ئف: كتاب للطا ااجلوزي: املؤلف ابن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

قال الشيخ اإلمام العامل احلافظ، إمام وقته، وفريد عصره، وعالمة دهره، مجال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن رن امسه احلمد هللا على ما يوليه، محدا يرضيه، وصلى اهللا على من اجتمعت كل املعامل فيه، وق: علي بن اجلوزي

.باسم احلق عند الذكر ويكفيه، وعلى آله وأصحابه وتابعيههذا الكتاب رقت عباراته، ودقت إشارته، نثرته عند اإلمالء نثرا من فنون، فهو نصيب أكف ال تلتقط الدون،

.جعلته طرازا على ثوب الوعظ، وفصا خلامت اللفظ، يعمل يف القلب قبل السمع، وغلى اهللا الرغبة يف النفع الفصل األول

يف قوله تعاىل هو األول واآلخر

ال بصفة األول حيكم له مبدأ، وال باآلخر صار له منتهى، وال من الظاهر فهم له شح، وال من الباطن تعطل له وصف، خرست يف حضرة القدس صولة مل؟ وكفت هليبة احلق كف كيف؟ وغشيت ألنوار العزة عني عني

لى محى التسليم، جل عن أشباه وأمثال، وتقدس عن أن تضرب له األمثال،وإمنا الفكرة، فأقدام الطلب واقفة عيقع اإلشتباه واإلشكال، يف حق من له أنداد وأشكال، املشبه ملوثن بفرث التجسيم، واملعطل جنس بدم

فيم مل لفعله؟ وال مىت لكونه؟ وال : اجلحود، ونصيب احملق من بني فرث ودم لنب خالص، هو املتنزه ال يقاللذاته؟ وال كيف لوصفه؟ ليس يف صفاته أين؟ وال مما يدخل يف أحديته من طالع مرآة صمديته دلته صفاهتا على

تفكروا يف آالء اهللا وال تتفكروا يف ذات اهللا . (التنزيه، وعلم أنه ال ينطبع فيها شبح الشريك، وال خيال التشبيه .ة الرمدإذا استقبل الرمد الريح فقد تعرض لزياد) فتهلكوا

" عليه السالم يشكو من الريح، فاستحضر سليمان الريح، فذهب البعوض، فقال " سليمان " جاء البعوض إىل .لو كان يل قوة الثبوت معها ما شكوت منها: إىل أين؟ فقال" سليمان

الفصل الثاينوم يف دعوى الشركن فر يف بادية يف ذكر نبينا عليه الصالة والسالم ملا رأى نبينا صلى اهللا عليه وسلم ختليط الق

: العرب، فتحرى غار حراء للفراغ، فراغ إليه، فجاء مزاحم اقرأ يا راهب الصمت، تكلم لسان العجر البشريا حم، فزمزم لست بقارىء، أنا باألمس يف حجر حجر حليمة، ودخلت يف موت أيب يف كفالة أيب طالب، فحم مل

قم يا أطيب مثاركن، يا حمموال عليه ثقل قل، يا ) يا أيها املزمل: (لراقدبلطف زملوين، فعاد طيف اللطف ينعت اومن حتركت لتعظيمه السواكن فحن إليه اجلذع، وكلمه الذئب، وسبح يف كفه ) قم فأنذر(من خلع عليه خلعة

.احلصا، وتزلزل له اجلبل، كل كىن عن شوقه بلسانهماهذا التعجب من خنلة : والقدر يقول) لوال نزل هذا القرآن(ة احلسد عجب القوم من علو منزلته، فقالوا بألسن

جمنون، يا : مرضوا لقوة داء احلسد فرأوه بغري عينه فقالوا) أمل نخلقكم من ماء مهني(بسقت واألصل نواة؟

زينه الدهر، هذا نقش يرقاهنمن ال لون وجهك، يا مجلة اجلمال، يا كل الكمال، أنت واسطة العقد، و: حممدأنت صدرهم وبدرهم، . تزيد على األنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر، والسماء على األرض

وعليك يدور أمرهم، أنت قطب فلكهم، وعني كثيبهم، وواسطة قالدهتم، ونقش فصهم، وبيت قصيدهتم، مشس واألنبياء قلوب، ونبينا عليه الصالة والسالم اخلالئق أشخاص،. ضحاها، هالل ليلتها، در مقاصريها، زبر جدها

.سرهمملا أخذ يف سري أسرى، فنقل إىل املسجد األقصى، خرج إليه عباد األنبياء من صوامعهم، فاقتدوا بصالة راهب

" .أمطها عنك يا عمر، أمع الشمس سراج " موسى وعيسى حيني " الوجود، لو كان نبياء كرمضان الصوم، وشرع نبينا يوم العيد، عرضت عليه اجلنة بعث باحلنيفية السمحة، كانت شرائع األ

ليلة املعراج ظنت املالئكة ) أجتعل فيها(والنار حىت عرف الطبيب العقاقري قبل تركيب األدوية، فل غرب سيف أن اآليات ختتص بالسماء، فإذا آية األرض قد علت، ال عجب من ارتفاع صعودهم ألهنم ذوو أجنحة، إمنا

العجب من ارتفاع جسم طبعه اهلبوط بال جناح جسداين، كان جربيل عليه السالم دليل الفالح، فلما وصل إىل .ها أنت وربك: مفازة ليس فيها علم يعرفه، علم ابن أجود أن الصدق أجود، فقال

ادت اهليبة ال أحصي ثناء عليك، ك: وقع يف بادية القرب، فأوجبت هيبة التعظيم أن خرس لسان الطبع، فقالالسالم عليك، فإذا قامت القيامة، فموسى صاحبه، وعيسى حاجبه، واخلليل : تلهبه لوال أن تدورك برش ماء

.يا ولد صوريت، يا والد معناي: أمري جنده، وآدم ينادي بلسان حاله

؟الفصل ؟الثالثمذ ) اسكن(وأخرجته من أقطار ) اسجدوا(يف ذكر آدم عليه السالم؟؟؟ إياك والذنوب فإهنا أذلت أباك بعد عز

سىب اهلوى آدم هوى، دام حزنه، فخرج أوالده العقالء حمزونني، وأوالده السبايا أذلة، أعظم الظلمة ما تقدمها ضوء، وأصعب اهلجر ما سبقه وصل، واشد عذاب احملب تذكاره وقت القرب، كان حني إخراجه ال متشي

.قدمه، والعجب كيف خطاذ خفيت وتلفتت عيين عني الطلول تلفت القلب... فم

:ارفق يب: واعجبا جلربيل باألمس يسجد له واليوم جير بناصيته، واملدنف يقول على الروي فظهر البكر مقعور... يا سائق البكرات استبق فضلتها

هلفاه يا: يا ويلتاه والقلب ينادي: األسى أليام الوصال، واللسان يقولجمع على ما كان منها وأين أيام جمع... من معي أيام

طالبا بالعراق ينشد هيهات زمانا أضله باجلزع .كم قصة غصة بعثها مع بريد السر ال يدري هبا سوى القلب، مكنوهنا التأسف، ومضموهنا التلهف

تحمل إىل أهل العراق سالمي؟... أال يا نسيم الريح من أرض بابل على أنين منها استفدت غرامي... وإني ألهوى أن أكون بأرضهم

).فتاب عليه(حترقه لوال أنه تدارك احلريق مبياه ) وعصى(أخذت صعداء أنفاس آدم من ذكر كان داماطيب عيش بالغضا لو ... قل لجريان الغضا آه على

قبل أن تحمل شيحا وثماما... حملوا ريح الصبا نشركم :فكان كلما عاين املالئكة تنزل من السماء تذكر املرتع يف املربع، فتأخذ العني يف إعانة احلزين

فبات يسح الدمع وجدا على وجد... رأى بارقا من أرض نجد فراعه سقاك هزمي الودق مرتجس الرعد... ت القاع من بطن وجرة فيا شجرا

كان عند رؤية األمالكن يذكر إقطاعه األمالك، فيكاد مما يأسى، جيعل الرجاء يأسا، مث قام بعد مراكب املىن .ميشي إىل أرض مىن، فلوال تلقن الكلمات مات

كما كن يل أم ال سبيل إىل الرد ...هل األعصر الاليت مضني يعدن يل أتجعل (واعجبا لقلق ابن آدم بال معني على احلزن، هوام األرض ال تفهم ما يقول، ومالئكة السماء عندها بقايا

فهو يف كربه بال رحيم) فيها له ما بقليب حتى يكل لساين... أال راحم من آل ليلى فأشتكي

ه بكاء آدم لفراق اجلنة ال كبكاء غري سرقناهن من ريب الزمان... وكانت بالعراق لنا ليال

" .وما يب البان، بل من داره البان " ما كان هذا القلق لنفس الدار، بل ألجل رب الدار منهلة من إثر صحيب... صحيب مضوا فمدامعي

فانثين عن قصد قليب... اهلجران سهما ما فوقى... كال وال نادي اجلوى إال وكنت أنا امللب لوال املىن لقضيت نحيب... ولقد وقفت على مىن

مائة عام يبكي حىت جرت " جبل اهلند " سجد آدم عليه السالم على : رضي اهللا عنه" وهب بن منبه " قال وجعل طوير الوادي الطواويس، " القرنفل " و " الدارصيين " فنبت من دموعه " وادي سرنديب " يف دموعه

ارفع راسك فقد غفر لك، فرفع رأسه مث طاف بالبيت اسبوعا فما أمته حىت : مث جاء جربيل عليه السالم فقال .خاض يف دموعه

وهن الدوايلمثل الدوايل أ... دموع عيين مذ قذ جذ بينهم " آدم " كان .البالء جرى القضاء بزهللا، فما ذنب اللقمة" يعقوب "

.ولكن ظفرمت باحملبني فارمحوا قدح أريد انكساره، فسلم إىل مرتعش لو مل تذنبوا واعجبا كان يبكي للدار مرة وللجار ألفا، والفراق يقلقل، والبعاد يزلزل

ه... كم وإني لمشتاق إىل طيب وصل كما اشتاق نحو الدار من طال لفت فأفين به كنز اصطبار ذخرته... سأبكي الدما شوقا إىل ساكن احلمى

بكيت لصرب كان يل فعدمته... ولم أبك بعد الدار عين وإنما فليس بخاف يف اهلوى ما جحدته... إذا كان دمع العني بالسر شاهدا

الفصل الرابع

يف صفة الربيع

فإذا ) فترى األرض هامدة(إذا تأميت األرض من زوج القطر، ووجدت لفقده مس اجلدب، أخذت يف ثياب قوي فقر القفر، ألقى مد أكف الطلب يستعطي زكاة السحاب، فساق الصانع بعال يسقي بعال، فثارت للغياث

.وتأثري صناعة املعلم يف البليد أعجب) فسقناه إىل بلد ميت(ة، فجاء الغيث بال مثرية مثريفلبس اجلو مطرفه األدكن، وأقبلت خيالة القطر شاهرة سيوف الربق، فأخذ فراش اهلوى، يرش جيش النسيم،

ألت األودية أهنارا، كلما فباحث الريح مبكنون املطر، فاستعار السحاب جفون العشاق، وأكف األجواد، فامتانعقد بعقد " مستها يد النسيم حكى سلساهلا سالسل الفضة، فالشمس تسفر وتتنقب، والغمام يرش وينسكب

فلما وقعت مشس الشتاء يف الطفل، نشأ أطفال الزرع فارتبع الربيع أوسط بالد " الزوجني عقد حب احلب األرض من سنة الكرى، وهنضت عرائس النبات ترفل يف الزمان، فأعار األرض أثواب الصبا، فانتبهت عيون

أنواع احللل، فكأن النرجس عني، وورقه ورق، فالشقائق حيكي لون اخلجل والبهار يصف حال الوجل، والبنفسج كآثار العض يف البدن، والنيلوفر يغفو وينتبه، واألغصان تعتنق وتفترق، واألراييج قد ثبت أسرارها

نن، فتطارحت األطيار إىل النسيم فنم، فاج تمعت يف عرس التواصل فنون القيان، فعال كل ذي فن على فمناظرات السجوع، فأعرب كل بلغته عن شوقه، فاحلمام يهدر، والبلبل خيطب، والقمري يرجع، واملكاء يغرد،

الة واهلدهد يهدد، واألغصان تتمايل كلها تشكر للذي بيده عقدة النكاح، فحينئذ تج خياشيم املشوق ض .وجده

حبذا من أجلها البان... يل بذات البان أشجان من نسيم الفجر ريعان... حبذا رياه يوقظه

رنحتها منه أغصان... حبذا ورق احلمام إذا فيه أسجاع وأحلان... داعيات باهلديل لها

إال الشوق تبيانليس ... أعجميات إذا نطقت هاجين للذكر أحزان... كلما غنيتين هزجا

طريب فالكل نشوان... مال يب ميل الغصون بها وجدنا إذ نحن جريان... يا حمام البان يجمعنا بني أهل الشوق كتمان... تحن بالشكوة إيل فما

واحدا والوجد ألوان... جدون جوى يتشاكى الوا أنا مخلوس القرين وأنتن أزواج وأرقران

ولكن البان أوطان... وبعيد الدار عن وطين أنا باألشواق سكران... ال تزدين يا عذول جوى

الفصل اخلامس

يذكر فيه إشارة من حال سلمان الفارسي

فواأسفا، أين املفر؟ توفيق ) غلبت علينا شقوتنا(وعلى قوم بدليل ) سبقت(ة األزل قضت لقوم بدليل سابقأساطري (أعمى بصائر قريش فقالوا ) غلبت(وخذالن ) فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا(نور قلوب اجلن ) سبقت(

" و " إبليس " وأهل اليمني يف مهب مشال القرب، ما نفعت عبادة أهل الشمال يف جانب جنون البعد، ) األولني .وال ضر عناد السحرة" بلعام وقد صلى معه، مع الضب ري يكفيه وال ماء، والسمكة " ابن أيب " وما رأى الرسول، وكفر " قس " وحد

.غائصة يف املاء وال ريأجب : م تسلم، فنظر املريض إىل ابيه، فقال لهأسل: دخل الرسول عليه الصالة إىل بيت يهودي يعوده فقال له

ما حملمد ولنا؟ ولسان : فصاحت ألسنة املخالفني" سلمان منا " أبا القاسم، فأسلم كان يف ذلك البيت غريبا مثل " ما احتمل . كيف انصرايف ويل يف داركم شغل املناسبة تؤلف بني األشخاص! مريضنا عندكم: احلال يقول

حق األم أحق، فضرب على فيه " آسية " وإن كان يف " فرعون " بة يف دار مرارة الغر" موسى ا يسلني غري أن م .إىل أنه أمته األم، فصوت عود العود عند اجتماع الشمل) وحرمنا(فدام

وهل عندكم من وحشة البني ما عندي... سالمي عليكم كيف حالكم فسيق تابوته إىل بيتها، فيه طفل منفرد عن أم إىل امرأة خالية عن " آسية " إميان " و " موسى " سبق العلم بنبوة

.زوج

قرينان مرتعنا واحد

محلته صبا الصبا حنو الدين، كان أبوه على اعتقاد اجملوس، فعرج به دليل " سلمان " ملا قضيت يف القدم سالمة أنا (يه جواب القيد، وهذا اجلواب املرذول قدمي من يوم التوفيق إىل دير النصارى، فأقبل يناظر أباه فلم يكن ألب

ولوال مكابدة البالء ما نيلت ) ولنبلونكم(فنزل يف البداية ضيف ) قالوا حرقوه) (ثم نكسوا(، )أحيي وأميتأبيه فسمع أن ركبا على نية السفر، فسرق نفسه من حرز ) رب أشعث أغرب، لو أقسم على اهللا ألبره(مرتبة

وال قطع، فركب راحلة العزم يرجو إدراك مطلب الغىن، وغاص يف مقر حبر البعث ليقع على بدرة الوجود، .وقف نفسه على خدمة األدالء، وقوف األذالء) إىن ذاهبب إىل ريب(إىل أين؟ فقال : فصاح به اهلوى

على عالمات نبينا عليه أفضل الصالة فلما أحس الرهبان بانقراض دولتهم، زوده سفره إىل طلب علم األعالم قد آن زمانه وأظل، فاحذر أن تضل، فإنه خيرج بأرض العرب، مث يهاجر إىل أرض بني حرتني، : والسالم، وقالوا

فلو رأيته قد فلى الفالة، والدليل شوقه، واحلنني يزعجه، والتلهف يقلقه من حبك الطلح والضال وأعجبين... وأبغضت فيك النخل والنخل يانع ولو أن صنفية وشاة وعذال... وأهوى لجرال السماوة والفضى

ا " فاشتراه يهودي باملدينة، فاجنرب انكسار رقه بإنعام ) فشروه بثمن بخس(رحل مع رفقة مل يرفقوا به سلمان من .ملنزل بوجد النازلوتوقد شوقه برؤية احلرتني، وما علم ا"

وأي قلوب هذا الركب ساقا؟... أيدري الربع أي دم أراقا ا تالقى... لنا وألهله أبدا قلوب !!تالقى يف جسوم م

يف رأس خنلة، فكاد القلق يلقيه لوال " سلمان " فبينما هو يكابد ساعات االنتظار جاء البشري بقدوم الرسول، و مث عجل النزول ليلقي ركب البشارة، وأي ثبات بقي ) إن كادت لتبدي به(أن احلزم أمسكه، كما جرى يوم

).إين ألجد(ليعقوب يف حال مالك وهذا؟ انصرف إىل : خليلي م، نجد قفاين على الربافقد هب م، تلك الرسوم نسيم طف صاحل به املالك

.شغلك يف ويل يف داركم شغل مث أخذ يضربه، فأخذ لسان حال املشوق يترمن، لو مسع األطروش؟كيف انصرا

ا أنا منكما ل ليلى بدا ليا... خليلي ال والله م إذا علم من آ الفصل السادس

تتجاىف جنوهبم عن املضاجع

يل التواين، فتزين حب النوم، وتزخرف سفر الليل ال يطيقه إىل مضمر اجملاعة، جتتمع جنود الكسل فتتشبث بذطيب الفراش، وختوف برد املاء، فإذا ثارت شعلة من نار احلزم، أضاءت هبا طريق القصد، فسمعت أذن اليقني

هل من سائل؟: هاتف ذال وأسحب أجفاين على األثر... فقمت أفرش خدي يف الطريق له

وهم يستغفرونن صراخ األطفال غري بكاء الرجال، " املتعبدين قوة " خر نفس، ويف نفس احملب يف الليل على آ سهر الليل هودج األحباب، يوقظ نسيم األسحار أعني ذوق األخطار، فلو رأيتهم

وقد الحت اجلوزاء وأحندر النسرهلمم، وإن قاموا فعلى أقدام القلق، إن ناموا توسدوا أذرع ا" النابغة " وباتوا بليل " قيس " قد افترشوا بساط

كأن النوم حلف على جفاء أجفاهنم فكيف يا أملي إن كنت غضبانا... هذا رضاك نفى نومي فأرقين

مازالوا على مطايا األقدام إىل أن من النسيم بالسحر، وقام الصارخ ينعي الظالم، فلما متخض الدجى حبمل .احل اإلستغفارالسحر، تساندوا إىل رو

فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا... شكونا إىل أحبابنا طول ليلنا .رياح األسحار أقوات األرواح، رقت، فراقت، فربدت حر الوجد، وبلغت رسائل احلب

لقد زادين مسراك وجدا على وجد... أال يا صبا نجد مىت هجت من نجد .وب الوجدن يرتاح إىل النسيم، وإن قلقل الواجدمكر

ا... بني شمال وصبا حن مشوق وصب فلم تزده نغمات الشوق إال وصبا

.عبارة النسيم ال يفهمها إال املشتاق، وحديث الربوق ال يروق إال للعشاق ر العذييب معرضافروى له خب... ومرنح فطن النسيم بوجده

