ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ...

28
1 á…^ÏÚ êŠËÞ …ç¿ßÚ àÚ íè†fÖ] íÃéfŞÖ] …ç’i * www.arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf ي د ا ، اا ا[email protected] ﻫﻞ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ؟íè†¿Þ l]…ç’i kÃ•æ “ñ^’} à íË×j§ Híè†fÖ] íÃéfŞÖ] ^Ãe_æ ÔÖƒ î× kßfÞ] ‚Îæ íéqçÖçÓé‰ Ùçu l]…ç’i > íé’~Ö] l]…ç’jÖ] ‚Ãi ‹ÓÃè ]„â » l^•]Ê÷]æ ‚ÏÃi íÏéÏu Åç•ç¹] Híãq àÚ íé’~Ö] Åç•çÚ …ç’jÖ ^ãÂ^–}c íeçÃ‘æ ‚uçÚ ë†¿Þ ﻤﻘﺩﻤﺔ: ﻤﻭﻀﻭﻉ" ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ" ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﻋﻠﻡ ﺍﻝﻨﻔﺱ ﺍﻝﺤﺩﻴﺙ، ﻭﻗﺩ ﺩﺭ ﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻋﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻝﻤﻨﻅﺭﻴﻥ ﺍﻝﺴﻴﻜﻭﻝﻭﺠﻴﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﺃﺩﻨﺎﻩ. ﻭﻭﻀﻌﺕ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺒﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻝﻙ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺤﻭل ﺴﻴﻜﻭﻝﻭﺠﻴﺔ" ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ." ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻝﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻝﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺤﻭل ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺃﻱ ﺘﺼﻭﺭ ﻝﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﺭﺘﺄﻴﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﻤﻘﺩﻤﺔ ﻝﻔﻬﻡ" ﺴﻴﻜﻭﻝﻭﺠﻴﺔ ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻤﻘﺎﺭﻥ: ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻭﻏﺭﺒﻲ" . ﻭﻴﻌﻜﺱ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻭﻀﻭﻉ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻌﻘﺩ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﻭﺼﻌﻭﺒﺔ ﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻝﺘﺼﻭﺭ ﻨﻅﺭﻱ ﻤﻭﺤﺩ، ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻜﺱ ﺫﻝﻙ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ. ﻭﻝﻬﺫﺍ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻝﻨﻔﺱ ﺍﻝﺤﺩﻴﺙ ﻋﺩﺓ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻝﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ،ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﻋﺩﺓ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻝﻠﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻋﺩﺓ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻝﻠﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ. ﻭﺴﻨﻭﺭﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻋﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍ ﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻹﻁﻼﻉ ﻭﺍﻝﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺴﻴﻜﻭﻝﻭﺠﻲ ﻤﻌﺎﺼﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻝﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻝﻔﻠﺴﻔﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻝﻭﺍﻗﻊ، ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻴﺭﺠﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻝﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻝ ﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻝﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺤﻭل ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ؛ ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﺸﻴﺌﺎ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻝﺤﻴﻭﺍﻥ ﺒل ﻫﻲ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻝﻬﺫﻩ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻻ ﺸﻲﺀ ﺃﻜﺜﺭ؛ ﻭﺫﻝﻙ ﻭﻓﻕ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻝﻨﺸﻭﺀ ﻭﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ، ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﻗﺩ ﻜﺭﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻝﻰ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﻭﻅﺎﺌﻑ ﺘ ﺨﺘﻠﻑ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎ ﺠﺫﺭﻴﺎ ﻋﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻝﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭﻭﻅﺎﺌﻔﻪ ﻤﺜل ﺍﻝﻌﻘل ﻭﺍﻝﺘﺩﺒﺭ ﻭﺍﻝﺭﻭﺡ ﻭﺍﻝﺘﻌﻠﻡ ﻭﺍﻝﻌﻠﻡ. ﺴﻨﺭﻯ ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ" ﺍﻝﺘﺼﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ" ﻝﻬﺫﻩ ﺍﻝﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺩﻯ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭ ﻋﻥ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻝﺘﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻝﺴﻴﻜﻭﻝﻭﺠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻝﻐﺭﺏ، ﻜﻤﺎ ﺴﻨﻼﺤﻅ ﻤﺩﻯ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺘﺼﻭﺭﺍﺕ

Upload: others

Post on 02-Feb-2020

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

1

� �� �� �� �

<á…^ÏÚ<êŠËÞ<…ç¿ßÚ<àÚ<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]<…ç’i*

www.arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf

����د ���ي���

� ا���� – � ا���ا��، ا���

[email protected]

هل لعلم النفس عامة و لالتجاه اإلسالمي في علم النفس

خاصة أي دور في إنقاذ البشرية في الحياة الدنيا وفي

اآلخرة؟

< <

<í膿Þ<l]…ç’i<kÕæ

<“ñ^’}<àÂ<íË×j§

<Híè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]<�^Ãe_æ

<ÔÖƒ<î×Â<kßfÞ]<‚Îæ

<íéqçÖçÓé‰<Ùçu<l]…ç’i

>íé’~�Ö]

<l]…ç’jÖ]<�‚Ãi<‹ÓÃè

<]„â<»<l^•]�Ê÷]æ

<‚ÏÃi<íÏéÏu<Åç•ç¹]

<Híãq<àÚ<íé’~�Ö]<Åç•çÚ

<…ç’jÖ<^ãÂ^–}c<íeçÑæ

‚uçÚ<놿Þ

:مقدمة

الموضوع من طرف عدد من مواضيع علم النفس الحديث، وقد در س هذا " الشخصية"موضوع

ووضعت تصورات نظرية مختلفة عن خصائص . كبير من المنظرين السيكولوجيين كما سنرى أدناه

".الشخصية"وأبعاد الطبيعة البشرية، وقد انبنت على ذلك تصورات حول سيكولوجية

ونظرا للعالقة الموجودة بين هذه التصورات حول الطبيعة البشرية وأي تصور للشخصية اإلنسانية

إسالمي : سيكولوجية الشخصية من منظور مقارن"ارتأيت دراسة هذا الموضوع كمقدمة لفهم

."وغربي

ويعكس تعدد التصورات واالفتراضات في هذا الموضوع حقيقة تعقد موضوع الشخصية من جهة،

وصعوبة إخضاعها لتصور نظري موحد، كما يعكس ذلك صعوبة دراسة موضوع الطبيعة البشرية

ولهذا فإننا نجد في علم النفس الحديث عدة تعاريف لمفهوم الشخصية،كما نجد عدة . وخصائصها

وسنورد فيما بعد أهم التصورات . نظريات للشخصية، وعدة تصورات للطبيعة البشرية وخصائصها

لطبيعة البشرية على سبيل اإلطالع والمقارنة وعالقتها بنظريات الشخصية من عن خصائص ا

.منظور سيكولوجي معاصر دون االهتمام بماهية الطبيعة البشرية من الناحية الفلسفية

وفي الواقع، فإنما االختالف في تحديد هذا المفهوم وفي تحديد أبعاد الشخصية يرجع أيضا إلى

باحثين والدارسين حول الطبيعة البشرية وخصائصها؛ فمنهم من يعتبر اختالف تصورات مختلف ال

هذه الطبيعة شيئا ال يختلف عن طبيعة الحيوان بل هي امتداد وتطور لهذه الطبيعة وال شيء أكثر؛

وذلك وفق قوانين النشوء واالرتقاء، ومنهم من يرى أن هذه الطبيعة قد كرمها اهللا سبحانه وتعالى

ختلف اختالفا جذريا عن خصائص الحيوان ووظائفه مثل العقل والتدبر بخصائص ووظائف ت

. والروح والتعلم والعلم

لهذه الطبيعة مدى اختالف هذا التصور عن التصورات " التصور اإلسالمي"سنرى عند استعراض

التي وضعها مختلف علماء السيكولوجيا في الغرب، كما سنالحظ مدى اختالف هذه التصورات

Page 2: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

2

<^f’ßÚ<á^Ò<Ý^Ûjâ÷]<ác

<Õç׊Ö]<í‰]…�<î×Â

<…^�c<»<êÂ^Ûjq÷]

<àÚ<÷‚e<íée†ÇÖ]<íÊ^ÏnÖ]

<ë†�fÖ]<Õç׊Ö]<í‰]…�

<…^�c<»<‹ßr×Ö<ð^ÛjÞ÷]

ë†�fÖ]

<íÖæ^¦<í‰]…‚Ö]<å„â<Øn³

<‹‰ù]<xé•çi<»<Ý^ã‰þÖ

<á_<êÇfßè<�Ö]<í膿ßÖ]

<ÜãÊ<íé×ÛÂ<^ãé×Â<ÝçÏi

<…ç¿ßÚ<àÚ<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]

<êÚø‰c

<á…^Ϲ]<sãß¹]<l‚ÛjÂ]

<äe^�jÖ]<äqæ_<°fji<îju

<…ç’jÖ]<°e<Íøj}÷]æ

<äÚ‚Î_<ë„Ö]<êÚø‰ý]

<°éqçÖçÓéŠÖ]<l]…ç’iæ

<]牅�<àè„Ö]<°ée†ÇÖ]

<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]<Åç•çÚ

عن بعضها حتى في إطار الثقافة الغربية نفسها، وإن كان هذا االختالف ال ينفي وجود وتباينها

".الغربية"قواسم مشتركة بين هذه التصورات

لقد كتبت عشرات الكتب حول موضوع الطبيعة البشرية وخاصة باللغات األجنبية، ولكن أغلبها

.طلق دينيكانت من منطلق فلسفي أو أخالقي أو من كليهما، أو من من

ومن الواضح أن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع من الناحية النفسية قليلة جدا حتى في الغرب،

وغالبا ما تكون هذه الدراسات تمهيدا لدراسة سيكولوجية الشخصية اإلنسانية أو علم النفس

. االجتماعي

لمإذا لم يهتم السيكولوجيون بالطبيعة البشرية؟ -

أسباب عدم اهتمام السيكولوجيين ) Wrightsman, 1992(ثين مثل رايتسمان يورد بعض الباح

: وتتمثل أهم هذه األسباب فيما يأتى. الغربيين بهذا الموضوع إال مؤخرا

عملية ال " الطبيعة البشرية "كان السيكولوجيون الغربيون يعتقدون بأن تفسير السلوك بمفهوم - 1

ذين يعمدون إلى تفسير السلوك بكونه جزءا من الطبيعة وأن عامة الناس هم ال. طائل وراءها

.البشرية ال غير

كما تبين ذلك " عالمية السلوك االجتماعي"لم يكن السيكولوجيون الغربيون يهتمون بما يعتبر - 2

.إال مؤخرا) Cross-cultural psychology) ( المقارن(دراسات علم النفس بين الثقافات

منصبا على دراسة السلوك االجتماعي في إطار الثقافة الغربية بدال من دراسة بل إن االهتمام كان

.السلوك البشري في إطار االنتماء للجنس البشري

تركيز الباحثين السيكولوجيين على دراسة علم النفس االجتماعي التجريبي، وعلى دراسة - 3

بدال من المفاهيم الفضفاضة التي كانت ) عملية(المفاهيم التي يمكن تحديدها ودراستها دراسة إجرائية

وهذا ما جعل البحث المخبري هو السائد في الدراسات . السيكولوجيا الغربية تتحاشى دراستها

. النفسية الغربية كجزء هام من الدراسات االمبريقية

ومهما يكن، فإن الباحثين الغربيين وغيرهم سواء كانوا فالسفة أم اجتماعيين أم نفسانيين أم مفكرين

وهذا ما يتجلى من الدراسات العديدة . اهتماما متزايدا" الطبيعة البشرية"قد أصبحوا يولون موضوع

وسنة في طبعة أولى 1974سنة Stevensonالتي كتبت مؤخرا حول هذا الموضوع مثل كتاب

، 1990في Al-Attas، و كتاب 1990سنة Chaneyفي طبعة ثانية، وكتاب 1987

. 1994سنة Schultzوكتاب 1992سنة Wrightsman، وكتاب 1990في Buchananوكتاب

وقد درس هؤالء الكتاب موضوع الطبيعة البشرية والشخصية اإلنسانية من زوايا مختلفة بعضها

.أو سوسيولوجي وبعضها اآلخر انثروبولوجي وتطوريفلسفي، وبعضها سيكولوجي

وكتبت أيضا باللغة العربية ومن المنظور اإلسالمي بعض الدراسات والكتب المتصلة بهذا الموضوع

). االنثروبولوجيا(سواء من منظور فلسفي أم ديني أم أخالقي أم نفسي أم من منظور علم اإلنسان

، 1984، أمير سنة 1981، بركات أحمد 1982لشاطىء سنةالعقاد ، بنت ا: ومن هذه الكتب كتب

.1995، و العانى سنة 1990، أحمد أكبر سنة 1988، و سيد مرسى سنة 1984الفاروقي،

Page 3: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

3

<ÀËÖ<á_<>†�e<><�…æ<‚Î

<܉^Ò<Üè†ÓÖ]<áa†ÏÖ]<»

<°mømæ<트<»<‹ßq<E

35<<D<�…æ<^Ûßée<H^ÕçÚ

<ÀËÖ<><á^ŠÞc<><áa†ÏÖ]<»

<°j‰æ<트<»<Üè†ÓÖ]

E65<D^ÕçÚ

<ádÊ<ó�^�Ö]<kße<gŠu

<ÀËÖ<îßÃÚ><†�e<><�Æ

<îßÃÚ<><á^ŠÞc<><Ùæù^Ê<W

ßÃè<î<><íè†�fÖ]<†â]ç¾

<íè�^¹]<^ã•]†Â_æ<JJJ<>

<êÞ^nÖ]<ÀË×Ö]<îßÃè<^Ûßée

<JJJ<><íq…‚Ö]<êÖa<ð^Ïi…]

<»<íÊø~×Ö<ä×âöi<�Ö]

<l^Ãfi<Ù^Ûju]æ<š…ù]

<á^ŠÞý]<íÞ^Ú_æ<Ìé×ÓjÖ]

< <

<<á^ŠÞý]I<»<Ì‘æ<^ÛÒ

Üè†ÓÖ]<áa†ÏÖ]<I<<æ<Ü×Ãjè

<HÝ‚ßèæ<Üm`èæ<HîŠßè

<ň«<æ<H†Ó�èæ<‚v«æ

ËÓèæ<àÚöèæ<H�’èæ<æ<H†

:إسهام في فهم الطبيعة البشرية -

تمثل هذه الدراسة محاولة لإلسهام في توضيح األسس النظرية التي ينبغي أن تقوم عليها عملية فهم

ة البشرية من منظور إسالمي بحيث تشكل هذه الدراسة قاعدة للدراسات النفسية وخاصة لعلم الطبيع

:نفس الشخصية من منظور إسالمي إذ قامت هذه الدراسة على دعامتين

. محاولة فهم الطبيعة البشرية كما جاء ذلك في بعض اآليات الكريمة واألحاديث الشريفة - 1

لم يكن في القرآن الكريم مفهوما مجردا بل مفهوم قريب ) بيعة البشريةالط(وسنالحظ أن هذا المفهوم

إلى يوم الدين ) في عالم الغيب(إلى األذهان إذ يعتمد على وصف واقعي لإلنسان منذ نشأته األولى

. ، ومن بدء تشكله فيى الرحم إلى وفاته)إلى عالم الغيب(

نظور الغربي للطبيعة البشرية من خالل اعتماد منهج مقارن بين المنظور اإلسالمي والم - 2

وغيره من الباحثين الغربيين، ومن خالل تصورات ) 1994(تصورات وافتراضات أوردها شولتز

. أخرى أضفتها لألبعاد المقترحة من طرف شولتز، وغيره من الباحثين

مي الذي أقدمه وقد اعتمدت المنهج المقارن حتى تتبين أوجه التشابه واالختالف بين التصور اإلسال

وتصورات السيكولوجيين الغربيين الذين درسوا موضوع الطبيعة البشرية وما يتصل بها من

.مواضيع كالسلوك والشخصية

: وقد اخترت التصورات التي أوردها شولتز عن الطبيعة البشرية لسببين

ب ما تكون إلى يتمثل في طرحه ستة أبعاد تتصل بالطبيعة البشرية؛ وهي تصورات أقر: األول-

وقد طرحت هذه التصورات ضمن تصور محوري . سيكولوجية الشخصية والسلوك بصفة عامة

يتضمن الموضوع ونقيض الموضوع ولكن ضمن محور متصل وليس ضمن محور منقطع مثل

الحرية والجبرية، وتأثير المحيط أو الوراثة في التعلم، وتأثير الماضي أو الحاضر في الشخصية،

. ك من األبعاد التي سأتعرض لها بالشرح والتفصيلوغير ذل

قيامه بإيراد مختلف آراء السيكولوجيين الغربيين وتصوراتهم حول هذه األبعاد مما يسهل : الثاني-

علينا عمليتي المراجعة، ومقارنة تصورات السيكولوجيين الغربيين بالتصور الذي أقدمه من منظور

آخر طبعة غربية بين أيدينا حول ) 1994(في طبعته الخامسة إسالمي علما بأن كتاب شولتز هذا

سيكولوجية الشخصية؛ أي أن هذا الكتاب مثل بقية كتب الشخصية يجمع بين دفتيه مجمل تصورات

السيكولوجيين الغربيين حول األبعاد المتصلة بسيكولوجية الشخصية والسلوك البشري من خالل

ولها منذ ما يقارب قرنا من الزمن مثل تصورات المدرسة نظريات متعددة تم طرح بعضها وتم تدا

وهذا كله إلى جانب . التحليلية الكالسيكية، ومدرسة التحليل النفسي الجديدة والمدرسة السلوكية

نظريات جديدة نسبيا مثل المدرسة اإلنسانية ومدرسة السمات ومدرسة التعلم االجتماعي والمدرسة

بعض هذه المدارس من منظور مقارن، أود أن أعرض فيما يأتى وقبل استعراض آراء . المعرفية

.أهم مالمح اإلنسان في القرآن الكريم

:اإلنسان في القرآن الكريم -

قد ورد في القرآن الكريم كاسم جنس في " بشر" أن لفظ ) 1982(تورد الدكتورة عائشة عبد الرحمن

Page 4: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

4

<g¬<æ<H‚Êè<æ<îÏ�è

<îv–èæ<H°ßfÖ]æ<Ù^¹]

