ﻦﻴﻟﻼﺠﻟا ﺮﻴﺴﻔﺗ -...

424
1 اﻟﺠﻼﻟﻴﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻤﺤﻠﻲ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺟﻼل اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺑﻜﺮ أﺑﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﺟﻼل

Upload: others

Post on 03-Sep-2019

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • 1

    تفسير الجاللين

    جالل الدين محمد بن أحمد المحلي

    وجالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي

  • 2

    تفسير الجاللين

    سورة الفاتحة

    مكية سبع آيات بالبسملة إن آانت منها والسابعة صراط الذين إلى آخرها وان لم يكن منها فالسابعة غير ا ليكون ما قبل إياك نعبد مناسبا له بكونها من مقول العباد المغضوب إلى آخرها ويقدر في أولها قولو

    بسم اهللا الرحمن الرحيم - 1

    مالك لجميع الحمد من الخلق : جملة خبرية قصد بها الثناء على اهللا بمضمونها على أنه تعالى } الحمد هللا { - 2الك جميع الخلق من اإلنس والجن أي م} رب العالمين { آو مستحق ألن يحمدوه واهللا علم على المعبود بحق

    والمالئكة والدواب وغيرهم وآل منها يطلق عليه عالم يقال عالم اإلنس وعالم الجن إلى غير ذلك وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العالمة ألنه عالمة على موجده

    هله أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير أل} الرحمن الرحيم { - 3

    أي الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذآر ألنه ال ملك ظاهرا فيه ألحد إال هللا تعالى } مالك يوم الدين { - 4ومن قرأ مالك فمعناه مالك األمر آله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائما } لمن الملك اليوم ؟ هللا { بدليل

    آغافر الذنب فصح وقوعه صفة لمعرفة

    أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها } نعبد وإياك نستعين إياك { - 5

    أي أرشدنا إليه ويبدل منه } اهدنا الصراط المستقيم { - 6

    وهم اليهود } غير المغضوب عليهم { بالهداية ويبدل من الذين بصلته } صراط الذين أنعمت عليهم { - 7وهم النصارى ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهودا وال نصارى واهللا أعلم } مين الظال{ وغير } وال {

    بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى اهللا على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما آثيرا دائما أبدا وحسبنا اهللا ونعم الوآيل وال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم

    سورة البقرة

    مدنية مائتان وست أو سبع وثمانون آية

    بسم اهللا الرحمن الرحيم

    اهللا اعلم بمراده بذلك } الم { - 1

    أنه من عند اهللا وجملة النفي خبر } فيه { والشك } ال ريب { الذي يقرؤه محمد } الكتاب { اي هذا } ذلك { - 2الصائرين إلى التقوى بامتثال األوامر } لمتقين ل{ خبر ثان أي هاد } هدى { مبتدؤه ذلك واإلشارة به للتعظيم

    واجتناب النواهي التقائهم بذلك النار

    اي } ويقيمون الصالة { بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار } بالغيب { يصدقون } الذين يؤمنون { - 3 في طاعة اهللا } ينفقون { أعطيناهم } ومما رزقناهم { يأتون بها بحقوقها

    اي التوراة واإلنجيل وغيرهما } وما أنزل من قبلك { اي القرآن } لذين يؤمنون بما أنزل إليك وا{ - 4 يعلمون } وباآلخرة هم يوقنون {

    الفائزون بالجنة الناجون من } على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون { الموصوفون بما ذآر } أولئك { - 5 النار

  • 3

    بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية } سواء عليهم أأنذرتهم { أبى لهب ونحوهما آأبي جهل و} إن الذين آفروا { - 6لعلم اهللا منهم ذلك فال تطمع } أم لم تنذرهم ال يؤمنون { ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وترآه

    في أيمانهم واإلنذار إعالم مع تخويف

    اي موضعه فال ينتفعون بما } وعلى سمعهم { ثق فال يدخلها خير طبع عليها وتستو} ختم اهللا على قلوبهم { - 7 قوي دائم } ولهم عذاب عظيم { وغطاء فال يبصرون الحق } وعلى أبصارهم غشاوة { يسمعونه من الحق

    وما { اي يوم القيامة ألنه آخر األيام } ومن الناس من يقول آمنا باهللا وباليوم اآلخر { : ونزل في المنافقين - 8 روعي فيه معنى من وفي ضمير يقول لفظها } هم بمؤمنين

    وما { بإظهار خالف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية } يخادعون اهللا والذين آمنوا { - 9ألن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطالع اهللا نبيه على ما أبطنوه } يخدعون إال أنفسهم

    يعلمون أن خداعهم ألنفسهم والمخادعة هنا من واحد آعاقبة اللص وذآر } وما يشعرون { في اآلخرة ويعاقبون اهللا فيها تحسين وفي قراءة وما يخدعون

    بما أنزله من } فزادهم اهللا مرضا { شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها } في قلوبهم مرض { - 10 نبي اهللا وبالتخفيف أي قولهم آمنا : بالتشديد أي } بما آانوا يكذبون { مؤلم } ولهم عذاب أليم { القرآن لكفرهم به

    قالوا إنما نحن { بالكفر والتعويق عن اإليمان } ال تفسدوا في األرض { أي لهؤالء } وإذا قيل لهم { - 11 : وليس ما نحن فيه بفساد قال اهللا تعالى ردا عليهم } مصلحون

    بذلك } نهم هم المفسدون ولكن ال يشعرون إ{ للتنبيه } أال { - 12

    الجهال اي ال نفعل } قالوا أنؤمن آما آمن السفهاء { أصحاب النبي } وإذا قيل لهم آمنوا آما آمن الناس { - 13 ذلك } أال إنهم هم السفهاء ولكن ال يعلمون { : آفعلهم قال تعالى ردا عليهم

    الذين آمنوا قالوا آمنا { لالستثقال ثم الباء اللتقائها ساآنة مع الواو أصله لقيوا حذفت الضمة} وإذا لقوا { - 14بهم } إنما نحن مستهزئون { في الدين } قالوا إنا معكم { رؤسائهم } إلى شياطينهم { منهم ورجعوا } وإذا خلوا

    بإظهار اإليمان

    بتجاوزهم الحد في الكفر } طغيانهم في { يمهلهم } ويمدهم { يجازيهم باستهزائهم } اهللا يستهزئ بهم { - 15 يترددون تحيرا حال } يعمهون {

    أي ما ربحوا فيها بل } فما ربحت تجارتهم { اي استبدلوها به } أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى { - 16 فيما فعلوا } وما آانوا مهتدين { خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم

    ما { أنارت } فلما أضاءت { في ظلمة } نارا { أوقد } آمثل الذي استوقد { ي نفاقهم صفتهم ف} مثلهم { - 17أطفأه وجمع الضمير مراعاة لمعنى الذي } ذهب اهللا بنورهم { فأبصر واستدفأ وأمن ممن يخافه } حوله

    ار آلمة ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤالء آمنوا بإظه} وترآهم في ظلمات ال يبصرون { اإليمان فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب

    عن طريق } عمي { خرس عن الخير فال يقولونه } بكم { عن الحق فال يسمعونه سماع قبول } صم { هم - 18 عن الضاللة } فهم ال يرجعون { الهدى فال يرونه

    } من السماء { نزل أي آأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ي} آصيب { مثلهم } أو { - 19لمعان } وبرق { هو الملك الموآل به وقيل صوته } ورعد { متكاثفة } ظلمات { أي السحاب } فيه { السحاب

    أجل } في آذانهم من { أي أناملها } أصابعهم { أي أصحاب الصيب } يجعلون { صوته الذي يزجره به إذ نزل : من سماعها آذلك هؤالء } الموت { خوف } حذر { شدة صوت الرعد لئال يسمعوها } الصواعق {

    القرآن وفيه ذآر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق يسدون

  • 4

    علما وقدرة فال } واهللا محيط بالكافرين { آذانهم لئال يسمعوه فيميلوا إلى اإليمان وترك دينهم وهو عندهم موت يفوتونه

    أي في ضوئه } آلما أضاء لهم مشوا فيه { يأخذها بسرعة } البرق يخطف أبصارهم { يقرب } يكاد { - 20وقفوا تمثيل إلزعاج ما في القرآن من الحجج قلوبهم وتصديقهم لما سمعوا فيه مما } وإذا أظلم عليهم قاموا {

    يحبون ووقوفهم عما يكرهون

    خلق } و { أنشأآم ولم تكونوا شيئا } ربكم الذي خلقكم { وحدوا } ا اعبدو{ أي أهل مكة } يا أيها الناس { - 21 في األصل للترجي وفي آالمه تعالى للتحقيق : بعبادته عقابه ولعل } الذين من قبلكم لعلكم تتقون {

    حال بساطا يفترش ال غاية في الصالبة أو الليونة فال يمكن } لكم األرض فراشا { خلق } الذي جعل { - 22الثمرات رزقا لكم فال { أنواع } وأنزل من السماء ماء فأخرج به من { سقفا } والسماء بناء { ستقرار عليها اال

    أنه الخالق وال تخلقون وال يكون إلها إال من يخلق } وأنتم تعلمون { شرآاء في العبادة } تجعلوا هللا أندادا

    فاتوا بسورة من { حمد من القرآن أنه من عند اهللا م} مما نزلنا على عبدنا { شك } وإن آنتم في ريب { - 23أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البالغة وحسن النظم واإلخبار عن الغيب والسورة قطعة لها أول } مثله

