ملخصات موسوعة االقتصاد اإلسالمي

امليالصادرة عن املعهد الع للفكر اإلسالمي

إعداد خالد عبد املنعم

املدير التنفيذي ملركز الدراسات املعرفية

٢

٣

ملخصات موسوعة االقتصاد اإلسالمي

إعداد خالـد عبـد املنعـم

مركز الدراسات املعرفية

٤

القاهرة- الزمالك – مركز الدراسات املعرفية االقتصادیةملخصات كتب المعھد

؛خالد، عمعبد املن

، وال يـسمح لمركز الدراسات المعرفيـة جميع الحقوق محفوظة بإعادة إصـدار هذا الكتاب أو جزء منـه، أو نقـله بأي شكل أو

أكانـت إلكترونيـة أو اءنقل المعلومات سـو واسطة من وسائط نيكية، بما فـي ذلك النسـخ أو التسجيـل أو التخــزين ميكـا

.واالسترجاع، دون إذن خطي مسبق من الناشر

مركز الدراسات المعرفية القاهرة– الزمالك – ب شارع الجزيرة الوسطى ٢٦

Center Epistemological of Studies 26 B Al-Gazira Al- Wosta – Zamalek – Cairo

Tel: (2-02) 27359825 Fax: (2-02) 27359520 E-Mail: epistem@hotmail.com

com.yahooo@epistemeg URL:http://www.epistemeg.com

ال تعب ر المرك زالكت ب والدراس ات الت ي ی صدرھا

بالضرورة عن رأیھ وإنما عن آراء واجتھادات مؤلفیھا

٥

فهرس املحتويات ...... رئيس املعهد العاملي–عبد احلميد أبو سليامن . د.أ: تقديم ..... املستشار األكاديمي للمركز–رفعت العويض . د.أ: مقدمة

عبــد الــشايف حممــد أبــو . د.القيــادة اإلداريــة يف اإلســالم، أ .١ ...................................................الفضل

.....سمري عبد احلميد رضوان. د. أسواق األوراق املالية، أ .٢عبد احلميد حممود . د. مفاهيم أساسية يف البنوك اإلسالمية، أ .٣

............................................البعيلجلـوار عاشور عبـد ا. د.النظام القانوين للبنوك اإلسالمية، أ .٤

...............................................عبد احلميدعبـد الـشايف . د. رسالة البنك اإلسالمي ومعايري تقويمها، أ .٥

..........................................حممد أبو الفضلعبد الفتـاح . د. تقييم وظيفة التوجيه يف البنوك اإلسالمية، أ .٦

...................................................املغريب. د.املضاربة وتطبيقاهتـا العمليـة يف املـصارف اإلسـالمية، أ .٧

...................................حممد عبد املنعم أبو زيدفياض عبـد املـنعم . د.بيع املرابحة يف املصارف اإلسالمية، أ .٨

..................................................حسننيحممـد . د. اإلجارة بني الفقه اإلسالمي والتطبيق املعـارص، أ .٩

....................................عبد العزيز حسن زيد

١١ ١٥

١٧ ٣٣

٤٢

٤٩

٥٨

٦٤

٧٠

٧٦

٨٢

٦

حممد عبد العزيز حسن . د.التطبيق املعارص لعقد السلم، أ .١٠ ......................................................زيد

ملطبقــة يف املــصارف الوظــائف االقتــصادية للعقــود ا .١١ ...........................صربي حسنني. د.اإلسالمية، أ

.حممد عبد املنعم أبو زيد. د. الضامن يف الفقه اإلسالمي، أ .١٢محـدي عبـد . د. خطاب الـضامن يف البنـوك اإلسـالمية، أ .١٣

...................................................العظيم ..........حمي الدين إسامعيل. د . أاالعتامدات املستندية، .١٤حممـد . د.القرض كأداة للتمويل يف الرشيعة اإلسـالمية، أ .١٥

.........................................الشحات اجلنديــصارف اإلســالمية، أ .١٦ ــرشعية يف امل ــة ال حــسن . د. الرقاب

..............................................يوسف داودملرصفية عىل املـصارف اإلسـالمية مـنهج فكـري الرقابة ا .١٧

.........الغـريب نـارص. د.ودراسة ميدانية دولية مقارنة، أرفعت . د.املنظومة املعرفية آليات الربا يف القرآن الكريم، أ .١٨

....................................السيد العويضالــدور االقتــصادي للمــصارف اإلســالمية بــني النظريــة .١٩

...................حممد عبد املنعم أبو زيد. د.يق، أوالتطب. د. دراسات اجلدوى االقتصادية يف البنـك اإلسـالمي، أ .٢٠

........................................محدي عبد العظيم

٨٨

٩٤ ١٠٠

١٠٨ ١١٤

١٢٢

١٣١

١٣٧

١٧٤

١٧٩

١٨٦

٧

محـدي عبـد . د.أ، التعامل يف أسـواق العمـالت الدوليـة .٢١ ...................................................العظيم

حسن . د. االستثامر قصري األجل يف املصارف اإلسالمية، أ .٢٢ .......................................يوسف داود

دراسـة : تقويم العملية اإلداريـة يف املـصارف اإلسـالمية .٢٣ نادية محدي صالح. د.تطبيقية عىل بنك فيصل اإلسالمي، أ

حممد جالل . د. أالودائع االستثامرية يف البنوك اإلسالمية، .٢٤ ...................................................سليامن

معــامالت الــسوق، : مــصطلحات الفقــه املــايل املعــارص .٢٥ .يوسف كامل حممد. جمموعة من الباحثني، حترير وإرشاف أ

حممـد جـالل . د. دور القيم يف نجاح البنوك اإلسـالمية، أ .٢٦ ............................................سليامن صديق

. د. النــشاط االجتامعــي والتكــافيل للبنــوك اإلســالمية، أ .٢٧ ...............................نعمت عبد اللطيف مشهور

عبـد احلميـد . د. املسئولية االجتامعية للبنوك اإلسالمية، أ .٢٨ ........................................عبد الفتاح املغريب

كوثر عبـد . د. لربح يف البنك اإلسالمي، أقياس وتوزيع ا .٢٩ .....................................الفتاح حممود األبجي

، املنهج املحاسبي لعمليات املرابحة يف املصارف اإلسالمية .٣٠ ..............................محد حممد حممد اجللفأ. د. أة، أسس إعداد املوازنة التخطيطية يف املـصارف اإلسـالمي .٣١

١٩٣

٢٠٦

٢١٢

٢٢٠

٢٢٨

٢٣٦

٢٤٧

٢٦٠

٢٧٤

٢٨٨

٨

.......................................حممد البلتاجي. د.أمعــايري ومقـــاييس العمليــة التخطيطيـــة يف املـــصارف .٣٢

.........................حممد عيل سويلم. د. اإلسالمية، أمدى فاعلية نظام تقويم أداء العاملني بالبنوك اإلسـالمية، .٣٣

.................................حسني موسى راغب. د. أعـصام أنـس . حكم الغرامة املالية يف الفقـه اإلسـالمي، أ .٣٤

.................................................الزفتاويهايـل عبـد . د.تغيـري القيمـة الـرشائية للنقـود الورقيـة، أ .٣٥

......................................احلفيظ يوسف داود. د. املـصارف اإلسـالمية، أنحو تطوير نظام املـضاربة يف .٣٦

...................................حممد عبد املنعم أبو زيدأبحاث ندوة إسهام الفكر اإلسالمي يف االقتصاد املعارص، .٣٧

مركز صـالح عبـد اهللا كامـل لألبحـاث -األزهر الرشيفوالدراسات التجارية اإلسـالمية بالقـاهرة، املعهـد العـاملي

.................................القاهرةللفكر اإلسالمي ب/ حممـد عمـر شـابرا. د.اإلسالم والتحدي االقتصادي، أ .٣٨

حممـد أنـس . د.ترمجة حممـد زهـري الـسمهوري، مراجعـة أ ....................حممد سعيد النابليس. د.الزرقا، تقديم أ

: مـؤرشات مقارنـة: الدليل اإلحصائي للعـامل اإلسـالمي .٣٩رفعـت . د. جمموعة من الباحثني بإرشاف أاإلصدار األول،

٣٠٥

٣٢٤

٣٤٠

٣٥٤

٣٨٣

٤١٤

٤٤٥

٤٦٧

٩

..................................................العويضحميي الدين . الكشاف االقتصادي آليات القرآن الكريم، أ .٤٠

.....................................................عطية. د.األسس الرشعية والدور اإلنامئي والتـوزيعي، أ: الزكاة .٤١

...............................نعمت عبد اللطيف مشهور

نزيه . د. معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقهاء، أ .٤٢ ......................................................محاد

ــادل .٤٣ ــدي ع ــام نق ــصارف : نحــو نظ ــود وامل ــة للنق دراس ...ر شابراحممد عم. د.والسياسة النقدية يف ضوء اإلسالم، أ

٤٩٢

٥٠٦

٥١٥

٥٥١

٥٥٤

١٠

١١

م اهللا الرحمن الرحيمبس تقديـم أوال

م، ١٩٨١هـ، املوافـق ١٤٠١أنشء املعهد العاملي للفكر اإلسالمي عام وسجل يف الواليات املتحدة األمريكية، ومقره العـام يف هرنـدن مـن ضـواحي العاصمة األمريكيـة، واشـنطن، ولـه فـروع ومكاتـب يف عـدد مـن العواصـم

سة فكريـة خرييـة مـستقلة تعمـل يف ميـدان املعهـد مؤسـ. اإلسالمية والعامليـةاإلصالح الفكري واملعريف باعتبار ذلك واحد من منطلقات املرشوع احلضاري اإلسالمي املعارص الذي تتمكن به األمة من استعادة هويتها احلـضارية وإبـالغ

.رسالتها اإلنسانية وحتقيق حضورها العاملي ثانياملتنوعة والتي منها بناء رؤية إسـالمية للمعهد العاملي أهدافه املتعددة وا

شاملة، وتطوير منهجية للتعامـل مـع القـرآن الكـريم والـسنة النبويـة املطهـرة والرتاث اإلسالمي، كذلك تطـوير منهجيـة علميـة لفهـم واقـع األمـة والعـامل املعارص، وبلورة منهجية تربوية قادرة عىل صياغة الشخصية اإلسالمية القـادرة

.حلضاريعىل األداء ا ثالثا

ألجل أن حيقق املعهـد أهدافـه فإنـه وظـف عـددا مـن الوسـائل منهـا ــة املتخصــصة، ــدورات العلمي ــدوات وال ــؤمترات والن ــة وامل ــشاريع البحثي امل

١٢

ومن خالل هذه الوسائل كان للمعهد إنتاجه العلمي الذي . والدوريات العلمية .نرش باللغة العربية واللغة اإلنجليزية

رابعارتحت عىل مركز الدراسات املعرفية املمثـل للمعهـد العـاملي للفكـر اق

اإلسالمي بالقاهرة مرشوع ملخصات إلنتاج املعهـد عـىل أمـل أن حتقـق هـذه :امللخصات األهداف التالية

التعريف باإلنتاج الفكري للمعهد العاملي للفكر اإلسالمي، وهو إنتاج .١ض الـبالد اإلسـالمية سامهت فيه كـل مكاتـب املعهـد املنتـرشة يف بعـ

.والغربيةالتعريف باإلنتاج الفكري للمعهد العـاملي للفكـر اإلسـالمي يتـضمن .٢

بالرضورة تأرخيا ملسريته العلمية التي بدأت منذ ثالثني عامـا )١٩٨١ ( .وال زالت هذه املسرية تتواصل

هذه امللخصات تستجيب حلاجة قارئ قد ال يملك وقتا لقـراءة كتـاب .٣ .ن هذه امللخصات قد تكون حافزا لقراءة الكتاب األصيلموسع، كام أ

وبحمد اهللا سبحانه وتعاىل أنجز مكتب القاهرة هـذا املـرشوع والـذي أقدمه للقارئ

خامسامن املفيد اإلشارة إىل أن عمل ملخصات إلنتاج املعهد هو موضع اهتامم

تقدمـه متواصل إلدارة املعهد، وقدمت مسامهات فيه، ومن صور ذلك مـا .جملة إسالمية املعرفة التي يصدرها املعهد

١٣

سادساأقدم إنتاج هذه املرشوع للقارئ، وأدعو اهللا سبحانه أن تتحقق أهداف

هذا املرشوع، كام أشكر الذين أرشفوا عليه يف مكتب القاهرة، وكـل الـذين تعاونوا معهم فيه

واهللا ولي التوفيق د عبد الحميد أبو سليمان.أ س المعهد العالمي للفكر اإلسالمي رئي

١٤

١٥

بسم اهللا الرحمن الرحيم مقدمة

تنوعت وتعددت إنجازات املعهد العاملي للفكر اإلسالمي بحيث غطت أنشطته مساحة واسعة من التخصصات العلمية ومن ذلك ختـصص االقتـصاد

.اإلسالمي اشـتملت عـىل -كـام يف غـريه–مي إنجازات املعهد يف االقتصاد اإلسـال

بعـض هـذه . مؤمترات وندوات ومرشوعات بحثية وتبنى أطروحات جامعيـةاإلنجازات نرش وأصبح متاحا للقارئ؛ خبريا أو باحثا أو حتى القارئ العـادي

.الساعي إىل اكتساب املعرفة ومتابعة تطوراهتا قد نفـدت بـل -لهاإن مل يكن ك–غالبية أعامل املعهد العلمية التي نرشت

.يف جمال االقتصاد اإلسالمي. إن بعضها طبع أكثر من مرة للطلب املتزايد عليها موسـوعة -جتـاوزا–تبنى املعهد جمموعة أعامل ومن ذلك ما أطلق عليـه

وقد . االقتصاد اإلسالمي، وترتكز بحوثها بصفة رئيسية عىل املرصفية اإلسالميةجابة للطلب املتزايد عليها وكذلك إتاحة هذه أعاد املعهد طبع هذه البحوث است

البحوث للمهتمني باالقتصاد اإلسالمي عىل وجه العموم وباملرصفية اإلسالمية .عىل وجه اخلصوص

١٦

اإلنجاز الذي نرشه املعهد حتت عنوان موسوعة االقتصاد اإلسالمي اتبعه ة، بإنجاز آخر وهو عمل ملخصات لكل البحوث التي دخلت يف هذه املوسوع

.وهذه امللخصات هي التي نقدمها يف هذا الكتابهدف املعهد من إعداد هذه امللخصات ونرشها يندرج يف هـدف املعهـد العام وهو إتاحة إنجازاته العلمية عىل مساحة واسعة بحيـث يـسهل احلـصول

.عليها واالستفادة منهاونحن نقدم هذه امللخصات للقارئ يطيب لنا أن نقـدم خـالص الـشكر

خ خالد عبد املـنعم املـدير التنفيـذي ملركـز الدراسـات املعرفيـة الـذي قـام لألبتلخيص بحوث موسوعة االقتصاد اإلسالمي التي نقدمها للقارئ ونـدعو اهللا

.سبحانه وتعاىل أن جيزيه خري اجلزاء وأحسنه يف الدنيا واآلخرةرفعت السيد العوضي. د.أ

المستشار األكاديمي

١٧

القيادة اإلدارية في اإلسالم: ن الكتابعنوا -١ .عبد الشافي محمد أبو الفضل. د.أ: اسم المؤلف

.ص٣٥٤، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشرهذا الكتاب يمثل الكتاب األول يف سلسلة أصـدرها املعهـد العـاملي للفكـر

اب مـع غـريه ويغطي الكت"دراسات يف االقتصاد اإلسالمي"اإلسالمي حول من كتب السلسلة عددا من املوضوعات املتصلة بالصيغ التي تنظم عالقات هذه املؤسسات سواء كانت مع غريهـا مـن األفـراد، واملؤسـسات األخـرى، أو يف جانب استخداماهتا لألموال املتاحة هلا، أو يف جانب اخلـدمات غـري التمويليـة

.التي تقوم هبا موضوع -والتي تصل إىل تسع فصول-املتعددة ويتناول الكتاب عرب فصوله

القيادة اإلداريـة يف اإلسـالم مـن خـالل مقومـات وعنـارص القيـادة يف الفكـر اإلداري املعارص وحتليل ومناقشة مناهج البحث وعمليات القياس املـستخدمة يف دراسة الظاهرة، وقد أفرد لذلك الفصل األول والذي أشار فيه املؤلف إىل أن

الفا وتباينـا يف مواقـف الفكـر اإلداري املعـارص جتـاه حقيقـة القيـادة هناك اختاإلدارية، وأكد عىل أن الفكر اإلداري املعارص مل يستطيع أن هيتدي ملوقف موحد جتاه حقيقة نشأة وظهور القيادة؛ بل إنه أفرز عددا من نظريـات القيـادة املتباينـة

قيادة، ويمكن إمجال تلك النظريات التي ادعت كل منها تفسريا لنشأة وظهور ال :يف ثالثة مداخل رئيسة

١٨

والذي يرجع نشأة وظهور القيادة إىل شخصية القائد :مدخل السامت - .وسامته

والذي يرجع نشأة وظهور القيادة إىل عوامل خارجية :مدخل املواقف - .غري ذاتية ال يملك القائد إال سيطرة قليلة عليها

املدخل نشأة وظهور القيادة إىل شخـصية يرجع هذا :املدخل املشرتك - .القائد وسامته وخصائصه وأيضا عوامل خارجية أخرى

وبعد استعراض التعريف وحتديد عنارصه قام املؤلف يف الفـصل الثـاين مـن الكتاب بدراسة مواقف ودراسات الفكر اإلداري املعارص من حقيقة املقومـات

ام هـائال مـن األبحـاث والدراسـات والعنارص القيادية، وأشار إىل أن هناك كـ حـوايل ١٩٥٣ حتـى عـام ١٩٣٠القيادية والتي بلغت يف جمملها من بداية عام

"Ralph Mellvin Stogdill" دراسـة، وأعـد هلـا أحـد البـاحثني الغـربيني ١٧٣

دراسة مسحية لنتائج أهم الدراسـات القياديـة التـي اسـتهدفت الوقـوف عـىل إلداري، وقد قام املؤلف باسـتعراض تلـك اة للقائد املقومات والعنارص القيادي

: الدراسات املسحية وتناول نتائجها وفقا للرتتيب التايلبيان أهم املقومـات واخلـصائص القياديـة التـي أسـفرت عنهـا نتـائج . أ

.١٩٧٠ وحتى ١٩٠٤الدراسات من دراسـة وحتليـل املقومـات واخلــصائص القياديـة التـي انتهـت إليهــا . ب

.يادية يف الفرتة ذاهتاالدراسات الق

١٩

وقد أرفق عدة جداول بالفصل حدد فيها تلك املقومات واخلصائص القيادية .والتكررات اإلجيابية لكل منها

وخلص الباحث يف هناية الفصل إىل التثبت مـن وجـود اخـتالف وتبـاين يف مواقف الفكر اإلداري املعارص جتاه حقيقة القيادة اإلدارية ومقوماهتا وعنارصها

.القيادية

ومن أجل ما تقدم خصص الباحث الفصل الثالث لتحليل وتقويم استخدام املنهج العلمي يف دراسة ظاهرة القيادة اإلدارية يف الفكر اإلداري املعـارص وقـد

وهـي : استعرض مناهج البحث املستخدمة يف دراسة ظـاهرة القيـادة اإلداريـةرتيايب، واملذهب احلـيس، وقـد املذهب العقيل، واملذهب احلديس، واملذهب اال

استبعدت معظم الدراسات املذهبني احلديس واالرتيايب واستقرت عىل املذهبني . اآلخرين

. ويعد املنهج االستنباطي من أهم املناهج التي انبثقـت عـن املـذهب العقـيلوأكـد . واملنهج االستقرائي من أهم النتائج التي انبثقت عـن املـذهب احلـديس

أن الفكر اإلنساين قد حسم موقفه بـشكل كبـري وملمـوس وحتيـز الباحث عىل للمنهج التجريبي االستقرائي بشكله احلديث وأطلق عليه املنهج العلمـي وقـد

.استخدم أيضا يف جمال القيادة اإلداريةوبعد تأكيد نجـاح املـنهج العلمـي يف دراسـة الظـواهر الطبيعيـة لـوحظ أن

هرة القيادة اإلدارية مل يسفر عن حتقيق أي تقدم استخدام هذا املنهج يف دراسة ظا

٢٠

إجيايب ملموس حيث تتعـارض معـايري املـنهج العلمـي مثـل معيـار الـرضورة والنتائج اإلجيابية وكذلك منهج احلسية مع ما تم التوصل إليه ومثل ذلك فشال

ويـرى . ذريعا يف استخدام املنهج العلمـي يف دراسـة ظـاهرة القيـادة اإلداريـةملؤلف أن ذلك القصور راجع لالستخدام اخلاطئ للمـنهج العلمـي يف دراسـة ا

.ظاهرة غري حسية كظاهرة القيادةبعد ذلك حياول الباحث حتليل وتقويم عمليات قياس ظاهرة القيادة اإلدارية يف الفكر اإلداري املعارص والذي خـصص هلـا الفـصل الرابـع وأكـد أن هنـاك

هرة من بينها تأثري العوامل الشخصية الذاتية صعوبات تعرتض قياس تلك الظاوكذلك عوامل املصادفة واألحداث العارضة وانعكاساهتا عىل عمليات قيـاس الصفات والقـدرات وتبـاين الـصفات النفـسية، العامـة واخلاصـة والقـدرات

.الفردية من فرد آلخرومن أجل الوقوف عىل ذلك التصور حدد املؤلف أنواع ومستويات وعنارص

قيــاس الظــواهر : قيــاس ظــاهرة القيــادة اإلداريــة وصــنف أنــواع القيــاس إىلاالجتامعية والنفسية والظواهر الطبيعيـة واملاديـة، وكـذلك القيـاس يف املنطـق واللغة واإلحصاء، ثم قرر أن مستويات القيـاس أربعـة يكـاد االجـتامع ينعقـد

:عليها من جانب الباحثني ويـتم فيـه تـصنيف األمـور أو :مستوى القياس التـصنيفي االسـمي -

.الظواهر إىل فئات ونوعيات حمددة

٢١

- أي وضع الظواهر يف تدرج معني: الرتتيبي-مستوى القياس العادي - .تنازيل أو تصاعدي

يعمـد إىل التحديـد :مستوى القياس الكمـي ذو الفئـات املتـساوية - .الكمي ملقدار الفرق يف خاصية ما بني كل عنرص من العنارص

يقوم بتحديد األفضلية يف سلم الرتتيب :قياس النسبيمستوى ال - .القيايس يف شكل نسبة أو نسب تعكس الفروق الكمية

ثم حتدث عن عنارص القياس وقسمها إىل موضوع القياس، ومعيار القياس، وأداة القياس وقد أسهب يف عرض الرشوط العلمية لصحة موضوع القياس

لصحة أدوات القياس يف دراسة ومدى توافرها، وكذلك الرشوط العلمية .ظاهرة القيادة اإلدارية

وباملقارنة مع مناهج البحث يف الرشيعة اإلسالمية يف املجاالت االجتامعية والنفسية أكد الباحث أن الرشيعة اإلسالمية يف تلك املجاالت يتوافر هبا من

معايري الرشوط العلمية املطلوبة لصحة معايري القياس ما مل ولن يتوافر يف املوضوعية والثبات، وأعطى دالئل من : القياس الوضعية ومن أمهها رشوط

القرآن والسنة عىل توافر الرشوط العلمية لصحة مناهج البحث يف الرشيعة اإلسالمية من حيث األوامر والنواهي، فمن خالل فروض اإلسالم اخلمس

فرد واجلامعة استطاع حتديد بعض اخلصائص والسامت املنهجية التي تقيد ال .وتساعد عىل تكوين تصور لقيادة إدارية ناجحة

٢٢

ومن خالل املالمح األساسية ملنهج التحاكم إىل الرشيعة اإلسالمية تبني مدى قدرة التوجيه القرآين واستجابة املسلمني له يف تكوين قيادة وريادة سامهت يف

جمال العلوم بسط نفوذهم وثقافتهم عىل بقاع كثرية من العامل وريادهتم يف .الطبيعية والكونية بسبب متسكهم بكتاب اهللا

ثم عدد يف هناية الفصل مواقف الفقهاء القدامى واملعارصين منهم، من مقومات ورشوط اإلمامة ونوه إىل اختالف الرؤى بني الفقهاء يف أن يكون هلم موقف موحد من تلك املقومات والرشوط، فهي من األمور التي جيب إعامل

.أي واالجتهاد فيهاالرولعل ما يثري اإلعجاب ذلك العرض الذي بدأ به املؤلف لظاهرة القيادة اإلدارية من وجهة نظر ومنهجية غربية شارحا إجيابياهتا وسلبياهتا، ويف النهاية يضع املنهجية اإلسالمية احلاكمة لتلك الظاهرة، ثم يبدأ من الفصل اخلامس

ذاتية القيادية اإلسالمية تطبيق تلك املنهجية، والذي تناول فيه املقومات الباالنتهاء من التحاكم إىل كتاب اهللا وصحيح السنة نستطيع أن نقف عىل : ويقول

:املقومات الذاتية القيادية وحددها يف النقاط التاليةفاإلنسان املؤمن القوي : التصديق والطمأنينة: املقوم الذايت األول -

قتضيات إيامنه وخري شاهد عىل ذلك رسولنا يتوافق سلوكه دائام مع مr ومواقفه يف الدفاع عن الدعوة والصمود ضد األخطار التي

وبالرغم من كونه شيئا باطنا إال أن الفكر الوضعي . أحاطت هبا

٢٣

وهبذا يعتد اإليامن مقوما من . اإلداري مل يمنع من التأكيد عىل أمهيته .ميةأهم املقومات الذاتية القيادية اإلسال

العلم معناه ظاهر، وكامل علم اإلنسان أن : العلم: املقوم الذايت الثاين - حييط بكل ما ينفعه يف دنياه وأخراه، والعلم يمثل رضورة من رضوريات القائد اإلداري الناجح، والعلم هو أداة اإلنسان لتحقيق

والتزود بالعلم وحتصيله يف الرؤية اإلسالمية. أهدافه بكفاءة وفعاليةوعلم آدم األسامء{يتسم بقراءة املسطور واملنظور كلها سورة (}

ويعلمه الكتاب واحلكمة والتوراة واإلنجيل{) ٣١ :البقرة آل (} .)٤٨ :عمران

الكالم الفصيح هو الكالم : الفصاحة والبيان: املقوم الذايت الثالث - الفصاحة من أهم املقومات األساسية لدى الفرد البليغ والطلق، وتعد

ليكون إداريا ناجحا فيسهل عليه إبالغ الناس بام يريد يف أرسع وقت : يتصف بالفصاحة والبيان ويقول يف ذلكrممكن، وقد كان الرسول

إنام بعثت فاحتا وخامتا، وأعطيت جوامع الكلم وفواحته" ويقول )١("وقد جاء{ : اهللا تعاىل هم رسول مبني .)١٣: الدخان (}

، املراد به حسن السجية ويشمل اخللق احلسن: املقوم الذايت الرابع - كظم الغيظ، لني اجلانب، التواضع، وبالرغم من كونه سجية إال أن

.٦١٠، ص ١سبل اهلدى والرشاد يف سرية خري العباد، مرجع سابق، ج )١(

٢٤

اإلنسان يزداد بمخالطة العلامء علام وصالحا ويصف القرآن الكريم . وإنك لعىل خل{ rرسول اهللا ق عظيم فبخلقه احلسن)٤: القلم( }

.أصبح مؤهال من قبل املوىل سبحانه وتعاىل لقيادة اإلنسانية إىل اخلري أي االنتساب إىل اجلذور والنبت "االنتامء: املقوم الذايت اخلامس -

واجلامعة، ويمثل مقوما أساسيا من مقومات اإلداري الناجح مما جيعله لقد من اهللا عىل {: ؤوليتها يقول اهللا تعاىليتحمل تبعات القيادة ومس

املؤمنني إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب واحلكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل مبني آل ( }

يثري االنتامء ويقويه استمرار التوحد الزماين واملكاين )١٦٤ :عمران . القائد ومجاعته واستمرار التفاعل بينهامبني

ويرى املؤلف أن الرجولة يف اإلسالم : الرجولة: املقوم الذايت السادس - تعد واحدا من املقومات األساسية الواجب توافرها يف املرء، ليكون

. أهال للقيادة اإلداريةوقد أختلف مع املؤلف يف ذلك فقد رأينا يف املايض واحلارض نساء يقدن دوال ومجاعات ونجحن نجاحا ملفتا للنظر وعىل سبيل املثال يف تارخينا

."مارجريت تاترش"املعارص ريئسة وزراء بريطانيا ثم يتبع املؤلف تلك املقومات يف الفصل التايل بالرشوط القيادية اإلسالمية

:ا يف الرشوط التاليةوحرصه

٢٥

، واالصطفاء من الصفاء، ومنه الصفي، االصطفاء: الرشط األول - وهو الذي خيتاره الكبري لنفسه، ويقتيض االصطفاء أن يكون االختيار من قبل صاحب األمر أو السلطان ال من قبل الفرد كام

للرسالة اخلامتة، وكام rاصطفى اهللا سبحانه وتعاىل رسول اهللا ضا ملك مرص سيدنا يوسف عليه السالم لرجاحة عقله يف اختار أي

فال {إدارة خزائن الدولة ومن صفات القائد الناجح أال يذكي نفسه تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى فالقيادة )٣٢: سورة النجم( }

. ثقيلة ومسئولية وحساب يوم الدينأمانة رشط هام حتى وإن كان املختار به وهذا: اإلعداد: الرشط الثاين -

صفات حسنة إال أنه يلزم إعداده وهتيئته نفسيا وبدنيا وعقائديا وعلمك ما مل تكن تعلم وكان {لتحمل تبعات ومسئوليات القيادة

فضل اهللا عليك عظيام ت اويقول املصطفى صلو) ١١٣ :النساء( } .)٢( "أدبني ريب ونشأت يف بني سعيد بن بكر": ه عليه وتسليامتاهللا

وهي من املنهج واملنهاج والنهج، بمعنى : املنهجية: الرشط الثالث - الطريق الواضح، فيتوقف نجاح القائد عىل توافر املنهج الذي حيدد بجالء ووضوح كيفية حتقيق القائد للمبادئ والقيم واألهداف

الفكر ومشكلةألعىل، والغايات املحددة له من قبل قائده ا

، ١٣٦، ص٢اد لإلمام حممد بن يوسف الصاحلي، مرجع سابق، جـسبل اهلدى والرشاد يف سرية خري العب )٢( .١٥٨، ص١نقال عن اخلصائص الكربى، ج

٢٦

اإلسالمي املعارص يف جممله قد يكون فكر سامي ولكن حيتاج إىل حتويله إىل إجراءات تيرس عىل الناس حياهتم وحتدد هلم الرشعة

اك عىل رشيعة من {: واملنهاج ويقول املوىل سبحانه وتعاىل ثم جعلن األمر فاتبعها .)١٨: اجلاثية (}

ويعترب دعامة من الدعامات األساسية : التأييد: ط الرابعالرش - لتعضيد دور القائد من القيادات العليا ودافعا للتحسني والتجويد وعامل نفيس هام بدونه لن يكون هناك إداري ناجح، ويف ذلك

وعلمك ما مل تكن تعلم وكان فضل اهللا {: املعنى يقول جل عاله علي ك عظيام إين " :r ويقول الرسول الكريم )١١٣: النساء (}

.)٣ ("رسول اهللا، ولست أعصيه، وهو نارصيبعد حتديد املقومات والرشوط الالزمة للقيادة اإلدارية اإلسالمية وبعد االحتكام فيها إىل القرآن الكريم والسنة النبوية املطهرة حيدد لنا املؤلف يف

اب املقومات السلوكية القيادية اإلسالمية احتكاما الفصل السابع من الكتأيضا لتلك املنهجية التي انطلق منها يف هناية الفصل الرابع، أي املنهجية

:اإلسالمية، وحددها يف املقومات السلوكية التالية والتي سنشري إليها رسيعا

، تفـسري ابـن كثـري، ١١٢، كتاب الرشوط باب الرشوط يف اجلهاد واملـصاحلة، ص٢صحيح البخاري، ج )٣(

.١٩٦، ص٤جـ

٢٧

فقد يغني فعل عن ألف قول، فلن :القدوة: املقوم السلوكي األول - وقل اعملوا فسريى اهللا عملكم {ك اآلخرون إال بالعمل يتبع

ورسوله واملؤمنون . )١٠٥ :البقرة ( }يعترب التعليم من الدعائم : التعليم: املقوم السلوكي الثاين -

األساسية يف تكوين اإلداري الناجح فتوايل اإلعداد والتدريب ة املدير اإلداري وجيعله مطلع عىل وتنمية املهارات يصقل من خرب

ا فيكم رسوال منكم يتلو {كل ما هو جديد يف جماله كام أرسلن عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب واحلكمة ويعلمكم ما مل

تكونوا تعلمون .)١٥١البقرة، ( } إن الشورى أصل من أهم :الشورى: م السلوكي الثالثاملقو -

يدة يف اإلسالم، فبدون أصول ومقومات القيادة اإلدارية الرشوشاورهم يف { حيدث التقدم يف عاملنا اإلسالميالشورى لن

األمر ، ولو وضعنا نقطة عىل اخلريطة لكل دولة متقدمة ستجدها }ى وإن اختلفت مع مبدأ تتسم بقدر كبري من الديمقراطية حت

عنهم واستغفر هلم وشاورهم يف األمر فإذا {الشورى فاعف عزمت فتوكل عىل اهللا إن اهللا حيب املتوكلني .)١٥٩: آل عمران( }

إن توافرت املقومات السابقة : االجتهاد: املقوم السلوكي الرابع - بذل اجلهد واالجتهاد من قبل املدير القائد واملرؤوسني عىل دون

بذل الطاقة الالزمة ، فيجبحقق األهداف املرجوةحد سواء لن ن

٢٨

والذين ال جيدون إال جهدهم فيسخرون {لتحيق الغايات املحددة هم وهلم عذاب أليم هم سخر اهللا من من .)٧٩: لتوبةا ( }

حتى يتغلب القائد اإلداري : العزيمة: املقوم السلوكي اخلامس - الناجح عىل الصعوبات التي قد تواجهه واملعوقات فبدون العزيمة سيستلم إىل الواقع ويركن إليه ويقعده عن حتقيق

الذين قال هلم {: الغايات، ويف ذلك يقول اهللا سبحانه وتعاىل اس إن ال الن اس قد مجعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيامنا وقالوا ن

ونعم الوكيل حسبنا اهللا .)١٧٣ :آل عمران (}أي عدم تغليب األهواء بل : املوضوعية: املقوم السلوكي السادس -

.العدالة اإلنسانية وعدم التأثر أو االنقياد لألهواء دون اإلرساف يف األحالم :الواقعية: السابعاملقوم السلوكي -

والتطلعات ومعايشة الواقع والتوقف عليه والتعامل بام هو متوفر خذ العفو وأمر بالعرف {له ضمن الظروف الداخلية واخلارجية

وأعرض عن اجلاهلني .)١٩٩: األعراف (} والعطف عىل اآلخرين أي الرقة: الرمحة: املقوم السوكي الثامن -

دون التنازل عن جودة العمل، فبالرمحة انترشت الرسالة فبام رمحة من اهللا لنت هلم ولو كنت {وعظمت يف قلوب الناس

عنهم واستغفر هلم فظا غليظ القلب النفضوا من حولك فاعف

٢٩

وشاورهم يف األمر فإذا عزمت فتوكل عىل اهللا إن اهللا حيب املتوكلني .)١٥٩: آل عمران ( }

أي عدم استعجال النتائج : الصرب: املقوم السلوكي التاسع - والتعجل بل إعطاء األمور وقتها املقدر هلا حتى نحصل عىل

فاصرب كام صرب أولو{املطلوب ا العزم من الرسل وال تستعجل هلم كأهنم يوم يرون ما يوعدون مل يلبثوا إال ساعة من هنار بالغ

فهل هيلك إال القوم الفاسقون .)٣٥ :األحقاف (}التوكل والتوجه هللا أي االعتامد و: التوكل: املقوم السلوكي العارش -

سبحانه وتعاىل واألخذ باألسباب والسعي دون ترك األمور إذا عزمت فتوكل عىل اهللا إن اهللا حيب {للصدف واحلظ

املتوكلني ).١٥٩آل عمران، اآلية (}، فال متنعك الرمحة واملودة من املهابة: املقوم السلوكي احلادي عرش -

ون للقائد اإلداري مهابة واحرتام وإجالل لدى املرؤوسني أن يكمن يطع الرسول {فبدوهنا سيستخف باألمر وتضيع األمانات

فقد أطاع اهللا .)٨٠: النساء (}وبعد أن طاف بنا الكتاب بني العنارص القيادية الوضعية واإلسالمية، يبدأ يف

ملعارصة عىل ضوء العنارص القيادية اإلسالمية تقويم العنارص القيادية الوضعية االذي عرب فيه عن العديد من تلك من الكتاب الثامن الفصل وهذا عنوان

الثقة يف النفس، الذكاء، التعليم، االهتامم "العنارص ومن بينها عىل سبيل املثال

٣٠

"إلخ...بالعمل، االلتزام بقواعد األدب وأصول التعامل، الثبات واملثابرة ا منها متشابه إىل حد كبري أو متقارب مع عنارص ومقومات يف وجد أن كثريو

الرؤية اإلسالمية، إال أن هناك بعض املقومات والعنارص التي قد تتعارض مع الرغبة واالستعالء "املقومات والرشوط القيادية وعىل سبيل املثال ال احلرص

. سالمية يتعارضوا مع رشط االصطفاء أحد الرشوط اإل"والتسيدوكذلك ثبت من الدراسة أن هناك عنارص وضعية تبني عدم وجود تطابق أو

التعليم، العمر، الطول، الوزن "تعارض مع املقومات اإلسالمية ومن بينها ."إلخ...

ثم ينتهي بنا املطاف بعد ذلك إىل التجوال الفكري الفني بتقويم تلك ء العنارص القيادية اإلسالمية وقد النظريات القيادية الوضعية املعارصة عىل ضو

تناول املؤلف ثالث مداخل رئيسة يمكن أن تنتظم حتتها الغالبية العظمى من :نظريات القيادة يف الفكر اإلداري املعارص وهي

والذي يرجع نشأة القيادة وظهورها إىل :تقويم مدخل السامت - مية شخصية القائد وسامته وقد يرى البعض توافق املقومات اإلسال

مع هذا املدخل إال أن الكاتب يرى أن هناك اختالفات جوهرية إن شخصية القائد تتحقق بتوافر رشوط مثل االصطفاء، : أمهها

.واإلعداد، واملنهجية، والتأييد، والعون من املوىل تعاىل ثم اآلخرين أي أن نشأة القيادة وظهورها يرجع إىل :تقويم مدخل املواقف -

أي ظهور أو اختفاء أي قيادة -غري ذاتية–ة عوامل خارجية موقفي

٣١

يعود إىل طبيعة وظروف املوقف البيئي، وعىل ذلك فمثل هذا املدخل ال يتفق وال يتوافق مع مقتىض املفهوم العام هلذه املقومات اإلسالمية فالواقع العميل يشري إىل استمرار قيادات برغم تغري

.املواقف مثل قصة سيدنا نوح عليه السالم أي يعزو نشأة القيادة وظهورها إىل سامت :تقويم املدخل املشرتك -

القائد باإلضافة إىل عوامل خارجية، وهذا املدخل يتفق بنسبة كبرية مع املقومات اإلسالمية إال أنه خيتلف معه فقط يف أنه مل حيدد لنا العوامل اخلارجية غري الشخصية التي تسهم يف ظهور واستمرارية

.القيادةص الباحث يف هناية كتابه الذي يتسم بمنهجية علمية رصينة إىل جمموعة وخل

من التوصيات من بينها، رضورة العمل عىل ترمجة املقومات والرشوط القيادية اإلسالمية إىل قواعد وإجراءات تنفيذية حمددة تتضمنها سياسات ولوائح

مواالة كذلك رضورة االهتامم واحلرص عىل. االختيار والتعيني والرتقيومتابعة التحقق دوريا من توافر كافة هذه املقومات والرشوط القيادية

.اإلسالميةا أساسيا يف : ويف النهاية ال يسعني إال أن أقول إن هذا الكتاب يمثل ركن

منهجية إسالمية للقيادة اإلدارية لو أمكن للوائح العمل واملؤسسات أن تضعه

٣٢

ول كذلك ليكون كتابا دراسيا يف كليات ة وحيضمن لوائحها وبراجمها التدريبي .التجارة واإلدارة حلدث خري كثري، هو حمجوب عن فئة كثرية من عموم املثقفني

٣٣

أسواق األوراق المالية: اسم الكتاب -٢ سمير عبد الحميد رضوان. د. أ: المؤلف .ص٤١٣ ،١، ط١٩٩٩المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي أصـدرها دراسات يف االقتصاد اإلسـالميهو الكتاب الثاين يف سلسلة ويناقش الكتاب موضوع أسواق األوراق املاليـة العاملي للفكر اإلسالمي املعهد

يف متكني قوى اإلنتاج من القيـام بـدورها يف دفـع عجلـة التنميـة االقتـصادية، . االقتصادية املعارصةوخاصة بعد تعاظم دور هذه األسواق يف احلياة

وقد قسم الباحث الكتاب إىل ثالثـة أبـواب تنـاول يف كـل مـنهام عـددا مـن .القضايا التي تتناول موضوع األسواق املالية

وهـو "أسواق األوراق املالية ودورهـا يف التنميـة االقتـصادية"وحتت عنوان وتطورهـا عنوان الباب األول الذي تصدى ملاهية البورصـة، ونـشأة األسـواق

بوجه عام وماهية سوق األوراق املالية وأوجه الشبه واخلالف بينها وبني غريها .من األسواق بوجه خاص باإلضافة إىل عدد من القضايا األخرى

وقد بدأ الباب األول بتمهيد تناول فيه معنى كلمة السوق بأنه يف اللغة يعنـي اع فيـه الـسلع وتـشرتى موضع البياعات، وبمعناه احلريف هو املكـان الـذي تبـ

وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويميش يف األسواق لوال أنزل إليه ملـك { فيكون معه نذيرا وكذلك تناول تاريخ األسواق الـذي بـدأ بـام )٧: الفرقان( }

ينتج فيه الفرد لنفسه ولغريه وفقا عرف بالنظام العائيل، ثم النظام الطائفي الذي

٣٤

وقـد تعـددت األسـواق بعـد ذلـك إىل أسـواق دائمـة . للطلب يف حدود قريته .وموسمية وأسبوعية

هـي ) البورصـة(أما عن األسواق املالية موضوع الكتاب والتي يطلق عليها سوق منظمة تقام يف مكان ثابت يتوىل إدارهتا واإلرشاف عليها هيئة هلا نظامهـا

خلاص وحتكمها لوائح وقوانني وأعراف وهلذا يمكن القول أن البورصة وليدة ا .السوق إال أهنا تتميز عن السوق بأن هلا قوانني ولوائح حتكمها

:وظائف سوق األوراق المالية والتقسيم الوظيفي والتنظيمي لها. وظائف رئيسة ووظائف مكملة: حدد الباحث وظائف البورصة إىل قسمني

بيع ورشاء األسهم : الرئيسة هامة وبانتفائها ينتفي عمل البورصة وهيالوظائف دون املساس بأصل الثروة املتمثلة يف أصول املـرشوع، وخلـق سـوق مـستمرة ألدوات االستثامر، وتسجيل حركة األسعار جلميع الـصفقات وعـروض البيـع

وطلبات الرشاء يف سوق للمزايدة، وتوفري مؤرشا يوميا عن ظروف اال سـتثامر، .وكذلك التعريف باإلصدارات اجلديدة، واملسامهة يف تنشيط األعامل

متثل البورصة سلطة رقابية خارجية وغري رسـمية عـىل : أما الوظائف املكملةأداء الرشكات، وكذلك توفر جمموعة من األدوات املالية التي هتـب للمـستثمر

ق الـرشكات يقلـل مـن فرصا أوسع لالختيار، وكذلك فـإن االسـتثامر يف أورا .خماطر التضخم املايل

: تنقسم السوق من حيث الوظائف إىل قسمني:بالنسبة للتقسيم الوظيفيوتعرف األوىل بأهنا سوق اإلصدارات . السوق األولية، والسوق الثانوية

٣٥

اجلديدة ويتم التعامل يف هذه السوق بأسلوب التعامل املبارش من خالل أما . أو التعامل غري املبارش عن طريق الوسطاءاالتصال باملشرتين مبارشة

السوق الثانوية يقصد هبا السوق التي جيرى التعامل فيها مع األوراق املالية التي وخالل هذا الفصل حدد الباحث أنواع أسواق التعامل املبارش . سبق إصدارها .وغري املبارش

ساليب تنفيذ ويف الفصل الثاين من الباب األول يتناول املؤلف طرق وأ. العمليات يف خمتلف البورصات والقوانني احلاكمة للتعامل يف بعض األسواق

أن يصدر الشخص تعليامت إىل البنك : وقد حدد األساليب يف أسلوبني اثنني مهاالذي يتعامل معه لرشاء أوراق مالية حلسابه، أو االتصال مبارشة بأحد بيوت

واع تلك األوامر من كوهنا أوامر صادرة السمرسة، ثم حيدد بعد ذلك الكتاب أنوفقا لسعر السوق أو أوامر صادرة بسعر حمدد، ثم يعطي بعض األمثلة من خالل بورصة لندن والواليات املتحدة األمريكية ثم حيدد لنا املؤلف الوسطاء

: املاليون الذين هلم حق التعامل يف البورصات وهم .ويعرفه بأنه وكيل بالعمولة: السمسار - .وهو مستخدم يعمل بأجر عند سمسار: املندوب الرئيس - .أي الذي جيلب العمالء للسمسار: وسيط له حق التعامل - .ثم يف النهاية وسيط ليس له حق التعامل -

ومن أجل مراعاة اخلط الرئيس للدراسة يعرض املؤلف موقف الفقه قيم باألمر ال"اإلسالمي من األوراق املالية ويبدأ بتعريف كلمة سمسار بأنه

٣٦

وقام بعرض أحكام الوكالة يف الرشيعة اإلسالمية عىل . "احلافظ له وهو البيعالسامرسة واستعرض آراء أهل املذاهب األربعة ووصل إىل أن الوكالة الواردة يف

جائز بالكتاب -وهي إنابة شخص لغريه يف حق له يترصف كترصفه -الرشيعة .ية من الكتاب والسنةوالسنة واإلمجاع، ويعرض األدلة الرشع

أي -يصل املؤلف إىل أن الوكيل بالعمولة يف بورصات األوراق املالية يتوافق رشوط عمله مع ما تقره الرشيعة ولذا فال غضاضة يف -السمسار

التعامل معه والعمل يف هذا املجال طاملا ال حيل حرما وال حيرم حالال . القوانني احلاكمة للتعامل ويف مبحث آخر من هذا الفصل يستعرض املؤلف

يف بورصات األوراق املالية ويشري إىل أهنا يف الغالب قوانني جاءتنا من الغرب إباحة التعامل الربوي : ولذا جاءت بترشيعات ومفاهيم مل نألفها ومن بينها

واملقامرة، ومن أجل هذا صدرت بعض النظم والقوانني يف العامل العريب من رسعة نقل امللكية، وقرص التعامل يف جمال : من بينهاوهر أجل تاليف تلك الظوا

الوساطة املالية عىل رشكات املسامهة والتوصية باألسهم، والرقابة عىل اجتاهات .األسعار

بعد ذلك التفصيل والرشح ملفهوم األسواق املالية يبدأ الكتاب يف دراسة دور يلها، وقبل الولوج يف ذلك أسواق األوراق املالية عىل التنمية االقتصادية ومتو

الذي رآه أنه يتسم بالتعدد فال التخلف االقتصاديالدور يقوم بمحاولة تعريف يوجد تعريف جامع مانع له فهو من األمور النسبية التي يتم قياسها بمعايري

٣٧

متعددة ومتباينة، وأن هناك خلطا بني الفقر والتخلف، والغنى والتقدم، ثم حيدد التخلف التي متخض عنها الفكر االقتصادي وهو انخفاض لنا أهم مفاهيم

مستوى دخل الفرد انخفاضا كبريا وهذا يرد عليه أن هناك دوال مثل دول - ثم -اخلليج يرتفع فيها مستوى دخل الفرد وبرغم ذلك فهي يف مضامر التخلف

عدم كفاءة رؤوس : ع خصائصحيدد لنا خصائص التخلف االقتصادي يف أرباملنتجة، وختلف طرق اإلنتاج، وشيوع البطالة البنيانية، والتبعية األموال

.االقتصادية للخارج وأكد أيضا مفهوم التنمية االقتصاديةويف اإلطار ذاته حياول أيضا تعريف

الباحث عىل أن تعريف التنمية أثار جدال نظريا مثلام أثار تعريف التخلف؛ ية والبعض اآلخر رأى أن التنمية نمو يقرتن فالبعض ربطه بزيادة الطاقة اإلنتاج

.بالتغيري وإن التغيري يصيب املجتمع ككلويرى الكثري من االقتصاديني أن البالد املتخلفة أمامها أن ختتار بني سياستني

"سياسة الدفعة القوية" والثانية "التدرج البطيء"من سياسات التنمية أوهلام سياسة التنمية باملفهوم الغريب قد ال تتناسب وقد ثبت يف كثري من األحيان أن

كثريا مع رغبة التنمية يف عاملنا اإلسالمي وخاصة أن املنظور اإلسالمي ال يعرتف بندرة املوارد، وال هنائية احلاجات بل هو قصور يف استخدام املوارد

ويرى املؤلف. املتاحة، وسوء توزيع الناتج، واالستهالك املفرط، وترك العامرةا بالغ األمهية واألثر، يف هناية بحثه أن تأثري املدخرات عىل النمو االقتصادي تأثري

وأن املدخرات تزيد يف الدول املتقدمة عنها يف الدول املتخلفة، وبالتايل يأيت أمهية

٣٨

سوق األوراق املالية يف متويل النمو االقتصادي من خالل االكتتاب يف األسهم، ن أهم التنظيامت االقتصادية التي فرضها التطور فرشكات املسامهة تعد م

.االقتصادي وتساهم يف التنمية احلقيقية لألممالبيوع يف أسواق األوراق املالية ونظرة "وبداية من الباب الثاين وعنوانه

الرشكات يف الفقه اإلسالمي يبدأ الكتاب يف تعريف "الرشيعة اإلسالمية إليهان رشكات املسامهة، ويعرف الرشكة لغة بأهنا وموقف الرشيعة اإلسالمية م

وذلك "عقد املشاركني يف األصل والربح"خمالطة الرشيكني، واصطالحا بأهنا ثم أكد مرشوعيتها من الكتاب والسنة واإلمجاع فيقول . حسب قول األحناف

هم رشكاء يف الثلث من بعد وصية يوىص هبآ أ{: اهللا تعاىل و دين غري مضآر وصية من اهللا واهللا عليم حليم : عن املوىل تعاىلr، ويقول النبي )١٢ :النساء (}

، )٤("أنا ثالث الرشيكني ما مل خين أحدمها صاحبه، فإذا خان خرجت من بينهام"لدن رسول ويف اإلمجاع حكاه مجهور العلامء إذ كان الناس يتعاملون بالرشكة من

.)٥( إىل يومنا هذا من غري نكريrاهللا وكذلك أقسام الرشكة يف الفقه التعريف القانوين للرشكةثم يعرج الكاتب إىل

.رشكة أمالك ورشكة عقود: اإلسالمي والذي قسمها إىل قسمنيالرشكة التي ينقسم رأس ماهلا إىل ": وحسب تعريف رشكات املسامهة بأهنا

ة وقابلة للتداول، وال يكون كل رشيك فيها مسئوال عن أسهم متساوية القيم

.رشكة والوكالة احلديث يف باب ال- ابن حجر العسقالين-بلوغ املرام من أدلة األحكام )٤( .املرزوقي. املبسوط للرسخيس نقال عن د )٥(

٣٩

يستعرض رأي الفقهاء املعارصين "ديون الرشكة إال بقدر ما يملكه من أسهم : وتوصل إىل أن موقفهم انقسم إىل ثالثة أقسام

فريق أباحها مطلقا، وفريق قيد اإلباحة باخللو من الربا إال للرضورة، وفريق .ن الربا وعدم تعامل الرشكة يف حمرم وفريق آخر حرمهاقيد اإلباحة باخللو م

وبعد ذلك أفرد الباحث بحثا ناقش فيه حجج املبيحني واملحرمني لرشكة املسامهة خلص يف هنايته إىل أن رشكة املسامهة جائزة رشعا إال أهنا إذا تعاملت يف

حمرم بيعا أو رشاء أو بالفائدة أخذا أو عطاء فإنه حيرم االش رتاك فيها من خالل .متلك أسهمها

وبعد استعراض موقف اإلسالم من الرشكات املسامهة يستعرض موقف ، ويبدأ بالسهم ومن ضمن أدوات سوق األوراق املاليةالفقه اإلسالمي من

أنه حصة املساهم يف رشكة األموال، ويقابل حصة الرشيك يف رشكة "تعريفاته هم وأنواعه، ويصل إىل موقف الفقه ويعدد بعد ذلك خصائص الس"األشخاص

منهم من حرم التعامل هبا مطلقا، ومنهم من أباح : اإلسالمي من السهم ويقولالتعامل هبا مطلقا، ومنهم من أباحها برشط خلوها من الربا ومن كل ما

.يستوجب احلرمةوليس صك -وطبيعتها أهنا أصل مديونية : واألداة الثانية وهي السندات

يدر فائدة سنوية، ثم عدد خصائصها وأوجه االختالف بينها -و ملكيةمشاركة أإذا : وبني األسهم وأنواعها، ويصل إىل موقف الفقه اإلسالمي منها ويقول

استثنينا سندات املقارضة اإلسالمية التي قدمها الفكر اإلسالمي بديال ألدوات

٤٠

ناوهلا البحث والتي التمويل الربوي املعارص، فإن كافة أنواع السندات التي تالدين، : تغل فائدة ثابتة وحمددة زمنا اجتمعت فيها عنارص الربا الثالثة وهي

.واألجل، والزيادة املرشوطة، وبالتايل فهي حمرمة رشعا ويعرفها بأهنا صك حصص التأسيسثم يتناول األداة الثالثة واألخرية وهي

ل حصة يف رأس املال، ثم يعطي حامله حقوقا يف أرباح الرشكة دون أن يمثيرشح بالتفصيل خصائصها وموقف القوانني منها، ثم عرض املؤلف حصص التأسيس عىل خمتلف أنواع العقود التي تناولتها كتب الفروع يف الفقه اإلسالمي والتي استبان منها أن صاحب حصة التأسيس ليس رشيكا يف الرشكة، وليس

ي عن صاحب حصة رأس التأسيس صفة األمر الذي ينف... كذلك دائنا هلا .الرشيك وإن شارك الرشكاء يف جزء من األرباح

أنواع البيوع وصيغ ويف الفصل الثالث من هذا الباب يستعرض الكاتب العقود يف أسواق األوراق املالية واآلثار املرتتبة عليها وموقف الفقه اإلسالمي

لعاجلة، والبيع عىل املكشوف، وتناول العديد من الصيغ من بينها البيوع امنهاوالبيوع اآلجلة، والبيوع اآلجلة اخليارية الرشطية وغريها من البيوع وعرضها

.عىل الرشيعة اإلسالمية للوقوف عىل حرمتها من عدمها من هذه ويف هناية البحث القيم حول األسواق املالية يرى املؤلف أن كثري

ولت إىل ما يشبه أندية القامر ويرى حتواألسواق انحرفت عن وظيفتها األساسية أن التداول الذي حيث االقتصاد اإلسالمي عىل تنشيطه هو التداول اإلنتاجي

٤١

الذي خيلق املنافع أما غريه من التداول غري اإلنتاجي خيلق بيوع غري حقيقية وهو .أمر مذموم ينطوي عىل اجلهالة والغرر

ية تسجيل الرشكات فقط التي ال أمه: وينتهي إىل عدد من التوصيات من بينهاتتعامل يف حمرم بيعا ورشاء، ووضع سقوف علوية وحواجز سفلية سعرية لكبح مجاح تقلب األسعار، وأن الصكوك التي يسمح بتداوهلا هي الصكوك االسمية

.وال يسمح بقيد األسهم حلاملهية والتي ويا ليت مثل هذه التوجهات تسود األسواق املالية العربية واإلسالم

تتعرض اآلن إىل تقلبات أضاعت آمال ومدخرات صغار املستثمرين الذين وثقوا يف النظام املايل الذي دائام يستفيد منه كبار رجال األعامل دون مراعاة ألي منظومة أخالقية أو دينية فهو فكر مايل يقوم عىل املنفعة الشخصية الفردية

.متناسيا حاجات رشائح املجتمع األخرى

٤٢

مفاهيم أساسية في البنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٣ عبد الحميد محمود البعلي .د. أ: المؤلف .ص١٣٧، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

هو الكتاب الثالث يف سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي التي أصدرها الكتاب املفاهيم األساسية يف البنوك املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ويناقش

اإلسالمية وقواعد اإلسالم يف كسب املال وإنفاقه ويربط بني مفهوم تشغيل .األموال واالستخالف لعامرة األرض

وبام أن البحث حياول حتديد املفاهيم األساسية للبنوك اإلسالمية فبدأ يف رصيف واإلسالمي، فصله األول بتحديد األصول احلاكمة يف مسرية العمل امل

:وقسمها إىل أربعة أقسام :حرية العقيدة وواحدية األمة وعالمية التطبيق: أوال

إن توحيد اهللا ذاتا وأسامء وصفاتا واالعرتاف له بالعبودية قل هو اهللا أحد { *اهللا الصمد مل يلد ومل يولد * ومل يكن له كفوا أ* حد ، )٤-١: اإلخالص (}

وإن هذه أمتكم أمة {: أحدية العقيدة تبقي عىل واحدية األمة لقوله تعاىلوتأكيد واحدة وأنا ربكم فاتقون ، وهذا يؤدي إىل عاملية التطبيق )٥٢: املؤمنون (}

ح من املتعني ذلك املنهج والرسالة أنزال للناس كافة فإنه يصبباعتبار أناالنصياع يف آليات النظام االقتصادي اإلسالمي لألصل السابق يف واحدية

.األمة :عبودية تشغيل األموال واالستخالف فيها لعمارة األرض: ثانيا

املال أساس االقتصاد وأساس التمويل ولذا أحل : وهذا األصل فيه مسائلضائل وآفات فهو من أسباب القوة اهللا البيع وحرم الربا، واملال خري وزينة وله ف

٤٣

ومن أهم . ومن وسائل اجلهاد وهو يف نفس الوقت وسيلة للتكالب وامللهاة وكذلك عدم -أي االعتدال-االقتصاد : قواعد اإلسالم يف كسب املال وإنفاقه

اقرتاف حمظور أو هني رشعي يف حتصيل املال، وأهم عامل يف عملية التنمية هو ال فال تنمية حقيقية بغري مشاركة فعلية لفئات الشعب التشغيل الكامل لألمو

.العاملة :فريضة الزكاة أحد المحاور الدينية للنشاط االقتصادي: ثالثا

الزكاة ال الربا األساس األول القتصاد سليم حيث تتعلق بمقومات أساسية فقهية تعلقها بأصناف املال املختلفة مثل الذهب والفضة وعروض التجارة

إلخ، وباعتبار الزكاة حق هللا تعاىل وينرصف للعباد فيكون بذلك اهللا ...وعوالزرتعاىل ثالث الرشيكني ما مل خين أحدمها صاحبه، وتعترب الزكاة أيضا من أهم

ما "وسائل تصحيح وظيفة النقود، باإلضافة إىل أهنا حق يف املال تثمره وتنميه "نقص مال من صدقة

: طريق الرباخطر زيادة المال عن: رابعاأي حتريم منافعه بأشكاهلا املختلفة مع حتديد مفهوم الربا وحكم العائد سلفا، فالربا له آثاره االجتامعية واخللقية والسلوكية املدمرة، وكذلك خطورته االقتصادية لتعلقه بحركة املال والنقود، وما نرى اآلن من مشاكل اقتصادية يف

ديد من الرشكات داللة كبرية عىل فساد النظام العامل وكثرة إشهار إفالس الع .الربوي يف وضع أسس جيدة للتنمية

٤٤

ويف الفصل الثاين من الكتاب حيدد لنا املؤلف رسالة التغيري والتعمري للبنوك :اإلسالمية وحيددها يف اآليت

:أدوات التغيير وتضاعفها: أوالليغريه بيده، فإن مل من رأى منكم منكرا ف" rانطالقا من حديث الرسول

يرى . رواه مسلم"يستطع فبلسانه، فإن مل يستطع فبقلبه، وذلك أضعف اإليامناألفضلية بالنظر إىل الوضع السابق، : الباحث أن التغيري له مقياسان مهاوالتغيري باليد ما تعنيه من القوة والسلطة . واألفضلية بالنظر إىل الوضع األمثل

ن بام يعينه من النصح واإلرشاد واإلبالغ، والعكس بام والعمل املبدع، وباللسا . لها دائاما للمنكر وإرصارا عىل ذلك واستنكاريعنيه رفض

المقاصد ومصالح العباد واألحكام التكليفية وحد الكفاف والكفاية : ثانيا :والغنى

وحدد البحث املقصد العام من الترشيع وهو حفظ نظام األمة واستدامة أما املصالح . الح اإلنسان نفسه ومن أجل ذلك وضعت الرشيعةصالحه بص

. فقد قسمها إىل مصالح كلية وجزئية باعتبار تعلقها بعموم األمة أو أفرادهاال بد منها يف : رضوريات:وباعتبار آثارها يف قوام األمة قسمها إىل ثالثة أقسام

إليه يف حياهتم من وهي ما حيتاج الناس : قيام مصالح الدين والدنيا، وحاجيات: حيث التوسعة ورفع الضيق املؤدي يف الغالب إىل املشقة واحلرج، والتحسينات

.ما يقصد به سري الناس يف حياهتم عىل أحسن منهاج

٤٥

:الحاجات اإلنسانية األساسية في ضوء المقاصد الشرعية: ثالثاالتي من خالل القرآن والسنة وأعامل الصحابة حرص الباحث حاجات الناس

عقيدة دينية، وطعام، ورشاب، ولباس، ومسكن، : ال بد منها لقيام حياهتم يفوصحة، وتعليم، وأمن، وعمل، ومواصالت، وزواج، وقضاء ديون الغارمني، والقروض، ودفاع، وجهاد، وما يستلزمه إشباع تلك احلاجات من حرف

يات فيام بني وأشار إىل أمهية حتديد األولو. وصنائع وجتارات وفالحة وسياسةتلك احلاجات والتي تعتمد يف األساس عىل املوارد وكيفية توزيعها، واإلنتاج

وقد قام بتحديد بعض أنواع املوارد يف املنهج . وزيادته عىل االستهالكالفيء، واملعادن، والركاز، والصدقات، والعشور، وقد وزعها : اإلسالمي ومنها

اإلنتاج ووسائله من أرض، وزراعة كذلك حدد. طبعا للتوزيع القرآين هلاإلخ، وشدد عىل أمهية أن يكون اإلنتاج أكرب من االستهالك، وأن ...وعمل

يكون املسلم راشدا يف استهالكه يبتغي حد الكفاية دون إرساف وتبذير ورفاهية وأن تنفذ الدولة مرشوعات تعمل عىل حتقيق الكفاية اإلنتاجية هلا، . غري حمدودة

.ق األولويات يف سلم االستهالك حتى متلك قرارها بني األمموكذلك حتقيويف الفصل الثالث واألخري من الكتاب يعالج املؤلف إشكاليات منهجية

:التجميع والتشغيل واستخدام األحوال وحيددها يف اإلشكاليات التالية :إشكالية االدخار واالستثمار: أوال

ويرى أن سعر الفائدة يلعب دورا مؤثر ا يف معادلة االدخار واالستثامر بغية حتقيق توازن بينهام، فهناك تأثري طردي لسعر الفائدة عىل املدخرات وازديادها

٤٦

بزيادة سعر الفائدة، وكذلك سعر الفائدة املرتفع يؤثر سلبا عىل االستثامر، أي .عالقته تكون عكسية

:إشكالية الربحية والسيولة: ثانياة بصفتها وسيط ائتامن غري متخصص إىل حتقيق أكرب هتدف البنوك التجاري

ربح ممكن من خالل الفوائد التي تقرض عىل اإلقراض واالستثامر يف املرشوعات املختلفة، ومن أجل عدم املخاطرة بكافة الودائع لدهيا تضع القوانني

من رأس املال % ٢٥قيدا عىل حرية البنوك يف االمتالك واالستثامر يف حدود .دفوع حتى ال تواجهها مشاكل سيولة ملواجهة متطلبات الدفع يف أي وقتامل

:األوامر والنواهي والمباحات واإلبداع العقلي: ثالثا: وقد قسمها حسب املنظور اإلسالمي إىل شق النواهي بمراتبها وتشمل

.إلخ..ل، النجش، اجلهالةومنها الربا، الغرر، التبذير، االستغال: احلرام واملكروهالزكاة، العمل، : ومنهاوشق األوامر وتشمل الواجب واملندوب

إلخ..اإلنفاق .واملباح وهو يعطي املنهج اليرس الذي جيعله مناسبا لكل زمان ومكان

الضوابط الشرعية الكلية للعمل المصرفي واالقتصادي :رابعا :اإلسالمي

رشعية لكل عمل ضوابط وكذلك للنشاط االقتصادي، وتعترب الضوابط ال: حاكمة لكليات من جزئيات العمل املرصيف واالقتصادي اإلسالمي ومن أمهها

منهجية االستثامر عىل اخلدمات، درء املفاسد مقدم عىل جلب املصالح، وعدم التعامل بالربا، وعدم املامطلة يف احلقوق، والنهي عن القامر وامليرس والغرر،

٤٧

أو الطيبات، واالجتهاد الفقهي بام والوفاء بالعقود، والعمل باملباح واحلالليساير حركة العمل ويناسب متغريات الزمان واملكان، وكام هنى عن الربا فإن أداء الزكاة عىل رأس األوامر يف إطار املعامالت أيضا، وأن أساس االستثامرات

.يف العمل املرصيف هو املشاركات :المشاركات واالستثمار: خامسا

االستثامر يف االقتصاد اإلسالمي، وما يرتتب من آثار املشاركات هي جوهرعنها حيقق غايات ختتلف عام حيقق االقتصاد الوضعي، فأهم مقوم فيها أن عنرص رأس املال بمفرده ال يستحق عائدا يف املنهج اإلسالمي أي حتريم الربا، وكذلك

ؤلف بعد ذلك وقد عدد امل. أي الزكاة التي حتقق التكافل االجتامعي"حق اهللا"أنواع الرشكات والفروق بينها، وذلك من خالل التصور اإلسالمي واالقتصاد

.الوضعي :اإلدارة والرقابة: سادسا

يعترب عنرصي اإلدارة والرقابة من أهم األساسيات يف البنوك اإلسالمية ويرى املؤلف أن نظام اإلدارة يف املصارف . واختيار العنرص البرشي وتدريبه

وجيب أن . مية ال بد أن يتأثر إىل حد كبري بمعطيات الفكر اإلسالمياإلساليدرك من يعمل يف البنوك اإلسالمية أن عمله مراقب من قبل اهللا تعاىل، ثم

.املؤمنني بام نعنيه من نظم وقواننيثم أفرد الباحث مقارنة فريدة يف نوعها بني االقتصاد الوضعي واالقتصاد

من بينها التأخر يف السداد، واإلفالس، اإلسالمي يف مسائل عدة ،إلخ وتوصل إىل أن الفقه اإلسالمي من خالل أحكامه راعى ...والرهان

٤٨

املصالح الشخصية واالجتامعية، ومن خالل آليات مثل الزكاة؛ استطاع أن .يعالج قضية شائكة مثل قضية اإلفالس إذ جعلها ضمن بنود الزكاة الرئيسية

تكون هناك بنوك إسالمية هبذا الشكل املتقدم والذي لكل ما تقدم نتمنى أن أرى أنه مل يتحقق إىل اآلن، فهي بنوك يف كثري من أحواهلا مثل غريها من البنوك

فاألمر ال حيتاج إىل إنشاء مصارف دون . وال ختتلف عنها يف يشء سوى املسمىنشود أن تكون هناك سياسات اجتامعية واقتصادية تساعد عىل حتقيق األمل امل .من إنشاء بنوك إسالمية تعمل عىل حتقق العدالة بني فئات املجتمع املختلفة

٤٩

النظام القانوني للبنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٤ عاشور عبد الجوار عبد الحميد. د.أ: المؤلف .ص٢٨١، ١، ط١٩٦٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

سلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي التـي أصـدرها هو الكتاب الرابع يف سلاملعهد، ويناقش الكتاب البنوك اإلسـالمية ككيانـات قانونيـة، وكيـف يتكـون البنك اإلسالمي، وشكله القانوين، وكيفية تسوية منازعاته، ويقارن بني احللول التي وردت يف وثائق تأسيس البنوك واحللول التي تتفق مـع أحكـام الـرشكات

وقد قسم الباحث . امالت املالية يف الرشيعة اإلسالمية والقوانني الوضعيةواملع . الكتاب إىل متهيد وأربعة أبواب وخامتة

، ويـذكر أنـه مفهوم البنـك اإلسـالمي وخصائـصه بتحديد التمهيدويبدأ يف مرشوع اقتصادي، فباإلضافة إىل كونه وسيط مايل بغري أسلوب الفائدة الربويـة

باإلضـافة إىل أنـه ) إلخ...التجارية واملرصفية (ع األنشطة املالية فهو يامرس مجييقوم بدور بنوك التنمية ودعم االقتـصاد، ولـه دور اجتامعـي هـام مـن خـالل االمتناع عن متويل األنشطة الضارة وأداء الزكاة، باإلضافة إىل أنه حمكوم بقواعد

ك اإلسـالمية يف حتقيـق وعىل املستوى الدويل تساهم البنـو. الرشيعة اإلسالمية .التكامل االقتصادي بني الدول اإلسالمية

بخطـوات تأسـيس البنـك اإلسـالمي مـن الكتـاب البـاب األولثم يبدأ يف ويبدأها بتحديد الرشكاء يف البنك اإلسـالمي والـرشوط الواجـب توافرهـا يف الرشيك، وبعد أن استعرض املؤلـف آراء الفقهـاء يف ذلـك الـرشط رأى أن مـا

٥٠

يده يف الدليل الرشعي ويتجـاوب مـع روح الـرشيعة اإلسـالمية هـو جـواز يؤوبالنسبة ألنواع . مسامهة غري املسلمني يف الدول اإلسالمية يف البنوك اإلسالمية

رشكة (الرشكاء يف البنك اإلسالمي رأى أن مشاركة األفراد والشخص املعنوي ت، وكـذلك الـدول والشخص املعنوي العام مثل املؤسسات واهليئـا) مضاربة

.واملؤسسات واملنظامت الدولية له ما يؤيده أيضا يف الرشيعة اإلسالمية، حيدد األداة القانونية املنشئة للبنك اإلسالمي من هذا الباب الفصل الثاينويف

ويرى أهنا ال ختتلف تلك األداة عن تلك التي ينشأ بمقتضاها البنك التقليـدي، . واألداة الوطنية تصدرها سلطة وطنيـة خمتـصة. ليةفقد تكون أداة وطنية أو دو

عقد من عقود : واألداة الدولية تصدر عن أداة دولية، ثم حدد قواعد اإلنشاء يفالقانون اخلاص الذي يتم وفقا لقوانني الرقابة عىل النقد يف دولة املقر، وكـذلك

يف تأسـيس قانون وطني تصدره دولة املقر، وكذلك االتفاقيات الدولية الغالبـةالبنوك الدولية أو إقرار منظمة دولية، وللعلم مل ينشأ أي مرشوع أو بنك إسالمي

.هبذا األسلوب حتى اآلنوبعد استعراض تلك الرشوط عىل الرشيعة اإلسالمية وجد أهنا تتوافق مع ما

احـرتام العقـود والوفـاء بـالعهود وكـذلك فكـرة املـصلحة (يقره الـرشع مـن لباحـث يف هنايـة الفـصل أن أنـسب وسـيلة لتأسـيس البنـك ، ويرى ا)املرسلة

اإلسالمي هو صدور قانون بالتأسيس حيدد للبنك نظامه القـانوين ويعفيـه مـن .اخلضوع للقوانني التي حتكم نشاط البنوك التقليدية

٥١

يشري إىل أن البنك الشكل القانوين للبنك اإلسالمي بعنوان الفصل الثالثويف د أشكال الرشكات التجاريـة عـىل النحـو الـذي حتـدده اإلسالمي قد يتخذ أح

القوانني الوضعية أو شكل املؤسسة أو اجلمعية التعاونية، ثـم قـام باسـتعراض تلك األشكال عىل الفقه اإلسـالمي وقـسم الـرشكات يف الفقـه اإلسـالمي إىل رشكات األموال، والصنائع، ورشكات الوجوه، وأكد عىل أن رشكات األموال

متفق عىل صحتها بني مجيع املذاهب، أما رشكات األحـوال ) واملضاربةالعنان ( . واألعامل والوجوه فمرشوعيتها حمل خالف ما بني مؤيد ومعارض) املفاوضة(

وبعد استعراض األشكال السابقة يرى أن كل األشكال التي اختـذهتا البنـوك يناسـب اإلسالمية ال اعرتاض عليها من جانـب الـرشيعة اإلسـالمية وكـذلك

.الغايات التي هيدف إليها البنكوتعترب البنوك اإلسالمية معنوية يف نظر القانون هذا ما جاء يف الفصل الرابـع من هذا الباب، والشخصية املعنوية هو وصـف قـانوين لكـل كيـان قـادر عـىل اكتساب احلقوق وحتمل األزمات، ولألسف مل تكن هـذه الشخـصية قائمـة يف

مي، ولكن طبقت بعض نتائجهـا عـىل الوقـف واملـسجد مدونات الفقه اإلسالوبيت املال، أما طبيعة الشخصية املعنوية للبنك اإلسالمي تتوقـف عـىل طريقـة تأسيس البنك وتكتسب إما من خالل اتفاقية دولية أو بتامم إجراءات التأسـيس يف ظل قوانني الرشكات وبدراسـة البنـوك احلاليـة باسـتثناء البنـك اإلسـالمي

.تنمية فإهنا تتمتع كلها بشخصية معنوية وطنيةلل

٥٢

والواقع أن القانون أمىل عىل البنوك اإلسالمية صفة الشخصية املعنوية وبرغم أن البنوك اإلسالمية تلتزم بأحكام الرشع يف البيع اجلائز منها واملحرم، إال أنه يف

بعض احلاالت سلك املرشع مسلكا مغايرا فأباح لألشخاص املعنـويني مـا هـو .حمرم يف رشيعة اإلسالم

ويعترب أن اإلسالم جنسية البنك اإلسالمي يقوم بمناقشة الفصل اخلامسويف ال يرفض فكرة اجلنسية باعتبارها روابـط روحيـة وعاطفيـة ويتخطـى املفهـوم

وكذلك ال يوجد يف الفقـه اإلسـالمي مـا . القومي إىل رابطة العقيدة اإلسالمية بجنسية دولة ما إذا كان هذا ما حيقق نيألشخاص املعنوي دون االعرتاف لحيول

.مصلحة ال هيدرها الرشع الفصل السادس يدور وظائف وحصانات وامتيازات البنك اإلسالميوحول

من الباب األول، ويرى املؤلف أن البنك اإلسالمي تتسع دائرة نـشاطه ليبـارش بـرشط أال يـتم ذلـك عـن إلـخ، ...مجيع اخلدمات والعمليات املرصفية واملالية

عن أي خطأ يـسبب -كأي بنك آخر–طريق الربا، كذلك يكون البنك مسئوال رضرا لعمالئه، وكذلك ي وبـام أن للبنـك حـق . سأل عن إفـشاء أرسار عمالئـه

ا بالنـسبة للمتعاقـد، وجيـب أن االمتناع عن التعاقد جيب أن يكون قراره رسيعـ، ويف كل تلك احلـاالت يكـون البنـك يقوم بالتحري الكامل عن مركز العميل

مسئولية قانونية إذا خالف ذلك، وكذلك فإن البنـك مـسئول مـسئولية مسئوال .كاملة عن أعامل تابعيه

٥٣

وتتمتع البنوك اإلسالمية بـبعض احلـصانات القـضائية، مـع العلـم أن هـذه يـضا احلصانة ال يتمتع هبا سوى البنوك اإلسالمية ذات النظام الدويل، وتتمتع أ

بحصانة عامة ألموال البنك وممتلكاته وحـسابات أشخاصـه، وتتمتـع البنـوك البنـوك اإلسـالمية بعـض هـاالتقليدية بإعفاءات رضيبية يف دوهلا اسـتفادت من

الوقت وبالتايل أصبح عليها أن تتحمل الـرضيبة بجانـب احلـق الـرشعي وهـو .الزكاة

، وارد املالية للبنـك اإلسـالميامل من الكتاب يتناول الباحث الباب الثاينويف منه يتناول رأس املال الذي قـسمه إىل عـدد مـن األسـهم يف الفصل األولويف

ويف الشكل النقـدي يمكـن للمـساهم أن يمـول بـالنقود . شكل نقدي وعينيوبشأن العملة التـي جيـب الوفـاء هبـا . الورقية حيث أصبح هلا خصائص النقد

واملحلية ويقرتح املؤلف أمهيـة العمـل بنظـام تعددت ما بني العمالت األجنبية أما احلصة العينية فقـد . الوحدات احلسابية إىل أن يتحقق أمل الدينار اإلسالمي

ا ملقر البنك أو مواد خامتكون آالت أو أرض ا، ثم تناول يف الفصل أيضا حـصة تـه العمل أي املضاربة وآراء الفقهاء حوهلا، وكذلك نظام األسهم ومدى مالئم

للبنوك اإلسالمية أما بـاقي حقـوق املـسامهني أي االحتياطـات واملخصـصات األخرى فقد أخذت كل البنوك اإلسالمية هبا، كذلك مسألة زيادة رأس املال أمر

.يلتقي مع أحكام الرشيعة اإلسالمية حمددا املوارد املالية األخـرى للبنـك الفصل الثاينواستكامال هلذا الفصل يأيت

مي والتي متثلت يف الودائع اجلارية واالستثامرية التي يضعها العمـالء يف اإلسال

٥٤

البنك، واملودع يف حالة االستثامر يكون بنظام املشاركة الذي خيتلف عن النظـام الربوي يف البنوك التقليدية واملورد اآلخر وهو السندات عن طريـق االقـرتاض

كون للسند فائدة ثابتة سنوية بل من اجلمهور عن طريق االكتتاب العام عىل أال ي .نسبة مئوية من األرباح يتفق عليها

بأنـه الـربح القابـل توزيع العائد وتعريفـه يتناول املؤلف الفصل الثالثويف للتوزيع، والربح يف الفقه اإلسالمي ال يستحق إال باملال أو العمـل أو الـضامن،

وبالنسبة لعائد رأس . رشكةويتوقف توزيع الربح يف الفقه اإلسالمي عىل نوع الاملال أخذت وثائق البنوك اإلسالمية بالقاعدة العامة يف توزيع األرباح بعد جتنب االحتياطي اإلجباري واالختياري أمـا بالنـسبة لعائـدات الـسندات والودائـع االستثامرية تكون باملشاركة ومن ثـم جيـب أن تتـساوى حقـوقهم مـع حقـوق

.املسامهني، إدارة البنك اإلسالمي والرقابة عليه وتسوية منازعاته الثالثالباب ويتناول

يقرر املؤلف أنه ال يوجد يف الفقه اإلسالمي أحكام تفـصيلية الفصل األولويف إلدارة الرشكات كام يف القـوانني الوضـعية، ومـن أجـل ذلـك أخـذت البنـوك

ليـة تكـوين اإلسالمية بام يسمى اجلمعية العامة للمسامهني وحدد يف نقـاط متتااجلمعية العامة، وسلطاهتا، واختصاصاهتا، وزمن انعقادهـا، ونظـام التـصويت

وتعرض أيضا لتكوين جملـس . فيها، ونظام األغلبية واإلمجاع يف اختاذ القراراتــس اإلدارة ــضاء جمل ــات أع ــوق والتزام ــه وحق ــضوية في اإلدارة ورشوط الع

٥٥

لإلدارة التنفيذية للبنك ثم تعرض أيضا. وسلطات واختصاصات جملس اإلدارة .اإلسالمي وكيفية تشكيلها والتكييف الرشعي هلا والسلطات املخولة هلا

، وأكد عىل الرقابة عىل البنك اإلسالمي من هذا الباب تناول الفصل الثاينويف أن البنوك اإلسالمية كغريها ختضع للرقابة هبدف ضامن عدم جنوح تلك البنوك

، وعددها يف الرقابة احلكوميـة هبـدف محايـة املـصلحة عن األهداف املحددة هلاالعامة للمجتمع، وتكـون الرقابـة مـن خـالل رقابـة اجلهـة اإلداريـة اخلاصـة،

ثم هنـاك رقابـة أخـرى وهـي . والتفتيش عىل الرشكات، ورقابة اجلهة املرصفيةرقابة الرشكاء عن طريق اجلمعية العامة وبواسطة مراقبي احلـسابات، والرقابـة

بارشة للمسامهني، وكذلك حق املودعني يف الرقابة عـىل البنـك، وباعتبـار أن املللبنك هيئة رشعية فلها احلق أيضا يف الرقابة عىل البنك ملعرفة توافق أعاملـه مـع

.مبادئ الرشيعة اإلسالميةتسوية نزاعـات البنـوك الفصل الثالثولكل جمال ومرشوع نزاعاته ويناقش

بنـك يف حـاالت النزاعـات للقـانون اخلـاص بإنـشائه أو ، وخيضع الاإلسالميةلقانون الدولة إذا كان نطاقها مستمد من الرشيعة اإلسالمية، ويف حالـة إنـشائه طبقا للقوانني العادية خيضع لنصوصها مثله يف ذلك مثل البنوك التقليديـة، أمـا

فاقية الدولية البنوك اإلسالمية الدولية ختضع لقواعد قانونية دولية مصدرها االتويتابع داخل الفصل حتديد وسائل تسوية املنازعات إمـا مـن خـالل . املنشئة له

ويتوصل املؤلف يف هناية . التفاوض والتوفيق، أو التحكيم، ثم املحاكم القضائية .عرضه إىل أن أنسب وسيلة لتسوية منازعات البنوك اإلسالمية هو التحكيم

٥٦

، ويف الفـصل األول نقضاء البنك اإلسالميا يعالج الكتاب الباب الرابعويف منه يعالج موضوع االنحالل أي اهنيار الرابطة القانونيـة التـي جتمـع الـرشكاء، ومعظم وثائق البنوك اإلسالمية تنص عىل أسـباب ورشوط حـل البنـك، وقـد

. يشرتط وضع مدة زمنية للحل قبل مخسني عاما أو أن البنـك غـري حمـدد املـدةوقد يكون احلل بقرار من اجلهاز . نتهاء يتفق مع الفقه اإلسالميوحتديد مدة لال

األعىل للبنك أو بسبب خسارة رأس املال، أو عن طريق االندماج مع بنك آخر، ل البنك إراديا حسب رغبة الرشكاء أو غري إرادي من خالل قرار منظمة وقد حي

التـصفية، وينتقـل بـذلك إىل مرحلـة . دولية أو نص رشعي، أو حكم قـضائيومعناها حرص ممتلكات البنك واستيفاء حقوقـه والوفـاء بدينـه، ويكـاد يتفـق

الفـصل ويف . الفقهاء عىل أن شخصية الرشكة تستمر حتى تـتم أعـامل التـصفية من هذا الكتاب حيدد املؤلف كيفية قسمة األموال بعد تصفية البنك كـل األخري

.ديونحسب حصته وبعد وفاء االلتزامات األساسية والويف هناية هذا العرض الكامل حول النظام القانوين للبنوك اإلسـالمية يـدعو املؤلف إىل أمهية تفعيل دور تلك البنوك يف املجال االقتصادي وجيب عىل الدول اإلسالمية أن تقدم للبنوك ضـامنات كافيـة وأكيـدة حلاميتهـا مـن املخـاطر غـري

.التجاريةا هـذا الكتـاب أرى أن البنـوك اإلسـالمية عـىل ويف رأيي بعد ما قرأته يف ثناي

ال ختتلـف كثـريا عـن البنـوك -ولـيس تبعـا للقـوانني-األقل يف الواقع احلـايل التجارية، فمسألة القروض احلسنة وهم كبري، بل يتحمل املقرتض نفس نـسب

٥٧

الفائدة يف البنوك األخرى حتى أن كثريا من األحيان عائد البنوك التجارية يكون ى ري من الناس يف إيداع أمـواهلم لـدىل من البنوك اإلسالمية برغم إقبال الكثأع

.البنك اإلسالمي

٥٨

رسالة البنك اإلسالمي ومعايير تقويمها: اسم الكتاب -٥ عبد الشافي محمد أبو الفضل. د. أ: المؤلف .ص١١١، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشرلكتاب اخلامس يف سلسلة دراسات االقتصاد اإلسالمي التـي أصـدرها هو ا

املعهد، ويتصدى الكتاب لدراسة رسالة البنـك اإلسـالمي، مـن منطلـق متييـز طبيعة وغايات البنوك اإلسالمية عن غريها من املنظامت غري اإلسالمية، مؤكدا

ميـز يف عىل رضورة وجود رسالة واضحة وحمـددة معلنـة تـربر طبيعـة هـذا الت .املنطلقات والغايات التي من أجلها أنشئت البنوك اإلسالمية

ويف املقدمة يؤكـد عـىل أمهيـة أن . ويقسم الكتاب إىل مقدمة وفصلني وخامتةويـرى أن . تكون للبنوك اإلسالمية رسالة تضطلع هبا لتربز حقيقة تلك البنوك

ظمـة وال تعنـى الرسالة ختتلف عن األهداف واألغراض، فهي مربر وجـود املنأمـا األهـداف فهـي نتـائج . باملنتج السلعي أو اخلدمي التـي سـتقدمه املنظمـة

وبالرغم من ذلـك نجـد أن كثـريا مـن البنـوك . مستهدفة حمددة وقابلة للقياس .اإلسالمية خلت وثائقها من اإلشارة إىل رسالتها

عهـا، واق: يتعرض الباحث لرسالة البنك اإلسالميالفصل األولوبداية من . وأمهيتها، وماهيتها

أن : من عدة شواهد من بينهـايظهر ويشري إىل أن هناك قصور يف هذا الصدد املراجع الفكرية التي حتدثت عن البنوك اإلسالمية قد جاءت خالية من التحديد

٥٩

الواضح ملفهوم وماهية رسالة البنك، وكذلك معظم البنوك اإلسالمية قد خـال . األسايس من أي ذكر، أو إشارة لرسالة تلك البنوكقانون إنشائها، ونظامها

وحول أمهية رسالة البنك اإلسالمي، يؤكد الباحث أن توافر رسالة واضـحة ومن ضمن مزايـا . وحمددة يعترب رضورة لنجاح البنك يف حتقيق غاياته وأهدافه

توحيد، وجتديد، الفرض الرئيـيس للمنظمـة، اسـتغالل املـوارد : حتديد الرسالةتاحة واالستفادة منها، بلورة وتأكيد مناخ وفلسفة العمل باملنظمـة، والقـضاء امل

كذلك هناك عوامـل . إلخ...عىل األهداف املتعارضة، أو عىل األقل، احلد منها : وأسباب ومعطيات تزيد من أمهية وجوب توافر الرسالة الفعالة، ومن أمهيتهـا

حدوث تغريات جوهريـة يف املراجعة، والتقويم، والفحص الدوري للرسالة، والبنية اخلارجية والوسطى للمنظمة أي البنك، وتزايد حدة وقوة املنافسة بشكل

. عامومن أجل التحديات التـي حتـيط بـالبنوك اإلسـالمية يتزايـد أمهيـة الرسـالة الواضحة التي تزيل كل الشكوك واملخاوف، خاصة أن البنوك اإلسالمية تقوم

التي يف كثري من األحيان يكون هناك سوء فهم من بعض عىل الرشيعة اإلسالمية .املنتسبني لإلسالم هلا، وكذلك فهمهم اخلاطئ لدور اإلسالم يف حياة الناس

، ويعرفهـا ماهية رسـالة البنـك اإلسـالمي يتناول الباحث املبحث الثاينويف هـي : دعوته، ويف الدين: لغويا بأهنا اخلطاب املرسل إىل مجاعة، ورسالة الرسول

ويف ضوء تلك التعاريف يتضح أن الرسالة تتعلـق . مرتبة أعىل من مراتب النبوةبكوهنا غاية من أسمى الغايات، ودعوة إىل كافة وجوه اإلصالح، مصدر املنهج

٦٠

وبتطبيق تلك القواعد عىل رسالة البنـك اإلسـالمي يـرى أهنـا . املستمد من اهللار القياس والتقويم الشامل، ومصدر تنطوي عىل الغاية النهائية للمنظمة، ومصد

ثم استعرض املؤلف ماهية الكلمة الدالة عىل الرسالة يف الفكـر . كافة األهدافاإلداري املعارص وتبني له أن هناك العديد من الكلامت والعبارات قد استخدمها

: الفكـر اإلداري املعــارص للداللـة عــىل مفهــوم اهلـدف التنظيمــي األعــىل، أياسـتعرض أيـضا ماهيـة املفهـوم االصـطالحي للرسـالة يف الفكـر الرسالة، ثم

وتبـني أن . اإلداري املعارص من خالل حتليله لعدد من الكتابات يف هذا املجـالحمـور : من أهم عنارص املفهوم االصطالحي لرسالة املنظمـة يف الفكـر اإلداري

ه بعيد األمد تقديم املربر األسايس لوجود املنظمة، وحتديد جمال عملها، والتوجثم حتـاكم إىل . للمنظمة، وحتديد احتياجات املجتمع، واملنتج األسايس للمنظمة

الرشيعة اإلسالمية فيام يتعلق بأهم خصائص هذا التعريف ملفهوم رسالة املنظمة يف الفكر اإلداري املعـارص، ووجـد أن يف كثـري منهـا يتفـق مـع روح الـرشيعة

.اإلسالميةلفصل الثاين ملعاجلة موضوع معايري تقويم رسالة البنـك ثم ينتقل املؤلف يف ا

اإلسالمي، وتناول أهم املعايري العلمية لتصور رسالة املنظمة وحددها يف ثالث :معايري

:العوامل املعيارية املؤثرة عىل تكوين رسالة البنك اإلسالمي -ة تاريخ وخرب: للمنظمة يف الفكر الوضعي من حيث التكوين هي ... املعايري

املنظمة الذي يعد بمثابة قيد عىل فكرة املنظمة إلحداث تغيري كبـري يف رسـالتها،

٦١

ثم امليزة أو امليزات التنافسية، ونقاط القوة والـضعف واملـصادر املتاحـة، وقـد اجلوانـب التنظيميـة والعاملـة : قسمها إىل نقـاط خاصـة بالبيئـة الداخليـة مثـل

البيئـة التـرشيعية: ئـة اخلارجيـة مثـلونقاط خاصـة بالبي. واجلوانب التسويقيةا ملجمـوع هـذه والثقافية، والسياسية، واالقتصادية، وقد أجرى املؤلـف عرضـ

العوامل املعيارية عىل الرشيعة اإلسالمية ووجد توافقا كبريا معها إال يف حتفظات .قليلة مثل معيار القيم السائدة باملجتمع، والبيئة

:إلسالمي من حيث املضمونمعايري تقويم رسالة البنك ا -املعايري للمنظمة يف الفكر الوضعي من حيث املضمون جيب أن حتتـوي عـىل التحديد الواضح ملاهية االحتياجـات، والتحديـد الواضـح والـدقيق للقطـاع

. التسويقي، والتحديد الواضح والدقيق للقوة الدافعة الرئيسية نجد أهنـا ال تتعـارض مـع وبعرض هذه املعايري عىل رسالة البنك اإلسالمي حتديـد -عىل سـبيل املثـال- الرشيعة اإلسالمية يف كثري منها برشط أن ال يكون

.أي خروج عىل املصالح الرشعية التي أفرزهتا الرشيعةفيه االحتياجات :معايري تقويم رسالة البنك اإلسالمي من حيث الصياغة -

أن تكون الرسالة : ضمنمعايري تقويم الصياغة للمنظمة يف الفكر الوضعي تتواضحة ومفهومة، ومـوجزة وخمتـرصة بالقـدر املناسـب، وأن تتـضمن وثيقـة الرسالة حتديدا واضـحا ملجـال عمـل املنظمـة، وكـذلك تبـني الوثيقـة الـدافع

إلـخ، وتوصـل املؤلـف إىل أن ...وااللتزام االسرتاتيجي الرئييس األكثر أمهيـة اة مـن كتابـات الفكـر قالـصياغة املـستمعايري تقويم رسالة املنظمة مـن حيـث

٦٢

اإلداري تصلح بذاهتا ألن تكون معايري تقويم رسالة البنك اإلسالمي من حيث .الصياغة لتوافق الكثري منها مع الرشيعة اإلسالمية

:النتائج والتوصيات : توصل املؤلف يف هناية بحثه إىل جمموعة من النتائج من بينها

كذلك كتابات و ، ر إىل رسالة واضحة ومعلنةمجيع البنوك اإلسالمية تفتق -١ .معظم مفكري اإلدارة العرب املعارصين

عدم الفهم الصحيح حلقيقة اإلسالم وحقيقة رسالته، باإلضافة إىل افتقاد -٢ .البنوك اإلسالمية لكثري من املعايري التي وردت يف ثنايا هذا الكتاب

عالج ذلك القـصور ومن أجل ذلك كله وضع املؤلف عددا من التوصيات ل :من أمهها

للفكـر اإلسـالميأمهية قيام احتاد البنـوك اإلسـالمية، واملعهـد العـاملي .١وغريهم من املؤسسات بتوعية املسئولني بالبنوك اإلسالمية بأمهية وضع

.رسالة واضحة حمددةكذلك إجراء املزيد من الدراسات يف جمال وضع وحتديد رسـالة البنـك .٢

.اإلسالمي .راجعة والتقويم الدوري لرسالة البنكرضورة امل .٣

وغريها من التوصيات الالزم األخذ هبا حتى ال نصبح أمـة تقلـد دون فكـر ووعي وكأننا بدون مرجعية ومصادر أساسية ننتظر دائام غرينا أن يبدأ حتى نسري عىل هديه، وكأن مقولة الشيخ رشيد رضا تقف اآلن شاهدا عـىل هـذا الوضـع

٦٣

نعرف قيمة الشورى وفاعليتها إال عندما رأينا الديمقراطية تطبـق إننا مل": بقوله . وحسبنا اهللا ونعم الوكيل"يف بالد الغرب

٦٤

تقييم وظيفة التوجيه في البنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٦ عبد الفتاح المغربي. د. أ: اسم المؤلف

. ص٦٣، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر التي أصدرها دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب السادس يف سلسلة

لدراسة موضوع وظيفة ويتصدى الكتاب العاملي للفكر اإلسالمي، املعهد . التوجيه يف البنوك اإلسالمية وآثارها املتعددة من خالل مقدمة ومخسة مباحث

أخذ وظيفة القيادة والتوجيه يف ويشري املؤلف يف مقدمة الكتاب إىل أمهية أن تالبنوك اإلسالمية أمهيتها حتى تثمر بقية الوظائف بنتائجها، فال فائدة من

.التخطيط أو التنظيم بدون التوجيه الشديد يدور املبحث األول، مقومات وظيفة التوجيه يف البنك اإلسالميوحول

رة جمموعة من ويتحدث املؤلف عن املدير باعتباره الشخص املسئول عن إداوحتى . املوارد املالية والبرشية واملعنوية بإحدى الوحدات اإلدارية داخل املنظمة

حيقق املدير عملية املزج بني تلك املوارد للوصول إىل أعىل معدالت التشغيل وظيفة : البد أن يتم ذلك من خالل جمموعة متكاملة من الوظائف أمهها

التوجيه، ووظيفة املتابعة والرقابة، وتربز التخطيط، ووظيفة التنظيم، ووظيفة أمهية وظيفة التوجيه يف البنك اإلسالمي ملا هلا من آثار متعددة تنبع من مقوماهتا

ا من وحدد املؤلف عدد. ونتائجها سواء عىل األفراد أو عىل وحداهتم اإلدارية : وقسمها إىل ثالث جمموعاتالتوجيهاملقومات لوظيفية

٦٥

:مقومات وأسس رضورية لبناء التوجيه الفعال: وىل املجموعة األ-حتديد األهداف بدقة والعزم عىل حتقيقها، وااللتزام باملسئولية : ومن أمهها

.وإدراكها، تكوين الفريق القياديمقومات وأسس هتتم بالعالقات اإلنسانية فيام بني القائد : املجموعة الثانية-

:ومرؤوسيهفة باملرؤوسني، وتوطيد العالقات، العدالة، مراعاة الرمحة، والرأ: ومن أمهها

.قدرات وإمكانات ومهارات املرؤوسني :مقومات وأسس هتتم بحفز املرؤوسني ودفعهم للعمل: املجموعة الثالثة-

تعميق مبدأ الشورى، تدعيم روح اجلامعة والوالء، البدء : ومن أمهها .باإلجيابيات والرتكيز عليها

ت وظيفة التوجيه ينتقل بنا الباحث يف املبحث الثاين؛ إىل وبعد أن حدد مقوما، ويؤكد أن أمهية القيادة ودورها يف حتقيق أهداف البنك اإلسالميتعريف

للقيادة دور فعال يف توجيه العاملني يف البنك اإلسالمي لتحقيق األهداف ومن أجل ذلك يستعرض الباحث النقاط . املوضوعة لتنفيذ اخلطط والسياسات

: التالية :النمط القيادي الفعال يف توجيه األفراد .١

أساس التوجيه يف البنك اإلسالمي وجود القائد الفعال الذي جيب أن تتوافر االهتامم باملرؤوسني يف املعاملة، االهتامم بالعمل : فيه بعض املواصفات وأمهها .، احلزم واملوضوعيةاملرؤوسنيواألداء، تبادل املعلومات مع

٦٦

:شاركة املسموح هبا للمرؤوسني يف اختاذ القراراتمدى امل .٢يعمل القائد عىل اختاذ القرارات التي تسري العمل، ولكن تكتسب القرارات

وقد وضع الباحث جدوال يبني . فعالية بمشاركة املرؤوسني يف اختاذ بعضهادرجات اشرتاك املرؤوسني يف اختاذ القرارات والتي تتوقف يف كل نوع منها عىل

.نوع القرار وخربة املرؤوسني :مدى اعتامد القائد عىل نواحي القوة املتعددة .٣

القائد الناجح هو الذي يعتمد عىل املوازنة بني قوة شخصيته، ومصادر القوة القوة الرشعية، وقوة : والقوى املرتبطة بالتنظيم تتمثل يف. املرتبطة بالتنظيم

والقوى املرتبطة . عن اجلادةاملكافأة للمتميزين، وقوة العقاب للمنحرفني .قوة امتالك املعلومات، قوة اخلربة، قوة املثل األعىل: بشخصية القائد

ويتناول الباحث يف املبحث الثالث االتصاالت اإلدارية يف البنوك اإلسالمية، وينبه إىل أن االتصال يلعب دورا كبريا يف حتقيق التوجيه الفعال د . وقد فن

:لتالية يف عملية االتصال والتي تشملالباحث النقاط ا :عنارص عملية االتصال يف البنك اإلسالمي -

. ويمثل مصدر عملية االتصال الذي يقدم املعلومات: وتتمثل يف املرسلالطرف الذي يتلقى رسالة املرسل وقد يكون فردا واحدا أو مجاعة: املستقبل .. لبيانات واملعلوماتموضوع االتصال والذي يمثل جمموعة من ا: الرسالةيمثل اهلدف الرئيس : اهلدف. عن طريق احلواس السمعية والبرصية: الوسيلة

٦٧

: الزمن. أي الطريقة التي تطبق هبا الرسالة: األسلوب. من عملية االتصال .إلخ...واملكان . ويمثل الوقت الذي يكون االتصال فيه مناسبا

:معوقات عملية االتصالال الفعال بعض العقبات التي جيب حترهيا وحتجيم يقف أمام عملية االتص

عدم حتديد هدف االتصال، عدم االنتباه، اختالف اإلدراك بني : آثارها من أمههاطريف االتصال، التعصب للرأي، الترسع يف احلكم، عدم استخدام وسيلة اتصال مناسبة، القيادة االستبدادية، اخللل يف حجم املعلومات، عدم اختيار الوقت

.املناسب :املهارات الواجب توافرها يف القائد إلمتام عملية االتصال بفعالية -

قدرة القائد عىل إمتام احلديث ووضوح : قسمت إىل مهارات التحدث .الكلامت، وعرض األفكار بطريقة جيدة

التذكر، : اإلنصات واالستامع اجليد، واالستيعاب: ومهارات االتصال إلخ...متحدث التقويم، تركيز االنتباه لل

وكذلك مهارات تقدير موقف اآلخرين، ومهارات الكتابة بصورة جيدة، .ومهارات القراءة، ومهارات استخدام حركات اجلسم

ويعالج املؤلف يف املبحث الرابع حفز ودفع املرؤوسني يف البنوك اإلسالمية، احلفز ويرى أن القائد الكفء وهو يامرس التوجيه الفعال البد وأن يتميز بحس

والدفع ملرؤوسيه، وتعرض الباحث لعدد من النقاط التي تساعد يف هذا املجال :ومنها

٦٨

:نظم احلوافز ومدى إشباعها حلاجات العاملني -من أجل أداء أحسن للعاملني يف البنوك اإلسالمية وغريها يلزم وضع نظم ا للحوافز التي حددها الباحث من خالل الكتابات العديدة التي تناولت هذ

احلوافز املادية واملعنوية، مثل األجر واألجر اإلضايف واملكافآت، : اجلانب يف .احلوافز اإلجيابية والسلبية، احلوافز الفردية واجلامعية

:االعتبارات الواجب مراعاهتا عند تصميم احلوافز - تشمل العدالة، الوضوح والفهم، توافر القدوة الطيبة، واملواءمة بني أهداف

.إلخ...وأهداف العاملنياملنظمة ثم تناول بالتفصيل بعض العوامل التنظيمية املؤثرة عىل دفع وحفز العاملني،

.ومن أمهها تفويض السلطات وإدارة الرصاع التنظيميويف املبحث اخلامس واألخري وضع الباحث قائمة مقرتحة لقياس مدى

:فعالية نشاط التوجيه يف البنك اإلسالمي وتشمل .ية وتطوير قدرات ومهارات املرؤوسنيأنشطة تنم - .أنشطة تبادل البيانات واملعلومات واالتصاالت - .أنشطة حفز العاملني وإدارة الرصاع فيام بينهم - .أنشطة حل املشكالت واختاذ القرارات -

ويصل الباحث يف هناية كتابه إىل أن هناك مقومات وأسس رضورية لبناء

. يف مقومات تنظيمية وسلوكية وحتفيزيةتوجيه فعال للبنك اإلسالمي حددها

٦٩

وأكد عىل أن عملية االتصال هامة جدا داخل البنك اإلسالمي، وكذلك عىل .أمهية احلوافز والدفع املعنوي وغريها من النتائج

ويف رأيي أن تلك املقومات ال حيتاجها البنك اإلسالمي فقط بل حتتاجها كل نام وضع حيتاج إىل الرمحة والود فاإلنسان هو اإلنسان أي. مؤسسة ومنظمة

والتوجيه وتصحيح املسار وإبراز اجلوانب اإلجيابية وحماولة عالج املشكالت .حتى خترج أمتنا من هذا املأزق الذي متر به

٧٠

المـضاربة وتطبيقاتهـا العمليـة فـي المـصارف : اسم الكتاب -٧ .اإلسالمية

.أبو زيدمحمد عبد المنعم . د.أ: اسم المؤلف .ص١٢٠، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

التي أصـدرها دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب السابع يف سلسلة ويتناول الكتاب مفهوم املضاربة يف ضوء تركيزه العاملي للفكر اإلسالمي، املعهد

مـع املـنهج الفكـري عىل فقه التجربة هلـذا املفهـوم، ويف ضـوء سـعيه ملالءمتـه. ويدرس التطبيق العميل لـصيغة املـضاربة يف املـصارف اإلسـالمية. اإلسالمي

يتنـاول املبحـث . ويناقش الكتاب موضوع املضاربة من خالل مخـسة مباحـثاألول عقد املضاربة يف الفقه اإلسالمي ويصفه بأنه من العقود املـسامة يف الفقـه

ومـن . وأقـرهم عليهـاrجاء الرسـول اإلسالمي، وقد عرفت قبل اإلسالم ووبعد استعراض تعريف . "السري يف األرض للسفر أو التجارة"معانيها اللغوية

الفقهاء للمضاربة يرى الباحث أن تلك التعريفات اشـرتكت يف رضورة تـوافر ثالث رشوط لعقد املضاربة؛ أن تقوم عىل طرفني، وتقوم عىل تقـديم املـال مـن

. خر، وغايتها حتقيق الـربح الـذي يـشرتك فيـه طرفاهـاأحدمها والعمل من اآلاملضاربة عقد عىل الرشكة يف الربح ": واستقر الباحث عىل تعريف الزيلعي بقوله ."بامل أحد اجلانبني وعمل من اجلانب اآلخر

٧١

ثم تعرض الباحث ملرشوعية املضاربة وأكد أهنا عقـد مـرشوع بـال خـالف، ومرشوعيتها . )٦(اع املستند إىل السنة التقريريةودليل املرشوعية ما قد ثبت باإلمج

البيع إىل أجـل، واملقارضـة، : ثالثة فيهم بركة": قالrمن السنة أن رسول اهللا وبإمجـاع الـصحابة ريض اهللا عـنهم، . )٧("وإخالط الرب بالشعري للبيـت ال للبيـع

.يهاوكذلك بالقياس عىل املساقاة، وقد أباحها اإلسالم لشدة حاجة الناس إل :شروط صحة المضاربة

قسمها إىل رشوط عامة وهي الرشوط الالزمـة النعقـاد العقـد بـصفة عامـة الـصيغة والعاقـدان، : وتناول فيها املضاربة مـع غريهـا وتتعلـق بركيـزتني مهـا

جيـب أن يكـون : ورشوط خاصة تتعلق برأس املال والربح؛ بالنسبة لرأس املالا ال نقدا، ويكون معلوما، وعين ا، وتسليم رأس املال للمضارب أما الرشوط . دين

أن يكون نصيب كل طرف معلوما عند التعاقد، ومـشرتكا بـني : اخلاصة بالربح املتعاقدين، وأن يكـون الـربح حـصة شـائعة لكـل مـن املـضارب ورب املـال،

أمـا . واخلسارة تكون عىل رب املال من رأس ماله وال يتحمل فيها العامل شـيئا

هو ما أقره الرسول صلوات اهللا عليه وسالمه من أعامل دون أن يؤثر عنـه قـول أو فعـل يف ذلـك وهـو )٦(

. من قول أو فعـل أو تقريـر أو وصـفrحجة كحجة أقواله وأفعاله فاحلديث هو ما أضيف إىل النبي .٣٠٩ -٣٠٨، ص ٣ي جزء انظر املوافقات للشاطب

اإلمام السيوطي - إال أن هذا احلديث يف سنده ضعف٢٢٩٢ حديث رقم ٧٦٨ ص ٢سنن ابن ماجه جـ ) ٧( ٤٦٣ -٥٣٣املجلد الثاين ص

٧٢

أن يكون العمل من اختصاص املضارب فقط، وعدم : خلاصة بالعملالرشوط ا . تضييق رب املال عىل العامل

ثم تناول الباحث طبيعة املضاربة والفرق بينها وبـني غريهـا مـن املعـامالت اعتبارها مـن : وأشار إىل اجتاهني رئيسني األول. املشاهبة كاإلجارة واملشاركات

اعتبارهـا مـن عقـود املـشاركات : والثـاينجنس اإلجارات وفند وجهة نظره، وحول الفروق بني املضاربة وغريهـا مـن املعـامالت . وأورد أيضا وجهة نظره

, فهي ختتلف عن املضاربة بالبورصة التـي تقـوم عـىل املخـاطرة بـالبيع والـرشاءوكذلك ختتلف عن القرض الربوي الذي حيدد فائدة مـسبقة، وتتـشابه إىل حـد

.كة وكذلك عقد اإلجارةكبري مع عقد الرش مـدى مالئمـة عقـد املـضاربة للتطبيـق يف املـصارف املبحث الثـاينويتناول

اإلسالمية واملحاوالت التي متت لتطويره، ويؤكد الباحث أن الـصورة الفقهيـة التقليدية لعقد املضاربة كان متامشـيا مـع واقـع عـرصه أمـا اآلن فقـد تعـددت

.االستثامرات العرصيةحث بعرض عقـد املـضاربة عـىل االسـتثامرات والـرشكات احلاليـة وقام البا

ووجد أن الصيغة الثنائية له ال تتوافق مع تعدد الرشكاء، وكـذلك عـدم توافـق تنضيض رأس املال مع الرشكات احلالية والتـي قـد متتـد أعامرهـا إىل عـرشات

ب املال السنني فهل يتوقف توزيع الربح حتى انتهائها، كذلك ال يتوافق تقييد رللمضارب، وعدم جواز خلط أموال املضاربة، وقـضية الـضامن، وقـرص عمـل

هنـا أي –املضارب عىل التجارة فقط، وعدم استحقاق املـضارب األول للـربح

٧٣

كل هذه الرشوط ال تتوافق . وحق رب املال يف فسخ املضاربة-البنك اإلسالمي . احلاليةمع طبيعة األنشطة واملرشوعات والرشكات واالستثامرات

ثم استعرض الباحث املحاوالت التـي متـت لتطـوير عقـد املـضاربة لـيالءم حممـد عبـد اهللا العـريب، . حمـاوالت د: التطبيق املرصيف اإلسالمي؛ ومن أمثلتها

ودرس كل حماوالت . وحماولة حممد باقر الصدر، وحماولة الدكتور سامي حممود أن كل هـذه املحـاوالت قامـت عقد املضاربة السابق اإلشارة إليها وتوصل إىل

لتطوير عقد املضاربة ليالءم مؤسسات الوساطة املالية وبالتحديد عمل البنوك، وقد جاءت بعض هذه املحاوالت متسمة بالبساطة والعمومية، وقـد انطلقـت

.هذه املحاوالت من فقه النظرية وليس من فقه التجربةالتجربة " املصارف اإلسالميةصيغة املضاربة يف تم تناول املبحث الثالثويف وبعد املحاوالت السابقة لتعديل املضاربة تبعا لألنشطة احلالية تبني أن "العملية

اعتامد املصارف اإلسالمية عىل صيغة املـضاربة أقـل بكثـري مـن اعتامدهـا عـىل املرابحة؛ حيث متثل عامل ضامن كبري السرتداد األموال وهامش الربح املحدد،

ثم تطرق الباحـث . عددا من البنوك اإلسالمية للداللة عىل ذلكوقد استعرضحقوق ملكية، وودائـع : إىل مصادر األموال يف املصارف اإلسالمية وقسمها إىل

وأوضح أن دور املضاربة يف تعبئة املوارد املالية . جارية، وتوفري وودائع استثامريةوبعـد اسـتعراض . ثامريةيف املصارف اإلسالمية يتحقق من خالل الودائع االست

واقع الودائع االستثامرية يف البنوك اإلسالمية اآلن وجد أنه يرتب خمالفة بصورة .غري مبارشة خلصائص عقد املضاربة

٧٤

الفـصل وحول معوقات تطبيق صيغة املضاربة يف املصارف اإلسالمية يـدور : ، وقسمها إىل عدد من املعوقات أمههاالرابع

يث إن القوانني السارية يف البالد اإلسالمية ال تتوافق مع حاملعوقات القانونيةطبية العمل املرصيف اإلسالمي بصفة عامة، وكذلك عدم وجود قـانون يف هـذه

املعـوق . الدول ينظم عمليات املضاربة وحيفظ كل طرف مـن أطرافهـا حقوقـهتعـاملني نوعية املتعاملني حيث يفرتض قدرا من األخالق واألمانة يف امل: الثاين

معوقات ترجـع : املعوق الثالث. مع املصارف اإلسالمية قل وجوده هذه األيام بالتدخل يف أعامل -املرصف–لطبيعة عقد املضاربة من بينها عدم قدرة رب املال

بعدم توافر الكفاءات البرشية املؤهلة واملناسبة لطبيعة ومعوق خاص . املضارببتعبئة املوارد عىل أساس نظـام املـضاربة خاصة وآخر املعوقات. عمل املضاربة

ومنها رغبة املودعني يف السحب من الودائع بسهولة ويـرس، وعـدم االسـتعداد .الكايف لدى املودعني للمخاطرة

ومن أجل ما تقدم يبحث املبحث اخلامس سبل تطوير العمل بصفة املضاربة ن القرآن والسنة وأن يف املصارف اإلسالمية باعتبار أهنا مل يرد فيها نص رصيح م

كــل أحكامهــا اجتهاديــة، وحيــث إن األصــل يف املعــامالت اإلباحــة فيجــوز استحداث معاملة جديدة أو حتديث معاملـة قديمـة، بـرشط أن تراعـي طبيعـة املرصف اإلسالمي التي تقوم عـىل املـشاركة ومـن األمهيـة بمكـان االعـتامد يف

عىل اجلانب التنظـريي، واالسـتفادة التطوير عىل فقه التجربة دون االعتامد فقط .من األساليب العلمية املعارصة

وألن اعتامد املصارف أساسا يعتمد عىل ودائع العمالء، فيجب عىل املودع أن يدرك أن املبالغ املودعة قائمة عىل نظام املشاركة والعائـد غـري املحـدد وبالتـايل

٧٥

ملـستوى النظـري أمـا عـىل فالوديعة غري قابلة االسرتداد بالكامـل؟ هـذا عـىل اوقـد . املستوى التطبيقي يعكس الواقع غري ذلك يكـاد يـشبه البنـوك التقليديـة

ناقش الكتاب تصورات مقرتحة ألساليب جديدة لتعبئة املـوارد يف إطـار عقـد املضاربة، وتناول يف هذا اإلطار مفهوم أسهم املـضاربة وهـي وثـائق يـصدرها

، ق احلصول عىل األربـاح أو حتمـل اخلـسائرتعطيه حوالبنك متثل حصة املودع وقد أشار إىل الفرق بينهام وبني الـسندات الربويـة، ثـم نـاقش وسـائل البنـوك

.اإلسالمية لضامن أسهم املضاربة حتى تواجه منافسة البنوك التقليديةثم ناقش الكتاب أيضا تطور العالقة بني املـرصف واملـستثمرين، باعتبـار أن

ربة هو أن الوازع األخالقي والديني لدى بعض املتعاملني مع أحد مشاكل املضاوقد اقرتح . املصارف اإلسالمية ال يرتقي إىل حتقيق صيغ املضاربة بطريقة فاعلة

عدد من اآلليات التي ختتص باملصارف من جهـة وختـتص بالـدول اإلسـالمية .يةوالترشيعات وكذلك اآلليات املرصفية املستخدمة يف املصارف اإلسالم

حتى تتاح الوسائل التوصياتومن أجل ما تقدم وضع الباحث جمموعة من حـث : واألساليب التي متكن هذه املصارف من تطبيق صيغة املضاربة من أمهها

الدول اإلسالمية واحلكومات عـىل نـرش املفـاهيم اإلسـالمية فكـرا وسـلوكا، المي، وتربيـة جيـل وصياغة الترشيعات االقتصادية واملالية وفق املـنهج اإلسـ

جديد من املتعاملني وفق النظام املرصيف واالستثامري اإلسالمي، وكـذلك عـىل املصارف اإلسالمية إعداد الكوادر الالزمة لتطبيق الصيغ املالية اإلسالمية عـىل

.خري وجه

٧٦

بيع المرابحة في المصارف اإلسالمية: اسم الكتاب -٨ فياض عبد المنعم حسنين. د.أ: المؤلف .ص٨٦، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

التـي أصـدرها سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الثامن يف بيـع املرابحـة يف املـصارف "، ويتنـاول الكتـاب املعهد العاملي للفكر اإلسالمي

يف ضــوء أن القــدر األكــرب مــن النــشاط االســتثامري للمــصارف "اإلســالميةوتعترب املرابحة وسيلة متكن املـصارف . إلسالمية يتم من خالل صيغة املرابحةا

اإلسالمية من املنافسة مع البنوك التقليدية يف مستوى العائد املوزع عىل الودائـع االستثامرية، وتسهم املرابحة يف متويل احتياجـات قطـاع التجـارة والقطاعـات

داخليـة الـسلع الوسـيطة واملعمـرة اإلنتاجية حيث توفر عىل مستوى التجارة ال .لألفراد وللتجار عن طريق رشائها ثم إعادة بيعها هلم

:تعريف المرابحةالزيادة أو النامء يف التجارة، وتعرف يف الفقه بأهنا بيع بمثـل : املرابحة يف اللغة

بالكتـاب والـسنة واإلمجـاع، لقولـه ة األول مع زيادة ربح، وهي مرشوعالثمنوأ{: تعاىل حل اهللا البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربـه فـانتهى فلـه مـا

ار هم فيها خالدون وأمره إىل اهللا ومن عاد فأولئك أصحاب الن سلف : البقرة (}دها يف ثالثـة أركـان ، وقد حدد الكتاب أركـان ورشوط املرابحـة وحـد)٢٧٥

، وأكد عىل أن عقد املرابحة مثله مثـل عقـد )الصيغة، العاقدان، واملعقود عليه( .معرفة ثمن البيع األصيل، وأن يكون الربح معلوما: البيع وخيتص برشوط منها

٧٧

املرابحة يف الفقـه القـديم، أمـا مفهـوم املرابحـة يف قدم هو صورة تويعترب ما اتفاق بني املرصف والعميل عىل أن يبيع األول لألخري املصارف اإلسالمية فهي

وقد حدد الكتاب ثامن . سلعة بثمنها وزيادة ربح متفق عليه، وعىل كيفية سدادهطلب العميل : صور للمرابحة التي تتم من خالل املصارف اإلسالمية، من بينها

أجر معني، من املرصف رشاء سلعة معينة حيدد مجيع أوصافها وثمنها مضافا إليهأو التقدم للمرصف بطلب رشاء سلعة حمددة املواصفات والكمية عـىل أسـاس

.الوعد برشائها منه باألجل بربح معلومحتقيـق ربحـا معقـوال للمـرصف يف : ومن أهم مزايا التعامل بصيغة املرابحة

األجل القصري، وتتصف املرابحة بأهنا تـصلح كوسـيلة ائـتامن مناسـبة للنـشاط ، انخفاض املخاطرة عىل التمويل يف املرابحـة، وأخـريا تتـيح املرابحـة التجاري

. تولد تيار من السيولة النقديةوقد أورد الباحث بعض األرقام التي تساعد يف توضيح املوقف بالنسبة هليكل

.التوظيفات يف بعض املصارف اإلسالمية :ميةالتكييف الشرعي والقانوني لبيع المرابحة في المصارف اإلسال

:بيع المرابحة كما يجري في المصارف اإلسالميةوعد بالرشاء من العميل ووعد من املرصف بالبيع، وجيب عىل البنـك أن هو

ورأت اهليئات الرشعية للبنوك . يتأكد من وجود السلعة، بحيث تصبح يف ضامنه، اإلسالمية لزوم الوعد لكل من املرصف واملتعامل، وأن األخذ به معقول رشعا

.وهذا الذي جيرى عليه يف املصارف اإلسالمية

٧٨

:أما التكييف القانوني لبيع المرابحةيعترب عقدا جتاريا يرتتب عليه أحكام قانونية تتعلق باإلثبات ووسائله .