<ÔÖƒ<�Ææ<H‹éËßÖ]æ<‹ËßÖ^e

<“ñ^’¤]æ<l^Ë’Ö]<àÚ

e<‹ËßÖ]<kË‘æ<ì‚Ã

<Ù]çuù]<gŠv<l^Ë‘

^ãé×Â<áçÓi<�Ö]<V<‚ÏÊ

<Híèç‰<HíßòÛŞÚ<áçÓi

<‚Î<æ<HíéÒ‡<æ<Híé•]…

<HðçŠÖ^e<ì…^Ú_<HíÚ]çÖ<áçÓi

<í‰ç‰çÚ<Eæ]çÖ]<xjËe<D<H

Öƒ<�Ææ<ífñ^}æ<Hínéf}æ<Ô

<�Ö]<Ù]çuù]æ<l^Ë’Ö]<àÚ

ì‚u]çÖ]<‹ËßÖ]<^ãe<Ì’ji

<Å]†‘<»<á^ŠÞý]<†ÛjŠè

<^�<ì‚â^¥æ<‹ËßÖ]<ÄÚ

<l^q…�<±c<^ãe<îÏi�Ö

<á^Šuý]<ÜÛÎæ<H^é×ÃÖ]<á^µý]

<Ü׊jŠè<æ_<HîÛ¿ÃÖ]

<±c<t†u‚jéÖ<݈ãßèæ

l^Ò…‚Ö]<Øˉ_

<á^ŠÞý]I<^Ë‘æ<Ì‘æ<]ƒc

^ée^«c<I<<V<»<íËé×}

) 65(في القرآن الكريم في خمسة وستين " إنسان " موضعا، بينما ورد لفظ ) 35( خمسة وثالثين

.موضعا

ظواهر البشرية " ؛ فاألول يعنى " إنسان " غير معنى " بشر "وحسب بنت الشاطئ فإن معنى لفظ

ارتقاء آلي الدرجة التي تؤهله للخالفة في " ... بينما يعنى اللفظ الثاني " ... وأعراضها المادية

وأمانة اإلنسان ، النه المختص بالعلم والبيان والعقل والتمييز، مع األرض واحتمال تبعات التكليف

مايالبس ذلك كله من تعرض لالبتالء بالخير والشر، وفتنة الغرور بما يحس من قوته وطاقته، وما

".يزدهيه من الشعور بقدره ومكانته في الدرجة العليا من درجات التطور ومراتب الكائنات

وكما أشارت هي نفسها إلى ذلك - تفق مع بنت الشاطئ في هذا التمييز؛ ذلك وفي الواقع، فإني ال أ

مرة لالشارة إلى بشرية الرسل واألنبياء مع تشابههم 25قد ورد في القرآن الكريم " بشر"فإن لفظ -

وقد ورد ذلك في سورة . فيما هو من ظواهر البشرية وأعراضها المادية بينهم وبين سائر البشر

: ، وفي سورة الكهف 28 - 25: ، وفي سورة هود 11 - 9: ، وفي سورة ابراهيم8 - 2: األنبياء

:، وغير ذلك من السور مثل 110

). المؤمنون ، الشعراء ، يس ، وفصلت(

في القرآن ، فقد حاولت التأكد من الرقم الذي " بشر"وهناك مالحظة بالنسبة لعدد وتكرار كلمة

مرة فقط لالشارة للجنس 16الكلمة قد ورد ت في القرآن الكريم ذكرته بنت الشاطىء ، فوجدت أن

مرة بينما وردت كلمة 182أما كلمة الناس فقد وردت في القرآن الكريم . مرة 35البشري وليس

58فقد وردت " اإلنسان"أما كلمة . 13بصيغة النكرة مرة واحدة في سورة اإلسراء ، آية " إنسان"

مرة كما قالت ذلك بنت الشاطىء، وكما 65مع اللواصق وحروف العطف مرة ، وبلغ عدد تكرارها

.تأكدت من ذلك شخصيا باستعمال الحاسوب

وفي الواقع، فان القرآن الكريم كله خطاب موجه لالنسان، ومن الصعب حصر اآليات التي تتعلق

ومن الصعب . قوم فقطباإلنسان وترتبط به في اآليات التي ذكرت اإلنسان ، أو الناس أو البشر أو ال

أيضا اعطاء أية داللة علمية لهذه األرقام ماعدا االشارة إلى أن تكرار مفهوم ما غالبا ما يدل على

. اإلهتمام به أو على أهميته أو على األهمية واإلهتمام به معا

ريم بالنبوة قد قرن في القرآن الك" بشر " ومع هذا، فقد فاتت بنت الشاطئ أيضا االشارة إلى أن لفظ

وهل هناك أعلى وأعظم مسؤولية من النبوة والرسالة ؟ و ذلك واضح في سورة الكهف ، . والرسالة

قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو : " حيث يقول تعالى 110آية

".لقاء ربه فليعمل عمال صالحا وال يشرك بعبادة ربه أحدا

إن المتأمل في القرآن الكريم يالحظ أن تصوير ووصف اإلنسان يتصف بالواقعية؛ ومهما يكن، ف

يتعلم و ينسى، ويأثم ويندم، ويجحد ويشكر، و يجزع -كما وصف في القرآن الكريم- فاإلنسان

ويصبر، ويؤمن ويكفر، و يشقى و يسعد، و يحب المال والبنين، ويضحى بالنفس والنفيس، وغير

خصائص المرتبطة بخلق اإلنسان وتكوينه وسلوكه، وسعيه في الحياة الدنيا، ذلك من الصفات وال

فقد تكون : ومصيره يوم الدين، كما وصفت النفس بعدة صفات بحسب األحوال التي تكون عليها

، ) بفتح الواو( مطمئنة، سوية، راضية، و زكية، و قد تكون لوامة، أمارة بالسوء، موسوسة

Page 5: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

5

<á^ée<gu^‘<Hš…ù]<Ü×Âæ

<î×Â<Ø–ËÚ<çâæ<Híè†uæ

<æ<Há^éfÖ]æ<ØÏÃÖ^e<<°¹^ÃÖ]

<†Ú`e<íÓñø¹]<äÖ<l‚r‰

<äÏ×}<‚Îæ<H±^Ãi<�]<àÚ

<àŠu_<»<±^Ãi<�]

ÜèçÏi

<á^ŠÞý]I^éf׉<Ì‘æ<]ƒc<I<

<V<HÙçãq<HÝç×¾<HÌéÕ

<HÙçrÂ<<H�çßÒ<HÅç×â

<Hš…ù]<»<‚ŠËÚ<H…çéÆ

<»<É^�<Hð^Ú‚×Ö<ÔÊ^‰æ

<H…çjÎ<Hð^ßÇj‰÷]<íÖ^u

†ÃÚ<HíÛÃßÖ]<íÖ^u<»<š

<äe^‘_<]ƒc<½çßÎæ<HŒçòè

<ÜÃÞ`e<†Ê^Òæ<†q^Ê<H†�Ö]

�]

<Üè†ÓÖ]<áa†ÏÖ]<Ì‘æ<á_

<æƒ<íè†�fÖ]<íÃéfŞ×Ö

°èçjŠÚ<V

1<I<êÃéf�<ïçjŠÚI<Ý^Â

<†�fÖ]<ØÒ<äéÊ<Õ��è

<Üãº_<àÂ<†¿ßÖ]<˜Çe

من الصفات واألحوال التي تتصف بها النفس الواحدة، والتي تتجلى في وخبيثة، وخائبة وغير ذلك

سلوك اإلنسان الذي تسيطر عليه أحيانا النفس المطمئنة فيكون وفق ما يبتغيه اهللا ويرتضيه، كما قد

ولكن النفس اللوامة . تستحوذ عليه النفس األمارة بالسوء فيندفع في منحدر إشباع الرغبات والشهوات

د؛ إذ تدفعه هذه األخيرة للرجوع إلى حالة النفس المطمئنة؛ وذلك باإلستغفار والتوبة والعمل بالمرصا

الصالح، وهكذا دواليك حيث يستمر اإلنسان في صراع مع النفس ومجاهدة لها ليرتقى بها إلى

.درجات اإليمان العليا، وقمم اإلحسان العظمى، أو يستسلم وينهزم ليتدحرج إلى أسفل الدركات

وباختصار، فان اإلنسان قد وصف في القرآن الكريم وصف واقعيا يتميز بذكر الصفات اإليجابية

ولكن هذا الوصف ليس . والصفات السلبية التي تميز ه عن باقى الكائنات في هذا الكون العظيم

وصفا نمطيا تبسيطيا بل إن المتتبع لهذا الوصف في القرآن الكريم يالحظ مدى تعقد الطبيعة

لبشرية، وصعوبة إخضاعها للدراسة المبتسرة والمختصرة الشيء الذي يستدعى تضافر جهود ا

العلماء والمختصين في مختلف مجاالت العلوم اإلنسانية ومايرتبط بها من علوم طبيعية وبيولوجية

. لفهم هذا اإلنسان فهما صحيحا وترقية مستواه في مختلف المجاالت الروحية والعقلية والمادية

ورغم هذه الصعوبة فإني سأحاول فيما يلي إيراد تصنيف مختصر ومبسط لهذا الوصف حسب

فهمي آليات الذكر الحكيم، وبعض األحاديث الشريفة على أن يطور هذا الفهم ويغنى بمختلف

التصورات والدراسات والبحوث اإلمبريقية التي ينبغي أن تدعم التصورات النظرية أو تصححها و

. ا آفاقا جديدة للفهم والتحليل واإلستنتاجتفتح أمامه

والمتأمل لهذا الوصف يالحظ أن اإلنسان قد وصف من طرف الخالق في كتابه العزيز وصفا دقيقا

خليفة في األرض، صاحب بيان وعلم : -إذا وصف وصفا إيجابيا-وواقعيا؛ فهو أي اإلنسان

سجدت له المالئكة بأمر من اهللا تعالى، وقد وحرية، وهو مفضل على العالمين بالعقل والبيان، و

ضعيف، ظلوم، جهول، هلوع، كنود، : -إذا وصف سلبيا- وهو. خلقه اهللا تعالى في أحسن تقويم

عجول، غيور، مفسد في األرض، وسافك للدماء، طاغ في حالة االستغناء، قتور، معرض في حالة

. أنعم اهللالنعمة، يئوس، وقنوط إذا أصابه الشر، فاجر وكافر ب

وقد وصف القرآن الكريم مختلف أبعاد اإلنسان الجسمية والعقلية والوجدانية،كما أشار إلى مجاالت

وينبغي أن أشير هنا أن . نشاطه، والتزاماته نحو ربه، ونفسه، وجماعته، ومجتمعه، ونحو أمته

: وصف القرآن الكريم للطبيعة البشرية ذو مستويين

.رك فيه كل البشر بغض النظر عن أممهم وأديانهم وثقافاتهم عام يشت- مستوى طبيعي - 1

عملي يسمو فيه البشر عن بعضهم بعضا ويتفاوتون فيما بينهم باإليمان والعمل -مستوى إيماني - 2

. الصالح واتباع سنن اهللا في الكون

لى ومن الواضح، أن موضوع هذه الدراسة هو المستوى األول، أما المستوى الثاني فيحتاج إ

. دراسات متعمقة أخرى

قائمة على - ووفق هذا التصور ، فانه يمكن اعتبار القرآن الكريم مصدرا الستخالص تصورات

:حسب المستويات التالية -الفهم البشري

تصورات شاملة لتفسير الكون و موقع اإلنسان في هذا الكون؛ وذلك في إطار : المستوى األول - أ

Page 6: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

6

<Üãi^Ê^Ïmæ<ÜãÞ^è�_æJ

2<I<êÞ^µc<ïçjŠÚI

<àÂ<†�fÖ]<äéÊ<çÛŠè<ê×ÛÂ

áçiæ^Ëjèæ<^–Ãe<Üã–Ãe<

<ØÛÃÖ]æ<á^µý^e<Üãßée<^ÛéÊ

<»<�]<à߉<Å^fi]æ<�^’Ö]

áçÓÖ]<

<í‰]…�<°e<ˆé´<á_<àÓµ

<íè†�fÖ]<äi^Ë‘<»<á^ŠÞý]

I<å„â<ØÂ^Ëiæ<íè†ŞËÖ]

<íéòée<ØÚ]çÂ<ÄÚ<l^Ë’Ö]

<àÚö¹]<á^ŠÞý]<°eæ<Hï†}_

<Ì’jè<ë„Ö]<�^e

<íéÒç׉æ<íéÎø}_<l^Ë’e

<ì‚éÏÃÖ]<î×Â<íÛñ^Î

íéßè‚Ö]

t憤]<êÇfßè<<솿ßÖ]<àÚ

<HíË×j~¹]<†â]ç¿×Ö<íéÖçÛ�Ö]

<<íÏÛÃjÚ<l^‰]…‚e<Ý^éÏÖ]æ

<ì�^ã�Ö]<�^Â<ÜãËÖ

EÄÎ]çÖ]<D

.نتقل من عالم الشهادة إلى عالم الشهود، ومن عالم الشهود إلى عالم الشهادةعملية تفاعلية تكاملية ت

تصورات أقل شمولية لتفسير الحياة على األرض، وسنن التاريخ واألمم :المستوى الثاني -ب

.والمجتمعات مهما كانت هذه المجتمعات واألمم والحضارات التي قامت فيها

ة المدى لتفسير النظم والمنظمات التي ينشئها اإلنسان تصورات متوسط :المستوى الثالث - ج

ضمن إطار حضاري معين وضمن ) نظام الحكم ، نظام األسرة ، نظام العمل وغير ذلك من النظم (

.نسق ديني محدد

تصورات صغيرة لتفسير السلوك الفردي، والشخصية، وسلوك الفرد مع :المستوى الرابع -د

. غير جماعياآلخرين في إطار جماعي أو

الفطرية وتفاعل هذه -وفي إطار هذا المستوى يمكن أن نميز بين دراسة اإلنسان في صفاته البشرية

الصفات مع عوامل بيئية أخرى، وبين اإلنسان المؤمن باهللا الذي يتصف بصفات أخالقية وسلوكية

و الكافر، وغير ذلك من كما يمكن أن نقارن بين سلوك المؤمن والمنافق. قائمة على العقيدة الدينية

.التصنيفات التي قد ترتبط بأنماط سلوكية معينة

وحسب هذا النموذج، فانه ينبغي الخروج من النظرة الشمولية للظواهر المختلفة، والقيام بدراسات

-وهذا ما ينقص كثيرا من الدراسات اإلسالمية المعاصرة ) . الواقع(متعمقة لفهم عالم الشهادة

ما ينبغي أن "أو " يجب أن تكون األمور عليه"إذ بقيت تجتر المقوالت المرتبطة بما -حسب رأيي

؛ وهذا موقف أخالقي أو فلسفي وإن كان ضروريا بالفعل إال أنه غير كاف لفهم واقع " تكون عليه

ينبغي "ما كما هو؛ أي بصفة موضوعية قدر اإلمكان، بل إن إصالح واقع ما و االنتقال به إلى ما

.يتطلب فهمه أوال " يكون عليهأن

يندرج في إطار فهم " الطبيعة البشرية من منظور إسالمي"ووفق هذا النموذج، فان محاولة فهم

.هذه المستويات المشار إليها أعاله وبصفة أخص المستوى الرابع

. ن العلميةوعلى الباحث المسلم أن يفهم هذه المستويات واألبعاد في مختلف مجاالت الحياة والميادي

وحسب اعتقادي فإن هذا الفهم ضروري قبل االنتقال إلى الناحية التطبيقية؛ إذ ال يمكن أن ننطلق إلى

وال يخفي على أي مشتغل بالبحث العلمي . الجانب التطبيقي دون وضوح الجانب النظري في أذهاننا

ليس هناك : " ليفين يقولمدى ارتباط النظرية بالتطبيق وهذا األخير بالنظرية إلى حد جعل كورت

من عمل بما يعلم علمه "وقد جاء في هذا المعنى في األثر ". أي شيء تطبيقي أحسن من نظرية جيدة

".اهللا ما لم يكن يعلم

وقبل أن أتعرض لهذه األبعاد والخصائص كما جاءت في القرآن الكريم أفضل إيراد تصور الطبيعة

البشرية في إطار علم النفس بالغرب؛ إذ أن الهدف األساسي لهذه الدراسة هو إجراء المقارنة بين

البشرية تصورات السيكولوجيين الغربيين للطبيعة البشرية وللشخصية مع التصور اإلسالمي للطبيعة

كما أقدمه في هذه الدراسة، على أن تتلو هذه الدراسة دراسة أخرى توضح معالم الشخصية من

. منظور إسالمي

وأود أن أوضح من اآلن أن هذه المعالم لن تكون إال نظرية؛ أي عبارة عن مبادئ وأسس نظرية؛

) سلوك(الناس عامة ونفسية ) سلوك(ذلك ألن االنتقال إلى الجانب التطبيقي يعنى إما دراسة نفسية

Page 7: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

7

<ðê�<ë_<Õ^ßâ<‹éÖ

<í膿Þ<àÚ<àŠu_<êÏéfŞi

ì‚éq<J><»<ð^q<‚Îæ

<†mù]<»<îßù]<]„â

><�]<äÛ×Â<Ü×Ãè<^²<ØÛÂ<àÚ

Ü×Ãè<àÓè<�<^ÚJ>

<í膿Þ<Ý‚Ïi<á_<àÓµ<÷

<»>íé’~�Ö]<><�<]ƒc

ãËi<íÃéfŞÖ]<“ñ^’}<Ü

^éñˆq<^ÛãÊ<çÖæ<íè†�fÖ]<J

<]„â<áçÓè<^Ú<…‚Ïeæ

<…‚Ïe<øÚ^�æ<^ÏéÎ�<ÜãËÖ]

<íÏéÎ�<í膿ßÖ]<áçÓi<^Ú

xév‘<‹ÓÃÖ]æ<Hí×Ú^�æ

<î•çËÖ]<ádÊ<ç׉^Ú<gŠu

<»<á^ŠÞý]<^ãéÞ^Ãè<�Ö]

<±c<íÃq]…<†’ÃÖ]<]„â

<äjé’~�<†èçŞi<àÂ<ˆrÃÖ]

äÒç׉<íéΆiæ

<H¼ÏÊ<Hxév’Ö]<ÜãËÖ^e<äÞc

ËÞù<^ßÖçu<àÚ<àè„×Öæ<^ߊ

في الواقع بصفة موضوعية؛ أو االنتقال إلى عملية التجريب ) السلوك(المسلمين خاصة كما هو

لبعض التصورات النفسية اإلسالمية؛ وإخضاعها للتحليل الكمي ) المخبري أو الميداني أو كليهما(

. والكيفي

:الشخصية من المنظور الغربي -

، "الشخصية البشرية"عدة أسئلة تتعلق بطبيعة " نظريات الشخصية"في كتابه ) 1994(طرح شولتز

ولذا فقد . مبتدئا كتابه بالتأكيد على عدم اتفاق السيكولوجيين الغربيين على نظرية واحدة للشخصية

وقد أكد شولتز بأن . مثال" نظرية الشخصية "بدال من وضع عنوان " نظريات الشخصية"عنون كتابه

