المملكة العربیة السعودیة وزارة التعلیم العالي

جامعة أم القرى كلیة التربیة ـ بمكة المكرمة

قسم التربیة اإلسالمیة والمقارنة

مفهوم األمن الفكري يف اإلسالم وتطبيقاته الرتبوية

أمل محمد أحمد عبد اهللا محمد نور: إعداد الطالبة ٤٢٢٨٠٠٣٠: الرقم الجامعي

:إشراف الدكتورة بخشبن عبد اهللا أمیرة بنت طه

األستاذ المشارك بقسم التربية اإلسالمية والمقارنة

بحث مكمل لنیل درجة الماجستیر في األصول اإلسالمیة للتربیة

هـ١٤٢٨ ـ١٤٢٧ ولالفصل الدراسي األ

:قال تعالى

) ٨٢: األنعام ( .

:وقال علیه أفضل الصالة والتسلیم آمنا في سربه ، منكم من أصبح "

معافى في بدنه ، عنده قوت یومه ، "ت له الدنیا بحذافیرها ز فكأنما حی

. )١٨٨٧، ص ٢٣٤٦حدیث رقم الترمذي ، (

اإلهداء

أهدي ثمرة هذا الجهد المتواضع إلى الشموع التي أنارت . بكل حب وتقدير وعرفـان ا إلى األمام .لي دروب حياتي ، فدفعتني قدم

إلى الكوثر الفياض إلى نبع الحب والحنان ، ورمز الطهر واألمان ، إلى من غرسا في نفسي * ي لبلوغ أعلى الدرجات ، والدي الحبيبان ، اللذان كان بدعائهما التوفيق ، حب العلم وشجعان

فـاللهم . وبفراقهما سكن في النفس حـزن عميق ، أسأل اهللا لهمـا الفردوس األعـلى من الجنة

) ٢٤ : اإلسراء ( .

الحقيقي وراء هذه الدراسة زوجي العزيز جزاه اهللا عني خير الجزاء إلى رفيق دربي ، الدافع * .وأجزل له المثوبة والعطاء

.إلى سندي وعضدي في هذه الحياة ، أخواتي العزيزات أدامهم اهللا لي وبارك فيهم ووفقهم *

اهللا حفظهم . إلى ضياء حياتي وثمرات فؤادي ، أبنائي األعزاء أسامة ، وأحمد ، وإبراهيم * .وأعانني على تربيتهم خير تربية

.إلى كل مرب يحرص على خدمة هذا الدين والذب عن عقيدته الغراء *

ا ا لوجهه الكريم ، وعلم ا أهدي هذا البحث ، سائلة اهللا تعالى أن يكون عمال خالص إلى أولئك جميعا يمتد به عملي بعد الرحيل .نافع

..الباحثة

شكر وتقدیر

الحمد هللا الفعال لما يريد ، يعلم ما دار في خلد العبد من عزم أو ترديد ، الملك ملكه ، والخلق خلقه ، ، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد ، أحمده وأشكره على نعم تجل على الحسبان والعد ،

وأصلي . ا البحث أحمده سبحانه وأشكره على ما وفق وأعان ويسر وأبان فتم بفضله وكرمه هذ .وأسلم على أزكى البرية ومعلم البشرية سيدنا محمد وعلى اآلل والصحب الكرام

التي أتاحت لي فرصة إكمال هذه . جامعة أم القرىثم أتوجه بالشكر الجزيل إلى ناصر بن / الدراسة في صرحها العلمي الكبير ممثلة في معالي مدير الجامعة األستاذ الدكتور

. الصالح عبد اهللا/ كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى عميد كلية التربية السابق سعادة األستاذ الدكتور

. زهير بن أحمد الكاظمي/ كتور دوعميدها الحالي سعادة ال. محمود ابن محمد كسناويا بالشكر والتقدير إلى رئيس قسم التربية اإلسالمية والمقـارنة السابق سعادة وأتوجه أيضنجم الدين بن عبد / والرئيس الحالي سعادة الدكتور . نايف بن همام الشريف/ ر الدكتو

.وجميع أعضاء هيئة التدريس بهذا القسم العامر . الغفور األنديجانيكما أسطر جزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى صاحبة القـلب الكبير ، التي من فيض سناها

المشرفة . أميرة بنت طه بن عبد اهللا بخش/ م الرؤوم رت خالل بحثي الدكتورة الفـاضلة واألناست

ا . على هذه الدراسة ا وتشجيع ا وتوجيه مما كان له األثر الكبير . والتي أحاطتني برعايتها إرشاد .فـلها مني كل تقدير وعرفـان . في إنجاز هذا البحث

وسعادة . محمود بن عطا محمد علي/ وأتقدم بالشكر الجزيل إلى سعادة الدكتور .على قبولهما تحكيم خطة الدراسة . عمر حسين عطار/ الدكتور آمال بنت حمزة / وجه بالشكر الجزيل إلى كل من سعادة األستاذة الدكتورة تكما أ

على تفضلهما بقبول . عبد اللطيف بن محمد بالطو/ وسعادة الدكتور . المرزوقي أبو حسينا . والمساهمة في تقويمها وإثرائها . مناقشة الرسالة .فجزاهما اهللا خير

ا ، ا ، أو توجيه ا ، أو رأيـ والشكر موصول لكل من أحاطني برعايته وسؤاله ، وقدم لي نصحا . ن فـلهم مني كل تقدير وشكر وامتنا. أو دعوة صادقة ، ممن ال يتسع المقـام لذكرهم جميع

.وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب العالمين

...الباحثة

:قائمة المحتویات

أ ............................................................................... اإلهداء ب. ......................................................................... شكر وتقدیر

