ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 ·...

200
ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﻓﺭﺤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺱ ﺴﻁﻴـﻑ- ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻟ ﺤﻘﻭﻕ ﻤﺫﻜـﺭﺓ ﻨﻴـل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴـﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻡ. ﺘﺨﺼﺹ: ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ. ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ: ﻤﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺔ: ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﺴﻘﻨﻲ ﻓﺎﻜﻴﺔ ﻤﻭﻴﺴﻲ ﺒﻠﻌﻴﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:1 - ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﺯﻭﺍﻭﻱ ﻤﻭﺴﻰ.......................................... ﺭﺌﻴﺴﺎ- ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﻤﻭﻴﺴﻲ ﺒﻠﻌﻴﺩ................................. . ﻤﺸﺭﻓﺎ ﻭﻤﻘﺭﺭﺍ2 3 - ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﺒﺭﻗﻭﻕ ﺴﺎﻟﻡ.................................. ﻋﻀﻭﺍ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ. ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ: 2009 / 2010 ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴـﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣـﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥUniversité Sétif2

Upload: others

Post on 08-Feb-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

-سطيـف–جامعـة فرحات عباس حقوقالكليـة

.القانون العـامفي ماجستيـرالنيـل شهادة لمذكـرة .حقوق اإلنسان والحريات األساسية: تخصص

بعنوان:

:الدكتورإشراف تحت : إعداد الطالبةمن بلعيدمويسيفاكيةسقني

لجنة المناقشة: أعضاء

رئيسا..........................................زواوي موسى: الدكتور-1مشرفا ومقررا..................................مويسي بلعيد: الدكتور- 2

.عضوا مناقشا..................................برقوق سالم: الدكتور-3

2009/2010: السنة الجامعية

التنميـة اإلنسانيـة املستدامـةوحقوق اإلنسان

Université Sétif2

Page 2: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

قائمـة المختصـرات:

PNUD: Programme Nations Unies Développement

IDH: Indicateur de Développement Humain.

SIDA/VIH: Syndrome Acquired Immuno Déficitaire Acquis/

Virus D'immunodéficience Humaine.

OP.CIT: Ouvrage Précédemment Cité

P: Page

Université Sétif2

Page 3: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

:اءـول األصفهاني في مقدمة معاجم األدبـيق

ر ـده، لو غي ـه إال قال يف غ ـاب يف يوم ـب إنسان كت ـإنين رأيت أنه ال يكت "

ان ـدم هذا لك ـن، ولو ق ـان يستحس ـن، ولو زيد هذا لك ـان أحس ـلك اهذ

.لــان أمجـرك هذا لكـل، ولو تـأفض

."رـة البشـص على مجلـالء النقـعلى استيل ـر، وهو دليـوهذا من أعظم العب

Université Sétif2

Page 4: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

إهداء

...رامـدي الكـى والـإل

...دينـل من ساعـى كـإل

...انـوق اإلنسـادي حبقـل من ينـى كـإل

...والتنمية باملعىن اإلنساين

Université Sétif2

Page 5: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

رــر وتقديــشك

أن وفقين بإرادته ومشيئته إىل إمتام هـذا البحـث -عز وجل -بداية فإنين أشكر اهللا علـى -بفضله وكرمه -مبدد من عنده، وأعانين –سبحانه -فلقد أمدين .املتواضع

.فله احلمد والشكر.املتواضعالبحث والدراسة حىت انتهيت من إعداد هذا البحثرواه " ( ال يشكر اهللا من ال يشكر الناس :" قا من قول رسول اهللا عليه السالم انطالو

.)والترميذي ،أبو داودري، ووافر ـشكأوال خبالصذا املقام أن أتوجهـي يف هـي ويشرفنـإنه يسعدنـف

علـى مـا "الدكتور مويسي بلعيـد " رفـي ألستاذي املش ـري واحترام ـتقدي.ومساعدةيل من وقتهخصص

ـ ـعلى مـسامهته ي األفاضل ـبقية أساتذت ر ـكما أشك ي وعلـى ـم يف تكوين.رـم الكبيـجهده

.يـام بصورة ما يف مساعدتـر كل من كان له إسهـكما أشك

. زاءـر اجلـع عين خيـزى اهللا اجلميـج

Université Sétif2

Page 6: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

ياتفهـرس المحتو

180

المحتويات فهــرسالصفحة

داءـإه-شكر وتقدير-

X-I .............................................................................مقدمـة عامـة-

56-1:من التنمية اإلقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة:الفصل األول

2...................كحق من حقوق اإلنسان التنمية احلق يف قتصادية إىل من التنمية اإل:املبحث األول

2...................................وحقوق اإلنسانتنمية اإلقتصاديةاإلطار املفاهيمي لل:املطلب األول

3..........................................................مفهوم التنمية اإلقتصادية:الفرع األول

3............................................................ةاإلقتصاديالتنمية تعريف: أوال

5..........................................................التنمية اإلقتصاديةخصائص:ثانيا

6............................................................ق اإلنسانمفهوم حقو:الفرع الثاين

7...............................................................حقوق اإلنسانتعريف: أوال

9.......................................................:.....حقوق اإلنسانخصائص : ثانيا

11....................................عن حقوق اإلنسانةانفصال التنمية اإلقتصادي: الفرع الثالث

13.....................حنو التجسيد القانوين للتنمية اإلقتصادية كحق من حقوق اإلنسان:املطلب الثاين

13.......................................1986ان قبل إعالن التنمية وحقوق اإلنس:الفرع األول

14.....................................1986حق اإلنسان يف التنمية بصدور إعالن : الثاينالفرع

17..........................................من احلق يف التنمية إىل التنمية اإلنسانية:املبحث الثاين

17................................قتصاديةاملفاهيم اليت أضفت البعد اإلنساين للتنمية اإل: املطلب األول

18..............................................................احلاجات اإلنسانية: الفرع األول

20..............................................................الرأس املال البشري:الفرع الثاين

21.................................................................املوارد البشرية:الفرع الثالث

22....................وحقوق اإلنساناإلعالنات واملؤمترات الدولية املتعلقة بالتنميةأهم :يناملطلب الثا

Université Sétif2

Page 7: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

ياتفهـرس المحتو

181

23...............................................1993إعالن وبرنامج مؤمتر فيينا :األولالفرع

26....................................................................عالن األلفيةإ:الفرع الثاين

28...................................اإلنسانية املستدامةاإلنسانية إىل التنميةةمن التنمي:لثاملبحث الثا

28..................................................مفهوم ومؤشرات التنمية اإلنسانية:املطلب األول

حقوق والتنمية اإلنسانيةبني اإلنسانيةاحلرية والكرامة، اإلنسان: مفهوم التنمية اإلنسانية:الفرع األول29.................................................................................................اإلنسان

29.................................وحقوق اإلنسانتنمية اإلنسانيةحمورية اإلنسان بني ال: أوال

30..................وحقوق اإلنسانالتنمية اإلنسانيةني ة اإلنسانية بوالكرامحمورية احلرية :ثانيا

32.........................................................مؤشرات التنمية اإلنسانية: الفرع الثاين

33.................................................املؤشرات األساسية للتنمية اإلنسانية:أوال

34.................................................املؤشرات التكميلية للتنمية اإلنسانية:ثانيا

35........................وضع احلقوق واحلريات كمؤشر لقياس التنمية اإلنسانيةصعوبة:ثالثا

38..................وارتباطها حبقوق األجيال والبيئةستدامة التنمية اإلنسانيةاالجتاه حنو ا:املطلب الثاين

38.............................................................مفهوم االستدامةتبين : األولالفرع

40.............................................................املستدامةتعريف التنمية : أوال

40...............................................................أبعاد التنمية املستدامة: ثانيا

41....................................مبدأ العاملية بني التنمية املستدامة وحقوق اإلنسان: الفرع الثاين

41...................................عتراف مبطالب احلياة أساس التنمية املستدامةاملية اإلع:أوال

42.....................مبدأ العاملية من أهم املبادئ األساسية اليت تقوم عليها حقوق اإلنسان:ثانيا

وعالقتها مبفهومي اإلنسانن منظور حقوقملتنمية اإلنسانية املستدامةلمجايل اإلتصور ال: ثالثملطلب الا43...............................................................................احلكم الراشد والدميقراطية

44...........لتنمية اإلنسانية املستدامةعملية الأساسي هدفالتمكني من حقوق اإلنسان :لفرع األولا

47........قوق اإلنسانحلاملبادئ األساسية مؤسسة على التنمية اإلنسانية املستدامةعناصر :ثاينالفرع ال

49..........................التركيز على احلقوقاالنتقال من التركيز على احلاجات إىل:الفرع الثالث

Université Sétif2

Page 8: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

ياتفهـرس المحتو

182

50..................والدميقراطيةم الراشداحلكيفهوممبالتنمية اإلنسانية املستدامةعالقة:الفرع الرابع

51...................................حلكم الراشدافهوم ة التنمية اإلنسانية املستدامة مبعالق: أوال

53......................................الدميقراطيةفهوم عالقة التنمية اإلنسانية املستدامة مب: اثاني

55.............................................................................خالصة الفصل األول

105-57:قوق اإلنسانللتمكني واالنتفاع حبالتنمية اإلنسانية املستدامةشروط :الفصل الثاين

57...............................................................................مقدمة الفصل الثاين

58..............................شروط متكني التنمية اإلنسانية املستدامة حلقوق اإلنسان:ملبحث األولا

58....................................................ةاإلنسانيتوسيع جمالية القدرات:املطلب األول

58....................................................تنمية القدرات اإلنسانيةبناء و: الفرع األول

60...................................لتوظيف القدرات اإلنسانيةةإتاحة الفرص الالزم:الفرع الثاين60.................سبة هلااملناةوالربامج التنمويووضع السياسات اتاملؤسسنوعية تطوير :أوال

62..........................................ضمان الوصول إىل املوارد املتاحة يف اتمع:ثانيا

63..........................حقوق اإلنسانمن تمكني للأساس كاحلرية إعمال مبدأ: الفرع الثالث

65...................................................................قراطيةحتقيق الدمي:يناملطلب الثا66.......................................املشاركةللتمكني منكشرط ةالدميقراطي:الفرع األول66....................................................من املشاركةمتكني األقليات:أوال67........................................................متكني املرأة من املشاركة:ثانيا69......................................................متكني الفقراء من املشاركة:ثالثا70....................إدارة الصراعاتوستقراراالاألمن وتحقيق كشرط لالدميقراطية :الفرع الثاين70...............القانونحكم احملاسبة، واملساءلة، وسيادة الدميقراطية كشرط لتفعيل : الفرع الرابع

73......................نميةلتليئة البيئة التمكينية يف غري دولية احلكم الراشدفواعل: ثالثالاملطلب 73........................................................................الدولة: لفرع األولا

76................................................................اخلاصعالقطا: الفرع الثاين.................................................................78تمع املدينا:الفرع الثالث

79.....................نتفاع حبقوق اإلنسانلالالتنمية اإلنسانية املستدامةحتقيقشروط : لثايناملبحث ا

Université Sétif2

Page 9: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

ياتفهـرس المحتو

183

80.....................ستدامةاليت تقوم عليها التنمية اإلنسانية املاألساسيةملبادئاتفعيل :األولملطلب ا80................................................وعدم التمييزيف الفرص املساواة:لفرع األولا

82......................................................................املشاركة:الفرع الثاين84............................................................العدالة اإلجتماعية:الفرع الثالث

86............................................اإلجتماعية بني األجيال احلاليةالعدالة :أوال86.............................................احلالية واملستقبليةالعدالة بني األجيال:ثانيا

87.............حبقوق اإلنساناالنتفاعدى كقياس ملاإلنسانية لتنمية األساسية لملؤشراتا:يناملطلب الثا87.......جتماعيةقتصادية واإلمرتبطة باحلقوق اإلللتنمية اإلنسانية املؤشرات األساسية : الفرع األول89..............................املستدامةاإلحصائي ملؤشرات التنمية اإلنسانيةالدور:الفرع الثاين

93..........قوق اإلنسانكفرص للوصول إىل االنتفاع حبأللفيةاإلمنائية لاألهدافحتقيق:لثالثاملطلب ا93.................................قوق اإلنسانحللأللفيةاألهداف اإلمنائية إغفال : الفرع األول95.........................أهم األهداف اإلمنائية لأللفية وأثرها على حقوق اإلنسان:الفرع الثاين

96.........................................................القضاء على الفقر واجلوع:أوال98........................................)متكني املرأة( -اجلندر–ساواة بني اجلنسني امل:ياثان99........................................-محاية البيئة وإعادة جتديدها-االستدامة البيئية:اثالث100...........................-السيدا/اإليدز–مكافحة فريوس نقص املناعة املكتسب :ارابع

102............................................................................خالصة الفصل الثاين

: اإلنساناليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسانية املستدامة التنمية معوقات :الفصل الثالث106-148

106............................................................................ثالثمقدمة الفصل ال

107..........................حقوق اإلنسانمن التنمية اليت حتول دون متكني عوقات امل:املبحث األول

107........................................غياب الدميقراطية وضعف اتمع املدين:ولاملطلب األ108.....................................................الدميقراطيةغياب :الفرع األول111...................................................ضعف اتمع املدين:الفرع الثاين

113.....................................................ألقلياتميش املرأة وا: املطلب الثاين.........................................................114ميش املرأة:الفرع األول.......................................................117ميش األقليات:الفرع الثاين

119..آليات محايتهابمستوى التعليم والثقافة ونقص الوعي حبقوق اإلنسان وضعف:املطلب الثالث

Université Sétif2

Page 10: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

ياتفهـرس المحتو

184

119........................................ضعف مستوى التعليم والثقافة: الفرع األول

122..........................نقص الوعي حبقوق اإلنسان وبآليات محايتها:الفرع الثاين

126......................حبقوق اإلنسانالنتفاع حتقيق التنمية لاليت حتول دون عوقات امل: ثايناملبحث ال126..............................................................الفساد والفقر: املطلب األول

127.............................................................سادالف: ولالفرع األ130................................................................قرالف: الفرع الثاين

133.............................................املديونية ونقص املعونة واخنفاضها: يناملطلب الثا133.............................................................املديونية:لفرع األولا

135...............................................واخنفاضهانقص املعونة:الفرع الثاين138...................................باإلنفاق العسكري والصراعات واحلرو: ثالثاملطلب ال

138...................................................اإلنفاق العسكري:الفرع األول139.................................................الصراعات واحلروب:الفرع الثاين

141..................والتدهور البيئي واألمراض واألوبئة املعديةالكوارث الطبيعية : الرابعاملطلب 142...................................................الكوارث الطبيعية:الفرع األول143..............................)استرتاف املوارد الطبيعية(التدهور البيئي:الفرع الثاين

146.............................................األمراض واألوبئة املعدية: الفرع الثالث147...........................................................................خالصة الفصل الثالث

153-149.... ...................................................................خامتـة-

179-154................................................................قائمة املراجـع-

184-180.............................................................احملتوياتفهـرس-

Université Sétif2

Page 11: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

154

:قائمة المراجع

:باللغة العربية: أوال

:تبـالك/ 1

جمد املؤسسة ،التنمية يف الفكر اإلسالمي مفاهيم، عطاءات، معوقات، أساليب، إبراهيم حسنيالعسل/01.2006طبعة األوىلبريوت، اجلامعية للدراسات والنشر و التوزيع،

، املكتب اجلامعي احلديث، سان، نظرة إجتماعيةالتنمية وحقوق اإلن، إبراهيمأبو احلسن عبد املوجود/02.2006طبعة،اإلسكندرية

، مؤسسة أم القرى -أول دليل عريب للتنمية واملوارد البشرية-دليل إدارة املوارد البشرية، إبراهيمالديب/03.2006طبعةبدون مكان النشر، للترمجة والنشر والتوزيع،

، دار اجلامعة اجلديدة للنشر، اإلسكندرية، طبعـة ره الشرعية والقانونية اإليدز وآثا أمحد حممد لطفي أمحد، / 042005.

، دار الفكر، دمشق، ودار الفكر حقوق اإلنسان يف الوطن العريبأمحد، عدنان السيد حسني، الرشيدي/ 05.2002املعاصر، بريوت، الطبعة األوىل

بدون مكان ، مكتبة الشروق الدولية، ية والتطبيقحقوق اإلنسان، دراسة مقارنة يف النظر، أمحدالرشيدي/ 06.2003طبعة األوىل النشر،

، دار الشروق، القاهرة، الطبعة التنمية يف عامل متغري، دراسة يف مفهوم التنمية ومؤشرااإبراهيم ، العيسوي/ 07.2000األوىل

، مركز دراسات الوحدة ين وموانع التمكنيجدلية ج التنمية البشرية املستدامة منابع التكوباسل، البستاين/ 08.2009بريوت، الطبعة األوىل، جوان العربية،

، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، األردن، حقوق اإلنسان وحرياته األساسيةالطعيمات هاين سليمان، / 09.2003الطبعة األوىل

، الوضعيبني النظام املايل اإلسالمي والنظام املايلدور املوارد البشرية يف متويل التنميةاجلمل هشام مصطفى، / 10. 2007دراسة مقارنة، دار الفكر اجلامعي، اإلسكندرية، الطبعة األوىل

حبوث -، منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلداريةوتطبيقاتاحلكمانية، قضاياالكايد زهري عبد الكرمي، / 11.2003طبعة ، القاهرة، مصر،-ودراسات

، مركز دراسات الوحدة -االجتاهات احلديثة يف دراستها–النظم السياسية العربية إبراهيم حسنني توفيق، / 12.2005العربية الطبعة األوىل، بريوت، لبنان، طبعة مارس

Université Sétif2

Page 12: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

155

، إشراف مازن العوملة ومستقبل الدور اإلقتصادي للدولة يف العامل الثالثالزبيدي حسن لطيف كاظم، / 13.2002راضي، دار الكتاب اجلامعي، العني، الطبعة األوىل عيسى الشيخ

حماولة إلستباق التغري العاملي يف ظل منهجية : الدولة والتنمية يف الوطن العريبالزبيدي حسن لطيف كاظم، / 14.2007، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل التحليل املستقبلي

، دار الفكر العريب،السياسة اإلجتماعية يف إطار املتغريات العاملية اجلديدةالسروجي طلعت مصطفى، / 15.2004الطبعة األوىل القاهرة،

.2004، األهلية للنشر والتوزيع، األردن، الطبعة األوىلمبادئ التلوث البيئيالتميمي كامل مهدي، /16، دار صـفاء للنـشر ئ علم االقتـصاد مبادالفتالوي كامل عالوي كاظم، حسن لطيف كاظم الزبيدي، / 17

.2009التوزيع، عمان، الطبعة األوىل

، منشورات أكادميية الدراسات العليا، طرابلس، التحديث والتحضري والتنمية البشريةمصطفى عمر، التري/ 18.2005الطبعة األوىل

.2007سكندرية، الطبعة األوىل ، دار الفكر اجلامعي، اإلالعالقات الدولية املعاصرةأبو عامود حممد سعد، / 19، دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، اإلدارة اإلستراتيجية وتنمية املوارد البشريةأمحد حممد مسري، / 20

. 2009األردن، الطبعة األوىل امعيـة، ، دار املطبوعـات اجل -املنظمات الدولية -حق املساواة يف القانون الدويل املغريب حممد مصطفى، / 21

.2007اإلسكندرية، طبعةاملعمري مدهش حممد أمحد عبد اهللا، احلماية القانونية حلقوق اإلنسان، يف ضوء أحكام القـانون الـدويل / 22

.2007والشريعة اإلسالمية، دراسة مقارنة، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، طبعة، املؤسسة اجلامعية للدراسـات والنـشر -رؤية إسالمية –املرأة يف منظومة األمم املتحدة القاطرجي ى، / 23

.2006الطبعة األوىل ، والتوزيع، بريوت، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، طبعة موسوعة القانون الدويل، حقوق اإلنسانالفتالوي سهيل حسني، /24

.2007األوىل، اإلصدار األول املالمح العامة إلستراجتية التنمية يف إطار احتاد : بديلة للتنمية الشاملةحنو إستراجتية الكواري علي خليفة، / 25

، مركز دراسات الوحدة العربية ، بريوت، لبنان ، الطبعة أقطار جملس التعاون وتكاملها مع بقية األقطار العربية.1986الثانية

ة، دار قترحة مع إشارة إىل البلدان العربيالتنمية اإلقتصادية، املشكالت، والسياسات املاألمني عبد الوهاب، / 26.2000حافظ للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، جدة، الطبعة األوىل

Université Sétif2

Page 13: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

156

حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ودور شرعية الدباس علي حممد صاحل، أبو زيد علي عليان حممد، / 27توازن بني حقوق اإلنسان وحرياته، وأمن اتمع تشريعيا لتحقيق الدراسة حتليلية: اإلجراءات الشرطية يف تعزيزها

.2005، دار الثقافة للنشر والتوزيع، األردن، طبعة وفقها وقضاء ا

، حقوق اإلنسان وحرياته األساسية يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعيالراجحي صاحل بن عبد اهللا، / 28.2004األوىلطبعة ال، الرياضمكتبة العبيكان،

ترمجة سعيد احلسنية، ،."كيف يصبح األثرياء أكثر ثراءا والفقراء أكثر فقرا: "خماطر العوملةإسحاق روبرت، /29.2005الدار العربية للعلوم، بريوت، الطبعة األوىل

، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، اخلوصصة والتصحيحات اهليكلية آراء واجتاهاتاملوسوي ضياء جميد، / 30. 1995طبعة ، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، طبعة احلداثة واهليمنة اإلقتصادية، ومعوقات التنميةضياء جميد، املوسوي/31

2004.، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، الوجيز يف حقوق اإلنسان وحرياته األساسيةالصباريين غازي حسن، / 32

.1997عمان، الطبعة الثانية

.1986، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بريوت، لبنان، طبعة التنمية اإلقتصاديةبكري كمال، / 33، ترمجة أمحد أمني اجلمل، اجلمعية املصرية نشأة وتطور حقوق اإلنسان الدولية الرؤىجوردون لورين بول، / 34

.2000لنشر املعرفة والثقافة العاملية، القاهرة، الطبعة العربية األوىل املعهد ، تطوير القدرات وتعظيم اإلستفادة منها يف الوطن العريب-التنمية البشريةجالل الدين حممد العوض، / 35

.1993طبعة مارس العريب للتخطيط، الكويت،

، ترمجة مبارك علي عثمان، مراجعة حممد نور والتطبيقالنظريةبنيالعامليةاإلنسانحقوقدونللي جاك، / 36.1998األوىلالعربية طبعة القاهرة، الالناشر املكتبة األكادميية، فرحات ،

، تعريب أدهم شاكر استراجتيات اجليل القادم يف عصر العوملة: عامل حمفوف باملخاطرهايرت دانيال مارك، / 37.2002الطبعة األوىل لسنة الرياض، اململكة العربية السعودية، عظيمة، مكتبة العبيكان،

، األهلية للنشر، عمان، طبعة العامل ليس للبيع، خماطر العوملة على التنمية املستدامةم باتر حممد علي، ورد/ 382003.

.2003األهلية للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل،العوملة ومستقبل األرضوردم باتر حممد علي، / 39

طرس بطرس غايل، تقدمي حممد جباوي، مكتبة لبنان ، تصدير باحلماية الدولية حلقوق اإلنسانزانغي كلوديو، / 40. 2006ناشرون، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل

Université Sétif2

Page 14: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

157

-اإلطار املؤسسي-األساس القاعدي-محاية حقوق اإلنسان يف إطار األمم املتحدةزنايت عصام حممد أمحد، / 41.2001، الناشر دار النهضة العربية، القاهرة، طبعة آليات املتابعة واملراقبة

، املكتب التنمية واتمع، مدخل نظري لدراسة اتمعات احملليةطلعت حممود منال، ،مسعد الفاروقمحودة/ 42.2001اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، طبعة

.2004، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، طبعة علم إجتماع التنميةحفظي إحسان، / 43، اللجنة -حالة البلدان العربية-ية املستدامة، ودور املنظمات غري احلكوميةالتنمية البشرمحزة نبيلة، / 44

-األمم املتحدة-)12(، سلسلة دراسات التنمية البشرية رقم)اإلسكوا ( اإلقتصادية واإلجتماعية لغريب آسيا.1999نيويورك، طبعة

، دار رث ، األسس النظرية والتطبيقيةإدارة املخاطر و الكواحريز سامي حممد هشام، عبوي زيد منري، /45.2008الطبعة األوىل بدون مكان النشر، الراية للنشر والتوزيع،

، -األحوال والبيئة الثقافية–مقاالت يف التنمية البشرية العربية-6-دراسات يف التربية والثقافة، عمارحامد/ 46.1998، ة األوىلطبعمدينة نصر، القاهرة، مكتبة الدار العربية للكتاب،

رؤية -التعليم والثقافة-يف التنمية البشرية وتعليم املستقبل-7-دراسات يف التربية والثقافة، عمارحامد/ 47.1999طبعة األوىلمدينة نصر، القاهرة، ، للكتاب، مكتبة الدار العربيةمعيارية

، دار الكندي للنشر التشريع الوضعيوحقوق اإلنسان بني الفكر اإلسالميطشطوش هايل عبد املوىل، / 48.2007طبعة األردن، والتوزيع،

، دار الغرب للنشر اتمع املدين ومحاية البيئة، دور اجلمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقاباتحيىي وناس، / 49.2004طبعة بدون مكان النشر، والتوزيع،

، دار الوفاء الدنيا للطباعة والنشر، وامتداداا املعاصرةمرجعيات الفكر التنموييونس عبد الزهرة فيصل، / 50.2002اإلسكندرية، طبعة

، الناشر الشركة العاملية للكتاب، من وهم التحرر اإلقتصادي إىل جمتمع بديلةحتديات التنميالتوش سريج، /51.2007بريوت، لبنان، الطبعة األوىل

.2005دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل ، قتصاد الكليحتليل اإلمعروف هوشيار، / 52

، ترمجة اء شاهني، الدار الدولية لالستثمارات الثقافية، مصر، مبادئ التنمية املستدامة،موسشيت دوجالس/ 53.2000الطبعة األوىل

ية للكتاب، الطبعة ، مركز اإلسكندر)دراسة حتليلية مقارنة( دور الدولة يف ظل العوملةمسعد حمىي حممد، / 54.2004األوىل

Université Sétif2

Page 15: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

158

، جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، لبنان، دميقراطية عصر العوملةمراد علي عباس، / 55.2007الطبعة األوىل

النمو مع املساواة، هدف السياسة اإلقتـصادية للقـرن ليتان، . نيل بايلي مارتن، جارى بريتلس، روبرت إ /56.1996، ترمجة حممد فتحي صقر، مركز األهرام للترمجة والنشر، القاهرة، الطبعة األوىل مالقاد

، ضمانات حقوق اإلنسان ومحايتها وفقا للقانون الدويل والتشريع الوطينناصر الدين نبيل عبد الرمحن، / 57. 2008اإلسكندرية، طبعة -املكتب اجلامعي احلديث، األزاريطية

، ترمجة -ايري الشعوبصحدود السيادة، حقوق اإلنسان ، تقرير م-النظام العاملي اجلديد ر، سيلرز مورمت/58.2001صادق إبراهيم عودة ، دار الفارس للنشر و التوزيع ، عمان األردن ، الطبعة األوىل

، دار الشروق، )رينظرات يف عامل متغ( العامل اجلديد بني االقتصاد والسياسة والقانونسرور أمحد فتحي، / 59.2005القاهرة، الطبعة الثانية

طبعة بدون مكان النشر، ، اإلرهاب و اجلرمية املنظمة، التجرمي وسبل املواجهةسليمان إبراهيم مصطفى، / 602006.

املؤسسة الوطنية للكتاب، ديوانالقانون الدويل للتنمية، دراسة يف النظرية والتطبيق،سعد اهللا عمر إمساعيل،/ 61.1990املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، طبعة

، ديوان املطبوعات اجلامعية، حقوق اإلنسان وحقوق الشعوب، العالقة واملستجدات القانونيةسعد اهللا عمر، / 62.2005اجلزائر، طبعة

لتنمية دراسات يف ا: العوملة والدولة و الوطن واتمع العاملي،علي أمحدالطراح،سنو غسان منري محزة/ 63.2002، دار النهضة العربية، بريوت، طبعة واالجتماع املدين يف ظل اهليمنة االقتصادية العاملية

دراسات يف آثار : التنمية البشرية يف اتمعات النامية واملتحولةعلي أمحد، الطراح،سنو غسان منري محزة/ 64.2004لبنان، الطبعة األوىل ، دار النهضة العربية، بريوت، العوملة والتحوالت العاملية

.2007، طبعة ، األزاريطة، دار اجلامعة اجلديدةمبادئ اقتصاديات املوارد والبيئةعطية ناصف إميان، / 65.2008، طبعة األزاريطة، دار اجلامعة اجلديدة، النظرية االقتصادية الكليةعطية ناصف إميان، / 66

، ترمجة تقرير البنك الدويل، عن حبوث بناء إقتصاد عاملي شامل: العوملة، والنمو والفقرعبد اهللا هشام، / 67.2003الطبعة األوىلبدون مكان النشر، السياسات، املؤسسة العربية للدراسات والنشر،

، ترمجة إدماج النوع االجتماعي يف التنمية من خالل املساواة يف احلقوق، واملوارد، والرأيعبد اهللا هشام، / 68بدون مكان لدويل، عن حبوث السياسات، دراسات إجتماع، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، تقرير البنك ا

.2004الطبعة العربية األوىل، النشر،

Université Sétif2

Page 16: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

159

، دار جمدالوي للتوزيع والنشر، عمان، األردن، بني التطبيق والضياع : حقوق اإلنسان عمار حممود إمساعيل، / 69.2002طبعة ، اجلزء الثاين، دار القانون الدويل حلقوق اإلنسان، احلقوق احملمية وسى حممد خليل، علوان حممد يوسف، امل / 70

.2007الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل، اإلصدار األول ، اجلـزء القانون الدويل حلقوق اإلنسان، املصادر ووسائل الرقابة علوان حممد يوسف، املوسى حممد خليل، / 71

.2005ثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل، اإلصدار األول األول، دار ال72/ عدون ناصر دادي ، إدارة املوارد البشرية والسلوك التنظيمي، دراسة نظرية وتطبيقية ، دار احملمدية العامـة

.2004ةاجلزائر، طبع

.2003، دار طيبة للنشر والتوزيع، والتجهيزات العلمية، القاهرة، طبعة والدولة..التنمية عالم سعد طه ، / 37

ة، دار املعرفة إقتصاديات املوارد البيئيعلي عبد ربه حممد عبد الكرمي، غزالن حممد عزت حممد إبراهيم، / 74.2000طبعة األزاريطة، اجلامعية،

، الناشر الدار اجلامعية، اإلسكندرية، طبعة اجتاهات حديثة يف التنميةعطية عبد القادر حممد عبد القادر، / 752000.

.2002، دار األهلية للنشر والتوزيع، عمان، األردن، الطبعة األوىل النفايات اخلطرة والبيئةعنانزة خالد، / 76.2009ر نور اإلسالم للطباعة والنشر، القاهرة، طبعة دا،، التنمية اإلقتصاديةعبيدو خالد/ 77، ترمجة تانيا بشارة، دار الساقي، بريوت القوة الثالثة، املؤسسات العاملية عرب احلدود القوميةفلوريين آن، / 78

.2005لبنان، الطبعة األوىل سلسلة اإلقتصاد ،اإلسالميةاحلاجات البشرية، مدخل إىل النظرية اإلقتصاديةفرحان مرعي حممد البشري، / 79

.2001دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث، ديب، الطبعة األوىل ) 1(اإلسالمي ، ترمحة حممد اخلويل، عمر األيويب، البحث عن دميقراطية عربية اخلطاب واخلطاب املقابلصديقي العريب، /80

.2007الطبعة ، بريوت،مركز دراسات الوحدة العربية، طبعة األوىل

، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، طبعة اإلطراد والبيئة ومداواة البطالةصاحل األشوح زينب، /812003.

دار ،جمتمع الفقراء واحملرومني..اتمع اآلخروعوملة الفقر إمساعيل، بلقاسم سالطنية، علي غريب، قرية / 82.2003طبعةئر،اجلزاالفجر للنشر والتوزيع،

ترمجة فؤاد سروجي، األهلية ،)األسباب و العواقب و اإلصالح ( الفساد و احلكم روز أكرمان سوزان، / 83. 2003للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل لسنة

ة، ، ترمجة شحادة احلوشان، منشورات وزارة الثقافمن التنمية اإلقتصادية إىل النمو البشريروبان جاك، / 84.1977واإلرشاد القومي، دمشق، طبعة

Université Sétif2

Page 17: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

160

، دار املناهج للنشر والتوزيع، عمان، األردن، )العلم والعمل(إدارة التنمية حممد يوسف، ،شحادة حلمي/ 85.2001الطبعة األوىل

أهم : ةالنظام اجلديد للتجارة العاملي-نظرية التجارة الدولية( ، اإلقتصاد الدويل املعاصر شهاب جمدي حممود / 86.2007دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، الطبعة .)مشكالت اإلقتصاد الدويل املعاصر

، دار املريخ التنمية اإلقتصاديةتودارو ميشيل، تعريف ومراجعة حممود حسن حسين، حممود حامد حممود، / 87.2006للنشر، الرياض، طبعة

،دراسة حتليلية ملبادرة النيباد: الرشيد والتنمية يف إفريقيااحلكم توفيق راوية، تقدمي السيد مصطفى كامل، / 88.2005معهد البحوث والدراسات األفريقية، مشروع دعم التكامل األفريقي، القاهرة، الطبعة األوىل

.1998طبعة اجلزائر، املطبوعات اجلامعية، ن، ديواحصيلة القانون الدويل للتنميةأمحد، خروع / 89

، دار املنهل اللبناين، بريوت، لبنان، إقتصاديات الدول العربية وحتديات التنمية، رؤية جديدةعادل،خليفة/90.1996الطبعة األوىل

، املكتب اجلامعي احلديث، )حتليل نقدي( التنمية البشرية وقضاياها النظرية واملنهجية خليفة حمروس، / 91.2003اإلسكندرية، طبعة

.2004، دار جمدالوي، عمان، طبعة لة والتنمية يف إطار العوملةالدومخش حممد الدين، / 92

، دار صفاء التنمية املستدمية، فلسفتها وأساليب ختطيطها وأدوات قياسهاعثمان حممد، ماجدة أبو زنط، غنيم / 93.2007والتوزيع، عمان، الطبعة األوىلللنشر

:والمعاجمالموسـوعات-2

بدون مكان ، موسوعة عاملية خمتصرة، األهايل للطباعة والنشر والتوزيع، ق اإلنساناإلمعان يف حقومناع هيثم،/ 1.2000طبعة النشر،

املنسق العـام ، الد األول، مقدمة عامة، املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة مصطفى، طلبة / 2ـ و اليونسكو منظمة تفاق مع الدار العربية للعلوم ناشرون مبوجب ا للموسوعة إلياس بيضون، العربيـة ةاألكادميي

.2006الطبعة األوىلبدون مكان النشر، للعلوم، ، دار الكتب العلمية، بريوت، طبعة سنة للغة العربيةاملعتمدمعجم إميل، يعقوبجرجي شاهني، إشرافعطية / 3

2007..2003وت، الطبعة األربعونبري،، طبعة جديدة منقحة، دار املشرقاملنجد يف اللغة واألعالم/ 4

Université Sétif2

Page 18: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

161

:اتـوالدراساالتـالمق-3

، 2002، سنة 283العدد جملة املستقبل العريب، "واملقياس،التنمية اإلنسانية املفهوم"نادر، فرجاين/ 1.84-65الصفحات

، 2003سبتمرب538، العدد جملة العريب، "التنمية حق من حقوق اإلنسان"الدين،د مجال ـأمحموسى / 2.41-36الصفحات

/ 36، السنة التاسعة العددجملة الرواق العريب، "نالشفافية من أجل تعزيز حقوق اإلنسا"نعيم جمـدي،/ 3.79-69الصفحات .2004

، 29، السنة114، العددجملة السياسة الدولية،"والتنميةحقوق اإلنسان بني الدميقراطية"بطرس،بطرس غايل / 4.354-353حات الصف.1993أكتوبر

جملة األمن قتصادية، إدراسات ،"جتماعية للفساد يف الدول الناميةقتصادية واإلاآلثار اإل"، عربية بن عليزياد /5.295-266الصفحات .و القانون

الفساد واحلكم الصاحل يف البالد العربية، ملف ،"الفساد كظاهرة عاملية و آليات ضبطها"داود خري اهللا، / 6.2004، نوفمرب 27، سنة 309، العدد جملة املستقبل العريبلبنان،مركز دراسات الوحدة العربية،،1/2

.93-66الصفحات الفساد كظاهرة عربية وآليات ضبطها، إطار لفهم ظاهرة الفساد يف الوطن العريب و "عادل عبد اللطيف، /7

جملة لبنان،، مركز دراسات الوحدة العربية،1/2لف ، الفساد واحلكم الصاحل يف البالد العربية، م"معاجلتها.116-94الصفحات .2004، نوفمرب 309، العدد املستقبل العريب

جملة ،الفساد واحلكم الصاحل يف البالد العربية1/2ملف ،"مفهوم الفساد ومعايريه"حممود عبد الفضيل، / 8.39-35الصفحات .سات الوحدة العربية ،بريوت، مركز درا2004نوفمرب ، 309العدد ،املستقبل العريب

9/ كرمي حسن، "مفهوم احلكم الصاحل"، ملف 2/2، مركز دراسات الوحدة العربية، جملة املستقبل العريب، العدد .65-40الصفحات من .2004، نوفمرب 309

جملة ،"ديدات يف إطار العوملةفكرة األمن الوطين الشامل يف مواجهة قلة املناعة واملخاطر والته"عمر، بغزوز/10.199-174الصفحات .2004، جملس األمة، العدد السادس، جويلية الفكر الربملاين

، اجليش الوطين الشعيبجملة، حماضرة، "الرهانات البيئية والتحديات األمنية يف املتوسط"عزوز، كردون / 11.32-30الصفحات .2002، أكتوبر471العدد

جملة العلوم اإلقتصادية ، "بعض مالحظات على التنمية البشرية يف اجلزائر وسبل النهوض ا"، عماري عمار/ 12عني ميليلة، جامعة فرحات عباس، ، ، دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع2007، 7، العدد وعلوم التسيري

.498-481الصفحات . سطيف

Université Sétif2

Page 19: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

162

الفساد واحلكم الصاحل يف ،"والتمكني للحكم الصاحل،سادالدميقراطية كآلية ملكافحة الف"إمساعيل، الشطي / 13، 2004ديسمرب،27السنة،310، العدد جملة املستقبل العريب، 2/2البالد العربية، احللول واملعاجلات، ملف

.84-73الصفحات .، لبنانمركز دراسات الوحدة العربية

جتماعيـة إلاجملة العلوم ، "ن حقوق اإلنساناحلق يف التنمية كحق م "، رحابشادية رقية، عواشرية / 14

.54-35، الصفحات 2006، ديسمرب15، جامعة باتنة، اجلزائر، العددواإلنسانية

أدرار، العـدد الصادرة عن جامعة،جملة احلقيقة،"ومشكلة التسلحالتنمية املستدامة "لعلي، بوكميش / 15.21-1الصفحات .2003الثاين، مارس

، العـدد قتـصادية إدراسـات ، "مدخل إىل املفهوم والتجليات :قتصاديالفساد اإل "، بشري مصطفى / 16السادس، دورية فصلية عن مركز البصرية للبحوث والدراسات اإلنسانية، دار اخللدونية للنـشر والتوزيـع،

.22-09، الصفحات 2004اجلزائر،

جملة العلـوم . "ل احلكم الصاحل والدميقراطية التنمية املستدامة يف الوطن العريب من خال "،كمالرزيق/17

.24-14الصفحات ،2005نوفمرب 25العدد السنة الثالثة، ، www.uluminsania.netاإلنسانية

جملة العلوم اإلنسانية، "جدلية العالقة بني العوملة والتنمية البشرية يف العامل العريب"مازن مرسول حممد، / 18www.uluminsania.net30-24، الصفحات 2005جويلية23دد ، الع.

،"التنمية املستدامة يف املنطقة العربية، احلالة الراهنة والتحديات املـستقبلية "نوزاد عبد الرمحان، اهلييت /19الـصفحات .2005نوفمرب، 25العدد السنة الثالثة، ، www.uluminsania.net جملة العلوم اإلنسانية

1-14.

جملة ، "التنمية املستدامة بني تراكم رأس املال يف الشمال واتساع الفقر يف اجلنوب"، صاحل عمرفالحي /20-1، الصفحات 3/2004جامعة فرحات عباس، سطيف، اجلزائر، العدد قتصادية وعلوم التسيري، العلوم اإل

21.

يف الدول اإلسالمية النمو وتوفري االحتياجات األساسية، دراسة حلالة بعض "فايز بن إبراهيم، احلبيب /21، تصدر عن جملس النشر العلمي، جامعة الكويت، الد جتماعيةجملة العلوم اإل ،"1990-1965الفترة من

.95-57الصفحات .1995الثالث والعشرون، العدد الرابع،

العلمية مفاهيم األسس ،املركز الدويل للدراسات املستقبلية واإلستراتيجية ، "التمكني "مسعود أماين، / 22.38-3الصفحات.2006السنة الثانية، أكتوبر -22العدد ، للمعرفة

Université Sétif2

Page 20: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

163

املركز الـدويل للدراسـات "املكونات،املفهوم و ..التنمية البشرية املستدامة "حممد كمال، التابعي / 23.2006الـسنة الثانيـة، فيفـري -14العدد ،مفاهيم األسس العلمية للمعرفة ،واإلستراتيجيةاملستقبلية

.50-3الصفحات

السلسة العلمية جلمعية ،ةقتصاديإدراسات ، "رؤية اقتصادية : البعد البشري للتنمية "زيد حممد، الرماين / 24.98-93الصفحات .1420، السنة اهلجرية 03قتصاد السعودية، الد الثاين، العدد اإل

مفاهيم األسس ات املستقبلية واإلستراتيجية، املركز الدويل للدراس ، "حقوق اإلنسان "أمحد، الرشيدي / 25.49-3الصفحات .2006السنة الثانية، ديسمرب -24، العددالعلمية للمعرفة

مركـز دراسـات ) 13(سلسلة كتب املستقبل العريب -الواقع واآلفاق -دراسات يف التنمية العربية / 26.1998الوحدة العربية، بريوت لبنان، الطبعة األوىل، أوت

النـدوات والملتـقيـات: -4، عن حبوث "قتصاديةستثمار وحقوق اإلنسان اإلالتكامل بني التنمية واإل"حسني عبد املطلب، األسرج / 1

، شرم الشيخاملؤمتر العريب السادس لإلدارة البيئية، التنمية البشرية وآثارها على التنمية املستدامةوأوراق عمل .189-177الصفحات من .2007نظمة العربية للتنمية اإلدارية، منشورات امل2007مصر، ماي

، "االجتاهات احلديثة يف إدارة معونات التنمية الرمسية مع بداية األلفيـة اجلديـدة "مصطفى،ليلى يالرباد ع / 2قاهرة يف مارس ، املنعقدة بالاملعونات واملنح الدولية، وأثرها على التنمية الشاملة يف الوطن العريبمؤمتر عمل أوراق

.10-03الصفحات من .2007، أعمال املؤمترات، منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية2007املؤمتر العريب اخلامس حبوث وأوراق عمل ."تأثري التجارة الدولية على التنمية املستدامة" سالمة سامل،ساملان / 3

، 2006يف سبتمرب بتونس ، املنعقد "للتنميـة املستدامةقتصادي املنظـور اإل": لإلدارة البيئية املعنون ب.57-53الصفحات من .2007، أعمال املؤمترات الطبعة منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية

امللتقى ، حبوث و أوراق عمل "الفساد والتنمية.. من أدب اتمع املدين الشفافية "عبد الرحيم أمحد بالل ، / 4اتمع املدين : املعنون برابع ملنظمات اتمع املدين، ودورها يف ترقية الرتاهة، والشفافية يف الوطن العريبالعريب ال

، منشورات املنظمة 2007املنعقد يف عمان باململكة األردنية اهلامشية يف ماي ودوره يف دعم الرتاهة و الشفافية،.156-141فحات من الص. 2007العربية للتنمية اإلدارية القاهرة

، حبوث ."التنمية البشرية ومقومات حتقيق التنمية املستدامة يف الوطن العريب" عبد الرحيم حممد عبد الرحيم،/ 5، "التنمية البشرية وأثرها على التنمية املستدامة" :املعنون باملؤمتر العريب السادس لإلدارة البيئيةوأوراق عمل

،2007منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، أعمال مؤمترات الطبعة،2007مصر، ماي املنعقد يف .36-03الصفحات من

Université Sétif2

Page 21: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

164

حـول امللتقى العريب الثـاين حبوث وأوراق عمل ،"اإلدارة الرشيدة احلكم اجليد أو احلوكمة "عادل، رزق / 6، 2008رية مصر العربيـة، يف مـاي مجهو-واملنعقد يف القاهرة اإلدارة الرشيدة خيار لإلصالح اإلداري واملايل

.186-143الصفحات من .2009منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، أعمال املؤمترات، القاهرة،مواصفات اإليزو كمعيار لقياس كفـاءة االسـتعمال املـستدام للمـوارد "رحيم حسني، مناصرية رشيد، / 7ستخدامية التنمية املستدامة والكفاءة اإل :بعنوان امللتقى العلمي الدويل ، "يةقتصادية والبيئية يف املؤسسة اإلقتصاد اإل

، بكلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري، بالتعاون مع خمـرب 2008أفريل 08-07، املنعقد أيام للموارد املتاحة الـصفحات . عة سـطيف الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورو مغاريب، جام

.08-01من:امللتقى العلمي الـدويل ،"مسامهة التنمية البشرية يف حتقيق التنمية املستدامة "، سلمىقطاف ، رميةخلوطة/ 8

، بكليـة العلـوم 2008أفريـل 08-07، املنعقد أيام التنمية املستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد املتاحة ، بالتعاون مع خمرب الشراكة واإلستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسـطة يف الفـضاء االقتصادية وعلوم التسيري

.16-01الصفحات من . األورو مغاريب، جامعة سطيفالتنمية البشرية املستدامة كآلية لتفعيل الكفاءة اإلسـتخدامية للمـوارد "بوحرود فتيحة، بن سديرة عمر، / 9

08-07، املنعقد أيـام التنمية املستدامة، والكفاءة اإلستخدامية للموارد املتاحة :امللتقى العلمي الدويل ، "املتاحة، بكلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري، بالتعاون مع خمرب الشراكة واإلسـتثمار يف املؤسـسات 2008أفريل

.12-01الصفحات من.الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب، جامعة سطيفإقتصاديات :املعنون بامللتقى الدويل ، حبوث وأوراق "دور الدولة يف احلياة اإلقتصادية"حلي صاحل، صا/ 10

كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري،، 2004أكتوبر 05-03املنعقد من اخلوصصة والدور اجلديد للدولة،- 457الصفحات ، 2006الطبعة، لةجامعة فرحات عباس سطيف، دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع، عني ملي

479.لتقى الدويل امل، املرصد الوطين حلقوق اإلنسان، عن أعمال "العنف وحقوق اإلنسان"رياض عزيز اهلادي، / 11

.140-130، الصفحات 1997سبتمرب عام 22-20، اجلزائر يف السلمحول العنف، والثقافةامللتقى الدويل حول ، حبوث وأوراق عمل "لتحديات واآلفاق ا-املرأة يف اإلدارات احلكومية " عمرو، حامد / 12

، منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلداريـة، القـاهرة، الطبعـة دور املرأة العربية يف التنمية املستدامة واتمعية .208-200، الصفحات من 2008

امللتقى الدويل حول دور املرأة العربية عمل ، حبوث وأوراق"التصور القرآين للتنمية ودور املرأة"،فريدةزمرد /13-84الصفحات .2008، منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، القاهرة، طبعة يف التنمية املستدامة واتمعية

85.

Université Sétif2

Page 22: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

165

:وصـق والنصـالوثائ/5

ديسمرب 10املؤرخ يف ،3-د)ألف217الصادر مبوجب قرار اجلمعية العامة ،اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان/11948.

.1966جتماعية، والثقافية لسنة قتصادية واإلالعهدين الدوليني حلقوق اإلنسان املدنية والسياسية، اإل/ 2

.1986سنة ديسمرب04يف املؤرخ،14/128القرار الصادر مبوجب،إعالن احلق يف التنمية/ 3

عقد يف فيينا خالل نامل،متر الدويل حلقوق اإلنسانالصادر عن املؤ،مؤمتر فيناوبرنامج عمل إعالن/ 4.1993جوان 25-14الفترة

.2000سبتمرب 08-06منكاألمم املتحدة بشأن األلفية املنعقد بنيويورإعالن/ 5

www.un.org/arabic/millenniumgaals/a-res-55-2.htm.

.1968ملنعقد يف سنة إعالن طهران حلقوق اإلنسان ا/6

-الدورة احلادية والثالثني-عن املؤمتر العام لليونيسكوالصادر،إعالن اليونسكو العاملي بشأن التنوع الثقايف/ 71998املؤمتر احلكومي للسياسات الثقافية ستوكهومل و.2001نوفمرب 02يف املؤرخ

، الصادر عن مجعية العامة "حترك عاملي-أزمة عاملية" يدز، اإل/ إعالن التزام بشأن فريوس نقص املناعة البشرية/ 8.2000نوفمرب 03، املؤرخ يف 55/13لألمم املتحدة، وفقا للقرار

مبقتضى القرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف الصادر اإلعالن العاملي اخلاص باستئصال اجلوع وسوء التغذية، / 9.1رقم،1993،نيويورك،األمم املتحدة،1974ديسمرب 17املؤرخ يف ) 29-د(3348قرارها

الصادر مبوجب ، ولغوية، ودينية ،عالن اخلاص حبقوق األشخاص املنتمني ألقليات قومية أو إثنية اإل/ 10.1992معاديسمرب 18املؤرخ يف 47/135قرار اجلمعية العامة رقم

الـدورة ،جلنة حقوق اإلنسان ، جتماعيواإلقتصادياإلالس ، األمم املتحدة قرار الصادر عن ال/ 11ق ـاملتعل ، و املعين باحلق يف التنمية 1999سبتمرب17-13بتاريخ جنيفيف الصادر ،واخلمسونالسادسة

-سيد أرجون سـانغوبتا مقدمة من ال ،"دراسة عن احلالة الراهنة للتقدم احملرز يف تنفيذ احلق يف التنمية " : ب.53/155رقماجلمعية العامةوقرار، 1998/72رقماللجنة قرارعمال ب-اخلبري املستقل

.قوق اإلنسان والفقر املدقعاملتعلق حب25/1998:رقمقرار جلنة حقوق اإلنسان/12

http://www.hic-meng.org/documents/ECN4199948pov-doc.

اخلاص باحلقوق والعهد الدويل لفقراملتعلق با25/2001رقمقرار جلنة حقوق اإلنسان/13.والثقافية،جتماعيةواإل،قتصاديةاإل

http://www.hic-mena.org/documents/ECN2002wg18-6ad.

Université Sétif2

Page 23: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

166

األهداف املتعلق ب29/2002:رقموالثقافية ،جتماعيةقرار اللجنة املعنية باحلقوق اإلقتصادية واإل/14.يةوالثقاف،جتماعيةواإلقتصاديةاإلواحلقوق ،اإلمنائية لأللفية

http://www.1.unn.edu/humanrts/arabic/cexr.2002/-st15-htm.

رقمالصادر عن اللجنة الفرعية لتعزيز ومحاية حقوق اإلنسان الدورة احلادية واخلمسني القرار/ 15.واحلق يف التنميةاملرأةباملتعلق15/1999

ها قرارو،5/2000: رقممسني ا السادسة واخلدوريف جلنة حقوق اإلنسانالصادر عن رالقرا/ 16. احلق يف التنميةبناملتعلقا، 136/52رقم

املقدم وفقا لقرار ،املعين باحلق يف التنمية،سيد أرجون سينغوبتاالالتقرير اخلامس للخبري املستقل/17.69/2002:رقمجلنة حقوق اإلنسان

http://www.hic-mena.org/document/ECN42002.

، الصادر عن الس اإلقتصادي احلق يف التنميةاملتعلق بفوض السامي حلقوق اإلنسانتقرير امل/18.2004جانفي 08، املؤرخ يف واإلجتماعي، جلنة حقوق اإلنسان، الدورة الستني

http://www.hic-men.org/document/ECN.2004.

اجلريدة الرمسية عدد (، 2008فمرب نو09، الصادر بالتاريخ 2008عام التعديل الدستوري اجلزائري ل/ 1962/2008.(

:اريرـالتقـ/ 6

:التقاريـر اإلمنائيـة العامليـة-أ

األبعاد اجلديدة لألمن :"بعنوان، 1994برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية لسنة /1".البشري

وضع التكنولوجيا يف :"بعنوان، 2001لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية /2".خدمة التنمية البشرية

ةتعميق الدميقراطي:" بعنوان، 2002برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة/3."يف عامل مفتت

أهداف األلفية :" نوانبع، 2003برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة /4".للتنمية تعاهد بني األمم إلاء الفاقة البشرية

Université Sétif2

Page 24: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

167

احلرية الثقافية يف :" بعنوان، 2004التنمية البشرية العاملي لسنة ربرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقري/5".تنوعاملناعامل

التعاون الدويل :" بعنوان ، 2005نة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لس/6".املعونة والتجارة يف عامل غري متساوي،على مفترق الطرق

: ما هو أبعد من الندرة:"بعنوان، 2006برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة /7".العامليةاملياهأزمةالقوة والفقر و

.ائيـة العربيـةالتقاريـر اإلمن-ب

جتماعي لإلمناء العريب، تقرير التنمية قتصادي واإلاإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو/1".إتاحة الفرص لألجيال القادمة:" بعنوان، 2002اإلنسانية العربية، لسنة

، تقرير التنمية جتماعي لإلمناء العريبقتصادي واإلاإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو/2".حنو إقامة جمتمع املعرفة:" بعنوان، 2003اإلنسانية العربية، لسنة

جتماعي، تقرير اإلنسانية قتصادي، واإلالعريب لإلمناء اإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو3/."حنو احلرية يف العامل العريب:" بعنوان، 2004العربية لسنة

جتماعي لإلمناء العريب، تقرير التنمية اإلنسانية قتصادي واإلاإلقألمم املتحدة اإلمنائي، والصندوبرنامج ا/4."حنو وض املرأة يف الوطن العريب:" ، بعنوان 2005العربية لسنة

):ةـة، ووطنيـدولي( رى ـتقاريـر أخ/ جوالتنمية، ترمجة حممد كامل عارف، مراجعة ،يئةإعداد اللجنة العاملية للب–142-تقرير مستقبلنا املشترك-1

والفنون و األدب ،سلسة كتب ثقافية شهرية يصدرها الس الوطين للثقافة–عامل املعرفة –علي حسني حجاج .1989أكتوبر –الكويت –ليمي ، منظمة الصحة العاملية، جنيف، صادر عن املكتب اإلقالصحةوالعنف التقرير العاملي حول ملخص -2

. 2002للشرق املتوسط، القاهرة، .63ص"-ومتكينهممحاية الناس -اإلنسان اآلننأم"، 2003سنة لتقرير جلنة األمن اإلنساين نيويورك -3

www.Human Security-chs.org.pdf.، ".جميعواألمن، وحقوق اإلنسان لل،صوب حتقيق التنمية:من احلرية أفسحيف جو"تقرير األمم املتحدة، /4

.الصادر عن اجلمعية العامة يف دورا التاسعة واخلمسني.org /Arabic/larger freedom/report. Larger freedom. PDF.http://www.Un

.2006، األمم املتحدة، نيويوركالصادر عن ، 2005لأللفية لعام عن األهداف اإلمنائية تقرير/ 5

Université Sétif2

Page 25: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

168

.2007، الصادر عن األمم املتحدة، نيويورك، 2007عن األهداف اإلمنائية لعام قريرت/6

http://millenniumindicators-un.org.

.2005منظمة الشفافية الدولية ، مؤشرات مدركات الفساد لسنة تقرير/7Corruption perception index 2005 – www transparency .org .

.CNN.ARABIC. COM.وتكنولوجيا،وسع الصحاري قضية دولية، البحث، علومتقرير بيئي، ت/8

.2006، ، واشنطن"باإلنصاف والتنمية: " املتعلق2006تقرير البنك الدويل عن التنمية لعام / 9يف املؤسسات، التنمية املستدامة يف عامل دائم التغري والتحول ، 2003تقرير البنك الدويل عن التنمية يف العام / 10

.2003، مركز األهرام للترمجة والنشر، القاهرة، طبعة والنمو ونوعية احلياة

ثانيـا: باللغـة األجنبيـة:

1/ Ouvrages:1/ A.Ackerly Brooke, Universal Human Rights in a world of difference,Cambridge, University press, first published 2008.

2/ Bridoisia Emmanuelle et Hennebel Ludovic, classer les droits de l’homme,braylant, 2004.

3/ Ben Achour Rafàa et Laghmani Slim, les droits de l'homme (une nouvellecoherence pour le droit internationale), colleque des 17, 18, et 19 avril2008,Rencontre dédiée à la mémoire de Dali JAZI, Editions A. PEDONE- Paris.

4/ C.Mapp Susan, Human Rights and Social Justice in a Global Perspective, AnIntroduction to International Social Works, Oxford, university press, 2008.

5/ Delas Olivier et Deblock Christian, Le Bien commun comme réponse à lamondialisation, bruylant, bruxelles, 2003.

6/ Droit international et développement, actes du colloque international tenu àAlger du 11au14 octobre 1976, office des publications universitaires, Alger, 1978.

7/ Fialaire Jacquees, Mondielli Eric, Droits fondamentaux et libertés publiques,Ellipses Edition Marketing S.A., paris .2005.

Université Sétif2

Page 26: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

169

8/ Gélinier Octave, Simon François-Xavier, Billard Jean-Pierre, Muller Jean-Louis,Développement durable, pour une entreprise compétitive et responsable, éditeurESF, 2002.

9/ Jazi Dali, Ben Achour Rafaà, Salim Laghmani, Les Droits de l'homme par lestextes, Centre de Publication Universitaire, 2004.

.Droit et Société maison des sciences de d’homme,Jean Arnaud André/10Critique de la raison juridique2. Gouvernants sans frontières entre mondialisationet post-mondialisation.LGDJ.paris.EJA.2003.

11/ Nahavandi Firozeh, Du développement à la globalisation héstoire d’unestagmatisation, deuxième édition (berylant 2005).

12/ Paulet Jean-Pierre, le développement durable, Ttransversal Débats collectiondirigée par Alain Nonjon, ELLIPSES édition Marketing S.A., 2005.

13/ Pogge Thomas, World poverty and Human Rights: CosmopolitanResponsibilities and Reforms, polity, second edition.

new York,University press,Oxford,velopment as freedomDe,Sen Amartiya/13,1999.

: Articles et études/2

."An Introduction to the issues,political corruption", IngeAmundsen-1http: www.cmi .no /publication /1999 /WP /WP 1999-7.pdf.

2- "Promoting human security: Ethical, normative and Educational frameworks inEast Asia", published in 2004 by the Korean national commission for uneco.

3- "The link between aid and human rights transparency. A accountability andhuman rights": http: www aph .gov.au/ house / committe / jfadt / hr / Aid / subs /aid sub 02, PDF.

4- "Inclusive Democracy secures rights", the link Between Human rights anddemocracy, and 2000.

Université Sétif2

Page 27: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

170

5- Ram Simkhada Chambhu, Warner Daniel, Oliva Fabio, "Causes of Internalconfilicats and Means to resolve them Nepal: Acase Study" : http:// Hei .unige . Ch/pslo / fichiers / Nepal paper 320044-pdf.

6- Thornto Andrew, "the modern internal, Conflict ": Http: // www.wikigpia .info/images / 7/ 79/css thornto final .PDF.

-7 "The changing nature of conflit and conflict management". http://www.ideeprooted.conflit/ upload/ chpter1.PDF.

/8 Zittel Thomas ,"participatory Democracy and political participation" ,University of mannheimer, Germany. http://www.paltin.ro/ biblioteca / zittel.PDF.

démocratie et réussite des,libertés publiques",Danielkaufmann Lant etpritchett/9.1998 mars,"finances et développement-investissements publics

10/ OST François," la responsabilité au cœur du développement durable",cours ;Droit, gouvernance Et développement durable .organisé par les Facultésuniversitaires Saint-louis (Bruxelles). http://www.dhdi.free.fr/cours/droit gvdev/ostcours gouv. 2. htm.

11/ "Citoyenneté ET Démocratie" Chaire de recherché du Canada enmondialisation, Document de travail de la chaire mcd.Numéro 2004-02.

12/ "Concepts of governance and sustainable human development."http://www.mirror.undp.org/magnet/docs/un98-2pdf!reconce.ptu/!sec1pdf.

13 "/ State, Civil Society Empowerment and Human Security: Evidence fromBangladesh."http://www.iStr.org/conferemces/bangkok/wpvolume/Hossain.Delwar.PDF

14/ "Integrating human rights with sustainable human development aundppolicy",document 1998. http://www.undp.org/governance/doc/hr policy5.htm.

15/ " le Développment durable par le respect des droits de la personne: DroitsEnvironnementaux, participation ou puplic et sécurité humaine ".http://www.unac.org /youth-sd/youth f/hr and sd-fr-pdf.

Université Sétif2

Page 28: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

171

16/ " Droits de l’homme et Développment humain : des concepts qui ne font pas leconsensus". http://www.droits-fandamentaux.prd.fr/codes/modules/articles/Articles.php? Ide lem=585894719.

17/ "The application of a human rights-based approach to developmentprogramming “what is the added value?".http://www.pogar.org/publications/other/undp/hr/human rights-added value. PDF.

18/ "A human rights-based approach to development programming in undp-addingthe missinglink." http://www.pogar.publication/other/undp/hr/hr-missinglink-00e.pdf.

19/ " Development and human rights: the role of the word bank."http://www.word-bank.org /html/exedr/rights/hrext.pdf.

20/ " Développment humain durable."

http://www.unac.org/fr link-learn/monitoring/susdev-background- sustain. Asp.

21/ Sengupta Arjun: " the rights to development as a human right."http://www.hsph.harvad.edu/fxbcentr/fxcbe-wp7-sengupta.pdf.

22/ " the right to development and human rights in development ": A backgroundpaper.Papared for the Nobel symposium organized in Oslo from 13-15 October2003.arjun sengupta.http://ww.humanrights.uio.no/for skning/publ/rn/2004/0704.pdf.

23/ Sitta Alessandro; " the role of the right to development in the human rightsframework development."http://ww.capabilityapproach.com/pubs/5-1-sitta.pdf?php sessid=26294 afoeo71d35587fo44c59850000cee45.

24/ "frequently asked questions on a human rights-based approach to developmentcooperation (2006un)"

Université Sétif2

Page 29: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

172

Http://ohchr.org/English-about/publication/docs/fao.en PDF.

25/ Fukuda-parr sakiko. "Une approached Au développement basse sur les droitsde l’homme un norvel emballage rhetorique ou un nouveau paradigme?: Droits del'homme et Développement Humaine."http://hdr.undp.org/docs/net work/hd insights-apr2007-fr.pdf.

26/ "les droits des l’homme et leurs liens avec le développement humain durable".Magnet.undp.org/un98.pdf/!human rights/hr.fr.hronerf.pdf.

27/ "Indicateurs pour les approches du développement axcees sur les droits del’homme dans la programmation du pnud : 2006 mars."http://www.undp.org/oslo centre docs06/indicateurs.

28/ "Human rights ,Human needs ,Human development ,Human securityRelationships between four international human discourses des gasper institute ofsocial studies the Hague garnet working paper: no 20/07 July 2007."http://www.garnet-eu.org/fileadmin/rights/documents/working-papers/20007.pdf.

29/ " Development and women’s human rights".http:www.wicej.addr.com/mdg/sec-02 (PDF).

30/ "Abetter quality of life-strategy for sustainable development for the unitedkingdom-1999."http://www.sustainable-development.gov.uk/publications/uk-strategy99/index.htm.

31/ "Capacity development for sustainable human development: conceptual andoperational signports".http://www.mirror.undp.org/magnet/cdrb/capdev.htm.

32/ H.Raven Peter. Editor. Williams Tania, Associate editor, "Nature and humansociety, proceedings of the 1997 forum on biodiversity."http://books.nap.edu/catalog.php?record id=6142.

Université Sétif2

Page 30: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

173

/33 "Human rights commision: Acitizen's Hand book."http://www.humanrightsinitiative.org/publications/hrc/hrc-handbook.pdf.

34/ Blossner Monika, "Malnutrition: quantifying the health impacte at national andlocal leveles, environmental burden of disease series, no.12"http://whqlibdoc.who.int/publications/pdf.

/35 h, Chevalier,E delpeuch?, Et B.maire, le complexe" Malnutrition- infection : :premier problème de santé publique chez les populations défavorisées."http://horizon.documentation.ird.fr/exl-doc/pleins textes/ pleins textes6/pdf.

36/ OST François," Ecologie et Droits de l’homme."http://www.legaltheory.net.

37/ Women's political participation and good gouvernance: 21st centry.challenges. http://www.undp.org/governance/docs/gender-pub-21stcentry.pdf.

/38 Pettit Philip, "Capability and freedom:ADefence of sen."http://socpol.anu.edu.au/pdf-files/w13.pdf

39/ "Capacity development for sustainable human development."http://www.pogar.org/publication/other/undp/governance/cdrb-hd395e.pdf.

40/ Barnbeck Simon, "Freedom and capacity: Implications of Sen's CapabilityApproach". http://www.rerumcausae.org/pdf/1-1/capability.pdf.

41/ van parijs Philippe, "international Distributive justice".http://www.uclouvain.be/cps/ucl/doc/etes/documents/international/distr.justice.pdf.

42/ G.Harris Paul, "International Distributive justice: définition in the context ofenvironmental change."http://www.essex.ac.uk/ecpr/events/jointsessions/paperarchive/mannheim/w6/harris.pdf

43/ Amouyel Alexandra, "what is human security?" Revue de sécurité humaine/human security journal- Issue 1- April 2006.

44/ Gay By John, "Development as freedom:Avirtuous circle?"http: www.afrobarometer.org/paper/afropaperNo29.pdf

45/ Ranis Gustav, "Human development and economic growth, yale university".http://www.econ.yale/growth pdf/cdp887.pdf.

Université Sétif2

Page 31: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

174

46/ fordelone Talita yamachiro and Schutte Rebert, "Development at crossroads:on pitfalls of economic Development and merits of human security", Revue de lasécurité humaine / human security journal- issue 3- february 2007

47/ Makuwira Jonathan, "Development in practice",volume16,number2,april 2006.Development and freedom? http://www.gocq.com/BD/user media/document/3.pdf.

paper,"The capability approach and welfare policies",IngridRobeyns/48presented at the conference on gender auditing and gender budgeting, bologna,Italy, 28 January 2005. http: //www.ingridrobeync.nl/Downloads/Bologna.pdf.

49/ Alkire Sabina, "The capability Aproach and human Development."http://hdr.undp.org/en/media/alkire hd capabilities.pdf.

50/ Tungodden Bertil, "A Balanced view of development as freedom."http://www.pucp.adu.pe/departamento/economia/images/documentos/ddd210.pdf.

51/ Longpré Caroline et al, projet d'empowerment des femmes. Conception,application et evaluation de l'empowerment (phase1)-1998.www.cewh-cesf.ca/pdf/cesal/projet-empowerment.pdf.

52/ Empowerment in Practice: Analysis and Implementation A World Banklearning Module.http://siteresources.worldbank.org/wbi/resources/Empowermentlerningmodulebody.pdf.

53/ Développement Durable et térritoires. Nouvelle formule (12 dossiers),http://developpement durable.revues.org.

3/ Thèses et Mémoires:

Kolacinski David, L'Economie des droits de l'homme, thèse dirigée par jaquespercebois, 20 décembre 2002.

4/ Rapports:

1/ Rapport mondial sur le développement humain 1990." Définir et mesure développement humain " ; publié pour le programme desnation unie pour le développement (pnud) par : ECONOMICA-paris ; 1990.

2/ Rapport mondial sur le développement humain2000 : " droits de l’homme etdéveloppement humain " ; publié pour le programme des nation uni pour ledéveloppement (pnud) par : De Boeck université 2000.

Université Sétif2

Page 32: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

175

3/ World Developement report 2005, "Abetter investment climate for every one",the world bank Washington, d.c.

4/ World Developement report 2006, "equity and development", the world bankWashington, d.c.

5/ World development raport 1998, "knouwledg for development", the world bankWashington, D.C

6/ world Development report 2007, "Development and the next generation", Theworld bank, Washington, DC.

7/ Human security report 2005, "war and reace in the 21st century", publiched forthe human security centre new York .oxford http: // www .humancecurity report,info / hsr 2005 pdf / cover .pdf.

8/ Rapport sur l'épidémie mondiale de sida 2004, programme commun des nationsunies le VIH/SIDA, ONUSIBA.

9/"National counter terrorism center report on terrorist incidents -2006" http : // wits nctc. Gov/reports /crot 2006 netcannexfinal .pdf.

10/"Empowerment and poverty Reduction.", the world Bank, washington 2002.www.worldbank.org/ topics/poverty.

11/ Algérie bilan commun de pays, système des nations unies en Algérieseptembre 2005.

12/ Rapport national sur les objectifs du millénaire pour le développement Algérie,édité par le gouvernement Algérien, juillet 2005, Algérie.

13/ Plan Cadre des Nations Unies pour la coopération Au développement(UNDAF) Algérie 2007-2011, Système des Nations Unies juin 2006.

Université Sétif2

Page 33: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

176

ثالثا: المواقـع اإللكترونـية:تنفيـذ ،03اخللفية رقـم ة، الورق"بناء القدرات يف سبيل حتقيق الدميقراطية والسالم و التقدم االجتماعي "/ 1

األهداف التنموية األلفية يف سبيل تعزيز كرامة اإلنسان، املؤمتر الدويل السادس للدميقراطية اجلديدة أو املـستعادة، . 2006أكتوبر، نوفمرب 29الدوحة، قطر

www.icnrd 6.com/arabic/view lastnews.php? Id=57-39k

"؟منائية كيف وملاذاأهداف األلفية اإل"أديب نعمة، الوحدة الثانية، /2

http://www.surf-as.org.

احلوار املتمدن، العدد ، "اإلشكاالت والتحدياتاحلكم الراشد والتنمية املستدامة،"،عبد احلسنيشعبان/ 31804 ،)23/10/2007( .

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp.aid86703

".إدارة احلكم الرشيد خلدمة التنمية البشرية املستدامة"/ 4

.org/publications./other /undp /governance/undp policyhttp://www.pogar

doc 97-a PDF.

" عالقة احلكم الصاحل بالتنمية." /5

http://www.abeyass-ah.com/alseyassah/opinon.view.asp.."مقدمة يف مفهوم التنمية البشرية املستدامة"/6

www.jordanevnet.org/stid/interva.htm. (02 juillet 2006.)

.، جامعة ماليزيا"من الكم إىل اإلنسان.. التنمية"حممد شريف ، بشري / 7

Htpp://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/namaa-16-4-00/morajaat.asp.

."املكونات..املفهوم-التنمية البشرية "آفاق إستراتيجية، / 8

http://www.alsabaah.com paper.php? Source=Akbar&mlf =interpage&sid/=22486

".وأمهيتها،التنميةمفهوم"/9

http://nbprs.net/link2htm.php?sections=section.htm/liptsad21htm.

10/ شالش آمال، " مفهوم التنمية البشرية."

http://www.almada paper.com/sub/11-805/p19.htm. (Saturday 13/05/2006.)

Université Sétif2

Page 34: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

177

اإلنسان األداة، واإلنسان اهلدف." " /11

http://ww.tanmia.ma/article.php3?id-article=1592.

12/ زيدان رغداء ، " مفاهيم التنمية، والتنمية البشرية، واإلجتماعية."

http://www.chihab.net/modules.php?name=news&fil=article&sid=1812.(13Mai2006.)

التنمية البشرية من ثراء املفهوم إىل فقر الواقع." 13/ سيد عبد العزيز، "

http://www.islamonline.net/arabic/dowalia/ nma-1-1-00/morajaat.asp.

وق اإلنسان الدليل العريب، حق"،احلق يف التنمية كحق من حقوق اإلنسان والشعوب"عبد العزيز، النويضي /14.والتنمية

http://www.arabhumanrights.org/dalil/ch-5.

".حرية=التنمية "إبراهيم ، غرابية /15

http:/www.aljazeera.net/nr/exeres/bofa-9772-htm.

.)01/01/2006(".املشاركة"/ 16www.pogar.org/arabic/themes/participation.asp-20k.

".تعزز حقوق اإلنسان.. مهية توسيع املشاركة يف صنع القرار، واعتبار اإلنسان حمور عملية التنميةأ"/ 17

2006http://www.annabaa.org/nbanews/36/069.htm. (Juillet

".قبيالفكر والتطقمأز:اإلنسانقالتنمية وحقو"،مغاوريشلبـي/18

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowali/namaa-42/morajaat-asp

".مقاربة حقوق اإلنسان للتنمية"/ 19

http://info.frontline .defender.org/arabic/ Mannals/2561.

".، والغاياتفاملقاربة التنموية املستندة إىل احلقوق، األهدا" /20

http://www.un.org/b/un uploadefiles/rights based Approach development. do

".املقاربة من منظور حقوق اإلنسان، دليل املقاربة احلقوقية"/21

http://www.crin.org/docs/the guide-arabic-doc.

".التنمية البشرية، وربطها بقيم حقوق اإلنسان"/22

http://universiterissala.maktoobblog.com?post=531092.( 20 juin 2007)

).19/04/2004(809،دالعد،احلوار املتمدن،"اإلنسانقالتنمية من منظور حقو" ،آمال احلسني /23

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=17189.

Université Sétif2

Page 35: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

178

1(،اإلسكندريةةمكتب،مؤمتر اإلصالح الرابع،)موجز حملاضرة(، "وحقوق اإلنسانالتنمية"الفائق حممد،/24).2007مارس

http://topics.development gateway.org/arab/rc/filedownload.dowitemId=1092945? Item id=1092945.

".التنمية من منظور حقوق اإلنسان"، عاد سالقدسي /25

http://ww.wfrt.org/dtls.php?content id=71.

.اإلنسان والتنميةقحقو،الدليل العريب،"التنمية القائمة على منهج حقوق اإلنسان" مكي،أمني مدين /26

http://www.arabhumanrights.org/dalil/ch 6htm.

".وحقوق اإلنسان،الفقر" ،الطيب البكوش / 27

Http.//www.aihr.og/menbar dh /pauverté.arabic.aied.htm.

."الفقر انتهاك حلقوق اإلنسان" / 28

http://shroop1.com/vb/shwthrea.php?t=5338

. "اإلنسان والتنمية البشرية يف العامل العريبتعريف موجز باملشروع اإلقليمي حول حقوق " / 29

www. arabhumanrights.org/dalil/attacked-1-htm-36k.

."متمأسس، ومتمكن..الفساد يف العامل العريب : األردن و اجلزائر منوذجان " ، إبراهيم غرابية / 30http : // www .Aljazeera . Net

.دليل موجز،لبنان،بريوت،(pogar)العربيةبرنامج إدارة احلكم يف الدول ،منائيبرنامج األمم املتحدة اإل/31http://www.pogar.org/arabic/about/brochure.06-a.pdf.

".حتمية احلكم الدميقراطي الصاحل" الري ، دياموند /32http://www.cipe-arabic.org/files/htm/art1106.htm.

".، تقرير توليفي جامعوالتنميةالتفاعل بني الدميقراطية " ، رس بطرس بطغايل /33http://www.jeunessearabe.info/IMG/democratie-et-développement.pdf.

.جتماعية، والثقافيةقتصادية واإلوثيقة متهيدية بشأن احلقوق اإل،"حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان" / 34http://ara.amnesty.org/library/Index/arapol-340092005?opeb§of=ara-prt-

35/" حقوق اإلنسان يف اتمع الدويل."http://m.Ankido.us/news.php?action=view §id=11658, p05. (07 novembre 2007)

Université Sétif2

Page 36: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اجـعقائمـة المر

179

www.iadh-aihr.org. 36/ " املقاربة التنموية القائمة على حقوق اإلنسان."

.2006-1461، احلوار املتمدن العدد "ات غري احلكومية على تنمية العامل القرويملنظمادراسة تأثري"/37

http://www.rezgar.com/debat/show.aet.asp?aid=57219.

التنمية البشرية املستدامة تضع البشر هدفا، ووسيلة لعملية التنمية"، (2003). / حمبوب احلق، " 38www.jordandevnet.org.

39/ التمكـني -http:www.osun.org.-www.Educ-Algerie.DZ.(11/11/2009)

40/ لبىن عبد الرمحن: "حول تعليم حقوق اإلنسان."www.amanjordan.org/aman-studies/wmview.php? Art lD=754.

41/ الدوييب عبد السالم بشري، "اإلطار املفاهيمي القياسي إلستراتيجية التمكني والتنمية اإلنسانية."http://swideg.jeerau.com/geography/archive/2009/r2/994746.html.

/ ".تطور العالقة بني البعدين املادي والبشري يف الفكر التنموي"فالح خلف، الربيعي 42http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mtf=interpage&sid=22479.Saturday.06 may.2007.

http://www.globalcitizencorps.org. ".43/ "حقوق اإلنسان رفع مستوى الوعي

44/ "مذكرة تطبيقية حول حقوق اإلنسان يف برنامج األمم املتحدة اإلمنائي"، أفريل2005.www.undp.org/governance/docs/HRPN-Arabic.pdf.

45/ مدين أمني، "السياسات والربامج السكانية وحقوق اإلنسان"، عن إجتماع حول إدماج األبعاد السكانية يف .لغريب آسياواالجتماعيةاللجنة اإلقتصادية، 2003ديسمرب 19-17عملية التنمية، املنعقد يف شرم الشيخ

www.exwa.un.org/information/meeting/events/2003/17-19 des/prix/hright.pdf.

Université Sétif2

Page 37: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

:ملخـصاألساسية، تشكل البيئة املالئمة اليت تضمن للجميع التمتع بكامل حقوق اإلنسان إن التنمية اإلنسانية املستدامة

.مع ضمان استمرار االنتفاع لألجيال القادمة، خاصة للفئات الضعيفة واملهمشة كاملرأة واألقلياتنقـص املعونـة كالفقر والفـساد، : ان حبقوقه توجد العديد من املعوقات اليت حتول دون انتفاع اإلنس لكن

.واخنفاضها، املديونية، الصراعات واحلروب، اإلنفاق العسكري، األمراض املعدية، وغريها من املعيقات، خاصة عن طريق مبادئه األساسية الـضامنة عوقاتهذه امل ملواجهة وسيلة ضرورية احلكم الراشد يبقىلذلك

، املشاركة الفعالة، املساءلة، الشفافية، وسـيادة جتماعيةاإلاواة، وعدم التمييز، العدالة كاملس:حلقوق اإلنسان والتنمية .الفسادلقضاء على الفقر ويعد تطبيق احلكم الراشد عامل مهم ل، حيث حكم القانون

هاأهـداف يف األخري من املالئم أن نشري إىل أن التنمية اإلنسانية املستدامة لن يكون هلا أي معىن إذا مل تتحقـق من األهداف وغريها،نسانيةواإلللموارد الطبيعيةالتسيري العقالين ملساواة بني اجلنسني، محاية البيئة واستدامتها، ا: مثل

.األلفية للتنمية

:Résumé Les droits fondamentaux des individues ainsi que leurs libertés dépendent d'un développementhumain durable qui assure ces droits tant au profit des generations futures qu'au profit des classes déshéritéesa savoir les femmes et les minorités. Cependant des facteurs tels que la pauvreté; la corruption; l'absence d'aides humanitaires; lesurendettement; les conflits; les dépenses militaires et les maladies contagieuses viennent entraver l'exercice deces droits. Dans ce contexte; la bonne gouvernance offre le moyen le plus efficace pour lutter contre de tellessituations qui mettent en danger la société toute entière. Pour ce faire; la bonne gouvernance concrétise les droits de l'homme et assure un développementhumain durable en s'appuiyant sur les principes d'égalité, non-discrimination, de justice sociale, departicipation efficace, accountabilité, transparence, et notamment sur celui de la primauté du droit. Ainsi l'application de ces principes permet de réduire les effets pervers qu'en gendrent la pouvreté etla corruption. Enfin il convient de signaler que le développement humain durable sera vidé de son contenu si desobjectifs comme l'égalité de sexes, la protection de l'environnement, la gestion rationnelles des ressourceshumaines et naturelles; et d'autres objectifs de développement du millénaire. Ne sont pas atteinds.

Université Sétif2

Page 38: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

I

:دمةـقمنتيجة لالنتهاكات الالإنسانية اليت اقترفت لقد عرفت حقوق اإلنسان تطورا كبريا، بعد احلرب العاملية الثانية،

حبق اإلنسانية، أين بدأت خالل هذه الفترة حركة دولية لتدوين حقوق اإلنسان يف اتفاقيات دولية ملزمة تبلـورت املواثيق حيث صدرت العديد من .إليها من منظور واسع وشامل خالهلا حقوق اإلنسان بشكل واضح، وأصبح ينظر

.الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان شكلت لنا ما يعرف بالقانون الدويل حلقوق اإلنساناإلتفاقياتو،واإلعالنات

والعهدين ، 1948وأعقبه اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان عام ، صدر ميثاق األمم املتحدة1945ففي عام مت التوقيع على 1979ويف عام ، 1966عام، والثقافيةجتماعيةقتصادية واإلواإل،السياسيةودوليني للحقوق املدنيةال

1986ويف عام ، وبعد عشرة سنوات كانت اتفاقية حقوق الطفل، اتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأةوأعلنت التزامات أخرى يف املؤمتر العاملي حلقوق ، 1992ات عام وإعالن حقوق األقلي، أعتمد إعالن احلق يف التنمية

يف ، سواء،قوق اإلنسان الصادرةاملتعلقة حبغريها من االتفاقيات الدوليةيف و، 1993اإلنسان الذي عقد يف فيينا سنة (التابعة لألمم املتحدةإطار الوكاالت املتخصصة نظمة الصحة م، وومنظمة اليونسكو، كمنظمة العمل الدولية:

...).كمنظمة الدول األوروبية، ومنظمة الدول األمريكية،(اإلقليمية ت، أو يف إطار املنظما...)العاملية

حقوق اإلنسان فرع خاص من فروع العلوم اإلجتماعية خيتص بدراسة العالقات بني األفراد استنادا إىل كرامة ف، وتتميز باخلصائص ...)رجل، امرأة، طفل( كائن إنسايناإلنسان بتحديد احلقوق والرخص الضرورية لرفاهية كل

.واالستثناء،وغري قابلة لالنتقاء،وتقوم على االعتماد املتبادل،ومتكاملة،مترابطة،غري قابلة للتجزئةعاملية، : التالية

ة ال يكون إال التمتع باحلقوق املدنية والسياسيأن ثبت بأن بعده املقاربة املتكاملة حلقوق اإلنسان كانت هذوالتوازن بني حقوق اإلنسان ال جيوز إعطاء فاألصل هو مبدأ التكامل؛ واالجتماعيةبالتمتع باحلقوق االقتصادية.فالتحرر من اخلوف والعوز يرتبط حبرية التعبري واملعتقد، واحلق يف التعليم يرتبط بالصحة،األولوية حلقوق على أخرى

السياسية بني احلقوقفيهاالفصل مت الذي إلنسان من خالل مقاربة جتزيئية مع حقوق االتعاملبأنكما ثبت آنذاك، الصراع األيديولوجي بني األنظمة السياسية السائدةنتيجةواملدنية، واحلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية، والثقافية

لحقوق لنظم اإلشتراكية اليت تعطي األولوية لواتويل احلقوق املدنية والسياسية جل األمهية، النظم الغربية الليربالية اليت الدول اساعد كثريقد1.واليت يرى فيها أصحاب املذهب الليربايل جمرد أمنيات وأهدافجتماعية، قتصادية واإلاإل

.مما أثر على عالقة التنمية حبقوق اإلنسان.على انتهاك حقوق اإلنسان حبجة حتقيق التنمية اإلقتصادية

الزيادة السنوية املستمرة يف معدل الناتج تعمل على منذ النصف الثاين من القرن العشرين، حيث كانت الدول، هذه الزيـادة يف املعـدالت الكميـة للنمـو .القومي اإلمجايل دف حتقيق التقدم والرفاه اإلقتصادي واإلجتماعي

-81، ص 2003، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، األردن، الطبعة األوىل حقوق اإلنسان وحرياته األساسية هاين سليمان الطعيمات، -1101.

