جماليات الجسد في الفكر الفلسفي"تمثالته و تجلياته في الثقافة اإلسالمية"

2جامعة وھران كلیة العلوم االجتماعیة

طروحة أ

علومدكتوراه ل شھادة ـــــنیـــــــلالفلسفـــة في

)ة(من اعداد الطالببن سھلة یمینة

: المناقشةتشكیلة لجنة

مؤسسة االنتماء الصفة الرتبة اسم و لقب االستاذ-2- جامعة وھران رئیســـــــــا أستاذ التعلیم العالي بوعرفة عبد القادر-2- جامعة وھران مقررا و مشرفا أستاذ التعلیم العالي منیر بھادي-2- جامعة وھران مناقشـــــــــا أستاذ التعلیم العالي مختاربریاح -1- جامعة وھران مناقشـــــــــا أستاذ التعلیم العالي مسعود أحمد

جامعـــة مستغانــم مناقشــــــــا أستاذ التعلیم العالي جرادي العربيجامعــــة تلمســـان مناقشـــــــــا -أ-أستاذ محاضر بودومة عبد القادر

الموسم الجامعي 2015/2016

، و من المنتهىالمبتدأ وفي هللا تعالىإن كان للشكر معنى حقيقي في الفعل فهو

فيا ربي . حبه، و حب من يحبه، و حب عمل يقرب إلى حبه- عز و جل -أفضل ما سئل اهللا

.لك الحمد حتى ترضى، و لك الحمد بعد الرضا

ن أتقدم بخالص الشكر و العرفـان إلى أستاذي أيسعني في هذا المقـام العلمي إال ال

و أمينا ،الذي كان صبورا"د بهادي منير.أ" الفـاضل المشرف على هذه األطروحة

.المتواضعفي توجيهي طيلة مراحل إنجاز هذا العمل

التي األطروحة،لهذه أقدم شكري و تقديري إلى كل أعضاء اللجنة العلمية المناقشة

من جامعة د برياح مختار.أو ، د بوعرفة عبد القـادر.أ:أمامتهابمناقشرف أتش

د.أو ،جامعـــة مستغانــمد جرادي العربي.أ، 1جامعة وهراند مسعود أحمد.أ،2وهران

.جامعــــة تلمســـانبودومة عبد القـادر

.راجية من المولى عز و جل اإلفـادة و االستفـادة

أساتذتي جميع أشكربشعور غامر بالتقدير و الوفـاء، مقرونا بجزيل العرفـان و االمتنان

أو ،جوانب هذا العمل سواء برأيفي إثراءل و كل من تفض ،الكرام بقسم الفـلسفة

...نصيحةأو توجيه،

ز والد في ى أع ـــ، إل″أمي الغالية″في النفوسى من غرست روح المعانيـــإل

.″العزيزوالدي″الدنيا

"عماروشو عائلة بن سهلة، "عائلة ى كل أفراد ــــــــإل

التي كانت نعمى األخت في مساندتي أمام ″عماروش لمياء″ى توأم روحي ــــإل

.كل الصعوبات التي واجهتني

...و الوفـاء،و الدعاء،و أعانني بالحب،من شجعنيى كلــــــإل

أرجو كما، و محبة،و تقديراا،ا أهدي ثمرة هذا الجهد المتواضع وفـاءــــــم جميعــــــإليك

:كل من يحبدرب كل طالب، وينير امنير اـــــأن يكون شعاع

العلم من أجل العلم

الفـلسفة من أجل الفـلسفة

الفضيلة من أجل الفضيلة

ـةـــــــدمـــــــــــــقــــالم

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

و الفلسفية املعاصرة عالقة وثيقة بني ،موضوع البحث على الساحة الفكريةالراهنفتح ملف الجسد

ميالد فكرة الجسد، هي عالقة كان نتاجها الجسد و أنطولوجيا األنا

نتقاليةاإلمرحلة الإااهلامشية إىل املنت،الغياب إىل احلضور، و استخراجه من جانب من نتقالهالجلسداأمام

دتقفزة إبستيمولوجيةس بذلكليؤس الموضوع الفكريمسحت للجسد أن يرتقي على مستوى اليت حد

Renéرينيه ديكارت"مععقالنية سواء كانت العصر احلديث، خاللفلسفات الذاتظهوربدايتها

Descartes)1596–1650( ، إمانويل كانطكذا شيخ الفلسفة الحديثة وEmmanuel Kant

(1724 - اال الذي يعترب أو (1804 تح من ف أو ،من خالل فلسفته النقديةلم األنتروبولوجياعلل

الواقع المعاش عبرتجاوز الثنائيةعلىاليت عملت أكرب التيارات الفلسفية املعاصرةمن اليت تعترب ينومينولوجية ف

باعتبارها جوهر التفلسفميالد األنا المتعالية المفكرة بذلكليتم الوجود اإلنسانيفتمحورت حبوثها حول

دحد الذيالكائن اللوغوسنطاق في ةمحصور تو اإلبداع من خالل خبرات الواقع المعاش، بعدما كان

.ماهية اإلنسان من نافذة الروح خارج الجسد

Maurice Merleau-Pontyميرلوبونتيموريسست الفينومينولوجية الفرنسية مع أس

الذي جسد مجال اإلدراك الحسيضمنكوجيتو الجسدماهوية اإلنسان انطالقا من(1961–1908)

وفقبنية الجسد السلوكيةو كل ما يشكل ...الرتابط بني خمتلف وظائف اجلسد كاللغة، الرؤية، احلرية، اجلنس

عالقة تكامليةالجسدالوعي و العالقة بني طبيعة اإلدراك و السلوك، ما يعين أن أو انسجام الالمرئي و املرئي،

ليصبح، بني ما هو أفعال جسدية آلية، و أخرى ترجع إىل الوعيال يمكن اختزال النشاط الجسدي فيها

على أساس تجربة الجسد موريس ميرلوبونتيالتي أقامها الجسدتجربة الوعي هو الوجود إلى الشيء عبر

اخلربة حيدد اختالف الشخصيات عربالنفسيإن الطبيب"في علم النفس الحديث و هن بيان ذلك قال

أ

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

نتبعسوفاملاضي سواء من جانب اجلسد ذاته أو احمليط الذي ينتمي إليه، فإنناإىلالرجوعمن خاللالوجودية

،1"التجربة الذاتية اليت تقوم على جتربة اجلسدإىلمعهنعودسوفوحنناحلديث،النفسعلميفاحملرزالتقدم

اتحاد النفس و الجسديفرض فيها جتربةلكنها

اتحاد النفس و إمكانية الوعي نفسه من خالليتم التواصل مع العامل و اجلسم عرب "اجلسد الواعي حيث قال

، ما يؤكد 2"؟الوعيالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا المالحظة إذا كان قادرا على تجربةو ،الجسد

بين دون انفصال ضمن مجال العالم الخارجي كتربة ذاتيةأنطولوجيا الجسد كوعي يدرك حقيقة وجوده

،)و الحياة،و الجسد،النفس(ألنه ليس ثمة ثالث أنظمة من الوجود المستقل بين،العضوي و النفسي

.أو تراتبية قيمية بينها،ةلوحدة ال علي هي ثالثيةبل

لكنه مل و توخم الفكر و التفكري،، توجسا يف ساحة الفكر الفلسفييعانيالجسدبقي لطالما لكن

طبيعته املادية األولية، ذات الدالالت و من خاللنطولوجيا الجسد ألس أس و ، ذا اإلقصاء و اإلختزاليرضى

األنرتوبولوجيا، الطب،اإلبداع الفين و اجلمايل، علم النفس، علم عنها علم اإلجتماع، عرباليتالوظائف املتعددة

و املنتجة ،يشكل نظاما من العالمات الدالةبعدا رمزياالراهنلجسدليصبح ا...اإلعالم، الرقص، األدب

ما كان الذي ينتمي إليه، اإلجتماعيو النظام ،لطبيعة احلضارةإنتاجا ثقافياللمعاين من خالل حركاته اليت متثل

عصر تحكمه لغة يف الصدارة العامليةبذلك لتحتل ،اللفظالراهن التي تتجاوز حدود لغة الجسد نتاجه

و السلوك العام و اإليديولوجي، الثقايفالنشاط ، هي لغة تعرب عن الدال فيها الجسد بامتياز، والصورة و الرمز

أخرى و ،جتماعيةإدالليا لمعانيلق نسيجاختالتيتعابير الجسدللمحيط من خالل معان يتم استقراؤها عرب

على مستوى التنظري و املمارسة قطبا رئيسيا اجلسد الراهنما صنف ،جسدانية الجسدثقافية من خالل

1- M .Mérleau ponty- la phénoménologie de la perception-paris-Gallimard-1945- p 1722- Ibid.-p13

ب

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

اختزالية ال ينبغي أن يفهم منهإال أن هذا،،لالهتمامات املعاصرة

موسوعة دالالت و تمثالت عبرت كونه ،حدةداللة مو منحه ب عاألخري يصألن هذا ،اإلنسان في الجسد

.عنها كل األبجديات

اليت حيقق، بل و يفرض من خالهلا اجلسد تجربة الجسد المعيشسدالتي تج إنها فلسفة الجسد

و متثالته ضمن ،و دالالته،يمتلك نظرياتهكوعيو اخلطاب املعاصر ،الفكركموضوع يفأنطولوجيته و حضوره

و ثقايف بوصفه تعبريف الجسدتكش حققما ...و اجلمالية،و العلمية،و الفلسفية،

مفردة ه وجدت فياليت الكتابة العربية اجلديدةالتيارات الفكرية املعاصرة، و أخذ يستقطب اهتماماتاجتماعي

جسدبذلك جدلي...ماليةاجلبداعية اإلو دبية،األو،جتماعيةاالو،فلسفيةالفضاءات الأساسية للتوغل يف

بهدف تأسيسه منحته دالالت و متثالت،،عربخاصة للتعبري و التواصلاطرقاليوم

.ف من خاللها هويتهيتكش و الفلسفية التي ة يالثقافو تجلياته ،هتمثالتكوعي له نطولوجيا الجسدأل

، أهم و أعقد اإلشكاليات الفلسفيةفي الثقافة العربية و اإلسالميةأثارت تمثالت الجسد الراهن

و التشريح العلمي،للتهجين الفكري، قابلثقافيمفهومكفت الجسد صن الفكرية المعاصرة، ألنهاو

الرقص، من خالل املسرح،و اإلبداع الفني،في عالم الجمالياتحرية كشف الجسدتحت شعارتعريتهو

تحددهاالتي لها أبجدياتها الخاصة اإلسالميةلوجيا الجسد في الثقافة العربيةأنطو مع العلم أن ...السينما

ديينالهاللجسد هويته و وعيه من خالل تصور س كل ثقافة تؤس ما يعين أن، قدسية النص المنقول و المسموع

ة يموضوعلةيثقافالو،فلسفيةالتصورات الو ،فاهيمكل املبالضرورة احلتمية علىذلك ينعكس ، عن اجلسد

تختلف عن خطاب الجسدو تجلياته لجسد عن اتصورات الفلسفة اإلسالمية نجد أنو عليه،الجسد

هم االستقاللية؟، أم أنه تو الراهنر للجسدلكن هل يعني هذا تحر .في الفكر و الفلسفة الغربيةو تمثالته

ت

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

كجسد واعي في الفكر حضورهمن لجسد طويال، ألنه على الرغمر الم يدم لألسف تحر

،يعيش االنفتاحمعريف ، جمتمع ثقافة المجتمع الرقميأن رواسب تهميشه مازالت راسخة فيإال ، الفلسفي

ضمن متغري ماديو ،من جهةغواء اإلثارة و كعنوان لإليصنف اجلسدالذي و العلمي ،و التطور الفكري

خاصة على مستوى نطاق الساحة، الدرج الثانيليبقى دوما في، من جهة أخرىلراهنةمعادلة اجلدلية املادية ا

بسبب ثقل المحظورات ملتبسةت إلى الجسد نظرة لطالما نظر ألنها،العربية المعاصرةو الفكرية ،الثقافية

نصا هجينا عموما، األمر الذي أفرز و اإلسالمي على آليات اإلبداع العريب المحرموسطوة ثقافة التاريخية،

الخطاب اإلقصاء، وبدت املسافة بعيدة بني أوالتأويل، من جانبسواء وناقصا، وأحيانا ممنوعا أو منتهكا،

.الممارسةوالعربي المعاصر

، ة العربية المعاصرةيفي البنية الثقاف)المقدس، والمدنس(كثيرا ضمن جدليةالراهن ف الجسد صن

نطاق الشعائر الدينية ضمن مرتبة منه يف اجزءتوضعم اجلسد إىل ثنائية ذات تراتبية لكنه لألسف تصنيف قس

غربية معاصرة، و أخرى تقليدية ثقافية ، وفقا ملرجعيات الجزء اآلخر في مرتبة الحرامتصنف، بينما الحالل

على البعض من اجلسد، و يزيلها القداسةيف أن يضفي سلطة القرارلإلنسان المعاصرسوسيولوجية منحت

جدلية الذي انعكس بصورة حتمية على و الحضاري للفردالتصور الثقافيعلى البعض اآلخر، و ذلك حسب

.و اإلسالميللمجتمع العربي المقدس و المدنس في الساحة الفكرية و الثقافية

هويته عنأصبح مهووسا بالبحث حيث ، عالقة اإلنسان العربي المعاصر مع جسدهر ذلك علىأث

من خاللممارسة الشذوذ عليهأو عن طريق ،عمليات التحول اجلنسيعرب ،ثقافة صناعة الجسدأمام الجسدية

يا ر فعال تفكابوصفهتعدفلمأما تعرية الجسد ...الجسدحرق ، الوشم على الجسد، التجميليةالعمليات

جسدا باعتباره بني الثقافة الغربية و اإلسالميةاإلختالفجوهرألنهبامتيازفعال تنفيذيا بل أضحت،فحسب

ث

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

كشفا للمستور الذي يبين عليه مل يكن هذا الفعل التنفيذي إال ،ثقافة المقدس اإلسالميمستورا داخل

، و إبداعاته اجلماليةو الدينية،و اإلجتماعية،األخالقيةوجوده و كينونته العربي و اإلسالميالمجتمع

عالقة تمرد على قدسية اإلنسان و حرمة الجسدعالقة اإلنسان العربي اليوم بجسدهما كان نتاجه ...الفنيةو

.تحت شعار الجسد ملكيتي، و كناش حريتي

نا لعل ، الصحيح للجسدتحديد الفهملمحاولة الفلسفيةهذه الدراسةنحدد الهدف من هذاجعلنا

تمثالته و عبرراهنةالسالمية اإلعربيةالهوية باعتباره يمثل ال،نساهم في انتزاعه من الهامشية و الشيئية

حقيقة ماهية و يعين احلديث عن الجسد اإلسالمي، ألن احلديث عن في الثقافة العربية اإلسالميةتجلياته

االنفتاح المزيد من و تحتاج إلى ال تزال بكرا المنظور اإلسالميدراسة الجسد منإال أن، الذات

و مكونا ،باعتباره مكونا خطابيا و معرفيا للثقافة العربية من جهةو التفاعل المعرفي الضروري،المنهجي

مجاال باعتبارها،حتوالاصريورة ذه الثقافة و هلينهض عليه اخلطاب الثقايف للجسد من جهة أخرى، دون جتاوز

فهو ما يتجاوزهعلىالجسد منفتح باستمرارألن،مرتبطة بالمنظور الفكري و الدينيخصبا يجعل األنا

تفسرها اليت يف التصور الثقايف العريب و اإلسالمي بلورته جتليات اجلسد و متثالته، بامتيازكيان ثقافيبذلك

...، السياسيةو الفلسفية،اإليديولوجيةنوعية اخلطابات

في الفكر الفلسفي من الجسد فلسفة جماليات على دراسة موضوع كل هذه االعتباراتأجبرتنا

حقيقته في الوقت الذي و ،حقهألنه لم يأخذخالل تمثالته، و تجلياته في الثقافة اإلسالمية المعاصرة،

العريباتمعيعيشهمالألسفلكن ، العربية اإلسالمية التعرية و اإلنجرافالهويةفيهتعاني أصبحت

أو،إلشهارلكعناويناألبجدياتفهتعر كجسداإلنسانعرضخاللمنذلكعلىيربهناليوماإلسالميو

ج

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

كفأرأواألموال،لرؤوسمربحةكتجارةأوالجمال،مسابقاتعبرالمسارحفيتعرضبالستيكيةكصناعة

؟!!...اإلستنساخلقوانينتجارب

،المسارحعلىيعرضثوباليستالفضيلةوالحيوان،معرضاإلنسانيعرضأنتأبىالكرامةلكن

هألن، الضمنية و الظاهريةو التمثالت الجماليةموضوع غني بالتصوراتفي ذات الوقت الجسد يعتبر كما

عرب تالتساؤالفيه القصيدة اليت تثري فضول و شهوة القارئ فتفجر كفهود،و ضمن تصور حمدأن يتبلور يأبى

بنوع اإلسالمي لكن لماذا يرتبط الحديث عن الجسد في الخطاب الجمالي . و التجلياتالتمثالتخمتلف

من الخشية و اإلحساس باإلثم؟

بعيدا عن احلوار و التسرت ،الكتمانفي النصوص اإلبداعية طي خطابات الجسدأوليس هذا ما جعل

الخطابات قائمة علىمحتشمة من دراسات وردو ما اإلبداع، يفتح جماال لإلدراك ومعريف جسديمن منظور

بني سلطة القانون و الشريعة، أو جدلية، أو ، أدبية ضمن دالالت الشعر و الروايةسواء كانت فلسفيةالجسدية

ناأنإال ...اإلعالم و اإلشهار، أو كعالقة بني األخالق و البيولوجوياكلغة جتسدها السيميائيات املعاصرة أمام

ما جعل غياب سلطة الجسد في الساحة الفكرية ،ترشح المنظور الغربي للجسددراسات أغلبها نجد

الموقع العلمي باالعتماد على و ،الفكر الفلسفي الجماليخاصة في مجالالراهنةالعربية اإلسالمية

أغلبها تصنفه في مجال لنيل شهادة الماجستيرةبعض الدراسات األكاديميوردت)SNDL(الوطني

:منهافلسفة الجسد من المنظور الغربي

"فينومينولوجيا يف نطاق لكوجيتو الجسدو هي دراسة حتليلية "نظرية فينومينولوجيا الجسد عند ميرلوبونتي

.2بقسم الفلسفة لجامعة وهرانمريلوبونيت،موريس عند اإلدراك

ح

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

جماليات الجسد في "كذا و ، "نموذجا)فخر الدين الرازي(لغة الجسد في الفلسفة اإلسالمية"دراسة

.2لجامعة أبو القاسم سعد اهللا الجزائربقسم الفلسفة" رواية األعرج واسيني

بل ، اإلسالميةو الفكرية العربيةالثقافية على الساحة غائب الجمالي لكن يبقى خطاب الجسد

الدراسات السابقة أجبرنا ذلك على تصنيف،و لم يستوفي حقه، األكاديميةحتى على مستوى الدراسات

ةباإلضاف، في الفكر الفلسفي اإلسالمي ضمن خانة الصعوبات التي صادفتناالجسد جماليات لموضوع

قدم بعض الفالسفة املسلمني حيث ، لجماليات الجسدالمباشرةاإلسالمية ةالفلسفيالنصوص لعدم توفر

الفلسفيةعلى نمط الدراسة ما يفرض،مجلة من الدراسات اجلمالية و الفلسفية لكنها موزعة و غري مباشرة

لبلوغ الفهم الجيد و التأويل الجهد الفكري المضاعفو،التحليلالبحث، و معتجميعها و استقرائها،

،العالقة بين الكلي و الجزئيتجلياته ألنه جسد طاب الجسد العرفاني و بخخاصة ما يتعلق،الصحيح

ستحق أكثر من السعي إلى بلوغ الحقيقة الفلسفية يألن لكن هذا ما يقوي فينا العزيمة و قوة التحدي،

. ذلك

)الجمالو ، الجسد(العالقة بينطبيعة و حقيقةتحديدإلىالجماليةالفلسفيةهذه الدراسةتهدف

العربية الثقافةفيضمن كلية اإلنسان الفكر الفلسفي اإلسالمي من خالل التصورات الجمالية للجسدفي

الجمالية تصوراتهمما أكده أهم الفالسفة املسلمني باختالف مدارسهم و مذاهبهم من خالل هذا ، ةاإلسالمي

،)م950- 874(أبي نصر الفارابيك،"الجمال،النفس،الجسد" ثالثيةوفقس ألنطولوجيا الجسدتؤس التي

،)م1111-1058(أبي حامد الغزالي،)م1037-980(ابن سينا،)م1023-922(الحيان التوحيدييأب

...)م1349- 1292(ابن القيم الجوزية،)م1240-1164(محي الدين بن عربي

الركيزة تحديدبل حتى نستطيع ،كما معرفيا فحسبالذاتجمرد إكسابال يعين هذا لكن ،لتعداد أمسائهم

خ

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

كمنظومات )و الظاهر،الباطن(تجمع بينجماليةفلسفيةقيم عبرهذه الدراسة التحليلية لاألساسية

نظرا التيارات الفلسفية القدمية و املعاصرة،، الثقافة اإلسالميةهاتوارثتمتكاملة من تطبيقهاحرصت على و و

يتحقق الوعي الجمالي ذو حتى الجماليترقية الوعي و الذوقبهدف،للفردالجماليةالتجربة حتقيق خالل

عنوان كالتربية الرقمية موجةخاصة و نحن نعيش ، الحسي لألناوالعاطفي،الوجداني، العقلي، والرابط

.، أمام التربية الجمالية اإلسالميةلحضارةل

التحليلي النقدي، المنهجانتهاج الجماليةلهذه الدراسة و الزماني،العلمييفرض علينا اإلطار

الدراسة لمجاضمن بعمقفرضيات الو كالياتشاإلضبطكذا و كرونولوجيا المفهوم، بهدف تحديد

بطبيعة و ، األفكاربنا حتى ال تنساح و تتشتت لجسد و تمثالته في الثقافة اإلسالمية الجماليات الفلسفية

لذااإلسالمي،و من املنظور الفلسفي خاصة و تعقده ،نظرا لشساعة املوضوعم يكن هذا باألمر الهينلالحال

ااعدة زوايا حددنامنجسد لماليات اجفلسفة أن نتناولارتأينا و متثالت ،خطاباتضمن مجلةتصور

بذلك ليغدو ،س لجسده الخاصيؤس و بل كل خطاب ينتج،ألنو جتلياته يف الثقافة اإلسالميةجلسدا

المنهج ما أجبرنا على انتهاج، بالرغم من وحدته الفيزيقيةسة لمعارف مختلفةمؤس الجسد أجسادا مفهومية

:التاليةاألساسية و المحورية تتصدره جملة اإلشكاليات وفق بناء معرفي فلسفي المقارن

؟)النفس، و الجسد(أمام ثنائيةاإلسالميالفلسفي ما هي حقيقة اإلنسان في التصور

أم كان الشرف ف الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي؟ و هل اهتم بكلية الجسدما هو مجال تكش ،

؟للبعض من أجزائه

ثقافية، فهل يعني صيرورةيبنيل"و المدنس،المقدس"جدليةضمن نف يص اإلسالميالجسدإذا كان

تطور لذهنية المجتمع؟ أم هو خوفنا و جهلنا به؟هذا

د

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

أشكال انتهاك س هو في ذات الوقت إبطال لمفعول قدسيته، و شكل من ماهية المقد هل البحث في

؟اإلسالميسو إن كان غير ذلك فما المقد لحرمته؟

و مازال مكبوت الثقافة،أم هو يتوهمهاالعربي الراهن هو جسد واعي يعيش استقالليته؟هل الجسد

؟اإلسالمية

؟أصوله الفلسفية و الجماليةوما هي اإلسالمي؟مال في التصور الفلسفيما هو مفهوم الج

؟ ماليو ما هي حقيقة اإلنسان الج؟اإلسالميةالفلسفةالجسد في اتجماليتصور وما ه

اإلنسان"طبيعة العالقة بينو ما، عند حجة اإلسالم أبي حامد الغزاليحقيقة اإلنسانما هي،

؟ "الجمالو الجسد،

و هل يمكن اعتبارها مؤشرا لمشروع إستطيقا إسالمية؟الجمالية؟نظريته الغزالي لس أس كيف

و ابن القيم الجوزية و ابن عربي،, التوحيديأبي الحيانس كل من الفارابي، و ابن سينا،كيف أس

؟في التصور الفلسفي اإلسالميو كيف نظروا لجماليات الجسدالجمالية ؟لتصوراتهم

الثانويةو الفرضيات ،التأسيس لجملة من التساؤالتعنها من خاللاإلجابةحاولسنهي إشكاليات إذا

نهدف من خاللها إلى بناء المجال الفكري و ذات تراتبية فلسفية عمل تصنيفها ضمن خطة التي تم

كل وشملت أربع فصولحيث ،نحوى الدقة و الموضوعيةصاعديتالعلمي لهذه الدراسة ضمن جدل

.ثالثة مباحثيتضمن فصل

، و صيرورة تجلياته في الثقافة العربية في الفكر الفلسفيالجسدبالفصل األول المعنونيشمل

معجميا،للمفهوماجلذور اللغوية أهم و ،مجلة الدالالت اللغويةفلسفة أجبديات اجلسد من خالل علىاإلسالمية

ظف و فذلك متييزا له عن باقي املفاهيم اليت تشكل "الجسد"مصطلحالدراسة التحليليةيف هذه إن كنا نـو

ذ

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

لدالالت ا: الجسدتحت عنوانهو موضوع المبحث األولو "الجسم، البدن"مرتادفات لغوية، كمفهوم

عي للو بين أيدينا مفاتيح و تمايزات متعددةيضعالتحديد اللغوي لمفهوم الجسدألن اللغوية و المعجمية،

،التعريفات المعجميةمن خالل الوجود اللغوي و األنطولوجي للجسدرض يفما ،و تجلياتهاللغوي للجسد

نظرا بل هو أوسع من ذلك،يةجماملعضمن نطاق دالالته اللغوية والجسدأنطولوجياحصر يعني اللكن هذا

بناءأمام عامة و الراهن خاصة،الوعي التأمليألهميته و عمق جدليته التي فرضت إشكالياتها على

جدلية الجسد بين عنصر من ذات المبحث دراسةثالث ليكون،في الفكر الفلسفيأنطولوجيا الجسد

املعاصرة خاصة اإلسالميةالثقافة العربية تصنيف ماهية اجلسد يف نا كثريا ما جند ألن،)و المدنس،المقدس(

.اإلسالمي، باإلضافة إىل حقيقته و تراتبيته يف الفكر الفلسفي هذه الثنائيةضمن

) الجمال( الفلسفية و هوو المنهجي نحوى ثاني مصطلح لهذه الدراسة ،يجبرنا اإلنتقال المعرفي

تحديدسنحاول ،طبيعة الجمال في الفكر الفلسفي اإلسالميتحت عنوان المبحث الثانيموضوع ليكون

األصول الفلسفيةتتبع علينا ما يستوجبمالية، األلفاظ و املفاهيم اجلمن خاللالجمالحقيقةطبيعة و

كاستبصار معاصر، في الحضارة اإلسالميةالجمالي جوهر الفكر و الجمالية لمفاهيم الجمال باعتبارها

الفالسفة عندنفس الوقتفي التصورات الجمالية أسسدراسةو،لتراثو متواصل مع صيرورة ا

يف أوربا الروحيالفكري و التكوين الفلسفية، و اجلمالية على همثر الكبري بأفكار األالذين كان لهم المسلمين

.اليت سنحاول اإلجابة عنهاو التساؤالتالفرضيات التأسيس جلملة من عرب،خالل العصور الوسطى

صيرورة جماليات دراسة نحاول من خاللهس، إثنوغرافيا الجسد اإلسالمي:المبحث الثالثأما

بالغي جسدي جمالي نموذجكعرب تصنيف تصور مجاليات اجلسد ، و تمثالته في الثقافة اإلسالميةالجسد

و رمسوا ،تغزلوا فيهف، و مجاله و ائه،افتتنوا بالجسداللذينالعصر الجاهليخاللعند شعراء العرب بامتياز

ر

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

و حركية، و مجاال، و إحياءا، ضمن أفق االحتماالت، و ، ما جعله أكثر حضوراعوامل عدة جتلت يف أشعارهمله

و مرتبة الذي احتل الصدارةاألنثويالجسدجمال لصورة ذلكبلور .و القدرة على االختزال، كثرة التأويل

الوجه إلى نمن األعلى إلى األسفل، أي مجدل تنازليوفق الواصف و الموصوفالعالقة بين فيالشرف

تقوم ة جماليةيتراتبضمنالعصر األمويخالل النموذج الجمالي الجسديبينما يصنف، الجسد الغائب

. جسد القيانعبرمن األسفل إلى األعلىتصاعديالجدلالعلى

صيرورة وفقالمرحلة اإلنتقالية للنموذج الجماليالنموذج الجمالي خالل العصر العباسيشكل

األنثوي الجمالي النموذج اإلنتقال منيةكيفدراسته من خاللنحاول سو هو ما ، الثقافة العربية اإلسالمية

العربية الثقافةأن يؤكدما ،كإستراتيجية مظهرية بامتيازإلى النموذج الجمالي الذكوري عبر الغلمان، للقيان

لمعايير جمالية للجسد للبحث عن مؤشرات لنا ما يفسح المجال ،اإلسالمية قد اهتمت باجلسد لغة و واقعا

.الشعرعبرالجسدييالجمالالنموذج صيرورة من خالل

، هذا األخري أسراره أمام تصورات حدود المقدس اإلسالميالجسد صامتا لم يبح بكلبقييلكن

الذي يقتل السياج الدغمائي، بينما يفسره البعض اآلخر جوهر النموذج الجمالي اإلسالميالذي يراه البعض

اإلبداع اجلمايل و الفين، لكننا نرى أنه جيب التمييز بني القيم األخالقية و القيم اجلمالية اليت حيققها العمل الفين

هنا في ذات المبحث سنتناولكماالسياق هو معيار الجمال و القبح،بلألنه ليس مثة مقدس و مدنس،

خاصة خطاب الجسد المعاصرة،في الثقافة اإلسالمية و تجلياته ،هتمثالتوتأويالت صورة الجسدأهم

ر بامتيازالجسد الطقوسيرمزيةو ، العرفاني و هو جدلية المرأة و الجسدكذا ، و باعتباره جسد الس

.و مجال قدسيتهالجسد الجثةحرمةفي األخيرو ، الجدل الراهن الذي يحصرها بين قوسين

ز

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

جماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالميتصور : نيالفصل الثا

و ،الجسد"بينالعالقةطبيعة و ،جماليات الجسدفلسفةدراسة خالل هذا الفصلسنحاول

قمنا بتصنيف على هذا األساس ، اإلنسان في التصور الفلسفي اإلسالميماهوية انطالقا من"الجمال

:إلى مباحث ثالثالكرونولوجيةتراتبية الحسب للفالسفة املسلمني اجلمالية التصورات

والجمال،(ثنائية يشمل دراسة، جماليات الجسد عند أبي نصر الفارابيتحت عنوان المبحث األول

يف)النفس، و الجسد( و تحديد العالقة بين،يف فلسفته التفاضليةتصوره لحقيقة اإلنسانعرب)الجسد

الجسد الجمالية ضمن جدلية الرئيس و المرؤوس في المدينةخطاب الجمال المطلق و سياسة التفاضل

.الفاضل

درس حقيقة ، الحيان التوحيديعند أبيالجسد و الفكر الجماليالمعنون بأما المبحث الثاني

عرب منهجه اخلاص الذي ميزج فيه )النفس، الروح، الجسد، العقل( بنيالقائمة العالقة اإلنسان من خالل

،فلسفة الحبجمال اإلنسان، و جعل و المطلقالجمالجمع بنيو التصوف بالفلسفة، فاألدب باحلكمة،

و مجال الذائقة الجماليةضمن )الحسن، و الكمال(شريان الوصل و الوصال بينهما عبر قانونو الجمال

اإللهيات،( ثنائيةضمن )و الجسد،النفس(خطابعبردراسة حقيقة اإلنسانلتكون.مستويات الجمال

يف عامل أمام مصادر إدراكهالذوق الجماليو ،مفهوم الجماللتحديدابن سيناموضوع)الطبيعيات

و هو ما سنحاول دراسته في،كمالبلوغ الالصناعي والجمال بين تجمع يةحقيقة جمالكالطبيعيات

.ابن سيناو الجسد عندالجمال العقليبعنوانالمبحث الثالث

س

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

تصور جماليات الجسد مشروع إستطيقا إسالمية: صل الثالثالف

نحاول خالل هذا الفصل بناء دراسة تحليلية لبعض التصورات الجمالية اإلسالمية التي تجمعس

جماليةوفق مبادئ و أسس،كل متغير اآلخرفيها ضمن معادة فلسفية يكمل ) الجمال، و الجسد(بين

:احث هيضمن ثالث مبالصوفيتجمع بين العقل و العرفان

تصوردراسة و حتليلسوف حناولحامد الغزالي، أبيو أسس إستطيقا جماليات الجسد :المبحث األول

وفق قانون كيمياء كمال اجلمالإدراك ل و جما،)الحسن، و الجمال(بنيجامع كجدل مجاليات اجلسد

يف نطاق )و الجمال الظاهري،الجمال الباطني(مجع فيها بنيلقواعد اجلمال اليت سو كيف أس ،السعادة

حجر كهل يمكن اعتبار هذه األصول الجماليةلكن.، و كيف برهن على أصوهلامنظومة اإلنسان اجلمايل

مشروع إستطيقي إسالمي؟لاألساس

نتناول هنا التصور اجلمايل، عند ابن عربيو التجربة الجمالية العرفانيةالجسد:المبحث الثانيأما

تحديد ك، نظرية اإلنسان الكاملمن خالل الجسد الصوفيعبرالذوق الجمالي العرفانيتأسيس فقو

ضمن واضع أكبر و أعمق نظرية في التصوفباعتباره عرفانية ابن عربييف ملفهوم اجلمال احلق و جتلياته

دها قانون ، حيث درس جماليات الجسد كتجربة جمالية جس الفلسفة و التصوفمذهب جيمع فيه بني

تصور الجمال و الجسد عند ليكون موضوع آخر مبحث من نفس الفصل.الفاضلاعتدال مدينة الجسد

حقيقة سد كجدل يج ) الجسد، و الجمال( العالقة بنيأساس يشمل هذا املبحث ، ابن القيم الجوزية

.خالل لحظة التجلي للمثل األعلى)اهللا، القلب، الجسد(و سعادته عبر ثالثيةالجمالياإلنسان

ش

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

ه من خالل و تجلياتهتمثالتوفق جماليات الجسد في التصور الفلسفي اإلسالميلتناإن دراس

حقيقة و ماهية لكجدل يؤسس"، و النفسالجسدو،الجمال"بينالقة عالطبيعةو كذا، الواقع المعاش

حتمية الالضرورةأحالنا باألولى،الثالث فصول لمجال انبني من خاللها فرضيات و إشكالياتعبر ،اإلنسان

التصور الفلسفي جسدهايعبر حقيقة اإلنسان التي ،بين نشأتينكجدل )، والجمالالجسد(لدراسة موضوع

بعد ما و هي مرحلة الحياة، أما نشأته الثانية فهي الحياة األولىالنشأةبينانتقاليةصيرورة اإلسالمي عبر

و ،التصوراتعن باقي لجسدلالفلسفي الجمالي اإلسالمي التصور جوهر اختالف ما يمثل،الموت

.لجمالية و الفلسفية الغربيةالدراسات ا

تصورنحاول من خاللها بناء سالفرضيات و التساؤالت التي جملة من جعلنا هذا نؤسس

موضوعليكونجماليات الجسد كجدل انتقالي بين النشأتين ضمن مجال حقيقة اإلنسان و أصل نشأته، ل

تجمعها جدلية ضمن ثالثة مباحث)عند الفالسفة المسلمينالمعاد الجســــد و (تحت عنوانفصل الرابعلا

،الوصل و الكمالهمزةو اللذة الجمالية الجمال حقيقةتكونل)و الجسد،النفس(الفساد و الخلود بين

:تجمع بينالجمالي التي إلنسان لحقيقة ا

.عالم اآلخرة+ عالم الدنيا: عالمين

بعد الموتما نشأة الحياة + نشأة الحياة : نشأتين

مع العلم أن كل ،)بمسألة المعاد(و هو ما يعرف،بني عاملنيجتمع لإلنسان مرحلة انتقاليةأن ذلك يعين

ما جيربنا ما بعد املوت،أي، يقولون بخلود النفس و عدم فنائهاالفالسفة املسلمني

:التاليةالتساؤالتعلى طرح

ص

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

و ما الفرق بين النشأتين؟، بين عالمين، فما الفرق بينهمانتقالاإلإذا كان المعاد هو

دون الجسد؟إلى عالم الحياة بعد الموت، فهل يعني أنها تعود غير فاسدةخالدة وإذا كانت النفس

الفناء الزوال و عودة الجسد بعد القول ب، فهل خلودهيقصي"يفانالو متغير،ال"الجسد حكم إذا كان

؟جوهريتهيحقق

جمالية؟التصورات صيرورة انتقالية للو إن كانت للجسد عودة، أو نشأة ثانية فهل تحقق له

:هيضمن مباحث ثالثةاإلجابة عنها سنحاولهاسناها، وأس فرضياتهي إذا

و حقيقته في القرآن،مفهوم البعث و المعاديضم،ماهية اإلنسان جدل بين نشأتي:المبحث األول

املقسمة وفق تيارات و مدارس الفلسفة في التصور اإلسالميأنواع المعادو كذا ،و اإلصطالحالكريم

المعاد ، و أخريا المعاد الجسماني، و المعاد الجسماني و الروحاني"ثالثة أنواع تتمثلاإلسالمية إىل

، دراسة حقيقة اإلنسان باعتباره صيرورة انتقال بين عالمين، ليكون آخر عنصر من ذات املبحث "الروحاني

فكر الالتي شغلت و أعقد القضايامن أهم يعتبر و أصل نشأته ن التساؤل عن كيفية خلق اإلنساألن

حرص الدين على حسمه من عبر عصورها المختلفة، كماالبشري، و الذي حاولت الفلسفة اإلجابة عنه

.خالل ما ورد في العديد من اآليات القرآنية الكريمة

المعاد عند أبي حامد الغزالي، ألنه من قال بمسألة المعاد الجسدجماليات فهوأما المبحث الثاني

و عالقته بالذوق الجمالي ضمن مجال ،سنحاول دراسة حقيقة الجسد المعادو الروحاني،الجسماني

و انتقالية اإلنسان ما يمنحنا دراسة جمالية واسعة النطاق جامعة بين األصول الجمالية للغزالي،،النشأتين

صدر هذا ما أكده،مشروع إستطيقي إسالمي يجمع بين نشأتينالتساؤل عن ا ذلك أمام يضعنالجمالي،

ض

:ـةــــالمقــدمـــ

أ

حيث قال بحقيقة المعاد الذي مجع فيه بني القرآن و العرفان البرهان العقليالدين الشيرازي من خالل

.األجساد و النفوس معا، و هو ما كان موضوعنا في آخر مبحث للفصل الرابع

تمثالته و تجلياته عبرلنختم هذا العمل المتواضع لدراسة جماليات الجسد في الفكر الفلسفي

في الثقافة اإلسالمية بجملة من االستنتاجات العامة، و بعض التصورات الفلسفية الجمالية التي نتمنى أن

.و لو بالشيء القليلفتح المجال أمام هذا النوع من الدراسات الجمالية األكاديميةبمن خاللهانوفق

ط

، و صيرورة تجلياته في الثقافة العربية اإلسالميةالجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األول

الدالالت اللغوية و المعجمية: الجسد: المبحث األول

.مفهوم الجسد لغة، و اصطالحا/ 1

. الجسد في الفكر الفلسفي/2

.الجسد بين المقدس و الدنيويأنطولوجيا/3

لجمال في الفكر الفلسفي اإلسالميطبيعة ا: المبحث الثاني

.األصول الفلسفية للمفاهيم الجمالية/ 1

).السرور، و اإلختبار( أثر الجمال على النفس اإلنسانية بين/ 2

.حقيقة الجمال في إطار الغاية بين الشكل و المضمون/ 3

.مبادئ الجمال عند الفالسفة المسلمين/ 4

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثا

دالالت الجسد في الشعر العربي /1

.المتعالي و الواقعي في تصور الجسد/2

.و تأويالتهاالجسد صورة /3

.، ثالثية خطاب الجسد العرفاني)الرجل، الحق، المرأة(/ 4

.الجسد الطقوسيرمزية /5

.المرأة و الجسد/ 6

.الجسد الجثة/ 7

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

17

:اصطالحاو مفهوم الجسد لغة/1

الوعي اللغوي للجسدبني أيدينا مفاتيح و متايزات متعددة يف التحديد اللغوي لمفهوم الجسديضع

غرض ماديكل" على أنه، )CORPSجسم، جسد،جرم(ثالثيةنطاق ضمنعرفه الالندو جتلياته، فقد

نه إدراكنا أي كل جمموعة كيفيات نتمثلها مستقرة، مستقلة عنا، و واقعة يف املكان، من خواصها األساسية ،يكو

جيب متييز الظواهر املدركة لألجسام ،و الفكر العفوي،حول اجلسم مع اللغة...األبعاد، الكتلة: املدى الثالثي

كأنه جمموعة طبيعية من ظواهر متكافلة كمجموعة مرتابطة، تصور الجسمباملعىن احلقيقي من هذه الزاوية جيري

ع أشياء ) CORPS(الجسم " فقالعبد الرحمن بدويفه ، و عر 1"يوفرها اإلدراكأو مستقرة على األقل جمم

ما يف ، وكثافة، و هو إثقل، و شكل، و ثة الطول، العرض، العمق للجسم مقدار حجمهو املوجود ذو األبعاد الثال

.2"حرارية، و مسعية، و ضوئية،كيميائية، و و مغناطيسية،حركة و إما يف سكون، له خصائص كهربائية

بسيطالثنائية كامتداد حمصور بني الشامل لمصطلحات الفلسفةالمعجميف م مفهوم الجسورد

اجلهات، أعين الصورة املمتد يففاجلسم هو" واألشياء،والحيوان،يجمع بين اإلنسان، لكنه مركبالو

صورة و ،في المادةصورة تقومموضوع الطبيعيات، و يتألف من مادة أو حامل، و من ،األجساماجلسمية و

صفات صفات أولىالوضع، و لألجسام و المقوالت كالهيئةأخرى تدخل يف باب

يتألف من أجسام خمتلفة الجسم المركبال تزول األجسام بزواهلا، و األجسام إما بسيطة أو مركبة، و ثانية

المركب إلى تام و غير تام، و البسيط إلى قسمواهو ما ال يتألف منها كاملاء، و البسيطاحلقائق كاحليوان، و

231ص- 1993-الطبعة األوىل-بريوت-منشورات عويدات- A-G-موسوعة الالند-أندريه الالند- 1439ص -1984-األوىلالطبعة -بريوت-ؤسسة العربية للدراسات و النشرامل-اجلزء األول-موسوعة الفلسفة-عبد الرمحن بدوي- 2

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

18

ىل مؤلف يرتكب من األجسام سواء كانت خمتلفة كاحليوان، أو غري خمتلفة كالسرير ، و تارة إفلكي و عنصري

"3.

مع الفصل و التمييز بني مالكن،للجسدالوجود اللغوي و األنطولوجيتفرض التعريفات المعجمية

يقال على الجسم اسم مشتركف" و ذلك انطالقا من جذوره اجلسمية، اإلنسان عن باقي املوجوداتحيدد انتماء

ميكن أن ماجسم لصورةلكل كم متصل حمدود ممسوح فيه أبعاد ثالثة بالقوة، و يقال جسممعان، فيقال

من ذات قيل يف موضع آخرو ،4"يفرض فيه أبعاد كيف شئت طوال، وعرضا، وعمقا، ذات حدود متعينة

ألن حيزه الذي فرض له، إن ترك فيه و طبعه استقر فيه فهو له مكان طبيعيكل جسم ال بد له من " املصدر

.5"طبيعي و ميله إليه إن تنحى عنه إىل موضع آخر

" ألنه عندما، و هو ما مت اإلمجاع عنه،من خالل مادية اجلسم فحسبماهية الجسدال تتحددلكن

الجسم جوهر " يصبحاتصال الجسد بالروح، ما يعين أن حلظة 6"الروحالجسد فيقابليطلق الجسم على

قابل لألبعاد جوهر " فقالعرفه الجرجانيو . يشغل حيزا، ويتميز بالثقل، واالمتداد، ويقابل الروحمادي

بسيطين جوهر مركب من جوهرين و هو ،اجلسم أحد املوجودات احملسوسة" ألنجوهر مركب، لكنه 7"الثالثة

، فاهليوىل هو جوهر قابل للصورة، و الصورة هي اليت الصورة، و اآلخر يقال له الهيولىأحدمها يقال له معقولين

ما يعين أن ماهية اجلسد تقوم على أساس متاهي و تكامل اجلوهرين البسيطني النفس و ،8"

.صورة اجلانب الظاهرياجلسد، فاألول يشمل اجلانب الباطين، و الثاين يشكل

36ص- 2000-الطبعة الثالثة-القاهرة- الناشر مكتبة مدبويل-املعجم الشامل للمصطلحات الفلسفية- عبد املنعم احلقي- 3111ص -1998-األوىلالطبعة-بريوت –الناشر مكتبة لبنان ناشرون-موسوعة املصطلحات الفلسفية عند العرب-جريار جهامي- 4193ص -املرجع نفسه- 561ص -م1983/ه1403-القاهرة-اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية-املعجم الفلسفي-إبراهيم مدكور- 661ص -املرجع نفسه- 7111ص - مرجع سبق تعريفه- موسوعة املصطلحات الفلسفية عند العرب-جريار جهامي- 8

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

19

بقائها فال حاجة هلل إليها، لعلها ، فأما يف الجسم شرط في وجود النفس ال محالة"هذا أنيؤكد

شرطا في تكميلها كما هو شرط في لم يكنو مل تكن كاملة كانت هلا تكميالت من دونه، و ،إذا فارقته

شرط لوجود و10"جوهر جسماني طبيعي" أن اجلسد إذا كانمن خالل هذا التعريفنستشف ،9"وجودها

.افي كمالهإال أنه ليس شرطاالنفس،

، للدالالتوظيف اللغويحدود وفقضمن جمال املقارنة في لسان العربابن منظور الجسدعرف

ما يشري إىل من خالل باالمتالءالبدنربطحيث ، )الجثة، الجرمالجسم،،الجسدالبدن،(و املدلول بني

و رجل " ، فقالالذي يظهر االمتالءالجوهريلداخلي أو االشيءباعتباره،معاين االمتالءو ،التقدم يف السن

نبادن مسني احلجم، و األنثى بادن، و بدينة، و اجلمع بدن يف ذات الصدد مؤكدا ، و قيل11)"بظم الباء(و بد

كما ورد يف .و هو الشحمجوهر االمتالءإمنا يعين هنا ،12"امساالو )بظم الباء(الشيخو انضم بدن"ذلك

الشوى هو ما كان غري (الجسد ما سوي الرأس و الشويمنالبدن" و،أن البدن، بدن اإلنساناللسان

، و قيل هو العضو عن كراع، و خص مرة بني أعضاء )و باقي األعضاء،و الرجل،مقتل من األعضاء حنو اليد

ال يف لكنه قد يطلق على بعض اجلسد ، البدن هو الجسدأن يشري من خالل ذلك،13"اجلزور، و اجلمع أبدان

فإنه ) أي األطراف( الشوي، أما استبعاد التفكير عن البدنيفصلكأنه ،ألنه فصل الرأس عن البدنكليته

مجموعة " ما ميثلهو، و 14"مجاعة البدناجلسد"كما ورد أنال يوصف عادة بالسمن و االمتالء، استبعاد ملا

190ص -مرجع سبق تعريفه- الفلسفية عند العربموسوعة املصطلحات -جريار جهامي- 9190ص-املرجع نفسه- 10232ص -مادة البدن-القاهرة-دار املعارف- الد األول- لسان العرب- ابن منظور- 11232ص -املرجع نفسه- 12232ص -املرجع نفسه- 13179ص-املرجع نفسه- 14

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

20

من باب ماهية الجسد، أما عن حتديد 15"من خالهلا على خمتلف وظائفهيحافظ الكائن الحياليت أعضائه

الجسم" و،16"أما امسه فليس حبقيقة،جسم الشيء حقيقتهالجسد اجلسم، اجلسد، و " قال ابن منظورالجسم

من أو الفكرالجسد و العقل، ما يعين املرادفة بني 17"الرجال العقالءاألمور العظام، و ) بظم اجليم و امليم(

و ،من ناحية الضخامةاللسان الجسميعرفكما و التعقل،لتجلي العظمة الغوياازإنه،باب الجسم

لكنه مجع مبعىن آخر تطرحه ،املتفرقة معايتجمع األعضاء"هقولكذا بذل اجلهد حيث يظهر ذلك يف و ،االمتالء

اجلسيم ما ارتفع مبعىن عظم فهو جسيم و جسام، و جسم الشيءو قد "يف قولهأيضاالعظم كما يظهر،املادة

.يشير إلى البعد العقلي، جند من خالل هذا أن ارتباط مادة اجلسم باهليئة العظمية 18"من األرض و عاله املاء

اجلمع أجسام، و " من خالل قولهمن حيث الضخامةالجسد الحي و الميت جمع ابن منظور بين

و اجلسمان جسم الرجل، و يقال إنه لنحيف اجلسمان، و جسمان الرجل و جثمانه ) بظم اجليم(جسوم

و اجلسم مجاعة البدن، " قالمادة اجلسم فحيث من لكنه يف نفس الوقت جيمع بني اإلنسان و احليوان ، 19"واحد

واب و غو .20"ريهم من األنواع العظيمة اخللقاألعضاء من الناس و اإلبل و الد

جاءفما) الجسد الحي، و الجسد الجثة(المعجمية حدود الجسد بين و حددت الدراسة اللغوية

اجلسم متصفا باإلكتمال يف ذاته منقطعا "من خالله علىيكاد ينعقد اإلتفاقحول الجسد الجثة

و ،و االنتماء إىل اجلذور و استمرار احلياة،أصله، على أن يكون يف أية هيئة غري القيام فالقيام يوحي بالثباتعن

15- Le grand Gérard- Dictionnaire de la philosophie-Bordas-Paris-1983-p68624ص-مادة اجلسم- لسان العرب- ابن منظور- 16625ص-املرجع نفسه- 17625ص -املرجع نفسه- 18624ص-املرجع نفسه- 19624ص-املرجع نفسه- 20

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

21

الجثة قد ، مبعىن أن 21"ذلك قياسا على هيئة الشجرة، و معىن اجتث الشيء يف اللغة و أخذت جثته بكماهلا

أو مضطجعا، و قيل ال يقال ،شخصه متكئاجثة اإلنسان" قاعدا أو نائما، حيث قيلتكون شخص اإلنسان

يف هذه احلالة جند اإلهتمام 22" تهله جثة إال أن يكون قاعدا، أو نائما فأما القائم فال يقال جثته إمنا يقال قم

الجثة هي "يف مقام آخر أنيفيد اللسان كما ،باهليئة اخلارجية فحسب على أن يكون ذلك يف احلالة بعينها

الشكل الذي و هو اجلسد الذي ميثل الحيالجسد و ال مييز أي اجلسد امليت، يقابله ،يعقلالذي الالجسد

أو كان جمرد متثيل ،أو اجلن،أو باملالئكة،سواء تعلق األمر باإلنسانتأخذه الروح لكي تتمظهر، و تتجلى

.23"للخيال اإلبداعي

، قال الجسد و جثمانهالجرم ألواحو اجلمع القليل أجرام، و " الجسدهو )بكسر الجيم(الجرم

نستشف من هذا " األنثى جرمية ذات جرم و جسم: ، و رجل جرمي عظيم اجلرم، و قيلالبدنالجرم:ثعلب

و عظام األجرام يعين " د و البدن، و هذا ما يؤكده ابن منظور يف قولهالتعريف اجلمع بني اجلرم و اجلس

.24"و اجلرم البدن...األجسام

، حيث)الجرم، الجسم، البدن، الجسد( اللغويةرباعيةالبني مادة اجلسدمن خالل ابن منظور فصل

ألنه ،من حيث ماهيتهمن الموجودات دون غيره اإلنسان ه بالذي يتصفالوحيدكونهلفظ الجسد حدد

و ال ،اإلنسانالجسد هو جسم"قال فيهو كذا معىن اهليئة اخلارجية حيث ،ستبعد معىن االمتالك و السمني

و قد ، و ال يقال لغير اإلنسان جسد من خلق األرض، و الجسد البدنيقال لغيره من األجسام المتغذية

مما يعقل فهو و اجلن ،و ال يشرب من حنو املالئكة،و اجلن جسد، و كل خلق ال يأكل،يقال للمالئكة

543ص-مادة اجلثث- لعربلسان ا- ابن منظور- 21543ص-املرجع نفسه- 22555ص-املرجع نفسه- 23605ص-اجلرممادة -لعربلسان ا-ابن منظور-24

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

22

.ه امللكة اليت متيزه عن غريه من األجسام املتغذيةباعتبار ارتباط الجسد بالعقلاإلشارة إىل هنا لتمس ن،25"جسد

هو و ،جثمانهو ،ألواح الجسدهو " همن خالل قول)بكسر الجيم(الجرم على أنهقال أيضا يف نفس املادة

،يف اجلانب اللغوييرتبط الجسد ارتباطا عميقا بالنفس،كما 26"و إذا كان الرجل اجلرمي هو عظيم اجلرم، البدن

.توحد اإلنسان جسدا و نفسافوالفلسفي، واألنطولوجي

االختيار أن تحديد لفظ الجسد هو ، من خالل دراستنا للجذور اللغوية معجميانستخلص

تحليل تمثالته الفلسفية، لما نحن بصدد تأمله و ألنه المصطلح األصح،لهذه الدراسة التحليليةالمناسب

حصر مفهوم الجسدال يلكن الذات اإلنسانية و يثبت وجوديتها،الجمالية، كوعي يعكس تماهي تجلياته و

ذا نطاق واسع و شامللغوية على املعاجم، بل كان و دالالته ال

و الراهن ،عامةالوعي التأملينظرا ألهميته و عمق جدليته التي فرضت إشكالياتها علىذلك ...الفلسفي

الذي يتحقق عرب سنن االنتماءذلك من خالل عالقة اجلسد باحمليط الذي ينتمي إليه، هذا حيث يتبني،خاصة

، CHAIRريكور بوللدى يقابلاجلسد مثال جند ...يةالعقائداالقتصادية،، السياسية،الثقافيةهو قوانيناتمع

الوجود إنه الذي يشكل هدفية الوحدة األنطولوجية،الذي يشكل الشخصيالجسد " Leibريشر و لدى

، أو اليوميالجسد الوظيفيبينالجسد من خالل عالقته بالمحيط تم بذلك تصنيفلي، 27"الذاتي لإلنسان

ما أدعو جسدي هو ما ال يقل عن الجسم و "، و في تأكيد ذلك قال بول ريكور28و الجسد الموضوعي

.29"الشيئ المادي

622ص-اجلسدمادة -لعربلسان ا-ابن منظور-25188ص-1999-لبنان- بريوت -أفريقيا الشرق-اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم - فريد الزاهي-2631ص- املرجع نفسه-2732ص-املرجع نفسه-28

29 - Paul. Ricœur -soi même comme un autre- Éditions du Seuil- mars- 1990- Paris-p48

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

23

إنه نفس املفهوم الذي ،الذي يتآلف مع كل األجسام سواء كانت حيوانية أم جرمية:الجسد الموضوعي

الفلسفة ، و الذي شكل املوضوع املعريف للفكرالعربية اإلسالمية الكالسيكية، و ظل متداوال يف الثقافة

.اإلسالمية

اليت مؤسس الجسدية، إنه االجتماعيسنن التواصل ، و الذي خيضع للقواننيهو البدن :الجسد اليومي

إنه ،جسدا مشتركا بين كل الناسموضعته حيث أصبح تالذي مت و ،املقدسو ،تشكل موضوع الدين

.الجسد الوظيفي

جسد اإلسالمي؟اللغوية للدالالتالهي لكن ما

عرفته ضمن جمال من خالل مجلة من الدالالت اليت اجلسد اإلسالميمفاهيم و تصورات يددمت حت

المعطى األولي للوجود، و الجسد بنياإلسالميف ، هذا األخري الذي صنفته دالالت اجلسد الجسد المنطوق

إنه موضوع ،معطى أوليCORPSلجسدا" ليكون، الصامت، الجسد الموضوعي، و الجسد البيولوجي

معيارنا األوليباعتباره سابق على كل روحمكتسب قبليالوعي، و هو و ،الفعلو ،احلركةو ،يشكل منبع احلياة

لدى املتكلمني و هو الفلسفي العام لفهم اجلسد، كما جند،تصور يقرتب من التصور الفكريإنه،30"في الوجود

.األجرام، و األجسام الكونيةالجسد اإلنساني، و إنه مفهوم عام يتداخل فيه كاألشاعرة، املعتزلة، الفالسفة

يمثل جمال التعبريية ألن اإلنسان يكمن يف قدرته على التعبري عرب صور متعددة، فCORPORELالجسدي" أما

املسنن الذي االجتماعيالجسد كاملظهر اجلسدي و تعابري الوجه، و هناك الجسدي الصامتلكن هناك

من حيث جماله اجلسدي يعين هذا أن، 31"...و العالمات املتبادلة بني البحارة،و العمل،يتبدى يف احلريف

الجسد باإلضافة إىل ،االجتماعيةالتواصلية أهم املعطيات يوظف ألنه امرجعياجسدجيعلهواصليتالو ،الوظيفي

27ص -مرجع سبق تعريفه -اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم -فريد الزاهي-3027ص -املرجع نفسه-31

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

24

اليت تتجاوز ، و التخييلية،و التأويلية،ملمارسة البالغيةجلملة اخيضع ألنهالمجال اإلبداعيالذي ميثل البالغي

لد لنا جسدا إبداعياالجسد البالغيلكن إذا كان .الكالسيكيةالوظيفيةقوانني التواصلية النطاق ذا وعي يو

"التي تعرفه في مجال حيوانية الجسدالصيغة البيولوجية حتصره يف حدود Corporéitéالجسدية، فإنختيلي

الجسدانيةلتكون، 32"...

Corporalité"اليت يتم عليها البنية الفوقية الذهنيةهي يف كل متظهراته التأويلية، الممارسة العليا للجسد

.33"المقطوعة الجسديةفعز

، حيث قيل عن) الجسد/الجسد، و البدن/الجسم(ورد تعريف الجسد أيضا من خالل ثنائية

، 34"الذي يتآلف مع كل األجسام سواء كانت حيوانية أم جرميةالجسم الموضوعيهو ذلك الجسم"األوىل

للفكر الموضوع المعرفيشكلو ،الكالسيكيةإنه نفس املفهوم الذي ظل متداوال يف الثقافة العربية اإلسالمية

اجلسم يقبل اإلتصال و اإلنفصال، و اإلتصال ال يقبل "فيه املشائيونقال حيث ،الفلسفة اإلسالميةو

فيه فرض ميكنالجسم جوهر" أيضاو قيل . 35"اإلنفصال فينبغي أن يوجد يف اجلسم قابل هلما، و هو اهليوىل

.36"أبعاد ثالث متقاطعة على زوايا قائمة

قابلة لألبعاد مرئيةصورة كل اجلسم هو " ألنلجسمة الجسد لكنهم فرقوا بينه و بين االصوفيعرف

من الصورة صورة تتشكل بها الروحفهو عبارة عن كل الجسدا كثيفة األصل بالطبع، أما

كما جيري تصورات األرواح الجزئيةبالطريق املعتاد مبثابة سر ظهور األجسادو على هذا يكون ، الجسمانية

27ص - مرجع سبق تعريفه –اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم –فريد الزاهي - 32207ص -مرجع سبق تعريفه–اإلسالم تصورات اجلسد يف -مالك شبيل- 3365ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم-فريد الزاهي- 34194ص -مرجع سبق تعريفه- موسوعة املصطلحات الفلسفية عند العرب-جريار جهامي- 35194ص -املرجع نفسه- 36

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

25

لكن يوجد تضاد بني، 37"ة بالصورة اخليالية املشهودة له غيباللشخص يف حالة تفكريه من تصور روحه اجلزئي

عن ثنائية أما ، و العصورالتيارات الفلسفيةو ،أو تقل حسب األديانتهحد تزيدالجسد و الروح

إنه " و سننهاالجتماعيالذي خيضع لقوانني التواصل الجسد اليوميذلك البدن ميثلحيث )البدن/الجسد(

بني جسدا مشتركاو املقدس الذي متت موضعته حبيث أصبح ،اليت تشكل موضوع البدنالمؤسسة الجسدية

خيدم أهدافا جسد وظيفيو من مث فهو ،و الوظيفية،و كمال أفعاهلم اليومية،صورتهم المميزةفهو ،كل الناس

.38"خارجة عن مقوماته

يتم )الجسد/و الجسمالبدن، /الجسم(بنيانتقالهلجسد و اتصنيف نلتمس من خالل ذلك أن

كما ال يعين مفهمته من خالل الصفات و األمساء، بل على العكس من ذلك إنه ميثل،معينةتراتبية دون أي

المادي البيولوجي هو الجسد ألن ، من خالل هذه النمذجة الداللية و اللغويةوحدة الجسد و وظائفه

الوجود ممكنات مجيع جسد حنو لاالنفتاح العمودي لالرمزي، بينما يشكل الجسدأساس المرئي الثقافي

" و متيزه الشخصيللجسد تعبريية املستوى الضروري الذي حيدد فيشملالقيمي المعرفيالجانب ، أما املتناهية

للروح اجلزئية الصورة الجسمانيةاجلسد يشكلكما ، جسدا من ضمن األجسادللذات باعتبارهكبنية هجينة

اتمع، الجسد المشتركاملتجسدة بني نني قوا نن و لس سس ملؤ .و الجسد اليومي الوظيفيا

" ألا أصله و بدايته، حيث قيل)األرض/الجسد(يتحدد مفهوم الجسد أيضا من خالل ثنائية

ا تالمسهبداية الجسداألرض ميارس معها ةييراها إمرأة شبقو حتنو عليه، و ،لذا حين اجلسد إليها فرياها أم

و احلماية ،و املالذ،إا الوطن،هي العدم و املوت،مث البزوغ و اإليراقالتطهيررغبة يف ،املتأججةرغباته الدفينة

32ص- مرجع سبق تعريفه -اإلسالماجلسد و الصورة و املقدس يف -فريد الزاهي-372005-القاهرة- الطبعة العربية األوىل-مركز احلضارة العربية للنشر-قراءة يف شعر السبعينات- خطاب اجلسد يف شعر احلداثة- عبد الناصر هالل-3871ص

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

26

خصوصية اإلحتاد "للجسدعربهاالذاتولدتإنها عالقة اتصال ،39"االنتماءو

،الطول(ثالث أبعادضمنتعريف الجسد من خالل حيزه المكاني، كما مت 40"جسد األرض، و جسدهابني

صفة كيف ذات الوقت عن باقي األجسام إال أنه خيتلف ،اجلسد واحد من عناصرهليكون، )و العمق،و العرض

الجسم اسم جنس في قاموس المناطقة "من الممكنات المتناهية ليكونفقط دون غيرهتختص باإلنسان

.41"الجسد فهو اسم نوعأما

الة على وجوده المتعددالد الملفوظات اللغويةمن خالل سلسلة منالجسد تم تعريف هكذا

يف تعبري عن وضعيتهو الجثةتوحي يف املقابل بالشكل احملسوس الفارغ، ةمادة رخوة جمردفالروح، المتنوعو

إبراز للكينونة و الجسمحتديد للبعد الوظيفي الصادر عن فعل األعضاء، البدناملكان أو حالة يف الزمان، أما

و ،الفكر، و هو ذلك الكائن احلي مبا هو منبع الوعياجلسد"ويائية الواصلة بني موضوعات الكون،الفيز

. 42"احلرية

الرؤيةفته من خالل لكن لألسف أصبح اليوم جسدا يتلفظ أبجديات العصرنة و الرقمنة التي عر

!أم صناعة للجسد،الجسد الصناعيبعنوانمة في حقل التكنولوجيا نجدها مجس حيثالعصرية للجسد

شبقية الجسد، أو من خالل التشريح الفيزيولوجيالجسد الشخصشعارأو ضمن مجال البيوطبي تحت

؟!!...اإلعالم و سيميائية الجسدجنيريكوفق

ألنه يجب في أن يكون الموضوع ذاتا، ،نعتبره موضوعاالمنطقي أنأفال يعد من الظلم و الخلط

ته الفينومينولوجية الفرنسية ملوريس ، و الذات موضوع حنن لسنا وعيا فقط، "مريلوبنيت من خالل قولههذا ما أكد

73ص-مرجع سبق تعريفه-قراءة يف شعر السبعينات-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل-3977ص- 2004-الدار البيضاء - مطبعة النجاح اجلديدة-منشورات الزمن- مناذج و تصورات- اجلسد بني الشرق و الغرب-هشام العلوي-4023-21صص- 1937- مصر-شركة مكتبة و مطبعة مصطفى البايب احلليب و أوالده-الطبعة األوىل- علم املنطق-إلبراهيمي حممد نورا-4111ص-2009- دط- دار التنوير للطباعة و النشر و التوزيع-اجلسدفلسفة -مسية بيدوع-42

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

27

اجلسد صميمما يعين ، 43"و كل ما فينا نفس و جسد معا،نحن وعي و موضوع معابل ،أو موضوعا فقط

إلدراك العامل كما قال األداةالذي يمثلالجسد الخاصإنه و حضور أمام العامل و اآلخرين، ،ك و تعبريإدرا

و تبعا لذلك هو ما ،هو هذا املوضوع العجيب الذي يستعمل أجزاء خاصة كرمزية عامة للعاملجسدنا"مريلوبوين

بل ،ليس تلك املادة اخلام للعلم و التكنولوجياجلسداما يعين أن،44"به معاشرة العامل و فهمه و إجياد داللة له

لك ال ميكننا أن نفعل به ما نشاء، هو مهزة الوصل و اإلتصال بني األنا و لذماهية الكائن البشريهو جزء من

و هنا نكون إىل ذات و موضوع، تقسيمهفالكائن البشري ال ميكن ،اإلنسان وحدة كاملة متكاملةإذا .اتمع

:قسمنيأمام

من خالل دراسة ...النفس، و البيولوجيا، و التشريحو هو ما يكون موضوعا لعلم:الجسد الموضوع

ئها دف دراستها و فهم قانون عملها أجزا عضاء و .األ

الجسد الحي الذي يحدد ذواتناو إمنا هو ،تلك الكتلة الفيزيائيةمن ناحية لكن ليس: الجسد الذات.

نا بني آدم (اإلنسان على احترام قدسيته و صورته الطبيعية لقوله تعالىوحدة تجبرنا رم د ك لق و

نا لق من خ ثير م م على ك فضلناه ن الطيبات و م م ناه رزقـ ر و البح ر و م في البـ لناه م ح يال و ض هنا مفاده )تـف

الجمال الحقيقي للجسد البشريمن خالل ذلك نلتمس لو أحسن شاكلة ،أحسن صورةاخللق على التفضيل

هاك حلرمة فعد احرتام صورته الطبيعية هو عدم احرتام قدسيته و انت،به اهللا سبحانه و تعاىل اإلنسانالذي خص

.عامةاإلنسان و اإلنسانية

28ص-مرجع سبق تعريفه-فلسفة اجلسد-مسية بيدوع-4318ص-املرجع نفسه-44

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

28

:الجسد في الفكر الفلسفي/ 2

و فلسفيا،و التعبريية املعاصرة منعطفا فكريا،و الفكرية،الجسد في التجربة الوجوديةإندماجشكل

بوصفها مجال الذاتية"يفإلى موضوع فكري و فلسفيحول فيه الجسدليتالثنائية، حدود جتاوز من خالله

باعتباره ظاهرة تتحدد حق الجسد في الوجودما يعين 45"و الشخص يف الوجود،و األنا،مقولة حمددة للذات

مع ظهور فلسفات الذات سواء كانت إال مستوى الموضوع الفكريإلى يرقى الجسدمل ، لكن

بول ،مريلوبونيتموريس و ،هوسرلإيدموند كما تبلور مع خالل التصور الفينومينولوجي للجسدمن أو ،عقالنية

،الجسد ارتباطا وثيقا، بل حتميا بضرورة الحداثة الفكرية و الثقافيةبهذا المعنى ترتبط فكرة ، 46..."ريكور

,الذات و الهويةحولالتفكري هومرادفهأن التفكري يف اجلسد أي

و حيايت يشتمل ،معطى حيوي، تلك األنا اليت شكلت ألنا الجسديةاالفينومينولوجيالجسد سأس

، و علم و األنثروبولوجيا،اهتمت به الدراسات السيكولوجيةالذي و السيكولوجي ،البيولوجياجلانب فيه

،لتصوغ لنفسها صورة أو خطاطة الجسد"األنا اليت تدخل يف عالقة مباشرة مع اآلخرتلك ...األديان

ألن ،47"و موقعه يف العامل و صورته و مظهره،لوحدة الجسدباشر كممارسة حتليلية تشكل الوعي األول و امل

إنه طموح ،لمفهوم الجوهرالقفزة اإلبستيميةأساس اإلشكاليات الفلسفية من املنظور الفينومينولوجي مصدرها

فلسفة تود أن تصري من العلوم

ا االسيكولوجية، والتفسريات العلية اليت أن ميدن وعامل االجتماع، من هنا كان االهتمام ،واملؤرخ،العاملميكن

خالل يف العامل من بتلك احلياة الواقعية اليت حنياهانولوجيينوميهتمام الفاالباجلسد اإلنساين كتعبري عن الشديد

24ص-1999- لبنان-بريوت-أفريقيا الشرق-اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم -فريد الزاهي-4526ص- املرجع نفسه -4630ص -املرجع نفسه-47

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

29

التصورأن هذا يعين ، األخرىخبرات أجسادنا وخبرات األجسادبني منيز ، ومن خالل تلك العالقة أجسادنا

لي اآلتصور الو كذا من ،اإلنسان/البيولوجيمن ثنائيةو الجسدحرر الفكر الفينومينولوجي للجسد قد

جسدا ال يغدو جسدا حمضا حىت و ،مفكرالالواعي و جسدالإنهالبديل عن ذلك ، ليقدم لنا لحياة الجسد

و وسيلة ،الشخصيةبناءلاجلسد الذي يشكل مدخال إنه ذلك"هو حمروم من النطق و منكفئ على ذاته

.كن حتديد وجود اإلنسان مبعزل عن وجوده البيولوجي، ألنه من غري املم48"االجتماعيالتواصل

الجسد، الجسدي، الجسدية، (تتمثل يفمتت دراسة اجلسد من املنظور الفينومينولوجي وفق أربعة نقاط

على اعتبار أن اإلنسان يف األصل مجال التعبيريةيف جسدلل، حيث يدخل القسم األول 49)الجسدانية

، لذا فإن وجوده يكمن يف الموت/اإلنسانو غيابه يعين غياب ،حضور جسدي يف العامل، فال يعرف إال به

:منهامن خالل عدة صورقدرته على التعبري و التجلي

ما ميثل املظهر الصامت، و تعابري الوجه: الجسدي الصامت.

املسرحي و الرياضيمثل املمثل و :الجسدي الحركي.

الجسد اإلخبارياإلجتماعي، إنهالفعلضمن نطاقالجسد المنطوقباعتبارهليشمل الجسدي االجتماعي

الجسدانيةشملت، بينما يلجسد اليوماإثنوغرافياعبر، االجتماعيهقوانينو اتمعالذي تتجلى عربه سنن

تم من خالهلا اليت يالبنية الفوقية الذهنيةيف نطاقالعاليا للجسد يف كل متظهراته التأويليةاملمارساتمجلة إدماج

في الفكر الجسد الواعيلديو ما التكامل بين الوعي و الجسد، عزف مقطوعة اجلسدية اليت تربهن على

.و يثبت وجوده من خالل التجربة الوجودية لألنا،الفلسفي

48ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم -فريد الزاهي-48- 2005-الطبعة األوىل-القاهرة- مركز احلضارة العربية للنشر- قراءة يف شعر السبعينات-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل- 49

19ص

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

30

ال ميكن اختزال النشاط اجلسدي بني ما هو عالقة تكاملية، فهي الجسد و الوعيالعالقة بين إذا

أنظولوجيا، لتتحدد لنا الوعي هو الوجود عبر الجسدما يعين أن، و أخرى ترجع إىل الوعي، أفعال جسدية آلية

خمتلف يف اليت أصبحت حمل الدراسة ،التجربة الوجودية لألنا الجسديةأثبت وجوده عبركوعيالجسد

و هو ما أكده مريلوبونيت حني ...و اإلبستيمي، و اإلبداعي، اجلمايل،جماالت البحث العلمي و الفكر الفلسفي

إنه ،فرض الوعي الكوين الذي يوجد وراء األشياءكليس ،عىناملجتعلنا نتعرف على فرض تجربة الجسدإن "قال

بل كبنية بيولوجية فحسب، اجلسد كطبيعة عدم اعتبار ذلك يعين ، 50"الماهية التي نجدها عموما في اإلدراك

.طابعها الرمزي و الوجودياإلدراكات الجسديةألفعال و الذي مينح ا،وجوديت طابع إدراكي ذا

موطن املعين ليكونووظائفه، بسلوك هذا اجلسد نفسه وحركاته،تعبيرية الجسد البشريهناترتبط

لوجودهما الخاصتؤسسذاتكعامل الوتضعها يف تخرج الذات من ذاتهاأداة الداللة اليت ووالدته، ومكان

يف الفلسفة هلذا ظل اجلسد يشكل عنصرا أساسيا...ثقافيةلغويا، فنيا،وز داللية، رموات عالقعرب

يعترب من أهم الذي ،)م1961-1908(موريس ميرلوبونتي خاصة عند الفيلسوف الفرنسي ية، جنولو ينوميالف

الكوجيتوجتاوز ، و وحدة اجلوهر، حيث لتماهي الجسد مع النفسسوا أس نة الفينومينولوجيني الذيالفالسف

وجودنا الفعلي يف يقدم دافعالذي وجوديالكوجيتو الإيل ،الذي حصر الوجود الذايت يف الفكرالديكارتي

مريلوبونيت أن أجسادنا ليست مستقلة عنا، بل هي يعتربوالعامل بني األشياء واآلخرين كعامل حنياه ونعيشه،

خبرة أجسادنا من خالل، و برهن على ذلكأنا جسديألنين أنفسنا بشكل طبيعي،

نولوجية التي تعني بدايةينوميالخبرة الفتلك،لوجود واحدذاتهاالخبرة باعتبارهااآلخروخبرة جسد

األجسام الطبيعيةمريلوبونيت بني كما فرق اآلخر رغم أننا ال نتعامل إال مع أنفسنا، نتكلم معهكذا ،الجوهر

50 -Maurice. Merleau ponty - la phénoménologie de la perception, Edition Gallimard-1945-enFrance- p16

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

31

مستوى اندجمت ضمناليت أنطولوجيتهحققت اليت وحدة واعية كاإلنشغال باجلسدي جيعل هذا،وجسم اإلنسان

أنه الفكر الفلسفي إال ف الجسد كجسد واعي في لكن هناك من يرى أنه بالرغم من تكش ، احلياةمنأعلى

.يبقى محصورا بالجوهرية حتى و لو ابتغى الشمول و الكلية

:الجسد بين المقدس و الدنيويأنطولوجيا/3

" ، أماو اجلسدية،اجلسديمن خالل صريورةبشكل مفصل عن أنطولوجيا اجلسد إلسالماحتدث

االعتبارات النظرية اليت ميكن انطالقا منها دراسة اجلسدانية فقد ظلت معلقة يف الوقت الذي تشكل فيه اجلسدانية

ف الجسد في الفكر الفلسفيهو مجال تكش لكن ما. 51"األوضاع اجلسدية و األمل و اللذة و الوشم و غريها

و هل اهتم اإلسالم بكلية الجسد؟اإلسالمي؟

بقي حبيسا له و مللكنه، النص الفقهي التشريعيمن خالل مفهوم الجسد في الثقافة العربية ظهر

حىت ...و املسرح، الرواية، التخيلي كالشعراإلبداعي جيد مرتعا لبعض من حرية التفكري و التصور إال يف النص

ن بالجسد يعترفو ما جعل املفكرين املعاصرين املهتمني بقضايا اجلسد ،من هذا النسيجاليوم يصعب إجتياثه

و،لنص األدبياحرية و ،بين صرامة النص الفقهيجدلية الجسدما كان نتاجهالموضوع و طابعه الشائك،

تبقى دائما لكنها استقاللية ،باعتباره كيان له استقالله الذايتتصورا فعلياتصور اجلسد ليصبح ، رمزية الثقافةال

ال ختتزل الوظيفة اجلنسية، هذه األخرية اليت و سلوكية، و الارتباطاته امليتافيزيقية، من خاللحمصورة بني قوسني،

موطنها الفكريوجود اجلسد و كيانه اخلصب من خالل

تعيش حلظة التكوين، ألن أا ، أو تربية الثقافة العربية المعاصرةعلم اإلجتماع، لكنها ضعيفة اإلنغراس يف

.يولوجية حمضة ذات تصورات روحانيةش على ختوم الفكر و التفكري هنا تتدخل عوامل إيداجلسد ظل يعي

42ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم-فريد الزاهي-51

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

32

منح جماال لتكشف فكرة ماضمن التجربة اإلنسانية المعرفيةأخذ اجلسد يف السنوات األخرية موقعه

عدة جماالت و مباحث علمية و فكرية من ينه خيرتق بإصرار و إحلاح شديدتجعلاليت تهطبيعانطالقا مناجلسد،

الجسد بين جدلية تكشفكان نتاجهما ...ة و العلوم اإلنسانية و األدبمرورا بالفلسف،و الطب،علم األديان

ري األكادميي ذي املنزع ضمن ضرب من املفارقة اليت يصعب قبوهلا يف حدود التفكالمحدودية و الالمحدودية

و ،من خالل التمثالتراته الخصوصية للوصول إلى تجذ شمولية المفهوماإلنطالق من املوضوعي، ألن

جدلية تحدد فهم كلية الجسد غير القابلة لإلختزال انطالقا من هيللجسدالممارسات الجوهرية المتعددة

.الثقافيةالفكرية و خصوصيته

يتحددنطولوجيتهألالتأسيس نفإ،بهذا المعنىو كليته الجسد مفهومتحديد إذا كان لكن

اإلبستيمولوجي إلى ما يعني اإلنتقال من المستوى، المعنى األنثروبولوجي للكلمةمن خالل، فهوم ثقافيكم

و التحليلي الثقايف هو ما يؤكد خصوصية ،قابليته للتفكري الفلسفي النظري"ألنروبولوجيالمستوى األنت

م و التأكيد على طابعه تبتغي حتريره من دائرة احملر إيديولوجيةو ذلك من دون السقوط يف أي نظرة ،البحث فيه

نوعا ما من جانبه حررتهاليتو اجلمالية ،و العلميةيف الساحة الفكرية الصدارةالجسد الراهنليحتل ،52"املادي

اجلسد اليوم ليجد ،و احلقيقة،و الفكر،القولإىل جمال ...، املدنسعنهاملسكوت،مفكر فيهالالو ،شاملهم

الذي ظل موضوع جماالت مرتعه الفعليأنه مل جيد إال ،و البحوث،و الدراسات،يف العلومموطنه النظري

اءاتهفضمن يجرد الجسدحترر، ألنه أو الذهنية بالغية،املتخيل و صورته جبميع أنواعها سواء كانت املرئية

،sujetوضوعممفهوم الذات ك"يجب أن يكون في عالقة وثيقة بينبلالفعلية و كذا عن الذات الباحثة فيه،

.53"الهوية و اإلختالفبوصفها مفهوما منزوعفهوم الذاتيةمو

8ص -مرجع سبق تعريفه-قراءة يف شعر السبعينات-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل-5220ص-املرجع نفسه-53

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

33

تعرفه األبجدية العربية بالغائب، هل في الفكر الفلسفي اإلسالمي؟ و هو موقع الجسد مالكن

ش؟ المهم

في الفكر تكشف الجسدمن خالل الدراسة التحليلية لجنيالوجيا الجسد، يمكن أن نحدد مجال

صنف الجسد من المنظور اإلسالمي، حيث )و المدنس،المقدس( من خالل جدليةالفلسفي اإلسالمي

ات تراتبيةذألسف تصنيف قسم اجلسد إىل ثنائية ، لكنه لبنية الثقافة العربية المعاصرةالفي ضمن هذا الجدل

، صنف الجزء اآلخر في مرتبة الحرام، بينما نطاق الشعائر الدينية ضمن مرتبة الحالليف جزء منهتوضع

القرار في أنسلطة منحت لإلنسان المعاصراليت اصرة، و أخرى تقليدية سوسيولوجيةوفقا ملرجعيات غربية مع

و التصور الثقافيو ذلك حسب، اآلخرو يزيلها على البعض من الجسد يضفي القداسة على البعض

و الثقافية ،يف الساحة الفكرية)و المدنس،المقدس(جدلية على بصورة حتمية الذي انعكسالحضاري للفرد

.للمجتمع العريب املعاصر

اإلنسان الراهن يصنف ،هذا الغامض،الديين جتاه املقدسالتخوفعاطفة الرعب الصادرة من جعلت

التغري فكر نابع منإنه، و الفكري الهجين،ميتودولوجيا إبتكرها عبر تاريخه الطويل الثقافيخالل من اجلسد

على ثقافات اآلخر، االنفتاح الحتمي، و الذي نعيشه اليومصيرورة التقدم العلمي

وعي إدخال تغيري على مستوى "ا هوم و إقامة حكم آخر غريه، إمنال يعين إزاحة حكهذا التزاوج الثقايف لكن

و الدالالت على ،و القيم،من املفاهيمميالد نظرة جديدةأو ،ما يعين انطالقالحس المشترك للمجتمع

انتقال ، مثل باعتبارها ممارسات لم تعد تتوافق مع منطق العصر و منطلق العلم، 54"مستوى العامل و الفكر

اإلبداعي عرب و املادي، و الفكري، وجوده لجسد أسسواعي، السد اجلمن قضبان التابو و الطوطم إىل الجسد

5ص-1988- الطبعة األوىل-دار دمشق للطباعة و النشر-ترمجة عبد اهلادي عباس-املقدس و املدنس-مرسيا إلياد-54

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

34

يتماهى معها، ألنه أصبح و العائق أمام كمالها،قبر للنفسبعدما كان الرمزية، و و موسوعة دالالته اللغوية،

.الحضور الجسماني للروح الجزئيةميثل

االنتماءألن هذا مينعها من،لتغين برتاثهاأن تكتفي باالعربية أنه المفارقة لكن

و ،و السري يف نطاق الصدارة العلميةمسايرة رحاب المعاصرةجيببل يف ذلك، لعامل متطور ال يعرف حدودا

إعادة التقييم و ...و الفنانني،الفالسفة، و األدباء،جيرب كل من املفكرين، بل، هذا ما حيتمو اإلبداعية،الفكرية

ها و التقاليد اليت أكسب ،و العادات،رة أمام القيمو األحكام املقر ،و النظريات القائمة،التمحيص لآلراء السائدة

في بنية المجتمعالبحث المنطقي، و العلميعلى الفكر هذا يستوجب.القدم حلال من القداسة و األصالة

يتعلق ، النسيج األسطوري للمتخيل و المقدستصفيتها من و املرحلة احلضارية هذه خالللثقافيةو ا،الذهنية

ضمن الحضور الثقافي يتجلى، ألن لكل جمتمعالنظام الثقافيبمسألة اإلستمرارية، والتغير داخلهنا األمر

الثقافي يحضر في ثنايا النموذجما يعني أن ،رهانات الصراع االجتماعيعرب و هذه العالقات اإلجتماعية

.العالقات اإلجتماعية بكليته

و الحضارة، ،يرورة ثقافية للفردص،)المقدس و المدنس(جدليةتصنيف الجسد ضمن لكن إذا كان

فهل يعني هذا التطور الثقافي لذهنية المجتمع؟ أم هو خوفنا و جهلنا به؟ أم هي الثقافة ضد ثقافتها؟

ته، و شكل من أشكال انتهاك في ذات الوقت إبطال لمفعول قدسيهوماهية المقدسهل البحث في

س؟؟ و إن كان غير ذلك فما المقد لحرمته

، le profane"55المدنسمبا يعارضها بشكل كامل عن جمال قدسية المقدس"أنإميل دوركايميرى

ينتفي النقيض أي املدنس، حيثيبدأ جمال املقدس يتحدد حني ألن جمال ،املقدس ال يلتقي باملدنسما يعين أن

اتمع-نور الدين الزاهي-55 دس و ق 32ص-2011-دط-املغرب- أفريقيا الشرق-امل

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

35

الخطاب الديني اهتماما أوىل ، كما نظاما خالصابذلك يشكل كل طرف بوصفه ، و يظل اآلخر قائماأحدمها و

عقابا على كل إنسان يتصرف أنزل فضمن مجاالته القدسية، بإشكالية المقدس حيث صنف الجسدكبيرا

يف عالقته مع خصوصية لإلنسانيس جمتمع سليم يعطي دف تأس، أو يتجاوز حرمته،بالفناء عنوةفي جسده

قضية وا أغفلالكثري من الباحثني و املفكرين املعاصرين لألسف ما جنده اليوم أن لكن . جسده و مع اآلخر

االجتهادات الرتاثية اليت ختص اجلسد يف يف إطار الرؤى اإلسالمية على الرغم من سبل الجسدانيةالجسد و

؟في إطار كليتهبقدسية الجسدالتصور اإلسالميلكن هل اهتم . و اجلمايل،البيولوجيو اإلطار الفقهي،

بل اكتفى بالرتكيز على بعض ،لم يتناول الجسد في كليتهأن اإلسالم املفكرين و الباحثني بعض يرى

ثالثة ، و قسمه إىلقنن الجسديكما يرون أنه )العضو الجنسي،العين، اليد،كالقلب(األعضاء املفردة

:56أقسام تتمثل يف

و اجتماعيا،الذي ميارس جمموعة الشعائر العبادية اليت تشكل إيقاعا جسديا: الجسد اليومي الديني ،

يتحول اجلسد مبقتضاه إىل صورة منطية تستجيب بشكل منظم إليقاع املقدس كالصالة، الصيام، دينيا،

...احلج

مجلة املعامالت اليت متثل احلياة االجتماعية و حتوله إىل خمترب دائم للممارسة متيزه:الجسد اليومي االجتماعي

.رجعا للجسد العباديمالقدسية، و العالقات اإلجتماعية ليصبح جسدا

ها اإلسالم اليت يضيفسيمفونية القدسيالذي يفقد طابعه الذايت باندماجه املباشر يف : الجسد الشخصي

و حمللها ،و أوضاعها،يتعلق األمر هنا بالعالقة اجلنسية و مقاصدها الثوابيةثعلى الوجود االجتماعي، حي

.و حمرمها

19ص-مرجع سبق تعريفه-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل-56

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

36

تقنين الجسد من التصور اإلسالمي في إطار المشروع و الممنوع ال يعني ذلك جهلنا إن

، مبا يتوافق بل و هو الحرص على اسخدام الجسد استخداما صحيحابالجسد أو تخلف ثقافي عقائدي،

اليت ، اإلستقامة الجنسيةخاصة يف جمال الدنيويةستقامة الدينية و اإلسالم دين يضمن اإلمع فطرته، ألن

إىل النصوص اإلسالميةلذا اعتمدت ،57"اعتربها فوضى خطرة جتهز على النسب"اجلاهلية وشكلت فوضى يف

الرغبة "و إخراجه من دائرة ،و الدينية،من خالل وظيفته االجتماعيةعالقة الجسد بالجسد اآلخرضبط

الجسدانية أشار اإلسالم إىل ،58"دائرة المقدسو العادة الطقوسية بغية إدماجه يف ،الفردية االعتباطية

يصبح و ،و العصمة،و التمسك،تتسم بالعفةاليت ليحدد إطارا هلذه احلركة المتحركة في إطار المقدس

حدود لنستخلص من خالل ذلك أن .لجسد مرجعيا في إطار اإلعراض عن تحول الجسد إلى الجسديةا

: تتحدد انطالقا من حدود املدنس، هذا ما جيربنا على طرح اإلشكال التايلالمقدس

ما المدنس؟ و ما هي تمثالته و دالالته من المنظور اإلسالمي؟

حيدد الفعالية املنهجية الوضعية اليت تفرتض استقاللية الذات عن موضوعها، بينما هي يف واقع إنه تساؤل

و عليه فاملماهات ،مرجعيتها الدينيةوذاتها الثقافيةمتورطة في رسم معالم المقدس المحكوم بمنطقاألمر

أو شكل من ،يهلاإلحتدد املقدس كإحدى تعبريات و جتلياتالمدنس/المقدس، و اإللهي/المقدسبني

تقوم على التساؤالت ،جدلية مفارقة إلى جدلية معيشةأشكال االقرتاب منه، ما جيعل جدلية املقدس تتحول من

:التالية

هل المدنس مرادف الدنيوي في الثقافة العربية اإلسالمية؟

أم هو حاضر داخل فضاء المقدس؟،هل الدنيوي معارض للقدسي

22ص-مرجع سبق تعريفه-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل5758ص-مرجع سبق تعريفه -اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم-فريد الزاهي-58

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

37

املقدس بتعارضه مع الدنيوي، و إذا ما جتاهلنا طبيعة القوة اليت توجد وراءه، جند أن إذا ما جتاوزنا تعريف

الطاهر أو الطيب، والدنس " مهاتمظهر يف شكلني متعارضني س يف الثقافة العربية اإلسالمية تاملقدحدود

ليس ألنه أصل له و، المقدس أشمل من الحرام" والمقدس اإلسالمي مقدسا طاهرا، ليكونالخبيث

دخاله وفق معامل املقدس اليت يتم حتديها على التحرمي إىل التقديس، لكن بعد إقد يؤديكما ،59"العكس

متثالته وفق حدود من خالل فضاء المقدس اإلسالميأو الرمزي ما يشكل لنا اجلمايل،أو ،املستوى الذايت

حيوي درجات "، هذا األخري الذي يثالمدنس يقابل الخب، مع العلم أن "الطهارة، الحالل، الطاهر" ثالث

هي دم 60"أو األشياء احملرمة كليا،اليت تطلق على الكفارالنجاسة الروحيةو أعالها هي ،أقصاها النجاسة ف ،

أما الدنيويالطهارة و تتلفها،

عالقة تربز ضمنالحرام/الحاللو هي العالقة اليت تستحضر موقع ،حبدوده املتحركة داخل املدنس و املقدس

يف ذات الغزايلاإلمام ل يقو ، حيثاحلركة العمودية و األفقية للمقدس اإلسالمي اخلاضعة آللية الرتاتب و التواصل

ب من لكن بعضه أطي ،الحالل كله طيبث من بعض، و لكن بعضه أخب ،الحرام كله خبيثاعلم أن "الصدد

لكنه ليس ،الحالل يحضر الطيب و الطاهر، و الحرام يحضر الخبيثما يعين أن ،61"بعض و أصفى منه

لكن ما هي جدلية الحالل و الحرام في ، واصل بينهماترسم الفمهمة يةبل خيضع لرتاتب،حضورا ثابتا و متساويا

الثقافة العربية اإلسالمية؟

سواء يف انتظامها العمودي أو األفقي، منطقة الدنيويجتعلنا داخل إن اإلجابة على هذه التساؤالت

بوصفه ما حييل على الطهارة و ،المقدس اإلسالمي و تجسيدهمن خالله حضور حقق يتجمال ميثل أهم هألن

48ص-مرجع سبق تعريفه-املقدس و املدنس- مرسيا إلياد-5953ص-املرجع نفسه-60196ص -1992- دار الكتب العلمية-الد الثامن-حياء علوم الدينإ-أيب حامد الغزايل-61

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

38

تحددت مستوياته من خالل هذا األخري الذيمن جهة أخرى ما يوصف املدنس، و ،الوالية من جهة

كل وإفرازات الجسدكل من اإلسالمية موقف الشريعة مع العلم أن،، أو مايصدر عن اجلسد النجسالنجاسة

. 62"يستوجب العمل على إزالته و ختليص البدن منه، مما نجس يبطل الطهارة"اإلنسانما خيرج من

هلذا املصطلح المفهوم الماديجند تداخال بني تفسير كلمة رجس في لسان العربمن خالل

، كفر و شك، و هو كل فعل قبيح،راماحلأمث و املكما قد تعين ،الوسخ، الرجاسة اليت قد تعين النجاسةكالقذارة،

الحدود الفاصلة بينالذي يلعب دورا هاما كونه حيدد بكل وضوح المصطلحازدواجية" يدل هذا علىإمنا

حيث ارتبطت ،تصنيف الطاهر و النجسو ذلك من خالل ،63"النظام و الفوضى الرمزية أو اإلجتماعية

و إذا ،،ليست الطهارة انتصارا على نجاسة، لكنالنجاسة يف اإلسالم بالطهارة

و التطهر يعيد إدماجهفإن ،و عزله عن اجلماعةبإقصاء الفردتقوم الرجس، و الدنس، و النجاسةكانت

.قيام بالفرائض الدينيةمن خالل يهيئه

هر التط طرق، و 64"باملاء، الوضوء، اإلستنجاء، و الغسلره مقام التطاسم يقوم " فهيأما الطهارة

مع العلم و هي تنبين على أساس من اإلخالء بقواعد الطهارة و التلوث، ،الدياناتموجودة يف كل الثقافات و

مل حتصل األوىل مل حتصل الثانية، و هذا ما أكد و ما،الطهارة الظاهرة وسيلة إلى حصول الطهارة الباطنةأن

د أسس على ال تـقم (لقوله تعاىلعليه اإلسالم من خالل الكثري من اآليات القرآنية الكرمية، سج ا لم فيه أبد

طه ب الم الله يح وا و بون أن يـتطهر ال يح ق أن تـقوم فيه رج م أح ن أول يـو ى م و يا ( ، و قاله تعالى65)رين التـق

اتمع-صوفية السحريي بن حترية-62 - تونس-دار حممد علي للنشر-دراسة أنرتوبولوجية لبعض االعتقادات و التصورات حول اجلسد-اجلسد و 180ص-2008-الطبعة األوىلاتمع- صوفية السحريي بن حترية-63 161ص-مرجع سبق تعريفه- أنرتوبولوجية لبعض االعتقادات و التصورات حول اجلسددراسة -اجلسد و 152ص- اجلزء التاسع-ت .د-القاهرة-دار املعارف- لسان العرب- ابن منظور- 64108اآلية:سورة التوبة- 65

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

39

ة فاغ تم إلى الصال ين آمنوا إذا قم ا الذ م أيـه لك أرج م و ك وا برءوس ح س ام افق و ر م إلى الم يك أيد م و ك وه ج لوا و س

م نك د م اء أح ر أو ج ف نتم مرضى أو على س إن ك نبا فاطهروا و نتم ج إن ك ين و بـ ع تم إلى الك مس ن الغائط أو ال م

ا يريد الا نه م م م يك أيد م و ك وه ج وا بو ح س ا طيبا فام وا صعيد يمم وا ماء فـتـ د اء فـلم تج ن لنس م م عل عليك له ليج

رون ك م تش م لعلك ته عليك م ليتم نع م و لكن يريد ليطهرك ج و ر التطهير الظاهر للجسد يقابله إذا،66)ح

و هذا ما ألن الطهارة ليست النظافة اجلسدية فحسب، بل هي حبث دائم عن الروحانية،التطهير الباطن للنفس

فقال عن حقيقة و ،و كل مبالغة يف تنفيذه،هر ذا طبيعة آليةتط الالغزايل من خالل رفضهحجة اإلسالم أكده

على هذا األساس تم تحديد جملة من النقاط التي ، 67"النفس و السيطرة على الجسدسكينة "غاية التطهر

:المقدس اإلسالميمجالتحدد

حركيته و تراتبيته، العمودية و األفقية، ما جيعل حتديده أو تعريفه بالتعارض أو التوازي مع الدنيوي.