    إن آنتم { أي غيره لتعينكم } من دون اهللا { آلهتكم التي تعبدونها } وادعوا شهداءآم { وآخر أقلها ثالث آيات في أن محمد قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاء مثله ولما عجزوا عن ذلك قال } صادقين : تعالى

    باأليمان } فاتقوا { -إعتراض -ذلك أبدا لظهور إعجازه } ولن تفعلوا { ما ذآر لعجزآم } فإن لم تفعلوا { - 24آأصنامهم منها يعني أنها مفرطة } والحجارة { الكفار } س النار التي وقودها النا{ باهللا وأنه ليس من آالم البشر

    يعذبون بها جملة مستأنفة } للكافرين { هيئت } أعدت { الحرارة تتقد بما ذآر ال آنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه أو حال الزمة

    أي بأن } أن { فل من الفروض والنوا} وعملوا الصالحات { صدقوا باهللا } الذين آمنوا { أخبر } وبشر { - 25أي } األنهار { أي تحت أشجارها وقصورها } تجري من تحتها { حدائق ذات شجر ومساآن } لهم جنات {

    آلما { المياه فيها والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء ألن الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه مجاز أي قبله } رزقنا من قبل { أي مثل ما } قالوا هذا الذي من ثمرة رزقا{ أطعموا من تلك الجنات } رزقوا منها

    يشبه بعضه بعضا لونا ويختلف طعما } متشابها { أي جيئوا بالرزق } وأتوا به { في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة ماآثون أبدا ال } وهم فيها خالدون { من الحيض وآل قذر } مطهرة { من الحور وغيرها } ولهم فيها أزواج { } وإن يسلبهم الذباب شيئا { : نون وال يخرجون ونزل ردا لقول اليهود لما ضرب اهللا المثل بالذباب في قوله يف

    : ما أراد اهللا بذآر هذه األشياء الخسيسة ؟ فأنزل اهللا } آمثل العنكبوت { : والعنكبوت في قوله

    نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان } ما { مفعول أول } مثال { يجعل } إن اهللا ال يستحيي أن يضرب { - 26مفرد البعوض وهو صغار البق } بعوضة { أي أي مثل آان أو زائدة لتأآيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني

    أي المثل } فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه { أي أآبر منها أي ال يترك بيانه لما فيه من الحكم } فما فوقها { تمييز أي بهذا } من ربهم وأما الذين آفروا فيقولون ماذا أراد اهللا بهذا مثال { موقعه الثابت الواقع} الحق {

    } يضل به { أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم : المثل وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي وما يضل به إال { منين لتصديقهم به من المؤ} ويهدي به آثيرا { عن الحق لكفرهم به } آثيرا { أي بهذا المثل

    الخارجين عن طاعته } الفاسقين

    ما عهده إليهم في الكتب من اإليمان بمحمد صلى اهللا عليه و سلم } ينقضون عهد اهللا { نعت } الذين { - 27ير ذلك وأن من اإليمان بالنبي والرحم وغ} ويقطعون ما أمر اهللا به أن يوصل { توآيده عليهم } من بعد ميثاقه {

    الموصوفون بما ذآر } أولئك { بالمعاصي والتعويق عن اإليمان } ويفسدون في األرض { بدل من ضمير به لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم } هم الخاسرون {

    في األرحام } فأحياآم { نطفا في األصالب } آنتم أمواتا { وقد } باهللا و { يا أهل مكة } آيف تكفرون { - 28عند إنتهاء } ثم يميتكم { الدنيا ينفخ الروح فيكم واالستفهام للتعجب من آفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ و

  • 5

    تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم وقال دليال على البعث لما } ثم إليه ترجعون { بالبعث } ثم يحييكم { آجالكم أنكروه

    } ثم استوى { لتنتفعوا به وتعتبروا } جميعا { األرض وما فيها أي } هو الذي خلق لكم ما في األرض { - 29: الضمير يرجع إلى السماء ألنها في معنى الجملة اآليلة إليه } إلى السماء فسواهن { بعد خلق األرض أي قصد

    مجمال ومفصال أفال تعتبرون } سبع سماوات وهو بكل شيء عليم } { فقضاهن { أي صيرها آما في آية أخرى القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم أن

    يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها } إذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة { اذآر يا محمد } و { - 30ان وآانوا يريقها بالقتل آما فعل بنو الج} ويسفك الدماء { بالمعاصي } قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها { وهو آدم

    } بحمدك { متلبسين } ونحن نسبح { فيها فلما أفسدوا أرسل اهللا عليهم المالئكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال ننزهك عما ال يليق بك فالالم زائدة والجملة حال أي فنحن أحق } ونقدس لك { أي نقول سبحان اهللا وبحمده

    من المصلحة في استخالف آدم وأن ذريته فيهم المطيع } ن إني أعلم ما ال تعلمو{ تعالى } قال { باالستخالف والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا لن يخلق ربنا خلقا أآرم عليه منا وال أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق

    واه اهللا تعالى آدم من أديم األرض أي وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وس ونفخ فيه الروح فصار حيوانا حساسا بعد أن آان جمادا

    أي المسميات } ثم عرضهم { بأن ألقى في قلبه علمها } آلها { أي أسماء المسميات } وعلم آدم األسماء { - 31إن { المسميات } بأسماء هؤالء { أخبروني } أنبئوني { لهم تبكيتا } على المالئكة فقال { وفيه تغليب العقالء

    في أني ال أخلق أعلم منكم أو إنكم أحق بالخالفة وجواب الشرط دل عليه ما قبله } آنتم صادقين

    تأآيد } إنك أنت { إياه } ال علم لنا إال ما علمتنا { تنزيها لك عن االعتراض عليك } قالوا سبحانك { - 32 الذي ال يخرج شيء عن علمه وحكمته } العليم الحكيم { للكاف

    المسميات فسمى آل شيء باسمه وذآر حكمته } بأسمائهم { اي المالئكة } يا آدم أنبئهم { تعالى } قال { - 33ما } ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات واألرض { تعالى لهم موبخا } فلما أنبأهم بأسمائهم قال { التي خلق لها

    تسرون من قولكم لن } وما آنتم تكتمون { ها الخ ما تظهرون من قولكم أتجعل في} وأعلم ما تبدون { غاب فيهما يخلق أآرم عليه منا وال أعلم

    هو أبو الجن آان } فسجدوا إال إبليس { سجود تحية باالنحناء } إذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم { اذآر } و { - 34في علم } وآان من الكافرين { أنا خير منه: تكبر عنه وقال } واستكبر { امتنع من السجود } أبى { بين المالئكة

    اهللا

    حواء بالمد وآان خلقها من } وزوجك { تأآيد للضمير المستتر ليعطف عليه } وقلنا يا آدم اسكن أنت { - 35} حيث شئتما وال تقربا هذه الشجرة { واسعا ال حجر فيه } رغدا { أآال } الجنة وآال منها { ضلعه األيسر

    العاصين } من الظالمين { فتصيرا } فتكونا { الكرم أو غيرهما باألآل منها وهي الحنطة أو

    هل : أي الجنة بأن قال لهما } عنها { إبليس أذهبهما وفي قراءة فأزالهما نحاهما } فأزلهما الشيطان { - 36من النعيم }فأخرجهما مما آانا فيه { أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما باهللا انه لهما لمن الناصحين فأآال منها

    } لبعض عدو { بعض الذرية } بعضكم { إلى األرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما } وقلنا اهبطوا { إلى { ما تتمتعون به من نباتها } ومتاع { موضع قرار } ولكم في األرض مستقر { من ظلم بعضكم بعضا

    وقت انقضاء آجالكم } حين

    ربنا ظلمنا { ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع آلمات أي جاءه وهي } فتلقى آدم من ربه آلمات{ - 37 بهم } الرحيم { على عباده } إنه هو التواب { قبل توبته } فتاب عليه { اآلية فدعا بها } أنفسنا

    في ما فيه إدغام نون أن الشرطية} فإما { آرره ليعطف عليه } جميعا { من الجنة } قلنا اهبطوا منها { - 38فال خوف عليهم وال { فآمن بي وعمل بطاعتي } فمن تبع هداي { آتاب ورسول } يأتينكم مني هدى { الزائدة

    في اآلخرة بأن يدخلوا الجنة } هم يحزنون

  • 6

    ماآثون أبدا ال يفنون وال } أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { آتبنا } والذين آفروا وآذبوا بآياتنا { - 39 يخرجون

    أي على آبائكم من اإلنجاء من } اذآروا نعمتي التي أنعمت عليكم { أوالد يعقوب } يا بني إسرائيل { - 40الذي عهدته إليكم من } وأوفوا بعهدي { فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي

    خافون في } وإياي فارهبون { خول الجنة الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بد} أوف بعهدآم { اإليمان بمحمد ترك الوفاء به دون غيري

    وال { من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة } مصدقا لما معكم { من القرآن } وآمنوا بما أنزلت { - 41التي } بآياتي { تستبدلوا } وال تشتروا { من أهل الكتاب ألن خلقكم تبع لكم فإثمهم عليكم } تكونوا أول آافر به

    عرضا يسيرا من الدنيا أي ال تكتموها خوف فوات } ثمنا قليال { في آتابكم من نعت محمد صلى اهللا عليه و سلم خافون في ذلك دون غيري } وإياي فاتقون { ما تأخذونه من سفلتكم

