۱

املدن التراثية علىالتغريات املناخية املرتقبة مواجهة آثار الساحلية يف مصر

(عبدالفتاح البنا

0F

١(

ملخص البحثعلى البحار املفتوحة حث اإلهتمام املتزايد من قبل اتمع الدويل لظاهرة اإلحتباس احلراري و التغريات املناخية املرتقبة

ن املواقع العديد متأثري البحر األبيض املتوسط على لرصد رها التقنيات احلديثة و استشعار املخاطر قراءة املعطيات اليت توفاملؤلف لهذا احلدث الذي ندنوا منه دون أن . السياحية ملصرها من اخلريطة اجلغرافية وحموواملصري الشمايل بالشاطئ األثرية والتارخيية

مقابر الشاطيب، مصطفي كامل، االنفوشي، كوم (مبواقعها األثرية الشهرية اإلسكندريةية كهو اختفاء املدن الساحلية التارخيونستشعر، منطقة بلوزيوم األثرية (تل الفرما بور سعيد ورشيد، دمياط، مدن لنفس الظاهرة تتعرض كما .)قلعة قايتباي ،الشقافة، شارع تيجران

كم هو ٣٥٠على طول هذه املدن التراثية تنتشرحيث دينة األسكندرية األثرية مبواقع امللنفس املخاطر اليت تتعرض هلا )مشال سيناء .شرقا حىت سهل الطينة بشمال سيناءغربا من األسكندرية امتداد خط الشاطئ

الذي ناقش ظاهرة اإلحتباس ٩٢على الرغم من متثيل مصر كأول دولة عربية يف امللتقي الدويل ريو دي جانريو عام وعام سم ٥٠و ما ينتج عنها من ارتفاع منسوب سطح البحر مبقدار ،٩٧، و مؤمتر كيتو عام املناخية العاملية احلراري و التغريات

أو% ٣٠اجليوب املنخفضة مبعدل الشواطئ املصرية خاصة املناطق و تباعات ذلك من غرق وم، ٢١٠٠متر عام ١يصل إىل ٢٠٥٠ .هلذا احلدث رة املناطق األثرية السياحية يف مصرعلى إدا ينتبه القائمونثلث مساحة هذه املدن دون أن

شواطىء عن طريق التصوير اجلوى باألقمار الصناعية وذلك هذه ال ه مالحظة تراجعميكنو الراصد خلط الساحل الشمايل ، النيل إىل ضفىت الدلت، مل يعد ر النيل قادراً على جلب طمى افبعد إنشاء السد العاىل بأسوان. خالل تتبع سلسلة زمنية هلذه األراضى

تسرب مياه البحر و تظهر هذه املشكلة يف ،ى الدلتا أقل من مستوى سطح البحرونتيجة لذلك أصبح مستوى بعض أجزاء من أراضاع ومن املتوقع غمر هذه األجزاء مبياه البحر عند ارتف .و تل الفرما رشيدسكندرية، اال من املواقع األثرية يف كل من مدينة إىل العديد

.اإلحتباس احلراري و التغريات املناخية العاملية جراء ظاهرةمستوى مياه البحر نتيجة الرتفاع درجة حرارة الكرة األرضية

) Archaeological Sites، املواقع األثرية .S.L. R ارتفاع سطح البحر، Global Phenomenonظاهرة عاملية (

م١٩٩٧ بولندا –جامعة وارسو –دكتوراه يف اجليولوجيا اهلندسية ١

جبامعة القاهرة -كلية اآلثار –قسم ترميم اآلثار – ثريةاألواقع املأستاذ ترميم 00@yahoo.comel_banna20: eEmail

۲

توضح جمرى النهر وافرع النيل خريطة من العصر البطلمي): ١(شكل

قدميا، وهي من الشرق للغرب البيلوزي،التانييت، املنديسي، الفامتييت،السبنتيين، البلبيت، الكانويب حيث يتفرع البيلوزي داخل شبه

. يناءجزيرة س

املقدمة: أوال

ثت تغريات مناخية عدة حداملسجل مصرىف تاريخ

قبل امليالد حدثت ٢٠٠٠و ١٠٠٠مرات، ما بني عام حادثتان مها األشهر فيما يتعلق بالتغريات املناخية، احلادثة األوىل هى أن األرض شهدت فترة دفء وذاب اجلليد وارتفع منسوب املياه وغرقت حبرية املنزلة، فهذه البحرية

نطقة عامرة، سنة فقط، قبل ذلك كانت م ٩٠٠عمرها ومقر جتارة الشام وتركيا ودول البحر األبيض املتوسط، أما

حيث شهدت األرض ١٨٥٠احلادثة الثانية كانت عام عصر اجلليد الصغري ملدة مائة عام، حيث جتمعت املياه وزحفت على الوديان ووصلت إىل سويسرا واخنفض منسوب البحر وكربت مساحة مصر حيث اكتسبت جزءا

حىت إن الطواىب الىت بناها األتراك ىف ذلك من األرض .الوقت أصبحت اآلن داخل مياه البحر

الدويل اتمعبدأ ، ٢١أما اآلن و حبلول القرن خالل و كان أول طرح للظاهرة ظاهرة تغري املناخ إىل ينتبه

، ومما شد ١٩٧٢مؤمتر البيئة الذي عقد مبدينة استكهومل ناخ بالذات أا ظاهرة دولية عابرة االنتباه اىل ظاهرة تغري امل

للحدود وتأثرياا متعددة فهي تؤثر على التنوع البيولوجي والزراعة وهطول األمطار وارتفاع أسطح البحار وغرق البلدان اجلزرية والدلتاوات باألماكن املختلفة ومت متابعة هذا االهتمام بعمل العديد من الدراسات وتشكيل العديد

لعمل اليت أخذت صورا النهائية يف شكل من جمموعات ا .م١٩٨٨ (WMO) واليت أنشأا منظمة األرصاد العاملية IPCC لتغريات املناخيةاهليئة احلكومية الدولية املعنية با

تغريات اإلطارية لل األمم املتحدة مت التوقيع على إتفاقيةو م١٩٩٠قد قامت هذه اللجنة بإعداد مسودة التفاقية تغري املناخ و أثناء قمة األرض وقد وقع عليها أغلب بلدان العامل وكان من ) الربازيل(م بريودي جانريو ١٩٩٢ (UNFCCC) املناخية

اتمع الدويل للحيلولة دون حدوث تغري للمناخ مما يؤدي اىل اختالل النظام احليوي للكرة و دف جهود .بينها مصر) ارتفاع مستوى أسطح البحار واحمليطات(رارة الغالف اجلوي وذوبان القطبني األرضية بوجه عام وزيادة متوسط درجة ح

والتأثري السليب على إنتاجية األراضي ) نوبات من الفيضان واجلفاف(غرق الدول اجلزرية والدلتا واختالل أمناط األمطار .األمراض الوبائية الزراعية وزيادة احتياجاا املائية والتأثري السليب على الصحة العامة وانتقال

۳

السياحة عصب متثلو بإعتبار أن هذه الورقة البحثية تركز على تأثري ظاهرة إرتفاع منسوب البحر على املواقع األثرية اليت ، و يف الواقع ال توجد دراسات من الدخل القومي%) ١٠(من موارد الثروة الطبيعية يف مصر حيث متثل حوايل كمورد هام

:و إن كان هناك بعض التوقعات مثل -أثر السياحة بتغري املناخ تفصيلية عن مدى تاختفاء بعض الشواطئ الساحلية يف الساحل الشمايل سوف يؤدي إىل فقدان العديد من اآلثار القائمة يف املدن املهددة .١

.بالغرق و بالتايل فقدان الشواهد احلضارية ملصر على مرالعصوريزيد من احلركة لتراكيب اجليولوجيا النوعية كالطفلة ذات اخلصائص اإلنتفاشية، مماتشبع التربة مبياه البحر سيحرك ا .٢

. النسبية واإلنزالقات على املنحدرات تنتهي بتدمري تام للمنشآت األثرية القائمة يف نطاق هذه التراكيب اجليولوجية .مرهازيادة درجات احلرارة والرطوبة سوف يؤدي إىل سرعة تدهور اآلثار ونقص ع .٣ .قبل إنقاذها دان اآلثار الغارقة على طول شواطئ املدن التارخييةفق .٤ .السيول غري املتوقعة و سوء التخطيط يؤدي إىل ايار األثار القائمة وخاصة املقامة يف مناطق خمرات السيول .٥إىل جانب التأثري آلثارأسطح ا و الرمال مما يزيد من معدالت حتات هبوب الرياح و زيادة سرعتها تؤدي محل األتربة .٦

.امليكانيكي حلمل الرياح .املواقع األثرية تأثرتأثر حركة السياحة يف جمملها كنتيجة طبيعية يف حالة .٧

، لذلك يتقدم الباحث ذه الدراسةاهأضرارتاليف الظاهرة ذات امهية خاصة وتأثريات قد ال ميكن هذه وملا كانت ة للبحوث و األستشارات و التدريب كأحد األوراق البحثية يف مؤمتر التغريات املناخية و التفصيلية مبشاركة شركاء التتنمي

على مدار صريالتاريخ املا يزخر اليت لشواهد األثريةلملا م، ٢٠٠٩نوفمرب ٣:٢تأثريها على مصر املنعقد يف الفترة من وهو ما جيعل هلذا اإلرث التارخيي فعل السحر .مصرينيسبعة أالف عام مردود يف عمليات اإلمناء ورفع املستوى املعيشي لل

سواء على الصعيد الثقايف أو األقتصادي، ودوره اإلجيايب يف عالقتنا السياسية اخلارجية ونظرة شعوب العامل لآلثار املصرية و موقع للمحميات مواقع أثرية ستةكتراث إنساين جيب احملافظة عليه، مما دعا جلنة التراث العاملي التابعة لليونسكو إىل إدراج

سجلة كتراث ثقاىف عاملى ىف قائمة منظمة األمم املتحدة للثقافة والعلوم والتعليم مبصر ضمن قائمة التراث العاملي مالطبيعية (UNESCO,1972) . وهي منف القدمية وجبانتها، طيبة القدمية وجبانتها، معابد النوبة من أيب سنبل حىت فيلة، القاهرة

.منطقة سانت كاترين و أخريا ضمت حممية وادي احليتان بالفيوم بالساحل الشمايل المية و األطالل املسيحية يف أيب مينااإلسميثل تراث مصر الثقايف أحد األصول االقتصادية الرئيسية كما أنه ميدنا بالعديد من عناصر اهلوية القومية واإلحساس

ألن ملخاطر الغرق نتيجة للتغريات املناخية اليت تسود العامل نتيجة لظاهرة االحتباس تتعرض ابعض هذه املواقع باالستمرارية، يفترض أن يواكب هذه الرؤية سعيا حثيثا من جانب املسئولني و املهتمني احلراري و زيادة معدل درجات احلرارة، واليت

و على الرغم .ع خبطط التنمية السياحية إىل األمامباآلثار حنو حتديد السياسات اليت من شأا احلفاظ على هذا التراث و تدفأى ختتلف من مكان اىل –إال أن تأثرياا حملية )Global Phenomenon(ظاهرة عاملية تعترب ظاهرة التغريات املناخية من أن

تقدير مدى تأثر مصر ولذا فإنه من الضرورى –مكان على الكرة األرضية نظراً لطبيعة وحساسية النظم البيئية ىف كل منطقة اليت األثرية املواقعجنبا إىل جنب مع من الثروة الطبيعية مثل مصادر املياه واالنتاج الزراعي االقتصادية وخباصة مواردها

، وتعترب املناطق الساحلية أكثر تلك املناطق تأثراً حيث تتأثر بارتفاع سطح البحر باإلضافة إىل تشكل اخلريطة السياحية ملصر .و السياحة و بعدها التارخيي بالنسبة للحضارات القدمية مواردها من املياه والزراعة تأثر

٤

يطة رى ر النيل توضح خر) : ٢(شكل . احلدود اجلغرافية لدول النهر

.تصور رى النهر و دلتا النيل) : ٣(شكل

صرمب املواقع األثرية على ارتفاع سطح البحراطر خم: ثانيا

و خطي طول ،مشاال ⁄٣٨ °٣١ إىل ⁄٤٧ °٢١ تقع مصر بني خطي عرضسط و من حيدها من الشمال البحر األبيض املتو. شرقا ⁄٤٧ °٣٥ إىل ⁄٤٢ °٢٤

متتد . اجلنوب السودان و من الغرب ليبيا و من الشرق فلسطني و البحر األمحر .على امتداد شواطئ البحر األبيض املتوسط و البحر األمحركم ٣٥٠٠سواحلها حنو

وهي عبارة عن حد ،البحر املتوسط ملصر يف خط ساحل احلدود الشماليةتتمثل رفح املصرية من يث ميتد هذا احلد الشمايلطبيعي يطل بربوز علي البحر املتوسط ح

، يتخللها قاعدة كيلو متر ١١٠٠شرقا إيل مدينة السلوم غربا حيث ميتد ملسافة النيل عن حيث خرج) الوجه البحري(تكونت يف مشال مصر والدلتا .دلتا النيل

ني فرعإىل فيما بعد تقلصوا ، ع وفرسبعة بالقرب من مدينة القاهرة على هيئة مسارة ينتهي مبدينة فرع دمياط يف الشرق و. )٢،٣، ١(شكل البحر املتوسط يصبا يفواحدة من دلتا النيل و. ينتهي عند مدينة رشيد فرع رشيد يف الغرب و دمياط و

متتد من بورسعيد يف الشرق حىت اإلسكندرية يف حيث يف العامل واتأكرب الدلتا، كما كم ٢٤٠حر األبيض املتوسط حنو يف مواجهة ساحل الب هاشواطئلغ تب. الغرب

ا اإلمجالية مساحتهأما . كم ١٦٠يبلغ طول الدلتا من الشمال للجنوب حوايل يبدأ .من املساحة الكلية للبالد% ٤تقريباً أي أقل من ٢كم ٣٣٠٠٠حوايل ف

وادي النيل جنوباً من مشال وادي حلفا حىت البحر املتوسط، وينقسم اىل مصر العليا ومتتد من مشال ) دلتا النيل(من حلفا اىل جنوب القاهرة، ومصر السفلي ) يدالصع(

القاهرة اىل البحر املتوسط، و ميتد ر النيل من احلدود املصرية جنوباً، اىل مصبيه يف ساحل الدلتا يف ضم يو .كيلو متراً تقريباً ١٥٣٢البحر املتوسط مشاالً بطول

يف اليت لعبت دورا هاما احلضاريةالتراثية ملناطق االعديد من مواجهة البحر املتوسط .تشكيل تاريخ احلضارات القدمية