وإني . يعة البشرية الذي يقدمه منظر ما يعتبر أهم جانب في أية نظرية حول الشخصيةتصور الطب

إذا لم تفهم خصائص الطبيعة " الشخصية"شخصيا أتفق مع هذا التأكيد؛ إذ ال يمكن أن تقدم نظرية في

وشاملة، وبقدر ما يكون هذا الفهم دقيقا وشامال بقدر ما تكون النظرية دقيقة . البشرية ولو فهما جزئيا

.والعكس صحيح

نظرية حاول جمعها في تسع فئات أو اتجاهات كبرى حيث بين 18أورد شولتز في كتابه المذكور

أن لكل اتجاه نظري من هذه االتجاهات افتراضاته، طرق بحثه، وتحديده لمفهوم الشخصية

هات نحو وستكون تصورات هذه االتجا. وتصوره ألبعاد الشخصية وخصائص الطبيعة البشرية

.الطبيعة البشرية محور المقارنة فيما بعد

وفي الواقع، فإن إيراد نظريات الشخصية الغربية المختلفة ليس حكرا على شولتز بل يمكن أن توجد

.هذه النظريات في أي كتاب للشخصية وأحيانا في أي كتاب في علم النفس العام

من أهم هذه الحجج تأكيده على أن أهم قدم شولتز عدة حجج لضرورة دراسة موضوع الشخصية، و

".البشر أنفسهم"المشكالت التي تعانيها البشرية حاليا كالمجاعة والتلوث والجريمة واإلدمان سببها

وهو صاحب نظرية في الشخصية ) 1957(قول ماسلو -في هذا المجال - ومما استشهد به شولتز

إذا طورنا الطبيعة البشرية فإننا نطور كل : " هو ومفاد قوله" إنسانية اإلنسان"ومن المدافعين عن

؛ فحسب ماسلو فإن الفوضى التي يعانيها اإلنسان "شيء، إذ بذلك نزيل أهم أسباب الفوضى في العالم

.في هذا العصر راجعة إلى العجز عن تطوير شخصيته وترقية سلوكه

ذين من حولنا نستطيع التوافق أحسن إنه بالفهم الصحيح، فقط، ألنفسنا ولل: "أما شولتز نفسه فيؤكد

مع مشكالت الحياة العصرية، وأن هذا أهم من إنتاج أسلحة جديدة أو تحقيق انتصارات جديدة في

وقد بين التاريخ عدة مرات بأن التطور التكنولوجي قد يؤدى إلى عواقب خطيرة . ميدان التكنولوجيا

".وغليظي القلب عندما يستعمل من طرف أشخاص بخالء وأنانيين وجبناء

ابتداء بالحرب العالمية األولى -وبالفعل، فقد بينت الحروب الكبرى التي نشبت في هذا القرن

وانتهاء بحرب الخليج وما بينهما من ثورات وحروب وانتفاضات مثل الثورة التحريرية في الجزائر

دلعت وما تزال تندلع وحرب الفيتنام والحروب بين العرب واليهود وغير ذلك من الحروب التي ان

كيف يتصرف اإلنسان المغرور والظالم في التكنولوجيا الحربية ويسخرها -في مختلف أرجاء العالم

الستعباد اآلخرين وقهرهم وتعذيبهم والتنكيل بهم، وحرمانهم من خيراتهم واالعتداء على شخصياتهم

Page 8: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

8

<ÄÚ<àŠu_<ÐÊ]çjÖ]<ÄéŞjŠÞ

<Hí膒ÃÖ]<ì^é£]<løÓ�Ú

<t^jÞc<àÚ<Üâ_<]„â<á_æ

<ÐéÏ�<æ_<ì‚è‚q<ív׉_

<»<ì‚è‚q<l]…^’jÞ]

<^éqçÖçßÓjÖ]<á]‚éÚEˆjÖç�D

<ØnÛjè<íè†�f×Ö<ØÚ_<Ü¿Â_<ác

<^ãŠËßÖ<^ãÛãÊ<°Š�<»

<í’èçÃÖ]<^ãiøÓ�Ú<‡æ^rjÖ

^ããq]çi<�Ö]

<Øâ<‹ËßÖ]<Ü×ÃÖ<æ<íÚ^Â

<Ü×Â<»<êÚø‰ý]<å^ŸøÖ

<…æ�<ë_<í‘^}<‹ËßÖ]

<»<íè†�fÖ]<ƒ^ÏÞc<»

[ì†}û]<»æ<^éÞ‚Ö]<ì^é£]

<]‚e_<܈Ö]<êÇfßè<÷I

êÚø‰c<…ç¿ßÚ<àÚ<í‘^}I<

<áçÓè<‚Î<‹ËßÖ]<Ü×Â<á_

<íé†�Ö]<Ýç×Ã×Ö<øè‚e

<íéÞ^ŠÞý]<Ýç×ÃÖ]<àÚ<^â�Ææ

.وحرياتهم وحرماتهم

فهمها لنفسها لتجاوز مشكالتها العويصة التي تواجهها وحيث إن أعظم أمل للبشرية يتمثل في تحسين

في هذا القرن والقرن الذي يليه بل وفي المستقبل على اإلطالق مثل المجاعة والبطالة واالنحرافات

األخالقية والسلوكية المختلفة المنافية للفطرة والعقل والشرائع السماوية، فإن دراسة الشخصية وباقي

قد تكون أهم إسهام لعلم النفس في إنقاذ البشرية -ا بنيت على أسس سليمةإذ - فروع علم النفس

. من هذه المشكالت

وعليه، فإن لدراسة موضوع الطبيعة البشرية اعتمادا على المنهج المقارن أهمية قصوى من

وال ينبغي أن ". الشخصية"النظرية والتطبيقية، وذلك الرتباط هذا الموضوع بموضوع : الناحيتين

يبقى هذا المجال حكرا على النظريات الغربية التي تغفل التجارب اإلنسانية في إطار الثقافات

. المسيحية-األخرى؛ أي الثقافات التي ال تقوم على األصول اليهودية

فهل يستطيع علم النفس عامة و علم النفس في الغرب خاصة أن يسهم في إنقاذ البشرية من األخطار

ليا أو التي قد تتعرض لها في المستقبل في هذه الحياة الدنيا؟التي تتعرض لها حا

وهل لعلم النفس عامة و لالتجاه اإلسالمي في علم النفس خاصة أي دور في إنقاذ البشرية في

الحياة الدنيا وفي اآلخرة؟

م هذان سؤاالن ال أزعم بأنني سأجيب عنهما، بل الغرض من طرحهما تبيان أهمية علم النفس في فه

الطبيعة البشرية، وفي فهم الشخصية وما يرتبط بها من سلوك بشري، وبالتالي في إمكانية إسهام هذا

أن علم -خاصة من منظور إسالمي- وال ينبغي الزعم أبدا . الفهم في حل بعض مشكالت البشرية

ن أن تسهم النفس قد يكون بديال للعلوم الشرعية وغيرها من العلوم اإلنسانية والطبيعية التي يمك

بدورها في إنقاذ البشرية؛ ولعل أحسن إطار لتحقيق هذا الهدف هو اإلطار الذي تتفاعل فيه هذه

العلوم وتتكامل من حيث الموضوع والمنهج دون أن يهيمن علم ما على بقية العلوم من حيث

.الموضوع والمنهج

أبعاد وخصائص الطبيعة وعليه، فقد ارتأيت استعراض تصور إسالمي للطبيعة البشرية من خالل

البشرية التي اقترحها شولتز وغيره من السيكولوجيين المعاصرين، ومن خالل أبعاد إضافية

اقترحتها كاجتهاد في هذا الميدان؛ مع التأكيد على أن هذا التصور نسبي تماما ألنه يتعلق باجتهاد

على مصراعيه لإلسهام في هذا وإني أؤكد هذه الفكرة بقوة حتى يبقى الباب دائما مفتوحا . بشري

!الميدان دون كلل أو ملل، ودون أن يدعى أحد أنه ما ترك لآلخرين ما يسهمون به

ولعل المتأمل في اإلنتاج العلمي الغزير بالغرب في هذا الميدان وغيره يالحظ مدى صبر العلماء

. علم ولو كان ضئيالوالباحثين على الدراسة والبحث ومحاوالتهم الدائبة إلضافة شيء جديد لل

وبطبيعة الحال، فإن أية إضافة جدية للعلم تكون باإلطالع أوال على آخر ما وصل إليه علم ما حتى

.تكون اإلضافة أو االختالف مع ما هو كائن على بينة ودراية

وبخصوص تصورات السيكولوجيين الغربيين حول الطبيعة البشرية، فإن شولتز نفسه قد أكد في

شار إليه أعاله أن النظريات السيكولوجية التي وضعت حول الشخصية قد اختلفت فيما بينها كتابه الم

في اإلجابة عن األسئلة المتعلقة باألبعاد اآلتية، ومدى تأثيرها في الطبيعة البشرية والشخصية

Page 9: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

9

<á_<àÓµ<�Ö]<íéÃéfŞÖ]æ

<ƒ^ÏÞc<»<^â…æ‚e<ÜãŠi

fÖ]íè†�

<Ü×Ã×Ö<íè‚q<íÊ^•c<íè_<ác

<î×Â<÷æ_<Åø�ý^e<áçÓi

<^Ú<Ü×Â<äéÖc<Ø‘æ<^Ú<†}a

<æ_<íÊ^•ý]<áçÓi<îju

<àñ^Ò<çâ<^Ú<ÄÚ<Íøj}÷]

íè]…�æ<íßée<î×Â

< <

< <

<íÃéfŞ×Ö<êÚø‰ý]<…ç’jÖ]

<^ã’ñ^’}æ<íè†�fÖ]

<…ç’i<á^ŠÞý]<íé’~�Öæ

<gÃ’Ö]<àÚ<ØÚ^�<ëçéu

äÖ]ˆj}]

<^ßâ<íÞ…^Ϲ]<á_<±c<��_

àÚ<<�ŠßÖ]<íÞ…^ÏÚ<h^e

E<°éqçÖçÓéŠÖ]<ÌÎçÚ

°ée†ÇÖ]<D<�ŠßÖ^eE<êÛãÊ

êÚø‰ý]<D<h^e<àÚ<‹éÖæ<H

�ŠßÖ^e<Ðת¹]<íÞ…^ÏÚ

عضهم اإلنسانية؛ أي أن السيكولوجيين قد اختلفوا حول تأثير هذه األبعاد في السلوك والشخصية؛ فب

أهمية أكبر -كما سنرى-بينما يعطى بعضهم ) مرحلة الطفولة(يولى مثال أهمية أكبر لماضي الفرد

وبالفعل، فإن االختالف حول هذه األبعاد ومدى تأثير كل واحد منها هو . لحاضر الفرد ومستقبله

.الذي يميز كل نظرية عن أخرى حتى في إطار الثقافة السيكولوجية الغربية نفسها

:يما يأتي األبعاد التي اختلف السيكولوجيون الغربيون في مدى تأثيرها في السلوك والشخصيةوف

الحرية أم الحتمية ؟ -

؟) المحيط(الوراثة أم البيئة -

الماضي أم الحاضر ؟ -

؟) Universality( أم العالمية ) uniqueness( التفرد، التمايز -

التوازن أم النمو ؟ -

التشاؤم ؟ التفاؤل أم -

لقد ارتأيت تقديم تصور إسالمي لهذه األبعاد وفق فهمي لبعض اآليات الكريمة واألحاديث الشريفة

- مع إضافة أبعاد أخرى غفل عنها شولتز وغيره من الباحثين السيكولوجيين وخاصة الغربيين منهم

منظور مقارن بحيث تشكل هذه األبعاد والتصورات المرتبطة بها من -حسب إطالعي المتواضع

إضافة للفكر البشري في تصور خصائص -كما سيأتي ذلك فيما بعد- ) من منظور إسالمي وغربي(

وأكرر أن هذا . الطبيعة البشرية مما قد يشكل قاعدة أحسن لفهم السلوك البشري والشخصية اإلنسانية

تغيير والتطوير العمل عبارة عن عمل قاعدي يعتمد على تصور نظري قابل لإلثراء والتعديل وال

.مثل أي مجهود بشري بل هو أحوج ما يكون لإلثراء والتصحيح والتطوير

خصائص الطبيعة البشرية من منظور إسالمي

وليس " خصائص الطبيعة البشرية من منظور إسالمي"لقد تعمدت وضع العنوان بهذا الشكل

التصور نفسه عبارة عن حتى أبين أن هذا" خصائص الطبيعة البشرية من المنظور اإلسالمي"

تصور نسبي يتعلق بفهمي للنصوص وحتى ال أغلق باب االجتهاد في هذا المجال الحيوي الذي

وبودي أن أشير إلى أن التصور اإلسالمي للطبيعة . ينبغي تكاتف الجهود فيه مثل باقي الميادين

وكل عمليات . البشرية وخصائصها ولشخصية اإلنسان تصور حيوي شامل من الصعب اختزاله

االختزال التي نقوم بها من خالل وضع تصورات فرعية لهذا التصور الشامل إنما بهدف تبسيطه

وتقريبه لألفهام، وبهدف اعتماده أرضية أو إطارا نظريا لعمليات التنظير والبحث العلمي في مختلف

. الميادين العلمية

بالنسبي ) موقف السيكولوجيين الغربيين(نسبي وينبغي أن أشير إلى أن المقارنة هنا من باب مقارنة ال

، وليس من باب مقارنة المطلق بالنسبي، وهذا رغم معرفتنا بأن السيكولوجيين ) فهمي اإلسالمي(

الغربيين ينطلقون في األصل من خلفية دينية أو فلسفية غالبا ما يخفونها رغم تأثرهم بها بصفة

.شعورية أو الشعورية

د عليه هو أن هذا التصور النظري الذي ينطلق من فهم النصوص اإلسالمية ينبغي أن يدعم و مما يستحسن التأكي

Page 10: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

10

<Ü×Â<Øé‘`jÖ<íÖæ^¦<íè_<á]

<áçÓi<á_<êÇfßè<÷<‹ËßÖ]

<…ç’i<Ä•æ<àÂ<وò

<íÃéfŞÖ]<“ñ^’¤<놿Þ

<“ñ^’¤æ<íè†�fÖ]

>íé’~�Ö]

<…^�c<àÂ<ì…^fÂ<áa†ÏÖ]<ác

<àÓµ<Ý^Â<äßÚ<„}`Þ<á_

<Äé•]ç¹]<ØÓÖ<l^ŠfÎ

<àÚ<ÔÖƒ<^ßéËÃè<á_<áæ�

<‚ã¢]<Ù„e<ì…憕

<Ì×j§<»<�^ãjq÷]æ

àè�^é¹]

<h^jÓÒ<áa†ÏÖ]<á]

<á_<àÓµ<÷<Ü×Âæ<íè]‚â

<÷<^ÛÒHäßéÃÚ<g–ßè

<ou^e<ëù<àÓµ

<çâ<äÛãÊ<á`e<ð^Â�÷]

<‚éuçÖ]æ<xév’Ö]<ÜãËÖ]

h^jÓÖ]<]„�

والجنس وغير ) التعليمية(ببحوث امبريقية باستعمال عينات من المسلمين مع مراعاة العمر والمستويات التربوية

ك العملي الذي ينبثق أصال من ذلك من المتغيرات األساسية؛ وذلك لدراسة العالقة بين التصورات النظرية والسلو

: وإلى جانب هذا التأكيد ينبغي أن نهتم بالجوانب اآلتية . هذا التصور النظري بشكل أو بآخر

لوضع تصور إسالمي حول خصائص الطبيعة البشرية وحول الشخصية كمفهوم نفسي حديث ينبغي : أوال

ا بطبيعة الحال أبعاد فرعية، وهذه األبعاد الكبرى توضيح الموقف اإلسالمي حول ثالثة أبعاد كبرى تتفرع عنه

: هي

ونكتفي في هذا . وتتفرع عن هذا البعد عملية الخلق األولى آلدم ونفخ الروح فيه :خلق اإلنسان -1

وينبغي . بما أخبرنا به القرآن الكريم إذ اآليات في هذا المجال واضحة جدا - حسب رأيي-المجال

. جسما وروحا وعقال: خلق البشر الذي خلق أصال في أحسن تقويماتخاذها قاعدة لفهم أساس

:وتتفرع عن هذا البعد كل األبعاد المتعلقة ):في الحياة الدنيا( حياة اإلنسان -2

).البعد الحيوي أو البيولوجي ( بخلق اإلنسان من نطفة أمشاج - ا

.تمعيةبنشاطات اإلنسان في كل المستويات الفردية والجماعية والمج -ب

.بنشاطات اإلنسان في كل الميادين الروحية واالقتصادية واالجتماعية وغيرها من الميادين -ج

: له بعدان فرعيان كبيران هما - على األرض-وهذا البعد المتعلق بحياة اإلنسان

.ومجال االجتهاد فيه محدود نسبيا إال فيما يتعلق بالفروع: بعد العبادات - ا

.وباب االجتهاد فيه مفتوح على مصراعيه إال فيما يتعلق بالمبادئ األساسية: ت بعد المعامال -ب

ونعنى به مصير اإلنسان في الدار اآلخرة، ونكتفي في هذا المجال بما أخبرنا :مصير اإلنسان -3

والشك، أن . به القرآن الكريم ، وال مجال لالجتهاد في هذا المجال، وصرف الجهود الكبيرة فيه

وبناء عليه، فانه . يشكل متغيرا مؤثرا في سلوك المسلم أو أي شخص يؤمن به" إلنسانمصير ا"

وسأعود إلى هذا . متغير جدير باالعتبار وإن كان من الصعب دراسته حاليا دراسة موضوعية

.الموضوع عندما سأتحدث عن الخلود

تنبغي دراسة اإلنسان من المنظور اإلسالمي من خالل ثالثة أبعاد أخرى ترتبط بكل واحد من : ثانيا

األبعاد المذكورة أعاله ارتباطا وثيقا؛ بل قد تؤثر فيها أو تتأثر بها؛ وإن كانت العالقة بين هذه

. حصائي للكلمةاألبعاد ليست بالضرورة عالقة سببية بل قد تكون عالقة ارتباطية بالمفهوم اإل

البيولوجي، البعد العقلي، البعد االنفعالي، والبعد - البعد الروحي، البعد الفيزيائي : وهذه األبعاد هي

ألنها تجتمع لتكون شخصية واحدة إال -والشك-ورغم االرتباط الوثيق بين هذه األبعاد . السلوكي

خرى، وال ندرى أننا ال ندرى بالضبط كيف يؤثر كل جانب في الجانب اآلخر أو في الجوانب األ

فيما إذا كان جانب ما أكثر تأثيرا من بقية الجوانب وإن كانت الدراسات النفسية الحديثة قد بدأت

