرة: أسامة إبراهيم وآخرون، مبادرة وقف العنف: رؤية واقعية ونظرة شرعية .حافظ (12

(.2002مكتبة التراث اإلسالمي،

(.1999) 96، الفكر العربي «رهابإسرائيل دولة اإل »)حبيب. كمال، (13

ف االجتماعي مدخل إلى سيكولوجية اإلنسان املقهور، ط (14، )الدار 9حجازي. مصطفى، التخل

(.2005البيضاء: املركز الثقافي العربي،

(.2011، )بيروت: الشبكة العربية لألبحاث والنشر، 2ناصر، أيام مع جهيمان، ط .الحزيمي (15

(.2015وجيا العنف واإلرهاب )بيروت: دار الساقي، الحيدري. إبراهيم، سوسيول (16

Page 36: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

33

، بحث مقدم إلى املؤتمر اإلسالمي العاملي: مكافحة «الجهل بالدين والغلو»الخادمي. نور الدين، (17

(.2015، شباط/ فبراير 25-22اإلرهاب )مكة املكرمة: رابطة العالم اإلسالمي،

ات )الرياض: وزارة الشؤون اإلسالمية ، املراجعالخالدي وناصر الفهد وأحمدالخضير. علي (18

(.2004واألوقاف والدعوة واإلرشاد،

(.2005خوالدة. محمود، علم نفس اإلرهاب )بيروت: دار الشروق، (19

ل. عبد هللا سامي، اإلسالميون والديمقراطية في سوريا حصيد وصريم )القاهرة: مكتبة (20الدال

(.2007مدبولي،

(.2009ر السلفي املتطرف )دمشق: دار الحصاد، رمضان. حسن محسن، تشريح الفك (21

، )لندن: 4زين العابدين. محمد سرور، الحكم بغير ما أنزل هللا وأهل الغلو: جماعة املسلمين، ط (22

هـ(.1431دار الجابية،

(.1971الساعدي. حميد، مقدمة في دراسة القانون الدولي الجنائي )بغداد: مطبعة املعارف، (23

(.2008)لندن: مركز املقريزي للدراسات التاريخية، لتجلية في الرد على التعريةالسباعي. هاني، ا (24

(.1985اإلخوان املسلمون في لعبة السياسة )تونس: صامد للنشر والتوزيع، رفعت، السعيد. (25

سويدية. حبيب، الحرب القذرة: شهادة ضابط قديم في القوات الخاصة بالجيش الجزائري (26

(، )دمشق: ورد للطباعة والنشر والتوزيع، ، روز مخلوف 1992 (.2003)مترجمة

الشاذلي. فتوح عبد هللا، أساسيات علم اإلجرام والعقاب )بيروت: منشورات الحلبي الحقوقية، (27

2009.)

القاهرة: مكتبة )الشريف. علي محمد علي، النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم املحتسبين (28

(.2002التراث اإلسالمي،

(.1987ريف كامل، اإلخوان املسلمون في حرب فلسطين )القاهرة: الزهراء لإلعالم العربي، الش (29

(.2013شمام. البشير، اإلرهاب )تونس: مكتبة تونس، (30

الشهرستاني. أبو الفتح ، امللل والنحل )بيروت: دار املعرفة، د ت(. (31

د الغربية من أرسطو إلى اليوم صمود. حمادي )إشراف وتحرير(، أهم نظريات الحجاج في التقالي (32

(.1998)تونس: كلية اآلداب منوبة،

تبرئة أمة القلم والسيف من منقصة تهمة الخور والضعف الظواهري. أيمن، التبرئة: رسالة في (33

(.2008)السحاب لإلنتاج اإلعالمي، يناير

وقع في الجهاد من ، تسليط األضواء على ما وناجح عبد هللا وعلي الشريفعبد العظيم. حمدي (34

(.2002القاهرة: مكتبة التراث اإلسالمي، ) أخطاء

القاهرة: مكتبة التراث عبد هللا. ناجح وعلي الشريف، حرمة الغلو في الدين وتكفير املسلمين ) (35

(.2002اإلسالمي،

هـ(. 1427شبكة أنصار املجاهدين، طريق التمكين )العدم. عبد هللا خالد، (36

Page 37: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

34

هـ(. 1432الفوض ى )مركز الفجر لإلعالم، ذو القعدة العالم على أعتاب (37

)القاهرة: الزهراء 1965عبد املجيد. أحمد، اإلخوان وعبد الناصر القصة الكاملة لتنظيم (38