،على الزمان وبل حييل أيضا ،ألنه ال يقتصر على الذواتما يشمل حقل القداسة أو الوالية فهو أمشل منها

.املكان

جتلي الالمتناهي من خالل املتناهيمينح، تداخله الكبري مع الدنيوي يف اإلطار الديين.

لكنه كتجلي و داللة رمزية تشير إلى تمثالت الجسد المقدس اإلسالمي،إللهيالمقدس اليكون

الذوات ال ميكن ضبطها يف ، و تعريفه بأنه حقيقة أو طاقة سارية يف الزمان و املكان، لذا ميكن ليس مرادفا له

المقدس اإلسالمي، ما يعين أن،شكلها امللموس فقط داخل النصوص

بينهما الفاصلةمضادا للدنيوي، بل هناك حركة دائمة بينهما تجعل رسم الحدود و الليس موازيا

لكن هذا ال يعني عدم وجود معيار قيمي بين المقدس و المدنس في التصور اإلسالمي، و ال .مستحيلة

06اآلية:سورة املائدة- 66222ص ص-م 2005/ه1426-الطبعة األوىل-النشر و التوزيعللطباعة و دار ابن حزم-اجلزء الثاين–إحياء علوم الدين-أيب حامد الغزايل67-

المعجميةالدالالت اللغوية و:الجسد:المبحث األولالجسد في الفكر الفلسفي و صيرورة تجلياته :الفصل األولة ـــــاإلسالميةـــالعربيةــالثقاففي

40

الجسد النموذج و المقدس مجال هنا للنضج و االنفتاح الثقافي العربي المعاصر، بل يجب علينا اتخاذ

ألنه يشكل املثال و اجلسد اكاته،به و حمجسدا مرجعيا منوذجيا يتطلب اإلحتذاء"الجسد النبوي" اإلسالمي

النموذجي، و جسدا خطابيا و تعبرييا يصوغ وظيفته اليومية و مينحها صفة القاعدة اليت يتم توصيلها لآلخرين،

ضمن الممارسة اليومية و الخطابية للجسد صياغة الجسد و الجسديهنا تتم .هلا طابعا رمزيااحبيث يغدو

يف الوقت نفسه، و اهلدف من ذلك الدقة التي تمنح لنا النموذج و المقدسالنبويةالسيرة من خالل النموذج

.و اجلسدية انطالقا من الطابع املرجعي،و اخلطابية،و الشمولية يف املمارسات السلوكية

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

41

:الفكري اإلسالميلمفاهيم الجمال في و الجمالية ،األصول الفلسفية/1

:الحضارة اإلسالميةاألصول الفلسفية لمفاهيم الجمال في /أ

من خالل الفكر العام الذي ينظم األصول الفلسفية لمفاهيم الجمال في الحضارة اإلسالميةتنبع

المفاهيم الجماليةالقيم و، حيث تشمل كل )الفن، الفلسفة، العلم( احلقيقة، و يبحث عنها عن طريق ثالثية

، لتكون مبثابة الجمالية اإلسالمية المعاصرةالتصوراتللجمال يف بناء التاريخية، و المرجعية الفلسفية

لمفاهيم األصول الفلسفيةتتبع يستوجبما ،لإلبداع الفني، و البناء الجماليجماليالفلسفي الفسير الت

للحضارة المسار التاريخي الجمالييف ضوء ايل لروح العصر الذي نشأت فيه، سياق فلسفي مجعربالجمال

أن ننفصل عن الرتاث و اعتباره نظرةألنه ال ميكن ،التراثكاستبصار معاصر و متواصل معاإلسالمية

تاريخ بناء هما يف ماجزءثقافيالقطاع البل على العكس من ذلك حيث حيتلأو حىت منفصلة، سطحية خارجية

اإلبداع املفاهيم و التصورات اجلمالية ما جيعل اختالف و متايز،كل احلضاراتو أصول

بينما ، فكرة البعث و الخلوديرتكز على المصرية القديمة لحضارة لالتصور الجماليمحور جند حيث،لفينا

.يشكل الجمال المطلق الكلي حجر األساس في التصورات الجمالية اإلسالمية ضمن نطاق الوحدة

لجمال افي التصور اإلسالمي التي تبنيو الدراسات من األعمال الكثير لكن لألسف ليس هناك

جانب علىاليت ركزت اهتمامهاتفرقة املكتابات بعض الإال ،جمالالكعلم و أقائما بذاتهكموضوعا مستقال

...و الموسيقى، الشعردراسة مستفيضة عن كله أسسه و مجالياته، أو باعتباره فناالخطفنمثل اإلبداع الفين

التعبري عن أمامو اإلبداعي ،ينقصها الحس الفنيأا فنون على لفرتات طويلة اتهمت الفنون اإلسالميةلكن

قاييس الظل، النور، و املنظور، أصول كعدم إدراكها مل،القوانني و املبادئ الفنيةلعدم إدراكهاصدق الطبيعة،

و باتهام و إقصاء اإلبداع الفنيهذايعنيلكن ال، و غريها من القواعد اليت خيضع هلا الفن الغريب...التشريح

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

42

اليت متيز هويته و مرجعيته اجلمالية ومعايري ميتلك املبادئ وحيث ، متميز و متفردفنألنه، الجمالي اإلسالمي

، ما يعين1"فتواجه الشكل و المضمون معاو روحانيته،يان المجتمع و عقيدتهتنبثق من ك"ألااإلبداعية

.اجلمايل املواكب و املعاصر هلاغزير و متنوع مما يساهم يف تأصيل الفكرالفكر الفلسفي الجمالي اإلسالميأن

املعاصر، مع العلم بالبحث و الدراسة الكافية يف الوقتالجمالية اإلسالميةالتصوراتىم تحضللكن

تربطها ،األصالةو ،ثرية تتسم بالعمقمادة جماليةتركتحيث،ر الوسطىل ضوء يف العصو اعأا كانت مش

اا اليت جتمع الوحدة الفكريةنفس على تقومالتجربة الروحية، ألن اجلمالية و الفنيةالتنوع يف أفكارهمبني طي

طبيعةما هي فلكن إذا كانت الوحدة حجر األساس للفكر اإلسالمي،.وحدة اإلهليةأساس التقدير بال

قائم في و شعورصفة مستقرة في الموضوع الجمالي، أم هالجمالهل و الجمال أمام هذه الوحدة؟

المدرك لهذا الجمال؟

ف ل، لكن من العسري أن نعر اجلماجمال أن نرى شيئا أو سلوكا ما فنصنفه ضمن قد يكون من السهل

يفهمبل، الجميل ال يقبل التعريفألن فكار غموضا، األأكثر هيفكرة الجمالألن، بعيد املنالكونهاجلمال

يف هذا األخري، حيث يصنفاإلنسانهو واملدرك الوحيد من طرف،من خالل األشياء الجميلةالجمال

األعمال كذا، و الطبيعةجمال المطلق، و جمالإلى جانب الميادين الجماليةو أعقدأهممن نفس الوقت

.باعتبارها مجال صناعة الجميلالفنية المبدعة

البعضوالعاماالمشلبعضها،الجمالعنللتعبيراملصطلحاتمنالكثريالعربيةاللغةاستعملت

الوضاءةوالوجه،يفالصباحةهوالجمال:قالفاللغةفقهكتابهفيالثعالبيعرفهحيث"للخاص،كاناآلخر

يفالرشاقةواللسان،يفالظرفوالفم،يفالمالحةوالعينني،يفالحالوةواألنف،يفالجمالوالبشرة،يف

-1988/ه1408-الطبعة األوىل-الطبيعة، اإلنسان، الفن-ء الثايناجلز -اإلسالم ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف -صاحل أمحد الشامي- 1406ص-بريوت -املكتبة اإلسالمية

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

43

جعلكلماتضمنيصنفهوالجماليقسمهناجنده2)الشعريفالحسنكمالوشمائل،اليفاللباقةوالقد،

أمااملصدر،بصيغةمنهاواحدةالكريمالقرآنيفمراتمثانيةاجلماللفظوردكما،اخلاصجمالهمنهالفظلكل

يتماإلسالميالمنظورمنالجمالمفهومتحديدأنيعنيما،األخالقجمالضمنصفاتكلهافكانتالباقي

:مجالينخاللمن

الحسنوالجمال،دالالتخاللمنللجمالاللغويالتعريفيشمل:األولالمجال.

الةالصفاتحددفي:الثانيالمجال بينكجدلتجمعالتيهآثار إلىيشيرماعبرالجمالعلىالد

النضرة،البهجة،الحسن،(نجدالجمالعنالدالةاأللفاظمنف،الجمالياإلنسانوالجماليالموضوع

قالوا (تعاىلقولهمنهاالكرميةالقرآنيةاآلياتبعضيفالجمالآثارعنتعربأخرىألفاظوردتكما)…الزينة

ا تسر نـه اء فاقع لو ر ف ة ص ر ا بـق ا قال إنه يـقول إنـه نـه ين لنا ما لو رين ادع لنا ربك يـبـ تعجبأي"،3)الناظ

علىأبصارهموقعتإذاإال الناظرينسروريتمالوالكرمية،لآليةتفسريهيفكثريابنقالهماهووالناظرين

،4"األعينلذةوالعجبإلىالجمالرؤيةآثارمنأثرالسرورليكوننشاط،و،حيويةو،رفاهة

.اإلسالميالفكرفييةالجمالثاراآلعلىالدالةاأللفاظثالثية"األعينلذة+اإلعجاب+السرور"يكونل

علىالجماليقعحيثاإلسالمي،الفلسفيالتصورفي)الحسنو،الجمال(لفظيالجماليشمل

إن(سلموعليهاهللاصلىلقوله،الظاهرةاألحوالواألخالق،ولألفعال،األصلألنه،معاالمعنىوالصورة

،5"المعانوالصورةعلىيقعالجمال"فقالتيميةابنعرفهذلكتأكيدعنو،)الجماليحبوجميلاهللا

الطبعة -دار الشريف للنشر و التوزيع-حتقيق إبراهيم بن عبد اهللا احلازمي-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية-28ص-ه1413-األوىل69اآلية : سورة البقرة- 39ص -مصدر سبق تعريفه-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية-46ص -املصدر نفسه-5

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

44

أما،6"اجلسمواملالكثرةمنواألخالقواألفعالمناإلنسانبهيرتفعويشتهرماهوالجمال"أيضاقالو

الفصليعينالهذالكن،7"األخالقواألفعالفياستعملثمللصورةاألصلفيوالشيئة،ضد"هوالحسن

بنيتامانسجاموبتوافقواحدآنيفالباطنوللظاهرمسةيكونحينماإال احلقيقياجلمالوجوديتمالفبينهما،

طبيعة الجمال حددتتإذا ،8"فارغباطنخلقهوتافه،جمالالباطندونالظاهرحضورألن"الركنني،هذين

الموضوع داخلهمابينالقائم التناسق و اإلنسجام مبدأ وفقجدلية الشكل و المضمونمن خالل

موضوع كتم تجسيدها يالتي لعمل الفني من الناحية المعنويةالمضمون عنوان ايشكلحيثالجمالي،

.الجمالي

:في اإلسالمللجماليةل الجمالو صاأل/ب

تشتاقووجدحيثإليهفوفالنفس،اإلنسانجبلةفيأصيلوفطريأمربالجمالاإلحساسيعتبر

والخلقفيمقصودالجمال"تيميةابنقالذلكبيانعنوالتكوينوالخلقفيأصلألنهغاب،إذا

مناملنفعةأوالغايةجانبإىلاهللاخلقيفاجلمالأصلبنيجيمعاإلسالمياجلمايلالتصورلكن،9"الكون

،ترتيبهاحيثمناحلياةأمورضمنجيعلهما)اإلنسانجمال+الطبيعةجمال+المطلقجمال(ثالثيةعبرالوجود،

جماليةتراتبيةإنها،10"الحاجياتوالضرورياتتليالتيالتحسيناتباب"منلإلنسانبالنسبةأمهيتهاو

التصورألنعميقإدراكذواجلمايلوالسوياإلنسانمسةمعيارباعتبارهلإلنسانالجماليالذوقيحددها

الرغبة ألن،بينهمافصلدونالحسيوالعقليبينالجامعالجماليالذوقتربيةإىليسعىاإلسالمياجلمايل

6ص -مصدر سبق تعريفه-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية- 66ص -املصدر نفسه- 740ص -املصدر نفسه- 85ص-املصدر نفسه- 9

48ص-املصدر نفسه- 10

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

45

لتمتد العني حنوه غري راغبة يف التحول عما تراه، و تتآنسو النفس اإلنسانيةحيث ترتاح تنتشر يف اجلمال

بني احلاستني يف ذات اللحظة لتنقل اشرتاكإنه ما مل تستطع العني أن تدركه،تصبح األذن مرهفة السمع لتتذوق

و الحسي للموضوع ،لتعيش النفس التناسق بين اإلدراك العقليعني املنظر اجلمايل، وتسمع األذن ال

ين (لقوله تعاىل،الجمالي ن ط ان م نس لق اإل أ خ بد ه و لق ء خ ي ل ش ن ك س ي أح هو بلوغ و اإلحسان ، 11)الذ

.المهمة التي أعد لها ذلك الشيء، إنه تأكيد على مراعاة جانب الحسن و الجمالالغاية في بلوغ

ر (لقوله تعاىليف اخللقعلى أن اجلمال مقصود اإلحسانيؤكد ي تم ه ة و د ام ا ج بـه س بال تح ى الج تـر و

ء إنه ي ل ش ن ك ق ي أتـ اب صنع الله الذ علون مر السح ا تـف بير بم قد أن كل شيء خلقهذلكيعين،12)خ

يف كمال الوظيفةجيعل فإتقان الصنعة"لتحقيق الجمالغايات اإلتقانذلك بعض يف و ،ء مهمتهاستوىف أدا

غاية و هي ،و اإلحسان،نستشف هنا إضافة متغري جديد ملعادلة اجلمال،13"حد الجمالكل شيء يصل إىل

اإلتقان يعني حتقيق أن من خالل ذلك نستخلص، تفسر حقيقة الجمال في التصور اإلسالميالتيالجمال

لقوله ،حق ال بد أن يصل إىل اجلمالإتقانو كل ،وصفا باجلمالكونه،في التصور اإلسالميالجمالبلوغ

ن دونه بل (تعاىل ين م لق الذ لق الله فأروني ماذا خ ا خ ذ ل مبين ه ون في ضال إنه احلق الذي تراه ،14)الظالم

، إنه ال ينقص عنهفو الدقيقحد التناسق الجميل ر ال يزيد عن مقد شيءكل و ، ، و العقلو العني،الفطرة

لكن هل كل جمال مقصود، يدركه اإلنسان؟.بهاالستمتاعو إلدراكهاإلنسان يسعىالذي الوجود الجميل

07أآلية:سورة السجدة- 1188اآلية :سورة النمل- 12130ص -مرجع سبق تعريفه -الطبيعة، اإلنسان، الفن–ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم -ـصاحل أمحد الشامي- 1311اآلية :سورة لقمان- 14

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

46

من الجمال هناك لكن ، أصل في الوجود ألن أصالته تكمن فيما يقع تحت حواسناالجمال

ذلك يلغي القادرة على التعرف على هذا اجلمالو إذا كانت العني غري ما ال يقع تحت بصرنا،المقصود

الخلق الجمال أصل في بل إنه موجود قبلها ألنمتاهيه يف الوجود، كما ال

ون (و التكوين لقوله تعالى ر ا تـبص م بم رون ) 38(فال أقس ما ال تـبص إنه جالل القسم و رهبته فما ،15)و

من املنظور و أقسامه أنواع اجلمال د يدحتهذا جيعل، عز و جلو ما ال نبصر كالمها من خلق اهللا ،نبصر

: إىلاإلسالمي

اردة كأصالة اجلمالالجمال األولىقاعدةتصنف:الجمال في الكون)1 عني ل يع ا تط تس يث لق ح اخل نظام

:و هو مجال يشملإدراكه وإبصاره،

ليؤكد عدم اخللل فيها، لكن مل يكتفي ث عنها القرآن الكرمي يف الكثري من اآلياتحتد :الجمال في السماء/أ

(وجد فيها فتور لقوله تعاىلما ن يكرروا النظر مرات عدة ليتأملوا إن إبل حتدث عن الناظرين إليها و ،بذلك

ن ل تـرى م ع البصر ه ت فارج او ن تـف ن م م لق الرح باقا ما تـرى في خ ات ط او م بع س لق س ي خ ) 3(فطور الذ

لب ق رتـين يـنـ ع البصر ك ير ثم ارج س و ح ه ئا و اس إنا (قوله تعاىل،و 16)إليك البصر خ ا بأيد و ناه يـ اء بـنـ السم و

عون وس . و ال فتور،و ال خروق،هنا البصر بعد رحلته و قد أصابه اإلعياء و مل جيد عيبا فال فروجيرجع، 17)لم

وا إلى (يقول تعاىل ن فـروج أفـلم يـنظر ا م ما له ا و زيـناه ا و ناه يـ يف بـنـ م ك قـه اء فـو يأمرنا هنا أن نتأمل ، 18)السم

من يوازيه و ما ده من خالل تزيين السماء إنه جمال أك ، ها بالنجومنو كيف زي أكثر و بدقة يف خلق السماء

اء ( لقوله تعاىلعدم الخلل اكب إنا زيـنا السم و نـيا بزينة الك يطان مارد ) 6(الد ل ش ن ك ظا م ف ح ال ) 7(و

39-38:اآلية:سورة احلاقة- 153ـ-2اآلية :سورة امللك- 1647اآلية :سورة الذاريات- 1706اآلية :سورة ق- 18

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

47

انب ل ج ن ك فون م ذ يـق لى و ع إل األ ب )8(يسمعون إلى الم اص اب و م عذ له ورا و طف ) 9(دح إال من خ

اب ثا ه عه ش بـ ة فأتـ طف قال قتادة إمنا خلقت هذه النجوم لثالث ( قال ابن كثري يف تفسريه لآلية، 19))10(قب الخ

: خصال

واحد من هذه السموات سماء الدنياو ، 20)نصيبه، و تكلف ما ال علم له بهو أخطأ حظه، و أضاع،برأيه

صد من مقو اجلمالمن خالل املصابيح أي النجوم و الكواكب، الحديث الجمالي بالتزيينلكنها ختص

حيث ال تشيع العني و ال يصل اإلدراك إىل عالم الجماليتأمل بل وجتربه على أن ك اإلنسان،املقاصد اليت حتر

.نهايةال

امل النبات الذي يأخذ باألرض وثيقة فعليها نولد و إليها نعود، هي عإن عالقتنا :األرضالجمال في /ب

انية من التنوع و اجلمال فيه

ات (لقوله تعاىلفذها، لينساب إىل النفس من كل مناالتدرج او لق السم اء أمن خ ن السم م م ل لك أنـز رض و األ و

م ع الله بل ه ا أإله م ه ر ج م أن تـنبتوا ش ان لك ة ما ك ج ائق ذات بـه د نا به ح لون ماء فأنـبتـ د م يـع أمن ) 60(قـو

ا ا أنـه له ال عل خ ج ارا و رض قـر عل األ م ج ثـره ا أإله مع الله بل أك ز اج ين ح ر عل بـين البح ج ي و اس ا رو عل له ج را و

ون لم .ملا يلفت النظر إىل التنوع و التدرجالبهجةالوارد ما يحقققصد الجمالإن ،21))61(ال يـع

:الجمال في اإلنسان)2

منعاملإنهمالئكته،لهأسجدو،روحهمنفيهنفخوتعاىلاهللاهسو الذياملخلوقذلكهواإلنسان

التناسقإنهالنفسية،أرجائهعنناهيكمطلقةغايةإىلصليفلماملادية،أرجائهيفيبحثالعلممازالالذيالعوامل

10-06اآلية :سورة الصافات- 19- الثانيةالطبعة -دار طيبة للنشر و التوزيع-احملقق سامي بن حممد سالمة- تفسري ابن كثري-تفسري القرآن الكرمي-أبو الفداء امساعيل بن عمر- 20

177ص-م1999/ه142061- 60اآلية :سورة النمل- 21

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

48

ألكسيسعنهقالحيث،الروحو،الجسدو ،العقلبنيالقائمالتناسقو،احلركةيفاملرونةواألعضاء،بني

البسيطةظهرعلىموجودشيءكلعلىتقريبابالسيادةالظفراستطعناخواصهاواملادةتركيببتعلمناو(كاريل

واملوجوداتأشرفيبقىذلكمنالرغمعلىلكن،اإلنسانعاملعتبةعلىالفكريزلمل،22)أنفسناعدافيما

داللةإال ذلكماو،23"جانبمنأكثرفيجمالهالقرآنتناولفقدالجمالعوالممنعالم"باعتبارهأمجلها

ضمنغايتهاتربيةيديهبنيوضعفاخلالفةأمانةاخلالقلهمح ،عنهاتكرميهواملوجوداتتراتبيةضمنأمهيتهعلى

جمالإلىالوصولبهدفحتقيقه،منهأريدالذياإلراديالكسيباجلمالو اخللقيالجمالبنيجامعجدل

.تكتملوإنسانيتهتتحققو،المعنىوالمظهر

التامةالتسويةمرحلةمتثلحيث،جانبمنأكثرمناإلنسانجمالمراحلالكريمالقرآنتناول

ا (تعاىللقولهللجمالاألدنىالحدهوالنقصوالخللعدمألن،مجالهعلىتدلمرحلةأولللشيء يا أيـه

ان ما نس ريم اإل بك الك لك ) 6(غرك بر واك فـعد لقك فس ي خ أي(لآليةتفسريهيفكثريابنقال،24)الذ

بالشيءالوصولهيالتسويةو،25)األشكالواهليئاتأحسنعلىمنتصباالقامةمعتدلمستقيماسوياجعلك

نا (تعالىقولهل،الكمالمرحلةإلى لق د خ ويم لق ن تـق س ان في أح نس وصورةبأحسناإلنسانخلقأي،26)اإل

المسرونسعىالذياألخيرهذا،الجمالحدإلىتصلتسويةإا،27"األعضاءسويالقامةمنتصبشكل

يستعملالويردلمألنهالقرآنيةاآلياتبعضفيالواردالتصويرلفعلتفسيرهمخاللمنمجاالتهتصنيف

اهول -ألكسيس كاريل - 22 لك ان ذ نس اإل ـ16ص -دت -دط-الدار القومية للطباعة و النشر-ترمجة عادل شفيق–ـ33ص-مصدر سبق تعريفه-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية- 2307ـ06اآلية :اإلنفطارسورة -24139ص-مرجع سبق تعريفه ـ-الطبيعة، اإلنسان، الفن–ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم -ـصاحل أمحد الشامي -2504اآلية :سورة التني- 26794ص-2006-ه1427-ىلو الطبعة األ-اجلزائر-دار اإلمام مالك-اجلزء الرابع-تفسري القرآن العظيم-ابن كثري- 27

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

49

ثالثاتجاهاتضمناإلسالميالتصورفياإلنسانجمالتحديدتماألساسهذاعلىاإلنسان،حقفيإال

:28هي

قواميتناولالذيالظاهرالحسنايقصدالتعديلمسألةحولاملفسرينعامةفيهقال:األولاالتجاه

شكلأيصورة،أحسنيفاإلنسانخلقاعتربحيثكثيرابناالجتاههذايؤيدالظاهر،شكلهواإلنسان

.اإلنسانشبابالستواءموازيااالعتدالحددالذيالقرطيبوحسنها،األعضاءسويوالقامةمنتصب

المعنويالجانبيشملبللإلنسان،الظاهريالشكلخيصالالتقوميأنعلىفيقر:الثانياالتجاهأما

.بالتميزمهديا،بالعقلامزين كونهيعينهاعتدالألن،لإلنسان

منالثعاليبأكدهماهوو،المعنويوالشكليالجمال،االجتاهنيبنياجلمعضرورةيرى:الثالثاالتجاه

الباطنو،الظاهراإلنسانمحاسنجميعالتقويمحسنيشمل"فقالالتقوميحلسنهتفسري يفجاءماخالل

.29"متييزهحسنوعقلهكمالوقامته،انتصابوصورتهحسنمن

وظاهرهليشملاإلنسانخلقفيمقصودالجمالوالحسنأنذكرهسلفماخاللمنلنخلص

كانتفقدالتقوميواخللقمجالو،التصويرمجالعلىنص قدالكرميالقرآنكانإذاو،تقويمأحسنضمنباطنه

يتناسقحيثوجودهمنالغايةإىلاإلنسانيصلذافيه،السلوكمجالإلجنازالوسيلةهيالواردةالتعاليم

.اإللتزامقانونأماماإلراديوالخلقيجانبيهضمنمعانيهبكلفيهالجمال

اإلسالم حىت هادحد اليت الوسائل الجماليةصنع اإلنسان بواسطةمن لكن هناك من اجلمال ما هو

يوم من اإلنسانمطلوبةو هي الزينة إا،يزيد من جماله الجامع بين الظاهر و الباطن فسهم، و ب ن يل أ تجم ل

الطبعة -دار الشريف للنشر و التوزيع-حتقيق إبراهيم عبد اهللا احلازمي-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية- 2835ص-ه1413-األوىل36ص ـ- نفسه املصدر- 29

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

50

ين ( ي للذ ن الرزق قل ه الطيبات م ه و ج لعباد ر رم زينة الله التي أخ قل من ح

ون لم م يـع و يات لق لك نـفصل اآل ذ يامة ك م الق الصة يـو نـيا خ ياة الد اختاذ الوسائل يعين ما ، 30)آمنوا في الح

يهيئ لنا اهللا عز وجل من األشياء ما يساعدنا على حيثو مرغوب فيه، ،أمر مطلوبباعتباره صنع اجلمال ل

(اجناز هذه املهمة، لقوله تعاىل

تـرى الف ون و ر ك م تش لعلك له و ن فض غوا م لتبتـ ر فيه و اخ لنا اهللا سبحانه و تعاىل احللية اليت فيصن ، 31)لك مو

ين ا تز مساعدة منه يف يف ذات الوقت على مكان وجودها وسط هذا الكون الفسيح،يدلنا ، كماو نلبسها،ن

الذي المقياسيف ذلك جعلها اهللا أصالتهالشدة ...، و الياقوتو املرجان،اللؤلؤمثلو بلوغ اجلمال،إنتاج

و ليس هذا من باب كمال الجمالصنعة اخلالق جيب أن تكون تعبريا عن ألنفي الجماليضرب به المثل

.نداء الفطرة و الدين معاذا يكون قد لب فة، فال صدفة يف خلق الوجود، الصد

:)و اإلختبار،السرور(بين اإلنسانيةأثر الجمال على النفس/2

الفن الهندسي بابمن من جهة، و باب الزينةأثر اجلمال على النفس اإلنسانية من نلتمس

أمام تنوع ما جيعلنا،صورة و معىنكونه اإلنسان ذاتهمن أخرى أحيانا نلتمسه كما،من جهة أخرىالمعماري

و القرآن الكرمي غين باألمثلة اليت تؤكد هذه العالقة التكاملية بني اجلمال و أثره على ، اجلماليةأشكال املؤثرات

:32اليت تثبت ذلك جنداألمثلةو من النفس اإلنسانية،

من على النفس اإلنسانيةالزينةمجال تأثري مشهد املتمثل يف:)قارون، و موسى عليه السالم(المثال األول/ أ

الذي أويت من الكنوز و اختذ من مظاهر موسىوقارونو اإلعجاب بالنفس، هو ،و الرفاهية،خالل الثراء

32اآلية :سورة األعراف- 3014اآلية:سورة النحل- 3143ص-مصدر سبق تعريفه-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزيةابن- 32

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

51

ياة (و الزخارف ما يتناسب مع هذا الغىن لقوله تعاىل،الزينة ون الح ين يريد ه في زينته قال الذ م ج على قـو ر فخ

ثل ما نـيا يا ليت لنا م يم الد ظ عظ و ح ر ) 79(أوتي قارون إنه لذ يـ اب الله خ م ثـو يـلك ين أوتوا العلم و قال الذ و

ون ا إال الصابر ال يـلقاه ا و ل صالح عم ن و ن آم ، مشهد زينة قارونأمام إىل فريقنيهنا الناس انقسم،33)لم

م متنيا و رغبة أن يكونوا مثله، و فريق آخر مل يؤثر فيهم هواهفإذا بآثار ذلك خترج من أففريق أخده

و جوهرها و إمنا ينفذ إىل ،عند ظواهر األمورونال يقفجعلهمالقوي اإليمان

. هو ثواب اهللا عز و جل

اليت أوتيت من كل شيء و هلا عرش عظيم، حينما دعيت ملقابلة سليمان :)سبأبلقيس ملكة (المثال الثاني/ب

اا بصرها من الزجاج بين فوق املاء اجلاريو كان قصرا عظيما،الصرحعليه السالم و طلب إليها أن تدخل فخ ،

ليس من مقدور البشر تصنيعه و اجلمال الذيا قمة اإلبداعإة،نن ساقيها تريد اخلوض يف تلك اجلفكشفت ع

فت عن (قال تعاىلحيث ،إسالمهاو هو ما كان سببا يف ش بته لجة وك س لي الصرح فـلما رأته ح خ ا اد قيل له

أس ي و س ت نـف ارير قالت رب إني ظلم ن قـو رد م ا قال إنه صرح مم ه اقـيـ ين س ان لله رب العالم ليم ع س ت م لم

.القوية النفس سلطان سلطان الجمال على هذا دليل على أثر،34)

اليت انتش):قصة يوسف عليه السالم و امرأة العزيز(المثال الثالث/ج

، حيث عن نفسها لتأثرها (قال تعاىلجبمال يوسف عليه السالم، و كل النسوة قطعن أيديهن لشدة اندهاشهن

ل مبين فـلما ا في ضال

ر ك عت بم م ج عل س ر قالت اخ كينا و ن س ه نـ ة م د اح ل و آتت ك أ و ن متك ت له تد أع ن و لت إليه ن أرس ن فـلما ه يه

ا إال مل ذ ا إن ه ر ا بش ذ اش لله ما ه قـلن ح ن و يـه ن أيد قطع رنه و بـ ريم رأيـنه أك ي ) 31(ك ك لكن الذ قالت فذ

80ـ79اآلية :سورة القصص- 3344اآلية :سورة النمل- 34

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

52

ليك نن و ج ه ليس عل ما آمر لئن لم يـف صم و ع تـ ه فاس س ته عن نـف د د راو لق تـنني فيه و رين لم ن الصاغ إنه ،35)ونا م

.الضعيفةأثر الجمال على النفوس

س مظهرا أو شكال ماديا ، ألن اجلمال ليالباطنةالجمال اإلنساني في صورتهيشمل:المثال الرابع/د

، متمثال يف املعاين النفسيةالسلوك وعربيقوم يف النفس فيبدو من خالل احلركة و الكلمة، أو معنىفحسب، بل

ان رب (لقواه تعاىل،و اإلستقامة،و اإلخالص،الصدق ر م أت ع ر ا في بطني إذ قالت ام رت لك م إني نذ

يع العليم ني إنك أنت السم بل م ق ررا فـتـ ا ) 35(مح لم بم الله أع ا أنـثى و ه تـ ضع ا قالت رب إني و ه ضعتـ فـلما و

ميتـه إني س نـثى و األ ر ك ليس الذك ضعت و يم و ن الشيطان الرج ا م ه ذريـتـ ا بك و ه يذ إني أع ) 36(ا مريم و

ا زك ه ل عليـ ا دخ لم ريا ك ا زك فله نا وك س ا نـباتا ح ه أنـبتـ ن و س بول ح ا بق ا ربـه له بـ ق ا فـتـ ه ند د ع ج اب و ر ح ريا الم

اب رزق س اء بغير ح ن يش ند الله إن الله يـرزق م ن ع و م ا قالت ه ذ ريم أنى لك ه نالك دعا )37(ا قال يا م ه

يع الدعاء م نك ذرية طيبة إنك س ن لد ب لي م ريا ربه قال رب ه إا36)زك نذرت محلها اليت امرأة عمران ،

خلدمة املعبد فلما كان الوضع تبني أنه أنثى، و النذر للمعبد مل يكن معهودا إال للذكور فتقبلها اهللا و أنبتها نباتا

.السلوك الحسن لمريم عليها السالمالباطن من خاللالجمال نلتمس لحسنا،

ل أثر اجلمال على النفس اإلنسانية من من خالل ما سبق ذكره إىل أن القرآن الكرمي قد سج نخلص

لم الله ما في (و مجال القول، لقوله تعاىل،هو حسن احلديثعدة منها ماقصصخالل ين يـع أولئك الذ

م في أنـ قل له م و ظه ع م و ه م فأعرض عنـ م قـوال بليغا قـلوبه ه من جانب مهمكوا بالبالغةاإ، 37)فس

فظ الظاهر فحسب، ألنه مجال باهت لو ال يعين هذا مجال ال،فالكالم البليغ من الكالم املؤيدأوصاف اجلمال

32ـ-30اآلية :سورة يوسف- 3538-35اآلية :سورة آل عمران- 3663اآلية :سورة النساء- 37

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

53

ل نبي (قد ال يكون له تأثري و هو ما مساه القرآن زخرف لقوله تعاىل علنا لك لك ج ذ نس وك ين اإل ياط وا ش عد

ما يـف م و ره ا فـعلوه فذ اء ربك م لو ش ورا و ول غر رف الق م إلى بـعض زخ ي بـعضه ن يوح الج رون و إذا ،38)تـ

قالوا ادع (و قال تعاىل

ا تسر الن نـه اء فاقع لو ر ف ة ص ر ا بـق ا قال إنه يـقول إنـه نـه ين لنا ما لو رين لنا ربك يـبـ أثر منفالسرور،39)اظ

و سرور الناظرين ال يتم إال إن تقع أبصارهم "يف تفسريه لآليةصاحب الضالل، حيث قال آثار رؤية الجمال

ب (تعاىل يف حديثه عن اجلنة، و قال40"على حيوية و نشاط تلك البقرة ن ذه اف م ح م بص يطاف عليه

ون الد ا خ أنـتم فيه ين و ع تـلذ األ نـفس و يه األ ته ا ما تش فيه اب و و أك أثر من آثار رؤيةلعين فلذة ا، 41)و

إا حقيقة ينبغي تأثرها باحلسن و اجلمال،بعدتعبري النفس الذي ميثل اإلعجابباإلضافة إىل ل،اجلما

باملقدار الذي جعل من اجلمال وسيلة مهمة للتعامل مع الناس، ألن اإلسالم لتربيةاالستفادة منها يف مبدأ ا

التناسق العجيب في صنعة اهللا من خالل التناسق الذي يعد سمة بهذا يبدومساحتها،يأخذه اجلمال من

لكن هل اإلحساس بالجمال أمر فطري في اإلنسان؟.هامة من سمات الجمال

خلق اهللا سبحانه و تعاىل اإلنسان يف أحسن تقومي و كان احلسن يف الذات شكال، و يف الصفات النفسية

التعبير عنهي فالزينةاجيات، أمااحلضروريات و الما يتمتع به من وو استعدادا، الفطرة تطلعاالقابلة، و يف

اإلعجاب به دائم و الميل إليه طبيعة في ألن ، اإلحساس باجلمال أمر فطري يف اإلنسانما جيعل،الجمال

،النظر إىل األنوارو الطباع السليمة قاضية باستلذاذ (من خالل قوله أبي حامد الغزاليو هو ما أكده، النفس

112اآلية :سورة األنعام- 3869اآلية:البقرةسورة - 39115ـص-مرجع سبق تعريفه -الطبيعة، اإلنسان، الفن–ـ ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم -ـصاحل أمحد الشامي- ـ5571اآلية:سورة الزخرف-ـ41

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

54

أما،42)ال أحد ينكر كون الجمال محبوبا بالطبعو ...و األزهار املليحة األلوان احلسنة النقش، املتناسبة الشكل

اإلنسان جمبول على حمبة احلسن و بغض (مؤكدا فطرة اجلمال يف النفس اجلماليةيف ذات الصدد فقالابن تيمية

القلوب كالمطبوعة (أيضاقالو ،43)و السيئ القبيح مكروه مبغض، فالحسن الجميل محبوب مرادالسيئ،

أمر كونه اإلحساس بالجمال،44)كما هي مفطورة على التحاسنعلى المحبة،

عرفها فطرية اإلحساس باجلمالو ،طبعت عليه النفوسيكمن فيما و استحسانه و حبه ، في اإلنسانير فط

. نتاجا للتصور الشاملكوااملسلمون على امتداد العصور

لكن متى يكون الجمال وسيلة اختبار؟

، ما جيعله بالضرورة ، و عملي خيضع له فكر اإلنسان و عقله،اجلمال وسيلة اختبار نظري يشكل

لكنه جزاء يصنف على حسب تأثري اجلمال على ،45"جزاء العمل الصالح" باعتباره، كجزاء للعملاحلتمية

الذي أعده الثوابو اعتباره العنصر البارز يف الصالحجزاء العمل فإن كان إيجابيا يحققالنفس إىل حالتني،

ألا أول املدركني و املتأثرين مباشرة البصرحاسة، حيث جاء الرتكيز على لعباده المتقيناهللا سبحانه و تعاىل

اكن (باجلمال لقوله تعاىل مس ا و ين فيه الد ار خ نـه ا األ ته ن تح ري م نات تج نات ج م ؤ الم نين و م ؤ عد الله الم و

و ر ذلك ه بـ ن الله أك ان م و رض ن و نات عد يم طيبة في ج ز العظ و ين آمنوا (و قوله تعاىل، 46)الف إن الذ

ال ن عم س ر من أح يع أج ات إنا ال نض لوا الصالح عم م ) 30(و ته ن تح ري م ن تج نات عد م ج أولئك له

- اجلزائر-ـ املؤسسة الوطنية للكتاب-الدينإحياء علوم -الكتاب السادس من ربع املنجيات-احملبة والشوق و األنس و الرضا- أيب حامد الغزايل- 42298ص -1985

-م1991/ه5308-القاهرة-اجليزة-هجر للطباعة و النشر و التوزيع-اجلزء األول-حتقيق حممد رشاد سامل-اإلستقامة-ابن تيمية- 43367ص

دار ابن اجلوزي -فضيلة اجلمال و ميل النفوس إليه على كل حاليف ذكر -الباب التاسع عشر-روضة احملبني ونزهة املشتاقني- ابن القيم اجلوزية- 44299ـص-م2006/ه1427-الطبعة األوىل-القاهرة-للنشر و التوزيع

13ص -مصدر سبق تعريفه-اجلمال، فضله حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية- 4572اآلية :سورة التوبة- 46

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

55

ن اور م ن أس ا م ن فيه لو ار يح نـه ا على األ ق متكئين فيه ر تبـ إس س و ند ن س ا م ر ض يـلبسون ثيابا خ ب و ذه

ا ق نت مرتـف س ح اب و م الثـو رائك نع كالزينة لقوله ميدان الخيرمواد االبتالء متنوعة قد تكون يف ، لكن47)األ

رض (تعاىل ا على األ علنا م ال إنا ج ن عم س م أح م أيـه ه لو ا لنبـ قال اختبار الجمال في الضالل، أما 48)زينة له

م فيه (تعاىل ه تنـ ف نـيا لنـ ياة الد ة الح ر م زه ه نـ ا م اج و نا به أز ع تـ ا م يك إلى م نـ دن عيـ ال تم ى و أبـق ر و يـ رزق ربك خ و

ئهم و ما املرتفني و أشباههم و نظراهؤالءأن ال تنظر إىل صلى اهللا عليه و سلمث اهللا تعاىل نبيه حممد حيد "49)

و هو ما جاء يف ،50"هو زهرة زائلة و نعمة حائلة لنخربهم بذلك و قليل من عبادي الشكورفيه من النعم، فإمنا

ة مادالذي أضحى بالمظهر الجميلو التعبري بزهرة احلياة الدنيا يوحي تفسري ابن كثري هلذه اآلية الكرمية،

تنتقل العني عرب هذه املشاهد من ، حيث أثر كبري على النفس اإلنسانية، ألن الزينة مادة ابتالء ملا هلا من اإلختبار

.

اإلسالمي و هو يتعامل مع النفس اإلنسانيةالتصور اجلمايلأنيتبني

أمام حقيقة و تعمل إنسانيته ،و عواطفه،مشاعرهترتقيلجمال بالفطرة، فيسمو اإلنسان حيث و اشتياقها ل

و متوت أشواقه ليصبح حمكوما ،إذ تسيطر ماديتهسلبيا اجلمال على النفس اإلنسانية تأثرييكون مجاله، لكن قد

(و تطفو حيوانيته لقوله تعاىلد، اه حنوى األسفل حيث تغيب إنسانية الفر من خالل شهواته و نزواته، إنه االجت

ين ال م أع له ا و ون به ه ق م قـلوب ال يـف نس له اإل ن و ن الج ا م ثير نم ك ه د ذرأنا لج لق م آذان و له ا و ون به ر يـبص

م أضل نـعام بل ه األ ا أولئك ك عون به م م الغافلون ال يس .51)أولئك ه

31ـ30اآلية :سورة الكهف- 4707اآلية :سورة الكهف- 48131اآلية :سورة طه-49326ص-مرجع سبق تعريفه-ابن كثري-تفسري القرآن الكرمي- أبو الفداء امساعيل بن عمر-50179اآلية :سورة األعراف- 51

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

56

:إطار الغاية بين الشكل و المضمونالجمال في حقيقة/3

بين الجمال المطلق و المدرك الوحيد له تقوم التصورات اجلمالية اإلسالمية على طبيعة العالقة

اإلبداعات و هو ما تؤكده ،عرب جتلياته يف نطاق اجلمال الطبيعي كحجر األساس يف النشأة و التكويناإلنسان

نس (لقوله تعاىل،القيم اجلماليةأثرها الكبري ، اليت يشملالتصميمات الزخرفيةعربالفنية اإل ن و ت الج لق ا خ م و

ون بد ع بين (و قوله تعاىل،52)إال ليـ ع ا ال م ه نـ ما بـيـ رض و األ اء و نا السم لق ما خ ا ) 16(و و ذ له نا أن نـتخ لو أرد

لين نا فاع نا إن ك ن لد ناه م ذ تخ و التفكر، ،و التأمل،العملاليت تتم من خالل، و اإللتزام العبادةإا ،)53ال

:54و هو ما أكده ابن عريب حني قال

رأيت اهللا قبلهو إال ،أنا مل أرى شيئا قط: أبو بكريقول.

رأيت اهللا معهأرى شيئا قط، إال و أنا مل :عمر ابن الخطابو يقول.

أنا مل أرى شيئا قط: عثمان بن عفانو يقول ).رأيت اهللا بعدهو إال ،

مرضاة اهللا ، ألنه ليس مجاال لذاته بل لغريه و هو غايته و هدفهاجلمال يف التصور اإلسالمي يف بلوغيكمن

ابا (لقوله تعاىل .سبحانه و تعالى ند ربك ثـو ر ع يـ ات خ الباقيات الصالح نـيا و ياة الد نون زينة الح البـ ال و الم

ر أمال يـ خ نطر (، و قوله تعاىل55)و ق ير الم ناط الق البنين و اء و ن النس ات م و ب زين للناس حب الشه ن الذه ة م

ه ح ند الله ع نـيا و ياة الد رث ذلك متاع الح الح نـعام و األ ومة و س يل الم الخ الفضة و آب و ن الم يعين هذا ، 56)س

.العمل الصالحعن طريق الثواب و الخير وأنه رغم زينة الدنيا و مجاهلا إال أن هذا ال يكتمل و يرقى إال

56اآلية :سورة الذاريات- 5217ـ16اآلية :سورة األنبياء- 53154ص -1985-الطبعة الثانية- بريوت-ذوقان قرقوطدار الرقيحتقيق–وعود اإلسالم -روجيه جارودي- 5446اآلية :سورة الكهف- 5514اآلية :سورة آل عمران- 56

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

57

؟ و ما هو عالى،كيف تتحقق هذه الغايةلكن إذا كان الجمال الحقيقي هو مرضاة اهللا سبحانه و ت

منهجها؟

على املشاركة اإلبداعية يف احلضارة اإلنسانية، فقد اإلنسانجاء اإلسالم شكال و مضمونا ليحث

، و تنمية الذوق الجمالي،لتربية الوجدانمنهجا جماليا أوجد اهللا سبحانه و تعاىل من خالل القرآن الكرمي

بالعمل اجلاد لكن املشاركة اإلبداعية ال تكون إال املنظور اإلسالمي،ضمنو حقيقته بلوغ غاية اجلمالدف

بذور يحمل بني طياته على املستوى احمللي أو العاملي، لسواء االستمرارية و التأثير الحضاريالذي حيمل طابع

مرادفات و كل ... هذا ما يؤكد لنا أن اجلمال، و الزينة، و احلسن، و البهجةللتجديد و اإلبتكار،الحداثة

أو لقوم يوقنون، أو للذوق اجلمايل فحسب، بل مجعت بني كل تدبراليت ذكرها القرآن الكرمي مل تكن للالجمال

هذا ما أكده ، نتاج ذلكالتفرد الجماليو ،الخصوصيةالحضارة اإلسالمية ذات طابعهذه الغايات فكانت

إن كل غرض حىت ذلك األكثر استعماال سواء كان سيفا، أو إبريقا، أو طبقا من (في قولهروجي جارودي

ليشهد بأنه حناس، سجادة، أو سرج حصان، أو منرب، أو حمراب يف املسجد، هو حمفور و مرصع أو مطروق

الجمال الشكلي، "بصنفيهاإلسالميالجماليمجال التصورحدد يجعل هذا ت، 57.)عالمة على وجود اهللا

:يتمثل فيحيث المحققةو المنفعة،حسب الغاية" و المضمون

:أقسامثالث ضمن حدود املنفعة، و الزينة عرب حقيقتهتشمل: الشكليفي إطار غاية الجمال/ أ

ال انفصال فيه بينجماللموضوع اجلمايل يصنف اجلانب النفعي ل:منفعةالي في إطارالجمال الشكل. 1

.يف الفنون اإلسالميةو الجمال النفعي،الجمال الفني، كما ال انفصال بني و الحرفة،الفن

190ص -مرجع سبق تعريفه–وعود اإلسالم -روجيه جارودي - 57

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

58

باجلمال اإلحساسو التذوق العابر الذي يستتبعه ،النظريشمل جمال:في إطار الزينةيالجمال الشكل. 2

ه ، ما جيعلالصورة الجمالية الكونيةمنافذ الروح و يغذيها عن طريق و،الشكلي، و هو مجال يوقض احلواس

.وضوعبني الذات و املانفصاالحيوي ال هيف ذات اللحظة لكونموضوعيو ،بالنسبة للمتذوقجماال ذاتيا

جمال و اللحظة بلوغ، و سعادة اإلنسان،حتقيق البهجةتعترب حلظة:البهجةالجمال الشكلي في إطار . 3

حاسة في باطن ألن هناك " كونه مسة مؤكدة يف الكون،أثر اإلدراك الجمالي في الوجودألا، االستقرار

بغري تفكري على طريقة الروح يف اإلدراك، ال تدركه بداهةو هي ،ه و تستجيب لهو حتس ،ن للجمالتفط النفس

.58)على طريقة الذهن ذي األبعاد و املقاييس

من خاللالوعي الجمالي تربيةإلىمن خالل أنواع الجمال الشكلي اإلسالمييسعى التصور إذا

من ، لنخلصمجال التربية الجماليةعبر التي يؤسس لها الجمالبهدف بلوغ حقيقة،التذوق و التأمل

كتصور و الروحية،و العقلية،الظواهر الماديةمجال إلى أن مجال الحسن و الجمال يشمل خالل ذلك

نحو العقل و الروح، و ثم يندرج صعودا ليرتقي،يبدأ بالمحسوس الملموسحيث، تراتبية جماليةكلي عبر

.و جالل،و كمال،الفضائل، الصفات و األسماء التي ترسو في النهاية كمصدر لكل جمالالخصال،

:المضمونغاية الجمال في إطار /ب

اإلرتقاء و الوجدانعرب تنميةالمضمونجمالبكل أصنافه، إىلالشكلة اجلمال جمالقيحقتتجاوز

باعتباره اإلنسانما يعين ال انفصال بني ،الذاتي و الموضوعيمع بني املوقف الذي يتم من خالل اجلالذوقي

كتصور كليخياطبنا التصور اإلسالميألن املراد إدراكه،الموضوع الجماليمجع بني الظاهر و الباطن، و بني

أمام معادلة اإلنسان، ضمن تربية جمالية إسالمية ذات ذوق و "و النفس،و الجسد،العقل" يجمع بين

85ص -1983- الطبعة السادسة-الناشر دار الشروق-ـ منهج الفن اإلسالمي -حممد قطب-ـ58

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

59

باإلضافة ، "الباطنو ، الظاهر"إدراك جمالي راقي يحقق الغاية، و يبلغ الكمال وفق اإلتقان و االنسجام بين

م (لقوله تعاىلاألخالق الجميلةإىل ى الله أن يأتيني به يل عس م ر ج ا فصبـ ر م أم ك م أنـفس ولت لك قال بل س

كيم و العليم الح يعا إنه ه م يال (، و قوله تعاىل)59ج م ا ج ر بر صبـ ين آمنوا (قوله تعاىلو ، 60)فاص ا الذ يا أيـه

ت ح تدونـه إذا نك ة تـع د ن ع ن م م عليه ا لك ن فم سوه ن قـبل أن تم ن م وه تم نات ثم طلق م ؤ ن م الم تـعوه ا فم

يال م ا ج اح ر ن س وه رح س :و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي، 61)و

حقيقة الجمال اإلنساني بلوغ الغاية الجمالية

الشكلجمال لمضمونجمال ا

الملموس+المرئي اإلرتقاء الذوقي+الوجدانتنمية

اإلدراكعبريرتقي الجمال الذاتي

البهجة و السرور

الجمال الموضوعيالموضوع الجمالي+اإلنسان

83اآلية :يوسفسورة -ـ5905اآلية :ـ سورة املعارج- 6049اآلية :ـ سورة األحزاب- 61

بلوغ الكمال و الجالل=تصور كلي للجمال

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

60

:عند الفالسفة المسلمينالجمال مبادئ/4

إدراك اجلمال بسرعة فائقة األمر الذي ال يتيح لنا انتظار إجراء احملاكمة العقلية لتثبيت تلك حيصل

أن اجلمال وفق التصور ما يعينالسمات و اخلروج بنتيجة، و عليه يتم إدراك اجلمال قبل املناقشة العقلية،

قواعد عامةال فقط، بل هي سمات ليست خاصة باجلميعترب هذه المع ذلك ، لكنهاإلسالمي يرفض التقنني

و اخلطأ من الصواب، كما ميكن االستفادة ،الفاسدبني الصحيح مندف الفصلالتصور اإلسالميوضعها

معيار عمل ما جيعلها و مجال املخلوقات،عظمة الكونتكشف

:62مبادئأربعةو هي، اإلنسان

السالمة من العيوب السمة األوىل اليت يتفحصها العقل يف املوضوع تشكل قاعدة:العيوبالسالمة من .1

ينة مهما بلغ مال الز وجود العيوب تذهب جبألنإىل عامل الكمال و اجلمال، االنطالق

.الجمالسمة ضرورية لتحقيقفي الموضوع الجماليالسالمة من العيوبإذارونقها و عظم حسنها،

فال عبث و ، ألن اجلمال تناسق و انسجام، توازن و إحكام، عن الموضوع الجمالينفي العبث:القصـد.2

احلق الذي قامت به السموات و األرض و ما بينهما، و اإلنسان املسؤول قصد من اخللق إنهإنه الال فتور،

ان (لقوله تعاىلوجودهالغاية من يعقل أن عليه ، ما يستوجبعن إدراك كل ذلكالوحيد نس سب اإل أيح

ى ك سد ر عن طريق جماله، و تلك وظيفته، ما يعين أن ارتقاء املوضوع اجلمايل يتم عرب تأدية )63أن يـتـ

.الدرجة العليا في الجمال

230ـ ص- مرجع سبق تعريفه -ـ ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم ـ-صاحل أمحد الشامي - 6236اآلية :سورة القيامة-ـ63

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

61

الذي يربط األشياء بعضها ببعض فتجعلها يف وحدة و الخفيالنظامتشكل هذه القاعدة اجلمالية :التناسـق.3

جتانس متكاملني، كما يربط بني جوانب الشيء الواحد حيث تبدو أجزاؤه متوازنة ال يطغى بعضها على

التناسب، "عربلكثري من الصفاتح عميقة الغور، فهي املرجعمسة واسعة السطإا ، لغة التنظيمبعض ألنه

الوثاق الذي يربط بني ها، و اإلحكام، ما جيعلو الضبط،مجيعا حتقق التقدير"و التوازن، و التجانس

عتبر سمة واضحة في بناء الكون و إنما ي،الصورتني احلسية و املعنوية، و هو ليس مسة للجمال فحسب

.اإلنسان

الجمالي التنسيق يقها تؤدي وظائف أخرى مهامها ضمن عن طر صفة جماليةالتنظيم يشكل :التنظيم.4

خيتص بتناسق األبعاد، قد تكون أبعاد الشيء ألنه،يلتقي التنظيم كسمة جمالية مع التناسقكما، العام

إنه التناسق ...الواحد، أو املسافات بني األشياء، بينما تبقى مسة التناسق عامة تشمل تناسق األلوان و املادة

ي الصورة الباطنة و أي له ما يماثله ف،اهر الباطنيف الصورة الظاهرة، لكن هذا ال مينع أن يكون خلف الظ

صفة رح ببعضها اآلخر أحيانا أخرى، فأحيانا و صاجلمالبعض مظاهر ورد يف القرآن الكرميحيث ،الظاهرة

صفا (يف عامل السماء و األرض لقوله تعاىلسمة جماليةهيالتنظيمرتتيب وال ات لصاف و قد ورد ،64)وا

:رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقالجابر بن مسرة رضي اهللا عنه قال خرج علينا "يف احلديث من رواية

ند را، قال ئكة ع ملال ا صف ت تصفون كما قال يتمون :أال

. 65"الصفوف األوىل و يرتاصون يف الصف

01اآلية :سورة الصافات-64236ـ ص- مرجع سبق تعريفه -الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم ــ ميادين اجلمال يف-صاحل أمحد الشامي - 65

الفلسفي طبيعة الجمال في الفكر:الثانيالمبحث الجسد في الفكر الفلسفي، و صيرورة تجلياته :األولالفصلاإلسالميةــــــاإلسالميةــــالعربيةــــالثقاففي

62

انسجام قائم بين الظاهر و ضمن جدل يجمع بين الذات ك،في التصور اإلسالميجمالاللتتم أخيرا قواعد

:الجمالية التاليةمعادلة الجمال ذات المتغيراتمن خالل،أمام الموضوع الجماليالباطن

السالمة من العيوب

القصد

التناسق

التنظيم

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

63

:دالالت الجسد في الشعر العربي/1

:العربي قبل اإلسالمالشعر في الجسد / أ

نسجوا فو تاهوا يف مفاتنه ،و مجالياته فتتبعوا تفاصيله،األنثويبالجسد شعراء اجلاهلية و العرب، ولع

عربوا عنه من خاللف،1"بالشكل نفسه الذي نسجوا به منوذجا للفتوة و الرجولةللمرأةمنوذجا مجاليا "ألنفسهم

ما و هو ،بني الواصف و املوصوفالقائمةالعالقةوفقصورة للجمال األنثويالذي بلور الخطاب الشعري

بن حجر جد الشاعر امرئ الذي وصفت به ابنة عوف ملحم الشيباين مللك كندة عمرو "الغزليعرف بشعر

حالك كأذناب اخليل املضفورة إن أرسلته خلته السالسل، شعر الصقيلة يزينها جبهة كالمرأةرأيت : القيس فقال

، و هو 2..."حاجبانو معه ،عناقيد كرم جالها الوابل:طته قلتو إن مش

.و النابغة، الذي جنده يف وصف امرئ القيسيلمعالم الجمال األنثو نفس اجلرد الدقيق

إنه املادة الغنية ، اللذةاملتعة،اجلمال،،و اخلصوبة،لحبلفي الجاهلية كمنبع ف الجسد األنثويصن

من خالل مجيعبني الواقع و العامل اإلبداعي الفين، تربط، قيمة جماليةأو الفنان أن حيوهلا إىل ،اليت ميكن للشاعر

لة دإنها معا،تبعاته الفعلية و الرمزيةالفنانني حول واقع اجلسد بدون فردة عن طريق ترسيخ وعينوضعياته امل

لكن ما هي معايير تحديد النموذج الجمالي؟. الفنيةالجسد في االفتراضات

ا ملمر احملسوس امل" باعتبارهمن خالل الوصف اللغويللجسد األنثوييتم تحديد المعايير الجمالية

انعكس ذلك على تحديد المعايير ،3"التصورات الشعرية بتصويرهتتكفل ف،يعجز اللسان عن استكماله باللغة

بناء النموذج الجمالي للمرأة قائم على ما يعين أنذكرا، الجمالية خالل تلك الفترة خاصة إذا كان الواصف

71ص-1998-الطبعة الثالثة-لبنان-بريوت-دار الساقي للطباعة و النشر-ترمجة و تعليق هاشم صاحل-الفكر اإلسالمي-حممد أركون- 1مكتبة –حممد إبراهيم سليم حتقيق و تعليق-)عجائب و غرائب و أخبار و أسرارو ما جاء فيها من (طبائع النساء-األندلسيعبد ربهحممد بن- 2

86-85صص–ت د-د ط-القاهرة-للطباعة و النشر و التوزيعالقرآن الكرمي71ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-حممد أركون- 3

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

64

،من األعلى نحو األسفل، لكن مع شرط تراتبية يف الوصف حيث يتم و البالغية للوصفالشروط الخطابية

مؤكدا ،مقابال بني اجلسد و العناصر الطبيعية،الجسد المجهولإىل ،الوجهمن املكشوف و موطن اهلوية أي

نظائره الماثلة في ذهن عن النظر من خالل مستحضرا الجسد الغائب"و،الطابع الرمزي للمقارنة التشبيهية

النموذج جلمال املرأة فهذا جيعل المرأة هي الواصفة، لكن إذا كانت 4"اليت حتضر مبرجعية يف وعيهالمتلقي

، ألن املرأة الواصفة هنا جتعل من اجلسد الجانب التخيلي البالغي إلى اإلدراك الحسيينتقل من الجمال

غري أن الوصف يتجاوز جمرد الرؤية و التمحيص، ما ،و التخيلي،قابلة للتجلي اللغوي"صورة ذهنيةاملوصوف

، ضرورة التجربةالمرأة الواصفة تلح علىألن،و ظاهراتي،و خطابي،الجمال هنا جماال مرئياجعل

فمن السهل فهم اإلشارة األخرية،جماال محسوساالجمال الجاهليألن و اإلدراك الحسي للجسد األنثوي

.للمرأة الواصفة

،ة المكتنزةأالمر " خالل تلك الفرتة جبملة من املعايري اجلمالية للجسد األنثوي أمههااشتهر العرب

الذي مازال النموذج الجماليو هو ، 5"و حسنهما،و سعة العينني،و سواد الشعر،باإلضافة إىل البياض

اجلانب املعلوم يبدأ الوصف عند اجلاهلية من ، حيث عامةالمتخيل الشعبيو كذا يف ،العربيةلبداوةامتداوال يف

من ، الجسدي قطعة قطعةالجمالي نموذجه يبين أو الشاعرالواصفكأن،غري املرئياألسفل و هو اجلسد إىل

.و هو النموذج املرغوب فيه ما قبل اإلسالمبالغيالتخييل خالل ال

71ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 429ص-مرجع سبق تعريفه-طبائع النساء-األندلسيعبد ربهبنحممد - 5

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

65

:الجسد في الشعر العربي في اإلسالم/ ب

إال أنه مثة تراتبية أصلية جتعل ،من مسلمة الجمال نفسهاالجمالي اإلسالمي للجسدالتصور ينطلق

ل الولود على فض " هألنالرسول صلى اهللا عليه و سلمو هو ما أكده أعلى مقاما من اجلمال، الخصوبة

أكثر ،6"فقطالحسناء لجمالها

جلمال اجلسدي للمرأة يف تتبع ا"، ألناجلمالبهغري أن هذا ال مينع من ارتباط،يف التعبري عن األنوثةجوهرية

،أو سرد أعضائها دون حتفظ،و الصمت،بني البوحفي اإلسالم التاريخيلثقافة الجسدشكل إشارة ياإلسالم

و ،ضمن هذه اخلطابيةبالغة الجسد اإلسالميتتبلور ، ل7"لدى األندلسينيسادكما ،أو التعميم و اإلحياء

يف عمليات التواصل حضور الجسدحيانا لإلفصاح عن ضرورة أالخطاب الشرعيالصمت خمرتقة ضرورات

.الثقايف

و هو ، إىل جانب اخلصوبةاجلانب اإلمياين و اإلجتماعيللمرأةالجمالي النبوييحدد النموذج

إذا هي أقبلت ،يفاءهلالرسول الكرمي عليه الصالة و سالمأمامكعب بن زهري"النموذج الذي ورد يف وصف

أي محرية كما ،و رمبا ذات لون يشبه لون عائشة،ممتلئة،و ال طول،إذا هي أدبرت ال يشتكي منها قصر،عجزاء

اجلمايل نموذجباعتباره يمثل البالزواج اكتماله بلغذا الوصف غري املكتمل للمرأة يه،8"كان ينعتها بنفسه

أشكاال اجلماليةهذه اإلرهاصاتلتأخذ تتطور لكنها ليست معايري مطلقة، بل،للجمال األنثويالنبوي

تعرف عن كأقانيم مجاليةلمجتمع العربي اإلسالميلتمثالنهاالثقافة وصريورة و متالحقة تتداوهلا ،متداخلة

:و مالحتها، و ذلك من خالل تصورين اثنني،و حسنها،ملرأةمجاليات ا

76ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 671ص-املرجع نفسه - 777ص-املرجع نفسه- 8

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

66

و بالغي ،و عمومي،و يشري بشكل إحيائياكتمال ذاتهايأخذ املرأة يف :للجمال الجسديالتصور الكلي /أ

مجال ضمن قوهلم يف ،الجمال و المالحةبني العرب يف الثقافة اإلسالميةو يف هذا اإلطار فرق،حلسنها

و ،فإذا دنت مل تكن كذلك،اليت تأخذ بصرك مجلةفالجميلة من قرب، مليحةمن بعيد جميلة" الجارية

الجميلة "ممن يربط اجلمال باجلسد املمتلئو قال بعضهم،9"حسنااليت كلما كررت فيها بصرك زادتك المليحة

، نستشف من خالل هذا القول أن 10"البياضمن امللح و هو المليحةو ،حملمن اجلميل و هو الالسمينة

ضع بني املالحة، و احلسن، و البدانة، و هي مجيعها معايري ختالتمييزقائمة على أساسالنموذج الجماليمعايري

.يبدأ الجمال من حيث تنتهي المالحةحيث، و خاصة الذوق البصري،لذاتية التلقي

مايل الذي للنموذج اجلدها التصور اإلسالمي املعايري اجلمالية اجلسدية اليت حد يعين إلغاءلكن هذا ال

"حول مجاليات املرأةبقيم اجلاهليةبشغفه الخطابي و التخييلي عرف الذي،

:قال.أحسن النساءصف يل : لرجل من غطفانالخليفة عبد الملك بن مروانو هو منوذج يتمثل يف قول

، لفاء )غري بارزة العظمني(مجاء الركبتني،مملوءة الساقني،رمداء الكعبني،خذها يا أمري املؤمنني ملساء القدمني

فخمة، العضدين)ممتلئة(فعمة، )يمة مالقي العجزعظ(منيفة املأكمتني،مدة الرفعني ناعمة اإلليتنيمقر ،الفخذين

ملياء ،احلاجبني)رقيقة(زجاء،كحالء العينني،محراء اخلدين،ناهدة الثديني،الكفني)ناعمة(الذراعني رخصة

عيناء ،غيداء العنق،حالكة الشعر،)بيضاء أسنانه(شنباء الثغر،)األنف(مشاء العرنيني،بلجاء اجلبني،الشفتني

في خالص العرب أو في خالص :قالو أنى توجد هذه؟!ويحك:فقال. ناتئة الركب،مكسرة البطن،العينني

77ص-مرجع سبق تعريفه -الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 977ص-املرجع نفسه - 10

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

67

من األسفل إلى تبدأ، حيثملوصوفو اصف االو العالقة بني النموذج الجمالي تؤسسه ما يؤكد، 11"الفرس

.األعلى

الجمالية للجسد األنثويللرؤية هذا الطابع العمومي جند:للجمال الجسديالهوس التصنيفي المعجمي/ب

المتصلة املختلفة و األسماءو مصنفا، موضحا حسن المرأةلهترتيبمن خاللمنصور الثعالبي أبو" عند

، حيث 12"ذاكرة اللغةاختزنتهايشري و يف ذات الوقت إىل خمتلف املنظورات اليت كما ،بجمالها

، فإذا فهي حسانةفإذا أشبه بعضها بعضا يف احلسن ،جميلةو وضيئة " قال

فإذا كانت ال تبايل أن تلبس ثوبا حسنا و ال تتقلد قالدة فاخرة فهي ،غانيةاستغنت جبماهلا عن الزينة فهي

فإذا ،قسيمةفإذا قسم هلا حظ وافر من احلسن فهي ،وسيمةفإذا كان حسنها ثابتا كأنه قد وسم فهي ،معطال

يعمل الثعاليب على الرتكيز كما ،13"باهرة، فإذا غلبت النساء حبسنها فهي رائعةكان النظر إليها يسر الروع فهي

للتأكيد على المعجميالهوس التصنيفيو هو ما يفسر "التعيين اللغوي المعجميو،التمييز اإلسالميبني

و ،الذي اتصلت باجلسد منذ اجلاهليةالداللة اللغويةتأصيل موقع اجلسد من التواصل التعبريي من جهة و على

.14"حيث عاش الثعاليبالرابع و اخلامسالقرنني خالل

و هو ،قد اهتمت بالجسد الكلي لغة و واقعاالثقافة العربية اإلسالميةأنمن خالل هذا نستخلص

، من معايير الجمال الجسديللبحث عن مؤشرات عربية إسالمية لإلستطيقا انطالقا لنا ما يفسح المجال

ينتمي إىل الفرتة األوىل من احلضارة العربية اإلسالمية اليت متتد اليتتهالتصور الكلي للجسد و جماليامن خالل

على جديدة تغييرات و تعديالتيعترب حمدثا ألنه أدخل فالتصور الثانيمن اجلاهلية إىل العصر األموي، أما

53-52صص -مرجع سبق تعريفه- طبائع النساء-بن عبد ربها- 1180ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 1240ص - 1938/ه1357-الطبعة األوىل-مصر- و مطبعة مصطفى البايب احلليبمكتبة -و سر العربيةفقه اللغة-لثعاليبأيب نصور ا- 1381ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 14

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

68

وصف مجاليات ليفرض نفسه باعتباره مدخال ضروريا الذيالجانب اللغويمن خالل ،النموذج الجمالي

خالل تلك الفترة العملية التصنيفية التي مورست على الجمال الجسدي األنثويأن ما يعيناجلسد،

اال أمامو ،س من جهةاجندها تتجاوز و تتفادى اللباإلنتقالية تح الذي يالجمالهنوعتعيني يفاملتلقي تف

عتباره نتيجة القرون األخرية للمجتمع الوسيط بااجلمالية خاللالتصنيفات متيزتكما .يبحث عنه من جهة ثانية

،و اجلمال البالغي،و املاجن،و وضوح التمايزات بني العذري،المصنفات العربيةساد مباشرة للتخصص الذي

بنيالقائم من خالل الرتابط الوثيق باألعضاء الجسديةالكبري باالهتمامكما متيزت ...و اجلمال اجلنسي

و ،و هو ترابط تتمثل صورته اخلطابية واضحة يف اهتمام العلماء املسلمني"و سبل المتعة الجسدية،الجمال

15..."أيب نواس، عمر بن أيب ربيعةلدىشعر الجسد ا ما عبر عنه ظهور هذ

على ةاإلشتغال المستمر للثقافيدل على األنثويالتحول الجمالي للنموذج الجمالي الجسديإن

لرهانات و لصريورة ا، مبعىن تعرض اجلسد 16"فعل الجسد المثال على الجسد الواقع"يشكلما و هو ،الطبيعة

و هو تركيز على ،أمام احلس املشرتكو التبدالت العنيفة حىت يتالءم مع الصورة العرقية املتواضع عليها،التأثريات

ية دف رمزيةأداةالبيولوجي للجسد، و حتويله إىل االعتدالنوع من بشر اموعة ال ار لقر ثر فأك ثر خاضعة أك

خالل تأسس منبل ما،لكن هذا التحول العنيف مل يتشكل هكذا يف حلظة.شتهي، املقبولحتديد اجلمال، و امل

خطابيا يعايش اجلديدأصبح الذي نتاجها نقلة إبستيمية للنموذج اجلمايل، اليت كان القدميالثقايف التحول جدلية

النموذج الجمالي في التصور يعين ذلك أن، ليس حتوال كلياهلكنيف ذات الوقت، و جيادله ،و يصارعه

دون إقصاء أحد المتغيرين، لكنو الجديد،القديمجدلي جمالي بين حصيلة صراع كيعتبراإلسالمي

مسة و التجميل و غىن املظهر اللباسي ،إذا كانت الرشاقة مع وفرة مواد الزينة"ألنه،ضمن المعادلة الجمالية

81ص-مرجع سبق تعريفه -الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 1583ص-املرجع نفسه- 16

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

69

فقد اهتم العرب و مسنته،لم تلغي كثافة الجزء السفليرشاقة الجزء العلويفإن ،احلداثة إىل درجة التقنع

17"طاب يرى يف العجيزة الوجه اخللفي للمرأةو هذا ما جعل عمر بن اخلالوهن، واألوائل بضخامة العجيزة

.الجسدية الخالصة و أنوثتهابمعنى صورة لهويتها

من المعايير الجسدية، أساسه تغير الذوق العامخالل العصر العباسياألنثوي إن التغري يف النموذج اجلمايل

الثريا، و عبدة، و مال إىل حتول عن أشباه عائشة بنت طلحة و " ألنهإلى الجمال الجسدي و الروحي،

، و ميكن حتديد هذه الفروق و 18"املتناسقات األعضاء الكابيات العظام اللوايت ال مسن يف أجسامهن و ال ترهل

:19التغريات يف النقاط التالية

ادوالت ا لو فض ات و لسمين نساء ا ا عن ال فو صد

و فضلوا الضامرات البطون...أعرضوا عن البطون ذات العكن

واعب اليت ورد ذكرها يف عن النهود الضخمة اليت رغبوا فيها يف صدر اإلسالم و فضلوا النهود الكصدفوا

.القرآن

جوا بالتعبري عن القد املمشوقهل.

ظهرت نزعة من النقد الالذع للتشبيهات اليت كانت تصادف يف الشعر اجلاهلي.

زاد التنويه مبحاسن املرأة الروحية.

ن تناسب األعضاء حىت يكمل احلسن و اجلمالأدركوا أن ال بد من حس

و القيم ،الجماليةأن تاريخية الجمال تكمن أساسا في تغيير المعاييريمكننا القول من خالل ذلك

تغير ذلك من خالل "المتخيل الجماعيأو يف ،في الخطاباملرتبطة باجلسد اليت تعمل على تغيري صورته سواء

27-25صص-1957- بريوت-الطبعة األوىل- بدون دار النشر-مجال املرأة عند العرب-صالح الدين املنجد- 1784ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 1883-63ص ص- مرجع سبق تعريفه-املرأة عند العربمجال -صالح الدين املنجد- 19

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

70

ما يعني أن الجمال يعيش نوعا ،باعتباره جمموع املواضعات العامةاملتحكم يف التواصل الذهين السنن الثقافي

عنصرا من اإلهتمام بالجسد، ليغدوا اليوم اإلسالمو كذا صدر ،عن معايير و سنن الجاهليةاالنزياحمن

شهدت و مازالت تشهد تطورا واضحا و األخالقية، هذه األخرية اليت،عناصر احلضارة اجلديدة و قيمتها الثقافية

فئة هي،و الفنية،، و ظهور فئة اجتماعية جديدة هلا مكانتها الثقافيةالذوق األدبي و الجماليتجلى في رهانة

آنذاكو هو ما جعل كبار املثقفني العرب ،الجواري

:20لكن ثمة فرق طفيف بين المرحلتين.املؤلفات اخلاصةيفردون هلن ...السيوطيكاألصفهاين، اجلاحظ،

يساهم يف نقل املعايري اجلمالية من حيث ،و نظم الشعر،فنية كالغناءالقيم الرتبط باملمال اجلهو:جمال القيان/أ

حيث ،فرتة ظهور اإلسالمسائد خالل كان يف الذيالجمال الفني الثقافيو هو،األخالقيوالديناجلانب

جمال القينة هو ، ألن النموذجية المبنية بناءا صناعياإىل نوع من البالغة المفرطةمن متيز بالنقلة اجلمالية

مع تطور جمال قابل للصنعإنه .المتعةحتقيق ، دفو اإلمتالك،و التداول،و قابل للصنع،جمال ممكن

و نقله،التخييلية البالغيةتعمل على الحد منتداولية الجمالا ما جعل و التقيني، هذ،و التجميل،فن الزينة

.تخييلية تداوليةإلى

التغير تارخيية نقلة مهمة يف ليحدث أخذ مكانه ضمن هذا الفضاء اجلمايل اجلسدي :الغلمانجمال/ب

على الرغم من ذلك فإن املنظور اجلديد ، لكن بل و أحيانا يتجاوزه،ليزاحم اجلمال األنثوي،للنموذج الجمالي

سيكولوجية أنه مثة ما يؤكد األرداف، مثل ضخامة اهلن، و،يبقى محافظا على بعض الخصائص الكالسيكية

، ما يعين أن فاإلستدارة الفخمة متنع املتعة للعني،باعتبارها تتمتع يف الغالب حبظوة كربىلألردافاجتماعية

يؤكد . اجلنسيةامتالكا من خالل العملية فيهالجسد المرغوبالمتالكقدمة العنوان، أو املمجال األرداف ميثل

85ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 20

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

71

املرئي بني يتم جدل خالل التغير الثقافي للمجتمع وفقلجمال الجسدي الظاهراتياسلطة هذا على استمرار

.و الذايت السابق و الالحق،زيقيو الالمرئي الفي

إىل مرحلة ثانية لبناء منوذج مجايل يتحرر من التشبيهات اجلاهلية المرحلة التي تفسر لنا اإلنتقالإنها

النظر إلى الجمالو ،التشبيهات الطبيعيةمنكلية االنسالخإىل تشبيهات جديدة يتم فيها ،ذات ختييلية بالغية

بشكل مباشر للنظر في أنوثة المرأةالجماليالمدخل و هو ما ميثل ،مرجعيته الخاصةاألنثوي من خالل

.لطبيعي أو القدسياأو مستقل عن أي تبعية ي،خارج

عبر عن ذلك من خالل فصله الخطاب س لهذه النقلة الجمالية حيثأول من أس الجاحظيعتبر

من و قد تعلم أن اجلارية الفائقة احلسن أحسن"حيث قالعن البالغة التشبيهيةالمتعلق بالجمال األنثوي

فالشمس و إن ،شيءو أحسن من كل ،و أحسن من الظبية،البقرة

إا هي نت حسنة ف و الرتكيب ،و يف خلقه ضرب من احلسن الغريب،واحد و يف وجه اإلنسان اجلميلشيءكا

، يؤكد 21"و أن األمر بينهما متفاوت،أو البقرة،و من يشك أن عني اإلنسان أحسن من عني الظيب،العجيب

الثقافية، و نظر للذري يف اجلتغري الاليت كانت أساساإلنسانية العقليةةمسالمتيزهقف اجلاحظمو هذا على أن

مركزية النظر العقلي للجمال إىل مركزية الكتلة اللحميةإنه يؤكد اإلنتقال من ،الفكرية للمرأة و جمالها

.األرضيةائناتال حيتل األولوية يف سلم الكبوصفه كيانا مركبا شاماإلنساني

أن المنظور التاريخي الثقافي اإلسالمي للجمال قد ركز دوما على الجسد هنا يمكننا القول

و قيمية التي خضعت ،و أخالقية،و قدسية،لكنه صاغه خطابيا عبر مستبقات طبيعية،المباشر المرئي

:هذا ما يمثله المخطط التالي. اإلسالميةللتطور و سايرت التحوالت الفكرية التي عاشتها الثقافة العربية

102ص -1987-الطبعة األوىل-لقاهرةا- دار مكتبة اهلالل-ضمن الرسائل الكالمية-النساء-احظاجل- 21

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

72

النموذج الجمالي الجسدي

الجسد األنثويالعصر الجاهلي

لبالغي التخيليالخطاب امن أعلى الجسد إلى أسفل الجسد األنثوي

صدر اإلسالمالعصر األموي

من أسفل الجسد األنثوي إلى األعلىجمال الجسد للقيان

اكتشاف الجمال الجسدي الذكوريالعصر العباسي

الغلمانجمال

النموذج الجمالي من التخيل البالغي إلى الواقعيتغير

مباشرة دون أي تشبيه أو تخيل)النموذج(النظر إلى

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

73

يف االعتدالو الضخامة إىل ،من البدانةنلتمس اإلنتقال الثقافي من خالل انتقال النموذج الجمالي

التحول يف النموذج ما يؤكد أن، تها خاصة يف العجيزة و األردافالقد، لكنها تبقى حمافظة على بعض بدان

فعل الجسد المثالي على الجسد و هو ما ميثل،على الطبيعةاإلشتغال المستمر للثقافةاجلمايل يدل على

هنا يصبح ،وفق معيار الثقافة العرفية للحس المشتركتعرض اجلسد للهزات و التعديالت ما يعين، الواقعي

ما جيعله رمز خاضع أكثر فأكثر لقرار " ولوجية و التحول اآلدايت، ضمن جدلية بيالجمالي الجسدياالعتدال

ة دف حتديدهم للجمال اجلسدي أو املرغوب فيه، املشتهي، املقبول ي بشر ة ال اع لكن هذا التحول ...اجلم

اادلة ،منذ التصور القدمي و يعمل على املصارعةتعايش معها الثقافةتسيرورة بل هو ،التعسفي مل يولد فجأة و

و ،و تعقد مواد الزينة،ألن الرشاقة،أو التحول الكلي،لكن ال خيلص إلقصائه.بني املعاصر و القدمي، خياطبه

رشاقة الجزء العلوي لم تلغي إال أن ، سمة الحداثة إلى درجة التقنعو تطور اجلانب اللباسي،التجميل

عمر "و هو ما جعل،لعرب األوائل بضخامة العجيزة و اهلنو مسنته فقد ولع ا،استمرارية كثافة الجزء السفلي

، و اصورة لهويتها الجسدية الخالصة ألنوثتهبمعنى، 22"العجيزة الوجه الخلفي للمرأةابن اخلطاب يرى يف

.العنوان األساسي لجمالها

:في تصور الجسدالواقعيالمتعالي و/2

، ما كان نتاجهسلطة الخطاب البالغيمن خاللبني خطاب الجسد في الثقافة العربية اإلسالمية

" ألنه ،متعاليا عن الجسد الواقعيمثاليا جسدا منوذج جعل اجلسد يصبح لكنه، الجمال الجسدي البالغي

إبداع محدث أو ،أن الجسد المثالي هو جسد مرسومو غري قابلة للتعميم، ما يعين ،صورة غري مشخصة

هنا يتحول منوذج اجلسد الواقعي إىل كائنات ،إا سلطة اخلطاب على اجلسد. و الصورة،و اخلطاب،باللغة

27-25ص ص -مرجع سبق تعريفه-املرأة عند العربمجال -صالح الدين املنجد- 22

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

74

األول ألساطري يف التاريخ الذهين للكائنات يف تنقل المعيار الجمالي، دورا كبرياالخياليدة يلعب فيها جد

اجلسدي يتحدد من خالل ، ما يعين أن اجلمال 23"استبهامات الذاتباستمرار و

جسدا ثقافيا بالدرجة أصبح لجسد المثالي اأن على الرغم من ذلك إال لكن.اإلستحالة التخييلية كنموذج

و أخالقها، ،و قيمها،و ذاكرة اللغة،المخزون الفكريخاللمن اتنازليجدالللجسد أسسألنه ، األولى

لعبة تأملية"حياكي أصوله املرجعية لتجعلهمثاال لغوياباعتباره الصورة البالغيةيف هذه األخرية فبعدما سجنته

لكن دون إقصائها،24"سها الثقافةجماليات واقعية تأس إىل ، التأمل الجماليو ،حتوله إىل مشهد للمتعة

ألن ،قانون عام بالمواضعةالذي ال يقبل التعميم إال من خالل حتوله إىل لجمالي المثاليلللنموذج المعياري

ملك للذاكرة اإلنسانيةالنموذج الجمالي الجسدي هو جسد متخيل

إلعادة تركيبه يف متخيلة اللغة جمرد من خصائصه الظاهريةو،جسد من خلق المخيلةإنه ،الشهوانية الجمالية

، لكنه فصلاجلانب الفيزيولوجي و النفسيفصل اجلسد بني ما يعين ،طابعه الوجوديوفق منظور يسلب منه

،جسدا واعيا ذا مقصديةألن اجلانب النفسي جيعله ،جسدا ختيليايغدو، و الوجودية لإلنسانةوحداليفكك

.ال جمرد منعكس للرغبة اجلنسية أو حىت اجلمالية

، الخطابية الحسيةالمتعة اللذة ونحوموجها من أجل اآلخرجسدا، اإلختزال للجسدهذايجعل

هنا يغدو ، لالبالغيالطابع اللحمي للجسد في خطابهم على ألم ركزوا العرب يف اجلاهلية هذا ما جنده عند

النموذج اجلمايل للجسد ليبيناجلسد املوصوف كنتاج من أجل الواصف الذي يفرض عليه سلطة رغبته و نظرته،

86ص--مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 2386ص-املرجع نفسه- 24

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

75

و الدليل على ،لهو الكيان الرمزي،لكيان الطبيعي للجسداتربط اجلسد بني اليت عملية التشبيه من خالل

:25إنه تشبيه رمزي حممل بقوة الطبيعة و مجاهلا مثل،أعضاء الجسد األنثوي لنظيره في الطبيعةذلك هو تشبيه

بياض الثلجبياض الوجه

و صالبتهاالستدارتهاالرمانة، التفاحة الثدي

السوار لدقتهالخصر

لوردة، شقائق النعمان، األرجواناالخدود...

كجسد موضوع و التخييلية،الجسد هنا نموذج غير متحرك تكشف عنه الخواص التصويريةيصبح

مفصول عن معطياته و،اإلجتماعيالنفسي و جسد مقتطع من سياقه إنه، و التخيليمنح نفسه للرؤية

النموذج الجمالي لنخلص من خالل ذلك أن معايير . التي تمنحه وجوده الفعلي،و اإلدراكية،الحسية

،قصدية الشهوة في صياغة النموذج الجمالي الخطابيفيهتتحكم في الثقافة العربية قبل اإلسالمللجسد

الذي خيتزل اجلسد من وجوديته لتمتلكه ،كل رغبة هي نوع من العشق " ألن

ألنه يعرب عن الرغبة الكامنة وراءه، الناحية الليبيدية،و واقعا،ختيال

ته الواقعية بقدر ما ينغرس يف املتخيل يصو فيقدر ما يكون مغلقا و جمردا عن خص، ويكشف عنها احلاجب

الثقافة ، مبعىن أن عامل الرغبة و الشهوة املكبوتة للفرد حتددها حدود 26"يةانته الشهو ءافضاسساإلجتماعي، و يؤ

ثالثة أسس مرجعية ألصل وضعية من خالل للعالقات اإلجتماعيةاليت تسيطر على النشاط اجلنسياإلجتماعية

:هيباعتبارها معايير النموذج الجمالي الجسدي و

85ص -مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 2599ص-املرجع نفسه- 26

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

76

الرغبةو ،المتعة

الشهوة الجنسية

الجمال الجسدي األنثوي

، فإن متعة الصورة الذهنية و كيان واقعي ممكنلكن إذا كان النموذج الجمالي للجسد مزيج بين

حيث27"األنثوية تتم في الغيرية و تتحقق فيهاما يؤكد أن،و معرب ملقصدية الشهوة،هذا جيعل منه مرآة غريية

االثنتانبني اجلسد اجلميل موقع أن عينيماجلسد األنثى،يف وصفها أخرىوساطة أنثى من خالل ذلك يتم

.يستبعد الواصف و يأسر اآلخر

اإلسالم؟التصور لكن ما هي معايير النموذج الجمالي الجسدي في

و طقوسه الدينية حىت ،ال يعين حصره يف جمال سننهاإلسالميمن املنظور اجلسد إن احلديث عن

دافع اإلسالم عن اجلسد الفطري و الطبيعي من خالل ، بلة اإلسالميةو وجوديته يف الثقافة العربي،تكتمل صورته

كذاو،عن الجسد الدينيفي التصور اإلسالميفصل الجسد الذاتياليت تؤكد على عدمالواجبات الشرعية

ظهرية اجلسدفيما يتعلق مبني حىتاليتالنصوص التشريعية من خالل ، اإلجتماعي

شروط الزينة د حد اإلسالم ألندود،مع احلرص التجميلي احمللكن اإلستراتيجية المظهريةوفقالشخصي

حيث ...احلرير، السواك، و الكحلكالبساطة يف اللباس غري املزكرش، تشتمل علىاليت أخرى للمرأةو للرجل

:28يمكن تحديدها في مبدأين

99ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-مد أركونحم- 2799ص-املرجع نفسه- 28

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

77

:اإلسالميالرجولي فيالجسدمظهرية /أ

اتمع، و قد ،و الثواب،بني الفرائضالثقافة العربية اإلسالميةالصدارة يف زينة الجسداحتلت و

حني كان قيسامرئ ال"حيث اشتهر بذلك،و تتوسع منذ عصر اجلاهليةتقاليد الزينة الذكوريةبدأت تظهر

استقاللية و هو دليل على ،يتأهب للقاء معشوقته، لكنها زينة جتاوزت احلدود اإلسالمية التقليدية مبالغ فيها

المقدس إلى انتقلت من مظهريةإستراتيجيةإا ،29"اجتماعيةو حتوهلا إىل صفة ،عن احلدود القدسيةالزينة

و الوظيفة ،ظيفة الفرديةو بني الجيمع ا وظيفيا مزدوجا ارا ثقافيبوصفها تيالتواصل الثقافي و اإلجتماعي

.اإلجتماعية

، ألن اإلسالم حيدد زينة عمق تطهريي شعائري و ثوايباإلسالميالذكوري فيمظهرية الجسدشكلت

بل جيب عليه الربط ، الزينةموربأال يتحقق كوجود قصدي لهو نظافته،الجسد الذكوري في طهارتهالرجل أو

من خالل اإلجتماعية اليت حيققها ةصور اليفأمهية املظهر تكمن نأل،دينيةساطة يف اللباس و وظيفته البني الب

، لكن هذا ال 30"بصرية صورة الجسديشكل شهادة إضافية على ما "كصورة و شكل عن ذاتهإندماج الجسد

ختضع إىل مقصدية أخروية واضحة تركز على إميان األ،يسمح للجسد باخلروج من حدود الواجبات الدينية

.لرغبات الشخصية و كذا اإلجتماعيةاملسلم بالقيم القدسية جتاوزا ل

:اإلسالميفياألنثويمظهرية الجسد/ب

، و هي حقيقة تتوزع ضمن املتعة الذاتية جبماهلا الجمالالمرأة لها معادلة أكيدة و حتمية معنعلم أن

إن هذا الرتابط بني ،ما يجعلها كائنا مظهريا بامتياز،ألنثوية يف عالقتها باآلخر أو الزوجو حتمية طبيعتها ا

عالقة أنه من ناحية أخرى يؤكد على و اإلعجاب بني الزوجني إال ،لد احملبةو اجلمال الذي يو ،اجلسد األنثوي

99ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-حممد أركون- 29218ص-مرجع سبق تعريفه-النظافة تشكل صورة اجلسد-شلدر- 30

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

78

هلكن،حدود الزينة الذكورية و األنثويةعلى الرغم من أن اإلسالم وضع،هلا مسارها الليبيديبالجسدجمالية

على أثراملباشر اليوم، إنه حتول االنفتاحو ،و احلضارات،متايز جنده قد امنحى تدرجييا أمام سريورة الثقافات

تلوينات الجسد "القيمة الحضارية التواصلية الجديدة

:31قال املتنيب بنوع من احلسرةحيث ،"التواصلي

كأوجه البدويات الرعابيبما أوجه الحضر المتحسنات به

حسن الحضارة مجلوب بتطرية و في البداوة حسن غير محبوب

و من هوى كل من ليست مموهة تركت لون مشيبي غير مخضوب

لمتخيل اإلجتماعي من خالل ما اكتسبه انتقل الجمال من حدود الشعائر الرمزية و الدينية إلى ا

الجمال جعل ما ،ذو الصيغة الواقعية كأساس واقعي للجمالللنموذج الجسديمن دالالت ثقافية

و كانت بدايات ،مجال التداولأخرجته إىل اليت الوظيفة اإلجتماعية للتجميل ينتقل إىلالجسدي الشعائري

انخاضعمابل ه، يةان إلى حدود مجال المقدسات األسر و الغلمان، باعتبارهما ال ينتمي،القيانذلك مع

و ما ،المظهر لهندسة الجسدإستراتيجيةالتواصل عرب ا صريورة ثقافية على ما يؤكد، و المتعةلالستهالك

،الغواية و الصمتإذا هو تواصل بين ، إلتصال األخرى كاخلطاب اللغوييرتسم عليه هو تواصل يوازي أنواع ا

.و فعل سحر الجسد باسم اإلهتمام بالذات،بين سحر الكالم

ما يعني أن النظر شرطا أساسيا من شروط الغواية و الجمال مدخال للحب و العشقميكن اعتبار

التي تتولد الدهشة الوجودية و الخطابية"ألنلذلك نادرا ما يبقى احلب على السمع وحده، ،تلقي الجمال

هذا ،كإحالة على المصدر القدسي للجسد و الجمالترتجم من الناحية الدينية الجماليرؤية المظهرعند

44ص-مرجع سبق تعريفه-املرأة عند العربمجال -صالح الدين املنجد- 31

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

79

و دهشتها ،اليت تنطق و تعرب عن ضمنهاالمتعة الجمالية البصريةمن خالل لدى المتلقيوقعا جمالياما ينتج

و تأكيد وجود المتلقي في اآلن ،تثمين وجود اآلخرضمن الجمال الحسيةيعرب عن صمت صدمة بخطاب

إلى الجمال من الجمال المثالي المتعاليانتقال النموذج الجمالي الجسديو هو ما يؤكد ،32"نفسه

اإلنتقال؟ما هي ميكانيزمات هذالكن . كإستراتيجية مظهرية تحقق الغوايةالوجودي المحسوس

بل هو بدل ،جماز اجلسد و صورته املركزيةإنه "مركزي في الداللة الجسديةالعنصراليشكل الوجه

ما جيعله تعبريية مكثفة هلا ذاتيتها كحلقة أساسية يف المكشوفة لآلخراألنا الحميميةألنه يشكل ،الفرد بكامله

حيفز الثقب " ما يعين أن الوجه هو مهزة التواصل و اإلتصال يف البناء اإلجتماعي، ألنه،33"التبادل اإلجتماعي

إنه أو كامريا ،أو تولعا،إنه يشكل الثقب املظلم للذاتية بوصفها وعيا،إليه التذويت ملمارسة فعلهالذي حيتاج

، إنه بداية كل فلسفيا معنى لوحدهالواقعي ليصبح ما يعين أن الوجه يتجاوز بكثري الطابع التواصلي ،العين الثالثة

.ها لوجهض أن يكون املتخاطبان وجخطاب ألن الوضعية التواصلية تفرت

، و هو ما يعرب عن القوة 34" العين باب القلب"، لذلك قيلفي العينينتكمن قوة الوجه و جماله

خالل حديثه عن عالمات احلب يف طوق الرمزية هلذا العضو الفيزيولوجي، و هو ما أكده ابن حزماحلقيقية و

، 35"و املعربة لضمائرها و املعربة عن بواطنها،الشارع، و هي املنقبة عن سرائرهاالعين باب النفس"فقالاحلمامة

،ما يعين أن العني حتتل مكانة هامة يف الوجه باعتباره مرآة الشخص و الشخصية

شديدة التعبري مثل التعبري عن احلب من خالل النظر، االشتهاء، الرفض، القبول، اخلوف، األمل، االحتقار و

101ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-حممد أركون- 32102ص-املرجع نفسه - 33م1994/ه1414-الطبعة األوىل-طنطا-دار الصحابة للرتاث للنشر و التحقيق و التوزيع-حباسة البصرأحكام النظرالنظر يف - قطانالبن ا- 3415ص

-بريوت-املؤسسة العربية للدراسات و النشر-حتقيق إحسان عباس-اجلزء األول- طوق احلمامة- رسائل ابن حزم األندلسي-بن حزم األندلسيا-35591ص-1987-الطبعة الثانية

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

80

و ما استعصى عنه الكالم بالفهم ،العين قاموس كالم و دالالت تعبيريةهذا جيعل ، 36"...اإلمشئزاز، اإلحرتام

إا حتمل بكل وضوح . بنظرة معربةفالعني ميكن هلا أن تعوض ذلك اجلسد لغة لة ل دال ثر األك هي نظرة ا ال إذ

:37األحاسيس و اإلنفعاالت و العواطف فقد قال الفرزدق

ت عيونهم و العين تظهر ما في قلب أو تصف38*إن كاتمونا القلي .نم

يعين هذا أن العني أو النظر يعكس وجه اآلخر و جترده من كل أسراره و جتربه على البوح، فالنظر لصورة

أن الصورة ال ترسم يؤكد ذلكمفتوح على الداخل و اخلارج معا، و ،كالم مكبوت يف الالوعيلاجلسد هو نظر

النظر،/العين(الثنائيات المترابطةلة من على مجل املرءهنا حيي،جدلية العالم الباطن و الخارجإال من خالل

رمزية ةلغذاتمركز الخطابذلك جيعلها ،تشكل العين مركز الوجهحيث )الكالم/النظر=النظر/اللغة

إا العضو ال ، اصة تعجز ماأمام التواصل الغوائيؤدي وظيفةألا تة،سيميائي األكثر ثراءا يف اإلشار خ

،قوة الحياة تتركز في العينينو التعبري مهسا فإن ،إذا كان الفم مغلقا"قيل، لذلك األجبديات على قوله

أو ،و يتوسل،و يسخر،و يكذب،و يرفض،و يقرتح،فبامتالك لعبة األهداب يتحدث النظر إنه يوافق

.39"ما يعين أن الوجه غري املعرب يشبه القناع املطاطي...يصمت

باختزال الجسد في الوجهو الرمزية اليت تسمح ،يعرب عن القوة الواقعيةالعينتمركز الزينة في إن

صورة جديدة جتعله يتجاوز بكثري وظيفة اللباس جبميع الجسدمتنح للوجه أو كما،من خالل التواصل الغوائي

ما يمنحوالوجه هو الجسد الثاني للمرأةيعترب اإذ، صورة الجسدصورة، أي أشكاله، ضمن صورة الصورة

اتمع-ية السحريي بن حتريةصوف-36 - تونس-دار حممد علي للنشر-دراسة أنرتوبولوجية لبعض اإلعتقادات و التصورات حول اجلسد-اجلسد و 92ص2008-الطبعة األوىل

92ص-املرجع نفسه- 37البغض:القلى بكسر القاف*

فضحت، أو أظهرت ما هو مكتوم:منت102ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-حممد أركون- 39

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

81

لكن إذا كان وجه الجسد الثاني للمرأة، فما هي قوانينه، .للجسد البيولوجي وجوده الثقافي و اإلجتماعي

و معاييره الجمالية في التصور اإلسالمي؟

ان دف ، إال على الرغم من النظر لغوي للجسد األنثوي نه ك ه حرمو هو ما املتعة و الشهوة حتقيقي أ

روى " حيث، 40"صيانة النفس مما تثريه الرغبة اجلنسية من افتتان من خالل النظر"فرض غض البصر، واإلسالم و

ابن كثري أن حمدثا يدعى أبا احلسن علي بن حممد البغدادي كان صبيح الوجه، و كان له جملس حيضره الرجال و

، و هو ما يوضح دليل االرتباط 41"النساء فإذا جلس حيدث و يعظ وضع على وجهه برقعا ليخفي حسن وجهه

ب الرجل إىل املرأة و ، فاجلمال ميثل قوة جتذ)الجنس+الفتنة+النظرة+الجمال(القائم يف األذهان بني

أكد الفقهاء على أن تكون متحرزة أن "اعترب صوت املرأة عورة لذلكفقد جمال الصوتأما العكس صحيح،

.سبب يف الشوق و اإلثارةن أقل من زنا العني قداحة فكالمهااألذزنا، ألنه ال يعترب42"يسمع صوا

إال أن العرب خصصوا ،إذا كان للخطاب اللغوي دوره يف التواصل الغوائي إىل جانب لغة اجلسد لسحره

كتاب القيان ، طيفورالبنبالغة النساء "، أهمها ما ورد فيلتففن المرأة في القول و الخطابمصنفات كثرية

43"...اإلماء الشواعر للسيوطي، القيم اجلوزيةالبنأخبار النساء ، كتاب القيان للجاحظ، األغاينو لألصفهاين

و بالغتها اليت توازي وجودها ،به يف العصر اجلاهلي نظرا لفصاحة املرأةرتفامعجمال المرأة الخطابيفقد كان

و ،مدى ظرفها"بل تعداه إىل البحث يف،على حسنهاجمال القينةلم يقتصر فأما يف العصر العباسي ،اجلمايل

اتمع-لسحريي بن حتريةوفية ا- 40 93ص- مرجع سبق تعريفه-اجلسد و 162ص-1992-لندن-دط-حتقيق بالل عطية-حتفة العروس و متعة النفوس-أمحد التيجاين- 41162ص-املرجع نفسه- 42107ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي- حممد أركون-43

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

82

اا لفنون تق لتقل كل واحدة منكما :فقال هلما،جاريتانللالرشيد قول " هذا ما أكده،المحادثة و المسامرةإ

:44قالت األولى. شعرا فمن كانت أرق شعرا باتت عندي

أنا التي أمشي كما يمشي الوجي يكاد أن يصرعني تغنجي

:قالت الثانيةو

كالمي اللؤلؤ حين ينثرأنا التي لم يرى مثلي بشر

أسحرت من شئت و لست أسحر لو سمع الناس كالمي كفروا

من خالل الرتكيز ، األنوثةوسحر الجسد و فعل سحر الكالمتوازي بينالتكامل و النستخلص هنا

أن يعنيما ، تطور النموذج الجمالي و محدداته العامةو هذا دليل على ،و ظرف اخلطاب،على اجلمال

إال أنه ميثل أحد أسس التواصل بني ،اليت يقدمهاالمظهرية الغوائيةاإلستراتيجيةالمظهر الجسدي بالرغم من

اتمع لفرد و ليغين و يثري بذلك التواصل اللغوي من ،و احلضاري،و الثقايف،اإلجتماعياالنتماءباعتبارات "ا

خالل حضور اجلسد بصورته احململة، إنه رسالة مسننة يكفي امتالك الرغبة يف فكها حىت يتم التواصل أو إعالن

مبجرد تأطره بالتحوالت يتحول الجسد كيانا بالغياإذا ،45"انبثاقه يف كل املتعة البصرية و اجلسدية اليت يفرتضها

لصريورةو منوذجيا غري أن تارخيية النموذج و تغرياته ختضع ،، جسدا مثاليادو جسدا خطابياليغالتصويرية

و كذا اخلطابية الذاكرة الليبيديةو السياسية ألن متخيل اجلسد هو منغرس يف ،و الثقافية،التحوالت اإلجتماعية

.للفرد

فعل من أفعال باعتبارهقدسية الجسدحيدد إال أن اإلسالم لرغم من الذاكرة الليبيدية للفرد،لكن على ا

،تصوير الجسد الكليم كل فعل و تصوير يتجاوز هذه القدسية اخلاصة باجلسد اإلنساين مثل لذا حر ،الخالق

53ص -مرجع سبق تعريفه-املرأة عند العربمجال -صالح الدين املنجد- 44108ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي- حممد أركون-45

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

83

اليت قاعدة صورة الجسدو هي ،"دالة على اخللق و التصوير اإلهليو شفافيته ال،

و ،، هو صورة تنطبع على اجلسد فتغري من مظهره من جهةتحريم الوشم على الجسدمثل ، حيددها اإلسالم

الجسد المظهري للمسلم، ما يعين أن 46"تستعيد فيه ممارسة مظهرية تنتمي للتصوير الوثين يف متعالياته األنيمية

اليت،)هي و اإلباحةالنو ،التحريم و التحليل(قاعدتي ألنه خيضع إىل محدداته القدسيةجسد نمطي لههو

:47الجدلية حدد اإلسالم النموذج التزييني وفق قاعدتينحتدد هويته الدينية و احلضارية، انطالقا من هذه

يتم مبوجبها حتويل اجلسد وفق ما يالئم مبدأ النظافة ،ال تتطابق مع الطبيعةقاعدة ثقافيةهي :قاعدة الفطرة

.و اإلختالف عن أهل الكتاب

تعين اإلنزياح الكامل عن كل ما خيالف مقاصد الشريعة اإلسالمية العامة:مة الرمزيةئقاعدة المال.