خلوا باحلبيب يف دار املناجاة فكساهم ثياب املوصلة، وضمخهم بطيب املعاملة، وغالية السحر غالية، يصبحون

.وعليهم سيما القربتفوح أرواح جند من ثياهبم فتأسف يا جيفة النوم، وابك يا عريان الغفلة، أتدري كيف مر عليهم الليل، ألك

.علم مبا جرى للقومقبل السحر، ومطرود النوم يف حبس الرقاد، فما فك عنه ) تتجاىف(أيعلم خال ما جرى للمتيم رحلت رفقة

.السجان القيد حىت استقر بالقوم املنزل، فقام يتلمح اآلثار على باب الكوفة، والقوم قد شرعوا يف اإلحرامعلمين باإلبلهل روض الرعيان ... من يطلع شرفا في

ارتفعت قبابهم على النزل... أم قعقعت عمد اخليام أم ة "يستملي " منها غراب البني ... أم غرد احلادي بقافي

.خيادع امرأته حىت تنام، مث خيرج من الفراش إىل الصالة" حسان بن أيب سنان " كان فأصبح يل عن كل شغل شغل... لي جرى حبه مجرى دمي يف مفاص

فبينهما يف كل هجر لنا وصل... كأن سواد الليل يعشق مقليت .نعم قتلت نفسي: يا بين لعلك قتلت قتيال، فيقول: إذا رأت تقلقله بالليل تقول" أم الربيعنب خيثم " كانت بن املنكدر " وقالت يا أماه، من جن عليه الليل وهو خياف البيات، : أن أراك نائما، فقال أشتهي" : أم عمر

.حق له أن ال ينام، يا أماه إن الليل لريد علي فيهولين، فينقضي عين وما قضيت منه أريب .الرفق أطلب: إرفق بنفسك، فقال: ذق اهلوى وإن استطعت املالم مل قيل لبعض الزهاد

إنك تفسد على املصلني : ملسجد وينتحب حىت يعلو صوته، فأرسل إليه األمرييبكي يف ا" أمية الشامي " كان إن حزن القيامة أورثين دموعا غزارا، : صالهتم بكثرة بكائك وارتفاع صوتك، فلو أمسكت قليال، فبكى وقال

.فأنا أستريح إىل ذريها أحيانا والنصح خيانة اللوائم... اللوم فيك ينصحوين

ا دمت على الصدود دائم... قعد، واملقيم عندي امل م ناحت بآراكها احلمائم... مايل أجد احلمام أنى

واحلب يحلل العزائم... كم صح على السلو عزمي فلما التقينا صرت أخرس ألكنا... وكم من حديث قد خبأناه للقسا

الفصل السابع

التوبة

.إذا شبت تبت: كنت تقول) ألي يوم اجلت(يا مؤخر توبته مبطل التسويف كل . فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت لو كان لسيف عن عزميتك جوهرية لقيك موت اهلوى حتت ظبته

ا جرف، كلما صدقت لك يف التوبة رغبة، محلت عليه ا جنود اهلوى محلة يوم تضع قاعدة اإلنابة ولكن على شف .فاهنزمت، إذبح حنجرة باهلوى بسكني العزمية، فما دام اهلوى حيا فال تأمن من قلب قلبك

اكتب مبداد الدمع حسن الظن إىل من . اجعل بكاءك يف الدجى شفيعا يف الزلل، فزند الشفيع توري نار النجاح

عن اهلوى، فإن مل تطق فبذل إخوته " يوسف " أو بصرب" يعقوب " حيققه، وال تقنع يف توبتك إال مبكابدة حزن ).وتصدق علينا(يوم

مىت " كنعان " يا مهجور . يا فارغ البيت من القوت، هذه أيام اللقاط. يا معشر األقوام، هذه مشاعل القبولنغمات الفراق مىت تسمع " ابن يا مني " مىت يرى امللك سبع بقرات، يا " مصر " يا سجن " يوسف " جتد ريح

).وإن كنا لخاطئني(يا دائم الزلل مىت تضع جبهة ) إين أنا أخوك(د... اليوم عهدكم فأين املوعد هيهات ليس ليوم عهدكم غ

اكتمي : إذا وقعت عزمية الصدق يف قلب العبد التائب رضي امللك، فأنسى امللك، ما كتب، وأوحى إىل األرض .يعلى عبد

قتل رجل قبلكم مائة نفس، مث خرج تائبا فأدركه املوت، فاختصمت فيه مالئكة الرمحة ومالئكة العذاب، فبعث قيسوا ما بني القريتني، وأوحى إىل هذه أن تباعدي، وغلى هذه أن تقريب، فوجد : اهللا ملكا حيكم بينهم، فقال

.أقرب إىل قرية اخلري بشرب، فغفر له ).كذلك كدنا ليوسف(عرفون سر واحلاكم واخلصوم ال ي

انظروا ) أوفوا بالعقود(يا معاشر التائبني ) وجعلنا له نورا يمشي به يف الناس(إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه هللا ال فإن ا(فإن زللتم من بعد التقومي، فارجعوا إىل دار املداراة ) وال تنقضوا األميان بعد توكيدها(ملن عاهدمت

).ميل حىت متلوا فاهلجر صعب شديد... عودوا إىل الوصل عودوا

عهدي لديكم بعيد... تذكرونا فما فأين تلك العهود... كنا وكنتم قريبا

أم هل تعود زرود... هل يرجع البان يوما

الفصل الثامن

جماهدة النفس

النفس، صل عليها بسوط العزمية، فإهنا إن عرفت جدك استأسرت لك، وامنعها ملذوذ مباحها يا مقهورا بغلبة ا بعد وإما فداء(ليقع اإلصطالح على ترك احلرام، فإذا صربت على ترك املباح الدنيا والشيطان ) فإما من

إن مالت إىل الشهوات فاكبحها ) كمقاتلوا الذين يلون(خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن أدب اجلهاد بلجام التقوى، وإن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط اجملاهدة، وإن استحلت شراب التواين، واستحسنت

فإن رمقت نفسها بعني العجب فذكرها خساسة األصل، فإنك واهللا ما . ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزممل تقدر على ذرة من العافية يف بدنك، وقد إجتمعت عندك جنود اهلوى يف بيت مل جتد مرارة الدواء يف حلقك، .فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم، وادخلوا عليهم الباب. النفس، فأحكمت حصن البطالة

.احلر يلحى والعصا للعبد. النفس مثل كلب السوء، مىت شبع نام، وإن جاع بصبص

إذا قوي عزم اجملاهدة ألن له األعداء بال . أقبل يهتز الرامي إذا قرطس كان أحد السلف إذا قهر بترك شهوته .حرب

ملا قويت جماهدة نبينا صلى اهللا عليه وسلم تعدت إىل كل من تعدى، فأسلم شيطانه، اللهم دلنا على قهر لك، فالعمر بدل اهتمامك بك،واسرق منك : نفوسها اليت هي أقرب أعدائنا إلينا، وأكثرهم نكاية فينا، يا هذا

تفر إىل الزحف ولكن ال . قليل، تظلم إىل ربك منك، واستنصر خالقك عليك، يأمرك باجلد، وأنت على الضد .إىل فئة

) السجن أحب إيل" (يوسف " تطلب نيل العلى وما ارتقيت درج اجملاهدة، أتروم احلصاد ومل تبذر؟؟؟ لوال إيثار .رب خفض حتت السرى، وغىن من عنا، ونضرة من شحوب) وكذلك مكنا(ماخرج إىل راحة

نني أنفسهم وأموالهم بأن لهم اجلنة(ملا قوم املؤمنون أنفسهم بالرياضة وقع عقد ه اشترى من املؤم النفس ) إن الل .مل ترض إذا مل ترض، ألهنا كلب عقور، وإمنا يراد الصيود ال العضوض

كالسواقي، واملياه النجسة يف الثمرة، أنت تستفتح النهار بإطالق اجلوارح يف صيد اللهو، فإذا وحيك، األعضاءوأن ) يغضوا(هيهات ان خيشع طرف ما قومه حمتسب . حان حني الصالة نعقت هبا وليست معلمة فال جتيب

).يعلم السر وأخفى(حيضر قلب ما أزعجه ختويف هذا ناقض العهد وهذا وايف... صناف الناس من اهلوى على أ

ما يصلح للحضرة قلب جايف... هيهات من الكدور تبغي الصايف الفصل التاسع

ذم الدنيا

" تقدم على الفاين، وال إقدام " باقل " ويف ذكر اآلخرة أعىي من " سحبان " أنت يف حديث الدنيا أفصح من وحيك إمنا تعجب الدنيا من ال فهم له، كما أن أضغاث " حسان " عن الباقي وال جنب وجتنب" بن معد يكرب

.األحالم تسر النائم، لعب اخليال حيسبها الطفل حقيقة، فأما العاقل فال يغتركم أتلفت الدنيا بيد حبها يف بيداء طلبها، وكم عاقبت عن وصول بلد الوصل، كم ساع سعى إليها سعي

إهنا مذمومة يف كل شريعة، والولد عند الفقهاء يتبع األم، مىت : ا رد الفرازين يا أرباب الدنياالرخ ردته معكوس .نبت جسمك عن احلرام فمكاسبه كزيت هبا يوقد

.هل أنا منهم؟؟ وأنت تأمن مع ذنوبك" حذيفة " يا : مع كماله يقول" عمر " هذا

.يرجىنسب إىل السرقة، فأي وجه خلالص " بنيامني " إذا كان سين : بعد موته باثنيت عشرة سنة فقال" عمر " رؤي اآلن ختلصت من حسايب واعجبا أقيم للحساب أكثر من

.الوالية، أفينتبه هبذا راقد اهلوى؟يا متلطخا بأقذار الظلم، بادر الغسل من مد العوايف قبل أن جيزرك، ال يغرنك عيش أحلى من العسل، فاحملاسبة

.أيها الغرمي قدر عزميك أمر من العلقم، ستعلمإذ يلتقي كل ذي دين وماطله احلجر املغصوب يف البناء أساس اخلراب، ليت احلالل سلم، فكيف احلرام؟ كان

.اجتمعت تلك القطرات فصارت سيال: لبان خيلط اللنب باملاء، فجاء سيل فأهلك الغنم، فجعل يبكي ويقول " .يداك أوكتا وفوك نفخ " ولسان اجلزاء يناديه

واعجبا من الظلمة كيف ) ولتعلمن نبأه بعد حني(كم بكت يف تنعم الظامل عني أرملة، واحترقت كبد يتيم؟ أما ) فكال أخذنا بذنبه(ينسون طي األيام سالف اجلبابرة، وما بلغوا معشار ما آتيناهم، أما شاهدوا مآهلم؟

كما تركوا من جنات (أما صاح هاتف اإلنذار؟ ) ليهم السماء واألرضفما بكت ع(رحلوا عن أكوار الندم؟ بلهم املثالت(واعجبا للمغترين ) وعيون خلت من ق ) وتبني لكم كيف فعلنا بهم(أما يكفيهم من الزواجر ) وقد

كم دار بنعم النعم دارت عليها دوائر النقم؟ ) نفحيل بينهم وبني ما يشتهو(من هلم إذا طلبوا وقت العود؟ يمان : " ؟ يا معاشر الظلمة)فجعلناها حصيدا( فال تعجل (العقوبة يف سجن " آصف " احلكم قد حبس " سل

ذهبت مسوم اجلزاء من مهب ) لئال يكون للناس على الله حجة(وأجرى الرجاء ) عليهم ولئن مستهم (فلو ).فال يستطيعون توصية) (إنما نملي لهم(لقلعت سكر ) حةنف

أفنضرب عنكم (أبقي يف قوس الزجر منزع ) والت حني مناص) (أن تقول نفس يا حسرتى(فاحلذر احلذر ).الذكر صفحا

البقاع بقار الورع، هيهات قد سفينة التقى حتتاج إىل إحكام تام، ولليم منافذ صغار يف الدسر، فاحكم تلكفتعاش العدل إذا مل : يا هؤالء) ال عاصم(األسى " نوح " خرقتها بالكبائر، وما تتنبه ملا صنعت حىت يصيح

.ينتزع شوك الظلم أثر ما مل يؤمن تعديه إىل القلب، ال تعربوا يف سكر القدرة، فصاحب الشرطة باملرصافشرار نار قلبه حممول بريح دعائه إىل سقف بيت الظامل، نباله تصيب، نبله وحيكم، ال حتتقروا دعاء املظلوم،

.سهم سهمه اإلصابة) ألنصرنك ولو بعد حني(غريب، قوسه حرقه، وتره قلهه، مرماته هدف، وقد رأيت ويف األيام جتريب

الفصل العاشر

العمل لآلخرة

منكم، اتعظوا مبن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من إخواين ارفضوا الدنيا فقد رفضت من كان أشغف هبا بعدكم، الدنيا مخر ساعدها تغريد طائر الطبع فاشتد سكر الشاربن ففات موسم الريح، مث بعد اإلفاقة يقام احلد،

.فيقيم قائم احلزن، ويكفي يف الضرب فوت اخلري فإذا ماتوا انتبهواسبعني اشتكى من غري علة، والعاقل من أصبح على وجل وحيك، إن املوت سحاب، والشيب وبله، ومن بلغ ال

الدنيا وراءك، واألخرى أمامك، والطلب ملا وراء هزمية، وإمنا العزمية يف اإلقدام، جاء : من قرب األجل، يا هذااألمل، وحيك، انتبه إلغتنام عمرك، فكم يعيش احليوان " كنعان " طوفان املوت فاركب سفن التقى، وال ترافق

.؟حرياناألسقام تزعج األبدان فال بد من النحول ضرورة، كأنك بك يف حلدك على فراش الندم، وإنه واهللا ألخشن من اجلندل، فازرع يف ربيع حياتك قبل جدوبة أرض شخصك، وادخر من وقت قدرتك قبل زمان عجزك، وأعتد

).قول نفس يا حسرتىأن ت(رحلك قبل رحيلك خمافة الفقر يف القفر إىل األزم، احلذار احلذار

احلازم يتزود ملا به، قبل أن يصري ملآبه، شجرة احلزم أصلها إحكام النظر، وفروعها املشاورة يف املشكل، ومثرهتا .انتهاز الفرص، وكفى بذهاب الفرصة ندما

يعض عليها الكف أو يقرع السنا... وكم فرصة فاتت فأصبح ربها وأنى لهم التناوش من مكان ) (إني تبت اآلن(با؟ ملضيع العمر يف التواين، فإذا جاء متقاضي الروح قال واعج ).بعيد

يا رابطا مناه خبيط األمل، إنه ضعيف الفتل، لو فتحت عني التيقظ لرأيت حيطان العمر قد هتدمت، فبكيت على سخ، ال بالتسويف ترعوي، وال بالتخويف تستوي، ضاعت خراب دار األمل، جسمك عندنا وقلبك على فرا

.مفاتيحي معك

الفصل احلادي عشر

اخلوف من اهللا تعاىل

ليس هلم يف الدنيا ) يحول بني املرء وقلبه(خوف السابقة وحذر اخلامتة قلقل قلوب العارفني، وزادهم إزعاجا .ىل شارع من شوارع اخلوفراحة، كلما دخلوا سكة من سك السكون أخرجهم اجلزع إ

وحتسب أين يف الثياب صحيح... أروح بشجو ثم أغدو بمثله أعمار األغمار وانتبهوا فانتبهبوا الليل والنهار، وأخرجوا أقوى العزائم إىل األفعال، فلما قضوا ديون اجلد،

ا، أنفاسهم ال ختفى، نفوسهم تكاد تطفأ، لون قضت علومهم باحلذر من الرد، حنوا فأنوا، وانزعجوا فما اطمأنو .احملب غمار، دمع الشمون منام، من ضرورة دوران الدوالب أنينه

د... أخفي كمد اهلوى ودمعي يف اخلد على هواك شاه للعاذل واللسان جاحد... فاجلفن مقر بلوعيت

الفكر، ألقى زبر اهلموم حىت " اسكندر " خلوف فلما وصل تصادما يف قلب العارف جبل الرجاء وجبل ا .فاستغاث الواجد لتراكم الكرب) انفخوا: (مث صاح جبند الفهوم) ساوى بني الصدفني(

"نسيمها " نسيم الصبا يخلص إىل ... أيا جبلي نعمان باهللا خليا .على البعد، وإن فتح له باب الوصل خاف الطر ال راحة للمحب يف الدنيا، إن أحس باحلجاب بكى

ويبكي إن دنوا خوف الفراق... فيبكي إن نأوا شوقا إليهم :من مل يذق مل يعرف

لم يدر كيف تفتت األكباد... من لم يبت واحلب حشو فؤاده .الفراق أظلم من الليل، الوجد احر من اجلمر

أحر نار اجلحيم أبردها... ففي فؤاد املحب نار جوى إهلي إن كنت أعطيت أحدا من احملبني ما يسكن به قلبه قبل : فصاح" بابراهيم بن أدهم " فقد اشتد قلق اخلوف

.لقائك فأعطين، فقد أضر يب القلق

ه هويف يديك ... لو شئت داويت قلبا أنت مسقم من البلوى سالمته... عالمة كتبنت يف خد عارفكم ثلي فقد قامت قيامت من كان م

ما استحييت مين؟؟ تسألين أن أعطيك ما يسكن به : يا إبراهيم: فرأى احلق جل جالله يف منامه وهو يقول .قلبك؟ وهل يسكن قلب املشوق إىل غري حبيبه؟؟

حمل هموم بها عظام... قد براها يا سائق العيس خالف أشواقها أمامي... أشواقها خلفها وشوقي

الفصل الثاين عشر

ذو البجادين

اللهم نور ظلمة دنيانا بضوء من توفيقك، واقطع أيامنا يف طلب اإلتصال بك، فإنك إذا أقبلت سلمت، وإذا .أعرضت أسلمت

م على (ة السعادة لشخص دلته على الدليل قبل الطلب إذا سبقت سابق: إخواين ولقد اخترناهم على عل ).العاملني

أحلقت العاجز باحلازم... إن املقادير إذا ساعدت يتيما يف الصغر، فلما عمه الفقر كفله عمه، فنازعته نفسه يف اتباع الرسول صلى اهللا عليه " ذو البجادين " كان قفي حىت يتقدم العم، فلما تكملت : م فهمب النهوض، فإذا بقية املرض مانعة، فقال لسان التسويف للنفسوسل

واهللا : يا عم كنت أنتظر سالمتك بإسالمك، وما أرى زمن زمنك ينشط، فقال: الصحة نفد حرب املشتاق، فقاله الصالة والسالم أحب إيل من نظرة من حممد علي: فصاح لسان عزمته!! لئن أسلمت ألنتزعن كل ما أعطيتك

.الدنيا وما فيها .هذا مذهب احملبني إمجاعا من غري خالف

تريد أم الدنيا وما يف طواياها... ولو قيل للمجنون ليلى ووصلها أحب إىل نفسي وأشفى لرؤياها... لقال غبار من تراب ديارها ده من الثياب، فناولته األم جبادا هلا، فقطعه نصفني، فاتزر بواحدة وارتدى بآخر، فعاد العم يف هبته حىت جر

.دب أشعث أغرب " وخرج يف حلة " فإذا أحببت فاستنن... سننة األحباب واحدة

رى طول فنادى صائح اجلهاد يف جيش العسرة، فتتبع ساقة األحباب، راكبا عجز العزم مع الضجر، واحملب ال ي .الطريق، إمنا يتلمح املقصد

وبلغ أكناف احلمى من يريدها... أال بلغ الله احلمى من يريده وجدنا أليام الصبا من يعيدها... خليلي ليس الشيب عيبا لو أننا