هي نفسها املدن اليت تتعرض األن ملخاطر الغرق نتيجة للتغريات املناخية اليت تسود العامل نتيجة لظاهرة االحتباس احلراري و زيادة معدل درجات احلرارة اليت

٢، و ٢٠٥٠م حبلول عام ° ١,٢م و ° ٠,٨مبقدار ٢٠٣٠ستزداد حبلول عام ، مما حث العلماء لعمل حمكاة بالنمذجة الرقمية ٢١٠٠م حبلول عام °

للسيناريوهات املتوقعة نتيجة هلذه التغريات املناخية و ما تسببه يف إذابة ثلوج القطب أشارت نتائج هذه احلسابات بدء ارتفاع . اجلنويب و ارتفاع مستوى سطح البحر

سوب سطح البحر املتوسط أمام شواطئ دلتا النيل مما يؤدي إىل حنر و تأكل هذه منالشواطئ متهيدا لغرق الشواطئ تدرجييا و ارتفاع منسوب املياه يف اجليوب السطحية

٥

يجة و ساعد على ذلك عدم وجود احلماية الطبيعية اليت كانت توفرها رواسب النيل نت. املنخفضة املتامخة للمناطق الساحليةكذلك تؤدي هذه الظاهرة إىل . متر عن املناطق الساحلية كم١٠٠٠لف السد العايل الذي يبعد لتقلص كمياا و حجزها خ

تسرب مياه البحر املاحلة لتختلط باخلزان اجلويف العذب مما يزيد من مناسيب املياه اجلوفية حتت أساسات املنشآت خاصة .األثرية منها

ير اللجنة احلكومية األمريكية للتغيري فإن خريطة مصر السياحية ستتأثر بشكل درامي إذا ما صدقت توقعات تقرر النيل متثل نقطة إلتقاءفمصر قد تتغري حدودها الشمالية يف العقود القليلة القادمة حيث أكد التقرير أن الدلتا اليت . للغاية

من أراضي الدلتا % ٢٠تفصيل أكثر يذهب التقرير إىل أن ب. تفاء الكامل يف مستقبل غري بعيدبسواحل املتوسط مهددة باالخ وو رشيد و دمياط اإلسكندرية ذاك لن ترى أجزاء هامة من مدن ستختفي غرقا يف غضون قرن من الزمن ما يعين أنه عند

التغري املناخي يرجع التقرير هذه التحوالت املتوقعة أساسا إىل و .و العريش حىت رفح املصرية على وجه البسيطةبور سعيد الذي نتج عنه متدد الكتل املائية يف البحر بفعل ارتفاع احلرارة وارتفاع مستوى البحر حبكم ذوبان كتل جليدية كبرية يف القطبني وتكرر ايارات هائلة للتربة يف املناطق الساحلية الواقعة على ضفاف املتوسط إضافة إىل برامج تنموية مل تأخذ يف

املشاكلظاهرة التآكل الساحلي اليت يقال إا تأيت على مساحات واسعة سنويا تتجاوز . يات احلفاظ على البيئةاحلسبان مقتضبعد % ٧٠لتضع على احملك مستقبل مصر كلها إذ جتد أم الدنيا نفسها بني مطرقة شح ملياه النيل سيبلغ التقليدية ةالبيئي

الدلتا، مع ذلك أشار التقرير إىل أن احلكومة املصرية مل تول املوضوع ما مخسة عقود وسندان ابتالع املتوسط لسلة غذائهاالسياحية، على العكس من ذلك تغض القاهرة الطرف عن الصناعية و و ه ميس يف الصميم مواردها الزراعيةيستحق رغم أن

.لألراضي اخلصبةو التوسعات العمرانية التهام حركة البناء

آثار على ض لبعض الشواهد و الدالالت اليت يرصدها يف دراساتهعراليت ت لورقة البحثيةلذلك يتقدم املؤلف ذه االبحر على اطر تتفق مع مؤشرات دراسة تقييم خماليت )بلوزيوم(مشال سيناء األسكندرية ورشيد وك التراثيةاملدن الساحلية

و قد رصد يف األونة األخرية . تباس احلراري العامليةملدن الشاطئية جراء تأثري ارتفاع منسوب املاء املصاحب لظاهرة االحا ةغري مباشر صلةلسواحل أو با هلا صلة مباشرةب املياه حتت اساسات اآلثار يف العديد من املواقع سواء كانت يازدياد مناس

.كالزيادة امللحوظة يف إيرادات فيضان النيل يف األعوام القليلة املاضية

التنمية و التغريات املناخية يف مصر تركيزا " بعنوان ٢٠٠٢ الدراسة اليت أجريت عام يستند هذا العرض العلمي إىلمن خالل هذه الدراسة اليت قدم فيها املؤلف التأثريات البيئية الرتفاع . )El-Raey, 2002(" على املصادر الشاطئية و النيل

لقرن احلايل ، وإذا نظرنا إىل اىل متراً واحداً خالل اسطح البحر ىف مصر بإعتبار أن هناك زيادة ىف ارتفاع سطح البحر حوالساحل الشمايل يف مصر، جند أن هذه املناطق أكثر مناطق مصر الرتفاعات اجليولوجيا التركيبية و التضاريس احملددة ريطة خ

واملناطق حتت ). ٣(من الدلتا ىف الشكل رقم % ١٥-١٠مساحة حواىل حيث تغطي جيب أخذها ىف االعتبار اخنفاضاً، و مبحازاة يف مياه ضحلة ارتفاع متر حتتوى على مناطق سياحية وأثرية كما حتتوى على ثروة هامة متمثلة يف األثار الغارقة

هذا عالوة على . رشيدو امليناء الشرق القدمي باألسكندرية و ساحل شواطئ املدن الشمالية كما هو احلال يف خليج أبو قري عليها اآلثار القائمة ىف هذه املناطق واملناطق ااورة هلا بارتفاع منسوب املياه السطحية و زيادة نسبة املؤسس تأثر األراضى

.األمالح ىف املياه حتت السطحية والتربة

٦

,El-Raey( القابلة للغرق نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر،تا النيل توضح املناطق املنخفضة دللساحل الشمايل و ا لتضاريسخريطة ): ٤(شكل

2002(

فإنه يالحظ أن هناك ثالث املناطق التراثية بالساحل الشمايل املصريوىف اطار تقييم تأثري ارتفاع سطح البحر على :سية تؤثر على الساحل الشماىل ملصررئي ظواهر

Sea Level Riseالبحر مستوىارتفاع .١ ىف حسابات احملكاة بالنمذجة الرقمية قدرتهونتيجة لإلحتباس احلرارى، S.L.Rرتفاع مستوى البحر وث اوقع حديت

بالفعل رض قد مت قياسهاغم أن الزيادات ىف متوسط درجة حرارة األر، سم خالل القرن احلايل١١٠سم اىل ٢٥حدود من إىل ١٩٣٠صر خـالل الفتـرة مـن مواقع شاطئية مب ٦، ولقد مت حتليل البيانات املأخوذة من على مستوى الكرة األرضية

سنتيمتر وذلك يف منـاطق ١١،٣٥ارتفع مستوى سطح البحر بنحو , ضح أنه خالل تلك السنوات اخلمسنيفات, ١٩٨٠كما أكدت الدراسات تراجعاً يف خط الشاطئ يف العصر احلديث مقارنة مبا كان , وسط رشيد ودمياط على شاطئ البحر املت

وقد أمكن االستدالل على أن زيادة قدرها متر واحد إىل مترين يف مستوى سطح البحر سوف ,عليه يف القرن التاسع عشر ت اخلسائر النامجة عن ارتفاع سطح البحر وقد قُدر, ماليني نسمة للهجرة ٨تدمر ربع األراضي الزراعية يف الدلتا وتضطر

حجم اخلسائر ، إال أن هذه الدراسة مل تلتفت إىل١٩٩٣مليار دوالر بأسعار عام ٢،٥يف منطقة اإلسكندرية وحدها مبقدار ,El-Raey and Simonett( و اليت سنعرضها يف سياق هـذا البحـث اللقى األثرية املنشآت و املتوقعة يف حالة فقدان

2002(.

۷

Land Subsidence هبوط األرض .٢نتيجة للتغريات التكتونية املتامخة للساحل هذه الظاهرة ينتج عنها ارتفاع ظاهرى لسطح البحر نظراً هلبوط األرض و

ا وهذه مت قياسه –إلرتفاع معدل ضخ املياه اجلوفية أو البترول كذلك قد ينتج هبوط األرض و ،ىف القشرة األرضية ىف املنطقة .بورسعيدعام ىف /مم٤عام باالسكندرية و/مم ٢على مدى حواىل العقود اخلمس املاضية حيث وجد أا حواىل

Coastal Erosion تآكل الشواطئ .٣

الناجتة عن حنر املوجات أو التيارات البحرية للشواطئ وينتج عنها ازاحة الرمال تدرجيياً مـن أما الظاهرة الثالثة فهيوهذه الظاهرة زادت معدالا بعد انشاء السد العاىل نظراً لفقدان التوازن البيئـى الـذى . بها ىف منطقة أخرىمنطقة وترسي

، وقد أجريت دراسة تؤكد تتابع تآكل ىت حتملها مياه النيل اىل الشاطئكانت توفره كميات الطمى املترسبة على الشاطئ والـ ١٩٨٥/ ١٩٨٣/ ١٩٧٧/١٩٧٨/ ١٩٧٦/ ١٩٧٢ة ىف سـنوات شاطئ رشيد بتحليل صور األقمار الصناعية للمنطق

، كمـا حر والترسيب على املنطقة الشرقيةحيث يظهر تتابع التآكل عند منطقة التقاء النهر بالب) ١٩٩٨الراعي، ( ١٩٩١/ . )٤(كما هي مبينة يف الشكل ه على مدى السنوات املشار اليهاًأظهرت التحليالت تآكالً وترسيباً ىف جمرى النهر نفس

على تغريات ساحل سيناء الشمايل و اليت خلص فيها إىل زيادة )١٩٩٧فرحيي، (كما أظهرت الدراسات اليت أجراها النحر يف األجزاء الشمالية الغربية عنها يف األجزاء الشرقية و الترسيب يف اجلهات الشرقية من الساحل إتفاقا مـع حركـة

.د ارتفاع سطح البحر من معدالت تآكل الشواطئمتوقع أن يزيالتيارات البحرية، و كما هو بدراسة عامة لتـأثري ارتفـاع UNEPوقد قامت بعض املؤسسات البحثية العاملية مثل برنامج األمم املتحدة للبيئة

اال على السواحل املصرية حيث قامت بدراسة اخلرائط الطبوغرافية للمنطقة وحتديد املناطق األكثر احتم) املتوقع(سطح البحر : حيث اتضح اآليت)٥(كما هي مبينة يف الشكل م ٠،٥خلطر الغرق يف حالة ارتفاع سطح البحر

ارتفاع نصف متر ىف سطح البحر سوف يؤدى اىل غرق مساحة كبرية من األراضى الساحلية لدلتا النيل اذا مل • .تتخذ االحتياطات الالزمة للحماية

سكندرية والبحرية وجنوب الربلس وجنوب املنزلـة علـى البحـر أكثر املناطق تأثراُ هى مناطق حمافظىت اال • .املتوسط

أن مساحات غري قليلة سوف تتأثر أيضـاً علـى –هذا ويتضح من دراسات طبوغرافية املناطق الساحلية على البحر األمحر .وخباصة ىف منطقة البحريات املرة والسويس –البحر األمحر نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر

متر ٠،٥أن ارتفاع يوضح حتليل البيانات املختلفة باستخدام أنظمة املعلومات اجلغرافية على احلاسب اآليل ذا كانوإىف حالة عدم القيام بأى اجراء محاية للمناطق الساحلية املنخفضة عن سطح (لسطح البحر سوف تؤثر على حمافظة االسكندرية

:يلى كما) البحر أو سد للمنافذ املؤدية اليها .من املناطق الصناعية% ٦٥من األراضى الزراعية باحملافظة و% ٩٠فقدان . أ

فقدان مجيع الشواطئ السياحية ما عدا جزئني صغريين من شاطئ جليم والشـاطىب، وبالتـاىل فقـدان العائـد . ب االقتصادى والسياحى

ا واملعتمدين عليها واملمتلكات تقدر حبـواىل اخلسارة االقتصادية املبدئية لفقدان الشواطئ والتأثري على العاملني. ج .مليون دوالر سنويا٦٠ًالضافة اىل مليار دوالر أمريكى با ٢،٥

۸

)Simonett, 2002 (، لتا النيل و منطقة رشيد من القمر الصناعي توضح الوضع احلايللدتصوير جوي

منظر ختيلي لدلتا النيل ومنطقة رشيد نتيجة للنمذجة الرقمية منظر ختيلي لدلتا النيل و منطقة رشيد نتيجة للنمذجة الرقمية متر ١توضح الوضع عند ارتفاع منسوب سطح البحر سم، ٥٠البحر توضح الوضع عند ارتفاع منسوب سطح

٠،٥، و احملاكاة بإستخدم النمذجةالرقمية لسيناريوهات ارتفاع منسوب البحر ٢٠٠٢صورة للقمر الصناعي ملنطقة دلتا النيل عام ): ٥(شكل

)Simonett, 2002( . لتا النيل و رشيدمتر و مدى تأثريها على الساحل الشمايل لد ١،٠متر و

ثرية الساحلية سواء يف مدينة املواقع األوالبيانات احلديثة على التقنياتامهية اجراء مثل هذه الدراسة باستخدام فإن –الدقهلية –كفر الشيخ –البحرية اليت تضم مئات املواقع األثرية كمحافظاتسكندرية أو بقية احملافظات الساحلية و اال

السويس حىت ميكن احلصول على صورة تفصيلية واضحة عن –سيناء الشمالية واجلنوبية –االمساعيلية –بورسعيد –دمياط و لنا أن نتأمل األحداث التارخيية اليت .عنهااألضرار النامجة الساحلية وحتديد األثرية التأثريات املتوقعة على مجيع املناطق

و منارا أحد عجائب Pharosتعرضت هلا املدن الساحلية و نتج عنها تالشي العديد من املواقع األثرية كجزيرة فاروس .م ١٣٠٣الدنيا السبع القدمية جراء سلسلة من اهلزات األرضية أو تسونامي البحر األبيض املتوسط عام

۹

بالغرق املهددةاملناطق األثرية :ثالثا

التراث األثري للعامل معرض يف هذه اآلونه أن تلحق به إضرار جسيمة، ال سيما يف املواقع الساحلية و املغمورة باملاء إذ تؤدي بعض القوى الطبيعية كالعواصف و التيارات و فعل األمواج إىل حتات السواحل، مما يقوض أو يغمر املنشآت و