ال يزال يعيشها اليت و ،اليت عاشهاالتحوالت الحضاريةأماملكنهما قاعدتان تخضعان للنسبية التاريخية

و ،طبيعة التحوللالصيرورة الثقافية، كدليل على االنفتاحو ،و املدينة،

.المظهر الجماليالواقع اإلجتماعي و اليت جتمع بني و التصورات الذهنية ،اإلنتقال يف املمارسات اإلجتماعية

ذا كان تتحدد ضمن قصدية مزدوجة بني الثواب و احلواس، لكن إجمالية الجسد من المنظور القدسيذاإ

و ،تشكل له أدوات تظمن له مجاله وفق الرغبة اإلجتماعيةاإلسترتتيجية المظهريةفإن،اجلسد معطى غري جاهز

الغواية العالئقي ضمن حدود الحضور اإلجتماعيحنو آفاق النموذج الجسد الدينيالذاتية متجاوزا بذلك

. البصرية و الحسية و الفعلية

92ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي- حممد أركون-4693ص-املرجع نفسه - 47

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

84

:تهاتأويالالجسد وصورة /3

و البحوث يف جمال األنثروبولوجيا الثقافية من جهة ،طرأت على الدراساتتفرض التطورات اجلديدة اليت

إعادة النظر يف أحد ،من جهة ثالثةالتصورات المرئيةو ،من جهة أخرىالتحليالت السيميائية المعاصرةو

الجسد إشكالية تحريم تصوير هي ،اإلسالميالفلسفي و ،أهم اإلشكاليات اليت عرفها تاريخ العرب الثقايف

، عصر الرقمنة الذي أعطى األولوية للصورة كداللة LE VISUELعصر سيادة البصرييف المقدس اإلسالمي

،اللغوية، و الثقافيةالذاكرة العربية لغوية رمزية عاملية تفرض سلطتها يف صلب

. و حىت الرتبويةبلو الثقافية،،و العلمية

أحد أهم االمتدادات الجوهرية التي أسست لجدل فلسفي معاصرالجسدصورةة قضيجعل هذا

أ)الصورة/الجسد، المقدس/الجسد( يربط بنيمتغيراته صورة الجسد الرقمية كنشاط بصري لما ثنائيةا، ع

السيميائيات التأويلية و التأويل من خالل ،و التزاوج بني التحليل،التكامل"عربلغة داالن لمدلول واحدمتثل

على الرغم من لكن . 48"، ما يعين التفاعل املنهجي الذي حيقق لنا الوسيلة الفضلى للتعاملو التحليل البالغي

،و شائكا يف الثقافة العربية اإلسالمية، لألسف هناك من يرى ذلك،موضوعا حساساتصوير اجلسدال يزال ذلك

.الثقافي، و الفني، و الجمالي، و االجتماعيالسياق نضوجحكم على الحدود اإلسالمية بعدميو بل

التصور اإليديولوجي الجسد عورة في " كجسد له حرمته و قدسيته، ألنالجسد اإلسالمينفيص

تعريته و فاألجدر أن يحفظ و يستر، ال أن يتم تجريدهاإلسالمي عورةإذا كان اجلسد لكن ،49"اإلسالمي

يركز على هندسة الفن اإلسالمي، لعل هذا ما جعل و الجمالي لثقافة ناضجة عالمية،باسم اإلبداع الفني

- الطبعة الثالثة-بريوت لبنان-دار الساقي للطباعة و النشر–ترمجة و تعليق هاشم صاحل –نقد و اجتهاد -الفكر اإلسالمي-أركونحممد -4837ص-1998

30ص-1997-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-دار الساقي- رموزية الطهارة و النجاسة-إيديولوجيات اجلسد-فؤاد إسحاق اخلوري- 49

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

85

القائم على الرسم األيقونيفإمنا يربز بوضع تشكيلي يشبه برز الجسد في العمل الفنيو إن ،احلرف و الزخرفة

و ،كثرية من خالل اخلطجدت الصورة يف الثقافة العربية اإلسالمية منافذكما و رمزية الصورة أكثر من مجاهلا،

الممارسة التصويرية ، هلذا جند أن مل متنع كلياالصور التجسيميةما يعين أن ...الشعر،البالغة،التصور الصويف

حيث، قد ظلت توازي الكلمة في وظيفتها القدسية

.جزئيتها كالساق و األوراقفنجدها من خالل ورة النباتية و الطبيعية جمردة من هويتها اإلنسانية، أما الص

فن ، و الزخرفة إىل فن الخطمت حتويل اخلط من وظيفته الكتابية إىل انطالقا من مشولية التصور اإلسالمي

"ثحيالسلوك الجمالي اإلسالميتشكل نوعية الصراع املكتوم يف املمارسات الفنية ضمن ، هي فنونالتصوير

الذي يتجلى يف 50"و الثقايف ضمن التوازن اخلفي الذي مينحه النصوص التشريعية،خضعا لصريورة التطور التارخيي

فنون التجريد أكثر من شهد تطورالذي ، هذا األخريخلفية فنون الصورة يف العامل العريب احلديث و املعاصر

الجسدلكننا جند ،باإلضافة إىل تطور فن الصورة و الفوتوغرافية،التشخيص و كذا التشكيل أكثر من النحت

الجسد إلى عالقة فنية ال صورة يحول الفنان هنا .ليتم جتهيل رأسه و وجهفي أطرافهعلى األغلب مفككا

و ،الثقافيةبمرجعياتهأمام المتلقييف ذات الوقت مفتوحالو ،هوية لها

.اإليديولوجية، احلضارية، إلجتماعيةا

لكن إذا كان تصوير الجسد اإلسالمي عالقة فنية يبنيها الفنان من خالل أجزائه دون كليته، كنشاط

بصري، فما هي حقيقة تصويره بفعل البصيرة؟ و هل تتبناه ضمن كليته؟

،و اخليال جدلية الحقيقةفسر التصور العرفاني مجال الصورة في ظاهرة التجلي، و الكشف ضمن

و املنزه، من خالل التصور اإلسالمي للوجود، باعتباره يقوم على جمموعة من الثنائيات املؤسسة بني اإلهلي

138ص-مرجع سبق تعريفه- الفكر اإلسالمي-أركونحممد - 50

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

86

للتأويل يف الفكر اإلسالمي سواء " ، حيث خضعت هذه الثنائيات الصارمةاملرئي و الالمرئيجتلي ،اإلنساين

الذي المسلمينينابن عربي باعتباره أكبر المتصوفمن بينهم،51"ميبإتباع النظر الفلسفي أو الصويف الكال

و أنت مرآته في رؤيته ،فهو مرآتك في رؤيتك نفسك" فقالمرآة تعكس عظمة الخالقالوجوديرى أن

أا، ما يفسر العالقة بني العلوي و الكائن الدنيوي 52"و ظهور أحكامهائه،أسما لى ف إحدامها عالقة تكش ع

:53بنيتكشف مييز لكنه ،المرآة فضاء للصورة أصالاآلخر ألنيف

الذي يعطي اهليأة املوضوعية للكائن:الشكل الوجودي.

هي ما تستنبطه الذات العارفة من أثر ذلك الشكل: الصورة المرآوية .

جاوز ألنه بدوره حقيقة تت،التي تؤدي إلى الحقيقةالخيال عند ابن عربي هو الملكةيعني ذلك أن

أي بني الصورة العينية احملسوسة املتخيلة حيث ،واقعية احلسي و تشتغل يف املدى الرابط بني املرئي و الالمرئي

هلا هذا احلكم ملا قال لك أعبد اهللا كأنك تراه الخيالفلوال أن الشارع علم أن عندك حقيقة تسمى "قال

و الرؤيا اليت ال "بقدر ما هي نتاج فعل البصيرةالصورة الصوفية نشاط غير بصريما يعين أن،54"ببصرك

"يف قوله، ألن الصورة البصرية تغدو من هذا املنظور كما يؤكد ابن عريب55"ختطئ كما خيطئ اخليال و الصورة

ألن ،من خالل مرآته مع لغز الكون و حقيقتهالصوري الفعليو جوهره مدلوله ،جمرد دال حيوي بني أحضانه

و عليه فإن الصورة عند ابن عربي هي حقيقة . 56"هرة و جمرد تشبيه أما احلقيقة الصورة فهيحدود البصري ظا

130ص-مرجع سبق تعريفه-الفكر اإلسالمي-حممد أركون-51- 1891–الطبعة الثانية –لبنان-بريوت-دار الكتاب العريبالناشر–اجلزء األول- حتقيق أبو العالء عفيفي-فصوص احلكم- ابن عريب-5226ص 382ص -1988-دط -الرباط-منشورات عكاظ-و التجربة الصوفيةالكتابة-منصف عبد احلق-5327ص-املرجع نفسه-54306ص-ت د-دط-بريوت-دار صادر-اجلزء األول-الفتوحات املكية-ابن عريب-55306ص-املصدر نفسه-56

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

87

حيث و الكشف،تبلغها الذات عبر تقابل المرايا من الرؤيةجوهرية متجاوزة للحضور الحسي الشكلي

:57قال

إذا تجلى حبيبي بأي عين أراه

بعينه ال بعيني فما يراه سواه

صورة الجسد تتوسط الجدل الفكري، و الثقافي بين الصورة الرقمية، و الخيالية، أنلنستخلص

، الواقعي و الخطابيإنه جدل يربط بنيحيث تقابل األولى فعل البصر، أما الثانية فيجسدها نشاط البصيرة،

و بلورته بني جممل يالجسد اإلسالمجبه مثة تواطأ تارخيي خيتزل مبو بني احلقيقي و املنزه، ما يؤكد على أنه

ل يليس من قب، و كذا الصور الرمزية، هذه األخرية اليت و اجلمالية،و اإلبداعات البالغية،املمارسات الشعائرية

اعتباطا أن يكون ، كما ليس باخلاصية التقديسية لألوثاناإلسالم أسس هلا عالقة و ارتباطاالصدفة أن يكون

بني الصلة جانب هام بل كله ينبع من أصل، املقدسة وثيقة مبفهوم اجلسدمفهومها ذا عالقة لسانية و داللي

اجلسد يشكل أساسا يف ما يعين أن. سواء كان واقعيا أو خيالياتصوير الجسدبالتجسيم، و التشخيص، و

قضايا الصورة و باعتبارها ال تنفصل عن الخواص المقدسة للجسدالتصور اإلسالمي للوجود من خالل

، على هذا األساس من منظور الثقافة العربية اإلسالمية للكيان اإلنسانيالمركزية الجماليةالتصوير، و كذا

ألن ، أو يتجاوز أو حتى يكرر األصل،ال يمكنه أن يضاهيالصورة مجرد تمثيل جامدعترب اإلسالم أن ا

إنها إنه المتعالي المالك لوحدة و حقيقة الوجود الحقيقي في التصور اإلسالمي للوجود يتجاوز كل حسية

و ،رق بين الصورة الطبيعيةيف ألنها الجوهر الذيو غير فاعل ة،غير حي ةجامدجعل الصورة الروح التي ت

.الصورة المحاكية

323ص-مصدر سبق تعريفه-اجلزء األول- الفتوحات املكية-ابن عريب- 57

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

88

:خطاب الجسد العرفانيثالثية ، )الرجل، الحق، المرأة(/4

خطابه المتميزيمتلك" و الروحي ا اخلاص به كما،ميتلك معجمه اللغويتيار فكريلصوفيةتعترب ا

المؤمن و و التوحيدي بني ،نتيجة اللقاء احلميميالتجربة المعاشةالقائمة على أساس،58"و نظرياته املتفردة

و اإلضراب عن زخرف الدنيا و زينتها فيما يقبل عليه ،العزوف عن احلياةمن خاللهي جتربة موضحة اإلله

خالل ،و اإلنفراد عن اخللق يف اخللوة للعبادة،و جاه،و مال،اجلمهور من لذة

الذي تغذي المريدالتجربة اليت حتظى بالتأمل على هذا النحو "، وو تكشف الحقائق الربانية،حجب الحس

الصوفي بهبة و يرد عليه،هبة مجانية من اهللابصفته"عاشامل، ذلك السلوك59"السلوك الصوفيينخرط يف

.60"حدة مع اهللاو خصوصا عندما يتوصلون ملرتبة العشق و المحبة

البعد و هو اكتمال يفسره ،اكتماله الروحيمن خالليسعى الصوفي إلى تحققه الوجودي

ااعربالفلسفي لق ذ اخل ألن العبد يرتدد بني حالني مها الوجود و العدم شوقا لشهود احلق الذي أوجده ،رحلة

ب عن وطنه األول ااغرت جيعله يعيش حلظةاملمكن أو اإلنسان ألمر احلق له بالوجود استجابةإن،بكلمة كن

ال حيقق له مسعاه، فريغب يف املادي فيكتشف أن وجوده رؤية الحقمن أجل هذا العدميغادرلكنهالعدم،

، غربة العارفينيعيش املريد هذه احلرية ، خاللألنه بذلك يكون أكثر اقرتابا من احلق،العودة مرة أخرى إىل العدم

وطن إمكانهو احلق ليس وطنه اإلمكان، فيفارق العارف ،احلقاليت تتمثل يف مفارقته إلمكانه، رغبة منه يف بلوغ

، فكان لريى موجوده فاغرتب عن وطنه الذي هو كن فسار إلى الوجود"سمع قول احلق لهحني ي،هلذا الشهود

157ص-مرجع سبق تعريفه - نقد و اجتهاد-الفكر اإلسالمي-أركونمد حم-58160ص - املرجع نفسه -59158ص- املرجع نفسه -60

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

89

يقول ...مل يشهد احلق الذي سارع إىل الوجود من أجله...العدم رغبة يف شهود من قال له كن فلما فتح عينه

.61"صايف بالوجودفأردت الرجوع إىل العدم فإين أقرب إىل احلق يف حال اتصايف بالعدم مين إليه يف حال ات

، هذا ما أكده ابن عريب عن وطن القبضةاغتراب دائمنحو بلوغ الحقيقة يتحدد سفر العارفين

رباإلغرتاب عن وطن القبضةحيث يبدأ " حني قال مث عمرنا بطون ،حني أشهدنا اهللا على ربوبيته يف عامل الذ

لوالدة فكانت الدنيا الوطن، و اختذنا فيها أوطانا فاغرتبنا عنها األمهات فكانت األرجام موطننا فاغرتبنا عنها با

فعمرناه مدة املوت فكان وطننا يسمى البرزخ، و سياحة إىل أن إغرتبنا عنها بالكلية إىل موطن تسمى سفراحبالة

بني املنزلتني و يتخذ كالماشي في سفرهو اإلنسان يف تلك األرض ...مث اغرتبنا عنه بالبعث إىل األرض الساهرة

آخر األوطان التي بعد ذلك إحدى املوطننني إما اجلنة و إما النار، فال خيرج بعد ذلك و ال يغرتب و هذه هي

فال العارفون أما "املتوسطون و املريدونمنزلة ينزهلا نسبية، و هي الغربةأن بذلك، يعين62"ينزلها اإلنسان

أعيان ثابتة يف أماكنهم مل ألم،فليس عندهم غربة أصالء على حقيقتهايعرفون الغربة ألنهم يرون األشيا

ر يف املرآة الحق مرآة لهم ظهرت صورهم فيهو ملا كان "، يف هذا يقول ابن عريبيربحوا عن وطنهم ظهور صو

ام أعي لصور لك ا هي ت منازل الرجال فمرتبة الغربية ليست من...فما اغرتبوا و إمنا هم أهل شهود يف وجود...فما

و الغربة عند العلماء ،فهي منزلة أدىن ينزهلا املتوسطون و املريدون أما األكابر فما يرون أنه اغرتب شيء عن وطنه

لكن إذا كان سفر العارف هو بلوغ الحقيقة، فكيف يتجلى ، 63"باحلقائق يف هذا املقام غري موجودة و ال واقعة

بين النفس و الجسد؟ذلك

528ص-مصدر سبق تعريفه-اجلزء الثاين-الفتوحات املكية-ابن عريب-61529ص-املصدر نفسه -6248ص-مصدر سبق تعريفه- اجلزء الثاين- الفتوحات املكية- ابن عريب- 16

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

90

تبار أن اجلسد ، على اعثنائية دائمة الحركةيدخل يف ليتجرد اجلسد العرفاين من ماديته إىل الروح

أطواريف الفناء مع يتكشف الجسد لذاتهلكنه ،و شهواته،لذا يبقى التشوق خارج ملذاتهاخلالص ينبغي خلعه،

الشخص المحدود لينتسب إلى يفارق الجسد العرفانيحيث،ابتداء من التوحد إلى اإلرتقاءالمحبة

لكن هذا ال يعين انفصال، المعراج الروحيوسيلتهم يف ، ألن اجلسدالكليالذي ميثل جتليالجسد الكوني

ال ميكن للروح أن توجد إال من خالل فالتماهي، و التكامل بينهما اجلسد عن الروح، بل هو سفر يؤكد على

تشكل ا و هي األخرى تتشكلاجلسد الجسد كل روح ظهر "به، و هو ما أكده ابن عريب يف قولهألنه ي

. 64"جسم نوراني أو ناري

ائه العضوي لصعود إىل عامل تتوحد فيه األشياء و يشعر اإلنسان بانتمابداية يشكل الجسد العرفاني

معراجا للروحو الشوائب حىت يصبح قادرا على أن يكون ،تنقية اجلسد من العوالقمع اجلسد الكوين، من خالل

فاعل و حيوي يف عملية الدفع بدورخالل هذه اللحظةيقوم اجلسد ، وجود أرقىبوجوده األدنى يستبدل ل

يصبح أكثر حضورا من الطرف احلاضر ال أن تغييبهإ،لوصول إىل الروح على الرغم من حماولة تغييب اجلسدل

ألن املعرفة التامة ، بحضور الجسد و الروح معايعين أن اخلطاب الصويف يلح إحلاحا شديدا ما،الذي هو الروح

و ما يعلم من العامل إال قدر ما "، هذا ما أكده ابن عريب يف قولها حضورا تاماال حتدث إال عن طريق حضورمه

فال يمكن للجسد أن ينفصل عن و الروح معنى،لما كان الجسد لفظاو العامل ظل اهللا و ،يعلم من الظالل

اجلسد ا و تتشكل به، أي أنه كن للروح إال أن تكون موجودة بواو ال مي،الروح تشكل يث ي اجلسد ح سطة

و فيه يتجلى،الجسد قبة اهللافاملاء شكل إنائه و ملا كان ،تلك التي تتلون بتلون الجسدغطاء لجوهرة الروح

26ص -مصدر سبق تعريفه-اجلزء الثاين- الفتوحات املكية-ابن عريب- 64

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

91

، يؤكد هذا على قيمة اجلسد باعتباره قبة يتجلى عربها 65..."ى السواءمن خالل الممكن بالفعل، و القوة عل

يمكننا اعتباره تكشف مشترك ، أمام المتناهي ضمن حدود الجسدة لحظة تكشف الحقيقالكلي، و هي

.بين حقيقة الكلي، و تكشف لحقيقة و قيمة الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي

ألن الصويف يف حلظة بدايته حجابا مرحليابوصفه "يالعرفانصة للجسدالخالالقيمة تتحدد

شرط اجلسد من منظومة التواصل رغبة يف الوصول إىل احلق و من ناحية أخرى ميثل ،و الزهد للعزل،بالعزلة

اإلتصال رغبة يف الموت و هي املرحلة اليت يكون فيها حباجة إىل االستبعاد من خالل ،حجابا إستراتيجيااجلسد

يعين ذلك أن،66"األعظم

بني احلياة، و املوت، و احلقيقة، هذه مفارقة الجسد العرفانياإلنفصال بني الروح و اجلسد، نستشف هنا

العامل متوهم ماله "لنا ابن عريب ذلك من خالل قولهاألخرية اليت ال تتحقق إال باتصال الروح و اجلسد، يفسر

و ليس كذلك ،خيل إليك أنه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحقأي ،وجود حقيقي و هذا هو معىن اخليال

ألنه يستحيل على الشيء اإلنفكاك عن ذاته ،يستحيل عليك االنفكاك عن ذلك اإلتصاليف نفس األمر،

يؤول ابن عريب العالقة بني الروح و اجلسد، ،67"ما هويتك، و ما نسبتك إلى الحقفاعرف عينك ما أنت، و

أن نسبة اجلسد إىل ، حيث يرىو يكشف عن أمهية اإلدراك و املعرفة يف الوصول إىل حقيقة الذات و الوجود

البشر ال " ألنخللق متصل باحلق، الروح كنسبة العامل إىل احلق كالمها متصل باآلخر، فاحلق متصل باخللق و ا

يستطيعون تصور الغيبيات بالعقل النظري وحده، بل ال بد هلم بشك أو بآخر من قياس يتوسل باألجسام تشبيها

الطبعة -لبنان-بريوت- دار صادر للطباعة و النشر–الغرابحممودحممود حتقيق -اصطالحات صوفيةكتاب -رسائل ابن عريب-ابن عريب- 65529ص -1997-األوىل16ص-مرجع سبق تعريفه -قراءة إستطالعية-اجلسد يف الرواية العربية املعاصرة-سعد الوكيل- 66102ص-دت-دط-لبنان-بريوت-ر الكتاب العريبالناشر دا- اجلزء األول- فصوص احلكم–ابن عريب - 67

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

92

يقدمون عليه انطالقا نزوعا بديهيامل تكن إرغاما بقدر ما كانت حتمية الجسد عند الصوفيةفإن ،أو تعطيال

.68..."ال بوصف و ال يسمى باسم،ق

لتصور اجلسداين يضعنا على الثراء اخلاص الذي ميثله هذا املنبع اخلصب الدراسات املستمرة و املعمقة لإن

فإن األنا الوجودي هو التجلي للذات اإللهيةإذا كان "ة اإلسالمية من التصور الفلسفي ويف الثقافة العربي

التجربة الصوفيةو هو احلجاب الذي جيب أن ينقضي لتصل ،اجلسد هو التمثيل املادي لتلك األنا

و هو الذي عليه أن يقبل ،األنا المخلوق هو عين هذا الحجابو لكن ،شرط للحباحلجاب ما هو إال

إىل إفناء همسعيمن خاللجسدقيمة ال، و اخللوة عند الصوفية تأكيد على 69"التضحية بنفسه و جيذب

:أمرين، حيث يتحقق ذلك من خاللحجابا مرحليابوصفه أجسادهم

الزهدبواسطة التدرج الروحي.

تصوريا يتم التخلص من عناصر اجلسد ختلصا :التخلص من عناصر الجسد تخلصا تصوريا بالمعراج

ضمن نطاق و متاثله مع بناء العامل، أصل اإلنسانحتديددفو ذلك لطبيعة املعراج املعرفية بالمعراج،

التي تشكل حجابا أمام العالئق األرضيةعرب التخلص من لتتم المعرفة، و يأيت املعراج تأويليةالمعرفة ال

مث يتم التدرج يف معرفة العامل، لتليها العودة مرة أخرى بعد أن تغري شيء عميق من معرفة الذات اإلنسانية،

لذلك ال يرتدد الكاشف عن وعيه هلذه احلقيقة يف إنكفائه إىل اجلسد الصغري اجلسد طهر روحه، و تالسالك

:71يقول ابن عريب يف هذاكما ، 70"الشخصي، و اجلسد الكبري العامل

الس البلدي ملدينة مكناس- احلكاية و الربكة -املتخيل و القدسي يف التصوف اإلسالمي-شغموم امليلودي-68 ات نشور - الطبعة األوىل- م46-45ص ص -1991

دار ابن سينا -مؤسسة املذهب اإلشراقي-ترمجه عبد الرمحن بدوي-ضمن شخصيات قلقة يف اإلسالم- السهروردي املقتول-هنري كوربا- 69190ص -1995-الطبعة الثالثة-القاهرة -للنشر321ص-مصدر سبق تعريفه- السفر الثاين-الفتوحات املكية–ابن عريب - 70161ص-مرجع سبق تعريفه - املتخيل و القدسي يف التصوف اإلسالمي-امليلوديشغموم - 71

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

93

لما أراد اإلله الحق يسكنه لذلك عدله خلقا و سواه

رت هذا في الشرائع إيماناظهرت إلى خلقي بصورة آدم و قر

:و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي

الجسد الصوفي بلوغ لحظة العرفان

اإلنتقال من الجسد الكوني الجسد لعرفاني

مرحلة الزهدمرحلة الجذبمرحلي حجاب إستراتيجيحجابالجسد التدرج الروحي

لحظة الموتوغ المعرفة الحقيقية بلالتخلص من أعضاء الجسد

رغبة اإلتصال األعظم

التجلي الكلي عبر األنا الوجودي

الحجابانقضاء

شرط الحببلوغ ذروة التجربة الصوفية

الحقيقة ضمن حدود الجسد تكشف العرفاني العرفاني

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

94

و الجسد كمماثلة يمثلها ،التماهي الصوفي بين الروحف الحقيقة عبرفسر ابن عربي تكش

و لقد ،اإلنسجام بين العالم األكبر و العالم األصغر، كمظهر آخرا من مظاهر الجسد في الفكر الصوفي

اإلنسان من مجلة الثمار وزوجين اثنينسبحانه و تعاىل من كل الثمرات ل هذه املماثلة من خالل خلق اهللافص

وت كمواها مثئينموا كنمااليت فتساءل أين سبحانه باألحادية الوترية، لينفرد " اإلنسان، و الكون"ثنائيةعربمي

نا و تقصي ،و تفضيله على سائر احليوانات،فتتبعنا وجود هذه احلكمة يف اإلنسان":قالفقرين هذه الثمرة؟

قدما بقدم فلم نزل نقابله حرفا حبرف، العالم المحيط األكبر،و لطائفه،و حكمه،أسراره

الذي هو الثمرة الواحدة العالم األكبر و الثمرة األخرى اإلنسانو معىن مبعىن حىت وجدناه كأنه هو فعلمنا

أ،عقد من خالل هذه املماثلة مقارنة بني العاملني، 72"غراألصالعالم لم لع أصول فلسفيةا مماثلة ذاتمع ا

بكل ما يعرض فيهما من ظواهر و ما يعتربمها من حركة العالمين" كن ما ميز مقارنته هي إشارته إىللية،أفالطون

احتوالت كاخلسوف مش وف و لكس بين الكلي و األنا الجسدي لكن كيف يتحقق هذا التجلي.73" امه، و ا

الوجودي؟

لكنها عالقة تتجاوز ،و المرأة،بين الرجلمن خالل العالقةتتمثل تجليات الجسد العرفاني

مشريا فقال ،فصوص الحكميف كتابهو هو ما فسره ابن عريب،"ذةو الل الحب،"الجسد المادي عبر ثنائية

فإن زوج أي شفعت وجود احلق ،و أكملها،و أجلها،و الصورة أعظم مناسبة"عالقة ثالثية أساسها الحبإىل

فحن ، و امرأة،و رجل،حق:الثالثةفظهرت، كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل فصيرته زوجاكما

ب إليه ربه النساء كما أحب اهللا من هو علىفحب ،الرجل إلى ربه الذي هو أصله حنين المرأة إليه

-الطبعة الثانية- لبنان- بريوت-دار الكتب العلمية-حتقيق عصامي مؤنس حيسون-التدبريات اإلهلية يف إصالح اململكة اإلنسانية-ابن عريب-7280ص -م 2003/ه1424

31ص-املصدر نفسه-73

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

95

ة املعرفة باهللا تعاىلبلوغ لالمرأة هي همزة اإلتصال األعظمأن ذلك يعين ،74"صورته و هو اتصال ، املعرفة احلق

جيمع بني الرجل و املرأة جوهره احلب، لكنه ليس ذلك احلب الشهواين، بل حب الكمال املطلق الذي يتجلى من

و ،و أحز الصالة،فابتدأ يذكر النساء"لذا يؤكد قيمتها استنادا إىل قولهخالل حنني و حب الزوج للزوجة،

فإنيف أصل ظهور عينها، و معرفة اإلنسان بنفسه مقدمة على معرفته بربه، المرأة جزء من الرجللذلك ألن

حب املرأة جوهر املعرفة اإلهلية من خالل معرفة أن هنا ابن عريبيؤكد،75"معرفته بربه نتيجة عن معرفته بنفسه

إن شهود الحق في النساء أعظم الشهود، و أكمله، " ، و عليهمرياث نبوي وكشف إهليو هواإلنسان لنفسه،

من أجل العبور إىل موضوعا استعماليا يطلبه السالكاملرأة تغدو ما يعين أن،76..." و أعظم الوصول النكاح

و ما ،ذروة عشقه هلارهباعتبا، النكاحالرابطة المقدسة عبر موضوع القيمة احلقيقية اليت تتمثل يف اهللا و ذلك

ضرة األلوهية، يف هذا الصدد يصف ابن عريب احلو الفناء يف ،يعادل رمزيا حنينه األبدي للتوحد باجلسد السرمدي

:77فيقولالمرأة إلى حب اهللاإلنتقال من حب

روحا بروح و جثمانا بجثمانة الحب في اإلنسان وصلته فغاي

فإن إحسانه جزء إحسانو غاية الوصل بالرحمن زندقة

78:يقول الحالج و هو يستبطن صمت هذه اللحظة القدسيةو

أنا من أهوى و من أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا

اــــــــــــــــو إذا أبصرته أبرننــــــــــــــــــــــــه فإذا أبصرتني أبصرت

216ص-مصدر سبق تعريفه–فصوص احلكم –بن عريب ا-74214ص-املصدر نفسه- 75190ص -مصدر سبق تعريفه - الثاينسفرال-الفتوحات املكية–بن عريب ا- 76320ص-املصدر نفسه- 7731ص-مرجع سبق تعريفه- مناذج و تصورات- اجلسد بني الشرق و الغرب-هشام العلوي- 78

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

96

إنه جسد مينح الصويف ،ليلتحق جبسد خمتلف عن باقي األجسادتخلص الصوفي من جسده الفانيي

، الحالة اإللهيةىطقس تعميد ينقله من الحالة اإلنسانية إل، باعتبارها بممارسة اللذةالخلود المشروطبركة

، )و الجنس، و الخلودالحقيقة، و اللذة،(هي عالقة جتمع بني،اإللهي و الجسديالعالقة بني من خالل

،سيلة مثلى لرتبية املريد على الطريقة الصوفيةاإلتصال اجلنسي كو ، يمثلهجدل بين الشبقية و الرمزيةيصبح هنا

:و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي.تلقينه العلم، و املعرفة الدنيويو

الالهوت/الناسوتالعرفانيالجسد

المرأة إلى حب اهللالمريد من حب انتقال

تجلي المطلق من خالل

الحب و العشقاللذة الجنسية

جسدا واحدا=جسد الزوجة +اإلتحاد بين الجسد الزوج

الجسد الشبقي سبيل المريد للحقيقة المطلقة

ابة الحدس و العرفان،لذة الجسد الصوفي عر

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

97

إال عن طريق غياب اجلسدين ال حيقق اكتمالالعرفانيالجسد من خالل ما سلف ذكره أن لنخلص

ارتقاء يهدف هنا يبقى الصويف يف حالة ،و حترقا،شوقااملريدسدحيث يهيم جبالحبهما طاارتبو احملمومني،

الشعر قة اجلسد و أنني يف اجلوارح، و هو ما عرب عنه ، و احلب عندهم أحوال يف حر من خالهلا بلوغ احلقيقة

.و أولوا اهتماما كبريا بالوصف خصوصا فيما يتعلق باجلمالاجتاحت المرأة تجاربهم، حيثصويفال

:الجسد الطقوسيرمزية /5

عالقة رمزية يكس قدسيته من املتناهية احمليطة به املوجودات بين الجسد المقدس و عالقةالتشكل

،، و إذا كان املقدس حيمل الغموض و اإلزدواجيةعل الوجود يتلفظ دالالت رمزية ضمن جمال اجلسدخالهلا ما جي

الرموز لغة رمبا هذا ما جعل،الكشف و اإلظهارالذي يستوجب فإن الرمز هو اآلخر يظل حامال للغز و املعىن

رة يف عمق املتخيل تجذ و امل،متعددة املعاينضمن متثالت تعبريية املقدس ، ما كان نتاجه تعدد المقدس المفضلة

لكن كيف يتم ...و الثقايف، و الصويف،و السياسي،تجلى بألوان خمتلفة داخل املعريف، و الطقوسياجلمعي لت

إدراك هذه التمظهرات، و التجليات الرمزية للجسد الطقوسي؟

اإلجابة على هذا اإلشكال يستوجبإن

تجربة معيشة أو ،و جتربة،مبا هو وعيالجسدبكلية الحضور دة هنا تعين املشاهدة ال التدخل، و املشاه

الكائن اإلنساين املعىن يقدمهاالكيفيات اليت يمنحنا الفهم" حيثالمالحظ قصد الفهم و التأويل،الوعي

من خالل تأويل المعنىفهو أما التأويل، أو الفعل أو التخيل،وضعية القوللذاته و العامل احمليط به داخل

له تسمح للمؤول يشغل وضعية من يقصدهم بالتأويل، مع العلم أن املعايشة الداخلية مبعناها معايشة داخلية

ليس من املفروض على املرء أن يكون قيصرا كي يتحدث عن ( ل ماكس فيربفينومينولوجي ال يتماثالن كما قاال

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

98

الل التكامل بين الفهم، و التأويل، و ذلك من بلوغ حقيقة الكشف للرمز يتم من خما يعني، 79) "القيصر

:80خالل تصنيف الجسد إلى قسمان هما

فهم، و هي اللحظة اليت يبلغها :الكشف عن الرمزقسم

.الجسد الطقوسي

اليت لحظة التأويل، يعين هذا :الكشف الطقوسيقسم

اليت يتم كشفها و لحظة اللغة الرمزيةتسمح للجسد الطقوسي التجلي، و الكشف العرفاين، و بالتايل بلوغ

.تأويل رمزيتها

يؤكد ، بل على العكس من ذلك هو تصنيف ال يعني تأسيس لثنائية للجسدلكن هذا التصنيف

يف الطقس على يته يف تكشف املطلق، و جتليه، تتجلى قدسكلية الجسد اإلسالمي كجسد مقدسو ،وحدة

، و هو جمال املقدس اإلسالمي و عليه يتحول املقدس إىل فضاء معلن و نظام مادي رمزي،عيش مرئياملشاكلة

قال هذا ما جنده يف قصة نيب اهللا امساعيل عليه السالم،. يتم إدراكه بفعل الفهم و التأويلكمقدس عرفاني

نام أني أذبحك فانظر ماذا تـرى قال يا أب فـلما ( تعالى ي قال يا بـني إني أرى في الم عه السع عل بـلغ م ت افـ

ن الصابرين اء الله م ني إن ش د تج مر س بين )102(ما تـؤ تـله للج ا و لم يم و ) 103(فـلما أس اه ناديـناه أن يا إبـر

نين ) 104( س ح زي الم لك نج ذ يا إنا ك بين ) 105(قد صدقت الرؤ ء الم و البال ا له ذ بح ) 106(إن ه ناه بذ يـ فد و

يم .81)عظ

9ص- مرجع سبق تعريفه-اإلسالمياملقدس - نور الدين الزاهي-797ص-املرجع نفسه- 80)107-102(اآلية :سورة الصافات- 81

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

99

هنا ، ليكشفالرؤيا أو الحلمنتيجة تأويل بسيط لرموز حدثت تضحية إبراهيم اخلليل بابنه امساعيل

يدرك الجسد الطقوسيحيث ،فعل الذبح و طقس العيداجلسد اإلمساعيلي من خالل الصلة و العالقة بني

التضحية " ، بينفعل التحوالت المتبادلة بين األضحية و الجسدخص مسار و تارخيه يف مجيع اإلجتاهات ليش

حظة حيضر داخل فضاء املوسم بوصفه حلظة حتيينية لل ليصبح الجسد الطقوسي كنص رمزي.82"و التأويل

إا عودة ،حلظة متممة لصريورة زمنية قدسية"ال تكراريا أو حلظة تذكرية بل هيلكنها ليست فع،القدسية

الجسد ، ما يعين أن 83"لذلك يتخذ التحيني شكال حماكاتيا وفق طابع خالقي،مستقبلية باجتاه اللحظة األوىل

هذا ما يوضحه لنا حتييين، و جتديدي للعالقة القدسية، ألنه جسد ،الجسد المحاكيالطقوسي يساوي

:المخطط التالي

رمزية الجسد الطقوسيالرمزالجسد

األضحية الطقس الديني

جسدرمزية المن خاللجربة المعيشة الت

الجسد المحاكي=الجسد الطقوسي

102ص-مرجع سبق تعريفه -دس اإلسالمياملق-نور الدين الزاهي- 8252ص-املرجع نفسه- 83

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

100

اللغة ، و رس الاللغة الصوفية في شكل "عنلنستخلص من خالل ذلك أن الجسد الطقوسي يعتبر

، األمر الذي جيعله كموضوع 84"ر بامتيازالجسد الطقوسي هو جسد الس ما يعين ،الطقوسية في شكل البركة

مفهوم شكلة أمام اجلسد الطقوسي الرمزي امليطرح سر المستوى الفلسفي، فعلى كل جماالت البحثلساؤل ت

اازي املكتوب ،مفاهيم األصليطرحه ك، أماالالشعورييتحدد ضمنالمستوى النفسيعلى أما، الحقيقة و

ليحدده،على المستوى اللسانيو الذاتية ،لة املوضوعيةو املؤو ،ةر لقراءة املفس، و املرجعي لو املنطوق النصي

بكل ما ،و املؤسسايت،و التنظيم اإلجتماعيدة،سؤال مفتوح على أشكال اإلراكالمستوى السوسيولوجي

إعادة و ،قراءتها ما يستوجبسمؤس اجلسد الطقوسي سؤاالليكون بذلكيرافق من أشكال التبادل الرمزي،

االو تفسريتأسيس ا ات هذ .إشكالي

:المرأة و الجسد/6

هي ألقاب جعلتها الثقافة الشعبية، بل و حىت املعاصرة ...المرأة، الجسد، الشهوة، الخطيئة، الشيطان

إقصائه للمرأةأمحد التيجاين يفيقول كما ، 85"بوابة للشيطانو،مصدر للفوضى" مرادفات للمرأة، فقيل عنها

ضف ،87"المرأة من حبائل الشيطان" و قال أيضا،86"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"

ستاليت إىل ذلك موسوعة من اإلقصاءات و الوأد ذاكرة ثقافتنا يف اليت اند

و ،ترسباتهي عبارة عن رجل اليوم عن المرأةذهنية و الكثري من األفكار و املفاهيم السائدة يف الشعبية،

. اإلسالم هو دين المرأةإىل اليوم، بالرغم من أن اجلاهليةر امتدت من العصتراكمات تارخيية

61ص-مرجع سبق تعريفه -املقدس اإلسالمي-نور الدين الزاهي- 84اتمع-صوفية السحريي بن حترية- 85 -دار حممد علي للنشر-دراسة أنرتوبولوجية لبعض االعتقادات و التصورات حول اجلسد-اجلسد و 13ص-2008-الطبعة األوىل-تونس31ص -1992-لندن-دط-حتقيق بالل عطية-حتفة العروس و متعة النفوس-أمحد التيجاين- 8632ص-املرجع نفسه- 87

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

101

لمقدس، لكن إذا كان جسد المرأة فوضى، و باب للشيطان، فهل يعني هذا أن الجسد الذكوري هو ا

و ما يقابل جسد المرأة المدنس؟

فية مل وأد املرأة خليبدو أن ،لألسف تعيش المرأة اليوم جدل بين المقدس اإلسالمي و الوأد الثقافي

رت يفبل بقيت كامنة يف الثقافة العربية اإلسالمية الراهنة،تتالشى الالوعي أو الالضمري الفردي و "و جتذ

إال فإذا كان الوأد قبل اإلسالم هو دفن الوليدة األنثى حية، ، 88"نشعر و ال نشعراجلماعي حتركنا من حيث

و إنسانيتها المقدسة، و إن طالبت ، قتل ذاتية المرأةن الوأد اليوم أصبح أكثر تحضرا، ألنه يمثلأ

ءودة (تعالى، قال سبحانه والخطيئة األولىكان جوابها الذكوري اليوم حواء و بإنسانيتها و كرامتها و إذا الم و

ئلت ) 58(( ، و قال تعالى89)بأي ذنب قتلت ) 8(س

سه ون أم يد ه على ه ك س ن سوء ما بشر به أيم م م و ن الق ارى م و ون يـتـ م ك ا يح اء م اب أال س . 90)في التـر

حتقيق و تطبيق على الشرع اإلسالميأسس اإلسالم لقدسية المرأة و تماهي ذاتيتها، كما حرص

كل ما يستحيا منه إذا ظهر و قد تعين ذهاب " باعتبارها عورة و هيترويض النظر و تقنينه،ذلك من خالل

أا تعور العني فيمنعها ذلك من الضموح و " ، كما تعين91"حسب إحدى العينني يحة ك لقب لة ا لفع أو ا لمة لك ا

بني الرجل العورة حدود د الفقهاء حد . 92"

ها إال الوجه و اليدين إلى المرأة الحرة جميع جسدما بين السرة و الركبة، و منمن الرجل"فقالواو املرـة

فال يسرت الوجه محل العلمألن "و القدمني فيقول،و الكفني،استثناء الوجهيفسر ابن عريب، 93"الكوعين

اتمع-حريي بن حتريةصوفية الس- 88 39ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و 09- 08اآلية:سورة التكوير-8959- 58اآلية:سورة النحل-90اتمع- صوفية السحريي بن حترية-91 79ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و 81ص-املرجع نفسه-92333ص-1878-القاهرة-دار املعارف-اجلزء العاشر-العربلسان -ن منظوراب-93

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

102

فهما الكفان و مها حمل اجلود و العطاء فال بد للمعطي أن أما اليدانالوجه من كونه عورة، فإنه ليس بعورة،

دمانأما القيناول و للسائل أن يتناول،

م الفقهاء العورة إلى أربعة أقسامعلى هذا األساس .94"مكان إىل مكان :95قس

.عورة الرجل مع الرجل.1

.عورة المرأة مع المرأة.2

.عورة المرأة مع الرجل.3

.أي بين النساء و بين الرجال، و بين الرجال و زوجاتهم،عورة الرجل مع المرأة.4

،و تبدي عريتهاتتجرد المرأة عريانةال جيوز أن "

قل (لقوله تعاىل96..."و القدمني،و الكفني،أي النظر إىل الوجه،تنظر املرأة من املرأة إال ما ينظر األجنيب و

ه نـ ر م ن إال ما ظه ه ين زينتـ ال يـبد ن و ه وج ظن فـر ف يح ن و ن أبصاره ن م نات يـغضض م ؤ ن للم ره م ربن بخ ليض ا و

ن أو آ ن إال لبـعولته ه ين زينتـ ال يـبد ن و يوبه ن أو على ج ن أو أبـناء بـعولته ن أو أبـنائه ن أو آباء بـعولته بائه

ن أو ال انـه ت أيم ن أو ما ملك ائه ن أو نس اته و ن أو بني أخ انه و ن أو بني إخ انه و ربة إخ ن تابعين غير أولي اإل م

لم م ع ن ليـ له ربن بأرج ال يض اء و وا على عورات النس ر ين لم يظه ل الذ ال أو الطف ن الرج ن زينته ين م ف ا يخ

ون لح م تـف نون لعلك م ؤ يعا أيه الم م توبوا إلى الله ج قطان عدم إجازة النظر املرأة إىل املرأة كما يفسر ابن ،97)و

الفاحشة لوع بالشواب احلسان جيري اهلوى املوقع يف و،ألن العادة استقرت بانقسام النساء إىل من هلا"فيقول

926ص-1878-القاهرة-حتقيق عثمان بن حيي- اجلزء السادس-الفتوحات املكية-ابن عريب-94اتمع- صوفية السحريي بن حترية-95 86ص-مرجع سبق تعريفه-اجلسد و -الطبعة األوىل -طنطا-دار الصحابة للرتاث للنشر و التوزيع-حتقيق فتحي أبو عيسى- النظر يف أحكام النظر حباسة البصر-ابن القطان-96

164ص -1414م/1994ه31اآلية:سورة النور- 97

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

103

ار إلى الهوى الموقع أيضا في الفاحشة، اللياطة و المحرمة على حد ول ع بعض الرجال بالغلمان الج

إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إىل "حيث قيلالمخطوبةالنظر إىل لكن ميكن ،98..."السحاق

: كان الرسول عليه الصالة و السالم قد بعث أم سليم تنظر امرأة فقال" ،99"ما يدعوه إىل نكاحها فاليفعل

فريوي أنه خطب ابنة علي أم كلثوم فقال "عمر بن الخطاب، أما 100"شمي عوارضها و انظري إلى عرقوبها

عث ا إليك فإن : له علي ب أرسل ا إليه فكشف عن ساقيها فقالت لهرضيتك فهي امرأتكأ لوال أنك أمري : ، ف

.101"املؤمنني للطمت عينك

حتكمها العالقة بين الرجل و المرأة من المنظور اإلسالمينستخلص من خالل ما سلف ذكره أن

، مع لمجال العورةلكن جمال النظر له قوانينه و هو ما ينتمي ، العين باب القلب، ألندلية العورة و النظرج

ا ( م لباس لنا عليك م قد أنـز يا بني آد

ا ريش م و آتك و اري س م يذكرون يـو ن آيات الله لعله ر ذلك م يـ ى ذلك خ و لباس التـق ما هي شروط لكن، 102)و

اللباس؟ و ما وظيفته من المنظور اإلسالمي؟

ألنه مييزها عن غريها ليطبعها بطابع خاص تنعكس عليه مجيع اإلسالمية من مقومات األمة يعترب اللباس

الجسد صورة" يكشف عن، أو احلضارية، ألنه و العقائدية،و األخالقية،و خصائصها اإلجتماعية،هامالحم

"، على اعتبار أن 103"من خالل اآلخرين، أي نصبح كاآلخرين من خالل لباسناو حيدد التماهي اإلجتماعي

و يتجلى هذا التأثري اإلجتماعي ،إذ يلزمه بنظام جسدي معني،جتربة اإلنسان اجلسديةاتمع كلي الوجود يرسم

.164ص-مرجع سبق تعريفه -النظر يف أحكام النظر حباسة البصر-ابن القطان- 9880ص-مرجع سبق تعريفه–حتفة العروس و متعة النفوس -أمحد التيجاين- 99

84- 83ص ص–املرجع نفسه - 10085-84ص ص -املرجع نفسه - 10126اآلية:سورة األعراف- 102اتمع-صوفية السحريي بن حترية-103 110ص-مرجع سبق تعريفه -اجلسد و

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

104

، كما جيعل املرأة تعي 104"تكشف عن موقف المجتمع إزاء الجسديف مظاهر عديدة منها الثياب اليت

بطريقة ختتلف عن الرجل، ألن اللباس عالمة فارقة بني اجلنسني تعكس ثنائية النوع يف جسمانيتها اإلجتماعية

.ان من خالل املظهر اجلسدي له لعالقته الوثيقة بالشخصيةالعامل و دراستها تساعد على قراءة اإلنس

:105خيضع اللباس اإلسالمي جلملة من األحكام الشرعية اليت مت حتديدها على أساس

هو ما يسرت العورة و يدفع الضرر كاحلر، الرب:الواجب.

ما زاد على قدر الضرورة:المستحب.

جيب هو الثوب اجلميل للتزين يف اجلمع و األعياد و جمامع الناس، ألن فيه إظهار اإلسالم و مجاله و :المباح

.أال يقصد به التكرب

و كيفية التعامل معه ، عجبت في البحث عن معاني الجسد و تمثالته القدسية في التصور اإلسالمي

، حيث 106"حياته الزوجيةوالل السرية النبوة من خالجنس و الجسد"يف جمالو هو جمال جد غين خاصة

لة (يف ظل العالقة الزوجية لقوله تعاىليةعالقة اجلسدحقيقة و حدود هذه الكشف اإلسالم على م ليـ ل لك أح

ن علم الله أنك أنـتم لباس له م و ن لباس لك م ه ائك م فـتاب الصيام الرفث إلى نس ك تانون أنـفس نتم تخ م ك

ي تى يـتبـ بوا ح ر اش لوا و م وك تب الله لك غوا ما ك ابـتـ ن و وه ر ن باش م فاآل ا عنك عف م و بـيض عليك يط األ م الخ ن لك

ر ثم أت ج ن الف د م و س يط األ ن الخ د تلك م اج س أنـتم عاكفون في الم ن و وه ر ال تـباش موا الصيام إلى الليل و

م يـتـقون ين الله آياته للناس لعله لك يـبـ ذ ا ك بوه ر ود الله فال تـق د مسي امتزاج كل واحد من الزوجني "،107)ح

اتمع-صوفية السحريي بن حترية-104 118ص-مرجع سبق تعريفه -اجلسد و 119ص -املرجع نفسه- 105-الطبعة العربية األوىل -القاهرة-احلضارة العربية للنشرمركز - قراءة يف شعر السبعينات-خطاب اجلسد يف شعر احلداثة-عبد الناصر هالل- 10683ص-2005187اآلية:سورة البقرة- 107

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

105

ورد في الخطاب كما ،108"النضمام اجلسد إىل اجلسد و امتزاجهما و تالزمهما تشبيها بالثوببصاحبه لباسا

، و اجتماعية،أحاديث كثرية تتعامل مع اجلسد و أعضائه و معطياته تعامال عميقا بوصفه حياة إنسانيةالنبوي

يشكل موطن تحويل ألنه الزواج من خاللالوظيفة الجسديةعلى حيث ركز

يكون لإلشباع اجلنسي فيها دور يأخذ الجسد حقه في عالقة توازنلذا "الشهوة إلى فعل اجتماعي و قدسي

تزوجت فأتيت النيب صلى "كما يوضح اخلطاب النبوي على الزواج من املرأة البكر، ورد عن جابر قال109"أساسي

فهال بكرا تالعبها و :فقالبكرا أم ثيبا؟:نعم، فقالقلت أتزوجت يا جابر؟:اهللا عليه و سلم فقال

.110"تالعبك

، و خصوبته،من حيث تناسلهفي تجليه الديموميالجسد األنثويأعلى الخطاب الديني من شأن

و الجسد الديني ،التماهي بين الجسد الفرد الذاتي"و قدرته على البقاء، و حفظ النوع، هذا ما حيقق

غياب الثنائية بين الذاتي ويتضح ل،111"فال حضور ألحدهما دون اآلخراإلجتماعي الموضوعي

ينغرس القدسي في الدنيوي و غري أن هذا التداخل الذي يبني إىل أي حد ،، خبصوص اجلسدالموضوعي

أو زينته حنو اللذة احلسية و البصرية، و يتجه هذا الكل ،هنا يتجه اجلسدي سواء يف مجالياته"يمارس فيه سلطته

و شرائطه القدسية احملددة له، من مثة فإن القصدية املزدوجة ختضع لنزاع بني احلواس و احملددات الثوابتية و يظل حن

اجلسد بينهما ذلك الكيان الذي خيلخل يف حضوره اجلمايل املقصديتني معا ليخلق لنفسه فضاء أكثر التصاقا

.112"به

23ص- 1997-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-دار الساقي- رموزية الطهارة و النجاسة-إيديولوجيات اجلسد-فؤاد إسحاق اخلوري- 10860ص-مرجع سبق تعريفه -اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم-فريد الزاهي- 10963ص–مرجع سبق تعريفه - رموزية الطهارة و النجاسة-إيديولوجيات اجلسد-فؤاد إسحاق اخلوري- 11024ص-املرجع نفسه- 111109ص-مرجع سبق تعريفه -اجلسد و الصورة و املقدس يف اإلسالم-فريد الزاهي- 112

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

106

:الجثةالجسد /7باعتبارها الجسد، و الحياة/ثنائية النفسعلى اختلفوالكنهم ،اتفق الفالسفة حول موضوع الموت

رسالة تركيب يف إخوان الصفاءهذا ما أشار إليه فهي حلظة اإلنفصال،أما الموتحلظة اإلتصال بينهما،

كما المدينة النائمةما يقول، أو كالموت الصغرىبيسمى،الجسد أثناء النومحيث اعتبروا أنالجسد

هذه ، بنية المدينة الفاضلة، حيث يشكل جسدهشبه إخوان الصفا اإلنسان بالعالم الصغير. املتصوفةيقول

حال الجسد إن "، فوصفوا ذلك من خالل قوهلماألخرية اليت يتبدل حاهلا و تنهار بعد مفارقة النفس للجسد

،و تعطل صناعها،قهاإذا أغلقت أسواتشبه حال تلك المدينة،و سكون احلركات،و هدوء احلواسأثناء النوم

اا لت طرق اا،و نام أهلها،و خ نت حرك اا،و سك أصو أت مفارقة النفس له حال الجسد عندو ، و هد

و صار ،بقيت خراباو ،،خلت من ساكنيهاو ،إذا رحل عنها أهلهاحال تلك المدينةتشبه

و صارت تالال و روايب ال يتبني فيها إال ،و خرت سقوفهم،

، هكذا يكون حال الجسد عند الموت، و هي لحظة اإلنفصال 113"و الرتاب،و الطني،و اآلجر،احلجارة

ألونك عن الروح قل ال(، قال تعاىلبين الروح و الجسد يس ن العلم إال و ما أوتيتم م ر ربي و ن أم روح م

فيما تتجلى قدسية الجسد الجثة في التصور اإلسالمي؟لكن,114)قليال

الجثةالجسدعلىتقع

فيبرهان القدسية للجسد الجثةاليت تشكل الطقوس الجنائزية، و هي الديين و الرمزيعن بعدها أن نغفل

:115، حيث تتمثل هذه الطقوس اجلنائزية يف املراحل التاليةالتصور اإلسالمي

ص -دت- بريوت-دار صادر-رسالة تركيب اجلسد-الرسالة التاسعة--رسائل إخوان الصفاء و خالن الوفاء-إخوان الصفاء-11337885اآلية:سورة اإلسراء- 114

72ص -مرجع سبق تعريفه-إيديولوجيات اجلسد - فؤاد إسحاق اخلوري-78

اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثاتجلياتصيرورةو،الجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األولةـــة اإلسالميــة العربيــفي الثقاف

107

لكن ،هي الغسل:طقوس التطهير/أ

ه ألنه يتوضأ و ال يغتسل .جناسة اجلسد امليت ال تنتقل إىل احلي الذي ميس

:و هي مكملة لطقوس التطهري و تشمل عدة مراحل هيتتمثل يف السرت و املوارات،:طقوس الدفن/ب

.أول ما يقوم به احلي: إغماض العينين.1

. بثوبالتسجية أن يسجى الميت غطى شيئا ما، و :من سجا يسجو:التسجية.2

للرجل، و خمسة ثالثة أثوابو هي.116"لباس امليت بعد غسله لباس اآلخرة الذي يدفن فيه:التكفين.3

.و هي بيضاء ألنه لون النقاء و الطهارةللنساء

، و هو يف اإلسالم طقس أمنوذجي ألنه المصير النهائي للجسد الميتهو السرت و املرارة، و هو :الدفن.4

ابا (عندما أرسل اهللا لقابيل غرابا يعلمه كيف يواري أخاه، قال تعاىليعود إىل بدء اخللق فـبـعث الله غر

ا ا ذ ثل ه ون م زت أن أك لتا أعج يـ يه قال يا و ءة أخ و اري س يف يـو رض ليريه ك ث في األ اري يـبح اب فأو لغر

ب ي فأص ءة أخ و ين س م ن الناد .117)ح م

92ص -الثالث عشرجلزء- لسان العرب- ن منظوراب- 11631اآلية:سورة املائدة-117

الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات : الثانيالفصل

جماليات الجسد عند أبي نصر الفارابي: المبحث األول

.حقيقة اإلنسان في فلسفة الفارابي/ 1

.خطاب الجمال المطلق و سياسة التفاضل/2

. جماليات الجسد الرئيس و المدينة الفاضلة/3

حيان التوحيديالجمالي عند أبي الجسد و الفكر : المبحث الثاني

).النفس، الروح، الجسد( حقيقة اإلنسان جدل/ 1

.الجمال و عالقته بالحسن و الكمال/ 2

.المستويـــــــــات الجماليــــــــــــــة/ 3

.الذوق الجمالي و عملية إدراك الجميل/4

عند ابن سينايالجمال العقلي و الجسد: المبحث الثالث

.جدلية اإلنسان بين المتناهي و الالمتناهي/ 1

. و الذوق الجماليمفهوم الجمال / 2

.و الحسيةةــــــة العقليــــة الجمالياللذ / 3

.حقيقة الجمال بين الصناعي و الكمال/ 4

.و كمال الجمال الصناعيجماليات الجسد/5

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

108

:اإلنسان في فلسفة الفارابيحقيقة/ 1

:الموجوداتتفاضل / أ

تصنيفهمن خالليف فلسفته حقيقة اإلنسان1)950م-870/ه339-259(نصر الفارابيدرس أبو

السياسة هكتابخاصة ما ورد يف ،الطبيعيلم االعو ،لم اإللهياالعثنائيةضمن تفاضلها وفق مبدأللموجودات

حيث صنف املوجودات و األعراض وفق ،2"و الملقب بمبادئ الموجودات،آخر ما ألفالذي يعترب"المدنية

منها ال المرتبة األولى أما يف " ، و يف ذلك قاللو جعل لكل منها مرتبة حتوزها مفاضلة و تعق ستة أصناف

ميكن أن يكون كثريا بل واحد فردا فقط، أما يف واحد من سائر املرتب فهو كثري فثالثة منها ليست بأجسام، و

العقل الفعالالثاني واألول، و هي

: 4ودات، و هو مبدأ املفاضلة يف تراتبية املوج3"و املادة

واحد فرداالسبب األول

ليست بأجسام= 3+ 2+ 1الثواني الثاني السب

العقل الفعالالثالثالسبب

النفسالرابع السبب

ليست بأجسامهي أجسام و ذواتها = 6+ 5+ 4الصورة الخامسالسبب

المادةالسادسالسبب

5ص-1996-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-دار و مكتبة اهلالل للطباعة و النشر-اإلحصاء-أبو نصر الفارايب- 121ص-1964الطبعة األوىل -لبنان–بريوت -املطبعة الكاثوليكية-حتقيق فوزي مرتي جنار-السياسة املدنية- أبو نصر الفارايب-231ص-املصدر نفسه-331ص-املصدر نفسه-4

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

109

ينبغي أن يعتقد أن السبب األول " فقاللسبب األولابكل صنف من خالل صفاته و بدأ عرف الفارايب

هي أسباب وجود األجسام و الثواني،و لوجود العقل الفعال،بوجود الثواني، و هو السبب القريب اإللههو

السماوية و عنها حصلت جواهر هذه األجسام و كل واحد من الثواين يلزم عنه وجود واحد من األجسام

أما جملة الجسام . 5"أشباه ذلكو الثواني هي التي ينبغي أن يقال فيها الروحانيات و المالئكةو . السماوية

،و اجلسم املعدين،و النبات،و غري الناطق،الحيوان الناطقو الجسم الماديمنهاستة أجناس"فقال عنها

" أما العقل الفعال.6و اجلملة املتعددة من هذه األجناس الستة من األجسام هي العامل،و األسطقسات األربع

و فعله العناية باحليوان الناطق و تبليغه أقصى مراتب الكمال الذي لإلنسان أن يبلغه و هو السعادة القصوى،

و إمنا يتم ذلك من خالل مفارقته و انفصاله عن املادة و إمنا يكون ذلك ،ذلك أن يصري يف مرتبة العقل الفعال

و هي ما يعين اإلنفصال عن كل ما هو دونه و يبقى على ذلك الكمال دائما، ، 7"بأن حيصل مفارقا لألجسام

العقل الفعال يشكل مهزة الوصل بني النفس ، ألنالمرحلة التي يفوز بها الحيوان الناطق بالسعادة القصوى

.8"الروح األمني و روح القدس" اإلنسانية و كماهلا من خالل

" التي قال عنهاالنفسضمن سلسلة املفاضلة بني املوجودات و هيالسبب الرابعينتقل الفارابي إلى

، 9"و هي صنفان بني احليوان الناطق و غري الناطق،حتوي مرتبة النفس مبادئ كثرية منها أنفس األجسام السماوية

:10ما يعين أن النفس جتمع بني صنفني و مها

31ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-531ص-املصدر نفسه-632ص-املصدر نفسه-732ص-املصدر نفسه-832ص-املصدر نفسه-9

33ص-املصدر نفسه-10

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

110

فبعضه يوجد له القوى الثالث دون الناطقة و القوة املتخيلة و هذه األخرية اليت : الحيوان غير الناطقنفس

.فقطتقوم مقام القوة الناطقة و البعض اآلخر يوجد له القوة احلساسة و النزوعية

اسة، املتخيلة، النزوعية، و القوة الناطقةعلى تشمل : نفس الحيوان الناطق .احلس

املادة " يؤكد أن املادة وجدت من أجل الصورة فقالففي العالم الطبيعيبين الصورة و المادةالعالقة عن أما

و " ال هلا وجودها بغري صورةمبدأ و سبب على طريق املوضوع حلمل الصورة فقط و ليس هي فاعلة و ال غاية و

مراتبهلا و الصورة اليت حتتاج إىل مادة ، 11"الصورة باجتماعهما يكون بالفعل و كذلك سائر األجسام الطبيعية

:12هيما جيعل بعضها أرفع من بعض و مقدار اإلعتدال و املزاج بينهااألربعاألسطقسات ختتلف باختالف

األربعاألسطقساتأرفع من صور:صور األجسام المعدنية

أرفع من صور األجسام املعدنية:صور النبات

أرفع من صور النباتات:صور الحيوان غير الناطقة

و هي اهليئات الطبيعية اليت له مبا هي أرفع من صور احليوان غري الناطق:صور الحيوان الناطق

ألن كل واحد منهما مفتقر يف وجوده لآلخرمها أنقص هذه املبادئ وجودا،:المادة+الصورة.

:ةــالعقول اإلبداعيفيض/ب

وفق جدل عنه فيضها والعقول اإلبداعية صدور عن كمال العقل األول من خالل برهن الفارايب

األول الذي عنه وجد و مىت وجد " يبتدئ من أكملها وجودا إىل ما هو أنقص منه قليال إىل األخس، ألنه تنازيل

35ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-1138ص-املصدر نفسه-12

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

111

، 13"ال بإرادة اإلنسان و اختيارهاليت وجودها لزم أن يوجد عنه سائر الموجوداتلألول الوجود الذي هو له

ليس ذلك شيئ خارج عن و"الوجود و تفيض عنه مجيع املوجوداتإنه واجب الوجود الذي يرتتب عنه

إذا عقل ذاته " ذاته هي املوجودات كلها، يعقل السبب األول ذاته و بتعقله لذاته يعقل املوجودات ألن14"جوهره

، ألن سائر املوجودات إمنا اقتبست كل واحد منها الوجود عن وجوده و عقل بوجه ما الموجودات كلهافقد

جدل فيض العقول عن األول وفق و قد صنف الفارايب ،15"فكل واحد مها يعقل ذاته و يعقل األولين، الثوا

:16بني عامل السماء و عامل الدنيا، و لكل منهما موجوداته و صفاته

إنه عامل األجسام املطلقة اليت ال تقع حتت تأثري عامل الكون و الفساد، ألن السماء :العقول السماويةصدور/1

:األوىل هي أعلى األفالك و كرة القمر أدناها

و،فهو يعقل ذاتهو ال هو في مادة،جوهر غير متجسم أصالهو :يفيض من األول الثاني فهذا الثاني

.و ليس ما يعقل من ذاته هو شيئ غير ذاته،األوليعقل

يلزم عنه وجود ، فيما يتجوهر به من ذاته متجوهر بذاتهمبا هو وجوده ال يف املادة : يلزم عنه وجود الثالث

.كرة الكواكب الثابتة، و هو جبوهره عقل يعقل ذاته و يعقل األول فيلزم عنه وجود السماء األولى

يلزم عنه وجود فيما يتجوهر به من ذاته يعقل ذاته و يعقل األول ،ال يف املادةوجوده:يلزم عنه وجود الرابع

.كرة زحل

فيما يتجوهر به من ذاته يلزم عنه ،يعقل ذاته و يعقل األول،وجوده ال يف املادة: خامسيلزم عنه وجود ال

.وجود كرة المشتري

55ص-الطبعة الثانية- لبنان-بريوت-دار دمشق-أراء أهل املدينة الفاضلة-أبو نصر الفارايب- 1357ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة-أبو نصر الفارايب- 1457ص-املصدر نفسه-1561ص-املصدر نفسه-16

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

112

فيلزم عنه فيما يتجوهر به من ذاته،يعقل ذاته و يعقل األول،وجوده ال يف املادة: يلزم عنه وجود السادس

.وجود كرة المريخ

وجود كرة الشمسيلزم عنه فيما يتجوهر به من ذاته،وجوده ال يف املادة: يلزم عنه وجود السابع.

وجود كرة الزهرةيلزم عنه ،فيما يتجوهر به من ذاته،وجوده ال يف املادة: يلزم عنه وجود الثامن.

وجود كرة عطارديلزم عنه ،فيما يتجوهر به من ذاته،وجوده ال يف املادة:يلزم عنه وجود التاسع.

وجود كرة القمريلزم عنه ،فيما يتجوهر به من ذاته،وجوده ال يف املادة:يلزم عنه وجود العاشر.

لكن عنده ينتهي الوجود. يعقل ذاته و يعقل األول،وجوده ال يف املادة:يلزم عنه وجود الحادي عشر

ا و هي األشياء املفارقة اليت هي يف جواهره،الذي ال حيتاج ما يوجد ذلك الوجود إىل مادة أو موضوع أصال

.عقول و معقوالت و عند كرة القمر ينتهي وجود األجسام السماوية التي بطبيعتها دورا

حبسب بل توجد ،عامل امللكوت األفضللتنتمياليت ال الطبيعية املوجودات تشمل:فيض األجسام الدنيوية/ 2

،و ما جانسها من البخاراألسطقسات األربع" ، من خاللبني املركب و البسيطيف قوامها طبيعتها اليت جتمع

فلك ، ما يعين أن كل املوجودات اليت تكون دون 17"و غري الناطق،الحيوان الناطقاملعدنية، النبات،،اللهيب

.ال تكون كاملة، بل ترتقى صعدا و تبلغ كماال قاصرا على اهليوىل اليت ال صورة هلاالقمر

وجوده موجود بذاته،الواجب الوجودوجوديستوجب من خالل ذلك أن وجود الموجوداتلنستخلص

بالسبب " و حىت السفلية يف نفس الوقت، هذا ما يسميه املعلم الثاين،كافة املوجودات العلويةوجودلعلة

."الموجود األول بذاته الذي يمد و ال يستمداألول، العقل األول،

63ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة-أبو نصر الفارايب- 17

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

113

:ضمن جدل تعقل المعقوالتالعالقة بين النفس و الجسد/ج

أوال أنفسنا نحن فإنها تكونإن " عرف الفارايب اإلنسان يف فلسفته التفاضلية بني القوة و الفعل فقال

،ثم تصير بالفعلبالقوة

نفس للمعقوالت فتصري بالفعل بعدما كانت ، ما يعين أن حقيقة اإلنسان تتحدد من خالل تعقل ال18"بالفعل

و يعرف من المشار إليه ما المعقول للمشار إليههو " ، و يقول أيضا يف احلروفالبدنيةابالقوة

يعين، ما 19"، و أما هذا املوضوع فإن اإلنسان يدل منه ال على ما هو و نسبة هذا املوضوع كنسبة املشار إليههو

و الكليات من خالل اجلدل القائم بني اجلزئياتطبيعة العالقة بني اإلنسان و ما يعقله من املوضوعات املدركة

بلوغ و جملة قواها التي تساعدها على النفس اإلنسانية هذه األخرية اليت حتددها ،أوائل المعارفباعتبارها

كلما اليفيضها العقل الفع ،روحاني بسيط قائم بذاتهجوهر ، ألنها"صورةقوة، كمال،"ضمن ثالثيةكمالها

صنف الفارايب ،استعداد كامنعلى هيئةتوجد فيه بالقوةصفة ذاتيةما جيعلها، جسم صاحل الستقباهلايأ

:20حسب حدوثهاقوى النفس اإلنسانية

القوة الغاذية:

.يف اإلنسان

من األفعال يميز بين الجميل و القبيحو ،:21القوة الناطقة

:و ما ينبغي أن يفعل أو ال يفعل و هي قسمان،و األخالق

34ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-1879ص-1990-الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-دار املشرق-حتقيق حمسن مهدي-احلروف-بو نصر الفارايبأ- 1987ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- الفارايبأبو نصر -2033ص-مصدر سبق تعريفه-السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-21

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

114

الناطقة العمليةالقوة :

القوة الناطقة النظرية :.

يجتذبهأويشتاقه، أو يكرهه،ون ا نزوع اإلنسان بأن يطلب الشيئ أو يهرب منه، يك: القوة النزوعية ،

.سائر عوارض النفس...احملبة، الصداقة، الرضا، القسوةالبغض،ا يكون

الرتكيب بني اللذين و املؤذي، س، هلا الفصل وحتفظ رسوم احملسوسات بعد غيبتها عن احل : القوة المتخيلة

.لكنها ال تميز بين الجميل و القبحبني األفعال و األخالق،

و اآلليات قوى النفسالعالقة بينالعالقة بني النفس و اجلسد يف فلسفة الفارايب من خاللتددحت

، حيث تقوماملوجودات الطبيعية املركبةأمام كيفية تعقلها للمعقوالتو ،نطاق الجسدالتي تعمل بها ضمن

ما يكون نتاجه، بتجميع احملسوسات املدركة و املختلفة من حيث األجناس وفق احلواس اخلمسةالقوى الحاسة

ألن بعضها تصفيتهاتركيبها و القوة المتخيلةاليت تنتقل إىل رسوم المحسوسات

جواهرها عقول لكن منها ، المعقوالتأصنافالناطقةالقوةترتسم يف مثيكون كاذبا و البعض اآلخر صادقا،

د التصورات على اختالف يتعمل على جتر القوة الناطقةما يعين أن ، معقوالت بالفعلهيمنها ما، و بالفعل

من خالل أنواعها فتستخلص منها األفكار

انتقال المعقوالت من معقوالت بالقوة إلى معقوالت بالفعل ؟لكن كيف يتم . هي فيها

تصري املعقوالت اليت بالقوة معقوالت بالفعل إذا حصلت معقوالت للعقل " جييبنا الفارايب من خالل قوله

و مفارق جوهره عقل ما بالفعل، شيء آخر ينقلها من القوة إلى الفعل هو ذات مابالفعل، و هي حتتاج إىل

بمنزلة الضوء الذي تعطيه الذي هو بالقوة عقل شيئا ما العقل الهيوالنيللمادة، فإن ذلك العقل يعطي

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

115

، فإن البصر قوة و هيئة ما يف ألن منزلته من العقل الهيوالني منزلة الشمس من البصر، البصرالشمس

الضوء من البصر، و فعل العقل املفارق يف العقل كمنزلةما يعين أن العقل بالفعل يفيد العقل اهليوالين،22"املادة

، و هو يعقل األول و الثواني كلها، و يعقل ذاته" الذيالالعقل الفع إنهاهليوالين شبيه بفعل الشمس يف البصر

ما يعين أن هذه اجلواهر تعقل و تعقل يف ذات 23"

إا تعقل من جهة ما تعقل و املعقول منها هو الذي يعقل، قت ف لو ليمنح بذلك القوة الناطقة المعارف األولىا

: 24أو المعقوالت األولى و هي أصناف ثالث

. صنف للهندسة العلمية.1

. صنف المعقوالت األولى التي تقف على الجميل و القبيح شأنه مما يعمله اإلنسان.2

تستعمل في أحوال الموجودات التي ليس شأنها أن يفعلها اإلنسان، و التي التي صنف من األوائل .3

و هو ما يوضحه .و سائر المبادئ األخرى،تتمثل مبادئها و مراتبها في السموات، السبب األول

:لتاليالمخطط ا

82ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة-أبو نصر الفارايب- 2241ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-2344ص -املصدر نفسه-24

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

116

و الجسدالعالقة بين قوى النفس

رسوم المحسوساتالقوة الحاسة الرواضع

القوة المتخيلة رسوم المتخيالت

تصنيفها

كاذبةصادقة

القوة الناطقة رسوم أصناف المعقوالت

ليست بجواهرالجواهر

األجساممعقوالت بالفعلعقول بالفعل

:التفاضلسياسة وخطاب الجمال المطلق /2

:اللذة الجمالية و إدراك الجمال المطلق/ أ

ضمن تراتبية بلوغ السعادةغاية اإلنسان في من خاللخطابه الجماليبنى أبو نصر الفارابي

اليت صنفت اإلنسان كأشرف موجود يف العامل ، الطبيعيةتجمع بين الموجودات الملكوتية و تفاضلية جمالية

انتمائها يف عامل اجلسمانيات الزائلة، بل تسعى تأبى ماهيته الروحانيةما حتت السماء، لكن على الرغم من ذلك

و إذا كان األول وجوده " ، و يف بيان ذلك قالدف بلوغ السعادةجاهدة الستكمال كماهلا من السبب األول

و ،بجوهره و ذاته،و جماله،و بهاؤه،و كذلك زينته،الوجود فجماله فائق الجمال كل ذي جمالأفضل

العقل الفعل

تعقل المعقوالت

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

117

المعلم الثاني يعرف الجمال أن من خالل هذا القول نستشف ،25"ذلك في نفسه و بما يعقله من ذاته

. اجلمال احلقيقي هو اجلمال املطلقبذلكليكون" ، الجمال، البهاء، الزينةالكمال"دالالتنطاقضمن

إذا كان هو " ذة الجماليةالل طبيعة د الفارابي يحد

األى،األمجل على اإلطالق التي يلتذ ذةل لفا. األفضلاإلدراك األتقن و العلمو إدراكه لذات،و األزين،و

بالقياس و اإلضافة إلى يسير ما نجده و ال ندري مقدار عظمها إال ،هم نحن كنههالذة ال نفبها األول

، ما يعين أن إدراك مجال السبب 26"ذة عند ما نظن أنا أدركنا ما هو عندنا أجمل و أبهى إدراكانحن من الل

جمال إدراك اإلنسان، و هو جمال ما مساه الفارايب ضمنتم بالقياس تاألول يتم من خالل اللذة اجلمالية اليت

.أفضل علم

علم األخالق و فضيلة النفس ومن خاللللمعادلة الجمالية يمنحنا الفارابي هنا الكلمة المفتاحية

من خال تعقلها و،27"يعقل أفضل األشياء بأفضل علم"السبب األولبالقياس للفضية المطلقة ألنكمالها

حكيم ال حيكمه إستفادها بعلم فهو" التام الذي ال يزول، و حكمة الكليعلمالمجاهلا عربالسعي الستكمال

و الزينة في ،و البهاء،في ذاته كفاية أن يصير حكيما بأن يعلمها و الجمالشيئ آخر خارج عن ذاته، بل

علم الفضيلة و الفعل الخير عين أن ما ي28"كل موجود هو أن يوجد وجوده األفضل و يبلغ استكماله األخير

وفق مبدأ ما جيب أن يكون دون غاية أو مصلحة بل هو كماهلا و مجاهلا الذي تدرك به النفسالدائم هو العلم

السبب األول إنه عامل ليس حيتاج يف أن يعلم إىل ذات أخرى يستفيد بعلمها الفضيلة خارجا " اخلري يف ذاته، ألن

45ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-2546ص-املصدر نفسه-2645ص-املصدر نفسه-2745ص-املصدر نفسه-28

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

118

بل هو مكثف جبوهره يف أن تعلم و تعلم، فإنه يعلم و معلوم ،ن معلوال لذات أخرى تعلمهو ال أن يكو ،عن ذاته

.29"و إنه علم ذاته واحد و جوهر واحد

،الجمال في عالم مبادئ الموجود يتم من خالل أفضل و أتم علمحقيقة نستخلص أن إدراك ل

ذة هو العلم الذي يحدد بالقياس الل لذا يكون علم محب الحكمة ،الحكيمعلم لكنه علم ال ندركه ألنه

و هو العلم الذي يقصي اللذة اجلمالية اليت تزول بزوال ، الجمالية التي تلتذ تجلي جمال الكلي في الجزئي

األمجل ،و نكون حنن عند أنفسنا مغبوطني فقياس علمه و إدراكه األفضل"الغبطة أو العلة، و تأكيدا لذلك قال

، 30"و اغتباطه بنفسه إلى ما ينالنا نحن،و لذته،إدراكنا األجمل و األبهى قياس سرورهو ،علمنا نحنإىل

،من خالل العلمق للسبب األولاألد ذة الجماليةالل هو معيار تحقيقالغبطة و السرورمقدار ما يعني أن

لذاتنا كوا زائلة ألنه ال نسبة لسرورنا من خال"فيما يجب أن يكون في الخلقللجميلو اإلدراك األفضل ل م

لكن كيف نميز بين الغبطة الذاتية و العلمية الدائمة؟. 31"و متغرية

ما يعين أن ،32"ذ بنفسه ألنه يحب ذاته و يعشقهااإلنسان يلت إذا كان"جييبنا الفارايب من خالل قوله

خالل التشبه بالقياس من ندركهما جيعلناسب حبنا و عشقنا للسبب األوليكون حباجلمالية ذة الل متييزأساس

و العبدالقة بني العطبيعة ما يؤكد أن ،33"هو الكمال ذاته إلى فضيلتنا نحن و كمالناف" في كسب فضيلته

الذي يحب و يعشق فضيلة و جمال محبوبه، لذا يدرك بالقياس كل المحب عالقة قائمة على أساس خالقه

ة ما حيقق له األمجل لفضيلة املطلق ذ ذات اإلنسان بالقياسالغبطة و السرور فتلت احلب و العشق حيدث له لذ

و المعجب منه هو المعجب بعينه فهو نالمحب منه هو المحبوب بعينه"قالن، و يف تأكيد ذلك و األزي

45ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب- 2946ص-املصدر نفسه-3046ص-املصدر نفسه-3146ص-املصدر نفسه-3246ص-املصدر نفسه-33

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

119

ينال تكون في ذاتها ال لغرض أو مصلحة كمنأن الفضيلة ما يعني، 34"المحبوب األول و المعشوق األول

لكن كيف يحقق اإلنسان هذه الفضيلة؟.صب أو رئاسةكماله بمن

:اإلنسانية و تمام الفضيلةالنفس/ب

يف حبا و عشقا لتمام الفضيلة

إال ،الذي في الصورة و المادةمتبرئة من النقص"

يؤكد صعودها ألا ال تستفيد اجلمال و 35"الصورة من هذه اجلهة دوا من هو ا مبالكمال يف تعقلها فضيلة ، ما

لكن يزيد ،لها من النقص ما لها من الثوانيلكن" أرقى منهاوإىل من هتسعى املعقوالت و املوجودات، لذا

ثم العقل األول حتى تبلغ الرضا ،قل ذاتها و تعقل الثوانيألنه يجب أن تتجاوز و تتع ،عليها مقدار النقص

.36"و سعادتها

إال من خالل العقل الجماليالجدل التصاعدي فضيلتها و سعادتها عبر النفس اإلنسانية تحقق لن

من الفارايب و هو ما أكده ،األولىالمعارف من خالل لبلوغ كماهلا التعقل و التجردالذي مينحها آليات الفعال

و إذا حصلت القوة الناطقة عقال ،سائر األشياء معقولة بالفعل للقوة الناطقةالعقل الفعالجيعل " خالل قوله

و صار ،بالفعل صار أيضا ذلك العقل الذي هو اآلن بالفعل باألشياء املفارقة بفعل ذاته اليت هي بالفعل عقل

فيكون العاقل و ،يكون حينئذ جوهرا يعقل بأن يكون معقوال من جهة ما يعقلعقل املعقول منه هو الذي ي

ما يعين أن اإلنسان إذا تعقل ، 37"بهذا يصير في رتبة العقل الفعال، المعقول و العقل فيه شيئا واحدا بعينه

كونه عقال، و إلهيا بعدما كان هيوالنياهة الكمال التي تجعللحظنال ل و أصبح عقال بالفعل العقل الفعا

46ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب- 3446ص-املصدر نفسه-3541ص-املصدر نفسه-3635ص-املصدر نفسه-37

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

120

منالالعقل الفع على الرغم من منزلةلكن.معقوال بذاته، و هي المرتبة التي إذا بلغها اإلنسان كملت سعاته

لكمالهيسعىله من النقص ما يجعلهاآلخرهو العقل الفعال، إال أن 38"اإلنسان منزلة الشمس من البصر

حقيقة اجلمال ال توجد يف املوجودات أن يفسر ما ، ، و زينةمن أكثره جماال و بهاءوو جماله بتعقل ذاته

إنه السبب األول األجمل و أعلى منه مرتبةهو من مبل يطلبها و يعقلها ،الأدىن مرتبة من العقل الفع

.األفضل و األبهى

:و الخير اإلراديالجسد/ج

حنو األجسام السماوية جدال تصاعديا بتعقل املعقوالت ال يتم و مجاهلا النفس اإلنسانية كمال نعلم أن

" ذلك قال الفارايببيان و عن ،الطبيعيةبل يجب أن تتعقل ما دونها من األجسام،فحسبال و العقل الفع

أن إال ،فإنه يكون قريب الشبه باألشياء املفارقة،استكمل و صار عقال بالفعلإذا على اجلزء الناطق من النفس

إنما يستفيد بأن يعقل ليس األشياء التي فوقه في ،و مجاله،و زينته،ائهكمال وجوده و مصريه بالفعل

ما يعني ،39"التي هي دونه في الرتبة و تعظيم الكثرة فيما يتجوهر بهبل و بأن يعقل األشياء،الرتبة فقط

ألن هذا يزيد من بلوغ كمالها في عالم ،الجسد و زينتهياتالنفس ال يتم دون تعقل جمالأن جمال

تحتاج لموجود آخر يساعدها في تحقيق ال تكتفي بجوهريتها و إنما النفس أن السماء، و هذا تأكيد على

. يمنحها العلم بذاتها و فضيلتهاو جمالها و كمالها

، فإن جمال علم الفضيلة و األخالقن خالل أفضل علم و هوإذا كان بلوغ الجمال المطلق ملكن

اإلنسان من " فقالاإلجتماعات المدنيةالفارايب من خالل دهيتم يف عامل ما حتت السماء، و هو أك ته ممارس

باجتماع منها كثرية يف مسكن األنواع اليت ال ميكن أن يتم هلا الضروري من أمور و ال تنال األفضل من أحواهلا إال

35ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب- 3842ص-املصدر نفسه-39

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

121

األساسيمبدأ الاإلنسان ، الذي مينحتحقيق الفضيلة و الخير األسمىو جمال ممارسةهنا حيدد ، 40"واحد

وفق مجموعة من المراحل التي يحددها و يصنفها من الكماالتالفضائل و تلقاء نفسه إىل من يسعى ل

هو العلوم األولى و المعقوالت األولى ذلك املبدأ "الخالل صيرورة المعقوالت األولى و عن تأكيد ذلك ق

،بعد أن يتقدم يف اإلنسانالمعارف و المعقوالتمن النفس و إمنا يعطيه تلك التي تحصل في الجزء الناطق

،الذي به يكون الشوق و الكراهة التابعان للحاس النزوعي و اجلزء ،الجزء الحاس من النفسو حيصل فيه أوال

و الشوق يكون باجلزء النزوعي ،أوال شوق عن إحساسمن أجزاء البدن بهذين تحصل اإلرادةو آالت هذين

إرادة ثانية من النفس و الشوق التابع له فتحصل التخيل مث يفصل بعد ذلك بينهما ،و اإلحساس باجلزء احلاس

اليت حتصل المعارف األولىصل فمن بعد أن حيصل هذان ميكن أن حتإرادة شوق عن تخيلهي بعد األولى

و هو الشوق عن نطق و هذا ،اإلرادة الثالثةفيحدث حينئذ اإلنسان نوع مناجلزء الناطقمن العقل الفعال يف

فإذا ...المذمومفعل الجميل و القبيح و المحمود و و بهذا يقدر اإلنسان أن ي،هو المخصص باسم اإلختيار

تشكيل المراحل التي يتم فيهاإذا هي ، 41"السعادةحصلت هذه في اإلنسان قدر بها أن يسعى نحو

مجال خارجتحقق ذلك لكنها لن، تسعى لتعقل الموجودات الطبيعيةالتيالناطقةللنفسالمعارف األولى

:المخطط التالييوضحه لنا هذا ما . ألنه يشكل حجر األساس في بناء المعارف األولىالجسد

71ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-4042ص-املصدر نفسه-41

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

122

حل تعقل النفس الناطقة المعقوالتمرا

الجسد+ النفس

إرادة الشوق عن حاسة+ النفس الناطقة

القوة النزوعية اإلرادة األولى+

قوة التخيلإرادة شوق عن تخيل =

)العقل الفعال+القوة الناطقة(اإلرادة الثانية

اإلرادة الثانيةمعارف األولى الالشوق عن نطق

الفضيلة راالختيا

جماليات جمال المطلق و جدل ال في فلسفة الفارابي تجمع بين اللنخلص إلى أن تصور الجم

و كأنه يمنحها الموافقة لبلوغ كمالها الثاني في عالم نطاق جماليات الجسد عبر،في بلوغ سعادتهاالنفس

هي الخير " لحظة السعادة التي عرفها فقالباعتبارها رتبة والعقول السماوية طالبة الفضيلة و الجمال،

ل نفعه على اإلطالق و كل ما ينفع في أن تبلغ به السعادة و تنال به فهو أيضا خير ال ألجل ذاته بل ألج

لكن ما هي العالقة بين .42"في السعادة و كل ما هو عاق عن السعادة بوجه ما فهو الشر على اإلطالق

؟اإلراديالجمال و الخير

42ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-42

السعادة=الجميلالفعل

السعادة=الجميل

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

123

الفعل الخير اإلرادي هو كل ، ألن"الفضيلة و الجمال"يل من خالل مجعه بنيوره اجلماصبىن الفارايب ت

اإلرادي و الشر اإلرادي و هما الجميل و القبيح يحدثان عن الخير " ، و يف تأكيد ذلك قالفعل جميل

د طبيعة الفعل اخلري 43"اإلنسان كل فعل يصدر عن إرادة اإلنسان دون أي غائية كونه ، لكنه يف نفس الوقت حيد

ما كان ،44"يصدر عن قوى النفس اإلنسانية الخمسالخير اإلرادي الجميل"ألنأو مصلحة مرجوة منه،

المبادئ و المعارف هي القوة الناطقة النظرية من خالل " و يشعر بهايعقلها اإلنساناليتالسعادةحتققنتاجه

، 45"الاألولى

قت، ألا جتمع بني الفعل اجلميل الذي متارسه لو حبا القياس بفي عالم الطبيعة إرادي اختياريالذات كفعل ا

.لجمال المطلق و الفضيلة المثلىو عشقا ل

نبغي أن نعلم أوال أن األفعال " و هو ما أكده يف قولهلكن ينبغي أن يكون الفعل الجمالي فعال إراديا

لكن الفارايب ،46"اختياريااجلميلة ميكن أن توجد لإلنسان باتفاق و باإلمجاع للعامة أو احلس املشرتك أم أن يكون

فيختار اجلميل يف كل ما " لإلنسانالنوع الثاني لألفعال الجميلة االختيارية إراديةف حقيقة السعادة من يصن

هي " و،لذاته ال لغرض أو غاية يرجوها من فعلهفعل اختياري اجلميل الفعل إذا47"يفعله و يف زمان حيويته

اليت جتمع بني العوارض عوارض النفس الجميلةو جيب أن تكون يف ،الزمانشروط ال جيب أن تتغري مهما تغري

، جمال النفس و الجسد إلى جانب التمييز بين الجميل و القبيحو هنا جيمع اإلنسان بني ،و األفعال

"قال

73ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-4373ص-املصدر نفسه-4473ص-املصدر نفسه-45-1987-الطبعة األوىل-عمان-منشورات اجلامعة األردنية- حتقيق سحبان خليفات-رسالة التنبيه على سبيل السعادة-نصر الفارايبأبو -46

182ص182ص-املصدر نفسه-47

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

124

أقول إن كل إنسان مفطور من "و يتجنب الشقاوة و الفعل القبيح،48"

مييزه على ما ينبغي و بتلك القوة تكون له هذه أول وجوده على قوة بها تكون أفعاله و عوارض نفسه و ت

لكنها قوة فطرية ال ،49"الثالثة

:يكتسبها اإلنسان و لكن احلال األخرى حتث باكتساب من اإلنسان و هذه احلال قسمان

و إما رديئا فقطيكون التمييز الذهني جيدا

األفعال و العوارض النفس إما جميلة إما قبيحة فقط

و يكون الثاين لرداءة التمييز و هو قوة الذهن،لكن الصنف الذي يكون فيه التمييز على جودة هو

و اخللق الذي يسمى الخلق، و الذي يكون به األفعال و عوارض النفس إما مجيلة و إما قبيحة ضعف الذهن

و اخللق القبيح هو الذي تصدر به عوارض النفس الجميلة هو الخلق الجميلو . تصدر به عن اإلنسان أفعال

و عوارض النفس حبيث تنال فإذا كانت األفعال"، و قال أيضا يف الصدد50"عن اإلنسان األفعال القبيحة

او تكون لنا جودةخلق جميلالسعادة ال حمال مىت حصل لنا

اجلودة و فإذا حصلت، "51"اجلودة و الكمال يف ذاتهمجيعا الفضيلة اإلنسانية من قبل صارت لنا قوة الذهن مها

.فيهما نصري نبالء أخيارا فاضلنيالكمال يف ذواتنا و أفعالنا

التكامل و ضمنالفاضل و النبيلإذا تصور الجمال عند الفارابي هو سياسة بناء المجتمع

أا منحت من اجلسد املوافقة على املفارقة و الرحيل من ،في عالم الجمالاإلنسجام بين النفس و الجسد ك

اا، و هي مرحلة لذ ادة لسع قصد ا لة فضي ل عل ا لف تها ارس الذي يتم عرب اجلمالالفعل و أ، الخير اإلراديخالل مم

185ص-مصدر سبق تعريفه-رسالة التنبيه على سبيل السعادة- نصر الفارايبأبو - 48185ص-املصدر نفسه-49187ص-املصدر نفسه-50189ص-املصدر نفسه-51

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

125

حىت يناهلا بالناطقة ...النزوعيةاشتاقها بالقوةال فإذا عرفها مث األوىل من العقل الفع املبادئ و املعارف " استعمال

و فعل تلك اليت استنبطها بالروية من األفعال باآلالت القوة النزوعية و كانت املتخيلة و احلاسة اللتان فيه ،العملية

.يهكذا يحدث الفعل الجميل أو الخير اإلراد52"اإلنسان خريا كله

فطرتهم من كانتليس كل الناس يستطيعون بلوغ حقيقة السعادة و الغاية من وجودهم إال لكن

لكنهم يشرتكون يف نفس الفطرة "و هي الفطرة اليت قال عنها الفارايبجميل، أساس الفعل الباعتبارهاسليمة

فالن " يف ذات الصددقال كما ، 53"و كل طائفة،فتصري هلم فطرة لكل واحدتتمايز و تختلفلكنها فيما بعد

أو الصناعية و باجلملة األفعال اإلرادية إمنا ،التي بها يفعل األفعال الخلقيةجيد الفطرةيعنونجيد الجوهر

ألنها تحتاج إلى ما طبعت عليه قد تكون فطرة ، 54"بالفعلإنسانا

و هو ما 55"يف جنس ما و قد يكون منها ما يؤدب على األشياء اخلسيسة اليت يف ذلك اجلنسعظيمة فائقة

يتفاضلون بالطبعألن الناس " و المرجعياتالفطرة السليمة متغيرة و مكتسبة حسب الثقافاتجيعل تصنيف

ما يعني أن اكتساب ،56"ع حنوهابو العلوم اليت أعدوا بالط،يف املراتب حبسب تفاضل مراتب أجناس الصنائع

ليس في فطرة كل إنسان أن يعلم من تلقاء نفسه " يتم من خالل العلوم الصحيحة ألنهالسليمةالفطرة

ذن األخالق إ،57"بل يحتاج في ذلك إلى معلم و مرشد،السعادة و ال األشياء التي ينبغي أن يعلمها

.فاضال مجياللنفسه خلقالص فاليحامن مل يكن له خلقفكلها مكتسبةو القبيحة بقسميها اجلميلة

73ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-الفارايبأبو نصر -5274ص-املصدر نفسه-5399ص-1990-الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-دار املشرق- حتقيق حمسن مهدي- احلروف-أبو نصر الفارايب5486ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-5586ص-املصدر نفسه-5686ص-املصدر نفسه-57

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

126

:المدينة الفاضلةوجماليات الجسد الرئيس/3

:ةــــــــــــة الفاضلـــــــــالرئاس/ أ

و هو ، الجمالي من خالل جدلية الرئيس و المرؤوسالفلسفي هتصور أبو نصر الفارابي أسس

نظام اإلنسجام املوجودات اليت تفيض عنه وفقاجلدل الذي يربهن و يفسر من خالله العالقة بني املطلق و مجيع

، كأنه الكلمة المفتاحية في كل فلسفتهو نظام الرئيس و المرؤوس يستنبط ما جعله و اجلمال و الفضيلة،

نصب ، لذا "الجمال، الفضيلة، السعادة"حيث حاول أن يطبق ذات النظام يف بناء تصوره الفلسفي وفق سياسة

و يرشدهم حىت يكسبهم الفطرة السليمة يف مبادئ العلم الصحيح،لم المرؤوسينيعالرئيس الذي جيب عليه

أو ،و حيمله عليه،من كانت له قوة على أن يرشد غريه إىل شيئ ما"احلياة السعيدة، و هو ما جاء يف قوله

أن يتصف بالعلم الصحيح و اإلدراك اجليد لذا جيب على الرئيس،58"فهو رئيس في ذلك الشيئيستعمله فيه

. و إرشادهمغريهتكون له القدرة يف تعليمللمعقوالت حىت

بل يكون قد ،الذي ال حيتاج و ال يف شيئ أصال أن يرأسه اإلنسانهو" فقالالرئيسالفارايب عرف

يؤكد ذلك على ،59""و ال تكون له حاجة يف شيئ إىل اإلنسان يرشده،و المعارف بالفعل،حصلت له العلوم

و الفاضلنيفهم يف فضيلته و مجاله، ما جيعل املرؤوس يشبه رئيسه أن الرئيس جيب أن يكون عاملا و حكيما،

طوائف و كل هو الذي يرتب الرئيس األولو "،العلوم و حبسب األخيار و السعداء

.، ما يعين تفاضل املرؤوسني كل حسب فطرته60"لناسا

86ص-مصدر سبق تعريفه- السياسة املدنية-أبو نصر الفارايب-5886ص-املصدر نفسه-5983ص-املصدر نفسه-60

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

127

، و هو ما فتح به اإلحصاء جملة العلوم التي يجب أن يكون الرئيس عالما بهايحصي الفارابي

قصدنا يف الكتاب أن حنصي العلوم املشهورة علما علما، و نعرف جممل ما يشتمل عليه كل واحد منها و " فقال

علم ،علم اللسانيات" خالل القرن العاشرالعلوم اليت كانت سائدة يف عصره هي،61"إجزاء ماله أجزاء منها

علم ،علوم احليل،علم األثقال،علم املوسيقى،علم النجوم،علم املناظرة،علم اهلندسة،علم العدد،املنطق

اليت جيب على الغاية من هذه العلوم هي السعادة احلقة، و 62"علم الكالم،علم الفقه،علم املدين،الطبيعي

مث ، 63"إن من ينشد السعادة عليه تحصيل هذه العلوم"قالالرئيس حتقيقها ألهل املدينة، و عن ذلك أكد و

:64يف ثالثة مراتب هييصنف املنافع احملصل عليها

تبصرة من يريد أن يتعلم علما من هذه العلوم فيجد هذا العلم و موضوعاته

وثقاألنفع و األإكسابه القدرة على المقارنة بين هذه العلوم ليعلم

إكسابه القدرة على اختيار مدى إحاطة مدعي العلوم بها و تضلعهم عنها.