ج ـ د ...................................................................... ملخص الدراسة هـ ..................................................................... قائمة المحتویات

:اإلطار العام للدراسة ویشمل : الفصل األول ٢........................................................................ خطة الدراسة

٢............................................................................... المقدمة ٤......................................................... ............موضوع الدراسة

٥........................................................................ أهمیة الدراسة ٧..................................................................... تساؤالت الدراسة

٧....................................................................... أهداف الدراسة ٨........................................................................ منهج الدراسة

٨.................................................................. مصطلحات الدراسة ٩..................................................................... دراسات السابقة ال

:األمن الفكري مفهومه وأبعاده : الفصل الثاني ١٩............................................................... .األمن : المبحث األول ٣١............................................................... .الفكر : المبحث الثاني ٤٢....................................................... .األمن الفكري : المبحث الثالث

:األمن الفكري في اإلسالم : الفصل الثالث ٤٨..................................... .مفهوم األمن الفكري في اإلسالم : المبحث األول ٥٤...................................... .األمن والفكر في القرآن والسنة : المبحث الثاني ٧٩......................... .اإلسالم ومزایاه في خصائص األمن الفكري : المبحث الثالث

:تعزیز األمن الفكري دور التربیة اإلسالمیة في: الفصل الرابع ٨٧...................................................... .التربیة اإلیمانیة : المبحث األول ٩٣....................................... .الدعوة إلى الوسطیة ونبذ الغلو : المبحث الثاني

....................................... .....االنتقاء الثقافي وفقه الواقع : المبحث الثالث ١٠٦

دور المؤسسات التربویة في: الفصل الخامس

:اإلسالمي في تعزیز األمن الفكري المجتمع......................................................... .دور األسرة : المبحث األول

١١٤ ........................................................ .دور المدرسة : المبحث الثاني

١٢٠ ......................................................... .دور اإلعالم : المبحث الثالث

١٢٦ ......................................................... .دور المسجد : المبحث الرابع

١٣٤ :خاتمة ال

.......................................................................... نتائج ال: وال أ١٤٢ ا ...................................................................... التوصیات : ثانی

١٤٥

ا ..................... ..........................................ة المقترحالبحوث : ثالث١٤٦

ولالفصل األ اإلطار العام للدراسة

اإلطار العام للدراسة: الفصل األول خطة الدراسة

:المقدمة

الحمد هللا الكبیر المتعال ، أحمده سبحانه وأشكره على كل حال ، وأشهد أن من أسلم وجهه هللا له إلیه المرجع والمآل ، حفظ عقولاهللا وحده ال شریك إال ال إله

من الكفر وتبعیة أهل الضالل ، وأرشدهم إلى طریق النجاة واالستقالل ، وأصلي .وأسلم على خیر البریة وهادي البشریة سیدنا محمد وعلى الصحب واآلل

: بعد أما فقال تعالى إن اإلنسان مخلوق قد حباه خالقه بأجل النعم ورفع شأنه وكرمه

:في محكم كتابه

) ٧٠ : اإلسراء ( . ومیزه على سائر المخلوقات بالعقل ، ودعاه إلى إعماله كي یكتشف به أسرار

اهللا في كونه وبدیع صنعه ، فیسوقه ذلك التأمل والتفكیر إلى الوصول لبارئه واإلیمان : به قال تعالى

) . ) ٥٣ : فصلت

ونتیجة لنشاط عقل اإلنسان ، وفي هذا تحریر للعقل من كل جمود وخمول هو نشاط من أنشطة العقل بل یمثل أهم العملیات " یتكون لدیه فكرا إذ أن الفكر

كما أن الفكر السوي هو سبب )١("مرتبة األنشطة العقلیة العلیاالمعرفیة ویأتي في وتكتشف المواهب ، وتنمى القدرات ، ارتقاء األمم وتقدمها فبه تصقل العقول

كل أمة حریصة على حمایة فكرها من أي انحراف قد أن لذلك نجد ؛والمهارات .یشوبه أو یعكر صفوه

منون ، وما زالت تتعرض لغارات ر القر ـقد تعرضت أمتنا اإلسالمیة عبلو

ــــــــــــــــــــــــــــ

،) ن .د( . األمـن الفكري في مواجهة المؤثرات الفكریة) : هـ ١٤٢٣( در عبد الرحمن الحیدر ــ حی ١ . ٢٢، ص ١، ط) ب .د(

أعدائها بقصد تشكیك أبنائها في عقیدتهم ، ومسخ هویاتهم ، وحملهم على االنسالخ : من مبادئهم وقیمهم وزعزعة استقرارهم وأمنهم ، قال تعالى

) وذلك بما یلقیه أعداء . ) ١٢٠: البقرةاإلسالم من شبهات وشهوات وبما جاءوا به من فلسفات وثقافات ، ونحن الیوم نعیش

افي عصر تواصل عجیب بین أجزاء الكرة ا للثقافات وتعدد األرضیة ، نتج عنه دفقالمناب ا ع التلقي ، فنرى أخالط متفاوتة من العقائد متباینة واتجاهات مختلفة وأنماطا. " رات والمفاهیم فكار والتصو واأل على اآلباء والمربین والمعلمین أن لذا كان لزام

یوطنوا أنفسهم ، ویصرفوا همهم وعزمهم إلى تأصیل بناء الشخصیة اإلسالمیة ، یجاد الحصانة الذاتیة ، لبنـاء شخصیة واضحة المعالم وتغذیة المناعة الداخلیة ، وا