Université Sétif2

Page 39: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

II

حقوق اإلنسان، وأصـبحت تـشكل اإلقتصادي قد أعطت هلذه الدول احلجة السترتاف املوارد الطبيعية، والنتهاك .السبب الرئيسي للتدهور البيئي، والنتشار الصراعات واحلروب الداخلية

هذا باإلضافة إىل أنه، يف تلك الفترة سادت الكثري من األنظمة اإلستبدادية والشمولية الـيت أدت إىل غيـاب راد من املطالبة مبراعاة حقوقهم اإلنسانية، وللتـأثري القرار لتمكني األف ذالدميقراطية واملشاركة اتمعية يف وضع واختا

. على القرارات اليت متس جوانب حيام

مل حتقق ،بفعل مسار العوملة السريعة، التنمية اإلقتصادية لدى الكثري من الدول يف العامل بأن بنيبعد أن ت لكن سلبية نتائج بدال من ذلك تأظهرحيث .انوعدها برفع اإلنسانية من الفقر، ومل حتسن األوضاع اإلجتماعية للسك

أدت إىل وعلى مستويات املعيشة من ناحية توفر احلاجات الضرورية ودرجـة الرفاهيـة، و ،انعكست على السكان األوضاع اإلقتـصادية واإلجتماعيـة تأين تدهور وإىل فروقات كبرية بينهم، ،اإلنساينوجود تراكم من احلرمان

الغنيـة، (الدخل بـني الـدول توزيع يف والعدالة املساواةنعدام النتيجة عت دائرة الفقر اتس، و السكانللعديد من داخل اتمع، خاصة معينة فئات ميش وإقصاء مما أدى إىل ، .)بني األفراد، وبني املناطق (، وداخل الدول )والفقرية

واملهارات القائمة علـى للقدراتمهية املتنامية ، أين ازدادت األ ةمن ال يستطيع التواصل مع الثورة التقنية واملعلوماتي .املعرفة

عرف مفهوم التنمية حتوالت كبرية انتقل فيها من املفهوم الضيق القائم على الكم اإلقتـصادي إىل املفهـوم ير مع بداية التسعينات، من خالل التقـار أين ظهر هذا املفهوم الواسع واجلديد، الواسع القائم على حمورية اإلنسان،

بأن التنمية 1990الصادر عن برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، حيث جاء يف تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة اإلمنائيةـ عملية لتوسيع اخليارات اإلنسانية ببناء القدرات اإلنسانية، من جهة، واالنتفاع ا عن طريق ذه التوظيف الكفء هل

، من جهة أخرى، لتمكني األفراد من املشاركة يف خمتلف جماالت النشاط اإلنساين يف مجيع جماالت اإلنسانيةلقدرات ا.احلياة اليومية يف اتمع

إعـالن احلـق يف من خالل فكرة التكامل بني حقوق اإلنسان التأكيد على فيه مت الذي وقت اليف كان هذا حبقوق اإلنسان صراحة، واعتبارهـا عمليـة التنميةعملية الذي كان له الفضل الكبري يف ربط 1986التنمية لسنة

ال جيوز استعماهلا كحجة اليت اخل، و ...، والبيئية شاملة جلميع اجلوانب اإلقتصادية، واإلجتماعية، والثقافية، والسياسية النتهاك حقوق اإلنسان، حيث رأى اإلعالن أن حقوق اإلنسان واحلريات األساسية متالمحة، ومترابطة، وأن تعزيـز

. ستلزم بالضرورة إيالء العناية حبقوق اإلنسان كافة، وليس مبجموعة منها دون األخرىيية التنم

مـا على بدوره كد أ1993إعالن وبرنامج عمل املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان املنعقد يف فيينا سنة كما أن كامل، ومترابطة والتنميـة، وال بأن حقوق اإلنسان قائمة على منطق الت 1986جاء به إعالن احلق يف التنمية لسنة

.جيوز االنتقاص من حقوق اإلنسان حبجة حتقيق التنمية اإلقتصادية

Université Sétif2

Page 40: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

III

الواردة يف " التحرر من العوز" العالقة بني التنمية وحقوق اإلنسان ترجع أصوهلا إىل عبارة تهذا وإن كانالسبيل لتهيئة الظروف الضرورية لتمكني ديباجة اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، ألن التحرر من العوز واخلوف هو

كل إنسان من التمتع حبقوقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية، وكذلك حبقوقه السياسية واملدنية، حيث يكون هناك تعترب أساس اليتمن ميثاق األمم املتحدة 55كما ترجع إىل املادة.االختيارجمال ملمارسة الفرص والقدرة على

.لعاملي حلقوق اإلنساناإلعالن ا

اجلوانب املتعددة للتنمية ولو كانت خمتلفتوسع مفهوم التنمية ليشملنستطيع القول بأن ،عالوة على ذلكالشمولية اكتسابهوحقوق اإلنسان،ستوعب مبدأ التكامل والترابط بنيليجاء ) واالقتصادالبيئة، ( متناقضة كثنائية

، وملراعاة حقوق الطبيعة، أو محاية النظم الطبيعية اليت تعتمد عليها واملستقبليةية اآلنيةاليت تقتضيها احلاجات اإلنسانحركية تتمحور حول كالتنمية ف.واخلوف،أو الفاقةوالسعي للتحرر من العوز،من أجل العيش بكرامةاحلياة

.من جهة أخرى) واألجيال املستقبليةاجليل احلاضر،( من جهة، وجدلية ) الفرد، اإلنسان، اتمع( جدليتني، جدلية.حيث أن ارتباطها بفكرة االستدامة جاءتنا بضرورة مراعاة حقوق األجيال وكفالة احتياجاا األساسية

العوامل د العديد من اإجيعلى تمجلة التحوالت اليت مر ا مفهوم التنمية من املادي إىل اإلنساين ساعدكما أن والكرامة ،واحلرية،كاشتراكهما يف حمورية اإلنسان: التنمية اإلنسانية وحقوق اإلنسانالنقاط املشتركة بنيوأ

واملساءلة، ،كاملساواة وعدم التمييز، واملشاركة، والعدالة اإلجتماعية، واحملاسبة: اإلنسانية، وجمموعة املبادئ األساسية.اليت عززت التقارب بينهماوسيادة حكم القانون

البيئة املالئمة إن كانت التنمية اإلنسانية املستدامة تشكل بحث لاهذه الدراسة امنتاستوجبنتيجة لكل ذلك،لألجيال نتفاعاالاستمرار ضمانمع،ا أكثرنتفاعواالوالتمكينية اليت تضمن للجميع التمتع بكامل حقوق اإلنسان

، األطفال، املهاجرين اء، املرأة، األقليات، العمالكالفقر(ةـاملهمش، وةـ، خاصة للفئات الضعيف)ستدامةاال(القادمةمع حماولة إجياد السبل .اخل...، والسكان األصلينيVIH/SIDAاملغتربني، واحلاملني لفريوس نقص املناعة املكتسب

.حبقوق اإلنساناالنتفاعوالتهديدات اليت حتول دون الضرورية ملواجهة املخاطر

املخـاطر ن احلايل، وأكثرها التصاقا وتأثريا على حقوق اإلنـسان نابعـة عـن حتديات التنمية يف القر فأكربوانتـشار األمـراض ،استرتاف املوارد الطبيعية غري متجددة و،تدهور نوعية البيئة ك ناجتة عن العوملة الوالتهديدات

وارد، وارتفاع معـدالت ، وإساءة استخدام امل وتصاعد ضغوط اهلجرة ، عرب احلدود اواألوبئة الفتاكة وخماطر انتقاهل يف ملوهذا ما جعلها حمل اهتمام دول العـا البطالة، واتساع الفجوة بني الدخول، والقدرات، وغريها من املخاطر،

بداية األلفية، أين اعتربت من أهم أهداف هذه األلفية للتنمية، حيث رصدت هلا العديد من املؤشرات لقياس إجنازاا .يف خمتلف دول العامل

Université Sétif2

Page 41: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

IV

:أهمية دراسـة الموضوع

:تتجلى أمهيـة دراسـة املوضـوع من اجلوانـب التاليـة

نفسه يف مصطلح التنمية اإلنسانية املستدامةحيث فرض،نابعة من حداثتهدراسة املوضوع إن أمهية-1نظار صناع ولفت أ. جتماعي على مستوى العامل بأسره منذ بداية التسعيناتواإل،قتصاديواإل،اخلطاب السياسي

وما زال حلد اآلن النقاش واحلوار قائما حول ،واملنشغلني بأمور اتمع املدين والقضايا احمللية،واحلكومات،القرار. ومتطلبات تنفيذه،وتداعياته،وأساليب قياسه،ومكوناته،بلورة أبعاده

تناول موضوع معني كجانب من يبرنامج األمم املتحدة اإلمنائيعنكل عام يصدر تقرير مع العلم بأنه، جوانب التنمية وبعد من أبعادها، أو كوسيلة مساعدة على حتقيق التنمية اإلنسانية، وتفعيل حقوق اإلنسان

.اخل...، والتجارة الدولية رواالستثما، والتعاون الدويل، والتقنية اجلديدةاملشاركتية،الدميقراطيةك

نقطة التحول يف اليت كانت احلرب العاملية الثانية نفسه أثناء فترة بدوره فرض كما أن مصطلح حقوق اإلنسان واكتساا الطابع ،أين بدأت عملية تدوين حقوق اإلنسان .جمال حقوق اإلنسان نظرا للجرائم املرتكبة ضد اإلنسانية

وحبقـوقهم املتـساوية ،يةمت التأكيد على الكرامة اإلنسانية املتأصلة يف مجيع أعضاء األسرة البشر ، و القانوين الدويل .وصلتها بسيادة القانون،نتهاكوعلى ضرورة محايتها قانونيا من اإل، واملساواة،والعدالة،والثابتة كأسس للحرية

فأمهية حقوق اإلنسان تكمن باألساس يف اعترافها بأن لكل شخص مواهبه، وقدراته، ومصاحله، وأنه لـيس كما تكمن أمهيتـها أيـضا يف 1.فجميع الناس يولدون أحرارا، ومتساويني .هناك من هو أدىن، أو أعلى من اآلخر

2.جذورها اليت ترجع إىل الصراع من أجل احلاجة إىل احلرية، واملساواة يف كل مكان من العامل

وجمال التنمية اإلنسانية من جهة، من الواضح أن أمهية موضوع الدراسة نابعة من حداثة جمال حقوق اإلنسان ف.ومدى تقارمامن جهة أخرى،تدامة املس

،حمورا للتغيري السياسيلعملية التنمية، واإلنسان موضوع الرئيسيتكمن أمهية املوضوع أكثر جبعل -2ومدى احترامه اإلنسان،هدف صريح يتمثل يف مدى تلبية التغيري لتطلعات للتنمية وضعبالتايل و،قتصاديواإل

: هـوصدق ابن خلدون حني قال يف مقدمتمدى تسيريه للتمتع جبميع حقوق اإلنسان؛ أي . ه، ومراعاته للطبيعةحلقوق."وكل ما يف الطبيعة مسخر له،اإلنسان غاية ما يف الطبيعة"

بأن كل ما هو موجود على األرض من كائنات مسخرا خلدمة دفهي تتعلق باألبعاد األخالقية باإلعتقا1.ا من اخللق جيب احترامها، ومحايتهااإلنسان، وبأن احلياة كلها متثل جزء

1 - Human rights commision: Acitizen's Hand book.http://www.humanrightsinitiative.org/publications/hrc/hrc-handbook.pdf.

، ترمجة أمحد أمني اجلمل، اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العامليـة، نشأة وتطور حقوق اإلنسان الدولية الرؤى بول جوردون لورين، -2.29ص ،2000القاهرة، الطبعة األوىل،

Université Sétif2

Page 42: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

V

، فهي تقر بوجوب تطبيق مبدأ واستدامتهاواحملافظة على البيئة،مبستقبل األجيال القادمةرتبطمما جعلها تاإلعتدال، والعقالنية، والوسطية، والرشادة يف استغالل املوارد الطبيعية، وتركز على مبدأ التوازن يف العالقة بني البشر

2.فهي تضع العديد من العالقات يف إطار أخالقي لتحقيق نوعية حياة جيدة لألجيال القادمة، واحلاضرة. ةوالطبيع

فاملوضوع يستحق الدراسة ألنه تعدى جمال البعد البيئي، واألبعاد اإلنسانية حلقوق األجيال املقبلة، ليشمل ية واإلجتماعية والثقافية، مع حقوق األجيال املنطق التكاملي بني حقوق اإلنسان املدنية والسياسية، اإلقتصاد

. ، وحقوق الطبيعة)االستدامة( القادمـة

قادت قادة العامل إىل تبين إعالن األلفية الذي حيوي حينما،باخلصوص،تظهر أمهية التنمية اإلنسانية-3وأهداف أخرى ،ول العاملجمموعة من األهداف التنموية على رأسها القضاء على الفقر واستئصال اجلوع يف كافة د

خارطة كضرورة تبين احلكم الراشد ، والذي كان بدوره أول من أكد على تضمن لنا التمتع حبقوق اإلنسان األساسية.التنمية اإلنسانية املستدامةتحويل النمو االقتصادي إىل بالطريق لتحقيق التنمية وأهدافها

أو ،علقة حبقوق اإلنسان سواء يف البلدان الصناعيةترصد التطورات والتوجهات املتتمؤشراوضعها -4ومدى انعكاس ذلك على ،تعكس لنا التحديات احملتملة اليت تواجه حقوق اإلنسان يف القرن احلادي والعشرين،النامية

.اإلرادة السياسية الوطنية

والتلوث ،لفقرتكشف العديد من األزمات اليت هي السبب وراء صراعات كثرية يف العامل كأزمة احيث وتظهر . اخل...شروط التجارة الدولية غري املتكافئة،األمية،وأعباء التقدم التكنولوجي،وندرة املياه،والسكن،البيئياإلجتماعية األشد تعرضا لإلستغالل يف العامل، وتبني األقليات املضطهدة بسبب لون بشرا، أو قوميتها، أو تالطبقا

د ما سيكون عليه جمتمع الغد بدراساا اإلستشرافية كمجتمع تنازعيـا، سواء يف بل ترص. سنها، أو جنسها.اتمعات الفاقة، أو جمتمعات اإلسراف

،كمبدأ الشرعية األخالقيةها قيمة إضافية اعطأجعلتها قائمة على حقوق اإلنساناليت تطوراا بل إن -5نتفاعاالبمستوى التمكني هذا ما يرفع أكثر منو،وتقدمي احلسابات من طرف املسئولني،جتماعيةومبدأ العدالة اإل.).الغاية النهائية للتنمية( ، وجيعل إدراك احلقوق من أبعاد التنمية حبقوق اإلنسان

رغم كل ما ذكر من جوانب اليت تتجلى من خالهلا أمهية دراسة املوضوع، إال أن أمهية دراستنا للموضوع جتهادات وإن كان هناك تقرير صادر عن املوضوع من واإل،الدراسة مل حتض بقدر كبري من املبادراتنبع من كون ت

، ص 2000ستثمارات الثقافية، مصر، الطبعـة األوىل، ، ترمجة، اء شاهني، الدار الدولية لإل التنمية املستدامة مبادئ ، دوجالس موسشيت -119-23.

ا، دار صفاء للنشر والتوزيـع، عمـان، التنمية املستدمية فلسفتها، وأساليب ختطيطها، وأدوات قياسه عثمان حممد غنيم، ماجدة أبو زنط، -2.87و96، ص 2007الطبعة األوىل

Université Sétif2

Page 43: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

VI

وثيقة سياسية حول و،"والتنمية البشريةحقوق اإلنسان":بعنوان2000لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي طرف .ة عن هذا األخريدراص1998إدماج حقوق اإلنسان بالتنمية اإلنسانية املستدامة سنة

أنظار الباحثني واملهتمني، سيما يف الدول يعد مسامهة متواضعة إللفات نا هذاحبثفإن ،األخريهلذا السببللتحديات واالستعدادالعربية من أجل وضع استراتيجيات تنموية مراعية حلقوق اإلنسان، لتجاوز معضالت احلاضر

.ات ال ميكن معاجلتها بشكل فعال إذا كانت منفصلةاملستقبلية، خاصة وأن هذه التحديفتحديات التنمية هي نفسها حتديات حقوق اإلنسان، واألمن، وهذا ما عرب عنه األمني العام لألمم املتحدة يف

أين ". صوب حتقيق التنمية، واألمن، وحقوق اإلنسان للجميع: يف جو من احلرية أفسح:" بعنوان2005تقريره لعام ا التقرير عن اإلصالح، ولفت النظر إىل التحديات املشتركة بني كل من حقوق اإلنسان، والتنمية، واألمن شدد هذ

.اليت البد هلا من آليات، وضمانات نفسها للقضاء عليها بصفة مشتركة

: دوافع اختيـار الموضوع

ختيارها كموضوع لدراستنا، على البعد اإلنساين كان دافع كاف الالتنمية اإلنسانية املستدامة ءن احتواإعامل حترم فيه األمم الفقرية ،واليت أدت إىل عامل ربعه غين وثالثة أرباعه فقريخاصة وحنن يف ظل التحوالت اجلديدة،

عامل تضاعف فيه الدخل بني الدول الغنية والدول ،قتصادية العامليةمن الوصول على قدم املساواة إىل الفرص اإلوتستهلك فيه األمم الغنية أربعة أمخاس ،ستطيع فيه ربع البشرية تلبية احتياجاته اإلنسانية األساسيةعامل ال ت،الفقرية

عوملة ، عوملة العنف والصراعات،ععوملة الفقر واجلو(رأس املال الطبيعي دون أن تكون مضطرة ألن تدفع مثن ذلكلبقاء املشترك جيب أن تؤدي إىل عامل أكثر عدال وإنسانية نشغال بافعاملية مطالب احلياة واال....)التهديدات واملخاطر

.لتحقيق استدامة التنمية

فالتنمية اإلنسانية املستدامة تتعامل مع األبعاد اإلنسانية واإلجتماعية بإعتبارها العنصر املهيمن وتنظر للجانب خاصة ،بدال من ميشهمفراد ومتكينهم األاهاـي حييـياة التاحلوعية بنتم املادي كشرط الزم لتحقيق التنمية، و

.متكني الفئات األقل حظا يف اتمع

هذا فضال عن إثارة مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة للعديد من القضايا ذات الصلة كالسلم، والدميقراطية، لصحة، والسكن، وحقوق اإلنسان، واملساواة، ومشاركة اجلماعات احمللية لصناعة القرار، وضمان التعليم، وا

وهذا يعين . والتشغيل، والتغذية، والتوزيع العادل للثروة ليس لألجيال احلاضرة فحسب، وإمنا لألجيال املستقبلية أيضا.ترشيد استعمال املوارد املتاحة سيما تلك اليت ال تتجدد كالبترول، والغاز، واملعادن

ألن تكفياملوضوع هذا لدراسة ت تقف وراء اختيارنا ة، وأخرى اليت كانافع املوضوعيوالدهذه هلذا كله، فإن .دافع ذاتـي وشخصـي الختيارههاكون وراءي

Université Sétif2

Page 44: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

VII

:للدراسةاإلشكالية األساسية

اليت يدور حوهلا موضوع دراستنا تتعلق مبعرفة إن كانت التنمية اإلنـسانية املـستدامة اإلشكالية األساسية إن من أجل حتقيـق بكافة حقوق اإلنسان باالنتفاعوالتمكينية اليت تسمح كمفهوم جديد وبديل تشكل البيئة املالئمة

:هي، ومبستوى نوعية حياة اإلنسان، واحلفاظ بالتايل على كرامته اإلنسانيةلالرتفاعاحلقوق الالزمة

كيف ميكن للتنمية اإلنسانية املستدامة أن ترفع من مستوى التمكني احلقوقي لتحقيق أكرب قدر ممكن من .؟املعوقات اليت حتول دون ذلكأهم وما هي . حبقوق اإلنسانتفاعناال

:وهي،تشكل لنا حماور الدراسةالفرعيةاإلجابة على هذه اإلشكالية تكون بطرح مجلة من التساؤالت

كيف ارتبطت التنمية حبقوق اإلنسان؟ ومىت اتضح دورها يف التمكني من حقوق اإلنسان؟ :أوال

. دف اجلوهري للتنمية اإلنسانية املستدامة يئة البيئة التمكينية للجميع للتمتع حبقوق اإلنساناهلإذا كان :ثانيامستوى التمكني نالرفع مبالتايل ودور التنمية اإلنسانية املستدامة يف تدعيم حقوق اإلنسان، نيكمأو يظهرفأين

الشروط اليت تساعدها على ذلك؟ أهم وما هي؟وضمان حتقيق االنتفاع جبميع حقوق اإلنساناحلقوقي

وبالتايل حتد من دورها ها،حتقيقعوقات اليت تواجه التنمية اإلنسانية املستدامة وحتول دون املأهم ما هي :ثالثااالنتفاع حبقوق اإلنسان؟ والتمكني يف رفع مستوى

: منهـج الدراسة

، حيث قمنا يف الفصل األول بعمليـة تحليل والبناء اقتضت منا أن نعتمد على عملية ال إن دراستنا للموضوع وبنائية اجلمع والتحليل حول كل ما يتعلق مبفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة كمقاربة شاملة، مث قمنا بطريقة تركيبية

جبمع وتوحيد كل املعلومات احملصل عليها يف الفصل األول مبحاولة الربط بني مفهوم، أهداف، مؤشرات، عوائـق هذا وإن كان البحث ال خيلو من البعد التارخيي وذلـك عنـد .التنمية مع حقوق اإلنسان يف الفصل الثاين والثالث

.حماولتها لتتبع حتوالت مفهوم التنمية

لكون دراستنا حتاول الوصول إىل حقوق اإلنسان كأبعاد للتنمية لالنتفاع بأكرب قدر ممكن منها ولو يف حدها قمنا يف كل مرة باستنتاج كل ما يتعلق بالتنمية اإلنسانية املستدامة من أمور ،بقاء والعيش بكرامة لل ياألدىن الضرور

.اليت من املمكن أن ترفع مستوى متكني اإلنسان من االنتفاع حبقوقه، أو تعيق ذلك

.بامـع حماولـة اإلستفادة من اجلوانـب القانونيـة التـي تثري املوضـوع، وطرح ما ال يهمـنا جان

Université Sétif2

Page 45: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

VIII

:الموضوعحدود وصعوبات دراسـة

التنمية اإلنسانية املستدامة من جهتنا العديد من الصعوبات منها ما يرجع إىل طبيعة املوضوع، حيث تعد القد و ، ونطاقهـا )املادية، والنوعيـة ( أصعب القضايا وأعقدها تشمل يف حمتواها مجيع جوانب الوجود اإلنساين بناحيتيه

، ومتحركة، ةخاصة مع إدراكنا أا عملية دينامكي، اإلنسان واحلريات األساسية ومدى التمتع ا يشمل مجيع حقوق تتفاعل فيمـا ... جتماعية، والسياسية، والثقافية، واألنتروبولوجية قتصادية، واإل ومركبة من جمموعة من املتغريات اإل

. اإلنسان، ويف سياقه اتمعي بتحسني نوعية حياتهبينها بغية الوصول إىل حتقيق تأثريات وتشكيالت معينة يف حالة

املالحظ، مما ذكـر حبقوق اإلنسان، حيث أا من ة التنمية تكمن صعوبة املوضوع أكثر من ناحية عالق كما أا تقوم على اموعة املتكاملة حلقوق اإلنسان، ويف نفس الوقت هي دف إىل ضـمان التمتـع حبقـوق أعاله، وتشابك بني حقوق اإلنسان والتنمية اإلنسانية يصعب معها السري يف اجتاه واحد ،هناك عالقة تداخل لذلك. اإلنسان

دون التصادم مع حقوق اإلنسان منذ البداية لفهم كيفيـة اإلنسانية املستدامة وصوال إىل حقوق اإلنسان من التنمية لتنمية يف حد ذاا مل تتم أنسنتها كعملية إال من خالل ألن ا ،إىل اإلنساين )املادي(حتول الفكر التنموي من التقليدي

.ارتباطها حبقوق اإلنسان

البعـض من هذه الصعوبات أيضا يرجع إىل قلـة املراجع املتخصصة اليت تتناول هذا املوضوع، خاصة مـن ووطنيـة، وملتقيــات، وأغلبية املراجع احملصل عليها عبارة عن تقارير دولية، . ناحية عالقة التنمية حبقوق اإلنسان

.والكتب العامة املتداولة تقريبا كلها تشري للموضوع بصفة غري تفصيلية، ومعمقة. ومنتديات علمية

كما أن إعداد هذا البحث تطلب منا الكثري من اجلهد بالنظر إىل مشوليته جلميع اجلوانب األخرى، ولعالقتـه .ملزيد من الوقتوبدوره حيتاج إىل ا.تقريبا مع كل املواضيع األخرى

لزيادة التعمق يف هذا النـوع لغريي سيفتح الباب يل أو آفاق، حيث البحث ذا هلمهما يكن من صعوبات فإن سواء يف جمال املرأة، أو التطبيقالذي له العديد من جماالتمبسألة التمكني من الدراسات يف املستقبل، خاصة ما تعلق

ومشكلة قياس مدى التمتع اخل، ...يف جمال مكافحة الفقر وواتمع املدين، قراطيةيف اال القانوين، أو يف جمال الدمي .، وإشكاليات أخرى ملوضوعات مستقبليةحبقوق اإلنسان

Université Sétif2

Page 46: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

IX

:تقسيم البحث

:البحث إىل ثالثة فصولموضوع م يقسمت تالسابقةالفرعيةمن خالل التساؤالتإلطار املفاهيمي لكل من التنمية باملعىن الضيق وحقوق اكمدخل للموضوع إىل نتطرق:الفصل األوليف

ألن حتول حمورية التنمية، أو ،مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامةتطور لاإلنسان، وطبيعة العالقة بينهما، مث نتتبع مراحودوره يف ربط احلق يف التنميةمفهوم نتناول حيث عملية أنسنتها كانت نتيجة ارتباطها التدرجيي حبقوق اإلنسان،

مث اإلقتصادية حبقوق اإلنسان، وكشف هدف عملية التنمية املتمثل يف التمكني من كافة حقوق اإلنسان،ةالتنمياليت أضفت البعد )اخل ...،الرأس املال البشري،املوارد البشرية،كاحلاجات اإلنسانية(لة املفاهيم مجنتطرق إىل

مث ننتقل إىل .منفصلة متاما عن حقوق اإلنساناإلقتصادي الضيقكانت مبعناها اإلنساين للتنمية اإلقتصادية بعد أن .الدولية املتعلقة بالتنمية وحقوق اإلنسان خالل فترة التسعيناتواملؤمتراتأهم اإلعالنات ضرورة ذكر

األساسية، بادئهامما معىن التنمية اإلنسانية املستدامة، وبتحديد خالل هذه املراحل لتطور مفهوم التنمية نقومهدفها والتوصل إىل .للتنمية اإلنسانيةتكمل اإلطار املفاهيمي اليتوأهم قضاياها ذات األولوية، ومؤشرات قياسها

وكل هذا األساسي، مع ضرورة اإلشارة إىل العالقة اليت تربط التنمية اإلنسانية املستدامة باحلكم الراشد والدميقراطية،.مباحث أساسيةنتناوله من خالل ثالثة

، تنمية اإلنسانية املـستدامة إىل املفهوم الشامل لل يف الفصل األول نتوصل عد أن ب:يف الفصل الثاين والثالث . حقوق اإلنسان التمكني من هدفها األساسي واملتمثل يف ونستبنيومؤشرات قياسه، ،وعناصره أو مبادئه األساسية

، وأهم املعوقات الـيت يف الفصل الثاين من حقوق اإلنسان واالنتفاع لتمكني شروط التنمية ل تناول ضرورة إىلننتقل.يف الفصل الثالثحتول دون ذلك التمكني واالنتفاع

قوق اإلنسان اليت جتعل من عملية التنمية وسيلة عالقتها حب أدى إىل تعزيز ممارسات التنمية وتطورها فتحسنيوضعها من جهة أخرى.ي سبب من أسباب التمييز، هذا من جهةلرفع مستوى متكني كل شخص من حقوقه دون أ

فيه الكثري من التدعيم حلقوق اإلنسان، هذا إىل جانـب دور وإعطائها األولوية للعمل على حتقيقها ،ألهداف معينة ينتفـع ن من أحىت يتمكن اجلميع واالنتهاكاملؤشرات اإلحصائية وفائدا لصاحل حقوق اإلنسان حلمايتها من التمييز

هذه احلقوق كوإدرااحلقوقي،لتمكني لرفع من مستوى ا كاف ل اإلنسانية املستدامة غري ةالتنميدور لكن مبا أن ا كغاية ائية لوجود العديد من املعوقات اليت تواجه التنمية جعلنا هذا حنتاج إىل شروط أخرى، عباالنتفاكأبعاد هلا

التنميـة ة هذه املعوقات، وتفعيل املبادئ األساسية اليت تقوم عليهـا مواجهعلى مية ة التنملساعدأو آليات وضمانات والوصـول إىل .بالتايل من مستوى التمكني احلقـوقي للرفع، ولتحقيق األهداف األلفية للتنمية اإلنسانية املستدامة

. كنموذج حكـم اطية املشاركتية والدميقر ،كنموذج تسيري احلكم الراشد كاالنتفاع حبقوق اإلنسان كأبعاد للتنمية

Université Sétif2

Page 47: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

مقدمة عامة

X

اليت توصلنا إليها من خالل معاجلتنا للنقاط األساسية اليت لينتهي املوضوع خبامتة تضم جمموعة من النتائج واالقتراحات .انطوى عليها موضوع البحث

:الخطة العامة لدراسة الموضوع

وللوقوف عند حـدود التـساؤالت مما ذكر سابقا من شرح موجز لتفاصيل اخلطة العامة ملوضوع الدراسة، :تكون كالتايلموضوعللفاخلطة العامة . الواردة أعاله

.التنمية اإلقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامةمن: ل األولـالفص

.من التنمية اإلقتصادية إىل احلق يف التنمية كحق من حقوق اإلنسان: ث األولـاملبح

.لتنمية إىل التنمية اإلنسانيةمن احلق يف ا:ث الثاينـاملبح

.اإلنسانية إىل التنمية اإلنسانية املستدامةةمن التنمي:املبحث الثالث

.قوق اإلنسانللتمكني واالنتفاع حباملستدامة شروط التنمية اإلنسانية :ل الثاينـالفص

.شروط متكني التنمية اإلنسانية املستدامة حلقوق اإلنسان :ث األولـاملبح

.شروط حتقيق التنمية اإلنسانية املستدامة لالنتفاع حبقوق اإلنسان:ث الثاينـبحامل

. قوق اإلنساندون التمكني واالنتفاع حباليت حتول التنمية اإلنسانية املستدامةمعوقات: ل الثالثـالفص

.املعوقات اليت حتول دون متكني التنمية من حقوق اإلنسان:ث األولـاملبح

. حبقوق اإلنساناليت حتول دون حتقيق التنمية لالنتفاع املعوقات :ينث الثاـاملبح

Université Sétif2

Page 48: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

1

:ل األولـلفصامن التنمية اإلقتصادية إلى التنمية اإلنسانية المستدامة

حتول مفهوم التنمية من املفهوم التقليدي الذي ال يويل اهتمام حبقوق اإلنسان إىل املفهوم اإلنساين اجلديـد إن فى على التنمية البعد وأض ،اموتقار ،ساعد على بناء عالقة بني حقوق اإلنسان والتنمية اإلنسان القائم على حمورية

.بكافة حقوق اإلنساناالنتفاعزيعزلتللتنميةالتمكيين هلدفاإلنساين، مما مسح خبلق ا

إىل اشتماله على مجيـع اجلوانـب الضيق من جمرد التركيز على النمو اإلقتصادي لتنمية املفهوم التحول هذا ،اإلقتـصادية ة ساعدت على إضفاء البعد اإلنساين للتنميةومتدرجة عرب مقاربات مفاهيمي مبراحل عديدة رماألخرى

مث تدرجييا وبتطور مفهوم التنمية مسح ذلك بوجود تقارب ،كانت عالقة حقوق اإلنسان بالتنمية منفصلة متاما حيث ية أول هذا التقارب بني حقوق اإلنسان والتنم وتكامل أكثر بينهما إىل درجة أنه ال تقوم إحدامها دون قيام األخرى،

، ومت اإلعالن عنه خالل املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان املنعقد 1986إعالن احلق يف التنمية لسنة نمن أبرزه أكثر كا .1993يف فيينا سنة

كيف معرفةالوصول إىلسوف حناول التحوالت اليت مر ا مفهوم التنمية عالوة على ذلك، ومن خالل مجلة اتضح دورها يف التمكني من حقوق اإلنسان؟سان؟ ومىتارتبطت التنمية حبقوق اإلن

حناول طرح مجلة من التـساؤالت الفرعيـة، سوف الوارد يف هذا الفصلالرئيسي لإلجابة على هذا التساؤل وكيـف أصـبحت ؟قتصادي الضيق إىل اإلنسانمن النمو اإلية عملية التنمية حمورتكيف حتول : واملتمثلة فيما يلي

أهدافها األساسية؟ وما هـي مؤشـرات ؟ و مبادئهاأهم وما هو مدلوهلا اجلديد؟ و ؟ القادمة األجيالتؤصل حلقوق ثالث إىل هذا الفصل بتقسيممفهوم التنمية تحتوالخالهلا نتناول ؟ ذات الصلة وعالقتها باملفاهيم األخرى قياسها؟

:حثامب

وأهدافه األساسية ومقياسه،،الضيقفهوم التنمية مبعناه حناول تتبع املراحل املتدرجة ملوالثاين في املبحث األول فلنصل إىل وجود مقاربات تقليدية حماولة منا للوصول إىل مدى مراعاته حلاجات اإلنسانية، وبالتايل للحقوق األساسية

نقطـة نعتربه يف التنمية الذياحلق خاصة مبساعدة ،يمية ساعدت على حتول النظر إىل اإلنسان كغاية وهدف ـمفاهنص صراحة يف مواد إعالنه بأن اإلنسان احملور التحول يف مسار حتول مفهوم التنمية وعالقته حبقوق اإلنسان، حيث

ملفهـوم لناهذا مع عدم إمها .اإلنسان قمن كافة حقو التمكني دور عملية التنمية هو ، وبأن األساسي لعملية التنمية هذا حىت نتمكن خالل مسار . مستقل بذاته وله تطوراته اخلاصة به خصائصه، ألنه يبقى مفهوم أهم حقوق اإلنسان و

.وحقوق اإلنسان،االتنمية من معرفة العوامل املشتركة بينه

مـن منظـور إىل تصور إمجايل ملفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة فإننا حناول الوصول لث،املبحث الثا أما يف املتمثل يف خلق البيئة التمكينية املالئمة لالنتفاع حبقوق اإلنسان، هـذا أين يتضح لنا هدفها أساسي ،حقوق اإلنسان

استمرار االنتفاع إىل على ةحافظلمبفكرة االستدامة ل هطاارتبوكيفية التنمية اإلنسانية فهوم مررنا مب بعد أن نكون قد

Université Sétif2

Page 49: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

2

والبيئي،والثقايف،قتصاديواإل،جتماعيواإل،كل مستويات النشاط السياسيالذي يربط هذا املفهوم . جيال املقبلةاأل،واملساءلة ،مع مراعاة قدر من العدالة والتخطيط الطويل األمد ،ناد إىل ج متكامل يعتمد على مبدأ املشاركة تسباإل

.جتماعيمبراحل مت فيها اإلنتقال من الرأمسال املادي إىل البشري ومنه إىل الرأمسال اإلرأي أنه م،والشرعية والتمثيل

،إغفال الروابط اليت تربط التنمية مبفاهيمفإننا مل نستطع خالل هذه التحوالت ملفهوم التنمية أننا التأكيد بع موقضايا التنمية املستدامة اليت جاءت بفكرة حقوق األجيال والبيئة، وكذلك مفهوم احلرية، وعزل املفهوم أيضا على

.د السابقةالتيارات الفكرية التنموية اليت ظهرت طوال العقولكنها يف اية املطاف ال بد أن تفضي إليها ،وإن مل تكن عملية شرطية،كما أن حمورية العالقة بني التنمية واحلرية

لذلك البد لنا من التطرق .كفضاء الغىن عنه سواء من خالل احلكم الراشد أو العالقة املتبادلة بني الدميقراطية والتنمية.مفهومي احلكم الراشد والدميقراطية للعالقة الوثيقة بينهما والتنميةيف هذا الفصل إىل كل من

الحق في التنمية قتصادية إلى اإلالتنمية من:المبحث األول

:كحق من حقوق اإلنسان

إن مفهوم التنمية منذ عقوده األوىل، وحىت اية الثمانينات كان قاصرا على كمية ما حيصل عليه الفرد من سلع نتيجة ذلك ظهرت الدعوات للمطالبـة .أداة فقط لتحقيق ذلك وأ،دية فقط، واإلنسان كان جمرد آلة وخدمات ما

من الضرورة مبكان كان ف. يكون موضوعها اإلنسان كوسيلة وغاية يف نفس الوقتبالتنمية كحق من حقوق اإلنسان ور عمليـة التنميـة مـن النمـو حملالنظردوره يف حتول ملعرفة 1986دراسة مضمون إعالن احلق يف التنمية لسنة

التطرق إىل مفهـوم مبكان لكن قبل ذلك من الضروري . وربطه حبقوق اإلنسان األساسية اإلقتصادي إىل اإلنسان، التنميـة اإلقتـصادية مراعـاة مدى معرفة التنمية اإلقتصادية وحقوق اإلنسان كمفهومني مستقلني عن بعضهما، و

حىت نتأكد بأن احلق يف التنمية كان كنتيجة لتركيزها على زيادة الدخل فقط، وهذا قوق اإلنسان حلمبفهومها الضيق العالقة بني التنمية وحقوق جذور نقطة التحول يف مسار عملية التنمية يف عالقتها حبقوق اإلنسان، وهذا بعد معرفتنا

املتعلقة حبقوق اإلنسان الصادرة ليةمن خالل النصوص القانونية الدو 1986اإلنسان قبل إعالن احلق يف التنمية سنة ، والعهـدين 1948، واإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان سنة 1945األمم املتحدة لسنة قعن األمم املتحدة كميثا

. 1966الدوليني حلقوق اإلنسان لسنة

:ة وحقوق اإلنسانقتصادياإلتنمية اإلطار المفاهيمي لل: المطلب األولومفهوم حقوق اإلنسان يف الفـرع ،مبعناها الضيق يف الفرع األوللتنميةامفهوم طاء حناول يف هذا املطلب إع

ت التنمية ذا ن كان إيف الفرع الثالث نشري. بذاماكمفهومني مستقلني ني املفهومين ذتناولنا هل حيث خالل الثاين،ا ملحوظا على املستوى الـدويل، خاصة وأن حقوق اإلنسان بدورها مل تعرف تطور ،يف صاحل حقوق اإلنسان املعىن

.والوطين إال منذ اية احلرب العاملية الثانية

Université Sétif2

Page 50: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

3

:مفهوم التنمية اإلقتصادية:األولالفرع اإلنسان أية أمهية من ناحية اعتباره املستفيد ىلومل يو إن حمور عملية التنمية كان قاصرا على الكم اإلقتصادي

نظر الب، فكمية للنمو اإلقتصاديالعدالت املوحيد للدول يف العامل هو حتقيق أكرب األول من فوائد التنمية، وكان اهلم ال وأهم خصائصها األساسية؟؟تعريفهاما هو التنمية من املنظور اإلقتصادي البحت إىل

:التنمية اإلقتصاديةتعريف:أوالواليت غالبا ما ،قت مبفهوم التنميةاليت حلقتصاديون خالل التطورات من التعريفات اليت ساقها اإل هناك العديد

وال ميكن الفصل يف كثري من األحيـان بـني .اجتماعيةاقتصادية إىل من املتنوعة يركزون فيها على أهداف التنمية .املفهوم واألهداف

بلوغ الرأمسالية خاصة مع ،قتصادية فقط اإلالضيق للتنمية يركز على األهداف اإلقتصاديظهر التعريف لذلكوبذلك تقلص معىن التنمية وة منوها، وما صاحبها من تقدم مذهل أفسح الطريق أمام فكرة التطور املادي والتنمية، ذر

قتصادية على الرغم من قتصادي والتنمية اإل وأدى هذا إىل حدوث خلط بني مفهومي النمو اإل إىل جمرد منو اقتصادي، 1.ديةاإلقتصاقتصادي يؤدي حتما إىل التنمية أن النمو اإل

قتصاديون، والسياسيون، وخمططوا التنميـة وهلذا السبب، وحىت عقد السبعينيات من القرن العشرين كان اإل الزيادة يف الدخل القومي احلقيقي خالل فترة زمنية طويلة، ألنه شرط ضروري عملية:" قتصادية بأايعرفون التنمية اإل

2."رنة الناتج القومي احلقيقي مع زيادة عدد السكانمقا(لتحقيق زيادة يف متوسط دخل الفرد احلقيقي

قتصاد القومي على توليد، واستدامة الزيادة الـسنوية يف النـاتج قدرة اإل:" بأاالتنمية اإلقتصادية كما تعرف النـاتج وأو أكثر، ويأخذونه مبعدل منو نصيب الفرد من الدخل، أ%7إىل % 5بنسبة تتراوح بني القومي اإلمجايل

حمللي اإلمجايل، إضافة إىل قدرة الدولة على توسيع إنتاجها مبعدالت أسرع من معدل النمو السكاين كمؤشر اقتصادي اقتصادية العامة الـيت معدالت ومستويات منو الناتج القومي احلقيقي للفرد لقياس الرفاهية اإل وتستخدم. عام للتنمية

3.ستثمارستهالك، أو اإلة املتاحة للمواطنني من أجل اإليتمتع ا السكان، أي السلع، واخلدمات احلقيقي

قتصادية ذا املفهوم تركز على عملية تسريع التصنيع، وعلى عوامل اإلنتاج املادية، والتكنولوجية، فالتنمية اإل مام كـثريا هذا ما أدى إىل عدم االهت .سترياد، والبحث عن املواد اخلام وعمليات االستثمار، والعائد، والتصدير واإل

.29-25صاإلسكندرية،،2004، الطبعة، دار املعرفة اجلامعيةعلم اجتماع التنميةإحسان حفظي، -1.69-67، ص1986، دار النهضة العربية للطباعة، والنشر، بريوت، لبنان، طبعة التنمية اإلقتصاديةري، كمال بك-2، تعريب ومراجعة، حممود حسني حسين، حممود حامد حممود عبد الرزاق، دار املريخ للنـشر، الريـاض، قتصاديةالتنمية اإل ميشيل تودارو، -3

.51-50، ص2006الطبعة

Université Sétif2

Page 51: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

4

وكذلك عدم االهتمام بقوة العمل كأحد عوامل اإلنتاج مع األرض، ورأس املـال، والتنظـيم، 1.بالقطاع الزراعي 2.وذلك من منطق أن قوة العمل دائما متوفرة عددا، أو مهارة

اض، القضاء على الفقر، والبطالة، واألمـر : صحيح أنه كانت حتدث إشارات إىل أمهية حتقيق أمور أخرى مثل أو -فالنظرة الغالبة كانت نظرة إقتصادية ، وحمو األمية، ونشر التعليم، وما إىل ذلك، ولكن هذه األمور كانت ثانوية

قتصادي السريع، وتعرب عن عملية تراكم لرأس املال املـادي، مرادفا للنمو اإل ال، مبعىن أن التنمية ليست إ -إقتصادويةمتت إعادة تعريف التنميـة ،منتصف السبعينيات وبداية الثمانينات كن مع ل3.والبشري دف زيادة الدخل القومي

إستراتيجيات للنمو عووضوحتقيق العدالة، وتوفري فرص العمل،،قتصادية على أساس اجلهود املبذولة لتخفيف الفقراإل4.إعادة التوزيعمع

للتنمية على أفراد اتمـع، ومبـساعدة نظرا ملا أبرزه واقع اخلمسينيات، والستينيات من عواقب وآثار سلبية خالل اتضح5.اخل...كأزمة التنمية يف الثمانينات، وتزايد أعباء خدمة الديون، واخنفاض املعونات : العديد من العوامل

قتصادية تشمل إضافة فالتنمية اإل 6.قتصاديقتصادية يتجاوز كثريا مفهوم النمو اإل هذه الفترة بأن اصطالح التنمية اإل كرفع مستوى املعيشة بتلبية احلاجات األساسية لألفراد الذي يتوقف على العدالـة : أهداف أخرى ، قتصاديلنمو اإل ل

جتماعية لإلنسان، وعدد السكان، وتقليل التفاوت يف توزيع الدخول، والثروات، وتعـديل التركيـب النـسيب اإل7.ناعةعتماد على مجيع القطاعات الزراعة، والصلإلقتصاد القومي باإل

، املنسق العام للموسوعة إلياس بيضون، الد األول، مقدمة عامة، املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة طلبة، مصطفى: أنظر -1. 358-347، ص2006الطبعة األوىل بدون مكان النشر،العربية للعلوم،ةاألكادمييوالدار العربية للعلوم ناشرون، مبوجب اتفاق مع اليونسكو

.29حفظي، املرجع السابق، صإحسان-2.14- 13،ص2000، دار الشروق، القاهرة، الطبعة األوىل، التنمية يف عامل متغري، دراسة يف مفهوم التنمية، ومؤشرااإبراهيم العيسوي، 3-

.53-52ميشيل تودارو، املرجع السابق، ص -4- .31-30إبراهيم عيسوي، املرجع السابق، ص5

النمو ، ف فتتضمن حدوث تغيريات نوعية يف هذه املتغريات : ةـالتنميأما . قتصاديةدوث تغيريات كمية يف بعض املتغريات اإل يعين ح : وـالنم-6يف حني التنمية ال حتـدث إال يف فالنمو يسبق التنمية وهو ظاهرة حتدث يف املدى القصريلذلك تلقائي بينما التنمية ختطيط وتدخل إرادة جمتمعية؛

، رؤيـة إقتصاديات الدول العربية وحتديات التنمية عادل خليفة، : راجع. ( ل وال ميكن احلكم عليها إال بعد مضي فترة زمنية طويلة املدى الطوي فالنمو مفهوم كمي ضيق وقابل للقياس، أما التنميـة فإـا .)142-141، ص1996الطبعة األوىل بريوت، لبنانجديدة، دار املنهل اللبناين،

( .كمفهوم معياري يشترط وجود حتول هام يف القوى وااالت السابقة، مما يؤدي إىل سلسة التحـوالت واألداء االقتـصادي عادة ما توصف ، مؤسسة الـوراق حماولة إلستباق التغيري العاملي يف ظل منهجية التحليل املستقبلي :الدولة والتنمية يف الوطن العريب ،حسن كاظم الزبيدي : راجع

.)55، ص2007الطبعة األوىل عمان، يع، للنشر والتوز.04كمال بكري، املرجع السابق، ص -7

Université Sétif2

Page 52: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

5

فإىل . قتصادية بداية من الثمانينات على أا متعددة اجلوانب ميكن القول أنه أصبح ينظر للتنمية اإل ،لذلك كله 1.جتماعيجانب أا عملية إقتصادية بالدرجة األوىل، فيجب أن تسري جنبا إىل جنب مع ااالت األخرى كاال اإل

:ائل املشتركة التالية لتعريف التنميةحول املساإلتفاق بني اإلقتصادينيكما مت

تقتضيه الظروف البيئية احمليطة ضمن املعطيات املمكن حتقيقها يف االتغري حسبم مسألة أن التنمية نسبية دائمة -.أي عملية دينامية متحركة أحد أوجه التغيري والتطور، فيمكن التنبؤ ا، والتخطيط هلا. الفترات الزمنية املتالحقة

- ا من جمتمع إىل آخر وتتباين مراحلها من دولة إىل أخـرى، أا عملية جمتمعية متفاعلة متشعبة وتتغري مسري.تعتمد يف تطورها على حسن استغالل املوارد الطبيعية من طرف الدولة

.عملية شاملة ومتكاملة ملختلف النشاط يف اتمع مبا حيقق رفاه اإلنسان وكرامته-قدرات اإلنسان بتوفري احلاجات األساسية، وتتعدى ذلك لتضمن السعادة واحلرية لإلنسان دف إىل تنمية -

2.بصورة أعم

:اإلقتصاديةالتنمية خصائص:اثانيهي املقياس الوحيد للتنمية الزيادة يف الدخل القومي احلقيقي قتصادي الضيق للتنمية اعتربت حسب التعريف اإل هتمام من طرف كل الدول ولفترات زمنية طويلة لعقود عديدة من هلذا كان اإل. لى السواءيف البالد الفقرية، والغنية ع

.قتصاديةمنصب على حساب كمية الدخل القومي كمقياس للتنمية اإل ،واألربعينياتالقرن املاضي، منذ الثالثينيات عب اآلثار اخلارجية للنشاط اإلنساين مبا مل تل، وعتبار عدالة توزيع الدخول، وكذلك املنافسة القائمة فلم يأخذوا يف اإل

كما كانت ال تشمل تلك الالمساواة اخلاصة احلاصلة 3.قتصاديةيف ذلك اإلضرار بالبيئة دورا هاما يف الدراسات اإل قتصادية كانت تستخدم أحيانا بدرجة فاملؤشرات غري اإل 4.عند النساء، أو عند األقليات اإلثنية، واجلماعات املهمشة

.قتصادية كمعدل تعليم الكبار، وحتسني اخلدمات الصحية، واإلسكانة لتوصيف منافع التنمية اإلثانويهناك كانهنتيجة النتقاد مقياس التنمية باملعىن التقليدي، وبالرغم من التنوع يف تفسري مصطلح التنمية، إال أن

واليت كان هلا دور ،األساسيةاخلصائص حول -يةعند إعادة تعريف التنمية اإلقتصاد -قتصادينيوفاقا مجاعيا بني اإل يف إجياد مفهوم التنمية الشاملة، واملفاهيم اليت سامهت يف إجياده كمفهوم احلاجات األساسية، واملـوارد البـشرية،

:هي،، املتفق عليهااألساسية لعملية التنميةاخلصائصهذه . التفصيل فيها أدناهاخل، واآليت ...ةوالعدالة التوزيعي.ورفع مستوى املعيشةزيـادة الدخل القومي-1.تقليص التفاوت يف توزيع الثروة والدخول بني فئات اتمع-2

http://nbprs.net/link 2htm.php? Sections=sections-htm / lipt sad21.htm. مفهوم التنمية وأمهيتها-1.20-19، ص 2001الطبعة األوىل مان، ع، دار املناهج للنشر والتوزيع، إدارة التنمية، العلم والعملحممد يوسف، ،حلمي شحادة-2، 2000األزاريطة، طبعة، دار املعرفة اجلامعية،قتصاديات املوارد البيئيةإحممد عبد الكرمي علي عبد ربه، حممد عزت حممد إبراهيم غزالن، -3

.292ص، 2006الطبعـة ،اإلسـكندرية اجلـامعي احلـديث، ، املكتبالتنمية وحقوق اإلنسان، نظرة اجتماعيةأبو احلسن عبد املوجود إبراهيم، -4

.218-217ص

Université Sétif2

Page 53: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

6

1.قتصادية، وتنويع مصادر الدخلتعديل التركيبة اإل-3

الدين اإلسالمي قبل أربعة عشرة قرنا كان السباق يف مفهومه للتنمية بـاملعىن اإلنـساين بأن جتدر اإلشارة، من كل اإلقتصاديني، فهو مفهوم يعلي من شأن النفس اإلنسانية ويضعها موضع التكرمي الالئق ا، والذي والشامل

ميكنها من أداء دورها اإلستخاليف يف تعمري الكون، وحتقيق العبودية اخلالصة خلالق هذا الكون وحده، وكفى باآليـة .من سورة اإلسراء يف بيان ذلك70

إنتاج فحسب وإمنا عملية من املفكرين والفقهاء املسلمني على أن عملية التنمية ليست عملية حيث أكد الكثري مادية فقط وإمنا هي عملية إنسانية دف إىل حتسني ، وأا ليست عملية كفاية يف اإلنتاج مصحوبة بعدالة يف التوزيع

2.حالة الفرد وتقدمه يف االني املادي والروحي

، فكل نشاط مادي يباشره يعرف الفصل بني ما هو مادي وما هو روحيتنمية ال لهجه لتحقيق ايف مناإلسالم فاإلنسان هو يف نظر اإلسالم عمل صاحل، طاملا كان مشروع، وكان يتجه به إىل اهللا تعاىل، عكس املناهج الوضـعية

الـشمول، : هيالتالية، صائص باخلسالمية التنمية اإل تتميز و .احلديثة اليت تعاجل املشاكل القائمة على أا حمض مادية التوازن، الواقعية، العدالة، واملسؤولية، الكفاية، اإلنسانية؛ هذه اخلصائص اليت مرت عقود للتنمية حـىت اسـتوعبها

3.مفهوم التنمية

:مفهوم حقوق اإلنسان: الفرع الثانياليت روج فلسفة القانون الطبيعي تعود إىل وخلفيات تارخيية بداية، فإن ملفهوم حقوق اإلنسان مرجعية فلسفية

.هلا بداية الفالسفة اليونانيني والرومانيني، واليت كانت سابقة للوجود السياسي وقيام السلطة والبد من احلفاظ عليها بداية النتزاع بعض احلقوق الطبيعيـة مـن احلكـام، 1215لسنة ) magna carta(وميكن اعتبار العهد األعظم

)وثائق تارخيية، وكذلك قانون احلقوقوتدوينها ب Bill of rights)4.، وغريها1689عام

ملفهوم الفلسفي الغريب حلقوق اإلنسان القائم على فلسفة القانون الطبيعي كان له أثره، لذلك قيـل بـأن افاحلقوق الفردية أسست فكرة العقد االجتماعي، وأرسيت فكرة ، خاصة بعد أن حقوق اإلنسان وليدة الفلسفة الغربية

يف الغرب يف مواجهة السلطة، ومنع تعسفها؛ وتطور الفكر الرأمسايل زاد يف ربط احلقوق الطبيعية واحلرية الفرديـة، 5.ورأى بأن هناك تالزم حتمي بينهما

، دار الفكر اجلامعي، ، دراسة مقارنة دور املوارد البشرية يف متويل التنمية، بني النظام اإلسالمي والنظام املايل الوضعي هشام مصطفى اجلمل، -1.82-78، ص 2006اإلسكندرية، الطبعة األوىل،

، ، جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر، والتوزيع أساليب-معوقات-عطاءات-مفاهيم-تنمية يف الفكر اإلسالمي الإبراهيم حسني العسل، -2.85،ص 2006طبعة األوىل، بريوت

.108-101ص ، نفسهاملرجع-3.101-81، ص 2003الطبعة األوىل،، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، األردن،حقوق اإلنسان وحرياته األساسيةهاين سليمان الطعيمات، -4، 1997، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الثانية الوجيز يف حقوق اإلنسان وحرياته األساسيةغازي حسن الصباريين، -5

. 26-24ص

Université Sétif2

Page 54: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

7

ا ، حيث مل يلتفت اتمع الدويل كثري مل تكن حقوق اإلنسان مكرسة قانونيا لذلك فقبل احلرب العاملية األوىل، الرق، واالجتار بالرقيق، ومحاية األقليات، ةإىل مسألة تدوين حقوق اإلنسان، إال يف حاالت معينة حمدودة، كمكافح

.وإقرار التدخل ألهداف إنسانية يف بعض احلاالتلكن بعد احلرب العاملية الثانية بدأت خالل هذه الفترة حركة دولية، لتدوين حقوق اإلنسان يف اتفاقيات دولية

ميثاق األمم املتحدة حلقوق اإلنسان، أمكن للمجتمـع 1945منذ أن أقر مؤمتر سان فرانسيسكو يف عام ، ف لزمةمالدويل بعد ذلك أن يقر ما جرى الفقه على تسميته بالشرعة الدولية حلقوق اإلنسان، واليت تتكون من اإلعالن العاملي

للحقوق املدنية، والسياسية، واالقتصادية، 1966ن لسنة ، والعهدين الدوليني حلقوق اإلنسا 1948حلقوق اإلنسان ، والثقافية، واليت مهدت بدورها العتماد عدد كبري من الصكوك الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان علـى ةواالجتماعي

نـسانية، املستوى الدويل، واإلقليمي، تتعلق باملرأة، حبقوق الطفل، مبناهضة التعذيب وغريها من ضروب املعاملة الالإ .والقضاء على التمييز

وإن كان املتفق عليه أن إقرار حقوق اإلنسان يف التشريع الوضعي بدأ فعال بشكل منظم مع قيام الثورتني هذا ، الذي كان له أثـره 1789األمريكية، والفرنسية، خاصة اإلعالن العاملي الفرنسي حلقوق اإلنسان، واملواطن لسنة

1.سية املتعاقبة، ودساتري دول أوروبا، وأمريكا الالتينيةعلى باقي الدساتري الفرن

وقدمية قدم اإلنسان بـالنظر إىل كونـه من املفاهيم الشائكة مفهوم حقوق اإلنسان عالوة على ذلك، فإن موضوع واسع يف مضمونه لشموله على جمموعة من احلقوق املختلفة، ولكون أغلب النظم والتنظيمـات القانونيـة

هقد نظمت هذا املوضوع، وألنه موضوع خطري يف آثاره لتدخله يف حياة اإلنسان اليومية، ويف نـشاطات والسياسية.املختلفة وعالقته الفردية والذهنية باآلخرين وبالسلطة القائمة على أمر اجلماعة

ت فقهيـة ووجدت عدة حماوال ال يوجد تعريف متفق عليه حلقوق اإلنسان من الناحية القانونية، هلذا السبب كل من تعريف حقوق اإلنسان وخصائـصه هذا املفهوم نورد خالل سلذلك .لوضع تعريف حلقوق اإلنسان خمتلفة

:األساسية

:تعريف حقوق اإلنسان:أوالبـشأن مـصطلح التعريف الفقهي إيرادقبل ومن الصعوبة مبكان وضع تعريف جامع مانع حلقوق اإلنسان،

جب أن نفصل هذا املصطلح حلقوق اإلنسان، حيث جند أنه يشمل على مفهـومني نرى أنه من الوا حقوق اإلنسان، .احلقوق واإلنسان: مها.تعين الشيء الثابت قطعا بال شك، أو هو النصيب الواجب للفرد، أو اجلماعة:لغة: احلقوق-1

.ما ثبت يف الشرع لإلنسان، أو هللا تعاىل على الغري: اصطالحا

طبعـة الريـاض، ، مكتبة العبيكان، الوضعيحقوق اإلنسان وحرياته األساسية يف الشريعة اإلسالمية والقانون صاحل بن عبد اهللا الراجحي، -1.23-19، ص 2004األوىل

Université Sétif2

Page 55: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

8

ذهب الفردي، أو الشخصي بأنه سلطة، أو قدرة إرادية خيوهلا القانون لشخص ما ضمن أطـر يعرفه امل احلق: قانونايف أما املذهب املختلط فيجمع بني اإلرادة واملصلحة .حمدودة، واملذهب املوضوعي يعترب احلق مصلحة حيميها القانون

.تعريفه للحق

، ومجلة صفات ةخالفا لبهيمي:لغة: واإلنسانية ،وخلقا الكائن احلي املفكر، واإلنسان الراقي ذهنا : لغة:اإلنسان -2مع النوعني جتاليت متيز اإلنسان، أو مجلة النوع البشري اليت تصدق عليها هذه الصفات، ومن حماسن لفظة إنسان أا

1.الذكر، واألنثى

لوصـف جمموعـة مـن يستخدم لفظ اإلنسان يف مواضع املسؤولية والتكرمي بينما لفظ البـشر : يف القرآن الكرمي .املخلوقات.فهو اإلنسان الذي خلقه اهللا تعاىل إلعمار األرض، ولعبادته: اصطالحا

:، نذكراملقصود حبقوق اإلنسانعن أما

جمموعة احلقوق الطبيعية اليت ميتلكها اإلنسان واللصيقة بطبيعتـه، والـيت تظـل : " حقوق اإلنسان هي -أ2."، بل أكثر من ذلك حىت ولو انتهكت من قبل سلطة ماموجودة وإن مل يتم اإلعتراف ا

" يشري ببساطة إىل احلقوق اليت يعتقد أن كل البشر ينبغي أن يتمتعوا ا ألـم مصطلح حقوق اإلنسان -بألن هذه احلقوق ليست منحة من أحد، وال يؤذن فيها من الدولة، وهـذه وينطبق عليهم الشرط اإلنساين " آدميون

هـي " لإلنـسان " متنعها؛ وإذا كانت األنظمة القانونية ختتلف من دولة إىل أخرى فإن احلقوق املقـررة األخرية ال استحقاقات ال لبس وال غموض هلا يف القانون الدويل، وكل دولة مطالبة بأن تكيف أنظمتها القانونية حبيث تستوعب

3.وتعكس وتطبق القانون الدويل اخلاص حبقوق اإلنسان

اإلنسان هذا املصطلح يشري بصفة عامة إىل جمموعة احلاجات، واملطالب، اليت يلزم توافرهـا إىل حقوق -جمجيع األفراد، دون أي متييز بينهم العتبارات اجلنس، أو اللون، أو النوع، أو الدين، أو املذهب السياسي، أو األصـل

.حلقوق اإلنسانالثالثمع التعريف وحنن منيل إىل التعامل4.الوطين، أو اجلنسية، أو ألي اعتبار آخراإلنسان يف عصرنا، مل تعد جمرد مبادئ فاضلة حتـض عليهـا األخـالق قحقويف األخري ميكننا القول بأن،

القومية، أو تعاليم حتض عليها األديان، ولكنها حتولت إىل التزامات قانونية يتعرض من خيالفهـا جلـزاءات علـى

.23، ص 2007، دار الكتب العلمية، بريوت، طبعة سنة معجم املعتمد للغة العربيةجرجي شاهني عطية، إشراف إميل يعقوب، -1: دور شرعية اإلجـراءات الـشرطية يف تعزيزهـا حقوق اإلنسان وحرياته األساسية وعلي حممد صاحل الدباس، علي عليان حممد أبو زيد، -2

طبعـة األردن، دار الثقافة للنشر والتوزيع، دراسة حتليلية لتحقيق التوازن بني حقوق اإلنسان وحرياته، وأمن اتمع تشريعيا، وفقها، وقضاء ا، .27، ص2005

.21-20،ص2002وي للتوزيع، والنشر، عمان، األردن، طبعةدار جمدالحقوق اإلنسان، بني التطبيق، والضياع،حممود إمساعيل عمار، -3، دار الفكر، دمشق، دار الفكر املعاصر، بريوت، الطبعة األوىل، حقوق اإلنسان يف الوطن العريبأمحد الرشيدي، عدنان السيد حسني، -4

.22،ص2002

Université Sétif2

Page 56: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

9

فحقوق اإلنسان هي بذاا مصدر الشرعية القانونية والسياسية للدولة، اليت ال .ة والوطنيةاملستويات الدولية، واإلقليمي1.تستمدها من أي نظام قانوين، ومعايري لتقييم السياسات

إىل أن حقوق اإلنسان تقررت يف اإلسالم قبل أربعة عشرة قرنا، وهي توازن بني احلقـوق ،جتدر اإلشارة هنا ن جهة أخرى، وهو ما مل تركز عليه إعالنات حقوق اإلنسان إال يف حقبـة متـأخرة مـن من جهة، والواجبات م

.تارخيها

:خصائص حقوق اإلنسان:ثانيامن التعريفني السابقني فإن حلقوق اإلنسان جمموعة من اخلصائص، وجدت معها الرتباطها بالشخصية اإلنسانية

:، نذكر منهايف حد ذاا، وطبيعة اإلنسان، ووجوده يف احلياةسواء كانـت هـذه حقوق اإلنسان كل :حقوق اإلنسان غري قابلة للتجزئة، وذات االعتماد املتبادل -1

على نفـس ابكرامة اإلنسان، ومن مث فجميعه ةومرتبطة، أصلياجتماعية، ثقافية ،اقتصادية،سياسية ،احلقوق مدنية اإلنسان وحدة غري قابل للتجزئة فكذلك احلقوق كل ال هرمي، فكون سلم ميكن تدرجيهم على فال .املكانة كحقوق

ال يكون بدون التمتع والسياسية،فالتحقيق التام للحقوق املدنية.ال جيوز الفصل بينها ومترابطة ،فهي متكاملة . يتجزأواألمـن، ،ريةنه حيق هلم أن يتمتعوا باحل إفلكي يعيش اجلميع بكرامة ف .والثقافية ،جتماعيةواإل ،قتصاديةباحلقوق اإل

2.ومبستويات معيشة الئقة

علية صراحة يف صجتدر اإلشارة، أن القول بتكامل منظومة حقوق اإلنسان، وعدم قابليتها للتجزئة مل يرد الن مـشتركة مـن 03وإن نصت الفقرة -اإلنساناإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، وكذا يف العهدين الدوليني حلقوق

لكن إعالن 3.ما أدى إىل القول بتجزئة احلقوق .بصفة ضمنية ى هذا التكامل من اإلعالن عل 30ديباجتهما، واملادة احلق يف التنمية عكس يف مواده بصفة صرحية مفهوم التنمية الذي يعتمـد علـى فكـرة التكامـل بـني حقـوق

منـه، 13يف الفقرة 1968كذلك إعالن طهران الصادر عن املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان املنعقد يف عام .اإلنسان4.منه05يف الفقرة1993وبرنامج عمل فيينا لسنة نوإعال

عمل املؤمتر العريب السادس عن حبوث وأوراق "سان االقتصادية،التكامل بني التنمية واالستثمار وحقوق اإلن"حسني عبد املطلب األسرج،-1.179، ص2007، مصر، ماي وآثارها على التنمية املستدامةلإلدارة البيئية، التنمية البشرية

قافة للنشر والتوزيع، ، اجلزء األول، دار الث القانون الدويل حلقوق اإلنسان، املصادر ووسائل الرقابة حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى، -2.114، ص2005عمان، الطبعة األوىل، اإلصدار األول

يف أن يكـون -وفقا لإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان -السبيل الوحيد لتحقيق املثل األعلى املتمثل :"... مشتركة على أن 03نصت الفقرة -3لضرورية لتمكني كل إنسان من التمتع حبقوقه اإلقتـصادية واإلجتماعيـة، البشر أحرارا متحررين من اخلوف، والفاقة هو سبيل يئة الظروف ا

أشارت إىل وجوب تفسري احلقوق املعلنة مبوجب اإلعالن بصورة ال تفضي إىل هدم 30و املادة ، ."والثقافية، وكذلك حبقوقه املدنية والسياسية .أي من احلقوق املنصوص عليها فيه

را لكون حقوق اإلنسان وحرياته األساسية غري قابلة للتجزئة يستحيل التحقيق الكامل للحقـوق املدنيـة، نظ:"على أن 13نصت املادة -4جتماعية، والثقافية؛ فإجناز تقدم مستدمي يف ميدان وضع حقوق اإلنسان موضع العمل الفعلـي قتصادية، واإلوالسياسية من غري التمتع باحلقوق اإل ."جتماعيةقتصادية واإلمة وفعالة على صعيد التنمية اإلمرهون بسياسات وطنية، ودولية سلي

Université Sétif2

Page 57: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

10

وتقديرنا، أن القول بتكامل منظومة حقوق اإلنسان وعدم قابليتها لالنقسام أو التجزئة، إمنا جيد مـسوغه يف أي هـذا -ة، وألنـه كون هذا التكامل هو الذي ميثل الشرط الضروري لكفالة التمتع ذه احلقوق واقعيا من جه

هو الذي يتيح لإلنسان أينما وجد فرصة إشباع حاجاته األساسية واتمعية بصفته إنسانا يعيش يف إطـار -التكامل.مجاعة سياسية منظمة، من جهة أخرى

وال تورث، فهي ببساطة ملك الناس مجيعا ألم بشر، ، وال تكتسب ،ال تشترى :حقوق اإلنسان طبيعية -2حىت مماته، ويعد تقنني احلقوق يف القوانني يف سـبيل هوتستمر مع ة يف كل فرد، تنشأ مع والدة اإلنسان فهي متأصل

.حلقوق جديدةانشاءاالتنظيم ليس ألا ليـست : ا البتة أو املساس ، وال جيوز التنازل عنها، وغري قابلة للتصرف ،ثابتةحقوق اإلنسان -3

وال ميكـن .حىت تتصرف ا كما حيلوا هلا، أو كما يتوافق مع رغباا، ومصاحلها ملكا ألحد بعينه، أو دولة بذاا انتزاعها، فليس من حق أحد أن حيرم شخصا من حقوقه كإنسان، حىت ولو مل تعترف ا قوانني بلـده، أو عنـدما

1.تنتهكها تلك القوانني

احلقوق اللصيقة بالشخصية، بالنظر إىل أن توصف بأا من قبيل احلقوق املالزمة للشخصية، أوحقوق اإلنسانوترتيبا على ذلك، فإن . لذات اإلنسان، واليت يستحيل وجوده بدوا -املادية واملعنوية –حملها هو املقومات األساسية

ال ينتج أي أثر قانوين من شأنه نفي، أو إسقاط احلماية املقررة هلذه احلقوق، ومـن -بإفتراض حتققه -شرط الرضا .احلق يف احلياة، واحلق يف السالمة اجلسدية: ة هذه احلقوق اليت ال جيوز التصرف فيها، على أي حنو كانأمثل

جلميع البشر، ينتفع ا كل إنسان على وجه األرض بغض واحدة حقوق اإلنسان :حقوق اإلنسان عاملية -4خـر، أو األصـل الـوطين، أو األصـل النظر عن العنصر، أو اجلنس، أو الدين، أو الرأي السياسي، أو أي رأي آ

على نطاق العامل وتعمل حركة حقوق اإلنسان . وقد ولدنا مجيعا أحرارا متساوين يف الكرامة واحلقوق . اإلجتماعي.متجاوزة بذلك احلدود الوطنية، واإلقليمية

ـذه اإلعتراف عامة ومطلقة، يتعني حقوق اإلنسان :حقوق اإلنسان غري قابلة لإلنتقاء، أو اإلستثناء -5ال يكون -لذلك-من حريات لكل إنسان على وجه اإلطالق ويف مجيع األحوال، وأن تقييدها احلقوق وما يتصل ا

جائزا إال على سبيل اإلستثناء الذي ال ينبغي التوسع فيه، وإمنا يكون تقديره يف إطار حالة الضرورة الـيت تـسوغه، 2.دار وظائفه بذاا من احلقوقإىل إه-أي اإلستثناء-وبشرط أال يؤدي

واحلريات األساسية جتد سـندا هلـا يف عمـوم حقوق اإلنسان أن فكرة التقييد اإلستثنائي لبعض والثابت، -قبل ذلك كله-، وإن كانت جتد سندها احلقيقي، أو األصيلالتشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة على حد سواء

طة العامة يف اتمع الـذي لبأن مثة واجبات معينة تقع على كل فرد جتاه الس اليت تقضي ، يف املبادئ القانونية العامة على كـل حقـوق اإلنـسان -إستثناءا -كما أن إيراد قيود معينة . يعيش فيه، وجتاه غريه من األفراد سواء بسواء

.28، املرجع السابق، ص علي عليان حممد أبو زيد،الدباسصاحلعلي حممد-1الـسنة -24، العـدد املركز الدويل للدراسات املستقبلية واإلستراتيجية، مفاهيم األسس العلمية للمعرفة، "حقوق اإلنسان "أمحد الرشيدي، -2

.26-25،ص 2006ية، ديسمرب الثان

Université Sétif2

Page 58: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

11

الفرصة أمام السلطة العامة يف عل إتاحة -الوطين أو الدويل -واحلريات األساسية، قد يأيت انطالقا من حرص املشرع .للظروف الطارئة اليت قد تستجد، واليت تستلزم تدخال من نوع خاص-بفاعلية–اتمع للتصدي

واحلريات األساسية راجعا إىل الرغبة يف تقومي سلوك األفراد اللذين قد حقوق كذلك، فقد يكون التقييد لبعض 1.نتسول هلم أنفسهم اخلروج على مقتضى القانو

:عن حقوق اإلنسانةانفصال التنمية االقتصادي:الفرع الثالث،أهم خاصـية ميكن أن نستنتج ، ومفهوم حقوق اإلنسان اإلقتصادي الضيق السابق للتنمية باملعىن املفهوممن

:انفصال التنمية باملعىن التقليدي عن حقوق اإلنسانيف ة تمثلاملود الثمانينات للتنمية دوال عديدة مل تكرس فكرة اإلعتراف حبقوق اإلنسان وحىت عق ةفترة التنمية التقليدي خالل

فخرجت من بعض دول العامل الثالث دعاوى تنكر . قانونيا، ودخلت مضمار اإلختالف حول مفهوم حقوق اإلنسان يف األساس هذه احلقوق هي . عاملية بعض هذه احلقوق، أو تدعوا إىل التضحية ا مؤقتا حىت يتم بلوغ حقوق أخرى

احلقوق املدنية والسياسية هو من قبيل التعـصب للحـضارة موترى أن التعصب ملفاهي . حقوق مجاعية كحق التنمية .الغربية اليت مل تنادي حبقوق اإلنسان إال بعد أن حققت طفرة يف جمال التنمية اإلقتصادية، هذا من جهة

فإن . فردية دون احلقوق اجلماعية، أو حقوق الشعوبمن جهة أخرى، فبينما اهتمت الدول الغربية باحلقوق ال الدول اإلشتراكية متيل إىل إبراز احلقوق اجلماعية، مما أدى إىل الفصل بني احلقوق، وإعطاء أولوية لفئة من احلقـوق

بإنتـهاك احلقـوق -على أخرى، وحلق على آخر، مما مسح لبعض الدول للنظر إىل القمع السلطوي بشكل واسع 2.على أنه ضروري لتحقيق التنمية اإلقتصادية-، والسياسيةاملدنية

حقـوق "يف كتابه كما يقول املؤلف جاك دونللي سادت ،اتيالستيناخلمسينيات، و خالل فترة هلذا كله، و قتصاديةاحلكمة املألوفة بضرورة التضحية املؤقتة باحلقوق املدنية والسياسية، اإل " اإلنسان العاملية بني النظرية والتطبيق

، أي انتهاك حقوق اإلنسان حبجة حتقيق التنمية اإلقتصادية بزيادة كمية قتصادية السريعةجتماعية لتحقيق التنمية اإلواإلالتضحية باحلاجات، والتضحية باملساواة، : بسبب انتشار دعوات واسعة لتبىن ثالث تضحيات . الناتج احمللي اإلمجايل

3.والتضحية باحلرية

نظرا إلعادة تعريف التنميـة ، والثمانينيات اتيخالل فترة السبعينة هذه الدعواتلتخفيف من حدامن رغم بالاستمر والتخفيف من الفقر، إال أنه ،واملوارد البشرية ،واحلاجات األساسية ،قتصادية الهتمامها مبوضوعات التوزيع اإل.ةحتقيق التنميمن مقتضيات على أنه بالتضحية حبقوق اإلنسان نظر ال

.23-21، املقالة السابقة، ص"حقوق اإلنسان"أمحد الرشيدي، -1.http://m.Ankido.us/news.php?action=view §id=11658, p05.حقوق اإلنسان يف اتمع الدويل-2، القاهرة، علي عثمان، مراجعة حممد نور فرحات، الناشر املكتبة األكادميية، ترمجةحقوق اإلنسان العاملية بني النظرية والتطبيقجاك دونللي، -3

.202-199، ص 1998الطبعة العربية األوىل

Université Sétif2

Page 59: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

12

، وخمططـو والسياسينيواإلقتصادييني،،العديد من الكتاب قبل تزايد من بالنقد امل قوبلتلكن هذه احلكمة الـدول بـأن نالكثري م والستينيات لدى ،خالل فترة اخلمسينيات الذي كان سائدا عتقاداإلألنه اتضح أن التنمية،

جتماعيـة أو أكثر سيحسن آليا األوضاع اإل ، %7إىل %5الزيادة السنوية يف معدل الناتج القومي اإلمجايل بنسبة على حساب حقوق -قتصادي الكميواستطاعت أن حتقق هدف النمو اإل -هتطبيقإىل عظم الدول وأدى مب للسكان، ظهر باملقابل نتائج سلبية انعكست على السكان وعلى مستويات املعيشة من ناحيـة تـوفر احلاجـات أ. مواطنيها

ر سلبا على مستوى إنتاجية القوى العاملة اليت أثالرفاهية، وأدت إىل فروقات كبرية بينهم، وهذا ما الضرورية ودرجة .كانت جمرد رأمسال بشري فقط

وحماوالت التراجع عنه تدرجييا ساعد على انتقاد تلك احلكمـة الـيت القصور يف املفهوم التنموي التقليدي فلرغبتـها يف التغـيري -الثالث اليت استقلت حديثا من اإلسـتعمار والـيت كانت سائدة لدى الكثري من دول العامل

اتبعت أمناط تنموية للدول املتقدمة والرأمسالية، بالتركيز على حتقيق النمـو -اإلقتصادي واإلجتماعي وحتقيق التقدم لدخل بني فئات، ومنـاطق اإلقتصادي السريع، وأمهلت احلقوق األساسية ملواطنيها لعدم اإلهتمام بالعدالة يف توزيع ا

1.البلد الواحد، وما إذا كانت السلع واخلدمات املنتجة حمليا، أو املستوردة تليب احلاجات األساسية ملواطنيها

كما أنه طبقا لبيانات أواخر الثمانينات استطاعت دول نامية مل تشهد سوى معدالت متوسطة يف منو الـدخل عدد من ااالت اإلنسانية، وبالذات يف جمال إشباع احلاجات األساسية لـدى القومي أن حتقق تقدما ال بأس به يف

كـاحلق يف الغـذاء، -باحلاجات األساسـية -عدد كبري من األفراد يف العامل الثالث، وحقوق اإلنسان املرتبطة ا 2.اخل...والرعاية الصحية، العمل، املسكن

حيث كانت النتائج خمتلفة متامـا بـشأن ،ة مع التجربة الربازيلية جناح التجربة الكورية باملقارن من أمثلة ذلك فكوريـا حققـت تنميـة . جتماعية إذا قيست بنمو نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل واإل ،قتصاديةاحلقوق اإل

علـى ؛ الدخلاقتصادية قائمة على احترام حقوق اإلنسان نظرا لتلبية احلاجات األساسية املرتبطة ا، وللمساواة يف والالمساواة، وكذا ،عكس الربازيل اليت حققت تنمية اقتصادية سريعة باملقابل زاد التهميش واإلقصاء للفئات الفقرية

3.جتماعيةواإل،قتصاديةالتضحية باحلقوق اإل

ال تعد من مقتضيات التنمية، ومنوذج كوريـا جـاء ،ولو بصفة مؤقتة ،التضحية حبقوق اإلنسان لذلك فإن والتنمية قضيتان مـن القـضايا ،بأن حقوق اإلنسان-باستثناء املدى البعيد جدا -حطم النظريات التقليدية القائمة لي

.واملساواة،يف حالة التضحية باحلاجاتاملتنافسة على األقل

قتصادية كان قصوره واضح يف حتديد مدى االنتفاع حبقوق اإلنسان األخرى، لعدم اإللتنمية اكما أن مقياس .ؤشرات املتعلقة بنوعية احلياة، واكتفاءه بقياس معدل الدخل ومستوى معيشة لكل فرد يف اتمعاملواءه احت

.140عادل خليفة، املرجع السابق، ص-1.16صإبراهيم العيسوي، املرجع السابق،-2.218-202جاك دونللي، املرجع السابق، ص -3

Université Sétif2

Page 60: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

13

:نحو التجسيد القانوني للتنمية اإلقتصادية كحق من حقوق اإلنسان: المطلب الثاني

احلق يف التنمية، حيث أن نتطرق اآلن إىل مفهوم . بعد عرضنا ملفهوم ومقياس التنمية باملعىن اإلقتصادي الضيق واجتاهها حنو البعد اإلنساين كان له أثـره ،وبداية التسعينيات ،قتصادية خالل فترة الثمانينات إعادة تعريف التنمية اإل

علـى و، وغري قابلة للتجزئة ،على املطالبة بالتنمية كحق من حقوق اإلنسان قائم على كل حقوق اإلنسان املتكاملة .ل بني احلقوق كحجة النتهاك حقوق اإلنسان على حساب أخرى حبجة التنميةعدم استعمال الفص

–التنمية : ( تالقي فكرتني أساسيتني مهاةنقط) Droit au développment(احلق يف التنميةاعترب لذلك التنميـة ، وأوضح بأن التمتع بعملية وحقوق اإلنسان ،من ربط بني التنمية أو بعبارة أخرى أول ، )اإلنسانوحقوق

فما هو دور إعالن احلق يف التنمية يف توضيح عالقة التنمية حبقوق . ميكن اإلنسان من ممارسة كافة حقوقه األساسية ؟اإلنسان

:1986التنمية وحقوق اإلنسان قبل إعالن : الفرع األول

د التنمية تعترب والسبعينيات من عقو،والستينيات،هناك العديد من القرارات صدرت يف اخلمسينيات،بدايةق يف تقرير احلو،1952كالقرار اخلاص بالسيادة الدائمة للدول على الثروات الطبيعية سنة :أساسا للحق يف التنمية

،قتصاديةوحل املسائل الدولية ذات الصبغة اإل،والتضامن الدويلوقرارات عديدة حتث على التعاون،املصري للشعوبقتصادية بني الدول ب بنظام دويل جديد وعادل يقوم على املساواة يف الفرص اإلجتماعية للشعوب اليت تطالواإل

جتماعية املنصوص عليها يف اإلعالن قتصادية واإلوالنامية لتسهيل الوصول إىل التطبيق العملي للحقوق اإل،املتقدمة1.والثقافية،جتماعيةقتصادية واإلوالعهد الدويل للحقوق اإل، العاملي حلقوق اإلنسان

ميثاق احلقوق " من اجلمعية العامة يعلن 3281رقم 1974ديسمرب 12وقد صدر ذا الشأن قرار يف لكن موقف الدول املتقدمة كان سليب اجتاه هذه املطالب لدول العامل الثالث رغم ."قتصادية للدولالواجبات اإل

2.الدعوة لتشجيع احلوار مشال جنوب

،جتماعيةواإل،قتصاديةنسان بالتنمية إىل العهد الدويل للحقوق اإللذلك ترجع أصول عالقة حقوق اإل،قتصاديةوسياسات احلكومات لتعزيز التنمية اإل،ذلك عندما مت الربط املباشر بني تقدم حقوق اإلنسان، والثقافية

.جتماعي للفرد للتمتع حبقوقهواإل،قتصاديوتنفيذ برامج التعاون اإل،والثقافية،جتماعيةواإلوذلك مبطالبة الدول ، والعكس،أرست القواعد الدولية نظاما ملتابعة أثر التنمية على حقوق اإلنسانحيث

وكذلك طالبت الوكاالت ،والثقافية باألمم املتحدة،جتماعيةواإل،قتصاديةذلك للجنة احلقوق اإلنبتقدمي تقارير عومنظمة الفاو بأن تقدم تقارير ،والصحة العاملية،ونسكووالي، منظمة العمل الدولية:املتخصصة لألمم املتحدة مثل

، املؤسسة الوطنية للكتاب، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائـر، القانون الدويل للتنمية، دراسة يف النظرية والتطبيق عمر إمساعيل سعد اهللا، -1.39-37و25، ص 1990الطبعة

2 - Droit international et développement, actes du colloque international tenu à Alger du 11au14octobre 1976, office des publications universitaires,Alger,1978.p, 33-35.

Université Sétif2

Page 61: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

14

وإن كان الباحثني 1.اليت تقع يف نطاق اختصاصاا،والثقافية،جتماعيةقتصادية واإلحول أثر براجمها على احلقوق اإلإىل -1948تظهر يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان سنة وإن مل -يف قضايا حقوق اإلنسان يرجعون جذور العالقة

2.كما هو موضح يف ديباجة اإلعالن" التحرر من العوز"اإلشارة الواردة يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان يف عبارة

واليت ،هلذا اإلعالنامن ميثاق األمم املتحدة اليت تعترب أساس55بل هناك من يرجع العالقة إىل املادة شتركني وبالتعاون مع املنظمة على إدراك املقاصد مأو ،وا منفردينعلى أن يتعهد مجيع األعضاء بأن يقوم:"تعلن

وحيق ،واحترام حقوق اإلنسان على مستوى العامل،وهي إجياد مستويات أعلى للمعيشة55املنصوص عليها يف املادة قوق واحلريات لكل فرد مبقتضى اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان أن يتمتع بنظام اجتماعي ودويل ميكن فيه إعمال احل

،جتماعيةواإل،قتصاديةوعلى حتمل كل دولة املسؤولية األوىل عن تعزيز تنمية شعبها اإل،يف هذا اإلعالن إعماال تاما3."فهي تعترب من واجباا اإلقتصادية،والثقافية

: 1986حق اإلنسان في التنمية بصدور إعالن : الفرع الثاني

، بشكل كبري يف التطور النظري ملفهوم التنميةبعد ذلكساهمهو من 1986لسنة احلق يف التنميةإعالن إن احلق يف التنمية باإلنسان باعتباره حمور عملية حيث أوضح العالقة بني التنمية وحقوق اإلنسان بشكل صريح، وربط

ز اجلهود يف اتمع تركيف الوقت الذي كانتبرز احلديث عن التنمية بإطارها اإلنساينأو،)كهدف، وسيلة(التنمية اإلنسانومل ،دخل السنويالأو ارتفاع ،تعىن بتحقيق منو اقتصاديالدويل على األمناط التنموية املختلفة اليت

،انتهاكات واسعة حلقوق اإلنسان، وأنتـج جتماعيعن حتقيق العدل اإلالدولعجزكمحور للتنمية، ما أدى إىل وولد ذلك تفككا ، والفقريةى أبرزها يف مشكلة مديونية البلدان الناميةوتفاقمت مشاكل عديدة جتل؛ والشعوب4.ووصلت أعداد البطالة أرقاما عجزت املؤسسات الدولية عن املساعدة يف التخفيف من حدا وآثارها،اجتماعيا

طالب 1966ففي سنة ،يف الستينيات يف أروقة األمم املتحدةبشكل صريحاملطالبة بهذلك منذ أن بدأت قد ال يكفينا أن نطالب :" باعتبار التنمية حق من حقوق اإلنسان بقوله) keba m’baye(وزير اخلارجية السنغايل

يكتفي باإلقرار ال،جيب كذلك أن نعمل على حتقيقه يف الواقع جيب أن نسعى إىل إقامة نظام جديد،حبقنا يف التنمية5."هوإمنا يضمن االستمتاع ب،النظري هلذا احلق

السنة اليت نفس يف، 1977احلق على جدول أعمال جلنة حقوق اإلنسان لألمم املتحدة سنةبعدها هذا صار كارال فازاك مشروع ميثاق جديد حلقوق التضامن مساه اجليل الثالث للحقوق مشل احلق يف فيهاطرحكان قد

. التنمية وحقوق اإلنسان، مأزق الفكر والتطبيقمغاوري شليب، -1Www. islamonline.net/iol-arabic/dowalia/namaa-42/morajaat.asp.

.نفسهاملرجع -2.املرجع نفسه-3.http://nbprs.net/link 2htm.php? Sections=sections-htm / lipt sad21.htm.وأمهيتها،مفهوم التنمية-4.44، ص 1998طبعة اجلزائر،وان املطبوعات اجلامعية،ـ، ديالقانون الدويل للتنميةةحصيلأمحد خروع، -5

Université Sétif2

Page 62: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

15

،تحديد املستفيد منهلقشة مضمون احلق يف التنميةوحماضرات ملناندوات،يف الثمانينات تعقد بدأتأين1.التنميةقتصاديةأم للحقوق اإل،كان هلا أثرها بسبب التنافس بني إعطاء األولوية للحقوق السياسية واملدنيةألن احلرب الباردة

.والغربية،شتراكيةوالثقافية يف اخلطاب العام للدول اإل،جتماعيةواإل

وحقوق اإلنسان بالنظر إليها ،دى عقود التنمية املاضية حول عالقة التنميةا أدى إىل اختالف الرؤى على مممفهناك صعوبة لتحديد طبيعة احلق يف التنمية إن كان من احلقوق ، ومتناقضني،يف أحيان كثرية على أما متنافسني

2).الفرد، واتمع، والدولة ( دلية أم من احلقوق اجلماعية فهو يطرح ج،الفردية

لقرار بإصدارها ل1986ديسمرب سنة 04اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف ن مت إقرار هذا احلق من طرف إال أ:ها اآلثار القانونية التاليةحيوي على عشرة مواد نتج عن، الذي41/128رقم

ة شاملة وسياسي، وثقافية،واجتماعية،عملية التنمية بأا عملية ذات أبعاد خمتلفة اقتصاديةمت تعريف -1واهلادفة يف ،واحلرة،ومجيع األفراد على أساس مشاركتهم النشطة،تستهدف التحسني املستمر لرفاهية مجيع السكان

.ويف التوزيع العادل للفوائد النامجة عنها،التنمية.والتجزئة،عملية التنمية حق من حقوق اإلنسان العاملية غري قابل للتصرفتاعترب-2. واحلريات األساسية األخرى إعماال تاما،ق يف التنمية ميكن من إعمال مجيع حقوق اإلنسانالتمتع باحل-3واملستفيد ،وينبغي أن يكون املشارك النشط يف احلق يف التنمية،اإلنسان املوضوع الرئيسي لعملية التنمية-4

). وهدف ،اإلنسان كوسيلة( منه،واعتربها متكاملة،جتماعية والثقافيةواإلةقتصاديواإل،دنيةووحد حقوق اإلنسان السياسية وامل،عـمج-5.وربطها بعملية التنمية الشاملة جلميع اجلوانب املختلفة، وغري قابلة للتجزئة،ومترابطةوعلى عدم انتهاكها ،واحلريات األساسية،احلق يف التنمية قائم على االحترام التام لكافة حقوق اإلنسان-6

.أو اللغة،أو اجلنس،أو الدين،العرقألي سبب كان واجلميع يتحمل مسؤولية التنمية ،وجلميع الشعوب املسامهة واملشاركة يف حتقيق عملية التنمية،لكل فرد-7

.ومجاعيا،فردياوجيب ضمان تكافؤ ،من واجب الدول وضع سياسات إمنائية وطنية مالئمة لتيسر إعمال احلق يف التنمية-8

والتوزيع ،واخلدمات الصحية،والسكن،والعمل،والغذاء،والتعليم،للوصول إىل املوارد األساسية،يعالفرص للجمويف اإلعمال التام جلميع ،وتشجيع املشاركة الشعبية يف مجيع ااالت بوصفها عامال هاما يف التنمية. العادل للدخل

،جتماعيةواإل،قتصاديةوإجراء اإلصالحات اإل،ميةوخاصة ضمان مشاركة املرأة النشطة يف عملية التن،احلقوق

1- Jacques Fialaire, Eric Mondielli, Droits fondamentaux et libertés publiques, Ellipses EditionMarketing s.a., paris 2005.pp. 64-68.