إذا رأيت يل : ارسول ميهد له اللحد ملأمورأال طال شوق األبرار إىل لقائي، فنزل : فنزل إليه ملك املوت بتوقيع

اللهم إين أمسيت عنه : أدنيا إيل أخاكما، وأنتدب ملرتبة لفظها: وصاح بأيب بكر وعمر. طالبا، فكن له خادما .ليتين كنت صاحب هذا اللحد: راضيا فارض عنه، فقال ابن مسعود

الفصل الثالث عشر

الغفلة عن اآلخرة

ن السم، وشرورها أكثر من النمل، وعني حرصك عليها أبصر من اهلدهد، وبطن يا هذا حب الدنيا أقتل موإن " سحبان " أملك أعطش من الرمل، وفم شرهك أشرب من اهليم، وإن خضت يف حديثها فأنطق من

حليتك يف حتصيلها أدق من الشعر، وأنت يف تدبريها أصنع من النحل، " دغفل " انتقدت دنانريها فأنسب من .ها الدر مجع الذرجتمع في

!.ما انتفعت مبوهبة العقل؟؟! يا رفيقا يف البله لدود القز،، واعجبا ويهلك غما وسط ما هو ناسجه... فأنت كدود القز ينسج دائما

عند حرصك بعد الشيب أحر من اجلمر، أبقي عمر يا أبرد من الثلج؟ والدنيا يف قلبك أعز من الروح، وستصري .املوت أهون من األرض

أنت يف الشر أجرى من جواد، ويف اخلري أبطأ من أعرج، معاصيك أشهر من الشمس، وتوبتك أخفى من والصالة عليك كثقل صخر على صدر طريق املسجد يف حسبان " أحد " السها، الزكاة عندك أثقل من

حر، ووقت العبادة أضيق من عقد صدرك عند حديث الدنيا أوسع من الب" دير كعب " كسلك، كفرسخي .التسعني

ا أنفس من الدر، وإن عرضت خطيئة وثبت وثوب النمر، فإذا يا من هو عن جناته أنوم من فهد، ضيعت وقتالحت طاعة رغت روغان الثعلب، فإذا عاملت الناس استعملت غدر الذئب، تقدم على الظلم إقدام األسد،

.وختتطف األمانة اختطاف احلدأةا تأمتنك غزالن احلرم، يا عذري اهلوى يف حب الدنيا، يا كويف الفقه يف حتصيلها، يا " : اجللندي " ظلم من يا أ م

بصري الزهد يف طلب اآلخرة، واعجبا لقلب أضعف من البعوضة، كيف صار أقوى من اجلندل؟ ما يعجبه " ابن سريين " سر منام األمل على فليته ف" جرير " وال يرق لغزل " احلسن " وال يؤثر فيه وعظ " فس " سجع

.اليقظة قفل قلبك رومي ما يقع عليه فش الفصل الرابع عشر

مداواة النفس

العقل رفيق القلب، والطبع قرين النفس، فال تقارب بني النفس والقلب، فرب جار جار، سرادق القلب على زاج ماء الرياضة، اشددن أزر العقل أطناب العقل، وخيمة النفس على أوتار اهلوى، اكسر حدة مخر الطبع مب

جببال التقى، ماء طبعك أجاج، وماء شرعك عذب، وقد مزج اإلبتالء بينهما، نور العقل يضيء يف ليل الطبع، .فتتبني جادة الصواب للسالك، وزناد الفكر حني يوري يرى عواقب األهوال

اجيل، والعزائم منازل األبطال، والصرب دأب اهلوى تتلمح الع" زليخا " العقل ينظر إىل العواقب و " يوسف " اقلع شجر الطبع من أرض الوضع، : طبعها، وال أقول لك" زليخا " يوسف عقله ومحل " الرجال، وإمنا رد

دم على اجملاهدة يف اجلسم، وكلما نبعت : وإمنا أقول لك) زين للناس حب الشهوات(كيف ميكن وقد قال " الرياض " ما كل ما به تقطع فاشحذ، واقنع بساحة الذل، فعند املسجون شغل من عروق اهلوى فاقطع، وكل .وحيك، اترك وأنت هتوى

ة اهلوى ولكنين أبدي الصدود مبهرجا... ويف القلب ما يف القلب من لوعه باملعاصي مل يقرب من من أفسد حسابه باخليانة استحيا من عرض الدستور، من توسخت ثياب معاملت: إخواين

.املقربني، من سودت الذنوب وجه جاهه ذل بني األكرمني، من ركب ظهر التفريط نزل به دار الندامةأعطي نعمة نغمة كان يقف هلا املاء فال يسري، والطري مع ذلك وقوف األسري، فعمل " داود " أما مسعتم أن

العصمة، فآثر زهللا حىت " يوسف " بصر، فقدمت قميص فامتدت به يد ال) يغضوا(يف حجاب ) ال تقف(مرض يف تالوته، وقد كان معمار الوصال يتفقد قدميا آالت صوته، فلما أقبل على الذنب أعرض املعمار عن املراعاة،

.فتشعث منزل الصفاء، وانقطعت جامكية العسكر، فتفرقت جنود أويب

.فيالك من جرح تعز مرامههت احلال سنة، فكأن أيام الوصال كانت سنة، فكاد يقطع باليأس، حىت التقى كان عيش عشبة خضرا فأحال

.اخلضر بإلياس ورثي يل قلقي من قلقي... أرقى قد رق يل من أرقى

وتشكت حرقي من حرقي... وبكائي من بكائي قد بكى ح داود فليخرج، فتجتمع عليه أهل األحزان يف مأمت أال من أراد أن يسمع نو: كان إذا أراد النياحة نادى مناديه .الندب، فتزداد احلرق بالتعاون

مغردا يبكي على شجنه... يا بعيد الدار عن وطنه زادت األسقام يف بدنه... كلما جد النحيب به

ه... ولقد زاد الفؤاد شجى طائر يبكي على فننه... شاقه ما شاقني فبكى كلنا يبكي على سكن

الفصل اخلامس عشر

اإلخالص

اإلخالص مسك مصون يف مسك القلب، ينبه رحيه على حامله، العمل صورة، واإلخالص روح، إذا مل ختلص فإن خصم فال تتعب، لو قطعت سائر املنازل مل تكن حاجا إال بشهود املوقف، وال تغتر بصورة الطاعات،

سوق اإلخالص رائجة راحبة ليس فيها كساد، . اإلخالص إذا جاء عند حاكم اجلزاء ألزم احلبس عن القبولاملخلص يعد طاعاته الحتقارها عرضا، وقلم القبول قد أثبتها يف حيز اجلوهر، املخلص مبهرج على احلق بستر

.احلال، وببهرجته يصح النقدعمل معول الشوق يف " أويس " وسلم للصحابة مجال اخلمول من حلة حلية ملا وصف الرسول صلى اهللا عليه

.فكان يف كل عام ينشد بلفظ الطالب، ويسأل عن أهل اليمن" عمر " قلب علينا فقد أمسى هوانا يمانيا... أال أيها الركب اليمانون عرجوا ا بطن نعمان وادياوحب إلين... نسائلكم هل سال نعمان بعدنا

" .أويس " راعي غنم، وأجري قوم، وستر ذكر : من أنت؟ قال: قال" عمر " فلما لقيه وال (األولياء حتت ستر اخلمول ما يعلمهم إال قليل، فإن عرفتهم بسيماهم فتلمح نقاء األسرار، ال دنس الثياب

).تعد عيناك عنهمما أشد : الطول لستر احلال، وكان إذا حتث فرق قلبه وجاء الدمع قالبعض " أيوب السختياين " كان يف !.الزكام؟؟

مضغ الكالم وال صبغ احلواجب... أفدي ظباء فالة ما عرفن بها هذه واهللا هبرجة . إذا مرض جيعل عند رأسه ما يأكله األصحاء كيال يتشبه بالشاكني" إبراهيم بن أدهم " كان

.نقدكأصح من ا... قد سحب الناس أذيال الظنون بنا وفرق الناس فينا قولهم فرق

وصادق ليس يدري أنه صدقا... فكاذب قد رمى بالظن غريكم ليه إذا قرأ يف املصحف فدخل ع" النخعي " كان . للمؤمن يف إخالصه أحوال، يتصدق بيمنيه فيخفيها عن مشاله

.داخل غطاه .يصلي، فإذا دخل عليه أحد نام على فراشه" ابن أيب ليلى " وكان

.كان الرجل تأتيه عربته فيسترها، فإذا خشي أن تسبقه قام من اجمللس" احلسن " قال وكتمت اهلوى فمت بوجدي... باح مجنون عامر بهواه

رب قائم حظه السهر " ملتعبدين، وليس كل ثوب يعلق به الطيب سحقت نافجة مسك احملبة فبثت يف حماريب ا. "

كما من مراء يتعب يف هتجده، فتفض رجيح الرياء أوراق تعبده، فتبقى أغصان العمل كالسال، وليس للشوك ).فلو صدقوا الله لكان خريا لهم(نسيم

.القلوب جليفته، فذهب عمله جفاءإذا هبرج املنافق على عمل املخلص، فماجت أراييج النفاق، ا تكن صدورهم(على من يبهرجون؟ ! واعجبا من أهل الرياء غلب على املخلصني اخلشوع، ) وربك يعلم م

مهال، فالناقد بصري، ملا أخذ دود القز ينسج جاء العنكبوت يتشبه، فنادى لسان : فجاء املرائي يبهرج، فقيل :احلال الفاروق

).تبني من بكى ممن تباكى... بهت دموع يف خدود إذا اشت الفصل السادس عشر

اإلقبال على اهللا تعاىل

يا خمتار القدر، اعرف قدر قدرك، خلقت األكوان ألجلك، أقبل علي، فإين مقبل، مىت رمت طليب فاطلبين " .وسعين " عندك بدليل

هلست أن... ساكن يف القلب يعمره ساه فأذكر

وسويد القلب يبصره... غاب عن سمعي وعن بصري .هل من سائل " شجراته تسقى مبياه ) ألست(بيننا عهد "

وتذنبون فنأتيكم فنعتذر... إذا مرضنا أتيناكم نعودكم .ر من نقض العهدأودعت إقرارك احلجر األسود، وأمرتك باحلج لتستحي بالتذك

وأظهرتم اهلجران ما هكذا كنا... تشاغلتم عنا بصحبة غرينا ا... وأقسمتم أن ال تحولوا عن اهلوى فقد وحياة احلب حلتم وما حلن

، فاستلم املشتمل احلجر األسود صندوق أسرار املواثيق، مستمل ملا أملى، املعاهد مشتمل على حفظ العهود .املستملي، ليعلم أن إقرارك ال عن إكراه، إن كنت نسيتين فما نسيتك

فإين وإن طال املدى لست أنساكم... فال تحسبوا أين ودادكم فال كان من باهلجر واللوم أغراكم... حفظنا وضيعتم عهود ودادنا

خلقتك يوم الفطرة : ما ليس فيه تطهر من أدران الزلل، فال بد للمحدث من طهارة) بلى(يا حمدثا يف عهد اإلقرار، وهدجأت محائم الوفقا، وتدلت مثار " أغصان " طاهرا، ووفرت نصيبك من رش نوري عليك، فأينعت

ف على الوفاء، فلما تدنست بالذنب عطشت أرض الوصال، فمالت أغصان احملبة، وقحلت روضة املعاملة، فطافنكس اآلن رأس الذل طول شتاء اهلجر، وابعث بريد األسى ) فأصبحت كالصرمي(جنة العزم طائف املصارمة

ليبعث مزن احلزن لعلها تبكي على قاع اإلفالس، ومسكن املسكنة، فتدب املياه يف عروق أغصان اللب، فتهتز .ن داودل احلدقالعيدان يف ربيع اإلستدراك، فما ارتوى زرع توبة قط إال م

تعود بيضا كما عهدناها... لعل أيامنا التي سلفت ال ضرر يلحقنا يف معاصيك، إمنا املراد صيانتك، وال نفع لنا يف طاعتك، إمنا املقصود رحبك، فتدبر : يا هذا .أمرك

.يا قوم من غريتنا عليكم حرمنا عليكم الفواحش .العهد رعيت، وال للتقومي استويتكم ندعوك وتأىب إال اهلجر، فال

وجداننا كل شيء بعدكم عدم... يا من يعز علينا أن نفارقهم م... وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة إن املعارف يف أهل اهلوى ذم

الفصل السابع عشر

أما يف الغري عرب، مهد الطفل عنوان اللحد، ريح نقع من رأى تصرف الدهر انتبه، : يف إغتنام العمر إخوايناألجل يقشع غيم األمل، الشباب باكورة احلياة، والشيب رداء الردى، لو أن أيام الشباب تباع لبذلنا فيها

أنفس األنفس، مىت أسفر صبح املشيب هوى جنم اهلوى، إذا قرع املرء بباب الكهولة فقد استأذن على البلى،

. أنكر نفسه، من بلغ السبعني اختلفت إليه رسل املنيةمن عرف الستني .يا من انطوى برد شبابه، وجيئت خلع قلعه، وبلغت سفينة سفره الساحل، قف على ثنية الوداع

. فلم يبق إال نظرة تتغنم قطع الشيب سلك العمر، فالتقط اخلرز، ورث سفاء األمل، قاشدد بالعمل بعض اخلرز .ذوبابن الثلج، وتوانيك أبرد منه عمرك يذوب

إىل موقف التجمري غري أماين... ولم يبق من أيام جمع إىل مىن ا يف نفس السائق، ولو ترك القطا لنام .أنت حتب اإلقامة، ولكن ما حتمل املفازة، يف نفس اجلمل غري م

.من كونه؟؟ زمن التررد قصري ال حيتمل التسويف العاقل من استعد ملا جيوز وقوعه كيف يغفل عما ال بد .واعجبا لعمر لو ملىء بالزاد خيف عليه العوز، فكيف إذا تناهبته أيدي البطالة

.واعجباب ملن ينشد وقد أضل نفسه، وملن يشفق أن ينفق درامهه وقد ضيع عمرهارمحوا من : فجعل يقول يف مناداتهال معاش له سوى بيع الثلج، فبقي عنده منه شيء، مل ينفق، " ثالج " كان

.يذوب رأسه ماله

فقرك من اخلري مشوب بالكسل، ومىت كان الفقري كسالن فال وجه للغىن، لو كانت لك أنفة من التواين ) تتجافى جنوبهم(خلرجت من ربقة الذل، بعت قيام الليل بفضل لقمة، شربت كأس النعاس ففاتتك رفقة

مي الفراش يتقاضاك بدين النوم، فضرب على أذنك ال يف موافقة أهل الكهف، تناولت امتألت طعاما فإذا غرمخر الرقاد فوقع بك صاحب الشرطة فعمل يف حقك مبقتضى أمن وأرقم، فجعل حدك احلبس عن قيام الليل،

).رضوا بأن يكونوا مع اخلوالف(فخرج على توقيع قصتك وقت الفجر لغبنت، ال بل مبا يف اجلنان كلها ما رحبت، " قارون " يف ملك " نوح " لوة بنا بتعمري واهللا لو بعت حلظة من خ

.ومن ذاق عرف

الفصل الثامن عشر

أعمال املالئكة

ظلمة فيه، وخلقت الشياطني من ظلمة ال نور فيها، وركب البشر من الضدين، خلقت املالئكة من نور ال ز لطيف، ال تعلمه إال باجملاهدة، كما أن بني الشمس والظل خط ال فظالم نفسه مقترن بنور عقله، بينهما حاج

يراه إال املهندس، فامللل يسبح ألنه صاف، والشيطان يعصي ألنه كدر، وإمنا العجب تقوى من تقوى يف حقه .األضداد

ك، ومل اآلدمي عقل وهوى غري أن بني اهلوى واهلدى برزخ من التوفيق، لوال لطائف اإلعانة قلع سكر التماس ).سبقت لهم(لسابقة ) لنهدينهم(تطق البشرية املدافعة، لوال الحقة

هبت ) يثبت الله الذين آمنوا(ما دام لك مدد ) واستفزز(فالصرب الصرب أيها احملارب، وال ختف من كمني أتجعل (وقال موافق " عاد " مي فرمى هبما ر" ماروت " و " هاروت " عواصف التكليف البشري فلم يتماسك

فلما جرت " ماروت " و " هاروت " إن للحرب رجاال خلقوا، كانت املالئكة تدعو على العصاة قبل ) فيها

.ال تغفر للخطائني، فلما زل عرف: يقول" داود " قصتهم صاروا يسبحون ملن يف األرض، كما كان عجبت كيف يموت من ال يعشقف... وعذلت أهل العشق حىت ذقته

رفت ذنيب أنين ا... وعرفتهم وع عيرتهم فلقيت فيهم ما لقوخب حبر األمانة فوقفت املالئكة على الساحل وهنضت عزمية اآلدمي لسلوك سبيل اخلطر، واحملب ال يرى

.العواقب، ولسكران الوجد إقدام ولم يزل ذو الشوق مغلوبا... وين السرى يغلبين شوقي فأط

أين جماهدة اآلدمي من تعبد املالئكة، حال اآلدمي أعجب، تسبيح املالئكة يدور على ألسنتهم بالطبع، تعبدهم ال عن تعب، ورد شجرهم خال من شوك احلب، األغلب على أوصافهم أنوثية السالمة، ال ذكورية اجلهاد،

ما نظمها التكليف، مثرات زرعهم نشأت ال عن كلف، ساقها سيح العصمة، فكثر يف سبح تسبيحهم عقود ظنت املالئكة أن أيدي العصمة أصنع من نظم ) ويستغفرون لم، يف األرض(زكوات تبعدهم قدر الواجب

.التسبيح، ونسوا أن يبس األشجار أيام الشتاء سبب لزهر النور يف الربيع الفصل التاسع عشر

ة الرجالعزمي

.العزائم يف قلوب أرباهبا كالنار تشتعل، إهنا لتستعمل البدن وال حتس بالتعب .يغلبين شوقي فأطوي السرى للعزائم رجال ليسوا يف ثيابكم، وطنوا النفوس على املوت فحصلت احلياة

ائملو رأيت ذا العزم قد برز يف براز اجلديمد عنانا لم تخنة الشكفلما عاين هوال يلني له قلب اجلبان، حن إىل عوده املعجوم من اإلصابة، فهو يف صف اجلهاد أثبت قلبا من

.القطب يف الفلك، إن جن الليل مل تتصافح أجفانه، ال تنتظر لقيامه وقت السحر، وكيف وغلة الصادي تأىب له قمة املجد املؤثل جالس على... انتظارا لوراد، فما مضى إال قليل فإذا به

مل ينم يف ظالل الشرف... من مل يقم يف طالب اجملد ولم تدر أين للمقام أطوف... تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ها أنا اخرج إىل اهلجرة، فمن أراد لقائي : خرج ظاهرا وقال للمشركني" عمر " كل الصحابة هاجروا سرا، و

.يلقين يف بطن هذا الواديفل -على طالق اهلوى أحد أهله عن زينة الدنيا، فكان بيته " عمر " فليت رجاال فيك قد نذروا دمي مذ عزم

.كبيت فقري من املسلمني -وهو أمري املؤمنني مثل فؤاد الزمان إحداها... تجمعت يف فؤاده همم

.ألدعن أرامل أهل العراق ال حيتجن إىل أحد بعديلئن عشت : كان رضي اهللا عنه يقول من تحتها بمكان الترب من زحل... وهمة بعثتها همة زحل

من : إنه خري النساء واجلواري قال: ما هلم؟ قيل: مسع البكاء يف داره، فقيل" عمر بن عبد العزيز " ملا ويل .إنه قد جاء أمر شغلين عنكنشاءت فلتقم، ومن شاءت فلتذهب، ف

ظيب رنا أو غصن تأودا... أقسم بالعفة ألتيمه حزت املىن فقد جزت املدى... وكلما قيل له تهن قد