، وتستطیع مواكبة التقدم العلمي السریع )١("دتطبق اإلسالم في الواقع المشاهوالمستمر ، واالستفادة من معطیاته ، دون الذوبان والتبعیة ، ودون أن تفقد هویتها

یقه أن یكتسب اإلسالمیة ، ویتسنى ذلك بنوع من األمن على العقول یمكن عن طر ا ا نقدی لعقولهم ، ضد األفكار الدخیلة ، فتقوى الحصانة الذاتیة ناشئتنا حس

ویستطیعون الوقوف أمام التیارات التي تحاول مسخ هویاتهم واقتالعهم من قیمهم ألفراد والمجتمع من خلل عقدي ، وغلو دیني اوقایة " وأخالقهم اإلسالمیة وبه تتحقق

وهذا النوع من األمن یمكن أن یطلق علیه )٢("، وانحالل خلقي ، وانحراف سلوكي .األمن الفكري

فى ما للتربیة بجمیع مؤسساتها من دور في حمایة المجتمعات ، وال یخ فالتربیة هي الوسیلة التي عن طریقها تنتقل المعتقدات ، واالتجاهات ، من جیل إلى

قد أولتها عنایة فائقة ، حیث إنه قدیمها وحدیثها آخر ، لذلك فإننا نجد المجتمعات :من أغراض التربیة لدى المجتمعات

ظ على النتاج الثقـافي من أفكار وآراء ، ومعارف ، وأنماط سلوك ، الحفا" ـ ١ رضیها المجتمع ، وحرص على نقلها من جیـل إلى آخر ، وذلك من خالل

ـــــــــــــــــــــــــــــ

نفحات من منبر رسول اهللا صلى علیه وسلم ، خطب) : هـ ١٤٢١( عبد الباري عواض الثبیتي ـ ١ . ٢٢٠دار طیبة الخضراء ، مكة المكرمة ، ص. المجموعة الثانیةومواعظ

. ٢٢٠ص . ـ المرجع السابق ٢ .عملیة التنشئة االجتماعیة

اـ إحدا٢ للمتغیرات ، والمستجدات التي ث التغیر االجتماعي المطلوب وفقتحیط بالمجتمع ، فالتربیة تقوم من خالل مؤسساتها ، بإحداث هذا التغیر االجتماعي وذلك على ضوء خطوات تدریجیة عملیة مدروسة حتى ال یؤدي التغیر المفاجئ إلى

ومن خالل تحقیق التربیة ، )١("اإلنسانیة الیوم اتإحداث الخلل في قیم المجتمعاض المذكورة سالفا في المجتمع فإنها تقوم بالحفاظ على النتاج الثقافي لألغر

ینبغي اإلسالمیة لتربیةان فإوعلى ضوء ذلك .للمجتمعات كل بحسب فكره وعقیدته وتحصین ، في حمایة المجتمع المسلم أن تحقق تلك األغراض حتى تقوم بدورها

.تشكیكه في ثوابته لة التي تحاول یعقول أبنائه ضد كل األفكار الدخ

:موضوع الدراسة یعد األمن نعمة من نعم اهللا التي امتن بها على عباده ، فقد قال تعالى عن

: البلد األمین

) وهو مطلب من المطالب . ) ٥٧: القصص .وهو من أعظم الضرورات في حیاة البشر ، التي تسعى جمیع المجتمعات لتحقیقها

اولألمن م" من الجوانب ، وال یختص فهوم واسع ومعنى شامل ینتظم عددبالجانب الذي قصره كثیر من الناس علیه بل یتجاوزه لیشمل األمن العقدي ، واألمن

ا مما النفسي ، واألمن الفكري ، واألمن االقتصادي ، واألمن االجتماعي ونحوها ا ضروری . )٢("فیه یعتبر األمن مطلب

امن أصبح آ: " لصالة والتسلیم فقد قال علیه أفضل ا في سربه ، معافى منن ـ، كما أن األم )٣("ت له الدنیا بحذافیرها ز ده قوت یومه ، فكأنما حیـفي بدنه ، عن

ال

ــــــــــــــــــــــــــــ

. ٧٤عالم المعرفة ، جدة ، ص. التربیة والتجدید) : هـ ١٤٠٣( ـ محمد أحمد كریم ١. خطاب األمـن في اإلسالم وثقافة التسامح والوئام) : هـ ١٤١٩( ـ عبد اهللا الشیخ المحفوظ ولد بیه ٢

. ٣أكادیمیة نایف العربیة ، الریاض ، ص

د العزیز آلـمراجعة الشیخ صالح بن عب. جامع الترمذي) : هـ ١٤٢١( ـ محمد بن عیسى الترمذي ٣ رقم ، أبواب الزهد ، باب في وصف من حیزت له الدنیا ، حدیث ٣الریـاض ، طالشیخ ، دار السالم ، .والحدیث حسن غریب . ١٨٨٧، ص ٢٣٤٦

ا یقتصر من المطالب التي یسعى اإلنسان على كونه مطلب دنیوي بل هو أیض : فقد قال تعالى في محكم كتابه . لینالها في اآلخرة المسلم

) ٨٢: األنعام ( .