، 2005طبعـة ، اجلزائـر، ، ديوان املطبوعات اجلامعيـة حقوق اإلنسان وحقوق الشعوب، العالقة واملستجدات القانونية عمر سعد اهللا، -2.252ص

Université Sétif2

Page 63: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

16

إلزالة كل العقبات أمام ) اخل ...وقضائية،وإدارية،تشريعية(واختاذ التدابري الالزمة،جتماعيةالستئصال املظامل اإل1.جتماعيةقتصادية واإلفضال عن احلقوق اإل،وباخلصوص عدم مراعاة احلقوق املدنية والسياسية،التنمية

فإنه حيوي قائمة من احلقوق ضمن املنتظم عند إطاللة سريعة إلعالن احلق يف التنميةدر املالحظة، بأنه جتوبأركاا األساسية كإعالن العاملي ،بشكل خاص فيما له عالقة بالشرعة الدولية حلقوق اإلنسان2.والوطين،الدويل

؛ جتماعية والثقافيةقتصادية واإلواحلقوق اإل،نية والسياسيةوالعهدين الدوليني اخلاصني باحلقوق املد،حلقوق اإلنسان3.حقوق الشعوبأو،)الكائن البشري-الفرد( وهذا رغم أنه حيمل الصنفني يف القانون الدويل كحق اإلنسان

فبعض .مل تأت جبديد" إعالن احلق يف التنمية" البعض إىل القول أن األمم املتحدة عندما أصدرتما أدى بوردت )والعمل،والتعليم،والرعاية الصحية،واملسكن،وامللبس،كحق يف املأكل(جتماعيةواإل،قتصاديةوق اإلاحلق

،جتماعيةواإل،قتصاديةللحقوق اإلكما أا وردت يف العهد الدويل، 1948يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان عام لتنمية هو ربط هذه احلقوق صراحة بعملية التنمية بأبعادها لكن اجلديد يف إعالن احلق يف ا1966.4والثقافية لسنة

وليس جمرد طلب ،واعتبار عملية التنمية حق من حقوق اإلنسان... جتماعية، والسياسيةقتصادية، واإلاملختلفة اإلسئولة وموافقة الدول النامية عليه تعين أا أصبحت م.تستجيبالأو،يطالب به األفراد قد تستجيب له احلكومات

موافقة الدول أما ،وثقافية،وسياسية،وما يتطلبه ذلك من أبعاد اجتماعية،قتصاديةأمام شعوا عن القيام بالتنمية اإلوالفنية الكافية ،املتقدمة على هذا احلق تعين أا أصبحت مسئولة عن مساعدة الدول النامية اليت تفتقر إىل املوارد املالية

5...اديةقتصلتحقيق التنمية اإل

أول إعالن جسد قانونيا عملية التنمية كحق من 1986احلق يف التنمية لسنة نالـإعإن :خالصة القولوذا اتضحت ،واعترب التمتع به وحتقيقه ميكن من إعمال كافة حقوق اإلنسان واحلريات األساسية،حقوق اإلنسان

هلذا ،هلذا السبب الحتوائه على كل احلقوق،وبة حتديد طبيعتهوكذلك صع،عالقته املتكاملة واملتبادلة حبقوق اإلنسان6.واملركبة،اعترب من احلقوق البنيوية

.1986أنظر مواد إعالن احلق يف التنمية لسنة -1، احلق يف حرية تأسيس اجلمعيات، التعددية، حرية التعبري الـرأي، )دوليا، ووطنيا (املشاركة يف الشؤون العامة حق: من هذه احلقوق نذكر -2

مشاركة املرأة، احلق يف تنمية وتعزيز الدميقراطية احمللية، التزام الدولة مبراعاة حقوق اإلنسان يف سياسـات ، وحق تلقي املعلومات ،وحرية اإلعالم اة يف السيادة يف العالقات الدولية، حق الشعوب يف اختيار نظامها السياسي، مبدأ السيادة الدائمة على الثروات الطبيعية، واجـب التنمية، واملساو

ستفادة من التكنولوجيا والعلم، وربط املساعدة بإحترام حقوق اإلنسان يف العالقات الدولية، التزام املنظمات الدولية مبعـايري التعاون الدويل، واإل .حقوق اإلنسان يف أنشطة التعاون الدويل من أجل التنمية

.احلكم الراشد والتنمية املستدامة، اإلشكاليات، والتحديات:عبد احلسني شعبان-3http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=86703

قتـصادية، من العهد الـدويل للحقـوق اإل 13-11و7-6واد ، وامل 25-23أنظر مواد اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان بالتحديد املواد -4.1966ية، والثقافية، لسنة جتماعواإل

.، املرجع السابقعبد احلسني شعبان-5، جامعة باتنة، اجلزائر، العـدد جتماعية واإلنسانية جملة العلوم اإل ، "احلق يف التنمية كحق من حقوق اإلنسان "، شادية رحاب، رقية عواشرية -6

. 2006ديسمرب ،15

Université Sétif2

Page 64: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

17

كما أن احلق يف التنمية جتاوز التعريفات التقليدية للتنمية من حيث اقتصارها فقط على مؤشرات نصيب الفرد واخلدمات، ألنه إذا كانت التنمية عملية تأمني من الدخل احلقيقي إىل مؤشرات لالحتياجات األساسية يف فضاء السلع

1.فالرفاهية مهمة لتشمل بعض مؤشرات احلاجات األساسية. التحسني املستمر لرفاهية اجلميع

إن تكافؤ فرص التنمية حق للدول بقدر ما هو حق : " مبدأ هاما يقولارقرإإىلاألمم املتحدة كل هذا، أدى باإلنسان من وأن التنمية متكن،أن احلق يف التنمية هو حق غري قابل للتصرفتربت واع،لألفراد داخل الدول نفسها

،وإىل التعليم،مطالبة بإتاحة تكافؤ الفرص للجميع ضمانا لوصوهلم إىل املوارد األساسيةوأن الدول ،ممارسة حقوقهاحلق يف إىل أن يفهم بدوره ىما أد."والتوزيع العادل للدخل،والعمل،واإلسكان،والغذاء،واخلدمات الصحية

احلق يف عملية التنمية اليت ميكن فيها إعمال حقوق اإلنسان، واحلريات األساسية ":على أنه بشكل صحيحالتنمية2."إعماال تاما

:اإلنسانيةمن الحق في التنمية إلى التنمية : المبحث الثانيأو الدخل السنوي للفرد ليس هو مـضمون ،قتصاديبعد أن اتضح أن جمرد الدعوة للزيادة يف معدل النمو اإل

، وحتـسني الدخل جتماعية بني الفئات املختلفة يف توزيع حتقيق العدالة اإل من بل البد إىل جانب ذلك عملية التنمية، .نوعية احلياة، وتلبية احلاجات اإلنسانية للفرد يف إطار احلرص الكامل على محاية مجيع حقوق اإلنـسان األساسـية

احلاجات األساسية ك:ظهور مقاربات مفاهيمية للتنمية اإلنسانية من خالل دأت تظهر بوادر املفهوم اجلديد للتنمية بذات ومن خالل عقد العديد من املؤمترات الدوليـة .اخل…جتماعيةاملوارد البشرية، التنمية اإل ، الرأس املال البشري

ا العديد من اإلعالنات مع بداية التسعينات مت التأكيد فيها على أن واليت صدرت عنه ، الصلة بالتنمية وحقوق اإلنسان الزيادة يف معدالت النمو اإلقتصادي، أو الدخل السنوي للفرد ليس هو مضمون احلق يف التنمية الذي يعترب حق مـن

ـ ةحقوق اإلنسان وله عالقة مع باقي حقوق اإلنسان األخرى ، حيث كانت تشدد على مـسأل ات تلبيـة احلاجاإلنسانية لألفراد، وحتسني نوعية حيام مع حتقيق العدالة اإلجتماعية بني خمتلف الفئات يف توزيع فوائد التنمية، وهذا يف إطار احلرص الكامل على محاية مجيع احلقوق األساسية لإلنسان السياسية واملدنية، واإلقتـصادية واإلجتماعيـة،

ذا املبحث من خالل املطلب األول إىل املفاهيم اليت ساعدت علـى حتـول لذلك سنتطرق يف ه .واحلفاظ على البيئة أهم اإلعالنات واملؤمترات ذات الصلة بالتنمية وحقـوق لننتقل بعد ذلك يف املطلب الثاين إىل ،النظر باجتاه اإلنسان

.اإلنسان

.قتصاديةالمفاهيم التي أضفت البعد اإلنساني للتنمية اإل: األولالمطلب ، متت إعادة تعريف التنمية اإلقتصادية على أساس اجلهـود املبذولـة ترة السبعينات وبداية الثمانينات خالل ف

" إعادة التوزيع من النمو "وتوفري فرص العمل يف سياق اقتصاد نام وصار تعبري التوزيعية لتخفيف الفقر وحتقيق العدالة عقـود اليف إلقتصاديون والدول جتنب ما وقع من أخطـاء شعارا عاما ومألوفا، لذلك جند أنه يف هذه الفترة حاول ا

1 -" To development and The right human rights in development", A background paper.http://www.humanrights.uio.no/forskning/publ/rm/2004/0704/pdf.2- Arjun Sengupta," the right to development as a human right".http://www.hsph.harvard.edu/fsbcenter/fxbc-wp7-sengupta.pdf.

Université Sétif2

Page 65: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

18

تظهر مقاربات مفاهيمية للتنمية اإلنسانية كتحسني بدأت حيث. من التنمية واحلد من اآلثار السلبية الناجتة عنه األوىل تكوين الرأس ورفع مستوى املعيشية، التنمية اإلجتماعية، نوعية احلياة، إشباع احلاجات األساسية، القضاء على الفقر

. من أجل احلرص على محاية حقوق اإلنسان واحترامهااخل...احلفاظ على البيئة،املال البشري،

:الحاجات اإلنسانيـة: ولالفرع األ

حيث انتقل إىل باحثني آخرين وإىل بعض ،سكندينافيني يف الستينات طور هذا املفهوم جمموعة من الباحثني اإل " الذي حيمـل عنـوان 1976ظمة العمل الدولية اليت عممته يف تقريرها املشهور عام املنظمات الدولية، خاصة من

1".واحلاجات األساسية ،والنمو،التوظيف

، جتماعية دومـا واإل،قتصاديةيقوم هذا املفهوم على فكرة مفادها أن احلكومات عليها أن تصوغ سياساا اإل وأن تنتقل بعدها إىل حتـسني ،)كاملأكل، امللبس، املسكن (ساسية حبيث تبدأ من كفاية احلد األدىن من احلاجات األ

والعنايـة ،إىل املواصـالت العامـة ،اخلدمات العامة من شبكات املياه الصاحلة للشرب وشبكات الصرف الصحي أو ،لقرارسواء على مستوى اختاذ ا،ةالتنمية املشاركي وترى املنظمات غري احلكومية والدولية أن ....والتعليم ،الصحية

.كما سيأيت بيانه الحقا2،الشرط األهم لتحقيق أهداف مفهوم احلاجات األساسيةهيعلى مستوى التنفيذ

املباشرة، واألخالقية للقضاء على لذلك تعترب إستراتيجية توفري احلاجات األساسية للسكان من أحسن الطرق لى إعادة توزيع الدخل لصاحل الفقراء، اليت تعمل على الفقر، بدال من انتظار قرارات وسياسات مشكوك يف قدرا ع

مما يؤدي إىل أن يكون النمو اإلقتصادي نتيجة للقضاء على الفقر، بدال . تعزيز مقدرة الفقراء لالخنراط يف العمل املنتج عديد من اإلقتصاديني من أن يكون سببا يف ذلك، واليت تبناها البنك الدويل يف تقاريره السنوية عن التنمية يف العامل، وال

3.وهذا ما يثبت أمهية تلبية احلاجات األساسية للسكان) كمحبوب احلق، وهكس، سترينت، وغريهم (

:هلا جمموعة من اخلصائـص، املتمثلة فيما يلي) Human needs(ةـات اإلنسانيـواحلاج

خمتلفة إلشباعها لتحقيق وجود ووسائل ،وكلها تتطلب أشياء ، )وغري مادية ،مادية(ومتعددة ،ةغري حمدود -.واستمراره،واحملافظة عليه،اإلنسان

.اوتتضارب فيما بينه،ومتفاعلة مع بعضها رغم أا قد تتنافس،ومترابطة،متكاملة-

أن تترجم مفهوم تلبية احلاجات األساسية إىل عمل ناجح يف الكثري من الدول النامية غطى جوانب مهمة العمل الدولية وقد حاولت منظمة -1وجتدر املالحظة بـأن .البنية التحتيةقتصادية مشلت الرعاية الصحية، والتعليم األساسي، ودعم املشاريع الصغرية، ومشروعاتمن عملية التنمية اإل

-سـبتمرب ( طرح للمناقشة ألول مرة ضمن الدورة الثالثة بعد املائة للمجلس التنفيذي ملنظمة اليونسكو " احتياجات اإلنسان األساسية " مصطلح.)1977أكتوبر

.حمبوب احلق، التنمية البشرية املستدامة تضع البشر هدفا ووسيلة لعملية التنمية-2www.jordandevnet.org

جملـة ، "1990-1965الدول اإلسالمية يف الفترة مـن النمو وتوفري اإلحتياجات األساسية، دراسة حلالة بعض "فايز بن إبراهيم احلبيب، -3.71-63، ص 1995، تصدر عن جملس النشر العلمي، جامعة الكويت، الد الثالث والعشرون، العدد الرابع، العلوم اإلجتماعية

Université Sétif2

Page 66: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

19

.أو على مستوى الدول،أو على مستوى اجلماعات البشرية،وختتلف سواء على مستوى األفراد،متشابكة-

1.جتماعية للبلد املعينواإل،قتصاديةواملكان وفقا للظروف اإل،ختتلف يف الزمانمبعىن أا،نسبية-

والطبيعة اإلنسانية ،وردت عدة تصنيفات للحاجات تم بالوصول إىل إجابات حول مسببات السلوك اإلنساينخمتلف ااالت أي تم مبوضوع احلاجات كسلوك بشري عام يف،وحاجات السلوك اإلنساين،من خالل فهم دوافع

الذي يعترب قريبا جدا من اخليارات األساسية للتنمية اإلنسانية اليت سنتعرف ) 1954(ماسلو أمهها تصنيف ، والظروف.وبالتايل باحلقوق األساسية لإلنسان الضرورية لوجوده وكينونته،عليها الحقا

احلاجات ة وأمهيتها، حيث تأيت سلما هرميا للحاجات يف تدرج معني حسب ضرورة احلاج ماسلو فقد وضع وتستمر حمركة للسلوك حىت يتم إشباعها ،يف قاعدة اهلرم ،أوال ،ومأوى ،وملبس ،من مأكل الفيزيولوجية ، أو املادية

إىل أن يصل الفرد ،حاجات احترام الذاتوبعدها ،جتماعيةاحلاجات اإل، مث حاجات األمن مث تليها ،بشكل معقول 2.حاجة حتقيق، وتقدير الذاتوهي ،يف اهلرمإىل حتقيق أعلى درجة

،وكينونتـه ،احلقيقة الثابتة أن اإلنسان على مر العصور سعى حنو حتقيق وإشباع حاجاته املرتبطـة بكرامتـه من هنا جند أن هذا املفهوم يربط 3.وغري قابلة للتجزئة ،ومترابطة ،ورفاهه، وهي حقوق لإلنسان اليت بدورها متكاملة

إىل حاجـات ،حتياجات اإلنسانية من حاجات البقاء نظرا ملركب اإل ،حلاجات ومراعاة حقوق اإلنسان بني حتقيق ا وإن كان لكل جمتمع ،والكرامة يف جمتمع من اتمعات ،واالنتماء ،واحلرية ،والتحرر ،واملشاركة ،والتواصل ،التطور

4.رات البشريةإستراتيجيته اخلاصة يف إشباع تلك احلاجات األساسية لتنمية القد

فإن مفهوم احلاجات األساسية ساعد كثريا على ظهور مفهوم التنمية اإلنسانية الشاملة لتحقيق خالصة القول والتركيز ،كل هذه احلاجات املرتبطة حبقوق اإلنسان، أي أن هذا املفهوم ساعد على حتول النظر حنو خدمة اإلنسان

فقد كان خريطة طريق حنو انتقال .إلدماج حاجته يف هذه األخرية نمويةعلى أمهيته عند وضع الربامج والسياسات الت .التنمية من كوا قائمة على فلسفة احلاجات إىل حقوق اإلنسان

لدراسات اإلسالمية وإحياء التـراث، ، دار البحوث لقتصادية اإلسالمية احلاجات البشرية، مدخل إىل النظرية اإل حممد البشري فرحان مرعي، -1.24ص . 2001، الطبعة األوىل،)1(ديب، سلسلة االقتصاد اإلسالمي

.69-64ص ،2004اجلزائر،، دار احملمدية العامة،إدارة املوارد البشرية والسلوك التنظيمي، دراسة نظرية وتطبيقية، ناصر د ادي عدون-2http://ww.tanmia.ma/article.php3?id-article=1592.اإلنسان األداة، واإلنسان اهلدف-3

بة الدار العربية للكتاب، ، مكت-األحوال والبيئة الثقافية–مقاالت يف التنمية البشرية العربية) 6(دراسات يف التربية والثقافةحامد عمار، -4

.43-35، ص1998، مدينة نصر، القاهرة، طبعة األوىل

Université Sétif2

Page 67: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

20

: الرأس المال البشري: ثانيالفرع ال

بـسبب ه يف العملينظر لإلنسان كمورد اقتصادي فقط، ومل تراعي إنسانيته وحقوق مما سبق ذكر، فقد كان ومردوديتها، ودفع أرباب ،سلبا على اإلنتاجية أثر قتصادي الكمي، وزيادة اإلنتاجية، وهذا ما التركيز على النمو اإل

والـرأس .Human capital )( هتمام للعمال بالنظر إليهم كرأس مال بشري فقطالعمل إىل إعطاء نوع من اإلإنتاجية العمل، لذا فهو يعين يف اللغة العربية دور اخلربة، واملهارات املكتسبة يف منويركز على هو الذي :املال البشري

1. التوجهات، واملعارف، والقدرات اليت يكتسبها األفراد أساسا من خالل التعلم، والتدرب، واخلربة العلمية

قتـصادي خالل أحبـاث اإل والستينات من،قد بدأ التركيز على قدرات اإلنسان يف اخلمسيناتمع العلم بأنه واملهارات املكتسبة كعامل مستقل يف منو إنتاجية ،عندما اكتشفت على هامشها دور اخلربة .شولتر راألمريكي تيودو

وطاقاته، ولكـن ،قتصاد إىل االهتمام باإلنسانجتاه السائد يف علم اإلالعمل، وقد أدى التطور العلمي ضمن سياق اإل وليس العكس، لذلك فإن االهتمام برأس املال البشري ترافق يف الصناعة ،لعملية اإلنتاجية من منظور دوره يف خدمة ا

ومن استثمار رأمسايل مكثف يف تطوير ،وما حتتاجه من عمالة ماهرة متخصصة ،مع التحول إىل التكنولوجيا املتطورة .هذا من جهة2.القدرات البشرية

البشرية يقوم على أن البشر هم الثروة احلقيقية لألمم، فإن قـدرات مبا أن مفهوم التنمية من جهة أخرى، فإنه ،والتعامل مع أي جديد بكفاءة ،وقادرة على التكييف ،ومدربة ،أي أمة تكمن فيما متتلكه من طاقات بشرية مؤهلة

.دليل على ذلكإالوما جتربة دول جنوب آسيا. وفاعلية

حققت اقتصادياا معدالت متسارعة من النمو فاقت ،متتلكهتلك الدول اليت بفضل رأس املال البشري الذياستطاعت أن ،بل أا عندما تعرضت إىل أزمة مالية كبرية،"النمور اآلسيوية "أكثر البلدان تقدما حىت أطلق عليها

دول، وما تتمتع به تسترد عافيتها بسرعة فاقت التوقعات، وهو ما أرجعه اخلرباء إىل الثروة البشرية اليت متتلكها تلك الوكفاءة عالية، حىت أم أرجعوا تلك التجربة التنموية هلذه الدول بأا تندرج حتت مفهوم التنمية ،من جودة

3.ةالبشري

مفهوم التنمية اإلنسانية يف فترات مبكرة يقوم عليها حقيقة الثروة البشرية اليتالعثور على هذا إن كان ميكننا الثروة من الواضح أا ليست اخلري : "فقد كتب أرسطو أن.كثري من الثقافات والدياناتمن التاريخ اإلنساين يف

وخصص ابن خلدون فصال كامال يف مقدمته لبيان ،"آخريمفيدة فحسب من أجل شيئاأل،الذي نسعى إليه

، دار دراسات يف آثار العوملة والتحـوالت العامليـة :التنمية البشرية يف اتمعات النامية واملتحولة علي أمحد الطراح، غسان منري محزة سنو، -1.27-25، ص 2004النهضة العربية، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل،

www.jordandevnet.org.حمبوب احلق، التنمية البشرية املستدامة تضع البشر هدفا ووسيلة لعملية التنمية-2.التنمية البشرية من ثراء املفهوم إىل فقر الواقع،سيد عبد العزيز-3

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/nma-1-1-o0/ moragaat.asp.

Université Sétif2

Page 68: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

21

) العمران(احلضاري بل ربط التقدم،وأن الكسب هو قيمة األعمال اإلنسانية،وشرحهما،والكسب،حقيقة الرزق1.بأسره باألعمال اإلنسانية

باالهتمام ،النظر نوعا ما إىل اإلنسان كعامل مهم لزيادة اإلنتاجيةحول لذلك فمفهوم الرأس املال البشري .اخل...والتعليمية،واملهارية،بقدراته اليت تزيد من هذه األخرية، وبالتايل مراعاة حقوقه الفكرية

: الموارد البشرية: لثالفرع الثا

فتنمية املوارد البشرية تتـضمن .مع أنه ميت إليه بصلة قرابة ،"أس املال البشري ر"هو مفهوم أوسع من مفهوم ،والتوسيع العمـراين ،والسكن ،والتغذية ،والعناية الصحية ،والبطالة ،معاجلة للمشاكل املتعلقة بالقضايا الدميوغرافية

وإن كان ،املهين مبا يتجاوز القضايا املتعلقة باإلنسان اليت متس اإلنتاجية بشكل غري مباشر والتدريب ،والتعليم ،والبيئة2).اإلنتاجية(املفهومني ينظران للقدرات من منظور اقتصادي

إمنا يعد مرادفا للحديث عن القوى Human ressources development)(حلديث عن املوارد البشرية فامن حيث كونه قـوة منتجـة ،قتصادية لإلنسان يها، وهو خليط ناجم عن تلك النظرة اإل العاملة ومقتصرا فقط عل

اقتصادية فقط دون النظر إىل ما حيتاجه اإلنسان كونه كيان ال ينبغي أن يعامل كآلة فقط لإلنتاج، وإمنا مراعاة كون 3.ظ على كرامتهاواحلفا،للوصول إىل تطوير الشخصية اإلنسانيةتلبى اإلنسان له حقوق جيب أن

يتناول القوة العاملة هو أن مفهوم املوارد البشرية -املوارد البشرية، ورأس املال البشري -الفرق بني املفهومني جتماعية، بينما يتناول مفهوم رأس املال البشري القوة العاملة من وجهة نظر اجتماعية شاملة تسمح مبراعاة حقوقه اإل

والتدريب ،أو القطاع الصناعي نتيجة االستثمار يف العلم ،أو الشركة ،واإلضايف للعامل من وجهة نظر الناتج احلدي 4.رحبيةالفاملفهوم األول يرتبط بالتنمية، أما الثاين فب.وما شابه

ضيق ميكن اعتباره مفهوما اقتصاديا يعىن بإعداد البشر، أو بتخصصات معينة مفمفهوم املوارد البشرية كمفهو كما أنه يعترب مفهوما قابال للحسابات اإلقتصادية، حبيث ميكن مقارنة عائد اإلسـتثمار يف . تاج اإلقتصادي ملقابلة اإلن

إتاحة الفرص "، 2002لسنة تقرير التنمية اإلنسانية العربية جتماعي، واإلقتصاديبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -1.15-14، ص"لألجيال القادمة

طبعة ، املعهد العريب للتخطيط، الكويت، ستفادة منها يف الوطن العريبالتنمية البشرية، تطوير القدرات وتعظيم اإل حممد العوض جالل الدين، -2.16-11ص . 1993مارس

سكندرية، اإل، املكتب اجلامعي احلديث، التنمية واتمع، مدخل نظري لدراسة اتمعات احمللية منال طلعت حممود، مسعد الفاروق محودة، -3.270-269ص .2001طبعة،

.07-06، ص املرجع السابق، ناصر د ادي عدون-4

Université Sétif2

Page 69: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

22

وذا املفهوم فإن تنمية اإلنسان كمورد مطلوبة إىل احلد . العنصر البشري بعائد االستثمار يف جماالت السلع، واإلنتاج 1. السلع، واخلدماتالذي ميكن من تطوير إنتاجية العمل، وتعظيم إنتاج

،والتعليميـة ،وارد البشرية كمفهوم ساعد على اتساع مفهوم التنمية بتحسني األحـوال الـصحية ـاملإذن ، ففي البداية احنصر يف توفري القوى العاملة املدربة، مث تطور حىت والغذائية لقوة العمل حىت تكون قادرة على اإلنتاج

2.ةل القدرات البشرية كافاية الثمانينيات ليشمل جوانب تشكي

لذلك فإن تنمية املوارد البشرية عن طريق التعليم، والتدريب، والرعاية الصحية جانب من اجلوانب األساسـية .وهذا ما سيتضح أسفله3.ملفهوم التنمية البشرية، حيث تظهر اإلنسان كصانع للتنمية

لقة بالتنميةالمتعاإلعالنات والمؤتمرات الدولية أهم : نيالمطلب الثا

.وحقوق اإلنسان

. إىل أهم املؤمترات املتعلقة بالتنمية وحقوق اإلنسان الصادرة بعد إعالن احلق يف التنمية الفرعنتطرق يف هذا ،واملـشاركة ،والعدالـة ،مفاهيم اإلنصاف خاصة بعد أن عرفنا أن .كملة ما جاء به هذا اإلعالن دورها يف ت ملعرفة

.قتصادية الذي اهتم لسنوات كثرية بالنمو املادي للسلع واخلـدمات عيدة عن النهج املعتاد للتنمية اإل واحلرية كانت ب 4.وسبل التنمية،تطلب إعادة النظر يف غاياتيوالذ،ولكن كانت القيمة املضافة عن طريق إعالن احلق يف التنمية

،ا على أرض الواقع حىت بداية التسعينياتإن إعمال التنمية من مرتكز حقوق اإلنسان مل حتقق اجنازا كبريواألهلية قضية الربط بني التنمية وحقوق اإلنسان من خالل عدد ،حيث دعم اتمع الدويل بكافة مؤسساته الرمسية

:منها، نذكرمن املؤمترات والقمم العامليةدويل حلقوق اإلنسان يف واملؤمتر ال،)1992(قمة األرض يف ريودجيانريو،)1990(قمة الطفل بنيويورك

وقمة التنمية ،)1995(ومؤمتر املرأة يف بكني،)1994(واملؤمتر العاملي للسكان والتنمية بالقاهرة،)1993(فييناوالقمة العاملية ،)1996(ومؤمتر األمم املتحدة للمستوطنات البشرية يف استانبول،)1995(اإلجتماعية بكوبنهاجن

وصوال إىل ،)1998(والتمييز العنصري يف ديربان،واملؤمتر العاملي ملكافحة العنصرية،)1996(للغذاء يف روماالثانيةكقمة األرض، هذا األخري صدرت بعده العديد من املؤمترات الدولية )2000(إعالن األلفية الثالثة يف نيويورك

.اخل...كيفية متويلهابملتعلقة من نفس السنة اوقمة مونترياي تتعلق بالتنمية املستدامة،اليت )2002(يف جوهانسبورغ

، الـد الثـاين، سلسلة العلمية جلمعية اإلقتصاد السعوديةالدراسات اقتصادية، ، "البعد البشري للتنمية، رؤية اقتصادية" زيد حممد الرماين، -1. 97-95، ص 1420اهلجريةسنةال، 03عدد ال.93، ص املرجع نفسه-2.74، ص2009الطبعة األوىل، عمان،، دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة،إلستراتيجية وتنمية املوارد البشريةاإلدارة احممد مسري أمحد، -3،جتمـاعي قتصادي واإلدراسة عن احلالة الراهنة للتقدم احملرز يف تنفيذ احلق يف التنمية، األمم املتحدة الس اإلأرجون سانغوبتا، -4

.53/155، وقرار اجلمعية العامة 1998/72القرار-1999سبتمرب/13/17جنيفة السادسة و اخلمسون،الدورجلنة حقوق اإلنسان،

Université Sétif2

Page 70: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

23

تلك اللقاءات اليت سعت مجيعها إىل التأكيد على احلق يف التنمية واعتباره من حقوق اإلنسان غري قابل واألسس اليت اعتربا األمم املتحدة أساسا لتمتع ،وأكدت على عدد من املبادئ،لالنتقاص بالنسبة لألفراد واجلماعات

ودعت إىل تعزيز ،قتصاديةمها أساس التنمية اإلاملشاركة والتعدديةحيث اعتربت أن ،بعائد عمليات التنميةاإلنسانوتكوين اجلمعيات ،والتجمع،وإبراز حريات الرأي،وبرامج املنظمات غري احلكومية كجزء من املشاركة،سياسات

.ت تغريت باملشاركة الواسعة ملنظمات اتمع املدينفاملشاركة من خالل هذه املؤمترا.اليت تناقش قضايا التنميةواهتمت بقضية متابعة تنفيذ ،وتؤطر عملها،كما متيزت هذه املؤمترات بأا تربط فيما بني موضوعاا

،والتعليم،حتياجات األساسية يف جماالت الصحةوعلى اإل،وأكدت على مسو سياسات التنمية،قرارات كل مؤمتر1.برامج التنميةوالفقراء يف،واملعوقني،والفئات املستضعفة واملهمشة كاألقليات،ملرأةاقوإقرار حقو

حتياجات اإلنسانية معلنة أن التنمية جيب أن تكون دائمة، وأن األولوية ستمنح اإلكما شدت االنتباه إىل 2.بشريةواقتصادية لل،وسياسية،واجتماعية،للقضاء على الفقر الذي يشكل حتمية أخالقية

سوف حناول يف ،ربط التنمية حبقوق اإلنسان ، وما جاءت به لتأكيد املذكورة سابقا هذه املؤمترات كلمن 1993، واملتمثلة يف إعالن وبرنامج عمل فينا لسنة هذا املطلب دراسة بعض من أهم هذه املؤمترات الدولية بالتفصيل

وإلنشائه العديد والدميقراطية والبيئة، ذين األخريين و ،نسان والتنمية تتعلق حبقوق اإل ةآثار قانوني نظرا ملا جاء به من يف كان له الفـضل وألنه من ، 1986احلق يف التنمية لسنة لمن فرق العمل واخلرباء ومناصب عمل جديدة إلعما

وإعـالن ها أدناه، وغريها من اآلثار اآليت ذكر ،إصدار جمموعة التوصيات إلبرام مؤمترات هلا عالقة حبقوق اإلنسان اليت عقدت فترة التـسعينات، ؤمترات السابقة املعالنات و اإلقرارات و كنتيجة لل جاءنظرا ألنه 2000األلفية لسنة

لتحسني األوضـاع ،أو قبل ذلك، 2015والذي جاء فيه العديد من األهداف اإلمنائية الواجب حتقيقها حبلول عام :لسكان العاملوالبيئية ،واإلجتماعية،اإلقتصادية

:1993فيينا لسنة مؤتمر جإعالن وبرنام:ولالفرع األ:اجلهودالعديد من أساس لتبيان جاء ك1993سنةلوبرنامج عمل فيينا،إعالنإن كما .أا مترابطة ويعزز كل منها اآلخروأكد على ،وبينها والدميقراطيةبني التنمية وحقوق اإلنسانربط-1

بيئة، حيث أكد على ضرورة الوفاء باإلحتياجات اإلمنائية لألجيال احلاضرة واملستقبلية، وعلى ربط بني التنمية وال3.خماطر إلقاء النفايات السامة وخطرا على احلياة والصحة

.التنمية القائمة على منهج حقوق اإلنسان، حقوق اإلنسان والتنمية،الدليل العريب،أمني مكي مدين-1http://www.arabhumanrights.org/dalil/ch6htm

، عن إجتماع حول إدماج األبعاد السكانية يف عملية التنمية، املنعقـد يف "السياسات والربامج السكانية وحقوق اإلنسان "مدين، مكي أمني -2.يالغريب آسجتماعيةواإلقتصادية، اللجنة اإل2003ديسمرب 19-17شرم الشيخ

www.exwa.un.org/information/meeting/events/2003/17-19 des/prix/hright.pdf، اجلزء األول، جوان 25-14املنعقد خالل ، املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان الصادر عن 1993أنظر مواد إعالن وبرنامج عمل فيينا لسنة -3

.منه11منه، والفقرة 08الفقرة

Université Sétif2

Page 71: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

24

على مسألة التعاون بني الدول من أجل ضمان التنمية، وإزالة العقبات اليت تعترض هذا اإلعالن شدد -2نب املساعدة على التخفيف من عبء الدين اخلارجي امللقى على عاتق البلدان النامية من أجل التنمية، خاصة من جا

وكذلك من جانب التخفيف من وطأة .التوصل إىل اإلعمال التام للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية لشعوا1.قوق اإلنسانالفقر والقضاء عليه كأولوية للمجتمع الدويل ألنه يعرقل التمتع الكامل حب

كان له الدور الكبري يف إثبات عاملية حقوق اإلنسان، وعدم قابليتها للتجزئة، وعلى الترابط والتشابك بني -3، مع واجب الدول بصرف النظر عن نظمها السياسية واإلقتصادية احلقوق املدنية والسياسية، واإلقتصادية واإلجتماعية

حقوق املرأة وبأن .، ووضع سياسات اإلمنائية الفعالة على املستوى الوطيناإلنسانحقوقمجيع والثقافية تعزيز ومحاية . ال يتجزأ من هذه احلقوق وال ينفصل عنهاغري قابل للتصرف من حقوق اإلنسان العاملية، وجزء واألطفال هي جزء ريات األساسية ممارسة مجيع حقوق اإلنسان واحلاملنتمني إىل أقليات ضمان ممارسة األشخاص ومن واجب الدول

2.كاملة وفعلية دون أي متييز وعلى قدم املساواة التامة أمام القانون

، ونشر املعلومات املناسبة، وتوعية األفراد كما أكد على أمهية دور التعليم يف جمال التنمية وحقوق اإلنسان-4د أن يتمتع حبقـوق اإلنـسان واحلريـات كل فرل، وعلى ضرورة يئة الظروف اليت من ميكن يف ظلها ذه احلقوق

األساسية العاملية، حيث جيب زيادة املوارد املخصصة للربامج التنموية، وإقامة وتقويـة التـشريعات واملؤسـسات 3.الوطنية

كما أكد على ضرورة متكني املنظمات غري احلكومية، واتمع املدين على القيام بدورها الرئيسي، وعلى -54.منائية ودولية لتحقيقهوضع سياسات إ

األهم من كل هذا، أن إعالن وبرنامج عمل فيينا جاء كأساس للعديد من اجلهود يف جمال إعمال احلق يف بالضغط من دول اجلنوب إىل ،1986من خالل إعالن احلق يف التنمية لسنة و،مهدت منذ الوهلة األوىلاليت ،التنمية

.اإلنسانحقوقة على التنمية القائمالتفكري احلايل حولعتربفقد ا. فاحلق يف التنمية كمفهوم يسعى إىل دمج حقوق اإلنسان يف عملية التنمية على حنو متكامل

والذي ،وتنفيذ القرار،دون متييز يف اختاذعنصر من العناصر املهمة لتحقيق التنمية من جانب مجيع األفراداملشاركة،واإلنصاف يف تقاسم املنافع،واملساواة يف الوصول إىل املوارد،يف مجيع األنشطةةالشفافية، واملسائليتطلب بالضرورة

.أدناهاليت سنتناوهلا بالتفصيل 5.اإلنسانية املستدامةوهذه أهم عناصر التنمية. واإلنصاف،على العدالةمفهو يقو

. منه14و12و10، اجلزء األول، الفقرة 1993وبرنامج عمل فيينا لسنة أنظر مواد إعالن -1.منه18و19و 05اجلزء األول، الفقرة ، املرجع نفسه-2.منه34و 33املرجع نفسه، اجلزء األول، الفقرة -3.منه38املرجع نفسه، اجلزء األول، الفقرة -4

5 - Arjun Sengupta, op.cit.p.04.

Université Sétif2

Page 72: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

25

ضافة إىل ذلك فهو حق من حقوق ألنه باإلالتنمية القائمة على احلقوق،أوسع منإن احلق يف التنمية بل ( وإن كان بني االثنان نقاط مشتركة كثرية بالتشديد على مفاهيم مثل-اإلنسان ،واملشاركة،واحلرية،املساواة:

Meta-right.1.ميتا حقيس جمرد حق، بل لبأنههعرب عنحيث ..)وعدم التمييز

تقود إىل حتقيق كافة حقوق عملية تنمويةأن احلق يف التنمية يشري إىل"Arjun Segupta.2وقد قالrights-based (قوقاحلوهي عملية ينبغي القيام ا بطريقة تعرف باملقاربة التنموية القائمة على ،اإلنسان

approach.( وتتسم ،والشفافية،واحملاسبة،والالمتييز،املشاركة:عملية تنهض على أربعة أركان هيال، هذهيقع على ،"حامل احلق" ويف حني يشكل الناس يف جمموعهم،واملشاركة يف مثار التنمية،القراراتباملساواة يف اختاذ

الذي كانت قوق اإلنسان إىل التاريخحللذلك هناك من يرجع املقاربة التنموية 3".عاتق الدولة إعمال هذا احلقا كانت تطالب بنظام اقتصادي دويل عادل أل،قتصاديةكحق يف التنمية اإلباحلق يف التنميةتطالب به دول اجلنوب

.وبني دول الشمال،لتضييق اهلوة بينهاغري قابل التصرف أن التنمية حق من حقوق اإلنسانب1986إعالن فيينا على ما جاء به إعالن د كأفبعد أن

حني التنمية تيسر التمتع ويف.وجزء ال يتجزأ من حقوق اإلنسان األساسية، وأن اإلنسان هو احملور األساسي للتنمية4.فإن انعدام التنمية ال جيوز اختاذه كذريعة لتربير االنتقاص من حقوق اإلنسان.جبميع حقوق اإلنسان

. 1993مارس04بقرار صادر يف ،إنشاء فريق عمل يعىن باحلق يف التنمية من جلنة حقوق اإلنسانخاللهمتإنشاء خالله أيضا كما مت.وتقدمي توصيات للدول بشأن إعماله،التنميةحتديد عوائق إعمال احلق يف: وتشمل واليته

أعطى دور قيادي للمفوض السامي حلقوق اإلنسان لقيادة الذي هذا األخري.منصب املفوض السامي حلقوق اإلنساننسيقا أكرب حوارا وت1996سنة العملاقترح فريق أن بعد مهمة املنظمة يف جمال حقوق اإلنسان للدول األعضاء

ووضع ،حول احلق يف التنمية، وإدماجه يف أنشطة آليات رصد املعاهدات املتعلقة حبقوق اإلنسانداخل األمم املتحدة وأصبحت تتم دراسة وفحص هذه التقارير واملعلومات اليت تقدمها ،نظام للتقارير تقدمها الدول حول كيفية إعماله

حول عالقة أنشطتها واحلق دولية أخرى من طرف الفريق املفتوح العضوية ومنظمات،وهيئات األمم املتحدة،الدولوطلب ،وتقدم تقرير آخر إىل جلنة حقوق اإلنسان يتضمن توصيات إىل املفوضية السامية حلقوق اإلنسان؛ يف التنمية

5.العون والتقنية من هذه األخرية

على تقاطع حقوق اإلنسان مع مجيع 1997ةكد برنامج إصالح منظمة األمم املتحدة لسنبعد أن أكذلكفهما مشتركا لعملية وللتغيري،لتقوية برناجمهنظام األمم املتحدة2002عام يف اعتمد وبرامج وأنشطة األمم املتحدة،

1 - Alessanaro Sitta, "the role of the right to development in the human rights framework for. Development", p02 http://www.capability approach.com/phps/5-1sitta.pdf? Php sessid=26294

.لدراسة وتطوير احلق يف التنميةوهو اخلبري اخلاص املستقل اهلندي األصل املعني من قبل األمم املتحدة -2.36ص، 2004التاسعة العدد ة، السنجملة الرواق العريب، "الشفافية من أجل تعزيز حقوق اإلنسان" جمدي نعيم، -3.منه10، اجلزء األول، الفقرة 1993أنظر مواد إعالن وبرنامج عمل فيينا لسنة -4.حقوق اإلنسان والتنمية،من حقوق اإلنسان والشعوب، الدليل العريبعبد العزيز النويضي، احلق يف التنمية كحق-5

www.arabhumanrights.org/dalil/ch-5.htm./http:/

Université Sétif2

Page 73: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

26

واكتسبت بذلك عملية اإلدماج حلقوق اإلنسان بالتنمية اهتماما متزايدا من "وضع الربنامج من منظور حقوق اإلنسان1.العديد من املنظمات الدولية، وغري احلكومية، واملؤسساتقبل

مع برنامج األمم املتحدة اإلمنائي يف إطار مساعدا لألمم املتحدة إىل إبرام فوضية السامية كل هذا، أدى مب""مشروع تقوية حقوق اإلنسان هورست1998الفنية يف جمال تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان يف HURIST

،يف جماالت املرأة:( يف ااالت املختلفةاإلنسان يف برامج وأنشطة برنامج األمم املتحدة اإلمنائيلدعم حقوقفدور املفوضية السامية أصبح أساسي يف جمال إدماج حقوق اإلنسان يف .) وغريها،وحماربة الفقر، ومكافحة اإليدز

بتوفري اإلنسانية املستدامةاليت تقوم عليها التنميةوإن كان دورها أكرب من سرد املبادئ والقواعد. برامج التنمية2.وأثر ذلك على حقوق اإلنسان يف البلد املعين،واملنظمات األخرى،وخربات الوكاالت،املعلومات

:إعالن األلفية:الفرع الثاني( كرب جتمع لرؤساء الدول واملتبىن يف أ ،القرن اجلديد به افتتح الذي األلفية الثالثة األمم املتحدة بشأن إن إعالن

خذا بعني االعتبار مجيع قرارات املؤمترات املنعقدة خـالل اآلو، )رئيس دولة، وحكومة 147بلدا مبا يف ذلك 189التسعينات، ومبادئ الكرامة اإلنسانية، واملساواة، والعدل على املستوى العاملي إزاء مجيع سكان العـامل، والسـيما

.أضعفهم خباصة األطفالال عن املبادئ، واملواثيق، واملعايري الدولية ذات الصلة بالقانون الدويل، واحترام حقوق اإلنسان، واحلريات فض

ز على حتقيق كر .األساسية للجميع بدون متييز ألي سبب، ومواجهة حتدي العوملة جبعلها ختدم مصاحل مجيع الشعوب ...دامة البيئية، والدميقراطية واحلكم الراشدالسلم واألمن، ونزع السالح، والتنمية، والفقر، واالست

بتعزيز الدميقراطية، وسيادة حكم القانون، واحترام مجيع حقوق اإلنسان وحرياته االلتزامأكد على حيث سواء من الـدول الغنيـة، أو فضال عن بذل اجلهد الالزم ، مبا يف ذلك احلق يف التنمية ،األساسية املعترف ا دوليا

.ةإنسانيالوال،املهينةوختليص بين اإلنسان من ظروف الفقر املدقع يفالفقريةمن ظروف الفقـر -الرجال، والنساء، واألطفال –لن ندخر أي جهد يف سبيل ختليص بين اإلنسان :" بقوله

ية حقيقـة املدقع املهينة، والالإنسانية اليت يعيش فيها حاليا أكثر من مليون شخص، وحنن ملتزمون جبعل احلق يف التنم بيئـة مواتيـة -على الصعيدين الوطين والعاملي -لذلك نقرر أن يئ .. واقعة لكل إنسان، وبتخليص البشرية قاطبة

3." للتنمية وللقضاء على الفقر

للرجال والنساء احلق يف أن يعيشوا حيام، ويربوا أوالدهم بكرامة مبناجاة من اجلوع، ومن " :وقوله أيضا بأنالقائم احلكم الدميقراطي والتشاركي الصاحلاإلضطهاد أو الظلم، وأفضل ما يكفل هذه احلقوق هو وخمافة العنف أ

.السابقاملوقع ، الدليل العريب، حقوق اإلنسان والتنمية، التنمية القائمة على منهج حقوق اإلنسانمكي مدين،منيأ-1.املرجع نفسه-205،ص 2000سبتمرب 08يف كبنيويورالصادر عن اجلمعية العامة املتحدة بشأن األلفية، األمم إعالن-3

www.un .org /arabic/millenniumgaals/a-res-55-2.htm

Université Sétif2

Page 74: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

27

، فضال عن احترام مجيع تعزيز الدميقراطية، وتعزيز سيادة القانونلن ندخر جهدا يف :" وبأنه."على إرادة الشعب1."ق يف التنميةحقوق اإلنسان واحلريات األساسية املعترف ا دوليا، مبا يف ذلك احل

جاء يف إعالن األلفية تأكيد على محاية بيئتنا املشتركة، ببذل كل اجلهود الالزمة لتحرير البشرية مجعـاء، كما وقبل أي شيئ آخر حترير أجيالنا املستقبلية من خطر العيش على كوكب أفسدته األنشطة البشرية، ومل تعد مـوارده

. تكفي إلشباع احتياجاممبا يف ذلك املبادئ املنصوص عليها يف جدول أعمـال القـرن ،د من دعم مبادئ التنمية املستدامة لذلك ال ب ، وتطبيق أخالقيات جديدة حلفظ الطبيعة، ورعايتها يف مجيع أنشطتها البيئية، خاصة مسألة تطبيـق احلادي العشرون

اقية التنوع البيولوجي، اتفاقية مكافحة التصحر كل الربوتوكوالت، واالتفاقيات املتعلقة بالبيئة كربوتوكول كيوتو، اتف2...ومحاية الغابات، واملوارد املائية، والتخفيض من آثار الكوارث الطبيعية، والكوارث اليت يسببها اإلنسان

لتمويـل للدول الناميـة بتقدمي املعونات الالزمة تعهدات من الدول الغنية إىل جانب ذلك، كما كان هناك إىل مثانيـة هاتعدادمت اليت ، هذه األهداف 2015وحتقيق أهداف األلفية للتنمية حبلول سنة ،ض ديوا تنميتها، وختفي

: وهي،أهداف رئيسية على أمل حتقيقها.استئصال الفقر واجلوع الشديدين-1.بتدائي الشاملحتقيق التعليم اإل-2. احلض على املساواة بني اجلنسني-3.ختفيض نسبة وفيات األطفال-4. الصحة األمومةحتسني-5...اواملالري/ مكافحة فريوس نقص املناعة البشرية املكتسب-6. ضمان االستدامة البيئية-73.تطوير شراكة عاملية شاملة للتنمية-8

،والـسالم ،متثل بوضوح معايري قياسية للتقدم حنو رؤية التنميـة أهداف األلفية كما يعرب عنها إعالن األلفية ،كاحلرية يف العـيش : ترشدها قيم أساسية جوهرية للعالقات الدولية يف القرن احلادي والعشرون ،اإلنسانوحقوق

.وهي أهداف كمية، حمدودة بالوقت،واالضطهاد،والعنف،والتحرر من اجلوعنميـة تتصل مباشرة بأبعاد الفقر اإلنساين أكثـر مـن الت ، جندهاللتنمية اإلنسانية عند مالحظة هذه األهداف

،ووفـاة األطفـال ،واملعرفة ،هذا الفقر الذي يتخطى فقر الدخل مبا يف ذلك احلرمان على صعيد الصحة ،اإلنسانيةمعظمهـا سيـسهم يف بنـاء و.لتنمية اإلنسانيةاألبعاد األساسية لفصلته متينة مع جهة احلرمان يف ... وسوء التغذية

08و02، صإعالن األمم املتحدة لأللفية-1.08-07ص املرجع نفسه،-2أهداف األلفية للتنمية تعاهد بني األمـم إلـاء الفاقـة "باملعنون 2003ية لسنة تقرير برنامج األمم املتحدة اإلمنائي للتنمية البشر : أنظر -3

".البشرية

Université Sétif2

Page 75: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

28

الوصول إىل مـستوى معيـشة ،تلقي التعليم ،ش حياة صحية مديدة العي: وهي ،القدرات األساسية للتنمية اإلنسانية والقدرات الثالث األوىل مدرجة يف دليل ، والتمتع باحلريات السياسية واملدنية للمشاركة املرء يف حياته اتمعية ،الئق

، ة يف دليل التنمية اإلنسانية درجاملالقدرات األساسية للتنمية اإلنسانية بناءيف رغم أا تساهم لكن .التنمية اإلنسانية 1.ال تعكس كل األبعاد الرئيسية للتنمية اإلنسانية اليت تشكل مفهوما أوسعإال أا

وهي تساعد الناس ،ومتكني الفقراء من حماسبة القادة السياسيني–إا جمموعة من النقاط املرجعية لتقييم التقدم وتقتلـع ،وحتسن الوصول إىل املدارس ،ات اليت ختلق وظائف الئقة واإلجراء ،يف الكفاح من أجل أنواع السياسات

2.كما أا التزامات يتعهد ا القادة القوميون اللذين جيب أن يتحملوا املسؤولية عن حتقيقها أمام ناخبيهم،الفساد

: صائص التاليةاخلهداف األلفية كما يعرب عنها إعالن األلفية تتميز باأللذلك إن .يا وقابلة للرصد وقياس التقدمحمددة كم-.شكل صريح مبواعيد حمددة زمنيا ومل يترك تنفيذها مفتوحا خليارات كل بلدبحتقيقها مربوط -.تشكل حزمة مترابطة من األهداف يفترض أن تتحقق يف كليتها، ال يف جمال دون آخر-.ت وطنية ودولية ألجل التنميةأداة فعالة للتفاوض واحلوار بني الدول النامية واملاحنة، ولبناء شراكا-3.معيارا لتقييم السياسات وااللتزامات املتبادلة بني الدول-

:اإلنسانية إلى التنمية اإلنسانية المستدامةةالتنميمن: لثالمبحث الثانسان بني التنمية وحقوق اإل ةمنذ أوائل التسعينيات أعطى العديد من احملاور املشترك إن املنظور اجلديد للتنمية

أضفت على التنمية الوجه اإلنساين، فهل هذا يعين بناء عالقة تبادل بينهما، حبيث يعتمد كل منهما على اآلخر؟ وهل املفهوم اجلديد للتنمية شامل، حبيث أصبح يقوم على املقاربة املتكاملة حلقوق اإلنسان؟ وبالتايل ضرورة احترام كافـة

.خالل تفصيلنا يف مطالب هذا املبحثأدناههذا ما سوف نعرفه . دمةحقوق اإلنسان، وحىت حقوق األجيال القا

:مفهوم ومؤشرات التنمية اإلنسانية:ولالمطلب األ

مقدمات غري مكتملة لنظريـة التنميـة اإلنـسانية لنا شكلتاملذكورة سابقا قد التقليدية خمتلف املفاهيم إن عندما تبناه 1990مع ظهور مصطلح التنمية اإلنسانية سنة ف.تنميةهدفا ووسيلة لعملية الاإلنسان املستدامة اليت تضع

مبضمون حمدد، وتركيب Programme Nations Unies Développement )( برنامج األمم املتحدة لإلمناءأو بعبـارة . وتتماشى معها على نفس اخلط املشترك ،أصبحت التنمية قريبة جدا من حقوق اإلنسان ،مقياس مبسط

واالبتعاد عن النهج الضيق الذي يتخذ -كهدف ووسيلة يف نفس الوقت -جعل اإلنسان حمور عملية التنمية : أخرى

تنفيذ األهداف التنموية األلفية يف سبيل "، 03اخللفية رقم ةجتماعي، الورق بناء القدرات يف سبيل حتقيق الدميقراطية، والسالم، والتقدم اإل -1أكتــوبر، نــوفمرب 29يل الــسادس للدميقراطيـة اجلديــدة أو املـستعادة، الدوحــة، قطـر ، املــؤمتر الـدو "تعزيـز كرامــة اإلنـسان

www.icnrd 6.com/arabic/view lastnews.php?id=57-39k.07ص.006.01ص." أهداف األلفية تعاهد بني األمم إلاء الفاقة" 2003ة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسن-2http://www.surf-as.orgاأللفية اإلمنائية كيف، وملاذا؟فأديب نعمة، الوحدة الثانية، أهدا-3

Université Sétif2

Page 76: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

29

جتاه املـشترك وهـو قتصاد حمورا له، أعطى ذلك نقاط مشتركة بني حقوق اإلنسان، والتنمية ليسريان يف نفس اإل اإل.ق يف العيش حياة الئقة وكرميةعتراف بكرامة اإلنسان املتأصلة يف كل إنسان اليت تعطي هلم احلاإل

ومؤشرات قياسه؟ ؟وغاياته ؟هوما هي أهم عناصر ؟لذلك البد من معرفة ما هو املدلول اجلديد لعملية التنمية .شمل كل حقوق اإلنسان ؟يأي هل؟موقع حقوق اإلنسان من ذلكوما

نسانية بين التنمية الحرية والكرامة اإل، اإلنسان: مفهوم التنمية اإلنسانية: الفرع األول : اإلنسانية وحقوق اإلنسان

أوسع من مفهوم املوارد البشرية اليت تعامـل )le développement humain(مفهوم التنمية اإلنسانيةإن وتؤكد على الرأس املال البشري فقط، وأوسع من ج احلاجات األساسية اليت تركـز ،الناس كمدخل لعملية التنمية

وليس كمشاركني ،وليس على اخليارات، وأوسع من ج رفاه اإلنسان اليت تنظر إىل الناس كمنتفعني ،على املتطلبات ؟، وما هي خصائصه األساسيةفما هو تعريف هذا املفهوم1.فعالني يف العمليات اليت تشكل حيام

:وحقوق اإلنسانةـة اإلنسانيـالتنميمحورية اإلنسان بين : الأو

ومن حيث املبدأ ميكن أن تكون تلك اخليارات 2،عملية توسيع اخليارات املتاحة للناس :" ية هي التنمية اإلنسان أن يعـيش :بال حدود، وأن تتغري عرب الزمان، ولكن مثة ثالث خيارات تبقى جوهرية يف كل مستويات التنمية وهي

. رورية لتوفري مستوى معيشي الئقأن حيصل على املوارد الضوصحية، أن حيصل على املعارف،،املرء حياة طويلة

احلريـة : تعداه إىل استحقاقات إضافية أخرى يبل ،لكن مفهوم التنمية اإلنسانية ال يقف عند هذا احلد األدىن باحترام الذات، وضمان حقوق اعتستمواالواإلبداع، ،جتماعية، وتوافر الفرصة لإلنتاج واإل ،قتصاديةواإل ،السياسية

4).وفريق عمله،حمبوب احلق(هذا التعريف حمدد من طرف كاتيب التقرير 3."اإلنسان األساسية

:نستخلص مايلي،لتنمية اإلنسانية كعملية توسيع للخياراتلالتعريفهذا من

على أن البشر هم الثروة احلقيقية لألمم، هدفها خلق بيئة للسكان مبـنحهم مفهوم التنمية اإلنسانية يقوم-11.أو نسياا،مما يؤدي إىل إمهاهلا،هذه النظرة غالبا ما تظهر كبديهية،ويف صحة جيدة،يلإمكانية العيش الطو

، املرجع السابق ، 2002جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي واإل برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -1.15ص

) أمارتيا سن(اهلندي األصل يقتصادتعبري عن مفاهيم أكثر تركيبا مثل الفعاليات، والقدرات، تعود إىل اإل ) choices(والواقع أن اخليارات -2.والذي نرى فيه تعبريا عن حق البشر األصيل يف هذه اخليارات،)(entitilementsستحقاقاتمنذ الثمانينات أال وهو مفهوم اإل

3 - Rapport mondial sur le développement humain 1990 "définir et mesure le développementhumain", p 10.

الرفاه، وخباصة الفقـر وااعـات، حباثه يف جمال ، تقديرا أل 1998قتصاد عام جائزة نوبل يف اإل احلائز على AmartiyaSenيقول-4أن املرحـوم كهدف لعملية التنمية البشرية املـستدامة، بشأن مفهوم تطوير املقدرة البشرية 1990والذي كان له الفضل حول ما وضعه عام

. هو الذي وضع الشكل األساسي لنظرية التنمية البشرية املستدامة) باكستاينال( حمبوب احلق

Université Sétif2

Page 77: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

30

إىل أنه يتعني أن يؤثر النـاس يف مفهوم التنمية اإلنسانية بتركيزه على اخليارات يهدف إىل اإلشارة ضمنا -2،ات صنع القرار، وتنفيـذ القـرارات فيجب أن يشاركوا يف خمتلف عملي .والعمليات اليت تشكل حيام ،القراراتمع اإلشارة إىل أنه ينبغي النظر دومـا إىل .وتعديلها حينما يكون ذلك ضروريا من أجل حتسني نتائجها ،ومراقبتها2.وليس هدف ائي للتنمية،قتصادي على أنه وسيلة هامةالنمو اإل

:، مهاعلى حمورين أساسينياتمعكعملية للتغيري اإلجيايب يفتقوم عملية التنمية اإلنسانية -3

لتوصل إىل مستوى رفاه إنساين راق، وعلى رأسها العيش حياة طويلة لاملمكنة اإلنسانيةالقدرات بناء:األولباالستثمار يف التعلـيم، والـصحة، والتغذيـة، .أو التمتع حبرية مجيع البشر دون متييز ،وصحية، واكتساب املعرفة

.والتدريب

املشاركة الـسياسية، ،يف مجيع جماالت النشاط اإلنساين، اإلنتاج اإلنسانيةلتوظيف الكفء للقدرات ا:ثاينالالتنمية اإلنسانية هي عملية توسيع القدرات البشرية، واالنتفاع أن ي، أ ....ستمتاع بالراحة اإلجتماعية، و الثقافية، اإل

3.نفع اإلنسانستفادة منها فيما يفتكوين القدرات يكون من أجل اإل.ا

وتتـاح هلـم الفـرص ،فالتنمية اإلنسانية توسع خيارات األفـراد حينمـا يكتـسب النـاس القـدرات )opportunities (ولكن التنمية اإلنسانية ال تـسعى لزيـادة . حىت حتقق نوعية احلياة والرفاه اإلنساين الستخدامها

ناسب بينهما من أجل حتاشي اإلحباط الناجم عـن والفرص فقط، ولكنها تسعى أيضا لضمان التوازن امل ،القدرات4.فقدان االتساق بينهما

:وحقوق اإلنسانالتنميـة اإلنسانيـةبين والكرامة اإلنسانيةالحريـةمحورية:ثانيا

ألنه يتنـاول حقـوق -والذي يتصف بطابع عاملي ومشويل،1948اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لسنة إن كان نقطة حامسة يف تاريخ -وأصوهلم ،وأمصارهم ،ومعتقدام ،مهما تنوعت جنسيام رة البشرية كافة أعضاء األس

ووضحت من خالله الصلة بني احترام حقوق اإلنسان وسيادة القانون ،للحفاظ على كرامة اإلنسان وحريتهالبشرية 5.وإىل السالم العاملي من جهة أخرى،واحلرية من جهة

1 - Rapport mondial sur le développement humain 1990 op. Cit. p 09،املرجع السابق ، 2002جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة واإلقتصاديبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -2

.14ص .49، ص 2000، الناشر الدار اجلامعية، اإلسكندرية، الطبعة ديثة يف التنميةاجتاهات حعبد القادر حممد عبد القادر عطية، -3، املرجع السابق، 2002تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة جتماعي،قتصادي واإل برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -4

.13ص .97صرجع السابق،، املحممد خليل املوسى،يوسف علوانمحمد-5

Université Sétif2

Page 78: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

31

وتنبع منـها كافـة ،واحلرية مها الركنني األساسني اليت تقوم عليهما حقوق اإلنسان ،تمييزوعدم ال فاملساواةحىت أطلق عليها البعض بأـا كرامة اإلنسان حقوق اإلنسان تستمد أبعادها من ارتكازها على كما أن 1.احلقوق

اس فإن كرامة اإلنسان تتخـذ وعلى هذا األس،وأا هي السبب يف وجود حقوق اإلنسان ،احلق يف حقوق اإلنسان 2.فإن الكرامة تعين إنسانية اإلنسان،وبناء عليه،مكانتها يف وضع أكثر عمقا يف جوهر اإلنسان

يرتب أولوية مطلقة إلعمال حرية فرادمنطق توسيع خيارات األ، فكذلك الشأن بالنسبة للتنمية اإلنسانية، حىت أن مركزية احلرية يف التنمية اإلنسانيةلذي ينطوي بدوره على بني البدائل املتاحة، األمر ارلالختيافراداأل

الذي )Amartiya Sen (بعض الكتابات النظرية األحدث تساوي بني التنمية واحلرية، وهذا ما جاء يف كتابات الفقر، أو احلرية نملتحرربأن املضمون احلقيقي للتنمية هو احلرية سواء تعلق األمر باحلرية مبعناها السليب كا: " يقول

ترتكزاإلنسانية ةفالتنمي3."مبعناها اإلجيايب كحرية املرء يف اختيار نوع احلياة اليت يرغب بعيشها بأكرب درجة ممكنة.فال ميكن إطالقا تصور تنمية إنسانية دون وجود احلرية،على مبدأ احلريةبدورها

، دون أي شكل من جسدا وروحا،يش ماديا ومعنوياففي منظور التنمية اإلنسانية للبشر حق أصيل يف العوإمنا يتسع للجوانب ، وهذا ما يتفرع عنه بأن مفهوم الرفاه اإلنساين ال يقتصر على التنعم املاديأشكال التمييز،

4...والكرامة اإلنسانية،واجلمال،واكتساب املعرفة، التمتع باحلرية: املعنوية يف احلياة اإلنسانية الكرمية مثل

فهي تنمية اإلنسان لذاته .ووسيلة لعملية التنميةهدفكقع ين اإلنسان بأ،قولميكننا المن خالل كل ما سبقجتماعيـة، فهي تستهدف تنمية طاقته الروحية، البدنية، اإل .املطلقة، وتنمية يف اإلنسان ذاته، ومن أجله، ومن خالله

،املتكاملـة واملترابطـة امته املستمدة من الوفاء حباجته األساسـية العقلية، اإلبداعية، واستمتاعه حبقوقه، وصيانة كر 5.واليت ينظر إليها كحقوق،املادية واملعنوية،تفاعلة مع بعضهااملو

والسالم يف ،والعدل ،أساس احلرية وحبقوقهم املتساوية الثابتة هو ،يف مجيع أعضاء األسرة البشرية االعتراف بالكرامة املتأصلة ملا كان :" فجاء يف ديباجته -1وعليهم أن يعامل بعـضهم ،وضمريا ،وقد وهبوا عقال ،وقواحلق ،الكرامةيولد مجيع الناس أحرارا متساوين يف :" على ما يلي نصت منه 01واملادة ."العامل

."وسالمة شخصه،واحلرية،لكل فرد احلق يف احلياة:" منه فجاء فيها03أما املادة ." بعضا بروح اإلخاء.389ص، 2،2005ط ،دار الشروق،)نظرات يف عامل متغري(، العامل اجلديد بني االقتصاد، والسياسة، والقانون أمحد فتحي سرور-2

3- Simon Barnbeck, Freedom and capacity: "Implications of Sen's Capability Approach."http://www.rerumcausae.org/pdf/1-1/capability.pdf.

حنو إقامة جمتمع "، 2003ة لسنة جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربيقتصادي واإل برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -4.18، ص"املعرفة

5 - "Capacity development for sustainable human development."http://www.mirror.undp.org/magnet/cdrb/capdev.htm.

Université Sétif2

Page 79: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

32

لذلك نالحظ أننا جتاوزنا فكرة احلاجات األساسية ومواجهة الفقر إىل تنمية مبعناها اإلنساين اليت جتـاوزت والعدالة ،واالستهالك ،عدة إىل استهداف اإلمناء فقط دومنا اعتبار أكرب لقضايا التوزيع واملسا ،قتصاديةعتبارات اإل اإل1.وتوسيع الفرص احلقيقية،جتماعيةاإل

ومن مجيـع ،مبعىن التحرر من القهر (فاملفهوم الواسع للتنمية اإلنسانية يضيف إىل احلريات املدنية والسياسية ،قتـصادية جتماعيـة واإل احلقـوق اإل ،)واخلوف ،والفقر ،ل اجلوع، واملرض أشكال احلط من الكرامة اإلنسانية مث

.تعتمد على املفهوم الواسع حلقوق اإلنسان، أو مبادئ حقوق اإلنسانوالثقافية ليصل إىل قاعدة عريضة

قتصادية أصبحت التنميـة فالتنمية مع توسيع مفهومها ليشمل غايات وأهداف أخرى إضافة إىل األهداف اإل وهو ما أكدت عليه اإلصدارات املتوالية من تقريـر التنميـة . حيام املادية فحسب وليس،جبودة حياة ترتبط معه

الفقـر :حيث نوقشت عددا من القضايا املرتبطة جبودة حياة البشر مثـل ، اإلنسانية للربنامج اإلمنائي لألمم املتحدة 2.واألمن اإلنساين، اإلنساين

واحلفـاظ ،أصبحت تم برفاهية الفرد وحتسني نوعية حياته مية من منظور إنساين التنفإن ،عالوة على ذلك أي ،هو املستفيد األول من هذه احلقـوق -اإلنسان–موضوعها كموضوع حقوق اإلنسان على كرامته اإلنسانية

. ورفاهيةواهلدف هو العيش بكرامة،)حمورية اإلنسان( أصبح حلقوق اإلنسان والتنمية نفس احملور املشترك

عل منها هدفا غاية يف النبل بعد أن أصبح هدفها حياة أفضل لكـل أن جن فإعطاء الوجه اإلنساين للتنمية يعين وترابطهـا ،عملية التنمية عزز من حقوق اإلنـسان واعتبار اإلنسان حمور .فالناس يف مركز عملية التنمية .الناس

3.والتنمية

: سانيةمؤشرات التنمية اإلن: الفرع الثاني

إن تعرض استخدام متوسط دخل الفرد كمؤشر وحيد، أو أساسي للتنمية اإلقتصادية النتقادات قوية، ، بدايةوظهور قصور ذا املؤشر كمقياس ملدى النمو اإلقتصادي، والتمييز بني النمو اإلقتصادي والتنمية وتضمني غايـات

مع عدم . جديد من املؤشرات اليت تعكس نتائج التنمية، ومظاهرها التنمية أهدافا نوعية أدى إىل بروز احلاجة إىل نوع

، مكتبة رؤية معيارية-لتعليم والثقافةا-يف التنمية البشرية وتعليم املستقبل-7-دراسات يف التربية والثقافةحامد عمار، املرجع السابق،-1.17-16ص ،1999الدار العربية للكتاب، مدينة نصر، القاهرة، طبعة األوىل

.، املرجع السابقالنويضيعبد العزيز-2اململكـة لنشر والتوزيع، ل ظدار حاف ، قتصادية، املشكالت والسياسات املقترحة مع إشارة إىل البلدان العربية التنمية اإل عبد الوهاب األمني، -3

.395، ص 2000لسنةجدة، الطبعة األوىلالعربية السعودية،

Université Sétif2

Page 80: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

33

اإلستغناء عن مؤشر متوسط دخل الفرد، فكان دليل نوعية احلياة الذي يقوم على إجياد املتوسـط البـسيط لـثالث 1.اليت بدورها مل تسلم من االنتقادات-اآليت التفصيل فيها أدناه-مؤشرات

واليت ساهـمت يف ،للتنميةيملفاهيمااملؤشرات باعتبارها تكمل اإلطار هذه إىل يف هذه اجلزئية نتطرقلذلك نبني إشكالية هذه املؤشـرات يف قيـاس ،هذا من جهة، ومن جهة أخرى ، تنشيط مفهوم التنمية وجعله أكثر مرونة

، وهـل توجـد اإلنسان واملتكامل حلقوق ،موع الواسع اتقوم على املفهوم الواسع للتنمية اإلنسانية اليت أصبحت .صعوبة كبرية لقياس حقوق اإلنسان ووضعها كمؤشر لقياس التنمية؟

:ؤشرات قياس التنمية تنقسم إىل قسمنيمإن

):ةالدليل المركب للتنميوالمؤشر أ( رات األساسيةـالمؤش: أوال

رور الزمن، ولكـن علـى كـل فمبدئيا اخليارات اإلنسانية ونتائجها ال اية هلا وتتغري مب ،كما ذكرنا سابقا :مستويات التنمية توجد ثالث عناصر أساسية هي

. العيش حياة طويلة وصحية-1

.ةـاكتساب املعرف-2

).الدخل(الوصول إىل املوارد الالزمة ملستوى معيشي الئق -3

ناصـر األساسـية هذه الع .فإذا مل تتوفر هذه العناصر األساسية الثالث تظل فرصا عديدة أخرى بعيدة املنال Indicateur de(قياسها هو من يشكل لنا مقياس التنمية اإلنـسانية Développement Humain.( ،مـا أو

، وهو يتكون من ثالث مؤشرات أساسية تقيس معدل اجنازات الدول يف ثالثة اإلنسانيةيسمى الدليل املركب للتنمية :أبعاد أساسية للتنمية البشرية هي

سـنة، 25احلد األدىن (تقاس مبتوسط العمر املتوقع عند الوالدة ): طول العمر (دة والصحية احلياة املدي -1).سنة85واحلد األقصى

أدىن معـدل (ومعدل الدراسة يف املؤسسات التعليمية ،تقاس مبعدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة :املعرفة-2.وصفر،عاما15متوسط سنوات الدراسة و،%100معدل ىوأعل،O%ملعرفة الكتابة والقراءة

يقاس بالناتج احمللي اإلمجايل للفرد يف معادل القوة الشرائية بالـدوالر ):املستوى املعيشة الالئق (الدخل -32.األمريكي

، دار صفاء للنشر والتوزيـع، عمـان، الطبعـة األوىل، قتصادمبادئ علم اإل كامل عالوي كاظم الفتالوي، حسن لطيف كاظم الزبيدي، -1.285-284، ص2009

2 -Firouzeh nahavandi, Du développement à la globalisation, histoire d’une stigmatisation,deuxième édition, berylant 2005, p66.

Université Sétif2

Page 81: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

34

ألا ال تعرب بكفاءة عن مفهوم التنمية كمؤشرات لقياسه،IDHلقد انتقدت القدرات الثالث املدرجة يف هذا فضال على ،فتقر إىل فهم أمشل ملستويات الرفاهية اإلنسانية وخمتلف جوانبها املتغريةتةبسيطهيف،اإلنسانية

:بـهاالسلبيات اليت حتيط

فهو مؤشر مشكوك يف دقته عند األخذ يف احلسبان معايري فيما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل-.عدم العدالة يف توزيع الدخل

.والنفسية لألفراد ،مؤشر طول العمر قد ال يعرب بالضرورة عن مدى سالمة الصحة البدنيةكذلك -

1.وتنمية القدرات،ومعدل األمية ال يعكس مستوى التعليم ومدى مسامهته يف اكتساب املعرفة-

ملـستويات الذي يفتقد معه الوصول إىل فهم أمشل تركيب مقياس للتنمية اإلنسانية مبسط اعترب ،هلذا السبب وهو يف الواقع أقرب إىل كونه مقياسا للتنمية البشرية باملعىن الضيق املرادف لرأس املـال الرفاهة اإلنسانية وتغرياا،

أو أن يعكس ،أوسع من أن يستطيع أي مقياس مقترح قياسه،كما ذكرنا سابقا ،إن مفهوم التنمية اإلنسانية .البشري. وعليه البد من استكماله مبؤشرات أخرى إضافية2.ارتباطه بكامل حقوق اإلنسانواتساع ذلك املفهوم وكليا ثراء

:اإلنسانيةرات التكميلية لقياس التنميةـالمؤش:ثانيا

: وهي،وهي ثالثة أدلة أنشأت إلبراز جوانب معينة من التنمية اإلنسانية

فس أبعاد التنمية اإلنسانية األساسية كما يفعـل يقيس أوجه احلرمان البشري من ن :دليل الفقر البشري -1.دليل التنمية البشرية

يقيس أوجه انعدام املساواة بني الرجل واملرأة يف املنجزات يف نفس :دليل التنمية و املرتبط بنوع اجلنس -2.األبعاد التنمية اإلنسانية األساسية

وهو يكشف ،ملساواة يف الفرص بني الرجل واملرأةيقيس أوجه انعدام ا: مقياس التمكني اجلنساين للمرأة-3قتصادية ويركز على املشاركة يف خمتلف ااالت اإل،قتصاديةواإلما إذا كان للنساء دورا نشطا يف احلياة السياسية

.ومواضع صنع القرار،والسياسية

:ودليل الفقر البشري على نوعني

طول العمر : ويركز على احلرمان يف ثالثة أبعاد،ل الناميةيقيس الفقر يف الدو: -1-دليل للفقر البشري/أمقاس من خالل االتصال عند الوالدة بعدم البقاء على قيد احلياة حىت سن األربعني، املعرفة وتقاس مبعدل األمية بني

ادر مياه حمسنة، الذين ال يستخدمون مصقتصادية الكلية العامة واخلاصة وتقاس بنسبة األفرادالبالغني، والتدابري اإل.ونسبة األطفال دون سن اخلامسة الذين يعانون من نقص الوزن

. املرجع السابق، 1994تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، -1.287-283كامل عالوي كاظم الفتالوي، حسن لطيف كاظم الزبيدي، املرجع السابق، ص -2

Université Sétif2

Page 82: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

35

قتصادي والتنميـة يقيس الفقر البشري يف دول خمتارة من منظمة التعاون اإل : -2-دليل الفقر البشري -باإلضافة إىل بعد آخر ب ،لتوفري إتاحة أكرب للبيانات، ويركز على احلرمان يف ثالثة أبعاد رئيسية مثل دليل الفقر البشري

معدل ،حتمال عند الوالدة بعدم البقاء على قيد احلياة حىت بلوغ سن الستني مؤشراته هي اإل و.جتماعياالستبعاد اإل 1).شهر أو أكثر12(األمية الوظيفية بني البالغني، نسبة األفراد الذين يعيشون حتت الفقر، معدل البطالة طويلة األجل

وهو مقياس متعدد ،جنازات الوطنية يف التنمية البشرية بشري طريقة ثانية للنظر إىل توزيع اإل يعترب دليل الفقر ال .1997تقدميه عام متاألبعاد للفقر

:لقياس التنمية اإلنسانيةوالحريات كمؤشر وقـحقالوضع صعوبة:ثالثا

قتـصادي، اجلانـب اإل : بثالث جوان علىن مؤشرات قياس التنمية البشرية تتوزع الحظ أ ن، قوله مما سبق جتماعية، والسياسية، هذا األخري الذي خيتص حبقوق األفراد الشخصية، واإل .جتماعي، واجلانب اإلنساين واجلانب اإل

وااالت اليت تتعلـق بالبيئـة، وبوضـع جتماعي،قتصادي، واإل وحقوق اإلنسان اليت ال تدخل ضمن اجلانبني اإل ، والكوارث، والعالقات بني األفراد، والذي تبني أن التعبري عنـها بـشكل )املرأة غري(األقليات، والفئات املهمشة

2.مؤشرات مستحيل

لذلك من الصعب إجيـاد مقيـاس .على الرغم من إضافة املؤشرات التكميلية يبقى املفهوم أوسع من املقياس ألن هـذه ،حتتوي على مقياس احلريـات وأا ال ،خاصة ،واملتعددة ،شامل للتنمية اإلنسانية نظرا ألبعادها احليوية

فكما الحظنا فإن التنمية بوصفها حرية مفهوم أوسع بكثري مـن . القدرات أيضا هلا أمهية يف توسيع اخليارات احلياتية يف إذن فما هو السبب .فهو بوجه عام يشمل مجيع أشكال احلريات .أو مستويات االستهالك املالئمة ،الدخل الكايف .ياس للحريات؟عدم وجود مق

ألمهية مقياس احلريات كان هناك تفكري يف إجياد رقم قياسي هلا إىل جانب الرقم القياسي للتنميـة اإلنـسانية وقد تعرض التقرير الثاين للتنميـة 3).الدخل الفردي، وطول العمر، ونسبة التعليم، وسنوات التمدرس (املكون من

، 1990ومكوناا بصورة أكثر تفصيال من التقرير الذي سبقه عام انيةلقضية احلريات اإلنس 1991البشرية لسنة احلقوق الشخصية، واحلقوق القانونية، : وأشار ذلك التقرير إىل بعض مكونات احلريات يف جمموعة من ااالت هي

.وجماالت التحرر حنو التمتع مبقدرات معينة،وجماالت التحرر من القيود

،وإشارته إىل أهم مكونات ،وخباصة يف تأكيده على احلريات السياسية ،ة أخرى خطو 1992مث يتقدم تقرير سالمة الفرد اجلسدية، وسيادة القانون، وحرية التعبري، واملشاركة : عناصر هي مخسةأو عناصر احلريات السياسية يف

.14، ص "وضع التكنولوجيا يف خدمة التنمية البشرية"، 2001برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملية لسنة -1آسيااللجنة اإلقتصادية واإلجتماعية لغريب،-حالة البلدان العربية-التنمية البشرية املستدامة، ودور املنظمات غري احلكوميةنبيلة محزة، -2.21ص ، 1999نيويورك، طبعة -األمم املتحدة-)12(رقم، سلسلة دراسات التنمية البشرية)اإلسكوا (، ص 2005، منشورات أكادميية الدراسات العليـا، طـرابلس، الطبعـة األوىل، التحديث والتحضري والتنمية البشرية مصطفى عمر التري، -3

125-129.

Université Sétif2

Page 83: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

36

احملاولة الرامية إىل إدمـاج السياسية، وتكافؤ الفرص، ووضع قائمة تفصيلية ملضمون هذه العناصر، ويشري إىل أمهية لكنه جيد صعوبة يف إطار اخلصائص لكل اجلـانبني، .مؤشرات احلريات السياسية يف ثالثي مكونات التنمية اإلنسانية

ومرد ذلك إىل أن كال من املؤشرين يعمل يف نطاق زمين خمتلف عن اآلخر، حيث أن مؤشـرات الـدليل الثالثـي 1.إىل حد كبري نسبيا، وتتغري ببطءجتماعية مستقرة قتصادية واإلاإل

هتزاز بسرعة وذلك حسب التغريات أما مؤشرات احلريات السياسية وحقوق اإلنسان فإا معرضة للتقلب واإلوالختالف هذا اإلطار الزمين ،أو التنبؤ ا،يف السلطة السياسية، حيث تتقلب نظم احلكم دون توقعات ميكن حتسبها

.و الدليلني يف مركب واحدأ،يصعب دمج املقياسني

جتماعية يعتمد إىل حد كبري على مدى قتصادية واإلاإلاملتعلق ياجلوانب هذا فضال عن أن دليل التنمية اإلنسانية واملادية، بينما دليل احلريات السياسية ال يعتمد على تلك املوارد يف مكوناته، وإمنا يرتبط بـسياسة توافر املوارد املالية

2.ركة اتمع ووعيه لتحقيق تلك احلريةوح،الدولة

قد أثار مؤشر احلريات السياسية قلق بعض الدول األعضاء يف األمم املتحدة على اعتبار أن ذلك يثري خالفات لعلـى القـرار رقـم 46ولذلك وافقت اجلمعية العامة لألمـم املتحـدة يف دورـا ،كثرية بني الدول األعضاء

287/46/C2/A بالطلب من)PUND ( ا مـن ،حلريات السياسية اعدم التعرض لقضايا حقوق اإلنسان وأل...جلنة حقوق اإلنسان : اختصاص هيئات أخرى من أجهزة األمم املتحدة مثل

والتمتع باحلقوق ،رتباط اإلجيايب بني التنمية اإلنسانية أيا كان األمر فإن تقارير التنمية اإلنسانية أكدت على اإل والبيئي ،ومبكون احلريات السياسية مع البعدين اإلنساين ، انية اليت تعترب من مكونات التنمية اإلنسانية واحلريات اإلنس

،PUNDوقد قامت باملقابل تقارير اإلمنائية العربية الصادرة عـن 3.وقياساا ،تكتمل مقومات التنمية اإلنسانية وهـذا لتوضـيح ،رات احلرية يف مقياس التنمية اإلنسانيةبزيادة مؤشجتماعي العريبقتصادي واإلوصندوق اإلمناء اإل

مـن أهـم ، فإن حسب املؤشرات املضافةو.قصور التنمية اإلنسانية يف املنطقة العربية اليت تريد دوهلا مواكبة العوملة واصل مع شـبكة نقص احلرية، ومتكني املرأة، ونقص املعرفة، والت: هي-التنمية اإلنسانية يف املنطقة العربية -نواقصها

ولكن تعرض للنقد الشديد خاصـة ،وكان ذلك من اقتراح نادر فرجاين ،%1املعلومات اليت قد ال تصل إىل نسبة لكـن .1992و 1991وأنه كانت هناك حماوالت لقياس احلرية من خالل تقريري التنمية البشرية العاملي لـسنة

ألا قيمة وإحساس قبل ،بل لصعوبة قياسها ،اله ال لعدم أمهيتها لألسباب املذكورة أع -التقارير اإلمنائية -تراجعت4.واملدنية،كل شيء، وترتبط بالسلطة ومدى تقييدها للحريات السياسية

.20-19املرجع السابق، صحممد العوض جالل الدين، -1.80حامد عمار، املرجع السابق، ص -2.81صالسابق،حامد عمار، املرجع -3.2002سنة ، 283، العدد جملة املستقبل العريب، "التنمية اإلنسانية، املفهوم والقياس"،نادر فرجاين-4

Université Sétif2

Page 84: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

37

بـل ،والتغذية غري كافية لوحدها ،والصحة ،مؤشرات التنمية اإلنسانية اليت تتمحور حول قضايا التعليم ،إذنوالعدالة اإلنسانية اليت جتعل اإلنسان يسمو فوق الغايات املادية ،والدميقراطية،لحريةعطي ثقال كبريا ومهما لتجيب أن

.أو وضع اإلنسانية يف قوائم حساباا،بل إا فرضتها بالفعل دون اللجوء،اليت حتاول العوملة فرضها

رفهة ال بـاملعىن املـادي فباحلرية ميكن بلورة إنسان واعي باملعىن اجلوهري للوعي، وقادر على صياغة حياة م واملشاركة يف القرارات اليت م اتمع وتقرير ،فحسب، وإمنا مرفهة يف النوعية اإلنسانية الزاخرة حبرية الرأي والتعبري

،نتخابـات احلـرة كما أن هلذه احلرية املنشودة بالتنمية اإلنسانية مظاهر أخرى كاإل .وصياغة قواعد احلياة ،املصري... والصحافة غري املراقبة ،زبيةوالتعددية احل

إن املسألة ليست متمثلة بتفضيل جانب على آخر، وإمنا ما هو مطلوب هو نسبة متوازنة من كـال اجلـانبني إن : " مـا يلـي 2000ويذكر تقرير التنمية اإلنسانية العاملي لعام . لتحقيق تنمية منشودة تصيب األهداف املرجوة

والعمل ال يقل أمهية عن حرية اإلنسان من حصوله على ،واملأوى ،والرعاية الصحية ،ياحلصول على التعليم األساس والرفاهية مهمة، إال أن اكتساب وتنمية حرية اإلنسان مهمة هي األخـرى حقوقه السياسية واملدنية، حيث أن الثروة

كون النـاس أحـرارا ملمارسـة ويضيف التقرير أن حرية اإلنسان ضرورية وجيب أن ي ؛"لتحقيق التنمية اإلنسانية اهلدف األساسي الذي تتطلع له اتمعات يتمثل يف احلرية يف ف .وخيارام اليت تدخل ضمن نسيج حيام ،حقوقهم

.واملشاركة يف عملية صنع واختاذ القرارات،والتعبري عن الرأي،اختيار احلكومات

بة وضعه مقياس للحرية السياسية جند أن هناك تقرير لتفادي النقص الذي أحدثه مقياس التنمية اإلنسانية لصعو وضرورة مشولية املفهـوم ،والدميقراطية للتنمية اإلنسانية ،واملشاركة ،صدر ذا الشأن يوضح أمهية احلرية السياسية

تبارمهـا سـواء باع احلرية السياسية واملشاركة جزء من التنمية البشرية أين جاء فيه بأن .والسياسية ،للحقوق املدنية .أو باعتبارمها وسيلتني لتعزيز التنمية البشرية، هدفني إمنائيني يف حد ذاما

يربز ركيزة ثالثة إلستراتيجية التنميـة البـشرية يف 2002سنة صدر العاملي الذي لتنمية البشرية لقرير هذا الت فضال عن ،اركة تعزز اجلهد اجلماعي فاملش .القرن احلادي والعشرين هي تقرير املشاركة من خالل احلكم الدميقراطي

وحتقيق النمو االقتـصادي املنـصف، ،والصحة،اجلهد الفردي الذي يتعزز بالطاقات اإلنتاجية باالستثمار يف التعليم والسياسية فيمـا ،جتماعيةوهذا أمر مهم ألن العمل اجلماعي غالبا ما كان هو قاطرة التقدم من خالل احلركات اإل

كمـا أن .اجلوهرية للتنمية كحماية البيئة، وحتقيق املساواة بني اجلنسني، وتعزيز حقـوق اإلنـسان يتعلق باملسائل واألحرار أيضا من األرجح أن يطالبوا ،األفضل تعليما فرادفاأل .املشاركة ميكن أن تطلق قوى تعزز كل منها األخرى

،قتصاديليسوا مستفيدين فقط من التقدم اإلفرادفاأل.بسياسات تليب احتياجام وتستجيب ألولويات التنمية البشرية 1.أو بطرح قضايا مشتركة مع آخرين،عناصر الفاعلة أيضا سواء كأفرادالبل هم ،جتماعيواإل

.53ص ،"تعميق الدميقراطية يف عامل مفتت" 2002لعام يتقرير التنمية البشرية العاملبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي،-1

Université Sétif2

Page 85: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

38

التأكيد على " احلرية الثقافية يف عامل متنوع: "بعنوان2004كما جاء يف تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة واملناهج الصحيحة والدقيقة لقياسها حملدودية البيانات املتوافرة عن ،الثقافية ميلك األدواتعدم وجود دليل للحريات

يف اختيار هويته وممارسة الفردفهذه األخرية عنصر جوهري من عناصر التنمية البشرية، إذ أن حرية . احلرية الثقافيةأن فرادلذلك البد من ضرورة السماح لأل.شرأو املضرة حيويان حلياة الب،ذلك اخليار من دون التعرض للتمييز

،والعرقية،واألقليات اإلثنية،واملهمشني،خاصة الفقراء، ا ومتكني مجيع فئات اتمعيريدويتيعيشوا نوع احلياة البل ،فيةختالفات الثقامن املشاركة بفعالية يف احلياة السياسية والعامة يف بلدام، وضرورة أن تستوعب اإلواملهاجرين

وتوظف يف تطوير التنمية واملشاركة فالبد من احترام التنوع، وبناء جمتمعات أكثر اندماجا بتبىن سياسات تعترف .بالتباينات الثقافية

حاولت صياغة دليل مركب للتنمية )PNUD(بأن التقارير اإلمنائية اليت يصدرها القول يف األخريميكننا فأوردت .حلريات السياسيةاجتماعي، ودليل آخر يف جانبها املرتبط باحلقوق وواإلقتصادياإلنسانية يف جانبها اإل

والسكان، ،والناتج احمللي والقومي اإلمجايل،والعاملية،والغذائية،والصحية،مؤشرات تتصل باألوضاع التعليميةهذا فضال عما .واإلمجالية،طاعيةواملخرجات الق،واملوارد الطبيعية مبا يعني على استكشاف التطور يف تلك املدخالت

تعاجله تلك املؤشرات يف الفروق بني الريف واحلضر، والذكور واإلناث، ويف مستويات التنمية اإلنسانية حسب . ، واآليت التفصيل يف دورها الحقااألقاليم على أساس التقسيمات الدولية هلا، وحسب التفاوت بني الشمال واجلنوب

وهو من قبيل ما ال يدرك "ركيبته الثالثية هو أفضل ما هو متاح حاليا من مقاييس بتIDHلذلك قيل بأن ،وإضافة مؤشرات أخرى قد تؤدي إىل تناقضات،ومعقدةتبقى عملية القياس عملية صعبةو،."كله، ال يترك جله

.ملتعددةفمن املستحيل إجياد مقياس شامل للتنمية نظرا ألبعادها احليوية ا.واختالفات بني الدول

درجة : منهالقياس نوعية احلياة جتماعية النوعية قد استعملت بعض املؤشرات اإل يف األخري، بأنه جتدر اإلشارة التعليم، نوعية املسكن، والكساء، نوعية الغذاء، وتوقع احلياة عند امليالد، ونسبة السكان اللذين حيصلون على ميـاه

1.جتماعية لدليل التنمية البشرية املذكور سابقاصادية واإلقتؤشرات اإلامل، وهي تتداخل و...مأمونة

اإلنسانيةاستدامة التنميةنحواالتجاه: نيالمطلب الثا:وارتباطها بحقوق األجيال والبيئة

بتقـسيم نقوم هلذا الغرض ؟ معرفة كيف أصبحت التنمية تؤصل حلقوق األجيال املقبلة اول حنيف هذا املطلب :استدامة التنميةوأساس معىن نتناول خالهلمارعنيهذا املطلب إىل ف

: تبني مفهوم االستدامة: الفرع األول

ساد يف بادئ األمـر يف العمـل )Durable-sustainable(البد من اإلشارة بأن مصطلح االستدامة ،بدايةحيث متت ،جتماعيقتصادي واإل البيئي نتيجة تنامي الوعي لدى مجيع الدول بقضايا البيئة ومدى ارتباطها بالتقدم اإل

.204-203ص،2004، دار جمدالوي، عمان، طبعة والتنمية يف إطار العوملةالدولةش حممد الدين، ـمخ-1

Université Sétif2

Page 86: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

39

عـن اللجنـة 1987الذي صدر عام our common futureصياغته ألول مرة خالل تقرير مستقبلنا املشترك : االستدامة على أـا عرفتحيث ، )Brandtland harlem(العاملية للتنمية والبيئة برئاسة رئيسة النرويج السابقة

1."ملساس بإمكانية تلبية حاجات األجيال القادمةتلبية حاجات األجيال احلالية دون ا"

،فقد تقدم التقرير األول املنبثق عن نـادي رومـا .لكن جذوره الفكرية متتد إىل السبعينات من القرن املاضي قتصادي الذي كان له الحقا أثره من خـالل بفرضية احلدود البيئية للنمو اإل 1970يف سنة " حدود النمو " واملعنونأين انبثق عنه مفهوم التنمية املالئمة للبيئة، والذي واجه مقاومة 1972البيئة اإلنسانية سنة لألمم املتحدة حو مؤمتر ا

من sustainabilityقتصاديني الليرباليني، إال أنه فرض نفسه تدرجييا كترمجة للكلمة اإلجنليزية شديدة من طرف اإل 2.ة حول قمة األرضواملؤمترات الالحق،خالل تعاقب إصدارات متميزة

املؤمتر العاملي للبيئة " كانت حتت اسمو، 1992يف ريو دي جانريو بالربازيل سنة إنعقدت قمة األرض األوىل ف،، وإعالن ريـو "21وثيقة األجندة " وقد صدر عنه ، أين حظي مصطلح التنمية املستدامة باهتمام متزايد، "والتنمية

.خي، وكل هذه الوثائق يستشف منها العنصر اإلنساين حمل اهتمام التنمية املستدامةوميثاق التنوع احليوي والتغيري املنا

أين مت ،"القمة العاملية للتنمية املستدامة" حتت شعار فعقدت 2002قمة األرض الثانية جبوهانسبورغ سنة أما ورسم صورة واضحة ،ة اجلديدةواملصادقة على خطة عمل لدعمها يف األلفي ،التأكيد من خالهلا على فكرة االستدامة 3.عن حتدياا يف القرن احلادي والعشرين

التكامل اجلهوي والتنمية املـستدامة م البعد اإلنساين يضع التنمية البشرية ضمن أولويات ـاملالحظ أن تقدي إعـالن 1986سـنة تبين األمم املتحدة يف منذعتراف مبركزية البعد اإلنساين يف التنمية اإلف.لبلد، أو منطقة معينة

حقوق التنمية مؤكدة بأن الفرد ميثل املوضوع املركزي يف التنمية، أين دعت أعضاء الدول لـضمان الوصـول إىل أدت إىل تـبين . كالتعليم، خدمات الصحة، التغذية، السكن، التشغيل، والتوزيع العادل للـدخل : املصادر األساسية

1987.4تقرير برونتالند سنة

أو ،تعين عدم إحلاق الضرر باألجيال القادمة سواء بسبب استرتاف املوارد الطبيعية وتلويث البيئـة فاالستدامةممـا خيلـق .أو بسبب عدم االكتراث بتنمية املوارد البشرية ،بسبب الديون العامة اليت حتمل عبئها األجيال الالحقة

احلق يف التنمية، واحلق : حتقيق أمرين أساسيني مهاوهي تعتمد على 5.يارات احلاضر خظروفا صعبة يف املستقبل نتيجة

.185، ص 2003بعة عمان، ط،، األهلية للنشرالعامل ليس للبيع، خماطر العوملة على التنمية املستدامة،باتر حممد علي وردم-1.185، ص املرجع نفسه-2.17-13، ص املرجع السابقدوجالس موسشيت، -3، جملة العلوم االقتصادية وعلـوم التـسيري ، "التنمية املستدامة بني تراكم رأس املال يف الشمال، واتساع الفقر يف اجلنوب "صاحل عمر فالحي، -4

.07، ص ، جامعة فرحات عباس، سطيف2004، 03العدد .18-17، املرجع السابق، ص 1994برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي، لسنة -5

Université Sétif2

Page 87: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

40

وكالمها حق من حقوق اإلنسان، فمما ال شك فيه أن محاية البيئة عادت مطلبا أساسيا لتدعيم حقوق ،يف محاية البيئة 1.اإلنسان يف احلياة الكرمية، والتمتع بالصحة، واليت تأيت من خالل احلق يف التنمية

:المستدامةالتنمية تعريف : أوال

يستدعي أال تقتصر قابلية االستمرار يف التحسن على اجليل احلايل يف كعملية دينامية متحركة إن مفهوم التنمية وما يضمن هلا ،فترة زمنية معينة، بل البد من أن يتم التحسن إىل األفق الزمين البعيد إىل حالة احلياة لألجيال املتعاقبة

ا املتنوعة ،اشروط الوفاء املناسب حباجاا، ليس من العـدل ،وما ينجم عن ذلك من تنمية قدرا واالنتفاع األمثلمـن بدفهناك أمانة ال . وال يترك شيئا لألجيال املقبلة ،ويستردها، متتع اجليل احلاضر واستهالكه لكل املوارد اإلمنائية

ـدف إىل 3.مستمروتطور،حالة وجود ليت تعترب من هنا جاء مفهوم التنمية املستدامة ا 2.توصيلها لألجيال القادمة 4.توفري الرفاهية اإلقتصادية ألجيال احلاضر واملستقبل، واحلفاظ على البيئة، وصيانتها، وحفظ نظام دعم احلياة

إذن جيب أن متكن التنمية املستدامة الناس من التمتع بنوعيـة حياة أفضل، اآلن، ويف املـستقبـل بالنـسبة 5.استدامة نوعية احلياةأي العمل على الية واألجيال القادمة أيضالألجيال احل

:التنمية المستدامةأبعاد : ثانيا

:هييف إطار تفاعليتنمية املستدامة ثالثة أبعاد مترابطة، ومتكاملةلللالستدامة، فنامما سبق عرضه من تعريف

.قتصادي املستدمييشمل النمو اإل: قتصاديالبعد اإل.1

.وتدخل فيه اعتبارات العدالة بني األجيال، وداخل األجيال نفسها: جتماعيالبعد اإل.2

).املتجددة، وغري متجددة ( احلفاظ على البيئة، واملوارد الطبيعية: البعد البيئي.3

Social Equity(.6(جتماعيةنوعية، وجودة البيئية، والعدالة اإلالفالتنمية املستدامة تعاجل قضايا الرفاهية

ترتكز حول استمرارية اتمعات اإلنسانية فكرة معيارية أساسيةحسب تعريف جلنة بورتالندالستدامةففكرة ا على أفضل، مع مراعاة احتياجات الفقراء األساسية، وعدم إفساد قدرة أجيال املستقبل نوعية حياة يف السعي لتحقيق

ة، أوراق عمل املؤمتر العـريب اخلـامس قتصادي للتنمية املستدامة، تأثري التجارة الدولية على التنمية املستدام املنظور اإل سالمة سامل ساملان، -1.54ص ،2007الطبعة املنظمة العربية للتنمية اإلدارية،منشورات ، 2006املنعقد يف سبتمرب لإلدارة البيئية، تونس

.45حامد عمار، املرجع السابق، ص -2ز ، مرك "التنمية املستدامة يف عامل دائم التغري، التحول يف املؤسسات، والنمو، ونوعية احلياة "، 2003تقرير البنك الدويل عن التنمية يف العام -3

.14و ص03، ص 2003األهرام للترمجة والنشر، القاهرة، الطبعة .12ص املرجع السابق،دوجالس موسشيت،-4

5 - A Better quality of life-strategy for sustainable development for the united kingdom-1999http://www.sustainable-development.gov.uk/publications/uk-strategy99/index.htm.