.أين العزائم؟ إن العجز لشريك احلرمان، وإيثار الراحة يورث التعب! واعجبا وجاللة األخطار يف األخطار... كامن واهلون يف ظل اهلوينا

اغسل وجه اجلد من غبار الكسل، وأنفق كيس الصبقر يف طريق الفضائل، إن كانت لك عزمية فليس يف لغة .أويل العزم رمبا وعسى

ليس هما ما عاق عنه الظالم... ليس عزما ما مرض القلب فيه

الفصل العشرون

هالظالم والتي

ا مهواة يا تائها يف ظلمة ظلمه، ياموغال يف مفازة تيهه، يا باحثا عن مدية حتفه، يا حافرا زبية هالكه، يا معمق .مصرعه، بئسما اخترت ألحب األنفس إليك

تلمح اجلادة فأنت يف ظالل عني أملك ترى احملبوب وتعمى عن املكاره، إذا كان عمرك يف إدبار واملوت ! وحيكأسرع امللتقى، كيف يبقى على حالته من يعمل الدهر يف إحالته؟ كيف تطيب الدنيا ملن ال يأمن يف إقبال، فما

صاح ديك ) لينذر من كان حيا(املوت ساعة، وال يتمل له سرور يوم؟ كم قرع الزمان بوعظه فما مسعت .اإليقاظ يف سحر ليل العرب فما تيقظت، فتنبه إذا نعق غراب البني بني البني

ه حريان ال ظفر وال إخفاق... ومشتت العزمات ينفق عمريا مؤثرا ما يفين على ما يبقى، هذا رأي طبعك، هال استشرت عقلك لتسمع أنصح النصائح، من كان دليله

.البوم كان مأواه اخلرابدى سور اهلوى، وال خيرق حجاب شهوات الدنيا أحالم يزخر منها نوم الغفلة، ونظر اجلاهل ال يتع! وحيك

) الذين يؤمنون بالغيب(الغفلة، فأما ذو الفهم فريى ما وراء الستر، الحت الشهوات ألعني الطباع فغمض عنها ).على هدى من ربهم(فوقع أكثر اخللق يف التيه، والقوم

لو عرفوا ! بعدت عليهم الشقة، واأسفارحل الصاحلون ويف القوم تثبط، تاهللا لقد علموا شرف املقصد، ولكن عمن انقطعوا لتقطعوا، يصبحون يف مجع احلكام، ويبيتون على فراش اآلثام، وينفقون يف اهلوى بضائع األيام

فما ربحت (سلمت إليهم أموال األعمار فأنفقوها يف ديار البطالة ) أولئك الذين اشتروا الضاللة باهلدى(غري أن املسامع قد متلكها ) فهل ينتظرون إال مثل أيام الذين خلوا من قبلهم(هذا والعرب تصيح ) همتجارت

إن يف املاضي للمقيم ) وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم(هال تدبروا فساد رأي أمل !! الصمم، وحيهمالعمر إذا مر يعود، وغواري الليايل يف ضمان اإلرجتاع، والدهر يسري عربة، وليس املرء من غده على ثقة، وال

.باملقيم، فاشتر نفسك والسوق قائمة والثمن موجود، وال تسمعن حديث التسويف، حادث بكفيل فما لغد م الفصل احلادي والعشرون

اإلنتصار على اهلوى

عاشوا، انتهبوا بأكف اجلد ما قد نثرته أيدي البطالني، مث ختيلوا ملا عرف الصاحلون قدر احلياة أماتوا فيها اهلوى فالقيامة فاحتقروا األعمال فماتت قلوهبم باملخافة، فاشتاقت إليهم اجلوامد، فاجلذع حين إىل الرسول، واجلنة

.علي " تشتاق إىل " ى الناسك املناسك، مث كم شخص أشخصه الشوق إىل احلج، يكاد مودع املواثيق قبل تقبيله يقبله، فلما قض

.رجع، بقي سهم الشوق إليه يف قلب مىن، خواطرهم تراقب حدود الشرع، وقلوهبم وقف على حمبة اخلالق متقدم عنه وال متأخر... وقف اهلوى يب حيث أنت فليس يل

نيا، فخرجوا إىل فضاء العز يف أنفوا من مزامحة اخللق يف أسواق اهلوى، وقوي شوقهم فلم حيتملوا حصر الدصحراء التقوى، وضربوا خميم اجملد يف ساحة اهلدى، وختريوا شواطىء أهنار الصدق، فشرعوا فيها مشارع

البكاء، وانفردوا بقلقهم فساعدهم رمي الفال، وترمنت بالبل بلباهلم يف ظالم الدجى، فلو رأيت حزينهم يتقلب .على مجر الغضا

حبس اجلهل واملىن، إن خرجت من سجنك لترويح شجنك من غم البالء، عرج بذلك فيا حمصورا عنهم يفتلمح القوم الوجود ففهموا املقصود، فجمعوا الرحل قبل الرحيل، ومشروا يف سواء السبيل، فالناس . الوادي

قصور خيوضون يف وحل اإلكتساب، وهم يف ظل القناعة، ومرض اهلوى يستغيثون يف مارستان البالء، وهم يف جيرون خيل ) يرجون تجارة لن تبور(السالمة، وكساىل البطالة على فراش التواين وهم يف حلبات السباق

العزائم يف ميادين املبادرة، ويضربون الدنيا بصوجلان األنفة، فما مضت إال ايام حىت عربوا القنطرة، وقد سلموا م يف وجوهه(غناهم يف قلوهبم . من املكس ما ضرهم ما عزهم، أعقبهم ما سرهم، هان عليهم طول ) مسيماه

).هذا يومكم(الطريق لعلمهم بشرف املقصد، وحلت هلم مرارات البالء لتعجيل السالمة، فيابشراهم يوم تالقينا كأنا ما شقينا... شقينا يف اهلوى زمنا فلما

بنا حىت رضينا فما زالت... سخطنا عندما جنت الليايل بكاسات النعيم وكم شقينا... سعدنا بالوصال وكم سقينا

فإنا بعد ميتتنا حيينا... فمن لم يحي بعد املوت يوما

الفصل الثاين والعشرون

دموع املذنبني

ما سلف، فتسوقه إىل بلد الطبع اجملدب سبحان من يرسل رياح املواعظ فتثري من قلوب املتيقظني غيم الغم علىبرعد الوعيد، وبريق اخلشية، فترقأ دموع األحزان من قعر حبر القلب إىل أوج الرأس، فتسيل ميازيب الشؤون

.على نطوع الوجنات، فإذا أعشب السر هتتز فرحا باإلجابةه ه أي... سلي عنه تخرب باليقني دموع ن يمماوال تسأيل عن قلب

ة " عمرو " وفجعة ويقبح يب أن ال أموت متيما" ... مالك " مثل هرع

إذا أرعدت سحائب التخويف انزعج هلا قلب املذنب فانفتحت صحائف أصداف سره كانفتاح أصداف البحر الصادقة، كيمياء السعادة إذا لتلقي قطر نيسانن فقطرت فيها قطرات عزائم عقدها لؤلوا، ربيع العرفان التوبة

وضعت منها حبة صافية على جبال من أكدار الذنوب دكتها كهيبة التجلي قبل املباشرة، فصارت كحال .مصلحا ألحداق البصائر

رب ذنب أدخل صاحبه اجلنة، إذا صدق التائب قلبت األمارة مطمئنة، ملا أخذ اخلليل عليه السالم يف طريق ستسلما، ألقي على السكني السكون، إذا جالس التائب رفيق الفكر، أعاد عليه حديث الصرب فتبعه الذبيح وا

الزلل، وندمه على ركوب اخلطل، فرأيت العني اليت كانت فجرت قد انفجرت، ومسعت لسان األسى يعيد ا أشكل إذ: ال أعود وعانيت عامل اليقظة قد بث عمال اجلد يف رستاق القلب للعمارة، فيا أيها املذنب: لفظة

.عليك أمر فليفصح لك دمعك فدمعك يف بث الغرام فصيح... إذا أعجمت أطالل هند على البال

.يا مطلقا يف وصالنا راجع، يا حالفا على هجرنا كفر، إمنا أبعدنا إبليس ألنه مل يسجد لك .تعرفه لليلة القدر ؟ وحيك لك من عندنا من القدر ما ال!!كيف صاحلته وهجرتنا!! فواعجبا

حفظنا له الود القدمي وضيعا... رعى الله من نهوى وإن كان ما رعى ا... وصالحت قوما كنت أهناك عنهم وحقك ما أبقيت للصلح موضع

الفصل الثالث والعشرون

يف ترك الشهوات

إذا ألقى موسى الزهد عصا . اهلوى" فرعون " ت منذ الصلة اتصلت بعزة حبال الدنيا خيال تعز العز، انقطع .الشهوات إذا هي تتلقف

التوفيق، " منل " الدنيا سوق فيها ضجيج الشهوات، فإذا اشتغلت هبا فمن يسمع املواعظ، نادى بالصاحلني أمري ).طمنكم سليمان وجنودهال يح(البالء، كفوا أكف الطباع عن تناول لقم اهلوى " سليمان " عند ممر

سبعة يظلهم اهللا عز وجل يف ظله يوم ال ظل إال ظله، منهم رجل دعته امرأة ذات مجال إىل نفسها فقال إين (امسع يا من أجاب عجوزا شوهاء، الح لألولياء حب املشتهى فمدوا أيدي التناول، فبان للبصائر ) أخاف اهللا

).يا ليت قومي يعلمون(ر، وصوت مناديهم إىل الرعيل الثاين خيط الفخ، فطاروا بأجنحة احلذقامت : ما أصعب السباحة يف غدير التمساح؟ ما أشق السفر يف األرض املسبعة، أي مقيد الوجود يف فناء الفناء

ا تسمع، لقد نصحك صوت النصح، ولكن صلج اآلذان مانع .قيامة املالمة وم .املواعظ يعض أنامل التحذير يوم الربهان؟ وأنت ال تلتفت" ب يعقو" كم الحت لك شهوة تردي، و

.وعظ احلسن" حبيب العجمي " وحيك أحضر الطبع اجلاهل جملس التفكر، فقد فهم يا مقيما على اهلوى وليس مبقيم، يا مبذرا يف بضاعة العمر، مىت يؤنس منك رشد؟ يا أكمه البصرية وال حيلة

.قدر أن املوت ال يتفق بغتة، أليس املرض يبغت؟: وال نومة أهل الكهف أي طويل الرقاد" لعيسى " فيه وحيك قد بقي القليل فاستدرك ذبالة السراج، أما يزعجك صوت احلادي؟ أما يؤملك سوط السائق؟

.عين وما لهفي براجع ما مضى... لهفي على غفالت أيام مضت كم تقيم على الكناسة؟ أما حان حني : البالء" أيوب " مىت آخرك؟ يا : التيه أين أولك؟ يا أرض: يا دائرة الشقا

).اركض( أرى حاجيت تشرى وال تشترى ليا... خليلي ما أرجو من العيش بعدما

ا يف سبيل السلوك عن مجلة يا حمصرا عن الوصال ال يف سفر احلج، وضاال عن اهلدى ال جيزيه اهلدي، يا منقطعلوفد، إذا احتسبت يف مرض اهلوى مبوت الطرد، فتحامل إىل فناء خيمة أهل الوصل، وأشهد على وصيتك من ا

.املقبولني ذوي عدل، وناد بانكسار الذل على حسرة الفوت على خرية املعايل بتسنموا... إذا ما وصلتم سالمني فسلموا

؟

الفصل الرابع والعشرون

إياك والذنوب

) أتجعل(وحسد إبليس من يوم ) أبى واستكبر(عظم املصائب مشاتة األعداء، وعداوة الشيطان قدمية من يوم أوفرح النظراء بك أعظم الكل، وما انتقم منك حاسد بأكثر من تفريطك، وال انتقمت منه بأعظم من تقوميك،

:فاحلظ كيف أبت نفسك احلظ وأنلت احلاسد املراد ما بلغ اجلاهل من نفسه... عداء من جاهل ما بلغ األ

وحيك تبصر عن اهلوى حتمد عواقب السالمةر... فإن املرء حني يسر حلو وإن احللو حني يضر م

وال تعدل إىل حلو يضر... فخذ مرا تصادف عنه حلوا " يوسف " رؤية " يعقوب " أطيب األشياء عند . إال كراهة اللقاء كفىعقوبةإياك والذنوب، فلو مل يكن فيها

إذا كان القلب نقيا ضج حلدوث املعصية، فإذا تكررت مرت عليه ومل ينكر، كانت . وأصعبها عند إخوته لقاؤه .اخلطيئة عنده غريبة فاستوحش، فلما صارت بليد الطبع مل ينفر

احلرب عليه، يا جرحى الذنوب قد عرفتهم املراهم، إن مل تقدروا على البس الثوب األسود ال جيزع من وقوعفال تعجزوا عن ذل الثالثة " معاذ " أجرة نائحة فنسكوا رؤوس الندم، فما خيفى صاحب املصيبة، فإن فاتكم عز

.الذين خلفواسريوا يف بوادي " مدين" خذوا دليل العزم إن مل تعرفوا سبيل الوصول، فلعل حرية الطالب توقعه على ماء

الدجى، وأنيخوا بوادي الذل يف كسر اإلنكسار، وأصيخوا بأمساع اليقظة لعل حداء الواصلني حترك أطراب ال متلوا القلوب، ال بل رمبا عوق السائرون لوصول املنقطع، فكم قد صار يف الرعيل األول من كان يف الساقة؟

ددمت، فإن فتح باب للواصلني دونكم اهجموا هجوم الكدائني، الوقوف ولو طردمت، وال تقطعوا اإلعتذار وإن ر ).ال تثريب عليكم: (لعل هاتف القبول يقول) وتصدق علينا(ونكسوا رؤوس الفقر، وابسطوا أكف

فلجوا ربع احلمى يف خطري... وإذا جئتم ثنيات اللوى

ندكم من خبريواذكروا ما ع... وصفوا شوقي إىل سكانه باحلمى لم أقض منها وطري... وحينين نحو أيام مضت

ضاع عمري يف املىن واعمري... كلما اشتقت تمنيتكم ؟الفصل اخلامس والعشرون حمبة اهللا سبحانه

بالروح، إن سلطان احملبة ال يقبل اجلنة ترضي منك بالزهد، والنار تندفع عنك بترك الدنيا، واحملبة ال تقنع إالملا . اخرج إيل عنك، قلبك ضعيف ال يفي يب وبك، إما أنت وإما أنا، افقد نفسك جتدين: أيها الطالب يل. الرشاما سلك قط طريقا أطيب من تلك الفالة اليت دخلها " أما إليك فال " نفسه قويت صولته يوم " اخلليل " نسي

" فزجين يف النور " زيارة تسعى فيها أقدام الرضى على أرض الشوق شاهبت ليلة . قعند انفصاله من املنجني ).ها أنت وربك: (فقال

نشر الفال بيننا جمرا لزرناك... زرناك شوقا ولو أن الفال بسطت .الحت أوصاف الصانع يف مجال الكمال، فأشربت قلوهبم حبه، فصاح غالء الثمن

.دم احملب يباع وصلهمبا غلت نظرة منكم بسفك دم قلبهم احلب يف قفر على أكف البالء، فقطع أوداج : فأجاب عزم احملبة وم

)ال ضري: (واألرواح جتيب) أتصبرون(األغراض بسكني املسكنة، واحملبوب يقول ه ر... شغلت نفسي وقليب يف مودتكم وحي من حمبتكمال خلص الل

حىت جفوت حيايت بعد جفوتكم... ها قد غضبت على نفسي ألجلكم أطفاه ماء التالقي عند رؤيتكم... إذا تلهب جمر الشوق يف كبدي

: فصاح أبو يزيدههنا أبو يزيد؟ : وقال" أيب يزيد " غاب القوم عن وجودهم شغال مبوجدهم طرق طارق باب ؟ ال يعرف رموز األحباب إال جمانس، سل ليلى عن حال اجملنون؟ بلغت هبم !!! أبو يزيد يطلب أبا يزيد فما يراه

.احملبة إىل استحالء اآلالم لعلمهم أهنا مراد احلبيب .فزت ورب الكعبة: حرام بن ملحانط قال" وكل ما يفعل احملبوب حمبوب ملا طعن

.واهللا ما أحب أن اهللا نقصين منه قالمة ظفر: على فراشه فكان يقول" ة سويد بن شعب:ضين ه وما دروا أنه أحلى من العسل... تعجبوا من تمني القلب مؤلم

.استقرت جبال احملبة يف أرض القلوب، فلم تزعزعها عواصف البالء. احملبوب حمبو وإن عذبالعابد فوق خشبة، فصلب وهو يسبح ويعقد بيده حىت بلغ تسعا وعشرين، " ماهان " بصلب " احلجاج " أمر

.فبقي شهرا ويده على ذلك العقد يوم احلساب وفيها حبكم علق... لتحشرن عظامي بعدما بكيت

.ذ إذن كل أذىإذا وقعت املعرفة يف القلب سهل البالء، فإن مازجتها احملبة فال أثر للبالء، ألن احملب يستل وبعده فيك قرب... عذابه فيك عذب

بل أنت عندي أحب... وأنت عنده كنفسي

ا ازددت له إال حبا: لو تداويت، فقال: مروا على جمذوم قد قطعه اجلذام فقالوا .لو قطعتين قطعا، م كل الرضا قد رضي املقتول... واعجبا ما للعذول ومالهم

الفصل السادس والعشرون

طلب العلم

جوهر نفسك بدراسة العلم، وحلها حبلة العمل، فإن قبلت : أيها الشاب. العلم والعمل توأمان، أمهما علو اهلمة .نصحي مل تصلح

يما إال لصدر سرير أو لذروة منرب من مل يعمل بعلمه، مل يدر ما معه، حامل املسك إذا كان مزكوما فال حظ له ف .حبر قلب العامل يقذف إىل ساحل اللفظ جواهر النطق، فتلتقطها أكف الفهم. محل

للعامل . ولده املخلد: تصنيف العامل. العلماء غرباء يف الدنيا لكثرة اجلهال بينهم. تاهللا إن العامل خلامت خنصر الدهر .علم

تواضع يف : ويا أيها الطالب. رسوخ، واملتعلم قلقفالعامل ) وقدر يف السرد(ثبت على املبتدي : أيها املعلمالطلب، فإن التراب ملا ذل ألمخص القدم، صار طهورا للوجه، وال يتأس مع مداومة اخلري أن يقوى ضعفك،

صابر ليل البالء، فبعني الصرب ترى فجر األجر، ما يدرك منصب بال نصب، أال . فالرمل مع الزمان يستحجر .الورد ترى إىل الشوك يف جوار

تلطف بنفسك، فمداراة اجلاهل صعبة، تنقل من درج الرخص إىل سطوح العزائم وال تيأس من : أيها املبتدي .املراد، فأول الغيث قطر مث ينسكب

ندم على حضور اجمللس، فالطفل حيتاج كل ساعة إىل الرضاع، فإذا صار رجال صرب على الفطام، على أن املاء احنرفوا إىل جادة العلم، فكم يف فيايف التعلم من عني : يا عطاش اهلوى يف تيه القوى. إذا كثر صدمه للحجر أثر

.تعني على قطع البادية

م فلي حديث له مع سمعكم شغل... يا جرية احلي هبوا من رقادكفوجد مذاقها مرا، أدار يف طريق الفضائل مشحونة بالبالء، لريجع عنها حمنث العزم، إذا نزلت باحلازم بلية

العاقل صابر للشدائد لعلمه بقرب الفرج، واجلاهل على الضد، . الفكر حلو العواقب، فنسخ وسخ ما رسخ .الف السوس، أال إن الطبع طفل، والعقل بالغكما أن النار إذا اشتعلت يف حطب الزيتون مل يدخن، خب