السياسة هي فعل أو امللك أو ما شاء اإلنسان أن يسميها و ،مهنة امللكيةهي" قال الفارابيفأما عن الرياسة

:65مهاضربانضمنصنفها حيث ،"المهنةهذه

و امللكات اإلرادية،و السنن،األفعاليف متكن اليت رياسة هي ال: الرياسة الفاضلة)1

.رياسة المدن و األمم الفاضلةو هي ،ما هو في الحقيقة سعادةاإلنسان

من غير أن أنها سعاداتمظنونة تكمن يف األفعالاليت : الجاهلةرياسة )2

.و هي رياسة املدن و األمم اجلاهلة،كذلكتكون

16ص- 1996-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-دار و مكتبة اهلالل للطباعة و النشر- اإلحصاء- أبو نصر الفارايب- 6115ص-املصدر نفسه-6215ص-املصدر نفسه-6316ص-املصدر نفسه-6481ص-املصدر نفسه-65

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

128

ة ثالثة ضمنذموماملة وحمموداليت تؤسس لسعادة املرؤوسني و تفصل بني األفعالالفاضلة هي لكن الرياسة

:66أقسام

األعضاء بدنه اآلليةكل ما حيتاج اإلنسان فيه استعمال ...مثل القيام و القعود و الركوب و املشي:األفعال.

مثل الشهوة و اللذة الفرح و الغضب:عوارض النفس...

هي اليت ال خيلو اإلنسان يف وقت من زمان أن يكون له بعض هذه و بالتايل هي ثالثية :التمييز بالذهن

.بينما احملمود ما يتبع اجلميلفعال املذمومة اليت تتبع القبيحالفصل بني األ

الرئيس الفاضل للرياسة الفاضلة، للمدينة الفاضلة، ما كانت نتاجه بالضرورة الحتميةالفارابي رشح

الرئيس الفاضل ضمن مبدأ إثنتا عشرة خصلة قد فطر عليها، لتمام معادلته حدد مرؤوسين فاضلين و أخيار

:67ما يجب أن يكون و ما يجب أن يوجد

األعمالقواها مؤاتية أعضاءها على : أن يكون تام األعضاء.1

و التصور لكل ما يقال،بالطبع جيد الفهم.2

و يف اجلملة ال يكاد ينساه،ملا يدركه،جيد احلفظ ملا يفهمه ملا يراه ملا يسمعه.3

جيد الفطنة ذكيا.4

حسن العبارة.5

و ال يؤمله الكد الذي ينال منه،يؤمله تعب التعليم،الاالستفادةحمبا للتعليم و .6

متجنبا بالطبع اللعب مبغضا اللذات الكائنة فيه...املنكوح،بو الشر ،غري شره على املأكل.7

مبغضا للكذب و أهله،حمبا للصدق و أهله.8

180ص- مصدر سبق تعريفه-رسالة التنبيه على سبيل السعادة- نصر الفارايبأبو- 66127ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبأبو نصر ال- 67

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

129

تسمو نفسه بالطبع على األرفع و ،تكرب نفسه بالطبع عن كل ما يشني من األمور،كبري النفس حمبا للكرامة.9

منها

أن يكون الدرهم و الدينار و سائر أعراض الدنيا هينة عنده.10

مبغضا للجور و الظلم و أهلها،يكون بالطبع حمبا للعدل و أهلهأن.11

قوى العزمية على الشيئ الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل مقدما غري خائف و ال ضعيف النفس.12

الذي يكسب الفضيلة و اجلمال و السعادة يف املدينة الفاضلة، لكن حيدد شروط الرئيس الفاضلتلك هي إذا

يف حالة عدم متام كل الشروط، أو يف حالة الرئيس الثانيوقت الشروط اليت جيب أن تتوفر يف الفارايب يف الذات ال

و هي ، ألنه يشترط كمال النفس مع كمال الجسد، و كماله في صحته و اعتدال مزاجهكرب الرئيس األول،

:68ستة شروط تتوفر بالطبع

أن يكون حكيما .1

و،و السنن،أن يكون عاملا حافظا للشرائع.2

جودة استنباطه.3

و يكون متحريا ملا يستنبطه من ذلك صالح حال املدينة،جودة روية و قو استنباط.4

اليت استنبطت بعدهمإرشاد بالقول إىل شرائع األولني جودة .5

و ذلك أن يكون معه الصناعة احلرية اخلادمة و الرئيسة،جودة ثبات ببدنه يف مباشرة أعمال احلرب.6

129ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبأبو نصر ال- 68

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

130

:و اكتساب الفعل الجميل،نظرية الوسط الفاضل/ ب

ألن اخللق اجلميل إذا كانت الرياسة الفاضلة من املهام اإلجبارية للرئيس الفاضل أن يرشد و يعلم الفضيلة

العادة و بواسطة من أصحاب األخالق الجميلةاكتسابها و التشبه بها من األفعال اليت يعتاد اإلنسان على

، و هو ما أكده الفارايب من خالل دراسته لسياسة املدينة الفاضلة و نظام اكتساب الفضيلة بني الرئيس و التكرار

يكسب فعل التكرار و العادةما يعين أن ، 69"ألن الفعل الجميل إنما عن االعتياد"املرؤوس فقال عن ذلك

إذا الفعل الجميل حىت ال تنسى من ذاكرة املتلقي،فرتات زمنية متقاربةخالللكناألخالقي الجميلالفعل

يكون بالقوة التي فطر عليها و هو ما يجب أن يكون عليه اإلنسان في الوجود، لكن إذا تم الفعل و تحقق

.، و إذا لم يحصل ما يجب أن يكون كان فعال قبيحاأصبح فعل جميل بعد حصوله

و هي النظرية اليت برهن من خالهلا عالقة الرئيس و املرؤوس يف نطاق الفعل الفاضلنظرية الوسط

، حيث جيمع يف كمال اإلنسان الفاضل بني كمال النفس و اجلسد، و يف تأكيد اجلميل و ما جيب أن يكون

في األفعالكمال الخلق و الحالإن كمال اإلنسان يف خلقه هو "ذلك قال

لكن يجب أن يتوفر.70"التي يحصل بها كمال اإلنسان بدنه و كماله في بدنه هو الصحةخلقه، كاحلال

د ماهية من و هو ما سماه الفارابياإلعتدال بين كمال النفس و البدن باعتدال الوسط التفاضلي الذي حد

، يشرح هنا 71..."يكسب الصحة هو يف كثرته و قلته و شدتهفيماالتوسطكما أن "خالل كمال الجسد فقال

لذا ...اليت تتم من خالل اعتدال يف مجيع وظائفه و ما حيتاجه من أكل و شربكمال الجسد و صحتهطبيعة

إن املعيار الذي " و هو ما جاء يف قولهالفعل اجلميل اجلسد و كمال صحةيتحدد معيار التوسط لتمام جيب أن

191ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبالأبو نصر- 69194ص-املصدر نفسه-70194ص-املصدر نفسه-71

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

131

على مثال املعيار الذي نقدر ما يفيد الصحة و عيار ما يفيد الصحة هي أوال األبدان اليت تطلب الصحة به نقدر

متى تم ذلك كان كمال قدرته، و ما يعني أن معيار التوسط يتحدد بحسب مزاج البدن و اعتداله ،72"هلا

لكن كيف يتم تحديد مقداره؟.الجسد و جماله في صحته

يف األفعال تقدمنا فعرفنا المقدار الذي هو توسطمىت أردنا الوقوف على " الل قولهجييبنا الفارايب من خ

و ما من الفعل و املكان الذي فيه الفعل، و من منه الفعل، و من إليه الفعل، و من فيه الفعل، و ما به الفعل،

، 73"الفعل المتوسطحينئذ تكون قد أصبنا جعلنا الفعل على مقدار كل واحد من هذه، أجله، أو له الفعل

:74مث جعل أمثلة فسر من خالهلا آليات الفعل املتوسط منها

تكسبالزيادة يف اإلقدام عليها . حيصل بالتوسط يف اإلقدام على األشياء املفزعةهي خلق جميل:الشجاعة

.و هو خلق قبيحيكسب الجبنمن اإلقدام و النقصان، التهور

حيدث بتوسط حفظ املال و إنفاقه:السخاء.

حتدث بتوسط يف مباشرة التماس اللذة اليت هي عن طعام و نكاح و الزيادة يف هذه اللذة تكسب :العفة

.الشره

لكن حتديد الوسط التفاضلي وفق املقدار الذي حيقق معادلة كمال اجلسد جيب أوال حتديد حلظة اعتدال اجلسد،

مثل الطبيب الذي يعدل حرارة البدن و جيعلها وسط و ما كان بني الطرفني من زيادة أو نقصان يسهل إقصاؤه،

، و يف متام ذلك كانت صحة 75"اربه جداحتى نبلغ الوسائط أو نقو ال نزال نفعل ذلك"،فيحقق صحة البدن

.و مجال اجلسد

194ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبأبو نصر ال- 72198ص-املصدر نفسه-73199ص-املصدر نفسه-74208ص-املصدر نفسه-75

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

132

:الجسد الفاضلجمال و سياسة القلب الرئيس/ ج

و العالقة القائمة بني قوى العقول وسط الفطرة االجتماعية النفس اإلنسانيةبعد أن درس الفارايب تركيبة

، المثال األعلى في ذروة الكمالالدنيوية، و الوصول إىل بلوغ السعادةمن ذلك هدفهو نظام اهليئة البشرية،

د على ضرورة التعاون بني األفراد و تكاتفهم لنيل السعادة و االستقرار، إنما يدل هذا ما جعل املعلم الثاين يشد

إمنا ينال أوال باملدينة األفضلفالخير و الكمال، على أن الحياة فلسفة، و الفلسفة ال تعيش خارج الزمان

يف اكتساب الفضيلة و الفعل الفاضلة على أساس االختيار و اإلرادة اجلماعية، أي من خالل التعاون و االشرتاك

. اجلمايل يف مدينة األخيار

تتجسد عرب عالقة ، مرتبتينفي المدينة الفاضلة من خاللالفاضل منح الفارابي رئاسة الجسد

الذي جسد الفاضل البالمدينة الفاضلةحيث شبه سياسةأو الرئيس و املدينة الفاضلة، الرئيس و املرؤوس،

القلب الرئيسفهوأما رئيسها ،الفطرة و القوىخمتلفة و متفاضلةألا ، صحتهعلى تتميم ئهأعضامجيع تتعاون

إن القلب "و عن ذلك قال،الدماغللوزير منعهاأما املرتبة الثانية الذي ال يرأس مدينة اجلسد رئيسا آخر غريه،

هو العضو الرئيس الذي ال يرأسه من البدن عضو آخر و يليه الدماغ فإنه أيضا عضو ما رئيس و رئاسته ليست

.76"كرئاسة األول بل ثانية ألنه يرأس من القلب و يرأس سائر األعضاء

ضمن جمال مشرتك يف نطاق اجلسد بني مصدر احلرارة و املوزع هلا فهي وظيفة القلب و الدماغأما

فمنه تنبث يف سائر األعضاء وذلك مبا القلب ينبوع الحرارة الغريزيةإن " باعتدال وسط أعضاء اجلسد، فقال

فوظة من احلرارة إمنا تبقى الغريزة حممما يرقدها القلبينبث فيها من روح احليوان الغريزي يف العروق الضوارب،

يعدل الحرارةهو الذيالدماغعلى األعضاء، و

92ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبأبو نصر ال- 76

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

133

يقوم به كل أول عمل في جسد الفاضل، ليكون 77"أول أفعال الدماغكل عضو من احلرارة معتدال له، و هذا

حليوانية إىل كل األعضاء، لكن يف نفس الوقت يتم الذي يبث احلرارة الغريزية االرئيس القلب و الوزير الدماغمن

.من قبل الدماغتعديلها بما يناسب األعضاء

" ، و يف تفسريه لذلك قالوظائف أعضاء الجسد الطبيعيينالرئيس القلب يحدد الفارابي كيفية تعليم

التي يفعلون بها الهيئات و الملكاتفإن ،الهيئات التي لها قوى طبيعيةو ،غري أن أعضاء البدن طبيعية

، ما يعين أن األفعال الصادرة من األعضاء 78"بل إرادية على أن أجزاء المدينة،للمدينة ليست طبيعيةأفعالهم

الطبيعية إرادية مكتسبة من قبل امللكات اإلرادية، و القوى اجلسد، لكن اكتساب املعارف و الصناعات اجلديدة

من له العلم و احلكمة، و من هو يف املرتبة الرئاسة يف مدينة اجلسد، إنه ملا هو طبيعي بطبيعة احلال يتم من قبل

ألن نسبة السبب األول إىل سائر املوجودات "القلب الرئيس، هذا األخري الذي جيب أن تتوفر فيه شروط الرئاسة

يف مدينة األمت والرئيس الشريف من أفعاله،القلب ب ينص ، إذا79"كنسبة ملك املدينة الفاضلة إىل سائر أجزائها

غرض وفقما جيب أن يكون حنو اجلسد كما جيب على كل مرؤوس من أعضاء البدن أن تكون أفعاهلم على

معاء و لعل األخس منها عمل املثانة و األاألخس،األنقص،األفضللتكون تراتبية املرؤوسني من ،الرئيس

.ذلك حبسب موضوعهاألن السفلى

الحاسة هي صورة في القوة الرئيسية شبه املادة للقوة احلاسة الرئيسية، و فهيفالغاذيةالقوةوظيفةإن

صورة يف احلاسة الرئيسية، و املتخيلة الرئيسية مادة المتخيلة، و احلاسة الرئيسية شبه مادة للمتخيلة، أما الغاذية

إا تابعةالنزوعية.الناطقة لكل صورة تقدمهاللناطقة الرئيسية، و للحاسة الرئيسية و املتخيلة و الناطقة ف

:اليت قسمها املعلم الثاين إىل صنفني مهااألعصابليتجاوز عالم

93ص-مصدر سبق تعريفه-أراء أهل املدينة الفاضلة- فارايبأبو نصر ال- 77119ص-املصدر نفسه-78120ص-املصدر نفسه-79

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

134

آالت الرواضع و القوة احلاسة الرئيسية اليت يف القلب يف أن حيس كل واحد منها احلس : الصنف األول

.اخلاص به

هي آالت األعضاء اليت ختدم القوة النزوعية :الصنف الثاني

.اإلرادية

و ملا (بسرعتها لقبول اجلفاف لذلك هي حتتاج إىل أن تبقى رطبة، بينما تتميز األعصاب التي للحس و الحركة

كانت حمتاجة أيضا للروح الغريزي السالك يف أجزاء الدماغ اليت جعلت مغارزها يف الدماغ، و النخاع حىت ال

لكن بعضها حيتاج . ، ما جيعل قواها النفسية حية و رطبة على اعتدالألنهما رطبان جداتتحلل و تبطل أفعاهلا،

ما فاألول لزوجةأصال، و بعضها اآلخر حيتاج إىل زجةمائية لطيفة غير لالنافذة فيها الرطوبةإىل ان تكون

جعلت مغارزها يف الدماغ، أما الثانية فجعلت مغارزها يف النخاع، و ما كانت حمتاجة إىل أن تكون رطوبتها قليلة

نلتمس هنا تصنيف الفارايب أنواع األعصاب من خالل مكان 80)جعلت مغارزها أسفل الفقار و العصعص

:ء الدماغ و نسبة الرطوبة فيها إىل ثالثة أصناف هيوجودها ضمن أجزا

األعصابأصناف

أسفل الفقار و العصعصالنخاع الدماغ

أقل نسبة من الرطوبةلزجةمائية لطيفة غير لزجة

79ص -مرجع سبق تعريفه–يف سبيل موسوعة فلسفية - مصطفى غالب-80

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

135

:ثالثيةحدد شروط الرئيس بالمناظرة بين لنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن الفارابي

مدينـــة اهللالسبب األول/اهللالكون

المدينة الفاضلةالرئيس الفاضل الطبيعة

الفاضلالجسد القلب الفاضلاإلنسان

،و القوة،بالقياس و التشبيه صفات تميز الجسد الفاضل الذي يجمع بين الصحةفي نفس الوقت جعل

:هيواالعتدال عبر الوسط التفاضلي

. أن يكون تام األعضاء.1

.غير شره على المأكل و المشروب و المنكوح.2

الجميل الشروط الخاصة بالجسد.كبير السن، محبا للكرامة.3

. أن يكون قوي العزيمة.4

.أن يكون بالطبع محبا للعدل و أهله.5

.حسن العبارة.6

. محبا للصدق و أهله.7

الشروط الخاصة بالنفس الجميلة.محبا للتعليم و االستفادة منقادا لها.8

.سهل القبول و ال يتعب من التعليم.9

. . أن يكون جيد الفهم و الحفظ لما يدركه.10

.جيد الفطنة و ذكي.11

.أن يكون سائر أعراض الدنيا هينة عنده.12

الفارابي نصرجماليات الجسد عند أبي: المبحث األولجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

136

لشروط رئيس املدينة الفاضلة، حتديد يف ذات اللحظة الشروط من خالل هذا التصنيفنستخلص

اين بني اجلمال اجلمالية للجسد الرئيس اليت تشمل الظاهري و الباطين، هذه األخرية اليت يقسمها املعلم الث

التشبيهات و التحليالت االجتماعية إىل إثبات جوهر مدينته الفاضلة جلوهر اجلسد اجلوهري و العرضي ضمن

جعل الفارايب ترتيب مدينته كما القلب إىل البدن، رئاسة نسبة رئيس املدينة الفاضلة كنسبة الصحي، ألن التام

أمامبعضها من بعضو فيضهااملوجودات لرتاتبيةاملطابقة و التشبيهضمن جمالها تفاضل أعضائالفاضلة و

من خالل سياسة التجربة الجمالية للمدينة ما جعله يبني للتصور الجمالي،أكمل مدينة هي مدينة اهللا

الفاضة كتحصيل حاصل من تمام المعادلة الجمالية في نطاق الرئيس الفاضل، ذو الجسد الفاضل و

في ، لكنها لوصال بين العبد و خالقهلحظة او هيالجيل، لكنه جمال في ذاته شعاره السعادة القصوى،

تفاضل الصناعات مثل صناعة الرقص و " ومدينة، و أمة سعادة تتفاضل حسب كل فضيلة ذات اللحظة

:همامستويات إدراك الجمالحدد الفارابيعلى هذا األساس ، 81..."الفقه، و صناعة احلكمة و اخلطابة

لالعقل الفعامستوى

الجمال المرتبط األكثر حتديدا و خصوصية من خالل القياس الجماليالمستوى الذي حدد فيه أسس

لتكون أهداف الصنائع مجيعها ،}ذيذ، النافع، الجميلالل {ثالث مبادئفقارتباطا وثيقا، و بالواقع العملي

.اإلنسانية عامتاالسعادةو الغاية من فعلها بلوغ

139ص-مصدر سبق تعريفه-املدينة الفاضلةأراء أهل - فارايبأبو نصر ال- 81

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

137

:)الجسدو ، والروح،النفس(جدل، حقيقة اإلنسان/ 1

):، العقلالنفس، الروح، الجسد(العالقة بين/أ

مبعارف املمننا و ألنه كان متف والفالسفة املسلمني، ،ينمفكر من أهم الحيان التوحيديأبيف صن

ندسة، اهلفلكال،السياسة، علم الكالم،فلسفةالفقه، ال، دباأل،شعرال،غةللو ا،نحوعصره من ال

، متكلم المحققينو ،و محقق المتكلمين،و أديب الفالسفة،فيلسوف األدباء" قيل عنهلذلك ...رياضياتال

يمزج العلوم ،ما جعله 1"و مكنة، و فصاحةو فطنة،فرد الدنيا الذي ال نظير له ذكاءو إمام البلغاء،

جاحظيا " ، ألنه كان2"و تقريرها بني األذهان يف أعلى طبقات البيان،و عرضها يف األساليب البليغة"باآلداب

من أخص "وس من خالل هذا التهجني و املزج منهجه اخلاص به،، ليؤس 3"يسلك يف تصانيفه مسلك اجلاحظ

لد من بني هذا مذهبا خاصا لهمزاياه أنه كان ميزج األدب باحلكمة و دائم ، كان 4"التصوف بالفلسفة و يو

.التساؤل و التفكير في خبايا الوجود و كل ما هو موجود

، و هو القرن الذي شهد أهم النظريات املعرفية، القرن الرابع للهجريخالل حيان التوحيدي أيب عاش

لكنه " لكن ال أحد تطرق إىل سنة مولدهالسفة و العلماء، و املعارك النقدية، و القفزات اإلبستيمولوجية بني الف

د فإني في "حيث قالالقاضي أبي سهل على بن محمدسنة أربعمائة إلىالرسالة اليت كتبها من خاللحد

.6ه400أما وفاته فحدد وفاته سنة ،5"و ا نشأ321و عليه تعني ميالده يف سنة "عشر التسعين

7ص-1951-القاهرة-لقصور الثقافةاهليئة العامة-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 111ص-1992-الثانيةالطبعة -القاهرة-مطابع أخبار اليوم-حتقيق حسن السندويب-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 210ص-املصدر نفسه- 38ص -املصدر نفسه- 48ص-املصدر نفسه- 518ص-املصدر نفسه- 6

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

138

ة باعتباره يالفلسفحيان التوحيديأبي اإلنسان الصدارة ضمن إشكالياتإشكالية حقيقة حتل ا

يصنف من أهم الذين هما جيعلو اإلبداع الفنيفكره الجماليمجال يف خاصة ف املوجودات، و أشر ،أعقد

في حقيقة اإلنسانما أجربنا و شجعنا يف ذات الوقت على دراسة، سامهوا يف بناء الفكر اجلمايل اإلسالمي

كتابه فه يف ، حيث يعر باعتباره المدرك الوحيد لحقيقة الجمالو تصوره عن الجمال و الجميل، فلسفته

وقع على هذين اسم اإلنسانية،جسد، و إن اإلنسان لما كان مركبا من نفس" فقالالشواملالهوامل و

،اليت هي معدن كل فضيلةهو النفسأشرف جزء في اإلنسانو ،الشيئني

، ما 7"و الكذب يف األقاويل،و الصدق،و احلسن و القبيح يف األخالق،و الشر يف األفعال،و اخلري،اإلعتقاد

أشرف النفس وفق تراتبية تنصب"الجسدالنفس، و "الجدل القائم بينضمنتكمن حقيقة اإلنسانيعين أن

فها التوحيدي في قولهآخذةاألخرىو ،إحداهما معطيةألا جتمع بني قوتني ، من الجسد هي "حيث عر

شوق إلى الكمال الذي قوة انفعال و و تشتاق إىل التعرف على األخبار، و هي القوة التي تستثيب المعارف

الفعل و اإلنفعالقوتي لجامعألن كل إنسان ،8"قوتان موجودتان بالذات ال بالعارض، و مها يخص النفس

.حيث حيصل باألوىل على اإلعالم، بينما متنحه الثانية االستعالم

ألنه مركب من طبائع خمتلفة الجسد في أدنى مرتبةة اإلنسانلالمتغير الثاني لمعادليكون بذلك

، 9..."المزاجالهيئات و مقدار من مقادير و هو يئة من ،يكون مواتا"، و قد عرفه التوحيدي فقالمتعادية

كان تدالعتغرية، و إن كانت يف مرحلة اإلاملركبة و املنتاج مقادير املزاج كونهيؤكد ذلك على فناء اجلسد و زواله،

الحياة عرض " كان مواتا، لكنو انقلبت اهليئة ملزاج، و إذا تغري افيهيا و صاحلا حللول النفس اجلوهريةالبدن ح

26ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيدي وأب- 763ص-املصدر نفسه- 8335ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 9

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

139

بل الفساد للموضوع فلما رأينا احلياة تكون و تبطل ،ألن العرض واقع عليها ألنه ال يكون و ال يفسدالبدنفي

لكن ما هي العالقة بين النفس و الجسد؟. 10"بال فساد البدن جعلناها عرضا حادثا يف البدن

و هو ما أكده التوحيدي من ، بينونة بين اإلنسان و نفسهالتفاضل بين النفس و الجسدشكل مبدأ

و ،فإين أجد اإلنسان و نفسه كجارين متالصقني يتالقيان فيتحدثان...حدثتني نفسي كذا و كذا"خالل قوله

، لكنه يفسر ذلك من خالل حتديده 11" و هذا يدل على بينونة بين اإلنسان و نفسه،جيتمعان فيتحاضران

تبيدأنت من نفس و بدن" فقالعرب هذه البينونة ليمنح النفس منصب الرئاسة و اخللودلجوهرية اإلنسان

أنت صورة لنفسك و بدنكفاقصر سعيك على ما يبقى و ال تلتفت إىل ما تبيد معه، تخلد بالنفس، و بالبدن

، ما يؤكد أنه بالرغم من خلوده 12"نفسك و جماز داخل عليك من بدنكإال أنك مستقيم من حقيقة ورثتها من

و هي المفارقة التي ، خالل صورة الفانيال وجود للخالد إال منال يقصي اجلسد، ألنه أن ذلك بالنفس إال

اإلنسان إنما هو إنسان بالنفس و النفس ما " ، و يف تأكيد ذلك قال التوحيديالنفس و اجلسدثنائيةحتكم

و تصريفها و و اإلنسان له صورة بحسب قبوله، و النفس نفس بحسب مالبستها للبدن ،هو اإلنسان

ال يرى ذلك ،على البدنلكن النفس كالنور الذي ال يرى إال "يف ذات الصددقال أيضا،13"تدبريها فيه

:المخطط التالي، و هذا ما يوضحه 15"مائت،ناطق،حي"هومفهوم اإلنسان، ليكون 14"بهالبدن إال

الحال المفروضة بين الطرفين تكون إنسانا: إنسانا

335ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 10161ص- املصدر نفسه - 11253ص-املصدر نفسه- 12253ص-املصدر نفسه- 13338ص-املصدر نفسه- 14240ص-املصدر نفسه- 15

في إحدى الطرفين في السكون: الحي+

في الطرف اآلخر بالدثور:المائت

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

140

النفس " يف بيان ذلكفقال)الروح، و النفس(بيندرس التوحيدي حقيقة اإلنسان من خالل تميزه

، و ا يوجد و يصبح و آالتهمواد البدنحمتاجة إىل أما الروحبنفسهجوهر قائم

، الروح هي همزة الوصل بين الخالد و الفاني في عالم اإلنسان، يعين ذلك أن 16"و ا يبطل ببطالن البدن

و البهيمة ،الناطقة" قها و هيو لكل نفس أخال،على البدنالثالث الواسط الذي تفيض به النفس قواها و أ

:17"و الغضبية

البهيمةالقوة:.

يتحرك إىل طلب الرئاسيات و يشتاق إىل أنواع الكرامات و يلتمس العز و املراتب اجلليلة : الغضبيةالقوة

.القلبالعالية و يظهر أثرها من

ما جيعل حمبة اإلنسان إىل الرئاسة أمر تكون لها الرئاسة على الباقيةينبغي أن تستويل و القوة اإللهية

لذا جيب على اإلنسان أن جيتهد حىت يقوي ،طبيعي له، و لكن جيب أن تكون مقومة لتكون يف موضعها

.هذه النفس لتكون هي الغالبة و تعدل القوتان الباقيتان

،ثالثة أعضاء رئيسيةضمنثالثة أرواح األخرىتلك القوى فهي أما وسائط

:18هيعمله

الدماغتوجد فياملميز احلارس للبدن، و منه ينبعث احلس و احلركة،العقلهي : نفسيةالروح ال

في القلبموضعهايف مجيع البدن، و الحرارة الغريزيةفتنبعث منها :حيوانيةالروح ال

النضج و الهضمعملها :طبيعيةالروح ال

في الكبد

372ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 16194ص-مصدر سبق تعريفه-79مسألة-الشواملاهلوامل و -حيان التوحيديوأب- 1742ص-دت-دط-اعة و النشر و التوزيعدار مكتبة احلياة للطب-اجلزء الثاين-اإلمتاع و املؤانسة-حيان التوحيديوأب- 18

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

141

من )و الجسد،الروح(العالقة بينالتوحيدي دحد ، )الروح/النفس(، و )الجسد/النفس(بعد التمييز بين

:19خالل تصنيفه ألقسام الدماغ الثالث

موضع التخيلمقدمة الرأس

موضع العقل و الفكر و التمييزوسط الرأس

موضع الحفظ و الذكر و القبولمؤخرة الرأس

، يتم قوام البدن و النفسو باعتدالهن و سالمتهن،نتظامبااآلخرمن هذه القوى و الوسائط كل واحد خيدم

،إله بالعقل كل بالوحدة واحد بالكثرة،جوهر بالنفس،ذات روح،شخص بالطينة"اإلنسانبذلك ليكون

.20لب العالم...ناقص بالحاجة تام بالطلب،باالستكمالحي ،باالنتقالميت ،باق بالنفس،فان بالحسن

؟في الوجود و الحياة فما هي غايته،العالملكن إذا كان اإلنسان لب

جعل ، حيث جهات العقل الثالثسها ضمن نطاق اليت أس نظرية المعرفةالتوحيدي من خالل حيان أيب جييبنا

:21و هيلكل جهة جماهلا املعريف اخلص

هــــربإلى جهة

جهة إلى معقوالته

هــــــــجهة إلى ذات

ة،و اهلم ،لفرحا"والحياةفيالفضيلةاإلنسان ،املعرفة،و اللذ

إال ا و ال قوام إال معهااحلركة ،واحلس ان نس لإل ام و هو ما أكده التوحيدي مسكن لغيره ال لذاتهألنه ،22"ال مت

42ص-مصدر سبق تعريفه-اجلزء الثاين-اإلمتاع و املؤانسة-حيان التوحيديوأب- 19374ص -مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 20314ص-املصدر نفسه- 21234ص -املصدر نفسه- 22

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

142

تطهير و السبيل يف ذلك ، 23"أنت مسكن لغيرك فاجتهد أن ال يتحول عنك ساكنك كارها لك"يف قوله

العظمى و نيل الفوز بالسعادة" تؤثر على شرف اإلنسان فيألا ،من الشهوات الدنيويةالنفس و الجسد

، يعين ذلك أن غاية اإلنسان يف الوجود هي بلوغ السعادة التامة اليت ال تتحقق إال من خالل 24"المنزلة عند ربه

: 25معرفته لحقيقة الخالق عبر المبادئ األربعة التالية

اإلهتمام للسعادة.1

السلوك إليها.2

الحصول عليها.3

اإلستمساك بها.4

:معرفة المطلق من معرفة النفس اإلنسانية/ب

معرفة مبدأين أساسيين، أحدهمامن خاللالمطلقالسبيل لمعرفة التوحيدي حيان أيب د حد

يف آثاره بحمجوب عن األبصار لكن يظهر "ألنه، من جانب الفضيلةلنفسهلخالقة من خالل معرفته اإلنسان

بيان هذا و ...و معرفة الطريق إىل قصده،و أجزائه حىت يكون لسان الآلثر داعية إىل معرفته،صفات العامل

لمطلقاتكشف ما يعين أن 26"الحجاب من ناحية الحس البروز من ناحية العقل و هما جهتان لإلنسان

ال يتم ذلك إال بواسطة معرفة لكناإلنسان ذاته، فضائل عرب آثاره بني الطبيعة و هيكون بإدراك اإلنسان لتجلي

وقد عرف ، 27"إال العلمليس يف الدنيا خصلة حيسن اإلنسان فيها إىل نفسه و حيمد عليها ف"،الحكمة اإللهية

العلم وجدان النفس"العلم فقال

254ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 23305ص-املصدر نفسه- 24306ص-املصدر نفسه- 25190ص-مصدر سبق تعريفه-اجلزء الثاين-اإلمتاع و املؤانسة-حيان التوحيديوأب- 26348ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 27

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

143

في أخالقهاإلنسان فاضاليعين ذلك أن كلما كان ، 28"و احتدت فيه هلما و هذه صورته عندناتوحدت به

هو بلوغ احلواس العلم الحقيقيألن،سعادتهاتحقيقبهدفو استكمال كمالها ،اإلرتقاءشرف نالت نفسه

إياها، بالواحد لوجدانهااعتراف النفس "المعرفة الوحدانيةمن خالل الحكمة اإللهيةو األرواح الطينية

بني الناس الختالف تحقيق الفضيلةيختلف لكن .29واحدا من حيث هو واحد، ال من حيث قيل إنه واحد

غلبت نعلى اإلنسان كان شجاعا، سريع احلركة و الغضب، و إغلبت الحرارةإذا فو أمزجتهم،،أخالقهم

عليه غلبت إذا أكثر صربا، صارم القرار، صعب القبول، بينما يكونكان غليظ الطباع ثقيل الروح، عليه البرودة

.اليبوسة

العبد حيان التوحيدي عالقةبواسطته أبي فسر الذي المبدأ الثانيهي و الجمال ،فلسفة الحب

، و تغذو الروحألا ،نحو المحبوبالمحبة أريحية منتفثة من النفس" فقالقد عرف المحبةو ، بخالقة

بالكمال الذي يشهد و التمين حبقيقته ،تنقل القوى كلها إلى المحبوب بالتحلي بهيئتهو ،في البدنتص

فيتحلى بهيئته حنوى املطلق اإلرتقاء إىلالفضيلة بجيعله يسعى و جمالهحب اإلنسان هللا ، يعين ذلك أن 30"فيه

و بتطهير النفس، و ال يتم ذلك إال منه يف بلوغ الكمال و السعادةشوقا، لحىت ينال شرف الوصاو جماله

ت حلال و حتس العقل فقد أرد فاسعد أيها اإلنسان"قولهبيان و هو ما جاء يف ، شوائب البدنيةالجتردها من

، و حليت حبلية رائعة، و توجت بكلمة جامعة، و هيئت لدرجة رفيعةنفسية، و دعيت إىل غاية شريفة، و

طبيعة المحبة التي تجمع بين العبد و خالقةلكن.31"نوديت من ناحية قريبة

" ،يف عامل التجلي و اإلدراكاملطلق و اإلنسان ا تركيب العقلية القوةواس و شهوات اجلسد، بل هي احل

365ص -مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 28366ص-املصدر نفسه- 29363ص-املصدر نفسه- 30179ص-املصدر نفسه- 31

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

144

حظ هذه و العقلهو من فتح اهللا بصيرة ...و املوت بالعرض اجلهل الشائع يف اإلنسان،فحياة العقل باملعقول

و جنا من هذه ،و انتهى إىل أفق الروح و الراحة،الفضائلو سالليم،ترقى في درجات المعارفاحلقائق

.32"و مساكن اآلفات و اهلالك،و التلف،املعادن العطب

حيان التوحيدي تكمن أبي في فلسفةلنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن حقيقة اإلنسان

الفضيلة، " بين العبد و الخالق سبحانه، و هي عالقة تفسر تكشف المطلق عبر ثالثيةالقائمة ضمن العالقة

افر حبا و شوقا للسعادة و الكمال، و مجال معرفة ، لتكون سبيل المس"و العلم، فلسفة الحب و الجمال

.المطلق عبر نطاق النفس اإلنسانية

:الكمالالجمال و عالقته بالحسن و /2

:الجسدجمال جمال النفس، و /أ

، حيث جعل )الجمالو ،الحسن(بينالقائمة العالقة من خاللالجمالالتوحيدي حيان أيب ف عر

و تناسب كمال األعضاء"و هوجمال الجسدالثاين يشمل ، بينما جمال النفساحلسن للجمال الباطن و هو

ال إذا متيز اجلسد بكمال و صحة اجلمال الظاهر ال يتحقق إيعين ذلك أن، 33"بني األجزاء مقبول عند النفس

،جمال الصورة المحبوب الذي يعكس جمال الطبيعة و المطلقميثل ، ألنه لمزاجاعتدال اعربمجيع أعضائه

ه من خالل قولهو هو ما ،و املقاديرصورة حسنة متناسبة األعضاء في الهيئاتإن شأن النفس إذا رأت " أكد

بها فنزعتها من المادةاشتاقت إلى اإلتحادو سائر األحوال مقبولة عندها موافقة ملا أعطتها الطبيعة ،و األلوان

.34"و استثبتتها في ذاتها و صارت إياها

147ص-مصدر سبق تعريفه-املقابسات-حيان التوحيديوأب- 3250ص-املصدر نفسه- 3397ص -املصدر نفسه- 34

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

145

ر التوحيدي درجات اإلعتدال الحرارة من خاللفي كتابه الهوامل و الشوامللصحة الجسدفس

التابعة لما كانت الحرارة الغريزية سبب الحياة و الفضائل "، فقالو الفضائلسبب احلياةباعتبارهاالغريزية

، يعين 35"كانت األبدان التي خطها منها أكثر أفضلو ما أشبهها ،و الشجاعة،و احلركة،الذكاءللحياة أعين

" ا أكده من خالل قولههو موهي األبدان ذات اعتدال املزاج، ... أن األبدان املعتدلة يف النحافة، الطول، القصر

و نفت الربد الغالب عليه الذي هو ضده كان ،منهفأذابت فضول الرطوبةأخالط البدنن احلرارة إذا قاومت إ

الحرارة أما ، لهاالفضائل الالزمةو يتبع هذه األشياء ،و سببا لإلقدام و التحدي،ذلك سببا للحركة و اليقظة

أاهي أول هذه الفضائل كلهاالتي في القلب أطف يها بة عل لرطو بت ا ا غل إذ و حالت بينها و بني ،و غمرا،، و

الحرارة الغريزية، يؤكد لنا ذلك أن36..."أفعاهلا و عاقت عنها فكان ذلك سببا للفسولة و لواحقها و الكسل

لة تحقيق الحسن و الفضيكان ذلك نتج عنه بالضرورة الحتمية إن و ، جماليات الجسدأهم عنصر لتحقق

. القلبه منمركز الذي يبدأو هو مجال الجمال الباطن

سالمة و صحة أعضاءخلل في نتاجه كان فشلت الحرارة الغريزية في بلوغ غايتهالكن إذا

الهوامل و و بالتايل عدم حتقق شرط اجلمال، و قد أكد التوحيدي ذلك من خالل طرحه لعدة أمثلة يف ،الجسد

طيب الصوت، غزير العلم سريع احلفظ كثري الباه طويل التمتع، قليل "الذي يكوناألعمىبني مجع فيهاالشوامل

إن النفس مخسة مشاعر تستقي منها " فقالر ذلك ، حيث فس األهوجالطويلاخلبيث، و القصير، و37"اهلم

ما يعين أن فقدان عضو أو ،38"اخلارجية عنها

حاسة من املصادر اخلمسة للمعرفة ينعكس ذلك بالضرورة على باقي القوى النفسية املتوفرة بالزيادة يف النشاط

86ص -مصدر سبق تعريفه-25مسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 3586ص -25سألة امل-املصدر نفسه- 3661ص-18مسألة -املصدر نفسه- 3761ص-18سألةامل-املصدر نفسه- 38

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

146

أما أن يكون قليل الهم فهذا راجع . ليتم تعويض نقص احلاسة املفقودة، مثل الذي فقد بصره يكون أذكى مسعا

لكن األصل يف اإلجابة هو ...و مغريات الدنيا من ملبس و مشربهتمامات بالبصرياتلفقدانه مصادر اال

و جماله،البصيرة الذي يمنحه حقيقة الوجود و كمال الخالقنورببلوغه أهم مصدر و هو الغاية من وجوده

اخلالق من خالل ، و هو ما يؤكد أن العلم احلقيقي هو معرفة أصل و السعادة،و الرضا،األنسالذي يحقق له

.معرفتنا جلوهر أنفسنا

جيب أن يكون بينهما ألنه ، القلب و الدماغبيناألعضاء الرئيسية ال سيما بينهخللفليالطو أما

و بقاء الروح النفساين حفظ اإلعتدالو ،لتتمكن احلرارة اليت يف القلب من تعديل برودة الدماغ"مسافة معتدلة

و ...و تتمكن أيضا برودة الدماغ من تعديل حرارة القلب و حفظ اعتداله عليه،يتهذب في بطون الدماغالذي

لنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن العالقة بين الجمال و ، 39"فسد اإلنسانإن كان عكس ذلك

الحسن هي عالقة تكاملية غير عكسية، ذات تراتبية جمالية تمنح األسبقية لجمال الجسد عن جمال

.و الكمال نتاج اإلنسجام بين الحسن و الجمالفي الفضيلة،طرفانالنفس، ألنهما

تحصيل كه، لكنلتوحيديلالفكر الجمالييشكل الحسن المتغير الثاني لمعادلة الجمال في

ماليات اجلسد ال يعين تدنيه يف الغاية، بل ميثل جمال الوصال بني اإلنسان و خالقه من خالل الفضائل جلحاصل

كمال و اجلمال يرقى إىل درجات الجيتهد ليستكثر من الفضائل حىت جيب على اإلنسان أن ، لذا و األخالق

هي العلوم و ،و من أجلها تسعد،و عليها حتصل،"طبيعة اإلنسان محبة للفضيلةاحلقيقي، ألن

يفوا من ذلكاملعارف و إذا عريت منها أو من جلها حصلت له من املقابح و وجوه الشقاء حبس ، و 40"ب ما

هو العلوم الخير المختص بالنفسألن " ،مثال ذلك سرور اإلنسان و فرحه جبميل يذكر به و ليس فيه

78ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 3944ص-املصدر نفسه- 40

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

147

ة وجب أن يسر حملبوبه و قد الصحيحة و األفعال الصادرة حبسبها عنها فإذا اعرتف اإلنسان بأن نفسه فاضلة خري

تحقيق الجمال يتم بحسن الخلق و الفضائل إلى جانب سالمة و ما يعين أن ،41"شهد له باجلمال و احلسن

الفاضل حمبوب بالضرورة و الفطرة، و مثال التوحيدي يف ألن اجلميل و المحبةو معيار ذلك،كمال الجسد

لسان اإلنسان يف حاجة غريه إذ عين به و قصر لسانه يف حاجته مع عنايته طول"اهلوامل و الشوامل جامع بني

العيش عيشة اإلنسانية ال احليوانية، ألن بذلك يعين ،43..."ذلك اجلسد الذي يعرتيه أكثر الناس"و،42"بنفسه

ن احلسد ألنه غم يلحق لذا جيب تطهري القلب و صفائه مالفاضل ال يكون جبسده فحسب بل جسدا و روحا،

مجال الوصل بين الجمال و لكن ما .44"غضب اإلنسان من شر ينسب إليه و هو فيه"أخريااإلنسان، و

الحسن؟

د أبي ، أي بني مجاليات حيان التوحيدي عنصر الحب كشريان يصل بين الجمال و الحسنحد

و من شأن "، حيث قالو الفضيلة معالجمالب ل، ألن اإلنسان بطبعه حماجلسد و مجال النفس يف ذات الوقت

عيها إن كانت معدومةالمحبة أن تغطي المساوئ و تظهر المحاسن إن كانت النفس ، ألن 45"موجودة و تد

و هذا دليل التي يسعى جاهدا لتجميلها، لكنه بذلك يتصنع حبه لنفسههي محبوبته و معشوقته األولى

اومه كوا أقوى، و أشد مثل املريض الذي يتصنع احلفاظ على صحته" على تق اجلة أو شهوة ع رض ا يؤكد ، 46"ع

فإذا رأى أمرا خارجا عن الطبيعة من جرح نفسه الصورة احلسنة و اجلمال املنسجم،اإلنسان حيب يفهذا على أن

أو تفاوت يف اخللق أو نقص يف الصورة رفض ذلك و نفر، و كأنه ينظر يف نفسه و جسمه، و هو ما أكده

44ص-مصدر سبق تعريفه10املسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 4168ص-مصدر سبق تعريفه-21مسألة -املصدر نفسه- 4270ص -22املسألة -املصدر نفسه- 4391ص-32املسألة -املصدر نفسه- 4444ص-املصدر نفسه- 4546ص-12املسألة -املصدر نفسه- 46

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

148

ما ، إذا 47"لم يشمئز اإلنسان من جرح قد فزع فره حتى إنه لينفر من النظر إليه؟"التوحيدي حني قال

و مصداق الطبيعة ينفر منه اإلنسان كأنه خيرجه من نظام الطبيعة أو من قانون احلياة، قوانني انسجام ترفضه

" لذلك قال التوحيدي

في تحصيل الفضائل و غرضه فاعل ذلك حتى صار ذلك الغتراره و تركه كثيرا من االجتهاد الشهادة

م و عيب ما 48"احتراز مودة صاحبه إلى نفسه بإظهار مودته له، و محبته إياه صار كالمكر و الحيلة فذ

يعين أن اجلمال حمبوب لذاته، فإذا كان اجلمال الظاهر مع تصنع الفضيلة لغرض أو مصلحة ليس مجاال، بل ذم و

ليكون الجمال الحقيقي هو توفر ثنائية الحسن و عيب، بالرغم من حتقق عنصر أو شرط اجلمال اجلسدي،

وى من اجلزء اآلخر فيكون األقوى أبدا أظهر ، لكن اجلزء الذي فينا معاشر للبشر من اجلسم الطبيعي أقالجمال

. 49"أثرا فألجل ذلك اجنذبنا إىل هذا اجلزء مع علمنا بفضيلة اجلزء اآلخر

جمال النفس و بين جمال في مواضع كثيرة أن لنستخلص أن مفهوم الجمال عند التوحيدي يجمع

الحسن صورة تابعة ألن ، البدنالنفسية مزاجحيث تغير األحوال،كل واحد منهما مشتبك باآلخرالجسد،

، و في نفس الوقتأحوال النفسو صحته األعضاء بعضها إلى بعض، كما يغير مزاج البدن علىه،العتدال

يحدثه من ميل و سرور، و هو تأكيد على تماهي الحب هو همزة الوصل بينهما و تمام الصورة الحسنة لما

.الجماليالنفس و الجسد في التصور الجمالي لإلنسان

146ص-54املسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 4745ص-املصدر نفسه- 4829ص-املصدر نفسه- 49

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

149

:الجمال المطلق/ب

يتجلى من ومجال حمجوب عن األبصار لكنهاإلنسان هي بلوغ اجلمال احلقيقي املطلق، غاية أننعلم

خالل اجلمال الطبيعي و اإلنسان باعتباره أشرف موجود يف الوجود جيمع بني مجال النفس و اجلسد، و الكمال

"حيان التوحيدي من خالل قولهجامهما، و هو ما أشار إليه أيب نتاج انس

، ما 50"و ما الدنيا إال ضالل و زوالهو حلظة اإلنتقال للحياة اخلالدة،اإلنسان، و الغاية من الوجود، بل املوت

ألنه يفىن و ،ملطلق و كماله، ال مجال اإلنسان الذي جيمع بني احلسن اجلماليعين أن اجلمال احلقيقي هو مجال ا

إدارة " ألنهبطبيعة و حقيقة املطلق فتتم من خالل العلم أما إدراك صورة الجمال الحقيقييزول بزوال العلة،

و لما اشتاقت النفس إلى العلم الذي هو غايتها نقلت صورة ...النفس صورة املوجودات على حقائقها

ينبغي أن تدركه الكلي و، 51"لصورة المنقول منهالمعلوم إلى ذاتها حتى تكون الصورة التي تحصلها مطابقة

.و املعرفةبالعلماإلنسانية النفس

من خالل اإلنسان الجمالي الذي توفرت فيه شروط لكن إدراك صورة الجمال الحقيقي ال تتم إال

ف صورته الجمالية التي يعكسها جماله و من خالل حبه و شوقه لوصاله فيسعى لتكش الحسن و الجمال،

أوصافه الثناء يف الوجه و يف غري الوجه إمنا هو إعطاء املثىن عليه حقوقه من " ألنفضائله في ذات اللحظة،

الجميلة

دة و الشاكلة منها و فإذا حصلت هذه األمور في نفس كل واحدتستحكم المعرفةو ،لتحدث بينهما املو

هي حلظة ال تتم إال إذا حتقق ،52..."علم املثىن عليه أن املثين قد أنصفه و سلم إليه حقه و اعرتف له بفضله

إنصاف شرط املثىن فيدرك هذا األخري حقيقة املثىن عليه من خالل مجاله و كماله عرب احلسن و اجلمال ليكون

122ص-مصدر سبق تعريفه-45املسألة - اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 5052ص-مصدر سبق تعريفه-15مسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 5160ص-17املسألة -املصدر نفسه- 52

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

150

ألن المحب ، اإلنصاف و العدلالحقيقية للجمال المطلق نتيجةو تحدث المودة و المحبة المثنى عليه

هي السبب حسن"، بلشيئ من المستحسناتفيه ألن ليس لجماله محب ألفعاله و صفاته و جميع آثاره

كل حسن و هي التي تفيض بالحسن على غيرها إذا كانت معدنه و مبدأه و إنما نالت األشياء كلها

.، إنه اجلمال املطلق أصل مجال كل املوجودات و املمكنات53"الحسن و الجمال و البهاء منها و بها

لنفسه نستخلص من خالل ما سلف ذكره أن اإلنسان مثلما يدرك حقيقة المطلق من خالل معرفته

و فضائلها، كذلك يسعى لبلوغ الحسن و الجمال من خالل جماله و كماله حبا و شوقا الستكمال نفسه

و تمام سعادته، هو جدل يجمع بين عالقة العبد و الخالق سبحانه و تعالى باعتبارها مجال تكشف جماله

يسعى جاهدا للتحلي بصفاته و ، كمالحقيقة الحكمة اإللهيةمن خالل العلم و المعرفةلحظة إدراك صورته

.أفعاله

:ةــــــــــــــات الجماليـــــــــالمستوي/ 3

الموضوعات الجماليةالصور أوالتوحيدي الجمال من خالل تصنيفه ألنواعحيان أبي ف صن

بسيطة و الصورة أصناف منها إهلية، و عقلية، فلكية و طبيعية، أستقصية، صناعية، نفسية و لفظية، "فقال

:55ما يعني أن أقسام الجمال ثالثة هي، 54"مركبة، ممزوجة و صافية، يقظة و نومية، غائية و شاهدية

و هي أعل رتبة و ال طريق إىل وصفها و حتديدها إال على التقريب الصورة اإللهيةموضوعه:الجمال المطلق/أ

يرى التوحيدي أن اجلمال اإلهلي .

.مجاالت الكائنات و األشياءكل مصدر اجلمال الكلي و هو اجلمال املطلق الذي تنعكس منه

43ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 53136صدت –دط -دار مكتبة احلياة للطباعة و النشر و التوزيع-اجلزء الثالث-اإلمتاع و املؤانسة-حيان التوحيديوأب- 54136ص-املصدر نفسه- 55

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

151

اليت جتمع بني اجلمال املثايل و املادي احلسي كونه أساس التذوق موضوعه الصورة العقلية: عيالجمال الطبي/ب

.اجلمايل ضمن جمال املعرفة و احملبة و الشوق للكمال

يشمل مجال شيئ من األشياء إما أن يكون مرتبطا بذات الشيئ أي : اإلبداع الفنيالجمال الصناعي أو /ج

.بنفس املتذوق ضمن مبدأ اإلنسجام و اخلري األمثلالطبيعة، أو يكون مرتبط

من أعلى تنازلية تراتبية ذاتثالثة مستويات مجالية لنستخلص أن األيب احليان التوحيدي بىن فكره اجلمال ضمن

:مستوى إىل أدناها

.وجودات اجلمال و احلسن و البهاءالذي تكتسي منه كل امليشكل املصدر: الجمال المطلقمستوى.1

.ميثل ميدان اجلمال و احلسن و البهاء: الجمال الطبيعيمستوى.2

. اإلنسجامالتناسب و و املدرك من قبل احلواس ضمن نطاق هو اجلمال امللموس:مستوى الجمال الفني.3

الجمالية؟المستوياتهذهبينالعالقةهيمالكن

قيمة بلوغ كمال اجلمال من خاللدائما يسعى إىلعلى الرغم من زمانية و مكانية اإلنسان، إال أنه

عرب نطاق و الجمال المثالي،الجمال المادي، و هو ما جعل التوحيدي جيمع بني التجريد و التنزيل الكلي

من خالل اجلمال الصناعي ، الطبيعة و الذاتعلى أساس العالقة بني الذوق الجمالي، و يفسر نظرية األخالق

، باعتباره جمال األمثلمرتبط بالخيركداللةالمرجعية العقلية النفعيةيعتمد على أو اإلبداعي الفين الذي

و الصعود، فيعرب عن رغبته و حبه و شوقه لكماله اإلرتقاءن ال ميلك تلك القدرة على ملالكشف للجمايل احلقيق

حركة الطبيعة " ذلك قال، و يفو مجاله من خالل صناعة عامله اجلمايل اخلاص به، أو ما يعرف باإلبداع الفين

و حركة النفس في األرواح الشريفة وش معشوق، و حركة العقل في األنفس ،في األجسام نقش موموق

.56"الفاضلة معنى أنيق

253ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 56

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

152

بني اجلمال املطلق الوسيط الجماليمرتبة حيان التوحيدييف التصور اجلمايل أليب يحتل اإلبداع الفني

ميدان مجايل جيمع بني احلسن و الكمال، و املدرك باعتبارهاإلنسان الجمالي، الذي يتمثل يف و اجلمال الطبيعي

إن الطبيعة مقتضية أفعال النفس و آثارها فهي تعطي " الوحيد حلقيقة اجلمال يف العامل السفلي، و يف ذلك قال

المعايير ، حيدد التوحيدي هنا 57"فتقبل من النفس صورا شريفة تامةالهيولى و األشياء الهيوالنية صورا

:اليت تتمثل يفاملنتوج الفين، يفهااليت جيب توفر الجمالية

اجلمال املستمدة من هي أول مرحلة اليت جيمع فيها املبدع الفين بني اهليوىل : شرف الموضوع الجمالي

ادة موافقة لصورة الهيولىتكون المأن خالل هذه املرحلة سدة له، لكن تشرتط الطبيعة ا الطبيعي و املادة

.مشاكال للصورة الجمالية التامة و الشريفةالنقش تاما صحيحاحتى يكون

من شأن ، ألن المنتوج الفني و الذوق الجمالي للمتلقيمثل مرحلة التجمع بني : الميل و اإلستحسان

لد لديها السرور...و األلوان،و املقاديرأ،متناسبة األعضاء يف اهليئاتصورة حسنةالنفس إذا رأت و تو

المادة عن الهيولى و تستثبتها فتفصل من خالل ما يعكسه املوضوع اجلمايل املصنوع إلى الكمالالشوق

أعرفه ال "الذي قال عنه التوحيدي، راغبة في وصال الجمال المطلق،في ذاتها كما تفصل المعقوالت

لكن الستخالص ،أطلبه ال لإلتحادهه ال بالكمال، بل بكمال اجلمال، و و أشب،بل بعيان النفسبالنفس،

.58"اإلتحاد

الجمال لحظة إدراك تمنح الذوق الجماليالصناعي أو اإلبداع الفنيالجمالحقيقلنستخلص أن

فترقى النفس إلى الجمال الصورة الجميلة عبر نطاقو هي لحظة اإلتصال بين الجزئي و الكلي ،المطلق

رامت الطبيعة إذا اشتاقت النفس إلى الطبيعيات و األجسام الطبيعية" وألنها تشتاق إلى كمالها، ،المثالي

142ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 57301ص-املصدر نفسه- 58

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

153

لكن إذا كان الذوق الجمالي هو معيار .59"النفس في الصور المجردةفي األجساد من اإلتحاد ما رامته

اإلبداع الفني، فما هي شروط هذا الذوق؟

:و عملية إدراك الجميلالذوق الجمالي/ 4

المتذوق و ، و االندماج، و اإلحتاد بني االنجذابنوع من أنواع الذوق الجمالييعترب التوحيدي

دا فتستخلص النفس، ذلك أن المؤثر الفني ا ية م يع لطب لصورة ا نزع عن ا ، و تتحد معها جمالياتها المجردةت

و إن كان طبيعيا فإنه فالذوق(التوحيدي مؤكدا ذلكمثلما تفعل يف املعقوالت، حيث يقول فتصير إلهاما

اإللهام مفتاح األمور و اإللهام مستخدم للفكر، ، كما أن الفكر مفتاح الصنائع البشرية، و مخدوم الفكر

و تتجنب نحو المؤثر اإلنسانيةالنفس تميلحيث عملية التذوق الجمالييفسر لنا هذا القول )60األلوهية

الجمال حقيقة اجلمال و هو فتستنبط منه، تفاعل و ارتياح نحوى الموضوع الجماليالفني لتحدث عملية

يغدو اإللهام الذي يعتبره التوحيدي مفتاح األمور اإللهية، و خادم الفكر الذي ، و يتم ذلك بواسطة المجرد

و هو ما .النظرية الجمالية للتوحيديليتم عملية الذوق الجمالي وفقبدوره مفتاح الصنائع البشرية ،

:يوضحه لنا المخطط التالي

الفكر مستخدم الذوق خادم الصنائع البشرية

اإللهيةالجمالية لصنائع اإللهام خادم ا

142ص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 59134ص - نفسهاملصدر -ـ60

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

154

:61جتمع الصورة الفنية بني املادة و اهليوىل، جعل ذلك التوحيدي حيدد عملية اإلدراك من خالل مرحلتني مها

و هو إدراكها ملا كان يف املادة:مرحلة اإلدراك الحسي

بالعني الباطنة الروحانية اليت تقدم الكالم فيها يف بعض و هي إدراك اهليوىل:بغير الحواسمرحلة اإلدراك

.املسائل املتقدمة

أمر ال اية له فقد كونهستحسان العرضييعتمد على االالذوق الجماليلكن ذلك يعجل مجال

، ألن احلس سيال بسيالن حمسوسه كونه متغري أمام الصورة أو املوضوع اجلمايلاآلخرهيستقبح هذا ما يستحسن

مع العلم أن احلواس ال حتافظ ...

دائما على نفس الصورة املوضوع اجلمايل ما يؤثر على الذوق و الشعور بامليل، و هو سبب طبيعي فيكون قول

لم إذا أبصر اإلنسان صورة " توحيدي يف سؤاله، و هو ما أشار إليه الاإلنسان على حسب احلاضر و اجلديد

و قد علم أنه ،و ال سمعت مثل هذا قط،و اهللا ما رأيت مثل هذا قط:أو سمع نغمة رخيمة قال،حسنة

، 62"سمع أطيب من ذاك و أبصر أحسن من ذاك؟

د أيب أمام اإلبداع الفين دراك اجلمايل شروط الذوق اجلمايل الصحيح الذي حيقق عملية اإلحيان التوحيدي حد

:اجلميل حىت يتجاوز املفارقة بني الفين و اجلميل

:مبدأ التناسب)1

اليت جتمع بني املادة و اهليوىل، و قد انسجام الصورة الفنيةيف اإلبداع الفين، ألنه حيقق يةقيم اجلمالالأهم يعترب

فن الكتابة،

و السكنات اليت يف كل بيت ،و العروض أمنا يتبع هذه احلركات" املوسيقى، و عن فن الشعر سبب رداءته قال

134ص-مصدر سبق تعريفه-50سألة امل-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 61139ص-مصدر سبق تعريفه-51مسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 62

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

155

ا جيربه املنشد فإن نقص جزء من األجزاء ساكن أو متحرك فإمن،المتقابلة المتوازنةاألجزاء و ،فيحصلها بالعدد

و أما من نقص ذوقه ، و لم يساعد عليه طبعه،م يستقم في ذوقهفمتى ذهب عنه ذلك بالنعمة حىت يتلقاه،

ذهب عند العرب فيقع و له م،فإمنا ذلك للغلط الذي يقع له بعض الزحافات اليت جييزها العروضفي العروض

ألن . لصاحب الذوق الذي ال يعرف تلك النعمة اليت تقوم بذلك الزحاف أنه جائز، يف كل موضع فيغلط منه

فاستخرج صناعة من الطباع الجيدة تستمر و صاحب ذوق و طبععلم بالوزنواضع العروض فقد كان ذا

. 63"صةلمن ليست له طبيعة جيدة في الذوق ليتم بالصناعة تلك النقي

:الخير األمثل)2

فإن ، اجلمال احلقيقيإذا كانت الصورة الفنية مجيلة تعكس ، و 64"إذا كانت اللذة هي عود اإلنسان إىل اعتداله"

، ما يعين أن املوضوع الوسيط بني الفضيلة و اجلمال املثايلليكونالخير األمثلالغاية من اجلمال الصناعي هي

الفعل األفضل " لذاته ال لغاية أو مصلحة مرجوة، و يف ذلك يؤكد التوحيدي فقالاجلمايل جيب أن يكون مجيال

و لذلك ينبغي أال يكون قصد فاعل الجميل ،بل هو بعينه الغاية و الغرض األقصى،ما مل يفعل لشيء آخر

:و هو ما يوضحه المخطط التالي.65"شيئا آخر غير الجميل دون منفعة بل حب الجميل ألنه جميل

243،124صص-مصدر سبق تعريفه-اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 63260ص-املصدر نفسه- 64180ص -68سألة امل-املصدر نفسه- 65

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

156

حيان التوحيديالجمالي عند أبي إدراك الموضوع عملية

اإلنسانالعمل الفني يدرك

يولد الذوق الجمالياإللهامالميل و اإلنجذابينتج

لحظة إدراك الجمال الحقيق

العمل الفني +المتذوق الفني= لحظة اإلندماج

الجمال+النفس=النفس الجمالية

اهللا(ثالثيةمن خاللبناهاالذي حيان التوحيديالفلسفي للفكر الجمالي عند أبي لنختم هذه الدراسة

الجمال +الجمال المطلق+الجمالياإلنسان (ضمن تجربة جمالية تجمع بين،)اإلنسان+الكون+

:، حيث صنف اإلنسان إلى)المصنوع

عالم جمالي يجمع بين الحسن و الكمالباعتبارهالجمال الطبيعي.

ف الموجودات في الطبيعةأشر

المدرك الوحيد للجمال المطلق

التناسب+األمثل الخير

تحقق السعادة

عند أبي حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي: ثانيالمبحث الجماليات الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالمي تصور:نيالفصل الثا

157

وفق مبدأ ،الكلي المطلقتصاعدي من الجزئي إلىذات الجدل المراحل الثالث للتجربة الجماليةلتكون

الغائية الوجود، من خالل حب جماله، و كماله، و الشوق لوصاله، لتكون المرحلة الرابعة للتجربة الجمالية

التي تجمع بين المجال النظري و التطبيقي هي الصانعة الجمالية من خالل اإلبداع الفني و الذوق

نتزاع الصور من المواد حتى تأخذ الصورة بعد أن السرور بصدق التخيل و حسن ا" الجمالي الذي يحقق

:و هو ما يوضحه المخطط التالي. اإلغتباط و السعادة التامة في الحياة، هي لحظة 66"كثرتها المادة

ند التوحيديعتصور الجمال

جمال الطبيعةجمال اإلنسانالجمال المطلق

الهيولى+ المادة جمال الجسد+جمال النفس نور البصيرة

الذوق الجماليالجمال+الحسن

اعتدال المزاج+الفضيلة

اإلبداع الفني

الجمال التطبيقي+ اإلنسان الجمالي+ الجمال المطلق

124ص-مصدر سبق تعريفه-46مسألة -اهلوامل و الشوامل-حيان التوحيديوأب- 66

لحظة الغبطة و السرور= التجربة الجمالية

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

158

:جدلية اإلنسان بين المتناهي و الالمتناهي/ 1

):اتياإللهيات، الطبيع( ثنائيةضمن النفس و الجسدخطاب / أ

من "النفس، والجسد"جدلية)م1037-980/ه428-ه370(الفيلسوف اإلسالمي ابن سينادرس

النجاة، اإلشارات (أمههايف خمتلف مؤلفاته،"اإلنسانالطبيعة،اإللهيات،"لثالثيةتصوره خالل

فأولى األشياء "قالفو ترتيبها املوجوداتحيث صنف قسم الالهيات ضمن جمال أصل ، )الشفاءوالتنبيهات، و

ألن الهيولىإال ،بالوجودأولى الجواهر الجواهر التي ليست بأجسامو ،ثم األعراضهي الجواهربالوجود

العالم الطبيعيما يعين أن ، 1"هيولى، صورة، و مفارقة ال جسم و ال جزء جسم:الجواهر الثالث هيهذه

الحكمة الطبيعة" يف قوله، و جمال احلكمة الطبيعية اليت عرفها اجلسم و الصورةذات ز الموجوداتيشكل حي

مبا هي موصوفة بأحناء احلركاتمبا هي واقعة يف التغري، وموضوعها األجسام الموجودةصناعة نظرية

:3اليت يتقلدها العامل الطبيعي عن العامل اإلهليالمبادئبذلكتشملل، 2"السكوناتو

المادة.1

الصورة.2

المفارقة و ما يلحق بها من أعراض.3

أو يتشكل،أو يفعل،األجسام املوجودة يسكنعلى أنه ال يوجد موجود ضمن سلسلة ذلكديؤك

لنا تترجم، و هي القوى اليت 4"و لسائر حركتها و كماالتهاباعتبارها المبدأ لهاقوى طبيعية "إال و فيهبنفسه

-الطبعة األوىل-بريوت-منشورات دار اآلفاق اجلديدة- حتقيق ماجد فخري- يف احلكمة املنطقية، والطبيعية، واإلهلية-النجاة- ابن سينا- 1244ص-م1985/ه1405

135ص-املصدر نفسه- 2135ص-املصدر نفسه- 3137ص-املصدر نفسه- 4

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

159

ن الصورة، و ال ال اهليوىل تتجرد ع" ، و عن ذلك قال ابن سيناالعالقة القائمة بين الصورة و الهيولىطبيعة

، يفسر ذلك قوة االرتباط و التكامل بينهما، ما 5"أحدمها يكون مقاما به اآلخرهليوىل و ليس الصورة تتجرد عن ا

احليوان و ،و النبات،معدة خلق خمتلفة حبسب املعدنيات،يقع فيها على نسب خمتلفةأمزجةخلق ب" كان نتاجه

النار، الماء، الهواء، (األربعة األساسيةالعناصر الطبيعية يتم بواسطة، و هو مزج و اعتدال 6"أجناسها و أنواعها

لواحقفإن عالقة قائمة على الرتكيب و اعتدال املزج، كانت العالقة بني املادة و الصورة لكن إذا."التراب

غري تحل مادةالصورةنأ"هيالصورة ها و بنيو الفرق بين، األعراض العارضةتشكلاألجسام الطبيعية

مة الذات على طبيعة نوعها ،الذي تقوم باملادة و الصورة و حصل نوعهتحل الجسم الطبيعياألعراضو ،متقو

على هذا األساس أضاف ابن سينا متغري جديد ،7"و األعراض حتصل بعد املادة بينما تكون الصورة قبل املادة

بل ،المبدأ المفارق ليس هو سببا للطبيعيات فقط"الذي عرفه فقالالمبدأ المفارقللتصنيف األرسطي و هو

إذا هو مفارق ،و يستبقي بهما األجسام الطبيعية،و هو يستبقي المادة بالصورة،و ملبدأيهما املذكورين

لكن ما هو الفرق .لذواتها و كماالتهااألجسام الطبيعية استبقاء مجال هما يعني أن، 8"للطبيعياتالذات

بين ذواتها و كماالتها؟

المقالة الثالثة في األمور الطبيعية، و غير الطبيعية نحدد اإلجابة على هذا التساؤل من خالل

منها البسيطة األجسام" بني املركب و البسيط فقالالجسم الطبيعي، اليت صنف من خالهلا ابن سينا لألجسام

، ألن كل مركب فإمنا يرتكب فتثبت بتوسط المركبة، و أما البسيطة فتثبت بالمشاهدةو منها املركبة، فأما املركبة

217ص-1968-مصر الطبعة الثالثة-القاهرة-الناشر دار املعارف- سليمان دنيناحتقيق-القسم الثاين- اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 5326ص -املصدر نفسه- 6136ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 7136ص-املصدر نفسه- 8

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

160

، و التكوين،خلية الرتكيباباعتبارهائطالبسيتم من خاللاجلسم الطبيعي تكوين ، ما يعين أن 9"عن بسائط

حفظ ،التشكيلو ،مفرقةو أخرى ،قوة جامعةال" لكن ال تتم هذه العملية إال توفرت جمموعة من القوى و هي

10:التاليةاألسطقسات أربعفإذا عسرة التركو أخرى ،بقوة سهلة القبولال يتم إال

جسم حار يابس

جسم حار رطب

جسم بارد رطب

جسم بارد يابس

مةجيب أن تكون هذه الكيفيات هنا ال لكن ألنها مهمة في وجودها،لوازم و توابع للصورة المقو

فيها ابن ، و يف بيان ذلك إشارة قال

مثل الفصل ،و أن تكون صفة له سببا لصفة أخرى،قد جيوز أن تكون ماهية الشيئ سببا لصفة من صفاته"سينا

مة الكمية و بالقسمة المعنوية التي متكثر بالقسيشغل حيزا في عالم الطبيعياتكل جسم إذا، 11"للخاصة

ألنه إما أن يكون غري متناه من "وضع غري متناه،، لكن ال يوجد مقدار ذوصورةبالالهيولىتحدد نطاقها عالقة

، ما يعين أن طبيعة اجلسم جتمع بني طرفني جتمعهما جدلية املتناهي و 12"األطراف كلها، أو غري متناه من طرف

اإللهيات و الطبيعيات؟جدلضمن بين ما حي حقيقة اإلنسان لكن الالمتناهي،

على اعتدال املزاج القوى الفلكيةتشمليرى ابن سينا أنه قد

النفس كمبدأ الحياةف،النبات، و الحيوان، و اإلنسانكل من عند

171ص - مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 9179ص -املصدر نفسه- 1030ص-1968-الطبعة الثانية-مصر- دار املعارف القاهرة-حتقيق سليمان دنيا-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 11161ص - مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 12

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

161

فو قد، اإلنسان أشرف الموجودات في عالم الكون و الفسادلكنه بطبيعة احلال يصنف في قسم هعر

لعل قائل منهم إن اإلنسان مثال إمنا هو من حيث له أعضاء من يد، و عني، و " فقالضمن تنبيهه اإللهيات

مما ذكرته، عضو كليإن احلال يف :فننبهه و نقولو غري ذلك و من حيث هو كذلك فهو حمسوس، ...حاجب

لكنه من ، واحد الحقيقةالمحسوس هوما يعني أن اإلنسان من جانب، 13"أو تركته كاحلال يف اإلنسان نفسه

النفس بالجملة كمال أصل الجسم طبيعي آلي " قالعن ماهيته و، 14حيث ماهيته و أصله معقول صرف

.15ذي حياة بالقوة

، حيث مؤلفه النجاة ضمن المقالة السادسة في النفسدرس ابن سينا ماهية اإلنسان بالتفصيل في

ل الجسم طبيعي النفس " قال نفسا فتكون ،و التوليد،و النمو،قد يقتصر فعلها على التغذية،آليكمال أو

أو النطق ،من جهةنفسا حيوانيةأو يضاف إىل هذه القوى أو الكماالت الثالث احلركة و اإلدراك فتكون ،نباتية

يصنف من خالل ذلك النفس اإلنسانية ، 16"من جهة ثانيةفتكون نفسا إنسانيةبقسميه العامل و العامل

:هيثالثة قوىباختالف القوى و وظائفها إىل

:كما جتمع هذه األخرية يف نفس الوقت بني قسمني مهاالقوة المحركة و المدركة، تشمل :17النفس الحيوانية

الشهوانيةالقوة إحدامها تسمى : و هلا شعبتانالقوة النزوعية و الشوقية،هي : القوة المحركة الباعثة

فتبعث على القوة الغضبيةأما القوة النافعة طلبا للذة،و تبعث على حتريك األشياء املتخيلة الضرورية، و

.التحريك

10ص- مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- سيناابن - 139ص-املصدر نفسه- 14137ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 1514ص-املصدر نفسه- 16196ص-املصدر نفسه- 17

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

162

محركة بأنها فاعلة

:عقال باشتراك اإلسمو كل واحدة منهما تسمى و عالمة،قوة عاملةتنقسم قواها إىل :18النفس الناطقة

لبدن اإلنسان إىل األفاعيل اجلزئيةرك احملبدأ املهي :العاملةالقوة.

و آخر، جه للبدنو ، و كأن للنفس وجهان القوة اليت هلا بالقياس إىل احلسية اليت فوقه:النظريةالقوة

كونه حمل املعقوالت، أو مستودعها على سبيل العقل الفعال،لمبادئ العليال

.19"اإلتصال

نصب، حيثالرئاسة و الخدمةجدلية وفق تراتبية تحكمها أيضا قوى النفس اإلنسانية صنف ابن سينا

العقل بالفعلمث "،الغاية القصوىباعتباره العقل القدسي و يخدمه الكلالرئيس الذي، العقل المستفاد

خيدمه مجيع العقل العمليبامللكة، مث و العقل اهليوالين ملا فيه من استعداد خيدمه العقل ،خيدمه العقل بامللكة

العقلو تزكيته و العقل العملي هو مدبر تلك العالقة، مث ،هذه ألن العالقة البدنية ألجل تكميل العقل النظري

تلفتان املأخذ، فالقوة خيدم الوهم، و الوهم خيدمه قوتان قوة قبله و قوة بعده، مث املتخيلة ختدمها قوتان خمالعملي

.20"، و القوة اخليالية ختدمها بقبول الرتكيب و التفصيل يف صورهاالنزوعية

بني احلدود النباتية و احليوانية، ليختم بالناطقة و يف بيان ترتيب القوى بعد العقولإلىابن سينا ينتقل

فيخدمها القوة النزوعيةأما ،اليت ختدمها احلواس اخلمس فتخدمها فنطاسياأما القوة الخيالية" ذلك قال

مث القوى ، و هنا تنتهي القوى الحيوانية،الشهوة و الغضب، و مها ختدمهما القوة احملركة املنثبة يف العضل

لدة مثالقوى النباتية احليوانية اليت ختدمها القوى الطبيعية النامية مث الغاذية اليت ختدمها مجيعا، مث ،و أوهلا املو

202ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 1815ص-املصدر نفسه- 19206ص-املصدر نفسه- 20

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

163

دم كليهما و خي،الدافعة، لكن احلرارة ختدمها الربودة،و اجلاذبة،املاسكةو ،فاهلاضمة ختدمها من جهةاألربع

لكن على الرغم من أمهية كل تلك القوى يف عامل اإلنسان إال ،21"هنا آخر درجات القوىاليبوسة و الرطوبة، و

ة كوا ي ة الثان ب املرت تل ا حت ألن النفس ، المادةجانبة من يضرور تبقى بينما، صورتهمن جهة عارضة أ

.22"ذات وحدة و لها قوى" اإلنسانية

ألن النظر يف " ،مدبرة لألبدانالكونهابل من حيث عليها من حيث جوهرها، اسم النفسلم يطلق

، يؤكد ذلك على أمهية 23"لها عالقة بالمادة و الحركةنظر فيها من حيث بل ،النفس من حيث هي نفس

كماهلا يف حدود عامل حتقيق عن ، أما)الحركةالمادة، و (القائمة على مبدئي)الجسدو ،النفس(العالقة بني

عالمنا كمال بل هي يف ،واءاهلو ال ،األرضو ،كمال نارفليس كمال النفس" ابن سيناعنه الطبيعيات قال

ه إذا كانت ما يعني أن، 24"باآلالت التي يتعين بها في أفعال الحيويةتصدر عنه كماالته الثانيةجسم طبيعي

النفس الجوهر الروحاني لصورة اإلنسان، فإنها لن تحصل على النصف الثاني من كمالها في عالم

لكن ما هي طبيعة الجسد الذي تنتمي إليه .وفق المادة، و الحركةالجسد، نطاق الطبيعيات إال من خالل

؟للقسم الثاني من كمالهاأسسكيف النفس في حدود الوجود؟و

:و استكمال النفس كمالهاالجسد/ ب

كمال األرواح عن المبدأ األول لتمام معادلة التكامل في عالم الطبيعيات من خالل ينبهنا ابن سينا

أمزجة بدأ خلق أصوال مث خلق منها حكمة الصانعأنظر إىل "و اعتدال مزاجها وفق نطاق الجسد فيقول

قرا اإلعتدال إلخراج األنواع عن الكمال،نإخراج األمزجة ع، و أعد كل مزاج لنوع و جعل شتى عل أ و ج

206ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 21228ص -املصدر نفسه- 2214ص- لبنان-بريوت-املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع-القسم األول-الفن السادس من الطبيعيات-الشفاء- ابن سينا- 2315ص -املصدر نفسه- 24

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

164

حيوي النفس يف طبيعة اجلسد الذي أن ، ما يعين25"مزاج اإلنسان لتستوكره نفسه الناطقةمن اإلعتدال املمكن

األعضاء كماهلا الشخصي و النوعي من خاللقسم الطبيعيات جيب أن يتميز باعتدال مزاج األرواح اليت حتقق

:26الرئيسية يف اجلسد، هذه األخرية اليت يصنفها ابن سينا وفق تراتبية وظيفية إىل

.تلك األرواح و مينعها عن التفرقحيصر: القلب.1

.اليت يغذيهاعضو الهي: الكبد.2

.ألن تصري مبدأ احلس و احلركةيساعدها على الصعود: الدماغ.3

.أفعالها المختلفة المترتبةثم إلى سائر األعضاء بحسب حاجتها في .4

و بسوء المزاج، و هي اهليئة اليت مساها ابن سيناهرضمخلل كان لكن إذا أصاب اعتدال املزاج أو اهليئة

حىت صارت هذه الرديئة أبطلت األمزجة األصليةإذا استقرت فاألمزجة الرديئة" هو ما جاء يف تفسريه حني قال

صحة و المرض من أهم أسس تحقيق الما يعني أن ، 27"يسمى سوء المزاجو هذا ...

معادلة الجمع بين النفس و الجسد في عالم الطبيعيات، ليكون الجسد الصحي هو الجسد الصالح

.للنفس الصالحة و السليمة، و إن كان غير ذلك كان الفساد

حركات أما " ابن سيناحيث قال،نطاق الجسدوفقيأتي الشرط الثاني لتمام الكمال الثاني للنفس

حفظ البدن

:28قوىو هذه ثالثة أفعال لثالث...التناسب المقصودعلىزيادة في النشوء

340ص -1968-مصر الطبعة الثالثة-القاهرة-الناشر دار املعارف- قيق سليمان دنيناحت-القسم الثاين- اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 25340ص -املصدر نفسه- 2671ص- مصدر سبق تعريفه-الفن السادس من الطبيعيات-الشفاء- ابن سينا- 27431ص -مصدر سبق تعريفه-القسم الثاين- اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 28

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

165

اجلاذبة للغذاء:الغاذية1

للمجذوب، للهاضمة: الماسكة

للثقل: الدافعة

.كمال النشوءبخاصة: القوة المنمية.2

لدة.3 .للمثل و تنبعث بعد فعل القوتني مستخدمة هلما: القوة المو

كيف تمارس النفس اإلنسانية وفق الجسد كمالها؟لكن

النفس ال متوت مبوت " من خالل دراسته لطبيعة العالقة بني النفس و اجلسد النفس، حيث قاليجيبنا ابن سينا

أصال ألا متعلقة بالبدن و هناك احتماالت،البدن فساد ل بل ا تق 29:و ال

ذلك أمر ذايت له ال عارض فكل واحد منهما :إذا كانت النفس متعلقة بالبدن تعلق المكافئ في الوجود/أ

.ليس ال النفس و ال البدن جبوهرإىل صاحبه فمضاف الذات

:البدن علة للنفس يف الوجود و العلل أربعةجيعل ذلك : إذا كان التعلق المتأخر في الوجود/ب

محالإما أن يكون علة فاعلية للنفس معطية لها الوجود.

محالالعناصر لألبدان و بسبيل البساطة علة قابلية لها بسبيل التركيب ك

محالعلة صورية

محالعلة كمالية

باطلالنفس بالبدن تعلق المتقدم في الوجودتأما إذا كان تعلق/ ج

223ص -مصدر سبق تعريفه-النجاة-ابن سينا-29

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

166

تعلقها يف الوجود باملبادئ األخرى اليت ال تستحيل "بل،و ال تعلق للنفس يف الوجود بالبدنكلهبطل التعلق إذا

" ، و يف بيان ذلك قال ابن سيناليس تعلق المعلول بالعلة الذاتية، ما يعين أن تعلق النفس بالبدن 30"و ال تبطل

، ألنه إذا حدثت مادة بدن يصلح أن يكون آلة النفس و مملكة هلا علة بالعرض للنفسنعم البدن و المزاج

.31"العلل املفارقة النفس اجلزئية و حدثت عنها تلكأحدثت

يرتمجها التكامل بني لنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن حقيقة اإلنسان في الفلسفة السينوية

فقد صح أن "اإلنسجام القائم بني قوى النفس و اعتدال املزاج، من خاللالنفس و اجلسد يف قسم الطبيعيات،

يكون في ، و يكون البدن احلادث مملكتها و آلتها، و دن الصالح الستعمالها إياهالبالنفس حتدث كلما حيدث

و حتقق التوازن بني هيئات ، و مىت مت ذلك سعد اإلنسان يف احلياة، 32"هيئة جوهر النفس الحادثة مع البدن

:33اليت حددها ابن سينا كالتايلالبدن و النفس

تشمل الثالثية التالية:البدنهيئات/أ

يناالن من السعادة العاجلة البدنية=الثاني+األول. حالة البالغ في الجمال و الصحة.1

.قسطا وافرا، أو معتدال،أو يسلمان. حالة من ليس ببالغ فيهما.2

حالة القبح و المستقام أو السقيم3

225ص-مصدر سبق تعريفه-النجاة-ابن سينا-30225ص-املصدر نفسه- 31222ص-املصدر نفسه- 32306ص - مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- سيناابن - 33

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

167

:34أما هيئات النفس الثالث فهي/ب

و له الدرجة القصوى يف السعادة األخروية،و اخللق،العقل:البالغ في الفضيلةحالة.

إال أن جهله ليس على اجلهة املضادة يف املعاد، و إن كان:حالة من ليس له ذلك ال سيما المعقوالت

.ليس له كثير ذخر من العالم

نادرهو عرضه لألذى يف اآلخرة و كل واحد من الطرفني :و آخر كالسقيم.