:أما التكييف القانوني للوعدأنه عقد وملزم، لكن تشرتط القوانني رضا املوعود له وعلم الواعد بـذلك يف

.حددة لبقاء الوعدة املدامل :الجانب التطبيقي المصرفي

مراحل التنفيذ، وتقـسم : ختضع عملية املرابحة إىل جمموعة من املراحل؛ أوالمرحلة الدراسة أي دراسة حالة العميـل وموضـعه : يف العادة إىل ثالث مراحل

وقـد قـسم الباحـث . املايل، ثم مرحلة التنفيذ، وأخريا مرحلة املتابعة والتصفيةاألول االلتزام بالضوابط الرشعية هلا؛ عدم : معايري التعامل باملرابحة إىل جانبني

متويل أي نشاط أو سلعة حمرمة أو تؤدي إىل احلـرام وعـدم الفـسق واالحتكـار الثاين يتعلق بالربحية؛ أي مقدار الربح الـذي يتولـد عـن العمليـة، ويف . والربا

.أعىل للربحأدنى أو عميل حتدد إدارة كل مرصف سقف الواقع ال يويل املرصف اإلسالمي أولويـة :معيار تنمية االقتصاد القومي -

متويل القطاعات : توظيف مداره خلدمة أهداف االقتصاد القومي، مثل .السلعية والتصنيع والتصدير

فسمعة العميل وأمانته وأخالقياته هلا :معيار شخصية املتعامل - ثم تابع حتديـد املعـايري مثـل الـسالمة اعتبار يف قرار التمويل باملرابحة،

.املالية والضامنات املقدمة

٧٩

حتدد بنـسبة مـن تكلفـة البـضاعة، :أسس حتديد نسبة املرابحة - رسعـة دوران : ولكن هذا التحديد خيضع لعدد من العوامل مـن بينهـا

البضاعة، وحجم التمويل املوظف يف البضاعة، ومقدار مبلـغ املقدمـة، .ئدة يف السوقونسبة الربحية السا

ومن أجل كل ما تقدم جيب أن يعمل البنك عىل التأكد مـن ضـامنات الوفـاء التي يقدمها العميل للمرصف حتى ال تضيع ودائع العمالء يف عمليات مرابحة

.فاشلةالتطبيـق العمـيل حتـدث يف رشعيـة أمور غـري برغم كل ما تقدم إال أن هناك

للمتعامل، طالب الرشاء نقدا أو إضـافته دفع ثمن البضاعة : للمرابحة من بينهاحلسابه واالكتفاء بتقديم املتعامل فـاتورة صـادرة مـن املـورد باسـم املـرصف، والتحلل متامـا مـن كافـة خمـاطر العمليـة، متويـل بعـض اخلـدمات باملرابحـة،

.إلخ...واملرابحة عىل مديونية ناشئة عن مرابحة سابقة قبـات التـي تواجـه تعامـل املـرصف ثم استعرض الباحـث املـشكالت والع

القوانني السائدة : باملرابحة؛ وقسمها إىل عقبات تتعلق بالبيئة املحيطة ومن بينهاوالظروف االقتصادية وتعارض نصوص وأحكام القوانني املدنية والتجارية مع

تعمـد الـبعض : وعقبات خاصة باملتقابلني مثـل. بعض أحكام العقود الرشعيةوعقبـات خاصـة . زاماته جتاه البنـك، وتـراكم املديونيـة علـيهمعدم الوفاء بالت

.نقص الكفاءات اإلدارية وقصور يف التنظيم والتشغيل: بالبنك مثل

٨٠

:وحماولة للتغلب عىل تلك املشاكل اقرتح الباحث عددا من املقرتحات أمههايل تعد. تعديل القوانني املرصفية لتتالءم مع طبيعة أنشطة املصارف اإلسالمية

القوانني واللوائح الرضيبية فيام خيتص بمعاملة هامش املرابحـة، والعمـل عـىل املـصارف األساسـية وتدريبها عـىل مفـاهيمإعداد الكوادر املرصفية اإلسالمية

.وغريها من املقرتحات... اجلوانب الرشعيةوخاصةاليـة وكي يتوافق اجلانب النظري مع التطبيقي قام الباحث بدراسة النامذج احل

لعقود املرابحة يف املصارف اإلسالمية، وتأكد له أهنا تعاين من بعض القصور من تعقد اإلجراءات، وتعدد مراحل التعاقد، وعدم توازن حقوق والتزامات : أمهها

.الطرفني يف النامذجواقرتح لذلك تبسيط النامذج وتوحيد مراحلها، واختصار مراحل التعاقـد يف

ىل أن اللجنة الرشعية باملعهد العـاملي للفكـر اإلسـالمي وأشار إ. مرحلة واحدةأعدت عقدا تتوفر فيه املعاجلات املقرتحة، وقد أجازتـه جلنـة الفتـوى بـاألزهر

.الرشيف، ثم قام بعرضه داخل ثنايا الكتابا من املالحـق تبـني نـامذج لعقـود التعامـل احلاليـة يف عـدد مـن ثم قدم عدد

. املصارف اإلسالميةخلتام يرى الباحث أن املرابحة صيغة متويلية مرصفية مناسبة، يمكن عن ويف ا

طريقها للمرصف اإلسالمي تـوفري احتياجـات النـشاط التجـاري مـن الـسلع إىل أمهيـة وينبـه. وغريها ويف ذلك تنشيط لدورة الطلـب يف االقتـصاد القـومي

جـود بـضاعة مراعاة اجلوانب الرشعية عند إجراء عملية املرابحة والتأكد من و

٨١

إىل أمهية تطوير النامذج احلالية حتى حتقق الغـرض يدعو كذلك. انتقلت بالفعل .من عملية املرابحة

املرصف اإلسالمي يف تطبيقاته املعارصة حيدد نـسبة عـىل املبلـغ : وسؤايل هو - إن مل تـزد-املتوقع للمشاركة من قبله يف عملية التمويل تتساوى يف كثري منهـا

لتقليدية، فهل تغيري املسمى فقط هو الذي جيعـل متويـل املـصارف عىل البنوك ا .اإلسالمية يتصف بالرشعية عن البنوك التقليدية؟

٨٢

.اإلجارة بين الفقه اإلسالمي والتطبيق المعاصر: اسم الكتاب -٩ محمد عبد العزيز حسن زيد: المؤلف .ص٧٥، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

التي أصـدرها دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب التاسع يف سلسلة وتتمثل إضافة هذا الكتاب يف بحثه عـن أدوات العاملي للفكر اإلسالمي املعهد

"صيغة اإلجارة يف الفقـه اإلسـالمي"التمويل اإلسالمية، وتوضيحه بجالء لـ - هذه الصيغة - استخدام املصارف والتطبيق املعارص هلا، ومناقشته ملدى إمكان

ومن أجل التمهيد للموضوع يبدأ الباحـث بتعريـف اإلجـارة . كأسلوب متويل: وفقهيـا. مشتقة من األجر وهو العوض ومنه سمي الثـواب أجـرا: بأهنالغويا

ومـرشوعية اإلجـارة أثبتهـا . عقد الزم عىل منفعة مـدة معلومـة بـثمن معلـومفـإن أرضـعن لكـم فـآتوهن {: الكريم يف قوله تعـاىلالباحث من خالل القرآن

أجورهن وكذلك من السنة الرشيفة من خـالل قـصة اسـتئجار ) ٦: الطالق (} يف هجرته رجال من بني الدليل هاديا، وكذلك أمجع أهل العلم يف كـل rالنبي

. عرص ومرص عىل جواز اإلجارة) عاقدان، صيغة، أجرة، ومعقـود عليـه: ( مهاوقد حدد لإلجارة أربعة أركان

ورشح كل ركن من هـذه األركـان بالتفـصيل، وبالنـسبة ملـدة اإلجـارة فلـيس لإلجارة مدة معينة وإنام جيب أن حيدد عقد اإلجارة حتديدا واضحا وإال يـصبح

.عقد اإلجارة فاسدا

٨٣

ايل املعارص من الكتاب يعرض الباحث التأجري يف الفكر املالفصل األولويف هـو أن األصـول يف الرأسـاملية يف شـكل ويذكر أنه يعتمد عىل مفهـوم أسـايس

عقارات أو منقوالت حتقق أرباحـا نتيجـة اسـتخدامها ولـيس نتيجـة ملكيتهـا فحسب، وقد وردت كثريا من التعريفات لإلجيار نورد منهـا عـىل سـبيل املثـال

عقـد اتفـاق بـني املـؤجر : بأنـه"جملـس مبـادئ املحاسـبة األمريكـي"تعريف واملستأجر بمقتضاه ينتقل للمستأجر حق استخدام ملكية معينة ملدة مـن الـزمن

ثم استعرض عددا من التعريفات األخـرى، وقـد أعطـى . "مقابل املتعاقد عليهعددا من األمثلة عن نشاط تأجري املعددات يف بعـض الـدول وخاصـة الغربيـة

.منها التـي قـسمها إىل أنواع التأجريا الفصل استعرض من هذاملبحث الثالثويف

: نوعني أساسني مها مثـل تـأجري الـسيارات واحلاسـبات وأجهـزة التـصوير، :التأجري التشغييل

والذي يتحمل فيه املستأجر تكلفة الصيانة وال حيـق للمـؤجر إمكانيـة اسـرتداد . قيمة األصل من خالل مبلغ التأجري

ويقوم عىل أساس تقـديم املـؤجر خدمـة متويليـة :التأجري التموييل: والثاين . للمستأجر عىل هامش ربح التأجري ينتهي العقد بامتالك املستأجر اليشء املؤجر

نوع األصل املـؤجر :واألسس التي يمكن تقسيم التأجري التموييل عليها هي .وطبيعة التسهيالت املمنوحة، وأساس نوع السوق

:ن اخلصائص من بينهاوحدد للتأجري التموييل عددا م

٨٤

أن مدة اإلجيـار غـري قابلـة لإللغـاء، وأن األصـل الرأسـاميل خيتـار بواسـطة املستأجر، وخيتص التـأجري التمـوييل بإعـداد املـرشوعات اإلنتاجيـة واخلدميـة

.إلخ...أما مزايا التأجري التموييل بالنسبة للمستأجر فهي عديدة ونذكر بعـضها عـىل

انيات غري متوفرة يف عدد من الدول النامية، تكلفته أقـل توفري إمك: سبيل املثالمن حال التمويل املرصيف، وبديل جيد للحصول عىل املعدات املطلوبة لعمليات

.التوسع واإلحالل، ومتوافق مع أحكام الرشيعة اإلسالميةويعود باألثر الطيـب أيـضا عـىل االقتـصاد القـومي مـن حيـث التوسـع يف

.ة مما يؤدي إىل زيادة التصدير وتوفر فرص للتوظيف املحيلاملرشوعات اإلنتاجي والذي ينتهي يف الفصل الثاينثم تناول بالتفصيل أساليب التأجري التموييل يف

:هناية العقد بتملك العني نفسها يف آخر املدة، وحددها يف مخسة أساليب هي أي تنقل امللكية عند دفع القسط األخري، :سداد القسط األخري -

وفق القانون الوضعي يعترب هذا العقد عقد بيع تـرسي عليـه أحكـام والبيع، وبالنسبة للفقـه اإلسـالمي أجـاز بعـض الفقهـاء بيـع يشء مـع اشرتاط منع املشرتي من الترصف يف العني املبيعة بأي نـوع مـن أنـواع

.الترصفات حتى يؤدي املشرتي الثمن كامال وإال انفسخ العقدتفق عليها يدفع املستأجر مبلغـا رمزيـايف هناية املدة امل - أي بعـد :

انتهاء التأجري يدفع املستأجر مبلغا رمزيا لتملك العني املؤجرة، وحسب . القانون الوضعي ترسي عىل هذا العقود أحكام البيع بالتقسيط،

٨٥

وبالنسبة للفقه اإلسالمي ال يعتربه عقد بيع بل عقد إجـارة، ويمكـن أن يشرتط عدم ترصف املشرتي يف املبيع بأي نوع من أنواع يصاغ بأنه عقد بيع

.الترصف إال بعد سداد األقساط املتفق عليهايف هناية املدة املتفق عليها يدفع املستأجر مبلغا حقيقيا - أي وعد :

املؤجر بيع اليشء املؤجر للمستأجر يف هناية عقد اإلجيـار مقابـل مبلغـا عقد بيع ال إجيار، احتفظ فيـه البـائع ويعتربه القانون الوضعي. حقيقيا

وحسب الفقه اإلسالمي هذا العقد ينقسم . بامللكية حتى الوفاء بالثمنعقد إجيار ترتتب عليه أحكام هذا العقد وخصائصه حتـى : عىل نوعني

انتهاء اإلجيار، ثم ينتقل إىل عقد بيع بعد انتهاء اإلجيار وخيضع ألحكـام .عقود البيع

وعـد بـالبيع يف هنايـة املـدة يف حالـة سـداد إجارة الـسلعة مـع -عقد إجارة للمستأجر مع وعد بالبيع يف هناية املـدة، والـرأي : األقساط

إنـه أما رأي الفقه اإلسالمي ف"إجيار مقرتن بوعد بالبيع"القانوين له أنه .ال جيوز إخالف الوعد ألنه من عالمات النفاق

بأن يبيـع : ىل املستأجرإجارة السلعة مع وعد بالبيع من املؤجر إ -له السلعة بثمن حمدد أو حسب سعر السوق أو مد اإلجيار ملدة أخرى أو

اعـتامد اسـتثامري "واعتـربه القـانون . إعادة العني املـؤجرة إىل املالـك ، وهو عقد مركب يتضمن العديد من األسـاليب "مضمون بحق ملكية

٨٦

ك املرصف السلعة متوافق مع أحكام الرشيعة رشيطة أن يتمل. التعاقديةأو األصل ملكا تاما رشعيا .

واألخري اإلجراءات الالزمة لتطبيق صيغ الفصل الثالثثم تناول الباحث يف :التأجري وقسمها إىل ثالث مباحث

املـؤجر : حتدث فيه عن أطراف التأجري التموييل وحددهم يف:املبحث األولتم عمليـة التـأجري لـصاحله، الذي ت: أي املرصف اإلسالمي املمول، واملستأجر

.الذي يقوم بتصنيع األصل: واملنتجدراسة : ناقش اخلطوات العملية للتأجري التموييل وتتمثل يفاملبحث الثاينويف

العملية، ثم تنفيذ العملية، املتابعة، وأخريا مرحلة انتهاء عملية التأجري التموييل . تأجريه أو متليك العني املؤجرةوالتي تنتهي إما بإعادة األصل املؤجر أو إعادة

كتابة : ناقش رشوط عقد اإلجارة ومن بني تلك الرشوط املبحث الثالثويف العقد، وأن يتوىل شـخص ثالـث كتابتـه، والعـدل يف كتابتـه، واإلشـهاد عليـه

.إلخ...

بـأن - لتكون املبادئ السابقة موضع التنفيذ-وقد أقر جممع الفقه اإلسالمي :يتم اآليت

وز للبنك أن يربم عقدا مع املستأجر يقوم بموجبـه املـستأجر جي - .بصيانة العني املؤجرة مقابل مبلغ مطلوب

٨٧

ال مانع رشعا من توكيل البنك للجهة املراد تأجري املعدات هلـا -بإجراء التأمني عىل املعدات حمل اإلجيار عىل نفقة البنك مع اشـرتاطات

.معينة ذكرها بالتفصيل

٨٨

.التطبيق المعاصر لعقد السلم: اسم الكتاب -١٠ محمد عبد العزيز حسن زيد: المؤلف .ص٧٨، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

التي أصـدرها دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب العارش يف سلسلة لم والتطبيـق ويتنـاول الكتـاب موضـوع الـسالعاملي للفكر اإلسـالمي، املعهد

املعارص له يف املصارف اإلسالمية، باعتباره صيغة من صيغ التمويل التي يمكن تطبيقها واالستفادة منها يف املصارف اإلسـالمية كـصيغة مـن صـيغ االسـتثامر

والفكرة األساسية لعقد السلم هي قيام املرصف بـرشاء حـصة مـن . اإلسالميىل زمن معلوم ليقوم بتسويق لكـل إنتاج الرشكات حمدودة الكمية واألوصاف إ

فالسلم إذن هو قرض حسن، أو مبلغ . السلع بعد ذلك من خالل نفسه أو الغريمقابل سلعة معلومة إىل أجل معلوم بزيادة يف السعر املوجود عند السلف وهـو

.بذلك منفعة للمسلفوأحـل اهللا الب{: والسلم جائز بالكتاب الذي يندرج يف قوله تعاىل يـع وحـرم

الربا يا أهيا الذين آمنـوا إذا {، وذهاب البعض إىل ختصيص آية )٢٧٥: البقرة (} تداينتم بدين إىل أجل مسمى فاكتبوه وعىل رأسهم ابن عبـاس ) ٢٨٢: البقرة (}

وهـم rالنبـي قـدم : ويف السنة الرشيفة، ما رواه البخاري، قال. ريض اهللا عنهمن أسـلف يف يشء ففـي كيـل ووزن ": يسلفون بالتمر السنتني والثالث، فقال

. rوكذلك باإلمجاع بتعامل الصحابة يف عهد النبـي . )٨("معلوم إىل أجل معلوم

.١١١، ص٣ دار الشعب، ج- صحيح البخاري)٨(

٨٩

وحكمة مرشوعية السلم باعتبار أن الرشيعة اإلسالمية مبنية عىل حتقيق مصالح حاب األمـوال ألصـحاب الـصنائع العباد، وهدف السلم توفري املال مـن أصـ

.والزراعات لتحقق املصلحة القوميةوبام أن السلم عقد من عقود املعارضات املالية، فهو نوع من البيوع، ولذا فإن

وأركـان الـسلم . أركانه هي أركان البيع، غري أن للسلم بعض الرشوط اخلاصةعقـد الـسلم أمـا رشوط ). عاقدان، صـيغة، معقـود عليـه(عند مجهور الفقهاء

تنصب عىل أركانه، فالعاقدان جيب أن يكونا من أهل العبـارة املعتـربة يف إنـشاء العقود وااللتزام بآثارها، أي يتميزا بالعقل والرشادة وغريها من مميزات قوامـة

كذلك جيب أن تكون صيغة العقد تشتمل عىل لفظ السلم أو السلف . الشخصيةأما الرشوط اخلاصة بالركن . جياب والقبولوما اشتق منهام، وأن يتحد جملس اإل

أن يكـون : تقسم إىل ثالث جمموعات نذكرها إمجاال-أي املعقود عليه-الثالث املال منقوال، أال يتحقق بينهام ربا النسيئة، أن يكون معلوما، وأن يقبض يف جملس

العقد، وأن يكون دينا يف الذمة، ومـؤجال، واألجـل معلومـا، وأن يكـون عـام .الوجود عند حلول األجل، وأن يكون معلوم القدر والصفات

جمموعة من املشاكل الرشعية والقانونية قـام يلزم دراسة ولتطبيق عقد السلم :من أمههاو ،الباحث باستعراضها

بام أن عقد السلم أحد أنواع البيوع، إذا يلزم حتديد الثمن، : حتديد الثمن -% ٥أم سعر سوق معني؟ أم سعر ناقص هل سعر اليوم؟ : والسؤال يأيت

عىل سبيل املثال؟ وبعد أن استعرض الباحث عددا من الفتـاوى حـول

٩٠

حتديد الثمن، ورأى أن حتديد الثمن يمنع اجلهالة املوحية للنـزاع ومـن أجدى األساليب يف حتديد الثمن هو سـعر الـسوق مـع ختفـيض نـسبة

بول التعامل عىل هذا معقولة يرتاضيان عليها، وهو أسلوب يؤدي إىل ق .البيع، وهو بيع السلم وزيادته

هل جيوز بيع بضاعة السلم قبل قبضها؟ اختلفت آراء الفقهاء القـدامى -إنـه إذا وجـد ": واملحدثني حول جوازه مـن عدمـه، ويقـول الباحـث

الرأي األرشـد، بإتباعاخلالف املعترب يف املسألة، فال يكون املسلم ملزما بني أمـرين إال r خيتار منه أيرسه، فام خري رسول اهللا وإنام هو رشع اهللا

.اختار أيرسمهااجلمهـور ذهـب إىل أن : حالة عدم تسلم البضاعة عند حلـول األجـل -

املسلم باخليار بني أن يأخذ الثمن أو يصري إىل العام املقبل، وحجتهم أن العقد وقع عىل موصوف يف الذمة، فهو بـاق عـىل أصـله ولـيس رشط

واستعرض الباحث أيضا عددا من . أن يكون من ثامر هذه السنةجوازه اآلراء الفقهية األخرى وخلص من خالل فتوى هيئة الرقابـة الـرشعية يف املرصف اإلسالمي أنه جيوز النص عىل تعويض املرصف من األرضار التي تلحق به بسبب عدم قيام املدين بالوفاء عند حلول األجل، إال إذا

. حدث بسبب ال يد له فيهكان التأخريجيـوز للمـصارف اإلسـالمية بتوكيـل : جواز التوكيل يف بضاعة السلم -

شخص له دراية بتخزين وتسويق وتغليف بضاعة السلم والنقل، إال أنه

٩١

ال جيوز أن يوكلـه يف القـبض مـن نفـسه إذ ال يـصح توكيـل املـدين يف أحـد موظفيـه القبض من نفسه لدائنه، وإنام جيب عىل املرصف أن يعني

.لالستيفاء والقبضهل جيوز أخذ رهن أو كفالة يف عقد السلم؟ رأى الباحث األخذ بـرأي -

جواز أخذ الرهن والكفالة يف عقـد الـسلم، وكـذلك جيـوز "اجلمهور ولكن جيب التفكري بصور جدية للبحـث عـن ضـامنات . تعدد الكفالء

ابة الرشعية جديدة خالف الضامنات التقليدية وعرضها عىل هيئات الرق .باملصارف لتمحيصها وإبداء الرأي حوهلا

:مجال تطبيق عقد السلم في المصارف من الناحية الشرعيةففي املجال . الزراعة، والصناعة، والتجارة: حددها الباحث يف ثالثة جماالت

الزراعي جيوز السلم يف املحاصيل التقليدية مثل القمح والشعري، ويف احليوانات وعدد آراء الفقهاء حول القدرة أو عدم القدرة عـىل ضـبط . واللبنمثل اللحم

صفات بعض املنتجات، وتناول مسألة تقديم الثمن عينـا يف اإلنتـاج الزراعـي وأكد عىل أنه جـائز بـرشط أال يكـون مـن جـنس املنـتج، وكـذلك يف اإلنتـاج

ة أن احليواين؛ يف املجال الصناعي جيوز السلم حتى وإن تعددت اخلامات خاصمجيع أنواعها مكتوب اآلن عىل املادة املنتجة، وكذلك مسألة عدم اجتامع الـوزن مع الصفات أصبحت ال حمل هلا ألن اإلنتاج يتم وفق معايري ثابتة وآليا يـصعب معها اختالف األوزان والصفات، وكذلك مل يصبح اإلنتاج متوقفا عـىل عامـل

٩٢

ويف املجال التجاري يعترب الـسلم . كاتبعينه لتعدد العامل يف اإلنتاج وكرب الرش .خري وسيلة إلمتام الصفقات التجارية وحتقيق مصلحة للبائع واملشرتي

:تكييف عقد السلم قانوناتناول الباحث عقد السلم يف القانون املرصي ووجد أنه مل يـرد نـص خـاص

فبيع اليشء ببيع السلم يف التقنني املدين املرصي، فليس التقنني يف حاجة إىل ذلك أما يف القانون اللبناين فقـد نـص عـىل . املستقبل فيه جائز ما دام حمتمل الوجود

أنه عقد بمقتضاه يسلف أحد الفريقني مبلغـا معينـا مـن "عقد السلم وجاء فيه النقود، مقابل أن يسلم كمية معينة من املـواد الغذائيـة أو غريهـا مـن األشـياء

."لفريقان، وال يثبت هذا العقد إال كتابةاملنقولة يف موعد يتفق عليه اوبعد استعراض اجلانب الفكري ملوضوع السلم انتقل الباحث إىل دراسة بيع السلم يف املصارف اإلسالمية ووجد أن العمل بـصيغة الـسلم حمـدود جـدا يف املصارف اإلسالمية، كام أن صيغة السلم يف حاجة إىل بلورهتـا يف قواعـد عمـل

ويمكن استخدام عقود الـسلم يف متويـل املـزارع، . فنية مقننةحمددة وخطواتواحلرفيني، والصناعات الصغرية، والغارمني، والتكنولوجيا واألصـول الثابتـة

.والتجارة اخلارجيةوحتى يمكن للمرصف اإلسالمي االستفادة من عقد السلم اقرتح الباحـث

:أسلوبني مها

٩٣

امر يندرج حتته إدارات متنوعة منها وجود قطاع كبري لالستث: األسلوب األولإدارة لبيع السلم تقوم بعرض خدماهتا عـىل القطاعـات الـصناعية والتجاريـة،

.وإدارة لتسويق السلعواألسلوب الثاين إنشاء رشكة الستثامرات السلم يكون غرضها الرشاء والبيع

.املتوازي يف عقود السلم، عىل أن تكون ذات رأس مال متغري :اخلطوات العملية لعقد السلم وقسمها إىلثم تناول املرصف أو املسلم يقوم بدفع الثمن حاال يف جملس :عقد بيع السلم -

العقد، ويقوم املسلم إليه أو املتعامل بالوفاء باملسلم فيـه يف األجـل .املحدد وباملواصفات املطلوبة بالعقد

نــك يف حــال تـسلم الب:تـسليم وتـسلم الــسلعة يف األجـل املحـدد -ترصيفها وبيعها من خالل : األول: البضاعة أمامه ثالث احتامالت

توكيل آخر ببيع السلعة نيابة عنه مقابل أجـر : إدارة التسويق، الثاينإال طـرف . اإلنفاق مع البائع عىل تسليم املـسلم فيـه: حمدد، الثالث

.ثالث وفيه يوافق املرصف عىل بيـع الـسلعة حـاال أو باألجـل :عقد البيع -

. ثمن أعىل، واملشرتي يوافق عىل الرشاءبومن خالل ما سبق قدم الباحث صياغة مرصفية لعقد السلم، والضوابط

واختـتم الكتـاب باملـشاكل . الواجب مراعاهتا عند التمويـل لعقـد الـسلم .العملية التي يتضمنها تطبيق العقد املشار إليه

٩٤

ة في المصارف الوظائف االقتصادية للعقود المطبق : اسم الكتاب -١١ اإلسالمية

صبري حسنين. د.أ: المؤلف .ص٤٩، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب احلادي عرش يف سلـسلة ويتنـاول الكتـاب موضـوع الوظـائف العاملي للفكر اإلسالمي املعهدأصدرها

يف املصارف اإلسالمية، من خالل أربعة مباحث تلقي االقتصادية للعقود املطبقة الضوء عىل مفهوم العقد وتعريفه وأهدافه وضوابطه الرشعية وتقسيامته، وحتلل الوظائف االقتصادية العامـة للعقـود، ووظـائف العقـود املطبقـة يف املـصارف

.اإلسالمية حسب حاالهتا :تعريف العقد

مع بني أطراف اليشء وضـده احلـل، أمـا يطلق العقد يف اللغة العربية عىل اجلربط بني كالمني ينشأ عنه حكـم رشعـي "املعنى الذي اصطلح عليه الفقهاء هو

.، وهو يتفق كل االتفاق مع تعريف القانونيني"بالتزام ألحد الطرفني أو لكليهام :أهداف العقود بين مقاصد الشارع ومقاصد المكلفين

يتعلق باألموال واألعامل وما يرتبط هبـا يرى الباحث أن املقصد األسمى فياممن عقود هو حتقيق املنفعـة اخلاصـة واجلامعيـة، وخيتلـف بـذلك عـن غـرض

.ومقصد املكلفني وهو زيادة الدخول واألرباح وتعظيم االستهالك

٩٥

ثم حيدد الباحث عددا من املقاصد ينبغـي عـىل العقـود توخيهـا حتـى حتقـق : أهداف الشارع وهي

ويقصد به دوران املال بـني أيـد كثـرية وهـو مقـصد رشعـي : لرواج األمواأي إبعادها عن الرضر، والثالث حفظ األموال : واملقصد الثاين وضوح األموال

واملقـصد . والرابع إثبات األموال أي إقرارها ألصـحاهبا بـال خطـر أو منازعـة .األخري العدل يف األموال أي حتصيلها بالطرق الرشعية

:ة للعقودالضوابط الشرعيحدد الكتاب عددا من الضوابط الرشعية للعقود بعضها يرتبط بإنشاء العقـد

وأمههـا عـىل سـبيل اإلمجـال . واآلخر بالعاقدين، والبعض اآلخر بمحل العقدوأن يكـون . توافر اإلجياب والقبول، وأال يشوب العقد غش وال ربـا وال غـرر

فـيام خيـص حمـل . واكتامل احلريةالعاقدين بالغني عاقلني حريني يتسام بالرشادة منتفعا هبا، وال تكون نجسة يف عينها -حمل العقد-العقد جيب أن تكون السلعة

.كالكلب وأن تكون السلعة مملوكة للبائع ومعلومة العني والقدر ماذا عن بيع كلب احلراسة؟: وهنا يثور سؤال

: تقسيم العقود بحسب موضوعها وطبيعتها : مدا وجهة نظر الفقه اإلسالمي إىلقسمها الباحث مست

.مثـل اهلبـة والـصدقة: وعقود التربعات. مثل مبادلة بامل: عقود مفاوضاتمثل الوكالة : عقود اإلطالقات.كاإلبراء من الدين والوقف: عقود اإلسقاطات

عقـود .مثل عقود عزل الوكيل والـويص: عقود التقييدات.واإلمارة واملضاربة

٩٦

.كـالرهن والكفالـة واحلوالـة: عقود التأمينات.عة واملساقاةكاملزار: الرشكات .كالوديعة واحلراسة: عقود االستحفاظات

الوظـائف االقتـصادية العامـة ويف املبحث الثاين من الكتاب تناول الباحـث : وتناوهلا من خالل ست نقاطللعقود

من خالل استبعاد النجسة : االستخدام الكفء للموارد االقتصادية .١يه املوارد االقتـصادية إىل الرتكيـز عـىل إنتـاج الـسلع املفيـدة وتوج

النافعة، واالستخدام الكفء لعنرص العمـل والبعـد عـن املـضاربة .بمقتضاها االقتصادي احلديث

مـن خـالل إعطـاء قيمـة : حتقيق التوازن بني عوائد عنارص اإلنتاج .٢توازن كبرية لعنرص العمل وإعطاء دفعة قوية لالستثامرات وحتقيق ال

بني عنارص اإلنتاج بحيث ينال كـل عنـرص حقـه نظـري إسـهامه يف .العملية اإلنتاجية

عـىل ثمن خالل احل: رفع امليل لالدخار والكفاية احلدية لالستثامر .٣عدم التجارة يف النجس وكل ما يرض املجتمع وتقليـل االسـتهالك

.لصالح االدخار وتوجيه نحو االستثامرالل النهي عن التـسعري اجلـربي للـسلع من خ: ضامن حرية السوق .٤

.والنهي عن االحتكار وتلقي الركبانمن خالل إقامة العقود عىل املعرفـة التامـة، : حتقيق استقرار السوق .٥

.إلخ...وحتريم الغش، وإظهار عيوب السلعة، ودقة الكيل وامليزان

٩٧

ــة .٦ ــشكلة البطال ــصارف : معاجلــة م ــة يف امل ــود املطبق فمعظــم العقعمل عىل املزاوجة بني العمل ورأس املال مما يساعد عىل اإلسالمية ت

.املعاجلة املبارشة ملشكلة البطالة يتعـرض الكتـاب لوظـائف العقـود املطبقـة يف املبحـث الثالـثومن خالل

املصارف اإلسالمية حسب جماالهتا، والتي حرصها يف أربعـة أطـراف أساسـية ري التمويليـة، ثـم املـصارف املمولون، واملستثمرون، وعمالء اخلدمات غـ: هم

. األخرىوحول عقود املمولني مل يتطرق الباحث بإسهاب ألنواع العقود حيـث لـيس جماهلا هنا ولكن رأى أن الوظائف االقتصادية التي يمكن أن تؤدهيا تلك العقود

التوزيع العادل لثمرة ونتيجة النشاط االقتصادي، فال حتديـد : للمتعاملني معهاث يف حالة عقـد القـرض يف العمليـة اإلنتاجيـة، وكـذلك خلـق مسبق كام حيد

الوعي االدخاري واالستثامري لدى مجهور املودعني، إذ تعمل هذه العقود عىل . املــشاركة املبــارشة للمــودعني يف األنــشطة الــصناعية أو الزراعيــة والعقاريــة

عىل وبالنسبة للمستثمرين تعمل املصارف اإلسالمية من خالل عدد من العقودمتويل املرشوعات اجلادة ودفع عجلة التنمية واالقتصاد يف العامل اإلسـالمي ممـا

وحدد عددا من العقود حسب . يؤدي إىل االستفادة من املال وتنميته وإصالحه :النشاط االقتصادي والوظائف االقتصادية وقسمها إىل

أما . دميعقود النشاط الزراعي، والنشاط الصناعي والتجاري، والنشاط اخلبالنسبة لوظائف عقود اخلدمات التمويليـة حـددها يف تغطيـة مجيـع متطلبـات

٩٨

النشاط التجاري احلديث وما يتطلبه من رسعة وأداء، وتطهـري املعـامالت مـن . الربا

وبخصوص وظائف العقود مع املـصارف األخـرى فمـع تعقـد املعـامالت ا، ولذلك نشأت عددا من االقتصادية فإنه ال يكون بوسع بنك واحد أن يقوم هب

املؤسسات املالية والصناديق للمسامهة يف خلق سوق جتارية متميزة وتعمل هذه .األنشطة عىل تقوية العالقات التجارية بني دول العامل اإلسالمي

واألخري من الكتـاب يقـوم الباحـث بتقيـيم أداء العقـود املبحث الرابعويف :ل إلقاء الضوء عىل اجلوانب اآلتيةاملطبقة يف املصارف اإلسالمية من خال

:مدى كفاية وكفاءة العقود المطبقة في المصارف اإلسالميةبني الباحث الفـرق بـني البنـوك اإلسـالمية التـي تقـوم أساسـا عـىل عقـود املشاركات والبنوك التقليدية التي تقوم عىل عقد القـرض ذي الفائـدة املحـددة

وجهة للبنوك اإلسالمية أهنا متارس نفس نـشاط وأشار إىل االهتامات امل. مسبقاالبنوك التقليدية يف حالة القـرض مـن خـالل ممارسـتها بـصورة كبـرية لعقـود املرابحة والتي يراها البعض أهنا شبيهة بنظام الفائدة، إال أنه ينفي ذلـك اعـتامدا ا للـسلعة، وبيـع عىل أهنا تقوم عىل جتارة سلع وليس مال، ويكون البنك ضـامن

املرابحة يكون لقاء ثمن مؤجل وغريها من الفروق التي تبعد عقد املرابحة عـن .القرض بفائدة

:مدى الحاجة إلى استحداث عقود جديدةمع توسع احلياة االقتصادية وتشعبها أصبحت احلاجة ماسـة إىل اسـتحداث

ومـن ضـمن . عقود جديدة برشط عدم اخلروج عـىل العقـود الكليـة للـرشيعة

٩٩

حتويل املضاربة إىل رشكة وجوه، أو : ت التي ناقشها الكاتب باستفاضةاالقرتاحااملرابحة إىل مشاركة، أو اندماج للمضاربة واملرابحة يف عقد واحد، أو اإلجـارة

.إىل رشكة :التطوير الالزم للعقود المطبقة في المصارف اإلسالمية

مية والتـي تناولت هذه النقطة بعـض التطـوير يف العقـود يف البنـوك اإلسـالومـن بـني تلـك . تساهم يف تفعيل أداء االقتصاد اإلسـالمي وحتقيـق الفاعليـة

األساليب تطوير توجيه بعض الودائع حسب رغبة العميل يف مرشوع معـني أو بلد معني أو قطاع معني مثل التشييد والبناء مثال، مما يساعد عـىل حتقيـق تنميـة

حيث يكون أحـد ) شبه املضاربة(وكذلك استحداث رشكة . حقيقة يف املجتمعالرشكاء هبا رشيكا باملال والعمل مما حيقق نسبة أمان عاليـة للمـرشوع وكـذلك الودائع املرشوطة مثل حتويل احلساب اجلاري إىل حـساب اسـتثامري إذا وجـد املرصف مرشوعا حيقق رشوط املودع، وكذلك اإلجيار برشط البيع ويساهم هذا

ة للمرشوعات التي حتتاج إىل حتويـل رأس املـال العامـل العقد يف توفري السيول .كاملعدات

ويف خامتة الكتـاب يـرى الباحـث أن البنـوك اإلسـالمية قامـت يف األصـل لتحقيق تنمية اقتـصادية اجتامعيـة حقيقيـة إال أن هنـاك بعـض املـشاكل التـي

مجيع تواجهها يف سبيل حتقيق أهدافها من بينها عدم األخذ الشامل باإلسالم يف .نواحي احلياة وعدم توفر الكوادر الفنية التي تفهم الفكرة عىل أصوهلا الرشعية

١٠٠

.الضمان في الفقه اإلسالمي: اسم الكتاب -١٢ محمد عبد المنعم أبو زيد. د. أ: المؤلف .ص١٠٢، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي االقتـصاد اإلسـالميدراسـات يفهو الكتاب الثـاين عـرش يف سلـسلة وينـاقش الكتـاب إحـدى القـضايا العـاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها

األساسية يف االقتصاد اإلسالمي وهي قضية الضامن باعتبارهـا متغـريا أساسـيا وقـد قـسم الباحـث دراسـته إىل أربـع . من املتغريات احلاكمة للعمـل املـرصيف

: منها املبحث األولمباحث تناول يف الضامن يف الفقه اإلسالمي حماوال التعريف بامهية الضامن يف الفقه اإلسـالمي

:من خالل مطلبني أساسيني مها .تعريف الضمان، وأقسامه، ومشروعيته: المطلب األول -

:الضمان في اللغةوقد استعمل الكثـري مـن الفقهـاء لفـظ الـضامن بمعنـى . لفظ يعني االلتزام

أما االصطالح الفقهي فعلـامء الـرشيعة . لغوي للكفالة الضمالكفالة واملعنى اليستخدمون لفظ الضامن عىل عدة معان من بينها الكفالة باملال وهو حمور اهتامم

.الكتاب وكذلك تبعه اهلالك أو التلفوحول مرشوعية الضامن أتى الباحث ما يعضد ذلـك مـن الكتـاب يف قولـه

قالوا نفقد صواع{: تعاىل امللك وملن جاء به محل بعري وأنا به زعيم : يوسـف (}. "الزعيم غارم": rويف قول رسول اهللا . الزعيم الكفيل: ، قال ابن عباس)٧٢

١٠١

وحدد الباحث أقساما للضامن من حيث التزام املطالب به ومن حيث العقديـة، س، واملال، وضامن عقد، وضـامن الكفالة بالنف: واإلطالق والتقييد وعددها يف

وقد أسهب الباحث يف تعريـف كـل هـذه ،فعل، وكفالة مطلقة، وكفالة مقيدة .األنواع

:شروط وأحكام الضمان: المطلب الثانيحسب ما اتفق عليه واقتصار الكتاب عىل ضامن الدين حدد الكتـاب أربعـة

:عنارص للضامن هين يكـون أهـال للتـربع، كـامل األهليـة، وأ): الكفيـل(رشوط الضامن .١

.ويكون الضامن برضاء الضامنأن يكون معلومـا للـضامن، وأن ): املكفول عنه(رشوط املضمون عنه .٢

.يكون املكفول عنه حيايشرتط األهلية ): املكفول له الدائن صاحب احلق(رشوط املضمون له .٣

يف اجلملة، وال يشرتط كامهلا وأن يكون معلوما، وكذلك رضاه لـصحة .ضامن، وأن يكون الضامن حارضا يف جملس الضامنال

يشرتط أن يكون الدين املكفول ): الدين املضمون(رشوط املضمون به .٤ا صحيحا، وأن يثبت يف ذمة املدي ال بعينه بل بوضعه، وكذلك نبه، دين

يشرتط يف املكفول به أن يكون مقـدور التـسليم مـن الكفيـل، ويـصح .معلوماالضامن إذا كان املضمون به

١٠٢

:أحكام الضمانثبوت احلق : أي اآلثار التي ترتتب عىل عقد الضامن، ومن أهم هذه األحكام

للدائن بمطالبة الضامن بام يضمن به األصيل عند حلول األجر، وكـذلك حـق . املكفول له مطالبة من شاء؛ األصيل أو الضامن

ب الوفاء بـه وحـق سقوط األجل يف حالة وفاة املدين واعتبار الدين حاال جييف الرجوع عىل املدين بمطالبته بأداء ما وىف به، وغريهـا مـن ) الضامن(الكفيل

.األحكام التي رشحها يف ثامن بنود

، دراسـة مقارنـة–الضامن يف املصارف اإلسالمية من الوجهة النظرية وحول وارد الذي استهله بطبيعة عمل البنوك وحرصها يف جتميع املاملبحث الثاينيدور

املالية، وتوجيه تلك املوارد وتوظيفها، وتقـديم اخلـدمات املـرصفية، وتوصـل الباحث إىل أن البنوك اإلسالمية تشرتك مع البنوك التقليدية يف تلـك الوظـائف وخيتلفا فقط يف شكل العالقة التي تقوم يف البنوك اإلسالمية عىل نظام املشاركة،

وعـىل أسـاس تلـك العالقـات . الفائـدةويف البنوك التقليدية عىل أساس سعر . يتحدد شكل الضامن

وبعــد أن اســتعرض املــوارد املاليــة والتــي قــسمها إىل مــوارد ذاتيــة ختــص املسامهني، واملوارد اخلارجية والتي قـسمها إىل ودائـع حتـت الطلـب، وودائـع ادخارية، وودائع استثامرية، ثم وضح الفرق بينهم وكذلك نوع العقود اخلاصة

وبعد استعراض املوارد بنوعيها رأى . م يف البنوك التقليدية والبنوك اإلسالميةهب

١٠٣

والتي تعطي لصاحبها حـق اإلدارة والتـرصف ال ) الداخلية(أن املوارد الذاتية . يلزمها ضامن

وبالنسبة للودائع اجلارية واالدخارية فالبنوك اإلسالمية مثل البنوك التقليدية أما بالنسبة للودائع االستثامرية يف البنوك . يف حال طلبها بردها وملزمةضامن هلا

. لزم البنك فيها ضامن قيمة الوديعة وفوائدها املستحقةالتقليدية فبمثابة قرض يأما يف البنوك اإلسالمية تقوم العالقة عىل عقد املضاربة ومن ثـم ختـضع قـضية

ال، وهذا ما جيعل الضامن ألحكام عقد املضاربة أي عدم ضامن العامل لرأس املالبنوك اإلسالمية يف وضع منافس صعب مع البنوك التقليدية مما دفع البعض إىل ا اقرتاح وسائل لضامن تلك الودائع من بينها توسيط طرف ثالث يكـون ضـامن

. للودائع االستثامريةإال أن بمناقشة الباحث لكل االقرتاحات تبني أن طرح قـضية الـضامن وفـق

ي طرحها الباحث للودائـع االسـتثامرية يف املـصارف اإلسـالمية التصورات التالتي تعتمد عىل صيغة املضاربة أمر جيب أن يكون مرفوضا من أساسه وجيب أن

.يتم دراسة املوقف وحماولة تقديم حلول رشعية ومن ناحية الضامن يف جمال االستثامر فإن املتعارف عليـه أن البنـوك بنوعيهـا

هتدف إىل استثامر األموال لدهيا لتحقيـق أربـاح تعـود -التقليديةاإلسالمية و-والعالقة بني البنوك التقليدية واملستثمر هي عالقة . باخلري عىل البنوك واملودعني

قرض أي دين بفائدة وحيصل البنك التقليدي عىل كافة الضامنات التي تتيح لـه اإلسالمية فتقوم بعملية االستثامر أما البنوك . اسرتداد أمواله والفائدة املحددة هلا

١٠٤

بمفردها أو بنظام املشاركة ولذا فاملخـاطرة أعـىل وقـد وضـع الباحـث بعـض الضامنات الالزمة واملالئمـة ملواجهـة خمـاطر اسـتثامرات املـصارف اإلسـالمية

:وقسمها إىلالكفاءة األخالقيـة والعمليـة يف العميـل، ودراسـة (:ضامنات أساسية -

).االستثامرية بكفاءةواختيار العملية الضامنات العينية والشخصية لضامن اجلديـة، ( مثل :وضامنات تكميلية -

).وكذلك ضامنات فنيةإىل : نهـا قـسمها الباحـث أوالوحول اخلدمات املرصفية، وموقع الـضامن م

، وخــدمات مــرصفية ال تــضمن تقــديم "أي متويــل مــايل"خــدمات مــرصفية وحتـصيل األوراق التجاريـة، التحـويالت قبـول الودائـع، "تسهيالت وأمهها

."اء العمالت، وتأجري اخلزائناملالية، األوراق املالية، بيع ورشوبعـد . ثم ناقش كل عملية من هذه العمليات وناقش أيضا تكيفها الـرشعي

استعراض تلك اخلدمات وجد أن طبيعة اخلدمات املـرصفية التقليديـة ومـدى ام هبا، اتضح أن مفهوم الضامن من حيث طبيعتـه إمكانية البنوك اإلسالمية القي

السابق رشحها ال نجـدها إال يف خطابـات الـضامن فقـط، وجيـب للمـصارف اإلسالمية أن تصدر خطابات الضامن التي تعد من قبيـل الكفـاالت املقيـدة يف

.الفقه اإلسالمي

١٠٥

رف ملناقشة الضامن يف معـامالت املـصااملبحث الثالثوينتقل الباحث بنا يف ، حيث ناقش الضامن وتعبئة املـوارد يف املـصارف "التجربة العملية"اإلسالمية

اإلسالمية وخاصة أن الفكر الربوي هو املسيطر عىل آليات تعبئة املوارد املالية مما دفع البنوك اإلسالمية ملامرسة هذا الضامن عىل الودائع بام خيالف فكرة املـشاركة

لبنوك التقليدية وقد سيطرت مـشكلة الـضامن حتى تكون يف وضع تنافيس مع ا :بالنسبة للودائع االستثامرية ألسباب عديدة منها

سيطرة العقلية الربوية لـدى نـسبة عاليـة مـن املـودعني، وعـدم االسـتعداد للمخاطرة، حاجة املودعني يف السحب من ودائعهم يف أي وقت، سيطرة الطابع

مية، وقصور املـصارف اإلسـالمية يف الربوي عىل نظم وأساليب املعامالت اليوا سلبية وقد تركت مشكلة الضامن عىل الودائع آثار. خلق وعي ادخاري إسالمي

عىل البنوك اإلسالمية خاصة يف مسألة املخاطرة وعدم مقدرة البنوك اإلسالمية عىل طرق أبواب االستثامرات احلقيقية، وكذلك تطبيـق نفـس آجـال الـسحب

ع بنفس طرق البنوك التقليدية وكل هـذه املـشاكل جعلـت واإليداع عىل الودائأساليب البنوك اإلسالمية يف حتقيق أربـاح يرتكـز يف كثـري منهـا عـىل عمليـات

.املرابحة دون االستثامر احلقيقي تبـني أن البنـوك -األساسية منها واملكملـة-وبعد دراسة الضامنات الالزمة

لني ال تتـوافر فـيهم معـايري أخالقيـة اإلسالمية واجهت يف بداية تعاملها متعاموعدم االلتزام واألمانة وكذلك عدم توافر الكفاءات البرشية التي لـدهيا إدراك ــرص ووعــي بآليــات العمــل يف املــصارف اإلســالمية، وكــذلك ضــعف الف

١٠٦

كل تلك األسباب سامهت . االستثامرية احلقيقية املتاحة أمام املصارف اإلسالميةسالمية عىل الضامنات التقليديـة بـصورة أساسـية وتفـضيل يف اعتامد البنوك اإل

نظام املرابحة عىل املشاركة واملضاربة، وحتويل املصارف اإلسـالمية مـن متويـل غري القادرين إىل متويل األغنياء، وعدم القدرة عىل متويل املرشوعات التي ختدم

.التنمية

عـىل حتقيـق الـضامن ناقش الكتاب العوامل التي تـساعداملبحث الرابعويف ألنشطة املصارف اإلسالمية وقـسمها إىل عوامـل ختـص الودائـع االسـتثامرية،

.وأخرى استثامرات املصارف اإلسالمية : اقرتح الباحث حمورين أساسني مهااجلزء األولوفيام خيص

.حمور بيئي من خالل العمل عىل خلق وعي ادخاري إسالمي: األول الوسائل واألساليب الصحيحة إتباعك من خالل وذل: حمور مرصيف: والثاين

لضامن نجاح اسـتثامرات هـذه املـصارف وجيـب أن تـساعد الـدول املـصارف اإلسالمية يف هذا من حيث إصدار الترشيعات الالزمة، كـام أن للـدعاة دور يف

.توعية الناس ونرش الكتب والنرشات التعريفية

رات حيـث ترتفـع خمـاطر الـضامن اخلاص باالستثام،اجلزء الثاينوفيام خيص لدى البنوك اإلسالمية عنها يف البنـوك التقليديـة الخـتالف طبيعـة الـضامنات كذلك لضعف الوازع الديني لدى كثري من املتعاملني منها وضـعف الكفـاءات

١٠٧

ويمكن املسامهة يف حل هذه املـشاكل مـن خـالل . البرشية لدى تلك املصارفا يف توعيـة املمـولني ونـرش الـوعي املـرصيف قيام املصارف اإلسـالمية بـدوره

وكذلك يقع جانـب آخـر عـىل . اإلسالمي وزيادة الوازع الديني لدى املمولنيالدولة من خالل نرش املفـاهيم االقتـصادية واملـرصفية اإلسـالمية مـن خـالل وسائل اإلعالم التي متلكها وتقوية الوازع الـديني لـدى األفـراد واحلـث عـىل

وتطبيــق التــرشيعات والقــوانني املالئمــة لطبيعــة املعــامالت التمــسك بــالقيم .اإلسالمية

ولعل هذا البحث أعد من فرتة ليست بالقليلة أرجو أن تكون تلـك املثالـب واملشاكل التي أشار إليها الكتاب قد أخذت طريقها للحـل ولعـيل مـن خـالل

.حدهتااملتابعة أجد أن كثريا من هذه املشاكل ما زالت قائمة بل زادت

١٠٨

خطاب الضمان في البنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -١٣ حمدي عبد العظيم. د. أ: المؤلف .ص٨٩، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب الثالث عرش يف سلـسلة ل عقد خطاب الضامن يف البنك ويتناوالعاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

اإلسالمي مـن املنظـور اإلسـالمي باعتبـاره عنـرصا مهـام لتنـشيط املعـامالت التجارية، وحتقيق الثقة بني املتعاملني، وزيادة دور البنوك يف التنمية االقتـصادية

وبدأ الباحث بتعريف بعض املفاهيم العامة حول املوضوع بـدأها . واالجتامعيةبأنه تعهد رصيح من أحد البنوك بأنه يقبل دفـع مبلـغ : الضامنبتعريف خطاب

معني إىل املستفيد، الذي يصدر اخلطاب لصاحله، بناء عىل طلب العميل طالـب الضامن خالل فرتة زمنية معينة، حيصل البنك مقابـل إصـدار هـذا التعهـد عـىل

.عمولة يف شكل نسبة مئوية من قيمة خطاب الضامن :أهمية خطاب الضمان

تعمل عىل توفري الثقـة بـني املتعـاملني يف أسـواق الـسلع، واخلـدمات، عـىل املستوى املحيل والدويل، حيث وجود البنوك طرف فيها يبعـث عـىل الطمأنينـة ويساهم يف تنمية حركة التجارة مع العلـم أن البنـك الـضامن لـن يتحمـل أيـة

.خسارة طاملا أن لديه ضامنات عىل العميل :لضمانأقسام خطابات ا

اخلطابـات األوليـة املتعلقـة : ، أيخطابات ضامن ابتدائيةقسمها الباحث إىل ويكون ذلك يف حالة إسـناد عمليـات :خطابات ضامن هنائيةعادة بالعطاءات،

١٠٩

معينة للعميل من قبل املـستفيد ويف حالـة إخاللـه بالـرشوط يـصادر املـستفيد .خطاب الضامن لضامن حقوقه

أي عند إسناد عمليـة معينـة أو توريـد مـواد : ملقدمةخطابات ضامن الدفعة ا . خام، ويعترب هذا اخلطاب كضامن للدفعة املقدمة للحصول عىل هذه املواد

وتصدر لرشكات املالحة، لتعويضها عن أية أرضار :خطابات الضامن املالحيةقد تلحق هبا بسبب تسليمها البضائع املوضـحة يف خطابـات الـضامن عنـد أول

. التعهد بتقديم بوليصة الشحنطلب، معمن حيث الـشكل : خطابات الضامن من حيث الشكل، ومن حيث املوضوع

تعترب خطابات الضامن من التعهدات التي يتعهد هبا البنك املصدر للخطـاب إىل ثـم حـدد ثـامن . مستفيد معني بدفع مبلغ حمدد عند الطلب مـن جهـة املـستفيد

نجد أنـه ينحـرص يف كونـه : ث املوضوعأما من حي. رشوط يف خطابات الضامنتعهدا بالدفع الفوري بالوكالة عن العميل، وذلك لقيمة معينة خالل فرتة زمنية

.حمددة، وقد يكون جمرد تأمني، أو مناقصة لعملية توريد أي الضامنات التي حيصل عليها البنـك الـذي يـصدر :غطاء خطاب الضامن

أي كـل قيمـة خطـاب -ضامن كـيل خطاب الضامن إىل العميل، وقـد يكـون الـ . أو جزئي أو بدون إيداعات حسب ثقة البنك يف العميل-الضامن

وحول الرأي الرشعي حلكم تغطية خطاب الضامن يرى الفقهاء أهنا وكالة، ال .ينطبق عليها حكم الكفالة

١١٠

وحول النواحي اإلجرائية خلطاب الضامن يدور املبحث الثاين الـذي يوضـح قابل إصـدار خطـاب الـضامن عـىل عمولـة وكـذلك مقابـل أن البنك حيصل م

وحيـق للمـستفيد مـصادرة خطـاب . للمرصوفات املتمثلة يف األعبـاء اإلداريـةالضامن يف حالة عدم وفاء العميل بام التزم به وحيصل عىل القيمة املحددة فورا يف

م ثـ. اخلطاب من البنك أو حيددها القضاء يف حالة عدم وجود قيمة يف اخلطـاببعد ذلك يعود البنك عىل العميل باملطالبة بسداد قيمـة اخلطـاب يف حالـة عـدم

.حصوله عىل تغطية كلية أو جزئية للخطاب والذي ينطلـق املبحث الثالث يدور التكييف القانوين خلطاب الضامنوحول

من أن الكفالة تعترب يف األصل خطاب الضامن، وينطبق عليها أحكام الكفالة يف : وتنقسم العالقات التي حتكم خطاب الضامن إىل ثالثة عالقات. املدينالقانون

وعادة ما تكون عالقة توريـد أو مقاولـة ) املستفيد(عالقة العميل باملتعامل معه طالـب (العالقة الثانية عالقة البنك بالعميـل . وحيكمها عقد التوريد أو املقاولة

، أو عقد الـضامن، ثـم عالقـة ، وحيكمها عقد االعتامد بالكفالة)خطاب الضامنالبنك باملستفيد ويقصد هبا العالقة بني البنك واملورد أو صاحب املرشوع الذي

. يصدر خطاب الضامن لصاحلهوحتدث ضمن هذه العالقات عن مسئولية العميل أي طالب خطاب الضامن

يف سداد بضامن أداء العملية املتفق عليها كام تم االتفاق عليها، ثم مسئولية البنكقيمة اخلطاب إىل املستفيد يف أي وقت يطلبها خالل فرتة الصالحية، إذا ذكـرت يف اخلطاب، وبشكل مطلـق إذا مل تـذكر يف اخلطـاب ولكـن ال توجـد مـسئولية

١١١

للمستفيد جتاه البنك أو العميل مقابل حصوله عىل قيمة خطاب الـضامن، مـا مل .يكن قد تقاض هذه القيمة دون وجه حق

الباحث مرشوعية خطـاب الـضامن يف املبحـث الرابـع وقـد ذهـب ويناقشوتعـرف الكفالـة . الفقهاء إىل أن خطاب الضامن يعترب من عقود الكفالـة باملـال

ضم ذمة الضامن إىل ذمة املضمون عنه يف التزام احلق، ويثبت احلـق : رشعا بأهنابـذلك تكـون ولصاحب احلق أن يطالب من يشاء منهام بحقه، و. يف ذمتهام معا

واستدل عىل مرشوعيتها من القرآن بعـدة نـصوص . الكفالة تقوية للذمة األوىل :منها سفيها أو ضعيفا أو ال يستطيع أن يمل هو فليملل { فإن كان الذي عليه احلق

وليه بالعدل أخربنـا ": rع للنبي ومن السنة يف حديث مرفو) ٢٨٢: البقرة( } بحر بن نرص أن ، حييى بن ح سان حدثهم ، قال إسامعيل بـن عيـاش ثنا : عـن ،

رشحبيل بن مسلم اخلوالين قال ، سمعت : أبـا أمامـة البـاهيل ريض عنـه اهللا ، يقول سمعت : رسول صىل اهللا عليه اهللا وسلم يقول ، حجة يف الوداع العارية" : مؤداة حة ، واملن مردودة والدين ، مقيض والزعيم ، غارم وكذلك استدل عىل ""

ثم حدد أركان . بإمجاع الصحابة وأفعال اخللفاء الراشدين والتابعنيمرشوعيتها ). صيغة الكفالة، املكفول به، الكفيل، واملكفول عنه، واملكفول له(فالة عقد الك

أي ضم ذمة الكفيل إىل :كفالة باملال: أما أنواع الكفالة فقد قسمها إىل نوعنيأي التـزام شـخص بإحـضار : والكفالـة بـالنفسذمة املدين، ألداء ديـن معـني

. املكفول به إىل جملس احلكم

١١٢

وجيوز اخلروج من . فالة جتوز يف الدين والبيع والسلمويف إطار مرشوعية الكأما خروج ) أداء املال إىل الدائن، اهلبة، اإلبراء، الصلح(الكفالة باملال من خالل

تسليم النفس إىل من يطلبها، أو اإلبراء، أو (الكفيل من كفالة النفس من خالل ). موت املكفول

عرض الباحث آراء الفقهـاء وحول جواز أخذ األجر عىل خطاب الضامن استالقدامى واملحدثني وتوصل إىل أن البنك اإلسالمي ال جيوز له أخـذ أجـر عـىل خطابات الضامن باعتباره عقد كفالة، ويمكن فقط احلصول عىل مقابل اخلدمات

. والدراسات التي يقوم هبا البنك لالستعالم عىل العميل طالب خطاب الضامن :حث إىل رأي مفادهويف هناية البحث توصل البا

أنه ال جيوز للبنك حتديد نسبة مئوية من قيمة خطاب الـضامن، ألن ذلـك فيـه شبهة الربا، واألصوب أن يكون للبنك حظ من كسب العميل أو ربحـه النـاتج عن العملية التي ضمنه فيها البنك، ومن وجهتي أضيف برشط أن يساهم بنسبة

وإال دخلنا يف عالقة جربيـة ناجتـة عـن من قيم خطاب الضامن باعتباره مشاركة .حاجة العميل إىل خطاب الضامن

وحــدد يف املبحــث اخلــامس اآلثــار املرتتبــة عــىل عقــد خطــاب الــضامن يف

:املوضوعات التالية وهو نوع من الضامن يف عقد البيـع، حيـث يطلـب أحـد :ضامن العهدة -

لـب ضـامن املتعاقدين كفيال لضامن ثمن البيع، كام يمكـن للمـشرتي ط .وقد أجازه الفقهاء. السلع املباعة، للتأكد من عدم وجود مالك آخر هلا

١١٣

ويقصد به ضامن الثمن عند استحقاق املبيع، فإذا استحق :ضامن الدرك -املبيع، خياصم املشرتي البائع أوال، فإذا قـىض عليـه يكـون قـضاء عـىل

.الكفيل وهو عند الفقهاء مثل ضامن العهدة من خالل آراء الفقهـاء تبـني أن ضـامن كافـة : املاليةضامن كل احلقوق -

احلقوق املالية، يسمح باستيعاب كافة الـصور املـستجدة يف املعـامالت املالية أو املرصفية املعارصة، وكذلك استيعاب كافـة املعـامالت املدنيـة

.ذات الطبيعة املالية أي يصح الضامن لكل من وجب عليـه :ضامن كل من وجب عليه حق -

، سواء أكان حيا أو ميتا، مورسا أو معرساحق . الشخصية االعتباريـة، :رسيان أحكام الضامن عىل الشخصية االعتبارية -

تفرضها ظروف التطورات االقتصادية وال تتعارض مع أحكام الرشيعة اإلسالمية، ولذا يمكن للبنوك اإلسالمية إصدار خطاب ضامن أو كفالة

لصالح شخـصية اعتباريـة ) مكفول عنه (مرصفية إىل شخصية اعتبارية ).مستفيد(أخرى

ويف هناية الكتاب استعرض الباحث نموذج خلطاب ضامن يتفق مـع أحكـام الرشيعة اإلسالمية، ويرى أنه من خالل هذا النموذج يمكن أن تتحقـق املزايـا

البعد عـن شـبهة التحـريم املرتبطـة بحـصول البنـك عـىل : التالية نذكر بعضهاتقديم البنوك اإلسالمية متويال حقيقيمقابل، و ا لألعامل التي يقوم هبا العميـل،

إعفاء العميل طالب خطاب الضامن من تقديم غطـاء جزئـي، أو كـيل خلطـاب .الضامن

١١٤

.االعتمادات المستندية: اسم الكتاب -١٤ .محي الدين إسماعيل. د . أ: المؤلف .ص١٢٨، ١ ط،١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب الرابع عـرش يف سلـسلة ويتـصدى الكتـاب لدراسـة موضـوع العاملي للفكر اإلسالمي املعهدأصدرها

االعتامدات املستندية ملا هلا من أمهية وملا حتققه مـن منـافع عديـدة يف تعـامالت حث عن األسلوب الرشعي الذي البنوك اإلسالمية عىل املستوى الدويل، وهو يب

يمكن البنوك اإلسالمية من استخدام االعتامدات املستندية، بعيدا عن املخالفات .الرشعية

ويتنـاول يف . وكل باب إىل عدد من الفصولثالثة أبوابوينقسم الكتاب إىل الفـصل األول االعتامدات املستندية يف القانون والرشيعة، ويبدأ يف الباب األول

أمـا أنـواع االعـتامدات يف . يف تعريف أنواع االعتامدات وأنـواع املـستنداتمنه : القوانني احلديثة يمكن تقسيمها من زوايا خمتلفة وهي

أي جيـوز ألي مـن أطرافـه التحلـل منـه يف أي :االعتامد القابل لإللغاء - وقت بإرادته املنفردة، واالعتامد القطعي وهو االعـتامد امللـزم للعميـل أي ال

الـذي جيوز الرجوع فيه، ثم االعتامد املؤيد وهو اعتامد قطعي انضم إىل البنك . بنك أجنبيأصدره

ومن املمكن أن يكون االعـتامدان يف :اعتامد االسترياد واعتامد التصدير - .نفس الوقت أو منفصلني

١١٥

والـصورة املألوفـة هـو : اعتامدات البيوع وخطابات االعـتامد الـضامنة -تب عليه اعتامدي مـستندي ثـم أضـيف إىل هـذه الـصورة وجود عقد بيع يرت

.اعتامد يتعلق بضامن تنفيذ التزامات معينة، فهو أقرب إىل خطاب الضامن أمـا Swift عـن طريـق الربيـد أو :االعتامدات اخلطابية وغري اخلطابيـة -

.الفاكس مل يعتد به بعد :االعتامد القابل للتمويل وغري القابل للتمويل -ة إمجالية االعتامد القابل للتجزئة وغري القابـل للتجزئـة، وكذلك بصور -

واالعتامد املحيل، واالعتامد اخلارجي، واالعتامدات املقدمة واملنجزة واملؤجلة، واعتامد الدفعة الواحدة، واالعتامد الدائري أو املتجـدد، واالعـتامد املـضمون

ــام وا ــتامد الع ــى، واالع ــري املغط ــى وغ ــضمون، واملغط ــري امل خلــاص، وغ .واالعتامدات النقدية واعتامدات املبادلة، واالعتامد األصيل واملساعد

وحول وجهة نظر الفقه اإلسالمي يف أنواع االعتامدات، مل جيـد الباحـث أيـة حماذير رشعية فهي تدور حول االسترياد والتصدير والوفاء بالعقود وكلها أمور

. مرشوعة يف اإلسالمعن أنـواع املـستندات التـي قـسمها إىل نـوعني، ثم انتقل الباحث للحديث

األوىل تنحرص يف سند الـشحن ووثيقـة . مستندات رئيسية ومستندات تكميليةوسند الشحن هو الوثيقة التي يوقعها ربـان الـسفينة إثباتـا . التأمني، والفاتورة

لعقد النقل واستالم البضاعة ثم وثيقة التأمني عىل البضاعة وفاتورة تبني كميـة إيـصال إيـداع، وإذن (أما املستندات التكميلية تنحـرص يف . البضاعة ووحداهتا

١١٦

تسليم، وفـاتورة قنـصلية، وشـهادة منـشأ، وشـهادات الـوزن أو اخلـواص أو وكـل مـا ). التحليل، والشهادات الصحية واخللو من اآلفات الزراعية وغريها

فـة مـن جـنس سبق من مستندات ليس فيه ما خيـالف الـرشع وإنـام تـأيت املخال . البضاعة املشحونة مثل اخلمر واخلنزير

اخلمر وأعرف أن اخلنزير حمرم أكله ولكـن نقلـه ألغـراض حتريم لكني أفهم .أخرى طبية هل جائز أم ال؟

مــن هــذا البــاب يتنــاول عالقــة األطــراف والتزامــاهتم الفــصل الثــاينويف :وحدودها يف ثالثة عالقات

يضمن الطرفني احلصول عىل حقـوقهام وحتى :عالقة البائع باملشرتي -يدخل البنك طرف ثالث باالعتامد املستندي الـذي يـوفر الـسيولة الالزمـة

ا اهلـدف منـه حتويـل ا غـري صـوريللبائع مع رضورة أن يكون العقد حقيقي .أموال من البلد إىل اخلارج

فاملــشرتي يــودع يف البنــك قيمــة االعــتامد :عالقــة املــشرتي بالبنــك - الذي يفتحه البنك له السترياد بضاعة مقابـل تقـديم غطـاء هلـذا املستندي

.االعتامد املستنديليس هناك عقد بني املستفيد والبنك، فاملستفيد : عالقة املستفيد بالبنك -

.يتلقى حقا نتيجة التعاقد بني املشرتي والبنك عىل فتح االعتامدعـتامد مـستندي وناقش الباحث التزامات األطراف التي ترتبـت عـىل فـتح ا

حسب القانون ومدى مطابقتها للرشيعة اإلسالمية، وقسمها إىل التزامات لآلمر

١١٧

بفتح االعتامد وتتمثل يف تلقي املستندات املطابقة لالعتامد ودفع قيمتها للبنـك، ثم دفع عمولـة البنـك ومـصاريفه، وتوصـل الباحـث إىل مـرشوعية العمولـة

أمـا االلتـزام الثـاين وهـي . لك الـرشيعةواملصاريف من الناحية القانونية وكـذالتزامات البنك فاتح االعتامد وترتكـز يف التزامـه بـدفع قيمـة املـستندات عنـد تقديمها إليه، وكذلك التزامه بتسليم هذه املستندات إىل اآلمر، وهـذا االلتـزام

أما االلتـزام الثالـث فهـو . يدخل يف إطار الوفاء بالعقود يف الرشيعة اإلسالميةلتزامات البنك املؤيد ويمكن أن يكون هذا البنك بنكا أجنبيا، أو بنكا حمليا تبعا ا

لطبيعة العملية سواء أكانت تـصدير أم اسـترياد ويلـزم البنـك املؤيـد يف مجيـع دفع قيمة املستندات وإرساهلام فورا إىل البنـك : احلاالت بالتزامني جوهريني مها

.ج حتت إطار الوفاء بالعقود يف الرشيعة اإلسالميةفاتح االعتامد وهو أيضا يتدرمما تقدم تبني لنا أن االعتامد املستندي يسد فجوة عدم الثقة بني املتعاملني عن طريق تدخل البنك وسيطا بني البـائع واملـشرتي ليحقـق مـصلحة كـل مـنهام،

مدى تطابق املـستندات عـىل خطـاب االعـتامد والـذي الفصل الثالثويناقش ف بأنه صك يصدره البنك استجابة لطلب العميل بإنشاء االعتامد ليحدد فيه يعر

ويتبع إصدار االعتامد . حق املستفيد والرشوط الالزمة للحصول عىل هذا احلقالتزام أسايس للبنك برضورة مطابقة املستندات خلطاب االعتامد، وحدد لـذلك

كـد مـن أن املـستندات قواعد عامـة تتمثـل يف التأ: الباحث نوعني من القواعدقدمت أثناء مدة االعتامد، وأن مجيـع املـستندات املنـصوص عليهـا يف االعـتامد مقدمة، ومطابقة ملا هو مشرتط بشأهنا يف االعتامد، وأن تكون املستندات متطابقة

١١٨

فيام بينها، وهناك قواعد تفصيلية يف فحص مستندات اإلرسال ومستند التـأمني والتي تناوهلا الباحث ضـمن الفـصل بالتفـصيل ... ريهاوالفاتورة التجارية وغ

.الكامل من هذا الباب إىل جتديد االعتامد وانقضائه يف الفصل الرابعوأشار الباحث يف

وناقش أوال جتديد االعتامد الذي يـتم باالتفـاق بـني اآلمـر . الرشيعة والقانون .والبنك املنشئ برشط أال يتضمن رشوطا ال يقبلها املستفيد

طرق انقضاء االعتامد املستندي وقسمها الباحث أيضا يف هذا الفصل وناقشالوفاء من قبل املستفيد بمستندات الشحن : طرق إرادية تنحرص يف: إىل قسمني

املطلوبة، أو ما يقوم مقام الوفاء من إجراء مقاصة قانونية أو قـضائية بـني ديـن ي، أو بانقـضاء األجـل الفاسـخ املستفيد يف ذمة البنك يـضم االعـتامد املـستند

لالعتامد املحدد فيه، أو بتنازل املستفيد عن حقـه يف االعـتامد وهـذا مـن النـادر أما األسباب غري اإلرادية النقضاء االعـتامد املـستندي تتمثـل يف وفـاة . حدوثه

املستفيد، أو بالتقادم أي ينقيض التزام البنك بالتقادم إذا كان املستفيد قـد تقـدم تندات ومل يدفع البنك القيمة حتى قضيت مدة التقـادم، أو يف حالـة احتـاد باملس

.الذمة بني اآلمر واملستفيدولطبيعة البحث تناول الباحث التكييف القانوين والرشعي لالعتامد املستندي

ا عديـدة قـدمت توضـح وناقش يف اجلانب القانوين أفكـار. الفصل اخلامسيف ة القبول املسبق، وفكرة الوعد بالقبول، وفكرة العقد فكر: التزام البنك من أمهها

إلخ، وقد ناقش كـل هـذه األفكـار بالتفـصيل وبـني أوجـه ...من نوع خاص

١١٩

ثم عرض فكرة االعـتامد املـستندي عـىل الـرشيعة . اإلجيابيات والسلبيات فيهااإلسالمية باعتباره أمر مستحدث مل يرد يف الرشيعة من قبل ألن كل املعـامالت

ت تتم شفاهة قبل آية الدين ولكن من خالل العرف واالستحسان واملصالح كاناملرسلة يمكن إجـازة مثـل تلـك املعـامالت بـرشط أال تتـضمن رشطـا خمالفـا

.ألصول الدين وأحكام الرشيعة تناول الباحث تطبيقات االعتامدات املستندية املعمول هبا يف الباب الثاينويف

ستخدم البنوك يف جمال االعـتامدات املـستندية صـورا البنوك اإلسالمية، حيث ت .يعرفها الفقه اإلسالمي من بينها املرابحة واملضاربة واملشاركة

وهي عرض البائع السلعة بقيمتهـا التـي وقفـت عليـه هبـا، :املرابحة -ويمكن أن يقوم البنك بعملية االسترياد ملـستورد حمـيل . ويطلب ربحا فوقهويف هذا النوع قد يؤدي –توقيع عقد وعد بالرشاء بينهام بنظام املرابحة بعد

فـاالعتامد –إىل ارتفاع تكلفة البضاعة عىل املستورد مما يسبب حرج للنـاساملستندي يكفي وحده كأسلوب رشعي تتم به العملية بني األطراف الثالثة

.دون االلتجاء لعقود املرابحةيقوم بـإبرام عقـد يتـضمن ختتلف عن املرابحة يف أن البنك :املضاربة -

مسامهة مالية من املرصف ومسامهة بالعمل من جانب العميل الذي يكـون شخصا يتاجر يف السلع عىل أن يقتسم األرباح مناصفة مع البنك وحـصوله عىل نسبة مقابل اإلدارة، ولكن مثـل هـذا النـوع مـن املعـامالت حيتـاج إىل

مـانتهم وسـمعتهم بـني النـاس، تدقيق كثري يف املتعاملني مع البنك ومدى أ

١٢٠

ينشئ رشكة مـضاربة يمتلـك رأسـامهلا أو يـساهم فيهـا، نويمكن للبنك أويكتفي املرصف بدوره يف فتح االعتامد املستندي وتداول املستندات املتعلقة

.بههو تقاسم البنـك والتـاجر ثمـن البـضاعة عـىل أن تقـسم : املشاركة -

خسارة ناشئة عن إمهال أحـد الـرشكاء األرباح واخلسائر بينهام أما إذا حتققحتمل هذا الرشيك اخلسارة، واملشاركة تقوم عىل الوكالة واألمانـة وتتـصل

.املشاركة باالعتامد املستندي مـشكالت االعـتامدات املـستندية والتـي حـرصها يف الباب الثالثويتناول

ا وبخصوص ملكية البـضائع وضـامهن. مشكلة ملكية البضاعة ومشكلة الفوائدختتلف باختالف نوع العقد من مرابحة أو مضاربة أو مشاركة، وخاصة أن عقد

. املرابحة يتحمل البنك فيه البضاعة وضامهنا حتى تسليمها للمشرتيأما مشكلة الفوائد التي تقرضها البنوك غري اإلسالمية يف حاالت االعتامدات

وضـع الباحـث عـددا مـن املستندية يف الفرتة بني تاريخ التقديم وتاريخ الوفاة :احللول هلا وهي

إذا كان التعامل بني بنكني إسالميني فإن موقفهام واحد ولـن يتعـامال - .بالفوائد

إذا كان املراسل والبنك املؤيد غري إسالمي ويطلب فوائـد يمكـن أن -يقوم البنك اإلسالمي بفتح وديعة لديه ال تزيـد عـن قيمـة االعـتامد كثـريا

١٢١

اإلسالمي بدفع قيمة االعـتامد مـن الوديعـة أو بـضامن ويقوم املرصف غري .الوديعة

.أو إبرام اتفاق بني البنك اإلسالمي وغري اإلسالمي باملعاملة باملثل - .أو أن يتم ختريج الفوائد وتفسريها فقهيا عىل أهنا رشط يف عقد البيع - .أو التفرقة بني القرض اإلنتاجي والقرض االستهالكي -

هذه احللول من حيث اإلجيابيات والـسلبيات ويف هنايـة وناقش الكتاب كل الكتاب عرض املؤلـف ملحـق نـصوص مـرشوع القـانون التجـاري املـرصي

.املتعلقة باالعتامد املستندي وتعليق اللجنة الرشعية عىل ما جاء فيها

١٢٢

.القرض كأداة للتمويل في الشريعة اإلسالمية: اسم الكتاب -١٥ محمد الشحات الجندي. د.أ: المؤلف .ص٢٠٢، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب اخلامس عرش يف سلسلة وينـاقش الكتـاب قـضية التمويـل العـاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها

يـاة اليوميـة، وهـو بالقرض، بمعاجلة ختتلف عن تلك املستقرة التي تتطلبهـا احليستلهم النظر اإلسالمي يف هذا املصدر اهلام للتمويل الذي تعاظمـت أمهيتـه يف

.العرص احلايل وأسس استخدامهوقسم البحث الذي بني أيدينا إىل فصل متهيدي وفصل أول وثاين مقسمني إىل

تعريـف القـرض الفـصل التمهيـديويتنـاول الباحـث يف . عدد مـن املباحـثويذكر أن القرض معروف منذ قـديم . أمهيته، ومفهومه، وخصائصهونشأته، و

تكلم عن الفائدة التي تتولد عن القـرض واعتربهـا "أرسطو"العصور حتى أن والـديانات الـساموية الـثالث رشعـت القـرض وحرمـت . كسب ضد الفطرة

الفائدة ويمكن تلمس ذلك يف نصوص التوراة واإلنجيل بـرغم حتريفهـا إال أن وقبـل اإلسـالم يف . اليهودية املحرفة اآلن جتيز الربا مع غري اليهوديالنصوص

اجلاهلية كان القرض يقوم عىل مفهوم الربا إىل أن حرمه اإلسالم ودعا الناس إىل .التعامل بالقرض احلسن لفك كربات الناس وقضاء حاجاهتم

متويل الضيق للحاجات الفردية إىلأما عن أمهية القرض فقد تعد أثره النطاق قطاعات كبرية إلحداث التنمية املنشودة، وللقرض مصلحة كبرية ومرجـوة يف

١٢٣

إن تقرضـوا اهللا {: تفريج الكروب وسد احلاجات وقد دعا اهللا تعاىل إليه بقولـه ا يضاعفه لكم ويغفر لكم واهللا شكور حليم قرضا حسن وبعد . )١٧: التغابن (}

توصل إىل أن القرض يكون ندبا الرشعية استعرض الباحث مراتب املصلحة أن عنها، ويدخل حيـز يستغنىإذا ساهم يف قضاء حاجات اجتامعية ومتجددة قلام

.اإلباحة إذا كان الغرض منه احلصول عىل الثروة وطلب الربح وتنمية املجتمع :والقرض يف املكان القطع، :ما تقدم رشحه يعرف القرض لغويا بمعنى وبعد

:ويف اصطالح الفقهاء له تعريفات عدة يمكن منها استنباط ما ييل. العدول عنها بدون فائدة، وتنتقل أن اليشء املقرض جيب أن يكون حاال، ويكون قرضا حسن ا عليه، ويكـون ملـزم ملكية العني املقرضة من املقرض إىل املقرتض وتصبح دين

.برده بمثله أو بقيمته عقدا كـان أو إرادة -ما الطبيعة الفقهية للقرض فإنه من الترصفات الرشعيةأ

وإن هذا الترصف يلزم املقرض، ويمتلك املقرتض العني بمجرد العقد، -منفردةوعليه ضامن اليشء املقرض بمثله إن كان مثليا أو بقيمته إن تعذر عليه رد املثل،

ة استهالكا أو بيعا أو نحوه، وحيذر وأن املقرتض يملك الترصف يف العني املقرض .فيه أي فائدة أو نفع للمقرض

وناقش الباحث اخلصائص املميزة للقرض يف التعامل املـرصيف، وأوضـح أن هناك فروقا بني إقراض األفراد بعضها لبعض وإقراض البنوك لألفراد أو لبنوك

ها قوانني ربوية أخرى، واملالحظ أن القوانني املسيطرة اآلن عىل القروض معظمتعتمد الفائدة أساسا هلا بـرغم أن القـرض رشع يف اإلسـالم لقـضاء احلاجـات

١٢٤

الكــرب وتنميـة املجتمــع، وأشـار إىل أمهيــة تقـديم احللــول اإلســالمية كوفـ .للمشكالت التي تواجه التجربة اإلسالمية يف جماالت متويل التنمية

قـروض والعاريـة، ويف هناية هـذا الفـصل التمهيـدي اسـتعرض الباحـث ال .والقرض واهلبة، والقرض وبيع الوفاء، والقرض وبيع العينة

وتغيـري املوقف الرشعي من الفائـدة يناقش الكتاب الفصل األولومن بداية ، ويشري إىل أن الفائـدة تـرتبط بـالزمن وتتغـري بتغـريه، وهنـاك فوائـد األسعار

تستحق عن مبلـغ تعويضية حتدد مقابل إقراض شخص آلخر، وفوائد تأخرييةواالجتاه القانوين صنف العالقـة بـني . ومل يسددهمن النقود حل ميعاد استحقاق

الفرد والبنك بأهنا عالقة قرض ألن فكرة القـرض هـي التـي تتفـق مـع الغايـة .االقتصادية للنظام بأكمله

وتعترب البنوك التقليدية هي أداوت النظام املرصيف احلـديث وأسـاس النظـام ي، وتستخدم الفائدة بغرض احلصول عـىل عوائـد فهـي وسـيط بـني االقتصاد

وعرض الباحث موقف الرشيعة من الفائدة وبعد مناقشة . املقرضني واملقرتضنيالعديد من اآلراء توصل إىل أن الفوائد االتفاقية واملرشوطة يف عقد القرض، غري

وي عـىل شـبهة جائزة عند الفقهاء إلمجاعهم عىل ذلك، ألن الزيادة ربـا أو تنطـوتناول أيضا الكتاب رأي بعض الفقهاء . الربا ألن اإلسالم اعترب القرض صدقة

واملجامع الفقهية يف مسألة الفائدة، وتوصل إىل إمجاعهم عىل حتريم الفائدة عـىل وتطرق أيضا الباحث إىل الرد عىل املخـالفني . رأس املال يف كل أنواع املعامالت

ليست ربا مثل شهادات االستثامر وغريها أيضا تدخل باعتبار بعض املعامالت

١٢٥

يف حيز الربا باعتبارها تؤدي خـدمات ليـست هلـا مـردود ربحـي حتـى تكـون وأكد الباحث عىل عدم تربير الفائدة من منظور القيمة باعتبـار أنـه يف ،مضاربة

حاالت كثرية حتقق الفائدة املصلحة فقط للمقرض عىل حساب املقرتض الـذي رض لإلفالس، ويف هذا السياق ناقش أيضا املثالب الناشئة عـن الفائـدة قد يتع

وأثرها عىل التنمية عارضا لبعض أقوال االقتصاديني الغـربيني مـن بينهـا قـول ن الفائدة املالية تدمر قيمة النقـود، وتنـسف أي نظـام نقـدي إ": جوهان فيليب

عـىل مقـدار الفائـدة طاملا أهنا تزيد كل يوم، وتتوقف رسعـة التـدمري وحجمـه .)٩("ومدهتا

التنظري الفقهـي يف الوفـاء بـالقرض من هذا الفصل املبحث الثاينوناقش يف واعتربه إلزام يدور يف نطاق الرشع، وكذلك الوفاء بذات القرض أو مثله أصل

وقد ناقش الباحث أيضا مسألة تغيري األسعار وأثـره عـىل . فقهي وقانوين معتربفاع أو انخفاض قيمة القـرض وعـالج ذلـك، واألسـعار العرض وأسباب ارت

القياسية وتوصل إىل أنه جيـب أن يلتـزم الفـرد واحلـاكم يف الـدول اإلسـالمية باحلفاظ عىل القوة الرشائية للنقود التي يتم هبا اإلقـراض غالبـا، لكوهنـا معيـار

احلاكم وكذلك جيب عىل. الثمنية وذلك باالمتناع عن اختاذها سلعة لالجتار فيهااإلسالمي اختاذ الوسائل الكفيلة ملعاجلة اآلثار السلبية لتغري قيمة النقود يف حالة التضخم أو االنكامش باإلجراءات الكفيلة لتحقيق التوازن املـايل وأشـار إىل أن

.٨٢/ ٧٦ مشار إليه عند األستاذ يوسف كامل حممد، فقه االقتصاد النقدي، ص )٩(

١٢٦

فكرة األسعار القياسية أو ربط القروض بمستوى التغري يف األسـعار لتعـويض قرض ال يمكن قبوهلـا عـىل إطالقهـا أو رفـضها املقرض عن النقص يف قيمة ال

مطلقا وإنام ت .بحث كل حالة عىل حدةوينتقل بنا الباحث إىل الواقع العميل ألساليب التمويل بالقرض والـضامنات

التمويل بالقرض من جانـب : املبحث األول ويناقش يف الفصل الثاينبداية من -وهو مكرمة-فراد نشأ يف األصل الفرد والدولة، ويشري إىل أنه عىل مستوى األ

ويدخل يف نطاق التربع وجيازى به عند اهللا، وهو للمقـرتض بمثابـة ،للمقرضأما عىل مـستوى الدولـة . القرض احلكمي فهو لدفع حاجة أملت به وإزالة فاقة

فيتم التمويل للوفاء بعنارص املنتج الرضورية وكذلك لسد الـديون واحلاجـات .r من أفعال رسول اهللا الفردية كام تبني ذلك

تناول أساليب استخدام القرض يف عمليات التمويل، ومن املبحث الثاينويف املعروف أن البنوك التقليدية تستعني بالقروض لتحقيق أرباح من خالل فرض فائدة عىل القروض، إال أن البنوك اإلسالمية يمكنها حتقيق استثامر أمثل لألموال

ل املشاركة واملضاربة يف مرشوعات إنتاجية تعود بالفائـدة املودعة لدهيا من خالعىل البنك واملـودعني، باإلضـافة إىل ممارسـة القـرض احلـسن لـبعض الفئـات

.واملؤسسات االجتامعية لتحقيق مقاصد رشعيةوتتعدد أنواع القروض يف املامرسات اإلسالمية مثل متويل قطاعـات تتطلـب

. ألحياء الفقريةإنشاء املنازل يف املناطق الريفية واإعانة دائمة بواسطة الدولة مثل

١٢٧

ومتويل القطاعات االستهالكية مثل حالة متلك سيارة أو منزل، وكذلك متويـل . ذوي االحتياجات الرضورية حمدودي الدخل

:ويمكن تقسيم أنواع التمويل إىلمثـل متويـل صـغار الفالحـني لـرشاء األسـمدة : متويل قـصري األجـل •

عض القطاعات الصناعية التي حتتاج مدة قصرية ال يدخلها والبذور وب .يف نظام املضاربة أو املشاركة

لتحويل بعض األفراد من فئة مستهلكة إىل فئة : التمويل متوسط األجل •منتجة وكذلك متويل رشاء ماشـية احلـرث لـصغار الفالحـني ومـزارع

.اء ذلكاأللبان والدواجن، ويمكن الدولة أن تساعد املصارف عىل أديستخدم يف املرشوعات الكبرية التـي يـستغرق : التمويل طويل األجل •

ا طويال وحتجم عنه كثـريا مـن املـصارف التقليديـة إال إذا . تنفيذها زمنوهذا التمويل مناسـب للبنـوك اإلسـالمية . توفر هلا الضامنات الكافية

.ةألنه حيقق مصالح إنتاجية ويمكن ممارسته من خالل عقد املضاربوقد عرض الباحث أيضا عمليات التمويل بـالقروض يف مواثيـق املـصارف اإلسالمية وأشار يف هذا اإلطار إىل مواثيق عدد من البنـوك اإلسـالمية العاملـة اآلن ثم استعرض بيشء من التفصيل جتربة بنك نـارص االجتامعـي يف التمويـل

.بالقرض ضمن عملياته األخرىنوك اإلسالمية يف جمال القـرض احلـسن والتـي واستعرض الباحث جتربة الب

هتدف إىل حتقيق غايات اقتصادية واجتامعية لصالح الفـرد واجلامعـة يف الـدول

١٢٨

خـصم الكمبيـاالت التجاريـة : اإلسالمية، وحدد طـرق اإلقـراض احلـسن يفقصرية األجل، أو اإلقراض املقسط، وكذلك عن طريـق املـشاركة أو املـضاربة

سندات املقارضة وتنقـسم : ويل بالقروض ما يطلق عليهوكذلك من صور التم .سندات مقارضة مشرتكة، وسندات مقارضة خمصصة: إىل نوعني

هوعرض الباحث تقييم دور القرض احلسن يف التمويل وأشار إىل أن تـضمينيف عمليـات البنـوك اإلسـالمية هـو تعبـري عـن األمهيـة التـي توليهـا الــرشيعة

إال أن . جلوانـب التنمويـة واالجتامعيـة يف املجتمـعاإلسالمية لـضامن تكامـل االقرض احلسن كأداة يف التمويل يامرس يف نطاق معني داخل البنوك اإلسـالمية

وتطرق أيضا لطبيعة املشاكل . لعدم وجود موارد مالية كافية والقصور يف السدادعـىل والعقبات التي تواجه التمويل بالقروض احلسنة وأمهها أن البنـوك قامـت

فلسفة التوظيف واستثامر األموال وليـست بيوتـا ومؤسـسات خرييـة للتـربع، وكذلك انعدام احلافز املادي الذي ينشده املقرض يف العادة، والتقلبات يف القدرة الرشائية للنقود ومن خالل تلك املشاكل أشار الباحث إىل عدد من احللول التي

يف مد يد العـون ألفـراد املجتمـع مـن تساهم يف قيام البنوك اإلسالمية بدورها .خالل استخدام القروض احلسنة

ثم عرض الكتاب البديل اإلسالمي لإلقـراض بالفائـدة وخاصـة أن الـنظم القـرض : وعدد طرقـا منهـا. الغربية هي السائدة اآلن حتى يف البالد اإلسالمية

، وكـذلك احلسن، أو القروض املقابلة كودائع تقل مثال عن قيمة القرض نفـسهقروض من أصحاب رشكات كبرية من خالل رشاء أسهم ملساعدة البنوك عـىل

١٢٩

تأدية خدماهتا، وكذلك تسهيل إعطاء قروض خاصة لبعض املـرشوعات التـي ثم أشار إىل بـدائل أخـرى سـبق تناوهلـا . يكون هدفها الرفاهية العامة للجامعة

ملي للفكر اإلسالمي ضمن سلسلة االقتصاد اإلسالمي التي أصدرها املعهد العايمكن الرجوع إليها مثل املضاربة، واملرابحـة، واملـشاركة يف الـربح واخلـسارة، واملزايدة االستثامرية، وعقود االستصناع، وعقود السلم، أو عن طريق التمويل

.عىل أساس املعدل العادي للعائدمن خالل ثم ناقش بالتفصيل أيضا البديل عن الفائدة يف املصارف اإلسالمية

دراسة االتفاقيات املنشئة لعدد من املصارف اإلسالمية ثم عرض أيضا عدد من .الفتاوى الرشعية حول بدائل اإلقراض الربوي

أما مصادر األموال املوجهة للقرض فيمكن حرصها يف رأس املـال املؤسـس اد للبنك، واحلصص املالية الناجتة عن رشاء األسهم والودائع التي يودعها األفر

لدى البنك، وحسابات االستثامر، والزكاة واخلريات، وكذلك من خالل أرباح املسامهني واملودعني، وقد ناقش الكتاب كل تلك النقاط بالتفـصيل يف املبحـث

.الرابع من هذا الفصل: وقــد حــدد الكتــاب أيــضا املــستحقني للقــرض احلــسن يف الفئــات التاليــة

غـارمني أي املـدينني، وابـن الـسبيل الـذي املعدمني، ومن حلت هبم نازلة، والانقطعت به السبل، وأصحاب احلاجات االجتامعية باملفهوم املطلق للحاجـات،

. وأصحاب احلاجات االقتصادية

١٣٠

بنك فقد نـاقش الباحـث الأما مسألة حتميل املقرتض مصاريف فعلية حتملها بع من الفصل الثاين ويف هناية الكتاب يف املبحث السا. آراء املؤيدين واملعارضني

ناقش الكتاب الضامنات الرشعية للوفاء بالقرض حيث متثل الضامنات الرشعية أداة خاصة بالنسبة للقرض كأداة متويل، ورشح أيضا اختالف فلسفة الضامن يف املـصارف اإلســالمية عنهـا يف املــصارف التقليديــة موضـحا ضــامنات البنــوك

يف قروض بضامن أوراق مالية، أو بـضائع أو التقليدية التي تتمثل يف بعض منهاأما الضامنات يف الفقه اإلسالمي فتبدأ من ضمري املـسلم ... اعتامدات مستندية

املالية وكذلك الضامن بالكفالة أي ضم ذمة الكفيـل إىل ذمـة األصـيل يف وذمته : املطالبة مطلقا، وكذلك الضامن برهان والـذي ورد ذكرهـا يف القـرآن الكـريم

إن كنتم عىل سفر ومل جتدوا كاتبا فرهان مقبوضـة فـإن أمـن بعـضكم بعـضا و{ فليؤد الذي اؤمتن أمانته وليتق اهللا ربه وال تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم

قلبه بام تعملون عليمواهللا ثم عرض للضامنات املعمول هبا يف ، )٢٨٣: البقرة( } .املصارف اإلسالمية

واهللا املوفق،،

١٣١

الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية: اسم الكتاب -١٦ حسن يوسف داود. د. أ: المؤلف .ص٨٤، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر التـي دراسات يف االقتـصاد اإلسـالميكتاب السادس عرش يف سلسلة هو ال

وينـاقش الكتـاب موضـوع الرقابـة العاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها الرشعية باعتبارها صامم األمان لـضامن الـسالمة الـرشعية ملعـامالت املـرصف

مي اإلسالمي، من منطلق أن اهتزاز الثقة بالرقابة الـرشعية ألي مـرصف إسـال .يصيب جتربة البنوك اإلسالمية يف مقتل

ويناقش الكتاب اإلطـار الـرشعي والقـانوين للرقابـة الـرشعية يف املـصارف : ، وحيدد مفهـوم الرقابـة الـرشعية يف اإلسـالم بأنـهالفصل األولاإلسالمية يف

وضع ضوابط رشعية مستمدة مـن األدلـة الـرشعية، ثـم متابعتهـا للتأكـد مـن فإن مفهوم الرقابة الرشعية هو متابعة وفحـص كافـة األعـامل وبالتايل. صحتها

. والترصفات وسلوك األفراد للتأكد من أهنا تتم وفقا لقواعد الرشيعة اإلسالمية: وبتنزيل تلك املفاهيم عىل املصارف اإلسالمية فاملراد بالضوابط الرشعية فيهـا

ف اإلسـالمية، كل العنارص التي يتحقق هبـا ضـبط املـسرية الـرشعية للمـصاروتستمد هيئة الرقابة الرشعية باملرصف اإلسالمي مرشوعيتها من بداية التفكـري

:يف إنشاء املرصف اإلسالمي وتطبيقا لقواعد رشعية أمههاكنـتم خـري أمـة أخرجـت {: األمر باملعروف والنهي عن املنكر يف قوله تعاىل

اس تأمرون باملعروف للن ون باهللا ولو آمن أهل الكتاب هون عن املنكر وتؤمن وتن

١٣٢

ون وأكثرهم الفاسقون لكان خريا هلم منهم املؤمن والقيـام) ١١٠: آل عمران (}بواجب احلسبة والتي تعرف بأهنا األمر باملعروف إن ظهـر تركـه، والنهـي عـن

.ملنكر إذا ظهر فعل لهاوكذلك ما يؤيد الرقابة الرشعية عىل البنوك اإلطار القانوين، فكثريا ما يـنص قانونا عند إنشاء املصارف اإلسـالمية عـىل رضورة االلتـزام بأحكـام الـرشيعة اإلسالمية، وعىل رضورة وجود رقابة رشعية ممثلة يف رقيب أو مستشار رشعـي

عية لكل مرصف إسالمي واستعرض الباحث أهم النقاط أو يف هيئة الرقابة الرش .مع أمثلة من املصارف اإلسالمية

مدى صالحية نظم الرقابة الرشعية احلالية يف الفصل الثاينوناقش الكتاب يف املصارف اإلسالمية ومن أجل ذلك استعرض الوضـع احلـايل متنـاوال اختيـار

برتشيح بعض العلامء الذين تنطبق املستشار الرشعي أو هيئة الرقابة، ويتم ذلك عليهم الرشوط املحددة عىل اجلهة املختصة باالنتخاب أو التعيني وذلك برتشيح بعض األسامء بمعرفة اجلهات أو عن طريـق جملـس اإلدارة أو برتشـيح بعـض

ثم حدد الكاتب من هلم حق . العلامء املتخصصني أنفسهم أمام اجلمعية العموميةاإلدارة أو اجلمعية العموميـة للبنـك، أو الدولـة مـن خـالل االختيار يف جملس .إصدار قوانني

أما عن مدة املستشار أو هيئة الرقابة الرشعية فقد تعددت حـسب املـصارف وناقش أيضا الباحـث احلقـوق املاليـة . اإلسالمية ما بني سنة إىل ثالث سنوات

يف الربح، أو أنـصاب للمستشار أو هيئة الرقابة وقد تنوعت ما بني نسبة من صا

١٣٣

حمددة عند التعيني، أو حتديد أجر كل عام أو تقايض مرتب أو مكافأة شهرية، أو .عدم تقايض مقابل مادي حسبة هللا تعاىل

وناقش أيضا الكتـاب موقـع املستـشار الـرشعي أو هيئـة الرقابـة يف اهليكـل ف ففـي املـرص. التنظيمي، والتي تتعدد بتعـدد صـوره يف عـدد مـن املـصارف

تتبـع هيئـة الرقابـة جملـس اإلدارة ) مـرص(اإلسالمي الدويل لالستثامر والتنمية وقد تتبـع مـدير عـام املـرصف كـام يف بنـك . وكذلك البنك اإلسالمي األردين

التضامن اإلسالمي السوداين أو عدم وجودها أصال ضـمن اهليكـل التنظيمـي . اإلسالمي القطريللمرصف كام يف بنك فيصل اإلسالمي السوداين، أو البنك

أما عن الصعوبات التـي تواجـه الرقابـة الـرشعية فـيمكن حـرصها يف ثـامن :صعوبات

صعوبة وجود الفقيه أو االقتصادي املتخصص يف املعامالت املـرصفية .١ .احلديثة

حيـث وجـود عقـود : صعوبة تغيري الواقع ومسألة االجتهاد والتقليـد .٢لك إذا كـان االجتهـاد متاحـا خارجة عىل العقود املسامة املوروثة، وكذ

.فهل يمكن أن جيتهد كل عضو منفردا بالرقابة الرشعيةعدم االستجابة الرسيعة لقرارات اهليئة يف بعض املصارف مما يقلل مـن .٣

.أمهيتها يف املرصفوتتمثل يف تغيري األفراد بالوفاة أو االسـتقالة ممـا يـؤثر : املشاكل الذاتية .٤

.كثريا عىل كفاءهتا

١٣٤

وتأيت من حماولة إدارة املرصف التـأثري : ل اهليئة مع إدارة املرصفمشاك .٥ .عىل اهليئة وإصدار فتاوى مناسبة هلا

يف إصـدار الفتـاوى واإلرشـاد، دون تقـويم : ضيق اختـصاص اهليئـة .٦ .األخطاء وإصالحها وطرح البديل الرشعي

عـدم مراجعـة التعلـيامت التنفيذيــة للمـرصف وذلـك خـالل ممارســة .٧ .فية دون الرجوع للفتاوىعمليات مرص

.قلة تعاون العاملني باملرصف وعمالئه مع اهليئة .٨أما أهم السلبيات التي تتعلق بالرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية فهنـاك سلبيات تتعلق باختصاصات الرقابة الرشعية يف بعض املصارف حيث ظهر من

وضع نظام اختيار العاملني عينة دراسة عىل تلك املصارف عدم مشاركة اهليئة يف بنسب خمتلفة، وعدم القيام بدورها يف مراجعة ورقابة ما يتعلق بالزكاة والقرض

وثانيا . احلسن، وعدم إبداء الرأي يف الضامنات املقدمة من املتعاملني مع املرصفضعف الرقابة الرشعية عىل االستثامرات املحلية خارج املرصف حيث ال يكـون

قـصور الـضبط الـرشعي يف التعامـل مـع : وثالثا. عىل التعاقداتهلا دور رقايباهتزاز الثقة بالرقابة الرشعية يف بعض املصارف : وأخريا. البنوك غري اإلسالمية

.عند حدوث أخطاء رشعية يف مرصف إسالميوبرغم ما تقدم من سلبيات إال أن هناك أيضا جوانـب إجيابيـة جيـب ذكرهـا

:وأمهها .ات اهليئة يف بعض املصارفإلزامية قرار

١٣٥

.الرصامة والوضوح يف بعض تقارير الرقابة الرشعية القيام بالتوعية والرد عىل االستفسارات وإصدار الفتاوى من خالل توعيـة

.العاملني بدورات تدريبية والرد عىل االستفسارات واألسئلةية للتثبت منهـا وحتديـد مـدى مـسئول: مراجعة اخلسائر يف بعض املصارف

.اإلدارة عنها .املسامهة يف حل بعض املنازعات

ويف هناية الكتاب ناقش الباحث خطة مقرتحـة للرقابـة الـرشعية باملـصارف :اإلسالمية يمكن تلخيصها يف النقاط التالية

:تشمل اخلطة املقرتحة للرقابة الرشعية عىل مستوى املرصف ما ييلز الـرئيس مـستقلة عـن وجود هيئة للرقابة الرشعية عىل مـستوى املركـ •

اهليكل التنظيمي للمرصف، وتابعة للجمعية العمومية، ويتبعها جمموعة ــالمي ــصاد اإلس ــرصفية واالقت ــامل امل ــشارية متخصــصة يف األع است

ــانون ــأعامل اإلدارة . والق ــة ختــتص ب ــة للهيئ ــضا أمان ــة أي ــع اهليئ ويتب .والسكرتارية

ملطلوب للهيئة عـىل يقرتح أن تقوم جهات معينة برتشيح ضعف العدد ا •ــوم املــسامهون واملودعــون ــة(أن يق ــرشوط معين ــدد ) ب بانتخــاب الع

.املطلوب، ويكون لكل مساهم أو مودع صوت واحديقرتح وجود رقابة رشعية عىل مـستوى اإلدارة أو الفـرع، مـن خـالل •

تأهيل وإعداد القائمني باملراجعة الداخلية لـذلك، وأيـضا عـن طريـق مني بالرقابة الداخلية بـاملركز الـرئيس عـىل إدارات تأهيل وإعداد القائ

١٣٦

وفروع املرصف للقيام باملراجعة الرشعية، أيضا بجانب أعامل املراجعـة .األخرى

يقرتح أسلوبا لعمل رقابة رشعية عىل مستوى املركز الرئيس ومـستوى •، رقابـة )قبـل التنفيـذ(رقابـة وقائيـة : اإلدارة أو الفرع يـشمل وجـود

).بعد التنفيذ(، رقابة متابعة )ناء التنفيذأث(عالجية يقرتح وجود رقابة رشعية عىل مستوى الدولة يتم اختيارها عن طريـق •

.جهات معينة، مع متثيل رئيس اهليئة بكل مرصف إسالمي هبايقرتح اختصاصات للهيئة وحقوقا مالية عبارة عن مكافأة سنوية حمددة •

هــا االحتــاد الــدويل للبنــوك هلــا وبــاقي التكــاليف األخــرى يتــوىل دفع .اإلسالمية

يقرتح تشكيل هيئة للرقابة العليـا العامليـة عـىل أن يتـوافر يف أعـضائها •رشوط معينة، ويتم اختيارهم عـن طريـق هيئـة الرقابـة الـرشعية عـىل

مستوى كل دولة، خيتار بنك التنمية اإلسالمي بجدة عضوا واحدا . ون عمل العضو نظري مكافأة سنوية يقرتح بالنسبة للحقوق املالية أن يك •

حمددة، يتم دفعها وباقي التكاليف األخرى عن طريق إنـشاء صـندوق .خاص ببنك التنمية اإلسالمي بجدة

.يقرتح أيضا نرش أعامل اهليئة بأدلتها الرشعية عىل مستوى العامل • .يقرتح إلزامية قراراهتا لكل املصارف اإلسالمية عىل مستوى العامل •لدراسة إىل رضورة وجود ترابط وتعاون بني كل مستويات وتوصلت ا •

.الرقابة الرشعية ابتداء من الفرع أو اإلدارة حتى املستوى العاملي

١٣٧

منهج الرقابة المصرفية على المصارف اإلسالمية: اسم الكتاب -١٧ فكري ودراسة ميدانية دولية مقارنة

الغـريب نـاصر. د.أ: المؤلف مي للفكر اإلسالميالمعهد العال: الناشر

اإلطار العام للدراسة: الفصل األولعرش يف سلـسلة دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالمي التـي السابعهو الكتاب

وهيتم بموضوع الرقابة املـرصفية عـىلأصدرها املعهد العاملي للفكر اإلسالميهدت صناعة اخلدمات املالية اإلسالمية نموا كبـريا يف الفـرت شاملصارف حيث ة

األخرية وامتدت خدماهتا يف ربوع العامل العريب واإلسالمي، بل إن بعض الدول الغربية بعد األزمة املالية احلالية أصبحت تتحـدث عـن إمكانيـة تطبيـق بعـض آليات املصارف اإلسالمية يف بلداهنا ملحاولة التغلب عىل األزمات املالية التي متر

. هبانها، تلك املشكلة هلا بعـدان بيـنهام نـوع مـن يتناول هذا الكتاب مشكلة بعي

.التعارض واالختالف الذي تسبب إىل حد ما يف نشأة املشكلة ذاهتا نظام رقايب مرصيف تقليدي قد متت صياغته، واشتقاق ضوابطه :فالبعد األول

.ومعايريه وأساليبه من واقع الطبيعة اخلاصة بالبنوك التقليديةمية ذات خصائص خمتلفة ومتميزة، جاءت خمالفـة مصارف إسال:البعد الثاين

.يف بعض جوانبها لألساسيات املرصفية التقليدية املستقرة

١٣٨

وقد تبني عندما تم استخدام نفس الضوابط واملعايري الرقابية التقليدية للرقابة عىل املصارف اإلسالمية أن هناك نوعا من عدم التناسب أو عدم االتـساق بـني

ت الرقابية، وحمل الرقابـة املـرصفية، وهـو أنـشطة املـصارف بعض هذه األدوااإلسالمية وصيغها املختلفة املستخدمة يف قبول األموال أو توظيفها أو يف أنواع

.اخلدمات املرصفية واالجتامعية التي تقدمهاولذلك هيتم الكتاب باالختالف بني بعض متطلبات نظام الرقابـة املـرصفية،

ركزية بتطبيقه عىل البنوك التقليدية، والطبيعة الذاتيـة التـي الذي تقوم البنوك املمتيز البنوك اإلسالمية، وحتدد هلا خصوصية معينة يف بعض اجلوانب عن غريها

حيث ال تتناسب بعـض هـذه الـضوابط واملعـايري . من البنوك التقليدية القائمةمية يف النقـاط التقليدية، مع اإلشارة إىل وجه عدم مناسبتها للمـصارف اإلسـال

:التاليةنفس نـسبة ) املرخصة كبنوك جتارية(تطبق عىل املصارف اإلسالمية .١

.عىل سبيل املثال–السيولة كام يف مرص ــسبة .٢ ــس ن ــض الــدول نف ــالمية يف بع ــصارف اإلس ــىل امل ــق ع تطب

االحتياطي النقدي، برغم وجود متيز واضـح يف نظـم الودائـع مـن .لتقليديةحيث خصائصها وهيكلها عن املصارف ا

تطالب املصارف اإلسالمية .٣ بإيداع نـسبة معينـة -يف بعض الدول–من قيمة العمالت األجنبية لدهيا كوديعة بفائدة ثابتة يتم احتـساهبا

١٣٩

عىل أسعار فائدة الليبور، وفـق ذات األسـلوب املتبـع مـع البنـوك .األخرى

يف بعض الدول السقوف) التجارية(تطبق عىل املصارف اإلسالمية .٤الكلية للتوسع االئتامين يف حدود سقف أقىص للتوظيف، ال يتجاوز نسبة معينة من إمجايل الودائـع وحقـوق امللكيـة، بـام قـد يـؤدي إىل

... إضعاف القدرة االستثامرية هلا، ومن ثم ختفيض مستوى ربحيتها .وهكذا

ــيس .٥ ــوابط التأس ــس ض ــالمية نف ــصارف اإلس ــىل امل ــق ع تطب إىل باإلضـافة...ا البنـوك التقليديـةوالرتخيص التـي تطالـب هبـ

.العديد من النقاط ال يتسع املجال لذكرها هنا :وتتميز هذه الدراسة ببعدين أساسين

بعد فكري هيدف إىل حماولة صياغة إطار فكري للرقابة املرصفية قابـل :أوهلام .للتطبيق عىل املصارف اإلسالمية

ء ووجهات نظر املؤسسات التي هلا بعد مؤسيس هيدف إىل دراسة آرا:وثانيهام -باعتبارها اجلهاز املراقـب–صلة بتطبيق النظام الرقايب سواء املصارف املركزية

. - باعتبارها اجلهاز املراقب-أو املصارف اإلسالمية أساسـيات نظـام الرقابـة املـرصفية، ويتناول الفصل الثاين من الدراسة

:ليةويقسم الباحث الفصل إلى المباحث التا أهداف الرقابة املرصفية: ٢/١

١٤٠

.ضوابط الرقابة املرصفية: ٢/٢ .معايري الرقابة املرصفية: ٢/٣ .أساليب املتابعة والقياس: ٢/٤ .أساليب التصحيح واجلزاءات: ٢/٥ :أهداف الرقابة المصرفية: ٢/١ أهداف الرقابة املرصفية تشتق من األهداف :نطاق الرقابة املرصفية: ٢/١/١

صممت هذه الوظائف إلنجازها، فام هي إذن تلك الوظـائف؟ ومـا هـي التي أهدافها؟

:ويمكن حرص تلك الوظائف يف النقاط التاليةاإلرشاف عـىل : ( مـن خـالل: وظيفة اإلصدار وإدارة األصول األجنبية-أ

سك العملة الوطنية وتداوهلا، حتديد أسعار رصف العملة الوطنية يف األخــرى، إدارة احتياطــات الدولــة مــن مقابــل العمــالت األجنبيــة

) األصول األجنبيةاالحتفاظ بإيداعات احلكومة وإمساك حساباهتا (: وظيفة بنك احلكومة-ب

ــا ــي تطلبه ــروض الت ــة والق ــسهيالت االئتامني ــوفري الت ــة، وت اجلاري ).احلكومة

قبول ودائع البنـوك باعتبارهـا احتياطـات : ( منها: وظيفة بنك البنوك-جـــاف ــة إض ــصم األوراق التجاري ــسهيالت خ ــديم ت ــة هلــا، تق ية تأميني

.واحلكومية، التي حتوزها البنوك

١٤١

: وظيفة الرقيب عىل البنوك-دوهتدف هذه الوظيفة إىل التأكد من أن البنوك واملؤسسات املالية األخـرى متارس أعامهلا عىل أسس مرصفية سليمة بام حيافظ عىل سالمة املراكز املاليـة هلـا،

.مي املودعني لدهياوحي : وظيفة مدير السياسات النقدية واالئتامنية -هـ

يقوم البنك املركزي بدور أسايس يف تنفيذ السياسات النقدية واالئتامنية .التي تتبناها احلكومات خالل فرتة معينة

: وظيفة مساندة جهود التنمية االقتصادية-و :ضوابط الرقابة المصرفية: ٢/٢

ابط ومعايري يستخدمها البنـك املركـزي يف حتقيـق أهـداف النظـام هناك ضو :الرقايب من بينها

:ضوابط التأسيس: ٢/٢/١حتدد املصارف املركزية ضوابط معينة لكي يتم قبول تسجيل مؤسسة ما

باعتبارها مرصفا، والترصيح هلا بمامرسة املهنة، وغالبا ما تتناول تلك الضوابط :أس املال األدنى، وعدد املؤسسني وجنسياهتم وكيفية جتميع الشكل القانوين، ور

.أموال التأسيس أو املسامهات :ضوابط اإلدارة والنشاط: ٢/٢/٢

وهو ما يعكس رغبة البنك املركزي يف التأثري عـىل إدارة البنـك لكـي يـامرس وظائفه بطريقة معينة، هبدف الرقابة عىل أعـامل البنـك للمحافظـة عـىل مركـزه

١٤٢

وحلامية أموال املودعني، وااللتزام اليومي بالقواعد والترشيعات املرصفية، املايل، .واالطمئنان عموما إىل حسن األداء

:معايير الرقابة المصرفية: ٢/٣ :املعايري الكمية للرقابة املرصفية: ٢/٣/١

وهتدف املعايري الكمية إىل التحكم يف احلجم الكـيل لالئـتامن الـذي تـستطيع متنحه جمتمعـة، والتـأثري يف كميتـه بالزيـادة أو بـالنقص، وتـستخدم البنوك أن

:املعايري التالية لتحقيق هذا اهلدفحتديد نسبة االحتياطي النقدي، وتغيريها رفعا أو خفضا. ١ . حتديد نسبة السيولة التي حتتفظ هبا البنوك وتغيريها رفعا أو خفضا. ٢ . فعا أو خفضاحتديد أسعار الفائدة، وتغيريها ر. ٣ حتديد أسعار اخلصم وإعادة اخلصم، وتغيريها رفعا أو خفضا. ٤

: املعايري النوعية للرقابة املرصفية: ٢/٣/٢ ويقصد هبا تلك املعايري التي هتدف إىل التحكم يف نوعية االئـتامن املتـاح، أي

ييز بني األنواع توجيه االئتامن إىل مسار معني داخل احلجم الكيل لالئتامن، والتماملختلفة من القروض عىل أساس ما تتطلبه الـسياسات النقديـة مـن أولويـات،

.ومن أهم املعايري املستخدمة يف ذلك حتديد سقوف معينة لكل نوع من أنواع القروض. ١حتديد أسـعار فائـدة وخـصم تفـصيلية ختتلـف بـاختالف نوعيـة . ٢

.القروض والتغيري فيها

١٤٣

:ة والقياس أساليب المتابع٢/٤يضم نظام الرقابة املرصفية عددا من األساليب والوسائل التي تـستخدم مـن حلظة تأسيس البنك وحتى خروجه من السوق املـرصيف بـأي صـورة، وتنقـسم

ابعة الفنية، والتفتيش امليداينهذه األساليب إىل نوعني رئيسني، مها أساليب املت :املتابعة الفنية: ٢/٤/١

ة هي أداة التحقق مـن أن التنفيـذ يـتم إطـار اخلطـط املوضـوعة املتابعة الفنيويف سبيل ذلك يـتم اسـتخدام بعـض املـصادر أو واملعايري والضوابط املقررة،

:الوسائل لتجميع البيانات وحتليلها وختزينها واسرتجاعها، ومن ذلك سـجال يـسجل فيـه األعـضاءتنشئ البنوك املركزية :سجل املصارف. ١

.ا بالعمل، تقيد فيه كافة بياناهتا عند التأسيساملرخص هل املرصفية جمموعة باإلحصاءاتيقصد :اإلحصاءات املرصفية الدورية. ٢

البيانات الكمية والقيمية التي تعطي صورة واضحة عن األرصدة القائمة يف . توظيف املوارد املتاحة لدهيا من أجلسابات لدى البنوك يف تاريخ معنياحل

:تفتيش املرصيف امليداينال: ٢/٤/٢يعترب التفتيش املرصيف من أهم أساليب الرقابـة املـرصفية وأدواهتـا امليدانيـة،

إىل دراسـة وفحـص املركـز املـايل اإلمجـايل -عموما–وهيدف التفتيش املرصيف للمرصف بمجموعة فروعه وإداراته يف وقت واحد، للتحقق من مدى سـالمة

مركزه كوحدة واحدة :ت التفتيش املرصيومن جماال

فحص بيانات املركز الشهري للمرصف*

١٤٤

فحص القروض والتسهيالت االئتامنية* التأكد من التقيد بقوانني الرقابة والقرارات املنفذة هلا*

ويف هناية إجراءات التفتيش يتم إعداد تقرير التفتيش والذي يمكن من خالله ال عــن حتديــد اإلجــراءات تقــويم املركــز املــايل احلقيقــي للمــرصف هــذا فــض

التصحيحية أو اجلزاءات الواجب اختاذها جتاه املالحظات والنتائج التي أظهرها .الفحص : أساليب التصحيح والجزاءات: ٢/٥

تظهر احلاجة إىل اختيار أسلوب لتصحيح ذلك الوضع، هذا ويمكن تصنيف أسـلوب ، حأسـلوب اإلقنـاع األديب وإبـداء النـص (:أساليب التصحيح كام ييل

، سـلوب توقيـع اجلـزاءات غـري املاليـةأ، دار األوامـر والتعلـيامت املبـارشةإصء تـرصيح املزاولـة، أسـلوب إلغـا، التدخل املبـارش يف إدارة املـصارفأسلوب

).وإيقاف النشاطحتليل أهداف الرقابة املرصفية التقليدية مـن منظـور : ويتناول الفصل الثالث

:لباحث هذا الفصل إىل ثالثة مباحثويقسم ا املصارف اإلسالمية :المبحث األول

: حماية أموال الودائع٣/١ :طبيعة الودائع يف البنوك التقليدية: ٣/١/١

تعترب محاية الودائع من أهم أهداف نظـم الرقابـة املـرصفية التقليديـة ويلتـزم ).وليس رد مثلها أو قيمتها(البنك بردها كام هي، أي يرد عينها

١٤٥

:عة الودائع يف البنوك اإلسالميةطبي: ٣/١/٢ : حسابات االستثامر-أ

وهي مبالغ يتقدم املودعون إليداعها لدى البنك اإلسالمي ليقوم باسـتثامرها هبدف احلصول عىل عائد مناسب عند حتققه فعال، أي دون اشرتاط مسبق، وهم

ء ويف ضو. مستعدون يف ذات الوقت أن يتحملوا ما قد حيدث من خسارة فعلية :ذلك تكون خصائص هذا النوع من احلسابات كاآليت

:تأثري خصائص الودائع عىل حتقيق هدف احلامية: ٣/١/٣وجود احتامل اخلسارة، وعدم ضامن األموال اخلاصة بالودائع يتعـارض مـع هدف محاية أموال املودعني، الذي يعترب السبب الرئييس خلف نشأة نظم الرقابة

د املـضاربة يف املـصارف اإلسـالمية تقـسم تـرصفات ويف إطـار عقـ، املرصفية :املرصف إىل نوعني رئيسيني مها

: ترصفات جائزة بمجرد عقد املضاربة املطلقة ومنها-أجيوز له البيع والرشاء ألجل الربح، فإذا اشرتى بغبن فاحش يكـون . ١

.رشاؤه لنفسه ال يدخل يف املضاربةبقليل الدراهم وكثريها، وال جيوز له جيوز له البيع بالنقد أو بالنسبة، . ٢

إال يف الفرتة التي جرى العرف والعادة هبـا يف ) أجل السداد(إعطاء املهلة .التجارة

.جيوز له توكيل شخص آخر بالبيع والرشاء. ٣ .جيوز له اإلجيار واالستئجار. ٤

١٤٦

: ترصفات ال جتوز إال بإذن أو تفويض وهي-ب .خلط مال املضاربة بامله. ١ تقديم مال املضاربة ملضارب آخر، إذا كان مأذونا به، أو أن العرف .٢

.جيري عىل ذلك فيكون مأذونا فيه .االقرتاض من مال املضاربة. ٣

:الوسائل املستخدمة لتحقيق محاية الودائع: ٣/١/٤يمكن أن نحدد عددا من وسائل الرقابة املرصفية التقليدية التي يقـصد منهـا

:دف محاية أموال الودائع، كام ييلمبارشة حتقيق ه : ضوابط التأسيس واإلدارة والتنظيم-أ

ويقصد من هذه الضوابط إجياد الثقة يف املؤسسة التـي متـارس عمـل البنـك، وأغلب هذه الضوابط مما يمكن قبوله من وجهة نظر وضامن السمعة الطيبة هلا،

.البنوك اإلسالمية وبعضها يمكن تطويره ليتالءم معها : النسب واملؤرشات-ب

تأخذ كل النظم الرقابية بنظام النسب واملؤرشات املالية كوسيلة لالطمئنان إىل .سالمة أداء البنوك وترصفاهتا

: التأمني عىل الودائع-جـتأخذ بعض النظم املرصفية هبذه الوسيلة حلامية الودائـع مـن خمـاطر اخلـسارة

ملودعني نتيجة إفالس البنك ات االتي قد تنشأ عن توقف البنك عن دفع مستحق .وفشله

١٤٧

المبحث الثاني :ضبط حركة النقود واالئتمان في حدود آمنة: ٣/٢ :البنوك التقليدية والتوسع النقدي: ٣/٢/١

تعترب أغلب الدول الناميـة ضـبط التوسـع النقـدي واالئـتامين هـدفا رئيـسيا وحيتوي العرض النقدي .لسياستها النقدية ، وذلك يف مواجهة ظاهرة التضخم

:بمعناه الشامل عىل مكونات ثالثة رئيسية هي وهي العمالت املعدنيـة والورقيـة املتداولـة خـارج :النقود القانونية. أ

.اجلهاز املرصيف، وبرصف النظر عن جهة إصدارها وتتمثــل يف احلــسابات اجلاريــة التــي تــستخدم :النقــود املــرصفية. ب

.ى البنكالشيكات للتعامل فيها لد : وتضم نوعني أساسيني من املكونات:أشباه النقود. جـ

.الودائع اآلجلة واالدخارية لدى البنوك. ١األصول املالية سهلة التحول إىل نقود قانونية يف ظل سوق مال منظمة . ٢

).مثل األسهم والسندات والصكوك واألذون وغريها(وتستخدم البنوك املركزية عددا متنوعا من أ ساليب الرقابة املـرصفية؛ هبـدف

ضبط هذه القدرة املتاحة عىل خلق النقود والتوسع النقدي واالئـتامين عمومـا، منها نسب االحتياطي النقدي، ونـسب الـسيولة، وسياسـة الـسوق املفتوحـة،

الخ ...وأسعار اخلصم والفائدة

١٤٨

الذي ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل للبنوك اإلسالمية نفس الدور تتمتع به البنوك التقليدية يف التوسع النقدي واالئتامين؟

واإلجابة عن هذا السؤال تتطلب أوال أن نحلل أهم العنارص التي يتكون منها الدور النقدي للبنوك التقليديـة، ثـم نلقـي الـضوء عليهـا مـن منظـور البنـوك

.اإلسالمية :يةحتليل عنارص الدور النقدي للبنوك التقليد: ٣/٢/٣

واملقصود تلك العنارص التي إذا توافرت يتحقق هلذه البنوك قدرهتا القصوى عىل اشتقاق الودائع، ومن ثم زيادة العرض النقدي بمقدار ما يشتق من ودائـع

مـضاعف "جديدة؛ فمن املعلوم أن احلد األقىص لقدرة البنوك يرتبط بام يسمى الكلية يف الودائع املشتقة املرتبة ، أو اإلقراض، وهو مؤرش يظهر الزيادة"االئتامن

بقدر معني) أي الودائع التي قام األفراد بإيداعها(عىل زيادة الودائع احلقيقية : حتليل عنارص الدور النقدي للمصارف اإلسالمية: ٣/٢/٣

إذا كان ما سـبق هـو موقـف العنـارص املختلفـة ذات التـأثري يف دور البنـوك فهل يتاح للبنوك اإلسالمية ذات العنـارص؟ وهـل التجارية يف التوسع النقدي،

:من التحليل السابق يمكن القول بام ييل... بإمكاهنا أن متارس نفس التأثري؟ وهناك عنارص يتامثل فيها وضع البنوك التقليدية مـع البنـوك اإلسـالمية. ١

:هي . وجود نفس درجة الوعي املرصيف- . وجود نفس نسبة الترسب اخلارجي تقريبا-

١٤٩

. يعمالن يف ظل نفس درجة املرونة للطلب عىل االئتامن-وهذا التامثل يؤدي أيضا إىل احتامل تساوي قدرة كل منهام عىل التوسع ).إذا ما تم تثبيت العنارص األخرى(النقدي

هناك عنارص أخرى يبدو فيها اختالف وضع البنوك التقليدية عن البنوك . ٢ ففـي الوقـت الـذي نجـد أن احلـسابات اإلسالمية يف هيكل الودائـع؛

من جمموع الودائع، %) ١٠(اجلارية يف البنوك اإلسالمية تقل نسبتها عن يف البنوك التقليدية ، وكذلك تـصل %) ٢٥(نجد فيه أن نسبتها أكثر من

يف البنوك اإلسـالمية، يف الوقـت الـذي %) ٩٠(حسابات االستثامر إىل .لبنوك التقليدية أقل من ذلكتكون نسبة الودائع االدخارية يف ا

ويضاف إىل ما سبق أن هناك بعض املتغريات التي تنشأ نتيجة اخلصائص . ٣الذاتية ملوارد البنوك اإلسالمية، والكيفية التي يتم هبا توظيفها، مما يتوقـع أن يكون له تأثريه يف ختفيض دورها نسبيا يف مسألة االشتقاق، إذا ما قورن

. األخرىبالبنوك التقليدية المبحث الثالث

:توجيه النشاط التمويلي: ٣/٣ :ومن أهم املعايري الرقابية املتبعة لتحقيق هذا اهلدف ما ييل

.السقوف االئتامنية النوعية. ١ .اهلوامش النقدية املتغرية. ٢ .الضامنات وقيمتها التسليفية. ٣

١٥٠

.أسعار الفائدة واخلصم التفصيلية. ٤دف املطروح يف هذا البحـث يمكـن حتقيقـه مـن مما سبق يتضح، أن اهل

خالل الضوابط التي يلتزم هبا االستثامر اإلسـالمي، والتـي تـساعد يف التوجيـه الذايت للتمويل إىل االجتاهات واملجاالت االقتصادية املرغوبة لتحقيـق مـصالح

.املجتمع تحليل الضوابط التنظيمية واإلدارية للرقابة المصرفية: الفصل الرابع

من منظور المصارف اإلسالميةاهتامم هذا الفصل سوف يرتكز عىل ضوابط تأسـيس البنـك، وعـىل وجـوده االعتباري، وما قد يطرأ عليه من متغريات، يكون هلا تأثري حمتمل عليه سواء من

:الناحية التنظيمية أو اإلدارية، .حتليل ضوابط التأسيس: ٤/١ .حتليل ضوابط اإلدارة والنشاط: ٤/٢ .حتليل ضوابط التغريات: ٤/٣ :حتليل ضوابط التأسيس: ٤/١

يناقش هذا املبحث الضوابط التي تـضعها املـصارف املركزيـة لكـي تعـرتف .ملؤسسة ما بأهنا مرصف

: ضوابط التأسيس التقليدية: ٤/١/١ .أن تكون املؤسسة طالبة التأسيس رشكة مسامهة مرصية. ١ .ألف جنية) ٥٠٠(عن أال يقل رأس مال املؤسسة املدفوع . ٢

١٥١

أن يكون أعضاء جملس اإلدارة واملسؤولني عن اإلدارة من املرصيني . ٣تم إلغاء هذا الرشط عند السامح لألجانب والعرب بإنشاء مـصارف يف (

).وتعديالته) م١٩٧٤(لسنة ) ٤٣(إطار القانون .اشرتاط موافقة جملس إدارة البنك املركزي املرصي عىل التسجيل. ٤قد ال يتفق بعضها مع خصائص املصارف ) باختصار(ل هذه اخلصائص إن مث

لذلك يتفق الباحث مع الرأي الذي يطالب بإجيـاد تـصنيف جديـد، اإلسالميةــصارف اإلســالمية ــصارف االســتثامر (للم ــة، وم ــصارف التجاري بجانــب امل

بحيث يتم مراعاة خصائصها عند إعداد نظام ) واألعامل، واملصارف املتخصصة .ابة املرصفية عليها يف النظم املرصفية املختلطةللرق :حتليل ضوابط اإلدارة والنشاط: ٤/٢ :ضوابط اإلدارة والنشاط من املنظور املرصيف التقليدي: ٤/٢/١

:ومن أهم ضوابط اإلدارة والنشاط ما ييلالتزام املرصف بـالنموذج اإلداري والتنظيمـي الـذي حيـدده الـشكل . ١

.القانوين للمرصف) أو إسناد أية مسؤوليات هلم(تنظيم عمل مديري املصارف يف وظائف . ٢

.يف مصارف أخرى أو أية منشآت هلا عالقة بالبنوك .تنظيم معامالت املرصف مع أعضاء إدارته العليا والعاملني فيه. ٣ .عدم السامح بإصدار أذون قابلة للدفع حلاملها وقت الطلب. ٤

١٥٢

املصارف اإلسالمية يوضح أن أغلبهـا ال من منظوروبتحليل تلك الضوابط يتعارض مع خصائص املصارف اإلسالمية واملبادئ التي تقوم عليها، كام أكدت نتائج الدراسة امليدانية عىل أن هذه الضوابط ليست حمال لالعـرتاض يف جانـب كبري منها، ومع ذلك تظل بعض هذه الـضوابط حمـال لالعـرتاض أو املالحظـة

ظـل نمـوذج رشكـة األمـوال إدارة املرصف اإلسالمي يف: ك مثلواملناقشة وذلك نوعـان مـن األنـشطة املحظـورة، حيث هناك األنشطة املحظورةو ، املسامهة

يتعلق النوع األول منها بام حيرمه القـانون يف كـل دولـة، ويتعلـق النـوع الثـاين ة يف بمحظورات خاصة تتصل بنشاط ما حيظر عىل املصارف ككل، مثل املضارب

العمالت أو يف املعادن النفيسة، وبالتوظيف العقـاري، أو االجتـار يف البـضائع؛ فبالنسبة ملحظورات التعامل وفقا للقانون فلـيس ثـم إشـكال يف هـذا الـصدد؛

والتـي –حيث تلتزم هبا املصارف اإلسالمية، أما عـن حمظـورات النـوع الثـاين :م به وبعضها يصعب االلتزام به فبعضها يمكن االلتزا-تتعلق بالنشاط املرصيف

فمثل حظر املضاربة باملعادن النفيسة وحظر املضاربة :أما ما يمكن االلتزام به .بالعمالت

فمثل حظر االستثامر يف العقارات واملنقوالت؛ ألنه :أما ما يصعب االلتزام بهــشاطها ال يتفــق مــع خــصائص املــصارف اإلســالمية، التــي يكــون أغلــب ن

. موجودات حقيقية من أصول ثابتة يف أصول أواالستثامري : تسعري اخلدمات املرصفية-جـ

يقصد بتسعري اخلدمات املرصفية قيام املصارف املركزية أو غريها من اهليئات املعنية، بوضع تعريفة موحدة ومتفق عليها ملـا تقدمـه املـصارف األعـضاء مـن

فة أسـعار الفوائـد وأسـعار خدمات بام فيها اإليداع واالقرتاض، فتحدد التعري

١٥٣

اخلصم، مما يدخل يف إطار الربا املحرم من منظور املصارف اإلسالمية؛ ومن ثم .فال يتم استخدامها

: اشرتاط التأمني عىل الودائع-دمتت مناقشة هذا املوضوع عند دراسة أهـداف الرقابـة املـرصفية مـن منظـور

ىل الودائـع االسـتثامرية يف مرصيف إسالمي؛ حيث تم التوصل إىل أن التـأمني عـاملصارف اإلسالمية ال يتفق مع خصائص هذا النوع من الودائـع؛ أمـا التـأمني عىل أموال احلسابات اجلارية، فهو أمر يمكـن تطبيقـه؛ نظـرا ألن هـذه الودائـع

.مضمونة بواسطة املصارف اإلسالمية :حتليل ضوابط التغريات: ٤/٣

:غريات هيأهم هذه اإلجراءات وضوابط الت :زيادة وختفيض رأس املال: ٤/٣/١

تلـك املـصارف ل وهناك اهـتامماملصارف اإلسالمية يف رأس املال تزداد أمهية اإلسالمية إىل زيادة رءوس أمواهلا باستمرار؛ ملواجهة التوسع ولتحقيق التوازن

.بني األموال الذاتية واملوال اخلارجية :التوسع يف الفروع: ٤/٣/٢

تتاح فروع جديدة أو إغالق فروع قائمة موافقة املصارف املركزية، يشرتط الفويعترب افتتاح الفرع توسعا يمتد بنشاط املرصف جغرافيا، مما قد يـؤثر يف زيـادة

.حجم البنك :عمليات االندماج: ٤/٣/٣

من الناحية الفكرية فإن االندماج ال يعـدو أن يكـون نوعـا مـن البيـوع يـتم ومــرصف مبـاع يطلــق عليــه ) Acquiring Bank(عليــهمـرصف مــشرت يطلـق

١٥٤

)Acquired Bank ( لكل منهام قيمة معينة متفق عىل أسلوب تقويمها، ومن ثـمفمن وجهة النظر اإلسالمية جيب أن تتوافر يف هذه املعاملة الضوابط العامة لعقد البيع يف الرشيعة اإلسالمية ، وأن ينأى هبا عن أي صورة من صور البيـوع التـي

يداخلها الغرر واجلهالة واالسـتغالل، كـام جيـب أن تراعـى يف عمليـة التقـويم .املبادئ املحاسبية اإلسالمية

:إيقاف النشاط والتصفية: ٤/٣/٤قد يتم إيقـاف النـشاط بـسبب اإلفـالس أو برغبـة مـن أصـحاب املـرصف ألسباب خاصة هبم، أو بانتهاء عمر املرصف، ويف كل األحوال فـإن املـصارف

ركزية حترص عىل أال يتم ذلك إال بعد التثبت من أن املـرصف قـد أبـرأ ذمتـه املوال خيتلف هذا الوضع كثريا يف ، دائنيه من أصحاب الودائع وغريهمهنائيا قبل

حالة املصارف اإلسالمية سوى من حيث طبيعة عالقة األطراف مـع املـرصف ر سوف يعاملون نفس اإلسالمي عند التصفية؛ إذ إن أصحاب حسابات االستثام

معاملة املسامهني، بمعنى انتظارهم حتى يـتم سـداد الـديون املـستحقة لفئـات .الدائنني

من منظور تحليل معايير الرقابة المصرفية التقليدية : الفصل الخامس المصارف اإلسالمية

هيدف هذا الفصل إىل مناقشة وحتليل أهم عنرص من عنارص الرقابة املـرصفية التي تقررها الترشيعات املرصفية؛ ) أو األدوات والوسائل( الرقابية وهو املعايري

١٥٥

باألهـداف الواجـب حتقيقهـا، -حمل الرقابـة–للتأكد من مدى التزام املصارف :وسيتم بإذن اهللا معاجلة هذا املوضوع يف إطار ثالثة مباحث رئيسية هي

.حتليل معايري الرقابة املرصفية الكمية: ٥/١ .ايري الرقابة املرصفية النوعيةحتليل مع: ٥/٢ .حتليل وظيفة امللجأ األخري: ٥/٣تحليل معايير الرقابة المصرفية الكمية من منظـور مـصرفي : ٥/١

:إسالميهتدف الرقابة املرصفية الكمية إىل التحكم يف حجم االئتامن الذي يمكن

تثبيتـه عنـد للمصارف أن متنحه جمتمعة، والتأثري يف كميته بالزيادة والـنقص أومستواه األول، وذلك برصف النظر عن أوجه االستعامل التي يستخدم فيها هذا

:االئتامن؛ ومن أهم املعايري التي تستخدم يف حتقيق هذا اهلدف ما ييل حتديد نسبة االحتياطي النقدي وتغيريها زيادة وإنقاصا- . . حتديد نسبة األصول السائلة التي حتتفظ هبا املصارف- حتديد أسعار الفائدة املدينة والدائنة وأسـعار اخلـصم أو إعـادة اخلـصم أو -

إعادة اخلصم وتغيريها رفعا وخفضا . :نسبة االحتياطي النقدي: ٥/١/١

يتم احتساهبا عىل كل أنواع %) ٢٥(وقد حدد البنك املركزي املرصي النسبة بـ .أكثرالودائع بالعملة املحلية، عدا تلك التي مدهتا سنتان ف

١٥٦

ومن ناحية أخرى فإن املقارنة بني خصائص املصارف اإلسـالمية والتقليديـة .تظهر اختالفا بينهام يف جانبني رئيسيني مها

. يف اإلسالمية عنه يف التقليديةانخفاض حجم ووزن احلسابات اجلارية. ١اشتامل التمويل اإلسالمي عـىل بعـض اخلـصائص التـي ال تتـوفر يف . ٢

:ليدي، بنفس درجة توفرها يف التمويل اإلسالمي مثلالتمويل التق . الطبيعة السلعية والعينية الغالبة فيه- التوازن بني التدفقات النقدية السلعية حجام واجتاها وتوقيتا- .