.فال تسأمن الصرب واصبر لعلها؟؟... وعاقبة الصرب اجلميل جميلة

الفصل السابع والعشرون

الدنيا ال تصلح للتوطن

سحرة بابل، الدنيا ملتقى الوداع، فاصربوا ملا مر منها فكأن قد مر، واحذروا شرها فقد سحرت : إخواين .مكارهها يف غصون احملبوب وأعقابه، ما أمسى أحد منها يف جناح آمن، إال أصبح على قوادم خوف

وأنت على حبها أفيق... وكم سلبتك حبيبا لدائك أن يلقى طبيبا يالئمه... أفق قد أفاق الوامقون وقد أنى

طلبها، .ليلى " من " اجملنون " وما حصل بيدك إال ما حصل بيد أفنيت عمرك يف " وأنت على حكم الصبابة نازل... صحا كل عذري الغرام من اهلوى

تصحو يف اجمللس من مخار الدنيا ساعة مث تستبيك محيا الكاس، وليس يف الربق الالمع من مستمتع، ملن خيوض .ام اليقظة، فإذا انقضى اجمللس عاد الطبع ثاين عطفهالظلمة، كما أعطف عطفك بلج

.وتأىب الطباع على الناقل جسمك عندنا، وقلبك غائب عنا، عزمك يف طلب الدنيا، وتشتهي نيل اآلخرة فهن صيحات النواظر حول... هواها ورواها والسرى من أمامها

.صفي محل إىل دار اإلقامة الدنيان مفازة ال تصلح للتوطن، إن البيدر إذاكسب الدنيا لذيذ غري أن احلساب عليها . واعجبا ملن أطال الوقوف على القنطرة حىت نسي اسم البلد، وحيك

الدنيا كامرأة . مزاج ملرارة الوضع. نثار السكر يف مبدأ العقد. شديد، ساعة احلمل لعب، واجلد يف الوالدة .افاجرة ال تثبت مع زوج فلذلك عيب طالهب

فإذا املالحة باخليانة ال تفي... ميزت بني جمالها وفعالها فكأنما حلفت لنا أن ال تفي... حلفت لنا أن ال تخون عهودها

الدنيا قنطرة على حبر اهلالك، فخذوا باحلزم يف تعلم السباحة قبل اجلواز، فما تأمن عثور قدم وال عاصف .صف، احذرها آمن ما تكون منها، وانتظر حزهنا أسر ما تكون منهاقا

فال تظنن أن الليث يبتسم... إذا رأيت نيوب الليث بارزة اهلوى، وقمص األعمال " زليخا " الصرب، و " يوسف " الدنيا دار ابتالء تشبه قصر مصر، استبق الباب فيها

سحقا سحقا، ومن رأه قد قد من دبر : فاعة، فمن رأى قميصه قد قد من قبل قالالش" يعقوب " تعرض على .ادخرت شفاعيت: قال

فكن متيقظا " هل من سائل؟ : (فيامن قد ألقاه اهلوى يف جب حب الدنيا، سيارة القدر تبعث كل ليلة واردوألق ما يف ميينك لتتعجل ) عون ربهميد(وامدد أنامل ) تتجافى(للوارد إذا أدىل دلو التخليص، وقم على قدم

اخلروج، وال تتشبث بأرجاء بئر اهلوى، فإهنا رمل تنهار عليك، فإذا ختلصت بعزائمب اإلنابة فاحذر من الطريق .فعند الصباح حيمد القوم السرى: املسبعة، وسر يف مصباح اليقني خلف دليل اهلوى

الفصل الثامن والعشرون

اقترب للناس حساهبم

فسالت أودية (فجزعت للخوف قلوب، فجرت للحزن عيون ) اقترب للناس حسابهم(اح بالصحابة واعظ ص ).بقدرها

: ليتين كنت نبة؟؟ وقال عثمان" : عمر " وختلل بالعبا، وقال " املدكر " ماله حىت ثوبه على " الصديق " رمى

.ليتين إذا مت ال أبعثطلقتك ثالثا ال رجعة يل فيك، وقد كانت تكفي واحدة، لكنه كيال يتصور اهلوى جواز :بالدنيا" علي " صاح

.املراجعة، وطبعه الكرمي يأنف من احمللل .ليتين كنت شجرة تعضد" : أبو الدرداء : " وقال .ليتين كنت رمادا" عمران بن حصني " وقال

.أنت تسمع القرآن لكن ال كما مسعوه خروا لعزة ركعا وسجودا... معت كالمها لو يسمعون كما س

إقدام العارفني على التعبد، قد ألفت أقدامها الصفوف، تعتمد على سنابك اخلوف، فإذا أثر النصب راوحت بني .أرجل الرجاء

لويل ا: كان يقول عند الرحيل" كعمر . " انقسم القوم عند املوت، فبعضهم صابر اخلوف حىت انقضى حنبه .لعمر إن مل يغفر له

: واكرباه وهو يقول: كانت زوجته عند املوت تقول" كبالل " ومنهم من أقلقه عطش احلذر، فتربد مباء الرجا، .واطرباه، غدا ألقى األحبة، حممدا وصحبه، علم بالل أن اإلمام ال ينسى املؤذن، فمزج املوت براحة الرجاء

ا ترين الطلح واجلباالغد... بشرها دليلها وقاال .اقرأ علي أحاديث الرخص أللقى اهللا تعاىل وأنا حسن الظن به: لولده عند املوت" سليمان التيمي " قال

:إىل مىت تتعب الرواحل وال بد هلا من مناخ قد الح سلع وبدا حاجر... رفقا بها يا أيها الزاجر على الربا ال راعها ذاعر... ا وخلها تسحب أرسانه

ال عدم املذكور والذاكر... واذكر أحاديث ليايل مىن واضطجع " اخلليل " ورمي يف النار " نوح " ؟ وناح ألجله " آدم " أين أنت والطريق نصب فيه : يا خمنث العزم

وضين بالبالء " حيىي " وذبح احلصور " زكريا " بدراهم خبس ونشر باملناشري " يوسف " وبيع " اسحاق " للذبح يمان " وتنغص يف امللك عيش " داود " وزاد على القدر بكاء " أيوب " وهام مع " موسى " وختري بأرين " سل

.حممد " وعاجل الفقر " عيسى " الوحوش " دون ذلك أهوال... فيا دارها باحلزن إن مزارها قريب ولكن

فأين يعقوب هذا طور سينا " يوسف " هذه اجلادة فأين السالك، هذا قميص . أول قدم يف الطريق بذل الروح .امسع" شبلي " يا جنيد احضر، يا " موسى " فأين

فمن ذا الذي يبتاع بالسعر... بدم املحب يباع وصلهم

الفصل التاسع والعشرون

يف بديع خلق اهللا

لو دخلت بني ملك مل ! لوجود متلونة األصباغ جتلى على عرائيس املوجودات لتروق أعني العباد، واعجباحلل افارفع بصر التفكر، واخفض عني البصرية، فهل رأيت أحسن من هذا الكون؟ اخرج . تزل تعجب من نقوشه

ته بأسرار اخلالق، إذا من ديار إدبارك، واعرب من معرب اعتبارك، قف يف بقاع قاع ترى كيف منت خضرة حضرمنت تلح أصناف النبات يف ثياب الثبات، قد برز يف عيد الربيع مييس طربا فرحا بالري، تأمل خمتلف األلوان يف

الغصن الواحد، كيف صاغها صانع القدرة؟؟ تلمح إشارهتا كيف ترشد الغافلني إىل صانعها؟؟ وهم مشغولون .ن الورق، لعل مقاطع السجوع توجب رجوع املقاطعامسع الورق على عيدا. يف خضم مأكل اهلوى

ولقد تشكو فما تفهمين... ولقد أشكو فما أفهمها وهي أيضا باجلوى تعرفين... غري أين باجلوى أعرفها

رى واعدجبا كيف تتفكر بالغري وتنسى نفسك؟؟ تأمل بعني الفكر نطفة مغموسة يف دم احليض، ونقاش القديشق مسعها وبصرها من غري مساس، بينما هي ترف يف ثوب نطفة اكتست رداء علقة، مث اكتست صفة مضغة،

مث انقسمت إىل حلم وعظم، فاستترت من يدي األذى بوقاية جلد، مث خرجت يف صفة طفل، مث اترقت مراقي رجل التنقل، من حتريك الصيب، فتدرجت إىل نطاق النطق، وتشبثت بذيل الفهم، فكم من مصوت صوت بني أ

.جالجل العرب، يف خالخل الفكركلما رنت غنت ألسن اهلدى يف مغاين املعاين، وكيف يسمع أطروش الشقوة؟ هيهات ليس للمزكوم من الورد

نصينب وال للمسجون من العيد حظ، فإن كنت تعرف هذه العجائب وال تتعجب منها، فتعجب من عدم .تعجبك

ت الفهم، وأعميت بصريتك بعد رؤيةب احلق، فإن أعجب أفعال القدرة ولقد كيف عدمت التفكر مع آال ).أضله الله على علم(

الفصل الثالثون

الناس فقراء إىل اهللا تعاىل

لطف احلق بعبده قدمي، ملا أظهر الولد أجرى له عني اللنب تغربل قطرها عيون الثدي، وبذر يف قلب الوالدين .اللطف جدا، فلما عرف املنعم أنفق النعم يف املعاصي حب احلب، حىت جدا يف

يغطيه ستر احللم يا ليته درى... وكم ليلة قد بات عار من التقى .ملن؟ مع من؟ إىل أين؟ من أنت؟ من أنا؟: وملا بلغ أشده استوى على ظهر منت املبارزة

لحا الله من ال ينفع الود عنده

لنا بك لطف يزيد على كل لطف، إذا تبت من الذنب أنسينا امللك ما كتب وإذا حاسبناك سترناك : يا هذاال تتدنس بأجناس الزلل، مشر أذيال التقى عن مزبلة : كيال يرى اخللق اصفرار لونك باخلجل، يا طاهر الفطرة .اهلوى، واحذر رشاش اخلطأ أن ينتضح أثواب النظافة

فعيون العيون ) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات(اج إىل قوة التحرز، فانظر بني يديك وحل التكليف حيت .تغسل أدران القلوب

يا طويل الغيبة عن . فأصلح آخر أمرك تسامح يف الوسط) وأشهدهم على أنفسهم(كان أول أمرك سليما يوم .أين حنني شوقك) ألست(وطن مااحلب إال للحبيب األول... ادك حيث شئت من اهلوى نقل فؤ

.ملاذا فوضت؟؟ قف على الدرب وأنشد ظعائن الغاديين: مبن تعوضت؟ يا ملتفتا عنا: يا معرضا عنا وأين استقرت هوجكم ومطاكم... أال خبرونا أين زمت ركابكم

.من زجل املسبحني أنني املذنبني أحب إيل .املطيع يدل بالعمل، واملذنب ذليل بالزلل، واملخطىء حيرك أوتار الوجل، وينشد بتطريب اخلجل

قل منها دينا علي وفرضا... من معيد ذي األأثل أوما ربما أقنع القليل وأرضى... سامحا بالقليل من أرض نجد

وقد بعث رسالة ) له ملك السموات واألرض(ض املالك قطرة من الدمع، وقد خلق سبعة أحبر واعجبا؟؟ يستقرجعت فلم تطعمين قطع أعناق األلسن أن تعترض حبسام : الكربياء ردائه، وهو يقول) من ذا الذي يقرض اهللا( .مث أقبل بإنعام؟ هل من سائل) ال يسأل(

.متسكن، غاب عن األبصار، وبدا للبصائرما يسعه مسكسن، ويسعه قلب من واعجبا يتحبب إليك وهو عنك غين، وتتمقت إليه فقري، إن تأخرت قربك، وإن توانيت عاتبك، ما آثر عليك

.من املخلوقات شيئا، وأنت تؤثر عليه كل شيء، فنكس رأس الندم، قبل العتاب، فمالك عن هذا جواب ستنشر يوما واحلساب يطول.. .صحائف عندي للعتاب طويتها

الفصل احلادي والثالثون

تضرع الصاحلني

ملا رأى الصاحلون سطوة الدنيا بأهلها، ومتلك الشيطان قياد النفوس، جلأوا إىل حرم التضرع، كما يأوي الصيد .املذعور إىل احلرم

ينامون وال نوم ) م اجلاهل أغنياء من التعففيحسبه(فلو رأيتهم ميشون يف ثياب التجمل، عليهم قناع القناعة .الغرقى، ويأكلون وال أكل الثكلى تأكل كل يوم املصيبة، ولكن هدم احلزن أكثر من بناء العزاء

لو كانت لك عني بصرية عرفت القوم، وخط الوالية على وجه الويل قلم هندي، ال يعرفه إال عامل به، تلمح ابن " العواقب، ومل يروا عائقا عن املطلوب سوى النفس، فتلطفوا لقهرها حبيلة ال يعرفها القوم بأعني البصائر

طملجم " ابن العاص " وال يعلمها " هند قلوب أسود يف صدور رجال" فلما أسروها فتكوا فيها، وال فتك ابن إنك لو رأيت ذا العزم منهم رأيت ليثا قد حورب

هإذا هم ألقى بني عينيه عزمهبت زعازع الفكر، فقلبت أرض القلوب، فألقى فيها بذر العزائم، فسقته مزن اجلد، فدبت األرواح يف أغصان

املعاملة، فظهرت أزهارها، إذا رأوا ذكر اهللا ففاح عبري النور، أطيب عرفا من مسك، فقويت برحيه نفوس .املريدين

خنس يف خيسك، يا خمنث العزم، الربح يف ركوب البحر، الدر يف قعر اليم، العلم ال حيصل خطري إال خبطر، فا .يف ترك النوم، الفخر يف هجر النفس

أنا عنك راض " من حيب العز يدأب إليه، فكذا من طلب الدر غاص عليه، لوال التخلل بالعبا ما جاءت مدحة .علي " ثا، ما اشتاقت اجلنة إىل طلقتك ثال: ولوال إرسال الرباءة إىل الضرة" أليب بكر " "

ما لج الغائص يف طالبه... لو قرب الدر على جالبه لم تكنن التيجان يف حسابه... ولو أقام الزما أصدافه

ا لقي املحب من أحبابه... من يعشق العلياء يلق عندها م ثالثونالفصل الثاين وال

اإلميان بالقدر

إذا أراد القدر نفع شخص هيأ قلبه لقبول النصائح، وساق إليه موعظة على فراغ الفكر، سوق املطر إىل الرض فإذا أعرض القدر عن شخص، ألقاه يف حبر من الغفلة جلي، فكلما فتح ) فنخرج به زرعا مختلفا ألوانه(اجلرز

جنائب السالمة مهيأة للمراد، وأقدار املطرود موثقة بقيود الغفلة، كم . بعض عينيه رأى ظلمات بعضها فوق .كم حمرم حمروم صد من قبل" يأىب القدر " يتمىن املردود أن يصل، وهيهات

إذا ما بدت يوما لعيين قاللها... يقر بعيين أن أرى رملة احلمى بأول راج حاجة ال ينالها... الغضا ولست وإن أحببت من يسكن

املخلوق هدف، واملقادير سهام، والرامي من تعلم، فما احليلة؟؟ صوارم القدر إذا هزت تقلقلت رقاب املقربني، .إذا غضب على قوم فلم تنفعهم احلسنات، ورضي عن قوم فلم تضرهم السيئات، هبت عواصف األقدار

داء الوجود بساكين األكوان، فانقلعت أطناب األنساب، ووقعت خيم فخب حبر التكليف، وتقلبت بي" وانكسر جيش كسرى " أيب جهل " ووهي عمل " أيب طالب " قيصرط وتبدد مشل " املتكربين، فانقلب قصر

طلع الفجر، وركد البحر، إذا " تبت " وانبت حبل صاحب سلمان " غريق يف جلة اليم، و " أبو طالب " فلما قد قدم من قافلة الروم، " صهيب " و . يقدم قومه يف التيه" الوليد بن املغرية " حل السالم، و على سا"

.الصالة خري من النوم: ينادي" بالل " وأبوجهل يف رقدة املخلفة، و

الفصل الثالث والثالثون

عقوبة احلرص على الدنيا

وقع " فإذا قامت القافلة مقام ابن أم مكتوم ) ليس مينفمن شرب منه ف(الدنيا هنر طالوت، والفضائل قد نادت ال طاقة (فأما أهل الغفلة فارتووا، فلما قام حرب اهلوى البطنة، فنادوا بألسنة العجز ) إال من اغترف غرفة(هلا

.وأقبل مصفر اجلسد، فحاز قصب السبق بالظفر) لنا اليوم جبالوت .حلقك، وإن طلبته تقاصر، اخدمي من خدمين، واستخدمي من خدمك الدنيا ظل، إن أعرضت عن ظلك

.الزاهد ال يلتفت إىل الظل، فيتبعه الظل، واحلريص كلما التفت مل يره

أحلرصك حد؟ أم ألملك ) كالذي استهوته الشياطني(إىل كم هتيم يف بيداء التحري؟؟ : أيها احلريص على الدنياسري التواين ال ينقطع، هيهات أن يستغين من ال يكفيه : وحيك. ينزف، فاقنع بالريإن البحر ال : منتهى؟ وحيك .إن املفروح به هو احملزون عليه لو فطنت: ما بكفه، وحيك

ا يشمل ك األطراف، فالقناعة تدفع الدنيا مخر، كلما شرب منها احلريص زاد عطشه، ادرع من ثوب القناعة م .راحة إىل تعب القلببالراحةن يف صدور اهلم، وهتدي ال

.وكل الشر يف الشره وكم من شارب شرق قبل الري، وإمنا اللذة خناق من عسلام على ورقه املنتشر، فلما جاء الليل تقبض الورق، وغاص يف املاء، وقع حنل على نيلوفر فأعجبه رحيه، فأق

.فهلك النحل .آلخرة، فابعث مشال العزم ميزق مشلة مشلةحرصك غيم وعقلك مشس، والغيم حيجب القلب عن مشاهدة ا

!! عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك، وشرب املاء على الري يورث االستسقاء، ما أمنعك من الدنياليس للحريص عيش، وأي عيش ملن يصبح وما شبع؟؟ وميسي وما قنع؟ وتراه أحري . ولكن احلمة قرين العسل

ا ال يساو" بقة " من .بعوضةط" ي جناح يف حقة خلف مإمنا املراد من الدنيا ما يصلح البدن ليسعى فيما خلق له، فاالشتغال بالتزيد عائد بالنقص يف املقصود، إن جامع األموال لغري البالغ خازن للورثة، فهو حيرق نفسه بنار احلرص، وينتفع بربح مجعه غريه، كانتفاع الناس بعرف

.العود احملترق ك، كما أهلك حبها مثلك؟كم قتلت الدنيا قبل

كم باملحصب من عليل هوى طريح ال يعلل وكم قتيل بني خيف مىن وجمع ليس يعقل

" حاطب " الزلل، أنت يف مجع األموال شبه " نعمان " البخل، يا " ثعلبة " احليل، يا " منورد " يا كنعان األمل يا " .الكسعي " فكيف بك إذا ندمت ندامة " أشعب " متشي يف األمل على طريق " حامت " ويف تبذير العمر رفيق

ه وسائرة تسعى إىل ما يضرها... وكم طالب أمرا وفيه حمام .يا بشرى: ألقيت نفسك يف جب حب الدنيا، فمىت خيلصك وارد الزهد، تسمع نغمات الفرح

الفصل الرابع والثالثون

م الليليف قيا

ياجامدا على طبع وضعه، حيرك إىل قلب طبعه، انظر ملاذا خلقت، وما املراد منك، رض مهر النفس يتأتى ركوبه، أمت زئبق الطبع ميكن استعماله، تلمح فجر األجر ظالم التكليف، أرق مخر اهلوى فما يفلتك صاحب