و يف إطار تقييم . و من املرجح أن يتفاقم هذا التأثري من جراء تغري املناخ العاملي و ارتفاع مستوى سطح البحر. ثريةاللقى األاملناطق حتت ارتفاع متر معظم تأثري أرتفاع منسوب البحر على املواقع األثرية بالساحل الشمايل املصري فإنه يالحظ أن

د الشواطئ املقابلة على امتدا ةالضحل ياهقطع أو لقى أثرية مغمورة يف املحتتوى على حتتوى على مناطق سياحية وأثرية كما، حيث متتلك األسكندرية ثالثة مواقع أثرية هامة شديدة القرب من بعضها بعضاً، يوجد أحدامها على اليابسة و راثيةملدن ت

القرن شرف قايتباي مكان فنارة األسكندرية القدمية يف أنشأها السلطان األفقلعة قايتباي، اليت . األخرين يف املياه الضحلةأما . اخلامس عشر، تنهض شاخمة يف مدخل امليناء الشرقي، و بقايا منارة األسكندرية القدمية ترقد قبالة القلعة داخل البحر

ىف هذه املناطق خلط الشاطئاملتامخة هذا عالوة على تأثر األراضى . يناء الشرقيملأطالل احلي امللكي البطلمي فتغمرها مياه ا .زيادة األمالح ىف املاء والتربةو واملناطق ااورة هلا بارتفاع منسوب املياه السطحية

لنا أن نتساءل األن عن رؤيتنا املستقبلية يف احلفاظ على املواقع األثرية اليت تضمها هذه املدن الساحلية خاصة و أن ي للمجتمعات اإلنسانية القدمية عرب العصور احلضارية املختلفة و خيرج عن منظومة هذا التراث يعكس جتربة اإلبداع الفكر

و يتطلب صون املواقع األثرية الساحلية و اليت نعطي أمثلة هلا يف اجلزء التايل جا متكامال و .التقييم املادي يف حالة خسارته .يف مواجهة ديد إرتفاع مستوى سطح البحر املرتقب ليةمبثابة جمموعة عمل إلدارة البيئة الساحليكون متعدد التخصصات

أثار مشال سيناء. ١

فرات وهي الوصلة الربية بني أفريقيا وآسيا حيدها من الشمال البحر يرة سيناء قنطرة النيل ايل الشام والشبه جزطول شاطئ البحر املتوسط من يبلغ و .)١٩١٦، نعوم شقري( املتوسط ومن الغرب خليج السويس ومن اجلنوب البحر األمحر

جزيرة سيناء عبارة وشبه. كم٢٤١طول خليج السويس من السويس ايل رأس حممد حنو و, كم ١٧٥ايل رفح حنو فؤادبور, م ٢٦٣٩عن هضبة شاهقة األرتفاع يوجد ا قمم جبلية عالية يف اجلنوب أمهها جبل سانت كاترين والذي يبلغ ارتفاعه

مشاالً وايل الشمال من هذه القمم الربكانية توجد هضبة التيه واليت تنحدر, م٢٥٨٦يبلغ إرتفاعه وجبل أم شومر والذي ج يف اإلحندار حيت البحر هو سهل كبري يتدرميثل موقع الدراسة فالذي القسم الشمايل أما .وتكون ثلثي مساحة سيناء

من القرن اخلامس عشر أن يقول Flexi Fabriدعي هو ما دفع أحد الرحالة وي هي منطقة ذات طابع خاص و و. املتوسطكل يوم بل كل ساعة تطأ قدمك هذه األرض العجيبة فإنك سوف تندهش وتتعجب ملا تري وتتطلع ايل -بعد أن زار سيناء

مصر ت القادمة ايل كون طريقا ملرور التجارة واجليوش واهلجراأهلها لت ،كل هذا.)Burton, 1988( –ما سوف تراه الحقا مل تكن صحرائها يف يوم من األيام حائال بني القبائل البدوية املنتشرة يف مشال شبه اجلزيرة العربية وفلسطني و. واخلارجة منها

يف عترب تل الفرما من اهم املواقع االثرية املعرضة للغرق بشمال سيناء ،حيث يقع و ي .وبني هجراا ايل وادي النيلواألردن بعد عن وي، شرقاً ⁄٥٤ °٣٢ وخط طول ، مشاالً ⁄٣٨ °٣١عند خط عرض بورفؤاد شرق مدينة مشال غرب سيناء و

۱۰

لشبه جزيرة سيناء توضح صورة بالقمر الصناعي):٦(شكل موقع الدراسة

خريطة تارخيية توضح جمرى النهر وافرع النيل ):٧(شكل قدميا، وهي من الشرق للغرب البيلوزي،التانييت، املنديسي،

يتفرع البيلوزي الفامتييت،السبنتيين، البلبيت، الكانويب حيث ).١٩٩٢سعيد، (داخل شبه جزيرة سيناء

تل الفرما و سهل توضح موقع خريطة ختطيطية):٨(شكل بيلوزيوم األثري

كم مشاال وغرب قرية بالوظه احلالية حبوايل ٤٠القنطرة شرق حبوايل املسار كما يبعد عن. كم ٦كم وجنوب البحر املتوسط حبوايل ٧

.مشاال كم تقريبا١الرئيسي لترعة السالم حبوايل

سيناء يف املصادر التارخيية مشال. أ. ١

لعب هذا املوقع االثري دورا هاما عرب العصور التارخيية املختلفة منذ الدولة الوسطي وحيت العصور االسالمية املختلفة ، نظرا ملوقعه املتميز يف مدخل مصر الشرقي كمدينة حدودية متثل البوابة الشرقية ايل

فرع النيل القدمية وهو الفرع مصر ، باالضافة ايل وقوعها علي احد االبيلوزي مما اسهم يف زيادة مكانتها التجارية واالقتصادية كاحد أهم

يف دراسته احلضارية ونديو يذكر . )٢٠٠٦التابعي، ( املوانئ املصريةبالعديد من االمساء خالل عن موقع تل الفارما بأن هذا املوقع عرف

،الفرعوين وحيت العصر االسالميصر منذ الع العصور التارخيية املتعاقبة وه و .يف العصر الفرعوين )pr-amun(امون وبر ،)sena( سنيو فه

يف العصر pelusiumبلوزيوم وه و ،يف العصر اليوناين pelousionبلوزيوناليت و ،يف العصر القبطي paramun بارمونبرما او ايضا وه الروماين و

م ايل الفرما االسم االشهر حيت االن٦٤١صر عام العريب ملفتح البعد حورت)Wendy, 1985(.

وقد ثبت من الدراسات اليت أجريت يف مصر ومشال أفريقية شبه جزيرة سيناء كغريها من أن وبلدان الشرق األوسط بصفة عامة،

املناطق اليت تقع يف حميط هذا اجلزء من العامل قد تعرضت عدة مرات عهد بعيد رمبا يرجع إىل حقب ما قبل لطغيان البحر الذي بدا يتكون منذ

.Tethys Sea تيثيس حبرهذا البحر الذي يعرف باسم الكامربي،يعتربه اجليولوجيون أصل البحر األبيض املتوسط احلايل، ولقد كان طغيان هذا البحر فيما يتعلق بشبه جزيرة سيناء يأيت من الشمال والشمال

و الطباشريي كان طغيان هذا العصريني االيوسيين أثناءيف و .الغريبوقد تعدى البحر كبري بدرجة مشلت معظم أجزاء شبة جزيرة سيناء،

والعصر اجلوراويحينئذ املناطق احملدودة اليت وصل إليها إبان العصر وسط تتجاوزمل تكن اليت هذه املناطق .الترياسي وأخريا العصر الكربوين

هذا البحر قد أنملرجح كثريا سيناء وبعض األجزاء الغربية منها ومن االيت سبقت العصر الكربوين ولكنه طغي أيضا علي اليابس خالل العصور

مل يثبت حىت اآلن ما يدل على احلدود اليت وصل إليها خالل تلك

۱۱

بدأ فيما بعد العصر االيوسيين فقد أما ذلك كان يشمل فقط القطاع الساحلي الشمايل، أنميكن القول و. العصور القدميةتكونت األحدث Holocene اهلولوسني فترة ويف .شكل األرض يف سيناء يقترب من الوضع الذي نراه عليه اليوم

ي مع وجود سود وطمأتتكون من طني و ،م١٠ هي تسود سطح سهل الطينة ويبلغ مسكها و ،الرواسب الفيضية احلديثةلعالقة مبياه فرع النيل واسب تكونت من ترسيب املواد اهي ر و ،ضافة ايل بللورات ملح وجبسباإل ،رمالالجيوب من

.حيان تغطيها الرمالواسب عصر البيلستوسني ويف بعض اآليف كثري من املناطق تعلو هذه الرواسب فوق ر ، والبيلوزيالبحر على املراجع التارخيية أن الفرع البيلوزي لنهر النيل الذي كان مير مبنطقة الفرما و يصب يفو كما هو ثابت يف

(حيث أكد العديد من الباحثني منهم سترابون). ٧(كم، شكل ٦بعد 1F

أن بيلوز كانت تقع عند مصب الفرع البيلوزي )١و . للنيل، مما ساهم هذا املوقع يف ضة املدينة و زيادة مواردها اإلقتصادية و التأكيد على دورها العسكري على مر العصور

أن –فرنسية الذين سجلوا وجود بقايا هذا الفرع حىت فترة تواجدهم يف مصر حيث ذكروا هذا ما أكده علماء احلملة الالفرع البيلوزي الذي كان صاحلا للمالحة يف عصر األسكندر األكرب و مر من خالله اسطول األسكندر يف غزوه ملصر، لكنه

يقع أبعد مبقدار اربع أنه قائما على الرغم من اآلن يكاد يكون مطمورا برمال الصحراء و إن كان مصبه على البحر ال يزال . - مرات عن بيلوز القدمية كما كانت يف زمن سترابون

(و من املصادر التارخيية ذكر املقريزي2F

كنت أرابط يف الفرما، و كان بينها و بني البحر : و قال حيي بن عثمان –.. )٢و مما يؤكد دور إرتفاع .-حل، مث عال البحر على ذلك كلهقريب من يوم، خيرج الناس و املرابطون يف أخصاص على السا

م بقيادة عموري أرادوا أن يسلكوا الطريق الساحلي، و لكنهم ١١٦٩البحر يف إندثار الفرع البيلوزي، أن الصليبيون عام ل قبل أن يصلوا ثانية إستبدلوه لطغيان البحر على املنطقة و تكون بركة كبرية جعلت املسافرين يزيدون يف سفرهم عشرة أميا

. )الصورية( و بلغ امللك و اجليش الفرما يف اليوم التاسع من الزحف على مصر و لكنهم مل جيدو بالفرما سكانا . إىل الطريقجيد املرء فوق سطح -..كما أكد علماء احلملة الفرنسية دور ارتفاع منسوب البحر يف إندثار الفرع البيلوزي حيث ذكروا

مث تأخذ بعد ذلك . ند توجه من البحر إىل الكثبان، و على بعد مسافة قصرية قواقع تنتشر يف البداية بوفرة كبيةسهل بيلوز عيف النقصان حىت تصبح نادرة، فضال عن تغطية سطح األرض بقشور ملحية مما يعين أن حركة مد أمواج البحر كانت تصل

)3F٣(.عام وقت اإلنقالب الصيفي على وجه التحديدإىل هناك، و تظل املياه فوق هذه املنطقة ملدة من البت سيناء علي مدار التاريخ أدوارا قدرية ارتدت آثارها علي املنطقة املمتدة من دجلة والفرات ايل وادي و قد لع

النيل وكانت نرباسا تضيئ الطريق لتفسري احداث احلاضر وحتركات املستقبل ولقد حظيت سيناء علي مدي التاريخ باهتمام علمي زائد من العلماء والباحثني يف خمتلف احناء العامل ومظهر ذلك اإلهتمام هو تلك الدراسات الكثرية اليت اجريت عن شبه

فكتبوا عن ظاهرة . جزيرة سيناء واشتملت عليها جملدات تتواجد يف املكتبات ومراكز البحوث املنتشرة يف ارجاء العامل رب الطور وعن نباتات سيناء وعن حبرية الربدويل وآثار معبد سرابيط اخلادم واألجبدية الرمال املوسيقية يف جبل الناقوس ق

.السينائية واليت تتكون من مخسة وعشرون حرفا وقد تناول التاريخ امهية سيناء كميدان للمعرك احلربية رمبا يفوق يف شهرته ميادين بلجيكا وهولندا لكثافة وحجم

وعلي مشارفها الشرقية وما ترتب علي نتائج هذه املعارك من آثار غريت اجتاه التاريخ بالنسبة املعارك اليت جرت علي ارضها

جغرايف من القرن األول قبل امليالد: سترابون ١ .٣٩٥ص -م ١٩٩٨ - مكتبة مدبويل -٣ج –املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واآلثار : املقريزي- ٢ ٩ص – ٢٠٠٢ –مكتبة األسرة –ئة العامة للكتاب اهلي –ترمجة زهري الشايب -٣ج –دراسات عن املدن و األقاليم املصرية –موسوعة وصف مصر : علماء احلملة الفرنسية -٢

۱۲

فغزوة اهلكسوس الكربي وتأديب املصريني القدماء للحيثيني وحتركات جيوش الفرس واألسكندر املقدوين , للمنطقة بأثرها بتحركات جيوش عمرو بن العاص علي الطريق الساحلي وجاء الفتح اإلسالمي ملصر , والبطاملة والومان كانت عرب سيناء

لسيناء وعن طريق درب الشعوي قاد صالح الدين اليويب جيوشه ايل ارض فلسطني حيث حسم امر الصليبيني ائيا يف معركة ها اخلراب وعن طريق سيناء خرج امللك املظفر جبيوشه من منطقة الصاحلني ملالقاة جيوش التتار اليت كانت جتر ورائ, حطني

وحسم امرها يف معركة عني جالوت وكانت هذه معركة حامسة يف تاريخ , وتدمر التراث العلمي والروحاين حيثما حلت ويف , وسار نابليون جبيوشه عرب سيناء متجها ايل ارض الشام, مث بعدها انقاذ التراث واحلضارة يف املنطقة بأثرها , اإلنسانية

لتسجل لباشا سيناء جبيش مصر ايل ارض الشام واندفعت اجليوش حىت وصلت إيل األناضو ايام حممد علي عرب ابراهيمحتولت سيناء ايل ميدان من أهم امليادين اليت دارت ١٩١٤وبقيام احلرب العاملية األويل سنة , مفخرة عسكرية جليش مصر

تهي األمر ايل احتالل القوات اإلجنليزية ألرض الربيطانية وبني القوات التركية وان ةفيها املعارك بني جيوش اإلمرباطوريخالل احلرب العاملية سيناء يعين ذلك أن نتائج املعارك اليت دارت علي أرض و . بعد معارك عديدة علي أرض سيناءفلسطني