- .40-39، ص املرجع السابق عثمان حممد غنيم، ماجد أبو زنط، 6

Université Sétif2

Page 88: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

41

،على نطاق واسع مع االهتمـام بـالنواحي املاديـة اإلجيايبالتغيري)(Processعمليةفهي تتضمن . تلبية حاجاا1.مع استحضار الفكرة اخلاصة بالقيود البيئية.واألجيال القادمة،واألخالقية معا لكل من الفقراء

بالتنميـة ةوعالقة هـذه األخـري اقترنت بالبيئةكبعد زمين وكفكرةأن االستدامةاملالحظ من كل مما سبق، هتمام راجع إىل اإل إذن ةهتمام باالستدام ازدياد اإل ف2.وارد الطبيعية ألجل األجيال املقبلة قتصادية للحفاظ على امل اإل

3.بظاهريت استرتاف املوارد الطبيعية القابلة للنضوب، وتلوث البيئة

.مبدأ العالمية بين التنمية المستدامة وحقوق اإلنسان: الفرع الثاني

الـيت عتراف مبطالب احلياة، هذا املبدأ الذي يعترب من أهم مبادئ ية اإل التنمية املستدامة هو مبدأ عامل إن أساس يف العديد من النقـاط تشترك وحقوق اإلنسان التنمية املستدامة بأنما يثبت لنا .العاملية حقوق اإلنسان هاتقوم علي

؟منها مبدأ العاملية، فما هو تعريف هذا املبدأ من منظور التنمية وحقوق اإلنسان

:أساس التنمية المستدامةعتراف بمطالب الحياةعالمية اإل:أوال

هي : "، وعاملية مطالب احلياة عتراف مبطالب حياة كل فرد عاملية اإل ستدامة التنمية هو الفلسفي ال ساسإن األ احلفاظ على سيما باحلاجة إىل وال،اخليط املشترك الذي يربط مطالب التنمية اإلنسانية اليوم بضرورات التنمية يف الغد

البيئة وإعادة توليدها من أجل املستقبل، وأقوى حجة حلماية البيئة هي احلاجة األخالقية إىل ضمان فرص لألجيـال وهي فكرة قوية تـوفر األسـس -وعاملية مطالب احلياة هذه 4."املقبلة مماثلة للفرص اليت نعمت ا األجيال السابقة

حتياجات البشرية األساسية، فهي تتطلب عاملا تكمن وراء السعي إىل تلبية اإل-الفلسفية لكثري من السياسات املعاصرة.ال حيرم فيه طفل من التعليم، وال حيرم فيه إنسان من الرعاية الصحية، ويستطيع فيه مجيع الناس تطوير قدرام املمكنة

ترب احلق يف الغذاء مقدس متاما وتع-العاملية تعين ضمنا متكني الناس فهي حتمي مجيع حقوق اإلنسان األساسية أو ،أو العنـصر ،أو الدين ،مثل احلق يف التصويت، وهي تطالب بعدم التمييز بني مجيع الناس بغض النظر عن اجلنس

.اليت ال حتترم فيها حقوق اإلنسانوال حتترم السيادة الوطنية للدول-فهي تركز مباشرة على البشر-األصل العرقي

فحقوق اإلنـسان معيـار ( ومات اليت حتترم حقوق اإلنسان تعد هي وممارستها شرعية لذلك جند أن احلك وإن كان ينبغي ضمان حـد أدىن ، والعاملية تنادي باملساواة يف الفرص، وليس املساواة يف الدخل ). للشرعية السياسية

5.ألمن اإلنساينالذي يعد من األبعاد األساسية لقتصاديأساسي من الدخل لكل فرد لتحقيق األمن اإل

. 59، ص 2002، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية، مرجعيات الفكر التنموي وامتداداا املعاصرةعبد الزهرة فيصل يونس، -1.420-414، وص 389-373، املرجع السابق، ص أجل التنمية املستدامةاملوسوعة العربية للمعرفة منمصطفى طلبة، : أنظر-2. 400-399، ص2005، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة األوىل،قتصاد الكليحتليل اإلهوشيار معروف، -3.14-13ص ، املرجع السابق،1994برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -4.14-13، ص املرجع نفسه-5

Université Sétif2

Page 89: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

42

:مبدأ العالمية من أهم المبادئ األساسية التي تقوم عليها حقوق اإلنسان: ثانيا

1948اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لـسنة إن إضافة إىل ما جاء أعاله حول خصائص حقوق اإلنسان، رة عاملية حقوق اإلنسان، ألن حقـوق يعترب أول وثيقة عاملية حلقوق اإلنسان صيغت يف تاريخ اإلنسانية الرتباطه بفك

أو أي رأي آخر، ،أو الرأي السياسي ،أو الدين ،أو اجلنس ،اإلنسان هي واحدة جلميع البشر بغض النظر عن العنصر فهي تعود إىل اجلميع بالتساوي، فال ميكن انتزاعها فليس من حق أحد أن حيـرم .جتماعيأو اإل ،أو األصل الوطين

فهـي 1.أو عندما تنتهكها تلك القـوانني ،حىت ولو مل يعترف ا من طرف القوانني ،انشخصا من حقوقه كإنس .لذلك فإن الدعوة واملطالبة ا ال تشكل تعديا على السيادة الوطنية.وهلا قيمة عاملية،موضوع اهتمام عاملي

فهي حقوق . اإلنسانفمن حق كل إنسان أن يعيش حياة جديرة ب ،أخالقيا من املستحيل فقدان هذه احلقوق .وليست احلقوق املنصوص عليها قانونيا فقط،أخالقية رفيعة املستوى

نشري إىل حقوق اإلنسان املوضحة يف مواثيـق ال عندما نتحدث عن قائمة حقوق اإلنسان فإننا مع العلم بأننا ف بالـشرعة الدوليـة حلقـوق واإلعالنات كإعالن احلق يف التنمية اليت تشكل لنا ما يعر ،حقوق اإلنسان الدولية

2.الوثائق الدولية ألا شاملةفةبل ويف كا،اإلنسان

عن حقيقة عاملية حقـوق اإلنـسان، كان له الفضل الكبري يف التعبري 1993وبرنامج عمل فيينا لسنة نعالإوالفكر القانوين، خـصوصا، فلم يعد الفكر اإلنساين، عموما، . منه 05يف الفقرة وتكاملها وعدم قابليتها للتجزئة

خاصة دف التوصل إىل اإلعمال الكامل للحقوق، 3.جتزيئية ويتعامل مع حقوق اإلنسان، من خالل مقاربة ذرية أ ، الذي يتوقف على توفر املوارد يف الدولة التحقيق التدرجيي للحقوق على اليت تعتمد جتماعية قتصادية واإل احلقوق اإل

قتصادية كمربر النتهاكات حقـوق فتقار إىل التنمية اإل أخذ اإل للدولة ال ميكن .ون الدوليني املساعدة و التعا على أو 4.)1993(اإلنسان كما جاء يف إعالن فينا

،عتبار خالل التقييمات، فال بد من توفر البيانات مصنفة حسب نوع اجلنس هذا املبدأ ينبغي أن يوضع يف اإل ،ومدى وفاء الدولـة بالتزامهـا ،والضعف ،إلبراز التمييز … املكانأو ،السنجتماعي، أو أو األصل اإل ،أو العرق ولكن عملية قياس حقوق اإلنـسان صـعبة، واملؤشـرات ،وخمصصات اإلنفاق ،خاصة بيان سياساا ،وواجباا

،على الدولة وضع أولويات فيما خيص املـوارد حـسب مبـادئ لذا .اإلحصائية قد ال تكشف عن إجابات كاملة

"للجميع"أو كلمة " لكل فرد"كلمة وردت ا، وإىل مواده اليت جمملها 1948من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لسنة 02أنظر املادة -1.http://www.Wfrt.org/dtls.php?content ID=176.، التنمية من منظور حقوق اإلنسانسعاد القدسي-2، اجلزء الثاين، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمـان، القانون الدويل حلقوق اإلنسان، احلقوق احملمية حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى، -3

.27-26ص ،2007الطبعة األوىل، اإلصدار األول.جوان-25-14الصادر عن املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان،من إعالن وبرنامج عمل فيينا،10أنظر املادة -4

Université Sétif2

Page 90: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

43

التزامات حقوق اإلنسان املنصوص عليها خاصة من جانب خفض النفقات العسكرية، وزيادة اإلنفاق العام مـثال، و1.وميكن للنساء املطالبة بالتزام حقيقي فيما خيص املوارد بناء على املتطلبات اليت تضمن احلقوق

لقيامهما على نفس املبـدأ األخالقـي وحقوق اإلنسان ،من هنا يظهر الترابط بني التنمية اإلنسانية املستدامة واملعيـشة، وحفـظ ،ومطالب احلياة كلها حقوق وحاجيات أساسية لتحقيق شروط الرفاه ،)عاملية مطالب احلياة (

.ومتساويني يف الكرامة لديهم قدرات معينة،فجميع البشر يولدون أحرارا،الكرامة اإلنسانية

لتمكني اإلنـسان مـن الكرامة اإلنسانية بتنمية هذه القدرات الغرض من التنمية هو حفط ن، فإ السببهلذا ،بتهيئة بيئة يستطيع فيها كل الناس أن يوسعوا هـذه القـدرات وبتلبية حاجاته وحاجات األجيال القادمة، حقوقه

إلعالنات واملقبلة ليتمتعوا حبقوقهم اإلنسانية اليت ركزت عليها أهم املواثيق وا وزيادة حجم الفرص لألجيال احلاضرة .العاملية املتعلقة حبقوق اإلنسان

منظور حقوق اإلنساننالمستدامة مة ـلتنمية اإلنسانيالتصور اإلجمالي ل: ثالثالمطلب ال.وعالقتها بمفهومي الحكم الراشد والديمقراطية

،نـسانية فإن الـربط بـني التنميـة اإل تحول حنو التنمية املستدامة، الزيادة على ما قيل أعاله حول كيف مت والذي ،"األبعاد اجلديدة لألمن البشري : "املعنون ب 1994واالستدامة تعود إىل تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة

وحيمي فـرص ،يبني مبقتضاه أن مفهوم األمن قد تغري، مما يتطلب إجياد منوذج جديد للتنمية جيعل الناس حمور التنمية 1993وقد أشار إعالن فينا لـسنة .رم النظم الطبيعية اليت تتوقف عليها احلياة كلها وحيت ،واحلاضرة ،األجيال املقبلة

2.قبل ذلك إىل ضرورة الربط بني البيئة والتنمية

التنمية اإلنسانية املستدامة هي التنميـة مواليـة :" بأن1994تقرير التنمية البشرية العاملي لسنةحيث جاء يف موالية للطبيعة، وهي تعطي أولوية للحد من الفقـر وللعمالـة املنتجـة وللتكامـل للناس، وموالية لفرص العمل، و

ومـا ،جتماعي، وإلعادة توليد البيئة، وهي توازن بني األعداد البشرية وبني ما لدى اتمعات من قدرات متوائمة اإلسحياة البشر بدون تدمري رأ يف تقتصادي وتترمجه إىل حتسينا لدى الطبيعة من قدرات حاملة، وهي تعجل بالنمو اإل

املال الطبيعي الالزم حلماية فرص األجيال املقبلة، وهي تعترف أيضا بعدم إمكانية حتقيق الكثري بدون حدوث حتـسن .وفتح مجيع الفرص أمام املرأة،كبري يف حالة املرأة

1-The application of a human rights – based approach to development programming "what is theadded value? "http://www.pogar.org/publications/other/undp/hr/human rights-added value.p07.

حتياجات اإلمنائية، والبيئية لألجيـال ينبغي إعمال احلق يف التنمية حبيث يتم الوفاء بطريقة منصفة باإل : " منه على أنه 11ة جاء يف نص املاد -2حتياجـات على ضرورة تكييف آلية األمم املتحدة املتعلقة حبقوق اإلنسان تكييفا مستمرا مع اإل : "منه نصت 17، واملادة "احلاضرة، واملستقبلية

...."واملقبلة يف جمال تعزيز ومحاية حقوق اإلنساناحلالية،

Université Sétif2

Page 91: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

44

ومن املـشاركة يف تلـك من تصميم العمليات واألحداث اليت تشكل حيام، األفرادلتنمية اإلنسانية متكن ا1".العمليات واألحداث، فهي ال مل دور املشاركة الشعبية يف التنمية

ونشر مفهوم التنمية املستدامة، ولكنها ربطت على استعادةمل تقتصر 1992كما أن قمة األرض يف ريو سنة وقد كانت املهمة صـعبة لـدمج .الواحد والعشرونبينها، وبني مفهوم التنمية البشرية، وخاصة من خالل األجندة

املفهومني يف مفهوم ثالث، ألن العالقة كانت مفقودة متاما بني خطط محاية البيئة، وعقلنـة استغالل املوارد الطبيعية، 2.وبني خطط التنمية البشرية

لتنمية، حيث وذلك لصيانة حقوق لألجيال القادمة يف ا ،ظهرت لتقترن بالتنمية اإلنسانية كلمة االستدامة ،إذنوالتـوازن ،نالحظ أنه مع التطور املذهل للتكنولوجيا أصبح هناك خطر حقيقي على استمرار احلياة واملوارد الطبيعية

3.واملواثيق الدولية الالحقة هلا،وهلذا السبب مل تذكر هذه احلقوق يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان،البيئي

اإلنسانية املستدامة ظهر نتيجة للتوليف بني منهجني للتنمية منهج التنمية مفهوم التنمية فإن عالوة على ذلك، ، ومنهج التنمية املستدامة الذي وضعه املهتمون بشؤون البيئـة، لألمم املتحدة يالربنامج اإلمنائ اإلنسانية الذي اعتمده

ارتبطـت التنميـة أين .ية واالستدامة مفهوم مركب من التنمية اإلنسان فهو 4.الربنامج البيئي لألمم املتحدة واعتمدهلتحـافظ علـى حقوق األجيال املقبلـة مع ومجعت حقوق اإلنسان املختلفةيف مفهوم واحد، اإلنسانية باالستدامة

ألمـا ،ماهواالستدامة ال يوجد تعارض بين ،بأن التنمية اإلنسانية اإلشارةمع . جيال املقبلة استمرار االنتفاع إىل األ .ومكونان ضروريان للمبدأ األخالقي نفسه،التصميم اإلمجايلجزء من نفس

:من منظور حقوق اإلنسانلتنمية اإلنسانية املستدامةابتصور إمجايل عنخلروج ايف هذا املطلب حناول لذلك

التمكين من حقوق اإلنسان هدف أساسي لعمليـة التنميـة اإلنـسانية : الفرع األول :المستدامة

تاحة للجميـع إمكانيـة اإلنسانية املستدامة الذي يتمثل يف اإل ة، وانطالقا من جوهر التنمي مما سبق قوله أعاله هدفيتضح لنا بأن . مع ضرورة اإلنصاف يف توزيعها ،ويف املستقبل ،اآلن ،متساوية للحصول على الفرص اإلمنائية

وتـوفري ،توسيع نطاق قدرام ببنائهـا ب 5لكل األفراد بيئة متكينية خلق األساسي للتنمية اإلنسانية املستدامة هو

.04، املرجع السابق، ص 1994مبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لعا-1.09-08صاملرجع السابق،، نبيلة محزة-2.التنمية وحقوق اإلنسان،حممد الفائق-3

http://topics development gateway.org/arab/rc/filedounload.dowitem id-1092945? Item td..345، ص 2008، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، الطبعة قتصادية الكليةالنظرية اإلإميان عطية ناصف، -4من القوانني، واللوائح، واملوارد، واملهارات الكافية اليت متكن اجلميع بقةيئة الشروط الضرورية، أو الظروف املس تعين :البيئـة التمكينيـة -5

فهـي فبما أن التمكني يكون ببناء القدرات وتوفري الفـرص، . مع عدم إمهال أمهية عالقة هذه الشروط بالبيئة العاملية .نتفاع من حقوقهم من اإل .جتماعية، ودوليةإقتصادية، وإن خالل سياسات، وبرامج فتعزيز قدرة اإلنسان تكون م.تتعلق باال املؤسسي أوال

Université Sétif2

Page 92: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

45

وخاصة ،جتماعيةواإل ،والسياسية ،قتصاديةالفرص وتوسيعها يف ااالت املختلفة اإل تلك تعزيزب،الفرص ألجل ذلك وعدم اسـترتاف . خيارات األجيال اليت مل تولد بعد مع محاية . املرأة :بالنسبة للمجموعات احملرومة من السكان مثل

لدعم التنمية يف املستقبل، ولعدم تدمري ثراء الطبيعة الذي يضيف الكثري للغاية لثراء احلياة ةرد الطبيعية الالزمقاعدة املوا1.البشرية

، عمـل الوفرص ،والطبيعة،الفقر :تم بااالت التالية كأهم أولوياا املستدامةاإلنسانية التنمية هذا ما جعل بدل ميشهم، األفرادتمكني ، وتم ب يولد فرص عمل جديدة وحيافظ على البيئة يتشدد على النمو الذ حيث املرأة،

2."وحتقق العدالة فيما بينهم، وتؤهلهم للمشاركة يف القرارات اليت تؤثر يف حيام،وتوسع خيارام وفرصهم

، )العاملية( زمان واملكان مبعىن آخر ارتباط التنمية اإلنسانية بفكرة االستدامة اليت تركز على اآلخر من حيث ال مع عدم تبديد فـرص األجيـال القادمـة يف عاملية االنتفاع احلايل حبقوق اإلنسان وتفرض مبدأ أخالقي هو ألجل

االنتفاع، وذلك بتحقيق تلبية احلاجات اإلنسانية لألجيال احلالية واألجيال املقبلة بنفس املستوى من االنتفـاع بـني .األجيال

وتوظيف تلك القـدرات ،مجيع األفراد من توسيع نطاق قدرام اإلنسانية إىل أقصى حد ممكن نـمتكمبا أا ؛ فهي تعـىن ببناء املقدرة اإلنسانية جتماعيةواإل ،والثقافية ،والسياسية ،قتصاديةأفضل توظيف له يف مجيع امليادين اإل

ات لتوسيع اخليارات اإلنـسانية ال بعمليـة تعظـيم أي تعىن بعملية تطوير القدر ). باالستثمار يف العنصر اإلنساين ( أي منهج التنمية اإلنسانية املستدامة يقوم على أساس أن هدف التنميـة 3.الدخل، أو الـرفاه االقتصادي فحسب

ليس حتقيق منوا اقتصاديا فقط، ولكن ال بد من اإلهتمام بتوزيع فوائد النمو توزيعا عادال، باإلضـافة إىل ضـرورة 4.ظة على البيئة، وإعطاء للعنصر اإلنساين دورا أساسيا يف عمليات التنمية باعتباره أداة وهدف عمليات التنميةاحملاف

اليت اكتسبت أمهية متزايدة منذ مطلـع الغربية احلديثة من املفاهيم يعتربمفهوم التمكيـن ،أنبجتدر اإلشارة دف إىل تفعيل دور اتمع املدين، وكذلك احلركات النـسوية التسعينات السيما مع تصاعد التيارات الليربالية اليت

الساعية إىل دعم مشاركة املرأة يف احلياة العامة والسياسية، بل أصبح يستخدم كبديل ملفهوم التنميـة يف دراسـات .اخل...وحبوث املرأة، والعاملني، واألقليات، والفقراء

ة التركيب ملفاهيم التنمية، والتحول القيمـي، وسياسات ختفيف حيث بدأ مفهوم التمكني ارتباطه بعملية إعاد ولقد تطورت ارتباطاته واتسعت دائرته، حيث بدأ . الفقر يف املناطق الريفية، وتشجيع ملا يسمى بتمكني اتمع املدين

للدراسات املستقبلية املركز الدويلمفاهيم األسس العلمية للمعرفة، "، املفهوم واملكونات.. التنمية البشرية املستدامة"حممد كمال التابعي، -1.8، ص 2006فيفري السنة الثانية-14، العدد واإلستراتيجية

عمل املؤمتر العريب الـسادس ، حبوث وأوراق "التنمية البشرية، ومقومات التنمية املستدامة يف الوطن العريب "يم حممد عبد الرحيم، عبد الرح -2، مـاي املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، مصرمنشورات أعمال املؤمترات، ،التنمية البشرية وأثرها على التنمية املستدامة : لإلدارة البيئية املعنون ب

.07-06ص ، 2007. ، املرجع السابقحمبوب احلق، التنمية البشرية املستدامة تضع البشر هدفا ووسيلة لعملية التنمية-3.345إميان عطية ناصف، املرجع السابق، ص -4

Université Sétif2

Page 93: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

46

ارتبط ا مفهوم ، وغريها من املفاهيم اليت ...1حقوق اإلنسان، والالمساواة، واملصلحة، : يرتبط مبفاهيم جديدة مثل التمكني، فمثال من الناحية السيسيولوجية احلديثة يرتبط مبفهومني آخرين حتقيق الذات، أو حضور الذات وهو املفهوم الذي يشري إىل الوعي واملعرفة واخلربة ، أو القابلية المتالك تلك العناصر الضرورية للمشاركة ومقاومـة الـضغوط

وم التمكني من املفاهيم الكلية املؤسسة للتنمية اإلنسانية، وله العديـد مـن جمـاالت لذلك يعترب مفه 2.االجتماعية3.اخل...التطبيقية يف جمال الصحة، التعليم والثقافة، املشاركة

ترافق مع حقبة -كمصطلح مستورد يكتنفه الغموض-لذلك من املفيد اإلشارة إىل أن طغيان مصطلح التمكني ائل لفكر اللربالية اجلديدة اليت روجت ألبدية النظام الرأمسايل، وهذا مـا جتلـى يف تـبين العوملة، حيث االنتشار اهل

ملصطلح التمكني كشعار هلا، وكهدف نضايل ال خيرج عن كونـه )1995مؤمتر بكني الرابع ( املؤمترات النسوية تبين البنـك الـدويل لـنفس هذا ناهيك عن . دمدخال إصالحيا لتوسيع اختيارات النساء ضمن سقف النظام السائ

4.املصطلح وهو املؤسسة األكثر خدمة للنظام الرأمسايل العاملي

كما أنه من املمكن إرجاع أصل مفهوم التمكني للتفاعل والعالقة بني االجتاه النسوي ومفهوم التعليم العـام إىل Popular Education سبعينات القرن العشرين، وترجع جـذور مفهـوم الذي تطور يف أمريكا الالتينية يف

يف تأكيده على احلاجة إىل " جار مكسني" عن الوعي، وهي النظرية اليت جتاهلت النوع وتأثرت بأفكار" فريري"نظرية 5.آليات املشاركة يف النظم واتمع

مشتق من كلمة Empowermentحيث جند أن كلمة 6.يعين التقوية أو التعزيز: لغـويا:التمكـنيpowerوعد : " قوله تعاىلالعديد من اآليات القرآنية منهاوردت كلمة التمكني يفأما يف القرآن الكرمي . مبعىن القوة

اهللا الذين آمنوا منكم وعملوا الصاحلات ليستخلفنهم يف األرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن هلم دينهم 7."الذي ارتضى هلم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا

السنة الثانيـة، -22العدد ،مفاهيم األسس العلمية للمعرفة ،ية، واإلستراتيجية املركز الدويل للدراسات املستقبل ، "التمكني"أماين مسعود، -114-13، ص 2006أكتوبر

امللتقى الدويل حول دور املرأة العربيـة يف التنميـة ، حبوث وأوراق عمل "التحديات واآلفاق -املرأة يف اإلدارات احلكومية " عمرو حامد، -2.206، ص 2008نظمة العربية للتنمية اإلدارية، القاهرة، الطبعة ، منشورات املاملستدامة واتمعية

3 - Caroline Longpré et al, projet d'empowerment des femmes. Conception, application etevaluation de l'empowerment (phase1)-1998.www.cewh-cesf.ca/pdf/cesal/projet-empowerment.pdf.

www.EDUC-Algerie.dz.التمكني-4.املوقع نفسه-5.771، ص2003، طبعة جديدة منقحة، دار املشرق، بريوت، الطبعة األربعون املنجد يف اللغة و األعالم-6من سورة 56-54وردت كلمة التمكني مبشتقاا ومرادفاا يف العديد من اآليات القرآنية األخرى كاآلية كما. من سورة النور 55اآلية -7

والتمكني يف القرآن الكرمي يأيت بـصيغة الفعـل .من سورة الكهف84سورة املؤمنون، اآلية 13من سورة يوسف، اآلية 10يوسف، واآلية فلكي يقوم اإلنسان بتكاليف اإلستخالف مكنه اهللا .ميكن اإلنسان ملا يشاء، ومن ميكن لإلنسان ما يشاء املسند إىل اهللا عز وجل، فهو وحده من

امللتقى الدويل حول دور املرأة ، حبوث وأوراق عمل "التصور القرآين للتنمية ودور املرأة "فريدة زمرد، : راجع.( تعاىل من تسخري ما على األرض .)2008، منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، القاهرة، طبعة مة واتمعيةالعربية يف التنمية املستدا

Université Sétif2

Page 94: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

47

هناك العديد من التعريفات املتباينة ملفهوم التمكني اختلفت باختالف السياق، والفئات : اصطالحاأما هو توسيع قدرات األفراد وخيارام، وإكسام القدرة على اإلختيار :" اإلجتماعية حمل البحث، منها التعريف التايل

ة أمامهم للمشاركة يف صنع القرارات اليت متس حيام، أو املتحرر من اجلوع، والعوز، واحلرمان، وإتاحة الفرص1" .يعين أن يتمكن الناس من ممارسة اخليارات اليت صاغوها بإرادم احلرةأي أن التمكني .املوافقة عليها

من هذا التعريف نالحظ أن التمكني من مكونات األساسية للتنمية، ألنه مستخرج من مفهوم التنمية اإلنسانية للتغيري اإلجتماعي، وليس جمرد مستفيد من منتجات التنمية دون ةيف التنمية كعملي فاعل أساسي الذي يعترب اإلنسان

إذ البد من مشاركتهم النشيطة الفاعلة يف حياة . ألن التنمية تتم بالناس، وليس فقط من أجلهممشاركة نشيطة فاعلة،تمع، وتربز هنا بشكل خاص أمهية منظمات اتمع، وإمكانية احملاسبة، وتعديل املسار عند الضرورةا.

كل هذا حىت تكون لإلنسان القدرة على ضمان حقوقه، وذلك بصفة قانونية بوجود مؤسسات تضمن ذلك، أو بصفة فعلية، وذلك بقدرته يف الوصول إىل تلبية حاجاته األساسية، ولو يف حدها األدىن يف أبسط حاالت االنتفاع

مع العلم أنه . اء على قيد احلياة وحفظ كرامته اإلنسانية، أو بالوصول إىل أحسن حاالت اإلشباع كلي للحقوقللبق.ال يوجد اتفاق على احلد األدىن للحاجات

:اإلنسانقحقومبادئاإلنسانية المستدامة مؤسسة على ةعناصر التنمي: الفرع الثاني

ما جاء يف هم العناصر املكونة للتنمية اإلنسانية املستدامة، وحسب أن فإمن مجلة اخلصائص املستخلصة أعاله، :تتمثل يف اآليت، 1995تقرير التنمية البشرية لسنة

Productivity:ةـاإلنتاجي: أوال

حىت يتمكنوا مـن املالئمة الظروف هموذلك بتوفري .وهي مقدرة البشر على القيام بنشاطات منتجة وخالقة .هم، بإشراكهم بشكل فعال يف عملية توليد الدخل، ويف العمالة بأجررفع وحتسني إنتاجيت

Equality:اواةـاملس: ثانيا

أو ،أو متييز بغض النظر عـن العـرق ،أي تساوي الفرص املتاحة أمام كل األفراد يف اتمع دون أي عوائق بل بني هذه ،فقط ،جيال احلاضرة وتساوي الفرص ال يكون بني األ ، أو غريه ،أو األصل ،أو مستوى الدخل ،اجلنسألنه يركز على تكافؤ الفرص علـى ، Equityاإلنصاف وهناك من يفضل مصطلح . واألجيال املقبلة أيضا ،األخرية

مع الدولة كمسؤول ويلتزم مببدأ حتميل الفرد مسؤولية اإلفادة منها،ال على النتائج واملخرجات ،الوسائل واملدخالت .ويشملهما،والعدالة،صطلحي املساواةفهو بديال عن م.أول

.املكونات.. املفهوم–التنمية البشرية : آفاق إستراجتية-1http://www.alsabaah.com/paper.php? Source=Akbar&MLF=interpage&Sid=22486.

Université Sétif2

Page 95: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

48

جتماعية يعترب أهم عنصر من عناصر التنمية البشرية املستدامة لرفع احلواجز أمام اجلميع والعدالة اإل ،اإلنصاففثقافية، جتماعية، والسياسية، وال ، واإل منها قتصاديةودون أي اعتبار إلشراكهم يف خمتلف الفرص املؤدية إىل التنمية اإل

.تكون متاحة للجميع بالتساويحبيث

.ه سابقايأشرنا إلوقد:نـالتمكي: ثالثا

وهي باختصار حتتوي على ضمان حصول البشر علـى فـرص .وقد أشرنا إليها سابقا :ةـاالستدام:رابعاالتنموية، التنمية دون نسيان األجيال املقبلة، وهذا يعين ضرورة األخذ مببدأ التضامن بني األجيال عند رسم السياسات

التنمية يف مفهومها الشامل من خالل تعزيز املؤسسات احلكومية، وغري احلكومية مبا جيعلها " مأسسة" وهذا ما حيتم 1.تساهم يف دميومة التنمية

فاالستدامة كعنصر مهم يف التنمية اإلنسانية املستدامة تركز على تلبية االحتياجات وإشباع الرغبات اإلنسانية مع احملافظة على املوارد املتاحة واستغالهلا بشكل عقالين لضمان حقـوق األجيـال ،بشكل شامل ومستمر احلالية

:وهناك من يضيف.املستقبلية

واإلحسان بوجـود ،والسعادة ،نتماءنظرا ألمهية الشعور باإل ) Coopération(:اونـعنصر التع :خامسا.ل تم التنمية اإلنسانية بالطرق اليت يعمل ا الناس ويتفاعلونهدف ومعىن للحياة بالنسبة لتحقيق الذات بشكل كام

من الظـواهر الـيت ـدد اوخباصة أمن املعيشة، فالناس حباجة أن يتحررو ،)Security(: نـاألم:سادسا2.ومن التقلبات الضارة املفاجئة يف حيام،القمعأو،معيشتهم مثل املرض

.يقصد به احترام التنوع الثقايف يف اتمعوالذي :يـر الثقافـلعنصا:سابعا

3.والتهيئة العمرانية،وذلك من خالل حتقيق التوازن بني املدن واألرياف:املكاينرنصـالع:ثامنا

إضافة إىل أبعاد أخرى كتثبيت النمو الدميغرايف ومكانة احلجم النهائي للسكان، وأمهية توزيعهم لعالقة ذلـك ، حيث أن النمو السكاين املرتفع يف املستقبل غري البعيد له احتمال تـأثريه 4، واملوارد الطبيعية ةبالبعد املكاين، والبيئ

قتـصادية والبيئيـة يف املؤسـسة ستعمال املستدام للمـوارد اإل معيار لقياس كفاءة اإل مواصفات اإليزو ك "، رحيم حسني، مناصرية رشيد -1، بكلية العلـوم 2008أفريل 08-07، املنعقد أيام امللتقى العلمي الدويل، التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ،"قتصاديةاإل. لشراكة، واالستثمار يف املؤسسات الصغرية، واملتوسطة يف الفضاء األورو مغاريب، جامعة سطيفقتصادية وعلوم التسيري، بالتعاون مع خمرب ااإل.53عبد القادر حممد عبد القادر عطية، املرجع السابق، ص -225ة الثالثـة، العـدد نالس، جملة العلوم اإلنسانية ، "التنمية املستدامة يف الوطن العريب من خالل احلكم الصاحل، والدميقراطية "كمال رزيق، -3

.2005نوفمرب التنمية امللتقى العلمي الدويل ،"ستخدامية للموارد املتاحة التنمية البشرية املستدامة كآلية لتفعيل الكفاءة اإل "بوحرود فتيحة، بن سديرة عمر، -4

بكلية العلوم االقتصادية، وعلوم التسيري، بالتعاون مع خمرب ،2008أفريل 08-07، املنعقد أيام املستدامة، والكفاءة اإلستخدامية للموارد املتاحة . الشراكة، واإلستثمار يف املؤسسات الصغرية، واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب، جامعة سطيف

Université Sétif2

Page 96: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

49

على التنوع البيولوجي وعلى وظيفة األنظمة اإليكولوجية، فمن املنطقي النظر يف احتماالت النمو السكاين اهلائل، أو 1.يف املستقبل الدميغرايف وتأثرياته احملتملة

اليت تتفاعل معا نتيجة العالقة اجلدلية بينهم، وهي العناصرو،إلنسانية املستدامة هلا العديد من األبعاد فالتنمية ا تنمية ،واألمن اإلنساين، احلد من الفقر ،جتماعي، الثقايف قتصادي، السياسي، البيئي، اإل العنصر اإلنساين، اإل : متعددة

مناهـضة ، والتواصـل بـني األجيـال ،دامةوالسياسية العامة، واالست املرأة ومتكينها، التكامل بني املبادرة الفردية يف تنميـة اتمـع على حمورية اإلنسان باعتباره العنصر الفاعل ، مع التأكيد قتصادية، واإل جتماعيةات اإل ـالتفاوت

واحترام حقـوق ،اإلنسانية ةكله يعزز الكرام اوهذ، ية مطالب احلياة ـدائما كل هذا أساسه عامل . مبشاركته الفاعلة 2.اإلنسان

كاملساواة، وعدم التمييـز، واملـشاركة، األساسية للتنمية اإلنسانية املستدامة يف األخري، بعد عرضنا العناصر ت هذه املبادئ لذلك اعترب.بادئ األساسية اليت تقوم عليها حقوق اإلنسان املتتقارب و جندها ...،والعدالة اإلجتماعية

إىل حتقيـق ، واليت من املمكن أن تؤدي إىل دجمهما، و والتنمية اإلنسانية املستدامة حقوق اإلنسان بنيالعامل املشترك وغريها كعناصر أساسية اليت تسعى إليها التنميـة ،والعدالة ،والكرامة اإلنسانية ،حترامواإل ،تنمية تقدر فيها املساواة

.اإلنسانية املستدامة كغايات أمسى لإلنسانية

:االنتقال من التركيز على الحاجات إلى التركيز على الحقوق: لثالفرع الثالقد رأينا أعاله، بأن التنمية اإلقتصادية كانت تركز على إشباع احلاجات اإلنسانية، حيث يعرب عـن هـذه

.قفكان هناك تقابل بني احلاجة واحل. ، وكان االهتمام منصب على كيفية إشباع احلاجة ماديا فقطاقتصاديااحلاجاتهناك تكامل بني احلق واحلاجة البد مـن لكن مع تطور مفهوم التنمية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة أصبحت

.فانتقلنا بذلك من احلاجة إىل احلق. ، وليس إقتصاديا وكمياوحقوقياعرب عن احلاجة قانونيايضبطها، أي أصبحلشخص رد كونه إنسانا، وميكن لما يستحق هو احلق أن هو ،الفرق بني احلق و احلاجة بأن ،اإلشارة جتدر

فرضه مبوجب القانون لكفالة حقه يف العيش بكرامة، ويتم تنفيذ هذا احلق يف مواجهة السلطة احلاكمة، ويفرض عليها أما احلاجة فهي تطلع أو طموح قد يكون مشروعا دون أن يكون مرتبط بأي التزام اجتاه الـسلطة، أو . التزاما بذلك

أو ،يـتم تلبيتـها ، كما أنه واجبات برغم إمكانية وجود وعود احلاجات ال تنطوي على التزام أو ف.أي جهة أخرى احلقوق دائما ما تنطوي علـى ،)احترامها، ومحايتها، و تيسريها ، وحتقيقها (احلقوق يتم إدراكها ، بينما مقابلتها

اإلنسان كل ال قحقوبينما،ت األساسية يف هرم االحتياجاتميكن تدريج احلاجاكما .تالزمهالتزامات، أو واجبات 3.فهي متكاملة و مترابطة، يتجزأ

1- Peter H.Raven.editor. Tania Williams, Associate editor, Nature and human society, proceedingsof the 1997 forum on biodiversity. http://books.nap.edu/catalog.php?record id=6142. p303-304.

.44-14ص السابق،املرجع كمال التابعي، حممد-2،دليل املقاربة احلقوقية، املقاربة من منظور احلقوق-3

.doc.arabic-the guide/docs/org.crin.www//:http

Université Sétif2

Page 97: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

50

أو تعرف ،إىل حقوقاألفراداحتياجات تترمجمن منظور حقوق اإلنسان أن التنمية اإلنسانية املستدامة حيث أو ختفيض حـدة ،جات، خالف للنظريات القائمة على االحتيا وصاحب مطالب ،الشخص اإلنساين كفاعل نشط

جتماعية من السياسات اإلنوذات صبغة فنية، تلمح إىل أن املستفيدي،الفقر اليت غالبا ما تكون من األعلى إىل األسفل مصاحلهم، بينما ميكن أن يكون التطبيـق النظـامي قتصادية هم جمرد أهداف جمهولة دون النظر إىل أهدافهم أو واإل

. وحتويليا، ويـتم توليـده حمليـا ،افة مراحل تطوير سياسية الربامج والتنفيذ ممكن ملبادئ حقوق اإلنسان، خالل ك متلق سليب إىل حامل للحقوق أو ،اجلماعات املستفيدة تغري وضعها من جمرد متسلم جمهود املساعدات أو ،فاملستفيد

1.قادر ومتمكن من جعل الفاعلني املسئولني ملزمني مبعايري حقوق اإلنسان

وضعفا ،تركز على الفئات األكثر ميشا لتنمية اإلنسانية املستدامة من منظور حقوق اإلنسان العاملية كما أنه ا والسياسية، وتفعل مشاركتهم يف اختاذ القـرارات ،واالجتماعية ،يف املوارد االقتصادية معرب تعزيز مطالبه يف اتمع

تقوم أساسا فهي 2.الذي يرغبون يف حتقيقها ،إلنساناليت تؤثر على حيام، وحول أهداف حقوق ا ،حول القضايا سلط الضوء على احلاجة إىل الـتمكني، تي، فه احول متكني الفئات الضعيفة، واملهمشة حىت تستطيع املطالبة حبقوقه

وأفهي تستعمل جمموعة من الوسائل املختلفة لتحقيق ذلك عن طريـق تغـيري التـشريعات، . والسيما متكني املرأة 3.نني، أو عن طريق إعطاء للفئات املعنية وسائل للمطالبة حبقوقهم، وبالتعبئة اجلماعية، وبالدفاع عن مصاحلهمالقوا

.والديمقراطيةالحكم الراشديالتنمية اإلنسانية المستدامة بمفهومعالقة: الرابعالفرع

كم جلهة الشفافية واملساءلة إذا كانت فلسفة احلكم الراشد كنظام تسيريي يعين حسن التصرف يف إدارة احلوتشتبك مع الدميقراطية اليت تعين أشكال وأساليب ممارسة السلطة ،واملساواة اليت ميكن أن تساعد يف حتقيق التنمية

إضافة إىل جمموعة من الضمانات القانونية ضد التعسف السياسي من جانب السلطة على حقوق ،وآليات اختاذ القرارفقد ،لكن هذه العالقة ليست حصرية أو إجبارية،ك عالقة بني التنمية واحلكم الراشد والدميقراطيةفهنا.الفرد واتمع

وبالطبع فإن كل نظام دميقراطي البد أن ،يكون هناك حكم دميقراطي لكن إدارته وسلوكه أقرب إىل احلكم الراشد4.لشفافيةيشتبك مع موضوع احلكم الراشد خصوصا يف مسألة املساواة واملساءلة وا

ولكن املؤكد أن احلكم الراشد ،ال نستطيع اجلزم يف هذه العالقة،أي ليس كل حكم دميقراطي حكم راشدمن منظور التنمية اإلنسانية البد أن يكون دميقراطي لتحقيق التنمية املستدامة اليت من املفروض قيامها على مبادئ

د من احلرية للمشاركة والتعبري عن الذات والتشارك يف صياغة القرار وإن كان الب،املساواة واملساءلة وسيادة القانون.بالتعبري عن مطالبها وحاجيات األساسية لتحسني أوضاعها املعيشية

1- The application of human rights –based approach to development. Programming.” what is theadded value? http://www.pogar.org/publication/other/undp/hr/human rights-addedvalue.pdf.p09.

.2- Ibid,.p08www. iadh-aihr.org/pagesescterne/HR:أنظر-3.املوقع السابق،احلكم الراشد والتنمية املستدامة،عبد حسني شعبان-4

Université Sétif2

Page 98: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

51

فعندما توجد حريات مدنية وسياسية أكرب ستوجد ،فالدميقراطية تعترب أداة هامة وحافز كبريا للحكم الراشدوتكون لدى ،وعندما تكون لدى األفراد حرية املشاركة والتعبري عن أنفسهم. ةحوارات عامة أكثر استنارة وأشد قو

كلما كانت احلكومة أكثر ،وتكون وسائل اإلعالم حرة فيما تكتبه وتنشره،املنظمات حرية تعبئة واالحتجاج. عتباراحتماال للمساءلة وإىل احترام القانون ووضع املواطن موضع اإل

أما الضلع . حلكم الراشد ميثالن ضلعني من أضالع املثلث الذي يدفع اتمع إىل التقدملذا فإن الدميقراطية واالذي يوفر مناخا جاذبا لالستثمار ويساعد احلكم الدميقراطي الراشدالثالث فهو التنمية االقتصادية اليت تأيت من سياق

1.املستدامةاتمع على حتديد السياسات واملؤسسات اليت تعزز التنمية العادلة و

الراشد والدميقراطية لعالقتها الوطيدة بالتنمية احلكمالتطرق إىل كل من مفهومي الفرعلذلك ارتأينا يف هذا :التالينيالنقطتني، من خالل املستدامةةاإلنساني

:التنمية اإلنسانية المستدامة بمفهوم الحكم الراشدعالقة :أوالجاء فيه (Good Gouvernance )للحكم الراشداملنظمات الدولية إن التعريف املعتمد من طرف أغلب

احلكم الراشد هو ممارسة السلطة السياسية واإلقتصادية واإلدارية يف تسيري شؤون اتمع على كافة املستويات، :" بأنتتفاعل الختاذ تشمل الدولة، وخمتلف اجلهات الفاعلة اليت( ويشمل احلكم اآلليات والعمليات واملؤسسات املركبة

يقوم من خالهلا األفراد، واجلماعات بالتعبري عن مصاحلهم، اليت.) إجراءات ميكن وصفها بأا مستدامة، ومنصفة.ومعاجلة خالفام، وممارسة حقوقهم، والتزامام القانونية

كما . ى املساءلةوينطوي عل،ويتسم بالشفافية،فهو يقوم على املشاركة. يتسم احلكم الراشد بسمات عديدةكذلك فإنه ،فضال عن استناده إىل قواعد العدالة واإلنصاف،أنه يتسم بالكفاءة يف حتقيق االستخدام األمثل للموارد

2."يعزز سيادة القانون

احلكم الذي يعزز ويدعم وهو ،هو احلكم الدميقراطياملتفق عليه أن احلكم الراشد من منظور التنمية اإلنسانية ويقوم على توسيع قدرات البشر وخيارام وفرصهم وحريام االقتصادية واالجتماعية ، فاه اإلنسانويصون ر3.السيما بالنسبة ألكثر أفراد اتمع فقرا وميشا،والسياسية

: ، ما يليمن هذه التعاريف نستخلصباملعىن ةزوايا اليت حتقق استدامة التنميعالقة التنمية اإلنسانية باحلكم الراشد ميكن قراءا من خالل ثالثة :أوال

:الذي يضمن عدالتها من هذه الزوايا الثالث.وبني املناطق،بني خمتلف الفئات االجتماعية مبا فيها املرأة والرجل: وطنية-1

http://www.cipe-arabic.org/files/htm/art1106.htm.حتمية احلكم الدميقراطي الصاحل،الري دياموند-1.05إدارة احلكم الرشيد خلدمة التنمية البشرية املستدامة، ص-2

http://www.pogar.org/publications/other/undp/governance/undp policy doc97-a PDF.املرجـع ،2002تقرير التنمية اإلنسانية العربية للعـام ،والصندوق العريب لإلمناء االقتصادي واالجتماعي ،برنامج األمم املتحدة اإلمنائي -3

.101ص،السابق

Université Sétif2

Page 99: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

52

.فيما خيص التوزيع العادل للثروة بني الدول الغنية والفقرية: عاملية-2. ة واألجيال الالحقةفيما خيص مصاحل األجيال احلالي: زمنية-3

:ووفقا هلذه الزوايا ميكن قراءة األبعاد األساسية للحكم الراشد.املتعلق بطبيعة النظام السياسي وشرعية متثيلها: البعد السياسي-1من ،املتعلق بطبيعة بنية اتمع املدين ومدى حيويته واستقالله عن الدولة:البعد االقتصادي واالجتماعي-2

سياسات العامة يف االني االقتصادي واالجتماعي وتأثريها يف املواطنني من حيث الفقر وطبيعة ال،جهة. من جهة أخرى،واتمعات األخرىبالطبع مع االقتصاديات اخلارجيةونوعية احلياة كما عالقتها

.املتعلق بعمل اإلدارة العامة وكفاءا وفاعليتها:البعد التقين واإلداري-3مدين دون عوال ميكن تصور جمتم،إدارة فاعلة من دون االستقالل عن النفوذ السياسيفال ميكن تصور

إذا اهكذ،والشفافية،بغياب املشاركة واحملاسبةالسياسات االقتصادية واالجتماعية وال تستقيم ،استقالليته عن الدولة1.يف إنتاج احلكم الراشدوتؤثر هذه األبعاد وتترابط مع بعضها.حيتاج األمر إىل درجة من التكامل

واملؤسسات املالية ،اقترن تطور مفهوم التنمية بإدخال احلكم الراشد يف أدبيات منظمات األمم املتحدة:ثانياوصندوق النقد الدويل لعب دورا كبريا وحمفزا ملبادئ احلكم الراشد كأساس ، واإلدارية الدولية فالبنك الدويل

السبب يف ذلك إىل أن النمو االقتصادي لبعض البلدان مل يترافق مع حتسني مستوى ويعود ،للسياسات االقتصادية.وذا املعىن فإن حتسن الدخل القومي ال يعين تلقائيا حتسني نوعية احلياة. معيشة أغلبية السكان

مسؤوليات وإن من ،وليس غايتها،لذلك اعترب النمو االقتصادي وسيلة لتحقيق التنمية اإلنسانية املستدامة.احلكم الراشد أن يتأكد من حتقيق املؤشرات النوعية لتحسني نوعية احلياة

،االستدامة،العدالة يف التوزيع،التعاون،التمكني( فاملؤشرات النوعية للتنمية اإلنسانية اليت تشكل أبعادها، كما ذكر ذلك سابقا بشكل خاصومتكني املرأة ،والشفافية،واحلق يف اكتساب املعرفة، احلرية،األمان الشخصي

أو حكم سليم باألحرى ، وحسب ما ورد يف مؤشرات التنمية اإلنسانية العربية ال تتحقق إال بوجود نظام إدارة جيدة2.واإلدارية،والسياسية،واالجتماعية،ويطبقها يف ااالت االقتصادية، يضع السياسات العامة

،واالقتصادية، لراشد ألجل التنمية على كافة املستويات السياسيةهلذا مت إدراك مؤخرا أمهية احلكم ابترابط كل مستويات النشاط ،فتطور مفهوم التنمية وصوال إىل التنمية اإلنسانية املستدامة،واالجتماعية حمليا مث إقليميا

1- Concepts of governance and sustainable human development.http://www.mirror.undp.org/magnet/docs/un98-2pdf!reconce.ptu/!sec1pdf,p,09-10.

.2004، نوفمرب 309، العدد جملة املستقبل العريب، مركز دراسات الوحدة العربية، 2/2، ملف "مفهوم احلكم الصاحل"، حسن كرمي-2

Université Sétif2

Page 100: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

53

،مد على مبدأ املشاركةوالبيئي باالستناد إىل مقترب متكامل يعت،والثقايف،واالقتصادي، واالجتماعي،السياسي

1.هو من أدى إىل نشوء العالقة بني احلكم الراشد والتنمية اإلنسانية املستدامةوالتمثيل،والشرعية،واملساءلة،والعدالة

وذلك بتلبية ، وإمنا شرط ضروري لتحقيق التنمية اإلنسانية املستدامة،فاحلكم الراشد ليس هدف يف حد ذاتهوذلك بتحديد احلقوق األساسية . ضرة دون النيل من حق األجيال القادمة يف تلبية احتياجاااحتياجات األجيال احلا

.إلغاء مصادر الفقر/ ب. إلغاء مصادر اجلهل/ أ: وذلك بتحقيق ما يسمى باألمان الرباعي املتمثلة يف، لإلنسان2.إلغاء مصادر اخلوف/ د. إلغاء مصادر املرض/ ج

:اإلنسانية المستدامة بمفهوم الديمقراطيةعالقة التنمية : اثانيفكلمة الدميقراطية املشتقة ،إن مبادئ الدميقراطية تنبع بطريقة طبيعية وحتمية من هذه الرؤية للتنمية اإلنسانية

،وهي تلخص تلخيصا جيدا ج التنمية اإلنسانية فيما يتعلق باحلكم" احلكم بواسطة الناس:" من اللغة اليونانية معناهاوسواء كان ،ال العكس، فاحلكم جيب أن يتوافق مع احتياجات الناس، عن فكرة أن الناس هلم األولويةربتعألا

فإن املبدأ الدميقراطي األساسي الذي ،يف العامل تتباين فيه املصاحل وتتصارع" إرادة الناس":ميكن أن يوجد شيء امسهيعرب عن جزء حيوي مما ينبغي أن تعنيه التنمية -اكل احلكميهم مجيع الناس على قدم املساواة يف تكوين هي

3.اإلنسانية

ويتماشى مع احترام وتعزيز ،فالدميقراطية هي النظام السياسي الوحيد الذي حيترم التسابق املفتوح على السلطةي اإلطار السياسي فهو من يعط، )والثقافية،واالجتماعية،واالقتصادية،والسياسية،املدنية( مجيع حقوق اإلنسان

احلق يف وخاصة ،ألن هذا املفهوم يفترض انطالقة للحقوق املدنية والسياسية، األمثل لتجسيد حقوق اإلنسان4.وألن الدميقراطية تبين املؤسسات الضرورية لتحقيق حقوق اإلنسان،املشاركة يف احلياة السياسية

اته أن يشارك من خالله يف عملية اختاذ القرار وممارسة يف كل مستوى من مستويهذا النظام يستطيع فيه اتمعذلك أن األساس الذي تقوم عليه الدميقراطية هو االحترام الكامل حلقوق اإلنسان على النحو الذي يتم ،الرقابة عليها

عالن فيينا لعام ويف اإل،ويف العهدين الدوليني اخلاصني حبقوق اإلنسان،التعريف به يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان5.ويعترب تعزيز هذه احلقوق واحترام حرية التعبري والرأي شرطني أساسني لتحقيق الدميقراطية واالختالفات،1993

:هنمن هذه التعريفات ميكننا القول بأ

(الذي جاء فيها ضرورة تطبيق احلكم الراشد ألجل التنمية االقتـصادية بإفريقيـا ) النيباد( من أجل التنمية يف إفريقيا مبادرة الشراكة : راجع-1، والدراسات األفريقية، ، معهد البحوث احلكم الرشيد والتنمية يف أفريقيا، دراسة حتليلية ملبادرة النيباد راوية توفيق، تقدمي مصطفى كامل السيد،

.)106ص . 2005لتكامل األفريقي، القاهرة، الطبعة األوىل، مشروع دعم ا.15، ص2003طبعة القاهرة، ، منشورات العربية للتنمية اإلدارية، احلكمانية، قضايا وتطبيقاتزهري عبد الكرمي الكايد، -2.54ص، لسابقاملرجع ا، 2002للعام ،تقرير التنمية البشرية العاملي،برنامج األمم املتحدة اإلمنائي-3.58ص،نفسهاملرجع -4.07ص، تقرير توليفي جامع،التفاعل بني الدميقراطية وحقوق اإلنسان،بطرس بطرس غايل-5

http://www.jeunessearabe.info/IMG/democratie-et-développement.pdf.

Université Sétif2

Page 101: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

54

،فالتنمية هي من أجل اإلنسان، فاالثنان متالزمتان،ال ميكن للتنمية أن تتحقق بغري الدميقراطية:أوالكما ذكر ،وقد ربط برنامج عمل فيينا بني التنمية وحقوق اإلنسان. لدميقراطية ال تقوم بغري احترام حقوق اإلنسانوا

.مث بينها وبني الدميقراطيةأعاله،التنمية تم باالثنني . إن كان الدميقراطية تم مبن حيكم يف الوقت الذي تم حقوق اإلنسان بكيفية احلكمف

وأن احلق يف . لدميقراطي ومبدأ سيادة القانون يعتمدان كل اإلعتماد على احترام احلقوق واحلريات العامةفالنظام ا.معاوإن هذا اإلحترام .التنمية بوصفه أحد هذه احلقوق جيب أن حيظى متاما باحترام وتقدير الدولة وتأكيدا لسيادة القانون

تطور مبا مؤداه أن حترير االقتصاد جيب النظر إليه بوصفه وسيلة جيب أن يصاغ مبفهوم تقدمي يتفق مع اآلفاق الرحبة للفال تنمية بغري استثمارات ناجحة دف إىل زيادة الدخل وتوفري فرص . لتحقيق التنمية اليت ميلك كل مواطن حقا فيها

ل الكايف ما مل وال يكفي لنجاح االستثمارات كوسيلة للتنمية من جمرد توفري التموي. ورفع مستوى املعيشة،العمل1.يكن ذلك مقترنا حبرية اقتصادية يدعمها احترام سيادة القانون والتطبيق السليم للدميقراطية

: وغري رمسية،تتطلب الدميقراطية مؤسسات أساسية رمسية: اثاني.هيئة تشريعية متثل الناس مستقلة عن السلطة التنفيذية والعسكرية-.لقانون مع احلرص على مجيع الناس بنفس القدرهيئة قضائية مستقلة تفرض سيادة ا-.تتطلب أحزابا سياسية ونظما انتخابية تعمل بشكل جيد-.تتطلب قوات أمن حمايدة سياسيا وتراعي أصول املهنة وختدم احتياجات الناس-وال تسيطر عليها الدولة أو،وتكون حرة ومستقلة وغري منحازة،تتطلب وسائل إعالم ميكن الوصول إليها-

.مصاحل الشركاتويوفر ،وميكن أن يلعب دور احلارس على احلكومة ومجاعات املصاحل،تتطلب جمتمعا مدنيا مفعما باحليوية-

.أشكاال بديلة للمشاركة السياسيةوجيب أن ،أن هذه املؤسسات والعمليات الضرورية للدميقراطية جيب أن تتضمن مشاركة مجيع أفراد اتمع

2.لتعددية وحق االختالف داخل جمتمع متسامحتدافع عن التنوع وا

،تطلبات األساسية للدميقراطية عبارة عن هياكل مؤسسية وقواعد ال بد من وجودهاميكن القول بأن املمما سبقلذلك البد من فعالية هذه املؤسسات والقواعد ، ولكن عدم فعاليتها قد تلحق أضرارا أكرب بالفقراء واملستضعفني

وا . وسيادة القانون اليت تعترب ضرورية للتنمية اإلنسانية،واملساءلة،وحقوق املشاركة السياسية،يةبتوفري الشفاف.تكون هناك مقاربة دميقراطية للتنمية

حكما لصاحل الناس وبواسطة ،تعزيز التنمية اإلنسانية يتطلب حكما دميقراطيا شكال ومضمونايف األخري، فإن ع أن حتقق التنمية اإلنسانية للجميع إال عندما تكون لديها نظم حكم خاضعة متاما للمساءلة فالبلدان ال تستطي. الناس

فإذا كانت .وعندما يستطيع مجيع الناس املشاركة يف احلوارات والقرارات اليت تشكل حيام،من جانب مجيع الناس

.234ص ،املرجع السابق،أمحد فتحي سرور-1.55-54ص،3-2اإلطار،املرجع السابق،2002تقرير التنمية البشرية العاملي للعام ،ائيبرنامج األمم املتحدة اإلمن-2

Université Sétif2

Page 102: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

55

ل التنمية اإلنسانية يتطلب ما هو أكثر كثريا فإن احلكم من أج، التنمية تتطلب ما هو أكثر كثريا من جمرد زيادة الدخل1.من جمرد وجود مؤسسات عادلة وخاضعة للمساءلة حتمي حقوق اإلنسان واحلريات األساسية

:األولخالصة الفصل

قتصاد حمورا وينتهك حقوق اإلنسان حبجة حتقيق أكرب قدر ممكن إن النهج الضيق للتنمية الذي كان يتخذ اإل(عنه تدرجييا باجتاه السري حنو اإلنسان كمحور لعملية التنمية بتوسيع اخليارات للجميعبتعاداالمت من النمو السريع

).وأطفال،ورجال،نساء

أو ميش من ،أو إقصاء،لكل الناس دون متييزومستدامة،ومتكاملة،شاملةأصبحت التنمية باملفهوم الواسع فقطاع الودولةالولمجتمع لووروحيا، ونفسيا، وللفرد بذاته جسديا يةومستقبلاضرةولكل األجيال احل؛أي نوع

،قتصاديةواإل،وتشمل كل مناحي احلياة السياسية؛أو يف العامل،وكل منطقة من املناطق يف البلد نفسه،اصاخل2.االطبيعة الستدامتهحقوق األجيال وحقوق ووهذا كله خدمة حلقوق اإلنسان،والثقافية،جتماعيةواإل

والبيئية، بقابليتها ،جتماعيةوبآثارها اإل،فهي منظور جديد يتناول التنمية بطريقة تعين بكيفية توزيع مثارهاأو اليت تغين شرائح ،التنمية اليت تتم على حساب الفئات األكثر فقرالذا .رتقاء جبهود املستفيدين منهالالستمرار واإل

والسياسي هي جتماعيأو املخلة بالتوازن اإل،املنتهكة للحرياتئة أوأو املدمرة للبي،اجتماعية على حساب غريهاال حيثقتصادية فحسب، اإلال،جتماعيةقتصادية واإلفهي نظريات يف التنمية اإل.نقيض التنمية اإلنسانية املستدامة

3.بل تعتربها شرط ضروري لتحقيق التنمية،مل اجلوانب املادية

سياسات مرتبطة بتوزيع هابل البد أن يصاحب،قتصادي والتنمية ليست عالقة تلقائيةاإلالعالقة بني النمو لذلك والتخفيف من الفقر، وزيادة ،والتعليم،لتحسني الصحةةوتنفيذ سياسات اجتماعية فعال،)العدالة التوزيعية(الدخل

.مستوى اإلنفاق العام

حقوق اإلنسان إن كان هدفه هو حتقيق رفاهية اإلنسان قتصادي سببا النتهاكهلذا فال جمال جلعل النمو اإلوسيلة لتحقيق مزيد من القدرات، وبالتايل جعل توسيع . وحتسني نوعية حياته، ألنه أصبح جمرد وسيلة وليس غاية

4.الغاية النهائية من التنميةاإلنسانيةالقدرات

.03-02ص،نفسهاملرجع -1. http://www.Grenc.com/a/rzaydan/showجتماعيةواإلمفاهيم التنمية والتنمية البشرية ،رغداء زيدان-2

myarticle.cfm ?id=2135.31kwww.jordanvnet.org/stid/interva.htm.مقدمة يف مفهوم التنمية البشرية املستدامة-3

4 - Gustav Ranis, Human development and economic growth, yale university.http://www.econ.yale/growth pdf /cdp887.pdf.p 04.

Université Sétif2

Page 103: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

من التنمية االقتصادية إىل التنمية اإلنسانية املستدامة.............................................:..فصل األولال

56

والسياسية واملدنية،جتماعيةقتصادية واإلق اإلتطور التنمية كعملية شاملة، والتأكيد على أمهية كل احلقوإن يريدون أن تكون لديهم كلمة يف التوجيه السياسي حليام رغم األفراديةأغلبجعل .اليت تساعد على حتقيق األوىل

.والسياسية من أجل مكسب مادي،أم فقراء وأقل استعداد للتضحية باحلقوق املدنية

فهـي ،تكفل بالتقدم املادي على حساب املشاركة الـسياسية الجية التنمية ب إستراتيلذلك فمهما كان تربير ،قتصادية، والنظـر بالتـايل للتنميـة نتهاكات للحقوق املدنية والسياسية الناجتة عن التنمية اإل فال جتوز اإل .مرفوضة

.وحقوق اإلنسان كقضايا متنافسة

طاملا أا ،ليست عالقة انفصال وتوازي، وترابطاملعالقة تكة بني التنمية وحقوق اإلنسان أصبحت ـفالعالقمع حقوق األجيال املقبلة أيضا باحلفاظ على ،والسياسية ،والثقافية ،جتماعيةواإل ،قتصاديةكل احلقوق اإل تعتمد على

.البيئة واستدامتها

لتمكـيين افاهلدأوضح لنا حيث ،حقوق اإلنسان بدوره اإلنسان عزز هحمورالذي فاملفهوم الشامل للتنمية ،عن طريق بناء القدرات أو ميش ألية فئة من فئات اتمع ،للجميع دون إقصاء توسيع اخليارات املتمثل يف للتنمية

.ةـة اإلنسانيـوالكرام،ةـوالعدال،ةـاحلريبالتايل غايتها النهائيةو.وإتاحة الفرص للجميع

خلق التنميـة اإلنـسانية نتج عن ي ية املستدامة حلقوق اإلنسان عملية التنمية اإلنسان اهلدف التمكيين ل وعليه،وحق التعـبري ،واملعرفة،الظروف املواتية اليت يأ للجميع اكتساب املوارد الالزمة توفريمساعدة على بيئةللاملستدامة

قيق القيم واألهداف على إدارة شؤون حيام بشكل ميكنهم من حت على املشاركة الفعالة والقدرة ،والتمثيل السياسي اليت يؤمنون ا، ومن االعتماد على ذام واختاذ القرارات، أو التأثري بشكل مجاعي أو فردي على القرارات اليت متس

1.اخل...املبادرة واإلبداع، اكتساب الثقة بالنفس، حتمل املسؤولية،الستفادة من فوائد التنميةل، وحيامجوانب

وـتم .نسانية تعترب اإلنسان فاعلها وحمورها األساسي، وصانعها، وليس فقط أداة هلاألن التنمية اإل ،كل هذا .، واملوارد، ويف حياة كرمية ال تنتهك فيها حقوق اإلنسان العمل، وفرص يف التعليم، الصحة وخياراتهبتوسيع قدراته

2.جتماعيلتخلف والتهميش اإلفمفهوم التنمية اإلنسانية اجته إىل ضرورة إحداث القطيعة مع كافة أشكال ا

بعبارة أخرى، نستطيع القول بأن التنمية اإلنسانية املستدامة مركز اهتماماا األفراد، خاصة اموعات املهمشة ، السكن، واحلصول على العالج، ةوتفرض حدا أدىن من التغذية الكافي. اخل...كالفقراء، والسكان األصليني، واملرأة،

ةما يتطلبه احترام الكرامة اإلنسانية، ومواجهة احلرمان، واإلقصاء، ألن أغلب املشاكل اإليكولوجيوالصحة، والتعليم 3. ترتبط بعدم إرضاء احلاجات األساسية، باألخص يف املناطق الريفية

.Http;//www.Osun.org.التمكني-1إلطار املفاهيمي القياسي إلستراتيجية التمكني والتنمية اإلنسانيةعبد السالم بشري الدوييب، ا-2

http://swideg.jeeran.com/geography/archive/2009/r2/994746.html.3- Développment humain durable. http://www.unac.org/fr link-learn /monitoring/susdev-background- sustain. Asp.

Université Sétif2

Page 104: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

57

:الثانيالفصل :وق اإلنسانـحقللتمكين واالنتفاع بالتنمية اإلنسانية المستدامـة شروط

:الثانيالفصل مقدمةفيها دورا مركزيا يف ممارسات اإلنسان العقود املاضية للتنمية، مل يكن حلقوق ه يف ن لنا الفصل األول أن يلقد ب

بالتوازي مع منظمات التنمية، ومل تكن أية عالقة بينهما، إال منذ قوق اإلنسان حبالتنمية، بل عملت املنظمات املتعلقة شامل، وكعملية توسيع للحريات فهومكمالنظري اأين أدى حتسني ممارسات التنمية وتطوره، أواخر التسعينات فقط

، وتطـور نـسان التنمية اليت كانت تتقارب من مبادئ حقوق اإلواخليارات إىل تعزيز املبادئ الفعالة اليت تقوم عليها قياسها ليشمل مؤشرات أخرى كمية ونوعية، وحصر ألهدافها ذات األولوية اليت البد من حتقيقها، من جهة، مـن مل

أدى النضال من أجل احلقوق املدنية والسياسة للفئات املهمشة بالسعي من أجـل حتـسني األوضـاع جهة أخرى التنمية إىل درجـة االنـدماج وبني ،حقوق اإلنسان، وبينها إىل وجود تكامل وترابط بني ، قتصاديةإلجتماعية وا اإل

.والتطابق بينهما

هاهـدف أوضح للتنمية البعد اإلنساين، و ى عطحقوق اإلنسان نقطة تركيز هامة للتنمية؛ مما أ بذلكفأضحتحبقـوق االنتفاعلوصول إىل من ااملتمثل يف خلق بيئة متكينية تسمح للجميع دون أي متييز ألي سبب كان والتمكيين بأن التنمية عملية للتمكني من خالله تأكد الذي 1986منذ إعالن احلق يف التنمية لسنة وقد توضح ذلك ، اإلنسان

املشاركة : وحدد هذا األخري جمموعة من الشروط اليت البد من مراعاا مثال. الالنتفاعمن حقوق اإلنسان ووسيلة لحاجات على املستوى اتمعي، مدى توافـق لعدالة التوزيعية التوفر املوارد الطبيعية، يز، الفعالة، املساواة وعدم التمي

1.اخل... )النسبية التنموية(درجة إشباع اإلنسان حلاجاته عمالسياسات والقرارات التنموية

،قوق، وتفعيلهاالوصول إىل التمكني من احلوأوضح بأن 1990جاء بعدها تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة للوصول إىل الرفاه اإلنساين واالنتفاع بالتايل باحلقوق الذي يعترب الغاية النهائية من حتقق احلريـة كغايـة بتوسـع

وهنـاك اسـتحقاقات ،واخليارات بال حدود ومتغرية -فراديكون عن طريق توسيع اخليارات املتاحة لأل . القدرات.توفر الفرص، وذلك ببناء القدرات، و-إضافية

من معلومات حول مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة بناءا على ما جاء به الفصل األول عالوة على ذلك، وللتنمية للوصول إىل اهلدف التمكيينحديد جمموعة من الشروط بتيف املبحث األول نقوم سوف كمقاربة شاملة

لتمكني اإلنسان من جمموعة من الضمانات واآلليات هي هذه الشروط جممل مع العلم بأن اإلنسانية املستدامة، نتطرق مثاآليت ذكر معظمها يف الفصل الثالثاملختلفة للتنميةعوقاتامل، واليت إذا حتققت ميكن هلا أن تواجه حقوقه

ن هذه إذما هي فيف املبحث الثاين إىل شروط إضافية أخرى ال بد من توفرها للوصول إىل االنتفاع حبقوق اإلنسان،إذا بعبارة أخرى، الشروط اليت من املمكن أن ختلق البيئة املالئمة والساحمة اليت متكن اإلنسان من االنتفاع حبقوقه ؟

فأين يظهر، أو . كان اهلدف اجلوهري للتنمية اإلنسانية املستدامة يئة البيئة التمكينية للجميع للتمتع حبقوق اإلنسان

.14/128وفقا للقرار 1986ديسمرب لسنة 04أنظر مواد إعالن احلق يف التنمية الصادر يوم -1

Université Sétif2

Page 105: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

58

وضمان مستوى التمكني احلقوقينية املستدامة يف تدعيم حقوق اإلنسان، وبالتايل الرفع ميكمن دور التنمية اإلنسانالشروط اليت تساعدها على ذلك؟ أهم وما هي حتقيق االنتفاع جبميع حقوق اإلنسان ؟

:حقوق اإلنسانمن شروط تمكين التنمية اإلنسانية المستدامة :األولالمبحث توسيع اخليارات لعملية اليت تعتربتنمية اإلنسانية املستدامة للأعاله يف الفصل األول من التعريف السابق املذكور

فضال عما ينبغي أن يفعلوه ضمانا لتنـامي ،أمام األفراد، أي ما ينبغي أن يتاح هلم، وما ينبغي أن تكون عليه أحواهلم املختلفة اإلقتـصادية، الظروف وأ،ري الشروط اإلنسانية إمنا تستهدف توف ةالتنميهذا يعين أن فإن ،مستوى معيشتهم

ما هي الـشروط ف ،من حتقيق حقوقه اإلنسانية اليت متكن اإلنسان اخل...والسياسية، واإلجتماعية، والثقافية، والبيئية، :هذا ما سوف حناول معرفته خالل املطالب األربعة اآلتيةبعبارة أدق ماهي مطالب التمكني؟ ؟لذلكةالالزم

:اإلنسانيةالقدراتتـوسيع مجالية : األولالمطلباملمكنة الفرصري، وتوفمن جانبالقدراتتنميةوذلك ب،فراداخليارات املتاحة لألن التنمية اإلنسانية توسع مبا أ

املاديـة، (القدرات يكون عن طريق تلبية احلاجـات تلك تنمية مبا أن و. لإلنسان من إعمال قدراته من جانب آخر فقط، وإن كان يساعد على زيادة القدرات ) الناحية املادية ( يؤكد أن األمر ال يتعلق بالنمو اإلقتصادي ما ) واملعنوية

.لقدرات حيقق احلرية كغاية ائية للتنميةلتوسع الومبا أن البشرية اليت تساهم يف بناءها جمموعة من احلريات الوسائلية، املنظور اجلديـد بأن يبني لنا ل مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة حووغريه مما جاء يف الفصل األول ،كل هذا

للتنمية املبين على قدرة الفرد يربط ما بني القدرات من جهة، واخليارات من جهة أخرى، وما بني هذين املفهومني من 1.جهة، ومفهوم احلرية من جهة أخرى، سواء تعلق األمر باحلرية مبعناها السلـيب، أو اإلجيابـي

مسألة تنمية القدرات اإلنسانية، مث نتناول يف الفـرع الثـاين ، يف الفرع األول يف هذا املطلب ناوللذلك سنت مسألة ضرورة إتاحة الفرص الستخدام أو توظيف القدرات اإلنسانية، بعدها نتطرق إىل مسألة ضرورة إعمال احلرية

. ثبني البدائل والفرص املتاحة يف الفرع الثاللالختيار

):المقدرة اإلنسانية( تنمية القدرات اإلنسانية وبناء: الفرع األولتطـوير فـإن ليست شيئا ميكن أن نفعله لألفراد، بل شيئا جيب أن يفعلوه ألنفسهم، مبا أن التنمية اإلنسانية

أن التمكني كعمليـة قدرات األفراد من أجل التنمية اإلنسانية املستدامة هو أحد الوسائل، أو الشروط للتمكني، أي الذي جيب أن يعمل على تنميـة على اإلنسان كفاعل يف عملية التنمية، أو على اإلنسان يف حد ذاته ،أوال ،يتوقف).ألداء وظيفة ماةالقدرات هي املعارف واملهارات واملوارد الالزم( قدراته

لألفراد قد تتطور، أو در وفقا أن هذه القدرات إال ، جتدر اإلشارة، بأن األفراد يولدون متساوين نسبيا يف القدرات وأنظمة الرعاية الصحية، وإعادة هيكلة ،التدريبو ،التعليم من خالل العنصر اإلنساين باالستثمار يف التأهيل ملستوى

ت اليت تساعد اإلنسان اإلمكاناحقل القدرات اإلنسانية يقصد ب لذلك 2...املؤسسات حبيث تشجع اإلستثمار والنمو

.حمبوب احلق، املرجع السابق-1. التابعي، املرجع السابقحممد كمال-2

Université Sétif2

Page 106: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

59

على اإلستفادة من تغذية سليمة، العيش ملدة طويلة، املشاركة بفعالية يف مجيـع نـشاطات اتمـع اإلقتـصادية، احلـصول علـى املـوارد و ،، أي إمكانية العيش طويال بصحة جيدة، وإمكانية التعليم ...واإلجتماعية، والسياسية

1.ةالالئقاإلستفادة من شروط احلياة األساسية من أجل

تتنـوع يف فهـي كـذلك لالختالف يف اخلصائص الشخصية، بني األفراد تكما تتفاو ات اإلنسانية القدرفخـالل نـشاط تتألف من جمموعة من احلاالت زائد وسائل حتقيقها من شكلها، ويف حمتواها، وهي مترابطة دوما،

من املأوى، أو من جتنب لباس، أو الغذاء، أو ال من متكن اإلنسان من احلد األدىن :واإلجتماعي مثل ،الفردياإلنسان حتقيق احترام الذات، أو املشاركة يف تقريـر :منها ما يكون أكثر تركيبا وذا وظائف إجتماعية مثلواألذى واألوبئة،

،لف األمور اليت ميكنه القيام ـا ف من حيث أداء الفرد، وخمت رالقدرة تع أن أي ، 2شؤونه العامة، أو حرية اإلختيار اليت تـرتبط وتقييم نوعية احلياة يكون من حيث القدرة على حتقيق قيمة األداء 3بسط األمور إىل أعقدها، من أ بدءا

4.)اآليت ذكرها أدناه(دوار التأسيسية للحرية يف التنمية األب

املتنوعـة، األفـراد وتطويرها تكون بتلبيـة حاجـات اإلنسانيةتنمية القدرات سار مب االهتماممع العلم بأن اليت ينظر إليها كحقوق مترتبة ألفراد اتمع، ...ةالروحية واملعنوي ، ، النفسية اإلجتماعية ، العقلية، البدنية( :تعددةوامل5.بشكل كبري النمو اإلقتصادييف حتقيقهااليت يساهم .ا ينجم عنه حتسني نوعية احلياةـمم

وظروفه وإمكاناته، ، والثقايف،اإلجتماعيهيطحميف إطار اإلنسانحياةمراحل كافة يكون عرب االهتمام هذا فلكل جمتمع استراتيجيته اخلاصة يف تنمية تلك القدرات ،من قيم وما يوفره من حوافز لتنمية القدراتوما حيرص عليه

منال بدإذستمرار يف الوفاء ا بصورة مستدامة،اليت ينبغي اإلومعنوية،اإلنسانية، وما تستلزمه من حاجات مادية.)استدامة القدرة(شروط الوفاء املناسب حباجاا التفكري يف حالة احلياة لألجيال القادمة وما يضمن هلا

نظرا للتفاوت يف املوارد واإلمكانات املتاحة، ورصيد املعرفة العلمية والتكنولوجية تتباين عملية تنمية القدرات ومما ،عات، كما تتباين بني الريف واملدن، وبني الشرائح اإلجتماعيةبني اتمعرب مراحل النمو اإلنسايناإلنسانية

القدرات للمقاربة اإلجتماعية بني على هتمام مبا يعرف بالنهج القائم إىل اإلأدى وهذا ما .ينعكس على قدرة األداء6.يع األصولوخاصة حمدودة الدخل والضعيفة من بينها من خالل توظيف املوارد وإعادة توز،الفئات املختلفة

تتحدد إىل درجة كبرية مبوارد اتمع وثقافته، ووعي مؤسساته اإلنسانية القدرات ة، ومما سبق قوله فتنمي إذن. ، اليت سيأيت ذكرها أدناهباملتطلبات املتكاملة واإلحتياجات املتنوعة لشروط التنمية اإلنسانية

1-p19. ,Rapport mondial sur le développement humain 2000, Op.Cit.حمبوب احلق، املرجع السابق-23- and human DevelopmentThe capability Aproach,Sabina Alkire

http://hdr.Undp.org/en/media/alkire hd capabilities.pdf.4-."A Balanced view of development as freedom",Bertil Tungodden

http://www.pucp.adu.pe/departamento/economia/images/documentos/ddd210.pdf..39-38حامد عمار، املرجع السابق، ص -56-",The capability approach and welfare policies",Ingrid Robeyns

http: //www.ingridrobeync.nl/Downloads/Bologna.pdf.