:ويقرتح الباحث بعد دراسة عدد من اآلراء بالنسبة لالحتياطي النقدي . أسوة بمثيلتها يف البنوك التقليديةتطبيق ودائع كاملة عىل الودائع اجلارية. ١

إعفاء ودائع االستثامر املخصصة وما يأخذ حكمهـا، وكـذلك ودائـع . ٢ .طويلة األجل) أو املشرتك(االستثامر العام

تطبيق نسبة خمفـضة عـىل ودائـع االسـتثامر العـام األخـرى التـي يـسمح . ٣تها أي مـع بالسحب منها، وتزيد درجة التخفيض مع الـنقص يف درجـة سـيول

.التقييد النسبي للسحب منها : نسبة السيولة: ٥/١/٢

تعرب عن ضامن قدرة املرصف عىل مواجهة التزاماته من خالل االطمئنـان إىل وجود قدر معني من األصول السائلة وشبه الـسائلة متاحـا ضـمن موجـودات

يـة النقدية باخلزائن، ولدى املـرصف املركـزي واألرصـدة النقد: املرصف، مثلويتم حتديد نسبة الـسيولة إمـا بـشكل ، الخ...املستحقة عىل املصارف األخرى

١٥٧

. إلزامي أو بشكل اتفاقي بني املرصف املركـزي واملـصارف التجاريـة األعـضاءوبشكل عام يمكن املوافقة عىل أمهية األهداف التي تقوم النسبة عىل حتقيقها، مع

حمـل يف رأينـا للقـول بعـدم مراعاة خصائص املصارف اإلسالمية، ومن ثم فالصالحية هذا املعيار؛ بل إنه يف رأينا معيار حمبذ ومطلوب يف ضوء التطور العاملي

تطـوير مقـرتح إضـافته إليهـا لكـي مع بعض االقرتاحات للالذي أدخل عليه؛ يمكــن اإلطــالع عليهــا بالتفــصيل يف تعكــس خــصائص املــرصيف اإلســالمي

.الكتاب :ائدة واخلصم والتغيري فيهاحتديد أسعار الف: ٥/١/٣

تستخدم املصارف املركزية عملية التغيري يف أسعار الفائـدة واخلـصم؛ للتـأثري عىل قدرة املصارف عىل إتاحة االئتامن للغري، والتـأثري عـىل التـدفقات اخلاصـة

:بالودائع، وذلك كام ييل :رفع أو خفض أسعار اخلصم. ١ .املركزيرفع أو خفض سعر اخلصم لدى املرصف . ٢رفع السعر الذي يستخدم عند االقرتاض النقدي من املرصف املركزي . ٣

.بضامن األوراق املالية أو التجارية اخلاصة باملصارفوال خيفي أن هذه املعايري حيرم استخدامها يف املصارف اإلسالمية؛ ألهنا

.من الربا املحرم، الذي ال جيوز التعامل به يف تلك املصارف :السقوف االئتامنية الكلية: ٥/١/٤

تلجأ املصارف املركزية إىل وضع حدود قصوى ملا يمكن أن يقدمه أي مرصف من قـروض، فيكـون بـذلك سـقفا للتوسـع االئـتامين ال يـستطيع املـرصف أن يتجاوزه، قد يكون هذا السقف نسبة معينة من بعض موارد املـرصف، أو نـسبة

١٥٨

رتة سابقة، كام قد يكون رقـام مطلقـا حيـدده نمو منسوبة إىل أرصدة االئتامن يف ف .املرصف املركزي لكل مرصف

إىل أن يـتحكم بـشكل -من استخدام هذا املعيـار–وهيدف املرصف املركزي يؤيـد جملـس الفكـر ومبارش يف الطاقة الكلية لكل مرصف عـىل مـنح االئـتامن،

يعنـي – النظـام اإلسالمي تطبيقه ويشري إىل أن األمر لن حيتـاج إىل تغيـري هـذا اللهم إال أن يستبدل بنص سعر الفائدة اجلزائي نظام عقايب -السقوف االئتامنية

كام أن حممد نجاة اهللا صديقي، ال يرى مانعا من وجود الرقابة املبارشة ... خمتلف .عىل االئتامن

نيممــا ســبق يتــضح أن الكتابــات املعــارصة يف املوضــوع تــشتمل عــىل رأيــر، يرى الرأي األول جواز التعامل بـه لعـدم اشـتامله عـىل بخصوص هذا املعيا

استخدام وسيلة الفوائد الثابتة، بينام يرى الرأي الثاين أنه يتعارض مع خصائص ــاملودعني ــرض ب ــلبية ت ــأثريات س ــؤدي تطبيقــه إىل ت ــصارف اإلســالمية، وي امل

.واملسامهني :رصيف إسالميحتليل معايري الرقابة املرصفية النوعية من منظور م: ٥/٢

هتدف الرقابة املرصفية النوعية إىل الـتحكم يف نوعيـة االئـتامن الـذي تقدمـه املصارف، والتأثري يف أوجه استعامالته أي توجيه االئتامن إىل مسار معني داخـل احلجم الكيل لالئتامن، وذلك عىل ضوء األهداف املقصودة واألولويات الواردة

. يقوم املرصف املركزي عىل تنفيذهايف األساسيات االئتامنية التي :ومن املعايري التي تستخدم يف هذا املجال ما يأيت

١٥٩

بقصد التأثري املبارش يف ختصيص االئـتامن، الئتامنحتديد معايري نوعية ا. ١ .زيادة أو نقصا

يقـوم املـرصف املركـزي بتحديـد حيث حتديد هوامش نقدية لالئتامن. ٢نى لتنفيذ بعض العمليات مثل االعتامدات هامش نقدي جيب سداده كحد أد

املستندية وخطابات الضامن، ويمكن بزيادة نسبة هذه اهلوامش أو خفـضها إحداث تأثري مبـارش يف حجـم االئـتامن املقـدم باسـتخدام هـذه الوسـائل

. املرصفيةويرى بعض الباحثني، أن هذا املعيار يمكن أن يتالءم مع املصارف اإلسالمية

.ظم املرصفية املختلطة؛ وذلك لعدم تعارضه مع مبدأ حتريم الفائدةيف ظل النمنـع التعامـل يف ، مثـل وضع ضوابط مبارشة عىل االئـتامن القطـاعي. ٣

منـع ،العقار واملنقول بالرشاء أو بالبيع أو باملقايضة، إال يف حاالت خاصـة تـي منـع قبـول األسـهم ال، ن قابلة للدفع حلاملها وقت الطلبإصدار أذو

من بني هذه الضوابط ما ، يتكون منها رأس مال املرصف بصفة ضامن لقرضال يتفــق مــع خــصائص املــصارف اإلســالمية كحظــر التعامــل يف العقــار

كام أن بعض هذه الضوابط مما يمكن قبوله مرحليا باعتباره يرتبط ، واملنقول .بظرف اقتصادي معني، مثل حدود املسامهة يف الرشكة التابعة

ختـول التـرشيعات ، وديد أنواع الضامنات ورشوطهـا اإلقرتاضـيةحت. ٤ التـي كوالـصكاملرصفية للمصارف املركزية سلطة معينـة يف حتديـد أنـواع

تصلح كضامنات للقروض، وحتديـد النـسبة الواجـب مراعاهتـا بـني قيمـة إن هـذه الـضوابط يمكـن ، األصل املقدم كضامن وقيمة القـرض املطلـوب

١٦٠

مويل اإلسالمي يف صيغه املختلفـة؛ ففـي حالـة املرابحـات تطبيقها عىل الت، عىل أن يراعـى بعـض األمـور مـن واملتاجرات وكل صور البيوع الرشعية

أن يكون العقد املوقع للبيع مستوفيا للرشوط الواجب توافرها، حتـى بينها يأيت البيع والرشاء صحيحا ونافذا آلثاره وال تشوبه شبهة الربا .

تتخذ املصارف املركزية من ، حيث عار فائدة وخصم تفضيلية حتديد أس.٥أدايت سعر اخلصم والفائدة وسيلة تفضيلية للحـث عـىل تقـديم االئـتامن يف

وهذه األدوات تعترب من الربا جمال ما، واحلث عىل عدم تقديمه يف جمال آخر املحرم يف التعامل مع املرصف اإلسالمي

.لةالتغيري يف مكونات نسب السيو. ٦ .حتديد رشوط البيع بالتقسيط. ٧

. وضع ضوابط عىل حركة تداول وتصدير النقد األجنبي. ٨ :وظيفة الملجأ األخير للوحدات المصرفية اإلسالمية: ٥/٣ :"امللجأ األخري"املفهوم التقليدي لوظيفة : ٥/٣/١

للنظـام املـرصيف، فهـو دائـام عـىل "املقرض األخـري"يعترب املرصف املركزي بام يتيحـه هلـا مـن أرصـدة "الذعر املايل"تعداد ملساعدة املصارف يف حاالت اس

ويستخدم املرصف املركزي أداتني رئيـسيتني لتحقيـق ، نقدية يف الوقت املناسب :هذا اهلدف مها

:سعر اخلصم أو إعادة اخلصم. ١هو السعر الذي حيدده املرصف املركزي خلـصم مـا يقـدم لـه مـن املـصارف

أوراق مالية أو جتارية، أو باألحرى هو سعر إعادة اخلصم ملا يكون األعضاء من

١٦١

لدى هذه املصارف األعضاء من أوراق خمصومة، وقيام املرصف املركزي برفـع هذا السعر، يعني إحجام املصارف عن القيام بإعادة اخلصم لديه، مما قد يؤثر يف

قييـد احلجـم، وهـذا قيامها هي بخصم األوراق للعمالء سواء برفع السعر أو ت .يعني إنقاص االئتامن املتاح، ويتحقق العكس عند خفض أسعار اخلصم

:سعر البنك. ٢يمكن للمرصف املركزي أن يقدم متويال نقديا مبـارشا للمـصارف األعـضاء

املؤقـت وذلـك بـضامن أصـل مـن كقرض قصري اجلل ملواجهة عجـز الـسيولة .أصوهلا

:يذ وظيفة امللجأ األخري للمصارف اإلسالميةالبدائل املقرتحة لتنف: ٥/٣/٢يتضح التحليل السابق مدى أمهية وجود هذه الوظيفة، ويف نفـس الوقـت ال تتعارض مع املبادئ اإلسالمية احلاكمة للمصارف اإلسالمية؛ ونناقش فيام يـيل عددا من الصيغ التي قد تساعد يف أداء هذه الوظيفة آخذين يف االعتبار ظروف

ف اإلسالمية يف ظل كل من النظم املختلطة أو الـنظم الالربويـة، وأهـم املصار :الصيغ هي

قيام املرصف املركزي بتقديم التمويل املطلوب عـىل أسـاس التمويـل . ١ :باملضاربة

دخول املرصف املركزي رشيكا بالتمويـل يف عمليـات أو مـرشوعات . ٢ :بعينها

١٦٢

حلسابات االستثامر ملواجهـة ختصيص نسبة االحتياطي النقدي املقابلة . ٣ :احتياجات السيولة الطارئة للمصارف اإلسالمية

صندوق مشرتك للسيولة. ٤ :تقديم التمويل كقرض حسن عند احلاجة للسيولة. ٥

ترتيبات إلمداد بالسيولة فيام بني املصارف اإلسالمية عىل املستوى العـريب . ٦ :واإلسالمي

الرقابة املـرصفية احلاليـةالذي عنونه ب والفصل السادسوقد قدم الباحث يف إىل تقديم تشخيص والذي هتدف الدراسة امليدانية نتائج عىل املصارف اإلسالمية

لواقع الرقابة املرصفية احلالية عىل املصارف اإلسالمية منظورا إليها من وجهتـي ابة عىل واملصارف املركزية، متمثلة يف إدارة الرق-ذاهتا–نظر املصارف اإلسالمية

عىل النتائج املستخلصة من الدراسـة -فقط– التشخيص اعتامدا وتمالبنوك هبا، عرض النامذج املذكورة مرتبة بام يتفـق متامـا مـع تسلـسل عـرض وتمامليدانية،

ودون نظـر لرتتيـب ورود األسـئلة يف قائمـة ا الكتـاب ول هذموضوعات فص .االستقصاء املستخدمةعىل املصارف للرقابة املرصفيةا مقرتحاإطار السابعالفصل وناقش الباحث يف

إىل جتميع ما تم التوصل إليه مـن نتـائج خـالل عمليـة وعمداإلسالمية العربيةدراسة وحتليل عنارص ومقومات نظام الرقابة املرصفية، واالنتفاع هبا يف حماولـة

نظام مرصيف صياغة نظام متكامل للرقابة املرصفية، صالح للتطبيق يف ظل وجود

١٦٣

خمتلط، وقد تطلبت عملية الصياغة املشار إليها استكامل مناقشة بعـض املـسائل اإلضافية التي ختدم بناء النظام املقرتح، وقد تم حتقيق هـذا اهلـدف مـن خـالل عرضه، متسقا مع العنارص األساسية للنظام الرقايب، فتم تقسيم هذا الفصل إىل

:ما يأيت .رصفيةأهداف الرقابة امل: ٧/١ .الضوابط التنظيمية واإلدارية: ٧/٢ .املعايري الكمية للرقابة املرصفية: ٧/٣ .املعايري النوعية للرقابة املرصفية: ٧/٤ .أساليب املتابعة والقياس: ٧/٥ .أساليب التصحيح واجلزاءات: ٧/٦ :أهداف الرقابة المصرفية في النظام المصرفي المختلط: ٧/١ :أموال الودائعهدف محاية : ٧/١/١ا مـع أساسـيات إن محاية أموال الودائع أمر الزم التحقيق، وهـو يتفـق متامـ

أي رد أصـول "الـضامن"يف النظم التقليدية تعنـي ، واحلامية الرشيعة اإلسالميةالودائع، برصف النظر عن نتائج تشغيلها، وقد اتضح أن ضـامن رد األصـل، ال

، ومـن ثـم تكـون "احلسابات اجلارية"وهي يتفق إال مع نوع واحد من الودائع األموال املودعة يف تلك احلسابات وما يأخذ حكمهـا مـضمونة مـن املـصارف

١٦٤

أما األموال املقدمة بغرض االستثامر، والتي تكون حملهـا حـسابات ، اإلسالمية .االستثامر، فإهنا تشارك يف الربح واخلسارة عىل أساس عقد املضاربة الرشيعة

اربة تضيق من املخاطر التي يتحملهـا رب املـال، وحتـرصها يف إن صيغة املضخماطر األعامل واملخاطر البيئية؛ أما املخاطر التي تـسبب فيهـا املـرصف بـسبب

فـإن املـرصف يتحملهـا التعدي والتقصري وسوء اإلدارة لألمـوال التـي لديـه، .وحده :هدف ضبط التوسع النقدي واالئتامين: ٧/١/٢

تجارية التقليدية عنارص عديـدة تـشكل يف جمموعهـا حـدود يتوافر للبنوك اليتامثل وضع والقدرة املتاحة هلا عىل اشتقاق الودائع والتوسع النقدي واالئتامين،

البنوك اإلسالمية مع البنوك التقليدية بينام خيتلف وضع البنوك اإلسـالمية عـن وىل عـن التقليدية بخصوص حجم ووزن احلسابات اجلارية؛ حيـث تقـل يف األ

الثانية، أما احلسابات غري اجلارية فإن العكس صحيح، كام تزداد درجـة سـيولة يتسم التمويل اإلسالمي كام.األصول يف البنوك التقليدية عن البنوك اإلسالمية

ببعض اخلصائص التي تساعد يف إحداث توازن مايل تلقائي، وكـذلك التقليـل المية للتوسـع النقـدي، وأهـم هـذه من فاعلية العنارص املتاحـة للبنـوك اإلسـ

االرتبـاط الوثيـق بـني التمويـل والنـشاط االقتـصادي، ووضـوح : اخلصائصالتـزامن الـرضوري بـني التـدفقات النقديـة ، والطبيعة السلعية الغالبة للتمويل

.والتدفقات السلعية

١٦٥

:هدف توجيه النشاط التموييل: ٧/١/٣نشطة االقتـصادية املطلـوب يعكس هذا اهلدف أولويات تفضيل املجتمع لأل

إنجازها، وهو أمر يتفق متامـا مـع خـصائص املـصارف اإلسـالمية؛ ألنـه مـن املفرتض أن هذه األولويات تتامثـل مـع املقاصـد الكليـة للـرشيعة اإلسـالمية، وترتيبها للمصالح ما بني رضوري وحاجي وحتسيني، ومن ثم يكـون االلتـزام

بة للمـصارف اإلسـالمية، خاصـة وأن بتحقيق هذا اهلدف أمـر واجـب بالنـس .خصائصها الذاتية تساعد كثريا يف توجيه التمويل لألنشطة املرغوبة

:هدف املحافظة عىل سالمة املراكز املالية للمصارف: ٧/١/٤إن هذا اهلدف يعترب هدفا أصيال لإلدارة العليا ألي مـرصف مـن املـصارف،

جــب التطبيــق عــىل املــصارف إســالمية كانــت أو تقليديــة؛ ومــن ثــم فهــو وا .اإلسالمية

:هدف جذب وتعبئة املدخرات: ٧/١/٥إن نجاح املصارف يف جذب وتعبئة مدخرات جديدة يعترب أمرا حمتسبا، سواء

ومل يتبـني حتت التعبئة من القطاع العائيل أو من قطـاع األعـامل اخلـاص والعـام اإلسـالمية أو وجود اختالف بخصوص هذا اهلدف، سواء بواسطة املـصارف

التقليدية، يف الوقت الذي تستخدم املصارف اإلسـالمية يف األربـاح واخلـسائر .كبديل عنها

:الضوابط اإلدارية والتنظيمية للنظام: ٧/٢ ضوابط التأسيس: ٧/٢/١ :ضوابط اإلدارة والنشاط: ٧/٢/٢

١٦٦

يمكن قبوهلا يف جمملهـا، عـدا عـدم توافـق بعـض الـضوابط عـىل األنـشطة رة مع املصارف اإلسالمية، مثل حظر التعامل يف العقار واملنقول، ونظام املحظو

.تسعري اخلدمات املرصفية :ضوابط التغريات: ٧/٢/٣ . ختفيض رأس املالأو ال يوجد خالف بخصوص الضوابط اخلاصة بزيادة - جيب مراعاة الضوابط اإلسالمية للبيوع واملبادئ اإلسالمية لتقويم األصول -

.ء عمليات االندماج بني مرصف إسالمي وآخرعند إجرا :ضوابط التصفية وإيقاف النشاط: ٧/٢/٤

ال يوجد اختالف سوى يف مسألة أن أصحاب أموال االستثامر سـوف .يعاملون بنفس معاملة املسامهني عند التصفية

:املعايري الكمية للرقابة عىل االئتامن يف النظام املختلط: ٧/٣ : ياطي النقدينسبة االحت: ٧/٣/١

يتم استخدامها ويقرتح أن تطبق نـسبة االحتيـاطي النقـدي عـىل احلـسابات اجلارية مثل مثيلتها يف البنوك التقليدية، وختفيض النسبة عىل حسابات االستثامر العام أو املشرتك التي يسمح بالسحب منها، أمـا حـسابات االسـتثامر األطـول

.صصة فمن املقرتح إعفاؤها من النسبةأجال، والتي يقيد السحب منها واملخ : نسبة السيولة: ٧/٣/٢

يتم استخدامها مع تطوير عملية احتساب النسبة بام يتفق مع بنود املوجودات .الفعلية التي تتعامل فيها املصارف اإلسالمية) اخلصوم(واملطلوبات ) األصول(

:أسعار اخلصم والفائدة: ٧/٣/٣ .ارف اإلسالمية ال جيوز استخدامها يف املص-

١٦٧

:الضوابط املبارشة عىل جماالت االئتامن: ٧/٤/٣تبني من حتليل تلك الضوابط أهنا تشتمل عىل أنواع متنوعة، يعترب أغلبهـا ممـا يمكن قبوهلا يف ظل النظام املرصيف املختلط، مثل حـدود املـسامهة يف الـرشكات

يتفـق مـع خـصائص عدا حظر التعامل يف العقار واملنقول، وهو مـا ال، التابعة .التمويل اإلسالمي

:حتديد نوعية الضامنات ورشوطها اإلقرتاضية: ٧/٤/٤ للضامنات أمهية كبرية يف التمويل اإلسالمي، لكنها ال تكفي وحدها إلنشاء -

عمليات أو منح متويل، ولكن الغرض من العمليات، وطبيعة الثغـرة التمويليـة إنشاء العمليات، والـضامنات أحـد املعـايري التي تتطلب متويال هي األساس يف

.اهلامة للحكم عىل جدارة طالب التمويل :أسعار الفائدة واخلصم التفصيلية: ٧/٤/٥ . ال جيوز التعامل هبا نظرا حلرمتها-

:ومما سبق يتضح أن املعايري أو األدوات التي يمكن تطبيقها هي . املعايري النوعية لالئتامن- .ارشة عىل االئتامن والضوابط املب- . والضامنات ورشوطها اإلقراضية بعد ربطها بخصائص كل صيغة متويلية- . واهلوامش النقدية لالئتامن باشتقاق بدائل عنها ترتبط بكل صيغة- :أساليب املتابعة والقياس: ٧/٥ : املتابعة اإلحصائية: ٧/٥/١

األساسـية يعترب سجل البنوك أداة رضورية للحرص والتحـدث للمعلومـات . عن البنك، وال تؤخذ أي مالحظات عليها

١٦٨

:تناسب التفتيش املرصيف التقليدي مع املصارف اإلسالمية : ٧/٥/٢يعترب التفتيش املرصيف وسيلة املرصف املركزي للتحقق من تطبيـق املـصارف األعضاء للمعايري والضوابط املشتقة من الترشيعات املرصفية، بام فيها من قوانني

وهـو أمـر مقبـول مـن املـصارف .ئح وقرارات وتعليامت وأوامر مبـارشةولواأن خيتــار الفريــق املنــوط بــه التفتــيش عــىل املــصارف اإلســالمية مــع مراعــاة

ملصارف واملؤسسات اإلسالمية من بني من لدهيم فكرة واضحة عن خصائص ايتم تنميـة معـارفهم عـن خـصائص ، والعمل عىل اإلسالمية وصيغ العمل هبا

ملصارف اإلسالمية ا :مدى تناسب أساليب التصحيح مع المصارف اإلسالمية: ٧/٦

يعترب التصحيح مرحلة مكملة والزمة للنظام الرقـايب؛ إذ ال معنـى للمتابعـة ــديم األداء ــاس أو تق ــات –والقي ــشف لالنحراف ــن ك ــا م ــب عليه ــا يرتت وم

وذلـك دون أن يرتتـب عليهـا إجـراء التـصحيحات الواجبـة،-والتجاوزات .لتقريب واقع التطبيق الفعيل من التصور املعياري له

ــصحيح مــن ــدرج أســاليب الت ــاع األديب"وتت ــصح واإلقن ــاألوامر "، "الن ف باسـتخدام "العقـاب" ثم ال يكون أمام املصارف املركزية مفر من "والتعليامت

عدد متنوع ومتدرج من اجلزاءات، تنتهي بإهناء ترخيص املرصف وشطبه؛ لذلك :كون هناك أربع صيغ أساسية هيي

الشطب. ٤العقاب . ٣األمر . ٢النصح . ١

١٦٩

:النصح: ٧/٦/١ -ممن تناولوا هذا املوضوع–تتفق آراء أغلب الباحثني يف االقتصاد اإلسالمي

ل عىل أنه ال اعرتاض عىل إتباع هذا األسلوب مـع املـصارف اإلسـالمية، يف ظـالنظم املختلطة ، ومـن املتـصور زيـادة االعـتامد عليـه يف ظـل النظـام املـرصيف

.اإلسالمي :األوامر: ٧/٦/٢

أجاز جملس الفكر اإلسالمي يف هذا األسلوب، كـام أيـد اسـتخدامها بعـض الباحثني، وقد اعتربها املسؤولني يف املصارف اإلسالمية كمحل قبـول جزئـي،

ض الـتحفظ عـىل كيفيـة اسـتخدام املـصارف ومع ذلك فإن الباحث يبدي بعـاملركزية هلذا األسلوب يف ظل النظام املختلط، من حيث احـتامل عـدم تناسـب

مـع املبـادئ األساسـية للعمـل -التي تكون ملزمـة دائـام–األوامر والتعليامت املرصيف اإلسالمي، أو ما قد تـؤدي إليـه مـن تعويـق للمـصارف عـن ممارسـة

ر، ومـن ناحيـة أخـرى فمـن املتـصور صـالحية هـذا أنشطتها بـشكل أو بـآخاألسلوب صالحية كاملة يف ظل النظام املرصيف اإلسالمي؛ نظرا للتأكد مـن أن مضمون األوامر والتعليامت لن خترج عن املبـادئ اإلسـالمية احلاكمـة للنظـام

.املرصيف :العقوبات: ٧/٦/٣

ة، وجزاءات مالية، ثـم جزاءات غري مالي: وهي تتكون من ثالثة أنواع رئيسيةأنواع من التدخالت املبارشة يف إدارة وتسيري العمـل باملـصارف، ويتـضح مـن

١٧٠

حتليل اجلزاءات املالية وغري املالية أهنام تؤثران ماديا عىل املـصارف، سـواء كـان التأثري مبارشا بدفع غرامات أو فوائد أو غريهـا، أو غـري مبـارش بحرماهنـا مـن

هبذا –او التوسع يف اإلقراض أو غري ذلك، والعقوبات املادية التوسع اجلغرايف، تعترب حمال ملالحظة هامة تتعلق بكيفية احتساب العقوبات املادية، خاصة -املعنى

وان بعضها يعتمـد أساسـا عـىل اسـتخدام الفائـدة الثابتـة، وقـد انتقـد أغلـب ة ربوية، ويصطدم الباحثني، هذا األسلوب يف حتديد قيمة اجلزاءات؛ ألنه معامل

بشكل رصيح مع مبدأ حتريم التعامل بالفائدة يف املـصارف اإلسـالمية، كـام أن .املسؤولني باملصارف اإلسالمية يوافقون عىل هذا الرأي موافقة كاملة

ويتفق الباحث مع الرأي القائل بـرضورة اسـتبدال سـعر الفائـدة كأسـلوب غري ربوية، مثل جعل اجلزاء الحتساب اجلزاءات بأسلوب آخر يقوم عىل قاعدة

مبلغا مقطوعا وليس قيمة نسبية، حتتسب عىل أساس املبلغ فقط أو املبلغ واملـدة .معا :الشطب: ٧/٦/٤

فقد حددت القوانني والترشيعات املرصفية أسـبابا معينـة لـسحب تـرخيص املزاولة وشطب املرصف، إال أنه لوحظ أن بعض الترشيعات قد وضعت من بني

يف الرش تلـف وط املنصوص عليهـا بعـض الـصياغات العامـة املبهمـة، التـي خي تفسريها؛ ومن ثم يف تطبيقها، دون أن يـرتبط ذلـك بـالنص عـىل إحالـة األمـر للقضاء أو وضع ضوابط منظمة للتطبيق، وهذا قد يكون بابا للخطر قد تنفذ منه

تكـون مؤهلـة األسباب املوضوعية للتخلص من مؤسسة اقتصادية، حيتمل أن

١٧١

لتصحيح وضعها واستمرار نشاطها، ومن ناحية أخرى فإنه يمكن أن يضاف إىل تلك األسباب سبب هام يتعلق بالشطب إذا أرص املرصف عىل خمالفـة ضـوابط وأحكام الرشيعة اإلسالمية، وابتدع صيغا ال تتفق مع املبادئ اإلسالمية احلاكمة

.لنشاطهحيح كلها قابلة لالستخدام بشكل مبـدئي، ويتضح مما سبق أن أساليب التص

عــدا بعــض املالحظــات التــي جيــب مراعاهتــا لتناســب خــصائص املــصارف .اإلسالمية، وأغلبها تتعلق بعملية التطبيق

توصية واحدة رئيسية؛ ألهنا تعترب مدخال مبـدئيا وقدم الباحث يف هناية بحثه سـبق ورودهـا يف نتـائج قد يؤدي إىل اإلنجاز التايل ملـا يتلوهـا مـن مقرتحـات

:التحليل بالفصل السابع من البحث، وهذه التوصية الرئيسية هي :إجياد تصنيف مستقل للمصارف اإلسالمية يف الترشيعات املرصفية العربية

فقد لوحظ أن أنواع املصارف املعتمدة يف الترشيعات املـرصفية العربيـة هـي :األنواع الثالثة اآلتية

.البنوك التجارية. ١ .بنوك االستثامر واألعامل. ٢ .البنوك املتخصصة. ٣

وقد حرصت هذه الترشيعات عىل أن حتدد بدقة خصائص كل نوع منها عـىل حدة، وأفردت له يف الغالب قواعد وضوابط خاصة للرقابة عليه؛ باإلضافة إىل القواعد والضوابط العامة التي تشرتك فيه مع غريها من املصارف، ولعل ذلـك

١٧٢

ىل أن هناك عالقة واضحة بني الطبيعة الذاتية لكل نوع من البنـوك وبـني يدل ع .متطلبات وأدوات الرقابة املرصفية عليه

واتساقا مع ذلك املنهج، فال يصبح خروجا عىل املـألوف أن يـوىص بمراعـاة خصائص املصارف اإلسالمية عند الرقابة عليها من جانب البنوك املركزية، ويف

التحقيق العميل لذلك يكون بإدخال املصارف اإلسالمية كنوع رأي الباحث أنرابع يف تصنيفات البنوك، وهذا يعني أنـه يمكـن أن ختـصص التـرشيعات بابـا مستقال هلا يشتمل عىل تعريف دقيـق هلـا شـامال خصائـصها الذاتيـة، ومبـادئ

لـضوابط العمل هبا، وأهم الفروق التي متيزها، كام يمكن أن يشتمل الباب عىل اواملعاير واألساليب اخلاصة التي يمكن استخدمها لتطبيق نظام الرقابة املرصفية عىل هذه املصارف، ويف هذه احلالة يمكن االنتفاع بمخرجات هذه الدراسـة أو

.غريها مما خيدم املوضوع :ويف رأي الباحث أن األخذ هبذه التوصية سوف حيقق نتائج طيبة كام ييل

ترشيعيا مفهوم املرصف اإلسالمي، ويضع املحددات إنه سوف يضبط . ١فـرع " أو حتـى "مرصف إسالمي"الالزمة لكي يطلق عىل مؤسسة ما اسم

وهو ما يمكن أن يزيل كثريا من الصور واحليل غري "للمعامالت اإلسالميةالسليمة الستخدام هـذه الالفتـة اإلسـالمية، ويف نفـس الوقـت قـد يرفـع

ام عند اإلقدام عىل إنشاء هذه النوعية، ويزيل بعـض مستوى اجلدية وااللتز .أسباب احلادث يف التطبيق بني املصارف اإلسالمية واملركزية

١٧٣

إنه قد يؤدي إىل فتح باب كامل ملعاجلة امللحوظات التي وردت يف هذا . ٢البحث أو غريه عن العالقة بـني املـصارف املركزيـة واإلسـالمية، وكـذلك

ــة وا ــضوابط التنظيمي ــة ال ــة، واملتابع ــة والنوعي ــايري الكمي ــة، واملع إلداري .والتصحيح

إنه قد يؤدي بالتبعية إىل إزالة التناقض املوجـود بـني بعـض نـصوص . ٣قوانني ونظم البنـوك اإلسـالمية، ومـا ورد يف قـوانني وتـرشيعات البنـوك

.واالئتامنوى إن هذا سوف حيقق فعالية أكرب للرقابة الرشعية املنسقة عـىل مـست. ٤

كل املصارف، وعموما فإن البدء يف تنفيذ هذه التوصية سوف حتقق أهداف أكثر من طرف ممن له عالقة باملصارف اإلسالمية، مثل املـصارف املركزيـة،

.واملصارف اإلسالمية، ومجهور املتعاملني، وغريهم من األطراف واهللا سبحانه من وراء القصد وهو اهلادي إىل سواء السبيل

١٧٤

المنظومة المعرفية آليات الربا في القرآن الكريم: اسم الكتاب -١٨ رفعت السيد العوضي. د.أ: المؤلف . ص١٥٢، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب الثامن عـرش يف سلـسلة ذا البحـث عـىل فرضـية أن ويؤسس هالعاملي للفكر اإلسالمي املعهدأصدرها

موضوع الربا جاء يف القرآن الكريم حماطـا بسلـسلة مـن األطـر تتـضمن تربيـة عقيدية واجتامعية واقتصادية، وقد أثبت هذا البحث صحة هذه الفرضية يف كل

.املواضع التي ذكر فيها الربا يف القرآنالقـرآن يثبت الباحـث أن الربـا جـاء ذكـره يف الفصل التمهيدي ومن خالل

وأن الدراسة هتدف . الروم، وآل عمران، والنساء، والبقرة: الكريم يف أربع سورإىل إثبات أن املنظومة املعرفية آليات الربا يف القرآن الكـريم جـاءت عـىل نحـو

القرآن الكريم الذي تنوع معجز، ثم عرض ألقوال العلامء عىل وجه اإلعجاز يف ة، وحتدثه عن الغيبيات وغريها مـن أوجـه ما بني األسلوب، وخلوه من املناقض

وأكد الباحث عىل أن من إعجاز القرآن منظومته املعرفية التـي تظهـر . اإلعجاز .بشكل واضح مع تقدم اإلنسان يف العلوم الطبيعية واإلنسانية

ثم يصل بنا الكتاب إىل تعريف الربا يف اللغة بأن معنـاه الزيـادة، ثـم عـرض فـضل خـال عـن : عىل سبيل املثال تعريف احلنفية بأنهلتعريفات الفقهاء ومنها

أما عن حكم الربا . عوض بمعيار رشعي مرشوط ألحد املتعاقدين يف املعاوضة .فهو حمرم بالكتاب والسنة واإلمجاع، وهو من الكبائر، والسبع املوبقات

١٧٥

ة يتناول الكتاب املنظومة املعرفية آليات الربا يف سوراملبحث األولوبداية من فآت ذا القربـى [: ٣٩الروم، وهي مكية وآياهتا ستون، وذكر الربا فيها يف اآلية

حقه واملسكني وابن السبيل ذلك خري للـذين يريـدون وجـه اهللا وأولئـك هـم املفلحون وما آتيتم من ربا لريبو يف أ* اس فال يربو عند اهللا وما آتيتم من موال الن

زكاة تريدون وجه اهللا فأولئك هم املضعفون وبدراسة الـسياق الـسابق لآليـة ]والالحق هلا تبـني أن املـوىل تعـاىل حتـدث عـن التكافـل االجتامعـي واإلنفـاق

ثم حتدث مبارشة عن الربا باعتباره مناقض ملا سـبق، التكافيل، ودعا إىل تنميته،مع إشارة بليغة إىل الناس أن هذا التكافل يمكن أن يتحقق من خالل الصدقات

ومـن خـالل هـذا . ولـيس مـن خـالل الربـا- حيث إن الزكاة مل تفرض بعد-الرتتيب يف اآليات يتبني أنه ترتيب عايل يف املعقوليـة حيقـق الغـرض املطلـوب،

ويؤكـد الباحـث عـىل أن . ا يشري إىل أن الصياغة جاءت عىل نحـو معجـزوهذدراسة اآليتني عىل قرصمها قد جاءت صياغتهام للتكافل بحيث يغطى املجتمـع اإلسالمي كله يف دوائر مرتبة من حيث األمهية، حيـث حتـدد يف الـدائرة األوىل

.ثة العامل اإلسالميالعائلة، والدائرة الثانية املجتمع املحيل، والدائرة الثالثم يتناول الباحث صيغ الطلب والنهي يف آيتي السياق الداخيل ويؤكـد عـىل

األول يضمن قيـام : اإلعجاز يف املنظومة املعرفية من خالل تسلسل ثالثة أوامراملجتمع املنشود، قبلوا بالرتهيب الذي يؤمن املجتمع من االنحراف عن اهلدف

لثالث أي الرتغيب ووظيفتـه اسـتكامل بنـاء املجتمـع املنشود، ثم ينتهي باألمر اوبإنزال اآليتني املشار إليهام عىل احلالة التي عليهـا املجتمـع يف مكـة يف . املنشود

١٧٦

ذلك الوقت، تبني أن املسلمني يف مكة أثناء نزول سورة الروم قلـة مـضطهدة ، لة، حيث إن واألمر يتطلب أن يكونوا جمتمعا به أقوى صور التكافل لتقوم به دو

كذلك مل يكن املسلمني ممثلني ملجتمع أصـحاب رؤوس . الدولة ليست بأيدهيماألموال الذي يتعامل بالربا فتأيت هنا صيغة الرتهيـب إعـامال ملـنهج التـدرج يف

.ثم يأيت احلل إلجياد التكافل من خالل الصدقات بني املسلمني. الترشيع من سورة الروم والتي ٤٢ إىل ٣٣ن ثم قام الباحث بدراسة حتليلية لآليات م

تبني انفعاالت الناس يف مواجهة العز والرمحة وبسط الرزق، وكـذلك تتـضمن سياقات اقتصادية، وتقلبات أحوال الرزق، وكذلك عن تربية الفرد الذي يتلقى

. الترشيع القرآين، والتحذير من الفساد الذي يؤدي إىل هالك املجتمع من سورة الروم يصل الباحث إىل ٤٥ حتى ٣٠ت من وبعد دراسة وافية لآليا

أن األمر كله مغلف بإطـار عقـدي، أي مـضبوط بالعقيـدة، أي أن مـن يتلقـى ترشيعات خاصة بالربا يكون إيامنه هبا يقينيا وأن اخلري هو االلتزام هبا، ثم إطـار

لـة اقتصادي لرتبية النفس عىل تلقي األحداث االقتصادية بانفعال طبيعي وحماو .حلها بطرق أشارت إليها اآليات

يتناول الباحث املنظومة املعرفية آليـات الربـا يف سـورة آل املبحث الثاينويف ، وتسبقها آيات تتحدث عن ١٣٨ إىل ١٣٠عمران والتي حرصها يف اآليات من

غزوة بدر، وبعضها آيات تتحدث عن غزوة أحـد، أي أن اإلطـار هـو عقـدي يـات تـشري إىل أن تـرك الربـا يعـود بـالنفع الـدنيوي ويؤكد عـىل أن اآل. حريب

ففي الـدنيا زيـادة الـرزق والربكـة ويف اآلخـرة جنـات . واألخروي عىل الناس

١٧٧

ثــم أورد صــفات املتقــني مــن خــالل اآليــات . عرضــها الــسموات واألرضوحرصها يف كظـم الغـيط، اإلنفـاق يف الـرساء والـرضاء، العفـو عـن النـاس،

ثم عرض جمموعة مـن اللوحـات البيانيـة لعنـارص . هللاإلحسان، مداومة ذكر ا والتي ١٣٠وبدراسة سياق اآليات السابقة عىل اآلية رقم . آيات السياق الداخيل

تتحدث عن غزوة بدر والتي بينت أن األمر بيد اهللا مجيعا، وأن النرص من عنده، لنفع الذي ال وأن متسك اإلنسان باإليامن وطاعة اهللا فيام خفي عنه سيعود عليه با

يدركه يف الوقت احلايل، وهذا ينرصف إىل الربا وتركـه مـع رغـم حتقـق منفعـة .ظاهرة اآلن فيه بركة ورزق يف املستقبل غري املرئي لعوام الناس

بدراسة اآليات والتـي حتـدثت عـن غـزوة أحـد يتأكـد معـاين اإليـامن بـاهللا الل واحلريـة الكفيلـة واالعتامد عليه وطاعة اهللا ورسوله، حتى يتحقـق االسـتق

. بتطبيق رشع اهللا دون احلاجة إىل األخذ بأنظمة ربوية قد تدمر املجتمع ونظامـهاقني هامني يف بيان أن طاعة اهللا أدت إىل النرص يف غزوة بدر وعـدم يوهذين الس

طاعة الرسول أدت إىل اهلزيمة يف غزوة أحد، وهذا يرتتب عليه أن طاعة اهللا يف .إىل النامء والربكة والعكس صحيحترك الربا سيؤدي

من الكتاب تناول املنظومة املعرفية آليات الربـا يف سـورة املبحث الثالثويف البقرة والتي احتوت عىل ما يمكن أن نسميه املنهج املوضوعي؛ أي ما هو قـائم

وما ينبغي أن يكون ونسميه املـنهج املعيـاري؛ أي أن الربـا ) أي التعامل بالربا( حتى ٢٧٥وقد تناولت السورة موضوع الربا يف اآليات ). البيع حاللو(حرام

١٧٨

بأنـه ) حتـريم الربـا وغـريه(، حيث حددت املجتمع املهيأ بقبول التـرشيع ٢٨١ .جمتمع يتسم باإليامن والعمل الصالح وغريها من الصفات احلسنة

ا ثم ينتقل من ذلك إىل السلوكيات املحتملة ونتائجها يف حالة التمـسك بالربـمن عقاب اهللا يف الدنيا واآلخرة، ثم توجيه إىل التخيل عن هذا السلوك واإلشارة

التجارة كوسيلة للرزق والتي يستلزم ذلك قيام جمتمع إنتاجي صـناعي إتباعإىل .حتى جيد من يتاجر فيه

ويف هناية بحثه قدم الباحث تفنيدا للعنرص العقدي واالقتصادي واحلـرب يف ة آليات الربا يف السور الثالث ثم قام برتتيب العنارص يف األطـر املنظومة املعرفي

.املحيطة بآيات الربا

١٧٩

الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية بين النظرية : اسم الكتاب -١٩ والتطبيق

محمد عبد المنعم أبو زيد. د.أ: المؤلف . ص١١٤، ١، ط١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : الناشر

التـي دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب التاسع عرش يف سلـسلة وجيمع هذا الكتاب بـني فقـه النظريـة العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

وفقه التجربة للدور االقتـصادي للمـصارف اإلسـالمية، ويـسعى إىل تقويمـه .ابقاللوقوف عىل حقيقة ما أنجزته أو حققته من أهدافها املعلنة س

اهلدف من إعداد البحث والذي يتمثـل وتناول الباحث يف املبحث التمهيدي يف عمل دراسة حتليلية للدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية وذلك بعد مرور العديد من السنوات عىل ظهورها يف الواقع االقتـصادي؛ وذلـك باملقارنـة بـني

يل الفقهـاء، والواقـع الفعـيل التصور النظري املجرد واملأمول منها من خالل خت .هلا

وخالل هذا البحث التمهيدي نـاقش الباحـث ماهيـة املـصارف اإلسـالمية أن : والفرق بينها وبني البنوك التقليدية، وعدد عددا مـن الفـروض مـن أمههـا

البنوك اإلسالمية تقوم بجمع األموال وتوظيفها، وتقـديم اخلـدمات يف نطـاق ، وكذلك تنطلـق مـن منطلقـات عقديـة أمههـا أن الضوابط الرشعية اإلسالمية

ملكية املال تعود للموىل سبحانه، وملكية اإلنسان بالوكالة، والعالقة بني البنك

١٨٠

واملستثمر تقوم عىل عالقة املشاركة واملضاربة وغريها من الفـروق بـني البنـوك .اإلسالمية والبنوك التقليدية

: سالمية والذي يقاس بأمرينثم ناقش أيضا األساس التنموي للمصارف اإلمراعاة نفع ومصلحة املجتمع بتوجيه االسـتثامرات إىل املجـاالت التـي : األول

.مراعاة عدم اإلرضار باملجتمع: حتقق ذلك، والثاينــاب يف ــاقش الكت ــصادي املبحــث األولوين ــدور االقت ــاد ال ــارص وأبع ، عن

:ربعة عنارص وذلك من خالل أ"حتليل نظري مقارن"للمصارف اإلسالمية حيـث : دور املصارف اإلسالمية يف تعبئة املوارد املالية لتمويل التنمية .١

يمثل هذا البند مشكلة كبرية وخاصة يف الدول النامية، ونتيجة لطبيعة دور املصارف اإلسالمية نجد أنه أكثر قدرة من البنك التقليـدي عـىل

ال، متثـل أمهيـة ذلك وخاصة أن املوارد الداخلية، واملعني هبا رأس املكبرية يف عملية تكوين املرصف اإلسالمي، والذي من خاللـه يمكـن

ومـن حيـث . متويل مرشوعات التنمية طويلة األجل واهلامة للدولـةاملوارد اخلارجية فنجده أيضا أكرب قدرة من البنوك التقليدية وخاصـة أنه يمثل ملجأ للمـستثمرين الـذين ال يريـدون التعامـل مـع البنـوك

لتقليدية والتي يروهنا مؤسسات ربوية باإلضافة إىل إعطائه عائد ربح ا .أعىل من البنوك التقليدية

وخاصـة أن : دور املصارف اإلسالمية يف تـدعيم االسـتثامر القـومي .٢البنوك اإلسالمية تعمل عىل إقامة مرشوعات تنمويـة طويلـة األجـل

١٨١

دورها إعطـاء عكس البنوك التقليدية التي يف كثري من األحيان يكونالقروض واالستثامر يف األوراق املالية ملرشوعات قائمة، كـذلك فـإن نظام املشاركة جيعل املستثمر اجلاد يشعر أنه لن يتحمل اخلسارة وحده

.بل سيكون معه املرصف اإلسالمي يف ذلك إن حدث ال قدر اهللاويظهـر ذلـك يف : دور املصارف اإلسالمية يف اشتقاق نقـود الودائـع .٣

يقوم عىل اإلقـراض ممـا لبنوك التقليدية وخاصة أن عملها األسايسايساعد يف التضخم عكس البنوك اإلسالمية التـي توجـه الكثـري مـن

.الودائع إىل مرشوعات إنتاجية خلدمة املجتمعدور املصارف اإلسـالمية يف متويـل املجـاالت واآلجـال التـي ختـدم .٤

جـاالت التـي حتتـاج إىل وخاصة امل): اإلطار النظري(غرض التنمية مال كثري ووقت أكثر مثـل جمـال الـصناعة والزراعـة واالسـتثامرات

.طويلة األجل

عرض وتقييم اآلثار االقتصادية للمصارف اإلسالمية املبحث الثاينويناقش وفـيام . من خالل النقاط األربع التي أثريت يف املبحث األول) التجربة العملية(

وهي تعبئة املوارد املالية لتمويل التنمية، تبني أن رأس املال يتعلق بالنقطة األوىل واملخصصات يف البنوك اإلسالمية أقل، حتـى مـن املعـدالت املـسموح هبـا يف

كـذلك ... البنوك التقليدية، مما جيعلها عاجزة عن التمويل من خالل رأس املالثري من أعامهلا ضعف معدل األرباح التي تعطيه عىل االستثامرات واقتصارها يف ك

١٨٢

وبالنـسبة . عىل عمليات، املرابحة مما جيعلها ال ختتلف كثريا عن البنوك التقليديةلتقييم دور املصارف اإلسالمية يف تـدعيم االسـتثامر القـومي، نجـد انخفـاض ــل ــساعد يف متوي ــة، ممــا ال ي ــصالح املرابح ــضاربات ل ــشاركات وامل حــصة امل

ا جيعل البنوك اإلسالمية دورهـا حمـدود يف املرشوعات التنموية طويلة األجل مم . حتفيز املستثمرين عىل توسيع حجم االستثامرات

أما التقييم اخلاص بقدرة البنوك اإلسالمية عىل اشتقاق النقود، تبني للباحث ا من االفرتاضات يف هذا املجال مل يتحقق يف التجربة العملية لكثـري مـن أن كثري

هـا تـساهم بـشكل أو بـآخر يف إحـداث املوجـات املصارف اإلسالمية مما جعلوبالنــسبة لتقيــيم دور املــصارف اإلســالمية يف متويــل املجــاالت . التــضخمية

واآلجال التي ختدم غرض التنمية تبني أن التصور النظري الذي روج لـه لتلـك املصارف مل يكن له حظ يف الواقع العميل حيث دلت مسرية املصارف اإلسالمية

مـن خـالل -تارت الوظيفة التجاريـة دون إعطـاء الـدور التنمـويعىل أهنا اخ . األمهية األوىل يف نشاطاهتا-قطاعي الزراعة والصناعة

املعوقات التي تؤثر عىل قـدرة املـصارف املبحث الثالثثم ناقش الكتاب يف

اإلسالمية عىل القيام بدورها االقتصادي وحرصها يف أربعة معوقـات أساسـية :هي

والتـي نـشأت أصـال : مة السياسة النقدية للبنـوك املركزيـةعدم مالئ .١ضمن إطار البنوك التقليدية وآثار تطبيق هذه السياسات عىل البنـوك

١٨٣

اإلسالمية جتعلها حتد من قـدرهتا عـىل اسـتثامر املـوارد لتطبيـق مبـدأ االحتياطي النقدي، وكذلك عدم خوضها جماالت االسـتثامر طويـل

السيولة النقديـة، وعـدم تعاملهـا بالفائـدة األجل بسبب تطبيق نسبة جيعلها ال تستطيع االقرتاض من البنك املركزي عند مواجهة مـشكلة

.إلخ... سيولةحيث متثل حقوق امللكية نسبة أقـل : عدم مالئمة املوارد املالية املتاحة .٢

من النسبة املعقولة التي تسمح بحرية البنـك يف االسـتثامرات طويلـة النسبة للودائع هي ودائع قصرية األجـل ال تـساعد األجل، وكذلك ب

.عىل االستثامرات يف املرشوعات التنموية -حيث ساد العامل اإلسالمي أخالقيات: عدم توافر العمالء املالئمني .٣

بعيدة عن اإلسالم وتعاليمـه، وكـذلك سـيادة العقليـة -يف كثري منها املـرصفية الربوية يف التعامالت، مما صعب بـذلك تـسويق اخلـدمات

اإلسالمية والتالعب مـن قبـل املتعـاملني مـستغلني حـسن التعامـل .وتطبيق مبادئ الرشيعة

ويمكـن إحلـاق هـذا بالـسابق لـه : عدم توافر املوارد البرشية املالئمة .٤حيث أفرز ذلـك الواقـع عنـارص بـرشية لـيس لـدهيا املعرفـة الفنيـة

عدم اقتناع والرشعية وانخفاض مستوى املهارة والكفاءة، وضعف والبعض منهم بالعمل املرصيف اإلسالمي، ووجود بعض الـسلوكيات

.السلبية

١٨٤

وقدم الباحث عدد مـن املقرتحـات لعـالج املعوقـات التـي حتـد مـن قـدرة املصارف اإلسالمية عىل حتقيق دورها االقتـصادي يف هنايـة البحـث ونـشري إىل

: بعضهاوات وأساليب السياسة النقدية جيب عىل البنوك املركزية العمل عىل تغيري أد

بام يتمشى مع طبيعة وأسس عمل وأساليب املصارف اإلسالمية حتى ال تقـف .عقبة أمامها

عــىل املــصارف اإلســالمية أن تعمــل عــىل تــصحيح االخــتالف يف هيكــل مواردها املالية وكذلك العمل عىل زيادة رؤوس أمواهلا، والعمل عىل استحداث

جديدة جلذب الودائع واملدخرات التـي ختـدم هـدف وابتكار أدوات وأساليب التوظيف متوسط وطويل األجل، وكذلك االهـتامم بـدورها يف اإلعـالم لنـرش

.املنهج االدخاري اإلسالمي املنهج العلمي الختيار املتعاملني إتباعكذلك جيب عىل املصارف اإلسالمية

مـن احليطـة واحلـذر يف املالئمني واختاذ كافة اإلجراءات القانونيـة والتـشغيليةالتعامل اليومي مع املتعاملني، كذلك العمل عىل تربية جيل جديد من املتعاملني

.وفق طبيعتها اخلاصةكذلك عىل املصارف اإلسالمية االهتامم بعملية االختيار والتعيـني للمـوارد

منهج علمي مالئم لطبيعتها بعيـدا عـن املحـسوبية والوسـاطة، وإتباعالبرشية املنـاهج وإتبـاعذلك االهتامم بعملية التـدريب املـستمرة للمـوارد البـرشية وك

.العلمية املالئمة لطبيعتها أيضا

١٨٥

كذلك عىل الدول اإلسـالمية تـضمني منـاهج التعلـيم املختلفـة مقـررات دراســية عــن االقتــصاد اإلســالمي والبنــوك اإلســالمية، وصــياغة تــرشيعاهتا

ية واالهتامم بعملية الدعوة من خـالل الوسـائل وقوانينها وفق التعاليم اإلسالمللبحث عن االلتزام باآلداب واألخالق اإلسالمية والعمل عـىل رفـع مـستوى

.الوازع الديني لدى املواطنني

١٨٦

دراسات الجدوى االقتصادية في البنك اإلسالمي: اسم الكتاب -٢٠ حمدي عبد العظيم. د. أ: المؤلف . ص١٢٠، ١، ط١٩٩٦ العالمي للفكر اإلسالمي، المعهد: الناشر

التي أصدرها دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب العرشون يف سلسلة ويتصدى الكتاب ملعاجلة إشكالية املعـايري التـي العاملي للفكر اإلسالمي، املعهد

تستخدم يف تقويم الربحية االقتصادية واالجتامعية، ويكشف عن التناقض بـني يغ واملعايري املطبقة يف املرشوعات والبنـوك التقليديـة، وتلـك املوجـودة يف الص

البنوك اإلسالمية، سعيا للوصول إىل النموذج املناسب للتطبيق يف املـرشوعات وقد خصص الباحث ملناقشة هذا املوضـوع يف . والبنوك ذات الطابع اإلسالمي

اإلطـار العـام "نونـه بــ والـذي ع الفـصل األولوتناول يف. كتابه ثالثة فصول : عرش نقاط نشري إليها باختصار"لدراسات اجلدوى

ويقـصد هبـا جمموعـة االختيـارات :مفهوم دراسات اجلـدوى -والتقديرات التي يتم إعدادها للحكم عىل صالحية املرشوع االستثامري املقرتح، وتشمل دراسة الترشيعات القانونية والبيئة والعادات والتقاليد

إلخ، ثم أشار أيضا إىل تعريفات متعددة هلا وخلص منهـا إىل . ..والقيمأن دراسة اجلدوى أسلوب علمـي لتقـدير احـتامالت نجـاح أو فـشل

.مرشوع معني أداة عمليـة جتنـب :أمهية إعداد دراسات اجلدوى االقتـصادية -

املستثمر االنزالق إىل املخاطر وحتمل اخلسائر، وتساعد عـىل الوصـول

١٨٧

ممكن للموارد االقتـصادية التـي تتـصف بالنـدرة، إىل أفضل ختصيصوتساعد يف التعرف عىل التغريات االقتصادية والقانونية، وتسهل عملية

.اختاذ القرارات االستثامرية يعتـرب مـصطلح :دراسات اجلدوى االقتـصادية يف صـدر اإلسـالم -

مـن املـصطلحات احلديثـة إال أن "دراسات اجلدوى االقتـصادية" يف اختيـار rف آثارا له من خالل سيدنا رسـول اهللا الباحث استش

مكان األسواق، وأماكن القتال وطرق التعامل الرشعية مثال يف بيع وكذلك من خـالل آراء بعـض الفقهـاء ومـن خـالل . ثامر النخيل

.مقاصد الرشيعة إنشاء املـرشوعات :جماالت استخدام دراسات اجلدوى االقتصادية -

تثامرية، اإلحـالل والتجديـد ملـرشوعات اجلدية، التوسـعات االسـقائمـة، التطــور التكنولــوجي، احلـصول عــىل القــروض املــرصفية

.والتنموية تصنف عىل أساس الربحيـة :تصنيف دراسات اجلدوى االقتصادية -

دراسة جدوى مادية عىل مستوى املرشوع، وكـذلك دراسـات : إىلاسـات قومية عىل مستوى املجتمع، وكـذلك در/ جدوى اجتامعية

.إلخ...جدوى قانونية، وهندسية، وتسويقية

١٨٨

وهو قرض يعطـى بـدون فوائـد :دراسات جدوى القرض احلسن -لشخص أو مرشوع ويراعى فيه كافة املعايري ذات الطبيعة اإلسالمية

.من حيث مرشوعية النشاط ومراعاة أولويات املجتمعثامري تكاليف إعداد دراسات اجلدوى االقتصادية يف التعاقد االسـت -

تعترب جزءا من إمجـايل التكـاليف االسـتثامرية :مع البنوك اإلسالمية .للمرشوع ويتحملها املرشوع يف حالة اختاذ قرار بإقامة املرشوع

هي بمثابـة :العالقة بني دراسات اجلدوى واختاذ القرار االستثامري -العمود الفقري ألي قـرار اسـتثامري خاصـة يف ظـروف املخـاطرة

.دوعدم التأك يكتـسب املـرشوع الـصفة :نموذج مقرتح للمرشوعات اإلسـالمية -

املرشوعية، عدم التعامل : اإلسالمية إذا توافرت فيه الصفات التاليةبفائدة، التزام املرشوع بتعاليم اإلسالم، وتطبيـق صـيغ االسـتثامر،

.واالهتامم باألبعاد االجتامعية

الربحية االقتصادية يف العلـوم معايري تقويم الفصل الثاينوناقش الباحث يف وقد ذكر بعض هـذه املعـايري ومـن . االقتصادية واإلدارية احلديثة ويف اإلسالم

:أمهها معايري فرتة االسرتداد .١ صايف القيمة احلالية .٢

١٨٩

معدل العائد الداخيل .٣ التكلفة/ معدل العائد .٤

وحدد مزايا وسلبيات كـل معيـار، وباسـتقراء تلـك املعـايري ملعرفـة موقـف سالم منها تبني أن معيار فـرتة االسـرتداد ال يتعـارض مـع أحكـام الـرشيعة اإل

اإلسالمية، أما املعايري األخرى تعترب متعارضـة ألهنـا تتـضمن اعرتافـا ضـمنيا .بالفائدة الربوية

ثم استعرض الباحث عددا من املعايري لتقويم الربحية االقتصادية من وجهـة :نظر إسالمية وأمهها

حيث يعترب مقياسا هاما :ح املحقق يف البنوك اإلسالميةمعدل الرب - يمكن االحتكام إليه، إال أن الباحث نبه إىل أمهية استخدام الربح

بدال من الربح املحاسـبي أو التجـاري مـع ) البحث(االقتصادي اســتبعاد األربــاح االحتكاريــة والتكــاليف الــضمنية مــن الــربح

.التجاريــال/ معــدل الــربح - املــستثمر بإحــدى صــيغ االســتثامر رأس امل

أي بقسمة الربح عىل قيمة االستثامر املبدئي مـن رأس :اإلسالميةمال املشاركة اإلسـالمية، أو املـضاربة، أو املرابحـة، أو التمويـل

وأشار أيـضا إىل أمهيـة اسـتخدام الـربح االقتـصادي . التأجريي .وليس الربح املحاسبي

١٩٠

أي معيـار الـربح : اإلسـالميةرأس مـال املـسامهة/ معدل الربح -االقتصادي منـسوبا إىل قيمـة األسـهم املـستثمرة وفقـا ألحكـام

ويرى الـبعض أن حتديـد الـربح كنـسبة مـن . الرشيعة اإلسالميةرأس املال حرام رشعا ألن املضاربة أو املشاركة جيب النص فيهـا

.عىل حتمل الربح أو اخلسارةخلارجة عىل أسـاس متوسـط خصم التدفقات النقدية الداخلة وا -

أي رفض خـصم التـدفقات النقديـة :الربح يف البنوك اإلسالميةعىل أساس سعر اخلصم أو سـعر الفائـدة الربويـة، واقـرتح سـتة اقرتاحات جلعل اخلصم يتفـق مـع أحكـام الـرشيعة ومـن بينهـا اقرتاح خاص من الباحث يتلخص يف اخلصم عىل أساس املعـدل

اإلسالمية مرجحا بنسبة متوسط الـربح يف املتوقع ألرباح البنوكالبنوك اإلسالمية إىل متوسط الربح يف اجلهـاز املـرصيف كلـه، ثـم

.عدد مزايا هذا االقرتاحثم ناقش بالتفصيل كيفية معاجلة الزكـاة واملخصـصات يف جـدول النفقـات

وعرض الدليل الرشعي خلضوع املـرشوعات . النقدية من وجهة النظر الرشعيةوناقش الباحـث أيـضا مـرشوعية . ة، وكذلك االحتياطات واملخصصاتللزكا

قيام البنوك اإلسالمية بإعداد دراسات جدوى اقتصادية لعمالئها واعتربها من .قبيل اإلجارة

١٩١

ثم بني الباحث أيضا معايري تقويم االستثامر اإلسالمية املعـارصة حيـث إهنـا وع لروح الرشيعة اإلسالمية ومن تستخدم معايري خمتلفة للتأكد من مطابقة املرش

مرشوعية الـسلع املنتجـة، زيـادة معـدل العائـد أو الـربح احلقيقـي عـن : أمهها .إلخ... التكاليف الضمنية لرأس املال، وسالمة املركز املايل

ثم تناول أيضا أولويات االستثامر لدى املصارف اإلسالمية عند املفاضلة بني االهـتامم بـالنواحي : فقـا ألولويـات عديـدة منهـاالبدائل االستثامرية وذلك و

االجتامعية أو الربحية االجتامعية، ومسامهة املرشوع يف حتقيق األهداف القومية للدولة، وطول العمر االفرتايض للمـرشوع ثـم قـدم يف هنايـة الفـصل نمـوذج

.دراسة جدوى اقتصادية إلنشاء بنك إسالميواألخـري معـايري الربحيـة االجتامعيـة الفـصل الثالـث ثم تناول الكتاب يف

باعتبارها أحد جماالت دراسة اجلدوى االقتصادية للمرشوعات االستثامرية التي :وأشار أوال إىل. هتتم هبا السلطات التنفيذية عند منح املوافقات

معايري تقويم الربحية االجتامعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية .١ .ولعل من أمهها: احلديثة .مسامهة املرشوع يف توفري فرص العمل § )الناتج املحيل اإلمجايل(مسامهة املرشوع يف القيمة املضافة §مسامهة املرشوع يف دعم ميزان املدفوعات وحتسني قيمة العملة §

.الوطنية

١٩٢

اآلثار السلبية للمرشوع عىل البيئة املحلية وعىل عنارص اإلنتاج § املستخدمة

.يري بتفصيل يف ثنايا الكتابوناقش الباحث كل هذه املعاوفيام يتعلق بمعايري تقويم الربحية االجتامعيـة يف علـم االقتـصاد اإلسـالمي تناولت الدراسة رشح مـا يعـرف بدالـة املـصلحة اإلسـالمية وحتليـل التكلفـة والعائد االجتامعي اإلسـالمي وصـايف القيمـة املـضافة اإلسـالمية وأولويـات

. لتزام هبااملجتمع املسلم وضامنات االوناقشت الدراسة التكاليف االجتامعيـة امللموسـة وغـري امللموسـة، وكيفيـة قيــاس املنــافع االجتامعيــة واســتخدام أســعار الظــل واألســعار املحاســبية يف

.املجتمعات اإلسالميةــة ــني الربحيــة االقتــصادية والربحي وأوضــحت الدراســة كيفيــة التوفيــق ب

.حتقق هذا التوفيقاالجتامعية وأهم الضوابط التي ويف هناية الدراسـة قـدم الباحـث نموذجـا عمليـا يـصلح لدراسـة جـدوى

. املرشوعات والبنوك اإلسالمية بحيث يتفـق مـع أحكـام الـرشيعة اإلسـالميةوذلك يف حالة القيام بدارسة اجلدوى املبدئية مـن منظـور إسـالمي، ويف حالـة

. من منظور إسالمي أيضاالقيام بدراسات اجلدوى االقتصادية التفصيلية

١٩٣

التعامل في أسواق العمالت الدولية: اسم الكتاب -٢١ حمدي عبد العظيم. د.أ: المؤلف

٨٣، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر .ص

دراسات يف االقتصاد اإلسالمي هو الكتاب احلادي والعرشون يف سلسلة املعامالت ويتناول الكتاب دراسة العاملي للفكر اإلسالمي، هداملع التي أصدرها

املعارصة يف أسواق العمالت األجنبية، وصور التعامـل وكيفيـة حتديـد أسـعار العمالت األجنبية يف أسواق النقد، وأهم املخاطر التي تنتج عن هذه املعامالت

جـارة الدوليـة، االقتصادية عىل قيمة االحتياطات الدولية، وحركـة الت وآثارهاوميزان املدفوعات وعىل حركـة رأس املـال قـصري األجـل، وأسـواق األوراق

.اهلامة املالية، وأسواق املعادن والسلع

يقسم الباحث الكتاب إىل مقدمة وثالثة فصول، ويشري يف املقدمـة إىل أن يتها التعامل يف أسواق العمالت الدولية من األنشطة االقتصادية التي اجتهت أمه

الوقت احلارض إىل االزدياد بشكل ملحـوظ فظـروف النـشاط املـايل النسبية يفتوظيفـه، ودول لب بجعل بعض الدول لدهيا فائض من العمالت تبحث عن س

الذي يدفعها إىل رشاء ما حتتاج إليـه أخرى لدهيا ندرة أو عجز يف النقد األجنبيادية، فتلجأ إىل األسواق االقتص من عمالت رضورية لتمويل احتياجات التنمية

.املحلية والعاملية

١٩٤

املعامالت املعارصة يف أسواق العمالتويتناول يف الفصل األول من البحث :، ويبدأ بتمهيد عناألجنبية

مفهوم سوق العملة، وصور التعامل فيها، ومدى احلاجة إليها، وواقـع .١ :التعامل احلايل وحجم

ر الذي به يتحقق تالقي املـشرتينويقصد بسوق العملة هو الشكل أو اإلطاــل ــة مث ــالت األجنبي ــائعني للعم ــاريس، : والب ــدن، ب ــورك، لن ــة نيوي بورص

األسواق، وترتبط هـذه املراكـز ببعـضها الـبعض بكافـة وغريهم من...طوكيوبينها وسائل وترتيبات حتقـق سـهولة انتقـال وسائل االتصال احلديثة، وكذلك

.العمالت فيام بينها

يقومون بعملية الـرشاء Arbitragers ا يطلق عليهم املحكمونومن يعمل فيهاالستفادة من فروق األسعار، ولدى هؤالء املحكمني خربة ودراية والبيع هبدف

وأسعارها وكذلك لدهيم عالقات واتصاالت مـستمرة واسعة بأنواع العمالت . البنوكمع

قد الـالزم لتـدفقومن املؤكد أن لسوق العمالت األجنبية أمهية يف توفري النوكـذلك تـدفق رؤوس األمـوال مـن . السلع واخلدمات عرب خمتلف دول العامل

دول العجز املايل وتشري إحـصائيات صـندوق النقـد يف زمـن دول الفائض إىلحجم املعامالت يف أسواق العملة يبلغ إىل أن١٩٩٦إعداد هذا الكتاب يف عام

.السنة الر يف تريليون دو٣٥ مليار دوالر يوميا أي ١٥٠

١٩٥

:ثم قدم الباحث عددا من التعريفات يف هذا املجال أمهها

أي أسـعار بيـع ورشاء (Spot) :األسعار احلارضة للعمـالت األجنبيـة §التي حتدث يوميا لدى رصايف البنـوك اإلسـالمية أو العمالت األجنبية

للتمويالت النقديـة الفوريـة مـن رشكات الرصافة، أو األسعار املعلنة .الل حسابات العمالءخوتتحدد هذه األسـعار مـن خـالل : األسعار اآلجلة للعمالت األجنبية §

للرصف، يف صـفقات تـرتاوح مـدهتا بـني شـهر وسـتة السوق اآلجلة .أشهرأي يف زمن يزيد عن ستة أشهر، : األسعار املستقبلية للعمالت األجنبية §

رية بمرشوعات صفقات تبادل سلع ومـرشوعات اسـتثام ويتعلق ذلك .وعادة ما تكون مرشوعات حكومية

وتتعلـق ،يطلـق عليهـا أسـعار الـرصف: أسعار الـرصف للتمـويالت § .فرتة زمنية ال تزيد عىل أسبوع بصفقات حتدث عىل أساس

:طبيعة املعامالت يف أسواق العمالت الدولية .٢العامل، ومتثل يف جمموعها سوقا واحدة مرتابطة تعمـل يف تتعدد تلك األسواق

صغر حجم التعامـل بيعـا "أسس اقتصادية يف إطار املنافسة الكاملة نظرا لـ عىلسهولة انتقال األموال بـني وووجود اتصال دائم ورسيع بني األسواق، ورشاء،

".سوق إىل سوق، وجتانس املعروض من العمالت املتداولة املراكز املالية من

١٩٦

األسـواق تنـشأ مـن واملخاطر التـي يمكـن أن تـنجم عـن التعامـل يف هـذه العمالت، ويمكن أن تعقد صـفقات متعـددة بأسـعار خمتلفـة ممـا املضاربة عىل

.اجلامعي يؤدي إىل اخلداع الفردي أو

:إحالل العمالت •أي إحالل العمالت حمل بعضها البعض مما يؤثر عىل أسعار العمالت املتوقعة

بالزيـادة أو املستقبل، وحيدث ذلك عندما تـشري الـدالئل إىل حـدوث تغـري يف .إحدى العمالت الدولية النقص يف قيمة

:كيفية حتديد أسعار الرصف يف أسواق العمالت الدولية .٣يف ظل السوق احلرة ودون تدخل السلطات الـسياسية يف أسـواق العمـالت

تبعا للعرض والطلب وهو مـا يـسمى سـعر التـوازن، ويتـأرجح يتحدد السعر : لعوامل أمههاتبعا السعر بني الصعود واهلبوط

:عوامل اقتصادية .١

مثــل ميــزان املــدفوعات، فالــدول التــي تعــاين مــن عجــز ميــزان املدفوعات تنخفض قيمة عملتها، وكذلك انخفاض القوة الرشائية

ا أمام العمالت األخرى وكذلك هلعملة ما يؤدي إىل انخفاض قيمت .عمليات املضاربة وكذلك تغيري أسعار الصادرات والواردات

:ل ذاتيةعوام .٢وتشمل التوقعات والتنبؤات املتعلقـة بظـروف أسـواق العمـالت

ن التوقعـات إالدولية وأثر ذلك عىل حتديد سـعر الـرصف، حيـث

١٩٧

تؤدي إىل زيادة غري حقيقية، أو مبـالغ فيهـا يف الطلـب، أو وجـود عرض كبري من العملة األجنبية حتسبا لظروف قادمـة يف املـستقبل،

:هذه التوقعات وأهم توقعات مطورة. ب توقعات السكون. أ

مرتدةتوقعات. د توقعات مقدرة . جـ :صيغ حتديد سعر العمالت األجنبية يف األسواق الدولية -

:يمكن التمييز بني صيغتني أساسيتني مهاحيث يـتم حتديـد الكميـة املتغـرية مـن العملـة : صيغة سوق لندن §

.دات النقد املحيلعدد حمدد من وح األجنبية للحصول عىليتم حتديـد الكميـة التـي : صيغة أسواق نيويورك وباريس وجنيف §

العملة املحلية، للحصول عـىل عـدد حمـدد مـن تتغري باستمرار من .وحدات النقد األجنبي

:خماطر التعامل يف أسواق العمالت األجنبية .٤ نتيجة تنشأ املخاطر من أنشطة املضاربة عىل قيمة العمالت الدولية من خسائر

احتامالت انخفاض األسعار لبعض العمالت بشكل غري متوقع مثل انخفـاض عىل سبيل املثال، أو نتيجة ألحداث سياسية أو طبيعية سـارة سعر الدوالر اآلن

قـرارات اقتـصادية مفاجئـة تتعلـق بـإعالن التخفـيض أو غري سارة، أو نتيجة

١٩٨

مــشاكل ميــزان عــىل صــعوبات أو الرســمي لقيمــة العملــة رغبــة يف التغلــب . لعمالهتااملدفوعات الدولية املصدرة

: اآلثار االقتصادية للتعامل يف أسواق العمالت األجنبية .٥التــأثري عــىل قيمــة العمــالت املتداولــة يرتتــب عــىل بيــع ورشاء •

واملضاربة مستمرة يف قيمة العمالت األجنبيـة العمالت األجنبية .جنبياأل وكذلك من خالل البنوك عند حتويل النقد

التـي حتـتفظ هبـا البنـوك : التأثري عىل قيمة االحتياطات األجنبيـة •دولـة ملواجهـة االلتزامـات العاجلـة والطارئـة، املركزيـة يف كـل

االحتياطيات األجنبية عىل وتتوقف املخاطر التي تتعرض هلا قيمة :العوامل التالية

.ظ بهتوافر االحتياطات وعالقة ذلك باحلد األدنى الالزم االحتفا .١فكلام طالت فـرتة : سيولة حمفظة االستثامرات وتنويع آجال االستحقاق .٢

زاد العائد أو الربح، وكذلك طول فـرتة االسـتحقاق االستحقاق، كلام .ينطوي عىل وجود احتامالت للخسارة

متوسط فرتة حياة حمفظة االستثامرات والتي ترتاوح بـني ثالثـة شـهور .٣قـىص، وهـو مـا يعنـي عـدم اجتـاه عرش شهرا كحد أ كحد أدنى، مخسة

استثامرات طويلـة األجـل عنـدما املحفظة إىل االستثامر لفرتة طويلة يف .يرتفع سعر الفائدة

١٩٩

القيود عىل السندات يف املحفظة املالية مثل حتديد حد أقـىص للـسندات .٤ .مدهتا عن سنة التي تزيد

.القيود ضد املخاطر التي تتعرض هلا البنوك التجارية .٥وتشمل حتديد حـدود كـل حكومـة أو حـدود : طار السيادةحدود أخ .٦

يـتم التعامـل خـارج دائـرة الـدول لكافـة احلكومـات األخـرى التـي .الصناعية املتقدمة لتقليل اآلثار النامجة عن األخطاء

فارتفاع عملة دولة مـا يـؤثر عـىل: التأثري عىل حركة التجارة الدولية • .لعوامل األخرىصادراهتا بالسلب والعكس صحيح مع ثبات ا

فتقلبات أسـعار العمـالت األجنبيـة يف : التأثري عىل ميزان املدفوعات •النقدية تؤدي إىل صعود بعض العمالت وهبوط األخرى مما األسواق

.ميزان املدفوعات بالزيادة أو النقصان يؤدي إىل التأثري عىل مركز .التأثري عىل حركة رأس املال قصرية األجل •ق األوراق املاليـة وأسـواق املعـادن، والـسلع التأثري عىل أسوا •

العملة للمستثمر األجنبي جتعله يزيـد الطلـب اهلامة فانخفاض قيمةممـا يـؤدي إىل انتعـاش عىل تلك املنتجات بغرض حتقيق أرباح أكثـر

بورصـة األوراق املاليـة وحـدوث اجتـاه صـعودي يف أسـعار هـذه .األوراق

:يف حتديد أسعار العمالت األجنبيةاملؤسسات املالية والنقدية ودورها .٦تعترب البنوك املركزية املؤسسة املسئولة بالدرجة األوىل عن حتديد سعر رصف

العملة املحلية مقابل العمالت األجنبية باعتبارها ممثل احلكومة أمـام اجلهـات

٢٠٠

أن اخلارجية، وقد يرى البنك املركـزي أن مـصلحة االقتـصاد القـومي تتطلـب وقد . ملة أكثر من مستوى العرض والطلب لتحقيق أهداف معينةقيمة العتكون

لـسلطة وزيـر االقتـصاد أو وزيـر املاليـة خيضع البنك املركزي يف بعض الـدولويلعب أيضا صندوق النقد الدويل دورا مـؤثرا يف حتديـد سـعر رصف العملـة

.الوطنية مقابل العمالت األجنبية وحتقيق الثبات النسبي له الباحث يف الفصل الثاين الرأي الـرشعي يف املعـامالت يف أسـواقثم تناول

.العمالت األجنبية :الصرف والحوالة في اإلسالم .١

احلوالة أمر كتايب صادر من أحد البنوك إىل بنـك آخـر، أو مراسـل للبنـك يف دفع مبلغ معني من العمالت األجنبية إىل طرف ثالث فورا بأخرى ويطالبه دولة

.التمويل ضمن ثمن احلوالة وداخلة يف ثمن النقد األجنبي وتعترب مصاريفاألول يتنـاول : أما سوق الـرصف اآلجـل، يـتم التعامـل فيـه عـىل حمـورين

واحلوالة اآلجلة أمر صادر من طرف . اآلجلة، والثاين العقود املؤجلة احلواالتمسحوب عليه ليدفع لطرف ثالث مبلغ معني مـن العمـالت أول إىل طرف ثان

اآلجل والعاجل للعمالت األجنبيـة معـدل جنبية ويساوي الفرق بني السعراألالطـرف اآلخـر، وتـستخدم هـذه الفائدة عىل العملة األجنبية السائدة يف دولـة

.احلواالت يف التجارة الدوليةوالعقود اآلجلة تستخدم مع احلواالت العاجلة واآلجلة حيث حيرر عقد بني

تسليم كمية معينة من العملـة بـسعر رصف متفـق واملشرتين ينص عىل البائعنييف الرشيعة اإلسالمية تعني نقل الدين من ذمة املحيـل إىل واحلوالة. عليه مقدما

٢٠١

الرشعي للحوالة يستمد من احلديث الرشيف لرسول ذمة املحتال عليه، والسندوبه )موقوف حديث( )مرفوع حديث( r اهللا عن ، أيب هريرة ريض عنـه اهللا ، أن رسول صىل اهللا عليه اهللا وسلم قال ، مطل " : الغني ظلم فإذا ، أتبع أحدكم عىل ميل فل يتبع .ويشرتط لصحة احلوالة الرضا من كل جانب "

ويف سوق العمالت األجنبية تعترب عملية التحويل التي يقوم هبا البنك لصالح العميل عقد حوالـة، وفـيام يتعلـق بـالتحويالت اخلارجيـة فإهنـا تأخـذ حكـم

سبق يستفاد أن عملية السفتجة جـائزة رشعـا، لوجـود نفـع هلـا ومما. السفتجة .اإلسالم يبيح كل ما هو نافع، وحيرم كل ما هو ضار طراف التعامل؛ ألنأل

ويتفق الفقهاء عىل اعتبار التعامـل يف العمـالت خاضـعا ألحكـام الـرصف، أحكام الرصف عىل التعامل بأصل األثامن، ومعيار القيم، وهو الـذهب فترسي .والفضة

عا، ودون أن يكون هناكوفيام يتعلق ببيع العمالت األجنبية، فإهنا جائزة رشالـذهب " r ث الرسـوليتأخري يف قبض القيمة، الـسند الـرشعي لـذلك حـد

بالفضة، والشعري بالشعري، والتمر بالتمر، وامللح بامللح مـثال بالذهب، والفضةأما . "يدا بيد، فإذا اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم بمثل، سواء بسواء،

.تأخذ حكم احلوالة) ل العمالتويأي حت( عملية التحويل بني البنوك

٢٠٢

:الضوابط الشرعية للتعامل في أسواق العمالت الدولية .٢يشري الباحث إىل أن اإلسالم وضع العديد من الضوابط الـرشعية يف أسـواق

:الدولية جيعل املعامالت تتصف بالرشعية، وأهم هذه الضوابط العمالت

لحوالة، أو الوفاء بشيك، ويكون ذلك بالقبض الفوري ل: جتنب الربا .١تعمد التأجيل يف مقابل زيـادة سـعر الـرصف بزيـادة أو بحوالة دون

.الزمنأي عدم وجود عملية بيـع حقيقيـة بـل يكـون بيـع : البعد عن القامر .٢

سعري البيع والرشاء، وقد حرم اإلسـالم صوري لكسب الفرق بنيرتي، ذلك، وهي ختتلف عن التجارة التـي حتـدث بـني البـائع واملـش

السلعة يمتلكها البائع، وتنقل ملكيتها الفعلية للمشرتي بعـد دفـعف .الثمن

بـرشط أن تكـون األسـعار : األسعار تعكس املتغـريات االقتـصادية .٣العمالت الدولية، معربة عـن املتغـريات االقتـصادية املحددة لتبادل

وليست مرتبطة باحلالة النفسية املرتبطة بطلب وعرض هذه العمالتمثل الصادرات والواردات، . (مة، أو توقعات التفاؤل والتشاؤمالعا

.)غريها من العوامل و...الواقع بالعمالت الدولية باخلارجدون أي تـدخل مـن : حرية السوق يف حتديد أسعار تبادل العمـالت .٤

استغالل طرف لطرف آخر أثناء عمليـة املبادلـة، احتكار أو حتكم أو

٢٠٣

الـسلطات احلكوميـة مـن جانـبوذلك باسـتثناء التـدخل املؤقـت .ألسباب واعتبارات جوهرية

:محاية القوة الرشائية للعملة الوطنية .٥

يوضح الباحثون املعارصون أن البنك املركزي يف الدولة اإلسالمية جيـب أن دورا رئيسا يف محاية العمالت اإلسـالمية مـن التغـريات التـي يمكـن أن يلعب

للنقود سواء عن طريق التدخل بائعا أو مـشرتيا القوة الرشائية تؤدي إىل تدهور .من احتياطيات النقد األجنبي لكميات من الذهب أو

الرأي الشرعي في التعامل في أسواق العمـالت الدوليـة، وأهـم .٣ :التطبيقية صوره

ال يتفق معظم الفقهاء عىل اعتبار العملة األجنبية سلعة تباع أو تشرتى .١يعة بيع أحد النقدية باآلخر مثـل اجلنيـه يف غري بلدها، بل أجازت الرش

وال يمكن اعتبار النقود سـلعة داخـل . الدوالر األمريكي ماملرصي أما .ومعيار للقيم بلدها بل جمرد وسيلة للتبادل

اتفق الفقهاء عىل حساب الدائنيـة واملديونيـة وإجـراء التـسوية عـىل .٢ .امالتاملحدد وقت توقيع العقد أو إجراء املع أساس سعر الرصف

اتفق الفقهاء عىل عدم اختاذ النقود متجرا لتحقيق األرباح عـن طريـق .٣يـدخل يف خـط املقـامرة وخيرجهـا مـن طريـق املـضاربة الرشاء، وهذا

٢٠٤

يف العقـود جيعـل املـضاربة غـري الرشعية، ونبه الفقهاء إىل أن القـصورصحيحة رشعا، ويستفاد مـن ذلـك عـدم مـرشوعية التعامـل بـصيغة

يف العمـالت األجنبيـة، طاملـا أن هنـاك ) املقامرة(االقتصادية املضاربة .تفرس العقد وجتعله عرضة للخالفات واملنازعات جهالة

) أي عن طريق احلـسابات املـرصفية(أجاز الفقهاء االستالم احلكمي .٤االستالم الفعيل للنقود، وكذلك وضح الباحث من خـالل ويقوم مقام

إىل أن املتـاجرة بـالعمالت األجنبيـة يف دراسة أقوال الفقهاء والفتاوى األسعار عىل أسـاس األسواق احلرة حالل وال يشء فيها، حيث تتحدد

كــذلك رأى . العــرض والطلــب دون إكــراه أو اســتغالل أو احتكــار) العمـالت األجنبيـة(اآلراء الفقهية جواز تعجيل السداد الباحث من

عر يف مقابـل الـزمن دون اختالف الـس عىل أن يكون بسعر يوم االتفاقاملتفق عليه رشعا أن كذلك أكد الباحث عىل أن. تعجيل السداد املؤجل

.r التأجيل يف الرصف ال جييزه أحد، ألنه خيالف ما أمر به الرسول

ويف الفصل الثالث من البحث أشار الباحث إىل النامذج املـستعملة حاليـا يف ق وأحكام الرشيعة اإلسالمية أهمأسواق العمالت األجنبية واقرتح نموذجا يتف

:نقاطه

أن يكون تبادل العمالت املحلية بالعمالت األجنبية عىل أساس سعر .١ .الفوري يدا بيد أو عن طريق االستالم احلكمي السوق والقبض

٢٠٥

كذلك ال مناص من اتباع أسلوب بيع الـدين ثـم حوالـة الـدين مـع .٢وإضـافتها إىل العمـوالت واملـرصوفات اإلداريـة حصول البنك عـىل

ذلك جـائز رشعـا قياسـا عـىل تكلفة بيع العملة األجنبية للعميل وكل .احلواالت الداخلية

للتغلب عـىل املـضاربة االقتـصادية التـي قـد توقـع يف املقـامرة يـرى .٣التعامل باملضاربة يف أسواق العمالت األجنبيـة عـن الباحث أن يكون

ة وينشأ صندوق يف البنك املحلي طريق البنوك فقط وذلك يف البورصاترأسـامله مـن املركزي يطلق عليه صـندوق تـصحيح املـضاربة يتكـون

مسامهات البنوك يف رأسامل الصندوق اختياريا ويتم اسـتخدام رصـيد لتحقيق التوازن يف البورصات التي حتدث فيها مضاربة عـىل الصندوق

اإلسالمية العمالت األجنبية يف الدول

٢٠٦

االستثمار قصير األجل في المصارف اإلسالمية: تاباسم الك -٢٢ حسن يوسف داود. د. أ: المؤلف، عدد الصفحات ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط : الناشر

.، القاهرة٧٧ التـي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الثاين والعرشون يف سلسلة

يناقش الكتاب قضية االستثامر قصري والعاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها األجل باعتبارها إحـدى التحـديات التـي تواجـه عمـل املـصارف اإلسـالمية ويعرض للبديل اإلسالمي للتمويل قصري األجل، وهو األسلوب الـذي تتبعـه املصارف اإلسالمية من خالل املرابحات املحلية واخلارجيـة، والـذي يتعـرض

.لبعض االنتقادات أمهيـة :املبحـث األولاب من مقدمة وأربعـة مباحـث، يتنـاول ويتألف الكت

االستثامر قصري األجل، ووجد أن املصارف اإلسالمية تركز يف توظيف املـوارد .املتاحة للتوظيف عىل االستثامر قصري األجل، وناقش املبحث النقاط التالية

إطـار رضورة تطبيق قاعدة توافق اآلجال يف الودائـع القـصرية، أي يف:أوالحرص املرصف اإلسالمي عىل رضورة توافر السيولة املطمئنة لعمالئه، ال بد أن حيرص عىل أن تكون مدد االستثامر متوافقة مع املدد القانونيـة للودائـع، فكلـام زادت السيولة كلام نقصت فرص الربحية، ولـذا يتطلـب األمـر حـسن اختيـار

مدة قـصرية، ألن تـرك األمـوال االستثامرات قصرية األجل التي حتقق أرباح يف. إذا حال احلول عليها% ٢.٥بدون استثامر يلزم البنك بإخراج زكاة عنها بمعدل

٢٠٧

وكذلك جيب أن يكون العرف السائد بني املرصف اإلسالمي وأصحاب الودائع .هو االلتزام بمدة الوديعة وعدم سحبها يف أي وقت يشاء صاحبها

الودائـع الطويلـة يف اسـتثامر قـصري حتـسبا االضطرار السـتثامر بعـض:ثانياللسحب املفاجئ، قد تضطر املصارف اإلسـالمية نتيجـة حرصـها عـىل وجـود سيولة مطمئنة، إىل استثامر الودائع طويلة األجل يف اسـتثامر قـصري األجـل ممـا يعطل كثريا من املوارد طويلة األجل عن الولوج يف مـرشوعات حيويـة وهامـة

.لألمةوهـي الودائـع اجلاريـة، التـي يـضعها : استثامر الودائـع حتـت الطلـب:ثالثا

أصحاهبا بقصد استعامهلا كأداة لتسوية االلتزامات عن طريق التعامل بشيكات، ويتعدد السحب منها وكذلك تعريتها، ويتوافر لدى البنك نـسبة معقولـة منهـا

ا واحلـوافز يمكنه استخدامها يف االستثامر قـصري األجـل، مقابـل بعـض املزايـ .ألصحاهبا

؛ وتقوم فكرة هـذا النظـام عـىل Over Night إجياد نظام بديل عن نظام :رابعاأساس حساب فائدة عىل املبالغ املوجودة عن كل يوم مكث فيه املبلغ ولو ليـوم

وهذا ما ال يستطيع املرصف اإلسالمي . واحد، وهذا يتم بني املصارف التقليديةون االستثامر قصري األجل أحـد البـدائل عـن نظـام عمله، وبذلك يمكن أن يك

Over Night. أهـم مـشاكل االسـتثامر قـصري األجـل، باعتبـار أن :املبحث الثـاينويتناول

املصارف اإلسالمية تركز عىل هذا النوع من االستثامر فقد حـدد الباحـث أهـم :مشاكله وهي

٢٠٨

تعتمد : قصري األجلانخفاض رسعة استثامر دوران األموال يف االستثامر: أوالالبنوك الربوية يف رسعة دوران أمواهلا عىل االقرتاض بالفائدة ولو ملـدة قـصرية

ال ةرف اإلسـالمياولكـن املـص. جدا، وكذلك عـىل خـصم األوراق التجاريـةستطيع عمل ذلك، بل تركز عىل صيغة املرابحة لآلمر بالرشاء وإهنا تنفـذ البيـع ت

عة عىل دفعات قد تصل إىل ثالث سنوات أو أكثر، مما باألجل، وتسدد القيمة املبيقد يؤدي إىل بعض املشاكل يف السداد من قبل املدينني مما يؤدي إىل تعطيل جـزء

. من األموال املستثمرة يف عمليات املرابحةوقد أجرى الباحث دراسة لعدد من املصارف اإلسالمية أثبت من خالهلا أن

وأن الرتكيز عىل . ب يف توزيع االستثامرات املحليةنسبة املرابحات هي أعىل النسعمليات املرابحة بـسبب قلـة املخـاطرة يف عمليـات املرابحـة لآلمـر بالـرشاء، وبسبب احلصول عـىل ضـامنات عديـدة، كـذلك ال يبـذل كثـريا مـن املجهـود والدراسة يف عمليات املرابحة، وتقرتب مفهومها من عمليات االئتامن يف البنوك

واملشكلة األساسـية هبـا توقـف بعـض . يدية، وسهلة التنفيذ وقصرية املدةالتقلمعرس؛ منعته ظروفه مـن الـسداد، : املتعاملني باملرابحة عن السداد، وهم نوعان

: بعد دراسة حالته فينظر إىل ميرسة، وقد يعفى يف حالة حدوث كارثة ما، والثاين .إلجراءات القانونية ضدهغني مماطل؛ يف هذه احلالة يقوم املرصف باختاذ ا

وتناول أيضا املؤلف التوظيف اخلارجي، والذي أكد أن املصارف اإلسالمية تعتمد إىل حد كبري عىل األسواق العاملية يف الغرب الستثامر فائض السيولة لدهيا

وهـو يمثـل . مما يساهم يف استنزاف مزيد من ثروات املسلمني لـصالح الغـرب

٢٠٩

ثـم . من إمجايل استخدامات املرصف اإلسـالمي% ٣٢.٧٤نسبة كبرية تصل إىل تناول أيضا الباحث مشكلة كرب حجم األموال املحتجزة للمصارف اإلسـالمية

.يف قضية بنك االعتامد والتجارة الدويل املـشاريع التنمويـة :صعوبة االستثامر قصري األجل يف املشاريع التنموية :ثانيا

لب أن تكون استثامراهتا طويلة األجل، وبام سواء أكانت زراعية أو صناعية تتطأن معظم الودائع يف املصارف اإلسالمية ودائع قصرية األجـل فيـصعب بـذلك

.ممارسة استثامرات طويلة األجل قام املؤلف بعـرض وتقـويم االسـتثامر قـصري األجـل يف املبحث الثالثويف

بـة، وتبـني بعض املصارف اإلسالمية مستوضحا إجيابيـات وسـلبيات كـل جتربنوك االدخار املـرصية، وجتربـة احلـرفيني يف بنـك فيـصل : نجاح بعضها، مثل .ووجود مشاكل يف البعض اآلخر. اإلسالمي السوداين

عرض حلول ونامذج مقرتحة لالستثامر قصري األجـل املبحث الرابعوتناول :يف املصارف اإلسالمية وتناول بالدراسة الرتكيز عىل ما ييل

:اتيجية مقرتحة تتمثل يف النقاط التاليةإسرت: أوالأي العمل عىل تقلـيص عمليـات : التحول من املرابحة إىل املشاركة .١

املرابحة ألقىص درجة ممكنة ويفضل التخلص منها هنائيـا واالجتـاه ــشاركة ــو امل ــصحيح-نح ــديل ال ــتثامرات - الب ــاس لالس واألس

ثمر الصغري وذو ماذا يفعل املست: وسؤايل هنا. باملصارف اإلسالمية

٢١٠

احلاجة يف توفري بعض السلع املعمرة التي ال يقدر عليهـا إال بنظـام املرابحة؟

قائمـة عـىل : إنشاء إدارة للبحوث والتخطيط ودراسـات اجلـدوى .٢أسس علمية سليمة وباستخدام أحدث اإلمكانات املتاحة، وتكون وظيفتهــا القيــام بالدراســات االقتــصادية والتــسويقية ودراســات

.دوى، والتدريب لرفع مستوى الكفاءات البرشيةاجلأي ال يتوسع املرصف اإلسالمي : تناسب املدخالت مع املخرجات .٣

يف قبول الودائع القصرية األجل إال بعـد التأكـد مـن اسـتخداماهتا كـام جيـب عـىل املـرصف . وحتديد هذه املنافذ هام لتحقيق الـسيولة

افية تبعـا لنـشاط أهـل مراعاة املرشوعات املناسبة لكل منطقة جغر .املنطقة وظروفهم االجتامعية

فهي : الرتكيز عىل قطاعات الصناعات الصغرية واحلرفيني واملهنيني .٤ .قطاعات منتجة حتتاج إىل الدعم قصري األجل

:نامذج مقرتحة: ثانيااملشاركة يف صفقة معينة مع تاجر ما لرشاء سلعة أو سلع غري حمرمة .١

اصفة وحسب الرشوط التـي يـتم االتفـاق عىل أن يكون الرشاء من .عليها بينهام

أي يقـوم املـرصف بـرشاء سـلعة مطلوبـة : البيع عن طريق الوكالة .٢ووضعها يف خمازنه، ويقوم باالتصال بالتجار الختيار أحدهم لبيعها

.مقابل هامش ربح له وهامش ربح للبنك

٢١١

ناســب أي تـوفري الـدعم املـايل امل: املـشاركة يف رأس املـال العامـل .٣ملشاريع قائمة حتتاج إىل سيولة مالية عن طريـق املـشاركة يف أعامهلـا مقابل نسبة من الربح املتحقق، ويتحمل البنك أيضا نسبته يف حالـة

.حدوث خسارة

٢١٢

: تقويم العملية اإلدارية في المصارف اإلسالمية: اسم الكتاب -٢٣ دراسة تطبيقية على بنك فيصل اإلسالمي

نادية حمدي صالح. د.أ: المؤلف ٨١، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر

.ص التي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الثالث والعرشون يف سلسلة

ويقـيم الكتـاب العمليـة اإلداريـة يف العاملي للفكر اإلسـالمي، املعهدأصدرها ودورها يف حتقيق األهـداف املطلوبـة منهـا مـن منطلـق أن املصارف اإلسالمية

اإلدارة هي السبب الرئيس لنجاح أو فشل منظامت األعـامل، ولوجـود سـيولة .كبرية يف املصارف اإلسالمية يستلزم األمر حسن إدارهتا

عـىل املقدمـةويتكون الكتاب من مقدمة وأربعة فصول، ويؤكد الباحـث يف لرفع كفـاءة العمليـات اإلنتاجيـة يف مجيـع املجـاالت أمهية توجيه كافة اجلهود

داخل املصارف اإلسالمية، والتأكيد عىل صالحية االقتصاد اإلسالمي لتحقيـق معامالت جتارية مزدهرة بعيدا عـن الكبـائر ممـا يـؤدي بـذلك إىل تغيـري القـيم ــة ــصادية واالجتامعي ــل القــيم االقت ــا إىل متثي ــصادية ودفعه ــة واالقت االجتامعي

وكل ذلك لن يتحقق إال من خالل منظومة إدارية كاملـة وناجحـة، . اإلسالميةحيث تعترب العملية اإلدارية عملية جتنيد وتوجيه للموارد املتاحة لتحقيق أهداف

.املنشأة، مما يتبع ذلك حتقيق أهداف املجتمعمن أجل ذلك بدأ البحث يف فصله األول بتناول الدراسـة النظريـة ملتغـريات

:حث حتت أربعة عناوين رئيسة هيالب

٢١٣

:التصور اإلسالمي لنظرية اإلدارة .١بام أن تقدم املجتمعات يقاس بمدى ازدهارها اقتصاديا وقدرهتا عىل استغالل مواردها ومقدراهتا، وحيث إن علم اإلدارة من العلوم احلديثة التـي تقـوم عـىل

ول إىل أفـضل النتـائج أساس االستخدام األمثل للموارد البرشية واملادية للوصبأقل التكاليف، ويتقاطع ذلك املفهوم مع ما أتى به الدين اإلسالمي مـن بدايـة

ا يف سبع بقرات سامن يـأكلهن [: الرسالة يف قوله تعاىل أفتن أهيا الصديق يوسف وسبع سنبالت خرض وأخر يابس سبع عجاف اس لعلهـم ات لعيل أرجع إىل النـ

يعلمون قال تزرعون سبع سنني دأبا فام حصدتم فذروه يف سنبله إال قليال مما * تأكلون ثم يأيت من بعد ذلك سبع شداد يـأكلن مـا قـدمتم* هلـن إال قلـيال ممـا

ون حتصن اس وفيه يعرصون* ثم يأيت من بعد ذلك عام فيه يغاث الن : يوسف (]٤٩-٤٦(.

ويعرض البحث للعملية اإلنتاجية بني مفاهيم الرشيعة وبني نظريات اإلدارة يـدعو إىل حتقيـق التـوازن بـني احلديثة، حيـث إن اإلسـالم يف نظرتـه إىل املـال

املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة، وإن موارد الكون ليست حكرا عىل أحد من البرش، وإن اإلسالم يسمح بالتملك اخلاص يف إطار خدمة اجلامعة عكس الفكر االشرتاكي الذي يصادر حق مالك رأس املال يف احلصول عـىل عوائـد اإلنتـاج

يعرتف بالفائـدة كعائـد لـرأس املـال، ومـن هنـا كانـت والفكر الرأساميل الذي الطبيعة املتميزة للـنمط اإلسـالمي يف اإلدارة واالسـتثامر اللـذان يقومـان عـىل

٢١٤

أساس االرتباط بقيم ومبادئ اإلسالم سواء يف حتريم الربا أو تشجيع االدخار، .إلخ...وإخراج الزكاة، وتنمية االستثامر يف العنرص البرشي

:ملميزة للبنوك اإلسالمية وحتمية اإلدارةالطبيعة ا .٢

باعتبار أن املصارف اإلسالمية قامت لتحقيق رسالة اإلسالم يف حتـريم الربـا وتشجيع االستثامر الذي يقوم عىل فكرة استبعاد الفائدة وحتقيق املشاركة، كـان لزاما عليها دراسة وتطبيق املامرسات الفعالة للوظائف اإلدارية مـن منطلـق أن اإلدارة هي السبب الرئيس لنجاح أو فـشل املـنظامت، وكـذلك وجـود سـيولة عالية لدى املصارف اإلسالمية يستلزم معها حسن إدارة هذه الـسيولة، وحالـة الفقر الشديد للمجتمعات اإلسالمية التي تستلزم أن يكون لتلك املصارف دورا

:اإلسالمية وقسمها إىلثم عدد الباحث األسس الفكرية للبنوك . كبريا يف حلها .أساس عقائدي بالتزام اإلسالم وتعاليمه يف إدارة املرصف - أســاس اســتثامري يقــوم عــىل فكــرة االســتثامر هــو البــديل احلتمــي -

.لإلقراض، وإلغاء سعر الفائدة واعتامد املشاركةأساس تنموي يقوم عىل أساس القيمة النفسية والعقليـة واألخالقيـة -

.واالجتامعية .جتامعي من خالل آلية الزكاةأساس ا -

ثم حدد بعد ذلـك أهـداف البنـوك اإلسـالمية يف جـذب وجتميـع األمـوال وتوجيه العمليات االستثامرية خلدمة أهداف التنمية االقتـصادية، وغريهـا مـن

.األهداف

٢١٥

كل تلك النقاط السابقة سامهت يف حتديد خصائص الـنمط اإلداري للبنـوك عدم تبديـد الثـروات الطبيعيـة، زيـادة الطاقـات : هااإلسالمية يف نقاط نذكر من

اإلنتاجية، واملسامهة يف حتويل البطالة إىل عاملـة منتجـة، والتغلـب عـىل النظـرة .الرضوخية للعامل اخلارجي

عرض وظائف اإلدارة املختلفة وأسلوب تطبيقها يف املصارف اإلسالمية .٣

:حددها الباحث يفهذا اجلزء خاص بعرض وظائف اإلدارة املختلفة وقد هو أداة ووظيفة إدارية، مكتوبة حتدد مـسار البنـك خـالل :التخطيط -

فرتة زمنية قادمة مع االستعانة بمعلومات كافية ودقيقة عن املتغريات املستقبلية يف جمال األعامل وأهـداف البنـك، وقـد أتـى الباحـث مـن

مـصارف املفاهيم اإلسالمية ما يؤكد عىل أمهيـة التخطـيط بالنـسبة للتقــديم املــصالح : اإلســالمية والــذي حيــدد ســلم أولويــات أمههــا

الرضورية عىل املصالح األقل أمهية، وترشيد استخدام املوارد املتاحة، .وجتنيد كل الطاقات املوجودة مع مشاركة مجيع فئات املجتمع

أي األداة الالزمة لتحقيق نتـائج وأهـداف سـبق حتديـدها، :التنظيم - سيم العمـل إىل أجـزاء وإسـنادها بـشكل متكامـل وهذا يقتـيض تقـ

ومرتابط إىل أشخاص مناسبني، وكذلك وضع نظام للتعاون وحتديـد العالقات بني األشخاص والوظـائف واإلدارات ثـم قـسم الباحـث

:التنظيم إىل أنواع متعددة منها

٢١٦

الذي يسود املنشآت الـصغرية حيـث يتكـون مـن : التنظيم البسيط .١ .تنفيذية يف مواقع اإلنتاجالقيادة العليا وال

حيث يتميز بكرب احلجم، وعدم األخـذ : التنظيم اآليل البريوقراطي .٢ .بأساليب التكنولوجيا احلديثة كام أنه موجه دائام لإلنتاج الكبري

يتكون األساس اإلنتاجي هلذا التنظـيم : التنظيم البريوقراطي املهني .٣ يتصف التنظـيم ككـل حيث) إلخ...البنكيني، األطباء، (من املهنيني

.بالبريوقراطية ويسود منظامت اخلدماتويتصف هذا النوع بكرب احلجم، وتتصف أسـاليب : تنظيم األقسام .٤

.التكنولوجيا فيه بالروتينية وعدم التحديث املستمروهو التنظيم الذي حييط به ظروف شديدة التغيري : التنظيم العضوي .٥

جيا، ويتميز بارتفاع حرفيـة والتعقيد، وهناك أثر واضح فيه للتكنولو .وكفاءة العاملني فيه

ثم انتقل بنا الباحث إىل تعريف التنظيم اإلداري يف اإلسالم حيث يظهـر فيـه اجلزء الديناميكي بشدة يف التنظيامت اإلسالمية حيث إن األفراد املكـونني هلـذه

داف التنظيامت جيتمعون حول اجلوانب العقائدية هبا، ممـا يـؤدي إىل توحـد أهـاملجموعة وأهداف التنظيم بصفة عامة مما يقلل من الـرصاعات، باإلضـافة إىل

.مراعاة اللني والرمحة والعفووبالنسبة ملسألة التنظيم يف البنوك باعتبـار أن اهلـدف األسـايس للبحـث هـو البنوك، فتنظيم البنك هو نتاج جمموعة من املتغريات ذات تأثريات متباينة، وأول

٢١٧

ات تتعلق بوظائف البنك، وثانيهام أن البنك يراعي إرضاء أكرب عدد هذه املتغريمن العمالء ومسايرة اجتاهاهتم، وكل ذلـك يـستلزم تطـوير اهليكـل التنظيمـي

.للبنك بصفة مستمرةوحتدث من خالهلـا عـن مكونـات : التنظيم يف البنوك اإلسالمية -

اهليكل التنظيمي بالبنك اإلسـالمي الـذي يرتكـز عـىل جمموعـةالعاملني املنفذين إلسرتاتيجية وسياسات البنك واملتعـاملني مـع اجلمهور، ثم طبقه اإلدارة الوسطى وهي حلقة الوصل بني القيادة العليا وقراراهتا وطبقة املنفذين، ثم طبقة أخرى تتكـون يف حالـة تعدد األنشطة وتكون مهمتها التخطيط والتصميم للعمل سـواء

أو املستوى التنفيذي، وكذلك ال خيلو عىل املستوى اإلسرتاتيجيالبنك اإلسالمي من وحدات اخلدمات املعاونة وهي التي ختتص

.إلخ...بإبداء الرأي القانوين، السكرتارية، العالقات العامة ثم حتدث الباحث بعد ذلك عن تصميم العمـل يف أجـزاء البنـك اإلسـالمي

تصميم الوظـائف مـا عـدا مبدأ التخصص الدقيق يفإتباعاملختلفة واستحسن مبـدأ اإلثـراء والتكبـري يف إتباعالوظائف التي هلا عالقة بالعمالء، حيث يفضل

ثـم نـاقش أيـضا تـصميم . تصميم الوظيفة حفاظا عـىل تـوفري خدمـة متميـزةالوحدات التنظيمية بالبنك اإلسالمي، وطرق جتمع الوظائف يف وحدات تنظيم

لطبيعة العمل املؤدى، أو عىل أساس مراحل، أو بالبنك اإلسالمي وصنفها تبعا .نوع العمالء أو العمليات

٢١٨

ثم ناقش نطاق اإلرشاف بالبنك اإلسالمي، واملركزية والالمركزية يف أعـامل البنك اإلسالمي، وناقش أيضا وظيفة التوجيه وعنارصها والوسـائل اإلداريـة

القيادة اإلدارية "ب األخرى التي يمكن الرجوع إليها باستفاضة يف ملخص كتا . السابق عرضه ضمن عروض كتب املعهد"يف اإلسالم

وقد تناول بالدراسة يف الفصل الثاين من الكتاب املعايري السابق رشحها عـىل بنك فيصل اإلسالمي املرصي، وتوصل يف الفصل الثالث إىل نتائج ألداء البنك

البنـك األسـلوب تباعإوضح منها تدهور ملحوظ يف نتائج البنك املالية وعدم .العلمي الكفء يف تأدية الوظائف اإلدارية بالبنك

، ولعـل كثـريا مـن ١٩٩٦وينبغي اإلشارة إىل أن هذه الدراسة متت قبل عام .تلك امللحوظات قد أخذت يف االعتبار وتم التغلب عليها

وختم بحثه يف الفصل الرابع بمجموعة من التوصيات نذكر أمهها عىل سبيل :لاملثا

رضورة دراسة وحتليل العوامل احلاكمة يف حتديد إسـرتاتيجية البنـك .١ .بصفة عامة وتوضيحها وتعميقها أمام واضعي هذه اإلسرتاتيجية

يف أسلوب التخطيط االسرتاتيجي بالبنك والـذي يعتمـد إعادة النظر .٢عىل حتليل عنارص البيئة اخلارجية والداخلية مـن أجـل صـحة وضـع

ه مع مراعاة املتغريات املختلفـة املحيطـة وحتليـل رسالة البنك وأهدافوتشخيص عنارص القوة والضعف ومناطق الفرص والتهديدات مـع

٢١٩

وضع السياسات املرنة املعربة عن قدرات وأهداف املنشأة والعـاملني .هبا

، وذلك يعنـي أن يـتم حتديـد )أن يتبع اهليكل اإلسرتاتيجية(رضورة .٣ظيمية واملستويات اإلرشافية طبقا األعامل والوظائف والوحدات التن

األسـلوب العلمـي يف تباعإالحتياجات األنشطة احلقيقية عىل أن يتم وصف الوظائف وتقويمها وحتديد العالقات أفقيا ورأسيا، بينها مـع

املبـادئ العلميـة يف إبـالغ العـاملني بأبعـاد ومكونـات اهليكـل تباعإأجزائه وأي تعديالت تطرأ التنظيمي وأسس العالقات، والتفاعل بني

عليه، وجتنب التعتيم احلادث اآلن بالبنك بالنـسبة لتعريـف العـاملني .بذلك

واعتبارهـا إحـدى أدوات التحفيـز ) املوقفيـة( أسلوب القيـادة تباعإ .٤ .وحتقيق الكفاءة

٢٢٠

الودائع االستثمارية في البنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٢٤ سليمانمحمد جالل. د. أ: المؤلف

٧٦، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر .ص

التي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الرابع والعرشون يف سلسلة ويناقش الودائع االستثامرية يف البنـوك العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

والقناة األساسية للحصول عىل املوارد اإلسالمية باعتبارها أهم مصادر أمواهلا،املالية الالزمـة لقيامهـا بأنـشطتها املـرصفية، واألداة الرئيـسة يف حتديـد ورسـم السياسة االستثامرية للبنوك اإلسـالمية، وأحـد العنـارص املحـددة لقـدرة هـذه

.البنوك عىل بلوغ أهدافهامـن خـالل وبام أن أهم نشاط للبنـك اإلسـالمي تعبئـة وجـذب املـدخرات

األفراد، ويكون ذلك بأن يضع األفراد بعض أمواهلم أو كلها حتت ترصف البنك وينشأ عن ذلك أن يدفع البنك للمودع -"وديعة"بام يسمى يف العرف املرصيف - . ا حينام حيني األجلا معينمبلغ

وتعترب عقود الوديعة من عقود اإلذعان التي يقررها البنك وعىل املودع قبوهلا وبالتايل هي ختتلف عن عقد الوديعة يف الفقـه اإلسـالمي . ها أو رفضها كلهاكل

الذي يصفها بأهنا قرض، وبناء عـىل مـا سـبق فـإن الوديعـة االسـتثامرية متاثـل القرض من حيث إن البنك له احلرية التامة يف استعامهلا كيفام شاء، وأنه يـضمن

عن املـضاربة ألن رشوطهـا ال هذه الوديعة إذا هلكت ولكنها يف املقابل ختتلف

٢٢١

ويشري هنا الباحث أنه البد جلعل عوائد الودائع االستثامرية حالال . تنطبق عليهاغـنام كانـت أو غرمـا-أن يشارك صاحب املال يف االستثامر مـتحمال نتيجتـه -

.وعدم ضامن البنك للوديعةال يف لتحديـد مـصادر األمـوالفـصل األولبعد ذلك ينتقل بنـا الباحـث يف

البنوك اإلسالمية وقسمها إىل مصادر ذاتية، ومصادر خارجية أما املصادر الذاتية :فتشملوهو بمثابة تأمني المتصاص اخلسائر املتوقعـة التـي يمكـن : رأس املال

.ويرتبط حجمه بالدور املستهدف لنشاط البنك. حدوثها يف املستقبلنبها من أربـاح البنـك يف هي عبارة عن املبالغ التي يتم جت: االحتياطيات

شكل احتياطي قانوين أو احتياطي عام أو احتياطي خاص هبدف دعـم .املركز املايل للبنك

أي األربـاح التـي يـتم احتجازهـا داخليـا إلعـادة : األرباح املحتجـزة .استخدامها بعد ذلك لدعم املركز املايل للبنك :ىل اإلطالق وتقسم إىلأما املصادر اخلارجية فتمثل الودائع أهم مواردها ع

وهي ودائع حيق للعميل أن يطلبها يف ): حتت الطلب(الودائع اجلارية أي وقت سواء نقدا أو عن طريـق شـيكات، وال حيـسب عليهـا أي عائد، بينام املصارف اإلسالمية تعمد إىل إعطاء أصحاهبا جـوائز مـن صايف أرباحها، وتتوقف درجـة االسـتفادة منهـا يف التمويـل قـصري

٢٢٢

ــك ــرشوعات البن ــسيولة مل ــارص ال ــن عن ــام م ــرص ه األجــل، وعن .االستثامرية

وهي تتميز بصغر مبالغها وزيادة عـدد ): التوفري(الودائع االدخارية املـودعني، ويمكــن اسـتخدامها يف اســتخدامات طويلـة ومتوســطة األجل، وتتميز عادة بأن يقوم البنوك باستثامرها عىل أساس املضاربة

.املطلقة : وتقسم إىل قسمني: دائع االستثامريةالو

حيث يودع العميل مبلغ يف املرصف وخيول :ويضفاإليداع عن الت املرصف السـتثامر هـذا املبلـغ يف أي مـن املـرشوعات التـي يراهـا مناسبة، وال جيوز له سحب املبلغ قبل هناية املدة املحددة هلا، ويأخذ

.عيةاالستثامر هبذه الوديعة حكم املضاربة الرش وفيه خيتار العميل مرشوعا من املـرشوعات :اإليداع بدون تفويض

التي يريد أن يستثمر فيها أمواله التي أودعها وله أن حيدد املدة، وهنا يستحق العميل نصيبه من األرباح يف هـذا املـرشوع الـذي اختـاره

.فقط، ويطلق عىل هذا النوع املضاربة املقيدة إىل املبحث الثاين اإلسالمية يعرج بنا الباحث يف وبعد حتديد موارد املصارف

عالقة الودائع االستثامرية بطبيعة نـشاط املـصارف اإلسـالمية، ويبـدأ البحـث إن املـصارف اإلسـالمية ليـست : بمقولة نتمنى أن نراها يف الواقع العميل بقوله

أدوات منظامت وساطة مالية أو بنوك وظيفتها اقتصادية باملعنى الضيق، إنام هي

٢٢٣

لتحقيق القيم الروحية املرتبطـة باإلنـسان، ومركـز لإلشـعاع والرتبيـة، وسـند :ولذا تناول الكتاب القضايا التالية. القتصاديات الدول اإلسالمية

:الوظائف األساسية للبنوك اإلسالمية: الأوللبنوك اإلسالمية منهجها اخلاص الذي قامت عليه، فهي تعمل عـىل حتقيـق

إدارة األموال يف املجتمع اإلسالمي بأرسه من خالل املشاركة الفعالة الكفاية يف :يف اإلنتاج والتوزيع، ومن أجل ذلك تقوم البنوك بالوظائف التالية

.حترير املعامالت من الفوائد الربوية •الوظيفــة االســتثامرية والتــي تــشمل البحــث والتعــرف عــىل •

التزامه بأحكام املرشوعات القائمة وإنشاء مرشوعات جديدة برشطالرشيعة اإلسالمية، والوفاء باحلاجات الرضورية جلامهري املـسلمني،

.واإلسهام الفعال يف تنفيذ خطط التنميةحيث تعتمد البنوك اإلسالمية هذه الوظيفة : الوظيفة التمويلية •

لتدبري املوارد املالية ذات اآلجال املناسبة بام يسمح هلا تقديم التمويل ــوارد اخلــام املتوســط وطو ــسويق امل ــرشوعات وت ــل األجــل للم ي

.الستريادها من اخلارجمن خالل قيام البنوك اإلسالمية بمامرسـة : التكافل االجتامعي •

.أنشطة الزكاة والقرض احلسن :صور التوظيف بالبنوك اإلسالمية: ثانيا

تقوم عملية التوظيف يف البنوك التقليدية عـىل نظـام القـروض بالفائـدة أمـا نوك اإلسالمية فإهنا تقوم عىل أساس قاعدة حتريم الفوائد الربوية، ولذا فـإن الب

:األشكال املتاحة أمام املصارف اإلسالمية لتوظيف األموال هي

٢٢٤

وتظل هذه املرشوعات ملكا للبنك، ومتثل : إنشاء مرشوعات مبارشة.١ .ا للمرصفا قانونيامتداد

له كيان قانوين مستقل ويكون : إنشاء مرشوعات باالشرتاك مع الغري.٢ .عن كيان البنك وعادة ما يتخذ شكل رشكة أموال

يعني مسامهة البنك يف رأس مال املرشوع وإدارته : التمويل باملشاركة.٣واإلرشاف عليه ويكون رشيكا يف الربح واخلسارة بام يتفق مع تعاليم

.الرشيعة اإلسالمية من حيث احلالل واحلراميقوم البنك ببيع ما سـبق لـه أن اشـرتاه بثمنـه أي : التمويل باملرابحة.٤

األصــيل مــع زيــادة ربــح عليــه ويطبــق يف جمــال التجــارة اخلارجيــة .والداخلية

أي رشاء السلع التي حيتاجها الـسوق وإعـادة بيعهـا : االجتار املبارش.٥ .باألسعار التي يراها مناسبة ويرشط عدم االستغالل أو االحتكار

ي للسلعة الـثمن بكاملـه مقـدما أو عـىل وهو دفع املشرت: بيع السلم.٦دفعات إىل البائع الذي جيب أن يسلمه السلعة باملواصفات التي اتفق

املـضاربة : وهناك أشكال أخرى للتوظيـف واالسـتثامر مثـل. عليها .الرشعية، واملضاربة املشرتكة، ورشكة الضامن، واملزارعة أو املساقاة

ن أن يدفع أحدامها لآلخـر مـاال وهي عقد بني اثنني يتضم: املضاربة.٧فهـي . ليتاجر فيه بجزء معلوم وشائع من الربح كالنـصف أو الثلـث

.عقد بني رب املال الذي يقدم ماله وبني املضارب الذي يقدم عمله

٢٢٥

وهـي صـيغة متويليـة جتمـع بـني التـأجري والبيـع، : البيع التـأجريي.٨الوحـدات وتستخدم هذه الـصيغة عـادة يف املعـدات الرأسـاملية أو

.وعند متام سداد األقساط تنتقل امللكية هنائيا للمشرتي. السكنيةوقد أجاز مجهور الفقهاء زيادة السعر يف حالة األجل : البيع بالتقسيط.٩

برشط أن يكون ذلك عن تراض وأال تكون السلعة من األساسـيات التي قد يؤدي غياهبا أو عدم القـدرة عـىل رشائهـا بـالثمن احلـايل إىل

.ك الناسهال :أهداف توظيف األموال في المصارف اإلسالمية: ثالثا

:قسمها الباحث إىل جمموعتني هدف الربحية، وهدف األمان: املجموعة األوىل •

يعد حافزا للمسامهني بالتواصل مـع البنـك، : هدف الربحيةودعم حقـوق امللكيـة، وتـشجيع املـودعني، وتنميـة مـوارد

.ي لنجاح البنكالبنك، وهي املقياس احلقيقيسعى البنك إليه واالبتعاد عن املخاطر، إال أنه : هدف األمان

يتعارض مع هدف الربحية الذي يتصف هبا بعـض األعـامل من أجل حتقيق الربح، فيعمل البنك عىل التوازن بـني حتقيـق األمان واملخاطرة يف بعض األنشطة التي تعـود بـالربح عـىل

.البنك

٢٢٦

وارد الذاتية للبنك املتمثل يف رأسامله، أي نمو امل: هدف النمواألربــاح املحتجــزة، واالحتياطيــات، وكــذلك نمــو املــوارد

.اخلارجيةاملشاركة يف خطط التنمية، توفري احلاجات األساسية : املجموعة الثانية •

. للمجتمع، حتقيق التكافل االجتامعيمـن خـالل إنـشاء املـرشوعات، : املشاركة يف خطط التنميـة §

. رأس املال، وإعداد دراسات اجلدوىومتويلتوفري احلاجات األساسية للمجتمع حسب سلم األولويـات §

.اإلسالميةمن خالل آلية الزكاة، واإلقـراض : حتقيق التكافل االجتامعي §

احلسن، واملسابقات الدينية وابتعـاث الـدعاة لنـرش الـدعوة .اإلسالمية

:وظيف في البنوك اإلسالميةعالقة الودائع االستثمارية بنشاط الت: رابعاحيث يشري البحث إىل ارتباط الودائع االستثامرية بطبيعة نشاط البنك بحيـث جيب انعكاس األهداف عىل السياسات املختلفة للبنك، وأشار إىل طبيعة البنوك اإلسالمية مما يميل عليها البحث عن فرص استثامرية جديدة تتناسب مع مقاصد

:ذا يتطلب الرتكيز عىلالرشيعة اإلسالمية وك .عالقة الودائع االستثامرية بحجم التوظيف -أ

٢٢٧

عالقة الودائع االستثامرية بمكونات التوظيف من حيث الصيغ -ب .املختلفة

.عالقة الودائع االستثامرية بآجال التوظيف -ج .عالقة الودائع االستثامرية بالتوظيف املحيل واخلارجي -د .اةعالقة الودائع االستثامرية بنشاط الزك -ه

: من أمههاالتوصياتثم أشار الباحث يف هناية بحثه إىل عدد من حسن اختيار وتكوين وتدريب الكوادر املرصفية العاملـة يف البنـوك .١

اإلسالمية فيام يتعلق بأمهية الودائع االستثامرية، وكيفية توزيعها عـىل .أوجه التوظيف اإلسالمي بام يتفق مع آجال تلك الودائع

بنوك اإلسالمية باالعتامد الكامل عىل التخطيط لزيـادة رضورة قيام ال.٢ودائعها االسـتثامرية، وبالتـايل زيـادة توظيفاهتـا وذلـك عـن طريـق االعتامد عىل مجع املعلومات الالزمة للتعرف عىل الفرص االستثامرية

.خاصة تلك املتعلقة بحاجات املجتمعوعات معينـة التوسع يف أسلوب الودائع االستثامرية املخصصة ملـرش.٣

.يتابعها صاحب الوديعة ويبارش نموهارضورة قيام الدولة باحلد من اإلجـراءات الروتينيـة املفروضـة عـىل .٤

عمليات التوظيف واالستثامر املحيل لتشجيع البنوك اإلسالمية عـىل .التوسع يف التوظيف الداخيل

٢٢٨

معامالت السوق: مصطلحات الفقه المالي المعاصر: اسم الكتاب -٢٥ يوسف كمال محمد . مجموعة من الباحثين، تحرير وإشراف أ: لمؤلفا

، ١٩٩٦، القاهرة، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر .ص٢٨٥

دراسات يف االقتصاد اإلسالمي يف سلسلة اخلامس والعرشونهو الكتاب .العاملي للفكر اإلسالميالتي أصدرها املعهد

دون أن يكون قد سبقه واقع ينبثق منه هل يمكن أن يتم وضع مصطلح ما هذا املصطلح؟ فاحلقيقة أن كل مصطلح حممل بخلفياته، التي جتعل الذي ينطق

فعىل . املصطلح أمام مجاعة من األفراد داخل جتمع معني تتحقق له نتائج حمددةسبيل املثال يف إطار مصطلحات أو مفاهيم القرآن الكريم نجد لفظ أو مصطلح

رجهم من الظلامت إىل النور [، فيقول املوىل جل شأنه "التنوير" أو"النور" خي رجوهنم من النور إىل الظلامت أولئك والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت خي

ار هم فيها خالدون أصحاب الن التنوير يف التصور فالنور و) ٢٥٧: البقرة(] اإلسالمي هو الرجوع إىل أصل الدين والتسلح به واالستتار به فهو املنبع

كمصطلح ضمن احلضارة الغربية جاء ويقصد به "التنوير"واملرجع واملنري، أما عزل الدين عن احلياة وحبسه يف إطار الكنيسة، حتى وصلنا إىل احلداثة التي

قيم املادية واملصلحة الفردية، ثم جاء مصطلح ختطت الدين والقيم الروحية إىل .إلخ...ما بعد احلداثة حتى وصلنا إىل اجلندر

٢٢٩

كل ذلك دعا املعهد العاملي للفكر اإلسالمي أن يبدأ حماولة جادة يف اإلصدار اخلامس والعرشين من موسوعة االقتصاد اإلسالمي أن خيرج قاموس لبعض أو

وهذا اجلهد هو . ا االقتصاد اإلسالميجل مصطلحات ما يمكن أن يطلق عليهخطوة يف طريق التأصيل اإلسالمي للمعرفة بني كيفية دراسة النص الرشعي بأصوله املرعية، يستنبط منها اإلجراءات التي تصلح يف التطبيق يف العرص لبيان -كيفية هتيئته إليقاع األوامر والنواهي، فيتم بذلك تفاعل بني اجتاه النص

النص بام حيقق التأصيل املؤدي لبناء حضارة جديدة -اه العرصالعرص، واجتتكشف عن ذلك الكنز الذي جاء هدية للبرشية منذ ألف وأربعامئة سنة وغفل

.كثري من الناس عنهوقد كانت الكتابة يف االقتصاد اإلسالمي تبدأ من االقتصاد الوضعي

بدأ من الفقه لرتشد الواقع وتستفتي الفقه، أما هذه املحاولة فإهنا عملت عىل أن ت–االقتصادي، فهي تعمل عىل إعادة تشغيل الفقه يف العرص حتى يصري االثنان

نسيجا واحدا-كام كانا ومما ال شك فيه أن االسرتشاد بالنص هلداية العرص . سوف جيعل املصطلح حيا نابضا يف عقل الباحث ويف ترسيع خطوات املامرسة .