    } تكتموا الحق { ال } و { الذي تفترونه } بالباطل { الذي أنزلت عليكم } الحق { تخلطوا } وال تلبسوا { - 42 أنه الحق } وأنتم تعلمون { نعت محمد صلى اهللا عليه و سلم

    صلوا مع المصلين محمد وأصحابه ونزل في } وأقيموا الصالة وآتوا الزآاة وارآعوا مع الراآعين { - 43 : علمائهم وآانوا يقولون ألقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه حق

    } وأنتم تتلون الكتاب { تترآونها فال تأمرونها به } وتنسون أنفسكم { بمحمد } رون الناس بالبر أتأم{ - 44سوء فعلكم فترجعون فجملة النسيان محل االستفهام } أفال تعقلون { التوراة وفيها الوعيد على مخلفة القول العمل

    اإلنكاري

    أفردها } والصالة { الحبس للنفس على ما تكره } بر بالص{ اطلبوا المعونة على أمورآم } واستعينوا { - 45بالذآر تعظيما لشأنها وفي الحديث آان صلى اهللا عليه و سلم إذا حز به أمر بادر إلى الصالة وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن اإليمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم ألنه يكسر الشهوة والصالة ألنها

    الساآنين إلى الطاعة } إال على الخاشعين { ثقيلة } لكبيرة { أي الصالة } وإنها { وع وتنفي الكبر تورث الخش

    في اآلخرة فيجازيهم } وأنهم إليه راجعون { بالبعث } أنهم مالقوا ربهم { يوقنون } الذين يظنون { - 46

    أي آباءآم } وأني فضلتكم { ها بطاعتي بالشكر علي} يا بني إسرائيل اذآروا نعمتي التي أنعمت عليكم { - 47 عالمي زمانهم } على العالمين {

    بالتاء والياء } وال تقبل { وهو يوم القيامة } نفس عن نفس شيئا { فيه } يوما ال تجزي { خافوا } واتقوا { - 48وال هم { داء ف} وال يؤخذ منها عدل } { فما لنا من شافعين { أي ليس لها شفاعة فتقبل } منها شفاعة {

    يمنعون من عذاب اهللا } ينصرون

    أي آباءآم والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم اهللا على } إذ نجيناآم { اذآروا } و { - 49أشده والجملة } سوء العذاب { يذيقونكم } من آل فرعون يسومونكم { آبائهم تذآيرا لهم بنعمة اهللا تعلى ليؤمنوا

    } نساءآم { يستبقون } ويستحيون { المولودين } أبناءآم { بيان لما قبله } يذبحون { من ضمير نجيناآم حال العذاب أو اإلنجاء } وفي ذلكم { لقول بعض الكهنة له أم مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سببا لذهاب ملكك

    } من ربكم عظيم { إبتالءأوإنعام } بالء {

    } فأنجيناآم { حتى دخلتموه هاربين من عدوآم } البحر { بسببكم } بكم { فلقنا } إذ فرقنا {اذآروا } و { - 50 إلى انطباق البحر عليهم } وأنتم تنظرون { قومه معه } وأغرقنا آل فرعون { من الغرق

    ثم اتخذتم { نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها} موسى أربعين ليلة { بألف ودونها } وإذ واعدنا { - 51باتخاذه } وأنتم ظالمون { أي بعد ذهابه إلى ميعادنا } من بعده { الذي صاغه لكم السامري إلها } العجل

    لوضعكم العبادة في غير محلها

  • 7

    نعمتنا عليكم } لعلكم تشكرون { االتخاذ } من بعد ذلك { محونا ذنوبكم } ثم عفونا عنكم { - 52

    عطف تفسير أي الفارق بين الحق والباطل والحالل } والفرقان { التوراة } ب وإذ آتينا موسى الكتا{ - 53 به من الضالل } لعلكم تهتدون { والحرام

    فتوبوا { إلها } يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذآم العجل { الذين عبدوا العجل } وإذ قال موسى لقومه { - 54خير لكم عند { القتل } ذلكم { أي ليقتل البريء منكم المجرم } سكم فاقتلوا أنف{ خالقكم من عبادته } إلى بارئكم

    فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئال يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى قتل منكم نحو } بارئكم } إنه هو التواب الرحيم { قبل توبتكم } فتاب عليكم { سبعين ألفا

    يا موسى لن نؤمن { لتعتذروا إلى اهللا من عبادة العجل وسمعتم آالمه وقد خرجتم مع موسى } وإذ قلتم { - 55 ما حل بكم } وأنتم تنظرون { الصيحة فمتم } فأخذتكم الصاعقة { عيانا } لك حتى نرى اهللا جهرة

    نعمتنا بذلك } من بعد موتكم لعلكم تشكرون { أحييناآم } ثم بعثناآم { - 56

    المن { فيه } وأنزلنا عليكم { رناآم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه ست} وظللنا عليكم الغمام { - 57وال } آلوا من طيبات ما رزقناآم { : هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا } والسلوى

    الن وباله } ولكن آانوا أنفسهم يظلمون{ بذلك } وما ظلمونا { تدخروا فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم عليهم

    فكلوا منها حيث { بيت المقدس أو أريحا } ادخلوا هذه القرية { لهم بعد خروجهم من التيه } وإذ قلنا { - 58أي } حطة { مسألتنا } وقولوا { منحنين } سجدا { أي بابها } وادخلوا الباب { واسعا ال حجر فيه } شئتم رغدا

    } لكم خطاياآم وسنزيد المحسنين { راءة بالياء والتاء مبينا للمفعول فيهما وفي ق} نغفر { أن تحط عنا خطايانا بالطاعة ثوابا

    حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على : فقالوا } قوال غير الذي قيل لهم { منهم } فبدل الذين ظلموا { - 59عذابا } رجزا { قبيح شأنهم فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في ت} فأنزلنا على الذين ظلموا { استاههم بسبب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفا } من السماء بما آانوا يفسقون { طاعونا أو أقل

    فقلنا اضرب بعصاك { وقد عطشوا في التيه } لقومه { أي طلب السقيا } إذ استسقى موسى { اذآر } و { - 60انشقت وسالت } فانفجرت { فيف مربع آرأس الرجل رخام أو آذان فضربه وهو الذي فر بثوبه خ} الحجر

    موضع شربهم فال يشرآهم } مشربهم { سبط منهم } قد علم آل أناس { بعدد األسباط } منه اثنتا عشرة عينا { عثى حال مؤآدة لعاملها من} آلوا واشربوا من رزق اهللا وال تعثوا في األرض مفسدين { فيه غيرهم وقلنا لهم

    بكسر المثلثة أفسد

    فادع لنا ربك { وهو المن والسلوى } واحد { أي نوع منه } وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام { - 61لهم } وعدسها وبصلها قال { حنطتها } بقلها وقثائها وفومها { للبيان } مما تنبت األرض من { شيئا } يخرج لنا

    أشرف أي أتأخذونه بدله والهمزة لإلنكار فأبوا أن } بالذي هو خير { س أخ} أتستبدلون الذي هو أدنى { موسى من } ما سألتم { فيه } فإن لكم { من األمصار } مصرا { انزلوا } اهبطوا { يرجعوا فدعا اهللا تعالى فقال تعالى

    والخزي فهي أي أثر الفقر من السكون} والمسكنة { الذل والهوان } عليهم الذلة { جعلت } وضربت { النبات اي } بغضب من اهللا ذلك { رجعوا } وباءوا { الزمة فهم وإن آانوا أغنياء لزوم الدرهم المضروب لسكته

    بغير { آزآريا ويحيى } آانوا يكفرون بآيات اهللا ويقتلون النبيين { اي بسبب أنهم } بأنهم { الضرب والغضب وزون الحد في المعاصي وآرره للتأآيد يتجا} ذلك بما عصوا وآانوا يعتدون { اي ظلما } الحق

    طائفة من } والنصارى والصابئين { هم اليهود } والذين هادوا { باألنبياء من قبل } إن الذين آمنوا { - 62فلهم { بشريعته } وعمل صالحا { في زمن نبينا } باهللا واليوم اآلخر { منهم } من آمن { اليهود أو النصارى

    روعي في ضمير آمن وعمل لفظ } عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون { لهم اي ثواب أعما} أجرهم من وفيما بعده معناها

  • 8

    الجبل } رفعنا فوقكم الطور { قد } و { عهدآم بالعمل بما في التوراة } إذ أخذنا ميثاقكم { اذآر } و { - 63بالعمل به } واذآروا ما فيه { بجد واجتهاد } آم بقوة خذوا ما آتينا{ اقتلعناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا

    النار أو المعاصي } لعلكم تتقون {

    لكم بالتوبة } فلوال فضل اهللا عليكم ورحمته { الميثاق عن الطاعة } من بعد ذلك { أعرضتم } ثم توليتم { - 64 الهالكين } لكنتم من الخاسرين { أو تأخير العذاب

    بصيد السمك وقد } منكم في السبت { تجاوزوا الحد } الذين اعتدوا { عرفتم } علمتم { م الم قس} ولقد { - 65 مبعدين فكانوا وهلكوا بعد ثالثة أيام } فقلنا لهم آونوا قردة خاسئين { نهيناهم عنه وهم أهل أيلة

