��

١

تيتيتيتيسورسورسورسور فيفيفيفي الموضوعيالموضوعيالموضوعيالموضوعي التناسقالتناسقالتناسقالتناسق التحريم والمعارجالتحريم والمعارجالتحريم والمعارجالتحريم والمعارج

الماجستير درجة لنيل مقدمةعلمية رسالة القرآن وعلوم تفسيرال تخصص

الطالب إعداد

الحسيني السلمي الحسيني السلمي الحسيني السلمي الحسيني السلمي بن عايض بن عايض بن عايض بن عايض عمر بن معيوض عمر بن معيوض عمر بن معيوض عمر بن معيوض

٤٣١٨٨١٤٤ : الجامعي الرقم

الدكتورفضيلة الشيخ الأستاذ إشراف

مصطفى النجار مصطفى النجار مصطفى النجار مصطفى النجار بن بن بن بن جمال جمال جمال جمال

لعام الجامعيا ه١٤٣٤/١٤٣٥

��

٢

ملخص الرسالة

٣

ملخص الرسالة بالعربيملخص الرسالة بالعربيملخص الرسالة بالعربيملخص الرسالة بالعربي

:من لا نبي بعده ، وبعد الحمد الله وحده ، والصلاة والسلام علىوهي جزء من ))التحريم والمعارج سورتيالتناسق الموضوعي في ((رسالة علمية بعنوان هذهف

قسم في سلسلة رسائل علمية من مشروع علمي تبنته كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى ممثلة التفسير ، وهو التناسق الموضوعي ، وقد تم تطبيقه في من جديد نوع الكتاب والسنة ، تتناول دراسة

، ينبابتمهيد و، ومقدمةإلى الرسالة هذه توقد قسم، التحريم والمعارج على سورتيهذه الرسالة .وفهارسوخاتمة

السابقة والدراساتالجهود ، و هأهدافوأهمية الموضوع ، وأسباب اختياره ، تحتوي على: فالمقدمة . ومحتواهالبحث البحث ، وهيكلفي يومنهج في الموضوع، .لغة واصطلاحا القرآنية ةللتناسق الموضوعي في السورمقدمات تعريفية يحتوى على : التمهيد

ـعلى توي ويح ،في سورة التحريم التناسق الموضوعي : الباب الأول : الفصـل الأول : ينلفص .تعريفية بين يدي السورة يحتوي على مقدمات .موضوعات سورة التحريم وتناسقها : والفصل الثاني

ـعلى توي ويح ،في سورة المعارج التناسق الموضوعي : الثاني والباب : الفصـل الأول : ينلفص .بين يدي السورة يحتوي على مقدمات تعريفية

.موضوعات سورة المعارج وتناسقها : والفصل الثاني : ائج من أهمها ما يلي وقد أظهر هذا البحث عددا من النت

تربية ال: هو التحريمسورة موضوعات الذي تدور عليه الأساس الكلي والمحوروضوع المأن :أولا .الزوجيةاليوم : المعارج هو سورة الذي تدور عليه موضوعات الأساس الكلي والمحور وضوع المأن : ثانيا

. وصفات المؤمنين به والمنكرين له ، وحالهم فيه، الآخر، ، فهي كلها تمضي في سياق متآلفكل سورة بين موضوعات أن هناك تناسقا واضحا :ثالثا

.مرصوص يشد بعضه بعضا وبأسلوب متناسق ومترابط ، فكأا بنيان الطريق لمعرفة الوحدة الموضوعية في ق الموضوعي في السورة القرآنية هيسة التناسان درأ :ثالثا

. الكلي للسورة والموضوعالأساس استجلاء المحور السورة ، و

واالله الموفق وصلى االله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

summary

٤

Summary of thesis

Praise be to Allah alone, prayers and peace be upon the Prophet Muhammad.

This is a thesis with a title of “ Substantive Consistency of Surat Al-Tahrim and Al-Maarij”. It is a part of series among thesises that was taken over by Advocacy and Theology College at Um Al-Qura University represented by Quran and Sunnah Department. We studied a new kind of survey in interpretation. It is called Substantive Consistency which was applied in this thesis depending on Surat Al-Tahrim and Al-Maarij. I had divided this research into an introduction, preface, two chapters and conclusion.

Introduction: contains an introduction of substantive consistency in Quranic language

and idiomatically. Chapter one: “ Substantive Consistency in Surat Al- Tahrim” It contains two division: Division One: An Introduction of Surat Al- Tahrim. Division Two: Topics of Substantive Consistency of Surat Al- Tahrim. Chapter two : “ Substantive Consistency in Surat Al- Maarij” It contains two division: Division One: An Introduction of Surat Al- Maarij. Division Two: Topics of Substantive Consistency of Surat Al- Maarij. This research has shown a number of results of which the most important

are the following: First: the main Axis, which talks about the topics of Surat Al-Tahrim, is

Marital Moral Education ( Moral Education among Couple ) Second: the main Axis, which talks about the topics of Surat Al-Maarij, is

the Judgment Day and the characters of its believers and disbelievers and their conditions.

Third: there is a clear coordination between the topics of every Surat. They are all moving in a harmonious sequences with coherent consistent like a solid structure pulled by each other.

Fourth: the study of substantive consistency of these Surat is the way to know the thematic unity of each Surat and the clarification of the total thread of each Surat.

Allah bless

Allah's blessings and peace be upon our Prophet Muhammad and upon his family and companions all.

داء ـــــــــــــــــــــــالإه

٥

الإهداءالإهداءالإهداءالإهداء

...نفسي المقصرة والفقيرة إلى را الرحمن إلى

...هذه الحياة إلى والدي العزيز الذي كان خير عون لي في

التي كان ولا يزال دعاؤها خير نبراس لي على طريق الغالية أمي إلى

...العلم

...الكثير من الأعباء الذين تحملوا وذريتي الأوفياءزوجتي ثغر إلى

.......إلى جامعة أم القرى منارة العلم وصرح العلماء

الذين وقفوا معي في مسيرتي ، وإخوتي، وزملائي ، إلى أساتذتي

...ميةيالتعل

...لنصرة هذا الدين العظيم وقفوا أنفسهم أإلى الذين

داء ـــــــــــــــــــــــالإه

٦

الباحث

ر والتقديرشككلمة ال

٧

وتقديركلمة شكر

أحمد االله عز وجل وأشكره على ما أولاني من نعمه العظيمة ، ومن به علي من إتمام هذا لي من فضل ودعاء لا أستطيع لوالدي الكريمين على ما منا به عالبحث ، ثم أثني بالشكر

مثالي من طلبة العلم من لجامعة أم القرى على ما قدمته لي ولأ، وأثلث بالشكر اًدا رملهنا بواب لإكمال دراستفي الالتحاق ذا الصرح العلمي الشامخ ، وفتحت لنا الأ تسهيلات

. العليا في أروقتها عميدها ، الدعوة وأصول الدين ، وعلى رأسها أن الشكر موصول لكليةوكما

، ومن تتلمذت على رئيس وأساتذة ومشايخ قسم الكتاب والسنة الفضلاء وكذلك فضيلة . المنهجية خاصة يديه في السنة، الأستاذ الجليلالفاضل لأستاذي الجزيل لشكر أتوجه بالا يفوتني أن كما

كبير وكان له ، الرسالة ه، الذي سعدت بإشرافه على هذجمال مصطفى النجار /الدكتوربما لا أنساه وصبره وتحمله ، أفدت من خلقه وعلمه ، ودأبه ومثابرته ،الأثر في نفسي ، وقد

، ويعلمني إذا جهلت ، ويرشدني إذا أخطأت ، فجزاه االله أصبت كان يشجعني إذا وله ، .وسداد في طاعة وزيادة علم وتوفيق عمره له في أمدعني خير الجزاء ، و

كما أشكر كل أساتذتي الأفاضل سواء ممن تتلمذت عليهم في دراستي الجامعية ، أو في .ة المختلفة يمراحلي التعليم

وتجشمهما بالموافقة على على تفضلهما الفاضلين لمناقشين الكريمين اكذلك أشكر ومنهما استقطاع قسط كبير من ىتقويم هذا العمل ، وقد اقتضمناقشة هذه الرسالة ، و

فقة وآراء سديدة توجيهات مومن علي أرجو أن أستفيد مما سيتفضلان به فوقتهما الثمين ، . هذا العمل ، تثري

كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قدم لي مساعدة في هذا البحث ، أو أو أرشدني إلى صواب ، أو دعا لي بظهر الغيب ، ، خطأ على أسدى إلي نصحا ، أو نبهني

وأن ويجزيهم خير الجزاء ، فلهم مني الدعاء أن يحفظهم ربي ، ويجزل لهم الأجر والمثوبة ، . إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر يجعلنا جميعا ممن

ر والتقديرشككلمة ال

٨

والحمد الله رب العالمين

المقدمــــــــة

٩

ةـــــــدمــقـمـال

:وتشتمل على . أهمية الموضوع � . أسباب اختيار الموضوع � .الموضوع أهداف � . الجهود والدراسات السابقة في الموضوع � . البحث ي فيمنهج � . هيكل البحث ومحتواه �

المقدمــــــــة

١٠

�

، نفسناباالله من شرور أ ونعوذ، ونستهديه ونستغفره، الله نحمده ونستعينه الحمدإن أن لا إله وأشهدله ، اديفلا ه للومن يض، من يهده االله فلا مضل له ، عمالناسيئات أو

��T﴿ ،صلى االله عليه وسلم محمدا عبده ورسوله نوأشهد أ، إلا االله وحده لا شريك له

�_���^��]��\��[��Z��Y��X��W��V��U ﴾] ١٠٢: آل عمران[. ﴿ ��E��D��C��B��AQ�������� �P��O��N��M��L����K��J��I��H��G��FR��

X����W���V��U��T��SY����^��]��������\��[��Z ﴾] ١:النساء[. ﴿ ¤����£��¢��¡������~��}��|��{��z��y��x��w��v��u¥��

��®��¬���«��ª���©��¨��§��¦ ﴾]٧١-٧٠: الأحزاب[ . -:أما بعد

هذه النعم أن وفقني لمواصلة دراساتي ومن ، علي بنعم لا أحصيها -�-متن االله افقد وأن جعلني من ، التي تقع في مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية ، العليا في جامعة أم القرى

سنة تخصص في قسم الكتاب وال، " القرآن الكريم"الذين يتشرفون بخدمة كتابه العظيم ..التفسير وعلوم القرآن

كيف ومتعلقه كلام رب الأرباب ومسبب ، ولا شك أن العلم يشرف بشرف متعلقهوبديع النظم والترابط بين آيِه ، لعبروا الأسرار من ما اشتمل عليهوبيان ، - �-الأسباب ونحاول إستخراج شئ من ، وتم به نعتني بكتاب االله علينا أن كان واجباً لذا ؛ وسورِه

المساهمة تحاولقد ني في هذا البحث نلذا فإ، عجائبه ودرره وأسراره وحكمه التي لاتنتهي . عسى أن ألحق بركب الصالحين في خدمة كتاب رب العالمين، بحهد المقل

الذي تبناه قسم ، أن أشارك في هذا المشروعاالله تعالى وتوفيقه ستخارة افقررت بعد ي التناسق الموضوع« عنجامعة أم القرى في كلية الدعوة وأصول الدين في الكتاب والسنة

فضل االله علي أن حظيت بسورتين عظيمتن من كتاب من وكان ، » في سور القرآن الكريمالتناسق الموضوعي في سورتي التحريم " :ليكون العنوان. المعارجوالتحريم اسورت: هما، االله

المقدمــــــــة

١١

".والمعارج

� :א�ووع������ � �

الترابط ن الوقوف على التناسق الموضوعي في السورة الواحدة ، وإظهار أ :أولا - لدراسة كتاب االله يدفع المسلم إلى شحذ الهمةفي نظمها ومعناها وموضوعاا والتناسق

. ، وتدبر آياته ، من أجل الوقوف على هداياته في جميع االات -�ار جانب من جوانب إظه االقرآنية فيه ةفي السور ن دراسة التناسق الموضوعيأ : ثانيا

وإبراز لعظمته ، وأن كل لفظة وجملة فيه ، بل وكل حرف من ، إعجاز النظم القرآني ، مما يعطي ذلك تذوقا مرهفا يؤثر في ي دلالات ومعاني لا توجد في غيرهحروفه ، يعط

. - �-إحساس وشعور القارئ والسامع لكلام االله على من يطعن في كلام االلهرد سور القرآنيةالدراسة التناسق الموضوعي في في ن أ :ثالثا

وذلك ليتوصل إلى ، واضطرابا عشوائيةموضوعات السور القرآنية في ، ويرى أن - �- .إلهي وحي بشري لا كرفن القرآن الكريم وليد أ: نتيجة مفادها

� � �:�א��� ���א�ووع����� �

وأساتذة علماء بين صداه يتردد الكريم القرآن لسور الموضوعيبقي الحديث عن التناسق إلى ، الزمن من فترة المحاضرات وقاعاتالإسلامية ، الجامعاتأروقة وجنبات في، التفسير

، المنير المصباح هذالإيقاد ؛ القرى أمجامعة في والسنة الكتاب قسمعز وجل وفّق االله أن على المشروع هذا طرح ثم ، ذلك في السبق قصب له ليكون ؛ العظيم المشروعهذا وتبني ةفيه للأسباب التالي ة، فاخترت المشارك العليا في شعبة التفسير وعلوم القرآن الدراسات طلبة

: . - �-حرصي على إلزام نفسي بالتدبر والتفكر في كتاب االله :أولا . يتعلم القرآن ويعلمهزدياد المعرفي وأن أكون ممن رغبتي في الا :ثانيا .الكريم ترابط وتناسق آي الذكر الحكيم في سور القرآنببيان هتم اندرة من :ثالثا

المقدمــــــــة

١٢

. -�-المساهمة في إثراء المكتبة الإسلامية بمصنف يعنى بكتاب االله :رابعا

المقدمــــــــة

١٣

أن أنظار العلماء والباحثين قد اتجهت إلى النظر في أوجه إعجاز القرآن ومما يجدر بالذكر ، التناسق الموضوعي كبير اهتمامالكريم من جهة اللفظ ومن جهة المعنى ، ولكنهم لم يعطوا

هذه نظم لطائف في تأمل ومن « : البقرة سورة تفسير في )١(الرازي الإمام يقول ذلك وفي

وشرف علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه، وفي بدائع ترتيبها ، السورة نه معجز بسبب نظم إ: ولعل الذين قالوا ،، فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم آياته معانيه

أسلوبه أرادوا ذلك ، إلا أنى رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منبهين .)٢(» لهذه الأسرار

دندن علماؤنا : ) في التفسير الأساس(كتابه في مقدمة )٣(سعيد حوى/ الشيخ ويقول ، وحول السياق ة بين سور القرآنوحول الصل، حول الصلة بين آيات السورة الواحدة

وقسم ، ئينوقسم الم ، قسم الطوال: جاءت نصوص تتحدث عن أقسام القرآنو ،القرآني -علمي في - القضايا هذه عن الحديث المؤلفين من أحد يستوعب ولم . وقسم المفصل، المثاني

أخذ كثير -يءالذي كثر فيه السؤال عن كل ش- ، وفي عصرنا بما يغطيها تغطية مستوعبةفأصبح الكلام في هذا .... من الناس يتساءلون عن الصلة بين آيات القرآن الكريم وسوره

.)٤( ير وعلوم القرآنفي التفس ينالأهمية بمكان على المتخصصضوع من المو

فيه فمن االله وحده ، وما أخطأت فيه أصبت اجتهدت في الخوض في غماره ، فما وقد

محمد بن عمر بن الحسين الرازي ، الشهير بابن خطيب الري، المفسر الأصولي المتكلم،صاحب التصانيف، : هو ) ١(السبكي، عبد الوهاب بن تقي الدين طبقات الشافعية : انظر. ومنظر مذهب الأشاعرة ، توفي سنة ست وستمائة

) . ٨/٨١(ه ، ١٤١٣ر للطباعة والنشر، عبد الفتاح الحلو ، هج.محمود محمد الطناجي ، ود: الكبرى، تحقيق ) . ٧/١٣٩(م ، ١٩٨١/هـ١٤٠١دار الفكر، : الرازي ، مفاتيح الغيب ، الطبعة الأولى ، بيروت )٢(ه ، وتخرج من جامعة دمشق ، سافر إلى ١٣٥٤هو سعيد محمد أديب محمود حوى ، ولد في حماة بسورية سنة ) ٣(

ا مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية ، تولى قيادة جماعة الإخوان في فيهل السعودية ، ومكث فيها أربع سنوات وعمسورية، ثم أصيب بشلل جزئي بالإضافة إلى مرض السكري والضغط اجبرته على اعتزال العمل القيادي ، وتوفي بعد

م ، الطبعة الثانية ، رمضان ، محمد خير ، تتمة الأعلا: ه ، انظر ١٤٠٩: معاناة وصراع طويل مع المرض في سنة ) . ١/٢٠٧(م ، ٢٠٠٢/هـ١٤٢٢دار ابن حزم ، : بيروت

) ١/٩( م ،١٩٨٥/ه١٤٠٥دار السلام ، : سعيد ، الأساس في التفسير ، الطبعة الأولى ، القاهرة ، حوى )٤( .بتصرف

المقدمــــــــة

١٤

. فمن نفسي والشيطان ، واالله ورسوله صلى االله عليه وسلم منه بريئان :�א�ووع���دא� �

: تحقيق الأهداف التالية في هذا الموضوع أردت من خلال بحثي قدل . على حدة التناسق الموضوعي في سورة التحريم وفي سورة المعارج كلابيان :أولا . وروعة تناسقه، وجمال سبكة ، توضيح الإعجاز في بلاغة نظم القرآن :ثانيا . ستنباط العبر والعظات والفوائد من الآيات والمواضيع القرآنية المتناسقةا :ثالثا . دايات القرآن الكريممحاولة ربط الحياة المعاصرة :رابعا ��������وאد�א� �א��ود� �� :��א�ووعא

لسورتي التحريم والمعارج إلى دراسات عامة أو السابقة والدراسات الجهود تقسيم يمكن :مؤلفات ، وإلى دراسات خاصة أو رسائل علمية

: في سورتي التحريم والمعارج العامة الدراساتالمؤلفات و: أولا بالإضافة إلى غيرهما سواء في كتب الأقدمين أو ، والمراد ا ما ورد من تفسير للسورتين

بالمأثور أو ، التفسير حسب طرائقهم في فقد تناولها المفسرون في كتبهم على، المعاصرينأو الإشاري ، أو النحوي ، أو الفقهي ، التحليلي سواء كان من النوع، بالرأي أو بكليهما

وإن كانت ، وليس هذا هو المقصود الأساس لدراستنا هنا. ذلك غير وأ، لاغي الب وأ، لكن دون ، وبعضهم قد ألمح وتناول المقاصد والأغراض، كتابات تحاول الإفادة مماسبق من

وبيان موضوعات السورة كما أرغب ، إسهاب وبيان للتناسق الموضوعي لآيات كل سورة .. بيانه في السور محل الدراسةالحديث عن التناسب والتناسق في من علماء التفسير تناول ابعضومما يجدر بالذكر أن

: ومن أبرز من كتب فيه السور القرآنية ، السور بين المناسبات فيه ذكرو ، "الكبير التفسير" كتابه في الرازيالإمام فخر الدين

مؤلف لهو ، موضوعاا على يغلب يالذ العام الطابعمع ذكر من غير توسع ، والآيات

. يكمله ولم منه الأول الجزء بعد توفي وقد ) التتريل أسرار( : سماه هذا في مستقل

المقدمــــــــة

١٥

سور تناسب في البرهان "، وله كتاب )١(الثقفي الزبير بن إبراهيم بن أحمد ماموالإ

. ، ويهتم بالمناسبات بين السور بمؤلف اتالمناسب علم أفرد من أول وهو ،"القرآن

تناسب في الدرر نظم" وله كتاب ،)٢(اعيقبال عمر بن إبراهيم الدين برهان لإماموا، فهو يهتم بالمناسبات بين السور المناسبات علم في العمدة وهو ، " والسور الآيات

.والآيات والجمل والألفاظ "الأسرار كشف في الأزهار قطف" : ، كتاب اسمه )٣(السيوطي الدين جلالوللحافظ

بالنظم يختص ما كل وموضوعه ، " التتريل أسرار "ـبـ الإتقان في إليه يشير والذي، الآيات بين أو ، السور بين اتالمناسب سواء ، اتالمناسب بعلم مؤلفه فيه اعتنى وقد ، القرآني

الكتاب هذا من الموجود لكن ، أجزائها بين الربط وجه بين حيث، الواحدة الآية في حتى أو من )٩٢( الآية عند ينتهي ، بقطر الأوقاف وزارة نشر ، الحمادي أحمد /كتور دال: بتحقيق . التوبة سورة

أسرار ": بعنوان طبع وقد "السور تناسب في الدرر تناسق": بعنوان آخر كتاب وله السور اتصال وجه الكتاب هذا في ذكر وقد ، عطا القادر عبد: بتحقيق ،" القرآن ترتيب

، الاختصار غاية في الكتاب ، وهذا الآيات بين المناسبة يذكر ولم بعدها ، وما قبلها بما تكاد أسطر في ، وسابقتها السورة بين المناسبة تتعدى لا عنوانه من ظاهر هو كما ووظيفته

ه ، انتهت إليه ٦٢٨أو ٦٢٧أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي أبو جعفر ، ولد بمدينة جيان سنة : هو ) ١(الرئاسة بالأندلس في صناعة العربية ، وتجويد القرآن ، ورواية الحديث ، إلى المشاركة في الفقه ، والقيام على التفسير ،

مقدمة كتابه البرهان في : انظر) . ٧٠٨(، مالكي المذهب ، وتوفي سنة والخوض في الأصلين ، وهو سني العقيدة -٧٩(: هـ ١٤٢٨دار الجوزي ، : سعيد بن جمعة الفلاح ، الطبعة الأولى ، الدمام . تناسب سور القرآن ، بتحقيق د

٨٠ . ( إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط البقاعي ، نزيل القاهرة ثم دمشق، الإمام الكبير برهان الدين ولد تقريباً : هو ) ٢(

سنة تسع وثمانمائة بقرية من عمل البقاع ونشأ ا ، برع في جميع العلوم وفاق الأقران ، وتوفي في دمشق سنة خمس ) . ١/١٨(دار المعرفة ، : الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ، بيروت الشوكاني ، البدر: وثمانين وثمانمائة ، انظر

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ، صاحب التصانيف ، نشأ يتيماً ، واعتزل الناس في الأربعين من : هو ) ٣(نبلي ، شذرات الذهب في الحالعماد ، عبد الحي : انظر . ة عمره ، واشتغل بالتأليف ، توفي سنة إحدى عشرة وتسعمائ

) . ٨/٥١(ه ، ١٣٩٩دار المسيرة ، : أخبار من ذهب ، بيروت

المقدمــــــــة

١٦

.الواحدة اليد أصابع عدد تجاوزت لا وساروا ، الشأن هذا في المتقدمون ليهإ وصل مما علماء التفسير المتأخرون أفادولقد وقد ، السورة موضوعات جميع عليه تربط الذيالأساس المحور استجلاء نحو ثابثة بخطوات ، المتسق المتكامل بناءها وينظر السورة أجزاء إلى فاحصة بعين ينظر أن بعضهم استطاع . أدق بشكل الرئيس غرضها على يده ويضع

: ومن أبرز من كتب فيه أغراض ذكر تفسيره في حاول من أفضل وهو من ،)١(عاشور بنا الطاهر الشيخ المفسر

في ذلك على نص وقد، وذكر المناسبات بين مقاطع السورة الواحدة ، فيها وتوسع السورة .)٢( "والتنوير التحرير "لكتابه مقدمته

، لها واستدل القرآن ، في "الموضوعية الوحدة"إثبات ما يسمى بـ فيالمكثرين ومن محمد / الدكتورمن خلال سورة واحدة ، وهي سورة البقرة ، تطبيقيا إبرازها إلى وعمد السورة في التأليف حسن بيان توخى حيث، "العظيم النبأ" كتابه في )٣(دراز االله عبد

. الإعجاز وجوه أحد باعتباره الموضوعات فيها تتنوع التي الواحدة لاو ، اال هذا في كتب ما أحسن من " القرآن ظلال في" )٤(قطب سيد كتاب ويعد

والتناسق، السورة موضوعات فياللفظي التناسب إظهار في تميز قد الكتاب هذا أن شك بصياغتها القرآنية للموضوعات عرضه في امتاز كما ، راقية أدبية صياغة صياغتها فيالمعنوي

محمد بن الطاهر بن عاشور ، شيخ جامع الزيتونه بتونس ، من أعضاء امعين العربيين في دمشق والقاهرة : هو ) ١(محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي ، خير الدين بن : انظر . ، توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف

) . ٦/١٧٤(م ، ٢٠٠٢دار العلم للملايين ، : الأعلام ، الطبعة الخامسة عشر ، بيروت ) . ٥/١٤٥: (انظر ) ٢(عبد االله دراز ، عالم أزهري ، وفقيه وأديب كان من هيئة كبار العلماء في الأزهر، من أشهر بنمحمد : هو ) ٣(

الزركلي، : النبأ العظيم، ودستور الأخلاق في القرآن، توفي سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية ، انظر: مؤلفاته ). ٦/٢٤٦:(الأعلام

تخرج من كلية دار العلوم ، له كتب كثيرة مطبوعة متداولة ، هو سيد قطب إبراهيم ، مفكر إسلامي مصري ،) ٤(: الزركلي ، الأعلام : انظر . ، أعدم شنقا سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وألف "القرآن في ظلال: انظر : " من أشهرها

)٣/١٤٧. (

المقدمــــــــة

١٧

. المعاصرة الحياة في للتطبيق وصلاحيته، بالإسلام الاعتزاز يظهر بماالأساس " سعيد حوى، وهو / ومن الكتب التي اهتمت ذا الموضوع ، كتاب الشيخ

في مقدمة كتابه، أنه وضع هذا الكتاب لبيان الوحدة الموضوعية في ، وقد ذكر"في التفسيروفي سور القرآن ، ويجد القارئ والباحث أن المؤلف قد ابتكر طريقة جديدة للتفسير ، . نظري أنه لا غنى لكل باحث في التناسق الموضوعي عن النظر في الكتاب والاستفادة منه

من )الكريم القرآن لسور الموضوعي التفسير( باسم علمية موسوعة مؤخرا صدر وقد مصطفى /كتوردستاذ الالأ بإشراف ، القرآن وعلوم، التفسير أساتذة من نخبة إعداد)١(مسلم

العمل فيه جمنه المقدمةبين المشرف في وقد ،الشارقة جامعةإصدارات من وهي ، : يليكما باختصار وهو

وفضائلها ومكيها ومدنيها وعدد آياا ومحور بأسمائهاذكر مقدمة بين يدي السورة للتعريف - . السورة ومناسباا ، وذلك على أن لا تزيد الكتابة فيها عن خمس صفحات

المستنبطة منها ، وذلك على أن لا اتجماليا ، وبيان الهدايإالسورة تفسيرا موضوعات تفسير - .منه عن سبع صفحات ةوبيان الهدايات المستنبط قطعتزيد الكتابة في تفسير الم

، شيء القرآنية للسور الموضوعي التناسق أن إلىفي هذا المكان أشير أنوإنني أود ، بالرغم من أن لدي للمتخصص جلي واضح هو كما آخر شيء لها الموضوعي والتفسير

: ملاحظات عامة على ما كتب في سورتي التحريم والمعارج ، ومن أهم تلك الملاحظات والآيات ، وبالتالي عدم وضوح التناسق بين ةعدم التوسع في ذكر المناسبات بين السور -

.لسورتين موضوعات ا . ورتين وأهدافهما ، بشكل أوسع عدم التطرق إلى بيان مقاصد الس - . القصور في توثيق النصوص ، وعدم إحالتها إلى مصادرها ومراجعها - .قلة المصادر والمراجع فيها -

مصطفى مسلم محمد ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن ، درس في جامعة الإمام بالرياض ، /الأستاذ الدكتور : هو ) ١(وفي جامعة الشارقة بالإمارات ، وهو من المهتمين بالتفسير الموضوعي وله فيه مؤلفات كثيرة ، ويعمل حالياً خبيراً في

موقع المكتبة الشاملة : انظر. مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياضhttp://shamela.ws/index.php/author/١٤٩١ .

المقدمــــــــة

١٨

وإنني حين أذكر هذه الملاحظات أعترف باستفادتي من هذه الموسوعة ، وهي لا تقلل .أبدا من قيمتها ، فجزى االله القائمين عليها خير الجزاء

المقدمــــــــة

١٩

: سورتي التحريم والمعارج الخاصة في و المؤلفات الدراسات: ثانيا ، وكذلك لكبيرةالعلمية ا المكتباتبعض في أروقة عنها ، واسعة بحث عملية بإجراء قمت لقد

كموقع فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم التابع مع الملك العنكبوتية ، بكةعن طريق الش، وبعض )٢(، وموقع ملتقى أهل التفسير )١(النبويةفهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة

عبد االله / للدكتور) كشاف الدراسات القرآنية ( الموسوعات الخاصة بالدراسات القرآنية مثل الجيوسي ، والبحث كذلك في قواعد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،

تناولت سورتي علميةً رسالةً أو ، خاصاً كتاباً - القاصر إطلاعي حسب- أجد وغيرها ، فلموربط آيات كل سورة وموضوعاا ببعضها ، التحريم والمعارج من حيث التناسق الموضوعي فيهما

تفسير سورة التحريم وما «في فبعد البحث والتنقيب لم أجد سوى رسالة على نسق واحد ،التابعة للرئاسة كلية البنات في ، إنعام محمد بديوي: للطالبة » شتملت عليه من أحداث وقضاياا

هذا ، ولم تتطرق إلى وهي لا تختص بالتناسق الموضوعي في السورة وآياا، سابقاً العامة للبنات .والدعوية والايمانية الفقهية الجانب على الإطلاق ، ويغلب عليها الفوائد

� �������������: א �

، والمنهج التحليلي، في هذا البحث المنهج الوصفي - بعون االله تعالى وتوفيقه -سأتبع : على الخطوات التالية اكل فيما يناسبه بناءً

. إن وجدت وأسباب نزولها، وبيان خصائصها ، التعريف بكل سورة - . وأقوال العلماء في ذلك، ورد في فضل كل سورة أوبعض آياا ذكر ما - . وبيان التناسق بينها، تقسيم كل سورة إلى موضوعات - . سم السورة إن تيسراو، ذكر المناسبات المتعلقة بكل سورة بالفواتح - . والآيات العظات والعبر والفوائد والهدايات من المقاطع - . وبيان معانيها، شرح الألفاظ الغريبة - . تقسيم المواضيع على حسب الخطة - . وبين موضوعات السورة، بيان التناسق بين آيات الموضوع الواحد -

. ?www.qurancomplex.org/tbooks/default.asp :انظر ) ١( . www.tafsir.net :انظر ) ٢(

المقدمــــــــة

٢٠

.والأحاديث إلى مصادرها، عزو الآيات إلى سورها - . وبيان مراجعها، عزو الأقوال إلى قائليها - . التعريف بالأعلام - . وضع الفهارس التفصلية المناسبة في آخر البحث -

��و���وא!���� ل� ����: �א �

)) . وخاتمةوبابين وتمهيد مقدمة: (( البحث على يشتمل : وتشتمل على : المقدمة

. أهمية الموضوع - . أسباب اختيار الموضوع - . أهداف الموضوع - . الجهود والدراسات السابقة في الموضوع - . البحث في يمنهج - . هيكل البحث ومحتواه -

في السورةبالتناسق الموضوعي التعريف: التمهيد :أربعة مطالب ويشتمل على

.واصطلاحا معنى التناسق لغة :المطلب الأول .واصطلاحا لغة معنى الموضوع :المطلب الثاني

. معنى السورة لغة واصطلاحا :المطلب الثالث . معنى التناسق الموضوعي في السورة :الرابع المطلب

المقدمــــــــة

٢١

التحريم التناسق الموضوعي في سورة: الأول الباب : فصلين على ويشتمل

: مباحثخمسة ويشتمل على التحريم ، بين يدي سورة : الفصل الأول

، أو بعض آياا هافضلما ورد في ، ولها من أسماء ذكر سورة وما الاسم : المبحث الأول : ويشتمل على خمسة مطالب ، ها سورة ومدنيالمكي ا ، وتاريخ نزوله، و اعدد آياو

. اسم السورة وما ذكر لها من أسماء : الأول المطلب . ما ورد في فضل سورة التحريم أو بعض آياا :الثاني المطلب

. عدد آيات سورة التحريم :المطلب الثالث . تاريخ نزول سورة التحريم :الرابع المطلب

. مكي سورة التحريم ومدنيها :المطلب الخامس . بما اختصت بهالتحريم سورة اختصاص: الثاني المبحث .التحريم مقاصد سورة: الثالث المبحث .الوحدة الموضوعية لسورة التحريم : الرابع المبحث : التحريم ، ويشتمل على تمهيد وأربعة مطالب سورة مناسبات : الخامس المبحث

. تعريف المناسبة لغة واصطلاحا :التمهيد .سورة التحريم لما قبلها وما بعدها مناسبة :الأول المطلب . مناسبة اسم سورة التحريم لموضوعاا :الثاني المطلب . مناسبة فاتحة سورة التحريم لموضوعاا : الثالث المطلب . مناسبة فاتحة سورة التحريم لخاتمتها : الرابعالمطلب

وتناسقهاالتحريم سورة موضوعات: الثاني الفصل : ويشتمل على تمهيد وأربعة مباحث

. بين يدي موضوعات سورة التحريم : التمهيد

المقدمــــــــة

٢٢

: مطالبخمسة وفيهتحريم وعتاب ومغفرة ، :المبحث الأول . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب . التحريم سبب نزول سورة :الثاني المطلب . التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :الثالث المطلب . الموضوع ياتلآالإجمالي التفسير :الرابع المطلب . ياتالآترشد إليه مما :الخامس المطلب

: مطالبخمسة وفيه، الزوجية حفظ الأسرار التربية في : الثاني المبحث . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الرابع المطلب

. ياتالآترشد إليه مما :المطلب الخامس :مطالب خمسة وفيه ، واتمع والأهل نفسلل يةئالتربية الوقا :الثالث المبحث . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الرابع المطلب

.ا ترشد إليه الآيات مم :المطلب الخامس :مطالب خمسة وفيه، بالنساء الغابراتالتربية بضرب المثل : الرابع المبحث . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الرابع المطلب

.ترشد إليه الآيات مما :المطلب الخامس

المقدمــــــــة

٢٣

المعارج التناسق الموضوعي في سورة: الثاني الباب : فصلين على ويشتمل

: مباحثخمسة ويشتمل على ، المعارج سورة بين يدي : الفصل الأول

، أو بعض آياا هافضلما ورد في ، ولها من أسماء ذكر سورة وما الاسم : المبحث الأول .ها سورة ومدنيالمكي ا ، وتاريخ نزوله، و اعدد آياو

. اسم السورة وما ذكر لها من أسماء : الأول المطلب . أو بعض آياا المعارج ما ورد في فضل سورة :الثاني المطلب

. المعارج عدد آيات سورة :المطلب الثالث . المعارج تاريخ نزول سورة :الرابع المطلب

. ومدنيها المعارج مكي سورة :المطلب الخامس . بما اختصت بهالمعارج سورة اختصاص: الثاني المبحث .المعارج مقاصد سورة: الثالث المبحث .الوحدة الموضوعية لسورة المعارج : ع الرابالمبحث : ويشتمل على أربعة مطالب .المعارج سورة مناسبات : الخامس المبحث

.مناسبة سورة المعارج لما قبلها وما بعدها :الأول المطلب . مناسبة اسم سورة المعارج لموضوعاا :الثاني المطلب . مناسبة فاتحة سورة المعارج لموضوعاا : الثالث المطلب . مناسبة فاتحة سورة المعارج لخاتمتها : الرابعالمطلب

وتناسقهاالمعارج سورة موضوعات: الثاني الفصل

: مباحث وثلاثة ويشتمل على تمهيد . بين يدي موضوعات سورة المعارج : التمهيد

:أربعة مطالب وفيه، حال ارم فيه اليوم الآخر و :المبحث الأول . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب . التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :الثاني المطلب

المقدمــــــــة

٢٤

.لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الثالث المطلب . ياتالآا ترشد إليه مم :الرابع المطلب :مطالبخمسة وفيه، حالهم فيه وصفام باليوم الآخر ونالمؤمن : الثاني المبحث . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع : المطلب الثالث .لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الرابع المطلب

.ترشد إليه الآيات مما :المطلب الخامس :مطالبخمسة وفيه، وبعض أحوالهم لليوم الآخر المنكرون : الثالثالمبحث . ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .لآيات الموضوع التفسير الإجمالي :الرابع المطلب

.ا ترشد إليه الآيات مم :المطلب الخامس

:على وتشتمل: الـــخــــاتـــمـــــة . البحث نتائج: أولا . الباحث توصيات: ثانيا

على وتشتمل: العامة الــــفـــــهــــــــارس:

. القرآنية الآيات فهرس: أولا .والآثار الأحاديثفهرس : ثانيا . الأعلامفهرس : ثالثا . والمراجعالمصادر فهرس : رابعا

. الموضوعات فهرس: خامسا

المقدمــــــــة

٢٥

التمهيد التعريف بالتناسق الموضوعي في السورة

: أربعة مطالب على ويشتمل

. لغة واصطلاحا التناسق تعريف :المطلب الأول . لغة واصطلاحا الموضوع تعريف :المطلب الثاني

.لغة واصطلاحا السورة تعريف : المطلب الثالث

. التناسق الموضوعي في السورة تعريف : الرابع المطلب

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٢٦

تمهيد

التناسق الموضوعي في سور القرآن الكريم مشروع بحثي مبارك تبناه قسم الكتاب والسنة .-�-هتماماً بكتاب االله ابجامعة أم القرى علي بأن كنت أحد الطلبة المساهمين في هذا المشروع المبارك بعد -�-وقد من االله

. أساتذتنا الأفاضلبعض مشورة ، و -تعالى-استخارة االله ن أوحيث ، قبل البدء في هذا الموضوعفي السورة ولابد من تعريف التناسق الموضوعي

: أو كلمتين ، وهما من جزأين تركيباً وصفياً مركب التناسق الموضوعيمصطلح ذا سأورد تعريف كل منهما منفردا لغة واصطلاحا ، ثم أردف فل، » الموضوع«و» التناسق«

. ه أذكر تعريف المصطلح بمجموع أجزائ ، ثم لغة واصطلاحا" السورة "بتعريف

المطلب الأول معنى التناسق لغة واصطلاحا

: لغة » التناسق «معنى : أولا : نسق ، والاسم منه : تناسق ، وهو مزيد ، وأصل الفعل : مصدر ، وفعله : التناسق

ما كان على طريقة : نسق بتحريك عين الفعل ، ونسق بتسكينها ، والنسق من كل شيء : نظام واحد ، عام في الأشياء ، ويطلق على ما جاء من الكلام على نظام واحد ، والنسق

م إذا عطفت بعضه على بعضه ، كما يطلق على التتابع مصدر نسقت الكلا: بتسكين السين أي ، تنسيقا نسقه: التنظيم ، يقال : ناسق بين الأمرين إذا تابع بينهما ، والتنسيق : ، يقال

.)١( السواءِ على نظّمه: مما فيه زينة وحلية ، ، وغيرها ، واللؤلؤ ، والخرز ،وأصل استخدام هذه الكلمة في الدر

وهي مما يحتاج إلى نظمه بطريقة متناسبة توحي بالجمال والذوق ، واستخدامه في الكلام من

، نخبة من الأساتذة : ابن منظور ، جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب ، الطبعة الأولى ، تحقيق : انظر ) ١(، تاج العروس من جواهر والزبيدي ، أبو الفيض محمد الملقّب بمرتضى الزبيدي) . ١/٦٨٢(دار المعارف ، : القاهرة

، والفيروز آبادي ، محمد بن يعقوب ،) ٢٦/٤١٩(دار الهداية ، : مجموعة من المحققين ، بيروت : ، تحقيق القاموس ) . ١١٩٥(ه، ١٤٠٦مؤسسة الرسالة ، : مكتبة التراث ، بيروت : القاموس المحيط ، تحقيق

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٢٧

. )١(كلام متناسق ، وقد تناسق كلامه ، وجاء على نسق ونظام : ااز ، يقال حجج تترى و عمر نسقا يدفعن ميتة « حديث ضعيفمن كتب السنة وقد ورد في

. ونسقا بمعنى متتابعة ، )٢(» عيلة الفقرالسوء و ناسقوا بين «: أنه قال - �-ما روي عن عمر بن الخطاب -�-آثار الصحابة ومن

. وناسقوا هنا بمعن تابعوا. )٣(» الحج والعمرة : في اللغة ما يلي " تناسق الكلام"ومما تقدم يتضح أن من معاني

. نظم الكلام وحسن تركيبه - ١

حروف : عطف الكلام بعضه على بعض ، والنحويون يسمون حروف العطف - ٢ .النسق . الملاءمة والمتابعة بين أجزاء الكلام - ٣ . توالى الكلام واتصال بعضه ببعض - ٤

لاحظ أن مادة نسق في اللغة تشتمل على معاني ت وعند النظر والتأمل في هذه المعانيحسن : فالتناسق لغةتكون على توال وإتصال الإنتظام والعطف وحسن التركيب وأن

.التنظيم وتمامه وترتيب العناصر وإنسجامها مع بعضها البعض : اصطلاحا » التناسق «معنى : ثانيا

على حسب لم أجد من علماء التفسير وعلوم القرآن من عرف مصطلح التناسق مفردا الغرض منه بيان كان العلم ، و، إلا أنه قد وردت هذه اللفظة في كلام بعض أهل اطلاعي

.التعريف اللغوي السابق ىكما روومن العجيب أن نجد أن اليهود هم أول من أنكر التناسق في القرآن الكريم

)٤(الطبري بن جريراذلك أن جماعة من اليهود جاؤوا : -رضي االله عنهم– بن عباسا عن

) . ٩٥٣(م ، ١٩٦٠دار مطابع الشعب ، : الزمخشري ، أساس البلاغة ، القاهرة : انظر ) ١(وقد ضعفه الألباني ) ٨٨١٥: (برقم ، ) ٥/١٠( رواه عبدالرزاق في مصنفه عن عامر بن عبداالله بن الزبير مرسلا) ٢(

. )٦٤٣٩: (برقم ،) ١٤/٢٣٦: (رحمه االله في صحيح وضعيف الجامع الصغير : وكتر العمال ) ٥/٤٧: (والنهاية في غريب الحديث والأثر ، )٢/٤٠٥: (غريب الحديث لابن الجوزي : أنظر ) ٣( .المطبوع منهولم أجده في ، وقد عزاه للصحاح للجوهري ، )١١٨١٨: (برقم ، )٥/٥(أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري وقيل يزيد بن كثير ابن غالب صاحب التفسير الكبير والتاريخ )٤(

الشهير كان إماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك صاحب التصانيف الباهرة، وله سعة علمه وغزارة فضله وكان من الأئمة اتهدين لم يقلد احدا وكان ثقة مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على

= �

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٢٨

، الذي جئت به ، لا نراه متناسقا اكيف نتبعك وقد تركت قبلتنا؟ وإن هذ: ، فقالوا�للنبي���L﴿:، فأنزل االله فه، وإلا جئناك بمثل ما تأتي به، فأنزل علينا كتابا نعرالتوراة كما تناسق

P� � O� � N� � M�

]\[ZYXWVUTSRQ^﴾]١(]٨٨:سورة الإسراء(. بن عطية اعلماء التفسير الأوائل فأول من وجدته ذكر تناسق الآيات هو الإمام عند أما و

منها ، )٣( ، فقد ذكر تناسق الآيات في ثلاثة مواضعالمحرر الوجيز هفي تفسير )٢(الأندلسيفأردف الاستغناء بالتفضل وهذا أجمل تناسق ثم عقب ذه الألفاظ المضمنة الوعيد « :قوله

وأما مع المهلة ومرور الجديدين فكذلك ، بذلك في التعجيل -�-المحذرة من بطش االله عادة االله في الخلق وأما الاستخلاف فكما أوجد االله تعالى هذا العالم الآدمي بالنشأة من ذرية

���N ﴿ : وذلك عند تفسيره لقوله تعالى. - �-قوم متقدمين أصلهم آدم �M��L

OP����\��[��Z������������Y��X��W��V��U��T��S����R���Q

.)٤(»]١٣٣: رة الأنعام سو[﴾[��^��

= �

: ولد ، في نقله وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في جملة اتهدين ) .١٤/٢٦٧: (نبلاء سير أعلام ال، ) ٤/١٩٢( :وفيات الأعيان: أنظر . ببغداد) ه٣١٠: (وتوفي ، )٢٢٤(إليه وإلى ابن المنذر وابن أبي حاتم ، ) ٥/٣٣٥: (الدر المنثور وعزاه السيوطي في ) ١٥/١٥٨: (تفسير الطبري ) ١(

. ولم أجد من العلماء من تعرض إلى تصحيح هذه الرواية أو تضعيفها المفسرين أبو محمد الغرناطي القاضي وكان هو عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية قدوة) ٢(

فقهيا عارفا بالأحكام والحديث والتفسير بارع الأدب بصيرا بلسان العرب واسع المعرفة له يد في الإنشاء والنظم والنثر وكان يتوقد ذكاء له التفسير المشهور ذكر في أسامي الكتب أنه المسمى بالمحرر الوجيز تفسير الكتاب العزيز وهو

فسير شريف جليل القدر والشأن قد تداوله فحول العلماء وأثنوا عليه خيرا حتى قال أبو حيان هو أجل من صنف في تعلم التفسير وأفضل من تصدر للتنقيح فيه والتفسير وقال جماعة من الفضلاء كتاب ابن عطية أجمع وللسنة السنية

.أخلص وأكمل .) ١٧٧-١/١٧٦: (وطبقات المفسرين للداودي ،) ٦١-١/٦٠(أنظر طبقات المفسرين للسيوطي

، عبد السلام عبد الشافي محمد: بن عطية الأندلسي ، تحقيق لاأنظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ) ٣( .) ٢/٣٥٩(، ) ٢/٣٤٧( )،١/٥٤٤(، م ١٩٩٣-هـ١٤١٣، دار الكتب العلمية : بيروت الاولى ، الطبعة

. ) ٢/٣٤٧: (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) ٤(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٢٩

في كتابه التفسير الكبير أو مفاتيح ، ثم فخر الدين الرازي وصفه بأنه أحسن علوم القرآن��©�����ª»��¬ ﴿ :في تفسير قوله تعالى، الغيب � � �¨��§®� ���°��¯

��¼�������»����º������¹��¸��¶��µ����������´�������³��²�����±﴾]٣٧:فصلت[ .لما بين في الآية المتقدمة أن أحسن الأعمال والأقوال هو الدعوة إلى تعالى اعلم أنه« : قال

وحكمته ، تنبيها على أن ، وقدرته ، االله تعالى أردفه بذكر الدلائل الدالة على وجود االله الدعوة إلى االله تعالى عبارة عن تقرير الدلائل الدالة على ذات االله وصفاته ، فهذه تنبيهات

مستفادة من تناسق هذه الآيات ، فكان العلم ذه اللطائف أحسن علوم القرآنشريفة «)١(.

. ولم أجد له في تفسيره سوى هذا الموضع متحدثاً فيه عن التناسق: أولها )٣(وتكلم عن التناســق في بضعة مواضع، )٢(وأتى بعدهما أبو حيان الأندلسي

لنا بعض كلام على تناسق الآي التي تقدم الكلام وقد تقدم «: في بداية سورة البقرة قولهافتتح تعالى هذه السورة بوصف كلامه المبين، ثم : عليها ، ونحن نلخص ذلك هنا ، فنقول

بين أنه هدى لمؤمني هذه الأمة ومدحهم، ثم مدح من ساحلَهم في الإيمان وتلاهم من مؤمني ومن الظفر في المآل ، ثم تلاهم بذكر أهل الكتاب، وذكر ما هم عليه من الهدى في الحال

، وذكر ما الميؤوس من إيمام، وأسماعهم المغطي أبصارهم ، أضدادهم المختوم على قلوم وأخر ، ، ثم أتبع هؤلاء بأحوال المنافقين المخادعين المستهزئين أعد لهم من العذاب العظيم

.) ٢٧/١١١: (التفسير الكبير ) ١(هو الإمام فخر الأندلس أبو حيان محمد بن يوسف بن علي الإمام أثير الدين الغرناطي النفزي صاحب التفسير ) ٢(

، )هـ٦٥٤(ولد ، وأديبه ، ومؤرخه ،مقرئه و، ومحدثه ، ومفسره ، ولغويه ، نحوي عصره )البحر المحيط(المشهور أكب على الحديث وأتقنه وبرع فيه ، والشام ومصر والحجاز سبتة وبجاية وتونس إلى وسمع الحديث بالأندلس ثم رحل

وأخذ عنه أكابر أهل عصره كالتقي السبكي وولديه ، مع النحو واللغة والقراءات والأدب والتاريخ وطار ذكره وفهرس ، ) ٧٢٤-٢/٧٢٣: (معرفة القراء الكبار : أنظر .) هـ٧٤٥(توفي سنة ، م والجمال الاسنوي وغيره

. ) ١/١٥٥: (الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم الشيخ علي محمد والشيخ عادل أحمد عبد الموجود : تحقيق، الأندلسيبي حيان لأتفسير البحر المحيط : انظر )٣(، )٤/٤٤٣( ،)٣/١٢٦(، )٥٠٥-١/٢٣٠(،م٢٠٠١-هـ١٤٢٢، الكتب العلميةدار : بيروت ،الطبعة الأولى، عوضم)٤٣٥-٨/٢٦٤(، ) ٧/٢٦٦(، )٥/٣٤٠ .(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٠

لأم اتصفوا في الظاهر بصفات المؤمنين ؛ ذكرهم وإن كانوا أسوأ أحوالا من المشركينوفي الباطن بصفات الكافرين، فقدم االله ذكر المؤمنين، وثنى بذكر أهل الشقاء الكافرين، وثلث بذكر المنافقين الملحدين، وأمعن في ذكر مخازيهم فأنزل فيهم ثلاث عشرة آية، كل

كتف بذكر ذلك حتى أبرز ثم لم ي ، على مخازي أعمالهم الأحوالهم وتنبيه اذلك تقبيحفانظر . ، فكان ذلك أدعى للتنفير عما اجترحوه من قبيح الأفعال أحوالهم في سورة الأنفال

إلى حسن هذا السباق الذي نوقل في ذروة الإحسان وتمكن في براعة أقسام البديع وبلاغة . )١(» معاني البيان

ت هذه الآيات بين الوعيد عكذلك جم«:وقال في موضع آخر من تفسير سورة البقرة من شيء إلى شيء ، ، والترغيب والترهيب ، والإنذار والتبشير ، وصار فيها استطرادوالوعد

وإخبار بمغيب بعد مغيب ، متناسقا تناسق اللآلىء في عقودها ، متضحة اتضاح الدراري في مطالع سعودها ، معلمة صدق من أتى ا ، وهو ما قرأ الكتب ، ولا دارس ، ولا رحل ،

�����W��V��U��T���S﴿ولا عاشر الأحبار ، ولا مارس � �R��Q��P��O��N��M���L��K

���X ﴾]٢(» -صلى االله عليه وأوصل أزكى تحية إليه - ]٥-٣:سورة النجم(. تفسيره وممن ذكر التناسق من المتأخرين من علماء التفسير محمد الطاهر بن عاشور في

������j���i��h...﴿ :التحرير والتنوير حيث قال في تفسير قوله تعالى � �g�� � � �f��e��d

�l��k﴾ ]وقوله « : ]٢١:محمد:﴿�� � �i� �h��� �g﴾)قدم ، وفي الكلام جواب كما ت )١�﴿ولفظ . يؤذن بأنه إذا عزم الأمر حصل لهم ما لا خير فيه ﴾��k��j﴿: لأن قوله؛ إيجاز � �k﴾ ناسق النظم أن هذا مفرع مقتضى ت. ضد الشر بوزن فعل ، وليس هو هنا بوزن أفعل

إذا عزم الأمر ه لأنه يفهم منه أن؛ ﴾�jih��g�f��e��d�l��k﴿: على قولهوانكشف نفاقهم فتكون إتماما لما في الآية السابقة من الإنباء بما سيكون من ، تولوا عن القتال . )٣(»المنافقين يوم أحد

.) ٢٣٠ /١: (تفسير البحر المحيط ) ١( ) .١/٥٠٥: (تفسير البحر المحيط ) ٢(، م ١٩٩٧، دار سحنون للنشر والتوزيع : ، تونس مد الطاهر بن عاشور لمحوالتنوير التحرير: انظر تفسير) ٣(

= �

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣١

، وأكثر من تكلم عن التناسق في القرآن الكريم من المفسرين الأولين والآخرين سيد قطب: منها قوله، مائة موضع من تفسيرهفإنه ذكره في قرابة ، في تفسيره في ظلال القرآن

، هذا القرآن أبداً والتناسق المطلق الشامل الكامل هو الظاهرة التي لا يخطئها من يتدبر«ولكن كل عقل وكل . ومستوياا ومجالاا، مما تختلف العقول والأجيال في إدراك مداها

إدراكه، في محيط يتكيف ما يملك - بحسب قدرته وثقافته وتجربته وتقواه-جيل يجد منها ومن ثم فإن كل أحد ، وكل جيل، مخاطب ذه ، بمدى القدرة والثقافة والتجربة والتقوى

ظاهرة عدم -أن يدرك من هذه الظاهرة -عند التدبر وفق منهج مستقيم-ومستطيع . الآيةالطائفة في وتلك، ما يئه له قدرته وثقافته وتجربته وتقواه -الاختلاف ، أو ظاهرة التناسق

، ذلك الجيل كانت تخاطب بشيء تدركه ، وتملك التحقق منه بإدراكها في حدودها الخاصة ابتداء في التعبير القرآني ،أو ظاهرة التناسق ، ظاهرة عدم الاختلاف ، تتجلى هذه الظاهرة

. من ناحية الأداء وطرائقه الفنية هذه ري الكثير في إدراك البش إلا أنه يتبقى من وراء كل الاختلاف: إلى أن قال

ويلتقي عليها ، بقية يلتقي عليها كل إدراك-! خرآ كل شيء في الكثير كاختلافه- الظاهرة ثم يختلف الناس بعد ذلك ما يختلفون في إدراك آماد وآفاق وأبعاد وأنواع ذلك . ..كل جيل

.)١( »!التناسقالصالح وأقوال السلف والسنة الكتابفي - التناسق- حال هذه المفرده وبعد أن أوضحت

يدور أنه لهذا المصطلح تعريفاً لديهم إلا لم أجد وحيث ، التفسير عبر العصور وفي كتب

من التعريف ، وهو مستمد عندهم حول معاني التتابع والترابط والجمال وعدم الاختلاف . اللغوي لهذه المفردة

التفسير لام أهل ، وآثار الصحابة والتابعين وكومن خلال تأملي في المعاني اللغوية السابقة التناسق يمكن أن يقال بأنّ ، »الموضوعي«وهو ، وبالنظر إلى القيد الذي قيد به التناسق

، وذا يظهر الفرق بينه وانتظامها موضوعات السورة ترابط البحث في هو : اصطلاحا = � )٢٦/١١٢ (. ) . ٧٢٢-٢/٧٢١: ( القرآن في ظلال: انظر )١(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٢

بين الآيات والألفاظ والجمل ، والتناسق إظهار الترابط في وبين التناسب ، فالتناسب ما كان مزيد بيان لهذا التعريف وسيأتي بين موضوعات السورة الواحدة ،في إظهار الترابط ما كان

. )١(الرابع في المطلب

) . ٣٢( انظر الصفحة ) ١(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٣

المطلب الثاني لغة ، واصطلاحا معنى الموضوع

: لغة » الموضوع«معنى : أولا الخفض : والوضع الموضوع اسم مفعول ، وفعله وضع ، والمصدر وضعا وموضعا ؛

ن ذلك بمعنى الحط والخفض أو ،، سواء كا)١(أعم من الحطووهو ضد الرفع للشيء وحطه : ، وينقسم الوضع إلى نوعين المكانوالتثبت في الالتقاء بمعنى

وإلقائه وتثبيته ، بمعني حطه وضعه على الأرض: ، ومنه وضع مادي حسي : الأول .عليها

، الذي قعدت به همته الذليل ، وهو الدنيء المهان الوضيع: ، ومنه وضع معنوي :الثاني . )٢(موضعه الذي التصق به لا يفارق ، ، موضوع عليها ، فكأنه ملقى على الأرض أو نسبه: ووضعتها ... رعت الحمض حول الماء ولم تبرح : وضعت الإبل وضيعة : يقال و

وهذا المعنى هو الذي رجع إليه كثير من المعاصرين الذين ". ألزمتها المرعى فهي موضوعه وعليه يكون الموضوع بمعنى الشيء الذي له صفة « : كتبوا في التفسير الموضوعي ، وقالوا

. )٣(»نا لا يبرحه إلى غيره معينة ، وألزم مكانا معيحسن الموضوع إذا : في وصف الإبل بمعنى آخر ؛ فيقال للبعير »الموضوع«ويستخدم

دار : محمد كيلاني، بيروت: الراغب، الحسين بن محمد الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، تحقيق) ١( ). ٥٢٥(المعرفة،

) . ٣٤١-٢٢/٣٣٥: (تاج العروس ) ٢(المدخل إلى : (عبد الستار فتح االله سعيد في كتابه : شيخي فضيلة الدكتور من أوائل من أشار إلى هذا المعنى ) ٣(

مصطفى : وتبعه الأستاذ الدكتور ) . ٢٣(ه ، ١٤٢٨: دار التوزيع والنشر الإسلامية ، القاهرة ) التفسير الموضوعيصلاح الخالدي . تبعهما د، ثم ) ١٥(ه ، ١٤٣٠دار القلم، : دمشق ) باحث في التفسير الموضوعيم: (مسلم في كتابه

) . ٣٣(ه ، ١٤٢٨دار النفائس ، : ، الأردن ) التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق: (في كتابه

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٤

. )١(كان سيره سريعا سهلا يخالف المرفوع واللغوي المستخدم على ألسنة الناس اليوم لهذه الكلمة هو ما أشار إليه مؤلف فالمعنى

هو الأمر الذي يدل عليه فحوى : »الموضوع«: المعجم الوسيط ، وذكرته أعلاه ، فيكون .الكلام : اصطلاحا » الموضوع«معنى : ثانيا

صف يتعلق بموضوعات القرآن و: في اصطلاح علماء التفسير المتأخرين هو: الموضوعة التي تضمنتها آية أو آيات أو سورة أو سور ضية الرئيس، والموضوع القرآني هو الق الكريم

من القرآن الكريم ، وتحديد هذا الموضوع يحتاج إلى منهج يتخذ من شمولية النظرة إلى .)٢(نصوص الوحي سبيلا إلى فهمه في ضوء الواقع المعيش

السلام محمد هارون ، عبد : ابن فارس ، أحمد بن فارس بن زكريا ، معجم مقاييس اللغة ، تحقيق : انظر ) ١( ) .٦/٤٨٥٩: (وابن منظور ، لسان العرب ) . ١٠٥٦(دار الفكر ، : بيروت . م ١٩٧٩/هـ١٣٩٩

) .٢٥(دار عمار ، : الدغامين ، زياد ، التفسير الموضوعي ومنهجية البحث فيه ، الأردن ) ٢(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٥

الثالث المطلب لغة واصطلاحا السورة تعريف

:لغة السورةمعنى : أولا أو غير مهموزة، فمن همزها مهموزةإما أن تكون : ، وهي واحدة سور القرآنالسورة

وتكون سميت ،ر وهو ما بقي من الشراب في الإناء ؤأفضلت من السجعلها من أسأرت أي . من القرآنقطعة الأ؛ سورة

ومن ، إِلى غيرها سميت السورة من القرآن سورة لأنها درجة« : ففي لسان العرب : وقيل، رك الهمزة فيها وأكثر القراء على ت، ةبقية من القرآن وقطع همزها جعلها بمعنى

. )١(» المال ترك همزه لما كثر في الكلام القرآن يجوز أن تكون من سؤرةمن السورةوتكون سميت سورة لارتفاع ، منه وهي ما حسن وطال ، البناء من من السورة أوكل مترلة يه« : ، ففي الصحاح مقطوعةٌ عن الأخرى ، أو لأنها مترلةٌ بعد مترلة ، قدرها

.)٢(» خرىا مترلة بعد مترلة مقطوعة عن الألأ ؛ ومنه سورة القرآن ، من البناء ومنه قوله تعالى، ، إذا علوته تسورت الحائط: يقال ، التصاعد: بمعنى ، من التسور أو

: ﴿k���j��i﴾ ]٣(سميت سورة لتركيب بعضها على بعض فتكون ، ]٢١: ص(.