اإلحتالل العثماين ها ورحيل األويل قد أدت ايل الوصول ايل أحد املنعطفات التارخيية يف هذه املنطقة بقدوم االحتالل الغريب اليوكانت قناة السويس الواقعة علي املشارف الغربية لسيناء هدفا استراتيجيا هامجه األملان خالل احلرب العاملية الثانية ولو . عنها

م لتحول دور سيناء ايل ملحمة تارخيية بالنسبة لآلثار ١٩٤٢كانت القوات األملانية قد رجحت كفتها يف معركة العاملني عام م ١٩٤٨ولقد وضحت أمهية سيناء العسكرية يف الفترة من عام . كانت ستنعكس علي املنطقة بأسرها اسية الشاملة اليتالسي

مم وميكننا من كل ما تقد١٩٧٣ويف عام ١٩٦٧, ١٩٥٦, ١٩٤٨وحىت اآلن حيث دارت علي أرضها معارك يف أعوام .ألجيال القادمة من أبناء مصراء لأن نستشعر أمهية الدور احليوي الذي ميكن أن تلعبه سين

ولقد كانت سيناء جماال هلجرات بشرية ذات طابع اقتصادي أو ديين ومن أهم وأقدم اهلجرات البشرية ذات الطابع ومنها حضور سيدنا يعقوب وبنيه ،االقتصادي هجرة سيدنا إبراهيم عليه السالم وقومه إيل مصر عرب سيناء سعيا وراء الكأل

خروج سيدنا موسي عليه السالم ومعه أتباعه وبقائهم تائهني يف سيناء أربعني عاما نزلت كذلك ،راء الرزقو ايل مصر سعياكذلك . تتشرف بنزول رساالت السماءعلي سيدنا موسي خالهلا الشريعه وبذلك تدخل سيناء يف دائرة األرض املقدسة اليت

.ل يف الطريق ايل وادي النيلهو طفمرت السيدة مرمي بأرض سيناء ومعها السيد املسيح و

بسهل الطينة ارتفاع منسوب البحر يف املوقع األثرية أنعكاسات . ب.١

كان اجلزء الشمايل من الدلتا و ال يزال حتت تأثري البحر الذي ارتفع منسوبه منذ احنسار ثلوج العصر اجلليدي األخري متر، حيث كانت الدلتا ممتدة يف هذه الفترة داخل البحر و عاش عندما كان منسوب البحر أقل من منسوبه احلايل حبوايل مائة

و بإرتفاع درجات احلرارة حدث نوع . عليها انسان العصر احلجري احلديث وكان هذا اجلزء أكثر أحندارا عن باقي الدلتاسة أمتار أقل من قبل امليالد من أربعة إىل مخ ٥٠٠٠من اإلرتفاع التدرجيي يف مستوى سطح البحر وصل منسوبه يف سنة

و بتكرار . فقد غرقت أجزاء من الدلتا الغربية بينما بقيت الدلتا الشرقية مرتفعة عن سطح البحراملنسوب احلايل، و مع ذلك دورات الترسيب السنوية للنهر النيل و جتمع رواسب األفرع األخرى فيها نتيجة لفعل التيارات البحرية اليت كانت تزيح

قبل امليالد ٢٠٠٠مث حدث ارتفاع أخر عام . لية جتاه الشرق مما أبقى هذا اجلزء من دلتا النيل مرتفعاهذه الرواسب النيو بإستمرار ارتفاع منسوب البحر غمر اجلزء الشمايل . متر أقل من منسوبه احلايل ١حيث وصل منسوب ماء البحر إىل

۱۳

حلفائر احلديثة أن فم الفرع البيلوزي كان يقف إىل اجلنوب من و أثبتت ا. الشرقي للدلتا ألول مرة يف القرن األول امليالدي .ميالدية ٢٥شاطئ البحر احلديث حبوايل عشرة كيلو مترات يف سنة

و أدى اإلرتفاع يف منسوب سطح البحر يف منتصف األلفية األوىل بعد امليالد إىل غرق جزء كبريا من اجلزء الشمايل نتصف القرن السابع امليالدي أدت إىل أغراق اجلزء املتبقي من الدلتا الشمالية الشرقية الشرقي من الدلتا، تبعه كارثة يف م

حتت سطح البحر، مما كان له أثر كبري يف تعرض املنطقة لعمليات تصحر واسعة النطاق و غلبت الطبيعة امللحية على التربة . )١٩٩٢سعيد، ( هناك، واكب هذا احلدث نشأة حبرية املنزلة

النيلية احملمولة شرقا بواسطة تيار جبل طارق اجلنويب علي هذا ايل تراكم الترسيبات )١٩٨٠، محدان(يشري واملنقول خيتلط مع رمال الساحل ، فطمي النيلليس فقط يف تكوينه بل يف الشكل آيضا نيلياً الساحل حبيث يكاد يكون ساحالً

و هذا ما أكدته الدراسة . حتت اية أو بداية الصحراء السينائية قيالًث سوداًيف شريط خيطي دقيق كأمنا يضع خط أ يةلاألصتغريات ساحل سيناء بإستخدام تقنيات االستشعار عن بعد و نظم املعلومات منط يف دراستهم عن) عزب، نور(اليت قام ا

عمليات التحات أو الترسيب ، التغريات يف اخلط الساحلي لسيناء سواء نتيجة ل منطحتديد و استهدفت دارستهم .اجلغرافية هاريتوفإىل جانب ، يف املناطق الساحلية مشال سيناءحتديد مناطق اخلطر بسبب حتركات الرمال و ظاهرة التصحر

و تظهر .ساحل و مكامن األخطار لشمال سيناءسلوكيات الاخلرائط اليت تبني تخدمني النهائيني وصانعي القرار للمسح املوروفولوجية بتل الفرما نتيجة لتشبع هذه التربة باآلمالح نظراً لقرب التل من البحر، وهو ما دراستهم خطورة أحد املالم

رض وحلية أايل رض املوقع شتاءاًأتتحول حيث يؤدي ايل إنتقال األمالح ايل التربة عرب املياه اآلرضية املختلطة مباء بالبحر، ات يف فصل الشتاء وخاصة يف الناحية الشمالية واجلنوبية من املوقع نظراًكما تتكون ما يشبه املالح .مطارهلطول األ نظراُ

تعود هذه الظاهرة ايل تراكم و، salts crust تكون القشور امللحية أما يف فصل الصيف فت. خنفاض منسوا عن باقي املوقعإلوحتتوي التربة ، اسطة اخلاصة الشعريةمالح علي السطح عند تبخر وجفاف املاء الصاعد من الطبقات السفلي للتربة بواأل

راضي القلوية امللحية فتتكون علي ما يف األأ .كلوريد وكربيتات الصوديوم امللحية عادة علي قشور صلبة بيضاء اللون منو لقد خلصت هذه الدراسة إىل تأكيد ظاهرة . سطحها قشرة سوداء كارهه للماء متكونة من تراكم كربونات الصوديوم

العالقة بالتيارات (sediment sink)لترسيب خاصة يف منطقة سهل الطينة الذي أعترب مبثابة بالوعة الرواسب التحات وااتاحت و. مترا يف السنة ٣٢بني بضعة سنتيمترات اىل و تراوحت هذه الواسب املائية من جهة الشمال الغريب إجتاه بورسعيد

، ١٩٨٤إىل ١٩٧٣ميات املياة املوجودة يف خليج سهل الطينة من الفترة هذه الدراسة بعض البيانات اليت مت حساا عن كحيث كان ١٩٨٤: ٧٣و من خالل هذه املعطيات وجد أن هناك تغريات سريعة من عام . ١٩٩٦إىل ١٩٨٤و الفترة

١،٦فقد مبعدل ١٩٩٦: ٨٤، يف حني أعطت احلسابات تغريات بطيئة من عام ٢كم ٨٣معدل الفقد يف سطح البحر يعادل مما حيتم علينا قراءة هذه البيانات بشئ من التدقيق و التروي و ربطها بظاهرة تغري املناخ و ارتفاع منسوب سطح البحر ٢كم

.نتيجة لذبان كتل الثلوج و اليت تتم ايضا مصاحبة هلذا التاريخالرمال اليت تنتشر فيها قريبة من الصحراء،دوراً يف مهامجة املباين االثرية باملناطق الاملكون املورفولوجي ويلعب هذا

نتيجة ةيمسببة ضغوطا موضع ،وترسيبها فوق اجلدرانأسطحها اليت يسهل نقلها ايل املباين بواسطة الرياح مسببة النحر ألسفلها أت تردم رتفاعابوجود تالل رملية طينية متفاوتة اإلتل الفرما يتميز و .األمحال غري املتوقعة علي حوائط او أسقف املباين

ضرارا أساسات املباين مث ايل بقية اجلدران مسببة أنتقاهلا ايل إرضية وويف املياه األأمالح املنتشرة يف التربة األ،جبانب ثرية آمباين .فيزيوكيميائية وميكانيكية

۱٤

خطوط التحات و الترسيب على طول الساحل بإستخدام صور األقمار صور باألقمار الصناعية لسهل الطينة بشمال سيناء، توضح ): ٩(شكل

نتيجة لترسيبات حتات الرمال اليت حتدثه التيارات البحرية ببورسعيد و محلها جتاه اجلنوب الشرقي مبحازاة م١٩٩٦: م ١٩٨٤عام الصناعية من ).Azab, M.A( الساحل،

۱٥

يميائي وامليكانيكي علي مباين هذا ضفت نوعا من التلف الفيزيوكأهذه البيئة البحرية الطينية امللحية قد ومما سبق يتبني أن علي ضافة ايل وقوعه باإل،خري بسبب طبيعة التربة املكونة للموقع أومن ناحية ،ناحية البحر من من نظرا لقربه،املوقع

ليت مل و ألمهية منطقة بيلوزيوم األثرية و اليت تضم العديد من التالل ا. يف منطقة بعيدة عن العمران هامش املنطقة الصحراوية تل و تل ابوسيفة ،تل املفرق، تالل حبوة، اللويلتل ،تل املسلم ،تل املخزن ،تل الكنائسمثل تستكمل الدراسات األثرية ا

متثل القليل من األثار املهددة بالغرق نتيجة لظاهرة أرتفاع منسوب املاء املرتقب ) ١٠(الصور املعروضة بشكل . ابوصيفة .ا عن مستوى سطح البحرتأثر ذه الظاهرة ألخنفاض أراضيهول املوقع اليت ستبشمال سيناء خاصة من األ

۱٦

مبحازاة الساحل الشمايل بسيناء، ) Pelusium(صور األثار املهددة بالغرق جراء إرتفاع منسوب سطح البحر املرتقب يف تل الفرما ): ١٠(شكل .و تظهر الصور مؤشرات لتسرب مياه البحر و ما ختلفه من أمالح و رطوبة مرتفعة يف املوقع

۱۷

أثار مدينة رشيد . ٢مدينة رشيد واحدة من أهم مدن حمافظة البحرية، تقع على مصب أحد فرعي ر النيل الذي أطلق علية اسم فرع

⁄⁄١٩ ⁄٢٥ °٣٠ وخط طول ،مشاالً ⁄⁄١٥ ⁄٢٤ °٣١وحتديدا يف غرب الدلتا عند خط عرض ،رشيد نسبة إىل مدينة رشيد .وحيدها مشاال البحر األبيض املتوسط وشرقا ر النيل فرع رشيد وغربا حمافظة اإلسكندرية ومطروح جنوبا .شرقاً

العصور أقدم منذ كبرية إستراجتية أمهية ملوقعها كان و ،اإلسكندرية شرق مشال من تقريبا مك ٦٥ مسافة رشيد تبعد القرن يف الصاحل الرجاء رأس طريق كتشافبإ أنه إال الفرعونية العصور منذ رشيد أمهية من الرغم على و لقدمية،ا املصرية العناية ازدادت و .إفريقيا جنوب إىل عنها التجارة حتولت أن بعد رشيد اضمحالل يف األثر اكرب له كان الذي عشر، اخلامس فيها شيد مبا العمراين ازدهارها أوج إىل ووصلت ثغورها أهم أصبحت و م٧١٥١ سنة العثماين الفتح بعد أخرى مرة برشيد

شهرة رشيد نالت قد و .احلني ذلك منذ فيها باقية الزالت بوابات و قالع و طواحني و محامات و منازل و مساجد من مث .م١٧٩٩ سنة ايتبايق قلعة أسوار داخل رشيد حجر على العثور بعد خاصة و مصر، على الفرنسية احلملة أيام واسعة العصر وىف .اإلسكندرية إىل أخرى مرة املالحة ولحت و ١٨١٩ سنة احملمودية ترعة حفر بعد التدهور يف رشيد بدأت

سنة فريزر بقيادة الربيطاين الغزو ضد أهلها خاضها اليت املعركة أمهها كان دامية، معارك عدة املدينة شهدت احلديث، على ردم و الغزاة دحرت حىت ببسالة عنها الدفاع يف عظيما دورا املدينة حمافظ سالنكىال بك لعلى كان و م،١٨٠٧ .أعقام

رشيد يف مصادر التاريخ. أ.٢

وتتميز املدينة بتارخيها الوطين وتراثها املعماري ةالفرعوني عرفت على مر التاريخ املصري منذ العصورمدينة رشيد اليت مث حتور إىل ” رشيت“وهو اسم سكان الدلتا والذي حتول إىل االسم القبطي ” رخيت“سم الفرعوين الفريد واشتق امسها من اال

و بدخول جيوش األسكندر األغريقي و تأسيس مدينة .احلديثة الدولة من أمون لإلله كبري معبد ا شيد و ”رشيد“ علي أطلق قد و، حبكم البطاملة و الروماناألسكندرية كعاصمة هلم أصبحت رشيد أهم ثاين مدن القطر املصري، و مرورا

الفرع اسم عليه تشرف الذي النيل فرع على اطلق كما "بولبتني " البطلمي العصر يف رشيد مدينة فيها تقع اليت املنطقة مصر مواين بني أمهية ذات تكن مل أا إال االسم، بذلك معروفه املدينة كانت م،٦٤١ يف مصر العرب فتح وعتدما .البولبتيىن جديدة عاصمة بناء بعد الشيء بعض اختلف الوضع لكن و .األول امليناء و العاصمة اإلسكندرية وجود بسبب حينذاك،

التحصينات ليتفقدوا إليها احلكام قدوم كثر و امليالدى عشر الثاين القرن منذ برشيد العناية زادت وقد .م٩٦٩ يف ملصر ذلك بعد الغوري السلطان قام كما حلمايتها، سور حوهلا بىن و بامسه عرفت كبرية قلعة قايتباي السلطان انشأ و .بأنفسهم