: وقـال ) النمل :

٨٩ ( . ومن ذلك تتضح أهمیة األمن بشتى أنواعه في حیاة البشر ، وأن اختالل نوع

من أنواعه یؤدي إلى اختالل سیر الحیاة في المجتمعات ، ولما نراه الیوم من تشتت وتأرجح في فكر الشباب المسلم ما بین تبعیة وانحالل أو تزمت وغلو ، في األفكار

، وضغوط جبارة ، فإن النشء المسلم نتیجة لما تعانیه األمة من ظروف قاسیة بأمس الحاجة إلى تحصین عقولهم ، وتبصیرهم بوسیلة التعامل مع متغیرات هذا العصر وتحدیاته ، وقد یحصل لهم ذلك عن طریق األمن الفكري الذي یعد هاجسا أمنیا لكل المجتمعات ، إذ أنه یحمي عقولها ویحفظها من الوقوع في الفوضى

لتبعیة ، وبما أن األمن على العقول ال یقل أهمیة عن األمن على واالنحالل واالعالجي من قبل و األرواح واألموال ، لذا فإن األمر یتطلب التدخل الوقائي

لتبصیر النشء المسلم بما هو مطلوب منهم في مثل هذا ؛ المؤسسات التربویة ال ذو همة عالی ة یعید إلیها مجدها العصر حتى تتمكن األمة من إیجاد جیل قادر فع

اوع من الباحثة بأهمیة هذا الموضوع وجدارته بالبحث زها بإذن اهللا تعالى ، واستشعار رغبت قد، وأنه ذو صلة بالواقع التربوي المعاش في المؤسسات التربویة المختلفة ف

مفهوم األمن الفكري ، وخصائصه ، وبعض األمور التي نع في الكتابةالباحثة ر النشء ، ثم التعرف على دور التربیة اإلسالمیة في تحقیقه وتعزیزه تؤثر على فك

.لدى الناشئة من خالل بعض مؤسساتها التربویة

:أهمیة الدراسة بیة في المجتمع اإلسالمي وتفشیهاإن وجود بعض المظاهر الثقافیة السل

حصینه ضد كل غفال دور التوعیة بأهمیة الحفاظ على الناشئ المسلم وتإلجة ینتفكر یحاول هدم عقیدته وقیمه األصیلة یجعل دراسة موضوع األمن الفكري من األهمیة بمكان إذ أن صالح الفكر وأمنه مما قد یشوبه من فساد كفیل بصالح الفرد

. المسلم وبالتالي المجتمع اإلسالميالفرد من الفكري لدى ال ریب أن تحقق األ: " وحول هذا المفهوم یورد الطالع

ا ا تلقائی لألمن في الجوانب األخرى كافة ، ذلك ألن العقل هو مناط القیادة یؤمن تحققالعلیا الواعیة الممیزة لدى اإلنسان وهو الجهة القیادیة الموكلة بكل أصناف األمن ذا فسدت فسد كل األخرى ، فإذا صلحت هذه القیادة صلح كل أفراد عائلة األمن ، وا

إن األمن الفكري : " ، ویقول الحیدر في هذا المعنى كذلك )١("من أفراد عائلة األا للفرد لما یمكن أن یهدد شخصیته اإلسالمیة وتكاملها مع محیطه یمثل تحصین

البیئي واالجتماعي الذي یعایشه ، ومن ثم فهو یعمل على درء األخطاء عن ذاته وعمن حوله ، بل یعمل األمن الفكري على تحصین النفس بالمبادئ األخالقیة

. )٢("والسلوكیة التي تعمل على حفظ هذه الشخصیة وحریتها ا ا ا من أهمیة األمن الفكري وأن له دور ي الطالع والحیدر جانب تضح من قول

في تحصین النفس بالمبادئ األخالقیة والحفاظ على الشخصیة ، وأن بفقدانه ینجرف مع أیة تیارات فكریة منحرفة كالدعوة إلى اإلباحیة أو الشیوعیة أو العلمانیة أو الفرد

ب ، إذ أن هذه التیارات المنحرفة یسهل علیها اللجوء إلى أعمال الشغب والتخریجذب أصحاب العقول الخربة التي فقدت شخصیتها وذلك من خالل فقدها للسیاج

ـ التمسك بكتاب اهللا وسنة نبیه صلى اهللا علیه وسلم ووزن األمور الفكري الحصینجاهدة الذي یقیها شر ذلك ، ولذا فإن المؤسسات التربویة یجب أن تعمل بمیزانهما ـ

اللحفا ا نقدی كسابهم حس یستطیعون عن طریقه وزن األمور ظ على عقول ناشئتها وا .والتمییز والفرز والتمحیص

:ویمكن إبراز أهمیة الدراسة فیما یلي ـ حاجة المیدان التربوي والثقافي إلى معرفة مفهوم األمن الفكري لمحاولة تحقیقه في ١

.المجتمع المسلم ــــــــــــــــــــــــــــ

مطابع السفراء ، الریاض ،. نحو أمن فكري إسالمي) : هـ ١٤١٩( ـ رضوان بن ظاهر الطالع ١ . ٢٠ص

. ٣٤١ص .مرجع سابق . المؤثرات الفكریةاألمن الفكري في مواجهة : الحیدرحیدر عبد الرحمن ـ ٢ .األمن الفكري لدى الناشئة كد وتبرز أهمیة التربیة اإلسالمیة في تعزیز ـ تؤ ٢

والسیطرة وكیف یمكن تفادیها، ـ تساعد في بیان المؤثرات السلبیة على فكر الناشئ ٣ ؟علیها

إضافة جدیدة ، ومساهمة بناءة في مجال الثقافة اإلسالمیة ةدراسهذه التكون قد ـ ٤ .تعرف بمدى أهمیة األمن الفكري وخطورة فقدانه

تعالى ـ المؤسسات التربویة ببعض التطبیقات التي تساعد على ـ تفید ـ بإذن اهللا٥ .تنمیة األمن الفكري لدى الناشئ

تمتد فوائد هذه الدراسة إلى المجتمع اإلسالمي من أجل المساهمة في تخریج قدـ ٦ناشئة من أبناء المسلمین تعتز بدینها ، وتحافظ على تمیزها واستقاللها الحضاري ،