ترتاد ميادين جديدة مثل البحوث الخاصة بتأثير الجانب االنفعالي في الجانب العقلي والعكس،

وقد تم التعرض إلى . اللغةوبالعالقة بين الجوانب العقلية والجوانب السلوكية مثل موضوع الفكر و

.هذا الموضوع بشيء من التفصيل

من منظور إسالمي، ولكن أغلب هذه الكتب قد ألفت انطالقا من " اإلنسان"ألفت كتب كثيرة عن

حول اإلنسان بصفة عامة، ولم تحاول ) القرآن والحديث(تصورات فلسفية أو انطالقا من النصوص

Page 11: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

11

<ì�]…ý]<ÐתÚ<<á^ŠÞý]<Øâ

<ë_†Ö]æ<�^ÏjÂ÷]<»

<[<�¥<Ý_<Õç׊Ö]æ

2<I<<Ý_<‚Ö^}<á^ŠÞý]<Øâ

[<Ý‚ÃÖ]<å�’Ú

3<I<<�^Ãe_<æƒ<á^ŠÞý]<Øâ

<ì�‚ÃjÚEíè�^ÚIíéuæ…<D

<‚u]æ<‚Ãe<æƒ<Ý_

E¼ÏÊ<ë�^Ú<D[

4<I<<æƒ<á^ŠÞý]<Øâ

<æƒ<Ý_<íÏתÚ<ì�}<íÃéf�

<á_<Ý_<íÏתÚ<ì†è†�<íÃéf�

çÎ<^ãeƒ^rji<äjÃéf�<ï

[<^ÃÚ<<†�Ö]æ<<�¤]

5<I<<á^ŠÞý]<Õç׉<Øâ

<l^éßÖ]<î×Â<�fÚ

<l^éßÖ]<î×Â<Ý_<Ù^ÛÂù]æ

<Ù^ÛÂù]<î×Â<Ý_<¼ÏÊ

[<¼ÏÊ

<†nÒ_<á^ŠÞý]<ê•^Ú<Øâ

<Ý_<äÒç׉<»<]�m`i

<ØÒ<Ý_<ä×fÏjŠÚ<Ý_<冕^u

[<ÔÖƒ

7<I<<Œ^‰_<Ùõ^ËjÖ]<Øâ

حسب -واالستثناء لهذه المالحظة . لشخصية من منظور نفسيهذه الدراسات وضع تصور إسالمي ل

الذي ) 1995(للدكتور نزار العاني " الشخصية اإلنسانية في الفكر اإلسالمي"هو كتاب -إطالعي

ولكن هذا الكتاب لم . للشخصية اإلنسانية - في التراث-حاول تتبع تصورات العلماء المسلمين

ا كما جاءت في القرآن الكريم والحديث الشريف من يتعرض لتصور الطبيعة البشرية وخصائصه

.هو وضع هذا التصور -كما أوضح ذلك مؤلفه- خالل نموذج محدد، بل لم يكن هدف الكتاب

وبطبيعة الحال، فان أية محاولة لتأصيل علم النفس ال ينبغي أن تكون بمعزل عن وضع تصور

ك ألن موضوع الشخصية قد أصبح ؛ ذل" الشخصية"نظري لخصائص الطبيعة البشرية ولخصائص

من مواضيع علم النفس العام إذ ال يخلو أي كتاب في علم النفس العام منه كما أنه قد أصبح

.تخصصا في حد ذاته

ن نقتبسه من القرآن والحديث عن خصائص الطبيعة البشرية وأبعاد ما هو التصور الذي يمكن أ

الشخصية ؟

وال أن القرآن كتاب هداية وليس كتاب تخصص علمي معين بل إن القرآن عبارة ينبغي أن أشير أ

عن إطار عام يمكن أن نأخذ منه قبسات لكل المواضيع دون أن يعفينا ذلك من ضرورة بذل الجهد

وثانيا، فان القرآن ككتاب هداية وعلم ال يمكن أن ينضب معينه،كما . واالجتهاد في مختلف الميادين

.باحث االدعاء بأن فهمه هو الفهم الصحيح والوحيد لهذا الكتاب ال يمكن ألي

للنصوص في ضوء ثقافتي اإلسالمية و -ال غير-وعليه، فان ما أورده فيما يلي عبارة عن فهمي

.تخصصي في علم النفس

تبقى أبعاد الشخصية أو خصائص الطبيعة البشرية التي أوردها شولتز والمذكورة أعاله : أوال

دون إضافة أبعاد أخرى إليها مثل البعد الروحي إلى جانب البعد المادي والخلود بدال من ناقصة

.العدم والحياة الدنيا إلى جانب حياة اآلخرة والثواب والعقاب في الدنيا واآلخرة

قد تلتقي النظرة اإلسالمية ألبعاد أو خصائص الطبيعة البشرية مع بعض التصورات النظرية : ثانيا

. في هذا المجال كما قد تختلف وقد تتناقض مع بعضها اآلخر -التي أوردها شولتز- سية النف

إن النظرة اإلسالمية للطبيعة البشرية تظل تصورا نظريا منطلقا من النصوص ينبغي أن يدعم : ثالثا

بتصورات منطلقة من الواقع والنص في نفس الوقت ؛ ذلك ألن الدراسات النفسية هي دراسات

ية أساسا وإن كانت تتغذى من تصورات فلسفية ودينية غالبا ما تشكل خلفية غير بارزة لهذه امبريق

. الدراسات

الطبيعة البشرية من منظور مقارن

لتوضيح الطبيعة البشرية من منظور مقارن ينبغي أن أطرح األسئلة اآلتية، مالحظا أن بعض هذه

إليه أعاله، بينما بعض هذه األسئلة لم يتعرض لها األسئلة كان قد طرحها شولتز في كتابه المشار

وقد أشرت أعاله إلى القضايا التي طرحها وناقشها . شولتز وال غيره من السيكولوجيين الغربيين أبدا

ومهما يكن، فإنني أنبه القارئ بأنني قد اعتمدت على كتاب شولتز في . شولتز في كتابه المشار إليه

.يين حول مواضيع النقاش والمقارنة في هذا المقالإيراد آراء مختلف السيكولوج

Page 12: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

12

<Ýõ^�jÖ]<Ý_<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]

[

8<I<<á^ŠÞý]<îÊè<Øâ

<ÐéÏ�<±c<çâ<Ý_<á‡]çjÖ]

[<†ÛjŠÚ<ç´<»

9<I<<íòéfÖ]<æ_<¼é�]<Øâ<E

<Ü×ÃjÖ]<D<»<]�m`i<ïçÎ_

[<ím]…çÖ]<Ý_<á^ŠÞý]<Õç׉

10<I<<�†ËjÚ<á^ŠÞc<ØÒ<Øâ

<á_<Ý_<äjé’~�æ<ä’ñ^’ā

<»<íéÖç�æ<íé¹^Â<Õ^ßâ

<íè†�fÖ]<äjÃéf�<“ñ^’}

[<äjé’~�<�^Ãe_æ

<»<Ø�Ê<Ý�a<àÓÖ

…^fj}÷]<J<]„â<Í‚â<ØÃÖæ

<á_<Ý�a<Ý^ãÊc<çâ<…^fj}÷]

<핆Â<äÞ_æ<H�悦<äÛ×Â

<á^jjÊøÖ<핆Â<äÞ_æ<á^éŠß×Ö

<�Çè<øéÓÖ<ÔÖƒæ<W

äÖ<íÓñø¹]<�çrŠe

<ØÛvje<íÞ�ÏÚ<í膣]

<�Ö]<íéÖæöŠ¹]<æ_<^ãi^Ãfi

<á^ŠÞý]<á_æ<H<^ãé×Â<�fßi

والتصورات الغربية للطبيعة - كما أفهمه-وبودي أن أنبه أن المقارنة هنا بين التصور اإلسالمي

البشرية هو من باب مقارنة فهمي النسبي من منطلق إسالمي بالفهم النسبي للسيكولوجيين الغربيين

المسيحية واليهودية، : ية من منطلقاتهم الفلسفية وخلفياتهم الدينية للطبيعة البشرية والشخصية اإلنسان

.وليس من باب مقارنة المطلق بالنسبي والعلم الرباني باالجتهاد اإلنساني

وفيما يلي بعض القضايا األساسية التي أود أن أقارن فيها مواقف السيكولوجيين الغربيين حول

سانية مع الموقف اإلسالمي كما أفهمه من خالل القرآن خصائص الطبيعة البشرية والشخصية اإلن

الكريم أساسا، ومن خالل بعض األحاديث الشريفة على أن أوسع هذه الدراسة فيما بعد لتصبح

مرجعا أساسيا في محاولة فهم موضوع الطبيعة البشرية وخصائصها، والشخصية اإلنسانية وأبعادها

ى القرآن الكريم والحديث الشريف باإلضافة إلى الفكر من منظور نفسي مقارن؛ وذلك بالرجوع إل

اإلسالمي، وبالرجوع أيضا إلى المصادر األساسية للفكر الغربي التي قامت عليها التصورات

:السيكولوجية حول خصائص الطبيعة البشرية والشخصية اإلنسانية

هل اإلنسان مطلق اإلرادة في االعتقاد والرأي والسلوك أم مجبر ؟ - 1

هل اإلنسان خالد أم مصيره العدم ؟ - 2

؟) مادي فقط(أم ذو بعد واحد ) روحية- مادية(هل اإلنسان ذو أبعاد متعددة - 3

هل اإلنسان ذو طبيعة خيرة مطلقة أم ذو طبيعة شريرة مطلقة أم أن طبيعته تتجاذبها قوى - 4

الخير والشر معا ؟

عمال أم على النيات فقط أم على األعمال فقط ؟هل سلوك اإلنسان مبني على النيات واأل - 5

هل ماضي اإلنسان أكثر تأثيرا في سلوكه أم حاضره أم مستقبله أم كل ذلك ؟- 6

هل التفاؤل أساس الطبيعة البشرية أم التشاؤم ؟ - 7

هل يسعى اإلنسان إلى تحقيق التوازن أم هو في نمو مستمر ؟ - 8

أقوى تأثيرا في سلوك اإلنسان أم الوراثة ؟) م التعل( هل المحيط أو البيئة - 9

هل كل إنسان متفرد بخصائصه وشخصيته أم أن هناك عالمية وشمولية في خصائص طبيعته -10

البشرية وأبعاد شخصيته ؟

وعليه، . إن اإلجابة عن هذه األسئلة أساسية في تصور نموذج للطبيعة البشرية من منظور إسالمي

سؤال تلو اآلخر مبينا هذا التصور مع إجراء مقارنات بينه وبين تصورات فإني أبدأ بالجواب عن

أخرى في إطار علم النفس الحديث وخاصة في إطار نظريات الشخصية األساسية التي أوردها

حيث سأعتمد على هذا الكتاب في إيراد مختلف ) 1994(شولتز في كتابه نظريات الشخصية

التحليلية : وهي " سيكولوجية الشخصية "ت النفسية في ميدان التصورات التي تمثل أهم النظريا

بفروعها المختلفة، السلوكية، السمات، اإلنسانية، والتعلم االجتماعي مع اإلشارة إلى أن هذه

.النظريات موجودة في أغلب كتب علم النفس العام و في كل كتب علم نفس الشخصية الحديثة

الحرية أم الجبرية ؟ -1

اهللا آدم في أحسن تقويم وصوره فأحسن تصويره وعدله، وزوده بالعقل وكرمه على كثير لقد خلق

Page 13: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

13

<»<<]†u<á^Ò<ácæ

<†ËÓÖ]æ<á^µý]<°e<…^éj}÷]

<l^Ãfi<ØÛvjè<äÞ_<÷c

å…^éj}]

<ë†â^¿Ö]<Õç׊Ö]I<íË’e

íÚ^Â<I<<Œ^ÓÃÞ]<àÂ<ì…^fÂ

<íé×ÏÃÖ]<íé×}]‚Ö]<l^é×ÛÃ×Ö

íéuæ†Ö]æ<íéÞ]‚qçÖ]æ

<æ<á^µý]<àÚ<øÒ<ác

<»<¼fi†Ú<Õç׉<†ËÓÖ]

<íè†uæ<ØÏÃÖ]<íè†v<ÄÎ]çÖ]

<á_<àÓµ<÷<ƒc<Wì�]…ý]

<ì�]…ý]<íè†u<àÂ<p‚vjÞ

<…^éj}÷]<î×Â<ì…‚ÏÖ]<áæ�

<†ËÓÖ]æ<á^µý]<°e

àÓµ<÷<<àÂ<oè‚£]

<íè†u<áæ�<íéÖæöŠ¹]

<íè†uæ<HØÏÃÖ]æ<ì�]…ý]

Õç׊Ö]æ<͆’jÖ]

، وأعطاه الحرية المطلقة في الجنة )األسماء ( ممن خلق وفضله تفضيال، وعلمه ما لم يكن يعلم

ولعل هدف هذا االختبار هو . بشرط واحد؛ وهو عدم األكل من الشجرة ولكن آدم فشل في االختبار

آدم أن علمه محدود، وأنه عرضة للنسيان وأنه عرضة لالفتتان ؛ وذلك لكيال يغتر بسجود إفهام

.المالئكة له

وإذا كان اإلنسان محدود العلم فال بد أن يكون محدود الحرية، وإذا كان محدود الحرية فالبد أن

كانت ذات ومجرد وضع شرط واحد آلدم في الجنة دليل على أن حريته . يكون محدود العلم أيضا

وعمليا، فإنه ال . حدود، كما أن مجرد نسيانه وأكله من الشجرة دليل على أن علمه محدود أيضا

. يمكن تصور مفهوم الحرية بدون حدود؛ إذ باألضداد تتمايز األشياء

لقد عولج موضوع الحرية والجبرية في إطار علم الكالم واختلفت الفرق اإلسالمية حول الموضوع

ا إلى حد التناقض، فعلى من يريد التفصيل في الموضوع أن يرجع إلى أمهات الكتب في اختالفا كبير

. هذا المجال

أما في هذا المقام فيكفي أن أؤكد أن استقراء القرآن الكريم يوضح لنا أن الحرية مقترنة بتحمل

بين اإليمان والكفر تبعاتها أو المسؤولية التي تنبني عليها ، وأن اإلنسان وإن كان حرا في االختيار

.إال أنه يتحمل تبعات اختياره، كما أنه حر في سلوكه ويتحمل تبعات سلوكه االختياري

وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، : " وفي إطار هذا المعنى، يقول اهللا تعالى

ء كالمهل يشوى الوجوه بئس إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بما

) . 29: الكهف" ( الشراب وساءت مرتفقا

مرتبط بالسلوك وال يمكن فصل أحدهما عن -كما تم توضيح ذلك- إن اإليمان في المفهوم اإلسالمي

اآلخر؛ ولذا فان كل اآليات القرآنية التي تتحدث عن اإليمان مرتبطة بالحث على العمل الصالح، كما

اإليمان معرفة : اديث تقرن بين اإليمان والعمل، وبين الدين والمعاملة مثل حديثأن هناك عدة أح

أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا : ، وحديث ) رواه ابن ماجه(بالقلب وقول باللسان وعمل باألركان

).رواه أحمد" ( أي اإليمان أفضل قال خلق حسن: "... ، وحديث ) رواه الدارمي(

؛ فانه يمكن قياس اإليمان؛ وقياس " اإليمان يزيد وينقص"نى الحديث الشريف واعتمادا على مع

) السريرة(ال غير؛ إذ أن الجانب الداخلي ) السلوك ( اإليمان يكون بقياس مظاهره وظواهره

.." واهللا أعلم بإيمانكم : "...وفي هذا المعنى يقول تعالى . لإليمان ال يعلمه إال اهللا وصاحبه

يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن اهللا أعلم : "ويقول تعالى . )25:النساء(

وفي هذه ). 10: سورة الممتحنة ..." (بإيمانهن فان علمتموهن مؤمنات فال ترجعوهن إلى الكفار

اآلية األخيرة إشارة غير مباشرة إلى إمكانية امتحان إيمان الشخص، والحكم عليه من خالل

تحان، وفيه إشارة ضمنية إلى العمليات النفسية العقلية والوجدانية التي ال تنكشف إال بالدراسة االم

. المتعمقة القائمة على االمتحان

وعليه، فان مفهوم السلوك الذي نعنيه هنا ليس السلوك الظاهري القابل للمالحظة المباشرة فقط بل

الروحية التي من الممكن دراستها دراسة منظمة نعنى به أيضا كل الجوانب العقلية والوجدانية و

وهذا التحديد مبني على افتراض مفاده أن . والوصول إلى نتيجة علمية بناء على تلك الدراسة

Page 14: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

14

<äÞ^Ê<]†u<á^ŠÞý]<á^Ò<]ƒc

<íéÖæöŠÚ<ÔÖ„Ö<^Ãfi<ØÛvjè

<áçÓi<á_<àÓµ<øÊ<Wäjè†u

<Híè†u<áæ�<íéÖæöŠÚ<Õ^ßâ

íéÖæöŠÚ<áæ�<íè†u<÷æ

<‚ÏjÃè<Ü׊¹]<á^ŠÞý]

<Õ^ßâ<á_<^Ú‡^q<]�^ÏjÂ]

<÷<ë„Ö]<h^f‰ù]<gfŠÚ

<gf‰<çâæ<W<�]<çâæ<äÖ

<Hðê�<ØÒ<»<ÜÓvj¹]

<äéÖcæ<Häé×Â<ØÒçj¹]<çâæ

<äjòé�Úæ<H…çÚù]<Äq†i

ðê�<ØÒ<kÏf‰

<<íè‚èæ†ËÖ]<í膿ßÖ]

Eíé×é×vjÖ]<D<‚Òöi<ønÚ

<àÚöi<Øe<á^ŠÞý]<íè†u<Ý‚Â

<á^ŠÞý]<á_<ë_<WíéÛj£^e

<‚èæ†Ê<gŠuE1856<I

1939<D<W…çÃ�øÖ^e<‚éÏÚ

<ÄÚ<Üñ]�<Å]†‘<»<çâæ

. عبارة عن انعكاس للعمليات الداخلية العقلية والوجدانية والروحية -بصفة عامة-السلوك الظاهري

ي الواقع بحرية العقل وحرية اإلرادة؛ إذ ال يمكن أن إن كال من اإليمان و الكفر سلوك مرتبط ف

نتحدث عن حرية اإلرادة دون القدرة على االختيار بين اإليمان والكفر بالمعنى العام للكلمتين

وال يمكن الحديث عن المسؤولية دون حرية اإلرادة والعقل، . وبالمعنى الديني االعتقادي لهما أيضا

عن الصبي : - كما جاء في الحديث الشريف- رفع القلم عن ثالث ولذا . وحرية التصرف والسلوك