ه شب هإن" هيئات النفس و اجلسدده ابن سينا بني التقابل الذي حد عن)672/ه597(الطوسينصر الدين قال

، ما يعني أن استكمال النفس )المرض+القبح / الصحة+الجمال ( بينحيث جمع ،35"النفوس باألبدان

).الصحة و الجمال(لكمالها في وجود يتم ممن خالل ثنائية

:و الذوق الجماليالجمال مفهوم /2

:الكمالالجمال، والبهاء، و /أ

النجاةيف كتابه ، و جعل الكمال مجال الجمع بينهمابين الواجب و البهاءالجمال ف ابن سينا عر

فكيف جمال ما يكون على ما يجب في ،ما يجب لههو أن يكون على جمال كل شيئ و بهاؤه"فقال

وفق ما جيب أن اإلعتدال يف اخللق و الواجب يف الفعلع بني ماجلمال و البهاء جيأن جمال ما يعين ،36"الوجود

ال ميكن أن يكون "يكون يف الوجود، كما حيدد لنا يف نفس الوقت مقياس الواجب يف الوجود من خالل قوله

واحد من ،عن كل واحد من أحناء النقصخيرية محضة بريئةحمضة الماهية عقلية

كل اعتدال هو في ألن ،مبدأ كل اعتدالوالبهاء المحض و هو ،و الواجب الوجود له الجمال،كل جهة

306ص - تعريفهمصدر سبق-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- سيناابن - 34306ص -املصدر نفسه- 35281ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 36

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

168

الجمال الحقيقي و البهاء المحض، هو مصدرما يعين أن 37"فيحدث وحدة يف كثرتهكثرة تركيب أو مزاج

اإلهليات و الطبيعيات، و أساس اعتدال كل أصل كل املوجودات ذات الرتاتبية التنازلية بني قسم المبدأ األول

.38"و أحواله األولية،واجب الوجود يف مجيع صفاته،واجب الوجود بذاته"مزيج بني كثرة و تركيب، إنه

إما "فقاليف عامل الطبيعيات، يدرك من خاللها اإلنسان الجمالمصادرخمسة حدد ابن سينا

، و كلما كان اإلدراك أشد إكتناها و أشد حتقيقا العقلو إما ،الظنو إما ،الوهمو إما ،الخيالو إما ،الحس

م لكن إدراك اجلمال ال يتحدد بانفصال املدركات بعضها عن بعض، بل تت ،39"يكون املدرك أمجل و أشرف ذاتا

أكثر ك الموضوع المدر اإلدراك جامعا لها كان و كلما كان عملية إدراك اجلمال باحتاد مجيع املصادر اجلمالية،

، و هو اجلمال الذي يعكس مجال تم فيه الجمال و البهاءشرط ما يجب أن يكونو إذا أضيف له ،جماال

لكن كيف يتم إدراك الجمال .املطلق الكلي و يتجلى عربه أمام أشرف املوجودات، باعتباره املدرك الوحيد له

المطلق؟

د ابن سينا المطلق في عالم الطبيعياتاللذة العقلية المدرك الوحيد الجمال حد

اليت جترد "القوة العقليةإن جترد الصورة عن املادة، ألن مجال املوضوع يكمن يف ذاته ال ظاهره، من خالل

ذات هذه الصور سائر ما قيل، فيجب أن ننظر يف و ،و الوضع،و األين،املعقوالت عن الكم احملدود

يف املادة ال تكون إال أشباحا ألمور جزئية الصورة المنطبعةألن .ي جمردة عنهعن الوضع كيف هالمجردة

، ما يعين أن اجلمال يشمل ماهية املوضوع ال 40"منقسمة و لكل جزء منها قوة بالفعل أو بالقوة إىل جزء منها

النفس الناطقةو ملا كانت " مادته، دون أن تؤثر هذه األخرية على فساده، و هو ما أكده ابن سينا حني قال

281ص-مصدر سبق تعريفه-النجاة-ابن سينا3782ص -مصدر سبق تعريفه-القسم الثاين- شارات و التنبيهاتاإل- ابن سينا- 38281ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 39216ص-املصدر نفسه- 40

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

169

يف جسم تقوم به، بل إمنا هي ذات آلة باجلسم فاستحال موضوع ما للصور المعقولة غير منطبعةاليت هي

بل يكون باقيا مبا هو مستفيد الوجود ،اجلسم أن يكون آلة هلا، و حافظا للعالقة معها باملوت ال يضر جوهرها

ليجردها اخليال من كل شوائب ، جبميع لواحقها املاديةلصورة عن املادة احلس يأخذ األن، 41"من اجلواهر الباقية

، أما القوة اليت تكون الصورة املستثبتة هو يبرئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشد الخيال" العوارض، ألن

أو صورة موجودات ليست مبادية و لكن قد ،و ال يعرض هلا أن تكون مادية،فيها إما موجودات ليست مبادية

، 42"يعرض هلا أن تكون مادية أو صورة موجودات مادية

ر ابن سينا ، القوة العقليةاليت تتم على مستوى عملية التجريدمن خالل يدراك الجمالاإلعملية فس

و هذه الصورة ،هذه الصورةألن صورة املضاف داخلة يف " ، فقالباآلالت اجلسديةال يتم لألشياءهاتعقلألن

،جوهرألن ذات هذه اآللة و ال أيضا صورة لشيء مضاف إليها بالذات،ليست صورة هذه اآللةاملعقولة

هلذا كان احلس حيس شيئا ...و نحن إنما نأخذ و نعتبر صورة ذاته و الجوهر في ذاته غير مضاف إليه

، يؤكد 43"و ال آلته،و ال فعله،اخليال ال يتخيل ذاتهكذلك،و ال إحساسه،و ال آلته،خارجا و ال حيس ذاته

يف عامل الطبيعيات، كون تلك احلقيقة اجلمالية جترد إدراك حقيقة الجمالمصدر هي اللذة العقليةهنا أن

.و هو ما تعجز عنه الحواسالصورة عن املادة،

241ص- مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- سيناابن - 41241ص-املصدر نفسه- 42217ص - مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 43

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

170

في عالم الطبيعيات؟الجمال المطلقيتم تحقيقلكن كيف

:المعادلة الجمالية السينوية/ب

لتحقيق اجلمال يف عامل اجلمالية من خالل حتديده بعناية املتغريات األساسية برهن ابن سينا على معادلته

:و هيالطبيعيات

.أشرف موجود بني مجيع املوجودات الطبيعية، و املدرك الوحيد للجمال املطلق: اإلنسان.1

.اجلمال وفق مبدأ ما جيب أن يكونجمال حتقيق : الخير األقصى.2

.حب اإلنسان الفطري للجمال و الكمال و البهاء املطلق:الحب.3

فها ابن سينا كتنبيه في جانب البهجة و اللذة الجماليةاجلمع بينها من خالل حيث يتم التي عر

، 44"و نيل لوصول ما هو عند المدرك كمال خير من حيث هو كذلك،إن اللذة هي إدراك"السعادة فقال

، ألنه حيقق ما جيب أن يكون و هو يعكس جمال المطلق في قسم الطبيعياتكمال الخير األمثلما يعين أن

إن التشبه به "به بصفات الكلي ألنبالتش بطبيعة احلال جمال األخالق و الفضيلة، اليت يسعى اإلنسان عربها

، لنستخلص 46"كل جمال مالئم و خير مدرك فهو محبوب و معشوق"مع العلم أن، 45"مثل حركتهيوجب

احملرك األول كيف حيرك و أنه إن"أن كل محبوب هو خير، و كل مالئم جميل، و تأكيدا لذلك قال ابن سينا

هو "أيضا يف ذات الصددو قال ، 47"الكتساب التشبه بالعقلحمرك على سبيل التشويق إىل االفتداء بأمره األوىل

.48"المعشوق و المعشوق بما هو معشوق هو الخير عند العاشق

11ص-1968-الطبعة الثانية-مصر- القاهرة–دار املعارف -حتقيق سليمان دنيا-القسم الرابع-و التنبيهاتاإلشارات- ابن سينا- 44308ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 45308ص-املصدر نفسه- 46299ص-املصدر نفسه- 47299ص-املصدر نفسه- 48

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

171

د ابن سينا اعلم أن ما "فقالوهم و تنبيهمن خالل اللذة الجماليةمقياسالخير األمثل لكن حيد

تستكمل به غرض لال يكون الفعل الحسنأن على تأكيد ،من أن فعل الخير واجب حسن في نفسهيقال

اا، ات ذ لذ فإنالمطلق هو درجة الخير األقصىإذا كان ألنه ، 49""الفعلحسن يف ذاتجيب أن يكون بل ا

من ،و الواجب،احلسنليكون بذلك ، الفعل الخير و الحسنبالضرورة احلتمية يفيض عنه يعكس كل مالئم

ال لغرض شوقا للمطلق"و الكمال،البهاءبلوغ الجمال و أما،استحقاق الثناءو ،و التشبيه،التنزيه

جيمع الفائض من " ، يعين ذلك أن مبدأ التشبيه باخلري األقصى50"أو الثناء الدنيوي،حبا للمدحاالستكمال

األفعال على حسب ف ابن سينا ، و يف توضيح ذلك صن 51"جانب العايل ال من حيث هو إضافة على السافل

تشوق أمر و ،إن لكل حمرك حركة غري قسرية إىل أمر ما"، فقالاعشقه هلاختالف مصادرها اليت حيددها مقدار

و إما يف أينه و ،إما يف صورته،أمر طبيعي و هو الكمال الذايت للجسمالطبيعةمعشوقحىت الطبيعة فإن ،ما

ين و هو أو ظ،أو ومهي خيايل كالغلبة،أمر إرادي إما إرادة املطلوب حسي كاللذةمعشوق اإلرادةو ،وضعه

:نف األفعال على حسب، إذا تص 52"اخلري املضنون

الشهوةة طالب اللذ

الغضبطالب الغلبة

الظنطالب الخير المظنون

العقلطال الخير الحقيقي

130ص-مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- شارات و التنبيهاتاإل- سيناابن - 49131ص-املصدر نفسه- 50142ص-املصدر نفسه- 51299ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 52

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

172

و ال جيوز أن يكون متحركا ليفعل ، جلوهر اجلسمةالشهوة و الغضب غري مالئميسمى هذا الطلب اختيارا، و

يف ذلكين و ليس و نصري خري أ، نحسن األفعال لننال صفة الفضيلة" كأنبه كماال ليس يف ذاتهفعال يكتسب

و ،الفاعلةس من كمال العلة لكن كمال املفعول املعلول أخ ، المفعول يكتسب كماله من فاعلهألن ، 53"ذواتنا

،حصلها بالفعل ليس سببها الفعلتالملكة الفاضلة التي " ألن، رف و األكمل كماالاألخس ال يكسب األش

بل الفعل يمنع ضدها و يهيئ لها المادة، و تحدث هذه الملكة من الجوهر المكمل ألنفس الناس و هو

.54"العقل الفعال أو جوهر آخر يشبهه

أتعرف ما " ، فسأل و قالجبملة من األمثلة اليت يفسر من خالهلا الفعل اخلري يف ذاتهأشار ابن سينا يف تنبيهه

، الغنى التام؟ :55خارج عنه في أمور ثالثبشيءهو الذي يكون غير متعلق ،الغني

يف هيئات متمكنة من ذاته.

و يف هيئات كمالية إضافية لذاته.

أو حال هلا إضافة ،أو غري ذلك،ذاته من شكل أو حسنفمن احتاج إىل شيئ آخر خارج عنه حىت يتم له

".فهو فقير محتاج إلى كسبأو قادرية، ،أو قدرة،ما كعلم أو عاملة

فقريا ، و إن كان غري ذلك أصبحكمالهاإلنسان يبلغ يف ذاته حىت أنه جيب أن يكون الفعل فعال حسنا ذلك يعين

من :فما أقيح أن يقال" ، مث ينبهنا ابن سينا يف ذات الصدد قائالحيتاج إىل كسب كمال، و مجالهيف من فضيلته

أحسن ا لك اجها ألن ذ ا حتت ا مل عل شيئ تف أن اول ية حت لعال األمور ا فإن ذلك من لتكون فعالة للجميلو ،أن

ن اإلنسان ذو مرتبة الشرف يف الوجود جيب أن تصدر منه أل،56"احملاسن و األمور الالئقة باألشياء الشريفة

299ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 53300ص -املصدر نفسه- 54118ص-مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- شارات و التنبيهاتاإل- سيناابن - 55123ص -املصدر نفسه- 56

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

173

و يف ذلك حسنه و مجاله و ال يشتغل مبا هو أدىن منه من مغريات الدنيا و ،األفعال اليت تعكس شرفه و فضيلته

اا احملسوسة .شهو

؟أتعرف ما الملك"الفقتذنيبفي مجال الخير األقصى و الفعل الحسن إلىيشير ابن سينا

، و ال يستغين عنه شيئ يف شيئ و له كل شيئ ألن كل شيئ منه أو الملك الحق هو أن الغني الحق المطلق

فمن جاد ليشرف أو " قالالجود، و عن 57"مما منه ذاته فكل شيئ غريه فهو له مملوك و ليس له شيئ فقر

تفيض منه الفوائد ال أو ليحسن به ما يفعل فهو مستعيض غير جواد، فالجواد الحق هو الذي، ليحمد

مثل الدواء الذي إذا من كان فعله لغري املطلق، زال بزوال العلة ،58"يعود إليهلشيءلشوق منه و طلب قصدي

، و بالتايل أقصى مجاله و كماله الذي يعكس مجال املطلق يعاجل األعراض فحسببل،ال يزيل املرض من اجلذور

.

اإلنسان يف عامل الطبيعيات وفق ما بقاء يوجب بالخير األقصىبهلنستخلص من خال ذلك أن التش

جيب أن يكون، من خالل حبه و شوقه للجمال املطلق و البهاء احملض، و كونه املدرك الوحيد له فيحقق معادلته

و هو جمال النفوس السليمة اليت ،و الحركةبواسطة تشبهه بالخير األقصى ضمن نطاق الفضيلةاجلمالية

ظها مباشرة األمور األرضية و مل يفظ،اليت هي على الفطرةالنفوس السليمة"جاءت يف تنبيه ابن سينا فقال

،ة إذا مسعت ذكرا روحانيا يشري إىل أحوال املفارقات غشيها غاشاحلاس

لك ا فضي ذ ي لذة مفرحة و من كان باعثه إياه مل يقتنع إال بتتمة . و ذلك للمناسبة،و دهش،إىل حريةمع

"ألن،59"لذة العارفينو من كان باعثه طلب احلمد و املنافسة أقنعه ما بلغه الغرض فهذه حال االستبصار

124ص-مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- شارات و التنبيهاتاإل- سيناابن - 57128ص-املصدر نفسه- 5834ص-1968-الطبعة الثانية-مصر- القاهرة–دار املعارف -حتقيق سليمان دنيا-القسم الرابع-اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 59

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

174

، و مقياس 60"رذيلة النقصان

:61حتقيقالفرق بني الفعل احلسن لذاته أو لغرض آخر يكمن يف

األقصىكمال الخير.1

بإدراك الخير من حيث هو كذلك.2

مقياس، فإن هذا جيعل62"إليه خريكل مستلذ به فهو سبب كمال حيصل للمدرك و هو بالقياس " إذا كانلكن

،و الوسط الثقايف،العلمحيددانسبية بين الناس و ألن الكماالت و إدراكاتها متفاوتة ،خيتلفاخلري و الشر

فما هي شروط اللذة الجمالية السينوية؟...األخالقي،اإلجتماعي

:الحسيةو ةــــــة العقليــــة الجمالياللذ / 3

المدرك األفضلة العقليةاللذ من خالله حدد الذيالعقلي نهجاملوفقابن سينا تصوره اجلمايل أسس

ة أصل حقيقة اجلمال و البهاء احملض، ما يعين أنه أقصى مراتب اللذ المبدأ األول، باعتبار البهاءلجمال و ل

في أنه معشوق و "يف بيان ذلك قالاجلماليات يف عامل الطبيعيات، ومجيع اجلمالية اليت جعلها معيار تصنيف

كونه ما يعين أن اإلنسان يصنف مجالياته، 63"عاشق و لذيذ و ملتذ و أن اللذة هي إدراك الخير المالئم

املقدار الذي حسب درجة التذاذه للموضوع الجماليميدان منا جلمال، و يف ذات اللحظة املدرك له من خالل

ليست إال إدراك المالئماللذة" اجلمالية فقال، و هو ما أكده من خالل تعريفه للذة 64كةا در الالقوة حتدده

و األول أفضل مدرك بأفضل بينما العقلية تعقل املالئم ،من جهة ما هو مالئم فاحلسية منها إحساس باملالئم

30ص- مصدر سبق تعريفه-القسم الرابع-اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 6015ص-املصدر نفسه- 6120ص - مصدر سبق تعريفه-القسم الرابع-و التنبيهاتاإلشارات- ابن سينا- 62281ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 63282ص -املصدر نفسه- 64

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

175

أقوى من إدراك إدراك العقل للمعقول و جيب أن تعلم أن ...إدراك ألفضل مدرك فهو أفضل الذ و ملتذ

، على وجه ما و يصير هو هوألنه أعين العقل يعقل و يدرك األمر الباقي الكلي و يتحد به ،الحس للمحسوس

و يبني جمال ذة الحسية و العقليةالل مييز هنا بني ،65"يدركه بكنهه ال بظاهره و ليس كذلك احلس للمحسوس

تحقق ، ألا تبلغ ماهية املوضوع ال شكله، و الحقيقياللذة العقلية إلدراك الجمالينصبكل منهما، لكنه

، 66"إحباب القوة المدركة"عرب اإلنسان و حبه و شوقه للجمال الكلي المطلقالوصال بين جماليات

إقصاء اللذة لكن هذا ال يعين ، فتجرد املاهية عن املادة دون فسادها، و هو ما تعجز اللذة احلسية عن حتقيقه

. ضمن التصور اجلمايل السينويالحسية

إىل اشتد الشوقإذ " فقالكمعيار للذة الجمالية العقلية الصحيحةمجال الشوق حدد ابن سينا

خليل ليست احلركات اليت تنحو حنو املشتاق إليه نفسه، بل حركات حنو شيئ يف طريقه و يف سبيله و أقرب ما

الفلكية عتدال كانت احلركة لغري الكمال و اجلمال ألن احلركةعن اإلالشوق إذا خرج هما يعين أن،67"يكون منه

االلتذاذ بتعقل املبدأ حنو اجلسدحنو أمر حيرك كانت القوة الشوقية تشتاقلكن إذا ، مبدؤها شوق و اختيار

، بل من منظور الفعل لكن ليس من حيث هي حركة،اإلمكان فيلزم طلب احلركةاألول يكون التشبه به مبقدار

:يوضحه المخطط التاليو هذا ما .املالئم استكماال لكماهلا

282ص - مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 65281ص-املصدر نفسه- 66302ص-املصدر نفسه- 67

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

176

التشبه

جمال اإلنسان الجمال المطلق

القوة الشوقية

الحركة+ الفعل المالئم

اللذة الحسية+ اللذة العقلية

منبعث من قبل القوة الشوقيةالجمال الاستكمال

يتحدد حبسب معيار الوسط اإلجتماعي الذيجتمع بني املالئم أو اخلري األمثلشروط اللذة الجماليةإذا توفرت

في الحسيةالتي تحقق اللذة الجماليةاعتدال مزاج الجسد و حواسهإلى و األخالقي و العلمي، باإلضافة

أن المعادلة الجمالية تجمع بين النفس و الجسد بهدف بلوغ اإلنسان من هنا نلتمس ،مجال الحركة

.خالل القوة الشوقية للجمال

:و كمالالصناعيبين الجمال حقيقة /4

:الصناعة الجمالية/أ

فريى أن المطلق و الصناعيمن خالل العالقة القائمة بنيالجمال الصناعييفسر ابن سينا حقيقة

بينما ، لجوهربسيط غري مركب ألنه اكون

الجسداعتدال و الفاضلةالنفسجمال مركبة بين الذات الجمالية كذات الجمال الصناعي مصدره

قوة اإلرادة من القوة إىل الفعل من خالل اجلمالية نقل الصورة أو الفكرة التعقلفعل و إن كان ،الصالح

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

177

حيثالذات الجمالية لها نفس الوظيفة عبر الجمال الصناعياليت تعكس حقيقة اجلمال، فإن الشوقية

ماله و كماله حبا و حتقق استكمال اإلنسان جلمعايير وقيم فنيةيعكس جمال و بهاء المطلق وفقتسعى ألن

لو كانت التي فينا تصير سببا للصورة الموجودة الصناعيةالصورة المعقولةألن"،شقا و تشبها للمبدأ األول

بأن تكون صورا هي بالفعل ملا هي له صور، كان املعقول عندنا الصورة الصناعيةبنفس وجودها ألن تتكون منها

ألن ،غير قوة المعقول للصورة الصناعيةهو بعينه القدرة لكن ليس كذلك ما يعين أن قوة املعقول األوىل هي

و ،قوة شوقية يتحرك منها معا القوة المحركة فتحرك العصبالثاني يحتاج إلى إرادة متجددة منبعثة من

و ال ،لم يكن نفس الوجود هذه الصورة المعقولةمث حترك املادة لذلك،اء اآللية مث حترك اآلالت اخلارجيةاألعض

، ما يعين أنه 68"بل عسى القدرة فينا بعد املبدأ احملرك و هذه الصورة حمركة ملبدأ القدرة فتكون حمرك احملرك،إرادة

.اإلبداعمن خاللالصنع حيدد جمال

أن يكون من الشيئ وجود لغري متعلق به فقط، دون " فقالعرب تنبيهاإلبداع الفنيعرف ابن سينا

و (التعريف األول، و جاء يف شرح نصر الدين الطوسي يف شرحه ملا ورد يف 69"متوسط من مادة أو آلة أو زمان

أنه قريب من استعمال اللفظ اإلبداعاصطالححسب ذلك ) لم يستغن عن متوسطعدم زمانيما يتقدمه

اإلبداع أعلى (التعريف الثالثأما فهو مسبوق بزمان و مادة،)كل مسبوق بعدم(التعريف الثانياجلمهور، أما

و أقول التكوين هو أن يكون من الشيئ وجود مادي و اإلحداث هو أن يكون ) مرتبة من التكوين و اإلحداث

:و اإلبداع أقدم من التكوين و اإلحداث ألن،اإلبداع من وجهمن الشيئ وجود زماين و كل واحد يقابل

286ص- مصدر سبق تعريفه-النجاة- ابن سينا- 6895ص -مصدر سبق تعريفه-الثالثالقسم - اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 69

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

178

ال ميكن أن حتصل بالتكوين: المادة

إذن التكوين و . موما مسبوقني مبادة أخرى و زمان آخرالمتناعال ميكن أن حيصل باإلحداث : الزمان

.بة منهمااإلحداث مرتبان على اإلبداع و هو أقرب منهما إىل العلة األوىل فهو أعلى مرت

: الفنيالصنع و اإلبداعمعايير/ب

و صنع ،أوجدو تلك جهة أن ذلك " ر ابن سينا العالقة بني املبدع و املوضوع الفين من خالل قولهفس

وجود بعد ما لم من شيئ آخر للشيءو كل ذلك يرجع إىل أنه قد حصل ،و صنع،و هذا أجد و فعل،و فعل

انسجامه و كماله حيتاج داللة على أن العامل أو الوجود باملفعول دائما حيتاج إىل الفاعلأشار إىل أن،70"يكن

و أوجد، إىل ،و فعل،جيب علينا أن حنلل معىن قولنا صنع" ضمن نفس الصددتنبيههمث قال يف ، إىل فاعل

. 71"األجزاء البسيطة من مفهومه و حنذف منه ما دخوله يف الغرض دخول عرضي

وجود املعلول متعلق إذا كان الشيئ من األشياء معدوما مث إذا هو موجود بعد العدم بسبب شيئ ما:مفعول.1

:72مثلمن خارج و هلا مدخل يف تتميم العمل الفين كون العلة علة بالفعل

حباجة النجار إىل القدم:اآللة

حاجة النجار إىل اخلشب:المادة

حاجة النشار إىل نشار آخر:المعاون

حاجة اآلدمي إىل الصيف:الوقت

59ص -مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا- 7059ص -املصدر نفسه- 7190ص -املصدر نفسه- 72

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

179

:عدم المعلول.2

.الفكرة الجمالية=غياب العلة الصحيحةأو مل تكن موجودة أصال،،تلك احلالة

كنه ليس لذاته علة توقف وجود ل،و كان الفاعل بذاته موجودا،شيئ معوق من الخارجيوجد إذا لم .3

: حسب

فإذا وجدت كانت طبيعية أو إرادية جازمة وجب وجد المعلول

غياب سبب اإللهام يعني غياب الفنانإذا لم توجد وجب عدمه

و له معلول مل يبعد أن جيب عنه سرمدا فإن مل يسمي هذا ،إذا جاز أن يكون شيئ متشابه احلال يف كل شيئ.4

.بعد ظهور المعنيفال مضايقة في األسماء،مفعوال بسبب أن مل يتقدمه عدم

الموضوع الجمالي أو المنتوج الفني و تحققت فيه جميع الشروط فقد بلغ صنعأنه إذا ذلك يعني

مقصوده ههنا إزالة "ليشرح الطوسي فقال.كماله في الطبيعة و ال مشاحة في األسماء كما قال الغزالي

االستبعاد سرمدي فإن الجمهور يستبعدون وجود معلول دائم الوجود و أيضا القطع بوجود علة هذا شأنها

ني على أن العلة األولى يمتنع أن يكون لها صفة أو حال يجوز أن تتغير و ذلك مما لم يسبق إشارة ما مب

يعني يجب اإلعتراف بقيمة و ذاتية الموضوع الجمالي المصنوع و قدرته على التشبه و بلوغ بالجمال

:وفق الشروط التالية" السرمدي

الفكرة الجمالية)1

الفنان المبدع)2

الطبيعة، إرادة القوة الشوقية:الخارجيالمؤثر )3

المادة التي تجمع بين الصورة و الهيولى)4

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

180

صنع الموضوع الجمالي السرمدي)5

:الصناعيالجمال كمالوجماليات الجسد/5

الكندي به الفيلسوف جاء خاصة ماالفلسفية اإلسالميةمكانة هامة يف الساحة اإلبداع الفنياحتل

بقي منها لكن سبعة مؤلفات في العلوم الموسيقيةما يرىب على "كتبحيث ،فن الموسيقىفي مجال

بأكسفورد تحت حمفوظة بدار الكتب " رسالة في خبر التأليف األلحان" إحدامها خمطوط عنونه باسمرسالتان

ببرلين تحت و هي حمفوظة بدار الكتب العامة أجزاء خبرية في الموسيقى، أما الرسالة األخرى هي 2361رقم

المخطوطتان من أقدم ما وصل إلينا حتى اآلن، من المصنفات العربية في تعترب و،5503رقم

عدة مؤلفات موسيقية منها و له ضليعا يجيد العزف بالعود"موسيقياكان هو اآلخر الفارابي و ، 73"الموسيقى

.74"اإليقاعإحصاء ، كالم في الموسيقىو ،و هو أشهرهاكتاب الموسيقى الكبير

الموسيقيةهاجتذبت أبحاثأما ابن سينا فقد

و نظريات تقع ،،لعظيم قيمتها الفنية"فحسب بل

قد حان لنا أن خنتم " من الشفاءجوامع الموسيقىالمقالة األولى فييف حيث قال،75"يف دائرة املعجزات

و داخل في ،مقتصرين من علمه على ما هو ذاتي منهجوامع علم الموسيقىاجلزء الرياضي من الفلسفة بإيراد

غري مطولني إياه بأصول عددية و فروع حسابية من حقها أن يفطن هلا من وأصولهو متفرغ على مبادئه ،مذهبه

األخالقية و ،و ال ملتفتني إىل حماكيات األشكال املائية،صناعة العدد نصا، فيما يورد أو خترجيا على ما يسرد

و ال انفصال ،بعضها عن بعضسنة الذين لم تتميز لهم العلومالنفسانية بنسب األبعاد املوسيقية فإن ذلك من

-املطبعة األمريية-للثقافةنشر وزارة الرتبية و التعليم لإلدارة العامة -حتقيق زكريا يوسف-جوامع علم املوسيقى- الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 735ص-1376/ه1956-مصر- القاهرة8ص-املصدر نفسه- 748ص-املصدر نفسه- 75

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

181

قدمت فلسفتهمعنهم ما بالذات و ما بالعرض قوم

ما يعين أنه يتجاوز النظريات املوسيقية اليت سبقته و ال حياكيها لقدم ، 76"حلق التفصيل احملققو،الفلسفة املهذبة

ام لسف لومهم و ف فذكر األساطري و الروايات اليت دراسته لنشأة الموسيقىبرهن على ذلك من خالل حيث ع

نوح من أوالد نوح والمكك" كان يتناقلها

بآلة من و أخوه توبال الذي كان أبا لكل ضارب ،ضارب بالعود و المزمارالذي كان أبا لكل يوبال ابن المك

، 77"غريها من الروايات املضطربة املتناقضة اليت ال تستند على أ برهان علمي أو دليل تارخيي...ديدنحاس و ح

من البهائم ،أو الطفل،أو اجلرو،حىت صار الفرخ"بينما صنفها ابن سينا كلغة تواصل بني الكائنات احلية فقال

.78."..إذا استعمل تلك اآللة استعاد الغائب من أعوانه مستغيثا أو هرب الغافل من أشباهه منذرا

ه من خالل قولهو العلوم الطبيعية ،على الرياضياتأصول الموسيقىاعتمد ابن سينا في وضع " و هو ما أكد

املتخللة بينها ليعلم أحوال األزمنةو ،يبحث فيه عن أحوال النضم من حيث تتألففالموسيقى علم رياضي

:80هماتشتمل الموسيقى على مبحثينكما ،79"اللحنيؤلف كيف

.البحث عن أحوال النغم أنفسها: التأليف.1

.البحث عن أحوال األزمنة املتخللة بينها:اإليقاع.2

العلومرة على ضرورة التطور العلمي يف جانب صناعة الفن و اجلمال أمام صريو ابن سيناشجع

،مناسبة للتعليمالغير الصناعة مقدمةمقدمون قبل اخلضوع يف صريح هذه إن "الثقافات، و يف بيان ذلك قالو

59ص-مصدر سبق تعريفه-جوامع علم املوسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 7615ص-املصدر نفسه- 7762ص -املصدر نفسه- 7865ص-املصدر نفسه- 7965ص-املصدر نفسه- 80

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

182

سنحت للذهن من التجاربلكنها ملفقة من قضاياشديدة الشبه لسائر ما قدمناه من أصول العلوم وال

احلواجز ليتجاوز بذلك ، 81"حكيمة و مذاهب علميةقوانني بنيت على احلدس الصائب مضروبة بأحكام و

ده الذي،محاسن اللحن"من خالل ما نظره دون حماكاة لسابقيه و ما مساهاملوسيقى فنيف الكالسيكية حد

:82صنفينضمن

.و التوصيل،و التضعيف،و اإلبدال،مثل الترعيد:ما يخص محاسن اللحن في سير النغم.1

:تصاحب اللحن األصلي و قد فرق في ذلك بين أربعة أنواع هيما يخص النغمات التي .2

التمزيج

التشقيف

التركيب

التضعيف

إىل جانب مؤلفاته املوسيقيةحيث ترمجت، أول من اخترع تعدد األصواتابن سينا بذلك ليكون

على أقدم نوع عرفتهالتي أطلقت "انتشرت يف مجيع بالد أوربا،ية والفارايب و ابن رشد اليت ترمجت إىل الالتين

و "جميل"الكلمة العربيةعلى األرجح لكنه،هو لفظ ليس له معىن معروف يف اللغات األوربية)GYMEL(اسم

حيث أدمج مجيع أنواع ابن سبنا في تعدد األصوات من زخرف اللحن و حليتههو ما يتفق مع ما جاء به

، و مل خيرج تعدد التصويت عند محاسن اللحنتحت باب تعدد التصويت اليت ذكرها يف مصنفاته املوسيقية

علم ظل ابن سينا أضفى . 83"تجميل اللحن األساسي"ون مبثابةبدايته يف أوربا عن هذا املعىن فقد ظل عدة قر

60ص-مصدر سبق تعريفه-جوامع علم املوسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 8117ص-املصدر نفسه- 8222ص-املصدر نفسه- 83

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

183

فه فقالاإليقاعمجالضمن مزج بينهما والشعراملوسيقى على هو تقدير مالزمان النقرات فإن اتفق " الذي عر

كان و إذا اتفق أن كانت النقرات حمدثة للحروف املنتظم منها كالم ،كان اإليقاع لحنياأن كانت النقرات منعمة

:85أهم اإليقاعات الثمانية الرئيسية عند العربثم صنف ،84"اإليقاع شعريا

د ابن سينا للصناعةثالثية علم الموسيقى، و حجر األساس) الشعر، الموسيقى، الصوت(حد

المعايير الجمالية العقلية التي تؤسس للجمالو ،، حيث صنف لكل متغري الشروط العلميةالجمالية العلمية

الشعر كالم خميل مؤلف من أقوال ذوات إيقاعات متفقة متساوية "ألنهو أوزانهالشعر ، و قد اختار الحقيقي

:ثم يشرح ابن سينا هذا و يقول،86"

24ص-مصدر سبق تعريفه-جوامع علم املوسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 8424ص-املصدر نفسه- 85178ص-املصدر نفسه- 86

رملالهزج

خفيف الرملخفيف الهزج

الثقيل الثانيالثقيل األول

خفيف ثقيل الثاني و يسمى المأخورخفيف ثقيل األول

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

184

ليكون فرقا بينه و بني النثر:قولنا ذوات إيقاعات متفقة.

الشعر و بني نظم يؤخذ جزاءها من جزئني خمتلفنيليكون فرقا بني :قولنا متكررة.

و أنت ، ليكون فرقا بني املقفي و غري املقفي فال يسمى عندنا شعرا ما ليس مبقفى:قولنا متشابهة الخواتم

. و نعين باحلروف ما يسمع بالصوت حىت احلركات،الشعر كالم مؤلف من حروفتعلم أن

يختص بحالوةهو من بني احملسوسات "من خالل قولهالصوتجمالي ثاني متغير ابن سينا عرف

، 87"فإن ذلك مما ال تشرتك فيه الكيفيات احملسوسة...عن نوع تلتذه احلاسة و نوع تكرههمن حيث هو صوت

الصوت العادي ال تطبق عليه معايري اللذة اجلمالية إال إذا كان اإلفراط فيه، ألنه خيتلف عن باقي يعين ذلك أن

،أو تكرهه من حيث هو صوت،ليس من جنس الصوت ما تلتذه الحاسة"اللذات احلسية، و عن ذلك قال

، فيكون تأثريه املستنكر يف اآللة من حيث هو مقارن حلركة عنيفة بسبب اإلفراطو إن كان يف جنسه ما يكره

لصوت و النغم في ا، جعل هذا ابن سينا جيمع بني 88"صادمة أو مقرفة فيما أظن ال من حيث هو صوت

ذلك" التأليف املناسب و النظام املنسجم ألنالتوفيق بني من خالل المعايير الجماليةبهدف تأسيساإليقاع

قدرة البرهنة على ما كان نتاجه، 89"بالطبع لما أورد من السببشوق إلى الصوتو لهأهز للنفس من مثله

و هو ما جاء يف املقالة األوىل جلوامع للتصور الجمالي السينوي الصناعة الصوتية الجميلةفي اإلنسان

هيئات تصدر االصطالحيةأثر صناعة اإلنسان في التصويت على الطريقةاكتسبت الطبيعةقد "املوسيقية فقال

و استحقاق ،و تعرف بضعف و عجز،و استدراج،و استكانة،عن الطبيعة من خفض صوت عند مداراة

ند ديدو من د.للرمحة عجلة ع تو اس،و تظاهر بالشدة،ثراء بالقوةو ، فع و

62ص -مصدر سبق تعريفه-جوامع علم املوسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 8762ص -املصدر نفسه- 8863ص -املصدر نفسه- 89

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

185

ذا مشائل و رمبا بلغ به الصوت اإلنساني أحوال أخرى تجعل الخطابباستقالل بالغرض أكمل و كذلك يف

.90"غرض يتعذر إال باحليلة كما قد علمت

الجميلة يعتمد على الدقة في اإلنسجام بين درجات الصوت إذا المعيار الجمالي للصناعة الصوتية

على المحاكاة بين الصوتية ، لكنه في ذات الوقت يبني الصناعة الجمالية و النغم ضمن قانون اإليقاع

ثم " "ذلك قاللجمالية عند المستمع أو المتلقي،و في تأكيده لة اما يحقق اللذ كونه) الصوت، و النغم(

،خصوصا عند اإلنسانو لذيذة المحاكاة

اا تحق مس من ا بعه ا يت ا مب يف تك لكنها محاكاة تجعل الجمال كخاصة في الصوت ال تماثل مصطنع، 91"أو

إا تؤنس النفس فرحا باملعتدالت" ألن لة ف تد املع اد بع األ نظام لق ب تع لحن م ام ال .92"مت

، و الجميل الجميلذيذ و الل الجديد لذيذ، التأليف الصوتي أنمن خالل ما سلف ذكره لنخلص

يجعل الحاسة تدرك الجمال الصوتي كأنه في ذاته و كماله ما،المعايير الجمالية الرياضيةكل ما يستوفي

فيكون ما يعرض يف و قد علمت أن أؤكد أسباب اللذة إحساسا مبالئم بغتة"و يف ذلك قال، ال كونه مصطنع

إلى هيئة حبيبةثم تداركه وحشة الوداع ببهجة الرجوع على،مث وداعه فجأة،الصوت من زيارته للنفس بغتة

س للجمال الصناعي و نستشف هنا كأن ابن سينا يؤس ، 93"أعني النظام أجل الملذات النفسانية،النفس

عكس يكأنها اإلنسان الجمال المطلق و البهاء المحض،يبرهن عليه باعتباره مصدرا آخر يبلغ من خالله

، مثل لحظة كمالهبذلك و شوقه للمطلق فيترجم ذلك في صناعته الجمالية مستكمال اإلنسان حب

.المديح الصوفي التي تمح العارف لحظة الوصال بين العبد و خالقه

64ص-مصدر سبق تعريفه-جوامع علم املوسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا- 9064ص-املصدر نفسه- 91102ص-املصدر نفسه- 9264ص-املصدر نفسه- 93

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

186

صناعة تجميلى لكن إذا كن الجمال الصناعي يحقق استكمال الجمال، فهل ينعكس ذلك عل

الجسد؟

ف اآلن ليس لك أن تكل "جنيب على السؤال من خالل ما جاء يف زيادة تبصرة حيث قال ابن سينا

نفسك إصابة كنه هذا التشبه بعد أن تعرفه بالجملة فإن قوى البشر وهم في عالم الغربة، قاصرة ما دون

ل احلسن للخري األمثل يف عامل التشبه و الفعمث جييب ابن سينا نفسه عن سبل بلوغ ،94""هذا، فكيف هذا؟

إذا كان احملرك يريد تشبها ينال منه على التجدد أمرا أن يعرض منه يف بدنه انفعال يليق بذلك التشبه من "،غربةال

فربما الح ، و أنت إذا طلبت الحق بالمجاهدة فيهفي بدنك من انفعال نفسككما يعرض ،طلب الدوام

تشبه الخياالت ال عقلية صرفة فاجتهد و اعلم أنه كيف يمكن ذلك و أنها تكون هيأةسر واضح خفي لك

اال أمام كأنه ، و 95"و إن كانت خياالت عن عقلية صرفة بحسب استعداد تلك القوى الجسمانية تح يف

التينورانية البصيرنعلم أن كما، في كليتهترقية اإلنسانيفأو اآللة اخلسيسة،أو ما مساه العامل الغريباجلسد

.معاتشمل صفاء النفس و الجسد، إلى مرتبة الشرف أمام الكلي المطلقالعارفعبرها يرقى

ال تبلغ مبتغاها و،في ذات الوقت تأثير النفس على اعتدال مزاج الجسد الصالحابن سينا يقر إذا

تجميل يجمع بين الطبيعي و الصناعي ، حيث يتم تجميل الجسد و هو هالكماالستقبالدون تهيئة المدينة

بهدف صناعة جسدا جميال لنفس فاضلة و جميلة، و كأننا نحدث تقابل بين صناعة الصوت الجميل و

الجسد الجميل، و إن أكد ابن سينا على أهمية الصناعة الجمالية حسب تحقق المعايير و اللذات

أساسي يف هنا يعرتف بأمهية مجال اجلسد كمتغري !أمام استكمال الذات جمالها و بلوغ سعادتهاالجمالية

الجمال اإلنسان و الجمال و نربهن على ذلك من خالل التقابل و التشبيه بني ،معادلة اجلمال السينوية

150ص- مصدر سبق تعريفه-القسم الثالث- اإلشارات و التنبيهات- سيناابن - 94150ص-املصدر نفسه- 95

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

187

هذا األخري الذي ال يتم إذا نقص أحد شروطه منها املادة اليت تعترب اجلسر بني الباطن و الظاهر، الصناعي،

عربها عملية التشبيه و استكمال مجاله و ميارسال و الطبيعة اليت زة الوصل بني العقل الفع كذلك اجلسد ميثل مه

. حسنه و كماله

، فهنا تكمن املفارقة ن يرى أن الجسد خسيس و هو العائق أمام كمال النفس و جمالهاالكن إذا ك

ما يعني أن النفس قبل عنه، تفيض عن األول تتناقص درجة كماهلا كلما ابتعدت اليتأن العقول يرىحيث

لذا حتتاج إىل حواس الجسداتحادها بالجسد ضعف كمالها نسبة لمرتبتها في سلم الجواهر، باإلضافة إلى

و املقصود ،طلق أبدامإذا حتى لو انفصلت لن تبلغ القوة إرادية تساعدها يف استكمال كماهلا، أي حمرك احملرك،

مل فشلها كما أنها و لن يتح ، في كمالها و جمالها و بلوغ بصيرتهاأن الجسد ليس العائق الوحيد من ذلك

، حيث تمارس تجربتها الجمالية، ألن وجود األشياء هو وجود باإلجمالياتالطبيععالم توجد دونه في نل

، و هو ما يوضحه لنا السينويةالجسد و النفس كل متكامل ضمن التجربة الجماليةأن نرىجعلنا ما و هو

:المخطط التالي

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

188

:ةـــــــــــة السينويــــــــــة الجماليــــــــالتجرب

الجمال المطلق

استكمال

الجمال اإلنسان

جمال الجسد+ جمال النفس استكمال

الجسدمزاجاعتدال + قوى النفس

الجمال الصناعي

اللذة الجمالية

اللذة الحسية+اللذة العقلية

ديمالجمال السر =جمال الموضوع

بجمال و بهاء الذات تشبه = الكلي

يالجمال العقلي و الجسد:المبحث الثالثفي الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات الجسد:الفصل الثانياــــــــسينابندـــــــعن

189

:الجمال العقلي و الجمال الجسدي/ب

تقف أمامها اللذة العقلة، إال أن للذوق الجمالي العقلي المحضبالرغم من التمجيد السينوي

و عوائقهالبدنشواغلمفارقات جتعلها تفشل يف إدراك اجلمال احلقيقي، لكن ابن سينا ينسب هذا الغموض إىل

وائقه فلم تشتق إىل كمالك و شواغله و عالبدنإذا كنت يف تنبيه اآلن(و هو ينبهنا من ذلك، حيث يقول

من هذا براءة الجسد، لكنه يعلن و يربر هنا 96)منك ال منهاملناسب، و مل تتأمل حبصول ضده، فاعلم أن ذلك

ر أن الفشل الجمالي غياب الذوق الجمالي، على الرغم من عوائقه، و شواغله أمام اللذة العقلية، إال أنه يق

موت الذوق الجمالي و انعدام اإلدراك العقليبل من،ليس من الجسدللفرد و انشغاله بالشهوات و النزوات

، قلةمحصور فيالحسيال يكاد ينتهي و تفاصيل العقلإن عدد (و هو ما أكده من خالل قوله لدى الفرد

املدرك إىل املدرك، و اإلدراك إىل اإلدراك و إن كثرت فباألشد و األضعف، و معلوم أن نسبة اللذة إىل اللذة نسبة

نسبة جلية احلق األول، و ما يتلوه إىل مثل كيفية العالوة و نسبة فنسبة اللذة العقلية إلى الشهوانية

من خالل تدين العالقة اإلدراكية يتم ، فشل اللذة الجمالية العقلية من بلوغ الجميل، ما يعين أن97)اإلدراكني

، اليت يكون نتاجها غياب أو عدم االختيار )و الموضوع المدرك+الذات المدركة(املتغريين اجلمالية بني

ما نتج عنه نقص المدرك إلى المدركألن نسبة اللذة إلى اللذة تحقق نسبةالصحيح للموضوع اجلمايل،

.عدم قدرتها على بلوغ الكمال المنزهو كمال النفس،

65ص -مصدر سبق ذكره -اإلشارات و التنبيهات -ابن سينا - ـ 9667ص -املصدر نفسه -ـ97

مشروع إستطيقا إسالميةالجسدتصور جماليات : الفصل الثالث

أبي حامد الغزاليجماليات الجسد و أسس إستطيقا: األولالمبحث

.مفهوم الجمال حقيقة بين الحسن و الكمال/ 1

.أقسام الجمال في التصور الفلسفي اإلسالمي/ 2

.حقيقة اإلنسان الجمالي و مجال الحضرة اإللهية/ 3

جربة الجمالية و أسس إستطيقا الغزاليالت/ 4

و التجربة الجمالية العرفانية عند ابن عربيالجسد: الثانيالمبحث

.نظرية اإلنسان الكاملالجسد الصوفي و / 1

.ثالثية الخالفة العرفانية)الجسد، الملك، الروح الكلي(/2

.نسو األالهيبةحقيقة بين في العرفان الصوفي اإلدراك الجمالي / 3

التجربة الجمالية العرفانية/ 4

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية: المبحث الثالث

.اهللا، القلب، الجسد ثالثية حقيقة اإلنسان/ 1

.معرفة اهللا من معرفة النفس و الجمال/2

مفهوم الجمال و طبيعته/3

جماليات الجسد معيار حقيقة الجمال/4

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

190

:مفهوم الجمال حقيقة بين الحسن و الكمال/ 1

يف التصور من أهم املوضوعات اليت تناوهلا علم اجلمال سواء تشكل العالقة بني الشكل و املوضوع

هذا جيعلنا، الجماليالموضوعمجال ضمن االنسجامالتناسق و قانونوفق الغريب أم اإلسالمي،الفلسفي

المتغير الثاني، أما للموضوع اجلمايلالصورة اخلارجية األوليشملحيث ،جدلية الشكل و المضمونأمام

باعتبارمهاحتمية الصلة بينهما ما يؤكد ...يةدين،يةة، أخالقيمن فكرة فلسفكل ما يشتمل عليه العمل الفنيفهو

الظاهر و التوافق بين سمتياالنسجام فال يكون للجمال وجود حقيقي إال حينما يكون"وجهان ألمر واحدة

.1"جماال تافهاو إن كان غير ذلك كان، و الباطن

و، الجمال(لفظييحدد مجالمن خالل ما تكمن حقيقة الجمال في التصور الفلسفي اإلسالمي

إن اهللا جميل و (لقوله صلى اهللا عليه و سلم،المعنىوالصورةبيناألولاللفظ، حيث جيمع )الحسن

يف األصل الحسن"ألننقيضه، و يكون يف الفعل و اخللقفهو ضد القبح وأما الحسن، )يحب الجمال

ليس من النوافل ما يعين أن اجلمال ،2"و األحوال الظاهرة،و األخالق،يف األصل لألفعالالجمالللصورة، و

يعين ،أو الموضوع الجماليعنصر يدخل في تكوين المادةأو التحسينات اليت ميكن االستغناء عنها، بل هو

و االنسجام من ،التناسقضمن معادلة الجماليحجر األساسيضع التصور الفلسفي اإلسالميهذا أن

ليدخل،الجمال الحقيقية في الوجودغايةبهدف بلوغ"اهللاإلنسان،،لكونا" ثالثيةدراسته لخالل

ليستمد الخطوط العريضة في بناء النظرية هو عالم العموم و الشمول ،اجديداعالمبذلكالجمال

.اإلسالميةالجمالية

207ص-سبق تعريفه- الطبيعة، اإلنسان، الفن مرجع -اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم ـميادين - صاحل أمحد الشامي- 1-الطبعة األوىل- لبنان-بريوت- مؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و التوزيع-حققه مجال عبد الغين مدغمش-فروق يف اللغة-أبو هالل العسكري- 2

12ص-م2002/ه1422

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

191

ليصبح،في الفلسفة اإلسالميةتصور كلي تكميدان جمالي ذاتتمركز الذات اإلنسانية هذاجيعل

جوهر إنه،"الطبيعة، اإلنسان، الفن"الذي يجمع بينالتصور الجماليميادين أهم أحد اإلنسانبذلك

كميدان جمالي و اإلنسان مال ضمن المنظور الجمالي الحديث،بين اإلنسان كذات مدركة للجاإلختالف

على حتديد مجلة من التساؤالت هذا أجربنا .ي اإلسالميففي التصور الفلسيجب إدراك جمالياتهكلي

يف التصور الفلسفي حقيقة اإلنسان الجماليو ،دراستنا التحليلية حول موضوع اجلمالتوجهكفرضيات

يةجمالالنظرية لس لأول فيلسوف إسالمي أس باعتباره أبي حامد الغزالي من خالل منظور ، خاصةاإلسالمي

ما هي طبيعة العالقة بين اإلنسان و ما هو مفهوم الجمال عند أبي حامد الغزالي؟ و لكن:ةاإلسالمي

؟ الجمال

في شيءهو حسن كل (فقاللجمال ا)م1111- 1058/ هـ505-450(أبي حامد الغزاليفعر

، ألن حقيقة الجمال تتم مفهوم الجمال و إدراك الكمالبني القائمة العالقةما يعين ،3)كماله الذي يليق به

شيءكل (قال، و هو ما يوضحه لنا حني درجات الجمال المطلقحين يبلغ اإلدراك الكمال باعتباره أعلى

فهو كماالته املمكنة حاضرةبه املمكن له، فإذا كان مجيع كماله الالئقفي آن واحد يحضرفجماله و حسنه

هو :فالفرس الحسنالجمال بقدر ما حضرو الحسن، و إن كان احلاضر بعضها فله من في غاية الجمال

الخط و تيسر كر وفر عليه، و ،عدو،و حسن،و لون،و شكل،يليق بالفرس من هيئةالذي مجع كل ما

و حسن انتظامها، و لكل ،:الحسن

لفرس، و ال فال حيسن اإلنسان مبا حيسن به ا،في كماله الذي يليق بهشيءفحسن كل ...كمال يليق بهشيء

-الوطنية للكتابـ املؤسسة -اء علوم الدينإحي-ب السادس من ربع املنجياتالكتا- والرضا ،األنسو ،الشوقو ،احملبة-الغزايلحامدأبو- ـ521ص -1985-اجلزائر

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

192

الغزايل يؤكد ، )4األشياءحيسن اخلط مبا حيسن به الصوت و ال حتسن األواين مبا حتسن به الثياب و كذلك سائر

الذي جيمع يف نطاقه بني االنسجامالتوافق و مبدأما حيققه قوم على تاجلمال حقيقة أن من خالل ذلك

كمال الموضوع ، و اجلدل الذي حيضر فيه احلسن و اجلمال يف ذات الوقت حىت يكون "و الحسن،الجمال"

غاية يف اجلمال، لكن إذا كان نقص أحد من املتغريين و إذا متت مجيع كماالته مت مجاله و صنف ،الجمالي

إذا ر (لقوله تعاىلانعكس ذلك على درجة مجاله و كان له بقدر ما حضر من مجاله و حسنه، بك و م تـعج ه أيـتـ

م م ه ة عليه ل صيح بون ك س ة يح ند شب مس م خ أنـه م ك له و ع لق م إن يـقولوا تس م و امه س م أج ره ذ و فاح العد

ون فك م الله أنى يـؤ جنسه و حسب اختالف املوضوع اجلمايل صنف الغزالي الجمال و الحسن، 5)قاتـله

تلفان عن و مها خي،مجال احلصان خيتلف عن مجال اخلطو نوعه، فجمال اإلنسان خيتلف عن مجال النبات،

يكون اعتمد على بيان احلالة اليت ينبغي أن تتوفر يف املوضوع اجلمايل حىتقد ، كما جندهو األشياءمجال اإلنسان

و هي درجة درجة الكمال، إلى حىت يتمكن من اإلرتقاء سليما من العيوب، مبعىن جيب أن يكون جميال

.سلم الكمالمرتبطة مبدى متركزه على

و أال يشمل الظاهر ألنه، ، بل يجب حضور الحسنوفر الجمال وحدهبتيتحقق الكماللكن ال

جمال المعنى ، وظهر من الشكل و حسن اللونجيمع بني ماألنهالباطنالجمالالشكل فقط، بل حىت

يف مضيق اخلياالت و المحبوباعلم أن (هذا ما أكده يف قوله، أنواع الجمالالذي جيمع أو يشرتك فيه الكلي

و حسن اللون، و كون البياض ،و الشكل،احملسوسات رمبا يظن أنه ال معىن للحسن و اجلمال إال بتناسب اخللق

فإن احلسن األغلب على اخللق . جمال اإلنسانامتداد القامة إىل غري ذلك مما يوصف من مشربا باحلمرة، و

،حسن اإلبصار

25ص -مصدر سبق تعريفه–احملبة، والشوق، واألنس، والرضا -حامد الغزايلأبو- 404اآلية:سورة املنافقون-ـ5

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

193

،فهذا خطأ ظاهر، فلم يكن حمبوبايتصور حسنه لم يكن في إدراكه لذةإذا لمملونا، فال يتصور حسنه، و

.6)فإن احلسن ليس مقصورا على مدركات البصر، و ال على تناسب اخللق و امتزاج البياض باحلمرة

غاية في فيصبحالجمال الظاهر و الباطن و كذا حسنه حضر كمال الشيءكل من حضر إذا لكن

كل شيء و حسنه في أن جمال (ألناحلسن و اجلمال بقدر ما حضرمن إذا حضر بعضها فله ، أما الجمال

، و إن كان جميع كماالته الممكنة حاضرة فهو غاية الجمال، فإذا كانت يحضر كماله الالئق به الممكن له

اكتمال تكمن يفالجمال حقيقةأنهذا يعين ، 7)...قدر ما حضرباحلاضر بعضها فله احلسن و اجلمال

الذي تتصف به ال على حسب درجة الحسنالجمو إن كان غري ذلك فيحدد، كماالت الموضوع الجمالي

:المخطط التاليو هو ما يوضحه لنا ، الجمال هو الكمال، لنخلص إىل أن احملسوسات و املرئيات

جمال الموضوع الكمال

الجمال الحسن

الباطن+الظاهر

316ص -مصدر سبق تعريفه–احملبة، والشوق، واألنس، والرضا -حامد الغزايلأبو-ـ6317ص - املصدر نفسه-ـ7

الموضوع

في غاية

الجمال

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

194

ال يقف عند ظواهر األمور ألنهأيضا في غير المحسوسات)الجمالو ،الحسن(ثنائيةدرس الغزالي

و هذا ،يقال هذا خلق حسنفاعلم أن احلسن و اجلمال موجود يف غري احملسوسات، إذ(حيث قالفحسب

ما يعني أن عنصر الجمال متوفر في كل ما هو ، 8)...و هذه أخالق مجيلة،و هذه سرية حسنة،علم حسن

درجاته باختالف تختلف ، لكن ما يجعله عنصرا ينتمي إلى معادلة النشأة و التكوينفي هذا الوجودموجود

حسب الموضوع الجمال مجال صنفأول من الغزاليبذلك ، ليكونالموضوع الجماليجنس و نوع

.، لكن حقيقة الجمال تكمن في بلوغ درجة الكمالالجمالي المدرك

:اإلسالميالفلسفي في التصور الجمالأقسام/ 2

أقر الغزايل أن اجلمال عنصر متوفر يف كل ما هو موجود، ما جيعله أصل يف اخللق و التكوين،

املؤهل إلدراك مجاليات و باعتبار اإلنسان املصدر الوحيد إدراكهيقسم مصادر يف نفس الوقت لكنه

المدركةجمال الصورة الظاهرةإن الجمال ينقسم إلى"، و هو ما أكده من خالل قولهاملوضوع اجلمايل

و يقول أيضا يف نفس الصدد،9)و نور البصيرةبعين القلبجمال الصورة الباطنة المدركة، و بعين الرأس

اليت يرجع صفاتها الجميلة الباطنةرأى حسن نقش النقاش، وبناء البناء اكشف له من هذه األفعال فمن(

مصدر إدراك املوضوع صناف اجلمال ختتلف باختالفأ، ما يعين أن 10)حاصلها عند البحث إىل العمل و القدرة

:قسمانو هو اجلمايل بني ما حيدده جمال البصر، و ما يبلغه نور البصرية،

، و الذي اشرتط فيه اخلمسةذلك اجلمال احملسوس و امللموس الذي يتم إدراكه باحلواسهو :الجمال الظاهر/أ

.أعضاء اجلسدكل الغزايل السالمة من العيوب، ما يعين سالمة

30ص -مصدر سبق تعريفه–احملبة، والشوق، واألنس، والرضا - حامد الغزايلأبو-8321ص - دون تاريخ ـ-القاهرة-دار إحياء الكتب العربية - ـ اجلزء الرابع -إحياء علوم الدين-حامد الغزايلأبو-ـ9302ص -املصدر نفسهـ -10

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

195

اا بالفكر اليت يتميزالبصيرةنوريتم إدراكه من خالل أكثر اتساعا وعمقا، و يعترب:الجمال الباطن/ب أصح

.لألبعاد العميقةالقلب المدركمصدرها و اإلحساس السليم، العميق و

؟اهلبلوغقلب مؤهلفهل كل ،الجمال الباطنحقيقة إذا كان القلب هو مصدر إدراك لكن

أرسل إليهم مائة ألف و أربعة و عشرين ألف نيب يعلمون الناس نسخة " جييبنا الغزايل من خالل قوله

لموم يع اء، يمي لك مب( يجعلون القلب في كور المجاهدةكيف ا

، يعين ذلك أن ليس كل قلب صاحل إلدراك حقيقة اجلمال الباطن، بل هو ذلك القلب 11) "من الصدأ بالنار

صفات املالئكة ونصفات البهائم، و جيعل، و و من األخالق املذمومة،الطاهر من شهوات و مغريات الدنيا

أن كل من كان "و مقصود هذه الكيمياء، بكيمياء السعادة، و يتم ذلك من خالل عرب عنهلباسهم و حليتهم

سر هذه الكيمياء أن ترجع منو ،من صفات النقص يتعرى منه، و كل ما يكون من صفات الكمال يلبسه

هنا أن طهارة القلب تتم إذا ختلى اإلنسان عن يؤكد الغزايل، 12"و فضل هذه الكيمياء طويلالدنيا إلى اهللا،

مغريات الدنيا و عرف الغاية من وجوده، و مفتاح معرفة اهللا سبحانه و تعاىل يكمن يف معرفة نفسه، و هذا

فإذا لم تعرف نفسك ، 13"من عرف نفسه فقد عرف ربه" النيب صلى اهللا عليه و سلممصداق ملا جاء يف قول

لم و قال تعالىعرف ربك؟فكيف ت ق أو م أنه الح ين له تى يـتبـ م ح ه في أنـفس فاق و م آياتنا في اآل نريه س

يد ه ء ش ي ل ش بك أنه على ك ف بر .14))53(يك

ص - م1988/ه1409-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت- دار الكتب العلمية-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو-11123123ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 12124ص-املصدر نفسه- 1353اآلية : سورة فصلت- 14

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

196

تصنيفه جمالضمن تطهير القلبمراتبلحقيقة معرفة اإلنسان لنفسه من خالل حتديدهحدد الغزايل

فإن قلت أين أعرف " لطبيعة النفس اإلنسانية اليت يشرتط عليها اإلنسجام و اإلتزان بني قواها، و يف ذلك قال

لكن .و ال تعرف ما يف باطنك...نفسي فإمنا تعرف اجلسم الطاهر الذي هو اليد، و الرجل، الرأس، اجلثة

و ألي شيء خلقت، و ،أنت و من أين جئتحىت تدرك أي شيءالواجب عليك أن تعرف نفسك بالحقيقة

، و منها صفات البهائممنها صفات :ألنه قد جمعت في باطنك صفات،بأي شيء سعادتك و شقاؤك

و عارية عندك، فاجلواب عليك أن ،غريها غريب منكفالروح حقيقة جوهرك، المالئكة، و منها صفات السباع

و النوم و ،و تعرف أن لكل واحد من هؤالء غذاء و سعادة، فإن سعادة البهائم األكل و الشرب،تعرف هذا

و الفتك، و سعادة ،يف الضربسعادة السباعبينما م فاجتهد يف إعمال اجلوف و الفرج،النكاح، فإن كنت منه

المالئكة في مشاهدة جمال و سعادة، فإن كنت منهم فاشتغل باشتغاهلم،احليل،و الشر،الشياطني يف املكر

.15"الحضرة الربوبية و ليس للغضب و الشهوة إليهم طريق

نستخلص من خالل ذلك أن أساس معرفة اإلنسان لنفسه تتم عبر تحليه بصفات المالئكة التي

تمنحه الصالحية، و السبيل إلى بلوغ الحضرة اإللهية، من خالل مشاهدة الجمال و إدراك الجالل ضمنه،

لكن هذا ال ل، ما يعني أن جوهر طهارة القلب في إدراك الجمال الحق و هو ما سماه الغزالي كمال الجما

ها، فما خلق اهللا من هذه الصفات لتكون أسري " قال عنها الغزاليحيث يعني إقصاء باقي الصفات اإلنسانية،

و األخرى سالحك حىت تصيد ،و جتعل إحداها مركبك،تسخرها للسفرو و لكن خلقها حىت تكون أسراك،

اوم ا حتت قدميكسعادتكا رضك فق غت غ ل ا ب إذ ذلك المكان قرار و ،ىل مكان سعادتكو ارجع إ،، ف

125ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو-15

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

197

ألن الحق يكون ،هذه المعاني فنصيبه من القشورحقيقة فكل من لم يعرف ، 16"خواص الحضرة اإللهية

.عنه محجوب

،اليت مجعها بني العامل احلسيتبيانه لحقيقة اإلنسانمن خالل قلبحقيقة و طبيعة اليوضح الغزالي

جيوز شيءمن جانب، فكل عالم األمرمن جانب، و من من عالم الخلقفاإلنسان " حيث قالو عامل األمر

و ،ال يقبل القسمةو الكيفية فهو من عامل احلق، ليس للقلب مساحة و ال مقدار هلذا ،عليه املساحة و املقدار

شيءو من جانب العلم عاملا، و كل ،و كان من جانب اجلهل جاهال،لو قبل القسمة لكان من عامل احلق

و جنسه من جنس املالئكة، لذا نصبه ملكا يف ، إذا القلب من عامل األمر17"كون فيه علم و جهل فهو حمالي

:18اجلسد، و له عساكره اليت ختدمه و تطيع أوامره، و جعل شروط و صفات امللك هي

معرفة اهللا و مشاهدة جمال الحضرة

التكليف عليه و الخطاب معه

له الثواب و عليه العقاب

السعادة والشقاء تلحقانه

الروح الحيوانية في كل شيء تتبعه و معه

و معرفة حقيقته و معرفة صفاته مفتاح معرفة اهللا سبحانه و تعالى

125ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 16126ص-املصدر نفسه- 17125ص-املصدر نفسه- 18

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

198

لكن ما هي عساكر القلب؟ و ما هي مراتبهم؟

اليت جتمع بني حقيقة اإلنسانو ذلك على أساس ،ملك الجسد إلى قسمينف الغزايل عساكر صن

و ،و منازهلم يف اليدين،و الغضب،الشهوة"هم عساكرعساكر الجزء الظاهرالباطن، فجعل الظاهر و

الدماغ و هو قوى " يفعساكر الباطن منازلجعلبينما ،19"و مجيع األعضاء،ني، و األذنو العينني،الرجلني

لك من هذه القوى عمل خاص و إذا ضعف واحد منهم ضعف ، و التذكر و الوهم،و احلفظ،و التفكر،اخليال

.، و جعل القلب جممع العسكرين و أمريمها الذي حيقق التكامل و اإلنسجام بينهما20"حال ابن آدم يف الدارين

مؤكدا يف نطاق مدينة النفسعملهما لمن خالل تنظيمه العالقة بين العسكرينطبيعة ر الغزاليفس

و اليدين و القدمني و مجيع األعضاء النفس كالمدينةن أاعلم " فقال،القلب و العقلعلى التكامل بني

و امللك ،و العقل وزيرها،ملكهاالقلبو،شحنتهاالقوة الغضبيةو ،واليهاالقوة الشهوانية ضياعها، و

و الشحنة و هو الغضب ،ألن الوايل و هو الشهوة كذاب فضويل خملط.يدبرهم حىت تستقر مملكته و أحواله

فيجب أن يشاور الملك الوزير،فإن تركهم امللك على ما هم عليه هلكت املدينة و خربت،خراب،القت ،شرير

و كذلك ،و تعمرت املدينة،فإذا فعل ذلك استقرت أحوال اململكةر و جيعل الوايل و الشحنة حتت يد الوزي

يصل إلى السبب و ،و الغضب حتت حكمه حىت تستقر أحوال النفس،و جيعل الشهوةالقلب يشاور العقل

أما عن ، 21"و لو جعل العقل حتت يد الغضب و الشهوة هلكت نفسه،السعادة من معرفة الحضرة اإللهية

جاذبان حيفظان أمر الطعام، و خادمان للنفساعلم أن الشهوة، و الغضب " قال عنهاالعساكرطبيعة عمل

بصر ا صنائع البارئ النفس خادم الحواسالشراب، و النكاح حلمل احلواس، مث يسه ي اس قل، و جو لع بكة ا ش

128ص -مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 19127ص-املصدر نفسه- 20129ص-املصدر نفسه- 21

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

199

ألن احلسية ،و هو القلب سراج، و شمعة يبصر بنوره الحضرة اإللهيةالحواس خادم للعقلجلت قدرته، مث

القلب مخلوق لنظر و ،العقل خادم القلبتلك اجلنة، مث و هي تصيب اجلوف أو الفرج حمتقرة يف جيب

22"فمن اجتهد يف هذه الصنعة فهو عبد حق من غلمان احلضرةجمال الحضرة اإللهية

بلوغ الحضرة اإللهية من المنظور الجمالي ال يتم عبر لنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن

لكن ال يتم ذلك إال إذا تحقق، اإللهيةعلى الرغم من أنه مصدر إدراك جمال الحضرةالقلب وحده

بين القلب و العقل بهدف بناء اإلنسان الجمالي من خالل تنظيم بين العسكرين، أي التكامل و اإلنسجام

في هيةلإلدراك كمال الجمال في لحظة الحضرة اإلالوحيد باعتباره المؤهل ،لهالقوى الظاهرية و الباطنية

التصور الفلسفي للغزالي، فإن اختل العمل في نطاق منظومة اإلنسان الجمالي كانت طبيعة الجمال المدرك

إن تمام السعادة مبني على ثالثة أشياء " ، و هو ما أكده حين قالجماال تافها و حجب عنه كمال الجمال

يخرج من الرخص فيهلك، أو تزيد فإذا زادت قوة الشهوة ،و قوة العلم،و قوة الشهوة،قوة الغضب: هي

قوة الغضب فتخرجه إلى الحمق فيهلك، فإذا توسطت القوتان بإشارة قوة العدل دل على طريق

.23"الهداية

:و مجال الحضرة اإللهيةاإلنسان الجماليحقيقة /3

عتباره بامن خالل تصوره، أو بنائه اإلنسان الجمالي رؤيته الجمالية العميقةأثبت أيب حامد الغزايل

محور الجمالو الجماليموضوعلاغاية إدراكالكمال فجعلجوهر الجمال،الوحيد الذي يستطيع إدراك

خواص ومسات اكتمال هوالجمال الحقيقيليكون ،الحسن و الجمالمن خالل الجدل القائم بين

129ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 22130ص -املصدر نفسه- 23

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

200

و ، أو املضمون الذي يدرك بالبصرية،دون نقصان، سواء يف الظاهر الذي يدرك بالبصرالموضوع الجمالي

عجائب اجلامع بينهما القلب املنظم للجمال الظاهر و الباطن يف نفي الوقت أمام احلضرة اإلهلية، و هو ما يؤكد

لعامل الثانيواحد لألحالم و للقلب بابيناعلم أن " للغزايل حيث قالفي التصور الفلسفي الجماليالقلب

فيفتح له باب الباطن فيكشف له غيب من ،نام غلق باب احلواس، فإن هر إىل اخلارجاليقظة و هو الباب الظا

ما يعني أن اإلنسان الجمالي هو من له قلب ،24"و من اللوح احملفوظ فيكون مثل الضوءعالم الملكوت

عالم يجمع بين عالمين، و كل عالم له مفاتيحه و قوانينه التي تمنحه السبيل في العبور و السفر إلى

الكشف اإللهي حيث يدرك كمال الجمال، و هو ما يؤكد أن القلب من عالم الملكوت و هو يعود ألصله

إن القلب من عامل امللكوت و "و عالمه إذا ما اشتغل بشهوات و مغريات عالم الحواس، و في ذلك قال

مل إذا مل يكن فارغا من شغل لذلك يكون حجابه عن مطالعة ذلك العا،احلواس خملوق هلذا العامل عامل امللك

غيبة القلب عن عامل "فها الجرجاني في كتابه التعريفاتهذا ما يقصد به الغيبة الصوفية التي عر ، 25"احلواس

و استوىل عليه سلطان ،بل من أحوال نفسه مبا يرد عليه من احلق إذا عظم الوارد،ما جيري من أحوال اخللق

، و عن اخللق و مثال على ذلك قصة النسوة الاليت قطعن أيديهن نفسهفهو حاضر بالحق غائب عن ،احلقيقة

حني شاهدت يوسف عليه السالم، فإذا كانت مشاهدة مجال يوسف مثل هذا كيف يكون غيبة مشاهدة أنوار

.26"ذي اجلالل

و هذه الطريق ال تفهم إذا القلب هو تلك املرآة العاكسة للحقيقة املطلقة من خالل املشاهدة اجلمالية،

يق ا ،و إن لم تحصل بالذوق لم تحصل بالتعليمالعرفانية الجمالية، إال بالتجربة تصد جب ال ا لو لبلوغ و ا

135ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 24135ص-املصدر نفسه- 25136ص-املصدر نفسه- 26

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

201

، من عجائب القلب في مدينة اإلنسان الجماليهي و ،جوهر كيمياء السعادة في أحضان الحضرة اإللهية

موضوع هلذا جوهر ابن آدم في أصل خلقهاألولياء ألن و ال حتسب أن هذا خاص باألنبياء و" و يف ذلك قال

أو جدب فيحتاج إىل ،فيحتاج إىل إجالءصدأالذي ، إال صورة العالممرآة ينظر فيهاألن يعمل منه ،كاحلديد

مل يبلغ هذه الدرجة لقوله صلى اهللا ،إذا غلبت عليه الشهواتتلف كذلك كل قلبألنه قد ،صقل أو سبك

.27"، "كل مولود يولد على فطرة اإلسالم" عليه و سلم

بلوغ السعادة التي ال تتحقق إال من خاللة الجمالية في التصور الفلسفي للغزالي اللذ تتحدد

، الصوفيةالعرفانية الجمالية ، و هي معرفة يبلغها اإلنسان الجمالي ضمن مجال التجربة بمعرفة المطلق

ما شيءتكون مبقتضى طبعه، و طبع كل شيءو لذة كل ،و لذته و راحتهشيءاعلم أن سعادة كل " حيث قال

لذة القلب الخاصة بمعرفة اهللا و ...يف األصوات الطيبةلذة األذنيف الصورة احلسنة فلذة العينخلق له

و ال لذة أعظم من لذة ،ت اللذة أكبركانت معرفته أكبر كان، و كلما سبحانه و تعالى ألنه مخلوق لها

، و هي تطلب باملوت،و ال منظر أحسن من منظر حضرته و كل اللذات الشهوات الدنيا متعلقة بالنفس،معرفته

ما يؤكد أن معيار ، 28"لذة معرفة الربوبية فمتعلقة بالقلب فال تبطل بالموت ألن القلب ال يهلك بالموتأما

فإذا عرفت مقام الكمال، و ،بمقدار نجاح اإلنسان الجمالي من بلوغ كمال الجمالاللذة الجمالية يكون

.و هو كيمياء السعادةجوهر القلباجلمال و اجلالل، بعد أن عرفت

136ص-مصدر سبق ذكره-كيمياء السعادة-جمموعة رسائل الغزايل-حامد الغزايلأبو- 27139ص-املصدر نفسه- 28

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

202

:الجمالية و أسس إستطيقا الغزاليالتجربة/4

+ الحب+اإلنسان"أسس الغزايل نظريته اجلمالية من خالل جدل جيمع بني متغريات ثالث هي

،عند مدرك ذلك الجمالكل جمال محبوباعلم أن "و هو ما أكده حني قال"الجمال الحقيقي= الجمال

أدرك حباسة البصر، ،و صفاء اللون،، و لكن اجلمال إذا كان بتناسب اخللقةجميل يحب الجمالو اهللا تعالى

ال خري هيعين أنما ، "29بحاسة القلبأدرك إىل غري ذلك من الصفات الباطنة ...و إذا األخالق و إرادة اخلريات

رك هذا اجلمال سواء أد،اخلالق سبحانه و تعاىلآلثار او هو أثر من و ال حمبوب يف العامل إال ،و ال مجال

ليكون،و الجميل المطلق هو الواحد الذي ال ضد له،محبوبالجميلأن يؤكدلذا ،باحلواس أم العقول

. للموضوع المدركالحب من قبل الذات المدركةشرطالمدرك هو من توفرشرطه في اختيار الجمال

كيف أسس إلستطيقا إسالمية ؟و كيف برهن على أصولها؟لكن

اإلنس و، و الشوق، و المحبة"هكتابمن خاللعلى أصوهلا شرح الغزايل نظريته اجلمالية، و برهن

التيالجمالة و جوهر نظريته ،الحب معيار الجمالليكون،هو محبوب جميلكل ماأنريق حيث،"الرضا

و حب ، يفسر من خاللها العالقة الجدلية التي تجمع بين اإلنسان كتصور كليأربعة أصولحددها في

:و هذا ما يفسره و يربهن عليه يف كل قاعدة من قواعد نظريته اجلمالية اليت تتمثل يفالجمال،

اإلدراكالمحبة بعد المعرف و:األصل األول

اا، و المحبة الحقيقيةحتديد دفحدد الغزايل يف هذا األصل جمموعة من الفرضيات أسب شروطها و

ال تتصور احملبة و ال تتحقق إال بعد، فحقيقة إدراك الموضوع الجمالي تكمن في المحبة الحقيقيةألنه يرى أن

يحب اإلنسان إال ما الإذ "حيث قالو ال يدركه معرفة املوضوع و إدراكه، ألن اإلنسان ال حيب ما ال يعرفه

306ص ـ-مصدر سبق تعريفه-الرضاو ،األنسو ،الشوقو ،كتاب احملبة-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو-ـ29

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

203

نوع املوضوع حيدد لنا هنا ، 30"المدركخاصية الحي، لذا مل يتصور أن يتصف باحلب مجاد، بل هو من يعرفه

ما يوافق طبع بل ،ال جامد و ال ميت، و ليس أي حي يدركحي مدركجيب أن يكون الذياجلمايل املدرك،

و راحة فهو كل ما في إدراكه لذة"، ألن، ال ما ينافره و حيقق له األملاللذةاملدرك و يالئمه و حيقق له

شرط الغزايل يف حتديد املوضوع ، إذا 31"، و ما يف إدراكه أمل فهو مبغوض عند املدركمحبوب عند المدرك

الحب عبارة عن "فقال، هي احملبة احلقيقة اليت عرفها حجة اإلسالم حيا مدركا محبوبا للذتهاجلمايل أن يكون

، و البغض عبارة عن نفرة الطبع عن سمي عشقافإن تأكد ذلك امليل و قوى ،شيء الملذ الميل الطبع إلى

هو ما يوضح و .32"فهذا أصل في حقيقة معنى الحب ال بد من معرفته،فإن قوى سمي مقتااملؤمل املتعب،

:التاليالمخطط

الميل نحو الموضوعحقيقة المحبة

حي مدركيحقق اللذة للمدرك

عشق الموضوع الجمال

الحب تابع لإلدراك و المعرفة:األصل الثاني

الحب ما جيعلمن املدركات، فلكل حاسة إدراكك ينقسم حسب املدركات و احلواس،مبا أن اإلدرا

الطبع فكانت حمبوبات عند "، ألنه يتبع اللذة اليت يسببها الطبع من خالل امليل إليها،أيضا تابع لإلدراك

5ص -املصدر نفسه-ـ305ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 315ص-املصدر نفسه- 32

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

204

، حيدد لنا 33"و الصورة املليحة احلسنة املستلذة، فلذة العني يف اإلبصار، و إبصار املدركات اجلميلة،السليم

املدرك حسب مييل إليها اليتذاتو المسؤول عن اختيار أنواع اللالرئيسالطبع السليم هو الغزايل أن

للطبع السليم ميل، كانت حمبوبة أي كان ملذةملا كانت هذه املدركات باحلواس "حيث قال،احلواس اخلمس

إن الطبع السليم يجعلنا نحدد أكثر دقة نوع الموضوع الجمالي المدرك في النظرية الجمالية ، 34"إليها

قال .اإلنسان الحي المدرك المحبوبكذات مدركة للجمال، أو كموضوع جيب إدراكه، أال و هو للغزالي

النساء، و جعل قرة عيين يف الصالة، و حبب إيل من دنياكم ثالث، الطيب، "رسول اله صلى اهللا عليه و سلم

حظ فيهن إال البصر و و الالنساء محبوباتو هو مدرك بالعني و السمع، و مسي الطيب محبوبافسمي

نه ال حتظى ا احلواس قرة عيين و جعلها أبلغ احملبوباتسمي الصالةاللمس دون الشم و الذوق، و لم أ لع مع ا ،

ما جيعل ، تشارك فيها البهائم اإلنسانألن لذات احلواس اخلمس ،35"حس سادس منطقته القلباخلمس، بل

الحس السادس الذي يعبر عنه إما بالعقل، احلب ليس مقصورا على مدركات احلواس اخلمس، بل يضيف إليها

أقوى من ألاالبصيرة الباطنةإا ، و هو الشرط الثاني لبلوغ المحبة الحقيقة 36"أو بالنور، أو بالقلب

املدركة بالعقل أعظم من مجال الصور الظاهرة و مجال املعاين القلب أشد إدراكا من العني، والبصر الظاهر

ال معنى للحب إذ،و العقل الصحيح أقوىالطبع السليمفتكون ال محالة لذة القلب ما يجعللألبصار،

و هو .، لنخلص أن الموضوع الجمالي الذي يجب حبه هو اإلنسان دون غيرهلذةلإال بالميل في إدراكه

:المخطط التاليما يوضح

9ص-املصدر نفسه- 339ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 3410ص-املصدر نفسه- ـ 35

11ص-املصدر نفسه 36-ـ

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

205

الطبع السليمإدراك الموضوع الجمالي

المحبة الحقيقية

لذة القلب البصيرة الباطنية عين القلب

نفسه و حب غيره ألجل نفسهلحب اإلنسان :الثالثاألصل

:هياحلقيقية أسباب لتحقيق احملبة ثالثةيف هذا األصل الغزايلحيدد لنا

ال خيفى على أي إنسان حبه لنفسه، كما ال خيفى عنه حب غريه :لمحبوب األول ألنه المالئم للحبا/1

ممقوت، فألن وجود صفات الكمال حمبوب و دوام أصل الوجود حمبوب أما اهلالك ألجل نفسه و دوام وجوده،

إذا، 37"ألن الناقص فاقد للكمال،فكمال الوجود أيضا محبوب"و هو ما أكده حجة اإلسالم يف قوله

، مث محبوبة و سالمتها مطلوبةكل األعضاء ألنهالكن مع شرط سالمة ،ذاتهاألول لإلنسان هوالمحبوب

و كمال الوجود"اليت يعتربها كاجلناح املكمل لإلنسان حيث قال...ماله، عشريته، أصدقاؤهتأيت باقي مكمالته،

البنهو يضع لنا مثال حب األب ، 38"الوجودآلة لكمال، أما باقي احملبوبات فهي موقوف عليهادوام الوجود

فهو الوجود بعد عدمه ليكون بقاء نسله نوع من ،حىت لو كان ال يناله منه حظ، بل يتحمل املشاق ألنه خيلفه

احملبوب األول "ألن، 39"عين الكمال المطلوب"أما أساس كمال وجوده يكمن، البقاء

6ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- ـ 3738ص -املصدر نفسه-38

11ص-املصدر نفسه -39

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

206

من خالل كمال و سالمة كل كمال الذات إذن.40"عند كل حي ذاته و كمال ذاته و دوام ذلك كله

.الحقيقة و بلوغ جوهر الجمالأول األسباب للمحبة أعضائها، هو

إن احملسن من أمد باملال و سائر األسباب املوصلة إىل دوام الوجود و كمال "يعرفه الغزايل فيقول:اإلحسان/2

هذا إشارة إىل أن حب "فيحبه قلبياللهم ال جتعل الفاجر علي "صلى اهللا عليه و سلمقال و ،41"الوجود

دا لإلحسان و قد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغض من ما جيعل اإلنسان عبالقلب للمحسن،

مثل الطبيب الذي يكون سببا ،اإلحسان ليس هو عين الكمال المطلوب، بل يكون سببا لهلكن أساء إليها،

بل ألنه سبب ،، لكن هناك فرق بني حب الصحة املطلوب لذاته و الطبيب حمبوب ال لذاتهاألعضاءيف سالمة

.و هو فعل من أفعال زوال احلب أو نقصانه،حب المحسن ال يكون لذاته بل إلحسانهما يؤكد أن . للصحة

الذي ال ترجى من ورائه غاية أو منفعة ألنه زائل المحضالحب الحقيقي هو الحب إن :حب الشيء لذاته/3

فإن كمال اجلمال حمبوب ،كحب اجلمال و احلسن، الحب لذاتهفهو الذي يوثق بدوامهأما احلببزوال الغاية،

، مثل حب املاء اللذة محبوبة لذاتها ال لغيرها، و لعين الجمال لما فيه عين اللذةعند مدرك اجلمال، و ذلك

أن "ال حلظ أو غاية، و هو ما أكده حجة اإلسالم حني قالللذته اجلاري لكن ليس للشرب، بل ألنه حمبوب

.42"هذاته عين حظحلظ ينال منه و راء ذاته، بل تكون ال يحب الشيء لذاته

فهذه "،جمالها لذاتها ال لطلب حظو،النظر إىل الطبيعةباستلذاذقاضية الطباع السليمةإذن

الجمال و ال أحد ينكر كون ،و كل حسن و مجال فال خيلو إدراكه عن لذةلذيذ محبوباألسباب ملذة و كل

7ص- املصدر نفسه - 4011ص-املصدر نفسه 41- ـ

12ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 42

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

207

لنخلص إلى .43"عند من انكشف له مجاله و جاللهاهللا مجيل كان ال حمالة حمبوبا"بالطبع فإن ثبت أن محبوبا

:حسب المخطط التالي، و ذلك في األصل الثالثأهم شروط بلوغ المحبة الحقيقية

الحب الجمالي للذات ألنها موضوع مالئم للحب الحقيقي

المحبوب األول

سالمة األعضاء من العيوب حب اإلحسان لذاته

تحقق كمال الجمال=الحب المحض

في بيان معنى الحسن و الجمال:األصل الرابع

أنه ميز بينهما ، إال من أهم شروط كمال الموضوع الجماليالجمالحضور الحسن و جعل الغزايل

و احملسوسات رمبا يظن أنه ال معىن للحسن و اجلمال إال تناسب اخلياالتاعلم أن احملبوس يف مضيق "فقال

األغلب الحسن، فإن 44"... و كون البياض مشربا باحلمرة و امتداد القامة، و حسن اللون،و الشكل،اخللقة

على اخللقة حسن اإلبصار فيظن أنه ما ليس مبصرا و ال متخيال و ال متشكال و ال متلونا مقدر و ال يتصور

الحسن ليس ألنفلم يكن حمبوبا و هذا خطأ ظاهر ،و إذا لم يتصور حسنه لم يكن في إدراكه لذة،حسنه

فما معنى الحسن الذي اض باحلمرة، و ال على تناسب اخللقة و امتزاج البيمقصورا على مدركات البصر

الجمال؟يحققيالذنو ما الحستشترك فيه األشياء؟

13ص-املصدر نفسه- 43ـ13ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 44

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

208

ما تشرتك فيه األشياء ألنه يشمل الصورة فاألولاملدرك بني البصر و البصرية، نوع الحسنالغزايلحيدد

كما ال ينكر حصول اللذة بإدراك حسنها، حسن الجمال للمحسوساتالظاهرة فحسب، لكن هذا ال ينكر

كل شيء "و الباطن و، ألنه يشمل الظاهردرجات الجمال وصوال للكمالفهو من حيقق لنا الثانيأما

، و كل هذه اخلالل "و لكل شيء كمال يليق به...فجماله و حسنه يف أن حيضر كماله الالئق به املمكن له

الجمال موجود ته مثل أصحاب املذاهب نصرتا هلم و ملذهبهم، ما يعين أن اجلميلة و احملبوبة عند من عرفت صفا

كمالياتها ...للفقهاء، العلماء، األنبياء عليهم السالمالسير الذاتيةفي

غير الحسن و الجمال موجود في اعلم أن"، حيث يقول الغزايل يف ذات الصددو القدرةللعلم

.45"بل تدرك بنور البصيرة الباطنة،و هي ال تدركها احلواس اخلمسالمحسوسات

ألن كل مجال المحسن في نفسه محبوببل ،مقصورا على من أحسن إليهحب اإلنسانإذن ليس

كانت بصيرته أغلب إليه من الحواس الظاهرة كان ، و من جيمع بني الصورة الظاهرة و الباطنةو حسن حمبوب

بني من حيب نقشا مصورا على احلائط جلمال صورته الظاهرة، و بني من فشتان"للمعاني الباطنة أكثرحبه

ةحبملنخلص من خالل ما سلف ذكره إلى أن أقسام ال.46"حيب نبيا من األنبياء جلمال صورته الباطنة

:خمسة أقسامهينظريته الجمالية لجوهر كمبادئ التي حددها الغزالي ةالحقيقي

نفسه و بقائه و كمالهلحب اإلنسان وجود.

حبه من أحسن إليه فيما يرجع لدوام وجوده و يعين على بقائه و يدفع المهلكات عنه.

حبه من كان محسنا في نفسه إلى الناس و إن لم يكن محسنا إليه.

لتناسب األرواح بينهمافية في الباطنحبه لمن بينه مناسبة خ ،.

15ص-املصدر نفسه- 4516ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا-إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- ـ 46

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

209

كما لو كان لإلنسان ولد مجيل "تضاعف الحب ال محاليف شخص واحد لو اجتمعت هذه األسباب

غاية في حمسن إىل الوالد كان حمبوبا ال حمال ،حمسن إىل اخللق،كامل العلم حسن التدبريالصورة حسن اخللق

فإن كانت هذه ،47"حبب قوة هذه اخلالل يف نفسهابعد اجتماع هذه اخلصالقوة الحبو تكون ،الحب

لكن ال يتصور كماهلا و اجتماعها إال يف حق اهللا ،يف أعلى الدرجاتالكمال كان الحب ال محالةدرجات

الجمالية للغزالي النظرية لتكون أصول و قواعد ،قيقية إال اخلالق سبحانه و تعاىلتعاىل فال يستحق احملبة احل

:حسب المخطط التالينوضحها ممثلة في أربعة أصول،

الغزاليالجمالية اإلسالمية عندالنظريةأصول

الحسن و الجمالالحقيقي درجات الحب الحقيقيالحبو اإلدراكالحب

الظاهر+الجمال الباطنلمحبوب األول االطبع السليمفة المعر +الميل

الجمالتحقق اللذة الباطنة سالمته من العيوباللذة الظاهرة

بلوغ الكمال الباطن+الظاهرلذة القلبالحواس الخمس

تضاعف الحب

جماليات اإلنسان الجمالي في التصور الفلسفي اإلسالمي

16ص-املصدر نفسه ـ- 47

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

210

ه؟ ، فكيف يتم إدراك جمالياتعند الغزاليموضوع الجمالياإلنسان كدإذا كانت هذه قواعد تحدلكن

:حقيقة اإلنسان الجماليجماليات الجسد / ج

و مكانته يف التصور الفلسفي اإلسالمي،وجب علينا حتديد حقيقتهجماليات اإلنسانقبل احلديث عن

كليتهال نفهمه يف "يبحث يف أرجائه املادية ألنناو الفكر الفلسفي عامل من العوامل الذي مازال العلم باعتباره

البشري، و حني أمام ألغازه اليت ال تزال جمهولة اليوم على الرغم من التقدم الفكري و العلمي الذي بلغه الفكر

.48"مجالهمله حنس بعاطفة عميقة يف تقدير نتأ

، الذي يعرف اإلنسان كحقيقة كلية يتماهى من يف كليته وفق التصور اإلسالميتكحقيقة اإلنسانلكن

يف التصور الفلسفي و ماهيته ،ككل متكامل حيدد جوهرية اإلنسان"الروح، الجسد، العقل، القلب"فيها كل من

:هياإلنسان الجمالياليت جتعل منه الذي حدد بدوره العوامل، اإلسالمي

معرفة اإلنسان بنفسه.

معرفة اإلنسان لوظيفته و دوره في هذه الحياة.

و املكلف ،ذلك املخلوق املكرمجماليات اإلنسانينظر اإلسالم من خالل نصوص كتابه الكرمي إىل

يف اإلسالم هو ألن اجلمال ،بل و مقصودة يف تكوينه، 49"نظرة كلية تجعل الجمال سمة أصلية في كيانه"

اء بناء (لقوله تعاىل اهللامن جوانب التكرمي اإلهلي لإلنسان جانب السم ارا و رض قـر م األ عل لك ي ج الله الذ

م الل ن الطيبات ذلك م م رزقك م و رك ن صو س م فأح صورك ين و م فـتبارك الله رب العالم لق (و قوله50)ه ربك خ

اهول- كاريل ـيس ألكس-ـ48 لك ان ذ نس 303ص-مرجع سبق تعريفه-ترمجة شفيق أسعد فريد - اإل173صـ-تعريفهسبقمرجع-اإلسالميفاجلماليةالظاهرةيفاجلمالميادين- الشاميأمحدصاحل- 4964اآلية:غافرورةس- 50

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

211

ير ص إليه الم م و رك ن صو س م فأح صورك ق و رض بالح األ ات و او يتبني لنا من خالل هذه اآليات الكرمية 51)السم

ويم (نسان، أما قوله تعاىللإلظاهر المال اجلالتأكيد على ن تـق س ان في أح نس نا اإل لق د خ فتؤكد على 52)لق

،مجال اإلنسان ظاهره و باطنه

جماليات اإلنسان الجمالي أمام كليته؟هي لكن ما.لكامل كيانه

، فاألول ميثله"الجمال الظاهر، و الجمال الباطن"اإلنسان اجلمايل إىل قسمنيمجاليات قسم الغزايل

ألنه يوجد بتوفر العناصر احملسوسة ،، و غيابه يعين غياب اجلمال الظاهراإلدراك الحسي للموضوع الجمالي

و ،العلم(حلواساملوضوعات غري املدركة بافقد صنفه ضمن القسم الثاني، أما اليت تعترب العناصر اجلمالية له

بنور البصيرة و سائر خالل اخلري اليت تدرك ...و املروءة،و الكرم،و التقوى،الشجاعة،و العفة،العقل

إنه اجلمال اخلالد و ، الطبع السليمذات لفطرة داخل كل نفس سوية و متزنة، إنه مجال حمبوب با)53الباطنة

و ليت شعري من حيب الشافعي مثال، فلم حيبه و مل (لقولهالجمال الظاهر زائل بزوال أعضائهالباقي، ألن

هو لصورته فاستحسانه الذي محله على إفراط احلب،يشاهد صورته قط، و لو شاهدها رمبا مل يستحسن صورته

الباطنة ال لصورته الظاهرة، قد انقلبت ترابا مع الرتاب و إمنا حيبه لصفته الباطنة من الدين، و التقوى و غزارة

.54)أما احلواس فقاصرة عنهابنور البصيرةهذه أمور مجيلة ال يدرك مجاهلا إال ...العلم، و اإلحاطة مبدارك الدين

03اآلية:التغابنسورة-ـ5104اآلية:التنيسورة-ـ52317ص - مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا- إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو-ـ53317ـ ص - املصدر نفسه-ـ54

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

212

الغزايل املدركات احلسية و جعل لكل حاسة نوع من املدركات احلسية قسم:الظاهرإدراك جوهر الجمال/أ

و ارتباطه بالتذوق من خالل حسياألوائل الذين صنفوا مجاالت لإلدراك الاخلاصة بتذوقها، جعله هذا من

:55إلى خمسة أنواع تتمثل فيقسم الجمال المحسوس

من خالل البصريةةلذ ال، و يستتبعه تذوق بالمدركات المنظورةهو اجلمال الذي خيتص :الجمال المرئي

.العني و النظر

من خالل السمعسمعيةالة لذ ال، و يستتبعه تذوق بالمدركات المسموعةخيتص : الجمال المسموع.

من خالل األنفةاللذ و يستتبعه تذوق ،يدرك الروائح اجلميلة:الجمال في الروائح الزكية.

تذوق األطعمةمن خالل ةذ للتذوق ااألطعمة، و يستتبعهيدرك :الجمال في التذوق.

يدرك امللموس و اجلميل الناعم، من خالل اللمسهو مجال :الجمال الملموس.