.د أمام كل التحدیات الفكریة وتستطیع الصمو

:تساؤالت الدراسة ما مفهوم األمن الفكري في اإلسالم وما : لهذه الدراسة هو التساؤل الرئیس

هي أهم تطبیقاته التربویة ؟

:وتفرع من هذا التساؤل ، التساؤالت الفرعیة التالیة ـ ما مفهوم األمن الفكري ؟١ اإلسالم ؟ـ ما مفهوم األمن الفكري في ٢ ـ ما دور التربیة اإلسالمیة في تعزیز األمن الفكري ؟٣ ـ ما دور المؤسسات التربویة في المجتمع اإلسالمي في تعزیز األمن الفكري ٤

؟

:أهداف الدراسة :حاولت الباحثة من خالل الدراسة الوصول إلى تحقیق األهداف التالیة

.وخصائصه ومزایاه ـ توضیح مفهوم األمن الفكري وأهمیته١ . في اإلسالم وبیان مخاطر فقدانهاألمن الفكري هوم ـ الوقوف على مف٢ .ـ إبراز دور التربیة اإلسالمیة في تعزیز األمن الفكري ٣ .ـ بیان دور المؤسسات التربویة في تعزیز األمن الفكري ٤

:منهج الدراسة على جمع القائم المنهج " اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي وهو

.)١("المعلومات حول قضیة معینة لتفسیرها وتحلیلها والوقوف على جوانبها المختلفة جمع البیانات وتحلیلها واستخراج " والذي عرف كذلك بأنه المنهج الذي یعتمد على

االستنتاجات منها ذات الداللة والمغزى بالنسبة للموضوع أو المشكلة المطروحة . )٢("للبحث وقد قامت الباحثة بتوظیف هذا المنهج أثناء جمعها للمعلومات حول موضوع

والدوریات وما نشر في وسائل ، والمؤلفات ، العلمیة اتوالدراس، الدراسة من الوثائق الباحثة اإلعالم بهدف وصف وتوضیح مفهوم األمن الفكري وبیان أهمیته ، كما أن

لتربیة اإلسالمیة في تعزیز األمن الفكري استخدمت هذا المنهج للتعرف على دور ابراز الدور المطلوب من المؤسسات التربویة للعمل على تعزیزه لدى الناشئة .وا

:مصطلحات الدراسة اقتصرت الباحثة على بیان أهم المصطلحات في الدراسة دون اإلسهاب في

:شرحها ، حیث یأتي تفصیل ذلك في ثنایا البحث : )األمن الفكري (

النشاط والتدابیر المشتركة بین الدولة والمجتمع : " أنه بف األمن الفكري عر یالتجنیب األفراد والجماعات شوائب عق في انحراف دیة أو فكریة أو نفسیة تكون سبب

االسلوك واألفكار . )٣("لإلیقاع في المهالك واألخالق عن جادة الصواب أو سبب

هو حمایة عقول الناشئة من كل : وتقصد الباحثة بمصطلح األمن الفكري

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ة المصریة العامةمطابع الهیئ. البحث العلمي مناهجه وتقنیاته) : هـ ١٣٩٤( ر محمد زیان ــ عم ١ . ١٠١ـ ١٠٠للكتاب ، القاهرة ، ص

دار النهضة . مناهج البحث في التربیة وعلم النفس) : م ١٩٧٨( م ـ عبد الحمید جـابر ، أحمد كاظ ٢ . ١٣٦العربیة ، القاهرة ، ص

. ١٢العبیكان ، الریاض ، ص. األمن والتنمیة) : هـ ١٤١٣( ـ محمد محمد نصیر ٣ویؤدي إلى انحراف في ، فكر شائب ومعتقد خاطئ یتعارض مع تعالیم اإلسالم

.السلوك بعض المقترحات واألفكار التي یمكن : بالتطبیقات التربویةكما تقصد

توظیفها داخل المؤسسات التربویة بحیث تعمل على تعزیز األمن الفكري لدى الناشئة .

:الدراسات السابقة بعد البحث ، واستقصاء الدراسات السابقة حول موضوع البحث من خالل

ت الكبرى ، واستخدام الوسائل الحدیثة ـ كشبكة مراكز البحوث العلمیة ، والمكتبااالنترنت ـ لم تعثر الباحثة ـ في حدود علمها ـ على ما یتعلق بموضوع دراستها إال

:على الدراسات التالیة :الدراسة األولى

)١(.)األمن وأهمیته على ضوء القرآن ( : بعنوان :كالتالي أهداف الدراسة وقد كانت

نعم اهللا على خلقه ، وأن نعمة األمن نعمة من أجل هذه النعم ـ بیان بعض ١ .التي تكرم سبحانه بها على جمیع المخلوقات

ـ بیان أثر تطبیق الشریعة اإلسالمیة في حفظ األمن ونشره ، ثم تنعم من ٢ .یطبق أحكام هذا الدین بهذه النعمة الجلیلة

والمفاسد ، وبیان أن ذلك كله ـ بیان ما یترتب على فقدان األمن من الجرائم ٣ .ناشئ من عدم تطبیق شرع اهللا وسنة نبیه صلى اهللا علیه وسلم

ـ بیان أثر األمن في الرخاء المادي ، وبیان أثره في تقدم األمم ورقي ٤

.واقع بالدنا یظهر لنا صحة هذا القول فالشعوب ونهضتها وتطورها ، اإلنسان شل حركته ، وقید خطاه ـ بیان أثر الخوف ، وأنـه إذا سیطر على٥