: البداية التاليةوتعتمد خطة الكتاب عىلتقديم املصطلحات من خالل هيكل النظام االقتصادي اإلسالمي .١

ألن ذلك يبني بوضوح مكاهنا كجزء من خالل كل، فتظهر الصلة العضوية بينها وبني غريها من املصطلحات، ويسهل بذلك السري

ولو وفقنا يف ذلك، لكانت . والتقسيم واإلشارة إىل بعضها البعض

٢٣٠

أبواب فقه املعامالت ترتيبا جديدا، إضافة هامة للجهود إعادة ترتيب .املبذولة

لو أخذنا -إلدراك أمهية هذه الوحدة املوضوعية–وعىل سبيل املثال مصطلحات كالعارية والعمرى والرقبى منفردة، أحس القارئ بصعوبة فهمها

ها ولكن إذا أخذت يف حزمة واحدة مع. لغربتها عن العرص وإن شهد هلا النصقريناهتا كاهلبة والوقف واهلدية، يف حضن موضوعها وهو التكافل بني أفراد املجتمع، كعمل مواز لواجب األمة يف كفالة حد احلاجة، لظهرت حكمة الشارع يف حتقيق عدالة التوزيع التي عجز العرص عن حتقيقها بأدواته من سياسات

.اجتامعية واقتصاديةعلومة شاملة متكاملة، يمكن التحكم مراعني يف البحث أن تكون امل .٢

يف رشحها يف أضيق حيز، لكرب حجم مفردات املصطلحات .واتساعها

أن تكون املعلومة حمايدة، بمعنى أن تتحرر من اهلوى الشخيص .٣وضغوط الواقع، وتلتزم بام ورد به نص من املصطلحات بأسلوب

.فقهي، وبام كشف من سنن اهللا يف الكون بأدوات العرص :ف جيد القارئ يف طريقه ما يأيتوسو

مصطلحات عرصية تقابلها مصطلحات إسالمية، كاالحتكار .١ .والتسعري والثمن

٢٣١

مصطلحات عرصية ال تقابلها مصطلحات إسالمية، كالتوصية .٢ .واملحارصة واملسامهة يف الرشكات

.مصطلحات إسالمية ال تقابلها مصطلحات عرصية .٣واة الصلبة من املصطلحات التي تصل وسيبدأ البحث بالبند األول ليضع الن

العرص بالنص تيل ذلك حماولة إلثراء هذه النواة باملصطلحات االجتهادية .وحسن ارتباطها بالنص وخماطبتها للعرص

ثم املرحلة الثالثة واألخرية، وهي دراسة مصطلحات العرص التي ال جتد ا حمايدة فتدخل يف دائرة مقابال هلا يف الرتاث، فهي إما خمالفة للرشع فتطرح، وإم

.اإلباحة فنضعها يف مكاهنا من مقاصد الرشع، تدور مع فلك النص حيث دار فقه، ووضع الباحثون أمام أعينهم -وقد بدأت هذه الدراسة من نقطة عرص

. التقسيم الوضعي لالقتصاد املعارص، ثم أخذ جزء منه هو اقتصاد السوقتقديم للمشكلة االقتصادية ثم حتليل ومنهج االقتصاد الوضعي يبدأ يف ذلك ب

تغطية فقهية -بأصالة–وهنا نجد . ملوضوع اإلنتاج يليه التوزيع ثم نظرية القيمةرفضها الفكر –لكل هذه املوضوعات مع ترشيدها وإلقاء أبعاد قيمة أخرى

. تعترب إضافة لنطاقها-الوضعي الفكر الوضعي ففي الباب األول تم تبيني كيف أن املشكلة االقتصادية يف

تقوم عىل الندرة النسبية، مفرسا إشكاليتها وفق فرضية خاطئة قائمة عىل التوفيق بني حاجات متشعبة وموارد حمدودة، بينام اإلسالم يلقي الضوء عليها من مفهوم

كيف يكسبه : رسالة اإلنسان يف الكون واحلياة، حيث الدنيا دار ابتالء يف املال

٢٣٢

كيف يامرسه ويوجهه، أي بني نعم اهللا التي أفاضها : لوكيف ينفقه، ويف العموعىل . عىل اإلنسان وسلوكه يف االستمتاع هبذه النعم، وبني هواه وهدى اهللا

نتيجة هذا االبتالء يكون احلساب واجلزاء يف الدار اآلخرة، حق ال نصب وال . لغوب

مصطلح والباب الثاين يتناول كيف أن مصطلح توزيع الدخل الوضعي يقابلهوتوزيع الدخل يف الفكر الوضعي ينقسم إىل توزيع . الرزق يف الرتاث اإلسالمي

وظيفي لعوائد اإلنتاج وعوامله، وهذا يقابله يف الرتاث اإلسالمي الرزق والقسم الثاين يف توزيع الدخل هو التوزيع الشخيص . املكتسب من أجره والربح

.الذي حيدد نصيب كل فرد عىل املستوى القومي عرص، واكتشف أن الفقه يفرق -وعند هذه املرحلة انطلق البحث إىل بعد فقه

عن االقتصاد يف قضية التوزيع الوظيفي، يف أنه يشجب الرزق احلرام كالربا .والغرر والسحت، وبذلك يعيد صياغة املصطلح وحيدد له مسارات جديدة

فكرة الرعاية ويف التوزيع الشخيص نجد أنه بينام هيمل االقتصاد الوضعي والعدالة ويعتربها خارج نطاق االقتصاد، فإن البعد اإلسالمي يؤصل مصطلح الرزق الواجب كوعاء للرعاية االجتامعية، والرزق احلسن أداة لعدالة توزيع

.الدخلثم ينفرد بعد ذلك املصطلح اإلسالمي ببعده العقدي حني يضيف الرزق

ل احلقوق اخلاصة، ومصطلح الرزق غري املشرتك، تأسيسا حلق اجلامعة يف مقاب .املحتسب كمصدر للرزق بالكسب الروحي، مع مصدر الرزق بالكسب املادي

٢٣٣

ويف الباب الثالث نقدم مفهوم القيمة يف الفقه مقارنا بالقيمة يف الفكر فالفكر الوضعي يتعامل مع القيمة دون قيم تضبطها وتبني كيف . الوضعي

نت احتكارا أو تسعريا جربيا، ليقدم يف النهاية تتحدد يف السوق حتى ولو كا ولكن الفقه اإلسالمي يقدم السوق التي تقوم عىل . سعر التوازن خاليا من القيم

املساواة بضوابط من الرشيعة، حتمي املنتج من ظلم االحتكار، يف معامالت دلة ثم تتحدد بعد ذلك القيمة العا. ينتفي فيها الغرر والربا والغش والغبن

.اخلالية من كل ظلم وانحراف، كرشط لقيام سوق إسالمي :وهدف البحث هو

تقديم معجم ملصطلحات االقتصاد اإلسالمي، مرتب حسب .١املوضوع، ثم يرتب يف الفهرسة مع الرتتيب املوضوعي عىل أساس احلروف األبجدية، فيتيرس للباحث احلصول عىل املصطلح مبارشة

أن يتبني صلته -إذا أراد–ستطيع يف صفحته، ويف نفس الوقت ي .العضوية باملوضوع ككل

إعادة ترتيب، برؤية عرصية، ألبواب فقه املعامالت، ال عىل أساس .٢التبسيط والتيسري للغة واألسلوب، ولكن عىل أساس خطاب العرص تقويام وترشيدا، تبني احلرام منه والواجب، واملكروه

أخرى يف حسم الواقع بعد فيعمل الفقه مرة. واملندوب، واملباحوهبذا تنبض املعلومة يف حيوية . استبعاده وتوقف خماطبته للعرص

.حيس هبا القارئ

٢٣٤

تتيرس بذلك قاعدة علمية، يمكن لألستاذ أن يرشحها بقناعة .٣وسهولة، ويمكن للطالب أن يتلقاها بيرس وقناعة، ويمكن للعاملني

.يف حقل املعامالت فهمها وممارستهاأدنى من املعلومة الفقهية للباحث االقتصادي مع تيسري حد .٤

مصادرها، وتوفري حد أدنى من املعلومة االقتصادية للباحث الفقهي مع مصادرها، ليمكن استكامل التصور املتكامل يف موضوع

.املصطلحنأمل أن تساهم هذه املصطلحات يف التحام العرص بالنص ليعودا .٥

كام كانا نسيجا واحدا، وقاعدة لل ثقافة العامة الرضورية للمسلم، ومتطلبا رئيسا ألسلوب العمل وممارسة األعامل، يتعاملون معها

يستفتون فيام هو معلوم ال حيتاج إىل .. بوعي، وال يقفون يف كل فرتةاجتهاد، خصوصا وأن معرفة فقه املعامالت املالية فرض عني عىل

:دنا عمركل من يعمل يف املجال املايل، وعىل حد قول سي "ال يبع يف سوقنا إال من فقه يف الدين"

ثم قدم الكتاب تعريف للمصطلح يف حدود ثالث صفحات ونعرض ألسامء .بعض هذه املصطلحات ويف هناية التلخيص نقدم نموذجا ألحد املصطلحات

- العطاء- األجرة- الكسب الطيب- الرزق املتفاضل- الصناعة-الزراعة - الترصية- بيع املضامني- بيع السنني- اخلبائث-قايضة امل- البيع-االستصناع

٢٣٥

- الغلة- الربح- املشاركة- التورق- النساء- الفضل- اخلالبة-الغش . االحتكار- املنافسة- السوق- التكافل- الوقف-الغصب

العرايا

عن بيع التمر بالتمر، وقال ربا، إال أنه رخص يف بيع : rهنى رسول اهللا يأخذها أهل البيت بخرصها مترا يأكلوهنا رطباالعرية، كالنخلة، "

أعراه النخلة وهبه ثمرة عامها، والنخلة املعراة التي أكل : العرية يف القاموسهي النخلة يعرهيا صاحبها رجال حمتاجا بأن جيعل له : ما عليها، وقال اجلوهري

.ثمرها عاما، من عراه قصده، قال الشافعي ...، وصور العرية كثرية...عطية ثمر النخل دون الرقبة: العرية

إن العرايا أن يشرتي الرجل النخل بخرصه من : يف األم وحكاه عنه البيهقيأما مالك فريى أن العرية هي النخلة للرجل يف .. التمر برشط التقابض يف احلال

أنا أعطيك بخرص : حائط غريه ليكره صاحب النخل الكثري اآلخر عليه فيقولفرشط العرية عند مالك أن يكون ألجل . فريخص له يف ذلكنخلتك مترا

الترضر من املالك بدخول غريه أو لدفع الرضر عن اآلخر لقيام صاحب النخل أن العرايا نخل كانت : وأخرج اإلمام أمحد عن سفيان بن حسني.. بام حيتاج إليه

من توهب فال يستطيعون أن ينتظروا هبا، فرخص هلم أن يبيعوها بام شاؤوا .التمر

٢٣٦

دور القيم في نجاح البنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٢٦ محمد جالل سليمان صديق. د. أ: المؤلف

، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر . ص١٠٧

دراسات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب السادس والعرشون يف سلسلة ويتخذ هذا الكتـاب مكانتـه بـني للفكر اإلسالمي، العاملي املعهدالتي أصدرها

الدراسات االجتامعية، يف ضوء حتليله لدور القيم يف نجـاح البنـوك اإلسـالمية والتي هتدف أساسا إىل حتقيق املنهج اإلسالمي يف املعامالت، خاصة يف وجـود

فقـد قـسم . العديد من القيم السلبية التـي تـسود املجتمعـات اإلسـالمية اآلن :ملؤلف البحث إىل مبحثني، تناول يف املبحث األول النقاط التاليةا

هل للقيم مفهوم واحـد يمكـن اإلشـارة إليـه، الباحـث :مفهوم القيم: أوالينطلق من أن العلامء واملفكرين اختلفوا يف حتديد مـدلول القـيم، وعـرض مـن

.خالل نقطتني بعضا من مفاهيم القيم لدى بعض الباحثنيفأصـحاب هـذا : حتياجات وأغراض ورغبات وتفـصيالتالقيم كا .١

االجتاه ينظرون للقيم باعتبارها أشياء مرغوب فيها أو مرغوب عنها، وأن القيم هي العنارص الثقافية التي يكتسبها الفرد مـن بيئتـه وجتعـل الثقافات األخرى غري مرغوب فيها، وتشتمل عىل قيم إجيابية مرغوب

.ب فيهافيها، وقيم سلبية غري مرغو

٢٣٧

ينظر أصحاب هذا االجتاه إىل إمكانية حتليل : القيم كسلوك وترصفات .٢القيم من خـالل التـرصفات عـىل األنـشطة الـسلوكية، فـالقيم متثـل تصورات من شأهنا أن تقود إىل سلوك معني أو معيـار لالختيـار بـني بدائل للسلوك، وآخر يرى أن القيم متثل معايري عامة وأساسية يشارك

.عضاء املجتمع وتعمل عىل حتقيق التكاملفيها أ والتـي مـصدرها الـوحي اإلهلـي وسـنة :خـصائص القـيم اإلسـالمية: ثانيا

ولذا فهي تتميز بالثبات واإلطالق وغـري قابلـة للتغيـري والتبـديل rاملصطفى :وتتكون من نوعني

والتي حتكـم عالقـة الفـرد بربـه، وهـي القـيم : قيم مثالية أو قيم عاليا١/١ .ملحوريةا

املرتبطة باإليامن بـاهللا ومالئكتـه وكتبـه ورسـله واليـوم : قيم عقدية١/١/١ .اآلخر

. وهي التي حتدد للمؤمن كيفية أداء فرائض الدين: قيم تعبدية١/١/٢ وهـي القـيم التـي حتكـم عالقـة الفـرد بـاآلخرين، : قيم واقعية أو عملية١/٢

.وبالبيئة التي ينتمي إليها: إىل ذلك تشتمل القيم اإلسالمية عىل نوعني من القيم اجلامعة وهيباإلضافة

: القيم السلبية، وتتمثل يف هجر ما هنى اهللا عنه من أنـامط سـلوكية ضـارة مثـلوهي القـيم التـي كلـف هبـا : والقيم اإلجيابية. الكذب والرسقة وخيانة األمانة

.الصدق، واألمانة، والتعاون، والعدل: املسلم مثل

٢٣٨

: إىل خصائص القيم اإلسالمية أشار املؤلف إىل أنوعودةفهي غايـة مـا : القيم اإلسالمية تعد غاية ووسيلة يف نفس الوقت •

هيدف إليه الفرد يف حياته، وكذلك هي الوسيلة التي حتقق لكل من .الفرد واملجتمع أهدافه

القيم اإلسالمية قيم مرغوبة، يقتنعها الفرد بإرادتـه دون جـرب أو • .هإكراه ل

تلعب دورا أساسيا يف توجيه سلوك الفرد • . :القيم اإلسالمية تتميز بعدة سامت فريدة منها •

فهي تفسح املجال أمام العقل اإلنساين يف : التغيري والتطوير .١ .أن يتحرك وجيتهد

.قيم إجيابية تدعو املسلم إىل أن يكون مؤثرا يف حميط عمله .٢ .تتميز بالعمق وسرب غور األشياء .٣ .فهي مرتبطة بالواقع وإمكاناته: ةالواقعي .٤

:عدد الباحث أنامط القيم ومن بينها :أنامط القيم: ثالثاتنقسم إىل ملزمة أو مثالية حتـدد مـا : التصنيف عىل أساس الشدة •

.يرجى أن يكونحيث توجد قيم ختـص املجتمـع : التصنيف عىل أساس العمومية •

.معبأرسه، وقيام خاصة تقترص عىل جمموعة من املجت

٢٣٩

فتوجد قيم وسائلية، وقيم غائية يف : التصنيف عىل أساس املقصد • .حد ذاهتا

:وتنقسم إىل: التصنيف عىل أساس النوع •هتتم بالدين والعقيدة واهتامم الفـرد بمعرفـة مـا : قيم دينية .١

.وراء العلم الظاهريهتتم باملعرفة واحلقيقـة، والـسعي : القيم النظرية أو العملية .٢

.لتي حتكم الواقعوراء القوانني االقيم االقتصادية وهي هتتم باخلواص املادية وميل الفرد إىل .٣

.ما هو نافعهتـتم بنـواحي الـشكل واجلـامل والتناسـق، : القيم اجلاملية .٤

.وتعرب عن ميل الفرد ملا هو مجيلويعرب عنها اهتامم الفرد وميله إىل غريه من : القيم االجتامعية .٥

.الناسرب عن اهتامم الفرد باخلواص السياسية وتع: القيم السياسية .٦

.والسلطة بعد العرض السابق للقـيم يعـرض الباحـث ألنـامط :القيم اإلسالمية: رابعا

:القيم وفقا للمنهج اإلسالمي : وتبنى تلك القيم عىل عدة قيم إسالمية هي:القيم االقتصادية -أ

٢٤٠

من خـالل الزكـاة، والـصدقة، والكـرم، : اإلنفاق يف سبيل اهللا .١ .إلخ...إليثاروا

فلقد رفع اإلسـالم مـن قيمـة العمـل : السعي يف طلب الرزق .٢وا وعملوا الصاحلات وأقـاموا [وحث عليه وأجزل ثوابه إن الذين آمن

علـيهم وال هـم الصالة وآتوا الزكاة هلم أجرهم عند رهبـم وال خـوف زنونحي .)٢٧٧: البقرة(]

فقد بارك اهللا تعاىل يف أي عمـل يتـصف : الصدق يف املعامالت .٣ .بالصدق

وهي من أكثر القيم أمهية واالفتقار إليها إيذانا باخلراب : األمانة .٤اس[ إن اهللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها وإذا حكمتم بني الن أن

حتكموا بالعدل إن اهللا نعام يعظكم به إن اهللا كان سميعا بصريا : النساء( ]٥٨(.

اس كلوا مما يف األرض حالال طيبا [: الكسب احلالل .٥ يا أهيا الن وال تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبني ).١٦٨: البقرة (]

مـن rفقد هنى رسول اهللا : التنافس الرشيف وعدم االحتكار .٦من احتكر طعاما أربعني يوما، فقد بريء من اهللا، ": االحتكار وقال فيه

."وبريء اهللا منه .الوسطية واالعتدال .٧

: ومن أهم مؤرشاهتا:القيم السياسية -ب ملسلم قدوة حـسنة لآلخـرين فيجب أن يكون ا: القدوة احلسنة .١

.يف ترصفاته وأفعاله

٢٤١

فهي حقا من حقوق اإلنسان جعلها اهللا فريضة عـىل : الشورى .٢ .املسلمني

أنـه rفهي من أهم سامت القائد فعن رسـول اهللا : عفة القائد .٣ "من يستعفف يعفه اهللا ومن يستغن يغنه اهللا... ": قالياء كثـرية يف واهللا لو حتققت هذه القيمـة لتحققـت أشـ: العدل .٤

.حياة املسلمني إليـالف [فلقد من اهللا به عىل قريش ألمهيتـه : األمن واألمان .٥

قريش إيالفهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيـت * * هم من خوف الذي أطعمهم من جوع وآمن .)٤-١: قريش(]

ة[: قال اهللا تعاىل: ملسئوليةا .٦ كل نفس بام كسبت رهين [ فلن يستطيع اإلنسان اإلبداع بـدون حريـة ولـو ملـك : احلرية .٧

.الدنيا كلهاسواء أكان سالما مع النفس أو مع الغري أو مـع سـائر : السالم .٨

.األممه وهي التي تدعو املسلم بأن يسلك سلوكا في: القيم االجتامعية -ج

.التعاون مع اآلخرينوتعاونوا عىل الرب والتقوى وال تعاونوا [: فيقول تعاىل: التعاون .١

عىل اإلثم والعدوان واتقوا اهللا إن اهللا شديد العقاب ).٢: املائدة(]

٢٤٢

ع فهي إحدى القيم التي تساعد عىل متاسك املجتم: صلة الرحم .٢ال يـدخل اجلنـة قـاطع ": rقـال رسـول اهللا . وبنائه عىل أسس سليمة

."رحمما نقصت صدقة من مال، وما ": rيقول رسول اهللا : التواضع .٣

زاد اهللا عبدا بعفو إال عزا، وما تواضع أحد هللا إال رفعه ". ا وال يأكـل ": rقال رسول اهللا : الصداقة .٤ ال تصاحب إال مؤمن

."طعامك إال تقيفالنصيحة من خلق األنبياء، فقد ذكر اهللا عن سـيدنا : حةالنصي .٥ي رسـول مـن رب العـاملني [نوح قال يا قوم ليس يب ضـاللة ولكنـ *

أبلغكم رسـاالت ريب وأنـصح لكـم وأعلـم مـن اهللا مـا ال تعلمـون [ ).٦٢-٦١: األعراف(

طاعة املوىل سبحانه وتعاىل ورسوله، وويل األمر طاملـا : اعةالط .٦ .مل يأمر بمعصية

قل هـل يـستوي الـذين [ يقول املوىل جل شأنه :القيم العلمية -د يعلمون والذين ال يعلمون إنام يتذكر أولـوا األلبـاب ). ٩: الزمـر( ]

:التي حيث اإلسالم عليهاومن أهم القيم العلمية فهو فريضة عىل كل مسلم، قال رسول : السعي يف طلب العلم .١ ."من خرج يف طلب العلم فهو يف سبيل اهللا حتى يرجع": rاهللا

٢٤٣

فال يتعلم املسلم ما خيرب بـه العقـول وال البيئـة : العلم النافع .٢سلو اهللا علام نافعا": فقد جاء يف احلديث ".

ومـا أوتيـتم مـن العلـم إال [: فقوله تعاىل: التجديد واالبتكار .٣ قلـيال دافعـا دائـام للــشعور بـالنقص والـسعي عــىل ). ٨٥: اإلرساء( ]

.التجديد والتغيري واالبتكار: فمن الكلامت املأثورة عـن الـصحايب أيب الـدرداء: نرش العلم .٤

."ع بعلمهإن من أرش الناس عند اهللا منزلة يوم القيامة عامل ال ينتف" فالقيم الروحية املستمدة من الدين اإلسالمي ال :القيم الروحية -ه

:يمكن إنكار دورها يف التأثري عىل سلوك املسلم ومن أمههاوإنك لعـىل خلـق عظـيم[: فاهللا جل شأنه قال: حسن اخللق .١ [

.rفقد أعىل من خلق رسول اهللا .لغيب والنوايافهو املعني الذي يعلم ا: إخالص النية له .٢إذا نظر أحدكم إىل من فضل عليه ": rفيقول : الرضا والقناعة .٣

."يف املال واخللق، فلينظر إىل من هو أسفل منهما كان احلياء يف يشء إال زانـه وال ": rفيقول الرسول : احلياء .٤

."كان الفحش يف يشء إال شانهأك مل فاعلم أن ما أصابك مل خيطـأك ومـا أخطـ: العزة والكرامة .٥

.يصبك

٢٤٤

ويقصد هبا القيم التي تـدعو إىل نظافـة وطهـارة :القيم اجلاملية -و :املسلم ونظافة األماكن التي يرتادها وتشمل

فللنظافة والصحة أثـر يف سـالمة : النظافة والتجميل والصحة .١ .التفكري وتفاؤل اإلنسان مع احلياة وإقباله عىل العمل واحلياة

يا بني آدم خذوا زينتكم عند [: يقول املوىل تعاىل: حسن املظهر .٢ كــل مــسجد وكلــوا وارشبــوا وال تــرسفوا إنــه ال حيــب املــرسفني [

).٣١: األعراف(فام حل علينا من خراب سببه عدم االهتامم بالبيئـة : نظافة البيئة .٣

.واالعتداء عليها .جلسم والعقل وتروح عن النفسفهي تنمي ا: ممارسة الرياضة .٤فهو فضيلة جتعل الناس يقبلون عليك ويـودون : أدب احلديث .٥

ه عداوة كأنه [احلديث معك ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبين ويل محيم ).٣٤: فصلت( ]

: من أمههائج والتوصياتالنتاثم أشار الباحث يف هناية بحثه إىل عددا من :النتائج: أوال

:توصلت هذه الدراسة إىل عدة نتائج هياإلسالمي كانت عـىل الرتتيـب هـي ) ص(إن قيم العاملني لدى بنك .١

القيم الروحية، ثم القيم االجتامعية، تليها القيم االقتصادية، ثم القـيم أن العـاملني يف حني. العلمية، وأخريا تأيت القيم السياسية، ثم اجلاملية

٢٤٥

اإلسالمي كانت قيمهم مرتبـة حـسب أمهيتهـا النـسبية ) س(يف بنك :كالتايل

القيم االجتامعية. ج القيم االقتصادية. ب القيم الروحية. أ القيم اجلاملية. و القيم السياسية. ـه القيم العلمية. د

أثبتت الدراسة امليدانية وجود بعض القيم الـسلبية لـدى العـاملني يف .٢ :بنوك اإلسالمية يف مرص، أكثرها شيوعا ما ييلال

.سوء استغالل وقت العمل § .اإلرساف يف استخدام أدوات ومعدات العمل § .التهرب من املسئولية § .التقليد واملحاكاة § .متلق الرؤساء § .تفضيل العمل الفردي عىل اجلامعي §

توجد عالقة ارتباط قوي بني القيم االقتصادية واملؤرشات االقتصادية .٣لنجاح البنوك اإلسالمية، وكذلك بني القيم العلمية وبـني املـؤرشات

.االقتصاديةأثبتت التحليل اإلحصائي أيضا وجود عالقة ارتباط قوي بني القـيم .٤

االجتامعية والقيم الروحية، وبني املؤرشات االجتامعية لنجاح البنوك .اإلسالمية، وكذلك بني القيم العلمية وبني هذه املؤرشات

٢٤٦

اتضح من الدراسة أن القيم العلمية هي املجموعة الوحيدة من القـيم .٥التي ترتبط جوهريا باملؤرشات االجتامعية واالقتصادية لنجاح البنوك

.اإلسالميةانخفاض وتدين املؤرشات االقتـصادية التـي تعكـس نجـاح البنـوك .٦

.اإلسالمية يف مرص القيام بمسئولياهتا ضعف مسامهة البنوك اإلسالمية العاملة يف مرص يف .٧

.االجتامعية جتاه املجتمع :التوصيات: ثانيا

العمل عىل تنمية القيم اإلسالمية اإلجيابية التـي تعـد أداة رئيـسة .١ .للنهوض بالبنوك اإلسالمية وحتسني مستوى األداء هبا

تبصري العاملني بالبنوك اإلسالمية بالقيم السلبية التي تعد معوقـا .٢ا كبريا يف إهدار املوارد واإلمكانـات املتاحـة للعمل، وتلعب دور

بتلك البنوك، األمر الذي يتناىف مع قيمنا اإلسالمية، ومع أهداف .البنوك اإلسالمية

يلزم إضافة دور مؤسسات الرتبية يف تنمية القيم اإلجيابية والقضاء عىل القيم .السلبية

٢٤٧

وك اإلسالميةالنشاط االجتماعي والتكافلي للبن: اسم الكتاب -٢٧ نعمت عبد اللطيف مشهور. د. أ: المؤلف

، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر . ص١٢٨

التي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب السابع والعرشون يف سلسلة ويعرض الكتاب النـشاط االجتامعـي العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

تكافيل للبنوك اإلسالمية بدور بـارز، ومـن خـالل احلـرص الـشامل للبنـوك والاإلسالمية، يقيم الكتاب مدى نجاحها يف القيام بدورها يف مجيع املوارد التكافلية واالجتامعية وتوزيعها يف األوجه الرشعية، ويف املجاالت التي تغطي احتياجات

.املجتمع بأفضل صورة ممكنة للتعريف بالبنوك اإلسالمية والتـي جـاءت لتـصحيح تمهيدبوتبدأ الدراسة

مسار املصارف التقليدية التي تقوم عىل أساس املفهوم الربوي واعـتامد الفائـدة أخذا وعطاء، ولذا جاء تعريـف د أحـد اخلـرباء يف االقتـصاد –أمحـد النجـار .

سـالمية اإلسالمي، للمرصف اإلسالمي متناسقا مع هذا الفهم لدور البنوك اإلمؤسسة مالية مرصفية لتجميـع األمـوال وتوظيفهـا يف نظـام الـرشيعة ": بقوله

اإلسالمية بام خيدم بنـاء جمتمـع التكافـل اإلسـالمي، وحتقيـق عدالـة التوزيـع، . "ووضع املال يف املسار اإلسالمي

ثم تطرق البحث إىل الصفة العقدية والتنموية واالستثامرية واالجتامعية التي ا املصارف اإلسالمية والتي تـم التعـرض هلـا يف تعريـف سـابق داخـل تتميز هب

.موسوعة االقتصاد اإلسالمي والتي أصدرها املعهد العاملي للفكر اإلسالمي

٢٤٨

التكافـل : وقد عرفت املؤلفة النشاط التكافيل واالجتامعي مـن حيـث اللغـة دائام متيل إىل ونظرة اإلنسان. بمعنى ألف املتفرق: بمعنى التفاعل، أما االجتامع

العيش يف مجاعات بينها تعـاون وتكافـل، وكـان اإلسـالم لـه الـسبق يف حتقيـق التكافل بني أفـرداه سـواء مـن الناحيـة النظريـة أي الـنص القـرآين واحلـديث

وتعـاونوا عـىل الـرب والتقـوى[: الرشيف، حيث يقول اهللا جـل شـأنه ومـن ] ."و املسلم ال يظلمه وال يسلمهاملسلم أخ" rأحاديث الرسول

ويقصد بتعاون املسلمني وتكافلهم أن حيس كل واحد بمسئوليته جتاه املجتمع .من أجل حتقيق األهداف املرجوة عىل مستوى اجلامعة والفرد

ويتحقــق للبنــوك اإلســالمية دور يف جمــال النــشاط االجتامعــي مــن خــالل :املجاالت التاليةوهو جمال هام للقضاء عىل الفقر ويمكن أن : جمال التنمية االقتصادية §

املساعدة عىل إنتاج احلاجات : يساهم البنك اإلسالمي فيها من خاللالرضورية واإلسرتاتيجية، وأخذ البيئة يف احلسبان وفتح البـاب أمـام

.احلرفيني وصغار املنتجنيمن خـالل تـوفري الغـذاء لغـري القـادرين : يف جمال التنمية االجتامعية §

سني املستوى الصحي ومكافحة األمراض، ورفع املستوى العلمي وحتوالثقايف للعنرص البرشي، وإعطاء أوليـة للتوظيفـات االسـتثامرية يف

.املجاالت التي تسهم يف حل مشكالت املجتمع

٢٤٩

وإعادة مفهوم املشاركة يف العالقات املاليـة : يف جمال الرتبية االدخارية §ظيم استخدام املدخرات الكبـرية يف وتشجيع املدخرات الصغرية، وتن

.املجاالت املفيدة للمجتمعمن خالل نـرش الـوعي اإلسـالمي يف : يف جمال نرش الوعي اإلسالمي §

جمال املعامالت املاليـة، وابتعـاث الـدعاة إىل املجتمعـات اإلسـالمية .الناشئة

له كل هذا النشاط التكافيل واالجتامعي لن يتحقق إال بتحقق املورد األسايس . وقـد رشعـت الزكـاة واعتـربت مـن فـرائض اإلسـالم اخلمـس. وهو الزكاة

وخصص هلا طوال تاريخ األمة اإلسالمية دار جباية وتوزيـع هلـا يطلـق عليهـا ، إال أن هذا الوضع الرشعي زال زواال كليـا يف حكومـات الـدول "بيت املال"

. اإلسالمية احلاليةرب الدول اإلسالمية يف جمال تقنني من هذا البحث جتاالفصل األول ويناقش

نشاط الزكاة تقنينا إلزاميا أو طوعيا، وخاصة أنه منذ صدر اإلسالم كان الرسول rوقـد . ومن بعده اخللفاء الراشدون يبعثون السعاة جلمع الزكاة من املسلمني

مـن منعـوا الزكـاة وفرقـوا بينهـا وبـني yقاتل اخلليفة األول أبو بكر الصديق .ة قاصدين هدم بنية الدولة وإخالل النظام املايل هلاالصال

وقد عرض البحث للتجارب املعارصة وناقش القوانني التي صدرت لتنظـيم :مجع الزكاة وأوجه اإلنفاق عليها ومن بينها

٢٥٠

، وعىل ١٩٥١صدر عام : قانون الزكاة يف اململكة العربية السعودية § والنصف اآلخر يوزع أساسه يتم حتصيل نصف الزكاة من األفراد،

وتسدد الرشكات املـسامهة . بواسطة املزكني عىل املصارف الرشعيةوبرغم صدور هذا . وغريها الزكاة إىل مؤسسات الضامن االجتامعي

القانون من فرتة طويلة إال أنه يفتقر إىل مواد قانونية رشعية واضحة .تنظم جباية الزكاة

، ١٩٧١صــدر عــام : ليبيـةقـانون الزكــاة يف اجلمهوريـة العربيــة ال §وتنحرص جباية أموال الزكاة يف هذا القانون عىل األمـوال الظـاهرة دون الباطنة؛ ما ينعكس عىل ضـآلة احلـصيلة املجمعـة مـن أمـوال

.الزكاة ويقلل من أثر الزكاة ودورها يف املجتمع وخيصم من املنبع نـسبة ١٩٨٠صدر عام : قانون الزكاة يف باكستان §

ة احلقيقية أو الـسوقية أو االسـمية بحـسب أنـواع من القيم% ٢.٥األموال وتوزع عىل املستحقني من خالل جمالس املحافظات وجلان

.الزكاة املحلية . ١٩٨٤صدر عام : قانون الزكاة يف السودان §

وقد ناقش البحث أيضا التقنني الطوعي للزكاة يف بعـض الـدول اإلسـالمية كذلك عرض . األردن، والبحرين، والكويتوالتي مل جتعلها ملزمة وجربية مثل

البحث لقوانني بنوك ومؤسسات النشاط االجتامعي ومن بينها قانون إنشاء بنك نارص االجتامعي بمرص، والبنك اإلسالمي للتنمية، والنظام املرصي اإلسـالمي

٢٥١

يف إيران، والتي تدور خدماهتا يف فتح القروض للمواطنني واستثامر األموال يف عات العامـة واملـرشوعات اخلاصـة، واالسـتثامر يف مـرشوعات البنيـان املرشو

.االقتصادي للدول اإلسالميةوداخل هذا الفصل أيضا ناقش البحث النشاط التكافيل واالجتامعي يف النظم األساسية للبنوك اإلسالمية، فلكل بنك إسالمي طابع اجتامعي واضح متضمن

عددا من هـذه الـنامذج ونـاقش أنظمتهـا يف نظامه األسايس، وقد أورد البحث بنـك ديب اإلسـالمي، بنـك فيـصل : األساسية وأنشطتها االجتامعية ومن بينهـا

اإلسالمي املرصي والسوداين، واملرصف اإلسالمي لالستثامر والتنميـة، وبنـك ، ومـرصف قطـر )البهامـا(التضامن اإلسالمي، ودار املال اإلسالمي القابـضة

.إلسالمي السوداين، وغريهماإلسالمي، والبنك اتقـديم : وهناك صـور أخـرى للنـشاط االجتامعـي للبنـوك اإلسـالمية مثـل

القروض احلسنة أو االهتامم بالرعاية االجتامعية وتنمية املـواطن ونـرش الـوعي البنـك اإلسـالمي : اإلسالمي ودعم الوعي االدخاري، ونذكر عىل سبيل املثال

.لبنك اإلسالمي القطرياألردين للتمويل واالستثامر، وا املوارد التكافلية واالجتامعية لالستعانة هبـا الفصل الثاينوناقشت الباحثة يف

:من قبل البنوك اإلسالمية وتشمل هذه املواردويتم تجميع هذه األموال في حساب مالي مـستقل : أموال الزكاة : أوال

:ويتم إمداده بأنواع الزكاة التاليةويتوقف هذا العنرص عىل فتـوى : أموال البنكالزكاة املستحقة عىل .١

الرقابة الرشعية للبنك التي قد تعترب الزكاة واجبة عىل أموال البنك

٢٥٢

ممثلة يف أنصبة املسامهني، أو الدولة مسئولة عنه فتقوم البنوك بنقـل .هذه األموال أو جزء منها إىل بيت مال الزكاة

ويتوقف هذا البنـد عـىل :الزكاة املستحقة عىل املسامهني واملودعني .٢مدى ثقة املسامهني واملودعني يف أنشطة البنـك وجهـوده املـرصفية

.واالجتامعيةويـتم : الزكاة املستحقة عىل غري املودعني وغري املتعاملني مع البنـك .٣

ذلك من خالل ما يقوم به البنك من نشاط لنرش الوعي اإلسـالمي .بني أفراد املجتمع

مثل الهبات والتبرعات والحـسابات الخيريـة :أموال الخيرات : ثانيا .لمؤسسات أو أفراد

ثم عرضت الباحثة بعضا للمـوارد التكافليـة واالجتامعيـة يف بعـض البنـوك .اإلسالمية مثل بنك فيصل اإلسالمي املرصي، وبنك نارص االجتامعي

مـن البحـث توزيـع املـوارد التكافليـة الفـصل الثالـثوناقشت الباحثـة يف عية وحيث إن البنـوك اإلسـالمية تبـذل جهـودا يف جمـاالت األنـشطة واالجتام

االجتامعية والتكافلية فإهنم يبذلون جهودا أكرب يف سبيل توصيل أمـوال الزكـاة وبنــاء عــىل ذلــك يقــوم البنــك بــدوره التكــافيل . إىل مــستحقيها دون ســواهم

:واالجتامعي يف جانب التوزيع كالتايلة املصارف الرشعية التي حددها اهللا جل وعال يف كتابـه القيام عىل كفاي: أوال

إنـام الـصدقات للفقـراء واملـساكني والعـاملني عليهـا {العزيز يف سورة التوبـة

٢٥٣

واملؤلفة قلوهبم ويف الرقاب والغارمني ويف سبيل اهللا وابن السبيل فر يضة من اهللا واهللا عليم حكيم ، وعىل البنك التأكد متام التأكد مـن اسـتحقاق )٦٠: التوبة (}

زكوات مادية أو عينية، زكوات شهرية : األفراد أو اهليئات هلذه األموال وتشمل .أو موسمية أو متقطعة وزكوات لتوفري احتياجات املجتمع

ئد فـي حـاالت الـزواج والعـالج، القروض الحسنة بدون فوا : ثانيا .والديون، والكوارث، وإنشاء المشروعات الصغيرة

االهتامم باملعايري االجتامعية؛ فتحقيق الربح ليس هـو اهلـدف األسـمى : ثالثاواألوحد للبنوك اإلسالمية فلذلك تـضع يف اعتبارهـا العائـد االجتامعـي عـن

قتـصادية واالجتامعيـة لكافـة طريق إجراء الدراسات الدقيقة من النـاحيتني اال .مرشوعاهتا، وإعطاء عناية خاصة لصغار املستثمرين

تعويض املترضر فورا وفق النظام املتفق عليه سلفا، التأمني اإلسالمي؛ : رابعا وتوزيع فائض مـا يتبقـى بعـد دفـع التعويـضات واملـرصوفات اإلداريـة عـىل

.املسامهنيويمكـن ذلـك مـن خـالل يف املـرصيف نرش الوعي اإلسالمي والثقـا: خامسا

ــالمية ــالت اإلس ــرشات واملج ــدار الن ــة، وإص ــدوات العلمي ــؤمترات والن املاملتخصصة، ومراكز التـدريب والكتاتيـب وإصـالح املـساجد وتـوفري األئمـة

.والدعاة وتدريبهموقامت الباحثة بدراسة كل البنود السابقة من خالل دراسة حالة عىل مستوى

واملـرصف اإلسـالمي االجتامعـيمي املرصي، وبنك نارص بنك فيصل اإلسال .إلخ...الدويل لالستثامر والتنمية

٢٥٤

أما عن تقييم النشاط التكافيل واالجتامعي للبنوك اإلسالمية فقـد خصـصت : من الكتاب ووجدت أن هناك صعوبات من أمههاالفصل الرابعالباحثة

داثة إنشاء تتمثل يف ح: صعوبات عامة تواجه البنوك اإلسالمية .١البنوك اإلسالمية وقلة خربهتا باإلضافة إىل صعوبات ترشيعية وقانونية

.وعدم توافر الكوادر الفامهة والقادرة عىل تنفيذ العمل املرصيف: صعوبات تواجه النشاط التكافيل واالجتامعـي خاصـة، منهـا .٢

قيام البنوك اإلسالمية بدور كان من املفرتض أن تقوم به الدولة بجميع مؤسساهتا مما حيمل البنك يف كثري من أنشطة حتري املبـادئ الـرشعية يف جتميع األموال وكذلك عدم اكتامل الـوعي الـديني والعمـل بـه لـدى

. العاملني بوحدات النشاط التكافيل واملتعـاملني مـع هـذه الوحـداتباإلضافة إىل أن متويل القرض احلسن اإلنتـاجي واالسـتهالكي يمثـل

عبئا ثقيال .عىل البنك يف متويله واسرتدادهوأحلقت الباحثة يف هناية البحث ملحق للـصورة املقرتحـة للنـشاط التكـافيل

: واالجتامعي نورده يف السطور التالية بصورة كاملة

يف ظل ما تواجهه البنوك اإلسالمية من صعوبات تؤثر يف نـشاطها عامـة ويف قدراهتا عىل أداء دورها كـامال يف نشاطها التكافيل واالجتامعي خاصة فتحد من

:املجتمع الذي توجد به، تقرتح الباحثة الصورة التالية

٢٥٥

:بالنسبة للنشاط التكافليتكون الصورة املـثىل هـي اضـطالع الدولـة بـأعامل فريـضة الزكـاة، جبايـة

بـام خيوهلـا –وتوزيعا، يف مؤسسة مستقلة تقوم مقام بيت مـال الزكـاة، تـضمن ند إىل الرشيعة السمحاء توريد كل األموال الزكائية املستحقة عـىل القانون املست

أفراد املجتمع، كام تتحرى توزيعها عىل املصارف الرشعية حتديدا، بواسطة جهاز ويتحقق بذلك الفصل التام بـني ). العاملون عليها(حيصل عىل نصيبه من سهم

ود هبـا أصـحاهبا هذه األموال املفروضة رشعا وأي أموال أخرى للخـريات جيـ .ألوجه اخلري املختلفة

تلتزم هذه املؤسسة الزكائية بكل تعاليم القيام عىل هذه الفريضة، فتعمل عـىل قبول وتوزيع الزكوات العينية والنقدية، وهتـتم بالوصـول إىل كـل التجمعـات السكانية بالبالد، جتمع منها زكاة القادرين لرتدها عىل املحتاجني من أهل نفـس

قة قبل نقل الفائض إىل املركز الرئيس، كام تقـوم بـالتحري عـن املحتـاجني املنط .املتعففني لتوصيل حقهم الرشعي هلم

تقوم هذه املؤسسة الزكائية سنويا باإلعالن عن نشاطها تفصيال ومن خـالل كتيبات حتوي كل البيانات الرقمية ألنواع املصارف داخليا وخارجيـا ويكـون .

ر هام يف دعم الثقة يف هذه املؤسسة الزكائية، إىل جانب ما يلمسه هلذا اإلعالن دو .األفراد من القائمني عىل هذا العمل من التزام فقهي وأمانة علمية

بالكويت صورة مـرشفة ملثـل هـذه املؤسـسة الزكائيـة "بيت الزكاة"ويعطي ن أداء الزكاة املعارصة، وإن كان أداء الزكاة هلا ليس ملزما الستناده إىل ترشيع يقن

٢٥٦

طواعية، ويسهم التمسك باملبادئ الرشعية واألمانة يف أداء األعامل والتيسري عىل املزكني والتزام الرسية بالنسبة لشخصية املزكني ومبالغ زكواهتم يف الوصول إىل نتائج أكثر إجيابية من حيث اإلقبال عىل تقديم الزكوات املفروضة رشعا بصورة

ها بقانون إجباري ال تتوافر له هذه الرشوط العمليـة لنجـاح أكرب مما لو تم فرض .تطبيقه وعدم التهرب منه

إال أنه كصورة مرحلية، وحتى يـستكمل أعـضاء األمـة اإلسـالمية هـويتهم اإلسالمية، يظل عىل عاتق البنوك اإلسالمية واجب القيام هبذا الدور يف املجال

ته من قدرة واقعية عىل القيام بـه، وإن التكافيل ملا أثبته من نجاح عميل وما أظهر :كان األداء يمكن أن يكون أفضل إذا أمكن تدعيم هذا النشاط ببعض األمور

تقديم التيسريات الالزمة للتوسع يف إنشاء البنـوك اإلسـالمية عـىل §أسس رشعية سليمة، واإلكثار من فروعها وامتدادها لتشمل كافـة

زيـع األمـوال الزكائيـة يف كـل أنحاء البالد، وحتقق حملية مجـع وتو .التجمعات الزكائية يف كل التجمعات السكانية

عدم التدخل يف النشاط التكافيل للبنوك اإلسالمية، بل العمل عـىل §مساندهتا يف حسن القيام به، وذلك بعد إلزامهـا بـالقيود املفروضـة

مـن مجلـة الودائـع % ١٥مثـل إيـداع (عىل البنوك التقليدية الربوية ).ملة األجنبية لدى البنك املركزي املرصي بفائدة حمددةبالعتنمية أعداد ونشاط صناديق الزكاة بالبنوك اإلسالمية يف استقطاب §

املكلفني والوصول إىل املستحقني الرشعيني، واعتبار هذه الصناديق .والعاملني هبا النواة املناسبة لبيت مال الزكاة

٢٥٧

ىل أن الزكاة املستحقة رشعا عىل النص يف قوانني البنوك اإلسالمية ع §أموال البنك تعترب من قبيل التكاليف، وبذلك حتمل عـىل حـساب األرباح واخلسائر وال حتمل عىل حساب التوزيع، حتـى ال تفـرض

.عليها الرضائبتطبيق القوانني اخلاصة باإلعفاء الـرضيبي باإلعفـاء الكامـل أو يف §

لممـول عـىل األمـوال من صايف الدخل الكيل السنوي ل% ٧حدود الزكائية املقدمة إىل صناديق زكاة البنوك اإلسالمية، أسوة بالتربعات واإلعانــات املدفوعــة للهيئــات اخلرييــة واملؤســسات االجتامعيــة

يمكن تعميمه يف كل الـبالد (املشهرة اخلاضعة لإلرشاف احلكومي ).أسوة بمرص

ظمة لـصندوق لضامن موارد منتإتباعهامن اإلجراءات التي يمكن §الزكاة اشرتاط البنك عىل املسامهني واملودعني واملتعاملني معه بتعهد

.خطي أن تكون زكاة أمواهلم عائدة إىل صندوق الزكاة بالبنكرضورة ضامن عدم حصول بعض املستحقني عـىل مـساعدات مـن §

أكثر من صندوق زكاة وذلك بإنشاء احتـاد لـصناديق الزكـاة هدفـه ن املستحقني ومنع تعدد جهات املعونة ملـستحق تبادل املعلومات ع

.واحد :بالنسبة للنشاط االجتماعي

رأينا أن النشاط االجتامعي جزء ال يتجزأ من نشاط البنك اإلسـالمي؛ يكمل هويته اإلسالمية، ويعترب متمام لنشاطه املرصيف واملايل يف إطار

.املبادئ الرشعية

٢٥٨

جـاالت االجتامعيـة وثيقـة نظرا ألن القروض احلسنة تعتـرب مـن امل §الصلة بدور البنـوك اإلسـالمية يف القـضاء عـىل التعامـل بالفوائـد الربوية املحرمة رشعا، وحتقيقا ملـا تتحملـه البنـوك اإلسـالمية مـن

نـرى إنـشاء صـندوق -كـام رأينـا مـن قبـل–نفقات وأعباء مالية ة للقروض احلسنة املوجهـة لتحـسني املقـدرة اإلنتاجيـة أو ملواجهـ

نظـرة إىل "الظروف االستهالكية الطارئة، عىل أن يتبع فيـه سياسـة وتكون وديعة للقروض احلـسنة يعـاد إقراضـها فـرتة بعـد "ميرسة

.أخرى، مع توعية املقرتضني بالتزامهم الديني يف هذا املجالومن هنا جيب العمل عىل تعدد وسائل تقديم املساعدات واخلدمات §

الستهالكية املناسبة ملستحقيها مـن صـغار االجتامعية واإلنتاجية وااملزارعني واحلرفيني واملهنيني وذلك باالقرتاب من أمـاكن عملهـم يف القرى واألحياء املختلفة للتعرف عىل احتياجاهتم والعمـل عـىل تنمية إمكانـاهتم البـرشية واإلنتاجيـة بـالتعليم والتـدريب وتـوفري

ملـواد املـساعدة كالتقـاوي أدوات العمل واملواد األولية البسيطة وا .إلخ.. اجليدة واألسمدة املناسبة

كذلك من الواجبات األساسية للبنوك اإلسـالمية االهـتامم بكافـة §وسائل إعالم ونرش الوعي الديني بفريضة الزكاة لدى كل من جتب عليهم هـذه الفريـضة واملـصارف املـستحقة هلـا رشعـا، واملبـادئ

املتكامــل للبنــك اإلســالمي الــرشعية للقــرض احلــسن، والــدور

٢٥٩

كمؤسسة ذات أبعاد اقتصادية واجتامعيـة وحـضارية يف آن واحـد منبثقة من تطبيق املعـامالت اإلسـالمية التـي تتـضمن يف أساسـها جوانب اجتامعية وأخالقية، وسلوكا تربويا، وقيام ومثال إسـالمية،

نحـن تدعو إىل تنمية وتثمري واستغالل أموال احلـق سـبحانه التـي مستخلفون فيها لصالح الفرد واملجتمع ورفاءه وازدهـاره وحتقيـق التكافل بني أفراده حتى تستقر هذه الوحدات املاليـة اإلسـالمية يف جمتمعاتنا وتستطيع القيـام بـدورها اهلـام واحليـوي بتعـاون أفـراد

.املجتمع إليامهنم وثقتهم هباعام جيمعها عـىل من خالل احتاد –جيب أن تعمل البنوك اإلسالمية §

عىل القيام بدورها الرشعي املتكامل، وتعريـف -وجودها وإعانتهاالسلطات وحكومات الدول التي توجد بمجتمعاهتا بالـدور اهلـام الذي تستطيع القيام به يف حتقيق التنمية االقتصادية واالجتامعية هلذا املجتمع وتسهيل هذه املهمة عليها مـن خـالل املعـايري والـضوابط

.السياسات النقدية واالئتامنية املؤيدة لعملهاو

٢٦٠

المسئولية االجتماعية للبنوك اإلسالمية: اسم الكتاب -٢٨ عبد الحميد عبد الفتاح المغربي. د. أ: المؤلف

٨٨، ١٦٦٩، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط : دار النشر .ص

التي يف االقتصاد اإلسالميدراساتهو الكتاب الثامن والعرشون يف سلسلة وتتجسد أمهيـة هـذا الكتـاب يف بيـان العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

مفهوم املسئولية االجتامعية يف الفكر اإلسالمي، والتعريف لالختالفـات بينهـا وبني مفهومها يف الفكر التقليدي وذلك بالرتكيز عىل مفهوم املسئولية االجتامعية

.ميللبنك اإلسال :ويقسم الباحث الكتاب إىل أربعة مباحث تتناول املوضوعات التالية

:مفهوم المسئولية االجتماعية في الفكر اإلسالمي: المبحث األولتعرض الباحث يف هذا املبحث لتعريف املسئولية االجتامعية لـدى عـدد مـن

لمنظمـة يف العلامء والفقهاء، ثم اقرتح الباحث تعريفـا للمـسئولية االجتامعيـة لالتزام املنظمة باملشاركة يف عمل الصاحلات عند ممارسة ": الفكر اإلسالمي وهو

أنشطتها جتاه خمتلف األطراف التي هلا عالقة هبا نتيجة التكليف الذي ارتضته يف ضوء مبادئ الرشيعة اإلسالمية هبدف النهوض بـاملجتمع اإلسـالمي بمراعـاة

ومـن هـذا التعريـف اسـتنتج . والعدالـةعنارص املرونة واالستطاعة والشمول :الباحث األركان التالية للمسئولية االجتامعية

٢٦١

:االلتزام .١ويعترب أهم أركـان املـسئولية االجتامعيـة وبدونـه ال يكـون هنـاك مـسئولية اجتامعية، ويكون مظهر ذلك هو فهم واستيعاب املسئول اجتامعيا للدور الـذي

.يقوم به :اتاملشاركة يف عمل الصاحل .٢

مثل املبادرة إىل فعل اخلريات واالمتناع عن األعامل الضارة، واألمر باملعروف .والنهي عن املنكر، واإلصالح والتحسني والتطوير سواء بني األفراد

:التكليف .٣حيث ترى اجلامعة املسلمة ومن ضمنها املؤسـسة أن املـصدر الـرئيس الـذي

ه وتعاىل، وهلذا ترسم املنظمة خططها نتلقى منه التعاليم واألوامر هو اهللا سبحان .من واقع ما تبنته من هذه التعاليم

: اهلدف .٤هتدف املنظمة بتأدية األعامل الصاحلة من واقع مشاركتها االجتامعية لتحقيـق

.مصالح املنظامت والعاملني فيها واملجتمع اإلسالمي كله : اجلزاء .٥

عيـة والقيـام بـاألعامل فعىل قدر التـزام املنظمـة بتحمـل مـسؤوليتها االجتامالصاحلة يتحقق األجر سواء يف الدنيا أو اآلخرة وتشري العديـد مـن اآليـات إىل

:ذلك يف القرآن الكريموا وعملوا الصاحلات أولئك هم خري الربية[ إن الذين آمن ).٧: البينة(]

٢٦٢

وا وعملوا الص[ إن الذين آمن عيم ات الن احلات هلم جن ).٨: لقامن(] وا وعملوا الصاحلات أولئـك هلـم مغفـرة ورزق كـريم[ ليجزي الذين آمن [

).٤: سبأ( :سامت املسئولية ونطاقها .٦

تتميز املسئولية االجتامعية للمنظمة يف الفكر اإلسالمي بالعديد مـن الـسامت : أمهها

أي تتسم أنشطتها االجتامعية باملرونة والقابلية للتغيري مـن آن : املرونة .أ .آلخر

بحيث تراعي املنظمة مجيع األطراف املسئولة عنها اجتامعيا، : الشمول .ب ).العمالء واملجتمع(سواء بداخلها أو خارجها

أي تعدل املنظمة عند النظر يف مصالح خمتلف األطراف فـال : العدالة .ج .حق الرضر بأحد األطراف عىل حساب اآلخرينتل

فقد تكون االستطاعة باجلهد، أو باملال، أو تكون بـالعلم : االستطاعة .د والرأي أو باملركز أو السلطات، وجيب عىل كل مؤسسة أن تبذل ما يف

.وسعها دون تقصرير االختالفات بني مفهوم املسئولية االجتامعية يف الفكر التقليدي والفكـ: ثالثا

:اإلسالمي :حدد الباحث هذه االختالفات يف األبعاد التالية

٢٦٣

: هدف املسئولية االجتامعية .١يف الفكر التقليدي غالبا ما يكون اهلدف هو حتقيـق املنـافع املاديـة يف األجـل الطويل، أما يف الفكر اإلسالمي فهو حتقيق املنافع املادية والروحية معـا يف ظـل

وعد اهللا الـذين آمنـوا مـنكم وعملـوا [رشيعة اإلسالمية القواعد التي سنتها ال الـذين مـن قـبلهم الصاحلات ليستخلفنهم يف األرض كام اسـتخلف : النـور (]

٥٥.( :مصدر التكليف باملسئولية االجتامعية .٢

ــل يف النظريــات واألفكــار ــدي يتمث ــامء يف الفكــر التقلي ــضعها العل التــي يأما مصدر . واملفكرون، والتي تعتربها الشعوب نرباسا هتتدي به وتسري عىل دربه

التكليف يف الفكر اإلسالمي ينبع مـن اإليـامن بـاهللا سـبحانه وتعـاىل، ورضورة إن الذين [. االلتزام باملنهج الذي رسمه لعباده يف عامرة األرض واستخالفه فيها

قالوا ر ا اهللا ثم استقاموا تتنزل عليهم املالئكة أال ختـافوا وال حتزنـوا وأبـرشوا بن ة التي كنتم توعدون باجلن ).٣٠: فصلت(]

: مبعث االلتزام باملسئولية االجتامعية .٣

ر التقليدي جـاء نتيجـة ظهـور التزام املنظامت بمسئوليتها االجتامعية يف الفكأمـا . اآلراء املنادية باإلصالح، بجانب ما أحلقته بيئتها من أرضار عىل مر السنني

٢٦٤

يف الفكر اإلسالمي فإن االلتزام ينشأ أصال من قبول الفرد واقتناعه وإيامنه بـاهللا .سبحانه وتعاىل، ولذا فقد نشأ هذا الدور مع بداية الدعوة اإلسالمية

:ملرتتب عىل مدى االلتزام باملسئولية االجتامعيةاجلزاء ا .٤

يتمثل اجلزاء املرتتب عىل مدى التزام املنظمة بمسئوليتها االجتامعية يف الفكـر حتقيق األرباح عىل املدى البعيـد، ونمـو أعـامل -يف حالة االلتزام به-التقليدي

دم إقبـال املنظمة، ويف حالة التنـصل منـه، فـشل أعـامل املنظمـة ومنتجاهتـا لعـ .العمالء

أما يف الفكر اإلسالمي خيتلف األمر اختالفا جوهريا الختالف املكلف امللتزم فمن يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن يعمل مثقال ذرة رشا يره[ -٧: الزلزلة (]٨.(

:االتفاق عىل املفهوم الشامل للمسئولية االجتامعية .٥ا زال الفكر التقليدي يف جدل حول مفهوم املسئولية االجتامعيـة وأبعادهـا م

أما يف الفكر اإلسالمي فاملسئولية االجتامعية فرض حتمـي عـىل كـل . وجماالهتا .مجاعة مسلمة تؤدي رسالتها يف املجتمع يف أي جمال

يعمل البنك اإلسالمي كمنظمة اقتصادية واجتامعية ومالية ومرصفية هتـدف تعبئة أموال ومدخرات األفراد واملنظامت وتوجيهها نحـو االسـتثامر خلدمـة إىل

املجتمع يف ظل أحكام الرشيعة اإلسالمية، بام خيدم جمتمـع التكافـل اإلسـالمي

٢٦٥

وحتقيق تنميته ورفاهيته، وهلذا تنعكس خصائص البنوك اإلسـالمية واألسـس ئوليتها االجتامعيـة التـي احلاكمة ألنشطتها وعملياهتا وطبيعتها املتميزة عىل مس

.تتميز بدورها عن غريها من املنظامت األخرى: ومن ثم يمكن القول أن املـسئولية االجتامعيـة للبنـك اإلسـالمي تـشري إىل

التــزام البنــك اإلســالمي باملــشاركة يف بعــض األنــشطة والــربامج واألفكــار "ه واملتـأثرة بنـشاطه االجتامعية لتلبية املتطلبات االجتامعية لألطراف املرتبطـة بـ

سواء بداخله أو خارجه، هبدف رضا اهللا والعمل عـىل حتقيـق التقـدم والـوعي . "االجتامعي لألفراد بمراعاة التوازن وعدالة االهتامم بمصالح خمتلـف الفئـات

ومن التعريف السابق يتضح أن املسئولية االجتامعية للبنك اإلسالمي تبنى عـىل ):١(لشكل رقم أربعة أركان رئيسة يوضحها ا

)٢ ( )٣ ( )١(

)٤(

)١(شكل رقم أركان املسئولية االجتامعية للبنك اإلسالمي

التكليف من اهللا سبحانه

التكليف من اهللا سبحانه

التكليف من اهللا سبحانه

التقييم والجزاء

٢٦٦

ويتضح من هذا الشكل أن أركان املسئولية االجتامعية للبنك اإلسالمي تتمثل :فيام ييل

:التكليف باملسئولية .١

وذلك مـن -بحانه وتعاىلوهو اهللا س–ويشري هذا الركن إىل مصدر التكليف وتبـدو . خالل منهجه ورشعه الذي سنه لعباده لاللتزام به يف كافـة معـامالهتم

:أمهية هذا املنهج يف البنك اإلسالمي ملا ييلوحدة املـصدر وثبـات أوامـره وعـدم التـشتت يف االلتـزام أمـام .أ

.جهات خمتلفةإيـضاح كيفيـة إجـراء معـامالت البنـك يف خمتلـف املجــاالت .ب

.نشطةواأل .حتقيق العدالة والتوازن بني خمتلف الفئات املرتبطة بالبنك .ج .وضوح اجلزاء املقابل ألعامل البنك اإلسالمي .د

."اجلزاء"وهلذا فإن التكليف يرتتب عليه ركن عز –إن البنوك اإلسالمية تعمل عىل حتقيق اإلنامء اجلاد وفق منهج ورشع اهللا

الجتامعية للبنك يصدر عن إيامن أفراده ولذا فإن اإلحساس باملسئولية ا-وجلبمسئوليتهم يف حتقيق األهداف التي أمر هبا اهللا سبحانه وتعـاىل، وذلـك بتيـسري تداول األموال واالنتفاع هبا والعمل عىل حتريكها وتوظيفهـا يف خدمـة األفـراد

٢٦٧

ل اهللا أن املال مـا: واملجتمع يف األنشطة التي أحلها اهللا، واملبدأ العام احلاكم هنا : وأن الناس مستخلفون فيه تصديقا لقوله تعاىل

وا باهللا ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفني فيه فالـذين آمنـوا مـنكم [ آمن وأنفقوا هلم أجر كبري ).٧: سورة احلديد(]

وآتوهم من مال اهللا الذي آ[ تاكم )٢٣: سورة النور (]إن األسس التي حتكم أعامل البنك اإلسالمي تفـرض عليـه مراعـاة مـصدر التكليف واآلمر به هـو اهللا سـبحانه وتعـاىل ممـا يزيـد مـن قـدرهتا عـىل حتمـل مسئوليتها االجتامعية عن طواعية وباختيارها الذايت النابع مـن إيامهنـا بمـصدر

.و رهبة من قانونالتكليف وليس خوفا من ضغط أ :دافعية االلتزام ومبادئ التطبيق .٢

ويتمثل يف قبول امللتزم وهو البنك اإلسالمي للتكليف املوكل إليه، وااللتزام بأداء دوره االجتامعي يف املجتمـع مـن خـالل وفائـه بمـسئوليته االجتامعيـة يف

وهلـذا . هاملجاالت املختلفة جتاه األطراف املتعددة سواء داخل البنك أو خارجـ ."جماالت املسئولية االجتامعية"فإن االلتزام يرتتب عليه كل

إن دافعية التزام البنك اإلسالمي للوفاء بمسئوليته االجتامعية تبنى عىل إدراك مسامهي البنك والعاملني به لغايات وأهداف تـداول األمـوال كـام حـددها اهللا

ح والعوائـد املاديـة يف ظـل سبحانه وتعاىل، وذلك رغبة منهم يف حتقيـق األربـا .االلتزام باملنهج الذي خططه اهللا لعباده

٢٦٨

ويساعد البنك اإلسالمي عىل الوفاء بمسئوليته االجتامعيـة، التزامـه بتطبيـق :بعض املبادئ والقواعد أمهها

فال يقبل البنك نشاطا إال بعـد التأكـد : قاعدة احلالل واحلرامإتباع الرشعية اإلسالمية بام يساعد عـىل من رشعيته ومسايرته ملقتضيات

.انتقاء األعامل واألنشطة واخلدمات الصاحلة والرشعيةحيث تساعد تلـك اهليئـة يف تـصحيح : وجود هيئة الرقابة الرشعية

األنشطة واخلدمات التي تثور حوهلا الشكوك وتبحث مدى مسايرة النشاط أو اخلدمة ملقتضيات الـرشيعة، وتـساهم يف بيـان األنـشطة

.الربامج االجتامعية التي يمكن للبنك تقديمهاوفيلتزم البنك اإلسالمي بتقـسيم األمـوال طبقـا : مبدأ الغنم بالغرم

ملبدأ الغنم بالغرم بام يقتيض االهتامم بنتائج األعامل ومـا حتققـه مـن .عوائد وعدم تركيز اخلسارة عىل جانب واحد فيحدث الظلم

املبدأ البنـك بـرضورة االهـتامم ويلزم هذا: مبدأ ال رضر وال رضار باألعامل واألنشطة واخلدمات التي يقدمها، فال يرتتب عليها رضر

.يلحق بأحد املتعاملني معه أو يلحق بالبيئة التي يامرس فيها نشاطه :جماالت املسئولية االجتامعية

تتعدد عالقات البنك بعنارص وفئات املجتمع املختلفة فتتكون لديه عالقـات فراد واجلامعات واملنظامت العامة واخلاصة واملـنظامت احلكوميـة والدوليـةباأل

هذا إىل جانب اختالف طبيعة هذه العالقات، فليست عالقة دائن ومديونية فقط

٢٦٩

كالتي حتكم أنشطة وخدمات البنك التقليدي، وإنام هي عالقات تقوم عىل مبدأ ة التـأثري املتبـادل بـني البنـك املشاركة واملضاربة اإلسالمية وبالتايل تتـسع دائـر

.اإلسالمي والبيئة املحيطةوهكذا تساعد طبيعة عمل وعالقات البنوك اإلسالمية عـىل تعـدد األنـشطة والربامج االجتامعية التي يمكن للبنك من خالهلا الوفاء بمسئوليته االجتامعية،

:حيث جيب عىل البنوك اإلسالمية أن تعمل عىللتمويلية الفريدة للمستثمرين واملجتمعـات تقديم عدد من الصيغ ا .أ

املشاركة، واملضاربة، واملرابحـة، : التي تعمل فيها، ومنها عىل سبيل املثال :واالستثامر املبارش، مما يؤدي إىل

املسامهة يف مواجهة املشكالت امللحة يف املجتمع كاإلسكان .١ .إلخ... واألمن الغذائي والنقل واملواصالت

ل والعاملـة وحتقيـق الرفاهيـة والرخـاء توفري فرص التشغي .٢ .للمجتمع

تصحيح وظيفة رأس املال يف املجتمع، والعمل عىل حتريك .٣ .الثروة وتداوهلا وإعادة توزيعها وحماربة االكتناز

إحداث التزاوج بني عنرصي رأس املال والعمل، وبالتـايل تنقيـة .ب رم يف املعامالت املعامالت املالية واالستثامرية من الربا، ومن كل ما هو حم

املالية والتجارية، وتشجيع األيدي العاملة عىل الكسب احلالل بام يساهم .يف القضاء عىل البطالة

٢٧٠

املسامهة يف تدعيم البنية االجتامعية للمجتمع اإلسالمي واالهتامم .ج بتحقيق العدالة االجتامعية وذلك عن طريق جمموعة األساليب والوسائل

:ومن أمهها .مالت املحرمة رشعا وما ينتج عنها من آثار ضارةجتنب املعا • .االهتامم بتحصيل الزكاة وإنفاقها يف مصارفها الرشعية •منح القروض احلسنة والقروض اإلنتاجية، واالهتامم بالصناعات •

.الصغرية واحلرفيةإثراء الثقافة اإلسالمية والفكر اإلسالمي والعمل عىل نرش الوعي •

جتمع، خاصة يف فقه املعامالت، وذلـك مـن املرصيف بني أفراد املخالل إصدار ونرش الكتـب والـدوريات والنـرشات اإلسـالمية

.وإقامة الندوات واملؤمترات التي ختدم هذا الغرضجذب األموال التي كانت حمبوسة عن التشغيل يف أيدي املتورعني •

عن التعامل بالربا مع جمموعة البنوك القائمة، أو الـذين يـشكون ستغالل البنوك التقليدية ألمواهلم مقابل سعر فائدة منخفض يف ا

ال يعكس قيمتها احلقيقية مما يؤدي حلجبها واكتنازها بـام ال يفيـد .املجتمع

:التقييم واجلزاء ويكون اجلزاء بناء عىل مدى التـزام البنـك اإلسـالمي يف الوفـاء بمـسئوليته

.ليفاالجتامعية وانتهاج املنهج الذي خطه مصدر التك

٢٧١

وناقش الباحث يف املبحث الثالث القوى والعوامل الواقعـة ملامرسـة البنـوك :ومن أهم هذه العوامل ما ييل. اإلسالمية مسئوليتها االجتامعية

تكوين االجتاهات اإلجيابية لـدى املـسئولية يف البنـك اإلسـالمي نحـو .١ :املشاركة االجتامعية

نوا من املسلمني ويؤمنون بفكرة يشرتط يف العاملني بالبنك اإلسالمي أن يكوولذا جيب اختبارهم ودراسة اجتاهاهتم والوقوف عىل . وتطبيق البنوك اإلسالمية

وكذلك وضع برامج تدريبية للمديرين احلاليني ملعاونتهم . مهاراهتم االجتامعيةعىل تنمية بعـض القـيم الدينيـة أو االجتامعيـة الـرضورية ألغـراض املـسئولية

:مكن تدعيم تلك االجتاهات من خالل عدد من املتغريات أمههااالجتامعية وي :املتغريات التي هتتم باالندماج واملشاركة االجتامعية للمدرين .١.١

مثل الرغبة يف مصاحبة اآلخرين، الشعور باالرتياح عند االشرتاك مع الزمالء .إلخ... يف عمل ناجح

: املجتمعاملتغريات املتعلقة بأمهية ومكانة البنك اإلسالمي يف .١.٢وأمهها املكانة الدينية باعتبار أن البنك يمثل منظمة إسالمية يراقـب املجتمـع كل ترصف فيه وحيسبه من وجهة نظر إسالمية، وكذلك املكانة املالية وترمز إىل

.مكانة البنك املالية ومدى قدرته عىل حتقيق أهداف البنك واملجتمعمي يف خدمـة البيئـة االقتـصادية املتغريات املتعلقة بدور البنك اإلسال .١.٣

:واالجتامعيةتؤثر البنوك اإلسالمية وتتأثر بالعوامل االقتصادية واالجتامعية بصفتها أحـد اهلياكل املالية من خالل جمموعة القيم التي يعتنقها البنـك اإلسـالمي واملبـادئ

٢٧٢

إن ولـذا فـ. التي يؤمن هبا لتحقيق دوره بني جمموعة اهلياكل والعنارص األخرىالبنك اإلسالمي مطالب بأن يراعي يف استثامراته وعملياته التمويليـة وأنـشطته االجتامعية األولويات التي حتـددها خطـة التنميـة االقتـصادية واالجتامعيـة يف

.الدولة وأنشطة وخدمات املنظامت األخرى االهتامم بالقضايا واملـشكالت االجتامعيـة يف املجتمـع يتكامـل مـع أعـامل :كالبنو

مثل جلان الزكاة ورعاية الفقراء واأليتام وحمـدودي الـدخل، والتعـاون بـني البنك اإلسالمي واملنظامت األخرى ملامرسة تقديم األنشطة يف جماالت املسئولية

.االجتامعية املتعددة جتاه املجتمع تطوير وتنمية التوجهات املرصفية بام خيدم أداء البنك اإلسـالمي ملـسئوليته

:عيةاالجتاممثل تيـسري لـوائح وقـوانني البنـك ألداء خمتلـف أنـشطة وبـرامج املـسئولية االجتامعية بام حيقق األرباح للمسامهني، وإسهام القرارات التي يتخـذها جملـس إدارة البنك اإلسالمي من آن ألخر يف حتديد طبيعة وجمـال األنـشطة والـربامج

.التي يلتزم هبا البنك اإلسالمي

٢٧٣

تعاون بني البنـوك اإلسـالمية وغريهـا مـن البنـوك، وحـضور وثمة أوجه للاملؤمترات والندوات التي تعقدها البنوك التقليدية والبنـك املركـزي واملـشاركة

.فيها باألبحاث واآلراء :تنمية وتطوير كفاءة الكوادر املرصفية يف البنوك اإلسالمية

مية والتفكـري املنطقـي جيب أن تعمل البنوك اإلسالمية عىل توافر املهارة العلومبادئ البحث العلمي، واملهارة الفنية والتقنية والقدرة عىل اسـتعامل البيانـات

.واملعلومات وكذلك املهارات السلوكية لدى العاملني هباثم قدم الباحث يف هناية الكتـاب نموذجـا مقرتحـا إلدارة أنـشطة املـسئولية

:االجتامعية للبنوك اإلسالمية تناول فيه .هدف املسئولية االجتامعية يف البنك اإلسالمي .١أنشطة وجماالت املسئولية االجتامعية التي يمكن للبنـك اإلسـالمي .٢

.تبنيهاــسئولية االجتامعيــة يف البنــك .٣ ــوات اختيــار وإدارة نــشاط امل خط

.اإلسالميالنقاط الواجب أخذها يف االعتبـار عنـد إدارة املـسئولية االجتامعيـة .٤

.فةألنشطتها املختل .تطبيق الربنامج املقرتح حلل مشكلة البطالة يف مرص .٥

٢٧٤

قياس وتوزيع الربح في البنك اإلسالمي: اسم الكتاب -٢٩ كوثر عبد الفتاح محمود األبجي. د. أ: المؤلف

، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر . ص٢٦٢

التي سات يف االقتصاد اإلسالميدراهو الكتاب التاسع والعرشون يف سلسلة ويتعـرض البحـث ملـشكلة الـربح العـاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها

باعتبارها من أهم املشكالت املحاسبية التي تواجه البنك اإلسالمي، ألهنا ترتبط وقـد تعرضـت الباحثـة ملوضـوع قيـاس الـربح . بحقوق مالية لفئات متعـددة: الفـصل األولنـاقش . من خـالل أربعـة فـصولوتوزيعه يف البنك اإلسالمي

الربح باعتباره هـدف األعـامل سـواء يف األنـشطة التجاريـة املعتـادة أو يف فقـه وخالل املبحـث األول مـن هـذا الفـصل قامـت . املضاربة أو يف علم املحاسبة

الباحثة بدارسة طبيعة الربح يف الفقه اإلسالمي واملحاسـبي وارتباطـه بـالبنوك : ة من خاللاإلسالمي

: طبيعة الربح في الفقه اإلسالمي: أوالالفـضل عـىل رأس املـال الـذي : ينظر إىل الربح يف الفقه اإلسالمي عـىل أنـه

يتحقق من التجارة، ورشعا مطلوب أن يصاحبه اهلدى، فقد يظفر التاجر سالمة ح يطلق ولذا فالرب. رأس املال والربح مع الضاللة التي تضيعه يف الدنيا واآلخرة

عـىل عائـد النـشاط التجـاري بــصفة خاصـة دون سـائر األنـشطة االقتــصادية .األخرى

٢٧٥

: التفرقة بين الربح وعناصر اإليراد األخرىكام عرف سابقا فالربح هو الفضل عىل رأس املال، ولذا وضع العلامء مفهوما

مستقال لكل نوع من اإليراد طبقا ملـصدره، فالنتـاج يقـصد بـه تنـامي املاشـية، : واإليراد التجاري ال يعترب مجيعه ربحا بل يقسم إىل ربـح. والريع عائد األرض

اإليراد الناتج عـن عـروض : وهو الفرق بني تكلفة السلعة وسعر بيعها، والغلة .اإليراد الناتج عن بيع عروض التقنية أو األصول الثابتة: التجارة، والفائدة

:طبيعة الربح في الفقه المحاسبيالربح املحاسبي يتحقق فعال ببيع البـضاعة فعـال، والـربح املقـصود يف علـم املحاسبة هو صايف اإليرادات مجيعها بعد خـصم التكلفـة اخلاصـة هبـا يف مجيـع

.املرشوعات : أسباب استحقاق الربح في الفقه اإلسالمي: ثانيا

:يحددت الباحثة ثالث علل الستحقاق الربح يف النشاط التجاري وهوهو أصل اسـتحقاق الـربح دومـا، وعـىل ذلـك ال : رأس املال §

يف عقـد -يشرتط حتديد نصيب رب املال مـن حـصته يف الـربح . وال تفسد املضاربة بعدم التحديد-املضاربة

.يستحق الربح بالعمل إذا كان االتفاق بدء بني الرشكاء: العمل § .ال مالتقديم الضامن يوجب الربح بدون تقديم عمل و: الضامن §

:طبيعة العالقة بين البنك اإلسالمي والمودعين: ثالثامتت مناقشة هذه العالقة يف ملخصات لكتب سابقة عىل هذا البحث ويمكن

:إجياز هذه العالقة يف الصور التالية

٢٧٦

تقوم عىل تفويض البنك تفويضا مطلقـا يف اسـتثامر "مضاربة مطلقة" § .املال فيام أحل اهللا

. بجعل يف الودائع املخصصة يف املحفظة العقاريةعالقة الوكالة § .عالقة املضاربة اخلاصة يف الودائع املخصصة يف أنشطة جتارية مستقلة §العالقة املزدوجة لكل من املضاربة املطلقة والوكالة بجعل يف الودائع §

.االستثامرية العامة :طبيعة استثمار األموال في البنك اإلسالمي: رابعا

سالمي خصوصيته يف توظيف أمواله يراعي فيها أحكـام الـرشيعة للبنك اإل :اإلسالمية، وقنوات االستثامر وتكون كاآليت

حيـث ال يناســب البنـوك اإلسـالمية قنــوات : التجـارة املبـارشة )أ (التـسليف، : التوظيف املرصفية املعتادة التي تقوم عىل الفائـدة مثـل

تنقــسم قنــوات و. وخــصم األوراق املاليــة، واإلقــراض بالفائــدةويقوم البنك هبا بنفسه، أو مرابحات فورية . التجارة إىل اجتار مبارش

وآجلة من خالل رشاء بضاعة لآلمر بالرشاء وإعادة بيعها، أو البيع .بالتقسيط واألجل والتأجري

وهي األنشطة التي يقوم فيها بتمويـل : أنشطة أخرى غري مبارشة )ب (ام املـضاربة أو املـشاركة، احتياجات قطاعات األعامل األخرى بنظ

.إلخ...وقد تكون مشاركات جتارية أو صناعية أو زراعية أو خدمية

٢٧٧

مثل استثامرات يف إنشاء رشكات جديدة : أنواع التوظيف األخرى )ج (أو االشرتاك بحـصص يف رشكـات قائمـة، أو قيـام البنـك بتـأجري

.العقارات أو املعدات اإلنتاجية يتعرض البحـث لدراسـة حتليليـة لكـل مـن يف املبحث الثاين من هذا الفصل :عنارص اإليرادات والتكلفة يتناول

وتقسم إىل اثنني ختتص إحدامها بقياس اإليـرادات : قياس اإليرادات §قياس اإليرادات التـي ختـص كـال مـن : التي ختص املسامهني والثانية

.املسامهني واملودعني اإلسالمي مع حيث يشرتك البنك: قياس إيرادات اخلدمات املرصفية §

البنك التجاري يف تقـديم اخلـدمات املـرصفية التـي تتطلبهـا حاجـة إدارة أعامهلم، تقديم املشورة الفنية واالقتـصادية، رشاء : العمالء مثل

ويستلزم ذلك أن يقدم . إلخ...وحفظ األوراق املالية، تأجري اخلزائن، تمثـل يف وي: البنك مقومات ألداء هذه األعـامل تتمثـل يف رأس املـال

.املباين الالزمة إلجراء النشاط بام حتويه من أصول رأسامليةفمثال يف رشاء األوراق املالية أو تقديم اخلربات الفنيـة : العمل -

.واالقتصاديفال شك أن شـهرة البنـك وسـمعته : الشهرة واالسم التجاري -

.إحدى مقومات نجاحه وإقبال العمالء عليه

٢٧٨

مات املـرصفية باملـسامهني دون املـودعني ويـتم وبالتايل ختتص إيرادات اخلد .قياسها طبقا ملبدأ االستحقاق املحاسبي

ركـزت الباحثـة يف هـذا : قياس إيرادات التوظيف واالسـتثامر §املجال الذي خيص املسامهني واملودعني عىل النقطة الزمنية التـي يـتم

.عهفيها حتقق اإليراد وإثباته دفرتيا لدى البنك لقياسه ثم توزييقـوم عــىل أسـاس نــضوض : حتقـق اإليـراد يف فقــه املـضاربة §

األموال أي حتويلها إىل صورة نقدية وحتول العروض إىل نقد، وإذا تم توزيع ربح بني املتعاقدين كان ذلك حتت التسوية حتى يتم بيع كافـة

.العروض أو األصولــوك اإلســالمية § ــراد يف البن يقــوم البنــك بتجميــع : حتقــق اإلي

ت واســتخدامها يف مــشاريع متعــددة تقــوم عــىل املــشاركة املــدخراواملضاربة وتدار هذه األعامل باستمرار وهلا شخصية اعتبارية وبالتايل حساب الربح بمبدأ النضوض ال يناسب دورية البنـك واسـتمراره، ولذا يمكن اجلمع بني فرض االستمرار مع مبـدأ النـضوض يف فكـر

:حماسبي من خالل :الدورية: أوال

أي مبدأ الدورة والتي قد حتدد ملدة سنة يتوقـف فيهـا العمـل لقيـاس نتـائج برشط أن يتم الرشط عىل الدورية يف رشط . األعامل ولقد أجاز الفقهاء مثل ذلك

.التعاقد

٢٧٩

: التفرقة بين العمليات اإليرادية والرأسمالية: ثانياإلســالمي حيـث ختــتص األوىل بأنــشطة املــرشوع اجلاريــة وهــي يف البنــك ا

عمليات التوظيف واالستثامر، أما الثانيـة تتمثـل يف تكـوين وإنـشاء البنـك أو ولذا يلزم التفرقة بينهام وعدم اخللط حتى ال تتداخل احلقوق . التوسع الرأساميل

.واألرباح :استخدام مبدأ االستحقاق: ثالثا

ذلك أي تسجيل التكاليف اخلاصة بالفرتة بغض النظر عـن حتققهـا أم ال وكـاإليرادات، وال يتعارض هذا املبدأ مع املـضاربة إال يف حالـة اإليـرادات حيـث يفرتض أن حيدث النضوض، ويمكن التغلب عىل ذلك بتكوين خمصصات ديون

.مشكوك فيها أو تطبيق األساس النقدي بالنسبة لإليرادات فقطتكوين مخصصات استهالك األموال الثابتة ومخصصات األموال : رابعا

:لمتداولةاحيـث تقـسم تكلفـة األصـول الثابتـة : خمصصات األصول الثابتة -

التارخيية عىل حياة هذه األموال، وهي تكلفـة حمـسوبة عـىل أربـاح البنك ويتحملها املسامهون وحدهم، ويرحل جمموعها إىل احلساب اخلتامي الذي خيتص بالتكلفة املحملة عىل املسامهني للوصـول إىل

.سامهنيصايف أرباح اململواجهـة خـسائر مؤكـدة احلـدوث : خمصصات األصول املتداولة -

وغري حمددة املقدار، أو ديون معدومة، أو خسائر تنـتج عـن تلـف

٢٨٠

بعض عنارص املتاجرة، أو فقد أو تلف األصول املعـدة للتـأجري يف وإذا قـــررت اإلدارة عـــدم احلاجـــة إىل هـــذه . نـــشاط التـــأجري

املــسامهني واملــودعني، أو املخصــصات يــتم توزيــع قيمتهــا عــىل .ويف حالة التصفية يمكن توزيعها عىل الفقراء. استثامرها

:إظهار النتائج بصفة تقريبية: خامساإذ تؤدي هذه الطريقة إىل قياس ربح تقـديري بنـسبة معينـة، وقيـاس الـربح وتوزيعه بني املتعاقدين يتوقف عىل رضائهام بشكل أسايس، وكذلك فإن رد املال

املال يمكن أن يكون نقدا إذا نض املـال، ويمكـن قيـاس الـربح دوريـا يف لرب البنك بشكل تقريبي لكل مـن املـسامهني واملـودعني بـرشط توضـيح ذلـك يف

.رشوط التعاقد

:وفيام خيص عنارص التكلفة تويص الباحثة بام ييلخصم عنارص التكلفة التارخيية املبـارشة املرتبطـة بنـشاط املـضاربة -

مشية مع ما تعارف عليه املجتمع يف احلاالت املثيلة من إيرادات واملت .املضاربة

ال حتمل عنارص التكلفة غري املبـارشة أو الـضمنية عـىل إيـرادات -املضاربة، وإنـام خيـتص هبـا املـسامهون دون املـودعني، إذ تعتـرب نصيب املسامهني من عبء العمـل الـذي حيـصلون مقابلـه عـىل

.حصة املضاربة

٢٨١

االستفاضة يف دراسة قياس الربح يف الفصل األول تنتقل بنا الباحثة إىل وبعد دراسة توزيع األرباح واخلسائر؛ فقه املضاربة، بالتطبيق عىل البنك اإلسالمي يف

ويتعلق املبحث األول من هذا الفصل بدراسة أسس توزيع الربح . الفصل الثاين .واخلسارة يف فقه املضاربة

: لربح في فقه المضاربةأسس توزيع ا: أواليشرتط يف عقد املضاربة أن يتم توزيع الربح بني املتعاقدين بأي نسبة يرتاضيان عليها، وتكون حصة شائعة أو نسبة معينة، وكذلك توضيح حصة العامل عنـد التعاقد بام ال يدع جماال للشك، وربح رب املـال حـق أصـيل وإن مل يـتم حتديـد

.مل يف ربح املضارب يستحق بالرشطنصيب رب املال، وحق العا :المضاربة الفاسدة: ثانيا

نتيجة رشوط مفسدة للعقد وهي ما تعود جلهالة، وهنا يفسد الرشط والعقد، فإن فـسدت . ورشوط غري مفسدة كضامن املال وهنا يبطل الرشط ويصح العقد

املضاربة أو فسد أحد رشوط العقد كان للعامل نصيب من الربح يف حـدود مـاتعارف عليه املجتمع من نسب شائعة، وإن مل يتحقق ربح مل يكـن للعامـل يشء

.مقدر يف ذمة رب املال : توزيع الخسائر والتلف في فقه المضاربة: ثالثا

يتم تغطية النقص أو التلف من الربح، فإن مل يكـف يعتـرب الفـرق مـن رأس . عنهعترب مسئوالاملال، أما التلف عمدا من العامل يطالب به من أحدثه وي

٢٨٢

:ضمان رأس المال والربح: رابعااخلسارة يف رأس املال يتحملها رب املال وحده، أما األسـباب التـي توجـب حتمل العامل اخلسائر دون رب املال، خمالفة بعـض رشوط التعاقـد، والتقـصري والتفريط يف حق من حقوق مال املضاربة، أو إذا اشرتى بأكثر من املثـل أو بـاع

.أقل من املثل، باإلضافة إىل أسباب أخرى يرجع إليها يف الكتاببويناقش املبحث الثاين من هذا الفـصل توزيـع األربـاح واخلـسائر يف البنـك

:اإلسالمييتم توزيع الربح يف البنك اإلسالمي بفـصل حـصة املـضاربة أوال، .١

وذلك برضب صايف عوائد التوظيف واالستثامر يف حصة املـضاربة .ق االتفاق عليها مع املودعنيالساب

توزيع باقي الربح بني كل من املودعني واملسامهني عىل أن يراعى ما .٢ :ييل

تناسب الربح املوزع عىل مقدار حـصص األمـوال املقدمـة، فـال )أ (جيوز تفاوت نسب الربح املوزعة بني كل من املسامهني واملـودعني عـىل

.رؤوس أمواهلمني رأس مـال املـسامهني الـذي يتم حتديد أساس توزيع الـربح بـ )ب (

األربـاح + االحتياطيـات املحتجـزة + رأس املال املـدفوع : يتكون منوبني ) اإلنشاءات حتت التنفيذ+ صايف تكلفة األصول الثابتة (-املرحلة

:الودائع ويتم حساهبا كام ييل

٢٨٣

.ال تدرج الودائع اجلارية ألهنا حتت الطلب دائام -وفري عـىل أسـاس اسـتحقاقها تدرج ودائع االستثامر والت -

مجيعــا للــربح بعــد حتويلهــا إىل ودائــع ســنوية وخــصم نــسبة االحتياطي املحتجز ألغراض السحب املفاجئ، ثم يتم توزيـع

.الربح بني هذه الودائع باستخدام طريقة النمريتم احتجاز االحتياطيات من أموال املسامهني وتعترب توزيعا للربح .٣

.وليست عبئا عليه معاجلة مكافآت جملس اإلدارة وهيئة الرقابة الرشعية عىل أساس يتم .٤

أهنا عـبء عـىل الـربح وليـست توزيعـا لـه وتـستقطع مـن أربـاح .املسامهني فقط

يتم معاجلة أرباح العاملني عىل أساس أهنا عبء عىل اإليراد وحتمل .٥ .عىل املسامهني أيضا دون املودعني

عـىل أربـاح املـسامهني دون يتم حتمل خـسائر املخالفـة والتقـصري .٦املودعني ألن اإلدارة التي حتدث هذه اخلسائر وتتسبب فيهـا تعمـل

أما إذا حدثت اخلسائر عمدا فيجب أن . يف ذمة املسامهني ولصاحلهم .يتحملها اجلاين وال حتمل عىل أرباح املسامهني

لبنـك ناقشت الباحثة أساسيات إعداد القوائم املاليـة يف االثالث الفصلويف اإلسالمي، حيث ناقش هذا الفصل أمهيـة القـوائم املاليـة يف النظـام املحاسـبي باعتبارها الثمرة التي هيدف النظام املحاسبي للوصول إليها، وأهـم الـسياسات

٢٨٤

املحاسبية الواجب مراعاهتا عند إعداد القوائم املالية يف البنـك اإلسـالمي، ثـم :صلت إىل النتائج التاليةتعرض تفصيال ألنواع هذه القوائم، وتو

تعترب سياسة اإلفصاح من أهم السياسات التي جيب أن يراعيها النظـام :أوالاملحاسبي يف البنك اإلسالمي ورضورة توفري حد أدنى منها يصلح للوقوف عىل معلومات رضورية لكل من املسامهني واملودعني عىل وجه خـاص، كـام يمكـن

ة البنك لعدة فـرتات زمنيـة وبـني البنـك وسـائر اإلفصاح من املقارنة بني أنشط .البنوك األخرى

جيب العناية بسياسة األمهيـة النـسبية حتـى يمكـن تركيـز اإلفـصاح يف :ثانياالقوائم املالية عىل العنـارص املاليـة ذات الداللـة اخلاصـة، مثـل اإلفـصاح عـن

تغطيتهـا حسابات املخصصات وطريقة التعرف عليها ونوعية اخلسائر التي تممنها، مع تاليف اإلفصاح عن املعلومات ذات القيمة االقتصادية التافهة والداللة

.املحددة جيب تطبيق سياسة احليطة واحلذر حيث تتفق متاما مع فقه املضاربة مـن :ثالثا

ناحية، كام أهنا تتناسب مع احتياجات البنك اإلسالمي الـذي يتعـرض ملخـاطر ويتطلب ذلك تكوين املخصصات الالزمـة . إلخ..شاركة كثرية يف االستثامر وامل

وتقويم املخزون بالتكلفة أو السوق أهيام أقل واستخدام مبدأ النـضوض وهـو األساس النقـدي يف إثبـات اإليـراد وأسـاس االسـتحقاق يف إثبـات التكلفـة،

.واالحتياط ضد أي خسائر أو أعباء يف املستقبل

٢٨٥

ت يف استخدام األسـس واملبـادئ املحاسـبية سياسة الثباإتباعرضورة : رابعاحتى ال يكون التغيري فيها وسيلة إىل تغطية سياسات استثامرية أو إدارية خاطئـة

.أو التعمية عىل أي معلومات تشري إىل تدليس أو غشجيب أن يتم إمساك جمموعـة دفـاتر ماليـة إحـصائية متثـل حـسابات : خامسا

املبيعات، / مردودات املشرتيات، وحـ/ وحـاملشرتيات، / مراقبة رئيسة مثل حـ .إمجايل املدنيني/ مردودات البيع، حـ/ وحـ

يتم إعداد القوائم املاليـة يف حالـة خلـط أمـوال كـل مـن املـسامهني : سادسا :واملودعني من خالل ثالث مراحل

.لقياس أرباح املودعني وتوزيعها عليهم: األوىل .لقياس أرباح املسامهني: الثانية

.لتوزيع أرباح املسامهني: لثالثةاأما إذا خلط أموال املسامهني ببعض ودائع االستثامر، واستثامر بـاقي الودائـع منفردة، فيتم إعداد احلسابات اخلتاميـة للمـسامهني واملـودعني بـنفس الطريقـة السابقة وتصوير حسابات مستقلة للودائع املستثمرة منفردة يتم فيها قياس الربح

:مبادئ املحاسبية والعرف املتفق عليه، ثم يتم توزيع العائد كاآليتطبقا للحصة مضاربة للبنك مقابل العمل وترحل للمرحلة الثانية من -

.احلسابات اخلتامية للبنك مع سائر إيرادات املسامهني .حصة رأس املال للمودعني وترحل إىل حساباهتم -

٢٨٦

وتم استثامر باقي رأس املال إذا تم خلط كل الودائع ببعض رأس املال: سابعامنفردا فيتم إعداد حسابات ختامية لكل املسامهني واملودعني بالطريقة السابقة، ثم تصوير حسابات مـستقلة السـتثامرات بـاقي رأس املـال يرحـل عائـدها إىل

.املرحلة الثانية اخلاصة بقياس أرباح املسامهنيتم اسـتثامر كـل مـن أمـال املـسامهني إذا مل يتم خلط األموال باملرة، أو : ثامنا

واملودعني منفردة، فيتم إعداد حسابات ختاميـة تقليديـة للبنـك بمقابلـة كافـة املرصوفات اإلدارية واملرصوفات االستثامرية التـي ختـصه مـع كافـة إيراداتـه،

.وتوزيع الناتج طبقا ملتطلبات القانون واجلمعية العموميةقلة خاصــة بــأموال املــودعني بمقابلــة ويـتم إعــداد حــسابات ختاميــة مــست

مرصوفات استثامراهتم املبارشة باإليرادات املتحققة، ويتم توزيع الصايف بخصم الـسابق –املضاربة أوال وتعليتها عىل حساب األرباح واخلسائر اخلاص بالبنـك

. ثم ترحيل باقي الربح حلسابات املودعني-اإلشارة إليهاركز املايل طبقا لألمهية النـسبية للعنـرص وطبقـا ملـا يتم إعداد قائمة امل:تاسعا

.تعارف عليه العرف املرصيف دراسة تطبيقية للقوائم املالية املنشورة يف عدد من البنوك الفصل الرابعوكان

:اإلسالمية بغرض حتديد اجلوانب اآلتيةطرق قياس الربح املطبقة يف هذه البنوك ومدى متاثلها أو اختالفها -

.قواعد املحاسبية الفقهية السليمةعن ال

٢٨٧

طرق توزيع الربح املطبقة يف البنوك ومدى متاثلها أو اختالفها عن - .القواعد املحاسبية الفقهية السليمة

طرق إعداد القوائم املالية التي تعرب حقيقة عن األسلوب املالئـم - .لطرق قياس الربح وتوزيعه

.سالميةالسياسات املحاسبية املطبقة يف البنوك اإل -

٢٨٨

المنهج المحاسبي لعمليات المرابحة في المصارف : اسم الكتاب -٣٠ اإلسالمية حمد محمد محمد الجلفأ. د. أ :المؤلف .ص٢٢٦، ١٩٩٦، ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: الناشر

هو الكتاب الثالثون يف سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي التي أصدرها ويعنى هذا الكتاب بالنواحي املالية واملحاسـبية د العاملي للفكر اإلسالمي،املعه

ويسهم يف تقديم منهج حماسبي حمدد لعمليات املرابحة بصفة خاصة يف املصارف مـن البحـث يتنـاول املؤلـف القيـاس املحاسـبي الفصل األولويف . اإلسالمية

: املرابحـة لغويـا بأهنـاتعريـفبلعمليات املرابحة يف املصارف اإلسالمية وبـدأ ، "تبادل السلعة أو اخلدمة بثمن معني، عىل سبيل الرتايض، طلبا للربح والـنامء"

أما يف الفقه اإلسالمي فقد اتفق الفقهاء مجيعا عىل اختالف مذهبهم عىل مفهوم بيع بمثل الـثمن األول الـذي قامـت بـه " فهو ال خيرج عن كونه "بيع املرابحة"

."، وزيادة ربح معلوم متفق عليه)أي البائع(مالكها السلعة يف يد من هذا الفصل أسـس حتديـد ثمـن البيـع مرابحـة يف املبحث األولوتناول

.املصارف اإلسالمية :تحديد الثمن األول لبضاعة المرابحة: أوال

استعرض الباحث املذاهب اإلسالمية لقياس الثمن األول لبـضاعة املرابحـة : النحو التايل عىلهاوحتديد عنارص

:يف فقه الشافعي والشيعي يرى فقهاء املذهبني أن يضم املـرابح إىل ثمـن الـرشاء األصـيل كافـة عنـارص التكاليف املراد هبا النامء واالسرتباح، ال جمرد اإلبقاء واحلفاظ عىل امللك، برشط

٢٨٩

.أن يكون دفع مقابال هلا فإذا قال بعت بام اشرتيت مل يـدخل فيـه سـوى الـثمن .لخإ.... الكيال، والدالل، واحلارس، والصباغة أجرولكن يدخل عىل ثمنه

: يف الفقه املالكي فصل فقهاء املذهب املالكي ما جيب إحلاقه بالثمن األصيل للسلعة، مما ال جيب إحلاقه به وقسموا عنارص التكاليف التي ينفقهـا املـرابح عـىل الـسلعة إىل ثالثـة

:أقسام من الربح، وهو ما كان حظيعد يف أصل الثمن ويكون له وهو :القسم األول

.لخإ...غ، الطرزبمؤثرا يف عني السلعة مثل اخلياطة، الص وهو ما يعد يف أصل ثمنه، ولكن ال يكون لـه حـظ مـن الـربح :القسم الثاين

وهو ما كان غري مؤثر يف عني السلعة ومما ال يمكن للبائع أن يتواله بنفسه، كحل الـسلعة ىشرتتـ، وأجرة سمسار أعتيد أال )املخازن( بيوت احلفظ اءكرو: املتاع

.تهإال بواسطيعد يف أصل الثمن، وكذلك ال يكون له حـظ مـن وهو ما ال:القسم الثالث

الربح وهو ما ليس له تأثري يف عني السلعة وممـا جـرت العـادة عليـه أن يتـواله .ها، وسدهايصاحب السلعة بنفسه، كرشاء السلعة وط

يشرتط فقهاء املالكية إلمضاء ما سبق أن يبـني املـرابح هـذه العنـارص عـىل و .وجهها للمشرتي مرابحة

:يف الفقه احلنفي املرابح إىل ثمن رشاء السلعة كل ما جرى يضميرى فقهاء املذهب احلنفي أن

العرف والعادة بني التجار عىل إضافته طاملا أدى ذلك إىل زيادة يف عني السلعة أو .يمتهايف ق

٢٩٠

:يف الفقه احلنبيل يرى فقهاء احلنابلة أنه جيوز أن يضم املـرابح إىل ثمـن الـرشاء األصـيل مجيـع عنارص التكاليف التي أنفقتها عىل السلعة سواء أكانت هـذه التكـاليف مرجـوة

وقد اشـرتطوا لـذلك أن يبـني . لالسرتباح أم جرى العرف عىل إحلاقها أم مل جير .ه للمشرتي مرابحةاملرابح األمر عىل وجه

:ومما سبق يستنتج الباحث بعض األمور املحاسبية وهي عىل النحو التايلاتفاق الفقهاء عـىل أن الـثمن األول لبـضاعة املرابحـة يـشمل .١

عنـارص التكـاليف باإلضـافة إىلتكلفة احلصول عليها أي ثمن الرشاء .املتفق عليها

بعنــارص اتفــق مجهــور الفقهــاء عــىل حتميــل بــضاعة املرابحــة .٢التكــاليف : التكــاليف التاليــة باإلضــافة إىل ثمــن الــرشاء ومــن أمههــا

لـخ إ...الصناعية املبارشة التي تزيد يف عني البيـع مثـل الطـرز والـصبغالتكاليف التسويقية املبارشة والتي يلزم إنفاقها إلمتـام تـسويق الـسلعة

، وهـي مثل محل الطعام، ومحـل املتـاع، والتكـاليف اإلداريـة املبـارشةالتكاليف التي ال غنى عنها للحصول عىل سلعة معينة مثـل الـرضائب

.والرسوماتفق مجهور الفقهاء عىل رضورة اسـتبعاد كافـة العنـارص التـي .٣

.ينفقها املرابح يف شئونه الشخصية، أي املسحوبات الشخصية

٢٩١

يرى الباحث اتفاق مجهـور الفقهـاء عـىل إخـراج املـرصوفات .٤كـأجور ) البنـك أو قـسم املرابحـة يف البنـك(ابح اإلدارية العامة للمر

لـخ مـن عنـارص إ...ومرتبات العـاملني ومـرصوفات امليـاه واإلنـارة .التكاليف الواجب حتميلها عىل بضاعة املرابحة

ةاتفق مجهور الفقهاء عىل عدم حتميل الـثمن األول للـسلعة أيـ .٥ت خــسائر تتعلــق هبــا أو تتعلــق بالنــشاط بــصفة عامــة مثــل الغرامــا

.والتعويضات القضائية مثل مقابـل "التكلفة الضمنية"اختلف الفقهاء فيام بينهم بشأن .٦

. من الغريهعمل صاحب السلعة بنفسه فيها ومقابل عمل متطوع ب :تحديد هامش الربح لعمليات المرابحة: ثانيا

لتحديد هامش الربح لعمليات املرابحة من خالل نسبة مئويـة مـن التكلفـة، الفقهاء يف شأن عنارص التكاليف التي حتـسب عـىل أساسـها نـسبة وقد اختلف

.الربحالتكـاليف + يرى فقهاء املالكية أن حتتسب نـسبة الـربح عـىل ثمـن الـرشاء

الصناعية املبارشة فقط دون التكاليف التـسويقية املبـارشة والتكـاليف اإلداريـة .املبارشة

تـساب نـسبة الـربح عـىل بينام يرى مجهور الفقهاء يف املـذاهب األخـرى اح التكاليف الصناعية + ثمن الرشاء : التكلفة الكلية لبضاعة املرابحة والتي تشمل

.التكاليف اإلدارية املبارشة+ التكاليف التسويقية + املبارشة

٢٩٢

وحول هذين الرأيني يرى الباحث أنه يميـل إىل مبـدأ التوحيـد، أي توحيـد . المية وخاصـة يف القطـر الواحـدأسلوب قياس الربح يف مجيع املصارف اإلسـ

ومن املعلوم أنه ال يوجد يف الفقه اإلسالمي مـا يقـيض بثبـات أو توحيـد نـسبة وأشار إىل رأي . يتقاضاها البائع أو تتوقف عىل ظروف بيعها ورشائهاالتيالربح

بعض املفكرين املعارصين بأنه األفـضل للمـصارف اإلسـالمية عنـد حتديـدها تقوم بالفصل بني قيمة الربح املستهدف نظري املخاطر واجلهـدلنسبة املرابحة أن

وما يقابل التأجيل يف السداد، فاألول جيب أن يكون ثابت للجميع أمـا املرصيف .الثاين فيختلف باختالف مدة التأجيل ودورات التقليب

من الفصل األول ملشاكل قياس تكلفة بضاعة املرابحة املبحث الثاينويتطرق ف اإلسالمية فقد اختلف الفكر املحاسبي يف شأن أساس تقويم تكلفة يف املصار

:بضاعة املرابحة وخاصة يف ظل تغريات األسعار عىل النحو التايلأشـار العديـد مـن الفقهـاء إىل : التقويم عىل أساس التكلفـة التارخييـة .١

استخدام أسـاس التكلفـة التارخييـة باعتبارهـا الـثمن األول كأسـاس املرابحـة يف مجيـع األحـوال والظـروف سـواء اتـسمت لتقويم بضاعة

.األسعار بالثبات أم التغريأي حـساب أي يشء : التقويم عىل أساس التكلفة االسـتبدالية اجلاريـة .٢

يطرأ عىل تكلفة السلعة حني بيعها يف تكلفتها مثل ارتفاع أسعار السلعة، .أو زيادة رضائب املبيعات

ديد لتقـويم بـضاعة املرابحـة يف التقويم عىل أساس أسلوب حماسبي ج .٣، ففي حالة هبوط "الغنم بالغرم"ظل تغريات األسعار، يقوم عىل قاعدة

٢٩٣

جنيه وعند بيعهـا هبـامش ١٠٠األسعار وفرضا اشرتى البنك سلعة بـ البنـك ىيف هذه احلالـة يعطـ. جنيه٩٠انخفض سعرها إىل % ١٠ربح

ح أو بالتكلفة اجلارية مضافا اخليار يف أن يبيع بالتكلفة التارخيية بدون ربأما يف حالة . وذلك أهيام أفضل) جنيه٩٩%=١٠×٩٠+٩٠(إليها ربح

.الربح+ ارتفاع األسعار أو ثباهتا يكون دوما بالتكلفة التارخيية الباحث التقويم عىل أساس التكلفة التارخييـة الـذي ينطلـق مـن مجلـة حيبذو

التكلفة االسـتبدالية اجلاريـة يـستند التقويم عىل أساسكأقوال الفقهاء، وكذل .عىل أنه مبدأ عام للتقويم يف الفكر املحاسبي اإلسالمي

مشكلة قياس تكلفة بضاعة المرابحة في ظل تغيـرات أسـعار : ثالثا :الصرف

ألف دوالر ودفعهـا بالريـال ١٠٠مثل رشاء البنك بضاعة من اخلارج بمبلغ ثم تغـري الـسعر ليـصبح ) دوالر/ رياالت٤( ريال بسعر ٤٠٠.٠٠٠بام يوازي

.إذن ما هو السعر الذي سيتم حساب تكلفة البضاعة عليه) دوالر/ رياالت٥( يــرى فقهــاء املالكيــة إعطــاء املبتــاعني حريــة :رأي املـذهب املــالكي -

االختيار بني الثمن املتعاقد عليه والثمن الذي تم فعال، رشيطة أن يبني .املرابح الثمنني للمشرتي

يرون رضورة االلتزام بالثمن الذي تـم التعاقـد :ملذهب احلنفيرأي ا -عليه أوال، دون الثمن الذي تم نقده فعال .