) . ٣/٢١٤٧: (لسان العرب )١(أحمد عبد الغفور عطار ، الطبعة : الجوهري ، إسماعيل بن حماد ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، تحقيق ) ٢(

) . ٢/٦٩٠(م ، ١٩٨٧/ ه١٤٠٧دار العلم للملايين ، : الرابعة، بيروت ) . ٣/٢١٤٧: (لسان العرب )٣(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٦

:اصطلاحا السورةمعنى : ثانيا وأقلها ،فاتحة وخاتمة ذو ، آيٍ على يشتمل قرآن بعض السورة« : )١(الجعبري قال .) ٢(» آيات ثلاث

طائفة مستقلة من آيات القرآن : ويمكن تعريفها اصطلاحا بأا « : )٣(وقال الزرقاني . )٤(» ذات مطلع ومقطع

دين ، أبو محمد الجعبري ، الخليلي الشافعي ، صاحب إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل ، برهان ال: الجعبري ) ١(الذهبي ، محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد االله ، : ه ، انظر ٧٣٢المصنفات الكثيرة في القراءات وغيرها ، توفي سنة ، صالح مهدي عباس ، شعيب الأرناؤوط ، بشار عواد معروف : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، تحقيق

) . ٢/٧٤٣(ه ، ١٤٠٤مؤسسة الرسالة ، : الطبعة الأولى ، بيروت ) . ١/١٥٠: (الإتقان و؛ ) ١/٢٦٤: (البرهان : انظر ) ٢(مدرسا لعلوم فيها كلية أصول الدين، وعمل من محمد عبد العظيم الزرقاني ، من علماء الأزهر بمصر ، تخرج : هو ) ٣(

الزركلي، : انظر . مناهل العرفان في علوم القرآن:م، من أشهر كتبه١٩٤٨ة القاهرة سنفي القرآن والحديث، وتوفي ). ٦/٢١٠: (الأعلام

) . ١/٢٨٥: (مناهل العرفان في علوم القرآن )٤(

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٧

المطلب الرابع تعريف التناسق الموضوعي في السورة

هو مصطلح جديد في بابه ، لم أجد من علماء إن مصطلح التناسق الموضوعي في السورةإلا أنني ومن خلال استقرائي للخطة الموضوعة في من تكلم فيه بتعريف جامع مانع ، التفسير

، وسؤالي لأساتذة التفسير في قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى ، وعند هذا المشروعفي أن أستخلص له تعريفاً على تاجتهدت وسعيالتأمل في المعاني اللغوية السابقة ، فقد

على ما سبق اوإعمال فكر وبناء عد طول تدبر، فب أدى إليه إستنباطي وإجتهادي حسب مارأيت أن أعرفه بالتعريف ، وما سبق من آثار وأقوال علماء التفسير الأجلاء ، من تعريفه لغة

: التاليهو تتابع وترابط وتآلف آيات : التناسق الموضوعي في السورةن إ: فأقول وباالله التوفيق

حتى تكون السورة ، وموضوعاا فيما بينها في غاية الجمال والحسن والإبداع السورة . كالآية الواحدة

أن مصطلح التناسق الموضوعي جانب من يتضح وذه العبارة التعريفية للمصطلح جوانب إعجاز القرآن الكريم ، وفن من فنونه ، فهو يبحث في نظم موضوعات السورة ،

إلى توضيح صورة متكاملة عن الموضوع الكلي للسورة أو ما يسمى التي تؤدي في النهايةلح الوحدة الموضوعية ، وأخص من طبالوحدة الموضوعية ، فهو مصطلح أعم من مص

.مصطلح التناسب

- االله البحث معتمداً على ف أسير في هذاسوالذي استنتجته وبناءً على هذا التعريف والتناسق الموضوعي في سورة المعارج كلاً ، لأبين التناسق الموضوعي في سورة التحريم -�

. وما توفيقي إلا باالله عليه توكلت وإليه أنيب ..على حدة

التمهيد التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٨

الباب الأول التحريم والمعارج التناسق الموضوعي في سورتي

٣٩

الأولاب الب في سورة التحريم التناسق الموضوعي

: فصلين على ويشتمل

. التحريم بين يدي سورة : الفصل الأول .تناسقها موضوعات سورة التحريم و :الثاني الفصل

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٠

الفصل الأول التحريمبين يدي سورة

:مباحث خمسة على ويشتمل

، وفضلها ، وعدد آياا ، وتاريخ نزولها ، السورة اسم : المبحث الأول .ومكيها ومدنيها

. بما اختصت بهسورة التحريم اختصاص :الثاني المبحث .التحريم مقاصد سورة : الثالث المبحث .الوحدة الموضوعية لسورة التحريم : الرابع المبحث .التحريم مناسبات سورة : الخامس المبحث

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤١

المبحث الأول

سورة ، وفضلها ، وعدد آياتها ، وتاريخ نزولها، الاسم .ومكيها ومدنيها

:خمسة مطالب على ويشتمل . لها من أسماء ذكرسورة ، وما الاسم : المطلب الأول . أو بعض آياا التحريم فضل سورة : المطلب الثاني

.التحريم عدد آيات سورة : المطلب الثالث . التحريم ةتاريخ نزول سور: المطلب الرابع

. ومدنيها التحريم مكي سورة : المطلب الخامس

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٢

المطلب الأول أسماءلها من ذكر سورة وما الاسم

: اسم السورة : أولا وبذلك سميت في أغلب المصاحف ، ؛) التحريم(بسورة الكريمة اشتهرت هذه السورة صرح فيه تسميتها - �-، ولم أقف على خبر مأثور عن رسول االله وكتب التفسير والسنة

. -رضوان االله عليهم -إنما وقعت تسميتها في كلام بعض الصحابة و، ذا الاسم .)١(»نزلت سورة التحريم بالمدينة « : قال - �-ابن عباس عن ف

شيئا لم يحرمه االله عليه شيء على نفسه - �-تحريم النبي أن : ذا الاسم ووجه التسميةعن سبب ذلك التحريم - �-ل النبي االكريمة بسؤالسورة تحفافتت، يدعو إلى التساؤل

.﴾....���D����C��B��A﴿: قال تعالى ، ذلك على عتابه و : ماذكر لها من أسماء : ثانيا

:) المتحرم(سورة ) ١مقاتل و ،)٢( سير مجاهداوقد ورد هذا الاسم في تف) المتحرم سورة (بـسميت هذه السورة

. )١(وفي بعض نسخ صحيح البخاري، )٤(الألوسيو ،)٣( .وعزاه للنحاس وابن الضريس ) . ٨/٢١٣: (أورده السيوطي في الدر المنثور ) ١( . المنشورات العلمية : عبد الرحمن الطاهر السورتي ، بيروت : ، تحقيق ) ٢/٦٨٣: (تفسير مجاهد )٢(

الإمام مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المخزومي مولى السائب بن أبي السائب عرض القرآن على ابن : ومجاهد هو أو ما بعدها ، وهو ) ١٠٠(مات سنة كان مجاهد أعلم بالتفسير وعطاء بالحج ،: عباس ثلاثين مرة قال خصيف

) ١/١١(وطبقات المفسرين للداودي ، ) ٤٣-١/٤٢(طبقات الحفاظ للسيوطي : أنظر ) . ٢١(ساجد ومولده سنة . - هـ ١٤٢٤الكتب العلمية ، دار: د فريد ، الطبعة الأولى، بيروتأحم: تحقيق ، تفسير مقاتل بن سليمان ) ٣(

، أبو الحسن المروزي الفقيه اللغوي ، مقاتل بن سليمان بن بشير الازدي الخراساني : ، ومقاتل هو ) ٢/١٣(، م٢٠٠٣وقد . وغيرها ، صنف من الكتب تفسير خمسمائة آية من القرآن التفسير الكبير . )ه١٥٠(نزيل البصرة المتوفي ا سنة

) . ٦/٥٠٥(: وميزان الإعتدال ، )٤٧٠/ ٦( :هدية العارفين للبغدادي : أنظر . تكلم في حديثه ، من أهل مفسر، محدث، أديب، من اددين: محمود بن عبد االله الحسيني الآلوسي، شهاب الدين، أبو الثناء: هو ) ٤(

، له عديد من ، فانقطع للعلم عزل، ثم تقلد الإفتاء ببلده . ، مجتهدا كان سلفي الاعتقاد ، ، مولده ووفاته فيها بغداد ) . ٧/١٧٦: (الأعلام للزركلي: روح المعاني ، انظر : الكتب ، من أهمها كتابه في التفسير

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٣

. - �-أن المتحرم اسم فاعل ممن قام بالتحريم وهو النبي :ووجه تسميتها ذا الاسم :) لم تحرم(سورة ) ٢

للرازي )٣(وفي التفسير الكبير، )٢(صحيح البخاري إحدى نسخ في التسمية ت هذهورد . ستفهام بصيغة الا، وهي

��E��D����C��B��A���F﴿افتتاح السورة الكريمة ذا اللفظ :ووجه تسميتها ذا الاسم H��GI��L��K����JM����Q����P����O���N﴾.

: -�-سورة النبي ) ٣وفي تفسير الجامع لأحكام القرآن ،)٥(بن أبي شيبةا)٤(هذا الاسم في مصنف ذُكر .)٨(وفي كتاب جمال القراء لعلم الدين السخاوي ، )٧(والكشاف للزمخشري، )٦(للقرطبي = � ) . ٢٤٧/ ١٩(: لبدر الدين العيني ، عمدة القاري ) ١(، المطبعة الكبرى الأميرية: الطبعة السابعة ، مصر ، للقسطلاني إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري : أنظر ) ٢(

) .٣٩٢/ ٧(، هـ ١٣٢٣ ) .١٣٤/ ٣٢: (مفاتيح الغيب ) ٣(مكتبة : ، الطبعة الأولى ، الرياض كمال يوسف الحوت : تحقيق ، ، لابن أبي شيبة المصنف في الأحاديث والآثار )٤(

) .٦/٨٢(، ه١٤٠٩ ، الرشدإبراهيم بن عثمان العبسي، الإمام العلم، سيد الإمام أبو بكر بن أبي شيبة عبد االله بن محمد بن : بن أبي شيبة هوا) ٥(

؛ ؛ المصنف المسند: من مصنفاته المفيدة ، ، ومسلم وغيرهما روى عنه البخاري، الحفاظ، صاحب الكتب الكبار . )٣٣/٩٨: (وذيب الكمال . )٢/٤٣٢: (تذكرة الحفاظ : نظر ا. ؛ الإيمان التفسير

: ، القاهرة الثانية الطبعة، أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش : تحقيق، كام القرآن تفسير القرطبي الجامع لأح: أنظر ) ٦(الإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح : والقرطبي هو ). ١٧٧/ ١٨(، م ١٩٦٤ -هـ١٣٨٤، دار الكتب المصرية

الأنصاري الخزرجي المالكي أبو عبد االله القرطبي مصنف التفسير المشهور الذي سارت به الركبان وهو كتاب من أجل متبحر في العلم له إمام متفنن : قال الذهبي. الكتب وقد اختصره سراج الدين الشيخ عمر بن علي الشهير بابن الملقن

طبقات المفسرين للداودي : أنظر . هـ ٦٧١تصانيف مفيدة تدل على إمامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله توفي ) .٢/٨٧: (والوافي بالوفيات للصفدي . )١/٣١٧: (والديباج المذهب للمالكي . )٢٤٧-١/٢٤٦(، تحقيق عبد الرزاق المهدي . التأويل للزمخشري أنظر الكشاف عن حقائق التتريل وعيون الأقاويل في وجوه )٧(

). ٥٦٦/ ٤(، دار إحياء التراث العربي: بيروت أصل (قاضي عبد الحق سيف ال: للسخاوي دراسة وتحقيق ) ٢٠١/ ١: (جمال القراء وكمال الإقراء : أنظر ) ٨(

علي :والسخاوي هو ،م١٩٩٩ -هـ١٤١٩الأولى، الطبعة–مؤسسة الكتب الثقافية: بيروت)الكتاب رسالة دكتوراةكان إماما علامة ، سن الهمداني السخاوي المصري شيخ القراء بدمشقالصمد العلامة علم الدين أبو الحبن عبد بن محمد

وله معرفة تامة بالفقه والأصول مقرئا محققا بصيرا بالقراءات وعللها ماهرا ا إماما في النحو واللغة إماما في التفسير = �

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٤

وزوجاته ، وذكر - �-أن حديث السورة هو عن النبي ؛ووجه تسميتها ذا الاسم .﴾...���H��G��F��E��D����C��B��AI﴿: ﴾ في أول آية من آياا في قوله تعالى �Bلفظ ﴿

: )التحرم(سورة ) ٤وكذلك ، بن مردويه ولم أقف عليه فيهلا فظللا ونسب )١(لسيوطيا ذكره في الدر المنثور

" م"محققه أن في النسخة وقد علق عليه )٢(الفنون والعلومذكره صاحب كشاف اصطلاحات . المتحرم

: سورة المحرم ) ٥ورجح محققوه أنه تحريف للمتحرم كما في نسخة أخرى ، )٣(ذُكر في معاني القرآن للفراء

بن مردويه ولم أقف اعازياً إياه للفظ )٤(وذُكر في فتح القدير للشوكاني ، أرجحهما وهذا، .عليه = �

بن قاضي لاوطبقات الشافعية . )٨٥-١/٨٤( : طبقات المفسرين: أنظر.هـ ٦٤٣مات سنة وهـ ٥٥٨ولد سنة ) .٢/١١٦: (شهبة

.)٢١٣/ ٨(، م١٩٩٣، دار الفكر : بيروت ،الدر المنثور للسيوطي )١(مد حامد بن محمد بن علي ابن القاضي مح: ، وصاحبه هو ) ٩٩٢/ ١(: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ) ٢(

مجلدان، فرغ من تأليفه )كشاف اصطلاحات الفنون(: له . باحث هندي: محمد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي .هـ ١١٥٨توفي بعد سنة ) سبق الغايات في نسق الآيات(هـ و ١١٥٨سنة

دارمصر ، .إسماعيل شلبى عبدالفتاح / محمدعلى نجار / أحمد يوسف نجاتى : تحقيق ،معاني القرآن للفراء ) ٣(يحيى بن زياد بن عبد االله بن منظور الديلمي، أبوزكرياء، : والفراء هو ، ) ١٦٥/ ٣( ،المصرية للتأليف والترجمة

وكان مع تقدمه في اللغة ، إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الادب) هـ٢٠٧ - ١٤٤(عروف بالفراء المو )المقصور والممدود (من كتبه . ، يميل إلى الاعتزال ام العرب وأخبارها، عارفا بالنجوم والطبفقيها متكلما، عالما بأي

لانه كان يفري : اشتهر بالفراء، ولم يعمل في صناعة الفراء، فقيل، وغيرها كثير ، )معاني القرآن (ويسمى )المعاني ( ) . ١٤٥/ ٨(الأعلام للزركلي : أنظر ، الكلام

محمد : والشوكاني هو ، )٢٤٩/ ٥(، دار الفكر: ، بيروت فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية للشوكاني ) ٤(ولد ببلدة شوكان باليمن ونشأ في ، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن . بن علي بن محمد بن عبد االله الشوكاني اليمني

وكان داعية إلى ، يرا يشار إليه بالبنان، اشتغل بالقضاء والإفتاء صنعاء، وتلقى العلم على شيوخها، صار عالمًا كب نيل الأوطار في الحديث: من مصنفاته ، الإصلاح والتجديد، ترك مؤلفات كثيرة تدل على سعة علمه وسلامة منهجه

لام للزركلي والأع، )٢/٢١٤(:البدر الطالع للشوكاني : أنظر . هـ ١٢٥٠؛ فتح القدير في التفسير، توفي بصنعاء )٢٥٩/ ٦. (

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٥

) :اللِّم تحرم(سورة ) ٦

في وللسيوطي، البخاري لإحدى نسخ ونسبه )١(بن عاشورذكره في التحرير والتنوير لا

رحمه - مهأل التعريف فلعله و بدون )لم تحرم(ولم أقف عليه فيهما والذي فيهما ، الإتقان

.- االله : سورة النساء ) ٧

وكذا قال الألوسي في ، )٣(- �-بن الزبيرإياه لاناسباً )٢(ذكره الشوكاني في فتح القدير، - �-ن الزبير روي عن ابوالذي ظهر لي أنه حصل سقط لواو العطف في الم .)٤(تفسيره

كما ذكره . ﴾...CBA��Dسورة النساء و ﴿ أنزلت بالمدينة: فإن المروي عنه قوله الواقع بعد كلمة وقد ذكر هذه الرواية بدون حرف العطف. )٥(السيوطي في الدر المنثور

ولم يذكر هذا ، عنه ربما نقلا ،)٧(وكذا الألوسي، )٦(سورة النساء الشوكاني في تفسيره .الاسم غيرهما

) : لمتتحرم(سورة )٨ )لم تحرم(ـويبدو أنه تصحيف ل، )٨(لم يذكره سوى الألوسي في تفسيره روح المعاني

. أو خطأ مطبعي )تحرم

) . ٣٤٣/ ٢٨(والتنوير ـ الطبعة التونسية التحرير: انظر ) ١( ) . ٢٤٩/ ٥: (فتح القدير : أنظر ) ٢(

، كان عالما بالقرآن ومعانيه . - �-عبد االله بن الزبير بن العوام أبو بكر الأسدي القرشي الصحابي الجليل )٣(كان أول مولود بالمدينة ، وأمه أسماء ، وشديد البأس ، وصاحب الأنفة ، وأشجع الناس ، وكان كثير الصيام والصلاة

، دعا له ، وحنكه بتمرة حيث كان أول شيء دخل في جوفه ريق رسول االله صلى االله عليه وسلم بنت الصديق ، و ) . ٧٩- ٤/٧٨: (الإصابة : أنظر. هـ ٧٣وقيل ٧٢جمادى الآخرة سنة في، قتل بمكة ، وبرك عليه

.) ١٤٦/ ٢٨: (روح المعاني ) ٤( ) .٢١٣/ ٨(: الدر المنثور )٥( ) .٢٤٩/ ٥(: فتح القدير )٦( ) .١٤٦/ ٢٨(: روح المعاني )٧( ) .١٤٦/ ٢٨(: روح المعاني ) ٨(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٦

الأولى لثلاثة اإنما هو الثمانية سماء الأمن هذه ، أن الثابت لسورة التحريم : فالخلاصة والخامس الرابعوأن ، �--وسورة النبي ، وسورة لم تحرم ، المتحرم سورة : وهي .فقط

الثامن وكذا ، بن عاشور اإنما هو وهم عن الثاني من والسادس ، منها للثاني إنما هما تحريف سقط من الكتاب لحرف العطف والسابع، خطأ مطبعي في روح المعاني أوللثاني تصحيف .، واالله أعلمكما بينته

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٧

المطلب الثاني فضل سورة التحريم أو بعض آياا

فهو كتاب أخرج االله به الناس من جاهلية ، لا شك أن فضل القرآن الكريم كبير وعظيم وهو الكتاب الذي ختم االله ، وهداهم به من الظلمات إلى النور ، وضلالة عمياء ، جهلاء

هو كلام االله العظيم و، وبدين ختم به الأديان ، وأنزله على نبي ختم به الأنبياء ، به الكتب هو رسالة االله الخالدة ، .ناط به كل سعادة ، مونظامه القويم ، وصراطه المستقيم ،

، ة ، وحكمته البالغة ، ونعمته السابغة ، ل منه العلماء ومعجزته الدائمة ، ورحمته الواسعته وخشعت لهيمنته الأبصار ، وذلت له القلوب ، وقام بتلاو، وشرب من مشربه الأدباء

، وآية وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، ةكلية الشريع «، وهو العابدون والراكعون والساجدونريق إلى االله سواه ، ولا نجاة بغيره ، ولا تمسك الرسالة ، ونور الأبصار والبصائر ، فلا ط

. )١( »بشيء يخالفه هو كتاب الإسلام في عقائده ، وعباداته ، وحكمه ، وأحكامه ، وآدابه ، وأخلاقه ، وقصصه ، ومواعظه ، وعلومه ، وأخباره ، وهدايته ، ودلالته ، وهو أساس رسالة التوحيد ،

. والرحمة المسداة للناس ، والنور المبين ، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة في فضائل القرآن ، حيث تحدثت عن فضل وقد وردت

� ﴿ :هذا الكتاب المبين ، قال تعالى �U� �T��S� �R��Q��P��O﴾]في ]٩:الإسراء ،�`���﴿ :سائر مناحي الحياة ، ولذا جعله تبيانا لكل شيء وهدى ، قال تعالى �_

��h��g��f���e��d��c��b��a﴾]٨٩:النحل[. لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه االله القرآن وقام به آناء الليل ، ورجل «: - �-وقال

ابن عفان دار : ، الطبعة الأولى ، السعودية أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان: تحقيق ، لشاطبيل الموافقات ، )١( ) .٣/٣٤٦: (م ١٩٩٧/ هـ١٤١٧،

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٨

.)١( »آتاه االله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار .)٢(»وعلمه القرآن تعلم من خيركم«:-�-رسول االله قال :قال-�-بن عفان عثمان وعن

بالقرآن مع الماهر « : - �-قال رسول االله : قالت - رضي االله عنها–وعن عائشة .)٣( »تعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ت، والذي يقرأ القرآن ويالسفرة الكرام البررة

القرآن اقرءوا «: يقول - �-سمعت رسول االله : قال - �- )٤(وعن أبي أمامة الباهلي .)٥(»فإنه يأتي شفيعا لأصحابه

��﴿ : ، ومنها قوله تعالى على أفضلية بعض السور والآياتالكثيرة دلّت الأدلّة وقد ���B

L� �K� �J� �I� �H� �G� �F� �E� �D� �C﴾ ]ومنها الأحاديث ، ]١٠٦ :البقرة، وهي مبثوثة في كتب السنة المطهرة الصحيحة التي وردت في فضل بعض الآيات والسور

.واضحةً على ثبوت هذا التفاضل، وكلّها تدلّ دلالةً وفي كتب فضائل القرآن، ، إلا أا نالت - �-لم يثبت في فضلها حديث صحيح عن النبيفسورة التحريم أما و

.أا من المفصل بالإضافة إلى قدرا من الفضل الذي أسند لعموم سور القرآن أعطيت مكان التوراة السبع ، «: الق - �-عن النبي - �- )٦(واثلة بن الأسقع فعن

. )٧( »وأعطيت مكان الزبور المئين ، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني ، وفضلت بالمفصل

: وأخرجه مسلم ) ٥٠٢٥: (أخرجه البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب اغتباط صاحب القرآن ، برقم ) ١( . كلاهما من حديث عبد االله بن عمر ) .٨١٦: (كتاب صلاة المسافرين ، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه ، برقم

) .٥٠٢٨: (كتاب فضائل القرآن ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، برقم أخرجه البخاري ، ) ٢(، وعند ٧٩٨أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع به ، برقم ) ٣(

.» به مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر «: بلفظ ) ٤٩٣٧: (البخاري في كتاب التفسير ، سورة عبس ، برقم إلى قومه فأسلموا عن صلى االله عليه وسلمصدي بن عجلان الباهلي ، صحابي مشهور بكنيته ، أرسله النبي : هو ) ٤(

) .٣/٤٢٠: (ابن حجر ، الإصابة : انظر . ه ، أو قبلها ، وله مائة وست سنين ٨٦آخرهم ، مات سنة ) .٨٠٤: (لقرآن ، برقم كتاب صلاة المسافرين ، باب فضل قراءة ا: أخرجه مسلم ) ٥(واثلة بن الأسقع بن كعب ، صحابي مشهور ، أسلم قبل تبوك وشهدها ، وكان من أهل الصفة ، نـزل : هو ) ٦(

) . ٦/٥٩١: (الإصابة : انظر ) . ١٠٥: (الشام وعاش ا ، وكان آخر الصحابة موتا بدمشق ، مات وله فيه عمران القطان ، وثقه ابن : ، قال الهيثمي ) ١٦٩٨٢: (برقم ، ) ٢٨/١٨٨( :في مسنده الإمام أحمد رواه ) ٧(

/٧: (الهيثمي ، مجمع الزوائد: انظر . حبان وغيره ، وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات ) . ١١٦٢٥(:برقم)١٣٢

وا يعدون الأنفال وبراءة هي السور السبع الطوال ، وهي التي أولها البقرة وآخرها براءة ، لأم كان :والمراد بالسبع = �

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٤٩

المطلب الثالث عدد آيات سورة التحريم

�﴿ : -�-فقال ، كتاب را وفضله أن حفظ لهذه الأمة -تعالى- من رحمة االله إن �m���l� �k��j��i��h��g�﴾ ]بعض علماء -تعالى- فكان أن سخر االله .]٩: الحجر

، من خلال قيامهم بإحصاءٍ دقيقٍ لسوره وآياته وكلماته القرآن الأمة للاهتمام والعناية ذا كان و ، ، وبيان الاختلاف في عد العادين وسببه بعد آيات كلّ سورةو، وحروفه وفواصله

. هذا غاية في التوثيق والضبط والعنايةبلا خلاف بين العلماء في ذلك ، قال الإمام أبو ة آيةا عشرتسورة التحريم هي اثنآي و

.)١(» وهي اثنتا عشرة آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف« : عمرو الداني . وذكرها السيوطي في الإتقان في السور التي لا خلاف في عد آياا

آية في غير الحمصي ةعشر تيخلافا في ذلك فذكر أا اثن )٢(وذكر صاحب الفرائد الحسان . آية في الحمصي ةوثلاث عشر

���S��R���Q��P﴿: -تعالى-فالمختلف فيه من هذا العدد موضع واحد وهو قوله

= �

كل سورة تزيد على مائة : سورة ، واختلف عن ابن عباس في السورة السابعة بين يونس والكهف ، وأما المئون فهيهي السور التي آيها أقل من مائة آية ؛ لأا تثنى أكثر مما يثنى الطوال والمئون، أو لتثنية الأمثال : والمثاني. آية أو تقارا

هو ما ولي المثاني من قصار السور ، سمي : والمفصل . بر والخبر والقصص، وقد تسمى سور القرآن كلها مثاني فيها بالعواختلف في أوله . لقلة المنسوخ منه ، ولهذا يسمى بالمحكم : ، وقيل بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة

. )١/١٧٣: (؛ الإتقان) ١/٢٤٥: (البرهان : انظر. ة القتال على اثني عشر قولا، والذي عليه الأكثر أن أوله من سورمركز : الطبعة الأولى ، الكويت غانم قدوري الحمد ، .د: في عد آي القرآن ، تحقيق البيانالداني ، أبو عمر ، ) ١(

) .٢٥٠: ( م١٩٨٨/ه١٤٠٨ ،المخطوطات والتراث هـ ، عالم ١٣٢٥من شعبان سنة ٢٥في ، صر بمدمنهور ولد ب، عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي : هو )٢(

، ودرس في الأزهر حتى حصل على إجازة التخصص مصري مبرز في القراءات وعلومها وفي العلوم الشرعية والعربيةموقع المكتبة :ه، انظر ١٤٠٣، وتولى عدة مناصب ، وتوفي سنة هـ١٣٥٥سنة ، ) تعادل الدكتوراه حاليا(القديم

. املةالش

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٠

���T ﴾)١(.

المطلب الرابع اريخ نزول سورة التحريمت

بعد الخامسة هي السورةف، متأخرةسورة التحريم من السور المدنية، التي نزلت في مرحلة الحجرات وكان نزول سورة، الحجرات ، نزلت بعد سورة )٢(ئة في ترتيب نزول السورالم

.)٣(ة من الهجرة سعاتة السنالفي أسماء من ابعض روايات أسباب نزولهما ذكر في التحريم ومما يدل على تأخر نزول سورة

بنى ن إلا في مرحلة متأخرة كزينب بنت - �-، ولم يكن رسول االله لأمهات المؤمنين . - رضوان االله عليهن جميعا- )٦(القبطية وجاريته مارية، )٥(، وصفية بنت حيي )٤(جحش

، مكتبة الدار: الطبعة الأولى، المدينة المنورة ،الفرائد الحسان في عد آي القرآن، ومعه شرح نفائس البيان: انظر )١(المحرر الوجيز في عد آي الكتاب العزيز شرح أرجوزة العلامة الشيخ محمد متولي ، : ، وانظر كذلك ) ٦٦: ( ه١٤٠٤

، وسعادة ) ١٦٨( ، م١٩٨٨/هـ١٤٠٨مكتبة المعارف ، : ، الرياض لأولىالطبعة ا، عبد الرزاق علي إبراهيم ل: لمحمد بن علي بن خلف الحسيني ، الشهير بالحداد ، الطبعة الأولى، القاهرة ، الدارين في بيان وعد آي معجز الثقلين

) . ٧٥: (هـ ١٣٤٣مطبعة المعاهد بجواز قسم الجمالية ، . وليس لهذا الترتيب دليل قطعي ثابت من السنة )٢( ) . ٢٦/٢١٣(، ) ٢٨/٣٤٣: (والتنوير التحرير: انظر )٣(كانت عند زيد ، من المهاجرات الأولة عمته ، بن، وا �، زوج النبي زينب بنت جحش بن رياب أم المؤمنين )٤(

، فكانت تفخر بذلك على أمهات شاهد، بلا ولي ولا �نبيه تعالى ب فزوجها االله، �مولى النبي ) . ٢/٢١١: (سير أعلام النبلاء: انظر. المؤمنين

يوم خيبر، صارت مع السبي، فأخذها زوجها صفية بنت حيي بن أخطب، من ذرية هارون بن عمران ، قتل )٥(-٤/٣٤٦:(الإصابة فأعتقها وتزوجها، وكانت عاقلة، فاضلة، حليمة، ماتت سنة خمسين، �النبي دحية، ثم استعادها

٣٤٨.( له الملك المقوقس حاكم مصر في السنة السابعة ، أهداها ،�إحدى سرايا رسول االله ، مارية بنت شمعون القبطية )٦( ).٨/٣١٠: (الإصابة : ه ، انظر ١٦، وتوفيت سنة �لنبي، عاشت بعد اتوفي وهو طفل صغير، وقد إبراهيمله أنجبت ف

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥١

والوقت الذي وقعت فيه الأحداث التي تشير إليها السورة ليس محددا« : قال سيد قطب من - �- ولكن بالرجوع إلى الروايات التي جاءت عنه يتأكد أنه بعد زواج رسول االله ،

.)١(» زينب بنت جحش قطعالغزو غسان باستعداد علقما يتفي - �-ما ورد في كلام عمر بن الخطاب وكذلك

، فاحتكاك المسلمين بالقبائل والشعوب على أطراف الجزيرة العربية لم يكن إلا بعد المسلمينففي هذه المرحلة كانت آيات الذكر الحكيم تترل لتوطيد ، فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة

، وامتداد آفاق الدعوة الإسلامية إلى الخارج فترلت دعائم اتمع الإسلامي في الداخل .)٢( والحجرات والطلاق والتحريم والتوبةسورة الجمعة

المطلب الخامس هاومدنيالتحريم مكي سورة

وعشرين سنة ، منها مفرقا ومنجما مدة ثلاث - �-على رسول االله الكريم أنزل القرآن بعد النبوية قبل الهجرة ، ومنها عشر سنين في المدينة -شرفها االله-ثلاث عشرة سنة في مكة

.مكي و مدني : القرآن إلى قسمين -رحمهم االله -ولذا قسم العلماء ، الهجرة : اصطلاحات ثلاثة المكي والمدني للعلماء في تعريفو

. والمدني ما نزل بالمدينة، ولو بعد الهجرة ، أن المكي ما نزل بمكة :لأول االاصطلاح المدينة لأهل خطابا ما وقعوالمدني ، ما وقع خطابا لأهل مكة أن المكي :الثاني،الاصطلاح

. وإن كان نزوله ، إلى المدينة - �-أن المكي ما نزل قبل هجرته : الثالثالاصطلاح

. وإن كان نزوله بمكة، والمدني ما نزل بعد هذه الهجرة ، بغير مكة؛ وهو الراجح لوحظ فيه زمن الترول وهو تقسيم صحيح سليم الأخير وهذا التقسيم

ولذلك اعتمده العلماء واشتهر بينهم، لأنه ضابط حاصر ومطرد لا يختلف بخلاف سابقيه

) .٦/٣٦١٠: (قرآن ال في ظلال: انظر )١( ) .٢٤٢-٨/٢٤١: (التفسير الموضوعي موسوعة ) ٢(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٢

)١( . الذين كانوا -�-الصحابة عن الصحيح النقل هو والمدني المكي العمدة في معرفة إن ثم

ذلك في- �-الوحي والتتريل، والتابعين الآخذين عنهم، ولم يرد عن النبي أحوال يشاهدون . )٢(قول

التشريع معرفة تاريخ، و تمييز الناسخ من المنسوخ: منها فوائدولمعرفة المكي والمدني .)٣( هذا القرآن من التغيير والتحريفبسلامة الثقة ، و وتدرجه الحكيم بوجه عام

نزلت سورة التحرِيم بِالْمدينة« : ابن عباسمدنية بجميع آياا ، قال سورة التحريمو«)٤(.

مدنية سورة التحريم :عطية ابن وقال .)٥(الجميع قول في مدنية وهي :وقال القرطبي

.)٦(جماعلابإ

) . ١٩٤-١/١٩٣: (، مناهل العرفان ) ١٨٧ /١: (البرهان )١( ) . ١/١٩٦: (مناهل العرفان )٢( ) . ١/١٩٥: (البرهان في علوم القرآن )٣( .الضريس لنحاس وابنإلى اوعزاه ) . ٨/٢١٣: (أورده السيوطي في الدر المنثور ) ٤(

).١٨/١٧٧: (الجامع لأحكام القرآن ) (٥ . )٥/٣٢٩: (المحرر الوجيز ) (٦

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٣

الثانيالمبحث اختصاص سورة التحريم بما اختصت به

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٤

اختصاص سورة التحريم بما اختصت به

الموضوعات لقد اختصت سورة التحريم من بين سائر سور القرآن الكريم بعدد من

.والجمل والألفاظ

: من موضوعات ، ما يلي التحريم أبرز ما اختصت به سورة : أولا .أزواجه يئا على نفسه ابتغاء مرضاةش - �-تحريم النبي -

. حديثا إلى بعض أزواجه ، وإفشاء ذلك السر - �-إسرار النبي -

. إن طلقهن همن زوجات خيراً زوجات هبإبدال - �-النبي وعد -

. وقاية النفس والأهل من النيران -

. التوبة النصوح الأمر ب -

. ) امرأة نوح وامرأة لوط(ضرب المثل بامرأتين كافرتين من زوجات الأنبياء -

. ضرب المثل بامرأة مؤمنة وهي زوجة فرعون -

: من جمل وألفاظ ما يليالتحريم ومن أبرز ما اختصت به سورة : ثانيا . ﴾���L��K����JM﴿: قوله تعالى - . ﴾ ���W��VX﴿:قوله تعالى -

. ﴾ ���b���������a﴿: قوله تعالى -

. ﴾ ����q��p��������o��n��mr﴿: قوله تعالى -

.﴾|���﴿و﴾ ��x﴾ و﴿���t﴾ و﴿���hألفاظ ﴿ - . ﴾ {����~���﴿: قوله تعالى -

. ﴾ �f��e﴿: قوله تعالى -

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٥

. ﴾ ���p��o��n��m��l��kq﴿: قوله تعالى -

﴾¨��﴾ و ﴿§����﴾و﴿¦��﴿: ألفاظ - . ﴾ ���º﴾ و﴿���¹﴿: ألفاظ -

. ﴾ «��¼��½��¾��¿����Â��Á��À﴿: قوله تعالى -

. ﴾ ���H��G﴿: قوله تعالى -

﴾���g��f��e���d﴿: قوله تعالى -

.﴾ ���o﴾ و﴿��n﴾ و﴿���k﴿: ألفاظ -

. ﴾ �����z��y����x��w��v﴿: قوله تعالى -

. ﴾ ¦��§��¨��©����ª»��¬���﴿: قوله -

. ﴾���º���¹﴿ :قوله تعالى -

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٦

الثالثالمبحث

مقاصد سورة التحريم

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٧

مقاصد سورة التحريم

التي والأجواءالظروف أتطرق إلى ينبغي أن ،سورة التحريم صدامقالحديث عن قبل، الكلي قصدالم أمام ةواسعالأبواب لنا فتحت قد بمعرفتهالأن ؛ ةالسور هذهنزلت فيها

.هذه السورة أنزلت من أجلهالذي الرئيس دفالهومدنية أن السورة في حديثنا عن مكية السورة ومدنيتها ومذكور لوممع هو فكما

تمع نزلت ابالإجماع ، وأفي وقت متأخر ، وكان الاهتمام التشريعي منصبا آنذاك لبناء االأسرة ، حيث نزلت في هذه الأثناء سور في المسلم ، وخاصة اتمع الداخلي المصغر المتمثل

، والطلاق ، وسورة الأحزاب ، عديدة كان محورها بناء اتمع المسلم كسورة النساء للحياة الزوجية من خلال تربية زوجات لتحريم تربية إلهية والتحريم ، ولهذا كانت سورة ا

. اللاتي هن أمهات المؤمنين والمؤمنات ، وهن القدوة لبقية زوجات المؤمنين - �-النبي قد جاءت السورة الكريمة تتناول واقعاً حقيقياً في حياة المسلمين ، للفترة الممتدة ولهذا ف

، فتعالج قضايا تتعلق بالأسرة واتمع ؛ لتؤسس التاسعة من السنة الثالثة للهجرة إلى السنة مجتمعاً متميزاً ينير حياته بأنوار الأحكام والتشريعات الإلهية ، ويخلع عنه موروث الجاهلية ،

. - �-ويعيد صياغة شؤون حياته ، وفق المنهج الذي رضيه له الرب الخالق التربية « المقصد الكلي في هذه السورة هويمكننا القول بأن وبعد هذا التمهيد المختصر

، وقد اختصر الشيخ سعيد حوى جميع ما ورد في هذه السورة من مقاصد »الزوجية ألا وفي السورة دروس للأسرة المسلمة « : حيث قال التالية وأهداف فرعية في هذه الأسطر

لا تعاديه وتظاهر عليه يرضى الزوج زوجته بمخالفة شرعية وألا تفشي المرأة سر زوجها ، وأال أن يقوا ، وأن تكون الزوجة مسلمة مؤمنة قانتة عابدة تائبة صائمة ، وأن على الرج

، وأن على الجميع أن يتوبوا إلى االله ، وأن على المرأة أن تحقق إيماا أنفسهم وأهليهم النارجوانب من بنفسها ، ولا تغتر بأا زوجة رجل صالح ، ومن تلاحم هذه المعاني ندرك

.)١(»السياق الخاص للسورة

) . ١٠/٣١٢٣: (الأساس في التفسير ) (١

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٨

:ويمكن بسط تلك المقاصد على النحو التالي

ئا على نفسه ابتغاء مرضاة شي - �-تحريم النبي إلى أشارت بداية السورة الكريمة :أولا ، يمانالأتحلة االله ففرض ، اتجه المطهرازوأابتغاء مرضاة الشيء كف عن ذلك و، أزواجه

، وهو يأمركم ، فليس عليكم ذمة إلا منه" ولاكماالله م"بأن : اليمينوجلى شبهة نقض .﴾[��^�����﴿، فهو، وأنه لا يأمركم بالسوء والضرربالتحلةلجميع والأسوة الحسنة هو القدوة لكونه الخاصة - �-عرض جزء من حياة النبي : ثانيا

أن ابتغاء مرضاة الأزواج من و ،المؤمنين ، وأن زوجاته هن القدوة لجميع نساء المؤمنين ىوص - �-ن أن االله ايجر إلى ضرر ديني ، كما ترى في سورة لقمما لم السير المحمودة

فهكذا ههنا لم ينهنا إلا عما جر ، بالإحسان إلى الأبوين ، ومع ذلك منع الطاعة في المعصية .إلى ضرر لأن العهد لا يكون إلا بتراضي ؛ أن تحلة اليمين واجبة إن كانت خلاف دين االله :ثالثا

.- �-كما صرح به النبي )١(»لا نذر في المعصية «ـالطرفين ، ف

أن التحليل والتحريم لا ، ومبنية على العلم والحكمة الإسلامية أن أحكام الشريعة : رابعا . يكون إلا من االله تعالى

لتقضي على في جو النبوة لم تكن - �-لما كانت حياة زوجات النبي :خامسا بينهن ، ما لا بد يحدث فقد كان يبدر أو هنالبشرية ، والهواتف البشرية في نفوس هنمشاعر

هذه ردص نزل بشأنه وهذا الحادث الذي ،في قلوب النساء في مثل هذه الحال يحدثأن ، وفي حياة أزواجه - �-النبيهو واحد من تلك الأمثلة التي كانت تقع في حياة السورة

أسباب نزول عن حديثيعرض لها عند أوقد وردت بشأنه روايات متعددة ومختلفة س . )٢(السورة في الفصل الثاني

، وصححه ) ٣٨٤٨: (ذا اللفظ ، في كتاب الأيمان والنذور ، باب كفارة النذر ، برقم أخرجه النسائي ) (١ .الألباني

) . ٧٧: ( فحة ص ) (٢

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٥٩

أن الخلاف والمشاكل بين الأزواج أمر وارد ، وأن العبرة بكيفية معالجة وحل :سادسا ، إن لم يوجد حل تلك الخلافات والمشاكل ، وأن الطلاق أحد هذه العلاجات والحلول

. أخف منه ضررا بيان أهمية اختيار الزوجة ، وأنه ينبغي على الرجل عند زواجه أن يبحث عمن :سابعا

المؤمنة القانتة التائبة العابدة المسلمة : تتصف بالصفات الواردة للنساء في هذه السورة ، وهي . السائحةبوقاية النفس -�-أمر االله ، وأن في الزوجين والتقوى أهمية عنصر الصلاح بيان : ثامنا

هفي ؛، وذلك بالتزام الطاعة ، والبعد عن المعصية ، وعمل الصالحات والأهل من النيران ومن ثم يقرر تبعة ، الإسلام دين أسرة ف، صلاح للأسرة المؤمنة وأمنها وسلامتها واستقرارها

المسلم هو نواة الجماعة المسلمة ، وهو الخلية التي والبيت ، المؤمن في أسرته ، وواجبه في بيته .اتمع الإسلامي ..ن الخلايا الأخرى ذلك الجسم الحييتألف منها وم

ولا بد أن تكون القلعة متماسكة ، ن البيت الواحد قلعة من قلاع هذه العقيدةأ: تاسعا وإلا تكن كذلك . من داخلها حصينة في ذاا ، كل فرد فيها يقف على ثغرة لا ينفذ إليها

سهل اقتحام المعسكر من داخل قلاعه ، فلا يصعب على طارق ، ولا يستعصي على ؤمن هذه واجبه أن ي. وواجب المؤمن أن يتجه بالدعوة أول ما يتجه إلى بيته وأهله! مهاجم

. واجبه أن يسد الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيدا ، القلعة من داخلهالما كان أفراد المسلمين قد تبدر منهم بعض البوادر والقصور المخلة بدينهم، : عاشرا

لتدارك ذلك ؛المبادرة بالتوبة النصوح -�-وبالواجبات التي كلفهم االله ا ، شرع االله ��﴿: الخلل والقصور ، فقال تعالى �H� �G� �F� �E� �D� �C� �B��A﴾التوبة ، ف

، ويتوبوا إليه -�-إلى رم على الأزواج رجالا ونساء أن يعودوا فالنصوح تجب ما قبلها ، . كل حين

هو ولي أمر المسلمين كان هو بدوره مأمورا من االله - �-لما كان النبي :اي عشر الح

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٠

بحفظ اتمع الاسلامي من الداخل والخارج وذلك بجهاد الكفار والمنافقين ، الذين - �-بخراب اتمع المسلم وفساده وانتشار الرذيلة فيما بين أفراده ، ولهذا جاء قوله تعالى يتسببون

:﴿�w��v��u���t��s����r��qx�� عقب الأمر بوقاية النفس والأهل ﴾على الخلق الحسن ، لمؤمن يبني بيته وينشئه على الفضيلة ، ويربي أهلهإذا كان امن النيران ، ف

وغيره من الكفار والمنافقين يهدمون اتمع والبيت الكبير للمسلمين ، فلا صلاح ولا بناء ، يبذلوا جهدا كبيرا أن و، الدعاة إلى الإسلام ولاة أمر المسلمين ، وهذا أمر ينبغي أن يدركه و

ه من الداخل والخارج ، والتي ؤاتمع المسلم من الأفكار الدخيلة التي يروج لها أعدافي حماية اتمع المسلم وسيظل باطنها العذاب والفرقة ، في في ظاهرها الرحمة والشفقة عليهم ، و

.إن لم يتنبه لمثل هذا كثير الثغرات، متخاذلا مهما علا نسبه ، ومهما كانت الجزاء من جنس العمل ، وأن الإنسان: ثاني عشر ال

ولا تنفعه تلك فإنه لا يؤاخذ إلا بعمله ، -تعالى-وقرابته من رسل االله ، في اتمع مكانتهولهذا استوجبها بكفره ومعصيته ، التي لا تمنعه من دخول النار في الآخرة ، بحيث العلاقات

، بحيث بقصص من نساء غابرات لما فيها من الحكمة والعبرة في هذه السورة ضرب االله المثل . أعلم وأحكم -�-يتعظ به أولو الألباب وأصحاب الأفهام ، واالله

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦١

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٢

المبحث الرابع

الوحدة الموضوعية لسورة التحريم

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٣

الوحدة الموضوعية لسورة التحريم

هذه السورة الكريمة والتدبر في كل آية من آياا ، سياق آيات في النظر بعد التأمل و، وترابط فريد موضوعي وتناسق التحريم من السور التي لها سياق خاص ، سورة ن أوجدت

.، مما يسوغ القول بأن لها وحدة موضوعية واضحة متميز في مقاطعها ، وبعض زوجاته - �-رة إشارة إلى حادث وقع بين النبيفي السو «: )١(قال دروزة

.)٢(» واستطرادات متصلة به استهدفت العظة والإنذار والتمثيل والتذكيرالكريمة على إثر ذلك التأمل والتدبر في آياا إلى موضوعات سورة هذه القسمت وقد

: أربعة، وجاءت على النحو التالي .) ٢- ١(ويشمل الآيتين »عتاب وتحريم ومغفرة «: الموضوع الأول . ) ٦-٣(ويشمل الآيات ، »الزوجية حفظ الأسرار التريية في «: الموضوع الثاني

.)٩- ٧(ويشمل الآيات »واتمع والأهل لنفسالوقائية ل التربية« :الثالث الموضوع- ١٠( الآيات ويشمل » الغابرات بالنساء ضرب المثلبالزوجية التربية « :الموضوع الرابع

١٢(. عالجت أن السورة الكريمة بوبالنظر إلى هذه الموضوعات الأربعة بتمعن ، يمكن القول

. التربية الزوجية يدور حول رئيسا واحدا موضوعاً

جانبا من حادثة وقعت لنا بينت ، اوفي أول موضوعا السورة الكريمة نراها في مطلعهاف

، فجاء أزواجهحرم فيها على نفسه شيئا مما أحله االله له ، وسببه ما قامت به - �-للنبي

ه، نشأ نشأة ١٣٠٥، مفكر وكاتب ومناضل فلسطيني، ولد في نابلس عام عزت بن عبد الهادي دروزةمحمد )١(سيرة ) (التفسير الحديث(و ) الدستور القرآني والسنة النبوية : ( علمية، كان شغوفاً بالمطالعة والقراءة، له مؤلفات منها

تكلمة معجم : انظر . ه١٤٠٤حمه االله في دمشق سنة الرسول صلى االله عليه وسلم صورة مقتبسة من القرآن، توفي ر، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع: ، بيروت م١٩٩٧/هـ١٤١٨، الطبعة الأولى ، مد خير رمضان المؤلفين لمح

)١/٥٢٤ (. ) . ٨/٥٢٩: (التفسير الحديث )٢(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٤

الآية باسمين هذا العتاب في اية تم خوفي بداية السورة ، - �-نبيه ل - تعالى-عتاب االله

بعد ذلك إلى أن من - �-أشار ، ثم ته بهرحمو ته لهمغفريدلان على - �-كريمين له

: ، فقال تعالىومايكون كفارة لها اميمأتنحل به وأمته أن أنزل لهم ما - �-بالنبي رحمته

﴿H��G��F��E��D����C��B��AI��L��K����JM����V��U��T��S��R��Q����P����O���NWX��Z��Y[�����_����^��]�����\﴾ .

إلى عتاب بعض أزواجه ممن - �-آيات السورة الكريمة من عتاب النبي انتقلت ثم

وأن هذا أفشت سرا من أسراره ، متحدثة عن أهمية حفظ الأسرار الزوجية ومكانته ،

-الإفشاء ينبغي أن يعقبه توبة إلى االله تعالى ، وعدم الاسترسال في ذلك والتظاهر على النبي

إلى الطلاق واستبدال االله وخيمة على زوجاته ، وقد يؤدي ن ، لأن عواقب ذلك - �

������i﴿: لنبيه زوجات خير منهن ، قال تعالى �h��g�� �f��e��d��c��b�� � � � � � � �a��`q��p�� � � � � � �o��n��m��l��k��jr�� �y��x��w� �v��u� �t��sz� �����}��|��{f��e��d��c������b������a��`��_���~g����p��o��n��m��l��k���j��i��h

qr����x��w��v��u��t���s��¢��¡������~���}��|��{�����z��y��ª��©��¨���§��¦��¥��¤��£﴾

وهو اتمع الأصغر النار منثم أخذت السورة الكريمة في بيان أهمية وقاية النفس والأهل

وقاية المؤمنين وهم اتمع الأكبر من شر الكفار المسارعة إلى التوبة النصوح ، وومن ذلك ،

»��¬��®���﴿: ع الأكبر يصلح اتمع الأصغر ، قال تعالى والمنافقين ، فبصلاح اتم��¿��¾��½��¼��»���º��¹��¸��¶��µ���´��³��²���±���°��¯

É��È��Ç��� �� � � � �Æ��Å���Ä��Ã��Â��Á��ÀÊ���� �Ð��Ï������ � � � � � � �Î��Í��Ì���Ë��A��P��O��N��M�����L��K���J��I��H��G��F��E��D��C��B

�Y��X��W��V� �U� � �T��S��R�� �Q�\�� �[��Z]� ���a��`��_��^

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٥

i������h��g��f��e���d��c��bj����s����r��q���p��o��n��m��l��kw��v��u���tx���z������y{����~��}��|﴾ .

بامرأتين كافرتين كانتا تحت عصمة نبيين صالحين ثم ختمت السورة الكريمة بضرب المثل ، الآخرة فيالنار مصيرهمايا فكان إلا أما خانتاهما في الدن ، لوط وامرأة نوح امرأةوهما مؤمنة تحت زوج كافر بامرأة لثضربت المثم ، نسب ولا حسب اليوم ذلك هماينفعولن

، الآخرةاختارت ، إلا أن هذا الزوجة الصالحة المؤمنة من أشد وألد أعداء االله وهو فرعون بضرب مثل بالمؤمنة غير د ، ثم ختمت السورة الخل جنة في -تعالى- االلهورغبت في جوار

_��`�����e��d������c��b���a﴿: قال تعالى المتزوجة الصالحة العفيفة المصونة ، g��fh����u��t��s���r��q��p��o��n��m��l��k���j��i

���¤� �£��¢��¡�����~��}��|���{�� � �z��y�� � �x��w��v����µ���� � � �´��³��²��±���°��¯��®��¬��«��ª��©��¨��§��¦��¥

¹��¸��¶�����Ä��Ã��Â���Á��À��¿��¾��½��¼���� �»��º���É��È��Ç��Æ��Å﴾.

يرى أن كل من أول موضوعاا ، إلى آخرها ، ، المتدبر في هذه السورة الكريمةفهذا ، لخطورة لكلا الزوجين ، أو أحدهماموضوع اشتمل على تريية زوجية في غاية الأهمية وا

.كما سيأتي بيانهالموضوعية للسورة ، أن هذه السورة جاءت في عموم فخلاصة القول في الوحدة

: على وحدة موضوعية ، وهيالحديث مركزة ، ، وعقداً منتظماً نسقاً واحداً ااموضوعالتي تصلح ا الأسرة التي هي نواة اتمع ، وبصلاح الأسرة يصلح » التربية الزوجية«

. ، واالله أعلم اتمع

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٦

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٧

الخامسالمبحث

مناسبات سورة التحريم

:تمهيد وأربعة مطالب ويشتمل على

. تعريف المناسبة لغة واصطلاحا : تمهيد

. التحريم لما قبلها وما بعدهامناسبة سورة : المطلب الأول . التحريم لموضوعاا سورة اسم مناسبة : المطلب الثاني

. التحريم لموضوعاا سورة فاتحة مناسبة :المطلب الثالث . التحريم لخاتمتها سورة فاتحة مناسبة :المطلب الرابع

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٨

تمهيد :المناسبة لغة تعريف : أولا النون ، والسين ، والباء ، كلمة واحدة ، قياسها اتصال « : معجم مقاييس اللغةفي

نسِيب وهو ،أنسبنسبت : به تقول تصالشيء بشيء ، منه النسب ، سمي لاتصاله ، وللا . )١(» الطريق المستقيم ، لاتصال بعضه من بعض: والنسيب . فلان

.)٢( » مشاكلة: ، أي ليس بينهما مناسبة: تقول «: لسان العرب وفي . )٣(»مشاكلة:فهو نسيبه، وبينهما مناسبة، أي،فلان يناسب فلانا «:وفي مختار الصحاح

منه يقرب: ، أي فلانا يناسب ، وفلان المقاربة: اللغة في والمناسبة« : قال الزركشي كانا وإن ونحوه العم وابن كالأخوين المتصل القريب هو الذي النسيب ، ومنه ويشاكله المقارب الوصف القياس باب في العلة في المناسبة ، ومنه القرابة وهو بينهما رابط بمعنى متناسبين .)٤(»الحكم وجود الوصف ذلك وجود عند ظن له مقاربته حصلت إذا لأنه؛ للحكم

. الاتصال ، والمقاربة ، والمماثلة : تعني في اللغة إذاً فالمناسبة : االمناسبة اصطلاحتعريف : ثانيا علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، «: المناسبة في الاصطلاح ، فقال بتعريفالبقاعي قام

، وتتوقف الإجادة فيه على مطابقة المعاني لما اقتضاه الحالوهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق .)٥(» ويفيد ذلك معرفة المقصود من جميع جملها ، المطلوب ذلك فيها ورةمعرفة مقصود الس

، وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة « :في تعريفها )٦(ويقول مناع القطان . )٧(» ، أو بين السورة والسورة الآيات المتعددة فيأو بين الآية والآية

) .٤٢٤-٥/٤٢٣( :معجم مقاييس اللغة )١( ) .١/٦٨٢: (لسان العرب )٢( ) . ٦٨٨: (مختار الصحاح )٣( ) . ١/٣٥: (البرهان في علوم القرآن )٤( ) .١/٥: (نظم الدرر )٥(هـــ ، شارك ١٣٤٥الشيخ مناع خليل القطان ، من مواليد قرية شنشور بمحافظة المنوفية بمصر بتاريخ : هو ) ٦(

ت ، ومؤلفات في شتى الموضوعات ، توفي يوم في كثير من الأنشطة العلمية والدعوية ، وله جهود في كثير من االاموقع الشبكة : انظر . ه ، وصلي عليه في مسجد الراجحي ، ودفن في مقابر النسيم بالرياض٦/٤/١٤٢٠الاثنين ، . ٩٢=http://www.daawa-info.net/bio.php?idالدعوية

) . ٩٢: (علوم القرآن مباحث في )٧(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٦٩

الأولالمطلب مناسبة سورة التحريم لما قبلها وما بعدها

: التي قبلهاالطلاق لسورة التحريم مناسبة سورة : أولا يعين مماسورة التحريم والطلاق بين ةيالتناسق وابطالتناسبية والر اتريب أن فهم العلاق لا

واضـحا اهناك وشائج وتناسـق أنأن نلحظ يمكنو ، نفسها السورة لجوهر على فهم أدقوسأتناول ذلـك ، فمحور كل منهما يتناول حل وعلاج بعض المشكلات الزوجية ، بينهما

: ثلاثة جوانب خلال من :التحريم لفاتحة الطلاق مناسبة فاتحة سورة : الجانب الأول

وافتتحت الطلاق كذلك ، ﴾ �A�B﴿ : -تعالى-افتتحت هذه السورة الكريمة بقوله . ﴾ ��B��Aبـ﴿

. )١(» -�-هذه السورة متآخية مع التي قبلها بالافتتاح بخطاب النبي «: قال السيوطي :الطلاق لخاتمة التحريم مناسبة فاتحة سورة : الثاني الجانب ببيان علم االله المحيط بما في السماوات والأرض جليلـها ودقيقهـا سورة الطلاق ختمت ��à��ß��Þ��Ý��Ü��Û��Ú��Ù��Ø���×����Ö��Õ﴿: -جل جلاله-حيث قال

�í��ì�����ë��ê��é��è��ç��æ��å���������ä��ã��â���á ﴾]١٢: الطلاق.[ - � -وذكر في افتتاحية التحريم علم االله المحيط بحادثة خاصة جرت بين رسـول االله

بعض أزواجه، وإحاطته - � -وبين بعض أزواجه وإحاطته بالسر الذي أودعه رسول االله `����b���������a﴿ : ، حيث ورد ذلك في قوله تعالى- � -كذلك بإفشائها لسر رسول االله ��i��h��g���f��e��d��c��q��p��������o��n��m��l��k��jr�����v��u��t��s

y��x��wz����_���~����}��|��{ ﴾.

) . ١٢٧: (تناسق الدرر في تناسب السور )١(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٠

، يـدل علـى فلأن المذكور في آخر تلك السورة ؛ وأما الأول بالآخر« : قال الرازي ، لما كان خلـق ، كما أنه يدل على كمال قدرته وكمال علمه -تعالى-عظمة حضرة االله

من الغرائب والعجائب مفتقرا إليهما وعظمة الحضرة مما ينافي السموات والأرض وما فيهما .)١(» ﴾�H��G��F��E��D����C﴿: ، ولهذا قال تعالى القدرة على تحريم ما أحل االله

الطلاق بإحاطة علمه وتترل أمره بين الخافقين في تدبيره -�-لما ختم «: قال البقاعي ، دل عليه أول هذه بإعلاء أمور الخلق بأمر وقع بين خير خلقه وبين نسائه اللاتي من خـير

.)٢( ».... -�-واجتهد كل في إخفاء ما تعلق به منه فأظهره ، النساء :مناسبة موضوعات السورتين : الثالث الجانب

.وخاصة بالطلاق النساء بعلى أحكام تتعلق اكلتا السورتين اشتملت )أات زوج كَاممن أح لَما ذكر جملةبينها وبين السورة قبلها أنه والمناسبة« : قال أبو حيان

.)٣(» - �-رسول االله ا ما جرى من بعض زوجاتنه ، ذَكَر الْمؤمنِينتلك مشتملة على طلاق النساء ، وهذه على تحريم الإيلاء ، وبينهما «: وقال السيوطي

. )٤(» من المناسبة ما لا يخفي

����D��C﴿وأمته أحكام الطلاق - �-جاء في سورة الطلاق تعليم النبي )ب �B� �A

��E﴿ تمهيدا للتهديد الذي جاء في سورة التحريم ﴾���{�����z��y��x ﴾ . لا خفاء بشدة اتصال هذه السورة بسورة الطلاق « : يقول الإمام أبو جعفر ابن الزبير

اعتزل في طلق نساءه حين - �-لاتحاد مرماهما وتقارب معناهما، وقد ظن أن رسول االله إياهن إثر ذلك وبعد - �-والقصة معروفة، وتخييره - �-المشربة ، حتى سأله عمر

﴾ ...�k���j��i��h���n��m��l﴿ : ، وعتب االله عليهن في قوله اعتزالهن شهرا كاملاً

) . ٣٠/٥٦٨: (مفاتيح الغيب )١( .) ٢٠/١٧٩: (نظم الدرر )٢( ) . ١٠/٢٠٧: (البحر المحيط )٣( ) . ١٢٧: (تناسق الدرر في تناسب السور )٤(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧١

�﴿ : وقوله �¡������~���}��|��{�����z��y��x... فهذه السورة وسورة الطلاق ، ﴾ .)١(» أقرب شيء وأشبه بسورة الأنفال وبراءة لتقارب المعاني والتحام المقاصد

في سورة الطلاق أحكام الطلاق وما يتبعه ، وذكر في سورة التحريم -تعالى- ذكر االله )جكما في بعض (حرم مارية - �-حكم تحريم الرجل سريته على نفسه ، وكان النبي

. )٢( إرضاء لزوجه حفصة) الرواياتهذه السورة في ورد في سورة الطلاق طريقة وكيفية إاء خصومة بعض نساء الأمة ، و) د

، وإفرادها بأحكام تخصهن ، وذلك تعظيما - �-كيفية إاء خصومة نساء النبي فيها ورد . لهن

ولما كانت تلك في خصام نساء الأمة ، ذكر في هذه خصومة نساء «: قال السيوطي . )٣(»إعظاما لمنصبهن أن يذكرن مع سائر النسوة ، فأفردن بسورة خاصة - �-النبي

لما تحدثت سورة الطلاق عن أحكام المطلقات إيقاعا وعدة ونفقة وسكنى وإرضاعا ، جاء ) هتنتظرها مشكلات في سورة التحريم التهديد بالطلاق ، لتعلم كل من شملها التهديد أن هناك

من أقسى الأمور على نفس المرأة ف، الطلاق، وفي ذلك الإيماء تربية بالإيحاء إن وقع عليها . )٤(لطلاق وتذكيرها بما يترتب عليه من تشريد وهدم لعش الزوجية ديدها با

جاء في سورة الطلاق الحث على الإيمان باالله تعالى والعمل الصالح ، وهو العمل وفق ما )ووهو طريق الفلاح والخروج من الظلمات إلى النور ، حيث جاء - �-جاء به رسول االله

�النص الكريم ﴿ � � �´��³��²��±���°��¯��¼��»��º��¹��¸��¶��µ¾��½¿� � �Í� � � �Ì� � � � � � � �Ë� � � � � � �Ê� � � �É��È� �Ç� �Æ��Å��Ä��Ã��Â� �Á� �ÀÎ��

وهو التوبة ، في سورة التحريم الدلالة على بداية العمل الصالح حين جاءفي ]١١:الطلاق[﴾���B��A﴿: ﴾ وفي قوله �a��`���b�����c﴿: كما في قوله - �-م بطاعة الرسول والالتزا

) .٢٤٢: ( البرهان في تناسب سور القرآن )١( ) . ٤/١٦٦(: التفسير المنير )٢( ) . ١٢٧: (تناسق الدرر في تناسب السور )٣( ) . ٢٢٠-١٠/٢١٩: (جواهر البيان )٤(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٢

��H��G��F��E��D��C ﴾ . : -�-قال ويوالأخرلنور الدنيوي شاملا لجاء ذكر النور في سورة الطلاق )ز﴿¾��½��¼��»��º��¹��¸��¶��µ بينما جاء النور في سورة التحريم ﴾

. ﴾ ^��_��`����b��a﴿: -تعالى-، قال مرادا به النور الأخروي الملك التي بعدهاالتحريم لسورة مناسبة سورة : ثانيا

ها تتضح أكثر من ، ولعلجلية وواضحة التحريم والملك تيبين سورالصلة والمناسبة إن -:خلال الجوانب التالية :الملك لفاتحة التحريم مناسبة خاتمة : الجانب الأول

تحت ات، وإِن كان للكفّار بتينك الْمرأتين الْمحتوم لهما بالشقاوةمثلا -�-االله لما ضرب )أكَانَ . ا كافرينبِالجنة، وإِن كَان قوماهم لَهما للمؤمنين بآسية ومريم، وهما محتوم ثلاً، ومنبيين

������C��B��A﴿ :فاتحة الملك في -�- ، فَقَالَ قَضاؤه في ملكه على ما سبق فًاذلك تصر

����I��H���������G��F�������E��D ﴾)١( . لما ذكر آخر التحريم امرأتي نوح ولوط الكافرتين ، وامرأة فرعون المؤمنة ، جاء في فاتحة )ب

.)٢(﴾ ، مرادا ما الكفر والإيمان في أحد الأقوال���N��M���L��K﴿سورة الملك ¸����º���¹«�����¼��½��¾��¿���﴿: ختمت سورة التحريم بقوله تعالى )ج

��È��Ç��Æ��Å��Ä��Ã��Â���Á��À ﴾ وفتحت سورة الملك بالثناءلنصارى في مريم من تجسد االله على االله تعالى بإثبات كماله ، وعموم قدرته ، ردا لما يدعيه ا

��������E��D�����C��B��Aلأن حملها بنفخ جبريل في فرجها أثر من آثار قدرته ﴿؛ ، وبيانا ا

����I��H���������G��F ﴾)٣( .

) . ٢٢٠-١٠/٢١٩: (البحر المحيط )١( ) . ١٢٧: (تناسق الدرر )٢( ) . ٢٢٠-١٠/٢١٩: (جواهر البيان )٣(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٣

. مناسبة موضوعات السورتين : الثاني الجانب

سورة التحريم أن القرابة من الرسول لا تغني القريب ، ولا تمنعه بين في -تعالى-أن االله ) أ

������f��e��dمن دخول النار إذا استوجبها بكفره ﴿ � � �c��b���a��`��_

gh����v��u��t��s���r��q��p��o��n��m��l��k���j��i

z��y� � � �x� �w الكفر الذي يوجب دخول النار ، وهو تكذيب ﴾ فبين هنا

����j��i��hالرسول ﴿ � � � � � �g��fk��� �m��l أن خيانة امرأة نوح ﴾ ، ويؤخذ منها

.وامرأة لوط هي تكذيبهما لزوجيهما ، لا شيء آخر

لبعض أزواجه ، قال - �-في سورة التحريم السر الذي استكتمه النبي - �-ذكر االله ) ب

��﴿: تعالى � � � �a��`���f��e��d��c��b وجاء في سورة الملك بيان أن السر والجهر ، ﴾

�E����D��������C��B��AF������G﴿: سواء فهو عليم بذات الصدور ، قال تعالى -�-عند االله

���J��I���H﴾.