.حلمايتها أبراج عدة أقام و البحر شاطئ على للمدينة سور ببناءحظيت منذ أقدم العصور بزيارات الرحالة والبحارة واملؤرخني والفالسفة والسالطني وامللوك اليت هذه املدينة اخلالدة

وعمرو بن العاص هريودوت واسترابون وفيالوس وهيالنة واإلسكندر أقداميف العصور القدمية طئت أرضها والرؤساء، فوو يرجع العديد من العلماء أمثال ألفريد لوكاس الفضل ملدينة رشيد و . .”وقايتباي والغوري وصالح الدين األيويب ونابليون

و بدايات عصر النهضة حيث يذكر أن مونات البناء من األجيار املائية ميناءها يف ضة أوربا العمرانية يف الفترة القوطية م بينما كان جيتاز الصحراء بني ١٦١٠ففي عام " كانت تنتج يف مصر يف وقت ما هلذا الغرض نقال عن الرحالة سانديز

و هم . متفرقة هنا و هناك األسكندرية و رشيد شاهد أشجار النخيل و الكبار الربي غري املفلوحة و عشبا يسميه العرب قلياً

۱۸

يستعملون هذا العشب وقوداً مث جيمعون األرمدة و يسحقوا معا و خيلطوا باحلجر اجلريي أثناء حرقه، و يبيعوا بكميات م و بيلون١٦٩٣و قال هذا القول نفسه تقريبا كل من راي يف سنة ). مدينة فينسيا اإليطالية حاليا" ( كبرية إىل أهل البندقية

.م١٥٥٣يف سنة

التاريخ، ملا هذا بالعديد من الشواهد األثرية اليت تضرب جبذورها يف عمق ةاإلسالميرشيد يف احلقبة يزخر تاريخ و تتميز بتعدد الطوابق اليت تصل يف تضم اثنني وعشرون منزال اثريافهي تتميز به من عمائر دينية ومدنية، متثل متحفا مفتوحاً

أو ما عرف باسم اآلجنور الطوبة الرشيدي السوداء واألمحر الطوبطوابق ومجيعها مبنية من ٧ىل إ ٥بعض األحيان من من التقدم يف العمارة والنجارة والبناء، كما العصر واملنازل تعكس ماكان يتميز به أهل املدينة يف ذلك . )الطوب امللون(

حتويه من مشربيات وصاالت استقبال ونقوش كوفيه أو قباب تعكس الطابع االسالمي الذي كان موجودا يف ذلك الوقت مبا بوجود دواليب حائطية من اخلشب يعلو بعضها خورنقات، وهلذه يف رشيد مبنية بالطوب، كما متتاز هذه املنازل األثرية

عات مصنوعة من اخلشب احمللى باألرابيسك واألطباق النجمية، كما حليت جدران بعض القا) ضلف(الدواليب مصاريع بالقيشاين وأسطح املنازل ا ميل يتجه حنو فتحات الصرف اليت جتدها من اخلارج عبارة عن قنوات للصرف على الشارع لتصريف املياه اليت تتجمع فوقه، واألثاث يف العصر العثماين الذي شهد بناء هذه املنازل كان بسيطا وال يشغل مساحة كبرية

رائك واألسرة عبارة عن جلسات مبنية من احلوائط كانت تفرش باحلاشيات املنجدة، من احلجرات، فالدواليب حائطية واألوكما أعدت هذه املنازل لكي تكون سكنا وحتفا فنية .وتغطى بأمجل أنواع املنسوجات املزركشة واألكلمة اجلميلة الصنع

عشرة مساجد ومحاما وطاحونة يوجد و خبالف املنازل .أعدت كذلك لكي تكون حصونا حربية عند احلاجة يف زمن احلروبوالبوابة سور رشيدوبوابة وقلعة وبقايا سور قدمي، وهذه العمائر ترجع اىل العصر العثماين فيما عدا قلعة قايتباي وبقايا

منزل و منزل حسيبة غزالو ومن أهم املنازل األثرية املوجودة يف املدينة منزل األمصيلي. فريجعون اىل العصر اململوكيجد حممد امليزوين والد زبيدة البواب زوجة فرانسوا جاك مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر والذي و هو امليزوين

يف رائعته الروائية ابن رشيد أشهر اسالمه بعد ذلك ومسى نفسه عبداهللا مينو وقد خلد هذه القصة الشاعر الراحل على اجلارم يف رشيدمنزل عرب كلي وله مكانة متميزة بني البيوت األثرية و وهناك منزل القناديلي، منزل عصفورو )دة رشيدغا(

.ختياره بعد ذلك ليكون متحفا يعكس بطوالت وتاريخ املدينةهذه املكانة نتيجة التأيت حيث

سجد العباسي مو املعلق دمقسيس ومسجد املشري ومسجد اجلندي املسجد ومن املنازل اىل املساجد األثرية ومن أمهها علي سجد مو ومسجد وقبة وضريح الصامت باإلضافة إىل قبة اخلزرجي، م١٨٠٩واملسجد بناه حممد بك طبوزادة سنة

أقدم مساجد املدينة وحيمل ذكرى عزيزة و يعترب هذا املسجد من ، الذي يعد من أكرب املساجد باملدينةو مسجد زغلول احملليايذانا ببدء ) اهللا أكرب(على قلوب الرشايدة وكل املصريني وهي االنتصار على محلة فريزر، فمن على مئذنته انطلقت صحية

اهلجوم على عساكر احلملة االجنليزية وقد كان هذا املسجد مبثابة األزهر حيث كان يتوافد عليه طالب العلم وكان لكل بسبب ارتفاع املياه حتت السطحية، و هو ما ميثل أول يخ عامود به، واملشكلة أنه قد تعرض مؤخرا حلالة من التدهور ش

.برشيد ليدق ناقوس اخلطر الدالالت على تسرب املياه اسفل أساسات املباين األثرية

قلعة جوليان، والقلعة انشأها وحتيط برشيد عدة قالع أقدمها قلعة قايتباي الىت عرفها املؤرخون األجانب باسمميالدية لتدافع عن هذه الثغر واملدخل اهلام ملصر، وهي مستطيلة الشكل ويوجد يف ١٤٧٩السلطان األشرف قايتباي سنة

۱۹

وش القلعة الداخلي بقايا مبىن مستطيل كان حيتوى على حجرات للجند براج دائرية وبأسوارها مزاغل، وحبنواحيها األربع أجد وصهريج مياه، وهي ختتلف يف تصميمها عن قلعة قايتباي املوجودة يف االسكندرية، وقد تعرضت الصالحات وخمازن ومس

أحد ضباط احلملة الفرنسية على ) بوشار(عثر ١٧٩٩وتغيريات واضافات منذ القرن التاسع عشر امليالدي، ويف اغسطس خالله فك رموز اللغة اهلريوغليفية القدمية وبالتايل الكشف حتت أنقاض هذه القلعة والذي مت من ر رشيداحلجر املشهور حبج

.عن كل التاريخ املصري وهو ماأدى اىل أن ذاعت شهرة املدينة أكثر وأكثر

ومن األماكن األثرية الشهرية أيضا باملدينة محام عزوز والذي بنىي يف بدايات القرن التاسع عشر امليالدي ويتكون من قبال جيلس املعلم صاحب احلمام فيها وتتوسطها نافورة من الرخام وكان يف سقفها شخشيخة من جمموعتني، جمموعة االست

اخلشب، أما اموعة الثانية فأرضيتها من الرخام وتتوسطها نافورة رخامية حوهلا حجرات لالستحمام، مجيع األسقف ذا م منزل صغري لسكن صاحبه والعاملني فيه، ويف اخللف القسم عبارة عن قباب يتخللها أطباق زجاجية لالضاءة، وملحق باحلما

يوجد احلوش والساقية القدمية اليت كانت متده باملياه، وتوجد باملدينة طاحونة أثرية شهرية هي طاحونة أبو شاهني بنيت يف خليل، والطاحونة أوائل القرن التاسع عشر امليالدي وقد بناها عثمان اغا الطوحبي وهي خاصة بطحن الغالل وكانت تدار با

.مزدوجة ذات مدارين باحلجارة والتروس اخلشبية وملحق ا حظرية للمواشي وحجرة ملبيت الطحان

برشيد األثريةيف املواقع أنعكاسات ارتفاع منسوب البحر .ب.٢مفاجئة للمباين يف دق ناقوس خطر غرق املدن التراثية بدلتا النيل نتيجة ملا أصاا من ايارات السبقرشيد لو يرجع

األثرية بسبب ارتفاع منسوب املياه حتت السطحية من جهة و تآكل شواطئها على البحر املتوسط من جهة أخرى، حيث اللسان الربي قرب و أدت الزيادة املضطربة يف معدالت التحات. تقاطع فرع رشيد من ر النيل مع البحر االبيض املتوسطي

و تقابل رشيد نفس املشاكل .ذلك اىل وقف الرواسب عقب بناء السد العايل على ر النيل جعو قد أرداخل البحر، املمتد .النامجة عن ارتفاع منسوب سطح البحر يف مشال سيناء و األسكندرية

م شهدت الشواطئ املصرية عصر اجلليد الصغري ملدة مائة عام، تبعه احنصار جزئي للمياه و ١٨٥٠يف العصر احلديث يف هذه الفترة لبناء عشرات الطوايب باشا نسوب البحر مما أضاف ارضا جديدة للسواحل املصرية شجع حممد على اخنفض م

و بارتفاع منسوب البحر تدرجييا األن أصبحت هذه الطوايب . الدفاعية على طول خط الساحل على خليج أبو قري حىت رشيد .داخل مياه البحر

مدينة رشيد كأحد األمثلة الواضحة املتأثرة وقف تدفق طمي النيل بعد ، ١٩٩٥و لقد تناول الراعي يف دراسته عام خلص يف دراسته اليت تضمنت تقييم األثار احملتملة إلرتفاع منسوب و. )El-raey,1995a &1995b(بناء السد العايل

نزرعة مبا فيها ما يقارب مليون معظم األراضي املوقدرت الدراسه فقدان متر ٠،٥يف حالة ارتفاع املنسوب إىل سطح البحر هو احلال يف تل وكما .من االراضى واملمتلكاتدوالر مليار ٢،٥فضال عن خسارة قدرها خنلة من أجود أنواع النخيل،

ة وجتدر االشارة هنا اىل ان االسكندري .التارخيية واملواقع االثريه مصريه جمهولاملباين الفرما مشال سيناء و األسكندرية فبقاءالشواطئ واملواقع السياحيه . لى طول املناطق الساحليه من مصرر عست الوحيدة املناطق املعرضه للخطورشيد وبورسعيد لياملدينة الواقعة اىل الغرب من الدلتا ومدينة العريش اىل الشرق هي ايضا معرضة لالرتفاع مرسى مطروحيف مدن اخرى مثل

د ملحمة على طول التاريخ املصري نرجو أال نفقدها يف نشوة إنشاءات و كانت هذه هي رشي .يف مستوى سطح البحر .افتتاح و تطوير املتاحف

۲۰

النيل م نتيجة لترسيبات طمي١٩٩٣: ١٩١٧خرائط ختطيطية ملدينة رشيد، توضح توسعات املدينة جتاه البحر من عام ): ١١(شكل )El-Raey, 1995a(عند مصب النيل يف فرع رشيد،

عمق الرسوبيات لساحل الدلتا الشمايل خاصة منطقة خليج أبوقري و مدينة رشيد خريطة كنتورية تبني): ١٢(شكل .ميكن األستدالل ا يف بناء مصدات األمواج للحفاظ على املدينة مستقبالً عند مصب النيل يف فرع رشيد،

)W. Omar et al., 2005(نقال عن

۲۱

لدلتا مبحازاة الساحل الشمايل مدينة رشيد صور األثار املهددة بالغرق جراء إرتفاع منسوب سطح البحر املرتقب يف): ١٣(شكل ترة العثمانية، ويظهر يف القسم السفلي من اللوحة يظهر يف القسم العلوي و األوسط من اللوحة صور للمباين التارخيية يف الف، و النيل

و ابتالعتهم مياه البحر، يظهر يف على طول املسافة بني رشيد و خليج أبوقري كانت طابية ١٧لطابية املتبقية من جمموع ل تنيصور .ملوقعتسرب مياه البحر و ما ختلفه من أمالح و رطوبة مرتفعة يف او مؤشرات حالة التردي الصورتني بوضوح

۲۲

االسكندرية حاضرة البحر األبيض املتوسط .٣

⁄٣١ °٢٩ وخط طول ،مشاالً ⁄⁄٢٠ ⁄٥٥ °٣٠عند خط عرضتقع مدينة األسكندرية عند الطرف الغريب لدلتا النيل .مطروححمافظة غربمن ال و حمافظة البحرية و اجلنوب شرقمن ال البحر األبيض املتوسط و من الشمال وحيدها .شرقاً ⁄⁄٢٨

، و كانت املدينة أنشئت على هضبة لقد حظيت مدينة االسكندرية منذ تأسيسها مبكانة كبرية كحاضرة ثقافية وكميناء جتاريتكوين اجليولوجي من الناحية العلمية بأنه من الترسيبات يصنف هذا ال. من احلجر اجلريي تفصل البحر عن حبرية مريوط

املنتشرة يف معظم البحرية حديثة التكوين باملقارنة بترسيبات احلجر اجلريي يف العصور اجليولوجية األقدم كعصر األيوسنيالساحل متعرج بشكل إىل الدخيلة، وكم ميتد من أيب قري ٣١و ملدينة األسكندرية خط ساحلي يبلغ طوله .اهلضاب املصرية

و يبلغ طول . كم١،٦و ٠،٣عام و تتخلله ألسنة صخرية تشكل خلجان حمصورة و شواطئ صغرية، يتراوح طوهلا ما بني اجلزء الصخري من اخلط الساحلي، الذي خيلو من الشواطئ، مثانية عشرة كيلو متراً يطوقه حائط خرساين شبه عمودي حيمي

و بتراكم رواسب يتراوح قطر حجمها بني ٣٠:١رملية األصلية باحندار شديد نسبيا قدره و تتسم الشواطئ ال. الكورنيشو تستمد الرواسب اليت تتراكم على الشاطئ من جزر صخرية موضعية من احلجر اجلريي صغرية . ملليمتر ٠،١٣و ١،٦

هذه اجلزر الصغرية مع يستقر عليه و ميكن توظيف . متر داخل البحر و حتاذي تقريبا خط الساحل ٣٠٠احلجم تقع على بعد .من حلول هندسية لتوفر احلماية لشواطئ األسكندرية يف حالة ارتفاع منسوب سطح البحر