Université Sétif2

Page 107: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

60

التنمية اإلنسانية توسع قدرة اإلنسان على بلوغ أقصى مـا مما يتضح لنا بأنه من منظور القدرة اإلنسانية فإن هـذا . ميكنه بلوغه كفرد، أو كمجتمع من خالل زيادة إمكانياته اليت تشكل القدرات اإلقتصادية جانب منها فقط

التعامل اإلرتقاء بقدرات األفراد واجلماعات يفالتعريف للتنمية اإلنسانية يقربنا أكثر من معىن التمكني الذي يقصد به .ورفع املوانعالتمكني يعين اإلقدارمن منظور القدرة مبعىن أدق . مع والتأثري يف املؤسسات اليت تدير شؤون حيام

حىت يتمكن األفـراد شرط لرفع مستوى األداء وتطويرهاالقدرات اإلنسانية االهتمام بتوسيع إن ف لذلك كله، ويف السياسية، أو لالسـتفادة مـن هـذه ،اركة يف منظمات اتمع املدينمن املسامهة بفعالية يف هذه التنمية، واملش

،فهذا خيلق فرصا أكرب من كوا فرص إقتصادية ...استمتاع بالراحة ،إجتماعية ،القدرات يف جماالت أخرى ثقافية 1.حلقوق اإلنسانوهذا دعماويؤدي إىل اكتساب القدر الوايف من الطاقات والثقة بالنفس والوعي، وإجتماعية فقط،

:لتوظيف القدرات اإلنسانيةلالزمة إتاحة الفرص ا:الثانيالفرع المـساواة لف،إن الفرص املتاحة تكون يف توزيع الدخل، والتعليم، والصحة، واحلظوظ األكثر توفرا يف احلياة

أي ، نوا عليه، أو ما ميكن هلم فعله املفرطة يف الفرص املواتية، واحلظوظ احلياتية تأثريا مباشرا فيما ميكن للبشر أن يكو تظهر التفاوتات احلادة املبنية على أساس الثروة، واملنطقة، ةالالمساواحيث أن و. يف الكفاءات البشرية القابلة للتطوير

فهي تتفاعل .واجلنوسة، والرابطة العرقية، إىل جانب مؤشرات أخرى على احلرمان من فرص التكافؤ ال تعمل يف عزلة2.دورات من احملرومية، والتفاضلية تنتقل من جيل إىل آخرخللق

لذلك ال بد من توفري الفرص املتاحة الستخدام القدرات الكامنة، وضمان املساواة يف إتاحتها، لتقليص الثغرات يف الفرص، وختفيض الالمساواة، والتغلب على التفاوتات يف احلظوظ احلياتية على حنو أشد وضـوحا يف تـصميم

3.ستراتيجيات املستلزمة لتخفيض الفقراإل

املادية والبشرية املوارد توظيف و،والتشريعاتالسياساتاختاذ و،املؤسساتتنظيم لن يكون إال عن طريق هذاالسلع واخلدمات، واملعرفة اليت تستهدف التحسني املستمر حلالة التنمية اإلنـسانية، أي تتعلـق إىل توفري مبا يكفل

واملؤسسات الوطنية، واحمللية ،بأنواع السياسات ،واخلدماتإلنتاج السلع ةت من املوارد املادية الالزم جانب املدخال حالة كينونة تتعلـق تعترباليت الالبعد الثاين ملفهوم التنمية اإلنسانية كعمليةشكل ، ما ياليت تقوم بتنفيذ عملية التنمية

.)الرفاهوشروط الكينونة توفر بأوال تعلق يلتمكني ابأن لنا كد يف هذه النقطة يتأ( 4.بالقدرات فقط

:املناسبة هلاالتنمويةووضع السياسات والربامجاتاملؤسسنوعيةتطوير : أوال

بـشر مث توسيع الفرص لل ،واملساعدات املختلفة ،واألدوات ،ن تكوين القدرات اإلنسانية يكون عرب الوسائل إوهو الذي يـضمن ،Institutional frameworkكد على اإلطار املؤسسي الستخدام هذه القدرات، وهذا ما يؤ

1 - Philip Pettit,Capability and freedom:ADefence of sen.http://socpol.anu.edu.au/pdf-files/w13.pdf..59و54سابق، ص الرجع امل، 2005قرير التنمية البشرية العاملي لعام األمم املتحدة اإلمنائي، تبرنامج-2.52املرجع نفسه، ص-3

.49، ص السابقاملرجع حامد عمار،4-

Université Sétif2

Page 108: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

61

إىل جانـب ،والقواعد،والنظم ،واإلطار املؤسسي يضم التشريعات .فرادويصوا لأل ،حيميهاوحتقيق أهداف التنمية 1.وتوفرها،املؤسسات اليت تصون األحقيات

اخل، تعتمد مبدخالا يف ...املرافق العامة،و اكل السوق، التشريعية، والقانونية، وهيهناك العديد من املؤسسات ى توزيعها بني خمتلف املناطق، وعلى مـدى دمعلى عملية التنمية على مدى كفايتها يف أداء خدماا كما ونوعا، و

عاملني ـا ، هذا فضال عن توافر القدرات العلمية، والفنية، والتنظيمية لل إتاحة االنتفاع ملختلف الشرائح اإلجتماعية :واملهينعلى خمتلف مستويات التركيب الوظيفي

فهو حجر األساس الذي ،يشكل القانون صلب عملية التطوير املؤسسي :القضائيةواملؤسسات القانونية -وكفاءة مؤسسات الدولة، ألـا متثـل ،تبىن عليه مؤسسات احلكم األخرى مبا يف ذلك نزاهة وعدالة التمثيل النيايب

.ة القانونسياد، والسيما احلقـوق وأن يكون متوافقا مع حقوق اإلنسان األساسية ،فعلى القانون أن يكفل حقوق املواطنني

فالتـشريع، أو . املتصلة حبرية التعبري والتنظيم، والقضاء املستقل هو من حيميها ويكفلها بتنفيذه حكم القانون برتاهة قوق اليت ينبغي أن يتمتع ا اإلنسان وميارسها، واليت تعترب املرحلـة األوىل القانون هو من يقوم بعملية اإلعتراف باحل

من قبل األفراد، خاصة وأنه هناك الكثري من القوانني التمييزية اليت تتطلبها للمطالبة ا والسابقة على مرحلة التمكني .اليت متنع متكني العديد من الفئات من االنتفاع حبقوقها

ية فاعلـة تشريعسإن حترير الطاقات اإلنسانية يتطلب متثيال سياسيا شامال يف جمال :والتشريعمؤسسات التمثيل -.تقوم على انتخابات حرة وأمينة، وكفؤة، ومنتظمة

والبحث العلمي، ومؤسسات أخرى ، اإلسكانالتعليم، الصحة، : لتفعيل اخلدمات األساسية مثل :املرافق العامة -.الضمان اإلجتماعياألمن وو،لتمويل العاملزيادة اإلنفاق العام، وا

البد من إزالة العقبات اإلدارية، والقانونية أمام هذه املؤسـسات، :اإلعالم ومنظمات اتمع املدين مؤسسات -خاصة مؤسسات اتمع املدين اليت البد أن تكـون مواردهـا ،واستغالهلا حىت تكون حرة ومستقلة، ومسؤولة

. ذاتيةمن خالل سياسة مرنة وحمفزة، وخلق بيئة مالئمة متكنه من االبد من تعبئة إمكانا :طاع اخلاص القمؤسسات -

، العمل املشترك مع مؤسسات القطاع العام، خاصة يف جمال البحث والتطوير التقاين لتطوير املهارات اإلنـسانية 2.ولزيادة فرص العمل

لتهيئة ظروف للمؤسسات وإجتماعية، ودولية،ت وبرامج إقتصادية سياسا البد من وضع ،أعالهقوله مما سبق أثره له نمو اإلقتصادي الوتعزز قدرة اإلنسان على حتقيق ذاته وكينونته، وذلك بتنمية حاجاته املادية، واملعنوية، مواتية

.29، ص 2003، جامعة اإلسكندرية، ط)حتليل نقدي(التنمية البشرية، وقضايا النظرية واملنهجية حمروس خليفة، -1، املرجع السابق، 2002ي، الصندوق العريب لإلمناء اإلقتصادي واإلجتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائ -2

.113-105ص

Université Sétif2

Page 109: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

62

مساحة احلريـة لزيادته، يةالقدرات اإلنسانتوسيع لفرص املتاحة اليت تساعد على اةزيادمن حيثو،يف الزيادة املادية .وإن كان النمو اإلقتصادي ليس غاية يف حد ذاتهلألفراد ليعيشوا احلياة اليت خيتاروا ويقدروا،

إجياد الفرص الكافية يف البيئة اإلقتصادية، واإلجتماعية الستخدام القـدرات اإلنـسانية يتطلب تمكني فال ،ومنهويتم ذلك .تغيريات يف البيئة القانونية، واملؤسسية اليت يعيش يف كنفها اإلنسان بشكل فعال، لذلك البد من إحداث

من خالل إطار العمل السياسي يوفر احلقوق األساسية لإلنسان، مما يشبع حاجاته املتنوعة، وحيـافظ علـى البيئـة .قاوكل هذه املؤسسات الفاعلة للتنمية سنتناول دورها بالتفصيل الح.والكرامة اإلنسانية

:املتاحة يف اتمعملواردالوصول إىل انضما: ثانيااملؤسسات والسياسات تأيت املوارد اليت البد من استثمارها واستغالهلا، ألا مـن تولـد الثـروة، ىل جانب إ

ـ أن كل دولة على تتوفر إمكانية استدامتها ، واليت حىت لتنمية تلك القدرات اإلنسانية مواإلنتاج الالز افظ علـى حتهـذه ، ) لمواردلالندرة النسبية ( وما متتلكه من موارد منهاكل ل، ف تفاعل مع املتغريات العاملية تالداخلية، و هاموارد

على أنواع هذه املوارد 1،)الالمساواة الفعلية ( الواقع يفبني الدول ساواة املوجود عدم تساعد على من هي األخرية:ومتعددة،خمتلفة

املال مهما كان س، ورأ العاملة، وكذلك اخلربات واملهارات اإلدارية اليت تتضمن القوى :والبشرية اليةملوارد امل ا-. مصدره حىت ولو كان عن طريق املساعدات اإلنسانية

تتضمن األرض مبا حتتويه من معادن وبترول ومياه وموارد بيولوجية، سواء كانت هذه املـوارد :املوارد الطبيعية -،والتجـارة ،والصناعة ،اليت جيب استثمارها بأمثل كفاية إنتاجية يف قطاعات الزراعة . غري متجددة متجددة، أو

ظيف الكفء للمعـدات و، والت مع االحتراز من اآلثار اجلانبية للتلوث نتيجة لسوء توزيعها ،والنقل واملواصالت 2.هذه املواردالتكنولوجية الستغالل

تلبيـة االحتياجـات السلع واخلدمات لتوزيعها إنتاج، أو املتاحةص املوارداهلدف األساسي لتخصيمبا أن 3.تتجاوز الكمية املتاحة من املوارداليتحتياجاتاإلترتبط مبدى وجود النسبية جند ندرة املوارد فإننا ،اإلنسانية

التنمية، حيـث أـا فيما يتاح من موارد ومدخالت يف عملية دور كبري سواق الدولية جتدر اإلشارة بأن لأل تحول بسياساا وقيودها دون استفادة دول اجلنوب من الفرص املتاحة دوليا، ألثرها على اإلنفاق اإلجتماعي الذي

كربمن أتعترب اليت والصراعات يعزز القدرة البشرية، باإلضافة إىل أعباء الديون وخدمتها، وهجرة اليد العاملة املؤهلة، .لدول النامية، ويف قدرا على التنافس، واليت سنتطرق هلا أدناهاملتاحة لتنمية اوارد املعلى عوقات اليت تأثرامل

ن عملية التمكني تتطلب إىل جانب وضع الـسياسات والـربامج املالئمـة لتلبيـة بأ ،يف األخري قولميكن ال ونظرا للـدور ،الطاقات اإلنسانيةلتغالإلتاحة أفضل الفرص املمكنة السةتوفر املوارد الالزم ،حتياجات اإلنسانية اإل

الذي تلعبه هذه املوارد يف تلبية احلاجات اإلنسانية املختلفة، فإا اعتربت من أهم العناصر األساسية اليت تعزز البيئـة

.237ص، 2007، دار املطبوعات اجلامعية، اإلسكندرية، طبعةاملنظمات الدولية-حق املساواة يف القانون الدويلحممد مصطفى املغريب، -1.24الكرمي علي عبد ربه، حممد عزت حممد إبراهيم غزالن، املرجع السابق، ص حممد عبد -2.25املرجع نفسه، ص -3

Université Sétif2

Page 110: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

63

ف لتحسني نوعية احلياة، وثانيا، البد من حتمل تكـالي ةأوال، من الوصول إىل املوارد الالزم البد ، التمكينية، حيث فـال ميكـن . على ضرورة وجود مناخ دويل مالئم كمع التأكيد بدون ش 1.املوارد الالزمة لتحسني رفاهية األفراد

. االستهانة بأمهية العوامل اخلارجية والنظام الدويل القائم يف حتديد حالة احلرمان والرفاه اإلنساين

:اإلنسانحقوق من لتمكين لأساس كإعمال مبدأ الحرية : الفرع الثالثفال ميكن إطالقا تصور تنمية إنسانية ،على مبدأ احلريةترتكزلقد جاء يف الفصل األول بأن التنمية اإلنسانية

عملية هي فهمها على أا A.Sen)ى ذلكيركما (ن أفضل طريقة لفهم التنمية لذلك فإ.دون وجود احلريةحتياجات األخرى اليت يتطلبها اإلنسان وهو لوسائل يف حتقيق اإلمن أفضل االيت تعترب اإلنسانيةلتوسيع نطاق احلريات

.يسعى لتنمية قدراته وطاقاتهاحلرية لكامل حمتوى حقوق نطاقوبلغة منظومة حقوق اإلنسان يتسع ،التنمية اإلنسانية املستدامةمن منظور

ويربطها بفكرة املواطنة، -قهرمبعىن التحرر من ال-والسياسيةحلريات املدنيةال يقصرها على ااإلنسان، أي مبعىن التحرر من مجيع أشكال احلط من قتصادية، والثقافيةجتماعية واإلاحلقوق اإلها إليل يضيف ، بوالدميقراطية

وأنه مل يعد للتصنيف أمهية عملية حلقوق ،خاصة2؛اجلوع، واملرض، واجلهل، والفقر، واخلوف: الكرامة اإلنسانية مثلووجود حقوق اعتربت النواة الصلبة حلقوق .ت مبدأ عدم جتزئة حقوق اإلنسان واحلريات األساسيةاإلنسان بعد ثبو

3.اإلنسان وفق القانون اإلنساين مينع تصنيفها

( ا السليب ـأحدمها احلرية يف جانبه لتمتع باحلرية بعدان أساسيان ليتضح بأنه ،احلرية من خالل اتساع نطاق من العوائق، والقيود اليت حتول دون توفر االحتياجات، ومنو الطاقات كالتحرر من اخلوف، الذي يعين التحرر ): النايف

ومع هذا التحرر تتاح الفرص ملمارسة البعد الثاين وهو احلرية يف . ، واملرض، ومن قسوة الطبيعة، وقهر السلطة والعوزلى الفعل، وعلى التعاون يف العمل املشترك من الذي يؤدي إىل القدرة على اإلختيار، وع ): الفاعل( جانبها اإلجيابـي

.خالل احلوار وعقالنية القرارمعرفة كيف أن التنمية كعملية الفرعهلذا كله، وإنطالقا من مفهوم احلرية الذي له معنيني سوف حناول يف هذا

.بعاد للتنميةتوسيع للحريات ميكن هلا أن ترفع من مستوى التمكني احلقوقي، للوصول إىل هذه احلقوق كأعلى أن التنمية اإلنسانية، ال تكتمل دون التمتع باحلريات، واحلقوق 1991يؤكد تقرير التنمية اإلنسانية لسنة

موجبا بينهما يف األغلب، واألعم؛ وهذه احلقوق، واحلريات هي جوهر إنسانية ارتباطإويرى أن مثة اإلنسانية، بل، وإىل معدالت عالية من عوائد النمو لألفراداملؤدية إىل تفجري القدرات املنتجة من العواملااإلنسان، فاالستمتاع

.قتصادياإل

-1Jonathan Makuwira, Development in practice, volume16, number2, april 2006. Development andfreedom? http://www.gocq.com/BD/user media/document/3.pdf.

برنامج اخلليج العريب لدعم منظمات األمم املتحدة، تقريـر جتماعي،قتصادي واإل ج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل برنام -2.58، ص".حنو احلرية يف الوطن العريب"، 2004التنمية اإلنسانية العربية لسنة

3 -Emmannuelle Bribosia et Ludovic Hennebel: classer les droits de l’homme : penser le droit,Bruylant, Bruxelles 2004 pp19-20.

Université Sétif2

Page 111: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

64

وينمي دعم الثقة بالنفس، يستثمار الفعال يف القدرات املختلفة يؤدي إىل اكتساب قدر أكرب منها، وباملقابل، اإلا من املشاركة يف حتديد اهلدف، وصناعة بدء،مشاركتهم يف مسرية جمتمعهميفعل ، ووعيهم، وت األفرادطموحا

فرص لألفراد القرار إىل التنفيذ، ومراقبة حتقيقها، وانتهاءا باملشاركة يف الثمار، وعوائد التنمية العادلة؛ ومن مث تتاح 1.أوسع للتمتع، وزيادة مطردة من احلقوق، واحلريات العامة، والشخصية

الذي يتعني أن يتحدد نسبة إىل قدرة الشخص على حتقيـق أمنـاط في سياق املقاربة األوسع للرفاه اإلنساين فأن حيصل على تغذية سليمة، ويكون خاليا من األمراض اليت ميكن تفاديها، ومشاركا يف اتمـع، يف : احلياة املختلفة

صـياغة رف على مخس حريات وسائلية جـديرة باالعتبـار يف عوألسباب عملية أمكن الت . ومتمتعا باحترام الذات والنظر إليها على أا شروط على املؤسـسات الـيت ؛السياسات، حيث تتكامل يف بناء القدرة على احلياة يف حرية

: وهي كالتايل2.يقيمها اتمع لألفراد ملمارسة حياممن فرص لتقرير من ينبغي أن حيكم، ووفـق أي مبـادئ، ستتصل مبا يتوافر للنا : احلريات السياسية : أوال

.وتشمل أيضا القدرة على مراقبة السلطات، ونقدها، والتمتع حبرية التعبري السياسي، ووجود صحافة حرة، لتوليد فـرص تقتصاديااليت ميكن فهمها على أا الطرق اليت تعمل وفقها اإل : قتصاديةالتسهيالت اإل : ثانيا

.وحتسني توزيع الثروة،الدخلاليت يضعها اتمع للتعليم، والرعاية الصحية، واللذين يؤثران إىل الترتيباتاليت تشري: جتماعيةالفرص اإل: ثالثا

.كما تشري إىل ضمانات الشفافية، واألمن احلمائي.على حرية الفرد األساسية ليعيش حياة أفضلحول ما جتماعي بني األفراد، واليت تستند إىل فهم متفق عليه اليت حتمي التفاعل اإل : ضمانات الشفافية : رابعا

. يعرض على هؤالء من األفراد، وما يتوقعون احلصول عليهجتماعي املناسبة للمجموعات الـضعيفة يف الذي يتعامل مع توفري شبكات األمن اإل : األمن احلمائي : خامسا

3.اتمع

لنـاس مـن اخلمسة هي اللبنات األساسية تمع دميقراطي، واليت تؤدي إىل متكـني ا الوسائلية هذه احلريات ألا تشكل وسيلة للوصول إىل وهلا أمهية كبرية 4.اكتساب القدرات اإلنسانية، وتوظيفها يف حتقيق احلياة اليت يريدون

فالناحية األخالقية ملفهوم التنمية اإلنسانية .مبدأ احلقوق، والفرص اليت تساعد األفراد على توسيع احلريات، وقدراا 5.الناس، والتمتع ا حقاهو إصرارها على توسيع حريات

.44-43، صالسابقاملرجع،حامد عمار-1.2002-283العدد ،جملة املستقبل العريب"التنمية اإلنسانية، املفهوم و املقياس،" ،نادر فرجاين-23-11-10p.,1999,new York,University press,rdOxfo,Development as freedom,Amartiya Sen

4 - By John Gay, Development as freedom:Avirtuous circle?http: www.afrobarometer.org/paper/afropaperNo29.pdf.5 - Amartiya sen, Development as freedom, 1999, on nouveau modern économique développement,justice.http:// laurechantrel.free.fr/MASS/ senresume.pdf.

Université Sétif2

Page 112: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

65

ستبداد، كمصادر إلفتقاد احلرية كالفقر، واإلاحلريات الوسائلية هي إلزالة كل املعوقاتهلذا لكله، ومبعىن آخر، مما يتيح بيئة تـسمح اخل...وشح الفرص اإلقتصادية، واحلرمان اإلجتماعي، والتطرف، والغلو، وإمهال املرافق العامة

مما ميهد بدوره إىل . نسان بتمكني األفراد من اكتساب القدرات، لتوسيعها حسب القدرة لكل فردحبقوق اإلنتفاعباال.ع بدورها اخليارات أمام األفرادتوساحلرية كغاية النهائية اليت

التنمية اإلنسانية املستدامة، وحقوق اإلنسان يتقامسان هدف ضمان احلرياتبأن القولبما يسمح لنا فحقوق اإلنسان تعرب عن الفكرة اجلريئة بأن كل األفراد هلم احلق يف احلصول على أنظمة اجتماعية حتميهم .األساسية

من جهتها التنمية اإلنسانية دف إىل زيادة القدرات ،من التعسف، واحلرمان، وتعطيهم حرية العيش يف كرامةفإذا كانت التنمية اإلنسانية ترتكز ،رام، والكرامةاإلنسانية، وتوسيع اخليارات، والفرص لكل واحد للعيش يف االحت

على تقع فإن حقوق اإلنسان نفسها متثل الديون اليت .على تدعيم القدرات، واحلريات اليت يتمتع ا أعضاء اتمع1.فهما إذن مفهومني متكاملني، ومتالئمني.جتماعية من أجل ضمان القدرات، واحلرياتاألنظمة اإل

احلرية (الغايةهإن السعي وراء القدرات، واستيعاب احلقوق يعد أمرا حيويا إلجناز هذخالصة القول،فأن يكون الناس أحرارا ملمارسة خيارام، واملشاركة يف صنع القرارات اليت تؤثر على حيام، فذلك ؛)اإلنسانية

متبادل، للمساعدة يف تأمني الرفاهية، اآلخر، بشكلايصب يف التنمية اإلنسانية وحقوق اإلنسان، اللذين يعزز أحدمه2.والكرامة لكل الناس، وبناء احترام الذات، واحترام اآلخرين

فاحلرية باملعىن السليب تزيل كل املعوقات خللق بيئة تسمح باالنتفاع، وهذا بدوره ميهد للحرية باملعىن اإلجيـايب ، أي احلرية السلبية خلقت -نتفاعد كوحدة، أو عامل يف اإل الفر -القدرات عفتوس ،لتحقيق اخليارات بتوفري الفرص

احلرية اإلجيابية، وبالتايل االنتفاع بالقدرات اإلنسانية اليت تعترب حقوق لألفراد، ممارسةللتمكني من الظروف املالئمة .ثنني معارى، أو اإلفاملقدرة البشرية تشترط احلرية سواء كانت هدفا قيما حبد ذاته، أو وسيلة لبلوغ األهداف األخ

:الديمقراطيةتحقيق : المطلب الثالث"الدميقراطية املشاركتية"لبحث عن احلكم الراشد وضع آليات لشكل جديد من الدميقراطية ن اإ

Démocratie participative على املستوى الوطين، وما فوق الوطين من أجل معاجلة أزمة الدميقراطية ) (هذا النوع اجلديد من الدميقراطية ال جيب أن حيل حمل الدميقراطية التمثيلية، ولكن )(Représentativeالتمثيلية

، كما جاء ذكره سابقا يف ومن متطلبات هذا النوع من الدميقراطية3.يتعايش معها من أجل تعميق احلياة الدميقراطية

1 - Rapport mondiale sur le développement humain 2000, op.cit, p02..09، ص"شريةوضع التكنولوجيا يف خدمة التنمية الب"، 2001تقرير التنمية البشرية العاملي للعام ،برنامج األمم املتحدة اإلمنائي-2

3-Chaire de recherché du Canada en mondialisation, Citoyenneté ET Démocratie, Document detravail de la chaire mcd.Numéro 2004-02, p16.

من 02اركتية، واملادة ليت تكرس مبدأ الدميقراطية املشا2003/جويلية /18من مشروع املعاهدة اليت تنجز دستور ألوروبا يف 46املادة : أنظر.40ص.01، املرجع نفسه، هامش رقم 11/09/2001امليثاق الدميقراطي ما بني الدول األمريكية الذي مت تبنيه يف

Université Sétif2

Page 113: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

66

سلطة عرب انتخابات دورية، وفصل بني ضرورة وجود مؤسسات متثيلية، وأحزاب سياسية، وتداول للالفصل األول،.لقضاء، و جمتمع مدين ناشط، وفعالاالسلطات الثالث، ووسائل إعالم حرة ومستقلة، واستقالل

هل يعترب احلكم الدميقراطي من شروط حتقيق التنمية اإلنسانية مما سبق، ومن النصوص الواردة بإعالن األلفية؟ بعد أن جعل املفهوم والفقراءت الضعيفة واملهمشة كاملرأة، واألقليات، للتمكني من حقوق اإلنسان، خاصة للفئا

تتم ةتنمي،وليس لفئة معينة فقط،فالتنمية جلميع الناس.املشاركة جانب مهم من جوانب التنميةاجلديد للتنمية :يف هذا املطلبمن فروع ما سنوردههذا ما سوف حناول معرفته يف هذا املطلب من خالل.بواسطتهم ومن أجلهم

.المشاركةللتمكين منكشرط الديمقراطية : الفرع األول وبأا مفهوم مـرتبط ،املشاركة مبدأ من مبادئ حقوق اإلنسان اليت تقوم عليها التنمية اإلنسانية املستدامة إن

، من هنا أتت حقوق اإلنسان لذلك هناك عالقة توافق بني التنمية والدميقراطية مما يعزز . باتمع املفتوح والدميقراطي 1.أمهية الربط بني التنمية والدميقراطية، ألن هذه األخرية هي من توفر املشاركة الشعبية

أي نطاق األشياء اليت يستطيع ،أن الشيء اجلوهري لتوسيع اخليارات اإلنسانية هو بناء القدرات اإلنسانية كما فضمان كرامـة البـشر ، يكون قادرا على املشاركة يف حياة جمتمعه وأهم القدرات أن ؛الناس أن يفعلوها يف احلياة وأن يكونوا قادرين على تلـك ،يف تكوين قواعد املؤسسات اليت حتكمهمحرية املشاركةيتطلب أيضا أن يكون هلم

.املشاركةم على قدم الفئات املهمشة واألقل حظا بإتاحة فرص هلخاصةاألفراد يف اتمع،متكني مجيع فمن الضروري

أو من خالل مؤسسات شرعية وبسيطة متثل ،املساواة يف صنع القرارات اليت تؤثر يف حيام سواء بشكل مباشرولطرح مهومهم تعبريا عن اخليارات اليت ،ألا تسمح هلم بإدراج مطالبهم على جدول أعمال احلكومة،مصاحلهم

. يفضلوا كحصيلة ائية لعملية صنع القراراتتتطلب وجود حقوق مدنية وسياسية إلتاحة . دميقراطية تتطلب ما هو أكثر من جمرد انتخابات للحكوماتفال

جمال للمشاركة الفعالة مع وجوب أن تتساوى فرص املشاركة السياسية للفئات الضعيفة، واملهمشة، وباألخص :التالية من املشاركة، ذا تتضح أمهية متكني الفئاتلتمكينهم يف اتمع.للنساء، واألقليات

:ات من املشاركةـن األقليـمتكي:أوالوإن كـان ،الدميقراطية هي النظام الوحيد القادر على معاجلة مشكالت األقليات بطريقة سليمة ومنـصفة إن

،ةجتماعييف مواجهة خصوصيات النظم اإلواستنادا إىل مبدأ عاملية حقوق اإلنسان. اليوم تعاين من صعوبات يف ذلك.1993فال بد من التمسك مبا جاء يف إعالن فيينا لعام . قتصادية اليت تتجسد فيها والسياقات اإل ،والتقاليد التارخيية

قتصادية اخلاصـة بكـل وملستوى التنمية اإل ،جتماعيألن أساليب ممارسة الدميقراطية ميكن أن ختتلف تبعا للنظام اإل 2.بلد

جوان سنة 25-14من إعالن وبرنامج عمل فيينا صادر عن املؤمتر الدويل حلقوق اإلنسان املعقود يف فيينا 08الفقرة األوىل املادة : أنظر-1.ربط برنامج وعمل فيينا بني التنمية وحقوق اإلنسان، مث بينها وبني الدميقراطية، أين04-03ص ،1993

.09اجلزء األول، الفقرةإعالن وبرنامج عمل فيينا،: أنظر-2

Université Sétif2

Page 114: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

67

لضمان ،خاصة من أجل إدماج اتمعات األقل متثيال بسبب التمييزفتوسيع املشاركة يتطلب كذلك تدابري، وهذا للقضاء على إقصاءفيجب أن ال تكون الدميقراطية فقط لألغلبية، احترام حقوق اإلنسان بالنسبة للجميع

يد من نت الدراسات أن هذا اإلقصاء هو سبب العديببعد أن .األقليات من املسامهة السياسية يف عدة ميادين1.والتسعينيات،الصراعات املسلحة يف سنوات الثمانينات

فالدميقراطية تستلزم . األقليات تشكل حتديا كبرياو اإلدارة الدميقراطية للعالقة بني األغلبية اليوم هلذا باتتتكون اندماجية فيجب أن ال تكون الدميقراطية فقط لألغلبية، بل ال بد أن.وحقوق األقليات،احترام التنوع الثقايف

السياسات اليت تشجع على دمج ومشاركة كل املواطنني مبا فيها اموعات ألنه اتضح بأن 2.إلدماج حقوق األقلياتوذا املعىن . ذوي هويات ثقافية متعددة ومتنوعة تضمن التالحم واالنسجام اإلجتماعي وحيوية اتمع املدين والسالم

فإا . وحيث أا ال ميكن فصلها عن إطار دميقراطي،د السياسي على واقع التنوع الثقايففإن التعددية الثقافية هي الر3.تيسر املبادالت الثقافية وإزدهار القدرات اإلبداعية اليت تغذي احلياة العامة

:ةـاء من املشاركـن النسـمتكي: ثانياعلى التمييز ضدهاءوالقضا،اركة السياسيةهي من تساعد على متكني املرأة من ممارسة حقوق املشالدميقراطية

.)ها جنسها من التصويت يف اإلنتخابات تفتقر إىل التنمية اإلنسانيةدواملتعلمة اليت يستبع،ملرأة الثريةفا(نتشار والعميق اإلحتدياا يعين إعطاء املرأة احلق يف جتاوز التفاوت الواسع عوائق التنمية و منفعدم متكني املرأة

4.والتنمية اإلنسانية املستدامة،من أكرب عوائق الدميقراطية، والذي يعد الرجل واملرأةبني

،جتماعيةواإل،قتصاديةقل استفادة باحلقوق اإلواأل،والفقر،هن األكثر عرضة للتمييزفكما سبق الذكر، النساء اصة الثقافيـة خ،نامية تواجه عقبات كثرية وباخلصوص املرأة يف الدول ال . والسياسية ،والثقافية لغياب احلقوق املدنية

كبري يف قضية املشاركة يف عمليـة هن ال دورال بد من متكني النساء ل نصف طاقات اتمع وحىت ال يتم ميش . منهااألوىل للتنمية فومتكينها من األهدا ،اعترب احلق يف املساواة اجلندرية وحتقيق ذلك للنهوض حبقوق املرأة أين ،التنمية

. هذا ما سيأيت التفصيل فيه الحقا.إلنسانية املستدامةاكلما اتسع نطاق املشاركة العامة يف صنع القرارات حول كيفية وأماكن إنفاق املوارد ثبت يف الواقع بأنه لقد

5.كلما أدى هذا اإلنفاق إىل حتسني املستوى املعيشي لعدد أكرب من السكان، القليلة املتاحة

1- Rapport mondiale sur le développement humain2000 , Op.Cit, p.p07-08.2- Ibid,P57.

املـؤرخ يف -الدورة احلادية والثالثني -الصادر عن املؤمتر العام لليونسكو بشأن التنوع الثقايف، يمن إعالن اليونسكو العامل 02أنظر املادة -3،ص ."احلرية الثقافية يف عاملنـا املتنـوع " ، 2004برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة ، وأنظر 2001نوفمرب 0247-50.

.120ص .2000، موسوعة عاملية خمتصرة، األهايل للطباعة والنشر والتوزيع، طبعة اإلمعان يف حقوق اإلنسانهيثم مناع، هيثم مناع، -4

http://www.cipe-arabic.org/files/htm/art1106.htm.الري دياموند، حتمية احلكم الدميقراطي الصاحل-5

Université Sétif2

Page 115: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

68

غري بالربازيل ساعدت الدميقراطية املشاركتية املستجيبة جندريا على مشاركة املواطنني يف وضع بورتو ألي:مثالوخالل السنوات السبع األوىل هلذه ،ميزانيات البلدية على إعادة توجيه اإلنفاق إىل أولويات التنمية اإلنسانية اهلامة

وتضاعفت تقريبا النسبة املئوية ، )%98ىل إ%80(التجربة زادت نسبة األسر اليت حتصل على خدمات مياه منفالدميقراطية املشاركتية تساعد على توجيه اإلنفاق .)85%إىل %76(للسكان اللذين حيصلون على صرف صحي

1.اإلنصاف بني اجلنسنيمع ،واحمللية،العام توجيها أكثر فعالية عند وضع امليزانيات الوطنية

كانت األكثر طموحا للمبادرة الدميقراطية الالمركزية يف اهلند أين حولت ، 1996ووالية كرياال اهلندية يف 2.من االس القروية، والبلديات1214اهلند املوارد، والسلطة إىل والية كرياال ل

السعي املتواصل لتأمني ضروريات احلياة والكفاح املستمر للتغلب على احملن املرتبطة مما سبق ذكره، يبقى حىت ولو ،جتماعيةواإل،وأنواع العنف ال يسمحان أبدا باملشاركة يف احلياة السياسية،واألمراض،وعواجل، بالفقر

جتماعية الذي واإل،ستبعاد من احلياة السياسيةولن ميكن القضاء على اإل، أو اجلماعي احملدود،على املستوى احملليويفضل قدرة ،ملشاركة املستمرة يف حياة اتمع احملليوبا،يصيب الفئات املهمشة إال بالقضاء التدرجيي على الفقر

3.والتأثري يف القرارات املتعلقة م،واجلماعات على معرفة حقوقهم،األفراد

لن يتم الوصول إىل مستوى مشاركة املرأة إال بعد حتقيق مستويات أخرى سابقة لتمكني املرأة من وهذا ذي يعترب اخلطوة املفتاح، أو اخلطوة األساسية يف إمكانية حدوث أي تغيري الاملشاركة، وهي تتمثل يف مستوى الوعي

األرض، والقروض : يف اتمع مثليف الوضع القائم، ومستوى إمكانية احلصول على موارد التنمية واإلنتاج املتاحةبق ملستوى الوعي لتحسني فإذا اقتصرنا فقط على اخلدمات الرفاهة كمستوى أول السا.اإلنتاجية، والعمالة واخلدمات

، فإن هذا سيؤدي إىل مشاركة املرأة السلبية يف .)أي خدمات الصحة والتغذية والتعليم والعدل( أحوال املرأة لن تتحقق رفع مستوى الوعي لدى املرأة، ورفع إمكانياا ورفاهيتها املاديةفبدون .استخدام تلك اخلدمات واملوارد

، ومسامهة حمتملة يف رفع مستويات التمكني،طة للمرأة كنتيجة من نتائج عملية التمكنيعملية زيادة املشاركة النش4.والوصول بالتايل إىل مستوى القدرة على التصرف والتأثري يف مصريهن ويف مسرية اتمع ككل

.03، املرجع السابق، ص2002ائي، تقرير التنمية البشرية العاملي، للعام برنامج األمم املتحدة اإلمن-12-world Development report 2006," Equity and Development, The world bank", Washington, DC,P69.

.36صلسابق، املوقع ابطرس بطرس غايل، التفاعل بني الدميقراطية وحقوق اإلنسان، تقرير توليفي جامع، -3-336ص ، 2004الطبعة األوىلالقاهرة،، دار الفكر العريب،السياسة االجتماعية يف إطار املتغريات اجلديدةطلعت مصطفى السروجي، -4

339.

Université Sétif2

Page 116: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

69

:من املشاركةاءالفقرمتكني : ثالثا.قتصاديسلبية غري مشروطة للدميقراطية على النمو اإلال توجد أية نتيجة أظهرت الدراسات والتحليالت بأنه

فقد ال تنمو الدول ، فالدميقراطية يف حال مل ترتب نتائج إجيابية على التنمية فإا على األقل ال متلك نتيجة سلبية1.بالضرورة بوترية أسرع من غريها من الدول لكن منوها يكون أكثر ميال إىل نفع الفقراءةالدميقراطي

ما أكده التحليل التطبيقي خلرباء البنك الدويل بأن نطاق احلريات املدنية، والدميقراطية يف أي بلد يؤثر على هذاوبالتايل حتسني األداء اإلقتصادي . أداء مشروعاته اإلستثمارية احلكومية اليت ميوهلا، وبشكل أعم على فعالية احلكومة

ات احلكومية مبختلف أنواعها بدءا من املياه، والري، والطرق، إىل التعليم لتوفري اخلدمةللبلد، وتصميم اآلليات الالزمفتحسن احلريات املدنية باإلضافة إىل األشكال األخرى من التعبري، وجتسيد صوت املواطنني يف بلد ما يؤدي . والصحة

ائمة على اإلنتخابات، وإن كانت ال توجد عالقة واضحة بني مؤشرات السياسات الق.إىل احلد من الفقر، والفساد2.ستثمارات احلكوميةوالدميقراطية، وأداء اإل

بينما حتميهم من ،وقيم أساسية تتيح للفقراء أن يكتسبوا قوة من خالل املشاركةالدميقراطية جمموعة مبادئف،عددة اجلنسيةواليت تؤثر يف حيام من جانب احلكومات والشركات املت،األفعال التعسفية وغري اخلاضعة للمساءلة

3.والقوى الفاعلة األخرى

إن هذه .والدميقراطية،املفهوم الواسع للتنمية اإلنسانية ال يستطيع إمهال أمهية احلريات السياسية، فإنهلذا كلهألن الفقراء حمقني يف عدم رغبتهم يف التعرض ،دور أساسي يف تدعيم قدرات الفقراءاألخرية تستطيع أن تلعب

وألن أصحاب السلطة هلم مصلحة يف معاجلة ،أو من طرف الطبقة السياسية،من طرف أرباب العملستغالل لإل4.واملعارضة،والنقد،ألن الفقراء يستطيعون إستعمال حريام السياسية لإلحتجاج،األوضاع

واإلجتماعية، فاحلقوق املدنية والسياسية تعطي للفقراء وسائل مكافحة الفقر للمطالبة باحلقوق اإلقتصاديةحيث تسمح هلم بطلب حسابات من املصاحل العمومية من أجل سياسات عمومية نافعة للفقراء، ومن أجل مسار

5.مشاركايت بواسطته يستطيعون التعبري؛ وهنا تتضح مسألة التكامل بني خمتلف احلقوق

كن أن تؤدي إىل بدء دورة تنمية هو أنه مي، لذلك فمن أسباب تعزيز الدميقراطية للتنمية اإلنسانية املستدامةمحيدة مع متكني احلريات السياسية جلميع الناس دون استثناء من ممارسة الضغط يف سبيل إتباع سياسات تؤدي إىل

.مع مساعدة احلوارات املفتوحة للمجتمعات احمللية على حتديد أولوياا،جتماعيةواإل،قتصاديةتوسيع الفرص اإل

.60ص.املرجع السابق، "مفهوم احلكم الصاحل"حسن كرمي، -12- Lant pritchett et Daniel kaufmann, libertés publiques, démocratie et réussite des investissementspublics- finances et développement mars 1998, p p26, 29

.01، املرجع السابق، ص2002برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي، للعام -34- Rapport mondiale sur le développement humain2000 , Op.Cit, p20.5 -Ibide, p, 86.

Université Sétif2

Page 117: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

70

:وإدارة الصراعاتواالستقرارتحقيق األمن كشرط لديمقراطية ال: الفرع الثالثألن اال السياسي وحتقيق اإلستقرار السياسي،الدميقراطية أفضل من األنظمة السلطوية يف إدارة الصراعاتإن

ووجود املنافسة ،واملؤسسات اليت تتيح التسابق املفتوح مينحان املعارضني األمل يف إمكانية التغيري بدون تدمري النظام.على السلطة السياسية من خالل اإلنتخابات يزيد احتماالت إستجابة الساسة إلحتياجات األفراد وتطلعام

من الصراعات الداخلية يف مجيع أحناء العامل، وجد أن 233ملا أجرت دراسة على 1993ففي عام ل العنف، وأقلها احتماال للذهاب إىل احلرب، الدميقراطية كانت أفضل األنظمة إلدارا سلميا دون اللجوء إ

1.والصراع، بل وحىت ما بعد الصراع

فالدول الدميقراطية . لكن الدميقراطية ال تشكل دائما ضمانة للمجتمع ضد الصراعات، ودون العنف السياسيدميقراطية متيل إىل تطوير هلذا الكثري من اتمعات ال. تعاين من الصراعات، ولكن تبقى الدميقراطية املوضوع الرئيسي

على الرغم من أمهية الدميقراطية 2.املؤسسات، واملوارد، واملدونة يف املدى البعيد إلدارة هذا النوع من الصراع سلمياواحللول الدميقراطية فإن سوء تصميم املؤسسات الدميقراطية ميكن أن يؤدي إىل إشعال الرتاعات الطائفية بدال من

3.حتسينها

وأمنه ،املفاجئة اليت دد بقاء اإلنسان على قيد احلياةا تساهم الدميقراطية أيضا يف مواجهة املخاطر كمالسيما اخلراب ،احلوافز السياسية يف الدميقراطيات تساعد اتمعات على جتنب كوارث أخرىفإن . اإلنساين

قتصادي قد حتققت يف ظل حكم غري دميقراطي صحيح أن بعض أعلى معدالت النمو اإلف. قتصادي وايار التنميةاإلولكن األنظمة ،والتسعينيات من القرن العشرين،منور شرق آسيا خالل الفترة ما بني الستينياتدولالسيما يف

ويف ، السلطوية جرت بلدانا أيضا إىل خراب إقتصادي مثلما حدث يف الكونغو حتت حكم موبوتوسيسي سيكو4.أوغندا حتت حكم عيدي أمني

. المحاسبة، والمساءلة، وسيادة حكم القانونالديمقراطية كشرط لتفعيل :الفرع الرابعكما تأيت من االس املنتخبة ، إن احملاسبة تأيت يف املقام األول من الصحافة وإطالق حرية الرأي والتعبريبداية،

وأ،النقاباتوأ،املنظمات غري احلكوميةوأ،اتمع املدين سواء اجلمعياتمن وكذلك ،سواء النيابية أو احمللية،وبطبيعة احلال أنه كلما تعززت الدميقراطية،اليت تراقب األداء احلكومي كل يف اختصاصهاألحزابوأ،حتاداتاإل

ويف ظل غياب .كلما أصبحت هذه املؤسسات أكثر فعالية يف احملاسبة وأداء دورها،واحترام حقوق اإلنسان.احترام حقوق اإلنسان يتالشى هذا الدور متاماو،الدميقراطية

1 -Chambhu Ram Simkhada, DanielWarner,Fabio Oliva, Op.Cit, p17.2- The changing nature of conflit and conflit management. http://www.ideep rooted.conflit/ upload/chpter1.PDF.p12.3- Ibid ,p16.

.58، صالسابق، املرجع 2002رير التنمية البشرية العاملي، للعام برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تق-4

Université Sétif2

Page 118: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

71

املؤسسة الربملانية حيث توفر ،السلطة الرقابية للربملان ميكنها ضمان شفافية كبرية ألعمال احلكومة:فمثالإحالة األمر على القضاء ،تشكيل جلنة حتقيق برملانية،أدوات رقابية فاعلة تتفاوت يف درجة إثارا كالسؤال الربملاين

فاملؤسسة الربملانية .أو طرح الثقة باحلكومة كلها،أمام احملكمة املختصة عند ثبوت تورط مسئول حكومي بالفساد. والنقاش الفين داخل جلاا املتخصصة،واملراجعة،خاصة وأا توفر نظاما للكشف،متثل أداة أعلى يف السلم الرقايب

1.ع علنية تبث من خالل وسائل اإلعالموميكن أن تتحول هذه اللقاءات إىل جلسات استما

احلق يف التنمية يلتقي يف بعده الداخلي مع مبدأ أساسي كرسه القانون الدويل حلقوق اإلنسان وهو أن كما أن على عاتق كل دولة إزاء عن احترام حقوق اإلنسان والنهوض ا مسؤولية وطنية تقع بالدرجة األوىلاملسؤولية األوىل.يف إطار احترام التزاماا الدوليةمواطنيها وذلك

جتماعية الواردة يف العهد الدويل اخلاص ا ينبغي على الدولة أن تتخذ فـورا قتصادية واإلفبالنسبة للحقوق اإل اإللتـزام ( بتلك احلقوق بأقصى ما تسمح به مواردهـا املتاحـة "التدرجيي" لضمان التمتع الفعلي ةاخلطوات الالزم

خفاق الدولة يف القيام بتلك الواجبات يشكل خرقا اللتزاماا مبوجب نصوص العهد الدويل املتعلـق وإن إ . )بالوفاءتلتـزم ذينطبق نفس الشيء بالنسبة للحقوق املدنية والسياسية الواردة يف العهد الدويل اخلاص ا، إ و .2ذه احلقوق

3).اإللتزام باالحترام، واحلماية( تلك احلقوق، وتفعيلهاومحايةالدولة باحترام واختاذ اخلطوات الالزمة لتعزيز احترام

ويف كل األحوال تكون مهمـة الرصـد . مع اإلشارة دوما إىل التكامل والترابط بني خمتلف حقوق اإلنسان .واملتابعة أساسية لتقييم التقدم احملرز، ومكامن اخللل

لى الدولة املعنية، فإن على اتمع الدويل التزام هام على الرغم من أن املسؤولية األوىل يف تفعيل احلقوق تقع ع 4.بتطوير التعاون الدويل الالزم لدعم القدرات، واملوارد املالية، والفنية الالزمة ملساعدة الدول النامية

لقيام يتعرض املكلفني بالواجبات للمساءلة من قبل اجلهات املعنية مبراقبة حقوق اإلنسان ألفعاهلم أو لعدم ا،إذنوالقواعد القانونية املتضمنة يف مواثيـق حقـوق بأفعاهلم املكلفني ا، ويف هذا اخلصوص عليهم أن خيضعوا للمعايري

لالنتصاف أمام احملكمـة ةاإلنسان، وحني خيفقون يف هذا للمتضررين من أصحاب احلقوق اختاذ اإلجراءات الالزم فـاحلقوق ( ا للقواعد واإلجراءات اليت ينص عليها القانون املختصة، أو أي جهة أخرى ذات اختصاص، وذلك وفق

5.مع العلم أنه ما من حصانة ضد انتهاكات حقوق اإلنسان). تصان بالقانون احمللي، أو الدويل

، الفساد واحلكم الـصاحل يف الـبالد العربيـة، احللـول "الدميقراطية كآلية ملكافحة الفساد، والتمكني للحكم الصاحل " إمساعيل الشطي، -1.79ز دراسات الوحدة العربية، ص، مرك2004، ديسمرب310، العدد جملة املستقبل العريب، 2/2واملعاجلات، ملف

.جتماعية، والثقافيةقتصادية، واإلحقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان، وثيقة متهيدية بشأن احلقوق اإل-2http://ara.amnesty.org/library/Index/arapol-340092005?opeb§of=ara-prt-

، بـريوت، 2006بطرس بطرس غايل، تقدمي حممد جباوي، مكتبة لبنان ناشرون، الطبعة األوىل تصدير ،احلماية الدولية حلقوق اإلنسان كلوديو زانغي، -3.20و06لبنان، ص

. سانغوبتا، املرجع السابق.دراسة عن احلالة الراهنة للتقدم احملرز يف تنفيذ احلق يف التنمية من السيد أرجون ك-4

http://www.crin.org/docs/the guide-arabic-doc.ق اإلنساندليل املقاربة احلقوقية، املقاربة من منظور حقو- 5

Université Sétif2

Page 119: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

72

التنمية اإلنسانية مفهوم يتضمن مسار توسيع اخليارات املتاحة للناس ليعيشوا احلياة اليت يرغبوهـا، فإذا كانت نسان هي متطلبات األفراد دف إىل إحداث ترتيبات اجتماعية من أجل ضمان حريات أساسية لألفراد حقوق اإلفإن

1.واقع على عاتق الدولة محاية هذه احلقوق) لتزامدائنني باإل( لالستمتاع ا

إن مساءلة من هم يف مراكز السلطة، واللذين يدعون أم ميثلون املـصاحل اإلجتماعيـة لألفـراد وعليه، أن ختلق آليات تـضمن تطبيـق ايجب على الدولة ومؤسسا ف 2.العاديني من أهم الشروط لتعزيز البيئة التمكينية

القوانني، ويتيح اال لتمتع األفراد حبقوقهم على أرضية تساوي الفرص، فليس كافيا وضع القوانني اليت تضمن العدالة .العناصر املهمة يف عملية التنميةدكأحRule of Law) ( لقانونسيادة ادور بني األفراد، وهنا يربز يف اتمع

سيوية، عتراف حبقوق اإلنسان يف األنظمة القانونية ملعظم الدول اإلفريقية واآل على الرغم من اإل لكن لألسف، الن العاملي حلقـوق وإعطائها األولوية للمعايري الدولية يف جمال حقوق اإلنسان على القوانني الوطنية نتيجة تبنيها اإلع

يف بعض اتمعات تبقى إدارة العدالة غري ، إال أنه اإلنسان يف دساتري هذه الدول اليت تقوم على الفصل بني السلطات وكذا نقص القضاة ، وتراكم القضايا خنق سيادة القانون، وعدم اإلنصاف، ،بسبب نقص الوسائل املؤسساتية مهيأة

ففي بعض .لقضائي، وتباين األحكام الصادرة هو أساس املشاكل يف العديد من الدولوالتمييز على مستوى التحقيق ا املناطق ما زال النساء موضوع متييز فيما خيص احلق يف املرياث، والسلطة القضائية هي امتداد للسلطة التنفيذية، وهذا

وحنن نعلم أنه عندما ال حيترم القانون، ، ، كما أن ظروف احلياة يف السجون رديئة املواطننيما حيرمها مصداقيتها اجتاه 3.تكون أكثر من حرب على ورقوعندما العدل ال يتم بإنصاف قوانني حقوق اإلنسان ال

اليت تقوم على التدفق احلر للمعلومات ال ميكن للمـساءلة أن تكـون فعالـة الشفافيةمع العلم بأنه بغياب .ة واملساءلة الرتباطهما العملي والنظريلذلك مت اجلمع بني مفهومي الشفافي. وموضوعية

إن للدميقراطية من خالل توفر متطلباا اليت هي عبارة عن هياكل مؤسسية وقواعد تساهم يف مما سبق قوله،وهنا بالضبط يتم إدراك أمهية البيئة املؤسسية واختيار اإلطار املؤسسي لذلك . رفع مستوى التمكني حبقوق اإلنسان

خاصة وأن احلريات الوسائلية املذكورة سابقا تتوقف بشكل .للجميع حىت لألجيال القادمةةملنصفإلتاحة الفرص ا4.ومدى فعاليتهحاسم على اإلطار املؤسسي

تبين أشكال جديدة للدميقراطية تضمن أوسع وأعمق مشاركة ممكنة ملواطنيها يف حتديد ةضرورمما أدى إىل أهدافها وأساليبها بشكل ال يلحق الضرر باملصاحل رواختيا،تحول والتغيريوتوجه عمليات ال،سياستها احلكومية

التغريات اليت حدثت يف العامل وحنن يف ظل فتسارع هذه العمليات يف ،وال يف املستقبل،واتمعية ال اآلن، الفردية

1 - Sakiko fukuda-parr, Une approached Au développement basée sur les droits de l’homme unnouvel emballage rhétorique ou un nouveau paradigme? Avril2007.

2-Development and.2006april,2number,16volume,nt in practiceDevelopme,Jonathan Makuwirafreedom? http://www.gocq.com/BD/user media/document/3.pdf.3 - Rapport mondial sur le développement humain 2000, op.cit, P37.

، املرجع الـسابق، 2002جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية صادي واإل قتإلمناء اإل العريب لل برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندوق -4.17ص

Université Sétif2

Page 120: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

73

يد من القدرات واخلربات والعالقات يتطلبان املز،واملصاحل،وزيادة تعقيدها على مستوى األفكارعهد العوملة 1.والصائبة،للمشاركة يف اختاذ القرارات املناسبة

البديل النظري هلذه املواقف، ولعملية اإلصالح السياسي؛ وهي تشدد على الدميقراطية املشاركتيةعدت بالتايلرار السياسي الذي يساعد على ستقفالدميقراطية تساهم يف حتقيق اإل2.العالقة بني املشاركة السياسية واألطر املؤسسية

.املنصفة واملستدامةمما خيدم التنمية اإلنسانية،حتقيق اإلستقرار اإلقتصادي واإلجتماعي

تهيئةفي غير دوليةفواعل الحكم الراشد: المطلب الرابع:البيئة التمكينية للتنمية

سوف نستخدم العناصر األساسية هلذا فإننا ، ات السابقة للحكم الراشد الواردة يف الفصل األولمن التعريف، واملربر الرئيسي هلذا اإلستخدام راجع إىل ما برز يف )الدولة، ومؤسسات اتمع املدين، والقطاع اخلاص( املفهوم

الوقت الراهن يف العامل الثالث من أمهية إعادة تعريف دور الدولة سواء يف ظل العوملة، أو ما يفرزه املستقبل Des acteursجديدة، وصعدت فواعل )l’état- providence(الرفاه حيث تراجع دور الدولة واحتماالته،

neveauxتمع املدين لتشاركها يف عملية صنع القرار عن طريق املفاوضاتمن غري الدولة كالقطاع اخلاص، وا .لسلطة بني احلكام واحملكومني، ويسمح بأن تتقاسم ا،مما أدى إىل ظهور نوع جديد من احلكم يتالءم وهذه التطورات

3.السلوكدوقواع،حيث يستطيع املواطنون املشاركة يف إنتاج املعايري القانونية

مجيعها تتسم بأمهية بالغة بالنـسبة لتحقيـق .)الدولة، واتمع املدين، والقطاع اخلاص ( هذه الفواعل الثالثة فما هو الدور املتفرد لكـل .كما هي فواعل للحكم الراشد تنمية، لذلك اعتربت فواعل ال املستدامة التنمية اإلنسانية

يف خلق البيئة التمكينية للتنمية اإلنسانية املستدامة ؟ منها

: الدولة:الفرع األوللذلك يستحسن عدم اخلوض يف هذا اجلدل .زال موضع جدل واسعـتعريف الدولة الياإلشارة أن جتدر

أي البيئة ،تهيئة بيئة متكينية للتنمية اإلنسانية املستدامةبما مدى فعالية الدولة : التايلونكتفي باإلجابة على التساؤليف عامل اليوم الذي تواجه فيه ضغوط عاملية مواطنيهااحتياجات ؟ وما هو دورها يف تلبية السياسية والقانونية املواتية

؟جتماعيقتصادي واإلة تقليص دورها اإلوإعاد،تشكل حتديا هلوية الدولة وطبيعتهالمن أجل التغيري : من أهم احملاور األساسية اليت ينبغي أن يركز عليها دور الدولة هي

، 2007، جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيـع، بـريوت، لبنـان، الطبعـة األوىل، دميقراطية عصر العوملة علي عباس مراد، -1.122ص

2- Thomas zittel , participatory Democracy and political participation , University of mannheimer,Germany. http://www.paltin.ro/ biblioteca / zittel.PDF.3 -André Jean Arnaud- droit et société maison des sciences de d’homme. Critique de la raisonjuridique2. Gouvernants sans frontières entre mondialisation et post-mondialisation.LGDJ.paris.EJA.2003.

Université Sétif2

Page 121: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

74

هذه العملية ترتبط بتعريف واضح لدور الدولة يف اال اإلقتصادي، وخباصة :ن البيئة اإلقتصادية ـحتسي -1ساسي لتنمية املوارد البشرية، وتكوين رأس املال، وتطـوير جمال السياسة اإلقتصادية؛ إذ تعترب هذه السياسة احملفز األ

كسياسات دعـم : التكنولوجيا، وإدارة املوارد الطبيعية، ومن املناسب وضع بعض املقترحات للسياسات اإلقتصادية دة النمو، واليت يقصد ا سياسات حتديث رأس املال البشري واهلياكل األساسية، وسياسات تعميق التنوع يف القاعـ

1إخل...اإلنتاجية احمللية، وغريها من السياسات يف جمال الزراعة، واإلستثمار، والصناعة

وتواجـه من أهم جماالت تدخل الدولة يف احلياة اإلقتصادية، خاصة يف الدول النامية اليت تعاين أزمات داخلية سية املادية واإلجتماعية، سواء كانت مرافـق، أو توفري البنية األساسية والقانونية، وإقامة البنية األسا : حتديات كبرية

، وتعبئة املوارد اإلقتصادية، ... أشغاال عامة، أو كانت مؤسسات مبختلف أنواعها كاملؤسسات التعليمية، والصحية وترشيد عمليات استخدامها، وتنظيم عملية توزيع الثروات، والدخول، وتكاليف وعوائد التحوالت اتمعية بـني

2.، وأجياله، ومناطقه، واحلماية اإلستراتيجية لإلقتصاد الوطين، واملشاركة اإلجيابية يف العالقات الدوليةاألفراد

: حزمة من السياسات اإلجتماعية أمههامن خالل : تعـزيز البناء اإلجتماعي-2آلثـار الـسلبية محاية الفقراء عن طريق تأمني شبكات األمان اإلجتماعي املناسبة القادرة على احتواء ا -

لعملية اخلصخصة، والتكييف اإلقتصادي وما يؤديان إليه من جتميد لألجور، وإلغاء لدعم األسـعار، وختفيـف . اإلنفاق على التعليم، والصحة، والصرف الصحي، واملاء، والكهرباء

ومعاجلة البطالة، وإصالح سوق العمل، وتأمني احلماية اإلجتماعية للعمال، وأسرهم، إيالء أولوية للعمالة-3.وبرامج التدريب وإعادة التدريب، ورفع مستويات مهارة العمال،ووضع السياسات التعليمية

وذلك دف القيام باملهام بشكل أكثر فاعلية، وضمان التكيف مع :حتقيـق الالمركزية اإلداريـة -3لحكومة املركزية غالبا ما يقف عائق دون تلبية املعطيات اإلقتصادية اجلديدة، خاصة وأن النقص يف املوارد املتاحة ل

فإشاعة الالمركزية يف نظم الدولة السياسية، واإلقتصادية جيعلها أكثر . احتياجات اخلدمات العامة، والبىن األساسية4.استجابة ملطالب أو احتياجات املواطنني

ة على صياغة برنامج قومي دائـم جيرب الدول وهو رد فعل طبيعي للتدهور البيئي مبا : ةـة البيئ ـمحاي-4حلماية البيئة يركز اإلهتمام على قضايا التنوع احليوي، واحلفاظ على البيئة، واإلستخدام املالئم للموارد اهلامـة،

لتنمية واإلصالح تتضمن خطة لفالبد من أن خطط .وضمان استخدام املوارد الطبيعية إزاء اإلستغالل غري الرشيد

، دار الكتـاب العوملة، ومستقبل الدور اإلقتصادي للدولة يف العامل الثالث حسن لطيف كاظم الزبيدي، إشراف مازن عيسى الشيخ راضي، -1.319ص ، 2002اجلامعي، العني، الطبعة األوىل

إقتـصاديات ، 2004أكتـوبر 05-03، حبوث، وأوراق امللتقى الدويل املنعقـد مـن "إلقتصاديةدور الدولة يف احلياة ا "صاحلي صاحل، -2، كلية العلوم اإلقتصادية، وعلوم التسيري،جامعة فرحات عباس سطيف، دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيـع، اخلوصصة، والدور اجلديد للدولة

.495-457عني مليلة،ص.320ملرجع السابق، ص حسن لطيف كاظم الزبيدي ، ا-3.321املرجع نفسه، ص -4

Université Sétif2

Page 122: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

75

من خـالل 1.ن وضع معايري بيئية مناسبة، وآلية مناسبة، وكفاءة للحيلولة دون التدهور البيئي بيئية وطنية متكن م أو منع إعانـة تدخل الدولة إللزام امللوثني على حتمل تكاليف احلد من التلوث سواء بفرض ضريبة التلوث، : مثال

2.ملنتجي السلعة امللوثة للبيئة، أو إنشاء سوق خاصة حبقوق التلوث

اإلضافة إىل دورها يف تشجيع التنوع الثقايف، واحلضاري، واإلنسجام اإلجتماعي، وكذا دورهـا يف هذا ب .اال التكنولوجي

فهي ألجل تلبية حاجات املواطنني، خاصة احتياجات الفئات األكثر فقرا، والضعيفة، وحتـسني نوعيـة ص املتكافئة، وضمان وصوهلم إىل املوارد املتاحة، معيشتهم، وإدامتها، ولتمكينهم من حقوقهم وحريام بتوفري الفر

مع العلم أن متكينهم من ذلك ال ميكن أن يكون إال على . وكفالة املشاركة اإلجتماعية، واإلقتصادية، والسياسية جتماعية، وكانت هيئام التشريعية، والقضائية، والقانونية تعمل بشكل فعال وسليم، ألن هذا أمر أسس العدالة اإل

.الغ األمهية للمشاركة الشعبية، واملسائلة احلكومية، وبسيادة القانون ما يؤدي إىل محاية حقوق اجلميعباإلقتصادية، والبيئية، واإلجتماعية، فهي تفترض أن مسؤولية الدولـة :فبما أن للتنمية املستدامة أبعاد ثالثة

قيق هذه األبعاد الثالثة، خاصة عمليـة حتقيـق تنحصر يف التأكد من إحداثها، والبحث عن الوسائل الكفيلة بتح مع حماولة احلذر مـن املـشاكل .النمو اإلقتصادي، واحلماية اإلجتماعية، وتقدمي اخلدمات العامة، ومحاية البيئة

3.وتنظيمها بواسطة قوة القانون، وتطبيق األمن، واملنع، واإلحتياط مثل مشكلة التلوث

ثالث كانت، وال تزال تتسم بضعف الكفاءة واألداء اجليد الذي ينعكس لكن لألسف، فالدولة يف العامل ال أثره على مستوى األداء اإلقتصادي للدولة، وعلى أداء القطاع اخلاص، وينصرف ذلك إىل مدى فاعليتها يف حتقيق

لذلك هناك إعادة لتقلـيص دور الدولـة يف النـشاط اإلقتـصادي . األهداف اإلجتماعية للنشاط اإلقتصادي اإلجتماعي، فالتطورات اإلقتصادية املعاصرة أثرت على نشاط الدولة، وتآكل دورها، حيث احنصر يف القيـام و

، ويئة .)التعليم، الصحة، والسكن( وتوفري اخلدمات العامة. الدفاع، األمن، والعدالة: باخلدمات األساسية الثالثيف احلياة اإلقتصادية واإلجتماعية، بل واإلداريـة، املناخ للقطاع اخلاص، وهذا ما جعل وضع الدولة أقل تدخال

وهذا ما يشري إىل أن قوة الدولـة املطلقـة تتراجـع . وأكثر إشراكا للقطاعني اخلاص، والتطوعي يف إدارة احلياة 4.حلساب الفاعلني اجلدد

ألفراد على لذلك هناك دوما حاجة إىل إصالح ميتد من اخلدمة املدنية حىت إصالح احلكم، وضمان حقوق اكضعف : خاصة يف الدول العربية اليت تعاين من الكثري من املعوقاتأسس العدالة اإلجتماعية والكفاءة اإلقتصادية،

.322حسن لطيف كاظم الزبيدي ، املرجع السابق، ص -1.285-279إميان عطية ناصف، املرجع السابق، ص-2

3 -Octave Gélinier ,François-Xavier Simon ,Jean-Pierre Billard, Jean-Louis Muller ,Développementdurable ,pour une enterprise compétitive et responsable , éditeur ESF, 2002, P27.

.86و74-73، ص 2004، مركز اإلسكندرية للكتاب، الطبعة األوىل )دراسة حتليلية مقارنة(دور الدولة يف ظل العوملةحمىي حممد مسعد، -4

Université Sétif2

Page 123: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

76

وإبعاد مؤسسات اتمع املدين بسبب ضيق ،وعدم إعطاء الدور الكايف للهيئات احمللية،املشاركة ومركزية الدولة.اب الشرعية السياسيةغيو،وعدم ترسخ سيادة القانون،سياسي واإلداريواستشراء الفساد ال، احلريات األساسية

حيث وردت بصيغ خمتلفة يف كثري ،العربية ليست جديدةدعلى الرغم من أن عناصر إصالح احلكم يف البال1.من أدبيات الدميقراطية واإلصالح السياسي يف الوطن العريب

ظهور العديد من املخاطر لات اجلديدة، واإلحساس بانعدام اليقني نتيجة أخريا، نستطيع القول بأنه أمام التحديأو التحكم ،إضافة إىل صعوبة التعامل معها، Incertitudeواألثر اليت أكثر ما مييزها الاليقني،غري ثابتة املصدر

دولة باتت مزدوجة، فإن مهمة ال) Société du risqueجمتمع املخاطر(واليت أصبحت مسات جمتمع العوملة،فيهاحيث تتمثل يف حتقيق توازن بني اإلستفادة من العوملة من ناحية، وتوفري بيئة حملية إجتماعية وإقتصادية تتسم بإستقرار

فهل تستطيع الدولة حتقيق هذا التوازن مبفردها، أم ال بد من تقامسه مع فواعل أخرى؟ هذا . من ناحية أخرى،وبأمان.باقي فروع الدراسةما سوف نتعرف عليه مع

:القطاع الخـاص: الفرع الثانييطلق مفهوم القطاع اخلاص على اإلقتصاد احلر الذي يرتكز على آلية السوق احلرة، واملنافسة لتحديد األسعار، والكميات املنتجة واملستهلكة، وبالتايل افتراض عدم تدخل الدولة يف النشاط اإلقتصادي بشكل يتعارض مع قواعد

وهو ذا املعىن يشمل املؤسسات اخلاصة يف جماالت التصنيع، والتجارة، واملصارف، والتعاونيات، وما 2.فسة احلرةاملناإىل ذلك، باإلضافة إىل القطاع غري رمسي يف السوق وهو يسعى بدرجة أكرب إىل خلق بيئة مواتية للسوق واملشاريع

3.التجارية

بيعة مشاركة القطاع اخلاص يف عملية التنمية، وحدودها، وآليات على الرغم من اإلختالف يف اآلراء حول طتنظيمها حبسب املشاريع اليت يسمح للقطاع اخلاص العمل فيها، إال أنه ميكن تبيان أهم املنافع اليت تتحقق نتيجة العمل

:املشترك بني القطاع اخلاص والدولة حتقيق التكامل بينهما مبا يسمح للدولة دف : خلق شراكة عادلة بني القطاعني العام واخلاص-1

ولتحقيق عملية املشاركة يتعني . مبواصلة دورها الفاعل، ويؤمن للقطاع اخلاص مشاركة أوسع يف عملية التنميةإجراء عملية خصخصة عقالنية ختضع املشروعات لعمليات تقومي إقتصادي وإجتماعي، تسبقها عملية حتديد ما

. وينبغي أن تكون هذه الشراكة حمكومة مببدأي العدالة، والكفاءة. طاع اخلاص القيام بهميكن لكل من الدولة، والق

تتضمن أكثر من إشـارة إىل احلكـم ): 2004تونس(ة السادسة عشر تبين وثيقة مسرية التطوير والتحديث واإلصالح يف القمة العربي : مثل -1الذي أصدره اتمع املدين العـريب مـشددا علـى اإلصـالح الـسياسي، " 2004"إعالن اإلسكندرية "و. الراشد واملبادئ اليت يقوم عليها

ـ الذي شدد با2002وتقرير التنمية اإلنسانية العربية .جتماعي، والثقايفقتصادي، واإل واإل إصـالح : يلتحديد على جمموعة عناصر لإلصالح همؤسسة التمثيل والتشريع، وإصالح اإلدارة العامة واحلكومة، وتأكيد حكم دولة املؤسسات وسيادة القانون، وتعزيز احلكم احمللي، وتنمية العمل

. األهلي، وإفساح اال لضمان قيام إعالم حر ومسؤول إجتماعيا.18، صاجلزائر1995، ديوان املطبوعات اجلامعية،اخلوصصة، والتصحيحات اهليكلية آراء واجتاهاتضياء جميد املوسوي،-2.09صإدارة احلكم الرشيد خلدمة التنمية البشرية، املوقع السابق، -3

Université Sétif2

Page 124: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

77

خاصة بالسماح للقطاع اخلاص بتأسيس مشروعات البىن األساسية ليأخذ هذا الدور أبعادا جديدة يف املديني 1.املتوسط، والطويل

ية التنمية برأس ماله أو عن طريق رؤوس من خالل إسهام القطاع اخلاص يف عمل:توفري املوارد املالية-2األموال األجنبية، أو إجياد شركاء ممولني حبكم ما يتمتع به القطاع من مرونة يف التعامل مع مؤسسات اإلستثمار،

.وصناديق التمويل الدوليةلن كاهنظرا ملرونة القطاع اخلاص يف هذا اال مبا خيفف الضغط ع:املسامهة يف التقدم التكنولوجي-3

2.الدولة

فمؤسسات القطاع اخلاص الفعالة تستطيع لعب دور رئيسي يف عملية التنمية يف ظل تقلص الدور بتركيز مسؤولياا يف احترام القانون وحقوق اإلنسان، وتفعيل مبادئ الشفافية : اإلقتصادي للدولة، وذلك

من معلومات، وخربات، والتعاون معها يف عملية واملساءلة يف أعماهلا، من جهة، ومبشاركة الدولة فيما متتلكه 3.خلق فرص العمل، وحتفيز النمو اإلقتصادي املتوازن، واحملافظة على البيئة واملوارد الطبيعية، من جهة أخرى

ألنه مصدر أساسي لفرص العمالة املنتجة اليت تولد ،فالقطاع اخلاص يساهم يف حتقيق التنمية اإلنسانية املستدامة.ف والدخل لتحسني مستويات املعيشةالوظائ

وتوافر سبل ،وما ميكن أن حيققه على مستوى رفاه اإلنسان إذا ما مت تفعيل أداءهانطالقا من دور هذا القطاعوحتقيق التنمية اإلنسانية خصوصا يف ظل وجود الدراسات ،وتقدمه نستطيع رؤية العالقة بني احلكم الراشدتطويره

وحتسني نوعية ،وختفيف حدة الفقر،قتصادت احلكم الراشد قد جنحت حيثما مت تبنيها بتحفيز اإلاليت تثبت أن ممارسا4.احلياة لدى املواطنني بصورة عامة

قتصاد خلق بيئة مستقرة لإل:لذلك على الدولة أن تشجع تنمية القطاع اخلاص بصورة مستدامة من خاللرعاية ، على القروض بسهولة) وخباصة النساء(ول الفقراءضمان حص، احلفاظ على األسواق التنافسية، الكلي

،واملساعدة يف نقل املعرفة والتكنولوجيا،ستثماراتجتذاب اإل، إاملشاريع اليت تولد أكرب قدر من الوظائف والفرص5.تقدمي احلوافز لتنمية املوارد البشرية، محاية البيئة واملوارد الطبيعية،فرض سيادة القانون

القطاع اخلاص ال ينبغي أن ينظر إليه على أنه بديل تام لدور الدولة، إذ تعترب دوافع القطاع اخلاص يف لكن دور حتقيق الربح السريع عائقا أساسيا للتوجهات التنموية بعيدة املدى؛ إذ حتد من توجه هذا القطاع إىل اإلستثمار يف

.328حسن لطيف كاظم الزبيدي ، املرجع السابق، ص -1.328-327املرجع نفسه، ص-2.بريوت، لبنان، دليل موجز،(pogar)دة اإلمنائي، برنامج إدارة احلكم يف الدول العربيةبرنامج األمم املتح-3

http://www.pogar.org/arabic/about/brochure.06-a.pdf,pp10-11.7-6، صاملوقع السابق،pogar)( برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، برنامج إدارة احلكم يف الدول العربية-4.14-13كم الرشيد خلدمة التنمية البشرية املستدامة، املوقع السابق، صإدارة احل-5

Université Sétif2

Page 125: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

78

. وإشكالية لنظام توفيق املصاحل الذاتية، واملصاحل العامةضاملشروعات، واألنشطة الضرورية للمجتمع، مما قد يولد تناق1.وتؤثر بالتايل سلبا يف عملية التنمية اإلقتصادية، واإلجتماعية

موجودا، وسيشهد دفعا قويا يف ظل لجتدر املالحظة، أنه يف دول العامل الثالث وإن كان القطاع اخلاص ال يزايري اليت ميتلكها يف البلدان املتقدمة قد تعجزه عن لعب دوره املتميز يف عملية العوملة، إال أن فقدانه للخصائص واملعا

. مما جيعل اتمع املدين مطلوبا ملساعدته ومساعدة الدولة يف حتقيق التنمية املستدامة. التنمية املتمحورة حول السوق

:المجتمع المدني: الفرع الثالثواجلمعيات اليت ينظم ا اتمع نفسه بصورة طوعية، وهي ،طمنظمات اتمع املدين هي جمموعة الرواب

،واجلمعيات اخلريية،والدينية،واللغوية،والثقافية،واجلمعيات النسائية،واملنظمات غري احلكوميةالنقابات،: تشملومجاعات ،ت احملليةومنظمات تنمية اتمعا،والتعاونيات،والرياضية،جتماعيةوالنوادي اإل،ورابطات رجال األعمال

2.اخل...ووسائل اإلعالم،ومؤسسات األحباث السياسية،ةواملؤسسات األكادميي،والروابط املهنية، البيئية

تقع بني الفرد، يفه-، وبالدولةسئولة عن ربط األفراد باال العاماملهي املدين عاتمتكما تعترب منظمالتأثري يف السياسات لجتماعية واإل،قتصاديةيف األنشطة اإليم مشاركتهموتنظ،من خالل متثيل مصاحلهم-والدولةوإتاحة ،وميكنها فرض ضوابط على سلطة احلكومة3.وخباصة من أجل الفقراء،والوصول إىل املوارد العامة،العامة

فاتمع املدين .وارد البشريةوتنمية امل،متيازاتومساعدة احملرومني من اإل، ومراقبة البيئة،فرصا للناس لتطوير قدرام. آلية لألفراد للمشاركة والتعبري عن آرائهم، وإخضاع صناع القرار للمساءلةسالفعال يوفر باألسا

خاصة من 4.وبناء املعرفة فيما يتعلق جبوانب احلياة كافة،على نشر التوعيةمؤسسات اتمع املدينعملكما تلبيئية، واسترتاف املوارد، والتلوث نتيجة ما نراه اليوم من اخلطر األخالقـي، واجتماعيةرصد اإلساءات اإلجانب

Le résque éthique . تمع املدين، خاصة اجلمعيات البيئية منها تعبئة الرأي العام ضد هذهفيمكن ملنظمات ام احلوار، وقبول اآلخر، فدورها مهم يف تربية وتوعية املواطنني من خالل إكساب أعضاءها قي5.اإلساءات األخالقية

6.واإلختالف، ومساءلة احلكومة، والتعبري احلر عن الرأي إلجياد احللول املتوازنة، والعقالنية

وحتسني نوعية معيشتهم من خالل مراقبة أداء فرادتستطيع محاية حقوق األمؤسسات اتمع الفعالةهلذا كله، فوإعادة حتديد ،والقطاع اخلاص،صة مع إعادة تشكيل الدولةخا.وممارسة الضغط على أصحاب القرار، الدولة

.326حسن لطيف كاظم الزبيدي ، املرجع السابق، ص -1.09إدارة احلكم الرشيد خلدمة التنمية البشرية املستدامة، املوقع السابق، ص-2.48ص ، ، املرجع السابقزهري عبد الكرمي الكايد-3بدون مكان ، دار الغرب للنشر والتوزيع، اتمع املدين، ومحاية البيئة، دور اجلمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقاباتوناس حيىي،-4

.139و57، ص 2004النشر،طبعة5 -Octave Gélinier ,François-Xavier Simon ,Jean-Pierre Billard, Jean-Louis Muller,Op,cit.Pp77-78.6 - Ibid, PP24-26.

Université Sétif2

Page 126: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

79

جتماعية اليت تقوض بعض منظمات واإل،قتصاديةشتداد وطأة الضغوط اإلاو،ستجابة احلكوماتاوعدم ،عالقاما1.وتدعيم بعضها اآلخر،اتمع املدين التقليدية

سني الظروف املعيشية لفئات كثرية كالنساء، لقد أثبتت املنظمات غري احلكومية، واحمللية قدرا على حتمن خالل دعم التكامل اإلجتماعي، مما يقلل احلاجة إىل تدفق مستمر من املعونات املقدمة عن ... والفقراء، واألطفال

2.الوكاالت العامة الوطنية، والدولية، مما جعلها وسيلة لتحقيق العدالة اإلجتماعية على نطاق واسع

ا الكاملةتمع املدينلكن منظمات اوإىل بيئة متكينية تشمل إطارا ،حتتاج إىل قدرات كافية لكي حتقق إمكانياوسبل إلشراكها يف صنع السياسات العامة ،وحوافز لتيسري الدعم،تشريعيا وتنظيميا يضمن احلق يف إنشاء اجلمعيات

3.ذها لسياسات الرعاية اإلجتماعيةيف إطار التغريات العاملية اجلديدة، خاصة من جانب تنفيوتنفيذها

أن البعض من دول العامل الثالث قد اختذت تدابري هامة لتعزيز القدرة املؤسسية للمجتمع املدين، جتدر اإلشارة ومبساعدة التطور اهلائل يف تدفق الدول املتقدمةولعملية اإلصالح من خالل شراكته بالدولة، على العكس من ذلك،

دة وعي املواطنني باملسائل العامة املنظمات غري احلكومية، ومجاعات الضغط املنظمة هلا دور كبري يف املعلومات، وزيا4.التأثري على القرارات احلكومية، إن مل يكن يف صنع القرارات

دورتدعيم البيئة التمكينية للتنمية اإلنسانية املستدامة ال يعتمد فحسب على، إن هلذا املطلبخالصة القول،األوضاع السياسيةخالل يئتهممنمنظمات اتمع املديندور بل إنه يعتمد أيضا على ،والقطاع اخلاص،ةلدولا

لتحرير القدرات اإلنسانية، وبالتايل تعزيز رفاه اإلنسان من خالل ةجتماعية الالزمواإل،قتصاديةواإل،والقانونية، والنهوض باملرأة، ومحاية البيئة وجتديدها،لرزق وسبل العيشوخلق الوظائف واستدامة ا، لتخفيف من حدة الفقرا

وتعترب هذه 5.تتكامل من خالهلا أدوار فواعل احلكم الراشداألساسية اليتقضايا وهي أهم الوالتكامل اإلجتماعي؛ .ن، واليت البد من حتقيقها لتعزيز حقوق اإلنسااآليت ذكرها أدناهالقضايا أهم أهداف األلفية للتنمية

:المبحث الثاني:النتفاع بحقوق اإلنسانتحقيق الاإلنسانية المستدامة شروط التنمية

أن التنمية اإلنسانية املستدامة دف إىل يئة الظروف املواتية، أو املالئمة والساحمة للتمكني مـن حقـوق مبا ة اإلنسانية، ذا، ومن خالل هذا اهلـدف اإلنسان من أجل حتسني نوعية احلياة للبقاء على قيد احلياة، وحلفظ الكرام

.جند أن التنمية اإلنسانية املستدامة تشكل األرضية األساسية الساحمة لتحقيق نوعية احلياة أو لتحقيق هذا البقاء

1 - Concepts of gouvernance and sustainable human development.http://www.mirror.undp.org/magnet/docs/un98-2pdf!reconce.ptu/!sec1pdf,pp17-18.2 - State, Civil Society Empowerment and Human Security: Evidence from Bangladesh.http://www.iStr.org/conferemces/bangkok/wpvolume/Hossain.Delwar.PDF.

.179-178، ص املرجع السابقطلعت مصطفى السروجي، -3.58-57صحمىي حممد مسعد، املرجع السابق، -4

5-Concepts of governance and sustainable human development, op, cit .p01.

Université Sétif2

Page 127: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

80

ومن خالل النظر إىل حقوق اإلنسان من خالل عدسة التنمية اإلنسانية املستدامة جند أن املفهوم الـذي ،إذناإلنسانية املستدامة لتحقيقه يقدر احلياة اإلنسانية يف حد ذاا، فهو ال يقدر احلياة رد البقاء أو التمكني تسعى التنمية

من حقوق اإلنسان وإن كانت ذات أمهية، بل أكثر من ذلك، أين ظهرت احلاجة إىل زيادة التركيز علـى حتقيـق .االنتفاع حبقوق اإلنسان كواقع عملي ممكن

إن االنتفاع حبقوق اإلنسان أو ما يعرف بالتمكني الفعلي حلقوق اإلنسان يعترب املرحلـة ف ،كعالوة على ذل الثانية اليت تأيت بعد مرحلة التمكني، ألنه حىت ولو كانت شروط التمكني هي من الشروط اليت توفر لنـا االنتفـاع

وفر شروط التمكني، إال أنه قد ال يكون جمال لالنتفاع حبقوق اإلنسان مبجرد ت كحبقوق اإلنسان، حيث قد يكون هنا عوقات حتول دون ذلك، هذا ما جيعل االنتفاع خيتلف العديد من امل هناك انتفاع على الرغم من وجود متكني لوجود

عن التمكني، وجيعله حيتاج إىل شروط أخرى، أو إضافية إىل جانب توفر شروط التمكني، هذه الشروط ختتلـف يف مكني املوضوعية، فهي شروط مادية، وواقعية ال بد من تطبيقها، وتفعيلـها لـضمان عامليـة طبيعتها عن شروط الت

فما هي هذه الشروط اليت حتقق من خالهلا التنمية اإلنسانية املستدامة االنتفـاع حبقـوق .االنتفاع حبقوق اإلنسان .ملطالب املذكورة أدناه اإلنسان كتمكني فعلي، أو كواقع عملي ممكن ؟ هذا ما سوف نتطرق له من خالل ا

:لتنمية اإلنسانية المستدامةالتي تقوم عليها ااألساسية تفعيل المبادئ:المطلب األولبادئ األساسية املتتقارب ويف الفصل األول وجدنا أا األساسية للتنمية اإلنسانية املستدامة بعد عرضنا العناصر

النظري إىل تعزيـز اتسعينات، أدى حتسني ممارسات التنمية وتطوره منذ أواخر ال ف.اليت تقوم عليها حقوق اإلنسان .اليت كانت تتقارب من مبادئ حقوق اإلنسانللتنمية اإلنسانية املستدامة املبادئ الفعالة

يؤدي إىل رفع مـستوى الـتمكني على املبادئ األساسية حلقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامة فهل قيام التنمية ، باألخص حقوق األقليات، و املـرأة ، وبـاقي الفئـات الـضعيفة حتقيق أكرب انتفاع ا ن، وبالتايل حبقوق اإلنسا

هلـم تـأثري العوملة أين ظهر فاعلني جدد يف التنمية من غري الدول مسار ظل؟ خاصة، وحنن يف واملهمشة، والفقرية ن بوضعهم العديد من العوائق أمام تنمية هذه متزايد على قدرة الدول يف رسم سياستها، وتعزيز ومحاية حقوق اإلنسا

.الدول، وباألخص عبء الديون، اآليت التفصيل فيها الحقا

:وعدم التمييزفي الفرص المساواة : الفرع األولن إتستند حقوق اإلنسان إىل املساواة بني مجيع الناس، ومعاملتهم معاملة متساوية أمام القانون، ولـذلك فـ

املساواة، وعدم التمييز واعتربت 1.كز بقوة على احلماية من التمييز، والقضاء عليهرق اإلنسان ت الصكوك الدولية حلقو

(، 1948العاملي حلقوق اإلنسان سنة ن، واإلعال1945ور ميثاق األمم املتحدة سنة والتعصب منصوص عليه منذ صدالقضاء على التمييز-1أنظر .، وأكد كل منهما على ذلك يف ديباجتهما)ج(76من امليثاق، واملادة 56و55ةمن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، واملاد2و1املادة

العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية، ومن من 26و14واملادة 2/1جتماعية، واملادةقتصادية واإلاملادة الثالثة من العهد الدويل للحقوق اإلتفاقيات صادرة عن وكاالت إوهناك . تفاقيات حقوق اإلنسان تتضمن بندا خاصا باملساواة، وعدم التمييزإاملفترض أن أية إتفاقية دولية من

ل منظمة العمل الدولية، منظمة اليونسكو، وحمكمة العدل الدولية يف الكثري من آراءها متخصصة تابعة لألمم املتحدة ألجل حماربة التمييز، مث.اإلستشارية

Université Sétif2

Page 128: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

81

( Équality, non- discrimination)من املبادئ األساسية للقانون الدويل حلقوق اإلنسان، عموما، وللتمتع امهنقطة البداية، أو ماهفمن احلقوق األخرى؛ مبثابة حق عام يتفرع عنه العديد فهما، ابسائر حقوق اإلنسان، خصوص

1. واحلريات األخرىنطالق لكافة احلقوقاإل

باإلضافة إىل اشتراكهما يف حمورية احلرية ،هذا املبدأ تشترك فيه حقوق اإلنسان والتنمية اإلنسانية املستدامةلتمييز كأهم مبادئ األساسية حلقوق فمن منطلق التنمية املؤسسة على مبدأ املساواة وعدم ا.والكرامة اإلنسانية

كاملرأة، : بني اجلميع خاصة الفئات املهمشةيف الفرص هتمام الكامل للمساواة اإلنسان، فإنه البد من إيالء اإلواألقليات، والسكان األصليني، وضحايا الكوارث، وغريهم، وليست هناك قائمة حمددة، أو موحدة عن الفئات

2.وت حسب الزمان، واملكانفهي ختتلف وتتفا،املهمشة

م بصفة خاصة على أساس مدى ما يعود به وفإن إعماله يق، أي حق من حقوق اإلنسان هو حق عاملي فبما أن من فائدة لصاحل من هم أشد حرمانا، و ميشا، ومدى مشوله هلم بنفس املستوى من احلماية األساسـية؛ فحقـوق

جتماعي أساسية األكثر حساسية، واملهمشة، واملعزولة، واملساواة يف النوع اإلاإلنسان شاملة، وتعطي األولوية للفئات3.بصورة خاصة على احتياجات أشد األفراد واتمعات حرمانـا وميـشا اليت تركز للتنمية القائمة على احلقوق

. اوين ويعاملهم على ذلك األساس يعترب مجيع األفراد متس تقوم عليه التنمية املستدامة الذي ومبدأ عاملية مطالب احلياة كما ذكر سابقا، إن احلرية والقدرة على حتقيق أشياء ذات قيمة لدى األفراد ال ميكن استعماهلا إن مل تتوفر الفـرص ملمارستها وتكفل هذه الفرص من خالل حقوق اإلنسان اليت تدعمها وتكفلها املؤسسات األساسية، اتمعات احمللية،

.ةواتمع والدوللتمتع الفعلي يف الفرص من شروط االنتفاع حبقوق اإلنسان، البد من فرص أكرب ل يلذلك فتطبيق مبدأ التساو

قتصادية من خالل احلصول على املـوارد باحلقوق واحلريات األساسية، فمثال مما جاء سابقا، ميكن خلق الفرص اإل هـذه .ة حتتاج إىل حياة سياسية وظروف متاحـة القروض وفرص التشغيل، كما أن الفرص السياسي : املنتجة، مثل

التمكني احلقوقي عن طريقالفرص املتاحة وبناء القدرات البد من العمل على ممارستها لضمان التمتع حبقوق اإلنسان .)اإلنسان دون أي متييز من فرص متساوية يف احلصول على املوارد واملنافع التنميةمتكني ( .الإلنسان

علـى 3/4اربة القانون للتمييز، وعلى املستوى الدويل رغم مصادقة معظم الـدول حـوايل بالرغم من حم االتفاقيتني الدوليتني حلقوق اإلنسان املتعلقتني بالقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، وعلى كافة أشكال التمييز

متييز يف السياسات يف توزيع املوارد، وتقـدمي ما زال هذا التمييز جزء من حياتنا إننا نشهد دائما وجود 4.ضد املرأة رمسيا، لكـن دون مافاحلق يف املساواة يف العمل، واملشاركة السياسية قد اعترف .من الدولة ةجتماعياخلدمات اإل

بلية، إنفاذ القوانني، وال تزال هناك فجوات يف هذه ااالت بالنسبة للمرأة، واألقليات العرقية، الشعوب األصلية، والق

.119، اجلزء الثاين، املرجع السابق، ص القانون الدويل حلقوق اإلنسان، احلقوق احملميةحممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى، -1http://www.Wfrt.org/dtls.php?content ID=176".سانالتنمية من منظور حقوق اإلن" سعاد القدسي، -2.www. iadh-aihr.org/pagesescterne/HR:أنظر-3.دولة156دولة، والثانية 165األوىل صادق عليها -4

Université Sétif2

Page 129: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

82

هذا هو سبب تباين نتائج التنمية اإلنسانية؛ وهناك أيضا تباين يف احلصول على اخلدمات على الدخل بـني الريـف، : جتماعي، والثقايف يف البلدان النامية مثل قتصادي، واإل واحلضر، فالشعوب األصلية مثال ال تزال تعاين من احلرمان اإل

1.، وكندا، والواليات املتحدة األمريكيةاستراليا: اهلند، والبلدان الصناعية مثل

.المشاركة: الفرع الثانيإن املشاركة مبدأ أساسي إلطار عمل القانون الدويل حلقوق اإلنسان، فلكل شخص وجلميع الشعوب املشاركة

أو ،إطارهـا إدراك جتماعية والثقافية والسياسية اليت ميكـن يف قتصادية واإل واملسامهة يف التنمية، والتمتع بالتنمية اإل ، أو التـضمني مبـادئ املـشاركة والـشمول و،إعمال كافة حقوق اإلنسان، واحلريات األساسية إعماال تامـا

(Participation, inclusion) تمعم، وهـذا للمشاركة تعين أن مجيع الناس هلم احلق يف اإىل أقصى إمكانـاداعمة لتمكني الناس من التعـبري وتطـوير إمكانـام الكاملـة، توفري بيئة كما ذكرنا سابقا آليات لبدوره يستلزم

2.واإلبداع

حقوق اإلنسان يف حـد من فاملشاركة ليس مرغوب فيها بغرض التملك واالستدامة فحسب، بل كوا حق صـنع وأن يـشارك يف عمليـات ،يف أن يستشار احلق كل فرد فل ي يكفله القانون الدويل حلقوق اإلنسان ذالذاا

على مـا ورد هذا احلق يستند و 3.القرارات املهمة اليت تعنيه، وينعكس حق املشاركة يف العديد من الصكوك الدولية ما يفترض .ريف الشرعة الدولية حول املسامهة يف الشؤون العامة من خالل احلق يف التنظيم، والتجمع، والتعبري، والنش

نتخابات احلرة املباشرة، ويؤكـد والترشح يف اإل،قتراعلجميع حق اإلوجود نظام دستوري دميقراطي تعددي يكفل ل 4.وتنفيذ القرار بالنسبة جلميع احلقوق،واملستضعفة يف صنع،مشاركة الفئات الفقرية

إن احلقوق املرتبطة باملشاركة متكن فعال يف حالة ممارستها على الشكل السليم الذي حللناه أعاله من التـوفر وق، غري أن املعضلة تكمن يف الواقع أن الالمساواة اليت تعاين منها الفئات الـضعيفة يف اتمـع، أي على بقية احلق

فنكون يف حالة المساواة أمام القدرة علـى املشاركةبالفقراء، واألميون، واملهمشون متتد إىل جمال احلقوق املرتبطة ك ال بد هلم من حقوق متكنهم من الوصول إىل احلـد لذل.ممارسة هذه احلقوق، ومن مث على التمتع حبقوق جديدة

،كاحلق يف التعلـيم ( جتماعية قتصادية واإل وهي حقوق تصنف أساسا يف خانة احلقوق اإل ، األدىن من تكافؤ الفرص ...) . ق يف مستوى معيشي الئقاحلو،والعمل

املشاركة يف جمال التنمية ) Approche(فمن أحد أكرب عطاءات احلق يف التنمية بدون شك هو تعزيزه ملقاربة فإنه يستجيب ملطلب أساسي هو أال تكون سياسات ،فاحلق يف التنمية عندما يلح على هذا العنصر .وحقوق اإلنسان

1 - Rapport mondial sur le développement humain 2000, op.cit, p32. - A human rights-based approach to development programming in UNDP-Adding the missing link.2

http:/www.pogar.org.publication.other/undp/hr/hr-missing link-00e.pdf.p07، والعهد الـدويل اخلـاص بـاحلقوق )13دة من املا 01الفقرة ( جتماعية، والثقافية، قتصادية، واإل العهد الدويل اخلاص باحلقوق اإل أنظر -3

).02من املادة03الفقرة(، فضال عن إعالن احلق يف التنمية )04املادة(املدنية، والسياسية .، املوقع السابقأمني مكي مدين، الدليل العريب، حقوق اإلنسان والتنمية، التنمية القائمة على منهج حقوق اإلنسان-4

Université Sétif2

Page 130: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

83

التنمية إقصائية حيتكر فيها القرار، وقمعية تنتهك فيها حقوق اإلنسان، واستغاللية تؤدي إىل ميش واسترتاف وهدر 1.الطاقات اإلنسانية

املفهوم الذي كرسه إعالن احلق يف التنمية ملقترب املشاركة يسمح بالنظر إىل حقوق اإلنسان ال بـصفتها إن-droits(علـى الدولـة ) ديون-حقوق(، أو بصفتها )libertés-droits) (واحلريات -احلقوق(مطالب باحلماية

créances( فالفرد من خالل مشاركته .عية للممارسة الدميقراطية ، أو بوصفها خدمات من الدولة، بل كنتيجة طبيوواجباته، ويف محايتها، والرقابة عليها، كما يساهم يف إنتاج الثروات واخلدمات والتمتع ا، ،يساهم يف إقرار حقوقه سئول والنشيطامل-املواطن-الرعية، إلفساح اال ملنظور الفرد-تكال اليت تكرس منظور الفردوذا تتوارى عقلية اإل

)Actif( الشخص الفاعل ،)Sujet (ذا املعىن يصبح احلـق يف التنميـة .واجلماعي،يف املصري الفردي– عـرب-حقـوق "حقا مؤسسا للحقوق يدعمها ويعمقها، إنه جيعل حقوق اإلنسان حقوقـا يف الـسلطة أو -املشاركةالذي جيب أن يكون هلا أي بصفتها ال متت بـصلة إىل وهذا يعطيها بعدها احلقيقي . ، وحقوقا يف املشاركة "سلطات

2.سلطة ما" جتود ا "الصدقة واإلحسان اليت ميكن أن

فتنتقل ،والتمتع ا ،فمقاربة احلق يف التنمية تضمن للجميع احلق يف املشاركة يف عملية التنمية، واملسامهة فيها للقانون مع ما يرافقه من حقوق وموجبات حمددة، وأصـحاب لتزام األخالقي إىل اال اإللزامي بذلك من جمال اإل 3.حقوق وواجبات

فاملشاركة حق يتميز خباصية أنه حق للجميع ال ميكن التنازل عنه حتت طائلة التهميش والتطاول علـى بقيـة في ف، إن حقوق اإلنسان تعترب سلطات، والصراع عليها يربهن على ذلك .وخصوصا حقوق كل من يتنازل ،احلقوق

غالب األحيان ما حتصل طائفة على حقوقها على حساب طائفة كانت تتوفر على امتيازات غري مـشروعة عنـدما متيازات هنا هي حقوق اآلخرين اليت حتولت إىل سلطات يف يد البعض عرب مسلسل فاإل .تترجم ضم حقوق آخرين

Empowerment.(4(كني، أو التمغري دميقراطي، وذا املعىن تصبح احلقوق وسيلة للتقوية

ن احلريـة الكاملـة حيـث أ ،إن توسيع املشاركة يف صنع القرار تعزز حقوق اإلنسان عالوة على ذلك، ف عملية التنمية بعبارة أدق . للمشاركة والتعبري، وتكوين اجلمعيات تؤدي إىل خلق بيئة تفضي إىل تعزيز حقوق اإلنسان

يأخذ يف احلسبان أمهية احلق يف املشاركة الفعالة يف جوانب التنمية الشاملة ال ميكن هلا أن تعزز حقوق اإلنسان، إذا مل وضعفا يف اتمـع بالتركيز على الفئات األكثر ميشا يكون شاركةللمتوسيع هذا ال 5.يف كافة مراحل صنع القرار

.احلق يف التنمية كحق من حقوق اإلنسان والشعوب، الدليل العريب حقوق اإلنسان والتنميةعبد العزيز النويضي،-1www.arabhumanrights.org/dalil/ch-5.htm./http:/

.السابقاملرجع ،عبد العزيز النويضي-2.http://www.Un.org/b/un.uploadedfiles/rights-based approach development. Do.األهداف، والغايات-3.السابقاملرجع ،عبد العزيز النويضي-4.تعزز حقوق اإلنسان.. أمهية توسيع املشاركة يف صنع القرار واعتبار اإلنسان حمور عملية التنمية-5

http://www.annabaa.org/nbanews/36/069.htm.