.حتى يحلم، وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق

ولربما هذه الحرية في التصرف والسلوك ابتداء باإليمان وانتهاء بالكفر وما بينهما من سلوك إيجابي

إذا وصف القرآن الكريم اإلنسان هو الذي يوضح لنا لم) دون إصدار حكم قيمي مطلق ( وسلبي

. بصفات متباينة؛ بعضها إيجابي وبعضها سلبي

وعليه، فإذا كان اإلنسان حرا فانه يتحمل تبعا لذلك مسؤولية حريته؛ فال يمكن أن تكون هناك

ورغم هذه الحرية المطلقة في االعتقاد والسلوك فان . مسؤولية دون حرية، وال حرية دون مسؤولية

ريم يبين لالنسان بكل وضوح أن قدراته محدودة وبالتالي فان حريته محدودة أيضا في القرآن الك

، وال يختار ...) حملته أمه كرها ووضعته كرها (... بعض المجاالت؛ فاإلنسان ال يختار متى يولد

و ...) لكل أجل كتاب (، ) فإذا جاء أجلهم ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون: (.. متى وأين يموت

).وما تدرى نفس بأي أرض تموت.. (

وفي الوقت الذي نالحظ فيه دعوة القرآن الكريم العتماد األسباب وسنن اهللا في المجتمع والكون

بصفة عامة، فان اإلنسان المسلم يعتقد اعتقادا جازما أن هناك مسبب األسباب الذي ال سبب له وهو

. ، وإليه ترجع األمور، ومشيئته سبقت كل شيءاهللا ؛ وهو المتحكم في كل شيء، وهو المتوكل عليه

. ولذا فان سلوك المسلم ال ينبغي أن يكون بمعزل عن هذا التصور وإن كان عليه األخذ باألسباب

وال تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إال أن يشاء اهللا، واذكر ربك : "وفي هذا المعنى يقول تعالى

).24- 23: الكهف " (من هذا رشدا إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى ألقرب

فما هو موقف النظريات النفسية حول هذا الموضوع ؟

إذا فحصنا نظريات الشخصية في علم النفس الحديث فإننا نجد تباينا في تصور هذا الموضوع؛

مثال تؤكد عدم حرية اإلنسان بل تؤمن بالحتمية؛ أي أن اإلنسان ) التحليلية(فالنظرية الفرويدية

مقيد بالالشعور؛ وهو في صراع دائم مع القوى الالشعورية مثل ) 1939-1856(سب فرويد ح

- حسب هذا التصور-وينحصر دور األنا . وال ينتصر عليها أبدا) الجنس والعدوانية مثال(الغرائز

ويشذ ). الضمير واألخالق(و ضغوط األنا األعلى ) الغرائز والشهوات(في التوفيق بين ضغوط الهو

؛ الذي وإن ) 1980- 1900( ن هذا الموقف، الذي يتخذه فرويد حول حرية اإلنسان، اريك فروم ع

ومن بين ذلك موقفه . كان ينتمي إلى المدرسة التحليلية إال أنه ال يتفق مع بعض طروحات فرويد

اسية اإليجابي من حرية اإلنسان؛ فهو يرى أن الشخصية ال تتحدد بتأثير العوامل االجتماعية والسي

ومجتمعه ) شخصيته(واالقتصادية فقط بل يملك اإلنسان خصائص نفسية يستطيع بها تشكيل طبيعته

.معا

إن سكينر . أما النظرية السلوكية فتقف موقف النظرية التحليلية في هذا المجال حيث تؤمن بالحتمية

Page 15: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

15

Ã�øÖ]<ïçÏÖ]<ØnÚ<íè…ç

<ˆñ]†ÇÖ]E<íéÞ]æ‚ÃÖ]æ<‹ß¢]

ønÚ<D]‚e_<^ãé×Â<†’jßè<÷æ

<íè†u<Ô×µ<÷<á^ŠÞý]<á]

<»<íèçËÃÖ]<÷æ<͆’jÖ]

<äÒç׉<á_<ƒc<WÕç׊Ö]

<ë_<<l]�n¹^e<‚éÏÚ

<àÚ<^â^Ï×jè<�Ö]<l^ãfß¹]

<äŞé¦<E<íéÒç׊Ö]<í膿ßÖ]

D

<…^éj}]<»<<†u<á^ŠÞý]<á_

<äéÊ<ÜÓvjÖ]æ<äÒç׉

<ä×è‚Ãiæ<k‚j‰]<ác

<†uæ<Øe<ÔÖƒ<±c<íq^£]

<äÛéâ^ËÚ<íÃq]†Ú<»

<^ã–èçÃiæ<íµ‚ÏÖ]

<ì‚è‚q<Üéâ^˲<E<í膿ßÖ]

íéʆù]D

<°éqçÖçÓéŠÖ]<Ü¿ÃÚ

<Üâ_<á_<î×Â<áçÏËjè

د قوى داخلية تتحكم وإن كان ال يتفق مع فرويد في وجو -رائد السلوكية الحديثة- ) 1990 -1904(

مثل اآللة المضبوطة والمبرمجة والتي تم - حسب رأيه- في الشخصية، فإن اإلنسان في سلوكه

وعليه، فان اإلنسان ال يملك حرية التصرف وال العفوية في السلوك؛ . تحديد نشاطها ووظيفتها مسبقا

.إذ أن سلوكه مقيد بالمثيرات أي المنبهات التي يتلقاها من محيطه

التحليلية والسلوكية ال تؤمنان بحرية اإلنسان رغم تباين منطلقاتهما النظرية : وإذا كانت النظريتان

-1897( فإن نظرية السمات التي يمثلها السيكولوجي األمريكي المعروف جوردون ألبورت

- تقف بخصوص هذا الموضوع موقفا معتدال؛ حيث ترى أن في إمكان اإلنسان التحكم ) 1967

في مستقبله إال أن ألبورت يعترف بأن سلوك اإلنسان محدد بالسمات واالستعدادات -بحرية

.الشخصية التي من الصعب تغييرها بعد تشكلها

فإننا نجد روادها مثل ابراهام ماسلو -في هذا المجال-وإذا استعرضنا موقف النظرية اإلنسانية

استطاعته أن يختار كيفية إشباع حاجاته يؤكدون بأن اإلنسان حر اإلرادة؛ إذ في ) 1970 - 1908(

وعليه، فان اإلنسان حسب هذه النظرية مسؤول عن درجة أو مستوى النمو الذي . وتحقيق قدراته

. يحققه

( أما موقف النظرية المعرفية التي يمثلها سيكولوجيون معاصرون وعلى رأسهم جورج كيلى

وكه والتحكم فيه وتعديله إن استدعت فترى أن اإلنسان حر في اختيار سل) 1967 - 1905

إن توجه اإلنسان . الحاجة إلى ذلك بل وحر في مراجعة مفاهيمه القديمة وتعويضها بمفاهيم جديدة

.حسب هذه النظرية هو دائما نحو المستقبل

تقف موقفا معتدال .... ) - 925(وأخيرا، فان نظرية التعلم االجتماعي التي يمثلها ألبرت باندورا

موضوع حرية اإلنسان؛ حيث يرى باندورا أن الناس ليسوا أشياء ال قوة لها، ومراقبة من طرف من

ليسوا أحرار ا بصفة مطلقة تمكنهم من القيام بأي شيء - في نفس الوقت-قوى المجتمع، كما أنهم

.يختارونه، بل إن اإلنسان والمحيط يتبادالن التأثير؛ ويؤثر كل منهما في اآلخر

تباينا كبيرا حول موضوع حرية -في إطار النظريات النفسية الحديثة- إننا نالحظ وباختصار ف

اإلنسان؛ وأغلب النظريات تقف موقفا معتدال حيث تؤكد أن سلوك اإلنسان وإن كان يصدر عن

تؤثر في سلوك اإلنسان ) محيطية ، بيئية(وقوى اجتماعية ) وراثية(إرادة إال أن هناك قوى بيولوجية

وبالفعل، فان معظم السيكولوجيين يتفقون على أن أهم محددات الشخصية هي . ون إرادتهوتوجهه د

.البيئية- المحددات البيولوجية والمحددات المحيطية

وتنبغي اإلشارة هنا إلى إهمال كل هذه النظريات لمشيئة اهللا تعالى في توجيه السلوك وتحديد مصير

) اإليمان باهللا مثال وما يرتبط بذلك من عمل صالح( وإلى إهمال المحددات الروحية ! اإلنسان

ولعل تدارك هذا النقص يكون بالرجوع إلى التصور القرآني الذي . وتأثيرها في الشخصية والسلوك

وينبغي لمن يريد مزيدا من التفصيل أن يرجع إلى آراء مختلف . أوردناه أعاله عن حرية اإلنسان

وليس الهدف هنا حسم . لمعتزلة واألشعرية والقدرية وغيرهاالفرق اإلسالمية في الموضوع مثل ا

.النقاش في هذا الموضوع بل تبيان تأثير الموقف المتخذ حيال هذه المسألة في السلوك والشخصية

Page 16: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

16

<êâ<íé’~�Ö]<l]�‚¦

<íéqçÖçéfÖ]<l]�‚�]

<íéŞé�]<l]�‚�]æ<I

íéòéfÖ]

<Ù^Ûâc<±c<^ßâ<ì…^�ý]

<l^膿ßÖ]<å„â<ØÒ

�]<íòé�¹<»<±^Ãi<

<‚è‚�æ<Õç׊Ö]<äéqçi

<á^ŠÞý]<�’Ú<=<Ù^Ûâc<±cæ

<íéuæ†Ö]<l]�‚�]<E

<¼fi†è<^Úæ<<ønÚ<�^e<á^µý]

�^‘<ØÛÂ<àÚ<ÔÖ„e<D

<íé’~�Ö]<»<^â�m`iæ

Õç׊Ö]æ

<‚ÏjÃè<ë„Ö]<á^ŠÞý]<ác

<ÙæöŠÚ<äÞ`e<^Ú‡^q<]�^ÏjÂ]

<äÞ_æ<HäÒç׉<àÂ<�]<Ý^Ú_

<»<äÖ^ÛÂ_<àÂ<g‰^¦

}û]<ÝçéÖ]<áçÓè<oév<†

<Ý_<íߢ]<»<�çפ]<å�’Ú

<áçÓè<H…^ßÖ]<»<�çפ]I

Ô�<áæ�I<<»<^Ë×j§

الخلود أم العدم ؟ -2

لم يتعرض شولتز لهذا البعد، كما لم يتعرض له السيكولوجيون بصفة عامة؛ إذ يعتبرون هذا

وإن - وفي الواقع، فان هذا الموضوع . وضوعا ميتافيزيقيا يترك للفلسفة لالهتمام بهالموضوع م

وقد بين . إال أنه بعد أو متغير مرتبط بسلوك اإلنسان ويؤثر فيه - كان موضوعا فلسفيا في األساس

. الدنيااهللا تعالى في سورة البينة أن الخلود في الجنة أو الخلود في النار مرتبط بعمل العبد في هذه

إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر { :يقول تعالى

البرية، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى

.8-6:البينة} بهمن تحتها األنهار خالدين فيها أبدا رضي اهللا عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ر

إن اإلنسان الذي يعتقد اعتقادا جازما بأنه مسؤول أمام اهللا عن سلوكه، وأنه محاسب عن أعماله في

مختلفا في -دون شك-اليوم اآلخر بحيث يكون مصيره الخلود في الجنة أم الخلود في النار، يكون

والنار أساسا، وال بالخلود في سلوكه عن اإلنسان الذي ال يؤمن بالحساب والعقاب وبوجود الجنة

.إحداهما

وفي الواقع، فإن اإليمان بالخلود في الجنة يفتح أبواب األمل والتفاؤل لكثير من الناس المؤمنين،

والشك، أن هذا التسابق والتسارع . ويدفعهم للتسابق إلى عمل الخيرات للفوز بالجنة والنجاة من النار

موات واألرض يشكل دافعية قوية عند المؤمنين مما يدفعهم إلى مغفرة من اهللا وجنة عرضها الس

وعكس هذا األمر، فإن اإلعتقاد بأن مصير اإلنسان . للعمل الصالح وإتقان هذا العمل أكثر فأكثر

يجعل الناس يتهافتون على الدنيا فقط، ويستغلون كل الوسائل لبلوغ مراميهم " العدم"بعد الموت هو

.بأي ثمن ولو كان ذلك على حساب اآلخرين إلشباع حاجاتهم الدنيوية

؟) روحية -مادية(أم ذو أبعاد متعددة ) مادي فقط(هل اإلنسان ذو بعد واحد -3

لم يورد شولتز هذه النقطة عندما استعرض صور الطبيعة البشرية عند مختلف السيكولوجيين بصفة

لكن، استعراض مختلف اآلراء يبين لنا أن و. منفردة كما فعل بالنسبة ألبعاد أخرى أشرنا إليها أعاله

هناك تباينا في مواقف السيكولوجيين حول هذه النقطة؛ فهناك النظريات التي تهتم بالجوانب

الفيزيائية والبيولوجية ال غير، كما أن هناك النظريات التي تهتم بالجوانب الفيزيائية والبيولوجية

يمان فال يكاد يجد مناصرين كثيرين في ميدان نظريات أما الجانب الروحي المتعلق باإل. والسلوكية

علم النفس السائدة وان كانت الجمعية األمريكية لعلم النفس تعترف بعلم النفس الديني كأحد ميادين

. علم النفس الحديث

بحيث ينظر ) فيزيائية، بيولوجية، روحية، وسلوكية(ولعل اعتبار اإلنسان ككائن ذي أبعاد متعددة

ه األبعاد في إطار تفاعلي وتكاملي هو الذي يمأل فجوة النظريات السيكولوجية الحديثة التي إلى هذ

) الوراثية ، والبيوكيميائية(تنظر إلى اإلنسان من زاوية ضيقة تقتصر على العوامل البيولوجية

.والمحددات االجتماعية والبيئية، كما أشرت إلى ذلك أعاله

مطلقة أم ذو طبيعة شريرة مطلقة ؟ هل اإلنسان ذو طبيعة خيرة -4

ولعل إهماله لهذا البعد راجع إلى كون هذا . لم يتعرض شولتز لهذه النقطة في كتابه المذكور

Page 17: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

17

<ë„Ö]<á^ŠÞý]<àÂ<äÒç׉

<h^ÏÃÖ]æ<h^Š£^e<àÚöè<÷

<H^‰^‰_<…^ßÖ]æ<íߢ]<�çqçeæ

^Ûâ]‚uc<»<�çפ^e<÷æ

<íߢ]<»<�çפ^e<á^µý]

<Ùõ^ËjÖ]æ<ØÚù]<h]çe_<xjËè

<H°ßÚö¹]<Œ^ßÖ]<àÚ<�nÓÖ

‚èæ<±c<Ðe^Šj×Ö<ÜãÃÊ

<íߢ^e<‡çË×Ö<l]�¤]<ØÛÂ

…^ßÖ]<àÚ<ì^rßÖ]æ

<±c<Å…^ŠjÖ]æ<Ðe^ŠjÖ]

<^㕆Â<íßqæ<�]<àÚ<ì†ËÇÚ

<ØÓ�è<š…ù]æ<l]çÛŠÖ]

<‚ßÂ<íèçÎ<íéÃÊ]�

<ÜãÃÊ‚è<^º<°ßÚö¹]

<]„â<á^Ïicæ<�^’Ö]<ØÛÃ×Ö

†nÒ`Ê<†nÒ_<ØÛÃÖ]

<á^ŠÞý]<�’Ú<á`e<�^ÏjÂý]

<çâ<lç¹]<‚Ãe>Ý‚ÃÖ]<>

الموضوع ذى طبيعة فلسفية وأخالقية في األساس، وليس موضوعا سيكولوجيا؛ ذلك ألن أية إجابة

هو الشيء الذي يحاول أغلب عن الموضوع تتضمن حكم قيمة، كما تتضمن موقفا أخالقيا؛ و

.السيكولوجيين تفاديه

وهذا التفادي راجع إلى الرغبة القوية في تمييز علم النفس موضوعا ومنهجا عن الفلسفة و علم

ورغم هذا االحتراز، فإننا نجد بعض . األخالق، كما أنه راجع لألسباب المذكورة أعاله

. ير مباشرة كما سأورد ذلك بعد قليلالسيكولوجيين قد تعرضوا لهذه النقطة ولو بصفة غ

ولذا فإني أعتبر . ومهما يكن، فانه ال يمكن فصل علم النفس عن الفلسفة وعن األخالق فصال كليا

النظرة اإلسالمية لإلنسان في هذا الجانب نظرة موضوعية؛ إذ تنظر لإلنسان نظرة متعددة؛ فاإلنسان

اإلطالق بل تتنازعه قوى الخير والشر، وهو في ليس خيرا على اإلطالق،كما أنه ليس شريرا على

صراع دائم مع قوى الشر ونوازعه، وتركز النظرة اإلسالمية على الفروق الفردية في هذا المجال،

. كما تركز على تأثير الجانب اإليماني في طبيعة اإلنسان

نه ال يخلو تماما من أي ومهما كان اإلنسان خيرا فانه لن يسلم من الشر، كما أنه مهما كان شريرا فا

ولكن نوع التربية والتعلم وتأثير المحيط واالستعدادات البيولوجية والوراثية والتأثيرات . خير

الفيزيولوجية والقيم التي يؤمن بها اإلنسان هي التي توجهه نحو الخير أو الشر بحيث يغلب عليه

. اتجاه ما

غ الشيطان وتأثيره السلبي في السلوك بحيث نز -من المنظور اإلسالمي -ويضيف بعض العلماء

وبطبيعة الحال، فان عالج هذا النزغ ودفعه يتمثالن في . يدفع اإلنسان إلى ارتكاب األعمال الشريرة

مما ال يعتبر أيضا ) تأثرا ودفعا(وهذا السلوك . من الشيطان الرجيم -قوال وعمال -االستعاذة باهللا

.ة إذ ال يمكن مالحظة ذلك حسب زعم السيكولوجيين الغربيينفي إطار النظريات النفسية الغربي

وباختصار، فان اإلنسان ليس خيرا كله وليس شرا كله؛ فهو يجمع بين بعض خصائص المالئكة

!إنه إنسان بأبعاده المتعددة ... وبعض طبائع الشيطان؛ ولذا فهو كائن آخر ليس بمالك وال بشيطان

وإذا أردنا معرفة موقف السيكولوجيين المعاصرين من موضوع ارتباط الخير والشر باإلنسان فإننا

نجد ماسلو

جيدة وطيبة ولطيفة ) الموروثة(مثال يؤكد أن الطبيعة البشرية الفطرية ) صاحب النظرية اإلنسانية(