:إدراك جوهر الجمال الباطني/ب

ذكر الغزايل أن احملبة هللا و لرسوله صلى اهللا عليه و سلم هي الغاية القصوى من املقامات، و الذروة

أن حيب الشيء لذاته ال حلظ ينال منه وراء ذاته، بل تكون ذاته عني حظه، و (العليا من الدرجات حيث قال

، 56)ن إدراك اجلمال فيه عني اللذةأل. ، و ذلك لعني اجلمالالحب الحقيقي البالغ عند مدرك الجمالهذا هو

، أما جوهر اجلمال و إدراك نفس اجلمال إدراك الجمال يتم من خالل حب اللذة لذاتها ال لغيرهايعين أن

أما كمال الجمال و .فحب الجمال و تذوقه لذاته ال لنفع ماديفيجب هو اآلخر أن يكون حمبوبا لذاته،

.لمطلقالحقيقي لغاية القصوى له و هي الحب الذوق الجمالي، أو جوهر الجمال هو ال

335ص-مرجع سبق تعريفه- ميادين اجلمال يف الظاهرة اجلمالية يف اإلسالم - صاحل أمحد الشامي- 55318ص - مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا- إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 56

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

213

، ألا أكثر اتساعا من البصر، ما إدراك الجمال الباطن يتم عن طريق نور البصيرةأنيؤكد الغزايل

،إدراكا للجمال الباطن من العنيأشدالذي يعترب بالقلبجيعلها تدرك األمور اليت تعلو على احلواس، بل تتصل

،القلب{للجمع بين هنا خنلص .هو اآلخر اإلدراك الباطين للجمالالذي يتضمن العقلباإلضافة إىل

ال حسا سادسا مهنته القلبإن هناك (و هو ما أكده الغزايل من خالل قوله،كمرتادفان ملعىن واحد}و العقل

، و القلب أشد إدراكا من العني، و مجال البصيرة الباطنة أقوى من البصر الظاهرو من كان له قلب،يدركه إال

مبا يدركه من األمور لذة القلباملعاين املدرك بالعقل أعظم من مجال الصور الظاهرة لإلبصار، فتكون ال حمال

، 57)فيكون ميل الطبع السليم و العقل الصحيح إليه أقوىاليت جتعل أن تدركها احلواس أمت و أبلغالشريفة اإللهية

ل لكن ال معىن لالشتغا،ة اليت جعلها احلاسة السادسة، قد تسمى العقل أو نور اإلميان و اليقني

أن الضعيف يظن أن اإلختالف واقع يف املعاين ألنه يطلب املعاين دون "باألسامي هنا، ألن الغزايل يرى

دركها نور البصيرة؟يهي المعاني التي لكن ما.58"األلفاظ

و ،و احلسن،اجلمالو ،باحلمتخيلة و ال حمسوسة، ألن إدراكاملعاين اليت ليستالقلبيدرك

اع ،اتذوقه تمت االس إدراك اجلمال يكون يف حد ذاته ، مبعىن أن الحب الثابت و الدائم الحقيقيا ذلك هو و

إن ال أحد ينكر كون (، و هو مجال حمبوب بالفطرة، و هو ما أكد الغزايل يف قولهكقيمة عليا منزهة من الغرض

الذوقأساسإدراك ، إنه الجميع يشترك في حب الجمال و إدراكهيعين هذا أن .59)الجمال محبوبا بالطبع

ةلنخلص إلى أن التذوق يوجد اللذ ، )60و كل حسن و مجال فال خيلو إدراكه عن لذة(حيث قالالجمالي

314ص -املصدر نفسه -ـ57315ص - مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا- إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 58316ص -املصدر نفسه- 59316ص -نفسهاملصدر- 60

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

214

بالفطرة الكمال و الجمال، يشترك فيه الحس المشترك الحب هو، الحقيقي، و هي توجد الحبالجمالية

:و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي، و بلوغ جوهر الحياةيوجد الغبطة و السرور

الجمال عند الغزاليحقيقة

جماليات اإلنسان

الجمال الباطنالظاهر الجمال

يحقق اللذة الجماليةالجماليالذوق

الحقيقيالحبكمال الجمالالحس المشترك

أول منظر للجمال من خالل أسس أبي حامد الغزالية الجمالية عند نظريللهذه الدراسة التحليلية لنختم

و اللذة توجد يوجد اللذة،الجمال الظاهر و الباطن دراكإف،}اإلدراك، الوجدان، النزوع{هيثالث

هو و ،الجماليوجد كمال فو هو احلب احلقيقي الذي يوثق بدوامه،الحب، و حب الجمال كقيمة عليا

فإن (حيث يقول الغزايل، الذي ال يتحقق إال في الواحد المطلقأعلى مراتب اإلدراك و الكشف الجمالي

كما قال رسول اهللا صلى اهللا عليه ،له مجاله و جاللهاكتشفعند من محبوبان ال حمال كاهللا جميلثبت أن

، و إدراك جمال اهللا هو أعلى مراتب اإلدراك و الكشف }و يحب الجمالجميل إن اهللا { :و سلم

.61)الجمالي

321ص- مصدر سبق تعريفه-كتاب احملبة، والشوق، واألنس، والرضا- إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو-ـ61

جمال المطلق=الجمال الحقيقي

إستطيقا جماليات الجسد و أسس : تصور جماليات الجسد المبحث األول: الفصل الثالثإستطيقا إسالمية أبي حامد الغزاليمشروع

215

إذا انتقل جمال الموضوع حيث أو الجمال يختلف باختالف الموضوع الجمالي، لكن الكمال

نفس األمر بالنسبة . و إنما حسن ألنه يكون نقص في الظاهر و المضمون،جمااللموضوع آخر ال يكون

في التصور الفلسفي اكتمال الجمال إذنالتي تمثل الغاية أو الهدف من وجود الموضوع،للوظيفة

أمام }الوظيفةالظاهر، الباطن،{يكون باكتمال الجواهر الثالث األساسية للموضوع الجمالي هياإلسالمي

:، و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي}الحب، المعرفة، الجمال{يةجدل

الذات المدركة للجمالالجماليالموضوع أول تقابل

الميلتحديد الموضوع الجمالي

إدراك الموضوع و تصنيف جمالياتهالمعرفة

اللذة

النفس لذة الجمال الباطن+لذة الجمال الظاهر الجسد

اإلنسان الجمالي=الحقيقةالمحبة=ذوق الجماليال

كمال الموضوع الجمالي =الوظيفة+الحسن+جمال الموضوع

الجمال المطلق

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

216

):م1240-1164(عند ابن عربينظرية اإلنسان الكاملالجسد الصوفي و /1

:منزلة اإلنسان في التصوف العرفاني/ أ

وهب بسطة يف الفكر و اخليال، و عمقا حيث و أعمق نظرية في التصوفواضع أكبريعترب ابن عريب

جمع فيه بين وحدة التفكير، و قوة "،الفلسفة و التصوفضمن مذهب جيمع فيه بني يف احلس الروحي

تعبير و ،تعرف به أحوال تزكية النفس، و تصفية األخالقعلم" فقالالتصوفعرف قد و ،1"الوجدان

، ما جيعل أمره عجيب و شأنه غريب، و سره لطيف، و ليس مينح 2"و الباطن لنيل السعادة األبدية، الظاهر

حبل أسرار هذه و من أراد أن يقف من توالفنا على "... يقول عنهااله أسرار الصدق، لصاحبه إال العناية و

، و مناهج اإلرتقاء إلى افتضاض أبكار البقاء المخدرات بخيمات اللقاءالطريقة الشريفة فاليطالع كتاب

، 3"بعضها فوق بعضكلها أسراربنيناه على ثالمثائة باب، و ثالث آالف مقام يف كل باب عشر مقامات

صاحب مذهب، و مؤسس ، فهو من غري شك و التحليل العلمي المنظم،المنهج الفلسفي الدقيق"ينتهج

.العرفانيقضايا العقل، و أحوال الذوق، و الكشف حاول من خالله أن يوفق بني ،4"مدرسة

اصطنع ابن عريب أساليب صوفية رمزية للتعبري عن فلسفته و عرفانيته، ألن استعمال لغة الرموز و

يف من أسباب غموض اللغة الصوفية، ما جعلنا نلتمس الصعوبة و التعقيدالتحدث بلسان الباطنو ،اإلشارات

يف أغلب األحيان معنيني على األقل، الصحيح ضمن كل سطر من مؤلفاته، حيث جندها حتملو التأويل الفهم

11ص-ت. د-ط.د-لبنان-بريوت-الناشر دار الكتاب العربية-اجلزء األول -فصوص احلكم- ابن عريبحمي الدين - 1-ه1424/م2003-الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-الكتب العلميةدار -التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-ابن عريبحمي الدين -212ص13ص-املصدر نفسه-39ص-مصدر سبق تعريفه -فصوص احلكم- ابن عريبحمي الدين - 4

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

217

، باإلضافة إىل ذلك 5"و هو ما يشري إىل مذهبهالثاني باطنو هو ما يشري إىل ظاهر الشرع، و أحدهما ظاهر"

و من ،6"حيث ال توجد صلة ظاهرة بينهما"كثريا ما ميزج اآليات القرآنية بعضها ببعض و يفسر بعضها ببعض

قدرا، و أعمقها غورا و أبعدها أثرا " الذي يصنف أعظم منزلة من مؤلفاته كلهاكتابه فصوص الحكمأمثلة ذلك

نوع من الوحي ، ألن ابن عريب كتبه حتت تأثري 7"و يف األجيال اليت تليهتشكيل العقيدة الصوفية في عصرهيف

لست بنيب و ال ، و ما أنزل في هذا السطور إال ما ينزل علي و "، و هو ما أكده من خالل قولهو اإللهام

و رسول اهللا عليه الصالة، يؤكد لنا عن يقني أن كتابه من إمالء 8"لكني وارث و لآلخرتي حارثو ،رسول

، أماله عليه يف رؤيا رآها يف دمشق، و أنه مل يكن إال مرتمجا ملا كاشفه به من غير زيادة و ال نقصانالسالم

لباطن و مصدر نور املعرفة، ما يعين أن ما يصدر يف كتبه عن كونه منبع العلم االنبي عليه الصالة و السالم

في مبشرة أريتها في العشر اآلخر من إني رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم" ، حيث قالكشف و إهلام

هذا:محرم سنة سبع و عشرون و ستمائة بمحروسة دمشق و بيده صلى اهللا عليه و سلم كتاب، فقال لي

خذه و أخرج به إىل الناس ينتفعون به، فقلت السمع و الطاعة و لرسوله و أدىل األمر كتاب فصوص الحكم

ه يل منا كما أمرنا، فحققت األمنية و أخلصت النية و جردت القصد و اهلمة إىل إبراز هذا الكتاب كما حد

موسوعته الكربى يف و هو ذات الشيء مع ، 9"رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم من غري زيادة و ال نقصان

مؤكدا و مبررا مصدر نورانيتهالشعر الصوفييف هقالا له الكثري مم، و "الفتوحات المكية"التصوف

:10و بصيرة

17ص-مصدر سبق تعريفه -فصوص احلكم- حمي الدين ابن عريب- 519-املصدر نفسه- 67ص-املصدر نفسه- 724ص -املصدر نفسه- 847ص-املصدر نفسه- 9

48ص-املصدر نفسه- 10

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

218

فمن اهللا فاسمعوا و إلى اهللا فارجعوا

واــــــــــــــــفإذا ما سمعتم ما أتيت به فع

اجمعواثم بالفهم فصلوا مجمل القول و

واـــــــــــثم منوا به على طالبيه ال تمنع

ع واــــــــــهذه الرحمة التي وسعتكم فوس

واحدة "باعتبارها القضية الكالحقيقة الوجوديةإدراك فلسفته و عرفانيته هو

، ما يعين 11"و النسب و اإلضافات،و أمسائها ال تعدد فيها إال باالعتبارات،،يف جوهرها

العامل يف نفسه فليس "ألنالحق و الخلقتأويل العالقة القائمة بينمن خاللتكمن حقيقة المطلقإدراك أن

جوهر احلقيقة من ا حيدد ابن عريب وجهني إلدراك، لذ12"...يجب تأويله لفهم الحقيقةو حلماخياالإال

:13خالل ممكنات و حمدثات الوجود

من حيث هي ذات بسيطة جمردة عن السبب، و اإلضافات إىل املوجودات اخلارجية:األول

هة عن صفات احملدثات، و عن كل من حيث هي ذات متصفة بصفات، و هي من الوجه األول منز : الثاني

.هة عن املعرفة فهي أشبه شيء بالواحد، بل منز بالوجود الظاهرما يربطها

أو وجود نسيب، وجود مقيدوجودها على الوجه الثاين بينما، وجود مطلقوجود الذات على الوجه األول يصنف

، و هو ما نت املوجودات كلها صفات للحق متعينا يف صور أعيان املمكنات، من هنا كاوجود احلق يربط ألنه

24ص -مصدر سبق تعريفه -فصوص احلكم- ن عريبابحمي الدين - 1127ص-املصدر نفسه- 1229ص-املصدر نفسه- 13

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

219

،و املريد،و قيل يف العبد إنه عامل، و كذلك احلي ،و إن قيل يف اهللا سبحانه إنه عامل" أشار إليه ابن عريب يف قوله

في حياة العبد في الحدفإياك أن تجعل حياة الحق ،و اإلدراكات،و سائر الصفات،و البصرية،و السميع

.14"المحاالتفتلزمك

و الغاية يؤكد ابن عربي أن التصوف العرفاني هو العلم الذي يجعل اإلنسان يدرك الحقيقة المطلقة

اعلم أن العلم تحصيل "فقالو المعلوم،و العالم،العلمبني القائمة دراسته للعالقة ، من خالل من وجوده

هو الصفة اليت توجب التحصيل من القلب، و فالعلمأمرا ما على حد ما هو عليه ذلك األمر يف نفسه، القلب

مصدر التصوف العرفاين هو القلب ألنه ، ما يعين أن 15"لهو ذلك األمر احملص المعلوم، و العالم هو القلب

:16، و يقول أيضا يف ذات الصدديتجاوز حدود العقل

العلم و المعلوم و العالم ثالثة حكمهم واحد

دـــــــــــــــــهم مثلهم ثالثة أثبتتها الشاهو إن تشأ أحكام

و صاحب الغيب يرى واحد ليس عليه في العلى زائد

حقيقة القلب مصدر المعرفة العرفانيةجعل ابن عربي

لكن إذا تعلقت القلوب ، 17" الغيوبما ينكشف للقلوب من أنوار "فهومجال التجلياإللهية ضمنالحضرة

عيت إليه فال تبصر شيئا، ت عن إدراك ما دبغري ما تدعي إليه، و اشتغلت بعلم األسباب دون العلم باملطلق عمي

أن القلب مرآة فاعلموا " حني قال، هذا ما أكدهصدأ القلب، و كان بذلك يحجب عنها تجلي الحق و

-م1985/ه1405-الثانيةالطبعة -كتاباهليئة املصرية العامة لل-حتقيق عثمان حيي- السفر الثاين-الفتوحات املكية-حمي الدين ابن عريب-1465ص

82ص-املصدر نفسه- 1582ص-املصدر نفسه- 16-الطبعة األوىل-دار صادر للطباعة و النشر-تقدمي حممود حممود الغراب-كتاب اصطالحات صوفية-رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب- 17

529ص-1997

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

220

كنه ملا تعلق القلب، و اشتغل بعلم األسباب بدال عن العلم باهللا كان تعلقه كلها وجه ال تصدأ أبدا، لمصقولة

فذلك هو ياقوت أحمرهي "جتلت فيه احلضرة اإلهلية من حيث، فكل قلب18"على وجه القلببغير اهللا صدأ

ل، العالم، قالالقلب الغافل عن اهللا تعال، و يف ذلك و من مل تتجلى له فذلك هوقلب المشاهد، المكم

لكن كيف يدعي العاقل أنه قد علم ربه من جهة الدليل؟.19"رك اإلدراك دركالعجز عن د"رضي اهللا عنه

يطرح ابن عريب هذا السؤال يف السفر الثاين من الفتوحات املكية، لكنه جييب يف ذات الوقت مؤكدا أن

نظر العاقل إىل املفعوالت الصناعية، الطبيعية، لو " املعرفة احلقة هي العلم باهللا، و هو علم ال يعلم بالدليل، فقال

لعلم أن اهللا تعالى ال يعلم بالدليل ، منها بفاعلهرأى جهل كل واحد و التكوينية، و اإلنبعاثية، و اإلبداعية، و

:21، يقول أيضا يف الذات الصدد شعرا صوفيا20"أبدا لكن يعلم أنه موجود

قدس األيد و تنزيههفي نظر العبد إلى ربه في

و علوه عن أدوات أتت تلحق بالكيف و تشبيهه

هـــــــــــــــــــــــداللة تحكم قطعا على منزلة العبد و تنويه

ة العلم و إثباته و طرح بدعي و تمويه هـــــــــــــــــــو صح

:22اليت تتمثل يفألمهات المطالب األربعة، و دليله يف ذلك هو حتديده ما يعين أن العقل عاجز عن معرفة اهللا

مطلبان روحيان بسيطان=لم+ هل.

األصالن الصحيحان للبسائط=كيف+ما.

82ص-سبق تعريفهمصدر-السفر الثاين-الفتوحات املكية-حمي الدين ابن عريب- 1885ص -املصدر نفسه-1985ص -املصدر نفسه- 2090ص - املصدر نفسه- 2194ص - املصدر نفسه- 22

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

221

من جهة ما تعطيه احلقيقة، إذ ال يصح أن اهللا تعالىليس يف هذه املطالب األربعة مطلب ينبغي أن يسأل عن

ن (قال تعالىيعرف من علم التوحيد إال نفي ما يوجد فيما سواه و هلذا م م عل لك رض ج األ ات و او ر السم فاط

ء و ي ثله ش م م فيه ليس ك رؤك ا يذ اج و نـعام أز ن األ م ا و اج و م أز ك ير أنـفس يع البص و السم ).23)ه

:ب مدينة الجسدنشأة اإلنسان، و ترتي/ب

ما إشكالية شائكة حيمل يف طياته رمزا صوفيا خالصا يف عرفانية ابن عريب، الجسد الصوفييشكل

جسم آدم، " إلى أربعة أجسام هيصنف الجسوم اإلنسانية جعله يركز على جوهريته و طبية عناصره، حيث

اجلسم اآلخر يف السببية مع ةنشأو كل جسم خيالف ، 24"حواء، جسم عيسى، أجسام بني آدمجسم

مجع اهللا سبحانه " ، مث قالباحلد و احلقيقةاسم اإلنسانلكن جيمعها،اإلجتماع يف الصورة اجلسمانية و الروحانية

ا ( يف قوله تعاىلاألربعة أنواع من الخلقو تعاىل هذه عوبا يا أيـه م ش علناك ج أنـثى و ر و ن ذك م م ناك لق الناس إنا خ

بير م إن الله عليم خ اك ق ند الله أتـ م ع مك ر عارفوا إن أك قـبائل لتـ كان، و 26"فهذه اآلية من اجلوامع، 25)13(و

نشأة اإلنسانية من العنصر األعظم و هو الجعل اهللا و ،ترابماء ومن عنصرين مها عليه السالمآدم جسم

.لتكون بذلك نشأة اإلنسان،الماء

و الصورة اجلسمية الطبيعية العنصرية،أصل النشأة اإلنسانيةو هوعليه السالمآدمسبحانه اهللا خلق

ب جسده منحيث ، حار يابس،حار رطب،بارد رطب،بل بارد يابس، يابسو،رطبو،بارد، و حار" رك

النار، اهلواء، املاء، ، جسم العالم الكبيراء، كما هي يف الدم، و الصفر السوداء، و البلغم،، هي األخالط األربعة

11اآلية: سورة الشورى- 23247ص-مصدر سبق تعريفه- الفتوحات املكية- يبحمي الدين ابن عر - 2413اآلية:سورة احلجرات- 25247ص-مصدر سبق تعريفه- الفتوحات املكية- يبحمي الدين ابن عر - 26

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

222

، تلك هي 27"التراب، ثم نفخ فيه نفسا و روحاوفخلق اهللا جسم آدم من طين و هو مزج الماء .الرتاب

ال تقوم ثم جعلت في الجسد بعد هذا أربعة أنواع أخرى"بن عريباليت قال عن طبيعة عملها اعناصر الجسد

مث أسكنت بعضهن يف بعض فجعلت مسكن اليبوسة ...املرتان و الدم و البلغم،واحدة منهن إال باألخرى و هي

يعين 28"لغمو مسكن الربودة يف الب،و مسكن الرطوبة يف الدم،يف املرة السوداء، و مسكن احلرارة يف املرة الصفراء

، و إن اختل التوازن اعتدال بنية الجسد و صحتهبني هذه األخالط يكون به أن االعتدال و اإلنسجامهذا

قم ،بقدر ما زادتدخل السقم على الجسد"بينهم و إذا كانت ناقصة ضعفت عن مقاومتهن فدخل الس

السليم يحكمه قانون االعتدال بين ليكون بناء الجسد ،29..."بغلبهن إياها، و ضعفها عن مقاومتهن

لكن كيف يتم هذا االعتدال؟.األخالط األربعة

مها إلى قسمترتيبه لمدينة الجسدجييبنا ابن عريب من خالل حسب القوى و طبيعة عمل انالتي قس

بني و جعل القلب، مدينة بدنهقد جعله الحق قسمين في ترتيباإلنسانلتعلم أن "فقالكل منها،

،و الروحانية،فجعل يف القسم األعلى الذي هو الرأس مجيع القوى احلسية،القسمني منه كالفاصل بني الشيئني

لني، و احلار و البارد و الرطب، و ال،حاسة اللمس فيدرك اخلشنيف النص اآلخر من احلساسة، إال ما جعل

القوى و أما من ،، ال غري ذلكفي جميع بدنهالقوة الخاصة السارية اليابس بروحه احلساس، من حيث هي

،و ا جتذب النفس احليوانية ما به صالح العضو من الكبد،الطبيعية المتعلقة بتدبير البدن فالقوة الجاذبية

،القلب، و القوة املاسكة

حل وجود الحياتين، موسائر القوىألنه يشمل القسم األشرف، و هو 30"منه ما فيه منافعةحىت يأخذ

368ص -مصدر سبق تعريفه - الفتوحات املكية- يبحمي الدين ابن عر - 27369ص-املصدر نفسه- 28369ص-املصدر نفسه- 29395ص -املصدر نفسه- 30

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

223

طرأ اليت تتأثر مبا يالقوة الدافعةفه من جانب فقد صن النصف اآلخر من البدنأما . حياة الدم و حياة النفس

من الزيادة "مرض الجسد، لكن إذا اختل ترتيب مدينة اجلسد كان بذلك تعطيه القوة الشهوانيةالذياملزاج يف

ميزان ما عندها القوة الجاذبةعلى ما يستحقه ذلك العضو من الغذاء، أو النقص مما يستحقه فهذه

فإن حقيقتها الجذب ما أو نقصت عنه كان املرض، ،فإذا جذبت زائدا ما حيتاج إليه البدن،اإلستحقاق

.يبطل قبول الصحة فيما يراه علماو إمنا،ال يبطلفكمحل اخليال إذا طرأت فيه علة ،31"الميزانحقيقتها

:العالقة بين العالم األكبر و العالم األصغر/ج

،اإلنسانبني الكون و التقابل و التناظر الذي بناهمن خالليف فلسفتهحقيقة اإلنسانابن عريب درس

و الكون الجامع لجميع حقائق الوجوده يف ذات الوقتاعترب الذي هذا األخري، نظام مدينة الجسدما مساه

الحضرة كماالتأو ،الذي انعكست يف مرآة وجوده كل كماالت العامل األكربالعالم األصغركونه مراتبه،

احلمد هللا "فقالو الوجود املطلق، لذا استحق دون سائر اخللق أن تكون له اخلالفة عن الواحد احلقاإللهية

ياءا منه عندما الذي استخرج اإلنسان من وجود علمه إىل وجود عينه يف أول إبداعه جوهرة فنظرها بعني اجلالل ح

حققت نظره، فسالت ماءا أكن فيه جواهر علمه و دوره، مث أرسل منه ميزابا إىل مشربه غصن اإلمتزاج فأقام به

يف العامل األكرب شيءصغره، و مسى ذلك الغصن إنسانا فصوره و شق مسعه و بصره و أحكم ترتيب وجود كل

ره العالم يف موطنني مهاثابتأربعة عوالم، حيث صنف العالقة بني العاملني من خالل 32..."فيه و دبره فقد

:33، و هياإلنسانالعالم األصغرالذي ميثل ما خيرج عن اإلنسان، بينما ما يشمل األكبر

396ص -مصدر سبق تعريفه - الفتوحات املكية- يبحمي الدين ابن عر - 315ص-ه1424/م2003الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-دار الكتب العلمية-التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-ابن عريبحمي- 32231ص-مصدر سبق تعريفه- الفتوحات املكية- يبحمي الدين ابن عر - 33

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

224

عالم البقاءالعالم العلوي

عالم الفناءعالم اإلستحالة

عالم البقاء و الفناءالتعميرعالم

عالم النسب

تجسيد النسخة بهدفاألصغر طبقات العامل األعلى و نظائرها من العامل ابن عريب حيدد بعدها

فأما العامل األعلى هو ، اإللهية التي تجمع بين العالمين في النشأة و التكوين و كذا الغاية في الوجود

نظريه فالعرش المحيطأماها من اإلنسان اللطيفة و الروح القدسي، يو نظر ،فلكها الحياةالمحمديةالحقيقة

اإلنسان ، و من ذلك البيت املعمور نظريه عن النفسيهو من ذلك الكرسي نظر اإلنسان الجسمعالممن

اإلنسان القوة نظريه من زحل و من ،اإلنسان األرواح التي فيه و القوىنظريها من المالئكة، و من القلب

انظريهالشمس، و من ذلك الدماغالقوة الذاكرة و مؤخرو فلكه نظريمها المشتري، و العلمية و النفس

نظريهالقمرمث ، القوة الوهمية و الروح الحيوانيو فلكها نظريمها الزهرة ، مث وسطها الدماغالقوة المفكرة و

"قالبني العاملني يشبه ابن عريب نشأة اإلنسان بالنبات فهذه املناظرة، بعد الجوارح التي نحسالحسية والقوة

ينموا كنمائه و يؤخذ من الفوائد كاألخذ منها، مث يأخذ يف النقص أن اإلنسان من جملة الثمراتفرأيت

بات كذلك

فعلمنا أن .و موا،و منوها،و تكاثرها،34"حىت يصري حاهلا

ا (الثمرة الواحدة العامل األكرب احمليط، و الثمرة األخرى اإلنسان الذي هو العامل األصغر لقوله تعاىل بتم أنم س أفح

م عبثا ناك لق عون خ نا ال تـرج م إليـ أنك ر اهللا بصريتك إىل "من خالل قولهيفسرها ابن عريب، 35))115(و فانظر نو

8ص-سبق تعريفهمصدر -التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-حمي الدين ابن عريب- 34115اآلية:سورة املؤمنون- 35

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

225

ما تفرق يف العامل األكرب جتده يف هذا العامل اإلنساين من ملك و ملكوت حىت إذا ظهر يف العامل مثل النماء

من املاء املر (و زعاقا،و عذبا،و حنو ذلك، و كما أن يف العامل ماء ماحلا،وجدته يف اإلنسان كالشعر و األظافر

نستخلص من ذلك أن ابن عريب 36و مرا، فذلك موجود كله يف اإلنسان) ال يطاق شربه، و من الطعام كثري امللح

:اهتم بكل تفاصيل اجلسد اإلنساين فصنف

في عينيهالمالح

في منخريهالزعاق

في أذنيهالمر

في فمهالعذب

اليت جيعلها ) التراب، الماء، الهواء، النار(ني من خالل العناصر األربعةبني العاملالتناظريكمل ابن عريب

ي (قوله تعالالقاسم املشرتك يف النشأة و التكوين مستدال ب و الذ ة ه ن علق ة ثم م ن نطف اب ثم م ن تـر م م ك لق خ

ن قـبل و فى م و م من يـتـ نك م ا و يوخ ونوا ش م ثم لتك لغوا أشدك ال ثم لتبـ ف م ط ك رج ثم يخ

لون ق م تـع لعلك (قوله تعالى، و 37))67(و

ون ر تـ الق ( و قوله تعالى.و هو امتزاج املاء و الرتابالطين، 38))2(أنـتم تم ة إني خ ئك ال إذ قال ربك للم و

ن ح ن صلصال م ا م ر نون بش س إ م و هو املتغري الريح و هو اجلزء اهلوائي الذي فيه، حمأ مسنونمن ، 39))28(م

الفخار (و قوله تعاىل ن صلصال ك ان م نس لق اإل و هو اجلزء الناري و هذه صلصال كالفخار، 40))14(خ

9ص-مصدر سبق تعريفه-ة اإلنسانيةالتدبريات اإلهلية يف اصطالح اململك-حمي الدين ابن عريب- 3667اآلية:سورة غافر- 372اآلية:سورة األنعام- 3828اآلية:سورة احلجر- 3914اآلية: سورة الرمحن- 40

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

226

ن ضعف (حكمة منه لقوله تعاىل م م ك لق ي خ ة الله الذ د قـو ن بـع عل م ة ثم ج د ضعف قـو ن بـع عل م ثم ج

ير د و العليم الق ه اء و لق ما يش يبة يخ ش ا و ف مشاال ريحا أربعاكما يف العامل "مث يتم ذلك و يقول، 41))54(ضع

و ماسكة، و هاضمة، و دافعة، و كما يف العامل هي جاذبة، ففي اإلنسان أربع قوىو دبورا، ،و صبا،و جنوبا

طني و ائم ا ... و الفجور،و احلسد،و احلقد،و الغضب،و الغلبة،و طلب القهر،اإلقرتانففي اإلنسانشي

و استقامة، و كما أن يف العامل من يظهر ،و طاعةففي اإلنسان طهارةكما يف العامل مالئكة بررة سفرة،

ه ملكوت، و باطن،عامل احلس و عامل العقل، فظاهره ملك،ففي اإلنسان ظاهر و باطنلألبصار و من خيفى،

،42"ففي اإلنسان علو و سفلو أرضا، و كما يف العامل مساء

.كلي لنشأته و تكوينه الذي يتماهى فيه القلب و الجسدضمن تصور عرب اإلنسان

:ثالثية الخالفة العرفانية)الجسد، الملك، الروح الكلي(/2

لنشأة هأولهما تحديدالذي أقامه على مبدأين تصوره لحقيقة اإلنسانبعدما فصل لنا ابن عريب

هو ثاين األصغر العامل األكرب و الذي بناه بنييؤكد ذلك عرب التناظر ل، ترتيبه لمدينة الجسدالثاين ، و اإلنسان

ليكون نتيجة العالقة بين عبر ترشيحه لمدينة الجسد أرضا الخالفة لهجعل اإلنسان خليفة المطلقمبدأ،

إنه جوهر فرد متحيز، و زعم قوم أن اإلدراكات " تعريفهم للخليفة حيث قالوااختلف العلماء يف، لكن المبدأين

لكن اهللا تعاىل قد ربط وجودها يف اجلسم و بقائها ببقاء الروح، بينما زعم قوم آخر أنه جسم خمتصة مبجاهلا،

، يرد ابن عريب 43"لطيف متشبث بأجزاء البدن متخللها كتخلل املاء الصوفة، و إنه ليس له حمل من اجلسم خيصه

هد ركنا من أركان الشريعة إذ و ال ي،هذا خالف ال يضر" عريفات العلماء للروح الكليعلى تعدد و اختالف ت

54اآلية:سورة الروم- 419ص-مصدر سبق تعريفه -التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-حمي الدين ابن عريب- 4228ص- املصدر نفسه - 43

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

227

مدينة ، مث يعود و يقيم 44"و إذا كان هذا فهو املراد و اهللا يوفق اجلميع،قال كل واحد على مذهبه فيه إنه حمدث

بنى اعلم أن اهللا سبحانه ملا أوجد هذا اخلليفة الذي ذكرناه آنفا "الخليفة فيقولركزالجسم و تفاصيلها كونها م

للخليفة منها موضعا إما أن تسمى حضرة الجسم و البدنو أرباب دولته،هله مدينة يسكنها رعيت ، و عني

.45"يستقر فيه على مذهب من قال إنه متحيز أو حيل فيه على قول من قال إنه قائم مبتحيز

؟ و إن كان غير ذلك فما شروط لهاجسد صالح كل لكن إذا كان الجسد هو أرض الخالفة، فهل

عرفانية ابن عربي؟خالفة الجسد في

كونهإن اإلجابة على هذا التساؤل تجعلنا نستخلص حقيقة الجسد الصوفي في عرفانية ابن عربي

، فليس كل األجساد صاحلة و مؤهل الستخالف حتى يكون أرض استخالف الروح المطلقالجسد المؤهل

،الرعيةصلحت صلح فإذا مام اإلصالحاحلضرة اإلهلية، بل هناك شروط جيب توفرها يف أرض اخلالفة، و أمهها

إن "، و هو ما أكده حني قالكان بذلك صالح الجسدإذا صلحالقلبو إمام الجسد، و إذا فسد فسدت

ما يعين أن" هي القلبو إذا فسدت فسد سائر اجلسد أال و ،يف اجلسد مضغة إذا صلحت صلح سائر اجلسد

، لكن هناك من و تجلي الذات اإللهيةالوصل بين العبدهمزة ليكون ، هو القلبجوهر الجسد الصوفي

و قال قوم إن "العلماء من أقر عكس ذلك و قالوا أن مركزه الدماغ، لريد ابن عريب مؤكدا تصوره من خالل قوله

ما وسعني " لقوله صلى اهللا عليه و سلم مخبرا عن ربه،شرعاو األظهر عندي أنه القلب،مسكنه الدماغ

إن اهللا تعالى ال ينظر " أيضا يف ذات الصددو قال،46"و وسعني قلب عبدي المؤمن،سمائيأرضي و ال

.47"إلى صوركم و ال إلى أعمالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم

30ص-مصدر سبق تعريفه -التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-حمي الدين ابن عريب- 4431ص- املصدر نفسه - 4540ص- املصدر نفسه - 4641ص -نفسهاملصدر - 47

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

228

و مسي عقال ألنه يعقل عن اهللا تعاىل كل ما يلقي عليه و "جعل الدماغ مسكن الوزير الذي هو العقل

مستقر " ألاالخيالخزانة، ليشرف على أقطار اململكة و أن يكون قريبا من 48"هو على اململكة كالعاقل

فصل ابن عريب .49"حىت يقرب عليه النظر يف مجيع مهماتهخزانة الفكر و الحفظو قريبا من ،جبايات البادية

الجمال و ،و اهلمة رأسه،فاعلم أن العدل شخصه"فقالكونه مسري مدينة اخلالفة يف خلق الوزير و صفاته

و ،و احلكمة لسانه،و الصدق فمه،و العزة أنفه،و الطالق جبينه،و احلياء عيناه،و احلفظ حاجباه،وجهه

و الكرم ،و العصمة معصمه،و التوكل مرفقه،و الشجاعة عضده،و احتمال األذى صدره،و السعة،النية عنقه

و اإلستقامة ،و العفة فرجه،و الورع بطنه،و اليسر يساره،و اليمن ميينه،و السجود يده،و اإليثار بنانه،كفه

و التواضع تاجه ،و الزهد لباسه،و األمانة حياته،و العلم روحه،و الفطنة قلبه،و الرجاء و اخلوف قدماه،ساقه

و الفراسة ،و النصح شعاره،و الشريعة مصباحه،و اهلدى طريقه،األنس بيتهو ،و احللم خامته،و اخلشية كليله

فإذا رأيت هذه األوصاف فاتخذه وزيرا و لليلك ،و احلق مسعه،و العقل امسه،و الفقر كسبه،علمه

، شروط وزير مدينة الجسد في عرفانية ابن عربي و هو تصوره لإلنسان الكاملإذا لتكون هذه ، 50."سميرا

ده ضمن ثالثية صوفية متكاملة و متجانسة فيما بينها، ال تعمل إحداها دون األخرى هذا األخير الذي حد

حقيقة اإلنسان الكامل: و هي

)العقل+القلب(الجسد الصوفي صالح

)العالم األصغر+األكبر(العالم(ترتيب مدينة الجسد تناظر

القوى+نشأة اإلنسان و تكوينه اعتدال عناصر التوين

54ص-مصدر سبق تعريفه -التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية-حمي الدين ابن عريب- 4856ص-املصدر نفسه- 4957ص-املصدر نفسه- 50

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

229

؟لكن إذا تحققت شروط اإلنسان الكامل، فكيف تتم الخالفة

:لوازم الورود جدل بين اإلحسان و الجمال/أ

عبر تجلي الذات اإللهيةمن خالل عملية، إلنسان الكاملالعرفانية لانتقل ابن عربي لتطبيق نظريته

الشرط األساسي العزل اإللهيالحب اإللهي أو ما يسمىو قد جعل ، خليفة لهالباعتباره الكاملاإلنسان

:51لتحقيق ذلك، حيث قال فيه من الشعر الصوفي

هـــــــه أليس ذا عجب و اهللا و اللــــــالحب ذوق و ال تدرى حقيقت

اهيا ــــــــــــلوازم الحب تكسوني هويته ثوب النقيضين مثل الحاضر الس

اهـــــــــيه و لسنا عين أشبفينا و فصح وجوب الحق حيث يرى بالحب

هو و ،حيمل يف طياته رمزا صوفيا خالصاألنها و صعب الفهم و التأويل،شائكاموضوعالحب اإللهييعترب

و هو حج حتج إليه ،الوصال المتين الذي يربط بين قلبينهو" الذي عرفه ابن عريب يف عرفانية فقالالحب

وف ا أسرار قلوب املريدين و املسافرين تط بة اس، و كع وب الن ل لق ـعظم حب في الدنيا هو حب اهللا و أألن ،ا

فإنك إذا قلت ال كفرت و إن قلت ،إذا قيل لك أحتب اهللا و رسوله فاسكت"حيث قال حجة اإلسالمرسوله

و له سمى بالورودي،مقام إلهي وصف اهللا به نفسهالحقيقي الحب ليكون إذا،52"طولبت بالدليل!!نعم

:53سببان هما

انــــــاإلحس

الـــــــــــالجم

-م1998الطبعة األوىل-دمشق-ريةسو -النشر و التوزيعدار معبد للطباعة و - فوزي اجلربحتقيق موفق-لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب- 516ص

6ص-املصدر نفسه- 527ص-املصدر نفسه- 53

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

230

من أهم أسباب الورود و تجلي الذات يصنفأن الجمال ما سلف ذكره من خالل صنستخلل

اهللا جميلو يحب إن "هذا مصداق لقوله صلى اهللا عليه و سلم" اإللهية لتتم الخالفة في مدينة الجسد،

فإن اإلحسان، فال حيب إال ما هو مجيل، أما محبوبه إال أجمل العالم في نظرهىالمحب ال ير ألن "الجمال

من لوازم الحب اإللهي، و قد حدد ابن عريب يف ذات الصدد 54"العباد حيبون إحسان اهللا و ال حمسن إال اهللا

بعض الشذرات من لوازم احلب اخلالص افيهخالل دراسته حلقيقة اإلنسان من املنظور العرفاين، فجمعها و وضع

إن " ، و هو ما أكده حين قالداب مشاهدة المحبوبآلاألساسيةشروط البمثابة ليصنفهاالدنيوي،

مثل ب في المشاهدةعليك آداو ،و أصعب مفقود،و هي أعز موجود،البغيةهيمشاهدة المحبوب

،و أدبا،أبداالمحب ال يستدبر جهة محبوبه و ...و اإلرتياع،و اخلضوع،و اإلقناع،االلتفاتو عدم ،الثبات

أغلبها مصنفة بين سبب الحب اـــلزم)48(بثمانية و أربعينعليه يحدد لوازم الحب اإللهي ، و 55"و عشقا

، الجمال(و اآلثار المترتبة من ذلك خاصة و آالم الوصال بين قلب الوارد و علو الكامل المطلق،

:، منها)الهيبةو

يورث التواضعالذياإلهتضام، و األدب.

ناظر بعني الذل ها أنا بني يديك" احملب منه النصرة و اإلميان حيث قال" فهو:االستعطافاإلستلطاف و

و املسكنة إليك حريان ال دين يل، وهلان ال عقل يل مبهة بال نفس عني توجد، و حزن شديد ال يبلى و ال

.56"يبيد و أخ غري مساعد و ال موافق و ليل ال صبح له و ال مرافق

سطوات هيبة التجلي الذي هو الجماليحدث من:األنفاس.

6ص-مصدر سبق تعريفه- لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب- 5433ص-املصدر نفسه-5533ص-املصدر نفسه- 56

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

231

النار يف اجلوانح و القلب مصطلمو ،احملبوب معتوب، و احملب منهوب"قال فيه ابن عريب:57اإلصطالم

أنه تطفئها بتوليدها األنواء فتلحقها بالرغام فلذلك حكمنا إال اإلصطالم نار لها اضطرام: تضطرم لذا قلنا

هب و قد تذ،جتده سوى احملبشيءباإلصطالم على املنعوت بني احملبني بالغرام، فاإلصطالم نار حترق كل

فال بقدر و هو الوقت الذي يطلب المحب أن يتخيل محبوبه،يف أوقات بصورة احملبوب يف نفس احملب

على ختيله إليك هو تلك اهلموم املقرتحة من أجل الصور الكثري اليت يقع فيها جتلي حمبوبه، و البث إذا

تياع إذا طمع فخانته األطماع يذوب و اهليمان إذا مازجه اإلر ،و التوقان إذا خالطه اهليمان،صاحبه التوقان

، "و احملبة على قدر احملبوب،و ينفرط هلا السبع الشداد،هلا الفؤاد و يذهب هلا السواء، و يتصدع هلا اجلماد

:مث يقول يف اإلصطالم و لوعة احملب حملبوبه من الشعر الصويف

كل محبوب فمنه خلف ما خال الرحمن ما منه خلف

اإلعالن و اإلفشاءيعينالذيالبوح، الجوى، البكاء و الدمع

و ال إرادة مع حمبوبه ،هو خلوص اهلوى على القلب و صفاؤه عن كدرت العوارض فال غرض حملب:الحب

،و ختلص له وصفا من كدورات الشركاء يف السبل،فإذا خلص اهلوى يف تعلقه بسبيل اهللا دون سائر السبل

.سمي حبيبا لصفائه و خلوصهو

ينزل باحملب إذا ارتفع صربه و رحل عنهألنه،قهاأصعب احملبة و أش ميثل:الحزن، و الحيرة.

ال حنني عرض يزول بزوال حنين محبة و شوقو حنني العارف ،احلنني لإلشتياق: 58الحنين و األنين

.للهيمانفهو األنني ، أما متعلقة

التجليمن أثر الحياء الذي يطرأ على القلب من : الخجل.

34ص-مصدر سبق تعريفه-لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب-5744ص-املصدر نفسه- 58

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

232

هشالد ، و الخرس.

ل .لة من أثر الحبالذ و هو :59الذ

نعت يف أرواح احملبني و أجسامهم سببه ترك مالذ األطعمةميثل:60الذبول.

عهنهو احملب الواقف ملانع مي:61الزمن.

ألن، المرتبة الرابعة في الحبالسكران حريان بأخذ عن العقل ما عنده و هو :62السكرو ، الزفرات

.ثم سكر و هو الذي يذهب بالعقل،ثم ري ،ثم شرب،أوله ذوق

هو احلزين على ما فاتههو احلزن، و الشجي :الشجي.

و الصبر ،اعلم أن الشوق إلى الحضرة اإللهية ذاتي للعارف" عرفه ابن عريب فقال:الشوق، و الشفقة

فإن احلب يتحكم بسلطانه يف احملب فيؤثر فيه على البعد ،الزم تابع لهافصو الشوق للمحبة و ، عرضي

حركة ما يعني أن الشوق العرفاني، 63"فالشوق يسكن باللقاء و اإلشتياق يهيج باإللتقاء... و القرب

حركة طبيعية جسمانية حسية إىل لقاء احملبوب إذا كان من شكله ذلك لكنه،روحانية إلى لقاء المحبوب

.بوباحمل

هي رقة الشوق إلى لقاء المحبوب ألنها انتقال إلى عالم اللطف:64الصباية، و الصبر.

و هو ال يكون إال لتجلي اإلسم اجلميل...هو إفراط المحبة:65العشق، و طلب الرحمة.

47ص-مصدر سبق تعريفه- لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب- 5948ص-املصدر نفسه- 6049ص-املصدر نفسه- 6141ص-املصدر نفسه- 6253ص-املصدر نفسه- 6357ص-املصدر نفسه- 6458ص-املصدر نفسه- 65

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

233

فيكون الغرام حكمة ... في المحبوباالستهالكهو ف:66الغرام، أما عظمة المحبوب، العلة و المرض

.و الغرام نار احملبة ال ختمد، و دمعها ال ينفذ و قلقه ال يبعد،املغرميف

و الغريب هو احلبيب ال يقال يف احلبيب ،لوالها ما كانت القربمفتاح الكربهي :67الغربة و اإلغتراب

.إنه غريب هو للمحب عينه و ذاته

و هو ،و التنهد،ون شديد التأوهو صاحبه يك،يورث الذوبان و هو أشد حزن من القلب:68الكمد، الغيرة

اهول الذي هو من نعوت احملبني ليس له سبب إال احلب خاصة .احلزن

69"هي حرقة اهلوىو " اللوعة، الكتمان و الستر، الكرب.

لة :ابن عريبقال، و عنهاهي سكران العقل ال تدبري له:70المد

فيسرعالحب يترك من أحب مدلها حيران أو يقضي عليه

ب و يقاسي اآلالم بني طلب كما ميوت احمل،يكون بالذوبان خوفا من أنوار و سطوات اهليبة:71الموت

.الوصل باحملبوب و عزة احملبوب

النحول.

و الهيمان في الدالل،العشق للجمالإنه :72الهيام.

62ص- مصدر سبق تعريفه-لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب- 6663ص-املصدر نفسه- 6765ص-املصدر نفسه- 6868ص-املصدر نفسه- 6969ص-املصدر نفسه- 7070ص-املصدر نفسه- 7174ص-املصدر نفسه- 72

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

234

عتالء اهو أعز مصحوب من صحبة اجلمال مل يزل يف "، و فيه قال ابن عريباجلمالرؤية من أثر :73الهيبة

،مربوطااألنس بالجمالالعلماء من أهل هجعل،إن اهللا جميل و يحب الجمالو من زاد شهوده يف ملته

و ليس األمر كما قالوا ذلك أن الجمال و الجالل وصفات هللا تعالى، بينما ،بالجالل مربوطةالهيبةو

و إذا ،لإلنسان فإذا شاهدت حقائق العارفين الجالل هابت و انقبضتالهيبة و األنس وصفان

هيبة و أنس ق بني اآلثار املرتتبة على قلب العارف من ما يعين أنه فر ، "شاهدت الجمال أنست و ابتسمت

لكن ،فجعلوا اجلالل للقهر و اجلمال للرمحة"مث قال مؤكدا موقفه و رده عن العلماء القائلني غري ذلك

و هو الذي أعطانا هذه ،و الجمال معنى يرجع منه إلينا،يقة أن الجالل هللا معنى يرجع منه إليهالحق

، ألن للجمال له فينا أمران الهيبة األنسو ،و األحوال،و املشاهدات،املعرفة اليت عندنا به و التنزيالت

و فيه يتكلم العارفون،فالعلو نسميه جالل الجمالعلوا و دنوا

نو قد اقرتن معه و هذا جالل اجلمال قد اقرتن مع األنس، أما اجلمال الذي يف الد ،كلمون يف اجلالل األولتي

فإذا تجلى لنا جالل الجمال آنسنا و لوال ذلك لهلكنا فإن الجالل و الهيبة ال تبقى ،منا اهليبة

.74"شيءلسلطانهما

فاهلوى استفراغ اإلرادة يف احملبوب و التعلق به يف أول "سلطان ألنه من العامل العلوي فقيل فيهذو :75الهوى

:ما حيصل يف القلب و هو ضربان

و سبب حصوله أحد ثالثة أشياء أو ،و هو ظهوره من الغيب إىل الشهادة يف القلب:سقوطه في القلب/أ

.)أعظمها النظرأو إحسان و ،نظرة، أو مساع(بعضها أو كلها إما

79ص- مصدر سبق تعريفه-لوازم احلب اإلهلي-حمي الدين ابن عريب- 7380ص-املصدر نفسه- 7483ص-املصدر نفسه- 75

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

235

.ال يكون هذا الضرب إال مع وجود الشريعة/ب

هو الشغل باحلب عن احملبوب:76الوله، الود.

الوجد، و أخريا الوصل الدائم.

:نساألوالهيبةحقيقة بين العرفان الصوفيفي اإلدراك الجمالي /3

:و تجلياتهالجمالي الذوق / أ

بالبحث عن تصوره الجمالييبدأ حيث، نظرية في التصوفو أعمق واضع أكبريعترب ابن عريب

أقسام تكشف عن أوجه و و متسعةرؤية كلية شاملةاجلمال من أعلى مستوياته ضمن مدارج اجلمال من خالل

و ما حييط به من آثار هلذا اجلمال األصيل، و من خالل جوهر الجمال،املتعددةالجمال

كونية و ذات أبعاد رؤيته للجمال مزدوجةلة الكامنة بني مستوياته املتعددة، هذا ما جعل ذلك يوجد لنا الص

و العميق، كل هذا يتمثل يف الرؤية املعىن املسطحالظاهر و الباطن، و جانبيه بني همبعىن جامع،و روحيةإنسانية

:77متصلة فيما بينها، حيث قالكواللشكل و املضمون

جلي و ال يرى و تشهده األلباب من حيث ال تدري و ال تدركجميل و ال يهوى

ه عنه عقول ذوي األمرتنز األبصار منه سوى الذي

و إن قلت مشهود فذاك الذي أرىجوب فلست بكاذب فإن قلت مح

مجال ال يرى لكنه يكشف عن أوجه اجلمال هو ، أعلى مستوى من الجماليتكلم ابن عريب هنا عن

من خالل جتلياته و األلباب و القلوب النيرةإمنا،لكنه مجال ال تدركه األبصارن، املتعددة اليت تتمثل يف الكو

الذي يدرج الراحة من حيث ال يعرف من لطف به، (الذي عرفه يف قولهالجمال اإللهيإنه آثاره على القلوب،

88ص-املصدر نفسه- 76542ص - مصدر سبق ذكره-الفتوحات املكية-لدين ابن عريب حمي ا- 77

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

236

من العامل و فيه الرجاء، و البسط، و اللطف، و الرمحة، و احلنان، و الرأفة، و اجلود، و اإلحسان، و فالجمال له

حيدد لنا ابن عريب من )78القلوبفهذا أثره في،الطبيب الجميلالنضم اليت يف طيها نعم فله التأديب فهو

، مثل الرمحة، و الرأفةالقلوبآثارها علىخمتلف و،جه المتعددة للجمال اإللهيو األخالل هذا القول

اليت تتجلى عن الهيبةليكون نتاجه القلب،عرب مصدر واحد و هوالحق جمالالحيث يتجلى...اإلحسان

تجلي جالل الجمال يعطيها أثر الهيبة حالة للقلبأن (جالل و مجال اإلله، و هو ما يؤكده ابن عريب يف قوله

لقلب العبد، فإذا مسعت من يقول إن اهليبة نعت ذايت للحضرة اإلهلية فما هو قول صحيح و ال نظر اإللهي

المتجلي له عظمة يجدها، و هي أثر ذاتي للحضرة إذا تجلى جالل جمالها في القلبمصيب، و إمنا هي

أمام عظمة و جاللة جتلي ، إذن هي هيبة املخلوق )79و نعته و ال تزيل عينه،إذا أفرط تذهب حاله،في قلبه

ه ربه قال رب أرني (لقوله تعالى، عرب اجلمال احلق و إدراكه عرب القلوباخلالق لم اتنا وك يق ى لم اء موس لما ج و

انه ف ك ر م ق تـ ن اس بل فإ لكن انظر إلى الج اني و بل أنظر إليك قال لن تـر لى ربه للج اني فـلما تج وف تـر س

يفسر ابن عريب ،80)

،ا، فما أعدمه و لكن أزال مشوخهللجبل دك فلما جتلى ربه (معىن اجلالل من خالل تفسريه لآلية الكرمية حيث قال

عليه و هرب موسى ،ا ظهر مصري اجلبل فخرو كان نظر موسى يف حال مشوخه و ملا صار دك ،و علوه

إ)81السالم القيم من خالل ذلك لنستخلص .قلبالحالة اليت جتلت عربا هيبة العظمة راجعة حلال العظمة،

542ص -مصدر سبق تعريفه -الفتوحات املكية -حمي الدين ابن عريب - 78543ص -املصدر نفسه- 79143اآلية : سورة األعراف- 80540ص -مصدر سبق تعريفه -الفتوحات املكية -حمي الدين ابن عريب - 81

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

237

املتمثلة يف اجلالل و اهليبة، احلسن و اللطف، كما أكد أثرها ابن عريب تتجلى من خالل عرفانيته، و اجلمالية عند

:82عن الجمالحيث قال،على القلب و العني

إن الجمال مهوب حيثما كان ألن فيه جالل الملك قد بانا

لذلك نشهده روحا و ريحاناالحسن حليته و اللطف شيمته

إنساناو العين تشهده بالذوق فالقلب يشهده يسطو بخالقه

عملية إدراك الجمال ما يعين ، القلب و العينعلىاليت يوقعها آثار جالل الجمالابن عريب يوضح لنا كما

:83عرف ابن عريب اجلالل فقال، و قداإلنسانيالجماليالذوقعبرالحق

إن الجالل على الضدين ينطلق و هو الذي بنعوت القهر أشهده

له العلو و ال علو يماثله له النزول فكل الخلق يجحده

الذي قلت أقصدهأني بكل الذي قلت أعرفه و ليس غير

و خملوقاته ،و تعظيما له، إنه جالل تدركه األبصار من خالل خلقهيولد هيبة في القلوبالذي الجاللفهو

:84املبدعة و احلكمة يف الكون لقوله

إن الجالل هو الذي ال يعرف و هو الذي في كل حال يوصف

في خلقه و هو الذي ال يعرففهو الذي يبدو فيظهر نفسه

،و الثنائيات التي اهتم بها المحققون،من أهم المواضيعالجمال و الجالليجعل ذلك

الهيبة و األنس ، بينما الجالل و الجمال وصفان هللا تعالىو العالمون من أهل التصوف حيث جعلوا

541ص -نفسهاملصدر - 82542ص - مصدر سبق تعريفه - الفتوحات املكية-لدين ابن عريب حمي ا- 83542ص - املصدر نفسه - 84

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

238

إذا شاهدت الجمال أنست"ألنه،الشعور بالرضاومن آثار مشاهدة الجمال باعتبارهماوصفان لإلنسان

بذلك على إال انعكاس إلحساسهمما يعني أن تصنيفهم بين الجمال و الجالل ما هو، 85"و انبسطت

ه ابن عريب حني قال، ذواتهم و هو منعنا من املعرفة به تعاىل، و إن الجالل هللا معنى يرجع إليه" و هو ما أكد

86"و هو الذي أعطانا هذه املعرفة اليت عندنا به، و التنزالت و املشاهدات و األحوالالجمال معنى يرجع إلينا

و ،و ذلك من خالل التأمل و املشاهدة،ما يعين أن حقيقة اجلالل ترجع إليه بينما ترجع معىن اجلمال لإلنسان

من له فينا ، و 87"نعوت الرحمة و األلطاف من الحضرة اإللهية"التصوف العرفاني هومفهوم الجمال في

: 88أمراناآلثار

الجمال الذي هو جمال الجاللو قد تكون عن ،جالل اهللا في القلبأثر مشاهدة:الهيبة.

ال أثر مشاهدة الجمال في الحضرة اإللهية في القلب، و قد تكون عن الجمال الذي هو جم:األنس

.الجالل

ده ابن عربي من خالل قولهإنه التصنيف الذي ا" حد ا، فالعلو نسميه جالل الجمال علو و دنو

، ما يعين أن89"الجمال، و فيه يتكلم العارفون عن التجلي و يتخيلون أنهم يتكلمون و هو جالل الجمال

ة، و هو ذات التصنيف الذي شاهداملجمال ضمنيف حدود إدراك اإلنسانتتم الجمال و الجاللالعالقة بين

:حيث جعل للجمال صنفان أو مرتبتان و هما، )اإللهيلوازم الحب( ذكره يف كتابه

جالل الجمالو هو :العلو جمال

-بريوت-دار صادر للطباعة و النشر-تقدمي حممود حممود الغراب -كتاب اجلالل و الكمال- رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 8524ص- 1997-الطبعة األوىل-لبنان25ص-املصدر نفسه- 86529ص-مصدر سبق تعريفه-إصطالحات صوفيةكتاب -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 87529ص-املصدر نفسه- 8825ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب اجلالل و الكمال-رسائل ابن عريب- حمي الدين ابن عريب -89

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

239

يمثل الذوق الجمالي: الدنو جمال

أي بني ،همزة الوصل بين اإلنسان و خالقهو هو مبثابة جالل الجمالهو جمال حقيقة املطلق و مساه األول

الذي يجمع بينهما لكن ال يتم و ال يتحقق ذلك لنستشف هنا المجال العرفاني الجمالي،اجلزئي و الكلي

ليكون "و هذا جالل اجلمال قد اقرتن معه منا األنس" و هو ما أكده حني قال،األنس بالجمالعنصر إال بتوفر

من قبل ذلك التقابل الذي يحدث بين حق إدراك جمال البذلك ليكون ،شرط حتقيق الرضا و السعادةإذا

مباسطة الحق لجماله و خالل لحظة التجلي و ،المشاهد و الموضوع الجمالي الذي يمنح األنس و الهيبة

كأن اهللا يبسط جالله من خالل صورة جالل (، و عن تأكيد ذلك قال ابن عربيالشاهدقلب جالله في

:و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي.90)المشاهدةالجمال عبر الهيبة و األنس في لحظة

الجمال العرفاني

نوالد جمال والعل جمال

الهيبةجالل الجمال

نساأل

مباسطة الحق لحظة المشاهدة على اإلعتدال

26ص-مصدر سبق تعريفه-اجلالل و الكمالكتاب -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 90

الجمال العرفانيإدراك مجال

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

240

الدنو قد اقترنت معه الذي هوو الجمال "من خالل قولهمن الجمالالصنف الثانيابن عريب حيدد

لتصبح العالقة بين جالل الجمال و جمال بشرط الهيبةالذي ال يتحقق إال نوجمال الد إنه، 91" منا الهيبة

و لوال ذلك هللكنا فإن آنسناإذا جتلى لنا جالل اجلمال" ألنه،جدلية األنس و الهيبةو قائمة من خاللالدن

المشاهدة على اجلالل و اهليبة ال يبقى ل

ما يعين أن إدراك حقيقة اجلمال أو مبعىن آخر إدراك اجلزئي للكلي من املنظور ،92"حىت نعقل ما نرىاالعتدال

حىت ال العرفانيةالتجربة الجمالية اجلمايل يتحقق يف توفر الرضا و األنس خالل حلظة املشاهدة اجلمالية أو

بالمشاهدة على " يضطرب العقل و ال يذهل اإلنسان و هي املرحلة اليت مساها ابن عريب يف جمال عرفانيته

ليعرف لنا اجلمال يف ، "و إذا تجلى لنا الجمال هنا فإن الجمال مباسطة الحق لنا" ليقول يف ذلك"اإلعتدال

لق ملط ا ة يق لحق يط ل بس ه ت ن لى أ ال ع تد اإلع اهداحلظة مش ا و اكه إدر أو ،و تأملها من قبل العارف،دف

.93"نقابل بسطه معنا في جماله بالهيبة" املشاهد حيث

:ةــة العرفانيــة الجماليــالتجرب/4

في عرفانية ابن عربي إلى جانب اإلحسان، ألنه يحقق من بين أهم لوازم الوروديصنف الجمال

من خالل جدلية األنس و الهيبة لحظة ،التكامل بين المشاهد و الموضوع الجماليجدلية التواصل و

الذوق الجمالي في التصوف العرفاني، ما يجعله و هي اللحظة التي يتحقق فيهاالمشاهدة على اإلعتدال،

ما ،94"يعتبر الذوق أول مبادئ التجليات اإللهية" و هو ما أكده حني قالأول مبادئ التجليات اإللهية،

الحقيقة اإللهية تتعالى أن تشهد " مع العلم أنجمال الجالل،هو يعني أن موضوع الذوق الجمال العرفاني

26ص-مصدر سبق تعريفه-كتاب اجلالل و الكمال-رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 9127ص -املصدر نفسه- 9227ص -املصدر نفسه- 93529ص -مصدر سبق تعريفه- كتاب اصطالحات صوفية-ل ابن عريبرسائ-حمي الدين ابن عريب - 94

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

241

و يبقى من مل و ،و للكون أثر يف عني املشاهدة فإذا فين ما مل يكن و هو فان،اليت ينبغي هلا أن تشهدبالعين

ه المطلق المحقق في الجمال المطلقفيقع هو باق حني تطلع الشمس الربهان إلدراك العيان ذلك و،التنز

ما يعني أن حقيقة المطلق تكمن في إدراك حقيقة ، 95"...و مقام السكون و اجلمود،عني اجلمع و الوجود

لكن كيف يتم .ما يدركه الذوق الجمالي لحظة الورودالذي يتجلى من الجمال و هو الجمال المطلق

إدراك جالل الجمال؟

عريب وفق بنعند امن خالل دراستنا للتصور الجمالي العرفانيهانستنبطإن اإلجابة على ذلك

يكمن حجر األساس يف نطاق التجلي الذي يبلغه املشاهدحيث، الجمال و الجاللاجلدل الذي أسسه بني

املوضوع دف إدراك من خالل بصريتهالذي جيب أن يتوفر على كل لوازم الورود حىت يبلغ اليقني من غري شك،

يكون ، ليكون بذلك تقابل بني املشاهد و املطلق يفسر معامله الذوق اجلمايل الذياملطلقاجلمايل و هو احلق

و هو جالل اجلمال، بصيرة المشاهدأمامطبيعة الموضوع الجمالي المدركما يؤكد مركزه القلب ال العقل،

ليكون و حاكم أرض اخلالفة، باعتباره مركز الجسد، المشاهدقلبفياألنس و اهليبة الذي حيقق هذا األخري

و هو ما تعطيه املشاهدة " الشاهدعرب ما حيدده لحظة المكاشفةمهزة الوصل بني العبد و خالقه الجسدبذلك

ليعيش ،"من األثر يف القلب املشاهد فذلك هو الشاهد، و هو على حقيقة ما يضبطه القلب من صورة املشهود

الذي يتوجه إىل احلق تعاىل بغيبة القلب عن أحوال اخللق ليشغل مبا ورد " متنح املسافرعرفانيةربة جماليةتج

اليت جتمع بني األنس و الرضا من خالل ما حيدده الذوق اجلمايل ألنه لحظة البسط الجمالي، و هي 96"عليه

بعد "السالك، مث يرجع إدراك جالل الجمالاليت حتقق عملية المكاشفة العرفانيةيشكل بداية التجلي و

15ص-مصدر سبق تعريفه- كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 95529ص-مصدر سبق تعريفه -كتاب اصطالحات صوفية -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 96

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

242

، و علمه هو بلوغ اليقني عرب 97"، بعد أن مشى على املقامات فكان العلم له عينالحظة الصحوالغيبة بوارد قوي

التي يحتل فيها القلب و و هي مراحل التجربة الجمالية العرفانيةالمنظور الجماليفتوح املكاشفة من

لحب يطلب الوصال من محبوبه فيذهب ليدرك جالل جماله عبر الذوق الجمال الجسد الصدارة، ألن ا

الذي يحدده قلبه ليعيش األنس و الرضا معه في مدينة الجسد لكنه عند العودة يجد أنه لم يدرك سوى

. ذاته

د ابن عربي جملة من اإلشارات التي تجمع بين من خالل تجربته الجمالية العرفانيةقوانينحد

و هو ما أكده ،رموزهاضمنيكمنالذي تقابلو اآليات القرآنية الكريمةالجالل و الجمال في الكثير من

، فأما اجلالل املطلق فليس ملخلوق يف معرفته اعلم أن القرآن يحوي على جالل الجمال و الجمال" حني قال

يبين ما يعين أنه،98"مدخل ألحطنا علما باهللا و مبا عنده و هذا حمالفلو كان لنا فيه... مدخل و ال شهود

يذكر جالل ملالتقابل و التكامل بني اجلالل و اجلمال، فمنهجه العرفاين لدراسة التصور اجلمال من خالل

مجاهلا مث أنتقل إىل و أبتدئ بآية اجلالل مث أردفها بآية "قوله، و يف هذا قال اجلمال إال و فيه ما يقابله من اجلمال

آية جالل أخرى على هذا احلد إن شاء اهللا و قد يكون لآلية وجهان، وجه اجلالل و وجه يف اجلمال فأسوقها يف

ابل لكوما تتضمن التق ال اجلم على التكامل و التقابل احلتمي بني اجلمال و اجلالل فال هنا يؤكد ،99"اجلالل و

و قد حدد ابن عربي في ذلك جملة من ل املعىن إال بوجودمها معا، و ال يكتم،يذكر أحدمها دون اآلخر

:إشارات الجالل و هي

530ص-مصدر سبق تعريفه -كتاب اصطالحات صوفية -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 9728ص-مصدر سبق ذكره–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 9828ص-املصدر نفسه- 99

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

243

:المثليــةإشارة / 1

تشكل المثلية اإلشارة األولى من إشارات الجالل و الجمال التي يبني من خاللها ابن عربي تجربته

ا (قوله تعالىالجمالية العرفاني، و يستنبطها من اج و م أز ك ن أنـفس م م عل لك رض ج األ ات و او ر السم فاط

ير يع البص و السم ه ء و ي ثله ش م م فيه ليس ك رؤك ا يذ اج و نـعام أز ن األ م د . 100))11(و يفإشارات الجاللحد

ء (قوله تعالى ي ثله ش م ير (لقوله تعاىلتقابلها في تمامهاو ، )ليس ك يع البص و السم ه احلديث يقابلها، كما )و

المشاهدة و الجمالقة بنيالجوهر العأن هذايؤكد ، 101"إن اهللا خلق آدم على صورته" الشريفالنبوي

فاعلم يا من " و هو ما أكده حني قال،في الجمالكما هو الحالوجود المثلية في الجالل يكون ضمن

يصنف ابن ، 102"كما أن المثلية في الجمال لغوية،غرق في بحر المشاهدة أن المثلية في الجالل معقولة

المثلية في الجمال فتكون لغوية ، بينماتشتمل على جالل المطلقمثلية معقولة عريب هنا املثلية إىل قسمان

على اإلنسجام بينهما فال يذكر أحدمها مبعزل عن مع العلم أن العالقة بني اجلالل و اجلمال قائمة فحسب،

ألن املماثلة بني الشيئني ال تعين الكمال بينهما ،ينفي الكمال بينهمااآلخر، لكنه على الرغم من ذلك إال أنه

العالقة بني رجلني متاثال مثاله يف ذلكو " أن املماثلة بني الشيئني ال يقضي بالكمال فيهما" حيث قالبالضرورة

:و اشرتاكا يف صفات النفس الواحد مثل،و تناقضا من طريق صفات املعاينأ

11اآلية: سورة الشورى- 10028ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 10128ض-املصدر نفسه- 102

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

244

قادرعاجز

بصيرقاصر

حيوان ناطق مائتيجتمعوا في قولنا ملكنهعلمجاهل

متكلمأبكم

إشارة من إشارات اجلالل يف عرفانية ابن عريب و هي طبيعة أولأن من خالل ما سبق ذكرهلنستخلص

حيثتكامل بينهما دونهي عالقة تقضي بضرورة وجود كال الطرفني ،ل و التناقض بني الكلي و اجلزئيالتماث

ال " ألنهبالمثلية االشتراكلكن ال يقع اجلالل من خالل التماثل الذي جيمع بينهما عرب صفات املعاين،ىجليت

آخر يف بعضها فليس ذلك شيءو يشرتكه ،نفسهمن صفات الشيءباملثلية و إن كانت حقيقة رتاكاالشيقع

، ما يعين أن قانون املثلية بني الطرفني ال يتم إال إذا وقع 103"اآلخر من مجيع الوجوهالشيءمبثله لذلك الشيء

و ،يف أشخاص النوع الواحديكون إال االشرتاك بني الطرفني يف مجيع الصفات النفسية، ألن القول باالشرتاك ال

المماثلة ، و المماثلة الكاملة الكليةفالتكن هذه " القهو ما يؤكد متييزه بني املثلية الكلية و اجلزئية، حيث

،و هو مثل من حيث ذلك مث يقع اإلنفصال و تأىب في بعض صفات النفساالشتراكهو أن يقع الجزئية

ما يعين ال 104"احلقائق أن تقبل املماثلة يف

نك أن "بني الطرفنياشرتاك بني الكلي و اجلزئي يف صفات النفس، هلذا انتقلت املثلية من جهة احلقائق و ال يغر

.105"وصفك بما وصف نفسه من كونه عالما و مريدا و غير ذلك

29ص -مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 10329ص-املصدر نفسه- 10429ص -املصدر نفسه- 105

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

245

المثلية الجمالية:

غويةللامثلية الجمالاليت صنفها يف المثلية الجماليةاجلالل اتابن عريب من خالل أول إشار حيدد

فافهم هذه اإلشارة فإن بقاء العبد بأوصاف نفسه ببقاء اهللا، و إن " و قال)بالسميع البصير(ها حيث حدد مقام

مشاهدة بقاءه بأوصاف كماله الثابتة يف الربوبية العارضة يف العبودية بإبقاء اهللا فاحملقق ببقاء اهللا مشغوف ألنه يف

فهو مع اهللا من طريق الفعل بإبقاء اهللا مشغوف ألنه محجوب بالتأله، و غري احملقق ال تنقطع فإنه مع التقابل

ما يعين أن احملقق هو الوحيد القادر على اإلرتقاء و الصعود إىل ،106"في الكون على التماثل و هو الحال

و شرط ذلك هو ،و هو العامل العرفاين الذي جيمع روح احملقق خبالقه،حلظة املشاهدة اليت ال تنقطع عند التقابل

إشارة و هي ، و هو اإلتصال بالكلي المطلق المباشر عن معنى قولهقق ما يبتغياملثلية اللغوية اليت متنح احمل

يشمل و مثاله يف ذلك،التي تحقق المثلية اللغوية بين اهللا و اإلنسان في معنى القول ال في القولالجمال

تشهد ا إي حتديد قال مفسرا اآلية القرآنية الكرمية اليت ، مث "كقولهم زيد مثل األسد" فقالجمال الوصف اس

ء ("إشارات اجلالل ليقيم التقابل من خالل قوله تعاىل ي ثله ش م الحق في مقام البسط بصفة فنزل،)ليس ك

ه جتلى أمام قلوب لكن، شيء من مجيع خملوقاتههنفى يف هذه اآلية أن يشبه،107"،الجمال لقلوب العارفين به

، كما منحت اليت جتمع بني النقيضني يف اجلمالالمثلية اللغويةو هيالبسط،العارفني بصفة اجلمال يف مقام

جمال التجلي إىل قلب احملقق ليكون حاله يف تلك اللحظة يف عامل املعاين المباسطة اإللهية بصفة الجمالهذه

قلب المحقق جالل إذا تجلى إلى" اليت تقدم من خالهلا جالهلا الكلي و املطلق أمام اجلزئي املتناهي حيث قال

اجلالل عرب قانون املثلية يف قلب العارف إذا يكون جتلي "هذه اآلية يكون حاله في ذلك الوقت معنى جمالها

اال اثلية املمجالما يعين أن احملقق يبلغ مجال اجلالل يف جانب ية، املثلمجالهو ذاته حتقق قط و هو ية ف لغو

30ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 10629ص -املصدر نفسه- 107

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

246

الجالل يثبت تقديس الحق و الجمال " حيثانية اجلمالية وفق قانون املثلية الوحيد الذي حيقق لنا التجربة العرف

.لتكون أول مرحلة من التجربة الجمالية العرفانية، 108"يثبت رفعة العبد

:دراكإشارة اإل/ 2

ه (حيدد جمال إشارة اجلالل يف املرحلة الثانية للتجربة اجلمالية العرفانية من خالل قوله تعاىل رك ال تد

بير و اللطيف الخ ه بصار و رك األ و يد ه بصار و عليه بقول النبي كما يقابلها . فيها تقابلهاو ،109))103(األ

ال يرفع أبدا حل أن حتكم عليه األبصار ،نوراين أراه فال يزال حجاب العزة منسدال:أرأيت ربك فقال"السالم

ك رالعجز عن د"

احلقيقة رؤية و إدراكعن بصرية املشاهدعجز تحتقق الكشف العرفاينما يعين أنه حىت يف ،110"اإلدراك إدراك

بل جزء منها ألن حجاب العزة يبقى منسدال ال يرفع أبدا، و قد أكد ذلك من خالل حتديده جلملة من ،املطلقة

:111إشارات اجلالل و هي

الشيءفإنه ال يدرك ذلك شيء: إشارة.

ألنه لو أدركها لقيدها و ذلك ،الغالية يف الصفاء فال يدركهايريد البصر أن يدرك لون املاء و الشفافية : إشارة

.ألنه يف نفسه و يدركها فهو البصر املبصرنفسه اإلدراك ال يدرك

إذا نظر البصر إىل الشيء الصقيل فريى الصورة فإدراكه للصورة اجلسم الصقيل ألنه لو جهد أن يدرك :إشارة

رة اليت يف الصقيل من الصقيل مل يقدر، و الصقيل ال يتقيد فإذا سئل ما رأى فال يقدر أن ما يقابل الصو

29ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 108103اآلية :سورة األنعام- 10930ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 11031ص -املصدر نفسه- 111

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

247

إذا فال ميكن ، 112"ألنه ال يتقيد و ال حيكم عليه بشيء و إن قال ذلك فهو جاهل،يقول رأيت الصقيل

ذات لكن مينحه يف،ضعف مجال اإلدراك عند العارفما يؤكد للجزء أن يدرك الكلي ألنه مكون منه

خيرج العارف اإلعرتاف بقوة اخلالق و مجاله ألنه ال ميكن أن حتدد حلظة التقابل حقيقة اهللا ما يعين أن الوقت

.من التجربة اجلمالية العرفانية و هو مل يدرك اجلمال احلقيقي أو جالل اجلمال

:إشارة اإلحصاء/ 3

ا (تعالىهقالإشارة اجلالل فيها من خالل ابن عريب حيدد اط بم أح م و ت ربه اال لم أن قد أبـلغوا رس ع ليـ

دا ء عد ي ل ش صى ك أح م و يه إشارة إىل اإلحاطة اإلهلية جبميع األمساء هي "، مث يفسرها فقال113))28(لد

بالوجود الكائن و الذي كان و الكائنات املاضية و الكائنة يف احلال، و الكائنات يف املستقبل فهي ال ختص إال

كما قد يكون اإلحصاء على ، يف الشيء الذي أحصىاإلحصاء الذي يقضي التناهيهنا يشرح ، 114"يكون

لكنه مل يقصي يف ذات الوقت الكائنات املستقبلية اليت ال تتناهى ما يعين أن اإلحصاء ،اإلحاطةالعموم مبعىن

فإذا كان احلق قد أحصى كل " ال يوصف بالعدد لكن حييط به العلمو احملال تعاىل بالعدد على مقدورات اهللا

.فأنت من األشياء المعدودةشيء عددا

تحققت المشاهدة هنا يبسطها الحق في جمال هذا الجالل من خالل األنس الذي يمنح إذا

لى عجز إدراك و هو تأكيد ع" يحب جمال جالله في ذات اللحظةهلا يف هذا اجلالل فيحري احملقق و التجلي

لكن قد تتحقق المشاهدة و يبلغ لحظة الكشف العرفاني من خالل العارف أمام جالل احلق فهو جزء منه،

.الورود الذي يمنح للمشاهد األنس و الرضا أمام جمال جالله

32ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 11228اآلية:سورة اجلن- 11332ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 114

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

248

ائة (وفق املقابلة بني اجلالل و اجلمال يف قوله تعاىلأما جمال هذا الجالل فقد حدده ابن عربي لناه إلى م أرس و

ون فلما نزل احلق يف مجاله يف هذه اآلية مباسطة معنا و الشك " ، يفسرها يف قوله115))147(ألف أو يزيد

.116"متوسط بنا فقام للعبد ضرب من املناسبة، فإن كان العبد جاهال محل ربه على نفسه و وصف بالشك

:إشارة الوحدانية/ 4

يم (تعاىلهقالتكمن يفاجلاللإشارة ن الرح م و الرح د ال إله إال ه اح م إله و ك إله ها فيها لتقاب117))163(و

، حيث صنف من خاللها ابن عربي جملة من اإلشارات التي تحدد مجال الجالل ضمن سر األلوهية أيضا

:118و تجلي الوحدانية و هي

اليت جيدها كل عابد يف معبوده أي عند عبادته ملعبوده ما عبده:ةسر األلوهيإشارة.

فإن " و هو بخالف االستواء الرحماني،االستواء اإللهي على العرش اإلنسانيهو:تجلي الوحدانيةإشارة

ة احلق يف االستواء اإلهلي يف نقطة الدائرة و االستواء الرمحاين حميط للدائرة ، فالعرش يف االستواء الرمحاين مبنزل

فإذا تجلت الوحدانية لم االستواء اإلنساين، و القلب يف االستواء اإلنساين مبنزلة احلق يف االستواء الرمحاين،

ما يعني أن لحظة التجلي ،119"يعاين المشاهد سوى نفسه سواء كان في مقام وحدانيته أو في غيرها

كهمزة وصل بين االستواء الرحماني و )القلب+الحق (الوحدانية أمام المحقق هي لحظة الجمع بين

ليكون بذلك معاينة احملقق لنفسه فقط ألن قلبه صادقا و روحه صافية و خيرج بروح واحدة نقية و اإلنساني،

.)1=1×1(طاهرة، و هو ما يشبهه ابن عريب بعملية الضرب

147اآلية: سورة الصافات- 11534ص-مصدر سبق تعريفه–ملشاهدة كتاب الفناء يف ا-رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 116163اآلية: سورة البقرة- 11734ص -مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 11835ص-املصدر نفسه- 119

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

249

ية العرفانية و كأنه لكن من كان قلبه غير صادق روحه غير وحدانية فال تعيش روحه التجربة الجمال

الخارج لك ما ضربت فيه الواحد " ، و هو ما أكده حني قالينتج إثنان بدل الواحد) 2=1×2(يضرب

العارف قلبيف ) اهللا و اإلنسان(لحظة تجلي الوحدانية هي لحظة الجمع بينإذا لتكون ،120"فافهم ذلك

الروح و، بوحدانية القلبالعرفانية يخرج من تجربته الجمالية و هو سر األلوهية التي تجعل العارف

مفهوم الجمال الحق عبر تجلياته التي وما يفسر لنا عودتهم بتصور جديد للظاهر و الباطن،الصادقة

.تجمع بين الجمال الظاهر و الباطن لإلنسان في عرفانية ابن عربي

عوا (فقوله تعالىهذا الجاللجمالأما عوا الله أو اد قل اد

بيال ابـتغ بـين ذلك س ا و افت به ال تخ تك و ر بصال ه ال تج نى و س "يفسرها ابن عريب فقال، 121))110(الح

امة و إليها ينتهي في جماله معنا برحمانيته و بهذا اإلسم استوى على العرش و هي المعرفة العنزل الحق

فيرجع بطهارة تجمع بين مبحبة اهللا له، من هذا السفر بعدما سلك مقام البسط ليخلص العارف 122"العارفون

.ذي يسمع به، و بصره الذي يبصر بهفيصبح مسعه القلبه و جسده

:إشارة الملك/ 5

أل عما (قوله تعالىعدة إشارات من خالل ابن عربي صنف ألون ال يس م يس ه عل و ،123))23(يـف

استحال عليه طلب قلب العبدفإذا أثبتت هذه األوصاف يف ،إثبات الملكالقهر و اجلربوت و ألا جتمع بني

.و كل ما يكون فيه اعرتاضالعلة

35ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 120110اآلية:سورة اإلسراء- 12136ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 12223اآلية:سورة األنبياء- 123

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

250

يؤكد ابن عريب هنا أن العارفني ال حيبون 124"ه ال يسأل نفسه إال بتقدير سائلمن علم ما يف نفسه فإن":إشارة

.ال يسأل عما يفعل فإنه ليس إال اهللا و صفاته و أفعالهوإذا سئلوا إال بفعله فيهم، ألن احلقيقة واحدة

آ(هذه اآلية قوله تعاىلجمال ة و وا الصال أقيم م و يك فوا أيد م ك ين قيل له تب ألم تـر إلى الذ اة فـلما ك توا الزك

تال م الق نزل يف مجاله مباسطة فنطقنا بالسؤال و مجال هذه اآلية إداللنا مبغيبنا " يفسرها فقال، 125))77(عليه

ا يفعل .عن معرفة اجلالل يف ذلك الوقت فينبغي للعبد أن حيضر عند هذا السؤال مع قوله ال يسأل عم

د افـ (قال تعالى:إشارة رك بالله فـق ن يش م اء و ن يش ر ما دون ذلك لم يـغف ك به و ر ر أن يش ى إن الله ال يـغف تـر

ا يم ا عظ د و ال خيلد يف النار"قال ابن عريب يف تفسريه لآلية126)إثم بسط ، و دائرة ال إله إال اهللا تعم كل موح

فإذا وقفوا على بالفعل العام يف املوجودات من األداين إىل األعايل األعظم في سريان سر األلوهيةهذا الجالل

.127"انبسطوا يف األسباب و عرفوا منه ما خلقوا له و ما خلق هلم فافهم هذاهذا السريان سر األلوهية بالفعل

ين (قال تعالىفقد حدده في جمالأما ال ي الذ باد ة قل يا ع م ن رح نطوا م م ال تـق ه فوا على أنـفس ر أس

يم و الغفور الرح يعا إنه ه م ر الذنوب ج نزل الحق في جماله مباسطة لنا" ، مث قال128))53(الله إن الله يـغف

سريان األلوهية في المعبوداتفأشهدنا

و يورث ديعة يبسط القلوب جمالهابهذه إشارة و ، م و قسم عن نفوسهمقسم سرتهم عن غريه:قسمني

اا و لطفها دالل حن .ما يعين أنه من مل يسرت اهللا يف قلبه فلم يسرتهم يف موطن من املواطن،129"اإل

37ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 12477اآلية:سورة النساء- 12548اآلية:النساءسورة - 12638ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 12753اآلية:سورة الزمر- 12838ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 129

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

251

:المعرفة بين الحق و الحقيقةإشارة / 6

ق (تعاىلولهقلمن خالل متييزه بني نوعني من املعرفةإشارات اجلاللهناحدد ابن عريب روا الله ح ا قد م و

اء به ي ج ل الكتاب الذ ن أنـز ء قل م ي ن ش ر م ل الله على بش ره إذ قالوا ما أنـز ى للناس قد د ه ى نورا و موس

م قل ا ال آباؤك وا أنـتم و لم ا لم تـع تم م علم ا و ثير فون ك تخ ا و ونـه اطيس تـبد علونه قـر م تج ه ض و م في خ لله ثم ذره

فاحلق من مدارك الحقيقةو اآلخر حد الحق الوااملعرفة تتعلق بأمرين من كل معروف األمر )130)91(يـلعبون

و قد أكد ابن عريب ،ف و املشاهدة و ليس مث مدرك ثالثالعقول من جهة الدليل، و احلقيقة من مدارك الكش

حيث جند باملدرك األول مؤيدا باملدرك "أنا مؤمن حقا" (السالمعليه الصالة وللنبيقول الحارثمن خالل

فأجابه ،يرى إن كان عنده املدرك الثاينحىتحقيقة إيمانكفما :السالمعليه الصالة وفقال النبي الثاين،

، فال تصح المعرفة غزفت فالزم:فقال له النبي عليه الصالة و السالمو الكشف ،و اإلطالع،باإلستشراق

ق قدره فكيف لنا اك حو عليه ال ميكن إدر ،131)الحق و الحقيقةللشيء على الكمال إال بهاتين الحقيقتين

ليس يف وسع احملدثات أن تقدر قدر القدمي ألن ذلك موقف على ضرب من املناسبة احلقيقية و "ألنهحبقيقة قدره

.132"ال مناسبة يف مفاوز احلرية هلذا اجلالل

ون (جمال هذا الجالل قوله تعالىأما بد ع نس إال ليـ اإل ن و ت الج لق ا خ م يف تفسري و ، 133))56(و

أنه ما أحاهلم إال على ما هم متمكنني من حتصيله فأنست نفوس المحققين و تحققوا" ذلك يقول ابن عريب

91اآلية: سورة األنعام- 13038ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 13139ص-املصدر نفسه- 13256اآلية: سورة الذريات- 133

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

252

ر له ،و مدركون،بسط معرفة قدره مباسطة جماله لنا فكلفنا بما نحن عنه قادرونبتوفيقه و عارفون، و سخ

.134"بب وجودهيف األرض من كل اخلربات من أجله و ليدرك يف ذات الوقت بس

:شارة الكمالإ/7

قوا (تعاىلولهقحددها ابن عريب من خاللجاللللةإشار هي أنف يعوا و أط عوا و م اس تم و تطع ا اس فاتـقوا الله م

ون لح ف م الم ه فأولئك ه س من يوق شح نـف م و ك نـفس ا أل ر يـ ما من آية يف " يف قولهمث يفسرها ، 135))16(خ

:136هة يف الوجود إال و هلا ثالث أوجكتاب اهللا تعاىل و ال كلم

جالل .1

جمال .2

كمال.3

اا و علة وجودها" حيدده ابن عريب يفكمالها و ما يحدد مجال جمال إشارة الجاللأما و غاية ،معرفة ذ

ه عليه ،و جالهلا، مقامها هها على من تتوج و اخلوف ،و البسط،و القبض،بالهيبة و اإلنسو مجاهلا معرفة توج

اته (، و هو ما جاء يف قوله تعاىل137"و الرجاء لكل صنف سرت معلوم منها ق تـق نوا اتـقوا الله ح ين آم ا الذ يا أيـه

أنـتم وتن إال و ال تم ون و لم فنزل إليهم في جماله مباسطة حين أمرهم بالوفاء بالحق فأنسوا " ،138))102(مس

.139"و اطمأنوا على أنفسهم

40ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 13416اآلية : سورة التغابن- 13541ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 13640ص-املصدر نفسه- 137102اآلية: سورة آل عمران- 13842ص-مصدر سبق تعريفه–كتاب الفناء يف املشاهدة -رسائل ابن عريب-حمي الدين ابن عريب - 139

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

253

مقابلة الجاللبناها عبرالتي في عرفانية ابن عربيهذه الدراسة التحليلية الجمالية لنختم

،كجدل يتم بين الهيبة و األنسالجماليالمنظورمن التجربة العرفانيةشروط و معامل لمن خالو الجمال

مجال اإلستواء اإلنسانيو اجلمال ضمن اجلاللينزل عربه احلق مباسطة يدركها العارفون حني يتحقق

جدلية الظاهر و الباطن يف التصور العرفاين الصويف عكس يبقلب طاهرو هو ما خيرج منه احملققون ،و الرحماني

، لكن على الرغم من اإلنسجام و التكامل بني اجلمال مجال اجلسد و صفاء الروح يف حلظة العودةمن خالل

باعتباره أرض الجمال الظاهر و هو جمال القلب و الجسدالظاهر و الباطن إال أنه جدل لن يتم إال إذا حتقق

ده و صنفه ابن عريب اخلالفة و جمال التجلي و املكاشفة جلالل اجلمال، و هو ما يشمل اجلمال الباطن الذي حد

لتكون بمثابة القوانين أو المبادئ التي تبنى على أساسها التجربة الجمالية العرفانيةمن اإلشارات يف مجلة

:التي أسسها ابن عربي وفق مراحل ثالث هي

يتم فيها تحديد الموضوع الجمالي و هو ما يسمى بالشاهد: مرحلة المشاهدة

هنا تتم عملية اإلدراك الجمالي، و تحديد الذوق الجمالي العرفاني أمام جدلية : لجماليمرحلة البسط ا

، أي بين الجمال و جالل الجمالالهيبة و األنس

تحقيق اإلنسجام بين قلب العارف و الحق و إدراك حقيقة الجمال: مرحلة الورود

تنتقل من مستوى إدراك جالل لنستخلص من خالل ما سلف ذكره أن التجربة الجمالية العرفانية

إلى المستوى األنطولوجي، ألنها تجربة يخرج منها العارف خائبا لعدم بلوغه حقيقة المطلق،الجمال

ها جدلية الجميلله األنس و الرضا، إنتو جماله و في ذات اللحظة يفسر الصورة الجمالية التي حقق

التي ال تعبر عن نقيض الجميل ،140"الطابع التراجيدي لإلستطيقا الصوفية"التي يتميز بهاو المستحيل

جامعة -معهد الفلسفة-محيدمحادي-)يل يف التجربة الصوفيةالنزوع اجلما( اجلمالية و الكشف الصويف- محادي محيد-رسالة املاجستري- 140198ص -1993/1994وهران

تجربة الجمالية العرفانية و الالجسد: نيالمبحث الثاجماليات الجسد تصور :لثالفصل الثاعربــيابنعندإستطيقا إسالمية مشروع

254

بل هو لحظة النزوع الجمالي التي يدرك فيها العارف اإلستحالة لكنه يجسد وجودها بما يعاش جماليا بين

.لحظة البسط الجماليالقلب و الجسد و الحب اإللهي

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

255

:ثالثية حقيقة اإلنسان)اهللا، القلب، الجسد(/1

:ةــبلوغ السعادة التام /أ

قوة (ضمن ثنائية تجمع بينسعادتهو، حقيقة اإلنسان)751-691(حدد ابن القيم الجوزية

و جعل ،النظري نطاق القوة األوىل، بينما حتدد قوة اإلرادة الثانية) علمية، و قوة عملية

تيه العلميةموقوفة على ، باعتبار هذه األخريةبلوغ سعادته التامةاجلمع و اإلنسجام بينهما ،استكمال قو

من خالل تحصيل اإلنسان لجملة من المعارف التي حددها استكمال القوة العلميةيتم و العملية، حيث

بمعرفة إنما يكونو استكمال القوة العلمية" ابن القيم الجوزية في خمسة معارف، و هو ما أكده في قوله

و كذا ، و معرفة آفاقها،معرفة الطريق التي توصل إليه،و أفعاله،و صفاته،و معرفة أمسائه،و بارئه،فاطره

استكمال القوة العملية بينما ف اخلمسة حيصل كمال قوته العلمية،بهذه املعار ، ف1"فسه و معرفة عيوبهامعرفة ن

ام ا إخالصا،حقوقه سبحانه على العبدإال مبراعات "فال يكوناإلرادية لقي و إحسانا ،و نصحا،و صدقا،و ا

يعين أن القوة العملية متنح اهلداية و السبيل إىل ، ما2"و شهودا ملنته عليه، و تقصريه هو يف أداء حقه،و متابعة

، على الصراط املستقيمف له القوة اإلرادية آليات السري الصحيحالطريق الصحيح بني العبد و خالقه، بينما تصن

فساد إذا كان لكن . التي ال تتم إال من خالل اإلنسان ذاتهبلوغ السعادة التامةالجمع بينهماليكون بذلك

، أما إذا كان قوته العلمية يقع في الضاللفسدتالغضب و الضالل، فإن ذلك إحدى هذه القوى يوجب له

.هاكمال اإلنسان و سعادته ال تتم إال بمجموعما يؤكد أن، فيوجب له الغضبقوته العمليةفساد

25ص-دت-دط-دار عامل الفوائد للنشر و التوزيع-حتقيق حممد عزير مشس-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 126ص- املصدر نفسه - 2

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

256

؟أمام السعادة التامةلكن كيف يتم الجمع بين القوتين

باعتباره مصدرو تحقيق سعادته في القلب،الجوزية مجال تطبيق معرفة اإلنسانجعل ابن القيم

،كان النور احلاصل له يسري إىل القلبالصدر أوسع من القلبو ملا كان " ، حيث قالحياة البدن و الجوارح

الحياة منه إلىتسري كانت حياة البدن و الجوارح كلها بحياة القلبو ملا ،ألنه قد حصل ملا هو أوسع منه

و املكروه الوارد على القلب إمنا كان ، يضاد القلب،و الغم،و احلزن،بينما ما يكون اهلمالصدر، ثم الجوارح

م، و إن كان من املستقبل أحدث الحزنمن أمر ماض أحدث ، يعني 3"الغم، و إن كان من حاضر أحدث اله

جوهر حقيقة هسبحانه، و مجال الوصال بينهما، ما يجعلذلك أن القلب هو همزة الوصل بين العبد و اهللا

إليه، و الموصلةألنه المؤهل الوحيد لبلوغ السعادة التامة أمام استكمال معرفة الخالق و الطريق ،اإلنسان

و جعلها ،خلق اهللا القلوب" و هو ما أكده ابن القيم حني قال، هعبدحقوقه سبحانه على مراعات كيفية

و (، قال تعاىلرادتهإو ،و حمبته،فهي عرش المثل األعلى الذي هو معرفته،و إرادته،و حمبته،ملعرفتهحمال ه و

رض األ ات و او على في السم ثل األ له الم ن عليه و و و أه ه ه و لق ثم يعيد أ الخ ي يـبد كيم الذ و العزيز الح ه و

، إذا القلب هو عرش استواء 5"و هو مستو على قلب المؤمن فهو عرشهالمثل األعلىفهذا من ، 4))27(

.لى، و مجال تجليه في نطاق الممكنالمثل األع

لكن هل يعني ذلك أن كل القلوب صالحة لتولي عرش المثل األعلى؟

و أبعدها من ،و أطيبها،و أنزهها،األشياءرو إن لم يكن أطه " جييبنا ابن القيم اجلوزية من خالل قوله

اا 6"المثل األعلىالستواءلم يصلح ،خبثو كل دنس لدنيا و شهو ات ا غل مبغري اشت ا إذ لب لق أن ا ا يؤكد هذ ،

37ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 327اآلية:سورة الروم- 437ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 538ص -املصدر نفسه- 6

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

257

لق ا تع فبعد من كماله، و فالحه، و صارت القلوب على استوى عليه مثل الدنيا األسفلضاق و أظلم، و و

:7قلبني

روى ( و السرور، و في مصداق ذلك قال،و الفرح،و الحياة،الرحمن فيه النورهو عرش : قلب

:قالوا، "إذا دخل النور القلب انفسح و انشرح"أنه قالالنبي صلى اهللا عليه و سلمالرتميذي و غريه عن

اإلنابة إىل دار اخللود ،و التجايف عن دار الغرور، و االستعداد للموت :قالفما عالمة ذلك يا رسول اهللا؟

، فلذلك ينفسح و ينشرح و إذا النور الذي يدخل القلب إنما هو من آثار المثل األعلى، و )قبل نزوله

.8"فيه معرفة اهللا، و محبتهلك يكن

احلق أنه كان القلب هنا ممتلئا بالباطل اعتقادا ، و الحزن،و الموت،هو عرش الشيطان فيه الظلمة:قلب

إذا امتأل القلب بالشغل باملخلوق، و العلوم اليت ال تنفع مل يبقى فيها ، ألنهالذي مل يبقى فيه موضع حملبته

.موضع للشغل باهللا و معرفة أمسائه و صفاته و أحكامه

الذي لكلمة المفتاحية للقلب لالحب، أو الحب الحقيقي، أو الحب اإللهي هي كلها مرادفةإذا

فكيف ال تحبه، رحيما جوادا جميال هذا شأنهشاهدت القلوب ملكا عظيمافإذا"يتجلى فيه المثل األعلى

يصير حبه و الشوقو ،، و كيف ال تلهج بذكرهيكون أحب إليها من كل ما سواهو ،و تتنافس يف القرب منه

قوا،هو غذاؤهاإليه و األنس به ، 9"،و

و الغذاء النافع ،و القوة،، فهو بذلك ماحنها النورالقلب مصدر الحياة للبدن و لكل الجوارحكان لكن إذا

ما يعني أن الجسد و كل،و هلكت،فسدتهلا يف الدنيا و اآلخرة، و إن كان غري ذلك

38ص -مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 739ص-املصدر نفسه- 840ص-املصدر نفسه- 9

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

258

كما " ، و يف بيان ذلك قال ابن القيم اجلوزيةمسؤولية تهيئة و إصالح عرش المثل األعلىيتحملونأعضائه

فرغ لسانه من النطق إذا اشتغل بالتكلم مبا ال ينفع مل يتمكن صاحبه من النطق مبا ينفعه إال إذا اللسانأن

غها من ضدها،ا بالطاعةمل يكن شغلهإذا اشتغلت بغري الطاعة كذلك الجوارح، بالباطل فكذلك ،إال إذا فر

،و حبه،و األنس به ال ميكن شغله مبحبة اهللا و إرادته،و الشوق إليه،و إرادتهالقلب المشغول بمحبة غير اهللا

ذكر ، و ال حركة اللسان بذكره و اجلوارح خبدمته إال إذا فرغها من بتفريغه من تعلقه بغيرهإال ،و الشوق إىل لقائه

ألن صالح عالقة تكاملية بالضرورة الحتمية)و الجسد،القلب(، ما يعين أن العالقة بني 10"غريه و خدمته

القلب يتم بصالح مدينة اجلسد و مجيع مواطنيها، و العكس يف جمال ذلك صحيح، و تأكيدا على ذلك جاء يف

مل يبق فيه إصغاء و ال ،إىل غري حديث اهللا، فإذا صغاإن إصغاء القلب كإصغاء األذن" قول ابن القيم اجلوزية

فإذا انطلق القلب بغير ذكره لم يبق فيه "مل يبق فيه ميل إىل حمبته،ه كما إذا مال إىل غري حمبة اهللا فهم حلديث

.11"محل للنطق

، من خالل ما سلف ذكره أن حقيقة الوجود اإلنساني تكمن في معرفته لخالقه و حبه لهنستخلص

و و هي معرفة ال تتحقق إال إذا تم التوازن و اإلنسجام بين المعرفة العلمية التي تحقق معرفتنا باهللا تعالى

، أما المعرفة العملية تحقق صفاء القلب و استعداده إلى األنس و الرضا بجماله ما و الشوق للقائه،حبه

، و ال بهدف بلوغ السعادة التامة اإلنسان)و القلب،الجسد( الثنائية التي تجمع بينيعني أن إصالح

:12بالتقوى الثالثيتم ذلك إال

41ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 1042ص-املصدر نفسه- 1145ص-املصدر نفسه- 12

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

259

حمية القلب و الجوارح عن اآلثام و المحرمات.1

حميتها من المكروهات.2

الحمية عن الفضول و ما ال يعني.3

، و في فاألولى تعطي العبد حياته، و الثانية تفيد صحته و قوته، و الثالثة تكسب سروره و فرحه و بهجته

:قال ابن القيم الجوزيةذات الصدد

ق ـــــــــــيقلل ناصر الخصم المحه ــــــــغموض الحق حين تدب عن

دق ــــــــــفتقضي للمجل على الموم ــــــــوم قــــــــتظل عن الدقيق فه

ال بي و ال يستطيع لي من الناره ـــــــــــــغ ما أسعى و أدركـــباهللا أبل

جاء الرجا مسرعا من جانب الياسإذا أيست و كاد اليأس من يقطعني

في رحاب عرش )و األنس،الحب(ثنائيةمن خالل جمعه بين)سدجالو ،القلب(جمع ابن القيم بين

و من وجده بني ،الوحدة فهو صادق ضعيفبني الناس و وجده يف من فقد أنسه باهللا " ، حيث قالالتجلي

الناس و فقده يف اخللوة فهو صادق ضعيف، و من وجده بني الناس و فقده يف اخللوة فهو معلول، و من فقده

ب الصادق القوي في بني الناس و يف اخللوة فهو ميت مطرود، و من وجده في الخلوة و في الناس فهو المح

تحقق الوصال حتى الجسدجوارحثنائية تتمركز بين القلب و عبراألنس الحب و إنه يجمع بين، 13"حاله

، 14"عمصابيح القلوب الطاهرة يف أصل الفطرة منرية قبل الشرائ" ، حيث قالاإلتصال بين الحبيب و محبوبهو

من أصعب األمور و تعقيدهاصالح القلب و الجسد في الدنيايؤكد ذلك أن

القلب يمرض كما يمرض "ألن،إال من كان قوي العزم و اإلرادة بحبه و شوقه هللا سبحانه و تعالىيتجاوزها

58ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 1358ص-املصدر نفسه- 14

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

260

، يعرى كما يعرى الجسم، و جالؤه بالذكر، و يصدأ كما تصدأ المرآةو شقاؤه يف التوبة، و احلمية، و ، البدن

و طعامه، و شرابه املعرفة، و احملبة، و التوكل، و اإلنابة، و كما يجوع البدنيجوع و يظمأ و زينته التقوى، و

إنما تخطب األزواج ،الدنيا كامرأة بغيي ال تثبت مع زوج"و عن الدنيا قال ابن القيم، 15"اخلدمة

ياثة :17، قال أيضا يف ذات الصدد16"ليستحسنوا عليها، فال ترض بالد

فإذا المالحة بالقباحة ال تفيا ــــــــــميزت بين جمالها و فعاله

حلفت لنا أن ال تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا أن ال تفي

، و قلبه اإلشتياق إليهو يتذوق ،بطاعتهيعيش األنسفيشغل قلبه و جوارحه إال خالقه، الفعلى اإلنسان أن

.18"األنسفغرس الخلوة يمر" و مناجاتهيكون ذكره دالالت لسانه

):المثل األعلىو ،الجسدو ،القلب(بينجمع لحظة التجلي /ب

من خالل معرف )و الجسد،القلب(فسر ابن القيم الجوزية لحظة تجلي المثل األعلى في نطاق

و قد تجلى القرآن كالم اهللا" و الطرق اليت تفسر جتليه أمام املمكن، حيث قال،طبيعة املثل األعلىو إدراك

و ،و تنكر النفوس،و اجلالل فتخضع األعناق،، و العظمةالهيبةيتجلى في جلبابفتارةبصفاتهلعبادهفيه

، و هو تارة يتجلى في صفات الجمال و الكمالو . و يذوب الكرب كما يذوب امللح يف املاء،ختشع األصوات

ة فيستنفذ حبه من قلبكمال الذاتعلى ةو مجال األفعال الدال ،و مجال الصفات،كمال األمساء العبد قو

143ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 1558ص-املصدر نفسه- 1658ص-املصدر نفسه- 1768ص -املصدر نفسه- 18

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

261

فإذا أراد ،، فيصبح فؤاد عبده فارغا إال من حمبتهمن صفات جماله و نعوت كمالهبحب ما عرفهاحلب كلها

:20و قال أيضا، 19"ذلك كل اإلباءمنه الغري أن يعقل تلك احملبة به أىب قلبه و أحشاؤه

النافليراد من القلب نسيانكم و تأبى الطباع على

صفات الرحمة، و صفات العدل، و صفات بني عدة صفات منها ف ابن القيم مجاالت التجليصن

األمر و النهي، و كذا صفات السمع و البصر و العلم، و صفات الكفاية و الحسب و القيام بمصالح

و ،و البر و اللطف،بصفات الرحمةو إذا جتلى "، و هو ما جاء في قولهالعباد، و صفات العز و الكبرياء

و سار إىل ربه و حادي الرجاء حيدو ركاب ،انبعثت قوة الرجاء من العبد و ابسط أمله و قوى طمعهاإلحسان

انقمعت النفس ...و الغضباالنتقامو إذا تجلى بصفات العدل و .سريه، و كلما قوى الرجاء جد يف العمل

ارة و بطلت و ضعفت قواها من الشهوة و الغض .املطية حظها من اخلوف و اخلشية و احلذرفأحضرت...باألم

.االمتثالانبعثت منها قوة ... و إذا تجلى بصفات األمر و النهي

ة احلياء فيستحي ربه أن يراه على ما يكرهو إذا تجلى بصفات السمع و البصر و العلم أو انبعثت من العبد قو

و إذا . و خواطره موزونة مبيزان الشرع،يسمع منه ما يكره أو خيفي يف سريرته ما ميقته عليه، فتبقى حركاته و أقواله

انبعثت من العبد قوة التوكل عليه و التفويض إليهتجلى بصفات الكفاية و الحسب و القيام بمصالح العباد

و إذا تجلى بصفات العز و الكبرياء.ا يرضى به هو سبحانهبه يف كل ما جيريه على عبده و يقيمه ممالرضاو

،21"لغزته و خشوع قلبه و اجلوارح لهاالنكسارأعطت نفسه املطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته و

صفات التي توجب له الهيبةمجالف العبد على املثل األعلى و يدركه من جهة أن يتعر و اجلمع بني ذلك هو

98ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 1998ص-املصدر نفسه- 2099ص-املصدر نفسه- 21

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

262

احملبة علىاليت تشمللهيةاإلصفات الشهود "وجب لهاليت تربوبيته صفات، من جهة أخرى عبر الربوبية

و ،و املنافسة يف قربه و التودد إليه بطاعته،و السرور خبدمته،األنس و الفرح به، و الشوق إىل لقائه، اخلاصة

كما يوجب له شهود صفات الربوبية،و يصري هو وحده مهه دون ما سواه،اللهج بذكره و الفرار من اخللق إليه

لاالستعانةإليه و االفتقارالتوكل عليه و .22"لهاالنكسارو ،و اخلضوع،به و الذ

لكن إذا اختار المثل األعلى التجلي على مستوى القلب، فإن المحب يستقل حبيبه حبا و شوقا

إذا سافر احملبوب للقاء"، و يف ذلك قال ابن القيمفيجهز بساطه و عساكرهلوصاله، و يهيئ له عرش التجلي

و اخلوف ،و الرجاء حيدر باملطي و الشوق يسوقها،فكان الحب في مقدمة العسكر،حمبوبه ركبت جنوده معه

يفسر لحظة و هو ما، 23"فإذا شارف قدوم بلد الوصل خرجت تقاوم الحبيب للقاء،جيمعها على الطريق

العتاد حىت يكون على شرف الوصال، و يف ذات الصدد قال و كيف يعد الزاد وسفر العارف للقاء محبوبه

:24أيضا

و ابرد غراما بقلب أنت مضرمهفدا و سقما بجسم أنت متلفه

يار إلى صبري الضعيف فصبري أنت تعلمه و ال تكلني على بعد الد

إلى لقائك و األشواق تقدمهتلقى قلبي فقد أرسلته عجال

100ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 22111ص-املصدر نفسه- 23111ص-املصدر نفسه- 24

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

263

:و الجمالمعرفة اهللا من معرفة النفس/ 2

،نحدد في هذا المجال أهم الشروط التي تحقق لحظة التجلي للمثل األعلى على مستوى القلب

ة و المعرفةالتيو الجسد، :صنفها ابن القيم الجوزية بين مجال تحقيق اللذ

بقوا و تضعف " تعتبر اللذة معيار استكمال حب و معرفة العبد لخالقه:ة تابعة للمحبةاللذ /أ وى تق هي ف

اللذة ، ما يعين أن 25"ة بالوصول إليه أمتبضعفها، فكلما كانت الرغبة يف احملبوب و الشوق إليه أقوى كانت اللذ

رفته خبالقه من لذة العبد يف استكمال علمه و معحيث تكمن، هي حصيلة الحب و الشوق و معيار تمامهما

،فمن كان باهللا،و الحب،كمال اللذة إلى العلمفإذا رجع كمال النعيم يف اآلخرة و "خالل نعمه و فضائله،

، و كانت لذته بالوصول إليه و مجاورته و النظر إلى وجهه ،و صفاته،و أسمائه و دينه أعرف كان له أحب

العلم باهللا، و و أفضل العلم هو )الحب+العلم( قوتينإذا فكمال العبد بكمال ، 26"و سماع كالمه أتم

ة .بجمعهماأعلى درجات الحب هو الحب له، و أكمل لذ

ة عند ابن القيم الجوزية؟لكن ما هي مراتب اللذ

جعل ابن القيم حقيقة اإلنسان التي تجمع بين العلم و الحب معيار تصنيفه لمراتب اللذة، و هو

و فأشرف الناس نفسا و أعالهم همةكل أحد على حسب قدره، و مهته، و شرف نفسه، " ما أكده في قوله

إىل لقائه، و التودد إليه مبا حيبه و يرضاه، فلذته يف إقباله و محبته و الشوق،من لذته في معرفة اهللاأرفعهم قدرا

...ذته في أحسن األشياءحتى تنتهي من لدون ذلك مراتب ال يحصيها إال اهللاعليه و عكوف مهته عليه، و

73ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 2573ص-املصدر نفسه- 26

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

264

ما يعني أن كما اللذة يتم في ، 27"و لذة البدن،و الروح،و أكمل الناس لذة من جمع له بين لذة القلب

:المعادلة التاليةفيهاتتحققاللحظة التي

الحبالقلب++

ة=الشوق +الجسد كمال اللذ++

العلم)الروح

:معرفة اهللا سبحانه/ ب

فاعلم "، حيث قالصنف ابن القيم الجوزية معرفة حقيقة المثل األعلى ثاني شرط الستكمال اللذة

،المثل األعلىعرشا لمعرفته يستوي عليه و وضع يف صدره بيتا و هو القلباهللا تعالى خلق في صدركأن

مستوي على ،و توحيده،و محبته،المثل األعلى من معرفتهفهو مستوي على عرشه بذاته بائن يف خلقه، و

فنعم الساكن و ...األنس به و الشوق إلى لقائهو ... السرير بساط من الرضاو على سرير القلب

مؤهال يسكنه املثل األعلى، لكن إذا ما يؤكد على طهارة اإلنسان و شرفه حىت يكون مسكنا ،28"المسكن

هجره ساكنه أصبح سببا خلرابه و دماره، فمن عرف قدر بيته و قدر الساكن فيه و قدر ما فيه من الكنوز و

معرفة العبد لنفسه من لذلك جعل نفسه و سعادته، أضاع ، و من جهل ذلكالذخائر انتفع حبياته و نفسه

.29"يف يعرف ربهمن لم يعرف نفسه ك" فقالهمعرفة رب

220ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 27261ص-املصدر نفسه- 28259ص -املصدر نفسه- 29

+القلب

+الجسد

الروح

+الحب

+الشوق

العلم

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

265

:30معرفة اهللا نوعانلكن

معرفة إقرار و هي اليت اشرتك فيها الناس: األولى ، ...و العاصي،و املطيع،و الفاجر، البار

و اإلنابة إله،و خشيته،و الشوق إىل لقائه،و تعلق القلب به،و احملبة له،معرفة توجب احلياء منه: الثانية ،

:بابانو لهذه المعرفة،األنس به

و الفهم اخلاص عن اهللا و رسوله،يف آيات القرآن الكرميبال التفكر و التأمل.