.الشرطةا الطلبك ال تربح عن " موسى " م اخلضر، فيا حبر طيعك أجاج، وماء قلبك عذب، والعقل بينهما قائم مق

.قف على قدم الصرب، وإن طال الوقوف، جتلس سعلى مقلوب كرسي؟. السلوك حىت تبلغ جممع البحرينسارت الرفقة، طلعت مشس الشيب وما انتهت الرقدة، لو قمت وقت السحر رأيت طريق : يا نائما طول الليل

.دين وجدت عليه أمة من الناس يسقونالعباد قد غص بالزحام، ولو وردت ماء م

واسحرة ليل القوم ما أضوأها، قاموا على أقدام التحري بني ركن احلذر، وشارع الشوق، يسترهم ذيل الليل .خنسا " حتت خميم الظالم، وإن ناحوا فأشجى من متيم، وإن ندبوا فأفصح من " "

هناك الضال والرندا... سقوا بمياه أعينهم أنني يشبه الرعدا... بأنفاس كبرق يف

.هيهات منك غبار ذلك املوكب) قالوا ربنا اهللا ثم استقاموا(الحت هلم اجلادة فلما سلكوا أملهم أقصر من فتر، ومنازهلم أقفر من قرب، نومهم أعز من الوفاء، أخرباهم أرق من النسيم، السهر عندهم

.يوسف " مبقيص " يعقوب " كلما افتتحوا سورة وجدوا هبا وجد أحلى من إغفاءة الفجر، " وإذا حضر القسمة أولوا (احضر وقت السحر مع القوم حني تفريق اخللع، فإن مل تصلح أسهمت من نصيب

).القرىب لو صعدت من صدرك صعداء أنفاس األسف ألثارت سحابا يقطر من قطرية قطر العفو، لو أرسلت عربة من

.جفن على جفاء عادت فأعادت حنس الزلل جفاء .أبواب امللوك ال تطرق باأليدي، وال تضرب باحلجر بل بنفس احملتاجز وعذري إقراري بأن ليس يل عذر

.إذا سارت ركائب األسحار فابعث معهم رسالة هلف حتتوي على عسرة حمصربلغ إن و... يا سائق العيس ترفق واستمع صلت عينمين و

إن سمعوك سائلوك عين... عرض بذكرى عندهم عساهم معذب القلب بكل فن... ذلك املحبوس عن قصدكم : قل

.يف جملة الوفد فخاب ظين... أملت بأن أزوركم : يقول

الفصل اخلامس والثالثون

يف علو اهلمة

للبقاء يف غري معدنه، يا مقدر النجاة يف عقبة التلف، بادر عمرا كل يوم يهدمه املعمار، أليس آخر البقاء يا طالبا .الفناء؟ كفى باالنتهاء قصرا

وحيك، اخرج بالزهد من هذا الفناء احملشو بالفناء إىل حضرة القدس، وإعراض النفس، فهناك ال يتعذر .مطلوب، وال يفقد حمبوب

دلتك بالطريق قلبك، وأجهل الكل بالسبيل نفسك، فسر على وفاق القلب ال على مراد أعرف أ: يا هذا .النفس

وإني وإياها لمختلفان... هوى ناقيت خلفي وقدامي اهلوى عالمة التوفيق فصم عرى التواين، وآية اخلذالن مسامرة . اركب مطايا اجلد وإن طال السرى: يا ذا اهلمة .األماين

قيمتك : يا حمب الدنيا. وى حيرض على العاجل، فلو الحت من فارس عزمية إقدام نكص الشيطان على عقبيهاهل .مالك واخللة: حمبوبك، لو علت مهتك الرتفعت عن الدنيا، يا مدعي مقام اخلليل

)ولنبلونكم(الح لك من اهلوى أقل شيء فآثرته علينا، لقد كان دينار عملك مستورا لوال حمك يبني املحب من املبغض... ويف حالة السخط ال يف الرضا

طلب الدنيا، فقد ضاع احلديث معك، إن اهلدف إذا اهندم بطل النشاب، قلعت سكر اهلوى قلبك غائب يف .فردمت به باب القلب، فلم يصل إليه سيل املواعظ

نك عنك أبعدهاأقربها م... ليس يحيك املالم يف همم .خرجت عن عمران التقوى، فوقعت يف فقر الزلل

انقرض العمر يف محاق العذر... غرك سراب الطمع فمت سريع الظما يلى اهلوى ما تبصر توبة؟ تبيت من الغرام يف شعار ومن العناء رياضة اهلرم كم قد عزمت على طاعة وتوبة؟ ما لل

" تنقض عرى العزائم عروة عروة، وكل صريع باهلوى رفيق " قيس " فإذا أصبحت أخذت طريق " أويس " .عزة " عن حب " كثري " كما دفنت كثريا من األعزة، وهل يرجع " عروة "

طبيبا يداوي من جنون جنوين... جنونك مجنون ولست بواجد

الفصل السادس والثالثون

ر من النفاقاحلذ

. أصدق يف باطنك ترى ما حتب يف ظاهرك، رش سهم عملك بريش إخالصك يف مقصدك تصب هدف األملقوسك مكسورة بالزلل، ووترك مقطوع بالكسل، فكيف تناول صدر الغرض؟ إذا أردت العلو فارتق !! واعجبا

عد اإلخالص، فواهللا ما حتصل درج التقوى، وإن شئت العز فضع جبهة التواضع، وإن آثرت الرياسة فارفع قوا .املناصب باملىن

ه... فدينار املبهرج وإن نفق مردود وقد يتزيا باهلوى غري أهلدم القصد،ن ومل ينقطع املنزل، الرياء أصل إذا نزلت عن مطية اإلخالص، مشيت يف حسك التعثر، فتقطعت ق

رب (وإخالص املخلصني رفع قدر الوسخ ) ال تقم فيه(بلة، فقال املنزه النفاق، نفاق املنافقني صري املسجد مز ).أشعث أغرب

وقدمنا إىل ما (إذا هبت زعازع املنافقة مل تضر شجرة اإلخالص، ألن أصلها ثابت، فأما شجرة الرياء فعند نسيم .اجتثت من فوق األرض) عملوا من عمل

" السامري " غدا، و " الدجال " ولة احلق، إذا رأيت منافقا قد تبع فتذكر ال تنظر إىل جولة الباطل، وارتقب د .ولأللد باب لد) ال مساس(باألمس، وانتظر للسامري

: شجرة الدباء" شجرة الصنوبر تثمر يف ثالثني سنة، وشجرة الدباء تصعد يف أسبوعني، فتدرك الصنوبر فتقول مهال إىل : فتجيبها!! طعتها يف أسبوعني، فيقال لك شجرة ويل شجرةإن الطريق اليت قطعت يف ثالثني سنة قد ق

.أن هتب رحيب اخلريفوهم يحسبون أهنم يحسنون (وكم من متشبه بالصاحلني يف ختشعه ولباسه، وأفواه القلوب تنفر من طعم مذاقه

).صنعايف وقت الضحى يتمثل السراب باملاء، فمن . يف ظلمة الليل يتشبه الشجر بالرجال، فإذا طلع الفجر بان الفرق

.ما أكثر الزور: واأسفا. قرب منه مل جيده شيئا وأرى نساء احلي غري نسائه... أما اخليام فإنها كخيامهم

.تراهم كالنخل، وما تدري ما الدخلال تنقش على الدرهم الز: أيها املرائي ائف اسم امللك، فما كل سوداء مترة، قلب من ترائيه بيد من تعصيه؟؟

.وال يتبهرج الشحم بالورم ؟الفصل ؟السابع والثالثون

جملس التوبةجملس الذكر مأمت األحزان، هذا يبكي لذنوبه، وهذا يندب لعيوبه، وهذا على فوت مطلوبه، وهذا اإلعراض

.حمبوبه واحدا والوجد ألوان... يتشاكى الواجدون جوى

أتدرونن هذا التائب مل أن؟ وهذا احلزن كيف حن؟ن ذكر عهدا كان قد صفا مث تكدر، فأنزعج حلال حال .وتغري

أيام أنت على األيام منصور... منازل كنت تهواها وتألفها ا ذكر من ماضي العيش .من مسع نوح احلمام ظن أنه حلسن صوته غىن بل مل

ه إىل أحبابه... با إىل أوطانه وإذا الغريب ص شوقا فمعنا إمنا يبكي املذنب على ديار قد عمرها بالتقوى، كيف أخربتها الذنوب؟

وبرد حصاه آخر الليل حنت... إذا ذكرت نجدا وطيب ترابه ها ما تمنتبنجد ولم يحصل ل... تمنت أحاليب الرعاء وخيمة

يا من كان له معاملة فترك، يامن خلط الدستور وضرب على احلساب، زمان الوصال يستحق البكاء، أطالل .احلبيب تستوجب القلق

شفاء قليب وغري املاء يشفيين... ماء النقيب ولو مقدار مضمضة ).وسارعوا(لى باب القبول يصيح الوقت يقتضيك يا عاص، فبادر بالتوبة، منادي الوصال ع

يا نائمني الصبوح... الغيم رطب ينادي ما دام يف اجلسم روح... فقلت أهال وسهال .هل من عودة إن كنت فقدت قلبك فال تيأس من وجوده: أين قلبك؟ يا زمان اخليف: يا من كان له قلب

يظنان كل الظن أن ال تالقيا... دما فقد يجمع الله الشتيتني بع سر بوادي الطلب، مستغيثا بلسان الطرب

لم أنسهن وما بالعهد من قدم... ردوا على ليايل التي سلفت

إلحرام قبل ودع طبعك لسفر التوبة، وارفق شرعك يف طريق الصحبة، واجهد راحلتيك لتلحق الرفقة، وهتيأ ل .الوقفة، وانفذ الوية الشوق إىل مىن قبل خنلة، لعل رسالة احلب تصل من صاحب الكعبة

.وإين إىل لقائهم أشوق: أال طال شوق األبرار إىل لقائي ويأيت اجلواب

الفصل الثامن والثالثون

يف صدق العبادة

وال كل صائم بزاهد، وال كل باك ال تعجبوا بصورة التعبد، وتلمحوا أحسن املقصد؟ ليس كل مصل متعبد، .خباشع، وال كل متصوف بصاف ودون العلى ضرب يدمي النواصيا... وما كل من آوى إىل العز ناله

ليس التكحل يف العينني كالكحل... ليس كل مستدير يكون هالال، ال، ال دفني ذهب ا .مسه كما بلي رمسه ومعروف معروفكم حول معروف من

وال كل بيضاء الترائب زينب... وما كل دار قفرة دارة احلمى لقد رجل القوم، وختلف أهل السنة والنوم، خلت البقاع !! ذهب أهل التحقيق، وبقيت بنيات الطريق، واعجبا

.من األحباب، وتبدلت العمارة باخلراب أين ساروا وهل لهم مستقر... حباب عندك خرب يا ديار األ

كان املشايخ يف قدمي الزمان أصحاب قدم، واملريدون أرباب أمل، فذهب القدم واألمل، كان املريد يسأل عن غصة، والشيخ يعرف القصة، واليوم ال قصة وال غصة، كان الصوفية قدميا يسخرون بالشيطان، واآلن يسخر

.كان الزهد يف بواطن القلوب، فصار يف ظواهر الثياب. القومالشيطان بم... سالم على تلك اخلالئق إنها مسلمة من كل عيب ومأث

صوف قلبك ال جسمك، وأصلح نيتك ال مرقعتك، إذا كان العلوي ثابت النسب مل حيتج إىل ضفريتني، : وحيك" إن مل تكن . من ومحى بال حبل!! هلا وتر؟ تتجشأ من غري شبع؟ واعجباأحتدوا ومالك بعري؟ أمتد قوسا وما

حديث خرافة، " واأسفا لقلوب أذاهبا حب الدنيا، وألمساع آماهلا . اهلوى" زليخا " األمل، فال تكن " يعقوب .يتالعب هبا الغرور يف حبر اهلوى تالعب املوج بالفريق

؟ أين " اجلنيد " ؟ أين جد " السري " أين تعبد . نب اقتطعهمصح باملنقطعني يف بوادي الغفلة؛ ترى أي ذ .؟" إبراهيم " أين عزم " ابن أدهم " الشبليط؟ يا راضيا بصفة " ؟ أين جوع " أيب يزيد " جماهدة

.أما اخليام فإهنا كخيامهم.احلالج " وبقي قطن " رابعة " انكسر مغزل "

مل تبق إال روايات وأخبار ال تنخ بالربع إن الربع خايل... بأحداج اجلمال أيها احلادي

أقفرت من أهلها فهي خوايل... ما عسى أن ترتجي من دمن قف بنا نبكي ألطالل بوايل... قد عفت أطاللها واندرست

ايلآه هل ترجع يل تلك اللي... لهف نفسي لليال سلفت بمىن كان من القوم انفصايل... بمنى تعط املىن : ال تقل يل

الفصل التاسع والثالثون

القناعة

ال يرزق؟ هذا موسى " أيها املبتلي حبب الدنيا وما ينال منها إال ما قدر له، كم مرزوق ال يتعب؟ وكم تعب من ا طلبيزعج من م" حممد " وما أري و ) أرين(يقول .نامه وم

فهال بشيء غري ليلى ابتالنيا... قضاها لغريي وابتالين بحبها داء به مات املحبون من قبلي... محبة الدنيا محنة : يا هذا

إن أقبلت شغلت وإن أدبرت قتلتهن أليموقع الس... وياله إن نظرت وإن هي أعرضت هام ونزع

إن الفقر أصلح لك، وإن فقد الدنيا أرفق بك، غري أن اهلوى ال ينظر العواقب، كم يف طي مكروهك : وحيك .مصلحة، لو زالت غشاوة العني أبصرهتا

فسبحان من قضى على الكامل مبداراة الطبع اجلاهل، ناظر العقل إىل األخري ناظر، والطمع ال يرى إال احلاضر،وكم يتعب الشيخ يف تقومي الطفل؟؟ إنك مل فسحت لنفسك يف هواها، ضيقت عليك طريق اخلالص، إهنا لتبذر

.بضاعة العمر بكف التمزيق، كاخلرقاء وجدت صوفاالفقر جب، والفاقة غيابة، . يا مستغيثا من الفقر بألسنة الشكوى، حبس الفقر حصن، على أنه داء الكرام

.سجن املؤمن الدنيا. " والشهوات رق "

ذق مرارة اجلب، وكمد الغيابة، وصابر رق البيع، ودار السجن، لعلك خترج إىل مملكة : الطلب" يوسف " فيا الفقر من ) أليس على خزائن األربض(دافع ليل البلى، فما أسرع فجر األجر ) اجعلين على خزائن األرض(

.كله عدم الدنيا عدم كله وجود، والغىن فيها وجودا فأىب" صلى اهللا عليه وسلم " عرضت على نبينا .بطحاء مكة ذهب

.من عجلة أيب: ممن تعلمت القناعة؟ قال لسان حاله" حممد " يا .ال، ال: كان الرجل من الصحابة يدعى إىل املال حالال فيقول

هللا، اصربوا على عطش الفاقة، فاحلرة زينوا حلة الفقر حبلية الكتمان، فالفقراء الصرب جلساء ا: يا معاشر الفقراء .جتوع وال تأكل بثدينها، إن سألتم فاسألوا موالكم، فإن سؤال العبد غري سيده تشنيع على السيد

إذا عرضت حاجة ) فال تجعلوا لله أندادا(يا معاشر الغافلني والواقفني مع األسباب، إمنا املعطي واملانع واحد من شغله ذكري عن مسأليت، " فوا من السؤال باخلدمة أتشتغلون بنا وننساكم؟ كال فتعرضوا باحملراب، واكت

.أعطيته أفضل ما أعطي السائلني " فلقاؤه يغنيك والتسليم... وإذا طلبت إىل كرمي حاجة

فسد منخر الظرف إن الفقري الصادق يترك الدنيا أنفة، رآها مقاطعة فقاطع، جاز على جيفة مستحيلة : وحيك

وبيته أفرغ من " قارون " فقلبه أغىن من " اإلسكندر " وأسرع، سلك سبيل القناعة فوقع على كنز ما وجده .موسى " فؤاد أم "

أصاب الغىن يف الفقر واخلصب يف املحل... ومن كان يف ثوب القناعة رافال قفوا فهذا يوم احلساب، فينفضون أكمام : ب اجلنة فتقول هلم املالئكةإذا حشر الفقراء يوم القيامة بادورا با

هل أعطيتمونا شيئا حتاسبونا عليه؟؟: اإلدالل من يد املعوق، ويقولون لكن عواقبه أحلى من العسل... الصرب مثل امسه يف كل نائبة

لعمل للدنيا، والدنيا تعمل فيه، جتمع ما يفرقك، وتوصل ؟الفصل األربعون ؟ذم احلرص على املال يا مشغوال با.فاخرب تقهل " أتبين قصرا وهتدم مصرا؟ إن مل تعرف عيوهبا : ما ميزقك، وحيك "

املال . داء اآلدمي اهلوى، وعالجه احلسم، مىت استعجل الداء، فالكي أنفع، وما يفيدك من جار السوء التوقيبزاوية البيت فسبق احلريص إليها وهو الذباب، فصار قوتا هلا، وصوت قنعت العنكبوت. ماء كلما زاد غرق

.رب ساع لقاعد: بك نذير العربأفضل أعمال . أعظم املغبونني حسرة من نفع كده لغريه. طلق كواذب آمالك، لتكون وارث مالك: وحيك

ن يقوى بأسد احلرص، البخيل الصدقة ألنه حيارب شيطانني أصغرمها إبليس، وأعظمهما النفس وجنودها، وم !.وكلب اهلوى، وخنزير الشره؟؟

.امدد يديك بالصدقة فإن مل تطق فاكففهما عن الظلم، أطلق لسانك بالذكر، فإن مل تطق فاحبسه عن الغيبة .هذا هذاء: كم يقف السائل سائل الدمع على باب الذل لديك فتقول

من ذا الذي يقرض (اق اجلنة، فدع مجع األكياس إن الدقة صد: وحيك. كالم اجلائع عند الشبعان كله هذيان ).اهللا قرضا حسنا

وما ضر نصل السيف إخالق غمده... انظر يف أخالق الفقري ال يف إخالقه .كلما عاش أملك مات الفقراء: وحيك. إن أعطيت فاحذر منا يتأذى به املعروف

أخط حرفا على صفح من املاء... به كأنني كلما أصبحت أعتآثار : ملن جيمع األموال مجع الثريا نفسها، كيف تأيت األقدار فتفرقه تفريق بنات نعش، يا كدر القلب! واعجبا

.كدر باطنك ما ختفى على ناظرك، إن أسرار القلوب تبني ما يف وجوده الوجناتطول األسبوع ن كثر املال : صب عينيك، وإمنا تسمعه بأذنك، وفرق بني السامعنيلو مسعت كالمي بقلبك كان

" .البخل والتخلل " ووقه التفاوت بني " ثعلبة " و " الصديق " على وليس كل ذوات املخلب السبع أما حب الدنيا عندك فراسخ، وأما قلبك من املوعظة فعلى فراسخ، وإذا غلب

قلب فمن حيدث؟اهلوى فمن ينتبه؟ وإذا غاب ال وجسمي لديكم كيف أفهم عنكم؟... إذا كان قليب موثقا بحبالكم إىل أن تعيدوا القلب مث تكلموا... فإن شئتم أن تعذلوا فتوصلوا

الفصل احلادي واألربعون

إحياء القلوب بالعربات

.ؤوس، فتنفتح أفواه مسام العروق، فتبكي كل شعرة بعينسيا جامد العني اليوم، غدا تدنو الشمس إىل الراهليبة قد برز، فقد قميص " يوسف " كأنك بالسماء قد نفضت أكمامها لسرعة فوراهنا، وانتثرت النجوم، و