٢٩٤

ء بـه يف يويرى الباحث ميال للرأي األول ألن بـه عنـرص اخليـار، الـذي جـ ."البيعان باخليار ما مل يتفرقا" rحديث الرسول

مرابحـة للعميـلرشاء البنك بضاعة بعملة أجنبية حمـددة وعنـد بيعهـا .٤يتغري سعر الرصف بني العملة األجنبية والعملـة املحليـة، فقـد تكـون

جنيه مرصي، أما إذا رغب البنـك ٥٦٩٠٠٠تكلفة السلعة يوم الرشاء . جنيه مرصي٥٧٠.٠٠٠٠ يوفريف استبداهلا يوم البيع فيجب عليه أن

شارة يرى الباحث أفضلية حل هذه املشكلة يف إطار األسس السابق اإل . مشكلة قياس تكلفة بضاعة املرابحة يف ظل تغريات األسعارأيإليها،

مشكلة قياس تكلفة بضاعة المرابحة في ظل ما يطرأ عليها من : رابعا :تغيرات

احتامالت فيام يتعلق بالتغريات التـي قـد تطـرأ ةأشار الباحث إىل وجود ثالث :عىل بضاعة املرابحة وذلك عىل النحو التايل

حدوث التغري يف السلعة بالنامء والزيادة: تامل األولاالحتناول الباحث بالدراسة والتحليل التغـريات التـي تـصيب بـضاعة املرابحـة

:فيام ييلنوجزها بالنامء والزيادة، من خالل عدد من النقاط ا بالسلعة حال التعاقد أمجع الفقهاء عىل أن النامء إذا كان موجود §

عىل الثمن األول الذي ) أي األصل والنامء( معا امعليها، فإنه جيب بيعه .تم الرشاء به

اختلف الفقهاء يف حكم النامء الذي يصيب بضاعة املرابحة بعد §عـدا –فقد رأى مجهور الفقهاء . التعاقد عليها، ومتليكها بواسطة املرابح

٢٩٥

أن النامء املنفصل يف هذه احلالة حق خالص للمـرابح، يأخـذه -احلنفيةهذا يف حني يـرى فقهـاء احلنفيـة . األصل فقط عىل الثمن األولويبيع

.رضورة ضم النامء إىل األصل، وبيعهام معا عىل الثمن األولأشار فقهاء احلنابلة إىل حكم النامء املتصل الذي يصيب بضاعة §

املرابحة بعد التعاقد عليها ومتلكها من قبل املرابح، حيث قالوا برضورة .ء عىل أساس الثمن األولبيع األصل مع النام

.انتفاع املرابح بالسلعة بعد تعاقده عليها ومتلكها: االحتامل الثاينتناول الباحث بالدراسة والتحليل حكم انتفاع املرابح بالسعلة بعـد تعاقـده

:عليها ومتلكها، وذلك من خالل النقطتني التاليتنيع ببـضاعة أمجع مجهور الفقهاء عىل أن من حـق املـرابح االنتفـا §

انتفاع مل حيلـق هاملرابحة، ثم بيعها مرابحة عىل الثمن األول نقدا طاملا أن .هبا أي نقص أو عيب

أمجع مجهور الفقهاء عـىل أنـه إن كـان انتفـاع املـرابح ببـضاعة §املرابحة انتفاعا معيبا أو منقصا لذاهتا، فإن عليه أن يبني األمر عىل وجهه

من الثمن األول ما يقابل هـذا الـنقص أو للمشرتي مرابحة، وأن حيط .العيب

:حدوث التغري يف السلعة بالنقص أو بالعيب: االحتامل الثالثص أو عيـب يف يـد قـأشار الباحث إىل حكم ما يصيب بضاعة املرابحة من ن

:املرابح، وذلك من خالل النقطتني التاليتني

٢٩٦

ري اتفق الفقهاء عىل أنه إذا أصاب الـسلعة نقـص أو عيـب بغـ §عمد، أي بحكم القضاء والقدر فاملرابحة تتم حينئذ عىل أساس الـثمن

.األول بغري نقصان، مع أفضلية بيان األمر عىل وجهه للمشرتي مرابحةاتفق الفقهاء عىل أنه إذا أصاب السلعة نقص أو عيب عن عمد §

أو إمهال، فـإن املـرابح جيـب عليـه حينئـذ أن يبـني األمـر عـىل وجهـه حيط من الثمن األول ما قد حيـصل عليـه مـن تعـويض للمشرتي، وأن

.نتيجة لذلكمشكلة قياس تكلفة بضاعة المرابحة في حالة ما إذا كان سعر : خامسا

:الشراء األصلي نفسه مؤجلالة قياس تكلفة بضاعة املرابحة يف حالة أتناول الباحث بالبحث والتحليل مس

، وأشار يف ذلك إىل اتفـاق الفقهـاء ما إذا كان سعر الرشاء األصيل نفسه مؤجال :عىل أمرين .ة أن يبني املرابح األجل ومدته للمشرتي مرابحةررضو: أوهلامأن حتتسب تكلفة بضاعة املرابحة عىل أساس سـعر الـرشاء املؤجـل : وثانيهام

.وليس الثمن احلايل نقدا. املتعاقد عليه فعالالبـاحثني املعـارصين يف هـذه حـد أهذا وقد أشار الباحث أيـضا إىل اقـرتاح

املسألة، والذي يقيض بتقسيم حصة األجل عىل مقدار األجل، ثم حساب تكلفة .بضاعة املرابحة عىل هذا األساس

٢٩٧

مشكلة قياس تكلفة بضاعة المرابحة في حالة حصول المرابح : سادسا :على خصم

يف حالة تناول الباحث بالبحث والتحليل مشكلة قياس تكلفة بضاعة املرابحة :حصول املرابح عىل خصم، وذلك من خالل نقطتني، يوجزمها الباحث فيام ييل

اتفق الفقهاء عىل حتمية إحلاق اخلصم الذي حيصل عليـه املـرابح §قبل لزوم عقد رشائه للسلعة بـالثمن األول، ممـا يعنـي ختفـيض الـثمن

.األول بمقدارهصم بعد لزوم ما حيصل عليه املرابح من خأناختلف الفقهاء يف ش §

عقد رشائه للسلعة؛ فقد قال فقهاء الشافعية واحلنابلة باعتبار مثل هـذا اخلصم يف حكم اهلبـة أو التـربع، يأخـذه املـرابح، وال خيـرب بـه يف بيـع

.املرابحة، ومن ثم ال خيفض به الثمن األولبينام يرى فقهاء احلنفية والشيعة رضورة إحلاق هذا اخلـصم بالعقـد، بحيـث

به الثمن األول، هذا يف حني يرى اإلمام مالك أن املرابح باخليار يف هـذا خيفض األمر، إن شاء حط هذا اخلصم من الثمن األول، وإن شـاء مل يفعـل، ويف هـذه احلالة فإن املشرتي باملرابحة يكون باخليار بني أن يأخذ السلعة عىل أساس الثمن

.األول وبني أن يردها ندرة مثل هـذا االحـتامل أن حيـصل املـرابح عـىل هذا وقد أشار الباحث إىل

. يف العرص الراهن-خصم بعد لزوم العقد

٢٩٨

الخطوات التنفيذية وأسس التوجيه المحاسبي لعمليات : المبحث الثالث :المرابحة في المصارف اإلسالمية

أشار الباحث يف هذا املبحث إىل اخلطـوات التنفيذيـة لعمليـات املرابحـة يف اليومية املصاحبة هلا يف دكام أشار إىل القيو. مية بأنواعها املختلفةاملصارف اإلسال

كل من املرصف اإلسالمي الدويل لالستثامر والتنمية، وبنك فيصل اإلسـالمي، .وذلك مقارنة بام اقرتحه الباحث يف هذا الشأن

هذا ويوجز الباحث فيام ييل اخلطوات التنفيذية لعلميات املرابحة يف املصارف :سالمية، وذلك عىل النحو التايلاإل

:طلب الرشاء .١تبدأ العملية بأن يتقدم العميل بطلب رشاء سلعة معينة مـن املـرصف بطريـق

.املرابحةتقديم ) االسترياد(ويواكب هذه اخلطوة يف عمليات املرابحة اخلارجية ألجل

.العميل لطلب فتح اعتامد مستندي :دراسة طلب الرشاء واستيفاء الضامنات املختلفة .٢

يقوم البنك بدراسة طلب الرشاء من كافة جوانبه، وعادة مـا يـصاحب هـذه اخلطوة يف عمليات املرابحة اآلجلة بصفة خاصة اهتامم املرصف باحلصول عـىل

ويرتبط بذلك جمموعة من . ضامنات خمتلفة، مقابل ذلك اجلزء املؤجل من الثمنلنظامية التي تثبت حصول املرصف عىل هذه الضامنات، كام يرتبط هبا يف القيود ا

فـتح االعـتامد املـستندي، ومـا ) االسـترياد(عمليات املرابحة اخلارجية ألجـل .يصاحب ذلك من قيد نظامي

٢٩٩

:إبرام عقد الوعد .٣ بني املرصف والعميل، بحيث يعد كل طـرف اآلخـر "عقد الوعد"يتم إبرام

. رتبط هبذه اخلطوة قيد إثبات سداد العميل لدفعة ضامن اجلديةبإمتام العملية ويتقـديم العميـل ) االسـترياد(كام يرتبط هبا يف عمليات املرابحة اخلارجية ألجـل

وهـو مـا ينـاظر دفعـة ضـامن اجلديـة يف املرابحـات -لغطاء االعتامد املـستندي . املستنديوما يصاحب ذلك من قيود إثبات العميل لغطاء االعتامد –املحلية :رشاء السلعة .٤

.يقوم البنك بإمتام إجراءات رشاء بضاعة املرابحة من املوردكام يرتبط هبا يف . ويرتبط هبذه اخلطوة قيد إثبات رشاء البنك لبضاعة املرابحة

تنفيـذ االعـتامد املـستندي بكـل "االسـترياد"عمليات املرابحة اخلارجية ألجل . من قيود إثبات تنفيذ االعتامد املستنديمراحله وإجراءاته، وما يصاحب ذلك

:إبرام عقد البيع مرابحة مع العميل .٥بمجرد متلك البنك السلعة وحيازته هلا، يقوم بإبرام عقـد البيـع مرابحـة مـع

.العميلويرتبط هبذه اخلطوة قيد إثبات بيع بضاعة املرابحة للعميل، وإثبات العائد من

املرابحـة اخلارجيـة ألجـل إقفـال االعـتامد العملية، كام يرتبط هبـا يف عمليـاتاملستندي، وما يصاحب ذلك من قيـد إثبـات سـداد املبـالغ املـستحقة للمـورد

.اخلارجي :املعاجلة املحاسبية لألرباح املحققة .٦

يف هناية كل فرتة حماسبية يتم ترحيل األرباح املحققة يف صورة نقديـة حمـصلة ملرابحـة التـي متـت خـالل الفـرتة إىل عن عمليـات ا) أرباح ناضة: أي(بالفعل

.حساب األرباح واخلسائر

٣٠٠

:حتصيل أقساط الثمن .٧ويتم ذلك فقط يف عمليات املرابحة اآلجلة، ويرتبط هبذه اخلطوة قيـد إثبـات

.حتصيل الشيكات املؤجلة عىل العميلهذا، وقد تناول الباحث أيضا بالبحث والدراسة يف هذا املبحـث اخلطـوات

تي يتخذها املرصف يف حالة عدم سداد العميل لألقساط املستحقة يف التنفيذية المواعيدها، واإلجراءات الوقائية والعالجية التي يتخذها جتاه هذا األمر، مشريا يف سياق ذلك إىل رأيـه اخلـاص يف الفوائـد أو الغرامـات أو التعويـضات التـي

يـة، وبنـك فيـصل حيصلها كل من املرصف اإلسالمي الـدويل لالسـتثامر والتنماإلسالمي املرصي من العميل املتأخر يف السداد، وما يـصاحب ذلـك كلـه مـن

.قيود أسس التنظيم املحاسبي لعمليات املرابحـة الفصل الثاينويتناول الباحث يف

ــة التنظــيم ــشة طبيع ــث األول بمناق ــدأ يف املبح ــالمية، ويب ــصارف اإلس يف امل " عبد احلي مرعي.د" من أمهها تعريفويعرف النظام بعدة تعريفات. املحاسبي

جمموعة من األشياء املادية واملعنوية، التي هتدف من خالل ": واصفا النظام بأنهالعالقات بينها إىل حتقيق غرض معني، سواء كان ماديا أو معنويـا ، ويف الفكـر "

لـسابق، ولكـن مـع ااإلسالمي يتشابه مفهوم النظام إىل حد كبري مـع التعريـف . r، وسنة رسوله Iأكيد عىل أن النظام ومفرداته املختلفة يستند إىل رشع اهللا الت

:ويتضح مما سبق ما ييل

٣٠١

جيب أن يتناول عامةأن التعريف الشامل والدقيق للنظام بصفة .١ - التــشغيل-املــدخالت: العنــارص الثالثــة املكونــة لــه وهــي

.املخرجاتإلسـالمي أن وجه االختالف اجلـوهري الوحيـد بـني الفكـر ا .٢

والفكر املعـارص يف تعريـف النظـام يتمثـل يف التـصاق النظـام الفكري اإلسالمي بمنهج اهللا عز وجل، املستمدة أحكامه مـن

، فكان نظام العقائد، ونظام rكتاب اهللا جل شأنه وسنة رسوله .لخإ...العبادات، ونظام املعامالت

نه من نظم ه السمة املميزة للنظام اإلسالمي، وما يتفرع مأن هذ .٣ .فرعية، هي مصدر شموليته وعموميته لكل زمان ومكان

:مفهوم النظام المحاسبي: ثانيا

وجهات نظر املفكـرين يف الفكـر املحاسـبي املعـارص دأشار الباحث إىل تعدحول تعريف النظام املحاسبي إال أن التعريـف الـشامل للنظـام املحاسـبي هـو

وكـذا اهلـدف ) ، والتشغيل، واملخرجـاتاملدخالت(الذي يتناول كافة أجزاؤه يف الفكر اإلسالمي والذي يرى "النظام املحاسبي"منه، وهو ما يتفق مع مفهوم

:الباحث أنهالبـرشية املقومـات ة يتكون مـن جمموعـة مـن أنظام للمعلومات داخل املنش

ملنهج حماسبي إسالميافقوواملادية والتي تعمل مجيعها يف إطار حماسبي متكامل

٣٠٢

عده ومبادئه من الفقه اإلسـالمي احلنيـف، وذلـك هبـدف مـساعدة وايستمد قاإلدارة يف مزاولة وظائفها اإلدارية املختلفة وكذا مـساعدة األطـراف اخلارجيـة

. املتعلقة بتعاملها مع املنشأةتالقراراعىل حسن اختاذ حـة يف وأشار الباحث يف املبحث الثاين إىل التنظيم املحاسـبي لعمليـات املراب

املصارف اإلسالمية، وتناول فيـه بـصفة خاصـة الـدورات املـستندية ملختلـف املراحل التنفيذية لعمليات املرابحة يف املصارف اإلسالمية مشريا يف سياق ذلك إىل نــامذج املــستندات والــدفاتر، والــسجالت، وامللفــات املــستخدمة يف هــذه

.الدورات : التوصيات نعرفها عىل الوجه التايلويف هناية البحث قدم الباحث عددا من

يويص الباحث برضورة االلتزام بمراحل عمليـة املرابحـة وخطواهتـا -أ التزاما تاما، مع عدم اخللط أو التداخل بينها، وخاصة مرحلتي الرشاء والبيع، حيث يتحتم أن يتم رشاء املـرصف للـسلعة ومتلكـه هلـا قبـل

.توقيعه لعقد البيع مرابحة مع العميلف للـسلعة بـأن يـتم ذلـك يويص الباحـث يف مرحلـة رشاء املـرص -ب

بصحبة العميل، أو من ينوبه، إال أنه يؤكد يف ذات الوقت عـىل عـدم رشعية توكيل العميل بإمتام عملية الرشاء بنفسه من املورد، أو تظهـري

.الشيك له حتى يسلمه للمورد يف مقابل استالم البضاعةة املحاسبية لعمليـات املرابحـة اآلجلـة يويص الباحث يف جمال املعاجل -ج

يف مرحلـة " دفعـة ضـامن اجلديـة-حـ"بتوسيط ثالثة حسابات، هي

٣٠٣

يف مرحلـة "استثامرات يف مرابحات جـاري تنفيـذها/ حـ"الوعد، و يف مرحلـة البيـع، إذ أن "شيكات حتـت التحـصيل/ حـ"الرشاء، ثم

مـن عـىل متييـز كـل مرحلـة -من وجهة نظر الباحـث–ذلك يساعد .مراحل العملية

يويص الباحث بإثبات حصول املرصف عىل الـشيكات بقيـد عـادي، -د وليس بقيد نظامي، إذ أن هذه الشيكات متثل استيفاء حلق املرصف من

نه ال حيتفظ هبـا عـىل أالعميل، وليست وديعة لدى املرصف مثال، كام .سبيل األمانة

بأن يتم -عمليةيف جمال احتساب عائد املرصف عن ال–يويص الباحث -ه وهو ما يتفـق (ذلك عىل أساس نسبة مئوية من تكلفة البضاعة الكلية

، أو بنسبة من ثمن الـرشاء والتكـاليف )ورأي اجلمهور يف هذا الشأنوهــو مــا يتفــق ووجهــة نظــر املالكيــة يف هــذا (الــصناعية األخــرى

).اخلصوصم ذلك ن يتأيويص الباحث يف جمال إثبات عائد املرصف عن العملية ب -و

.عند البيع بقيد مستقل بذاتهيويص الباحث يف جمال ترحيل العائد إىل حـساب األربـاح واخلـسائر -ز

بحيث يتم ترحيل الربح الناض "النضوض"بأن يتم ذلك عىل أساس فقط من خالل األقساط املحصلة فعال يف كل فرتة حماسبية إىل حساب

.األرباح واخلسائر عن هذه الفرتة

٣٠٤

يف جمال فـتح االعـتامد املـستندي يف حالـة املرابحـات يويص الباحث -ح ن يتم فتح غطاء االعتامد بمقدار متويل العميل، ثـم أاخلارجية ألجل ب

مـن خـالل –ا ينيقفل عند إبرام عقد البيع وحينئذ جيعل العميـل مـد . بتمويل املرصف والعائد-الشيكات املؤجلة

تـأخري بـأن يـتم يويص الباحث يف جمال حساب التعويض أو غرامة ال -ط ذلك من خالل حكم تصدره هيئة حتكيم حمايدة أو القـضاء، عـىل أن

:يؤخذ يف االعتبار األمور التالية .يرس حال العميل §أن تقدم املستندات الدالة عىل الرضر الفعيل أو احلكمـي الـذي §

، أو املـستندات )مقـدار الـرضر= يف حالة التعـويض(أصاب املرصف ــىل ربحيــة الع ــة ع ــأخر يف ســداده الدال ــة (ميــل يف القــسط املت يف حال

).ربح العميل= التعويضأن يتم حتديد التعويض كمبلغ مقطوع، وليس يف صـورة نـسبة §

.مئوية

٣٠٥

أسس إعداد الموازنة التخطيطية فـي المـصارف : اسم الكتاب -٣١ اإلسالمية

محمد البلتاجي. د.أ: المؤلف ٨٨، ١٩٩٦، القاهرة ١مي، ط المعهد العالمي للفكر اإلسال : دار النشر

.ص التي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب احلادي والثالثون يف سلسلة

ويتنـاول الكتـاب مفهـوم املوازنـة العـاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها التخطيطية وقواعد إعدادها يف املصارف اإلسالمية، من خالل دراسـة مراحـل

ودراسـة –اسة واإلعداد ومرحلة التنفيـذ واملتابعـة وهي مرحلة الدر-إعدادهااألساليب املتاحة التي يمكن استخدامها يف إعداد املوازنـة التخطيطيـة والتنبـؤ

.بعنارصها واقرتاح النموذج املناسب من البحث املوازنة التخطيطية يف املصارف اإلسالمية، الفصل األولويعرض

.ةالتخطيطيد إعداد املوازنة مفهوم وقواع: ويناقش يف املبحث األول :مفهوم الموازنة التخطيطية: أوال

تعد املوازنة التخطيطية مـن أهـم أسـاليب املحاسـبة اإلداريـة، وهـي ترمجـة وتعد هي اهلـدف النهـائي . ألهداف املنشأة يف فرتة مقبلة يف صورة كمية ومالية

ديد انحـراف لعملية التخطيط، وهي الوسيلة واألداء التي سوف تستخدم يف حتــة، ــة التخطيطي ــوعة هلــذا األداء باملوازن ــديرات املوض ــن التق ــيل ع األداء الفعــصادي نجــد جــذوره يف اإلســالم يف بعــض املبــادئ العامــة والتخطــيط االقت

٣٠٦

وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رباط اخليل ترهبون به عدو اهللا وعد[ وكم وآخرين من دوهنم ال تعلموهنم اهللا يعلمهم ومـا تنفقـوا مـن يشء يف سـبيل اهللا

إليكم وأنتم ال تظلمون يوف ، ونقصد بلفظ املوازنة يف الفكـر )٦٠: األنفال (]وأوفوا ال[اإلسالمي حتقيق العدل واملساواة كيل وامليزان بالقسط : r، وقوله ]

، ويقـصد بـالتخطيط يف الفكـر اإلسـالمي احلـث عـىل "إذا وزنتم فـأرجحوا" .االستعداد للمستقبل بتحديد واختيار األمور التي هتدي للصواب

:قواعد إعداد الموازنة التخطيطية: ثانياا بفاعلية ونجـاح ال يرى الباحث من أجل أن تؤدي املوازنة التخطيطية دوره

:بد أن يتم االلتزام باآليتأي اشرتاك مجيع املستويات اإلدارية من عليا ووسطى : قاعدة املشاركة .١

وتنفيذية يف إعداد املوازنة التخطيطية حتى يزيد حرصهم عىل تنفيذها .وتزداد الرقابة عليها

جيب أن تكون األهـداف املطلـوب حتقيقهـا : قاعدة واقعية األهداف .٢قعية بحيث تتناسب مع اإلمكانات واملـوارد املتاحـة سـواء كانـت وا

.موارد برشية أم ماديةمن أجل االحتياط ملـا قـد حيـدث، وبـام أن : قاعدة التقدير للمستقبل .٣

املوازنة عبارة عن جمموعة من التقديرات فال بد أن ترتبط بفرتة زمنيـة .مستقبلية قد تكون متوسطة أو طويلة األجل

٣٠٧

ــني الــدخل واإلنفــاق وبــني املــوارد : ازنقاعــدة التــو .٤ أي التــوازن ب .واالستخدامات

بني املوازنـات الفرعيـة واألنـشطة الـواردة باملوازنـة : قاعدة التناسق .٥ .التخطيطية

فيجب أن تتصف املوازنـة باملرونـة وإمكانيـة التطـوير : قاعدة املرونة .٦ .والتعديل

ة للقيـاس يف التعبـري أي استخدام الوحدة النقدي: قاعدة التقدير املايل .٧ .عن القيم املالية

واحلـوافز إمـا أن تكـون ماديـة أو معنويـة ومـن : قاعدة توفري احلافز .٨ .احلوافز املعنوية الشورى والقدوة احلسنة

حتى يمكن أن حتقق املوازنة اهلدف منها جيب أن تكون : قاعدة اإللزام .٩ .ملزمة للجميع

نة التخطيطية ففـي املبحـث األول مراحل إعداد املوازالفصل الثاينويتناول منه يعرض بالتفصيل ملرحلة الدراسة واإلعداد، ويتم تنفيذ هذه املرحلة يف الربع

:الثالث من العام الذي يسبق اخلطة وتشتمل عىل اخلطوات التاليةــوء .١ ــسة للمــرصف اإلســالمي يف ض ــد قائمــة باألهــداف الرئي حتدي

العمل عىل تدعيم املركز (اإلمكانيات املتاحة، ومن أهم هذه األهدافاملايل للمرصف، وزيادة العائـد، واجتـذاب متعـاملني جـدد وودائـع

).جديدة

٣٠٨

صياغة األهداف يف صورة كمية ويف ضوء العوامل التي حتكم أنشطة .٢القـرارات املنظمـة ألعـامل البنـوك، املنـاخ : املرصف اإلسالمي مثـل

ــصادي، اخلطــة العامــة للدولــة، والعائــد االجتام ــشطة االقت عــي ألن ).املرصف

بعد إعداد األهداف تتم صياغة اإلطـار العـام للموازنـة التخطيطيـة .٣إعداد التقديرات اسرتشادا باألرقام الفعلية للسنوات السابقة : ويلزم

ويشارك يف إعدادها إدارة الفـرع ومجيـع املـسئولني، وأال تزيـد مـدة .االستثامر عن سنة

التي ترسل للفروع عىل سـبيل املثـال إعداد اجلداول اخلاصة باملوازنة .٤ــع ــة، وجــدول ودائ ــرع املتوقع ــرصوفات الف ــرادات وم جــدول إي

.وحسابات العمالء املتوقعةيتم إرسال اإلطار العام للموازنة مرفقا هبا جداول إعداد املوازنـة إىل .٥

.كافة فروع املرصف الستيفائها إلدارة الفروع استيفاء الفروع لنامذج املوازنة التخطيطية، حتى يمكن .٦

تطور (إعداد املوازنة بصورة سليمة، والبيانات املساعدة عىل ذلك هي ــرع، ــرصوفات الف ــرادات وم ــة، إي ــصالت املتوقع ــدة، املتح األرص

). واستثامرات الفرعا لعـدد مـن هـذه اجلـداول ا وافيـثم قدم الباحث يف الصفحات التالية رشح

:الالزمة للموازنة التخطيطية للفرع

٣٠٩

قيام الفرع باستيفاء النامذج املرسلة إليه يتم اعتامدهـا مـن إدارة بعد )١ .الفرع وإرساهلا إىل إدارة التخطيط باملركز الرئيس

تقوم إدارة التخطيط باملركز الـرئيس بدراسـة الـنامذج الـواردة مـن )٢الفروع وإدارات املركز الرئيس ومراجعتها حسابيا وفنيـا ومناقـشة

رقام الواردة باجلداول، وإعـادة صـياغتها الفروع واإلدارات يف األ .بعد تعديلها يف صورهتا النهائية

تقوم إدارة التخطيط بإعداد موازنة ختطيطية عامة فرعية لكـل فـرع )٣عىل حده وللمركز الرئيس عن طريق تفريغ البيانات الـواردة منهـا

:يف املوازنات الفرعية للموازنة التخطيطية العامة للمرصف وهي .ة التخطيطية للربحيةاملوازن - .املوازنة التخطيطية للسيولة - . لالستثامرةالتخطيطياملوازنة -

:هيكل الموازنة التخطيطية لالستثمارتعد املوازنة التخطيطية لالستثامر أهم املوازنات الفرعية للموازنة التخطيطيـة العامة للمرصف اإلسالمي، حيث تتحقق غالبية أرباح املرصف اإلسالمي مـن

ويف حالة إعداد املوازنة التخطيطية لالسـتثامر مركزيـا يـتم . ائد االستثامراتعوتقسيم املوازنة التخطيطية لالستثامر إىل موازنات فرعية خاصة بكل من الفـروع واملركز الرئيس، عىل أن حتدد هبذه املوازنات الفرعية آجال االسـتثامر، والـصيغ

لفـروع جغرافيـة املكـان ونوعيـة عنـد إعـداد موازنـات اياملستخدمة، ويراعـ

٣١٠

األنشطة املستخدمة يف تلك املناطق سواء كانت زراعية أم صناعية أم جتارية، ثم قدم شكال يوضح هيكل املوازنة التخطيطية لالستثامر باملصارف اإلسالمية، ثم

:أشار إىل أنه يمكن ختطيط االستثامرات طبقا ملا ييل بحيـث تقـسم إىل آجـال قـصرية :ختطيط االستثامرات طبقا لآلجـال .١

ويتوقـف حتديـد اآلجـال عـىل العوامـل . ومتوسطة وطويلة األجـلنوعية املوارد املاليـة، موقـف الـسيولة، ومعـدل املخـاطرة يف : التالية

.االستثامراتبحيـث يراعـى طبيعـة نـشاط املنطقـة، : ختطيط االستثامرات جغرافيا .٢

.وإمكانية متابعة االستثامرسـواء أكانـت زراعيـة، جتاريـة، : رات طبقا لألنـشطةختطيط االستثام .٣

: إلخ، ويتوقف ختطيط االسـتثامرات عـىل...صناعية، عقارية، حرفيةمعدالت الربحيـة، ومعـدالت املخـاطرة، ومـدى مـسامهة املـرصف

.اإلسالمي يف حتقيق وتنفيذ خطة الدولة للتنميةــصيغ .٤ ــا لل ــتثامرات طبق ــيط االس ــتثامر : ختط ــيغ االس ــسب ص أي ح

ــصيغ املــستخدمة، ويتوقــف ذلــك أيــضا عــىل معــدالت خمــاطرة الاملستخدمة، اخلربة املتوفرة لدى املصارف اإلسالمية يف استخدام هذه الصيغ يف االستثامر، تفهم املتعاملني لتلـك الـصيغ، وطبيعـة العمليـة

.االستثامرية

٣١١

بحـث امل حول إعداد املوازنة التخطيطية يصل بنا البحث يف وافطالبعد هذا :مرحلة التنفيذ واملتابعة من الفصل الثاين لدراسة الثاين

بعد اعتامد اإلدارة العليا لإلطـار املقـرتح للموازنـة التخطيطيـة العامـة تبـدأ .املرحلة التالية وهي مرحلة التنفيذ واملتابعة

:التنفيذرة تأخذ املوازنة التخطيطية العامة أوىل خطوات التنفيذ بعد اعتامدها من اإلدا

:العليا للمرصف اإلسالمي طبقا ملا ييلتقوم إدارة التخطيط بإعداد املوازنـات التخطيطيـة الفرعيـة يف -أ

.صورهتا النهائية لكل من الفروع واإلداراتإبــالغ الفــروع واإلدارات بالــصورة النهائيــة للموازنــات -ب

التخطيطية اخلاصة بكل منهم لبـدء التنفيـذ وذلـك يف وقـت مناسـب .حتى يتسنى هلم استيعاهبا) شهر ديسمرب( :المتابعة

بعد إبالغ الفروع واإلدارات باملوازنة التخطيطيـة اخلاصـة بكـل منهـا، تبـدأ مرحلة متابعة تنفيـذ املوازنـة، وتعـد هـذه املرحلـة مـن أهـم مراحـل املوازنـة التخطيطية نظرا الرتباطها بالواقع الفعيل، ويعتمد نجاح املوازنـة إىل حـد كبـري

ة متابعتها ومعاجلة االنحرافات الناشـئة أثنـاء التطبيـق وتـشمل مرحلـة عىل دق :املتابعة عىل اخلطوات التالية

٣١٢

قيام الفروع واإلدارات بإرسال تقرير شهري إلدارة التخطيط بام تـم -أ .تنفيذه من املوازنة التخطيطية اخلاصة بكل منها

بأرقــام مقارنـة األرقـام الفعليــة الـواردة بتقريــر الفـروع واإلدارات -ب .املوازنة التخطيطية اخلاصة بكل منها

حتليل االنحرافات ومعرفة أسباهبا وسبل معاجلتها، وذلك عن طريق -ج .مناقشة تلك االنحرافات مع الفروع واإلدارات املعنية

رفع املقرتحات التي تـم التوصـل إليهـا إىل اإلدارة العليـا ملناقـشتها -د .واعتامدها

قرتحات التي تم املوافقة عليها لألخذ هبا إبالغ اإلدارات والفروع بامل -ه .ملعاجلة االنحرافات

إجراء تعديالت عىل املوازنـة التخطيطيـة وتطويرهـا بـام يـتالئم مـع -و .ظروف تطبيقها

:تقويم الموازنة التخطيطيةباإلضافة إىل املتابعة والتقويم الدوري لتطبيق املوازنة التخطيطية، وتـصحيح

تم يف هناية الـسنة املاليـة للخطـة، قيـام إدارة التخطـيط بأول ياالنحرافات أوالبإعداد تقرير لتقويم املوازنة التخطيطية، والذي يتضمن مدى حتقيق الوحـدات املختلفة للموازنة التخطيطية اخلاصة بكل منها، وحتليل االنحرافات التي نشأت

ها عند املوازنة أثناء التطبيق وأسباهبا وسبل معاجلتها، واألخطاء التي جيب تالفي .التخطيطية للسنوات القادمة

٣١٣

ويضمن هذا التقرير تقويم الفروع واإلدارات التي قامت بتحقيق نتائج جيدة التقرير إىل اإلدارة العليا، التي تقوم بدراسته وحتديد ما اخالل العام، ويرفع هذ

:ييلزنـة احلوافز املقررة لإلدارات والفروع التي قامـت بتحقيـق أرقـام املوا

.التخطيطيةدراسة األسباب التي أدت إىل عـدم حتقيـق بعـض اإلدارات والفـروع

.ألرقام املوازنة وسبل معاجلتهاحتديد أهداف املوازنة التخطيطية للعام القادم، وذلك يف ضوء األهداف

.واألرقام املحققة خالل العام احلايلتخطيطيـة ملواجهـة أي ويف ضوء نتائج التقويم املستمر يتم تعديل املوازنـة ال

.تغريات طارئة أو غري مأخوذة يف احلسبان :تطوير وتعديل الموازنة التخطيطية في المصارف اإلسالمية

إن املوازنة التخطيطية يف أحسن حاالهتا تعد تقرير للمستقبل وعىل ذلك فمهام كانت األساليب املستخدمة يف إعدادها أساليب علمية فال بد وأن حتـوي قـدرا من عدم الدقة، إذ أنه ال يمكن ألي من رجال اإلدارة أن يقدر مـا سـيحدث يف املستقبل عىل وجه الدقة، ويوجد عنرصين هامني يؤثران يف فاعلية وكفاءة األداء

يتمثل يف البيئة التي يصعب التنبؤ باجتاهاهتا أو الـتحكم : الفعيل، العنرص األولة، ويتمثل العنرص الثـاين يف عـدم قـدرة فيها والسيطرة عىل عليها من قبل اإلدار

اإلدارة عىل حتقيق األهداف املتعددة، ولذلك تستخدم املوازنة املرنـة أو املتغـرية

٣١٤

لتحقيق درجة املرونـة للموازنـات التخطيطيـة ملواجهـة حـاالت عـدم التأكـد .والتغريات غري املتوقعة واملؤثرة يف كفاءة األداء

تصني بوضع امليزانيـات التخطيطيـة لتـوفري وهذه هي مسئولية اإلدارة واملخاملرونة الكافية هلذه املوازنات يف ضوء االعتبارات العامة واالقتـصادية الـسائدة

.واملتوقع حدوثهاومن التغريات التي يمكن للمصارف أن تتعرض هلـا، الزيـادة أو الـنقص يف

ثامرات يف نوع قيمة الودائع، أو صدور قرارات سيادية من الدولة باحلد من االستمعني من األنشطة أو فرض رضائب جديدة، ولـذلك جيـب أن تـشمل املوازنـة التخطيطية عىل بدائل ملواجهة التغريات التي يمكن أن حتدث، من أجـل حتقيـق

.أهداف املوازنة التخطيطيةوتعد مراعاة التغريات املتوقعة خالل فرتة املوازنة أحد الدعائم األساسية التي

ها نجاح املوازنة، بحيث يمكن إدخال التعديالت الالزمة عىل املوازنة ترتكز عليطبقا لتغيري الظروف حمليا وخارجيا وذلك عن طريق وضع اخلطط البديلة، بـام

.يمكن من االستفادة من أية فرصة جيدة مل تتضمنها املوازنة األصليةخطيطيـة عـىل لذا جيب عىل إدارة املـرصف اإلسـالمي أال تقـرص املوازنـة الت

موازنة سنوية فقط كموازنة قصرية األجل، بـل جيـب أن يكـون هنـاك موازنـة ختطيطية متوسطة وطويلة األجل، لتتمكن من حتقيق األهـداف طويلـة املـدى،

.وحتقيق معدل النمو املطلوب للمصارف اإلسالمية

٣١٥

يـة يف ثم ينتقل بنا املؤلف إىل دراسة النموذج املقرتح إلعداد املوازنة التخطيط . من البحثالفصل الثالث

:تقسيم فروض تخطيط الودائع واالستثمارات: المبحث األول

فروض ختطيط الودائع واالستثامرات بالبنوك : أوال حجـم الودائـع يـؤثر يف حجـم االسـتثامرات، فهـي العامـل :الفرض األول

وجـود األسايس املتحكم يف ختطيط االسـتثامرات وتـرتبط باالسـتثامر ارتبـاط ال .والعدم فبدوهنا لن يتم ختطيط االستثامرات

حجـم االسـتثامرات يـؤثر يف حجـم الودائـع فالبنـك يقـوم :الفرض الثـاين .بتخطيط االستثامرات وهي العامل املتحكم يف ختطيط الوادائع

حيث ال توجد عالقة بني الودائـع واالسـتثامرات، يف حالـة :الفرض الثالثع واالستثامرات ال يمكن تطبيق الفرض األول والثـاين انعدام العالقة بني الودائ

.يف ختطيط الودائع واالستثامرات :دراسة تطبيق الفروض السابقة في المصارف اإلسالمية: ثانيا

، فهـي ال راالسـتثاممن املعروف أن سياسة املـصارف اإلسـالمية تقـوم عـىل تتعامل بالفائدة أخذا أو عطاء رباحهـا عـىل عوائـد ، وتعتمد يف حتقيـق معظـم أ

وتؤدي زيادة األرباح املحققة من االستثامرات إىل زيـادة العوائـد . االستثامرات .املوزعة عىل املسامهني واملودعني

٣١٦

Step Wiseثم قام الباحث بقياس الفرضان باستخدام األسلوب اإلحصائي Regression Analysisوالذي يقوم عىل اآليت :

ت مـا إذا كانـت هنـاك عالقـة خطيـة بـني هو أسلوب إحصائي يقـوم بإثبـااملتغريات مع حتديد املتغريات املستقلة واملتغريات التابعة واختبار أهم املتغريات املستقلة والتي تؤثر يف املتغريات التابعة، وذلك من خـالل الوصـول إىل العـدد املثايل للمتغريات يف معادلة االنحدار، حيث يقوم األسلوب بإدخـال املتغـريات

. معنويةاالنحداريف املعادلة حتى تصبح معادلة وحتدد عملية إدخال املتغريات إىل املعادلة باستخدام معامل االرتباط اجلزئـي كمقياس ألمهية املتغريات التي مل تدخل بعد إىل املعادلة، حيث يقوم األسـلوب

:باخلطوات اآلتية .غري التابعاختبار املتغريات املستقلة التي هلا تأثري عىل املت )١(اختيار املتغري املستقل الذي له أعىل معامل ارتبـاط مـع املتغـري )٢(

.التابع إلدخاله إىل املعادلة، ثم يعد معادلة االنحدار األوىلعىل معادلة االنحدار األوىل للتأكـد مـن اسـتيفاء Fاختبار إجراء )٣(

.ارات اخلطيةباملعادلة الختات املستقلة حتى يصل إىل يقوم بإجراء هذا االختبار لباقي املتغري )٤(

.املعادلة النهائية :Step Wise أهم مزايا أسلوب

مـن أفـضل األسـاليب يف اختيـار Step Wise يعد أسـلوب )١( .املتغريات التي تدخل معادلة االنحدار

٣١٧

.يقوم بتطوير املعادلة مع كل مرحلة من مراحل التشغيل )٢(رضورية التـي يتبعه العمل مع الكثري من املتغريات املـستقلة الـ )٣(

.يقوم باختيارها .حيقق وفرة اقتصادية يف استخدام احلاسب اآليل )٤(

: ما ييلStep Wiseب ويتطلب استخدام أسلو

توافر جمموعة من البيانات التفصيلية لفرتة زمنية طويلة ال تقل ) ١( .عن ثالث سنوات

االختيار املبدئي للمتغريات، حيث يتم حتديد املتغريات من قبل ) ٢( .موذجمستخدم الن

يتم تطبيقه عىل احلاسب اآليل حيث يصعب استخدامه يف حالة ) ٣( .عدم توفر احلاسب اآليل يف املجال املحاسبي يف حتديد النسب Step Wiseوقد سبق استخدام أسلوب

املالية كمتغريات مستقلة عند حتديد قيمة ييتـا الـسوقية باسـتخدامات األوراق .املالية للمرشوعات

األسلوب الختيار املتغريات املستقلة التي تـؤثر يف املتغـري ويمكن تطبيق هذا .التابع إلمتام ختطيط ودائع واستثامرات البنوك

٣١٨

األسلوب المقترح استخدامه إلعداد الموازنة التخطيطية : المبحث الثاني :في المصارف اإلسالمية

نات قام الباحث يف دراسته للامجستري باختيار األسلوب السابق باستخدام بياتفصيلية للمرصف اإلسالمي الدويل لالستثامر والتنمية، وقد أوضحت الدراسة أن الفرض الثاين يصلح للتنفيذ يف املصارف اإلسـالمية والـذي يعتمـد عـىل أن

.االستثامرات هي املتغري املستقل والودائع هي املتغري التابعتعـويض يف االسـتثامرات عـن طريـق البمـدلولويمكن التنبؤ بقيم الودائع .Step Wise املعادلة املستخرجة من برنامج

بقيم االستثامرات يمكن استخدام أحد الربامج اجلـاهزة يف احلاسـب وللتنبؤاآليل للتنبؤ باستخدام السالسل الزمنية، ويف حالة عدم تـوافر جهـاز احلاسـب اآليل الستخدام هذا األسـلوب فـإن هنـاك أسـلوب إحـصائي وهـو أسـلوب

يل السالسل الزمنية وقد استخدم الباحث هذا األسلوب لـسهولة شبيجل لتحل .إعداده يدويا

:ويعتمد أسلوب شبيجل عىل اخلطوات التالية يف التنبؤحتديد خط االجتاه العام للقيم املراد التنبؤ هبا، واحلصول عىل القيم )١(

.االجتاهية باستخدام طريقة املربعات الصغرى .قيم املتغرياتاحلصول عىل الدليل املوسمي ل )٢(للحـصول عـىل القـيم ) ٢( خطوة X) ١(يتم رضب ناتج خطوة )٣(

.املتنبأ هبا ملتغريات العام القادم

٣١٩

، الفصل الرابع تقويم املوازنة التخطيطية يف املـصارف اإلسـالميةوكان حمور

وتناول يف املبحث األول املشكالت الناجتة من عدم وجود موازنـة ختطيطيـة يف :ية وحددها فيام ييلاملصارف اإلسالم

وهذا أمر طبيعي لعدم وجـود موازنـة : انخفاض ربحية االستثامرات% ٩٠ختطيطية وعدم تنويع االستثامرات واالعتامد عىل املرابحة بنـسبة

.من جمموع االستثامروجود عجز متوييل لالستثامر طويل األجل ويرجع ذلك إىل عدم تنويع

ة، وعـدم اسـتحداث أنظمـة مصادر األموال يف املـصارف اإلسـالمي .جديدة جلذب الودائع وخاصة طويلة األجل

التـي تقـوم عـىل : عدم وجود جهاز تسويقي لالستثامرات اإلسالمية .املشاركة وسندات املشاركة

ويرجع ذلك إىل إقبال الناس عىل : وجود فائض أو عجز سيولة نقدية الودائـع مـع املصارف اإلسالمية خوفا من الربا، مما يـؤدي إىل زيـادة

عدم وجود خطة لالستثامر، أو العكس نتيجة وجود عجز يف الودائـع .مما يؤدي إىل عجز يف السيولة التي تسمح باالستثامر

وهو عامل هام بالنـسبة للمـصارف : عدم االهتامم بالعائد االجتامعي .اإلسالمية

٣٢٠

تذبذب عائد االستثامرات نظرا لعدم وجود موازنة ختطيطية باإلضافة ــشاكل اإلداريــة اخلاصــة بتنظــيم االســتثامرات داخــل إىل بعــض امل

.املصارف اإلسالمية ومن هذه املشكالتصعوبة تقويم أداء الفروع يف جمال االستثامر والتمويـل نتيجـة لعـدم •

.وجود خطة االستثامرعدم زيادة استثامرات الفروع نتيجة عدم دراسة وختطـيط احتياجـات •

.املوقع اجلغرايف .بيق سياسة توزيع املخاطر بني قطاعات االستثامر املختلفةعدم تط • .عدم تطبيق سياسة توزيع املخاطر بني املناطق اجلغرافية املختلفة •عدم تطبيق سياسة توزيع املخـاطر بـني أنـواع وأحجـام املـرشوعات •

.االستثامرية املختلفةملوازنـة من هذا الفصل فتتم فيـه تنـاول مـشكالت إعـداد ااملبحث الثاينأما

التخطيطية والسبل املقرتحة للتغلب عليها يف املصارف اإلسالمية والتي قسمها :إىل :المشكالت الداخلية: أوال

فهـي : نقص البيانات التارخيية الالزمة إلعداد املوازنـة التخطيطيـة .١بيانات الزمة إلعداد املوازنة التخطيطيـة، وبدراسـة وحتليـل تلـك

اه العــام واحلــصول عــىل املــؤرشات البيانـات يمكــن قيــاس االجتــ

٣٢١

واالجتاهات التي يمكـن عـن طريقهـا حتديـد أوجـه االسـتثامرات :ويمكن التغلب عىل تلك املشكلة عىل النحو التايل

.االسرتشاد باملعلومات والبيانات التارخيية للبنوك التقليدية - أ .االعتامد عىل األساليب اإلحصائية للتنبؤ - ب .نظم املعلومات - ت .الدولة للتنميةدراسة خطة - ث .دراسة احتياجات السوق - ج

ويمكـن : معظم الودائـع يف املـصارف اإلسـالمية قـصرية األجـل .٢ :التغلب عىل هذه املشكلة عىل النحو التايل

استحداث أنظمة جديدة للودائع بحيـث تـوفر ودائـع طويلـة - أ .األجل عائدا أفضل للمودعني

حتويل بعـض املـرشوعات إىل مـسامهات حمـدودة ألصـحاب - ب .الودائع يف املرصف

إصدار صكوك استثامر يمكن عن طريقهـا متويـل املـرشوعات - ت .طويلة األجل

.أمهية وجود تعاون بني املصارف اإلسالمية يف مجيع املجاالت - ث .نقص املعرفة بصيغ االستثامر اإلسالمية لدى مجهور املتعاملني .٣

:ويمكن التغلب عىل تلك املشكلة عىل النحو التايل .تسويق العمل املرصيف اإلسالمي وتوضيح إجيابياتهاالهتامم ب §

٣٢٢

تنظيم لقاءات شخصية مـع رجـال األعـامل لتوضـيح صـيغ § .االستثامر يف املصارف اإلسالمية

تبسيط تطبيق صيغ االستثامر اإلسالمي بحيث تناسب العمل § .اإلسالمي

.دخول املصارف اإلسالمية إىل األسواق كتاجر §ة العليا واإلدارات التنفيذية يف املصارف عدم اقتناع بعض كوادر اإلدار.٤

:اإلسالمية بأمهية تطبيق املوازنة التخطيطية :ويمكن التغلب عىل تلك املشكلة عىل النحو التايل

توضيح املزايا للقائمني عـىل إدارة املـصارف اإلسـالمية مـن -أ .استخدام املوازنة التخطيطية

.لتخطيطيةاشرتاك اإلدارة التنفيذية يف إعداد املوازنة ا -ب استخدام األساليب الكميـة التـي تـصلح يف إعـداد املوازنـة -ج

.التخطيطية باملصارف اإلسالميةــشاف -د ــام يــؤدي إىل اكت ــة ب متابعــة تنفيــذ املوازنــة التخطيطي

.االنحرافات وعالجها .تطبيق مبدأ الثواب والعقاب -ه

نقص العنارص البرشية املؤهلـة إلعـداد املوازنـة التخطيطيـة، ويمكـن : هذه املشكلة عىل النحو التايلعالج

.االستعانة باملكاتب االستشارية املتخصصة يف إعداد املوازنة التخطيطية

٣٢٣

.إنشاء إدارة متخصصة باملصارف اإلسالمية إلعداد املوازنة التخطيطية .أمهية وجود تعاون بني املصارف اإلسالمية لالستفادة من خرباهتا :المشكالت الخارجية: ثانيا

.ثبات ووضوح السياسات االقتصادية واملالية للدولةعدم )١ .تعدد القوانني والقرارات املنظمة للعمل املرصيف للدولة )٢فرض نفس القوانني املفروضة عىل البنوك التقليدية من قبل البنـك )٣

.املركزي عىل املصارف اإلسالمية برغم توافقها مع نظامها : وهيالتوصياتوأردف الباحث البحث بعدد من

رضورة االهتامم باملوازنة التخطيطية باملصارف اإلسـالمية كـأداة )١ .من أدوات تقويم األداء

ــة )٢ ــداد املوازن ــة بإع ــرصفية اخلاص ــرشية امل ــارص الب ــداد العن إع .التخطيطية باملصارف اإلسالمية

االهتامم بتسويق العمل املرصيف اإلسالمي بني القطاعات املختلفة )٣ .باملجتمع

ستخدام األساليب العلميـة احلديثـة يف إعـداد رضورة االهتامم با )٤ .املوازنة التخطيطية

٣٢٤

معايير ومقاييس العملية التخطيطية في المصارف : اسم الكتاب -٣٢ اإلسالمية

محمد علي سويلم. د. أ: المؤلف ٧٠، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط : دار النشر

.ص التـي دراسات يف االقتصاد اإلسالمي يف سلسلة هو الكتاب الثاين والثالثون

وينـاقش الكتـاب إحـدى القـضايا العـاملي للفكـر اإلسـالمي، املعهدأصدرها األساسية يف عمل املصارف اإلسالمية مركزا عىل أسـاليب اإلدارة هبـا، ومـدى اهتاممها بالعملية التخطيطية وتطبيق املعايري واملقاييس التي حتكم ممارسـة إدارة

.ذه املصارف للوظيفة التخطيطيةهــاول ــصل األولويتن ــوك الف ــة يف البن ــة التخطيطي ــات العملي ــة مكون أمهي

اإلسالمية، ويبدأ بتعريف العملية التخطيطية وأمهيتها باعتبار أن التخطيط يمثل حتديـد لألنـشطة وتقـدير -أي التخطـيط–أهم مكونات العملية اإلدارية، فهو

.قيق األهدافللموارد واختيار لسبل حت :العوامل التي أدت لالهتمام بالتخطيط في المصارف اإلسالمية: أوال

نتيجة للحروب التي مر هبا العامل وخاصـة احلـرب العامليـة الثانيـة، نجحـت ــام ــاح مرضــية دون احلاجــة إىل القي ــشاطها وحتقيــق أرب البنــوك يف ممارســة ن

تامم بالتخطيط يف املصارف ما بالتخطيط، وتتمثل أهم العوامل التي أدت إىل االه :ييل

٣٢٥

بدء املنظامت االقتصادية إىل االعتامد عىل التمويل الذايت سـواء مـن .١األرباح املحتجزة أو األسـهم، بعـد أن كانـت تعتمـد أساسـا عـىل

.البنوك املنظامت االقتصادية استثامرات عدة يف سوق األوراق املالية تأدار .٢

أدرت عليها إيرادا عاليا أكثر يف كثري من األحيـان مـن العائـد مـن .ودائعها يف املصارف

رضورة تالؤم نشاط البنوك مع األنشطة االقتصادية األخرى، حيث .٣يــرتبط نــشاطها باحلركــة الــدائرة يف املجتمــع اقتــصاديا واجتامعيــا

.إلخ... وتكنولوجياهيدف التخطيط إىل استخدام عنارص اإلنتاج أفضل استخدام ممكن .٤

تخطيط املرصيف ال هيتم بعالقـة البنـك مـع الغـري فحـسب ولذا فالولكنــه هيــتم أيــضا بالعالقــات الداخليــة مــع العنــارص األساســية

.واملتفاعلة معها، لتحقيق أهداف البنكوتتحمل املصارف اإلسالمية مسؤوليات أوسع يتطلب االضطالع هبا األخذ

:بالعملية التخطيطية، ومن أهم هذه املسؤولياتــسئو -أ ــسلوكيةامل ــة وال ــادئ : لية العقائدي ــق املب ــل يف تعمي وتتمث

اإلسالمية لدى العاملني بالبنك واملتعاملني معه، وتطهري املعامالت .املرصفية من املفاسد

٣٢٦

وتتمثل يف تـوفري الـسيولة الالزمـة : املسئولية املالية واالقتصادية -ب ــو ــتثامرات نح ــه االس ــصادية، وتوجي ــرشوعات االقت ــل امل لتموي

.ات املختارة مع حتقيق عائد مادي واجتامعياملرشوعوتتمثل يف حتقيق التكافـل االجتامعـي عـن : املسئولية االجتامعية -ج

.طريق األخذ بنظام الزكاةفيجب أن يكون نموذجا طيبا صاحلا : مسئولية الداعية اإلسالمي -د

.لتمثيل اإلسالم :مكونات العملية التخطيطية: ثانيا

: رجيةفحص دراسة البيئة اخلا )١وذلك بتحليل وفحص املنظمة يف البيئة اخلارجية، وحتليل الفرص املتاحة

.للمنظمة يف تلك البيئة، وكذلك التهديدات التي قد تعوق نجاح املنظمة : حتديد نقاط القوة والضعف داخل املنظمة )٢

اخلربة املاضية يف جمـال نـشاط املنظمـة، ووجـود : ومن أمثلة نقاط القوةهـي عـدم وجـود : رية والفنية الكـفء، أمـا نقـاط الـضعفالكوادر اإلدا

.التمويل الكايف Business Plan: خطة املنظمة )٣

يمكن أن تسهم دراسة كل من البيئـة اخلارجيـة ونقـاط القـوة والـضعف يف املنظمة يف خطة املنظمة، والتي تعترب مستندا عمليا يصف ما ييل :

رسالة املنظمة .١

٣٢٧

طط اإلسرتاتيجية لتحقيـق تلـك واخل(األهداف طويلة األجل .٢ ).األهداف

واخلطط اإلسرتاتيجية لتحقيـق تلـك (األهداف قصرية األجل .٣ ).األهداف

.االحتياجات من املوارد، وختصيص استخداماهتا .٤ونجد أن هذه العملية التخطيطية توجه بدقة جهود املنظمة، كام تساعد مالك

تقديم التمويل الالزم هلا، بغرض وإدارة املنظمة يف إقناع املؤسسات التمويلية، ل .حتقيق األهداف املوضوعة

والفـرص Weaknessesهذا وبقدر حتليل اإلدارة لكل مـن نقـاط الـضعف Opportunities والتهديدات Threats ونقاط القوة Strengths والتي تـسمى

Wots- Upبقدر ما تنجح يف وضع خطة املنظمة . أن رسالة املرصف يمكـن أن تكـون وباإلسقاط عىل املرصف اإلسالمي نجد

:أبعادها عىل النحو التايلاإلسهام يف أن يكون اقتصاد األمـة اإلسـالمية اقتـصادا كفائيـا، أي .١ :

.إلغناء األمة نسبيا عن غريهااملــسامهة يف أن تــؤمن لكــل مــسلم، بــل لكــل إنــسان عــىل األرض .٢

.اإلسالمية حاجاته األساسية من مطعم وملبس ومسكن وزوجة .العمل عىل تعمري األرض واستخراج طاقاهتا .٣ .حتقيق االقتصاد القومي بصفة عامة والقوة العسكرية بصفة خاصة .٤

٣٢٨

.اإلسهام يف إقامة اقتصاد عادل ال رضر فيه وال رضار .٥كام يمكن أن تتمثل األهداف اإلسرتاتيجية والتي تتمثل أساسا يف األهـداف

:املتوسطة والقصرية األجل فيام ييلرة املعامالت املرصفية لألحكام الرشعية اإلسالمية، وأن جيـد مساي .١

.البديل اإلسالمي لكافة املعامالت لدفع احلرج عن املسلمنيتنمية وتثبيت القيم العقائدية واخللق احلسن السوي لدى العـاملني .٢

.واملتعاملني مع املرصف اإلسالميز، وذلـك تنمية الوعي االدخاري وتشجيع االستثامر وعدم االكتنـا .٣

ــراد ــع األف ــب م ــتثامر تتناس ــدة لالس ــيغ عدي ــرص وص بإجيــاد ف .واملؤسسات املختلفة

حتقيق األهداف ملختلف الفئات سواء أكانت الفئات داخل املرصف .٤ــة يف ــال أو عامل ــسامهة يف رأس امل ــت م ــواء أكان ــه س أو خارج

.إلخ... نشاطاتهــراد .٥ ــامل مــن أف ــة ألصــحاب األع ــوال الالزم ــوفري رؤوس األم ت

مؤسسات، عىل أن يتم تقديم هذا التمويل طبقا ألحكام الـرشيعة و .بالنسبة للعطاء واألخذ

إجياد التنسيق والتعاون والتكامل بني الوحدات االقتصادية داخـل .٦ .املجتمع

٣٢٩

املساعدة يف حتقيق التنمية االقتـصادية واالجتامعيـة ملـستوى األمـة .٧ .اإلسالمية بكافة السبل املرشوعة

العالقة بني التخطيط والعملية اإلدارية، ويذكر الباحث الثاينالفصلويناقش أن التخطيط يرسم إطارا للمنظمة ككل، حيث حتـدد املنظمـة نتـائج ترغـب يف

.حتقيقها وحتدد األعامل الرضورية الالزمة لتحقيق تلك النتائج :العالقة بين التخطيط وتحديد األهداف: أوال

األهـداف التنظيميـة والوسـائل الـرضورية يرى الباحث أن التخطيط حيـدد لتحقيق تلك األهداف، ويرى البعض أن التخطيط هـو عمليـة وضـع أهـداف وحتديد كيفية حتقيقها، األهداف واألغراض قد يستخدمان بالتبادل، ولكن فنيا

، باعتبـار أن األغـراض أهـداف "األغـراض" هي أعىل درجة مـن "األهداف"فرعية ثم قدم رشحا وافيا : لألهداف

:أنواع األهدافلكل مستوى من مستويات اإلدارة : أنواع األهداف حسب املستوى .١

له أهدافه فيتم وضع اهلدف العام للمنظمة يف قمة األهـداف، كـي يتم حتديدها بواسطة جملس اإلدارة، فاهلدف العام هو سبب وجـود

.املنظمةبكـل هي أهداف مرتبطـة : أنواع األهداف حسب املجال الوظيفي .٢

جمال وظيفي يف املنظمة، فيمكن حتديد أهداف لكل قسم مثل قـسم .إلخ...التسويق واملبيعات والتكاليف واجلودة

٣٣٠

أنواع األهداف حسب إطار الزمن ودرجة العمومية أو اخلصوصية .٣حيث يالحـظ أن معظـم املـنظامت حتـدد : ودرجة األمهية للمنظمة

ل درجة اخلصوصية أهدافا طويلة ومتوسطة وقصرية األجل، وتتمثفيام إذا كان اهلدف حمددا يف نطاقه أو عاما، ثم حتديـد درجـة أمهيـة

.اهلدف للمنظمةأي تقـسم يف عـدة مـستويات : تسلسل األهداف يف جمال التخطيط .٤

حتديد الدولة ألهداف قومية، ثم ترمجة كـل وزارة : عىل سبيل املثالاألهداف اخلاصـة هلذه األهداف، ثم تويل كل وحدة إنتاجية حتديد

هبا، ثم ترمجة أهداف الوحدة اإلنتاجية إىل أهداف خاصة بكل جزء .من أجزائها

حتى يمكن حتديد العوائق التـي تعـوق : التحديد الفعال لألهداف .٥عـدم : حتقيق تلك الفعالية عند وضع األهداف ومن أهـم العوائـق

.مناسبة األهداف، أو عدم قابليتها للتحقيق واملغاالةالعالقة بين التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة: اثاني:

إعداد هيكل تنظيمي، -بعد التخطيط-التخطيط هو نقطة البدء ومن املنطقي ويتم تسكني األفراد فيه والتأثري عليهم لتحقيق اخلطط السابق وضـعها والقيـام

.بالرقابة للتأكد من أن اخلطط يتم حتقيقها :يط والعملية اإلدارية على أساس نظرة شاملةالعالقة بين التخط: ثالثا

يرى البعض أن أعامل املدير هي سلسلة ترصفات حتقق يف النهايـة األهـداف املوضوعة ويستخدم املدير لذلك املوارد البرشية، واملوارد املاليـة التـي توفرهـا

٣٣١

ات املنظمة، واملوارد املادية والتي تتمثل يف البضائع واألصول امللموسة والعقاروكذلك املوارد املعلوماتية أي البيانات التي يستخدمها املدير واملنظمـة إلنجـاز

.العمل باعتبار أهنا الزمة الختاذ القرارات :أما الوظائف اإلدارية األساسية تتمثل يف

Planningالتخطيط .١ وهي العملية التي يمكـن التأكـد مـن Organizationالتنظيم .٢

.ة ومادية رضورية لتنفيذ اخلطةخالهلا أنه يوجد موارد برشي وهي وظيفة تعمل عىل التـأثري عـىل اآلخـرين leadingالقيادة .٣

.لتحقيق األهداف التنظيميةــة .٤ ــة Controllingالرقاب ــع اخلط ــق م ــد أن األداء يتواف للتأك

.وتصحيح األخطاء :عالقة التخطيط بتقسيماته اإلستراتيجية والتكتيكية والتشغيلية: رابعا

خيتلط التخطيط اإلسرتاتيجي بالتوسع يف إعداد املوازنـات، كـام أن وعادة ماهناك خلطا بني التخطـيط اإلسـرتاتيجي والتخطـيط التكتيكـي، حيـث يـرتبط التخطيط اإلسرتاتيجي باملنظمة ككل، ويتم تنفيذه عىل مـستوى املنظمـة ككـل

ت بيــنام يركــز التخطــيط التكتيكــي عــىل حتقيــق أهــداف اإلدارات أو الوحــداالتنظيمية، ويـستهدف التخطـيط التـشغييل تنفيـذ اخلطـة التكتيكيـة، ويوضـح

:اجلدول اآليت خمتلف أنواع ومستويات التخطيط والتي ترتبط بوظائف املنظمة

٣٣٢

املستويات )إسرتاتيجي(مستوى املنظمة

األنواع التخطيط اإلسرتاتيجي

مستوى اإلدارات ـــــــــدات أو الوحالتنظيميـــة الرئيـــسة

)تكتيكي(

خلطة ا التسويقية

اخلطة املالية

خطة اإلنتاج

خطة القوى البرشية

مــستوى األقــسام ـــــــــدات أو الوحالتنظيميـــة الفرعيـــة

)تشغييل(

خطة املنتج اجلديد األرباح

خطة الطاقة اإلنتاجية

خطة االستقطاب

خطة خطة الرتويج االستثامر

خطة احلوافز

خطة التدريب

خطة خطة املبيعات الرشاء

خطة خدام است

عرض العمل

خطة الرتويج

اخلطة خطة العالقات النقدية

خطة رقابة اجلودة

خطة التقاعد

املوازنة خطة البحوث التسويقية االستثامرية

خطة إعداد طلبات الرشاء

خطة العالقات مع احتاد العامل

٣٣٣

وبام أن البحث هدفه األسايس العمليـة التخطيطيـة يف املـصارف اإلسـالمية املداخل املعيارية والقياسية لتقييم العمليـة التخطيطيـة يف صل الثالثالفيتناول

:البنوك اإلسالمية :المداخل المعيارية لتقييم العملية التخطيطية في البنك اإلسالمي: أوال

:املبادئ العامة للتخطيط الواجب األخذ هبا يف املجتمع اإلسالمي -أ الـنفس، العقـل، حفظ الـدين، : حتقيق أهداف التنمية اإلسالمية .١

.النسل، واملالااللتزام بأولويـات التنميـة بالبـدء بالـرضوريات ثـم احلاجيـات .٢

.فالتحسينيات والتكميليات أيرس السبل وأفضلها لتحقيق األهداف من حيث الـسهولة إتباع .٣

.وقلة التكاليف والتضحياتالتعاون بني األفراد والدولة يف حدود ما تسمح له إمكانـات كـل .٤

.منهامألخذ بالتخطيط املركزي وفقـا للموقـف العـام عـرسا أو يـرسا ا .٥

.كسادا أو ازدهارا قيام اخلطط عىل أساس النظرة العلمية املـستقبلية طويلـة األجـل .٦

.مع التجزئة إىل خطط متوسطة وقصرية األجل .توفري الرقابة واملتابعة بأشكاهلا املختلفة .٧

٣٣٤

:مدى كفاءة نظم املعلومات التخطيطية -ب ر الباحث إىل أن هناك ثالثة متغريات من املدخالت التي تـؤدي بـدورها أشا

:إىل خمرجات وهيمدخالت املعلومات لنظام املعلومات التخطيطي، أي املعلومات .١

اخلاصة باخلطة اإلسرتاتيجية للمنظمة، وينبغي أن تقدم مدخالت .أساسية لعملية نظام املعلومات التخطيطية

وتتمثـل يف وقـت : ملعلومات التخطيطيمدخالت املوارد لنظام ا .٢ .العاملني، واألموال والكمبيوتر

تبني األغراض اخلاصة التـي : أهداف نظام املعلومات التخطيطي .٣يتم توجيه نظام املعلومات التخطيطي إليها، وهـي متثـل أسـباب

.وجود هذا النظامجـدول : ويتمثل يف عدة بنـود منهـا: نظام املعلومات التخطيطي .٤

التخطيطية، والتحليالت التي يتم إعـدادها، واألدوار النشاطات .التنظيمية للمشاركني

يمثل املستند الـذي يـصف : خمرجات نظام املعلومات التخطيطي .٥االختبارات التي متت أثناء العملية التخطيطيـة ويمثـل خمرجـات أوليــة لنظــام املعلومــات التخطيطــي، وعــرض الباحــث لتلــك

ــا ــالة نظــا(املخرجــات ومنه ــداف نظــام رس ــات، أه م املعلوم ).إلخ...املعلومات، وإسرتاتيجية نظام املعلومات

٣٣٥

يقصد به األداء الشامل للمنظمة: أداء املنظمة .٦

ثم تناول الباحث بعد ذلك بالرشح والتفصيل النقاط التاليةــة -أ ــداد اخلط ــة إلع ــات املطلوب ــيط البيان ــل التخط ــشمل دلي ي

ــسو( ــرشحية الت ــات، وال ــاح، واملبيع ــل، كاألرب يقية، والتمويــوث، ــة، والبح ــوب، والعامل ــال املطل ــات، ورأس امل واملنتج

وكذا التخطيط اإلسرتاتيجي، ورسالة املنظمة ) إلخ...والتطوير وفلسفتها، وتقييم أويل للبيئـة، ونقـد وحتليـل النتـائج املاضـية ورشح خمتلف مراحل عملية التخطيط، ووضع معايري للحكـم

ملصطلحات األساسية املستخدمة عىل مدى جودة التخطيط، وا .يف التخطيط والتعريف هبا

االعـتامد عـىل األداء : من الطرق املستخدمة يف حتديد األهداف -ب املايض، وتعديل االجتاهـات يف ضـوء قـوى املـستقبل، واجتـاه الصناعة واحلـصة التـسويقية السـتغالل املـوارد، والتفـاوض

ستخدام نتائج حتليل وانفراد اإلدارة العليا بتحديد األهداف، وانقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، واالسـتفادة مـن .اإلسرتاتيجيات واستخدام أدوات حتليلية يف صياغة األهداف

ــوات -ج ــدخل اخلط ــة م ــة التخطيطي ــيم العملي ــداخل تقي مــن مـــة يف حتديـــد األهـــداف والنـــشاطات التخطيطيـــة، واملتمثل

٣٣٦

التنبـؤ باملـساعدات واألغراض، والتعرف عىل املوقف احلايل ووالعوائــق اخلاصــة باألهــداف واألغــراض، وتطــوير خطــط الترصف لتحقيـق األهـداف واألغـراض، وإعـداد املوازنـات

.وحتقيق اخلطط، والرقابة عىل اخلططهناك عدة أسس لتقسيم اخلطط املستخدمة إما حسب اآلجـال -د

إىل خطط قصرية ومتوسطة وطويلة املدى، أو حسب املـستوى . إىل خطط إسرتاتيجية وإدارية وتكتيكيةاإلداري

مهـارة وضـع : من املهارات اإلدارية الالزمة للتخطيط الفعـال -ه .األهداف، ومهارة اختاذ القرارات، ومهارة التعامل مع األفراد

هناك عـدة اعتبـارات جيـب مراعاهتـا عنـد حتـضري املوازنـات -و التخطيطية ومنها أن تكـون بمثابـة أهـداف نموذجيـة لقيـاس

مبدأ الالمركزية، وتوحيد املفاهيم املختلفة وإتباعداء الفعيل، األسواء يف طريقة املحاسبة أو يف تفـسري بنودهـا، وأن تكـون أداة ــا مــساعدة، وليــست ســيفا عــىل رقــاهبم، واعتبــار الــسنة زمن

.للموازنة، وأن تقوم عىل مبدأ العمومية يف املوارد املاليةلتي قام الباحث باستخدامها في تقييم ومن ضمن المعايير والمقاييس ا

:العملية التخطيطية في المصارف اإلسالميةتـوفري : مقاييس تقييم العملية التخطيطية يف البنوك اإلسـالمية .١

الدراسات التي تكـشف عـن املـستوى املعيـيش الالئـق ثـم اسـتخدام :مؤرشات

٣٣٧

املرشوعات واالستثامرات التي حتقق الرضورات واالستثامرات املنفذةإمجايل املرشوعات

املرشوعات واالستثامرات التي حتقق احلاجيات

إمجايل املرشوعات واالستثامرات املنفذة

واملرشوعات واالستثامرات التي حتقق التحسينات إمجايل املرشوعات واالستثامرات املنفذة

يمثل مدى األخذ بالتخطيط الطويل األجل بنـاء عـىل وجـود .٢

جـل والقـصري أساسـا للتخطـيط املتوسـط اآلرسالة حمددة للمـرصف .مقياسا لتقييم العملية التخطيطية

مدى األخذ بالوظيفة الرقابية عىل نحو فعال يمثل مقياسا .٣ .للتقييم

:يعترب مؤرش نسبة .٤ نظــم املعـلومات القـــائمــة باملصــرف

جمموع نظم املعلومات األساسية الواجب توافرها

خطيط وحمتويات ذلك الدليل يعترب أحـد مدى وجود دليل الت .٥ .مؤرشات التقييم

من أهم مؤرشات التقييم نسبة الطرق املستخدمة لتحديد .٦ .أهداف املرصف إىل إمجايل الطرق الواجب استخدامها

٣٣٨

:لتقييم اخلطوات والنشاطات التخطيطية يتم استخدام مؤرش .٧ اخلطوات والنشاطات التخطيطية املستخدمة

واجب استخدامهاجمموع اخلطوات ال : متثل نسبة .٨

املواصفات املوجودة باألهداف املوضوعة إمجايل مواصفات األهداف السليمة

.واحدة من مؤرشات تقييم العملية التخطيطية يف البنك اإلسالمي :يعترب مؤرش .٩

اخلطط املستخدمة وفقا لآلجال .جمموع اخلطط الواجب توافرها حسب اآلجال

وكذا مؤرش حسب املستوى اإلدارياخلطط املستخدمة

وفقا للمستوى اإلداريوافرها جمموع اخلطط الواجب ت .مؤرشان يستخدمان لتقييم اخلطط يف العملية التخطيطية للبنك اإلسالمي

.يمكن تقييم املهارات التخطيطية من خالل مقياس .١٠ عدد املهارات التخطيطية املتوفرة باملرصف

ل املهارات الواجب توافرهاإمجا يتم تقييم األهداف املوضوعة من خالل نسبة .١١

األهداف الوصفية )الوصفية والكمية(جمموع األهداف

٣٣٩

األهداف الكمية )الكمية والوصفية(جمموع األهداف :ونسبة

مدى دراسة الفرص والتهديدات يف البيئـة اخلارجيـة ودراسـة .١٢وة والضعف داخل البنك يمثالن مقاييس للعملية التخطيطيـة نقاط الق

.يف البنك اإلسالمي) زيـادة ونقـصانا(يعترب مؤرش التغري يف احلـسابات االدخاريـة .١٣

.أحد مؤرشات تقييم العملية التخطيطية يف البنك اإلسالمييمثل تشجيع االستثامر من خـالل املـؤرشين اآلتيـني مقـاييس .١٤

:يةتقييم العملية التخطيط االستثامرات قصرية األجل

إمجايل التوظيف نسبة

االستثامرات طويلة األجل إمجايل التوظيف ونسبة

عدد األهداف املحققة : متثل نسبة. ١٥

حتقيقها للفئات املختلفةالواجب األهداف جمموع . يف البنك اإلسالميإحدى مؤرشات تقييم العملية التخطيطية

٣٤٠

مدى فاعلية نظام تقويم أداء العاملين بالبنوك : اسم الكتاب -٣٣ اإلسالمية

حسين موسى راغب. د. أ: المؤلف ٦١، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر

.صتي الدراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الثالث والثالثون يف سلسلة

ويركز عـىل خـصوصية تقـويم األداء العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها بالبنوك اإلسالمية، ويرى رضورة العناية بوضع الضوابط اإلسالمية كعنرص من عنارص تقويم أداء العاملني، بحيث يكمل هذا العنرص بقية العنـارص التقليديـة

نظام فعـال لتقـويم األداء، لتصل إىل ) عنارص العمل واإلنتاج وصفات العمل(يتالئم مع طبيعة ورسالة البنوك اإلسالمية وليتالئم مع الزيادة النسبية يف أحجام

.هذه البنوك، واالنتشار لفروعها، مفهـوم وأمهيـة عمليـة الفصل األول من املبحث األولويناقش الباحث يف

:لنقاط التاليةاتقويم أداء العاملني ويعرض :م أداء العاملنيمفهوم عملية تقوي .١

مفهوم تقـويم أداء العـاملني وجـد أنـه ال لتعريفاتبعد استعراض الباحث يوجد اتفاق واضح حول املفهوم، وأمكن له تصنيف هذه املفاهيم يف جمموعتني

رئيستني املدخل التقليدي -

٣٤١

املدخل احلديث - عىل الغـرض مـن التقـويم -من وجهة نظر الباحث –والتمييز بني املدخلني

ففي املدخل التقليدي يكون تركيز عملية التقويم عـىل . ذي يركز عليه املدخلال .أغراض الرقابة اإلدارية وإنجاز األهداف

وبالتايل يسرتشد به يف بعض سياسات األفراد مثل منح عالوة أو ترقية ومثال :عىل التعريفات

"الوسيلة املنظمة لتحديد قيمة ما يؤديه العامل يف عمل معني"يم مستوى املوظفني من حيث األداء الوظيفي واخلصائص الشخصية تقو"

"وعالقات العمل عىل الغـرض -بجانب األغراض السابقة– يكون الرتكيز املدخل احلديثيف

التنموي، وبالتايل يكون التقويم وسيلة لتطوير وتنمية العاملني ومساعدهتم عىل ووسائل حتقيق ،املرؤوسنيتطوير أدائهم ورفع كفاءهتم عن طريق حتديد أهداف

الـذي Desslerومن أبرز التعريفات يف هذا املدخل تعريفا العامل . هذه األهدافيم األداء ليس فقط عىل جمرد اكتشاف مدى قدرة املدير وركز يف تعريفه لعملية تق

عىل االستئجار السليم للموظفني املناسبني يف املكان املناسب بل مشاركته أيـضا .هتم يف حل املشكالت التي قد تعرتضهمهلم ومساعد

:م أداء العاملنييصعوبة تقو .٢فهناك اعتقاد سائد بني بعض رجال الفكر اإلداري بصفة عامة والبـاحثني يف

بأن تطوير وتصميم نظام فعال وجيد - بصفة خاصة–جمال إدارة املوارد البرشية

٣٤٢

يدا للمديرين واخلرباء، لتقويم أداء العاملني، واحدة من أكثر املهام صعوبة وتعقبل إن معظم املديرين الذين يامرسون عملية تقويم األداء غري راضني عـن هـذه العملية، بل أصاهبم اإلحباط وعدم الثقـة، وينظـرون إليهـا عـىل أهنـا مـضيعة

.للوقت :أمهية عملية تقويم أداء العاملني .٣

فاالستخدام الفعـال يعترب تقويم األداء من أهم أدوات املدير وأكثرها فائدة، ــادة ثقــة املــوظفني يف املــدير وحيــسن لنظــام التقــويم يمكــن أن يــؤدي إىل زي

.االتصاالت فيام بينهم وبينه وحيسن ويطور أداء املوظف مستقبال من هذا الفصل ناقش أهـم القـضايا احلديثـة ذات الـصلة املبحث الثاينويف

وسوف يناقش الباحث أهـم ،ا تلك القضايتعددوت. يم أداء العاملنيوبعملية تق :تلك القضايا

:تقرير ما يتم تقويمه والمعايير المستخدمة: أوالهل يتم الرتكيز عىل األداء الفردي أو األداء اجلامعي؟ : هنا سؤاالأثار الباحث

فباستثناء الوظائف األولية البسيطة نجـد صـعوبة يف حتديـد ،وهي متثل مشكلة فمن السهل تقويم أداء عامل عىل خط إنتاجي جتميعي.املعايري املالئمة للتقويم

. ولكن ماذا عن مهارات املبادرة والرباعة واملهارةويمكن القول بأنه من املفضل الرتكيز عىل األداء الفردي عندما تسمح طبيعة العمل بقيام كل فرد بعمله بمعزل عن اآلخرين، واعتامد األداء اجلامعـي عنـدما

٣٤٣

الزمـة ألداء الـبعض "مـدخالت"اء بعض العاملني تعتـرب أد"خمرجات"تعترب . اآلخر كام هو الشأن يف وظائف العاملني عىل خطوط اإلنتاج

أما فيام يتعلق باملعايري التي يفضل استخدامها ففي حالـة الرتكيـز عـىل األداء أمـا ،الفردي يمكن أن يركز عىل كمية اإلنتاج وجودتـه يف الوظـائف اإلنتاجيـة

اإلدارية والتخصصية يكون الرتكيز عىل املعـايري غـري املبـارشة والتـي الوظائف ومـن اجلـدير . تتعلق عادة بالسامت الشخصية مثل املبادأة، واملواظبة، والتعاون

بالذكر التنبيه إىل رضورة احلرص عند اختيار املعايري أو املقاييس التي تـستخدم .يف تقويم األداء

:ة تقويم األداءتحديد من يخضع لعملي: ثانيامن املنطقي والعدل أن خيضع مجيع العـاملني لـذلك، وإن كـان مـن املفـضل تركيز عملية التقويم عىل فئات العاملني الذين عينوا حـديثا أو الـذين حيققـون

.مستويات أداء غري مرضية :تحديد من يقوم بعملية التقويم: ثالثا

داء التي تتعلق بالشخص القائم من أهم القضايا ذات الصلة بعملية تقويم األبعملية التقويم فاحلكم اإلنـساين غالبـا مـا يكـون شخـصيا وغـري موضـوعي، وللتقليل من آثار هذه املـشكالت أشـارت بعـض الدراسـات إىل رضورة قيـام

وحـدد . املديرين بوضع معايري متكنهم من احلكم عىل درجة أداء املوظف لعمله :ل فيام يتعلق بقضية من يقوم بالتقويم، وهيالباحث عدة اختيارات أو بدائ

:التقويم بواسطة الرئيس أو املرشف املبارش .١

٣٤٤

وتعتمد عليه معظـم املـنظامت ألنـه يف وضـع يـسمح لـه بمـشاهدة العامـل .وتقويمه

:التقويم بواسطة الزمالء .٢ثبت فعاليتها يف اجليش األمريكي، إال أن ما يعيب هذه الطريقة احتامل جماملة

.ء بعضهم البعضالزمال : التقويم بواسطة جلان .٣

حيث تتكون من املرشف املبـارش وثالثـة أو أربعـة مـرشفني آخـرين ويتميـز .باحليدة

:تقويم املرؤوسني ألنفسهم .٤يستخدم عادة جنبا إىل جنب مع تقويامت املرشفني، إال أنه ال ينصح

تقديرا أعىل باستخدامه ألن الدراسات أثبتت قيام املرؤوسني بإعطاء أنفسهم .من املرشفني والزمالء

:تقويم الرؤساء بواسطة املرؤوسني .٥ الجتاهات املرؤوسني جتاه رؤسائهم ويفضل هذا االجتاه استقصاءعىل شكل

.يف املستشفيات واجلامعات ومراكز البحوث والتطوير :الفترة الزمنية التي يشملها قياس األداء: رابعا

الرتقية واحلصول عىل العـالوات ينـصح بـأن إذا كان اهلدف من التقويم هوأما إذا كان اهلدف العام هو اهلـدف . تكون بشكل رسمي مرة أو مرتني يف العام .التنموي ينصح به بصفة مستمرة ومتكررة

: التقويمجبنتائسياسة اإلدارة فيما يتعلق : خامسا

٣٤٥

لتقـويم يلزم التنبيه إىل رضورة رسـم الـسياسات امللزمـة السـتخدام نتـائج اخاصة يف جمال العالوات والرتقيات، وكذلك اعتبار املديرين الذين يستخدمون

.نظام تقويم األداء بفعالية ناجحني يلزم مكافأهتم بطريقة مناسبة حول أهم مداخل تقويم األداء وأنسبها للمـنظامت الفصل الثاينوكان حمور

:وقد عرض الباحث ألهم هذه املداخل ومنها. اإلسالمية ويقوم هذا املدخل :مدخل مقارنة كمية اإلنتاج الفعيل باملعايري املحددة -

بقياس معدل إنتاجية الفرد عىل طريق مقارنة عدد الوحدات الفعليـة التي أنتجها خالل فرتة التقويم بعدد الوحدات املعيارية التـي ينبغـي

ل ولكن هذا املدخ. إنتاجها طبقا ملعدالت األداء السابقة واملستخدمة .ال يتوافق مع الناتج غري امللوس

يف هذا املدخل يقوم الشخص القائم : مدخل املقاييس الكمية املتدرجة - نموذج التقويم الذي يتضمن عددا من الصفات التـي بملءبالتقويم

يعتقد أهنا متثل مؤرشات ملستوى أداء الفرد ملهام الوظيفـة، وإعطائهـا ثـال، يمثـل الـصفر انعـدام درجات من صفر إىل مخسة عـىل سـبيل امل

وهناك بعض املآخذ . الصفة، واخلمسة توافرها فيه إىل حدها األقىص التحيـزعىل هذا املدخل أمهها أخطاء اهلالة أو التعميم وهو نـوع مـن

املوظف درجات أعىل يف كل الصفات بـرغم متيـزه يف ىعىل أثره يعط .إحداها

٣٤٦

داخلـه املقارنـة بـني وتـتم:"الزوجية بني العـاملني"مدخل املقارنة - :العاملني بعدة وسائل منها

حيث يقوم املقوم بكتابة أسامء العاملني أو : استخدام البطاقات .١الصفة املراد مقارنتها عىل بطاقات منفصلة ثـم يقـوم باختيـار بطـاقتني

ويكـرر العمليـة ويعتـرب ،ويقارن بينهام وخيتار األحسن ويضعه يف يـده . ثم يتم ترتيب النهاية من األول حتى األخري،البطاقة باليد أحسن أداء

هنا يتم ترتيب العامل :الزوجيةاستخدام جدول ترتيب املقارنة .٢ومقارنته باآلخرين عن طريق حرص النقـاط التـي حيـصل عليهـا مـثال

).X(عالمة هنا يقوم املقوم بعمل ثـالث جمموعـات : طريقة سلة البطاقات .٣

ؤوسـني بحيـث تقـسم كـل سـلة منفصلة من البطاقات تشمل كل املر .للعاملني حسب األداء من فوق متوسط إىل متوسط، إىل ضعيف

تناسب تقويم عـدد صـغري : مدخل الرتتيب البسيط أو املبارش - من العاملني ويتم ترتيب العاملني تنازليـا مـن األداء املرتفـع جـدا، إىل

.املنخفض وإىل األقل انخفاضا للعاملني وفـق هـذه الطريقـة يـتم ترتيـب :ريمدخل الرتتيـب اإلجبـا -

العاملني وتصنيفهم إجباريا ضمن فئات خمتلفـة للتقـويم تأخـذ شـكل ... مثال % ٢٠، جيد %١٠منحنى التوزيع الطبيعي مثل فئات جيد جدا

.إال أن هذه الطريقة تتأثر بالتحيز واألهواء

٣٤٧

ويقوم هذا املدخل عىل فكرة التعبري عن :مدخل قوائم املراجعة - وكيات الوظيفة يف شكل جمموعـات مـن التعبـريات واجلمـل التـي سل

تصف السلوكيات اهلامة للنجاح يف أداء مهام وظيفة معينة، ويقسم إىل ــوعني ــار : ن ــة ذات االختي ــوائم املراجع ــة مرجحــة، وق ــوائم مراجع ق

.اإلجباري يقوم اخلرباء يف هـذا املـدخل بتحديـد :مدخل الوقائع احلرجة -

عـىل ا واضـحااحلرجة التي يعتقدون بأن هلـا تـأثريالوقائع واألحداث نجاح أو فشل العامل يف أداء مهام وظيفته، وعند التقويم يقـوم املقـوم بتحديد الوقائع احلرجة ذات التأثري املوجب وأهيا ذات التأثري الـسالب

.صدرت عن املرؤوس ومعدل التكرارققـة يعتمد عىل قيـاس األهـداف املح:مدخل حتديد األهداف -

كتابة األهـداف واألنـشطة التـي سـوف يـتم و بتحديد املرؤوسبقيام تنفيذها خالل فرتة حمددة يف املستقبل، ويقوم املرؤوس يف هنايـة الفـرتة الزمنية، بكتابة األهداف املحققة والعقبات التـي صـادفته أثنـاء قيامـه

.بتنفيذ تلك األهداف املوضوعةإىل أن أنسب مدخل ينبغي تطبيقه وتوصل الباحث بعد عرض تلك املداخل

الذي جيمع بني بعض هـذه املـداخل "املدخل املركب"يف البنوك اإلسالمية هو واملـدخل املقـرتح ،بحيث يمكنه من تقويم نتائج األعامل وسلوكيات العـاملني

٣٤٨

جيمـع بــني مــدخل حتديــد األهـداف، ومــدخل املقــاييس املتدرجــة للــسلوك، .ومقاييس اجلدارة

بتحديد الضوابط اإلسالمية كنظام تقـويم الفصل الثالثيف احث البوينتهي ف الباحـث تلـك الـضوابط بأهنـا القـيم أداء العاملني بالبنوك اإلسالمية، ويعر

وسـوف rواملعتقدات اإلسالمية املستمدة من كتاب اهللا جل شانه وسـنة نبيـه التـي لني، ويركز البحث عىل أهم الضوابط ذات الصلة بعملية تقويم أداء العام

:رأى أهنا تتمثل يف

:االهتامم بوقت العمل واحلرص عليه -أ خملوق للعمل اجلاد البعيد عـن اللهـو -من وجهة النظر اإلسالمية–فالوقت

واإلسالم حث عىل احرتام الوقت وعدم اسـتقطاع جـزء .أو الكسل والرتاخييا أهيـا الـذين{: يقول اهللا تعاىل. قت العمل لغريهومن آمنـوا أوفـوا بـالعقود {

ويـدعو اإلسـالم "املؤمنون عنـد رشوطهـم": rويقول الرسول، )١: املائدة(وال [ للهروب مـن أداء الواجبـات -أي ادعاء املرض–أيضا إىل عدم التامرض

تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ).١٨٨: البقرة (]

: تكلفة أداء العمل -ب يكفي فقط إنجاز العمل عىل الوجه املريض، بل جيـب أن يـؤدى بالتكلفـة ال

والذين إذا [. لآلالت وتدمري األصولهالكإرساف وتبذير وإبدون املناسبة له

٣٤٩

وا وكان بني ذلك قوامـا أنفقوا مل يرسفوا ومل يقرت ، وقـد حـرم )٦٧: الفرقـان (]ومن يغلل يأت بام غل يوم القيامة ثم توىف كل نفس مـا [لغلول اإلسالم أيضا ا

كسبت وهم ال يظلمون ، ومن الغلول أيضا أخـذ العامـل )١٦١: آل عمران (] .هدايا من أجل منصبه

: معدالت اإلنجاز -ج لـزم أن يتمـسك هبـا لقد حدد الفكر اإلسالمي العديد من الـضوابط التـي ي

العاملون يف املنظامت اإلسالمية بصفة عامة ومنها البنـوك اإلسـالمية، وبالتـايل جيب تفعيل الضوابط التي تتعلق باملنافسة البناءة بني العاملني القائمة عىل الوازع

إن األبرار لفي نعيم [الديني عىل األرائـك ينظـرون * يف* تعـرف وجـوههم نرضة النعيم يسقون من رحيق خمتـوم * ختامـه مـسك ويف ذلـك فليتنـافس * [

:ء يف اإلسالماضوابط وضع معدالت األد -o املوضوعية:أوال :

يف تقويم أداء العـاملني أن من الرضوري عند وضع معايري األداء املستخدمة عن األهواء الشخصية، وحتى تتحقق املوضوعية يلزم البعدتتسم باملوضوعية و

:توافرأي البعد عـن املغـاالة يف : أن يكون معيار األداء وسطا عميل التنفيذ .١

االرتفاع أو العكس، ويتسم بالوسطية بحيث يعطي كل طرف حقـه

٣٥٠

[دون بخس وال جور عليه ال يكلف اهللا نفـسا إال وسـعها وقولـه ]r: "هلك املتنطعون".

أي التأكد مـن عـدم حتيـز هـذه : االعتامد عىل مصادر دقيقة للبيانات .٢ .املصادر أو ميلها للمغاالة

مـن املفـروض أن تكـون معـدالت أداء العـاملني : وضوح املعـايري .٣يـع بالبنوك اإلسالمية واضـحة ومفهومـه مـن خمتلـف جوانبهـا جلم

قل هذه سبييل أدعو إىل اهللا عىل بصرية أنـا ومـن [العاملني يف البنك اتبعني .)١٠٨: يوسق (]

لتتوافـق مــع مقتـضيات األحــوال املتـسمة بــالتغري : مرونـة املعــايري .٤والتطور فيتم تغيريها بصفه متكررة وعىل فرتات قصرية كي تتمـشى

يا أهيا النبي حرض املـؤمنني عـىل القتـال إن [ة مع التغريات الصغري يكن منكم عرشون صابرون يغلبوا مئتني وإن يكن منكم مئة يغلبـوا

ألفا من الذين كفروا بأهنم قوم ال يفقهـون * اآلن خفـف اهللا عـنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئـة صـابرة يغلبـوا مئتـني وإن

يغلبوا ألفني بإذن اهللا واهللا مع الصابرين يكن منكم ألف : األنفـال (]٦٦-٦٥(.

: الت األداءالمشاركة والشورى في وضع معد: ثانيامن الضوابط اإلسالمية التي ينبغي عىل البنك مراعاهتا عند وضع معايري أداء

وأمـرهم شـورى [العاملني مبدأ مشاركة العاملني واستشارهتم يف هذا الـصدد هم بين . مما يساهم يف تأليف القلوب]

٣٥١

مـن املهـم الرتكيـز عـىل مـدى : مستوى جودة العمل املؤدى -د قـل ال يـستوي [املني، وال يكفي الرتكيز فقط عىل الكم ودة العج

اخلبيث والطيـب ولـو أعجبـك كثـرة اخلبيـث فـاتقوا اهللا يـا أويل األلباب لعلكم تفلحون .)١٠٠: املائدة (]

عاملني والعالقات ثم تناول البحث الضوابط اإلسالمية املتعقلة بسلوكيات ال :املتبادلة بينهم يف جمال العمل بالبنوك اإلسالمية، ومن أهم هذه الضوابط

: الضوابط اإلسالمية لسلوك املرؤوسني نحو رؤسائهم: أوالمن الرضوري أن تتضمن عملية التقـويم مـدى التـزام العـاملني بالـضوابط

اهللا وال يكـون يف اإلسالمية، فعىل املرؤوسـني طاعـة الرؤسـاء فـيام ال يغـضب وكـذلك مـن واجـبهم تقـديم "ال طاعة ألحد يف معـصية اهللا"تنفيذها معصية

النصح واملشورة لرئيـسهم لتحـسني أوضـاع العمـل، وكـذلك مـن الـضوابط السلوكية التي يركز عليها اإلسالم حتريم النفاق الذي يدفع إىل الكذب، والغدر

.واخليانة، وخلف الوعدإلسالمية املتعلقة بالعالقات التبادلية بـني العـاملني بـالبنوك الضوابط ا: ثانيا

:اإلسالميةأهم هذه الضوابط التعاون بني أفراد مجاعات العمل يف إنجاز العمل، وتبادل

ــشاعر ــاظ عــىل روح اجلامعــة والعمــل واألحاســيسامل ــم احلف ــنهم، ث ــيام بي فوتعاونوا عىل الرب والتقوى وال[كفريق تعاونوا عىل اإلثم والعدوان واتقـوا اهللا

إن اهللا شــديد العقــاب ــدة( ] ــشاعر ) ٢: املائ ــادل امل واألحاســيسوكــذلك تبمثل املـؤمنني يف تـوادهم "والتفاعل بني أفراد املجموعة داخل العمل وخارجه

٣٥٢

سـائر األعـضاء بالـسهر وترامحهم كمثل اجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له وأطيعـوا اهللا ورسـوله وال [وكذلك عدم التنازع بني أفـراد اجلامعـة . "واحلمى

ازعوا فتفشلوا وتذهب رحيكم واصربوا إن اهللا مع الصابرين تن .)٤٦: األنفال (]مية املحــددة لــصفات ويف هنايــة البحــث تنــاول املؤلــف الــضوابط اإلســال

وسلوكيات القائم بتقويم أداء العاملني بـالبنوك اإلسـالمية وحـدد أهـم هـذه :الضوابط فمن أهم الصفات الواجب توافرها يف من يقوم العدالة: عدالة املقوم )١

يف األمور كلها، والقيام بالفرائض واجتناب املحارم، وتتمثل مقومات البلـوغ، والعقـل، والـسالمة مـن واإلسـالم،: يفالعدالة يف اإلسالم

وتتطلب العدالة إعطـاء القـائم بـالتقويم املرؤوسـني . أسباب الفسق .حقوقهم كاملة غري منقوصة والثناء عليهم ومدح مستوى أدائهم

ــوم )٢ ــحة : موضــعية املق ــايري واض ــتخدام مع ــوم اس ــىل املق ــام أن ع كيعتمـد وموضوعية للتفرقة بني أداء العاملني واحلكم عىل هـذا األداء

عىل أساس الكفاءة يف العمل مستبعد االستلطاف أو القرابة أو السلبية ).كبغض أو كراهية العامل(

فاإلسالم : التزام املقوم بالضوابط اإلسالمية يف مسألة العقاب والثواب )٣حيث عىل الرتكيز عىل الثواب وأن يكون سابقا عىل العقاب الذي هـو

نفسية واقتصادية واجتامعيـة سـيئة مكمل له، فالعقاب الدائم له آثار .ون نفسية املقهورويك

٣٥٣

مهام كان السبب وراء :البعد عن حتقري العامل املقرص أو السخرية منه )٤يـا أهيـا [ أو ناقص الكفـاءة ، أو قليل اخلربة،ذلك كأن يكون ضعيفا

وا ال يسخر قوم من قوم عـسى أن يكونـوا خـ الذين آمن هم وال ريا مـن نساء من نساء عسى أن يكـن خـريا مـنهن وال تلمـزوا أنفـسكم وال ابزوا باأللقاب بئس االسم الفسوق بعد اإليامن ومن مل يتب فأولئك تن

هم الظاملون .)١١: احلجرات (] : ستخدام أسلوب التعميما )٥

ا، يكـون ذلـك يف إطـار إذا كان من الرضوري نقد العامل املقرص علن .احلفاظ عىل كرامته وعدم جرح مشاعره أمام زمالئه

:أن يكون سلوكه باعثا عىل تأليف قلوب العاملني )٦ينبغي أن يكون املقوم رفيقا باملرؤوسني وأال يكلف العامل فوق طاقته

كام ونوعا .ومنح العاملني احلقوق املالية واملادية. :إيامن القائم بالتقويم بمبدأ املشاركة )٧

ا بأمهية التشاور مع املرؤوسني ملا يف ذلـك ينبغي أن يكون املقوم مؤمن .من أثر يف حل املشكالت

٣٥٤

حكم الغرامة المالية في الفقه اإلسالمي: اسم الكتاب -٣٤ عصام أنس الزفتاوي. أ: المؤلف

٨٠، ١٩٩٦، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط : دار النشر .ص

التـي دراسات يف االقتصاد اإلسالميهو الكتاب الرابع والثالثون يف سلسلة ويتنـاول الكتـاب اآلراء املعـارصة يف العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدأصدرها

عـرض اآلراء الفقهيـة يف الغرامات املالية مع حجج كل رأي مع االسـتطراد يف التعزير باملال وعرض ألدلة املجيزين لذلك واملامنعني، ويأيت ذلك يف إطار إقرار الرشيعة اإلسالمية جمموعة من العقود لتولد الثقة وتدعم نظام املـداينات ومـن

).إلخ...الكفالة، الرهن، املقاصة، الوكالة، توثيق الديون، احلوالة، (أمهها :بمقدمة يتحدث فيها عنويبدأ املؤلف

باعتبار أن للمداينة أمهية كبرية يف احلياة االقتـصادية : خطورة املشكلة -أ لتوسيع نطاق التبادل االقتصادي، وحتـسني كفـاءة اسـتخدام املـوارد النقدية، وقد وفرت الرشيعة اإلسالمية اإلطار األخالقي والتنظيمـي

.للمداينات بام يساهم يف توليد الثقةاملشكلة يف املامطلة يف سداد الديون مما يـؤثر عـىل : شكلةتوصيف امل -ب

الوضع املايل للدائن الذي عليه أيضا التزامات، مما يـساهم يف فـوىض . بإشهار إفالس مؤسسات عديدة واهنيار اقتصاديتنتهيمالية

٣٥٥

إن : آراء حول املشكلة عرض الباحث الرأي الفقهي احلايل الذي يقول -ج بسبب املامطلة يمكن أن يكون مبلغا نقـديا تعويض الدائن من رضره

فوق أصل الدين حيكم به القـايض، ويغطـي الـرضر العقـيل والـربح الفائض، ويمكن تقييد هذا التعويض القضائي بقيود متيزه عـن الربـا

أمـا آراء املعـارصين . ويقابل هذا الرأي اعرتاض البعض بشبهة الربالدائن عـن املامطلـة، والـبعض ال ا لا حمددا ماليفبعضهم جيوز تعويض

جيوز ذلك، والبعض جيوز التعويض عن الرضر غري العـادي، أو عـن الرضر املحقق، والبعض يقـرتح دفـع تعويـضات لـصندوق خـاص بالتعويضات، أو جلهات خريية، والبعض اآلخر يـرى التـزام املـدين

ا ممـاثال مـؤجال بـنفس املـدة بإقراض الداين قرضـا حـسن وينـاقش . . بيشء من التفصيل آراء املعارصينالباب األوللباحث يف ا

جواز احلكم بتعويض مايل حمدد للدائن عن املامطلة، وذهب هلذا :الرأي األولالشيخ مصطفى الزرقا والدكتور حممد الصديق الرضير، ولكن ثمة اخـتالف يف

.التفصيلمل يعاجلوا مسألة بالنسبة لرأي الشيخ مصطفى الزرقا حتجج بأن الفقهاء قديام

التعويض لقلة أمهيتها، ويف ظل نظـام التقـايض احلـايل يتـضاعف الـرضر عـىل الدائن، واملامطل ظامل يستحق العقوبة، وتدعو الرشيعة دائام إلزالة الغرر، وال بد

وخيتلـف . من التوخي من أن يتخذ التعويض عن رضر املامطلة ذريعـة إىل الربـا أمـا . إقامـة للعـدل وإزالـة رضر ولـيس اسـتثامراالتعويض عن الفائدة يف أنـه

٣٥٦

حممد الصديق الرضير فريى أنه ال جيوز للبنك االتفاق عىل مبلغ معني أو حمدد . دأو نسبة من الدين تدفع يف حالة التأخري، ولكن جيوز أن يتفق مـع العميـل عـىل

يا، وأن يكون دفع التعويض عن الرضر رشيطة أن يكون رضر البنك ماديا وفعلالعميل مورسا ومماطال وحيسب التعويض عـىل أسـاس الـربح الفعـيل للبنـك .

.خالل فرتة التأخري، وال حيسب يف حالة عدم حتقيق ربحللدكتور نزيه محاد، ودكتور حممد رمـضان البـوطي حيـث رأيـا : الرأي الثاين

رد عـىل الـرأي نزيه محاد يف معـرض الـ. وكان رأي د. عدم جواز الغرامة املاليةإن املرشوع لردع املامطل تذكريه باليوم اآلخر، ثم يـأمره القـايض : األول، قائال

بالسداد، فإن امتنع حبس، فإن أي رضب وغرر، فإن أبى باع احلاكم مالـه ووىف .الدائنني حقوقهم

فريى أنه ال جيوز العقوبة باملال، وإن هذا ليس ممـا وقـع : أما الدكتور البوطي .الف بني األئمةفيه اخلفهو إباحة التعويض عـن : وهو للدكتور زكي الدين شعبانالرأي الثالثأما

الرضر غري العادي مثل أن يكون الدائن قد ارتبط بالتزامات مالية بناء عىل توقع .صدق املدين يف الوفاء

اشرتط حصول الغرر بالفعل، كأن أدى : للدكتور زكي عبد الرب: الرأي الرابع .إىل إخالله بالوفاء بام عليه هو للغري مع علم مدينه املامطل بذلكبه ذلك

اقرتاح عقوبات مالية للامطلة تدفع جلهة أخرى غـري الطـرف : الرأي اخلامس ).حممد نجاة صديقي. رأي د(الدائن كصندوق خاص للتعويضات

٣٥٧

العزي إلزام املامطل إقـراض الـدائن . أنس الزرقا ود. رأى د: الرأي السادسا مماثال مؤجال بنفس املدةقر ضا حسن .

: الموافقات بين اآلراءالنظام القضائي املرتىض رشعا ال جيوز أن تكون إجراءاته مطولـة .١

.بطيئة، مما يؤدي إىل تفاقم املشكالتوالعقوبـة املاليـة عنـد مـن . احلل الرشعي هو العقوبة غري املاليـة .٢

.لربااقرتحها إنام هي خالف األصل سدا لذريعة اوهلذا فمن يقول بالتعويض املايل يضع من الـرشوط والقيـود مـا .٣

يرى أهنا كفيلة بالبعد عن شبهة الربا، يف حـني يـرى املـانعون أن مثل هذه الرشوط والقيود غري كافية للبعد عن الربا عند منع علة الربا، أو غري كافية لتجويز إباحة مال الغري دون سبب رشعي عند

.قوبة باملال مطلقامن يرى منع الع :مزايا ومحاذير

ال شك أن أهم مزية للرأي الثاين باملنع أنه بعيد متاما عن شبهة الربا، لكنـه يف .نفس الوقت ليس يف املتناول اليوم يف ظل الظروف الفعلية

أما الرأي الثالث الذي جييز التعويض عن الرضر فيؤخذ عليـه أنـه وإن كـان ال أنه قلام حيمي املؤسسات املالية اإلسـالمية، إذ ينـدر أن بعيدا عن شبهة الربا، إ

.تؤدي املامطلة إىل عجزها عن التزاماهتا

٣٥٨

أما الرأي األول الذي ينادي بالتعويض املايل عن الربح الفائت، فأبرز مزية له وأكرب حماذيره أنـه قـد يتخـذ . أنه يعالج الظلم يف ظل نظام قضائي غري إسالمي

.ذريعة إىل الرباأما الرأي الرابع بدفع التعويض لغري الدائن، بـل حلـساب صـندوق خـاص مهمته تعويض املضارين، فيحتاج إىل وجود نظام إسـالمي متكامـل، وهـو مـا

.نفتقده اآلنوأما دفع التعويض جلهات خريية فمع بعده عن الربا وسهولة تطبيقه إال أنـه

.ال جيرب الرضر الذي أصاب الدائنمس فمع كونه مناسبا للرضر املراد إزالته حيث إنه ال يتجـاوزه أما الرأي اخلا

وال يقرص دونه، إال أنه مل يراع مدى إيسار املامطل الذي ربام قرصت قدرته عـن دفع قدرا مماثال ملا أخذه فضال عن دفع ما يستحق عليه بالفعـل كـام أنـه قـد ال .

. بوقت دون آخرحيقق إزالة الرضر عن الدائن الذي يرتبط رواج نشاطهومهام يكن، فإن هذه الـصيغة ربـام تلبـي احلاجـة يف كثـري مـن الـصور، وإن عجزت عن بعضها مما يمكن حله عن طريق صيغ أخرى أكثر مالئمة، وهو مـا

تقدم جزء منه بقية اآلراء وغريها مما قد جيد من اقرتاحات حول املشكلة . فليس من الرضوري أن يكون هناك حال واحد ا جلميع الصور واحلاالت، بل

خيتار املتعاقـدان - جوازها الرشعي-برشط–جيوز أن يكون هناك أكثر من حل .أو املحكم أو القايض ما يرونه مناسبا للحالة املعروضة عليه

٣٥٩

: حكم العقوبة املالية يف املذاهب األربعةالباب الثاينويناقش تفـق علـامء ا": البـوطي. قـال د:yمذهب السادة الشافعية -

الشافعية عىل أن من استحق التعزير بارتكاب ما ال حـد فيـه من اجلنايات أو املحرمات كان لإلمام أن يعـزره بـرضب أو سجن أو تعذيب أو تشهري بني الناس، ومل يزيدوا عـىل هـذه

.الوسائل، ولو كان التعزير بأخذ املال جائزا عندهم لذكروه :اآليتوبدراسة نصوص الشافعية تبني لنا

غـرر عـىل .. من أتى معصية ال حد فيهـا وال كفـارة ": قال الشيخ الشريازي ."حسب ما يراه السلطان

يغرر يف كل معصية ال حد فيها وال كفارة بحبس أو رضب أو ": وقال النووي ."صفع أو توبيخ وجيتهد اإلمام يف جنسه وقدرته

ر البوطي ال تساعده التي استند إليها الدكتوyوإن نصوص السادة الشافعية عىل دعواه، عىل أنه ال ينبغي أن يفهم من هذا االعرتاض تـرجيح املقابـل وهـو اجلواز، أو ميلنا إليها، غاية األمر هو حترير املقام فيام يستدل به هلذا الرأي أو ذاك دفعا وإيرادا، فإنه ال يفيد الرأي الراجح الـدليل الـواهي، بـل لعلـه يـشكك يف

!.أرجحيته يف هذا املقام ما نقله الربيع عن الـشافعي yأرصح ما ترى للسادة الشافعية و

إنـام العقوبـة يف األبـدان ال يف ": رمحهام اهللا يف كـالم لـه يـأت بتاممـه وفيـه قـال ."األموال

٣٦٠

يف معـرض رد تـضعيف الغرامـة، -رمحـه اهللا-ولكن إن مـا قالـه الـشافعي .وسيأيت متام نصه يف حمله

: مـن قولـه-رمحـه اهللا-ا مـا نقلـه األمخيمـي عـن الغـزايل ومن رصحيه أيضالعقوبة باملال ال عهد هبا يف اإلسم وال تالئم تـرصفات الـرشع ألهنـا مل تتعـني "

وهـذا ممـا حيتـاج . "ملرشوعية العقوبات البدنيـة بالـسجن والـرضب وغريمهـا .الكشف عنه ملعرفة سباقه وسياقه

بحلق اللحية، وال بأخذ -يعني التعزير–ز وال جيو": وقال األردبييل رمحه اهللا ."املال

ال جيـوز "وأما ما نقله بعض متأخري السادة الشافعية يف باب التعزير من أنه يف حاشيته عىل رشح املحـىل -رمحه اهللا- كالشيخ عمرية "عىل اجلديد بأخذ املال

يته عـىل يف حاشـ-رمحه اهللا- عىل املنهاج، والشيخ عيل الشريامليس -رمحه اهللا- أيـضا عـن -رمحـه اهللا- عىل املنهاج، ونقلـه األمخيمـي -رمحه اهللا-رشح الرميل عـىل -رمحـه اهللا- يف حاشيته عىل التحفة، وابن القاسـم -رمحه اهللا-الداغستاين

املنهاج؛ فمثل هذه العبارة حيتـاج إىل تتبـع ملـصدرهم فيهـا، حيـث يالحـظ أن هذه املسألة يف باب التعزيـر، ولـيس غـري مـا املتقدمني عىل هذه الطبقة مل ينقلوا

.تقدم نقله مع اطالعهم عىل أصل املسألةالقـديم : وكأهنا مأخوذة من مـسألة مـانع الزكـاة، فهـي التـي فيهـا القـوالن

كام أن حملها خمتلف عن مسألة البحث، فمسألة مانع الزكاة الكالم فيها . واجلديد :لك، وبيان ذلك ما ييلمن باب إضعاف القيمة، ومسألتنا ليست كذ

٣٦١

:قال الشيخ أبو إسحاق الشريازي رمحه اهللاوإن منعهام بخال هبا أخذت منه وعزر" تؤخذ الزكاة وشطر : وقال يف القديم.

: قـالrماله عقوبة له، ملا روى هبز بن حكيم عن أبيه عن جـده أن رسـول اهللا ا ليس آلل حممد فيهـا ومن منعهام فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربن

؛ وألهنـا "ليس يف املال حق سوى الزكاة" rوالصحيح هو األول؛ لقوله . يشء .عبادة فال جيب باالمتناع عنها أخذ شطر ماله كسائر العبادات

ومما سبق تعلم أن نحل القولني إنام هو يف مسألة مانع الزكاة هل يعـزر بأخـذ نصف ماله؟

-ممن تيرس الوقوف عـىل نـصوصهم –ني ولعل هذا يوضح عدم ذكر املتقدمعىل طبقة أصحاب احلوايش لذلك يف باب التعزير، وأقدم من رأيناه صنع ذلـك

.هو األردبييل الذي تقدم نقل كالمه، وهو من أهل القرن الثامنأن جعـل القـول اجلديـد يف مطلـق التعزيـر حيتـاج إىل تأمـل : واحلاصل هنـا

اء كالم متقدمي السادة الشافعي استقراء تاما، وتقيص، كام حيتاج األمر إىل استقروإنام ننبه عىل ذلك ملا علمتـه مـن . السابق-رمحه اهللا-خاصة مع نص األردبييل

مـن خـصوصية الزكـاة بكوهنـا -رمحه اهللا-كالم الشيخ أيب إسحاق الشريازي ل ومن هنا كان نق. عبادة فال جيب باالمتناع عنها أخذ شطر ماله كسائر العبادات

.هذين القولني إىل مطلق التعزير بحاجة إىل ما دعونا إليه من التأملهـذا ": أما عن دليل القديم، وهو حديث هبز فقـال عنـه الـشافعي رمحـه اهللا

." ال يثبته أهل العلم ولو ثبت لقلنا به-احلديث يعني حديث هبز

٣٦٢

:yمذهب السادة املالكية -. يف أنه ال جيوز التعزير بأخذ املالمل يقع خالف عند املالكية": البوطي. قال د

وعباراهتم يف بيان هذا احلكـم أصـح وأقطـع مـن عبـارات غـريهم مـن علـامء : عىل حاشية الكبري-رمحه اهللا-مثال قول الدسوقي . "املذاهب األخرى

"وال جيوز التعزير بأخذ املال إمجاعا"قول وال بفعـل، ذهب إىل أن التعزير ال خيتص بyعىل أن بعض أئمة املالكية

التعزير خيتلف باختالف األعـصار واألمـصار، فـرب : قال القرايف رمحه اهللا"فـ والتعزير ال خيتص بفعل معني وال بقـول . تعزير يف بلد يكون إكراما يف بلد آخر

قال بعض الشيوخ التعزيرات اجتهاديـة بقـدر : قال الونرشييس رمحه اهللا. معني ."الفعل والفاعل ووجه الفعل

العقوبة تكون عىل فعل حمرم، أو ترك واجب، أو ترك سنة، : وقال ابن فرحونوختتلـف مقاديرهـا . أو فعل مكروه، ومنها ما هو مقدر، ومنها ما هو غري مقدر

وأجناسها وصفاهتا باختالف حال اجلرائم، وكربها وصغرها، وبحـسب حـال .املجرم يف نفسه، وبحسب حال القائل، واملقول فيه، والقول

:yالعقوبة بالمال وفي المال عند السادة المالكية فرق هام تفردوا بالترصيح به، وهو الفرق yومن ناحية أخرى فإن للاملكية

.بني العقوبة باملال، والعقوبة يف املال، وهذا الفرق يصلح أن يقدم حال للمشكلةقوبـة املتقدمـة احلـديث عـن العyيلوح لنا يف ثنايا نصوص السادة املالكيـة

.باملال، والعقوبة يف املال، فام حقيقة املسألة

٣٦٣

أخـذه عقوبـة : العقوبة املالية عند مالك رضبـان: قال أبو إسحاق الشاطبي" .عن اجلناية، وإتالف ما فيه اجلناية أو عوضه عقوبة للجاين

.العقوبة باملال، وال مرية يف أنه غري صحيح: واألول .عندهالعقوبة فيه، وهي ثابتة : والثاين

:العقوبة املالية قسامن: وقال الشيخ حممد العريب الفايس رمحه اهللا .إتالف ما وقعت به املعصية - .وأخذ ما ال تعلق له باجلناية -

:yمذهب السادة احلنفية -

هو تأديب دون احلد، وال خيتص بالرضب بل قد يكون : قال صاحب التنوير"عنيف، واحلاصل أن املذهب عدم به وقد يكون بالصفع وبفرك األذن وبالكالم ال

."التعزير باملالقال موالنا . التعزير بأخذ املال إن رئي املصلحة فيه جاز... وذكر الطحاوي"

معنـاه أن يأخـذ مالـه : خامتة املجتهدين موالنا ركن الدين الوانجاين اخلوارزميمام ويودعه، فإن تاب يرده عليه كام عرف يف خيول البغاة وسالحهم، وصوبه اإل

."ظهري الدين والتمرتايش :yمذهب السادة احلنابلة -

: املغني-رمحه اهللا-قال ابن قدامة

٣٦٤

منـه وال ءيشوالتعزير يكون بالرضب واحلبس والتـوبيخ، وال جيـوز قطـع "وإن منعهـا معتقـدا وجوهبـا، وقـدر ": يف الزكـاة-رمحه اهللا-وقال . "أخذ ماله

."ادة عليها يف قول أكثر أهل العلماإلمام عىل أخذها عزره ومل يأخذ زيوحيـرم حلـق حليتـه، ": وقال يف دليل الطالب ورشحه نيل املآرب يف التعزيـر

."وقطع طرفه، وجرحه، وأخذ ماله، أو إتالفهوال جيوز قطع يشء منـه، وال جرحـه، : قال األصحاب": وقال يف اإلنصاف

."وال أخذ يشء من مالهوحيـرم التعزيـر بأخـذ مـال أو ": رمحـه اهللاوقال يف املنتهى ورشحـه للبهـويت

."إتالفه؛ ألن الرشع مل يرد بيشء من ذلك عمن يقتدى بهوال ": وقال يف اإلقناع، ورشحه كشاف القناع للشيخ منصور احلنبيل رمحه اهللا

وال أخذ يشء من ماله؛ ألن الرشع مل يرد بيشء من ذلك عـن أحـد .. جيوز قطعيكون التعزيـر بالنيـل مـن عرضـه، وبإقامتـه مـن وقد : قال الشيخ.. يقتدى بهالتعزير باملال سائغ إتالفا وأخذا: وقال. املجلس .فنص هنا عىل جوازه. "

:لكن قال ابن تيميةوالتعزير باملال سائغا إتالفا وأخذا، وهو جار عىل أصل أمحد؛ ألنه مل خيتلـف

الـشيخ أيب حممـد وقـول. أصحابه أن العقوبات يف األموال غري منسوخة كلهـا .وال جيوز أخذ مال املعزر، يف إشارة منه إىل ما يفعله الوالة الظلمة: املقديس

بل ونسب إىل أمحد القول بجواز التعزير بأخذ املـال فقـد قـال بعـد أن سـاق حديث تغريم السارق من الثمر املعلق، ومن املاشـية قبـل أن تـؤدي إىل املـراح

٣٦٥

وبذلك كلـه قـال : الغرم يف الضالة املكتومةمرتني، وبعد أن ساق تضعيف عمر ."طائفة من العلامء مثل أمحد وغريه

ونعـرض لـبعض . ألدلة اجلواز واملنع بالغرامة املاليـةالباب الثالثويعرض :منها :أدلة اجلواز. أ

: yأقوى ما استدل به حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عـن جـده .١ب بفيه من ذي حاجة غري من أصا": أنه سئل عن الثمر املعلق فقال

ومن خرج بيشء منه فعليه غرامـة مثلـه . متخذ خبنة فال يشء عليهومن رسق منه شيئا بعد أن يأويه اجلرين فبلغ ثمن املجن . والعقوبة

."ومن رسق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة. فعليه القطعاوز هبا إىل غريه؛ ألنه وأجاب الشوكاين عليه بأنه وارد عىل سبب خاص فال جي

وسائر أحاديث الباب مما ورد عىل خالف القيـاس لـورود األدلـة كتابـا وسـنة .بتحريم مال الغري

أقبلت مع ساديت نريـد اهلجـرة : قالyوعن عمري موىل آيب اللحم .٢حتى أن دنونا من املدينـة، فـدخلوا املدينـة، وخلفـوين يف ظهـرهم

. يب بعض مـن خيـرج مـن املدينـةفمر : قال. فأصابني جماعة شديدةفـدخلت . لو دخلت املدينة، فأصبت من ثمـر حوائطهـا: فقالوا يل

حائطا فقطعت منـه قنـوين، فأتـاين صـاحب احلـائط، فـأتى يب إىل أهيـام أفـضل : فقـال. ، وأخربه خـربي، وعـيل ثوبـانrرسول اهللا

٣٦٦

. خذه، وأعطي صاحب احلـائط اآلخـر: فقال. فأرشت إىل أحدمها ."بييلوخىل س

يف ": قـالr أن رسول اهللا yوعن هبز بن حكيم عن أبيه عن جده .٣. كل إبل سائمة يف كل أربعني ابنة لبون، ال تفوق إبل عـن حـساهبا

من أعطاها مؤجترا فله أجره، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر مالـه، ."عزمة من عزمات ربنا ليس آلل حممد فيها يشء

ن مـذهب الـشافعية حيـث اسـتدل بـه وقد تقدم الكالم عليه عند بيـا .الشافعي يف القديم

يف حريسة اجلبل أن فيهـا غـرم مثليهـا وجلـدات rوقد روي عنه .٤ .نكال

. سلب الذي يصطاد يف حرم املدينة ملن وجدهyوإباحته .٥ عىل نقل مذاهب العلامء يف عـدم العمـل هبـذا -رمحه اهللا-واقترص األمخيمي

رمحـه -ا مقبوال لرتكه، ثم نقل عن القـايض عيـاض احلديث دون أن يذكر مربر يف -رمحـه اهللا-ومل يقل بحديث السلب بعد الصحابة إال الشافعي ": قوله-اهللا

."وخالفه أئمة األمصار. القديموهذا القـول . وال يرضه خمالفتهم إذا كانت السنة معه": قال النووي رمحه اهللا

عىل وفقه، ومل يثبت له yعمل الصحابة القديم هو املختار؛ لثبوت احلديث فيه، أصحها -yيعني الشافعي–ويف مرصف السلب ثالثة أوجه ألصحابنا .. دافع

٣٦٧

وإذا سلب أخذ مجيع ما عليه إال سـاتر ... أنه للسالب وهو املوافق حلديث سعد ."العورة

وادعى بعض احلنفيـة اإلمجـاع عـىل تـرك األخـذ ": وقال ابن حجر رمحه اهللا ."ودعوى اإلمجاع ممنوعة... بحديث السلب

أمرين رسول اهللا أن ": قالy عن ابن عمر -رمحه اهللا-وأخرج أمحد .٦ فأتيتـه هبـا، فأرسـل هبـا، فأهرقـت، -وهـي الـشفرة–آتيه باملديـة

ففعلت، فخرج بأصحابه إىل أسواق . اغد عيل هبا: فأعطانيها، وقالدية، فشق ما املدينة، وفيها زقاق مخر، قد جلبت من الشام، فأخذ امل

كان يف تلك الزقاق بحرضته، ثم أعطانيهـا، وأمـر أصـحابه الـذين كانوا معه أن يمضوا معي، وأن يعـاونني، فـأمرين أن آيت األسـواق

كلها، فال أجد زقا فيه مخرا إال شققته ". عن ابـن -رمحه اهللا-يعارض هذين احلديثني ما رواه مسلم : وللامنع أن يقول

بم : r رواية مخر فقال له رسول اهللا rأهدى لرسول اهللا أن رجال ": yعباس ففـتح : إن الذي حرم رشهبا حرم بيعهـا، قـال: أمرته ببيعها فقال: ساررته فقال

."الزادة حتى ذهب ما فيهابأنه يمكن اجلمع بينها بأنه ال تشق وال تكرس بل يراق ما فيها، إال ما : وجياب

مل يمكن تطهريه؛ قال ابن حجـر رمحـه غاصت فيه النجاسة وتتخللت أجزائه، واملعتمد التفصيل، فإن كانت األوعيـة بحيـث يـراق مـا فيهـا وإذا غـسلت : اهللا

.طهرت وانتفع هبا، مل جيز إتالفها، وإال جاز

٣٦٨

ما قيل يف اجلمع بأنه ما أمر بكرسه وشقه محل عـىل أنـه ال : وللمجيز أن يقول فإن ترك االستفصال يف حكاية : وأيضا. يمكن تطهريه جمرد احتامل ال دليل عليه

احلال مع قيام االحتامل منزل منزلة العموم يف املقال، كام تقرر يف علم األصـول، عن نوع اآلنيـة، بـل أمـر بكـرسها دون y من أيب طلحة rومل يستفصل النبي

.استفصال، فينزل األمر منزلة العموم yيل، وحديث ابن عمر قوyإن حديث أيب طلحة : وللمجيز أن يقول أيضا

القوليـة –فعيل، ومها متعاضدان عىل اإلتالف بالشق أو الكرس، وكال الداللتني عـىل اإلهـراق y أقوى من داللة اإلقرار التي يف حديث ابن عبـاس -والفعلية

ذهـب إىل أن التقريـر ال -رمحـه اهللا-دون إتالف، حتـى إن القـايض البـاقالين وإن كان املعتمد أنـه يعـم كـام تقـرر يف األصـول للعموم ألنه ال صيغة له تعم،

فكيف إذا كانا يف جانب واإلقرار يف جانب، وقد قرروا أن القويل والفعـيل معـا .يقدما عىل القويل وحده إذا تعارضا، فكيف بالتقرير

وهذه االعرتاضات واألجوبة إنام جتري عىل احلكم بالشق أو عدمه، كام هـو .ظاهر

بعد أن نقل مذاهب األئمـة يف آنيـة –قيل به فقال األمخيمي أما علة الشق إن فتبني من حترير ما نقلته عن األئمة أن الكرس والـشق إن ثبـت فعلتـه ": -اخلمر

."النجاسة ال العقوبة باملالهذه العلة مستنطبة، ال نص للشارع، فهي حمـل اجتهـاد، : وللمجيز أن يقول

دالال بظاهر األحاديث، فإنه ال معنى لعموم إن العلة التعزير، است: فلنا أن نقول

٣٦٩

إال كـون الـشق : -الشق مع عدم االستفـصال عـام يقبـل التطهـري ممـا ال يقبلـهكام أنه ال مانع أن يعلـل احلكـم بـأكثر مـن علـة؛ ألن العلـل الـرشعية . للتعزير

معرفات للحكم، ال مؤثرات فجاز تعددها، كام تقرر يف األصول . خيرب كرس القدور التي طـبخ فيهـا حلـم احلمـر يومrومن أمره .٧

األهليـة، ثــم اسـتأذنوه يف غــسلها فـأذن هلــم، فـدل عــىل جــواز أن النبي ": ويف رواية. األمرين؛ ألن العقوبة بالكرس مل تكن واجبةيـا رسـول أوهنريقهـا : قال أهريقوهـا واكـرسوها، فقـال رجـل

."أو ذاك: قال. ونغسلها أوال بكرسها فيحتمل أنه كان بـوحي أو rوأما أمره " :قال النووي رمحه اهللا

."باجتهاد ثم نسخ، وتعني الغسل، وال جيوز الكرسينظر هل يساعده اللفظ عىل قوله تعني الغسل، فإن أو : قال مقيده عفا اهللا عنه

."، األظهر أنه للتخيري يف أحد األمرين"أو ذاك"قوله ": للتخيري، وقد قال اآليب البس خاتم الذهب بطرحه فطرحـه فلـم يعـرتض rره ومن أم .٨

رأى rأن رسـول اهللا "(: ورواية مـسلم عـن ابـن عبـاس . أحديعمد أحدكم إىل : وقال. خامتا من ذهب يف يد رجل فنزعه فطرحه

خذ : فقيل للرجل بعدما ذهب النبي . مجرة من نار فيجعلها يف يدهوقد طرحه رسول اهللا . اال واهللا ال آخذه أبد: قال. خامتك انتفع به

r" (.مبالغـة يف اجتنـاب "ال آخـذه"قـول صـاحبه ": قال اآليب ا ملـن يأخـذه مـن املنهي؛ إذ لـو أخـذه جلـاز، ولكـن تركـه ورعـ

٣٧٠

الضعفاء؛ ألنه إنام هناه عن لبسه خاصة، ال عن الترصف فيه بغـري ."اللبس

احلديث بناء عىل رواية مسلم فال دليل يف هذا: قال مقيده عفا اهللا عنه .أيضا عىل العقوبة باملال

:أما اآلثار عن الصحابة فقد روي عنهم يف الباب آثارا عدة منهافمنها ما أخرج مالك يف املوطأ بسند صحيح عن حييـى بـن عبـد .٩

الرمحن بن حاطب أن رفقاء حلاطب رسقوا ناقة لرجل مـن مزينـة فـأمر كثـري بـن yفانتحروها فرفع ذلك إىل عمـر بـن اخلطـاب

إين أراك جتيعهم، واهللا : yثم قال عمر . الصلت أن تقطع أيدهيم: قال. كم ثمن ناقتك: ثم قال للمزين. ألغرمنك غرما يشق عليك

.أعطه ثامن مئة درهم: yقال عمر . أربع مئة درهموليس عىل هذا العمل عندنا يف تضعيف القيمـة، ولكـن : قال مالك رمحه اهللا

.ه إنام يغرم الرجل قيمة البعري أو الدابة يوم يأخذهاعىل أنمىض أمر الناس عندنا إلزاما ملالك فـيام تـرك -رمحه اهللا-وقد أورده الشافعي : قال البيهقي رمحه اهللا

.yمن قول بعض الصحابة يقيض به باملدينـة بـني yفهذا حديث ثابت عن عمر : قال الشافعي رمحه اهللا

.املهاجرين واألنصار ال تضعف الغرامـة عـىل أحـد يف يشء": فعي رمحهام اهللاوعن الربيع عن الشا

إنام العقوبة يف األبدان ال يف األموال، وإنام تركتا تـضعيف الغرامـة مـن قبـل أن

٣٧١

رسول اهللا قىض فيام أفسدت ناقة الرباء بن عازب أن عىل أهل األمـوال حفظهـا ام يـضمنونه فـإن: بالنهار، وما أفسدت املوايش بالليل فهو ضامن عىل أهلها قال

."بالقيمة ال بقيمتني . أنه من باب سد ذرائع الفساد-رمحه اهللا-وجياب أيضا بام أجاب الشوكاين .وتقدم بيان ما يف هذا اجلواب

وأجاب الشوكاين أيضا أنه بعد تـسليم ثبوتـه فإنـه قـول صـحايب ال يـنهض .لالحتجاج به، وال يقوى عىل ختصيص عمومات الكتاب والسنة

.وهذا اجلواب سديد يف الباب: مخيميقال األوللمجوزين منعه بأنه قد كثرت القضايا عـن الـصحابة بـذلك، وشـاع دون نكري، فكان إمجاعا، وقد اسـتدل هبـذا األئمـة يف كثـري مـن القـضايا، واإلمجـاع

ال أعرف خالفا يف ختـصيص ": خيصص به القرآن والسنة، قال اآلمدي رمحه اهللافإذا رأينا أهل اإلمجاع قاضني بام خيـالف العمـوم يف ... اع القرآن والسنة باإلمج

بعض الصور علمنا أهنم ما قضوا به إال وقد اطلعوا عىل دليل خمصص له؛ نفيـا وعىل هذا فمعنى إطالقنا أن اإلمجاع خمصص للـنص أنـه معـرف . للخطأ عنهم

."للدليل املخصص ال أنه يف نفسه هو املخصص :ن فيام شاكلهام، فال داعي لتكرارمهاوهذان اجلوابان جيريا

. املكان الذي يباع فيه اخلمرyومنها حتريق عمر .١ ملـا احتجـب y قرص سعد بن أيب وقاص yومنها حتريق عمر .٢

.فيه عن الرعية، وصار حيكم يف داره

٣٧٢

عامله بأخذ شطر أمواهلم، فقسمها بينهم yومنها مصادرة عمر .٣ .وبني املسلمني

وجد مع السائل من الطعـام فـوق كفايتـه ملا yومنها أن عمر .٤ .وهو يسأل أخذ ما معه وأطعمه إبل الصدقة

. للبن املغشوشyومنها إراقة عمر .٥ الدية عىل من قتل يف الـشهر yومنها تغليظه هو وابن العباس .٦

.احلرام يف البلد احلرام . لطعام املحتكرyومنها إحراق عيل بن أيب طالب .٧ . لدور قوم يبيعون اخلمرyلب ومنها إحراق عيل بن أيب طا .٨ .ومنها هدمه لدار جرير بن عبد اهللا .٩ : أدلة املنع

:من أدلة الكتاب والسنة عىل حتريم مال الغريال تأكلوا أمـوالكم [: قوله تعاىل .١ بيـنكم بالباطـل إال أن تكـون

جتارة عن تراض منكم ).٢٩: النساء(] ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتـدلوا هبـا إىل [: عاىلقوله ت .٢

اس باإلثم وأنتم تعلمـون احلكام لتأكلوا فريقا من أموال الن : البقـرة (]١٨٨(. إنــام دمــاؤكم وأمــوالكم ": يف خطبــة حجــة الــوداعrوقــال .٣

."حراموأعراضكم عليكم

٣٧٣

."ال حيل مال امرئ مسلم إال بطيبة من نفسه": rوقال .٤ ."حرمة مال املسلم كحرمة دمه": rوقال .٥

.فوجب أن يكون أخذ ماله من غري عوض حمرما نتائج البحث

للاموردي نص هام للغاية يرفع احلرية التي ربـام تـصيب الباحـث يف املـسألة، هذه الصورة بني املنع مطلقا حتى وينبه عىل السبب يف وقوع االختالف فيها عىل

:نقل اإلمجاع عليه، واإلباحة مطلقا، فقال رمحه اهللاما كان مستخرجا من غري نص وال أصل فقد اختلف يف صحة االجتهاد فيه "

:بغلبة الظن عىل وجهنيال يصح االجتهاد بغلبة الظن حتى يقرتن بأصـل؛ ألنـه ال جيـوز أن : أحدمها

. غري أصليرجع يف الرشع إىلولذلك أنكر القول باالستحسان؛ ألنه . وهذا هو الظاهر من مذهب الشافعي

.تغليب ظن بغري أصليصح االجتهاد به؛ ألن االجتهـاد يف الـرشع أصـل فجـاز أن : والوجه الثاين

.يستغنى عن أصلوقد اجتهد العلامء يف التعزير عىل ما دون احلدود بآرائهم يف أصله من رضب

تقديره بعرش جلدات يف حال، وبعـرشين يف أخـرى، وبثالثـني يف ويف . وحبس .وليس هلم يف هذه املقادير أصل مرشوع. أخرى

٣٧٤

والفرق بني االجتهاد بغلبة الظن وبني االستحسان أن االستحسان يـرتك بـه ."القياس، واالجتهاد بغلبة الظن يستعمل مع عدم القياس

مــا دون احلــدود بــآرائهم يف وقــد اجتهــد العلــامء يف التعزيــر عــىل": فقولــه .، يوضح ألي يشء كان كل هذا االختالف"...أصله

قد علم مما ": يف تعليق عام له عىل أدلة املجوزين-رمحه اهللا-ويقول األمخيمي تقدم أن بعضها ضعيف أو باطل، وبعضها منـسوخ، أو مـتكلم فيـه، وبعـضها

كقطع نخل بني النضري، متسك به اجلمهور عىل جواز التخريب يف أرض الكفار، وبعضها مل يأخذ بـه اجلمهـور عـىل جـواز العقوبـة باملـال، وأن مـذاهبهم عـىل

."خالفهالقد تعقب املانعون أدلة اجلواز دليال دليال، وقد ذكرنـا فـيام مـىض أجـوبتهم عليها، وما يمكن أن يردها به املجوزون، وبينا أن دعوى النسخ غري مسلم هبـا،

. كام رصح به النوويبال دليل عليها فبعضها أو أكثرهـا صـحيح، -من جهة اإلسناد–أما كون بعضها متكلام فيه

.كام أن املتكلم فيه ال يسقط عن رتبة االعتبارأن أكثـر أحاديـث البـاب : ومن أجوبة املانعون اهلامة ما أشار إليه الـشوكاين

أحاديـث مـا ورد واردة عىل سبب خاص، فال جياوز هبا إىل غريها؛ ألهنا وسائر .عىل خالف القياس، لورود األدلة كتابا وسنة عىل حتريم مال الغري

فإن العام الوارد عىل سبب إن عارض عموم آخر خرج ابتداء بال سبب، فإنه .يقرص عىل سببه، وإن مل يعارضه فالعربة بعمومه

٣٧٥

كل ذلك صحيح مسلم من القائلني باجلواز، ف: قال مقيده عفا اهللا عنه ال نزاع -من هـذا األصـل العـام-يف حرمة أكل مال الغري بالباطل، ثم استثنى الشارع

الظامل يف الصور املتقدمـة ونظائرهـا فجعلـه خارجـا عـن أكـل املـال بالباطـل، واملانعون يسلمون بذلك وأنه وارد عىل سبب خاص، واملجوزون ال جياوزون به

لقياس عىل حمل السبب اخلـاص ال سببه اخلاص، وال يقولون به يف كل حال، واخيرجه عن خصوصه كام هو مقرر وإال كان يف معنى اخلطاب اخلاص بواحد من

.األمةبل إن اخلطاب اخلاص بواحد من األمة، وإن كان ال يتناول غري املخاطب من حيث الصيغة، فإنه يتناوله بالدليل اخلـارجي، وقـد ثبـت عـن الـصحابة فمـن

اخلاصة بالواحـد، أو اجلامعـة املخـصوصة عـىل rته بعدهم االستدالل بأقضيثبوت مثل ذلك لسائر األمة، فكان هذا مفيدا إلحلاق غري املخاطب به يف ذلـك

قـال . احلكم عند اإلطالق إال أن يقـوم الـدليل الـدال عـىل اختـصاصه بـذلكإن : فالراجح التعميم حتى يقوم دليل التخصيص، ال كـام قيـل: الشوكاين نفسه

. التخصيص حتى يقوم دليل التعميمالراجح من y والصحابةrفيصح لنا بعد ذلك االستدالل بام تقدم من قضايا النبي

بعده عىل جواز عقوبة الظامل اجلاين عىل مال غريه بقيمة مـا تعـدى وظلـم، دون .زيادة عىل ذلك، مع بقاء حتريم أكل مال الغري عىل حرمته فيام سوى ذلك

ئرين مع األدلة كتابا وسنة حيث سارت، واقفـني معهـا فلسنا يف ذلك إال سا .حيث وقفت

٣٧٦

وقد اشرتط أحد الباحثني املعارصين رشطني جوهريني للقول بـاجلواز، ويف :حدود ضيقة جدا

أو . أن ال متكن معاقبة اجلاين بغري الغرامة من وسائل التعزير األخرى:أحدمها . غريهامتكن، ولكن املصلحة يف الغرامة أكثر منها يف

أن ال يتخذ هذا اجلواز ذريعة ملصادرة أموال الناس، وإثقال كواهلهم :ثانيهام .بغرامات ال قبل هلم هبا

:وأضاف إىل هذا رشطني هامني إلجياب التعزير عامة أن يكون األمر الذي يـدفع رضرا مؤكـدا، ولـيس رضرا ومهيـا، وأن :أوهلام

.تكون املصلحة مؤكدة وليست ومهاوأن تكـون . أن يكون الرضر املدفوع من جنس ما أمر الشارع بدفعـه:ثانيهام

.املصلحة من جنس املصالح التي أمر هبا الشارعال ": ، فقـد قـالrوالقضاء بنفي الرضر وسد الذرائع ثبت عن رسـول اهللا "

ال رضر، أي ال رضر عىل أحد بمعنى : فيحتمل أن يريد بقوله"رضر وال رضار أن rهنـى النبـي : وقيـل... مه الصرب عليه، وال جيوز له إرضار غـريهأنه ال يلز

فإن أقام املحـدث . يتعمد أحدمها اإلرضار بصاحبه، وعن أن يقصدا ذلك مجيعاللرضر بينة تشهد أن ذلك ليس برضر مل يلتفت إىل تلك البينـة، وكانـت شـهادة

ينظر : وقيل. لقضاءالذين شهدوا بالرضر أحق وأوىل باحلكم، وعليه العمل وبه اإىل أعدل البينتني، فيقىض هبا؛ ألن الشهادة عىل العيـان، وليـست تنفـذ شـهادة

.بالرضر فيام مل يره أهل العلم رضرا

٣٧٧

وإذا جهل الرضر فلم يعلم أقديم هو أم حادث، فهو عىل القدم، حتى يثبـت نـه وخالف آخرون فقالوا أنه حممول عىل أنـه حمـدث، حتـى يثبـت أ. أنه حمدث

.وبه احلكم: قديم، وقالوارأينـا شـيئا يـدل عـىل : وإذا مل تقطع البينة بأن الرضر حمدث، إال أهنـم قـالوا

حلف أنه حمدث، وأزيل عنـد الـرضر، إال أن تقـوم بينـة : احلدوث، وهو رضر .بالقدم

إن مجيـع الـرضر جيـب : الذي به، وأنقله عن مذهب مالـك: وقال ابن عتاب .قطعه

: ا تقدموتأسيسا عىل منقول بجواز عقوبة الظامل اجلاين عىل مال غريه بقيمة مـا تعـدى .١

وظلم، دون زيادة عىل ذلك، مع بقاء حتريم أكل مال الغري عـىل حرمتـه .فيام سوى ذلك

وتنزال مع من يرى لك يف كل ما سبق دليال للجواز فإننا نتفـق .٢ الـسياسة أنه جيوز من جهة"مع روح فتوى الشيخ العريب الفايس فنرى

الرشعية العقوبة باملال، وما ثبت من جهة السياسة الرشعية إنـام يكـون ومـن هنـا فإنـه مـن . عىل سبيل الفتوى، وليس عىل سبيل احلكم العام

املقبول لبعض هيئات الرقابة الرشعية يف مرصف معني أو عند الفتـوى واز يف نوع من أنواع املعامالت أو عىل طائفة من األشخاص أن تفتي بج

الغرامة باملال يف حني أن ذلك ال ينبغي أن يكون سياسـة عامـة وحكـام

٣٧٨

رشعيا فضال، وإنام يكون مـن قبيـل اإلجـراءات التـي حتقـق مقاصـد الرشيعة من باب حيدث للناس من األمور بقدر ما حيدثون والقاعـدة . "

ومهـا هنـا نـصوص -أنه إذا كانت مسألة تدور بني نـصني متعارضـني -كل املال بالباطل يف مقابل وجوب رفع الظلـم وتعزيـر الظـاملحتريم أ

وحكـم اهللا فيـه .. فحكم اهللا تعاىل فيه األصلح إن كان معقـول املعنـىوكــذلك ســائر أحكــام .. األخــذ باألشــبه إذا مل يكــن معقــول املعنــى

بل لو استوى عند قـاض املـصلحة .. السياسات قلام يكون فيها ترجيح استوى عنده الشبه باألصلني أو االستصحاب يف واملرضة يف أمرين، أو

.مقابل األصلني وامتنع الرتجيح، صار خمريا كام يف سائر املباحات-وقال الغـزايل . وهذا يؤكد ما قدمناه من أنه إنام يكون من قبيل اإلجراءات

: ما ليس للرشع فيـه حكـم معـني، ولكـن قيـل للمجتهـدين": أيضا-رمحه اهللافكل حكم نيط باجتهاد الوالة كتفرقة العطاء ... ترددوا بني رأينياطلبوا احلكم و

بني املسلمني والتسوية بينهم أو التفاوت كام اختلف أبو بكر وعمر؛ إذ ليس فيه نص عىل عينه، وال عىل مسألة قريبة منه يقـال إنـه يف معنـاه، ولكـن فيـه إمهـال

التفـاوت إحـدى ملصلحة متيز الفاضل من املفـضول، وهـو مـن املـصالح، ويفاملصلحتني دون األخرى، ومهام قوبل ما يف إحدامها من املرضة بـام يف إحـدامها

... وكذلك تقدير العقوبات والنفقات... من املصلحة جيوز أن ترتجح إحدامها ."...كذا كل واقعة ال نص فيها، وال هي يف معنى املنصوص

٣٧٩

-ة ماليةوهي عقوبة املامطل املورس بدفع غرام–ومسألة البحث .٣ .مما ناطه الرشع باجتهاد الوالة

ومهام قيل من أن الغرامة باملال ممنوعة مطلقا بالنهي عـن أكـل .٤إن مسألتنا هنا ليست من باب أكل : أموال الناس بالباطل، فلنا أن نقول

املال بالباطل، بل رد احلق إىل صاحبه، وإن الذي أكل املال بالباطل هنا .لمه، وإن الرشع يوجب التعزير عىل الظلمإنام هو الغارم بمطله وظ

إن حــديث هبــز إنــام هــو يف إضــعاف القيمــة : ولنــا أن نقــول .٥والغرامة، وكذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيـه عـن جـده، وأثـر عمر بن اخلطاب الذي رواه عنه حييى بن عبد الرمحن بن حاطب، ومـن

.ةباب ما جاء يف تضعيف القيم: ثم ترجم البيهقي عىل بعضها "وقد استدل العلامء أيضا عىل منع تضعيف القيمة بقوله تعـاىل .٦فاعتدوا عليه بمثل ما اعتـدى علـيكم[ فعـاقبوا بمثـل مـا [: ، وقـال]

عوقبتم وقـد . وقد قىض صىل اهللا عليه وسلم بالـضامن باملثـل: قالوا. ] . يغرم إال مثله أو قيمتهأمجع العلامء عىل أن من استهلك شيئا ال

إن مسألتنا ليست من باب تضعيف القيمة، وإنام : ولنا أن نقول .٧من الغرامة باملثل أو بالقيمة، وهي أيضا مـن بـاب االعتـداء بمثـل مـا اعتدي، والعقاب بمثل ما عوقب فالفرق واضح بني تضعيف الغرامة،

.ومسألة البحث

٣٨٠

–مه اهللا تعاىل ورسوله وال خالف أن أكل املال بالباطل مما حر .٨، كام أنه ال خالف أيضا يف وجـوب رفـع الظلـم -صىل اهللا عليه وسلم

ومثـل هـذه . والرضر، وقواعد الرشع احلنيف جارية عليه، مطردة فيـهاملساحة من االتفاق ال بد أن ال تـستنزف جهودنـا يف بحثهـا وطرحهـا

.كأهنا أمر خمتلف فيه، وترك حمل اخلالف والنزاعونقاشها وحمــل اخلــالف والنــزاع هــو يف تكييــف املــسألة، وإذا اتــضح .٩

.تكييفها سهل األمر وقرب. إما أن يكون الغارم ظاملا، أو غري ظـامل: وعليه فمسائل الباب .١٠يعني كونه غري ظامل ال جيوز قطعا تغريمه، وهو مـن أكـل املـال : والثاين

.بالباطلوجنايتـه يف فإمـا أن يكـون ظلمـه -وهو كونه ظاملا–واألول .١١

وهـو –والثـاين مـنهام . املال، وإما أن يكون ظلمه وجنايته يف غري املـال جيوز عند مـن أطلـق جـواز الغرامـة -كون ظلمه وجنايته يف غري املال

املالية، وهو رأي تدور حوله كثري من الردود القوية التي تؤيدها قواعد .الرشع العامة وعقوباته املقررة

فباإلضافة إىل -ن ظلمه وجنايته يف املالوهو كو–واألول منهام .١٢ما تقدم، فإنه تأسيسا عىل الفرق بني الغرامة يف املال وباملال، وهو فـرق

أي –صحيح لألدلة الكثرية عىل جواز الغرامة يف املال، والذي يشهد له العديد من األحاديث وقضايا الصحابة، وبالفرق قـال الـسادة -للفرق

٣٨١

ثري من فروع السادة أصحاب املـذاهب الثالثـة املالكية، وهو مقتىض كاألخرى، وإن مل يتعرضوا للفرق، فإننا نرى أن مسألتنا من باب الغرامة يف املال كام تقدم تقريره وبيانه، ويصح الفتوى بجواز العقوبـة يف املـال

.فيها، بام يرفع الظلم الواقع بالفعل، وال جياوزه إىل إيقاع ظلم جديدمن باب أكل املال بالباطل، بل الصواب أنه رفـع وال يدفع بأنه .١٣

ألكل املال بالباطل إن كان قد وقع، ودفع له قبل وقوعـه بـام فيهـا مـن .معنى الزجر عن الظلم

ومن هنا فالغرامة يف املسألة حمل البحـث هـي مـن بـاب رفـع .١٤ .الظلم عن املظلوم

كام أنه ال بد من إنشاء آلية إلزالة الرضر، يكـون مـن وظيفتهـا .١٥حتديد الرضر، وتقويمـه، والتحكـيم بـني األطـراف املتنازعـة، بحيـث يتحمل املرض تكلفة إزالة ما أوقعه من رضر بالغري بالعدل دون زيادة أو

.نقصان :كام أننا نؤكد عىل أمور هامة

.أن األصل يف الغرامة املالية املنع .١كـام هـو –وأن القول هبا من قبيل الفتوى ال احلكم، والفتـوى .٢

تتغري زمانا ومكانا وشخصا-قررم . .وأن الفتوى بذلك من باب السياسة الرشعية .٣

٣٨٢

وأيضا هو من باب الرضورات، وإذا كانت الـرضورات تبـيح .٤ تقدر بقدرها، وال -أي الرضورات– فإهنا أيضا –كام هنا–املحظورات

.جياوز هبا حملهاا يف ومن الواضح الذي ال حيتاج إىل تأكيد أن الفتـوى بجوازهـ .٥

صورة أو مسألة ال يعني عـىل اإلطـالق الفتـوى هبـا يف كـل مـسألة أو .صورة

واهللا تعاىل أعىل وأعلم

٣٨٣

تغيير القيمة الشرائية للنقود الورقية: اسم الكتاب -٣٥ هايل عبد الحفيظ يوسف داود. د.أ: المؤلف ٣٦٨، ١٩٩٩، القـاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط : الناشر

.ص دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالمي والثالثون يف سلـسلة اخلامسهو الكتاب ويتـصدى هـذا الكتـاب ملـشكلة العاملي للفكر اإلسالمي، املعهدالتي أصدرها

تغيري قيمة النقود، والتذبذب املستمر يف قيمتها الـرشائية وهـي مـن املـشكالت ابه إىل ثالثة أبواب مقسمة إىل وقد قسم الباحث كت. الكبرية التي نواجهها اليوم

عدد من الفصول التي قسمها بدورها إىل عدد من املباحث، وقـد عـرف النقـد يقـال : ، وهـي خـالف النـسيئة"متييز النقود والكشف عن جودهتا": لغويا بأنه

فقد اسـتخدمت كلمـة النقـد يف : أما النقود رشعا. نقدت الثمن أي دفعته نقدامات اللغوية، وكانت تطلق عىل مقابل النـسيئة ومقابـل الرشع بنفس االستخدا

العرض، وعىل قبض النقود، وذهب مجهور العلـامء إىل إطـالق لفـظ نقـد عـىل .الذهب والفضة مرضوبا كان أو غري مرضوب

وحـدة معياريـة، تعـارف النـاس عـىل : أما تعريف االقتصاديني للنقود بأهنـاتلقى قبوال عاما لدهيماستخدامها لقياس قيم السلع واخلدمات، و .