Université Sétif2

Page 131: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

84

هم يف اختاذ القـرارات حـول ل مشاركت يجتماعية، والسياسية، وتفع قتصادية، واإل يف املوارد اإل معرب تعزيز مطالبه 1.يرغبون يف حتقيقهايتالقضايا اليت تؤثر على حيام، وحول أهداف حقوق اإلنسان ال

املشاركة مطلوبة يف إطار التنمية اإلنسانية املستدامة، وهي هامة بشكل خـاص ، بأن يف األخري ميكننا القول يرغبون يتعلى حيام، وحول أهداف حقوق اإلنسان ال للمهمشني من أجل اختاذ القرارات حول القضايا اليت تؤثر

،واالرتقـاء مبجتمعـام ،لتحسني حيـام ةفاهلدف هو إعطاء البشر القدرة، والقوة، والكفاءة الالزم .يف حتقيقها وهـذا يعـين . والسيطرة على مصائرهم، فهم ليسوا متلقني سلبيني بل مسامهني يف عملية التنمية، ومستفدين منها

.( حتياجـات اخلاصـة هداف توعية العديد من الفئات املختلفة للقيام بدورها املناسب يف اتمع خاصة ذوي اإل استوأنشطة واقعية برامج، خاصة يف األرياف واملخيمات، وبناء الثقة يف أنفسهم من خالل)كالفقراء، والنساء، والشباب

2.اد الصفوة القادرة بالتخطيط التنموي وسلطة اختاذ القراروالتعامل املباشر معهم من أجل ذلك، للحيلولة دون انفر

لتدعيم مشاركة ...ونقابات، وأجهزة اإلعالم ، تربز هنا بشكل خاص أمهية منظمات اتمع املدين من مجعيات التنمية ،ففي عصر العوملة .فاملشاركة اتمعية أحد أهم عناصر دعم التنمية حلقوق اإلنسان .الفئات اتمعية املختلفة

أصبحت تعكس شراكة واسعة يدخل فيها كافة املعنيني سواء كانوا مؤسسات الدولة، أو مؤسسات اتمع املدين، أو ما أدى إىل وجود توافق لآلراء بـشأن أمهيـة تطبيـق .تبين لنا أعاله وهذا ما .القطاع اخلاص، أو األفراد أنفسهم

كمـا 3.اد، ومنظمات اتمع املدين يف تشكيل مسار التنمية اإلنسانية الالمركزية، والعمل اجلماعي من جانب األفر واملواطنة ،ختالف يتركز على التجديد املؤسسي للدميقراطية بطريقة تستعيد اتمع املدين قدر كبري من اإل كان هناك

4.جتماعيأو اجلمعوية كمشروع بديل للتنظيم اإل،البد من الدميقراطية التشاركيةف.الفعالة

ولكن رغم ذلك فإن اإلطار القانوين للعديد من الدول صحيح أنه مالئم حلرية التعبري واملشاركة، لكن هنـاك تكتنف املشاركة يف التنمية بسبب ضعف إمكانات وقدرات الفئات اتمعيـة، قيود مازالت موجودة يف هذا امليدان

املمارسات الدميقراطية داخل هياكلها، فـضال عـن واحلاجة لدعم وتطوير قدرات منظمات اتمع املدين، وغياب . ضعف اإلرادة احلكومية يف القناعة بتبين مقترب املشاركة، وقلة إسهام املنظمات الدولية يف النهوض بالقدرات احمللية

.لثخالل الفصل الثاالحقا فيه بالتفصيل نقوم وكل هذا 5.ما أن الدولة ما زالت حتتكر وسائل اإلعالمـك

:اإلجتماعيةالعدالة : رع الثالثالف

تعين التوزيع العادل للدخل القومي ما بني الطبقات اإلجتماعية اليت :" على أا غالبا ةتعرف العدالة اإلجتماعي وال يعين هذا بطبيعة احلال املساواة يف توزيع الـدخول، . أسهمت يف حتقيقه، وما بني خمتلف األفراد داخل كل طبقة

1- The application of a human rights –based approach to development. Programming.” whatis the added value? Op.cit.p08.

.بق، املوقع الساأمني مكي مدين، الدليل العريب، حقوق اإلنسان والتنمية، التنمية القائمة على منهج حقوق اإلنسان-2.53-52، املرجع السابق، ص 2002مبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي، للعا-3، ترمحة حممد اخلويل، عمر األيويب، مركز دراسات الوحدة العربيـة، البحث عن دميقراطية عربية اخلطاب، واخلطاب املقابل العريب صديقي، -4

.44ص،2007بريوت،، طبعة األوىل.املرجع نفسه-5

Université Sétif2

Page 132: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

85

ألحرى أن يكون اجلزاء، أو العائد متناسبا مع اإلسهام يف اإلنتاج مع بعض التعديل ألسـباب إنـسانية، وإمنا معناه با 1."ألنـه حىت ولو وجد تفاوت يف دخول األفراد، فينبغي أن يكون هذا التفاوت نسبيا. وغريها

ته، وبني ما حيتاج إليه دف إىل التوفيق بني حاجات اإلنسان وقدرا فهي جتماعيةلعدالة اإل التعريف ل هذا من فهي تساعد .قتصادية املشتركةجتماعية بني األفراد، وتنظيم املوارد اإلوما يقدمه اتمع، وإىل القضاء على الفوارق اإل

:ة أموردعلى حتقيق ع

.حتقيق تكافؤ الفرص بني األفراد عند تساوي القدرات واملواهب-

.اخل...جتماعيكالتعليم، الصحة، والثقافة العامة، والضمان اإل(تيسري األسباب املؤدية إىل املساواة -

2.حتقيق ظروف عامة حلياة متشاة جلميع األفراد-

أول من اشترط العدالة التوزيعية لتحقيق االنتفاع كان 1986احلق يف التنمية لسنة إعالن إن ،كما ذكر أعاله، )الدولـة يف إطـار العـامل (العدالة بني الدول : نوعنيالة على هذه العد 3.حبقوق اإلنسان بني األفراد داخل الدول

وليس كل الدول تستطيع أن حتقق نفس املستوى من االنتفاع . )الفرد يف إطار الدولة(جتماعية بني األفراد والعدالة اإل وري وجود احلد ة احلد األدىن من احلاجيات األساسية، لذلك من الضر يالدول الفقرية تعجز عن تلب .حبقوق اإلنسان

البلدان الفقرية، واملسرفة، ولو يف إطـار أخالقـي بتقـدمي قتصادية بني األدىن من العدالة العاملية يف توزيع املوارد اإل 4.فالعدالة العاملية شرط لتحقيق العدالة الداخلية.املساعدة فقط

واألقليات، والـسكان األصـليني، مبا أنه توجد داخل كل دولة فئات معينة مهمشة كاملرأة، جتدر املالحظة، وضحايا الكوارث، وغريهم، وليست هناك قائمة حمددة، أو موحدة عن الفئات املهمشة فهي ختتلف وتتفاوت حسب

كل بلد على حدة للتأكد من عدم إقصاء أي من تلك الفئات، أن تؤخذ احلالة الراهنة يف فهذا يعين . الزمان، واملكان لذلك فال بد من العدالة التوزيعية لفوائد التنمية بني اجلميع، وحسب العرق، والـدين، . أو حرماا من فوائد التنمية 5.إخل...والنوع اإلجتماعي، واملنطقة

ل اجليل الواحد، واإلنصاف فيما بني األجيال بيد إن مبدأ العاملية األخالقي يقتضي كال من اإلنصاف داخ لكن فكل فرد من حقه أن تتاح له فرصة .اإلنصاف هو إنصاف يف الفرص، وليس بالضرورة يف املنجزات النهائية اأن هذ

.عادلة لتوظيف قدراته املمكنة أفضل توظيف ممكن، ومن حق كل جيل ذلك أيضا

.324هشام مصطفى اجلمل، املرجع السابق، ص -12 -Paul G.Harris, International Distributive justice: définition in the context of environmentalchange.http://www.essex.ac.uk/ecpr/events/jointsessions/paperarchive/mannheim/w6/harris.pdf.

.1986أنظر ديباجة إعالن احلق يف التنمية لسنة -34 -Philippe van parijs, international Distributive justice.http://www.uclouvain.be/cps/ucl/doc/etes/documents/international/distr.justice.pdf.

.، املرجع السابقسعاد القدسي-5

Université Sétif2

Page 133: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

86

رص فعليا، والنتائج اليت حيققها كل منها فهي مسألة ختـضع أما مسألة توظيف كل فرد، وكل جيل هلذه الف :ما يلييتطلباملبدأ األخالقيإذن . الختيارمها، ولكن جيب أن يتاح هلا هذا االختيار، اآلن، ويف املستقبل

بعدم توريث األجيال القادمة ديون اقتصادية، واجتماعيـة، :احلالية واملستقبلية العدالة بني األجيال :أوال:وإيكولوجية تعجز عن مواجهتها وذلك ب

.ستثمار الكايف يف التعليم، والصحة لألجيال احلاضرة حىت ال تتسبب يف دين اجتماعي لألجيال املقبلةاإل-

استخدام املوارد على حنو ال يتسبب يف ديون إيكولوجية عن طريق اإلفراط يف استغالل ما يوجـد لـدى -لذلك البد من عقلنة استثمار املوارد الطبيعية، وما يتطلبه ذلك من تعديل يف أمناط .األرض من طاقة حاملة، ومنتجة

النمو ومعدالته، والتكنولوجيا املستخدمة، وجيب تعديل أمناط االستهالك املبددة للموارد الطبيعية، واليت هي غري قابلة .لالستمرار

.تصادية جيب على اآلخرين أن يسددوهاستهالك احلايل ال ميكن متويله طويال بديون اقكما أن اال-

فكل الديون املؤجلة ترهن االستدامة سواء كانت ديونا اقتصادية، أو اجتماعية، أو إيكولوجية، وهذه الديون هي اقتراض من املستقبل، فهي تسرق من األجيال املقبلة خياراا املشروعة، وهذا هو السبب يف أن إستراتيجية التنمية

ستدامة هي إعادة رأس املال كله املادي، والبشري، والطبيعي لالحتفاظ بقدرة األجيال املقبلة على تلبيـة اإلنسانية امل وتناقض بـني النمـو ،احتياجاا، على األقل على نفس مستوى األجيال احلاضرة، مع ضرورة عدم وجود تعارض

قى مهما يف زيادة اخليارات، وحيوي للمجتمعات وإعادة توليدها؛ ألن النمو االقتصادي يب قتصادي، ومحاية البيئة، اإلبأن تفعل من أجل األجيال اليت ستخلفها ما فعلته األجيال السالفة التزام أخالقيلذلك فإن لألجيال احلاضرة . الفقرية

1.من أجلها

مساواة احلاليـة ألن التنمية اليت تؤدي إىل دميومة الال :حتقيق العدالة واإلنصاف يف العالقات احلالية : ثانياليست مستدامة، وال تستحق أن نعمل على إدامتها؛ فهي تتطلب النمو الطويل األجل مع إعادة توزيـع الثـروة، أو

2.الدخل داخل البلدان، وأيضا بني األمم الغنية، والفقرية للتخفيف من أعباء الفقر

العدالة لألجيال القادمة الـيت مل ،العدالة هناك من يرى تضارب بني النوعني من بأنه يف األخري، جتدر اإلشارة تأيت بعد، والعدالة ملن يعيشون اليوم والذين ال جيدون فرصا متساوية للحصول على املوارد الطبيعية، أو على الطيبات

جيـال ستثمار لأل ستهالك الفقراء اليوم، وزيادة اإل إقتصادية، ألنه ال ميكن حل قضايا البيئة بني زيادة جتماعية واإل اإل3.املقبلة

.18-17، ص املرجع السابق، 1994برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي -1، ترمجة، حممد فتحـي صـقر، قتصادية للقرن القادمالنمو مع املساواة هدف السياسة اإلليتان، . مارتن نيل بايلي، جارى بريتلس، روبرت إ -2

.21-16، ص 1996اهرة، الطبعة األوىل، مركز األهرام للترمجة، والنشر، الق.359-358مصطفى طلبة، املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة، املرجع السابق، ص-3

Université Sétif2

Page 134: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

87

جتماعيـة يف فاملساواة والعدالة بني األجيال يف املستقبل سيكون من املستحيل حتقيقها يف ظل غياب العدالة اإل . احلاضر، حيث ينبغي أن يتم التوازن بني مصاحل اموعات املختلفة من البشر داخل كل جيل، وبني األجيال

جتماعيـة قتصادية واإلواملساواة يف فرص الرفاهية، ومشولية األهداف اإل فالعنصر املهم للتنمية املستدامة العدالة .فنحن حنتاج للتنمية املستدامة بالنسبة للعامل ككل، ولكل جمتمع يف الدولة. والبيئية بصورة متوازنة

رص ويف احلق يف املشاركة الفعالة ال بد من احلق يف تكافؤ الف ضرورة توفر إىل جانب مما سبق قوله، نرى بأنه والسياسية، احلصول على املوارد، واحلق يف التوزيع املنصف للفوائد النامجة عن التنمية، واحلق يف احترام احلقوق املدنية

1.جتماعية، والثقافية، واحلق يف بيئة دولية ميكن فيها إعمال هذه احلقوق إعماال كامالقتصادية واإلواإل

تترك جماال لعناصر حمددة إضافية ميكن أن فهيديناميةعمليةاملستدامةالتنمية اإلنسانية لكن بإعتبار عملية ، والتفكري مبا يسمح من حتقيق أكرب انتفاع حبقوق اإلنسان... تضاف لتخفيف من وطأة الفقر، والظلم، وعدم املساواةتتضمن احلد املذكورة أعاله ملبادئ ما يؤكد أن العناصر، أو ا. يف حقوق الطبيعة، واستدامة االنتفاع لألجيال القادمة

2.األدىن املطلوب للمقاربة التنموية حلقوق اإلنسان، وهي غري قابلة للتفاوض وأساسية من مبادئ حقوق اإلنسان

لتنمية اإلنسانيةاألساسية لمؤشرات ال: المطلب الثاني.االنتفاع بحقوق اإلنسانكقياس لمدىنا إشكالية هذه املؤشرات يف قياس ياس التنمية اإلنسانية، وببعد أن تطرقنا يف الفصل األول إىل مؤشرات قي

سنتطرق يف هذا .املفهوم الواسع للتنمية اإلنسانية اليت أصبحت تقوم على جمموع الواسع، واملتكامل حلقوق اإلنسانن يبعد أن نب.املطلب إىل دورها اإلحصائي الكمي يف التأثري على السياسات العامة لصاحل حقوق اإلنسان، ومحايتها

.عالقة املؤشرات األساسية حبقوق األساسية لإلنسان لبقائه على قيد احلياة

مرتبطة بالحقوق اإلقتصادية اإلنسانية للتنمية المؤشرات األساسية : الفرع األول:إلجتماعيةوا

اإلنسانية املـستدامة، اليت تسمح بقياس التنمية -املذكورة أعاله يف الفصل األول -إن األبعاد األساسية الثالثة حقوق (هي عبارة عن جمموعة من احلقوق األساسية لإلنسان، واليت تتصل باحلاجات األساسية للبقاء على قيد احلياة

، واليت هي ...)املسكنوالغذاء ( احلق يف التعليم، واحلق يف الصحة، واحلق يف مستوى معيشي الئق (:، وهي )احلياةفرد، ومن هنا جند أن األبعاد األساسية للتنمية تلتقي ومنظومة حقوق اإلنـسان، فهـي أساسية لتنمية القدرات لكل إن هذه .وتقنية كبرية،وارد بشرية، واقتصاديةماليت تتطلب توفر جتماعيةقتصادية، واإلتدخل ضمن قائمة احلقوق اإل

.السابقوقعإلنسان، املتعزز حقوق ا.. واعتبار اإلنسان حمور عملية التنمية،أمهية توسيع املشاركة يف صنع القرار-1.06p. Opcit. based approach to development programming in missing link-sA human right-2

Université Sétif2

Page 135: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

88

منه، مث متت إعادة التأكيد عليها 26و 25اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان يف املواد قلباحلقوق منصوص عليها يف 1.منه14و 13و 12و 11يف العهد الدويل للحقوق االقتصادية، واالجتماعية، والثقافية يف نص املواد

ق كل شخص يف مستوى معيشي كاف له، مبا يف ذلك ما يفي حباجته مـن حبمنه 11/1حيث تعترف املادة منه الدول األطراف مبجهودها الفردي، ومن خالل التعاون الـدويل 11/2دة الغذاء، والكساء، واملأوى، وتلزم املا

باحلق األساسي لكل إنسان "باختاذ التدابري الالزمة لتحسني طرق إنتاج، وحفظ، وتوزيع املواد الغذائية معترفة بذلك جعل التعليم :" لتام هلذا احلق عمال ا حبق كل فرد يف التعليم، وبغية حتقيق اإل 13وتسلم املادة ". يف التحرر من اجلوع

". بتدائي إلزاميا، وإتاحته جمانا للجميعاإل

بتدائي بالقيام يف غضون كل دولة طرف مل تتمكن من كفالة إلزامية وجمانية التعليم اإل 14تطالب املادة بينما .لةبوضع واعتماد خطة عمل مفصلة للتنفيذ التدرجيي ملثل هذا التعليم خالل فترة معقو،سنتني

فيما يتعلق حبـق كـل .12/1عتراف الوارد يف املادة مشمول يف اإل فهو احلق يف الرعاية الصحية األولية أما ولتحقيق إعمال هذا احلق وفقـا للمـادة .إنسان يف التمتع بأعلى مستوى من الصحة اجلسمية والعقلية ميكن بلوغه

ابري خلفض معدل موتى املواليد، ومعـدل وفيـات يتعني على الدول األطراف أن تتخذ ضمن مجلة أمور تد 12/2وهذه األمور تشكل جزءا من الرعايـة .الرضع، والوقاية من األمراض الوبائية، ومكافحتها، وتأمني اخلدمات الطبية

فت منظمة الصحة العاملية إستراتيجية الرعاية الصحية األولوية على أا رعاية صحية لـألم، رفقد ع.الصحية األولوية .الطفل، وتنظيم األسرة، والتطعيم، وعالج األمراض الشائعة، واألدوية األساسية، ومياه الشرب النظيفو

تفاقية الدولية كذلك جاء النص عليها يف اإلتفاقية الدولية للقضاء على أشكال التمييز العنصري، وكذلك يف اإل ، وكـذلك )12املـادة (، والرعاية الصحية )11ملادةا(للقضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأة يف ميادين العمالة

) منـها 24املـادة ( ، واإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل2)13املادة(جتماعية قتصادية واإلامليادين األخرى للحياة اإل حبقه يف مستوى معيشي مالئم لنمـوه 27الذي تنص على حق الطفل يف أعلى مستوى صحي ميكن بلوغه، واملادة

مؤمتر : كما متت اإلشارة إليها أثناء مؤمترات دولية عديدة منها 3جتماعي،والعقلي، والروحي، واملعنوي، واإل البدين، .1990، والتعليم للجميع سنة 1978الصحة للجميع يف سنة

لى أثرها املباشر، أو غري املباشر على الرأس املال البشري، وعلى اإلنتاجية، وعهلاالثالث األساسية هذه احلقوق بتدائي بوصفها فاحلق يف الغذاء، والرعاية الصحية األولوية، والتعليم اإل . جتماعيالكفاءات يف املشاركة، والتفاعل اإل

املؤشرات الدنيا للحق يف التنمية الذي يتعني إعماله تعترب مكملة بشكل أساسي للحق يف احلياة غري القابـل للتقييـد والذي ميثل ،"احلق يف احلياة حق مالزم لكل إنسان ) "جتماعيةقتصادية واإل اإلمن العهد الدويل للحقوق 6/1املادة (

قتـصادية، من العهـد الـدويل للحقـوق اإل 14-11، واملواد من 1948من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لسنة 26-25أنظر املواد -1.1966جتماعية، والثقافية لسنة واإل

.1965قية الدولية للقضاء على أشكال التمييز العنصري، لسنة تفامن اإل13-11أنظر املواد -2.1979تفاقية الدولية للقضاء على التمييز ضد املرأة لسنةاإلد، وموا1989تفاقية الدولية حلقوق الطفل لسنة من اإل27و23أنظر املواد -3

Université Sétif2

Page 136: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

89

األساس جلميع احلقوق، ويؤدي انتهاكه إىل عقوبات، وإىل تأنيب رمسي ال من جانب الدولة فقط، بل ومن جانـب ق بالنـسبة ملـواطين مجيع الدول األخرى واتمع الدويل، ويتعني على اجلميع أن يلتزم ليس فقط بإعمال هذه احلقو

دولتهم، ولكن أيضا بتوفري املساعدة الالزمة، ويئة الظروف الضرورية إلعمال هذه احلقوق يف الـدول األخـرى 1.ومن املعروف أنه يستطيع الفرد املطالبة بإعمال هذه احلقوق بوصفها التزامات على الدولة. الفقرية

نسان جيب ضمان إعماهلا وفقا للمقتـرب لإلأساسية ق حقوذلك هو أن هذه احلقوق بوصفها كل األهم من حترام الكامل للحقوق املدنية، والسياسية، وباملشاركة الفعالة جلميـع املعنـيني، املتكامل حلقوق اإلنسان، أي مع اإل

2.هلاوتساوي فرص الوصول لفوائد التنمية، والتوزيع العادل

.اإلنسانية المستدامةالدور اإلحصائي لمؤشرات التنمية : الفرع الثاني

بعد أن تبني لنا أن املؤشرات األساسية لقياس التنمية اإلنسانية املستدامة، واليت تشكل املقياس املركب للتنمية فإذا كانت كذلك فما هو دورها اجتاه باقي حقوق . هي من احلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية) (IDH اإلنسانية

شرات التكميلية ؟اإلنسان األخرى؟ ودور باقي املؤ

اإلحصائيات يف جداول مؤشرات التنمية اإلنسانية : هناك نوعني من املعلومات اإلحصائية بأن ،جتدر اإلشارة توفر تقييما عامليا شامال الجنازات البلدان يف ااالت املختلفة للتنمية، واألدلة اإلحصائية يف التحليل املواضيعي ضمن

.الفصول

ة للتحليل ميكن أن توسع من اآلفاق إىل ما وراء العموميات، وأن تـساهم يف حتديـد فاإلحصائيات كوسيل ت انتباه السلطات العمومية، ووسـائل تألف 1990سنة هذه املؤشرات جتماعية الكربى، ومنذ إطالق الرهانات اإل

ملاذا مل يتم حتقيق : التايل كل واحد يقارن ترتيب بلده بترتيب جريانه، ويطرح السؤال ، حيث اإلعالم، واتمع املدين تكتسب جاذبية إضافية لتقييم التقـدم هذه املؤشرات ثلها متيف بلده ما حتقق يف البلد اآلخر؟ فالوسيلة اإلحصائية اليت

.جتماعيةقتصادية واإليف حتقيق احلقوق اإل

احلكومة تنـوه عندما بلد حيقق تطور من سنة إىل أخرى ف،)IDH(أن يتعسف يف استعمال أيضا ميكنكما .مبجهداا وسياستها، لكن عندما ال يتحقق هذا التطور فإن وسائل اإلعالم، واملعارضة يلقون اللوم على هذه السياسة

ختالفات في العديد من الدول أشعلت النتائج شرارة اجلدال القومي، وساعدت صانعي السياسات يف تقييم اإلف.فية، واحلضرية، وبني األقاليم، واجلماعات العرقية، ومجاعات الدخليف التنمية اإلنسانية بني املناطق الري

تباينـات الفدليل التنمية كمقياس خمتصر يربز النجاح اخلاص ببعض الدول، والتقدم البطيء لدول أخرى، بل و كان نفـس املختلفة بني املناطق، واموعات السكانية يف نفس الدولة، ويساعد على توجيه السياسات العامة، وإن

.1966ثقافية، لسنة جتماعية، والقتصادية، واإلمن العهد الدويل للحقوق اإل02أنظر املادة -1،وقرار اجلمعيـة العامـة 1998/72دراسة عن احلالة الراهنة للتقدم احملرز يف تنفيذ احلق يف التنمية عمال بالقرار ، السيد أرجون سانغويتا -2

155/53 .

Université Sétif2

Page 137: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

90

هناك صعوبة عدم توفر البيانات الالزمـة عـن لكن .اإلجناز للتوظيف املتوسط، وليس مدى جودة توزيعه يف الدولة بعض املؤشرات لبعض الدول، وإن كانت مصادرها وكاالت دولية خمتلفة لديها اخلربات، واملوارد العلميـة جلمـع

:يبنيجيب أن ) IDH ( ف. املعلومات الدولية عن املؤشرات

من هم األكثر فقرا، وكيف تؤثر اإلجراءات التنموية على حيام من أجل ذلك جيب حتليل املعطيـات، -1.النتائجأجتماعية اليت تتحصل على أسووتفصيلها من أجل التعرف على األصناف اإل

ا التحليل يسمح حتليل السياسات من أجل املسامهة يف تقييم النتائج املتحصل عليها من طرف الدول، وهذ -2عدد كبري من السكان إىل أمهية املشكل لدى هتمامواإل ،نتباهلنا مبعرفة وإظهار املشاكل املستعجلة، ويسمح جبلب اإل

.املعطى

جيب أن تنعكس الفوارق خاصة بني الرجال، والنساء، واملناطق السكنية من أجل كشف التمييز الـذي -3فالكـشف علـى التمييـز، أو 1.تبعة قللت الفوارق، أو زادت من حدا إذا كانت السياسات امل ما حدث وبيان

جتماعية بني اجلنسني قياسها من قتصادية واإل التفاوتات اإل : التفاوتات اليت مت جتاهلها هو من مهمة اإلحصائيات مثل جتاه النساء يف كل طرف مؤشر التمكني اجلنساين للمرأة، ودليل التنمية املرتبط بنوع اجلنس يكشف عن وجود متييز ا

.البلدان، خاصة يف البلدان النامية، سواء على املستوى الوطين، أو العاملي

نتماء االثين يعطـي صـورة هتمام بتحليل عناصر التنمية حسب املناطق، واجلهات، وحسب اجلنس، واإل فاإل.جتماعيةة واإلقتصاديواضحة حول هوية األفراد املهمشني، أو ضحايا التمييز فيما خيص حقوقهم اإل

ؤشر املأن مؤشر الفقر البشري هو الذي يعكس بصورة أفضل الفقر والتمييز، ألنه على عكس ،جتدر املالحظة املركب للتنمية البشرية ال يتمسك بالتقدم املتوسط فقط، ولكن أيضا بنسبة األشخاص اللذين مل يبلغوا املستوى األدىن

إىل وجود عجز يف كل الدول، وليس يف الدول الفقرية وحدها، وهو يركز ومؤشر الفقر البشري يشري .من املعيشة .جتماعية فقطقتصادية واإلعلى احلقوق اإل

هذا كله، يسمح للسلطات العمومية من العمل على مواجهة اآلثار املتراكمة هلذه النتائج املتبادلة، واملختلفـة، اإلحصائيات عندما تكـشف : فمثال. تقارير الوطنية والعاملية حسب ما جاء يف اإلحصائيات الرمسية، واملستعملة يف ال

التمييز الذي قد يكون مدرج ضمن السياسة عن طريق التشريعات، أو املؤسسات اليت تدعم بعـض األشـخاص، خرين، فمن الضروري إلغاءه من أجل حتقيق احلقوق بإلغاء التشريع بسرعة، ولكن إذا كان التمييز مرئـي اآلومش اليت تؤدي إىل عدم اإلنصاف فإن إزالته حتتاج إىل جمهودات ووقت، ألنه يبدو يف نتـائج انعكاسات السياسة نراه من

2.اإلجراءات املطبقة

1 -Rapport mondiale sur le développement humain2000 : « droits de l’homme etdéveloppement humain » ; publié pour le programme des nation unie pour le développement (pnud)par : De Boeck université 2000.p108.2- Ibid, P96.

Université Sétif2

Page 138: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

91

فاملؤشرات اإلحصائية متثل سالح قوي يف الكفاح من أجل حقوق اإلنسان، ألا تسمح لألفراد، واملنظمات التعرف على املسئولني على حقـوق اإلنـسان، منوالسلطات العمومية الدولية، واتمع املدين، ولألمم املتحدة،

:فهي باختصار تساهم يف . وجعلهم يقدمون حسابات على تصرفام

.حتسني السياسات ومتابعة صريورة التقدم.1

.رغوب فيها للقوانني، والسياسات، والنشاطاتاملحتديد اآلثار غري .2

.نبيه إىل حاالت الفرق واحلث على الوقاية منهاالت.احلقوقحتديد الفاعلني املؤثرين على حتقيق هذه .3

1.إعادة النظر يف جوانب قد مت إمهاهلا يف املاضيوجتماعي ترقية اإلمجاع اإل.4

صورة واضحة لوضعية حقـوق نكون قد حتصلنا على فبجمع املعلومات، وحتليلها، وتفسريها، ونشر نتائجها ما يسمح بتدعيم اإلجراءات املتعلقة بتقدمي حسابات علـى التـصرفات، ، هااإلنسان وكشفنا على املتسببني يف تردي

وحتميل املسؤولية لكل الفاعلني املؤثرين، وإلزامهم بأداء التزامام، وبالتعاون مع هيئات املتابعة خاصة الفاعلني الغري لى مستوى حقوق اإلنسان، وهذا ما ، ونتائج قرارام، ونشاطام عماحلكوميني بتقدمي تقييمات موازية ألثر مشاريعه

أساسي لتحميل الفـاعلني يف املؤشرات األساسية والتكميلية ستعمالإف .، وحيميها يدعم الدفاع عن حقوق اإلنسان اتمع على تقدمي حسابام حول نشاطام يف كل ميادين احلياة، وإبداء تعاوم من خالل اإلعالم، واحلوار، وتقدمي

2.نشغاالت اليت يعرب عنها اتمعلى اإلإجابات مناسبة ع

تسمح بإجراء املقارنات بني الدول، هل ) IDH( األساسية اليت تدخل ضمن إن مؤشرات التنمية اإلنسانية تتقدم يف ميدان حتقيق حقوق اإلنسان، أم ال ؟ حيث جند أن القوانني الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان تفـرض علـى

س أقصى إمكانيام لتحقيق هذه احلقوق من أجل تسجيل تقدم كايف واسـتخدام الوسـائل الدول األطراف تكري فالتقييم يكون سهل عندما نتعرف على النتائج املتحصل عليها يف بلدان أخرى، وهذا يؤدي إىل طرح .الالزمة لذلك

.تساؤل ملاذا حتقيق هذا احلق ممكن يف هذا البلد، وليس يف البلد اآلخر ؟

:حليل اهودات يكون من زاويتنيولذلك فت

...نفقات التعليم، وعدد التالميذ بالنسبة للمعلم الواحد: لمثاملستخدمةلبتطور الوسائهتمامجيب اإل-1

3...اخنفاض معدل األمية، أو سوء التغذية عند األطفال: مثلبتطور النتائجهتمامجيب اإل-2

:ت من ثالث زوايافاملؤشرات اإلحصائية تقوم بتحليل الوضعيا

.املتوسط الوطين من أجل إظهار التقدم-1

1- Rapport mondial sur le développement humain 2000. Op.cit., p.892- Ibid, P107.3 - Ibid., P.98-99.

Université Sétif2

Page 139: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

92

.إظهار النقائص من أجل حتديد اهودات اليت حتققت واهودات الباقية-2

1.إظهار التفاوتات من أجل التقليل منها-3

قوق ستراتيجيات التنموية وعالقتها حب اإلجلب اهتمام أصحاب القرار، وتطلب نقاشات حول ) IDH(إذن التـساع اجلوانب احليوية للتنمية اإلنـسانية املؤشرات اليت تعكس كل ان، وهذا على الرغم من عدم اشتماله اإلنس

.مفهومها

، على املدى البعيد لتحقيق احلقوق عملية للتغيري اتمعي ألن عملية التنمية ترقية التغيري، فهي تساهم يف د أدوات العمل، والضغط خللق مؤشرات من شأا أن ختلـق ثقافـة فيجب العمل على خلق وسائل دف إىل حتدي

املسؤولية، وتكشف عن الفاعلني األساسيني يف اتمع وعملهم اجتاه حتقيق ومحاية حقوق اإلنسان، وحتديد التزامام رـا مـع قتصادية لوحدها غري كافية، البد من مؤشرات أخرى تشمل املفهوم، وتقا فاملؤشرات اإل . يف هذا الشأن

حقوق اإلنسان، والدفاع عنها للتخلص من البؤس، واخلوف، والتمييز، وحتسني احلريات اإلنسانية، ولزيادة القدرات .اإلنسانية، والكشف عن التفاوتات، والتقليص منها

ن قتصادي الـذي ميكـن أ جتماعي واإل نتباه للسياق اإل بأن التنمية اإلنسانية تلفت اإل ،يف األخري ميكن القول قتصادية، واملؤسساتية يف حتقيق وأدوات التنمية اإلنسانية متنح تقييم لإلمكانيات اإل فمفاهيم .تتحقق فيه هذه احلقوق

2.ذلك تقييم املوارد املوجودة ملواجهة عوائق التنميةباحلقوق، و

فتـرة، فالبلـد يف ضبط حقوق اإلنسان من حيث ال لفت اإلنتباه ميكن أن يؤدي إىل فاجلانب احلركي للتنمية جتماعيـة، قتصادية واإلال يستطيع حتقيق كل احلقوق، لكن هذا ليس سبب يف إعطاء األسبقية للحقوق اإل قدالفقري

فالتنمية تستلزم فكـرة التغـيري، .حىت تتفوق على احلقوق املدنية والسياسية، لكن جيب أن تتكامل األوىل مع الثانية .نسانحقوق اإلكل والتقدم بإدماج وممارسة

ففي التحليـل .ذا ميكن ملقاربة التنمية اإلنسانية أن تساعد على زيادة نفع املقاربة املبنية على حقوق اإلنسان اإلنسانية يوجد تقاليد للصياغة، ولتحديد اإلشكالية اليت من شأا إثراء أدبيات حقـوق اإلنـسان املبين على التنمية

وق اإلنسان يتطلب حوصلة النتائج احملتملة هلذه الشبكات على مـستويات وترقيتها، فدراسة خمتلف اآلثار على حق التنمية، ووزن املطالب اخلاصة مبختلف أنواع النتائج اليت ال ميكن الوصول إليها كلها يف الوهلة األوىل لوجود القيود

حلقوق، وأمهيتها فـال يوجـد املوارد، واملؤسسات يف اتمع؛ إن كان البد من التأكيد على عدم قابلية تقسيم ا يف .ترتيب تسلسلي بينها، وهذا ما يؤكده املدافعني على حقوق اإلنسان

1- Rapport mondial sur le développement humain 2000. Op.cit., P.1082 - Ibid, P.02.

Université Sétif2

Page 140: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

93

هذه األخرية ترتبط حبق أن فالتنمية اإلنسانية تسمح بتوسيع املقاربة املبنية على حقوق اإلنسان، ألنه حىت ولو ختيارات ة لتحسني القدرات، وتوسيع اإل فردي، فإن تطبيقها يعتمد على وجود شروط اجتماعية مناسبة وبيئة مالئم

1.حبصر أفضل للطرق والوسائل املؤهلة لذلك، وتقييمها الشامل من طرف إحصائيات التنمية اإلنسانية

جنازات املتحققة يف عملية التنمية، وذلك من أجل فدور مقياس التنمية اإلنسانية األساسي هو تقومي للنتائج واإل ارة عملية التنمية، ورسم السياسات، ومتابعة تنفيذها، واختاذ ما يلزم من قرارات لتطوير مساعدة صانعي القرار يف إد

.املسار، أو تدعيم اجتاهه يف ضوء املستجدات

كفرص لأللفية ة ـاإلنمائيهدافاألتحقيق: لثالمطلب الثا:بحقوق اإلنساناالنتفاعللوصول إلى

، أهم القضايا األساسية ذات األولوية للتنمية اإلنسانية املـستدامة تعترب من إن قائمة األهداف اإلمنائية لأللفية من أهم حتدياا للقرن احلادي والعشرين، واليت إذا حتققت ميكن هلا أن تعزز الكرامة اإلنسانية، وتدعم واليت اعتربت

املرض، واجلهل، والتدهور البيئي، وميش خبلقها البيئة التمكينية املالئمة اخلالية من الفقر، واجلوع، وحقوق اإلنسانإذن األهداف اإلمنائية يف حالة حتقيقها ولو جزءا منها فقط، والعمل على تقويتها والتمسك ا يف ممارسة .اخل...املرأة،

بيئـة حقوق اإلنسان والتنمية اإلنسانية، ويف السياسات اإلمنائية للدول تشكل بالنسبة للمستقبل فرص متاحة لتهيئة ال .التمكينية والوصول بالتايل لتحقيق االنتفاع حبقوق اإلنسان

، خصوصا ما يـرتبط منـها الفرع الثاين من خالل بعض منها العلى يف هذا املطلب ننا سوف نركز لذلك فإ ـ / اإليدز/ فريوس نقص املناعة املكتسب ومكافحة ،، واملساواة بني اجلنسني، ومحاية البيئة هبالفقر، ومتالزمات سيداال

وإعماهلا يرفع مستوى التمكني حبقوق اإلنسان لالنتفاع ا ميكن له بالفعل أن نبني هل حتقيقها والتخفيف منها حىت .هذا بعد أن نبني يف الفرع األول كيف أغفلت األهداف اإلمنائية حقوق اإلنسان رغم العالقة بينهما؟إعماال تاما

:لحقوق اإلنسانلأللفيةاألهداف اإلنمائية إغفال : الفرع األولمباشرة حقوق اإلنسان كشرط مطلق لتنفيذ األهداف األلفية يذكر إعالن األلفية حبد ذاتهعلى الرغم من أن

كما شدد على .والتقيد بأحكامه بصورة تامة،شدد على احترام اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسانحيث ،للتنمية،متت صياغتها ليس من حيث حقوق اإلنسانأن األهداف اإلمنائية لأللفية قدإال . واألمن اإلنساين، مسائل املشاركة

أي أن حقوق اإلنسان كانت غائبة عن هذه األهداف ومل تصل ،ولكن من حيث نواتج التنمية اليت يتم التوصل إليهان دراسات عديدة وإن ك2.)املذكورة سابقا خالل الفصل األول( إىل درجة أن يتم إدراجها يف قائمة هذه األهداف

3.أظهرت أنه من املمكن حتديد معايري حمددة يف جمال حقوق اإلنسان وراء كل هدف لأللفية

1 -Rapport mondial sur le développement humain 2000. Op.cit., P.23.2-une nouvelle coherence pour le droit(homme'les droits de l,Rafàa Ben Achour et Slim Laghmani

,Rencontre dédiée à la mémoire de Dali JAZI,2008avril19et,18,17que descolle,)internationaleEditions A. PEDONE- Paris, P104.3 -Alessandro Sitta , op, Cit, p.20.

Université Sétif2

Page 141: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

94

عند التحليل جيدا جند أن األهداف األلفية للتنمية من خالل التركيز على احلرمان يف األبعاد األساسية للحياة فألهداف التنموية لأللفية وحقوق اإلنسان تكـون مباشـرة فالروابط اجلوهرية بني ا ، اإلنسانية متثل حقوق اإلنسان

1.من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان26و،25عندما يتم مقارنة خمتلف األهداف باملواد ،بينهما

املتعلـق 05واهلدف ،املتعلق بوفيات األطفال 04واهلدف ،واملتعلق بالقضاء على الفقر واجلوع 01اهلدفوحتسني ،جتماعية كتأمني املياه الصاحلة للشربيتعلق بتحسني املعيشة عن طريق اخلدمات اإلوكل ما،بصحة األمومة

.25املادةباحلياة للقاطنني يف أحياء فقرية مكتظة ميكن ربطه مباشرة . 26املادةببتدائي الشامل مرتبط بشكل مباشر من األهداف التنموية لأللفية حول حتقيق التعليم اإل 02اهلدفو.تعزيز مساواة النوع يف التعليم وتقوية النساء04حنصل على اهلدف ،يتم دمج هذه املادة مببدأ عدم التمييزوعندما

قتـصادية من ميثاق احلقوق اإل 02والفقرة ،من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان 28وملا نلقي النظر يف املادة د باحلق يف التمتع بنظام اجتماعي دويل من شأنه املساعدة جندها تنص على ضرورة متتع كل فر ،جتماعية والثقافية واإل

. األهداف األلفية الثمانية هي معدة خصيصا حنو بناء النظـام العـاملي هـذا .على تأمني احلقوق املبينة يف اإلعالن فكل هـدف ،والبد من إشراكهما وحقوق اإلنسان يف دافع مشترك ،لبنات لبناء التنمية اإلنسانية اإلمنائية فاألهداف

2.والثقافية املنصوص عليها يف وثائق حقوق اإلنسان املختلفة،جتماعيةواإل،قتصاديةمرتبط مباشرة باحلقوق اإل

أن تكون مبثابة معايري لتحديـد ) وغريها، املياه ،الغذاء ،السكن ،التعليم ،كالصحة( ينبغي هلذه احلقوق لذلك وإن التنفيذ املرحلي وتوافر املـوارد لتحقيـق هـذه ؛ بلوغ األهداف اإلمنائيةاألدوات الالزمة لتقييم التقدم احملرز يف

3.احلقوق مبدآن هامان ألي إستراتيجية ترمي إىل بلوغ تلك األهداف

متثل جـدول أعمـال ، فهي حقوق اإلنسان قدما سوف يدفع حتقيق أهداف األلفية عالوة على ذلك، أعترب تعليم، والرعاية الصحية، ومستويات املعيشة الالئقة، حسبما يعددها اإلعـالن وال ،يف الغذاء كاحلق حلقوق اإلنسان

.العاملي حلقوق اإلنسانتانتقـد ومن هذا اجلانب لعالقة األهداف اإلمنائية حبقوق اإلنسان اإلقتصادية واإلجتماعية لكن رغم ذلك،

وحمدودة تغفل القضايا اهلامة األخرىثيق، حياألهداف اإلمنائية لأللفية، فمن منظور حقوق اإلنسان تعترب مفرط الض4.للغاية من قبل املؤشرات الرقمية اليت ترمي إىل تقييم مدى حتقيق مزيد من الكرامة ونوعية احلياة

واليت ، واحلقوق اإلنسانية امع عليها عامليا ،كانت بشكل يعرب عن احلد األدىن من مستوى املعيشة تهاصياغف.دون استثناء مبا فيها األقل منوا،ققة يف كل البلدانيفترض أن تكون متح

.من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان26ة، واملاد25أنظر املادة -1.http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/cescr-st15htm.دية واالجتماعية والثقافيةاألهداف اإلمنائية لأللفية واحلقوق االقتصا-2.املرجع نفسه-3

4 - Susan C.Mapp, Human Rights and Social Justice in a Global Perspective, An Introduction toInter national Social Work, Oxford, Univer sity prees ,2008.p 155-156.

Université Sétif2

Page 142: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

95

ثانيا، و،أوال بإعالن األلفية،هداف األلفية للتنمية اإلنسانية باالرتباطالنظر لألب يف األخري ميكن القول، بأن جي املـدى والعمـق إن النظر يف هذه الترابطات يضيف إىل أهداف األلفية . بقرار اجلمعية العامة املتعلق بتنفيذ اإلعالن

.ولالنسجام مع مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة بكل أبعاده،لكي تتسع إلدماج مقاربة حقوق اإلنسانالضرورينيأن مجيع أهداف األلفية للتنمية ترتبط ارتباطا وثيقا مببادئ حقوق اإلنـسان الـواردة يتضح لنا مما سبق كما

: وعليه،باملواثيق الدوليةخاصـة ،لكنها تضفي بعدا سياسيا على مجيع الدول ،ملزمة بذات القدر من الناحية القانونية فهي ليست -

.تلك اليت مل تصادق على االتفاقيات املذكورة1.الدوليةتإن إعالن األلفية يشكل دعما لرصد الوفاء بااللتزاما-

يها كجزء يدمج يف إطار من القانون وينبغي النظر إل ،األهداف األلفية هي دعامة من جانب القانون الدويل -فهي دف وحقوق اإلنسان إىل مراقبة اإلعمال التـدرجيي حلقـوق ،الدويل حلقوق اإلنسان استحقاقات والتزامات

وبالرغم من ضمان املساءلة عن ، وهناك تقارير دورية من أجل كل العمليات على املستويني الوطين والدويل ،اإلنسان2.ن األمر يتطلب جمموعة واسعة من القوانني واملؤسساتإال أ،حقوق اإلنسان

فبينما تتـبىن ، فحقوق اإلنسان وأهداف األلفية ميكن اعتبارمها جمموعتني من التزامات مترابطتني ومتداخلتني فهذه األخرية باعتبارهـا موضـع ،وعناصر متكني هامة إلحقاق أهداف األلفية ،إطارا معياريا ملتزما ومنسقا األوىل

وتوافر اإلمكانات تشكل خطوات هامة يف التحقيـق ،إمجاع عاملي إذا ما وضعت يف سياق يعكس األوضاع احمللية 3.والثقافية،واالجتماعية،التدرجيي للحقوق االقتصادية

ميكن أن توفر أسس التقييم ذات الصلة اليت ميكن على أساسها قياس ، فاألهداف اإلمنائية فالعالقة متبادلة بينهما يعترب اإلطار الدويل حلقوق اإلنـسان جوهريـا ،ويف الوقت نفسه،بعض االلتزامات الدولية يف جمال حقوق اإلنسان

ويعـزز إطـار ،واملؤسسات املطلوبة لتحقيق هذه األهداف ،لتحقيق األهداف من حيث أنه يعمق فهم السياسات كن األفراد من املطالبة حبقوقهم واملشاركة يف عمليـات كما مي،املساءلة الوطين والدويل الالزم لتحقيق تقدم باجتاهها

4.اليت تؤثر يف حيام ،اختاذ القرارات

:نأهم األهداف اإلنمائية لأللفية وأثرها على حقوق اإلنسا:الفرع الثانيعم مـد وأمهية متزايدة على الصعيد العملـي، ألهداف اإلمنائية أصبح يف عهد األلفية الثالثة حيتل احتقيقن إ

أين رصدت له العديد من املؤشرات لقياس إجنازاا ،متابعة على خمتلف املستويات وصوال إىل املستوى احمللي تباآللياواليت كشفت عن ثغرات كبرية يف تطبيقها، حبيث اتـضح بـأن يف خمتلف دول العامل على املستوى احمللي، والعاملي،

.13ص،املرجع السابق،أمني مكي مدين-12 - Frequently asked questions on a human rights-based approach to development cooperation

(2006un) Http://ohchr.org/English-about/publication/docs/fao.en PDF 08..13ص،املرجع السابق، أمني مكي مدين- 3.2006-1461العدد ،احلوار املتمدن،ري املنظمات غري احلكومية على تنمية العامل القرويدراسة تأث-4

http://www.rezgar.com/debat/show.aet.asp?aid=57219.

Université Sétif2

Page 143: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

96

لذلك سوف حناول يف هذا الفرع معرفـة أثـر هـذه .2015عام هناك من الدول من ال يصل إىل حتقيقها حبلول .األهداف على حقوق اإلنسان وكيف أا تشكل بالفعل فرص ينبغي الوصول إليها لتحقيق االنتفاع حبقوق اإلنسان

.القضاء على الفقر والجوع:أوال

الفقر القضاء على د تأكيد أن أولويات جدول األعمال العام، وأعا نالتصدي للفقر م إعالن األلفية لقد جعل والذي تتصل به غايتان لتحـدده .رتباط بني الفقر املدقع وحقوق اإلنسان هو اهلدف اإلمنائي الشامل، كما سلم باإل

:اومه،كميا وزمنيا. 2015-1990ختفيض نسبة من يقل دخلهم عن دوالر واحد يوميا إىل النصف يف الفترة ما بني -1.2015-1990ختفيض نسبة من يعانون من اجلوع إىل النصف يف الفترة ما بني -2

." بعدم كفاية الدخل لشراء احلد األدىن من السلع واخلدمات :" يعرف يف املاضي القريب كثريا ما كان الفقر القدرات األساسية للعيش الكرمي؛ ويـسلم هـذا على أنه يعين عدم توفر :" واليوم يفهم هذا املصطلح بصورة أوسع

سـتبعاد واإلوالتمييـز، والـضعف، الصحة، اجلوع، وتدين مستوى التعليم،: التعريف بالسمات األوسع للفقر مثل التحرر من اخلوف، والعنف، واهلوية الثقافية، والقدرة التنظيمية، والقدرة على ممارسة السياسة، والقدرة ،جتماعياإل

1.متعددة األبعادمفهوم أصبح الفقر ف".والكرامةحترامباش على العي

وضع إنساين قوامه احلرمان املستمر، أو املزمن من :"بأنهيعرف الفقريف ضوء الشرعة الدولية حلقوق اإلنسان املدنيـة، املوارد، واإلمكانات، واخليارات، واألمن، والقدرة على التمتع مبستوى معيشي الئق، وكذلك من احلقوق

وهذا ما يستدل منه على عدم قابلية كافة حقوق اإلنسان للتجزئـة، .جتماعية األخرى قتصادية، واإل والثقافية، واإل مفهوم الفقر اإلنساين الـذي 1997وقد استحدث التقرير العاملي بشأن التنمية البشرية لعام 2.وترابطها فيما بينهما

فرصة العيش حياة : الفرص، واخليارات األكثر أساسية للتنمية البشرية مثليدور حول ما يفرض من اخلارج من غياب طويلة، وسليمة، وبناءة، والتمتع مبستوى معيشي الئق، وكذلك باحلرية، والكرامة، واحتـرام الـذات، واحتـرام

حيتاجون إليها للتخلص وباملوارد اليت ،يهتم مفهوم الفقر اإلنساين باإلمكانات املتاحة ألكثر الناس حرمانا و .اآلخرين3.لقياس التنمية اإلنسانيةمؤشر الفقر البشريPNUDوقد وضع . من الفقر

اإلنسان بـدأ قحبقو وربطه، هو نتيجة الالمتكني، واإلقصاء، والتهميش ،عموما ،إذن لقد بات مفهوم الفقر من اإلعـالن 25ذوره من املادة الذي يستمد ج 1986تدرجييا منذ الثمانينات بصدور إعالن احلق يف التنمية سنة

يعترفان بـأن املثـل ناللذا 1966، والعهدين الدوليني حلقوق اإلنسان لسنة 1948العاملي حلقوق اإلنسان لسنة

1 -Development and human rights: the role of the word bank. http://www.word-bank.org/html/exedr/rights/hrext.pdf. p05.

.والثقافية،جتماعيةقتصادية، واإلجتماعية والثقافية، اللجنة املعنية باحلقوق اإلقتصادية واإلوالعهد الدويل اخلاص باحلقوق اإل،الفقر2-http://www.hic-mena.org/document/ECN42002WG18-6AD.3- frequently asked questions on a human rights-based approach to development cooperation(2006un). Op.cit., P09

Université Sétif2

Page 144: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

97

األعلى لإلنسان احلر الذي ال تكبله أغالل اخلوف، والعوز، ال ميكن أن تتحقق إال إذا توفرت ظروف متكـن كـل وهلذا وكمـا مت . جتماعية، والثقافية، وكذلك حبقوقه املدنية والسياسية صادية، واإل قتشخص من أن يتمتع حبقوقه اإل

".والفاقة،التحرر من العوز"ذكره سابقا هناك من يرجع عالقة حقوق اإلنسان بالتنمية إىل هذه العبارة اجس مـن تعاقبت النصوص والقرارات بنسق متسارع يدل على أن قضية الفقر يف العامل أصبحت هبعد ذلك جتماعية والقمة العاملية للتنمية اإل،1993لذلك وقع إدراجها ضمن برنامج عمل مؤمتر فيينا لسنة . هواجس اإلنسانية

.قتصادياإجتماعيا، وسياسيا، و إواجبا أخالقيا، و اء عليه لقضاعترب ا و اخل،...يف كوبنهاغن، وإعالن األلفية، 1995الفقر أصبح التحدي األخالقي األكـرب يف ألندامة دون القضاء على الفقر، ميكن احلديث عن التنمية املست لك ال ذل

، وكمـا ألغـت )الوجه احلديث للعبودية (منديال يف قمة كوبنهاغن وصفا بليغا باعتباره نوقد وصفه نيلسو . العاملبب يف أشكال جديدة من وجرمته، فهي مطالبة اليوم بإلغاء الفقر وجترميه، ألنه يتس 19خالل القرن ةالبشرية العبودي

1.العبودية

كما أنه حيول دون اضطالع األشـخاص ال . فالفقر هو السبب الرئيسي النتهاكات حقوق اإلنسان يف العامل وميكن للفقر، وعـدم 2.وناخبنيبواجبام كأفراد فحسب، بل أيضا بواجبام اجلماعية كمواطنني، وآباء، وعمال،

جتمـاعي، سـتقرار اإل جتماعي، مما يؤدي إىل عدم اإل ان من خالل تغذية العنف اإل املساواة أن يهددا حقوق اإلنس على ثالثـة مبـادئ بنيت ض جلميع مبادئ حقوق اإلنسان، اليت يفهو حبد ذاته يشكل نق .قتصاديوالسياسي، واإل

ييز املنصوص عليـه يف مجيـع مبدأ املساواة وعدم التم، الكرامة اإلنسانية املتساوية جلميع البشر مبدأ :أساسية، وهي 3.مشولية حقوق اإلنسان، وعدم قابليتها للتجزئة، مبدأاملواثيق الدولية حلقوق اإلنسان

بل أكثر من ذلك، للفقر يف عالقة التفاعل بينه واالستدامة، وكذا حملدودية الفرص املتاحة، يؤدي إىل ضـعف 4.إىل األجيال القادمةقدرة اإلختيار لدى األفراد، وإمكانية نقل ذلك الضعف

فإن استئصال الفقر واستدامة سبل العيش هو أحد األهداف األساسية للتنمية اإلنسانية املستدامة اليت ،هلذا كله وألن اإلقرار بأن خفض الفقر لن يتم إال . نحقوق اإلنسا خلق الظروف املواتية للتمكني من هلا عالقة وطيدة مبسألة

الفقر املدقع، وخفـض على فقد اتفق يف إعالن األلفية على اختاذ إجراءات للقضاء .انمن خالل إنفاذ حقوق اإلنس Reductionإعداد إستراتيجيات خفض الفقر(الفقر من خالل إستراتيجيات، وبرامج تتبىن مقترب حقوق اإلنسان

Poverty Strategy Paperبنـاء مـداركهم، متكني الفقراء عن طريـق أمهية مع).من زاوية حقوق اإلنسان

http: //shroop.Com/vb/showthreat.php?t =5338 القسم الثاين-الفقر انتهاك حلقوق اإلنسان، سلسلة اجتثاث الفقر-1.1998/25، رقم 55اإلنسان، الدورة رار جلنة حقوق ـحقوق اإلنسان والفقر املدقع، ق-2

http://www.hic-mena.org/document/ECN.1999 48pov-doc.http: //www.aihr.og/menbar DH /pauverté.arabic.aied.htm.الطيب بكوش، الفقر وحقوق اإلنسان-3

4- Benoît lallau,Développement Durable et térritoires. Nouvelle formule (12 dossiers), pauvreté,durabilité et capacité de chois vicieux? (dossier03: les dimensions et sociale du développementdurable.) http://developpement durable.revues.org.

Université Sétif2

Page 145: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

98

وهذا مـا 1.من شروط تعزيز البيئة التمكينية فالتوعية مبشاكل الفقراء وإجياد سبل التخفيف منها .ووعيهم حبقوقهم .أدناهالحقا بالتفصيللنا سيتبني

.تمكين المرأة-الجندر-المساواة بين الجنسين: اانيثإعمال املساواة ، بملستدامة القائمة على املشاركة دون متييز و تلعب املرأة دورا مهما يف عملية التنمية اإلنسانية ا

حتسني ظروف حياة املرأة، وتبين تشريعات تعترف هلا حبقها يف املساواة يف العمل، ال بد من بثمار التنمية هاقصد متتع فمـن الثالثوالثاين وعدم التمييز يف األجر واحلوافز، ومحايتها من العنف والتحرش اجلنسي، وهذا ما جيسده اهلدف

، وذلك من خـالل القـضاء علـى -متكني املرأة -أهداف التنمية لأللفية الذي يتعلق بتحقيق املساواة بني اجلنسني .بتدائي، والثانويالتفاوت بني اجلنسني يف التعليم اإل

أللفية للتنمية إىل فإعالن األلفية يدعو إىل متكني النساء سياسيا، واجتماعيا، ولتحقيق ذلك يرمي ثالث أهداف ا ختفيض الفجوات بني اجلنسني يف التعليم؛ ولكن هذا ال ميثل سوى جزء صغري من الالمساواة اجلنوسية، ألن املساواة

،من حتسني الصحة ومكافحة املرض -بني اجلنسني هي يف صلب ما إذا كانت أهداف التنمية لأللفية ستتحقق أم ال ع، إىل توسيع انتشار التعليم وإنقاص وفيات األطفال، إىل زيادة فرص احلـصول إىل ختفيض الفقر وختفيف آالم اجلو

فاملساواة يف التعليم اإلبتدائي تسهم يف حتسني الصحة، وحتسن التعليم 2.على املاء املأمون، إىل ضمان االستدامة البيئية ك املوارد اليت متول إدخال التحـسينات والصحة يرفع اإلنتاجية اليت تفضي إىل النمو اإلقتصادي، ويولد النمو بعد ذل

3.على صحة الناس وتعليمهم، مما يزيد اإلنتاجية اليت تؤدي إىل منو اقتصادي

قتـصادية، أي مبعىن آخر املساواة بني اجلنسني ال تقتصر على التعليم فقط، بل تكون يف مجيـع امليـادين اإل ، هم أكثر تعرضا للتمييز، واإلقصاء، والتهميش يف هذه امليادين خاصة وأن النساء ...جتماعية والثقافية والسياسية، واإل

لفقر وسوء التغذية بنسبة تفوق نسبة عدد الرجال نتيجة التمييز الذي تواجهه املرأة لالنساء، واألطفال تتعرض حيث ، ضقترامان، واإل ئتفيما خيص اقتناء، وحيازة األرض، وامللكية، والسكن، وللقوانني، والسياسات اليت حترمها من اإل

الكاملة يف العمليات اإلمنائية، وهذا ما يثري مشاكل صحية ةواملوارد اإلنتاجية واملالية األخرى، وتستبعدها من املشارك ال لذلك كان .جتماعيقتصادي، واإلما يؤثر على حتقيق أمنها اإلوعقلية للمرأة، وتسهم يف العنف والتمييز ضد املرأة

كال انتهاكات حقوق اإلنسان للمرأة، ويف مجلتها احلق يف التعليم بغيـة تيـسري احلـق يف بد من استئصال كل أش 4.التنمية

1-Development and.2006april,2number,16volume,Development in practice,Jonathan Makuwirafreedom? http://www.gocq.com/BD/user media/document/3.pdf.

.50ص،املرجع السابق، 2003برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -2http://millenniumindicators-un.org .2006، األمم املتحدة، نيويورك 2005تقرير عن األهداف اإلمنائية لأللفية لعام -3

، تقرير البنك الدويل عن حبوث إدماج النوع االجتماعي يف التنمية من خالل املساواة يف احلقوق، واملوارد، والرأيهشام عبد اهللا، 4-.49-48ص ، 2004دراسات، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة العربية األوىل-السياسات

Université Sétif2

Page 146: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

99

عتراف بقيمة املرأة، ومبساواا مع الرجل جيب أن تكون مصحوبة فحقوق املرأة هي حقوق أساسية، لذلك فاإلقتصاديحتقيق أمنها اإل للنساء، خاصة بإجراءات محاية قانونية، وإجراءات سياسية للمسامهة يف حتسني شروط احلياة

من حماوالت لبناء مقاربات حلقوق النساء العاملية يف عامل خمتلف متنع انتهاك حقوق املرأة، إذن فال بد 1).أمن املعيشة (2.والتمييز ضدها، أو ميشها، وتوضح أدوارها، ومسؤولياا

جيب أن دف إىل إقصاء التمييز اجتاه النـساء بفـضل التنمية اإلنسانية املستدامة من منظور حقوق اإلنسان، : وآليات تساعد احلكومات على،برامج

العمل، التعليم، أعمـال ( أنظمتها القانونية، ومنع التمييز يف كل القطاعات ) تعديل أو إلغاء (تغيري -.)خدمات القروض، وغريها من الفوائداألسرة، حقوق امللكية

.أي النهوض بتعليم املرأة،هلن سلطاتتربية النساء وإعطاء-تغيري العادات والتقاليد اليت حترم املرأة من حقهـا يف . ي ارتكب يف السابق ذتصحيح آثار التمييز ال -

3.التنمية

ستئصال شأفة الفقر يف العامل، خاصـة وأـا زيادة متكني املرأة شرط أساسي مسبق إل بأن ميكننا القول، إذنتشري إىل تعزيـز املـساواة، األهداف األلفية من منظور حقوق اإلنسان للمرأةبأن و،كرب من الفقرتتحمل العبء األ

ومتكني املرأة، واألخذ جبدية هذا اهلدف التنموي على جدول أعمال حقوق اإلنـسان، والسـيما حقـوق املـرأة 4.جتماعيةقتصادية، واإلاإل

.-ة تجديدهاحماية البيئة وإعاد-االستدامة البيئية: اثالث:هي،غايات املدرجة حتت هذا اهلدفوال،أهداف األلفية للتنميةعاالستدامة البيئية تعترب ساب

.ال بد من دمج مبادئ التنمية املستدامة يف سياسات كل بلد، وقلب خسارة املوارد البيئية-.2015ىل النصف حبلول إوالصرف الصحيإنقاص نسبة احملرومني من احلصول على مياه الشرب املأمونة-.2015مليون من القاطنني يف األحياء الفقرية حبلول 100حتقيق حتسن هام يف حياة ما ال يقل عن -

خاصة بالنسبة للمناطق الريفية، والفقراء الذين يعتمدون علـى ،للعالقة الوثيقة بني املوارد البيئية والفقر نظرا فـإن 5،ء والبنات الريفيات الفقريات، أين يتضررن مباشرة من التدهور البيئي النسا باألخصاملوارد الطبيعية للعيش،

جتاهل االستدامة البيئية قد يؤذي الناس الفقراء، ويقوض ختفيض الفقر على املدى الطويل، حىت وإن أدى إىل مكاسب

E/CN.4/2000/2.،يف التنميةقاملتعلق باملرأة، واحل1999/ 32: لقرار رقما-12- Brooke A.Ackerl, Universal Human Rights in A world of Difference, cambridge, Universitypress, first published 2008, p154-191.3-Integrating human rights with sustainable human development a undppolicydocument1998.

http://www.undp.org/governance/doc/hr policy5.htm.p09.4-Development and women’s human rights.http:www.wicej.addr.com/mdg/sec-02 (PDF), pp 06,09.

.121-118، ص 2003الطبعة األوىلاألهلية للنشر والتوزيع، عمان، ،العوملة ومستقبل األرضباتر حممد علي وردم، -5

Université Sétif2

Page 147: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

100

االسـتدامة لذلك عرفت . بيئيةاقتصادية على املدى القصري، ألن احتياجام تعتمد على املوارد الطبيعية واخلدمات ال .بأا استخدام املوارد الطبيعية حبكمة، ومحاية النظم اإليكولوجية املعقدة اليت يعتمد عليها بقاؤناالبيئية

لذلك فالروابط القوية بني الفاقة، والبيئة، واملساواة بني اجلنسني يستلزم حتقيق أهداف التنمية لأللفية سياسات ملية بني التنمية املستدامة واإلدارة البيئية، وتقلل إىل احلد األدىن من مقايضة هذه بتلك؛ وبالفعل عامة تشدد على التكا

1.فإن ضمان االستدامة البيئية أمر جوهري يف حتقيق األهداف األخرى، وعالقة ذلك حبقوق اإلنسان

هذه القوانني .لنسبة لألجيال املستقبلية البيئة إىل حالتها با جتديد القوانني ميكن أن تساهم يف محاية، وإعادة إن ميكن أن تكون أساسية، وتضمن بقاء ماليني األشخاص اللذين حيام ووسائل بقائهم يعتمدان على وسطهم الطبيعي

قوانني محاية البيئة ميكن أن تـساهم يف : ، وخاصة يف الدول النامية مثال ...)املاء، الزراعة، األرض، الغابات، اهلواء (.جتماعية النامجة عن التنافس عن املواردالصراعات اإلختفيض

:من منظور حقوق اإلنسان، جيب أن تساهم التنمية يف محاية، وإعادة الوسط الطبيعي إىل حاله، ومن املالئم أن.حنافظ على األنظمة البيئية، واملوارد الطبيعية لألجيال املستقبلية-1

. ماعية، والبيئية لنشاطات التنمية، ونقوم بإجناز معايري إلبطال مفعوهلاجتأن تقيم اآلثار اإل-2 .أن نريب الشعوب يف ميدان البيئة-32.احلرة والفعالة هلذه النشاطاتةأن نشجع املشارك- 4

طاقة اإلنتاجيـة على ال ةميكن القول أن ضمان االستدامة البيئية يستلزم حتقيق أمناط تنموية مستدامة، واحملافظ للمنظومات البيئية خدمة لألجيال القادمة، كما يتطلب هذان اجلهدان بدورمها جمموعة متنوعة من السياسات العامة

معاجلة ندرة املـوارد : اليت تعكس اجتاه اإلضرار البيئي، وحتسن إدارة املنظومات البيئية، ومثة بعدان للتحدي املطروح 3.س اجتاه األضرار البيئية النامجة عن االستهالك املرتفع الذي ميارسه األغنياءالطبيعية لفقراء العامل، وعك

باحلفاظ على سالمة البيئة وإنتاجيتها حتافظ املوارد الطبيعية، واخلدمات البيئية على خيارات سبل العيش، ،إذنقتصادي، أو احلد األدىن من اإل والطاقة، وإمكانات التنوع؛ خاصة بعد أن عرفنا أا تشكل مصدرا مباشرا لتحقيق األ

للبقاء على قيد احلياة ألناس كثريين خاصة يف املناطق الريفية، وعلى األخص النساء واألطفال اللذين يتأثرون بتدهور . نوعية البيئة، أو مبحدودية املوجودات البيئية املتاحة، أو تكون ممنوعة عنهم

.السيدا/ إليدزا/ مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب: ارابعاإليدز من أكثر األوبئة املشلة يف التاريخ املعاصر، وقد اجتاح العديد مـن / يعترب مرض نقص املناعة املكتسب

/ ماليني شخص حتفهم سنويا بسبب فريوس نقص املناعة املكتـسب 03لقى يالبلدان يف إفريقيا جنوب الصحراء، و

.125-124، املرجع السابق، ص2003برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية لسنة -12 -Integrating human rights with sustainable human development a undppolicydocument1998.p 09.

.123، ص2003ير التنمية البشرية العاملي لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقر-3

Université Sétif2

Page 148: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

101

مليون شـخص 58ويبلغ عدد املصابني اليوم حنو .يف أفريقيا %70منها ،اإليدز، وأكثر الوفيات يف البلدان النامية 1.مليون يف أفريقيا جنوب الصحراء، وأكثر املصابني هم من النساء، واألطفال25منهم

، وبالتايل يعزز الفقر عرب تدمري )49-15(يؤثر يف النمو، إذ يصيب الفئات األكثر إنتاجاهذا املرض، أو الوباء التنمية اإلنسانية، وإضعاف قدرة الدول على تأمني اخلدمات األساسية، وختفيض عدد اليـد العاملـة، كل إجنازات

واليت تعوق البلدان النامية من الوصـول إىل -TRIPSوبنود اتفاقية -واإلنتاجية، خاصة مع وجود امللكية الفكرية .)Le Médicament génétique(الدواء اجلنيس على األقل

عندما ال يتحصل األفراد على املعلومات حـول ف.يف تطور هذا املرضبدوره يساهم الفقر ، ىل ذلك باإلضافة إ .جمهودات الوقاية حمكوم عليها بالفشلتكونخماطر العدوة، وال يستفيدون من تربية صحية يف هذا امليدان

جتاه يف انتشار حملاولة قلب اإل ) سدالسا اهلدف(من أهداف األلفية للتنمية هذا املرض إعالن األلفية عترب الذلك .على خربة أكثر من عشرين سنة من جهود الوقاية، واملعاجلة النامجةدعتماباإل2015عام املرض حبلولأكد على مسألة تشجيع صناعة املستحضرات الطبية، وعلى جعل العقاقري األساسية متاحة على نطـاق كما

البلدان الفقرية ال تستطيع مشاركة مثار إذ أن ، اجون إليها يف البلدان الناميةأوسع ومتيسرة جلميع األشخاص اللذين حيتبسبب األسعار املرتفعة، واليت حتافظ على SIDA/VIHال األحباث والتطويرات الطبية حىت يف حالة مرض فريوس

اليا احملتوية على فريوسات ارتفاعها بسبب براءات االختراع، كما يف حالة العقاقري املضادة للفريوسات الدوارة يف اخل كآليـة مهمـة -التخفيضات الطوعية من جانب الشركات الصيدالنية -وإن كان هناك التسعري التفاضلي ،اإليدز

.لتوسيع فرص احلصول على هذه املضاداتال لبس فيه حـول خطـورة اإعالن2001ذلك، تبنت اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف عام كل عالوة على

ومن اجلوهري ملعاجلة فريوس نقص . ء يسلط الضوء على احلاجة إىل خطوات حامسة لتوجيه السياسات املطلوبة الوباالتصدي للقصور الذايت يف املؤسسات، والتعامل مع القضايا ىوجود قيادة قادرة عل SIDA/VIH(2(اإليدز/املناعة

لعار من هذا املرض؛ والتمييز ضد املـصابني بـه، جتماعية اليت تشكل وقود للوباء، مبا يف ذلك الشعور بوصمة ا اإل3.وعالقات القوة غري املتكافئة بني الرجال، والنساء

كما أن هناك حاجة إىل قيادة قوية ملعاجلة النظم الصحية املرهقة اليت تعاين نقصا هائال يف التمويل، دف تعزيز ستثمار يف تقانات وقائية فعالة، وزيادة كفـاءة العـاملني جتاوبات قطاعات متعددة من اتمع مع حماربة الوباء، واإل

جتماعيني عرب تدريب أفضل، ويساعد جهود كهذه قيام تعاون بني البلدان النامية للـسيطرة علـى الصحيني، واإل 4.؛ فينبغي تكثيف جهود الوقاية للحد من انتشار املرضSIDA/VIHفريوس

.61ص، الصادر عن اليونسكو،2004تقرير األمن اإلنساين-1acquired immune:هي اختصار للمصطلح الطيب الذي يتكون منه اسم هذا املرض باللغـة اإلجنليزيـة، وهـو :aids''كلمة اإليدز-2

deficieng syndrome. يار املناعة املكتسبة: األول: أحد املعنينيويعين باللغة العربيةمتالزمة العوز املناعي: الثاينو، ا..99، ص2003برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -3.100، ص2003برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -4

Université Sétif2

Page 149: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

102

ان عنصر أساسي يف الكفاح ضد هذا املرض، ألنه يساهم يف تقليل احترام حقوق اإلنس ويف هذا الصدد اعترب فعدم احترام احلقوق املدنية، والـسياسية .قابلية التجريح اجتاه هذه اآلفة، ويف ضمان حياة كرمية للمرضى ذا الداء

SIDA/VIH.1جيعل من الصعب احلوار يف اتمع للوقاية من هذا الفريوس

فإنه جيـب .والتوعية عن طريق احترام حقوق اإلنسان بدرجة أوىل الوقاية من املرض ضافة إىل باإلفإنه لذلك منح فرص احلصول على التقانة، وحقوق امللكية الفكرية لتخفيض الفقر، كما حتتاج البلدان النامية إىل تطوير قدراا

2.الصحة العامة، والتنميةة األخرى الستعماهلا يفياخلاصة لتصنيع املواد الصيدالنية، واملنتجات التقان

ااالت ذات األولوية اإلجنازات يف على ابأن التنمية من املنظور اإلنساين بتركيزه،ميكن القول يف األخريالقضاء على الفقر، إجياد فرص عمل، وسبل العيش املستدامة، النهوض باملرأة احملرومة، محاية البيئة وجتديدها تعترب (

. حمة لتحديد مستوى االنتفاع من حقوق اإلنسانأحد األرضيات السا

:الفصل الثانيخالصة بني حقوق اإلنسان والتنمية اإلنسانية املستدامة، فال ميكـن بادلترابط وت عالقة هناك التأكيد بأن فيها ميكننا

قي، أو الـديين، أو للتنمية أن تكون مستدامة يف غياب حكم القانون، واإلنصاف، أو كلما الحت بوادر التمييز العر أو كلمـا زاد ،جتماع، ووسائل اإلعالمالتمييز بني اجلنسني، أو أينما كانت هناك قيود على حرية التعبري، وحرية اإل

وزادت ، ومهني وال يسمح هلم باملشاركة الفعالة يف حيام اتمعيـة مدقع،عدد األشخاص الذين يعيشون يف فقر وتدهور نوعية املوارد البيئية اليت تعتمد ،جتماعية بينهما قتصادية واإل دم املساواة اإل خاصة يف ع -الفجوة بني اجلنسني

.وسكان األرياف،واألقليات، والفقراء، كالنساء-عليها الفئات الضعيفةكلما جنحت برامج حتقيق اإلنصاف بني اجلنـسني، أو -نتفاع منها ويزيد اإل -وباملثل، تتدعم حقوق اإلنسان

لذلك فالتنمية تعتمد علـى منطـق .فقر يف متكني الناس من أن يصبحوا واعني حبقوقهم، وأن يطالبوا ا احلد من ال 3.حقوق اإلنسان

فالتنمية اإلنسانية املستدامة، وحقوق اإلنسان يضعفان يف وضعيات القمع اليت تتميز بالتهديد، واألمراض؛ بينما لـى لذلك التنمية اإلنسانية املستدامة تقوم ع .تمعات السلمية، والتعددية يستطيعان املسامهة يف تدعيم االختيار يف ا

4.، حيث يساهم الناس يف حتسني اخليار يف جمتمع سلمي، ومتعددهذه احلقوقالتمكني من حقوق اإلنسان دف

، الصادر عن اجلمعية العامة لألمم املتحـدة، وفقـا -أزمة عاملية، حترك عاملي-اإليدز/ التزام بشأن فريوس نقص املناعة البشرية إعالن: أنظر -1احملافظ السامي حلقوق اإلنسان يف األمـم 1998يف سنة كما أنه .17، و ص 12-11، ص 2000نوفمرب 03املؤرخ يف 55/13للقرار

. ، وحقوق اإلنسانSIDA/VIHأعطيا توجيهات دولية ختص الSIDA/VIHملتحدة حول الاألمم ااملتحدة، وبرنامج.158، املرجع السابق، ص2003تقرير التنمية البشرية لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي،-2

3 - le développement durable par le respect des droits de la personne. http://www.unac.org /youth-sd/youth f/hr and sd-fr-pdf.

- les droits de l’homme et leurs liens avec le développement humain durable.magnet.undp.org/4

..UN 98.pdf/! Human rights/hr.fr.hronerf. PDF.

Université Sétif2

Page 150: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

103

لـسنة عـاملي التقرير التنمية البشريةجتدر اإلشارة بأن جممل الشروط اليت قمنا بالتفصيل فيه أعاله، اختصرها :يوه، قوق اإلنسانحبالتنمية اإلنسانية يف سبعة حريات أساسية البد من حتقيقها لضمان عالقة 2000.حرية العيش دون معاناة من التمييز ويف ظل املساواة بني اجلميع.1.حرية العيش يف مأمن من احلاجة من أجل مستوى معيشي الئق.2.حرية حتقيق القدرات اإلنسانية.3.يش يف مأمن من اخلوف وبدون شروط األمنحرية الع.4.حرية العيش دون املعاناة من الالعدالة، وانتهاك الشرعية.5.حرية املشاركة يف أخذ القرار، والتعبري عن الرأي، وتكوين اجلمعيات.6.حرية ممارسة عمل الئق دون استغالل.7

خبلـق -هذه احلريات -، أي تسمح يةحقوق اإلنسان والتنم احلريات تتدعم العالقة أكثر بني هذه إذا حتققت يف عند التدقيق جيدا، جند هذه احلريات أدت إىل التركيزو1.نتفاع حبقوق اإلنسانالبيئة التمكينية املالئمة للرفع من اإل

كمحاولة للنهوض بالتنميـة نشطة التنموية على جمموعة من احلقوق لتحقيقها، ومحايتها، وتوسيع جماليتها األأغلب ، حقوق املـشاركة ك:-وإن كانت مجيع حقوق اإلنسان أساسية -ية املستدامة القائمة على حقوق اإلنسان اإلنسان

،حقوق األطفـال ، والعمالحقوق العمل ،، حقوق التعليم نوالسك ،احلق يف الغذاء، والصحة، واألمن االقتصادي حقوق اإلجراءات القانونية اية البيئة،حقوق املساواة، حقوق حلم، حقوق األرضحقوق األقليات والشعوب األصلية،

2.، حقوق سيادة القانونةواإلداري

العيش يف مأمن من اخلوف مهـا الـركنيني ةحرية العيش يف مأمن من احلاجة، وحري كما نالحظ أيضا بأن حتقيـق شـروط حتقيق األمن اإلنساين يعترب من يقوم عليهما األمن اإلنساين، إذن من الواضح أن الذيناألساسني

3.التنمية اإلنسانية املستدامة

جتماعيـة، فالقيمة اجلوهرية لألمن هي التحرر من اخلوف، أي التحرر من املخاطر والتهديدات العنيفـة اإل ، وأمنهم، أو حيام، إىل جانب التحرر من العوز، وحرية أن األفرادقتصادية، والبيئية، واجلسدية اليت دد حقوق واإل

سالمة البدنية، والرفاهية، وباحلد الكل القيم اليت تتصل مبفهوم كما تظهر هذه القيمة يف احل نفسه، يتصرف املرء لص يف ضوء هذه اخللفية، فإن هناك عامالن استراتيجيان لتحقيق .األدىن من حقوق األساسية، أي بنوعية مقبولة من احلياة

1 -Rapport mondial sur le développement humain 2000, op.Cit, p32-40.2-Integrating human rights with sustainable human development aundppolicydocument1998,Op.cit, pP13-14

.4-3، ص1994لسنة العامليبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية-3

Université Sétif2

Page 151: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

104

. نساين لتأمني القدرات األساسية من أجل إدامة عملية التنمية فالتركيز على األمن اإل 1. احلماية، والتمكني : األمن مها 2.لذلك ينظر لألمن كشرط أساسي للتنمية اإلنسانية

، فعلى الرغم مـن أن أمهية احلكم الراشد ألجل التنمية إىل خالل هذا الفصل نتباه اإللفت كما أنه ال بد من ما تزال يف املراحل األوىل يف الكثري مـن من حقوق اإلنسان العالقة بني احلكم الراشد، والتنمية ذات الصلة بتمكني

واضعي السياسات، وخرباء التنمية يـصفون احلكـم بات من املؤكد يف السنوات األخرية أن نسمع إال أنه ،الدولانصب كله هتمامواإلفيما يتعلق بنجاح النمو واإلصالح اإلقتصادي يف البلدان النامية، " احللقة املفقودة " الراشد بأنه

ألن حتقيق الرفاهية اإلنسانية املنشودة من التنمية يف معظم الدول .تقريبا على العمليات اإلقتصادية، والكفاءة اإلدارية النامية، وباألخص العربية، حتتاج إىل تطبيق أسس ودعائم ومتطلبات احلكم الراشد إلجيـاد الظـروف الـسياسية،

3.عية املناسبة لتحرير القدرات اإلنسانيةوالقانونية، واإلقتصادية، واإلجتما

هلذا السبب، اعترب بناء القدرات لتدعيم احلكم الراشد مسألة ضرورية لبناء عالقة التنمية حبقوق اإلنسان، 4.خاصة من جانب اعتباره أهم عامل للقضاء على الفقر، وآثاره على كافة حقوق اإلنسان

ألكرب لتحقيق االنتفاع حبقوق اإلنسانالشرط الكايف أن ،هذا الفصليفكما ميكننا أن نستخلص أيضا مما جاء يتوقف على تطبيـق العدالـة عدد من املناطق، والفئات يف اتمع، واستمراره على نفس املستوى لألجيال القادمة،

جمتمع له نفس القدرة ألنه ليس كل . لتحقيق احلقوق املختلفة توفر املوارد الضرورية ، ومبدى التوزيعية داخل اتمع جماليتـه عمليا ال نتساوى ألن االنتفاع غري متـساو لالنتفاع حبقوق اإلنسان، قد نتساوى نظريا يف احلقوق، ولكن

.مربوطة مببدأ القيمة االية احملددة لشروط احلاجة

لذلك البـد مـن . اسيةهناك بعض الدول ليس لديها املوارد الكافية لتمكني األفراد من تلبية احتياجام األس العدالة يف توزيع املوارد بني الدول لضمان قدرة كل دولة لتمكني أفرادها من تلبية احتياجام األساسية مع استغالل املوارد بعقالنية لضمان استمرار االنتفاع، فالعدالة التوزيعية تقتضي من الدولة العمل على يئة الظروف خللق فـرص

متكني االنتفاع من احلاجات ألكرب عدد ممكن يف إطار القواعد األخالقية اليت تضمن تلبيـة تلبية احلاجات من أجل

1- Alexandra Amouyel, "what is human security?"Revue de sécurité humaine/ human securityjournal- Issue 1- April 2006. p.p11-12.2 - Talita yamachiro fordelone and Rebert Schutte," Development at crossroads: pitfalls ofeconomic Development and merits of human security", Revue de la sécurité humaine/ humansecurity journal- issue 3- february 2007, p 56-72.