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٤

الثانيالمطلب مناسبة اسم سورة التحريم لموضوعاا

أسماء سوره ، ويمعن النظر فيها ، فهي بلا شك ينبغي لقارئ القرآن الكريم أن يتأمل في ينبغي النظر في وجه اختصاص كلِّ «: )١(الزركشي عنوان للسورة ، ومدخل إليها ، يقول

:وقد ذكر بعض هذه الوجوه ومنها )٢( » سورة بما سميت بهتفصيلية وذكر تسميتها بما يذكر فيها من قصة غريبة أو أحكامٍ خاصة أو أحوالٍ - ١

فسورة البقرة لذكر قصة البقرة، وسورة النساء لما تردد فيها من كثير من : أمثلةً لذلك .أحكام النساء، وسورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها

التي تكرر اسمه فيها أربع " هود"وذكر مثالاً لذلك سورة : التكرار في الكلمات - ٢؛ سميت بذلك " ق"وسورة . ت الحديث عن كثير من الأنبياءمرات، مع أنّ السورة تضمن

. لأا ابتدئت ذا الحرف الهجائي المقطوع عن غيره فسورة نوح لماّ انفردت بقصته مع قومه ولم يقع فيها ذكر غيره من الأنبياء : نفرادالا -٣

" الجن"وسورة " مريم"وسورة " يوسف"وسورة " يونس"سميت باسمه، وكذلك سورة )٣(.وغيرها" المنافقون"وسورة " لقمان"وسورة

ور إن الس« :أجملَه الزركشي من وجوه فقال ما )١(ووضح الدكتور محمد خليل جيجك يها في قطعيتها أي نص أو كتابٍالقرآنية المنقولة إلينا بتواتر قطعي، التي لا يجاريها ولا يدان

:آخر تأخذ أسماءها إما من

مصري الأصل، ، تركي أصولي شافعي هيفق عالم ، الدين بدر االله، عبد أبو ، الزركشي االله عبد بن ادر بن محمد) ١( لقطة(و)الصحابة على عائشة استدركته ما لإيراد الإجابة( منها فنون، عدة في كثيرة تصانيف له، والوفاة المولد

للزركلي الأعلام: ينظر ) هـ٧٩٤(وتوفي )ه٧٤٥(ولد الفقه، أصول في) المحيط البحر( و أصول الفقه، في )العجلان :)٦٠/ ٦(. ) . ٢٧٢-١/٢٧٠: (البرهان في علوم القرآن ) (٢

) . ٢٧٢- ١/٢٧٠: ( المصدر السابق ا) (٣

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٥

."ص"و " ق"أول كلمتها، كما في - ١ ."فصلت"و " الملك"أو من أول كلمة ذكرت في أول جملها كما في - ٢و "لقمان"و"مريم"و"البقرة"و"النمل:"ا فيقصة غريبة ذكر فيها كمصاحب وإما من - ٣ ."الروم" ...."نوح"و " هود"و"يوسف"و"كيونس"وإما من اسم نبي ذكر فيها مجادلته مع قومه - ٤" العنكبوت"و " كالنحل"وإما من اسمٍ يتبوأ موقعاً هاماً باعتبار ما مر فيه ذكره - ٥ ".الأحقاف"و " القصص"و" اءالشعر"و " الإسراء"و " الفرقان"و" الأعراف"و" الكهف"و ".الأنبياء: "وإما من ذكر مجموعة متجانسة فيها كما في - ٦ .)٢( "الأنعام"و " كالنساء"وإما لملابسة أن ذكر فيها أحكام جنس أو أجناس - ٧

الشيء ولما كان اسم «: أسماء السور على أربعة أوجه فقال -رحمه االله–)٣(الفراهيواعتبر أربعة على السور أسماء أن فاعلم معناها، عن يخبر مالا وقد اشتهر من الأسماء عنواناً لمعناه،

:أوجه، ، والبراءة سورة الحمد: ، فمنه ما نقله السيوطي تسميتها بلفظ من أوائلها : الأول

.وغير ذلك... ، وطه ، وسورة سبحان

= � ، لإلهيات في جامعة بينكول، أستاذ وعميد بكلية ا ، من أهالي وان في تركيا ، أبو فاطمة محمدخليل جيجك: هو) (١

: القرآنية للدراسات الدولي المؤتمر موقع : رانظ . مطبوعة وأبحاث كتب ، له بتركياhttp://www.quranicconferences.com

).١٨٣(هــ، ١٤٢١، مؤسسة الرسالة: دلالة أسماء سور القرآن الكريم من منظور حضاري، بيروت :انظر) (٢قريته بالهند، " يهافر"هو عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان ، ويعرف بحميد الدين الفراهي ؛ نسبة إلى : الفراهي ) ٣(

ه ، كان بارعاً في العربية والفارسية والإنجليزية والعبرية ١٣٤٩ه ، وتوفي وهو يقرأ القرآن الكريم سنة ١٢٨٠ولد سنة نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان ولم يتمه، دلائل :، ألف في التفسير وعلوم القرآن بضعة عشر كتابا ، من أشهرها

مفردات القرآن ، الإمام عبد الحميد : انظر ترجمته في مقدمة كتابه .. القرآن ، وإمعان في أقسم القرآنالنظام، مفردات ) . ٤١-١١(م ٢٠٠٢دار الغرب الإسلامي ، : محمد أجمل أيوب الإصلاحي، بيروت . د: الفراهي، تحقيق

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٦

تسميتها بلفظ اختص ا كالزخرف والشعراء والحديد والماعون، وغير ذلك، : الثاني ...فهذه الأسماء لا تنبئ عن مقصد السورة، ولكنها كالشامة والسمة تتميز ا مسمياا

تسميتها بلفظ يخبر عن بعض المعاني العظيمة كتسمية سورة النور لاشتمالها على : الثالثل عمران وسورة النساء، وسورة إبراهيم، وسورة يونس، وكثير آية النور، وتسمية سورة آ

.من الأسماء على هذا الأسلوبتسمية السورة بما ينبئ عن المقصد الذي بنيت له السورة، فمنها تسمية الفاتحة : الرابع

بسورة الصلاة، وتسمية براءة، وسورة بني إسرائيل، وسورة محمد بسورة القتال، وسورة .)١( »...وذتين الإخلاص والمع

سورة تسمى به مع كثرة ذكره في القرآن؟ - �-وتساءل السيوطي لماذا لم يفرد لموسىذكرت قصته في عدة سور ولم تسم به سورة ؟ وكذلك قصة الذبيح - �-وكذلك آدم

ذكرت في - �-من بدائع القصص وردت في سورة الصافات ولم تسم به؟ وقصة داود « : ، واكتفى بالتعليق على ذلك بقوله ؟ ولم يذكر لذلك جواباًبه ولم تسم" ص"سورة

. )٢(» !فانظر في حكمة ذلكندرك أن ما ذكره العلماء في هذا الباب إنما هو استقراء لبعض الوجوه يمكن أن مما سبق و

، لكنه لا يسير على قاعدة واحدة مطردة بحيث يمكن التسليم بأن اسم كل في التسمية سورةأن اسم كل : ظهر لي وقد« : ، كما يقول البقاعي عن مقصودهاسورة مترجم

بينه وبين مسماه عنوانه الدال المناسباتمترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهر .)٣( » فيهتفصيل ما علىإجمالا

اسم السورة على محورها ه ليس من الضروري أن يدل أشير هنا إلى أنأود أن ولهذا دلالة واضحة ، وخاصة إذا علمنا أن اسم الأساس وعمودها الرئيس ومقصودها الأهم

، ولم يثبت عنه أي اسم لها مع تعدد أسمائها ، - �-سورة التحريم لم يكن توقيفيا عن النبي

) .٦٢: (تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان ) (١ ) . ١/١٨٣(: الإتقان ) (٢ ) . ١٩ -١/١٨: (نظم الدرر )٣(

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٧

اء وقد تقدمت الأقوال في مبحث اسم السورة ، وترجح لدينا هناك أن للسورة أربعة أسم . )١( -�-التحريم ، ولم تحرم ، والمتحرم ، والنبي : وهي

عات هذه السورة الكريمة بأن ويمكن استنباط المناسبة من هذه الأسماء الأربعة وبين موضوإن التسميات المذكورة للسورة كلها راجعة إلى تسمية واحدة وهي التسمية المشهورة : يقال

��﴿ اللفظة القرآنيةمن أخذت ) لم تحرم(وذلك أن التسمية الثانية ) التحريم( �D�� � �C﴾ ، كماة اسم فاعل لمن قام بالتحريم ، المبين في التسمية الرابع) المتحرم(: وهيأن التسمية الثالثة

) .- �-النبي(: وهيللسورة ، ويتضح ذلك الأساس بالمحور علاقة التسمية المشهورة ولهذا سأكتفي باستنباط

-�-والذي جاءت بسببه معاتبة االله -�-من خلال معرفة أن التحريم الذي قام به النبي التربية « للسورة الأساس له كان الغرض منه إرضاءه لبعض أزواجه ، ولهذا كان المحور

.» الزوجيةيتضح من خلال »عتاب وتحريم ومغفرة«: بالموضوع الأول وهو اسم السورة وعلاقة

التي أحلها لنبيه في قضية تحريمه لبعض الأشياء - �-عتاب االله ما ورد في الآيات من معرفة . االله له ، ثم مغفرته له

يتضح »ر الزوجية الأسراحفظ التربية في«:وهوبالموضوع الثاني هذه التسمية وعلاقةللشيء الذي أحله االله له ، قد أسره لبعض أزواجه ، - �-من خلال معرفة أن تحريم النبي

.)٢( تلك الأسباب في سبب نزول السورة والتي بدروها أفشت ذلك السر ، وسيأتي ذكر »نفس والأهل واتمع لالوقائية لالتربية «: الثالث وهو بالموضوع وعلاقة التسمية

القيام بوقاية النفس والأهل واتمع من النيران ومجاهدم على أن معرفة ضح من خلال يت . ، فيه تحريم ومنع لهم من دخولها ذلك

»بضرب المثل بالنساء الغابراتالزوجية التربية «: الرابع وهوبالموضوع : وعلاقتهابسبب ب ن الأمثال منهن من حرمن من الجنة النساء المضروأن معرفة ضح من خلال يت

) . ٤٠-٣٦: (صفحة : انظر ) (١ ) . ٧٩: (في صفحة ) (٢

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٨

، -�-بسبب إيمان باالله من النار أجرن ، ومنهن من كفرهن باالله وخيانتهن لأزواجهن . وطاعتهن له

» التحريم «الكريمة اسم السورة أن : فخلاصة القول في مناسبة اسم السورة لموضوعاا صور ذكر اسم التحريم فقط يموضوعات ، فمما دار في السورة من بل ومنسوج مشتق

الكريمة وضوحا موضوعات السورة ، فتتضح لديه في الآيات تورد للقارئ والسامع معاني . الاسمهذا بمجرد معرفة معنى تاما

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٧٩

الثالثالمطلب مناسبة فاتحة سورة التحريم لموضوعاا

- التربية الزوجية لزوجات النبي تتحدث عنالأربعة موضوعاا بجميع التحريم إن سورة

تحث على احترامه وتقديره ، وتحذر من إفشاء أسراره ووبالتالي لنساء الأمة قاطبة ، ، - �

وتؤكد على أهمية وقاية النفس والأهل واتمع من النار ، وتضرب المثل ، والتظاهر عليه

سورة كان افتتاح الفصالحات للاقتداء ن ، طالحات للتحذير من عملهن ، وأخر بنساء

، الأساسعلى نفسه شيئا فيه براعة استهلال لهذا المحور - �-الكريمة بمسألة تحريم النبي

اللاتي بينه وبين زوجاته وقع في أمر وهو قدوة الأمة يعلم ويعاتب - �-حيث إن رسول االله

أمهات وزوجاته - �-، وفي ذلك تربية للنبي ، ولا يقر عليهلنساء المؤمنين هن أيضا قدوة

كذلك على ويدل ، وضوعاا بمالسورة فاتحة على صلة وواضحة دلالة قوية وهي ، المؤمنين

) . التربية الزوجية( وحدة الموضوع والهدف العام الذي تقصده وهو

التحريم سورة وحدة فخلاصة القول في مناسبة فاتحة سورة التحريم لموضوعاا ، أن

ل فاتحتها ، وأن جميع موضوعاا مستمدة منها ، ومن مضامين اتضحت من خلاالموضوعية

. تلك الفاتحة

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٠

الرابعالمطلب مناسبة فاتحة سورة التحريم لخاتمتها

وواضحة ، بل نكاد نقول إن جلية إن المناسبة بين افتتاحية سورة التحريم وخاتمتها الحقائق التي عرضت في افتتاحية السورة كررت ذاا بأسلوب آخر في الخاتمة ، وفيما يلي

: نذكر جملة من هذه المناسبات والروابط ��J��K﴿: في الدنيا والآخرة -�-جاء في فاتحة السورة ذكر أزواج النبي :أولا L﴾ آسية زوج فرعون : زوجاته في الآخرة وهما ، وجاء في خاتمة السورة ذكر بعض

ا كانت عليه من التي آثرت ما عند االله على م، وقد كانتا مثالين للمرأة )١(ومريم بنت عمران .-�-ة الطاعة والقنوت إلى االله ، وصدقت وعود االله ، وكانت في غايالملذات الدنيوية

اللاتي ، أكمل الناس خلقًا إلى ما ينبغي أن تتصف به زوجاتوفي ذلك إشارة واضحة .هم ئقدوة نساهن أمهات المؤمنين و

الجنة ، وختمت بذكر زوجتيه في -�-بدئت بذكر أزواج النبي « : قال السيوطي .)٢(» آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران

الأمثال في الآداب بالثيبات والأبكار الأخيار والأشرار -�-وقد أتم « : يقول البقاعيوفانعطف آخر السورة على أولها في المعاني بالآداب، وزاد ذلك حسنا كوا في النساء في

لآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران في الجنة دار القرار - �-الذوات والأعيان بزواج النبي ، وفي - �-ي، فصار أول السورة وآخرها في أزواجه السالمة عن الأكدار، الزواج الأبد

واالله مناسبة أعظم ذكوراتالم الأبدال في الماضية الأوصاف خلاصة هو الذي ختامها بالقنوت

في الجنة ، جاءت ا أحاديث ضعيفة وبعضها منكرة ، إلا النبي صلى االله عليه وسلمقضية أن آسية ومريم زوجتا ) ١(أا بمجموع طرقها ترتقي إلى درجة الحسن لغيره ، كما نص على ذلك شيخنا الأستاذ الدكتور محمد بازمول في

انظر والمطالع للسيوطي، المقاطعكتاب مراصد المطالع في تناسب ثناء تحقيقه لالأحاديث أ تحقيقه لأسانيد هذه . )١٦٦-١٦٤(:فحاتالص ) . ١٦٤: (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع ) (٢

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨١

.)١(»الهادي

، للمتظاهرتين اللتين تسببتا في التحريمفي فاتحة السورة التهديد والوعيد جاء : ثانيا وأمرها أن لا تبوح به لأحد، براستكتم إحداهما الخوقد ، - �-وأفشتا سر رسول االله

لا ينبغي أن يحدث في بيوت عامة المسلمين، فكيف به وهذا شيء فبثت الحديث للأخرى، ولخطورة الأمر جاء التمثيل في خاتمة . قدوة الأمة - �-إن حدث في بيت رسول االله

الفتا مبادئ شرائعهما ولم تلتزما السورة بذكر زوجتين كانتا تحت نبيين من الأنبياء فعندما خ�بأحكام دينهما ﴿ � �z��y� � � �x� �w��v وفي ذلك إشارة وتعريض بأمهات ﴾

منهما ما يخالف شرائع الإسلام التي جاء ا النبي عامة وبالمتظاهرتين خاصة إن بدر المؤمنين-� - .

وفي ضمن هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، وهما حفصة « : يقول الفخر الرازيلما فرط منهما وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل -رضي االله عنهما- وعائشة

.)٢(» من ذكر الكفرضرب االله مثلاً للذين كفروا يحذر به عائشة « : قال نقل الشوكاني عن بعضهم أنه و

ويعقب » حين تظاهرتا عليه - �-من المخالفة لرسول االله -رضي االله عنهما- وحفصة وما أحسن ما قال فإن ذكر امرأتي النبيين بعد ذكر قصتهما ومظاهرما على «: عليه بقوله يرشد أتم إرشاد ويلوح أبلغ تلويح إلى أن المراد تخويفهما مع سائر أمهات - �-رسول االله

المؤمنين، وبيان أما وإن كانتا تحت عصمة خير خلق االله وخاتم رسله فإن ذلك لا يغني من ذنب تلك المظاهرة بما وقع منهما من - �-عنهما من االله شيئًا، وقد عصمهما االله

.)٣(»التوبة الصحيحة الخالصة

.) ٢٠/٢١٤: (نظم الدرر ) (١ .) ٣٠/٥٧٤: (التفسير الكبير ) (٢ ) .٥/٣٠٥: (فتح القدير ) (٣

١، ف ١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٣

الثانيالفصل هاتناسقموضوعات سورة التحريم و

: وأربعة مباحث تمهيد على ويشتمل .التحريم سورة موضوعات بين يدي : التمهيد

وفيه .)٢- ١(يات الآ ويشمل .تحريم وعتاب ومغفرة :الأولالمبحث .مطالب خمسة

-٣(يات الآ ويشمل. الزوجية حفظ الأسرارالتربية في : الثانيالمبحث .خمسة مطالب وفيه .)٥

ويشمل .فس والأهل واتمع الوقائية للنالتربية :الثالث المبحث .مطالب خمسة وفيه ). ٩- ٦(: الآيات ويشمل . بالنساء الغابراتبضرب المثل الزوجية التربية :الرابع المبحث .مطالب خمسة وفيه . ) ١٢-١٠(: الآيات

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٤

التمهيد

بين يدي موضوعات سورة التحريم

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٥

التمهيد موضوعات وهي ةفي أربع اإجماله يمكن، وبعض الموضوعات على التحريم سورة اشتملت

:

حيث جاء فيهما ) ٢-١(ويشمل الآيتين »ومغفرة وعتاب تحريم «: الموضوع الأول العتاب وأعقب هذا ، له االله أحل ما تحريمه على نفسهفي - �- لنبيه - �-االله عتاب

، ثم بين في الآية الثانية باسمين كريمين له سبحانه يدلان على المغفرة والرحمةالأولى الآية تم خ .ومايكون كفارة لها ، كلها فيما تنحل به اليمين تهلأمو - �-للنبي حكماً عاماً

حيث ) ٦-٣(ويشمل الآيات ، » حفظ الأسرار الزوجيةالتربية في «: الموضوع الثاني ، إلى إحداهما هلإفشاء سر - �-النبي لزوجتي -�-هذه الآيات عتاب االله جاء في ، وذكر ما منهن خيراً بإبدالهجميع زوجات النبي صلى االله عليه وسلم بالطلاق و االله وتوعد

. ينبغي أن تكون عليه الزوجة الصالحة

-٧(ويشمل الآيات »التربية الوقائية للنفس والأهل واتمع « :الموضوع الثالث والمسارعة إلى ، النار من والأهل النفس وقايةبحيث جاء في هذه الآيات الأمر الحثيث ، )٩

. وقاية اتمع من شر الكفار والمنافقين بالجهاد بالسنان واللسان التوبة النصوح ، و

ويشمل الآيات »بالنساء الغابرات بضرب المثل الزوجية التربية « : الموضوع الرابع المثل بامرأتين كافرتين كانتا زوجتين لنبيين ضربحيث جاء في هذه الآيات ، )١٢- ١٠(

فيالنار مصيرهماولكنهما خانتاهما في الدنيا فكان ، لوط وامرأة نوح امرأة: ، وهما كريمين للمرأة آخر بمثال ذلكثم عقبت بعد ، نسب ولا حسب اليوم ذلك هماينفعولن ، الآخرة

- االله جوارو الآخرةالمؤمنة تحت زوج كافر وفي بيت الكفر والطغيان ، إلا أا اختارت امرأة فرعون ، ثم ختمت السورة بضرب مثل بامرأة عفيفة محصنة : وهيد الخل جنة في -�

، وهي ، وتصديق كلماته-�-طاهرة غير متزوجة ، كانت على مكانة عالية في طاعة االله . -ا السلامعليه–عمرانمريم بنت

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٦

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٧

المبحث الأول

تحريم وعتاب ومغفرة

:، وفيه خمسة مطالب ) ٢-١(الآيات ويشمل

.ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب

. سبب نزول سورة التحريم :الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :الثالث المطلب . الموضوعالإجمالي لآيات التفسير :الرابع المطلب

. ا ترشد إليه الآيات مم :الخامس المطلب

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٨

D��C��B�������A

���H��G��F��E��D����C��B��AI﴿ :تعالى االله قال L��K����JM����T��S��R��Q����P����O���NW��V��UX��Z��Y[���_����^��]���\﴾.

تحريم وعتاب ومغفرة

تحريم وعتاب ومغفرة

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٨٩

المطلب الأول

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة

التربية : (وهو للسورة الأساس ور المحلحظ ارتباطها بتتأمل آيات هذا الموضوع تحين : - �-وذلك أن في آيات هذا الموضوع تربية وتعليم للنبي ) الزوجية��������B��A﴿ : وذلك ما يدل عليه النداء في قوله ، للمؤمنين والمؤمنات لكونه قدوة :أولا

﴾.

������K����J﴿: لكونه زوجا لأمهات المؤمنين ، وذلك ما تشير إليه هذه الجملة :ثانيا LM�� ﴾.

وتعليمه -�-النبي تربية السورة وأول موضوع من موضوعاا في هذه فمجيء فاتحة

.ية السورة مسوقة للتربية الزوجن هذه أ مع زوجاته ، دليل واضح على كيفية التعاملفي ابتغاء مرضاة أزواجه في فاتحة هذه السورة ، إشارة إلى أن -�-في معاتبة النبي ثم إن

، وأن ذلك هو باب الصلاح -تعالى-رص على ابتغاء مرضاة االله الحالمؤمن على الزوج ، وأنه إذا فقد هذا الأمر في الأسرة ، تفككت وحلت بين الزوجين والتربية الزوجية

غاية لا تدرك ، ورضا الزوجات أن رضىفيه إشارة أيضا إلى والخصومة والمشاكل بينهما ، . ركترك مالا يدليو، رك مالا يدرك تليفاالله غاية لا تترك ، ، فلم أر كاليوم ورأيت النار.....«: فيه الذي طويل في الحديث ال - �-وقد قال النبي

: قيل» بكفرهن«: لم يا رسول االله؟ قال: قالوا» ، ورأيت أكثر أهلها النساء منظرا قط ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ويكفرن الإحسان يكفرن العشير «: ؟ قال يكفرن باالله

. )١(»ما رأيت منك خيرا قط : ، قالت ، ثم رأت منك شيئا

) . ٥١٩٧: (رواه البخاري ، كتاب النكاح ، باب كفران العشير ، برقم ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٠

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩١

الثانيالمطلب

التحريم نزول سورةسبب

ا أحاديث كثيرة ، ومما يلاحظ آياا جاءبعض سبب نزول هذه السورة وكذلك إن فمنهم من رجح بعضها هناك اختلافا بين العلماء ، ومواقف متباينة بين هذه الروايات ، أن

ن يمكعلى غيرها ، ومنهم من حاول الجمع بينها في الجوانب التي يمكن الجَمع ، وما لا . الجمع ردوه وخطأوا القائلين به

:وسأورد هذه الروايات ثم أعقب على ذلك بذكر أقوال العلماء بالترجيح والجمع عن ، )١(كلهم من طريق عبيد بن عمير وأحمد وغيرهمأخرج البخاري ومسلم :أولا كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب - �-أن النبي -رضي االله عنه- عائشة

إني أجد منك : فلتقل - �- أن أيتنا دخل عليها النبي: ةعندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصلا بل شربت « : ، قال ، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، أكلت مغافير ريح مغافير

إلى ﴾�G��F�E�DC�B��AH﴿:فترلت، »عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له﴿�a��`� � �b� � �c﴾ لعائشة وحفصة :﴿�a��`��� �e��d��c��b﴾ بل شربت «: لقوله

. )٣(» وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً« : في روايته زاد البخاري .)٢( »عسلاً

، روى عن كثير من كبار التابعين، تابعي ثقة ، عبيد بن عمير بن قتادة الليثي ثم الجندعي أبو عاصم المكي : هو )(١

) .٧/٧١: (ذيب التهذيب : ه ، انظر٦٨مات سنة من الصحابة ، ، ومسلم ، ) ٦٣١٣(و) ٤٩٦٦(﴿لم تحرم ما أحل االله لك ﴾ برقم : ، كتاب الطلاق ، باب أخرجه البخاري) (٢

) ٤٣/٤١:(، أحمد في المسند )١٤٧٤:(ى من حرم امرأته، برقم، باب وجوب الكفارة علكتاب الطلاق ) .٢٥٨٥٢(:برقمذه الزيادة وه) ٤٦٢٨: (أخرجه البخاري ، كتاب التفسير ، باب ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لك﴾ برقم ) (٣

.انفرد ا البخاري

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٢

، فلم تزل كانت له أَمةٌ يطؤها - �- أن رسول اللَّه �أخرج النسائي عن أنس :ثانيا �H��G﴿ : - �-به عائشة وحفصة حتي حرمها فأنزل اللَّه �F� �E� �D� � � �C� �B��AI� � ..

﴾)١(. وغيرها وقد حقق هذه الأحاديث ، الكريمةالسورة هكذا جاء في سبب نزول هذه

، فكان تحقيقا نفيسا، )٢(»من خلال الكتب السبعة باب الترولالمحرر في أس«صاحب كتابأقوال المفسرين في سبب قبل الخوض في نقل: حيث يقول ،صرف واختصاربترأيت أن أنقله

قل ما روى الشيخان أيضاً في ننأن الترول أهي قضية العسل أم قضية الجارية يحسن أولاً يحب - �- رسول اللَّه كان :قالت -رضي االله عنها-عائشةعروة عن قضية العسل عن

فيدنو من إحداهن، فدخل العصر، دخل على نسائه،العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من : بنت عمر، فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي على حفصة

أما واللَّه : منه شربة، فقلت- �-من عسل، فسقت النبي)٣(أَهدت لها امرأة من قومها عكةًأكلت مغافير، فإنه سيقول : وليإنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فق:)٤(لنحتالن له فقلت لسودة

سقتني حفصة شربة، : ما هذه الريح التي أجد منك، فإنه سيقول لك :لا، فقولي له :لك: قالت .، وسأقول ذلك، قولي أنت يا صفية ذاك)٦(نحلة العرفُط )٥(جرست: لي لهوقفعسل،

أُباديه بما أمرتني به فرقًا منك، فواللَّه ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أَن : تقول سودة

: برقم بي لم تحرم ما أحل االله لك﴾يا أيها الن﴿ :، كتاب التفسير ، قوله تعالىبرى أخرجه النسائي في الك) (١إليها ، أشار أخرى من غير أنس ، موصولة ومرسلة، وقد روي من طرق كما قاله الألباني وسنده صحيح . )١١٦٠٧(

. )٨/٥٢٥: (الحافظ في الفتحمطبوع في المزني، لنيل درجة الدكتوراه، خالد بن سليمان : لباحثأصل رسالة علمية تقدم ا ا من الكتاب هذا) (٢

).١٠٣٨-١٠٢٧( بدراسة سبب نزول هذه السورة من ه، وقد قام الباحث١٤٢٧ ، دار ابن الجوزي: الناشر مجلدين ).عكك(، مادة )٣/٢٨٤(النهاية.وعاء من جلود مستدير يختص بالسمن والعسل وهو بالسمن أخص: العكة) (٣بعد خديجة ، بنى �سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية ، كانت أول امرأة تزوجها الرسول ) (٤

طلاقها ، فسألته أن يمسكها وتجعل يومها لعائشة ففعل ، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا ، �ا بمكة ، أراد الرسول ) .٤/٣٣٨: (صابة ماتت سنة أربع وخمسين ، الإ: ماتت آخر زمان عمر ، ويقال

) . جرس(مادة ) . ١/٢٦٠: (النهاية . الصوت الخفي : أكل ، والجرس في الأصل : س جر) (٥: بالضم ، شجر الطلح ، وله صمغ كريه الرائحة ، فإذا أكلته النحلة حصل في عسلها من ريحه ، النهاية : العرفط ) (٦ . ، مادة عرفط ) ٣/٢١٨(

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٣

فما هذه الريح: قالت) لا: (يا رسول االله، أكلت مغافير؟ قال: فلما دنا منها قالت له سودةفلما دار إليَّ نحلة العرفط، جرست: فقالت»سقتني حفصة شربة عسل«:قال التي أجد منك؟

يا : قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالتواللَّه لقد : تقول سودة: قالت. »لا حاجة لي فيه«: رسول االله ألا أسقيك منه؟ قال

.)١(اسكتي: ، قلت لها حرمناه : فبين الروايتين اختلاف من وجوه

عن )٢(، أما رواية عروة جاء فيها ذكر الترولالتي تقدمت أن رواية عبيد بن عمير - ١ . لترولعائشة فقد خلت من ذكر ا

، بينما المتواطئات في أن المتواطئتين في رواية عبيد بن عمير هما عائشة وحفصة - ٢ .، وصفية ، وسودة رواية عروة بن الزبير هن عائشة

، بينما الساقية في رواية عبيد بن عمير هي زينب بنت جحشأن ساقية العسل في - ٣ .رواية عروة هي حفصة بنت عمر

؟ ما هو الراجح من هاتين الروايتين: فإن قيلوطريق الجمع بين هذا «: جنح إلى التعدد فقال)٣(الحافظ ابن حجرأن : فالجواب

رحمه - نصافهومن إ . » الواحدالاختلاف الحمل على التعدد فلا يمتنع تعدد السبب للأمر : ومنها، وأن الساقية زينب ، ذكره حجج المرجحين لرواية عبيد بن عمير - االله

في أن المتظاهرتين حفصة وعائشة -رضي االله عنهم–أا توافق قول ابن عباسٍ : أولاًيا أمير المؤمنين، من اللتان : كما أخبره عمر بذلك، فقد روى الشيخان عن ابن عباسٍ قال

ومسلم ، كتاب ) . ٤٩٦٧: (﴿لم تحرم ما أحل االله لك﴾ ، برقم : لطلاق ، باب أخرجه البخاري ، كتاب ا) (١ ) . ١٤٧٤: (الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ، برقم

، ثبتا ، عالما، فقيها ، كان ثقة كثير الحديث ، تابعي مدني ، بن الزبير بن العوام بن خويلد أبو عبد االله عروة) (٢ ) .٧/١٨٤: (ذيب التهذيب : ه ، انظر ٧٣خلق من كثير من الصحابة والتابعين ، توفي سنة عنروى ، مأمونا

، توفي ، صاحب التصانيف الشهيرة أحمد بن علي العسقلاني الشهير بابن حجر، حافظ الإسلام في عصره: هو ) (٣ . ) ٢/٣٦: ( اللامع لأهل القرن التاسعالضوء السخاوي ، محمد عبد الرحمن ، : انظر : ائة سنة اثنتين وخمسين وثمانم

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٤

فلو كانت . )١(تلك حفصة وعائشة: فقال؟ من أزواجه - �- تظاهرتا على رسول اللَّه . حفصةُ ساقيةَ العسل لم تقرن في التظاهر بعائشة

: حزبين كُن - �-أن نساء رسول االله-رضي االله عنها-عن عائشة البخاري أخرج :ثانياً- االله رسول نساء وسائر ،)٢(والحزب الآخر أم سلمة،وصفية وسودة وحفصة فيه عائشة فحزب

.)٣(الحديث..�ولهذا غارت منها بخلاف حفصة فإا ، أن زينب ليست من حزب عائشة : وجه الدلالة

. من حزا��﴿: أن كون الساقية زينب يوافق سياق القرآن لأن قوله :ثالثاً � �j��i��h﴾ يدل

بينما لو كانت الساقية - ي-على أما ثنتان لا أكثر، وهو ما جزم به عمر لابن عباسٍ، وهذا يخالف التلاوة يئها بلفظ ، وصفية ، وسودة حفصةَ لكانت المتظاهرات عائشة

. لجاءت بخطاب جماعة المؤنثين، ولو كانت كذلك تخطاب الاثنوهذا يوافق »تواصيت أنا وحفصة«: تصرح بقولها -رضي االله عنها–عائشة أن : رابعاً

.بينما لا يتأتى هذا لكون الساقية حفصة - �- ، وقول عمر ظاهر الآية، فلم يجئ له أن الرواية في تظاهرهن على حفصة قد خلت من ذكر الترول: خامساً، وإذا كان الأمر كذلك بينما الرواية في تظاهرهن على زينب قد تضمنت الترولذكر فيها،

.)٤(، وارتباط ا صارت على صلة بالآية : ثلاثة أقوال علىن في سبب نزولها وعلى هذا فقد اختلف المفسرو

ابن وهذا القول الأول اختاره، قضية العسل هي سبب الترول أن : القول الأول .)٢(وابن كثير، والقرطبي )١(العربي

، ومسلم كتاب ) ٢٦٢٩: (﴿تبتغي مرضات أزواجك﴾ ، برقم : أخرجه البخاري ، كتاب التفسير ، باب ) (١

) . ١٤٧٩: (الطلاق، باب في الإيلاء ، برقم وكانت ، من الهجرة في سنة أربع - �-دخل ا النبي ، من المهاجرات الأول، هند بنت أبي أمية المخزوميةهي ) (٢

عمر، وسلمة، : ولها أولاد صحابيون، ، وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين وأشرفهن نسبا، من أجمل النساء ) . ٣٤٣-٨/٣٤٢: (الإصابة : انظر . ولها جملة أحاديث، وزينب

) . ٢٤٤٢: (أخرجه البخاري ، كتاب الهبة ، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه ، برقم ) (٣ ) . ٩/٢٨٩: (فتح الباري ) (٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٥

وأنه شربه عند ، وإنما الصحيح أنه كان في العسل« : قال ابن العربي لما ذكر الأقوال، وأسر ، فحلف ألا يشربه ، وجرى ما جرى زينب وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه

مارية وأما من روى أنه حرم « : وقال عن حديث مارية، » ذلك ونزلت الآية في الجميعفهو أمثل في السند، وأقرب إلى المعنى، لكنه لم يدون في صحيح، ولا عدل ناقله، أما إنه

.)٣( » روي مرسلاً .)٤(» أصح هذه الأقوال أولها«: وقال القرطبي بعد أن ذكر الأقوال مبتدئًا بقضية العسل

نزلت في شأن مارية : اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة فقيل«: وقال ابن كثير��A�B�C�H��G﴿ :قوله تعالى قد حرمها فترل - �-وكان رسول اللَّه �F� �E� �DI� �����JL��K﴾ صحيح أن ذلك كان في وال«: ثم قال، ثم ساق الأحاديث في تلك القضية .)٥(» ثم ساق الأحاديث... تحريمه العسل

عطية ابن هذا واختار ،العسل وليس كان تحريمه للجارية الترول، سبب أن :الثاني لوالق .)٦(والقاسمي

وعليه تفقه ، والقول الأول أن الآية نزلت بسبب مارية أصح وأوضح «: قال ابن عطية . )١(» الناس في الآية

= � ثلاث القاضي أبو بكر ، محمد بن عبد االله العربي الأندلسي المالكي، صاحب التصانيف ، توفي بفاس سنة : هو ) ١(

) .٢٠/١٩٧: (سير أعلام النبلاء الذهبي ، : انظر . وأربعين وخمسمائة، وله خصوصية بشيخ الإسلام ، تتلمذ على المزي وصاهره ، صاحب التصانيف إسماعيل بن عمر بن كثير: هو )٢(

محمد : الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيقابن حجر ، : انظر . توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ابن تيمية ) . ٤٤٥ /١(.م ١٩٧٢/ه١٣٩٢مجلس دائرة المعارف العثمانية ، : ، الهند عبد المعيد ضان

) . ١٨٤٦-٤/١٨٤٥: (أحكام القرآن ) (٣ ) . ١٧٩-١٨/١٧٧: (الجامع لأحكام القرآن ) (٤ ) . ٣٨٧-٤/٣٨٦: (تفسير القرآن العظيم ) (٥. سعيد بن قاسم ، إمام الشام في عصره، علما بالدين، وتضلعا من فنون الأدببن محمد جمال الدين محمد : هو ) (٦، في التفسير وعلوم انقطع للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة والعامة، كان سلفي العقيدة ، في دمشق توفيو ولد

: (للزركلي الأعلام: انظر . ه ١٣٣٢، وله عدد من الكتب والبحوث ، توفي سنة الشريعة الإسلامية والأدب٢/١٣٥ . (

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٦

والذي يظهر لي هو ترجيح روايات تحريم الجارية في سبب نزولها «: وقال القاسميأن : ومنها ، ، ويهتم به لهن أن مثله يبتغى به مرضات الضرات: منها ، وذلك لوجوه

، ابتغاء مرضان بل فيه أنه حلف لا يشربه روايات شرب العسل لا تدل على أنه حرمهوتأديبهن - �-أن الاهتمام بإنزال سورة على حدة لتقريع أزواجه : ومنها، أنفةً من ريحهعليه، وإيعادهن على الإصرار على ذلك بالاستبدال ن، وإعلامهن برفعة مقامه، في المظاهرة

وأن ظهراءَه مولاه وجبريل والملائكة والمؤمنون كل ذلك يدل على أن أمرا عظيما دفعهن إلى ، فإن الأزواج يحرصن الغيرة من مثل ما روي في شأن الجارية ، وما هو إلا تحريمه ما حرم

ما يقطع وصلة الضرة الضعيفة ويبترها من عضو الزوجية هذا ما ظهر لي أشد الحرص على ، فالمراد منه أن ، وقول بعض السلف نزلت فيه وأما تخريج رواية العسل في هذه الآية، الآن

نزلت في كذا كما : ، على ما عرف من عادة السلف في قولهم الآية تشمل قصته بعمومها . )٢(» نبهنا عليه مراراً

الطبري ، وذهب إلى هذا القول طلاق القولين احتمالاً بلا تعيينإ: قول الثالثال . )٤(والسعدي)٣(والبغوي

كان الذي : والصواب من القول في ذلك أن يقال «: قال الطبري بعد عرض الرواياتعلى نفسه شيئاً كان اللَّه قد أحله له، وجائز أن يكون ذلك كان جاريته، - �-حرمه النبي

وجائز أن يكون شراباً من الأشربة، وجائز أن يكون كان غير ذلك غير أنه أي ذلك كان = � ) . ٤٧-١٦/٤٦: (المحرر الوجيز ) (١ ) . ١٦/٥٨٥٥: (محاسن التأويل ) (٢و ) شرح السنة(، كـ ، صاحب التصانيف ، المفسر البغوي أبو محمد الحسين بن مسعود الشافعي، ، محيي السنة) ٣(، كان على في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام ، بورك له) الجمع بين الصحيحين(، و ) المصابيح (و ) معالم التتريل (

بمرو الروذ مدينة من مدائن : ، توفي ، والباع المديد في الفقه ، وله القدم الراسخ في التفسير منهاج السلف حالا وعقدا . )٤٣٩/ ١٩(: سير أعلام النبلاء : انظر . ، سنة ست عشرة وخمس مائة في شوال -خراسان

، وعرف منذ حداثة سنه برغبته منح حياته للعلم والتعليم، ) ه١٣٠٧: ( ولد، الرحمن بن ناصر السعدي عبد) ٤(ومن ، ، له مؤلفات تربو على خمسة وأربعين مؤلَّفاً في مختلف العلوم الشرعية القوية وحرصه الشديد على تحصيل العلم

تيسير اللطيف المنان في (ثم لخصه في كتاب ) كلام المنان تيسير الكريم الرحمن في تفسير(: أجلها كتابه في التفسير للاستزادة . )هـ١٣٧٦(: توفي سنة، )القواعد الحسان لتفسير القرآن(وكتب في أصول التفسير ) القرآنخلاصة تفسير

.الطيارعبد االله بن محمد / للدكتور ) صفحات من حياة علامة القصيم( :

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٧

، ، فعاتبه اللَّه على تحريمه على نفسه ما كان له قد أحله فإنه كان تحريم شيء كان له حلالاً .)١(» ف ا مع تحريمه ما حرم على نفسهه في يمين كان حلوبين له تحلة يمين

ثم ...سبب نزولها ما أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي «: أما البغوي فقال ابتداءًيقسم بين نسائه ثم - �-كان رسول االله : المفسرون لاقو: ثم قال، ساق قصة العسل

.)٢( »... الجارية ذكر قضية حفصة مع حين حرم على نفسه سريته - �-هذا عتاب من االله لنبيه محمد «: السعديوقال

.)٣( » ، مراعاةً لخاطر بعض زوجاته في قصة معروفة أو شرب العسل) مارية( . أقرا إلي القول الثالث ، واالله أعلم هذه أقوال المفسرين

) . ١٥٨- ٢٨/١٥٥: (جامع البيان ) (١ ).٣٦٣-٤/٣٦٢: (معالم التتريل ) (٢ ) . ٧/٤١٨: (تيسير الكريم الرحمن ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٨

الثالث المطلب الجمل في الموضوعبين الآيات وتناسب ال

��B﴿: تعالى قوله �Aت هذه السورة الكريمة بتوجيه النداء إلى النبي ﴾ افتتح-�- وتنبيه إلى أن ، بِمعصوم علَى عصمته مما يقع فيه من لَيس بِالصفةرِيف داءُ إقبالٍ وتشنِوهو

.)١(ما سيذكر بعد النداء ، شيء مهم بالنسبة له ، ولسائر المسلمين��﴿: وقوله �D�� � �C﴾ لنبيه - �-الاستفهام هنا للنفي المصحوب بالعتاب منه -� - ،

��B﴿، ولذَلك قَدم قَبلَه سؤال تلطفوهو �A﴾ ، لا يوجد ما يدعو إلى أن : والمعنىذلك أنه لما التزم عدم العود إلى ما صدر منه التزاما ؛ تحرم على نفسك ما أحل االله لك

تمالأن ئيبل قاصدا بذلك تطمين أزواجه اللابيمين أو بدون يمين أراد الامتناع منه في المستقليست غيرن مما تجب مراعاته في المعاشرة إن كانت فيما لا :لفرط غيرن، أي ؛ عليه

من تتمكن لم إن كانت الأخرى لزوجها إحداهن إكرام من هي هضم فيه لحقوقهن، ولا

.)٢(الإكرام بمثل ذلك إكرامه

��﴿ومعنى �D﴾ فوجه منها : فلفظ الحرام في القرآن يأتي على ثلاثة أوجه ، تمنع: أي :يعني ]١٢:القصص[﴾°»¬®¯﴿:-تعالى-، وكقولههنا -تعالى-المنع كقوله

��﴿:- تعالى-، كقولهالتحريم:الثانيوالوجه .منعناه عن المراضع من قبل �C��B��A.. ﴾�Y﴿:-تعالى- كقولهالشرف، : الثالث والوجه ]٣:المائدة[

]\[Z﴾]٣(]٩٧:المائد(. لا اعتقاد ، المراد من هذا التحريم هو الامتناع عن الانتفاع بالأزواج « : قال الرازي

امتنع عن الانتفاع معها مع اعتقاده - �- فالنبي ، - تعالى-كونه حراما بعد ما أحل االله فقد كفر ، بعينه -تعالى-ومن اعتقد أن هذا التحريم هو تحريم ما أحله االله ، بكونه حلالا

) .٢٨/٣٤٦: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ٥/٣٣٠( :المحرر الوجيز ) (١ ) .٢٨/٣٤٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) . ١٩٣: (الوجوه والنظائر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٩٩

.)١( »؟ مثل هذا - �-فكيف يضاف إلى الرسول أو كلاهما وقد تقدم ، عسل شرب المن ملك اليمين أو : أي ﴾�H��G��F��E﴿: وقوله

الإتيان بالموصول لما في الصلة ، وفي في أسباب نزول السورة أن الراجح هو تحريمه جاريته مامن الإيماء إلى تعليل الحكم هو أن ما أحله االله لعبده ينبغي له أن يتمتع به ما لم يعرض له

، والمعنى واعتراف بنعمته والحاجة إليه، لأن تناوله شكر الله ؛ يوجب قطعه من ضر أو مرض ن اعتقاد كونه حراما بعد ما أحل لأ؛ مع اعتقاد كونه حلالا لك تمتنع من الانتفاع به« :

.)٢(» االله مما لا يتصور من عوام المؤمنين فكيف من الأنبياء��﴿: بقوله - �-ثم علل ذلك �J﴾ ظيمة من مكارم أخلاقك تريد إرادة ع: أيفيما فعله من أنه أراد - �-عذر للنبي ، وفي هذه الجملة ﴾�L��K﴿وحسن صحبتك

مع الإشعار بأن مثل هذه ، لأنه أعون على معاشرته ؛ وهو جلب رضا الأزواج ، به خيراوذلك مما يختل به ، بعضهن بعضا مخالفة لأن الغيرة نشأت عن مجرد ؛ المرضاة لا يعبأ ا

تحريم ما أحل االله له يفضي ، فأنبأه االله أن هذا الاجتهاد معارض بأن حسن المعاشرة بينهنوأن ذلك ينبغي إبطاله في سيرة ، إلى قطع كثير من أسباب شكر االله عند تناول نعمه

.)٣(الأمة -�-هن من النبي حيث أن لم يرض - �-وفي هذه الجملة عتاب أيضا لزوجات النبي

عليهن أن يسعين إلى إرضاء ه يجب، مع أنله -تعالى-إلا أن يمنع على نفسه ما أباحه االله . ، وإلجاءه إلى أمر ليس فيه مرضاة االله تعالى التضييق عليه ، لا رسول االله -عليه الصلاة والسلام- فإن ابتغاء مرضاة الأزواج من مثله « : في حاشيته )٤(زادةقال عليه -منه بابتغاء مرضان ، فإنه -عليه الصلاة والسلام-لأن أحق بابتغاء مرضاته ؛ بعيد

) . ٣٠/٥٦٩: (مفاتيح الغيب )(١ ) .٢٨/٣٤٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) .٢٨/٣٤٧: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣حاشية (له ، كان مدرسا في إستانبول ، مفسر، من فقهاء الحنفية ، محمد محيي الدين بن مصطفى القوجوي: هو ) (٤

الأعلام ، ه٩٥١: ، توفي الحواشي فائدة وأكثرها نفعا وأسهلها عبارةأعظم من وهي ) على أنوار التتريل للبيضاوي ) .٧/٩٩: (للزركلي

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٠

. )١(»وفضيلتهن إنما هي بالانتساب إليه ، متفضل بذاته -الصلاة والسلام

رضي –فى هذه القصة عائشة وحفصة - �-ن من أرضاها النبي أجمع الأزواج مع وإنما أو لأن النساء فى طبقة ، رضاءهما فى الأمر المذكور إرضاء لكلهن إن ما لأإ؛ -االله عنهم

و ، أن الجمع قد يطلق على الاثنين و لأ، أن جبلن عليها لأ ؛واحدة فى مثل تلك الغيرة - نه لأ؛ ما لا يحسن وتلح عليه أيتهن كانت - �-ب منه ذن إرضاء من تطلمللتحذير

.)٢(كان حييا كريما - ���﴿: وقوله � �O���N﴾ وستر ما فعلت من التحريم ، قد غفر لك ، فالغفران كثير : أي ،

لان الامتناع من الانتفاع بإحسان المولى الكريم يشبه عدم قبول ؛ وقصدت من الرضى ��﴿: وقوله إحسانه �P﴾ ع عليكضيق على نفسك ، بك، حيث وسلك أن ت ولم يرض ،

. نما عاتبك محافظة على عصمتكإو، ا فعلت من التحريم ولم يؤاخذك بمليمين تقدم ذكرها في سبب الترول من تلك الأشياء التي - �- امتناع النبيولما كان ���T��S��R﴿: -تعالى- ، دل قوله » واالله لا أقرا بعد اليوم «: قوله ، وهو تقدمت منهW��V��U ﴾ بتحلة يمينه -عليه الصلاة والسلام -على ذلك ، حيث أمر . ���D����C﴿: إلى قوله ﴾���S��RW��V��U��T﴿: كيف يناسب قوله« : قال الرازي H� �G� �F� �E﴾ أنت علي : يناسبه لما كان تحريم المرأة يمينا حتى إذا قال لامرأته: ؟ نقول

. )٣( »رحرام فهو يمين ويصير موليا بذكره من بعد ويكفِّ، أو من شرب الظاهر أنه كان حلف على أنه يمتنع من وطء مارية« : قال أبو حيان و . )٤(» العسل، على الخلاف في السببذلك

، فبعد أن حرم )٥(عند ربه - �-ومن تأمل في هذه الآية وسابقتها لاح له مترلة النبي

) .٨/٢٥٣: (حاشية زادة ) (١ ) . ١٠/٤٩( :روح البيان ) (٢ ) . ٣٠/٥٧٠: (مفاتيح الغيب ) (٣ ) . ١٠/٢٠٩: (البحر المحيط ) (٤ ) . ٧/٨١: (البحر المديد ) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠١

في هذه الآية -تعالى-على نفسه شيئا بالحلف باليمين جاء الفرج من االله - �-النبي أم ذلك إشارة إلى قولوفي ، من كفارة - تعالى-يمينه بما شرعه االله بتذكيره بأن يحلل

. )١(»يا رسول االله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك«: -رضي االله عنها– عائشة المؤمنينأن له سعة في - �-ه اف بياني بين االله به لنبياستئن« : قال ابن عاشور في هذه الآية

فأفتاه االله بأن نفسه، وذلك فيما شرع االله من كفارة اليمين التحلل مما التزم تحريمه على .)٢( » يأخذ برخصته في كفارة اليمين المشروعة للأمة كلها

��﴿: قوله �T��S��R﴾ مترلة من -�-بحرف التحقيق لتتريل النبي هذه الجملة افتتاح في لا يعلم أن االله فرض تحلة الأيمان بآية الكفارة بناء على أنه لم يأخذ بالرخصة تعظيما للقسم

فإن في الكفارة ما يكفي للوفاء بتعظيم ، فأعلمه االله أن الأخذ بالكفارة لا تقصير عليه فيه ، .)٢(اليمين باالله

���U��T��S��R﴿: -�-قوله : قال الراغب، أصلها تحللة ﴾ �W��V﴿: قوله وW��V﴾ ٣(حل به عقدة أيمانكم من الكفارةنبين ما ت: أي( .

وبين لكم ما تنحل به عقدا من الكفارة، شرع االله لكم تحليل ايمانكم : ومعنى الآية £���﴿: قوله تعالى عند )٤(الصومثم ، و العتق ، أو الكسوة أالإطعام في سورة المائدة من كما

®��¬��«��ª��©��¨��§��¦���¥��¤.... ﴾] ١٢٤: المائدة[ . ، وفي هذا إشارة إلى تحلة أيمانكملجملة قد فرض االله لكم تذييل ﴾ �Z��Y﴿: وقوله متولي تدبير ما ، وهو الولي، هو الناصر المولى ولأن ؛ إنما فرض لهم ذلك - �-أن االله

.)٥(، وهو هنا كناية عن الرؤوف والميسر أضيف إليه ، المتقن فى أفعاله وأحكامه ﴾^�����، ﴿بما يصلحكم فيشرعه لكم ﴾\�����[���﴿: وقوله

. )١(لا حسبما تقتضيه الحكمةإفلا يأمركم ولا ينهاكم ).٤٧٨٨(: ﴾ برقم...﴿ترجي من تشاء منهن: تفسير القرآن الكريم، باب قوله تعالىالبخاري ، كتاب أخرجه ) (١ ) .٢٨/٣٤٧: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) . ٢٥١(: المفردات في غريب القرآن ) (٣ ) . ١٠/٤٩(روح البيان ، ) (٤ ) .٢٨/٣٤٨: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ٢٠/١٨٤: (نظم الدرر ) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٢

= � ) . ١٠/٥٠(روح البيان ، ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٣

ابعالرالمطلب الموضوع الإجمالي لآياتالتفسير

نبوته ، وتنويه ب تلطف، بحسن -�-نبيه محمدا -�-يعاتب االله في فاتحة هذه السورة

��﴿: قائلا ،وعلو مكانته عند ربه �D��� �C�B��A﴾ لأي شيء تمتنع من الانتفاع بما : أيلم يكن :أي ؟هنإرضاءتطييب خاطر أزواجك وبذلك تطلب وتقصد هل ؟ أحله االله لك

هر لغفبأنه قد ربه ثم بشره ، ينبغي لمقامك السامي أن تفعل ذلك ، فتشق على نفسك ما ه ولأمتهبذلك ، ولهذا شرع ل ه، فلا يؤاخذ هرحيم ب -�-وهو ، من الحلال هامتناع

الصوم ثم ، وذلك إما بالإطعام ، أو الكسوة ، أو العتق ، ا تنحل به عقدة اليمين ، وتكفرق ، وطرل الفلاح بسم لهل سهيف، مهنه متولي أمورم ذلك لأشرع له -�-، وهو ��﴿ -�-هو وم ، اهخرأم وه، وفي دنيامهم ومعادهمعاشفي ، السعادة م حه﴾ بما يصل[�

. م هم إلا ما فيه مصلحتهم ولا ينهاهم ، فلا يأمرهتدبير أمور﴾ في ^��م ، ﴿فيشرعه له

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٤

الخامسالمطلب ا ترشد إليه الآياتمم

لذا كانت المبادرة إلى ؛ وأفعاله وتقريراته مصدر تشريع للأمة - �-أقوال رسول االله :أولا

لأمة لتنبيه أن الامتناع عن المباح لغير مصلحة معتبرة سابقة تشريعية قد تؤدي إلى حرج

. فكان الأمر بالرجوع عن هذا الموقف الاجتهادي

حظ - �-، ففي كل مقام هضم رسول االله عند ربه - �-عظيم مكانة رسول االله :ثانيا

الدفاع -�-، تولى االله أو إيثاراً لرغبات غيره، نفسه إشفاقاً على من حوله، أو تواضعاً

. عنه وعلمهم الأدب اللائق والتصرف الذي يتناسب مع مقام النبوة

، فلا ينبغي أن تخرج من فم صاحبها إلا ويعرف مكاا ن للكلمة في الإسلام وزناأ :ثالثا

، ، وباب الاستغفار والإنابة مفتوح لمن أراد الرجوع عنها عليه أمفي ميزان الشرع هي له

كل ذلك يرفع من ،وإن تضمنت وعداً أو التزاماً في مستقبل الأيام كانت الكفارة والتحلل

، فرأى غيرها من حلف على يمين «: - �-، يقول رسول االله شفافية الكلمة عند المؤمن

. )١(» وليكفر عن يمينهخيرا منها، فليأت الذي هو خير،

) . ١٦٥٠: (أخرجه مسلم ، كتاب الأيمان ، باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها ، برقم ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٥

الثانيالمبحث

الزوجية التربية في حفظ الأسرار

:مطالب خمسة ، وفيه ) ٥-٣(الآيات ويشمل

. ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .ين هذا الموضوع والموضوع السابقالتناسق ب : الثاني المطلب

.التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .الموضوع الإجمالي لآيات التفسير :الرابع المطلب . ا ترشد إليه الآيات مم :الخامس المطلب

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٦

��e�d��c��b��a��`����i��h��g���f﴿: قال تعالى q��p��������o��n��m��l��k��jr�����w��v��u��t��s

y��xz����e��d��c������b������a��`��_���~����}��|��{fg� ���p� �o��n� �m� �l� �k� � �j� �i� �hqr����z��y��x��w��v��u��t���s��|��{

��¦� �¥� �¤� �£� �¢��¡� ��� � �~� � �}��ª��©��¨���§﴾.

الزوجية التربية في حفظ الأسرار

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٧

الأول المطلب

ةللسورربط الموضوع بالمحور الأساس

الأساسور بالمحهذا الموضوع نلحظ ارتباط ، هذا الموضوع بعد التأمل والتدبر في آيات

، وذلك بعرض نموذج من نماذج التربية الزوجية ، وهو ) التربية الزوجية( وهوللسورة

قد يكون بسببه هدم البيوت جداً ، وهو موضوع خطير )الزوجية التربية في حفظ الأسرار(

الزوجية ، وحصول الشقاق والشحناء والبغضاء بين الأزواج ، فالأسرار التي بين الزوجين

وذلك لتدوم المحبة والألفة ، حتى الأقارب والزوجات الأخريجب أن لا يطلع عليها أحد

- �- سر النبي ين أفشتاتت هذا الموضوع كيف وصل الأمر باللبينهما ، ونرى في آيا

، إما بالعذاب في الدنيا إلى حد أن ددهما االله تعالى إن لم يتوبا عن ذلك ظاهرتا عليه ، تو

لنبيه - �-، وإبدال االله والآخرة ، وإما على أقل تقدير بالطلاق الذي تخشاه معظم النساء

. منهن من الزوجات اًمن هن خير - �-

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٨

الثاني المطلب

وضوع السابقالمو الموضوعبين هذا التناسق

في هذه الآيات الكريمة ، وما قبلها من بداية السورة الكريمة ، تبين لي والنظر بعد التدبر

والذي تحدثت الذي هو القدوة للأزواج المؤمنين - �-العتاب الموجه إلى النبي ذلك بعد أنه

اللاتي هن القدوة - �-زوجات النبي عن تربية هنا الآيتين السابقتين ، جاء الحديث عنه

، نظرا لما )الزوجية حفظ الأسرار( أهمية في قضية مهمة وخطيرة وهيللزوجات المؤمنات

-�-من كريم معاشرة النبي فكان ، من خصوصيات كثيرة - �-تمتع به بيت النبيي

، تطييبا لخاطرهن ، أنه كان يأتمنهن على أسراره الخاصة لأزواجه وحسن أخلاقه معهن

خيركم خيركم « : أنه قال - �-كما ثبت عنه فكان ، وابتغاء لمرضان، دهنوكسبا لو

. )١(»وأنا خيركم لأهلى، لأهله

أعلى الناس رتبة في الخير في ذلك تنبيه على « : الحديثهذا قول الشوكاني في شرح ي

هم الأحق بالبِشر وحسن فإن الأهل؛ وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله

فهو خير الناس ، وإن وجلب النفع ودفع الضر ، فإذا كان الرجل كذلك، الخلق والإحسان

ما يقع الناس في هذه كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر ، وكثيراً

خيراً ، وأقلهم، شحهم نفساً أالورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقاً و

أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت

، نسأل االله سواء الطريق زائغ عن، ك فهو محروم التوفيق، ولا شك أن من كان كذل

هذا : ، وقال) ٣٨٩٥: (أخرجه الترمذي ، في أبواب المناقب ، باب فضل أزواج النبي صلى االله عليه وسلم برقم ) (١ . صحيح : حديث حسن صحيح ، وعلق عليه الألباني

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٠٩

.)١(»السلامة

حبيبه قد دة فيمن رأىاولما كانت الع« : المناسبة بين الموضوعين اكراذقال البقاعي بأن يقول ثم يزيده بسطا ، وطيب نفسهفي شرح صدره ضاق صدره أن يسعى أولا

، ، وقد كرهت هذا وضمنت زواله إن حبيبنا هذا الكريم علينا اتفق له كذا: للحاضرين: ، ثم أتبعه الأمر الآخر، فكان التقدير بأول السورة - �-وكان تعالى قد طيب نفسه

- رضي االله تعالى عنهن- لنسائه - �-اذكروا هذا الذي ذكرته من حسن عشرة نبيكم واذكروا ما خفف االله به ، وكريم صحبته وشريف أخلاقه وجميل أفضاله وجليل حلمه

قوله تعالى تشريفاً عنكم في الأيمان التي لا مثنوية فيها واذكروا فيها اسمه المقدس، عطف عليه بالمعاتبة عليه وبإظهار ما هو حامل له من ثقل هذا السر على أجمل وجه تخفيفاً -�-لنبيه

`����k��j����i��h��g���f��e��d��c��b���������a﴿ : ، فقال تعالى عنه وترويحاً لهq��p��������o��n��m��lr���y��x��w��v��u��t��sz��_���~����}��|��{ ﴾«

)٢(. - �-يقول مارية جاريته على نفسه - �-الروايتين في تحريم النبي في إحدى وأيضا فإن

، فكان موضوع - رضي االله عنها–، فأخبرت عائشة »لا تخبري أحدا« : حفصة لزوجتههذا تذكير وموعظة بما «: ل ابن عاشور وقهذه الآيات امتدادا للموضوع السابق ، ولهذا ي

- من التشريع للنبي الحادثتين ثني إليه عنان الكلام بعد أن قضي ما يهمجرى في خلال تينك ���D﴿وهو معطوف على جملة ، بما حرم على نفسه من جرائهما - � � �C� �B��A���F��EH� �G﴾ وقد أعيد ما دلت عليه الآية السابقة ضمنا بما تضمنته هذه الآية ،بتقدير واذكر

) . ٢٤٦-٦/٢٤٥: (نيل الأوطار ) (١ ) . ٢٠/١٨٥: (نظم الدرر ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٠

.)١(» ب، ومكارم وتنبيه وتحذيرومواعظ وأدبأسلوب آخر ليبن عليه ما فيه من عبر

) . ٢٨/٣٥٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١١

الثالثالمطلب

في الموضوع والجمل الآيات بين تناسب ال

�[���﴿: آيات الموضوع السابق بذكر علمه الشامل، في قوله- �- ختم االلهلما � � � �\، وذلك )١(على شمول علمههو كالدليل ﴾، ذكر في بداية آيات هذا الموضوع ما ^ما قامت به من ، و من حديث أسر بهوإحدى زوجاته - �-ما كان بين نبيه محمد بذكر . إلى أخرى هإفشائ

الأحداث مما له شأن في من كان من عادة القرآن الكريم التركيز على جوانب معينة ولما في آيات التربية نجد في هذه الآية أنه أهمل ذكر الشيء الذي أسره إلى بعض أزواجه و التوجيه

الموضوع على نفسه في آيات - �-أهمل ذكر ما حرمه الرسول كما ،هذا الموضوع نب الذي أعرض عنه ، اف به ، والجانب الذي عرالآيات عن الج السابق ، ولهذا لم تتحدثحفظ الأسرار الزوجية ، وأن االله هي من الأهمية بمكان ألا وهو قضية وإنما كان التركيز على

، وترك جوانب أخرى ، ولم اعلى إفشاء بعض أسراره ، فكشفه جوانب منه هع رسولأطل . ايستقص ترفقا وتكريما وإبقاء

، وإنما هو ذكر جناية المعرف ماالمذاع إليه وما ليس الغرض بيان « : )٢(قال الزمخشريبكرمه وحلمه، لم - �-، وأن رسول االله حفصة في وجود الإنباء به وإفشائه من قبلها

.)٣(» يوجد منه إلا الإعلام ببعضه��﴿: قوله تعالى �a��` ﴾ ء حفصة السر لأن قصة إفشا؛ عاطفة قصة على قصة هنا الواو

.، وقد تقدم بيان أسباب نزولها )٤(على نفسه بعض ما أحل له - �- غير قصة تحريم النبي- أن التي أسر إليها النبيل السورة وذكرت في أسباب نز﴾ ��e��d��c﴿: وقوله

. )١٥٧ /٢٨: (تفسير المراغي ) (١علامة نسابة، برع في الآداب، وصنف التصانيف، محمود بن عمر الزمخشري، الخوارزمي،جار االله القاسم أبو: هو) (٢

).٢٠/١٥٥: (ه ، سير أعلام النبلاء ٥٣٨كان داعية إلى الإعتزال ، له الكشاف ، وأساس البلاغة ، وغيرهما ، مات

. )٥٦٦ /٤: (الكشاف ) (٣ . )٢٨/٣٥١: (والتنوير التحرير: انظر ) (٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٢

. )١(لعلمأهل اأغلب ، وبينت هناك أن هذا هو قول الحديث هي حفصة - ���﴿: وقوله �f ﴾ لبعض - �- اختلف علماء التفسير في الحديث الذي أسر به النبي . )٢(الراجح في أسباب نزول السورة وذكرت، أزواجه

��﴿: وقوله �i� �h��g ذا السر عائشةَ أخبرت حفصةُ: ﴾ أيلمصافاة كانت بينهما ، . وأما كانتا حزبا واحدا ، كما مر بيانه في أسباب الترول

���l﴿: وقوله �k� �j ا قد - �-نبيه محمد على -تعالى-أطلعه االله : ﴾ أيأ . )٣(به عائشة أفشت السر، وأنبأت

���o��n��m﴿ : وقوله �q��p ﴾ أي : ف النبيمما أطلعه بعضا ، حفصة - �-عر . )٤(وترك أن يخبرها ببعض، عائشة من حديثها ، االله عليه��﴿: قوله �u� �t� �s﴾ ظنت حفصة أن ، أخبر حفصة بما أظهره االله عليهلما : أي

وفيه تعجب ؟ ﴾ �y��x��w﴿: على جهة التثبت - �-فسألت النبي ، عائشة فضتحها ، فلما أخبرها أن ولأا من حزا ؛واستبعاد من إخبار عائشة بذلك ؛ لأا أوصتها بالكتم

. )٥(، سكتت وسلمت أخبره -تعالى - االله، ، وضمائر قلوم خبرني به العليم بسرائر عباده: ﴾ أي }��|��{����~���﴿: قوله

. ، الذي لا يخفى عنه شيء الخبير بأمورهموصفه بكونه خبيرا بعد ما وصفه بكونه عليما لما أن في الخبير من المبالغة « : قال الرازي

. فالخبير يشمل بواطن الأمور وسرائرها . )٦(» ما ليس في العليم، ونبأت به - �-لما ذكر أن بعض أزواج رسول االله أفشت سره - �-ثم إنه

) .٨٢-٧٧: (في صفحة ) (١ ) .٨٢(في صفحة ) (٢ . )١٨/١٨٧: (جامع أحكام القرآن ) (٣ ) .٢٣/٤٨٢: (جامع البيان ) (٤ . )١٨/١٨٨: (جامع أحكام القرآن ) (٥ ) . ٣٠/٥٧٠: (مفاتيح الغيب ) (٦

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٣

، فقال )١(عليهما التوبةمعاتبا وموجبا على سبيل الالتفات خاطب هاتين الزوجتينصاحبتها ��a��`���b﴿: تعالى �f��e��d��cg� ���p��o��n��m��l��k���j��i��hqr����w��v��u��t���s﴾.