:ثم عرف الباحث املصطلحات التي هلا عالقة بالنقوديف األصل ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق عىل كل ما : املال .١

.يقتنى ويملك من األعيان

٣٨٤

الثمن لغة العوض، أي كل ما يصطلح النـاس عليـه ثمنـا، : األثامن .٢ .وكل ما يأخذه البائع يف مقابل البيع

.احلديدة املنقوشة التي كانت تطبع هبا النقود: ةالسك .٣مجع فلس، وهو القطعة النقدية املعدنية التي يتعامـل هبـا، : الفلوس .٤

.النحاس والربونز: واملتخذة من غري الذهب والفضة مثل .وهي الوحدة النقدية املتداولة يف بلد معني: العملة .٥

:وظائف النقود: ثانيا . السلع واخلدماتالنقود معيار ومقياس لقيم .١ .النقود وسيلة أو وسيط للتبادل .٢ .النقود خمزن للقيمة وأداة لالدخار .٣

:أهمية النقود: ثالثاتيسري التبادل بني الناس، إذ أهنا وسيط مقبـول بيـنهم، مقابـل .١

السلع واخلدمات كافة وهو ما يوفر جهودهم، فكل مـن يبيـع شـيئا أو ن أجر مقابلها، والنقود هي وسـيلة ينتج شيئا أو يقدم خدمة ال بد له م

.هذا األجرــاة .٢ ــرس احلي ــسلع واخلــدمات، فتتي ــيم ال ــطتها ق ــدد بواس حت

االقتصادية، وهي أداة تقـويم النـشاطات االقتـصادية، سـواء أكانـت .إنتاجية أم استهالكية

خيزن الناس بواسطتها ثـرواهتم ومـدخراهتم، وتـدعم التنميـة .٣ .ات الالزمة يف عمليات االستثامراالقتصادية باالستفادة من املدخر

٣٨٥

تشجع عىل التخصص بني أفراد املجتمع ما دام الفـرد يـستطيع .٤ .أن يبادل فائض إنتاجه هبذه النقود، وحيصل هبا عىل كل حاجاته

:خصائص النقود: رابعا .تكون قابلة للتجزئة إىل وحدات صغرية ليسهل مبادلتها .١ .ال حتدث جتزئتها تغيريا يف قيمتها .٢ .ن أجزائها متجانسة حتى تبدو متشاهبةتكو .٣ .تكون قابلة للتخزين من غري أن تتعرض للتلف .٤ .حتافظ عىل قيمتها، وتتصف باالستقرار النسبي يف قيمتها .٥ .تتصف بالندرة النسبية .٦ :جهود علماء المسلمين في تبيين أحكام النقود: خامسا

الـبالذري، : وقد اسـتعرض الباحـث عـددا مـن آراء فقهـاء املـسلمني مثـلواملواردي، وابن تيمية، وابن القيم، الذين تعرضوا بشكل أو آخر للنقود وآليتها

.ووظائفها الفصل األول تعرض الباحث لقضية تطور النقود ويف الباب األولوبداية من

باعتبارها األسلوب األوحد : عرض ملراحل تطور النقود وبدأ بتعريف املقايضةالتـي تقـوم عـىل فكـرة قيـام وور األوىل لتبادل السلعيف العصالذي كان سائدا

إنسان بمبادلة ما لديه من سلع بأخرى حيتاج إليها مع إنسان آخر دون استخدام أن نظـام : النقود، ثم عدد إجيابيات هذا النظام ونـذكر منهـا عـىل سـبيل املثـال

ظام كـان املقايضة يضعف ويقلل االحتكار لدرجة كبرية، وأن املبادلة يف هذا الن

٣٨٦

وبـرغم هـذه . يقصد منها تلبية احلاجة ال الكسب وتكوين الثـروات واالكتنـازاإلجيابيات التي أشار إليها الباحث إال أن هناك جمموعة من السلبيات التي جتعل

صعوبة توافق رغبات الطـرفني، : من نظام املقايضة نظاما غري عميل ومعقد مثلاخلدمات للوصول إىل نسب مبادلة السلع وصعوبة تقدير القيم بالنسبة للسلع و

وهلذه السلبيات التي رافقت نظام املقايضة والتي رشحها بالتفصيل يف . ببعضهاثنايا الكتاب ولتطور احلياة االقتصادية واالجتامعية للناس فقد تقلص العمل به

.وإن مل ينته بشكل كامل والتي نقود السلعية،مرحلة ال من هذا الفصل بني الباحث املبحث األول ويف

سلع تعارف الناس عـىل اسـتخدامها بوصـفها وسـيطا يف التبـادل : عرفها بأهنا -مـثال–وبواسطتها تقاس قيم السلع األخرى، فإذا تعارفوا اسـتخدام القمـح

قيمة نقدية فإهنم يبيعون ما لدهيم من سلع مقابـل احلـصول عـىل هـذه الـسلعة . يريدون ممن يريدونالنقدية ثم يشرتون هبذه السلعة ما

وقد تنوعت هذه النقود السلعية باختالف األمكنة واألزمنة فكانت احلجـارة تارة، واحليوانات تارة أخرى، حتـى وصـل اإلنـسان إىل املعـادن واسـتخدمها

.نقودا :وقد حققت النقود السلعية عدة مزايا أمهها

.قابليتها للتجزئة والتخزين واحلفظ لفرتات طويلة .١ . السلعية ال تقل عن قيمتها النقديةقيمتها .٢

٣٨٧

:إال أن هبا جمموعة من السلبيات مثل .صعوبة محلها .١ .قيمتها خمتلفة باختالف األزمنة واألمكنة .٢ .رسعة التلف النسبية هلا .٣

:مرحلة استخدام النقود : استخدام النقود المعدنية الرخيصة: أوال

يف عمـل النقـود املعدنيـة بدأ اإلنسان باستخدام الربونز واحلديد والنحـاس بدون وزن ثابت أو شكل حمدد، ثم تطور األمر وأصبحت ترضب بشكل حمـدد

ثم حتول اإلنسان إىل استخدام . وأول من استخدمها السومريون ثم اآلشوريونالذهب والفضة لندرهتام، وكانت القيمة السلعية للنقود تساوي قيمتها النقدية يف

.لنقدية أكرب من قيمتها السلعيةالبداية، ثم أصبحت قيمتها ا :استخدام النقود الذهبية والفضية: ثانيا

كانت البداية باستخدامها عىل شكل ترب أو سبائك، ويتم وزنا ال عددا، وأول من استخدمها الليديني وهو شعب من أصل يوناين، ثم تعلم منهم الفرس صك

إىل أن تم التحول عنهام إىل م، واستمر احلال يف استخدامهام . ق٥٤٦النقود منذ والســتخدام النقــود الذهبيــة والفــضية . النقــود الورقيــة يف العــرص احلــديث

:خصائص منهايتمتعان بقيمة عالية، وثبات القيمة النسبية هلام إذ ال تتغري أسعارمها .١

تغريا كبريا .

٣٨٨

قدرهتام عىل التحمل وصعوبة تلفهـام وإمكـان جتـزئتهام إىل أحجـام .٢ .لفةوأوزان خمت

.صعوبة الغش فيهام .٣ :والستخدامهام يتحقق عدة فوائد أمهها

استخدمها غري مفهوم التجارة تغريا جذريا .١ ثم التغلب بواسـطتهام . .عىل مشكلة القيم الكبرية والصغرية

أدى استخدامها إىل توحيد املقياس الذي تقـاس بـه قـيم األشـياء، .٢ .فأصبحت قيم األشياء تقاس هبام

سبي يف قيمتهام واملحافظة عىل أموال النـاس مـن التلـف الثبات الن .٣ .والضياع

:أما سلبيات استخدامهماانفصال اإلنتاج عن االسـتهالك فأصـبح حتـصيل النقـود مقـصود .١

.لذاتهأصبحت الدول التي يتوافر فيها الذهب تتحكم يف الرصيد النقدي .٢

.العاملي، والصعوبة النسبية يف محلها ونقلها وتداوهلا :ة استخدام النقود الورقيةمرحل

إن استمرار االرتباط بقاعدة الذهب كان يعنـي اسـتمرار انخفـاض األثـامن عامة بالنسبة إليه، وملا كانـت الـدول بحاجـة إىل زيـادة اإلنتـاج بـسبب ازديـاد

٣٨٩

السكان كان ال بد من اخلروج عن قاعدة الذهب وكان ذلـك يف بدايـة احلـرب .عقب ذلك ظهور النقود الورقية، وأ١٩١٤العاملية األوىل عام

:ولقد مرت النقود الورقية بمراحل متعددةأول من اكتشف النقود الورقية الصينيون وكانوا يتبـايعون بنـوع مـن .١

.النقود اجللدية عىل قدر الكف مطبوعة بطبع السلطانكانت تلك النقود حمصورة يف الصني، ومل يأيت تطور النقـود املعـارصة .٢

ود الورقية التي ظهرت عن طريـق الـصاغة يف أوربـا منها بل من النق امليالدي حيث يضع الناس لدهيم أمواهلم من الـذهب ١٦نحو القرن

والفضة ويأخذون بدال منها صكوكا بقيمة ودائعهم . عند إنشاء املصارف نقلت الفكرة فأعطـت األفـراد صـكوكا مقابـل .٣

أهنا ورقة قابلة ، أي "بنكنوت"إيداعاهتم وكانت تلك األوراق تسمى ا .لدفع قيمتها عين

.كانت يف البداية إيصاالت شخصية ثم أمكن بعد ذلك نقل ملكيتها .٤كانت املصارف ال تصدر أوراق نقدية إال بقدر رصيدها من الـذهب .٥

.والفضة، ثم توسعت يف إصدارها بعد ثقة الناس يف املصارف ضـوابط بسبب إرساف املصارف يف إصدار األوراق النقدية من غـري .٦

حدثت فوىض مما أدى إىل تدخل احلكومات وإصدار النقود عن بنوك مركزية تابعة هلا، ثم أصبح البنك املركزي يصدر أمواال حلاجة الدول

.إليها بدون غطاء ذهبي

٣٩٠

:أنواع النقود الورقية :النقود الورقية النائبة .١

لـدى أي أهنا صكوك أو مستندات متثل كمية من الذهب أو الفـضة مودعـة أي مرحلـة الغطـاء الـذهبي -الصائغ أو لدى البنـك أو لـدى البنـك املركـزي

.الكامل :النقود الورقية الوثيقة .٢

بسبب زيادة النشاط االقتصادي الذي كان يتسع أخـذت البنـوك املركزيـة يف إصدار نقود دون غطاء ذهبي، وكان تداول هذه النقود يعتمد عىل الثقة باجلهـة

.ز املايل هلاالتي تصدرها واملرك :النقود الورقية اإللزامية .٣

هي أوراق نقدية تصدرها الدولة بقانون وتطرحها للتداول وهي غري مغطـاة هنائيا بالذهب أو الفضة، وغري قابلة للرصف هبام، وتستمد قوهتا من القـانون ال

م ومنذ ذلك التـاريخ أصـبحت النقـود ١٩٣١ويبدأ عرصها من عام . من ذاهتاتي تصدرها البنوك املركزية غري قابلة ألن تستبدل ذهبا ما عدا الدوالر الورقية ال

م عندما أصدرت اإلدارة ١٩٧١الذي بقي عىل الربط بالتغطية الذهبية حتى عام .األمريكية بعدم تقبل الدوالر للتحويل إىل ذهب

:مرحلة استخدام النقود المصرفية أو نقود الودائعهي إلزام البنك دفـع مبلـغ مـن النقـود ": ومهاتعريف النقود املرصفية ومفه

الورقية لصالح جهة معينة بسبب إيداع حقيقي ملبلغ مماثل من النقود الورقية أو :وهلا ثالثة مصادر. "إيداع ناشئ من عملية حتويل مرصيف

٣٩١

.الودائع النقدية لألفراد .١ .التمويالت البنكية .٢ة مـن غـري أن ما تقوم البنوك التجارية بتوليده من نقود مرصفي .٣

.يقابلها نقود ورقية :نشأة النقود المصرفية وتطورها

بدأ ظهورها يف منتصف القرن التاسـع عـرش وهـي اخـرتاع بريطـاين عنـدما أخذت البنوك التجارية تعطي املودعني لدهيا حقا بأن يسحبوا ودائعهم لدهيا من

وعنـدما تـوفر .النقود الورقية أو املرصفية بشيكات يسحبوهنا عىل هذه البنـوكلدى هـذه البنـوك ودائـع لفـرتات طويلـة بـدأت يف اسـتخدامها يف اإلقـراض

.واالستثامر فتولدت أرباح عادت عىل البنك واألفراد :العالقة بين النقود الورقية والمصرفية

النقود املرصفية يف حقيقتها ليست إال نقدا مكتوبـا يف الـسجالت ولـيس هلـا ومـع ذلـك هنـاك . حول إىل نقد ورقي عند الطلبوجود خارجي إال عندما تت

:فروقا نذكر بعضا منهاالنقود الورقية إلزامية قانونية تتمتع بقبـول عـام يف االلتزامـات، أمـا .١

.النقود املرصفية فهي غري إلزاميةالنقود الورقية تصدرها البنوك املركزية، النقود املرصفية تصدرها بنوك .٢

.الودائع

٣٩٢

تمد قيمتها وقوهتا من القانون، أما النقود املـرصفية النقود الورقية تس .٣فهي قيود كتابية تعرب عن كمية مـن النقـود الورقيـة تعـود لـصاحب

.احلساب من هذا الباب عرض الباحث للنقود يف العرص اإلسـالمي الفصل الثاينويف

ا أن العرب مل يكـن وتناول املبحث األول تطور النقود يف العرص اإلسالمي مبينم نقد خاص هبم واستخدموا عمالت فارسية ورومانية، وكانوا يـستخدمون هل

التمـر، الـشعري، : أيضا نظام املقايضة وكذلك استخدموا النقـود الـسلعية مثـلوكان العرب يتداولون أكثر من نوع من الدراهم الفضية ومل يكـن . واحليوانات

إىل امللك الفاريس الـذي وزهنا واحد وكان أشهرها الدراهم املسامة البغلية نسبة وآخرمهـا الـدراهم الطربيـة، ). سدس درهـم(رضهبا وكانت تزن ثامنية دوانق

.وكانت تزن أربعة دوانقوكان الدينار هو وحـدة وزن الـذهب وكـان العـرب يف اجلاهليـة يتبـايعون

.بأوزان مثل الرطل، األوقية، النص، والدانق، والقرياطاملسلمون بنفس األنظمـة الـسابقة مـن نظـام تعامل :rالنقود يف عهد النبي

. املقايضة، واستخدام العمالت الفارسية والرومانية :وبداية العهد األموي/ النقود في العهد الراشدي

وكذلك يف عهد عمر إال rاستمر احلال يف عهد أيب بكر كام كان يف عهد النبي والرومانيـة أنه أدخـل بعـض اإلشـارات اإلسـالمية عـىل العمـالت الفارسـية

وكذلك استمر احلـال يف عهـد عـثامن وعـيل، وعنـدما قامـت الدولـة األمويـة

٣٩٣

استمرت عىل نفس النظام مع إدخال بعض اإلشارات اإلسالمية عليهـا كاسـم .اخللفاء

:النقود بعد مرحلة ضرب نقد خاص بالدولة اإلسالميةيا خالصا، هـ رضب اخلليفة األموي عبد امللك بن مروان نقدا إسالم٧٦عام

.خاليا من الرموز واإلشارات األجنبية إال أنـه - خمتلفـة الـوزنrوبالنسبة لوزن النقود اإلسالمية كانت زمن النبي

ا، وهو ما يساوي ستة دوانق، وبذلك مل يستحدث عبد امللك بن اعتمد وزنا معينومـن بعـدها أصـبح . مروان مسألة الوزن بل ثبته ورضب أول عملة إسـالمية

.ب النقود من مهامت الدولةرض تم التعرض ألنواع النقود املتداولة يف العـرص اإلسـالمي، املبحث الثاينويف

وكانت النقود الذهبية والفضية هي النقود املتداولة عند العـرب قبـل اإلسـالم وعند البعثة وأصبحت النقد الرشعي للدولة اإلسالمية، ثم تم استحداث النقود

ط من الذهب والنحاس أو الفضة وكان املسلمون يطلقون املغشوشة وهي خلي رسميا ثم ختـىل املجتمـع اإلسـالمي عـن "املتوكل" وقد رضهبا "اجلياد"عليها

. الذهب والفضة تدرجييا لصالح النقود املغشوشة وذلك لندرة الذهب والفضةوأشار الباحث إىل اسـتخدام العـرب يف جـاهليتهم أيـضا الفلـوس النحاسـية

يزنطية، وعندما جاء اإلسالم استمر املـسلمون يف تـداول هـذه العملـة وقـد الب .سادت حتى صارت النقد الغالب يف عهد املامليك بالذات

٣٩٤

أما بشأن النقود الورقية فقد اختلف املفكرون املسلمون فيها إذا كانت النقود ذهب الورقية التي يتعامل هبا الناس اليوم قد عرفـت يف الدولـة اإلسـالمية، فـ

بعضهم إىل اجلزم بأن الدولة اإلسالمية مل تتعامل بالنقود الورقية وذهب آخرون .إىل أن املسلمني قد عرفوها وتعاملوا هبا يف بعض املراحل

ثم استعرض أيضا الباحث الدالئل التي تشري إىل أن النقود املرصفية مل توجد ة اإلسـالمية إال أن يف الدولة اإلسالمية بـصورهتا املعـارصة بوضـوح يف الدولـ

الشواهد واملعامالت التي كانت تتم يف العهود اإلسالمية، يمكن أن توصل هلذا .النوع من النقود وجتعله مقبوال، بل إن بعضها هو األساس لنشأة هذه النقود

. النقديـة يف اإلسـالم من الكتاب استعرض الباحث مفهـوم الباب الثاينويف وتناول الباحث . ذا الباب النقود يف القرآن والسنة من هالفصل األولوتناول يف

وظائف النقود يف القرآن الكريم، وذكر أنه ورد ذكر النقود يف القرآن الكريم غري ورشوه بثمن بخس دراهم {: مرة بلفظ الدينار والدرهم أو الذهب والفضة مثل

معدودة ومن أهل الكتا{، )٢٠: يوسف (} ه بقنطـار يـؤده إليـك ب من إن تأمن ار ال يؤده إليك إال ما دمـت عليـه قـآئام هم من إن تأمنه بدين ومن : آل عمـران (}

والذين يكنزون الـذهب والفـضة وال ينفقوهنـا يف سـبيل اهللا{، )٧٥ فبـرشهم بعذاب أليم ساء والبنـني {، )٣٤: التوبة (} زين للناس حب الـشهوات مـن النـ

اطري املقنطرة من الذهب والفضة والقن ، ودلت اآليات عـىل )١٤: آل عمران (}وأشـار الباحـث إىل أن . اأن النقود وسيلة للتبادل، وقياس القيمة ومستودعا هل

قالوا {القرآن الكريم دعا إىل املحافظة عىل النقود وعدم إفسادها يف غري موضع

٣٩٥

ا ما نشاء ك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل يف أموالن يا شعيب أصالتك تأمرك أن نرت { .)٨٧: هود(

:النقود في السنةعرب يف اجلاهلية يتعاملون بالنقود وزنا ال عدا، وقد أمرهم رسول اهللا كان ال r بذلك والسبب يف ذلك أهنا كانت ترضب عىل أكثر من وزن، وقد استعرض

:الباحث عددا من األدلة عىل إقرار الرسول من بينهاالــوزن وزن أهــل مكــة ": قــالr أن رســول اهللا tعــن ابــن عمــر .١

ومعلوم أن أهـل مكـة كـانوا يتبـادلون . "دينةواملكيال مكيال أهل املالنقود وزنا ال عدا، أما أهل املدينة فكانوا يتداولون النقود عدا ال وزنا

. إىل الوزن وترك العددrفأرشدهم رسول اهللا يـوم خيـرب نبـايع rكنا مـع رسـول اهللا : قالtعن فضالة بن عبيد .٢

اليهود الوقية من الذهب بالدينارين و ال " rالثالثة فقال رسـول اهللا ."تبايعوا الذهب بالذهب إال وزنا بوزن

ال تبايعوا الذهب ": قالr أن رسول اهللا tوعن أيب سعيد اخلدري .٣بالذهب وال الورق بالورق إال وزنا بوزن مثال بمثل سواء بسواء "

ــرضوب ــني امل وكــان العــرب ال يفرقــون يف تعــاملهم بالــذهب والفــضة بك واملصاغ والترب، بل كانوا يتعاملون هبام نقودا عىل أي شكل كان حتى واملسكو

وقد ذهب مجهور علامء املسلمني إىل نقدية الذهب والفضة . ولو مل يكن مرضوباومع ذلك وجد أن بعض الفقهاء قد . عىل أي صورة كانا وأعطومها حكم األثامن

٣٩٦

أي أهنم نظروا لقيمة الصياغة ذهبوا إىل جواز املفاضلة عند مبادلة املصاغ بغريه، .ومل يروا بأسا باملفاضلة بني املصاغ وغريه

:أما اجلمهور فقد استدلوا لقوهلم بأكثر من دليل منهاوالذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقوهنـا يف سـبيل {: قوله تعايل .١

اهللا فبرشهم بعذاب أليم فاآلية تنهى عن كنز الـذهب ) ٣٤: توبةال(} والفضة عامة من غري أن تفرق بني املرضوب نقودا وغـري املـرضوب ومعلوم أن الذي ينهى عن كنزه ليس كل مال بل ما كان نقدا فـالنهي

.عن كنز الذهب والفضة دليل عىل أهنام نقد عىل أي صورة كانانت آخذ الذهب من كنت أبيع اإلبل بالنقيع فك: قالtعن ابن عمر .٢

الفضة، والفضة من الذهب، والدينار مـن الـدراهم، والـدراهم مـن إذا أخذت أحدمها وأعطيت اآلخر ": فقالrالدنانري، فسألت النبي

ووجه الداللة هنا أنه قد ذكـر "فال تفارق صاحبك وبينك وبينه يشءالذهب والفضة وذكر الدينار والدرهم، فدل عىل أن الذهب والفضة

ما كـان غـري مـرضوب، والـدينار والـدرهم مـا كـان مـرضوبا، هنافالتعامل كان يتم هبام معا، وكان كليهام يطبـق عليـه أحكـام الـرصف

.وهذا يؤكد نقديتهام ولو مل يكونا مرضوبني :التفضيل النقدي

rكانت املقايضة وسيلة شائعة يف التبادل عند العرب عند البعثة، إال أن النبي :سلمني إىل استخدام النقود بدال من التبادل ونبني األدلة عىل ذلككان يوجه امل

٣٩٧

استعمل رجال r أن رسول اهللا tعن أيب هريرة وأيب سعيد اخلدري .١أكل متـر خيـرب ": rعىل خيرب، فجاءه بتمر جنيب فقال له رسول اهللا

ال واهللا يــا رســول اهللا، إنــا لنأخــذ الــصاع مــن هــذا : هكــذا؟ فقــالفـال تفعـل، بـع : rلصاعني بالثالثة، فقال رسـول اهللا بالصاعني، وا

ووجـه الداللـة يف هـذا . "اجلمع بالـدراهم واشـرت بالـدراهم جنيبـا قد دعاه إىل توسيط النقـود يف املبادلـة بـدال مـن rاحلديث أن النبي

.املقايضة، فهذا مدعاة لالستغالل واخلالفع التمر حتى يطيب عن بيrهنى النبي ": قالtعن جابر بن عبد اهللا .٢

، وحيمل احلـديث "وال يباع شيئا منه إال بالدينار والدرهم، إال العراياعىل استحباب بيعه بالنقود، إذ أن األمة جممعة عـىل جـواز بيعـه بغـري

.النقودوكذلك كان صلوات اهللا عليه وسلم يدرك أمهيـة النقـود بوصـفها مقياسـا

وكان حيرص عىل املحافظة عىل هذا املقياس من للقيم ووسيلة للتبادل بني الناسأن تكرس سكة املسلمني، اجلائزة بينهم، إال مـن " rوهنى . غري تالعب أو تغيري

."بأسوملا كانت النقود هي املعيار الذي يعرف به تقويم األموال، وملـا كـان املعيـار

لربا يف اrجيب أن يكون مضبوطا ال يرتفع وال ينخفض، لذلك منع رسول اهللا ال تبيعـوا الـذهب ": rقـال رسـول اهللا : األثامن، فعن أيب سعيد اخلـدري قـال

٣٩٨

بالذهب إال مثال بمثل، وال تشفوا بعضها عىل بعض، وال تبيعوا الورقة بالورقة إال مثال بمثل، وال تشفوا بعضها عىل بعض، وال تبيعوا منها غائبا بناجز ".

ار، والدرهم بالدرهم ال فضل بيـنهام؛ الدينار بالدين": قالtوعن ابن عمر ."هذا عهد نبينا إلينا وعهدنا إليكم

من هذا الباب ناقش الباحث علة الربا يف النقود، موضـحا الفصل الثاينويف :أقسام الربا والذي قسمه إىل

أي الزيادة املرشوطة التي يأخذها الدائن من املدين نظـري :ربا النسيئة -الـذين يـأكلون الربـا ال { القرآن الكـريم رصاحـة تأخري الدين، وقد حرمه

يقومون إال كام يقوم الذي يتخبطه الشيطان من املس ذلك بأهنم قـالوا إنـام البيع مثل الربا وأحل اهللا البيع وحرم الربا فمن جا ءه موعظة من ربه فانتهى

ار هـم فيهـا وأمـره إىل اهللا ومـن عـاد فأولئـك أصـحاب النـ فله ما سلف خالدون ، وقد أسهب الباحث يف رشح أنواعـه بتفاصـيل )٢٧٥: البقرة (}

ون عـىل حتـريم ربـا مفيدة للقارئ يف ثنايا الكتاب وقد أمجع العلامء املـسلم .اجلاهلية أو ربا الديون

فضل " أو "البيع مع زيادة أحد العوضني عن اآلخر"وهو :ربا البيوع - كمبادلة الذهب بالذهب أو "عني مال عىل املعيار الرشعي عند احتاد اجلنس

القمح بالقمح، ومل يكن هذا الربا واضحا حتى لبعض الـصحابة يف غـزوة د اجلالء أخذوا يتبادلون مع املسلمني أوقيـة الـذهب خيرب عندما أراد اليهو

املسبوك بالذهب املرضوب الورقة بالدينارين والثالثة من غري أن ينتبهوا إىل

٣٩٩

، وقرر أن بيع الذهب بالذهب rأن هذا األمر ممنوع حتى هناهم رسول اهللا ال يصح إال وزنا بوزن، سواء أكان مسبوكا أو مرضوبا .

: ربا البيوع إىل قسمنيوالعلامء يقسمون ."زيادة أحد العوضني يف متحد اجلنس"وهو : ربا الفضل §مبادلة الربويات ببعضها مع األجل سـواء مـع "وهو : ربا النسيئة §

: rقال رسـول اهللا : قالt عن عمر بن اخلطاب "التفاضل أو التامثلالورق بالذهب ربـا إال هـاء وهـاء، والـرب بـالرب ربـا إال هـاء وهـاء، "

."لشعري بالشعري ربا إال هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إال هاء وهاءوا من هذا الفصل عرض الباحث لعلة الربا، وتناوهلا أوال يف املبحث الثاينويف

علة الربا يف األصناف األربعة وهل هي قارصة عىل ما جاء يف األصناف الستة يف أن تتعدى ذلك، وحول ) لحالذهب والفضة والرب والشعري والتمر وامل(احلديث

علة الربا يف األصناف األربعة ذهب الفقهاء إىل أكثر مـن قـول يف حتديـد العلـة :املوجبة لتحريم الربا يف األصناف األربعة، ومن هذه األقوال

العلة هي الكيل والوزن مع احتاد اجلنس، وذهب إليـه احلنفيـة :القول األول املالكي وهـو قـول النخعـي والزهـري واحلنابلة يف الراجح، ورجحه ابن رشد

.والثوريفإذا وجد الكيل أو الوزن مع احتاد اجلنس حرم التفاضل والنسيئة، وإن عدما

.جاز التفاضل والنسيئة، وإن وجد أحدمها جاز التفاضل وحرمت النسيئة

٤٠٠

أن العلة هي االدخار مع االقتيات، فكل مقتات مدخر، ال جتوز :القول الثايننس منه بجنسه إال مثال بمثل، ويدا بيد، أما إذا كان مقتاتا غري مدخر، مبادلة اجل

فتحرم فيه النسيئة، وجيوز فيه الفضل وذهب املالكية إىل هذا القول، ورجحه ابن .القيم

أن العلة هي الطعم، فكل مطعوم ال جتوز مبادلـة اجلـنس منـه :القول الثالثبجنسه إال مثال بمثل، ويدا بيد، وذهب . إليه الشافعية

عندما r أن علة الربا يف األصناف الستة هي الثمنية، وأن النبي :القول الرابعهنى عن التفاضل عند مبادلة األصـناف الـستة ببعـضها، إنـام فعـل ذلـك لعلـة الثمنية، إذ العرب كانوا يستخدمون األصناف األربعة، مـع الـذهب والفـضة،

عىل حفظ النقـود، واسـتقرار قيمتهـا، rبوصفها نقودا سلعية، فلحرص النبي حتى ال ترتفع وال تنخفض إذا تم التعامل هبا بالربا، وألهنا معايري تقييم األشياء،

.منع الربا فيها، وقد تبنى هذا القول جمموعة من العلامء املعارصينثم ناقش أيضا عىل الربا يف النقدين وعدد أقوال العلـامء حـوهلام وتوصـل يف

إىل أن ما استقر عليه مجاهري العلامء اليوم هو منع الربا يف كل ما حتقق فيه النهاية معنى الثمنية، وهذا هو الذي حيقق املصلحة اليوم، ويمنع الربا، وحيفـظ أمـوال

. الناس من الباب الثاين النقود بني احلرص واالصطالح، وبـني الفصل الثالثوتناول

ديـة يف الـذهب والفـضة وأن اهللا جعـل يف املبحث األول القائلون بحـرص النقالذهب والفضة مها األثامن والنقود التي جيب تداوهلام ومل جيروا أحكـام النقـود

٤٠١

ثـم تنـاول ) إلـخ...أبو حنيفة، وأبو يوسف، واملالكية، والـشافعية(عىل غريمها أيضا أدلة القائلني بحرص النقديـة باعتبـار أن اإلسـالم هنـى عـن كنـز الـذهب

أهنام وسيلة تقدير، وأن النقود مقياس للتبادل والشارع مل يـرتك هـذا والفضة، و .املقياس لرأي البرش بل حدده بنقد معني هو الذهب والفضة

أن النقديـة مـسألة عرضـية اصـطالحية ، وذهـب املبحـث الثـاينثم بني يف القائلون بذلك إىل أن النقود واألثامن مسألة عرضية اصطالحية وأهنا تعود إىل مايتعارف الناس عليه، وليست حمصورة يف مادة معينة، وقد عدد آراء بعض العلامء :يف هذا املجال، ثم أتى بأدلة القائلني باالصطالحية فذكر منها عىل سبيل املثال

أن األصل يف األشياء اإلباحة، وهذه قاعدة مهمة من قواعد الـرشيعة .١ فـإن مـا وعـىل هـذا. استنتجت من جمموعة من النـصوص الـرشعية

إال إن دل خاص عـىل –جاءت إباحته يف القرآن والسنة ليس للحرص ، وال يلزم منه عدم استحداث أمر جديد، ولذلك فنحن عندما -ذلك

نبحث عن حكم مسألة ما، نبحث عن الـدليل املحـرم ال املبـيح، ويف أين الدليل املحرم الستخدام نقود غري الذهب والفضة؟ : مسألتنا هذهوهنـا نـستذكر قـول ابـن تيميـة أنـه . ر عىل احلل األصـيلفيبقى األم

باستقراء أصول الرشيعة نعلم أن العبادات ال تثبت إال بالـرشع، أمـا .العادات فاألصل فيها احلظر، فال حيظر إال ما حظره اهللا

وبناء عىل هذا القول، فإن النقود من األمور العادية التي يصح شاءوا ما مل خيالفوا حكام رشعياللناس فيها أن يصطلحوا عىل ما ومن .

٤٠٢

هنا فـإن التعامـل يف الدولـة اإلسـالمية، كـان يـتم بـالنقود الذهبيـة والفضية، ولكن ملا احتاج الناس إىل أثامن دوهنـام يف القيمـة، رضبـوا

.الفلوس النحاسية، واصطلحوا عىل ثمنيتهااول بـني أن مسألة النقود تدخل يف باب املعامالت، وأن للعرف املتـد .٢

الناس والسنة اجلارية بينهم دورا كبريا يف هذا الباب، وهي تعد حكام رشعيا إذا مل يرد ما خيالفها، ومن هنا نجـد أن البخـاري قـد بـوب يف

باب من أجرى أمر األمصار عىل ما يتعـارفون ": صحيحه بابا بعنوانم يف البيـوع واإلجـارة واملكيـال والـوزن وسـننهم عـىل نيـاهت بيـنهم

وقد استدل هلذا الباب بإجابة رشيح للغزالني ملا " ومذاهبهم املشهورة كذا وكذا، إن سنتنا بيننا": اختصموا إليه يف يشء كان بينهم وقالوا له

"سنتكم بينكم: فقال هلم مـن هـذا البـاب عـرض ملوضـوع ثمنيـة النقـود الورقيـة الفصل الرابعويف

لذين ذهبوا إىل عدم ثمنية النقود الورقيـة واملرصفية، وعرض أوال قول العلامء اوالبعض كيفها عىل أساس أهنا سندات دين أو عروض جتارية، وعـدد أسـباب

عدم جريان أحكـام : قوهلم بذلك وبني آثار القول بعدم ثمنية النقود الورقية يفالربا عليها، ووجوب زكاهتا عند البعض وعدم وجوب زكاهتا عند فريق آخـر،

ثم بني أيضا القائلون بثمنية . إلخ...تخدامها رأس مال يف السلموعدم جواز اسالنقود وأدلتهم، وهو القول املعتمد عند معظم علامء املسلمني، وقد استدلوا عىل

:ثمنية النقود الورقية بعدة أدلة منها

٤٠٣

أن النقود الورقية تقوم بكل وظـائف النقـود، فهـي وسـيلة التبـادل، .١دخار، فلام كانت كذلك وجب عدها أثامنا، إذ ومعيار التقييم وأداة اال

أن كل ما يؤدي وظائف النقود يعد نقودا، من غري اعتبار للامدة التـي .اختذ منها

أن مــن رشوط النقــود أن يتلقاهــا النــاس بــالقبول، وقبــول األفــراد .٢التعامل هبا يمثل أمهية كربى يف اكتساهبا صفة النقد، والنقود الورقيـة

س بالقبول، وأجروا معظم معامالهتم هبا، واختذوها وسيلة تلقاها الناللتبادل والوفاء واإلبراء، فوجب عدها نقودا .

ووجوب الزكاة، وجريـان : أما اآلثار املرتتبة عىل القول بثمنية النقود الورقيةوكذلك تناول هبذا . أحكام الربا فيها بنوعيه، وجواز اختاذها رأس مال يف السلم

نية النقود املرصفية وبني آراء القـائلون بـاملنع وأدلـتهم والقـائلون األسلوب ثم .باجلواز وأدلتهم، "السياسة االقتصادية اإلسالمية وتغري قيمة النقود" الباب الثاينوكان عنوان

ويف الفصل األول منه تناول مفهوم قيمة النقود وأسباب وآثار تغري قيمتها، ومن ء بني أن مفهوم قيمة النقـود هـو كميـة الـسلع خالل استعراض عددا من اآلرا

، وذهب "القوة الرشائية هلا"واخلدمات التي يمكن أن يتبادل هبا يف األسواق أي فريق من االقتـصاديني إىل أن ختفـيض قيمـة النقـود هـو الطريقـة املـثىل للنمـو االقتصادي، وهو ما يسمى التمويـل عـن طريـق التـضخم، وذهـب فريـق إىل

قرار يف قيمتها مما يساعد يف زيـادة االسـتثامرات، ويتبنـى الـرشع رضورة االست

٤٠٤

اإلسالمي أمهية ثبات قيمة النقود آلثارها السلبية يف حاالت تغريها مما يؤدي إىل .اإلرضار بمصالح الناس وعدم حتقيق العدالة

:أما األسباب التي تساعد عىل تغيري قيمة النقود فهيهتــا مــع ثبــات املعــروض مــن الــسلع فزياد: كميــة النقــود املتداولــة §

وزيـادة كميـة . واخلدمات يؤدي إىل نقصان قيمتها والعكس صحيحوتلجـأ . النقود عن الوضع السليم يؤدي إىل أرضار اقتـصادية للبلـد

الدول يف حالة اخللل إىل االستدانة من اخلارج أو الداخل مما يؤدي إىل .تبعية للبلد الدائن

فزيادة عرض السلع واخلدمات املنتجة داخل : مقدار الطاقة اإلنتاجية §البلد يؤدي إىل ارتفاع قيمة النقود والعكس صـحيح وزيـادة اإلنتـاج

كـذلك الفـساد . مرتبط بظروف سياسـية وطبيعيـة وتقنيـة وتعليميـة .والرتهل اإلداري

أي احلجم النقدي مقارنـة بـالنقود املتداولـة يف : رسعة تداول النقود § . دوران النقود تزيد من قيمتهااملعامالت، كذلك رسعة

:أسباب تغير قيمة النقود عند علماء المسلمينكمية النقود املتداولة بني الناس، وبني ذلك من خـالل عـدة آثـار مـن سـرية الصحابة رضوان اهللا عليهم، كذلك كمية اإلنتاج إذ ربط املقريـزي بـني ارتفـاع

.إلخ...األسعار وحاالت القحط

٤٠٥

:تبة عىل تغري قيمة النقود فهيأما اآلثار املرتمثل عدم قيام النقود بوظائفهـا عـىل الوجـه األكمـل، : آثار اقتصادية .١

ــصادي ــز االقت ــتالل املرك ــاج، واخ ــو اإلنت ــه نح ــعف التوج وضللمتعاقدين، ونقص مدخرات الدول واألفراد، توجه االستثامر نحـو

.املضاربة بدل اإلنتاجلنقود يؤدي إىل تـدهور العدالـة يف انخفاض قيمة ا: اآلثار االجتامعية .٢

توزيع الدخل القومي عىل فئات املجتمع املختلفة، وانخفاض القيمـة الرشائية، وزيادة أرباح رجال األعامل يف حالة زيادة أسعار الـسلع يف الوقت الذي ال تزيد قيمة نفقات اإلنتاج من أجور عامل ومـواد خـام

.بنفس النسبةأسعار النقود وما يـؤدي إليـه مـن ارتفـاع انخفاض : اآلثار السياسية .٣

.أسعار السلع إىل انتشار القالقل السياسية من هذا الباب تناول السياسية االقتصادية اإلسالمية وأثرها الفصل الثاينأما

جمموعة الضوابط والقواعد ": يف ثبات قيمة النقود، وعرف السياسة النقدية بأهناأما وسائل السياسة النقديـة . "لنقود املتداولةالتي تضعها الدولة لتحديد كمية ا

:اإلسالمية فهي كالتايلفهي القادرة عـىل حتديـد كميـة : إرشاف الدولة عىل اإلصدار النقدي §

النقود الالزمة لتحسني سـري النـشاط االقتـصادي ممـا حـدا بالدولـة

٤٠٦

اإلسالمية إىل االهتامم بدار رضب النقود، وعقوبة من يقوم بذلك من .لطانغري الس

أي ربطها بمقدار الناتج القومي لـضامن : حتديد كمية النقود املتداولة §االستقرار لقيمة النقود، فالسياسة التي تؤدي إىل التذبـذب الكبـري يف قيمة النقود مرفوضة إسالميا وعىل الدولة أن تـرشف عـىل املـرصف املركزي يف إصدار النقـود وكـذلك النقـود التـي تـصدرها مـصارف

.ع بتحديد االحتياطي اإلجباري الذي جيب أن حتتفظ بهالودائوذلك من أهم تعاليم اإلسالم، وبالتايل حيرم استخدام سعر : منع الربا §

الفائدة الذي يؤدي إىل خفض اإلنتاج وزيادة البطالة، وزيادة تكاليف .اإلنتاج، واضطراب قيمة النقود، وإعاقة االستثامر

ن النقود ليس االكتناز بل تسهيل احلصول إن الغاية م: منع اكتناز املال §عىل احلاجات واستخدامها يف املبادلة، واالنحـراف عـن هـذا إبطـال

.لوظيفة النقود، ودعا اإلسالم إىل استثامر النقد وعدم كنزه

وتناول يف املبحـث الثـاين مـن هـذا الفـصل الـسياسة املاليـة للدولـة دد اإليرادات العامة للدولة اإلسالمية اإلسالمية وآثارها يف ثبات قيمة النقود وح

:يفوهو ما يفرض عىل األرض التي فتحهـا املـسلمون عنـوة أو : اخلراج .١

.صلحا

٤٠٧

ما يدفعـه التجـار املـسلمون إذا دخلـوا األرض اإلسـالمية : العشور .٢ .بتجارة

.عائدات ما يستخرج من باطن األرض مثل النفط واحلديد والذهب .٣ عىل رؤوس مـن انـضموا حتـت رايـة وهي مبلغ معني يوضع: اجلزية .٤

.املسلمون ومل يسلموا .وهو كل مال وصل من األعداء من غري قتال: الفيء .٥ .ريع املشاريع العامة التي تقيمها الدولة .٦ .الزكاة .٧

:النفقات العامة :نفقات الدولة اإلسالمية تشمل

.رواتب العامل واملوظفني .١ .اإلنفاق عىل املحتاجني من املسلمني .٢ .عىل املشاريع العامة التي حتتاجها األمةاإلنفاق .٣ .إعداد اجليش املسلم وجتهيزه .٤

من هذا الفصل السياسة السعرية ووسائلها وأثرها يف املبحث الثالثوتناول وعرف السياسة السعرية بأهنا اإلجراءات واألسـاليب التـي . ثبات قيمة النقود

لعـرض والطلـب تتبعها الدولة للحفاظ عىل مستوى األسـعار ضـمن حـدود اوعدم السامح للمؤثرات االجتامعية بالتأثري فيها، والقاعدة األساسـية للـسياسة

٤٠٨

السعرية هو ترك قـوى العـرض والطلـب تتفاعـل بحريـة يف الـسوق لتحديـد .األسعار العادلة، مع التدخل لتوفري هذه احلرية إذا حصل انحراف

أساسه ويمتنعوا مـن هو حتديد سعر معني ألهل السوق ليبيعوا عىل:التسعريالزيادة عليه ملصلحة البلد، واتفق مجهور العلامء عىل أن األصل هو منع التسعري

يا رسـول اهللا، غـال : إن الناس ملا غال السعر قالوا: (( قالtعن أنس بن مالك إن اهللا هو املسعر، القابض، الباسط، الـرازق، : rالسعر فسعر، فقال رسول اهللا

)).لقى اهللا وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة يف دم أو مالوإين ألرجو أن أ االحتكار هو حبس مال أو منفعة أو عمل، واالمتناع عن بيعه :منع االحتكار

أو بذله حتى يعلو سعره غالء فاحشا غري معتاد بسبب قلته أو انعدام وجوده يف .مظانه مع شدة حاجة الناس أو الدولة أو احليوات إليها

منـع اإلسـالم : البيوع واملعامالت التي تـؤدي إىل غـالء األسـعارمنع بعض :الترصفات التي تؤدي إىل غالء األسعار ومنها

.بيع ما مل يقبض .١ .النهي عن تلقي الركبان وبيع احلارض للبادي .٢ .النهي عن بيعه عىل بيع أخيه وسومه عىل سومه .٣ ."دع غريهأي زيادة سعر السلع ال رغبة يف رشائها بل ليخ"منع النجش .٤ .النهي عن الغش .٥

٤٠٩

وتناول يف املبحث الرابع السياسة اإلنتاجية واالسـتهالكية وأثرمهـا يف ثبـات وبالنسبة للسياسة اإلنتاجية وضع اإلسالم سياسات فاعلة لتحقيق . قيمة النقود

: هذا األمر منها .إنتاج احلاجات األساسية بكميات كافية جلميع الناس .١ .لإلنتاج ورفع مستواهضامن املواصفات اجليدة .٢ .االحتياجات األساسية والرضورية هلا األولوية يف اإلنتاج .٣ إلخ...عدم إنتاج السلع املحرمة .٤

:أما السياسة االستهالكية فهي يف اإلسالم تقوم عىل .السعي للرتكيز عىل األساسيات وعدم االستغراق يف الكامليات .١ذير وسـوء اسـتخدام االعتدال يف اإلنفاق والنهي عـن اإلرساف والتبـ .٢

.املوارد أحكام تغيري القيمة الرشائية للنقـود وبـدأ بتغيـري قيمـة الباب الرابعوناقش

.النقود الذهبية والفضية :به ثالثة أقوال للعلماء: أحكام كساد النقود الذهبية والفضية

ا يف عقـد البيـع يبطـل :األول إذا كسدت النقود الذهبية والفضية وكانت ثمنيرد، وإن كان تالفا رد مثله وقيمته إذا كان قيمياالعقد و . رد مثل ما ثبت يف الذمة من النقد الكاسد ال اجلديد سواء كان ديـن أم :الثاين

.قرض أم مهر . اللجوء إىل القيمة:الثالث

٤١٠

.ثم عرض بعد ذلك ألدلة كل فريق يف حكم كساد النقود الذهبية والفضية : والفضيةأحكام انقطاع النقود الذهبية :ذهب العلامء إىل ثالثة أقوال

. يعني ذلك أن املبيع أرجع بال ثمن فيبطل العقد:األول . وجوب املثل:الثاين . وجوب القيمة:الثالث

هناك اتفاق أنه إذا تغريت : انخفاض قيمة النقود الذهبية والفضية وارتفاعهاإال مثل ما اتفق عليه، القيمة رخصا أو غالء فليس ملن ترتب يف ذمته يشء منها،

.سواء أكان ما ترتب يف الذمة من بيع أم قرض أم غريه . يبني الباحث أحكام تغري قيمة النقود املعدنية االصطالحيةاملبحث الثاينويف

:أقوال الفقهاء في حكم كساد النقود المعدنية االصطالحية :بني ثالثة أقوال

ة إن كان من عقـد بيـع أو قـرض أو التفريق بني الدين الثابت يف الذم:األولا يف عقد البيع فإن كساده يـؤدي مهر موجل، فإذا كان النقد الثابت يف الذمة ثمن

.إىل بطالن العقد ويوجب رد املبيع إن كان قائام أما إذا هلك رد مثله أو قيمتهوجوب رد مثل النقود الكاسدة مهام كان سبب الدين الثابت يف الذمة :الثاين

.ع أو قرض أو نكاحمن بيثم عدد عددا آخر من األقوال وأدلتهم... رد قيمتها ال مثلها:الثالث .

٤١١

:أحكام انقطاع النقود .إن القيمة جتب يوم العقد يف البيع ويوم القبض يف القرض: القول األول .إن القيمة جتب يوم االنقطاع: القول الثاينحقاق أو االنقطـاع حـسب املتـأخر إن القيمة تعترب يوم االست: القول الثالث

.منهام .وأقوال أخرى يمكن االطالع عليها يف الكتاب مع األدلة عليها

: رخص النقود املعدنية االصطالحية وغالؤها .وجوب املثل وعدم اعتبار الرخص والغالء: القول األول .وجوب القيمة: القول الثاين .حشاوجوب القيمة إذا كان التغري فا: القول الثالث

: أحكام تغيري النقود الورقيةاملبحث الثالثويناقش

:حكم كساد النقود الورقيةذهب بعضهم إىل أن كساد النقود الورقية يوجب بطالن العقـد تطبيقـا ملبـدأ العدل، وذهب آخرون إىل أن الواجب هو رد القيمة ولكنهم مل يفصلوا يف وقت

.بالسعر الذي تصل إليه العملة وقت األداءدفع القيمة وال كيفية العملة اجلديدة :انقطاع النقود الورقية

ذهب البعض إىل وجوب القيمة عند انقطاع النقود الورقية، وذهب بعـضهم إىل بطالن البيع ومن أراد الزيادة يف هذا املوضوع مع معرفة أحكـام تغـري قيمـة

٤١٢

حتـى ٢٨٠النقود الورقية يمكن الرجوع إىل أصل الكتاب يف الـصفحات مـن .هناية الفصل األول من هذا الباب

تثبيت قيمة الدين ومفهومه وحكمه الرشعي ووسـائله الفصل الثاينوتناول وعرض الباحث لرأي املجيزون جلواز تثبيت ثمن الـدين وأدلـتهم مـن خـالل

كنت أبيع اإلبل بالنقيع فـأبيع بالـدنانري وآخـذ : قالtعن ابن عمر ((حديث الدراهم وآخذ بالدنانري، آخذ هذه من هذه وأعطي هـذه مـن بالدراهم، وأبيع ب

ال بأس أن تأخذها بسعر يومها مـا مل تفرتقـا : فقال: rهذه، فسألت رسول اهللا ))وبينكام يشء

باإلضافة إىل عرض لرأي املانعون من حتديد قيمة الدين من نقد آخر وأدلتهم .ورأي تثبيت قيمة بعض الديون دون البعض

:ثبيت قيمة الدين بأربع طرقأما وسائل ت .ربط الدين بالذهب أو الفضة .١ .ربط الدين بعملة مستقرة نسبيا .٢ .ربط الدين باألسعار القياسية .٣ .ربط الدين بسعر الفائدة .٤ تطبيقات عملية عىل تغيري القيمـة الـرشائية للنقـود الفصل الثالثوتناول يف

ات، وكذلك يف العقود املمتدة وأثر تغري قيمة النقود يف املرتبات واألجور والنفق .واألنصبة واملقادير الرشائية

: وتوصل الباحث إىل عدد من التوصيات يف هناية بحثه كالتايل

٤١٣

ــاع .١ ــصادية إتب ــسياسات واإلجــراءات االقت ــالمية ال ــدول اإلس ال .اإلسالمية التي تكفل املحافظة عىل االستقرار النسبي لقيمة النقود

ل كافة إىل صـيغة املـشاركة، بـدال مـن العمل لتحويل أنواع التموي .٢سياسة اإلقراض بفائدة، ذلك أن صيغة املـشاركة تـدعم االقتـصاد وتزيد يف الطاقة اإلنتاجية، وأما سياسة اإلقراض بالفائدة، فهي من

.أسباب تذبذب قيمة النقودتقنني الترشيعات التي تلزم املسلمني دفع الزكـاة، وإحالهلـا مكـان .٣

.ثرها الكبري يف حتسني املستوى االقتصاديرضيبة الدخل، ألتقليل االعتامد عىل القروض اخلارجية، واالعتامد عىل زيادة اإلنتـاج .٤

.القومي لتحقيق االستقرار النقديعــىل الــدول اإلســالمية أن تــربط بــني مقــدار املرتبــات واألجــور .٥

ومستوى األسعار، انطالقا من املبـدأ اإلسـالمي القـايض بتحقيـق .الكفاية

٤١٤

نحو تطوير نظام المضاربة في المصارف اإلسالمية: اسم الكتاب -٣٦ محمد عبد المنعم أبو زيد. د. أ: المؤلف

، ٢٠٠٠، القاهرة ١المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، ط: دار النشر . ص٤٥٧

دراسـات يف االقتـصاد اإلسـالميهو الكتاب السادس والثالثون يف سلسلة ويناقش الكتاب نظام املضاربة يف العاملي للفكر اإلسالمي، هداملعالتي أصدرها

املصارف اإلسالمية من واقع املامرسات العملية للمصارف اإلسـالمية، هبـدف التعرف عىل مدى اعتامدها عليه لتعبئة وتوظيف األمـوال واألسـاليب العمليـة

اجهـت التي استخدمتها لتطبيقه، وكذلك حتديد املعوقات واملـشكالت التـي و .التطبيق وحماولة إجياد أساليب تساعد عىل تطوير تطبيق هذا النظام مستقبال

عقد املضاربة الثنائي ومدى مالءمته للعمل الفصل األولوتناول الباحث يف :املرصيف، ويف ضوء هذا قسم الفصل إىل أربعة مباحث

:مفهوم المضاربة ومشروعيتها: المبحث األولبة بأنه اتفاق الستثامر املال، بني من يملك املال ومن عرف الباحث عقد املضار

: يملك اخلربة يف إطار األحكام والضوابط الرشعية ومن ثم فـإن املـضاربة هـياتفاق بني شخصني الستثامر املال يقدم أحـدمها املـال واآلخـر العمـل مـستغال

ذلك وهي بـ. مهاراته وخربته يف حتقيق الربح الذي يشرتكان فيه حسب االتفاق .بديل رشعي ألسلوب التمويل الربوي

٤١٥

املضاربة عقد مرشوع بـال خـالف وكـان معروفـا لـدى :مرشوعية املضاربةالصحابة ومارسـوه، واسـتدل بعـض الفقهـاء عـىل مـرشوعيتها بقياسـها عـىل

.املساقاة أباح اإلسـالم التعامـل باملـضاربة حلاجـة النـاس :حكمة مرشوعية املضاربة

د الناس ماال وليس لديه خربة يف التجـارة، كـام يقـول ابـن إليها، فقد يملك أح وبالتايل فهي تساعد "الدراهم والدنانري، ال تنمو إال بالتقليب والتجارة": قدامة

يف القضاء عىل البطالة من خـالل املزاوجـة بـني رأس املـال والعمـل، وكـذلك تصادي واحلد مـن توجيه األموال إىل االستثامر احلقيقي، وحتقيق االستقرار االق

.التقلبات االقتصادية : رشوط صحة املضاربة وحددها يف مخسة أركان مهاالمبحث الثانيوتناول

.ومها رب املال واملضارب: العاقدان .١ .وهي لفظ يفيد انعقاد املضاربة يدل عىل املعنى املقصود: الصيغة .٢ .وهو حمل العمل يف املضاربة: املال .٣ .مما يزيد عىل رأس املالوهو جزء مشاع معلوم : الربح .٤ . وهو ما يقوم به العامل لتنمية املال: العمل .٥

املوسـوعة ضـمن كتابـه يف تلك الـرشوط بالتفصيل وقد تناول الباحث ."املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية"وعنوانه

طبيعة المضاربة والفرق بينهـا وبـين : المبحث الثالثوكان عنـوان : غيرها من المعامالت

٤١٦

اختلف الفقهاء يف حتديد طبيعة عقد املضاربة وتصنيفه، فقد رأى بعضهم أهنا .من جنس اإلجارات وآخرون ذهبوا إىل أن املضاربة من جنس املشاركات

:املضاربة واإلجارة .١اإلجارة عقد بيـع منـافع األعيـان واخلـدمات ملـدة معلومـة وبـثمن معلـوم

اإلجـارة يف أن كــال مــنهام عقـد يتــضمن تقــديم أحــد وتـشرتك املــضاربة مــع األشخاص لعمله وخربته يف مقابـل عائـد مـادي، إال أن املـضاربة تتميـز عـن اإلجارة يف أن العائد يف اإلجارة معلوم، وغري حمدد يف املـضاربة وقـد يـصل إىل . الصفر يف حالة اخلسارة عكس اإلجارة حيصل العامـل عليـه يف كـل األحـوال

يف املضاربة هو العمل واخلربة، أما اإلجارة يشمل أيضا منافع األعيـان العوض .مثل استئجار األرض واملساكن واآلالت

:املضاربة ورشكة العنان .٢رشكة العنان تقوم عىل اشرتاك رجالن أو أكثـر باملـيهام عـىل أن يعمـال فيهـا

لكـن تظـل هنـاك بأبداهنام والربح بينهام، وبالتايل هي قريبة الشبه مع املـضاربة،رأس املال يف املضاربة من طرف والعمل مـن طـرف آخـر : بعض الفروق أمهها

والعمل يف املضاربة من اختصاص العامل فقط، واملال من رب املـال، الـربح يف املضاربة والعنان حسب االتفاق، واخلـسارة يتحملهـا كـل الـرشكاء يف رشكـة

. عقد املضاربةالعنان بنسبة كل منهم، يتحملها رب املال يف :املضاربة والقرض الربوي .٣

وأهـم الفـروق . كل منهام يتضمن تقديم املال من صاحبه آلخر لالنتفـاع بـهالعالقة يف املضاربة هي عالقة مشاركة يف املخاطرة، أما العالقة يف القرض : هي

يل ـالعائد يف املضاربة عائد متغري عبارة عن حصة مـن الـربح الفعـ. فعالقة دين

٤١٧

ويف . املقرض حيصل عىل عائد ثابت حمدد سلفا سواء حتقق ربح أو خـسارةبيناماملضاربة ال يـضمن العامـل املـال إال يف حالـة التقـصري، أمـا يف حالـة القـرض

.فاملقرتض يضمن القرض وفوائده :املضاربة الرشعية واملضاربة يف البورصة .٤

س البيـع والـرشاء املضاربة يف البورصة هي املضاربة عىل فروق األسعار ولـيعىل األوراق املالية فهو ليس بيع حقيقي، أما املضاربة الرشعية فهو بيع حقيقـي

والعائد املتحقق من املـضاربة يف البورصـة . لسلع حمددة وفق الضوابط الرشعيةعبارة عن فرق أسعار األوراق املالية، أما العائد املتحقق من املـضاربة الـرشعية

.ة نتيجة نشاط استثامريعبارة عن أرباح حقيقي حاول الباحث اإلجابة عىل مـدى مالئمـة عقـد املـضاربة املبحث الرابعويف

الثنائي للعمل املرصيف من خـالل عـرض خـصائص ورشوط الـصورة الثنائيـة .لعقد املضاربة

:األمانة أساس عقد املضاربة .١حيث تقوم بني شخصني أحدمها رب املال واآلخر املضارب واملفـرتض أنـه يتميز باألمانة واملهارة، ومع اتساع املجتمع وكثـرة االسـتثامرات اجلامعيـة فـإن الصورة الثنائية للمضاربة بام تنطوي عليه مـن عالقـة شخـصية مـن رب املـال

-والتي تعتمد عـىل آالف العمـالء–واملضارب ال يمكن للمؤسسات املرصفية .أن تعتمد عليها يف الوقت احلايل

٤١٨

: املبارشةالعالقة الثنائية .٢تعقد املضاربة ذات العالقة الثنائية املبارشة بـني شخـصني يعـرف كـل مـنهام اآلخر معرفة جيـدة، وقـد أصـبح هـذا الـشكل غـري مالئـم لكثـري مـن صـور االستثامرات العرصية ولطبيعة عمل مؤسـسات الوسـاطة املاليـة القائمـة عـىل

شـخاص ودفعهـا ثانيـا الصورة اجلامعية املشرتكة لتلقي األمـوال مـن آالف األ .آلالف املستثمرين

: جماالت املضاربة .٣اشرتط الفقهاء بقرص املضاربة عىل التجارة فقط وقد كان العمل باملضاربة فيام

وبالتـايل . مىض قارصا عىل التجارة دون أن خيوض يف جمال الـصناعة والزراعـة السمة املميزة حرص املصارف اإلسالمية يف نشاط التجارة فقط لن يستطيع حتقيق

هلا أال وهي االستثامر، وحرمان قطاع كبري من أصحاب اخلربات واملواهب مـن .االستفادة من هذا املصدر الرشعي

: حقوق صاحب رأس املال .٤لرب املال احلق يف احلصول عىل حصة من الـربح املتحقـق وإمكانيـة تقييـده

. تـزام هبـذه القيـودلعمل املضارب ببعض القيود حلفظ ماله وعىل املضارب االلوهذا ال يناسب أعامل املصارف فال يمكن التقيد بااللتزام بقبول رغبـات آالف

وكـذلك لـرب املـال . األشخاص عند قيام كل منهم بتقديم أموالـه للمـرصفسحب ماله كيفام شاء وفسخ عقد املضاربة، وهذا ال يناسب األموال املودعة يف

.املصارف بغرض االستثامر

٤١٩

: ب األول يف الربح وتأثريه عىل وظيفة الوساطة املالية للمرصفحق املضار .٥إن األخذ بام ذهب إليه مجهور الفقهاء مـن عـدم اسـتحقاق املـضارب األول للربح حيد من إمكانية اعتامد املـصارف اإلسـالمية عـىل هـذه الـصورة الثنائيـة

الية يف كثـري للمضاربة كعدم مالءمتها لطبيعة عملها التي تعتمد عىل الوساطة امل .من أحواهلا

: توزيع الربح .٦إن تطبيق رشط تنضيض رأس املال كأساس لقسم الربح يف املضاربة الثنائيـة اآلن جيعل عقد املضاربة الثنائي غري مالئم لطبيعة االستثامرات العرصية ولنظام ــشاط ــىل الن ــد أســلوهبا ع ــالمية والتــي جيــب أن يعتم ــصارف اإلس عمــل امل

.االستثامري نظام املضاربة يف التجربة املرصفية اإلسـالمية الفصل الثايناقش البحث يف ون

ويف املبحث األول من هذا الفصل بني مدى اعتامد املصارف اإلسالمية عىل نظام :املضاربة وعدد مصادر األموال يف املصارف اإلسالمية وقسمها إىل

ملـال وتتكـون مـن رأس ا): حقـوق امللكيـة(موارد ذاتية أو داخلية •املدفوع من املسامهني، واالحتياطات وهي مبالغ تقتطع من صايف األرباح

األرباح املتبقية بعد : التي ختص املسامهني وحدهم، واألرباح املرحلة؛ أيوبنـاء عليـه فـإن حقـوق . إجراء عملية التوزيع وختص املسامهني أيـضا

سـالمي امللكية تعترب بمثابة مال خيص املـضارب وهـو هنـا املـرصف اإل

٤٢٠

ككيان ممثل للمسامهني وبالتايل ترسي عىل حقوق امللكية ما يـرسي عـىل .املال اخلاص للمضارب من أحكام

تتمثل يف ودائـع حتـت الطلـب يودعهـا أصـحاهبا : موارد خارجية •لغـرض تـسهيل معـامالهتم اليوميـة، وهـي تكيـف رشعـا يف املـصارف

.اإلسالمية، بمثابة قرضات يقـوم أصـحاهبا بفتحهـا حلفـظ مـا زاد عـن وأموال ادخار وهـي حـساب

استهالكهم من أموال والسحب منهـا يف أي وقـت ولكـن بإخطـار مـسبق وال يستحق عليها فوائد يف البنك اإلسالمي إال إذا فوض البنك باملضاربة هبذا املال

.وبالتايل يأخذ حكم املال املستثمر االسـتثامر، تقـسم إىل والنوع الثالث من املصادر اخلارجيـة، وهـو حـسابات

حسابات استثامر مطلقة للمـرصف احلـق يف اسـتثامرها يف أي مـرشوع كـان أو .مقيدة من صاحب املال الستثامرها يف مرشوع حمدد

دور نظام المضاربة في توظيف األمـوال فـي التجربـة المـصرفية :اإلسالمية

ربة اإلسـالمية بني الباحث أن الكتابات األوىل التي قامت لتنظري فكرة املـضارأت أن عقد املضاربة يف الفكر اإلسالمي هو األساس الـرشعي الـذي يمكـن االعتامد عليه يف تلك املصارف ثم تلتها كتابات أخرى يف مرحلة الحقة ترى أن املشاركة إحدى الصيغ االستثامرية التي تناسب املصارف اإلسالمية، ومن خالل

احث تأكـد لـه أن املرابحـة قـد مثلـت الـصيغة الدراسة امليدانية التي قام هبا الب

٤٢١

االستثامرية األوىل التي اعتمدت عليها املصارف اإلسالمية لتوظيـف مواردهـا % ٥٠يف عدد من البنـوك و% ٩٥وقد تراوحت بني نسب استخدام قد تصل إىل

يف بنوك أخرى، وخاصة أن املضاربة واملشاركة تواجه كثريا من املشاكل العملية .ملخاطر بالنسبة للمرابحةوانخفاض ا

من هذا الفـصل أسـلوب تطبيـق نظـام املـضاربة يف المبحث الثاني وتناول التجربة املرصفية اإلسالمية من خالل اطالع الباحث عىل القواعد املحددة لنظام تلقي األموال االستثامرية يف املصارف اإلسـالمية، وقـد تبـني لـه تكييـف هـذه

واملرصف هـو ) رب املال(اربة حيث اعترب املودع األموال عىل أساس عقد املض، والحظ أيضا أن نظام تلقي أموال االستثامر بتلك املصارف قريـب )املضارب(

من أنظمة الودائع اآلجلة بالبنوك التقليدية، حيث عملت املـصارف اإلسـالمية عىل توفري نفس احلقوق واملميزات وسـمحت غالبيتهـا ألصـحاب احلـسابات

وعد هنايتها، كام هـو متبـع بـالبنوك التقليديـةـة بالسحب منها قبل ماالستثامريوهذا يتعارض مع طبيعة نظم العمل وأساليب التعامل هبذه املصارف حيـث ال

كـذلك . يتالءم مع طبيعة النشاط االستثامري وخمـالف ألهـم قواعـد املـضاربة فخمـالسمحت بعض املصارف اإلسالمية بتحمل كافة خماطر املضاربة، وهـذا

وكذلك جتاهلت كثري من املصارف حتديد نسبة اقتسام الربح بني . لعقد املضاربةوهـو –كل من املرصف وصاحب احلساب االستثامري يف عقود فتح احلسابات

كذلك خلط األمـوال يـؤدي إىل -رشط من الرشوط األساسية لصحة املضاربةاب عـىل وجـه عدم معرفة أين استثمرت والنتائج املتحققة لكل صـاحب حـس

٤٢٢

وغريها من األمور التي أفرغت عقد املضاربة الرشعي مـن حمتـواه يف . التحديد .املصارف اإلسالمية

ويف داخل هذا املبحث أيضا تناول الباحث أسـلوب تطبيـق نظـام املـضاربة لتوظيف األموال يف التجربة املـرصفية اإلسـالمية وبنـاء عـىل دراسـة نـصوص

املصارف اإلسالمية لتوظيف مواردها عـىل أسـاس العقود التي اعتمدهتا بعض اخلسارة يتحملها رب "صيغة املضاربة وجد أن معظمها أشرتك يف النص عىل أن

وكذلك حتديد رأس مال املضاربة، وكذلك حتديد نسبة توزيع الربح بـني "املالتوقيت : إال أن هناك بعض املسائل اخلالفية مثل. طريف عقد املضاربة منذ البداية

أي حتديد مدة عقد املـضاربة حتـى يتـيح للمـستثمر ترتيـب ظـروف : املضاربةكـذلك املـضاربة املقيـدة أي رضورة التـزام الطـرف الثـاين . نشاطه منذ البداية

باستثامر هذا املال يف الغرض املتفق عليه ويف النشاط املحـدد بالعقـد ) املستثمر(كـذلك عـدم سـامح . رصفمن أجل املحافظة عىل األموال يف ضوء ما يـراه املـ

بإعطاء مال املضاربة آلخـر ليـضارب بـه بـرغم ) املضارب(املرصف للمستثمر كـذلك رشطـت بعـض املـصارف عـدم . وجود آراء لبعض الفقهاء جتيز ذلـك

) التمويل املمنـوح مـن املـرصف(السامح للمستثمر بالقيام بخلط مال املضاربة .بامله اخلاص إال بعد موافقة املرصف عىل ذلكإلـزام املـستثمر ) عقـود املـضاربة(ومن األمور املتفق عليها يف هـذه العقـود

رف االطـالع عليهـا ـبرضورة إمساك سـجالت نظاميـة يـسمح ملنـدوب املـص

٤٢٣

وكذلك إلزام العميل بفتح حساب هلـذه العمليـة يف املـرصف وإلـزام املـستثمر .برضورة توفري تقارير عن سري العملية كل فرتة

ذه املـصارف اعـتامد التحكـيم كوسـيلة للفـصل يف حالـة كذلك اعتمدت هكذلك . حدوث أي نزاع ينشأ بخصوص هذا العقد أو أي اختالف حول تفسريه

نصت بعض قواعد املصارف اإلسالمية عىل رضورة توافر اخلربة الالزمة لتنفيذ .هذه املشاريع

تعبئـة من هذا الفصل معوقات تطبيق نظام املضاربة ل المبحث الثالث وناقش :األموال يف املصارف اإلسالمية وحددها يف ثالث معوقات نلخصها فيام ييل

تتمثـل يف عـدم اسـتعدادهم : معوقات من جانب أصحاب األمـوال .١لتحمل املشاركة يف الربح واخلسارة وتكون عقلية الفائـدة لـدهيم ممـا

وك جيعلهم ال يتقبلون مبدأ اخلسارة أو قلة الربح املوزع مقارنة مع البنالتقليدية، وعدم قابليتهم ملبدأ وضع املال املستثمر للمدد املحـددة يف عقد املضاربة بل يف كثري من األحيان يقوموا بسحب مبـالغ منـه قبـل انتهاء الفرتة املحددة، وذلك ألن حاجة أصحاهبا إليها تظل قائمـة يف ظل جتدد املطالب واحلاجات، وكذلك سيطرة الطـابع قـصري األجـل

ملوارد املتاحة اضطر غالبية املصارف إىل االحتفاظ بنـسبة عاليـة عىل امن السيولة النقدية لألغراض القانونية والتشغيلية مما عطل جزء مـن

.هذه األموال لتوجيهها إىل االستثامر

٤٢٤

الخـتالف الطبيعـة أوال حيـث : معوقات من جانب البنك املركـزي .٢ مقابل فوائد مما يساهم تقوم فكرة البنوك التقليدية عىل إعطاء قروض

، أمـا البنـوك يف خلق نقود بني أيـدي النـاس ممـا قـد حيـدث تـضخاماإلسالمية تقوم عىل مبدأ املشاركة واملضاربة أي اسـتثامرات حقيقيـة، ومن ثم فإن األدوات الرقابية التي تتبعها البنوك املركزيـة يف تعاملهـا

رف اإلسـالمية، ومـا مع البنوك التقليدية ال تصلح للتطبيق يف املـصاينطبق عىل ما سبق ينطبق عىل نظام االحتياطي القانوين الذي يفرضـه البنك املركزي للحد مـن التـضخم ومحايـة أمـوال املـودعني، وهـي

أسباب غري قائمة يف البنوك اإلسالمية التـي يقـدم املـودعني أمـواهلم ساس للمرصف الستثامرها عىل أساس نظام املضاربة الذي يقوم عىل أ

الربح أو اخلسارة ويف استثامرات حقيقيـة ال تـساهم يف خلـق النقـود .بطريقة عالية

حيـث بـدأت البنـوك : معوقات عـىل املـستوى الفكـري والتنظـريي .٣اإلسالمية يف جمال عملها قبل اكتامل عمليات التنظري الالزمـة لتـوفري واسـتحداث كامـل لـألدوات واألســاليب التطبيقيـة الالزمـة لقيــام

صارف اإلسالمية بوظائفها ولذا جلأت إىل تقليد البنوك التقليدية يف املجلب األموال، ولذلك حدثت خمالفات رشعية عديدة خاصة بالنسبة لنظم تلقي أموال االستثامر التـي حيكمهـا نظـام املـضاربة، وزاد مـن املشكلة قصور عمليات االجتهاد الفقهي واالبتكار الفنـي املـصاحبة

٤٢٥

رف اإلسـالمية ويرجـع ذلـك إىل عـدم تـوافر العنـارص ملسرية املصا .البرشية املؤهلة للقيام هبذه املهمة لدى هذه املصارف

مـن الفـصل الثـاين معوقـات تطبيـق نظـام املـضاربة املبحث الرابعويتناول ــف األمــوال يف املــصارف اإلســالمية وقــد قــسمها الباحــث إىل أربعــة لتوظي

:معوقاتففي البنوك التقليدية العالقة : املستثمرينمعوقات من جانب العمالء •

بني البنك والعميل عالقة قرض، أي دائن بمدين، وحيصل البنك عىل كافة الـضامنات وبالتـايل ال يعنـي البنـك تـوافر خـصائص معينـة يف شخص العميل عكس املضاربة التي تستلزم جديـة ومهـارة وسـلوك

ك الـرشوط إىل حسن من جانب املستثمر، وقـد أدى عـدم تـوافر تلـخسائر عديدة للبنوك اإلسالمية مما دفعها إىل االعتامد أكثر عـىل نظـام

.املرابحةتتمثـل يف : معوقات من جانب املوارد البرشية للمصارف اإلسـالمية •

نقص املعرفـة الفنيـة والـرشعية لـدى بعـض العـاملني يف املـصارف كذلك هناك اإلسالمية، وانخفاض مستوى املهارات الفنية واملهنية، و

مشكلة توفري الكوادر اإلدارية التـي يتطلبهـا العمـل املـرصيف والتـي .جتمع بني املعرفة الرشعية واخلربة املرصفية اإلسالمية

: عدد الباحث عددا من املعوقـات القانونيـة أمههـا: معوقات قانونية •عدم مالئمة القوانني الوضعية االقتصادية الـسارية يف الـبالد لطبيعـة

٤٢٦

أي ( املرصيف اإلسالمي بصفة عامـة، وكـذلك قـانون الرقابـة العملعـىل البنـوك ال يتوافـق مـع طبيعـة عمـل املـرصف ) البنك املركـزي

اإلسالمي، كذلك هناك بعض الدول التي متنع أو حتد مـن اسـتخدام صيغة املضاربة بحجة أهنا أكثر األدوات اإلسالمية مسامهة يف التوسع

.النقديخاصـة أن العقـد يطلـق يـد : ة عقـد املـضاربةمعوقات ترجع لطبيعـ •

املضارب دون رقابة من البنك، وحتمل البنك لكافة اخلسارة ما مل يكن تقصري من قبل املضارب، وكل ذلك ال يواجـه البنـك الربـوي التـي

.تقوم فيه العالقة عىل أساس القرض لـتالئم تطوير قواعد املضاربة الثنائيـةالفصل الثالثوكان اهتامم الباحث يف

العمل، وقد تعرض هذا الفصل لدراسة القضايا التي يثريهـا التطبيـق املـرصيف الل مخـسة مباحــث، وتنــاول املبحــث األول الــضامن ـلعقـد املــضاربة مــن خــ

فاملضاربة الثنائية تقوم عىل أساس أن املضارب أمني عىل مال املضاربة ويتحمل لضامن املضارب ملال املضاربة رب املال اخلسارة إذا مل يقرص املضارب وأي رشط

وتناول الباحث أربعة آراء حتاول تقـديم أسـلوب مالئـم لتحقيـق . غري رشعيودارت تلك اآلراء حول إقامـة الـضامن . الضامن يف ضوء طبيعة العمل املرصيف

أو -سواء بتربعه االختياري له أو بإلزامه بـه–عىل مسئولية املرصف اإلسالمي قوم عىل وجود طرف ثالث مستقل، يتحمل مسئولية هذا اقرتاح صورة للضامن ت

الضامن بصورة كاملة مستقلة، واقرتاح إنشاء صندوق مستقل هلذا الغـرض، أو

٤٢٧

. تتكفل به الدولة، وكذلك يمكن ضامن حد أدنى من العائد ألصحاب األموالوبعد أن ناقش الباحـث اجلوانـب الـسلبية والـرشعية هلـذه اآلراء الحـظ أهنـا

: يف عدد من اخلصائص أمههااشرتكت تأثرت مجيع هذه اآلراء بام هو عليه حـال الودائـع اآلجلـة يف البنـوك .١

الربوية عىل الرغم من اختالف طبيعـة العالقـة احلاكمـة للحـسابات االستثامرية يف املـصارف اإلسـالمية والتـي تقـوم عـىل أسـاس نظـام

التقليدية والتـي املضاربة، عن تلك احلاكمة للودائع اآلجلة يف البنوك .تقوم عىل أساس عالقة القرض الربوي بنظام الفائدة الثابتة

اعتمدت هذه املحاوالت عىل نفس األساس القائم يف البنوك التقليدية .٢لتحقيق الضامن ألصحاب أموال االستثامر باملصارف اإلسالمية مـن

ومل حتـاول هـذه . حيث ضامن قيمة األموال ومقدار حمدد مـن العائـدراء البحث عن أساليب ووسائل أخرى تالئم طبيعة هذه املصارف اآل

وكـان اهتاممهـا حمـصورا يف حماولـة . ونظام املضاربة احلاكم لنشاطهاإجياد تكييف فقهي يكون بمثابة غطاء رشعي هلـذا الـشكل التقليـدي للضامن، فاعتمد بعضها عىل فكرة ضامن األجـري املـشرتك، والـبعض

املرصف طرف مستقل، واآلخر عىل فكرة إجياد اآلخر عىل افرتاض أن .فريق ثالث

٤٢٨

–سلمت هذه املحاوالت مجيعا بطبيعة الواقع احلايل عىل ما هو عليـه .٣

دون -احلريص عىل توافر ضامن قيمة الوديعة ومقدار ثابت من العائد .حماولة القيام بأي دور لتقييم أو تقويم هذا الواقع

الت لتلبيـة متطلبـات هـذا فقد انصبت جهود كل هذه املحـاو الواقع دون أن يكون هناك أية حماولة منها لتغيري طبيعـة هـذا الواقـع

كالعمـل عـىل نـرش –ليتالءم مع طبيعة هذا النظام اجلديد واملختلـف أو حتـى تقيـيم هـذا الواقـع -الوعي املرصيف واالدخاري اإلسالمي

ساسـية ومعرفة مدى رشعية متطلباته ومـدى مالءمتهـا للقواعـد األ .احلاكمة هلذا النظام اجلديد

حاولت هذه اآلراء االعتامد عىل حجج شـتى لتربيـر سـعيها لتحقيـق .٤الضامن لرأس مال املـضاربة ومقـدار حمـدد مـن العائـد يف املـصارف اإلسالمية، تـارة بـاالعتامد عـىل دعـوى الرغبـة يف وضـع املـصارف

أخـرى بـدعوة اإلسالمية يف وضع تنافيس مع البنوك الربوية، وتـارة املصلحة، وثالثة اعتامدا عىل عامل الرضورة، ورابعة بالقول بأن طبيعة الواقع احلايل أصبحت غري مالئمة لتطبيق أسلوب املضاربة كام كان يف

وقد تبني مما سبق أن كل هذه احلجج ال تصلح كدليل وسـند . املايضرشعي يعتمد عليها إلجازة هذا األسـلوب مـن الـضامن ألصـحاب

.ألموال يف ظل نظام املضاربةا

٤٢٩

وبعد دراسة عملية الضامن من كافة جوانبها توصـل الباحـث إىل األسـلوب املالئم لتوفري الضامن ألصحاب أموال االستثامر باملـصارف اإلسـالمية والـذي

:يتألف من عاملني أساسينيا يتمثل يف األساليب طويلة األجل التي يمكن أن تعمل تدرجيي:العامل األول

عىل تغيري واقع املناخ الفكري والثقايف الذي تـأثر باملامرسـات الربويـة يف العـامل ذلـك املنـاخ الـذي أدى إىل نـشأة مـشكلة الـضامن أمـام املـصارف . اإلسالمي

ويف هـذا اإلطـار . اإلسالمية من جهة أصحاب األموال وفق متطلباهتا الـسابقةدخـاري اإلسـالمي بـني جيب عىل هذه املصارف العمـل عـىل نـرش الـوعي اال

متعامليها للعمل عىل تغيري العقلية الربوية املـسيطرة علـيهم، وذلـك يف حـدود إمكانياهتا وما يتاح هلا من أساليب ووسائل ممكنة، ولكن الدور األكرب يف حتقيق

ولـذلك فـإن دور . ذلك يظل واقعا عىل مسؤولية الدولة ومؤسـساهتا املختلفـة يظل دورا ثانويـا مـن خـالل هـذا -ج قضية الضامنلعال–املصارف اإلسالمية

العامل، إذا ما قورن بام جيب عليها القيام بـه مـن خـالل العامـل الثـاين لتـوفري .الضامن املطلوب هلذه األموال

ويتمثل يف قيام املصارف اإلسالمية بـاالعتامد عـىل األسـاليب :العامل الثاين يف نشاطها، وذلك من خالل العمل عىل املالئمة التي تؤدي إىل رفع ثقة اجلمهور

تدنية مستوى املخاطر التي تتعرض هلا استثامرات هذه األموال ألقل حد ممكن، .مع االلتزام برفع كفاءة التوظيف هبا ألكرب درجة ممكنة

٤٣٠

من هذا الفصل خلط مـال املـضاربة بـآخر وتنـاول آراء املبحث الثاينتناول :الباحث إىل اآليتالفقهاء حول هذه املسألة فتوصل

يمكن للمـرصف اإلسـالمي أن يتلقـى األمـوال مـن العديـد مـن .١األشخاص لتوظيفها عىل أساس نظام املضاربة، رشيطة أن ينص يف عقد اإليداع عىل موافقة صاحب املـال عـىل قيـام املـرصف بتلقـي

.األموال من اآلخرين للعمل هبا مضاربةوعة من األمـوال معـا يمكن للمرصف اإلسالمي القيام بخلط جمم .٢

عند توجيهها للعمليات االستثامرية، رشيطة أن يتم هذا اخللط يف آن واحد وأال يكون قد بدأ العمـل يف أي منهـا، كـام جيـوز للمـرصف

) حقـوق املـسامهني(اإلسالمي القيام أيضا بخلط أموالـه اخلاصـة بأموال العمالء والعمل هبا معا، رشيطـة الـنص يف عقـد احلـساب

.ستثامري عىل موافقة العميل عىل ذلك أيضااال -ال جيب أن يعتمد املرصف اإلسالمي عىل أسلوب اخللـط املتتـايل .٣

عند توجيه األموال للعمليات االسـتثامرية -املتبع بالبنوك التقليديةألن العلة التي من أجلها منع الفقهاء هذا النوع من اخللط قائمة هنا

. هذا األسلوبأيضا يف حالة االعتامد عىلجيب عىل املرصف اإلسالمي االعتامد عـىل بعـض األسـاليب التـي .٤

يمكن أن تعمـل عـىل دخـول كـل جمموعـة مـن األمـوال معـا إىل وسوف -وليس بصورة متتالية–العمليات االستثامرية يف آن واحد

٤٣١

يتم التعرض بالدراسة لبعض هذه األساليب املقرتحة التـي تعمـل .ة يف الفصل التايل من البحثعىل حتقيق هذه الغاي

موضوع دفع املضارب مال املضاربة آلخر للمـضاربة املبحث الثالثوتناول به، وعدد فيها الباحث آراء الفقهاء حول هذه القضية واسـتخلص فيـه النتـائج

:التاليةيمكن للمرصف اإلسالمي القيام بدفع أموال املضاربة إىل املستثمرين .١

ضاربة ويتمشى هذا مع رأي مجهور الفقهاء جتاه للعمل هبا وفق نظام املهذه املسألة يف املضاربة الثنائية، كام أن األخـذ هبـذا الـرأي يـؤدي إىل

.حتقيق العديد من املصالح املعتربة للمعامالت املعارصةالنص يف عقـد احلـساب االسـتثامري عـىل اإلذن الـرصيح مـن قبـل .٢

إىل املـستثمرين للعمـل صاحب املال للمرصف اإلسالمي بدفع املال به، وهذا يتمشى مع القواعـد الـرشعية كـام يتـيح مرونـة أكـرب أمـام

وليس هناك ما يدعو للنص يف عقـد . املرصف لتوظيف هذه األموالالتمويل باملضاربة عىل األذن من قبل املرصف للمـستثمر لـدفع املـال ــستثمر ــذا احلــق للم ــاء ه ــه واألوىل عــدم إعط آلخــر للمــضاربة ب

تبارات السابقة، بل وجيب النص عىل عدم جـواز قيـام املـستثمر لالع .هبذا الترصف

بوصفه املـضارب –حصول املرصف اإلسالمي عىل نصيب من الربح .٣ عند قيامه بتمويل املستثمرين وفق نظام املضاربة، وهذا يستند -األول

٤٣٢

يف الواقع عىل ما يقوم به مـن أعـامل هامـة إلمتـام ولنجـاح عمليـات ، والتـي جتعـل دوره قـائام وممتـدا وعالقاتـه باملـضاربة غـري املضاربة

منقطعة من بداية تلقيه األموال من أصحاهبا وحتى تصفية عملياته مع .املستثمرين

حتول املضاربة إىل نقود من أجل توزيع الربح، رأى : أما رشط التنضيض، أيتثامرات بطـول أن هذا األمر ال يناسب البنوك اإلسالمية اآلن حيث تتسم االسـ

اعـتامدا عـىل بعـض األسـاليب ) أي التنـضيض(األجل ويمكـن حتقيـق املبـدأ العرصية دون احلاجة إىل تصفية املضاربة، عىل سبيل املثال يمكن اعتبـار قـسمة

أمـا . الربح بمثابة فسخ للمضاربة وجتديد ألخرى عىل نفس الـرشوط الـسابقةفهو عقد غري الزم وجيـوز فـسخه يف اجلزء اخلاص بفسخ عقد املضاربة الثنائية،

أي وقت وهذا ال يناسب البنوك وطريقة عملها واسـتثامرها، ويمكـن التغلـب عىل ذلك األمر باالعتامد عىل سالل األموال املخصصة ملرشوعات معينة تكـون ذات آجال خمتلفة تتيح لكل مودع الدخول يف املرشوع الذي يتالءم مع ظروفـه

ذلك استحداث بعض األدوات املالية كأسـهم املـضاربة وإمكانياته اخلاصة، وكبحيث يتيح تداوهلا يف السوق حتقيق رغبة املودع يف اسرتداد أمواله عنـدما يريـد ذلك، وكذلك حماولة نرش الوعي االدخاري اإلسالمي بني املتعاملني، وانـصب

ر نظـام عىل تطوير أساليب تعبئة األموال يف إطاالفصل الرابعاهتامم الباحث يف املضاربة املرصفية من خالل تقديم بعض األساليب املقرتحـة لتعبئـة املـوارد يف

.إطار نظام املضاربة املرصفية وعرض ذلك من خالل أربعة مباحث

٤٣٣

:أسس وقواعد التطوير: المبحث األولأن األصـل يف املعـامالت اإلباحـة، فكـل : ويقوم ذلك عىل عدة أسس أمهها

ما مل يأت نـص يف القـرآن أو الـسنة حيرمهـا أو ختـالف معاملة مستحدثة مباحة .قاعدة رشعيةأن رشوط عقد املضاربة اجتهادية مل يأت هبا نص بالكتاب أو الـسنة، : والثاين

إذن من املمكن تطوير هذه الرشوط بام يتمـشى مـع جـوهر املعاملـة ويف إطـار . القواعد الفقهية اعتبارها طبيعة العمل املـرصيف وأي حماولة للتطوير بحيث تضع يف: والثالث

اإلسالمي الذي تقوم عىل فكرة املشاركة والربط املبـارش والتوثيـق بـني دائـريت .جتميع املدخرات وتوظيفها

رضورة االلتزام بالقواعد األساسية للمضاربة املرصفية ومن بينها أن : والرابع وأن "ضارباملـ" واملـرصف هـو "رب املال"أصحاب أموال االستثامر يمثلون

ضامن أموال املضاربة يكون عىل أصحاهبا ما مل حيدث تقصريا أو خمالفة للرشوط .من قبل املستثمر

رضورة مراعاة وقع التطبيق وما أفرزه واقع التجربة من نتـائج مثـل : خامساعدم توافر االستعداد الكايف لقبـول خمـاطر املـشاركة لـدى النـسبة الغالبـة مـن

ذلك عـدم اسـتعدادهم لـرتك أمـواهلم لفـرتات طويلـةأصحاب األموال، وكـ .رضورة االستفادة من األساليب العلمية والعملية املعارصة: والسادس

٤٣٤

ناقش فيه أسهم املضاربة وهي وسيلة رشعية جديدة الجتذاب :المبحث الثانياملدخرات وتقوم فكرهتا عىل أساس قيام املرصف اإلسالمي بدراسـة للجـدوى

وع ما وحتديد حجم التمويل الالزم له وتقـوم بإصـدار أسـهم االقتصادية ملرشوجيوز للمرصف أن يقوم برشاء جزء من هـذه . لالكتتاب من خالل إعالن عام

وقد عرف الباحث بعدد من البنوك اإلسالمية التي تقوم بإصدار مثـل . األسهمتـزام تلك األسهم أما اختالف أسهم املضاربة عن األسهم التقليدية يتمثـل يف ال

أسهم املضاربة بالضوابط الرشعية، ويف أسهم املضاربة أيضا العمل يف املضاربة من حق املضارب دون أصحاب األموال، ويتم تداول أسهم املـضاربة يف إطـار

.الرشوط التي حتافظ عىل الصيغة الرشعية للمضاربة وليس يف البورصة التقليديـة مـن عـدة وختتلف الصورة املقرتحة ألسهم املضاربة عن السندات

العائد يف السندات التقليدية حمدد مسبقا، يف أسهم املضاربة حسب : أوجه أمههانتيجة األعامل، السند يكون مضمون من قبل اجلهة املصدرة، أما أسهم املضاربة

.وغريها من الرشوط... فليس هناك ضامن برد قيمتها ألن املضارب أمني الباحث أمهية تطوير أسواق األوراق املالية بام أما تداول أسهم املضاربة فريى

يؤدي إىل رفع هذه اجلهالة يف التعامل حتى تتاح إمكانية تداول أسهم املـضاربة . هبا بصورة صحيحة بحيث تعكس القيمة الـسوقية هلـا مركـز املـرشوع الفعـيل

وكذلك جيب أن يتم تداول هذه األسهم بمعرفة املرصف حتـى يقـوم بتحويـل .ذه األسهم إىل املالك اجلديدملكية ه

٤٣٥

وبشأن اسرتداد قيمة أسهم املضاربة، فمن املجمع عليه أن املضاربة عقد أمانة ولذلك فملكية مال املضاربة تظل قائمة لرب املـال، وبالتـايل فاسـرتداد أسـهم املـضاربة جيـب أن يـتم بــام متثلـه هـذه األسـهم مــن قيمـة يف أصـول املــرشوع

وبالتايل جيـب أن خيطـر . ة السوقية وليس بالقيمة االسميةاالستثامري أي بالقيمصاحب السهم املرصيف برغبته يف اسرتداد قيمة الـسهم وال يعنـي ذلـك التـزام املرصف اإلسالمي بالعمل عىل رد قيمة السهم فورا بل يتوقف ذلك عىل مـدى

تمثـل يف توافر السيولة أما فوائد استخدام أسهم املضاربة يف البنوك اإلسالمية تإمكانية حتقيق رغبة هؤالء األفراد يف توافر القدرة عىل اسرتداد أمواهلم يف آجال قصرية دون أن يؤثر ذلك عىل قدرة هذه املصارف عىل توجيه هـذه األمـوال إىل املرشوعات االستثامرية متوسطة وطويلـة األجـل، وكـذلك يمكـن أن يـساهم

.مة سوق مال إسالمياستخدامها يف توفري األركان الرئيسة إلقا من هذا الفصل نـاقش سـالل أمـوال االسـتثامر املخصـصة واملبحث الثالث

ويقوم عىل أساس بحث املرصف اإلسالمي عن فرص استثامرية متاحة ودراسة جدواها ثم عرضها عىل اجلمهور لالشرتاك يف متويلها ثم غلق الباب عند اكتامل

ويمكن ألحد أصـحاب . ك فيها أيضااملال الالزم هلا، وجيوز للمرصف أن يشرت أي رشاء آخـر حلـصته يف "احللـول"املال يف املرشوع اسرتداد أمواله عن طريق

رأس مال املرشوع ويكون ذلك عند التواريخ املحددة إلجراء عملية قياس ربح ويفيد هذا . املرشوع حتى يتسنى حتديد ما خيص هذه األموال من ربح أو خسارة

موال االستثامر املخصصة بقيام املـصارف بتنفيـذ مـرشوعات النظام أي سالل أ

٤٣٦

ونـاقش أيـضا . استثامرية ضخمة من خالل مسامهة رؤوس األمـوال الـصغريةالباحث يف املبحث الرابع السلة العامة ألموال االستثامر وهي ختتلف عام جاء يف املبحث الثالث حيث يقوم املـرصف اإلسـالمي بتلقـي أمـوال االسـتثامر التـي

يفوضه أصحاهبا تفويضا عاما الستثامرها، بام يتوافر لديه من إمكانيات وخربات استثامرية متخصصة وذلك يف املجاالت واملرشوعات املختلفة التي يراها مالئمة

.لذلك أسـاليب مواجهـة خمـاطر االسـتثامر الفـصل اخلـامسثم تنـاول الكتـاب يف

:هذا الفصل إىلباملضاربة، وقد قسمها يف املبحث األول من فالعالقـة بـني البنـك التقليـدي والعميـل : خماطر بسبب العميل •

عالقة دين، والبنك لديه من الـضامنات لتحـصيل مالـه يف حالـة عــدم قــدرة العميــل عــىل الــسداد، أمــا يف املــصارف اإلســالمية فالعالقة تقوم عىل املـشاركة يف الـربح واخلـسارة ولـذا جيـب أن

ارية وعملية وأمانـة للحفـاظ عـىل هـذا يتصف العميل بكفاءة إداخلـربة واملال، ولـذا فالـضامنات تنـشأ مـن املـستوى األخالقـي

.والكفاءةفالقرار االستثامري مـن القـرارات : خماطر بسبب عملية املضاربة •

الصعبة التي جيب أن تقوم بدراسة البيئة االجتامعية واالقتـصادية قـوم عـىل املـشاركة الالزمة لنجاح املـرشوع وبخاصـة يف نظـام ي

٤٣٧

عكس البنوك التقليديـة التـي تقـوم عـىل مبـدأ الـدين املـضمون .بضامنات

حاول الباحث وضع أساليب ملواجهة املخاطر التـي تعـود املبحث الثاينويف :لعدم مالئمة العميل املضارب ومن بينها

الذي جيب أن يتوافر فيه : االختيار اجليد واملالئم للعمل املضارب •األمانة وااللتزام بالسلوك االجتامعي واملهني : ة أمههاصفات معين

القويم وعدم التالعب باملستندات وتزويـر الوثـائق، وأن يتـوافر لديه الكفاءة الفنية واإلدارية الالزمة إلدارة املرشوع الذي سوف يضارب فيه مع املرصف اإلسالمي، وكذلك توافر الكفاءة املاليـة

ابحيث جيب أن يكون سليام و ثم عرض . ال يكون معرسا أو مدينعددا من الوسائل اإلدارية والفنية التي جيب أن يتبعهـا املـرصف للوصول إىل ذلك من خالل االستقصاء عـن العميـل، واملقابلـة الشخصية مع العميل املضارب وتزكية اآلخـرين املوثـوق فـيهم

.والزيارات امليدانية ملوقع عمل املضاربت قيام املرصف باملتابعة امليدانية للمضارب وأن ينص عىل كذلك من املقرتحا

ذلك يف عقد املضاربة مع حتميل املـضارب تكـاليف هـذه املتابعـة، كـذلك مـن األساليب االعتامد عىل الكفالة والرهن، فمن املمكـن أن يطلـب املـرصف مـن

عدم العميل وجود كفيل له يضم ذمته إىل ذمته يف ضامن أموال املضاربة يف حالة التزامه بام تم االتفاق عليه أو التعدي عىل أموال املرصف، أو االعتامد عىل الرهن

٤٣٨

أي حبس يشء مايل بحق ال يمكن استيفاؤه فيه ويرتتب عىل ذلك بيـع املرهـون لوفاء الدين مع مراعاة الرشوط التي حددها الفقهاء لعملية البيع بأن يكون حاال

.وبثمن املثلمن هذا الفصل حدد الباحث أساليب مرصفية مقرتحـة المبحث الثالثويف

:ملواجهة خماطر عمليات املضاربة يف ثالث مراحل أو مطالب الدراسة اجليدة واملالئمة لعمليات االستثامر والتقييم الدقيق للمخاطرة :أوال

التي يتوقع أن تواجه هذه العملية االستثامرية مستقبال ومـن املتوقـع أن تـشمل الــسالمة الــرشعية ومالئمــة العميــل املــضارب، ويلــزم لكــل تلــك الدراســة

.الدراسات توافر كفاءات برشية وإدارية عىل درجة عالية من الكفاءة واالبتكارويكـون رصــيد هــذا : صــندوق ملواجهـة خــسائر عمليـات املــضاربة: ثانيـا

الصندوق ألصحاب األموال املستثمرة ويكون حقا خالصا هلم ويف حالة انتها ء العملية بـدون خـسائر مـن املفـرتض أن يـوزع خمـصص هـذا الـصندوق عـىل

.أصحاب األموال التي سامهت يف تكوينه: صياغة العقود بالصورة املالئمة وإضافة رشوط للحد من املخاطر مثل: ثالثا

إلزام املضارب برضورة استثامر املال طبقا ألحكام الرشيعة اإلسالمية، واالعتامد ت الشخصية العينية ملواجهة اخلسارة التـي يمكـن أن تنـشأ بـسبب عىل الضامنا

.تعدي أو تقصري املضارب، وغريها من الرشوط التي حتفظ حقوق املستثمرين تناول أيضا املتطلبات البيئيـة الالزمـة مـن أمهيـة تـوافر المبحث الرابع ويف

ذلك حتد من وعدم صدور قوانني حتد من عمليات املضاربة وك. احلامية القانونية

٤٣٩

إنشاء املصارف اإلسالمية وإجياد صيغ جديدة لتعامل البنوك املركزية مع هدف نـرش قـيم عـىلوكذلك دعـا الباحـث إىل العمـل . ونشاط املصارف اإلسالمية

وأخالقيات التعامل اإلسالمي بني املتعاملني مـع البنـوك اإلسـالمي، وتطويـع لص مـن العقليـة الربويـة التـي السلوك خلدمة قضايا األمة اإلسـالمية، والـتخ

وكـذلك . تسيطر عىل الكثري من أبناء األمة، وحـسن األداء والتـدريب املـستمرحث عىل رضورة هتيئة املناخ املالئم لالستثامر ومن أمهها املخاطر السياسية التي تتمثل يف تأميم رؤوس األموال وحرمان املستثمر من حقوقـه، وكـذلك تيـسري

القانونية الالزمة لالستثامر اجليـد والقـضاء عـىل الفـساد يف اجلوانب اإلدارية واجلهاز اإلداري، والعمل أيضا عىل تشجيع االدخار والعمـل عـىل املـرشوعات ي العقليـات املبتكـرة وتـشجيعها، التي ختدم البنية التحتية وفتح األسواق وتبن

. وتدريب وتعليم أبناء األمة اإلسالمية نموذجـا مقرتحـا للمـضاربة املـرصفية، لفصل الـسادساثم قدم الباحث يف

يمكن الرجوع إىل الكتاب لالطالع عليه، عرض فيه أطراف النمـوذج املقـرتح وكيفية جتميع األموال يف ظل هـذا النمـوذج وكيفيـة توظيفهـا وقيـاس الـربح

.وتوزيعه عرض الباحـث اآلثـار املـرصفية املتوقعـة لتطبيـق نظـام الفصل السابعويف

:ضاربة، وقد قام بدراسة ثالثة من تلك اآلثار املرصفيةامل

٤٤٠

:احلد من اشتقاق نقود الودائع ومن املسامهة يف إحداث التضخم .١ من خـالل تقـديم -اشتقاق النقود–للبنوك التقليدية قدرة عىل خلق الودائع

وختتلف املـضاربة عـن . القروض وإعادة إيداع هذه القروض ثانية هبذه البنوككوهنا ال يتم تقديم قروض نقدية كام هو احلال يف البنوك التقليديـة، بـل ذلك يف

تعتمد املـضاربة عـىل أسـلوب االسـتثامر لتوظيـف مـوارده عـن طريـق إقامـة املرشوعات االستثامرية؛ إما مبارشة عن طريق املرصف أو عـن طريـق عمالئـه

ويـل العمليـات وكذلك نجد أن غالبية املـوارد املاليـة املوجهـة لتم. املستثمرين ال يمكـن اعتبارهـا يف حكـم -املـضاربة–االستثامرية عن طريـق هـذا النظـام

الترسب النقدي، وذلك ألن هذه املـوارد توجـه مبـارشة وبـصورة تدرجييـة إىل .التداول يف صورة االتفاق العيني والسلعي الالزم لتنفيذ املرشوع االستثامري

:ختليص النظام املرصيف من التبعية .٢نشأت التبعية من خالل ختلف الدول اإلسالمية واستعامرها مـن قبـل حيث

الدول األجنبية، مما جعلها تفرض تصوراهتا االقتصادية عىل النظام االقتـصادي باإلضافة إىل قصور االجتهاد الفقهي يف -أي البنوك الربوية–للدول اإلسالمية

ستطيع نظـام املـضاربة جمال االقتصاد مما أوجد تبعيـة للـدول االسـتعامرية، ويـاملسامهة يف القضاء عىل التبعية املرصفية املنهجية من خالل ما يقدمه مـن مـنهج علمي متكامـل إلقامـة نظـام مـرصيف إسـالمي يعمـل وفـق أحكـام الـرشيعة اإلسالمية ليحـل حمـل النظـام الربـوي املـستورد والـذي ال يـتالءم مـع واقـع

:املجتمعات اإلسالمية من خالل

٤٤١

ألســلوب الــرشعي املالئــم للمــستثمرين للحــصول عــىل إتاحــة ا • .التمويل الالزم بناء عىل عامل املشاركة يف املخاطرة

حفز املستثمرين عىل االستثامر ورفع مستوى االستثامر عىل املستوى • .القومي

العمل عىل حتقيق هدف العدالـة يف توزيـع الـدخل بـني أصـحاب • .رؤوس األموال واملستثمرين

املدخرين ورفع مستوى االدخار باملجتمع عن طريـق توسيع قاعدة • .نرش الوعي االدخاري اإلسالمي، واالهتامم بصغار املدخرين

:العمل عىل تصحيح مسرية املصارف اإلسالمية .٣فبدراسة الوضع احلايل للمصارف اإلسالمية تبني أن هناك انحراف كبري قـد

ن شكل النموذج النظري حدث يف التطبيق العميل لتجربة املصارف اإلسالمية عالذي وضعه املنظرون األوائل حيث جاء التطبيق العميل مغايرا لنظام املـضاربة الرشعي والسامح للمستثمرين بالسحب من حـساباهتم يف أي وقـت، وكـذلك الدور االستثامري هلذه املصارف يف دعم االقتصاد القومي كان حمدودا وكـذلك

.املستوى االجتامعي اآلثـار االقتـصادية املتوقعـة لتطبيـق نظـام املـضاربة صل الثـامنالفـوتناول

املرصفيةومن دراسة اآلثار االقتصادية املتوقعة لتطبيق نظام املضاربة تبني أن .١

نظام املضاربة املرصفية له عدد من اخلصائص املميزة والتي هتيئ لـه

٤٤٢

عـىل قدرة أكرب من نظام التمويل بالفائدة املتبـع بـالبنوك التقليديـة جتميع وتعبئة األموال واملدخرات سواء من حيث الكم أو من حيث

. نوعية وطبيعة هذه األموال :وتبني أن أهم اخلصائص التي تتيح هذه القدرة لنظام املضاربة هي

.نرش الوعي االدخاري اإلسالمي -أ .حتقيق معدالت أرباح أعىل -ب .إتاحة األموال ذات الطبيعة املخاطرة -ج .وسطة وطويلة األجلتوفري األموال مت -د كام توصلت الدراسة إىل أن نظام املضاربة له قـدرة أكـرب مـن نظـام .٢

التمويل الربوي عىل دعم االستثامر ورفع مستواه وكفاءته وتوزيعه بصورة أفضل عىل املجاالت االقتصادية املختلفة، بام خيدم أغراض

.التنمية االقتصاديةملـضاربة ترجـع لتميـزه بعـدد مـن وقد تبـني أيـضا أن هـذه القـدرة لنظـام ا

:اخلصائص أمهها .اعتامده يف توظيف املوارد املالية عىل إقامة املرشوعات االستثامرية -أ حفزه للمستثمرين عىل القيام باالستثامر، بسبب مشاركة املرصف -ب

هلم يف حتمل املخاطر املتوقعة هبذه االستثامرات، وبـسبب ارتفـاع شارك يف العمليات االستثامرية املنفذة الكفاءة احلدية لرأس املال امل

.عن طريق هذا النظام

٤٤٣

توزيع االستثامرات عىل املجاالت واملـرشوعات بـصورة أفـضل -ج .وأكثر فائدة للمجتمع

ويف هناية البحث وضع الباحث عددا من التوجيهات للمصارف اإلسـالمية التـي وللمسئولية بالدول العاملة هبا من أجل العمـل عـىل تـذليل الـصعوبات

:تواجه تطبيق نظام املضاربةجيب عىل املصارف اإلسالمية العمل عىل اختيار املوارد البرشية هبـا .١

وفق أسس وقواعد حمددة تتفق وطبيعتها، وأن تويل عملية التعلـيم .والتدريب للعاملني القدامى واجلدد أمهية كربى

جيب عىل املـصارف اإلسـالمية أن تعمـل عـىل األخـذ باألسـاليب .٢عملية والفنية املالئمة التي متكنها من اختيار املستثمرين املالئمـني ال

.عند تطبيق نظام املضاربةعىل املصارف اإلسالمية أن تويل عمليـة التطـوير واالبتكـار الفنـي .٣

لألساليب اخلاصة هبا أمهية كربى، بحيـث تعمـل عـىل اسـتحداث ت، وكذلك وابتكار أداوت وأساليب جديدة لتعبئة املوارد واملدخرا

العمل عىل البحث عن األساليب املالئمة ملواجهة خمـاطر عمليـات .املضاربة الناشئة بسبب عدم التزام املستثمر املضارب خاصة

عىل اجلهات املسئولة بالدول التي تعمل هبا هذه املصارف أن تراعي .٤ــري األدوات ــىل تغي ــزة هلــا، وأن تعمــل ع ــة اخلاصــة واملمي الطبيع

٤٤٤

بية للبنك املركزي بام يتالءم مع طبيعة وأسس عمل واألساليب الرقا .هذه املصارف

وخاصـة –كام جيب أن تعمل هذه اجلهات عـىل صـياغة تـرشيعاهتا .٥ وفق أحكام وضوابط الرشيعة اإلسالمية -املالية واالقتصادية منها

بحيث تتيح للمؤسسات واألنظمة اإلسالمية إمكانية العمل بصورة .صحيحة وبدون معاناة

الوسائل املمكنة لنرش إتباع ينبغي عىل هذه اجلهات أن تعمل عىل كام .٦قيم وأخالقيات التعامل اإلسالمي بني كافـة أفـراد املجتمـع، وأن تعتمد يف ذلك عىل املؤسـسات التعليميـة ونظـم التعلـيم املختلفـة وكذلك من خالل وسائل اإلعالم وأجهزة الثقافة املختلفة، وأيضا

.وغريها.... زة الدعوة من خالل مراكز وأجه

٤٤٥

أبحاث ندوة إسهام الفكر اإلسالمي فـي االقتـصاد : اسم الكتاب -٣٧ المعاصر

مركز صـالح عبـد اهللا كامـل لألبحـاث -األزهر الشريف : المؤلفوالدراسات التجارية اإلسالمية بالقاهرة، المعهد العالمي للفكر

.اإلسالمي بالقاهرة -.٢ ط-.١٩٩٢د العالمي للفكـر اإلسـالمي، المعه: القاهرة: الناشر

.ص٥٢٦ املعهـد التـي أصـدرها إسـالمية املعرفـةهو الكتاب احلادي عرش يف سلـسلة

:، وقد بحثت الندوة ثالثة موضوعات عىل النحو التايلالعاملي للفكر اإلسالمي :تدريس االقتصاد اإلسالمي: الموضوع األول

ــاء ــصص ٦/٩/١٩٨٨، ١٤٠٩/ ١/ ٢٥الثالث ــذا خ ــستني هل ــؤمتر جل املوقـد . املوضوع، ومها جلستا صباح ومساء، وعرض يف اجللستني ثالثة أبحاث

:صارت أعامل بحث هذا املوضوع عىل النحو اآليت عقدت اجللسة األوىل صباح الثالثاء عند الساعة احلادية عرشة :اجللسة األوىل

تـصاد الـسابق سـلطان أبـو عـيل وزيـر االق/والنصف برئاسة األستاذ الدكتورحممد عبـد / وكان مقرر اجللسة هو الدكتور. وأستاذ االقتصاد بتجارة الزقازيق

. جامعة األزهر-احلليم عمر األستاذ املساعد بكلية التجارة

٤٤٦

رفعت السيد العويض أستاذ االقتصاد / عرض يف هذه اجللسة بحث الدكتورمرتكـزات ": املساعد بكلية التجـارة جامعـة األزهـر، وموضـوع البحـث هـو

. مع اقرتاح عنارص لبعض املقررات الدراسية"لتدريس االقتصاد اإلسالمي قـسم للمرتكـزات وقـسم القـرتاح ؛ذكر الباحث أنه قسم بحثه إىل قـسمني