و قيامه بالقسط ،و عدله،و إحسانه،و لطفه،و قدرته،باب التفكر في آياته المشهودة و تأمل حكمته

.او جماع ذلك الفقه في معاني أسمائه الحسنى و جاللها و كماله.على خلقه

لمعرفة باهللا؟لكن كيف تتم ا

منهم ،و اإلحسان،و اإلفضال،يعرف اهللا باجلودفمنهم من " يجيبنا ابن القيم الجوزية من خالل قوله

منهم من ، و ة و الكربياءو منهم من يعرفه بالعز ،منهم من يعرفه بالعلم و احلكمةو ،من يعرفه بالعفو و التجاوز

و هي معرفة خواص "بالجمالمعرفة اهللاأعز أنواع املعرفةمن لكن ، 31"يعرفه بصفات الكمال و نعوت اجلالل

ليس كمثله ،و جماله سبحانه،و جالله،من عرفه بكماله، و أمتهم معرفةو كلهم عرفه بصفة من صفاته،اخللق

و كلهم على تلك الصورة و نسبت ،و لو فرضت الخلق كلهم على أجملهم صورة،شيء في صفاته

لكان أقل من نسبة سراج ضعيف إلى قرص ،جمالهم الظاهر و الباطن إلى جمال الرب سبحانه

ته، و بلوغ سعادته التامة، كله يتم ل و يؤكد أن معرفة العبد لخالقه بيفسر لنا،،32"الشمس و استكمال لذ

مشاهدة الجمال تخلق الرضا و الهيبة في القلوب، و عبر معرفة المثل األعلى من المنظور الجمالي، ألن

248ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 30262ص-املصدر نفسه- 31264ص-املصدر نفسه- 32

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

266

تغذي الحب و الشوق للمحبوب، فكيف ال و ليس كجماله جمال، حتى لو انتسب كل جمال الممكنات

.في صورة واحدة فلن تبلغ جمال الجالل

و لن يبلغه الجمع بين ،هو جمال المثل األعلىفي تصور ابن القيم الجوزية الجمال الحقيقي إذا

و يكفي يف مجاله "،و الباطن للقلب على مستوى كل إنسان، فبلوغه من المحال،الجمال الظاهر للجسد

و يكفي يف مجاله أن كل مجال ظاهر و . أنه لو كشف احلجاب عن وجهه ألحرق من انتهى إليه بصره من خلقه

.33"بمن صدر عنه هذا الجمال؟ضمن آثار صنعته فما الظن باطن يف الدنيا و اآلخرة

:مفهوم الجمال و طبيعته/ 3

د ، و جعل طبيعة الجمال من خالل تصوره للعالقة بين اإلنسان و المثل األعلىاجلوزية ابن القيمحد

جمال المثال األعلى أعلى اجلمال مهزة الوصل و الوصال بينهما على مستوى نطاق التجلي، ليكون بذلك

القلب، ( يجمع بين ثنائية الظاهر و الباطن، أي بين، لكن انعكاسه على اإلنسان الكمالالجمال و درجات

:34، لكن هناك من الفرق من قالت عكس ذلك و صنفت طبيعة اجلمال حسب تصورها)و الجسد

فهو حيب كل ما خلقه و حنن حنب مجيع ما خلقه فال نبغض منه كل ما خلقه جميل" قالوا: الفريق األول ،

ا (قوله تعاىلذلك يف و حجتهم ، "رآها كلها جميلةو من رأى الكائنات منه ...شيئا بـه س بال تح تـرى الج و

علون ا تـف بير بم ء إنه خ ي ل ش ن ك ق ي أتـ اب صنع الله الذ ر مر السح ي تم ه ة و د ام ، و قوله 35))88(ج

264ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 33269ص-املصدر نفسه- 3488اآلية:سورة النمل- 35

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

267

لق (تعالى ي خ ن الذ ى م ل تـر ع البصر ه ت فارج او ن تـف ن م م لق الرح ى في خ ا تـر باقا م ات ط او م بع س س

.36))3(فطور

و حجتهم يف ذلك قوله و متام القامة و اخللقذم سبحانه جمال الصورقد " قالوا: 37الفريق الثاني ،

م (تعاىل له نا قـبـ لك م أه يا وك رئـ ن أثاثا و س م أح ن قـرن ه بك (و قوله تعالى، 38))74(م م تـعج ه إذا رأيـتـ و

م م ه ة عليه يح ل ص بون ك س ة يح ند شب مس م خ أنـه م ك له و ع لق م إن يـقولوا تس م و امه س و أج العد

م ره ذ ون فاح فك م الله أنى يـؤ إن " صلى اهللا عليه و سلميف الصحيح املسلم عنه كما جاء، 39))4(قاتـله

.40"و أعمالك،اهللا ال ينظر إىل صوركم و أموالكم و إمنا ينظر إىل قلوبكم

، ما 41"ثالثة أنواعالجمال في الصورة و اللباس و الهيئة " قالفبين الفريقينالنزاع ل ابن القيم الجوزية فص

إلى ثالثة أقسام مالجهقسمحيث سان أثر عليه، نالذي يكون لإلالهيئةالصورة و جمال يعين أن اجلمال هو

:42هي

كان النبي صلى اهللا عليه ما كان غايته هللا من خالل طاعته و اإلستجابة ألوامره،كما :الجمال المحمود.1

مل للوفود و هو نظري لباس آلة احلرب للقتال و لباس احلرير يف احلرب و اخليالء فيه، فإن ذلك "و سلم يتج

".حممود إذا تضمن إعالء كلمة اهللا و نصر دينه

.و الرئاسة، و الفخر، و اخليالء إىل الشهواتما كان غاية العبد و مطلبه يف الدنيا، : الجمال المذموم.2

3:سورة امللك- 36270ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 3774اآلية: سورة مرمي- 384اآلية: سورة املنافقون- 39270ص-مصدر سبق تعريفه-الفوائد-ابن القيم اجلوزية- 40270ص-املصدر نفسه- 41270ص-املصدر نفسه- 42

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

268

و جترد ،م فهو ما خال عن هذين القصدينو ال يذ ،ما ال حيمدهو: مما ال يتعلق به مدح و ال ذ جمال.3

.عن الوصفني

ه في معيار لم ينظر ابن القيم للجمال من زاوية الوجود على أنه أصل في الخلق و التكوين، بل كانإذا

ملتالجمال تحديد طبيعة مه الدنيا و شهواتها،فمنهم ،تحدد حسب غاية العبد من التج و من كان هم

.ليكون الجمال الثالث دون غاية مرجوةمنهم من كان جماله نصرت هللا تعالى في الدنيا و اآلخرة،

، جمال الباطن، فاجلمال هو )و الحسن،الجمال(لفظيعرف ابن القيم الجوزية الجمال من خالل

رب صورة متناسبة و استوائها ،و اعتداهلا،تناسب اخللق"، حيث قال فيهماصورة الجسدو هاحلسن بينما

ألا ثنائية عالقة تكاملية) الجمالو ،الحسن(مبعىن أن العالقة بني،43"ليست في الحسن هناكو،الخلقة

لكن إذا نقص منه شيئا من تركيبته كان .فإذا حتقق ذلك كان مجاالحسنه جلسد من و اكتمال اعتدال احتقق

عله ابن القيم النموذج اجلمايل و قد ج، النبي صلى اهللا عليه و سلم في الذروة العليا منهحسنا، فقد كان

و نظرت إليه "مراتب اجلمال ظاهره و باطنه فكان أمجل اخللق خلقا و صورة، الذي اكتملت و حتققت فيه مجيع

ا مم ذاك؟عائشة يوما مث تبسمت فسأهل

:44كأن أبا كبير الهذلي إنما عان بقوله: فقالت

أ من كل غبر حيض و فساد مرضعة و داء مغيلـــــــــة و مبر

و إذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل

- دت-دط-دار عامل الفوائد للنشر و التوزيع-حتقيق حممد عزير مشس-الباب التاسع عشر-روضة احملبني و نزهة املشتاقني-ابن القيم اجلوزية- 43334ص

334ص -املصدر نفسه- 44

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

269

:جماليات الجسد معيار حقيقة الجمال/4

في ذلك على جماليات الجسد و عالقته قسمين مرتكزا قسم ابن القيم الجوزية الجمال إلى

و هو الجمال هو المحبوب لذاتهو ،ظاهر و باطناعلم أن اجلمال ينقسم إىل قسمني"، حيث قالبالباطن

و نظر اهللا من عبدههو حمل الجمال الباطنو الشجاعة، و هذا ،و العفة،و الوجود،مجال العلم و العقل

إن اهللا ال ينظر إىل صوركم و أموالكم و لكن ينظر إىل قلوبكم و " موضع حمبته كما يف احلديث الصحيح

يعين أن اجلمال الباطن إذا حتقق ينعكس على اجلمال الظاهر ال سيما إذا رزق حظا من صالة ما، 45"أعمالكم

إا تنور الوجه و حتسنه، و هذا تأكيد على انعكاسات و آثار يل ف اجلمال الباطن على الظاهر ما جيعله أحسن الل

.منه

و عن ، و هي من زيادة الخلقاآلخر بعض الاهللا بعض الصور عن بهخص فالجمال الظاهرأما

و القلوب كالمطبوعة على محبته،و الصورة احلسنة،هو الصوت احلسن" تأكيد ذلك قال ابن القيم اجلوزية

الجمال الباطن مفطور في القلب من خالل حب العبد ما يعين أن ،46"كما هي مفطورة على استحسانه

لكن لتحسني صورته أمام خالقه و الناس، الجمال الظاهر هو من التحسينات، لكن لخالقه

ال يدخل " صلى اهللا عليه و سلمو قد ثبت يف الصحيح عنه " مجال الزينة للرجل من الكربف هناك من صن

الرجل حيب أن تكون نعله حسنة و ثوبه حسنا، أيف :يا رسول اهللا: قالوامن كان يف قلبه مثقال ذرة من كرب، اجلنة

النظر إليهم ، مبعىنو غمط الناس،، الكرب بطر احلقال، إن اهللا جميل يحب الجمال:فقال؟ذلك من الكرب

.47"و اإلستصغار،و اإلحتقار،بعني اإلزدراء

320ص-مصدر سبق تعريفه-روضة احملبني و نزهة املشتاقني-ابن القيم اجلوزية- 45321ص-املصدر نفسه- 46321ص-املصدر نفسه- 47

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

270

تجميل كان ذاإلكنمع جحده و التكرب على الناس ليس هو اجلمال، تجميل و تحسين الجسدإن

الجمال الحقيقي هو من كان هللاأي أن ،بذكر نعم اهللا عليه و شكره فذلك هو الجمالو تحسين الجسد

يوجب شكره و إن ألن اجلمال الظاهر و الباطن من نعم اهللا على عبده، بل و من أعظم النعم اليت ، هغري لال

و طرق احملافظة عليه معيار الجمال الباطنيبني ، و هوعلى جمالليزداد جماالو صيانته ،شكره يكون بتقواه

لك لكن إن استعمل مجاله فيما يغضب اهللا سبحانه اعكس ذلك على خبس اجلمال الظاهر فتعود ت.و مضاعفته

قبحا و شيئا به بني الناس و جماله انقلب،في حسنهيتقي اهللا فكل من " احملاسن قبحا ينفر كل من يراه

و هو ما يؤكد طبيعة 48"فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر و يسرته و قبح الباطن يعلو مجال الظاهر و يسرته

.العالقة بني اجلمال الظاهر و الباطن فتحقق إحدامها يؤثر باإلجياب على الثاين

، ما يعين أن حتقيق يدعوا الجمال الباطن بالجمال الظاهرالنبي صلى اهللا عليه و سلم كان لكن

حيث نعم اخلالق على عبده،جسد فيه باعتباره املرئي الذي تتجمال الجسد و كل أعضائه اجلمال يكمن يف

، 49"أنت امرؤ قد أحسن اهللا خلقك فأحسن خلقك" النبي صلى اهللا عليه و سلمالجرير بن عبد اهللا"قال

و هو ما قال به العلماء أيضا، حيث أكدوا على حتسني الصورة لينعكس ذلك على اجلمال الباطن ألن اجلمال

فلم يبعث اهللا نبيا إال جميل الوجه كريم الحسب حسن " حمبوب بني النفوس و معظما يف القلوب

سلم أجمل خلق النبي صلى اهللا عليه و كان" في ذات الصددقال علي ابن أبي طالبو ،50"الصوت

يستحب أن يكون الرسول الذي يرسل إليه حسن النبي صلى اهللا عليه و سلمكانو ، اهللا و أحسنهم وجها

321ص-مصدر سبق تعريفه-روضة احملبني و نزهة املشتاقني-ابن القيم اجلوزية- 48321ص-مصدر سبق تعريفه- 49323ص-املصدر نفسه- 50

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

271

ما يعني أن ،51"حسن الوجه حسن اإلسمإذا أبردتم إلي بريدا فليكن :، حسن اإلسم و كان يقولالوجه

.الحسن يشمل الصورة و اإلسممجال

جمال؟البلكن ما هي مرات

اجلمال باعتباره، ابن القيم الجوزية مراتب الجمال من خالل تحديده لمراتب الجمال اإللهيحدد

و في ،أسمائه الحسنىاحلقيقي الذي يتجلى عربه املثل األعلى يف نطاق اإلمكان، كما أن اجلميل من

ى أربعة و جماله سبحانه عل، "إن اهللا جميل يحب الجمال" قالصلى اهللا عليه و سلمقالالصحيح

:52مراتب

جمال الذات

جمال الصفات

جمال األفعال

جمال األسماء

القلب، و الجسد، و المثل ( اليت جتمع بني مبينا العالقة بني مراتب اجلماليقول يف ذات الصدد

و مصلحة و عدل و ،كلها حكمةأفعالهكلها صفات كمال، و صفاتهو ،كلها حسىنفأسماؤه" )األعلى

ني منه إال و ال يعلمه غريه و ليس عند املخلوق،و ما هو عليه فأمر ال يدركه سواهجمال الذاترمحة، وأما

ف ا على تعر ات يف محجوب بستر الرداء و ، فإن ذلك الجمال مصون عن األغيار،من أكرمه من عبادهتعر

و ملا كان الكربياء " إزاريالكربياء ردائي و العظمة " فيما حيكى عنهصلى اهللا عليه و سلمكما قال ،اإلزار

323ص-مصدر سبق تعريفه-روضة احملبني و نزهة املشتاقني-ابن القيم اجلوزية- 51265ص-مصدر سبق تعريفه- 52

تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية : تصور جماليات الجسد المبحث الثالث:الفصل الثالثمشروع إستطيقا إسالمية

272

يفسر هنا ابن ، 53"أعظم و أوسع كانت أحق باسم الرداء فإنه سبحانه الكبري املتعال فهو سبحانه العلم العظيم

فإن العبد ، جدلية ترقي و صعود الجمال من الذات إلى المثل األعلىبعض معاني الجمال والقيم الجوزية

يرتقى من معرفة األفعال إىل معرفة الصفات و من معرفة الصفات إىل معرفة الذات فإذا شاهد شيئا من مجال

و من هنا يتبني أن استدل بجمال الصفات على جمال الذاتاألفعال استدل به على مجال الصفات، مث

ات ثناء عله ما جيعله من أهم أسرار اجلمال و حقيقته و ال أحد من احملدثجمال المثال األعلى هو أصل

و إذا كانت حمبته تابعة حملبته سبحانه و تعاىل ... فهو كما حيب ذاته حيب صفاته و أفعاله حسن حمبوب" عبوديته

و كما أن ليس كمثله ، 54"حبيث حيب ألجله فمحبته صحيحة، و إال فهي حمبة باطلة و هذا هو حقيقة إهلية

.فليس كمحبته محبةشيء

266ص-مصدر سبق تعريفه-روضة احملبني و نزهة املشتاقني-ابن القيم اجلوزية- 53266ص-مصدر سبق تعريفه- 54

عند الفالسفة المسلمينالمعاد الجســــد و :الفصــل الرابــــع

بين نشأتينجدل ماهية اإلنسان:المبحث األول

. مفهوم البعث و المعاد/ 1

.أنواع المعـــــاد في التصور اإلسالمي/ 2

. حقيقة اإلنسان صيرورة انتقال بين عالمين/ 3

الغزاليأبي حامد ند المعاد عالجسدجماليات :المبحث الثاني

.عند الغزالياألجساد معاد مسألة / 1

.انتقالية الذوق الجمالي بين النشأتين/2

مسألـــــــة التناســــــــخ/3

عند صدر المتألهين الشيرازيالجسد و المعاد :المبحث الثالث

. مقامات المنكرين لمسألة المعاد في نورانية الشيرازي/1

.إثبات النشــأة الثانيــــة و انتقالية الجســـد/ 2

.النفس و الجسدإثبات معاد العقلي واالستدالل/3

الفرق بين التناسخ و المعــــاد/4

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

273

:البعث و المعادمفهوم /1

كما ذكرت يف العديد من اآليات ،على لسان املتكلمني و الفالسفةالبعث و المعادوردت كلمات

ضمن و األحاديث النبوية الشريفة، أما عن بيان معاين البعث و املعاد فقد ذكرها لسان العرب الكرميةالقرآنية

:1امعان متعددة منه

أرسله وحده، و بعث به، أرسله مع غريه، و :بعثه يبعثه بعثا،كما يقال كإرسال الرسال:اإلرسالالبعث هو

ين " على النبي صلى اهللا عليه و سلم، و يف حديث يصفأرسله فانبعثانبعثه أيضا أي شهيدك يوم الد

."مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلتهأي ،و تعبيثك نعمة

النائمكإيقاظ:اإليقاضالبعث هو

كإثار الناقة:اإلثارةالبعث هو

2و البعث في كالم العرب على وجهين:اإلحياءالبعث هو:

كإحياء اهللا الموتى

الباعث و من أمسائه عز و جل ،بعث اهللا الخلق يبعثهم بعثا نشرهم، و ليوم البعثبعث الموتى نشرهم

البعث النشر يوم "، و هو ما جاء به الوسيطهو الذي يبعث الخلق أي يحييهم بعد الموت يوم القيامة

.3"و هللا الخلق بعد موتهم أحياهم و أنشرهم، القيامةالبعث يوم

116ص-القاهرة-دار املعارف-اجلزء الثاين-لسان العرب-ابن منظور-1117ص-املرجع نفسه- 262ص-م2008/ه1429-الطبعة األوىل-للطباعة و النشر و التوزيعدار إحياء الرتاث العريب-املعجم الوسيط -نصار سيد أمحد-3

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

274

:المعــــاد لغــــة/ ب

، و المعاد مشتق من العود، حقيقته 4"و اآلخرة،و المرجع،المصيرأنه " علىفي اللسانجاء

، و 5"العود أي الرجوع، بمعنى توجه الشيئ إلى ما كان عليه أو الحالة التي كانت الشيئ فيه فبيانه فعاد إليه

المختار من قال صاحب و 6،)املعاد هو احلياة اآلخرة ، واملرجع واملصري ( المعجم الوسيطورد يف قد

يقال ،العود( فهومقاييس اللغةأما املعاد يف،7)املعاد بالفتح املرجع واملصري ، واآلخرة ، معاد اخللق ( الصحاح

، بينما ورد8)معاد الناسواآلخرةاملعاد کل شيء إليه املصري، ...بدئهى، ورجع عوده علبدءىرجع عودا عل

ا (قوله تعالى، ويف التنزيلصار إليه"عودة ، عودا "يضا يعودوعاد له أ(ير هوالمصباح المنالمعاد في بل بد

بون اذ م لك إنـه وا عنه و ا نـه لو ردوا لعادوا لم ن قـبل و فون م انوا يخ م ما ك 10.)9)له

:11المعاد اصطالحا/ ج

لكن هناك من قال ، إليه يف مسألة البعثوااملتكلمني إحياء اهللا املوتى و إخراجهم من القبور و هذا ما ذهبذكره

، ما يعني أن مسألة المعاد كانت جدل بين تيارين أو فريقين إحياء اهللا الموتى بعد جمع أجزائهم األصلية

:12همامنكرون و المثبتوناختلفوا في كيفية البعث بعد اإلتفاق على فكرة البعث، هناك ال

317ص-مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث- لسان العرب- ابن منظور- 441ص-1998-ه1419- الطبعة األوىل- دار سخا للنشريات-استانبول-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة-علي أرسالن- 5233ص-م2008/ه1429-الطبعة األوىل-للطباعة و النشر و التوزيعالرتاث العريبدار إحياء -املعجم الوسيط -نصار سيد أمحد-6362ص -م1934/ه1353- ر مطبعة اإلستقامةالناش-املختار من صحاح اللغة- حممد عبد اللطيف السبکي، حممد حمي الدين عبد احلليم-7181ص -مکتب اإلعالم اإلسالمي-مقاييس اللغة- ابن زکريا أمحد بن فارس -828اآلية : سورة األنعام-9

332ص-1405-الطبعة األوىل–مؤسسة دار اهلجرة إيران -يف غريب الشرح الكبرياملصباح املنري-أمحد بن حممد بن علي بن الفيومي -1041ص-مرجع سبق تعريفه-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة-علي أرسالن- 1160ص- املرجع نفسه-12

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

275

هم الفالسفة املاديون يقولون أن اإلنسان باحلقيقة هو ذلك اهليكل املخصوص مباله :للمعادفريق المنكرين

و ليس النفس شيئا آخر غري هذا املزاج فإذا مات اإلنسان ،و األعراض،من املزاج و ما يتبعه من القوى

.ينعدم هذا اهليكل و ما يتبعه من املزاج و األعراض

املوتى و إخراجهم من القبور، لكن القول إحياء اهللاب، لكنهم يتفقونو هم القائلني باملعاد: فريق المثبتين

:13فرقثالثة خيتلفون يف نفس الوقت عن كيفية العود و هم

ينكرون اللذاتكما،و ينكرون حشر األجسادبالبعث الجسمانيال يقولون:الروحانيالمعاد.1

و إمنا تعود إىل ألن األرواح ال تفنى بموت البدنيف اجلنة و اآلالم اجلسمانية احملسوسة يف النار، الجسمانية

ن التجرد، الفالسفة اإلهليون هم القائلني و رجوع األرواح إىل ما كانت عليه مجتردها مث تصعد إىل عامل العقول،

القائلني بثبوت املعاد الروحاين و هذا مبين على تصورهم حلقيقة اإلنسان و هي النفس الناطقة املشائيني" .به

ألن إعادة "أن املعاد هو عود النفس اإلنسانية إىل عاملها"

14"املعدوم ال يصح

باعتبارها جوهرا ال تفىن و يكون املوت هو تفرق هذه األجزاء و ما يعين عودة أجزاء البدن :المعاد الجسماني.2

البعث إعادة تأليفها مرة أخرى و عندما يتم مجعها حيل عرض احلياة مرة أخرى و ينتهي عرض املوت ليكون هذا

نهم حول طبيعة اجلسد و هم أكثر املتكلمني، لكن اخلالف بييقولون بالمعاد الجسمانيالبعث اإلنسان، فهم

:فمنهمملعادا

41ص-مرجع سبق تعريفه-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة- علي أرسالن-13-بريوت-املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع- دراسة مقارنة يف فكر العامري-اإلنسان يف الفلسفة اإلسالمية-مين أمحد أبو زيد-14310ص-1994/ه1414-الطبعة األوىل-لبنان

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

276

إىل اإلجتماع بعد التفرقة و إىل احلياة بعد املوتأجزاء البدن القائلين بالمعاد الجسماني لكن عن رجوع.

إىل اإلجتماع بعد التفرقة و إىل احلياة بعد القائلين بالمعاد الجسماني لكن عن رجوع األجزاء األصلية

.املوت

البدن إىل اإلجتماع بعد التفرق و األرواح إىل األبدان بعد املفارقة رجوع:المعاد الجسماني و الروحاني معا.3

.و هم احملققون من املتكلمني

ألن البعث املوتى إحياؤهم واحدالبعث و المعاد"عن العالقة بين البعث و المعادقال المتكلمون

کتابه فيفخر الدين الرازيعرفه ، 15"مبعىن العود الذي اشتق املعاد و هو الرجوع أي رجوع الشيئ إما كان عليه

كجمع األجزاء األصليةإخراجهم من قبورهم ، بعد ىإحياء الموتعبارة عن ( بأنهاألربعين

، و هي مرحلة احلياة بعد املوت النشأة الثانيةحالة عودة اإلنسان في، يفسر لنا خالل هذا القول 16)کالظفر

إىل االجتماع بعد جسد ال كلهاأجزاء البعضرجوعلكنه يقر بعودة أو ،)دالجس+الروح(اليت جتمع بني

، يعود الفاين أو )الخالد+الفاني (اإلنفصال بينما يعين بعد مرحلة فناء اجلسد يف حلظة املوت و التفرق،

كإعادة تلالواجب في المعاد هو(قائال نصير الدين الطوسيذکره .البعض من الفاين ليجتمع مع اخلالد

األجزاء فالك، أما األجسام املتصلة بتلأو ا،األجزاء األصلية

.17)بعينها

49ص-مرجع سبق تعريفه-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة- علي أرسالن-15-الطبعة األوىل-القاهرة-مكتبة الكليات األزهرية للطباعة و النشر- حتقيق أمحد حجازي السقا–األربعني يف أصول الدين -فخر الدين الرازي-16

292ص -ه1406د ت-د ط-لبنان-بريوت-األعلمي للمطبوعاتمؤسسة -جعفر السبحاينحتقيق-املراد يف شرج جتريد االعتقادکشف -نصر الدين الطوسي-17.259، 258ص ص

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

277

تعلق النفسالتعجب من ( من خالل قولهإلى البدنالروحةمسألة عودالغزاليأبي حامد عرف

، والنفس يف البدن تأثري فعل وتسخري، وتأثري المفارقةعودها إليه بعدأظهر من تعجب أول األمربالبدن في

حيكم 18)أخرى لقبول تأثيره وتسخيرهصيرورة هذا البدن مستعدا مرةو،ال برهان علي استحالة عود هذا

، كما أكد يف ذات الوقت على حقيقة املعاد جوهر غري قابل للفساد بعد املوتهنا حجة اإلسالم على أن النفس

، ما يعين أنه من القائلني و دون انفصال بينهما)الروح و الجسد معا(عودةيف التصور اإلسالمي الذي يشمل

دا عو كيکون ذلو( حيث جاء يف قولهكحقيقة لنشأته الثانيةاملفسرين لعودة اجلسد يف عامل احلياة بعد املوت

أعيدت لها آلة مثل الم واللذات اجلسمية بفقد اآللة، وقد باآلظىان قد تعذر عليها أنه حتفإنه کالنفسكلتل

ة في األسماء فما ورد في وأما قولکم في الثاني بأنه تناسخ، فال مشاح ، عودا محققا كفکان ذلاألولي

مسألة المعاد و الشطر الثاني منمن خالل هذا القول الغزاليأبي حامد يضيف ، 19)الشرع يجب تصديقه

الذي عرب عنه بذات حيث يقر بعودة ذات الجسد، هي الكيفية التي تعود بها األجساد في نشأتها الثانية

على أنه ال بتناسخ األبدان، و جييب يف ذات القول عن القائلني أن هذا يصنف اآللة خالل النشأة األوىل

ة يف األمساء ألن حدد الكندي أربعة .بل يستوجب التصديق،برهانما ورد في الشرع ال يحتاج للمشاح

:20د هيأصول إثبات المعا

وجود الشيئ من جديد بعد كونه و حتلله

ب احلياة يف اجلسد املتحلل مرة إذ ميكن أن تد ،ظهور الشيء من نقيضه كظهور النار من الشجر األخضر

أخرى

.243، 242ص ص –م1955-الطبعة الثانية–القاهرة -دار املعارف -تقدمي سليمان دنيا - افت الفالسفة-أبو حامد الغزايل -18.243، 242ص ص –املصدر نفسه-1936ص-مرجع سبق تعريفه-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة-علي أرسالن- 20

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

278

إحياء اإلنسان بعد املوت أو خلقه

ا عظم املخلوقاخللق و الفعل مطلقان مهم

األبدان إلى األرواح بعد عودة كذا ، وإىل احلياة بعد املماتوبالمعاد هو الرجوع بعد الفناءاملراد إذا

، و هو ما جنده يف تعريف )الجسد+الروح( نشأة اإلنسان الثانية كحقيقة تجمع بينمبعىن ، و الفناءالمفارقة

، والرجوع للشيء إلى الحالة التي خرج المعاد بمعني العود( فقالمفاتيح الغيبصدر المتألهين في کتابه

معرفته ك، فهو من املعاين اإلضافية الواقعة حتت مقولة املضاف ، فلذلکل شيء يرجع إلى أصلهکما قيل منها،

عاد يف ، و يف بيان أمهية امل21)له المعاد ، وما منه المعاد ، وما إليه المعادما ، تتم إال مبعرفة ثالثة أمورال

اعلم أن الكتب اإلهلية املنزلة على األنبياء عليهم الصالة و السالم " الكتب اإلهلية املنزلة قال صدر الدين الشريازي

، إن اإلعتقاد و اإلميان باملعاد متفقة األصلو إن كانت يف بواطنها ،مختلفة الظواهر في باب البعث و القيام

أكده األنبياء عليهم السالم كما يعترب ركنا اعتقاديا مهما يف كافة األديان هو ما تؤكده جممع األديان السماوية و

:22السماوية، كما أن األديان السماوية تقوم على مبدأين مها

اإليمان باهللا تعالى/أ

اإليمان بيوم القيامة/ب

للطباعة، و النشر مؤسسة التاريخ العريب- حممد خواجويتقدي -تعليق على النوري-12املفتاح -مفاتيخ الغيب-صدر الدين الشريازي -21.298ص -م1881/ه1401-الطبعة األوىل-والتوزيع

- الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-منشورات مؤسسة األعلمي للمطبوعات-اجلزء األول- املعاد بني الروح و اجلسد-حممد نفي الفلسفي-2236ص-1993-ه1414

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

279

م نطوي (قوله تعالىالكريمة التي ذكرت المعاد، لورد في التزيل الكثير من اآليات القرآنية يـو

لين نا فاع نا إنا ك ا عليـ عد ه و لق نعيد أنا أول خ ا بد م تب ك ل للك طي السج اء ك و (قال تعالىو ،23)السم ه و

عل ثل األ له الم ن عليه و و و أه ه ه و لق ثم يعيد أ الخ ي يـبد كيم الذ و العزيز الح ه رض و األ ات و او ى في السم

:قال اهللا:عن أيب هريرة رضي اهللا عنه، عن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال"فقالجاء في تفسير ابن كثير، 24)

لن يعيدين كما :، فأما تكذيب إياي فقولهشتمني و لم يكن له ذلك، و كذبني بني آدم و لم يكن ذلك

و أنا األحد الصمد ،فقوله اتخذ اهللا ولدا،أما شتمه إياي بدأين و ليس أول اخللق بأهون علي من إعادته، و

يعيد ( قال تعالى، 25"الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ئ و و يـبد أي قدرته التامة " ،26)إنه ه

ادك (قال تعالى.27"بال ممانع و ال مدافعيبدئ الخلق ثم يعيده كما بدأه ض عليك القرآن لر ي فـر ن الذ

ل مبين و في ضال من ه ى و د اء باله لم من ج قوله تعالى آمرا رسوله صلوات اهللا " ، 28)إلى معاد قل ربي أع

الناس و مخبرا له بأن سيرده إلى معاد و هو يوم و سالمه عليه ببالغ الرسالة و تالوة القرآن على

.29"القيامة

إن أهل اجلنة ميكثون يف اجلنة مخسة عشر ألف سنة يصريون فقد جاء فيها عن المعادتالتوتراأما

أن بينما ورد المعاد في اإلنجيل، مالئكة و إن أهل النار ميكثون يف اجلحيم كدا أو زيد مث يصريون شياطني

.حيشرون مالئكة ال يطعمون و ال يشربون و ال ينامون و ال يتوالدونالناس

104اآلية : األنبياءسورة -2327:سورة الروم-24622ص-2006- ه1427األوىل الطبعة -اجلزائر-دار اإلمام مالك-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم- ابن كثري-2513آلية : سورة الربوج-26742ص -مرجع سبق تعريفه-اجلزء الرابع-تفسري القرآن العظيم- ابن كثري-2785اآلية:سورة القصص-28582ص -مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم- ابن كثري-29

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

280

:في التصور اإلسالميادـــــأنواع المع/ 2

" و علو مكانه و سمو معرفته بعث األرواح و األجساد فقاله الشيرازي على شرف علم المعاد نب

و و أصل حكيم في الحكمةاإليمانركن عظيم من هي ...اعلم أن هذه املسألة مبا فيها من البعث و احلشر

و أخفاها دليال إال على ذي بصرية ...هي من أعظم العلوم، و ألطفها، و أشرفها مرتبة، و أرفعها منزلة،العرفان

، قل من اهتدى إليها من أكابر احلكماء السابقني، و الالحقني، و مشاهري الفضالء قلب منور بنور اهللاتاقية، و

. 30"يناملتقدمني و املتأخر

لكنهم اختلفوا في كيفية ، ثبوت النشأة الباقيةالمعاد وحقيقةعلى اتفق المحققون من الفالسفة

جسماني معادأصحاب الحديث إلى أنهكذا و ،جمهور اإلسالميين و عامة الفقهاءذهب، حيث حدوثه

ذهب جمهور بينما ، يف الفحملنار سريان اكجسم سار يف البدن باعتبارها الروح عندهم حقيقة بناءا على ،فقط

إىل أنه روحاين عقلي ألن البدن ينعدم بصوره و أعراضه لقطع النفس عنها فال يعاد الفالسفة و أتباع المشائيين

ال سبيل إليه للفناء فتعود إىل عامل المعدوم يعاد و النفس جوهر روحاني باقيإذ ،بشخص تارة أخرى

.بيعياملفارقات لقطع التعلقات باملوت الط

، الغزاليأبي حامد ذهب الكثير من مشايخ العرفان و جماعة من المتكلمين كحجة اإلسالم لكن

جميعا إلىذهبوا، حيث "إلى القول بالمعادين...أيب جعفر الطوسي،الراغب األصفهاين،الحليمي،الكعبي

الفرق حمققي املسلمني و من لكن. ول مجهور النصارى و التناسخيةو به يقأن النفس مجرد تعود إلى البدن

بل يف اآلخرة و التناسخية يقدمها و ،ال يف هذا العاملبحدوث األرواح و ردها إلى البدنحيذوا حذوهم يقولون

إن جميع القائلين بالمعادين.و اجلنة و النار اجلسمانيتني،ردها إىل البدن يف هذا العامل و ينكرون اآلخرة

179ص-مرجع سبق تعريفه-اجلزء األول-املعاد بني الروح و اجلسد-حممد نفي الفلسفي- 30

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

281

املعاد من جانب اجلسد أهو هذا البدن بعينه أو مثله لكن الكثري من املسلمني قالوا البدن

:31و مها فريقان،املعاد غري البدن األول حبسب اخللقة و الشكل

إعادة الجسد عن تفرقة بجمع أجزاء الجسد األصلية و يعاد الروح إليها ليس لعين البدن الموجود في 1

الدنيا بل غيره

ة الجسد بعين أجزائه التي كانت في الدنياعود2

يرى أن اإلنسان يتكون من جسمني خمتلفني باملاهية و حقيقة اإلنسان عند المعاد الروحاني و الجسمانيإن

:32الشخص

جسم كثيف و هو البدن ذلك الهيكل المشاهد المحسوس المركب من األعضاء الخارجية و الداخلية

المعروفة

سار في البدن سريان النار في الفحم و هو الروحجسم لطيف نوراني

المعاد هولذلك من هذين النوعين من الجسمبفالمعاد من اإلنسان هو بدنه المرك إذا

بدن ألا، أجزاء أصليةمكون من هناك فريق آخر يقول أن اإلنسان، لكن الجسماني رضة لل ا لع رى ا أخ تزيد و

أغلب يقولون به كما ،و أصحاب الدياناتاملفكرين الذي أخذ بهاألغلباالتجاه األكثر و و هو،و تنقص

، و عن ذلك حقيقة اإلنسانجتمع بني النفس و اجلسد كجيعلون احلياة ألمالمتكلمين الصوفيةو المسلمين

،فليس من الحكمة أن يخاطب ببعث النفوسمن ال يوقن ببعث األجساد و ال يتصوره" قالوا إخوان الصفا

55ص-مرجع سبق تعريفه-البعث و اخللود بني املتكلمني و الفالسفة-علي أرسالن- 3164ص-املرجع نفسه- 32

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

282

و ال يتصوره فهو لبعث النفوس نالبعث األجساد يمكن تصوره و يقرب فهمه و علمه فإما من ال يقربهألن

.33"و به أجهل و من تصوره أبعد،أنكر

:اإلنسان صيرورة انتقال بين عالمينحقيقة/3

:أصل خلق اإلنسان في النشأة األولى/ أ

الذي و هو سؤال ،من أهم املسائل اليت شغلت فكر اإلنسانالتساؤل عن كيفية خلق اإلنسانيعتبر

العديد من حرص الدين على حسمه من خالل ما ورد يفحاولت الفلسفة اإلجابة عليه يف عصورها املختلفة، و

نا (، لقوله تعالىخلق اإلنسان من الطين أو الصلصالكيفية تتناول الكرمية اليتاآليات القرآنية لق د خ لق و

نون إ مس م ن ح ن صلصال م ان م نس المتن ، و الصلصال هو التراب اليابساملراد بالصلصال هاهنا"،34)اإل

ن (و قال تعالى،35"ألملساالطين و المسنون ، و احلمأ أي الصلصال من محأ و هو أيضا ان م نس لق اإل خ

خار الف لق (، و قال تعالى36)صلصال ك م خ ان م نس نظر اإل ن ماء دافق ) 5(فـليـ لق م ن بـين ) 6(خ ج م ر يخ

ائب ر التـ و هو تنبيه على ضعف أصل اإلنسان الذي خلق منه و إرشاد له إىل اإلعرتاف باملعاد ، 37)الصلب و

من تراب، و صلصال ذو بعدينخلق اهللا اإلنسان ، "ألن من قدر على البداءة قادر على اإلعادة بطريق األوىل

كما ورد يف آيات قرآنية أخرى أن اإلنسان خلق من الرتاب أو الطني أو الصلصال أو من محاء مسنون كالفخار

ين (أو من نطفة، لقوله تعاىل ن ط ان م نس لق اإل أ خ بد ه و لق ء خ ي ل ش ن ك س ي أح ن ثم ج ) 7(الذ له م عل نس

310ص-مرجع سبق تعريف-اإلنسان يف الفلسفة اإلسالمية-مين أمحد أبو زيد-3326اآلية:سورة احلجر-34810ص-مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم-ابن كثري-3514اآلية:سورة الرمحن-365،6اآلية:سورة الطارق-37

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

283

ين ن ماء مه لة م ة قليال ما ) 8(سال فئد األ بصار و األ ع و م السم عل لك ج ه و ن روح خ فيه م نـف واه و ثم س

رون ك مث جعل نسله من نطفة خترج من بني صلب الرجل و ترائب خلق أب البشر من طينمبعىن أن اهللا ، 38)تش

نا (قال تعالى. 39"و ملا خلق آدم من تراب جعله سويا...املرأة لق غة فخ ة مض نا العلق لق ة فخ ة علق نا النطف لق ثم خ

أنا ا ثم أنش م نا العظام لح و س ا فك ظام غة ع ض ين الم الق ن الخ س ر فـتبارك الله أح ا آخ لق م بـعد ) 14(ه خ ثم إنك

يتون عثون ) 15(ذلك لم ة تـبـ يام م الق م يـو قال ابن العباس و هو عظم الصلب، و يف الصحيح عن " 40)ثم إنك

نبقال رسول اهللا صلى اهللا عليه و : أيب هريرة قال منه خلق و سلم كل جسد ابن آدم يبلى إال عجب الذ

الذي و طبيعة الجسدفي بعديه، و معاده الضعيفة و هو تأكيد على حقيقة أصل اإلنسان ، 41"منه يركب

، األجزاء األصلية و العارضة من الجسدبو الذي ال يبلى و هو ما عرب عنه الفكر الفلسفي اإلسالمي ،يبلى

رف فيها النفس ليست هذا اجلسم الثقيل الذي يقع هلا به اإلعياء، بل هي اللطيف املهتدل ملادة اليت يتص" ألن

ما يعني طبيعة العالقة بين النفس و الجسد هي صيرورة ، 42"و هذا غالفه و قشرهالبدن األصليالنورية و هو

البدن الحقيقي األصلضمن نطاق انتقالية من النشأة األولى إلى النشأة الثانية ضمن وحدة كلية تكاملية

نسبة النفس إىل البدن كنسبة الريح إىل السفينة " ألنالذي يوجد يف النشأة الثانية و ما يف األول هو القشر منه

7،8،9اآلية : سورة السجدة-38659ص -مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم-ابن كثري-3914اآلية :سورة املؤمنون-40353ص-مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم- ابن كثري-41-2001- ه1422-الطبعة األوىل- لبنان-بريوت-دار إحياء الرتاث العريب-ربوبيةالشواهد ال-جمموعة رسائل فلسفية-صدر الدين الشريازي-4288ص

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

284

. 43"السري و اجلريان

:44اإلنسان إلى ثالثة أقسام من حياته حتى موته و هييصنف

نزعة الجنين إلى األشباح البدنية

نزعة الجنين عن الرحم

نزعة الروح عن البدن الكثيف

مرحلة اإلنسان منذ وجوده إلى اكتماله يمر بهذه المراحل الثالث هيأن صيرورة حياةذلك يعني

الموت ميالد ، ثم خروجه من الحياة إلى الموت و كأنأو الوالداتثم خروجه كجنين،الرحمفيالنطفة

، و املوت حتقق له النقلة إىل كماله نشأته األولىاإلنسان يسعى إىل استكمال كماله يف لكن،ليس بعده موت

و قد عرفه ابن الموت كمال اإلنسان و تمامه" ، ألنكمال طبيعي و كمال معرفيو السعادة القصوى و هو

فالموت تمامه و كماله و به يصير إلى أفقه ،املوت هو متام حد اإلنسان ألنه ناطق مائت: سينا فقال

لحظة اإلنتقال من الدنيا إلى اآلخرة و هي لحظة ميالد اإلنسان من جديد و هي الموت، إذا 45"األعلى

كحياة الجنين في بطن أمه و الموت هو هية التي ترى أن اإلنسان في الدنيا هي لهناك من المذاهب اإل

.عبارة عن والدة اإلنسان من جديد

دار إحياء -م1990/ه1410الطبعة الرابعة -السفر الرابع-اجلزء الثاين-األربعةاحلكمة املتعالية يف األسفار العقلية -صدر الدين الشريازي- 4354ص-لبنان-بريوت- الرتاث العريب

- الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-منشورات مؤسسة األعلمي للمطبوعات-اجلزء األول-املعاد بني الروح و اجلسد-حممد نفي الفلسفي-446ص-1993-ه1414

279ص-مرجع سبق تعريفه-الفلسفة اإلسالميةاإلنسان يف-زيدمين أمحد أبو-45

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

285

الموت بالرغم من أنوضعنا بعد املوتعنفإننا ندخل يف تفكري عميق لكن عندما نفكر في الموت

، إال أن ذلك ولد مهمتان في نظام الخليقةظاهرتان طبيعيتانتشكلو الحيات

أول مبحث في باعتبارها املوت عرباللحظة اإلنتقالية و طبيعته خاللعن حقيقة اإلنسان فيما بينهاختتلف

...رسول اهللا فقال الموتذات فقيل و ما هو ياأذكروا هادم الل " المعاد لقوله صلى اهللا عليه و سلم

و ،طوىب ملن أكر عند النزول بأوهلاف،و آخر منزلة من منازل الدنيا،و الموت أول منزل من منازل اآلخرة

و عن علي رضي اهللا عنه قال لكل دار باب و باب دار اآلخرة "، 46"طوىب ملن أحسن مشايعته يف آخرها

في و حكمته هو حركات النفوسسبب الموت الطبيعيأن" و قد ورد في حكمة عريشية، 47"الموت

. 48"مراتب االستكمال و تحوالته إلى عالم اآلخرة

ليس الموت الفناء و العدم، بل اإلنفصال عن المزيف و اإلنتقال من نشأة إلى نشأة أخرى إذا

المبدأ الفطرة األولى و المعاد هو العود إلى تلك " حيث األصل و الكمال و السعادة القصوى ألن

و صيرورة الخلق عدم بعد الوجود ،فكذلك صيرورة الخلق موجودة بعد العدم هي مبدأ الخلق" ،49"الفطرة

.50"و الذهاب لما كانا متقابلين أسكن أن يصير كل واحد منهما عين اآلخرالمجيءألن ،هو معاد الخلق

279ص-مرجع سبق تعريفه-الفلسفة اإلسالميةاإلنسان يف-مين أمحد أبو زيد-46279ص- املرجع نفسه-4788ص-مصدر سبق تعريفه-الشواهد الربوبية-جمموعة رسائل فلسفية-صدر الدين الشريازي-4875ص-2008-ه1429-الطبعة األوىل-لبنان-بريوت-دار اهلادي للطباعة و النشر-التذكرة يف املبدأ و املعاد-نصر الدين الطوسي-4978ص-املرجع نفسه-50

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

286

:نــــالفرق بين النشأتي/ بالموت بوابةالحياة عبر عالم عبر صيرورة انتقاله من نعلم أن حقيقة اإلنسان و كماله ال تتم إال

، و في بيان تحديد زهة عن النقصانن الزمان و المكان ألنها من أة ممبر إلى الحياة بعد الموت، و هي حياة

: 51النشأتين حدد ها الشيرازي في النقاط التاليةالفروق بين

متقدم على القوة و ألجلهاالفعل هناكو ،ألجل الفعل فيتقدم عليه بوجهههناالقوة)1

ألن هذا العامل دار االنتكاسف من الفعلالقوة في اآلخرة أشر و ،يف هذا العاملف من القوةالفعل أشر )2

و نفوس اآلخرة فاعلة ألجسادها على سبيل ،هذا العامل قابلة لنفوسها على سبيل اإلستعدادأجساد)3

اإلستيجاب و اإلستلزام

فينسج زل األمر إىل النفوس ة يتن و يف اآلخر ،ههنا يرتقي األبدان)4

منها األبدان

ليس مبمتنع وجود غري املتناهي فيه لعدم التضايق و هناكإن إعداد األبدان كإعداد النفوس غير متناهية)5

اسةالتزاحم و نفي املواد و التداخل و املباينة و املم

لكل واحد من أهل السعادة ما يريده و لكل إنسان عامل تام يف نفسه ال ينتظم على غريه يف دار واحدة و )6

.من يرغب يف صحبة حلظة عني أو قلته خاطر

مبا)7

.52متميز عن الباطل

267ص-مصدر سبق تعريفه-الشواهد الربوبية-جمموعة رسائل فلسفية-صدر الدين الشريازي-5194ص- تعريفهمرجع سبق -التذكرة يف املبدأ و املعاد-نصر الدين الطوسي-52

ماهيــة اإلنســان جــدل بــين : الجســد و المعــاد المبحــث األول: الفصــل الرابــعنــنشأتيعند الفالسفة المسلمين

287

اإلسالمي صيرورة انتقال بين نستخلص من خالل ما سلف ذكره أن حقيقة اإلنسان في التصور

النشأتين عبر بوابة الموت طلبا في االكتمال و السعادة القصوى، و هو ما يؤكد ماهية اإلنسان ضمن

.وحدة كلية متكاملة و منسجمة تجمع بين النفس و الجسد

؟يحقق انتقالية مشروع اإلستطيقا اإلسالميةفي النشأة الثانية لكن هل يعني عودة الجسد األصل

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

288

:الغزاليأبي حامدعند األجسادمعاد مسألة / 1

التحقيق من أهم املسائل العقائدية اليت مل يکشف البحث ومسألة المعادالفالسفة المسلميناعترب

، يومنا هذاإىل التساؤلو، وما زالت مسائلها حمل الکالم ا اخلفيةأسرارهمجيع د اآلن حلعن طريق الربهان العقلي

، فما من الرتباطها الوثيق به،بمسألة التوحيدمقرونةثلث التنزيل فيها ما يقارب وألمهيتها وتعقيدها أنزل احلق

مسائل، بل مل تتعرض مسألة من بالمعاد واليوم اآلخراإليمانآية نزلت يف التوحيد إال وختمت بالدعوة إىل

ة حدوثه من املنظور کيفيومسألة المعادالتساؤالت کما تعرضت له ت ويا

.اإلسالمي، و هو ما جعلها حتتل الصدارة ضمن التيارات الفلسفية اإلسالمية باختالف مذاهبهم و مدارسهم

درسوا مسألة المعاد في التصور من بين الفالسفة و المتكلمين الذين يعتبر أبي حامد الغزالي

بل ،و مل خيطر بالبال رجل واحد،إذا قيل الغزايل تشعبت النواحي" ، و هو الذي قيل عنهالفلسفي اإلسالمي

األصويل احلذق، و الفقيه احلر، و املتكلم إمام السنة، خطر بالبال رجال متعددون لكل قدره و قيمته، فهو

عايش حيث ، 1"و مكنونات القلوب، و الفيلسوف، و الصويف و املريب الزاهداإلجتماعي اخلبري بأحوال العامل

كتلة من التيارات الفكرية و الفلسفية اليت تناولت مسألة املعاد كل حسب أسسه و مرجعياته، ما جعله يصنفها

بفضله و من هذا المرض إنما أشفاني اهللا تعالى" بيان ذلك قال، و يفبعد شفائه الروحي و الفكريلفرق

:2انحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق

:المتكلمون.1

.و املخصوصون باالقتباس من اإلمام املعصوم،:الباطنية.2

7ص-الطبعة الثانية- عمان-األردن-دار الفتح للطباعة و النشر و التوزيع-حتقيق حممود بيجو-املنقذ من الضالل-حامد الغزايلأبو-138ص-املصدر نفسه-2

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

289

.هم الذين:الفالسفة.3

ع:الصوفية.4 .اإلهليةو أهل املشاهدة و املكاشفة،يد

فهؤالء هم السالكون سبل لنفسي الحق ال يعدو عن هذه األصناف األربعةفقلت"بقولهليختم تصنيفه

رك احلق مطمع إذ ال مطمع يف الرجوع إىل التقليد بعد احلق عنهم فال يبقى يف د فإن شذ ،طلب الحق

.3"مفارقته

س ما ورد في على المعاد مسألة في إثباتالغزالياعتمد نصوص البه جاءتا و مالشرع المقد

و هو ما أكده ، الشرع کاف في إثباتهألنحتاج إلى دليليال و اإليمان بها ه يجبيرى أنلكنه، المقدسة

التصديق بهما هو حق وو،احلشر والنشر" فقال،کتابه إحياء علوم الدين المجلد األوليف

قال اهللا ، لر اهللا تعاىل کاالبتداء واإلنشاءمقدو كذل، واإلعادة بعد اإلفناءمعناه وألنه يف العقل ممکن،واجب

يم (تعاىل ي رم ه ي العظام و ه قال من يح لق ي خ نس ب لنا مثال و ضر ا أول مرة ) 78(و أه ي أنش ا الذ ييه قل يح

لق عليم و ل خ و بك قال رسول اهللا : قال( ، و قد جاء يف تفسري ابن كثري، فاستدل باالبتداء على اإلعادة4)ه

يا محمد أتزعم أن اهللا :و هو يفتته، و يذريه يف اهلواء و هو يقولعظمة رميمو يف يده صلى اهللا عليه و سلم

م إال (وجل، وقال عز5"يحشرك إلى النارنعم، يميتك اهللا تعالى ثم : يبعث هذا؟ فقال ثك ال بـع م و لقك ا خ م

ير يع بص م ة إن الله س د اح س و نـف أنكر البعث بالبدء أولم يستدل من( و في تفسير ابن كثير لها قال، 6)ك

8ص-مصدر سبق تعريفه-املنقذ من الضالل-حامد الغزايلأبو-379- 78اآلية :سورة يس- 4837ص -2006-ه1427-الطبعة األوىل-اجلزائر-دار اإلمام مالك-اجلزء الثالث-تفسري القرآن العظيم-ابن كثري-528اآلية :سورة لقمان- 6

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

290

، 7)حقري ضعيف مهني، فخلقه من شيئابتدأ خلق اإلنسان من ساللة من ماء مهينعلى اإلعادة فإن اهللا

و دليله في ذلك اإليمان و بالمعاد الروحاني و الجسماني معاهما يؤكد قول، 8)فهو ممکن کاالبتداء األول

عود النفس إلى البدن بعد مفارقته عنه يوم "، و هو ما أكده من خالل قولهالتصديق بما ورد في الشرع

، بل التعجب من تعلق النفس البدن يف أول األمر يتعجب منهالقيامة أمر ممكن غير مستحيل، و ال ينبغي أن

و ال برهان على استحالة و تأثري النفس يف البدن تأثري فعل و تسخري ،أظهر من تعجب عودها إليه بعد املفارقة

.9"عودها هذا و صيرورة هذا البدن مستعد مرة أخرى لقبول تأثيره و تسخيره

مث انظر کيف ( قالحيث واصفا أرض احملشر، إحياء علوم الدينهکتابفي مسألة المعادالغزاليح وض

فيها عوجا ىتر ، أرض بيضاء قاع صفصف الأرض المحشرحفاة عراة غرال إلىبعد البعث والنشوريساقون

ة ينخفض عن األعني فيها، وفيها ربوة خيتفي اإلنسان وراءهاىتر ، والوال أمتا هو صعيد واحد ، بلال هد

من أقطار األرض فسبحان من جمع الخالئق على اختالف أصنافهم، بسيط ال تفاوت فيه، يساقون إليه زمرا

كوحقيق لتل، الرادفة هي النفخة الثانية، وىلو الراجفة هي النفخة األ، وذ ساقهم بالراجفة تتبعها الرادفةإ

"صلى اهللا عليه و سلمقال رسول اهللاتکون خاشعة، أن األبصاركولتلأن تکون يومئذ واجفة، القلوب

ا لههذا تأكيد، 10")عفراء کقرص النقي، ليس فيها معلم ألحدعلى أرض بيضاءيحشر الناس يوم القيامة

الجمع بينهما ضمن التكامل و کما کان في الحياة بعد الموت،معاسمانيالجوانيالروحعلى المعاد

بعث األجسادرده على من قال استحالة البعث عامة، و من رفض ليكون، في عالم الدنيااإلنسجام

837ص -مرجع سبق تعريفه-اجلزء الثالث-العظيمتفسري القرآن -ابن كثري-7150ص - م 1998دار مصر للطباعة -اجلزء األول–إحياء علوم الدين -حامد الغزايلأبو- 8124ص-2009-ه143- الطبعة األوىل-مؤسسة مشس هجر للنشر-حتقيق صاحل أمحد الرباب-املعاد اجلسماين-أمحد األحسائي- 9

.605ص -مصدر سبق تعريفه-اجلزء الرابع-إحياء علوم الدين-حامد الغزايلأبو- 10

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

291

ده ، حيث نجده ينتهج البرهان بالخلف ألنه 20المسألة في التهافت ضمن خاصة، و دليله في ذلك حد

، و هو ضمن مسلكانجاء في قضية الخصم، ثم يبرهن على نقيض القضية، ليبني بعدها نظريتهابتدأ بما

فلنتقدم تفهيم معتقداتهم في األمور األخروية ثم لنعترض على ما " ستهل المسالة فقالده حين اما أك

:12و المسلكان هما، 11"يخالف اإلسالم من جملة

: المسلك األول.1

يشتمل االجتاه األول على إبطال القائلني باستحالة معاد األجساد و الذين صنفهم إىل ثالثة أقسام، و

:13العود إلى األبدان ثالثة أقسامتقدير:قالوا" عن ذلك قال

و معنى أن،مدبرة للجسم فال وجود لهااإلنسان عبارة عن بدن و النفس قائمة بنفسها:القسم األول

.معا و ال حياة بعد العدمانعدام النفس و البدن،الموت انقطاع للحياة

على شكل آدمي و هو التركيبو المعادترابا، مادته تبقى أصل مادة البدن التراب، و :القسم الثاني

:و هو ضربانابتداءتخلق فيه الحياة

األول بجمع تلك األجزاء بعينهاءالنفس تبقى بعد الموت و يرد البد.

.اإلنسان ليس إنسانا بها بل بالنفسألنتلك األجزاء أو غيرهاترد النفس إلى البدن سواء مع/ج

274ص-1972-مصر - القاهرة- الطبعة الثامنة- دار املعارف للنشر- حتقيق سليمان دنيا-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 11294ص-املصدر نفسه- 12294ص-املصدر نفسه- 13

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

292

فظاهر البطالن"بقولهو يؤكد على بطالنها مبررا ذلك في قوله رد الغزالي على األقسام الثالثة ي

العود المفهوم الذي بل ،مهما انعدمت احلياة و البدن فاستئناف خلقها إجياد ملثل ما كان ال عني ما كان

، يفسر هنا مفهوم العود و حقيقته اليت تتطلب استئناف ما هو 14"و تجدد الشيئيفرض فيه بقاء الشيئ

طرفني إحدامها يتجدد بينما اآلخر جيب فيه االستئناف و حال العود النفس و اجلسد، مث يتابع برهانه موجود بني

:15مفصال الرد على كل قسم

فنقول عند " المعادةبانعدام النفس و الجسد، و استحالأكد اعرتاضه على بطالن القول: القسم األول

،ال يكون ذلك عودا لإلنسانو ،قطعت احلياة عنه مدةنبعد أن ايستقيم أن يقال عاد التراب حياذلك

ألن اإلنسان إنسان ال مبادته إذ تتبدل عليه سائر األجزاء أو أكثرها بالغذاء رجوع ذلك اإلنسان بعينهو ال

، إذا و إنما يستأنف مثلهفما عدم ال يعقل عودهو هو ذاك األول بعينه فهو هو باعتبار روحه و نفسه

إلى ما يعني أن العائد في هذه الحالة هو التراب.ي عاد إىل حالة كانت له من قبلأ،وجودالعائد هو الم

الحياة استئنافا، لكن هل يعني هذا أن المتجدد هو النفس؟

اليت ال يزال شرحه لنظرية اآلكل و المأكوليبين الغزايل اعرتاضه و تأكيد بطالنه من خالل : القسم الثاني ،

لسفي و الفقهي مل حيسم إىل يومنا هذا، دون الغوص يف األعماق نعود إىل قول حجة النزاع و اجلدال الف

و قد جرت العادة به يف بعض إذا تغذى اإلنسان بلحم إنسان" اإلسالم يف هذا الصدد الذي جاء فيه

ألن مادة واحدة كانت بدنا للمأكول و ،فيتعذر حشرهما جميعاالبالد و يكثر وقوعه يف أوقات القحط

، ثم يفصل كيفية العود الجسداني"ارت بالغذاء بدنا لآلكل و ال يمكن رد نفسين إلى بدن واحدص

294ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 14294ص-املصدر نفسه- 15

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

293

يدا و ،يجب أن يعاد جزء واحد كبدا أو قلبا" بين أعضائه التي يجب أن تعاد، و هو ما جاء في قوله

فنفرتض أن أجزاء معينة قد األجزاء العضوية يتغذى بعضها عن بعضفإنه ثبت بالصناعة الطبية أن ...رجال

إلى أي عضو تعاد؟، كانت مادة جللة من األعضاء

16رد النفس إىل بدن إنساين من أي مادة كانت اإلمجال الرتاب، فهو حمال من وجهنيإن : القسم الثالث:

ال ميكن عليها املزيد و هي متناهية و األنفس للكون و الفساد محصورة في فلك القمرالمواد القابلة

.املفارقة لألبدان متناهية

بل البد من أن متتزج العناصر امتزاجا يضاهي امتزاج النطفة،يقبل تدبير النفس ما بقي تراباالتراب ال.

د جملة من خالل توضيحه لطبيعة العالقة بين النفسأبي حامد الغزالي اعتراضه لألقسام الثالثةأك

و هي جوهر قائم بنفسه فإن ذلك ال خيالف باقية بعد الموتالنفس نإ" و الجسد في قسم الحياة فقال

و ذلك ممكن بردها بدن أي بدن كانو هو بعث البدنل ذلك على البعث و النشور بعده نعم قد د ...الشرع

،17"أو من غيره أو من مادة استؤنف خلقها فإنه هو بنفسه ال ببدنه،سواء كان من مادة البدن األول

، ما يعين أن العود يكون ول بالمعاد الروحاني و الجسداني وفق مبد العود و االستئنافنستخلص هنا أنه يق

لطرف النفس باعتبارها اجلوهر الروحاين الذي كان موجود، ليكون الطرف اآلخر ملعادلة العود للطرف املتجدد

ئناف أو كان غري ذلك، ألنالذي يكون بطبيعة احلال اجلسد، و مل حيدد الغزايل طبيعة اجلسد املعاد إن كان است

يؤكد علىيف نفس الوقت ، لكنه أجزاء البدن متغرية بني الصغر و الكرب، الصحة و املرض و كذا اختالف مزاجها

.وفقا و تصديقا ملا جاء به الشرعتو معاد األجساد يف احلياة بعد امل

294ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 16299ص-املصدر نفسه- 17

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

294

:18المسلك الثاني/2

باعتباره حجر األساس النسيج مرورا بصناعة القطنمراحل صناعةمن خالله بشرح مبثال الغزايل استهله

فال يتصور أن" مث يطبق هذا املثال على تركيب اإلنسان فقال، و لوال تلك املراحل لكان النسيج حمالللنسيج

فال ...الغضاريف،اللحوم،العروق،بالشكل املخصوص مركبا من العظاميكون إنسانا إال أن يكون متشكال

أفينقلب .ال ميكن أن يتجدد بدن إلنسان لرتد النفس إليه إال إذ ...تكن األعضاءون البدن ما مليك

و هو تأكيده على بطالن من قالوا جتدد اجلسد املعاد من خالل قلب الرتاب كونه املادة األصل التراب إنسانا؟

يف هذه األطوار حيصل مبجرد القدرة من غري إمنا النظر أن الرتقي" يربر الغزايل اعرتاضه من خالل قوله.يف تكوينه

.19... "لكن ليس من شرطه أن يكون السبب هو املعهود بل خزانة املقدورات...واسطة أو سبب من األسباب

:انتقالية الذوق الجمالي بين النشأتين/2

جمالي برهن أبي حامد الغزالي على المعاد الروحاني و الجسماني معا من خالل انتقالية الذوق ال

و قد ذكرنا سالفا نظريته الجمالية التي العقلي و الجسماني من الحياة إلى الحياة بعد الموت، بقسميه

ة دأسسها من خالل تكامل النفس و الجسد في بلوغ الجمال الحقيقي، حيث بين العالقة بينهما في ع

بيان أن النفس قد تحتاج (كتابه معارج القدس في مدارج معرفة النفس ضمن قسم مجاالت فقد ورد في

وسيلة توصله ملقصد ما، قد قد حيتاج إىل الذي اإلنسان و مثاله يف ذلك مثال،)إلى البدن و قد ال تحتاج إليه

صار السبب املوصل بعينه إذا وصل إليه مث عرض من األسباب ما حيول عن مقارنته " أو آالت، لكندابة تكون

301ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو-18301ص-املصدر نفسه- 19

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

295

بيان أن هذه القوى كيف برأس بعضها بعضا و كيف خيدم بعضها " قالو عن الرئيس و المرؤوس، 20"عائقا

:21إن لذة النظر إلى وجه المعشوق متفاوتة ألسباب عدة" أما عن التصور الجمالي قال،"بعضا

كمال جمال المعشوق و نقصانه

كمال قوة الحب

كمال اإلدراك

اندفاع العوائق المشوشة و اآلالم الشاغلة للقلب

التي متى تحققت تم الذوق الجمالي العقلي و الجسدي أما حقيقة الجمال، إلى الشروطإذا هي جملة

ذة تصوره الجمالي من خالل القياس بين الل بنىنستخلص أن الغزاليل، "لذة المعرفة+لذة النظر"جانب

على الرغم من التراتبية الجمالية التي فصلها من الحسية الجسمانيةاللذة الجمالية الجمالية العقلية و

:22ذة العقلية أشرف من اللذات الجسمانية أمرانإن الدليل أن الل "خالل قوله

، ذات الجسمانية من الجمالو ليس لها من الل ،حالة المالئكة أشرف من حال السباع و الخنازير.1

.ت به في نفسهاالها الذي خص و إنما لها لذة الشعور بكمالها و جم...و األكل

و مغريات الدنيا من أكل ،إن يتمكن من غلبة الشهواتقد تؤثر اللذات الجمالية العقلية على الجسمية.2

...و أنكحة و األطعمة

لكن على الرغم من التفاضل الجمالي بين اللذة الجمالية و الحسية، إال أن هذا ال يعني إقصاء

يؤكد على انتقالية كال القسمان إلى لي للغزالي، ألنه في ذات اللحظةالجسد من قانون التصور الجما

87ص-القاهرة–مطبعة اإلستقامة -معارج القدس يف مدارج معرفة النفس-حامد الغزايلأبو- 20139ص-املصدر نفسه- 21282ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 22

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

296

حيث اجلمال املطلق الذي يسعى لبلوغه اإلنسان اجلمايل يف الدنيا فإن احلياة بعد املوت، مرحلة النشأة الثانية

. السعي يتواصل و ينتقل بانتقال اإلنسان اجلمايل

اإلنسان الجمالي في النشأة األولى، فما هو حجر األساس لكن إذا كان العلم و الفضيلة هي أساس

للمعادلة الجمالية في النشأة الثانية؟

ت المعادلة الجمالية في النشأة األولى من خالل الفضيلة و العلم باهللا تعالى النافع من " ألنإذا تم

بالضرورية الحتمية ذلك ، يكون نتاجه23..."جملة العلوم العقلية المحضة هي العلم باهللا تعالى و صفاته

تحقق الجمال في النشأة الثانية، ما يعني أن مشروع اإلستطيقا اإلسالمية التي أسسها حجة اإلسالم أبي

حامد الغزالي من خالل الجمع و التكامل و التواصل بين المعادلة األولى لإلنسان الجمالي، هذا األخير

إنا ال " و هو ما أكده من خالل قوله، م اإلنتقال للنشأة الثانيةإال في تماالذي ال تكتمل معادلته الجمالية

ننكر أنواع اللذات في اآلخرة أعظم من المحسوسات، و ال ننكر بقاء النفس عند مفارقة البدن، و لكننا

عرفنا هذا بالشرع إنه قد ورد بالمعاد و ال يفهم المعاد إال ببقاء النفس، و إنما أنكرنا عليهم من قبل

:24اهم معرفة ذلك بمجرد العقل و لكن المخالفة للشرع منهادعو

إنكار حشر األجساد

اللذات الجسمانية في الجنة

إنكار اآلالم الجسمانية في النار

إنكار الجنة و النار كما وصف في القرآن

284ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 23287ص-املصدر نفسه- 24

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

297

و حتى الغزالي يؤكد على انتقالية اللذة الجمالية العقليةأبي حامد أن من خالل ذلكنستخلص

الجسد ال ية اإلنتقالية،كما أنالجمالتكامل النفس و الجسد في التجربةو في ذلك تأكيد على، الحسية

حيث يتم التكامل و للجسد بل هناك نشأة ثانية و انفصال الجوهر الروحاني عنه،يزول لحظة الموت

حن إنه برهاننا في مشروع ، و هو البرهان الرابع في قوله حشر األجساد، و نقول نالجمع بينه و بين النفس

.اإلستطيقا اإلسالمية

:السعادة القصوى/ب

باعتبارها غاية الجمال الحقيقي، و هي سعادة بلوغ السعادةبنى الغزالي التجربة الجمالية وفق مبدأ

و من جمع الفضيلتين العلمية و " و هو ما أكده الغزالي في قوله، انتقالية مع اإلنسان الجماليأيضا

ق التي تحقهي الحقيقية أن غاية الفضيلة ما يعني ، 25"فهو العارف و العابد و هو السعيد المطلقالعملية

و هو بذلك يتجاوز كل ، السعادة المطلقة التي تجمع بين السعادة في النشأة األولى و النشأة الثانية

مسار و رت الذوق اجلمايل التصورات و

هي لكن السعادة الحقيقية المطلقة،الفضيلة و الفعل اجلميل و السعادة احلقيقية يف حدود النشأة األوىل

بها باملطلق كشريان و مجاله حبا و شوقا و تش ،و فضيلته،اللحظة اليت يدرك فيها اإلنسان الغاية من وجوده

فكلما ازداد الناظر استبصارا ازداد للسعادة " ألنه، بعد املوتإىل احلياة احلياةالوصال بعد اإلنتقال من

لكنها سعادة ال تتم إال إذا تم الجزء األول منها في الحياة فال تكون إحداهما دون األخرى و ، 26استعدادا

285ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 25287ص-املصدر نفسه- 26

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

298

يلة المثلى د الغزالي أقسام الفضيلة التي تؤسس للفضحد ، لذلكهو تأكيد على التكامل و اإلنسجام بينهما

:27و السعادة القصوى إلى

لكن ال يدوم ،من كانت له الفضيلة العلمية دون العملية فهو العامل الفاسق و يتعذب قليال:الفضيلة العلمية

.ألن نفسه كملت بالعلم و لكن العوارض البدنية لطخته

لكن ال ،يسلم و ينجو عن األملفمن كانت له الفضيلة العملية دون العلمية :الفضيلة العملية دون العلمية

. يحظى بالسعادة الكاملة

نسان الجمالي أما الفضيلة المثلى تجمع بين الفضيلتين كوحدة تكاملية ضمن قانون الجمال و اإلإذا

فما "ذلك قالو في تأكيدالسعادة في النشأتيندة الحقيقية هي جمعالسعاالسعادة القصوى، ما يعني أن

و نحن نقول ما المانع ،28"لجمع بين السعادتين الروحية و الجسمانية و كذا الشقوةالمانع في تحقيق ا

في الجمع الحياتين بانتقال التصور الجمالي مع انتقال اإلنسان الذي تتحقق فيه المعايير الجمالية في

أكمل األمور ألن الجمع بين األمرين " ، و يتم ذلك بتمام الفضيلة و السعادة و الجمال الحقيقيالنشأتين

هذا ما جعلنا . ما يعني تكامل التصور الجمالي بين المرحلتين" و هو ممكن فيجب التصديق به وفق الشرع

ذات المتغيراتللمشروع اإلستطيقا اإلسالمية في النشأتين وفق معادلة جماليةالغزالي فاتحاب ننص

: التالية

285ص-مصدر سبق تعريفه-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو- 27287ص-املصدر نفسه- 28

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

299

الذوق الجمالي+الجسد+النفسالجماليالذوق +الجسد+النفس

النشأة الثانية+ النشأة األولى

:مسألـــــــة التناســــــــخ/ 3

حيث قال فخر الدينأبي حامد الغزالي بقوله بالتناسخ في نظريته معاد النفس و الجسدهمات

إمنا مل يشرحه يف کتبه کثري شرح ، ملا قال أنه ظاهر ال حيتاج إىل زيادة بيان، نعم رمبا مييل کالمه وکالم (الرازي

فيعيد إليه نفسه البدن بدنا، كة لذلإىل أن خيلق اهللا تعاىل من األجزاء املتفرقبالمعادينکثري من القائلني

إعادة المتناع حبسب الشخص، واألولغير البدن، وال يضرنا کونه بعد خراب البدنالمجردة الباقية

، 29... )، وما شهد النصوص من کون أهل اجلنة جردا مردا وکون ضرس الکافر مثل اجلبل أحد المعدوم بعينه

فليكن تناسخا و نحن إنما احة يف األمساء فما ورد الشرع به جيب تصديقه، فال مش" لكنه يدافع عن نفسه فقال

، و قال أيضا يف 30"ننكر التناسخ في هذا العالم و أما البعث فال ننكره سمى تناسخا أو لم يسمى تناسخا

137ص- مرجع سبق تعريفه-املعاد اجلسماين-أمحد األحسائي- 29300ص-املصدر نفسه- 30

إسالمية انتقالية بين مشروع إستطيقا النشأتين

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

300

إن کل مزاج استعد لقبول نفس استحق حدوث نفس : قولکمو( قالو، 31"بهذا يبطل التناسخ"ذات الصدد

، في مسألة حدوث العالمكقد أبطلنا ذل، ون حدوث النفس بالطبع ال باإلرادةاملبادئ ، رجوع إىل أمن

ا يستحق حدوث نفس إذا مل تکنال يبعد على مساق مذهبکم أيضا أن يقال و!!کيف ، مث نفس موجودة إمن

بل في ، النشورالبعث وقبل فلم مل تتعلق باألمزجة املستعدة يف األرحام أن يقال ى، فيبقنفسالفتستأنف

كيف ذلال يتم سببها إال ، ولعل األنفس المفارقة تستدعي نوعا آخر من االستعداد: عالمنا هذا؟ فيقال

ال يبعد يف أن يفارق االستعداد املشروط للنفس الکاملة املفارقة االستعداد املشروط للنفس احلادثة ، والوقت

وبأسبابها وأوقاتها حضورها،الشروطكأعلم بتلتعالىاهللا، وبتدبر البدن مدةمل تستعد کماال ابتداء اليت

.32)هو ممکن فيجب التصديق بهوقد ورد الشرع به،

؟لكن ما التناسخ؟ و ما هي أصنافه

، ، الشيب الشبابمبعىن إزالة الشيء بشيء يتعقبه، کنسخ الظل،بمعنى النقلمأخوذ من النسخ:33التناسخ لغة

.التحولاالنتقال والنقل وفاألصل اللغوي يف التناسخ هوو عليه

البدن المتعلقة به فعال إلى بدن آخر غيره يقصد به مطلق االنتقال للنفس منف:التناسخ بالمعني األعمأما

إىلباعتبار عمومية االنتقال للنفس من بدن ، للتناسخ الباطل وغير الباطلعندئذ يکون شامال و، بالموت

:34محدد ضمن أربعة أقسام هيالتناسخ بالمعنى األخصبينما جند أن. آخر

299ص- مرجع سبق تعريفه-اجلسمايناملعاد-أمحد األحسائي- 31.244، 243ص ص –مصدر سبق تعريفه -افت الفالسفة-حامد الغزايل أبو-32124ص- مرجع سبق تعريفه-املعاد اجلسماين-أمحد األحسائي- 33127ص -نفسهرجع سبق امل- 34

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

301

يف هذه النشأة البدن المادي المتعلقة به إلى بدن إنسان آخرانتقال النفس من هو:التناسخ بالتناسخ)1

.الدنيوية

.البدن الدنيوي المتعلقة به بالموت إلى بدن حيوان آخرانتقال النفس من يعين:المسخ)2

.رسخا ىيسم، وبدن نباتي آخرإىل البدن المادي المتعلقة به بالموتانتقال النفس من )3

. فسخا ىيسم، وبدن جمادي آخراملتعلقة به باملوت إىل البدن الدنيويانتقال النفس من . 4

:و هو ما يوضحه لنا المخطط التالي

اإلنتقال النفس بالموتالمعاد

البدن آخر بدن

فسخارسخاالمسخالتناسخ

البدن الدنيويالماديالبدنالبدن الدنيويالبدن المادي

جمادي آخربدنبدن نباتيبدن حيواني آخربدن إنسان

:35تتمثل فيما يليكما حددت أقسام أخرى لهذا اإلنتقال بين النشأتين في جملة من التصنيفات، التي

هو الذي يصطلح بالعرف الشرعي بالمعادو، النشأة األخرويةاالنتقال من النشأة الدنيوية إلى.