��a﴿: قوله و �`� � �b� � ��c ﴾ على طريقة -رضي االله عنهم–خطاب لحفصة وعائشة - �-على رسول االله والتظاهر والتوبة من التعاون ، ليكون أبلغ في معاتبتهما ؛ الالتفات .)٢( بالإيذاء ما يوجبمنكما فقد وجد: ،والمعنى)٣(الحق عدلت ومالت عن: أي﴾��de﴿:وقوله

.)٤(يكرهه ما ةيوكراه - �-الرسول ما يحبه حب في الواجب عن قلوبكما ميل وهو ، التوبةجمع القلوب مع أن الشخصين لا يكون لهما أكثر من قلبين لبعد ﴾�f﴿: قوله و

.)٥(الالتباس وللاحتراز عن الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد ��﴿: وقوله � �j��i��h ﴾ وإنما ذكر حدى التاءين وهو تفاعل من الظهر إبإسقاط ،

ه من ؤبما يسو - �-تتعاونا على النبي وإن : ، والمعنى أقوى الأعضاء ه نلأ؛ فعل الظهر . فشاء سره وكانت كل منكما ظهرا لصاحبتها فيهإو، الافراط فى الغيرة

�﴿: وقوله � �� �n��m��l��k﴾ زيادة﴿��m﴾ إيذان بأن نصرته عزيمة من عزائمه، وأنه هنا . )٦(ذلك التظاهر منكما هيضرلن أنه : ، والمعنى يتولى ذلك بذاته

من بين سائر الملائكة ، وقرن ذكره في ذكر جبريل باسمه مفردا ﴾�o﴿: وقوله . )٧(ربه لمكانته عند وإظهار، تعظيم له ، تنويه بشأنه ، و -تعالى-بجوار اسم االله

صالحو: كون أصلهويجوز أن ي، هو واحد أريد به الجمع ﴾q��p﴿: وقوله

) . ٨/٢٥٧: (حاشية زادة ) (١ ) . ٣٠/٥٧٠: (مفاتيح الغيب ) (٢ ) . ٤٨٦: (المفردات في غريب القرآن ) (٣ ) . ٤/٥٦٦: (الكشاف ) (٤ ) . ٨/٢٥٨: (حاشية زادة ) (٥ . بتصرف) ٣٠/٥٧٠: (مفاتيح الغيب ) (٦ ) . ٤/٥٦٦: (الكشاف ) (٧

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٤

، وفي هذه لأنّ لفظ الواحد والجمع واحد فيه، ؛ المؤمنين بالواو، فكتب بغير واو على اللفظ .)١(للمتظاهرتين وفيه تعريض ، المؤمنين الصالحينتنويه بشأن الجملة

��﴿: وقوله � �s ﴾ بعد ذكر تأييد االله وجبريل وصالح المؤمنين هنا ذكر الملائكة فيبواسطة جبريل - �-بوحي االله للنبي ةظاهرأن المذكورين قبلهم آثار تأييدهم : فائدة وهي

فنبه االله المرأتين على تأييد آخر غير ظاهرة آثاره وهو تأييد ، ونصره إياه بواسطة المؤمنين . )٢( وغير النصر من الاستغفار في السماوات، الملائكة بالنصر في يوم بدر

اد بالبعدية ، فإن المر ﴾ في هذه الجملة تعظيم لمظاهرة الملائكة��u�tv﴿ : وقوله، ولا شك أن مظاهرة الملائكة أعظم من نصرة سائر ما يكون واسطة بحسب الرتبة البعدية

. )٣(كن الإنسان عليهمكن الملائكة على ما لم يم -تعالى-لأنه ؛ - �- في نصرة االله تعالى إياهن تنويها بمحبة أهل والمقصود منه تعظيم هذا النصر بوفرة الناصري «: قال ابن عاشور

.)٤(»وحسن ذكره بينهم فإن ذلك مما يزيد نصر االله إياه شأنا - �- السماء للنبي -عليه الصلاة والسلام- لما عاتبهما شرع في تخويفهما بأن ذكر لهما أنه -تعالى-ثم إنه

�����z��y��x}��|��{���~������¡��¢��£���﴿: ، فقال)٥(يحتمل أن يطلقكماª��©��¨���§��¦��¥��¤﴾.

-�-عمرقال : ، قال- �-أنسعن سبب نزول هذه الآية ما جاء في العلماء وقد ذكريا رسول االله، لو اتخذت من مقام : وافقت االله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت« :

يا رسول االله، يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين : إبراهيم مصلى، وقلتغني معاتبةُ النبي بعض نسائه، فدخلت عليهن، وبل: بالحجاب، فأنزل االله آية الحجاب، قال

: خيراً منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت - �-إن انتهيتن أو لَيبدلن اللَّه رسوله : قلت��y��x ﴿ : ه حتى تعظهن أنت؟ فأنزل االلهءما يعظ نسا - �-يا عمر، أما في رسول االله

).٢٨/٣٥٩: (نوير والت التحرير: انظر ، و) ٤/٥٦٦: (الكشاف ) (١ ).٢٨/٣٥٩: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) . ٨/٢٥٩: (حاشية زادة ) (٣ ).٢٨/٣٥٨: (والتنوير التحرير: انظر ) (٤ ) . ٨/٢٥٩: (حاشية زادة ) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٥

£��¢��¡������~���}��|��{�����z...﴾ )١(. د أا نجالسابقة سياق الآيات ، وهذا الموضوع مع الموضوع السابق تناسق وعند النظر في

ثم قال﴾ ، �v﴿: تعالى للجارية إلى قوله - �-من أول السورة تتحدث عن تحريم النبي :﴿�� �{�� � � �z� �y� �x﴾ وأن اللَّه لما توعد ، وهذا يشير إلى تعلق الآية بالسياق السابق

، فعلهما حذر سائر النساء ذه الآية أن االله سيبدل رسوله نساءً خيرا منهنالمرأتين على إنه لما وقعت قضية : يقالالآيات هو أن سياق ، و - �-حديث عمرالجمع بين ولعل

فهدد - �-لرسول االله - �-، غضب عمر في شأن الجارية- �- التظاهر على رسول اللَّه�|���﴿: ، أو اللَّه رسوله خيرا منكنإن انتهيتن أو ليبدلن : نساءه قائلا �{��� � �z� �y��x

� �¡� ��� � �~� � أن يفعلن لسائر نسائه وتحذيرا للمتظاهرتين، ديدا الآية فترلت﴾ ، {� .)٢(�وموافقة لعمر ،مامثله

كلام مستأنف عدل به إلى تذكير جميع أزواجه بالحذر من أن « : قال ابن عاشور ولهذا وتحذر غيرها من مثل ، لتقلع المتلبسة الصنيع فيفارقهن هذا أمثاليضيق صدره عن تحمل

التي ﴾a�b�cf��e��d`�﴿ابتدائيا عقبت ا جملة فالجملة مستأنفة استئنافا، فعلها، - �-رسول االله مما جرى منهما في شأن توبايأفادت التحذير من عقاب في الآخرة إن لم

وهي عقوبة -�-هدنيوية لهن يأمر االله فيها نبية أفاد هذا الإيماء إلى التحذير من عقوب قبلها التي عن فصلت ولذلك ، توبايلم إن في الآخرة من المؤاخذة الطلاق عليه ما يحصل

.)٣(»لاختلاف الغرضينعلقه بشرط -�-االله لأن ؛ كل عسى في القرآن واجب إلا هذا﴾ �y��x﴿: وقوله

.)٤(وهو التطليق ولم يطلقهن

كتاب ، و) ٤٢١٣: (﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ برقم : أخرجه البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله ) (١: ، برقم ) ٢٩٩-١/٢٩٧(، وأحمد في مسنده ) ٤٦٣٢: (﴿عسى ربه إن طلقهن﴾ برقم : التفسير ، باب قوله

) . ١١٦١١: (﴿عسى ربه إن طلقكن﴾ برقم : ، والنسائي ، كتاب التفسير ، قوله) ١٦٠(و ) ١٥٧( ) . ١٠٤١-١٠٣٩: (المحرر في أسباب الترول ) (٢ . ، بتصرف )٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣ ).١٨/١٩٣: (الجامع لأحكام القرآن ) (٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٦

�﴿ : وقوله � �~�� بأن - �-لزوجات النبي تذكير ﴾ في هذه الجملة ���¡�|��{� . ما اكتسبن التفضيل على النساء إلا من فضل زوجهن عند االله

كيف تكون المبدلات خيرا منهن، ولم تكن على وجه : فإن قلت «: قال الزمخشري لعصيان له وإيذائهن إذا طلقهن رسول االله : خير من أمهات المؤمنين؟ قلت الأرض نساء

. )١(» إياه، لم يبقين على تلك الصفة ، منهن خير هن على أنه ليس ثمت من -عدم حصول الطلاق –فيدل هذا : قلت

. -جميعارضوان االله عليهن -﴾ ���¡��﴿وإجراء الأوصاف المفصلة بعد الوصف امل وهو « : وقال ابن عاشور

فضل - �-يتزوجهن النبي ئيفيكمل اللا، للتنبيه على أن أصول التفضيل موجودة فيهن .)٢(» -�- ساء بأن صرن أزواجا للنبيعلى بقية الن

وأمر -تعالى- لأمر االله مسلمات ، أو متصفات بالإسلام : أي ، ﴾¢�﴿: قوله : قال الرازي .)٣(بما أمرن به وين عنهبقلون أو مصدقات مصدقات ﴾£﴿. رسوله

.)٤(» ، والمسلمات والمؤمنات على السواء يوهم التكرار ﴾¢��£��﴿: قوله« . ومعلوم أن الإسلام والإيمان إن اجتمعا لفظا افترقا معنى ، وإن افترقا لفظا اجتمعا معنى

قائمات : وقيل « :قال الرازي ، القائمات بالطاعة أحسن قيام: ﴾ أي ¤���﴿: وقوله ، فلزم والسائحات الصائمات، لأنه ذكر السائحات بعد هذا ؛ ، وهذا أشبه بالليل للصلاة

. )٥(»رأن يكون قيام الليل مع صيام النهاففيه تعريض لما ، وفي هذا الوصف إشعار بأن مطيعات الله ورسوله «: وقال ابن عاشور

.)٦(» وقع من تقصير إحداهن في ذلك فعاتبها االله وأيقظها للتوبة

)٤/٥٦٧: (الكشاف ) (١ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ١٨/١٩٣: (الجامع لأحكام القرآن ) (٣ ) . ٣٠/٥٧١: (مفاتيح الغيب ) (٤ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر و ،) ٣٠/٥٧١: (مفاتيح الغيب ) (٥ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (٦

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٧

إلى أمر رسول راجعات، أو مقلعات عن الذنب إذا وقعن فيه: ﴾ أي ¥﴿ :قوله ووفيه تعريض بإعادة التحريض على التوبة من ذنبهما ، تاركات لمحاب أنفسهن - �- االله

.)١(﴾�a��`���b�����c﴿: التي أمرتا ا بقوله��﴿: وقوله ، )٢(-تعالى-أو كثيرات العبادة الله المقبلات على عبادة االله : أي ، ﴾ ¦�

.المتصفين ا وهذه الصفات تفيد الإشارة إلى فضل��﴿: وقوله � الوصف لتنبيههن على أن إن وإنما ذكر هذا، المهاجرات : أي ، ﴾ §�

.)٣(بالهجرة فإن المهاجرات غيرهن كثير، والمهاجرات أفضل من غيرهن نتيمكن ، فلا يزال ممسكا إلى أن لأن السائح لا زاد معه؛ سائح : للصائموقيل « : قال الرازي

.)٤(» يجد من يطعمه فشبه بالصائم الذي يمسك إلى أن يجيء وقت إفطارهالواو، لأجل التنصيص على ثبوت جميع بهذه الصفات بعضها على بعض وإنما لم تعطف

أي ، تكون الواو للتقسيمولو عطفت بالواو لاحتمل أن ، تلك الصفات لكل واحدة منهن إفادة أنه لما أريدإلا تقسيم الأزواج إلى من يثبت لهن بعض تلك الصفات دون بعض، :

�﴿ : قولهبثبوت إحدى صفتين عطف بالواو ، لأن الثيبات لا يوصفن بأبكار﴾ ©�¨� . والأبكار لا يوصفن بالثيبات

العاطف ووسط بين الثيبات لم أخليت الصفات كلها عن : فإن قلت« : قال الزمخشري سائر اجتماعهن فيفي إحداهن لأما صفتان متنافيتان لا يجتمعن : ؟ قلت والأبكار . )٥(» فلم يكن بد من الواو الصفات،

، ذكر الثيبات في مقام المدح وهي من جملة ما يقلل رغبة الرجال إليهن« : وقال الرازي -الرسول عند خيرا بالنسبة إلى البعض من الأبكارمن الثيب يمكن أن يكون البعض: نقول

).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ١٨/١٩٣: (الجامع لأحكام القرآن ) (١ ).٢٨/٣٦٠: (التحرير والتنوير : ، وانظر ) ١٨/١٩٣: (الجامع لأحكام القرآن ) (٢ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣ ) . ٣٠/٥٧١: (فاتيح الغيب م) (٤ .، بتصرف ) ٥٦٨- ٤/٥٦٧: (الكشاف) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٨

، وإذا كان كذلك فلا ، أو اموع مثلا النسب ، أو لاختصاصهن بالمال والجمال ؛- � .)١(» المراد مثل ما ذكرناه من الثيب لجواز أن يكون، يقدح ذكر الثيب في المدح

؛ في الزوجات المقدرات ) الثيبات والأبكار(ووجه هذا التفصيل « : وقال ابن عاشور ، وأميل مع أهوائه ، فالثيب أرعى لواجبات الزوج ، الرجال كلتا الصفتين محاسنها عندللأن وأكثر ، والبكر أشد حياء ، وأحلى غنجا، وأى زينة ، وأحسن لعابا، على بيته وأقوم

نفوس ففي، وفي ذلك مجلبة للنفس، والبكر لا تعرف رجلا قبل زوجها ، غرارة ودلا فما اعتزت واحدة من أزواج ، الرجال خلق من التنافس في المرأة التي لم يسبق إليها غيرهم

تقديمفي و، بمزية إلا وقد أنبأها االله بأن سيبدله خيرا منها في تلك المزية أيضا - �- النبيولعله إشارة إلى أن ،لما تزوجهن كن ثيبات - �- لأن أكثر أزواج النبي؛ وصف ثيبات

وعائشة ، وكانت حفصة ممن تزوجهن ثيبات ، م الأشد موجه إلى حفصة قبل عائشةالملا .)٢(» هي التي تزوجها بكرا

) . ٥٧٢-٣٠/٥٧١: (مفاتيح الغيب ) (١ ).٢٨/٣٦٠: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١١٩

المطلب الرابع

الموضوع الإجمالي لآياتالتفسير

وهي جه اوبعض أزإلى - �-واذكر حين أسر النبي : - �-لنبيه محمد -تعالى- يقول االله -عائشة إلى من ذلك الحديث ما استكتمها بحديث ، فأفشت -رضي االله عنها-حفصة

، فأخبرها من إفشاء سرهحفصة به ما قامت على - تعالى-، وأطلعه االله -رضي االله عنها: - �-من أخبره ذا ، فقال النبي - �-، فسألت النبي ا، فظنت ان عائشة فضحته بذلك

، الخبير بما في الأرض والسماء الذي لا يخفى عليه شيء أخبرني ربي العليم بالسر والنجوى .فيهما

: مبالغة في العتب ، قائلا -رضي االله عنهم–الخطاب إلى حفصة وعائشة - �-ثم وجه لأنه قد صغت قلوبكما ؛إن تتوبا إلى االله من ذنبكما ، فقد وجد منكما ما يوجب التوبة

، وإن تتعاونا على العمل - �-ومالت وعدلت عما يجب عليكما من محبة ما يحبه الرسول بما يؤذيه ويسوؤه ، من الإفراط في الغيرة ، وإفشاء سره ، فلن يضره ذلك شيئا ، فإن االله هو

جبريل في أمر دينه ، وسائر شؤون حياته ، على كل من يتصدى لما يكرهه ، وأنناصره . ، وسائر ملائكة الرحمن مظاهرون له ومعينون ين الصالحينوالمؤمن

يحتمل أن -�-في تخويفهما وديدهما مع بقية أزواجه ، وذكر لهن أنه - �-ثم شرع يبدله أزواجا خيرا - �-يطلقكن ، فإن حصل ذلك فإن ضرره لا يعود إلا إليكن ؛ فإنه

، ثم ذكر صفات الأزواج اللائي هن خيرا منهن إسلاما وإيمانا ، ومواظبة على الطاعة منكنسواء كن ثيبات ، - �-النبي ، وخضوعا لأوامر وكثرة في العبادة، وإقلاعا عن الذنوب ،

.أو أبكارا

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٠

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢١

الخامسالمطلب ا ترشد إليه الآيات مم

قوام الحياة الزوجية على الثقة المتبادلة بين الزوجين، ومما يدعم هذه الثقة ويوطد :أولاوعند وقوع ما يخدشها فالعتاب الرقيق ، أركاا كتمان أحدهما لسر الآخر وعدم إفشائه

والمحاسبة الجزئية على بعض المآخذ، كفيل بإعادة المياه إلى مجاريها ويجتنب الاستقصاء ).فما استقصى كريم قط(ساءلة والمعاقبة والإلحاف في الم

الطلاق شديد الوقع على نفوس أهل البيت جميعاً، ولكن الطرف الأكبر ضرراً : ثانيا لمملكتها وعرشها العش الزوجية الدافئ، وتدمير ا، فهي ترى في الطلاق هدم المرأة ووتأثراً ه

ومما ، ا من عواطفها ومشاعرها المودة التي نسجت خيوطه جلوشائ ا، وقطع تتربع عليه ذيال، وتكون خيراً منها وأقرب يضاعف التأثر والإزعاج لها إذا علمت أن أخرى ستحل محلها

. إلى قلب زوجهاتكريم أمهات المؤمنين باستخدام ألطف العبارات وأخفها عند ديدهن بالطلاق : ثالثا

�والاستبدال حيث جاء التعبير بـ﴿ �{�����z��y��x ﴾ ،غالبا لة عسى تفيد الترجي ودلاوهو يفيد التشكيك -إن- حرف واستخدم في الشرط -إن طلقكن -بشرط هعلقو،

. ، ومع هذا كله لم يحصل الطلاق لعظيم فضلهن التي تفيد تحقق الوقوع -إذا -بخلاف¢��£��خير الأزواج ما توفر فيهن الصفات المذكورة في الآية الكريمة ﴿ : رابعا

اء ج، منهن يربخفعندما هددت أمهات المؤمنين بالاستبدال .﴾¤��¥��¦��§���التي ذكرت في الآية وكلها صفات تدل على المستوى تتفصيل الخيرية في الصفات الس

الإيماني الرفيع والأخلاق النبيلة وإيثار الآخرة على الفانية وكأا تفصيل لما رغب فيه رسول .)١(» فاظفر بذات الدين تربت يداك« : - �-االله

) . ١٤٦٦: (، ومسلم ، كتاب الرضاع ، برقم ) ٤٨٠٢: (خرجه البخاري ، كتاب النكاح ، برقم أ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٢

الثالثالمبحث

وا\تمع نفس والأهللالوقائية لالتربية

:مطالب خمسة، وفيه ) ٩-٦(الآيات ويشمل

. ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب .ين هذا الموضوع والموضوع السابقالتناسق ب : الثاني المطلب

.التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .الموضوع الإجمالي لآيات التفسير : الرابع المطلب . ا ترشد إليه الآيات مم :الخامس المطلب

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٣

»��¬��®��¯��°���±������³��²﴿: قال تعالى ��¾� �½� �¼��»� � �º��¹��¸��¶��µ���´

�Ç�Æ��Å��Ä��Ã��Â��Á��À��¿É��ÈÊ���Ì���Ë���Ð��Ï���������� ���Î��Í��F��E��D��C��B��A

��O��N��M�����L��K���J��I��H��GV��U���T��S��R�� �Q��P���Z��Y��X��W

\�� �[]� �� �_��^�d�c��b��a��`��� �h�g�f�eij���q�� �p�o��n��m��l��k

�v�u��t�s���rwx�������yz{����~��}��| ﴾ .

التربية الوقائية للنفس والأهل وا\تمع

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٤

الأول المطلب

للسورةالأساس المحور ربط الموضوع ب لسورة وهول الأساس وربالمحارتباطها نلحظ، هذا الموضوعبعد التأمل والتدبر في آيات

لزوجية ، وهو التربية الوقائية ، وذلك بعرض نموذج من نماذج التربية ا) التربية الزوجية( على التوبة موحثه ، النيران التي أعدها االله للكفار من موإنقاذه ،واتمع نفس والأهللل

إن وذلك ، الدنيا والآخرة، والمبعدة عن خزي االله والجالبة لرضى المكفرة للذنوب، النصوحبالتربية الوقائية - �-بأمر النبي - �-االله ثم ختم ،منهم خلل في تلك التربية حصل

ين لم يتغلغل الإيمان داخل نجد المنافقين الذالالداخل والخارج ، ففى من المسلم تمع لعموم ادهم ومؤامرام ئ، وفضح مكاوالبيان فهؤلاء يجب تربيتهم ومجاهدم باللسان في قلوم

الكفار الذي لا يرغبون بامتداد الدين ارج في الخمن شرهم ، وهناك الداخلي ليسلم اتمع فهؤلاء تربيتهم ، الإسلامي ويضعون العراقيل والحواجز لمنع الناس من الدخول في الإسلام

.ومجاهدم باللسان والسنان يأمره بإقامة صلاح عموم الأمة بتطهيرها - �- فهذا نداء ثان للنبي« : قال ابن عاشور

.)١(»الزوج مع حسن المعاشرة واجب من شيء عن الغفلة عليهما من بإفاقة أمره أن بعد الخبثاء منفي ختم آيات هذا الموضوع بالتربية تناسقا محوريا واضحا والذي يظهر للمتأمل أن هناك

الذياتمع الأسري وهو اتمع المصغر حيث إن الوقائية للمجتمع من المنافقين والكفار تناولته مواضيع السورة الكريمة يتأثر تأثرا مباشرا وغير مباشر باتمع الأكبر ، فبصلاح

في هذه السورة - �-أن يؤمر النبي مناسبا اتمع الأكبر يصلح اتمع الأصغر ، ولهذا كان ���µ´³²﴿ولي أمور المسلمين،حتىباعتباره بالجهاد -المسوقة في التربية الزوجية-

�½¼�»�º¹¸��¶¾ ﴾لأن الغرض والمقصد الأكبر من ؛الناس فرض الجهاد هو إدخال الناس في دين االله تعالى الذي هو طريق الجنة ، وإبعاد

، أراد ر بوقاية النفس والأهل من النار عندما أم -�-، وكأن االله ووقايتهم من دخول الناروالمؤمنين بأن هناك أناسا يحتاجون أيضا إلى الوقاية من النار وهم الكفار - �-أن يبين للنبي

).٢٨/٣٧٢: (والتنوير التحرير: انظر ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٥

المناسب لكل منهم ، حسب ما يراه ولي أمر بالجهاد من النار هم اذنقإم ه، فعلي والمنافقون .المسلمين من أنواع الجهاد

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٦

الثاني المطلب

الموضوع السابقو بين هذا الموضوعاسق التن

المحور العام والموضوع الكلي للسورة وهو تناسق فكر فيما سبق بيانه من تالتأمل والبعد أيضا أن هذا الموضوع متناسق موضوعيا مع ، تبين لي مع هذا الموضوع ) التربية الزوجية(

، - �-نساء النبي السابق الموضوع آيات في لما أدب - �-نه أوذلك ، الموضوع السابق ، أتت آياتودد جميع الزوجات بالطلاقا فيه ، تعما وقعالمتظاهرتين إن لم يتوبا وتوعد من ذرهم تحو، ومجتمعهم هميأهلهم والوقائية لأنفسالتربية بلمؤمنين لتأمر االموضوع هذا

في وأن أي إخلال ميهم من الانحراف والضياع ، تحالوقوع في غضب االله وعذابه ، و، فيجب الذين سيجزون ما كانوا يعملون فهو من عمل الكفار والوقاية المسؤولية والرعاية

، ونيل رضوان )١(عليهم التوبة منها توبة نصوحا ، كبداية طريق للسير في الوقاية من النار . لعباده المؤمنين - �-، ودخول الجنات التي أعدها -تعالى-االله

موعظة خاصة، أتبع ذلك بموعظة عامة - �-لما وعظ أزواج الرسول « : قال أبو حيان عن مسؤول وهو رب المترل راع لأن ؛ أنفسكم وعطف وأهليكم على للمؤمنين وأهليهم،

.)٢(»أهلهمناسبة لتنبيه المؤمنين لعدم الغفلة - �- كانت موعظة نساء النبي« : قال ابن عاشور و

بينهم عن إسداء النصح ء الود عن موعظة أنفسهم وموعظة أهليهم وأن لا يصدهم استبقاوهذا نداء ثان موجه إلى المؤمنين بعد استيفاء المقصود ، وإن كان في ذلك بعض الأذى، لهم

���H��G��F��E��D﴿: بقوله تعالى - �-من النداء الأول نداء النبي � �C� �B��AI�﴾ وجه ، و .)٣(» في موعظة أهليهم - �- سوا بالنبياب إلى المؤمنين ليأتالخط

ذلك العتاب ، وعاتب - �-رسوله -�-بعد أن عاتب االله « : حوى سعيد قال

) . ٦٠٠٤ /١٠: (الأساس في تفسير القرآن )(١ ) . ١٠/٢١٢: (البحر المحيط )(٢ ) . ٢٨/٣٦٥: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٧

مر جد ، والحساب دقيق ، جاء النداء آمرا ذلك العتاب ، وعرف كل مؤمن أن الأزوجتيه . ) ١(»كل مؤمن بوقاية نفسه وأهله من عذاب االله

الشديد لأنفسهم فبعد هذا التمهيد خاطب المؤمنين كافة بالتحذير « : وقال الفراهي ليكفر عنكم سيآتكم، ويجمع؛ ثم سلاهم بأن االله يحذركم ، -�-وأهليهم أسوة بالنبي

وبشر بأن االله قد قضى أن يكرم نبيه يوم القيامة بكرامة أهل ، ، فعليكم أن تشمروا لهبينكم، ولو وكان أكبر ذلك تطهير أهل بيته ، فشدد عليهم، بيته المطهرة وأصحابه الكرام البررة

بأن - �-، فكان فضل االله على النبي - �-عاملهم بالمداهنة يوشك أن يفرقوا عن النبي لم يرد - تعالى–، وعن خاصته وبطانته ، وذه البشارة علمهم بأنه عنه بنفي الخزيبشره

- �-ثم وسع ذمة النبي من التشديد عليهم حرجا ، بل تطهيرهم وإتمام نعمته عليهم ، ، وأمره بالغلظة قبل لقائهم بملائكة غلاظ -مجاهدة بالكفار والمنافقين-بوي ن باحتساب

.)٢(» شداد

) . ٦٠٠٤-٨/٦٠٠٣: (تفسير القرآن الأساس في ) (١ ) . ١٨٣-١٨٢: (نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٨

الثالث المطلب في الموضوعوالجمل التناسب بين الآيات

، ودلهن على رشدهن ، والتوبة مما وقعن فيه من التظاهر - �-لما عاتب االله نساء النبي والانتهاء عما جميعا في بداية آيات هذا الموضوع بطاعته المؤمنين ، أمر االله - �-على النبي

، فإن في ذلك )١(اهم عنه ، وبأن يأمروا أزواجهم وأولادهم بذلك ، ويعلموهم الخير�´����﴿ :وقايتهم من النار ، قال تعالى �³� �²� � �±� � �°� �¯� �®� �¬� �«

Ã��Â��Á��À��¿��¾��½��¼��»���º��¹��¸��¶��µ ﴾.

، من النار على سبيل ااز الوقايةوالتحذير بعبر ﴾ �²±�¯°�﴿: تعالى قوله ووإلزامهم أداء ما ، حملهم على طاعته و، تجنب ما يفضي إلى عذاب النار المراد منها لأن

لأن رب المترل راع وهو مسؤول عن أهله ؛ وعطف وأهليكم على أنفسكم، فرض عليهم)٢(.

��³´����﴿أجري عليها وصف جملة إنما و، للتعظيم هنا نار التنكير ﴾ �²﴿: وقوله ��µ﴾ وتذكيرا بحال المشركين الذي في . زيادة في التحذير لئلا يكونوا من وقود النار

��﴿ :-تعالى-قوله �y��x��w�� �v��u� �t��s��r...﴾ ]سورة الأنبياء:

.)٣(وتفظيعا للنار إذ يكون الحجر عوضا لها عن الحطب. ]٩٨، ووصف خزنتها في ويل النار ةدازي﴾ هذه الجملة ��º��¹¶��¸�﴿: وقوله طباعهم غليظة، قد نزعت من : أي ﴾¶��¸����¹﴿ :قوله« : ابن كثير قال ، الزبانية

) . ٨/٢٦٠: (حاشية زادة على البيضاوي )(١ ) . ٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ، ) ١٠/٢١٢: (البحر المحيط )(٢ ) .٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٢٩

تركيبهم في غاية الشدة والكثافة والمنظر : أي﴾ º﴿قلوم الرحمة بالكافرين باالله، .)١(»المزعج� ﴿: قوله و �¿� �¾� �½� ثناء عليهم أعقب به وصفهم بأم ﴾ هذه الجملة «��¼�

، وهذا مؤذن بأم مأمورون غلاظ شداد تعديلا لما تقتضيانه من كراهية نفوس الناس إياهم . )٢(بالغلظة والشدة في تعذيب أهل النار

﴾ «��¼��½��¾��¿���﴿تصريح بمفهوم ﴾ في هذه الجملة ���Â��Á��À﴿: قولهو، مع ما في هذا التصريح من استحضار الصورة في الثناء عليهمدعا إليه مقام الإطناب

وقد عطف هذا التأكيد عطفا يقتضي المغايرة تنويها ذه ، البديعة في امتثالهم لما يؤمرون به .)٣( واعتبار لمغايرة المعنيين، لأن فعل المأمور أوضح في الطاعة من عدم العصيان ؛ الفضيلة

هليهم تلك النار الهائلة للمؤمنين بوقاية أنفسهم وأ -تعالى-ثم يأتي بعد خطاب االله ���Æ��Å���Äلكفار ﴿ ، مناداة االمذهلة � � � �É��È��Ç�Î��Í��Ì���Ë�� � �� � �� �Ð��Ï ﴾

إلى أن ذلك بيان واضح إلى أن تلك النار مهيئة للكفار ، وفيها إشارة واضحة أيضا في وعلى ما فرطوا في الآخرة زون يجفهم ستفريط تجاه التربية الزوجية هو من أعمال الكافرين ال

.في حق من استرعاهم االله وكلفهم بالقوامة عليهم ���Æ��Å﴿: قوله و �Ä�� �É� �È��Ç ﴾ هو من قول الملائكة الذين على النار ،

عذر لهم أو العذر لا لأنه لا؛ يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، والنهي عن الاعتذار ، وذكر هذه المقالة هنا استطراد يفيد التنفير من جهنم بأا دار أهل الكفر ،)٤(ينفعهم

.)٥( تحذير للمؤمنين من الموبقات في النارو

) . ٨/١٦٨: (تفسير القرآن العظيم ) (١ ) . ٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) . ٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣ ) . ٨/٢٦١: (، وحاشية زادة )١٠/٢١٣: (البحر المحيط : انظر ) (٤ ) . ٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٠

� ﴿: وقوله � �Î� �Í� �Ì�� �Ë�Ï ﴾ قصر الجزاء على مماثلة العمل هذه الجملة أفادتوطلب أن يكون جزاؤه أهون مما ، قصر قلب لتتريلهم مترلة من اعتذر ، وهو ازى عليه

.)١(شاهده ، عذاب النار في م يزج ما وأهليهم بأن يجنبوا أنفسهمالمؤمنين -تعالى- االله أمرولما

ما فرطوا في وقاية أنفسهم وأهليهم ملأ ؛ مهيئة للكفارالهائلة ن تلك النار أعلمهم بأوفي فيمن وقع منهم التقصير والإهمال والإخلال بواجباته اهم بعد ذلك هد، النار همبنيج

، قال )٢(النصوح التي هي بداية الطريق لوقاية الأنفس من النارإلى سبيل التوبة التربية الوقائية �����N��M﴿: تعالى � � �L��K� � �J� �I��H��G��F� �E� �D� �C��B��A

��[��Z��Y��X��W��V��U���T��S��R�� �Q��P��O�\]����^i������h��g��f��e���d��c��b��a��`��_j����p��o��n��m��l��k

﴾ . ، إذ على دفع العذاب في ذلك اليوم بالتوبة في هذا اليوم -تعالى-نبههم «: قال الرازي

وهي أن التنبيه على الدفع بعد الترهيب فيما مضى يفيد : وفيه لطيفة، في ذلك اليوم لا تفيد .)٣(» والإنعام في حقهم وإكرامهم، الترغيب بذكر أحوالهم

أعيد خطاب المؤمنين وأعيد نداؤهم وهو نداء ثالث في هذه السورة «: قال ابن عاشور أساليب ا الأسلوب من وهذ، وهذا نداء للموعوظين ، والذي قبله نداء للواعظين ،

لأن ذلك من إصلاح ؛ أمر المؤمنين بالتوبة من الذنوب إذا تلبسوا ا ، م اتهالإعراض الملأن اتقاء ؛ أنفسهم بعد أن أمروا بأن يجنبوا أنفسهم وأهليهم ما يزج م في عذاب النار

فهدوا إلى، ، وقد يذهلون عما فرط من سيئام النار يتحقق باجتناب ما يرمي م فيهامن موعظة امرأتي وهذا ناظر إلى ما ذكر، سبيل التوبة التي يمحون ا ما فرط من سيئام

.)٤(» ﴾`�����c������b������a﴿: بقوله - �- النبي

) . ٢٨/٣٦٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (١ ) . ٨/٢٦١: (حاشية زادة ) (٢ . )٣٠/٥٧٤: (مفاتيح الغيب )(٣ ) . ٢٨/٣٦٧: (والتنوير التحرير: انظر )(٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣١

ولما كان الإنسان لا يخلو من ذنب فإن النداء الثاني يأتي مطالبا « : حوى سعيد قال و . )١(» كبداية طريق للسير في الوقاية من النار بالتوبة النصوح

على سبيل ااز، إذ النصح صفة التائب ت التوبة بالنصوحوصف ﴾��H��G﴿: وقوله ، وهي خلوصها من جميع الشوائب ، فيأتي ا على طريقها ، وهو أن ينصح نفسه بالتوبة

التوبة تنصح نفس التائب، أن تكون -الظاهر وهو-، فاحتملونصوحا من نصحالمفسدة لها، .)٢(صاحبها على أمرها لظهور يدعوهم إلى مثلها: الناس، أي النصح يكون متعلق أن لواحتم

من في ذلك اليوم تعريض بمن أخزاهم االله ﴾ في هذه الجملة ��Y��X��W��V��U﴿ :قوله . )٣( حالهمواستحماد للمؤمنين على أنه عصمهم من مثل ، والنفاقوالفسوق أهل الكفر

فيدخلون في انتفاء ﴾ يجوز أن يكون معطوفا على النبي \�Z]�﴿: وقوله وفي ذكر قوله . )٤(وجاز أن يكون مبتدأ، والخبر نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمام. الخزي

في ذلك اليوم ، بين الذين آمنوا وبين نبيهم إفادة الاجتماع : ﴾ مناسبة لطيفة وهي \�﴿: . )٥( في حقهم وتعظيم تشريفوفي ذلك

، نور حقيقي يجعله االله للمؤمنين يوم القيامةالمذكور هذا النور ﴾ ^��_�﴿: وقوله شبه ذلك باشتداد مشي الماشي وذلك أنه يحف م حيثما ، امتداده وانتشاره: ه هوسعيو

.)٦(تنويها بشأم؛ انتقلوا لأن ؛ إنما خص بالذكر من الجهات الأمام واليمين ﴾ `����b��a﴿: وقوله ولأن ؛وشعروا بأنه كرامة لهم، ، واستطاعوا المشيكان بين أيديهم تمتعوا بمشاهدته النور إذاعلى ا - �-بايعوا النبياليد التي وهي ،الحساب عند منها كتبهم يؤتون التي الجهةهي اليمين

) . ٦٠٠٤ /١٠: (الأساس في تفسير القرآن )(١ ) .١٠/٢١٤: (البحر المحيط ) (٢ ) .٣٠/٥٧٣: (مفاتيح الغيب ) (٣ ) .١٠/٢١٤(: البحر المحيط ) (٤ ) .٣٠/٥٧٤: (مفاتيح الغيب ) (٥ ) . ٢٨/٣٧١: (والتنوير التحرير: انظر ) (٦

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٢

الفاسقين لأن خلفهم وشمالهم طريق ؛بين أيديهم وبأيماميسعى النور إنما و ،الإيمان والنصر .)١(الكفرةو

عند ، في ذلك اليوم ايقولو هذه الجملة ﴾�h��g��f��e���d��c���ij ﴿: وقوله وإتمام لأن النور على قدر أعمالهم فيسألون إتمامه ، ؛طفاء نور المنافقين إشفاقا على أنفسهم إ

وكذلك الدعاء بطلب المغفرة لهم ، النور إدامته أو الزيادة منه على الوجهين المذكورين آنفا . )٢(له خضوع ، وذلك كله أدب مع االله و هو لطلب دوام المغفرة

، ر بتعليل الدعاء اشع﴾ في ختم الآية ذه الجملة إ�o��n��m��l��k﴿: وقوله .)٣( كناية عن رجاء إجابته لهمو

������Æ��Å���Ä﴿: في الآخرة تصريحا بقولهالكفار ما سيحل ب - �-ذكر االله لما و ����ÇÉ��ÈÊ��﴾ ،وتعريضا بقوله :﴿�\���[��Z��Y��X��W��V��U﴾ ، ختمت آيات

أن يجاهد الذين يرفضون وقاية أنفسهم -�-هذا المقطع بتوجيه الأمر إلى رسول االله ، فكل من هؤلاء يحتاجون إلى عن الكفر والنفاق وأهليهم من النار ، والذين يرفضون التوبة

����s﴿: - تعالى-، فقال غلظة من القول ، ومجاهدة باللسان والسنان � � �r� �qw��v��u���tx���z������y{���~��}��| ﴾ .

- �-وفي سبيل حماية الجماعة المسلمة الأولى كان الأمر لرسول اللّه « : قال سيد قطب ما تقدم من أمر المؤمنين بوقاية أنفسهم بعد، وهي لفتة لها معناها وقيمتها ،بمجاهدة أعدائها لها معناها ، وبالتوبة النصوح التي تكفر عنهم السيئات وتدخلهم الجنة ، وأهليهم من النار

فلا تترك هذه العناصر ، حماية المحضن الذي تتم فيه الوقاية من النارفي ضرورة وقيمتها ، الجائرة الظالمة ، اجم المعسكر الإسلامي من خارجه كما كان الكفار يصنعون ،المفسدة

وتجمع الآية بين الكفار والمنافقين في الأمر ، أو اجمه من داخله كما كان المنافقون يفعلونلأن كلا من الفريقين يؤدي دورا مماثلا في ديد المعسكر ؛ يهمبجهادهم والغلظة عل

) .٢٨/٣٧١: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ٣٠/٥٧٣: (مفاتيح الغيب : انظر ) (١ ) .٢٨/٣٧١: (التحرير والتنوير : وانظر ، ) ٣٠/٥٧٣: (مفاتيح الغيب : انظر ) (٢ ) . ٢٨/٣٧١: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٣

وجزاؤهم هو الغلظة ، فجهادهم هو الجهاد الواقي من النار ، الإسلامي ، وتحطيمه أو تفتيته��y﴿. والمؤمنين في الدنيا - �- عليهم من رسول اللّه �z{� ��}� في ﴾|�

وهكذا تتناسق هذه الجولة فيما بين آياا واتجاهاا كما تتناسق بجملتها مع الجولة ! الآخرة .)١(»الأولى في السياق

ولعل القارئ يدرك صلة آيات السورة ببعضها لأول نظرة إلا آية « : حوى سعيد قال و ﴿� �u�� �t��s�� � �r� �q...إلى تحتاج بعدها ﴾ فإن صلتها بما قبلها وبما

: تأمللأنه حرم ما أحل االله ابتغاء مرضاة أزواجه ، ؛ - �-بدأت السورة بعتاب الرسول -أ

وقد رأينا أن سياق السورة انصب على تأديب الأزواج ، ولما كان إرضاء الأزواج قد يترتب ، ليلتفت لأنه كثيرا ما تحاول المرأة أن تصرف زوجها عن شؤون الجهاد ؛ عليه ترك الجهاد

. ، فجاءت الآية تأمر بالجهاد في سياق السورة ن العيالإلى شؤومما يراه كل عامل في الدعوة إلى االله تأثير الزوجة على زوجها ، حتى ليبلغ الأمر -ب

ببعضهم أن يكون الزواج في حقه هو نقطة الانعطاف من الإيمان إلى الكفر ، وكل ذلك ذر من هذا المنعطف نحو الفسوق ، مرده إرضاء الزوجة ، فأن تأتي سورة من القرآن تح

على - �-وتحمل على بذل الجهد للتقويم من خلال مخاطبة أعظم الخلق شأنا في عتابه حادثة جزئية ، وإعطائها هذا الحجم الكبير ، فذلك مظهر من مظاهر حكمة هذا القرآن ،

تضح صلة ومظهر من مظاهر إحاطة االله علما بكل شيء ، ولعله ذا الذي ذكرناه ، قد ات لنا معرفة السياق الخاص الأمر بالجهاد في سياق هذه السورة، ولعله بذلك قد اكتمل

. )٢(»، وصلتها بمحورها للسورة، وأما عطف ومعروف جهاد الكفار ظاهر﴾ tsu﴿: وقوله

، مأمور بجهاد المنافقين - �-فيقتضي أن النبي ﴾��sـ﴿المنافقين على الكفار المفعول لفتعين تأويل عطف أنه لم يعلن جهادهم بين المسلمين ، - �-وم من حال النبي لعوم

) ٣٦٢١ -٣٦٢٠ /٦: (القرآن في ظلال: انظر ) (١ ). ٦٠١١-١٠/٦٠١٠: (الأساس في تفسير القرآن الكريم ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٤

الجهاد : مجازه وهما وأالمنافقين على الكفار إما بأن يكون فعل جاهد مستعملا في حقيقته . والبرهانوالجهاد بإقامة الحجة ، بالسيف

وعندي أن الأقرب في تأويل هذا العطف أن يكون المراد منه إلقاء «: قال ابن عاشوروالمؤمنين بالمرصاد م فلو بدت من -�- لوب المنافقين ليشعروا بأن النبيالرعب في ق

أحدهم بادرة يعلم منها نفاقه عومل معاملة الكافر في الجهاد بالقتل والأسر فيحذروا ويكفوا .)١(»عن الكيد للمسلمين خشية الافتضاح

المطلب الرابع

الموضوع الإجمالي لآياتالتفسير

من النيران التي يهمبوقاية أنفسهم وأهلفي هذه الآيات عباده المؤمنين - �-االله مر يأبين ثم ، وامتثال أوامره -تعالى-تشتعل بالناس والحجارة ، وذلك بحملهم على الطاعة الله

على أهل وأم ملائكة غلاظ، للتحذير من دخولهم فيها؛ صفات الملائكة الموكلة بالنار م به ولا مرهأيما لا يخالفون ف، -تعالى-، أشداء عليهم ، وهم مع ذلك مطيعون الله النار

، وأم من غير تثاقل ولا تأخير ما يؤمرون به ويمتثلون ، بل يؤدون أوامره يمتنعون عن تنفيذلا لأنه ؛ في هذا اليوم الاعتذار منفائدة ويخبروم بعدم ال، في النارينيخاطبون الكفار المعذب

يلا يجدف، العمل والاعتذار والندم فات أوانيوم جزاء وحساب ، وقد فهو ، لهم توبة .رجاء ولا اعتذار

العود إلى عدمتنصح صاحبها بالتي المبادرة بالتوبة النصوح بعباده المؤمنين - �-أمر ثم في سيمحو سيئام ويدخلهم - �-وأم إن فعلوا ذلك فإن االله ، الذنب الذي تاب منه

أنه في - �-بين ثم ، قصورها أار الجنة، تجري من تحت الآخرة حدائق وبساتين ناضرةومن ذلك ، المؤمنين ، بل يعزهم ويكرمهم من معه من و - �-ح النبي ضلا يفذلك اليوم

) .٢٨/٣٧٢: (والتنوير التحرير: انظر ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٥

يا ربنا : قائلين -تعالى-يدعون االله ، فأيمام عن ، ويسطع بين أيديهم يضيء لهم نورهم أن ، ولا يفضحهم ذنوميمحو عنهم ويطلبون أيضا منه أن ، أكمل علينا هذا النور وأدمه لنا����l﴿ : ثم ذكروا ما يطمعهم فى إجابة الدعاء فقالوا، بعقوبتهم عليها حين الحساب �k

o��n��m﴾ ، وكل ما نرجو منك ن ذنوبنا، وغفرا إنك على إتمام نورنا: أي ، . ، ولا تخيب رجاءنا قدير يا ربنا، فاللهم أجب دعاءنا ونطمعوالمنافقين ، الكفار هاد بج - �-محمدا رسوله - �-االله في ختام آيات الموضوع يأمر ثم

د يشدالتالغلظة عليهم ، ومع ، ، والمنافقين بالحجة والبرهان د الكفار بالسيف والسناناجهف، لتنكسر صلابتهم وتلين هم بالرأفة واللين، إِرعاباً وإِذلالاً لهمتعاملم وعدم، امبطامخفي

، نسأل االله السلامة المقيل والمأوىمستقرهم في الآخرة جهنم وبئس أن بين ، وشكيمتهم . والمعافاة

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٦

المطلب الخامس ا ترشد إليه الآياتمم

أن يحرص على فعلى المرء ، إياه -�- سؤولية تجاه من استرعاهم االله المعظم - ١ولا يكفيه صلاح نفسه ، حرصه على مصلحته الخاصة مصلحتهم الدنيوية والأخروية

، فمن شروط وقايتها من النار العمل على ما يقي أهله من النار أيضاً، ووقايتها من النار لعدم رعايتهم كما أمر االله وترك الحبل لهم على ؛ جهنم نار وربما كانوا سبباً في إقحامه

. ، مفسدة أي مفسدة الغارب في العقائد والأخلاق والسلوكوفتح - �-من الأساليب التربوية المطردة في القرآن الكريم عدم التيئيس من رحمة االله - ٢

، ومهما كان البعد عن الطريق القويم ، باب التوبة للعائدين إلى االله مهما عظمت الذنوب خادم - �-مالك فعن أنس بن . بل ويبرز فرح ربه بعودة الآبق المتمرد إلى حظيرة الطاعة

الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب « : - �-قال رسول االله : قال - �-رسول االله فأيس ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، إليه

اإذ هو ، فبينما هو كذلك ، وقد أيس من راحلته ، منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها من أخطأ ، وأنا ربك اللهم أنت عبدي: فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح، قائمة عنده .)١(» شدة الفرح

���l��k﴿ : عنها -�-من شروط التوبة النصوح التي قال االله - ٣ � � �j��i

mn����r���q��p��o ﴾]٧٠: الفرقان[. . الإخلاص الله :أولا

. الإقلاع عن الذنب :ثانيا . الندم على فعله : ثالثا وإن تعلق بحق آدمي فعليه أن يبرأ من حق صاحبه. العزم على عدم العودة إليه : رابعا

.

) . ٢٧٤٧: (مسلم ، كتاب التوبة ، باب الحض على التوبة ، برقم رواه )(١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٧

. قبل غرغرة الروح ، وقبل طلوع الشمس من مغرا كون تأن : خامساالجائزة ، فإن القيمة المعنوية للمكافأة أو من الأساليب التربوية الإشادة والتكريم على ملأ - ٤

فالتكريم على ملأ من وجهاء الناس يشعر المستحق ، قد تكون أعظم من قيمتها المادية، هذا ما نستشفه من مكافأة التائبين المنيبين إلى رم ، للجائزة بمزيد من الاحترام والتقدير

يم ، وإنما يأتي هذا التكريم في موكب كر ، وإدخالهم الجنة فلم يكتف بتكفير السيئات لهم����a﴿ . مهيب يشهده الأنبياء والمرسلون والشهداء والصالحون �`� �_� �^

b ﴾وما أن يقتربوا من أبواب الجنة حتى تستقبلهم ، ، على قدر إيمان كل منهم�©��ªالملائكة بالحفاوة والتكريم ﴿ � �¨� �§� �¦� �¥��¤«� ���¯� �®� �¬

�º��¹��¸��¶��µ��´���³��²��±��° ﴾]٧٣: الزمر[ . :في الآيات من الأساليب التربوية -٥

التخويف بالنار والإنذار والغلظة في القول ببيان سوء العاقبة في الدنيا أسلوب :أولا . مع المنافقين والآخرةمع بالحكمة والموعظة الحسنة ةادلاو، ةحلصمراعاة المالدعوة ، ولوب أس :ثانيا

.يدين الكفار المستأمنين والمعاهدين والمحا . ، مع الكفار المحاربين الدعوة ثم التخيير بين الجزية والقتالأسلوب :ثالثا

للوصول إلى التأثير في نفس المثلى بالطريقة المثلى إن المربي الحصيف يستخدم الوسيلة . -�-، واالله هو الهادي المخاطب

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٨

الرابعالمبحث

بالنساء الغابراتبالنساء الغابراتبالنساء الغابراتبالنساء الغابراتبضرب المثل بضرب المثل بضرب المثل بضرب المثل الزوجية الزوجية الزوجية الزوجية التربية التربية التربية التربية

:مطالب خمسة ، وفيه ) ١٢-١٠(الآيات ويشمل

. ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب . ين هذا الموضوع والموضوع السابقالتناسق ب : الثاني المطلب

. التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .الموضوع الإجمالي لآيات التفسير :الرابع المطلب . ا ترشد إليه الآيات مم :الخامس المطلب

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٣٩

������e��d﴿: قال تعالى � � �c��b���a��`��_g� �fh� ���n� �m� �l� �k� � �j� �i

����x��w��v��u��t��s���r��q��p��o��¢��¡�����~� �}� �|�� �{� � � �z��y�®¬�«� �ª� �©� �¨� �§� �¦� �¥� � � ¤� �£���¹� �¸��¶�µ�´³²±�°¯��Â���Á��À��¿��¾��½��¼�����»��º

É��È��Ç��Æ��Å��Ä��Ã﴾.

التربية الزوجية بضرب المثل التربية الزوجية بضرب المثل التربية الزوجية بضرب المثل التربية الزوجية بضرب المثل بالنساء الغابراتبالنساء الغابراتبالنساء الغابراتبالنساء الغابرات

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٠

الأول المطلب

للسورةالأساس المحور بط الموضوع رب

والموضوع الأساس بعد التأمل والتدبر في هذه الآيات الكريمة ، وبعد النظر في المحور التربية : (وهو ، تبين لي تناسق موضوع هذه الآيات ) التربية الزوجية(الكلي للسورة وهو

وذلك أنه لما كان ، للسورة الأساس مع المحور ، ) الزوجية بضرب المثل بالنساء الغابراتعليه - أزواج النبيبعض من التي صدرت واقف لبعض المعرض تلسورة قد لم السياق العا

من ن ا، وحرم من بيت النبوة هنجاخرإوالتي كادت أن تؤدي ن إلى ، -الصلاة والسلاملهن واضحا في ذلك ، وفي سياق - �-وكان تأديب االله ، العالي القدر المكان الكريم ذلك

ناسب أن تجىء هنا ، المؤمنين هذا التأديب والتربية الإلهية لهن خاصة ، ولغيرهن من نساء بيت كان بعضهن فى غابرات نساءمن ختلفة لبعض النماذج الم تعرضهذا الموضوع لتآيات

وألقى ن خارج بيت ، ، أخذهن االله ببأسه ، فلما لم يستقمن على طريق الحق والخير النبوة، وكانت عاقبتهن الخسران، والوبال، والعذاب فى نار جهنم، ولم يغن عنهن حرم النبوة

. النبوة اللائي تحصن فيه ظاهرا، وهتكن ستره باطنالزوجتين كافرتين تحت :بضرب أمثالفآيات هذا الموضوع تأتي في السياق العام للسورة

لامرأة المثل جة مؤمنة تحت زوج كافر ، ثم أخيرا بضرب زوجين نبيين صالحين ، وأخرى زو، -تعالى-في التجرد الله لغيرها من النساء صالحة لم تتزوج إلا أا كانت قدوة حسنة

، حسن المعاشرة لىإوحث لهن - �-زواج النبي تعريض لأذلك وفي ، والطاعة والقنوت لهباحه االله أمر قد أسيما في لا ، وتبعيد لهن من النفاق والمراء واادلة ه ، ومراعاة الأدب مع

ل هذه لهن ووعظهن بمث - �-نما ضرب إو، المتقنة البالغة بمقتضى حكمته - �-نبيه لولتكون عظة وتذكيرا ، ، ويتربين على الأخلاق الفاضلة جئن به ليترجرن ا عما الأمثال .ناتالمؤمنساء ال لسائرالمرأة الكافرة التي لها ، النساءمن أصناف لثلاثة هنا الأمثال -تعالى-قد ضرب االله و

، والمرأة العزب التي لا ، والمرأة الصالحة التي لها وصلة بالرجل الكافر وصلة بالرجل الصالحلا تضرها وصلتها : ، والثانية لا تنفعها وصلتها وسببها: فالأولى ، وصلة بينها وبين أحد

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤١

ثم في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما ، صلة شيئالا يضرها عدم ال: ، والثالثة سببهاو ا سيقت في ذكر أزواج النبيمناسبة الحادث الذي و، - �-يناسب سياق السورة، فإ

-، وأن إن لم يطعن االله والتحذير من تظاهرهن عليه، السورةهذه نزلت فيه آيات صدر ، كما - �-، لم ينفعهن اتصالهن برسول االله ، ويردن الدار الآخرة- �- ورسوله - تعالى

.)١(لوط اتصالهما ماامرأة لم ينفع امرأة نوح ووالمتبادر أا متصلة ، ولم نطلع على رواية خاصة بترول هذه الآيات أيضا« : قال دروزة

- �-صلة تمثيل وتذكير لنساء النبي ، وخاصة بفصلها الأول ، بموضوع آيات السورة ، وأنه أريد ا كما تلهمه تقرير كون رابطتهن الزوجية اللائي صدر من بعضهن ما صدر

وأن ، ه هن من عذاب االله أو تضمن لهن رضاليس من شأا وحدها أن تنجي - �-بالنبي والإطلاق في الآيات يجعل العظة التي استهدفتها ، هذا وذاك متوقف على عملهن وسلوكهن

ومستمر التلقين، والأمثال التي ضربتها والتذكير الذي ذكرت به موجها إلى عموم المسلمين ومع ... ، وخاصة في صدد كون المرء لا ينجيه إلّا عمله مستقلا عن أية رابطة تربطه بغيره.

تخلو كما يتبادر لنا من تلقين تقريري خصوصية الآيات ومناسبتها الموضوعية فإا لا .)٢(» لشخصية المرأة واستقلالها السلوكي وأهليتها لتحمل نتائج هذا السلوك

- �-النبي نساء تحذير تضمنت هذا الموضوع في آيات ةالأمثال المضروبفالخلاصة أن على الطاعة ، تربيتهن، وهن وتخويف، النساء المؤمنات عموماخصوصا ، وغيرهن من

.، واالله أعلم وتوطيد النفس لمن أوذي منهن تهنوتسلي

) . ١/٥٤٩: (التفسير القيم ) (١ . باختصار ) ٨/٥٤٠: (التفسير الحديث ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٢

لمطلب الثانيا

وضوع السابقالمو بين هذا الموضوعالتناسق هم من النار ، يفي آيات الموضوع السابق المؤمنين بوقاية أنفسهم وأهل -تعالى-االله أمر لما

وأا لا ينفعها اتصالها بصالح عن نفسها ،ولة ؤذكر في آيات هذا الموضوع أن كل امرأة مسوأن استحاق المرأة لكرامة را هو عملها الصالح ، ولا أثر ، كما لا يضرها اتصالها بطالح ،

ية الزوجة تبعمبدأ فالاتصال فيما بعد الموت ، بل يقتصر أمرها فقط في هذه الحياة ، لذلك وأن الزوج المؤمن ما دام قد أدى ، المخالطة والمعاشرةفي الأمور الدنيوية من هوا إنم لزوجها

من أمر أهله بالعمل الصالح في آيات الموضوع السابق ، ا - تعالى- الأمانة التي كلفه االله صالحان قاما بدعوة كريمان ذان نبيان ه جناح بعد ذلك ، فهيلعنار ، فليس الذي يقيهم من ال

ا وهما زوجتاهما مأقرب الأقربين إليهدين ا فترة من الزمن ومع ذلك لم يستطيعا تغيير مقومه.

في أم يعاقبون على كفرهم وعداوم -حال الكفار - �-مثل االله « : قال الزمخشري ، ولا ينفعهم مع عداوم لهم ما كان بينهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء ولا محاباة

لأن عداوم لهم وكفرهم باالله ورسوله قطع العلائق ؛ لحمة نسب أو وصلة صهروبينهم من وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا

لما نافقتا وخانتا الرسولين لم يغن الرسولان : بحال امرأة نوح وامرأة لوط -من أنبياء االلهوقيلَ لهما عند ، ن عذاب االله ا وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما معنهما بحق ما بينهم

��﴿ : أو يوم القيامة، موما � � �z��y����x��w﴾ الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء .في أنّ وصلة -ومثل حال المؤمنين. أو مع داخليها من إخوانكما من قوم نوح وقوم لوط

بحال امرأة فرعون -الكافرين لا تضرهم ولا تنقص شيئا من ثوام وزلفاهم عند االلهمثل بالكلمة العظمى، ومع كوا زوجة أعدى أعداء االله الناطق ، -تعالى- ومترلتها عند االله

ريم ابنة عمران وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين، كذلك بم

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٣

وفي طى هذين التمثيلين تعريض بأمى المؤمنين المذكورتين في . مع أنّ قومها كانوا كفاراتحذير لهما على بما كرهه و - �-أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول االله

وإشارة إلى أن من ، ونحوه في التغليظ ،، لما في التمثيل من ذكر الكفر أغلظ وجه وأشده، وأن لا تتكلا على أما حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين

، والتعريض ، فإنّ ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كوما مخلصتين - �- زوجا رسول االلهوأسرار التتريل ورموزه في كل باب بالغة من اللطف ؛ أرجح -رضي االله عنها–بحفصة

.)١(» بصرهتوالخفاء حدا يدق عن تفطن العالم ويزل عن مثل للكفار، ومثلين : اشتملت هذه الآيات على ثلاثة أمثال «: )٢(قال ابن القيم

، على كفره وعداوته الله ورسوله وأوليائهفتضمن مثل الكفار أن الكافر يعاقب ، للمؤمنينولا ينفعه مع كفره ما كان بينه وبين المؤمنين من لحمة نسب، أو وصلة صهر، أو سبب من

، إلا ما كان منها متصلا باالله وحده فإن الأسباب كلها تنقطع يوم القيامة. أسباب الاتصاللنكاح، مع عدم الإيمان، لنفعت ، فلو نفعت وصلة القرابة والمصاهرة أو ا على أيدي رسله

فلما لم يغنيا عنهما من االله شيئا وقيل ادخلا . الوصلة التي كانت بين نوح ولوط وامرأتيهماقطعت الآية حينئذ طمع من ركب معصية االله، وخالف أمره، ورجا أن . النار مع الداخلين

فلا اتصال ، شد الاتصال، ولو كان بينهما في الدنيا أ ينفعه صلاح غيره من قريب أو أجنبي، ولم يغن نوح عن ابنه، ولا إبراهيم عن أبيه، ولا نوح فوق اتصال البنوة والأبوة والزوجية

. بتصرف ) ٤/٥٧١: (الكشاف ) (١ الإصلاح أركان من ، الدين شمس ، االله عبد أبو الدمشقي، الزرعي سعد بن أيوب بن بكر أبي بن محمد )٢(

عن يخرج لا كان حتى، تيمية ابن الإسلام شيخعلى تتلمذ. دمشق في ووفاته مولده ، العلماء كبار وأحد الإسلامي، دمشق قلعة في معه وسجن ، علمه ونشر كتبه هذب الّذي وهو ، عنه يصدر ما جميع في له ينتصر بل ، أقواله من شئ الخلق حسن وكان ، تيمية ابن موت بعد وأطلق ، بالعصى مضروبا جمل على به وطيف ، بسببه وعذب وأهين ،

في العليل شفاء( و) الشرعية السياسة في الحكمية الطرق(و) الموقعين إعلام(منها كثيرة تصانيف ألّف الناس، عند محبوبا . )٥٦/ ٦(: للزركلي الأعلام: انظر . ه٧٥١سنة -رحمه االله-توفي ، ) والتعليل والحكمة والقدر القضاء مسائل

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٤

.)١(» ولوط عن امرأتيهما من االله شيئا

- إن ذكر امرأتي النبيين بعد ذكر قصتهما ومظاهرما على رسول االله « : الشوكاني وقاليرشد أتم إرشاد، ويلوح أبلغ تلويح، إلى أن المراد تخويفهما مع سائر أمهات المؤمنين، - �

وبيان أما وإن كانتا تحت عصمة خير خلق االله وخاتم رسله، فإن ذلك لا يغني عنهما من االله شيئا، وقد عصمهما االله عن ذنب تلك المظاهرة بما وقع منهما من التوبة الصحيحة

. )٢(»الخالصة وكأا التكملة المباشرة للجولة ثم تجيء الجولة الثالثة والأخيرة« :قال سيد قطب وإن ،ونساء مؤمنات في وسط كفار ، إذ تتحدث عن نساء كافرات في بيوت أنبياء ،الأولى

كما يراد أن ، مبدأ التبعة الفردية يراد إبرازه هنا ، بعد الأمر بوقاية النفس والأهل من النارفهن ، إن عليهن أنفسهن بعد كل شيء: وأزواج المؤمنين كذلك - �-يقال لأزواج النبي

فلا ! مسؤولات عن ذوان ، ولن يعفيهن من التبعة أن زوجات نبي أو صالح من المسلمين .)٣(» كرامة ولا شفاعة في أمر الكفر والإيمان

.باختصار ) ١/٥٤٨: (التفسير القيم ) (١ ) .٥/٣٠٥: ( فتح القدير) (٢ ) . ٦/٣٦٢١: (القرآن في ظلال: انظر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٦

الثالثلب ـالمط في الموضوعوالجمل سب بين الآيات التنا

وأخبر أن مأواهم النار ، في الآية السابقة نبيه بجهاد الكفار والمنافقين - تعالى-لما أمر االله صلة نسب أن ينتفعوا ا ، وبينهم وبين المؤمنين أو - �-زعم الذين بينهم وبين النبي، وبالرغم ، كريمين ل حالهم بحال امرأتين كافرتين كانتا تحت نبيين بأن مثّ، همأبطل االله زعمف

وبين بينهما المخالفة لتحقق -تعالى- االله عند العبدين المكرمين ذينك من من ذلك لم ينتفعا

، فكذلك الكفار والمنافقون لا ينتفعون بالانتساب إلى المقربين والسيرة في الطريقة زوجيهما ب، وفي ضرب هذا المثل نوع تعريض بأمي المؤمنين حفصة وعائشة -تعالى- عند االله

؛ هؤشيئا إذا عصتا وتظاهرتا على ما يسو االله من عنهما لا تغني - �-بأن وصلتهما بالنبي���c﴿:-تعالى-، فقال)١(تحت نبيين امرأتين ولذلك ذكر �b� � �a� � `� �_

fedgh�� � j�i� p�on�m� � l� � k�qyxwvutsr�{����z﴾.