و لكن يف . و كانت املدينة قد أنشئت على مرتفع من احلجر اجلريي يفصل البحر املتوسط عن حبرية مريوطتشمل األن كل ية مبقدار مخس و عشرين مرة و أصبحت املدينةالسنوات املائة و العشرون األخرية، توسع حجم األسكندر

الذي يرجع ايل القرن الثاين امليالدي ايل ان ميناء Chrysostome يشري نص و .األراضي الواقعة بني البحرية و البحرايل مصر كانت تدفع نسبة االسكندرية كان من اهم موانئ العامل القدمي، ألنه ربط البحر املتوسط والنيل، كما ان جتارة اهلند

الربع من حصيلتها كضرائب يف االسكندرية، ولدينا كذلك نص زينون الذي يشري ايل ان امللك بطلميوس الثاين فيالدلفوس .قد طلب من كل التجار ممارسة جتارم يف االسكندرية ألا املركز التجاري الرئيسي) القرن الثالث قبل امليالد(

يف املصادر التارخييةاألسكندرية . أ. ٣

قبل امليالد ودخوله ايل منف ومنها ايل معبـد ٣٣١تبدأ قصة االسكندرية مع جمئ االسكندر االكرب ايل مصر عام الوحي يف سيوة واختذ ساحل الدلتا الشمايل الغريب وعلي الطريق مر بقرية مصرية يسكنها جمموعة من الصيادين امسها املصري

ra-qdt )حد البناء او احلوش وتعرف يف اليونانية باسم راقوتيس ويف العربية راقودة، والحظ االسـكندر وتعين) قدت٠راتواجهها جزيرة يف البحر امسهـا جزيـرة فـاروس فاسـتدعي -اليت تقع اطالهلا االن يف حي كرموز -ومرافقوه ان القرية

، وكان اول ما قام به املهندس هو جسر يربط بني االسكندر مهندسه دينوقراطيس وطلب منه ان يضع ختطيط ملدينة حتمل امسهوهي وحدة قياس يونانية طول كل منها ) فراسخ(اجلزيرة والقرية وهو اجلسر املعروف بإسم هيبتاستاديوم ويعين سبعة ستاد

وكان ختطـيط املدينـة . مليالدقبل ا ٣٣١متر ومت بعد ذلك وضع حجر االساس يف اخلامس والعشرين من طوبة عام ١٨٦يسمي التخطيط اهليبودامي نسبة ايل املهندس الذي ابتكر هذا التصميم والتصميم اهليبودامي يشبه رقعة الشطرنج، ويتكون من شارعني رئيسيني اتساع كل منهما يزيد علي ثالثني ياردة، الشارع االول من باب كانوب يف الشمال الشرقي ايل بـاب

ن بوابة الشمس قرب حبرية مريوط يف اجلنوب الشرقي ايل باب القمر عند اجلسرغرب يف اجلنوب الغريب، والشارع الثاين م

۲۳

األثرية خبليج أبوقري و امليناء الشرقي باجلزء املكرب من اخلريطة يف القسم األيسر قع اواملتوضح حملافظة األسكندرية خريطة ختطيطية):١٤(شكل . السفلي، يوضح هذا القسم خط الشاطئ قدميا و هو املميز باخلط املتقطع و مقانته بالوضع احلايل

۲٤

وقسم املدينةايل مخسة احياء رمز اليها باحلروف اخلمسة االويل من االجبدية اليونانية ،ذي يربط بني الشاطئ وجزيرة فاروسال :وترمز ايل تأسيس املدمية وهي كما يلي

احلي امللكي واحلرف يرمز ايل احلرف االول من اسم االسكندروهو ) الفا - Α( احلي األول وهو حي النبالء واحلرف يرمز ايل احلرف االول من كلمة تعين باليونانية امللك) بيتا - Β( احلي الثاين وهو حي اليونانيني واحلرف يرمز ايل احلرف االول من كلمة تعين باليونانية سليل) جاما - Γ( احلي الثالث

وهو احلي اليهودي واحلرف يرمز ايل احلرف االول من كلمة تعين باليونانية االله) دلتا - ∆( الرابع احلي وهو احلي الوطين واحلرف يرمز ايل كلمة تعين باليونانية يشيد) ايبسلون -Ε( احلي اخلامس

) االسكندر امللك سليل االهلة يشيد( وعليه فإن تقسيم االحياء يعين

قبل امليالد عني نائبا له وهو كليمونيس وكانت مهمتـه االساسـية ٣٣١سكندر مغادرة مصر عام وحني قرر االاالشراف علي بناء املدينة وكان قرار االسكندر ان يعود لريي مدينته اليت اختار موقعها ولكن القدر مل ميهله حيث مات عام

مع جمئ البطاملة .كان ثالثني ستاديوم وعرضها مثانية ستاديومقبل امليالد، وذكر سترابون ان طول املدينة عند اكتماهلا ٣٢٣ايل احلكم عند اية القرن الرابع قبل امليالد ادركوا امهية موقع املدينة يف توسطه واشرافه علي املنطقة الشرقية للبحر املتوسط

) ضارة اليونانية مـع حضـارة الشـرق كلمة تعين امتزاج احل( ، االمر الذي يساعدهم علي تقدمي انفسهم للعامل اهللينسيت قخرجت الوفود من االسكندرية ايل العامل اخلارجي اضافة ايل العديد من العلماء الذين كانوا يتخذون من مكتبة االسكندرية

تصادية فكان هذا من الناحية الثقافية، اما من الناحية االق .كانتا مركزا لالشعاع الثقايف) دار احلكمة(قبلة هلم الا واملوسيون ميناء االسكندرية من اهم املوانئ يف العامل القدمي ليس فقط بسبب املوقع لكن يرجع ايضا ايل فنار االسكندرية الذي شيد علي

متر وكانت له مكانة كبرية حيت انه اعتـرب احـد ١٣٥اخر جزء من جزيرة فاروس من اجلانب الشرقي وكان يرتفع قرابة كيلـو متـر ايل مينـاء ٢٧مية، ااضافة ايل ترعة شيديا اليت كانت تتفرع من النيل لتصل بعـد عجائب الدنيا السبعة القد

.االسكندرية عرب خليج حبرية مريوطيف العصر البطلمي اثرا كبريا يف قدوم العديد من اجلنسيات وكان للتميز الثقايف واالقتصادي الذي نعمت به املدينة

من االحرار الذين يتمتعون باملواطنة ثالمثائة ألفقبل امليالد كان ٦٠عدد سكان املدينة عام ايل املدينة، ويشري ديودور ايل ان تضم العديد من اجلنسيات مثل املقدونيني، االغريق ولكن العنصر الوطين املصري ظـل ميتلـك السكندرية وكانت املدينة

السورية م ورفض البطاملة يف البداية، ولكن بعد احلرب االغلبية ولذا سعوا منذ نشأة املدينة ايل تكوين جملس تشريعي خاص متكن الوطنيون السكندريون من تكوين هذا الس بدون مرسوم من ) قبل امليالد ٢١٧(عة املعروفة باسم معركة رفح الراب

، عني السكندريون امللك واصبحت هلم اليد العليا حيت انه بعد أسر امللك بطلميوس السادس فيلوماتور من قبل حكام سورياكما سعي البطاملة كـذلك ايل .اخاه االصغر ملكا بدال منه، وحني ميوت فيلوماتور قام السكندريون بتعيني اخيه علي العرش

رفع مكانة املدينة الدينية وذلك من خالل اختيار ثالوث اهلي يرضي املصريني واليوناتيني علي حد سواء وشكلوا جلنـة مـن يونانيني ورأس اجلانب املصري مانيثون السمنودي الكاهن املصري االشهر واتفق اتمعون علي اختيـار الكهنة املصريني وال

كإله اكرب للمدينة، ومعه املعبودة املصرية االشهر ايزيس، واليت كانت حتظي مبكانة -وهو متثيل الوزيريس ابيس -سريابيس ملعبود حربوقراطيس كإبن هلما، وكان هذا املعبود ميثل هيئة املعبود كبرية يف حوض البحر االبيض املتوسط ، كزوجة ومعهما ا

.املصري حورس كطفل

۲٥

قبل امليالد اارت اسرة البطاملة وسقطت مصر يف يد الرومان، واصـبحت ٣٠ومع موت كليوباترا السابعة عام . دخول االسالم يف القرن السابع امليالدياالسكندرية بقوا السياسية والثقافية مقر للوايل الروماين واستمر هذا الوضع حيت

ووصع كل ذهبه علي قرب االسكندر، واظهر له كل ) اجلبانة امللكية( دخل اوكتافيوس ايل املدينة وعفا عن اهلها وزار السوما اعلن اوكتافيوس .)ضاحية النصر(االحترام والتوقري وابدي اعجابه باملدينة، وقام ببناء ضاحية صغرية فيها امساها نيكوبوليس

ان مصر اصبحت والية رومانية خاضعة لسلطة االمرباطور واختار والة عليها من طبقة الفرسان، وحرم علي كل سكان روما وحيت افراد العائلة املالكة من دخول مصر اال بإذن منه، واصبحت االسكندرية ميناء كبري خيرج منه القمح ايل روما سنويا،

يط التجارة يف امليناء، ولذا قرر االمرباطور تيربيوس اقامة دار لصك العملة السكندرية مـن فئـة وعمل االباطرة علي تنشالتترادرامخة، وفرض الرومان جبانب هذا ضرائب باهظة وكثرية تبلغ نسبة العشر وكانوا يستخدمون اساليب بشعة يف مجـع

السخرية والفكاهة وايضا ايل التحالف مع اعداء روما الضرائب حيت ان السيد املسيح لعن العشارين، وجلأ السكندريون ايل .ميالدية قمة الصراع ضد اليهود والذي استمر قرابة قرن من الزمان ٣٨والتنكيل حبلفائها السيما البهود ومتثل فتنة

تمرت مث بدأت االسكندرية تثور ضد الرومان يف عصر احملنة الكربي لروما يف النصف الثاين من القرن الثالث واسهذه الثورات حيت جاءت زنوبيا ملكة تدمر وفتح هلا اهل االسكندرية ابواب املدينة ليس حبا فيها ولكن نكاية يف الرومـان االمر الذي دفع االمرباطور اوريليان ايل اهلجوم علي املدينة وتدمري احلي امللكي ورمبا تكون مكتبة االسكندرية قد احترقـت

ميالدية، االمر الذي دفع االمرباطور ايل ٢٨٤ت اخر الثورات يف عهد االمرباطور دقلديانوس عام متاما يف هذه الثورة، وكانائ بنفسه ايل املدينة والسيطرة عليها مث عمل علي انعاش املدينة، وامر بتخصيص جزء من الغالل اليت كانت جتمع لرومـا

ية نصبا تذكاريا شكرا وتقديرا له وهـو النصـب الشـهري كل سنة من اجل اهل االسكندرية، ولذا اقام له اهل االسكندر .املعروف باسم عامود السواري

واستمرت االسكندرية تلعب دورها العظيم يف العصر البيزنطي، وذلك حني جاءها القديس مرقس الرسول وبشر القديس مرقس يعرفون حيت يف الشرق، حيت ان خلفاء بالدين املسيحي، واصبحت االسكندرية متثل املركز االكرب للمسيحية

االن ببابا االسكندرية وبطريرك الكرازة املرقسية، ولكن الكنيسة السكندرية مل تنعم بالسالم الدائم واشتبكت مع الكنيسـة .الغربية يف خالف مذهيب كان اكثر صعوبة ووعورة من صراعها مع الوثنيني

باألسكندرية يةيف املواقع األثر ارتفاع منسوب البحر أنعكاسات .ب. ٣

حيث كان .قد أضطلعت العوامل اجليولوجية بدور هام يف تاريخ األسكندرية و يف العصور السابقة على ذلك التاريخأيب قري والذي كان يصب يف خليج) أحد أفرع النيل السبعة القدمية(مصب الفرع الكانويب هناك مدينة كانوب اليت تقع على

، فإا كانت ذات أعماق التاريخ الفرعوين وأيا كان أصل املدينة واليت تضرب جبذورها يف .كم من الشاطئ احلايل٨ملسافة مصر القدمية حيث كانت تقع علي مصب الفرع الكانويب أكثر فروع النيل صالحية أمهية كبرية حلركة التجارة اخلارجية يف

م حيث بدأ .القرن اخلامس ق يني القدامى يذكروا منذوكانت هلا من األمهية ما جعل العديد من املؤرخني واجلغراف للمالحةومعابدها وعندما جاء اإلسكندر إيل مصر وأسس اإلسكندرية هريودوت منها رحلته إيل مصر وأشار إيل وجود مدينة كانوب

النسبية يف و كان للتغريات .كانوب إيل اإلسكندرية وتضاءلت احلياة التجارية يف مدينة كانوب انتقلت حركة التجارة منب سطح البحر على املستوى العاملي، تأثري ملموس يف مستوى سطح البحر، نتيجة هلبوط القشرة األرضية و إلرتفاع منسو

۲٦

سنة ٥٠٠قرابة فاآلثار اليونانية و الرومانية املغمورة يف امليناء الشرقي و خليج أبو قري، و اليت يرجع تارخيها إىل . هذا الصددو يرجع لكامل أبو السعادات الغطاس .متر حتت سطح البحر ٥،٥اآلن على عمق يتراوح ما بني مترين و قبل امليالد، ترقد

أكتشف أبو السعادات متثاال إليزيس و ١٩٦١، ففي عام بشكل منظم املصري السبق يف إكتشاف ما يسمى باآلثار الغارقةقلعة قايتباي قطعة أخرى متناثرة على قاع البحر بني ١٨ كما تعرف على .آثارا فرعونية أخرى يف مرفأ األسكندرية الشرقي

).١٩٧٥؛ فروست ١٩٦٥مرقس،(م ١٣٠لغ يف مسافة تبو الصخرة املاسية ثرية املغمورة باملياه مستقرة نسبيا إىل أن أثار التحات الساحلي عند قاعدة قلعة قايتباي القلق إلزاء بقيت املواقع األ

وزن كل كتلة خرسانية يتراوح ١٨٠، وضع قرابة ١٩٩٣ضع اإلدارة احمللية باألسكندرية عام أجرب هذا الو. إستقرار القلعة متر داخل البحر من اجلزء املتضرر بالتحات من قاعدة القلعة، لتشكل حاجزا ٣٠طنا على مسافة ٢٠أطنان و ٧منها

حتديد أماكنها يف قاع البحر على حدود و لألسف وضعت هذه تلك الكتل مباشرة فوق األثار اليت مت. مغمورا ضد األمواجو أدى الغضب العارم الذي ثار بسبب ذلك يف الصحافة الوطنية و الدولية إىل وقف إلقاء .موقع فاروس القدمي املغمور باملاء

الكتل اخلرسانية إىل حني التمكن من إجراء مسح هندسي و أثري أكثر مشوال، و التوصل إىل حل متكامل يضمن احلماية .املثلى لكافة جوانب املوقع