    } ا بين يديها وما خلفها لم{ عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا } نكاال { اي تلك العقوبة } فجعلناها { - 66 اهللا وخصوا بالذآر ألنهم المنتفعون بخالف غيرهم } وموعظة للمتقين { أي لألمم التي في زمانها وبعدها

    وقد قتل لهم قتيل ال يدرى قاتله وسألوه أن يدعو اهللا أن يبينه لهم } إذ قال موسى لقومه { اذآر } و { - 67أمتنع } قال أعوذ { مهزوءا بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك } بقرة قالوا أتتخذنا هزوا إن اهللا يأمرآم أن تذبحوا { فدعاه

    المستهزئين } باهللا أن أآون من الجاهلين {

    اي اهللا } إنه { موسى } قال { اي ما سنها } قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي { فلما علموا أنه عزم - 68المذآورة من السنين } بين ذلك { نصف } عوان { صغيرة } بكر وال{ مسنة } يقول إنها بقرة ال فارض { به من ذبحها } فافعلوا ما تؤمرون {

    تسر { شديد الصفرة } قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها { - 69 إليها بحسنها اي تعجبهم } الناظرين

    تشابه { اي جنسه المنعوت بما ذآر } إن البقر { أسائمة أم عاملة } بين لنا ما هي قالوا ادع لنا ربك ي{ - 70لو لم يستثنوا لما بينت [ إليها وفي الحديث } وإنا إن شاء اهللا لمهتدون { لكثرته فلم نهتد إلى المقصودة } علينا

    ] لهم آخر األبد

    تقلبها للزراعة والجملة صفة ذلول } تثير األرض { مل غير مذللة بالع} قال إنه يقول إنها بقرة ال ذلول { - 71} ال شية { من العيوب وآثار العمل } مسلمة { األرض المهيأة للزراعة } وال تسقي الحرث { داخلة في النهي

    نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه } قالوا اآلن جئت بالحق { غير لونها } فيها { لون لو ذبحوا أي بقرة آانت : [ لغالء ثمنها وفي الحديث } فذبحوها وما آادوا يفعلون { تروها بملء مسكها ذهبا فاش

    ] ألجازأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد اهللا عليهم

    ما { مظهر } فيها واهللا مخرج { فيه إدغام الدال في التاء أي تخاصمتم وتدافعتم } وإذ قتلتم نفسا فادارأتم { - 72 من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة } آنتم تكتمون

    قتلني فالن وفالن : فضرب بلسانها أو عجب ذنبها فحيي وقال } ببعضها { اي القتيل } فقلنا اضربوه { - 73دالئل } يحيي اهللا الموتى ويريكم آياته { اإلحياء } آذلك { : البني عمه ومات فحرما الميراث وقتال قال تعالى

    تتدبرون فتعلمون أن القادر على إحياء نفس واحدة قادر على إحياء نفوس آثيرة } لعلكم تعقلون { درته ق فتؤمنون

    المذآور من إحياء القتيل وما قبله } من بعد ذلك { أيها اليهود صلبت عن قبول الحق } ثم قست قلوبكم { - 74وإن من الحجارة لما يتفجر منه األنهار وإن { منها }أو أشد قسوة { في القسوة } فهي آالحجارة { من اآليات

    ينزل من علو إلى } فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط { فيه إدغام التاء في األصل في الشين } منها لما يشقق تكم وإنما يؤخرآم لوق} وما اهللا بغافل عما تعملون { وقلوبكم ال تتأثر وال تلين وال تخشع } من خشية اهللا { أسفل

    وفي قراءة بالتحتانية وفيه التفات عن الخطاب

  • 9

    أحبارهم } منهم { طائفة } وقد آان فريق { اي اليهود } أن يؤمنوا لكم { أيها المؤمنون } أفتطمعون { - 75أنهم } وهم يعلمون { فهموه } من بعد ما عقلوه { يغيرونه } ثم يحرفونه { في التوراة } يسمعون آالم اهللا {

    والهمزة لإلنكار اي ال تطمعوا فلهم سابقة بالكفر مفترون

    بأن محمد صلى اهللا عليه و سلم نبي وهو المبشر } الذين آمنوا قالوا آمنا { اي منافقوا اليهود } وإذا لقوا { - 76اي رؤساؤهم الذين لم ينافقوا لمن نافق } بعضهم إلى بعض قالوا { رجع } وإذا خال { به في آتابنا

    اي عرفكم في التوراة من نعت محمد صلى اهللا عليه و سلم } بما فتح اهللا عليكم { اي المؤمنين } هم أتحدثون{ في اآلخرة ويقيموا عليكم الحجة في ترك اتباعه } به عند ربكم { ليخاصموآم والالم للصيرورة } ليحاجوآم {

    : أنهم يحاجونكم إذا حدثتموهم فتنتهوا} أفال تعقلون { مع علمكم بصدقه

    أن اهللا يعلم ما يسرون وما { استفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف } أو ال يعلمون { قال تعالى - 77 ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعووا عن ذلك } يعلنون

    أآاذيب تلقوها } أماني { لكن } إال { التوراة } ال يعلمون الكتاب { عوام } أميون { اي اليهود } ومنهم { - 78ظنا وال علم } إال يظنون { في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه } هم { ما } وإن { من رؤسائهم فاعتمدوها

    لهم

    ثم يقولون هذا من عند اهللا { اي مختلقا من عندهم } للذين يكتبون الكتاب بأيديهم { شدة عذاب } فويل { - 79وهم اليهود غيروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرهما وآتبوها على من الدنيا} ليشتروا به ثمنا قليال

    من الرشا جمع رشوة } وويل لهم مما يكسبون { من المختلق } فويل لهم مما آتبت أيديهم { خالف ما أنزل

    أربعين يوما مدة قليلة} النار إال أياما معدودة { تصيبنا } لن تمسنا { لما وعدهم النبي النار } وقالوا { - 80عند { حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة االستفهام } أتخذتم { يا محمد } قل { عبادة آبائهم العجل ثم تزول

    } تقولون على اهللا ما ال تعلمون { بل } أم { به ؟ ال } فلن يخلف اهللا عهده { ميثاقا منه بذلك } اهللا عهدا

    باإلفراد والجمع أي } وأحاطت به خطيئته { شرآا } من آسب سيئة {تمسكم وتخلدون فيها } بلى { - 81روعي فيه } فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { استولت عليه وأحدقت به من آل جانب بأن مات مشرآا

    معنى من

    } والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون { - 82

    خبر } إال اهللا { بالتاء والياء } ال تعبدون { في التوراة وقلنا } أخذنا ميثاق بني إسرائيل إذ { اذآر } و { - 83القرابة عطف على } وذي القربى { برا } بالوالدين إحسانا { أحسنوا } و { ال تعبدوا : بمعنى النهي وقرئ

    لمعروف والنهي عن المنكر والصدق من األمر با} حسنا { قوال } واليتامى والمساآين وقولوا للناس { الوالدين وأقيموا الصالة { في شأن محمد والرفق بهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة

    إال قليال { أعرضتم عن الوفاء به فيه التفات عن الغيبة والمراد آباؤهم } ثم توليتم { فقبلتم ذلك } وآتوا الزآاة بائكم عنه آآ} منكم وأنتم معرضون

    وال تخرجون أنفسكم من { تريقونها بقتل بعضكم بعضا } ال تسفكون دماءآم { وقلنا } وإذ أخذنا ميثاقكم { - 84 على أنفسكم } وأنتم تشهدون { قبلتم ذلك الميثاق } ثم أقررتم { ال يخرج بعضكم بعضا من داره } ديارآم

    } وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون { عضكم بعضا بقتل ب} هؤالء تقتلون أنفسكم { يا } ثم أنتم { - 85بالمعصية } عليهم باإلثم { فيه إدغام التاء في األصل في الظاء وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون

    تنقذوهم من : وفي قراءة تفادوهم } تفادوهم { وفي قراءة أسرى } وإن يأتوآم أسارى { الظلم } والعدوان { متصل بقوله وتخرجون } محرم عليكم إخراجهم { أي الشأن } وهو { مال أو غيره وهو مما عهد إليهم األسر بال

    أي آما حرم ترك الفداء وآانت قريظة حالفوا األوس والنضير الخزرج فكان آل : والجملة بينهما اعتراض وا لم تقاتلونهم وتفدونهم ؟ قالوا فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم وآانوا إذا سئل

    وهو } أفتؤمنون ببعض الكتاب { : أمرنا بالفداء فيقال فلم تقاتلونهم ؟ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا قال تعالى } فما جزاء من يفعل ذلك منكم إال خزي { وهو ترك القتل واإلخراج والمظاهرة } وتكفرون ببعض { الفداء

  • 10

    وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية } الدنيا في الحياة { هوان وذل بالياء والتاء } ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما اهللا بغافل عما تعملون {

    فال يخفف عنهم العذاب وال هم { بأن آثروها عليها } أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا باآلخرة { - 86 منه يمنعون } ينصرون

    وآتينا { اي أتبعناهم رسوال في أثر رسول } وقفينا من بعده بالرسل { التوراة } ولقد آتينا موسى الكتاب { - 87} بروح القدس { قويناه } وأيدناه { المعجزات آإحياء الموتى وإبراء األآمه واألبرص } عيسى ابن مريم البينات