������g��f��e��d﴿معنى « : قال ابن عاشور �c��b���a��`��_﴾ : ليذكرهم بأن االله لا : ، أي هاتين المرأتين عظة وتنبيها للذين كفروا أن االله جعل حالة

، ولا أن مكام من جوار فلا يحسبوا أن لهم شفعاء عند االله، يصرفه عن وعيده صارف ، فلو كان صارف يصرف غضب االله عنهم بيته وعمارة مسجده وسقاية حجيجه تصرف

االله عن غضبه لكان أولى الأشياء بذلك مكانة هاتين المرأتين من زوجيهما رسولي رب .)٢(» العالمين

بامرأة نوح وامرأة لوط دون هنا ضرب المثل ﴾ ورد �g��f��e��d﴿: وقوله في و ، في القرآن الكريم يتقدملم المرأتين اتينضرب المثل لأن ؛ غيرهما من قرابة الأنبياءمن تمالؤ أمي المؤمنين في السورة عقب ما سبق تاذكروذلك أما ؛ذكرهما فائدة مستجدة

تعريض لطيف بالتحذير من خاطر الاعتزاز بغناء الصلة الشريفة عنهما في - �-على زوجهما

. )٨/٢٦٣(: حاشية زادة ) (١ . )٢٨/٣٧٤(: والتنوير التحرير: انظر ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٧

.)١(ليكون الشبه في التمثيل أقوى - �- فاء بحق ما يجب من الإخلاص للنبيالوعظيمى رسولينو نبيينوعصمة نكاح تحت : أي ، ﴾�lkj�m﴿ : وقوله

هنا بالضميرت ؤلم يو، يازة سعادماحالدنيا والآخرة و يمتمكنتين من تحصيل خير، نأالش إليه تشريفهما ذه الإضافة الشريفة لما قصد من ؛ نوح ولوط تحت: أي ، تحتهما :فيقال

بيان شرف العبودية والصلاح ذلك وفي، قصد من ذكر وصفهما بالصلاح لما و ، -تعالى-، وأنه وحده هو الذي -تعالى- لأن الصلاح هو الوصف الذي يمتاز به من اصطفاه االله ؛

على كثرة عبيده دلالة لل﴾ ��m��l﴿: - �-وإنما قال ، يبلغ به الفوز وينال ما عند االله .)٢(تنبيها على غناه

مع أن وصف النبوة أخص من » عبدين صالحين«وإنما خصا بوصف « : قال ابن عاشور م بذلك شأن وصف الصلاح تنويها بوصف الصلاح وإيماء إلى أن النبوة صلاح ليعظ

ولتكون .]١١٢:الصافات[﴾op��r�qs﴿ :- تعالى-قوله في الصالحين كما

انتهى بالنسبة فإن وصف النبوءة قدالموعظة سارية إلى نساء المسلمين في معاملتهن أزواجهن ومدافعته م رم وعناية الصالحين االله لعباد مع ما في ذلك من ويل الأذى للأمة الإسلامية،

.)٣(»عنهمبحق هذين بيان لما صدر عنهما من الجناية العظيمة ﴾ في هذه الجملة �o﴿: وقوله

ن فإ؛ غير ممكن لأن هذا أولا؛ الزنا وليست خيانة . فخانتاهما في الدين: أي، النبيينالعار والشنار، والزوج يعير بزنى زوجته عليهم عصموا عما يوجب -عليهم السلام-الأنبياء

. )٤(، وهذا يستحيل في مقام النبوة فيه توهم التهمة في أولادهمثم إن وفراشه، �p﴿ :تعالى فقالما قامتا به من خيانة زوجيهما ذكر عاقبة تلك الخيانة - �-ولما بين

ts�rqu﴾ لم جلالة قدرهما مع -السلام عليهما- ولوطا نوحا أن : أي،

) .٢٨/٣٧٤: (والتنوير التحرير: انظر ) (١ ) . ٤/٣٣٤(: السراج المنير ، ) ١٠/٦٨(: روح البيان ) . ١٠/٢١٥: (البحر المحيط : انظر ) (٢ ) .٢٨/٣٧٥: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣ . بتصرف ) ٨/١٩٢: تفسير ابن كثير ) (٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٨

سواء في الدنيا أو في الآخرة يستطيعا أن يدفعا شيئا من العذاب عن زوجتيهما الخائنتين لهما)١(.

وإنما ، لهما ذلك عند موما أو يوم القيامةقيل : أي، ﴾����x��w��v﴿: وقوله .ذكر بصيغة المضي للدلالة على التحقق

وإذا ، ن لا ينفردن بالدخول لأ؛ جمع المذكر بصيغة ذكرتا ﴾ yz﴿ : وقوله . ، وإن كان يشمل أهل النار ذكورا وإناثا )٢(اجتمعا فالغلبة للذكور��﴿وزيادة « : قال ابن عاشور � � �z��y﴾ ما في العذاب لغيرهما من ؛لإفادة مساوا

.)٣(»وذلك تأييس لهما من أن ينتفعا بشيء من حظوة زوجيهما، الكفرة الخونة، للذين كفروا أعقب بضرب مثل للذين آمنوا لتحصل المقابلة السابق لما ضرب المثل و

وجعل ، بالترغيب، وجريا على عادة القرآن في إتباع الترهيب فيتضح مقصود المثلين معامراعاة النظير في المثل للذين آمنوا بحال امرأتين لتحصل المقابلة للمثلين السابقين، فهذا من

|��{��~�����¡��¢��£��¤���¥��¦���﴿: - تعالى-، فقال )٤(المثلين��¶����µ�������´��³��²��±���°��¯��®��¬��«��ª��©��¨��§﴾.

دون لها، تبين أن بعد آمنت بالحقلأا ؛ مثلا للمؤمنينحال امرأة فرعون، جعل االلهومعنى درجات الإخلاص وصدق أسمىأن يصرفها عن ذلك أى صارف، فكان ما فعلته في

.)٥(اليقين��﴿: وقوله � � إليه امرأة فرعون الذي أرسل بنت مزاحم هي آسية﴾ �¢��£��

ولم يكمل ، كمل من الرجال كثير «: في قوله آسية - �- وسماها النبي ، - �- سىمو .)٦(» من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون

) .١٤/٤٨٢: (، التفسير الوسيط ) ١٠/٦٨: (روح البيان : انظر ) (١ )١٠/٦٨: (روح البيان ) (٢ ) .٢٨/٣٧٦: (والتنوير التحرير: انظر ) (٣ ) .٢٨/٣٧٦(: المصدر السابق ) (٤ ) .١٤/٤٨٣(: التفسير الوسيط ) (٥﴾ ﴿وضرب االله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون: باب قول االله تعالى : ، في كتاب أحاديث الأنبياء رواه البخاري) (٦

= �

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٤٩

هأن يعلم المقهور تحت أيدي الكفرة أن: الأول : أمران مرأة فرعونوجه ضرب المثل باو ؛ إذ كانت امرأة فرعون مقهورة تحت يديه - تعالى-لا عذر له في التخلف عن الإيمان باللَّه

التصديق وعن - تعالى-ظهراني الظلمة، ولم يمنعها ذلك عن الإيمان باللَّه وكانت بين، .- �-موسى برسوله

-ين بين ظهرانيهم سوى الكفر بااللهأا لم تشاهد من زوجها ومن القوم الذ: والثاني - �-، وكانت امرأة نوح بلطفه ألهمها الإيمان به فآمنت -تعالى-اللَّه إن ، ثم - تعالى

؛ تحت نوح ولم تشاهد منه سوى الطاعة والعبادة لربه جل وعلا ثم لم ينفعها إيمانه وعبادتهنفسه مؤمنا بفعل يصير وإنما ، ولا يضر أحدا كفر غيره، ليعلم أنه لا ينفع أحدا إسلام أحد

.)١(نفسه بفعل كافرا�¨�﴿: قولهو �§� والجزاء في البعث والحساب دلالة على إيماا ب هذه الجملة في﴾ ¦�

. ذكر أهل التفسير أا قالت ذلك عندما عذا فرعونقد و ،)٢(الآخرة�»��¬��﴿: الظاهر أن قولها«: قال ابن عاشور �ª� �©��¨� �§� مؤذن بأن ﴾¦�

ا إن آمنت بموسى تضيع ملكا عظيما فرعون وقومه صدوها عن الإيمان به وزينوا لها أ، فلا يكون مدفنها بأا إن أصرت على ذلك تقتلأو أن فرعون وعظها ، وقصرا فخيما

.)٣(»الهرم الذي بناه فرعون لنفسه لدفنه إلا أنني رأيت ، وها عديدة وج، وذكروا في صفة العذاب علماء التفسير واختلف

بعض أدخلها التي رائيليات لأن أكثر ذلك من الإس ؛عراض عن ذكرها ا والإالإمساك عنه .علماء التفسير في كتبهم

= � في فضائل الصحابة ، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي االله عنها ، برقم : ومسلم ، ) ٣٤١١: (﴾ برقمفرعون

)٢٤٣١. ( ) . ١٠/٩٧: (تأويلات أهل السنة ) (١ ) . ٢٨/٣٢٧: (التفسير المنير )(٢ ) . ٢٨/٣٧٧: (والتنوير التحرير: انظر )(٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٠

أا ، وليس في القرآن نص وذكر المفسرون أنواعا مضطربة في تعذيبها« : قال أبو حيان .)١(» عذبت

��﴿بين تجمع﴾ ©����ª»��¬��﴿: وقوله الجار طلبت ، ف ﴾»��¬��﴿و ﴾©�»���﴿: ثم بينت مكان القرب بقولها، القرب من رحمة االله طلبت في الأولى قبل الدار ، ف .)٢( أرادت ارتفاع درجتها في جنة المأوى التي هي أقرب إلى العرشأا أو ، ﴾¬�

، طلبت الخلاص والنجاة من فرعون صحبة نجني من : أي، ﴾ ®��¯��°�﴿: وقوله وهو من عطف ، وجبروته وظلمه كفره: أي، ﴾����عمله﴿ثم طلبت النجاة من .شخصه

. الخاص على العام��﴿: وقوله �µ�������´��³��²﴾ ، سألت النجاة عنهم فرعون قوممن : أي ،

، ، وتخاف منهم ناحيتهملا تأمن ، فكانت -تعالى- جملة، لما كانوا يمنعوا عبادة اللَّه ، نجاها أكرم نجاة ف، وقد استجاب االله دعاءها عبادة را ؛ لتصل إلى فسألت النجاة منهم

فكانت معه في مترله الذي هو - �-زوجة أكمل خلقه محمدجعلها و، فرفعها إلى الجنة .)٣( أعلى المنازل

صبر امرأة فرعون على زوجها ، أتبعه بذكر امرأة أخرى صبرت -�-ولما ذكر االله ، وأا كانت على أذى قومها ، حيث نسبوا إليها الفاحشة فبين أا كانت عفيفة طاهرة

��¼���﴿: من المصدقات القانتات المطيعات الله تعالى ، فقال تعالى � � �»� �º�� �¹��¸���É��È��Ç��Æ��Å��Ä��Ã��Â���Á��À��¿��¾��½﴾ .

إن كانت السورة نزلت بعد ،-رضي االله عنها-أيضا تسلية لعائشة أم المؤمنينوفي ذلك ، إن نفسها على ما قال فيها الكاذبونوتوطين . ت فيه بالخطيئة، التي امقصة الإفك . )٤(شيئا ، فلم يضرها ذلك ، فإن مريم عليها السلام امت بذلك كانت قبلها

) .١٠/٢١٦: (البحر المحيط ) (١ . )٣٠/٥٧٥: (مفاتيح الغيب ) (٢ ) .٤/٣٣٥: (، السراج المنير ) ١٨/٢٠٣: (جامع أحكام القرآن : انظر ) (٣ . )١/٥٥٠: (التفسير القيم ) (٤

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥١

وباسمها فيه إظهار لقدرها وكرامتها ، وعلو في ختم السورة بذكرها مفردة أيضا فإن و تسلية للنساء اللاتي لا، وفي ذلك أيضا ، واصطفاء االله لها من بين سائر نساء العالمين شأا

. السابقة النساء اللاتي لهن أزواجحيث ذكرت في الآيات با لأنفسهنييلهن، وتط أزواج

��﴿: وقوله �º�� ولم يسم ، مريم فى القرآن باسمها فى سبعة مواضع ﴾ سميت¸���¹أا ، وأيضا للتنبيه على قامت نفسها فى الطاعة كالرجل الكاملأا لأ ؛غيرها من النساء

.)١( أمة االله إبطالا لعقائد النصارى��﴿: وقوله �»� كانت كالحصن و، عفت عن السوء وجميع مقدماته : أي، ﴾¼�

افزوجها االله تعالى في الجنة جزاء، العظيم المانع من العدو فاستمرت على حالها إلى الممات . )٢(كما تقدم ذكره - �-لها بخير خلقه محمد

لأنه قال؛ إنه أراد بالفرج هنا الجيب : قال المفسرون: قال القرطبي ﴾ ½��﴿: وقوله :﴿� �Á��À��¿��¾﴾ إنما نفخ في جيبها ولم ينفخ في فرجها -�-وجبريل .

��﴿: - تعالى- وكل خرق في الثوب يسمى جيبا، ومنه قوله � �{� �z� �y� �x﴾ ]٦: ق[ .أرسلنا : ﴾¾��﴿ومعنى . ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها

��، ﴿جبريل فنفخ في جيبها �Á��À ﴾ ، روحا من أرواحنا وهي روح عيسى: أي-� - )٣(.

��﴿: وقوله � �Á��À��¿��¾ ﴾ ، إحصان فرجها، بأن كون جزيناها على: أي .)٤(االله فيه نبيا بصفة خارقة للعادة فخلد بذلك ذكرها في الصالحات

���﴿: وقوله �Á��À﴾ عليها السلام-ريم تفخيم لم -تعالى-لى ذاته إفي إضافة الروح - . )٥( كان دون الأسباب المعتادة رحماللأن تكوين المخلوق الحي في و ؛ - �- ولعيسى

. )٢٨/٣٧٨: (والتنوير التحرير: انظر )(١ ) . ٤/٣٣٦: (السراج المنير ) (٢ .) ١٨/٢٠٣،٢٠٤: (جامع أحكام القرآن ) (٣ . )٢٨/٣٧٨: (والتنوير التحرير: انظر ) (٤ ). ٢٨/٣٧٨: (والتنوير التحرير: انظر ، و) ١٠/٧١: (روح البيان : انظر ) (٥

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٢

���Ä﴿: وقوله �Ã�� ﴾ ، وقيل بشرائعه التي شرعها االله لعباده: يعني ، : .، والراجح أا للعموم ه ئأنبياصحفه التي أنزلها على : وقيل ، المراد بالكلمات عيسى

��﴿: وقوله �Å ﴾ الكلمات أعم من المكتوب أن للتفسير، أو : هنا إما العطف .)١( والكتب خاصة بالمخطوط من الأسفار، والمحفوظ من أوامره ووصاياه المتوارثة

االله وقدره أن تحمل من دون ةرادإ، ﴾��Å﴿ـويجوز أن يراد ب« : قال ابن عاشور .)٢(»)وكان كتابا مفعولا(من باب ، مس رجل إياها

﴿��È��Ç��Æ﴾ وأن ، ، والمكثرين من العبادة عداد المواظبين على الطاعة من: ى أإشعار هففي، كن معفيات من عبادات كثيرة هملأن نساء؛ بني إسرائيل شأن ذلك لرجال

لم يقل من ولأجل ذلك، بأن طاعتها لم تقصر عن طاعات الرجال حتى عدت من جملتهم ، فغلب ذكوره على إناثه قنت منكل لأن القنوت صفه تشمل ؛ ، وأيضا ) القانتات(

ا من لأ ؛من نسلهم رهطها وعشيرا الذين كانت ﴾��Èـ﴿يجوز أن يراد بوأيضا .)٣( وكانوا أهل بيت صلاح وطاعة، عليهم السلام رون أخي موسى اهوسليلة أعقاب

) .٢٧٩ /٩: (محاسن التأويل ) (١ ) .٢٨/٣٧٨: (والتنوير التحرير: انظر ) (٢ ) . ٢٨/٣٧٩: (والتنوير التحرير) . ٥/٣٠٥: (، فتح القدير ) ١٠/٧١: (روح البيان : انظر ) (٣

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٣

المطلب الرابع

الموضوع الإجمالي لآياتالتفسير

في هذه الآيات أنه ضرب مثلا يبين حال الكافرين الذين لم ينتفعوا -تعالى- يخبر االله بعظات المؤمنين الصادقين من الأنبياء والمرسلين ، لظلمة قلوم ، وسوء استعدادهم ، وفساد

هما أن ينتفعا ديهما ط ، إذ كانتا في عصمة نبيين يمكنامرأة نوح وامرأة لوبفطرم ، تا ما يدل على ملبتا ذلك ، وعأمعاشهما ومعادهما ، لكنهما ويحصلا ما فيه سعادما في

الخيانة والكفر ، فلم يدفع عنهما قرما من ذينك العبدين الصالحين شيئا ، وحاق ما سوء وفاقا لما اًما عملتاه ، وسيحل ما عقاب االله ، وسيدخلان النار في زمرة داخليها ، جزاء

. به أنفسهما من كبير الآثام وعظيم المعاصي اجترحاه من السيئات ، وما دستا جعل االله حال امرأة فرعون مثلا يبين به أن وصلة المؤمنين بالكافرين لا أنه -�-ثم ذكر

تضرهم شيئا إذا كانت النفوس خالصة من الأكدار، فقد كانت تحت أعدى أعداء االله فى ¦��§��¨��©����ª»��¬��﴿: الدنيا، وطلبت النجاة منه ومن عمله، وقالت فى دعائها

، ونجني من ذات فرعون في أعلى درجات المقربين منك، رحمتكفي مستقر اجعلنى : أي ﴾، . وأنقذنى من قومه الظالمين، ومما يصدر عنه من أعمال الشر،

للذين مثلا -السلام ماعليه -عمران والدة عيسى ةبناأنه جعل حال مريم - �-ثم ذكر بمجرد الدنيا والآخرة ، واصطفاء على نساء العالمين ، في ا أوتيت من كرامة ذلك لمآمنوا ، و

حفظت صلاحها في نفسها مع كوا لا زوج لها صالح ، ولا طالح ، وبالرغم من ذلك فى جيب بأمر من ربه فنفخ جبريل ، -لا كما يتهمها اليهود - ، فرجها وصانته عن الحرام

صدقت بشرائع االله قد ، و -السلامالصلاة وعليه -عيسى درعها فحملت بنبي االله وكلمته . ، وكانت فى عداد القانتين العابدين المخبتين لرم المطيعين له وكتبه التي أنزلها على أنبيائه

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٤

الخامسالمطلب ا ترشد إليه الآياتمم

المباديء والقيم، من الأساليب التربوية سوق النماذج الإنسانية التي تتمثل فيها : أولا فالقضايا الفكرية إذا ذكرت بشكل نظري تأتي باهتة لا تثير الأحاسيس ولا تطلق المشاعر،

، ولكن إذا عرضت من خلال سيرة أناس وقد يظن أا غير قابلة للتطبيق في واقع الحياة . تمثلوها في حيام وعاشوها واقعاً عملياً لا شك أم سيكونون قدوة لمن بعدهم

، والأصل فيها أن من يتصور أن تخون امرأة عقيدة زوجها وهي تعايشه ليلاً واراً: انيا ث، وأن يجد الزوج عندها السلوة والعزاء فيما تكون مكمن سر الزوج ومستودع أماناته

، ولكن صنفاً من البشر يبرز من خلال هذا الأنموذج السيء يلاقيه من عنت الناس وإيذائهمأن القرب من الصالحين لا ينفع من لم : لتتقرر الحقيقة الربانية –وامرأة لوط امرأة نوح –

في العقيدة والقلب ايهد االله قلبه للإيمان، فلا عبرة بالقرب المكاني أو النسبي ما لم يكن قربما عند االله والرغبة فيوبالمقابل إن مباديء الرفعة والتسامي على متع الدنيا وزينتها وحطامها

ثار الباقية على الفانية، تحفظ لأصحاا المكانة عند االله، ولا عبرة بالقرب من أهل السوء وإيما دام الفاصل الشعوري يبعدهم عن بعضهم وكذلك معاني العفة والطهر والنبل والكرامة

���t﴿ والتي تتمثل في الأنموذجين الصالحين، امرأة فرعون ومريم ابنة عمران � �s

v��uw�����{��z��y��x ﴾]١( ]٤٣: العنكبوت(. ما يعير الدعاة إلى االله كثيرو، سلوة للدعاة في كل عصر الغابرين إن في سير : ثالثا

، ويحملون الداعية مسؤولية لأم لا يلتزمون دعوة ولي أمرهم ؛ بأبنائهم ونسائهم وأقربائهمولم يبين ، نعم تكون المسؤولية عليه إن لم يبذل الجهد لإصلاحهم ولم يلتفت إليهم ، ذلك

وهذا ، أما إذا بذل كل ذلك فلم يستجب له فلا ملامة عليه، لهم الحق الذي يحمله للناسلم يستطيعا حمل نبي مرسل - �-وهو من أولي العزم من الرسل، ولوط - �-نوح

) . ٨/٢٥٩: (موسوعة التفسير الموضوعي ) (١

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٥

غير معروفة لنا -عليهما السلام- نت سيرة نوح ولوط هما على الهداية ولئن كاتيجزوا قد تحقق فيهف، ه أبي طالب معروفة بوقائعها مع عم - �-محمد نبينا بالتفصيل فإن سيرة .]٥٦: القصص[﴾ _��`���h��g��f��e�������d��c��b��aسنة االله وحكمته ﴿

يا « : فقال - �-لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه النبي « : قال - �-عن أبي هريرة ف، لولا أن تعيرني قريش: فقال ٠عماه قل لا إله إلا االله أشهد لك ا عند االله يوم القيامة

�`��﴿: نزل االلهأ، ف» ما حمله عليها إلا جزعه من الموت لأقررت ا عينك: يقولون �_

�c��b��a﴾ ١(» الآية(.

، أو يحارا، كما أنه م يلتزم دعوإذن لا ملامة على الدعاة إن وجد في أسرهم من لا فإن قلوب العباد بين أصبعين ، قد يوجد في بيئة علم وصلاح من يغلب عليه الجهل والفساد

.)٢( من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء

دور المرأة في الدعوة وتحمل أعبائها وتمثل المباديء في سيرا الخاصة والعامة بارز : رابعا وعلى الدعاة في العصر الحاضر أن - �-، وفي أحداث سيرة رسول االله آنيفي القصص القر

. يلتفتوا إلى هذا العنصر الهام في الدعوة ولا يغفلوه

لقد اتخذ أعداء الإسلام ما سموه حقوق المرأة ومساواا بالرجل وغير ذلك من : خامسا هائلة على المسلمين لتغيير ثقافة المزاعم مطية لمحاربة الإسلام وأهله، والآن يمارسون ضغوطاً

. ، ومنطلقام الأساسية في ذلك المرأة الأمة ومناهج التعليم

إن يئة المرأة المسلمة الداعية إلى االله، البصيرة بأحكام شرع را، الواعية : سادسا . السلاح الذي ينبغي أن تجابه به مخططات أعداء الإسلامهو لمخطط أعداء الإسلام

الكثير من الوعي والتضحية والاقتداء بنساء في فتيات المسلمين ونسائهم إن : ا سابع . إلا أن يحتجن إلى توجيه وتوعية وتربية فقط السلف الصالح

) . ٢٤: (لإيمان قول لا إله إلا االله ، برقم رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب أول ا) (١ ) . ٨/٢٥٩: (موسوعة التفسير الموضوعي ) (٢

٢، ف١ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٦

لاستعاذة باالله، والالتجاء في دعاء امرأة فرعون دليل على أن ا« : قال الزمخشري: ثامنا .)١(» والمرسلين. سنن الأنبياءالصالحين، وعند المحن والنوازل من سير إليه،

التنبيه للرجال : فوائد متعددة ، منها وامرأة لوط ضرب المثل بامرأة نوح إن في : تاسعا . ، والعذاب الأليم والنساء على الثواب العظيم

.، وفساد الغير لا يضر المصلح العلم بأن صلاح الغير لا ينفع المفسد :عاشرا أن الرجل وإن كان في غاية الصلاح فلا يأمن المرأة، ولا يأمن نفسه، : الحادي عشر

، كما العلم بأن إحصان المرأة وعفتها مفيدة غاية الإفادةو، كالصادر من امرأتي نوح ولوط، )٢(من العقاب الخلاص إلى وسيلة التنبيه على أن التضرع بالصدقو، أفاد مريم بنت عمران

. سبحانه الموفق أعلى وأعلم ، وأعز وأكرم ، وهو واالله

) . ٤/٥٧٣: (لكشاف ا) (١ ) . ٣٠/٥٧٦: (فاتيح الغيب م) (٢

الباب الثاني التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٧

الثانيالـباب في سورة المعارج التناسق الموضوعي

: فصلين على ويشتمل

. المعارج بين يدي سورة : الفصل الأول .تناسقها موضوعات سورة المعارج و :الثاني الفصل

١، ف ٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٨

الفصل الأول المعارج بين يدي سورة

:خمسة مباحث على ويشتمل

، وفضلها ، وعدد آياا ، وتاريخ نزولها ، سورة الاسم : المبحث الأول .ومكيها ومدنيها

. اختصت بهبما سورة المعارج اختصاص :الثاني المبحث .المعارج مقاصد سورة : الثالث المبحث

. الوحدة الموضوعية لسورة المعارج :المبحث الرابع .المعارج مناسبات سورة : الخامس المبحث

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٥٩

لمبحث الأولا

سورة ، وفضلها ، وعدد آياتها ، وتاريخ سورة ، وفضلها ، وعدد آياتها ، وتاريخ الالاسم اسم ..، ومكيها ومدنيها ، ومكيها ومدنيها نزولهانزولها

:خمسة مطالب على ويشتمل

.لها من أسماءذكر سورة ، وما الاسم :المطلب الأول . المعارج أو بعض آياا فضل سورة :المطلب الثاني

.المعارج عدد آيات سورة :المطلب الثالث . تاريخ نزول سورة المعارج :المطلب الرابع

. ومدنيها المعارج مكي سورة :المطلب الخامس

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٠

المطلب الأول من أسماءذكر لها وما ، سورة الاسم

: اسم السورة : أولا وبذلك سميت في أغلب المصاحف ؛ ) المعارج (اشتهرت تسمية هذه السورة بسورة

، ولم أقف على خبر مأثور عن رسول )١(، ومعظم كتب التفسير والسنة المشرقية والمغربية

.صرح فيه بتسميتها ذا الاسم - �-االله

: ورود لفظة المعارج في الآيات الأولى منها في قوله تعالى : ووجه التسمية ذا الاسم

﴿��³��²��±���° ﴾.

ارتقى ، : المعارج من عرج في الدرجة والسلم يعرج عروجا ، أي :معنى التسمية

��µ¶��¸���¹﴿: ارتفع وعلا ، وفي هذه السورة : وعرج الشي فهو عريج

الطريق الذي تصعد فيه الملائكة : ، والمعرج المصاعد والدرج: والمعارج تصعد، : ﴾ أي ...

السلم ، ومنه : شبه سلم أو درجة تعرج عليه الأرواح إذا قبضت ، والمعراج : ، والمعراج

. )٢(ليلة المعراج

: ما ذكر لها من أسماء : ثانيا

:) سأل(سورة ) ١

، فعن -رضوان االله عليهم-في عهد الصحابة ) سورة سأل(أيضا بـهذه السورة عرفت

) . ٢٩/١٥٢: (التحرير والتنوير : انظر ) ١( ) . ٣٢٢-٢/٣٢٠: (لسان العرب : انظر ) ٢(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦١

. )١(»نزلت سورة سأل بمكة «: ابن عباس رضي االله عنهما قال

.﴾¥��¦��§��¨��﴿افتتاح السورة الكريمة ذا اللفظ :ووجه تسميتها ذا الاسم

:) الواقع(سورة ) ٢

، كما ذكرها )٣(، والسيوطي في الاتقان )٢(أورد هذه التسمية السخاوي في جمال القراء

تبعض مصاحف نسخفي ، وقد جاءت هذه التسمية )٦(، والفيروز آبادي )٥()٤(ابن الجوزي

.)٧(ه١٣٤٤سنة تنسخ

علل الفيروز آبادي تسميتها بذلك ؛ لوقوع قوله تعالى فيها :ووجه تسميتها ذا الاسم

:﴿������¨��§﴾)٨( .

. ، وعزاه السيوطي إلى ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي ) ٨/٢٧٧: (الدر المنثور )١( ) . ١٩٦-١/٩٢: (جمال القراء )٢( ) .١/١٧٦: (الاتقان ) ٣( ، والحديث التاريخ في عصره علامة ، الفرج أبو البغدادي، القرشي الجوزي محمد بن علي بن الرحمن عبد :هو )٤(

مصنف، توفي سنة مئة ثلاث نحو له. محالها من) الجوز مشرعة( إلى ونسبته ، ببغداد ووفاته مولده ، التصانيف كثير . )٣١٦/ ٣(: للزركلي الأعلام: انظر . هـ٥٩٧

، ) ٤/٣٣٥: (في علم التفسير د المسير زا: انظر )٥(من أئمة اللغة : الفيروزآباديمحمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر، مجد الدين الشيرازي : هو ) ٦(

وانتقل إلى العراق، وجال في مصر والشام، ودخل بلاد . من أعمال شيراز) بكسر الراء وتفتح(والأدب، ولد بكارزين ٨١٧الروم والهند، وانتشر اسمه في الآفاق، حتى كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير، وتوفي في زبيد سنة

/ ٧(: الأعلام للزركلي : انظر ). بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز(و) س المحيطالقامو(هـ أشهر كتبه ١٤٦( .

، الدمام ، دار ابن ) أصلها رسالة ماجستير(منيرة محمد الدوسري ، / اء سور القرآن وفضائلها، للدكتورة أسم) ٧( ) .٤٨٤: (ه ١٤٢٦الجوزي،

) .١/٤٨٠: (بصائر ذوي التمييز ) ٨(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٢

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٣

المطلب الثاني

ما ورد في فضل سورة المعارج أو بعض آياا

، إلا أا بلا شك داخلة - �-لم يثبت في فضل سورة المعارج حديث صحيح عن النبي

. ، ولسوره ، وحروفه -�-في عموم الفضل المسند لكتاب االله

في الحديث - �-كما أا داخلة في الفضل المخصص لسور المفصل الذي خص به النبي

سورة (واه واثلة بن الأسقع رضي االله عنه ، وقد تقدم وروده في الباب الأول الذي ر

. )١(» وفضلت بالمفصل «: ، والذي فيه ) التحريم

) . ٤٢: ( انظر الصفحة )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٤

المطلب الثالث عدد آيات سورة المعارج

آي سورة المعارج هي ثلاث وأربعون آية ، في عد الشام ، وأربع وأربعون في عد غيرهم

.

﴾، عده غير ¾��¿����À﴿: فيه من هذا العد موضع واحد وهو قوله تعالى فالمختلف

. الدمشقيين آية ، وتركه الدمشقيون

عدم المشاكلة ، وعدم عد مثله في القرآن ، : انقطاع الكلام ، ووجه الترك :ووجه العد

. )١(وليس فيها مشبه الفاصلة

المحرر الوجيز في عد آي الكتاب العزيز و، ) ٦٦: (الفرائد الحسان ، و) ٢٥٤: (البيان في عد سور القرآن : انظر ) ١( ) . ٧٥: (، وسعادة الدارين في بيان وعد آي معجز الثقلين ) ١٦٨: (

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٥

المطلب الرابع المعارجاريخ نزول سورة ت

في ترتيب نزول السورالثامنة والسبعون هي السورةو، ، المكية من السور المعارج سورة

.) ١(وقبل سورة النبأ، نزلت بعد سورة الحاقة

ومما يدل على مكيتها عناية السورة بتصحيح وتقرير العقيدة ، التي هي من سمات

المكية ، وكذلك عالجت السورة ما كان عليه أهل مكة من إنكار لليوم وخصائص السور

به والمنكرين لذلك الآخر، وما فيه من البعث والحساب والجزاء ، مع بيان صفات المؤمنين

. ، وحالهم فيه اليوم

.لترتيب الزماني لسور القرآن الكريم كاملة ليس هناك دليل صحيح على هذا ا: ، قلت ) ١/٩٧: (الاتقان ) ١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٦

المطلب الخامس المعارج ومدنيهامكي سورة

رضي االله -فعن ابن عباس اتفق العلماء على أن سورة المعارج مكية بجميع آياا ،

. )١(»نزلت سورة سأل بمكة «: قال -عنهما

. )٢(»سورة المعارج مكية باتفاق«: وقال القرطبي

.)٣(» وهي مكية لا خلاف بين الرواة في ذلك سورة المعارج«: وقال ابن عطية

��f��e���d��l﴿ وشذّ من ذكر أنّ آية، بالاتفاق وهي مكّيةٌ« : ابن عاشور قالَ و

��gh ﴾٤(»ة مدني( .

. ، وعزاه إلى ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي ) ٨/٢٧٧: (الدر المنثور )١( ) . ١٨/٢٧٨: (الجامع لأحكام القرآن الكريم ) ٢( ) . ٥/٣٦٤: (المحرر الوجيز )٣( ) . ٢٩/١٥٢: (التحرير والتنوير : انظر )٤(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٧

المبحث الثاني

اختصاص سورة المعارج بما اختصت به

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٨

اختصاص سورة المعارج بما اختصت به

الموضوعات لقد اختصت سورة المعارج من بين سائر سور القرآن الكريم بعدد من .والجمل والألفاظ

: أبرز ما اختصت به سورة المعارج من موضوعات ، ما يلي : أولا . سؤال سائل واحد عن عذاب االله تعالى - . وصف االله تعالى بذي المعارج ، وبرب المشارق والمغارب - . عروج الملائكة والروح إلى رم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة - : وصف النار بأوصاف لم ترد في غيرها من القرآن منها ، قوله تعالى -﴿i��h��g��f��e���d��c���b��a���`��_��^��]�����\ ﴾ . : قوله تعالى وصف الإنسان بأوصاف لم ترد في غيرها من القرآن ، منها -﴿y��x�����w��v��u��t��s������������r��q��p��o���n��m������l��k ﴾ . وصف كفار مكة بأوصاف في الدنيا والآخرة لم ترد في غيرها من القرآن منها قوله - : تعالى﴿��Ú��Ù���Ø��×�����Ö��Õ��Ô���Ó��Ò﴾ ،﴿��b��a��������`��_���^������]����\��[���c﴾.

: من جمل وألفاظ ما يليالمعارج ومن أبرز ما اختصت به سورة : ثانيا . ﴾¥��¦��﴿: قوله تعالى

. ﴾��³��²﴿: وقوله تعالى

.﴾��µ¶��¸����¹﴿: وقوله تعالى

. ﴾��À��¿��¾���½�������¼����»���º﴿: وقوله تعالى

. ﴾��Ä��Ã�������Â﴿: وقوله تعالى

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٦٩

.﴾�����Ð��Ï��Î��Í﴿: وقوله تعالى

. ﴾��Ù��Ø���×��Ö﴿: وقوله تعالى

.﴾��Ù﴿: وقوله تعالى

.﴾��â��á﴿: وقوله تعالى

.﴾��é��è��ç﴿: تعالى وقوله

. ﴾��E��D������C﴿: وقوله تعالى

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٠

المبحث الثالث

مقاصد سورة المعارج

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧١

مقاصد سورة المعارج

التي والأجواءالظروف أتطرق إلى ينبغي أن ،سورة المعارج صدامقالحديث عن قبل دفالهوالكلي قصدالم أمامة واسعأبواباً لنا فتحت قد بمعرفتهاه لأن ؛ ةالسور هذهنزلت فيها

. أنزلت من أجلهالرئيس الذي بالإجماع أن السورة مكية في حديثنا عن مكية السورة ومدنيتها ومذكور لوممع هو فكمافي وقت كان الاهتمام التشريعي منصبا آنذاك لتقرير العقيدة في نفوس المؤمنين نزلت ا، وأ

شبهات وتساؤلات الكفار والمشركين ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الغيبي ، والرد على . وهو اليوم الآخر وما فيه من البعث والنشور والحساب والجزاء للمؤمنين والكفار

اليوم « : ولهذا فإنه يمكننا القول بأن المقصد الأعظم من هذه السورة هو بيان حقيقة .» له ومآلهم فيه به والمنكرينالآخر وصفات المؤمنين

ار من كفر ا وتصوير عظمتها بعظمةذنإمقصودها إثبات القيامة و« : قال البقاعي لمن كذبه من الصغار والذل والتبار، ودل على ، بما وتسلية المنذر ا املكها وطول يومه

لا بد منها وجوب وقوعها سابقا بما ختمه بتسميتها في السورة الماضية بالحاقة تنبيها على أنه والتتره عما في إهمالها ، ثنائها أوالعلم في ، لها و، ودل على ذلك بالقدرة في أ ولا محيد عنها

.)١(» من النقص في آخرها، وإثبات حوت من الأغراض ديد الكافرين بعذاب يوم القيامة« : وقال ابن عاشور

وويل دار العذاب وهي ووصف شيء من جلال االله فيه، ، ووصف أهواله، ذلك اليوم ومقابلة ذلك بأعمال المؤمنين التي أوجبت لهم دار ، استحقاق عذاا وذكر أسباب ،جهنم

.)٢( » وهي أضداد صفات الكافرين، الكرامة

) . ٣/١١٩: (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور )١( ) . ٢٩/١١٩: (التحرير والتنوير : انظر )٢(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٢

وما فيها ، في سورة المعارج هو تقرير حقيقة الآخرة الاتجاه الرئيس «: وقال سيد قطب .)١(» ة فيهافحقيقة الآخرة هي الحقيقة الرئيس ، ، وموازين هذا الجزاء من جزاء

مرتبطة كلها ارتباطا مباشرا ذا ويمكن إجمال ما تناولته السورة من مقاصد فرعية

: في النقاط التالية المقصد الكلي

، وبيان مظاهر قدرته التي لا يعجزها شيء ، وأن كل -تعالى-التذكير بعظمة االله :أولا رى هذا المقصد واضحا من بداية السورة يخرج عن إرادته ومشيئته ، وتن لا ما في هذا الكو

. إلى ايتهافي اليوم الموعود ، وقد جاء هذا المقصد في -تعالى-التأكيد على وقوع عذاب االله :ثانيا

��﴿: بداية السورة وفي ايتها ، قال تعالى �¨��§��¦��¥����¯��� � �®��¬��«��ª��©

��������c��b��a﴿: ، وقال تعالى ﴾��³��²��±���°´�� �� � �`��_���^������]����\��[h��g�����f��e��di��o��n��������������m��l���k��j ﴾.

- �-بيان صورة من صور الهزء والسخرية التي كانت تبدو من الكفار نحو النبي :ثالثا . ، والتنديد بأفعالهم ، ويظهر ذلك في افتتاحية هذه السورة بسؤال الكفار العذاب

.واستهزائهم المشركينأذى تسليته على ما يلقاه من ، و - �- تثبيت النبي :رابعا في الضراء والسراء، وما طبعت عليه من صفات س البشرية والنفتقرير وتصوير :خامسا واليوم الآخرين ، المحافظين على أداء الحقوق التي فرضها االله عليهم ، باهللالمؤمنين ، وأن

��﴿: مستثنون من تلك الطبائع ، وذلك في قوله تعالى � �l��k�� �������r��q��p��o���n��m��|���{���z��y��x�����w��v��u��t��s....﴾.

�������C��B��A﴿: ، قال تعالى تحذير المشركين من استئصالهم وتبديلهم بخير منهم :سادسا ��Q��P���O��N���M���L������K��J��I��H��G��F��E��D﴾.

. بتصرف ) ٣٦٩٤- ٦/٣٦٩٣: (في ظلال القرآن : انظر )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٣

ومن ثم كانت الحقائق الأخرى في السورة كلها متصلة اتصالا مباشرا « : قال سيد قطب ، من ذلك حديث السورة عن الفارق بين حساب االله في أيامه ، بحقيقة الآخرة فيها

����º﴿: وحساب البشر، وتقدير االله لليوم الآخر وتقدير البشر �¹� �¸��¶��µ

��Ì��Ë��Ê��É��È��Ç���Æ���Å��Ä��Ã��� � � � �Â��Á��À��¿��¾���½���� � � �¼�� � �»

ومنه ذلك الفارق بين النفس البشرية في الضراء والسراء في ، وهو متعلق باليوم الآخر ﴾...ومنه غرور الذين ، وهما مؤهلان للجزاء في يوم الجزاء. حالتي الإيمان والخلو من الإيمان

نعيم، مع هوام على االله وعجزهم عن التفلت الكفروا وطمعهم أن يدخلوا كلهم جنات وهكذا تكاد السورة تقتصر ، وهو متصل اتصالا وثيقا بمحور السورة الأصيل ، من عقابه

مع تنوع . قرارها في النفوسالتي تتصدى لإى حقيقة الآخرة وهي الحقيقة الكبر على . )١(» اللمسات والحقائق الأخرى المصاحبة للموضوع الأصيل

. بتصرف ) ٣٦٩٤- ٦/٣٦٩٣: (في ظلال القرآن : انظر )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٤

المبحث الرابع

الوحدة الموضوعية لسورة المعارجالوحدة الموضوعية لسورة المعارجالوحدة الموضوعية لسورة المعارجالوحدة الموضوعية لسورة المعارج

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٥

الوحدة الموضوعية لسورة المعارج

من آياا ، هذه السورة الكريمة والتدبر في كل آية سياق آيات في النظر بعد التأمل ووجدت أا سورة تتميز بسياقها الخاص ، وتناسق موضوعاا الفريد ، مما يسوغ القول بأن

.لها وحدة موضوعية واضحة

وآيات السورة متوازنة منسجمة مما يسوغ القول بترولها دفعة واحدة« :قال دروزة «)١(.

إلى ثلاثة موضوعات ، الكريمة على إثر ذلك التأمل والتدبر سورة هذه القسمت وقد : وقد جاءت على النحو التالي

. » اليوم الآخر وحال ارم فيه « : الموضوع الأول

.» صفام وحالهم فيه ن باليوم الآخر والمؤمن « : الموضوع الثاني

.» وبعض أحوالهم المنكرون لليوم الآخر « :الموضوع الثالث

عالجت وبالنظر إلى هذه الموضوعات الثلاثة بتمعن ، يمكن القول أن السورة الكريمة إثبات وجود اليوم الآخر وما فيه من الأحداث والأهوال يدور حول رئيسا واحدا موضوعاً

. وصفات المؤمنين به والمنكرين له ومآل كل منهم

من أن السياق يظهر جانبا ، وفي أول موضوعاا في مطلعها ىرأالسورة الكريمة فرد عليهم بما يو ، من بعث وثواب وعقاب - �-استهزاء المشركين بما أخبرهم به النبي

، وأحداثه عظيمه ، وأن أهواله شديدة ، وأنه واقع ؤكد أن يوم القيامة حقييكبتهم، حيث

) . ٥/٣٩٢: (التفسير الحديث )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٦

ليه وبأعز ، ومن ذلك ما يحصل من ارم عند رؤيته للعذاب من الافتداء بأقرب الأقربين إ: الأشياء إلى نفسه، لكي ينجو من عذاب ذلك اليوم ، ولكن هيهات هيهات ، قال تعالى

﴿�� � ¨� � §� � ¦� � ¥� �� � ª� � ©�°� ¯� � ®� � ¬� � «

� � � � �¼� �»�º¹¸¶µ´³²±�������Â��Á��À��¿� �¾�� �½

������Ô��Ó��Ò��Ñ������Ð��Ï��Î��Í��Ì��Ë��Ê��É��È��Ç���Æ���Å��Ä��Ã

� � �Ú� �Ù��Ø� � �×� �Ö� �Õ �AB� ����K� � �J� �I��H��G� �F�� �E� �D��CZ��Y��X��W��V���U��T��S��R����Q��P��O��N��M��L[����_��^��]�����\

��i��h��g��f��e���d��c���b��a���`j����s������������r��q��p��o���n��m������l��k��y��x�����w��v��u��t﴾.

في - تعالى- أداء حقوق االله، وعلى دح المحافظين على صلامبعد ذلك لميأتي البيان ثم ، بالإيمان والعمل الصالح هويستعدون ل ،بذلك اليوم الآخر يؤمنون فهم ، الأموال والفروج

���a��`��_��~��}��|���{���z﴿: وأن مآلهم الجنات في ذلك اليوم ، قال تعالى ��s��r��q��p����o���� ��n���m��l��k��j��i��h��g��f��e���d��l��b

��w��v��u��t����~��}��|����{��z���y��x�������¦���¥��¤��£��¢����¡�³��²���±�°�¯®��¬�«�ª�©¨���§´���¼��»��º��¹��¸��¶��µ

�Ê��É���È��Ç��Æ��Å��Ä��Ã��Â���Á��À��¿��¾���½���Î��Í��Ì��Ë﴾.

، حال هؤلاء المنكرين لليوم الآخر وذلك بذكر ، في آخرها -�-النبي تسلية وتـأتي التي لا يعجزها شيء ، وأن إعادة وبعث أجساد -�-ثم تذكر الآيات مظاهر قدرة االله

بترك هؤلاء المنكرين - �-هؤلاء الكفار أهون عند االله من خلقهم، ثم تأمر الآيات النبي من فيه يخرجون سرهيبا للبعث يخوضون ويلعبون في دنياهم، فإن في انتظارهم يوما عصيبا

، آثار الخشوع والخضوع بدت على أبصارهمقد لمحشر مسرعين ، قبورهم إِلى أرض االقوية ، لهول العذاب الذي وطأا ب أكت نفوسهم، والشديدة ذلة واستولت عليهم الم

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٧

يواجهونه في ذلك اليوم الذي لم يعملوا له حسابا، ولم يصدقوا به ، وها هو قد جاءهم ��﴿: في الدنيا ، قال تعالى بالعذاب الذي كانوا يسألونه ، ويتوعدون به � � � � �Ñ�� � �Ð��Ï��Ò

ä��ã��â��á����à��ß���Þ��Ý��Ü��Û��Ú��Ù���Ø��×���� �Ö��Õ��Ô���Óå��������æ� � �ê��é��è��ç���O��N� � �M�� �L� � � � � �K��J� �I� �H��G��F� �E��D��� � � �C� �B��A

��_���^������]����\��[��Z��Y���X������W����V��U��T��S��R��Q��P�����`��a�b�h��g�����f��e��d���ci������m��l���k��j����o��n﴾.

يرى أا تركز من أول موضوعاا ، إلى آخرها ، ، المتدبر في هذه السورة الكريمةفما و، التذكير بأهواله وشدائده، و الآخراليوم حقيقة الحديث على موضوع واحد وهو بيان

. ومآل المؤمنين به والمنكرين له ، وجزاء فيه من حساب

في عمومها جاء البيان فخلاصة القول في الوحدة الموضوعية للسورة ، أن هذه السورة ، الأساس الذي هو محورها ، الآخر باليوم التذكير في، ، وعقداً منتظماً نسقاً واحداً

.ومقصدها العام

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٨

المبحث الخامس

سورة المعارجسورة المعارجسورة المعارجسورة المعارجمناسبات مناسبات مناسبات مناسبات

:ويشتمل على أربعة مطالب

. المعارج لما قبلها وما بعدهامناسبة سورة :المطلب الأول . المعارج لموضوعاا سورة اسم مناسبة :المطلب الثاني

. المعارج لموضوعاا سورة فاتحة مناسبة :المطلب الثالث . المعارج لخاتمتها سورة فاتحة مناسبة : المطلب الرابع

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٧٩

الأولالمطلب مناسبة سورة المعارج لما قبلها وما بعدها

: مناسبة سورة المعارج لسورة الحاقة التي قبلها : أولا مماسورة المعارج والحاقة ، بين ةيالتناسق وابطوالر، التناسبية اتريب أن فهم العلاق لا

واضحا اوتناسق وشائج هناك أننلحظ أن يمكنو ، أدق لجوهر السورة نفسها يعين على فهمٍ، وأيضا )١(بينهما، وخاصة أن بعض العلماء ذكر أن نزول سورة المعارج بعد سورة الحاقة

فإن محور كل منهما يتناول الحديث عن اليوم الآخر وما فيه من البعث والنشور والحساب والجزاء ، ففي الحاقة التركيز على أحوال وتغيرات الكون في اليوم الآخر ، بينما في المعارج

: ثلاثة جوانب منوسأتناول ذلك جاء التركيز على حال الإنسان نفسه في اليوم الآخر ، :مناسبة فاتحة السورتين : الجانب الأول

��������¡��¢��£������¤��¥��¦��§��﴿وويل شأنه افتتحت سورة الحاقة بذكر اليوم الآخر

��©� � ﴾ ، وهذا ما بين وفصل في فاتحة سورة المعارج ، من خلال ذكر ملك ومالك ¨����µ﴿: العذاب في ذلك اليوم ، والمتصرف فيه ، قال تعالى �´� �³��²� �±� � �°

��Á��À��¿��¾���½�������¼����»���º��¹��¸��¶ كما جاء بيان مقدار ذلك ،﴾ . )٢(﴾��Á��À��¿��¾���½�������¼����»���º...﴿: اليوم في قوله تعالى

:مناسبة فاتحة سورة المعارج لخاتمة سورة الحاقة : الجانب الثاني �﴿: اختتمت سورة الحاقة بقوله تعالى �¡� ��¤� � � � � � �£� � ﴾ ، ومن المعلوم أن ¢�

، - تعالى-ن المشركين لم يكونوا يترهون االله إ، وحيث » تتريه االله تعالى«: التسبيح معناه جاء في افتتاحية سورة المعارج ما يدل على ذلك ، بل كانوا يشكون في قدرة االله تعالى

) . ١/١٩: (الاتقان )١( ) . ١٢٩: (جواهر البيان في تناسب سور القرآن )٢(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٠

وبالتالى فهم يسألون سؤال من هو منكر لذلك اليوم الذي هو من مظاهر قدرة وحكمته ، . ﴾¥��¦��﴿: وحكمته ، قال تعالى -تعالى-االله

لما ختم أمر الطامة الكبرى في الحاقة حتى ثبت أمره، وتساوى سره «: قال البقاعي بين المحسن وجهره، ودل عليها حتى لم يبق هناك نوع لبس في وجوب التفرقة في الحكمة

ه من أمور العمال بعد أن أخبر أنه فللكمال فيما نتعار نافترك ذلك م والمسيء، وختم بأنّ، ما فهمه حق فهمه عن شيء يدل على أن السائلَ يعلم أن منهم مكذبين، وكان السائلُ

�﴿: ب في أول هذه ممن سأل عنها فقال، عجِ ولا اتصف بحقيقة علمه ودل على أنه ﴾¥� .)١(»يسأل عنها إلا واحد من العباد لكان جديراً بالتعجب منه والإنكار عليه بالإفرادلو لم

:مناسبة موضوعات السورتين : الجانب الثالث ، ر من عذاب ونكال يوم القيامةافالكعموم ما يلقى ع سورة الحاقةجاء الحديث في )أ

لما و، وأم يسحبون فى سلاسل إلى النار، ويسجرون فيها، ثم يطعمون غسلينها وزقومهالأم لا ؛ ، والتحدى إلا الهزء والسخريةي مكة مشركهذا الحديث لا يلقى من كان

البعث ه من ومن ثم فلا يصدقون بما وراءأصلا بذلك اليوم الذي يكون فيه العذاب، يؤمنون . كذبين بيوم القيامةلملهؤلاء امتوعدة بالعذاب » المعارج«جاءت سورة ،زاءالجساب ووالح

ذكر في سورة الحاقة ما سيحصل من حوادث كونية ، ففيما يتعلق بالسماء )ب﴿� �u�� �t��s��r��q��p﴿ وفي سورة المعارج ﴾� � � � �Ð��Ï��Î��Í�Ñ ﴾

�وأما الجبال ففي سورة الحاقة ﴿ �k� �j� �i� �h� �g� �f� �eوفي سورة ، ﴾ . ﴾ �ÕÔ��Ó��Òالمعارج ﴿

) . ٢٠/٣٨٩: (نظم الدرر )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨١

في كلتا السورتين ذكر للأقوام المكذبة ، وما آل إليه حالهم ، ففي سورة الحاقة ذكر ) جللأقوام المكذبة من الأمم السابقة ، وفي سور المعارج ذكر للمكذبين من هذه الأمة بيوم

.البعثفي كلتا السورتين تعريض بكبار مشركي قريش ، ففي سورة المعارج ذكر لما يتحسر ) د

�﴿: عليه المكذبون بعد البعث ، قال تعالى �� �i��h��g وقال في سورة الحاقة ذاكرا ، ﴾ . ﴾ Ç��Æ���Å��ÄÈ���É﴿ : حسرة المكذبين

: لحاقة قال تعالى السورتين ذكر لصفات المشركين المكذبين ، ففي سورة ا كلتافي ) ه﴿�è��ç��æ� �å��ä��ãâ��á��à��ß� �Þ� � �Ý�� �é وفي سورة المعارج قال ، ﴾

﴾ وفي ذلك إشارة إلى أن الكافر لم يمنع المال عن مستحقيه إلا ��f��e���d��c���b﴿: تعالىفي سورة المعارج ، فقال عن المؤمنين -�- ليجمع أكبر قدر منه ، وهذه الصفة نفاها االله

. )١(﴾ ��k��j��i��h��g��f��e���d��c﴿: تعالى لما انطوت سورة الحاقة على أشد وعيد وأعظمه اتبعت « : قال الإمام أبو جعفر ابن الزبير

¥��﴿: ذلك واستبعده، إذ هو مما يلجأ إليه المعاند الممتحن فقال تعالى بجواب من استبطأ��C﴿، ثم ذكر حالهم إذاك ﴾ ��Ì��Ë��Ê��É��È��Ç���Æ﴿: إلى قوله ﴾¦��§��¨�

���J��I��H��G��F���E��D﴾ثم أتبع بأن ذلك لا يغني عنه ولا يفيده . اتالآي﴿�����\�﴿ثم ختمت السورة بتأكيد الوعيد وأشد التهديد ﴾ [�� �T��S��R﴾ إلى قوله﴿��j

���o��n��������������m��l���k ﴾٢(» ذلك يوم الحاقة ويوم القارعة: أي(.

) . ٨/٣٧٣: (موسوعة التفسير الموضوعي )١( ) . ٣٤٦: (البرهان في تناسب سور القرآن )٢(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٢

: مناسبة سورة المعارج لسورة نوح التي بعدها: ثانيا ها تتضح أكثر من ، ولعلجلية وواضحة المعارج ونوح تيبين سورالصلة والمناسبة إن

:خلال الجوانب التالية :مناسبة فاتحة السورتين : الأول الجانب

﴾©��¥��¦��§��¨�������﴿: افتتحت سورة المعارج بسؤال الكفار للعذاب ، قال تعالى نذار قومه من قبل أن إب -عليه الصلاة والسلام-لنوح تعالى وجاءت فاتحة نوح بأمر االله

�����z��y��x��w}���|��{��~�...﴿ :، قال تعالىأتيهم عذاب أليمي � � �v��u ﴾ وفي ،هذه الفاتحة تنصيص على العذاب من دون تحديد لمكانه ، هل هو العذاب الدنيوي أو

. ا الأخروي ، أو الاثنين مع -�-أنه : أكثر ما ظهر لي في وجه اتصالها بما قبلها بعد طول الفكر« : قال السيوطي

�﴿": سأل"لما قال في � �M���L���� � �K��J��I��H��G��F﴾ قوم نوح، المشتملة على عقبه بقصةفوقعت موقع الاستدلال ، ؛ بحيث لم يبق منهم ديار وبدل خيرا منهم آخرهم عن إغراقهم

موقع الاستدلال " ن"والاستظهار لتلك الدعوى، كما وقعت قصة أصحاب الجنة في سورة هذا مع تآخي مطلع السورتين في ذكر العذاب الموعد به ، والاستظهار لما ختم به تبارك

.)١(» الكافرين :مناسبة خاتمة المعارج لفاتحة نوح : الجانب الثاني

اختمتت سورة المعارج بالتأكيد على وجود البعث ، وأن المشركين سيخرجون ذلك قال ، ، والخشوع باد على أبصارهم اليوم الموعود الذي أنكروه وكذبوه ، والذلة تغشاهم

��b��a��������`��_���^������]����\��[��Z��Y���X������W����V��U��T��S��R﴿: تعالى h��g���� �f��e��d���ci��j���� �m��l���k��n﴾ ثم افتتحتت سورة نوح بمثال من

���p﴿: ، قال تعالى الأمم السابقة التي كذبت ذلك اليوم الموعود وأنكرت وجود البعث ��d����� �c���b��a��`��_��~��}��|���{��z��y��x��w���� ��v��u��t���s��r��q

) . ١٢٩: (تناسق الدرر في تناسب السور )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٣

��e﴾. :مناسبة موضوعات السورتين : الجانب الثالث

لما كان محور سورة المعارج هو اليوم الآخر وصفات المؤمنين به والمنكرين له ، جاء )أالحديث في سورة نوح عن الفريق الذي أنكر اليوم الآخر ، وعرضت نماذج من سلوكهم وأخلاقهم مع نبيهم والتي لا تبعد كثيرا عن تصرفات المنكرين له في كل زمان ومكان ،

ذلك ذكرت السورة عقاب قوم نوح في الدنيا والآخرة ، ومنهم مشركو مكة ، وبعد . تعريضا بمشركي قريش ، علهم يرتدعون ويأخذون العبرة من هذه السورة

�Ã�Â��Ä﴿:في قوله تعالى بالصبر المعارج في سورة- �-لما أمر االله تعالى نبيه )ب

Å﴾ وجليل الإغضاء في قوله :﴿��T��S��R ﴾ أتبع ذلك بذكر قصة نوح-� - لأنه ؛ حاله في طول مدة التذكار والدعاء : من خبره وخص، وتكرر دعاء قومه إلى الإيمان

في غير هذا -�-كما قيل له ، ليتأسى به في الصبر والرفق في الدعاء ؛ المقصود في الموضع .)١(]٣٥: الأحقاف[﴾¼��½¾���¿�������Â��Á��À﴿: الموضعبيان موقف مشركي مكة من دعوة عقب - والسلام عليه الصلاة-ورود قصة نوح )جوالمؤمنين معه ، فلا ينبغي الاغترار بكثرة العدد ، فقوم - �-فيه تسلية النبي- �-النبي ما آمن منهم إلا قليل ، ومع ذلك فإن الغلبة والنصر في الدنيا كانا لمن آمن - �-نوح . منهمأدلة تفصيلية عليه ، وقد ذكرت سورة المعارج قضية البعث ، ولم تسهب في ذكر )د

��Q��P﴿: تولت سورة نوح تفصيل ذلك من خلال اثبات قدرة االله تعالى بدءا من قوله تعالى

��Z��Y��X��W���V��U��T��S���R إلى قوله تعالى ﴾ :﴿������v���u��t��� �s��r

��w ﴾ . المنكرين لليوم الآخر سورة المعارج في معرض الرد على المشركين في - �-ذكر االله )ه

) . ٣٤٧: (البرهان في تناسب سور القرآن )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٤

���äå﴿وما فيه من البعث � �ê��é��è��ç��� � � �æ نوح جاء قوله تعالى ﴾ وفي سورة :﴿��Z��Y��X��W ﴾ لال على قدرة االله تعالى ، وهو على وجازته أكثر في الاستدوذلك

. )١(تفصيلا مما في سورة المعارج

الثانيالمطلب مناسبة اسم سورة المعارج لموضوعاا

المعارج ، وسأل ، : وهي : أن للسورة ثلاثة أسماء ، )٢(ذكرت في مبحث أسماء السورة . والواقع

ويمكن استنباط المناسبة من هذه الأسماء الثلاثة وبين الموضوعات الثلاثة التي وضعتها إن التسميات الثلاثة المذكورة للسورة كلها راجعة إلى تسمية : للسورة الكريمة بأن يقال

تدل على أن الأمر ) سأل(وذلك أن التسمية الثانية ) عارجالم(حدة وهي التسمية الأولى واالمسؤول عنه أمر خطير ، وهول عظيم ، ينبغي بيانه ، وهو اليوم الآخر ، وما يكون فيه من

. صفة لذلك اليوم الذي لا شك في وقوعه ) الواقع(العذاب ، وكذلك التسمية الثالثة من خلال معرفة ما للسورة ،الأساس باط علاقة التسمية الأولى بالمحور ولهذا يمكن استن

ورد في الآيات أن اليوم الآخر فيه معارج ومصاعد أعدها االله لملائكته ، ودرجات عالية .لعباده المؤمنين

يتضح من خلال أا »اليوم الآخر وحال ارم فيه «: وعلاقتها بالموضوع الأول وهو . ال اليوم الآخر وما يكون فيه حال ارم تتحدث عن أهو

يتضح »صفام وحالهم فيه باليوم الآخر المؤمنون «: وعلاقتها بالموضوع الثاني وهو من خلال أن تلك الصفات المذكورة للمؤمنين هي التي أهلتهم لتبؤ الدرجات العالية في

.الجنة

) . ٨/٣٨٨: (فسير الموضوعي موسوعة الت )١( ) .١٤٧-١٤٦: (في صفحة ) ٢(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٥

ضح من يت »وبعض أحوالهم ليوم الآخر المنكرون ل«: وعلاقتها بالموضوع الثالث وهو .خلال ذكر الشيء وضده ، وأم في دركات لا درجات

" المعارجوالواقع وسأل "ها ائكل من أسموعلى هذا المقصد دل «: ولهذا قال البقاعي . )١(» أنسب ما فيها للدلالة على ذلك يوه

) . ٣/١٢١: (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور )١(

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٦

الثالثالمطلب مناسبة فاتحة سورة المعارج لموضوعاا

اليوم الآخر وصفات المؤمنين به تتحدث عنموضوعاا بجميع المعارج إن سورة

، فجاءت فاتحتها تتحدث عن سؤال المشركين عن العذاب وبعض أحوالهم والمنكرين له،

��﴿: الذي يقع عليهم في اليوم الآخر ، قال تعالى � � � � � � �¨��§��¦��¥��� ���¬��«��ª��©

�±���°��¯���� �®�¶��µ��´��³��²���¾���½����� � �¼��� �»���º��¹��¸

��Ñ������Ð��Ï��Î��Í��Ì��Ë��Ê��É��È��Ç���Æ���Å��Ä��Ã�������Â��Á��À��¿

��Ù��Ø���×��Ö��Õ������Ô��Ó��Ò ﴾.

هذه الفاتحة إشارة إلى عدم اقتناع هؤلاء الكفار بوجود اليوم الآخر وما فيه من ففي

أن ذلك العذاب - �-والحساب والجزاء ، بل والسخرية منه والاستهزاء به ، فأكد البعث

أنه في الحقيقة ، وأم يرونه بعيدا إلاذلك اليوم مقداره خمسين ألف سنة واقع م، وأن

، ثم ذكرت الفاتحة بعض المقدمات التي تحصل قبل ذلك ، من تحول السماء قريب ليس ببعيد

فيه الجميع ، ولا يخاف ويرعب الجبال كالعهن ، وأن ذلك اليوم إلى المهل ، وصيرورة

.يستطيعون الحديث حتى مع أقرب الأقربين إليهم

المعارج سورة فخلاصة القول في مناسبة فاتحة سورة المعارج لموضوعاا ، أن وحدة

الموضوعية اتضحت من خلال فاتحتها ، وأن جميع موضوعاا مستمدة منها ، ومن مضامين

.تلك الفاتحة

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٧

١، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٨

الرابعالمطلب مناسبة فاتحة سورة المعارج لخاتمتها

إن مناسبة افتتاحية سورة المعارج بخاتمتها واضحة جدا ، حيث بدأت بوعيد للكفار

����©����ª»��¬��﴿: المنكرين لليوم الآخر بعذاب واقع ، قال تعالى � � � � � � � �¨��§��¦��¥

��¾���½����� � �¼��� �»���º��¹��¸��¶��µ��´��³��²��±���°��¯���� �®

� �Á� �À� : ﴾ وختمت ببيان حالهم ومآلهم في ذلك اليوم الموعود ، حيث قال تعالى ¿�

﴿���c��b��a������ ��`��_���^������]����\��[��Z��Y���X������W����V��U��T��S��R

���f��e��d��h��gi����n��������������m��l���k��j ﴾.

. )١(» بدئت بالوعد بيوم القيامة وختمت به « : قال السيوطي

بالصبر الجميل على ما يلقاه - �-وأيضا فإنه جاء في افتتاحية السورة الكريمة أمر النبي

له وفي خاتمتها أمر﴾ Ä��Ã��Â�Å﴿: من المشركين المنكرين لليوم الآخر ، قال تعالى

��R﴿: بتركهم يخوضون ويلعبون حتى يجدوا جزاءهم في ذلك اليوم الموعود ، قال تعالى

��Z��Y���X������W����V��U��T��S﴾ .