اإلدارة الرشيدة خيار لإلصـالح " ، حبوث وأوراق عمل، امللتقى العريب الثاين "اإلدارة الرشيدة احلكم اجليد أو احلوكمة "عادل رزق، : أنظر -3ة للتنمية اإلدارية، أعمال املـؤمترات، ، منشورات املنظمة العربي 2008مجهورية مصر العربية، يف ماي -واملنعقد يف القاهرة ، ."اإلداري، واملايل

.2009اإلدارة الرشيدة واإلصالح اإلداري واملايل، القاهرة ،قد يكون احلكم الراشد مبفرده هـو :" 1998هليئة األمم املتحدة يف تقريره إىل اجلمعية العامة عام -أمني عام سابق -قد قال كويف عنان ل-4

-إن النجاح يف حتقيق أهـداف التنميـة :"05ص،األمم املتحدة بشأن األلفيةإعالنكما جاء يف ." وتعزيز التنميةأهم عامل للقضاء على الفقر، .."يعتمد يف مجلة األمور على توافر احلكم الرشيد يف كل بلد-خاصة يئة بيئة مواتية للتنمية، وللقضاء على الفقر

Université Sétif2

Page 152: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

شروط التنمية اإلنسانية املستدامة للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان:.................................الفصل الثاين

105

نه ال بد من توفر شرط الـتمكني فاملالحظ أ .احلاجات للجيل احلايل، مع عدم تبديد فرص األجيال املقبلة من ذلك .ياةاحلياة، الكرامة، استمرار احل: الفعلي بطريقة متكن اإلنسان من ثالثة أشياء

أن التنمية اإلنسانية املستدامة كمفهـوم يتضح لنا بسابقا يف الفصل األول والفصل الثاين، جاءما كل خالصة الثنائية الدافعة بـني الثنائية اجلامعة بني التنمية اإلنسانية واالستدامة، : التحليليةالعديد من الثنائياتامركب تتجسد

بني احلكم الراشد الرافعة والتوزيع، الثنائية قتصادي اإل، الثنائية املانعة بني النمو صاا بإتاحة الفر ستخدامالقدرات وا فالتنمية اإلنسانية املستدامة على الرغم من استقرار كل متطلبات تكوينها واعتمادها العديد .والدميقراطية التشاركية

عى جاهدة إىل الوصول إىل التمكني الذي ما زالت من مبادئها وبراجمها يف األهداف األلفية للتنمية، لكن ما زالت تس 1. تفتقده، وإىل حتقيق حكم العدالة يف توزيع الدخول والثروات بني الدول واألفراد

، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت، الطبعة رية املستدامة منابع التكوين وموانع التمكنيجدلية ج التنمية البشباسل البستاين، : راجع-1.104-83، ص 2009األوىل جوان

Université Sétif2

Page 153: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

106

:ل الثالثـالفصالتي تحول دون اإلنسانية المستدامةمعوقات التنمية

:اإلنسانالتمكين واالنتفاع بحقوق :الثالثالفصل مقدمة

وختتلف من جمتمع التنمية اإلنسانية املستدامة تعاين الكثري من املعوقات داخلية وخارجية ال ميكن حصرها، إن قوق اإلنسان بشكل فعلـي، االنتفاع حبهذه املعيقات حتول دون .بينهماإىل آخر، وإن كان يوجد حد أدىن مشترك

وحتقيق األهداف األلفية للتنمية، حيث يعترب تنفيذها من أكرب املنجزات على املستوى احمللي والدويل الذي ميكـن أن .أعالهكما سبقت اإلشارة إىل ذلك.أكرب انتفاع حبقوق اإلنسانيكون فرصة لتحقيق

املعوقـات كمخـاطر وديدات هذه خاطرمبشارة بأن أكرب قضايا الصراع يف الواقع املعاصر متعلقة جتدر اإل ،زيادة ظـاهرة االحتبـاس احلـراري خماطر و، والتصحر ،والتربةتدهور نوعية البيئة ووندرة املياه، ، التلوث البيئي

أو خماطر انتشار ، )عوملة األمراض (عرب احلدود اهلوانتقا ،واألوبئة الفتاكة انتشار األمراض خماطر و،والقرصنة احليوية ، وإسـاءة تصاعد ضغوط اهلجـرة خماطر و، واملخدراتاإلرهاب الدويل، واجلرمية املنظمة، وأسلحة الدمار الشامل،

والـيت ،أو الـتحكم فيهـا ،التعامل معهااليت يصعب غري ثابتة املصدر واألثر وغريها من املخاطر استخدام املوارد، ).Société du risque(لذا مسي هذا العصر مبجتمع املخاطر، حت مسات جمتمع العوملةأصب

فالتحوالت اجلديدة يف العامل وهو خيطوا إىل القرن احلادي والعشرين بقدر ما جلبت معها حتسينات يف أوضاع .نعدام اليقني، والألمنمعيشة البشر، إال أا جلبت العديد من التهديدات واملخاطر أدت إىل إحساسا جديدا با

شروط التمكني هي من الشروط اليت توفر لنا االنتفاع حبقوق اإلنسان، حيث قـد يكـون بعد أن عرفنا بأن فجمال لالنتفاع حبقوق اإلنسان مبجرد توفر شروط التمكني، إال أنه قد ال يكون هناك انتفاع على الـرغم مـن كهنا

.تفاع حبقوق اإلنساناالنوجود متكني لوجود معوقات حتول دون االنتفاع حبقوق اإلنسان أو مـا يعـرف أن ، حيث مرحلتني متتاليتني ن التمكني واالنتفاع عند النظر إىل كو ف

فإن معوقات بالتمكني الفعلي حلقوق اإلنسان يعترب املرحلة الثانية اليت تأيت بعد مرحلة التمكني كمرحلة أوىل أساسية، هي يف حد ذاا معوقات االنتفاع كمرحلة ثانية، فإذا مل حيدث التمكني ال حيـصل التمكني كمرحلة أوىل وأساسية

لـذلك فمعوقـات .وبالتايل معوقات االنتفاع هي معوقات الـتمكني -حتقيق االنتفاع مرهون بالتمكني -االنتفاع.مشتركةمن هذه الزاوية االنتفاع والتمكني

بـالنظر و.رحلة جديدة من املعوقات معوقـات االنتفـاع فإن هناك م-أي التمكني –لكن بعد حدوثه فعال حيث أن التمكني يعترب املرحلـة األوىل .واالنتفاعفصل بني معوقات التمكني الارتأينا،لكوما مرحلتني منفصلتني

تقابل ما جيب توفره من شروط لتحقيقه، ختتلف عن معوقات االنتفاع البد من حتققه نظريا، فإن له معوقاته اخلاصة .وذلك بالرغم من وجود معوقات مشتركة بينها. الذي يأيت يف املرحلة الثانية

Université Sétif2

Page 154: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

107

وبالتايل حتد ها،ما هي أهم املعوقات اليت تواجه التنمية اإلنسانية املستدامة وحتول دون حتقيقعالوة على ذلك، من دورها يف رفع مستوى التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان؟

، ويف املبحث من حقوق اإلنسان التمكنياليت حتول دون عوقات أهم امل األول املبحث هلذا السبب، نتناول يف . حتقيق التنمية لالنتفاع حبقوق اإلنساناملعوقات اليت حتول دون أهم نبني الثاين

:حقوق اإلنسانمن التنمية تمكينمعوقات التي تحول دون: األوللمبحث اللرفع من مستوى التمكني من حقوق اإلنسان يف ظل التحديات، ملستدامةمبا أن أهم شروط التنمية اإلنسانية ا

باجلانب املؤسسي والـسياسي بالدرجـة تتعلق واليت جاء ذكرها أعاله يف املبحث األول، ،لتنميةوالفرص اجلديدة ل ان تتعلق بدورها فإن أبرز املعوقات اليت حتول دون التمكني حبقوق اإلنس ، لتحسني شؤون احلكم ومدى فعاليته األوىل

.مبا يعيق هذه اجلوانب املختلفة من الشروطتعود إىل جمموعة حتول دون التمكني من حقوق اإلنسان األخرى من املعوقات هذا باإلضافة إىل وجود العديد

تلـسياسا اليت ترجع إىل مدى دور ا .اخل...، وحىت الذاتية واألخالقية ةاإلجتماعية، والثقافية، والتعليمي : من العوامل املعيقات ومعرفة مدى تأثريهـا هذه لذلك سوف نتطرق يف هذا املبحث إىل أبرز . واملؤسسات، ومدى توفر املوارد

: بتوزيعها على أربع مطالب أساسية نتناول خالهلا ما يأيتحقوق اإلنسان أثر ذلك على على التنمية و

:المجتمع المدنيغياب الديمقراطية وضعف : المطلب األولاملشاركة اتمعية يف عملية التنمية من أهم العناصر األساسية يف إحداث التطور يف اتمع مـن حيـث تعد

فضال عـن صـياغة ،جتماعية واجلماعية حنو القرارات والتشريعات املتخذة يف اتمع مسامهاا يف توليد املساواة اإل حتياجـات كما تساهم يف حتديد اإل .ب التنمية املركزية كما يف أسالي ،وليس العكس ،التنمية من القاعدة إىل القمة

من شأنه تعزيز الدعم الشعيب للمشاريع التنموية يف اتمع ما وهو ،التعقيدات املركزية عن ألفراد اتمع بعيدا احمللية .1بصفة عامة، واتمع احمللي بشكل خاص

وبعضها سياسـي، ،قبات عديدة بعضها قانوين والكلي ع ،ها اجلزئي يلكن قضية املشاركة تواجه على مستوي وضعف املؤسسات اتمعية، والـسياسية أدت إىل غياب ،وثقايف حسب النظام السياسي للدولة ،وبعضها اجتماعي

وق التنمية يف جمتمعات الدول العـامل عأبرز املشاكل الداخلية اليت ت تعد من لذلك .الضرورية ملمارسة هذه املشاركة من سكان العامل يعجزون عن فرض %90أن أكثر من 1993ر تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة قدد فق.الثالث

لذلك سنتطرق يف .جتماعي للمجتمعات اليت يعيشون فيها واإل ،والسياسي ،قتصاديأي تأثري حقيقي على األداء اإل املشاركة -غياب-م أسباب اليت أدت إىل ضعف هذا املطلب إىل مسألة غياب الدميقراطية، وضعف اتمع املدين كأه

: يف الفرعني التاليني

، املكتـب اجلـامعي احلـديث، التنمية، واتمع مدخل نظري لدراسة اتمعات احملليةمنال طلعت حممود، تقدمي مسعد الفاروق محودة ، -1.267-264و 249-239،ص 2001درية ، طبعة األوىل ، اإلسكن

Université Sétif2

Page 155: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

108

:غياب الديمقراطية: الفرع األولفمعظـم دول العـامل ،من أهم أسباب ضعف املشاركة غياب الثقة يف السلطة ملمارستها غرب الدميقراطية إن

مركزيـة تنمية اإلنسانية واملتمثـل يف الدول العربية تعاين من عائق أساسي يقف يف وجه ال ،وعلى األخص ،الثالثهذا النوع مـن ،مما يؤدي إىل تقييد احلريات العامة، واختصار املشاركة السياسية على فئة قليلة ،مؤسسات احلكم

ام، والتعذيب واحلريات األساسية إىل مساحات لال ،وحقوق املواطنة ،األنظمة املتسلطة تتحول فيه حقوق اإلنسان والعنـف ،واإلبـادة ،والقتل، و متارس شىت أنواع االضـطهاد ،والتهجري ،، والنفي القسريتفاء خوالسجن، واإل

1.السياسي

غياب الدميقراطية الالزمة لتفعيل حرية املشاركة، ومبدأ الشفافية، وسيادة القانون، يرجـع إىل ،بعبارة أخرى يتها للمحافظة على احلرية، وتقوية ثقة املـواطنني يف عدم توفر اآلليات الضرورية للمشاركة الدميقراطية، أو لعدم فعال

وعدم متكن اجلميع من حقوق . قدرام يف املستقبل، مما يؤدي إىل التهميش، واإلضطهاد، ويولد العنف، واإلضطراب ية ستقرار السياسي الذي ال يسهل عملية خلق شروط التمكني اإلقتصادية، واإلجتماع وبالتايل خيلق عدم اإل . املشاركة

.لتحسني ظروف احلياةوسائط إعالم حرة ومتنوعة : من هذه اآلليات، أو املتطلبات الضرورية للدميقراطية اليت عمل على تغييبها نذكر

من احلصول على املعلومات واملعارف الالزمة ملمارسة حقوق املشاركة السياسية خاصة حرية الـرأي متكن األفراد عتراض على تلك السياسات، فعدم وجودها ال ت الدولة، والعناصر الفاعلة األخرى، أو لإلوالتعبري، وللتأثري يف سياسا

2.يفي باحلاجة اإلجتماعية البالغة األمهية املتمثلة يف توفري أماكن للمناقشة، واملشاركة العامتني

حيـث أن السلطة، تداولوأ،د دورها املفترض كوسيلة للمشاركة كما أنه ال توجد جمالس نيابية انتخابية تؤ العمليات اإلنتخابية اليت جتري يف الكثري من الدول هي إجراءات شكلية الستحقاقات دستورية، وعاىن معظمها مـن

بعـض تدين متثيل املعارضة، ومشاركة املرأة، فأعادت تشكيل الفئات احلاكمة نفسها يف معظم احلاالت، بل أنه يف بل ما زال هناك من الـدول مـن تنافس بني أكثر من مترشح يف انتخاب عام، بلدان ال وجود للتعددية احلزبية وال ال

سـوريا، ما حدث يف كأسلوب اإلستفتاء يف اإلنتخابات الرئاسية بعد أن يتم ترشيحه من قبل جملس الشعب تعتمد 3.ومصر

للدول، حيث متنحـه جتدر اإلشارة إىل أن املركزية املتزايدة يف اجلهاز التنفيذي مضمنة يف النصوص الدستورية صالحيات واسعة، إضافة إىل أن هناك آليات إضافية تؤدي إىل املزيد من تركيز السلطات يف يد واحدة، على الرغم

حنو احلريـة "، 2004جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي واإلالعريب لإلمناء اإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو -1.122-119، ص . "يف العامل العريب

.120ص ، ويوركـني،"-محاية الناس ومتكينهم-اإلنسان اآلننأم":بعنوان2003سنة لتقرير جلنة األمن اإلنساين -2 www.Human Security-chs.org.pdf.

التقريـر ، 2004، تقرير التنمية اإلنسانية العربيـة لـسنة تماعيجواإل تصاديقالعريب لإلمناء اإل قبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو -3.84-83و ص09ص السابق،

Université Sétif2

Page 156: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

109

من النص على مبدأ الفصل بني السلطات، منها األحزاب السياسية احلاكمة اليت هي يف الواقع إال مؤسسات تابعـة مع . الربملان يصبح جهازا بريوقراطيا يعينه اجلهاز التنفيذي وال ميثل الشعب حبق للجهاز التنفيذي، وهذا يعين عمليا أن

.العلم بأنه يف الغالب األنظمة اإلستبدادية والتسلطية تربر استمرارها بأا أهون الشرين من اإلستبداد األصويلري، فقد ظل تنظيم هـذه فالعمل احلزيب التعددي يف كثري من الدول اليت تسمح به، رغم إقراره كحق دستو

احلرية خيضع لقيود قانونية متعددة حتد يف أحيان كثرية من ممارسة هذا احلق، من هذه القيود عدم خمالفة النظام واألمن العام بالتحكم مثال يف إجراءات الترشيح واإلنتخاب، حرماا من املوارد األجنبية، واستخدام األجهـزة القـضائية

لذلك جند األحزاب املعارضة للسلطة تعتـرب .اخل...ة ملتابعة نشاطها، ومراقبة العملية اإلنتخابية واألمنية عند الضرور ذلك ضغط وميش، وقمع من جانب السلطة، مما يولد عدم الثقة يف العملية السياسية برمتها، وتلجـأ بعـضها إىل

هذا مع وجود اإلنـشقاق .لبية السياسية اختيار العمل السياسي السري، وانتهاج أساليب العنف واإلرهاب، أو الس 1.والتوتر الطائفي بني األحزاب املعارضة، وعدم التعاون والتنافس إلرساء حكم دميقراطي

هذا الواقع أدى إىل تغييب املمارسة الدميقراطية داخل األحزاب السياسية نفسها، فأصبحت تتميز بالسلطوية، دينية يف العديد من األحزاب، مما حال دون مشاركة حقيقية، أو نقدية تعزز والعصبية احلزبية، يضاف إليها العصبية ال

.لذلك فإن تطبيق حق املشاركة إجراء شكلي فقط. التعددية داخل احلزبأو تدين مستوى املشاركة ملعظم الدول العربية إىل بطء جتاوا مع املـتغريات ،ميكن إرجاع سبب ضعف كما

إىل شكل الدول احلديثة الـيت ،تمعات التقليدية اليت تعتمد على منط املشاركة التقليدية نتقال من ا إلاجلديدة نتيجة ا نمط املشاركة السياسية احلقيقية، مما أدى بدوره إىل ضعف الدور املستقل للمؤسـسات اتمعيـة لتصاحبه تطوير

2...واملهنية ،و اإلعالمية،الثقافية

ة تتطلب تنمية ثقافية وقيما جتاريها على صعيدها، وتلك مهمة تستدعي والدة هذا ما يثبت بأن الدميقراطيويف هذا الصدد نلفت االنتباه إىل حتمية إقامة ثقافة الدميقراطية ألن الدميقراطية ال ميكن .جديدة لألفراد فكرا وممارسة

ئم على التسامح واحترام اآلخرين بل جيب أن تستند إىل حالة ذهنية وموقف قا، أن تنحصر يف اإلطار املؤسسي وحدهعن طريق التأكيد على واحلوار بني القوى اليت يتكون منها اتمع،األمر الذي يشجع التعددية وتوازن السلطة

تعد عنصرا أساسيا يف ترقية اتمع اليتبعد خلق ثقافة حقوق اإلنسان لدى املواطنني . ضرورة مشاركة املواطنني3.املدين

كل هذه األسباب اليت تؤدي إىل غياب الدميقراطية، واليت ترجع إىل فرض الدول لألنظمة الشمولية إضافة إىلبل يسعى مة ،ال يدع آليات الدميقراطية تعمل بكامل كفاءاالذي الفساد إال أنه قد ترجع األسباب إىل انتشار

، التقريـر 2004، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لـسنة تماعيجواإل تصاديقالعريب لإلمناء اإل قبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو -1.15-11، ص السابق

اد أقطار جملس التعاون، وتكاملها مـع حنو إستراجتية بديلة للتنمية الشاملة املالمح العامة إلستراجتية التنمية يف إطار احتعلي خليفة الكواري، -2.26، ص 1986، مركز دراسات الوحدة العربية ، بريوت، لبنان ، الطبعة الثانية بقية األقطار العربية

..103103، ص ، ص باسل البستاين، املرجع السابقباسل البستاين، املرجع السابق--33

Université Sétif2

Page 157: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

110

فاملفسدين ،اطية غري كافية لوحدها للتصدي للفسادوهذا ما جيعل الدميقر، بالغة إىل تفريغ تلك اآلليات من مضامينهاوإفساد الدميقراطية أشد خطرا .جتاه املعاكسأو حيركوه يف اإل،ميكن أن يعطلوا آليات الدميقراطية من مفعوهلا احلقيقي

ن شأنه ولكن إفساد الدميقراطية م،فاألنظمة الشمولية ال حتتاج إىل تعبئة الرأي العام ضدها،من فرض نظام مشويل1.وصالحها،وإميام جبدواها،زعزعة ثقة الناس

وخباصة يف ما يتعلق ،حماربة الفساد مسألة ترتبط يف األساس بطبيعة النظم وآليات عملها مسألة اعتربت لذلك ،يةواملساءلة احلكوم ،وغياب أو ضعف دور أجهزة الرقابة ، وكثرة الثغرات يف التشريعات والقوانني ،بانعدام الشفافية

،وتنوع أشكال القيود املفروضة على حرية التعبري والـرأي ، وانعدام أو هامشية الدور الرقايب للمؤسسات التشريعية بـل ،وفاعليتها يف الكشف عن قضايا وممارسات الفـساد ،مما يؤثر سلبا يف دورها ،وخباصة حرية وسائل اإلعالم 2.أصبحت هي عرضة لإلفساد

، أين تضاعف بأنه رغم تبين العديد من األنظمة السلطوية لعملية التحول الدميقراطي،يف األخريجتدر املالحظةإىل ، 1980يف عام 30بعد أن كانت أقل من 2000نظاما عام 82نظاما إىل 41عدد األنظمة الدميقراطية من

حني فشلت بلدان توقفيبدو أنه هذا األخري3.أن هناك من الدول من تراجعت وتوقفت عن التحول الدميقراطية إىل احلكم السلطوي فحوايل دوارتدت بلدان عدي،كثرية يف توطيد وتعميق اخلطوات األوىل املتخذة حنو الدميقراطية

حكومات 106ما زالت ال جتري انتخابات حرة ونزيهة، وما زالت من سكان العامل%42بلدا يعيش فيها 73.بلدا انتخابات متعددة حزبية140جري يهلى الرغم من أنتقيد حريات مدنية وسياسية كثرية، هذا ع

ماليني 3,6لقي 1990عالوة على ذلك، ما زالت الصراعات تبتلي حياة املاليني من البشر، فمنذ عام 4.مرة عدد أولئك الذين قتلوا يف حروب بني الدول16مصرعهم يف حروب أهلية وعنف عرقي، وهو ما يتجاوز

يع القول بأن السبب الرئيسي إلخفاق عملية التحول الدميقراطي يف العديد من البلـدان، من كل هذا، نستط خاصة العربية منها ال يرجع إىل مسائل ثقافية بقدر ما هو تعبري عن تضافر بىن اجتماعية، وسياسية، واقتصادية عملت

تغالل أزمة النظم التسلطية والـشمولية على غياب، أو تغييب القوى اإلجتماعية، والسياسية املنظمة القادرة على اس .الالغية للتداول السلمي للسلطة، كما أن منط اإلنتاج الريعي هلذه الدول قاعدة اقتصادية تكرس احلكـم التـسلطي ية فهناك فساد سياسي وبنيوي ال يعاجل إال بإصالح جذري للبنية السياسية، خاصة وأن الفساد اإلقتصادي نتيجة طبيع

5.للفساد السياسي

.84، صاملرجع السابقإمساعيل الشطي، -1مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة األوىل، بريوت، لبنان، -االجتاهات احلديثة يف دراستها–ية النظم السياسية العربحسنني توفيق إبراهيم، -2

.227ص،2005طبعة مارس .15، املرجع السابق، ص 2002برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -3.14املرجع نفسه، ص -4.17و 11ص، 2004جتماعي تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة واإلقتصاديالعريب لإلمناء اإلقدة اإلمنائي، والصندوبرنامج األمم املتح-5

Université Sétif2

Page 158: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

111

:ضعف المجتمع المدني: الفرع الثانييف على الرغم من أنه يف عامل ما بعد احلرب الباردة برزت ظاهرة ازدياد دور املؤسسات األهلية غري احلكومية

وحتقيق العدالة جمال التفاعالت الدولية املعنية بقضايا البيئة، وحقوق اإلنسان، وقضايا املرأة، والطفل، ومكافحة الفقر، توجد أكثر ( .اإلجتماعية، وتقدمي مساعدات اإلغاثة اإلنسانية، وغريها من القضايا األساسية للتنمية البشرية املستدامة

.)ألف منظمة دولية غري حكومية، وعدد أكرب بكثري من املنظمات غري احلكومية احمللية، والوطنية30من ات دولية شكلت أساس التنمية املستدامة، اتسمت بوجود حيث عقدت خالل التسعينيات عدت مؤمتر

املستوى احلكومي، واملستوى األهلي غري احلكومي الذي برز دوره يف إثارة أهم القضايا خالل هذه : مستويني للتمثيل1.املؤمترات يف نطاق التفاعالت بني دول العامل، خاصة يف جمال الرتاعات، أين أصبح هلا دور دبلوماسي حللها

،الـيت تعـد أساسـا للتعـاون الـسياسي من تدفق املعلومات زادت الشبكات املدنية األكثر تطورا مع أن التفاعل دور اتمع املدين يف سهل مما ي.وللمشاركة العامة من جانب أعضاء اتمع املدين،جتماعيواإل،يقتصادواإل

.والسياسية،جتماعيةواإل،قتصاديةنشطة اإلواليت تعبء اتمع للمشاركة يف األ، جتماعيواإل،السياسيمؤسسات اتمع املدين نتيجة هيمنة الدولة وإن بدرجات متفاوتة تواجه الكثري من القيود على الـرغم إال أن

وخاصة العربية منها حنو اإلصالح والتحول الدميقراطي، حيث متنح القوانني السائدة جهـة ،من توجه معظم الدول أوحلها، ،على نشاطها، و التدخل يف شؤوا واملراقبة البريوقراطية تسجيل اجلمعيات، واإلشراف رفض حقاإلدارة

يضعف دور هذه املؤسـسات ينتقص من استقالليتها، و وهذا ما ؛ها يف بعض ااالت روحظ ،وحتديد ميادين العمل .األساسي يف عملية املشاركة يف عملية التنمية

ساتري يف معظم الدول العربية تؤكد على حق املواطنني يف إنـشاء اجلمعيـات، فعلى الرغم من أن معظم الد فاحلكومات اسـتخدمت . والنقابات، جند التشريعات املطبقة تسلب املواطنني هذا احلق وجتردهم من ممارسته حبرية

جيل، واإلشهار تشترط أكثر من آلية لضمان السيطرة على مؤسسات اتمع املدين، أمهها اآللية التشريعية، ففي التس : كل الدول العربية ما عدا لبنان، واملغرب موافقة السلطات احلكومية قبل بدء النشاط، وتضع شروطا لقيامها مثـل

أو دجمها يف أخـرى ألسـباب عدم خمافة النظام العام، وإثارة الفتنة، وتعطي للسلطات اإلدارية حق حل اجلمعيات، معية يف تلقي التربعات خاصة إن كانت من جهات أجنبية وتـشترط لـذلك مع فرض قيودا على حق اجل .متعددة

بتدفق املعونات األجنبية -املخصصات املالية-اجلهة اإلدارية، حيث يف حاالت أخرى يتم توزيعها ناملوافقة املسبقة م ثقة بني الطرفني للعمل على من خالل احلكومة، مما خيلق احلساسية بينها، وبني منظمات اتمع املدين، والتوتر وعدم ال

2.وضع برامج تبىن وفقا حلاجات وأولويات املواطنني والدولة

.124-120، ص2007، دار الفكر اجلامعي، اإلسكندرية، الطبعة العالقات الدولية املعاصرةحممد سعد أبو عامود، -1.112ص، 2004جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي، واإلالعريب لإلمناء اإلقوبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصند-2

Université Sétif2

Page 159: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

112

جند حدة درجات التعاون بني الدولة ومنظمات اتمع املدين تتوقف على مدى مساندة ،هلذه األسباب وغريهاة يظهر باخلصوص يف صنع وتنفيـذ ضعف وغياب التنسيق الواعي بني اتمع املدين والدول وال.هذه املنظمات للدولة

1.سياسات الرعاية اإلجتماعية

حرية تكوين اجلمعيات قد انتهكت برفض تأسيس مجعيات أو حلها، وانصبت معظم هذه بعبارة أخرى، فإن اإلجراءات السلبية على منظمات اتمع املدين الناشطة يف جمال حقوق اإلنسان كما حدث يف اجلزائر، مصر، تونس،

تانيا، واألردن، وجلأت سلطات دول عربية أخرى إىل حماولة إغالق منظمات اتمع املدين الطوعية من خـالل موري2.إنشاء منظمات تدعى منظمات حكومية غري حكومية تعمل لصاحل السلطة الراهنة، وبتمويل منها

كلة اتمع الـسياسي مـع عالوة على ذلك، فإن غلق الطريق أمام اتمع املدين قد يؤدي إىل مواجهته مش وقد تعاين بعض منظمات اتمع املدين مـن . ثنائية من االحتواء والقمع إستراتيجيةالسلطة، بصورة ال تقل عنفا عرب

تبعيتها لألحزاب السياسية اليت تتخذها واجهة لتوسيع نفوذها السياسي، مما يفقدها القدرة على املبـادرة واحلركيـة 3.الذاتية

حتمي احلقوق واحلريـات، ذكره سابقا، هناك غياب، أو ضعف للبىن املؤسسية املدنية، والسياسية اليت مما جاء والبنية القانونية اليت متنح احلقوق واحلريات نظريا، وتقوم بتنظيمها بشكل يعيق ممارستها يف الواقع حىت تتأكد من أن

.هامش احلريات املتاح ال يؤثر على هيمنة السلطة،انتـشار األميـة إىل واتمعية ننا إضافة إىل ذلك، إرجاع سبب ضعف مستوى املشاركة السياسية لكن ميك

،بسبب غياب املعلومات وإمهال العمل على نقلها وتوجيهها باستمرار لكل اجلماعـات وأ ،وضعف املستوى الثقايف اعية لدى األفراد مما يؤثر على قدراا يف أو يرجع السبب إىل ضعف تراث املؤسسية والقيم اجلم 4.واألفراد يف اتمع

القدرة على املشاركة يف ألن 5.إعادة حتديد األهداف وبناء اإلستراتيجيات والسياسات وتدعيم الدميقراطية باملشاركة ، حياة اتمع تعترب من أهم القدرات اإلنسانية اليت تعتمد يف بناءها على مدى احلصول على املعلومات، ومدى نقلها

وأن يكونـوا ،يف تكوين قواعد املؤسسات اليت حتكمهـم حرية املشاركةفضمان كرامة البشر يتطلب أن يكون هلم 6.قادرين على تلك املشاركة

مبعىن آخر، هناك معوقات ذاتية اليت حتد من انطالقة األفراد، ومعوقات وطنية اليت تبعد املؤسسات عن غايتها، . انونية، أو التشريعية واإلجرائيةباستعمال املعوقات القأو تشلها

.201، املرجع السابق، ص طلعت مصطفى السروجي-1.83-82ص، 2004جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي، واإلالعريب لإلمناء اإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو-2.16املرجع نفسه، ص -3.2002نوفمرب568، العددجملة العريب، "حق من حقوق اإلنسان.. التنمية" ، أمحد مجال الدين موسى-4.201، املرجع السابق، صطلعت مصطفى السروجي-5.13ص، 2002لسنة امليالعالبشرية برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية -6

Université Sétif2

Page 160: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

113

ت رؤية اتمع، وحال دون بلورة احلد األدىن من اإلدارة الالزمة لبدء عملية التنميـة شتيأدى إىل ت ،هذا كله أو ،أو سياسية ،شتراكه يف العملية اليت تؤثر يف حياته سواء كانت اقتصادية بإ،وصانعها ،الذي أصبح اإلنسان هدفها

.تماعية ثقافية أو اجوترشيد اعتباراته يف جمال ،فإعادة النظر يف قضية املشاركة السياسية اليوم هو من أجل تطوير كيفية اختاذ القرار

، وهذا ما ينبغي أن حيدث بشكل حتمي وضروري لتغطية بعدالةوتوزيع مثرات التنمية ،وإدارة اإلنتاج ،ممارسة احلكم من ،اتتمعازخر ا تاهلائلة اليت البشريةستثمار يف الطاقات الوا ،ة من ناحية واملوارد املتاح القصور يف اإلمكانيات

.ناحية أخرى

.ش المرأة واألقليات ـتهمي: المطلب الثاني ، الذي يعين فكرة احليلولـة دون )املضاد للتمكني ( بداية، فإن مفهوم التهميش يقترب من مفهوم اإلضعاف

ه أو استبعاده من السياقات اإلقتصادية، أو اإلجتماعية، أو السياسية، فالتهميش، أو حصول اآلخر على القوة، وميش اإلستبعاد اإلجتماعي يشري إىل ضرورة إزالة املعوقات املؤسسية اليت حتول دون وصول األفراد إىل فـرص تنمويـة،

إزالة كافة العقبات الـيت آخر وكذلك تدعيم العوامل اليت من شأا أن تسهل وصول األفراد هلذه الفرص، أي مبعىن وتشريعية، أو اجتماعية تتعلق بالعادات والتقاليد، واألعراف املتبعـة، أ وتعوق عملية التمكني سواء كانت قانونية، أ

أو األقل حظا يف مراتب أدىن، ومن دون اخلوض يف معـىن الفئات املهمشة غريها من السلوكيات النمطية اليت تضع 1.التهميش يأيت يف سياق تارخيي واجتماعي خمتلف متاما عن التمكنيجتدر اإلشارة بأن هذا املفهوم أكثر،

فبما أن معظم التعريفات السابقة للتمكني دارت حول القضاء على كافة أشكال عدم املساواة، وضمان الفرص باملعـارف، واملعلومـات، املتكافئة لألفراد، وذلك من خالل أهم حمور أساسي واملتمثل يف تزويد الفئات املهمـشة

واملهارات، واملوارد، والقدرات على النحو الذي يكفل هلا مشاركة فعالة، وفرص متكافئة اقتـصاديا، واجتماعيـا، بشكل دائم واملستبعدة وسياسيا، فإننا جند يف معظم اتمعات العديد من هذه الفئات اإلجتماعية والسياسية مهمشة

واألقل متكينا يف اتمع، وتأيت يف مقدمتها املرأة، واألقليات، إضافة إىل فئات أخرى فرصها يف املشاركة، من حيث 2.مما حيد من عملية التنمية اإلنسانية.كالفقراء، واملعوقني

نستطيع تعريف التمكني بأنه التوسع بأننا من املشاركةمن هذا املنظور لتهميش هذه الفئاتبأنه جتدر املالحظة والتأثري، واملراقبة، وحماسبة املؤسسات اليت تؤثر يف حيام، األقوياء لفقراء على املشاركة يف التفاوض مع يف قدرات ا االعتماد على الـذات بأن التمكني يشمل القدرة الذاتية وب.يف اتمع لزيادة الرفاه األصول واملوارد ىوالسيطرة عل املـستوى صلة علـى هقيمة ول قيمة ذاتية، وأداء فهو . ع عن حقوقه الدفاويف اختيار احلياة الكرمية، والثقة بالنفس

3.واجلماعيالفردي

.5و ص16-15أمـاين مسعود، املرجع السابق، ص -1.حول تعليم حقوق اإلنسان: لبىن عبد الرمحن األنصاري-2

www.amanjordan.org/aman-studies/wmview.php? Art lD=7543 -"Empowerment and poverty Reduction.", the world Bank, washington 2002.www.worldbank.org/ topics/poverty, p 13-15.

Université Sétif2

Page 161: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

114

:ش المرأة ـتهمي:الفرع األولنصفوحرماا من املشاركة الكاملة واحلقيقية يف التنمية، وبذلك حرمان ،من عوائق التنمية التمييز ضد املرأة

.املرأة حيد من قدرا على املشاركة يف التنمية، واالنتفاع ا، فتهميشطاقات اتمع من أداء دوره يف التنميةرغم املكاسب احملققة مؤخرا بني اجلنسني، خاصة منذ مؤمتر بكني حول املرأة، وباألخص يف جمال لكن لألسف

دية، ويف املشاركة التعليم، ما تزال تنتشر يف خمتلف أحناء العامل عدم املساواة يف احلقوق، ويف املوارد، والفرص اإلقتصا 1.السياسية، خاصة يف جنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء

يف قـوانني : مـثال جتماعي،أو بتأصل اإل ،زال التمييز قائما بالقانون ييف العديد من الدول العربية ما كذلك جلنسية ألبنائها، كما أن األحوال الشخصية، أو قانون اجلنسية حيث ما زالت املرأة املتزوجة من أجنيب حترم من منح ا

هناك عجز يف النظام التشريعي القائم عن كفالة احلماية للنساء يف جمال العنف يف الوسط العائلي، أو العنف الـصادر عن اتمع والدول، هذا مع عدم التحدث عن العنف ضد النساء يف مناطق الرتاعات املسلحة الذي بلغ ذروته خاصة

خاصة يف جمال العراق، وتعاين املرأة من عدم املساواة بينها وبني الرجل ومن التمييز ضدها يف السودان، والصومال، و أين كان هلا مقاعد يف جملس أعطيت للمرأة مؤخرا حقوقها السياسية كما حدث يف األردن إن احلقوق السياسية، و

بإعطائها حق الترشـح 1999نة سومن قبلها الكويت ،)2003نساء يف اإلنتخابات النيابية عام 06( النواب واإلنتخاب من خالل مشروع قانون جملس األمة، وإن كان جملس األمة الكوييت أكثر تزمتا من موقف احلكومـة يف

2.جمال احلقوق السياسية للمرأة

( يف شرق آسيا %2.4من مجيع املقاعد الربملانية يف البلدان العربية، مقابل %5.3فالنساء يشغلن ما نسبته يف بلـدان %9.12واحمليط اهلادي، و،يف جنوب شرق آسيا%7.12يف إفريقيا ، و%4.8و،)دون الصني

من املقاعد %10والنساء يشغلن أقل من . ، وشرق آسيا يف الصني %2.21و ،ومنطقة الكارييب ،أمريكا الالتينية مـن %8الدول النامية تشغل فيها املرأة أكثر من وليس مثة منطقة يف النيابية يف مجيع املناطق، بإستثناء شرق آسيا،

3.املناصب الوزارية

وهذا ما يبني بدون شك تدنيا واضحا يف مشاركة املرأة العربيـة يف املـسامهة يف التنميـة الـسياسية، إن 4.مرأة عربيتني ال تعرف الكتابة والقراءةإجتماعية، بل ومازالت واحدة من كل اإل

من أعضاء الربملانات يف معظم الدول املتقدمة، ومـن بينـها %20و10يتراوح بني فاملرأة تشكل عادة مافرنسا واليابان، والواليات املتحدة األمريكية، لكن يف األرجنتني وموزانبيق وجنوب أفريقيا تشكل النـساء حـوايل

5.عربيةمن أعضاء الربملان، ويف الوقت ذاته ال يوجد متثل للمرأة يف العدد من الدول ال30%

.79، املرجع السابق، صإدماج النوع االجتماعي يف التنميةالبنك الدويل عن البحوث والسياسات، رهشام عبد اهللا، تقري-1.17ص،2004جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي، واإلالعريب لإلمناء اإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو-2.50-49، صالسابقهشام عبد اهللا، املرجع -3

4 - Rapport mondial sur le développement humain 2000, op. .cit..16، ص 2002برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -5

Université Sétif2

Page 162: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

115

دمج املرأة عـرف أن املرأة السياسية، و ةاعتماد العديد من اإلتفاقيات الدولية املتعلقة مبشارك فعلى الرغم من ويف األعمـال ،وسياسية ،يف قطاعات عامة إدارية مناصب حتسنا يف اتمع، كما نشاهده اليوم يف اجلزائر باحتالهلا

يف ألول مرة كوزيرة للتعليم العايل كثري من البلدان العربية األخرى أين عينت ويف ال 1ة مقابل الرجل، رقتصادية احل اإليف السعودية، ويف موريتانيا، واجلزائر، ولبنان منحت حـق يف البحرين ، ويف جمال األمن وكوزيرة للصحة عمان ،

كل هـذا مـع وجـود وسياسية،اخل من األمثلة اليت تبني ارتقاء النساء ملناصب عليا إدارية، ...الترشح للرئاسيات، .)يتصل بالزواج والطالق ورعاية األبناء( تعديالت للتنظيم القانوين لألسرة يف املغرب واجلزائر

إىل حد بعيد، خصوصا أن )أقل تأثري( شكلياتطبيق ذلك واقعيا يواجه العديد من الصعوبات، ونه ال يزال أإال يف مناصب هميتم تعيينأو فيعة يتم من دون أن ميتلكن سلطة حقيقية مؤثرة، تعبري العدد القليل من النساء يف مناصب ر

اليت تسمح باملشاركة السياسية للمرأة يصوت اتمع سلبيا ضدها، مما يـؤدي إىل تويف اتمعا . وزارية غري مؤثرة من، ما جعل هناك اجتاه يدعم مصر، الي: اخنفاض نسبة التمثيل يف االس النيابية إىل مستويات رمزية مثلما حدث يف

2.هذه احلصص على حنو ما حتقق يف املغرب، واألردن، وقطر، وعمانلفرص مث

يف شكل متييزي، فضال عن حرماا فـرص تطـوير فرصلذلك فالنساء ما زالت حمرومات من املساواة يف ال جتماعيـة ، واوقانونيـة ،وامل كثرية ثقافية فع .ومواجهتها يف احلياة العامة ،إمكاناا على قدم املساواة مع الرجال

والتمثيل ،وحقوق املواطنة ،وفرص العمل ،والصحة ،وسياسية تفوق إمكان وصوهلا املساوي إىل التعليم ،قتصاديةوا. والرفاهية للمجتمع،وفعالية، ويقف عائقا أمام التقدم،وهذا ما جيعل مشاركتها أقل تأثريا

ومعها هولندا تتصدر هذا الدليل، يف حـني ،جتماعي جند بلدان اسكندينافيا نوع اإل ملا نرجع إىل دليل متكني ال أن بلدان من العامل العريب تأيت بني أدىن الدول مرتبة يف القائمة، والبلدان ذات التفاوتات األكرب بني مستوى تنميتـها

.3واليمن،واهلند،لعربية السعوديةواململكة ا،وعمان،باكستان: ومساواا بالنوع االجتماعي هي ،اإلنسانيةلذلك اعتـربت .طبيعتها و وهذا مبا يتفق ،فإنه ال بد من متكني املرأة يف اتمع بدفع عجلة التنمية ،هلذا كله

عدم املساواة بني اجلنسني من معوقات التنمية، فإىل جانب التكاليف على اإلنتاجية، والنمو، تؤدي إىل تكاليف على 4.لألجيال القادمة، وتكاليف للحكم بفعالية، ومن مث يف خفض الفقرالرفاهية حىت

على 5)اجلنـدر(جتماعي هذا ما أدى إىل املطالبة باحلق يف املساواة بني اجلنسني، أو احلق املساواة يف النوع اإل الدولية تؤكد جهود األمـم الرغم من أنه قد مت التأكيد على مبدأ املساواة بني الرجال والنساء يف العديد من املواثيق

ـ ا62ر .ج( علقة بضرورة العمل على ترقية احلقوق السياسية للمـرأة مكرر من التعديل الدستوري اجلزائري املت 31أنظر املادة -1 صادرة ل).2008نوفمرب 09بتاريخ

.88ص،2004جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي، واإلالعريب لإلمناء اإلقبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، والصندو-2حنو وض " 2005جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية لسنة قتصادي، واإل والصندوق العريب لإلمناء اإل برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، -3

".املرأة يف الوطن العريب.05ص السابق،، تقرير البنك الدويل إدماج النوع االجتماعي يف التنمية من خالل املساواة يف احلقوق، واملوارد، والرأيهشام عبد اهللا، -4سـتعماله إ، مث كثر )مرة يف وثيقة املؤمتر 233أين ورد ( 1995بشكل أوضح يف مؤمتر بكني للمرأة عام Ganderظهر مصطلح اجلندر -5

"="اليت يصنعها اتمع بناء على الدور البيولوجي لكـل مـن جتماعيةيقصد به األدوار اإل : جتماعيوالنوع اإل . بعد ذلك يف املؤمترات الدولية

Université Sétif2

Page 163: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

116

خاصة املساواة يف املشاركة السياسية، ألن املساواة بـني ، 1املتحدة ووكالا املتخصصة، واملنظمات غري احلكومية 2.اجلنسني مسألة حيوية لبقاء الدميقراطية

،وجـود حيدد مـن خـالل املرأةومتكني .وقت مضى مطالب ا أكثر من أي اليوم املساواة بني اجلنسني فوبالتايل، فإن القياس لألصول وبىن الفرص . ثالث درجات التمكني لألفراد واجلماعات ،وحتقيق اخليارات ،واستخدام

كما ميكن أن يكون مفيدا قياس درجة التمكني بـصورة . املتاحة ميكن أن يوفر املؤشرات غري املباشرة لتمكني املرأة :ختيارمباشرة من خالل تقييم اجلوانب الثالثة لال

).وجود اخليار( ما إذا كان فرصة جلعل خيار موجود بالفعل ·).استخدام خيار( ما إذا كان الشخص أو اموعة يف الواقع يستخدم الفرصة لالختيار ·3).حتقيق االختيار( ما إذا كانت نتائج اخليار يف النتيجة املرجوة ·

ل اإلختيارات إىل قرارات فعالة، وهذا يعتمد علـى إذن، درجة التمكني تعتمد على الفاعل وقدرته على حتوي وجود وطبيعة هيكل الفرصة، فالتمكني يكون عن طريق جمموعة من الوسائل لتعزيز قدرة الفرد أو اجلماعـة علـى القيام باختيارات هادفة وعلى حتويل هذه اخليارات إىل نتائج مرغوب فيها، وعلى الرغم من زيادة اإلستثمار يف جمال

ني املرأة، ولكن ظل املفهوم بشكل عام يف أنشطة املشروع، وهناك عدد قليل من املؤشـرات لرصـد عمليـات متك.التمكني ونتائجها

مستوى عال من التحكم ومزيد من الـتحكم، : البد من إعطاء املرأة مزيد من القوة، والقوة يعىن ا وعليه، ف جتماعيـة املـؤثرة ختيارات اإلتكار يف منظور املرأة، والقدرة على اإلوإمكانية التعبري والسماع هلا، والقدرة على االب

والتأثري يف كل القرارات اتمعية، وليس فقط يف املناطق اإلجتماعية املقبولة كمكان للمرأة، واعتراف ا واحترام هلا يف كـل املـستويات واملـشاركة ةاملـسامه كمواطن متساو وكيان إنساين مع اآلخرين، والقوة تعين مقدرة على

4.، والقوة تعين أيضا مشاركة معترف ا ذات قيمةفقطجتماعية، وليس يف املرتلاإل

:ش األقليات ـتهمي:الفرع الثاني

الذي ميثل الفروق البيولوجية الطبيعية بني الذكر، واألنثى، وهي فروق )SEX(جلنسني، هذه األدوار من صنع اإلنسان، ال يقصد به اجلنس ا"=".تولد مع اإلنسان

حلقـوق اإلنـسان يف تفاقيتني الدوليتني؛ واإل"للجميع"أو كلمة " لكل فرد"إىل كلمة اكامليثاق، واإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان بإشارم -1تفاقيات، وقرارات، وتوصيات كثرية صدرت عن اجلمعية العامة، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة اليونسكو، واملنظمات إلكل منهما، و 03املادة

اإلعالنات الصادرة عـن خرى للقضاء على التمييز ضد املرأة بكافة أشكاله، لتعزيز املساواة بني اجلنسني يف احلقوق بني املرأة والرجل، وجل األ. املؤمترات الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان تتبىن صراحة نصوص تتعلق بالتمييز ضد املرأة

2- Women's political participation and good gouvernance:21st centry.Challenges.http://www.undp.org/governance/docs/gender-pub-21stcentry.pdf.3 - Empowerment in Practice: Analysis and Implementation A World Bank learning Module.http://siteresources.worldbank.org/wbi/resources/Empowermentlerningmodulebody.pdf.

الطبعـة ،ت و النشر و التوزيع، بريوت ، لبنان املؤسسة اجلامعية للدراسا ،رؤية إسالمية –املرأة يف منظومة األمم املتحدة ،ى القاطرجي -4.280ص ، 2006األوىل

Université Sétif2

Page 164: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

117

واللغوية ،والعرقية،والدينيةاإلثنية، عتراف باجلماعات ألن عدم اإل ،إن ميش األقليات من أكرب عوائق التنمية وتطرف، وهذا ما يؤثر على التنمية ،وعنف ،وتوترات ،ادين يف اتمع يتسبب يف صراعات ومبشاركتها يف مجيع املي

.كما سيأيت تفصيله الحقا ويوجد بني ثالث دول ،دولة حول العامل200جمموعة اثنية تعيش يف 5000حيث توجد يف العامل أكثر من

مليون شخص يواجهون 90أو أكثر من السكان، وقرابة ، %10أودينية كبرية متثل حوايل إثنية، اثنتان فيهما أقلية 1.أو الدينية،ينيةثأو اإل،شكال ما من أشكال التمييز بسبب هويام العرقية

إلعطاء أمثلة عن بعض الفئات اليت تعاين من انتهاك حلقوقها بسبب اخلصوصيات الثقافية، والدينية، أو العرقية " و" البـدون : " قط، كما حيدث يف بعض البلدان العربية اخلليجية أين جند فئتني ال نذهب بعيدا من البلدان العربية ف

، حيث تعامل الفئة األوىل كأجانب، والثانية كمواطنني من الدرجة الثانية ال حيق هلم الترشح يف اهليئـات "املتجنسونوالسودان وموريتانيا أين ظهـرت يف أو يف مناطق الرتاعات يف العراق، .اخل...التمثيلية، أو التصويت يف االنتخابات

2.فئات تعامل بأشكال شبيهة بالرق-السودان وموريتانيا–هتني األخريتني

هذه تقوم فاألقليات، ة منعارضتكون املواألغلبية غالبا ما دة،والواقع أن يف الكثري من الدول الدميقراطية املتعد ،نتخابـات التعدديـة وهذا ما قد يؤثر على اإل ،أو التهميش ،يزبدورها باستبعاد هؤالء األقليات بسبب التمي الدول ، ؤدي إىل احلروب األهلية ، ما قد ي والعنصرية ضد األقليات ، جتماعيوالقمع اإل ،عليه غالبا العنف السياسي ويترتب

،فياكما حدث يف يوغـسال ،ماليني شخص لقوا حتفهم يف احلروب األهلية يف العقد املاضي 05(وأعمال إرهابية ت يف خمتلف البلدان خـالل عواليت وق ،ألف من اهلجمات اإلرهابية 14ما يقرب عن و( .. .3أوغنداووسريالنكا،

4).سببها العنف السياسي، والقمع اإلجتماعي، والتمييز ضد األقلياتألف وفاة20، مما أسفر عن أكثر من 2006

،نتهاك حقـوق اإلنـسان إفهناك عالقة بني العنف وبالتايل ستكون هناك انتهاكات واسعة حلقوق اإلنسان، اليت حتاول تكريس قيم أمم معينة كقيم إنسانية عاملية وتعارضها علـى مصاحلية خاصة إذا كان بسبب نزاعات ثقافية

5.الصعيد الداخلي

تنوعة ثقافيـا التنمية والدميقراطية هو كيفية بناء جمتمعات اندماجية وم اليت تواجه تحدياتالأكرب جند أن هلذا وضمان بالتـايل نوعيـة ،حتترم التنوع وتعترف باحلريات واحلقوق الثقافية لضمان دمج األقليات يف اتمع ياسياسو

مساعدة اجلماعات الثقافية على العيش معا ةفعلى احلكومات مسؤولي . نتخابيةالتمثيل الدميقراطي ال القوة األغلبية اإل

.02، ص املرجع السابق، 2004برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -1، املرجـع 2004ية اإلنسانية العربية لـسنة جتماعي، تقرير التنم قتصادي، واإل العريب لإلمناء اإل قوالصندوبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، -2

.10ص. السابق3 - Inclusive Democracy secures rights, the link Between Human rights and democracy, rapport2000.4 -National counterterrorism center report on terrorist incidents -2006 http :// wits nctc. Gov/reports/crot 2006 netcannexfinal .pdf.

، حول العنف، والثقافة، والـسالم ، املرصد الوطين حلقوق اإلنسان، عن أعمال ملتقى الدويل "العنف وحقوق اإلنسان "،رياض عزيز اهلادي -5. 1997سبتمرب، عام 22-20اجلزائر يف

Université Sétif2

Page 165: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

118

املتبادل، وهذا من شأنه أن حيـول دون موعن تعزيز املواقف والقيم اليت ترسخ االحترا يف إطار مجاعة وطنية واحدة، 1.تسييس االختالف الثقايف ودون تواجد مجاعات منغلقة متجاورة

العديد من العوامل أدت إىل حتركات باملقابل هناك مما ذكر سابقا، من اآلثار السلبية لتهميش األقليات كانت ستبعاد مـن طريقـة العـيش، دينية، وعرقية بني األقليات، والسكان األصليني، واملهاجرين ضد اإل إثنية، وثقافية، و

قتصادي القائم على أسس عرقية، أو لغوية، أو دينية، نذكر جتماعي، والسياسي، واإل ضطهاد اإل واملشاركة، وضد اإل ريات السياسية، واخليارات للتعـبري عـن الـذات، اليت متنح األقليات املستثناة املزيد من احل ةانتشار الدميقراطي : منها

والتقدم يف جماالت االتصال، واملعلوماتية، والعوملة مما يسمح بتكوين شبكات وحتالفات جديدة، باإلضافة إىل التزايد 2.عتراف الثقايف ن امتدادات خارج الوطن األم، ويدعم املطالب باإلوكييف حركة اهلجرة الدولية األمر الذي

أنه ال تنمية بدون بعد ثقايف متنوع وحمترم، فمن حق كل 2004ذلك جاء يف تقرير للتنمية اإلنسانية سنة لفهو من ضـرورات تنميـة .حتفاظ ويته العرقية، واللغوية، والدينية، وممارسته ذلك اخليار من دون متييز شخص اإل

.3اتمعات املتنوعة يف القرن احلادي والعشرينت الدراسات، والتجارب أن السياسات اليت تعترف باهلويات الثقافية، وتشجع ازدهار التنـوع ال لقد أظهر ف

. قتصاديجتماعي، والسياسي، واإل ستقرار اإل تؤدي إىل صراعات وتوترات، وتساعد على التنمية والنمو، وحتقيق اإل ، .)هنـود %8صـينيون، %30، من السكان ماالويني %62إذ ا (ماليزيا : وجنحت دول يف حتقيق ذلك مثل

وسنغافورة اليت بدورها سكاا من الصينيني، واملالزيني، واهلنود، وباقي الثقافات والديانات العاملية، فماليني الثالثـة .ستغراب من التنوع الثقايف، والتعايشضمن منوذج يدعو إىل اإلمن مواطين سنغافورة يعيشون اليوم

التمكني من املشاركة يعزز فعالية التنمية اإلنسانية املستدامة مـن خـالل ا أن مبه ، بأن ميكننا القول يف األخري متكني الفئـات ميعترب عد لفإنه وباملقاب ، أهم شروط حتقيق التمكني كاإلقتصادي الدميقراطية واحلكم اجليد، والنمو الثقة وعدم لق عدم املشاركة خي أن عدم التمكني من حيث ، معوقات التنمية أهم من املستبعدة من املشاركة واملساءلة

4.تنفيذ مشاريع التنميةلالتماسك اإلجتماعي

مستوى التعليم والثقافة ونقص الوعيضعف:لمطلب الثالثا

كل الدول 1900يف سنة كما أنه .18، ص 1998افية ستوكهومل أنظر إىل ما جاء يف جلسات عمل املؤمتر احلكومي للسياسات الثق-1.كل دول العامل أصبحت تنظم استفتاء تعددي2000كانت تقصي النساء واألقليات، يف سنة

.16-15و ص 06و ص 04سابق، ص الرجع امل، 2004برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -2، وإعالن وبرنامج فيينا املـواد 1992عاملغوية الصادرإعالن اخلاص حبقوق األشخاص املنتمني ألقليات قومية، أو إثنية، أودينية، أو : جعرا-3

مـن 27املـادة : أنظرو). منه 03املادة ( 2001نوفمرب 02، وإعالن اليونسكو العاملي بشأن التنوع الثقايف الصادر يف 14، ص 25-27.أما اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان فإنه ال يتضمن أي نص يعاجل حقوق األقليات. ويل اخلاص باحلقوق املدنية، والسياسيةالعهد الد

4- "Empowerment and poverty Reduction.", the world Bank, washington 2002.www.worldbank.org/ topics/poverty, p 02-05.

Université Sétif2

Page 166: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

119

:آليات حمايتهاببحقوق اإلنسان وحـىت ،، وال سيما املـرأة متكني الفئات الضعيفة واملهمشة علىتقوم أساسا التنمية اإلنسانية املستدامة مبا أن

عـن :مثالجمموعة من الوسائل املختلفةفإن هذا التمكني لن يكون إال عن طريق استعمال ،اتستطيع املطالبة حبقوقه بالتعبئة اجلماعيـة، ولفئات املعنية وسائل للمطالبة حبقوقهم، اطريق تغيري التشريعات، والقوانني، أو عن طريق إعطاء

ون إال عن طريق توعية هذه الفئات باخلصوص، وكل أفـراد اتمـع، وهذا بدوره لن يك ،وبالدفاع عن مصاحلهم . عموما، حبقوقها عن طريق التعليم ونشر ثقافة حقوق اإلنسان بعد االعتراف بـها، وإعطاءها اجلانب اإللزامي

مستوى التعليم والثقافة، وأثر ذلك على مسألة الوعي حبقوق ضعفلذلك يف هذا املطلب سنتطرق إىل مسألة :اإلنسان، والوعي األخالقي كمعوقات من املعوقات الثقافية، واإلجتماعية والذاتية للتمكني، وذلك يف فرعني

:مستوى التعليم والثقافةضعف: الفرع األوللقد رأينا سابقا بأن حتقيق التعليم اإلبتدائي الشامل خاصة يف جمال تعليم املرأة لتمكينها إجتماعيا مـن أهـم

سـنة داف األلفية للتنمية، ومن مؤشرات قياسها، بل أنه قبل ذلك عقد املؤمتر العاملي األول املعين بالتعليم بتايالن أهد، وخبفض معدالت 2000دولة بتحقيق هدف توفري التعليم اإلبتدائي للجميع حبلول سنة 150هتعهدت في1990

قراءة والكتابة يف الكثري من الدول، إال أنه توجد هناك عوامل ورغم ارتفاع معدل ال . األمية بني الكبار مبقدار النصف رداءة النوعية، وعدم كفاية التمويل، واالفتقار : حالت دون حتقيق هدف توفري التعليم اإلبتدائي الشامل للجميع هي

دورها من الطلـب إىل تعليم مدرسي لألطفال املشردين، والالجئني، والعوامل الثقافية وأدوار اجلنسني ميكن أن حتد ب 1.على التعليم

ضئيلة للغاية، مما يتعني ختصيص نسبة مذهلة من نفقات األسرة املعيـشية كما أن اإلستثمارات يف جمال التعليم ملواجهة تكاليف التعليم اإلبتدائي، ففي إفريقيا جنوب الصحراء قد متثل تكاليف التعليم اإلبتدائي للطفل أكثر من ربع

.رة معيشية فقرية، وهذا ما يقوض من حق كل طفل يف احلصول على فرصه يف التعليم اإلبتدائي الدخل السنوي ألس من ناجتها احمللي %7و5هذا مع أن البلدان اليت حققت تقدما كبريا يف جمال التعليم كرست عموما نسبة تتراوح بني

كومات الوطنية، وكذلك من جانب الوكاالت االستثمار العام الفعلي يف التعليم من جانب احل اإلمجايل للتعليم، لكن هذا إىل جانب .ال يكون متسقا مع املكانة العاملية املعطاة لتحقيق هدف توفري التعليم اإلبتدائي للجميعالدولية غالبا ما

ويبقى األمر يتطلب . أنه يف حاالت الطوارئ كالصراعات والكوارث واحلروب غالبا ما حيرم األطفال من هذا احلق 2.جود إرادة سياسية، وموارد مالية، وهيكل مؤسسي متني سواء كان عاما أو خاصا، أو غري حكوميو

فالتعليم والثقافة مها وسيلتان لتنمية القدرات اإلنسانية وحترير طاقاا من األغالل وقيود الـتفكري، وسـدود فرد لمن أهداف حتقيق النضج اإلنساين لك احلركة، واالستغالل من أجل التمتع حبق احلرية واإلختيار والعقل، فهما

وجمتمع، والنطالق الفئات املهمشة من إطار الفقر، واجلهل، واألمية، واخلوف للمسامهة يف عملية التنمية، ويتجاوز

.118-117ص ، التقرير السابق،2003سنة لنساين تقرير جلنة األمن اإل-1.118املرجع نفسه، ص -2

Université Sétif2

Page 167: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

120

تأثريمها حدود احلاضر واملستقبل، وبذلك فهما وسيلتان مضمونتان لالستثمار املستقبلي مـن جانـب احلكومـات خاصة إذا تضافر مع جمموعـة مـن . ، والتنافس يف استخدامهما يف إطار املنافسة اإلقتصادية العاملية للموارد املتاحة

1.العوامل األخرى كالتدريب املتقدم، وأنشطة البحث والتطوير واالبتكار احمللي

وتـدين لذلك فإن تفشي األمية وتدين القيمة احلقيقية ملخصصات اإلنفاق وتدهور الكفاءة الداخلية للتعليم، التحصيل املعريف، وضعف القدرات التحليلية اإلبتكارية، وإطراد التدهور فيها يعترب كل هذا من أكرب معيقات التنمية، حيث يفضي إىل خلل يف سوق العمل ومستوى التنمية من جهة، وبني نوعية التعليم من جهة أخرى، وهذا يـنعكس

2.اإلجتماعيعلى إنتاجية العمالة ووهن العائد اإلقتصادي، و

، إال أن نسبة البلدان الناميةيف جمال التعليم يف كثري من دول منذ منتصف القرن العشرين احملققةرغم اإلجنازات %45بلغت يف منتصف التسعينات يف البلدان العربية حوايل ثاألمية ما زالت مرتفعة، وتعاين منها غالبية النساء، حي

بد من عنصر اجلودة والنوعية، وفتح اال للمناقشة العلمية، والتعليم خارج اإلطار ال 3لكن هذا اإلجناز كمي فقط، أخطر مشكالت التعليم اليوم مقارنة بالبلدان املتقدمة، ومقارنة باحتياجات التنمية اإلنـسانية، تتمثـل يف ألنالعام،

إلنسانية، وهو حتـسني نوعيـة احليـاة وذلك ما يقوض واحد من األهداف األساسية للتنمية ا ، التعليمتردي نوعية لتعلم املستمر مدى احلياة من األركان افالنشر الكامل للتعليم الراقي النوعية مع ؛، وإثراء القدرة للمجتمعات اإلنسانية

وهو مفتاح املستقبل، ألنه حيافظ على الفرص للجيل القادم، وهو الطريـق الرئيـسي 4.اخلمسة لبناء جمتمع املعرفة 5.جتماعية اليت تتيح بلوغ اتمع الكوينت اإلللتحوال

كما أن معظم بلدان العامل الثالث تستورد التكنولوجيا اجلاهزة، بل وما زالت بلداا عاجزة عن صيانة هـذه التكنولوجيا املستوردة وتعتمد يف ذلك على عقود الشركات املوردة احملتكرة لوسائل التقنية، هذه األخرية اليت تعتـرب

أهم الوسائل املساعدة على حتقيق التنمية املستدامة، حيث تساعد على حتسني التعليم، والقضاء على الفقر واجلوع من بتوفري الغذاء وحتسني الزراعة، وتطوير البيولوجيا احليوانية، واهلندسة الوراثية، وبالقضاء على األمراض بتحسني الصحة

سمح حبياة أكثر اتساعا وصحة وإنتاجية، ومعرفة، ومشاركة حملية متزايدة، واملضادات احليوية، مما يتوتطوير اللقاحا

مدينة رؤية معيارية، مكتبة الدار العربية، -والثقافةالتعليم-املستقبليف التنمية البشرية وتعليم -7-عمار، دراسات يف التربية والثقافةحامد-1.1999طبعة األوىل، النصر، القاهرة،

.125املرجع السابق، ص ع، هيثم منا-2، املرجع السابق، 2002لسنة جتماعي، تقرير التنمية اإلنسانية العربيةواإل، قتصاديرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل ب3-.59-47ص

رجع سابق، امل، 2003رير التنمية اإلنسانية العربية للعام تق،جتماعيواإل، قتصاديبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل-4.12-11، وص 03ص

، 1977، ترمجة شحاذة احلوشان، منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي، دمشق قتصادية إىل النمو البشريمن التنمية اإلجاك روبان، -5.114ص

Université Sétif2

Page 168: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

121

وأدوات جديدة، وفرص عمل، وخلق أسواق أكثر كفاءة لتوليد الدخل، وتوفري احلق يف احلصول على املعلومـات 1.واإلتصاالت

لبلدان العربية ضـئيلة يوجد أيضا ختلف كبري يف جمال الثقافة، حيث ال تزال جهود البحث والتطوير يف معظم ا جدا باملقارنة بالدول املماثلة هلا يف الدخل وعدد السكان، هذا النتشار العادات والتقاليد، واألعراف اإلجتماعيـة أو

2.غريها من السلوكيات النمطية اليت تضع الفئات املهمشة أو األقل حظا يف مراتب أدىن كاملرأة

عنوية وإجتماعية تتجاوز بكثري فائدا اإلنتاجية من احتـرام الـذات إىل إذن، التعليم والثقافة حيققان فوائد م وقد أثبتت العديد من الدراسات أن اإلرتفاع يف . القدرة على التواصل مع اآلخرين إىل اإلرتقاء بالذوق اإلستهالكي

عـدل اخلـصوبة، املستوى التعليمي عند اإلناث خيفض الفروق يف توزيع الدخل ضمن األسر، كما أنه خيفض من م وبالتايل معدل التزايد السكاين، ويرفع مستوى املشاركة يف مناقشة القضايا العامة، أي أن التعليم والثقافة من أكثـر

وقد كان هناك تشديد على ذلك يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الذي ينص . احلقوق تأثريا يف إعمال باقي احلقوقالتفاهم والتسامح والصداقة فيما بني مجيـع " ويعزز" اإلنسان واحلريات األساسية حقوق" على احلق يف تعليم يدعم

3."األمم واجلماعات العرقية، أو الدينية

لذلك على الدول النامية ربط براجمها التعليمية مبتطلبات التنمية، حيث جيب عليها إىل جانب حمو األمية ونشر حىت ال يـتعلم 4.اإلبداع والتفكري املستقل، وتعزيز القيم واإلجتاهات التنموية التعليم راقي النوعية، تنمية القدرة على

األفراد تعليما ناقصا وتصبح قدرم على فهم حقوقهم والتذرع ا حمدودة للغاية، فالتعلم ودروس حمو األمية، وخمتلف احلياة اليومية، والتعامل مع التهديدات الربامج اإلعالمية التعليمية تستطيع أن تقدم إرشادا بشأن مسائل حمددة مهمة يف

اإليدز، / الوقاية من فريوس نقص املناعة البشرية : املباشرة لبقائهم على قيد احلياة، وبالتايل تعزيز األمن اإلنساين، مثال أن وكل ما يتعلق بالصحة والتغذية، ففي غانا تبلغ احتماالت بقاء األطفال ألمهات متعلمات على قيـد احليـاة إىل

5.يبلغوا السن اخلامسة من أعمارهم ضعف احتماالت ذلك بالنسبة ألطفال األمهات غري متعلمات

للتصدي ةإن التعليم الذي يهدف إىل التمكني ميكن أن يثري الوعي بالبيئة اإلجتماعية، وأن يوفر األدوات الالزم ة"م، ويصبحون عناصر للمشاكل والتفكري املنطقي، وإعداد أفراد يؤمنون حبقوقهم ومسؤوليالتحقيق التنميـة " ممكن

فاألفراد األفضل تعليما من األرجح أن يطالبوا بسياسيات تليب احتياجام وتستجيب ألولويـات التنميـة .اإلنسانية.أدناهيف الفرع اآليت ذكره وهذا ما يتضح أكثر . اإلنسانية

.08-01، ص."وضع التكنولوجيا يف خدمة التنمية البشرية":، بعنوان2001رية لسنة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البش-1.125هيثم مناع، املرجع السابق، ص -2.فالح خلف الربيعي، تطور العالقة بني البعدين املادي والبشري يف الفكر التنموي-3

http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mtf=interpage&sid=22479..101-98، املرجع السابق، ص علي خليفة الكواري-4.115املرجع السابق، ص، 2003سنة لتقرير جلنة األمن اإلنساين -5

Université Sétif2

Page 169: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

122

يسهما يف غرس قيم ومواقف يف النفوس ترسـخ وجيب أن ،بل ،كما أنه بإمكان التعليم والتدريب أن يسهما فيها ملكات النقد واملعارف األساسية عن وتعزز ،فيها احلرص على التسامح واالحترام املتبادل والسلوك الدميقراطي

1.احترام تنوع الثقافاتحنو أنشط على ع على يشجفتح جماال للتوتاآلخرين،

:آليات حمايتهابونقص الوعي بحقوق اإلنسان : الفرع الثانيعلى الرغم من أنه قبل احلرب العاملية األوىل مل تكن حقوق اإلنسان مكرسة قانونيا، حيث مل يلتفت اتمـع

جتار بالرقيق، ومحاية الرق، واإل ةالدويل كثريا إىل مسألة تدوين حقوق اإلنسان إال يف حاالت معينة حمدودة كمكافح إال أنه بعد احلرب العاملية الثانية، ونتيجة لالنتـهاكات .سانية يف بعض احلاالت األقليات، وإقرار التدخل ألهداف إن بدأت خالل هذه الفترة حركة دولية لتدوين حقوق اإلنسان يف اتفاقيات دولية ،الالإنسانية اليت اقترفت حبق البشرية

2.ع وشاملبشكل واضح، وأصبح ينظر إليها من منظور واسملزمة تبلورت خالهلا حقوق اإلنسان

صادقت معظم دول العامل على اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، والعهـدين الـدوليني حلقـوق نتيجة لذلك قهذه الـدول حبقـو اعترافاإلنسان، وعلى باقي اإلتفاقيات الدولية األخرى املتعلقة حبقوق اإلنسان، لكن رغم

العاملية على املستوى الوطين، وذلك عـن طريـق تعليمهـا اإلنسان يف دساتريها، إال أا مل تعمل على نشر ثقافتها ، بل تنـشر مبادئهـا لألجيال، حيث أن مادة حقوق اإلنسان ال يتم تدريسها كمادة مستقلة يف مجيع أطوار التعليم

د هذا بشأن الدول اليت صادقت على اإلتفاقيات الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان، بينما ال جن . ضمنيا بشكل غري مباشر بوادر لتعليم ونشر مبادئ حقوق اإلنسان لدى الكثري من الدول اليت مل تصادق على العهـدين الـدوليني حلقـوق

3.اإلنسان

كل احلقـوق املنـصوص عليهـا يف ينبغي على كل شخص يف العامل أن يعرف ويطالب ب عالوة على ذلك، اء من احلقوق املنصوص عليها يف العهد الـدويل ما ج ، نذكر معرفتهاومن مجلة احلقوق الواجب النصوص القانونية،

احلق يف احلياة، واحلرية، واألمن، وعدم التعرض للتعـذيب، : باحلريات ةملرتبطااخلاص باحلقوق املدنية والسياسية، و ات، والتحرر من العبودية، واملشاركة السياسية، وحرية الرأي، والتعبري، والتفكري، والدين، وحرية اإلشتراك يف اجلمعي

واحلقوق 4.اليت ترتكز يف عمومها على وجوب محاية حياة اإلنسان، وضمان مشاركته والتجمع، وغريها من احلقوق واملرتبطة باحلاجـات األساسـية املنصوص عليها يف العهد الدويل اخلاص باحلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية،

احلق يف مستوى كواخلدمات، والفرص اإلقتصادية، واإلجتماعية، لإلنسان، واليت تكفل احلصول اإلجيايب على السلع،

.19، ص 1998أنظر إىل ما جاء يف جلسات عمل املؤمتر احلكومي للسياسات الثقافية ستوكهومل -1ون الدويل حلقوق اإلنسان، املصادر، ووسائل الرقابة، اجلزء األول، دار الثقافة للنشر والتوزيـع الطبعـة حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى، القان -2

.41-14، ص 2005األوىل، .حول تعليم حقوق اإلنسان: لبىن عبد الرمحن األنصاري-3

www.amanjordan.org/aman-studies/wmview.php? Art lD=754مـع 1976مارس عام 23دخل حيز التنفيذ اعتبارا من ، الذي 1966ةاخلاص باحلقوق املدنية والسياسية لسن أنظر مواد العهد الدويل -4

). املرفق له( الربوتوكول اإلختياري

Université Sétif2

Page 170: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

123

معيشي مناسب، احلق يف العمل، والضمان اإلجتماعي، احلق يف التعليم، ويف الصحة، واملسكن، واملأكـل، ومحايـة 1.األمومة والطفولة، وحق األقليات يف ممارسة ثقافتها، ودينها ولغتها، وغريها

شر الثقافة احلقوقية يتوقف، أوال، وقبل كل شيء على مدى تعلمها ملعرفة كل ما إذن من كل هذا، فتوعية ون يتعلق حبقوق اإلنسان، خاصة وأن احلق يف احلصول على املعلومات حق من حقوق اإلنسان األساسية، فتعليم حقوق

يف بناء ثقافة حقوقية يف اتمع اإلنسان لكل فرد من أفراد اتمع وإدخاهلا يف ثقافته وحتويلها إىل واقع مردودا كبريا وتطوير املعارف واملهارات والقيم املتعلقة بذلك، ويف تعزيز فهم هذه احلقوق والشعور بأمهية املطالبة ا وبـضرورة

2.احترامها والدفاع عنها، مما يدفع األفراد إىل املشاركة بفعالية يف تنمية وطنهم ورفاهية جمتمعهم

املنظمات الدولية وغري احلكومية، وباقي اجلمعيات املهنية، وكل قطاعـات اتمـع فعلى كافة احلكومات، و املدين، ووسائل اإلعالم إىل تركيز جهودها لتعزيز ثقافة عاملية حلقوق اإلنسان عن طريق نشرها وتوعية اتمع ـا

ني يف القطاعـات احلكوميـة، وتعليمها وتدريبها خاصة للعاملني يف جمال تعليمها، وللفئات املهمشة، وللمـسؤول 3.واإلعالم، وجمتمع املال واألعمال

وجتدر املالحظة، إىل أنه قد ترجع عدم املطالبة حبقوق اإلنسان ال إىل اجلهل، أو عدم العلم ا، بل إىل وجود لتمكني الذي مينع الشخص من ذلك، وهذا ما يفسر دور العامل الذايت يف جناح عملية الـتمكني، فـا العامل الذايت

فال بد أن يكون املـستهدفني مـن . مفهوم يقوم على املنح ولكن جناحه يتوقف على مدى إميان وجتاوب املستهدف عملية التمكني على وعي بأمهيته، ولديهم رغبة حقيقية يف التغيري، وتغيري أنفسهم والبيئة احمليطة م على النحو الذي

4.املتاحة لغريهم يف اتمعجيعلهم فاعلني هلم نفس الفرص واالمتيازات

ألفراد اتمع حيث يتعلم كل فرد كيفية التعامل مـع الوعي األخالقي يساعد نشر الثقافة احلقوقية على رفع اآلخر، ومع البيئة يف ظل منظومة أخالقية، ويؤدي إىل ثقافة إجيابية تنمي لدى كل فرد روح املسؤولية، وتشجعه على

5.اء اتمع، وإعداد أجيال املستقبل، واحملافظة على املوارد الطبيعية للدولةاملسامهة الفاعلة يف بن

ي عام جانف03دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الذي 1966ةواإلجتماعية، والثقافية لسنأنظر مواد العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية-11976.

، 2ف26من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، ونفس املادة من العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية، واملـادة 19املادة : أنظر -2من 29سان كاملادة من العهد الدويل للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية، والثقافية، ويف العديد من اإلتفاقيات الدولية حلقوق اإلن 1ف13واملادة

من إتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من ضـروب 10من إتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد املرأة، واملادة 10إتفاقية حقوق الطفل، واملادة جعلت اجلمعية العامـة لألمـم وقد . من إتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز العنصري 07املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية، واملادة

عقد تعليم حقوق اإلنسان، وقد عرفـت هـذه 2004حىت ديسمرب 1995العقد الذي يغطي الفترة من جانفي 1994املتحدة يف ديسمرب . األخرية تعليم حقوق اإلنسان بأنه عملية شاملة ومستمرة باستمرار احلياة

.لبىن عبد الرمحن األنصاري، املوقع السابق-3.أماين مسعود، املرجع السابق-4.23-19، ص املرجع السابقدوجالس موسشيت، -5

Université Sétif2

Page 171: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

124

خاصة، وأن املسؤولية هي قلب التنمية اإلنسانية املستدامة، واالستدامة كفكرة تتطلب مقاربة احتياطية، أو إىل irraisonnéول من التفاؤل غري املعق، ففي مواجهة الاليقينيات، انتقلناApproche prudentielleحذرية

الكوارث املخيفة، بعدم استبعاد األسوأ، والتصديق باملستحيل، ونظام املمكن، لذلك من املمكن تبين سلوك حتمي السترجاع احلظوظ ضد الشك، ومضاعفة احلذر؛ فيجب أن نفهم هذه احلركة كمسار جترييب يتطلب تقييم منظم،

1.اجلماعيومتقدم من طرف احملاوالت، واألخطاء، والفهم

فحقوق اإلنسان وإن كانت ذات صفة قانونية، إال أا يف كثري من احلاالت تأخذ شكل مطالبات قوية يف جمال املطالبة بوضع اية للجوع، وملعاملة املرأة غري متساوية مع الرجل، : األخالقيات اإلجتماعية ألغراض متباينة مثال

ن من العامل بصرف النظر عن جنسيته، أو موقعه له حقوق أساسية ويكفي القول بأن فكرة كل شخص يف أي مكا. ينبغي لآلخرين أن حيترموها من تعطي هلذه األخرية شكل اإللتزامات األخالقية

توفري فرص احلصول على التعليم حول حقوق اإلنسان للجميع، وباألخص للفئات إضافة إىل العمل على العمل على تنمية القدرة البد من ملرض، أو التمييز، أو احلرب، أو الفقر، األكثر عرضة النتهاكات حقوقها بسبب ا

2.على اختاذ اإلجراءات الالزمة ملعاقبة الدول اليت تنتهك حقوق اإلنسان الدولية

لن يكون ملعاقبة الدول اليت تنتهك حقوق اإلنسانةتنمية القدرة على اختاذ اإلجراءات الالزملكن العمل على إىل حقوق اإلنسان على مجيع املستويات الدولية، واإلقليمية، والوطنية من اللجان، واالس، محاية آليات إال بتحسني

األجهزة الداخلة يف اهليكل العضوي لألمم املتحدة، سواء األجهزة الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسانناحملكمة، وغريها موأأو مت إنشائها بناء على قرارات أجهزا الرئيسية أو الفرعية، ،واليت ورد النص عليها يف ميثاق األمم املتحدة

ل اتفاقية دولية تضمنت اآللية ك-األجهزة التعاهدية اليت ورد النص عليها يف اإلتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان3.والبالغات احلكومية،رقابتها عن طريق نظام التقارير، والشكاوىهذه األجهزة متارس -اخلاصة ا

عملية التحقيق يف قضايا حقوق اإلنسان وحاالت انتهاكاا املرتكبة من قبل الدول هذا باإلضافة إىل إجراء ، ألن هذه اآلليات توفر اإلطار املعياري واملؤسسي للتمكنيالذي ينبغي العمل على ترشيدهواجلهات الفاعلة األخرى

إىل القدرة املؤسسية أعاق عملية التنفيذ، خاصة الوطنيةاالفتقارواحلماية من املخاطر اليت تواجه احلقوق، وإن كان 4.منها

مفوض األمم مبادرة هامنجتري مبادرات كثرية للتغلب على ضعف قدرة املؤسسات الوطنية، ،هلذا السبباملتحدة هيئة األممأعطى دور قيادي يف جمال حقوق اإلنسان للدول أعضاءبعد أن املتحدة السامي حلقوق اإلنسان

1 - François OST, la responsabilité au cœur du développement durable, cours « Droit, gouvernanceEt développement durable ».organisé par les Facultés universitaires Saint-louis (Bruxelles), PP01-03. http://www.dhdi.free.fr/cours/droit gvdev/ost cours gouv. 2. htm.

.http://www.globalcitizencorps.orgحقوق اإلنسان رفع مستوى الوعي-2ة، الناشر آليات املتابعة واملراقب -اإلطار املؤسسي -األساس القاعدي -إطار األمم املتحدة محاية حقوق اإلنسان يف عصام حممد أمحد زنايت، -3

. 2001دار النهضة العربية، القاهرة، طبعة .30-29ص ، املرجع السابق، 2003سنة لتقرير جلنة األمن اإلنساين -4

Université Sétif2

Page 172: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

125

عد املفوض السامي لألمم املتحدة أن يساباستطاعةحيث إلجراء مزيد من التغيري،برنامج األمم املتحدة تعزيز يف إطار يف البلدان اليت تتسم بضعف أجهزة . إقامة مكاتب وطنية حلقوق اإلنسان ويف إنشاء آليات وقدرات يف هذا االيف

للتمكني واحلماية ميثل تقدمي الدعم آللية وطنية حلقوق اإلنسان خطوة هامة.حقوق اإلنسان فيها، أو بعدم وجودها1.هلذه احلقوق

مع العلم بأن هناك دول تكتفي باملصادقة على بعض اإلتفاقيات الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان، وال تعترف جتاه احلقوق اليت الك موقف الدول العربية والدليل على ذبدور اآلليات الدولية يف تفعيل حقوق اإلنسان واحترامها،

العهد دون أقرها العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية، إذ قامت أغلب هذه الدول باملصادقة على هذا مما يعرقل عمل اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان واملنشأة مبقتضى أحكام 2.املصادقة على الربوتوكول اإلختياري امللحق به

، وال مينحها فرصة تقبل عهد وحيصرها يف النظر يف التقارير الرمسية اليت تقدمها الدول حول تطبيق أحكام العهدالعن طريق املنظمات غري احلكومية عند انتهاك حق من احلقوق اليت أقرها العهد والشكاوى من قبل املواطنني مباشرة أ

3.من قبل دولة عربية غري مصادقة على الربوتوكول

ن سبب تردي أوضاع حقوق اإلنسان وعدم التمكني واملطالبة ا يعود إىل عـدة ، فإ بناءا على ما جاء أعاله :عوامل منها

.ضعف الوعي مببادئ حقوق اإلنسان، وقلة جتذره يف البيئة الثقافية للكثري من للدول-1.أو إجياد برامج حلقوق اإلنسان، وعدم فعالية املؤسسات احلكومية يف تطبيقعامةضعف اتمع املدين-2. حداثة اآلليات، أو املؤسسات املتعلقة باحلماية والدفاع عن حقوق اإلنسان-3

فعدم نضج الوعي السياسي لدى الشعوب املختلفة إىل الدرجة اليت متكنها من الدفاع عن حقوقها وحرياـا ، إىل جانب معوقات أخرى حدة السيما أجهزة التحقيق األساسية من أهم املعوقات اليت تكتنف عمل أجهزة األمم املت

، وافتقارها اجلهاز الذي له ماية حقوق اإلنسان حباليت ترجع باخلصوص إىل عدم فعالية إجراءات هذه األجهزة املتعلقة 4.سلطة اختاذ القرار امللزم

والدويل، كما ميكن األفراد حقوق اإلنسان يعزز إطار املساءلة الوطين ماية اإلطار الدويل حل ، عالوة على ذلك 5.واملشاركة يف عمليات اختاذ القرارات اليت تؤثر يف حيام،من املطالبة حبقوقهم

.09-08، ص السابقوقعامل.منهج حقوق اإلنسانحقوق اإلنسان والتنمية، التنمية القائمة على أمني مكي مدين، -1.144أصبح عدد الدول 2000ويف عام ،بلدا33والسياسية ،صادق على العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية1975حبلول عام -2رجع سابق، امل، 2004نسانية العربية للعام تقرير التنمية اإل ،جتماعيواإلقتصاديبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، الصندوق العريب لإلمناء اإل -3

.103ص، املكتـب اجلـامعي احلـديث، ضمانات حقوق اإلنسان ومحايتها وفقا للقانون الدويل والتشريع الـوطين نبيل عبد الرمحن ناصر الدين، -4

.124-121،ص 2008اإلسكندرية، طبعة .2006-1461القروي، احلوار املتمدن، العدد دراسة تأثري املنظمات غري احلكومية على تنمية العامل-5

http://www.rezgar.com/debat/show.aet.asp?aid=57219.

Université Sétif2

Page 173: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

126

توجد هناك العديـد مـن ،إضافة إىل كل هذه املعيقات للتنمية اليت حتول دون التمكني من حقوق اإلنسان :نذكر منها،املعوقات األخرى

وأثر ذلك واخنفاض اإلنتاجية،ود اإلقتصادي، ضعف معدالت النمو اإلقتصاديانتشار البطالة، التضخم، والركعلى تلبية احلاجات األساسية ومستوى املعيشة، وبالتايل على تنمية القدرات اإلنسانية وباألخص على القدرة علـى

ور مهـم يف خلـق ضعف جلب اإلستثمارات اليت هلـا د املشاركة السياسية، غياب املؤسسات اإلقتصادية واملالية، نظرا ألن مضاعفات سوء التغذية يف سـنوات 1الوظائف وفرص العمل، نقص وسوء التغذية لعدد كبري من السكان

، )التقزم(العمر األوىل غري قابلة للعالج حىت ولو حتسنت البيئة املعيشية املباشرة فيما بعد، وآثارها كبرية على الطول ألداء اجلسدي، والعقلي، وتدين القدرات الفكرية إذا استمر ذلك يف سن البلوغ، ، وعلى ا )اهلزال(أو كليهما ،والوزن

وسوء التغذية غالبا ما يرجع إىل مشكلة انعدام األمن الغذائي، وتسوية العدالة 2.هي قابلة للتوريث لألجيال القادمةبل ل، ضعف التصنيع، ختلـف الزراعـة سوء إدارة املنشآت وعدم كفاءة اإلدارة العامة، نقص رؤوس األموا 3.التغذوية

، وميشها وغريها من املعيقات املختلفة اليت تبني لنا اخلصائص اإلقتصادية للتخلف يف الدول النامية 4والبنية الزراعية، .من معوقاتمما سيأيت أدناهأكثر من قبل اإلقتصاد العاملي وسياسات مؤسساته، واليت ستتضح

:بحقوق اإلنسانعلالنتفاالتنميةتحقيق تحول دونمعوقات التي : المبحث الثانيوط التمكني هي من الشروط الضرورية اليت ختلق لنا البيئة املالئمة الساحمة لالنتفاع شرتوفر أن على الرغم من

التمكينية لوجود العديد من حبقوق اإلنسان، إال أنه قد ال يكون هناك انتفاع حبقوق اإلنسان رغم توفر هذه الشروط فمـا هـي هـذه .االنتفاع حبقوق اإلنسان اليت حتول دون والبيئية ،والسياسية ،اإلجتماعيةو،املعوقات اإلقتصادية

؟املعوقاتالفساد والفقـر، : التالية املوزعة على أربعة مطالب أساسية لذلك سوف نتطرق يف هذا املبحث إىل املعيقات

سكري والصراعات واحلروب، والكوارث الطبيعية والتدهور البيئـي املديونية ونقص املعونة واخنفاضها، اإلنفاق الع .واألوبئة املعدية

.رـاد والفقـالفس: المطلب األولفالفقر ينتج . يعترب الفساد والفقر من أكرب معيقات التنمية اليت حتول دون التمكني من االنتفاع حبقوق اإلنسان

ول، وبني األفراد واملناطق داخل الدول، ولعدم العدالة والالمساواة يف عن التفاوت اهلائل يف الدخول والثروات بني الدتوزيعها، حبيث تعاين الدول من نقص املوارد الطبيعية والثروات املتعددة والطاقات املتجددة، ولكنها تعاين من تركيز

-د(3348رقـم اعتمدت األمم املتحدة اإلعالن العاملي اخلاص باستئصال اجلوع وسوء التغذية، مبقتضى قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة -1.1، رقم1993نيويورك، ،م املتحدةاألم،1974ديسمرب 17املؤرخ يف ) 29

2 -Monika Blossner, Malnutrition:quantifying the health impacte at national and local leveles,environmental burden of disease series, no.12 http://whqlibdoc.who.int/publications/pdf.3 - ph, Chevalier,E delpeuch?, Et B.maire, le complexe" Malnutrition- infection": premier problèmede santé publique chez les populations défavorisées. http://horizon.documentation.ird.fr/exl-doc/pleins textes/ pleins textes6/pdf.

.161-147، ص2009والنشر، القاهرة، طبعة ، دار نور اإلسالم للطباعةالتنمية اإلقتصاديةخالد عبيدو، :أنظر-4

Université Sétif2

Page 174: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

127

ين الفقر واحلرمان وهذا ما الشعب الذي يظل يعاعائدات هذه املوارد يف أيدي حفنة من الطبقات احلاكمة دون أغلبية وهـذا مـا حقوق اإلنسان، كل من التنمية اإلنسانية و على الفقر والفساد متعددة أسباب وخماطر ف. يعرف بالفساد

:سيبني يف هذا املطلب املقسم إىل الفرعني التاليني

.الفساد: الفرع األولمـن أجـل حتقيـق الوظيفة العامة تعمال استغالل أو إساءة اس ":يعينمنها أنه تعريفات عديدة الفسادعرف

1".اسب الشخصية كامل

أي مبعىن أن املؤسسات الـيت ،أحد األغراض اليت ترمز إىل وقوع خطأ يف إدارة الدولة : " بأنهأيضا يعينكما ،صممت إلدارة العالقات املتداخلة بني املواطن والدولة أضحت تستخدم بدال من ذلك كوسيلة لإلثراء الشخـصي

2.دمي املنافع إىل الفاسدينوتق

ظهر الفساد يف الرب و البحر مبا كسبت أيـدي : " يكفي الرجوع إىل قوله تعاىل أكثر الفساد ولتفسري معىن 3".الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

انـصرفت إىل بل ،اختارت أال تعرف الفساد 2003األمم املتحدة ملكافحة الفساد لسنة ةاتفاقيلكن مبا أن عتربا.4حتديد وجترمي بعض ممارساته تاركتا للدول األعضاء إمكانية معاجلة أشكال خمتلفة من الفساد قد تنشأ مستقبال

5.أحسن تعريف لظاهرة الفساد هو ذلك الذي يصفها بواسطة مظاهرها، وجتلياا، ومسببات كل مظهر

يتـدرج مـن فهو ،اك الفساد الصغري والفساد الكبري على أشكال ال ميكن حصرها فهن فالفساد،هلذا السبب ،وأنشطة اجلرميـة املنظمـة ،ختالس، إىل عمليات غسل األموال واإل ،والتزوير ،حتيالبتزاز مرورا باإل واإل ،الرشوةاالجتار باملخدرات، وبالسالح، وتبييض األموال، وحىت بجتاركاال:باجلرمية املنظمة العابرة للحدودالرتباطه و6.واملافيا

، فهو املسهل األكرب لنمو اجلـرائم الدوليـة ، عابرة للحدود الدولية همخاطرف،سيما النساء واألطفال الو ،باإلنسانالـدويل أو على املستوى ،مبساعدة العوملة، ويرتبط بشكل وثيق بغري ذلك من اجلرائم سواء على املستوى الوطين و

يعد الفساد مـن ستثمار الصحيح، واإل ،والتنمية ،ئيسية أمام اإلصالح وعلى اعتبار هذه اجلرائم عقبة ر ،كاإلرهاب.7واحمللية،أكرب املشكالت العاملية اليت جتمع املؤسسات العاملية

.3-2، صجملة األمن والقانونقتصادية، إ، دراسات "للفساد يف الدول الناميةجتماعيةواالقتصادية اآلثار اإل"زياد عربية بن علي، 1-الطبعـة ، عمان، لية للنشر و التوزيع ، ترمجة فؤاد سروجي، األه )األسباب والعواقب واإلصالح ( الفساد واحلكم سوزان روز أكرمان ، -2

.2003األوىل، 41اآلية : سورة الروم-3. 2003أنظر مواد االتفاقية اليت مت التوقيع عليها يف املكسيك سنة -4مركـز البـصرية ر عـن دراسات إقتصادية، العدد السادس، دورية فصلية تصد "الفساد االقتصادي، مدخل إىل املفهوم، والتجليات، " بشري مصطفى، -5

.12، ص 2004. ، دار اخللدونية للنشر والتوزيع، اجلزائرللبحوث والدراسات اإلنسانية6 -Inge Amundsen, political corruption, An Introduction to the issues. http:// www.cmi .no/publication /1999 /WP /WP 1999-7.pdf.pp11-13.