    أفكلما { جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا من إضافة الموصوف إلى الصفة اي الروح المقدسةتكبرتم عن اتباعه جواب آلما وهو محل } استكبرتم { من الحق } أنفسكم { تحب } جاءآم رسول بما ال تهوى

    المضارع لحكاية الحال } وفريقا تقتلون { آعيسى } آذبتم { منهم } ففريقا { االستفهام والمراد به التوبيخ اي قتلتم آزآريا ويحيى : ة الماضي

    : جمع أغلف اي مغشاة بأغطية فال تعي ما تقول قال تعالى } قلوبنا غلف { للنبي استهزاء } وقالوا { - 88وليس عدم قبولهم لخلل في } بكفرهم { أبعدهم عن رحمته وخذلهم عن القبول } لعنهم اهللا { لإلضراب } بل {

    إيمانهم قليل جدا : ئدة لتأآيد القلة أي ما زا} فقليال ما يؤمنون { قلوبهم

    قبل مجيئه } وآانوا من قبل { هو القرآن : من التوراة } ولما جاءهم آتاب من عند اهللا مصدق لما معهم { - 89فلما { يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان } على الذين آفروا { يستنصرون } يستفتحون {

    حسدا وخوفا على الرياسة وجواب لما األولى دل عليه } آفروا به { من الحق هو بعثة النبي } ا جاءهم ما عرفو } فلعنة اهللا على الكافرين { جواب الثانية

    نكرة بمعنى شيئا تمييز لفعل بئس : أي حظها من الثواب وما } به أنفسهم { باعوا } بئسما اشتروا { - 90اي حسدا : مفعول له ليكفروا } بغيا { من القرآن } بما أنزل اهللا { ي آفرهم ا} أن يكفروا { والمخصوص بالذم

    } من عباده فباءوا { للرسالة } على من يشاء { الوحي } من فضله { بالتخفيف والتشديد } أن ينزل اهللا { على بتضييع التوراة استحقوه من قبل } على غضب { من اهللا بكفرهم بما أنزل والتنكير للتعظيم } بغضب { رجعوا

    ذو إهانة } وللكافرين عذاب مهين { والكفر بعيسى

    : أي التوراة قال تعالى } قالوا نؤمن بما أنزل علينا { القرآن وغيره } وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل اهللا { - 91حال ثانية } مصدقا { حال } وهو الحق { سواء أو بعده من القرآن } بما وراءه { الواو للحال } ويكفرون {

    بالتوراة وقد نهيتم فيها } أنبياء اهللا من قبل إن آنتم مؤمنين { اي قتلتم } فلم تقتلون { لهم } لما معهم قل { مؤآدة عن قتلهم والخطاب للموجودين من زمن نبينا بما فعل آباؤهم لرضاهم به

    من { إلها } ثم اتخذتم العجل { ر بالمعجزات آالعصا واليد وفلق البح} ولقد جاءآم موسى بالبينات { - 92 باتخاذه } وأنتم ظالمون { من بعد ذهابه إلى الميقات } بعده

    الجبل حين امتنعتم من } رفعنا فوقكم الطور { قد } و { على العمل بما في التوراة } وإذ أخذنا ميثاقكم { - 93قالوا { ما تؤمرون به سماع قبول } واسمعوا { بجد واجتهاد } خذوا ما آتيناآم بقوة { قبولها ليسقط عليكم وقلنا

    اي خالط حبه قلوبهم آما يخالط الشراب } وأشربوا في قلوبهم العجل { أمرك } وعصينا { قولك } سمعنا بها آما } إن آنتم مؤمنين { بالتوراة عبادة العجل } يأمرآم به إيمانكم { شيئا } بئسما { لهم } بكفرهم قل {

    اي فكذلك أنتم لستم بمؤمنين : بمؤمنين ألن اإليمان ال يأمر بعبادة العجل والمراد آباؤهم زعمتم المعنى لستم بالتوراة وقد آذبتم محمدا واإليمان بها ال يأمر بتكذيبه

    آما } من دون الناس { خاصة } عند اهللا خالصة { اي الجنة } إن آانت لكم الدار اآلخرة { لهم } قل { - 94تعلق بتمنوا الشرطان على أن األول قيد في الثاني اي إن صدقتم في } لموت إن آنتم صادقين فتمنوا ا{ زعمتم

    زعمكم أنها لكم ومن آانت له يؤثرها والموصل إليها الموت فتمنوه

    الكافرون } واهللا عليم بالظالمين { من آفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم } ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم { - 95 ازيهم فيج

  • 11

    المنكرين للبعث عليها } من الذين أشرآوا { أحرص } أحرص الناس على حياة و { الم قسم } ولتجدنهم { - 96لو مصدرية } أحدهم لو يعمر ألف سنة { يتمنى } يود { لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشرآين إلنكارهم له

    } من العذاب { مبعده } بمزحزحه { اي أحدهم } وما هو{ بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود بالياء والتاء فيجازيهم وسأل ابن } واهللا بصير بما يعملون { فاعل مزحزحه اي تعميره } أن يعمر { النار

    صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من المالئكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي بالعذاب ولو آان ميكائيل : تي بالخصب والسلم فنزل آلمنا ألنه يأ

    اهللا { بأمر } على قلبك بإذن { اي القرآن } فإنه نزله { فليمت غيظا } من آان عدوا لجبريل { لهم } قل { - 97 } للمؤمنين { بالجنة } وبشرى { من الضاللة } وهدى { قبله من الكتب } مصدقا لما بين يديه

    } وميكال { بكسر الجيم وفتحها بال همز وبه بياء ودونها } ريل من آان عدوا هللا ومالئكته ورسله وجب{ - 98فإن اهللا { عطف على المالئكة من عطف الخاص على العالم وفي قراءة ميكائيل بهمزة وياء وفي أخرى بال ياء

    أوقعه موقع لهم بيانا لحالهم } عدو للكافرين

    حات حال رد لقول ابن صوريا للنبي ما جئتنا بشيء اي واض} آيات بينات { يا محمد } ولقد أنزلنا إليك { - 99 آفروا بها } وما يكفر بها إال الفاسقون {

    على اإليمان بالنبي إن خرج أو النبي أن ال يعاونوا عليه المشرآين } عهدا { اهللا } أو آلما عاهدوا { - 100أآثرهم ال { لالنتقال } بل { اري بنقضه جواب آلما وهو محل االستفهام اإلنك} فريق منهم { طرحه } نبذه {

    } يؤمنون

    مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين { محمد صلى اهللا عليه و سلم } ولما جاءهم رسول من عند اهللا { - 101اي لم يعملوا بما فيها من اإليمان بالرسول وغيره } وراء ظهورهم { اي التوراة } أوتوا الكتاب آتاب اهللا

    ما فيها من أنه نبي حق أو أنها آتاب اهللا } آأنهم ال يعلمون {

    من السحر } ملك سليمان { عهد } الشياطين على { اي تلت } ما تتلوا { عطف على نبذ } واتبعوا { - 102وآانت دفنته تحت آرسيه لما نزع ملكه أو آانت تسترق السمع وتضم إليه أآاذيب وتلقيه إلى الكهنة فيدونونه

    جن تعلم الغيب فجمع سليمان الكتب ودفنها فلما مات دلت الشياطين عليها الناس وفشا ذلك وشاع أن الفاستخرجوها فوجدوا فيها السحر فقالوا إنما ملككم بهذا فتعلموه فرفضوا آتب أنبيائهم قال تعالى تبرئة لسليمان

    } وما آفر سليمان { : حرا وردا على اليهود في قولهم انظروا إلى محمد يذآر سليمان في األنبياء وما آان إال ساالجملة حال } الشياطين آفروا يعلمون الناس السحر { بالتشديد والتخفيف } ولكن { اي لم يعمل السحر ألنه آفر

    اي ألهماه من السحر وقرئ بكسر الالم الكائنين } ما أنزل على الملكين { يعلمونهم } و { من ضمير آفروا بدل أو عطف بيان للملكين قال ابن عباس هما ساحران آانا } اروت وماروت ه{ بلد في سواد العراق } ببابل {

    له } أحد حتى يقوال { زائدة } وما يعلمان من { يعلمان السحر وقيل ملكان انزال لتعليمه ابتالء من اهللا للناس فال { فهو مؤمن بلية من اهللا إلى الناس ليمتحنهم بتعليمه فمن تعلمه آفر ومن ترآه} إنما نحن فتنة { نصحا بأن يبغض آال } فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه { بتعلمه فإن أبى إال التعليم علماه } تكفر

    ويتعلمون ما { بإرادته } أحد إال بإذن اهللا { زائدة } من { بالسحر } بضارين به { اي السحرة } وما هم { اآلخر الم ابتداء معلقة } لمن { اي اليهود } علموا { الم قسم } ولقد { هو السحر و} وال ينفعهم { في اآلخرة } يضرهم

    نصيب في الجنة } ما له في اآلخرة من خالق { اختاره آو استبدله بكتاب اهللا } اشتراه { لما قبلها ومن موصلة لموه حيث أوجب لهم اي حظها من اآلخرة إن تع: اي الشارين } به أنفسهم { باعوا } شروا { شيئا } ولبئس ما {

    حقيقة ما يصيرون إليه من العذاب ما تعلموه } لو آانوا يعلمون { النار

    عقاب اهللا بترك معاصيه آالسحر وجواب لو } واتقوا { بالنبي والقرآن } آمنوا { اي اليهود } ولو أنهم { - 103خبره مما شروا } من عند اهللا خير { سم ثواب وهو مبتدأ والالم فيه للق} لمثوبة { اي ألثيبوا دل عليه : محذوف