) . ١٧٠- ١٦٩: (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع )١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٨٩

الثانيالثانيالثانيالثاني الفصلالفصلالفصلالفصل هاهاهاهاتناسقتناسقتناسقتناسقوووو المعارجالمعارجالمعارجالمعارج سورةسورةسورةسورة موضوعاتموضوعاتموضوعاتموضوعات :ثلاثة مباحث وتمهيد على ويشتمل

. بين يدي موضوعات سورة المعارج : التمهيد : ويشمل الآيات ، اليوم الآخر ، وحال ارم فيه : الأولالمبحث

. وفيه أربعة مطالب . )٢١- ١( ويشمل ، وحالهم فيه ، صفام ، المؤمنون باليوم الآخر : الثاني المبحث

. وفيه خمسة مطالب . )٣٥- ٢٢: (الآيات ويشمل ، وبعض أحوالهم ، المنكرون لليوم الآخر : الثالث المبحث

. وفيه خمسة مطالب . )٤٤- ٣٦: (الآيات

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٠

التمهيد

المعارجالمعارجالمعارجالمعارجبين يدي موضوعات سورة بين يدي موضوعات سورة بين يدي موضوعات سورة بين يدي موضوعات سورة

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩١

التمهيد

موضوعات وهي ثلاثة في ا إجماله يمكنبعض الموضوعات ، و علىلمعارج ا سورة اشتملت

:

، )٢١- ١( ويشمل الآيات، »اليوم الآخر وحال ارم فيه «: الموضوع الأول

حيث جاء فيها ذكر سؤال سائل عن عذاب االله تعالى ، وبيان االله تعالى أن هذا العذاب واقع

لا محالة على الكفار ، وأن ذلك سيكون في اليوم الآخر ، ثم ذكرت بعض الأوصاف

. والأهوال الواقعة في ذلك اليوم ، وما يكون فيه حال ارم الكافر

ويشمل الآيات ، » م الآخر صفام وحالهم فيه المؤمنون باليو« : الموضوع الثاني

ت ذكر صفات المؤمنين باليوم الآخر ، وما سيكون هذه الآيا حيث جاء في ، )٣٥- ٢٢(

. عليه حالهم في ذلك اليوم

-٣٦(ويشمل الآيات .» وبعض أحوالهم المنكرون لليوم الآخر « : الموضوع الثالث

ت بيان حال المنكرين للبعث في اليوم الآخر ، ومقارنة هذه الآيا حيث جاء في ، )٤٤

. حالهم في الدنيا بحالهم في الآخرة

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٢

المبحث الأول

اليوم الآخر ، وحال ا\رم فيهاليوم الآخر ، وحال ا\رم فيهاليوم الآخر ، وحال ا\رم فيهاليوم الآخر ، وحال ا\رم فيه

:مطالب أربعة، وفيه ) ٢١-١(الآيات ويشمل

.ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : المطلب الأول . في الموضوعالآيات والجمل التناسب بين :الثاني المطلب .الموضوع الإجمالي لآيات التفسير :الثالث المطلب

.ا ترشد إليه الآيات مم :الرابع المطلب

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٣

D��C��B�������A ¥��¦��§��¨����©����ª»��¬��®�����﴿ :قال االله تعالى

���º��¹��¸��¶��µ��´��³��²��±���°��¯

���Æ�� �Å��Ä��Ã��� � � � �Â��Á��À��¿��¾���½��� � � � �¼�� � �»

��Ò��Ñ��� � � �Ð��Ï��Î��Í��Ì��Ë��Ê��É��È��Ç

���Ú��Ù��Ø���×��Ö��Õ���� � �Ô��ÓAB����D��C��O��N��M��L���K���J��I��H��G��F���E

Z��Y��X��W��V���U��T��S��R����Q��P[����_��^��]�����\� �i��h��g��f��e�� �d��c�� �b��a�� �`j�����l��k���

�t�s��r�q�p�o�n��my��x�����w��v��u﴾.

اليوم الآخر ، وحال ا\رم فيه

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٤

المطلب الأول ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة

نلحظ ارتباط هذا الموضوع الأول بالمحور ، هذا الموضوع بعد التأمل والتدبر في آيات

،) وبعض أحوالهماليوم الآخر وصفات المؤمنين به والمنكرين له ( وهوالأساس للسورة

وذلك أن في افتتاح آيات هذا الموضوع بذكر سؤال سائل عن العذاب الواقع على الكفار ،

استهزاء وسخرية وإنكار من السائل لهذا العذاب الواقع ، فجاء البيان إلى أنه سؤالإيحاء

ثم ساقت آيات الموضوع الصريح في هذه الآيات بأن هذا العذاب سيقع في اليوم الآخر ،

صورا من أهوال اليوم الآخر ، ثم عقبت على ذلك ببيان حال ارم المنكر لذلك اليوم ، وما

. يه ينتظره من العذاب الأليم ف

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٥

الثاني المطلب سب بين الآيات والجمل في الموضوعالتنا

:ذكرها العلماء تحتمل وجوها من التفسير﴾ هذه الجملة ¥��¦���﴿: قوله تعالى ��﴿: ومعنى قولههذا السؤال صادر من أحد الكفار ، أن : الأول دعا : أي ﴾¥��¦�

، وعلى هذا القول تقدير الباء استدعاه وطلبهدعا بكذا إذا : من قولك ، داع بعذاب واقع . سأل سائل عذابا واقعا: ، وتأويل الآيةللتوكيد .)١(»دعا داع بِعذابٍ واقعٍ:قيل تعديته،كأنه فعدىدعا، معنى سأَلَ ضمن« :الزمخشري قال

لما بعث االله جماعة وهم مشركو قريش ، وذلك أنه هذا السؤال صادر منأن : الثانيبعضهم لبعض سلوا محمدا لمن : قال المشركون، وخوف المشركين بالعذاب - �- امحمد

��﴿: فأخبره االله عنه بقوله، هذا العذاب وبمن يقع والتأويل على هذا ﴾ �¥��¦��§��¨� . سأل سائل عن عذاب والباء بمعنى عن: القولالفعل لمعنى الاستفهام ومن بلاغة القرآن تعدية سأل بالباء ليصلح « : قال ابن عاشور و

وهو من معاني الباء الواقعة بعد فعل ، ) عن(لأن الباء تأتي بمعنى ؛ والدعاء والاستعجال .)٢( »]٥٩: الفرقان[ ﴾�v���u��t﴿: السؤال نحو تعالى ، فبين االله استعجل بعذاب الكافرين - �-هذا السائل هو رسول االله أن : الثالث

قوله ، والذي يدل على صحة هذا التأويل : قالوا، ، فلا دافع له أن هذا العذاب واقع م��﴿: تعالى في آخر الآية �Ä��Ã�� � � � � �Â﴾ وهذا يدل على أن ذلك السائل هو الذي أمره

. )٣(الجميل بالصبر

) .٤/٦٠٨(: الكشاف ) ١( ) .٢٩/١٥٥(: التحرير والتنوير : انظر )٢( . )٣٠/٦٣٧: (مفاتيح الغيب )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٦

��﴿: وقوله« : قال ابن عاشور بمترلة سئل لأن مجيء فاعل الفعل اسم فاعل ﴾ ¥��¦�سئل بعذاب إلى : يفيد زيادة علم بفاعل الفعل ما هو، فالعدول عن أن يقولمن لفظ فعله لا

.)١(» قوله سأل سائل بعذاب، لزيادة تصوير هذا السؤال العجيبوعلى أية حال فالسورة تحكي أن هناك سائلا سأل وقوع العذاب «: وقال سيد قطب

ولأنه ؛قدير اللّه من جهة لأنه كائن في ت ؛وتقرر أن هذا العذاب واقع فعلا ، واستعجلهفالسؤال عنه واستعجاله ، وأن أحدا لا يمكنه دفعه ولا منعه. قريب الوقوع من جهة أخرى

! أو مجموعةيبدو تعاسة من السائل المستعجل فردا كان -وهو واقع ليس له من دافع -يدخل فيه فيدخل فيه أولئك السائلون المستعجلون كما .. إطلاقا..وهذا العذاب للكافرين

.)٢(»كل كافر: الثاني ،أنه العذاب في الآخرة : أحدهما: ﴾ قولان §�﴿: في قوله وفي تعيين العذاب

.)٣( أا نزلت بمكة وعذابه يوم بدر بالقتل والأسر .)٤(جدا سائل عن عذاب عظيم سأل:عظمه وشدته، أي دلالة على هنا العذاب تنكير وفي��﴿: قوله و ����Æ﴿: ، وما بعده من أوصافه إلى قوله العذاب بأنه واقعوصف ﴾ في ¨�

��È��Ç﴾ السؤال ليفيد تعجيل الإجابة عما سأل عنه سائل بكلا معنيي؛ إدماج معترضلأن السائل سأل عن عذاب غير ؛ وإنما كان مجملا ،لأن السؤال لم يحك فيه عذاب معين؛

ليرتب عليه وصفه ؛ مجملا السؤال فحكي موصوف، أو الداعي دعا بعذاب غير موصوف،وقد ، من الأهوال به يحف ذه الأوصاف والتعلقات، فينتقل إلى ذكر أحوال هذا العذاب وما

إذ حصل خلالها ، كان الكلام بذلك إيجازا ، طويت في مطاوي هذه التعلقات جمل كثيرة لا ، ع عليهم من االلهبأنه عذاب واق اءوالإنب الداعي، السائل، واستجابة ما يفهم منه جواب

لأن ما ؛ وهذه الأوصاف من قبيل الأسلوب الحكيم ، عنهم دافع، ولا يغرهم تأخره يدفعه

) .٢٩/١٥٥(: التحرير والتنوير : انظر )١( ) .٦/٣٦٩٥(: في ظلال القرآن : انظر )٢( ) .٦/٩٠(: النكت )٣( ) . ٢٠/٣٩٠: (نظم الدرر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٧

، دون أن عدد فيه من أوصاف العذاب وهوله ووقته هو الأولى لهم أن يعلموه ليحذروه .)١(يخوضوا في تعيين وقته

، وأن العذاب الواقع كماً منهم) على(هنا بدلا من عبر باللام ﴾ ��ª﴿: وقوله . )٢(نازل لهم ، ومن أجلهم

ولا حيلة ، بوجه من الوجوه :أي ﴾»��¬���﴿: وقوعه علله بقوله تميةبح - �-ولما أخبر ��﴿من الحيل �±� � �°��¯�� � ه دافع منه ، وإذا لم يكن لاالله تعالى فلا أمر لأحد مع ﴾ ®�

.)٣(فغيره من باب أولى : وجوهوفي المراد به ، جمع معرج وهو المصعدالمعارج ﴾���³��²﴿: وقوله لأن الملائكة يعرجون ؛معارج السموات، وسماهامعارج : أي ﴾��³��²﴿ : أحدها

. فيها . الدرجات التي يعطيها أولياءه في الجنةذي : أي ﴾���³��²﴿ : ثانيها��﴿ :ثالثها ووجوه إنعامه وذلك لأن لأياديه ، ذي الفواضل والنعم : أي ﴾�³��²

. ، وهي تصل إلى الناس على مراتب مختلفة مراتب . ذي العظمة والعلاء :رابعها

.)٤(لأم كانوا يعرجون إليه، ئكة ذي الملا :خامسها . ولا يمتنع حمل الآية على هذه المعاني كلها

لاستحضار عظمة ؛ اسم الجلالة وإجراء وصف ذي المعارج على «: قال ابن عاشور بكثرة مراتب القرب من رضاه وثوابه، فإن المعارج من خصائص ولإدماج الإشعار جلاله

��﴿: قال تعالى، منازل العظماء �Ø��×��Ö��Õ��Ô��Ó��Ò﴾ ]الزخرف :

) .١٥٦-٢٩/١٥٥(: التحرير والتنوير : انظر )١( .) ٢٠/٣٩٠: (نظم الدرر ، ) ٤/٦٠٩: (الكشاف : انظر ) ٢( .بتصرف ) ٢٠/٣٩٠(: نظم الدرر )٣( ) . ٣٠/٦٣٨(: ، مفاتيح الغيب ) ٦/٩٠: (النكت والعيون : انظر ) ٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٨

�����Þ﴿: المعارج قوم عملوا لنوالها قال تعالىمن ولكل درجة . ]٣٣ �Ý��Ü��Û��Ú

â����á��à��ß﴾ ]ادلةوليكون من هذا الوصف تخلص إلى ذكر يوم الجزاء ]١١: ا ، .)١(» الذي يكون فيه العذاب الحق للكافرين

وبعد هذا الافتتاح الذي يقرر كلمة الفصل في موضوع العذاب ، ووقوعه ، ومستحقيه ، ،ومصدره ، وعلو هذا المصدر ورفعته ، مما يجعل قضاءه أمرا علويا نافذا لا مرد له ولا دافع

���µ﴿: قال تعالى ، ف)٢(بعد هذا أخذ في وصف ذلك اليوم الذي سيقع فيه هذا العذاب�Á��À��¿��¾���½�������¼����»���º��¹��¸��¶ ﴾.

، على اختراق الطباق مأشد الخلق وأقدرهلكوم وذلك ﴾��µ¶��﴿: وقوله .)٣(والإسراع في النفوذ حتى يكونوا أعظم من لمح البرق الخفاق

��﴿: وقوله للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك، اسما الروح في الأصل يطلق ﴾ ¸�، وقد اختلف العلماء في المراد به هنا ، فقال الجمهور )٤(واستجلاب المنافع واستدفاع المضار

، وإنما أفرده بالذكر وخصه بذلك لكونه أعظم - �-هو جبريل : أن المراد بالروح هنا : . )٥(الملائكة قدرا ، وأعلاهم مكانة ، وأنبلهم فضلا

أرواح : ، أي ﴾ ��µ¶��¸���¹﴿ : يجوز أن يكون مما شمله قوله: وقيل .)٦(درجاا في المعارج أهل الجنة على اختلاف

.)٧(حفظة على الناس، كما أنّ الملائكة عليهم لائكة حفظة خلق من الم: وقيل��﴿: تعالى وفي قوله �À��¿��¾���½���� � � �¼�� � �»���º ﴾في صلة اختلف علماء التفسير

) .٢٩/١٥٦(: التحرير والتنوير : انظر )١( ) .٦/٣٦٩٥(: في ظلال القرآن : انظر )٢( ) .٢٠/٣٩١(: نظم الدرر )٣( ) .٢٩/١٥٧(: التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٦٩: (المفردات في غريب القرآن : انظر ) ٤( ) . ٥/٣٦٥: (، المحرر الوجيز ) ٤/٦٠٩(: الكشاف : انظر ) ٥( ) . ٢٩/١٥٧: (التحرير والتنوير : وانظر ) . ٢٩/١٥٧(: مفاتيح الغيب : انظر ) ٦( ) .٥/٣٦٥: (، المحرر الوجيز ) ٤/٦٠٩(: الكشاف : انظر ) ٧(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

١٩٩

��﴿صلة وذكروا أا إما أن تكون ﴾«���º﴿: قوله تعالى �µ ﴾ يحصل العروج في : ، أييكون في الآية تقديم الأخير وعلى ﴾بعذاب واقع﴿: صلةوإما أن تكون ، مثل هذا اليوم

.سأل سائل بعذاب واقع في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة : وتأخير والتقدير

فذهب مجاهد ،الآخرة في أم الدنيا في واختلفوا كذلك في تعيين ذلك اليوم هل هو ، لا يدري أحد ما مضى ا خمسون ألف سنةوأمدة الدنيا إلى أن المراد تقدير )١(وعكرمة

.)٢(في مدة الدنيا: أي ، ﴾ ��µ¶��¸�����¹﴿: منها ولا ما بقي، فالمعنى في الارتباط بين سؤال السائل والعذاب الواقع ، وبين عروج وعلى هذا المذهب فإن السر

إلى يه بتنهو ال وبين هذه الأكوان بما يريده منها ويقضيه فيها - �-الملائكة وترددها بين اللّه طول مدة الدنيا في نظرهم ، مع أا لأجل يرونه بعيدا الذي سأله الكفار وأن هذا العذاب ، سوى يوم واحد الأحقاب التي تربط الأبد بالأزل ، وبالنسبة إلى تعالى اللّه عند ليست كذلك

تعرج فيه الملائكة إلى اللّه بالتدبير لهذه الدنيا التي تروا خمسين ألف سنة ، فما لكم لأن الدنيا في نظرهم طويلة جدا ، ؛ اب بعيدا جدا يرون العذفهؤلاء ؟ ذابتستعجلون الع

: قال تعالى )٣(من قليل فمالكم تستبطئون الحساب؟وأما عند اللّه فالدنيا يوم واحد وز﴿F��E� �D� �C� �B��AG� ���N� �M� � � � � �L� �K� �J� � � �I� �H

O﴾ ] ٤٧: الحج[. أن العروج يقع في يوم من أيام وذهب أكثر العلماء إلى أن ذلك اليوم يكون في الآخرة و

إذ لو كان كذلك ، وأن المدة المذكورة ليوم واحد فقط وليس لمدة اليوم الآخر الآخرة ، بل المراد أن موقفهم لحصلت له غاية ولفنيت الجنة والنار عند تلك الغاية وهذا غير جائز

، عباس ابن مولى ، الأصل بربري، القرشي المدني االله عبد بن عكرمة االله عبد أبو ، المفسر ، الحافظ ، العلامة هو )١(

: انظر. ومائة خمس سنة مات ، والعجلي حاتم وأبو معين ابن ووثّقه ، ثقة : النسائيعنه قال، التابعين كبار من ) . ٢٧٣-٢٦٣/ ٧: ( التهذيب ذيبابن حجر ، و؛ ) ٣٦-٥/١٢: ( النبلاء أعلام سيرالذهبي،

) . ٢٩/١٥٧: (التحرير والتنوير : وانظر ) . ٣٠/٦٣٩(: ، مفاتيح الغيب ) ٥/٣٦٥: (المحرر الوجيز : انظر ) ٢( ) .٣/٧٤٥: (التفسير الواضح )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٠

ى سبيل التقدير عل، وهذا للحساب حتى يفصل بين الناس خمسون ألف سنة من سني الدنيا .)١(لا على سبيل التحقق

عليه والدليل ، فلا في حق الكافر، أما في حق المؤمن هذا الطول إنما يكونأن على واتفقوا .من الكتاب والسنة

.]٢٤:الفرقان[ ﴾qponmlr﴿ :تعالى فقوله الكتابأما .هو الجنة المقيل والمستقرواتفقوا على أن ذلك

يا رسول االله ما أطول يوما مقداره : عيد الخدري قيلروي عن أبي س فماالسنة وأما والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من «: خمسون ألف سنة، فقال

.)٣) (٢(» صلاة مكتوبةوعروج الملائكة والروح في هذا اليوم إيحاء بأهميته في هذا اليوم وخصوصيته ، وهم

ولا ندري طبيعة هذه المهام ، ولا كيف يصعد ، شؤون هذا اليوم ومهامهيعرجون في ، فهذه كلها تفصيلات في شأن الغيب لا تزيد شيئا من حكمة النص ، وليس لنا الملائكة

فحسبنا أن نشعر من خلال هذا المشهد بأهمية ، إليها من سبيل ، وليس لنا عليها من دليل .)٤(لائكة والروح بتحركات تتعلق بمهام ذلك اليوم العظيمذلك اليوم ، الذي ينشغل فيه الم

، وكان السؤال على سبيل قد سألوا استعجال العذابمشركو قريش ولما كان فقال ، )٥( بالصبر - � -نبيه تعالى االله ، أمر قد وعدوا به وكانوا ، الاستهزاء والتكذيب

��﴿ :تعالى �Ä� �Ã� � � � � � �Â﴾ ، الصبر والتوجيه إليه صاحبت كل دعوة ، والدعوة إلىوهي ضرورية لثقل العبء ومشقة ، وتكررت لكل رسول ، ولكل مؤمن يتبع الرسول

) . ٢٩/١٥٧: (التحرير والتنوير : وانظر ) . ٣٠/٦٣٩(: ، مفاتيح الغيب ) ٥/٣٦٥: (المحرر الوجيز : انظر ) ١(، ) ٢٩/٧٢: (، وابن جرير الطبري في تفسيره ) ١١٧١٧: (برقم ) ١٨/٢٤٦: (رواه الإمام أحمد في مسنده ) ٢(

، وإسناده حسن على ضعف في راويهرواه أحمد وأبو يعلى « : ، وقال) ١/٣٣٧٠( : وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد« .

.) ١١/٤٤٨: ( إسناده في الفتحابن حجر وحسن الحافظ ) . ٢٩/١٥٧: (التحرير والتنوير : وانظر ) . ٣٠/١٥٧(: مفاتيح الغيب : انظر ) ٣( . ، بتصرف ) ٦/٣٦٩٦(: في ظلال القرآن : انظر ) ٤( ) . ١٠/٢٧٣: (البحر المحيط )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠١

الطريق ، ولحفظ هذه النفوس متماسكة راضية ، موصولة بالهدف البعيد ، متطلعة كذلك .)١(إلى الأفق البعيد

��﴿: في قوله الفاء ف � ﴾ لتفريع الأمر بالصبر على جملة﴿�� �¦� لأن استعجال ﴾¥�برسول والتعريض بالتكذيب إنما كان على وجه الاستهزاء بالسؤال عنه بالعذاب المستعجلين

، ومن شأنه أن - �-، وكان ذلك مما يضجر رسول االله الذي جاء به الوحيو - �- االله .)٢(فأمر بالصبر عليهلا تصبر عليه النفوس في العرف

الصبر الذي لا بث فيه ولا : وقيل ، نه الصبر الذي ليس فيه جزع إ: الصبر الجميل قيل و . )٣(نه ااملة في الظاهرإ: وقيل ، نه الانتظار من غير استعجال إ: وقيل . شكوى

الصبر الحسن في نوعه وهو الذي لا يخالطه شيء مما : الصبر الجميل « : قال ابن عاشور اصبر صبرا محضا، فإن جمال الحقائق الكاملة بخلوصها عما يعكر : الصبر، أيينافي حقيقة

.)٤( » معناها من بقايا أضدادهاولما كان سؤال السائل عن العذاب سؤال استهزاء وتكذيب ، ذكر االله تعالى علة ذلك

. محالالأم يرونه سألوا ذلك : أي ﴾ ���È��Ç���Æ﴿: الاستهزاء والتكذيب ، فقال تعالى ، بما تقدم في العظمة، أمراً معلوماً بما له من الآثار ولما كان كونه تعالى« : قال البقاعي

من هذا الكون وما فيه، وكان استبعادهم لما أخبر به أمراً واهياً ضعيفاً سفسافاً لا يكاد ا يصدق أن أحداً يحاول أن يرد به هذه الأمور التي هي في وضوحها كالشمس لا خفاء

. )٥(»﴾ ���È��Ç���Æ﴿ :أصلاً ولا لبس قال مؤكداً��﴿: قوله الضمير في ف �Ç أنه عائد إلى، أو عائد إلى العذاب الواقع ﴾ إما أنه :﴿����º

) .٦/٣٦٩٦(: في ظلال القرآن : انظر )١( ). ٢٩/١٥٨: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) .٦/٩١(: النكت والعيون )٣( ). ٢٩/١٥٨: (التحرير والتنوير : انظر )٤( ) .٢٠/٣٩٣: (نظم الدرر ) ٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٢

� �À��¿��¾���½��� � � � �¼� � � لأم لا يؤمنون ؛ بعيد هنا كناية عن معنى الإحالة فال، ﴾«�فقد حكى االله ، ، ولكنهم عبروا عنه ببعيد تشكيكا للمؤمنين بوقوع العذاب الموعود به

����U��T��S��RV﴿: عنهم أم قالوا �Y���X���W ﴾]تجهيل لهم إذ اغتروا وفي ذلك ، ]٣:قبما هم فيه من الأمن ومسالمة العرب لهم ومن الحياة الناعمة فرأوا العذاب الموعود بعيدا، إن

.)١( في الآخرة فلإنكارهم البعثكان في الدنيا فلأمنهم، وإن كان ���Ê﴿: بالصبر الجميل، ذكر علة ذلك فقال - �-قد أمر نبيه - �-ولما كان االله

Ë غير بعيد علينا ولا في قدرتناوإتيانه فهو هين علم تحققهلأنا ن؛ عليك بالصبر : ﴾ أي ، .)٢(المسافة في الإمكان لا فيهنا بقرالبعد والل استعم، فا متعذر، وكل ما هو آت قريب

سؤال السائل عن العذاب وأن ذلك اليوم الذي سيقع فيه تعرج - �-ولما ذكر االله مبينا اليوم، لذلك فااوصأ ذكر ، سنة ألف خمسين مقدارهإليه، وأن ذلك اليوم الملائكة والروح

.)٣(عظمته��﴿: ، قال تعالى أن السماء تكون فيه كالمهل : الصفة الأولىف � � � �Ð��Ï��Î��Í ، ﴾

أن : ، ومعنى الآية )٤(الفضةومذاب الرصاص والنحاس أو ، دردي الزيت: ومعنى المهل ب الرصاص افي ذلك اليوم تشبه انحلال تماسك الزيت أو مذالسماء في انحلال أجزائها

.]٣٧:الرحمن[ .)٥(﴾�����������È��Ç��Æ﴿ : تعالىوهذا كقوله والنحاس والفضة ،

����Ó﴿: ، قال تعالى كالعهن ذلك اليوم فيتكون أن الجبال : الصفة الثانيةو �Ò

Ô ﴾فإيثار العهن بالذكر ، )٦(مختلفة الصوف المصبوغ ألوانا: ، ومعنى العهن في اللغة

) . ٢٩/١٥٨: (التحرير والتنوير : انظر )١(: ، ونظم الدرر) ١٠/٢٧٣:(والبحر المحيط ) . ٣٠/٦٤٠(: ، مفاتيح الغيب ) ٥/٣٦٦: (المحرر الوجيز : انظر ) ٢( ) . ٢٩/١٥٨: (التحرير والتنوير : ، وانظر ) ٣٩٤-٢٠/٣٩٣( ) . ٢٠/٣٩٤: (نظم الدرر ) ٣( ) . ٧٨١: (المفردات في غريب القرآن )٤( ) . ٢٩/١٥٩: (التحرير والتنوير : انظر ) ٥( ) . ٥٩٢: (المفردات في غريب القرآن ) ٦(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٣

�~���﴿: ذات ألوان ، كما قال تعالى ، لأن الجبال المشاة لإكمال �}� �|� �{

� �¤� �£� � �¢� بست و، انحل تماسك أجزائها فإذا ]٢٧ : فاطر[﴾���¡� .)١(وتفرق بعد اجتماع، أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح، وطيرت في الجو

ثم يرسم مشاهد اليوم الذي يقع فيه ذلك العذاب الواقع ، الذي « : قال سيد قطب وهي مشاهد . يرسم مشاهده في مجالي الكون وأغوار النفس ، يرونه بعيدا ويراه اللّه قريبا

.)٢(» تشي بالهول المذهل المزلزل في الكون وفي النفس سواء ، )٣(حال السماء والأرض في ذلك اليوم ، وصف حال الخلائق - �-ولما ذكر االله

����Ù��Ø﴿: - �-قائلا: لذلك اليوم الثالثةالصفة وذكر �×��Ö﴾ الحميم لا : ، أي، لشدة ما يعتري الناس من الهوليسئل حميمه ، فضلا عن أن يتساءل الناس كلهم ،

؛ وفي إيثار ذكر الحميم دون القريب في ذلك اليوم ، القريب الذي يعصب لههو لحميم وا ، )٤(يحتد حماية لذويهيطلب منه الحماية و، فكأنه الذي القريب المشفقلأن الحميم هو أو معرفة كل منهم أنه لا يغني ذلك اليوم أحد غال كل أحد بنفسه، شنما لاإوعدم السؤال

: وجوه عن أحد، وفي معنى الآية .لا يسأل حميم عن حميمه فحذف الجار وأوصل الفعل : أن يكون التقدير : أحدهاعن هذا الكلام ميشغلهلوجود ما ، لا يسأل حميم حميمه كيف حالك ولا يكلمه :الثاني

. ، ولا يسأل حميم حميما إحسانا إليه ولا رفقا شفاعةال هلا يسأل حميم حميم : الثالث

.)٥(بهأن الحميم لا يسأل حميمه في ذلك اليوم ، دفع توهم من يتوهم أن - �-ولما ذكر االله

) . ٢٩/١٥٩: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٠/٦٤١: (مفاتيح الغيب : انظر ) ١( ) . ٦/٣٦٩٧: (في ظلال القرآن : انظر )٢( ) . ٣/٧٤٦: (التفسير الواضح ) ٣( ) . ٢٥٥: (المفردات في غريب القرآن ) ٤( ) . ١٦٠-٢٩/١٥٩: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٠/٦٤١: (مفاتيح الغيب : انظر )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٤

الناس فيه عدم السؤال قد يكون لعدم رؤية بعضهم بعضاً لكثرة الجمع وشدة الزحام وتفرق لعل ذلك يترك لعدم : استأنف الجواب لمن كأنه يقولف، على حسب مراتب أعمالهم

رؤيتهم لهم؟ فقال دالاً باهول والتفعيل على عظمة ذلك التبصير وخروجه عن العادة جامعاً �﴿: ، فقال تعالى )١(والجمع أدل على عموم التبصير، لأن المقصود من الحميم الجنس ؛

AB�����J��I��H��G��F���E��D��C﴾. استئناف لبيان أن اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حيث يتمنى أن «: )٢(قال أبو السعود

. )٣(»يفتدي بأقرب الناس إليه وأعلقهم بقلبه فضلا أن يهتم بحاله ويسأل عنها

ومما فتح االله على العبد الفقير في مناسبة هذه الآية مع سابقتها أن من المعلوم عند الناس أن الشخص إذا كان في نفسه شيء سيء وقبيح أظهره االله تعالى إما من خلال نظراته ، أو فلتات لسانه ، من حيث يدري أو لا يدري ، فهذا ارم كما في هذه الآية يتمنى ويشتهى

نفسه بأقرب الأقربين إليه إما بخاطر نفسي أو بكلام يصدر منه كما سيأتي ، أن يفتدي فكيف له أن يسألهم عن حالهم ، أو يهتم لأمرهم ، وهو يتمنى أن يكونوا في مكانه ،

. ويفتدي نفسه م ف الحميم الحميم عري: أي ، )٤(يجعلون بصراء بآثارهم: ﴾ أي ���AB﴿: قوله تعالىو

أن ارمين يبصرون : ﴾ ���AB﴿: ، وقيل في معنى وهو مع ذلك لا يسأله ، حتى يعرفهالشديد ثم ءفإن الإنسان إذا كان في البلاالافتداء بما سيأتي ، المؤمنين حال ما يود أحدهم

.)٥( رآه عدوه على تلك الحالة كان ذلك في اية الشدة عليه :من وجوه وذلك ))ومرصبي((ما ليس فى الفعل فيه ﴾�A﴿الفعل وأيضا فإن

) . ٢٠/٣٩٥: (نظم الدرر )١(توفي سنة اثنتين وثمانين ، صاحب التفسير مشهور بأبي السعود ، ، محمد بن محمد العمادي الحنفي: هو )٢(

) . ٨/٣٩٨: (شذرات الذهب ابن العماد ، : انظر . ةئوتسعما ) . ٩/٣١: (إرشاد العقل السليم )٣( ) . ١٢٨: (المفردات في غريب القرآن )٤( ).٢٩/١٦٠: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٠/٦٤١: (مفاتيح الغيب : انظر )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٥

لا يكادون يبصرون شيئا -من بلاءلما هم فيه - أن يبصروم يفيد أن أهل الموقف : أولاولكن كأن قوة خارجة عنهم تحملهم حملا على أن يفتحوا أعينهم على هذا المكروه الذي ،

. يحيط م، ويهجم عليهم، رصبرين على سواء، فكل منهم يصوالمبين رِصمب، تجعل الُ﴾ �AB﴿أن : ثانيا

ويبحال من الفزع والهلع، لا تدع لأر، فى ص١(إلى الاختيار فيما ينظر إليه سبيلاً ي(. ��﴾ راجع إلى ﴿��ABوضمير الجمع في ﴿ �Ø﴿ المرفوع وإلى ﴾�� �Ù ، المنصوب ﴾

لأما نكرتان في ؛ حملا على معنى العموم حميمه فجمع الضميران يبصر كل حميم :أي .)٢(سياق النفي

،)٣(ذلك نتيجة- �-تحتمله القلوب، ذكر لا إلى حد اليوم بعظمة ذلك الإخبار ولما تناهى����J��I��H��G��F���E��D��C﴿: فقال تعالى :لذلك اليوم الصفة الرابعة وهي﴾ .

��﴿: وقوله �C﴾ من المعنيين، ويستعمل في كل واحد ، وتمني كونه محبة الشيء: الود ، . )٤(، لأن التمني هو تشهي حصول ما توده على أن التمني يتضمن معنى الود

عند رؤية العذاب ، وإما بكلام ارم يخطر في نفسإما بخاطر والتمني والمحبة وهذا الوداد . ]٤٠: النبأ [﴾ ، �����o��n��m��l��p﴿: نظير قوله، يصدر منه

أفتدي من : يصرخ الكافر يومئذ فيقول: وهذا هو الظاهر، أي « : قال ابن عاشور .)٥( » العذاب ببني وصاحبتي وفصيلتي فيكون ذلك فضيحة له يومئذ بين أهله

���I﴿: وقوله �H��G� �F يقي به الإنسان ما ، وهو ية إعطاء الفد: ﴾ الافتداء

) .١٥/١١٦٢: (التفسير القرآني للقرآن )١( ) . ٢٩/١٦٠: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ١٩/٣٦٠: (اللباب في علوم الكتاب : انظر )٢( ) . ٢٠/٣٩٥: (نظم الدرر ) ٣( ) .٨٦١: (المفردات في غريب القرآن )٤( ) .٢٩/١٦٠: (التحرير والتنوير : انظر )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٦

. )١(من تبعةوينقذها نفسه

على حسب شدة الميل الطبيعي في العرف في هذه الآيات الأقرباء رتب﴾ ��J﴿: وقوله هذا الترتيب المتتابع فى تقديم و، نشأ عن الملازمة وكثرة المخالطة لأن الميل الطبيعي ي؛ الغالب

، ضحايا الفداء، لا يمكن أن يقع على هذا الوجه إلا بحساب دقيق محكم لاتجاهات النفس وقد يبدو غريبا، بكل ضحية يضحى ا فى هذا المقام وإلا بتقدير واقعي لارتباطها الشعورى

، وهم أن يقدم الإنسان أول ما يقدم للفداء والتضحية، أعز شىء لديه -فى ظاهر الأمر-، أو أن يجعلهم آخر سهم يرمى به فى وجه هذا الهلاك ، وقد كان المتوقع أن يضن م أبناؤهعلى هذا الوجه، حين تكون الأمور على ما ألف وهذا الحساب إنما يجرى !!ي يحتويهالذ

أما والعذاب هو ، الناس، وحين يكون فى الأمر شىء من السعة، ولو كان بمقدار سم الخياط فرصة أو سبيلا للاختيار للإنسان يدع فلا ،تضطرب والموازين تختلّ يريفإن المعا ،عذاب جهنم

.)٢(للموازنةمن يلزم أعزبألصق الناس بالفؤاد ، و، بدأ السياق للافتداءلما كان أنه : ويرى البقاعي

��﴿: ، فقال لشدة ما يرىوذلك الإنسان نصره والذب عنه ، � �J ﴾ ، ذلك بذكر أتبعثم��﴿: فقال، يليه في الرتبة والمودة من �L﴾ زوجته التي يلزمه الذب عنها : أي

، ولما ذكر الصاحبة لما لها من تمام الوصلة، والكون دائماً معها لكوا عديلة روحه في الدنياأتبعها الشقيق الذي لا يلزم من الذب عنه ما يلزم من الذب عن الحريم وربما كان مبايناً،

��﴿: فقال �M﴾ ، مولما كان من بقي من الأقارب بعد ذلك متقاربين في الرتبة ذكر أقر��﴿: فقال �O﴾ وقوله ي إليهمم وينتهفصل عنهانعشيرته الذين :أي ، :﴿�� � �Q��P﴾ ، والنوائب عند الشدائد انتماء إليها في النسب ، وتضمه وتحميه تضمه التي كانت : أي

.)٣( وأعزهم عليها فهم أعظم الناس حقاً عليه وأعزهم لديه، الناس إليها أقربلكونه

) .٦٢٧: (المفردات في غريب القرآن )١( ) . ١١٦٦- ١٥/١١٦٥: (التفسير القرآني للقرآن )٢( ) .٣٩٧-٢٠/٣٩٦: (نظم الدرر ) ٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٧

أنواعا من الأشخاص في الآية السابقة ذكر عموما ممن ليس داخلا فيما تقدم ولما خص ��﴿: فقالمن العقلاء وغيرهم ، � �U��T� �S﴾ ، ولما كان ويفتدي بمن في الأرض : أي

��﴿: العموم ص ، قال محققاً لإرادة صيخالسياق موهما الت �V ﴾ من الثقلين وغيرهم : أي ، .لا غنى عنها نفائس أموال وأ، أو عدو لا حاجة فيه ، عنهسواء كان فيهم صديق لا صبر

.)١(ومن الموصولة لتغليب العاقل على غيره لأن منهم الأخلاء ظهورأوضح ، وتظهر له أتم كشف تكشف له الأمور في اليوم الآخر تولما كان الإنسان

: فقال )٢(الاستبعاد بأداة البعد، فيعلم أنه لا ينجيه من الخطايا المحيطة المحبطة شيء، دل على ﴿�X� �W ﴾ثم ينجيه يتمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده وبذلهم في فداء نفسه :يعني ،

ذلك وأن ينجيه الفداء بذل يود: أي ،الرتبي للتراخيهنا ثم ف .)٣(أن ينجيه ذلك، وهيهاتومتعلق ينجيه محذوف ، ، فالإنجاء من العذاب هو الأهم عند ارم في ودادته من العذاب

.)٤(من عذاب يومئذ: يدل عليه قوله

ذلك المحال ، يسمع ما ييئس ويقنط من كل ويشتهي وبينما ارم في هذه الحال ، يتمنى ستغويه تبعض الناس يطبع على قلبه ف، لأن بارقة أمل ، أو كل حديث خادع من النفس

ا يخامر نفوس لموميئسا بطلاومتعالى رادعا وزاجرا ، قال الأطماع حتى يعد المحال ممكناًلإبطال ما يتفوه به من أو، ل مترلة الكلام لأن االله مطلع عليه زنالذي ، من الودادةارم .)٥(أبداً بوجه من الوجوهلا افتداء ولا إنجاء : أي ﴾ ، �Z﴿: يقال له : ، فالتقديرذلك تمنى

بعد هذا الردع تعالى قال ارم مستحضرا في ذهنه ، وشاهدا بعينه العذاب ، ولما كان ��﴿: العظيم عن النجاة بل عن ودادة تمنيها النار التي ستعذب ا والتي : ، أي﴾\

) . ٢٩/١٦٢: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٣٩٧: (نظم الدرر : انظر ) ١( ) .٢٠/٣٩٧: (نظم الدرر )٢( ) .٣٠/٦٤٢: (مفاتيح الغيب ) ٣( ) .٢٩/١٦٢: (التحرير والتنوير : انظر ) ٤( ). ٦/٣٦٩٧: (، في ظلال القرآن ) ٢٩/١٦٢: (، التحرير والتنوير) ٢٠/٣٩٧: (نظم الدرر: انظر ) ٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٨

ذات اللهب الخالص : أي، ﴾[�تستحضرها في ذهنك وتشاهدها بعينك الآن هي ﴿لم علم للنار منقول من اللظى، وهو معرفة لا ينصرف، فلذلك ﴾[�﴿و، المتناهي في الحر

وأتبع ، تأنيث الخبر مقترنا بألف التأنيث أنث الضمير باعتبار ﴾[�﴿ كان لما، وأيضا ينون : )١(اسمها بأوصافأن ما يشاهده ارم في ذلك الوقت هو النار التي تتلظى -�-لما بين :الأول الوصف

��﴿: - �-وتتلهب ، ذكر بعض ما تمتاز به هذه النار من أوصاف ، فقال � �`��_ ﴾�﴿ه ، ووتترع شوا تحرق ارم: أي ، )٢(بالغة في الترع وهو الفصل والقطعالم: معناها ﴾ _�

.)٣(، كاليد والرجل الأطراف، وهي اسم جمع شواة بفتح الشين وتخفيف الواو: والشوى والفصل لأطراف من يعذب ا ، فضلا عن حرق شديدة الترع أن هذه النار : والمعنى

���e��d��c���b���a﴿: ، قال تعالى واكما كانون ثم يعودجلودهم ولحومهم ،

h��g��fi��... ﴾]٤( ]٥٦: النساء(. ، هو الذي يشوى االمعذب أن أول ما تحدثه النار فى إلى واضحة إشارة الآية هذةوفى

وهذا يعنى أن يفقد المعذّب بالنار القدرة على الحركة، إذا انفصلت عنه ، انخلاع أطرافهبعد أن عجز عن ، ، كما يفقد القدرة على الدفاع عن نفسه بيديه رجلاه اللتان يتحرك ما

وهكذا يصبح كتلة مستسلمة للعذاب، ،انالفرار، إذ قد انخلعت عن جسده هاتان اليد . )٥(المطلقمقيدة بقيد العجز ��﴿ :الوصف الثاني �h��g��f��e���d��c���b ﴾ ،﴿و����b﴾ اختلف علماء التفسير

: في كيفية دعوة النار للمجرمين ، وذكروا في ذلك وجوها ، إلي إلي يا كافر: يخلق الكلام في جرم النار حتى تقول صريحا -تعالى-أن االله : أحدها

) .٢٩/١٦٣: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٠/٦٤٢: (مفاتيح الغيب : انظر ) ١( ) .٢٩/١٦٤: (التحرير والتنوير : انظر ) ٢( ) .٤٧١: (المفردات في غريب القرآن )٣( ) .٤٧١: (مفاتيح الغيب )٤( ) .١٥/١١٧٢: (التفسير القرآني للقرآن )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٠٩

.، ثم تلتقطهم التقاط الحب يا منافقلما كان مرجع كل واحد من الكفار إلى زاوية ، وأنه أا تدعوهم بلسان الحال :وثانيها .، كأن تلك المواضع تدعوهم وتحضرهم النار من زوايا .ذف المضاف المراد أن زبانية النار يدعون فأضيف ذلك الدعاء إلى النار بح : وثالثها .)١( أهلكك : أي، من قول العرب دعاك االله ، لك بمعنى ﴾����bأن ﴿ : ورابعها

قال القرطبي :» ٢(» ، والأخبار الصحيحة والقولُ الأولُ هو الحقيقةُ لظاهر القرآن(. ��﴿: وقال سيد قطب في قوله �e���d��c���b ﴾ : » تدعوه كما كان يدعى من قبل إلى

ولقد كان من ! ولكنه اليوم إذ تدعوه جهنم لا يملك أن يدبر ويتولى ، فيدبر ويتولىالهدى فأما اليوم فالدعوة من جهنم لا ! قبل مشغولا عن الدعوة بجمع المال وحفظه في الأوعية

.)٣( »!ولا يملك أن يفتدي بما في الأرض كله منها ، يملك أن يلهو عنهاوهي من آثار دين الشرك التي هي أقوى إلى النار ، صفات المدعويين -�-ثم ذكر االله

الإدبار والإعراض، وجمع : وهي ثلاثة، على إعراضهم عن دعوة الإسلامللمشركين باعث . ﴾ ���h��g��f��e���d��c���b﴿: ، قال تعالى )٤(الخشية على أموالهم: المال، أي

��﴿: قولهف � �d��c﴾ بأن لا يعرج عليه أصلا أو بأن ، وذلك وراءه ءيجعل ش: الإدبار . يقبل عليه ثم يفارقه

ففي التولي معنى إيثار غير ، )٥(عنهوالإعراض الإدبار عن شيء : التولي ﴾���e﴿: وقوله ��e﴿غير المتولى عنه، ولذلك يكون بين التولي والإدبار فرق، وباعتبار ذلك الفرق عطف

أدبر عن الطاعة وتولى ، أو الباطلتدعو من ترك الحق وتولى عنه إلى : أي ﴾ d﴿على ﴾: ، أي وهذه دقيقة من إعجاز القرآن بأن يكون الإدبار مرادا به إدبار غير تول، عن الإيمان

) . ١٦٥-٢٩/١٦٤: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٣٠/٦٤٣: (مفاتيح الغيب : انظر ) ١( ) .١٨/٢٨٩: (الجامع لأحكام القرآن )٢( ) .٦/٣٦٩٨: (في ظلال القرآن : انظر )٣( ) .٢٩/١٦٤: (التحرير والتنوير : انظر )٤( ) .٨٨٧: (المفردات في غريب القرآن )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٠

، ولذلك يكون الإدبار ، ويكون التولي مرادا به الإعراض بعد ملابسة إدبارا من أول وهلةو حال الذين قال االله وه - �-مستعارا لعدم قبول القرآن ونفي استماع دعوة الرسول

�﴿: فيهم � � � � � �¤� �£� �¢� �¡� � � � � � � � � � ��� �~� ، والتولي مستعار ]٢٦: فصلت[ ﴾...{����s﴿: كما قال تعالى - �-للإعراض عن القرآن بعد سماعه وللنفور عن دعوة الرسول

~��}��|��{��z��y��x��w���v��u��t����¥��¤����� �£��¢���¡ ﴾ .)١(وهما مجتمعتان في جميع المشركين، كفر ومحقة للعقاب وكلا الحالين حال ، ] ٣١: الأنفال[

، فكان الإقبال على إحداهما دالاً على الإعراض عن ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين��﴿: ، قال دالاً على إدباره بقلبه الأخرى �g﴾ ولما ، كل ما كان منسوباً إلى الدنيا: أي

بأن من كانت الدنيا أكبر همه كان همه بجمعه الاكتناز لا الإنفاق، سبب كانت العادة جارية جعل ما جمعه في وعاء وكتره حرصاً وطول أمل ولم يعط : أي ﴾��h﴿: عن جمعه قوله

.)٢( إقبالاً على الدنيا، ، فكان همه الإيعاء لا إعطاء ما وجب من الحق حق االله فيه، إلى حب الدنيافالجمع إشارة في هذه الآية مجامع آفات الدين ، - �-وقد جمع االله .)٣(إشارة إلى الأملوالإيعاء والحرص عليها،

في هذه السورة دليل جمع المال في الأوعية إلى جانب الكفر والتكذيب والمعصية وفي ذكر والجشع إلى على أن الدعوة كانت تواجه في مكة حالات خاصة يجتمع فيها البخل والحرص

والتخويف من عاقبته ، الإشارة إلى ذلك ، مما اقتضى تكرار ، الكفر والتكذيب والضلالة .)٤(بوصفه من موجبات العذاب بعد الكفر والشرك باللّه

صفات المدعويين إلى النار ، فبدلا من الانزجار والارتداع من - �-ولما ذكر االله عقبها أن ذلك راجع إلى ما -�-الاتصاف ا يوجد من يسارع إلى ذلك ، فذكر االله

الواجب عليه أن وأن ، الجسمانية العاجلةخلق عليه الإنسان من قصر نظره على الأحوال

) . ٢٩/١٦٥: (التحرير والتنوير : انظر )١( ) . ٢٠/٣٩٩: (نظم الدرر )٢( ) . ١٩/٣٦٦: (اللباب في علوم الكتاب ) ٣( ) . ٦/٣٦٩٨: (في ظلال القرآن : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١١

ض أو فقر وعلم أنه فعل االله تعالى كان راضيا يكون مشغولا بأحوال الآخرة، فإذا وقع في مربه، لعلمه أن االله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وإذا وجد المال والصحة صرفهما إلى طلب

������q��p��o���n��m﴿: ، فقال تعالى مبينا سبب ذلك )١(السعادات الأخروية � � �l��k��y��x�����w��v��u��t��s������������r ﴾.

تنبيها على خصلة تخامر ﴾��h��g﴿تذييل لجملة « : قال ابن عاشور عن هذه الآيات نفوس البشر فتحملهم على الحرص لنيل النافع وعلى الاحتفاظ به خشية نفاده لما فيهم من

.)٢(»وهذا تذييل لوم وليس في مساقه عذر لمن جمع فأوعى، ولا هو تعليل لفعله ، خلق الهلعخاصة بينها وبين الآية ، والمناسبة قائمة ، الآيات متصلة بسابقااو« : وقال دروزة

وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة االله في نفس الإنسان ، الأخيرة السابقة لها مباشرةوهي من ، ، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير واتجاهه وسلوكه القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدىروائع اموعات

«)٣(. ��﴿: وقوله � � �l� �k رم لكن الإشارة هنا إلى ، )٤(عموم الجنس﴾ المراد بالإنسانا

.المذكور سابقا كما بينته قبل قليل ، غالبة على نفسه شدة الجزع والمنع متمكنة في الإنسانأن : ﴾ أي ����n��m﴿: وقوله

، أشعر بأن عقب مذمة الجمع والإيعاء، ولما كان ذكر الهلع كأنه خلق محمولا عليهما والهلع أيضا صفة مذمومة يلام عليه الإنسان في تقصيره عن التخلق بدفع آثارها ، وأنه

. )٥(يستطيع أن يكف عن هلعه إذا تدبر في العواقب: ﴾ وقد حقق القول فيه المحقق ابن عاشور قائلا ����n﴿: وقد اختلف العلماء في تفسير

) . ٣٠/٦٤٤: (مفاتيح الغيب )١( ) . ٢٩/١٦٦: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) . ٣٩٩-٥/٣٩٨: (التفسير الحديث )٣( ) . ٥/٣٦٨: (المحرر الوجيز ) ٤( ) . ٢٩/١٦٨: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ١٠/٢٧٥: (البحر المحيط : انظر ) ٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٢

والذي استخلصته من تتبع استعمالات كلمة الهلع أن الهلع قلة إمساك النفس عند اعتراء ما «وأما الجزع فمن آثار الهلع، وقد فسر ، يحزا أو ما يسرها أو عند توقع ذلك والإشفاق منه

بالضجر، وبعضهم بالشح، وبعضهم بالجوع، ، وبعضهم رهبعض أهل اللغة الهلع بالشوما ذكرناه في ضبطه يجمع هذه المعاني ويريك أا آثار لصفة . وبعضهم بالجبن عند اللقاء

.)١( » الهلع���p﴿: أن الانسان خلق هلوعا ، ذكر أثرا من آثار الهلع ، فقال تعالى - �-ولما ذكر

�x�����w��v��u��t��s����r��q﴾ أنه ه من شأن، وأن لهلع لبيان اهم، وهاتان الآيتانلأنه لا يستند ، ، واستولى عليه اليأس ، واستبد به الجزع إذا مس الإنسان شر لم يصبر عليه

إنه فى دائرة مغلقة عليه مع هذا ، ، ولا يستعين بعون الرحمن الرحيم العزيز يإلى قوة القوأما ، ، ولا يتوقع من وراء هذا الضيق فرجا ا البلاء دافعا، لا يرى لهذ البلاء الذي نزل به

طمع فى و ، ربه الكريم بسط يد الرجاء إليالمؤمن باالله، فإنه إذا مسه الشر، وأصابه الضر، على شىء فاته من أمور الدنيا، ولا يجزع لشىء ى لا يأسف، كشف الضر عنه ا، ورج رحمته

، - �-، وأن ما قدره االله من أن ذلك بقضاء وقدر، إذ هو على يقين أصابه من همومها . وفى هذا كله عزاء للمؤمن عند كل مصيبة، هو الخير، وإن رآه الإنسان شرا

، يتجرع أما الذي لا يؤمن باالله، ولا باليوم الآخر، فإنه قد خلّى بينه وبين مصيبتهوطريقا، أو يرى للعزاء ، دون أن يجد للصبر ، ويبيت على أشواكها ، ويمضغ جمرها غصصها

هذا الإنسان الذي لا يؤمن باالله فى مواجهة الرزايا، وفى لقاء المصائب، هو طعام ، وجهاأما فى حال العافية، والرخاء، وسعة الرزق، وفيض المال، ! للجزع، ووقود لليأس والحسرة

يغريه بإذلال فهو متسلط جبار، لا يرى لأحد شيئا مما ملك، بل إن هذا الملك الذي فى يده، ، هو وديعة عنده لا يرى أبدا أن هذا الذي بين يديه، و الناس، واستعبادهم، حتى يزداد علوا

، أو الغنى والفقرهو :هنا المراد بالخيرِ والشر، ف )٢(، يمكن أن تسترد يوما ممن أودعها إياه

: ، تاج العروس ) ٣٧٥-٨/٣٧٤: (لسان العرب : وانظر ) . ٢٩/١٦٧: (التحرير والتنوير : انظر ) ١()٤٠٨-٢٢/٤٠٥. ( ) .١٥/١١٧٩: (التفسير القرآني للقرآن )٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٣

، وإذا صار في الجزعِ والشكايةأنه إذا صار فقيراً أو مريضاً أخذ : ، والمعنى والمرض الصحة لقصور نظرهذا الأمر اللَّه إنما ذمو ، ، وشح بماله غنياً، أو صحيحاً أخذ في منعِ المعروف

لعلمه أن ، كل حالٍ شاكراً راضياً في ، والواجب عليه أن يكون على الأمورِ العاجلةالإنسان طلب السعادات إلى المال والصحة صرفهما ، وإذا وجد ما يريد ويحكم يشاء ما االله يفعل .)١(الأخروية

) .١٩/٣٦٩: (مفاتيح الغيب )١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٤

المطلب الثالث التفسير الإجمالي لآيات الموضوع

، والمنكرين لليوم الآخر مبينا جهل المعاندينفي بداية هذه السورة يقول تعالى ¥���﴿ : تعجيزالسخرية والو تعنتالستهزاء وعلى سبيل الا، تعالى واستعجالهم لعذاب االله

بعذاب نازل لمن اتصف بصفة الكفر ، وأن هذا ، واستفتح مستفتح دعا داع: أي ﴾¦��لا بد أن يقع عليهم من وأنه ، ، أو يرفعه بعد نزوله أحد يدفعه قبل نزولهليس له العذاب

.وإما أن يؤخر عنهم إلى الآخرة ، ، فإما أن يعجل لهم في الدنيا االلهالعلو والجلال ، وأنه هو صاحب ضاد أقوالهم القبيحة من عظمته ما ي-�-ثم بين

عرج إليه ي، و ، الذي تعرج إليه الملائكة بما دبرها على تدبيره والعظمة، والتدبير لسائر الخلقعند ، برها وفاجرها الأرواح كلهاجبريل أو أرواح أهل الجنة ، أو جنس : أي الروح،

. الوفاةإلى االله فيها الملائكة والأرواح وأا تعرج في يوم بما المسافة التي تعرج -�-ثم ذكر

، مع أن تلك المسافة ، وأعاا عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير يسر لها من الأسباب، يظهر لعباده من في يوم القيامة - �- هأنأو ، على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة

، مما يشاهدونه من عروج الأملاك دليل على معرفته، ما هو أكبر عظمته وجلاله وكبريائهون في الخليقة في ذلك اليوم الذي مقداره ؤ، والش ، بالتدابير الإلهية والأرواح صاعدة ونازلة

. يخففه على المؤمنبفضله وكرمه ، لكن االله تعالى خمسون ألف سنة من طوله وشدتهصبرا لا ضجر فيه هدعوتفي صبر لاأن يوطن نفسه على - �-نبيه محمدا - �-ثم أمر حالهوإن كذبه المكذبون ، واستهزأ به المستهزؤون ، فإن السائل عن العذاب ، ولا ملل

بدا هذا اليوم بعيدا فى نظر وإن هن، إلا أ له لأم يرون استحالة وقوع العذاب ينحال المنكر، وكل ما هو لا بد أن يكونأنه و، تعالى االله عند هو فى حقيقته قريب المشركين والمكذبين

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٥

. آت فهو قريبيقع فيه من أمور عظيمة ، وأحداث جليلة حيث أهوال ذلك اليوم وما - �-ثم ذكر

وتكون الجبال، الرصاص المذاب من تشققها وبلوغ الهول منها كل مبلغك السماءتكون .المصبوغ بالألوان بعد أن ينفش وتنحل أجزاؤه بعضه عن بعض الصوف ك

عن قريبه ، لا يسألما يقع في الخلق من الذهول والفزع حتى أن القريب -�-ثم ذكر كاشفة يتهم رؤية رؤولبعض ، مشاهدبالرغم من مولا يلتفت الصديق إلى صديقه

المرء ولا يهم، لسؤال لمتسع مولا يبقى في قل؛ لأنه لأحوالهم وما هم فيه من كرب وبلاء . ، وما يحيط م من كروب الناس يومئذ من أهواللما يواجه ، إلا نفسه

لوحال ارم الذي استحق العذاب في ذلك اليوم حيث يتمني ويشتهي - �-ثم بين استطاع الافتداء عن نفسه بأقرب الأقربين إليه من أبناء له وزوجة وإخوة وقرابة كانت

يفتدي ارم المستحق للعذاب، بل لو في ذلك اليوم هلا ينفعتنصره وتعينه ، إلا أن ذلك ، وذلك لأن ما يشاهده في تلك اللحظة هي بجميع ما في الأرضِ لم ينفعه ذلك عن نفسه

النار التي تتلظي وتتلهب لتحرق جسده ، وتترع جلده وأطراف جسده نزعا شديدا قويا ، ز والنفائس جزاء لإدباره وإعراضه وتوليه عن سماع دعوة الحق وإلإيمان به ، وجمعه للكنو

. أملا في البقاء في الدنيا تصرف هذا الإنسان التصرف الغريب ، وذكر أن هذا تصرف طبيعي لا - �-ثم فسر

غرابة فيه وأن الإنسان خلق هلوعا ، وأن هذا ارم انخلع قلبه من هول ما شاهده من الافتداء عن العذاب، فكان بمجرد مس النار له هلوعا جزوعا لأجل ذلك تمنى ما تمنى من

نوعا لها ، ضانا نفسه بأقرب الأقربين وأنفس الأشياء إليه ، بالرغم من كونه في الحياة الدنيا م .، لا يشكر االله عليها ا، بخيلا فيها

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٦

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٧

المطلب الرابع مما ترشد إليه الآيات

: أرشدت آيات هذا الموضوع إلى عدد من الأمور منها

الشك هو أن من أسباب إنكار اليوم الآخر هو الظن باستحالة وقوعه ، ومرد ذلك : أولا .، وهذا ناشيء من الجهل باالله تعالى -جل جلاله-في قدرة االله

على الإنسان أن يسعى في تخليص نفسه من عذاب االله يوم القيامة ، وأن لا يجعل أي : ثانيا ، فإنه سيتمنى يوم القيامة تقديم أغلى ما يملك ، ما بلغت محبته لههإنسان سببا في ضلاله ، م

. ﴾ ����J��I��H��G��F���E��D��C﴿: ولا يجديه ذلك شيئا ، قال تعالى الجمع بين الإدبار عن الإيمان والتولي عن الطاعة ، وبين الإمساك عن الإنفاق في سبيل : ثالثا من الإتصاف ذه الخصلة الذميمة دلالة جلية على شناعة هذا الفعل ، وتنفير شديدفيه االله

، وهي من أهم ، وأا شأن الكافرين الذين لا يؤمنون باليوم الآخر وما فيه من الجزاء . أسباب دخول النار ، والعياذ باالله

��﴿: تعالى في قوله : رابعا �h� �g ، إشارة إلى حب الدنيا فالجمع إشارة إلى الحرص ﴾وفي هذه الآية ، شك أن مجامع آفات الدين ليست إلا هذه وأوعى إشارة إلى الأمل ، ولا

عدم إخراج الايعاء ومعيبا ، وإنما المعيب الجمع مع ليس وحده أيضا إشارة إلى أن الجمع . حقوق الفقراء والمساكين فيه

ن صفة الهلع والجزع والمنع من طبيعة الإنسان الغالبة عليه ، وأنه يجب عليه أن أ: خامسا : - �-، قال رسول االله ك كله إلى الإيمان باليوم الآخر بآداب الشرع ، ومرد ذل يهذا

أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر إن عجبا لأمر المؤمن « . )١(» ، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له

) .٢٩٩٩( :رواه مسلم ، كتاب الزهد والرقائق ، باب المؤمن أمره كله خير ، برقم ) ١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٨

��﴿: فى قوله تعالى: سادسا � �n� �m﴾ إشارة إلى أن هذا الذي عليه الإنسان من كفر، السابق القضاء ، ومع هذا ، واقتضته مشيئته ، هو مما سبق به قضاء االله فيه وضلال

، ويتجه إلى جانب الأمن الإنسان مكلّف بأن يأخذ طريق الخير، فإن والمشيئة الغالبةولكن الذي يدريه ، ، ومشيئته له والسلامة من عذاب االله، لأنه لا يدرى ما قضاء االله فيه

إنه .. ، ينبغى أن يسلكه، وللهلاك طرقا يجب أن يتجنبها ، هو أن للنجاة طريقا ويقطع به، وفى النور الهدى والسلامة، ومع الظلام الضلال والضياع، يفرق حتما بين النور والظلام

رادته للخلاص مما هو فيه، فإذا آثر الظلام على النور، والضلال على الهدى، ولم يتحرك بإ .)١(فقد لزمته الحجة، وحق عليه العقاب

) .١٥/١١٧٤: (التفسير القرآني للقرآن )١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢١٩

الثانيالمبحث

المؤمنون باليوم الآخر صفاتهم وحالهم فيهالمؤمنون باليوم الآخر صفاتهم وحالهم فيهالمؤمنون باليوم الآخر صفاتهم وحالهم فيهالمؤمنون باليوم الآخر صفاتهم وحالهم فيه :، وفيه خمسة مطالب ) ٣٥- ٢٢(الآيات ويشمل

. لسورةالأساس لالمحور ب ربط الموضوع : الأول المطلب . التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :الثاني المطلب .في الموضوعوالجمل التناسب بين الآيات :الثالث المطلب

.الموضوع الإجمالي لآيات التفسير :الرابع المطلب . ترشد إليه الآيات مما :الخامس المطلب

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٠

��a��`��_��~��}��|���{���z���b﴿ : تعالىقال cd���m�lkjihgfe

�t��s��r��q��p��o��n��w��v��u����{��z���y��x�§¦�¥¤£¢��¡���~}�|��©��¨

��¸��¶��µ��´��³���²����±��°��¯��®���¬��«��ª��Ã��Â�� �Á��À� �¿��¾� � �½��¼��»��º� �¹

�Ä�Î��Í��Ì��Ë��Ê��É���È��Ç��Æ��Å﴾.