.الكوننفحة فم الريح حترك الشجر، ونفحة من يف الصور تعمل يف الصور، نفحة من الصور أماتت، واألخرى

.وا فإن نفحة نفخة الشتاء يف صور الربد أماتت صور األشجار، ونفس الربيع اعاد الروحأعاشت، ال تعجب .ريح الدنيا بني مثري والقح، وريح الصور تثري األبدان، وتلقح أشباح األرواح لقراءة دفاتر األعمال

من جند " الشبلي " ل، و هالكا باملا" السبيت " مقتوال باهلوى، و " ابن أدهم " ميتا باجلهل، و " الفضيل " كان كذلك يحيي الله (االعتبار " إسرافيل " فنفخ يف صور التوفيق، فانشقت عنهم قبور الغفلة، فصاح " اجلنيد "

).املوتىمبوعظة واحدة، هاتف " ابن أدهم " آية فذلت هبا نفسه واستكانت، وهي كانت، إمنا زجر " الفضيل " إمنا مسع

.إىل الشام" بلخ " أخرجه من عاتبه، والئم المه،كانت عقدة قلوهبم أنشوطة، ومشد قلبك كله عقد، أقبلت املواعظ إىل ندى قلب رياض القلوب، فالتقى

.كانت األعمال تعرض عليهم فريون اخليانة نقض عهد الزهد. املاءانرفت غمو... حلفت بدين احلب ال خنت عهدكم سوتلك يمني لو ع

.قد تعود البكاء، فكان يبكي يف نومه حىت ينتبه أهل داره" الفضيل بن عياض " كان .سري " من شدة خوفه يبول الدم، وكذلك " ابن أدهم " وكان "

إذا خرجت القلوب بالتوبة من حصر اهلوى إىل بيداء التفكر جرت خيول الدموع يف حلبات الوجد، .كاملرسالت عرفافكر قامت العربات تسقي وهنضت الزفرات حتصد، ودارت رحى التحري تطحن، واضطرمت إذا استقام زرع ال

.نريان القلق فحصلت للقلوب ملة تتقوهتا يف سفر احلبا أمتم قلوبكم باهلوى، فأحيوها اليوم بوابل العربات، " سهيل " امسحوا حبرمة الوفاء، فما كل وقت يطلع طامل

" ىل البيوت، واطلبوا هذه املساجد خراب، وضعوا وجوهكم على التراب، إذا خرجتم عن اجمللس فال تذهبوا إفإنه إذا صعد نفس " واستغيثوا بألسنة الفاقة من قلوب قد أحرقها األسف على ضياع العمر يف اهلوى والبطالة

.يوسف " احلزن مل ينتبه دون مجال " يعقوب " " لفهل عند ... وإن شفائي عربة مهراقة رسم دراس من معو

الفصل الثاين واألربعون

الشيب عالمة النهاية

يامن مطية عمره قد أنضاها احلرص، هال كففتها قليال بزمام القناعة؟ فرب جد أعطب، ورب أكلة متنع أكالت، وكثرة املاء شرق أو عزق؟ أخل بنفسك يف بيت العزلة، واستعن عليها بعدول اللوم، ونادها بلسان

.سرق لص الشيب رأس مال الشباب!! لتوبيخ، إىل كم؟ وحىت ومىت؟ أمل يأن؟ وحيكا

فهل يل اليوم إال زفرة الندم... فأصبحت مفلس العمر .رابعة " وبقي نسك " بوران " ومتزق فرش " شريين " بلقيس، وبلى مجال " ذهب عرش : يا نفس "

، وساعاته كأيام التشريق، والعيش فيه كيوم العيد، فأقبل الشيب يعد بالفناء، كانت أيام الشباب كفصل الربيع .ويوعد بصفر اإلناء، فأرخى مشدود أطناب العمر، ونقض مشيد سرائر القوى

أديل ضعف الشيب على الشباب فعمل معول الوهن وراء اجللد يف اجللد، فصار مربع احلياة قفرا قد خلت تذروه الرياح، وإن اهلالك من ضل يف آخر سفره وقد قارب املنزل، أبقي بعد الشيب بطاحه، ومربع اللهو هباء

.منزل غري البلى؟ بلى أنت تدري أين تنزل .مرحلة الشيب حتط على شفري القرب، وقد اختذت من رأي اهلوى حصنا، فما هذا األمل؟

عارف يف العاجلة، ونار يف اللذة سالف ولكن مزاجها زعاف، اهلوى! اتطلب ربيع وأنت يف ذي القعدة؟ .اآلجلة، ومن تبصر تصرب

.أيظن اخلائض يف الدنيا أن له فراغا عنها؟؟ هيهات، ما يفرغ منها إال من اطرحها وال انتهى أرب إال إىل أرب... فما قضى أحد منها لبانته

ا يزيده أيتوهم املسوف بالتوبة أن ملرحلة اهلوى آخر؟ كال؛ إن الذي يقطعه عن اإلنابة اليوم معه يف غد، وم .وتشيب معه خصلتان" يشيب ابن آدم : " مرور األيام إال رسوخا بدليل

ورضاه يف حاجة ال تنال... يطلب املرء أن ينال رضاه

يف السوم، بلغتهم وإمنا وجد الراحة يف الدنيا من خالهلا ال من خاللها، الح هلم عيبها، فما ضيعوا الزمان .خطوات الرياضة إىل الرياض فاستوطنوا فردوس األنس يف قلة طور الطلب

ليس يف طريق الوصال تعب، إمنا التعب ما دام يف النفس بقية من : يا مؤثرا على بساتني القوم مقابر النوم .اهلوى، الظلمة ليل ال لليلى

ألرض تطوى يلإال وجدت ا... يا ليل ما جئتكم زائرا إال تعثرت بأذيايل... وال انثين قصدي عن بابكم

املنحرف ضال عن اجلادة، طر جبناح اخلوف والرجاء من وكر الكسل على خط مستقيم اجلد ال تعدل فيه عن .العدل، فإذا أنت يف مقعد صدق

لمه بشرف الزمان، والنهار مطالب حبق ؟الفصل الثالث واألربعون صفات العابدين وقت العارف جد كله، لع .امللك، والليل يقتضي دين احلب، فال وجه للراحة

العواقب، قطعت أيدي اهلوى بسكني الشوق، فولوج اجلمل يف سم " يوسف " ملا عاينت أبصار البصائر زل، وصاحت اخلياط، أسهل من دخول اللوم يف تلك األمساع، فإذا حان حني احلني فرح سائر الليل بقطع املن

).فذلكن الذي لمتنين فيه(ألسنة اجلد بالعاذلني قلوب أبت أن تعرف الصرب عنهمأمثان املعايل غالية فكيف يستامها مفلس

وكيف يحاز احلمد والوفر وافر... وكيف ينال املجد واجلسم وادع .غرت اجلثثكلما تعاظمت اهلمم تصا

نواحل إال والنفوس كبار... ولست ترى األجسام وهي ضيئلة .لتكن اخللوة بيتك، واملناجاة حديثك، فإما أن متوت بدائك، أو تصل إىل دوائك" : حيىي بن معاذ " قال

وطري إن قضيته أو نحيب... ال تزل يب عن العقيق ففيه لسوام إن قلت للصحبة خفي عين وللعني هبيال رعيت ا

وهو يف النزع وهو " اجلنيد " وهو يف السوق يركع ويسجد، ودخلوا على " أيب بكر النهشلي " دخلوا على .اهللا أكرب: هذا وقت يؤخذ منه: يصلي، فسلموا عليه، فرد السالم وقال

جعلت اشتغايل فيك يا منتهى شغلي... إذا اشتغل الالهون عنك بشغلهم ة ومن يل بان ألقاك والكل يب من يل... فمن يل بأن ألقاك يف كل ساع

دارت قلوهبم من اخلوف دوران الكرة حتت الصوجلان، فلعبت هبا أكف األشجان يف فلوات احملبة، فمن بني .ئف يستجريسكران يبث، وبني منبسط يقول، وبني خا

رأيت احلب يلعب بالرجال... إذا لعب الرجال بكل فن جنائب أبداهنم أنضاها سري الرياضة، جتوهرت أرواحهم يف بوتقة اجلسم، فترافقا يف سفر الشوق، فاللسان

.دمشغول بالذكر، والسر مغلوب بالوجد، والعني عربى باخلوف، والنفس هاربة إىل دار الزه حل يب منك إليك... إنما أهرب مما

أنت لو تطلب روحي قلت هاخذها إليك .قد سود طريق الدمع يف خده" مالك بن دينار " كان احلسن كأنه حديث عهد مبصيبة، وكان

ه كيف حاله ع غري ؟ومن سره يف جفنه كيف يكتم... ومن لبه ميبكي يف غرفته حىت جتري دموعه يف امليزاب إىل الطريق، فقطرت دموعه يوما فصاح " عطاء السلمي " كان : عطاء " ماؤكم طاهر؟ فقال : يا أهل الدار: رجل .اغسله فإنه دمع من عصى اهللا تعاىل" .عليه السالم يؤتى باإلناء ناقصا فال يشربه حىت يتمه بدموعه" داود " كان

تمزج فإين بدمعي مازج كاسي... القوم إن دارت إيل فال يا ساقي

الفصل الرابع واألربعون

الغراب والعنكبوت

يا مستفتحا أبواب املعاش بغري مفتاح التقوى، كيف توسع طريق اخلطايا وتشكو ضيق الرزق؟ لو اتقيت ما ملتقي على صفاء التقى ال يلقى إذن أذى، فإذا عسر عليك مطلوب، مفتاح التقوى يقع على كل باب، ما دام ا

.احنرف عن التقى التقى بالكدر ).حىت يغريوا ما بأنفسهم(فلما توليتم عنا تولينا ال تزال حبار النعم على اخللق يف الزيادة

.إمنا خلقت الدنيا لك، أفيبخل عليك مبا هو ملكك؟ إمنا يف طبعك شره، واحلمية أرفق: وحيك

ارض بتدبرينا، فاحملب ال يتهم، وإنعامنا على ما خلق لك ال خيفى عليك، فكيف ننساك : املخلوقات علينا يا أعز .وأنت األصل؟

ليس العجب تغذي املولود يف حال احلمل بدم احليض التصاله باحلي؛ إمنا العجب أن البيضة إذا انفصلت من .ي املخلوق زاده قبل سفر الوجودالدجاجة فمن البياض خيلق الفرخ، وباملح يتغذى، قد أعط

إذا انفقأت بيضة الغراب خرج الفرخ أبيض، فتنفر عنه األم ملباينته لوهنا، فيبقى مفنةح الفم، والقدر يسوق إىل .فيه الذباب، فال يزال يتغذى به حىت يسود لونه فتعود إليه األمة ادخار القوت، مث أهلمها كسر احلب قبل فانظروا إىل نائب اللطف، وتلمحوا شفقة طري الرمحة، أهلم النمل

.ادخاره كيال ينبت، والكسربة، وإن كسرت قطعتني تنبت فهي تكسرها أربعا تدل على أنه واحد... ويف كل شيء له آية

رجة لو رأيت العنكبوت حني تبين بيتها لشاهدت صنعة تعجز املهندس، إمنا تطلب موضعني متقاربني، بينهما فميكنها مد اخليط إليها، مث تلقي لعاهبا على اجلانبني، فإذا أحكمت املعاقد ورتبت القمط كالسداة اشتغلت

باللحمة، فيظن الظان أن نسجها عبث، كال، إهنا شبكة للبق والذباب، وإهنا إذا أمتت النسيج انزوت إىل زاوية ر كسبها، فإذا أعجزها الصيد طلبت لنفسها ترصد رصد الصائد، فإذا وقع يف الشبكة شيء قامت جتين مثا

زاوية، ووصلت بني طرفيها خبيط آخر، وتنكست يف اهلواء تنتظر ذبابة متر هبا، فإذا دنت منها رمت نفسها إليها افتراها علمت هذه الصنعة بنفسها؟ أو قرأهتا على !! فأخذهتا، واستعانت على قتلها بلف اخليط على رجليها

.تنظر إىل حكمة من علمها؟ وصنعة من فهمها؟أبناء جنسها؟ أفال .لقد نادت عجائب املخلوقات على نفسها ترشد الغافلني إىل باب الصانع، غري أهنم عن السمع ملعزولون

الفصل اخلامس واألربعون

أسفار احلياة

: لطني، السفر الثاينسفر الساللة من ا: السفر األول: أسفار إىل أن يتسقر بالقوم املنزل" ستة " خلقنا نتقلب يف من : من الدنيا إىل القبور، اخلامس: من البطن إىل الدنيا، الرابع: سفر النطفة من الظهر إىل البطن، السفر الثالث

.من العرض إىل منزل اإلقامة: القبور إىل العرض، السادسا نصف السفر، وما بعد أصعب .فقد قطعن

يام أميال، واألنفاس خطوات، والطاعات رؤوس أموال، السنون مراحل، والشهور فراسخ، واأل: إخواينواملعاصي قطاع الطريق، والربح اجلنة، واخلسران النار، وهلذا اخلطب مشر الصاحلون عن سوق اجلد يف سوق

.املعاملة، وودعوا بالكلية مالذ النفسا هم فيه عن عجائب البحر، ف ما كان إال قليل حىت كلما رأوا مركب احلياة يتخطف يف حبر العمر، شغلهم م

.قدموا من السفر، فاعتنقتهم الراحة يف طريق التلقي، فدخلوا بلد الوصل، وقد حازوا ربح الدهريا ليتين كنت معهم، : لو فتحت عني البصرية فرأيت بإنسان الفكر ما نالوا، لصاح لسان التلهف: يا جبان العزم

.وأين األرض من صهوة السماء؟؟

.وال تدري من هم أال أنت واهللا منهم خلفت نجدا وراء املدلج الساري... يا قلب من نجد وساكنه

من احلمى يف أسيحاق وأطماري... أهفوا إىل الرمل تعلو يل ركائبهم عند القدوم لقرب العهد بالدار... تفوح أرواح نجد من ثيابهم

وخبراين عن نجد بأخبار... بان قفايل فاقضيا وطري ياراك خميلة الطلح ذات البان والغار... هل روضت قاعة الوعساء أو مطرت

داري وسمار ذاك احلي سماري... أم هل أبيت وداري عند كاظمة وحدث الركب عين دمعي اجلاري... فلم يزاال إىل أن نم يب نفسي

يف صناديق هذه األيام أودعت بضائع القوم، يف هذه املزرعة احملالة بذروا حب احلب، فإذا حصدوا : وحيك .يف الصيف ضيعت اللنب: نادي بك هاتف اللوم

.كشفت عن عيوهنم حجب الفعلة، فنظروا بال معاينة، وخاطبوا بال مشافهةق عيين وهو حمجوب أنضوا رواحل األبدان يف سفر احملبة، حىت بلغوا مىن املىن قبل فوات الوقفة تراه بالشو

).تلك أمة قد خلت(

قل للديار سقاك الرائح الغادي... بانوا وخلفت أبكي يف ديارهم ن واديوقل لواديهم حييت م... وقل ألظعانهم حييت من ظعن ذقت حالوة الدنيا فرأيتها : مالك هكذا؟ فقال: فقال له" عمر بن عبد العزيز " دخل رجل ناحل اجلسم على

.مرارة، فأسهرت ليلى، وأظمأت هناري، وذلك قليل يف جنب ثواب اهللا وعقابهل... أمري اهلوى من هوا ك يف شغل شاغ ناحلعلى بدن ... تسربل ثوب الضنا

ذابت قلوهبم بنريان اخلوف، فأحرقت موطن اهلوى، واضفرت األلوان لقوة احلذر فتنكست رؤوس اخلجل، .فإذا أردت أن تعرف أحواهلم فامسع حديث النفس بني النفس

وجد املشوق املعنى غري ملتبس... خذي حديثك يف نفسي من النفس اقتبسي... يف كبدي املاء يف ناظري والنار إن شئت فاغتريف أو شئت ف

الفصل السادس واألربعون

العجز والتواين

ملا وقع األولياء يف ظلمات الدنيا قطعوا باجلهاد مفاوز اهلوى، أضاءت هلم سبل السالمة فتعارف القوم يف طريق وف قاموا، فالقوم ال خيرجون من حيز الصحبة، إن أضاء هلم برق الرجاء مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم ليل اخل

.احلرية، لو رأيتموهم لقلتم جمانني فما املبتلى واملستريح سواء... إذا كنت خلوا فاعذر يف اهلوى

ه وسنى والفؤاد هباء... أال إن قلب الصب يف يد غريه يصرفمحة رقباء املخاطبة، فبلبل باله يف قفص كتمان حاله، فإذا هبت نسائم األسحار كرب املحب بالنهار يشتد مبزا

وجدت روحه روحا يصل من قصر مصر املىن، إىل أرض كنعان األمل، فقام ركب الشوق يتحسس النسيم من .فرج الفرج، وله وله

نواشز لسن يطن البرينا... تزاورن ع، أذرعات يمينا أخذن لنجد عليها يمينا... بنجد كأن الرياض كلفن

فأرخوا النسوع وحلوا الوضينا... إذا جئتما بانة الواديني ملء الدجى والضحى قد طوينا... فثم عالئق من أجلها

ابأن بقلبك داء دف... وقد أنبأهتم مياه اجلفون ينهنار احلزين كالليل، وليل املطرود كالنهار، يا أعمى عن طريق القوم، أنا مشغول بإصالح عينك، فإذا : إخواين

استوت أرشدتك الطريق، هذا أمر ال ينكشف للقلوب املظلمة برين اهلوى، حىت جيلوها صيقل اجملاهدة، أرض ).يوم تبدل األرض غري األرض(غريت مشحونة بشوك الذنوب فلو قد أسلمتها إىل الزارع رأيتها قد ت

.بني العجز والتواين نتجت الفاقة: وحيك .كان القوم إذا مسعوا موعظة غرست خنل العزائم، ونبات قلبك عند املواعظ نبات الكشوثي

. صابعكم بني ثالثة األثايف وسادسة األ" روبيل " على " يوسف " ملن أصف القوم؟ أراين أتلو سورة !! واعجبايا مطرودا ما يشعر بالطرد، إمنا جيد وقع السياط من له حس، تاهللا لو أقلقك اهلجر ما سكنت دار الراحة، أنت

.وليت صوت هذا اهلاتف وصل إىل مسع القلب" جذمية " والكسل كندماين واك كثري يا له من عتاب لو كان للمعتاب فهم، لقد نفخت لو كان فحم، واأسفا مرعى وال أكولة، سور تق

الثلم، واألعداء قد أحاطوا بالبلد، صحح نقد عملك، فقد انقرضت أيام أسبوعك، جود قبل احلساب انتقادك، : فال مسامح قبل الوزن، ويك قبل الومن، ويك قبل الرمي، تراش السهام، وعند النطاح يغلب األجم، وحيك

يف مزادتك قطرات تسكن وقد هجريك، قد دنا رحيلك، وليس يف مزود عملك مثرات تطفىء نار جوعك، وال .فاجلد اجلد يف اإلستظهار لطول الطريق، عش وال تغتر

يا منقطعا يف بادية اهلوى عن الرفقاء، إحلق الركب فاألمري يراعي الساقة، سر من غري توقف ولو تقطعت أقدام .ستغاثة متحريفصوت با -أيها املنقطع يف ظل حائط منقطع -الطلب، فإذا أدركتك قافلة التعب

يا راهب الدير هل مرت بك اإلبل يا أسف من ال ينفعه إن تأسف، لعبت بوقته أيدي التواين فضاع، فصمت .عرى عمره كف املشيب ففات

وإن كان سهال عليكم يسريا... يعز علي فراقي لكم

.ميت، سا سفراء الطلب امحلوا رسالة حمصريا قوام الليل اشفعوا يف راقد، يا أحياء القلوب ترمحوا على خذوا نظرة مين فالقوا هبا احلمى