يف القسم األول بحث ثالثة موضوعات يف . عنارص يف بعض املقررات الدراسيةي، والثبات والتطـور بني علم الفقه وعلم االقتصاد اإلسالم: ثالثة مباحث هي

وطبيعتهام يف علم الفقه وعلم االقتصاد اإلسالمي وعلـم االقتـصاد الوضـعي، .واالقتصاد اإلسالمي بديل لالقتصاد الوضعي

أما القسم الثاين فقد ذكر الباحث أنه خصـصه لعـرض عنـارص يف مقـررات :دراسية يف االقتصاد اإلسالمي، وعرض عنارص للمقررات التالية

اجلزئي، واالقتصاد الكيل، والتـاريخ االقتـصادي، وتـاريخ الفكـر االقتصاد .االقتصادي، والنظام املايل اإلسالمي واقتصادياته

مجـال عطيـة / وبعد انتهاء الباحث من عرض بحثـه قـدم األسـتاذ الـدكتور .نجاة اهللا صديقي تعليقه/ تعليقه، ثم عرض األستاذ الدكتور

عدد كبري من احلارضين، واملوضوعات واشرتك يف مناقشة البحث والتعقيبالعالقــة بــني الفقــه واالقتــصاد : التــي اســتحوذت عــىل مناقــشة واســعة هــي

اإلسالمي، وبعض األسس التي اقرتحت، وكذا عنارص يف املقـررات الدراسـية .التي اقرتحها

٤٤٧

عقدت اجللسة الثانية مساء اليوم نفسه عند الـساعة الـسادسة :اجللسة الثانيةحممد عمـر زبـري األسـتاذ بجامعـة امللـك عبـد / سة األستاذ الدكتورمساء برئا

أبو بكـر متـويل األسـتاذ بجامعـة / العزيز، وكان مقرر اجللسة األستاذ الدكتورــوان ــدكتور. حل ــان، األول لل ــسة بحث ــذه اجلل ــرض يف ه ــال / وع ــور إقب من

ــاين : وموضــوعه ــصاد اإلســالمي، والث دراســة مقارنــة ملنــاهج تــدريس االقتكيفية تـدريس االقتـصاد اجلزئـي مـن : حممد فهيم خان، وموضوعه/ تورللدك

.منظور إسالمي يف اجللسة موضوع برامج التعليم يف االقتصاد اإلسالمي البحث األولتناول

منور إقبال، ونظرا إىل عدم متكنه مـن احلـضور قـدمها . د.دراسة مقارنة إعداد أ .حممد عيل القري. بدال منه د

لبحث يف مقدمتـه أن االقتـصاد اإلسـالمي أصـبح علـام يـدرس وقد تناول اويكتسب نضجا بشكل رسيع، وأصبحت له برامج خاصة يف جامعات عدة ويف دول خمتلفة، منها ما هو جزئي ومنها ما خيص مرحلة البكالوريوس وأخـرى يف

ثم ناقش أهداف هذه الربامج، ووصف املـشكلة بـأن تعلـيم . الدراسات العليا. اد يف جامعات البالد اإلسالمية يسري طبقا ملا هو متبع يف البالد الغربيـةاالقتص

كام أن الفصل بني التعليم الديني والتعليم الوضـعي واضـح يف أغلـب الـدول اإلسالمية، هذا الفصل يمثل مشكلة لتعليم االقتصاد اإلسالمي الذي جيـب أن

إىل االقتصاد الذي جيب أن تشتمل براجمه عىل علوم رشعية ولغة عربية باإلضافة .يعالج بحرص من معطياته الغربية

٤٤٨

ثم بدأ يف عرض برامج تعليم االقتصاد اإلسالمي بيشء من التفصيل فتنـاول أوال برنامج جامعة البنجاب يف الباكستان كربنامج بدائي ثـم قـارن بـني أربعـة

يف إسـالم اجلامعة اإلسالمية: برامج ملرحلة البكالوريوس يف أربع جامعات هيأباد بالباكستان واجلامعة اإلسالمية يف املاليو وجامعـة اإلمـام حممـد بالريـاض

.عبد الرمحن يرسي. د.وقد عقب عليها أ. وجامعة اإلمام الصادق بطهرانوقد تناول املناقشون هذا البحث من جوانب متعددة فناقشوا موضوع املـواد

.د االقتصادية والتكميليةأو املقررات الرشعية ونسبتها بالنسبة للموا اجلزئي من منظـور بدأت أعامل البحث الثاين عن كيفية تدريس االقتصادثم

وقدم البحث حمتويات الربامج بشكل تفصييل وعند كثري مـن النقـاط ، إسالميوالتحفظـات عليهـا بإظهـار رأي اإلسـالم فيهـا وكيفيـة . كان يـضع املفـاهيم

.عها يف املعاجلة ذاهتامعاجلتها عند التدريس، وطريقة وضحممد عدينات وتناول بعض املعلقني عىل نظرية . وقد علق عىل هذا البحث د

االستهالك وكذلك عىل رضورة التنظري واسـتخدام الـنامذج الرياضـية يف هـذا .املجال

بينام هاجم بعض منهم نظريات االقتصاد من ناحية فروضها وعدم رىض كثري نها فلـامذا التمـسك بالـسري عـىل نـسقها يف معاجلـة من االقتصاديني الغربيني ع

االقتصاد اجلزئي من منظور إسالمي؟ وكان رأي أكثر من واحد من املعلقني عىل أن االقتصاد اجلزئي ومفاهيمـه مبنـي عـىل قـيم وسـلوك ليـست بالـرضورة يف

.جمملها، مما خيدم التنظري السليم يف جمال االستهالك اإلسالمي

٤٤٩

: المصارف اإلسالمية:الموضوع الثانيخصص املؤمتر جلسته الثالثة للمصارف اإلسالمية، وعقدت اجللسة صـباح

ــاء ــدكتور. م١٩٨٨/ ٩/ ٧هـــ ١٤٠٩/ ١/ ٢٦األربع / برئاســة األســتاذ الاألمحدي أبو النور وزير األوقاف السابق واألستاذ بجامعة األزهر، وكان مقـرر

.تصاد املساعد بتجارة األزهررفعت العويض أستاذ االق/ اللجنة هو الدكتوربدأت أعامل اجللسة يف موعـدها، وهـو الـساعة الثامنـة والنـصف صـباحا، واستمرت اجللسة منعقدة حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وسارت أعامهلـا عـىل

:النحو اآليت : البحث األول

سـامي حـسن محـود مـدير مركـز البحـوث / عرض البحث األول الدكتوروموضـوع البحـث، صـيغ . األردن- عـامن-املاليـة اإلسـالميةواالستشارات

صـيغ التمويــل : وعـرض الباحـث املوضـوعات التاليـة. التمويـل اإلسـالمياإلسالمي بني املايض واحلارض، ويف هـذا الـصدد تكلـم عـن املـضاربة وصـيغ

التمويل باملشاركة املنتهية بالتمليك، والتمويل بطريق : التمويل املستحدثة وهيارة املتحولة إىل بيع، والتمويل باملرابحة لآلمر بالـرشاء، والتمويـل بطريـق اإلج

السلم . ثم عرض الباحث بعد ذلك لصيغ أخرى اعتربها مالئمة لتكوين سوق رأس

سـندات املقارضـة، : املال اإلسـالمي، واقـرتح يف هـذا الـصدد الـصيغ اآلتيـةتثامر اإلسـالمي، واألسهم غـري املـصوتة، وسـندات اخلزينـة املخصـصة لالسـ

٤٥٠

الصيغة البديلة ألذونـات اخلزينـة والـصيغة البديلـة : وعرض يف ذلك صيغتني .لسندات التنمية

بعد ذلك عرض الدكتور الباقر املضوي مـدير عـام بنـك فيـصل اإلسـالمي حممد احلبيب اجلراية فلم يعـرض وذلـك / بالسودان تعليقه، أما تعليق الدكتور

. املؤمترالعتذار صاحبه عن اشرتاكه يفوقد فتح باب املناقشة وتركزت أغلبية املناقشة حـول الـصيغ التـي اقرتحهـا الباحث واعتربها مالئمة لسوق رأس املال اإلسالمي وكـان الـتحفظ واضـحا بالنسبة لألسـهم غـري املـصوتة، وأيـضا بالنـسبة لـسندات اخلزينـة املخصـصة

.يع إيراد مستقبللالستثامر اإلسالمي وما إذا كانت بيع منافع أو ب : البحث الثاني

عابـدين سـالمة ببنـك فيـصل اإلسـالمي / عرض البحـث الثـاين الـدكتورواقـع التمويـل باملـشاركة يف البنـوك اإلسـالمية : بالسودان، وموضوع البحث

والبحث دراسة تطبيقية من خالل املعلومات اإلحصائية التي . العاملة بالسودانوأشــار الباحــث إىل أن دراســته . ودانيةمجعــت عــن مخــسة بنــوك إســالمية ســ

استهدفت مجع بيانات عن ستة بنوك إال أن أحد هذه البنوك مل يعط بيانات عـن .نشاطه يف جمال البحث

هـــ كــام أشــار إىل ١٤٠٦وقــد أشــار الباحــث إىل أن دراســته خاصــة بعــام إىل الصعوبات التي واجهته لرتدد البنوك يف توفري البيانات التي طلبهـا، وأيـضا

.صعوبة أخرى متثلت يف عدم تعبئة استامرات البحث بالصورة التي طلبها

٤٥١

تنـاقص التمويـل باملـشاركة مـع : ثم ذكر الباحث بعض نتائج دراسته ومنهاتناقص التمويل باملشاركة : وأرجع الباحث ذلك إىل أسباب منها. زيادة املرابحة

عوامل خارجية حتـيط : هاوأرجع الباحث ذلك إىل أسباب من. مع زيادة املرابحةبــصيغة التمويــل باملــشاركة، وقــصور اجلهــاز اإلداري والتعقيــدات القانونيــة

.واإلداريةواقــرتح الباحــث رضورة ترقيــة اجلهــاز اإلداري وذلــك لتــسهيل عمليــات

.املشاركة بمركـز أبحـاث االقتـصاد بجـدة -رفيق املرصي/ بعد ذلك عرض الدكتور

فائقة الرفاعي بالبنـك املركـزي / قرير الدكتورة تقريره، وتاله يف ذلك عرض ت .املرصي بالقاهرة

وكان جزء من املناقشة منرصفا إىل رشعية الصيغ . بعد ذلك فتح باب املناقشةأمـا اجلـزء . وهو ما اعتربه الباحث ليس داخال يف مهمته البحثية التـي قـام هبـا

نتائج إحصائية ذات معنى الرئيس من املناقشة فإنه كان عن إمكانية احلصول عىل مع أن احلارضين اتفقوا عىل أمهية هـذا األسـلوب التطبيقـي . من هذه الدراسة

كام قدروا للباحث حماولته يف . لدراسة املؤسسات املالية واالقتصادية اإلسالمية .هذا املجال

وانتهت أعامل البحث الثاين عند الساعة احلادية عـرشة وأربعـني دقيقـة، ثـم .سة لالسرتاحة وعادت لالنعقاد عند الساعة الثانية عرشةرفعت اجلل

٤٥٢

مجال عطية باملعهد العاملي للفكر اإلسالمي / عرض الدكتور:البحث الثالث .تقويم مسرية البنوك اإلسالمية: بواشنطن بحثه وعنوانه

بدأ الباحث حديثه باإلشارة إىل أنه هيدف يف هذا البحث إىل تقديم اقرتاحات : وقدم يف هذا الصدد االقرتاحات التاليةبشأن موضوعه،

.اقرتاحات هبدف محاية الفكرة التي قامت عليها البنوك اإلسالمية • .اقرتاحات هبدف محاية صغار املسامهني • .اقرتاحات هبدف محاية املودعني • .اقرتاحات هبدف محاية البنوك • .اقرتاحات هبدف حتقيق املصلحة اإلسالمية العامة • .اقرتاحات عامة •

منذر قحـف بالبنـك اإلسـالمي للتنميـة بجـدة / وبعد ذلك عرض الدكتورحـاتم القرنـشاوي األسـتاذ بجامعـة األزهـر حيـث / تقريره، ثم تاله الدكتور

.عرض تعقيبهوبعد االنتهاء من االستامع إىل البحـث والتعقيبـني دارت مناقـشة اسـتمرت

ومل يكن هذا عن البحث واتسمت املناقشة أحيانا بالعمق . حوايل الساعة والثلثوإنام انصب األمر عىل البنوك اإلسالمية ذاهتا بكل ما هلا وما عليهـا واشـرتك يف

وأبرز ما يمكـن تـسجيله عـن هـذه املناقـشة . املناقشة عدد كبري من املحارضين :اآليت

٤٥٣

هناك اتفاق بني املحارضين عىل أمهية مـا قالـه الباحـث وذلـك لعلمـه - . يف جمال البنوك اإلسالميةوخلربته العملية الطويلة

رضورة حدوث وقفة جادة مع البنوك اإلسالمية، وذلك لرتشـيد هـذه -التجربة من جتارب التطبيق اإلسالمي وال بد أن حيدث هذا قريبـا قبـل

. األوانفواتاخــتص موضــوع الرقابــة الــرشعية يف البنــوك اإلســالمية بمناقــشات -

ن الـرأي الغالـب هـو واسعة، بل كانت يف مـرات كثـرية رصحيـة وكـارضورة وجود هيئة عامة للرقابة الرشعية ال يكون للبنوك دور يف تعيني

.أعضائها وال يف خمصصاهتم املالية :التنمية من منظور إسالمي: الموضوع الثالث

يف جمال دراسة التنمية يف البلدان اإلسـالمية ناقـشت النـدوة سـبعة أبحـاث :حاث مرتبة حسب جلسات مناقشتهاوذلك عىل امتداد ثالث جلسات واألب

.استعراض الكتابات املعارصة يف التنمية .١ .حممد عيل القري من كلية االقتصاد بجامعة امللك عبد العزيز بجدة. د

املنهج اإلسالمي يف التنمية .٢يوسف إبراهيم يوسف، كلية الـرشيعة جامعـة قطـر ونـوقش البحثـان يف . د

اجللسة الرابعة سالميالتنمية من منظور إ .٣

.حممد عمر شابرا مستشار مؤسسة النقد العريب السعودي. د

٤٥٤

األخالق والتنمية .٤سلطان أبو عيل األستاذ بكلية التجارة جامعة الزقـازيق ووزيـر االقتـصاد . د

.املرصي األسبق االستقرار والنمو يف اقتصاد إسالمي مفتوح .٥

صندوق النقـد إقبال زايدي، اخلبـريان بـ. عباس مرياخور ود. والذي أعده د .ونوقشت هذه األبحاث يف اجللسة اخلامسة. الدويل بواشنطن

.نظرة اإلسالم إىل الديون اخلارجية وأثرها يف الدول النامية .٦عبـد احلميـد خرابـشة مـن قـسم االقتـصاد واإلحـصاء باجلامعـة . وقدمه د

.األردنية الزكاة ومتويل التنمية .٧ .هر بناتنعمت مشهور من كلية جتارة األز. وقدمته د

.ونوقش البحثان يف اجللسة السادسةوقد روعي يف ترتيب عرض األبحاث ومناقشتها أن تبدأ من دراسة تتعـرض ملا كتب يف املوضوع ثم تنتقل الستعراض الكليات املتعلقة باملنهج وتعالج بعـد

.ذلك جوانب بذاهتا مرتبطة بقضية التنميةمجال عطية . لبحثان األول والثاين دوقد رأس اجللسة الرابعة التي نوقش فيها ا

القـري الـذي . منذر قحف، وبدأت اجللـسة بتقـديم بحـث د. وكان مقررها د بحثـا يف املوضــوع ٤٠عـرض فيـه الباحـث لألفكــار الرئيـسة التـي وردت يف

مستخدما أسلوبا يقوم عىل تقـسيم االسـتعراض إىل أبـواب متعـددة تغطـي يف

٤٥٥

الببليوغرافيـةع ثم أورد يف النهاية املعلومـات جمملها اهليكل األسايس للموضو .عن األبحاث التي تم استعراضها

.حلسن الداودي من جامعة فاس باملغربا. وقد قام بالتعقيب عىل البحث دوفتح بعد ذلك باب املناقشة التي ساهم فيها عـدد مـن املـشاركني يف النـدوة

لـف واحلاجـة إىل مزيـد مـن ولعل أبرز ما أثاروه كان اخللط بـني التبعيـة والتخ وعـن ،العمق والواقعية يف بعض الكتابات عـن التنميـة مـن منظـور إسـالمي

العوامل املطلوبة والظروف املالئمة لتحقيق التنمية يف املتجمع اإلسالمي، ومـا هو موقع غري املـسلمني يف املجتمـع اإلسـالمي، وهـل يمكـن اعتبـار االلتـزام

ن احلياة الطيبة ختتلف عن الرخاء املادي، كـام أشـار بالرشيعة معيارا للتنمية؟ وأبعض املعقبني إىل غياب النظرة االنتقادية من البحث وهـي هامـة يف مثـل هـذا

.النوع من الدراساتيوسف إبراهيم يوسف والذي . وانتقلت الندوة بعد ذلك إىل مناقشة بحث د

التنميـة يف اإلسـالم يدور حول املنهج اإلسالمي يف التنمية، وبدأ فيـه بمناقـشة وانتقل إىل حتديد مقومات املنهج القادر عىل حتقيـق التنميـة ومـدى توافرهـا يف املناهج املطبقة يف العامل اإلسالمي، وخلص من استعراضه إىل احلاجة إىل مـنهج إسالمي تتمثل خطواته يف إعالن والء املجتمع هللا تعاىل وبناء اإلنسان عىل قـيم

كامل االقتصادي بني الـشعوب اإلسـالمية وإحيـاء تنظـيم اإلسالم وحتقيق الت .اإلسالم مللكية املوارد وتوجيه اإلنتاج للوفاء بحد الكفاية لكل إنسان

٤٥٦

عبد احلميد الغـزايل أسـتاذ االقتـصاد بجامعـة . وقام بالتعقيب عىل البحث د .القاهرة

. د.ا أحسن عباس زكي وكان مقرره. د.أما يف اجللسة اخلامسة والتي رأسها أعمـر شـابرا . حاتم القرنشاوي فقد ناقشت الندوة ثالثة أبحـاث أوهلـا قدمـه د

وقدم فيه معامل إسرتاتيجية للتنمية من منظور إسـالمي، وقـد بـدأ بحثـه بإثـارة التساؤالت الرئيسة التي تواجه الدارس يف هذا املوضوع، وثنى بعـرض لفـشل

بلدان العامل اإلسالمي، وانتقل بعد اإلسرتاتيجيات املستوردة يف حتقيق التنمية يفذلك لعرض العنارص الرئيسة لإلسرتاتيجية اإلسالمية كام يراها والتي تبدأ أول ما تبدأ من العنرص البرشي وانتقل إىل النقطة الثانية والتي تدور حـول ختفـيض

االقتـصاد ةإعادة هيكلرضورة الرتكز يف امللكيات وآثاره، وخلص من ذلك إىل ريعة وأهـدافها ـتتطلب تطويرا يف نمـط احليـاة ليتامشـى مـع مقاصـد الـشالتي

ووضع ضوابط لإلنفاق احلكومي املسئول وسياسة االستثامر واإلنتاج والزراعة واإلصالحات يف القطاع الريفي، وعالقة العاملني بأجر بأصحاب املـرشوعات

ة التخطيط الـالزم التي حتقق اكتفاءهم، وانتهى بعرض لدور النظام املايل ونوعي .لتنفيذ تلك اإلسرتاتيجية

عبد اهلادي النجار عميـد كليـة احلقـوق بجامعـة . د.وقد عقب عىل البحث أ .املنصورة

وأعقب التعليق مناقشة طويلة ساهم فيها عدد من املتحدثني يمكن تلخـيص أهم ما أثاروه يف حدود تدخل الدولة والدور املطلـوب منهـا وعـن احـتامالت

٤٥٧

جتاه لتشجيع الصناعات الصغرية واألنشطة احلرفية وصـغار املنتجـني نجاح االالزراعيني ومصادر متويل تلك األنشطة ومدى ما حتتاجه من بنية أساسية كرشط

.مسبق لنجاحهاسلطان أبو عيل حـول األخـالق . د.وانتقلت الندوة بعد ذلك ملناقشة بحث أ

ــة لعم ــة املركب ــدأه بعــرض الطبيع ــة، الــذي ب ــصادية والتنمي ــة االقت ــة التنمي لي أو إعاقتها، وانتقل واالجتامعية ودور القيم األخالقية السائدة يف تشجيع التنمية

بعد ذلك لتعريف ماهية علم األخالق وغايته ومناقشة مذاهب علـم األخـالق وغايته ومناقشة مذاهب علـم األخـالق وهـي الـسعادة الشخـصية والـسعادة

الصدق والشجاعة والعفة واالعتدال :ائل وهيثم قام باستعراض الفض. العامة .والعدل واالعتامد عىل النفس والطاعة واالنتفاع بالزمن والتعاون

وانتقل بعد ذلك إىل بيان موجز عن أهم حمددات التنمية، ثم عرض للـرتابط .عمر زبري عىل البحث. د.وقد عقب أ .بينها وبني األخالق

عبد الفتاح بركة عىل بحث األخالق . دتعقيبثم مجال عطية . ذلك دكام تال رضورة رأس املـال كـرشط إلحـداث :والذي حتفظ فيه عـىل مقولـة(والتنمية

التنمية االقتصادية ومدى احلاجة لالعتامد عىل اخلارج يف هذا الشأن، وانتقل بعد يظهـر أنذلك إىل مناقشة مفهـوم رأس املـال البـرشي وكيـف أن هـذا التعبـري

وحتـدث بعـد ذلـك عـن نظـرة االقتـصاديني إىل . ة االقتـصاداإلنسان يف خدمـ وحتفـظ كـذلك ؟)نفعية(األخالق وهل هي قيم عامة مطلقة أم أهنا قيم نسبية

حيث قد يعني هذا الرتكيز عـىل ؛عىل اجتاه استعامل األخالق يف خدمة االقتصاد

٤٥٨

بعض القيم وإمهال البعض بحسب ما يبدو مـن فائـدة، وهـذا خيـالف مفهـوم مـن أجلهـا ىخالق كام أعىل من شأهنا اإلسالم كقيم مطلقة مـستقرة يـضحاأل

وانتهى يف تعقيبه إىل رضورة عدم فصل التنمية عن . باألغراض املادية والدنيويةأساسها األخالقي سواء يف منطلقاهتا األوىل أو يف غاياهتا األخرية أو يف وسـائل

االقتـصاد نظـرة أخالقيـة، كـام حتقيقها التي تعتمد عليها وأن تكون النظـرة إىل ).ينبغي أن يكون، ال أن تكون النظرة إىل األخالق نظرة اقتصادية

إقبال زايدي بحثه عن االستقرار والنمو يف اقتصاد إسالمي . وقدم بعد ذلك دمفتــوح، والــذي عــرض فيــه لــدور الــسياسة النقديــة يف حتقيــق االســتقرار يف

يل اإلسالمي وكيف أن مناقشة هـذا الـدور قـد املجتمعات التي تتبنى النظام املامتت عادة يف إطار افرتاض اقتصاد مغلق، ومن ثم فهـو حيـاول مناقـشة سـؤايل االستقرار يف التنمية يف اقتصاد مفتوح تقوم بنوكه عىل أساس املشاركة يف الربح

.واملخاطرةومن أجل ذلك فقد قام بتطوير نمـوذج تـوازن كـيل مبـسط ليبـني كيـف أن

سياسة املالية يمكن أن تؤثر عىل العائد عىل األصول املالية واألصول احلقيقية، ال .ومن ثم تؤثر يف االستثامر والناتج وميزان املدفوعات

.مدحت حسنني. وقد عقب عىل هذا البحث دوركزت املناقشات العامة التـي بـدأت بعـد ذلـك عـىل موضـوع األخـالق

ز أن علم االقتصاد هـو علـم حممـل بـالقيم والتنمية حيث اجتهت اآلراء إىل إبراوليس حمايدا بالنسبة هلا، وعن تفاعل القيم مع املدخرات املاديـة وعـام إذا كـان

٤٥٩

هناك تعبري كمي للقـيم، وعـن رضورة التفرقـة بـني األخـالق امللزمـة قـضائيا واألخالق امللزمة اجتامعيا وأمهية الرتكيز عىل ذلك، وكيف أن ما يسمى بالعالقة اجلدلية بني األخالق والبيئة املادية حتدث فقط يف حالة غياب األخالق، ومتكـن املفاهيم النفعية واملادية ومن ثـم فـإن اهلـدف جيـب أن يكـون يف إطـار جمتمـع

.إسالمي وسلوك اجتامعي إسالميأمحـد أبـو املجـد وزيـر اإلعـالم األسـبق / رأس اجللسة الـسادسة الـدكتور

عابـدين سـالمة، وقـدم / ، وكان املقرر هـو الـدكتورواألستاذ بحقوق القاهرةعبد احلميد خرابشة بحثـه حـول نظـرة اإلسـالم للـديون اخلارجيـة / الدكتور

وأثرها يف الدول النامية، وقد استعرض البحث الديون اخلارجية لثالث وثالثني دولة إسالمية واحتوت ورقته عىل العديد من احللول ملشكلة الـديون اخلارجيـة

.ي يمكن أن تتفق مع الرشع اإلسالميوالت الذي أوضح أنـه يأمحد الصفت/ وقد عقب عىل هذا البحث األستاذ الدكتور

مل يفهم من البحث ما هي نظرة اإلسالم للديون اخلارجية، وأن الباحث مل يـراع وأرجـع سـيادته مـشكلة الـديون اخلارجيـة للـصدمة . الدقة يف اختيار العنوان

منها تصحيح رسيع ألسعار منتجات الدول الصناعية ومن ثم البرتولية التي نتجارتفاع تكاليف اإلنتاج للدول النامية وعدم مقدرة هذه الدول يف مواجهة هـذه

أوامر اهللا عـز تباعإالصدمة، ويعتقد كذلك أن املشكلة يمكن أن ترجع إىل عدم در بالنـسبة وجل يف عدم االنتهاء عن الربا ويف عدم دفع مخس الركاز والذي يقـ

مليـار دوالر والتـي ٨٠٠ بحـوايل ٨٣للدول النفطية خالل الفرتة مـن وحتـى

٤٦٠

كانت كافية إلحداث هنضة اقتصادية حقيقيـة يف البلـدان املـسلمة غـري املنتجـة للبرتول، وكان يمكن أن متنع الكساد الذي حدث يف الدول الصناعية ونتج منه

.ضعف حاد يف الطلب عىل البرتولدارت مناقشات من بعض احلـارضين وتركـزت يف أن الباحـث مل وبعد ذلك

يربز نظرة اإلسالم بصورة واضحة يف موضوع االقرتاض اخلارجي، وكذلك أنه ثـم رفعـت اجللـسة لـصالة املغـرب . مل يربز دور مؤسسات التمويل اإلسالمية

الساعة السابعة والثلث ثم عـادت لالجـتامع الـساعة الـسابعة وأربعـني دقيقـة . صلت مناقشة املوضوع حتى الساعة الثامنة والنصفووا

بعد ذلك قدمت الدكتورة نعمت مشهور بحثا عن الزكاة ومتويل التنمية، وقد إعطاء دور كبري وهام للزكاة يف متويـل التنميـة االقتـصادية، عىلركزت الباحثة

."يف سبيل اهللا"وذلك من خالل توسيع الرصف من مرصف حممد أنس الزرقا واألسـتاذ / كل من األستاذ الدكتوروقد عقب عىل البحث

.حسن الشاذيل/ الدكتورحسن الشاذيل احلجج التي ترى عدم التوسـع يف / وقد أورد األستاذ الدكتور

هذا الباب وأن هناك بعض املوارد األخرى التي يمكـن أن تلجـأ إليهـا الـدول . الرضورة القصوىداإلسالمية كاخلراج والرضائب عن

ارت مناقـشة بعـد ذلـك وقـد أوضـح أحـد املناقـشني أن جممـع الفقـه ثم د وكذلك أن الزكاة يمكن "يف سبيل اهللا"اإلسالمي يف مكة قد أقر التوسع يف باب

للحرفيني والقادرين عىل كسب يف شكل معدات أو يف شكل خدمات ىأن تعط

٤٦١

"ل اهللايف سـبي"تعود عليهم بالنفع، وأوضح أحد املناقشني أن التوسع يف بـاب يكون فقط يف نرش الدعوة اإلسالمية وأنه طاملا كان هنـاك حـق يف املـال سـوى

.الزكاة فيمكن للدولة عند احلاجة أن تلجأ إىل أسلوب آخر للتمويل

التوصياتوافر التقدير لألزهر الرشيف وجامعـة األزهـر وتتقدم الندوة بجزيل الشكر

ات التجارية اإلسالمية واملعهـد ومركز صالح عبد اهللا كامل لألبحاث والدراسالعاملي للفكر اإلسالمي عىل جهودهم اخلرية التي أسفرت عن عقد هذه الندوة العلمية املباركـة التـي تعتـرب مـن املعـامل العلميـة املتميـزة يف مـسرية االقتـصاد

.اإلسالمي :وتويص الندوة بام ييل

:في مجال التدريس والبحوث: أوالتعاون بني مراكز ومعاهد بحـوث االقتـصاد بوجوب قيام تنسيق و .١

.اإلسالمي وعقد اجتامعات دورية بني مسئويل هذه املؤسساتبأن تقوم كل مؤسسة عاملة يف جمال االقتـصاد اإلسـالمي بإصـدار .٢

نرشة دورية تتضمن األنشطة البحثية والتطبيقية التي متت وكـذلك ت بإصـدار املخطط هلا، وتأمل الندوة أن تقوم إحدى هذه املؤسسا

.نرشة موحدة دورية جامعة تتضمن ما سبق

٤٦٢

إدخال مقرر درايس أو أكثر يف االقتصاد اإلسالمي ضمن مقـررات .٣كليات االقتصاد بجامعات الدول اإلسالمية عىل مستوى الدراسـة

.اجلامعية األوىلالتنسيق بني األقسام العلمية يف اجلامعات التي تقوم بتدريس مقـرر .٤

.االقتصاد اإلسالميدرايس أو أكثر يف تـشجيع تـأليف كتـب جامعيــة نموذجيـة يف االقتـصاد اإلســالمي .٥

:وبخاصة يف املقررات اآلتية .االقتصاد اجلزئي - .االقتصاد الكيل - .تاريخ الفكر االقتصادي - .التاريخ االقتصادي - .النقود واملصارف -

ذا مع االستفادة من اجلهود التي سبقت من املؤسسات املختلفة العاملة يف هـويمكن تنفيذ ذلك بعرض مرشوعات هـذه الكتـب عـىل الشخـصيات . احلقل

.واهليئات اخلريية اإلسالميةتويص الندوة أساتذة االقتصاد املسلمني أن يوجهوا طاقاهتم العلميـة .٦

إىل تطوير العلوم االقتصادية التـي يقومـون بتدريـسها يف اجتـاه بيـان ل الدراسـات األحاديـة املنظور اإلسالمي، يف دراسة مقارنة حتـل حمـ

.النظرة واملتجاهلة للفكر اإلسالمي املعارص

٤٦٣

مناشدة املؤسسات العلميـة واخلرييـة أن توجـه جـزء مـن ميزانيتهـا .٧ يف جمال االقتـصاد -يف الدراسات العليا–املخصصة للمنح الدراسية

اإلسالمي، وكذلك الدعم املايل لرسائل املاجـستري والـدكتوراه التـي د، وذلك سعيا لتطوير النظرية االقتـصادية اإلسـالمية هي قيد اإلعدا

مــن جهــة، وســعيا لتكــوين األطــر والكــوادر والكفايــات العلميــة .االقتصادية من جهة أخرى

مناشدة مراكز البحوث من أجل إعداد قوائم بموضـوعات تفـصيلية .٨ذات أمهية للبحث يف االقتصاد اإلسالمي لتشجيع طالب الدراسات

ثني والنـدوات املتخصـصة لتغطيتهـا، ويف هـذا الـصدد العليا والباح :تطرح الندوة عىل سبيل املثال املوضوعات التالية

.النقود الورقية من منظور الرشيعة اإلسالمية - .حكم الرضائب يف الرشيعة اإلسالمية - .مقومات قيام سوق إسالمية مشرتكة -عـىل هجرة األدمغة أو العقول من البلدان اإلسالمية وانعكاسـها -

.اقتصاديات الدول اإلسالميةآثار تغري القوة الرشائية للنقود يف أساس الديون من وجهـة نظـر -

.الرشيعة اإلسالمية .استكامل بحث الديون اخلارجية والبدائل اإلسالمية التطبيقية هلا - .إجراء بحث عن العاملة اإلسالمية يف أسواق العمل املختلفة -

٤٦٤

:سات المالية اإلسالميةفي مجال البنوك والمؤس: ثانيامناشدة املصارف واملؤسسات املاليـة أن تتعـاون عـىل إنـشاء معاهـد .٩

علمية وتدريبية خمتصة بالعلوم املرصفية اإلسالمية، وأن تتبنـى دورات تكميلية تغطي املعرفـة الـرشعية لـدى الدارسـني يف املعاهـد املـرصفية

هبذه الدورات لضامن الرتبوية، وأن تشرتط عىل العاملني فيها االلتحاق .مستوى األداء املطلوب فيها

التأكيد عىل أمهية إصدار نرشة دوريـة شـاملة للمـصارف واملؤسـسات .١٠ Ratingاملالية اإلسالمية يف العـامل، تنفـذها جهـة متخصـصة وحياديـة

Agency وتضم بيانات حتليلية مقارنة لألداء الـرشعي واإلداري واملـايل به املتعاملون معهـا ويفيـد املؤسـسات لكل مؤسسة عىل نحو يسرتشد .نفسها يف تطوير وحتسني أدائها

التأكيد عىل رضورة وجود هيئة رقابة يف كـل مـرصف ومؤسـسة ماليـة .١١إسالمية، والتأكيد عىل أمهية اسـتقالل هيئـة الرقابـة الـرشعية وجعـل

.اختيارها وارتباطها باجلمعية العموميةيئات الرقابة الـرشعية وتبادهلـا رضورة نرش الفتاوى والدراسات بني ه .١٢

.سعيا للوصول إىل آراء فقهية متقاربةالتأكيد عىل املصارف اإلسالمية بأن تعطي دورا إجيابيا ملن يقوم بالرقابة .١٣

الرشعية عىل املعامالت بحيث يكـون داخـل سلـسلة القـرارات التـي

٤٦٥

لقانونيـة تتخذها اإلدارة اليومية شأنه شأن املراجعـة املاليـة واملراجعـة ا .للمعامالت قبل وأثناء وبعد إبرامها

رضورة نرش احلسابات واألنـشطة التفـصيلية بـصورة دوريـة متقاربـة .١٤ .وعدم انتظار التقرير السنوي اخلتامي

تأكيد أمهية اإلرساع يف تطوير صيغ لتنظيم مشاركة املودعني يف اختيـار .١٥ . املاليةجمالس اإلدارة ومناقشة أعامل ونتائج املصارف واملؤسسات

تشجيع استمرار وتطوير احلوار بني البنوك املركزية واإلسالمية هبـدف .١٦مراعاة طبيعة املصارف اإلسالمية، وتطوير التنظيامت التي ختضع هلا بام

.يتالءم مع خصائصها ويضمن هلا النمو والتطور يف حتقيق أهدافها :في مجال التنمية: ثالثا

التنميـة االقتـصادية مـن منطلقـات إعطاء مزيد من األمهية لدراسـات .١٧إسالمية، والسعي لصياغة تصور إسالمي اقتصادي رصني للتنمية يعرب

.عن رأي مجهور الفقهاء واالقتصاديني املعارصينالعناية ببناء اإلنسان املسلم فكريا وثقافيا وصحيا وإعداده فنيا ومهنيـا .١٨

.باعتباره أهم عنارص التنمية واإلنتاجبالدراسات اإلحصائية امليدانية التي تتـيح املعلومـات اخلاصـة االهتامم .١٩

بفرص االستثامر داخل العامل اإلسالمي، وأن تتعاون اجلهات املختلفـة يف تبادل هذه املعلومات تشجيعا حلركة العمـل ورأس املـال بـني تلـك

.البلدان

٤٦٦

تطوير أدوات سوق رأس املال اإلسالمي وإنشاء سوق مالية إسـالمية .٢٠ .هيل انتقال واستثامر رؤوس األموال اإلسالمية يف البالد اإلسالميةلتس

مراجعــة قــوانني االســتثامر يف البلــدان اإلســالمية بــام يكفــل تــسهيل .٢١االستثامر وجلب األموال اإلسـالمية املـستثمرة يف الغـرب إىل البلـدان

.اإلسالمية وإعطاء الضامنات الالزمة هلا :توصية ختامية: رابعا

ندوة جامعة األزهر واملعهد العاملي للفكر اإلسـالمي بتـشكيل تويص ال .٢٢ .جلنة متابعة مشرتكة ملتابعة تنفيذ هذه التوصيات

٤٦٧

اإلسالم والتحدي االقتصادي: اسم الكتاب -٣٨ترجمة محمد زهيـر الـسمهوري، / محمد عمر شابرا . د.أ: المؤلف

سعيد النابلسيمحمد . د.أمحمد أنس الزرقا، تقديم . د.أمراجعة المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، المعهد العربي للدراسـات : دار النشر

.١٩٩٦ص، ٤٩٦المالية والمصرفية، لكل جمتمع وأمة حتـدياهتا والتـي تتكـرر يف دورات، قـد تكـون متباعـدة أو

ومن أشد التحديات التي تواجه األمم عامة واألمة اإلسالمية خاصـة . متقاربة االقتصادية، حيث ترتبط بمعايش الناس وقد تكون سببا للسالم هي التحديات

االجتامعي حينام تكون هنـاك وفـورات، وقـد تكـون سـببا ألزمـات اجتامعيـة وأخالقية ونزاعات داخلية، وقد متتد لتكون نزاعات خارجية يف حالة حـدوث

وال يعني ذلك أن االقتصاد هو العامـل األوحـد يف حـدوث . أزمات اقتصادية .النزاعات واملشكالت ولكن هو أحد أهم العوامل املسئولة عنها

إن الصحوة اإلسالمية يف مجيع بلدان العامل اإلسالمي تقريبا : شابرا. ويقول دقد ولدت احلاجة إىل تقديم صورة واضحة ومتكاملة لربنـامج إسـالمي حيقـق

شكالت التـي احلياة الطبيعية التي يريدها اإلسالم للناس، ويتصدى أيـضا للمـويؤكد عىل أن األوضاع احلالية تـدعو . تواجه البرش اليوم يف املجال االقتصادي

إىل أمهية وضع إسرتاتيجية تضبط اختالالت التوازن الكيل واخلارجي التي تعاين منها معظم بلدان العامل، وتعمل أيضا عىل حتقيق توزيع عادل للـدخل وحماولـة

هــل يــستطيع اإلســالم صــياغة مثــل هــذه : شــابرا. ويتــساءل د. إزالــة الفقــر

٤٦٨

اإلسرتاتيجية يف إطار األنظمة العلامنية السائدة والتي تعتمد التوجه الرأساميل أو االشرتاكي ومذهب دولة الرفاهة؟ وهل يف اإلسالم ما يمكن أن يفيد العـامل يف

.حتقيق ما سبق طرحه من أسئلة؟ هذا الكتاب حياول اإلجابة عن ذلك : عمر شابرا الكتاب إىل اثني عرش فصال تناولت اآليت. وقد قسم د األنظمة اخلائبة: القسم األول

حدود الرأساملية: الفصل األول تراجع االشرتاكية: الفصل الثاين أزمة دولة الرفاهية: الفصل الثالث التناقض يف االقتصاد اإلنامئي: الفصل الرابع

الطرح اإلسالمي : القسم الثاينالنظرة اإلسالمية العامة إىل احلياة، واإلسرتاتيجية : مسالفصل اخلا

اإلسالمية االنحراف: الفصل السادس

تقوية العامل البرشي: الفصل السابع تقليص تركيز الثروة: الفصل الثامن إصالح اهليكل االقتصادي: الفصل التاسع إصالح اهليكل املايل: الفصل العارش

اتيجي للسياسةالتخطيط اإلسرت: الفصل احلادي عرش اخلامتة: الفصل الثاين عرش

٤٦٩

وقد أعد يف هناية الكتاب ملخصا وافيا عن الفكرة األساسية للكتاب وجـدنا أنه كافيا إلعطاء صورة كاملة عن الكتاب نورده يف الصفحات التالية

وا استجيبوا هللا وللرسول إذا دعاك[ يا أهيا الذين آمن م ملا حيييكم : األنفال(] ...٢٤.( ــيهم بركــات مــن الــسامء [ ــا عل ــوا واتقــوا لفتحن ولــو أن أهــل القــرى آمن

واألرض ).٩٦: األعراف (]... المفارقةإن التحــدي الــذي تواجهــه البلــدان اإلســالمية هــو حتقيــق الرؤيــة .١

الطيبة لكل فرد يف جمتمعات تلـك البلـدان اإلسالمية للفالح واحلياةوهذا ال يقتـيض الـسمو األخالقـي . رغم ما تواجهه من ضيق املوارد

االقتـصادية، –فحسب بل يقتيض أيضا األخوة والعدالة االجتامعيـة وهذا ال يمكن حتقيقه إال إذا استخدمت املوارد النـادرة إلزالـة الفقـر

عــدم املـساواة يف الــدخل وتلبيـة االحتياجــات واحلـد مــن حـاالت وبدال من ذلك فقد أغرقت البلدان اإلسالمية نفسها، شأهنا . والثروة

يف ذلك شأن معظم البلدان الناميـة، يف متاهـة مـن حـاالت اخـتالل التوازن االقتصادي الكبري واخلارجي دون أن تقرتب من حتقيق هـذه

.الرؤيةملنطقيـة للـسياسات لقد بني هذا الكتاب أن هذا الوضع هو النتيجـة ا .٢

التي كانت تتبعها تلـك البلـدان مـن املنظـور اإلسـرتاتيجي العلـامين

٤٧٠

ولـوال أن ذلـك هـو نتيجـة . للرأساملية واالشرتاكية ودولة الرفاهيـةمنطقية، لنجحت البلدان نفسها التي تطبق هذه النظم يف ضامن احلياة

لثـروة، وهـذه هـي مفارقـة ا. لكنها مل تـنجح. الطيبة جلميع مواطنيها، كـام "فالبلدان الغنية ليس عادة أكثـر سـعادة مـن البلـدان الفقـرية"

٣٠ بعـد أن أجـرى (Richard Easterlin)خلص ريتـشارد ايـسرتلني ويـسأل داهـر . من البلـدان املتقدمـة والبلـدان الناميـة١٩مسحا يف

ملاذا ال يـشعر هـذا العـدد الكبـري مـن : بحق(Dahrendorf)ندورف املجتمعات الغنية بالسعادة بعد أربعة عقـود مـن الـسلم املواطنني يف

ال جمرد عدم توافر املال، بل –واالزدهار، وملاذا يكثر الضيق والضنك .مع وجود كل هذه الوفرة؟–االنحالل واالغرتاب

:سببان :ثمة سببان رئيسان هلذه املفارقة

السعادة ليست نتاجـا ملـا تؤكـد عليـه تأكيـدا مفرطـا ا:أوال أليـديولوجيات العلامنية للرأساملية واالشرتاكية ودولة الرفاهيـة، مـن جمـرد املمتلكـات املاديـة

.وعمليات اإلشباع اجلسدي بالنظر ملحدودية املوارد فإنه ال يمكن حتقيق حتى الرفاهية املادية لكافـة :ثانيا

دل عـىل األفراد يف املجتمع إال إذا استخدمت املوارد املتوافرة بشكل فعال وعـا .حد سواء

٤٧١

إن السعادة، كام أصبح معروفا اآلن بصفة عامة هي مظهر من مظـاهر راحـة يا أيتهـا {) ٢٧/ النفس املطمئنة، كام جاء يف القرآن الكريم، سورة الفجر(البال

ة فس املطمئن الن ، مما ال يمكن حتقيقـه إال إذا كانـت حيـاة الفـرد منـسجمة مـع }وهذا يتحقق حني يتم إشباع كل من الدوافع الروحية واملادية . خلية الداطبيعته

وبام أن الناحية املادية والناحية الروحية ليستا هويتني . لشخصيته عىل نحو كافمنفصلتني فإن اإلشباع املطلوب ال حيدث إال إذا تم إدخال بعد روحي يف مجيـع

.املساعي املادية إلعطائها معنى وغايةإذا مـا أخـذنا بعـني (تعذر تلبية احتياجـات مجيـع أفـراد املجتمـع لعله من امل

، أو التخفيف من حاالت عـدم املـساواة، إال إذا متـت )االعتبار حمدودية املواردإزالة مجيع االستخدامات املرسفة وغري األساسية للموارد، أو تم تقليلها إىل احلد

. تصادية التي تعزز الظلـماالق–األدنى، ثم إصالح مجيع املؤسسات االجتامعية وهذا بدوره متعذر إذا جتاهل األفراد األولويات االجتامعية يف استخدام املوارد

لـذلك ال بـد مـن أن . ومل يأخذوا باحلسبان إال أذواقهم الفردية وقدرهتم املاليةيشعر كل فرد باألولويات االجتامعية الستخدام املوارد وأن حيفز عىل التـرصف

فال بد من إخضاع الفرد النـضباط جيعلـه مهـتام برفاهيـة . ألولوياتطبقا هلذه اوأي يشء أدعى إىل . اآلخرين يف الوقت الذي يسعى فيه لتحقيق رفاهته اخلاصة

إجياد مثل هذا النظام من النظام األخالقي الـذي أوجـده خـالق الكـون نفـسه لممتلكـات فضمن إطـار هـذا النظـام ال يـصبح ل. باإلضافة إىل احلساب أمامه

فهي ذات قيمة طاملا أهنا تلبي اهلدف الـذي خلقـت مـن . املادية قيمة بحد ذاهتا

٤٧٢

فهـذا املوقـف يوجـد قيـدا طوعيـا عـىل . أجله حسبام هو حمدود يف نظام القـيم وهو قيـد يقلـل إىل احلـد األدنـى مـن الطلبـات غـري –استخدام املوارد النادرة

يع رغم الندرة، مما يتفق ومقتضيات الرضورية ويمكن من تلبية احتياجات اجلموبــذلك يتعــزز التــضامن االجتامعــي وتتــضاءل التــوترات . األخــوة البــرشية

.االجتامعية واجلريمةأما يف غياب البعد األخالقي فاملمتلكات املادية وإشـباع الرغبـات يـصبحان

ن وال يظل اإلشباع حينئذ نامجا عن تلبية االحتياجـات، بـل عـ. غاية بحد ذاهتاموتـصبح املظـاهر وتقليـد . أكثر من ذلك بكثري، أي عن التنافس مـع اآلخـرين

ولكـن االسـتهالك التفـاخري ال يولـد إال . اآلخرين النموذج املثـايل للـسلوكإشباعا مؤقتا فبدون معنى للحياة وغاية يغدو التتوق واحلرص عىل آخر طـراز .

ىل محى الرشاء فـإن كـل وللمحافظة ع. عبارة عن استبدال نوع من الفراغ بآخرفرد ينهمك بشكل متواصل يف احلصول عىل املوارد الالزمة بالوسائل املرشوعة أو غــري املــرشوعة، وال يبقــى إال الوقــت القليــل أو الرغبــة الــضعيفة للوفــاء

وتزداد الضغوط عـىل الفـرد بـام يتجـاوز . بااللتزامات نحو األرسة واألصدقاءوتصبح آلية اإلنتاج برمتها موجهة . راحة البالقدرته عىل التحمل وخيرس بذلك

وإذا تواطأ يف . بشكل مبارش أو غري مبارش نحو إشباع احلد األقىص من الرغباتذلك النظام املرصيف أيضا، صار يف وسع النـاس أن يعيـشوا فـوق إمكانيـاهتم، وتضاعفت الطلبات عىل املـوارد، وازدادت حـاالت اخـتالل التـوازن وسـقط

ذين ال يستطيعون جماراة الرصاع، وازداد الفقر وحاالت عدم املـساواة أولئك ال

٤٧٣

االقتصادية وتراجع هدف تلبية احلاجات أكثر وأكثر، وتفاقم التذمر والتوترات االجتامعيــة، وظهــر االنحــالل واالغــرتاب يف مجيــع جوانــب احليــاة الفرديــة

.واالجتامعية المهمة التي تنتظرنا

ا البالد اإلسالمية أشد صعوبة أيضا من املشكلة التي إن املشكلة التي تواجهه. تواجهها البالد الصناعية، ألن املوارد املتاحـة للبلـدان اإلسـالمية أكثـر نـدرة

احلـد : وتقتيض إزالة حاالت االختالل يف توازهنا االقتصادية الكيل واخلـارجيزيـادة : كبينام يقتيض حتقيق مقاصد الرشيعة فيها عكـس ذلـ. من إمجايل الطلب

والتحدي الذي تواجهه . اإلنفاق عىل عدد من األهداف املهملة ولكن األساسيةفهي ال يمكن أن تـستجيب هلـذا . البلدان اإلسالمية هو كيف حتل هذا الرصاع

التحدي اسـتجابة ناجحـة بـاعتامد إسـرتاتيجيات قـد فـشلت؛ فاإلسـرتاتيجية .الفاشلة ال يمكن أن تؤدي إال إىل الفشل

–حتتاج إليه البلـدان اإلسـالمية هـو أن تطـور إسـرتاتيجيتها اخلاصـة إن ما إسرتاتيجية من شأهنا أن تساعدها عـىل ختـصيص املـواد النـادرة بـشكل فعـال وعادل طبقا ملقتضيات احلياة الطيبة، وهذا سيساعدها أيضا عىل الوفاء بالتزامها

ن هلذه البلـدان أن األخالقي بأن تكون قدوة حسنة للبلدان األخرى، قدوة يمكوينبغي لإلسرتاتيجية التي . االقتصادية–حتذو حذوها حلل مشاكلها االجتامعية

سوف يتم تطويرها أن تتكون من العنارص الثالثة التي دارت حوهلا املناقشة كلها آلية اصطفاء متفق عليها اجتامعيـا لتمكنهـا يف التمييـز بـني . أ: (يف هذا الكتاب

٤٧٤

وال ء نادرة وبني االستخدام غـري الكـفالعادل للموارد ال وءاالستخدام الكفنظام حوافز يشجع األفراد عىل استخدام هـذه املـوارد طبقـا ملـا . ب(، )العادل

-إصـالح جيـدد تنظـيم اهليكـل االجتامعـي. ج(، )تفرضه آلية االصطفاء تلكاالقتصادي عىل نحو يعزز العنرصين اآلنفـني لتحقيـق ذلـك النـوع مـن إعـادة

).صيص وتوزيع املوارد الذي تقتضيه احلياة الطيبةخت اإلستراتيجيات غير الناجحة

:الرأسمالية املسيحية، مل يعد أمامهـا -بعد أن حتللت الرأساملية إىل سلطان القيم اليهودية

من خيار سوى االعتامد بالدرجة األوىل عىل األسعار والربح اخلاص لتوفري آلية ملوازنة إمجايل العرض والطلب وحتقيق الكفاءة، فضال االصطفاء والقوة احلافزة

ويقال إن األسعار التي حتددها السوق ال تـنظم . عن العدل يف ختصيص املواردجمموع الطلب فحسب بل إهنا أيضا، من خالل تأثريهـا عـىل معـدل العائـدات

م أن ويزع. تنقل املوارد بعيدا عن القطاعات األقل ربحية إىل تلك األكثر ربحيةعمليات التكييف هذه يف العرض والطلب التي تتحقق من خالل تفاعـل قـوى السوق تؤدي إىل توازن جديد بأقىص قدر من الكفـاءة والعدالـة، دونـام حاجـة

.ألحكام قيمية أو تدخل حكوميإن استخدام آلية األسعار بوصفها اإلسرتاتيجية الوحيدة لتخـصيص املـوارد

نه حيبط حتقيق الكفاءة والعدالة عىل حد سواء ما مل يتم حيمي احلرية الفردية، ولكاستيفاء بعض الـرشوط اخللفيـة، ومنهـا التوزيـع املتـساوي للـدخل والثـروة،

٤٧٥

وبام أن هـذه الـرشوط ال تـستوىف وال يمكـن اسـتيفاؤها يف . واملنافسة الكاملة الظروف العادية، فإن حرية إشباع احلد األقـىص مـن الرغبـات طبقـا لـألذواق

الفردية جتعل لألغنياء الكلمة العليا يف استخدام املوارد النـادرة، إذا مل تـستخدم ويميل الضغط عىل املوارد النـاتج . آلية غري األسعار لتنظيم طلباهتم عىل املوارد

عن الرصاع إلشباع أقىص قدر من الرغبات إىل حتقيق تـوازن يف االقتـصاد عنـد السلع واخلدمات، بام فيها تلك التي يـراد مستوى سعري عام أعىل نسبيا جلميع

.هبا تلبية االحتياجاتويف حني أن قدرة األغنياء عىل دفع الثمن متكنهم من احلـصول عـىل كـل مـا يرغبون، فإن الفقراء يتعرضون إىل التضييق ألن دخلهـم غـري الكـايف أصـال ال

ر السوق لتلبية وتزداد هبوطا قدرهتم عىل دفع سع. يواكب عادة ازدياد األسعاراحتياجاهتم من السلع واخلدمات، مما يؤدي إىل تلبيـة غـري كافيـة الحتياجـاهتم

وهكـذا يقعـون يف رشك احللقـة . وهذا خيفض كفاءهتم ودخـوهلم أكثـر فـأكثر املفرغة املتمثلة يف الفقر واحلرمان، وكلام ازدادت فروق الثروة والدخل، ازدادت

ارد بعيدا عن جمال تلبية احتياجات الفقراء، وذلـك قدرة األغنياء عىل حتويل املوإذا كان جل االعتامد هو عىل آلية األسعار يف ختـصيص املـوارد وإزالـة حـاالت

ويزيد النظام املرصيف التقليدي الذي يقوم عىل أساس الفائـدة . اختالل التوازنهذا األمر تفاقام، هذا النظام الذي حيول جل مـدخرات املجتمـع عـىل ا ألغنيـاء

القادرين عىل تقديم الضامنات، فيصبحون أكثر ثروة واقتدارا عىل حتويل املوارد .النادرة بعيدا عن تلبية االحتياجات

٤٧٦

إن أي جهد يبذل لتحقيق توزيع عادل البد أن يؤذي األغنياء يف كـل جمتمـع ىل أن فام الذي يدعو األغنياء إىل املوافقة عـ. يوجد فيه توزيع غري عادل للموارد

تسوء أحواهلم يف جمتمع علامين جمرد مـن القـيم وملتـزم بمبـدأ أمثليـة بـارتيو؟ فلحفزهم عىل قبول أن تسوء حاهلم من أجل رفاهية اآلخرين، ال بد من وجود قيم متفق عليها اجتامعيا، قيم يلتزم هبا كل فرد، وال بد أيـضا مـن وجـود نظـام

.ية التي يطلب منهم تقديمهاللحوافز يضمن هلم مكافأة تغرهيم بالتضحال يمكن وجود قيم متفق عليهـا اجتامعيـا إذا كانـت العلامنيـة هـي الفلـسفة

والعلامنية ال تعني بالرضورة انعدام وجود القيم، فلكـل جمتمـع قيمـه . السائدةإن ما تفعله العلامنية هـو جتريـد . واملجتمعات العلامنية ال تشذ عن تلك القاعدة

وبـدون تلـك . التي يوفرها الدين) املتفق عليها(دات االجتامعية القيم من املؤي، من الصعب عـىل أي جمتمـع أو )ومنها االزدراء والعزلة االجتامعية(املؤيدات

حكومة الوصول بالرأي االجتامعي إىل التوافق الالزم لرتمجة األهداف والقـيم أولويـات يكـون – إىل سلم األولويات االجتامعية يف استخدام املـوارد النـادرة

الناس مستعدين لاللتـزام هبـا حتـى ولـو أدى ذلـك إىل اإلرضار بمـصلحتهم وعالوة عىل ذلك، فإن املنظور الـدنيوي قـصري األجـل الـذي تـوفره . اخلاصة

العلامنية للمصلحة اخلاصة جيعل تكديس الثروة واإلشباع احليس اهلـدف األول سان عىل أن تسوء أحواله إذا كان ال أن يوافق أي إن"املنطقي"فمن غري . للحياة

.هيتم إال بمصلحته اخلاصة الدنيوية

٤٧٧

وهكذا ففي حني احتفظت الرأساملية باألهداف اإلنسانية للدين يف الواجهة، وقد تم إضعاف دور القيم األخالقية يف ختـصيص . فإهنا أفسدت اإلسرتاتيجية

املربر عـىل أذواق األفـراد وتوزيع املوارد النادرة، من جراء التأكيد املفرط وغريوهكذا أطلق العنـان لقـوى . وتفضيالهتم واالعتامد األسايس عىل آلية األسعار

السوق العمياء يف أن توجد مجيع املظامل التي بوسعها إجيادها ثم إن رفع احلظـر . . املفروض يف اليهودية واملسيحية عىل الفائـدة الربويـة زاد مـن حـاالت الظلـم

ناقض بني أهداف الرأساملية وإسرتاتيجيتها إىل بروز الداروينيـة وهكذا أدى الت .االجتامعية بثياب األهداف اإلنسانية الربيئة

وهكذا ففي حني أن بوسع إسرتاتيجية نظام السوق تعزيز املبادرة واالنـدفاع الشخصيني فضال عن رفع معـدل النمـو مـن خـالل الـسامح لألفـراد بخدمـة

ذه اإلسـرتاتيجية غـري قـادرة عـىل خدمـة املـصلحة مصاحلهم اخلاصة، فـإن هـوهـذا يـساعد يف تفـسري . االجتامعية إال حيث تتطابق هذه مع املصلحة اخلاصة

فهو مل . سبب فشل نظام السوق من حيث معايري الكفاءة والعدالة عىل حد سواءيتمكن من أن ينتج، يف أي مكان، بقوته الذاتية، منظومة من الـسلع واخلـدمات

احتياجات اجلميع، أو أن يولد توزيعا عادال للدخل والثـروةتلبي لـذا يمكـن . القول بأن الفراغ األخالقي الذي أوجدته العلامنية لن يمكن نظـام الـسوق مـن حتقيق نمو مقرتن بإعادة التوزيع، بدون استخدام القهر إلجياد الظروف اخللفيـة

بية يف اليابان وكوريا اجلنوبيـة املناسبة، كالقهر الذي استخدمته قوة احتالل أجن

٤٧٨

وحتى يف تلك احلالة ينتظر أن تكون املكاسب قصرية العمر ما مل تعـزز . وتايوان .بإسرتاتيجية مساندة

االشتراكيةفإلغاء حافز الـربح . إن أداء اقتصادات التخطيط املركزي ليست أفضل بكثري

بـداع يف جمتمـع يـسود فيـه وامللكية الفردية يقتل املبادرة الفردية واالندفاع واإلوهذا حيد من الكفاءة ويلحق الرضر بجانب العرض يف . منظور هذه احلياة الدنيا

بل –والتخطيط املركزي وامللكية اجلامعية ال ينجحان يف تعزيز العدل . االقتصادوهـذا أسـوأ . يؤديان إىل تركيز السلطة بأيدي قلة من أعضاء املكتـب الـسيايس

ية االحتكارية التي مع أهنا تـؤدي إىل تركيـز الثـروة والـسلطةأيضا من الرأساملفإهنا ال تتيح ذلك الرتكيز احلاد يف السلطة، بسبب غلبة الالمركزية عىل عمليات

كام أن نظرة النظام االشرتاكي املشبعة بالعلامنية واملعرضة . اختاذ القرار يف السوقويف غياب كل من . عليه اجتامعياعن القيم األخالقية جترده من نظام للقيم متفق

القيم األخالقية ونظام األسعار، تظل آلية االصطفاء الوحيدة الختـاذ القـرارات وهكـذا . املتعلقة بتخصيص املوارد هي نزوة أعضاء املكتب الـسيايس األقويـاء

فقد متكن األغنياء وأصـحاب املراكـز العاليـة يف نظـم التخطـيط املركـزي مـن ا يرغبون، مثلام هو احلال يف البلـدان الرأسـاملية، يف حـني أن الوصول إىل كل م

فال عجب أن . تلبية احتياجاهتم األساسية يفالفقراء يعانون من صعوبات حتىتكون األنظمة الشمولية قد تسببت يف الكثـري مـن احلرمـان والبـؤس البـرشي

.فأطاحت هبا الثورة الشعبية يف كل مكان تقريبا

٤٧٩

دولة الرفاهيةد أن أدركت دولة الرفاهية حمدودية نظام السوق حاولت أن جتمع بني آلية بع

األسعار وعدد من الوسائل األخرى، وال سيام إنفاق الدولة عىل الرفاهية، بغيـة وبالنظر للخوف من األحكـام القيميـة والتزامـا بمعيـار أمثليـة . ضامن العدالة

مييــز بــني الــرضوري وغــري املفــروض ذاتيــا، فإنــه مل يبــق جمــال للت"بــاريتو"قبل تقديم املعونـة العامـة لفـرد (الرضوري، أو الستخدام اختبار مدى احلاجة

لذا حاولت دولة الرفاهية تقديم خدمات الرفاهية للجميع، مـن فقـراء ). معنيوقـد ولـد ذلـك يف . وأغنياء عىل حد سواء، من خالل زيادة إنفاق القطاع العام

شعورا بأن مشاكل كل مـن التخـصيص –وة والغبطة بادئ األمر حالة من النشلكنها مل حتل؛ ألن اإلسـرتاتيجية املتبعـة مل . والتوزيع قد تم حلها عىل نحو مثايل

فبام أن زيادة إنفاق القطاع العام مل تقرتن بتقليص موازن يف . تكن لتفي بالغرضية بالرغم من الطلبات األخرى عىل املوارد، فقد تفاقمت حاالت العجز يف امليزان

وبام أن الثقافة االستهالكية أدت أيضا إىل ارتفاع متـزامن . أعباء الرضيبة الثقيلةبل . يف إنفاق القطاع اخلاص، فلم حيصل ارتفاع موازن يف مدخرات هذا القطاع

الذي حدث هو توسع نقدي مفرط يف نظام مرصيف ذي احتياط جزئـي مـستعد طاعني اخلـاص والعـام، باالسـتناد إىل ألن يقرض أي قدر مطلوب لكل من الق

الضامنات وإىل ما يفرتض من ضآلة خطـر إقـراض احلكومـات، ودون اعتبـار وهكذا فقد تفاقمت الطلبات عىل املوارد، مما أدى . لالستخدام النهائي لالئتامن

ومـع ذلـك فقـد اسـتمرت . إىل حاالت اختالل يف التوازن الداخيل واخلارجي

٤٨٠

وظلت االحتياجـات غـري ملبـاة، . يضاة أ وازدادت حدمشاكل الفقر واحلرمان .وازدادت حاالت عدم املساواة أيضا

المأزقإن املشكلة التي تواجهها دولة الرفاهية اآلن هي كيفية إزالة حاالت اخـتالل

فبالنظر لعدم وجود آلية اصطفاء متفق عليها سوى . التوازن التي صنعتها بيدهاإمجـايل الطلـب، فـإن االعـتامد ينـصب بالدرجـة األسعار للمساعدة عىل ضبط

إن االنبعـاث . األوىل عىل آلية السوق إلزالة حـاالت اخـتالل التـوازن القائمـةاجلديد لإليامن بنظام السوق يعيد إىل األذهان حاالت الفـشل والظلـم املتعلقـة

وهكذا فإن دولة الرفاهيـة . بالسوق وعدم قدرة الفقراء عىل دفع أسعار السوقجه مأزقا حمرياتوا فإذا جرى التأكيد عىل السوق بالدرجة األوىل، وتم تقلـيص .

دور الدولة يف توفري الرفاهية، بغية إزالة حاالت اختالل التوازن، فمعنى ذلـك . أن دولة الرفاهية تعود إىل نقطة البدء التي انطلقت منها، أي إىل نقطة الرأساملية

ة الوحيـدة املتبقيـة لدولـة الرفاهيـة إلغاثـة فام العمل اآلن؟ إن الوسيلة الرئيـسلكـن ارتفـاع النمـو ال يـؤدي . الفقراء هـي ارتفـاع معـدل النمـو االقتـصادي

) Adelman(وكـام أظهـرت دراسـة آدملـان . بالرضورة إىل حتسني توزيع الدخل

التنميـة تقـرتن هببـوط "باالستناد إىل بيانات مقطعية، فـإن ) Morris(وموريس وعالوة عىل ذلك، فإن . "هبوط نسبي يف متوسط دخل الفقراءمطلق فضال عن

احتامالت رفع معدل النمو ال تبـرش بـاخلري يف املـستقبل القريـب بـدون إعـادة .إشغال جذوة التضخم وزيادة حاالت اختالل التوازن األخرى سوء

٤٨١

والنتيجة احلتمية هي أن األنظمة الثالثة الراهنة ال يمكن أن تستخدم كـنامذج فبام أن تلك األنظمة علامنية فإهنا تفشل منذ البداية يف . ذهيا البلدان اإلسالميةحتت

توفري السعادة الداخلية التي تقتيض تلبية كل من االحتياجات الروحية واملاديـة وبام أهنا حيادية إزاء القيم فإهنا غري قادرة عىل حتقيـق ختفـيض يف إمجـايل . للبرش

ي ال حيقق فقط تلبية احتياجات اجلميـع، بـل يبقـالطلبات عىل املوارد عىل نحوأيضا مستو أمـا جمـرد . ا كافيا من تكوين رأس املال الالزم لتعزيز ارتفـاع النمـو

االعتامد عىل قوى السوق فال يمكنه يف آن واحد إزالة حاالت اخـتالل التـوازن يه االقتصادي الكيل وحتقيق ذلك النوع من إعادة ختصيص املـوارد الـذي تقتـض

لذلك ال مناص أمـام البلـدان اإلسـالمية مـن أن تطبـق املفـاهيم . احلياة الطيبة .والتعاليم اإلسالمية يف اقتصاداهتا

تطبيق المفاهيم والتعاليم اإلسالميةيفرتض تطبيق املفاهيم والتعاليم اإلسالمية تنفيـذ اإلسـرتاتيجية اإلسـالمية

ادية لكافة الناس وإىل إقامة العدل الرامية إىل رفع مستوى الرفاهية الروحية واملففي اجلانب . االقتصادي، وهو اهلدف املركزي للرسالة اإلسالمية-االجتامعي

الروحي ال يمكن حتقيق راحة البال التي ال مندوحة عنها للسعادة الداخليـة إال بزيادة قرب اإلنسان من خالقه، وهو ما يمكن لإلسالم أن حيققه ولكن تعجزك

ومن اجلانب املادي، يقتيض تطبيق املفـاهيم . عن جمرد التطلع إىل حتقيقهالعلامنيةوالتعاليم اإلسالمية ختصيص وتوزيع مجيع املوارد بصفتها أمانة من اهللا، بطريقة

. فية وعادلة بحيث تتحقق مقاصد الرشيعة وتصبح احلياة الطيبة ممكنة للجميعاك

٤٨٢

يع العنارص املكونة لإلسرتاتيجية وهذا يقتيض االستخدام املتوازن والناجح جلم. اإلسالمية بغية ضبط إمجايل الطلبات ضمن حدود املوارد املتوافرة واألهـداف

وهكذا فإن تطبيق املفاهيم والتعاليم اإلسالمية ال يعني غياب الليربالية، ولكنـه يعني نوعا خمتلفا من الليربالية عام مترر فيه مجيع القرارات االقتصادية للقطاع ال–

.واخلاص أوال من خالل مصفاة القيم األخالقية، قبل إخضاعها لنظام السوق االستخدام المتوازن لكافة العناصر

إن النظام األخالقي من خالل تأثريه عىل الوعي الداخيل للفـرد يـشعره بأنـه مؤمتن عىل ما عنده من موارد، ويوفر املعايري الالزمة لتخصيصها وتوزيعها عىل

كام أنه جيعل الفرد واعيا ملسئوليته التي ال مفر منها أمـام اهللا . وعادلنحو كفء العليم، فيكون ذلك النظام حافزا قويا له عىل عدم السعي وراء أذواقه الشخصية

وهـذا . ومصلحته اخلاصة بطريقة تلحق الـرضر بتحقيـق الرفاهيـة االجتامعيـة واخلـدمات حتـى قبـل أن يساعد عىل احلد من جزء كبري من الطلب عىل السلع

فإذا ما تسلم نظام األسعار بقراراته الالمركزية زمام األمور . يعرب عنه يف السوقغـري أن النظـام . بعد ذلك فعندئذ يمكن أن يصبح ختصيص املوارد أكثر نجاعة

األخالقي قد يميل أيضا ألن يكون غـري فعـال إذا مل يـصاحبه إصـالح هـيكيل ن بعض األفراد قد يميلون إىل جتاهل القيم إال إذا ذلك أل. اقتصادي–اجتامعي

االقتصادية ذلك صعبا وغري جمز–جعلت البيئة االجتامعية وعالوة عـىل ذلـك . فإنه حتـى األفـراد امللتـزمني بنظـام القـيم قـد ال يكونـون واعـني لألولويـات

٤٨٣

االجتامعية وما يمكن أو ال يمكن لالقتـصاد، ولـيس ملجـرد األفـراد أنفـسهم، .القيام به، إذا كان ملقاصد الرشيعة أن تتحقق باملوارد النادرة

االقتصادي عىل نحو أكثـر كفـاءة –يمكن تنفيذ اإلصالح اهليكيل االجتامعي فتخطيط السياسة اإلسـرتاتيجية يمكـن أن . إذا ما قامت احلكومة بدور مساعد

تـصاد يساعد يف هذه املهمة مـن خـالل محـل احلكومـة عـىل تقيـيم مـوارد االقواالحتياجات وحتديد مدى التغـريات الالزمـة يف نطـاق االسـتثامر للقطـاعني

ويمكن بعد ذلـك تـصميم اإلصـالحات املؤسـسية واهليكليـة . اخلاص والعامإلجياد مناخ مالئم لتمكني آلية السوق من خدمة األهداف اخلاصـة فـضال عـن

أبعد من ذلـك مـن وينبغي تعزيز هذه االصطالحات إىل . األهداف االجتامعيةخالل التنفيذ الناجح ملختلف برامج إعادة التوزيـع اإلسـالمية التـي ال يكتـب

إن االستخدام الكيل لكافة هذه . النجاح ألي جهد متوجه نحو اإلصالح بدوهناوينتظر أن تساعد إزالة . الوسائل سيعجل بإزالة حاالت الظلم واختالل التوازن

سـتهالك املبـذر أو غـري الـرضوري، وزيـادة الضغط عن املوارد الناجم عن االاالستثامر والنمو الذي يسمح به ذلك، عىل احتواء ضغوط التضخم وانخفاض

.العملة املبتىل هبام بلدان إسالمية عديدة يف الوقت الراهنوإذا ما طبقت سياسات املساواة ضمن منظور نظام احلوافز اإلسـالمي فإنـه

نوع من املقاومة ذاته من جانب األغنياء الـذي من غري املحتمل أن تلقى ذلك الكام ينتظر . "باريتو"يمكن أن تلقاه ضمن نظام اجتامعي واقتصادي ملتزم بأمثلية

االقتصادي وعدم االسـتقرار -أن تثبط تلك السياسات االضطراب االجتامعي

٤٨٤

فالـسكان الـذين . السيايس وأن تساهم يف حتقيق نمو أعىل يف البلدان اإلسالميةصلون عىل غذاء أفضل والسكان األصحاء الذين حيصلون عىل تعليم مناسب حي

واملزودون باحلوافز ال يمكن إال أن حيسنوا نوعية القوى العاملة، يف البلدان التي تعمل حاالت نقص االستهالك اخلطرية والعوائق الصحية والتعليمية عىل تدين

.جودة العمل فيهاامعية، من جراء وضع حد للسباق عىل رموز اجلـاه كام أن زيادة املساواة االجت

بني الطبقات الغنية واملتوسطة، البد أيضا أن تعزز األخوة والتالحم االجتامعي ومع أن بعـض الزيـادة املحتملـة يف املـدخرات . باإلضافة إىل زيادهتا املدخرات

ى متـوافرا يمكن أن تأكله الزيادة يف تلبية حاجات الفقراء، فإن جزء هاما قد يبقلزيادة االستثامر وللمسامهة يف زيادة الكفاءة ورفع النمو، إذا ما اقـرتن بتحـسني

. لذلك ال تعني زيادة املساواة نقـصا يف النمـو. نوعية القوى العاملة وحوافزهاال يوجد عالقة "فإذا قورن النمو واملساواة يف خمتلف االقتصادات فإنه يبدو أنه

اة التي كانت خمتلف البلدان مستعدة لتحمله وبـني أدائهـا بني مقدار عدم املساو . "االقتصادي

وبناء عىل ذلك فإن احلجة القائلة بأن تقييد احلركة املتوجهة نحو املساواة يعزز سـحابة دخـان ال تـدعمها الوقـائع االقتـصادية "النمو جيب رفـضها بوصـفها

قاة مـن عـدد مـن البلـدان ومع ذلك فإن جمموعة كبرية من األدلة املست. "الثابتةتشري إىل أن السياسات االقتصادية واالجتامعية املحليـة التـي طبقـت يف بلـدان

.عديدة مل ينجم عنها زيادة عدم املساواة فحسب لكنها أيضا زادت شدة الفقر

٤٨٥

وهكذا فإن تطبيق املفاهيم والتعاليم اإلسالمية سيساعد البلـدان اإلسـالمية اين عىل عمل قـوى الـسوق وحتقيـق كـل مـن الكفـاءة عىل إضفاء الطابع اإلنس

وجيب أن جيعل اإلصالح االقتـصادي، إىل . والعدالة يف استخدام املوارد النادرةجانب ختطيط السياسة اإلسرتاتيجية وإعادة اهليكلة االقتصادية واملالية، العامل

املصلحة البرشي أكثر تقيدا بوازع الضمري يف استخدام املوارد بحيث تتم خدمة . اخلاصة دون التعدي عىل املصلحة االجتامعية حتى حينام ال تتطابق املـصلحتان

إن إصالح املوارد املالية العامة طبقا للتعاليم اإلسـالمية جيـب أن يـساعد عـىل إدخال املزيد من الكفاءة والعدالـة يف رضائـب القطـاع العـام ويف إنفاقـه، وأن

وهكذا سوف حترر املوارد من االستخدامات . يقلص حاالت العجز يف امليزانيةاملرسفة وغري املنتجة، لتستخدم من أجل تلبية االحتياجات وزيادة تكوين رأس

.املال والصادرات والنمووسوف يؤدي االعرتاف بامللكية اخلاصة وبحافز الربح إىل جانـب املكافـآت

تلبيـة االحتياجـات املادية العادلة والتغريات اهليكليـة يف االقتـصاد الراميـة إىلسيؤدي ذلك إىل إجياد احلافز للعمل الدءوب واملتقيـد بـام يمليـه الـضمري، وإىل

وستساعد إصالحات األرض . زيادة كفاءة العامل وزيادة املدخرات واالستثامرإىل جانب التنمية الريفية وانتشار املشاريع الـصغرية يف أنحـاء الـبالد عـىل نـرش

كام أن حتـسني منـاخ االسـتثامر . يادة فرص العمل احلرملكية وسائل اإلنتاج وزوتوفري احلوافز لالستثامر والصادرات سيقطع شـوطا بعيـدا يف طريـق التنميـة .

وسوف يساعد إصالح هيكل املؤسسات يف كبحها عن تقديم االئتامن لإلنفـاق

٤٨٦

املرسف وغري املنتج لكل من القطاعني العام واخلاص، وبـذلك تـستطيع تـوفري زيد من التمويل لالستثامر املنتج والسـيام ألصـحاب املواهـب مـن املقـاولني امل

.الفقراءهذا وسيدعم اجلهود الرامية إىل تقليص حـاالت اخـتالل التـوازن وسـيعزز أيضا حتقيق هدف نرش ملكية الرشكات والصناعات، وتسخري طاقـات وإبـداع

وإن احلـد مـن ضـغوط هذا،. جزء أكرب من السكان من أجل التنمية املتسارعةالتضخم وانخفاض حاالت عجز احلساب اجلاري واحلد من التـدين املتواصـل يف أسعار الرصف، كل ذلك ينتظر أن يـساهم مـسامهة إجيابيـة يف حتقيـق النمـو

ومع ذلك ال بد من توجيه مزيد من الرعاية ملصلحة أولئـك الفقـراء . والرفاهيةتنفـع األغنيـاء ( من خالل إعانة عامة غري القادرين عىل مساعدة أنفسهم، ليس

بل مـن خـالل دفعـات إغاثـة منظمـة ) والفقراء، مثل دعم أسعار بعض السلعوتقـدمها احلكومـة واملـنظامت ) خيص هبـا الفقـراء(ومكثفة وإضافات للدخل

االجتامعية من أموال الزكاة واألوقاف والتربعات واحلد األقـىص املمكـن مـن يساعد تنفيذ نظام املواريث اإلسالمي عىل مواصلة وسوف . خمصصات امليزانية

.التحرك نحو تقليص حاالت عدم املساواة االقتصادية إىل احلد األدنى ليس بتكيف كالسيكي جديد

املقرتحـة، )التـصحيح(وخالفا لإلسرتاتيجية آنفة الذكر فإن برامج التكيـف لـة حـاالت اخـتالل ضمن املنظور العلامين لليربالية الكالسيكية اجلديـدة، إلزا

. اجتامعـي–التوازن االقتصادي الكيل، ال تنطوي عىل إصالح هيكيل اقتصادي

٤٨٧

فثمة نظرة ساذجة مفادها أن حترير االقتصادات سوف يساعد، ليس عـىل إزالـة . حاالت اختالل التوازن فحسب بل أيضا عىل حتقيق املزيد من الكفاءة والعدالة

ة هـي تقلـيص حـاالت العجـز يف امليزانيـة فعمليات التكيف األساسية املقرتحوتصحيح تشوهات األسـعار، وال سـيام مـا يتعلـق بأسـعار الـرصف وأسـعار

ومما ال شك فيـه أن عمليـات التكيـف هـذه ال مندوحـة عنهـا إلزالـة . الفائدةولكن هـل تكفـي هـذه . حاالت اختالل التوازن وحتى لتعزيز النمو املتواصل

االقتصادية؟–تعزيز العدالة االجتامعية األمور وحدها للمساعدة عىل لقد أظهرت التجربة يف بلـدان عديـدة أن إزالـة حـاالت العجـز يف امليزانيـة واعتامد األسعار ذات الصلة بالسوق، إذا مل تقرتن يف الوقت نفـسه بإسـرتاتيجية

فاألسعار . لتعزيز العدالة فإهنا متيل ألن تضع عبء التكيف الرئيس عىل الفقراءتفعة ال حتد من طلبات األغنياء بـشكل كبـري، بـل هـم يواصـلون رشاء مـا املر

أما الفقراء فيواجهون مزيدا من الضنك، فيتفاقم بـذلك الفقـر وعـدم . يرغبوناملساواة، ويؤدي إىل اضطراب اجتامعي وإىل عدم االستقرار السيايس، فتـضطر

.احلكومات بعد ذلك للرجوع عن التدابري التي اعتمدهتاذا فإن برامج التكيف الكالسيكية اجلديدة تواجه صعوبات ضمن النهج وهك

التقليدي الليربايل احليادي إزاء القيم، ألهنا تتـصدى للمـشكلة بالدرجـة األوىل من وجهة نظر حتقيق االستقرار، والكفاءة االسمية، وال تويل العدالـة إال أمهيـة

ستقرار بحيـث حيقـق كـال مـن بيد أنه إذا تم تصميم برنامج لتحقيق اال. ثانويةلكن مثل هـذا . الكفاءة والعدالة احلقيقيتني، فإن احتامالت نجاحه ستكون أكرب

٤٨٨

الربنامج ال يمكن إعداده ضمن إطار حيادي القيم، وال يمكن تنفيذه إذا ما تـم نظام حيفز الفـرد عـىل العمـل ملـصلحته اخلاصـة –إعداده، بدون نظام للحوافز

.الجتامعيةضمن حدود الرفاهية ا المهمة الملحة

لذلك يمكن االسـتنتاج أنـه إذا مل تقـم البلـدان اإلسـالمية بتطبيـق املفـاهيم والتعاليم اإلسالمية عىل اقتصاداهتا وجمتمعاهتا فإهنا لن تتمكن مـن اجلمـع بـني إزالة حاالت اختالل التوازن وحتقيـق ذلـك النـوع مـن التنميـة الـذي يتوخـاه

إن معظم احلكومـات اإلسـالمية مل تـستخدم اإلسـالم ولسوء احلظ ف. اإلسالمحتى اآلن إال كشعار، ومل حتقق ما يمكن أن يساهم به اإلسالم يف جمـال حتـسني

وقد بني الربوفسور خورشيد أمحد بحـق . جمتمعاهتا واقتصاداهتا ويف جمال بقائهاعامـة ال يوجد ما يقود إىل االستنتاج بأن صانعي القرار قـد قـاموا، بـصفة "أنه

باستلهام ما يستحق الذكر من اإلسالم وحماولة ترمجة مثله العليا االقتـصادية إىل لذا إذا تغريت املواقـف والـسياسات فـإن مهمـة التكيـف . "سياسات إنامئية–

وكلام سارع . والتجديد اهليكيل ال بد أن تكون صعبة وتستغرق الكثري من الوقتاحلاليـة كلـام كـان ذلـك أفـضل هلـم صانعوا القرار يف قراءة مـؤرشات العـرص

.ولألمةعىل أن تطبيق اإلسالم مهمة أكثر صعوبة من جمـرد التكيـف ضـمن املنظـور

ومـع ذلـك يبـدو أن اجلامهـري . فهو حيتاج إىل جهد أكرب وأكثر تنـسيقا. العلامينمستعدة عاطفيا لذلك، إذ أهنم يؤمنون بقدرة اإلسالم عىل خدمة رفاهيتهم عىل

٤٨٩

واحلكومات هي نفسها العقبات الرئيسة، حيـث تـسيطر عليهـا . طويلاملدى الاالقتـصادي الـذي يمثلـه –إن اإلصالح اهليكيل االجتامعـي . املصالح املتأصلة

دون أن هيـدد بالـرضورة مـصلحتهم (اإلسالم هيدد مصلحتهم قصرية األجـل وقد يكون هذا أحد األسباب التي حالـت حتـى دون الـسامح ). طويلة األجل

فمن شـأن الديمقراطيـة أن . ديمقراطية يف أن تريس جذورها يف هذه البلدانلل .ترغم احلكومات عىل تطبيق اإلسالم

عىل أنه جيب أن يدرك ذوو املصالح املتأصلة أهنم ال يستطيعون أن يقفوا ملـدة طويلة يف وجه القوة اجلاذبة للمثل العليا اإلنسانية اإلسالمية، وأن حيولـوا دون

فال بد حلركة البعث اإلسالمي املتعاظم القوة يف . ىل دعم شعبي قويحصوهلا عولـسوف تنجـرف . البلدان اإلسالمية من أن تتسارع وتصد كافة قوى املقاومة

فأما الزبـد فيـذهب [: املصالح املتأصلة يف خامتة املطاف، كام تنبأ القرآن الكريم اس جفاء وأما ما ينفع الن فيمكث يف األرض كام الحـظ ). ١٧: سورة الرعد(]

إنني عـىل ثقـة بـأن قـوة املـصالح املتأصـلة مبـالغ فيهـا ": أيضا)Keynes(كينز فاألفكـار ولـيس املـصالح املتأصـلة هـي . باملقارنة مع تغلغل األفكار التدرجيي

. "فـرتة مـاوإن مل يكن ذلك فورا بالطبع، بل بعد . مصدر اخلطر للخري أو للرشفمن مصلحة األغنياء واألقوياء، عىل املدى الطويل، أن ال يقاوموا حركـة املـد

.القوية لإلصالح االجتامعي، بل إن من اخلري هلم جماراهتاعىل أنه ال ينبغي تصور أن تطبيق اإلسالم هـو تريـاق فـوري لكافـة مـشاكل

ون مـن االنحطـاط فال بد لبعض املشاكل التي أوجدهتا قـر. البلدان اإلسالمية

٤٩٠

االجتامعي واالقتصادي والسيايس واألخالقي، والـسياسات املحليـة اخلاطئـة كـام . والصدمات اخلارجية غري السليمة، ال بد هلذه املشاكل أن تبقى مدة طويلة

فال يمكن حتقيقه عىل الفور من . جيب اإلدراك بأن تطبيق اإلسالم عملية تدرجييةفتطبيق اإلسالم جيب أن يقـوم عـىل احلكمـة . خالل استخدام القوة والعسكرة

ادع {). ١٢٥: سورة النحـل(واملوعظة احلسنة، كام أوجب ذلك القرآن الكريم ة وجادهلم بالتي هي أحسن إن ربك هو إىل سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسن

أعلم بمن ضل عن سـ بيله وهـو أعلـم باملهتـدين كـان يـشجع r والرسـول } . تشهد بذلك سنته العمليةاالنتقال التدرجيي كام

ولسوء احلظ فإن املستنقع الذي سقطت فيه اآلن الغالبية العظمى من البلدان اإلسالمية، والذي أدى إىل نشوء الفقر وعـدم املـساواة واالضـطراب الـداخيل

توازن اخلارجي وإىل دين خارجي ضخم، ال يتيح الكثري من الوقـت واختالل الوحتى عند وجـود مبـادرات هامـة يف نطـاق . هلذه البلدان لتنفيذ اإلصالحات

. السياسة العامة فإنه يتعذر عكس حاالت الظلم واختالل التـوازن عـىل الفـور تقليـل وعالوة عىل ذلك فإنه من املحتمل أن يؤدي تضاؤل اخلطر السوفيتي إىل

األمهية اإلسرتاتيجية للعديد من البلدان اإلسـالمية، وبالتـايل إىل تقليـل تـدفق وهـذا يزيـد مـن لـزوم مبـادرة احلكومـات . املساعدة املقدمة إىل تلك البلـداناالقتصادي الذي أصبح رضورة ملحة، وبأن –اإلسالمية باإلصالح االجتامعي

زداد إخالص هذه احلكومات وتصميمها وكلام ا. تقوم بدور أكثر إجيابية وتأكيداــي ــالح االجتامع ــنظامت اإلص ــشاط م ــام ازداد ن ــا، وكل ــام بأدواره ــىل القي ع

٤٩١

واملؤسسات التعليمية يف حتقيق التغيري االجتامعي، كلـام تنـاقص الـزمن الـالزم : وجيب عىل هذه احلكومات استلهام ما جاء يف القرآن الكـريم. لتحقيق التحول

والذين جاه[ ا وإن اهللا ملع املحسنني هم سبلن هدين ا لن دوا فين ).٦٩: العنكبوت (]

٤٩٢

مؤشـرات : الدليل اإلحصائي للعـالم اإلسـالمي : عنوان الكتاب -٣٩ .اإلصدار األول: مقارنة

.رفعت العوضي. د. أمجموعة من الباحثين بإشراف : المؤلفمعهد العالمي للفكر اإلسالمي، بالتعـاون مـع دار الـسالم ال: الناشر

ــاهرة، ــع، الق ــشر والتوزي ــة والن -.٢٠٠٤للطباع .ص١٤٠

:فكرة الكتاب: أوالعبد احلميد أبو سليامن رئيس املعهد إعداد كتيب عن / اقرتح األستاذ الدكتور

ني وأفـراد املؤرشات الثقافية التنموية يف العامل، ويكون متاحا للخـرباء والبـاحثاألمة ويكون من املعهد وحيمل العنوان السابق، ويكون هـذا اإلصـدار دوريـا بحيث يرصد واقع األمة والتطورات التي تقع فيه، وبحيث حيدد سباق وسـياق

.األمة يف التطور احلضاري :موضوع الكتاب وأهميته: ثانيا

رف أن هذا الكتاب إحصائي، وهو نوع مـن الكتـب متعـارف عليـه، ومتعـاتصدره عادة املـنظامت الدوليـة واإلقليميـة وكـذلك املؤسـسات العلميـة ذات

وكان املعهد حريصا أن خيتار إحصاءات تؤدي وظيفة حددت . املسؤولية املتميزة عـىل املـؤرشات -بـصفة رئيـسة–مسبقا هلذا الكتاب، والوظيفة هـي التعـرف وهذه الوظيفة هبذا التحديد تبـني الثقافية الفاعلة يف التنمية يف عاملنا اإلسالمي،

أمهية هذا الكتاب، وهي التعرف عىل املؤرشات التـي هبـا نـستطيع حتديـد أيـن

٤٩٣

والوظيفة املوصـوفة . يكون عاملنا اإلسالمي يف سباق وسياق التطور احلضاريللكتاب حتدد أمهيته، ويدخل يف األمهية أو يزيد منها موضوع الثقافة، الثقافة يف

ع، والثقافة بالتعقيدات التي توجد عليها يف النظام العاملي املعارص ذاهتا كموضووالتعديات الوقعة عىل العامل اإلسالمي، يقولون عن الرصاع الواقع عـىل العـامل

.اإلسالمي اآلن إنه رصاع ثقايف :هدف الكتاب: ثالثا

وم هدف الكتاب هو التعريف باحلالة التنموية لعاملنا اإلسالمي عىل وجه العممصطلح احلالة التنموية ينرصف يف هـذه . واألبعاد الثقافية عىل وجه اخلصوص

الدراسة إىل الواقع االقتـصادي القـائم الـذي هـو مـن صـنع اإلنـسان؛ دخـل .وأشياء أخرى من هذه الشاكلة... وصادرات، وإنفاق

هذا عن مصطلح احلالة التنموية، أما مصطلح األبعاد الثقافية فإنه ال بـد مـن مـصطلح الثقافـة قـد يـستوعب مـصطلح . تفصيل فيه بسبب طبيعته املعقـدةال

احلضارة أو يرتادف معه أو يكون بينهام عموم وخصوص، هذا املعنـى الواسـع الشمويل للثقافة مل نتعامل معه يف هذا الكتاب؛ ألن الثقافة هبذا املعنى ال يـسعها

الكتاب تصنف يف املعنى كتاب صغري باحلجم الذي عليه كتابنا، فالثقافة يف هذااالصطالحي الضيق عند أهل االختصاص يعني ذلك أن األبعاد الثقافيـة التـي تعامل معها هذا الكتاب هي أبعاد منتخبة من أبعاد ثقافيـة كثـرية ممـا يـدخل يف

.املعنى االصطالحي الواسع

٤٩٤

:توظيفات الكتاب: رابعاله توظيفاته، وقبل أن نـتكلم هذا الكتاب عن حالة األمة، وأردنا به أن يكون

.عن التوظيفات املستهدفة نذكر بعض التوظيفات املستبعدةمل نرد هبذا الكتاب أن نسجل موقفـا ثـم ننـرصف ونعتقـد أننـا أدينـا دورنـا وتسجيل موقف عىل أمتنا يف احلالة التي عليها حيـث إهنـا جرحيـة وتـئن، هـذا

.السلوك هو واخليانة سواءاب أن يكون من قبيل البكاء عىل األطالل، وهذه عادة عربيـة مل نرد هبذا الكت

شعرية قديمة، مع أهنا بدأت تظهر يف أشعار املحدثني بسبب عنف العنف الواقع .عىل أمتنا، والبكاء عىل األطالل حالة حزن سلبي وليس حالة حزن إجيايب

السلوك هذا نوع من. مل نرد هبذا الكتاب أن يكون بمثابة إفراغ شحنة عاطفيةواألمـم ال . النفيس قد يكون له مالءماته أو وظيفته عنـدما يتوجـه بـه إىل فـرد

تتعامل مع قضاياها بأسـلوب إفـراغ شـحنة عاطفيـة، فقـضايا األمـم حمكومـة .باملوضوعية وليست الشخصية

أمـا التوظيفـات . هذا عن التوظيفـات املمنوعـة أو املـستبعدة هلـذا الكتـاب : فإهنا متعددة، منها التوظيفات التاليةاملستهدفة هلذا الكتاب

من التوظيفات املستهدفة هلذا الكتاب أن يـشخص حالـة األمـة يف .١الوظيفة التشخيصية أساسـية للوظيفـة . املوضوع الذي يعمل عليه

العالج بدون . العالجية؛ ألن العالج غري ممكن إذا مل تشخص احلالةسان يف تطـوره تشخيص ال يدخل يف العمـل العلمـي، بـل إن اإلنـ

٤٩٥

العقيل قد جتاوز العالج بدون تشخيص حتى عىل مستوى الفرد فـام .بالنا بمستوى األمة

من التوظيفات املستهدفة هبذا الكتاب أن يساهم مع جهود أخـرى .٢الكتـاب يقـدم نموذجـا . يف زرع العلمية يف تعاملنا مع قضايا األمة

لكتاب الكـامل ال ندعي هلذا ا. لعمل علمي للتعرف عىل حال األمةأو التميز املطلق وإنام نـزعم أنـه خـضع لتخطـيط علمـي وأجـري

والعلمية مقصورة خلدمة موضوع الكتاب وخلدمة . بأسلوب علمي .املسامهة يف زرع العلمية يف تعامل أمتنا مع قضاياها

من التوظيفات املستهدفة هبذا الكتاب أن يساهم مع جهود أخـرى .٣ة يف التعرف عىل حالة األمة، والتعامل يف زرع املصارحة أو املكاشف

مع قضايا األمة بمظنة اخلوف من أن نكشف سلبيات واقعها، فخطأ إذا خفنا أن يكشف لنا الواقع الفعيل لألمة وزعمنا أن واقعهـا عـىل خري، وإذن فأين اخللل، فـإذا تـدربت األمـة عـىل أن تكـشف عـن

.السلبيات يف واقعها فتلك وظيفة إجيابيةوظيفات املستهدفة هبـذا الكتـاب أن يتأسـس عليـه برنـامج من الت .٤

هذا مع جهود أخرى بذلت وتبـذل لتحقيـق –عالجي لواقع األمة لقد عمل الكتاب عىل جمموعة واسعة من املؤرشات يف . هذا اهلدف

واقع األمة، ولقـد أصـبح اخللـل يف واقـع األمـة معروفـا، فكيـف يعالج؟

٤٩٦

كتاب أن يعرف بالعنـارص شـديدة من التوظيفات املستهدفة هبذا ال .٥واقـع األمـة يف جمملـه . السلبية وبالتايل شديدة اخلطر يف واقع األمة

سـلبي، لكــن هنـاك عنــارص شــديدة الـسلبية، اســتهدف الكتــاب .التعريف بذلك

: في منهجية الكتاب: خامساباعتبار أن هذا كتاب إحصائي فقد أعملنا املنهجية املتعارف عليها يف الكتـب

هذه املنهجية اسـتلزمت أال نتـدخل عقـب كـل جـدول إحـصائي . اإلحصائية، والباحثون )اخلام(بالرشح أو التعليق أو التحليل وإنام عرضنا املادة اإلحصائية وال شـك أن كـل . أو اخلرباء الذين يتعاملون مع هذه املادة هم الذين يوظفوهنا

وهـذا . جاء يف هذا الكتـابباحث أو خبري له رؤيته العلمية التي هبا يوظف مااملــنهج يف الكتــب اإلحــصائية يتــيح الفرصــة لإلبــداعات اخلاصــة بالتحليــل

.واالستنتاج :العمل الذي يؤسس له الكتاب: سادسا

هذا الكتاب حماولة يف موضوعه وسـوف يتـابع العمـل عليـه دوريـا بحيـث أو الفرتة يتحسن أداؤه يف موضوعه سواء من حيث املؤرشات التي عمل عليها

وبذلك فإن كل االنتقادات أو املالحظات أو االقرتاحـات . الزمنية التي غطاهاالتي تقدم إىل اجلهة املرشفة عىل هذا الكتـاب سـوف توظـف لتطـوير الكتـاب

ونحن نعترب أن هذه دعوة منا لتلقي اقرتاحـات . وحتسينه يف اإلصدارات التاليةواإلصدارات املتتاليـة هلـذا الكتـاب . أو انتقادات أو تعليقات عىل هذا الكتاب

٤٩٧

سوف يكون هلا وظيفة هامـة للغايـة، إهنـا سـوف تكـشف عـن التطـورات يف املتغريات التي تضمنها الكتاب وسوف يكون هذا بمثابة تقويم للسياسات التي تأخذ هبا دول أمتنا لتحسني حالتها، وبعبارة أخرى لتحديد أين وصلت األمة يف

.احلضاريسباق وسياق التطور اخلطة املعدة هلذا الكتـاب أن . حتتاج الفكرة السابقة إىل العمل عليها لتأكيدها

يعاد طبعه دوريا، وغري املتصور أن يعاد طبعه بدون حتديث املعلومات واإلضافة التجديد والتطوير مسؤولية القائمني عىل إصدار هذا الكتاب لكن بجانب . إليها

ة فإن القـائمني عـىل إصـدار هـذا الكتـاب يوجهـون املسئولية املبارشة واملحددالـدعوة لكـل مــن يعينـه األمـر أن يكتــب اقرتاحاتـه وانتقاداتـه؛ ألن الكتــاب يستهدف الرصد املتتابع لواقع األمة، وهذه مسؤولية كل صاحب قلم وصاحب

.فكر يف أمتنا اإلسالمية واقـع األمـة هبذا املنهج نأمل أننا سوف نصل يف يوم قريب إىل إصدار لرصد

.يرقى إىل مستواها ومستوى التحديات التي تواجههاشيء ما مما كشف عنه الكتاب أو شيء ما عن واقـع حـال : سابعا :األمة

هذا الكتاب عمل عىل عدد كبري من املؤرشات الثقافية التنموية التي تبني واقع - اإلحـصائيةإعامال للمنهج املعمول به يف كتب املؤرشات–إذا كنا . حال األمةكام هي بدون تعليـق إال أننـا رأينـا أن نقـدم شـيئا مـن ) املادة اخلام(قد عرضنا

.التحليل عن بعض املؤرشات التي نراها مناطق خطر يف واقع حال األمة

٤٩٨

عدد من الدول اإلسالمية مل تتوافر بيانات عنها أو عـن حاهلـا، وهـذا األمـر دول رأت أال يعرف حاهلا السلبي عىل حيمل دالالت سلبية، إنه يعني أن هذه ال

النحو الذي هو عليه، أو أن هذه الدول ليست هبا أجهـزة إحـصاء، أو أن هـذه .أيا كان التفسري فهذا أمر سلبي... الدول ال تعرف أمهية مثل هذه اإلحصاءات

مع أن واقع حال األمة عىل وجه العموم سلبي إال أن هناك تفاوتات واضحة رجة السلبية، ففي بعض الدول اإلسالمية وصلت الداللة السلبية بني دوهلا يف د

.للمؤرشات إىل حد اخلطرــث العلــم ــة عــىل حــال األمــة مــن حي ــسلبية للمــؤرشات الدال الداللــة الوالتكنولوجيا خميفة جدا؛ الـسبب يف ذلـك أنـه هنـا يتحـدد الـرصاع العلمـي،

.ويتحدد السباق يف التطورفيها املياه والرصف الـصحي مقلقـة، وسـبب مؤرشات الصحة والتي تدخل

.هذا القلق أهنا حتدد البيئة الصحية التي يعيش فيها الفرد املسلممؤرشات األداء االقتـصادي التـي تـضمنها الكتـاب كثـرية، بعـضها مبـارش وبعضها غري مبارش، وكال النوعني يدل عىل انخفـاض إنتاجيـة الفـرد، وتـزداد

إن . إذا أضفنا إليه املؤرشات الدالة عـىل قيـد احليـاةالداللة السلبية لذلك األمرإنتاجية الفرد منخفضة وعمره اإلنتـاجي قـصري، : األمر يصبح عىل النحو اآليت

ويصبح حال األمة مـن حيـث أداء . وحالته الصحية يف هذا العمر القصري سيئة .االقتصاد معروفا

٤٩٩

ة يف هذا األمر بـسلبية دخل الفرد يف العامل اإلسالمي منخفض، وتزداد السلبيأخرى هي أن درجة سوء توزيع الدخل عالية، بل إهنا مقلقة فإن األمر ليس فقرا

.فحسب ولكنه فقر مع سوء توزيع الدخلأظهرت املؤرشات أن التفاوتات بني دول العامل اإلسالمي والـدول املتقدمـة

لـصالح الـدول أسوأ بكثري عام كنا نتوقعه، إننـا نتوقـع تفاوتـات يف املـؤرشات املتقدمة، ولكن مل نكن نتوقع أن تصل إىل هذا احلد املنذر باخلطر؟

:في نهاية الكتاب ملحقان: ثامناملتابعة أحدث التطورات التي استجدت يف املؤرشات التي عمل خصصا وقد

ويف اإلصدارات القادمة سوف تدمج كل املادة العلمية للكتـاب . عليها الكتاب .بحيث تكون سلسلة

وقد تناول الدليل يف اجلزء األول منه .االلتزام بالتعليم واإلنفاق العام عليه .١ .معرفة القراءة والكتابة بني اجلنسني .٢ العلم والتكنولوجيا .٣ .م١٩٩٨عرص املعلومات عام .٤ .م١٩٩٩الطاقة واالتصاالت عام .٥ .مؤرشات عن الصحة .٦ .يوميا) دوالر١١دوالر، ٤دوالر، دوالرين، (توزيع الدخل .٧ .مؤرشات التجارة اخلارجية .٨

٥٠٠

.األداء االقتصادي .٩ .م٢٠٠٠السكان واملؤرشات الديموجرافية لعام .١٠ .القيمة املضافة للقطاعات االقتصادية .١١ .السفر والسياحة .١٢ .البقاء عىل قيد احلياة .١٣اإلنفاق عىل االستهالك والتكوين الرأساميل من الناتج املحيل .١٤

.م٢٠٠٠اإلمجايل عام .لةهيكل القوى العام .١٥ .م٢٠٠١تصنيف الدول اإلسالمية حسب الدخل .١٦انعدام املساواة يف الدخل واالستهالك وإمكانية احلصول عىل .١٧

.املوارد الالزمة ملستوى معيشة كريمة .املشاركة السياسية للمرأة .١٨

بالتعاون أيضا مع دار السالم ٢٠٠٧أما اجلزء الثاين منه والذي صدر يف عام : ، فقد تناول املوضوعات التاليةللطباعة والنرش والتوزيع

.دليل اجلغرافيا السياسية لدول العامل اإلسالمي: القسم األول .اجلداول امللحقة بالقسم األول جدول يوضح العاصمة وأهم املدن والعملة يف الدول اإلسالمية- جدول يوضح تاريخ دخول اإلسالم واالنضامم ملنظمة املؤمتر اإلسالمي -

املسلمني واللغة يف الدول اإلسالميةونسبة

٥٠١

جدول يوضح الوضع السيايس يف الدول اإلسالمية- جدول أوضاع حـقوق اإلنسان- .املوارد االقتصادية للعامل اإلسالمي: القسم الثاين -٣

.اجلداول واألشكال امللحقة بالقسم الثاين جدول الطاقة -

اإلنتـاج مـن الـنفط : ـا لـمية وفقجدول الرتتيب التنازيل للدول اإلسال - مقارنة ببعض الدول األخرى) يوم/ برميل (

الستهالك مـن الـنفط ا: ـا لجدول الرتتيب التنازيل للدول اإلسالمية وفق -شكل اإلنتاج واالسـتهالك مقارنة ببعض الدول األخرى) يوم/ برميل (

)يوم / برميل(من النفط االحتيـاطي -خزونامل: ـا لالمية وفقجدول الرتتيب التنازيل للدول اإلس -

-شـكل املخـزون مقارنـة بـبعض الـدول األخـرى )bbl( من النفط - )برميل( من النفط –االحتياطي

حجم اإلنتاج من الغاز : ـا ل جدول الرتتيب التنازيل للدول اإلسالمية وفق- مقارنة ببعض الدول األخرى) مرت مكعب ( الطبيعي

حجم االستهالك من : ـا لتيب التنازيل للدول اإلسالمية وفق جدول الرت- مقارنة ببعض الدول األخرى) مرت مكعب(الغاز الطبيعي

شكل حجم اإلنتاج واالستهالك من الغاز الطبيعي-

٥٠٢

االحتياطي -ملخزونا: ـا ل جدول الرتتيب التنازيل للدول اإلسالمية وفق- مقارنة ببعض الدول األخرى) مرت مكعب ( من الغاز الطبيعي -

جدول موارد املياه العذبة- جدول الزراعة والغذاء- .والبيئة جدول الصيد - جدول الغابات واألرايض العشبية واألرايض اجلافة- .مؤرشات اقتصادية: القسم الثالث -٤ .اجلداول واألشكال امللحقة بالقسم الثالث

سالمية تنازليا وفقا للمساحةجدول ترتيب الدول اإل - ترتيب الدول اإلسالمية تنازليا وفقا للمساحة) ٣/١(شكل -

جدول اإلحصاءات الديموغرافية -شكل ترتيب الدول اإلسالمية تنازليا وفقا لعدد السكان -

شكل حجم السكان جدول اإلحصاءات الديموجرافية-

معـدل : (ـا لـمية وفقـجدول الرتتيب التنازيل للـدول اإلسـال - مقارنة ببعض الدول األخرى) يف األلف / املواليد

شكل معدل املواليدمعـدل : (ـا لـجدول الرتتيب التنازيل للـدول اإلسـالمية وفقـ -

مقارنة ببعض الدول األخرى) يف األلف / الوفيات

٥٠٣

يف / معدل الوفيات: (ـا لشكل الرتتيب التنازيل للدولة اإلسالمية وفق مقارنة ببعض الدول األخرى) أللفا

معـدل : ـا لـجدول الرتتيب التنـازيل للـدول اإلسـالمية وفقـ -ــف –وفيــات األطفــال الرضــع مقارنــة بــبعض الــدول .. يف األل

األخرى )يف األلف(شكل معدل وفيات األطفال الرضع -

مستوى الوزن والطولناقصو جدول األشخاص ناقصو التغذية واألطفال مقارنـة بـبعض الـدول )..labor force( ة العمـل جدول قـو -

األخرى laborقوة العمل : (ـا ل شكل الرتتيب التنازيل للدولة اإلسالمية وفق-

force ...(مقارنة ببعض الدول الرصف الصحي- الغذاء – جدول املاء - جدول األداء االقتصادي- جدول الفقر البرشي وفقر الدخل- جدول أولويات اإلنفاق العام - )اإلنفاق عىل اكتساب املعرفة( جدول اإلنفاق عىل التعليم - )اكتساب املعرفة( جدول االلتحاق بالتعليم - جدول الصحة واخلدمات الصحية - جدول التدخني وحاالت السل-

٥٠٤

ا بالدوالر مقارنة ببعض الدول جدول اإلنفاق العسكري مقدر- األخرى

شكل اإلنفاق العسكري كنسبة من الناتج املحيل اإلمجايل - جدول دليل التنمية البرشية- جدول وضع املرأة- )الثقافة واالبتكار( جدول رأس املال املعريف - جدول الطاقة والبيئة- مقارنة ببعض الدول األخرى) وات. ك(ول اإلنتاج من الكهرباء جد- مقارنة ببعض الدول األخرى) وات. ك( جدول استهالك الكهرباء - شكل إنتاج واستهالك الكهرباء - شكل نصيب الفرد من استهالك الكهرباء- ض الدول األخرى جدول الصادرات مقدرة بالدوالر مقارنة ببع- جدول الواردات مقدرة بالدوالر مقارنة ببعض الدول األخرى- شكل واردات وصادرات السلع واخلدمات كنسبة من الناتج املحيل -

اإلمجايلاألعضاء يف ( جدول الصادرات الدولية والبينية للدول اإلسالمية -

)الدول الصناعية والدول الناميةمقارنة ب) البنك اإلسالمي للتنميةاألعضاء يف البنك اإلسالمي ( جدول التجارة البينية للدول اإلسالمية -

)بباليني الدوالرات( ميالدية ٢٠٠١للعام ) للتنمية

٥٠٥

جدول تدفقات رأس املال اخلاص، االستثامر األجنبي، خدمة الدين- مؤرشات إحصائية- ٥

٥٠٦

الكشاف االقتصادي آليات القرآن الكريم: اسم الكتاب -٤٠ محيي الدين عطية. أ: إعداد ص فيرجينيـا، ٥٩٨، ١المعهد العالمي للفكر اإلسـالمي، ط : الناشر

.١٩٩١الواليات المتحدة األمريكية،سلسلة اجلديـدة مـن الالكشاف االقتصادي آليات القرآن الكريم يمثل بداية

أصدرها املعهد العاملي للفكر اإلسـالمي، هـذا اجلهـد التي افات األدلة والكشالرائد عمل مطروح جلمهور الباحثني يف جمال االقتصاد اإلسالمي، ليكون عونا هلم عىل تلمس مواطن أبحاثهم يف كتاب اهللا الكريم، موفرا هلم الوقت واجلهـد

وص قرآنيـة ذات طالع عىل خمتلف التفاسري املختـارة ملـا يـضمه مـن نـصاليف ادالالت اقتصادية، فهو ال يمثل إضافة جديدة إىل النظرية االقتصادية أو املالية يف

ام هو أداة تعني الباحث إناإلسالم، كام أنه ليس إضافة جديدة إىل كتب التفسري، ويف علوم االقتصاد اإلسالمي عىل أن يـدخر جهـده للنظـر والتحليـل واملقارنـة

يوغري ذلك من اجلهود األصيلة املـستهدفة، التـي ال يغنـ. والتقعيدواالجتهاد . إن كانت ال تـتم إال بمـساعدهتم مجيعـاو ،عنها كشاف وال معجم وال قاموس

) هـ٤٥٠املتوىف (ياملاورد: العمل اطلع عىل ستة تفاسري هي تفاسريهذاومعد ، وابـن) هـ٦٧١ (ي، والقرطب) هـ٦٠٦(، والرازي ) هـ٥٩٧ (يوابن اجلــوز

وكـان منهجـه يف انتقـاء ). هـ١٣٥٤(واملنار للشيخ رشيد رضا ، )هـ٧٧٤كثري الشواهد التفسريية هو الرجوع إىل التفاسري الستة التي رتبتها ترتيبا زمنيـا، فـإن

وجد تفسريا سابقا يغن عن الحق، بحسب طبيعة الكشاف وحجمه، وطبيعـة ي

٥٠٧

ه، ومل ينتقـل إىل مـا يليـهـرأس املوضوع ومدى عالقته باالقتصاد، اقتـرص عليـ .وهذه قاعدة مطردة خال بعض االستثناءات

وكان منهجه يف االستخالص هو تتبـع ألفـاظ الكتـاب الكـريم لفظـا لفظـا واختيار عالقته بموضوع الكشاف من خالل التفاسري املـذكورة، مراعيـا تلبيـة

، وليس بتعريفـه احتياجات الباحث املتوقعة يف جماالت االقتصاد بمعناه الواسعولذلك أضاف كافة املصطلحات القرآنية التي تتصل بالتجارة . العلمي املحدود

واملالية العامة واملحاسبة واإلحصاء والتأمني وغريهـا مـن العلـوم ذات الـصلة .الوثيقة باالقتصاد واملال

املـصطلح القـرآين اسـتقراءوكان منهجـه يف بنـاء رؤوس املوضـوعات هـو قواعد بناء رؤوس املوضـوعات العربيـة لـصياغة الـرأس تباعإاملستخلص مع

ا يف ذلك بقوائم رؤوس املوضوعات العربيـة املتاحـة، حمـاوال املناسب، مستعينعدم اخلروج عنهـا إال يف النـادر حرصـا عـىل النمطيـة واالتـصال بـني رؤوس

التي الكشاف ورؤوس غريه من الكشافات التي قد يلجأ إليها الباحث حاليا، أو كام راعى عند جتزيء الرأس، توضيح العالقـة بينـه وبـني .قد تظهر يف املستقبل

مجلـة أو مجلـة خمتـرصة قـدر اإلمكـان شبهالنص املستخلص، وذلك بكلمة أو تلحق بالرأس، لتقدم عونا جديدا للباحث عىل النفاذ إىل مراده مبارشة، معتمدا

عـىل الرتتيـب اهلجـائي ألجزائهـا عىل الرتتيب اهلجائي للرؤوس األصلية، ثـم .الفرعية

: وقد استعمل الباحث يف الكشاف رموزا، حيسن أن نشري إليها، أمهها ما ييل

٥٠٨

) ( وضع اآليات القرآنية بنصها وباخلط القرآين بني قوسني مزهرين -١ ثـم رقـم اآليـة، يف هنايـة عمـوديتني برقم السورة ثم نقطتني ويتبعهاوإذا ما تكرر عند الرشح ذكر كلمة . رقم اآلية: رقم السورة-:السطر

االعتيادي وبـني ي الطباعأو أكثر من اآلية القرآنية، تالحظوهنا باخلط .رين أيضاقوسني مزه

" " وضع نصوص األحاديث النبوية بني أربعة أهلة -٢ إضافات غري واردة بالنصوص املنقولة عن التفاسري بقوسـني أيميز -٣

[ ].معقوفني تبع النصوص املنقولة عن التفاسري بذكر اسم املرجع خمترصا ومتبوعـا بـرقم ا

.اجلزء ثم خط مائل : للوقوف عىل حكم اجلهد املبذول فيهونضع بني أيديكم نامذج من الكشاف

أ

:اآلبار العيون، املاء:انظر أيضا

حفـرية :ي أ،ؤرةبـ بئـرا وبـأرت بـأرت:يقـال. اآلبار مجع بئر وأصله اهلمز[ومـن .... ر هبمزة بعد الباءآ أب:أنثى، واجلمع القليب،: والبئر) ٦٦األصفهاين (

)].٤/٣٧ابن منظور (. آبار: اهلمزة فيقوليقلبالعرب من

٥٠٩

اها وهي ظاملة فهي خاوية عىل عروشها وبئر معطلـة [ فكأين من قرية أهلكن وقرص مشيد .)٤٥: احلج (]

: والثـاين. يعني خالية من أهلها هلالكهم: بئر معطلة فيها ثالثة أوجه؛ أحدها ).٣/٨٤املاوردي . (معطلة من دالئها وأرشيتها: والثالث. غائرة املاء :اآلالء

.الرزق النعم: انظر أيضااألصفهاين . ( اإلناءوإنى لواحدا أنىل نحوإ و أال: الواحد، هي النعم:اآلالء[٢٢.[(

: التكذيب هبا-اآلالء

فبأي آالء ربكام تكذبان[ [ ٣٢، ٣٠، ٢٨، ٢٥، ٢٣، ٢١، ١٨، ١٦، ١٣: ٥٥ ،٦٥، ٦٣، ٦١، ٥٩، ٥٧، ٥٥، ٥٣، ٥١، ٤٩، ٤٧، ٤٥، ٤٢، ٤٠، ٣٨، ٣٦، ٣٤ ،٧٧، ٧٥، ٧٣، ٧١، ٦٩، ٦٧.

الثاين .... ربكام تكذبانفبأي نعم مها أهنا النعم وتقديره حدأ: يف اآلالء قوالن. قاله ابـن زيـد والكلبـي، فبأي قدرة ربكام تكذبان:أهنا القدرة، وتقدير الكالم

ياملـاورد(. ربكام إشارة إىل الثقلـني اإلنـس واجلـن يف قـول اجلميـع:ويف قوله٤/١٤٨ .(

٥١٠

، ثـم آالءهر خلقـه نعامءه وذكـإن اهللا تعاىل عدد يف هذه السورة : يوقال القتبوجعلهـا فاصـلة بـني كـل نعمتـني أتبع كل خلة وصفها ونعمة وضعها هبـذه،

).١٥٩/ ١٧ يالقرطب. ( عىل النعم ويقررهم هبالينبههم : ذكرها-اآلالء

فاذكروا آالء اهللا لعلكم تفلحون[ [ ٦٩: ٧

فاذكروا آالء اهللا وال تع[ ثوا يف األرض مفسدين [ ٧٤: ٧

:الشك فيها -اآلالء

فبأي آالء ربك تتامرى[ [ ٥٥: ٥٣

! ربك تـشك فـيام أوالك وفـيام كفـاكنعم فبأي:وهذا خطاب للمكذب أي )٤/١٣٢املاوردي (

:اآلنية . األقوات، األكل، الطعام:انظر أيضا

األواين مجـع . كساء وأكـسية: نحو، آنية:مجعه و، ما يوضع فيه اليشء:اإلناء[ )].٢٩ صفهاينألا (.اجلمع

عليهم بآنية من فضة[ ويطاف [ ١٥: ٧٦

٥١١

مـا يف اجلنـة : أي،ليس يف الدنيا يشء مما يف اجلنة إال األسـامء: بن عباساقال ة تتخـذ مـن تربـواألواين أرض اجلنة مـن فـضة :وقيل... قىنأرشف وأعىل وأ

)١٤٠/ ١٩ يالقرطب( ذكره ابن عباس .األرض التي هي منها

ز : الزرع

األعناب، احلب، احلدائق، احلـرث والزراعـة، الـشجر، الفواكـه : انظر أيضا . النبات، النخيل

ــزرع[ ــات:ال ــة دون البــرشية. اإلنب ــاألمور اإلهلي ــة ذلــك تكــون ب . وحقيق )]. ٢١٢األصفهاين (

: أكلهف اختال-الزرع ات معروشات وغري معروشات والنخل والزرع خمتلفـا ( وهو الذي أنشأ جن أكله ( ١٤: ٦. خمتلفا أكله( ). ٧/٩٨القرطبي . (يعني طعمه منه اجليد والدون ()

: اختالف ألوانه-الزرع رج به زرعا خمتلفا ( ثم خي اه مصفرا ثم جيعله حطاما ألوانه ثم هييج فرت ( .٣٩ :٢١.

٥١٢

من خرضة ومحرة وصفرة وبياض وغري ذلك، أو خمتلفا أصنافه ) خمتلفا ألوانه(وذلك ألنه إذا تم جفافه جاز لـه أن ينفـصل ) ثم هييج. (من بر وشعري وسمسم

األجزاء كأهنا هاجت ألن تتفرق، ثم يصري عن منابته وإن مل تتفرق أجزاؤه فتلكحطاما يابسا ). ٧/٢٤٠الرازي . (

: األكل منه-الزرع ه أنعامهم ( أو مل يروا أنا نسوق املاء إىل األرض اجلرز فنخرج به زرعا تأكل من

وأنفسهم ( ٢٧: ٣٢ هـو القطـع وكأهنـا :ألرض اليابـسة التـي ال نبـات فيهـا، واجلـرزا): اجلرز(

... املقطوع عنها املاء والنبات : وقدم األنعام عىل األنفس يف األكل لوجوه

. يصلح للدواب وال يصلح لإلنسانينبتأن الزرع أول ما : أحدهاد بد منه، وأما غذاء اإلنـسان فقـ هو أن الزرع غذاء الدواب وهو ال: والثاين

. حيصل من احليوان، فكأن احليوان يأكل الزرع، ثم اإلنسان يأكل من احليوانإشارة إىل أن األكل من ذوات الدواب، واإلنسان يأكل بحيوانيتـه أو : الثالث

). ٦/٥٦٦الرازي (بام فيه من القوة العقلية فكامله بالعبادة : إنباته-الزرع ينبت لكم به الزرع والزي( اب تون والنخيل واألعن ( ١١: ١٦

٥١٣

ابـن اجلـوزي . (يريـد احلبـوب: قـال ابـن عبـاس…)ينبت لكم بـه الـزرع(٤/٤٣٣ .(

: االهتامم به-الزرع ات وعيون ( كم تركوا من جن وزروع ومقام كريم ) ٢٥( )٢٦: ٤٤ ) )٢٦

املـاوردي . (بني اجلبلني من أول مرص إىل آخرها إهنم كانوا يزرعون ما :قيل٤/١٢ .(

: مجاله ونفعه-الزرع اب وزرع ونخيل( ات من أعن ويف األرض قطع متجاورات وجن ( ٤: ١٣ ا بينهام زرعا( امها بنخل وجعلن وحففن ( ٣٢: ١٨

ان وأجـداها نـزرع فهي أمجـل اجل] اجلنة[لعنب والنخل وكان حتتها إذا مجع ا ). ٢/٤٨١املاوري (نفعا، لثمر أعاليها وزرع أسافلها،

ا آمنني ( كون يف ما هاهن أترت ات وعيون ) ١٤٦( يف جن وزروع ونخل ) ١٤٧( طلعها هضيم )١٤٨-١٤٦: ٢٦ ) )١٤٨

: خلو مكة منه-الزرع ا إين أسكنت من ذريتي بواد غري ذي زرع عند بيتك املحرم( ربن ( ٣٧: ١٤

. يعني مكة أسكنهام يف بطحائها، ومل يكن هبا ساكن، ثقـة بـاهللا وتـوكال عليـه ). ٢/٣٥٠املاوردي (

٥١٤

: الزكــاة- سهمهم يف الزكاة، اإلرساف والزكـاة، احلـصاد-أبناء السبيل : انظر أيضا

.رصف الزكاة يف حتريرها، الصدقات-توقيت زكاته، الربا والزكاة، الرقابأصل الزكاة النمو احلاصل عن بركة اهللا تعاىل، ويعترب ذلك باألمور الدنيوية [

رج اإلنسان من حق اهللا تعاىل إىل الفقراء وتسميته ومنه الزكاة ملا خي…واألخروية بذلك ملا يكون فيها من رجـاء الربكـة أو لتزكيـة الـنفس أي تنميتهـا بـاخلريات

والربكات، أو هلام مجيعا فإن اخلريين موجودان فيها )]. ٢١٣ األصفهاين. (

٥١٥

والتوزيعياألسس الشرعية والدور اإلنمائي : الزكاة: اسم الكتاب -٤١ نعمت عبد اللطيف مشهور. د. أ: المؤلفالمؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، : بيروت: الناشر

.١٩٩٣ ص، ٣٦٠المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، العاملي املعهد التي أصدرها الرسائل اجلامعيةهو الكتاب الثاين يف سلسلة

ا الركن الثالث من أركان العقيدة ويتناول الزكاة باعتبارهللفكر اإلسالمياإلسالمية، وهي العبادة الوحيدة ذات الطابع املايل اخلالص، وهي أداة التنمية

وقد اعتنت الرشيعة اإلسالمية بتحديد جماالهتا . يف الفكر واحلضارة اإلسالميةوعىل فرتات من تاريخ احلضارة اإلسالمية تم تطبيق . ومبادئها يف وضوح ودقة

وأتت بثامرها بحيث أتى عىل املسلمني زمن يف خالفة عمر بن عبد العزيز الزكاة .مل جيد من يعطيه زكاة بعد حتقيق الكفاية ألفراد األمة آنذاك

وتعترب الزكاة دون غريها من خطط التنمية تساهم يف تقديم نموذجا تنمويا فاية لكل فرد يف شامال لعامرة األرض وحتقيق احلياة الطيبة الكريمة، أي متام الك

املجتمع اإلسالمي بل إنام ختتلف عن مثيالهتا من النظريات االقتصادية الوضعية يف أهنا تراعي البعد العقدي واإلجيايب يف التطبيق فال جور وال اغتصاب خلريات

.األمم األخرى بل التعاون عىل الرب والتقوى والتنمية الشاملةنعمت إىل ثالثة أبواب مقسمة . تها دومن هنا كانت هذه الدراسة التي قسم

.إىل عدد من الفصول وخامتة تناولت الزكاة من كافة جوانبها

٥١٦

وبدأت الباحثة باستعراض فقه الزكاة، واستلزم ذلك أوال تعريف الزكاة الزيادة والنامء والربكة والطهارة والصالح، أما الصدقة : لغويا بأن الزكاة هي

خذ (: وبة من اهللا تعاىل، وهي أعم من الزكاة قال تعاىلالعطية تبتغي هبا املث: هي من أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم هبا .)١٠٣: التوبة ()

أما الزكاة يف القرآن الكريم فهي فريضة من فرائض اإلسالم اخلمس ومنكرها وما أمرو(: ينكر من الدين ما هو بالرضورة قال تعاىل ا إال ليعبدوا اهللا خملصني

له الدين حنفاء ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) ٥: البينة() بني ": rوأكدت السنة عىل أمهيتها ولعل أبرز ما قيل فيها عىل لسان رسول اهللا

إال اهللا، وإقامة الصالة، وإيتاء الزكاة، شهادة أن ال إله: اإلسالم عىل مخس ."وصوم رمضان، وحج البيت ملن استطاع إليه سبيال

فريضة دينية ملزمة، وهي حق اهللا املعلوم يف مال : أما الزكاة يف االصطالحاملسلم، يفرض عىل جمموع القيمة الصافية للثروة النامية، والقابلة للنامء، التي

، وتقع داخل النصاب املحدد، وجتب يف اجلزء األكرب حال عليها احلول القمري ....منها

على من تجب الزكاة؟أمجع الفقهاء عىل وجوب الزكاة عىل كل مسلم حر مالك للنصاب ملكا تاما وحال عليه احلول، وقد اتفق املسلمون عىل أهنا ال جتب عىل غري املسلم وقد اتفق

أي (زكاة جتب يف أموال غري املكلفني مؤمتر جممع البحوث اإلسالمية عىل أن ال

٥١٧

والصحابة rوهذا الرأي متفق والقول املأثورة عن النبي ) الصبي واملجنون .جتب عىل كل مسلم يف كل مرص وعرص: والتابعني وهو

ثم استعرضت الباحثة يف املبحث الثالث من الفصل األول أحكام أموال كته من مجيع األشياء فاألموال هو كل ما مل: الزكاة وبدأت بتعريف املال بأنه

.عند العرب تشمل كل ما يمتلك من األموال عىل اختالفها :شروط المال الذي تجب فيه الزكاة

فال زكاة يف ملكية عامة وال : امللك التام والسالمة من الدين .١املوقوف عىل جهة عامة كالفقراء أو املساجد أو املجاهدين

.وكذلك ال زكاة يف املال احلرامفقد أمجع الفقهاء عىل أن يكون املال الذي تؤخذ منه الزكاة : النامء .٢

ناميا بالفعل أو قابال للنامء . فقد رشعت الزكاة : بلوغ النصاب والفضل عن احلوائج األصلية .٣

ليس ": rملواساة الفقراء فال جيوز من هو يف حاجة وعوز لقوله مخسة ذود فيام دون مخسة أوسق من التمر صدقة، وليس فام دون

.)١٠()من اإلبل صدقة، وليس فيام دون مخس أواق صدقةأي أن يمر عىل املال عاما هجريا أو قمريا، أما : حوالن احلول .٤

.الزروع والثامر واملعادن والكنوز فال يشرتط هلا حول

.الشافعي، وأمحد يف مسنده، والبخاري ومسلم وغريهممالك و) ١٠(

٥١٨

:األموال التي تجب فيها الزكاة وأحوالها :ي ونامئهاألموال التي جتب فيها الزكاة عىل رأس املال النام

الذهب والفضة وما يف حكمهام من النقود سواء أكان نقودا أو -سبائك أو تربا، كذلك إذا اختذ أواين أو حتفا أو متاثيل فالسنة التي ال .