، صفاتهم ، المؤمنون باليوم الآخر وحالهم فيه

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢١

الأول المطلب للسورةالأساس المحور الموضوع ب ربط

ور بالمحهذا الموضوع الثاني بعد التأمل والتدبر في آيات هذا الموضوع ، نلحظ ارتباط

. المنكرين له به وللسورة وهو الحديث عن اليوم الآخر وصفات المؤمنين الأساس

آيات هذا الموضوع بالاستثناء مما سبق بيانه من أوصاف ارمين الذين افتتحت حيث

لا يؤمنون باليوم الآخر ، مما يدل على كثرة المنكرين لذلك اليوم ، وأن المتصفين بما سيأتي

من أوصاف قلة ، وفي ذلك نوع من الإلهاب والتهييج للانخراط في سلكهم ، والسير على

. هديهم

صفات المؤمنين باليوم الآخر ومآلهم في ذلك اليوم ، وقد ا الموضوع ثم ساقت آيات هذ

جاءت هذه الصفات بنقيض الصفات المذكورة للمجرم الكافر المنكر لليوم الآخر ، فدلت

على كمال تترههم عن الهلع ، واستغراقهم في طاعة االله ، وتزكية النفس والمال ، والإيمان

، والخوف من العقوبة ، وإيثار الآجل على العاجل ، بالجزاء والحساب في اليوم الآخر

والحفاظ على نظافة الفرد واتمع من ضياع الأنساب والأموال والعهود ، وكل ذلك في

اليوم الآخر وصفات المؤمنين به ومآلهم : سياق المقصد الرئيس والمحور الأساس للسورة وهو

. ، وحال المنكرين له ومآلهم

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٢

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٣

الثاني المطلب اسق بين هذا الموضوع والموضوع السابقالتن

بعد التدبر والنظر في هذه الآيات الكريمة ، وما قبلها من بداية السورة الكريمة ، تبين لي عن اليوم الآخر وحال ارم في ذلك اليوم أنه بعد أن تحدثت آيات الموضوع الأول للسورة

، وبيان بعض الصفات التي كان عليها في الدنيا من الإدبار والتولي عن سماع الحق وقبوله، واللهث والسعي وراء الدنيا الزائلة لجمع الأموال الفانية واكتنازها ، والأمل في البقاء عليها ،

من أن الإنسان خلق هلوعا ، وإن صفة وكان ذلك على حساب اليوم الباقي ، وبالرغمإلا أن هناك من وقاهم االله شر ذلك ، وهم ،غالبة على نفسه هالجزع والمنع متمكنة في

-المؤمنون المصلون ، فجاءت آيات هذا الموضوع لتبين صفات هؤلاء الذين استثناهم االله وأم في اليوم الآخر من هذا الخلق الذميم الذي يقود إلى النار ، والعياذ باالله ، -�

منعمون وفي جنات مكرمون بفضل االله وكرمه وإحسانه، فتناسق آيات هذا الموضوع مع .الموضوع السابق واضحة جدا آيات

اعلم أنه استثنى من هذه الحالة المذكورة المذمومة من كان موصوفا « : قال الرازي .)١(» بثمانية أشياء

فهو يسارع في آثار ما جبل عليه ما يترتب على : ولما كان التقدير« : وقال البقاعي الجزع مما لا يجوز في الشرع ومما يترتب على المنع من ذلك أيضاً فيكون من أهل النار،

من أراد من الخزي مع جبلته ويحمله على كسر - �-وكان من القدرة البالغة أن يحفظ نفسه مرة بعد أخرى حتى يتلاشى ما عنده من جبلة الشر وتبقى الروح على حالها عند

وحفظ حدوده، فكان لا كرامة - �-الفطرة الأولى، فلا تزال تحثه على المبادرة إلى طاعته : جامعاً للإيمان بنصفيهأعظم من حفظ المكلف لحدود الشرع مع المنافاة لطبعه، فيكون

، فكان ية ة لأبواب الجنة الثمانالمعاد يةالصبر والشكر، لما جمع من هذه الأوصاف الثمان

) .٣٠/٦٤٤: (مفاتيح الغيب )١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٤

.)١(» ﴾���z}����﴿ :أسباباً لها، استثنى من هذا النوع الهلوع ولذلك جمع فقال

ان ، وصفة المؤمنين المستثنين من الهلع ، تلك السمة العامة للإنس «: وقال سيد قطب .)٢(»يفصلها السياق هنا ويحددها

ومن خلال اطلاعي على أكثر كتب التفاسير فإن أقوال العلماء في الاستثناء الوارد في ��﴿: أول هذا المقطع في قوله تعالى � �{�� �z راجع ومنصب إلى الهلع ، وأن المصلين ﴾

الآيات وتناسق الموضوعات الواردة صفام في هذه الآيات مستثنون من الهلع ، إلا أن سياق .يدل على أن الاستثناء هنا شامل لآيات الموضوع السابق

أن المؤمنين المصلين مستثنون من العذاب الذي سأله سائل وأنه يقع على : وبيان ذلك الكفار فقط ، وأن المؤمنين المصلين لا يتصور منهم طلب هذا السؤال لكوم مشفقين من

��﴿: ه تعالى في آيات هذا الموضوع عذاب رم ، بدليل قول �v��u��t��s��r��q ﴾ ،عموم المؤمنين لا يخلدون في النار بنص الكتاب والسنة والإجماع ، وأم مستثنون في هذه و

��السورة من دعوة النار كما هي حال ارمين الكفرة ، فدخول الاستثناء ﴿ �z{ ﴾ .لى الهلع فقط لجميع ما سبق من جمل ، أولى من إخراجه وحصره ع

والكلام استئناف بياني لمقابلة أحوال المؤمنين بأحوال « : ولهذا قال ابن عاشور . )٣(» الكافرين، ووعدهم بوعيدهم على عادة القرآن في أمثال هذه المقابلة

) .٢٠/٤٠٢: (نظم الدرر )١( ) .٦/٣٦٩٩: (في ظلال القرآن : انظر )٢( ) .٢٩/١٧١: (التحرير والتنوير : انظر ) ٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٥

الثالث المطلب في الموضوعوالجمل التناسب بين الآيات

حال قوبل به بيان ، في آيات الموضوع السابق اليوم الآخر وحال ارم فيه كر لما ذُ، والترهيب على عادة القرآن في اتباع النذارة بالبشارة ياجر ،في ذلك اليوم المؤمنين .بالترغيب

، وسيلة الاتصال باللّه - فوق أا ركن الإسلام وعلامة الإيمان-الصلاة تولما كانومقام ومظهر العبودية الخالصة التي يتجرد فيها مقام الربوبية ، والاستمداد من ذلك الرصيد

��﴿: ، فقال تعالى ، بدأ ا العبودية في صورة معينة � �{���z ﴾على سائر الخصال هاقدمو ذكر آخر صفة من هنا أيضا في ختم االله ا ولأهمية هذه الفريضة « : سيد قطب قال

- وصى به أكان آخر ما ﴾ ، ولهذا ����È��Ç��Æ��Å��Ä﴿: صفات المصلين ، قال تعالى .)٢)(١(»الصلاة وما ملكت ايمانكم «: - �

واختصاص المصلّين بالذكر في الاستثناء وتكرار التنويه بالدوام على الصلاة «: قال دروزة امن كون الصلاة مظهر -ادركما هو المتب -والمحافظة عليها في أول اموعة وآخرها آت

ووسيلة مستمرة للتذكير باالله وأوامره التي فيها كل خير ، من مظاهر الإيمان باالله أولا ارئيسوهذا مما يجعل المصلّي يندفع في عمل الحق والعدل ، ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا

ومنكرات وتغلبت اصدر من مصلّ آثام وعلى هذا فإذا ، والخير ويمتنع عن الإثم والفواحشفلا تام صادرة عن إيمان ةصلافيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا

ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في ، تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه رة لما كان عليه المؤمنون الأولون في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صو

، وابن ماجه ، كتاب الوصايا ، باب هل ) ٥١٥٦: ( رواه أبو داود ، في أبواب النوم ، باب حق المملوك ، برقم) ١(

، ذكر ما كان يقوله النبي صلى االله - �-، والنسائي ، كتاب وفاة النبي ) ٢٦٩٨: (، برقم - �-أوصى رسول االله . ، وصححه الألباني ) ٧٠٦٠: (عليه وسلم في مرضه، برقم

) .٦/٣٦٩٩: (في ظلال القرآن : انظر )٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٦

.)١(» العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيمثم ، المحافظين على الصلاة ، العريقين في هذا الوصف: أي ﴾ �����z}�﴿: تعالى هلفقو��﴿: فقال تعالى هعراقتهم في - �-بين �a��`��_��~��}﴾ جملة هنا ومجيء الصلة

��﴿تقديم و، ، لقصد إفادا الثبات ) وموناالذين يد(: اسمية دون أن يقال يد تقوية في ﴾~�تعطي صورة الاستقرار هنا بالذكر الدوام ، وتخصيص صفة الحكم وتقريره فى ذهن السامع

لا يشغلهم عنها شاغل ، و، فهي صلاة لا يقطعها الترك والإهمال والكسل والاستطرادبالاسم الدال على ولذلك عبر ؛ هي صلة باللّه مستمرة غير منقطعة، ف دائهاأى فيواظبون عل

بل يلازموا ، لا فتور لهم عنها ولا انفكاك لهم منها : أي ﴾ ��a﴿: الثبات في قولهبدوام الذكر لها والتهيؤ لأدائها ، نصب أعينهم املازمة يحكم بسببها أا في حال الفراغ منه

.)٢( بمعبودهم الذي لا خير عندهم إلا منهلأا صلتهم الضعفاء من هه بذكر صلتهم بخلقعببه من خلال الصلاة ، أتصلتهم - �-ولما ذكر

ولما ذكر زكاة الروح، «: ، قال البقاعيوالمساكين والمحرومين من خلال الإنفاق والزكاة . )٣(» عه زكاة عديلها المالتبأ

﴾ ، قابله بذكر ���h��g﴿: في قولهصفة الجمع والإيعاء للكافرين - �-ولما ذكر االله ��﴿: فقال تعالى صفة للمؤمنين �g� �f� �e� � �d� �l ﴾مع هنا إعادة اسم الموصول و

�a{�~�_��﴿: الصلات المعطوفة على قوله لمزيد العناية بأصحاب تلك ﴾`� يهم وتمكنها منهم دفعا لتوهمومجيء الصلة جملة اسمية لإفادة ثبات هذه الخصلة ف، الصلات

.)٤(الب الناس من معاودة الشح للنفوسالشح في بعض الأحيان لما هو معروف بين غ��﴿: وقوله �g��f��e���d ﴾ بـالـحق ؛ تسمية ما يعطونه من أموالهم من الصدقات

للإشارة إلى أم جعلوا السائل والمحروم كالشركاء لهم في أموالهم من فرط رغبتهم في مواساة . ، بتصرف ) ٥/٣٩٩: (التفسير الحديث ) ١( ) .٦/٣٦٩٩: (في ظلال القرآن : ، انظر ) ١٠/١٦٤: (، روح البيان ) ٤٠٣-٢٠/٤٠٢: (نظم الدرر : انظر ) ٢( ) .٢٠/٤٠٣: (نظم الدرر ) ٣( ) .٢٩/١٧٢: (التحرير والتنوير : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٧

، وهذا على القول بأن الزكاة لم تكن قد فرضت ، ولم تكن معلومة حين نزول إخوام ��﴿: هذه الآية ، وقوله �g ﴾ أنه يعلمه كل واحد منهم ويحسبونه: أي كون الحق معلوما

.)١(ائل والمحروم بما اعتاد منهم، ويعلمه الس��i﴿: الحق المعلوم أعقبه ببيان المستحقين له ، فقال تعالى - �-ولما ذكر j﴾.

نولما كان في السؤال من بذل الوجه وكسر النفس ما يوجب الرقة مع وقاية النفس م��﴿: المذمة، قدم قوله �i﴾ ولما كان في الناس ، المتكلف لسؤال الإنفاق المتكفف: أي

ب المقبل على االله للتفطن ، ندالإقلال مع من شرفت همته وعلت رتبته على مهاوي الابتذال الذي لا يسأل الناس تعففا مع احتياجه فلا : أي ﴾��j﴿: والتوسم لأولئك فقال

.)٢(يتفطن له كثير من الناس فيبقى كالمحروموهي ، وهي الزكاة على وجه التخصيص والصدقات المعلومة القدر « : قال سيد قطب

وهو أم يجعلون في أموالهم ، أو لعل المعنى أشمل من هذا وأكبر ،حق في أموال المؤمنين تخلص من الشح واستعلاء على وفي هذا ، نصيبا معلوما يشعرون أنه حق للسائل والمحروم

.. د تجاه المحروم ، في هذه الأمة المتضامنة المتكافلة كما أن فيه شعورا بواجب الواج! الحرصأو لعله الذي نزلت . والسائل الذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل ولا يعبر عن حاجته فيحرم

في الأموال هو اعور بأن للمحتاجين والمحرومين حقوالش. به النوازل فحرم وعف عن السؤالنية من جهة ، فوق ما فيه من تحرر شعوري من شعور بفضل اللّه من جهة ، وبآصرة الإنسا

فهي . وهو في الوقت ذاته ضمانة اجتماعية لتكافل الأمة كلها وتعاوا. ربقة الحرص والشح .)٣(» الم الضمير وعالم الواقع سواء فريضة ذات دلالات شتى ، في ع

-بين ،ءوالريالسمعة قد يكون لو، لإصلاح الدنيايكون قد وإنفاقهالمال صرف كان ولمااليوم، فقال ولا يكون ذلك إلا لمن آمن بذلك ،ما كان لإصلاح الآخرةمنه أن النافع -�

) .٢٩/١٧٢: (والتنوير التحرير : ، انظر ) ٢٠/٤٠٣: (نظم الدرر : انظر ) ١( ) .٢٠/٤٠٣: (نظم الدرر )٢( ) .٦/٣٧٠٠: (في ظلال القرآن : انظر )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٨

كما يعدون وقوعه محالا ، الكفار وهذا اليوم هو الذي كان ﴾ nmlo﴿: تعالى . ﴾���È��Ç���Æ﴿: قال تعالى في آيات الموضوع السابق

أوثر إنما و، ويجددونه كل وقتيوقعون التصديق لمن يخبرهم : أي ﴾ m﴿: وقوله هو يوم ﴾ no﴿: قوله أن و، لدلالته على الاستمرارفي هذه الآية الفعل المضارع ذكر

.)١(والجزاءوالحشر هو الإيمان بوقوع البعث به التصديق أن و، القيامة ، حيث يدان الإنسان، ، ويوم الحساب لأنه يوم الدينونة» يوم الدين«وسمى يوم القيامة

.)٢(ويجازى بما عملوهذه الصفة ذات «: قال سيد قطب مبينا تناسق هذه الآية مع المحور الأساس للسورة

وهي في الوقت ذاته ترسم خطا أساسيا في ملامح ، قة مباشرة بموضوع السورة الرئيسعلاوهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا ،فالتصديق بيوم الدين شطر الإيمان ، النفس المؤمنة

والميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب ذا اليوم أو ، وسلوكاالمصدق بيوم الدين يعمل وهو .. ميزان الحياة والقيم والأعمال والأحداث ، المستريب فيه

لحساب الدنيا ويتقبل الأحداث ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض ، ولحساب الآخرة لاخيرها وشرها وفي حسابه أا مقدمات نتائجها هناك ، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين

والمكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة .. يزا ويقومها ومن ثم . عمرالقصيرة المحدودة ، ويتحرك وحدوده هي حدود هذه الأرض وحدود هذا ال

يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه ، وينتهي إلى نتائج خاطئة فوق ما ينحصر في مساحة من لأن ما يقع في هذا ؛ وهو بائس مسكين معذب قلق .. المكان ومساحة من الزمان محدودة

الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته وحساباته وتقديراته ، قد لا يكون مطمئنا ولا ومن . يحا ولا عادلا ولا معقولا ، ما لم يضف إليه حساب الشطر الآخر وهو أكبر وأطولمر

ولا تستقيم له حياة . ه من حولهثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيرومن ثم كان التصديق باليوم الآخر شطر ،رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا

) .٢٩/١٧٢: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٤٠٥: (نظم الدرر : انظر ) ١( ) . ١٥/١١٧٩: (التفسير القرآني للقرآن )٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٢٩

.)١(» نهج الحياة في الإسلامالإيمان الذي يقوم عليه مبعض ، وكان ربما صرفه العقابب وأالثواب إما بالجزاء يوجد فيه الدين يوم ولما كان

أشار بأنه ، ، وأن رحمته غلبت غضبه-�-ة االلهبعموم رحملعلمهم إلى الثواب فقط المؤمنين ��﴿ :تعالى فقاليجب عليهم أن يكونوا بين الخوف والرجاء ، �v��u��t��s��r��q﴾

خائفون في هذه الدار خوفاً عظيماً هو في غاية الثبات من أن يعذم في الآخرة أو : أي والإشفاق يكون ، - �-، فهم لذلك لا يغفلون ولا يفعلون إلا ما يرضيه الدنيا أو فيهما

وهذا ، ، إما الخوف من ترك الواجبات أو الخوف من الإقدام على المحظورات من أمرين�����g���f��e﴿: - �-وكقوله ]٦٠: المؤمنون[﴾..�F��E��D��C��B��A﴿: كقوله

j���i��h﴾]ومن يدوم به الخوف والإشفاق فيما كلف يكون حذرا من ، ]٣٥: الحج .)٢(التقصير حريصا على القيام بما كلف به من علم وعمل

هى القوة العاملة فى توجيه ، من عذاب االلهوالخوف إشارة إلى أن الخشية ففي هذه الآية . )٣( ، وتجنبه للشر الإنسان إلى الخير

؛ لتحقيق وثبات اتصافهم ذا الإشفاق ﴾ ��v﴿: وإنما جاءت الجملة اسمية في قوله .)٤(، فمن شأن كثير من الناس التردد فيه لأنه من المغيبات

لا يمكنه القطع بأنه أدى المؤمن أن بجملة اعتراضية مفادها ثم إنه تعالى أكد ذلك الخوف ، بل يجوز أن يكون قد وقع منه ، واحترز عن المحظورات بالكلية الواجبات كما ينبغي

��z���y��x}����|��﴿ :تعالى قال، يكون خائفا أبدا مر، فلا ج تقصير في شيء من ذلكاالله ، بل يجوز أن يحل به وإن بالغ في الطاعة لأن عذاب االله لا ينبغي لأحد أن يأمن : أي﴾ ومن جوز وقوع العذاب أبعد عن موجباته غاية في خلقه ،له أن يفعل ما يشاء - �-

) .٦/٣٧٠٠: (في ظلال القرآن : انظر )١( ) .٢٠/٤٠٥: (، نظم الدرر ) ٣٠/٦٤٥: (مفاتيح الغيب : انظر ) ٢( ) . ١٥/١١٧٩: (التفسير القرآني للقرآن )٣( ) .٢٩/١٧٣: (التحرير والتنوير : انظر ) ٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٠

.)١(الإبعاد ولم يزل مترجحاً بين الخوف والرجاء: الشعراء[)٢(﴾H�GI﴿:بزعم المشركين الأمن منه إذ قالوا تعريضالآية هذهفي و

١٣٨[. ، وهذه درجة أخرى وراء مجرد التصديق بيوم الدين« : قال سيد قطب في هاتين الآيتين

درجة الحساسية المرهفة ، والرقابة اليقظة ، والشعور بالتقصير في جناب اللّه على كثرة العبادة ، والخوف من تلفت القلب واستحقاقه للعذاب في أية لحظة ، والتطلع إلى اللّه

وهو يعرف أن اللّه قد . وهو من هو عند اللّه- �-ولقد كان رسول اللّه . ةللحماية والوقايوكان على يقين أن عمله لا . كان دائم الحذر دائم الخوف لعذاب اللّه ..اصطفاه ورعاه

لن يدخل الجنة أحدا «: وقال لأصحابه . يعصمه ولا يدخله الجنة إلا بفضل من اللّه ورحمةوفي ، )٣(» ةبرحم ولا أنا إلا أن يتغمدني اللّه«: سول اللّه؟ قال ولا أنت يا ر: قالوا » عمله

���|��﴿: قوله هنا �{��z�� �y��x﴾ فقد تقع ةإيحاء بالحساسية الدائمة التي لا تغفل لحظ ،واللّه لا يطلب من الناس إلا هذه اليقظة ، موجبات العذاب في لحظة الغفلة فيحق العذاب

وباب ، وهذه الحساسية ، فإذا غلبهم ضعفهم معها ، فرحمته واسعة ، ومغفرته حاضرةوالإسلام ، قوام الأمر في الإسلام بين الغفلة والقلق وهذا! عليه مغاليق التوبة مفتوح ليس

اف ويطمع ، وهو مطمئن لرحمة والقلب الموصول باللّه يحذر ويرجو ، ويخ. غير هذا وتلك .)٤(» اللّه على كل حالطهارة النفس والمال بالصلاة والصدقة والإيمان باليوم الآخر ، عقب - �-ولما ذكر االله

والمال ندب إلى التخلي عن أمر جامع بين تدنيس النفس على ذلك بذكر طهارة اتمع ، والشهوات حملاً للنفس على المهلكات، وهو الزنا الحامل عليه شهوة الفرج التي هي أعظم

) .٢٠/٤٠٦: (، نظم الدرر ) ٣٠/٦٤٥: (مفاتيح الغيب : انظر ) ١( ) .٢٩/١٧٣: (التحرير والتنوير : انظر )٢(، ومسلم ، كتاب صفة ) ٦٤٦٣: (الرقاق ، باب القصد والمدوامة على العمل ، برقم ، كتابالبخاري رواه ) ٣(

) . ٢٨١٨: (لن يدخل أحد الجنة بعمله ، برقم : القيامة والجنة والنار ، باب ) .٦/٣٧٠٠: (في ظلال القرآن : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣١

عذاب لا يفعل ذلك إلا من أمن العقوبة منبعد ذكر التخويف بالعذاب إعلاماً بأنه فقال�﴿: فقالربه، حافظون في كافة الأحوال، أم لفروجهم :أي﴾¢~�¡�

الحفظف ،تسريهم أو تزوجهم حال في إلا الفواحش من عنه االله ى ثابتاً دائماً عن كل ما حفظاً .)١(الصيانة والإمساك: يعني :من عموم متعلقات الحفظ المذكورة في الآية السابقة فقال تعالى - �-ثم استثنى االله ﴿� �®���¬��«��ª��©��¨��� ��§�� � �� الصنفين من هذين حل من الآية والمراد ﴾ ¤��¥���¦�

وما يحل ، وهذا مجمل تبينه تفاصيل الأحكام في عدد الزوجات ، بين بقية أصناف النساءفذلك ، وتفاصيل الأحوال من حال حل الانتفاع أو حال عدة ، منهن بمفرده أو الجمع بينه

.)٢(كله معلوم للمخاطبين، وكذلك في الإماء��﴿: وقوله وفي ، )٣( لشرفهن وشرف الولد نالحرائر الأزواج قدم إنماو﴾ ¤��¥���¦�

.ذلك إشارة إلى أن الأفضل للمؤمن الحرص على الزواج من الحرائر ��﴿: وقوله �©� ��﴿التعبير عن الإماء باسم ﴾ ¨� � الموصولة الغالب استعمالها لغير ﴾¨

والظاهر أن الإماء لما كن يتصفن ببعض صفات غير ، العاقل جرى على خلاف الغالب .)٤(عليهن ﴾¨��﴿، كان ذلك مسوغا لإطلاق لفظة ، ونحو ذلك العقلاء كبيعهن وشرائهن

وكان كان النكاح واللهو بالأزواج والإماء مشغلة عن االله تعالى ، والتجرد لعبادته ، ولما، اكتفى في مدحه ن ملوماًاالأصل في العبادة الخروج عن العادة، وإن لم يتجرد للعبادة ك

استحقاقه للملام لإقباله على تحصيل ما له من المرام، وأكده لأن الأصل كان بنفي اللوم عنه تصريح بزائد على حكم مفهوم الاستثناء﴾ ففي هذه الجملة »��¬���®���﴿: ، فقال تعالى

يجوز ، لأن الاستثناء لم يدل على أكثر من كون عدم الحفظ على الأزواج والمملوكات لا ، فيدل هذا بالمفهوم على أن عدم الحفظ فأريد زيادة بيان أنه أيضا لا يوجب اللوم الشرعي

) . ١٨/١٣: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٤٠٦: (نظم الدرر : انظر ) ١( ) . ١٨/١٤: (التحرير والتنوير : انظر ) ٢( ) . ٢٠/٤٠٧: (نظم الدرر ) ٣( ) . ٥/٣١٩: (، أضواء البيان ) ١٨/١٤: (التحرير والتنوير : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٢

الإنكار على الغير ما يعني : واللوم، على من سواهن يوجب اللوم الشرعي ليحذره المؤمنون .)١( لائملعل أو قول لا يليق عند اصدر منه من ف

أن من أراد أن يتجاوز هذا الحد المذكور فإنه من ضمن المعتدين على - �-ثم بين . ﴾��µ��´��³���²����±��°¶���﴿: قال تعالى ،- �-حدود االله عبر بصيغة ، وإنما نهييئا غير الأزواج وما ملكت يمش هفرجبطلب : أي ﴾ ±�����﴿: وقوله

.)٢(لنفس واجتهاد في الطلب عظيم لالافتعال لأن ذلك لا يقع إلا عن إقبال ��﴿: وقوله �³�� وإنما عبر ، االله تعالىشيئاً خارجاً عن هذا الأمر الذي أحله : أي ﴾�²

أحسنها وأعلى المراتب في أمر النكاح وقضاء اللذة بصيغة الإشارة الموضوعة للبعد لكونه ، فقال ولما كان الوصول إلى ذلك لا يكون إلا بتسبب من الفاعل ربط بالفاء . وأجملها���µ¶��﴿: تعالى ة الذميمة أتي لهم باسم الإشارة لزيادة تمييزهم ذه الخصل﴾ وإنما ´�

الذين هم في غاية الحضيض من الدناءة ، : ، أي ليكون وصفهم بالعدوان مشهورا مقررا ��﴿توسيط ضمير الفصل وغاية البعد عن مواطن الرحمة ، وفي �µ ﴾ هم : لحكم، أي لتقوية

. )٣(البالغون غاية العدوان على الحدود الشرعيةفالإسلام يريد مجتمعا طاهرا نظيفا ، وفي « : يقول سيد قطب في هذه الآيات السابقة

مجتمعا تؤدى فيه كل الوظائف الحيوية ، وتلبى فيه كل دوافع ، الوقت ذاته ناصعا صريحامجتمعا . ولكن بغير فوضى ترفع الحياء الجميل ، وبغير التواء يقتل الصراحة النظيفة. الفطرة

مجتمعا . البيت العلني الواضح المعالم وعلى. يقوم على أساس الأسرة الشرعية المتينة القوائم، لا لأن الحياء متروع من الوجوه والنفوس. يعرف فيه كل طفل أباه ، ولا يخجل من مولده

ريح ، طويل الأمد، واضح ولكن لأن العلاقات الجنسية قائمة على أساس نظيف ص، يرمي إلى النهوض بواجب إنساني واجتماعي ، لا رد إرضاء التروة الحيوانية الأهداف

���¢���﴿ومن ثم يذكر القرآن هنا من صفات المؤمنين ! والشهوة الجنسية �¡�����~ ) . ١٨/١٤: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٤٠٧: (نظم الدرر : انظر ) ١( ) .٢٠/٤٠٧: (نظم الدرر )٢( ) . ١٨/١٥: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٤٠٨: (الدرر نظم: انظر ) ٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٣

��¸��¶��µ��´��³���²����±��°��¯��®���¬��«��ª��©��¨�����§������¦���¥��¤��£من الإماء حين يوجدن بسبب -ملكت الأيمان فيقرر نظافة الاتصال بالأزواج وبما ﴾

والسبب المشروع الوحيد الذي يعترف به الإسلام هو السبي في قتال في سبيل - مشروع ويجوز الإسلام وطء الإماء عندئذ من - وهي الحرب الوحيدة التي يقرها الإسلام ، اللّه

شرعها الإسلام لتجفيف صاحبهن وحده ، ويجعل عتقهن موكولا إلى الوسائل الكثيرة التيويقف الإسلام بمبادئه صريحا نظيفا لا يدع هؤلاء الأسيرات لفوضى الاختلاط . هذا المورد

ولا يتدسس ويلتوي فيسميهن ! الجنسي القذر كما يقع لأسيرات الحروب قديما وحديثا وبذلك يغلق الباب في، ﴾��µ��´��³���²����±��°¶��﴿ ! حرات وهن إماء في الحقيقة

فلا يرى ،وجه كل قذارة جنسية ، في أية صورة غير هاتين الصورتين الواضحتين الصريحتين والإسلام نظيف صريح ، ولكن القذارة في الالتواء ا، في الوظيفة الطبيعية قذارة في ذاا

. )١(» قويمالمتجاوزين لحدوده ، العادين على أوامره ، بين الواقفين عند حدوده - �-ولما ذكر االله

��﴿:تعالىالمحافظين على أمانام وعهوده ، فقال � �½��¼��»��º��¹في هذه ﴾ ، ف، أن من صفات المؤمنين أم محافظون على الأمانات، والعهوديذكر االله تعالى الآية الكريمة

، فيدخل فيها حفظ جوارحك من ، وأمرك بحفظه االلهكل ما استودعك : والأمانة تشمل: ، والعهود أيضا تشمل ، وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس كل ما لا يرضي االله

.)٢( ، وحقوق الناس ، من حقوق االله كل ما أخذ عليك العهد بحفظه، الأمانات باعتبار تعدد أنواعها وتعدد القائمين بالحفظ تنصيصا على العموم تجمعإنما و

كان ردها إليه ، ، ولما كان الحفظ مقصودا لأجل صاحبها حفظها: يعني : رعي الأمانةولأن ؛ لأن العهد كالأمانة ؛ والجمع بين رعي الأمانات ورعي العهد ، أولى من حفظها

ذكرهما عقب أداء الزكاة في و، الوفاء بما يقتضيه ذلك العهدالذي عاهدك قد ائتمنك على

) . ٦/٣٧٠١: (في ظلال القرآن : انظر ) ١( ) . ٥/٣١٩: (أضواء البيان )٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٤

حق االله، وحق المال، وحق : ولذلك سميت ؛لأن الزكاة أمانة االله عند الذين أنعم عليهم بالمال .)١(المسكين

أن من صفات المؤمنين أداء - �-ولما كان الإخلال بالأمانات والعهود واردا ، ذكر االله لذي يحق الحق ويبطل الباطل سواء كان مع أنفسهم أو مع غيرهم من الشهادة على وجهها ا .﴾¿�����Â���Á��À﴿: الكفار ، فقال تعالى

، قال مبيناً لفضل الشهادة كان بإشهاد والأمانات ما العهود ولما كان أجل « : قال البقاعي﴿��Â���Á��À��¿﴾«)٢(.

؛ ذكر لمناسبة ذكر رعي الأمانات إذ الشهادة من جملة الأمانات «: وقال ابن عاشور لأن حق المشهود له وديعة في حفظ الشاهد فإذا أدى شهادته فكأنه أدى أمانة لصاحب الحق

.)٣(» المشهود له كانت في حفظ الشاهد

��﴿: وقوله �Á ﴾ ا هنا على العامل تقديم المعمول في م في فرط قيامهمإشارة إلى أ .)٤( لا شاغل لهم سواها ومراعام لها كأم

، ، بلفظ القيام ا على وجههاوتحملها فى التعبير عن أداء الشهادة﴾ ��Â﴿: وقوله له شأنه كما أنه يشير إلى أن أداءها أمر، إشارة إلى أن الذي يؤديها إنما يقيم ا ميزان العدلحتى هكذا قائما بكيانه كلّه، وأن يظلوخطره، وأنه مطلوب من الإنسان أن يقوم لها

.)٥(يؤديهالما لها من -، وكانت الأنفس ولما كانت أضداد هذه المذكورات نقائص مهلكات

، بالدواء المبرىء من كل داء -�-نزاعة إلى النقائص ميالة إلى الدسائس، ذكر -النقص الحفظ لذواا وأعياا تنبيهاً مشيراً إلى حفظ أحوال الصلاة وأوصافها بعد ذكر تعالى فقال

) . ١٨/١٧: (التحرير والتنوير : انظر ) ١( ) . ٢٠/٤٠٨: (نظم الدرر )٢( ) . ٢٩/١٧٤: (التحرير والتنوير : انظر )٣( ) . ٤٠٨-٢٠/٤٠٩: (نظم الدرر ) ٤( ) . ١٥/١١٨٤: (التفسير القرآني للقرآن )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٥

.﴾����È��Ç��Æ��Å��Ä﴿: )١( على شدة الاهتمام اللدلالة : تكرير ذكر الصلاة ووصفهم ا أولا وآخرا باعتبارين و «: أبو السعود قال

وتكرير الموصولات لتتريل اختلاف الصفات ، وإنافتها على سائر الطاعات ، على فضلها إيذانا بأن كل واحد من الأوصاف المذكورة نعت جليل على حياله ، مترلة اختلاف الذوات

ولا يجعل شيء ، له شأن خطير مستتبع لأحكام جمة حقيق بأن يفرد له موصوف مستقل .)٢(»منها تتمة للآخر

�_�﴿هذه الجملة ليست مجرد تأكيد لجملة إن «: وقال ابن عاشور �~� �}��`a ﴾من التأكيد بإعادة ما يفيد عنايتهم بالصلاة بل فيها زيادة معنى مع حصول الغرض

على رد العجز الصلات وبين أولاها محسن هذه أخرى بين حصل وقد، في كلتا الجملتين

.)٣(»الصدرفصل بينهما بتلك الآيات التي تدعو أنه لما: عنى التي أشار إليها ابن عاشور هيوزيادة الم

، الدين، والخشية من عذاب االله، وإلى حفظ الفروج، وإلى التصديق بيوم إلى أداء الزكاةعلى أية حال، لا يقوم اأداء الصلاة مطلوب، كان وأداء الأمانات، والقيام بالشهادات

أما أداؤها على تلك الصفة الخاصة من الخشوع، ، للمؤمن عذر يحلّه من أدائها فى أوقااأنه لا تبرأ ذمة الإنسان منها إلا بأدائها والخضوع، والرهبة، والجلال، فهو أداء للأمانة، و

، ومطلوب منه عنقه تزال أمانة فى لا لم يؤدها على تلك الصفة، فهى على تلك الصفة، فإذاوهذا يعنى ، أن يؤديها على وجهها، أما إذا لم يؤد الصلاة أصلا، فهو تضييع لتلك الأمانة

يبلغ بالإنسان يوما، القدرة على شأنه أنأن دوام الصلاة، والمواظبة عليها فى أوقاا، من . أدائها كاملة

التي بين أداء -، فإن التنويه بالصلاة بدءا وختاما، يجعل هذه الفضائل أخرى جهة ومنالأمين، وهو الصلاة، فإذا ي فى ضمان هذا الحارس القو -عليهاالصلاة، والصفة التي تؤدى

هذه الفضائل صلاة، وإذا لم يكن خلفها صلاة، جاءت هذه الفضائل فى يلم يكن بين يد ) . ٢٠/٤٠٩: (نظم الدرر )١( ) . ٩/٣٤: (إرشاد العقل السليم )٢( ) . ٢٩/١٧٥: (التحرير والتنوير : انظر )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٦

وتموت، ولا يبقى لها فى كيان الإنسان داع يدعو ، لا تلبث أن تجف صورة باهتة هزيلة .)١(، أو هاتف يهتف ا إليها

. وهي صفة غير صفة الدوام التي ذكرت في صدر هذه الصفات «: قطب وقال سيدعلى الصلاة في مواعيدها ، وفي فرائضها ، وفي سننها ، وفي هيئتها ، وفي تتحقق بالمحافظة

ولا يضيعوا بعدم إقامتها على وجهها ، فلا يضيعوا إهمالا وكسلا ، الروح التي تؤدى ا» وذا تختم سمات المؤمنين . وذكر الصلاة في المطلع والختام يوحي بالاحتفال والاهتمام، )٢( .

��﴿: الى تعقوله وفي �Ç��Æ ﴾فادة وذلك لإالفعلي المسند تقديم المسند إليه على هفييبالغون في حفظها ويجددونه حتى كأم يبادروا : أي ﴾ �È﴿: قوله، وتقوية الخبر

الحفظ ويسابقوا فيه فيحفظوا لتحفظهم أو يسابقون غيرهم في حفظها لأوقاا وشروطها ظواهرها وبواطنها من الخضوع والمراقبة، وغير ذلك من خلال وأركاا ومتمماا في

وتبعد الأوامر هذه جميع على هفتحمل، بد ناهية لفاعلها ولا علوها كانتالإحسان التي إذا ف

.)٣(أضدادها عنأخبر عن جزائهم والعظيمة الجليلة والخصال هذه الصفات ذكر االله تعالى للمؤمنين ولما .﴾���Í��Ì��Ë��Ê﴿: ، فقال تعالى في اليوم الآخر عليها

، لاهم أتبعه ما أعطاهم فقال مستأنفاً ومستنتجاً من غير فاءولما ذكر ح «: قال البقاعي .)٤(» إشارة إلى أن رحمته هي التي أوصلتهم إلى ذلك من غير سبب منهم في الحقيقة

ئهم عليها جزاولما أجريت عليهم هذه الصفات الجليلة أخبر عن «: وقال ابن عاشور .)٥(» بأم مكرمون في الجنة

غاية العلو لما لهم من استحقوا للتنبيه على أم الذين ﴾���Ê﴿جيء باسم الإشارة إنما و . بتصرف ) ١٥/١١٨٥: (التفسير القرآني للقرآن )١( ) . ٦/٣٧٠٢: (في ظلال القرآن : انظر )٢( ) . ٢٩/١٧٥: (التحرير والتنوير : ، انظر /) ٢٠: (نظم الدرر : انظر ) ٣( ) .٢٠/٤١٠: (نظم الدرر )٤( ) .٢٩/١٧٥: (التحرير والتنوير : انظر )٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٧

.)١(هذه الأوصاف العاليةوما فيه من معنى البعد ، بما ذُكر من الصفات إشارةٌ إلى الموصوفين «: قال أبو السعود

.)٢(» م في الفضلشأم وبعد مترلته إليهم للإيذان بعلو قرب العهد بالمشارِمع ��﴿: وقوله �Í ﴾والمعنى ، التعظيم وحسن اللقاء: الإكرام :م مع جزائهم بنعيم أ

.)٣(الجنات يكرمون بحسن اللقاء والثناءيجمع هذا النص القصير بين لون من النعيم الحسي ولون من النعيم «: قال سيد قطب

فتجتمع لهم اللذة بالنعيم ، وهم يلقون الكرامة في هذه الجنات ، فهم في جنات ، الروحي .)٤(» الكريم ، الذي يتميز به المؤمنونمع التكريم ، جزاء على هذا الخلق

) .٢٠/٤١٠: (نظم الدرر ) ١( ) .٩/٣٤: (إرشاد العقل السليم )٢( ) .٢٩/١٧٥: (التحرير والتنوير : انظر )٣( ) . ٦/٣٧٠٢: (في ظلال القرآن : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٨

الرابعلمطلب ا

الموضوع الإجمالي لآياتالتفسير

يقول االله تعالى مستثنيا مما تقدم من أحوال الإنسان ارم المطبوع على الهلع والجزع والمنع الموصوفين : أي ﴾���z}���﴿، ومما سيكون عليه يوم القيامة من الشقاء والبؤس والعذاب

فيعليهم بما أوجب االله ، وهؤلاء معترفون المواظبة عليها ليل ار وة ، بالمداومة على الصلا، ممن لا يتفطن له ، بطيب نفس لمن سأل ولمن لم يسأل هئوإعطازكاة وصدقة ، من أموالهم يؤمنون بما أخبر االله به، وأخبرت به ، وهؤلاء أيضا أهل الزكاة والصدقاتمن ممن هم

وهم بعد كل ذلك ، يستعدون للآخرة، ويسعون لها سعيهاورسله، من الجزاء والبعث، - �-، فعذابه ، فيتركون لذلك كل ما يقرم من عذاب االلهمشفقون خائفون وجلون

. العذاب الذي يخشى ويحذرهو ، محرما ئا، فلا يطأون ا وط الذين يكفّون فروجهم عن الحراموهؤلاء أيضا هم

ويمنعوا أن توضع في غير ما أذن اللّه ، الداعية لفعل الفاحشة ةوسائل المحرمالويتركون أيضا ، فمن قصد المتعة في الاستمتاع المشروع ماعليهم لوم لا فإنه ، الإماءالزوجات ومن ه،في

، فهم المتجاوزون ما أحل االله إلى ما حرم الزواج والتمتع بملك اليمين: بغير هذين السبيلين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعام المعتدون الضارونوهم ، االله

التي سواء تلك ، بالعهود والوفاء ء الأماناتمجتهدون على أداوحافظون وهؤلاء أيضا . وبين الخلق همالتي بينأو ، م وبين ر همبين

ويحافظون عليها ، لا يشهدون إلا بما يعلمونهو، بحق اتالذين يؤدون الشهادوهؤلاء هم جاه، ولا ، أو رفيع أو ذي منصب و ، ودون مجاملة لقريب أو بعيد زيادة ولا نقصان دون

.تعالى وجه االلهبذلك ونقصدوي يكتموا ولا يغيروالشروط والأركان على لالمحافظة على الصلوات مستوفاة بوهؤلاء أيضا هم الذين يقومون

. أكمل وجوهها، فهم في الآخرة أهل للإكرام ودخول الجنان فالموصوفون بتلك الصفات هم في الدار

.جوار رم مكرمون منعمون

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٣٩

المطلب الخامس

مما ترشد إليه الآيات

متى ما اتصف ا العبد المؤمن المذكورة في آيات هذا المقطع أن الصفات العظيمة : أولا ولذا فإن على المؤمن أن ؛ هودخول جناتوكرمه ، فإنه سيكون أهلا لرضوان االله تعالى

. لمنان تكون هذه الصفات نصب عينيه ، لكي يستحق الإكرام من الكريم ا، ومكانة عالية عند االله تعالى ، ويتضح ذلك من خلال اعظيم ان للصلاة شأنأ: ثانيا

﴾ ثم النهاية ���z}����مجيء الاستثناء من تلك الصفات المذكورة في الآيات السابقة بلفظ ﴿بتأكيد أمر الصلاة والمحافظة عليها ، ففي افتتاح هذه الصفات وختمها ا دلالة على مدى

. اهتمام الشرع ا، وعلى شرفها ، وعلو قدرها من صفات المؤمنين باليوم الآخر الإحسان إلى الخلق ، ودفع العوز والحاجة عن : ثالثا

. والألفة في اتمع المؤمن السائل والمحروم ، وبذلك تشيع المحبةضرورة المحافظة على طهارة اتمع المسلم ، وذلك بطهارة العلاقة بين الرجل : رابعا

. والمرأة ، وأن هذه العلاقة لا تكون إلا عن طريق الزواج أو ملك اليمين على وجهها وأداء الشهاداتأهمية القيام على حفظ الأمانات والعهود ، : خامسا

، وأن قيام اتمع المؤمن سواء على مستوى الفرد واتمع هو الضامن لهم على البقاء كملالأوالخلافة في الأرض ، سواء كان ذلك بينهم وبين رم ، أو بينهم وبين غيرهم من الشعوب

. ، أو مع بعضهم البعض

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٠

الثالثالمبحث أحوالهمأحوالهمأحوالهمأحوالهموبعض وبعض وبعض وبعض المنكرون لليوم الآخر المنكرون لليوم الآخر المنكرون لليوم الآخر المنكرون لليوم الآخر

:، وفيه خمسة مطالب ) ٤٤- ٣٦(الآيات ويشمل

.ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة : الأول المطلب . والموضوع السابق بين هذا الموضوعالتناسق :الثاني المطلب .في الموضوعوالجمل التناسب بين الآيات :الثالث المطلب .الموضوعالإجمالي لآيات التفسير :الرابع المطلب . ا ترشد إليه الآيات مم :الخامس المطلب

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤١

×������Ö��Õ��Ô��Ó�Ò���Ñ��Ð��Ï���Ø﴿: قال تعالى ä��ã��â��á��� �à��ß�� �Þ��Ý��Ü��Û��Ú��Ùå��������æ

� � �ê��é��è� �ç��G��F� �E��D�� � � � �C� �B� �A�HK��J��I��������U��T��S��R��Q��P���O��N���M���L

]����\��[��Z��Y���X������W����V��������b��a��������`��_���^�d��ch��g�����f��ei��o��n����m��l���k��j﴾

وبعض أحوالهمالمنكرون لليوم الآخر

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٢

الأول المطلب للسورةالأساس المحور ب ربط الموضوع

بعد التأمل والتدبر في آيات هذا الموضوع ، نلحظ ارتباطها بموضوع ومحور السورة

الموضوع هذا وأن ، ) اليوم الآخر ، وصفات المؤمنين به وحال المنكرين له(وهو ، الأساس

على سؤال ردافتتحت السورة بالبعد أن ف، الأساس ومحورها لسورة لموضوعات اختام بديع

الذي سيقع فيه هذا العذاب ليوم الآخر ثم أتبعت ذلك بذكر أوصاف ا عن العذاب ، السائل

عقبت على ذلك بذكر ، ، وذكرت بعضا مما يقع فيه من الأهوال العظام ، والشدائد الجسام

ثم استثنت الآيات من ذلك ، والنكال الحساب من ما يلاقونه حال ارمين في ذلك اليوم ، و

في صفام ، وذكرت أن مآلهم في هذا اليوم جنات مكرمون ، ففصلتباليوم الآخر المؤمنين

م تختالمنكرين لليوم الآخر لتالمكذبين بعض أحوال بيان إلى فيها ، ثم عادت الآيات هنا

.مآلهم في ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون السورة ببيان

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٣

الثاني المطلب اسق بين هذا الموضوع والموضوع السابقالتن

أيضا ، تبين لي مع هذا الموضوع والموضوع الكلي للسورة الأساسالمحور ذكر تناسق بعد

أن هذا الموضوع متناسق موضوعيا مع الموضوع السابق وذلك أنه لما ذكرت في آيات الموضوع السابق الصفات التي يتحلى ا المؤمنون ، ونتج عنها بيان حالهم في اليوم الآخر

ون في جنات أعدها االله لهم ، ذكر في آيات هذا الموضوع جانبا من وأم منعمون ومكرمأحوال المنكرين لليوم الآخر في ذلك اليوم ، وبيان رغبتهم وطمعهم في دخول تلك الجنان ،

. بعد أن أيقنوا بوجودها ، وبعد أن تكشفت لهم الحقائق في ذلك اليوم ن الطمع فيما لا مطمع لهم فيه ، فجاء النص القرآني لردع هؤلاء المنكرين وزجرهم ع

، مشيرا إلى أن ذلك كله ﴾ ���ä��ã��â��á����à��ß���Þ��Ý��Ü��Ûå﴿: فقال تعالى �������c��bمقرون بالإيمان باليوم الآخر ، فليس لهم من أعمالهم تلك شيء سوى التعب ، ﴿

��j��i���h��g��f��e��d ﴾] ٢٣: الفرقان[ . ء الطامعين في دخول الجنان ، فتصف حالهم في ذلك ثم ختمت السورة ببيان مآل هؤلا

اليوم الذي كذبوه ، ويكفينا في ذلك أن نتأمل ونتدبر بتمعن بين النهايتين المذكورتين في هذا ��Ê﴿: المقطع والمقطع الذي قبله ، حيث قال تعالى هناك مبينا جزاء المؤمنين باليوم الآخر

��Í��Ì��Ë ﴾المكذبين باليوم الآخر ﴿ وقال تعالى هنا مبينا جزاء�h��g�����f��ei�����o��n��������������m��l���k��j ﴾ .

في هذا الموضع أن أقوال علماء التفسير اختلفت في المراد من قوله تعالى ومما يجدر بالذكر :﴿�� � � � �Ñ����Ð��Ï��Ó��Ò ﴾على حصول ذلك من المشركين ، بالرغم من اتفاق أكثرهم

. وما صدر منهم في ذلك - �-يصف حالهم مع النبي -�- في الدنيا ، وأن االلهويكفي أن ننقل في ذلك من مصدرين من مصادر أمهات التفسير لنتعرف على هذا

ما بالهم يسرعون إليك ويجلسون حواليك : والمعنى« : قال القرطبي : الاختلاف بين أقوالهم

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٤

ما : أي : وقيل. ما بالهم مسرعين في التكذيب لك: أي : وقيل. يعملون بما تأمرهمولا مهطعين: وقال عطية. بال الذين كفروا يسرعون إلى السماع منك ليعيبوك ويستهزءوا بك

ما : والمعنى متقارب، أي . عامدين: وقال قتادة. ناظرين إليك تعجبا: الكلبيو. معرضين: وهو . وذلك من نظر العدو. ين أعناقهم، مدمني النظر إليكديك، مابالهم مسرعين عل

ولا - �- ، كانوا يحضرونه نزلت في جمع من المنافقين المستهزئين ، منصوب على الحال���â��á����à��ß���Þ��Ý��Ü��Û﴿: في قوله تعالى -رحمه االله-، ثم قال » يؤمنون به

ويستمعون كلامه - �-يجتمعون حول النبيكان المشركون : قال المفسرون« : ﴾ لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها : فيكذبونه ويكذبون عليه، ويستهزئون بأصحابه ويقولون

. )١(» الآية﴾���Û﴿: ، ولين أعطوا منها شيئا لنعطين أكثر منه، فترلت قبلهموهم - �-النبي ا على الكفار الذين كانوا في زمنيقول تعالى منكر «: وقال ابن كثير

، ولما أرسله االله به من الهدى وما أيده االله به من المعجزات الباهرات، ثم هم مشاهدون له، كما ، متفرقون عنه، شاردون يمينا وشمالا فرقا فرقا، وشيعا شيعا مع هذا كله فارون منه

قال ، ]٤٩،٥١:المدثر[﴾RQPONMLKJIHGFS﴿:تعالى

��﴿: ؛ فإنه قال تعالى وهذه مثلها �Ò�������� ��Ñ����Ð��Ï﴾ فما لهؤلاء الكفار الذين عندك يا : أي: أي ﴾��ÖÕÙ���Ø×﴿، ، منطلقين منك نافرين مسرعين :أي ، ﴾�Ó﴿محمد

��â��á﴿ : وقوله« : ، إلى أن قال » متفرقين � �à��ß� � �Þ��Ý��Ü��Û﴾ أي :أن - ونفارهم عن الحق - �-من فرارهم عن الرسول -هذه والحال- أيطمع هؤلاء

.)٢(» ؟ كلا بل مأواهم الجحيم يدخلوا جنات النعيم

) . ٢٩٤-١٨/٢٩٣: (الجامع لأحكام القرآن )١( ) . ٢٢٩-٨/٢٢٨: (تفسير القرآن العظيم )٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٥

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٦

المطلب الثالث سب بين الآيات والجمل في الموضوعالتنا

كرمون مفى جنات المؤمنين في الآخرة ، وأم إلى منازل السابقة يات لما انتهت الآفذكرت حالهم ، المنكرين لذلك اليوم إلى هؤلاء المشركينهذه الآيات تلتفت، اومنعمون

����Ó�Ò﴿ : أثناء البعث والنشور ، فقال تعالى � � � � � � �Ñ��� �Ð��Ï﴾ هؤلاء الذي ما بال: أي . يمينا وشمالاأمامك يتحركون كفروا وأنكروا اليوم الآخر

��﴿: وقوله �Òعلى هاوتقديمحواليك وأمامك ، : ﴾ أي﴿�� � �Ó﴾ ١(للاهتمام به( ، . - �-حضرة النبي في حالهم ب منالتعجلأن

��﴿: وقوله تعالى �Ù���Ø��×���� �Ö��Õ ﴾ يمينا متفرقين ينتشرون جماعات جماعات : أيالإحاطة بالجهات فاكتفي بذكر اليمين : والمقصود من ذكر اليمين والشمالوشمالا،

.)٢(والشمال، لأما الجهتان اللتان يغلب حلولهما

، عزوته فاعتزى: ، وأصله من ، واحدا عزة تفرقةمجماعات : أي ، ﴾���Ù﴿: وقوله .)٣(، فكأم الجماعة المنتسب بعضهم إلى بعض نسبته فانتسب: أي

��Þ﴿: وقوله �Ý� �Ü��Û ﴾م بلغوا الغاية في السفه بالطمع إشارة إلىيرعبالتأ .)٤(لكوم طلبوا أعز الأشياء من غير سبب تعاطوه له

��﴿د الطمع إلى اسنإو � �Þ� �Ý��Ü﴾ أيطمعون أن يدخلوا الجنة(: دون أن يقال ( ، . أن يدخل الجنة يريد كل واحد منهم يدل على أن

) .٢٩/١٧٦: (التحرير والتنوير : انظر )١( ) .٢٩/١٧٧: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) .٥٦٥: (المفردات في غريب القرآن )٣( ) .٤١٤-٢٠/٤١٣: (نظم الدرر ) ٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٧

��وفى تنكير ﴿ �á﴾ م مردودون من كل جنة إوفى ، وان كانت الجنان كثيرة ، شعار بأراحة النعيم وقع ن من طرد من أو، شعار بأن كل جنة مملوءة بالنعمة إ ﴾�âـ﴿توصيفها ب

. )١(فى كدر الجحيملا يدخل، أكد ذلك مع إفهام الضجر : لما كان معنى الاستفهام الإنكاري المفيد للنفيو

لا يكون ما طمعوا فيه : أي ،﴾ä﴿ :والروادع فقال والاستصغار بالإتيان بأم الزواجراالله للشافعين ، وإذناالله واليوم الآخر بلأن دخول الجنة لا بد أن يكون عن إيمان ؛)٢(أصلاً

.في الشفاعةولما نفى االله تعالى عن الكفار دخول الجنة ، وقطع أطماعهم عنها ، أشار إلى أم كيف لهم أن يطمعوا في ذلك وهم لم يستفيدوا من الأدلة الكثيرة التي تقودهم إلى الإيمان باالله ،

قال من خلال التفكر والتأمل في الأنفس والآفاق ، ف وتبين لهم قدرة االله تعالى على البعث ،في ذلك بالخلق الأول لأنفسهم الذي هم معترفون به ، في إشارة إلى أن تعالى مستدلا عليهم .﴾ ���é��è��ç������æ﴿: الإعادة أهون منها

: ثلاثة أوجه الآية هالمقصود ذذكر العلماء في وقد . تحقير الإنسان والرد على المتكبرين : أحدهاإنا خلقناكم مما خلقنا : كأنه يقول، الرد على الكفار في طمعهم أن يدخلوا الجنة : الثاني

. لأنكم سواء في الخلقة منه الناس، فهو قادر على أن الاحتجاج على البعث بأن االله خلقهم من ماء مهين : الثالث .)٣(يعيدهم

، الأخير ، لكونه الوجه الموافق لسياق الآيات وتناسق الموضوعات لزمخشري وقد رجح ا��﴿: ثم علل ذلك بقوله « : حيث قال � � � �æ� �é��è� �ç﴾ وهو إلى آخر السورة ،

، فمن أين كلا إم منكرون للبعث والجزاء: ، فكأنه قال كلام دال على إنكارهم البعث

) .١٠/١٦٩: (روح البيان ) ١( ) . ١٠/١٦٩: (نظم الدرر )٢( ) . ٣٠/٦٤٧: (مفاتيح الغيب )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٨

؟ قلت أى وجه دل هذا الكلام على إنكار البعث من : ؟ فإن قلت يطمعون في دخول الجنة، كالاحتجاج ا عليهم في مواضع من من حيث أنه احتجاج عليهم بالنشأة الأولى:

، وبالقدرة على أن من النطف: أى ، ﴾��èç�æ�é﴿: التتريل، وذلك قوله ، يعجزه شيء، وأنه ليس بمسبوق على ما يريد تكوينه لا ناسا خيرا منهمأويبدل ، يهلكهم

.)١(» والغرض أن من قدر على ذلك لم تعجزه الإعادةويرى ابن عاشور أن هناك علاقة بعيدة بين هذه الجملة والآيات التي قبلها ، وأن هذه

كلام مستأنف استئنافا ابتدائيا للانتقال من «: الجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا ، حيث يقول ، وهو على إمكان البعث إبطالا لشبهتهم الباعثة على إنكارهإثبات الجزاء إلى الاحتجاج

فاحتج عليهم ، ﴾���Ë��Ê��É��È��Ç���Æ﴿الإنكار الذي ذكر إجمالا بقوله المتقدم آنفا مستعمل في لازم معناه وهو إثبات ﴾��èç�æ�é﴿: بالنشأة الأولى، فالخبر بقوله

.)٢(» إعادة خلقهم بعد فنائهمهو ما يعلمه كل أحد ووإنما أم هنا منشأ خلقهم ؛ للاشعار بأنه مما يستحى من ذكره ،

وهم بالرغم من ، ثم مضغة علقةثم نطفة كان في بطن أمه من ماء مهين ، ثم ن امن أنه كالنشأة الأولى ألهاهم التعود ا عن التدبر في دلالتها على إمكان إعادة المكون علمهم ذه

.)٣(بتكوين آخرمنها والتعبير القرآني المبدع يلمسهم هذه اللمسة الخفية العميقة في الوقت « : قال سيد قطب

، ، دون لفظة واحدة نابية ، وينكس ا خيلاءهم تنكيسا ذاته فيمسح ا كبرياءهم مسحابينما هذه الإشارة العابرة تصور الهوان والزهادة والرخص أكمل ، أو تعبير واحد جارح

فكيف يطمعون أن يدخلوا جنة نعيم على الكفر وسوء الصنيع؟ وهم مخلوقون مما ! تصويروهم أهون على االله من أن تكون لهم دالة عليه، وخرق لسنته في الجزاء العادل ! يعلمون

.)٤(»باللظى وبالنعيم

) . ٤/٦١٤: (الكشاف )١( ) . ٢٩/١٧٨: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) . ٢٩/١٧٨: (التحرير والتنوير : ، انظر ) ٢٠/٤١٥: (نظم الدرر :انظر ) ٣( ) . ٦/٣٧٠٣: (في ظلال القرآن : انظر )٤(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٤٩

��﴿: قولهو �é��è م يخلقون الخلق الثاني مما لا يعلمون كما قال في ﴾ فيهإيماء إلى أ . )١(]٦١ :الواقعة[ ﴾��z}��|��{��~���...﴿: الآية الأخرى الدليل على قدرته على النشأة الأولى لهؤلاء الكفار ، حيث خلقهم من - �-ولما ذكر

��A﴿: ماء مهين معلوم لديهم ، عقب على ذلك بالاستدلال على النشأة الثانية فقال تعالىH��G��F��E��D������C��B ��Q��P���O��N���M���L������K��J��I﴾ .

��﴿: فالفاء في قوله �A﴾ ا : هي فاء الفصيحة ، أيإذا كان الأمر كما ذكرنا من أن .)٢(خلقناهم مما يعلمون فأُقسم برب المشارق والمغارب

ليس الأمر كما يزعمون أن لا معاد ولا حساب، ولا : تقدير الكلام «: قال ابن كثير في ابتداء القسم " لا" ـولهذا أتى ب ، بعث ولا نشور، بل كل ذلك واقع وكائن لا محالة

، وهو الرد على زعمهم الفاسد في ليدل على أن المقسم عليه نفي، وهو مضمون الكلام، وهو ، وقد شاهدوا من عظيم قدرة االله تعالى ما هو أبلغ من إقامة القيامة نفي يوم القيامة

، ات، وتسخير ما فيهما من المخلوقات من الحيوانات والجماد خلق السموات والأرض .)٣(» وسائر صنوف الموجودات

رب المشارق التي هي لما كان -�-أنه : فالمناسبة بين المقسم به والمقسم عليه هنا مكان بدء ظهور الشمس والقمر وما يظهر منها من الكواكب ، ورب المغارب التي هي محل

المشارق محل بدء ، والمغارب محل انتهاء ، أقسم االله تعالى ما لكون ما وكانت غروا ، ن الشمس تبدأ وتنتهي وتعود مرة أخرى أبينهما هو محل بدء حياة الإنسان وانتهائها ، فكما

، فكذلك الإنسان يبدأ وينتهي ويبعث مرة أخرى ، وفي هذا أيضا بيان لسهولة ذلك ، وأن عث كقدرته على تسيير هذه الكواكب والنجوم والشمس والقمر من قدرة االله تعالى على الب

المنكرين ه هؤلاء امشارقها إلى مغارا وبدئها وإائها ، فاالله تعالى بقسمه هذا يلفت انتب

) . ٢٩/١٧٩: (التحرير والتنوير : انظر )١( ) . ٧/١٤١( : البحر المديد ) ٢( ) . ٨/٢٢٩( : تفسير القرآن العظيم ) ٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٠

، مؤكدا لهم ذلك بالقسم لى البعث إلى أمر محسوس يدل على قدرة االله تعالى عللبعث بأعينهم ولا يشكون فيه ، وهو مكان شروق الشمس بربوبيته لما يرونه كل يوم ويشاهدونه

. والقمر والكواكب والنجوم ، ومكان غروا ، على أن بمخلوقاته على إيجاب قدرتهاالله تعالى في هذه الآية أقسم « : قال ابن عطية

.)١(»إرادته ، وأنه لا يسبقه شيء إلى من ذلك العالم يبدل خيرا

�¦��﴿وأما سورة « : وقال ابن القيم على عموم قدرته - �-فإنه أقسم ﴾¥�وكمالها وصحة تعلقها بإعادم بعد العدم فذكر المشارق والمغارب بلفظ الجمع إذ هو أدل

أو ، أو مشارق الشمس ومغارا ، سواء أريد مشارق النجوم ومغارا ، على المقسم عليه كل جزء من جهتي المشرق والمغرب فكل ذلك آية ودلالة على قدرته تعالى على أن يبدل

وينشئهم فيما لا يعلمون فيأتي م في نشأة أخرى كما يأتي بالشمس ، أمثال هؤلاء المكذبين للمشارق والمغارب تنبيه على -�-وفي ربوبيته ، كل يوم من مطلع ويذهب ا في مغرب

والقمر والنجوم وربوبيته ما بين الجهتين وربوبيته وات وما حوته من الشمسربوبيته السما .)٢(» الليل والنهار وما تضمناه

ربوبيته العالم : والقسم باالله بعنوان ربوبيته المشارق والمغارب معناه «: وقال ابن عاشور والمغارب باعتبار وجمع المشارق ، كله لأن العالم منحصر في جهات شروق الشمس وغروا

تعدد مطالع الشمس ومغارا في فصول السنة فإن ذلك مظهر عجيب من مظاهر القدرة الإلهية والحكمة الربانية لدلالته على عظيم صنع االله من حيث إنه دال على الحركات الحافة

،ولذلك لم يذكر في القرآن قسم بجهة غير المشرق بالشمس التي هي من عظيم المخلوقات، لمغرب دون الشمال والجنوب مع أن الشمال والجنوب جهتان مشهورتان عند العربوا

وفي إيثار المشارق والمغارب بالقسم برا رعي لمناسبة طلوع الشمس بعد غروا لتمثيل .)٣(» الإحياء بعد الموت

) . ٥/٣٧١: (المحرر الوجيز )١( ) .١٩٦-١٩٥: (التبيان في أقسام القرآن )٢( ) .٢٩/١٧٩: (التحرير والتنوير : انظر )٣(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥١

ولكن التلويح بذكر المشارق ، والأمر ليس في حاجة إلى قسم «: وقال سيد قطبوالمشارق والمغارب قد تعني مشارق النجوم الكثيرة ، ب، يوحي بعظمة الخالقوالمغار

كما أا قد تعني المشارق والمغارب المتوالية على بقاع ، ومغارا في هذا الكون الفسيحمام ففي كل لحظة أثناء دوران الأرض حول نفسها أ ، وهي تتوالى في كل لحظة ، الأرض

، فهو يوحي إلى وأيا كان مدلول المشارق والمغارب، ربالشمس يطلع مشرق ويختفي مغفهل يحتاج أمر أولئك المخلوقين ، القلب بضخامة هذا الوجود، وبعظمة الخالق لهذا الوجود

قادر على أن يخلق خيرا منهم -�-، على أنه مما يعلمون إلى قسم برب المشارق والمغارب .)١(»!وم؟من مصيرهم المحت ، وأم لا يسبقونه ولا يفوتونه ولا يهربون

��﴿: ففي قوله أنواع الالتفاتيوجد فيها عدد من قصرها مع الآية وهذه �B� �A ﴾�����é��è��ç﴿: قوله مع الغير في التفات من التكلم � � �æ﴾ وفي ، إلى التكلم وحده

. إلى االله تعالى نفسه لقسم بإسنادهلتأكيد ذلك ��﴿: وفي قوله �E��D��� � � �C﴾ إشارة وفي ذلك ، التفات من التكلم وحده إلى الغيبة

.ربوبيته للمشارق والمغارب : هي، وإلى صفة من صفاته تعالى إشارة إلى وفي ذلك ، التفات من الغيبة إلى التكلم مع الغير ﴾��G��F﴿: وفي قوله

.على البعث العظمة المناسبة لذكر القدرة��﴿: وقوله �M� � �L� � � �K� �J� �I� �Q� �P�� �O� �N ﴾ ، قادرون على أن نبعثهم : أي،

كمال وفي هذه الجملة بيان ل ،م م وهيئاهفي الدنيا في صورونجعلهم خيرا مما كانوا عليه م ذلك على أحوال النشأة الأولى لدلههؤلاء الكفار لو تذكر، فقدرة الرب تعالى ومشيئته

.ا واقدرة منشئها على النشأة التي كذبالمراد به هنا هو التبديل بأمة خير منهم ، هنا أن التبديل ابن جرير الطبري وقد اختار

، ونأتي بخير منهم إنا لقادرون على أن لكهم «: -رحمه االله-، حيث قال ار الامام ياختوهذا . )٢(» من الخلق يطيعونني ولا يعصونني

) . ٦/٣٧٠٣: (في ظلال القرآن : انظر )١( ) .٢٣/٦٢٢: (جامع البيان ) ٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٢

إلا أن الحافظ ابن كثير يرى أن هذا المعنى مرجوح ، وأن المعنى الأظهر في ذلك هو ما

���D������C��B��A﴿: قال هاهنا« : - رحمه االله-كان موافقا لسياق آيات السورة ، حيث قال ���M���L��� � � �K��J� �I��H��G��F��E﴾ ،يوم القيامة نعيدهم بأبدان خير من هذه، : أي

��﴿، صالحة لذلكفإن قدرته �P���O��N﴾ تعالى-كما قال. بعاجزين: أي - :﴿����d

���o��n��m��l��k��j��i���h��g��f��e﴾]تعالى-وقال. ]٤، ٣: القيامة- :﴿���o��n

��~��}��|��{��z��y��x��w��v�� �u��� �t��s��r��q��� � � �p﴾ ]٦٠: الواقعة ،

�﴿: كقوله تعصينا وجعلها أمة تطيعنا ولا: أي، ﴾�I�L��KJM﴿واختار ابن جرير، ]٦١ÎÍÌË��Ê��É�� �ÈÐ��Ï﴾]أظهر لدلالة الأول والمعنى .]٣٨: محمد

.)١(»الآيات الأخر عليهلم يقع «: وأيضا فقد يعترض على ما ذهب إليه الطبري وغيره من علماء التفسير بأنه

كان يصح وقوع ، وإنما ، فإم أو أكثرهم بقوا على جملة كفرهم إلى أن ماتوا هذا التبديل��﴿: بقوله -تعالى-، لأن مراده التبديل م لو أهلكوا � �M�� �L�� � � � �K��J� �I��H��G��F ﴾

.)٢(» بطريق الإهلاك، فإذا لم يحصل ذلك فكيف يحكم بأن ذلك قد وقعفالمعنى الذي رجحه ابن كثير في هذه الآية هو الذي يتجه إلى السياق ، وتؤيده الأدلة من

.، واالله أعلم الكتاب والسنةولهذا ذكر ابن عاشور هذين الاحتمالين في تفسير الآية مرجحا ما ذهب إليه الحافظ ابن

، وهو المناسب للسياق أن يكون المعنى على أن نبدلهم خيرا منهم :أولهما « : كثير ، قائلا ان والسرعة والخيرية في الإتق ، نبدل ذوام خلقا خيرا من خلقهم الذي هم عليه اليوم: أي

لأنه خلق مناسب لعالم الخلود، وكان ؛ وإنما كان خلقا أتقن من النشأة الأولى ، ونحوهما نعوض: ، وعلى هذا الوجه يكون نبدل مضمنا معنى الخلق الأول مناسبا لعالم التغير والفناء

، الإيمان ، والخيرية في بأمة خير منهم: ، أي أن نبدل هؤلاء بخير منهم : والمعنى الثاني .