و كان نتيجة للسياسات املفتقرة للدراسات العلمية، و حتت ضغط التحات الساحلي الذي يهدد قلعة قايتباي، و نطقةفرنسي للبحث العلمي كي يدالرس ماجلدل الذي أحاط بطريقة محايتها أن جلأ الس األعلى لألثار إلىل املركز الوطين ال

و كونت بعثة مشتركة من اجلانب املصري و الفرنسي واصلت أعماهلا منذ ذلك الوقت . احمليطة بالقلعةثرية جزيرة فاروس األو لعدة فصول و كشفت و سجلت العديد من القطع األثرية و الكثري من العناصر املعمارية، مثل كتل البناء و األعمدة، و

ألف متر ٢٥حوايل قطعة متناثرة على مساحة تبلغ ٢٥٠٠موع تيجان األعمدة، و مت انتشال أربع و ثالثون قطعة من جم ٢و يشهد وصف هذه القطع املستقرة يف قاع املياه الضحلة اليت تتراوح أعماقها بني . مربع مبا يعادل أكثر من ستة فدادين

مئات األعمدة من الطراز و مت توثيق املعلومات عن . األثري املغمور باملياه لموقعلمتر على الثراء اإلستثنائي ٥،٥إىل متثاال ٢٨و اكتشف أيضا . متر ٢،٤٠الفرعوين و اليوناين، معظمها من الرخام و اجلرانيت يبلغ قطر البدن فيها إلىل حوايل

كما مت العثور على .على هيئة أبواهلول حتمل شارات فراعنة مشهورين من القرن التاسع عشر إىل القرن السادس قبل امليالدو ).أوائل القرن الثالث قبل امليالد(، و واحدة بطلمية )اية القرن الرابع عشر قبل امليالد(ت، تالثة منها فرعونية أربع مسال

قد كان ألمهية القطع األثرية العديدة و املخاطر احملدقة ذه املواقع بسبب التحات و تلوث البيئة و اجلهود غري السديدة .ا استقطبت األهتمام العاملي باألسكندرية يف أواخر التسعينات من القرن املاضيللحماية إزاء تأثري البحر، أمور

و إن كان ما سبق ميثل حالة من اإلضطراب اإلداري يف املواقع األثرية إال أن ماهو قادم سيكون خطره أكثر ضراوة التحليل جد أنه بو ،وى سطح البحرففي حالة التغيري املتوقع يف املناخ و ارتفاع مست. إن استمر احلال على ماهو عليه

، جنبا مقابر الشاطيب، مصطفي كامل، االنفوشي، كوم الشقافة، شارع تيجرانعلى اليابسة مثل اجليومورفوجلي ملواقع األثار البعض و متتد يف أعماق شديدة القرب من بعضها أن هذه املواقع املسرح الروماين الذي يضم موقع كوم الدكةإىل جنب مع

يف مقربة الكتاكومب بكومالشقافة انظر ض ملسافات بعيدة مما جيعل مناسيبها حتت منسوب سطح البحر كما هو احلالالرحتتوى على ثروة هامة أو أكثر ترأرتفاع منسوب سطح البحر مبحتت الواقعة املناطق فضال عن هذا). ١٢(الصور بالشكل

شواطئ املدن الشمالية كما هو احلال يف خليج أبو قري و امليناء الشرق القدمي متمثلة يف األثار الغارقة يف مياه ضحلة مبحازاة .باألسكندرية

۲۷

و . و األن تتواىل نشر الدراسات عن تأثري ارتفاع منسوب سطح البحر على اسكندرية و غريها من املدن الساحليةو كما نعكاس ذلك على استخدامات األراضيملستوى سطح البحر ، مشرية إىل امجيعها تصب يف تقدمي سيناريوهات خمتلفة

يترواح األرتفاع النسيب ملستوى سطح البحر، الذي يراعى يف حسابه التأثري الناجم عن هبوط التربة أو –ذكر فرحيي إال أن ارتفاع مستوى . يف السنة ملليمتر ٢,٩و ٢ارتفاعها استنادا إىل سجالت قياس املد و اجلزر يف األسكندرية، بيىن

و مل تقدر هذه الدراسات أو تتنبأ .على األسكندرية و غريها طح البحر ستكون له عواقب إجتماعية و إقتصادية وخيمةس، وكذلك األنعكاسات السلبية على املواقع األثرية يف beach profileبالتغريات السلبية اليت قد تطرأ على معامل الشواطئ

املتوقعة من ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل عرضي أو دوري،نعكاسات الرئيسية فاأل. باطن األرض أو املغمورة يف املياهخاصة يف املواقع األثرية الساحلية املنخفضة ستتمثل يف فيضان مياه البحر لتصبح هذه املواقع مغمورة باملياه كمثيالا يف امليناء

تالط مياه البحر باملياه حتت السطحية العذبة مما يزيد من أما األماكن األكثر ارتفاعا فستعاين من أخ. الشرقي و خليج أبوقريو يف حالة األثار املغمورة يف املياه الضحلة األن يف أبوقري و امليناء الشرقي، فمن . ملوحتها اليت ستأثر تباعا على األثار القائمة

قبالة الشاطئ، و من bottom profileاملتوقع أب يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إىل تغيري معامل قاع املنطقة البحرية .)٢٠٠٣فرحيي، (( ه التغريات أن تيسر زوال الرمل من أسفل باقيا األثار املغمورة و أن تعجل بالتايل يف انطمارها شأن هذ

و توجد األثار الغارقة على مسافات متباينة من الشاطئ فبعضها مالصق جلدران مازالت قائمة حتت املاء يف امليناء و نعرض لبعض األمثلة لألثار الغارقة، و أخرى قائمة يف . كم من الشاطئ ٦رقي و منطقة أبوقري، و أخرى متناثرة حىت الشبدأ يأخذ طريقه إىل هذه أن املاء و كما هو واضح بالصور ف، )١٥(كما هو مبني بالصور املتاحة يف الشكل ةقع األثريااملو

مما يعطي داللة واضحة أن هجوم البحر بدأ بالفعل من . وب مستوى سطح البحرستقر يف مناسيب منخفضة عن منسإليها و يعلى ) ١٥(و حيتوي الشكل . األثرية املطلة على خط الساحل تعكسها املؤشرات يف معظم املواقع فترة ليست بقصرية كما

ادمية يف القسم العلوي من اللوحة، من اجلرانيت األمحر، و سريابيس رب االسكندرية االكرب يف هيئة أليب اهلولتمثال صور ل .م١٣أما الصور يف القسم األوسط فهي ألحد الفراعنة، و الرأس للملك بطليموس مت جتمعها مع جسم التمثال الذي يرتفع

مل ضخ دائمة الع تاج املقربة إىل ماكيناتحت .و القسم السفلي يضم صور ملقربة الكتاكومب و املاء مستقر يف طوابقها السفلية .كما هو ظاهر يف الصورة األخرية لتقليل منسوب املاء يف الطابقني السفليني من املقربة،

۲۸

، األسكندرية مبحازاة ساحل البحر املتوسطمدينة صور األثار املهددة بالغرق جراء إرتفاع منسوب سطح البحر املرتقب يف): ١٥(شكل ،متر من سطح البحر ٥،٥: ٢ني للقطع األثرية الغارقة على عمق يتراوح ما بيظهر يف القسم العلوي و األوسط من اللوحة صور و

مؤشر ك، من مقربة الكتاكومب بكوم الشقافة و يبدو املاء فيه حيث يرتفع ألكثر من متر تنيصورويظهر يف القسم السفلي من اللوحة .تسرب مياه البحر ل

۲۹

االحتياطات الالزمة للحماية: رابعا

من عشر سنواتبداية حنن يف ظل تغري مناخ عاملي واحتباس حراري فاألخطار الطبيعية اليت مل تكن حتدث قبل أكثر كارثة بكل املعايري إال أن متثله من خسائر على املستوى احمللي و ما دو عمليات اهلدم يف مكان ما تبفقد ، جائزة احلدوث اآلن

و ال توجد دولة بالعامل يف . ادوات بناء يف مكان أخر إلحداث توزان كوين هلدم يكون هو نفسهنواتج هذا ا ،حقيقة األمريقف ال أحد يستطيع إيقاف الكوارث من احلدوث أو أنكما أنه ،منأى من الكوارث بشكل عام واألعاصري بشكل خاص

،أنسب احللول ىف الوقت احلاىل و يف هذه الدراسة حناول أن نصل إىل .يف وجه اإلعصار مهما بلغت إمكانات الدولة وعداعلى اسس حرمثل يف التغذية الصناعية الدورية للشواطئ حلمايتها من النحر واالرتفاع املتوقع ملنسوب سطح البتو هو يصدات يت بلغ قيمة املتر الطوىل فيها ملوقد مت سابقاً إجراء هذه التغذية ىف االسكندرية وحساب تكلفتها الخاصة .علمية

و تعترب هذه التكلفة بالنسبة . )4F١( )شاطئ املندرة(يف مناطق حمدودة بساحل األسكندرية ألف جنية ٥٥أمواج ما يقارب اهرة اة ظية يف حال إذا استلزم األمر لتغذية صناعية لسواحل قد متتد مئات الكيلو مترات ملواردنا احملدودة غري واقع

حتمى املنطقة من غرق قدأن التغذية الصناعية و جيب أن ننبه أنه يف املثال املذكور .املرتقب سوب سطح البحرارتفاع منغل املياه املاحلة وارتفاع مستوى املياه اجلوفية وامتداد متلح األراضى لكنها لن متنع الزيادة املتوقعة ىف تغل و ،املناطق املنخفضة

و من جهة أخرى، يف حال حدوث أعاصري فإن ما نفذ أمام شاطئ .كما هو احلال يف سهل الطينة بشمال سيناء وتطبيلهااالرتفاع شاهقةلق موجات يف البحر السواحل خت على القويةالرياح ف. املندرة سيكون تأثرية حمدود للغاية يف جماة األعاصري

سدود (ىل أضرار هائلة فموجات العاصفة بالتايل إو .اتفيضانو ، رتباطها بأمطار غزيرةالأو النوة العاصفة بتسمى )م١٥( .م ٣ :٢ الذي يبلغ ما بنياملد االعتيادي موجات ن مستوى عتزيد و كم٨٥ حوايلمتتد عرضا ) املياه

املباين كوا تقع على الساحل وتكثر ا، فقدميةا الساحلية تراثية مد السواحل املصرية لكون و تتفاقم املشكلة يف

و نظرا .يزيد من صعوبة احلل التارخيية ذات األنظمة اإلنشائية اخلاصة و اليت تصنف بضعفها العام باملقارنة مبثيالا احلديثةتناول املشكلة و اجياد احللول هلا و تطرح أفكار و رؤى أقل ما يقال عنها أا خلطورة األمر، يتتابع األن انعقاد املؤمترات ل

يف سواء يف طرح الرؤى أو االعتماد على سياسة رد الفعل جتنبو لذلك جيب . ردود أفعال تفتقر إىل النظرة املوضوعيةل الكارثة ألمهيته الكبري يف تدارك عنصر ذلك من خالل تفعيل مرحلة ما قب و ،ننتظر حىت تقع الكارثةال عملية املواجهة أي

بعمل سيناريوهات إلخالء مناطق فمثال هناك أراء تنادي .الذي يعترب من أقوى العناصر املؤدية على تفاقم الكارثة املفاجئة ون الزراعية و يف حني يتناول املهتمني بالشئو. اخلطورة من سكاا، و توفري بدائل هلم على املستوى اإلجتماعي و اإلقتصادي

أمناط جديدة من البذور تتحمل درجة امللوحة املتوقع حدوثها يف األراضي الزراعية املتبقية بعد عنبالبحث اإلنتاج الغذائي بعمل و ما يتبعه من فيضانات أو اعاصري و أخرون يطرحون رؤيتهم يف كيفية جماة ارتفاع منسوب سطح البحر، . الغرق

مليون جنيه، إنشاء مصدات أمواج أمام شاطئ املندرة ١٥٠) شركة وطنية(تكلفة مشروع مصدات األمواج اليت قامت به شركة املقاولون العرب ۱

.)٢٠٠٩ين، موقع املقاولون العرب اإللكترو. ( م على ثالث مراحل٢٧٠٠للحد من ظاهرة تآكل الشاطئ بطول

۳۰

يظهر ، و )األسكندرية(القسم العلوي و األوسط لشاطئ املندرة :آكل جراء املد اإلعتيادي للبحرألعمال محاية الشواطئ من التصور ): ١٦(شكل حلواجز أمواج قدمية، اليمىن تنيصورويظهر يف القسم السفلي من اللوحة ، مراحل عمل حواجز أمواج يف املياه الضحلة على مقربة من الشاطئ همافي . يف حني اليسرى البالطات قائمة على مرقدها،يها أختالف وضع احلواجز فاليمىن البالطات األمسنية يتضح ف) دمياط(، اليسرى )األسكندرية(

۳۱

مبفردها و مبصر لدولية للحد من مرور مياه البحر املتوسط خالل مضيق جبل طارق، و أخرى متعلقة مصدات باملشاركة ايعزل حائط باإلضافة إىل ذلك يتم بناء .تتمثل يف إنشاء شاطئ جديد على الدلتا باستخدام رمال قاع البحر املغمورة والتربة

و قدر تكلفة هذا احلل بعدة مليارات من . أراضيها لبحر من أسفلمبادة البنتومني أسفل التربة ىف الدلتا ملنع تسرب مياه االذي املمكن أن يتم فرض رسوم على من يستمتع بالشواطئ املصرية لتكوين صندوق ميول املشروع الدوالرات وقال من

.سيتم تنفيذهرض هلا املواقع األثرية اليت املخاطر اليت ستتع: أوالًح ييتقدم املؤلف ذه الورقة البحثية لتوضو يف هذا اإلطار،

تضمها هذه املدن الساحلية خاصة و أن هذا التراث يعكس جتربة اإلبداع الفكري للمجتمعات اإلنسانية القدمية عرب العصور الساحل هلجوم ة التقييم املادي يف حالة خسارته، ثانياً احللول املقترحة للحد من تعرضاحلضارية املختلفة و خيرج عن منظوم

.لبحراتقدمه الورقة البحثية يف يذال ص املقترحخلعتماد على سياسة رد الفعل، و يتجيب جتنب اال كر من قبلذو كما

ستفادة من مع اإل . تعظيم دور اخلامات البيئية احمللية يف كل منطقة من املناطق املتوقع تأثرها بإرتفاع منسوب سطح البحرك اذ تاحة يفتكن ممع املنشآت املائية، خاصة و أن مادة األمسنت البورتالندي مل اخلربات يف العصور السابقة يف التعامل