ا، ولهذا نج ا كبیر على بمحاربة الخوف والقضاء د أن القرآن الكریم اهتم اهتمام فائقة وحرص كل الحرص على ل باألمن عنایة ـمصادره ، واعتنى في المقاب

ـ ــــــــــ ــــــــــــــــــ

رسالة دكتوراه . وأهمیته على ضوء القرآناألمن : )هـ ١٤١٠( ـ لؤلؤة بنت صالح بن حسین آل علي ١ . غیر منشورة ، مقدمة لقسم الدراسات اإلسالمیة ، تخصص تفسیر ، كلیة التربیة للبنات ، مكة المكرمة

.حیث برسوخ هذا یقضي على ذلك واستتبابه هصیانت :منهج الدراسة

.االستنباطي المنهج الوصفي والمنهج الباحثة في دراستها اتبعت :ومن أبرز النتائج التي توصلت إلیها الباحثة

ـ أن اإلسالم حرص كل الحرص على أمن المسلم على عقیدته الدینیة وقد ١ .والذب عن حیاضها ، والعمل على نشرها ، شرع من أجل ذلك القتال للدفاع عنها

والتمرد ، واالنشقاق ، ـ أن هذا الدین قد أمن الناس من االنقالبات العسكریة ٢ وذلك ، رم الخروج علیه ما دام أنه لم یظهر منه كفر بواحـوح، على الحاكم المسلم

والقضاء على ، واجتماع كلمة األمة ، ورأب الصدع ، حرصا منه على التئام الشمل .وسفك الدماء ، والقالقل ، ما یسبب إثارة الفتن

نظمة والقوانین التي وضعت من أجل ـ أن الدین اإلسالمي قد سبق جمیع األ٣ وأمن البیوت ، حفظ األمن وصیانته ، ویظهر ذلك من خالل عنایته باألمن الغذائي

غالق األبواب ، وما ، ار عند النوم ـوالمصانع ، حیث أمرت تعالیمه بإطفاء الن، وا إلى ذلك من قواعد أمنیة عامة تفرع عنها أنظمة وتعلیمات یزعم واضعوها أنهم همأول من انتبه إلیها ، بینما اإلسالم قد سبقهم بإرساء القاعدة األساسیة المتینة التي

.بنى علیها هؤالء واغترفوا من معینها ـ أن للعبادات المشروعة أثرا بارزا في حفظ األمن وقمع الجریمة ، حیث ٤

التي تربي هذه العبادات المسلم على حب الخیر ، وكف األذى ، ومكارم األخالق .تعتبر أقوى حاجز في وجه الجریمة

ـ أن الخوف غیر المحمود من أكبر األسباب في اضطراب الحیاة وخلق ٥

والعصبیة ، وتأخر األمة ، وأن عالج الخوف غیر ، واألزمات النفسیة ، المشكالت والثقة به التي هي ، المحمود هو الخوف المحمود ، وهو الخوف من اهللا سبحانه

.والسعادة في الدارین ، ن الوارفمصدر األم :عالقتها بالدراسة الحالیة

:تلتقي الدراسة الحالیة مع الدراسة السابقة في عدة نقاط منها ومرادفاته ، ومشتقاته في القرآن) األمن ( ن الدراستین تتبعت لفظ م ـ أن كال ١

.والسنة .المجتمع ـ كال الدراستین تطرقتا لبعض أسباب انهیار األمن في٢ .من الدراستین ذكرتا بعض أنواع األمن ـ كال ٣

:كما أن هناك أوجه اختالف بین الدراستین تتمثل فیما یلي أن الدراسة السابقة لم تتطرق لألمن الفكري الذي هو لب موضوع هذه الدراسة

.كما أنهـا لم تتعرض للناحیة التربویة بل اقتصرت على الناحیة الشرعیة فقط

:الدراسة الثانیة الدالالت التربویة لمفهوم األمن في القرآن الكریم والسنة النبویة ( :وان ـبعن

( .)١( :كالتالي أهداف الدراسة وقد كانت

ـ تهدف الدراسة إلى تأصیل الفكر التربوي المعاصر ورده إلى منبعه ١ األمنیة ومحاولة األصلي الكتاب والسنة وذلك عن طریق تلمس الدالالت التربویة

.صیاغتها في توجیهات تربویة ـ الوصول إلى أصول تربویة أمنیة تهدف إلى غرس مبدأ األمن في ذات ٢

.الفرد المسلم حتى یصلح في ذاته ویؤتمن على غیره .ـ وضع تصور إسالمي للتربیة األمنیة مستمد من الكتاب والسنة ٣ ن الشامل في حیاة المسلم في ـ إیضاح دور التربیة في غرس مفهوم األم٤

.ظل المنهج اإلسالمي :منهج الدراسة

.استخدم الباحث في دراسته المنهج االستنباطي :وخرج الباحث بالتوصیات التالیة

ـ االهتمام بالعقیدة االسالمیة وتنمیتها في نفوس الناشئة حتى یتحقق األمن ١

ـــــــــــــــــــــــــــــ الدالالت التربویة لمفهوم األمن في القرآن الكریم : )هـ ١٤١٤( حلفان أل عایش األسمري عبد اهللاـ ١

والمقارنة ، كلیة التربیة اإلسالمیة لقسم التربیة منشورة ، مقدمة ماجستیر غیررسالة . والسنة النبویة . بجامعة أم القرى ، مكة المكرمة

.للفرد المسلم بالجانب التطبیقي لألمن في حیاة التالمیذ وتوجیههم إلى إدراك ـ االهتمام ٢