(.1991لإلعالم العربي،

، )القاهرة: مركز ابن خلدون 2العشماوي. علي، التاريخ السري لجماعة اإلخوان املسلمين، ط (39

(.2006ة، للدراسات اإلنمائي

(.2004محمد، مقاالت الغلو الديني والالديني )القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، .عمارة (40

(.2015سلمان، أسئلة العنف )بيروت: جسور للترجمة والنشر، .العودة (41

(.1977فروم. إريك، التحليل النفس ي والدين، فؤاد كامل )مترجما(، )القاهرة: مكتبة غريب، (42

(.1999قتادة، الجهاد واالجتهاد تأمالت في املنهج )األردن: دار البيارق، الفلسطيني. أبو (43

)الدنمارك: النور لإلعالم مع صبغة هللا الصمد، على خطى التراجعات والتخذيل.. محوا (44

(.2012اإلسالمي،

(.2012)الدنمارك: النور لإلعالم اإلسالمي، وقفة نصيحة (45

، )القاهرة: 2: اإلخوان املسلمون والنظام الخاص، طكمال. أحمد عادل، النقط فوق الحروف (46

(.1989الزهراء لإلعالم العربي،

(.1997الكيالني. هيثم، اإلرهاب يؤسس دولة: نموذج إسرائيل )القاهرة: دار الشروق، (47

يبي. (48 )السحاب لإلنتاج اإلعالمي، د ت(. أبو يحيى، التبديد ألباطيل وثيقة الترشيدالل

، التنظيم والتنظير: تنظيم الجهاد وشبكة القاعدة بين املاض ي والحاضر منيب. عبد املنعم (49

(.2010واملستقبل )القاهرة: مكتبة مدبولي،

(.2010دليل الحركات اإلسالمية املصرية )القاهرة: مكتبة مدبولي، (50

ناجي. أبو بكر، إدارة التوحش: أخطر مرحلة ستمر بها األمة )مركز الدراسات والبحوث (51

المية، دت(.اإلس

، سلسلة كتاب األمة «الحرية الفكرية في مواجهة ظاهرة التطرف»النجار. عبد املجيد، (52

(.2015)قطر: وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، 167

(. 1977الهضيبي. حسن، دعاة ال قضاة )القاهرة: دار التوزيع والنشر اإلسالمية، (53

ثية ومنارات علمية، بحث مقدم إلى املؤتمر اإلسالمي هليل. أحمد محمد، اإلرهاب إضاءات بح (54

(.2015، شباط/ فبراير 25-22العاملي: مكافحة اإلرهاب )مكة املكرمة: رابطة العالم اإلسالمي،

Page 38: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب

35

ة - بلغة أجنبي

1) Burgat. F, L'Islamisme à l'heure d'Al-Qaïda (Paris: La Découverte, 2005).

2) Cabré. M. T, La terminologie: Théorie, méthode et applications (Canada: les Presses

de l'Université d'Ottawa, 1998).

3) Charaudeau. P, Maingneneau. D, Dictionnaire d’analyse du discours (Paris: Seuil,

2002).

4) Chomsky. N, 9-11 (Stockholm: Aftonbladet, 2002).

5) Gambetta. D and S. Hertog, Engineers of Jihad (New Jersey: Princeton University

Press, 2016).

6) Duverger. M, Sociologie de la politique (Paris: P U F, 1968).

7) Fisk. R, Age of the Warrior (New York: Harper Collins publishers Ltd, 2008).

Willaime. J, Sociologies et religion (Paris: P U F, 1980).

8) Maingueneau. D, Nouvelles tendances en analyse du discours (Paris: Hachette,

1987).

9) Meslin. M, Pour une science des religions (Paris: Seuil, 1973).

10) Schleiermacher. F, Herméneutique (Genève: Labor et Fides, 1987).

11) Gadamer. H, L’art de comprendre (Paris: Aubier-Montaigne, 1982).

12) Herméneutique et champ de l’expérience humaine (Paris: Aubier, 1991).

13) Searle. J, Les actes de langage (Paris: Hermann, 1972).

Page 39: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب
Page 40: ﻊﺑاﺮﻟا دﺪﻌﻟا -نﻮﻤﻠﻗ ﺔﻠﺠﻣ بﺎﻫرﻹا ......3 يذيفنت صخلم مولع ىلإ دنتست ةعونتم ةي جهنم تابراقم دامتعاب