آلي أبعد الحدود؛ حيث أكد أما فرويد فقد كان متشائما. إال أن ماسلو لم يلغ وجود الشر عند البشر

، كما كان فرويد يؤمن جازما بأن العدوانية وكذلك الجنس عبارة "بأنه ال يرى أي خير عند البشر"

).1994شولتز، (عن غرائز ذات أصل بيولوجي وتشكل جزءا أساسيا من الطبيعة البشرية

األعمال فقط ؟هل سلوك اإلنسان مبني على النيات واألعمال أم النيات فقط أم -5

ال يعتبر موضوع النية من مواضيع علم النفس الحديث وال يكاد يشار إليه إال قليال؛ إذ أن هذا

المفهوم مفهوم ديني يتعلق بالجانب التعبدي في السلوك حيث إن النية موضوع أساسي في أية عبادة

هو عبادة الخالق، فإن -حسب ما جاء في القرآن-وإذا كان هدف خلق اإلنس والجن . في اإلسالم

مفهوم العبادة في اإلسالم مفهوم واسع يشمل كل أنواع السلوك مهما كان هذا السلوك إذا كانت النية

Page 18: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

18

«<î×Â<áçjÊ^ãjè<Œ^ßÖ]<ØÃ

<áç×ÇjŠèæ<H¼ÏÊ<^éÞ‚Ö]

<ÜãéÚ]†Ú<Éç×fÖ<Øñ^‰çÖ]<ØÒ

<íèçéÞ‚Ö]<Üãi^q^u<Å^f�ý

<ÔÖƒ<á^Ò<çÖæ<à�<ë`e

àè†}û]<h^Šu<î×Â

<êuæ†Ö]<gÞ^¢]<^Ú_

<�^Óè<øÊ<á^µý^e<Ð×Ãj¹]

<»<àè�nÒ<à膑^ßÚ<‚«

<‹ËßÖ]<Ü×Â<l^膿Þ<á]‚éÚ

ì‚ñ^ŠÖ]

<á^ŠÞý]<…^fjÂ]<ØÃÖ

<�^Ãe_<ëƒ<àñ^ÓÒ

<ì�‚ÃjÚE<Híéñ^èˆéÊ

íéÒç׉æ<Híéuæ…<HíéqçÖçée<D

<å„â<±c<†¿ßè<oév

<ê×Â^Ëi<…^�c<»<�^Ãeù]

<úµ<ë„Ö]<çâ<ê×Ú^Óiæ

<l^膿ßÖ]<ìçrÊ

<ínè‚£]<íéqçÖçÓéŠÖ]

. وقد أوضحت هذه العالقة عندما أوردت كالم الشاطبي في هذا الموضوع. هي التقرب هللا وعبادته

ان علم النفس اليغفل موضوع الدوافع وبالرغم من عدم اهتمام علم النفس الحديث بمفهوم النية، ف

والبواعث والحوافز وتأثيرها في السلوك ولكن شولتز لم يورد هذا البعد في تصور الطبيعة البشرية

. عند مختلف السيكولوجيين، وتأثيره في السلوك وفي الشخصية

، فإن النية أساسية " إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " واعتمادا على الحديث الشريف

ليحصل األجر والثواب في أي سلوك يقوم به المسلم، إال أن االعتبار في اإلسالم وخاصة في

القضاء هو األعمال ونتائجها وعواقبها وليس النيات، بل ان النيات أساس التعبد وأساس حصول

لتمييز هاما حتى ال يساء األجر عند اهللا مهما كانت النتائج والعواقب المرتبطة بها، ويعتبر هذا ا

السلوك بحجة حسن النية، كما ال يمكن أن تحاكم النيات من طرف األشخاص مهما كان مستواهم أو

ولكن من الممكن مالحظة السلوك والحكم له أو عليه وفق معايير . من طرف الهيئات مهما كانت

.دينية أو اجتماعية أو مقاييس نفسية

بالنيات التي ال يعلمها إال اهللا - في كل األعمال-لجانب التعبدي وباختصار، فان االعتبار في ا

فقد . فبالنتائج والعواقب وليس بالنيات - عند البشر- وصاحبها، أما االعتبار في الجانب الجزائي

. بالحكم بالظواهر و اهللا تعالى يتولى السرائر) ص(أمرنا الرسول

، وطابقت األعمال النيات كلما كان ذلك مدعاة للرضا، ومهما يكن، فإنه كلما طابقت النيات األعمال

.وتحصيل األجر، وتحقيق النتائج المرجوة عند العباد ورب العباد

وحتى . ما يكون انعكاسا للنوايا إال في حاالت قليلة مثل حاالت النفاق - عادة- وعموما، فإن السلوك

) : " ص(فقد قال رسول اهللا . النفاقفي بعض الحاالت مثل هذه يمكن أن يعكس السلوك سوء النية و

".وفي رواية إذا خاصم فجر. إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان: آية المنافق ثالث

فمن الواضح من هذا الحديث وغيره أن السلوك الظاهري قد يصبح محكا أو معيارا للنوايا بالنسبة

. لنا نحن الدارسين المالحظين والباحثين

ضي اإلنسان أكثر تأثيرا في سلوكه أم حاضره أم مستقبله أم كل ذلك ؟هل ما -6

فإننا نجد تباينا كبيرا بين مختلف هذه " الشخصية " إذا تصفحنا النظريات النفسية الحديثة حول

النظريات حول تأثير كل من ماضي وحاضر الفرد في بلورة شخصية هذا الفرد؛ فبعض النظريات

في تشكيل ) سنة 13- 12من الوالدة إلى سن ( لتأثير مرحلة الطفولة تولى اهتماما أكبر

الشخصية، بينما ترى نظريات أخرى أن الشخصية مستقلة عن الماضي، وأنه في إمكانها التأثر

.باألحداث والتجارب في الحاضر، وباآلمال والطموحات في المستقبل

أن ماضي الفرد هو أساس بناء الشخصية، ترى النظرية التحليلية مثال وخاصة االتجاه الفرويدي

عبارة عن بنية فسيولوجية موروثة، - الذي هو أكبر جزء في البنية العامة للشخصية- وأن بنية الهو

والمعروف أن النظرية الفرويدية تولى اهتماما . الجنسي موروثة أيضا- و أن مراحل النمو النفسي

الجنسي -،كما تعتبر أن مراحل النمو النفسي)لالشعورالهو، ا(كبيرا لهذا الجزء من بنية الشخصية

إلى حد -التي يمر بها الطفل من الوالدة إلى المراهقة هي التي تشكل وتبلور الشخصية وتحدد

Page 19: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

19

<î×Â<]�}<‹éÖ<á^ŠÞý]

<‹éÖ<äÞ_<^ÛÒHÑø�ý]

<Øe<Ñø�ý]<î×Â<]†è†�

�¤]<ïçÎ<ä‡^ßji<H†�Ö]æ<

<ÄÚ<Üñ]�<Å]†‘<»<çâæ

ä‡]çÞæ<†�Ö]<ïçÎ

<]�}<á^ŠÞý]<á^Ò<^ÛãÚ

<^ÛÒ<H†�Ö]<àÚ<Ü׊è<àÖ<äÞ^Ê

<äÞ^Ê<]†è†�<á^Ò<^ÛãÚ<äÞ_

�}<ë_<àÚ<^Ú^³<ç×−<÷

<ä×Ò<]�}<‹éÖ<á^ŠÞý]<á]

<ÄÛ«<çãÊ<Wä×Ò<]†�<‹éÖæ

<“ñ^’}<˜Ãe<°e

<Äñ^f�<˜Ãeæ<íÓñø¹]

<çãÊ<]„Öæ<Wá^Şé�Ö]

<†}a<àñ^Ò<÷æ<Õø²<‹éÖ

<á^Şé�e<JJJ<á^ŠÞc<äÞc

<ì�‚Ãj¹]<å�^Ãe`e=

السواء والالسواء فيحاضر ومستقبل الشخص، بل يعتبر فرويد السنوات الخمس األولى هي -بعيد

.التي تحدد نمط شخصية اإلنسان عند الرشد

وإلى جانب هذا التركيز على الجانب البيولوجي، فان النظرية التحليلية ال تنكر بأن جزء من

الشخصية يتم اكتسابه بواسطة التعلم في المراحل المبكرة من العمر عبر التفاعل بين الصبي و

.األبوين بصفة خاصة

كارل يونغ قد انتقدوا فرويد وكما هو معروف، فان تالميذ فرويد وأتباعه األوائل مثل ألفرد أدلر و

بقوة لتصوره المتطرف للشخصية، ولتركيزه على دور غريزتي الجنس والعدوانية في تحديد أنماط

وليس المجال هنا مجال إيراد كل هذه االنتقادات بل يكفي أن أشير أن أدلر . الشخصية بصفة حتمية

أن تشكيل الشخصية إنما هو نتاج مثال ينظر إلى هذا الموضوع نظرة أكثر توازنا حيث يعتبر

ماضي وحاضر الفرد، ومثل هذا الموقف موقف يونغ واريك فروم واريك اريكسون حيث يولى

.هؤالء اهتماما لمختلف مراحل العمر، و ليس للمراحل المبكرة من العمر فقط كما فعل فرويد

ت حول هذا الموضوع، فاننا نجد أما إذا انتقلنا إلى موقف نظرية السمات، التي يمثلها جوردون ألبور

وعليه، يرى ألبورت أن الشخصية . أن هذه النظرية تعطى وزنا أكثر للحاضر في تشكيل الشخصية

. تتأثر بأحداث الحاضر، وبنظرتها المستقبلية أكثر مما تتأثر بماضيها

يقف موقفا معتدال وإذا أردنا أن نعرف موقف النظرية اإلنسانية من هذه النقطة فإننا نجد أن ماسلو

في هذا الموضوع؛ حيث يعترف ماسلو بأهمية خبرات مرحلة الطفولة المبكرة في تفتق الشخصية أو

في عرقلة نموها إال أنه ال يؤمن بأننا ضحايا هذه الخبرات بل إن ماسلو من السيكولوجيين القالئل

. رالذين أولوا اهتماما كبيرا لمختلف مراحل العمر وخاصة لمتوسط العم

وتقف النظرية السلوكية حيال هذا الموضوع نفس الموقف المعتدل للنظرية اإلنسانية؛ فرائد السلوكية

يؤكد أن خبرات الماضي تؤثر في سلوكنا وشخصيتنا مثلما ) 1990- 1904( المعاصرة سكينر

.يضاوبهذا فان موقف السلوكية ازاء هذا الموضوع هو موقف معتدل أ. تؤثر تماما خبرات الحاضر

فما هو موقف اإلسالم من هذه النقطة ؟

لقد أولى اإلسالم اهتماما كبيرا لمرحلة الطفولة لما لها من أهمية في تشكيل الشخصية والسلوك، إال

أن تأمل مجمل النصوص ال يبين لنا بأن الفرد محكوم عليه بأن يبقى سجين ماضيه بل إن التجربة

وضوح كيف أن اإلسالم قد استطاع تغيير سلوك وشخصيات التاريخية اإلسالمية تبين لنا بكل

كما استطاع اإلسالم . الصحابة الذين اعتنقوا اإلسالم عن اقتناع واعتقاد، ووجهها توجيها جديدا

وكما أن اإلنسان محاسب على . تغيير أقوام وحضارات تغييرا جذريا خاصة في مجال العقيدة

اقب هذا الماضي إن كان حافال بالسيئات والذنوب؛ ماضيه، فان باب التوبة مفتوح لتغيير عو

بل إن مرحلة الطفولة في اإلسالم . والتغيير يكون بالعمل الصالح واإلقالع عن المعاصي والذنوب

.هي مرحلة التعلم والتدريب، وهي مرحلة يرفع فيها القلم على اإلنسان حتى يبلغ

ذلك ألن المستقبل في اإلسالم ال يمتد في هذه أما المستقبل فهو بعد هام في تشكيل شخصية المسلم؛

وعليه، فالمستقبل بعد هام في بلورة الشخصية المسلمة . الحياة الدنيا فقط بل يمتد إلى اليوم اآلخر

. وتوجيهها للعمل الصالح في الحاضر والمستقبل

Page 20: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

20

<àÚ<íéßÖ]<Åç•çÚ<�jÃè<÷

<‹ËßÖ]<Ü×Â<Äé•]çÚ

<…^�è<�^Óè<÷æ<oè‚£]

øé×Î<÷c<äéÖc

<Ý^Ûjâ]<Ý‚Â<àÚ<ÜƆÖ^e

<oè‚£]<‹ËßÖ]<Ü×Â

<Ü×Â<á^Ê<HíéßÖ]<Ýçã˲

<Åç•çÚ<ØËÇè÷<‹ËßÖ]

<oÂ]çfÖ]æ<ÄÊ]æ‚Ö]

<»<^â�m`iæ<ˆÊ]ç£]æ

Õç׊Ö]

<oè‚£]<î×Â<]�^ÛjÂ]

<Ìè†�Ö]<><Ù^ÛÂù]<^´c

<ô†Ú]<ØÓÖ<^´cæ<l^éßÖ^e

<ïçÞ<^Ú<><íéßÖ]<ádÊ<H

<†qù]<Ø’véÖ<íé‰^‰_

<Õç׉<ë_<»<h]çnÖ]æ

Ü׊¹]<äe<ÝçÏè

نيا وأحسن كما أحسن وابتغ فيما آتاك اهللا الدار اآلخرة وال تنس نصيبك من الد: "ولعل اآلية الكريمة

، و الحكمة التي تقول ) 77:القصص " (اهللا إليك وال تبغ الفساد في األرض إن اهللا ال يحب المفسدين

، أحسن تلخيص لموقف اإلسالم "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل آلخرتك كأنك تموت غدا: "

.في هذه النقطة

اإلنسان أم الوراثة ؟أقوى تأثيرا في سلوك ) التعلم ( هل المحيط -7

في طبع اإلنسان وشخصيته؛ فاإلنسان مخلوق من ) الوراثي( يقر اإلسالم تأثير الجانب البيولوجي

والشك، . نطفة إذا تمنى ، ومن نطفة أمشاج ؛ أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين

ة التي يتأثر بها اإلنسان في مختلف تحمل الخصائص الوراثي -كما بين العلم الحديث-أن هذه النطفة

وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله : "وفي هذا المعنى يمكن إيراد اآلية الكريمة . مراحل عمره

وقد جاء في تفسير الجاللين بأن المقصور بالماء في ) . 54:الفرقان" (نسبا وصهرا وكان ربك قديرا

مقصود بالنسب جهة األب، والمقصود بالمصاهرة هذه اآلية هو المني، كما جاء في التفسير أن ال

) الوراثي(وعليه، فإن اآلية الكريمة تجمع بين اإلشارة إلى كل من الجانبين البيولوجي . جانب األم

). المصاهرة والتعارف وإقامة العالقات االجتماعية(واالجتماعي

الوالدين والمجتمع في تشكيل وإلى جانب تأثير الوراثة، فان اإلسالم يولى أهمية كبيرة لتأثير

ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ) : " ص(وفي هذا يقول الرسول . شخصية اإلنسان

). متفق عليه" (أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل ترى فيها من جدعاء

كما نعى .في تشكيل الشخصية) البيئة(ويبدو من هذاالحديث أيضا تأثير كل من الوراثة والمحيط

القرآن الكريم على الكافرين اتباعهم آباءهم في السلوك عامة وفي اعتقاداتهم الباطلة خاصة دون

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها : " وفي هؤالء يقول اهللا تعالى. إعمال النظر، وتحكيم العقل

) 28:األعراف " (بالفحشاء أتقولون على اهللا ما ال تعلمون آباءنا واهللا أمرنا بها قل إن اهللا ال يأمر

ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين، إذ قال : " ويقول أيضا عن سيدنا إبراهيم وقومه.

قال لقد كنتم وآباؤكم . ألبيه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا عليها آباءنا لها عابدين

).54- 51:األنبياء" (ل مبين في ضال

ومن الواضح من تجارب عديدة في تاريخ األفراد والجماعات واألمم أن شخصية اإلنسان قابلة للتعلم

والتغير واإلبداع واالبتداع في مختلف مراحل العمر، وأن األمثلة على ذلك كثيرة؛ ويكفي أن نشير

ختلف أعمارهم، وفي أحوال القبائل واألمم إلى التغيير الذي أحدثه اإلسالم في نفوس أشخاص في م

وعليه، فان اإلسالم ال يشجع اعتناق حتمية التأثير المطلق للماضي، بل إن . بمجرد اعتناق اإلسالم

اإلسالم يفتح األبواب على مصاريعها لمراجعة النفس وتعديل سلوكها وتغيير طبائعها لتتوافق مع

ا قبله، ويفتح بالتوبة واالستغفار آفاقا سلوكية جديدة تعيد ولذا فان اإلسالم يجب م. تعاليم اإلسالم

كما ال يبدو اإلسالم مشجعا للحتمية المطلقة للبيئة أو للتعلم؛ ذلك ألن للوراثة دورا . التفاؤل لإلنسان

ولعل تأملنا في اآليات التالية يبين لنا كيف أن الفطرة قابلة . ال ينكره اإلسالم كما للتعلم دوره المؤثر

إن اإلنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، : "يقول تعالى . لتغيير باإليمان والعمل، وبذل الجهدل

Page 21: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

21

<‚fÃjÖ]<Œ^‰_<l^éßÖ]<á]

<‚ßÂ<†qù]<Ùç’u<Œ^‰_æ

<sñ^jßÖ]<kÞ^Ò<^ÛãÚ<�]

^ãe<íŞfi†¹]<gÎ]çÃÖ]æ

»<…^fjÂ÷]<á]<<gÞ^¢]

<ë‚fÃjÖ]I<ØÒ<»

Ù^ÛÂù]I<<÷<�Ö]<l^éßÖ^e

<H^ãfu^‘æ<�]<÷c<^ãÛ×Ãè

<<gÞ^¢]<»<…^fjÂ÷]<^Ú_

<êñ]ˆ¢]I†�fÖ]<‚ßÂI<

<‹éÖæ<gÎ]çÃÖ]æ<sñ^jßÖ^fÊ

l^éßÖ^e

<l^éßÖ]<kÏe^�<^Û×Ò

<Ù^ÛÂù]<kÏe^�æ<HÙ^ÛÂù]

<ÔÖƒ<á^Ò<^Û×Ò<l^éßÖ]

<Øé’�æ<H^•†×Ö<ì^‚Ú

<sñ^jßÖ]<ÐéÏ�æ<H†qù]

<h…æ<�^fÃÖ]<‚ßÂ<ìçq†¹]

�^fÃÖ]

وإذا مسه الخير منوعا، إال المصلين، الذين هم على صالتهم دائمون، والذين في أموالهم حق معلوم،

) . 34- 19: المعارج " (، والذين هم على صالتهم يحافظون....