.أهمیة األمن في حیاتهم العامة والخاصة عالمیة واجتماعیة ٣ ـ استخدام كل الوسائل المتاحة من مؤسسات تربویة وا

.وأمنیة في تحقیق األمن ونشر الثقافة األمنیة بین أفراد المجتمع :عالقتها بالدراسة الحالیة

التقت الدراسة الحالیة مع الدراسة السابقة في كون كال منهما تطرقتا لمفهوم ا لألمن أورد الباحث من ضمنها األمن األمن في اللغة واالصطالح ، وذكرتا أنواعا على تعریفه فقط ، كما أن الباحث ركز في دراسته على استنباط الفكري مقتصر

صوص القرآنیة ، وبعض األحادیث النبویة الدالالت التربویة األمنیة من بعض النالواردة في صحیح البخاري ومسلم ـ رحمهما اهللا ـ وذكر أهدافا للتربیة األمنیة على مستوى الفرد والجماعة والدولة وبهذا یظهر اختالف الدراسة السابقة عن الدراسة

خاصة به الحالیة إذ أنها لم تركز على األمن الفكري ، ولم تذكر تطبیقات تربویةإنما ذكر ضمن أنواع األمن فقط إال أن الدراسة الحالیة استفادت من الدراسة السابقة

.في بعض المراجع والموضوعات مثل تعریفات األمن وبعض أنواعه

:ة الدراسة الثالث )١(.)األمن الفكري في مواجهة المؤثرات الفكریة ( : بعنوان

:كالتالي أهداف الدراسة وقد كانت ـ إیضاح أن الفكر والحریة الفكریة تكفلت بهما دساتیر األمم ، بل إن ١

.الشریعة اإلسالمیة تؤكد تحریم المساس بهما أو انتهاكهما

ـ إیضاح ماهیة األمن الفكري مع إیضاح أهمیته في التصدي لكل ما یؤثر ٢ .على الفكر ویحرف مساره عن الصواب

.حقیق األمن الفكري ـ إیضاح إسهام أجهزة األمن في ت٣ ـ ــ ــــــــــــ ــــــــــــــــــ

رسالة دكتوراه . األمن الفكري في مواجهة المؤثرات الفكریة: )هـ ١٤٢٢( ـ حیدر عبد الرحمن الحیدر ١ .منشورة ، مقدمة في علوم الشرطة ، كلیة الدراسات اإلسالمیة بأكادیمیة الشرطة ، جمهوریة مصر العربیة

إیضاح دور األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حمایة أفكار األمة ـ ٤ .من التیارات والمذاهب الفكریة المنحرفة

ـ إبراز أهمیة وسائل اإلعالم في توجیه الرأي العام واستقرار األمن على ٥ .مستوى األفراد والجماعات

:منهج الدراسة .والمنهج الوصفي استخدم الباحث في دراسته المنهج االستنباطي

:وخرج الباحث بالتوصیات التالیة ـ العمل على تحصین الفكر بالعقیدة الصحیحة النابعة من الكتاب والسنة ١

.ألنها مناط األمن النفسي واالجتماعي والفكري ـ تربیة الناشئة على حریة الفكر وعدم القسر والضغط علیهم حتى ال یؤدي ٢

.إلى جمود فكرهم ـ إعداد المطبوعات والنشرات والتسجیالت التي تعمل على نشر الفضیلة ٣

.والتمسك باألخالق الحمیدة ودحض األكاذیب واالفتراءات التي تحاك ضد اإلسالم :عالقتها بالدراسة الحالیة

تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسة السابقة في تركیزها على األمن الفكري في ) األسرة ـ المدرسة ـ المسجد ـ اإلعالم ( دور المؤسسات التربویة اإلسالم وذكرها ل

وقد استفادت الدراسة الحالیة من بعض مجموعة من التطبیقات التربویة ل هاوذكر الموضوعات التي تطرق إلیها الباحث مثل أهمیة الفكر وبعض المؤثرات علیه ودور

.وسائل اإلعالم في تحقیق األمن الفكري

:ة بعار الدراسة ال

)١(. )وظیفة األسرة في تدعیم األمن الفكري ( : بعنوان : كالتالي أهداف الدراسةوقد كانت

.لى األسرة والتنشئة االجتماعیة عـ التعرف ١ .لى األمن الفكري عـ التعرف ٢

ـــــ ـــــــــــــــــــــــ ـ ـــ

بحث علمي منشور ، مجلة . تدعیم األمن الفكريوظیفة األسرة في : ) م ٢٠٠٤( ـ علي بن فایز الجحني ١ . ١٥٣، ص ٤، العدد ١٢الشرطي ، مجلد الفكر

.لى وظیفة األسرة في تدعیم األمن الفكري عـ التعرف ٣

لى أهمیة األسرة باعتبارها محضن التحصین من االنحرافات عـ التعرف ٤ .الفكریة یة السلیمة ، والبعد عن مخاطر بلى المبادئ األساسیة في التر عـ التعرف ٥

نحراف الفكري حتى ال یقع األطفال ضحیة جهل والدیهم ، ومن هنا تنبع أهمیة اال .البحث وأهدافه

:منهج الدراسة .استخدم الباحث المنهج الوصفي والتحلیلي

:ومن أهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة

أسالیب المعاملة التي تمارس علیهم ـ إن شخصیة الشباب تتشكل من خالل١ من قبل أسرهم ، وأن نوع المعاملة في المنزل تنعكس على شخصیة الفتى أو الفتاة ویالزمهما في سلوكهما ومستقبل أیامهما ، مما یقوي القول بأن األسرة تقوم بوظیفة