    أنه خير لما آثروه عليه } لو آانوا يعلمون { به أنفسهم

    أمر من المراعاة وآانوا يقولون له ذلك وهي بلغة } راعنا { للنبي } يا أيها الذين آمنوا ال تقولوا { - 104اي } انظرنا { بدلها } وقولوا { عنها اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهى المؤمنون

    مؤلم هو النار } وللكافرين عذاب أليم { ما تؤمرون به سماع قبول } واسمعوا { انظر إلينا

  • 12

    من العرب عطف على أهل الكتاب ومن للبيان } ما يود الذين آفروا من أهل الكتاب وال المشرآين { - 105من يشاء { نبوته } واهللا يختص برحمته { حسدا لكم } من ربكم { وحي } خير { زائدة } أن ينزل عليكم من {

    } واهللا ذو الفضل العظيم

    } ما { : ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل - 106اي نأمرك أو : من أنسخ إما مع لفظها أو ال وفي قراءة بضم النون: اي نزل حكمها } ننسخ من آية { شرطية

    نؤخرها فال ننزل حكمها ونرفع تالوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة } أو ننسها { جبريل بنسخها أنفع للعباد في } نأت بخير منها { اي نمحها من قلبك وجواب الشرط : اي ننسكها : بال همز من النسيان

    ومنه النسخ } ألم تعلم أن اهللا على آل شيء قدير { لتكليف والثواب في ا} أو مثلها { السهولة أو آثرة األجر والتبديل واالستفهام للتقرير

    } من { اي غيره } وما لكم من دون اهللا { يفعل ما يشاء } ألم تعلم أن اهللا له ملك السماوات واألرض { - 107ل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل يمنع عذابه عنكم إن أتاآم ونز} وال نصير { يحفظكم } ولي { زائدة

    : الصفا ذهبا

    أرنا اهللا : من قولهم } من قبل { اي سأله قومه } تريدون أن تسألوا رسولكم آما سئل موسى { بل } أم { - 108فقد ضل { اي يأخذه بدله بترك النظر في اآليات واقتراح غيرها } ومن يتبدل الكفر باإليمان { جهرة وغير ذلك

    أخطأ الطريق الحق والسواء في األصل الوسط } السبيل سواء

    من { مفعول له آائنا } يردونكم من بعد إيمانكم آفارا حسدا { مصدرية } ود آثير من أهل الكتاب لو { - 109في شأن النبي } الحق { في التوراة } من بعد ما تبين لهم { اي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة } عند أنفسهم

    إن { فيهم من القتال } حتى يأتي اهللا بأمره { أعرضوا فال تجازوهم } واصفحوا { عنهم اي اترآوهم } وا فاعف{ } اهللا على آل شيء قدير

    أي ثوابه } تجدوه { طاعة آصلة وصدقة } وأقيموا الصالة وآتوا الزآاة وما تقدموا ألنفسكم من خير { - 110 فيجازيكم به } عند اهللا إن اهللا بما تعملون بصير {

    قال ذلك يهود المدينة ونصارى } أو نصارى { جمع هائد } وقالوا لن يدخل الجنة إال من آان هودا { - 111نجران لما تنناظروا بين يدي النبي صلى اهللا عليه و سلم اي قال اليهود لن يدخلها إال اليهود وقال النصارى لن

    حجتكم على ذلك } هاتوا برهانكم { لهم } قل { شهواتهم الباطلة } م أمانيه{ القولة } تلك { يدخلها إال النصارى فيه } إن آنتم صادقين {

    اي انقاد ألمره وخص الوجه ألنه أشرف األعضاء } من أسلم وجهه هللا { يدخل الجنة غيرهم } بلى { - 112خوف عليهم وال هم وال{ اي ثواب عمله الجنة } فله أجره عند ربه { موحد } وهو محسن { فغيره أولى

    في اآلخرة } يحزنون

    وقالت النصارى ليست اليهود { معتد به وآفرت بعيسى } وقالت اليهود ليست النصارى على شيء { - 113المنزل عليهم وفي آتاب اليهود } يتلون الكتاب { اي الفريقان } وهم { معتد به وآفرت بموسى } على شيء

    قال الذين ال { آما قال هؤالء } آذلك { ديق موسى والجملة حال تصديق عيسى وفي آتاب النصارى تصاي قالوا لكل ذي دين ليسوا على : بيان لمعنى ذلك } مثل قولهم { اي المشرآون من العرب وغيرهم } يعلمون

    النار من أمر الدين فيدخل المحق الجنة والمبطل } فاهللا يحكم بينهم يوم القيامة فيما آانوا فيه يختلفون { شيء

    وسعى { بالصالة والتسبيح } ممن منع مساجد اهللا أن يذآر فيها اسمه { اي ال أحد أظلم } ومن أظلم { - 114بالهدم أو التعطيل نزلت إخبارا عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشرآين لما صدوا } في خرابها

    خبر بمعنى } لئك ما آان لهم أن يدخلوها إال خائفين أو{ النبي صلى اهللا عليه و سلم عام الحديبية عن البيت ولهم في { هوان بالقتل والسبي والجزية } لهم في الدنيا خزي { األمر اي أخيفوهم بالجهاد فال يدخلها أحد آمنا

    هو النار } اآلخرة عذاب عظيم

  • 13

    وهللا { : السفر حيثما توجهت ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صالة النافلة على الراحلة في - 115هناك } فثم { وجوهكم في الصالة بأمره } فأينما تولوا { اي األرض آلها ألنها ناحيتها } المشرق والمغرب

    بتدبير خلقه } عليم { يسع فضله آل شيء } إن اهللا واسع { قبلته التي رضيها } وجه اهللا {

    قال تعالى } اتخذ اهللا ولدا { ومن زعم أن المالئكة بنات اهللا بواو وبدونها اليهود والنصارى } وقالوا { - 116ملكا وخلقا وعبيدا والملكية تنافي الوالدة وغيرها } بل له ما في السماوات واألرض { تنزيها له عنه } سبحانه {

    مطيعون آل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل } آل له قانتون { تغليبا لما ال يعقل

    فإنما { اي إيجاده } أمرا { أراد } وإذا قضى { موجدهم ال على مثال سبق } لسماوات واألرض بديع ا{ - 117 اي فهو يكون وفي قراءة بالنصب جوابا لألمر } يقول له آن فيكون

    بأنك } يكلمنا اهللا { هال } لوال { اي آفار مكة للنبي صلى اهللا عليه و سلم } وقال الذين ال يعلمون { - 118من آفار األمم } قال الذين من قبلهم { آما قال هؤالء } آذلك { مما اقترحناه على صدقك } أو تأتينا آية {رسوله

    في الكفر والعناد فيه تسلية للنبي } تشابهت قلوبهم { من التعنت وطلب اآليات } مثل قولهم { الماضية ألنبيائهم علمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراح آية معها تعنت ي} قد بينا اآليات لقوم يوقنون { صلى اهللا عليه و سلم

    من لم يجب إليه } ونذيرا { من أجاب إليه بالجنة } بشيرا { بالهدى } بالحق { يا محمد } إنا أرسلناك { - 119النار اي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البالغ وفي قراءة بجزم } وال تسأل عن أصحاب الجحيم { بالنار نهيا تسأل

    هو { اي اإلسالم } قل إن هدى اهللا { دينهم } ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم { - 120بعد الذي جاءك من { التي يدعونك إليها فرضا } اتبعت أهواءهم { الم قسم } ولئن { وما عداه ضالل } الهدى يمنعك منه } وال نصير { يحفظك } ما لك من اهللا من ولي { الوحي من اهللا } العلم

    اي يقرؤونه آما أنزل والجملة حال وحق نصب } يتلونه حق تالوته { مبتدأ } الذين آتيناهم الكتاب { - 121اي } ومن يكفر به { نزلت في جماعة قدموا من الحبشة وأسلموا } أولئك يؤمنون به { على المصدر والخبر

    لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم } خاسرون فأولئك هم ال{ بالكتاب المؤتى بأن يحرفه

    تقدم مثله } يا بني إسرائيل اذآروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين { - 122

    وال { فداء } شيئا وال يقبل منها عدل { فيه } نفس عن نفس { تغني } يوما ال تجزي { خافوا } واتقوا { - 123 يمنعون من عذاب اهللا } نصرون تنفعها شفاعة وال هم ي

    بأوامر ونواه آلفه بها قبل } ربه بكلمات { وفي قراءة إبراهام } إبراهيم { اختبر } إذ ابتلى { اذآر } و { - 124هي مناسك الحج وقيل المضمضة واالستنشاق والسواك وقص الشارب وفرق الشعر وقلم األظفار ونتف اإلبط

    قدوة في } إني جاعلك للناس إماما { تعالى له } قال { أداهن تامات } فأتمهن { اء وحلق العانة والختان واالستنجالكافرين منهم دل } الظالمين { باإلمامة } قال ال ينال عهدي { أوالدي اجعل أئمة } قال ومن ذريتي { الدين

    على أنه ينال غير الظالم

    مأمنا لهم من } وأمنا { ا يثوبون إليه من آل جانب مرجع} مثابة للناس { الكعبة } وإذ جعلنا البيت { - 125من مقام { أيها الناس } واتخذوا { الظلم واإلغارات الواقعة في غيره آان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فال يهيجه