،حبسب تعريف املدرسة املشائيةعن طريق الحرکة كويتم ذلاالنتقال من القوة إلى الفعل تدريجا ،

.املذاهب الفلسفية، أو کانتقال النفس يف طي مراتبها الکمالية يف ظل احلرکة اجلوهريةوبعض املدارس و

127ص -2009-ه143- الطبعة األوىل-هجر للنشرمؤسسة مشس-حتقيق صاحل أمحد الرباب-املعاد اجلسماين-أمحد األحسائي- 35

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

302

انتقال النفس اإلنسانية بالموت من البدن الذي کانت متعلقة به إلى بدن آخر أعم من البدن اإلنساني

انتقال النفس من بدن إلى ما يعني أن المعاد هو اجلمادي يف هذه النشأة الدنيوية، و،النبايتو،احليواينو

.آخر مطلقا

:36للتناسخ ذو صنفين همابشکل آخر كما ورد تقسيم

بدن عنصري دنيوي إىل الدنيويالبدن العنصريانتقال النفس باملوت من يعين الذي: التناسخ الملکي

و هو ما ،البدن بدنا هلاله ونفساآخر

.االنفصاليبالتناسخيعرب عنه

البدن غري مغاير هلا بعد انقطاعها عن ببدن أخرويتعلق النفسهو عبارة عن : التناسخ الملکوتي

يکون هذا البدن األخروي مباملوت، والدنيوي

بدا العنصري بوجه .بالتناسخ االتصالييعرب عنه ، و هو مال

يف أکثر ك، بل قد يکون ذليوجب القول بعدم التناسق بين النفس والبدنااللتزام بالتناسخلكن

، وهذا التنايف يبطله المذهب التناسخييه أتباع يذهب إلموارده خصوصا بالنسبة للنفوس غري املستکملة کما

ذهب الغزالي إلى عدم .من حيث القوة والفعلبوجوب التناسق بينهماعالقتهما وترکيبهما معا الذي حيکم

،تناسخا ىإن مسوحىت على تعلق النفس بالبدن املماثل للبدن الدنيوي يف عامل اآلخرة صدق التناسخ حقيقة

له يف شيء من كال يشار ، والروح يعاد إلى بدن آخر غير األولإن ( الصددحيث قال يف ذات

127ص - مرجع سبق تعريفه-املعاد اجلسماين-أمحد األحسائي- 36

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

303

ز هذا التناسخ ومنع ، وال مشاحة في األسماءسلمنا و: هذا التناسخ، قلنا: فإن قيل...،األجزاء الشرع جو

.37)غريه

م و مهما اختلفت مدارسهاإلتفاق بين الفالسفة المسلميننستخلص من خالل ما سلف ذكره أن

تأكيد على ، ما يعين انتقال بين عالمين، باعتباره مسألة معاد اإلنسانمرجعياتهم الفلسفية قائم على حقيقة

اإلسالميالنشأتين لإلنسان في التصور الفلسفيانتقال بني

تحديد ن خالل دراسيت حلقيقة اجلسد، مبعىن آخر يف التصور الفلسفي اإلسالمي جوهر العمل ملماهية اإلنسان

يكمن في الجدل الفلسفيلكن جوهر اإلختالف و . بين العالم الدنيوي، و عالم اآلخرةنشأتين للجسد

هذا الکالم : أقول(حجة اإلسالم يف مسألة املعاد فقالعليق صدر المتألهينعل .نطاق كيفية المعاد لإلنسان

بحسب لزوم التناسخلعلهم زعموا أن اإلشکال املذکور يف احلشر هو ، وفضالء الزمان بالقبولاه کثري من مما تلق

لزوم مفسدة التناسخ ، أو تومهوا أن حمالية التناسخ من جهة الشرع، وإمنا اإلشکال إطالقا للفظالمفهوم و

. 38)ي تناسخا أو حشرا مسواء ساجتماع نفسين على بدن واحد، وهو بحسب العقل

، ألنهالفلسفية في مسألة المعاد و كيفية حدوثهفي تحقيقاته المنهج الصوفياعتمد الغزالي على

الصوفية هم السابقونإني علمت يقينا أن( يف قولهكلطريق الوحيد املوصل إىل احلقيقة، کما جاء ذليعتربه ا

األخالق، بل ى، وأخالقهم أزکالطرق، ولطريق اهللا تعالى خاصة

علم الواقفني على، وحکمة احلکماء، ولو مجع عقل العقالء

208ص -مصدر سبق تعريفه- اجلزء التاسع-افت الفالسفة-حامد الغزايلأبو-37.208ص -م 1999-الطبعة اخلامسة -دار إحياء الرتاث العريب -اجلزء التاسع-األسفار -ريازيالشصدر املتأهلني-38

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

304

فإنه يراها تحديد ماهية اإلنسانأما بالنسبة لرأيه يف ،39... )، مل جيدوا سبيال ري منهوأخالقهم ويبدلوا مبا هو خ

لكنه يف ، تعاد معادا جسمانيا روحانيا ، لکي أا ترتبط ببدن ما يوم القيامة، وبفساد البدنجوهر جمرد ال يفسد

کيفية اإلعادة على ، من خالل اإلشارة إىل بحکم العقل الدال على إمکانهذات الوقت استدل على ذلك

و عليه يصنف ، س الوقتة في نفجسمانيةروحانيهي إعادة اإلعادةما كان نتاجه أن، أساس کيفية االبتداء

.بالمعادين الروحاني والجسمانيحجة اإلسالم الغزالي من القائلين

بطالن على برهن ، حيث معاد األجسادکالم الغزالي في مسألة الشيرازي صدر المتألهين يرفض

ليست ناجتة مفسدة التناسخ ، لذا قال إن إثبات مسألة الحرکة الجوهريةره يف منهجه الذي قر بواسطةالتناسخ

فإن الواقف (، و عن تأكيد ذلك قالمن اختالف االستعدادت، بل قد تؤکد لزومها، کما يظهر عند التأمل

دة تتهيأ وال تستعد لفيضان صورة إال عند تلبسه بصورة سابقة هلا هي املعبالقوانني العقلية يعلم أن املادة ال

تستعدها إال املستعدة للنفس الدةملاا، فلصورة الالحقةالصورة السابقة أقرب األشياء إلى اكتل، والالحقة

هذا شيء مطابق للربهان معتضد بالتجربة ، واليت حتتها بالقابلية واالستعدادبعد استيفائها مجيع املراتب الصورية

معرفة المعاد فباب الوصول إىل ،الحشر لألبدان أصعب وأشکلتحقيق البعث وهذا کان ىفعل،الوجدانو

،40... )منهجا وذهب يف طريقتنا كمسدود إال على من سلسمانيالج

، الذي هو مبعىن کالم الغزالي في مسألة جواز التناسخ في عالم اآلخرةصدر المتألهينيرفضإذا

ساس ، على أالتکامل التدرجيي يف عامل الدنياتعلق النفس املفارقة للبدن الدنيوي الذي کان مطيتها يف مرحلة

، کما المعاد الجسماني العيني للبدن األول، بل صريح القرآن الکرمي کان نصا يف الشرعي الذي قال فيهالدليل

50ص -مصدر سبق تعريفه–الضالل املنقذ من-حامد الغزايل أبوأ- 39211، 210ص ص -مرجع سبق تعريفه - اجلزء التاسع-األسفار -ي الشرياز صدر املتأهلني- 40

جماليــــــــــات الجســــــــــد المعــــــــــاد عنــــــــــد :الجســــــــــد و المعــــــــــاد عنــــــــــد المبحــــــــــث الثــــــــــاني: الفصــــــــــل الرابــــــــــعأبي حامد الغزاليالفالسفة المسلمين

305

تم (ك، لقوله تعاىلال دليل عقلي عنده يف إثبات ذلكما، الکثري من آيات الذکر احلکيميفهو نصف م نخ اليـو

ه تش م و يه نا أيد لم تك م و ه اه و بون على أفـ س انوا يك ا ك م بم له .41)د أرج

65اآلية:سورة يس- 41

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

306

:في نورانية الشيرازيمقامات المنكرين لمسألة المعاد/ 1

منهج دراسة مسألة المعاد في ) 1640م- 1572/ه1050-980(الشيرازيالدينصدراتبع

أول حماولة مجعت بني شهود العارف وقواعد حماولتهتعتربحيث ، "القرآن، و العرفان، و البرهان"التوفيق بين

جعل کل ما عرفانية،،، دينيةرؤية کونية فلسفيةضمنمؤتلفة، مذاهبهاجعلحيثالفيلسوف وظواهر الشريعة،

تناولت أهم اإلشكاليات و منظومة فلسفية متکاملةيف صناعةه القواعد واألصول جزءا مشرتکاواحد من هذ

ابتکرت طريقة (التيبالحکمة المتعاليةالفکرية الفلسفية اجلديدةنظومةاملهذه تمسيوقد، املعضالت الفلسفية

اآلراء الدينية بين الفلسفة وكوحدت بذلالعلوم، ووفلسفية جامعة أوجدت انقالبا فکريا يف تاريخ الفلسفة

و،العرفانيةو،اإلشراقيةو،املشائيةدمجت العناصر من ناحية أخرى، والعرفانبني الفلسفة ومن ناحية، و

ن من دمجها ومزجها وتوحيدها الدينية احلضارة اجلديدة يف التفکري يمکن اعتبارها فلسفة متعالية، فتکو

األسس ضمنتطبيقها و،المکاشفات العرفانيةو،لحقائق الدينيةلالتأمل الدقيق بناء بهدف،1)الفلسفي

.العقلية البرهانية

القرآن " على طبيعة الرتاتبية اليت جتمع بني األركان الثالثمسألة المعادحول تقوم نظرية الشريازي

اليت عجز الکثري عن کشفها هاأسرار کشف دفلكن يبقى القرآن الكرمي يتصدرها، "البرهان، العرفانالكريم

ليس کل ما جاء به الشرع ناله لكنفيها، قلي العرع دون اخلوض للش قبله کانت مرتوکة ألانيتها، حقا إثباتو

ألنالشهود ألهل الکشف وك، فما فوق العقل يرت العقل يحکم ضمن دائرتهالعقل بنحو التفصيل، باعتبار أن

ال(هذا ما أكده الشريازي حني قاليبدأ حيث ينتهي دور العقل بشرط أال خيالف الوحي اإلهلي، جماهلم العرفاين

-م1999-الطبعـــة األوىل-مؤسســـة التـــاريخ العـــريب-قـــدم لـــه حممـــد خواجـــوي-علـــى النـــوري تعليـــق-ح الغيـــبيمفـــات-الشـــريازيالـــدين صـــدر-1400ص

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

307

الوالية ما يقضي العقل باستحالته، نعم جيوز أن يظهر يف طور الوالية ما يقصر العقل عنه، مبعىن أنه جيوز يف طور

جهله وكس من أن خياطب فليرت فهو أخ بني ما ينالهمن ال يفرق بني ما حييله العقل ومبجرد العقل، وكال يدر

لكن على الرغم من ذلك إال أنه ،ل الفکريالعقر اطو أأوسع و أعمق مناملبني الشرعأطوار ما يعين أن،2)

الحكمة المتعالية في ، و هو ما جاء به يف كتابهو الروحاني معاعقالنية المعاد الجسمانياستطاع أن يثبت

إن اإلنسان نوع واحد متفق " الذي عرف من خالله طبيعة اإلنسان يوم الحشر فقالاألسفار العقلية األربعة

هي مادة صورته النفسانيةفأنواعه متكثرة كثرة ال حتصى، ألن النشأة اآلخرةاألفراد يف هذا العامل، و أما يف

، ما يعين أن لإلنسان نشأة و حياة ثانية بعد نشأته 3"قابلة لصورة أخروية بحسب هيئات و ملكات مكتسبة

اعلم ألهل اإلميان و اإلعتقاد حبقية احلشر و املعاد و بعث "يف ذات الصدداألوىل، و يف تأكيد ذلك قال أيضا

.4"األجساد حسب ما ورد يف الشريعة احلقة مقامات

من خالهلا سبب يشرحمقاماتأربعك حدد الشريازي، و يف بيان ذللكن هناك من ينكر يوم البعث

و هو ما جاء في الفصل العاشر للحكمة ، تفاوت مراتب الناس و تفاضل مقاماتهم في درك أمر المعاد

:5و هيالمتعالية

-م2009-ه143-الطبعة األوىل- دار احملجة البيضاء-مؤسسة هجر للنشر-حتقيق صاحل أمحد الرباب- املعاد اجلسماين-أمحد اإلحسائي-2283ص

ء دار إحيا-م1990/ه1410الطبعة الرابعة -السفر الرابع-اجلزء الثاين-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-3225ص-لبنان-بريوت- الرتاث العريب

225ص-املصدر نفسه- 4171ص-املصدر نفسه- 5

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

308

و هو أن مجيع أمور ،أدناها مرتبة يف التصديق و أسلمها عن اآلفات مرتبة عوام أهل اإلسالم:المقام األول.1

...اآلخرة من عذاب القرب و املنكر و النكري

.ال رخصة من اهللا يف إحساس اإلنسان ملوما يف الدين حلكمة و مصلحة من عيون الناظرين

ملوعودة ا أو املتوع : المقام الثاني.2 ا ال و صور مثاليةكلها أمور خياليةعالم اآلخرةد ا عليها األمور

.وجود لها في الخارج كما ال وجود لها عينيا

في لسان الشرع إشارة أن تلك الصور احملسوسة دة يوم املعاد توجيهه اإلعتقاد بالصور املوعو :المقام الثالث.3

.إلى صور عقلية مفارقة واقعة في عالم العقول الصرفة

اإلعتقاد بالصور التي قي اآلخرة هو مقام الراسخين في العرفان الجامعين بين الذوق :6المقام الرابع.4

و القوة على اخرتاع ،و نشأة القدرة،، البرهان

و ال تكون ،يف املركب،الصور من غري مادة

.بل زائلة متغيرة ألن مظهرها اآلن جرم بخاري في الدماغ،ثابتة مستقرة

177ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي- 6

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

309

: دـــو انتقالية الجسةــــأة الثانيــإثبات النش/2

من النشأة الثانية لإلنسان و هي الحياة بعد الموت وفق البرهان العقلي إلثبات حقيقة برهن الشيرازي

، ما لحقيقة و جوهرية اإلنسان في فلسفته النورانية عبر طبيعة العالقة بين النفس و الجسدخالل دراسته

عبر سبعة يثبت حقيقة انتقالية اإلنسان بين النشأتين ضمن جدل تصاعدي، بل حتى ضمن الجدل التنازلي

:7فقالأصول

ال بأجناسه و فصوله العالية و املتوسطة إن كانت فصله األخيرمبدأأن تقوم على شيئ طبيعي بصورته و .1

اا مبنزلة اللوازم و إمنا احلاجة إىل املادة ألجل قصور مركب طبيعي بصورته الكماليةو كذا وجود كل ،ذ

.فإن مادة الشيئ القوة الحاملة لحقيقة ذاتهإلى حامل طبيعياالفتقاردون وجوده عن التفرد بذاته

و الشخص ،كيفيا، و و جيوز أن يتغري كميا،رة وجوده اخلاص به جمردا كان أو مادياخص كل شيئ عباإن تش .2

.، ما يعني أن حقيقة اإلنسان تكمن في صورته ال في مادته المتغيرةهو هو بعينه

من حد نوعي إىل حد آخر كلما بلغ إىل مما يجوز فيه اإلشتداد اإلتصالي إن الشخص الجوهري الواحد.3

.ون أصل حقيقتهدرجة من الكون يك

.إن الصور و املقادير كما حيصل من الفاعل جيب استعداد املادة.4

و اهليكل احملسوس فهي ،جوهر مجرد عن هذا البدن الحيو اجلزء احليواين من اإلنسان إن القوة الخيالية.5

.عند تالشي هذا القالب و آالته باقية غري دائرة

عن الحواس بال إبداع الصور الغايةاقتدار على ث لها إن اهللا تعالى قد خلق النفس اإلنسانية بحي.6

.الموادمشاركة

261ص-دت-دط-الشواهد الربوبية يف املناهج السلوكية-الشريازيصدر الدين -7

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

310

و الطبائع اجلسمانية ليست حقيقتها إىل ،الصور، و جتددو احلركات،إن املادة اليت أثبتوها ألجل احلوادث.7

.و منشأ اإلمكان ذاتيا كان استعداديا هو نقص الوجود...القوة و اإلستعداد

، و هو ما أكده الشيرازي من التي تثبت حقيقة النشأة الثانية و مسألة المعادلتكون هذه جملة األصول

دل و إن تب ،هذا الشخص بعينه نفسا و بدنا" خالل قوله

بدن هو كل ح يف بقاء شخصية البدن فإن الشخص و الوضع و غريمها ال يقد ،خصوصيات البدن من املقدار

المعاد الجسماني و الروحاني معا كصيرورة انتقالية ما يعني أن حقيقة المعاد هي، 8"ببقاء نفسه مع مادة ما

.بين النشأتين تجمع اإلنسان في كليته بين النفس و الجسد

:النفس و الجسدإثبات معاد العقلي واالستدالل/3

ما يرتبط به من أحوال الروحاين و و الجسمانيمعاد الأسس صدر الدين الشيرازي نظريته حول

اا ام اليت همواضع متعددة من کتبت الربهنة عليها يفعلى جمموعة من األصول املوضوعة ، اليت مت اآلخرة و مق

أو هذا المقصد فصول يثبت من خاللها ضمندو

:9هيالمقامات

، ما يعين أن حقيقة كل إن الوجود في كل شيئ هو األصل في الموجودية و الماهية تبع له:األصل األول

إنه من و ليس الوجود كما زعموا أكثر المتأخرين،املوجودات هو حنو وجوده اخلاص به دون ماهيته و شيئيته

القول فيه أن يقال إنه من الهويات العينية التي ال يحاذيها بل حق ،االنتزاعيةالمعقوالت الثابتة و األمور

266ص-مصدر سبق تعريفه-الشواهد الربوبية يف املناهج السلوكية- الشريازيالدين صدر- 8185ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-9

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

311

تكمن يف ماهيته حقيقة کل شيء وما يعين أن .بصريح العرفان و الشهورأمر ذهني و ال يمكن اإلشارة إال

.عن شيئيتهمبدأ فصله صورته و

خصجود و التش و إن الو ،خص كل شيئ و ما يتميز به هو عين وجوده الخاصإن تش :األصل الثاني

مارات للهوية الشخصية أو أما املسمى عند القوم بالعوارض ليست إال ،و امسا،مفهومامتحدان ذاتا متغيرات

اا و أشخاصها أعي ية ال ب لوجود على سبيل البدلية في عرض يكون من حد فيتبدل الكثير منها و بل ،ا

و يتم بواسطة وجوده اخلاص بهالذييشمل هذا الفصل حقيقة الشيئ من خالل تشخصه.هو هوخص الش

.ماديته و صورتهعبروجودية الفرد هو ما يرهن على

اليت ال تركيب فيها خارجا و ال ة و الضعف بنفس ذاتها البسيطةإن طبيعة الوجود قابلة للشد :األصل الثالث

أو مبشخص زائد على أصل الطبيعة و إمنا ،أو مبصنف عرضي،يز فصلي ذايتو ال اختالف بني أعدادها متي،ذهنا

أو عرضيا هلذا ،أو نوعيا،جنسياتختلف أفرادها بحسب اختالف الماهيات التي تختلف بحسب الذات

الوجود واحدة ما يعين أن حقيقة.د و األضعف أنواع خمتلفةيقال أن الوجود خمتلف أنواع و إن مراتب األش

.الضعفمتفاوتة يف الشدة وکةمشک

أن الجوهر في عف يعين أنه يقبل احلركة اإلشتدادية و إن الوجود مما يقبل اإلشتداد و التض :األصل الرابع

وجود الماهيات التي هيأي أن ،على النعت بالكل موجود بوجود واحدو وجوده الجوهري بالفعلجوهريته

كما يف أجزاء احلد وجود إجماليبل هلا ،الفعل بوجودها على وجه التفضيلبإزاء تلك املراتب الوجودية موجودة ب

ما يعني وجود اإلنسان يكون في كليته ال في جزئيته حتى و إن كانت النفس جوهره لكنها باإلجماع مع

إجمالي ضمن واحدموجود بوجودللموجود باعتباره الحرکة التکاملية الجوهريةيفسر هذا الفصل .الجسد

.وجه التفصيلكليته ال على

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

312

و السيف سيف ،فالسرير سرير بصورته ال مبادته،بصورته ال بمادته، إن كل مركب هو هو: األصل الخامس

و إمنا املادة فرضت صورة املركب قائمة بال مادة لكان ...و احليوان حيوان بنفسه ال جبسده،حبدته ال حبديديته

فالنقص يحتاج ، يمتملتبالجملة نسبة المادة إلى الصورة نسبة النقص إلى او ،ودةالشيئ بتمام حقيقته موج

حبذاء أجزائها املاهية اليت هلا وحدة طبيعية هي اليت أجناسها و فصوهلا إذن.إلى التمام و ال يحتاج إلى النقص

:10فنقول لتلك الماهية اعتباراتاملادية و الصورية،

اعتبار كثرتها و تفصيلها

اعتبار وحدتها و إجماله

إن الوحدة الشخصية في كل شيئ هي عين وجوده ليست على وتيرة واحدة و درجة :األصل السادس

، و يف الزمانامتدادها، كالوجود ليس على حنو واحد فالوحدة الشخصية يف املقدار متصلة عني ،واحدة

، املتدرجات الوجود بني جتردها و تقضيها

ذة و ذلك و الل ،و األمل،متضادة كالسواد و البياضفالجسم الواحد يستحيل أن يكون موضوعا ألوصاف

.لنفس وجوده عن اجلمع بني األمور املتخالفة

ألجل ذلك يستمر وجوده مادامت ،ال بجرمهو تشخصه إنما يكونان بنفسهإن هوية البدن: األصل السابع

كذلك القياس لو ...و وضعه،و كيفية،و كمه،لت أجزاؤه و حتولت لوازمه من أينهالنفس باقية فيه و إن تبد

إلى يوم البعث أو بصورة أخروية كما في اآلخرة فإن الهويةالبرزخلت صورته الطبيعية بصورة مثالية كما يف تبد

،بعينهاو التقلبات واحدة هي هي،هذه التحوالتع يف مجاإلنسانية

189ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-10

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

313

إنما العبرة بما ،و ال عربة خبصوصية جوهرية و حدود وجودية واقعة يف طريق هذه احلركة اجلوهرية،التدرجيي

:11هماباعتبارين، يستمر و يبقى و هي األنفس ألنها الصورة التمامية في اإلنسان

ما يعين أن اجلسد جزء من غري :اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو مادة و هو في نفسه أمر محصل

. احملمول عليه

ما يعين أن اجلسد كمحمول عليه متحد مع :اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو جنس و هو أمر مبهم

.اجلوهر

باملنطق املتأهلني يف باب إثبات املعاد اجلسماين ذکرها صدريعد هذا األصل من أهم األصول اليت :األصل الثامن

هذا ما ، المعاد الجسمانيهللقوة الخيالية من أهمية في إثبات، بل قد يکون الرکن األساسي فيها ملا العقلي

ال يف حمل من البدن و ال هي موجودة يف جهة من جهات هذا العامل القوة الخيالية جوهر قائم" في قولهأكده

."و إنما هي مجردة عن هذا العالم واقعة في عالم جوهري متوسط بين العالمين،الطبيعي

و إنما هي قائمة بالنفس ،ليست حالة يف موضوع النفس و ال يف حمل آخرالصور اإلدراكية: األصل التاسع

.احلاسرئي يف العضوشبح املبانطباعو كذا اإلبصار عندنا ليس ،ال قيام املقبول بالقابلقيام الفعل بالفعل

و اهليئات اجلرمية كما حتصل من الفاعل مبشاركة املادة القابلة ،و األشكال،الصور المقدارية: األصل العاشر

قد تحصل من الجهات الفاعلية و حيثياتها اإلدراكية من غير مشاركة كذلك ،

و الكواكب من املبادئ العقلية على السبيل اإلخرتاع مبجرد التصورات إذ ،و من هذا القبيل وجود األفالكالمادة

.قيل األجسام األولية ليست مواد سابقة عليها و عليه الصور اخليالية الصادرة من النفس بالقوة املصورة

191ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-11

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

314

د ذلك ، و يف تأكيثالثة عوامللالنشئات أجناس العوامل ويصنف الشريازي يف آخر أصل: األصل الحادي عشر

بعضها الرتباط" قال

اردة عن املادة أوسطها عالم الصور اإلدراكية و،الكائنة الفاسدةأدناها عالم الصور الطبيعيةببعض احلسية

و هو ، و المثل اإللهيةأعالها عالم الصور العقليةو ،داتالقابلة للمتضااالستعداداتاحلاملة لإلمكانات و

فاعلم أن النفس اإلنسانية خمتصة من " ذات التقسيم الذي يؤسس من خالهلا أقسام النفس اإلنسانية حيث قال

كون طبيعيطفولته مبدأمع بقائها بشخصها فلإلنسان الواحد من األكوان الثالثةبني املوجودات بأن هلا هذه

طف شيئا فشيئا يف جتوهره إىل أن حيصل له كون آخر مث يتدرج يف هذا الوجود و يتل ،إنسان بشريحبسبه و هو

قد مث،اإلنسان الثانيأعضاء نفسانية و هو ، و القيام و لهبحسبه إنسان نفساني يصلح للبعثنفساين و هو

و له أعضاء عقلية و هو إنسان عقليينتقل من هذا الكون على التدرج فيحصل له كون عقلي و هو حبسبه

شكل صيرورة االنتقاالت و التحوالت الفيزيولوجية التي تما يعني أن جميع هذه ، 12"اإلنسان الثالث

هدفها بلوغ الحضرة اإللهية من خالل اإلنسان الثاني كونه مجال البعث و اإلنتقال من اإلنسان في كليته

إن هذه النشئات الثالث " قدسية، و في بيان ذلك قال الشيرازيعالم البدء و الفساد إلى باب الحضرة ال

الجدل الصاعد و النازل إنه، 13"النزويلاالبتدائيترتيبها يف الرجوع الصعودي إىل اهللا تعاىل على عكس ترتيبه

.الذي يفسر لنا صيرورة اإلنتقال بين النشأتين، مؤكدا في ذات الوقت اإلختالف بين الحياتين

ذكره أن مجموع هذه األصول التي حددها صدر المتألهين كمنطلق لنخلص من خالل ما سبق

إن من تأمل و " معا في النشأة الثانية، و هو ما جاء في قولهالنفوساألجساد و عقلي للبرهنة عن معاد

194ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-12195ص-املصدر نفسه-13

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

315

اا،األصول و القوانين العشرةبر يف هذه تد أرك يدنا ،و حجج قاطعة،ساطعةبرباهني،و ش

لم يبق له شك و ال ...هذا الكتاب تأمال كافيا و تدبيرا وافيا بشرط سالمة فطرتهاالسيمو صحفنا ، يف كتبنا

البدن بعينه سيحشر يوم و يعلم يقينا و حكم أن هذا ،مسألة المعاد و حشر النفوس و األجسادريب في

و شخصهما ،في المعاد مجموع النفس و البدن بعينهماو ينكشف له أن المعاد،بصورة األجسادالقيامة

إن طبيعة الجسد المعاد هو الجسد عينه وفق ،14"القيامة هذا البدن بعينه ال بدن آخرو أن المبعوث في

.، رافضا في ذات الوقت القول بالتناسخالنفسعين

:ادــــالمعالفرق بين التناسخ و /4

هو جمال اجلدل كغري ،جوهر اإلشكال يف الفلسفة النورانية لصدر الدين الشريازيمسألة التناسخشكلت

ام، ارسهم و مرجعي مد الف ت اخ مني ب ل ملس ا فالسفة ل من خالل رفضه للتناسخاعرتاضه و برهن على حيثمن ا

الغزاليأبي حامد بينه و بينالجدل موضوع ، و هو ما كان إشكالية حقيقة الفرق بين التناسخ و الحشر

إن الشيخ"فقال، د و االستئنافحول طبيعة الجسد المعاد وفق مبدأ التجد نظريته ضمن ما جاء به يف

المعاد الجسماني هو أن يتعلق المفارق عن البدن ببدن آخر،قد صرح يف الكثري من مواضع كتبه أن الغزالي

الجسدي يشمل معاد أن الو هو تأكيد الشيرازي على ، 15"ستنكر عود أجزاء البدن األولأستبعد بل أو

.الجسد بعينه، ليكون بذلك انتقالية الجسد بين النشأتينعودة

197ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-14207ص-املصدر نفسه- 15

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

316

إن زيد الشيخ " الغزاليقالينتقل الجدل إلى إشكالية طبيعة أجزاء البدن المعاد و عن بيان ذلك

، 16"عدم بقاء األجزاءجنينا يف بطن أمه مع و هو بعينه الذي كان طفال صغريا و ،هو بعينه زيد الذي كان شابا

نا أن الحق قد بي .و لم يظهر منه الفرق بين التناسخ و الحشر،هذا الكالم يف غاية اإلمجالأقول" الشريازي

و يحكم عليه ،في المعاد هو عود البدن بعينه كالنفس بعينها كما يدل عليه الشرع الصحيح من غير تأويل

.إذا هي عودة الجسد بجميع أجزائه، 17"العقل الصحيح من غير تعطيل

، و هذا ما موضحا رفضه للتناسخلمسألة معاد الجسدلكن الغزالي يدافع عن تصوره الفلسفي

و الفرق فإن املعاد هو الشخص األول، و املتناسخ هو شخص آخر، ليس هذا بتناسخ"أكده من خالل قوله

إذا الروح إذا سار مرة أخرى متعلقا ببدن آخر، فإن حصل من هذا التعلق الشخص ،بين الحشر و التناسخ

بأنه عود أقول" ليرد الشيرازي محددا الفرق بين التناسخ و الحشر، 18"األول كان حشرا واقعا ال تناسخا

ظاهره متناقض مشكل، و مجموع الروح و البدنللشخص مع عدم عود البدن و تصرحيه بأن الشخص إمنا هو

ره يف الفرق ، و يف الثاين عينه إذ إن الشخص الثاني األول غير األول. بين التناسخ و الحشرأشكال منه ما قر

و الغزالي في تفسيره الفرق بين الحشر و التناسخما يبرر عدم تمامية كالم،19"يف هذا الفرق حتكم ال خيفى

نحن بفضل اهللا " مث يقول يف ذات الصددهو التفسير الذي لم يبرئ الغزالي و لم يخرجه من قفص اإلتهام،

207ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-16207ص-املصدر نفسه- 17207-املصدر نفسه- 18208-نفسهاملصدر - 19

ــــــعالفصــــــل ــــــثالمبحــــــث و المعــــــادالجســــــد: الراب ــــــد الجســــــد و المعــــــاد:الثال عنالشيرازي الدينصدر الفالسفة المسلمين

317

ما يعني ،20"كان بطريق النزول أو الصعودسواءو ،ببرهان قوي على نفي التناسخ مطلقاو إهلامه علمنا

من جهة النشأة األولى وفق جدل النزول، أو من جهة في النشأتين سواء للتناسخ الصريح و المطلق رفضه

.المعاد و مجال جدل الصعود و النشأة الثانية

و ،ر الغزالي موقفه بوجوب اإليمان لما جاء به الشرع اعتقادا و تصديقا دون الحاجة للبرهانيبر

ز هذا التناسخ و الشرع جو ،التناسخ سلمنا و ال مشاحة في األسماءل هذا هو فإن قي"هو ماجاء في قوله

إنما اإلشكال و ،هذا الكالم مما تلقاه كثري من فضالء الزمان بالقبول، 21"يقوللكن الشيرازي ، "و منع غيره

.22"و هو اجتماع نفسين على بدن واحد سمي تناسخا أو حشرا، بحسب العقللزوم مفسدة التناسخ

4ص-مصدر سبق تعريفه-احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة- صدر الدين الشريازي-20208ص-املصدر نفسه-21208-املصدر نفسه- 22

خــــــــاتـــمــــــــــــةال

:اتمـــــةــالخ

318

رهحاسما حر شكل إندماج الجسد في التجربة الوجودية، و الفكرية المعاصرة منعطفا فكريا، و فلسفيا .1

كجسد واعي يمتلك موسوعة دالالته الرمزية ضمن المنظومة حق في الوجودمنحه الو حدود الثنائية، من

ضمن و تقنينهتصنيف الجسد لكن...اإلجتماعية و تمثالتها الثقافية و األخالقية و اإلبداعية

هو الحرص ، بلنطولوجيا الجسدأإقصاء يال يعنفي الثقافة العربية اإلسالمية ) المدنسو،المقدس(جدلية

اإلنسجام أمام حقيقة ضمن كلية اإلنسان التي تجمع بين النفس و الجسد في نطاق التكامل و ماهيتهعلى

.التصور الجماليي الوحدة التي تتجسد خاصة فياإلنسان في التصور اإلسالمي، و ه

)اإلنسانالطبيعة،اهللا،(ثالثيةضمنالتصور الجمالي اإلسالمي من مسلمة الجمال نفسهايقوم. 2

التيالثالثيةهياإلسالمي،الجماليتصورالبناءفياألساسحجرتشكلالتيالجماليةالمتغيراتباعتبارها

ليدخل الجمال بذلك عالما ،)الكمال،الحسنالجمال،(نطاقفييقابلهامايشملالجمالمجالجعلت

،الجمالحقيقة(بينالقائمة العالقة التي تقوم على أساس،النظرية الجمالية اإلسالميةفي بناءجديدا

بلغ اإلدراك الكمال إال إذاتتم التي ال الخطوط العريضة حقيقة الجمال بذلك ستمد تل)و إدراك الكمال

:التاليالمخططيوضحهماهوو،باعتباره أعلى درجات الجمال

:اتمـــــةــالخ

319

لجماللاإلسالمي الفلسفي التصور

اإلنسانالطبيعةاهللا

الحسن+الجمالالجمالالكمال

المطلقالجماللتجليأشرف موجودالمطلقالجمالتجليمجالالمطلقالجمال

المدرك الوحيد لحقيقة الجمال

:عالم من الجمال يجمع بين

)الجسدجمال + النفسجمال (

اإلنسان الجماليأمام كلي المطلقف التكش ضمن مجال اإلسالميفي التصور حقيقة الجمال تكمن.3

من خالل تربية الوعي و الذوق الجمالي الجامع بين العقلي و الحسي و ال يتم بلوغ ذلك إال ،المدرك له

.)و الجمال،الحسن(باعتبارها مجال تطبيقالتربية الجماليةعبر

البالغيلجسدلالسلطة و جعل البالغي، خطاب الجسد قبل اإلسالم العربية في الثقافة الشعرأسس. 4

و هي السلطة التي مارسها الجسد األنثوي البالغي الواقعي،عن الجسد جسد مثالي متعاليكصنفه الذي

لكن ،متعته، ليغدو هنا الجسد الموصوف كنتاج من أجل الواصف الذي يفرض عليه سلطة رغبته و بامتياز

ما ،المتعة الخطابية الحسيةذة والل من أجل اآلخر موجها نحوجسداجعلهالواقعياإلختزال للجسدهذا

قصدية قائم على أساسالنموذج الجمالي للجسد في الثقافة العربية قبل اإلسالم يؤكد لنا أن معايير بناء

:اتمـــــةــالخ

320

الكيان من خالل عملية التشبيه التي تربط الجسد بين، الشهوة في صياغة النموذج الجمالي الخطابي

.و الكيان الرمزي لهالطبيعي للجسد

نموذج اللبناء المرحلة اإلنتقالية الثقافة العربية اإلسالميةفي لمعايير الجسديةلتغير الذوق العام شكل.5

بالغية، إلى التخييلية الالتشبيهات الجاهلية ذات و مركزية الكتلة اللحمية من و تحريرهالجسديجماليال

ألنها نقلة جمالية ،ن التشبيهات الطبيعيةعاالنسالخ سدتج التي مركزية النظر العقلي للجمال اإلنساني

اإلشتغال صيرورةتحددهاالنموذج الجماليمعايير يؤكد لنا ذلك أن.كلية اإلنسانعلى أساسقائمة

و تحويله إلى أداة رمزية خاضعة ، االعتدال البيولوجي للجسدطبيعةعلى العربية اإلسالميةللثقافة المستمر

الجسد الواقعفعل منالجمال، و المشتهي، المقبولأكثر فأكثر لقرار المجموعة البشرية بهدف تحديد

يعني ذلك أن، أمام الحس المشتركصيرورة الرهانات و التأثيرات، العنيفةعبرالجسد المثال فعل إلى

و الجديد، لكن ، يعتبر كحصيلة صراع جدلي جمالي بين القديمالنموذج الجمالي في التصور اإلسالمي

ا على ركز دومالمنظور الثقافي اإلسالمي للجمالألن،ضمن المعادلة الجماليةدون إقصاء أحد المتغيرين

أخالقية، و قيمية التي خضعت طبيعية، و قدسية،عاييرالجسد المباشر المرئي، لكن صاغه خطابيا عبر م

.التحوالت الفكرية التي عاشتها الثقافة العربية اإلسالميةهي األخرى لصيرورة

ر بامتيازالجسد العرفاني يصنف. 6 ألنه، رمزية تمثالته في الثقافة العربية اإلسالميةمن خاللجسد الس

التوحد إلى أطوار المحبة ابتداء منعبريتكشف ذاته ليتجرد من ماديته ليدخل في ثنائية دائمة الحركة

ف الحقيقة تكش و ،بهدف بلوغ لحظة الوصال بين الكلي و الجزئيلينتسب إلى الجسد الكوني،اإلرتقاء

.جسد الطقوسيضمن مجال ال

:اتمـــــةــالخ

321

سياسة التجربة وفق" الجمال، الفضيلة، السعادة"ضمن ثالثيةتصوره الجماليالفارابينصر أبوأسس. 7

أن الذي يجب عليه نصب الرئيسلذا، الجمالية التي تجمع بين الرئيس و المرؤوس في المدينة الفاضلة

عبريعلم المرؤوسين مبادئ العلم الصحيح، و يرشدهم حتى يكسبهم الفطرة السليمة في الحياة السعيدة،

عبرللمعادلة الجمالية يمنحنا الفارابي هنا الكلمة المفتاحية، الجمال المطلق و سياسة التفاضلخطاب

من خالل أفضل و أتم علم، لكنه علم ال ندركه ألنه علم الحكيم، لذا يكون علم قة الجمالإدراك حقي

.محب الحكمة هو العلم الذي يحدد بالقياس اللذة الجمالية التي تلتذ تجلي جمال الكلي في الجزئي

ل جماليات النفس في جمع بين الجمال المطلق و جديتصور الجمال في فلسفة الفارابي لنخلص إلى أن

و كأنه يمنحها الموافقة لبلوغ كمالها الثاني في عالم العقول ،عبر نطاق جماليات الجسدبلوغ سعادتها

ألنها لحظة الوصال بين الرئيس و القصوىالسعادة و الجمال، باعتبارها رتبةالسماوية طالبة الفضيلة

تحددالتي رية الوسط الفاضلنظعبر الرئيس و المرؤوس بين عالقة الالفارابي عن طبيعةبرهن .المرؤوس

الذي ال يرأس مدينة القلب الرئيسعبر سياسةالجسدكمال و ،بين كمال النفسالجامعكمال اإلنسان

.في المدينة الفاضلةللرئيس الفاضل رئاسة الجسد الفاضل ، ألنالجسد رئيسا آخر غيره

و هي عالقة تفسر ،)خالقةو ،العبد(بينعالقة المن خاللحقيقة اإلنسانحيان التوحيديوأبدرس . 8

، على هذا "العلم، فلسفة الحب و الجمالالفضيلة،" عبر ثالثيةأما اإلنسان الجمالي تكشف المطلق

،جمال النفس"بينفي نفس الوقت جمعو ، )الحسن، والجمال( ضمن ثنائيةعرف الجمالاألساس

همزة الوصل بينهما و تمام الحبكما جعلكل واحد منهما مشتبك باآلخر، باعتبار "و جمال الجسد

حبه و أمام تماهي النفس و الجسد لإلنسان الجماليما يؤكدالصورة الحسنة لما يحدثه من ميل و سرور،

:اتمـــــةــالخ

322

التجربة الجمالية عبرالجدل هذاحيث يترجم ،معرفته لفضيلته و جمالهمن خالل جمالهولمطلقلإدراكه

.صناعة الجمالالتي تمنحه تجسيد حقيقة الجمال عبر

الذوق الذي يحقق،الجمالقائمة على صناعةجماليةحيان التوحيدي لتجربة س أبي إذا يؤس

فترقى النفس إلى الجمال المثالي ،عبر نطاق الصورة الجميلةالجمال المطلقانعكاسلحظة الجمالي

الجمال +الجمال المطلق+اإلنسان الجمالي( ضمن تجربة جمالية تجمع بينألنها تشتاق إلى كمالها

.لحظة اإلغتباط و السعادة التامة في الحياةتحقق كونها)وعالمصن

ما يعني أن مجال ،بينهماالجمال بين الواجب و البهاء، و جعل الكمال مجال الجمع عرف ابن سينا. 9

الواجب في الفعل وفق ما يجب أن يكون في الوجودو تدال في الخلقالجمال و البهاء يجمع بين اإلع

من خالل تحديده معادلته الجماليةبرهن علىكما،"، اإلنسانياتاإللهيات، الطبيع" تصوره لثالثيةضمن

:عالم الطبيعيات و هيبعناية المتغيرات األساسية لتحقيق الجمال في

أشرف موجود بين جميع الموجودات الطبيعية، و المدرك الوحيد للجمال المطلق: اإلنسان.

مجال تحقيق الجمال وفق مبدأ ما يجب أن يكون: الخير األقصى.

حب اإلنسان الفطري للجمال و الكمال و البهاء المطلق: الحب.

ة حدديالذي المنهج العقليالقائمة على مجال تطبيق التجربة الجمالية السينوية إنه الجمالية اللذ

أمام الجمال الصناعي تمامهامعيار الشوق جعلكماالمدرك األفضل للجمال والبهاء، باعتبارها العقلية

عكس حب اإلنسان تاجمال المطلق و البهاء المحض،كأنهباعتباره مصدرا آخر يبلغ من خالله اإلنسان ال

تجميل الجسد و هو تجميل ك،فيترجم ذلك في صناعته الجمالية مستكمال بذلك كمالهو شوقه للمطلق

يجمع بين الطبيعي و الصناعي بهدف صناعة جسدا جميال لنفس فاضلة و جميلة، و كأننا نحدث تقابل

:اتمـــــةــالخ

323

بين صناعة الصوت الجميل و الجسد الجميل، و إن أكد ابن سينا على أهمية الصناعة الجمالية حسب

!معايير و اللذات الجمالية أمام استكمال الذات جمالها و بلوغ سعادتهاتحقق ال

، و نبرهن على ذلك يةمعادلة الجمالالبأهمية جمال الجسد كمتغير أساسي في هنايعترفنجده

من خالل التقابل و التشبيه بين جمال اإلنسان و الجمال الصناعي، هذا األخير الذي ال يتم إذا نقص

أحد شروطه منها المادة التي تعتبر الجسر بين الباطن و الظاهر، كذلك الجسد يمثل همزة الوصل بين

. و استكمال جماله و حسنه و كمالهالعقل الفعال و الطبيعة التي يمارس عبرها عملية التشبيه

فهنا تكمن ، عائق أمام كمال النفس و جمالهاخسيس اليرى أن الجسد ابن سينا لكن إذا كان

أن العقول التي تفيض عن األول تتناقص درجة كمالها كلما ابتعدت عنه، في نفس الوقت يرى ألنهالمفارقة

كمالها نسبة لمرتبتها في سلم الجواهر، باإلضافة إلى ما يعني أن النفس قبل اتحادها بالجسد ضعف

حواس الجسد لذا تحتاج إلى قوة إرادية تساعدها في استكمال كمالها، أي محرك المحرك، إذا حتى لو

انفصلت لن تبلغ المطلق أبدا،و المقصود من ذلك أن الجسد ليس العائق الوحيد في كمالها و جمالها و

م ل فشلها كما أنها لن توجد دونه في عالم الطبيعيات حيث تمارس تجربتها بلوغ بصيرتها، و لن يتح

الجمالية، ألن وجود األشياء هو وجود باإلجمال، و هو ما جعلنا نرى أن الجسد و النفس كل متكامل

.ضمن التجربة الجمالية السينوية

باعتباره المؤهل منظومة اإلنسان الجمالي حامد الغزالي تصوره الجمالي من خالل دراسته لبنى أبو. 10

قلب يجمع بين عالمين، و كل عالم له مفاتيحه و قوانينه التي المتالكه الوحيد إلدراك كمال الجمال

أن القلب من عالم الملكوت و ذلك ، يؤكد لهيتمنحه السبيل في العبور و السفر إلى عالم الكشف اإل

العاكسة للحقيقة المرآة، ما يجعلهبشهوات و مغريات عالم الحواسهو يعود ألصله و عالمه إذا ما اشتغل

:اتمـــــةــالخ

324

بالتجربة العرفانية الجمالية، و إن لم إال الطريق ال تفهميو ه، من خالل المشاهدة الجماليةالمطلقة

لبلوغ جوهر كيمياء السعادة في أحضان و الواجب التصديق بها،تحصل بالذوق لم تحصل بالتعليم

.اإللهية، و هي من عجائب القلب في مدينة اإلنسان الجماليالحضرة

من خالل أسس ثالثفي التصور الفلسفي اإلسالمي حامد الغزالي أول منظر للجمال وأبيعتبر

ذة توجد حب الجمال ذة، و الل الجمال الظاهر و الباطن يوجد الل فإدراك،}اإلدراك، الوجدان، النزوع{هي

أعلى مراتب اإلدراك و كونهفيوجد كمال الجمال، الحب الحقيقي الذي يوثق بدوامهإنه، كقيمة عليا

ضمننظريته الجماليةفي ، و هو ما برهن عليهفي الواحد المطلقالكشف الجمالي الذي ال يتحقق إال

حقيقة و كتصور كلي، الجمالي أربعة أصول يفسر من خاللها العالقة الجدلية التي تجمع بين اإلنسان

:الجمال

اإلنسان ال يحب إال ما يعرفه، ألن المحبة بعد المعرف و اإلدراك:األصل األول

معنى فال،و هو مجال المحبة الحقيقة للطبع السليم، الحب تابع لإلدراك و المعرفة:األصل الثاني

أعظم كونه،المعانيجمال التي تدرك البصيرة الباطنة التي تحددهابالميل في إدراكه للذةللحب إال

.ألبصارامن جمال

يحدد الغزالي في هذا األصل ثالثة ،حب اإلنسان لنفسه و حب غيره ألجل نفسه:األصل الثالث

:المحبة الحقيقية هيمامأسباب لت

كمال و سالمة كل أعضائهابالمحبوب األول المالئم للحبيجب أن يتميز

ال إلحسانهلذاته حب المحسن

الحب الحقيقي هو الحب المحضألنلذاتهحب الشيء

:اتمـــــةــالخ

325

و هو من أهم شروط كمال الموضوع الجمالي)الحسن و الجمال(حضورجعل الغزالي:األصل الرابع

.كمال يجمع بيم الجمال الظاهر و الجمال الباطن لإلنسان الجمالي

و كان بذلك بلوغ درجة ال محالالحقيقي لو اجتمعت هذه األسباب في شخص واحد تضاعف الحب

الخالق في حق اهللا تعالى فال يستحق المحبة الحقيقية إال ، لكن ال يتصور كمالها و اجتماعها إال الكمال

الذي يجسد تجربة بداية المشروع اإلستطيقي اإلسالميقواعد أو الصولاألهذه ، لتكون سبحانه و تعالى

.اإلنسان الجمالي في بلوغ حقيقة الجمال

هدف من خالل التقابل و التناظر الذي بناه بين الكون و اإلنسان، بحقيقة اإلنساندرس ابن عربي. 11

نظام مدينة استمرار اإلنسجام و التكامل و التواصل وفق ما سماهتأكيده على الغاية من الوجود، و

مراتبه، كونهالوجود والجامع لجميع حقائق الجسد، هذا األخير الذي اعتبره في ذات الوقت الكون

لذا ، الحضرة اإللهيةكماالتأو الذي انعكست في مرآة وجوده كل كماالت العالم األكبر،العالم األصغر

الصوفيعبر ترشيحه لمدينة الجسد استحق دون سائر الخلق أن تكون له الخالفة عن الوجود المطلق

الحضرة اإللهية، بل هناك ليس كل األجساد صالحة و مؤهل الستخالف، لكن كونه الجسد المؤهل

شروط يجب توفرها في أرض الخالفة، و أهمها صالح اإلمام فإذا صلح صلحت الرعية، و إذا فسد

.القلب إذا صلح كان بذلك صالح الجسدهو العرفاني فسدت، و إمام الجسد

الكامللإلنسانالتجربة الجمالية العرفانية التي تؤسس حدد ابن عربي قانون الخالفة من خالل

الورود ضمن مامزل اإللهي الشرط األساسي لتغقد جعل الكما،و الخالفةتجليباعتباره مجال

جانب إلىالجمال يصنف من أهم أسباب الورود و تجلي الذات اإللهيةألن ) اإلحسان، و الجمال(جدلية

من خالل جدلية األنس ألنه يحقق جدلية التواصل و التكامل بين المشاهد و الموضوع الجمالياإلحسان

:اتمـــــةــالخ

326

التجربة و هي اللحظة التي يتحقق فيها الذوق الجمالي في ،و الهيبة لحظة المشاهدة على اإلعتدال

لحظة البسط الجماليبصيرة المشاهدأمامطبيعة الموضوع الجمالي المدركما يؤكد،الجمالية العرفانية

يرجع ل، المكاشفة العرفانيةألنه يشكل بداية التجلي والمشاهدفي قلب التي تجمع بين األنس و الهيبة

.اليقين عبر فتوح المكاشفة من المنظور الجماليو قد بلغالسالك بعد الغيبة بوارد قوي لحظة الصحو

يبهي مراحل التجربة الجمالية العرفانية التي يحتل فيها القلب و الجسد الصدارة، ألن الحبإذا

يطلب الوصال من محبوبه فيذهب ليدرك جالل جماله عبر الذوق الجمال الذي يحدده قلبه ليعيش األنس

أو لتكون بمثابة القوانين. و الرضا معه في مدينة الجسد لكنه عند العودة يجد أنه لم يدرك سوى ذاته

:التجربة الجمالية العرفانية وفق مراحل ثالث هييهاالمبادئ التي تبنى عل

يتم فيها تحديد الموضوع الجمالي و هو ما يسمى بالشاهد: رحلة المشاهدةم

هنا تتم عملية اإلدراك الجمالي، و تحديد الذوق الجمالي العرفاني أمام جدلية : مرحلة البسط الجمالي

الهيبة و األنس، أي بين الجمال و جالل الجمال

و إدراك حقيقة الجمال تحقيق اإلنسجام بين قلب العارف و الحق : مرحلة الورود

د ابن القيم الجوزية . 12 ،ل األعلىاطبيعة الجمال من خالل تصوره للعالقة بين اإلنسان و المثحد

جمال المثال األعلى ألن ،مستوى نطاق التجليفيجعل الجمال همزة الوصل و الوصال بينهما حيث

على ،الظاهر و الباطنجمال يجمع بين اإلنسان جمال لكن انعكاسه على ،الجمالدرجاتأعلى يشكل

سعادة اإلنسان بهدف بلوغمعرفة النفس و الجمالبنى تصوره الفلسفي للجمال المطلق عبر هذا األساس

، الوصاليتمفي رحاب عرش التجلي حتى)الحب، و األنس(+)القلب، والجسد(بينجمعفالتامة

:اتمـــــةــالخ

327

ة و المعرفةضمن)و محبوبه،الحبيب(اإلتصال بينو معيار استكمال حب باعتبارها،مجال تحقيق اللذ

.و معرفة العبد لخالقه

ألن، و شكره فذلك هو الجمال،لكن إذا كان تجميل و تحسين الجسد بذكر نعم اهللا عليه

أفضل العلم هو العلم باهللا، و أعلى درجات الحب هو ألن،ال لغيرهالجمال الحقيقي هو من كان هللا

ة بجمعهماالحب له، و .أكمل لذ

حقيقة الجمال في التصور الفلسفي اإلسالمي قائمة على من خالل ما سلف ذكره أن نستخلص . 13

مرجعيته الفالسفة المسلمين كل حسب تصوره و التي فسرها ) اإلنسان الجمالي، و الجمال المطلق(ثنائية

في حدود المدينة الفاضلة التي )الرئيس و المرؤوس(من خالل جدليةأبي نصر الفارابي فسرهاحيث

و ،بين جمال الجسد الفاضلالجامعةسياسة التجربة الجمالية بين جماليات الرئيس في نطاقدها جس

وفق نطاق و ابن سينا،حيديأبي الحيان التو النفس الفاضلة أمام الجمال المطلق، بينما تناولها كل من

الجمال ويحقق التكامل بين جماليات اإلنسان الجماليثان التجربة الجمالية و صناعة الجمال كمجال

المطلق، و هو ما يترجمه و يعبر عنه من خالل صناعة الجمال وفق شروط و مبادئ كلما كان تمامها كان

.لحظة تحقق الذوق الجماليلصناعي مجال انعكاس الجمال الكلي، و الجمال ا

س لنفسه مشروع تجاوز مجال الفكرة أو التصور ليؤس للجمال المنظور الفلسفي اإلسالمي لكن

حيان رشحوا أبي من المفكرين ، على الرغم من أن الكثيرين أبي حامد الغزاليإستطيقا إسالمية مع

التوحيدي أول من قال بقواعد علم الجمال اإلسالمي، لكننا بعد الدراسة الفلسفية التحليلية و الجمالية

من إستطيقا إسالميةأمام تبين لنا أن أبي حامد الغزالي بنى قواعد جمالية تفتح المجال أوسع و أعمق

مدرك الجمالي كميدان من الجمال وألنه يجمع بين اإلنسان ،بي الحيان التوحيديالتجربة الجمالية أل

:اتمـــــةــالخ

328

اإلنسان كصيرورة انتقال بين النشأتين، و هو جوهر اإلشكال و ضمن جدليةلحقيقته في ذات اللحظة،

اإلنسان كمدرك للجمال من خالل الحكم الجمالي الذاتي، فتصن الفرق بين إستطيقا إمانويل كانط التي

تجاربهم و تصوراتهم الجمالية في نطاق النشأة جميع من الفالسفة المسلمين الذين حصروا مو غيره

األولى لإلنسان الجمالي، ليتجاوز أبي حامد الغزالي كل ذلك من خالل إثباته النتقال اإلنسان الجمالي

إلىصيرورة انتقالضمن ) الذوق الجمالي+جمال الجسد+ النفسجمال (كوحدة جمالية يتماهى فيها

أن حقيقة الجمال التي تكمن في بلوغ الجمال المطلق من خالل إلى ذلك نجد باإلضافةالنشأة الثانية،

فها الفالسفة المسلمين بين المعرفة، الفضيلة، الحب، الحسن، الجمال، الرئيس،صن التي متغيرات جمالية

لكن جميعها يسعى اإلنسان إلى تحقيقها لنيل سعادته في حدود نشأته األولى، ...السعادة، اللذة الجمالية

أبي حامد و هو ما برهن عليه من خالل الجمع بين النشأتينالسعادة المثلى ال تتم و ال تكتمل إال

الغزالي من خالل مسألة المعاد الجسماني و الروحاني، و هو ذات المجال الذي أكده صدر المتألهين

.الشيرازي و برهن عليه عقليا

س و ما جاءت به النصوص في إثبات مسألة المعاد اعتمد الغزالي. 14 على ما ورد في الشرع المقد

تأكيدا له على ألن الشرع کاف في إثباتهاإليمان بها و ال يحتاج إلى دليلالمقدسة، لكنه يرى أنه يجب

المعاد الروحاني و الجسماني معا في الحياة بعد الموت، کما کان الجمع بينهما ضمن التكامل و

انتقالية الذوق الجمالي كما أثبتليكون رده على من قال استحالة البعث عامة،اإلنسجام في عالم الدنيا،

.من الحياة إلى الحياة بعد الموتالعقلي و الجسمانيبقسميهبين النشأتين

:اتمـــــةــالخ

329

إذا كان العلم و الفضيلة هي أساس اإلنسان الجمالي في النشأة األولى، فما هو حجر األساس كنل

للمعادلة الجمالية في النشأة الثانية؟

ت المعادلة الجمالية في النشأة األولى من خالل الفضيلة و العلم باهللا، يكون نتاجه ذلك إذا تم

نية، ما يعني أن مشروع اإلستطيقا اإلسالمية التي أسسها بالضرورية الحتمية تحقق الجمال في النشأة الثا

و التواصل بين المعادلة األولى لإلنسان الجمالي، هذا ،و التكامل،أبي حامد الغزالي من خالل الجمع

و في ذلك تأكيد على تكامل األخير الذي ال تكتمل معادلته الجمالية إال في تمام اإلنتقال للنشأة الثانية،

في التجربة الجمالية اإلنتقالية،كما أن الجسد ال يزول لحظة الموت و انفصال )و الجسد،النفس(

حشر لبينه و بين النفس، و هو البرهان الرابع في قوله تجمعنشأة ثانية لهالجوهر الروحاني عنه، بل

:لية التالية، وفق المعادلة الجمانا في مشروع اإلستطيقا اإلسالميةاألجساد، و نقول نحن إنه برهان

الذوق الجمال +الجسد+النفسالذوق الجمالي+الجسد+النفس

النشأة الثانية + النشأة األولى

مشروع إستطیقا إسالمیة انتقالیة بین النشأتین

:اتمـــــةــالخ

330

بنى الغزالي التجربة الجمالية وفق مبدأ بلوغ السعادة باعتبارها غاية الجمال الحقيقي، و هي سعادة . 15

الجامعةغاية الفضيلة الحقيقية هي التي تحقق السعادة المطلقة ألنأيضا انتقالية مع اإلنسان الجمالي،

التصورات و المعادالت الفلسفية بين السعادة في النشأة األولى و النشأة الثانية، و هو بذلك يتجاوز كل

الجمالية التي كانت قبله و من عاصرته ألنها حصرت الذوق الجمالي و مسار الفضيلة و الفعل الجميل و

السعادة الحقيقية في حدود النشأة األولى، لكن السعادة الحقيقية المطلقة هي اللحظة التي يدرك فيها

بها بالمطلق كشريان الوصال بعد اإلنتقال اإلنسان الغاية من وجوده، و فضيلته، و ج ماله حبا و شوقا و تش

حقيقة اإلنسان في التصور اإلسالمي صيرورة انتقال بين النشأتين ، ألن من الحياة إلى الحياة بعد الموت

إلى عالم الحياةلحظة اإلنتقال من ألنها تمثل،عبر بوابة الموت طلبا في االكتمال و السعادة القصوى

كلية ضمن وحدة وما يؤكد ماهية اإلنسان ، و هي لحظة ميالد اإلنسان من جديدة بعد الموتالحيا

. )النفس و الجسد(و منسجمة تجمع بين،متكاملة

و التجارب الجمالية اإلسالمية ،أهم التصوراتسة الفلسفية الجمالية محاولة لدراسةتعد هذه الدرا. 16

و التجاوزات الجادة بهدف وضع ،شروع إلى المزيد من الدراساتالالمشوار، أو آملين أن تكون بداية

الكامل، أو اإلنسان حجر األساس لبناء أسس إستطيقا عربية إسالمية ترشح اإلنسان الجمالي، أو

.كوحدة متكاملة أمام جمال الجالل...الرئيس

قـائمة المصادرو المراجع

:قائمة المصادر و المراجع

331

)رواية ورش(: القرآن الكريم

1951- دط- القاهرة-اهليئة العامة لقصور الثقافة- الهوامل و الشوامل- احليان التوحيديوأب.1

الطبعة - القاهرة- مطابع أخبار اليوم- دار سعاد الصباح- حتقيق حسن السندويب-المقابسات- احليان التوحيديوأب.2

1992- الثانية

دت-دط- للطباعة و النشر و التوزيعدار مكتبة احلياة - الجزء الثاني-اإلمتاع و المؤانسة- احليان التوحيديوأب.3

دت–دط -دار مكتبة احلياة للطباعة و النشر و التوزيع- الجزء الثالث-اإلمتاع و المؤانسة- احليان التوحيديوأب.4

1991- القاهرة- اجليزة-هجر للطباعة و النشر و التوزيع- حتقيق حممد رشاد سامل- الجزء األول-اإلستقامة-ابن تيمية.5

الطبعة - القاهرة-اجليزة-هجر للطباعة و النشر و التوزيع-- حتقيق حممد رشاد سامل- الجزء الثاني-اإلستقامة- ابن تيمية.6

ه1411- 1991- الثانية

-منشورات دار اآلفاق اجلديدة- حتقيق ماجد فخري- الحكمة المنطقية، والطبيعية، واإللهيةفي -النجاة- ابن سينا.7

م1985/ه1405- الطبعة األوىل-بريوت

-الطبعة الثالثة-القاهرة –مصر -دار املعارف- حتقيق سليمان دنيا- القسم األول-اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا.8

1968

:قائمة المصادر و المراجع

332

الطبعة - مصر-القاهرة- الناشر دار املعارف- حتقيق سليمان دنينا- قسم الثانيلا-اإلشارات و التنبيهات- ابن سينا.9

1968- الثالثة

1968-الطبعة الثانية- مصر -دار املعارف- حتقيق سليمان دنيا- القسم الثالث-اإلشارات و التنبيهات-ابن سينا.10

الطبعة -القاهرة–مصر-القاهرة- دار املعارف- حتقيق سليمان دنيا-القسم الرابع-التنبيهاتاإلشارات و-ابن سينا.11

1968- الثانية

-املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع-القسم األول-الفن السادس من الطبيعيات-الشفاء-ابن سينا.12

1988- لبنان-بريوت

نشر وزارة الرتبية و التعليم لإلدارة -حتقيق زكريا يوسف- جوامع علم الموسيقى-الرياضيات-الشفاء-ابن سينا.13

-ه1376/م1956- مصر-القاهرة- املطبعة األمريية- العامة للثقافة

- مطبعة باقر- مركز النشر اإلعالم اإلسالمي- حتقيق آية اهللا حسن األملي-اإللهيات من كتاب الشفاء- ابن سينا.14

ه1418- الطبعة األوىل

مؤسسة - تقدي حممد خواجوي- تعليق على النوري- الثاني عشرالمفتاح -مفاتيخ الغيب-صدر الدين الشريازي.15

م1881/ه1401- الطبعة األوىل-التاريخ العريب للطباعة، و النشر والتوزيع

:قائمة المصادر و المراجع

333

الطبعة -لبنان- بريوت- دار إحياء الرتاث العريب- الشواهد الربوبية-مجموعة رسائل فلسفية-صدر الدين الشريازي.16

2001- ه1422-األوىل

دار -الطبعة الرابعة-السفر الرابع- اجلزء الثاين- الحكمة المتعالية في األسفار العقلية األربعة-صدر الدين الشريازي.17

م1990/ه1410- لبنان-بريوت-إحياء الرتاث العريب

م 1999- الطبعة اخلامسة - دار إحياء الرتاث العريب - الجزء التاسع-األسفار -صدر الدين الشريازي.18

دت- دط- وبية في المناهج السلوكيةالشواهد الرب-صدر الدين الشريازي.19

ت . د-ط.د-لبنان- بريوت-الناشر دار الكتاب العربية-الجزء األول-فصوص الحكم- ن عريبحمي الدين اب.20

الطبعة -لبنان-بريوت- دار الكتب العلمية-التدبيرات اإللهية في اصطالح المملكة اإلنسانية-حمي الدين ابن عريب.21

ه1424/م2003- الثانية

الطبعة - كتاباهليئة املصرية العامة لل- حتقيق عثمان حيي- السفر الثاني-الفتوحات المكية- حمي الدين ابن عريب.22

م1985/ه1405- الثانية

الطبعة -املصرية العامة للكتاباهليئة - حتقيق عثمان حيي- السفر الثالث-الفتوحات المكية-حمي الدين ابن عريب.23

ه1405- الثانية

:قائمة المصادر و المراجع

334

-سورية- دار معبد للطباعة و النشر و التوزيع- حتقيق موفق فوزي اجلرب-لوازم الحب اإللهي- ابن عريبحمي الدين .24

م1998- الطبعة األوىل- دمشق

دار صادر للطباعة -تقدمي حممود حممود الغراب - كتاب الجالل و الكمال-رسائل ابن عربي- ابن عريبحمي الدين .25

1997-الطبعة األوىل- لبنان- بريوت-و النشر

الطبعة - عمان-األردن- دار الفتح للطباعة و النشر و التوزيع- حتقيق حممود بيجو- المنقذ من الضالل- أبو حامد الغزايل.26

الثانية

1972- الطبعة الثامنة-رمص-القاهرة-دار املعارف للنشر- حتقيق سليمان دنيا-تهافت الفالسفة-أبو حامد الغزايل.27

دت-دط- مصر- القاهرة- مطبعة اإلستقامة- معارج القدس في مدارج معرفة النفس-أبو حامد الغزايل.28

-إحياء علوم الدين-ربع املنجياتالكتاب السادس من - المحبة، والشوق، واألنس، والرضا-أبو حامد الغزايل.29

-1985- اجلزائر- املؤسسة الوطنية للكتاب

م 1998- دار مصر للطباعة-الجزء األول–إحياء علوم الدين - مد الغزايل أبو حا.30

-الطبعة األوىل- دار ابن حزم للطباعة والنشر و التوزيع- الجزء الثاني–إحياء علوم الدين- حامد الغزايلوأب.31

م2005/ه1426

دت- دط-القاهرة- دار إحياء الكتب العربية -ـ الجزء الرابع- إحياء علوم الدين-أبو حامد الغزايل.32

:قائمة المصادر و المراجع

335

1992- دط- دار الكتب العلمية-المجلد الثامن- إحياء علوم الدين-حامد الغزايلوأب.33

-الطبعة األوىل-نانلب- بريوت- دار الكتب العلمية- كيمياء السعادة-مجموعة رسائل الغزالي-أبو حامد الغزايل.34

م1988/ه1409

- األوىل- الطبعة- لبنان-بريوت-دار و مكتبة اهلالل للطباعة و النشر- اإلحصاء-الفارايبأبو نصر .35

-الطبعة األوىل-لبنان–بريوت -املطبعة الكاثوليكية-حتقيق فوزي مرتي جنار- السياسة المدنية-أبو نصر الفارايب.36

19641996

الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-دار املشرق- أراء أهل المدينة الفاضلة-أبو نصر الفارايب.37

1990- الطبعة الثانية- لبنان- بريوت- دار املشرق-حتقيق حمسن مهدي- الحروف-أبو نصر الفارايب.38

-عمان-ألردنيةمنشورات اجلامعة ا- حتقيق سحبان خليفات- رسالة التنبيه على سبيل السعادة- أبو نصر الفارايب.39

1987- الطبعة األوىل

مكتبة الكليات األزهرية للطباعة و - حتقيق أمحد حجازي السقا–ين في أصول الديناألربع- فخر الدين الرازي.40

ه1406- الطبعة األوىل- القاهرة- رالنش

دت-دط-الفوائد للنشر و التوزيعدار عامل- حتقيق حممد عزير مشس- الفوائد-ابن القيم اجلوزية.41

:قائمة المصادر و المراجع

336

الفوائد دار عامل -حتقيق حممد عزير مشس-الباب التاسع عشر-روضة المحبين و نزهة المشتاقين-ابن القيم اجلوزية.42

دت- دط- للنشر و التوزيع

1992- دط -لندن- حتقيق بالل عطية- تحفة العروس و متعة النفوس-أمحد التيجاين.43

-التوزيعمؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و -حققه مجال عبد الغين مدغمش- فروق في اللغة- أبو هالل العسكري.44

م2002/ه1422- الطبعة األوىل- لبنان-بريوت

-الطبعة األوىل- مؤسسة مشس هجر للنشر-حتقيق صاحل أمحد الرباب-المعاد الجسماني- أمحد األحسائي.45

2009-ه143

- مصر- شركة مكتبة و مطبعة مصطفى البايب احلليب و أوالده- الطبعة األوىل- علم المنطق- اإلبراهيمي حممد نور.46

1937

-بريوت- دار صادر- اجلسمانيات، الطبيعيات- المجلد الثاني- رسائل إخوان الصفا و خالن الوفاء- إخوان الصفا.47

دار طيبة للنشر و -احملقق سامي بن حممد سالمة- تفسري ابن كثري- تفسير القرآن الكريم- أبو الفداء امساعيل بن عمر.48

م1999/ه1420-الطبعة الثانية-التوزيع

:قائمة المصادر و المراجع

337

1980-بريوت- دار الكتب العلمية-حتقيق و تعليق عبد الرمحن الوكيل-مصرع التصوف-قاعيبرهان الدين الب.49

الطبعة - بريوت-الناشر املركز الثقايف العريب- العنف و المقدس و الجنس في الميثولوجيا اإلسالمية- تركي علي الربيعو.50

1995- الثانية

مركز دراسة -ترمجة هالل حممد اجلهاد-الرؤية القرآنية للعاملعلم داللة - اهللا و اإلنسان في القرآن-توشيهيكو إيزوتسو.51

2007- الطبعة األوىل-بريوت- الوحدة العربية

1987- الطبعة األوىل- القاهرة- دار مكتبة اهلالل- ضمن الرسائل الكالمية-النساء- اجلاحظ.52

1999- املغرب- أفريقيا الشرق- ترمجة عبد القادر قنييب- التصوف و المتصوفة- جان شوقلي.53

املؤسسة العربية - حتقيق إحسان عباس- اجلزء األول-طوق الحمامة-رسائل ابن حزم األندلسي-ابن حزم األندلسي.54

1987- الطبعة الثانية-بريوت- للدراسات و النشر

-سوريا-دار القلم العريب للنشر- فلسفة الجمال و مسائل الفن عند أبي الحيان التوحيدي- حسني الصديق.55

م2003- ه1423- األوىلالطبعة - حلب

1985- الطبعة الثانية- بريوت- حتقيق ذوقان قرقوطدار الرقي–وعود اإلسالم-روجيه جارودي.56

دت-دط- اهليئة املصرية العامة للكتاب-اإلمتاع و المؤانسة ألبي الحيان التوحيدي- كي جنيب حممودز .57

2009-دط- التوزيعدار التنوير للطباعة و النشر و - فلسفة الجسد-مسية بيدوع.58

:قائمة المصادر و المراجع

338

دت- دط- قراءة إستطالعية- الجسد في الرواية العربية المعاصرة- سعد الوكيل.59

الطبعة - بريوت-دار الفارايب- ترمجة باسم السقا-موجز تاريخ النظريات الجمالية- أوفسيانيكوف.مو مسري نوفا .60

- 1979- الثانية

- احلكاية و الربكة - المتخيل و القدسي في التصوف اإلسالمي-شغموم امليلودي.61

-1991- الطبعة األوىل-مكناس

املكتبة - الطبيعة، اإلنسان، الفن- ميادين الجمال في الظاهرة الجمالية في اإلسالم- صاحل أمحد الشامي.62

1988/ه1408- الطبعة األوىل-بريوت- اإلسالمية

1957-بريوت-الطبعة األوىل- العربجمال المرأة عند - صالح الدين املنجد.63

دراسة أنتروبولوجية لبعض االعتقادات و التصورات حول -الجسد و المجتمع- صوفية السحريي بن حترية.64

2008- الطبعة األوىل- تونس-دار حممد علي للنشر- الجسد

- دار سنديانا للنشر-)مقاربة الوهم والخيال والحلم آليات التعبير الجسدي دراسة جمالية(جسد -طالل معال.65

1999- الطبعة األوىل-عمان

-الطبعة األوىل- استانبول- دار سخا للنشريات- البعث و الخلود بين المتكلمين و الفالسفة- علي أرسالن.66

1998-ه1419

:قائمة المصادر و المراجع

339

يف نسي.67 1997-دط- الس األعلى للثقافات-الفكر الجمالي عند التوحيدي- عف

الطبعة - مركز احلضارة العربية للنشر- قراءة في شعر السبعينات-الحداثةخطاب الجسد في شعر- عبد الناصر هالل.68

2005- القاهرة- العربية األوىل

دت- دط- ضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع- اإلنسان في القرآن-عباس حممود العقاد.69

1999-لبنان-بريوت -أفريقيا الشرق- الجسد و الصورة و المقدس في اإلسالم-فريد الزاهي.70

الطبعة - لبنان- بريوت-دار الساقي- رموزية الطهارة و النجاسة- إيديولوجيات الجسد-فؤاد إسحاق اخلوري.71

-1997-األوىل

- دار الصحابة للرتاث للنشر و التوزيع-حتقيق فتحي أبو عيسى- النظر في أحكام النظر بحاسة البصر- ابن القطان.72

1414م/1994ه- الطبعة األوىل -طنطا

2006- ه1427الطبعة األوىل -اجلزائر- دار اإلمام مالك-الثانيالجزء-تفسير القرآن العظيم-ابن كثري.73

2006- ه1427الطبعة األوىل -اجلزائر-دار اإلمام مالك-الجزء الثالث-تفسير القرآن العظيم-ابن كثري.74

2006- ه1427األوىل الطبعة -اجلزائر- دار اإلمام مالك- الجزء الرابع-تفسير القرآن العظيم-ابن كثري.75

دت- دط-الدار القومية للطباعة و النشر-ترمجة شفيق أسعد فريد- اإلنسان ذلك المجهول- كاريل ألكسيس.76

:قائمة المصادر و المراجع

340

بريوت - دار الساقي للطباعة و النشر–ترمجة و تعليق هاشم صاحل –نقد و اجتهاد - الفكر اإلسالمي-حممد أركون.77

1998- الطبعة الثالثة-لبنان

-الناشر مطبعة اإلستقامة- المختار من صحاح اللغة- لدين عبد احلليم، حممد عبد اللطيف السبکيحممد حمي ا.78

م1934/ه1353

املؤسسة اجلامعية للدراسات و - دراسة مقارنة يف فكر العامري- اإلنسان في الفلسفة اإلسالمية-مين أمحد أبو زيد.79

1994- ه1414-الطبعة األوىل- لبنان- بريوت-النشر و التوزيع

الطبعة - لبنان- بريوت-منشورات مؤسسة األعلمي للمطبوعات-الجزء األول-المعاد بين الروح و الجسد- حممد تقي.80

م1993- ه1414-األوىل

- 1988- الطبعة األوىل-دار دمشق للطباعة و النشر- ترمجة عبد اهلادي عباس-المقدس و المدنس- مرسيا إلياد.81

1983- الطبعة السادسة–الناشر دار الشروق-ج الفن اإلسالميمنه- حممد قطب.82

حتقيق و تعليق-)و أخبار و أسرارو ما جاء فيها من عجائب و غرائب (طبائع النساء-حممد بن عبد ربه األندلسي.83

- األوىلالطبعة - مصر-مكتبة و مطبعة مصطفى البايب احلليب- فقه اللغة و سر العربية- حممد أيب نصور الثعاليب.84

1938/ه1357

1988-دط - الرباط- منشورات عكاظ- الكتابة و التجربة الصوفية- منصف عبد احلق.85

:قائمة المصادر و المراجع

341

-الطبعة األوىل- لبنان- بريوت- ة و النشردار اهلادي للطباع- التذكرة في المبدأ و المعاد- نصر الدين الطوسي.86

2008-ه1429

مؤسسة األعلمي -حتقيق جعفر السبحاين-کشف المراد في شرج تجريد االعتقاد- نصر الدين الطوسي .87

د ت- د ط-لبنان-بريوت-للمطبوعات

2011-دط- املغرب- أفريقيا الشرق- المقدس و المجتمع-نور الدين الزاهي.88

الدار - مطبعة النجاح اجلديدة- منشورات الزمن-مناذج و تصورات- الجسد بين الشرق و الغرب- هشام العلوي.89

2004- البيضاء

مؤسسة املذهب -ضمن شخصيات قلقة يف اإلسالم - ترمجه عبد الرمحن بدوي- السهروردي المقتول-هنري كوربا.90

1995- الطبعة الثالثة- القاهرة - دار ابن سينا للنشر- اإلشراقي

91. Maurice. Merleau ponty - la phénoménologie de la perception, Edition Gallimard -

1945-en France- pp161

92. Marc.Richir- Phénoménologie et institution symbolique-(phénomènes, Temps et

Etres) Edition Jérôme million-paris-1988

93. Paul. Ricœur -soi même comme un autre- Éditions du Seuil- mars- 1990- Paris

:قائمة المصادر و المراجع

342

الطبعة –مؤسسة دار اهلجرة إيران -الشرح الكبيرالمصباح المنير في غريب - أمحد بن حممد بن علي بن الفيومي .94

1405-األوىل

1993- الطبعة األوىل-بريوت- منشورات عويدات- A-G-موسوعة الالند- أندريه الالند.95

م1983/ه1403- -القاهرة-اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية-المعجم الفلسفي- إبراهيم مدكور.96

الطبعة -بريوت –رونالناشر مكتبة لبنان ناش-الفلسفية عند العربموسوعة المصطلحات-جريار جهامي.97

1998-األوىل

مکتب اإلعالم اإلسالمي-س اللغةمقايي-ابن زکريا أمحد بن فارس .98

- الطبعة األوىل-بريوت-لنشراملؤسسة العربية للدراسات و ا- الجزء األول-موسوعة الفلسفة- عبد الرمحن بدوي.99

1984

-الطبعة الثالثة- القاهرة- يلالناشر مكتبة مدبو -المعجم الشامل للمصطلحات الفلسفية -احلقيعبد املنعم .100

2000

القاهرة-ار املعارفد-المجلد األول- لسان العرب-ابن منظور.101

1998-منشورات مكتبة اهلالل- فلسفيةموسوعةفي سبيل - مصطفى غالب.102

:قائمة المصادر و المراجع

343

- الطبعة األوىل-دار إحياء الرتاث العريب للطباعة و النشر و التوزيع-المعجم الوسيط-نصار سيد أمحد.103

م2008/ه1429

104. Le grand Gérard- Dictionnaire de la philosophie-Bordas-Paris-1983

معهد -)النزوع الجمالي في التجربة الصوفية( الجمالية و الكشف الصوفي- محادي محيد - رسالة املاجستري.105

1993-جامعة وهران-الفلسفة

- العدد اخلامس-جملة املسلم املعاصر- آفاق اإلنبثاق اإلسالمي لفلسفة الجمال و الفن- حممد كمال جعفر.106

م1976/ه1396

فهرس األعالم

:فهرس األعالم

344

إحدى مدينة وسيجيف مقابل أرسطو املعلم األول، ولد يف نصر الفارابي الملقب بالمعلم الثانيأبو

توطدت أركان الفلسفة يف العامل بفضله،ثاني فيلسوف ذي شأن في الفلسفة اإلسالمية،1فارابمدن

كان أوسع الفالسفة اصطالحا على الفلسفة اليونانية فعرف الكثري من ،2اخلاصاإلسالمي و اختذت طابعها

أول مفسر مسلم لبعض مؤلفات ما جعله، كما عرف تاريخ مدارسها ترمجتها إىل العربيةاليت مت نصوصها

.أرسطو

السياسة ف و قد عر ،رغم أنه مل يشارك فيها عملياعناية بالسياسةكان من أشد الفالسفة المسلمين

و األخالق ،و عن امللكات،أصناف األفعال و السنن اإلراديةالعلم الذي يفحص عن "فقالالعلم المدنيأو

ب مذهأما ، 3"عن الغايات التي ألجلها تعقلو ،و السنن،و الشيم اليت عنها تكون تلك األفعال،و السجايا

الجزء الثانييفحص و،يفحص فيه املوجوداتأحدها العلم اإللهي إلى ثالثة أجزاءقسمفقدالفارابي

املوجودات اليت ليست أما الجزء الثالث يفحصالرباهني يف العلوم النظرية اجلزئية مثل املنطق اهلندسة و العدد،

على أساس التفرقة القائم الممكن و الواجبوجود اهللا ببرهان على ، حيث برهن بأجسام و ال يف أجسام

، و الشفاء،النجاة" مؤلفاتهابن سينا في عنه و هو البرهان الذي أخذه ،4)و الواجب،الممكن(بين

94ص-1984- الطبعة األوىل-بريوت- املؤسسة العربية للدراسات و النشر-اجلزء الثاين-موسوعة الفالسفة-عبد الرمحن بدوي1-724ص-املرجع نفسه- 2716ص -املرجع نفسه- 3706ص -املرجع نفسه- 4

:فهرس األعالم

345

كيفية صدور "اليت تسرنظرية الفيضالعالقة بين الواجب و الممكن من خالل، كما برهن عن "اإللهياتو

.5"هو تفسري أفالطوين يقوم على أساس فكرة الصدور املوجودات على جهة الفيضمجيع املوجودات عن األول و

:6رسالة25ألف عددا ضخما من الكتب و الرسائل و الشروح منها :هـــاتـــمؤلف

شرحا11:شروح منطق أرسطو

7شروح على سائر مؤلفات أرسطو

4: مداخل إلى فلسفة أرسطو

4:الدفاع عن أرسطو

6:أفالطونالدفاع عن

5:مدخل إلى الفلسفة بعامة

15:تصنيف علوم ما بعد الطبيعة

6: األخالق و السياسة

:نذكر، و من مؤلفاتهلكن معظم هذه المؤلفات مفقودة و بعضها ال يوجد إال في ترجمات عبرية

في المنطق

التوطئة في المنطق

إحصاء العلوم

التعليقات

710ص-املرجع نفسه- 595ص-1984-الطبعة األوىل- بريوت-املؤسسة العربية للدراسات و النشر- اجلزء الثاين-موسوعة الفالسفة-عبد الرمحن بدوي- 6

:فهرس األعالم

346

القرن الرابع عاش خالل يف بغداد، المعروف بأبي الحيان التوحيديعلي بن محمد بن العباس ولد

، و هو القرن الذي شهد أهم النظريات املعرفية، و املعارك النقدية، و القفزات اإلبستيمولوجية بني للهجري

د من خالل الرسالة اليت كتبها " الفالسفة و العلماء، لكن ال أحد تطرق إىل سنة مولده مائة سنة أربعلكنه حد

"و عليه تعني ميالده يف سنة"فإني في عشر التسعين" حيث قالالقاضي أبي سهل على بن محمدإلى

.7"ه400أما وفاته فحدد وفاته سنة، 321

ننا و ملما مبعارف من أهم المفكرين، والفالسفة المسلمينحيان التوحيدي أبي صنف ، ألنه كان متف

عصره من النحو، و اللغة، الشعر، األدب، الفقه، الفلسفة، علم الكالم، السياسة، الفلك، اهلندسة

و محقق المتكلمين، ومتكلم المحققين، ، فيلسوف األدباء، و أديب الفالسفة" لذلك قيل عنه...الرياضيات

يمزج العلوم ،ما جعله 8"له ذكاء، و فطنة، و فصاحة و مكنةو إمام البلغاء، فرد الدنيا الذي ال نظير

جاحظيا " ، ألنه كان9"و عرضها يف األساليب البليغة، و تقريرها بني األذهان يف أعلى طبقات البيان"باآلداب

من أخص "، ليؤسس من خالل هذا التهجني و املزج منهجه اخلاص به، و10"يسلك يف تصانيفه مسلك اجلاحظ

لد من بني هذا مذهبا خاصا لهمزاياه أنه دائم ، كان 11"كان ميزج األدب باحلكمة و التصوف بالفلسفة و يو

.التساؤل و التفكير في خبايا الوجود و كل ما هو موجود

18ص-1992-الطبعة الثانية-القاهرة-مطابع أخبار اليوم-حتقيق حسن السندويب-املقابسات-أبو حيان التوحيدي- 77ص-املصدر نفسه- 811ص-املصدر نفسه- 9

10ص-املصدر نفسه- 108ص -املصدر نفسه- 11

:فهرس األعالم

347

التوحيداليت عدها صناعة البد أن تنتهي بصاحبها إىل بتمجيد الفلسفةحيان التوحيدي أبي اهتم

هو البحث عن العامل بأسره بكل ما اشتمل عليه فموضوع الفلسفة و مظاهر الشك، أما الصافي من الشوائب

"من خملوقات و كائنات و موجودات فقال عنها

و هي املكانة )و الدين،الفلسفة(عن ال جيب على اإلنسان االستغناء يرى أن، كما ال 12..."ما ركب بينهما

و له في ،لذا لقب بشيخ الصوفيةاليت جعلها للفلسفة يف جل مؤلفاته اليت انطبعت بالطابع الروحي الصويف

:مجموعة الرسائل منهاهذا المجال

رسالة في أخبار الصوفية

الرسالة الصوفية

رياض العارفين

اإلشارات اإللهية

الحج العقلي

فضاء عن الحج الشرعيالحج العقلي إذا ضاق ال

اإلشارات اإللهية

:إنتاجه، لكنه أحرق بعض كتبه و من بعض كتبه نجدتميز بثقافة موسوعية و خصوبة

اإلمتاع و المؤانسة

اإلشارات اإللهية

البصائر و الذخائر

16ص-الطبعة الثالثة-بريوت-دار الطليعة-الفالسفة،املناطقة، املتكلمون، الالهوتيون، املتصوفون-معجم الفالسفة-جورش طرابيشي- 12

:فهرس األعالم

348

المقابسات

الهوامل و الشوامل

أكملت العشر من العمر و قد " حيث قالفي قرية أفشنةولدأبو علي الحسين بن عبد اهللا بن سينا

الشفاء بدأ يف كتابة كتابه العظيم ،13..."أتيت على القرآن و على كثري من األدب حىت كان يقضي مين العجب

،بسبب إفراطه يف الشراببداء القولنجأصيب ، كما فابتدأ بالطبيعياتأبي عبيدتلميذهبناء على التماس من

لكنه كان يعاجل نفسه، و اجلماع

توفي سنة ثماني و،14"و اآلن ال تنفع املعاجلة،املدبر الذي كان يدبر بدين قد عجز عن التدبري" أخذ يقولو

.سنة58عمر الشيخ نحو كان، حيث عشرين و أربعمائة و دفن في همذان

، فلسفة أرسطوحيث حاول المزج بينهو الفلسفة المشائيةالعقليالسائد في مذهبه االتجاه

على أوسع يف الشفاءخاصة تناول علم املنطق يف معظم كتبه األساسية ، فلسفة أفالطونات متناثرة من و قسم

يف كتابه ف الفلسفةعر . العالم اإلسالميةعرفانيءاإلشارات و التنبيهات استقصاكتابه ، بينما مشلنطاق

بتصور األمور و التصديق باحلقائق النظرية و العملية الحكمة استكمال النفس اإلنسانية"فقالعيون الحكمة

،بحث في الوجود المطلقالكونهمبا عرفه أرسطو العالم اإللهيعرف كما ، 15"على قدر الطاقة البشرية

، برهن على واجب الوجود بواسطة فكرة الممكن و الواجب، على هذا األساسو مبادئه،لواحقه،أحوالهو

41ص-1984-الطبعة األوىل-بريوت-لنشرللدراسات و ااملؤسسة العربية -اجلزء األول-موسوعة الفالسفة-عبد الرمحن بدوي- 1341ص-املرجع نفسه- 1443ص-املرجع نفسه- 15

:فهرس األعالم

349

تأثيره في العالم اإلسالمي و العالم الالتينيما جعل، 16"وجود مبا هو موجودالالفلسفة األوىل موضوعها "ألن

جتسد يف لذا ،17خير مصدر لدراسة الفلسفة و علوم األوائل عامةباعتبارهاألورويب يف العصر الوسيط هائال

:18مثلبفلسفتهتتأثر احلادي عشرالعامل اإلسالمي سلسلة متتد من القرن اخلامس إىل القرن

1191م/ه587(المتوفي سنةالسهروردي المقتول(

1209م/ه606(المتوفي سنةفخر الدين الرازي(

1274م/ه672(المتوفي سنةنصر الدين الطوسي(

م1640/ه1050(المتوفي سنةالشيرازي(

19:من أهم مؤلفاته نذكر:هــــمؤلفات

المنطق، الرياضي، الطبيعي، اإللهيات(الشفاء في أربعة أقسام(

النجاة

اإلشارات و التنبيهات

اإلنصاف

الرسالة األضحوية في أمر المعاد

ي ماهية العشق، رسالة في الحدودرسالة ف

،رسالة في أقسام العلوم العقلية

رسالة في إثبات النبوات

43ص-املرجع نفسه- 1667ص-1984-الطبعة األوىل-بريوت-لنشراملؤسسة العربية للدراسات و ا-اجلزء األول-موسوعة الفالسفة-عبد الرمحن بدوي- 1743ص-املرجع نفسه- 1843ص-نفسهاملرجع - 19

:فهرس األعالم

350

المباحث

القانون في الطب

يف مدينة ولد، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي حجة اإلسالم و زين الدين

و دفن ،ديسمبر سنة بطوس18توفي يوم اإلثنين ، و اليت كانت ثاين مدينة يف خرسان بعد نيسابورطوس

في الرابعة ه484حوالي فقيه و صوفي بدأ بقراءة كتب الفلسفة،مفكر و متكلم.20"بظاهر قصبة الطابرات

،كان نتاجها الشك يف اعتقاداته املوروثةزمة روحيةألفتعرضأخذ فكره يتغري جمراه حيث ،و الثالثين من عمره

ايد عن اإلسالم ضد الباطنية بكتاب ، إىل النظر العقلي احلرهفعدو هو الشك الذي اعه قحجة الحلكن دف

،كما الدفاع عن اإلسالم و هو دفاع المشارك في الفلسفةيفأصبح حجة اإلسالم يؤدي دوره اجلديد

.تهافت الفالسفةخصص

21نذكر البعض من مؤلفاته:مؤلفاته

التعليقات في فروع المذهب

البسيط في الفروع

الوسيط

المختصرخالصة

المختصر و نقاوة المعتصر

المنتحل في علم الجدل

81ص-1984- الطبعة األوىل-بريوت- املؤسسة العربية للدراسات و النشر-اجلزء الثاين-موسوعة الفالسفة-عبد الرمحن بدوي- 2085ص -املرجع نفسه- 21

:فهرس األعالم

351

واضع أكبرحيث يعترب،22أبو بكر محمد بن علي محي الدين الملقب بالشيخ األكبر متصوف

علم" فقالالتصوفعرف قد و ،الفلسفة و التصوفبني جامعضمن مذهب و أعمق نظرية في التصوف

"ينتهج،23"و الباطن لنيل السعادة األبدية، تعبير الظاهرو ،تعرف به أحوال تزكية النفس، و تصفية األخالق

قضايا العقل، و حاول من خالله أن يوفق بينحيث ،و التحليل العلمي المنظم،المنهج الفلسفي الدقيق

.أحوال الذوق، و الكشف العرفاني

، التحدث بلسان الباطنو ،و عرفانيته،رمزية للتعبير عن فلسفتهاصطنع ابن عربي أساليب صوفية

من كوا مكاشفة نورانية، فإن األساس الذي تقوم عليه فلسفته و عرفانيته لرغم لى ا الحقيقة إدراك لكن ع

تأويل من خاللحقيقة المطلقإدراك باعتبارها القضية الكربى اليت تتفرع عنها كل قضية، ما يعين أن الوجودية

كما ضاع ، مئة و خمسون مصنفاله من املؤلفات " كان غزير اإلنتاج ،الحق و الخلقالعالقة القائمة بين

:24نذكر منها"خمسين مصنفا آخرزهاء مئة و

الفتوحات المكية

فصوص الحكم

التدبيرات اإللهية في اصطالح المملكة اإلنسانية

32ص -الثالثةالطبعة -بريوت-دار الطليعة-الفالسفة،املناطقة، املتكلمون، الالهوتيون، املتصوفون-معجم الفالسفة-جورش طرابيشي- 22-ه1424/م2003- الطبعة الثانية-لبنان-بريوت-دار الكتب العلمية-التدبريات اإلهلية يف اصطالح اململكة اإلنسانية- حمي الدين ابن عريب- 2312ص

32ص -الثالثةالطبعة -بريوت-دار الطليعة-الفالسفة،املناطقة، املتكلمون، الالهوتيون، املتصوفون-معجم الفالسفة-جورش طرابيشي- 24

:فهرس األعالم

352

الزرعي الدمشقي المشهور بن أيوب ابن سعد حريزشمس الدين أبو عبد اهللا محمد بن أبي بكر

محي الدين أبو المحاسن يوسف بن عبد الرحمن بن علي نسبة إىل املدرسة اليت أنشأها بابن القيم الجوزية

أخذ عن نبلي،احلفقيه الاملتكلم اجلديل، و و ،اإلمام احملقق احلافظإنه ،25"بن الجوزي ألن أباه كان قيما عليها

على الشيخ صفي الدين اهلندي و أصول الفقهعن ابن أيب الفتح البعلي، تلقى العربيةو ،الفرائضعلم أبيه

، ه728ه، إىل وفاته سنة 712مالزمة تامة منذ عودته من مصر سنة الذي الزمه شيخ اإلسالم ابن تيمية

و أهم ما استفاد منه ، هلاحيث

أوىف تالميذ ابن تيمية و أشهرهم " يعترب،بهااالعتصامدعوته إلى األخذ بكتاب اهللا الكريم و سنة رسوله و

.26"على اإلطالق و قد نشر تعاليمه و شرح تراثه و سجن معه مرتني

نيفا و ستني كتابا يف خمتلف العلوم منها ما هو كبري يقع يف جملدات و منها ما هو يف "بلغت تصانيفه

:27منها"جملد

و هو يبحث في أرواح األحياء و األموات: كتاب الروح

الشفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل

حادي األرواح إال بالد األفراح في ذكر الجنة

السالكين و زاد المعاد في التصوف و األخالقمدارج

-دار الشريف للنشر و التوزيع-حتقيق إبراهيم بن عبد اهللا احلازمي-اجلمال، فضله، حقيقته، أقسامه-ابن تيمية و تلميذه ابن القيم اجلوزية- 2574ص-1413-الطبعة األوىل

33ص -الطبعة الثالثة- بريوت-دار الطليعة-الفالسفة،املناطقة، املتكلمون، الالهوتيون، املتصوفون- معجم الفالسفة-جورش طرابيشي- 2633ص -املرجع نفسه- 27

:فهرس األعالم

353

إعالم الموقعين عن رب العالمين

الطرق الحكيمة في السياسة الشرعية

أحكام أهل الذمة

زاد المعاد في هدي خير العباد

الفوائد

روضة المحبين

مفتاح دار السعادة

354

المـقدمــة

، و صيرورة تجلياته في الثقافة العربية اإلسالميةالجسد في الفكر الفلسفي:الفصل األول

17الدالالت اللغوية و المعجمية: الجسد: المبحث األول………………………...

..………………………………………………17مفهوم اجلسد لغة، و اصطالحا/ 1……………………………………………………28اجلسد يف الفكر الفلسفي/231……………………………………….…اجلسد بني املقدس و الدنيويأنطولوجيا/3

41طبيعة الجمال في الفكر الفلسفي اإلسالمي: المبحث الثاني…………………….

..……………………………………………41األصول الفلسفية للمفاهيم اجلمالية/ 1.........................................50)ارالسرور، و اإلختب( أثر اجلمال على النفس اإلنسانية بني/ 2.…………………………………56حقيقة اجلمال يف إطار الغاية بني الشكل و املضمون/ 3...…………………………………………60مبادئ اجلمال عند الفالسفة املسلمني/ 4

63اإلسالميالجسد إثنوغرافيا :لثالمبحث الثا…………………………………

...………………………………………………63العريبدالالت اجلسد يف الشعر/1………………………………………………73املتعايل و الواقعي يف تصور اجلسد/2يالااجلسد صورة /3 أو .……………………………………………………84و ت..…………………………………88، ثالثية خطاب اجلسد العرفاين)الرجل، احلق، املرأة(/ 4...……………………………………………………97اجلسد الطقوسيرمزية /5…………………………………………………….……100املرأة و اجلسد/ 6.…………………………………………………..………106اجلسد اجلثة/ 7

355

الجسد في الفكر الفلسفي اإلسالميتصور جماليات : الثانيالفصل

108جماليات الجسد عند أبي نصر الفارابي: المبحث األول………………………

..……………………………………………108حقيقة اإلنسان يف فلسفة الفارايب/ 1...………………………………………116خطاب اجلمال املطلق و سياسة التفاضل/2…………………………………………126مجاليات اجلسد الرئيس و املدينة الفاضلة/3

137حيان التوحيديالجسد و الفكر الجمالي عند أبي : المبحث الثاني……………..

..…………………………………137)النفس، الروح، اجلسد( حقيقة اإلنسان جدل/ 1……………………………………………144اجلمال و عالقته باحلسن و الكمال/ 2……………………………………………………150املستويـــــــــات اجلماليــــــــــــــة/ 3...…………………………………………153الذوق اجلمايل و عملية إدراك اجلميل/4

158.عند ابن سينايالجمال العقلي و الجسد: المبحث الثالث…………………...

..………………………………………158جدلية اإلنسان بني املتناهي و الالمتناهي/ 1………………………………………………167و الذوق اجلمايلمفهوم اجلمال / 2...……………………………………………174و احلسيةةــــــة العقليــــة اجلمالياللذ / 3.…………………………………………176ني الصناعي و الكمالحقيقة اجلمال ب/ 4.………………...……………………180مجاليات اجلسد و كمال اجلمال الصناعي / 5

مشروع إستطيقا إسالمية الجسدتصور جماليات : الفصل الثالث

190أبي حامد الغزاليجماليات الجسد و أسس إستطيقا: األولالمبحث…………….

………………………………………190مفهوم اجلمال حقيقة بني احلسن و الكمال/ 1...……………………………………194أقسام اجلمال يف التصور الفلسفي اإلسالمي/ 2..……………………………………199حقيقة اإلنسان اجلمايل و جمال احلضرة اإلهلية/ 3

356

...………………………………………202التجربة اجلمالية و أسس إستطيقا الغزايل/ 4

216و التجربة الجمالية العرفانية عند ابن عربيالجسد: الثانيبحث الم………………

…………………………………………216نظرية اإلنسان الكاملاجلسد الصويف و / 1……………………………226......العرفانيةثالثية اخلالفة)اجلسد، امللك، الروح الكلي/(2..…………………………235نسو األيبةاهلحقيقة بني يف العرفان الصويف اإلدراك اجلمايل /3...…………………………………………………240التجربة اجلمالية العرفانية/ 4

255تصور الجمال و الجسد عند ابن القيم الجوزية: المبحث الثالث………………..

..………………………………………255اهللا، القلب، اجلسد ثالثية حقيقة اإلنسان/ 1……………………………………………263معرفة اهللا من معرفة النفس و اجلمال/2……………………………………………………266مفهوم اجلمال و طبيعته/3...…………………………………………269مجاليات اجلسد معيار حقيقة اجلمال/4

عند الفالسفة المسلمينالمعاد الجســــد و :الفصــل الرابــــع

273بين نشأتينجدل ماهية اإلنسان:المبحث األول…………………………….

..……………………………………………………273م البعث و املعادمفهو / 1..……………………………………………280أنواع املعـــــاد يف التصور اإلسالمي/ 2

..………………………………………282حقيقة اإلنسان صريورة انتقال بني عاملني/ 3

288الغزاليأبي حامد المعاد عند الجسدجماليات :المبحث الثاني………………...

.…………………………………………….288عند الغزايلاألجساد معاد مسألة / 1……………………………………………294انتقالية الذوق اجلمايل بني النشأتني/2.………………………………………………………299مسألـــــــة التناســــــــخ/3

357

306......الشيرازيدينعند صدر الالجسد و المعاد :المبحث الثالث…………….

..…………………………………306املعاد يف نورانية الشريازيمقامات املنكرين ملسألة /1.…………………………………………309إثبات النشــأة الثانيــــة و انتقالية اجلســـد/ 2

.…………………………………310النفس و اجلسدإثبات معاد العقلي واالستدالل/3…………………………………………………315الفرق بني التناسخ و املعــــاد/4

318اجـــات عامــــــةاستنت: الخاتمــة……………………………………………

331قائمة المصادر و المراجع………………………………………………

344فهرس األعالم………………………………………………………..

« L’esthétique du corp dans la pensée philosophique(Ses représentations et ses manifestations dans La Culture Islamique) »

Résumé :

Après notre étude analytique-philosophique sur les perceptions esthétiques d’Abou

Nasser Alfarabi, Abou Hayan Attawhidi, Ibn Sina, Abou Hamed Alghazali, Ibn Arabi, Ibn Alkaim

Aldjouzia, Nous avons constaté que Abou Hamed Alghazali a construit des bases esthétiques, qui ont

permis d’ouvrir un champ plus profond devant le projet de « L’esthétique Islamique » et encore plus

large dans l’unité humaine ainsi qu’elles garanti la continuation de ses transitions régulières entre les

deux phases ( vie naturelle terrestre + La résurrection), ce qui se considère comme la source de la

problématique et la caractéristique principale par laquelle on différencie l’esthétique d’Emmanuel

KANT, où l’esthétique humaine a été perçue comme perceptible de la beauté par un jugement

esthétique subjectif d’un coté, ainsi que l’ensemble des philosophes musulmans qui ont limité toutes

leurs expériences et perceptions esthétiques au domaine de la première émergence humaine d’autre

part.

Alors qu’Al-Ghazali a dépassé tout pour trouver la transition démontrable à l'unité esthétique

humaine qui identifie : (la beauté de soi + la beauté du corps + goût esthétique) à la seconde

émergence, ce qui l'a prouvé par la question de résurrection du corps et l’âme, c'est le même domaine

qui a été confirmé et lui a donné mentalement Molla Sadra Shirazi, pour être le début d'un projet

« L’esthétique Islamique ».

Mots clés : la beauté, le corps, le soi, l’esthétique, l’esthétique humaine, La résurrection ducorps, l’expérience esthétique, le goût esthétique.

« Aesthetics corp in philosophical thought

(Its performances and events in Islamic Culture) »Abstract :

After our analytical-philosophical study on the aesthetic perceptions of Abu Nasser

Alfarabi, Abu Hayan Attawhidi, Ibn Sina, Abu Hamid Al-Ghazali, Ibn Arabi ,and Ibn Alkaim Aldjouzia.

We found that Abu Hamed Al-Ghazali had built aesthetic bases, which opened a deep leading to

proposal of "Islamic aesthetics" and even wider in human unity and that guaranteed the continuation of

its smooth transitions between the two phases (terrestrial natural life + The resurrection). The

catterasas as the source of the problem and the main characteristic by which we differentiate aesthetics

of Immanuel Kant from athers Where human aesthetic were perceived as perceptible beauty by

2016/2015 : الســـــــــــــــــنة

subjective aesthetic judgment in Immanuel Kant on one side, and all Muslim philosophers who have

limited all their experiences and aesthetic perceptions area of the first human emergence on the

another.

We found that "Abu Hamed Al-Ghazali has exceeded all problems because he was able to illustrate and

demonstrate the transitions of human aesthetic beauty a unity in which identifies the aesthetic (beauty

of self + the beauty of the corp + aesthetic taste) for the second human emergence. This was evidenced

also by "the issue of resurrection of the body and soul" is the field on which logically supported by

Molla Sadra Shirazi to be the beginning of the Islamic project of aesthetics encompassing between two

vital phases.

Key words: beauty, body, self, aesthetics, human aesthetics, resurrection body, aesthetic experience, andaesthetic taste

" "تمثالته، و تجلياته في الثقافة اإلسالمية " جماليات الجسد في الفكر الفلسفي "

الملخص:

حيان التوحيدي، ابن سينا،أبو نصر الفارابي، أبو" لكل مناجلمالية للتصوراتالفلسفية التحليلية تنابعد دراسأمام تفتح المجال قد بنى قواعد جماليةبي حامد الغزاليأين لنا أنتب ، "، ابن عربي، ابن القيم الجوزيةحامد الغزاليوأب

نشأة الحياة + نشأة الحياة (نشأتينالبين هصيرورة انتقالو ،و أوسع ضمن كلية اإلنسان،أعمقمشروع إستطيقا إسالميةاليت صنفت اإلنسان اجلمايل كمدرك للجمال إستطيقا إمانويل كانطالفرق بني أساس ، و هو جوهر اإلشكال و )بعد الموت

نطاق املسلمني الفالسفة خمتلفومن جهة،عرب احلكم اجلمايل الذايتاإلنسان ةيإثباته النتقالتجاوز كل ذلك من خاللقد أبي حامد الغزاليبينما جند أن ، من جهة ثانيةاألولىاإلنسان نشأة

ما برهن عليه ،إلى النشأة الثانية) الذوق الجمالي+ جمال الجسد+ جمال النفس(الجمالي كوحدة جمالية يتماهى فيها، ليكون الشيرازيالدينصدر ده و برهن عليه عقليامسألة معاد األجساد و األرواحمن خالل

.ة جامعة بين نشأتينمشروع إستطيقا إسالميلذلك بداية .اجلسد، النفس، اإلستطيقا، اإلنسان اجلمايل، معاد األجساد، التجربة اجلمالية، الذوق اجلمايل،: كلماتمفتاحیة

ملخص األطروحــة