) . ٨/٢٢٩( : تفسير القرآن العظيم ) ١( ) . ٣٠/٦٤٨(: مفاتيح الغيب ) ٢(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٣

سيستأصلهم ويأتي بقوم آخرين هويكون هذا ديدا لهم بأن ، فيكون نبدل على أصل معناه«)١(.

��﴿: -تعالى-وختمت هذه الآية بقوله �P� � �O� �N﴾ ستعار من السبق ويوالمسبوقلا : ، والمعنى ، أو بالمسبوق في السير ، شبه بالمسبوق في الحلبةلإحراز الفضل والتبريز

.)٢(يفوتونناكمال قدرته على النشأة الأولى والثانية ، دد وتوعد الكفار بغاية - �-ولما ذكر

���T��S��R﴿: التهديد والوعيد بعد هذا البيان الواضح والقسم العظيم ، فقال تعالى ��Z��Y���X������W����V��U ﴾ يأتي ذلك دعهم يا محمد في تكذيبهم وعنادهم ، حتي : ، أي

. )٣(اليوم الذي يوعدون فسيعلمون غب ذلك ويذوقون وباله، ما يثير ، ومن التهديد لهم وفي هذا الخطاب من وين شأم« : قال سيد قطب

وفي مشهدهم وهيئتهم وحركتهم في ذلك اليوم ما يثير الفزع والتخوف ، الخوف والترقب كما أن في التعبير من التهكم والسخرية ما يناسب اعتزازهم بأنفسهم واغترارهم بمكانتهم ،« )٤(.

من - �- ترك ما أهم النبي، همومعنى الأمر بتركاتركهم ، : ﴾ أي �R﴿: فقوله ولما كان أكبر أسباب ، عنادهم وإصرارهم على الكفر مع وضوح الحجج على إثبات البعث

: على كفرهم هو خوضهم ولعبهم كني به عن الإعراض بقوله إعراضهم وإصرارهم﴿� �T� �S ﴾فأعرض عنهم في حال خوضهم في الأحاديث ولعبهم في مواقع : والمعنى

.)٥(المزح والهزل: واللعب. ون بالإسلامئهزستالجد حين ي

) .٢٩/١٨٠: (التحرير والتنوير : انظر )١( ) .٣٩٥: (المفردات في غريب القرآن ) ٢( ) .٨/٢٤٤: (تفسير القرآن العظيم ) ٣( ) .٦/٣٧٠٣: (في ظلال القرآن : انظر ) ٤( ) .٢٥/٢٦٧: (التحرير والتنوير : انظر ) ٥(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٤

حقيقيا ينتفعون به انتفاعا دلالة على أم لافيه بالخوض واللعب إعراضهم ةسميوفي ت .نفع فيه كاللعب الذي لا

فإم ، لا تكترث م : أي ، كناية عن التحقير وقلة الاكتراثالمراد من الأمر بالترك ف�﴿: علم أن قوله تعالىيوذا ، دون أن تصرف همتك في شأم �R﴾ لا علاقة له بحكم

.)١(همبعضذكره القتال، ولا هو من الموادعة ولا هو منسوخ بآيات السيف كما ��﴿: وقوله � � �V��U ﴾ و ، كناية عن دوام تركهمالمراد بحتى الغائية هنا﴿�� � � �V﴾ اللقاء من��Wو﴿الإشارة إلى أنه لقاء متحقق ، : ، وفائدته ىلقَى ولا يلقَلأن اليوم لا ي؛ مجاز ، وهو

.)٢(هو معين لجزائهم: إضافة يوم إلى ضميرهم دلالة على اختصاصه م ، أي ﴾ ، ووصفا لحال الكفار )٣(بيانا وتوجيها عن اليوم الذي تقدم في الآية السابقة- �-ثم ذكر

� ﴿: في ذلك اليوم ، فقال تعالى �d���c��b��a������ � يوم : أي ﴾]��\����[������^���_��`�بعضهم بعضا، كأم يسابق سراعا، يخرجون من قبورهم إذا دعاهم الداعي لموقف الحساب

يبتدرون و، إلى الموقف كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوهفي إسراعهم . ا ، والطمع في شفاعتها يمنون فيه أنفسهم بالربح العظيم من عباد ، )٤(أيهم يستلمه أولا

��﴿: فقوله ﴾ جمع جدث ، وهو القبر ، والعرب تعقب بين الفاء والثاء ، وتقول ^� . )٥(جدف: أيضا ��﴿: قوله و �b ﴾هي الحجارة والأصنام التي كانت تعبدها العرب ، جمع نصيب ، و

. )٦(ويوضع للعبادةوجه تسميته نصبا أنه ينصب و

) .٢٩/١٨٢: (التحرير والتنوير : انظر )١( ) .٢٩/١٨٣-٢٧/٣٢-٢٥/٢٦٧: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) . ٢٣/٦٢٣: (جامع البيان )٣( ) . ٨/٢٤٤: (تفسير القرآن العظيم ) ٤( ) . ٩/٢٤: (، ولسان العرب ) ١٨٩٩-١٨٨: (المفردات في غريب القرآن : انظر ) ٥( ) .١٨٣: (المفردات في غريب القرآن )٦(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٥

. )١(من الإيفاض ، وهو الإسراع في السير ﴾ ����c﴿: وقوله شبه إسراعهم يوم القيامة إلى الحشر بإسراعهم في الدنيا إلى الأصنام « :قال ابن عاشور

، وفي هذا التشبيه إدماج لتفظيع حالهم في عبادة لأن لهذا الإسراع اختصاصا م؛ لزيارا .)٢(»في الدنيا على إسراعهم للأصنام إلى أن إسراعهم يوم القيامة جزاءٌ الأصنام وإيماءٌ

لاء الخارجون من القبور يسرعون الخطى كأنما هم ذاهبون إلى فهؤ« : قال سيد قطب ولقد كانوا يسارعون إلى ، وفي هذا التهكم تناسق مع حالهم في الدنيا ، انصب يعبدو

، ولكن شتان بين يوم فهاهم أولاء يسارعون اليوم ، الأنصاب في الأعياد ويتجمعون حولها .)٣(»! ويوم

فيما سبق من الآيات حال الكفار في الدنيا من الخوض واللعب، ذكر -�-ولما ذكر������f��e﴿: قال تعالى حالهم في الآخرة من الخشوع والخضوع والذلة ، جزاء وفاقا ،

h��gi����������m��l���k��j���o��n﴾ . ، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الضراعة: أصل الخشوع ﴾ ��e﴿: قوله .)٤(والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ، الجوارح

﴾ دلالة على شدا �h﴿ تنكير ، وفي)٥(بقهر غشيان الشيء الرهق﴾ �h��g﴿: وقوله . تغشاهم ذلة شديدة وحقارة عظيمة: أي وعظمتها ،

فنلمح من خلال الكلمات سيماهم كاملة، وترتسم لنا من قسمام « : قال سيد قطب لقد كانوا يخوضون ويلعبون فهم اليوم أذلاء مرهقون، صورة ذليلة عانية. واضحة صورة

«)٦(.

) .١٨٣: (المفردات في غريب القرآن )١( ) . ٢٩/١٨٣: (التحرير والتنوير : انظر )٢( ) . ٦/٣٧٠٣: (في ظلال القرآن : انظر ) ٣( ) .٢٨٣: (المفردات في غريب القرآن )٤( ) .٣٦٧: (المفردات في غريب القرآن ) ٥( ) . ٦/٣٧٠٣: (في ظلال القرآن : انظر )٦(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٦

��﴿: وقوله � �k� �j ﴾إشارة اليوم بـ﴿كالموضوع للبعد إشارة إلى عظم ما سيقع ﴾ذل . فيه من الأهوال العظام والأحداث الجسام

� ﴿: وقوله � � � � � � � � � � �m��n يكذبون كانوا فى الدنيا على ألسنة الرسل وهم يوعدونه : ﴾ أي .به

ل محمول ون الوعد الألأوليس هاهنا تكرار بين هذا الوعد والوعد الذي في الآية السابقة ، وفي ذلك وهذا الوعد محمول على الماضي بدلالة لفظ كان، والاستمراري على الآني

.)١(ما وعد االله به يكون ولا محالةإشارة إلى أن

المطلب الرابع التفسير الإجمالي لآيات الموضوع

ما بال الكفرة ارمين ، أمامك وتجاهك - �-لنبيه محمد -تعالىتبارك و- يقول االله هل يطمع فمتفرقين جماعات يمينا وشمالا ، ،، مقبلين بأبصارهم عليك ين أعناقهم إِليكماد

، كلا ليس الأمر كما يدخله االله جنات النعيمأن ، كل واحد من هؤلاء الكفار ارمين ليس لهم فضل يستوجبون به دخول ا لجنة ؟ ، فهم نه، فإِم لا يدخلوا أبداً ، لإ يطمعون

يعلمونه جميعا ، لعلموا أن االله قادر على مهين لو اتعظوا وتأملوا في خلق االله لهم من ماء ، كما ء المهين ، فالإعادة أهون من البداءة بعثهم من قبورهم ، بعد أن خلقهم من ذلك الما

.في نظرهم والقمر والكواكب ومغارا ، وفي ذلك إشارة إلى بيان سشارق الشمبم-�-ثم أقسم

-على قدرته دلالة أعظم وأن تلك الأجرام السماوية في أفولها وبعثها مرة أخرى-�-قدرتهعن - �- بعاجزفليس خلق الإنسان وإعادته خيرا مما كان عليه في الدنيا ، على -�

) . ١٠/١٧١: (، روح البيان ) ١٨/٢٩٧: (الجامع لأحكام القرآن : انظر ) ١(

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٧

. ذلكفي نيخوضوبعد هذا البيان الواضح أن يترك هؤلاء الكفار - �-نبيه محمدا - �-ثم أمر

يوما عصيبا رهيبا كانوا يوعدون به في همانتظارفي ، فإن في دنياهم ويلهون نباطلهم ويلعبومن قبورهم إِلى أرض المحشر مسرعين ، كأم يسعون فيه يخرجون س مويالدنيا، وذلك ال

. ويستبقون إِلى أصنامهم التي نصبوها ليعبدوهاآثار الخشوع ، وقد بدت على أبصارهمحال الكفار في ذلك اليوم - �- ثم ذكرالقوية ، لهول وطأا ب أكت نفوسهم، والشديدة ذلة واستولت عليهم الم، والخضوع

العذاب الذي يواجهونه في ذلك اليوم الذي لم يعملوا له حسابا ، ولم يصدقوا به ، وها هو .قد جاءهم بالعذاب الذي كانوا يسألونه ، ويتوعدون به في الدنيا

٢، ف٢ب التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج

٢٥٨

المطلب الخامس مما ترشد إليه الآيات

��﴿: أن في قوله : أولا �é��è��ç������æ ، تنبيه إلى أن الناس كلهم من أصل واحد ﴾

الجنة يكون بأعمالهم لا بنسبهم تفاضلهم في وإنما يتفاضلون بالايمان والطاعة ، وأن . ومكانتهم عند الناس

سعة علم االله وإحاطته ، وقدرته على إهلاك المعاندين ، فلا أحد يخرج عما بين : ثانيا .المشارق والمغارب

����X﴿: قوله تعالى أن في : ثالثا �W�� � �V� �U� �T��S��R��Z��Y﴾ حثا للدعاةعلم، وأعز وأحكم ، سبحانه واالله أعلى وأ. والمصلحين على الصبر وتحمل أذية المدعوين

. وتعالى

التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج الخـــــاتمــــــــــة

٢٥٩

ةــــمــاتــــخـال -:وتشتمل على

.البحث أهم نتائج : أولا

. توصيات الباحث : ثانيا

التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج الخـــــاتمــــــــــة

٢٦٠

الخاتمةالحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على من جاءنا بالهدى

:المناقب والمكرمات ، وبعد والبينات، وعلى آله وصحبه أولى ، التحريم والمعارج تيفإنني إذ أضع رحالي في بحثي المتواضع الذي عشت فيه مع سور

ا ما ومعانيهما والتفكر في مواضيعهما وتأملهكما أعانني على تدبرهم - �-أسأل االله ، وأن يأجرني ويتجاوز عنى لفرط ا ، أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريمموألفاظه

جهلي ، وعظيم تقصيري ، وأن ينفع به الأمة ، ويجعله مباركا ، وسأسوق فيما يلي أهم . النتائج والتوصيات في هذا البحث

:أهم النتائج التي أظهرها هذا البحث : أولا �أظهر هذا البحث الفرق بين التناسب والتناسق الموضوعي في القرآن الكريم ، فالتناسب - ١

. يكون في الألفاظ والجمل والآيات ، والتناسق يكون بين موضوعات السورة الواحدة أن النظم لي اتضح تي التحريم والمعارجمن خلال دراسة التناسق الموضوعي في سور - ٢

مصطلحات بعضها أخص من بعض ، فنظام القرآن هو أعم تلك ةالقرآني يشمل أربعالمصطلحات ثم يدخل تحته التناسب ، ثم يدخل تحت التناسب التناسق ، ثم يدخل تحت

. الآخرعلى مبنيالمصطلحات هذه من واحد التناسق الوحدة الموضوعية ، فكلرفة الوحدة الموضوعية في الطريق لمع ين دارسة التناسق الموضوعي في السورة القرآنية هأ - ٣

. لسورة لوالموضوع الكلي الأساس السورة ، واستجلاء المحور ان عن النبي صلى االله عليه توقيفي اناسمالتحريم والمعارج في تسمية سورتييثبت أنه لم - ٤

. في كتب الحديث والتفسير ذه الإسمين ااشتهرتإلا أما ، وسلما عن النبي محديث صحيح خاص التحريم والمعارج في فضل كل من سورتييثب لم - ٥

.صلى االله عليه وسلم . التحريم مدنية ، وأن سورة المعارج مكية أجمع العلماء أن سورة - ٦ة ، وسورالتحريم وما قبلها وما بعدها ةسوربين ابديع ا، وتناسق اوثيق اترابطأن هناك - ٧

. المعارج وما قبلها وما بعدها

التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج الخـــــاتمــــــــــة

٢٦١

.صريحة أحاديث صحيحة المعارج في أسباب نزول سورة يثبت لم - ٨الوحدة وأن ، التربية الزوجيةبيان التحريم تتعلق بسورة الوحدة الموضوعية في أن - ٩

الموضوعية في سورة المعارج تتعلق ببيان حقيقة اليوم الآخر وصفات ومآل المؤمنين به .والمنكرين له

تهاريم وموضوعاا ، وبين فاتحظهر للباحث المناسبة بين اسم سورة التح -١٠ . وموضوعاا المعارج وموضوعاا ، وبين فاتحتها موضوعاا ، وكذلك اسم سورة و

سورة الأساس في المحورأن إلىبعد البحث والنظر والتأمل الطويل الباحث توصل -١١أربعة ، وأن أبرز الموضوعات التي عالجتها السورة تمثلت في التربية الزوجية: وهالتحريم

: وهيموضوعات .تحريم وعتاب ومغفرة )أ

.التربية في حفظ الأسرار الزوجية )ب .التربية الوقائية للنفس والأهل واتمع ) ج . التربية الزوجية في ضرب المثل بالنساء الغابرات ) دفي الأساس المحور أن إلى والنظر والتأمل الطويلبعد البحث توصل الباحثكما أن -١٢

أن أبرز اليوم الآخر وصفات المؤمنين به والمنكرين له ، ومآلهم فيه ، و: و هالمعارج سورة : وهي موضوعات ثلاثة الموضوعات التي عالجتها السورة تمثلت في

. اليوم الآخر وحال ارم فيه )أ . المؤمنون باليوم الآخر ، صفام وحالهم فيه )ب . وبعض أحوالهم المنكرون لليوم الآخر ، ) ج

، كلتا السورتين على حدة أن هناك تناسقا بديعا ، وتناسبا لطيفا ، بين موضوعات -١٣وبأسلوب متناسق ، متآلف ، فهي كلها تمضي في سياق وألفاظها كل منها وبين معاني

فواتحها مع موضوعاا ، وفواتحها مع خواتمها ، وذيول آياا مع مقدماا ، تتناسب ومترابطومواضيعها ، ومعانيها مع أحرفها وكلماا ، وكل ذلك في سياقها العام ، تبرز فيها كل

التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج الخـــــاتمــــــــــة

٢٦٢

سورة بجمالها التناسقي بأى صورة ، فكأا بنيان متصل ومتآلف أشد اتصال وأقوى تآلف . : توصيات الباحث : ثانيا �

التوصيات والمقترحات أهم أسجل أن أود قطافها وحان البحث هذاثمار أينعت أن بعد :الآتية

آمل من قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى أن يشكل -" التناسق الموضوعي في سور القرآن الكريم" لجنة للاهتمام ذا المشروع القيم أعني مشروع

.الرفوف والأدراج حبيس لإخراجه للناس للانتفاع به حتى لا يبقى أوصي بالإفادة منه، يضيء الطريق للحياة الزوحية ، نبراس عظيم التحريم سورة أن في -

الحياة الزوجية ، وخاصة فيما يتعلق بحفظ الأسرار ، لما له من أثر بالغ في نجاح والتفقه فيه . الزوجية ، ووقاية النفس والأهل واتمع

بحثهم وخاصة في باب التناسق توسيع دائرة الموضوعي التفسير في الباحثين أوصي - حول الأسئلة من الكثير على تنتهي، ومحاولة الإجابة لا التي الكريم القرآن أسرار لاستنباط

، وفي علاقة خواتم الآيات بمقدماا دون غيرها وجمل لكلمات القرآن اختيار في السر .ومواضيعها

آمل من أهل اليسر والإحسان تأسيس ودعم الكراسي البحثية حول إظهار وجوه - ٤ . -�- إعجاز النظم القرآني ، مما يساعد على حسن التدبر والتأمل في كتاب االله

- �-أوصي الباحثين وطلبة العلم ببث ونشر ثقافة حب التدبر والتأمل لكتاب االله - ٦من خلال الدروس العلمية والمحاضرات سط وسهل ، لدى جيل الشباب المسلم ، بأسلوب مب

المرئية منها والمسموعة ، ومن خلال قنوات التواصل ، الفضائية القنوات من خلال، و .الاجتماعي، ومن خلال الشبكة العنكبوتية

التناسق الموضوعي في سورتي التحريم والمعارج الخـــــاتمــــــــــة

٢٦٣

فما اجتهدت في على توفيقه وامتنانه ، وعلى فضله وإنعامه ، -تعالى- أحمد االله : وختاما ما كان من خطأ فمن نفسي ، ووحده-تعالى- ووفقت فيه للصواب فمن اهللالبحث هذا

سأله سبحانه وتعالى كما أنعم وتفضل أن يسدد أو، واالله ورسوله منه بريئان ، والشيطان . القصد ، ويحسن النية ، وأن ينفعني والمسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح

.نت أستغفرك وأتوب إليك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أوصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن اهتدى

.يوم الدين ديهم ، واستن بسنتهم إلى

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٤

الفهــارس العامةالفهــارس العامةالفهــارس العامةالفهــارس العامة

-:وتشتمل على

. فهرس الآيات القرآنية: أولا

.فهرس الأحاديث والآثار : ثانيا

.فهرس الأعلام : ثالثا

. فهرس المصادر والمراجع : رابعا

.فهرس الموضوعات : خامسا

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٥

فهرس الآيات القرآنية: أولا

رقم الصفحة رقم الآية اسم السورة الآية أو طرفها

﴿����J��I��H��G��F��E��D��C��B.......﴾ ٤١ ١٠٦ البقرة

﴿�� ��Z��Y��X��W��V��U��T...........﴾ ٨ ١٠٢ آل عمران

﴿����I��H��G��F��E��D��C��B��A.....﴾ ٨ ١ النساء

﴿���g��f��e��d��c���b���a...﴾ ١٨٣ ٥٦ النساء

﴿���C��B��A..........................﴾ ٨٣ ٣ المائدة

﴿��Y�]\[Z ................﴾ ٨٣ ٩٧ المائدة

٨٦ ١٢٤ المائدة ﴾...........£��¤��¥���¦��§��¨��©���﴿

﴿��O��N��M��LP��S���R��Q..﴾ ٢٤ ١٣٣ الأنعام

﴿���y��x��w���v��u��t��s.........﴾ ١٨٥ ٣١ الأنفال

﴿���m���l��k��j��i��h��g�﴾ ٤٢ ٩ الحجر

﴿��d��c��b��a��`��_..........﴾ ٤٠ ٨٩ النحل

﴿����U��T��S��R��Q��P��O.............﴾ ٤٠ ٩ الإسراء

﴿��SRQ��P��O��N��M...........﴾ ٢٤ ٨٨ الإسراء

﴿����w���v��u��t��s��r..........﴾ ١٠٩ ٩٨ الأنبياء

﴿�F��E��D��C��B��AG��.....﴾ ١٧٥ ٤٧ الحج

﴿��F��E��D��C��B��A..��...............﴾ ٢٠٢ ٦٠ المؤمنون

﴿���j��i���h��g��f��e��d������c��b� ﴾ ٢١٥ ٢٣ الفرقان

﴿��r��q���p��o��n��m��l﴾ ١٧٥ ٢٤ الفرقان

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٦

﴿�� ............................��v���u��t﴾ ١٧١ ٥٩ الفرقان

﴿�� m��l��k����j��in��..........﴾ ١١٦ ٧٠ الفرقان

﴿�� I��H��G ﴾ ٢٠٢ ١٣٨ الشعراء

٨٣ ١٢ القصص ﴾...................»��¬��®��¯��°��﴿

﴿�� ��f��e�������d��c��b��a��`��_.......﴾ ١٣٤ ٥٦ القصص

﴿��v��u��t���sw���...............﴾ ١٣٣ ٤٣ العنكبوت

﴿���}��|��{��z��y��x��w��v��u..﴾ ٨ ٧٢- ٧٠ الأحزاب

١٧٨ ٢٧ فاطر ﴾...}��|��{��~�����¡��¢�﴿

﴿�s����r���q��p��o� ﴾ ١٢٦ ١١٢ الصافات

﴿��...........................k���j��i ﴾ ٣٠ ٢١ ص

﴿��ª��©���¨��§��¦��¥��¤«�.......﴾ ١١٧ ٧٣ الزمر

١٨٥ ٢٦ فصلت ﴾...........�{��~��������������¡��¢��£��¤��������﴿

﴿��¬��«���ª��©�����¨��§®��....﴾ ٢٥ ٣٧ فصلت

﴿........��Ö��Õ��Ô��Ó��Ò.......﴾ ١٧٣ ٣٣ الزخرف

﴿������Â��Á��À��¿���¾½��¼�.............﴾ ١٦١ ٣٥ الأحقاف

﴿�� ��l��k��j���i��h�����g�����f��e��d﴾ ٢٦ ٢١ محمد

﴿�� ��Ì��Ë��Ê��É���È................﴾ ٢٢٣ ٣٨ محمد

﴿�U��T��S��RV����Y���X���W﴾ ١٧٧ ٣ ق

﴿..............................����{��z��y��x�� ﴾ ١٣٠ ٦ ق

﴿���U��T���S����R��Q��P��O��N��M���L��K....﴾ ٢٦ ٥- ٣ النجم

﴿.......................�� ������������È��Ç��Æ﴾ ١٧٨ ٣٧ الرحمن

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٧

﴿����u����t��s��r��q������p��o��n........﴾ ٢٢٣ ٦١- ٦٠ الواقعة

﴿�����á��à��ß��Þ���Ý��Ü��Û��Ú......﴾ ادلة١٧٣ ١١ ا

﴿��¸��¶��µ����´��³��²��±���°��¯....﴾ ٦١ ١١ الطلاق

﴿����Ü��Û��Ú��Ù��Ø���×����Ö��Õ........﴾ ٥٩ ١٢ الطلاق

﴿����M��L��K���J��I��H��G��F........﴾ ٢١٦ ٥١- ٤٩ المدثر

﴿���j��i���h��g��f��e���d.............﴾ ٢٢٣ ٤- ٣ القيامة

﴿..................�����o��n��m��l��p﴾ ١٨١ ٤٠ النبأ

TT

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٨

فهرس الأحاديث والآثار: ثانيا رقم الصفحة الحديث أو الأثرطرف مأعطيت مكان التوراة السبع ، وأعطيت مكان الزبور المئين ١

......

٤٠

القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه اقرءوا ٢

.......................

٤١

كان يمكث عند زينب بنت جحش، �أن النبي ٣

..............

٧٧

كيف نتبعك : ، فقالوا �أن جماعة من اليهود جاؤوا للنبي ٤

....

٢٣

، فلم تزل به كانت له أَمةٌ يطؤها �أن رسول اللَّه ٥

............

٧٧

فحزب فيه عائشة : كُن حزبين �أن نساء رسول االله ٦

...وحفصة

٧٩

حجج تترى و عمر نسقا يدفعن ميتة السوء و عيلة ٧

.......الفقر

٢٣

لأهله وأنا خيركم خيركم خيركم ٨

........................لأهلى

٩٢

خيركم من تعلم القرآن ٩

................................وعلمه

٤١

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٦٩

١٩٨ ..................................الصلاة وما ملكت ايمانكم ١٠أمره كله خير ، إن عجبا لأمر المؤمن ١١

.........................

١٩١

فاظفر بذات الدين تربت يداك ١٢

..............................

١٠٣

يا رسول االله ما أطول يوما مقداره خمسون ألف: قيل ١٣

......سنة

١٧٦

، يحب العسل والحلواء � رسول اللَّه كان ١٤

....................

٧٨

ولم يكمل من النساء إلا ، كمل من الرجال كثير ١٥

..............

١٢٧

االله القرآن وقام به آناء لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه ١٦

....الليل

٤١

١١٦ .....................الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه ١٧: فقال �لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه النبي ١٨

...............

١٣٤

ولا أنت يا رسول اللّه؟: لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ١٩

......

٢٠٣

الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ٢٠

........................

٤١

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٠

٨٨ ...........من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرا منها، فليأت ٢١ ناسقوا بين الحج والعمرة ٢٢

....................................

٢٣

نزلت سورة التحريم بالمدينة ٢٣

..................................

٣٦

كاليوم منظرا قط، فلم أر ورأيت النار ٢٤

.......................

٧٦

يا رسول االله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ٢٥

.................

٨٥

TT

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧١

فهرس الأعلام: ثالثا

رقم الصفحة اسم العلم م

٣٧ ................................................ابن أبي شيبة ١ ١٤٠ ................................................ابن الجوزي ٢ ٨٠ ..................................................ابن العربي ٣ ١٢٣ ...................................................ابن القيم ٤ ٢٣ ............................................ابن جرير الطبري ٥ ٧٩ ...................................................ابن حجر ٦ ٢٤ ...................................................ابن عطية ٧ابن كثير ٨

.................................................... ٨٠

١٧٩ ................................................أبو السعود ٩ ٤١ .............................................أبو أمامة الباهلي ١٠ ٢٥ ..................................................أبو حيان ١١الثقفي أحمد بن الزبير ١٢

........................................ ١٢

الألوسي ١٣....................................................

٣٦

٧٩ ...................................................أم سلمة ١٤ ٨٢ .....................................................البغوي ١٥ ١٢ .....................................................البقاعي ١٦ ٣٨ ....................................................التهانوي ١٧ ٣١ .....................................................الجعبري ١٨

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٢

دروزة ١٩......................................................

٥٤

......................................................الرازي ٢٠.

١٠

٨٤ .......................................................زادة ٢١الزرقاني ٢٢

..................................................... ٣١

الزركشي ٢٣....................................................

٦٤

...................................................الزمخشري ٢٤.

٩٤

٤٣ ...........................................زينب بنت جحش ٢٥ ٣٧ ...................................................السخاوي ٢٦ ٨٢ ...................................................السعدي ٢٧ ١٠ .................................................سعيد حوى ٢٨سودة بنت زمعة ٢٩

............................................. ٧٨

١٣ .................................................سيد قطب ٣٠ ١٢ ....................................................السيوطي ٣١...................................................الشوكاني ٣٢

. ٣٨

٤٣ ............................................صفية بنت حيي ٣٣ ١٣ ...........................................الطاهر بن عاشور ٣٤ ٤٢ .......................................عبد الفتاح عبد الغني ٣٥

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٣

عبد االله بن ٣٦ .............................................الزبير

٣٩

٧٧ ..............................................عبيد بن عمير ٣٧عروة بن الزبير ٣٨

............................................... ٧٩

١٧٥ .....................................................عكرمة ٣٩ ٣٨ .......................................................الفراء ٤٠ ٦٥ .....................................................الفراهي ٤١ ٨١ ....................................................القاسمي ٤٢ ٣٧ .....................................................القرطبي ٤٣مارية القبطية ٤٤

................................................ ٤٣

٣٦ .......................................................مجاهد ٤٥ ١٣ ..........................................محمد عبد االله دراز ٤٦ ٦٤ ..........................................محمدخليل جيجك ٤٧ ١٤ .............................................مصطفى مسلم ٤٨ ٣٦ ...........................................بن سليمان مقاتل ٤٩ ٥٨ ................................................مناع القطان ٥٠ ٤١ .............................................واثلة بن الأسقع ٥١

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٤

TT

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٥

فهرس المصادر والمراجع: رابعا

. القرآن الكريم - ١للحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ، - ٢

مركز الدراسات القرآنية ، التابع مع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف : تحقيق وطبع .هـ ١٤٢٦بالمدينة المنورة ،

محمد عبد القادر عطا ، الطبعة : أحكام القرآن ، لمحمد بن عبد االله ابن العربي ، تحقيق - ٣ . م ٢٠٠٣/ه١٤٢٤دار الكتب العلمية ، : الثالثة ، بيروت

بي العباس أحمد بن محمد القسطلاني المصري، لأإرشاد الساري لشرح صحيح البخاري - ٤ . هـ ١٣٢٣، المطبعة الكبرى الأميرية : السابعة ، مصر الطبعة

محمد بن محمد العمادي ، ، لأبي السعود ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم - ٥ .بة الرياض الحديثة مكت: تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، الرياض

:تحقيق أساس البلاغة لأبي القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ، الزمخشري جار االله ، - ٦، دار الكتب العلمية : بيروت الأولى، :، الطبعة محمد باسل عيون السود

. م١٩٩٨/هـ١٤١٩دار السلام ، : الأساس في التفسير لسعيد حوى ، الطبعة الأولى ، القاهرة - ٧

.م ١٩٨٥/ه١٤٠٥اء سور القرآن وفضائلها، للدكتورة منيرة محمد الدوسري ، الدمام ، دار ابن أسم - ٨

.ه ١٤٢٦الجوزي ، ، )هـ٨٥٢ت (للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني ، الإصابة في تمييز الصحابة - ٩

.هـ ١٤١٢دار الجيل ، : علي محمد البجاوي ، الطبعة الأولى ، بيروت : تحقيق الشنقيطي، الجكني المختار محمد بن الأمين بالقرآن، لمحمد القرآن إيضاح في البيان أضواء -١٠

. م ١٩٩٥/هـ١٤١٥دار الفكر ، : بيروت

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٦

:الطبعةير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي ، لخ الأعلام -١١ .م ٢٠٠٢، دار العلم للملايينالخامسة عشر ،

وتحقيق دراسة ، ابن حيان الأندلسي يوسف بن حيان محمدالبحر المحيط ، لأبي -١٢الطبعة الأولى ، معرض ، محمد علي والشيخ الموجود ، عبد أحمد عادل الشيخ :وتعليق . م ٢٠٠١/ه ١٤٢٢دار الكتب العلمية ، : بيروت

البحر المديد ، أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الحسني الإدريسي الفاسي أبو -١٣ .م ٢٠٠٢/هـ١٤٢٣دار الكتب العلمية ، : ، الطبعة الثانية ، بيروت العباس

مد بن علي بن محمد بن عبد االله لمح البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع -١٤ .المعرفة دار : بيروت ، الشوكاني اليمني

البرهان في تناسب سور القرآن ، لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي ، تقديم -١٥ .هـ١٤٢٨دار الجوزي ، : سعيد بن جمعة الفلاح ، الطبعة الأولى ، الدمام . د: وتحقيق

محمد أبو الفضل : البرهان في علوم القرآن ، لبدر الدين محمد الزركشي، تحقيق -١٦ . م ١٩٥٧/هـ١٣٧٦دار إحياء الكتب العربية ، : ، القاهرة إبراهيم، الطبعة الأولى

الفيروز آبادي ، يعقوب بن بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، لمحمد -١٧ .م ١٩٧٠/ه١٣٩٠المكتبة العلمية : بيروت محمد علي النجار ،: تحقيق غانم قدوري الحمد ، .د: البيان في عد آي القرآن للإمام أبي عمرو الداني ، تحقيق -١٨

.م ١٩٨٨/ه١٤٠٨لأبي الفيض محمد الملقّب بمرتضى الزبيدي ، من جواهر القاموس ، تاج العروس -١٩

.دار الهداية : مجموعة من المحققين ، بيروت : تحقيق، لأبي عبد االله شمس الدين محمد بن أحمد تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام -٢٠

دار الكتاب العربي ، : عمر عبد السلام تدمري ، الطبعة الأولى ، بيروت .د: الذهبي، تحقيق .م ١٩٨٧/هـ١٤٠٧

مجدي . د :تحقيق مد بن محمد بن محمود، أبي منصور الماتريدي لمحتأويلات أهل السنة -٢١ . م٢٠٠٥/هـ١٤٢٦، دار الكتب العلمية : بيروت ، الأولى، الطبعة باسلوم

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٧

ن سعد شمس الدين ابن قيم مد بن أبي بكر بن أيوب بلمحالتبيان في أقسام القرآن -٢٢ .دار المعرفة :بيروت ، محمد حامد الفقي :تحقيق ، الجوزية

م ، دار ابن حزن ، الطبعة الثانية ، الدمام ، مد خير رمضالمح تتمة الأعلام للزكلي -٢٣ . ه١٤٢٢

والتوزيع، للنشر سحنون دار: ، تونس لمحمد الطاهر ابن عاشور التحرير والتنوير ، -٢٤ .م١٩٩٧

، شمس الدين أبي عبد االله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايماز الذهبي لتذكرة الحفاظ -٢٥ .م ١٩٩٨/هـ١٤١٩، دار الكتب العلمية : بيروت الأولى ، الطبعة

دار إحياء الكتب العربية : القاهرة مد عزت دروزة ، التفسير الحديث ، لمح -٢٦ . هـ١٣٨٣،

سامي بن :ابن كثير الدمشقي ، تحقيق العظيم ، لأبي الفداء إسماعيل تفسير القرآن -٢٧دار طيبة للنشر والتوزيع ، : محمد سلامة، الطبعة الثانية ، مكة المكرمة

.م١٩٩٩/هـ١٤٢٠ .دار الفكر العربي : الكريم يونس الخطيب ، القاهرة لعبد التفسير القرآني للقرآن -٢٨ :تحقيقتفسير القيم لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ، ال -٢٩

الطبعةمكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف الشيخ إبراهيم رمضان ، .هـ ١٤١٠، دار ومكتبة الهلال : ، بيروت الأولىتفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي التميمي ، الطبعة ال -٣٠

. م ١٩٨١/هـ١٤٠١دار الفكر، : الأولى ، بيروت مكتبة ومطبعة : تفسير المراغي ، لأحمد مصطفى المراغي ، الطبعة الأولى ، القاهرة -٣١

. م ١٩٤٦/هـ١٣٦٥مصطفى البابى الحلبي وأولاده ، وهبة الزحيلي ، الطبعة الأولى ، / المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، للدكتورالتفسير -٣٢

.م ١٩٩٨/هـ١٤١٨دار الفكر ، : دار الفكر المعاصر ، دمشق : بيروت

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٨

دار : الأردن للدكتور صلاح الخالدي ، التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق -٣٣ .ه ١٤٢٨، النفائس

دار عمار : الأردن للدكتور زياد الدغامين ، التفسير الموضوعي ومنهجية البحث فيه ، -٣٤.

الاستقلال حجازي ، الطبعة الرابعة ، مطبعة محمود محمد: ، للدكتور الواضح التفسير -٣٥ .م ١٩٦٨/ه١٣٨٨، الكبرى

السعادة، مطبعة : التفسير الوسيط ، محمد السيد الطنطاوي ، ، الطبعة الثالثة ، القاهرة -٣٦ .م ١٩٧٨/ه١٤٠٧

المكتبة : أسعد محمد الطيب ، صيدا : تفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، تحقيق -٣٧ .العصرية

الدكتور محمد عبد :تحقيق ، الحجاج مجاهد بن جبر المكي القرشي بيلأ تفسير مجاهد -٣٨، الحديثةدار الفكر الإسلامي : مصر ، الأولى الطبعة، السلام أبو النيل

. م١٩٨٩/هـ١٤١٠عبد االله :تحقيق ، الحسن مقاتل بن سليمان البلخى بيلأ تفسير مقاتل بن سليمان -٣٩

. هـ١٤٢٣، دار إحياء التراث : بيروت ، الأولى الطبعة، محمود شحاتهالأولى ، الطبعةتكملَة معجم المُؤلفين ، لمحمد خير بن رمضان بن إسماعيل يوسف ، -٤٠

.م ١٩٩٧/هـ١٤١٨، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع : بيروت ، الأولى الطبعة، مد خير بن رمضان بن إسماعيل يوسفلمح تكملَة معجم المُؤلفين -٤١

. م١٩٩٧/هـ١٤١٨، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع: بيروتعبد القادر : تناسق الدرر في تناسب السور ، للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق -٤٢

. م ١٩٨٦/هـ١٤٠٦دار الكتب العلمية ، : أحمد عطا ، الطبعة الأولى ، بيروت :الهند بي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الطبعة الأولى،ب لأذيب التهذي -٤٣

. ـه١٣٢٦، مطبعة دائرة المعارف النظامية

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٧٩

جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن لأبي الحجاج ذيب الكمال في أسماء الرجال -٤٤، مؤسسة الرسالة: بيروت الأولى، الطبعة بشار عواد معروف ،. د :، تحقيق يوسف .م ١٩٨٠/ه١٤٠٠

بن ناصر السعدي ، الرحمن المنان ، للعلامة عبد كلام تفسير في الرحمن الكريم تيسير -٤٥مؤسسة الرسالة ، : عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، الطبعة الأولى ، بيروت : تحقيق

.م ٢٠٠٠/هـ١٤٢٠ يزيد الطبري ، بن جرير بن ، لأبي جعفر محمد القرآن آي تأويل عن البيان جامع -٤٦

مؤسسة الرسالة ، : أحمد محمد شاكر ، الطبعة الأولى، بيروت : بتحقيق .م٢٠٠٠/هـ١٤٢٠

إسماعيل البخاري بن المختصر،لأبي عبد االله محمدالجامع الصحيح -٤٧دار ابن كثير : مصطفى ديب البغا ، بيروت . ، الطبعة الثالثة ، تحقيق د)هـ٢٥٦ت(الجعفي

.م١٩٨٧/هـ١٤٠٧، الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان ، لأبي عبد االله محمد -٤٨

دار : هشام سمير البخاري ، الرياض : تحقيق ) : هـ٦٧١ت (القرطبي بن أحمد بن أبي بكر .م ٢٠٠٣/ هـ١٤٢٣عالم الكتب ،

علي بن محمد السخاوي المصري الشافعي، لعلم الدين جمال القراء وكمال الإقراء -٤٩، دار المأمون للتراث : بيروت ، الأولى الطبعة، محسن خرابة. د -مروان العطية . د :تحقيق

. م١٩٩٧ /هـ ١٤١٨جواهر البيان في تناسب سور القرآن ، لأبي الفضل عبد االله محمد الصديق الغماري -٥٠

.مكتبة القاهرة : الحسني، القاهرة لمحي الدين محمد مصلح حاشية محي الدين شيخ زاده على تفسير القاضي البيضاوي ، -٥١

دار : بيروت محمد عبد القادر شاهين ، الطبعة الأولى ، : ، تحقيقالدين زاده القوجوي .م ١٩٩٩/ه١٤١٩الكتب العلمية ،

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٠

د االله عبد عب.د: الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي ، تحقيق -٥٢مركز هجر للبحوث والدراسات، : المحسن التركي، الطبعة الأولى، القاهرة

.م٢٠٠٣/هـ١٤٢٤: بيروتيل جيجك ، لمحمد خل دلالة أسماء سور القرآن الكريم من منظور حضاري -٥٣

. هــ١٤٢١، مؤسسة الرسالةالديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ، لإبراهيم بن علي بن محمد ، ابن -٥٤

دار التراث للطبع : بيروت الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، :تحقيق وتعليقفرحون ، .والنشر

دار : الحنفي الخلوتي ، بيروت روح البيان ، لإسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي -٥٥ .إحياء التراث العربي

السيد الدين شهاب لأبي الفضل، المثاني والسبع العظيم القرآن تفسير روح المعاني في -٥٦ .دار إحياء التراث العربي : ، بيروت ) هـ١٢٧٠ت( الألوسي البغدادي محمودالرحمن ابن الجوزي زاد المسير في علم التفسير،لجمال الدين أبي الفرج عبد -٥٧ .هـ ، المكتب الإسلامي ـ بيروت ١٤٠٤، الطبعة الثالثة ، )هـ٥٩٧ت(

لسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، لشمس ا -٥٨ . دار الكتب العلمية : بيروت الشربيني ، الدين محمد الخطيب

، لمحمد بن علي بن خلف الحسيني ، سعادة الدارين في بيان وعد آي معجز الثقلين -٥٩ .هـ١٣٤٣مطبعة المعاهد بجواز قسم الجمالية ، : الشهير بالحداد ، الطبعة الأولى، القاهرة

: ، تحقيق ) هـ٢٧٥ت (عبد االله محمد بن يزيد ابن ماجه القزويني بيلأالسنن ، -٦٠ .دار الفكر : محمد فؤاد عبد الباقي ، بيروت

، تحقيق ) هـ٢٧٥ت (السنن ، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي -٦١ . دار الفكر : محمد محيي الدين عبد الحميد ، بيروت :

أحمد : ، تحقيق ) هـ٢٧٩ت (السنن ، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي -٦٢ .دار إحياء التراث العربي : محمد شاكر وآخرون ، بيروت

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨١

عبد :تحقيق صغرى لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي ، السنن ال -٦٣، مكتب المطبوعات الإسلامية : حلب الثانية ، الطبعةالفتاح أبو غدة ،

. م١٩٨١/هـ١٤٠١ :تحقيق السنن الكبرى لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي ، -٦٤

عبد االله بن عبد المحسن :قدم له شعيب الأرناؤوط ، :، أشرف عليه حسن عبد المنعم شلبي .م ٢٠٠١/هـ ١٤٢١، ، مؤسسة الرسالة : بيروت ، الأولى الطبعةالتركي ،

مجموعة من المحققين :تحقيق ، عبد االله الذهبي شمس الدين أبيل سير أعلام النبلاء -٦٥، سالةمؤسسة الر: بيروتالثالثة، الطبعة ، بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط

.م١٩٨٥/هـ١٤٠٥الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، إسماعيل بن حماد الجوهري ، الطبعة الرابعة ، -٦٦

.م ١٩٨٧/ ه١٤٠٧دار العلم للملايين ، : أحمد عبد الغفور عطار ، بيروت : تحقيق، ح وضعيف الجامع الصغير وزيادته لأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني يصح -٦٧

.المكتب الإسلامي : ، بيروت زهير الشاويش :طبعهأشرف على ، ) هـ٢٦١ت (مسلم ، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري صحيح -٦٨

.دار إحياء التراث العربي : محمد فؤاد عبد الباقي ، بيروت : تحقيق-رحمه االله - صفحات من حياة علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -٦٩

، دار ابن الجوزي: ، الدمامالطبعة الاولى، عبد االله بن محمد بن أحمد الطيار: للدكتور .هـ١٤١٣

، الأولى الطبعة، ، جلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكرل طبقات الحفاظ -٧٠ .ه ١٤٠٣، دار الكتب العلمية : بيروت

. د :، المحققتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي ، ل طبقات الشافعية الكبرى -٧١هجر هـ ، ١٤١٣الثانية، :، الطبعة عبد الفتاح محمد الحلو. محمود محمد الطناحي د . للطباعة والنشر والتوزيع

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٢

، الحافظ عبد العليم خان. د :تحقيق ، تقي الدين ابن قاضي شهبة ل طبقات الشافعية -٧٢ . هـ١٤٠٧، عالم الكتب : بيروت ، الأولى الطبعةمحمد بن مكرم ابن :هذبه، اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي بيلأ طبقات الفقهاء -٧٣

. م ١٩٧٠، دار الرائد العربي: بيروت ، الأولى الطبعة، إحسان عباس :، تحقيق منظور الطبعة، علي محمد عمر :تحقيق ،لال الدين السيوطي لج طبقات المفسرين العشرين -٧٤

.ه ١٣٩٦مكتبة وهبة ، : القاهرة ، الثانية، لجنة من العلماء: ق، تحقيالداوودي المالكي مد بن علي بن أحمدلمحطبقات المفسرين -٧٥

. دار الكتب العلمية : بيروت بي محمد محمود بن أحمد الحنفى بدر الدين ، لأ عمدة القاري شرح صحيح البخاري -٧٦

.دار إحياء التراث العربي : ، بيروت العينى تحقيق الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، مال الدين أبيغريب الحديث لج -٧٧، دار الكتب العلمية : بيروت الأولى، الطبعة الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي ، :

. م١٩٨٥/ه١٤٠٥للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، -٧٨

.ه ١٣٧٩دار المعرفة ، : بيروتفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، لمحمد بن علي بن محمد -٧٩

المعرفة ، دار: يوسف الغوش، الطبعة الرابعة، بيروت: الشوكاني، اعتنى به

.م ٢٠٠٧/هـ١٤٢٨عبد الفتاح : آي القرآن ، ومعه شرح نفائس البيان ، تأليف الفرائد الحسان في عد -٨٠

.ه١٤٠٤مكتبة الدار ، : عبد الغني القاضي ، الطبعة الأولى ، المدينة المنورة دار : فقه السيرة النبوية ، لمحمد سعيد رمضان البوطي ، الطبعة العاشرة ، بيروت -٨١

.م ١٩١١/هـ١٤١١الفكر المعاصر ،

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٣

مد عبد الحَي لمح ات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلاتفهرس الفهارس والأثب -٨٢الثانية ، الطبعة، إحسان عباس :تحقيق ، الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني

.م ١٩٨٢، دار الغرب الإسلامي : بيروت ، بيروت السابعة عشر الطبعةفي ظلال القرآن ، لسيد قطب إبراهيم حسين الشاربي ، -٨٣ . هـ١٤١٢دار الشروق ، :

مكتب : تحقيق، د الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى القاموس المحيط -٨٤، الثامنة الطبعة، محمد نعيم العرقسوسي :بإشراف، تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة

. م٢٠٠٥/هـ١٤٢٦، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع: بيروت التأويل ، لأبي القاسم وجوه في الأقاويل وعيون غوامض التتريل حقائق عن الكشاف -٨٥عادل أحمد عبد الموجود ، علي محمد : الزمخشري ، تحقيق وتعليق عمر بن محمود االله جار

. م ١٩٩٨/هـ١٤١٨مكتبة العبيكان ، : معوض، الطبعة الأولى ، الرياض علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي الشهير لكتر العمال في سنن الأقوال والأفعال -٨٦

مؤسسة : بيروت ، صفوة السقا ، الطبعة الخامسة -بكري حياني :تحقيق بالمتقي الهندي ، . م١٩٨١/هـ١٤٠١، ، الرسالة

، اللباب في علوم الكتاب ، لأبي حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي -٨٧عادل أحمد عبد الموجود ، وعلي محمد معوض ، الطبعة الأولى ، بيروت ، دار الكتب : تحقيق

.م ١٩٩٨/هـ١٤١٩العلمية، نخبة من الأساتذة : لسان العرب ، جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور ، تحقيق -٨٨

.دار المعارف : العاملين بدار المعارف ، الطبعة الأولى ، القاهرة دار : مصطفى مسلم ، الطبعة الثالثة ، دمشق /التفسير الموضوعي، للدكتورمباحث في -٨٩

.م ٢٠٠/ه١٤٢١القلم، : مناع خليل القطان ، الطبعة الثالثة ، الرياض / مباحث في علوم القرآن ، للدكتور -٩٠

. م ٢٠٠٠/هـ١٤٢١مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ،

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٤

ت (الحسين علي بن أبي بكر الهيثمي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين أبو -٩١ . هـ ١٤١٢دار الفكر ، : ، بيروت ) هـ٨٠٧محاسن التأويل ، محمد جمال الدين القاسمي ، الطبعة الأولى ، صححه ورقمه وخرج -٩٢

. م ١٩٥٧/هـ١٣٧٦محمد فؤاد عبد الباقي ، : أحاديثه وعلق عليه عبد الحق بن غالب ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ، أبو محمد -٩٣

دار الكتب : عبد السلام عبد الشافي محمد ، الطبعة الأولى ، بيروت : الأندلسي ، تحقيق . م ٢٠٠١/هـ١٤٢٢العلمية ،

المحرر الوجيز في عد آي الكتاب العزيز شرح أرجوزة العلامة الشيخ محمد متولي ، لعبد -٩٤ .م١٩٨٨/هـ١٤٠٨مكتبة المعارف ، : الرياضالطبعة الأولى، علي إبراهيم موسى، الرزاقخالد المزني ، الدمام ، : المحرر في أسباب الترول من خلال الكتب السبعة ، للدكتور -٩٥

.ه ١٤٢٦دار ابن الجوزي ، محمود خاطر ، : مختار الصحاح ، لزين الدين محمد بن أبي بكر الرازي ، تحقيق -٩٦

. م١٩٩٥/هـ١٤١٥مكتبة لبنان ناشرون ، : بيروتالمدخل إلى التفسير الموضوعي ، للدكتور عبد الستار فتح االله سعيد ، الطبعة الثانية ، -٩٧

.م ١٩٩١مصر ، دار التوزيع والنشر الإسلامي ، : مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع، للحافظ جلال الدين أبي السيوطي ، تحقيق -٩٨

.م٢٠٠٢/ه١٤٢٣المكتبة المكية، : محمد عمر بازمول ، الطبعة الأولى، مكة المكرمةالنيسابوري ، الحاكم بي عبد االله محمد بن عبد االله لأالمستدرك على الصحيحين ، -٩٩

دار : التلخيص ، للحافظ الذهبي ، بيروت : مصطفى عبد القادر عطا ، وبذيله : تحقيق .م ١٩٩٠/هـ١٤١١الكتب العلمية ،

شعيب : ، تحقيق ) هـ ٢٤١ت (اني المسند ، لأبي عبد االله أحمد ابن حنبل الشيب -١٠٠ . م ١٩٩٩/هـ١٤٢٠مؤسسة الرسالة ، : الأرنؤوط وآخرون ، الطبعة الثانية ، بيروت

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٥

مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور ، لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم عمر -١٠١: عبد السميع محمد أحمد حسنين ، الطبعة الأولى ، الرياض.د: البقاعي، حققه وعلق عليه

.م ١٩٨٧/هـ١٤٠٨مكتبة المعارف ، ، الطبعة ) هـ ٢٣٥ت (المصنف ، أبو بكر عبد االله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي -١٠٢

.هـ، مكتبة الراشد ـ الرياض، تحقيق كمال يوسف الحوت ١٤٠٩الأولى :تحقيق المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني ، -١٠٣

.ه ١٤٠٣، الس العلمي : الهند ، الثانية ، الطبعة حبيب الرحمن الأعظميمحمد : معالم التتريل ، لمحيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ، تحقيق -١٠٤

دار : عبد االله النمر ، عثمان جمعة ضميرية ، سليمان الحرش ، الطبعة الرابعة ، مكة المكرمة . م ١٩٩٧/هـ١٤١٧، طيبة للنشر والتوزيع

عالم : معاني القرآن ، لأبي زكريا يحي بن زياد الفراء ، الطبعة الثالثة ، بيروت -١٠٥ .م ١٩٨٣/ه١٤٠٣الكتب،/ أحمد الزيات / إبراهيم مصطفى (، مع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط -١٠٦

. دار الدعوة، )محمد النجار/ حامد عبد القادر عبد السلام : ، لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا ، تحقيق معجم مقاييس اللغة -١٠٧

.م ١٩٧٩/هـ١٣٩٩دار الفكر، : محمد هارون ، بيروتمعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي -١٠٨

دي صالح مه، شعيب الأرناؤوط، بشار عواد معروف: لأولى ، تحقيق أبو عبداالله ، الطبعة ا .ه ١٤٠٤مؤسسة الرسالة ، : ، بيروت عباسمفردات القرآن نظرات جديدة في تفسير ألفاظ قرآنية، لعبد الحميد الفراهي ، -١٠٩دار الغرب الإسلامي ، : محمد أجمل أيوب الإصلاحي، الطبعة الأولى ، بيروت .د: تحقيق

.م٢٠٠٢محمد : ، تحقيق المفردات في غريب القرآن ، للحسين بن محمد الراغب الأصفهاني -١١٠

.دار المعرفة : سيد كيلاني ، بيروت

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٦

مناهل العرفان في علوم القرآن ، لمحمد عبد العظيم الزرقاني ، الطبعة الثالثة ، -١١١ . مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه : القاهرة :تحقيق براهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي ، لإالموافقات -١١٢

، دار ابن عفان، الطبعة الأولى ، أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان .م١٩٩٧/هـ١٤١٧التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم ، إعداد نخبة من علماء التفسير موسوعة -١١٣

مصطفى مسلم ، الطبعة الأولى ، من إصدارات كلية الدراسات .د.وعلوم القرآن بإشراف أ .م ٢٠١٠/-هـ١٤٣١معة الشارقة ، العليا والبحث العلمي بجا

. د : تحقيق، مد بن علي التهانوي لمح موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم -١١٤ نقل النص الفارسي إلى العربية، رفيق العجم. د : تقديم وإشراف ومراجعة، علي دحروج

: بيروت ، الأولى الطبعة، جورج زيناني. د : الترجمة الأجنبية، عبد االله الخالدي. د : . م١٩٩٦، مكتبة لبنان ناشرون

، عبد االله محمد بن أحمد الذهبي شمس الدين أبيل ميزان الاعتدال في نقد الرجال -١١٥ ١٣٨٢، دار المعرفة للطباعة والنشر: ، بيروت الأولى الطبعة، علي محمد البجاوي : تحقيق . م١٩٦٣/هـ

: الغزالي ، الطبعة الرابعة ، القاهرة نحو تفسير موضوعي لسور لقرآن الكريم ، لمحمد -١١٦ .م٢٠٠٠/هـ١٤٢٠دار الشروق ،

: لعبد الحميد الفراهي ، الطبعة الأولى ، الهند نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان -١١٧ .م ٢٠٠٨الدائرة الحميدية ،

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر -١١٨: مجموعة من العلماء بدائرة المعارف العثمانية ، القاهرة : البقاعي، تحقيق

. ١٩٨٣/هـ١٤٠٤عبد االله . د: النكت في القرآن الكريم ، لأبي الحسن علي بن فضال ااشعي ، تحقيق -١١٩

.م ٢٠٠٧دار الكتب العلمية ، : الطبعة الأولى ، بيروت عبد القادر الطويل ،

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٧

السيد بن : النكت والعيون ، لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي ، تحقيق -١٢٠ .دار الكتب العلمية : عبد المقصود بن عبد الرحيم ، بيروت

زري د الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجالنهاية في غريب الحديث والأثر -١٢١، المكتبة العلمية: بيروت ، الطناحيمحمود - الزاوى طاهر:تحقيقابن الأثير

.م ١٩٧٩/هـ١٣٩٩عصام الدين :تحقيق مد بن علي بن محمد بن عبد االله الشوكاني ، لمح نيل الأوطار -١٢٢

. م١٩٩٣/ هـ ١٤١٣، دار الحديث: مصر الأولى ، ، الطبعة الصبابطي، سماعيل بن محمد أمين الباباني البغداديلإ المؤلفين وآثار المصنفينهدية العارفين أسماء -١٢٣

أعادت طبعه م ، ١٩٥١طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول .دار إحياء التراث العربي : ، بيروت بالأوفست

أحمد : ، تحقيقالوافي بالوفيات لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد االله الصفدي -١٢٤ .م ٢٠٠٠/ هـ١٤٢٠، دار إحياء التراث : ، بيروت الأرناؤوط وتركي مصطفى

الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب االله العزيز ، لأبي عبد االله الحسين بن محمد الدامغاني ، -١٢٥ .دار الكتب العلمية : عربي عبد الحميد علي ، بيروت : تقديم وتحقيق

، العباس شمس الدين أحمد بن محمد البرمكيلأبي وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان -١٢٦ .دار صادر : ، بيروت إحسان عباس: تحقيق http://www.quranicconferences.com: القرآنية للدراسات الدولي المؤتمر موقع -١٢٧ . ١٤٩١/http://shamela.ws/index.php/author موقع المكتبة الشاملة -١٢٨ . ٩٢=http://www.daawa-info.net/bio.php?idموقع الشبكة الدعوية -١٢٩موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة -١٣٠

www.qurancomplex.org/tbooks/default.asp? www.tafsir.netموقع ملتقى أهل التفسير -١٣١

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٨

الموضوعاتفهرس : خامسا

٣ ................................................ملخص الرسالة بالعربي ٤ .............................................ملخص الرسالة بالانجليزي

٥ .................................................................إهداء ٦ .....................................................كلمة شكر وتقدير

٧ .............................................. :وتشتمل على المقدمة ، ٩ ................ ....................................... أهمية الموضوع

٩ ............................................... أسباب اختيار الموضوع ١١ .......................................................الموضوعأهداف

١١ ................................الجهود والدراسات السابقة في الموضوع ١٥ ....................................................البحث في منهجي

.............................. هيكل البحث ومحتواه....................

١٦

٢١ .............التعريف بالتناسق الموضوعي في السورة: التمهيدمعنى التناسق لغة : الأول المطلب

........................واصطلاحا٢٢

لغة تعريف الموضوع: الثاني المطلب ...................واصطلاحا

٢٨

تعريف السورة لغة : الثالثالمطلب ....................واصطلاحا

٣٠

٣٢ ...................تعريف التناسق الموضوعي في السورة :الرابعالمطلب

٣٣ .....التحريمالتناسق الموضوعي في سورة : الباب الأول

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٨٩

٣٤ ....................التحريمبين يدي سورة :الفصل الأول

اسم سورة التحريم ، وفضلها وعدد آياا ، :المبحث الأول ......................وتاريخ نزولها ، ومكيها ومدنيها

٣٥

من ذكر لها ، وما التحريم اسم سورة :المطلب الأول ..................أسماء

٣٦

فضل سورة التحريم :المطلب الثاني ......................................

٤٠

عدد آيات سورة التحريم :المطلب الثالث ................................

٤٢

تاريخ نزول سورة التحريم :المطلب الرابع .................................

٤٣

مكي سورة التحريم ومدنيها :الخامس المطلب ............................

٤٤

بما اختصت سورة التحريم اختصاص: الثاني المبحث ........به

٤٥

٤٨ ..........................التحريممقاصد سورة : الثالث المبحث

الوحدة الموضوعية لسورة التحريم : الرابع المبحث .............

٥٣

التحريم مناسبات سورة : الخامس المبحث ......................

٥٧

تعريف المناسبة لغة واصطلاحا :تمهيد ....................................

٥٨

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩٠

سورة التحريم لما قبلها وما بعدها مناسبة : الأول المطلب ...................

٥٩

٦٤ ......................اسم سورة التحريم لموضوعاامناسبة :الثاني المطلب فاتحة سورة التحريم مناسبة :المطلب الثالث

.....................لموضوعاا٦٨

٦٩ ......................فاتحة سورة التحريم لخاتمتها مناسبة :الرابع المطلب

٧١ .....وتناسقهاالتحريم موضوعات سورة : الفصل الثاني

موضوعات سورة بين يدي : تمهيد ...........................التحريم

٧٢

تحريم وعتاب ومغفرة :الأول المبحث.................................... .

٧٤

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول ......................

٧٦

سبب نزول السورة :المطلب الثاني ......................................

٧٧

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

٨٣

التفسير الإجمالي لآيات :الرابع المطلب ...........................الموضوع

٨٧

٨٨ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب حفظ الأسرار التربية في: المبحث الثاني

...................الزوجية٨٩

٩١ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩١

...................... التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :المطلب الثاني

................. ٩٢

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

٩٤

١٠٢ .......................التفسير الإجمالي لآيات الموضوع :الرابع المطلب ١٠٣ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب

التربية الوقائية للنفس والأهل واتمع : الثالثالمبحث ...........

١٠٤

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :الأول المطلب ......................

١٠٦

التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :المطلب الثاني .................

١٠٧

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

١٠٩

١١٥ .......................الإجمالي لآيات الموضوعالتفسير :الرابع المطلب ١١٦ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب

التربية الزوجية في ضرب المثل بالنساء : الرابع المبحث ....الغابرات

١١٨

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول ......................

١٢٠

التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :المطلب الثاني .................

١٢٢

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩٢

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

١٢٥

١٣٢ .......................التفسير الإجمالي لآيات الموضوع :الرابع المطلب ١٣٣ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب

١٣٦ .....المعارجالتناسق الموضوعي في سورة : الثاني الباب

١٣٧ .....................المعارج بين يدي سورة :الفصل الأول

اسم سورة المعارج ، وفضلها وعدد آياا ، :المبحث الأول وتاريخ نزولها ، ومكيها ومدنيها

............................................. ١٣٨

من ذكر لها ، وما المعارج اسم سورة :المطلب الأول ..................أسماء

١٣٩

فضل سورة المعارج :المطلب الثاني .......................................

١٤١

عدد آيات سورة المعارج :المطلب الثالث ................................

١٤٢

تاريخ نزول سورة المعارج :المطلب الرابع .................................

١٤٣

مكي سورة المعارج ومدنيها :الخامس المطلب ............................

١٤٤

١٤٥ ......بما اختصت بهسورة المعارج اختصاص: الثاني المبحث

المعارج مقاصد سورة : الثالث المبحث ..........................

١٤٨

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩٣

الوحدة الموضوعية لسورة المعارج : الرابع المبحث .............

١٥٢

المعارج مناسبات سورة : الخامس المبحث .....................

١٥٦

سورة المعارج لما قبلها وما بعدها مناسبة : الأول المطلب ...................

١٥٧

١٦٢ ......................اسم سورة المعارج لموضوعاامناسبة :الثاني المطلب فاتحة سورة المعارج مناسبة :المطلب الثالث

.....................لموضوعاا١٦٣

١٦٤ ......................فاتحة سورة المعارج لخاتمتها مناسبة :الرابع المطلب

١٦٥ .....وتناسقهاالمعارج موضوعات سورة : الفصل الثاني

موضوعات سورة بين يدي : تمهيد ...........................المعارج

١٦٦

اليوم الآخر ، وحال ارم فيه :الأول المبحث........................... .

١٦٨

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول ......................

١٧٠

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :الثانيالمطلب ....................

١٧١

لآيات التفسير الإجمالي :الثالث المطلب .........................الموضوع

١٨٩

١٩١ .....................................مما ترشد إليه الآيات :الرابع المطلب ١٩٣المؤمنون باليوم الآخر ، صفام ، وحالهم فيه : المبحث الثاني

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩٤

...... ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول

...................... ١٩٥

التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :المطلب الثاني .................

١٩٦

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

١٩٨

التفسير الإجمالي لآيات :الرابع المطلب ...........................الموضوع

٢١٠

٢١١ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب ٢١٢ .......وبعض أحوالهمالمنكرون لليوم الآخر ، : الثالثالمبحث

ربط الموضوع بالمحور الأساس للسورة :المطلب الأول ......................

٢١٤

التناسق بين هذا الموضوع والموضوع السابق :المطلب الثاني .................

٢١٥

التناسب بين الآيات والجمل في الموضوع :المطلب الثالث .................

٢١٧

التفسير الإجمالي لآيات :الرابع المطلب ...........................الموضوع

٢٢٧

٢٢٨ ...................................مما ترشد إليه الآيات :الخامس المطلب وتشتمل على الخاتمة ،

:....................................... ٢٢٩

٢٣٠ ...........................................................أهم النتائج

الموضوعي في سورتي التحريم والمعارجالتناسق الــفــهـــــارس

٢٩٥

٢٣٢ ....................................................... أهم التوصيات ٢٣٣ ...............................:الفهارس العامة ، وتشتمل على

فهرس الآيات القرآنية :أولا ............................................

٢٣٤

فهرس الأحاديث :ثانيا ...........................................والآثار

٢٣٧

فهرس :ثالثا ....................................................الأعلام

٢٣٩

فهرس المصادر :رابعا ...........................................والمراجع

٢٤٢

٢٥٤ .............................................فهرس الموضوعات :خامسا

والحمد الله رب العالمين

TT