    مكان صالة بأن تصلوا خلفه رآعتي الطواف وفي } مصلى { هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت } إبراهيم من األوثان } طهرا بيتي { أي بأن } أن { أمرناهما } وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل { بفتح الخاء خبر قراءة

    جمع راآع وساجد المصلين } والرآع السجود { المقيمين فيه } للطائفين والعاآفين {

    اءه فجعله حرما ال ذا أمن وقد أجاب اهللا دع} بلدا آمنا { المكان } وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا { - 126وقد فعل } وارزق أهله من الثمرات { يسفك فيه دم إنسان وال يظلم فيه أحد وال يصاد صيده وال يختلي خاله

    بدل من أهله } من آمن منهم باهللا واليوم اآلخر { بنقل الطائف من الشام إليه وآان أقفر ال زرع فيه وال ماء } من آفر فأمتعه { ارزق } و { تعالى } قال { عهدي الظالمين وخصهم بالدعاء لهم موافقة لقوله ال ينال

  • 14

    فال } إلى عذاب النار { ألجئه في اآلخرة } ثم أضطره { مدة حياته } قليال { بالتشديد والتخفيف في الدنيا بالرزق المرجع هي } وبئس المصير { يجد عنها محيصا

    } وإسماعيل { يبنيه متعلق بيرفع } من البيت { س أو الجدر األس} إذ يرفع إبراهيم القواعد { اذآر } و { - 127 بالفعل } العليم { للقول } إنك أنت السميع { بناءنا } ربنا تقبل منا { عطف على إبراهيم يقوالن

    } مسلمة لك { جماعة } أمة { أوالدنا } من ذريتنا { اجعل } لك و { منقادين } ربنا واجعلنا مسلمين { - 128شرائع عبادتنا أو حجنا } مناسكنا { علمنا } وأرنا { عيض وأتى به لتقدم قوله ال ينال عهدي الظالمين ومن للتب

    سأاله التوبة مع عصمتهما تواضعا وتعليما لذريتهما } وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم {

    دعاءه بمحمد صلى اهللا من أنفسهم وقد أجاب اهللا} رسوال منهم { اي أهل البيت } ربنا وابعث فيهم { - 129اي ما فيه من األحكام } والحكمة { القرآن } ويعلمهم الكتاب { القرآن } يتلو عليهم آياتك { عليه و سلم

    في صنعه } الحكيم { الغالب } إنك أنت العزيز { يطهرهم من الشرك } ويزآيهم {

    جهل أنها مخلوقة هللا يجب } سفه نفسه إال من { فيترآها } يرغب عن ملة إبراهيم { اي ال } ومن { - 130وإنه في اآلخرة { بالرسالة والخلة } في الدنيا { اخترناه } ولقد اصطفيناه { عليها عبادته أو استخف بها وامتهنها

    الذين لهم الدرجات العلى } لمن الصالحين

    } العالمين قال أسلمت لرب{ إنقد هللا وأخلص له دينك } إذ قال له ربه أسلم { واذآر - 131

    يا بني إن اهللا { : بنيه قال } إبراهيم بنيه ويعقوب { بالملة } بها { وفي قراءة أوصى } ووصى { - 132نهي عن ترك اإلسالم وأمر بالثبات عليه إلى } فال تموتن إال وأنتم مسلمون { دين اإلسالم } اصطفى لكم الدين

    مصادفة الموت

    } أم آنتم شهداء { : ست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية نزل ولما قال اليهود للنبي أل - 133قالوا نعبد { بعد موتي } قال لبنيه ما تعبدون من بعدي { بدل من إذ قبله } إذ حضر يعقوب الموت إذ { حضورا

    إلها { األب عد إسماعيل من اآلباء تغليب وألن العم بمنزلة } إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق بمعنى همزة اإلنكار اي لم تحضروه وقت موته فكيف تنسبون إليه } ونحن له مسلمون { بدل من إلهك } واحدا

    ما ال يليق به

    لها ما { سلفت } أمة قد خلت { مبتدأ واإلشارة إلى إبراهيم ويعقوب وبنيهما وأنث لتأنيث خبره } تلك { - 134آما } ما آسبتم وال تسألون عما آانوا يعملون { الخطاب لليهود } ولكم { اف من العمل أي جزاؤه استئن} آسبت

    ال يسألون عن عملكم والجملة تأآيد لما قبلها

    أو للتفصيل وقائل األول يهود المدينة والثاني نصارى نجران } وقالوا آونوا هودا أو نصارى تهتدوا { - 135وما آان { حال من إبراهيم مائال عن األديان آلها إلى الدين القيم } ا ملة إبراهيم حنيف{ نتبع } بل { لهم } قل {

    } من المشرآين

    من الصحف } وما أنزل إلى إبراهيم { من القرآن } آمنا باهللا وما أنزل إلينا { خطاب للمؤمنين } قولوا { - 136من } وعيسى { التوراة من } وما أوتي موسى { أوالده } وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط { العشر

    فنؤمن ببعض ونكفر } ال نفرق بين أحد منهم { من الكتب واآليات } وما أوتي النبيون من ربهم { اإلنجيل } ونحن له مسلمون { ببعض آاليهود والنصارى

    اإليمان عن} ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا { مثل زائدة } بمثل { اي اليهود والنصارى } فإن آمنوا { - 137} العليم { ألقوالهم } وهو السميع { يا محمد شقاقهم } فسيكفيكهم اهللا { خالف معكم } فإنما هم في شقاق { به

    بأحوالهم وقد آفاه إياهم بقتل قريظة ونفي النضير وضرب الجزية عليهم

    دينه الذي فطر الناس مصدر مؤآد آلمنا ونصبه بفعل مقدر اي صبغنا اهللا والمراد بها } صبغة اهللا { - 138ونحن له { تمييز } أحسن من اهللا صبغة { اي ال أحد } ومن { عليه لظهور أثره على صاحبه آالصبغ في الثوب

  • 15

    قال اليهود للمسلمين نحن أهل الكتاب األول وقبلتنا أقدم ولم تكن األنبياء من العرب ولو آان محمد } عابدون : نبيا لكان منا منزل

    فله أن } وهو ربنا وربكم { أن اصطفى نبيا من العرب } في اهللا { تخاصموننا } أتحاجوننا { هم ل} قل { - 139تجازون بها فال يبعد أن يكون في أعمالنا ما } ولكم أعمالكم { نجازى بها } ولنا أعمالنا { يصطفي من يشاء صطفاء والهمزة لإلنكار والجمل الدين والعمل دونكم فنحن أولى باال} ونحن له مخلصون { نستحق به اإلآرام

    الثالث أحوال

    إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط آانوا هودا أو { بالتاء والياء } تقولون { بل أ } أم { - 140ما آان إبراهيم يهوديا وال { اي اهللا أعلم وقد برأ منهما إبراهيم بقوله } أأنتم أعلم أم اهللا { لهم } نصارى قل

    اي } من اهللا { آائنة } شهادة عنده { أخفى عن الناس } ومن أظلم ممن آتم { والمذآورون معه تبع له } انيا نصرتهديد } وما اهللا بغافل عما تعملون { ال أحد أظلم منه وهم اليهود آتموا شهادة اهللا في التوراة إلبراهيم بالحنيفية

    لهم

    تقدم مثله } ا آسبتم وال تسألون عما آانوا يعملون تلك أمة قد خلت لها ما آسبت ولكم م{ - 141

    اي شيء صرف النبي صلى } ما والهم { اليهود والمشرآين } من الناس { الجهال } سيقول السفهاء { - 142على استقبالها في الصالة وهي بيت المقدس واإلتيان } عن قبلتهم التي آانوا عليها { اهللا عليه و سلم والمؤمنين

    اي الجهات آلها فيأمر بالتوجه إلى } قل هللا المشرق والمغرب { الدالة على االستقبال من األخبار بالغيب بالسين دين اإلسالم اي } مستقيم { طريق } إلى صراط { هدايته } يهدي من يشاء { اي جهة شاء ال اعتراض عليه

    : ومنهم أنتم دل على هذا

    لتكونوا شهداء على { خيارا عدوال } أمة وسطا { يا أمة محمد } اآم جعلن{ آما هديناآم إليه } وآذلك { - 143} القبلة { صيرنا } وما جعلنا { أنه بلغكم } ويكون الرسول عليكم شهيدا { يوم القيامة أن رسلهم بلغتهم } الناس

    ما هاجر أمر أوال وهي الكعبة وآان صلى اهللا عليه و سلم يصلى إليها فل} التي آنت عليها { لك اآلن الجهة من { علم ظهور } إال لنعلم { باستقبال بيت المقدس تألفا لليهود فصلى إليه ستة أو سبعة عشر شهرا ثم حول

    اي يرجع إلى الكفر شكا في الدين وظنا أن النبي صلى اهللا } ممن ينقلب على عقبيه { فيصدقه } يتبع الرسول وإنها : مخففة من الثقيلة واسمها محذوف اي } وإن { عليه و سلم في حيرة من أمره وقد ارتد لذلك جماعة

    وما آان اهللا ليضيع { منهم } إال على الذين هدى اهللا { شاقة على الناس } لكبيرة { اي التولية إليها } آانت { إن اهللا{ اي صالتكم إلى بيت المقدس بل يثيبكم عليه ألن سبب نزولها السؤال عمن مات قبل التحويل } إيمانكم في عدم إضاعة أعمالهم والرأفة شدة الرحمة وقدم األبلغ للفاصلة } لرؤوف رحيم { المؤمنين } بالناس