...".اهللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن: "ويقول تعالى

أن اإلسالم يعطى للتعلم أو للبيئة -ظاهريا على األقل-وإذا تأملنا مجمل النصوص، فقد نالحظ

دورا أهم من الدور الذي يوليه للوراثة؛ وهذا تأكيد لدور اإلرادة والقدرة على التغير والتغيير على

.ية والمجتمعية،كما يبين دور التعلم والتعليم في التغير والتغيير الفردية والجماع: المستويات

ما هو موقف السيكولوجيا الحديثة من هذه النقطة ؟

هناك تباين كبير بين السيكولوجيين حول هذه النقطة إلى حد التناقض؛ فهناك من أولى أهمية أكبر

الغ وأعطى للبيئة كل التأثير في بلورة للوراثة منكرا أي تأثير ذي قيمة للبيئة، كما أن هناك من ب

إال أن هذا ... الشخصية وما يتصل بها من صفات وخصائص نفسية كالذكاء والدافعية واالنفعاالت

والوراثة ) المحيط(الصراع قد حسم مؤخرا ليترك المجال لموقف توافقي يعترف بتأثير كل من البيئة

.ما في تشكيل الشخصية والسلوك وتعديلهما وتغييره

إن هذا الموقف التوافقي يعترف بتأثير السمات والحاجات الفردية إلى جانب تأثير المحيط في

وقد جاء هذا الموقف بعد عشرين سنة من الصراع بين السيكولوجيين . تشكيل الشخصية والسلوك

) .Phares 1991( الغربيين؛ والذي امتد من الستينيات إلى أوائل الثمانينيات

التفاؤل أساس الطبيعة البشرية أم التشاؤم ؟هل - 8

عندما خلق اهللا آدم، و أخبر المالئكة بنبأ هذا الخلق الجديد الذي جعل في األرض خليفة قالت

وإذ قال ربك للمالئكة إني . " المالئكة هللا تعالى كيف تجعل في األرض من يفسد فيها ويسفك الدماء

من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها

رغم أن المالئكة تساءلت عن الحكمة من خلق ). 30: البقرة... " ( لك قال إنى أعلم ما ال تعلمون

آدم، فان اهللا تعالى قد أمر المالئكة بالسجود آلدم إذ أن اهللا تعالى يعلم ماال تعلمه المالئكة من خلق

.آدم

. م ألمر اهللا تعالى وهو في الجنة مع زوجه، فقد غفر له اهللا تعالى ذلك بعد توبتهورغم نسيان آد

وحتى بعد هبوط آدم وحواء من الجنة، وحتى بعد قتل هابيل لقابيل، وحتى بعد سفك الدماء

والمعاصي التي ارتكبها ويرتكبها اإلنسان في حق أخيه اإلنسان ماض وحاضرا ومستقبال، فان

ليس شرا كله وليس خيرا كله، بل إن أعماله تتراوح بين الخير والشر - نا أعالهكما بي- اإلنسان

أوال، وحسب التربية والتعلم ثانيا، واإليمان والعمل ) محددات بيولوجية ، وراثية(حسب الطبيعة

. ثالثا

في وبالرغم من خطايا بنى آدم، فقد فتح اهللا لهم أبواب التوبة على مصراعيها، بل ومهما أسرفوا

وإذا : "ويقول تعالى). 104:التوبة" (ويقبل التوبة عن عباده: "ارتكاب السيئات فإن اهللا تعالى يقول

فهل هناك أعظم باب . 186:البقرة" سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان

يبشر اهللا تعالى و. للتفاؤل من هذا الباب؛ وهو باب الرحمة المفتوح دائما للعباد من طرف رب العباد

Page 22: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

22

<äÂ^fi_æ<‚èæ†Ê<„éÚøi

<†Ö�_<�†ËÖ_<ØnÚ<Øñ]æù]

<]æ‚ÏjÞ]<‚Î<ÈÞçè<Ù…^Òæ

<å…ç’jÖ<ìçÏe<‚èæ†Ê

<Híé’~�×Ö<<͆Şj¹]

<…æ�<î×Â<åˆéÒ�Öæ

<‹ß¢]<êiˆè†Æ

<‚è‚�<»<íéÞ]æ‚ÃÖ]æ

<íË’e<íé’~�Ö]<½^´_

íéÛju

<íé’~�Ö]<á_<l…çfÖ_<ï†è

<H†•^£]<p]‚u`e<†m`ji

<†nÒ_<íé×fÏjŠ¹]<^ãi†¿ßeæ

^ãé•^²<†m`ji<^º

<g‰^¦<á^ŠÞý]<á_<^ÛÒ

<h^e<á^Ê<Häé•^Ú<î×Â

<�éÇjÖ<|çjËÚ<íeçjÖ]

<ác<ê•^¹]<]„â<gÎ]çÂ

<l^òéŠÖ^e<øÊ^u<á^Ò

<áçÓè<�éÇjÖ]æ<WhçÞ„Ö]æ

<àÂ<ÅøÎý]æ<�^’Ö]<ØÛÃÖ^e

hçÞ„Ö]æ<ê‘^ù]

إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين : "عباده المؤمنين باألجر العظيم حيث يقول تعالى

.9:اإلسراء" الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا

ورغم ضغوط الحياة والصعوبات التي يواجهها اإلنسان في هذه الحياة، فإن القرآن ما يفتأ يؤكد على

وإذا . العمل الصالح و على ضرورة تحقيق خالفة اهللا على األرض كما يحب اهللا تعالى ويرضى

التطير ما يفتأ يحض على التفاؤل ونبذ ) ص(تأملنا بعض األحاديث الشريفة فإننا نالحظ أن النبي

ال طيرة وخيرها الفأل قالوا وما الفأل قال الكلمة الصالحة : "فقد جاء في الحديث الشريف . والتشاؤم

وفي حديث آخر رواه ). رواه البخاري في كتاب الطب، وهو حديث متفق عليه" ( يسمعها أحدكم

حديث آخر يقول وفي ". قال ال عدوى وال طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة" البخاري

". يسروا وال تعسروا، بشروا وال تنفروا) :" ص(الرسول

وباختصار، فان اإلسالم كله دعوة للتفاؤل وعدم االستسالم لليأس والقنوط حتى بالنسبة للذين أسرفوا

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال : "وفي هذا المعنى يقول اهللا تعالى . في الذنوب والخطايا

ويقول ) . 35: الزمر" ( وا من رحمة اهللا إن اهللا يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيمتقنط

ويقول تعالى على لسان يعقوب عليه . 7- 6: الشرح" إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا: "تعالى

روح اهللا يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه وال تيأسوا من روح اهللا إنه ال ييأس من: "السالم

. 87: يوسف" إال القوم الظالمون

ما هو موقف السيكولوجيا من هذه النقطة ؟

: موقف النظرية التحليلية - 1

إذا نظرنا إلى موقف فرويد من هذا الموضوع، فإننا نجده متشائما إلى حد كبير؛ فهو يصف اإلنسان

( بالصراع مع قواه الداخلية أي محكوم عليه -حسب فرويد-وصفا سلبيا متشائما؛ ذلك ألن اإلنسان

.التي تتغلب عليه دائما، وأن اإلنسان محكوم عليه ليصبح ضحية القلق والحصر والصراع) غرائزه

ولعل موقف فرويد هذا راجع لتأثره بالقصص الموجود في التوراة التي شوهت سمعة األنبياء عليهم

.عايشها أثناء الحرب العالمية الثانيةالسالم، كما قد يرجع ذلك إلى المشاهد المروعة التي

وعلى عكس هذه الموقف المتشائم، فان كارل يونغ متفائل بخصوص الطبيعة البشرية؛ إذ يرى أن

ونفس الموقف يقفه أدلر في هذا الموضوع، وكذلك اريك . اإلنسان قابل للنمو و للتحسن والتطور

.فروم وموراي وهورنى

:موقف مدرسة السمات -2

ورت اإلنسان وصفا قائما على التفاؤل؛ إذ يؤمن بقابلية اإلنسان للتحسن كما يؤمن يصف ألب

، فإن موقفه من هذا الموضوع ...) - 1905(أما بالنسبة لريموند كاتل . باإلصالح االجتماعي

كان كاتل في فترة شبابه متفائال حول قدرة اإلنسان على حل . يختلف قليال عن موقف ألبورت

تواجه المجتمع؛ وذلك باكتساب المعارف الضرورية للتحكم في المحيط، إال أن المشكالت التي

الواقع لم يكن في مستوى توقعات كاتل، ولذا فقد استنتج بأن الطبيعة البشرية والمجتمع قد تقهقرا معا

.

:موقف المدرسة اإلنسانية - 3

Page 23: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

23

<÷<Ýø‰ý]<»<ØfÏjŠ¹]<áù

^é£]<å„â<»<‚jµ<ì

<±c<‚jµ<Øe<¼ÏÊ<^éÞ‚Ö]

†}û]<ÝçéÖ]<J<Häé×Âæ

<»<Ý^â<‚Ãe<ØfÏjŠ¹^Ê

<íÛ׊¹]<íé’~�Ö]<ì…ç×e

<�^’Ö]<ØÛÃ×Ö<^ããéqçiæ

ØfÏjŠ¹]æ<†•^£]<»

<h…^Ÿ<àÚ<x•]çÖ]<àÚ

<�]†Êù]<�è…^i<»<ì‚è‚Â

<á_<ÜÚù]æ<l^Â^Û¢]æ

<í×e^Î<á^ŠÞý]<íé’~�

<Å]‚eý]æ<�ÇjÖ]æ<Ü×Ãj×Ö

<»<Å]‚je÷]æ<Ì×j§

†ÛÃÖ]<Øu]†Ú

<Ü×Ãj×Ö<îŞÃè<Ýø‰ý]<á_

<àÚ<Üâ_<]…æ�<íòéf×Ö<æ_

<Wím]…ç×Ö<äéÖçè<ë„Ö]<…æ‚Ö]

<…æ‚Ö<‚éÒ`i<]„âæ

<î×Â<ì…‚ÏÖ]æ<ì�]…ý]

<î×Â<�éÇjÖ]æ<�ÇjÖ]

l^èçjŠ¹]<V<íè�†ËÖ]

هم جميعا متفائلون حول الطبيعة يقف رواد المدرسة اإلنسانية من هذا الموضوع موقفا إيجابيا؛ ف

وعليه، فهم يركزون على الصحة النفسية بدال من االضطرابات النفسية، وعلى النمو بدال . البشرية

.من الجمود والركود، وعلى الجوانب اإليجابية عند اإلنسان بدال من جوانب ضعفه وعيوبه

:موقف المدرسة السلوكية - 4

وكيين أن المحيط هو الذي يتحكم في سلوك اإلنسان ، إال أنهم يؤكدون رغم اعتقاد سكينر وبقية السل

بنايات ، آالت ، مالبس : بأن اإلنسان مسؤول عن تصميم وتشكيل هذا المحيط بجوانبه المختلفة

وبناء عليه، ففي استطاعة ... ومأكوالت ومؤسسات حكومية ، ونظام اجتماعي ولغة وعادات

. هذا المحيط لتحقيق ما فيه مصلحتهاإلنسان إدخال تعديالت على

) . مراقبا(، ومتحكما فيه ) بكسر الكاف(ونظرا لهذا، فان اإلنسان يصبح في نفس الوقت متحكما

هو الذي يصمم ثقافة متحكمة إال أنه يصبح بالتالي إنتاجا -حسب سكينر-وبتعبير آخر، فإن اإلنسان

. لتلك الثقافة

:موقف المدرسة المعرفية -5

بأن اإلنسان كائن عاقل ) 1967 - 1905(ترى هذه المدرسة ممثلة برائدها جورج كيلى

متفرد لرؤية ) موقف(قادر على تشكيل مفاهيم يستطيع رؤية العالم خاللها،كما يستطيع تشكيل تناول

. قدرضحية ال) اإلنسان(وليس ) مصيره(ويعتقد كيلى بأن اإلنسان هو الذي يرسم قدره . الواقع

هل يسعى اإلنسان إلى تحقيق التوازن أم هو في نمو مستمر ؟ - 9

الوجدانية (يبدو من اآليات الكريمة أن اإلنسان في نمو مستمر في النواحي الجسمية والنفسية

إلى أن يبلغ أشده في األربعين ثم يبدأ في االنتكاس في الجوانب الجسمية والنفسية أيضا إلى ) والعقلية

) . 68: يس " ( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفال يعقلون: "يقول تعالى .أن يموت

ورغم هذا القانون العام في النمو، فإن اآليات الكريمة واألحاديث الشريفة كلها حث على طلب

المعرفة و تهذيب النفس وترقيتها في مختلف مراحل العمر؛ وإن كانت المسؤولية تبدأ شرعا بالبلوغ

:أما موقف مختلف مدارس علم النفس فهو كما يلي . تو تنتهي بالمو

يرى فرويد بأن اإلنسان مدفوع إلعادة التوازن والحفاظ على حالة : موقف المدرسة التحليلية - 1

وهذه الدافعية غريزية حيث . من التوازن الفسيولوجي وذلك لحماية العضوية من التوتر والحصر

ى اإلحساس بالتوتر وبالتالي إلى العمل على خفض هذا تدفع العضوية باستمرار وبشكل دوري إل

وعكس هذا الموقف، فان كارل يونغ يرى بأن اإلنسان . التوتر، وعلى الحصول على اللذة، وهكذا

في نمو مستمر؛ ويعتقد يونغ بأن أهم التغيرات في الشخصية تبدأ في الظهور عند منتصف العمر

. سنة 40-35بين

؛ وأن هذا السعي )نمو مستمر(لتحقيق التفوق ) مجاهدة(إلنسان في سعي دائم أما أدلر فيعتقد بأن ا

وعكس رأي فرويد، فان أدلر ال يرى بأن الدافع الوحيد . من شأنه أن يزيد التوتر بدال من خفضه

لإلنسان هو خفض التوتر ؛ ذلك ألن السعي أو المجاهدة من أجل التفوق يتطلب صرف أكبر قدر

ويؤكد أدلر أن السعي . وهذه الحالة عكس حالة التوازن التي تتميز بخفض التوتر من الطاقة والجهد؛

Page 24: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

24

íéÃÛj�]æ<íéÂ^Û¢]æ

<á^ŠÞý]I‚èæ†Ê<gŠu<I<

<ÄÚ<Å]†’Ö^e<äé×Â<ÝçÓ¦

<ë_<íé×}]‚Ö]<å]çÎ<E

ñ]†Æ<åˆ<D<äé×Â<g×Çji<�Ö]

<ÝçÓ¦<á^ŠÞý]<á_æ<H^Ûñ]�

<Ð×ÏÖ]<íév•<xf’éÖ<äé×Â

Å]†’Ö]æ<†’£]æJ

<»<†ÛjŠÚ<ç´<»<á^ŠÞý]

<íéŠËßÖ]æ<íéÛŠ¢]<êu]çßÖ]

Eíé×ÏÃÖ]æ<íéÞ]‚qçÖ]<D<±c

<°Ãe…ù]<»<å‚�_<È×fè<á_

<Œ^ÓjÞ÷]<»<_‚fè<Üm

<íéÛŠ¢]<gÞ]ç¢]<»

<á_<±c<^–è_<íéŠËßÖ]æ

lçµ

<á^ŠÞý]Iç׉^Ú<gŠu<I<

<íè†ŞÊ<l^q^u<äÃÊ‚i

<êÚ†â<ØÓ�<»<t…‚ji

<íé‰^‰_<l^q^u<àÚ

EíéqçÖçéŠÊ<D<ØÒ`Ú<àÚ

<ÝçÞæ<؉^ßiæ<h†�Úæ

.من أجل تحقيق التفوق عملية فردية ومجتمعية

يؤكدون أهمية النمو بدال من التوازن -ماعدا فرويد-وباختصار، فان أغلب رواد التحليل النفسي

. كخاصية من خصائص الطبيعة البشرية، والشخصية اإلنسانية

يرى ألبورت بأن الهدف الضروري للحياة ليس هو خفض التوتر كما : موقف مدرسة السمات - 2

وعندما . كان يرى فرويد بل رفع حالة التوتر التي تدفع اإلنسان للبحث عن أهداف وتحديات جديدة

ب حس- والمجزي في العملية . ينجز اإلنسان تحديا ما ، تتشكل عنده دافعية إلنجاز تحدي آخر

ليس اإلنجاز في حد ذاته بل عملية اإلنجاز ، وكذلك األمر عند المجاهدة إلنجاز هدف ما ؛ -ألبورت

وعليه، فاإلنسان في حاجة مستمرة . وليس تحقيق الهدف نفسه) عملية السعي(فالمجزي هو المجاهدة

.ألهداف جديدة لتحفيزه وتشجيعه، وللحفاظ على مستوى ضروري من التوتر في الشخصية

-يعتقد رواد هذه المدرسة أن اإلنسان في نمو مستمر ؛ فاإلنسان : موقف المدرسة اإلنسانية - 3

من ) فسيولوجية(تدفعه حاجات فطرية تتدرج في شكل هرمي من حاجات أساسية - حسب ماسلو

مأكل ومشرب وتناسل ونوم وتنفس إلى الحاجة إلى األمن فإلى الحاجة إلى االنتماء والحب وإلى

وال تتحقق هذه الحاجة . اجة إلى التقدير وانتهاء بالحاجة إلى تحقيق الذات وهي أعلى الحاجات الح

إال عند منتصف العمر كما أنها ال تتحقق إال عند نسبة ضئيلة من -ماسلو-األخيرة حسب

. األشخاص الناجحين

لم يتعرض رواد المدرسة السلوكية للدوافع الداخلية أو للتوتر الداخلي : موقف المدرسة السلوكية

الذي يدفع اإلنسان لتحقيق أهداف أو إلنجاز ما ؛ ذلك ألن تشكل السلوك حسب السلوكيين يتم

وينبني على هذا رفض . بالتعلم، وأن سلوك اإلنسان هو نتيجة التعلم الذي تشكله عوامل خارجية

وإذا كانت . تدفع اإلنسان إلنجاز أهداف ما ) ذاتية(أو داخلية ) وراثية(طرية وجود أية عوامل ف

ورغم تأكيد . أهدافا فردية بل هي أهداف اجتماعية -حسب سكينر-هناك أية أهداف فليست

السلوكيين على تشكل السلوك األساسي في مرحلة الطفولة، فانهم ال ينفون إمكانية تعديل و تغيير

.رحلة الرشد، واكتساب أنماط جديدة من السلوكالسلوك في م

.هو موقف معتدل) النمو- التوازن(وباختصار، فان موقف السلوكيين من هذا الموضوع

بخصائصه وشخصيته أم هناك بجانب التفرد عالمية وشمولية في ) متمايز(هل كل إنسان متفرد -