. عند وضح خطط احلماية حيتذى بهميكن أن ذج حكم األسرة العلوية متثل منو اليت متت يف فترةاملائية و لعل األعمال . الوقت5Fو يصف علي باشا مبارك بشكل دقيق يف كتابه

مراحل إنشاء ميناء بورسعيد عام –ملصر القاهرة اخلطط التوفيقية اجلديدة - ١6Fحيث يسرد أنه مت أنشاء مولصني -م١٨٦٣

م، شارحا طريقة األنشاء و كيف أن ١٨٠٠م، و األخر ٢٥٠٠أحدمها بطول ٢و . ةأستفاد من اخلامات احمللية املتاحة يف املوقع لعمل بلوكات صناعية تضاهي يف صالبتها األحجار الطبيعي ذاملقاول املنفه األحجار من جري مائي و الرمل املستخرج من قاع البحر و مياه البحر، و استغرقت يف جفافها بعد خلطها ذتكونت ه

كما اشار أن العمل استغرق ست سنوات . يوم، تلقى بعد ثالثة أشهر يف البحر ١٥لك ذبالطواحني و صبها يف قوالب معدة ل. ، و يزن عشرون طنوالطة مبعدل ثالثون بلوك كل يوم عمل٣م١٠جم البلوك ألف متر مكعب، يبلغ ح ٢٥٠مت انتاج قرابة

و يصف مبارك إدارة العمل و تنظيمه املتقن إذا انه يف خالل الست سنوات أنشأت مدينة بورسعيد إىل جانب امليناء الذي . سيخدم حركة السفن و حتول املالحة العاملية من رأس الرجاء الصاحل إىل قناة السويس

فأنه قبل الشروع يف تنفيذ أي من خطط احلماية جيب تشكيل جمموعات عمل لتجميع كل ما هو ذا املنطلقمن همتوفر من دراسات يف اجليولوجيا التركيبية و اجليوتقنية و اهلندسة اجليولوجية و األرصاد و علوم البحار و اهليدروليكا، خاصة

و يكون . ساحل الشمايل و السمات اجليومورفولوجية لليابسة مبحازاة سطح البحراخلرائط الكنتورية و التتابع الطبقي خلط المن واجبات فريق العمل وضع استراتيجيات حمددة متكنهم من احلصول على بيانات دقيقة عن حركة التيارات املائية يف حالة

يف األعتبار حلول التغذية الصناعية للشواطئ ةذأخ. املد و اجلزر اإلعتيادي أو يف حالة النوات الشتوية و حتوهلا إىل أعاصريجة الرقمية حملاكاة تأثري النوات البحرية و ارتطام أمواجها بالعوائق أو ذالنمحسابات لألمواج باستخدام على أن جترى

سواتر، كال(انكسار األمواج وحيودها وانعكاسها عند القاع لدى اصطدامها بالعوائق السواتر الصناعية، تأخذ يف احلسبان تعرض النتائج من حيث و .وكذلك انكسار األمواج على الشاطئ واحتكاكها بالقاع) األمواجن البحرية، وحواجز واجلدرا

هجرية، اهليئة املصريةالعامة ١٣٠٥اخلطط التوفيقية اجلديدة ملصر القاهرة و مدا ز بالدها القدمية و الشهرية، اجلزء الغاشر ، الطبعة الثانية، طبعة بوالق : علي باشا مبارك. ١

.٦٤-٦٠، ص ص ١٩٩٤للكتاب، السفنعليه رسو الولص هو رصيف امليناء الذي ي. ٢

۳۲

بين حتليل مناخ األمواج داخل البحر ي و. معدل سقوط األمواج وانكسارها ارتفاع األمواج، والسرعات املدارية لألمواج، والشمال الغريب، ومن -أن األمواج السائدة تأيت من الغرب ب إليها يف مستهل البحث علماًكل مدينة من املدن املشار قبالة

املزمع األمواج حاجز بشأن املطروحة البدائل ختترب أن احلسابات هذه شأن ومن .الشمال الغريب، ومن الشمال الشرقي اخلرائط مناسيب ضوء يف املختار، البديل لتنفيذ املثلى ةالطريق بشأن فيزيائية مناذج وضع أيضا الدراسة تشمل وقد. إقامته ).١٧( بالشكل موضح هو كما شرقا رفح مدينة حىت غربا السلوم مدينة من الشمايل للساحل وريةتالكن

يف ليمترمل ١٥ ،١٣ ،١٢ حوايل مبعدل يزيد البحر سطح منسوب ارتفاع أن تقول اليت العاملية األراء صحت إذا و النيل بفيضان سنويا طبيعي بشكل تغذى تكان الدلتاف الدلتا، أرض هبوط لسبب مضاعفة مصر يف املشكلة تكون ،العام

بعد اآلن اختفت البسيطة الزيادة هذه عام، كل يمترلاملل من بأجزاء الدلتا أراضي منسوب من يزيد هذا وكان .بالطمي احململ أدى مما ،منها املاء نزح نتيجة الدلتا أراضي هبوط منها دالب وحل .املاضي القرن ستنات يف العايل السد بإنشاء الطمي حجز

كرذت احلقيقة من القريبة التقديرات. البحر سطح منسوب إرتفاع الوقت نفس يف و ،الدلتا يف األراضي منسوب إخنفاض إىل عىني هذا و .السنة يف ليمترالم عشرين حوايل إىل يصل األراضي واخنفاض البحر سطح ارتفاع بعض مع احلركتني جمموع إن هذه إلغراق يكفي ال التغري هذا و. واحد متر قيمته البحر سطح منسوب ارتفاع مقدار سيكون عاما مخسني خالل أنه

املناطق بعض يف اجليوب بعض إال البحر حسط منسوب من أعلى منسوا كلها الدلتا ألن الدلتا من اهلائلة املساحات التغذية يف املتمثلة احلماية مشروعات تنفيذ يف أولويات توضع أن جيب بالطبع). ١٩( لشكلا يف إليها رناشا اليت املنخفضة أن بإعتبار سعيد بور حىت سيناء لشمال الساحل خط بطول الشرقي الشمايل للساحل األولوية تعطى للشواطئ، الصناعية

.شرقا رفح حىت غربا السلوم من مبيل دميت الذي األرض سطح ملورفولوجية طبقا اخناضا املناسيب أكثر املنطقة هذه

البحر، طوفان لصد البشرية تاريخ يف مصدات و سدود أكرب بنوا املنخفضة، البالد هولندا جتربة مجيعا نعلم كما و القدرات لديهم الذين املهندسني و بالعلميني مليئه ومصر اجلد؟ حممل على االحتماالت أبسط تأخذ مصر بدأت هل اآلن

و يتطلب صون املواقع األثرية الساحلية و اليت نعطي أمثلة .الطوارئ هذه مثل ملواجهة الضرورية اخلطط وضع ىعل الكاملةهلا يف اجلزء التايل جا متكامال و متعدد التخصصات ليكون مبثابة جمموعة عمل إلدارة البيئة الساحلية يف مواجهة ديد

.إرتفاع مستوى سطح البحر املرتقب

الفردية جلهة التجريبيةحيث أن السيناريوهات ،ونشر ثقافة الكوارث وإقامة السيناريوهات اجلماعية االستعدادو كذلك إعادة تقييم املباين. الصلةذات البحث العلمي هات مل يكن العمل مجاعي بني مجيع ج رها إذااواحدة ال تؤيت مثالتأكد من قدرا على و ال سيناء و مشال الدلتا و االسكندريةمشباملناطق املعرضة لألعاصري مثل مناطق املنشآت األثرية

دراسة احتياجاا الضرورية لعملية والساحل بشكل توثيقي حصر املناطق القريبة من . يف حال حدوثها مقاومة األعاصريرضت اثارها للغرق من قبل يف تعاليت تل الفرما، و رشيد، و أبوقري، و امليناء الشرقي، و قلعة قايتباي املواجهة مثل منطقة

تجمع املياه مثل عن مستوى السطح مما جيعلها عرضة ل ة املناطق اليت تكون شديدة األحنداروكذلك مراقب .عصور سابقةكذلك اإلهتمام ببناء مصادات األمواج . منطقة سهل الطينة بشمال سيناء، و مقابر األنفوشي و كوم الشقافة باالسكندرية

على أن يراعى أن تكون هذه املصدات على مسافات مناسبة من الشاطئ و سر خاصة للمناطق القريبة من البحروبناء الكوا .كيلو متر من الشاطئ ٥م على بعد ١٠أال تلتحم به حيث أن أعماق املياه ضحلة نوعا ما ال يزيد عمقها عن

۳۳

.S.L.Rيوضح أكثر املناطق إخنفاضا على الساحل الشمايل املتوقع تأثرها بظاهرة ارتفاع منسوب البحر : القسم السفلي )١٧(شكل خريطة كنتورية لساحل الدلتا مبني عليها مناسيب قاع البحر و املسافة من اليابسة لإلستعانة ا يف وضع: القسم العلوي

.الصناعية للساحل الشمايل يةذالتغاستراتيجية احلماية و

۳٤

، لإلستعانة ا يف .S.L.Rالبيانات الواجب توافرها لدراسة التغريات املناخية و تأثريها على ارتفاع منسوب البحر ): ١٨(شكل .الصناعية للساحل الشمايل يةذالتغوضع استراتيجية احلماية و

۳٥

التوصيات

ا اهلندسية، صيانة املواقع األثرية، آثاريني، علوم املياه، اهلندسة من املتخصصني يف أفرع اجليولوجيعمل تشكيل جمموعات .۱ .إلدارة البيئة الساحلية يف مواجهة ديد إرتفاع مستوى سطح البحر املرتقباإلنشائية

لى عية بساتر من املصدات عااطق الساحلية اليت مت التعامل معها، بعد التأكد من إكتمال التغذية الصنخطط للتنمية يف املن .۲ .أبعاد ال تقل عن مخسة كليومترات من الشاطئ، مما يسمح بوجود شواطئ هادئة

.للشواطئ و كذالك السواتر و مصدات الرياح ةالدوريالصيانة .۳ضت عر، خاصة تلك اليت تدراسة احتياجاا الضرورية لعملية املواجهة والساحل بشكل توثيقي حصر املناطق القريبة من .٤

.سابقة للغرق من قبل يف عصور .تجمع املياهعن مستوى السطح مما جيعلها عرضة ل اإلحندارمراقبة املناطق اليت تكون شديدة .٥مع مراعاة أن تكون هذه املصدات على مسافات مناسبة من الشاطئ و ،بناء الكواسر اإلهتمام ببناء مصادات األمواج و .٦

.وجه و التايل كتلتها و شداأال تلتحم به حيث أن أعماق املياه الضحلة حتد من من قطر املتكاتف كل العاملني يف احلقل األثري بل تكاتف الشعب املصري يف معركته مع الطبيعة للحفاظ على السجل املرئي ملدنه .۷

.التارخيية يف مشال األقليمء الشرقية على سبيل املثال جنوب سيناء والصحرا(هذا النهج ميكن أن يطبق على املناطق الساحلية األخرى يف مصر .۸

).والشمالية واملناطق الساحلية بالبحر األمحر

۳٦

املراجع : خامسا املراجع العربية. ١

دراسة تارخيية اثرية ، ماجستري ،قسم احلضارة املصرية ، املعهد العايل حلضارات)تل الفرما(بلوزيوم :٢٠٠٦امحد التابعي .ق االدين القدمي ،جامعة الزقازيقالشر

جامعة ، كلية اآلداب، رسالة ماجستري، قسم التاريخ، )١٢،١٣(يرة سيناء يف القرنني شبه جز: ١٩٧٤انأمحد رمض .القاهرة

.دراسة يف عبقرية املكان ، دار الكتب -شخصية مصر: ١٩٨٠مجال محدان . املاضي و احلاضر، دار اهلاللر النيل نشأته و استخدام مياه يف: ١٩٩٢رشدي سعيد ، القدمية و الشهرية، اجلزء الغاشراخلطط التوفيقية اجلديدة ملصر القاهرة و مدا ز بالدها : ١٩٩٤ركعلي باشا مبا

.للكتاب هجرية، اهليئة املصريةالعامة ١٣٠٥الطبعة الثانية، طبعة بوالق سكندرية و احلفاظ أثار تقلب املناخ و تغري مستوى البحر على األسكندرية، األ: ٢٠٠٣عمران فرحيي، ألفي فانوس

.على تراثها الساحلي، اليونسكو لجنة العليا لتنمية وتعمري سيناء، الالدولة لإلسكان واستصالح األراضي، وزارة التعمري و: موسوعة سيناء اجلديدة

.م١٩٨٠مارس ٣٠ .بريوت، دار اجليل تاريخ سيناء القدمي واحلديث،: ري نعوم شق

.، دار الكتب٤، ج ترمجة حسن حبشي ، ١١٨٤-١٠٩٤روب الصليبية احل: و ليم الصورية

املراجع األجنبية. ٢

Agrawala,S., Moehner, A., El Raey,M., 2004. DEVELOPMENT AND CLIMATE CHANGE IN EGYPT: FOCUS ON COASTAL RESOURCES AND THE NILE, Organization for Economic Co-operation and Development, OECD, France. Azab, M.A. and Noor, A.M., Change Detection of the North Sinai Coast by Using Remote Sensing and Geographic Information System, Egyptian Geological Survey and Mining Authority (EGSMA). Burton.B.1988, The great and terrible wilderness,London. El-Raey, M. E., Nasr, S. M., El-Hattab, M. M. and Frihy, O. E.: 1995a, Change Detection of Rosetta Promontory Over the Last Forty Years, Int. J. Rem. Sensing,16. El-Raey, M., Nasr, S., Frihy, O., Desouki, S. and Dewidar, Kh.: 1995b, Potential Inpacts of Accelerated Sea-Level Rise on Alexandria Governorate, Egypt, J. Coast. Res.14, El-Raey, M., 2002, Vulnerability Assessment of the Coastal Zone of Egypt, to the Impacts of Sea Level Rise. Frihy, O. E.; Lotfy, M. F., 1997, Shoreline changes and beach sand sorting along the Northern Sinai Coast of Egypt , Geo. Marine Letters, V.17, no.2. Simonett, Otto, 2002, Nile Delta: Potential Impact of Sea Level Rise, UNEP/GRID-Arendal, http://maps.grida.no/go/graphic/nile_delta_potential_impact_of_sea_level_rise (accessed June4, 2009). UNESCO & WORLD HERITAGE CENTER,1972. PROPERTIES INSCRIBED ON THE WORLD HERITAGE LIST. Wendy .S,1985: remarks on the names of pelusium . IN Gottenger Miszllen , heft 84 Gottengn W. Omar, et al.: 2005, Alexandria Engineering Journal, Vol. 44, No. 4.