    متطلعا إلى الوحي ومتشوقا لألمر } السماء { جهة } وجهك في { تصرف } نرى تقلب { للتحقيق } قد { - 144قبلة { نحولنك } فلنولينك { سالم العرب باستقبال الكعبة وآان يود ذلك ألنها قبلة إبراهيم وألنه أدعى إلى إ

    وحيث ما { اي الكعبة } المسجد الحرام { نحو } شطر { استقبل في الصالة } فول وجهك { تحبها } ترضاها اي التولي إلى } شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه { في الصالة } فولوا وجوهكم { خطاب لالمة } آنتم

    لما في آتبهم من نعمت النبي صلى اهللا عليه و سلم ومن أنه يتحول إليها } من ربهم { بت الثا} الحق { الكعبة بالتاء أيها المؤمنون من امتثال أمره وبالياء أي اليهود من إنكار أمر القبلة } وما اهللا بغافل عما تعملون {

    اي } ما تبعوا { في أمر القبلة على صدقك} أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية { الم القسم } ولئن { - 145وما بعضهم { قطع لطمعه في إسالمهم وطمعهم في عوده إليها } وما أنت بتابع قبلتهم { عنادا } قبلتك { يتبعون

    من بعد ما { التي يدعونك إليها } ولئن اتبعت أهواءهم { اي اليهود قبلة النصارى والعكس } بتابع قبلة بعض } لمن الظالمين { إن اتبعتهم فرضا } إنك إذا {الوحي } جاءك من العلم

    لقد : بنعته في آتبهم قال ابن سالم } آما يعرفون أبناءهم { أي محمدا } الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه { - 146} وهم يعلمون { نعته } وإن فريقا منهم ليكتمون الحق { عرفته حين رأيته آما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد أشد

    ذي أنت عليه هذا ال

    الشاآين فيه اي من هذا النوع فهو أبلغ من أن ال } من ربك فال تكونن من الممترين { آائنا } الحق { - 147 تمتر

  • 16

    فاستبقوا { وجهه في صالته وفي قراءة موالها } هو موليها { قبلة } وجهة { من األمم } ولكل { - 148يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم } ما تكونوا يأت بكم اهللا جميعا أين { بادروا إلى الطاعات وقبولها } الخيرات } إن اهللا على آل شيء قدير { بأعمالكم

    فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما اهللا بغافل عما { لسفر } ومن حيث خرجت { - 149 بالتاء والياء تقدم مثله وآرره لبيان تساوي حكم السفر وغيره} تعملون

    آرره } ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما آنتم فولوا وجوهكم شطره { - 150اي مجادلة في التولي إلى غيره لتنتفي مجادلتهم } عليكم حجة { اليهود أو المشرآين } لئال يكون للناس { للتأآيد

    إال الذين ظلموا { لة إبراهيم ويخالف قبلته لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشرآين يدعي مال يكون ألحد : بالعناد فإنهم يقولون ما تحول إليها إال ميال إلى دين آبائه واالستثناء متصل والمعنى } منهم

    } وألتم { بامتثال أمري } واخشوني { تخافوا جدالهم في التولي إليها } فال تخشوهم { عليكم آالم أال آالم هؤالء إلى الحق } ولعلكم تهتدون { بالهداية إلى معالم دينكم } نعمتي عليكم { على لئال يكون عطف

    محمد صلى اهللا عليه و سلم } فيكم رسوال منكم { متعلق بأتم اي إتماما آإتمامها بإرسالنا } آما أرسلنا { - 151ما فيه من } والحكمة { القرآن } لكتاب ويعلمكم ا{ يطهرآم من الشرك } ويزآيكم { القرآن } يتلو عليكم آياتنا {

    } ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون { األحكام

    من [ قيل معناه أجازيكم وفي الحديث عن اهللا } أذآرآم { بالصالة والتسبيح ونحوه } فاذآروني { - 152نعمتي } ي واشكروا ل{ ] ذآرني في نفسه ذآرته في نفسي ومن ذآرني في مأل ذآرته في مأل خير من ملئه

    بالمعصية } وال تكفرون { بالطاعة

    خصها بالذآر } والصالة { على الطاعة والبالء } بالصبر { على اآلخرة } يا أيها الذين آمنوا استعينوا { - 153 بالعون } إن اهللا مع الصابرين { لتكررها وعظمها

    أرواحهم في حواصل طيور خضر } أحياء { هم } أموات بل { هم } وال تقولوا لمن يقتل في سبيل اهللا { - 154 تعلمون ما هم فيه } ولكن ال تشعرون { تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك

    } واألنفس { بالهالك } ونقص من األموال { القحط } والجوع { للعدو } ولنبلونكم بشيء من الخوف { - 155} وبشر الصابرين { برنكم فننظر أتصبرون أم ال بالحوائج اي لنخت} والثمرات { بالقتل والموت واألمراض

    على البالء بالجنة

    وإنا إليه { ملكا وعبيدا يفعل بناء ما يشاء } قالوا إنا هللا { بالء } الذين إذا أصابتهم مصيبة { هم - 156] يه خيرا من استرجع عند المصيبة آجره اهللا فيها وأخلف اهللا عل[ في اآلخرة فيجازينا وفي الحديث } راجعون

    آل ما أساء : [ إنما هذا مصباح فقال : وفيه أن مصباح النبي صلى اهللا عليه و سلم طفئ فاسترجع فقالت عائشة رواه أبو داود في مراسيله ] المؤمن فهو مصيبة

    إلى الصواب } وأولئك هم المهتدون { نعمة } من ربهم ورحمة { مغفرة } أولئك عليهم صلوات { - 157

    فمن حج البيت أو { أعالم دينه جمع شعيرة } من شعائر اهللا { جبالن بمكة } إن الصفا والمروة { - 158فيه } أن يطوف { إثم عليه } فال جناح عليه { اي تلبس بالحج أو العمرة واصلهما القصد والزيارة } اعتمر

    ه المسلمون ذلك ألن أهل الجاهلية بأن يسعى بينهما سبعا نزلت لما آر} بهما { إدغام التاء في األصل في الطاء آانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما وعن ابن عباس أن السعي غير فرض لما أفاده رفع اإلثم من

    رواه ] إن اهللا آتب عليكم السعي [ التخيير وقال الشافعي وغيره رآن وبين صلى اهللا عليه و سلم فرضيته بقوله وفي قراءة بالتحتية وتشديد الطاء } ومن تطوع { ا بدأ اهللا به يعني الصفا رواه مسلم البيهقي وغيره وقال بدأوا بم

    } فإن اهللا شاآر { اي بخير اي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره } خيرا { مجزوما وفيه إدغام التاء فيها به } عليم { لعمله باإلثابة عليه

  • 17

    آآية الرجم ونعت محمد } ما أنزلنا من البينات والهدى { الناس } إن الذين يكتمون { : ونزل في اليهود - 159يبعدهم من رحمته } أولئك يلعنهم اهللا { التوراة } من بعد ما بيناه للناس في الكتاب { صلى اهللا عليه و سلم

    المالئكة والمؤمنون أو آل شيء بالدعاء عليهم باللعنة } ويلعنهم الالعنون {

    أقبل } فأولئك أتوب عليهم { ما آتموا } وبينوا { عملهم } وأصلحوا { رجعوا عن ذلك } ا إال الذين تابو{ - 160 بالمؤمنين } وأنا التواب الرحيم { توبتهم

    اي هم } أولئك عليهم لعنة اهللا والمالئكة والناس أجمعين { حال } إن الذين آفروا وماتوا وهم آفار { - 161 المؤمنون : عام وقيل : لناس قيل مستحقون ذلك في الدنيا واآلخرة وا

    وال هم { طرفة عين } ال يخفف عنهم العذاب { اي اللعنة والنار المدلول بها عليها } خالدين فيها { - 162 يمهلون لتوبة أو لمعذرة } ينظرون

    ذاته وال ال نظير له في} إله واحد { المستحق للعبادة منكم } وإلهكم { : ونزل لما قالوا صف لنا ربك - 163 : وطلبوا آية على ذلك فنزل } الرحمن الرحيم { هو } ال إله إال هو { في صفاته

    بالذهاب } واختالف الليل والنهار { وما فيهما من العجائب } إن في خلق السماوات واألرض { - 164} بما ينفع الناس { وال ترسب موقرة} التي تجري في البحر { السفن } والفلك { والمجيء والزيادة والنقصان

    } بعد موتها { بالنبات } فأحيا به األرض { مطر } وما أنزل اهللا من السماء من ماء { من التجارات والحمل } وتصريف الرياح { ألنهم ينمون بالخصب الكائن عنه } فيها من آل دابة { فرق ونشر به } وبث { يبسها

    المذلل بأمر اهللا تعالى يسير إلى حيث شاء اهللا } المسخر { الغيم } والسحاب { تقليبها جنوبا وشماال حارة وباردة يتدبرون } لقوم يعقلون { داالت على وحدانيته تعالى } آليات { بال عالقة } بين السماء واألرض {

    بالتعظيم والخضوع } يحبونهم { أصناما } أندادا { اي غيره } ومن الناس من يتخذ من دون اهللا { - 165من حبهم لألنداد ألنهم ال يعدلون