خالف فيها أنه ال يشء يف الذهب حتى يبلغ عرشين دينارا، أما الفضة عىل فال يشء فيها حتى تبلغ مائتي درهم وينرصف هذا احلكم اآلن

عىل النصاب إذا نام وزاد خالل % ٢.٥النقود الورقية حيث يتم إخراج أما حيل النساء فقد ذهب الفقهاء إىل عدم وجوب الزكاة . عام هجري

.يف حيل الزينة من غري إرسافوقد أكدت السنة عىل ) اإلبل والبقر والغنم: (الثروة احليوانية -

ها وقد استعرضت الباحثة أمهية إخراج الزكاة عن األصناف املشار إليالقدر الواجب عىل كل منها بتفصيل كامل يف ثنايا الكتاب إال أن هناك رشوطا عامة جيب مراعاهتا قبل إخراج الزكاة عن الثروة احليوانية من

وأال ) أي راعية(أن تبلغ نصابا، وحيول احلول عليها، وسائمة : بينها .تكون عاملة

أمر الرشع والسنة النبوية إخراج : االزروع والثامر وما يف حكمه -الزكاة عىل الزروع والثامر، ومجهور العلامء أدخلوا مجيع ما يزرعه اآلدميون، واتفق مجهور العلامء من الصحابة والتابعني ومن بعدهم عىل عدم وجوب الزكاة يف يشء من الزروع والثامر، حتى تبلغ مخسة أوسق

٥١٩

الثامر، وبعد التصفية والتنقية من وال جتب الزكاة إال بعد اجلفاف يف .التبن والقرش من الزروع

هو ": الركاز حسب قول النووي: املعدن والركاز والثروة البحرية - وقد أوجب الفقهاء اخلمس يف كل ما دفنه القدماء يف "دفن اجلاهلية

.األرض، ألهنا مال ظهر بغري جهد ومؤنة ويؤخذ يف احلالهو كل ما خرج من األرض مما خيلق فيها من ": امةأما املعدن فقد عرفه ابن قد

واملرجح إخراج اخلمس عن املعادن بعد السبك والتصفية . "غريها، مما له قيمة .وال اعتبار هنا للحول إذ أنه يصل إىل النامء بمجرد وجوده

اجلمهور عىل أنه ال جتب الزكاة يف كل ما خيـرج فقد ذهب أما الثروة احليوانية ومرجان، وزبرجد، وعنرب، وسمك، وغريه، إال ىف إحدى ن لؤلؤ،من البحر؛ م

ووافقـه أبـو . خيرج من ذلك نصابا، ففيـه الزكـاة إذا بلغ ما: الروايتني عن أمحد لـيس يف العنـرب - رىض اهللا عـنهام -عباس قال ابن .يوسف يف اللؤلؤ، والعنرب

ليس ىف العنـرب : ابرج وقال. البحر) أي؛ قذفه البحر(زكاة، وإنام هو يشء درسه .زكاة، إنام هو غنيمة ملن أخذه

:أنواع أخرى من أموال الزكاة مثل -يطلق هذا اللفظ عىل األموال التي ال جتب الزكاة يف : املستغالت •

عينها ومل تتخذ للتجارة، ولكنها تتخذ للنامء، فتغل ألصحاهبا كسبا ارات من خالل التأجري أو بيع ما يتحصل من إنتاجها مثل العق

٥٢٠

إلخ، وقد أمجع معظم الفقهاء ...واملصانع والسيارات والطائرات واملعارصين عىل وجوب الزكاة فيها، وهناك رأي معارص يرى أخذ الزكاة من غلة املستغالت عىل أن يتم تزكيتها زكاة الزرع والثمر، فيتم إخراج العرش أو نصفه من صايف غلة املستغالت، قياسا عىل

.ض الزراعيةالواجب يف األرمثل اهلبة، وكسب العمل واملهن احلرة، وتتفق اآلراء : املال املستفاد •

عىل رضورة تزكية املال املستفاد، واألرجح بالنسبة للمهن غري % ٥التجارية يكون الواجب يف صايف املال املستفاد نصف العرش

أما األجور . يزكى يوم استفادته، دون اشرتاط حلوالن احلول التي تعتمد عىل العمل وحده تتم تزكيتها كزكاة النقود واملرتبات

متى بلغت نصابا، وحال عليها % ٢.٥والواجب فيها هو ربع العرش .احلول

تعد من األموال املستحدثة التي يفرض عليه زكاة : األوراق املالية •ويمكن الرجوع إىل الكتاب ملعرفة تفاصيل إخراج الزكاة عىل

.نصاهبارضت يف السنة الثانية من اهلجرة وترتبط باألشخاص ف: زكاة الفطر •

ال باألموال وجتب عىل كل مسلم حر قبل صالة عيد الفطر، مالك ملقدار صاع يزيد عىل قوته وقوت عياله يوما وليلة، وجتب عليه، عن

.نفسه، وعن من تلزمه نفقتهم

٥٢١

نزل وناقشت الباحثة يف املبحث الرابع من هذا الفصل مصارف الزكاة فقد : القرآن الكريم وبني املصارف التي جيب أن توضع فيها الزكاة، يف قوله تعاىل

إنام الصدقات للفقراء واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوهبم ويف الرقاب ( والغارمني ويف سبيل اهللا وابن السبيل فريضة من اهللا واهللا عليم حكيم : التوبة( )

وال حتق لغني، وال أقوياء مكتسبون، وال مالحدة وكفار، وال أوالد ) ٦٠ .املزكي، وال آل النبي

هلم حق يف الزكاة بالقدر الذي حيقق كفايتهم الرشعية : الفقراء واملساكني •ة ـ ودابة، وآلة حرفمن احلوائج األصلية، من مطعم وملبس، ومسكن،وال تعطى الزكاة . له وملن يعوهلم من الوالدين والزوجة واألوالد

.للمتفرغ للعبادة، بل لطالب العلمهم اجلباة، واخلزنة واحلراس الذين حيفظوهنا، والكتبة، : العاملون عليها •

واحلاسبون، واملوزعون الذين يفرقوهنا عىل أهلها، وجيب أن يكونوا من جيوز أن يكونوا أغنياء ويعطى العامل عىل الزكاة ما يكافئ املسلمني و

وظيفته من أجر دون بخس أو شطط، وينبغي أن يكون األجر بقدر .الكفاية

هم الذين يراد تأليف قلوهبم باالستاملة إىل اإلسالم، أو : املؤلفة قلوهبم •التثبيت عليه، أو كف رشهم عن املسلمني، أو رجاء نفعهم يف الدفاع

.وقد قسمهم الفقهاء إىل مسلمني وكفار. أو نرصهم عىل عدو هلمعنه،

٥٢٢

وهو كناية عن إخراج الزكاة يف حترير العبيد واإلماء من رق : يف الرقاب • .العبودية

وهم الذين ركبهم الدين، وال وفاء عندهم به وال خالف : الغارمون •عطى فيه، ويشرتط إلعطاء الغارم أن يكون غري قادر عىل قضاء دينه، وي

.بقدر ما يغطي دينهوهو إعانة املجاهد عىل جهاده، ففي كل جهاد أريد به أن : يف سبيل اهللا •

تكون كلمة اهللا هي العليا، فهو يف سبيل اهللا، أيا كان نوع اجلهاد بالقلم، أو اللسان، أو سيف، أو قد يكون اجلهاد فكريا أو : وسالحه

تربويا أو اجتامعيا أو اقتصاديا أو سيا سيا كام يكون عسكريا . هو املسافر املجتاز الذي قد فرغت نفقته يعطى ما يوصله : ابن السبيل •

إىل بلده، ويدخل يف ذلك الضيف، واتفق العلامء عىل أن املسافر املنقطع عن بلده يعطى من الزكاة ما يستعني به عىل حتقيق مقصده، وإن كان غنيا

.يف بلده :توزيع الزكاة على المستحقين

إذا كان املال كثريا ينبغي تعميمه بني األصناف التي ذكرت سابقا خاصة إذا وجدت مجيعا وتساوت حاجاهتم، وتقاربت ويف مجيع األحوال ينبغي أن يكون الفقراء واملساكني، هم أول األصناف الذين ترصف هلم الزكاة، فهم الصنف

لزكاة، واألصل أن يتم الغالب، كام أن كفايتهم وإغنائهم هو اهلدف األول لتوزيع الزكاة بني املستحقني هلا يف نفس البلد الذي وجبت فيه، بحيث تقابل

٥٢٣

ويف حالة استغناء أهل البلد عنها جيوز نقلها إىل . حاجات املستحقني مجيعا .غريهم

، وبدأت مفهوم التنمية والتوزيع يف االقتصاد اإلسالمي: وتناول الفصل الثاينإن االقتصاد : تحديد خصائص االقتصاد اإلسالمي، وقالتنعمت أوال ب. د

اإلسالمي هو لفظ مستحدث بني خمتلف املذاهب الوضعية املعارص منها والقديم، وهو جمموعة األصول االقتصادية املستنبطة من القرآن والسنة

إلخ، فاالقتصاد اإلسالمي هو األسس واملبادئ التي تعمل ...واإلمجاع والقياستخدام األكفأ للموارد الطبيعية املتاحة إلنتاج ما حيتاج إليه أفراد عىل االس

:وحيمل االقتصاد اإلسالمي خصائص وميزات أمهها. املجتمع من طيباتفهو جزء من العقيدة اإلسالمية التي ال تقبل التجزئة : العقائدية .١

.فاإلسالم دين احلياة ويقوم عىل التوحيد واملساواة والعدلفاألصل يف النشاط االقتصادي هو اإلباحة إال : خالقيةالواقعية واأل .٢

وكذلك يشرتط . ما ورد فيه نص التحريم، أو اصطدم بنص مانعاالقتصاد اإلسالمي وجود صلة عضوية مع البعد األخالقي

.واالجتامعيوازن اإلسالم بني متطلبات الروح واجلسد : الوسطية واالعتدال .٣

وكه عامة، فال يميل كل امليل يف وفرض عىل اإلنسان االعتدال يف سلاجتاه مع إمهال اجلوانب األخرى يف حياته كام ال يفصل اإلسالم بني

.إقامة الدين وأداء الواجبات وبني الكسب والعملفاالقتصاد اإلسالمي كل مرتابط تتكامل أحكامه : التكافل والرتابط .٤

ام فال يمكن دراسة حكم اقتصادي دون الربط بينه وبني األحك

٥٢٤

كذلك يرتبط االقتصاد اإلسالمي . األخرى ملعرفة مدى تفاعله معها .بكافة األحكام اإلسالمية األخرى

:مفهوم التنمية لغة واصطالحاالتنمية لغة من النامء وهي الزيادة والكثرة، والتنمية هي العمل عىل إحداث

.النامءفاع بالدخل الفردي هو اجلهد املبذول لالرت: مفهوم التنمية يف الفكر الوضعي

احلقيقي، ارتفاعا تراكميا عن طريق استخدام املوارد البرشية والطبيعية املتاحة استخداما أكفأ وأشمل، بغرض رفع الدخل القومي بمعدل أكرب من معدل تزايد

.السكان :النماذج التنموية الناجحة تاريخيا

:أشارت الباحثة إىل ثالث نامذج هيالذي قام عىل أساس املذهب الرأساميل الغريب : يالنموذج اإلنجليز -

الذي يعتمد عىل مبدأ املرشوع الفردي احلر وإقرار املنافسة احلرة بني األفراد .يف سبيل كسب معاشهم

قامت هذه التجربة عىل أساس التقليد أو نقل الطرق : النموذج الياباين -داية، ثم تفردت بنموذج اإلنتاجية الناجحة يف النموذج الرأساميل الغريب يف الب

خاص هبا قام عىل طابع القومية واالعتامد عىل املرشوعات الصغرية بصفة .رئيسة إىل جانب التعاون الوثيق بني قطاع احلكومة والقطاع اخلاص

٥٢٥

بدأت هذه التجربة يف روسيا عىل أساس مبدأ : النموذج االشرتاكي -ه اإلنتاج توجيها يتفق املركزية املتطرفة والتخطيط املركزي الشامل لتوجي

.وحاجات املجتمع وتوزيع الناتج القومي وفقا ملتطلبات العدالة االجتامعيةثم ناقشت الباحثة بالتفصيل الفكر التنموي الوضعي وعرضت يف هذا اإلطار مدرسة االقتصاديني الكالسيكية ثم ماركس والكالسيك املحدثني

فكر التنموي احلديث وتتكون من وكينز، ثم املدرسة الثانية وهي مدرسة الوالذين يرفضون من البداية تطبيق النموذج . االقتصاديني املشتغلني بالتنمية

.الغريب للتنمية عىل الدول املتخلفةلنظريات الوضعية للتنمية لوقد خصت الباحثة عددا من االنتقادات واملثالب

ظاهرة التضخم : ينهااالقتصادية والتجارب التنموية الناجحة تارخييا، من باالنكاميش، واالنكامش التضخمي، كذلك اهتامم نظريات الفكر الوضعي

.بجانب اإلنتاج دون التوزيع :مفهوم التنمية في الفكر اإلسالمي

مل يعرف الفكر اإلسالمي تعبري التنمية االقتصادية غري أنه حوى من : ملصطلحاتاملصطلحات ما حيتوي عىل مضمون مصطلح التنمية ومن هذه ا

أي اختاذ قرار وموطن، والسيطرة والقدرة عىل التحكم : التمكني -ا لكم فيها معايش قليال ما ( ولقد مكناكم يف األرض وجعلن

تشكرون .)١٠: األعراف ()

٥٢٦

إحياء املوات، يراد بصفة خاصة يف استصالح األرايض : اإلحياء - .وتنميتها

هو أنشأكم من (: من أعمر وأعمره أي جعله آهال، قال تعاىل: رةالعام - األرض واستعمركم فيها واستعمركم": ، وقوله سبحانه) : أي"

أسكنكم فيها وأهلمكم عامرهتا من احلرث والغرس وحفر األهنار .وغريها

:أساسيات مفهوم التنمية في الفكر اإلسالمي

جزء ال -أو التعمري–التنمية االقتصادية : ية عملية عقائديةالتنم .١يتجزأ من العقيدة اإلسالمية وهي فريضة إسالمية، افرتضها

هو الذي (اإلسالم عىل اجلامعة اإلسالمية وعىل الفرد املسلم اكبها وكلوا من رزقه جعل لكم األرض ذلوال فامشوا يف من وإليه

النشور ، فالتنمية التي هي حرب للقضاء عىل الفقر )١٥: امللك() .فرض ديني يتطلب حتقيقها حسن القيام بالدين

يعمل االقتصاد اإلسالمي عىل حتقيق : هدف التنمية يف اإلسالم .٢الرخاء االقتصادي ألفراد املجتمع، من خالل عمليات اإلنتاج

لرخاء كل فرد من أفراد املجتمع املتقدمة، عىل أن يشمل هذا ااإلسالمي، وكذلك استخدام املنجزات االقتصادية يف نرش

األزواج (املبادئ والقيم اإلسالمية يف جمتمع املتقني والذي خلق

٥٢٧

كلها وجعل لكم من الفلك واألنعام ما تركبون لتستووا عىل * ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان

ا هذا وما كنا له مقرنني الذي سخر لن . )١٣-١٢: الزخرف ()وكذلك هدف التنمية يف اإلسالم إحداث تطور حضاري شامل

واالجتامعية من خالل تفاعل متوازن بني العوامل االقتصادية .والعقائدية

من خالل االهتامم باإلنسان الذي : أسلوب التنمية يف اإلسالم .٣يمثل نواة اجلهد التنموي وهو لب العملية التنموية ويكون ذلك من خالل توفري املناخ املالئم للتنمية عقائديا وسياسيا واجتامعيا

فاظ عىل وثقافيا، وتوفري مناخ الشورى والعدل واملساواة واحلواالهتامم بالزراعة . املوارد وعدم االستهالك الرتيف والتظاهري

وتوفري حياة كريمة لإلنسان من خالل توفري مسكن مالئم وصحي وغريها من األساليب التي يمكن اإلطالع عليها يف ثنايا

.الكتاب :دور عناصر اإلنتاج في التنميةرص البرشي هو املستفيد من التنمية بام أن العن: دور العنرص البرشي يف التنمية

فيجب أن يكون معدا إعدادا جيدا للقيام بالتنمية من خالل توافر نسبة سكان معقولة تتمتع بقدر من التعليم والصحة واحلرية والتدريب املستمر، ذلك أن اإلنسان هو الذي يقوم بتكوين رأس املال وهو الذي يقوم باستخدامه وهو

٥٢٨

: هي-حسب قول أحد املفكرين املسلمني-تنمية، فالتنمية الذي يرغب يف الليست قضية إمكان مايل، ولكنها قضية تعبئة اإلمكانات االجتامعية، أي اإلنسان

.والرتاب والوقت، يف مرشوع حتركه إرادة حضارية :دور العقيدة اإلنسانية يف التنمية .١

ن هلذا االقتناع الدين هو االرتباط وااللتزام بسلوك معني وفكر خاص ويكوفاإليامن العقدي برضورة . العميق قوة القانون عىل ترصفات الفرد واجلامعة

التنمية يعترب رشطا الزما للنجاح من االنتقال من مرحلة التخلف الشديد إىل مرحلة التقدم ولذا يرجع املؤرخون االقتصاديون إىل العقائد الدينية الفضل يف

فاإلسالم كعقيدة ال يفصل بني شؤون الفرد . يةإحداث االنتعاشات االقتصادالدينية والدنيوية بل كل منها مسخر لآلخر ضامنا لفالح الفرد يف كليهام معا .

:دور اإلرادة اإلنسانية يف التنمية .٢اإلرادة اإلنسانية هي السبيل إىل كشف اإلمكان االجتامعي واحلضاري

ي غياب هذه اإلرادة إىل تبديد وتفجري الطاقات البرشية وتوجيهها بينام يؤداإلمكانات االجتامعية واملالية، فاإلرادة اإلنسانية الصادقة هي التي تقرر مصري

.الشعوب واملجتمعات والدول :دور العمل اإلنساين يف التنمية .٣

العمل اإلنساين هو العنرص األسايس الفعال يف عملية التنمية فهو الذي إىل خطط لالستثامر حترص وتقوم املوارد الفعلية يرتجم قرار البدء يف التنمية –

وحتدد كل األهداف املرجوة وختتار أفضل السبل والوسائل -برشية ومادية

٥٢٩

لتحقيق هذه األهداف، وقد جعل اإلسالم العمل حقا لكل فرد يف املجتمع .املسلم، كام هو واجب عليه

:دور العنصر المادي في التنمية

:عية يف التنميةدور املوارد الطبي .١متثل املوارد الطبيعية جزء هاما من اإلمكان املادي، فهي حتتل مركزا حيويا يف جمال التنمية، وقد جاء ذكر املوارد الطبيعية يف القرآن الكريم يف أكثر من مائة موضع، ومل يأت ذكرها جممال فحسب وإنام فصلها القرآن عىل أنواعها املتعددة

إشارات رمزية لكيفية االستفادة من هذه املوارد وعدم وأشار القرآن إىل وأشار إىل اجلبال وكيفية االستفادة منها -القصد فيها–اإلرساف يف استعامهلا

وعن . وما يستخرج منها، وأشار القرآن إىل أن كل ذلك سخر لإلنسان وخلدمتهام سخرت ، فقد وظفها في"من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر": قالrالرسول

."وما أكلت العافية منها فهي له صدقة": له، لذا أضاف الرسولوقد وضع اإلسالم قواعد وصيغ لتنظيم استغالل املوارد الطبيعية كاملزارعة

.واملساقاة واإلجارة واملرابحة :دور رأس املال يف التنمية .٢

رأس املال هو الشق الثاين للعنرص املادي، وهو يشمل كل مورد طبيعي تلط بجهد برشي، ومل يكن يستهدف االستهالك املبارش، ويقسم يف االقتصاد اخ

الوضعي إىل رأس املال التجاري الذي يستخدم يف املبادالت، ورأس املال

٥٣٠

اإلنتاجي الذي يستخدم يف العملية اإلنتاجية، وداخل هذا التقسيم أيضا ينقسم : قتصاد اإلسالميأما يف اال. إىل رأس مال ثابت ومتداول ورأس مال سائل

فرأس املال هو كل ثروة متقومة رشعا، قد ساهم اجلهد البرشي يف إنتاجها بقصد التنمية، والتنمية يف االقتصاد اإلسالمي تشمل حتقيق التنمية الروحية

وحث اإلسالم عىل العمل وجعله فرض عني، ووضع اإلسالم . واألخالقية معاملية اإلنتاجية وعمل عىل ترشيد أسس الترصف يف الدخل املتولد عن الع

اإلنفاق االستهالكي وحرم االكتناز وأكل األموال بالباطل والربا واالحتكار وحبس السلع وغريها من الوسائل التي تعطل رأس املال أن يؤدي دوره يف

.احلياة :صيغ استثمار رأس المال

. يمها نصأجاز اإلسالم كل أوجه املعامالت االقتصادية ما مل ينزل يف حتر :ومن صيغ استثامر رأس املال

من أهم أنواعها رشكة األموال والوجوه واملضاربة وقد : رشكة العقد -تعرضنا يف ملخصات عديدة هلذه األنواع من صيغ االستثامر يمكن الرجوع

.إليهاويف املبحث الثالث من هذا الفصل تناولت الباحثة مفهوم أسس التوزيع

القسمة والتفريق، أما اصطالحا فيشمل كل من : أنهوالذي عرفته يف اللغة ب. التوزيع الوظائفي، أي توزيع دخل العملية اإلنتاجية عىل من سامهوا فيها

والتوزيع الشخيص أي توزيع الثروة عىل أفراد املجتمع أو الوحدات االقتصادية

٥٣١

وتناولت بالرشح مفهوم التوزيع املهني، والتوزيع اإلقليمي. املكونة له .والتوزيع الدويل، والعنرصي، واجلنيس

:مفهوم وأسس التوزيع في الفكر الوضعيالرتكيز يف االقتصاد الوضعي عىل حتقيق الزيادة يف اإلنتاج والدخل خالل املراحل األوىل للعملية التنموية أكثر أمهية من االلتفات إىل اجلوانب التوزيعية

الهتامم باإلنتاج وهو ال يتمسك أما الفكر االشرتاكي ينصب عىل ا. للتنمية .بنظرية بعينها يف التوزيعتتحدد أنصبة األفراد من الثروة القومية ومستويات : التوزيع الشخيص

حيث يؤمن الفكر . دخوهلم وفقا ملفهوم التوزيع الشخيص السائد يف املجتمعالرأساميل باحلرية االقتصادية املطلقة للفرد وحماولة عالج االختالالت

.فالفكر االشرتاكي يعطي امللكية اجلامعية األولوية. الرضائبب: أما أسس التوزيع يف الفكر الوضعي، تقوم يف الفكر االشرتاكي عىل أساس

كل حسب طاقته ولكل حسب ما بذله من جهد، أي حماولة ربط األجر أما . باإلنتاجية، ويف الفكر الشيوعي من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته

إن لكل عنرص من عنارص اإلنتاج : ر الرأساميل يقوم التوزيع عىل أساسيف الفك .نصيبه وفقا لندرته النسبية، ودوره يف العملية اإلنتاجية

ويتم التوزيع الوظائفي يف االقتصاد الوضعي وفقا ملعيار الندرة النسبية ينام فيحصل رأس املال عىل الفائدة، واألرض عىل الريع، واملنظم عىل الربح، ب

.حيصل العامل عىل األجر

٥٣٢

:مفهوم وأسس التوزيع في الفكر اإلسالميالتوزيع يف اإلسالم هو اشرتاك كل البرش فيام سخر اهللا سبحانه هلم من ثروات

إن مفهوم . يف األرض ورضورة حصوهلم عىل نصيبهم من ناتج عوامل اإلنتاج أفراد املجتمع املسلم يف التوزيع يف اإلسالم يقوم عىل أساس املساواة املطلقة بني

وبالتايل . حق توفري احلاجات األساسية التي متثل مستوى الكفاية لكل فردتصبح العدالة احلقيقية يف التوزيع هي وجود التفاوت املقيد بني أفراد املجتمع

ويكون هذا التفاوت تفاوتا . بعد حتقيق املساواة املطلقة بينهم يف مستوى الكفايةنى، وحمكوما من حيث مداه بضوابط الرشع اإلسالمي، ويعتمد يف درجة الغ

التوزيع الشخيص يف االقتصاد اإلسالمي عىل معيار امللكية، فهي ملكية مجاعية وملكية خاصة لباقي املوارد، مقيدة . للمسلمني بالنسبة للموارد ذات النفع العام

مي يتم وفقا للجهد بالضوابط الرشعية أما التوزيع الوظيفي يف االقتصاد اإلسال .املبذول واملخاطر املحتملة مع أخذ احلاجة كمعيار

ويف الباب الثاين الذي تناول األثر اإلنامئي للزكاة، قسمته الباحثة إىل ثالثة :الزكاة ومصادر التمويل والذي بدأته باآليت: فصول تناولت يف الفصل األول

:تمويل التنمية في الفكر الوضعي الفكر الوضعي توفري رؤوس األموال رشطا أساسيا إلمكانية يرى اقتصاديو

:القيام بالتنمية وتشمل

٥٣٣

من خالل االدخار، ويكون اختياريا حسب : التمويل املحيل . أاملعاشات، والتأمينات، والقروض : رغبة وقدرة الفرد، وإجباريا مثل

.اإلجبارية، واإلصدار اجلديد، والرضائبملنح واهلبات والقروض طويلة مثل ا: التمويل اخلارجي . ب

األجل، وتعترب املخاطر السياسية إحدى السلبيات اهلامة لالعتامد عىل التمويل اخلارجي يف القيام بالعملية التنموية بام متارسه من ضغوط هتدد

. االستقالل السيايس واالقتصادي للدول املقرتضةي بتعدد متيز النظام املايل اإلسالم: متويل التنمية إسالميا -

موارده، فنجد فيه الغنائم والفيء، واخلراج، واجلزية، والعشور وموارد متويل التنمية يف االقتصاد اإلسالمي هي . والصدقات والزكاة

:الفائض االقتصادي للموارد وتناولتها الباحثة بالرشح يف النقاط التاليةهو أصل املال وأطيبه : والفائض يف اللغة: الفائض االقتصادي -

ويف القرآن الكريم هو . خيار اليشء وأجوده وهو الفضل واملعروفوويسألونك ماذا ينفقون قل العفو (: العفو أي ما يفضل عن أهلك

كذلك يبني اهللا لكم اآليات لعلكم تتفكرون ، ويف )٢١٩: البقرة() ر فليعد به عىل من ال ظهر له، من كان عنده فضل ظه": rالسنة قوله

: ويف االصطالح. "ومن كان عنده فضل زاد فليعد به عىل من ال زاد لهالفضل من املال هو ما كان زائدا عن حاجة الفرد وحاجة من يعوهلم . وال يؤدي إىل اضطراب يف حياته، وال يف حياهتم احلارضة واملستقبلية

٥٣٤

ناتج القومي عن حاجات ويف االقتصاد الوضعي، هو ما يزيد عن ال .االستهالك القومي

:املوارد الرشعية -يسألونك عن [الغنيمة هي املال املأخوذ من الكفار بالقتال : الغنائم .١

األنفال قل األنفال هللا والرسول فاتقوا اهللا وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا اهللا ورسوله إن كنتم مؤمنني وبني املوىل ، )١: األنفال( ]

واعلموا أنام غنمتم من يشء فأن هللا مخسه [: كيفية تقسيمها يف قوله وللرسول ولذي القربى واليتامى واملساكني وابن السبيل إن كنتم

آمنتم باهللا و ا عىل عبدنا يوم الفرقان يوم التقى اجلمعان واهللا ما أنزلن عىل كل يشء قدير وهذا املورد املايل مرتبط بظروف ، )٤١: األنفال( ]

احلرب والقتال مع الكفار وهي ليست من األمور الدورية، لذا فإن هذا املورد يعتربا استثنائيا فال . يعول عليه كثريا يف متويل التنمية

وما أفاء اهللا عىل رسوله منهم فام أوجفتم عليه من خيل وال [: الفيء .٢ ركاب ولكن اهللا يسلط رسله عىل من يشاء واهللا عىل كل يشء قدير ما

أفاء اهللا عىل رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى واملساكني وابن السبيل كي ال يكون دولة بني األغنياء منكم

وما آتاكم الرسول فخذوه وما هناكم عنه فانتهوا وا تقوا اهللا إن اهللا شديد العقاب أي هو ما أخذ من الكفار من غري ، )٧-٦: احلرش(]

٥٣٥

قتال وال إجياف خيل وال ركاب، كام حصل لبني النضري، وليس يف .الفيء مخس ولكنه جلميع املسلمني

هو كل يشء خيرجه القوم يف السنة من ماهلم بقدر معلوم: اخلراج .٣ والغلة، وأول من وضع اخلراج يف اإلسالم هو أمري وهو الكرار

حني رفض تقسيم األرض بني من yاملؤمنني عمر بن اخلطاب ومل يكن مورد اخلراج موردا ضئيال التساع الفتوحات . فتحها

.اإلسالمية وتزايد األرض اخلراجيةاجلزية مبلغ من املال يفرض عىل من دخل يف ذمة املسلمني من : اجلزية .٤

قاتلوا الذين ال يؤمنون باهللا وال [: الكتاب وغريهم لقوله تعاىلأهل باليوم اآلخر وال حيرمون ما حرم اهللا ورسوله وال يدينون دين احلق

من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا اجلزية عن يد وهم صاغرون [ أما املوارد املالية ذات االنسياب املنتظم التي نص ، )٢٩: التوبة(

الكتاب والسنة الرشيفة وإمجاع الصحابة عىل رضورة بذهلا بصفة .دورية يف مواعيد حمددة

هو مبلغ يؤخذ عىل التجارة املارة بأرض املسلمني وحتصل : العشور .٥ذمة نصف العرش، ومن أهل من املسلمني ربع العرش، ومن أهل ال

ويشرتط يف األموال املعدة للتجارة أن تبلغ النصاب . احلرب العرش .وهو ما قيمته مائتي درهم أو عرشون مثقاال

٥٣٦

وإن كان يتم –الصدقات إنفاق غري حمدد القدر، وهي : الصدقات .٦إنفاقها اختياريا وتطوعا إال أن اإلسالم حث عليها، ورغب يف -

من ذا الذي يقرض اهللا قرضا حسنا فيضاعفه له [اإلقبال عليها أضعافا كثرية وهي تتنوع بني إخراج حق الزرع بعد ) ٢٤٥: البقرة(]

حصاده، وحق املاعون، والتكافل بني املسلمني، وحق إطعام املسكني .واليتيم، وحق الضيف، وحق اجلار

أركان اإلسالم، وهي الفريضة املالية هي الركن األوسط من: الزكاة .٧وهي حق فرضه اخلالق . األساسية التي يقوم عليها املجتمع اإلسالمي

.سبحانه وتعاىل يف كل مال بلغ نصابا، وحال عليه احلول

من هذا الفصل دور الزكاة يف متويل املبحث الثالثوتناولت الباحثة يف مويل التنمية، وهي حتتاج فقط التنمية، وقالت أن الزكاة مورد منتظم لت

الستقضاها إيقاظ الضمري املسلم بإقامة رشع اهللا ومتثل طاعة للموىل تعاىل خذ من أمواهلم صدقة تطهرهم [مأمورة الدولة بتحصيلها من املسلمني

وتزكيهم هبا وصل عليهم إن صالتك سكن هلم واهللا سميع عليم : التوبة(] فالزكاة فرض واجب األداء، دائام بدوام املال الذي جيب فيه، وقد أرسى ، )١٠٣

الرشع العديد من اإلجراءات التي تضمن انسياب الزكاة يف انتظام، والتزام :املسلمني كافة بإخراجها يف سهولة ويرس ومن ذلك

٥٣٧

زكاة، وأوضح مواقيت فقد حدد القرآن وعاء ال: معلومية الزكاة .١إخراجها وبينت السنة تبيان نصاب ومقدار الزكاة وربطت الرشيعة

.بني وعاء الزكاة وأوجه إنفاقهفهي ال تؤخذ إال من املال املعد للنامء بعد ترك ما : أيرسية أداء الزكاة .٢

حيتاج إليه املرء ملعاشه وعمله، وبالتايل ال تشكل عبئا عىل مؤدهيا وال ملكه من أموال يوجهها لالستثامر، فيعمل عىل إخراجهاعىل ما ي

طيبة هبا نفسه دون إجهاد ملوارده املالية، وتؤخذ الزكاة من وسط املال ال من أفضله وال من أبخسه، وذلك إبقاء عىل احلافز املادي

.لإلجادة والتنمية :الزكاة مورد مناسب لتمويل التنمية

والزكاة . ملن يقوم عىل مجعها وجبايتهافهي منتظمة االنسياب وتعطي حوافز كفرض ديني مل تفرض عىل مال دون آخر، إذ ال تعترب مال دون آخر مصدرا

أساسيا للثروة يف االقتصاد اإلسالمي، وإنام جعلت كل األموال حمال هلا بغض –وطاملا اتسمت بالنامء فعال أو تقديرا –النظر عن مالكها، طاملا كان مسلام .

ام الزكاة في تطبيق إستراتيجية االعتماد على الذات في تمويل إسه :التنمية

حيث إن التطبيق األمني لفريضة الزكاة، يوفر يف كافة الظروف ما حيتاج إليه .املجتمع ككل، ويستغنى به عن االعتامد عىل غريه من املجتمعات

٥٣٨

بارشة للزكاة يف اآلثار امل: وتناولت الباحثة يف الفصل الثاين من الباب الثاينإن الزكاة تؤثر يف مستوى النشاط من ثالثة : وقالت:مستوى النشاط االقتصادي

:أوجه وهي :حماربة االكتناز .١

يا أهيا [الكنز عند العرب اسم املال إذا أحرز يف وعاء، ويف القرآن الكريم وا إن كثريا من األحبار والرهبا الذين آمن اس بالباطل ن ليأكلون أموال الن

ويصدون عن سبيل اهللا والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقوهنا يف سبيل اهللا فبرشهم بعذاب أليم يوم حيمى عليها يف نار جهنم فتكوى هب* ا جباههم

وجنوهبم وظهورهم هذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون : التوبة( ]ما من صاحب كنز ال ": rويف احلديث الرشيف قال رسول اهللا ، )٣٥-٣٤

يؤدي زكاته إال أمحي عليه يف نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى هبا جنباه وجبينهثم يرى سبيله إما . حتى حيكم اهللا بني عباده يف يوم كان مقداره مخسني ألف سنة

وجتمع اآلراء عىل رضورة اجتناب الكنز، وأقل درجاته "إىل اجلنة وإما إىل النار .إخراج الزكاة املفروضة

وجيمع االقتصاديون عىل مضار االكتناز إذ نجد أن ختلف املوارد االقتصادية العملية اإلنتاجية وبقاءها يف صورة عاطلة من أهم سامت عن املسامهة يف

االقتصاديات املتخلفة، حيث يؤدي ترسب هذه املوارد من دورة الدخل وقد وضع . واإلنتاج إىل عجز النشاط اإلنتاجي من الوصول إىل أفضل مستوياته

اإلسالم املبادئ التي تؤدي إىل عدم ظهور االكتناز أصال، واعتربه ترصفا

٥٣٩

ومتارس الزكاة دورها يف حماربة االكتناز من . مناقضا ألصول الرشيعة والدينخالل معاجلة النواحي النفسية واالجتامعية للمكتنزين، فهي تعمل عىل ختليصهم مما يرنو عىل قلوهبم من قسوة نحو أقراهنم نتيجة ما يكتنزون من

يمليه عليه صاحبه الثروات، وبذلك فالزكاة وقاية لنفس املسلم من الشح وما .من أثره

:احلث عىل االستثامر .٢بعد أن استعرضت الباحثة معنى االستثامر يف الفكر الوضعي والفكر اإلسالمي أشارت إىل دور الزكاة يف حتسني توقعات رجال األعامل بالنسبة ملستوى النشاط االقتصادي املستقبيل، أي رفع الكفاية احلدية لرأس املال، وذلك

توقع ارتفاع اإليرادات املستقبلية نظرا التساع السوق الناتج عن إعادة من خاللتوزيع الدخل يف صالح الطبقات الفقرية ذات امليل املرتفع لالستهالك، فهذا األثر الرتاكمي للزكاة عىل جانب الطلب يكون له أثره يف حتسني التوقعات

أو تثامر التطوعياخلاصة باإليرادات املستقبلية، كذلك يؤدي وجود االساخلريي، وإعفاء األموال املستثمرة يف أصول ثابتة من الزكاة، وقناعة املستثمر املسلم بمعدالت ربح متواضعة، مع توفري ضامنات للغارمني من املستثمرين، إال أن كميات االستثامر التي تنساب عند كل معدل ربح متوقع تكون أكرب يف

قتصاديات غري اإلسالمية، نجد أن دالة االستثامر االقتصاد اإلسالمي عنها يف اال .يف االقتصاد اإلسالمي أعىل منها يف أي اقتصاد آخر

٥٤٠

:احلث عىل اإلنفاق .٣يسهم اإلنفاق االستهالكي والتطوعي والعسكري واحلكومي يف رفع -

.مستوى النشاط االقتصاديتلعب فريضة الزكاة دورا هاما يف زيادة اإلنفاق الكيل الذي ي - تجه

.أساسا إىل السلع الرضورية والتحسينيةتتميز دالة االستهالك يف االقتصاد اإلسالمي بأهنا تبدأ من مستوى -

.مرتفع يمثل استهالك الكفايةإن تطبيق فريضة الزكاة جيعل امليل احلدي لالستهالك يف االقتصاد -

اإلسالمي أعىل منه يف أي اقتصاد آخر، ويرفع من القدرة االستيعابية .لالقتصاد

إن ضوابط االستهالك يف االقتصاد اإلسالمي متيل إىل ختفيض امليل - .املتوسط لالستهالك يف املدى الطويل

اآلثار اإلنمائية غير المباشرة للزكاة في مستوى النشاط : الفصل الثالث :االقتصادي

: زيادة التشغيل .١ة الذين يطلبون يتمثل مستوى التشغيل يف اقتصاد ما، يف أفراد القوة العامل

عمال وجيدونه، فيضطلعون به، والتشغيل الكامل هو الوضع الذي حيصل فيه عىل عمل كل من أراد العمل بمعدالت األجور السائدة، وذلك دون صعوبة

وتسهم الزكاة يف رفع . كبرية، أي الوضع الذي ال توجد فيه حاالت بطالة

٥٤١

ساكني يسهم يف زيادة مستوى مستوى إنتاجية العنرص البرشي فسهم الفقراء واملالتشغيل واالرتفاع بنوعيته، وتسهم الزكاة يف زيادة الطلب الفعيل وتوفري فرص عمل جديدة مما يسهم يف التخفيف من البطالة االحتكارية واإلجبارية وكذلك

.ترفع الزكاة من نوعية القوة العاملة من حيث القدرة اإلنتاجية والتدريب :التقلباتمحاية االقتصاد من .٢

إن دراسات اقتصادي الفكر الوضعي يف جمال الدورات االقتصادية كانت كلها حلوال ملواجهة أزمة اقتصادية قائمة فعال، ومن ذلك مقرتحات "كينز"

عن طريق قيام الدولة باالستثامرات العامة، ورضورة تنيايالثالثملواجهة أزمة . يف صالح الطبقات الفقريةختفيض سعر الفائدة، وإعادة توزيع الدخول

بضخ قدر من اإلنفاق العام إلخراج االقتصاد من مرحلة " هانسن"ومقرتحات .الركود

تفادي -الزكاة–أما االقتصاد اإلسالمي، فيستطيع من خالل أداته الرئيسة حدوث مثل هذه األزمات االقتصادية، من خالل التطبيق املستمر للزكاة، وما

بإعادة توزيع الدخول، وحتويل املدخرات إىل استثامرات حتدثه من آثار خاصةوحتسني توقعات احلصيلة املستقبلية لرأس املال، وتوفري مستويات عالية من

وعىل ذلك، فإن التطبيق األمني للزكاة . التشغيل، والقيام باالستثامرات املبارشةيضمن لالقتصاد اإلسالمي مسارا مستقرا متوازنا بعيدا عن األ زمات والدورات

.االقتصادية أكثر منه يف أي اقتصاد آخر

٥٤٢

:مضاعف الزكاة .٣يعرف املضاعف بأنه نسبة التغري يف الدخل القومي إىل التغري يف اإلنفاق الذي أحدثه، ذلك أن التغري يف اإلنفاق االستهالكي أو االستثامري سواء بالزيادة أو

لقومي، وهو ما يعرف بأثر النقصان يؤدي إىل تغريات مضاعفة يف الدخل امثل الذين [: ولقد أصل اإلسالم مفهوم املضاعف يف قوله تعاىل. املضاعف

ابل يف كل سنبلة مئة حبة ينفقون أمواهلم يف سبيل اهللا كمثل حبة أنبتت سبع سن ملن يشاء و واهللا يضاعف اهللا واسع عليم ، وهذه املضاعفة )٢٦١: البقرة(]

املرتتبة عىل اإلنفاق يف سبيل اهللا، ليست قارصة عىل ثواب اآلخرة، وإنام تتحقق بصورة مادية يف احلياة الدنيا يف صورة ارتفاع الدخل القومي بأضعاف مضاعفة

االستهالكي وال يقترص مضاعف الزكاة عىل اإلنفاق . ملقدار اإلنفاق األولكذلك يدعم . وحده، وإنام تتجه كذلك إىل تدعيم جماالت االستثامر املختلفة

مضاعف الزكاة انخفاض الترسبات من دورة الدخل نظرا لتحريم االكتناز يف االقتصاد اإلسالمي، مما يضمن توجيه كل الدخل الناتج عن توزيع الزكاة عىل

بأنواعها وكذلك جماالت اإلنفاق مصارفها إىل جماالت اإلنفاق االستهالكي .االستثامري

:ويناقش الباب الثالث األثر التوزيعي للزكاة من خالل فصلني :الزكاة وتوفير حد الكفاية: الفصل األول

:مفهوم حد الكفاية .١

٥٤٣

إن لك أال [: كفاه مؤنته، يكفيه كفاية، ويف القرآن الكريم: الكفاية يف اللغة جتوع فيها وال تعرى وأنك ال تظمأ فيها وال تضحى ويف السنة ، )١١٩: طه(]

.النبوية الرشيفة، تؤكد أن كفاية اجلائع من أفضل األعامل يف اإلسالمأما الفقهاء يقسم رأهيم إىل . إطعام اجلائع ونجدة من تعرفه ومن ال تعرفه

ا من املال، ويرى فيه توفري حد فقد أوجب مبلغا معين: اجتاهني، االجتاه األولفهو الذي مل حيدد مبلغا نقديا يمثل حد الكفاية، وإنام : أما االجتاه الثاين. الكفاية

.يرى إعطاء مقدار الكفاية للمستحق دون حد معلوم) مبلغ(مما سبق يمكن القول بعدم التضييق الشديد من خالل االلتزام برقم

وذلك أن رشيعة اإلسالم واحدة . دودمعني، وكذلك عدم التوسيع دون حومن هنا يمكن القول بأن حد الكفاية . السامت واخلصائص، فهي رشيعة وسط

هو ذلك احلد الذي يكفي مؤنة الفرد وعياله من احلاجات األساسية واحلاجية والتحسينية، دون إرساف أو تقييد، مع مراعاة الظروف التي يعيشها املجتمع

رخاء وضيقا، واحلاجات التي درج أفراد املجتمع إىل عىل املستوى العام، .االحتياج إليه

:حد الكفاية في االقتصاد الوضعي. املجتمعات غري اإلسالمية تعاين من اختالل مزمن يف األوضاع التوزيعية

فعىل الرغم مما حققته معظم هذه املجتمعات من تقدم اقتصادي ملموس، إال أن . ألعداد كبرية من أبنائها-أو حد الكفاف– الكفاية ذلك مل ينجح يف توفري حد

وقد نبهت االحتياجات املتتالية هلذه الكثرة الفقرية إىل رضورة اختاذ السياسات

٥٤٤

. الالزمة لتحقيق قدر معقول من العدالة االجتامعية بني أبناء املجتمع الواحدسرتاتيجيات غري أن التطبيق الفعيل أثبت فشل دراسات اهليئات واللجان، واال

ويرجع ذلك إىل العقيدة التي تعتنقها هذه . املقرتحة يف التعديل من هذا الوضعاملجتمعات، والتي تقوم عىل توزيع الدخل القومي وفقا للندرة النسبية لعنارص

وقد يدل ذلك أيضا عىل عدم إيامن مقرتحي . اإلنتاج وقدرهتا عىل املساومة .فعليا هباومطبقي هذه السياسات التصحيحية :حد الكفاية في الدولة اإلسالمية

توفري الكفاية لكل فرد يف املجتمع من احلاجات األساسية هو أصل من أصول املجتمع املسلم فهو حق يتساوى فيه كل املقيمني ال فرق بينهم لدين أو

ويرتبط حجم احلاجات األساسية الذي يتم توفريه ارتباطا طرديا باملوارد . سن حة للمجتمع، وهيدف أساسا إىل حتقيق حد الغنى، وليس جمرد توفري املتا

ولذا فإن ثمرة التقدم االقتصادي تتوزع بني . احلاجات األولية لإلبقاء عىل احلياةمجيع أفراد املجتمع فرتفع من مستوى إشباع حاجاهتم املادية واملعنوية دون أن

.تكون قارصة عىل فئة معينة بني توفري حد الكفاية وحتقيق التنمية من خالل النقاط وهناك عالقة تبادلية

:التالية .توفري حد الكفاية وزيادة الطلب الفعال .١

فضامن انتظام حصول املحتاجني عىل الدخول النقدية يؤدي ذلك إىل وجود طلب فعال مدعم بالقوة الرشائية مما يؤدي إىل السعي ملقابلة هذا الطلب بقوة

.إنتاجية

٥٤٥

لكفاية وأدوات اإلنتاج املتاحةتوفري حد ا .٢فإمداد الفقراء بوسائل اإلنتاج املناسبة هو من الرضوريات التي تعدل الطعام

.والرشاب حتى نرفع من مستواهم االقتصادي من خالل جمهودهم اإلنتاجي حد الكفاية وتوفري املناخ املالئم للعملية التنموية .٣

كفاية للقائمني عليه وللعامة فمن عوامل استتباب أمن الدولة توفري حد العىل السواء فإن توسيع املعاش، والسكن املناسب، وسبل االنتقال، واملرافق

من شأنه إشاعة األمن -هي مجيعا من الكفاية–ورصف املكاره عن العامة بينهم، واتقاء الفتن واالضطرابات

حد الكفاية ورأس املال البرشي .٤ وصحة وغذاء جيد يعترب استثامرا برشيا فتوفري احلاجات األساسية من تعليم

.يوفر القدرات واملهارات الرضورية للعملية اإلنامئية

وفيام ييل تناقش الباحثة دور الزكاة يف توفري حد الكفاية من خالل النقاط :التالية الزكاة وتوفري حد الكفاية لكل أفراد املجتمع .١

أفراد املجتمع صغريهم فإن ترشيع الزكاة تضمن توفري حد الكفاية لكل وكبريهم، مسلميهم وأهل الذمة فيهم ، وكذلك كفاية من يقومون بشؤون

كام يستعني فيها القادرين . الزكاة من إحصاء وتدوين وجباية وحفظ .واملوسومني يف حاالت اإلفالس والفقراء واملساكني وابن السبيل

٥٤٦

عنويةالزكاة وتوفري احلاجات األساسية للمسلمني املادية وامل .٢عن طريق توفري احلاجات األساسية للمسلمني مجيعا مادية ومعنوية وتوفري

.مستوى املعيشة املالئم لإلنسان املستخلف يف عامرة البالد كفاية أموال الزكاة لتوفري حد الكفاية يف املجتمع اإلسالمي .٣

ني حrإن التطبيق األمني لفريضة الزكاة، من شأنه حتقيق ما تنبأ به الرسول فقد روى اإلمام البخاري يف . أخرب عن زمن يستغني فيه الناس عن الصدقة

: جامعه الصحيح يف كتاب الزكاة بسنده عن حارثة بن وهب اخلزاعي قالتصدقوا فإنه يأيت عليكم زمان يميش الرجل ": يقولrسمعت رسول اهللا

ا اليوم فال بصدقته فال جيد من يقبلها يقول الرجل لو جئت باألمس لقبلتها فأمومل يطل الزمان كثريا حتى أدرك املسلمون هذا الغنى، ومل يوجد ). حاجة يل هبا

وذلك حني استقر هبم األمر وهتيأ هلم حكم . يف جمتمعهم من يستحق الصدقة .yعادل وخالفة راشدة، وذلك يف عهد عمر بن عبد العزيز

ارتباط حد الكفاية بموارد الزكاة ضيقا واتساعا .٤ أن يصبح حتقيق حد الكفاية رشطا أساسيا لقيام املجتمع اإلسالمي بمعنى

جيب أال يفرط يف حتقيقه حتت أي ظرف من الظروف، ويصبح من الرضوري وهو . مواجهة أي أزمات أو ظروف استثنائية يتعرض هلا املجتمع أو أحد أفراده

.جتامعيما يوفره الترشيع اإلسالمي من خالل العمل عىل حتقيق التكافل اال

ويبدأ الزكاة وحتقيق التكافل االجتامعي، ويناقش الفصل الثاين من هذا الباببأنه التفاعل الذي حيدث بني أفراد : الفصل بتعريف التكافل االجتامعي يف اللغة

٥٤٧

وتعاونوا عىل الرب والتقوى[: ويف القرآن الكريم. اجلامعة أو اهليئة الواحدة ويف ]املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال ": r الرشيف يقول رسول اهللا احلديثأن يكون آحاد الشعب يف كفالة مجاعتهم، وأن : أما التكافل اصطالحا. "يسلمه

.يكون كل قادر أو ذو سلطة كفيال يف جمتمعه يمده باخلري :التكافل االجتماعي في االقتصاد الوضعيعي يف جمتمعات االقتصاد الوضعي قد خلصت الباحثة إىل أن التكافل االجتام

تطور كرد فعل للظروف االقتصادية والسياسية واالجتامعية فوصلت إىل مرحلة إال أن هذه . أفضل يف توفري اإلعانات املادية واخلدمات الصحية ألفراد املجتمع

املساعدات ال تغطي كل أفراد املجتمع، وتعتمد إىل درجة كبرية عىل املستفيدين األعامل والدولة من حصيلة الرضائب، كام أن هذا التأمني ال يقابل من وأرباب

األزمات االقتصادية، إال تلك املرتتبة عىل البطالة أو املتعلقة بالعاملني، باإلضافة .إىل أن املساعدات املقدمة إىل املحتاجني تتوقف عند توفري حد الكفاف هلم

:التكافل االجتماعي في الدولة اإلسالميةعتمد التكافل االجتامعي يف الدولة اإلسالمية عىل اإلدراك الواعي ملركز ي

فاملال ملك هللا، واإلنسان مستخلف . اإلنسان ووظيفة املال يف املجتمع املسلمعىل هذه النعمة، فهو ليس مالكا أصليا هلا، مما جيعل هذا املال ملكا لكل

املجتمع املسلم هو كفالة كل وعىل ذلك فإن األساس الذي يقوم عليه. املسلمنيفرد فيه إذا ما تعرض ألزمة أو طارئ هتدد كفايته، فهم مجيعا سواء فيام أنعم اهللا

.عليهم من نعم، وفيام رزقهم من خريات يتآزرون هبا يف الشدائد واملحن

٥٤٨

ويناقش املبحث الثاين من هذا الفصل أثر التكافل االجتامعي عىل مستوى :ن خالل ثالث حماور هيالنشاط االقتصادي م

حيث يساهم التكافل :التكافل االجتامعي وتوفري موارد التنمية .١االجتامعي، خاصة كام جاءت به الرشيعة اإلسالمية، يؤدي إىل دعم النشاط التنموي بام حيتاج من رؤوس أموال، فال يتأخر مرشوع

.اقتصادي أو نشاط إنتاجي لعدم توافر األموال الالزمة له فتوفري الرعاية االجتامعية :ل االجتامعي وتوفري االستقرارالتكاف .٢

واملالية والتواصل والرتاحم وحل األزمات وكبح مجاح التضخم وتوفري القروض احلسنة وغريها من الوسائل احلميدة تساعد عىل

.توفري االستقرار واهلدوء يف جنبات الوطنلتكافل االجتامعي إن توفري ا:التكافل االجتامعي ورأس املال البرشي .٣

يضمن أفضل مستوى لألداء -وخاصة من خالل ترشيع الزكاة –االقتصادي ملن تم تأمني ما وصل إليه من مستوى الكفاية ضد . األزمات والطوارئ، وملن يتحرر من ربقة الدين والرق واجلائحة

ويتضح لنا هنا أن هدف ومربرات التكافل االجتامعي يف اإلسالم يف االقتصاديات الوضعية، حيث إن كفالة املسلم واجبة ختتلف عنها

عىل الفرد والدولة بمقتىض أمانة االستخالف، فإن ترقية ومحاية كيان اإلنسان وآدميته والقضاء عىل كل أسباب اخلوف والقلق التي حتد من

٥٤٩

عطائه، وتعرقل قدراته، هي جزء من واجب العامرة، وليس جمرد .برشياستثامر يف رأس املال ال

ويناقش املبحث الثالث من هذا الفصل دور الزكاة يف حتقيق التكافل :االجتامعي من خالل النقاط التالية

.الزكاة أول مؤسسة شاملة للتكافل االجتامعي .١فهي تشمل األفراد وأنواع الطوارئ التي تقوم بتغطيتها، وهي تبذل طاعة هللا

ا، وهي رضيبة تكافل اجتامعي جل شأنه وهي فريضة معلومة ال تعطى جزافيثاب صاحبها وهي منفعة للمسكني وابن السبيل والغارم والعامل عليها والفقراء، وتساعد كل ذي حاجة عىل قضاء حاجته، فهي تشمل مجيع أفراد

.املجتمع طاملا تعرض أحدهم ألزمة أو عارض :كفالة الزكاة للمنكوب بكارثة .٢

بحيث يعوض بام يصل به إىل حالته قبل مثل الغارم أي املفلس أو املريض . األزمة :دور الزكاة يف كفالة الغارم بدين .٣

ومل يكتف بأداء الديون . فإن للغارم أن يسأل عن ما يسد به دينه، وإن كان غنياعن األحياء وحدهم بل امتد يف بعض احلاالت إىل قضاءها عن األموات، حتى

.تربأ ذمتهم أمام اهللا سبحانه وتعاىل

٥٥٠

:دور الزكاة يف حتقيق التكافل بني املناطق اإلسالمية .٤فإذا استغنى أهل البالد عن الزكاة، كلها أو بعضها، النعدام األصناف املستحقة أو لقلة عددها ووفرة حال الزكاة، جاز نقلها إىل غريها أو إىل اإلمام

ويف ذلك أسمى آيات التكافل ليس بني أفراد . ليترصف فيها حسب احلاجةملجتمع الواحد، والبلد الواحد فحسب، وإنام بني املسلمني كافة فإهنم أخوة يف ا

الدين، ال جيوز ظلم أحدهم والتقاعس عن كفالته، إذا ما نزلت به حاجة .شديدة

ويف النهاية إن تطبيق الزكاة تطبيقا أمينا هو سبيل اخلالص للمجتمع . وقت ممكناإلسالمي من براثن التخلف بأشمل طريقة، ويف أقل

٥٥١

.معجم المصطلحات االقتصادية في لغة الفقهاء: اسم الكتاب -٤٢ نزيه حماد. د. أ: المؤلف، ١ص، ط ٣٠٨المعهد العالمي للفكـر اإلسـالمي، : فيرجينيا: الناشر١٩٩٣.

وهو الكتاب اخلامس يف سلسلة املعاجم واألدلة والكشافات، وهذا الكتـاب هلجاء، ويتضمن سائر املصطلحات الفقهية الدائرة مصنف ومرتب عىل حروف ا

عىل ألسنة الفقهاء يف إطار الفكر والنظام االقتـصادي، وهـو يتعـرض للداللـة االصطالحية ويبني ما إذا كانت حمل اتفاق الفقهاء أو اختالفهم، ومـدى تبـاين

إن كانت معناها يف استعامالهتم املختلفة، ويشري إىل املذاهب املتداولة عند فقهائه مذهبية، وما يقابلها من ألفاظ عند الفقهاء اآلخرين إن وجـد، وذلـك بـصورة

بأسـلوب سـلس قريـب إىل . موثقة أمينة معتمدة عىل املصادر واملراجع املعتربةاألفهام، وعبارة واضـحة سـهلة تبـني املـراد دون عنـت وال عنـاء، ومـن غـري

والفصاحة التي تتميـز هبـا اقتضاب خمل أو إسهاب ممل، مع االحتفاظ باجلزالة .املعاجم وتتحىل هبا الصناعة الفقهية البديعة

إن اهلدف البعيد هلذا املصنف، وما يتبعه عىل الطريق، هو وصل ما انقطع من أوارص وصالت بني مدونات تراث املسلمني والعلامء والباحثني املعـارصين يف

.صاملجال االقتصادي بوجه عام، واإلسالمي منه بوجه خا

٥٥٢

:نامذج معرفة بالكتابثالثة ونبني فيام ييل :المنابذة

. نبذ اليشء من يده؛ طرحه ورمى به: يقال. املنابذة لغة من النبذ، وهو اإللقاء .وهو من ذلك، ألنه طرح له. نقضه: ونبذ العهد

:وقد اختلف الفقهاء يف تفسري بيع املنابذة عىل أربعة أقوالالرجل ثوبه، وينبذ اآلخر إليه ثوبه، ويكون ذلك أن ينبذ الرجل إىل )أحدهم(

.وهو قول مالك. بيعهام من غري نظر وال تراض أن يتساوم الرجالن يف سلعة، فإذا نبذها البائع إىل املـشرتي وجـب )والثاين(

.قاله احلنفية. البيع بينهام، ولزم املشرتي البيع، فليس له أال يقبلوهو . أي ثوب نبذته، فقد اشرتيته بكذا: أن يقول البائع للمشرتي)والثالث(

.ظاهر كالم أمحدإذا نبذته إليـك أو نبذتـه إيل، فقـد بعتـه : أن يقول البائع للمشرتي)والرابع(

.وهو قول الشافعي. بكذاويالحظ يف الصورة األوىل والثالثة جهالة املبيع بالنسبة للمشرتي، ويف الثانية

ب إليه، ويف الرابعة جعل املتبايعني نفس النبذ تعليق العقد عىل رشط هو نبذ الثوبيعا، اكتفاء به عن الصيغة .

:عربونهو أن يشرتي الرجـل : يف اللغة واستعامل الفقهاء-أو العربان–بيع العربون

السلعة ويدفع للبائع مبلغا من املال، عىل أنه إن أتم البيع حسب ذلك املبلغ مـن .الثمن، وإن مل يتم، كان للبائع

٥٥٣

:شركة الدينمن عني أو حـق (تنقسم رشكة امللك عند الفقهاء إىل رشكة دين ورشكة غريه

فهي أن يكون الدين مستحقا الثنـني فـأكثر، كامئـة : فأما رشكة الدين) أو منفعةوعـىل ذلـك عرفهـا . دينار يف ذمة تاجر جتزئة ألصحاب الـرشكة التـي يعاملهـا

ا بسبب من أسباب امللكهي أن يملك ا": الفقهاء بقوهلم ."ثنان فأكثر دين

٥٥٤

دراسة للنقود والمـصارف : نحو نظام نقدي عادل : اسم الكتاب -٤٣ .والسياسة النقدية في ضوء اإلسالم

محمد عمر شابرا. د.أ: المؤلفالمعهد العالمي للفكر اإلسالمي، بالتعاون مع دار البشير للنشر : الناشر

.١٩٩٩، ٢ص، ط٤٠٤اض، والتوزيع، الريالكتاب دراسة علمية شاملة ألهـداف النظـام النقـدي اإلسـالمي وطبيعتـه

هل اإلسـالم حـرم الفائـدة : وعملياته ويناقش الكتاب عددا من األسئلة أمههافعال؟ وإذا كان كذلك، فام احلكمة من هذا التحريم؟ وهل يمكن لالقتـصاد أن

لـك عـىل ختـصيص املـوارد واالدخـار يعمل بدون فائدة؟ ومـاذا يكـون أثـر ذشـابرا يف مقدمـة . والتكوين الرأساميل، واالستقرار االقتصادي والنمو؟ وبدأ د

بأن االقتصاد العاملي دخل مرحلة من ": الكتاب باقتباس عن رئيس وزراء أملانياومل يعد مساره املـستقبيل مؤكـدا عـىل اإلطـالق ... عدم االستقرار غري العادي

أن هناك بوادر حتسن إال أن حالة عدم اليقني ال تزال سائدة وتـستمر وبرغم من ."معدالت الفائدة احلقيقية مرتفعة

شابرا نـاتج عـن االخـتالالت . وكثري من تلك املشاكل االقتصادية يف رأي دونبه . اهلائلة يف املوازنات، والتوسع النقدي املفرط، وظهور االجتاهات احلامسية

-فلك املشكالت االقتـصادية –سالمية تدور يف نفس الفلك إىل أن األقطار اإلباعتبارها مقلدا ومعتمدا عىل الغرب يف كثري من أحواهلا وأكد عىل أن األنظمة .

االقتصادية يف العامل أمجع وجهت اجلهاز اإلنتاجي نحو حتقيق هدف االستهالك

٥٥٥

. وريـةغري املتناهي بغض النظـر عـن أن تلـك الرغبـات رضوريـة أو غـري رضواتــسعت الفجــوات االجتامعيــة واالقتــصادية بــني النــاس، وزاد االســتهالك التفاخري عىل حساب األولويات، ومل تسهم الزيادة الظاهرية يف حجـم الـسلع

.واخلدمات يف زيادة السعادة اإلنسانيةوأشار إىل دور النظام املرصيف يف املشاركة يف صناعة تلك األزمات من خالل

خار وتسهيل االقرتاض، وساهم ذلك يف حتويل احلكومـات إنفاقهـا تقليل االد، وأدى هـذا )التـضخم(املفرط يف جرعات كبرية من االسـتدانة وطبـع النقـود

اخللل إىل تشويه توزيع املـوارد بتوجيـه جلهـا إىل تلبيـة رغبـات األغنيـاء دون .)١١(الفقراء

لية ينبـع مـن الفهـم واستطرد يف املقدمة شارحا أن املـأزق احلقيقـي للرأسـاماالستهالكي الذي ال يتوقف وحيتاج إىل منظومـة أخالقيـة تـساعد عـىل حتقيـق

.)١٢(التوازن يدفع إىل القول بأننا نحتـاج إىل سـمو أخالقـي -شابرا. يف رأي د–كل ذلك

للفرد ناتج من عقيدة حتثه عىل تقنني االستهالك وتوزيع عـادل للثـروات، كـل برا إىل القول بصالحية الربنامج اإلسالمي لتحقيـق شا. تلك املشكالت دعت د

هناك شبيه بذلك يف احلالة املرصية إذ تم توجيه جل االسـتثامرات إىل اإلسـكان الـسياحي واملنتجعـات ) ١١(

والفلل والقصور، وإمهال بناء البنية التحتية للرصف الصحي واملياه، فحدثت أزمات تلوث وانقطاع املياه .قاع عديدة من مرصلفرتات طويلة عن ب

هناك مقولة ألحد العلامء األمريكيني بأن نظام االستهالك الغريب الضخم حيتاج إىل مـا يـساوي مـساحة ) ١٢( .الكرة األرضية مخس مرات للنفايات التي ستنتج عنه

٥٥٦

حل عـادل وعمـيل للمـشكالت التـي تواجههـا األقطـار اإلسـالمية واجلـنس البرشي، فهو يـدعو إىل التعـاون بـني البـرش واألخـوة بيـنهم، وتوزيـع عـادل

. للثروات، وعدم البذخ واإلرساف، وإشباع احلاجات الرضوريةتاب الذي تناول فيه الباحث يف الفـصل األول من أجل ما تقدم كان هذا الك

بعض األهداف اإلسالمية التي جيب حتقيقها من خالل النظام اإلسالمي النقدي واملرصيف، ويف الفصل الثاين يناقش قضية الربا يف ضوء القرآن الكريم واحلديث والفقه، والثالث والرابع يوضحان بديل الربا واإلصالحات التي جيب إدخاهلـا

ويستعرض الفصل اخلامس االعرتاضات الرئيسة عىل إلغاء . البالد اإلسالميةيفالفائدة، ويناقش الفصل السادس الوضع املؤسـيس، ويتنـاول الفـصل الـسابع إدارة السياسة النقدية، ويقدم الفصل الثامن الربنامج املقرتح يف ضوء األهداف

امتة وبعض املقرتحات التي نوقشت يف الفصل األول، والفصل التاسع يمثل اخل .التجريبية النتقال األقطار اإلسالمية من وضعها احلايل للوضع املقرتح

:ويف الصفحات التالية عرض موجز لتلك الفصول :األهداف واإلستراتيجية: الفصل األول

يشري الكاتب أن للنظام النقدي واملرصيف دور مهـم يف االقتـصاد اإلسـالمي من أجل ذلـك جيـب أن يعـاد تنظيمـه طبقـا لـروح لتحقيق أهداف املجتمع، و

وتعاليم اإلسالم، ويف رأي الباحث أن أي برنامج إصالحي يتعني بالرضورة أن : يشمل مكونني أساسيني مها

٥٥٧

: األهداف: أوالحدد الباحث عددا من األهداف والوظائف املهمة يف النظام النقدي واملرصيف

: اإلسالمي، وهي : عامة، مع عاملة كاملة ومعدل نمو أمثلرفاهية اقتصادية .١

وذلك بالتخفيف عىل الناس وإشباع احلاجات اإلنـسانية األساسـية، وهتيئـة مناخ اقتصادي يمكن فيه االستفادة من الوقت والقدرات البدنية والعقلية، مـع تشغيل أمثل وأكفأ للموارد املادية ويتم ذلك من خالل إنتـاج سـلع وخـدمات

حداث فجوة اجتامعية طبقية، وعدم إفساد األجيال احلـارضة رضورية، وعدم إ .واملستقبلية وإحالل وتدمري البيئة

:العدالة االقتصادية االجتامعية والتوزيع العادل للدخل والثروة .٢وخاصة أن بعض هذه األمور تتم يف النظم الرأساملية ولكن نتيجـة ضـغوط

الذي يعترب هـذا املطلـب مـن اجلامعات دون استناد لقيم دينية، عكس اإلسالم أحد دعائمه الرئيسة وأدمج يف العقيدة نفـسها عـددا مـن اإلجـراءات التـي ال

.تسمح بوقوع أي توزيع جائر استقرار قيمة النقود .٣

فهو هدف ال غنى عنه يف اإلسالم سواء عىل مـستوى األفـراد أو املؤسـسات م بـدورها كوحـدة فالتضخم يؤدي إىل أن تصبح النقود غـري قـادرة عـىل القيـا

حساب عادلة ويضعف فاعلية النظـام ويفـرض عـىل املجتمـع كلفـة للرفاهيـة ويؤدي إىل تشويه نموذج الناتج وإضـعاف فاعليـة االسـتثامر اإلنتـاجي، وهـو

٥٥٨

وعليه جيب أن تلتـزم الدولـة اإلسـالمية . يتعارض مع االقتصاد اخلايل من الربا .جاالت النقدية واملاليةبإشباع سياسات صحية يف جمال الدخل ويف امل

أي تثبيـت "الربط القياس" وسيلة إتباعوحتت هذا الوطء التضخمي يمكن وهو قد يكون جمـديا، ويمكـن اللجـوء إليـه "القوة الرشائية للدخول والديون

باعتدال عىل أنه مسكن مؤقت آلالم التضخم، واملعيار الذي تؤكد عليه الرشيعة ار، ال الربط القيايس إذ ال يمكن إجيـاد أي مـستند اإلسالمية هو استقرار األسع

رشعي لربط األصول املالية، ويكون الربط القيايس غـري ذي موضـوع، ولـيس أمام رجال األعامل وأصحاب الودائع حتت الطلب لالحتامء من التضخم سوى

.االستثامر :خيار التضخم والبطالة -

مرغـوب فـيهام وبالتـايل يف النظام اإلسالمي نجد أن البطالة والتضخم غـريجيب أن تعمل الدول اإلسالمية عـىل تنظـيم الطلـب اجلمعـي، وإعـادة هيكلـة اإلنتــاج وتــصميم تكنولوجيــا مناســبة وأن تكــون هنــاك توليفــة مناســبة مــن

. السياسات النقدية واملالية والداخلية لتحايش التضخم والبطالةا كان األفراد غري فهو هدف جوهري يف اإلسالم، ومل: تعبئة املدخرات .٤

يلزم إنشاء مؤسسات ماليـة مـن خـالل منظـور ... قادرين عىل ذلك إسالمي تعمل عىل مجـع املـدخرات لتمويـل االحتياجـات احلقيقيـة

وكـذلك إجـراء . متويال غري تـضخمي يف القطـاعني اخلـاص والعـام .تغيريات مناسبة يف هيكل وتكنولوجيا اإلنتاج

٥٥٩

ظام املايل اإلسالمي ال يتعني فقـط أن فهذا الن: تقديم خدمات أخرى .٥يكون قادرا عىل تعبئة املدخرات، بل عليه تقديم وتطوير سوق نقديـة أولية وثانوية، وتقديم كافة اخلدمات املرصفية بكفاءة عالية ال تقل عن

.املؤسسات املرصفية التقليدية : اإلستراتيجية: ثانيا

اتيجية، ومن عظمة اإلسـالم أن ال يمكن حتقيق األهداف السابقة بدون إسرتبعض املكونات الرئيسة لإلسرتاتيجية جزء ال يتجزأ من الديانة اإلسالمية فقـد

ربط اإلسالم بني اجلانبني الروحي واملادي للحياة ربطـا متـداخال وثيقـا فكـل . اجلهود املبذولة لتحقيق األهداف االقتصادية وكل سـعي لتحقيـق حيـاة ماديـة

فاإلسالم هيتم . وللمجتمع هو سعي ذو صفة روحية مثل الصالةطيبة لإلنسان بأن يكون النظام االقتصادي آمن، والبرش تتسم باألمانة والصالح، وأن يـدرك الناس أهنم لن حيرزوا مكانة أعظم باالستهالك املفرط أو بمراكمة الثروة بطرق

إلنسانية، ونظام فاإلسرتاتيجية اإلسالمية تقوم عىل مبدأ األخوة ا. غري مرشوعةاقتصادي يعيد تنظيم املجتمع عىل أسس أخالقية، ونظام سـيايس يمنـع الظلـم واالستغالل بكل أشكاله، وحتريم الربا، وكذلك جيب أن يكون للدولـة دور يف النظام االقتصادي والسوق بام يعزز املصلحة العامة وحيفظ للطبقـات الكادحـة

الشخصية لألفراد بقيـود أخالقيـة متنـع حقوقها، وأن تعمل عىل تقييد املصالح .الفرد من استغالل املجتمع

٥٦٠

وعىل الدولة أن تتدخل تدخال فعاال يف التوجيه والتنظيم ومنع االنحرافـات كذلك هناك بعض العنارص املهمة يف إسرتاتيجية . كل ذلك بغية حتقيق األهداف

. مبدأ املشاركةإبطال الربا، وتطبيق: إصالح النظام النقدي واملرصيف مثل :طبيعة الربا: الفصل الثاني

إن الربا ليس مصدرا لظلم عظيم فحسب بل هـو : بدأ الباحث الفصل بقولهــطراب ــال، ويف االض ــوارد، ويف نمــو ض ــوء ختــصيص امل ــبب يف س ــضا س أي

.االقتصادي : حرمة الربا -

كلها عدد الباحث مواقع حتريم الربا يف القرآن الكريم ويف السنة والتي جاءتلتؤكـد عــىل أن الربـا يمنــع عـن الثــروة بركـة اهللا، ودمــار للحيـاة االقتــصادية

مرة، أو ٣٦ بني آخذ الربا ومرتكب الزنا rواالجتامعية، وقد ساوى رسول اهللا .ناكح أمه

:معنى الربا -. يعني الزيادة أو النمو، لكن اإلسـالم مل يمنـع كـل زيـادة أو نمـو: الربا لغة

هو كل عـالوة يـشرتط املقـرض عـىل املقـرتض : الح والرشعوالربا يف االصطدفعها مع أصل القرض ألجل القرض أو لزيادة مدته، وبالتايل يكون لـه نفـس

:عىل أن الربا يف الرشع له معنيني. مدلول الفائدةأي تأخري وتأجيل رد القرض مقابل اإلضـافة أو : ربا النسيئة:األول •

ينطبق ربا النسيئة عىل فائدة القرض وهو العالوة املتفق عليها وبالتايل

٥٦١

أمر ال تسمح به الرشيعة اإلسالمية وحمرم حتريام قاطعا، وتقـدم بـدال .منه أسلوب املشاركة يف الربح أو اخلسارة

خيتلف عن ربا النسيئة، وتعثر عليه يف رشاء وبيـع : ربا الفضل:الثاين • r الرسـول السلع يدا بيد وقد ظهرت هذه السلع الست يف حـديث

إال أن ) الذهب، والفضة، والقمح، والشعري، والتمر، وامللـح(وهي الفقهاء وسعوا األمر يف أن كافة الـسلع التـي يـتم تبادهلـا يف الـسوق

فكلام زادت رضورة السلعة الغذائية أو . يمكن أن ختضع لربا الفضل عظمت احلاجة إليها حلفظ حياة الناس، وكلام زادت قابلية السلعة أو. اخلدمة للوزن أو الكيل زاد تعرض املشرتي أو البـائع لربـا الفـضل

وعليه فإن حتريم ربا الفضل يقصد به تأمني العدالة وإزالة كل أشكال ويمثل عدم حتديد ربا الفـضل . االستغالل من املبادالت االستغاللية

حتديدا قاطعا، يمثل حتـديا مـستمرا لكـل املـسلمني يف أن يفحـصوا هتم االقتصادية فحصا مستمرا يف ضـوء التعـاليم اإلسـالمية، معامال

.ويف إزالة كل ألوان الظلم :قروض االستهالك واإلنتاج -

ألهنا كانت قروض rاحتج البعض بأن الفائدة كانت حمرمة يف عهد الرسول ربا عمه العبـاس بـرغم أنـه rاستهالكية، والرد عىل ذلك، ملاذا أبطل الرسول

ارة ممنوح لقبيلة بني ثقيف؟ وقد رد الرازي عىل مـن سـأل عـن كان قرض للتجإن هذا االنتفاع الذي ذكرتم ": العيب يف قرض فائدة عىل قرض للتجارة فأجاب

٥٦٢

أمر موهوم، قد حيصل وقد ال حيصل، وأخذ الدراهم الزائد أمر متيقن، فتفويت ."املتيقن ألجل األمر املوهوم ال ينفك عن نوع رضر

: البديل:الفصل الثالثهل هناك بديل إسـالمي لألنظمـة املـرصفية : جييب هذا الفصل عىل السؤال

إن قـوة املجتمـع تتوقـف عـىل تلبيـة : والنقدية واملاليـة احلاليـة؟ ويبـدأ بقولـهاحتياجات أفراده واملجتمعات األخرى من السلع واخلدمات والتـي حتتـاج إىل

فردها بل يلـزم أن يكـون للدولـة موارد برشية ومادية ال تقدر عليها األفراد بمدور، واإلسالم يعرتف بالدور املرشوع للدور اخلـاص، ولكـن ألن هنـاك قـيم أخالقية وقيم سامية عليا جيب أن تتحقق فيجب أن تـنهض الدولـة اإلسـالمية بدورها يف حتقيق هذا الفالح، ولكن ال يعني أن يكـون للدولـة دورا أن يكـون

.اعد ودافع للقطاع اخلاص واألفـراد، وهـذا جانـباستبداديا، بل هو دور مساجلانب اآلخر أن اإلسالم يعرتف بأن رأس املال من عنـارص اإلنتـاج، والعائـد عليه ال يمكن حتديده مسبقا وإال كان ربا، ويقـيض باقتـسام الـربح أو اخلـسارة

.بطريقة عادلة :التمويل باملشاركة يف رأس املال -

القـرض احلـسن : البـديل األول: للقرض الربويحدد الباحث بديلني فقط الذي يرد يف هناية املدة دون فائدة أو نصيب يف األرباح وهـو خيـصص لتمويـل

التمويـل باملـشاركة حيـث : البديل الثاين. األعامل الصغرية أو لتفريج الكروبيسهم املمول يف أرباح وخسائر املرشوع املستفيد من التمويل، ويكون التمويـل

٥٦٣

: اركة، ملدة غري حمددة مثل رشكات املسامهة والتوصية، أو ملدة حمدودة مثلباملشأما قنوات املشاركة التي يمكن أن جيري . القروض والسلف احلكوميان وغريها

فيها االستثامر باملشاركة يف جمتمع إسالمي هي نفسها املوجـودة يف جمتمـع آخـر :وقد حددها الباحث يف

مد صاحب املرشوع اعـتامدا أساسـيا عـىل مالـه هنا يعت:امللكية الفردية.١ ومعظم املوردين يتعاملون باألجـل مـع جتـار التجزئـة، وقـد . وإدارته

يضعون قدرا من املال عىل ثمن السلعة يف حالة البيـع باألجـل لتغطيـة التكـاليف اإلضـافية خلدمـة املبيعـات املؤجلـة، وإذا احتـاج صـاحب

كة يف الربح واخلسارة وحث الباحـث املؤسسة املالية عىل أساس املشارعىل تشجيع امللكية الفردية عىل التمويـل باملـضاربة ألهنـا تـساعد عـىل

.حتقيق أهداف اإلسالم :تأخذ املشاركة يف املجتمع اإلسالمي أحد شكلني :املشاركة.٢

وقد سبق التوسع يف رشحها داخل ثنايا هذا الكتاب : املضاربة §ملال بتأمني املال لرب العمل مقتـسام وهي تقوم عىل فكرة تأمني رب ا

معهم األرباح بنسبة يتفق عليها، وال يتحمل رب العمل اخلسارة إال .يف حالة اإلمهال والتسيب

وهي شكل مـن أشـكال تنظـيم املـرشوعات، حيـث : الرشكة §يسهم شخصان أو أكثر يف متويل العمل وإدارته بنـسب متـساوية أو

.ب عادلةخمتلفة ويتم تقسيم األرباح بنس .املزج بني امللكية الفردية واملشاركة .٣

٥٦٤

حيث تستطيع مجاهري املدخرين الذين لـيس : رشكات املسامهة .٤هلم مشاريع خاصة استثامر مدخراهتم من خالل املشاركة يف رشاء أسهم

ولكـن مـن املهـم . الرشكات املطروحة وبيعهـا ملـن يرغبـون يف ذلـك .سالمإصالح رشكات املشاركة وفقا لتعاليم اإل

اجلمعيـات : باإلضافة إىل األشكال السابقة يقرتح املؤلف أشكاال أخرى مثلالتعاونية التي من املمكن أن تقدم ألعضائها عددا من اخلدمات، مثـل التمويـل ــصيانة واخلــدمات االستــشارية واملعونــة والتــدريب املؤقــت أو تــسهيالت ال

.والتأمني التباديلية عن امتداد التجارة يف اجلزيرة العربية قبل البعثـة ثم قدم الباحث ملحة تارخي

املحمدية وكانت تقوم عىل أساس ربوي وعندما جاء اإلسالم ألغى الربا ونظـم اإلنتاج كله والتجارة كلها عىل أساس املضاربة والرشكة، ومع إلغاء الربا مل يطرأ

سـالمي عىل النشاط االقتصادي أي خلـل بـل نـام وازدهـر، وأصـبح العـامل اإلوبعـد أن تعـرض معظـم الـدول . بإنتاجه وجتارته حلقة وصل بني أوربا وآسيا

ــسيايس ــاط ال ــي واالنحط ــساد األخالق ــور الف ــتعامر وظه ــالمية لالس اإلسواالقتصادي تبدل نظام استقطاب املوارد املالية يف العـامل اإلسـالمي مـن نظـام

ول مرة أخرى إىل النظام املضاربة والرشكة إىل التمويل الربوي، ومن أجل التحاإلسالمي ال بد من توافر بعض الرشوط اجلوهرية التـي سيعرضـها املؤلـف يف

:الفصول التالية :بعض االصطالحات األساسية: الفصل الرابع

يرى الباحث أنه ال يمكن إقامة اقتصاد خال من الربا ومؤسس عىل املـشاركة ية، وكـذلك اخللـق واألخـوة وحتقيق األهداف اإلسالمية دون وجود بيئة موات

٥٦٥

والعدالة وسيادة التضامن واستئصال كافة أشكال الظلم التي يشجبها اإلسالم وإحياء نظام الزكاة والعرش عىل سائر املؤسسات ذات العالقة لتقويـة التـضامن وإصالح النظام القضائي وباإلضافة إىل ذلك فإن هنـاك إصـالحات أخـرى ال

:اد والنظام املرصيف الالربوي أيضا، أمههاغنى عن إجرائها لدعم االقتص :االدخار واالستثامر .١

:االعتدال يف اإلنفاق .أ االعتدال هو جوهر الرسالة اإلسالمية يف كل األنـشطة البـرشية، واإلسـالم

وا [ينهى عن التغيري كام ينهى عن اإلرساف والذين إذا أنفقوا مل يرسفوا ومل يقرت وكان بني ذلك قواما ، ولذا جيب أن حيجم املسلم عن أي نمط )٦٧: الفرقان (]

وال يكون إنفاقه بغية التباهي وإظهار األهبة . سلوكي يدمر قيم املساواة واألخوةينبغي عىل الدول اإلسالمية أن تعمل عىل سد حاجات الفقراء بفاعلية . واخليالء

تهالك غري الـرضوري واالسـتهالك الـرتيف استخدام املوارد وبالقضاء عىل االسالذي يؤدي إىل االستدانة والتضخم وإحداث توسع نقدي غري رضوري ويؤدي

إن التوسـع يف االئـتامن . كذلك إىل سيادة روح الطبقية يف املجتمعات اإلسالميةوإرضاء املستهلك القادر ماديا سيؤدي إىل غبن للمستهلك الفقري مما يـؤدي إىل

.طرابات يف املجتمعات اإلسالميةقالقل واض : القضاء عىل االكتناز - ب

ليس معنى عدم اإلرساف هو تعطيل املوارد بل جيـب اسـتخدام املـوارد فـيام يعود عىل الناس بالنفع يف احلدود التي نص اإلسالم عليها، مـن خـالل الزكـاة

يف ذلـك واضـح يف rوالصدقات أو االستثامرات اإلنتاجية، وتوجيه الرسول ديث عطاء عن جابر ح قال– ريض اهللا عنه - ا فضول أرضني : كانت لرجال من

٥٦٦

فقالوا نؤاجرها بالثلث والربع والنصف فقال النبـي . - r- : » مـن كانـت لـه حها أخاه ، فإن أرض فليزرعها أو ليمن أبى فليمـسك أرضـه t، وكـان عمـر »

."من كان له مال فليصلحه، ومن كانت له أرض فليعمرها": يقول للناس : الفاعلية يف استخدام املدخرات - ت

أي توجيه موارد املجتمع املالية والعينية إىل االستخدام األمثل وعدم توجيهها .أساسية للمجتمع املسلمإىل سلع إنتاجية منافية للقيم اإلسالمية أو غري

: اإلنفاق احلكومي - ثوكذلك جيب عىل احلكومات بدرجة كبـرية عـدم اهلـدر يف اإلنفـاق وحـسن استخدام املوارد لتحقيق أكرب قدر من الرخاء االجتامعي العام لدافعي الرضائب أو الزكاة وحماولة اإلقالل من االستدانة بقدر اإلمكان وتلقني األغنياء والفقراء

حد سواء عادة العيش امليرس وتشجيع املدخرات تـشجيعا إجيابيـا وتعبئتهـا عىل بكفاءة واسـتثامرها يف اإلطـار اإلسـالمي إلنتـاج الـسلع واخلـدمات املطلوبـة

.ملواجهة الطلب عىل احلاجات والكامليات لكل الناس، أو ألكرب عدد منهم :زيادة نسبة التمويل باملشاركة .٢

ائدة يف كافة األعامل اإلسالمية واالعتامد بالدرجة األوىل أي االلتزام بإلغاء الف. عىل التمويل باملشاركة من خالل أموال املـضاربة املتوسـطة والطويلـة األجـل

وهناك عدد من اخلطوات يتعني اختاذها إلحداث هذا التحول إىل نظام التمويل .ان اإلسالميةاملبني عىل املشاركة يف عملية األسلمة التدرجيية القتصاد البلد

٥٦٧

يطلب من املنشآت الفردية والـرشكات أن تزيـد قاعـدة املـشاركة عـن :أوالطريق زيادة رأس مال أصحاب املنشآت الفردية أو عن طريـق انـضامم رشكـاء

.جدد أو أن تتحول الرشكات الكربى إىل رشكات مسامهة وطرح أسهم إضافيةمل عىل تنظيم املخزون احلايل لتمكني الرشكات من زيادة رأس ماهلا الع:ثانيا

من النقود السوداء النامجة عن التهرب الرضيبي وتوجيهها إىل االستثامر بدال من .التحول إىل اخلارج، أو االستهالك املظهري

جيـب تعـديل القـوانني الـرضيبية وإلغـاء ميـزة متتـع الفائـدة باإلعفـاء :ثالثااملة مـدفوعات الفائـدة نفـس معاملـة باعتبارها نفقة قابلة للتنزيل رضيبيا ومع

األرباح املوزعة وغري املوزعة، وكذلك فرض رضائب عىل األرباح اإلمجالية قبل .دفع الفوائد

إصالح اهليكل الرضيبي يف البالد اإلسالمية وترشـيده حتـى ال يثـبط :رابعافع االستثامر وحيدث نزعة غري إسالمية للتهرب الرضيبي، فاعتدال الرضيبة فيه ن

.للدولة وللمواطن تشجيع إنشاء املؤسسات املالية، ومـصارف االسـتثامر إلتاحـة رأس :خامسا

.املال املخاطر للتجارة والصناعة :تقليل سلطة املصارف .٣

فاملصارف نتيجة قدرهتا عىل تعبئة املوارد املالية للرشكات واملـصانع وغريهـا ت نوع مـن الـسلطات عـىل من قطاع األعامل واخلدمات، يصبح هلا بمرور الوق

ويف حالة قيـام نظـام . قطاع األعامل مما جيعل هلا يف بعض األحيان دور سلطوي .إسالمي يلزم التنبيه إىل اخلطوات التالية عند إنشاء مصارف إسالمية

٥٦٨

أن تكون هلا قاعدة مشاركة كبرية وعريضة وتوزيـع سـيطرهتا عـىل -أ .قطاع اجتامعي أكرب

ملجموعة أن متتلك أكثر من حد أقـىص ال يسمح لعائلة واحدة أو -ب .معني من جمموع األسهم

ال يسمح ألعضاء جمـالس إدارهتـا أن يكونـوا مـديرين يف منـشآت -ج .أخرى

كذلك من األمور اهلامة جيب أن يكون سلطة توليد النقـود امتيـازا اجتامعيـا ولذلك فإن الدخل الصايف منه جيب أن يستخدم يف الرخاء االجتامعي وحتـسني أوضاع الفقراء، ويكون ذلك بتوجيه االئتامن إىل العدد األمثـل مـن املقرتضـني إلنتاج السلع واخلدمات املطلوبة إلشـباع حاجـات املجتمـع، وكـذلك اعتبـار

وليس حفظ االئتامن املمنوح من املـرصف املركـزي إىل -جمموع الودائع املشتقة جارية، فإذا تم تأميم قروض مضاربة ممنوحة للمصارف الت-املصارف التجارية

ويف . املصارف التجارية ذهب الدخل الصايف اإلمجايل إىل اخلزينة العامـة تلقائيـاحالة بقائها وممارسة نشاطها فإن صايف الدخل الناشئ من تلك الودائع حيول إىل الدولة بعـد إعطـاء املـصارف نـصيبها، وتـستخدمه الدولـة يف حتقيـق الرخـاء

.االجتامعي : لألوراق املاليةسوق سليمة .٤

يتحقق فيها سلوك راشد يف أسعار األوراق املالية من معـدالت معقولـة مـن األرباح لكسب ثقة املستثمرين باألوراق واألسهم وخاصة أن املضاربة يف سوق األوراق املالية قد أدت إىل زيادة تأرجحات األسـعار زيـادة كبـرية مـن خـالل

اع أو خالل اإلفراط يف البيـع عنـد هبوطهـا اإلفراط يف الرشاء عند توقع االرتف

٥٦٩

ومن املمكن احلفاظ عىل دوام صحة السوق مـن خـالل اشـرتاط تغطيـة نـسبة مما يعني أن املشرتيات صارت نقدية وإلغاء مشرتيات التغطية، وكـذلك % ١٠٠

إلغاء الربا من تلك األسواق خيفف بحد ذاته من املضاربة القائمة عىل املشرتيات .ذات التغطية

:مالحظات ختامية .٥جيــب أال يقتــرص دور املــصارف املركزيــة عــىل تنظــيم املــصارف اإلســالمية وتفتيشها بل جيب أيضا مساندة هذه املؤسسات ومساعدهتا بطريقة واعيـة عـىل

.حل مشكالهتا وتذليل صعوباهتا :اعتراضات ومبررات: الفصل الخامس

ول االقتصاد الالربوي من أثار الباحث عددا من االعرتاضات التي أثريت ح :أمهها :ختصيص املوارد .١

فهي أحد االعرتاضات املثـارة عـىل االقتـصاد الالربـوي أنـه ال يقـدر عـىل التخصيص األمثل للموارد بسبب أن الفائدة ثمن، وهي ختصص املوارد النادرة بني عدد حمدود بطريقة موضوعية، وهذا االفرتاض يعتمد عـىل غيـاب الفائـدة

أن تصبح األموال متاحة جمانا، وهذا خطأ شائع وهذا ال أسـاس لـه فيؤدي إىلفنظام املشاركة يعتمد عىل املشاركة يف الربح وهو معيـار هنـا لتخفـيض املـوارد وستستفيد منه كافة املؤسسات القادرة عىل الربح سواء أكانت كبرية أم صـغرية

تقـديم ضـامنات وليس قرص األموال فقط عـىل الفئـات الغنيـة التـي تـستطيع للقروض، وبالتايل الفائدة تعترب معيار غري موضوعي إلنتاجية املنشأة بل معيـار

٥٧٠

وبالتايل االقتصادي الالربوي القائم عىل املشاركة قادر عىل حتقيق كفاءة . متحيز .أعظم يف ختصيص املوارد وقادر عىل احلد من تركيز الثروة والسلطة

:االدخار والتكوين الرأساميل .٢ادة قيم اإلسالم يف املجتمـع يـؤدي إىل تنميـة الـوعي باالدخـار وازدراء فسي

االستهالك املظهري، مما يؤدي إىل درجة عالية من الرتابط بني الدخل واالدخار بعد بلوغ مستوى معيشة مريح، بغض النظر عن تقلبات معدل الفائدة، مما يؤدي

ت املـسامهة وودائـع إىل توفري أموال السـتثامرات املـشاركة مـن خـالل رشكـاومما يميز نظام املـشاركة أنـه . املضاربة واستثامرات مشاركة يف املؤسسات املالية

ذو استثامرات مفتوحة األجل أساسا مما يـؤدي إىل املطالبـة دائـام بأمهيـة تطـوير أدوات متنوعة اآلجال الستثامرات املـشاركة تلبيـة ألذواق خمتلـف املـستثمرين

.وحاجاهتم :اراالستقر .٣

فتقلب أسعار الفائدة حيقن السوق االستثامرية بقدر كبري من الشكوك وعـدم االستقرار مما جيعل املقرتضني واملقرضني معا يتحوال من األجل الطويل لسوق الديون إىل األجل القصري، عكس نظام املشاركة الذي يعتمد فيه الربح عىل نسبة

يل يقـسم الـربح بطريقـة أكثـر إنـصافا املشاركة والناتج النهائي للمرشوع وبالتا .واقتصادية من خالل االعتبارات االقتصادية

: النمو االقتصادي .٤فإلغاء سعر الفائدة وإحالل املشاركة يف الربح طبقا لنسبة عادلـة بـني املمـول واملنظم ال بد وأن يزيل أحد املصادر األساسية للشك والظلم وأن يـدفع ذلـك

٥٧١

القوة والفاعلية، فإغالق كافة الطرق الظاملة واخلادمة لزيادة االستثامر إىل النمو ودخل الفرد من شـأنه أن يوجـد حـافزا أعظـم لالبتكـار التكنولـوجي وزيـادة

.الفاعلية :تعرض الودائع للخسارة .٥

ويمكن التغلب عليها يف حالة الودائع القصرية األجـل بالتـأمني عليهـا، أمـا االستثامر واملشاركة ال بد أن يكون املرصف الودائع طويلة األجل املستخدمة يف

اإلسالمي أكثر حرصا عىل تقويمـه بـسبب املخـاطرة التـي يتحملهـا يف متويـل املرشوع، ولذا عىل املرصف اإلسالمي تطوير خربته إىل احلـد الـذي تـسمح بـه وارداته ويمكنه فوق ذلك أن يطلب دائام املشورة من منشأة استشارية متخصصة

وعات التي يموهلا بنظام املشاركة وكذلك القيام بجمع بيانات كافة عن يف املرش .سلوكيات املستثمرين الذين سوف يتعامل معهم املرصف ملعرفة مدى جديتهم

القروض قصرية األجل .٦هناك اعرتاض سادس عىل االقتـصاد اإلسـالمي، وهـو عـدم إمكـان تطبيـق

ببه عدم القدرة عىل اخلروج من هذا اجلدال س . املشاركة عىل كل أنواع التمويلفمع إحالل التمويل باملشاركة حمل التمويل بـالقروض . إسار التفكري الرأساميل

الربوية، جيب حتديد احلاجات التمويلية الشاملة لتنفيذ حجم معلوم مـن نـشاط . ويتعني عىل املرشوع حينئذ أن يؤمن تدفقه النقدي الكيل يف هذا اإلطار. معني

٥٧٢

املالية إذا ما قدمت متويال ملرشوع معـني، تقاسـمت الـربح فاملؤسسات وهكذا فإن أغلب التمويل ذي . واخلسارة يف إطار حزمة متويلية تتاح للمرشوع

األجل القصري جدا جيب أن يكون جزءا من اتفـاق املـضاربة أو الـرشكة الـذي ة يمكن ومع ذلك ففي احلاالت احلقيقي. ينعقد بالرتايض بني املقرتض واملقرض

للمؤسسة املالية عىل الدوام أن تدرس تأمني مساعدات إضافية، ألن املشاركة يف األرباح واخلسائر تعتمد عـىل التمويـل الـشامل الـذي تـم تأمينـه عـىل أسـاس

.املتوسط اليوميكذلك تستطيع احلركة التعاونية أن تلعب دورا مهام يف مساعدة املنشآت

فاجلمعيات التعاونية . ية ذات األجل القصري جداعىل حل مشكلة املصاعب املالالتي تنظمها املنشآت الصغرية واملتوسطة احلجم للمساعدة املتبادلة ليس بوسعها فقط أن تساعد عىل ختطي الـصعوبات املاليـة ذات األجـل القـصري جـدا، بـل

فإذا كان كل أعضاء . تزودها أيضا بتسهيالت وخدمات أخرى كام أرشنا من قبلاملجتمع يوظفون أمواهلم الفائضة يف املجتمع، فإن بوسـعهم أن يقرتضـوا عنـد احلاجة دون فائدة وال حصة يف الـربح، طبقـا لـصيغة متفـق عليهـا، بحيـث أن

فإذا حدث . االستفادة الصافية للعضو من املوارد خالل فرتة معلومة تبلغ صفراة صافية من املوارد، فإن يف وقت ما أن أغلب األعضاء صاروا مستفيدين استفاد

ترتيبا مشرتكا يمكن أن يتم بني اجلمعيات التعاونية، أو يمكن عقـد اتفـاق مـع .املرصف املركزي، للوصول إىل السيولة املؤقتة

٥٧٣

: االئتامن االستهالكي .٧النظام اإلسالمي االقتصادي ال يشجع االئتامن االستهالكي الرتيف واملظهري

بالتقسيط لسلع رضورية اجتامعية مثل سيارات األجرة ويمكن متويل املشرتيات وآالت احلياكة وجتهيزات الصناعة احلرفية والثالجـات وغريهـا بـام يتفـق مـع األهداف اإلسالمية ويمكن ترتيب ذلك من خالل التمويل املمنوح من القطاع

.اخلاص عىل أساس نظام املشاركة يف الربح واخلسارة : ضحاجة احلكومة إىل االفرتا .٨

يلزم أوال أن تقوم احلكومات بإتباع أساليب راشدة يف اإلنفاق وعدم التبـذير مـن اإليـرادات ) أي تثمـني خـدماهتا غـري عمـيل(ومتويل املشاريع الغري مثمنة

أما املـشاريع التـي تـصلح للتثمـني . الرضيبية وال حاجة إىل االنتفاع يف اإلنفاق بتحليل دقيق للمنافع والكلف أهنا قابلة واملشاركة، ال جيب تنفيذها إال إذا ثبت

للبقاء عىل أساس جتاري، وكذلك استبعاد املـرشوعات التـي متثـل عـبء عـىل وأن ال تـضع احلكومـات . خزانة احلكومة وتكون منفعتها العامة مشكوك فيها

.نفسها يف مواقع نزاعات أو حروب إال يف حالة الدفاع عن الوطن واألمة :ة المؤسسات الالزمةمجموع: الفصل السادس

بعد أن حدد الباحث جـوهر أهـداف النظـام املـرصيف اإلسـالمي ودواعيـه وآلياته، يبدأ بمناقشة اإلطار التنظيمي الذي يضم التغريات األساسية املقرتحـة

. ويساعد عىل حتقيق األهداف االقتـصادية واالجتامعيـة للمجتمـع اإلسـالمي :وحدد عدد من املؤسسات هي

٥٧٤

: صرف المركزيالم: أوال .هو مؤسسة حكومية مستقلة مسئولة عن حتقيق األهداف االقتصادية

:الوظائف إصدار العملـة، واسـتقرارها داخليـا وخارجيـا والقيـام باملقاصـة وتـسوية الشيكات والتحويالت، وتنفيذ السياسة النقدية للدولة مع أمهية استخدام كافة

عة اإلسالمية، ويساهم يف دعم وتعزيـز الطرق واألدوات التي تتوافق مع الرشي .املؤسسات املالية وتنظيمها واإلرشاف عليها وغريها من الوظائف

: معاجلة األزمات جيب أن يكون البنك املركزي قادر عىل معاجلـة أزمـات املـصارف بإمـدادها

وين بالسيولة الالزمة يف حالة مواجهة أزمة سيولة ،لدهيا وكذلك حثها عىل تكـاحتياطات وخمصصات ملثل تلك املواقف، واختاذ إجراءات تنظيميـة وعالجيـة

.ملنع تكرار األزمات التي تنتج عن سوء اإلدارة وتوجيه القروض واالستثامرات : اإلرشاف

اإلرشاف والتفتيش املرصيف والتأكـد أن املـرشوعات املمولـة سـليمة وعـدم .ت غري مالئمةتورط املصارف يف متويل مضاربات أو خماطرا

:ختصيص االئتامن جيب أن يكون للمرصف املركزي سلطة توجيـه وتنظـيم عمليـات االسـتثامر

.والعمل عىل ختصيص االئتامن بام يتوافق مع األهداف اإلسالمية : الدور الرائد

عىل املرصف املركـزي أن يلعـب دورا رائـدا ونـشطا طيلـة عمليـة األسـلمة م املــرصيف، والعمــل عــىل إدخــال تقنيــات جديــدة والتطــوير املــستمرة للنظــا

.ومؤسسات مساندة وطرق مراجعة خمتلفة وإطار قانوين فعال

٥٧٥

: المصارف التجارية: ثانياحدد الباحث عددا من الفوارق بني املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية

دمـة أمهها حتريم الربا يف املصارف اإلسـالمية، وهتـتم املـصارف اإلسـالمية بخاجلمهور من خالل اسـتخدام األمـوال لطائفـة بعينهـا أو فـرد بعينـه، وكـذلك املصارف اإلسالمية هي كيان مايل شامل وكامل، فهي ليست جتاريـة فقـط بـل استثامرية أيضا ويمكنها أن تقدم خـدمات متكاملـة إىل عمالئهـا ومتتـاز أيـضا

ائتامن بنظام املشاركة ألهنـا املصارف اإلسالمية بأهنا أكثر دقة وحرصا يف إعطاء ا يف الربح واخلسارة، ونظام املشاركة يف حد ذاته يـؤدي إىل إقامـة ستكون رشيك

عالقات أوثق بني املصارف وأصحاب املشاريع ويمكن أن يقوم املرصف بدور .اخلبري الفني ومستشار التسويق

مـصارف كذلك أشار الباحث إىل أمهية أن ال تكون هنـاك كيانـات ماليـة أو جتارية تستحوذ عىل كل األنشطة االقتصادية بل جيب أن يكون هنـاك عـدد مـن املصارف التجارية ملنع تركيز القوة وجتنب خماطرة أن تصبح املصارف التجاريـة بطيئة وغري فعالة، وجيب أن تكون املصارف التجارية هي املأذونة وحدها بقبول

الرقابـة عـىل قـدرة القطـاع الودائع وقبض ودفع الشيكات وهذا هـام لغـرضاخلاص عىل خلق النقود، وجيب أن تعمـل أيـضا املـصارف عـىل خلـق الـوعي

.االدخاري لدى اجلمهور :تعبئة الموارد

حث الباحث املصارف اإلسالمية عىل أمهية أن يمثل رأس املال النسبة األعىل أو اقتصادية يف املوارد الكلية للبنك حتى تبتعد بذلك عن سيطرة أي قوة سياسية

٥٧٦

كـذلك عـىل املـصارف اإلسـالمية أن . حتى حتافظ عىل سالمة أموال املـودعني .تعمل عىل تعبئة املوارد من خالل الودائع املالية وودائع املضاربة

:استخدام الموارد

: يمكن استخدام الودائع احلالة واملضاربة لدى املصارف بعدة طرق أمههاــسائل .١ ــستوعب ذلــك : النقــد ال ــع % ١٠وي مــن التزامــات ودائ

.املصارف التجارية% ٢٠-١٠وهي نسبة ال تقل عن : االحتياطيات النقدية القانونية .٢

ولكن ينبغي اإلشارة إىل أن طبيعة استثامرات املصارف اإلسالمية هلا طبيعة رأس املال ولذا وجب االحتفاظ بنسبة من النقد السائل

.أكرب من املصارف التقليديةويل مشاريع هلـا منـافع اجتامعيـة كبـرية وعائـد جيب مت: احلكومة .٣

اقتصادي صغري أو غري قابل للقياس املبارش وجيب اعتبـار املبلـغ ا .املحول للحكومة هبذه الطريقة قرضا حسن

أمهية متويل طبقة عريضة من أصـحاب الـرشكات : االستثامرات .٤واملصانع وأصحاب الكفاءات واملوهبـة واالبتكـار حتـى تتـسع

املشاركة يف اإلنتاج واالسـتثامر ويكـون املـال دولـة بـني القاعدةالناس مجيعا، ومن املمكن أن تتم هـذه االسـتثامرات مـن خـالل

٥٧٧

املضاربة أو الرشكات أو رشكات املسامهة، وقد أسـهب الباحـث :يف هذه البنود االستثامرية وأضاف إليها أيضا

مـوييل وهـو التـأجري الت: وهو نوعان؛ األول: التمويل التأجريي •اتفاق قطعي ال رجوع فيه بني املرصف وعميله، يـشرتي مـن املـرصف أصل ما، يؤجره للثاين مدة طويلة أو متوسطة وحيتفظ املرصف بملكيـة

.األصل وللعميل احلق يف استخدام األصل مقابل أقساط إجياريةن هو التأجري التشغييل وخيتلف عن األول يف أنه قابل لإللغـاء ويكـو: والثاين

بصفة عامة ملدة أقرص من التأجري التموييل، ويكون املرصف مسئوال عمليا عـن مجيع نفقات امللكية، وكـذلك أشـار إىل املـزاد االسـتثامري والبيـع املؤجـل أي .القسط، وبيع املرابحة ثم أشار إىل بدائل أخرى يمكن الرجوع إليها يف الكتاب

: المؤسسات المالية غير المصرفية: ثالثا. مثل رشكات أو مصارف االستثامر، واحتـاد االئـتامن واجلمعيـات التعاونيـة

ــصناعة والتجــارة ــساكن والزراعــة وال ــشييد امل ــة (وهــي تعمــل يف ت الداخليويتعني تنظيمها تنظيام سليام لتحقيـق العدالـة والنزاهـة ويتعـني أن ) واخلارجية

وتعمل هذه الرشكات يكون أحد أعضاء جملس اإلدارة ممثال للمرصف املركزي، بوصفها رشكات استثامر، وتوزع األرباح التي حتصل عليها بني محلة رأس املـال

ووجودها هام لزيادة كفاءة إدارة أموال املضاربة واألمانة يف . وأصحاب الودائع .الترصيح باألرباح

٥٧٨

:المؤسسات االئتمانية المتخصصة: رابعائـتامن املتخصـصة لتـساعد يف جيب أن تشجع احلكومة إنـشاء مؤسـسات اال

مساعدة ودعم قطاعات الفالحني والسائقني واحلرفيني وتغطي هذه املؤسسات ثم أشار إىل هيئة . مصاريفها من نصيبها يف أرباح املضاربة أو من رسم اخلدمات

.التأمني عىل الودائع وهيئة مراجعة االستثامر :السياسة النقدية: الفصل السابع

سياسة النقديـة تلعـب دورا مهـام للمـساعدة عـىل حتقيـق يرى الباحث أن ال أهداف اإلسالم، ومن أجل ذلك حياول هذا الفصل اإلجابة عىل كيف يمكن أن

جتعل السياسة النقدية تلعب دورا فعاال يف حتقيق أهداف االقتصاد اإلسالمي . :اإلستراتيجية

واالحتياجـات يف أي اقتصاد إسالمي ينشأ الطلب عىل النقود من الصفقاتالتي حيددها بدرجة كبرية مـستوى الـدخل النقـدي، عكـس النظـام الرأسـاميل

فإلغاء الفائـدة . فالطلب املضاريب عىل النقود راجع أساسا لتقلبات سعر الفائدةسنويا يـؤدي إىل ختفـيض الطلـب املـضاريب عـىل النقـود % ٢.٥وقرض الزكاة

وىل ذلـك أيـضا عـدد مـن العوامـل وزيادة االستقرار الكـيل عـىل النقـود، ويتـ :األخرى

خيار حائز األموال أن حيوزها يف شكل نقود أو أن يقوم بمخاطرة .١ .حمسوبة واستثامرها يف أصول مشاركة

٥٧٩

معدل الربح، خالفا لسعر الفائدة ال يتحدد مسبقا، بل مـا حيـدده .٢ هو معدل اقتسام األرباح وال يتقلب هذا املعدل كام يتقلب معدل

.ة ألنه يستند إىل أعراف اجتامعية واقتصاديةالفائدومع هذه العوامل وغريها التي ذكرها الباحث يف داخـل ثنايـا الكتـاب فـإن الطلب اجلمعي عىل احتياجات الصفقات قد يميل ألن يكون أكثر استقرارا من

وكذلك عىل املصارف املركزية أن توجه سياساهتا النقدية لتوليد . الناحية النسبيةو يف عرض مناسب للنقود لتمويل النمو املمكن يف الناتج الوطني يف اآلجال نم

املتوسطة والطويلة يف إطـار األسـعار املـستقرة وأهـداف اإلسـالم االجتامعيـة .االقتصادية األخرى

:مصادر التوسع النقديحتى ال يكون النمو النقدي مفرطا جيـب أن يراقـب مـصادر ثالثـة للتوسـع

:النقديوالتـي حتـدث معظمهـا مـن حكومـات غـري : املاليـةالعجوز .١

رشيدة، ولذا يف أي نظام حايل إسالمي جيب عـىل احلكومـات أن تتبـع عىل أن إزالـة العجـوز املاليـة . سياسة مالية تتفق وأهداف هذا االلتزام

:املفرطة يلزم هلاقدرة احلكومة يف مجيع األموال الالزمة من الرضائب وغريها .أ

.غري املتضخمةمن غري املصادر

٥٨٠

أن تكون هنـاك عدالـة رضيبيـة بـني فئـات املجتمـع كلـه .ب وقطاعاته، وحتسن األثر االقتـصادي عـىل احلـوافز واإلنتـاج

.والتوزيعاحلــد مــن اإلنفــاق التظــاهري والتبــذيري والقــضاء عــىل .ج

.الفسادوبعد ذلك للحكومة أن متول النفقات املتكررة من اإليرادات الـرضيبية، أمـا

. القابلة للتمويل باملسامهة تباع أسهمها إىل املؤسسات املالية واجلمهوراملشاريع .أما النفقات الطارئة يمكن متويلها بقروض إجبارية مثل احلروب

وخاصة الودائع املشتقة التي متثـل نظـام :خلق االئتامن يف املصارف التجاريةذا وجـب تنظـيم االحتياطي اجلزئي للنقود التي تولدها املصارف التجارية، ولـ

التوسع يف الودائع املشتقة لتحقيق النمو النقدي املنـشود وتـوفري النقـد الـالزم .للبنوك التجارية

: فائض ميزان المدفوعاتوخاصة يف الدول البرتولية ولذا جيب تنظيم اإلنفاق احلكـومي طبقـا لطاقـة

ز فـإن االقتصاد، وذلك لتوليد عروض حقيقة أما الدول التي تعـاين مـن العجـالتوسع النقدي غري الصحي مع االستهالك املظهري هو الـذي يولـد اخللـل يف

.ميزان املدفوعات : أدوات السياسة النقدية

:لكي تتحقق سياسة نقدية ناجحة ينبغي توافر آليات ست هي :النمو املستهدف يف النقود .١

ضـوء فعىل البنك املركزي أن حيدد سنويا النمو املنشود يف عـرض النقـود يفوكذلك العمل عىل هتيئـة . األهداف االقتصادية الوطنية ومعدل النمو املرغوب

٥٨١

وكـذلك العمـل عـىل تـوفري قـروض ال ربويـة للحكومـة . سياسة مالية هادفةلتمكينها من متويل مرشوعات الرفاهيـة االجتامعيـة وكـذلك تـوفري اإلسـكان

. والتسهيالت الطبية والتعليمية للفقراء : من الودائع احلالةنصيب اجلمهور .٢

يرى الباحث أنه يتعني حتويل نسبة معينة من الودائـع احلالـة لـدى املـصارف مثال إىل احلكومة لتمكينها من متويل املشاريع النافعة اجتامعيـا % ٢٥بحد أقىص

دون فرض أي عبء من الفوائد عىل اجلمهور، بواسطة الرضائب التي حتـصلها .اخلزانة هلذا الغرض

: االحتياطي النقدي النظاميمطلب .٣حتتفظ املـصارف اإلسـالمية بنـسبة مـن الودائـع يف شـكل أمـوال سـائلة يف خزانتها، متبعـة يف ذلـك مـا تطبقـه املـصارف التقليديـة، وإذا مـا طلـب منهـا االحتفاظ باحتياطيات لدى املرصف املركـزي مقابـل هـذه الودائـع فـإن هـذه

دام األمـوال التـي يتلقاهـا املـرصف االحتياطيات تكون جممدة، ويمكن استخاملركزي يف صورة احتياطيـات يف عمليـات القـرض النهـائي يف إطـار احلـدود والقيود املتفق عليها، وكذلك استثامرها بطريقة غـري ربويـة تعـود بـالنفع عـىل

.املجتمع : السقوف االئتامنية .٤

خلـق من املهم حتديد سقوف االئـتامن للمـصارف التجاريـة للتأكـد مـن أن .االئتامن بمجموعه يتامشى واألهداف النقدية

٥٨٢

ختصيص االئتامن ختصيصا قيميا .٥ : بحيث يساعد عىل حتقيق الرفاهية االجتامعية العامة، وأن تكون معـايري هـذا التوزيع، كاملوارد األخرى التي يمـن هبـا اهللا، مثـل ختـصيص نـسبة للمنـشآت

.الصغرية واملتوسطة احلجم :خالصة

أن غياب بعض الوسائل التقليدية للسياسة النقدية ال يطرح أي رأى الباحثمشكلة جدية يف إدارة السياسة النقدية إدارة فعالة، برشط أن يكون توليد النقود

ذات الطاقة العالية منظام تنظيام مالئام عند املنبع ويستلزم ذلـك بالـرضورة، يف . ن بــني املـرصف املركــزي النظـام اإلســالمي، كـأي نظــام آخـر، اعتبــار التعـاو

فـإذا مل تـصمم احلكومـة عـىل حتقيـق االسـتقرار يف . واحلكومة أمرا ال بـد منـهاألسعار، باعتباره هدفا من أهداف السياسة ال يمكن االستغناء عنـه، ومل تـنظم

وبمجـرد . إنفاقها تبعا لذلك، فمن املستحيل أن تكون هلا سياسـة نقديـة فعالـةقة العالية عند املنبع، فإن التعديالت الطفيفة التـي تـدعو تنظيم النقود ذات الطا

إليها بالرضورة، نتيجة للظروف االقتصادية املتغرية، أو ألخطاء التنبؤ، يقوم هبا .املرصف املركزي مستخدما كل الوسائل املوضوعة حتت ترصفه

:تقويم: الفصل الثامنسياسة النقديـة حـول النظـام االقتـصادي اإلسـالمي والـوافطـالبعد هذا

ومقارنة ذلك بالنظام االقتصادي والسياسة النقدية الوضعية، يؤكد الباحث أن النظام األديب اإلسالمي هيتم باملجتمع واملؤسسات التي تؤثر عـىل سـلوكه، وإذ

٥٨٣

بل حتكمها قيم تسمو . يعرتف اإلسالم باحلرية، إال أن هذه احلرية ليست مطلقةاف اإلسالم العليـا، وحتقيـق املـساواة والرفاهيـة بالفرد وباملجتمع لتحقيق أهد

.االجتامعية، والدعوة إىل عدم اخليالء واالستهالك التظاهري :التكوين الرأسمالي والنمو واالستقرار

يرى الباحث أن الفائدة املرتفعة أو املنخفـضة مـا هـي إال نتـائج للـسياسات ملـستثمر أو املـدخر، وأن بنـاء النقدية املقيدة أو احلرة ويف كلتا احلـالتني تـرض با

اقتصاد قائم عىل املشاركة يف الربح واخلسارة يؤدي إىل تكـوين نظـام اقتـصادي إن عـدم . فعال وهيـدف إىل النمـو واإلنتـاج لتحقيـق الـربح لـصالح الطـرفني

االستقرار يولد الشك ويكبد االقتـصاد تكـاليف غـري مرغـوب فيهـا، لتـأثريه .االستثامرالسلبي عىل التخطيط من أجل

: الصحة النقديةــنظم عــرض النقــود حــسب إن غيــاب الفائــدة جيعــل املــرصف املركــزي ياحتياجات القطاع احلقيقي لالقتـصاد وأهـداف املجتمـع اإلسـالمي، ويمكـن تنظيم نمو النقود لتحقيق هدف الرفاهيـة ومعـدل النمـو األمثـل والـواقعي يف

د املـصدرة، إضـافة إىل إمجـايل سياق االستقرار السعري ويستخدم أرباح النقـوــة ــداف الرفاهي ــق أه ــام واخلــاص لتحقي ــاعني الع ــوح إىل القط ــتامن املمن االئ

.االجتامعية، واستئصال الفقر

٥٨٤

:االنضباط في اإلنفاق الحكومييصعب حتقيق معدل النمو املنشود يف عـرض النقـود إال بـالتزام احلكومـات

وتفادي الديون حتى ال تؤثر عىل باألهداف اإلسالمية والقضاء عىل االحتكار، .مستقبل األجيال القادمة : العدالة مع مكافأة خيرة

إذا ساعد النظام اإلسالمي فعال عىل حتقيق العدالـة االقتـصادية االجتامعيـة، بالتقليل من اإلثراء غري املربر، وباحلد من تفاوت الدخول والثروات، فهو نظام

ــال ريــب ــف إذا أدى دو. حممــود ب ــدة فكي ره كــذلك يف جمــاالت أخــرى عديكتخصيص املوارد واالدخار والتكوين الرأساميل والكفاية االقتـصادية والنمـو واالستقرار؟ وكيف إذا قلل مـن التوسـع النقـدي ومـن الـضغوط التـضخمية

فحافظ بذلك عىل توازن أفضل بني عرض املوارد واستخدامها؟ال ريب أن النظام اإلسالمي حماولة خملصة وصادقة صادرة من قلب البلـدان

.اإلسالمية :االنتقال: الفصل التاسع

يتساءل املؤلف هل يمكن االنتقـال مـن الوضـع االقتـصادي املـزري الـذي تعيشه األمة اإلسالمية اآلن؟ وخاصة أن العامل اإلسـالمي مـر ويمـر بمراحـل

لعليـا انحطاط اجتامعي وأخالقي واقتصادي وبعيد عن قيم اإلسالم الكليـة واوأصبح هناك هوة كبرية بني وصف املسلم يف القرآن الكـريم والـسنة املطهـرة، واملسلم كام هو فعال يف عامل اليوم فهناك اجلهل والفساد واملحسوبيات وغريهـا

٥٨٥

من أراذل السلوك وانتشار االستهالك التفاخري والطبقية ومن أجل ذلك كانت ك أو إعـادة األمـة إىل اجلـادة هناك حركات إصالح حتاول تعـديل هـذا الـسلو

والطريق املستقيم نجح البعض منها والبعض واجه حتديات كبـرية ومل تـستطيع ومن أجل ذلك يرى الباحث أن األمة اإلسـالمية . حتى اآلن حتقيق املرجو منها

تتطلب حتوال كامال ال يمكن حتقيقه بمجرد بعض التغريات التجميلية يف بـضعة أو االقتصاد بل يقتيض األمر رفع مستوى اإلنسان املـسلم قطاعات من املجتمع

.وإصالح كافة جوانب املجتمع اإلسالمي االقتصادية والسياسيةأما إصالحات النظام املرصيف ال حتتاج إىل انتظار حتقيـق املجتمـع اإلسـالمي املثايل الواعي أخالقيـا ذلـك ألن نظـام املـشاركة ال يتطلـب بالـرضورة أنظمـة

وجيب اإلشارة إىل . كاملة بل يمكن تطبيقه بنجاح يف دول غري إسالميةإسالميةأن االنتقال من النظام النقدي واملرصيف الرأساميل التقليدي السائد ماليا يف العامل اإلسالمي إىل النموذج اإلسالمي العادل لن يتم بـرضبة واحـدة بـل حيتـاج إىل

.سبب مرشوعمراحل تدرجيية خالل مدة كافية ال تطول بال ثم حدد الباحث عددا من اخلطوات لتحويل النظام النقدي واملرصيف التقليدي

:نذكر منها... إىل اإلسالميجيب إعالن عدم مرشوعية الفائدة، وإعطـاء فـرتة إمهـال يتـسامح .١

خالهلا بوجودها عىل أهنا رش ال بد منه، ولكن بعد انقـضائها جيـب وتدخل تعديالت مناسبة عىل . إلغاؤها من كافة الصفقات الداخلية

كافة القوانني ذات العالقة خاصة تلك القوانني املتصلة باملؤسسات املالية والرشكات بحيث تراعي هذا احلظر، كام تراعي االحتياجات

٥٨٦

ويقتيض األمـر كـذلك سـن تـرشيع . املختلفة لالقتصاد اإلسالمي. تخاص باملضاربة والرشكة كشكلني من أشكال تنظيم املـرشوعا

وهناك أمر آخر لـه أمهيتـه، وهـو إصـالح كافـة التـرشيعات ذات العالقة بعملية املراجعة املحاسبية للتقليل من سوء ممارسات اإلدارة

.وملعاملة املستثمرين معاملة عادلةإن إصالح النظام الرضيبي يـساعد دون شـك عـىل اإلرساع هبـذه .٢

حتى األرباح ذلك أن وجود نظام رضيبي غري رشيد حيول . العمليةاملكتسبة بطـرق سـليمة إىل نقـود سـوداء، فبـدال مـن اجتـذاهبا إىل استخدامات منتجة من خالل زيادة رأس املال واالحتياطات، تلجأ

.إىل اهلروب وإىل االستهالك التبذيري، وهو ما يستنكره اإلسالمإن زيادة رأس مال املشاركة عىل مستوى االقتـصاد كلـه يـساعد يف .٣

موال الراكدة، بتزويد املستثمرين، خاصة من يمقـت الربـا تعبئة األمنهم، بفرص الستخدام مدخراهتم استخداما منتجا وهلذا أثـر يف .

عـىل أن . نرش ملكية املنشأة يف املجتمـع، واحلـد مـن تركيـز الثـروةاخلطوة الرضورية األخرى املتممة هلذه اخلطوة، وهي إعادة تنظـيم

مي غري مضاريب، بحيث تتغـري قـيم سوق األسهم عىل أساس إسالاألوراق واألسهم تغريا رشيدا، طبقا ملا متليه العوامـل االقتـصادية

.وليس عىل أساس متقلب، حتت تأثري قوى املضاربة غري الرشيدة