تؤم احلمى لقيت من رفقة رشدا... أيا رفقة من أرض بصرى حتملت ا... إذا ما بلغتم ساملني فبلغوا ظن أن ال يرى جند حتية من قد

الفصل السابع واألربعون

يف ذم إبليس

سبق اإلختيار يف القدم للطني املنهبط صعد على النار املرتفعة، فعلمت جهنم أن العناية غىن األبد، ملا : إخوايناملخلوقات منها، ملا قاوم التراب كانت الغلبة للتراب، وكفاها ما جرى عربة، والسعيد من وعظ بغريه، فإذا مر

.جز فقد أطفأ نورك هليب : " املؤمن عليها أسلمت من غري جدال، وقالت " يكاد زيتها يضيء ولو لم " (قس " الطاهرة يف أصل الفطرة منرية قبل الشرائع، كقلب مصابيح القلوب

.على الباب" عمر " الح مصباح اهلوى من سجف دار اخليزران، فإذا ) تمسسه نارجع وملا عميت بصرية إبليس صار هنار اهلدى عنده ليال، كان يف عني بصريته سبل، فما نفعه اتضاح السبل، ر

جن الليل، : اآلن طلعت الشمس، وأنت تقول: أوكروا، فقد جن الليل، فقالوا: اخلفاش إىل عشه فقال ألهلهطلوع الشمس عنده ليل: فقال .ارمحوا من

احذروا : إخواين. القرشي" أيب طالب " وعميت عنها عني " بالل احلبشي " ملا أضاءت أنوار النبوة رأهتا عني " ينفع احلذر، فإن صلح شيء من باب الكسب فاللحاء أعوذ بك منك، أين القلق نبال القدرة، وهيهات ال

.والقلوب بني أصبعني " إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا كان إبليس كالبلدة العامرة بالعبادة، فوقعت فيها صاعقة الشتاء، فهلك أهلها

).فتلك بيوتهم خاوية بما كسبوا( فكل إحسانه ذنوب... لوصال أهل ومن لم يكن ل

أخذ كساء ترهبه، فجعل جالل كلب أهل الكهف، فأخذ املسكني يف عداوة اآلدمي فكم بالغ واجتهد، وأىب .اهللا إال أن ال يقع يف البئر إال من حفر

أنا خري (بكرب ما ذنب اآلدمي وأنت جنيت على نفسك؟ ولكنه غيظ األسري على القد، إمنا هلك إبليس : وحيك .ومقام العبودية ال حيتمل إال الذل) ظلمنا أنفسنا(بذل " آدم " وسلم ) منه

جئته خاضعا بذل العبيد... كلما راعني بعز املوايل ه فر من املطر إىل فكأن) وأن عليه لعنيت(املسكني إبليس ظن أنه قد حاز بامتناعه عن السجود عزا، فوقع يف ذل

.امليزاب، كانت خلعة العبادة ال تليق به فنزعت عنه إال رب جيد ال يليق به العقد

عربيا فما حسنت عليه قلنسوة اخلالف، أخرجهما " آدم " كان أعجمي الفهم فما القت به حلية التعبد، وكان .قسر القدر لبيان ملك التصرف، مث رد كل إىل معدنه

ألصول عليها تنبت الشجرإن ا .يا عمر أنا املقتول بسيف اخلذالن قبلك: فقال بلسان احلال" عمر " فصرعه " عمر بن اخلطاب " لقي إبليس

ا بيا... يب الناس أدواء اهليام شربته فإياك عين ال يكن بك مال تعرف طريق: يا عمر الباب، وأنا الذي كنت يف سدة السيادة، وأتباعي أنت الذي كنت يف زمن اخلطاب

فعزلين ووالك، فكن على حذر من تغري احلال، فإن احلسام الصقيل الذي ) ال يسأل(املالئكة، فوصل منشور

يا حذيفة يا : بادر طريق باب الربيد بالعزل والوالية" بعمر " قتلت به يف يد القاتل، فلما لعبت أيدي القلق .حذيفة

؟

فصل الثامن واألربعونال

؟

يف العزلة

غري أنه ملا خالط أوساخ اهلوى تدنست ثياب معاملته، وليس ) ألست بربكم(املؤمن على طهارة التوحيد من يوم .هلا تنظف إال مباء العلم يف بيت العزلة

عزلة صحراء خالية عن العزلة رأس احلمية من الدنيا، ختيط عني بازي اهلوى فيألف الفطام على الطريان، وال .بقاع يا سرعة إبصار اهلالك فيها لذي بصر، قل غرس خلوة إال وعليها مثرة األنس

عليك بالعزلة، فإهنا أصل العمل، تضم شتات قلبك، وحتفظ ما لفقت من خصال يقظتك، فإن : أيها املبتدىءواليقني يف بيت الفكر أخذ يف إذا جرى القدر باجتماع العقل. حالك كمرقعة بالية، إن حتركت فيها متزقت

توبيخ األمارة، فإن كان زمن املرض قد انقضى، أثر اللوم ثوران العزمية إىل قطع القواطع، فحينئذ تكتب النفس بكف اهلجر طالق اهلوى، وتتجلبب زرمانقة الزهد، وتترهنب يف دير العزوف، فتستوحش من أهل الدنيا شغال

.أنا جليس من ذكرين " بصحبة " قف يف السحر على أقدام الذل وقل " يوسف " قلبه، جز خبيم القوم لعلك جتد ريح " يوسف " يا من قد ضاع

يا خمذول التواين، يا جمدوع األماين، غرق مركب عمرك يف حبر الكسل، ) يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر(طوول هذا الكرى، أما تستنشق ريح السحر؟ من الزم املنام مل ير إال األحالم مىت تفتح عني: وحيك عزمك؟ فيا

.أما جتد برد هواء الفجر؟ أما تعاين ضوء الشيب؟ أما يؤملك عتاب الدهر؟ كم ذا الكرى هب نسيم نجد... تنبهي يا عذبات الرند د... أعلل القلب ببان رامة وما ينوب غصن عن ق

هيهات ما عند اللوى عندي... نوح حمامات اللوى واقتضى الإىل كم يف دار : العزم" عمر " رحل ركب احملبة على أكوار العزائم، فصبحوا منزل الوصل وأنت نائم بعد يا

" دخلت شهور احلج فما قعودك : اجلد" ابن أدهم " احملبة مىت تكسر سيف الفضول؟ يا " فضيل " اخليزران، يا " .لخ بب

يا علم الشوق بعدنا علم... هل لك بالنازلني أرض مىن ؟

الفصل التاسع واألربعون

الذين سبقت هلم منا احلسىن

" إبراهيم " إذا وقت عزمية اإلنابة يف قلب من سبقت هلم احلسىن قلعت قواعد اهلوى من مشتاة األمل، ركب .فصيد قبل أن يصيد) يحبهم(حوله حب ) هم ربهميهدي(يوما للصيد، وقد نصب له فخ

ما هلذا خلقت، وال هبذا أمرت، رماه الطبيب وقت انقضاء : فقال) سبقت لهم" عرب ترمجان اهلوى عن لغة املرض، فسقاه دواء مفردا، فنفض به قولنج اهلوى، رماه بسهم مواعظ ألقته عن قربوسه وبؤسه، الحت له نار

فتجلى له انيس جتدين فاستحضره، فغاب عن وجوده، فلما ) إين آنست نارا: (اح يف جنود اهلوىاهلدى، فصفلما خرج عن ديار ) تبت إليك(أفاق من صعقة وجده، وقد دك طور نفسه، صاح لسان اإلنابة بعبارة اإلصابة

:الغفلة أومأت اليقظة إىل اهلوى سالم وداع ال سالم قدوم... با سالم على اللذات واللهو والص

يه، قال العزم" : ابن أدهم " يا .كال، ليس للمبتوتة نفقة وال سكىن: لو عدت إىل قصرك، فتعبدت ف وهذا لعمري لو رضيت كثيب... أحن إىل الرمل اليماين صبابة

يح لم يسمع لهن هبوبوبالر... ولو أن ما يب باحلصى فلق احلصى هام يف بيداء وجده، فاستراح من عذول أمرضته التخم، فاستلذ طعم طعام اجلوع، ومحل جلده على ضعف

.جلده خشونة بالصوف بكتمان عني دمعها يذرف... ظفرتم بكتمان اللسان فمن لكم ألعجز عن حمل القميص وأضعف ...حملتم جبال احلب فوقي وإنين

فتمكن احلب من حبة القلب، فقام يسعى يف مجع املهر من ) لنهدينهم(الح له مجال اآلخرة من خالل سجف .كسب الفقر

.طال عليه انتظار اللقاء، فصار ناطور البساتني .، فتأخر يا مفلستقاضته احملبة بباقي دينها، فسلم الروح يف الغربة، هذا مثن اجلنة

الفصل اخلمسون

احلزم مطية النجاح

فمىت محل ) حىت ال تكون فتنة(يف األعداء كثرة، فأعدوا هلم ما استطعتم من قوة، قاتلوا بسالح العزائم : إخواين .من تلمح حالوة العواقب نسي مرارة الصرب: إخواين) غلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين(عليهم فارس حد

.الغاية أول يف التقدير، آخر يف الوجود، مبدأ يف نظر العقل، منتهى يف منازل الوصول

عليكم بطلب اجلنة، فإن النار وسط الكف، شهوات الدنيا مصائد تقطع عن الوصول، فإذا بطلت : إخواينراح، فإذا عاد إىل الشهوات حبلول املوت أحس اهلالك مبا مل يكن يدري، كما أن خوف املبارز يشغله عن أمل اجل

.املأمن زاد األمل، فإذا ماتوا انتبهوا ).ثم قست قلوبكم من بعد ذلك(كما شيعتم قريبا، ورميتموه سليبا، وتركتموه وأمسعكم من الوعظ عجيبا

ال يترك احلذر حىت يصل تاهللا إن الزاد لطيف، وإن املزاد خلفيف، مع أن األمر جد، واخلطب إد، إن احلازم .املأمن

.ال بعد: فتين، قال: قال" ألمحد " ملا اعترض إبليس ال فرح بوصول الكوفة وما عربت العقبة، الطمع مركب التلف، واحلزم مطية النجع، والتواين أبو الفاقة،

.والبطالة أم اخلسران، وما حيصل برد العيس إال حبر التعب ما العز إال حتت ثوب الكد

.ذهب واهللا يف التفريط العمر، غفل الوصي فضيع مال الطفل، مصيبتنا يف التفريط واحدة :إخواين وكل غريب للغريب نسيب... أجارتنا إنا غريبان ها هنا

واأسفا من قلة األسف، . رحل ركب احملبة يف ظالم الدجى، فصبح القوم املنزل ، وحنن على غري الطريق .احلزن، قفوا على آثار السالكني فاندبوا املنقطعواحزناه على عدم

ي... ليست بأطاليل ولكنها رسوم أحبايب فنوحوا مع ويا ديار الظاعنني امسعي... يا ساكنا بالبلد البلقع

أين قطانك؟: أين سكانك؟ يا مرابع األحباب: يا ديار األحباب مين إذا شارفتها التسليما... دت ها إنها منازل تعو

ردي علي ذاك النسيما... يا نفحة الشمال من تلقائها رحل الركب يف زمان رقادك، فإذا قمت من الكرى فأقم مأمت الندب، قف على : يا متخلفا ما جاء مع املعتذرين

.جتدين " الرسوم وابك على انقطاعك، لعلك تؤنس رفيق " فقد أخذ الشوق منا يمينا... جزت بالغور عرج يمينا إذا

فإن سمعت أوشكت أن تبينا... وسلم على بانة الواديني وهيهات أموا طريقا شطونا... فصح يف مغانيهم أين هم

اوخل الضلو... ورو ثرى أرضهم بالدموع ع على ما طوين أللدار تبكي أم للساكنينا... أراك يشوقك وادي األراك

ا... سقى الله مربعنا باحلمى وإن كان أورث داء دفين

الفصل احلادي واخلمسون

عاقبة التفريط

شريك اخليانة، وتلمموا تفريط إذا قمتم من اجمللس فادخلوا دار اخللوة ساعة، وشاوروا نصيح الفكر، وحاسبوا .الكسل يف بضاعة العمر، تأسفوا على كل ذنب كان، أو حظ من اهللا فات

البدار البدار حنو البقية، فيلقى املفرط ما ضاع، وليحذر األعور احلجر، ال حتتقر يسري اخلري، فالذود إىل الذود ألقوا أزمة السري إىل حادي األسف و إبل، ضلت قلوبكم يف بوادي اهلوى، فقوموا على أقدام الطلب، و

).تحسسوا من يوسف وأخيه(

.جد يف نشدان ضالتك وال تيأس من روح اهللا، فكم شفي من أشفى على اهلالك وقفوا وقفة ألنشد قليب... عرجوا بالرفاق نحو الركب ىل العذيب وحسيبأو ردوا يب إ... وخذوا يل من النقيب لماظا

قوت قليب وحبذا من مهب... فهبوب الرياح من أرض نجد يا نسيم الصبا ترنم على الدوح بصوت يشجي وإن طار لبي

من معيد أيامنا بلوى اجلزع وهيهات أين مني صحيبفقد نظر القلوب، إذا مل حيركك الربيع وأزهاره، والسماع وأوتاره، فمن ما انظر األجساد، لكن !! واعجبا

بع مال " سري " لعلك تقع بسر " اجلنيد " نوح احلمام غزل، لو كان يف قلبك حمبة فابك بكاء : أنت؟ وحيك.أيب زيد " اهلوى فيمن يزيد، إن شئت حلقا "

. أن اجلهل مطرودكم دعتك فرصة لو كنت أجبتها، إن جناب احلق لفسيح، غري .قد الحت نار اهلدى من زناد املواعظ، فقم على أقدام اجلد لعلك جتد على النار هدى: وحيك

ا... ألي مرمى تزجر األيانقا إن جاوزت نجدا فلست عاشق ركب الغرام وزفريي سائقا... وإنما كان بكائي حاديا ).إن يريدون إال فرارا(مث ال يتعرضون جبناب التوفيق !! إن وفقنا: مواقف واعجبا من الواقفني على

إن : خذوا من الدنيا قدر ما يعرب القنطرة، ولعمري) فانفروا خفافا وثقاال(دنت عساغكر البطالة : وحيكهذا إن جرى القدر مبحبوب ) مخرجا ومن يتق الله يجعل له(ضرورات املعاش تغري وجه املراد، فيتعثر السالك

).فال يكن يف صدرك حرج منه(أو مبكروه دليل حمبته لك يف األزل حراسة توحيده عندك، والتخويف سوط يسوق النفس عن ديار الكسل، وما تظنه

الوداد حتفظ تعذيب، ورب تقومي بالكسر، ختريق مكان احلبيب من القميص جعله قميصا، لو مل تذنبوا، صولة .أهل األدب، وإن كان احلب يف السويداء

بكت العيون وأنت طارقها وجديدا ود ليس يخلقه... ود تقادم عهده فصفا

ملا ذاق آدم وحواء من الشجرة دار يف دائرة التحري، فضرهبما صوجلان البعد فهبطا، وضارب الكرة يسعى ل؟ هل من تائب؟بنفسه يف طلبها، هل من سائ ولوال البني ما طاب التالقي... فلوال البعد ما حمد التداين هال توصلت؟ أتراك اشتغلت بنا أو عنا؟ : ماذا حصلت؟ يا منقطعا يف طريق الوصال: يا قائما يف سوق األرباح

انظر أهل استصحب شوكة من الشك، انزال إىل اخلارج من بساتني األرباح يف دار املعاملة، ف: يا منكر، يا نكريا الغفلة؟ هل أجناس زهللا مما ) ألست(يوم ) بلى((أووردة من اليقني اتنكهها فمه الذي قال هل غري طيبه طول رق

يدخل قليلها حتت العفو؟ هل مثد ماء توحيده يبلغ قلتني؟ أنا مقيم له على الوفاء بكل حال، فانظر هل حال؟ وأرواحه إن كان نجد على العهد... وطيب ترابه أال حبذا نجد

بطول الليايل هل تغريتا بعدي... أال ليت شعري عن عوارضيت قبا بريح اخلزامى هل تمر على نجد... وعن علويات الرياح إذا جرت

الفصل الثاين واخلمسون

رحيلالتفكري يف ال

.من تفكر يف قرب رحيله تشاغل بالتزود، ولبئس ما صنع بائع نفسه النفسية باألعراض اخلسيسةإن الروح يف ذاته جوهر ال يتجزأ أو ال ميوت، وقدره جوهر ال قيمة له، وإمنا آالت البدن خادمة له تعني على

.السفر له يف زجاجة القلبواحلركة نورها، والشهوة حرارهتا، والغضب دخاهنا، وقد اختذ من نار كالسراج، احلياة ضؤوها، والدم دهنها،

مقدم الدماغ حارسا، ومن وسطه وزيرا، ومن مؤخره حافظا، وجعل العقل استاذا، واحلس تلميذا، وفرق األعضاء يف خدمته رجاال وركبانا، وجعل الدنيا له ميدانا جيول فيه يف صف حربه حملاربة أعدائه، فإن غلب، قهر

.، وإن غلب فال أحدكسرىملا تيقظ تيقظ األولياء هلذا السفر، خاضوا يف ظلمات الطبع يقطعوهنا بأقدام اجملاهدة، فالح هلم نور الغيب

.فإذا هم على باب الوصول، الفقر حليتهم، والليل لذهتم، واخلشوع صفتهم) كلما أضاء لهم مشوا فيه( .ب، فلو انتهبت بالليل مسعت أصوات أهل احلبوسطال حبسهم يف الدنيا، فضجوا إىل احلبي

ا ا وقفن يف ظالل السلمات... يا وقوفا م بكالم العبرات... نتشاكى ما عنانا

أطيار األشجان يف أقفاص األسرار تصيح من وجدها يف األسحار، كلما هدلت محائم الشجون هطلت عمائم فيهتف به ) من راق(الئكة فتح القفص عن روح تطلب الروح، فتتحري لقرعة العيون، فإذا كان حني تتوفاهم امل

.فتنسى مرارة الكأس حبالوة اخلطاب، فتهون شدائد املوت) ارجعي إىل ربك(هاتف الوداد أين أنت منهم؟ ال حتسنب األمر سهال، نيل سهيل أسهل، أتصقل سيفا : فما جلرح إذا أرضاهم أمل يا بعيدا عنهم

.يس يف سنحه جوهرية؟ أحتمل صعبا مسنا على الرياضة؟ وهل ينهض البازي بغري جناحلمن مل يهتز بيسري اإلشارة، مل ينفعه كثري العبارة، أترى من نبل مواعظي مقرطس؟ بلى رمبا وقعت نبلة يف قلب

.حزينن ومل يدر الرامي سهم أصاب وراميه بذي سلم

.ن مهك الظفر ال الغنيمة، فالعز ال يناله جبان، وإن أكتب األقالم األسنةسر يف السر على أقدام العزمية، وليكانتبه من رقاد الغفلة، فقد طلع ضوء الشيب، وأسرع يف سري اجلد فقد رحلت الرفقة، وصوت يف أودية

األسحار لعلها ترمحك الساقة، وتلمح آثار السالكني لعلك تقع على اجلادة، فإذا حلقت أعراض الركب فقف .نفسك على خدمة اإلبل، فرمبا دخلت خيمة من أحببت

دعوين واتباعي ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد... فقلت

وقد علموا أن ليس يل منهم بد... وما بال زعمي ال يهون عليهم مد اهللا وحسن توفيقه، وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله وآخر دعوانا أن احلمد هللا رب العاملني مت الكتاب حب

.وصحبه وسلم، واحلمد هللا رب العاملني

ISLAMICBOOK.WS مين| ٢٠١٠ المسل لجميع جميع الحقوق متاحة