.بالغة األهمیة في تعزیز األمن الفكري أو اضطرابه

جه الخصوص والوالدین السائدة بین المراهقین على و ـ إن طبیعة العالقة ٢ ولیاتهم نحو وقایة جهل الكثیر من اآلباء واألمهات بمسؤ يسببه األساس تعاني مأزقا

نحرافات ، وغیاب الحوار واالستماع الجید بین الوالدین وأبنائهم الذین أبنائهم من االة قد یكون االنحراف یعیشون تحت سقف واحد مما أوجد اضطرابات سلوكیة متنوع

.الفكري في مقدمتها ، والزیغ، ـ أن التربیة المنزلیة الصالحة سد منیع أمام االنحراف الفكري ٣

...ة لحمایة االستقرار واألمن والتنمیة ـوالضالل ، ویتحول أفراد األسرة إلى دروع واقی

:عالقتها بالدراسة الحالیة ن الفكري فقط ، وبذلك تعتبر ي تدعیم األمتناولت هذه الدراسة وظیفة األسرة ف

ا من أجزاء الدراسة الحالیة إذا تناولت هذه الدراسة دور األسرة كمبحث من جزء .وبهذا یتضح الفرق بینهما .مباحثها وقد استفادت الدراسة الحالیة من بعض األسالیب التي قدمتها هذه الدراسة

.نحراف الفكري لألسرة لحمایة أبنائها من الوقوع في اال

:ة مساخالدراسة الدور األسرة التربوي في استتباب أمن الفرد والمجتمع من خالل ( : بعنوان

)١(.)التنشئة االجتماعیة والضبط االجتماعي :أهداف الدراسة

ـ التأكید على أهمیة األسرة كمؤسسة تربویة ودورها في التنشئة والضبط ١ .االجتماعي

.أهمیة األمن في حیاة الفرد والمجتمع ـ توضیح ٢ ـ إبراز دور األسرة من خالل التنشئة والضبط االجتماعي في تحقیق أمن ٣

.الفرد والمجتمع :منهج الدراسة

.في دراستها المنهج الوصفي استخدمت الباحثة :التي توصلت لها هذه الدراسة من أهم النتائج و

أن تتوافر فیه مجموعة من النظم والقواعد ـ إن المجتمع اإلنساني البد ١ .والقانونیة التي تلزم أفراد المجتمع االلتزام بها حتى یسود األمن واالستقرار، العرفیة وسهولة ، ومستجدات التقنیة، ـ إن المتغیرات المتسارعة وتحدیات العصر ٢

وانعكس ذلك على المجتمع فأحدثت تحوال ، االتصال أحدثت خلخلة في دور األسرة .واألدوار مما زلزل كیانها فظهر االنحراف والجنوح والجریمة ، في الوظائف

:عالقتها بالدراسة الحالیة اقتصرت هذه الدراسة على بیان دور األسرة وأهمیتها في استتباب األمن للفرد

تالف موضوع والمجتمع ولم تتطرق لألمن الفكري ، ومن هنا یظهر اخ

ــــــــــــــــــــــــــــ

دور األسرة التربوي في استتباب أمن الفرد والمجتمع من : ) هـ١٤٢٥( ـ عفاف بنت حسن الحسیني ١ رسالة دكتوراه غیر منشورة ، مقدمة لقسم التربیة. االجتماعیة والضبط االجتماعي خالل التنشئة .كلیة التربیة بجامعة أم القرى ، مكة المكرمة اإلسالمیة والمقارنة ،

األمن مؤسسات التربویة في تعزیز أن الدراسة الحالیة حاولت إبراز دور الالدراسة إذ .الفكري خاصة

:من خالل عرض الدراسات السابقة وعالقة كل منهما بالدراسة الحالیة تعزیز أمن الفرد أن بعض الدراسات السابقة قد تناولت دور األسرة في یتضح

) .الحسیني ( والمجتمع عموما مثل دراسة ا بینما تناولت دراسة أخرى وظیفة األسرة في تعزیز األمن الفكري خصوص

) .الجحني ( مثل دراسة كما تناولت دراسة أخرى دور هیئات األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

).الحیدر ( األمن الفكري مثل دراسة واألجهزة األمنیة ، ووسائل اإلعالم في تحقیقأهمیة األمن كمطلب من مطالب الحیاة ، ) آل علي ( كما تناولت دراسة

.وكیف أن اإلسالم جاء بكثیر من الشرائع لتوفیره وحمایته للناس كما تناولت دراسة أخرى الدالالت التربویة للمعاني األمنیة في بعض

( ویة ولم تبرز دور المؤسسات التربویة مثل دراسة النصوص القرآنیة واألحادیث النب ) .األسمري

وبالتالي تكون الدراسة الحالیة قد اختلفت عن الدراسات السابقة في عدة :أمور منها

ـ أن الدراسة الحالیة تناولت مفهوم األمن والفكر ، واألمن الفكري ، وأهمیة كل منهم ١. شارات السنة النبویة إلى األمن ـ تتبعت ورود لفظة األمن والفكر في٢ القرآن وا

.الفكري أما الدراسات السابقة لم تتعرض لذلك األسرة ، المدرسة ، : ( ـ أن الدراسة الحالیة تناولت دور المؤسسات التربویة التالیة ٣

.أما الدراسات السابقة فقد ذكرت دور األسرة واإلعالم فقط ) . المسجد ، اإلعالم

سة الحالیة بعض التطبیقات التربویة التي یمكن أن تفید تلك المؤسسات ـ قدمت الدرا٤ .التربویة

.ومن خالل ما تقدم تأمل الباحثة أن تكون قد أوضحت في خطتها معالم الدراسة