البشرية وأبعاد الشخصية ؟ الطبيعة

التمايز : أغلب السيكولوجيين الذين كتبوا في موضوع الشخصية على أن من مميزات الشخصيةيتفق

العالمية كخاصية من /والثبات عبر الزمن، إال أنهم اختلفوا حول الخاصية المتمثلة في التفرد

.خواص الطبيعة البشرية هل هي متمايزة أم عالمية

العالمية في الطبيعة البشرية حيث يرى بأن ) خاصية(عد يعترف فرويد بب: موقف المدرسة التحليلية

الجنسي، وأن كل إنسان تدفعه نفس القوى والغرائز - كل إنسان يمر بنفس مراحل النمو النفسي

وعليه ، فان األنا . ورغم هذا فقد أكد فرويد أن جزءا من الشخصية متفرد ومتمايز ) . الهو (

إال أن محتواهما يختلف من - س الوظائف بالنسبة لكل شخصوان كانا يؤديان نف-واألنا األعلى

Page 25: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

25

<±c<íq^£]<±c<‹Ëßiæ

<±c<íq^£]<±dÊ<àÚù]

<±cæ<g£]æ<ð^ÛjÞ÷]

<†è‚ÏjÖ]<±c<íq^£]

<ÐéÏ�<±c<íq^£^e<ð^ãjÞ]æ

<î×Â_<êâæ<l]„Ö]

<l^q^£]

æ<l^q^£]<á_<ÄÊ]æ‚Ö]

<Œ^ßÖ]<°e<íÒ��Ú

Eíé¹^Â<D<géÖ^‰_<á_<÷c

<l^q^£]<å„â<Å^f�c

<W†}û<“~�<àÚ<Ì×j¡

<Üjè<Õç׊Ö]<]„â<áù<ÔÖƒ

äÛ×Ãi

<læ^ËjÖ]<†Ïè<Ýø‰ý]

<ð]ç‰<†�fÖ]<°e<ˆè^ÛjÖ]æ

<íéu^ßÖ]<»<ÔÖƒ<á^Ò

<Ý_<íéŠËßÖ]<Ý_<íéÛŠ¢]

°ßm÷]

<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]<á_

<íÛñ^Î<íéÞ^ŠÞý]<íé’~�Ö]æ

Â<á^Ò<ácæ<ˆè^ÛjÖ]<î×

<]‚u]æ<^ãב_E<‹ËÞ<àÚ

أما يونغ فيقف . شخص آلخر؛ ذلك ألنهما تشكال عبر تجارب شخصية يمر بها كل فرد على حدة

موقفا وسطا من هذه الموضوع مثل فرويد تماما إال أنه يختلف عنه في شرح هذا البعد في

حتى منتصف العمر ، أما بعد ذلك فهناك يرى يونغ أن هناك تمايزا في الشخصية. الشخصية

عالمية في تشكل الشخصية حيث ال تظهر بعد منتصف العمر أية أنماط متمايزة للشخصية حسب

وعكس موقفي فرويد و يونغ، فقد أكد أدلر بوضوح خاصية التمايز والتفرد في الشخصية . يونغ

في ) الشمولية(بعد العالمية ويقف فروم من هذا الموقف موقفا وسطا حيث يعترف بأن هناك.

الشخصية ؛ ويتمثل ذلك في خاصية اجتماعية مشتركة ضمن إطار ثقافة ما، وفي نفس الوقت

.يعتقد فروم بأن كل شخص متميز عن اآلخرين

يرى ألبورت بأن كل شخص متمايز عن اآلخرين؛ ذلك ألن لكل فرد سماته : موقف مدرسة السمات

ورغم هذا الموقف، فإن ألبورت ال . دقة شخصيته وتميزه عن اآلخرين واستعداداته التي تحدد ب

.ينكر وجود سمات مشتركة بين الناس

إال أن ) عالمية(يعتقد ماسلو بأن الحاجات والدوافع مشتركة بين الناس : موقف المدرسة اإلنسانية

وعليه، . م تعلمهأساليب إشباع هذه الحاجات تختلف من شخص آلخر؛ ذلك ألن هذا السلوك يت

. فان ماسلو و روجرز يقفان موقفا وسطا في هذا الموضوع

نظرا ألن تشكل السلوك يتم بالتعلم، فان كل شخص يتميز عن اآلخرين؛ : موقف المدرسة السلوكية

ذلك ألن التجربة هي التي تشكل السلوك وأن كل األشخاص لهم تجارب مختلفة وخاصة أثناء

فإننا لن نجد شخصين يسلكان بدقة نفس السلوك؛ أي أن التمايز هو الخاصية وعليه، . الطفولة

. األساسية للطبيعة البشرية وللشخصية اإلنسانية

أن البشر قد خلقوا أصال من نفس -كما جاء في القرآن الكريم-من الواضح : موقف اإلسالم - 5

، 98: ، سورة األنعام 1: سورة النساء :وقد ورد هذا التأكيد أربع مرات في القرآن الكريم . واحدة

ورغم هذا الخلق من نفس واحدة إال أن اإلسالم يقر . 6: ، سورة الزمر189 :سورة األعراف

التفاوت والتمايز بين البشر سواء كان ذلك في الناحية الجسمية أم النفسية أم االثنين ، كما أن

: وفي هذا المعنى يقول تعالى . ية فرديةمسؤول - في اإلسالم- المسؤولية عن األعمال والسلوك

يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهللا أتقاكم إن "

: يمكن أن نفهم من هذه اآلية أن التمايز قائم على المستويين). 13: الحجرات " (اهللا عليم خبير

وقد جعل اهللا تعالى اختالف األلوان واأللسن آية ألولى ).قبائل وشعوب(الفردي والمجتمعي

:يقول تعالى. األلباب

الروم " (ومن آياته خلق السموات واألرض واختالف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك آليات للعالمين"

وقال : "ويقول تعالى في تفضيل بعض الناس عن بعض أو ما يسمى حديثا بالفروق الفردية ). 22:

يهم إن اهللا قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم لهم نب

يؤت سعة من المال قال إن اهللا اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم واهللا يؤتى ملكه من

ض انظر كيف فضلنا بعضهم على بع:" ويقول تعالى ). 247: البقرة" (يشاء واهللا واسع عليم

: ويقول تعالى بخصوص المسؤولية الفردية). 21:اإلسراء" (ولآلخرة أكبر درجات وأكبر تفضيال

Page 26: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

26

ì‚u]æD<ˆè^ÛjÖ]<]„â<á_æ<H

<l^èçjŠ¹]<î×Â<Üñ^Î

<íéuæ†Ö]æ<íéŠËßÖ]æ<íéÛŠ¢]

E�†ËÖ]<‚ßÂD<î×Â<Üñ^Îæ<H

<l^Ûé¿ßjÖ]<ëçjŠÚ

<íéßè‚Ö]æ<íéÂ^Ûjq÷]

<íéΆÃÖ]æE<hçÃ�æ<Øñ^fÎ

<á^è�_æ<íߊÖ_æ<á]çÖ_æ

gâ]„Úæ<JD

<°e<ì†�^fÚ<íÎøÂ<Õ^ßâ

ŠÖ]æ<á^µý]<àÓµ<÷æ<HÕç×

†}û]<àÂ<^Ûâ‚u_<Ø’Ê

<°e<ØÂ^Ëiæ<ØÚ^Ói<Õ^ßâ

<íéuæ†Ö]<gÞ]ç¢]

<»<íéñ^èˆéËÖ]æ<íéqçÖçéfÖ]æ

<á^ŠÞý]<íé’~�<àèçÓi

äÒç׉æ

<íé’~�Ö]<ØfÏjŠÚæ<†•^u

E<»æ<^éÞ‚Ö]<å„â<»

ì†}û]<D<¼fi†¹]<Õç׊Ö]æ

<»<ê•^¹]<àÚ<Üâ_<^Ûãe

êÚø‰ý]<…ç¿ß¹]

وعندما نتأمل صيغ التمايز فإننا ). 70:الزمر" (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون"

نجدها كثيرة بعضها جسمي وبعضها اآلخر نفسي وبعضها اآلخر ديني؛ وذلك كله تبعا لمشيئة اهللا

ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة وال يزالون مختلفين، إال : "تعالى وفي هذا المعنى يقول تعالى

- 118: هود" (من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك ألمألن جهنم من الجنة والناس أجمعين

. دينوحسب تفسير الجاللين، فإن المقصود باالختالف في هذه اآلية هو االختالف في ال). 119

يمكن أن نستنتج من مجموع هذه اآليات أن الطبيعة البشرية والشخصية اإلنسانية قائمة على التمايز

، وأن هذا التمايز قائم على المستويات الجسمية والنفسية )من نفس واحدة(وإن كان أصلها واحدا

قبائل وشعوب (لعرقية ، وقائم على مستوي التنظيمات االجتماعية والدينية وا)عند الفرد(والروحية

وأخيرا، فانه من الممكن تصور نموذج للطبيعة البشرية من منظور ). وألوان وألسنة وأديان ومذاهب

. إسالمي وفق األبعاد والخصائص المذكورة أعاله

:نحو نموذج للطبيعة البشرية من منظور إسالمي

:من أهم مميزات هذا النموذج ما يأتي

.وتأثير هذا الجانب الروحي بالمفهوم اإليماني في الشخصية والسلوكتأكيد الجانب الروحي، - 1

.هناك عالقة مباشرة بين اإليمان والسلوك، وال يمكن فصل أحدهما عن اآلخر - 2

هناك تكامل وتفاعل بين الجوانب الروحية والبيولوجية والفيزيائية في تكوين شخصية اإلنسان - 3

. وسلوكه

.لقضايا ومجبر في أخرىاإلنسان مخير في بعض ا - 4

يبدو أن البيئة أو المحيط أكثر تأثيرا من الوراثة رغم االعتراف بتأثير الوراثة أو بالجانب - 5

.البيولوجي في تشكيل السلوك والشخصية

تركز النظرة اإلسالمية على أهمية النمو والتغير والتعلم في تشكيل الشخصية وبلورة السلوك - 6

.عملية تحقيق التوازن التي تهدف أساسا إلى خفض التوتر والبحث عن اللذةبدال من التركيز على

رغم الجوانب السلبية في شخصية وسلوك اإلنسان فان المنظور اإلسالمي للشخصية أكثر تفاؤال - 7

ويدعو المنظور اإلسالمي للتفاؤل ونبذ التطير والتشاؤم، وعدم . من موقف بعض السيكولوجيين

.القنوط، ولتأثير األحالم المزعجةاالستسالم لليأس و

رغم تأكيد المنظور اإلسالمي على أصل الخلق من نفس واحدة، فان التمايز على كل المستويات - 8

. الروحية والنفسية والبيولوجية والفيزيائية أهم من أوجه التشابه أو النمطية في الشخصية والسلوك

.س في أوجه الخير والعمل الصالحوالنظرة اإلسالمية كلها دعوة للتنافس بين النا

والسلوك المرتبط بهما أهم من الماضي ) في هذه الدنيا وفي اآلخرة(حاضر ومستقبل الشخصية - 9

في المنظور اإلسالمي، بل إن مرحلة الطفولة وحتى البلوغ ال تترتب عنها أية محاسبة من الناحية

ؤولية الوالدين والمؤسسات االجتماعية ولكن هذه المرحلة من النواحي التربوية و مس. الشرعية

ومن الجدير بالمالحظة أن اإلسالم قد نظر إلى حياة اإلنسان . مرحلة أساسية لم يهملها اإلسالم بتاتا

نظرة شاملة تبدأ بمرحلة ما قبل الوالدة إلى مرحلة الوالدة فإلى مختلف مراحل العمر حتى الوفاة ثم

وقد ذكر اهللا تعالى موضوع اإلحياء ثم اإلماتة ثم ). أو النار البرزخ، الجنة ( إلى ما بعد الموت

Page 27: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

27

<á^ŠÞý]<ì^éu<±c<†¿Þ<‚Î

<^Ú<í×u†²<_‚fi<í×Ú^�<솿Þ

<í×u†Ú<±c<ì�÷çÖ]<ØfÎ

<Ì×j§<±dÊ<ì�÷çÖ]

<ì^ÊçÖ]<îju<†ÛÃÖ]<Øu]†Ú

<lç¹]<‚Ãe<^Ú<±c<Üm<E

<…^ßÖ]<æ_<íߢ]<H�‡�Ö]<JD

<äéÖc<Ø‘çi<^Ú<î’Î_

<á憑^ù]<áçéqçÖçÓéŠÖ]

<àÚ<íé’~�Ö]<í‰]…�<çâ

<^ÛÒ<ì^ÊçÖ]<±c<ì�÷çÖ]

è…]<ØÃÊ<áçŠÓè…]<Ô

E1902I<<DJJJJJ

<�çãq<ác>íÛ׉_<><Ü×Â

<_‚fi<á_<êÇfßè<‹ËßÖ]

<í膿ßÖ]<‹‰ù]<Ä•çe

<àÚ<íè†�fÖ]<íÃéfŞÖ]<…ç’jÖ

<Híãq<àÚ<íéŠËßÖ]<íéu^ßÖ]

<Ü×Â<Åç•çÚ<‚è‚�æ

<ärâ^ßÚ<æ_<ärãßÚæ<‹ËßÖ]

ï†}_<íãq<àÚ

يقول تعالى في ). 40:، الروم26:، الجاثية66:، الحج28: البقرة(اإلحياء مرة أخرى في أربع آيات

ويقول ". كيف تكفرون باهللا وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون: "سورة البقرة

".وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون:" في سورة الحج

ومن المعلوم أن أقصى ما توصل إليه السيكولوجيون المعاصرون هو دراسة الشخصية من الوالدة

-المعروف بنظريته المسماة بالنمو النفسي.....) - 1902(إلى الوفاة كما فعل اريك اريكسون

).Approach Life Span" ( طول الحياة"االجتماعي، أو بالتناول المسمى

ة ــــخاتم

من الصعب وضع خاتمة لموضوع حول الطبيعة البشرية من منظور مقارن؛ فالخاتمة إذن للمقال

ومهما يكن، فإني ال أدعى بأني وفيت الموضوع حقه، خاصة وأن تصورات . وليس للموضوع

متنوعة ومتعددة بتعدد المذاهب الفلسفية والفكرية والدينية، -كما أشرت إلى ذلك-الطبيعة البشرية

ارس النفسية والمجتمعية، والموضوع في حاجة إلى نقاش كبير وإثراء مستمر وبحث أكثر والمد

وقد أغفل المسلمون لمدة طويلة دراسة خصائص الطبيعة البشرية، وعلوم اإلنسان رغم . عمقا ودقة

أهمية هذه العلوم في البناء الحضاري، ورغم أن اإلنسان هو محور الرسالة التي جاء بها القرآن

. ريم ؛ فالرسالة لإلنسان ليقيم خالفة اهللا على األرضالك

ورغم زعمي في بداية الدراسة بأنني سأقوم بمقارنة مختلف التصورات والنظريات حول الطبيعة

، إال أنني لم أبين دائما وبصفة واضحة كل أوجه الشبه "مقارن-نفسي-منظور إسالمي"البشرية من

.ريات، وتركت ذلك أحيانا إلدراك القارئ واستنتاجه واالختالف بين هذه التصورات والنظ

وعلى كل، فان هذه الدراسة قد تساعد المهتمين بهذا الموضوع على وضع افتراضات وفرضيات

حول الطبيعة البشرية من منظور نفسي بصفة عامة، وما يتصل بهذه الطبيعة من نظريات في

بحيث تكون هذه الفرضيات قابلة للفحص و الشخصية اإلنسانية والسلوك االجتماعي بصفة خاصة

كما يمكن أن . البحث اإلمبريقي أو للبحث المنطقي أو لكليهما، وقابلة للمقارنة بين الثقافات واألديان

تشكل هذه الدراسة قاعدة نظرية لدراسات أخرى في الموضوع، ولدراسات نفسية نظرية وامبريقية

.عي من منظور إسالميتتصل بعلم نفس الشخصية والسلوك االجتما

علم النفس ينبغي أن تبدأ بوضع األسس النظرية لتصور الطبيعة " أسلمة"وفي الواقع، فإن جهود

البشرية من الناحية النفسية من جهة، وتحديد موضوع علم النفس ومنهجه أو مناهجه من جهة

له عن تصور هذه وال يخفي أن تصور الطبيعة البشرية من الناحية النفسية ال يمكن فص. أخرى

الطبيعة دينيا وفلسفيا وأخالقيا إال فصال منهجيا بهدف التخصص على أن يكون هذا التخصص

متكامال مع التخصصات األخرى في العلوم االجتماعية مثل الفلسفة وعلم االجتماع واالتصال

.المختلفة أيضا بفروعها) العلوم الشرعية(وبغيرها من العلوم اإلنسانية، و متكامل مع علوم الوحي

* ���� ���"����� ���ره� " : إ����� ا��� ���� ���� ���

، ر+�* 6ا��)� ا"���% "�'�� ا&���%، ا"$#� ا"!����، ��د

. و��� +�;����:�� 9 ��� أ,�ى. 2�34�1996 -1417ا-,�

Page 28: ﺲﻔﻨﻟﺍ ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻲﻣﻼﺳﻹﺍ ﻩﺎﺠﺗﻼﻟ ﻭ ﺔﻣﺎﻋ …arabpsynet.com/Documents/DocAchouiPerHumanNature.pdf · 5

28

>íÓf�Ö]<lø‰]†Ú<>î× Õçe<‹è^ËÖ]

http://www.facebook.com/Arabpsynet

**** ****

í{{{{{{{{Óf�Ö]<l]…]‚{{{{{{‘]<Ø{{{{éÖ�

l]‚rjŠ¹]<ØéÖ�

www.arabpsynet.com/Documents/DocIndexAr.htm

íéŠËßÖ]<Ýç×Ã×Ö<íée†ÃÖ]<í×�]<ØéÖ�

www.arabpsynet.com/apn.journal/index-apn.htm

êÞæ�ÓÖý]<h^jÓÖ]<í׊׉<ØéÖ�

www.arabpsynet.com/apneBooks/index.eBooks.htm

íéŠËßÖ]<Ýç×ÃÖ]<»<l^‰]…‚Ö]æ<p^#ù]<ØéÖ�

www.arabpsynet.com/Archives/OP/IndexPAar.htm

êe†ÃÖ]<êŠËßÖ]<Ürù]<ØéÖ�

www.arabpsynet.com/HomePage/DictAr3.htm

…çŞjÖ]<æ<á^ŠÞ÷]<l^éÚçè<ØéÖ�

)+�و$Aر @�? ا"�,�وي(

www.arabpsynet.com/Rakhawy/IndexRakAr.htm