، 27، سـنة 309، العدد جملة املستقبل العريب ، مركز دراسات الوحدة العربية، "الفساد كظاهرة عاملية وآليات ضبطها "داود خري اهللا ، -7.2004نوفمرب

Université Sétif2

Page 175: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

128

وض احلكومـة قحد أكرب التحديات يف العامل املعاصر يأالفساد هو :"لذلك تقول منظمة الشفافية الدولية بأن ، تـه يؤذي القطاع اخلاص وتنمي و،يؤدي إىل سوء توزيع املوارد و،بشكل جوهري يشوه السياسة العامة واجليدة،

". ويضر بالفقراء على وجه التحديد حيث أثبتـت الدراسـات ، قتصادية يف دول العامل الثالث أمام التنمية اإل أحد العوائق األساسية فالفساد يعترب

ستثمارات من جهـة الدخل واإل خنفاضاوقتصادية ية اإل ضعف التنم بنيوجود عالقة بني انتشار الفساد من جهة، و كدول إفريقيـا :خاصة الفقرية منها ،حيث جند أغلب الدول النامية حتتل املراتب األخرية، إن مل نقل مجيعها ،أخرى

يوجد ومت التوصل إىل أنه ،ديثة التصنيع احلبلدان العديد من الودول أمريكا الالتينية، ويف ،جنوب الصحراء الكربى وباألخص يف الدول العربية أين تعترب مؤشرات الفساد مـن األعلـى يف ،1ب مزعجة يف بلدان ما بعد الشيوعية بنس

العامل حبسب منظمة الشفافية الدولية، كما تعترب معدالت النمو فيها من أدىن معدالت النمو يف الدول النامية، وهو ما ذه الظاهرة يف ظـل هلة العربية بيئة ينتشر فيها الفساد، ومهيأة النتشار أوسع يدل بطريقة ال تقبل الشك على أن البيئ من بني هذه الدول ، 2يةلاة احل يويف ظل األطر القانونية واملؤسس ،كم القانون حالتغييب املستمر للشفافية واملساءلة، و

2005و2004مؤشر الفساد لسنة حسب 97العربية اجلزائر اليت حافظت على ترتيبها عامليا، حيث احتلت املرتبة سنة 13وتراجعت إىل املرتبة 2004يف عام 12على املستوى العريب املرتبة ملنظمة الشفافية الدولية، بينما احتلت

،كل مـن األردن و الـسعودية، وسـوريا مع وذلك 3-درجة 0.1أين زاد مؤشر مدركات الفساد ب -2005.وفلسطني

دولـة 159من بلدا 70األخري متفش يف اهذ بأن2005فساد لسنة أظهرت مؤشرات مدركات ال وقدخاصة يف البلـدان -أي ما يقارب نصف عدد البلدان الذي تضمنه املؤشر -متت دراستها من قبل عشرة مؤسسات

إىل جانب كـل مـن ،1,7إذ مل يتجاوز مؤشرها 2005للعام أداءاليت سجلت أسوء األفقر يف العامل كالتشاد بينما احتلت الدول اإلسكندنافية أعلى املراتب يف القائمة على رأسها .4وهاييت ،وتوركمنستان ، وميانار ،يشبنغالد

خالية 10لتكون الدولة احلاصلة على 10إىل 1واملؤشر مبين على نسب من ( 9,7اسلندا اليت حصلت على مؤشر الدول النامية والفقرية يزيد الفقر وعدم التقدم بـسبب وبينما الفساد يزداد يف .)من أية مظاهر فساد على اإلطالق

1 - Inge Amundsen, op. Cit. , p15-16.ومعاجلتها، الفساد واحلكم الصاحل إطار لفهم ظاهرة الفساد يف الوطن العريب "،الفساد كظاهرة عربية وآليات ضبطها " ،عادل عبد اللطيف -2

.2004، نوفمرب 309، العدد جملة املستقبل العريب، مركز دراسات الوحدة العربية، 2/2يف البالد العربية، ملف : قولهوحسب " بأن اجلزائر دولة مريضة بالفساد :" لقضية الفساد بقوله 1999أفريل 27الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم بجاء يف خطا -3دولة مريضة يف إدارا مريضة للممارسات احملاباة، ومريضة باحملسوبية، والتعسف بالنفوذ والسلطة، وعدم جدوى الطعون والتظلمات، مريضة "

الـدول وهذا التوصيف ينطبق على معظـم . " ، مريضة بتبذير املوارد العامة، بنهبها بالناه والرادع بباالمتيازات اليت ال رقيب عليها، والحسي .العربية كاألردن

.2005منظمة الشفافية الدولية ، مؤشرات مدركات الفساد لسنة -4Corruption perception index 2005 – www transparency .org .

Université Sétif2

Page 176: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

129

خاصة وأنه حيد من فعالية اإلستثمار، وبالتايل احلد من الفرص اليت ميكن إتاحتها أمـام ،حاالت اإلختالس والفساد .الناس

،رميـة زيادة معـدل اجل فإنه يؤدي إىل ،ستثماراتقتصادي، ومن تدفق اإل حيد من النمو اإل فباإلضافة إىل أنه قتصادية داخل اتمعـات، ويعيـق جتماعية واإل يساهم يف تعميق التفاوتات اإل وقتصادية واملالية، وخباصة اجلرمية اإل

مما ،وختريب العمل املؤسسي ،فهو املسبب الرئيسي للفقر، وعدم احترام القانون .وصول املساعدات اإلمنائية للفقراء ،جتماعية للفساد قتصادية واإل وغريه من اآلثار اإل ،من دون شك، كل هذا و.وهيبتهيؤدي إىل تراجع سيادة القانون

وتأثري ذلـك ،واإلرهاب ،والعنف السياسي ،حتجاج اجلماعي وأعمال اإل ،والديين ،السياسي فيغذي ظواهر التطر 1.على عمل التحول الدميقراطي

يرسخ التنمية غري متوازنة ،أو املوارد،القوميأكرب خمل ملبدأ التوزيع العادل سواء يف الدخلكالفساد مبعىن آخر سـتقرار الـسياسي، ويعـرض توتر وعدم اإلالبني املدن واألرياف، والالمساواة بني األفراد ، ويزيد من احتماالت 2.ستقرار باتمعالشرعية السياسية للتآكل املستمر، لذلك يعترب أكرب مهدد لألمن واإل

منها ما يبني أثرها علـى حقـوق نذكر يكفي أن ،جتماعية للفسادقتصادية واإلمن دون اخلوض يف اآلثار اإل حيث قدرت زيادة التكاليف (زيادة عجز امليزانية العامة للدولة تؤدي إىل جتماعية واإل ،قتصاديةتكلفتها اإل ف، اإلنسانلى الـسلع واخلـدمات ضعف مستوى اإلنفاق العام ع مما أدى إىل ، )فوق التكلفة األصلية %50إىل 20ما بني

3.الضرورية، وبالتايل على تلبية احلاجات األساسية للمجتمع ، مما يؤثر على حقوق اإلنسان

قحقو ولترابطتزام حبقوق اإلنسان، لاإلأمام ا كبري قاويلتهم عوائدها بدوره معو ،فالفساد الذي يعوق التنمية يتفشى فيها الفساد تقمع احلقوق املدنية والسياسية وتدير ظهرها فهو يؤثر على جمملها، فالنظم السياسية اليت اإلنسان

فساد اخلدمة املدنية من منظور حقوق اإلنسان تؤدي إىل إهدار احلق يف احلياة :جتماعية فمثالقتصادية واإلللحقوق اإلكـوارث إىل أو احتياطات مواجهـة ال ،اخلدمات الصحية : سواء بتحويل املوارد املخصصة للخدمات احليوية مثل

، أو مثال تأثري الفساد على احلق يف العمل حيث أدى إىل تراجع قيمة العمل، فالدخول النامجة عن جيوب املستفيدين 4.الرشوة تفوق الدخول اإلمسية النامجة عن العمل

.228-227، ص ، املرجع السابقحسنني توفيق إبراهيم-1، حبوث و أوراق عمل امللتقى العريب الرابع ملنظمات اتمـع "الفساد و التنمية .. من أدب اتمع املدين الشفافية "عبد الرحيم أمحد بالل ، -2

بعنوان اتمع املـدين و ، 2007املدين و دورها يف ترقية الرتاهة و الشفافية يف الوطن العريب املنعقد يف عمان باململكة األردنية اهلامشية يف ماي . 2007القاهرة ،ات املنظمة العربية للتنمية اإلداريةمنشور،دوره يف دعم الرتاهة و الشفافية

309، العـدد جملة املستقبل العريب ،الفساد و احلكم الصاحل يف البالد العربية 1/2ملف ،"مفهوم الفساد و معايريه "،حممود عبد الفضيل -3.38-37بريوت،ص، مركز دراسات الوحدة العربية،2006نوفمرب

4- The link between aid and human rights transparency. A accountability and human rights: Http:// www aph .gov.au/ house / committe / jfadt / hr / Aid / subs / aid sub 02, PDF.

Université Sétif2

Page 177: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

130

ـ احلق يف على حىت للفساد آثار أكثر من ذلك، وابط أن الـض واالبيئة، ألن الناشطون يف احلمالت البيئية يعرفبغض النظر عن الضوابط وتأمني العقود اليت تضر ألن الشركات ترشوا املسئولني ،اجلديدة حلماية البيئة جتذب الفساد

1.بالبيئة

على التنمية وحقوق للفساد ) عابرة للحدود ال( خاطر احمللية والدولية املرغم هذه بأنه ،يف األخري ميكن القول ستشري يف معظم احلكومات والقيادات السياسية، ألا تعلـن برناجمهـا ملكافحـة لألسف يبقى م ، إال أنه اإلنسان

الفساد، ولكن يظل عمليا غائبا عن برامج احلكومات، واملؤسسات املختلفة لإلصرار الغريب على منع تشريع ملكافحة زائر ملشروع قانون الفساد والكسب غري املشروع، وحبس مشروع القانون يف أدراج جملس األمة، كما حدث يف اجل

؟ وقد قدرت مصادر إعالمية، وسياسية يف أوائل التسعينات حجم االختالسـات يف 2003مكافحة الفساد لسنة 2.فساد هائل باجلزائر-مليار دوالر26اجلزائر بـ

:الفقر: الفرع الثانييف حترير القدرات اإلنسانية ودورهكهدف من أهداف األلفية الفقرالقضاء على بشأن قيل سابقا إضافة إىل ما

طبقـا إلعـالن جيب أن يظل التخفيف الفوري من وطأته، والقضاء عليه أولوية عالية للمجتمع الدويل ، عند حتقيقه نتشار يعرقل التمتـع الكامـل، وجود الفقر املدقع الواسع اإلمنه، والذي يرى بأن 25يف الفقرة وبرنامج عمل فيينا

أن التنمية احتياجات اإلنسانية معلناإلنتباه إىل شدد اإلالذيجتماعيةؤمتر التنمية اإلطبقا ملو.3والفعلي حبقوق اإلنسان جتماعية، وسياسـية، إجيب أن تكون دائمة، وأن األولوية ستمنح للقضاء على الفقر الذي يشكل حتمية أخالقية، و

.قتصادية للبشريةإوال تقتصر على وهيأعقد املشاكل العاملية املتعددة األبعاد، ن مشكلة الفقر من بأ،من كل هذا نستطيع القول

البلدان النامية واتمعات اليت متر مبرحلة انتقالية فقط، و إمنا يعيشها مجيع الدول بدرجات متفاوتـة حـىت البلـدان 4.املتقدمة

ن دوالرات الواليـات بالذين يعيشون على دوالر واحد مـ :"البنك الدويل عمليا الفقر املدقع عرفبعد أن 1.2نسبة من يعانون فقر شديد ويعيشون على أقل من دوالر يوميا بــ قدر".املتحدة األمريكية أو أقل يف اليوم

بينما يوجد ربعهم يف إفريقيـا، ويعـيش ،يف آسيا بايوجد ثلثاهم تقري –حوايل مخس سكان العامل -خصمليار ش

، بـريوت لبنـان، 2005ساقي ، الطبعة األوىل ترمجة تانيا بشارة، دار ال،القوة الثالثة، املؤسسات العاملية عرب احلدود القومية آن فلوريين، -1.35-34ص

.http : // www .Aljazeera . Net.ومتمكن..الفساد يف العامل العريب متمأسس: إبراهيم غرابية ، األردن واجلزائر منوذجان -2ختاذ تدابري عاجلة للتوصل إىل معرفـة انه يلزم أان، جتماعي يشكالن انتهاكا لكرامة اإلنسستبعاد اإل أن الفقر املدقع واإل " :25تنص الفقرة -3

أفضل بالفقر املدقع وأسبابه، مبا يف ذلك األسباب املتصلة مبشكلة التنمية، من أجل تعزيز حقوق اإلنسان ألشد الناس فقرا، ووضع حـد للفقـر لناس فقرا يف عملية اختاذ القرارات يف اتمعـات، الـيت املدقع، واالستبعاد االجتماعي، وهلذا الغرض من اجلوهري أن تعزز الدول إشراك أشد ا

.منه14وأنظر نص الفقرة ،."ويف تعزيز حقوق اإلنسان، ويف جهود مكافحة الفقر،يعيشون فيها4- Jean-Pierre Paulet, le développement durable, Ttransversal Débats collection dirigée par AlainNonjon, ELLIPSES édition Marketing S.A., 2005, pp76-78.

Université Sétif2

Page 178: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

131

مليار شخص من سكان العامل يف حالة 2.8وإمجاال يعيش ،دوالرين يوميا مليار شخص آخرون على أقل من 1.61990.1يتغري كثريا منذ سنة عدد ملهو ع وانعدام أمن يومي، وقفقر مد

قبل بلوغ ستةرضيع ميوت 100فمن كل ( مليون طفل بال مربر قبل بلوغ سن اخلامسة 11ميوت أكثر من بل بلوغ اخلامسة، ومن بني األطفال اللذين يبلغون سن املدرسـة ال يـدخل سنة واحدة من العمر، وميوت مثانية ق

حيرمون ) منهم البنات %80( مليون 130طفل فحوايل 100أنثى من كل 14ذكور و 09بتدائية املدرسة اإل ن شخص مليو 842تقديرات األخرية ملنظمة األغذية والزراعة مثة قرابة الوحسب .2من فرص الذهاب إىل املدرسة

مليون 18، كل سنة )منهم يعيشون يف البلدان النامية ككل%95( يف شىت أحناء العامل يعانون سوء التغذية املزمنة .مليون يف آسيا الوسطى 9.3طفل يولدون منخفضة األوزان،

:ترجع أسباب تزايد عدد الفقراء إىل العديد من األسباب نذكر منها ، وداخل الدول نفسها بني )بني البلدان الغنية والفقرية (الدخل على مستوى الدول تزايد التفاوت يف توزيع -

األفراد واملناطق، ولتمركز الثورة يف يد فئة قليلة نتيجة العوملة وهيمنة األسواق اليت تكرس زيادة الربح دون اعتبـار شخص يف العامل حاليا يتجاوز جمموع 500أغىن دخلللغرابة أن واملثري .يذكر ملا يعكسه ذلك على حقوق اإلنسان

ـ -مليون شخص 2500فإن .هذين طريف النقيض عن مليون شخص، وفضال 416دخل أفقر كون40نوي%من الدخل العاملي الشامل، %5يعيش الواحد منهم بأقل من دوالرين يف اليوم ال حيققون سوى -من سكان العامل

مـن الـدخل العـاملي %54هم تقريبا يف بلدان الدخل املرتفع حيققون لمجيعيشون بأ %10يف حني أن أغىن زيـادة إىل مما يؤدي -فجوة هائلة -المساواة العاملية املفرطة بالنسبة للتوزيع العاملي للدخل لالشامل، نتائج واضحة

3.جتماعيةالضغوط اإل

ـام إمن انتشاره وتعترب اإلعالن عنـه من جهة أخرى الكثري من دول العامل تتجاهل وجود الفقر، بالرغم -مقتربستراجتيات الالزمة للحد منه اليت يعترب تطبيقها من أهم تطبيقات وبالتايل ال تقوم بوضع اإل ،موجه حلكوماا

.حقوق اإلنسان للتنمية6يرتفع من فمن املتوقع خالل قرن أن.كما أن من أسباب اتساع دائرة الفقر تزايد عدد السكان يف العامل -

منها تكـون يف %90هذه الزيادة . 2065مليار سنة 14.2و،2025مليار سنة 8.2إىل 2000مليار سنة 4.ليصل إىل مخسة أضعاف عدد سكان املناطق املتطورةالبلدان النامية األقل ثروة

لتفاوتات الـصارخة يف فاملخاطر الدميغرافية تؤدي إىل العجز يف إشباع أبسط احتياجات السكان خاصة مع ا ستهالك، حيث انتقلت أمناط االستهالك املفرط القائم على التبذير من الدول املتقدمة إىل الدول النامية، مما شـكل اإل

1 -World Developement report 2005, Abetter investment climate for every one, the world bankWashington, d.c.p31-33.2-World development raport 1998, knouwledg for developement the world bank Washington , D.C

.04، املرجع السابق، ص 2005األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي، برنامج-3عامل املعرفة –إعداد اللجنة العاملية للبيئة والتنمية، ترمجة حممد كامل عارف، مراجعة علي حسني حجاج –142-تقرير مستقبلنا املشترك -4.132، ص 1989أكتوبر –الكويت –ين للثقافة، والفنون، واألدب سلسة كتب ثقافية شهرية يصدرها الس الوط–

Université Sétif2

Page 179: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

132

،وأن الدول النامية،خاصة1.إىل إهدار املوارد وإخالل توازن البيئة يحتدي خطري للتوجهات واجلهود التنموية واملؤد فحوايل ثلثي الناتج احمللي والدخل القومي مصدرها إنتاج النفط اخلـام، .منها اجلزائر دول ريعية و،وباألخص العربية

.العامة مصدرها ريع صادرات النفطاإليرادات احمللية للميزانيةمن %90لذلك حوايل لـد غنيـا عندما يكـون الب ة يف هذه الدول الفقرية، حىت بيوكذلك من األسباب استشراء الفساد واحملسو -

.أو يف أمريكا الالتينية كما سبقت اإلشارة أعاله،فريقيةإة بلدان عدبالثروات الطبيعية كما حدث وحيدث يف وتراجع مؤشرات املعونات املوجه ،وانعدام األمن ،جتماعيةإلضطرابات ا إلوا ،هذا فضال عن احلروب األهلية

احلـد األدىن للمـستوى فرين عدم قدرة البلدان على جمرد تو هلذه الدول النامية، وما يترتب على ذلك مستقبال م .كما سيأيت الحقا عند احلديث عن باقي معيقات التنمية،املعيشي، وأثر ذلك على حقوق اإلنسانألن من ،بل حىت على احلقوق املدنية والسياسية ،جتماعية فقط قتصادية واإل فالفقر أثره ليس على احلقوق اإل

،لـة قببل أن خماطره متتد إىل األجيال امل ؛السياسة قهوبقية حقو ،يف التعبري تهعب عليه أن يطالب حبري ال جيد قوته يص ويورثه، لذلك فتدعيم طاقات اجليل احلايل ميثل وسـيلة ،الفقر قفالفقر خيل . وذهنيا ،ألنه يضعف األجيال جسمانيا

.2لتحقيق احلقوق للجيل الذي يليهمن بلد إىل )السرية(ظاهرة اهلجرة غري الشرعية أخرى، حيث أدى إىل انتشار اطرفضال عن ذلك للفقر خم

الضحايا يف ، أدى إىل وجود رغبة من جتماعية بني الدول قتصادية واإل التفاوت الشاسع لألوضاع اإل أن حيث ،آخرر على الصعيد العاملي، مليون مهاج130فإن ،واستنادا إىل املنظمة الدولية للهجرة.اهلجرة لتحسني مستوى معيشتهم

وهذه ،وطفل ،ألف امرأة 700من بينهم 3؛مليون شخص مهاجرين غري نظاميني يف أي وقت 40إىل 20حوايل وتعترب ؛وانئاملأو عرب ،الذين يسعون إىل ريبهم إىل احلدود عرب مسالك وعرة ،الفئة األكثر استهدافا من قبل املهربني

الذين يتواجدون على سواحل املتوسط ،عبور بالنسبة لآلالف من املهاجرين األفارقة مناطق مبثابةالدول املغاربية ومشاكل صـحية ،دائما مع خطورة نقلهم ملرض السيدا ؛من هذه املناطق والية متنراست ،قاصدين الدول األوربية

4. أخرى نظرا ملا ينجر عن مكوثهم ا طويال

من النمو السكاين للمدن يف البلدان النامية، %50املسؤولة عن املدن اهلجرة الداخلية من الريف إىل وكذا قتـصادية جتماعية األخرى، وأثرها على ختفيض اإلنتاجية اإل طلبا لفرص أكرب يف التعليم، والوظائف، واخلدمات اإل

5.الفردية

الرياض، ، تعريب، أدهم شاكر عظيمة ، مكتبة العبيكان، عامل حمفوظ باملخاطر استراجتيات اجليل القادم يف عصر العوملة مارك هايرت دانيال، -1.375و 70، ص 2002الطبعة األوىل سنة

. 121-120، صبقاملرجع الساهيثم مناع، -23 -Human Security report ,2005 war and reace in the 21st century, publiched for the human securitycentre new York.oxford. http://www.humansecurity report, info/hsr 2005 pdf /cover .pdf, p 07

. 15-6، ص 2002، أكتوبر 471دراسة العدد جملة اجليش الوطين الشعيب"، ويلاجلرمية املنظمة الوجه اآلخر لإلرهاب الد" -4، ترمجة، سعيد احلسنية، الدار العربية للعلوم، الطبعة ."كيف يصبح األثرياء أكثر ثراءا، والفقراء أكثر فقرا : "خماطر العوملة روبرت إسحاق، -5

.268، بريوت،ص2005األوىل

Université Sétif2

Page 180: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

133

مسألة الفقر أنه يف تزايد مـستمر رغـم فمن الواضح من كل هذه اإلحصائيات بأنه لألسف أن أخطر ما يف ينذر خبيبة األمل ومما جيعل مقاومته أكثر تكلفة، ،اجلهود املبذولة، وما يزيد الوضع صعوبة هو التأخر يف القضاء عليه

فإن الفقر يف اجلزائر على الرغم مـن ،وكما يرى التقرير الوطين للتنمية اجلزائري .2015يف القضاء عليه حبلول عام ـ 2004قتصادي سنة ة نسبة النمو اإل زياد فهو يف تزايد مستمر الرتباطه بعقبات أخرى كثرية نـذكر %5.2بوخلسارة القدرة الـشرائية، وبـسبب تنـاقص ، %17.7أكثر من 2004البطالة اليت بلغت نسبتها عام :منهاوانعكاسات ذلك على مستوى املعيشة ختالالت هيكلية،إقتصاد إىل وتعرض اإل،ستثمارات يف القطاعات اإلنتاجيةاإل

1...الطبيعيةارثوكولكثرة اهلجمات اإلرهابية، وال

عتماد مثال على مبدأ فاإل .لتحديد الفقر تبقى غري قادرة على وصف الواقع بصدق لكميةمهما كانت املعايري ا وتدلنا املعطيـات ،الكفاف دوالر الواحد هو دون التعبري عن حد الدوالر واحد خيفي أشياء أخرى مهمة، كما أن

04أي حـوايل ،آالف دينـار شـهريا 10أكثر من نصف سكان اجلزائر متوسط دخلهم ال يتجاوز نالواقعية أ غري أن هذه احلقيقة ،وانطالقا من هذا الرقم ميكننا القول أن نصف سكان اجلزائر هم فقراء،دوالرات يف اليوم الواحد

.2، وكيفية توزيعهابني خمتلف الفئاتاملتعددةاملداخيلباقي معرفةألن املهم هو،تبقى مضللةإنه كذلك ،يتضح أنه يف القرن احلادي والعشرين يعترب استئصال الفقر ليس رهان التنمية فقط ،مما سبق ذكره مـن حـق حترير اإلنسان من الفقر والعوز عتربالذلك لتأثريه على احلقوق املدنية والسياسية، شأن حقوق اإلنسان

، واليت من املمكن أن تساهم يف بناء باقي القدرات اإلنسانية، وبالتـايل يف بنـاء البيئـة حقوق اإلنسان اإلقتصادية .حبقوق اإلنسانباالنتفاعالتمكينية الساحمة

:ة ونقص المعونة وانخفاضهاـالمديوني: نيالمطلب الثامن املديونية اليت تعد عائق كـبريا يف وجـه التنميـة تعاين البلدان النامية زيادة على نقص املعونة واخنفاضها

عـبء املاحنة بدال من العمل على ختفيف اإلنسانية املستدامة، السيما أمام اجناز األهداف األلفية للتنمية، ألن الدول تسديد من أجل وهي تعلم بأن هذه األخرية سوف تستعملها ساعداومها ضاقرإتلجأ إىل ،ن الدول الفقريةوثقل ديو

:لذلك يف هذا املطلب نتناول الفرعني التاليني.بدال من إنفاقها على التنميةالديون

ة ـالمديوني: الفرع األولقتصادية، وذلك حيـث مل تـستطع املـوارد تعد مشكلة الديون من أخطر املشكالت اليت تواجه التنمية اإل

عتماد على اخلارج يف تغطية جانب من الطلـب احمللـي، اإلواإلمكانيات احمللية من تلبية الطلب احمللي، وهو ما يعين عتمـاد علـى عن تغطيتها، مما يترتب عليها اإل ات واملوارد تقصر الصادر ،وحيث تزداد الواردات من خمتلف السلع

.أو سلع الزمة للتنمية،زمة للمجتمع سواء يف صورة غذاءالستدانة ملقابلة الواردات الاإل

1 - système des nations unies en Algérie, Algérie bilan commun de pays. septembre 2005, p07-09.اجلزائـر، دار الفجر للنـشر والتوزيـع ، ،، عوملة الفقر اتمع اآلخر ، جمتمع الفقراء واحملرومنيإمساعيل قرية، بلقاسم سالطنية، علي غريب -2

.39-38، ص2003الطبعة

Université Sétif2

Page 181: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

134

مما أدى إىل صعوبة تأدية حقوق خدمة الدين، أي سداد اجلـزء ،ستدانة تراكم الديون إليترتب على استمرار ا والسلع الضرورية، ومن مث ،غذاءالوالفائدة، وهذا ما يؤدي إىل عجز الواردات الالزمة ك ،املستحق من أصل القرض

1.وزيادة معدالت التضخم، وتراجع معدالت النمو،اختالل اجلهاز اإلنتاجي

ستخدام سياسة املديونية إلعاقة الدول النامية من خالل مـا تـسببه أزمـة إالدول املتقدمة املسئولة عن تعترب مليـار 200وأكثر من ذلك، وتبلغ فوائدها السنوية أكثر من ،مليار دوالر 2000املديونية الضخمة اليت تزيد عن

وأثر ذلك على نوعية احلياة، خاصة من ،طاف الفردجتماعية يتحملها يف اية املإو،قتصاديةإدوالر من أعباء وتبعات هذا إضافة إىل دعـم هـذه ؛ لي من املؤسسات املالية العامليةسياسات اإلصالح اهليك ،إىل جانب ذلك ،خالل فرض

2.الدول للكثري من األنظمة املستبدة واملنتهكة حلقوق اإلنسان

على معظم البلدان األقل منوا، و ثررجية املتراكمة اليت تؤ هناك دوما قلقا بالغا إزاء عبء الديون اخلا ،هلذا كله مـشاكل خدمـة ا دوما تواجه اليت ما زالت العقبة الرئيسية أمام متويل أهداف التنمية لأللفية داخل هذه الدول، أل

3.جتماعية ملواطنيهاواإل،قتصاديةالدين بدال من انشغاهلا باملشاكل اإل

كدول أمريكا الالتينية، وأغلب : الدخل هي أكثر الدول اليت تعاين أزمة املديونية والدول املتوسطة واملنخفضة 4.املصدرة للنفطالدول كمصر، املغرب، تونس، األردن، موريتانيا، الصومال، السودان، وحىت : الدول العربية

تثمارات من أجل حيث تقف هذه الدول عاجزة فال هي قادرة على إيفاء ديوا، وال هي مبوقع اجتذاب اإلس حتقيق النمو اإلقتصادي، وذلك راجع إىل الفساد الناجم عن ضعف أنظمة احلكم من جهة، وفشلها من جهة أخرى بسبب ضعف املشاركة، وهذا كله راجع إىل ضعف القواعد واملؤسسات على حد سواء، أي غيـاب الـشفافية يف

5.با على العمليات التنمويةمما ينعكس سلالتسيري واإلنفاق، وغياب األداء العقالين

مشكل املديونية منذ سنة بدأت تتخلص من إال أا ،املتوسطة الدخلالدول من وإن كانت لجزائر بالنسبة ل أما 6.وختلف إقتصاديني،لكن تعاين من مجودكبريةالالية املفوائض الرغمو، 2006

فعالية من املعونة كطريقة من املاحنني ملساعدة الدول بأن التخفيف من الدين يعد أكثر ،جتدر اإلشارة يف األخري الفقرية على إجناز األهداف، ألنه يؤمن متويال أكثر مرونة، كما أنه يستهدف البلدان احملتاجة، وأنه غري مقيد كما يف

.22-20، ص 2003طبعة القاهرة،، دار الطيبة للنشر والتوزيع والتجهيزات العلمية،و الدولة.. .التنمية سعد طه عالم ، -12 - Rapport mondiale sur le deveoppement humain 2000,Op ,cit.

.124-123، ص2004، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، قتصادية، ومعوقات التنميةاحلداثة، واهليمنة اإلضياء جميد املوسوي، -3.310، ص 2007، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، الطبعة اإلقتصاد الدويل املعاصرجمدي حممود شهاب، -4.188، املرجع السابق، صروبرت إسحاق-5إىل تاخنفـض ،1998من الناتج احمللي اإلمجـايل يف سـنة %45خدمة الدين بالنسبة للجزائر بعد أن جتاوزت عجممو 2004سنة يف -6

النـاتج احمللـي من% 26.4إىل 2004ض الديون العامة اخلارجية عام ااخنفما أدى إىل .2003من الناتج احمللي اإلمجايل يف سنة 17%:أنظر.2002عام %40.32، و2003عام %35.02اإلمجايل، بعد أن كانت

(Système des nations unies en Algérie, Algérie bilan commun de pays, septembre 2005, p07Et le Rapport national sur les objectifs du millénaire pour le développement Algérie, juillet 2005,Algérie, P77.)

Université Sétif2

Page 182: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

135

جيات لتخفيض حالة املعونات، فهو يوفر دعما للميزانية ميكن استعماله يف األولويات القطرية احملددة مبوجب استراتي 1.الفقر

ملعاجلة أزمة املديونية يف البلدان الفقرية،منذ منتصف التسعينات،املاحنةلذلك كانت هناك مبادرات من البلدان إىل إلغاء الغنيةلتخفيف الدين وإطالق التمويالت لدعم الفقر، هذا وقد دفعت أسباب أخرى بالبلدان املثقلة بالديون دورات عديدة ال تنتهي من إعـادة -سداد الدين بالدين –ديدة وجدت نفسها حبيسة علكن دوال بعض الديون،

شكل استعماال غـري امم ،جدولة الديون وهبات وقروض جديدة ملساعدة البلدان الفقرية على سداد القروض القدمية لديون، وهو مـا أي أن الدول أصبحت تسعى للحصول على قروض من أجل تسديد ا ،فعال ألموال املعونة اجلديدة

.يلحق الضرر باألجيال املقبلة وحيملها ديونا إقتصادية بسبب السياسات احلاليةالذي يقيس مدى حتمل البلدان الفقرية للديون ال يويل إهتمـام يـذكر ) الدين -التصدير( كذلك أن مقياس

إضافة إىل . ية إىل سداد الدين حلاجات الفقراء، حيث تنحرف معه املوارد من استثمارات يف جماالت إجتماعية أساس الصدمات اليت قد يتعرض هلا البلدان الفقرية املثقلة بالديون من كوارث طبيعية وإيار أسعار سلعها املـصدرة كمـا

مما يؤدي يف النهايـة إىل ،واخنفاض أسعار املواد األولية %19-17إىل %3-2حدث أن ضاعفت الفوائد من الدول النامية كلما دفعت ازداد حجم مديونيتها، وبالتايل امتصاص ثرواا عن طريق الديون تعميق فخ املديونية، وأن

.اليت هي ريع من ثروات الدول النامية

:ص المعونة وانخفاضهاـنق: الفرع الثانيعن التضامن يف عامل املخاطر والفرص املترابطة متثل املعونة موردا فريدا، إذ أا اآللية الدولية الوحيدة اليت تعرب

دمات األساسـية، واليت ميكن أن توجه إىل الفقراء لتأمني حقوقهم يف احلصول على اخلـ ، وتوسيع الفرص اإلنساين،ة يف مستويات املعيشة العاملية، وبناء القدرات اإلنسانية اليت تشكل أساسا الثروةئلاوتعزيز العدالة، ومعاجلة الفجوة اهل

و ،واجلوع، ووفيات األطفـال ،ية اإلنسانية خبفض الفقر اجلماعي جيايب يف دعم التنم فاملعونة تلعب دور ا .والفرص2.قتصاديةجتماعية واإلغريها من األولويات اإل

مليار دوالر 12سجل بداية انتعاش للمعونات مبقدار ، 2002اي حول التمويل للتنمية عام تريمنذ مؤمتر مون دفعـا جديـدا إىل 2005عام )G8(جمموعة الثمانية وقدمت ،)سنويا %4بنسبة ( 2004-2002بني سنة

،غري احملتمل عن البلدان اليت تبذل جهودا لتقويـة احلكـم مساعدة التنمية على شكل مزيد من ختفيف أعباء الديون يف إعالن لتزامات كما جاء واإل ،جديدة بشكل املعونات، وحتسني فعاليتها ونوعيتها عرب املزيد من املراقبة تالتزاماو

لزيادة نسبة املعونة من إمجـايل 1992ومت وضع جدول زمين حمدد منذ مؤمتر قمة األرض األوىل ،2005باريس كحد أدىن %0.5، و ذلك بالتزام اجلهات املاحنة بتخصيص نسبة 2015حبلول عام %0.7الدخل القومي إىل .20103من ميزانياا عام

.105، املرجع السابق، ص2003التنمية البشرية العاملي لسنةربرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقري-1.79و ص108، املرجع السابق، ص 2005التنمية البشرية العاملي لسنة رألمم املتحدة اإلمنائي، تقريبرنامج ا-2.09-08، ص نفسهاملرجع -3

Université Sétif2

Page 183: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

136

هناك نقص كبري يف هإال أن لدين عن البلدان اليت تقوم خبطوات لتقوية احلكم، رغم هذه اإللتزامات لنخفيض ا للبلدان اليت حتتاج متويل أكثر من الدول املاحنة كي تستثمر بقوة يف الصحة، والتعليم، املعونة لتمويل األهداف اإلمنائية

1.والزراعة، والبىن التحتية األساسية

وتدنت املساعدات للفرد املقدمـة ،إىل ختفيضات حادة خالل التسعيناتهلذا فقد تعرضت ميزانيات املعونات دوالر 12دوالر إىل 24من 1990فنصيب الفرد من املعونة اخنفض سنة ؛إىل إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة الثلث

1990.2كانت تلك احلصة ال تزال أدىن قليال من مستوى 2003ويف عام ،1999يف عام

وهذه النسبة أقل مما ،من إمجايل دخلها القومي %0.25البلدان الغنية مجاعيا على املعونة اآلن يبلغ ما تنفقه من الـدخل القـومي %0.22( 1997، بل وصلت إىل أدىن نسبة عام ) %0.33(1990كانت عليه عام

عد مؤمتر مونتراي، من الدخل القومي اإلمجايل خاصة ب%0.25إىل 2003وإن ارتفعت بعد ذلك سنة ) اإلمجايل %0.33رفعها على األقل إىل نسبة ب،2010مع حلول العام %0.51حتاد األوريب بالوصول إىل عتبة والتزام اإل

وإن كانت املساعدات اإلمنائية بالنسبة إىل بعـض الـدول املاحنـة . 2006عام حبلول من الدخل القومي اإلمجايل و هو أدىن بكثري من املتوسـط ،أو أقل من اإلنفاق العام %1تشكل نسبة والواليات املتحدة األمريكية ،يطالياإك

3.السائد يف منظمة التعاون واإلمناء االقتصادي

حسب دليل التنمية البشرية قـدرت 103اجلزائر من بني الدول املتلقية للمعونة اإلنسانية، واليت حتتل املرتبة وهي قليلة .2003سنة %0.3و ،1990ناتج احمللي اإلمجايل سنة من ال%0.2نسبة ما يقدم هلا من معونة بني

واحلفاظ على استدامة واحلكم الراشد، ،جدا باملقارنة إىل ما تقوم به اجلزائر من جهود لتحقيق األهداف األلفية للتنمية4.جتماعيوالنوع اإل،البيئة

طاملـا أن ،حتقيق األهداف اإلمنائية للبلدان الناميـة حىت حتقيق الزيادة خالل الفترة املتبقية لن يؤدي إىل بل أنه ومقيدة ،شروط، وغري منسقة ة ب جومسي ،املعونات يف الغالب األعم تقدم إىل البلدان الفقرية بطريقة ال ميكن التنبؤ ا

شل يف ترمجـة كما أنه يف البلدان النامية غالبا ما تنهار فعالية املعونات بـسبب الفـ .بالشراء من البلدان املاحنة ، واإلخفاق يف وض مساعي املعونة قفساد ي الحلكم، و فضعف ا .إجراءات فعالة ت بأهداف التنمية لأللفية إىل لتزامااإل

وتؤدي إىل اخنفاض ما حتققه استثمارات املعونة مـن عوائـد التنميـة ،قتصاديتنفيذ السياسات اليت تدمي النمو اإل مما يؤدي يف النهاية إىل أن هـذه . وغياب الشفافية يفرغ هذه املساعدات من حمتواها ،فعدم املساءلة املالية .اإلنسانية

5.املعونة تذهب إىل غري مستحقيها

.02ص ، املرجع السابق،2005التنمية البشرية العاملي لسنة ربرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقري-1.08املرجع نفسه، ص -2.94و86و84و 8، ص املرجع نفسه-3

4 - Système des Nations Unies, Plan Cadre des Nations Unies pour la coopération Audéveloppement (UNDAF) Algérie 2007-2011 juin 2006, P13.

.76، ص 2005برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة -5

Université Sétif2

Page 184: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

137

مليـار دوالر 700بهذا إضافة إىل السياسات احلمائية للدول الغربية اليت تكلف الدول النامية خسائر تقدر ، حيث تواجه البلدان الفقـرية يف كـثري مـن املخصصة للتنميةة قيمة املعونات ر، أي ما يعادل أربعة عشرة م سنويا

األحيان تصاعدا يف التعريفات اجلمركية، أي تعريفات أعلى إذا ما حاولت تصنيع صادراا بدال من جمـرد تـصدير .منتجات أولية، خاصة التعريفات اجلمركية الزراعية

ع الصادرات على بلدان التنمية اإلنسانية املتدنيـة فاألسواق العاملية شديدة التنافسية تصعب مهمة تنو ،لذلكنتيجة هذه التعريفات اجلمركية املرتفعة، خاصة مع تعثر مفاوضات منظمة التجارة العاملية يف العديد من املرات بسبب

صدير منتجاا إىل تالدول الفقرية بديالزراعية، مما يؤ منتجااسياسة الدعم احلكومي اليت تتبعها الدول املتقدمة على العملة احمللية، وعلى النفقات العمومية، والقـدرة اخنفاضاألولية بأخبس األمثان، وجيعلها أقل تنافسية، ما يؤثر على

فحرية التجـارة .اخل...الشرائية، وبالتايل على التمتع حبقوق اإلنسان كاحلق يف الغذاء، والصحة، والسكن، والعمل 1.على حقوق اإلنساناملباشروقواعد السوق كان هلا أثرها

املوعد احملـدد لتحقيـق علىحيث مل يبقى،نظام املعونة الدولية على مفترق الطرق ميكن القول أن ،مما سبق .األهداف األلفية للتنمية أقل من عشرة سنوات

موية الـيت أن اعتبارات حقوق اإلنسان ال تؤخذ يف احلسبان ضمن سياق املساعدة التن حكما أن الواقع يوض تقدمها األمم املتحدة، إذ توزع املعونات بأسلوب عشوائي بني البلدان اليت حتكمها أنظمة تنتهك حقوق اإلنـسان،

،وأخرى خارجية لتربر عدم مراعاا حلقوق اإلنسان واحلريات األساسية للفرد ،واليت غالبا ما تتذرع بأسباب داخلية 2.يف سبيل إدماج حقوق اإلنسان بالتنميةوهذا يعترب من أكرب املعوقات اليت تقف

بأن تاريخ التعاون التنموي من خالل معونات التنمية الرمسية، ال ميتد ألكثر من مخسني سـنة ،جتدر اإلشارة 3.ترجع بداياته فقط إىل احلرب العاملية الثانيةمضت، وذلك لكونه حقال حديث نسبيا

ن خالل احلرب الباردة وسيلة من وسائل الـسياسة اخلارجيـة، حيث كانت املساعدة املقرونة حبقوق اإلنسا من ميثاق األمم املتحدة اليت متنع التدخل يف الـشؤون 2/7املادة .( خاصة يف الدول اليت مل يكن فيها التدخل ممكنا

4.).الداخلية

أهداف األلفية، : لكن أحداث عاملية سياسية، واجتماعية، واقتصادية كثرية سامهت يف تطوير هذا املفهوم مثل وخاصة مع تزايد عدد املنظمات الوطنية غري 5.اخل...ة، والثانيىلمؤمتر مونترييه، إعالن باريس، مؤمتر قمة األرض األو

1 -David Kolacinski, L'Economie des droits de l'homme, thèse dirigée par jaques percebois, 20décembre 2002., p356-360.

، ترمجة صادق إبراهيم عـودة، دار الفـارس )حدود السيادة، حقوق اإلنسان، تقرير مصاير الشعوب (النظام العاملي اجلديد ،مورمتر سيلرز -2.305ص ،2001الطبعة األوىل ردن،للنشر والتوزيع، عمان ، األ

أوراق مؤمتر املعونات واملنح الدولية، ، "االجتاهات احلديثة يف إدارة معونات التنمية الرمسية مع بداية األلفية اجلديدة "ليلى مصطفى الرباد عي، -3.03، ص2007ات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، منشور2007، املنعقدة بالقاهرة يف مارس وأثرها على التنمية الشاملة يف الوطن العريب

.300-299صاملرجع السابق،مورمتر سيلرز،-4.10-7ليلى مصطفى الربادعي، املرجع السابق، ص-5

Université Sétif2

Page 185: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

138

املهتمة حبقوق اإلنسان خالل القرن األخري، واليت تدعوا إىل التعاون احملكوم بتعزيـز حقـوق اإلنـسان، كوميةاحل1.حقوق اإلنسان من طرف احلكوماتتانتهاكاومحايتها، أو منع

املعونـة، أو املـساعدة "واليوم انطالقا من اعتبار التنمية كحق من حقوق اإلنسان مت العدول عن مصطلح ، ألنه مت اإلدراك بوحدة املصلحة كأمر واقع من الناحية "التعاون التنموي "حمبصطل، رغم أنه ما زال سائدا "التنموية

2.ون أمرا واجبا من الناحية األخالقيةبل أن يكققتصادية اإل

اليوم بني فعالية املساعدة، وحقوق اإلنسان دف حتسني نوعية التعاون كبعد للتنمية، مت تبىن مقاربات للربط3.التنمية املؤسسة على حقوق اإلنسان من املاحنني الدوليني

املتاحة للتعاون الدويل اليت ميكن االستفادة فالتفاعالت التعاونية بعد احلرب الباردة، وضحت ااالت الواسعة منها، والبناء عليها يف املستقبل يف جمال ختفيف الفقر، وإدارة التنمية، والبيئة، واملوارد الطبيعيـة، واملـرأة والتنميـة،

امية إىل اإلعتمـاد والتعاون التقين بني البلدان النامية، وتسخري العلم والتكنولوجيا خلدمة قضايا التنمية، واملشاريع الر املساعدة اإلمنائيـة باملطالبةهذا ما أدى إىل 4.على الذات عن طريق بناء القدرات ألغراض التنمية البشرية املستدامة

.من حقوق اإلنسانقكح

:والصراعات والحروبريسكاق العـاإلنف: ثالثالمطلب اليف اتمع نتيجة آلثارها السلبية املباشـرة مـن تعد الصراعات واحلروب حبق من املعوقات اليت تواجه التنمية

ومن ناحية الزيادة يف النفقات العسكرية على حساب التنمية . جتماعية، خاصة ما بعد الصراع قتصادية واإل الناحية اإل لذلك سنتطرق يف هذا املطلب . والتغلب على الفقر، وأثر ذلك على االنتفاع من حقوق اإلنسان األساسية ةاإلنساني

.حقوق اإلنسانتنتهكاملعوقات التنمية اليت والصراعات واحلروب كأكرب ،اإلنفاق العسكريإىلاملقسم إىل فرعني

.اق العسكريـاإلنف: الفرع األولواحلفاظ على ،لالزمة إضافة إىل العنصر البشري إذا كان حتقيق التنمية املستدامة حيتاج إىل توافر املوارد املالية ا

ال شك إذن أنه كلما زاد -سواء يف التسلح أو يف احلد منه -حيتاج إىل موارد مالية ضخمة التسلح بدورهفإن،البيئة.5كان ذلك على حساب التنمية يف هذه الدولكلمااإلنفاق على التسلح من طرف الدول،

دوالرمليار1000فق سنويانت-على حد سواء-والناميةتشري اإلحصائيات إىل أن حكومات الدول املتقدمةالعامل نسبة عاليـة مـن دوليف العديد من )أي التسلح ( ويستهلك هذا األخري ،وهو مستمر يف النمو ،على التسلح

.6لقضاء على الفقر وتلبية احلاجات األساسية لإلنسان لأن يوجه ، أو يفترضميكنانكالذيإمجايل اإلنتاج الوطين

.306و304صمورمتر سيلرز، املرجع السابق،-1.251صاملرجع السابق، فتحي سرور، أمحد -2

3- Droits de l’homme et development.http://www.oecd.org/document/59/html..149-148، صاملرجع السابقحممد سعد أبو عامود، -4.21-18-17ص 2003الصادرة عن جامعة أدرار، العدد الثاين، مارسجملة احلقيقة،"التنمية املستدامة ومشكلة التسلح"ميش،كلعلي بو-5.29-28، املرجع السابق، ص 142مستقبلنا املشترك تقرير -6

Université Sétif2

Page 186: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

139

ماليني 05ما تعجز األمم املتحدة أن تستحوذ على بين،ى التسلح العسكريفهناك إنفاق مباليني الدوالرات عل 1.دوالر اليت حتتاج إليها للقضاء على مرض شلل األطفال من خالل برنامج محلة تطعيم عاملية

يف املساعدات اإلمنائية تنفق عشرة دوالرات أخرى على امليزانيات العسكرية، مع العلم نفقفمقابل كل دوالر ي من الزيادة يف اإلنفاق العسكري تكفي لتمويل التدخالت الصحية األساسية %3أي حنو ،أربعة دوالرات فقط أن

امليزانيات العـسكرية تكفـي من %1كما أن أقل من ،2ماليني رضيع سنويا 03اليت ميكن أن حتول دون وفاة ادة حجم املوارد املنفقة يف التـسلح، وباملقابـل بني الدول أدى إىل زي حاق التسل بفس.للقضاء على األمية يف العامل

.قتصادية والرفاهية اإل،والتعليم،اخنفاض حجم املوارد املنفقة يف الصحةاق بء ختصيص املوارد املالية يف ظل سستثمار واإلنتاجية يف القطاعات املدنية بسبب سوكما تأثرت مكونات اإل

دوالر 100ال يتجـاوز بينمـا دوالر،8000يا بالنسبة للجندي سنوفمتوسط التكاليف العسكرية يبلغ .التسلحمليار لألحباث العسكرية، مما يعادل أربعة أضعاف ما يتم ختصيـصه 30و 25وختصص بني ،لتعليم الطفل ةبالنسب

.3لألحباث الطبيةتسبب يف اتـساع وهذا ما ي ،فاإلنفاق على التسلح يكون على حساب اإلنفاق على التنمية يف الدول الفقرية

،والكيميائية على الصحة ،والنووية ،خلطورة تأثري األسلحة البيولوجية ل إن خماطر التسلح كونية مدمرة ب.دائرة الفقر 4.والبيئة

ألنه ال ميكن احلديث عـن ،ستقرارمن معوقات التنمية اإلنسانية خلطورته على األمن واإل امعوقيعد فالتسلح .كما سيأيت احلديث عنه أدناه،وعدم االستقرار واألمن،يف جو تسوده احلروب والرتاعاتالتنمية املستدمية

:الصراعات والحروب: الفرع الثاني د عن احلروب بني تعإن عدد وطبيعة الصراعات املسلحة قد تغري بدرجة كبرية خالل السنوات األخرية، فقد اب

للتوتر يف العديد من املناطق اهذا ال يعين عدم وجود بؤر ، ولكن الصراعات داخل حدود الدول البلدان لريتكز على ، )ة قربص قضي( التوتر بني تركيا واليونان : مثل -ىحروب بني الدول الكرب 1945سنةوإن مل نشهد -اإلقليمية

.وغريها من املناطق،وانيبني اهلند والباكستان، بني الصني وتاسياسية أصبح هناك انتشار واسع حلروب الفوضى املسلحة داخل الدول، كما لاأو ،عرقيةالو،دينيةالسباب لألف

هـذا .اخل...سـرياليون و، لبورندي، أو يف البوسنة، والصوما يف ، و 1994دلت التجارب األليمة يف رواندا عام

.49-48دانيال ، املرجع السابق ، ص مارك هايرت-1.157و 94، املرجع السابق، ص 2005لسنة ةبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي-2.18لعلي بوكميش ، املرجع السابق ، ص -3و 209-207، ص 2006الطبعـة بدون مكان النـشر، ،اإلرهاب واجلرمية املنظمة، التجرمي وسبل املواجهة ى سليمان، إبراهيم مصطف -4

290-291.

Université Sétif2

Page 187: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

140

،يرييف الغالب يكون من أجـل التغـ ، وإن كان الصراع عرض الدول خلطر الصراعات باإلضافة إىل أسباب أخرى ت :نذكر منها 1.وألجل التحرر من اخلوف و العوز

.مساوفقدان التعامل الدميقراطي، وعدم إتاحة القوى بشكل -.أو إتاحتها للجميع،جتماعية املوسوم بعدم تساوي توزيع املواردانعدام العدالة اإل-.األرض واملوارد، والتنافس علىالسيطرة على املوارد الطبيعية اهلامة من قبل مجاعة واحدة-.2وفرص العمل ،التغريات الدميغرافية السريعة اليت تتجاوز قدرة الدولة على تقدمي اخلدمات األساسية-

لذلك فإن الدول اليت تتركز فيها الصراعات دول ذات الدخل املنخفض ، واليت تبتعد عـن املـسار إلجنـاز ، 1990الرتاع يف وقت ما منذ عـام بلدا عاىن 22، هناك انبلدا من هذه البلد 32فمن ضمن .األهداف اإلمنائية 1990وعلى الرغم من اخنفاض الصراعات املسلحة منذ عام ؛من الرتاعات يف العامل%40شهد توإفريقيا لوحدها

الجـئني، عداد اهلائلة ال ، واأل ةبادة اجلماعي خسائر فادحة يف األرواح نتيجة اإل إال أا خالل األعوام األخرية أحلقت واليت فاقت ما نتج عن الصراعات اإليديولوجية السابقة، ففي مجهورية الكونغو الدميقراطية فاق عدد الوفيات أثنـاء

.احلرب العاملية الثانيةمنذماليني شخص تقريبا أعلى جمموع للقتلى 04الرتاع رات إىل الدول ااورة كالتشاد، يف إقليم دارفور أدى الرتاع إىل أكثر من مليون مشرد مع هج و،يف السودان

3.نصفهم مدنيون تقريباسنة إىل وفاة ما يقارب مليون شخص30و إثيوبيا اليت دامت الصراعات فيها أكثر من

من 66أكثر من غري الدول من صراعات كانت هناك دولة على أساس الصراعات 2003و 2002يف عام كانـت الدولـة ) %49(32،دولة الـصراعات الهي غري ) %52( 34، 2002الصراعات املسلحة عام

( 29هي غري الدولة الصراعات ) %51(30، 2003من الصراعــات املسلحة عــام 59، و القائـمة4.كانت الدولة القائمة) 49%

مليون شخص حيام بشكل مباشر أو 191ت تاريخ البشرية عنفا، وقد فقد فالقرن العشرين كان أكثر فترا ثلـثهم مليون شخص 25وعدد املشردين بلغ قرابة ،وكان أكثر من نصفهم مدنيني ،غري مباشر نتيجة الصراعات

مليون الجئ معظمهم مـن 12و 11خارج النطاق الذي ميكن أن تصل إليه املساعدات اإلنسانية، وما بني تقريبا األرقام احلقيقية ال ميكن معرفتـها يف األوضـاع ن كانت إ؛ و ضحايا جرائم احلرب واجلرائم املرتكبة ضد اإلنسانية

5.احلربية

1 -Chambhu Ram Simkhada, Daniel Warner, Fabio Oliva, Causes of Internal confilicats and Meansto resolve them Nepal: Acase Study : http:// Hei .unige . ch /pslo / fichiers / Nepal paper 320044-pdf.p16.

، 2002ملخص التقرير العاملي حول الصحة والعنف، منظمة الصحة العاملية، جنيف، صادر عن املكتب اإلقليمي للشرق املتوسط، القاهرة، -2. 23ص

.20و 154-153، املرجع السابق، ص 2005برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العاملي لسنة-34 - Human Security Report, 2005, Op, cit, p, 68.

.5، ص "من احلرية أفسح صوب حتقيق التنمية، واألمن وحقوق اإلنسان للجميعيف جو":بعنوانتقرير األمم املتحدة 5-http://www.Un .org /arabic/larger freedom/report. Larger freedom. Pdf

Université Sétif2

Page 188: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

141

بعد الصراع املوارد الالزمة الستعادة األمن م تعبئة ا تواجه صعوبات، كما أن اجلهود املبذولة أن املؤسف من من جديد، خاصة عندما توضع فروق بني االستجابة حلاالت الطوارئ، اتالصراعتكون قليلة ما حيول دون حدوث

حتتل أدىن مرتبة ، وهي من حرب أهلية مدمرة ثل سرياليون اليت مازالت إىل اليوم تتعاىف م ،مليات األحياء والتنمية وع1.على الدليل العاملي للتنمية

اجلديدة لألمن اجلماعي، وعـائق يف الرتاعات إذن مصدر للكوارث اليت من صنع اإلنسان، ومن التهديدات فالتحتيـة لبنيةاهاريدمستثمار، وتاإلهاضيوقالنمو، وتهاضيزيادا الفقر، وختف ة للتنمية ل األلفيوجه التقدم حنو أهداف

، وتـؤدي إىل نـشر ري على حساب التنمية سكالتقدم يف رفاه اإلنسان، كما تشجع اإلنفاق الع اليت يعتمد عليها 2.ة القسرية موعات بشرية كـبرية واهلجر ،، والتشرد بيئيسوء التغذية، واألمراض املعدية، والتدهور ال و ،اجلوع

، فقد بلغ عدد املغتصبات بواسطة اجلنود أثناء صراعات البوسنة مبا كاالغتصابممارسات ضد اإلنسانية وتنشأ عنها .3اجتماعية عنيفة كاجلرائمألف، هذا باإلضافة إىل مشاكل نفسية وسلوكية60آالف و10يتراوح بني

يا خـالل أجيـال، مع إمكانية قضائها على مكاسب حققتها التنمية تدرجي ،تهافالرتاعات تعطل جمتمعات برم .املدى على األجيال املستقبلية، فمثال فرص التعليم الضائعة تنتقل إىل األجيالوأثرها البعيد

واحلق يف الـسالمة ، اعتربت الرتاعات مصدر النتهاكات حقوق اإلنسان بانتظام كاحلق يف احلياة ،لذلك كله 4...)بتجنيدهم(خاصة حقوق النساء واألطفال ،والصحة،والتعليم،سدية، و احلق يف الغذاءاجل

عبورها إلمكانية )عوملة الصراعات الداخلية (أمن العابرة للحدود الدولية الفالصراعات أحد أوجه التهديدات ل 5.تدامة، واحترام حقوق اإلنسانهدف التنمية املسيتناىف ووهي أمر ؛للحدود خاصة بعد احلرب العاملية الثانية

.الكوارث الطبيعية والتدهور البيئي واألمراض واألوبئة المعدية: رابعالمطلب اليعترب التلوث البيئي واإلستهالك الفائض للموارد الطبيعية من اآلثار النامجة عن النموذج االقتـصادي الـذي

وما ختلفه من نفايات سامة بكميات كبرية ،ف يف العمليات الصناعية البيئة، فاملوارد الطبيعية تسترت ميسترتف وال حيتر اليت أصبح هلا ال ميكن للبيئة رسكلتها أو امتصاصها، وكل هذا يساهم أو يسبب بعض الظواهر مثل التغريات املناخية

لذلك سوف . نسانوخماطرها على كل من التنمية وحقوق اإل يف زيادة الكوارث الطبيعية واألمراض املعدية دور كبري :اآلتيةالثالثة إىل الفروع هذا املطلبنقسم

دار الراية للنشر والتوزيع، اجلزائـر، ،إدارة املخاطر و الكوارث ، األسس النظرية، والتطبيقية سامي حممد هشام حريز ، زيد منري عبوي ، -1. 67-42، ص 2008الطبعة األوىل ،

.39-38رجع السابق ، ص إمساعيل قرية ، بلقاسم سالطنية ، علي غريب ، امل-2.22و العنف، املرجع السابق، ص التقرير العاملي حول الصحة-3.155-154و 151، ص 2005لعام العامليبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية-4

5 -Andrew thornto, the modern internal, Conflict : http :// www.wikigpia .info /images / 7/ 79/cssthornto final .pdf.

Université Sétif2

Page 189: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

142

:مخاطر الكوارث الطبيعية: الفرع األولغم حتسن تكنولوجيا التنبؤ املناخي ونظم اإلنذار املبكر، إال أنه زاد عدد البلدان اليت تتعرض للكوارث يف كل ر

1.األرضحرارةلنامجة عن ظاهرة ارتفاع درجةظاهرة التغريات املناخية اازديادسنة زيادة رهيبة منذ

كارثة يف السنة، وتـويف 326يف املتوسط إىل 2004-2000فقد ارتفع عدد الكوارث الطبيعية بني عام 2.شخص أكثر من ضعف مستوى يف النصف من الثمانيناتألف262خالل هذه الفترة حوايل

ات عما كانت عليه أعوام الستينات، رم03إىل 02ار ففي فترة التسعينات لوحدها زادت عدد الكوارث مبقدألـف شـخص، 80وقتلت خالل هذه الفترة حنو 3.مرات 08أما اخلسائر اإلقتصادية الناجتة عنها فقد زادت ب

4.مليار دوالر يف املتوسط63تكاليفها وبلغتمليون شخص، 200وأثرت على

تش الذي يعترب أسوء كارثة طبيعية يف التاريخ احلديث يف إعصار مي : نذكر وأكثرها دمارا أخطر الكوارث ومن وإعصار كاترينا الذي خلف آالف القتلى يف الواليات املتحدة األمريكية، وأضرار مادية تقدر بـني .أمريكا الوسطى

عامـا 50شهدت أعلى موجة حرارة مل تشهدها منذ أكثر من 2003وأوروبا سنة .مليار دوالر 200إىل 805.وفاة أكرب املسنني، وغريهم من األشخاصتسببت يف

سجلت هذه الكوارث رقمها القياسي، حيث شهدت سلسلة من الكـوارث 2005أكثر من ذلك يف سنة ألف شخص، وبلغ حجم األضرار الناجتة 30تتخللها تسونامي زالزل، وفيضانات، وأعاصري أدت إىل مقتل أكثر من

. مليار دوالر100عنها حوايل ببـومرداس وضـواحيها، 2003مـاي 21جلزائر كغريها من الدول عرفت عدد من الكوارث كزلزال ا

كما . عاما50ألسوأ أمطار ثلجية منذ أكثر من 2006وفيضانات بالعاصمة يف نفس السنة، وتعرضت كذلك سنة .إخل...على التنمية الفالحية،ذلكوأثروإىل أسراب اجلرادللجفافتعرضتأا

ارث الطبيعية تعترب عقبة رئيسية أمام التنمية املستدامة وحتقيق أهدافها اإلمنائية، ألا تنتج خسائر بـشرية فالكووإقتصادية هائلة، حيث تدمر اإلستثمارات، والبنية األساسية، وفرص كسب الرزق، فتسبب التهميش، والفقر، هذا

استراتيجيات التأقلم، ويـؤخر عمليـة اإلنعـاش ، ويضعف من للكوارث األخري، ونقص املوارد يزيد من التعرض . اإلقتصادي

.21ص سامي حممد هشام حزير، زيد منري عبوي ، املرجع السابق،-12 -world Development report 2007, Development and the next génération, The world bank,Washington, DC, P75.

.املرجع السابق-142-تقرير مستقبلنا املشترك -3.63ص املرجع السابق،،2003سنة لتقرير جلنة األمن اإلنساين -4.85و45-41سامي حممد هشام حريز، زيد منري عبوي، املرجع السابق، ، ص -5

Université Sétif2

Page 190: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

143

تفـاقم : لذلك، فإنه فضال عن اخلطر الذايت الذي متثله الكوارث توجد خماطر جانبية قد حتدث تبعا لذلك مثل األمراض املعدية، واهلجرات الداخلية واخلارجية، والتشرد، حيث يضطر الكثري من السكان للعيش حتت الظروف غري

1.ملالئمة ومعرضة ألفعال الطبيعة، وزيادة التدهور البيئيا

ما يزيد األمر سوءا على الكثري من الدول هو صعوبة مواجهة هذه املخاطر لعدم توفرها علـى نظـام فعـال للتدخل من أجل إسعاف املنكوبني، وتعويضهم، وإعادة إسكام عقب أي كارثة طبيعية، خاصة، وأا جتد صعوبة

.سائر الناجتة عن الكوارث الطبيعية، وتأمينها مستقباللتوقع اخلفإمكانية تقليل اخلسائر املستمرة يف األرباح، والظروف املعيشية هلا عالقة بتكاليف التنمية املستدامة، خاصـة

ه وأنه القليل فقط من أموال املساعدات، وعمليات اإلسترداد مت إنفاقه يف جماالت ختفيـف اآلثـار املـستقبلية هلـذ أصبحت الكوارث الطبيعية تأيت يف مقدمة قائمة التهديدات اجلديدة لطرحها مشاكل أمنية ،هلذا السبب 2.الكوارث

.ختص اإلنسان، واحلياة املدنية

:)زاف الموارد الطبيعيةناست(التدهور البيئي: الفرع الثانيهلواء، وإجنراف التربة، انقراض األنـواع كتلوث املياه، وا يات األخرية ينلقد كان للتدهور البيئي خالل العشر

إزالة الغابات، وإرتفاع درجة حرارة كوكب األرض، وثقب األوزون، وغريها من املشاكل البيئية العامليـة، ،احليويةنعكس سـلبا علـى األمـن امما .وكذا الكوارث النامجة عن النظام اإلقتصادي السائد تأثري بالغ على الوسط البيئي

، ألن البيئة مصدر لتلبية احلاجات األساسية للـسكان، وبالتـايل والصحة التنمية، وعلى احلق يف البقاء اإلقتصادي و :، نذكرالبيئيةمن أهم أسباب هذه األضرارو3.باحلقوق األساسيةاالنتفاعلـوث عالقة ارتباط مع مستوى الت له لتصنيع اف 4.اإلفراط الصناعي املسبب للتلوث، خاصة التلوث بالنفط -

على الرغم من اجتاه دول العامل املتقدم 5.البيئي، وزيادة استهالك املوارد الطبيعية نتيجة لتزايد استخدام الطاقة احلفرية اإلستخدام غـري إن فهلذا السبب .حنو استخدام أنواع أخرى من الطاقة إىل أن ذلك خلق مشاكل بيئية من نوع آخر

املشعة، واإللكترونية، والطبية اليت هلا خماطر صحية وبيئية ال ميكن حصرها، فقد معقول للمواد الكيماوية، والنووية، و بل هناك مواد 6.تسبب التسربات اخلطرة لنفايات هذه املواد ورميها بشكل سيئ حرائق وإنفجارات، وأمراض معدية

7.وإن كانت غذائية فهي تسبب ضرر على البيئة والصحة، وهي املواد املعدلة وراثيا

، جملس األمـة، جملة الفكر الربملاين ،"تهديدات يف إطار العوملة فكرة األمن الوطين الشامل يف مواجهة قلة املناعة واملخاطر، وال "عمر بغزوز، -1.194، ص 2004العدد السادس، جويلية

.67و42سامي حممد هشام حريز، زيد منري عبوي، املرجع السابق،ص-2.2002، أكتوبر471لعدد ، اجملة اجليش الوطين الشعيب"الرهانات البيئية والتحديات األمنية يف املتوسط، حماضرة،"عزوز كردون، -3.108-103، ص2004، األهلية للنشر والتوزيع، األردن، الطبعة األوىلمبادئ التلوث البيئي، كامل مهدي التميمي-4.261-259، ص2007األزاريطة، طبعة، دار اجلامعة اجلديدة،قتصاديات املوارد والبيئةإمبادئ إميان عطية ناصف، -5.76-57،ص 2002، دار األهلية للنشر والتوزيع، عمان، األردن، الطبعة األوىل نفايات اخلطرة والبيئةالخالد عنانزة، -655-54و175، ص املرجع السابق، العوملة ومستقبل األرضباتر حممد علي وردم، -7

Université Sétif2

Page 191: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

144

باإلضافة إىل زيادة أمناط اإلستهالك بفعل العوملة وضغطه غري املعاجل على املنظومة البيئية، وشدة التنافس اليت -1.قد تؤدي باحلكومات إىل حماولة خفض املعايري البيئية

مليون نسمة، لذلك يتوقع أن يصل 100إرتفاع عدد سكان العامل، حيث يضاف سنويا حوايل إىل جانب -2.البناء العشوائيالذي يرافقه 2050مليار نسمة عام 10العدد إىل

القابلة للنضوب، استرتاف املوارد الطبيعية أخطر أسباب التدهور البيئي من ن إف بناء على ما جاء من أسباب، الك سـته وأثر ذلك على حاجات اجليل احلاضر واألجيال القادمة، ألا ترتبط إىل حد كبري بأمناط توزيع الدخل واإل

وألن البيئة ينظر إليها يف ضـوء املخـزون . على املستوى العاملي، واليت هي يف تزايد مستمر نتيجة العوملة اإلقتصادية الذي يتم مبقتـضاه ةفاسترتاف املوارد وتبديدها يعترب شكل من أشكال عدم العقالني . املتاح فيها من املوارد الطبيعية

والواقع أنه يف دول العامل الثالث تقع هذه املوارد حتـت حتـدي .عن الرشادة استهالك كم من املوارد بصورة بعيدة على املوارد كمصدر للدخل، لذلك تسعى هذه الدول إىل تكثيـف ولالعتمادخطري نتيجة التكاليف املرتفعة للطاقة،

صيلتها من النقد األجنيب لتـأمني إىل اآلثار البعيدة املدى هلذا اإلسترتاف لزيادة ح االلتفافاستغالهلا هلذه املوارد دون ال يوجد ا أمن غذائي نتيجة النعدام االسـتقرار اإليكولـوجي، مثال إفريقيا ف3.وارداا، وخدمة الديون اخلارجية

.ولتدهور املواردهذا إىل جانب انتشار الفقر يف هذه الدول الذي يعد أحد أهم أسباب استرتاف املوارد الطبيعية، ويرجع هـذا

وأهـم صـور .هجرة أعداد كبرية من الفقراء إىل بيئات يقومون بإزالة مواردها، فهم ضحايا للتدهور البيئـي إىل إسترتاف الثروات السمكية، وتدمري الغابات وإزالتها إلستخدامها كمصادر للطاقة حيث جيـري : اإلسترتاف البيئي

سنة منطقة تساوي مساحة اهلنـد، 30ذا خالل مليون هكتار من الغابات اإلستوائية، وسيعادل ه 11سنويا تدمري ماليني هكتار من األراضي إىل 06وتعترب هذه الصورة لإلسترتاف من مسببات ظاهرة التصحر، ففي كل عام تتحول

هذه الظاهرة 4.عقود منطقة متاثل مساحة اململكة العربية السعودية سنويا03أراض صحراوية، وهذا سيعادل خالل مليار شخص بشكل غـري مباشـر، 1,2من مساحة الكرة األرضية، ومعيشة حنو %35ثر من أضحت مهدد ألك

5.مليون شخص بشكل مباشر250

هذه لندرة بعض املوارد احليوية خماطر مستقبلية بنشوب صراعات دولية، ومن أصبح اليومبأنه ،جتدر املالحظة ، والعـراق ،كل من سوريا:نذكر منها،للكثري من الدولاتاليت أضحت مصدرا للرتاع ائيةامل املوارداحليوية املوارديف وبني إسرائيل وجرياا العرب نظرا لألمهية اإلستراتيجية اليت تكتسبها املياه اجلوفيـة ،بصدد مياه ر النيل وتركيا

ترمجة هـشام عبـد اهللا، املؤسـسة العربيـة ، بناء إقتصاد عاملي شامل -العوملة والنمو والفقر تقرير البنك الدويل، عن حبوث السياسات، -1.179، ص2003للدراسات والنشر، الطبعة األوىل

.327-326مارك هايرت دانيال، املرجع السابق، ص-2.212-206، صاملرجع السابقإحسان حفظي، -3.60، املرجع السابق، ص 142-تقرير مستقبلنا املشترك-4

- CNN.ARABIC. COM. دولية، البحث، علوم وتكنولوجياتقرير بيئي، توسع الصحاري قضية 5

Université Sétif2

Page 192: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

145

فيوجد 1؟حقا مصدرا للصراعات يف القرن احلادي والعشرين -الذهب األزرق -فهل يكون املاء .تلك املناطق مليـار شـخص 2.6بل وهناك ،مليار شخص ال حيظون حبق احلصول على نظام مياه نظيفة 1.1ما يقارب اليوم

وعدد اللذين ميوتون بسبب األمراض اليت تسببها هـذه -يفتقرون إىل سبل احلصول على نظام صرف صحي مالئم مليون طفل كنتيجة مباشرة لإلصـابة 1.8ابة يتوىف قر -األزمة أكرب من عدد من ميوتون أثناء الصراعات واحلروب

2.وغريه من األمراض النامجة عن املياه غري النظيفة وسوء الصرف الصحي،باإلسهال

لترا على األقل من املياه النظيفة كل يوم كي 20العمل لضمان حصول كل شخص على اعتربهلذه األسباب، دىن من متطلبات احترام احلـق يف امليـاه، واحلـد األدىن ألهـداف يستطيع تلبية احتياجاته األساسية مبثابة احلد األ

وحىت يكون له معىن ال بد أن يتم التعبري عنـه يف .اليوم باعتباره من حقوق اإلنسان األساسية به بطالامل احلكومات3.ملصدر املياه املأمونة وجعله حمور إلستراتيجيات احلد من الفقرصورة استحقاق

حماوالت العتماد النهج القائم على حقوق اإلنسان للتزود باملياه إطار تشريعي واضح للمرافق لذلك تتم اليوم ولقد جنحت بعض املرافق العامة يف توفري 4.لتمكني اتمعات من إخضاع احلكومة ومرافق القطاع اخلاص للمساءلة

النتهاج مقاربة تستند إىل احلقوق يف إمـداد وجنوب إفريقيا ختطو ، بورتو أليغري بالربازيل : املياه بسعر مناسب مثل 5.املياه حلل مشكلة املياه اليت كانت أحد املظاهر الرئيسية لالنسجام العرقي أثناء حقبة األبارتيد

األكثر الدول تبقى التدهور -الدول النامية والواقعة ضمن ما يعرف بلولب الفقر ن فإ، يف األخري ميكننا القول ألا إىل جانب أا تفتقر إىل مفهوم األمن البيئي، وإىل فهم األمور املتعلقة بـاملوارد الطبيعيـة ي،تعرضا للتلوث البيئ

الدول املـصنعة، والـشركات تقومحيث 6،الذي ينبغي أن يتم يف ضوء مدى قدرا على التجدد، أو عدم التجدد ذلك جبعلها موطنا للتكنولوجيا امللوثة للبيئة، ممـا و. املتعددة اجلنسيات بتصدير التلوث هلذه الدول األقل حتسبا بيئيا

وهذا ما جيعل البلدان 7.ألن النفايات السامة ال ميكن للبيئة رسكلتها أو امتصاصها، أو تصريفها ،يكلفها إيكولوجيا الدول النامية، املصنعة األكثر ديدا للبيئة، فنموذجها اإلقتصادي القائم على الصناعة يسترتف املوارد الطبيعية ملعظم

املناطق اليت ال تعد ملك يف هذه العمليات الصناعية من نفاياا يف البلدان النامية، أو ختلفهوباإلضافة لذلك ترمي ما أو يسبب بعض الظواهر مثـل ،وكل هذا يساهم .احمليطات: ألحد، واليت هي يف الواقع تراث مشترك لإلنسانية مثل

.التغريات املناخية

.194-193عمر بغزوز، املرجع السابق، ص-1،"القوة، والفقر، وأزمة املياه العاملية: هو أبعد من الندرةام": بعنوان2006لسنةالعاملي برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية -2

.01ص.106و09ص ،نفسهاملرجع -3Indicateurs pour les Approaches du développement axcees sur les droits de l’homme dans la:أنظر-4

programmation du pnud Guide d’utilisation version finale 24 mars2006.Pp30-33..101، صالسابقاملرجع ،2006ي لعامبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، تقرير التنمية البشرية العامل-5لبنـان، الطبعـة ،مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت ) 13(سلسلة كتب املستقبل العريب ،-الواقع واآلفاق -دراسات يف التنمية العربية -6

.232، ص1998األوىل، أوت .411-404باتر حممد على وردم، العوملة ومستقبل األرض، املرجع السابق، ص -7

Université Sétif2

Page 193: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

146

فاظ على نوعيتها، ألن هذه األخرية من متدنا باملدخالت، احلجتنب اآلثار السلبية للتنمية على البيئة و ا علين ،إذنللـتفكري يف احلق يف استدامة البيئة بوهذا ما يفسر ظهور ما يعرف اليوم .واملوارد الضرورية إلحداث عملية التنمية

راملشاكل البيئية على الصعيد العاملي وخطرها علـى اسـتمرا ألجيال القادمة، بسبب زيادة احلفاظ على البيئة حىت ل كالتلوث الصناعي، ظاهرة االحتباس احلـراري، وتغـري منـاخ األرض، (ياحلياة، واملوارد الطبيعية، والتوازن البيئ

1.والرتباط التنمية بالبيئة). وغريها

ال بد من النظر إىل الطبيعة كصاحبة حق، احترام التوازن اإليكولوجي املهدد من طرف السلوك اإلنساين فأمامفالطبيعة كتراث مشترك لإلنسانية تتطلب من جانب البعـد األخالقـي، واحلقـوقي، .وليست موضوع حق فقط

2.واملسؤولية الكونية توسع املستفيدين ا أجيال حاضرة، ومقبلة للحفاظ عليها الستمرار الوجود اإلنساين

.بئة المعديةواألواألمراض: الفرع الثالثالتنمية بالعجز الصحي يف العامل، ألن اجلهود اليت تبذل يف سبيل التنمية ميكن أن تنتفي نتيجة لسوء احلالة تتأثر

اإليدز، والسل / وباء فريوس نقص املناعة املكتسب : الصحية املترتبة على انتشار أسوء األمراض املعدية والوبائية مثل ، وفريوس اإليبوال، ومحى الضنك، ومرض األنفلونزا الطيور واخلنازيريفوييد، مرض السارس،، والكولريا، والتاواملالري

.بل وحىت مرض الطاعون الذي عاد إىل الظهور يف بعض البلداناخل،...جنون البقربالتدهور البيئي، خاصة نتيجة ظاهرة اإلحتباس احلـراري، وبـالفقر، واألوبئة غالبا ما ترتبط هذه األمراض

وما يزيد من خطورة هذه األوبئة هو أنه يف الكثري من األحيان . إخل...جلهل، وبندرة املياه، وسوء الصرف الصحي واوحاليا يظهر جليا اسـتجابة . إخل...مى القالعية احلتكون مشتركة بني اإلنسان واحليوان كمرض أنفلونزا الطيور، و

فتـصبح مـصدر -عوملة األمـراض -د من سرعة إنتشارها هذه األمراض لنداءات العوملة وحتطيم احلدود، مما يزي . للمخاوف العامة، والتكاليف اإلقتصادية املذهلة، وخطرها أكرب لإلصابة ا مع وجود الفقر الذي يغذي املرض أكثر

اموع العـاملي كان 2002ففي عام .السيدا من أكثر هذه األمراض انتشارا وخطورة / يعترب مرض اإليدز وأكثر البلدان ذات . شخص مصاب بالفريوس، أكثر من الثلثني منهم يعيشون يف أفريقيا جنوب الصحراء مليون 42

وقد تويف . وأكثر املصابني من األطفال . كمبوديا، ميامنار، وتايلندا : هي املعدالت املرتفعة من اإلصابة بفريوس اإليدز وبلغ 3.الذي يسبب اإليدز) HIV(ر املناعيمليون شخص اكتسبوا القصو05مليون شخص، وحوايل 3,1حوايل

49-15عدد املصابني ذا املرض يف جنوب إفريقيا، وليسوتو، وناميبيا أكثر من مخس اللذين تتراوح أعمارهم بني . سنة، فيما يزيد على ثلث الفئة العمرية نفسها يف بتسوانا، وسوازيلندا

هتمامات املتعلقة بالتنميـة حيتل البشر مركز اإل" 1992وإن كان نص على ذلك صراحة يف املبدأ األول من تصريح ريو لألمم املتحدة لعام -1ق يف قاعدة احل 1972بعد أن كان املبدأ األول من تصريح ستوكهومل عام ." املستدامة، وهلم احلق يف حياة سليمة ومنتجة ومنسجمة مع الطبيعة

.)بيئة نوعية( بيئة2- François OST, Ecologie et Droits de l'homme. http://www.legaltheory.net.3 -Promoting human security: Ethical,normative and Educational frameworks in east asia, publishedin 2004 by the korean national commission for uneco.p62

Université Sétif2

Page 194: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

147

ند الوالدة، وهذا ما شكل أكرب عامل يف هبوط مؤشرات فالواضح بأن هذا املرض خيفض معدل العمر املتوقع ع وهذا ما يؤدي حبياة الناس يف أعوامهم األكثر إنتاجية، مما يؤثر يف النمـو اإلقتـصادي . التنمية البشرية ألكثر الدول

داد ، واملهـرة، واإلسـتع ألنه يقلل اإلنتاجية، ويقوض اإلستثمار، وخيفض كمية ونوعية العمل للمهنـيني ،والتنمية1.لإلنقاض، ويؤدي إىل تآكل الروح املعنوية، ويضعف الثقة يف املستقبل

فوباء فريوس نقص املناعة املكتسب هو أكثر من جمرد أزمة الصحة العامة، بل يؤدي إىل تقـويض اإلسـتقرار نه خلف عشرات إخل، أل ...اإلقصادي واإلجتماعي، ويدمر النظم الصحية، والتعليمية، والرعاية اإلجتماعية، والزراعة

فهو يقلل من موارد الدولة، ومعدالت الدخول، ويضعف احلكم، واألمـن . املاليني من األيتام، ودمر ماليني األسر ص للوقاية منه نفقات كبرية، ومع ذلك هذه النفقات، واألحباث، والتجارب ال تأيت تخصقتصادي، خاصة، وأنه اإل

2. بفائدة

املناعة املهددة للتنمية اإلنسانية واألمن اإلنساين حتتاج إىل أقوى التدابري املمكنة فريوس نقص فمخاطر،كلههلذا 3.ملكافحتها، وإن كان هذا يستلزم ترتيبات ملنح امتيازات لتصنيع األدوية الالزمة، وتوفريها بأسعار معقولة

-1998ات األخرية بـني فخالل السنو .اجلزائر واحدة من الدول اليت تتعرض لبعض األمراض الفتاكة تعترب مرض السحايا، مرض التيفوييد، التيتانوس، السعال الديكي، الكيس املائي، : وجدت تطور لألمراض التالية 2003

اليت مل يتعدى فيها نسبة املصابني 1985اإليدز فمنذ /أما عن وباء نقص املناعة املكتسب 4.أبو محرون والتراكوما 5.حاملون للفريوس1784و حالة،648إىل 2005يف مارس عدد املصابني به ارتفع،0.1%

:الثالثفصلالخالصة يبقى الواقع و.خرىاألاملعوقات ن معيقات التنمية ال تنحصر فيما ذكر منها فقط، بل توجد هناك العديد من إ

دا، ومزيدا من الفقر والبطالة أكرب للمساعدات التنموية بدل زيا ابأن العامل الثالث يعاين اخنفاض على الدوام لنايبنيمما يؤدي إىل املزيـد . ةوالتضخم مع ارتفاع أكرب يف عدد السكان، وانتشارا للفساد، وارتفاع ألعباء الديون اخلارجي

. من التفاوتات اإلجتماعية بني الدول النامية والدول املتقدمة، ويكرس عدم العدالة واإلفتقار للتوازناتضـطراب زاف للموارد الطبيعية، والتدمري البيئي، والتوتر واإل ـمزيدا من اإلستن يعاين العامل الثالث كما أن

اليت تتخذ كذريعة لغرض وضع قيود على حقوق اإلنسان، خاصة مع العجز الدائم للدولة لكفالة احلقوق ةجتماعياإل

1 -World Development report 2005, Op, cit, p137, (Box7-1)..52-51، ص2005طبعة،اإلسكندرية،، دار اجلامعة اجلديدة للنشراإليدز وآثاره الشرعية والقانونيةأمحد حممد لطفي أمحد، -2

3 - Rapport sur l'épidémie mondiale de sida 2004, programme commun des nations unies leVIH/SIDA, ONUSIBA.p, p110-113 ,119

، 7، العـدد جملة العلوم اإلقتصادية وعلـوم التـسيري ، "بعض مالحظات على التنمية البشرية يف اجلزائر وسبل النهوض ا "عماري عمار، -4. 26-25عني ميليلة، جامعة فرحات عباس، سطيف، ص,، دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع2007

5- système des nations unies en Algérie, Algérie bilan commun de pays. septembre 2005 .p 15.

Université Sétif2

Page 195: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

اليت حتول دون التمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان اإلنسانية املستدامةمعوقات التنمية.................:الثالثل الفص

148

ديونية، وسياسات التكيـف اهليكلـي اإلقتصادية واإلجتماعية، وأثر ذلك على نوعية حياة األفراد نتيجة لألعباء امل . للمؤسسات املالية

اليت ها،خماطراملعوقات و أهم حتديات التنمية اإلنسانية املستدامة يف القرن احلايل نابعة من هذه جعل ،كل هذا ،ملناخ العاملي ومحاية ا ،جتماعياملساواة يف النوع اإل مبا فيها جتماعيةوالعدالة اإل تحقيق املساواة ك: تتسبب ا العوملة

( ة القطاع الزراعيــوتوفري األمن الغذائي من خالل استدام،القضاء على اجلوعوكافحة الفقر، وموالتنوع احليويألن وجود أشخاص ميوتون من اجلوع هو مؤشـر ، كثر التصاقا بالتنمية وحقوق اإلنسان األوالذي يعترب أهم حتدي

وغريها من ، 1.)عاملئ حقوق اإلنسان على الغالبية العظمى من سكان العلى فشل سياسات التنمية وفشل تطبيق مباد 2.التحديات اليت تتطلب نقلة نوعية وأساسية يف كيفية تفكرينا حول التنمية وطرائق الوصول إليها

الفعلي حبقـوق اإلنـسان؛ االنتفاعمعوقات التنمية اإلنسانية املستدامة املتعددة حتول دون حتقيق ما يثبت بأن وحقوق اإلنسان، مما يبني بأن حتقيق التنمية اإلنسانية املستدامة أرضية ةفتأثري هذه املعوقات مزدوج على كل من التنمي

لضمان التمتع حبقوق اإلنسان، كما يعد انتهاك حقوق اإلنسان بدوره معوق أكرب من معوقات التنميـة اإلنـسانية .املستدامة

بأن مواجهة معوقات التنمية يتوقف على مدى توفر آليات وضمانات حتقيق املالحظةناباإلضافة إىل ذلك، ميكنمـستوى فبالنظر إىل أن -املشار إليها يف الفصل الثاين الشروط السابقة -التنمية للتمكني واالنتفاع حبقوق اإلنسان

ن حقوق اإلنسان هي حقوق مبا أ و، املتغرية اال احلاجات اإلنسانية ستوى إشباع يتوقف مب قوق اإلنسان حباالنتفاعمادية، (ا عن طريق إشباع احلاجات اإلنسانية املختلفة االنتفاعالبد من العمل على حتقيق يةمرتبطة حباجات اإلنسان

، والذي بدوره يرتبط مبجموعة من الضمانات، واآلليات، واملبادئ جتعل من السياسات أكثر توافقا ومراعاة )ونوعية.حلقوق اإلنسان

إلقصاء والتهميش للعديد من األشخاص األكثر ضـعفا يف لنتيجة من املالحظ يف هذا الفصل بأنه، أنه كماعوقات اليت تواجه التمكني، كانت هناك ضـرورة املأكرب من اتمع، خاصة وحنن يف ظل مسار العوملة، والذي اعترب

بطة بني العدالة اإلجتماعية والتمييز والتنمية، وبالتايل ملحة حلصر اموعات احملرومة املهمشة، واليت أدت إىل إجناز را . ترقية حقوق اإلنسان اكتسب أمهية خاصة ألنه مينح محاية ضد اإلقصاء

.127ص.2003العوملة، ومستقبل األرض، األهلية للنشر، عمان، طبعة ،باتر حممد علي وردم-1بالرغم مـن فـشلها يف ) 2002رض الثانية قمة األ ( خالل قمة جوهانسبورغ 21قرن الحتديات التنمية املستدامة يف ملقد مت حصر أه -2

. اخلروج بوثيقة سياسية وتنفيذية مقنعة، وتتضمن التزامات حمددة، ومسؤوليات واضحة

Université Sétif2

Page 196: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

خاتمــة

149

:ةـخاتمـ، حيث ال بد من تعزيز قدراته، ةإن حتول التنمية من املنظور املادي إىل اإلنساين جعل اإلنسان غايتها النهائي

ومتكينه من حقوقه بالتغلب على الضعف والتهميش، والفقر واجلوع، واملرض، لذا جيب عليه املطالبة بالتمكني ، وهذا للوصول إىل اإلنسانيةفظ كرامتهحلوقيد احلياة ىعلزمة لبقاءهواحلماية من حقوقه لقيامه بوظائفه احلياتية الال

هي احلقوق املنصوص عليها قانونا اإلنسان للتمكني واالنتفاع ا وطبعا احلقوق اليت يطالب ا . أمنه اإلنساينحتقيق. يف العهود واملواثيق واإلعالنات الدولية

طريق تنمية القدرات اإلنسانية املختلفة بإشباع احلاجات التمكني من حقوق اإلنسان يكون عنمبا أن للتحقيق التدرجيي املواردهذه خاصة مع أمهية ، اليت تتوقف على مدى توفر املوارد يف الدولة،لذلكةاإلنسانية الالزم

اإلقتصادية ( ، وبتوظيف هذه القدرات يف ااالت املختلفة لتقدم اتمعحلقوق اإلنسان اإلقتصادية واإلجتماعيةمن أفراد بإتاحة الفرص املنصفة للجميع دون أي إقصاء أو ميش ألي فرد...)واإلجتماعية والثقافية، والسياسية

، ومبا أن القدرات نوعية املؤسسات املوجودة داخل الدولةتوفر وعلى مدى -الفرص-اتمع اليت تتوقف بدورها، ومن جمتمع إىل آخر، ومن منطقة إىل أخرى، أي تتعلق تلف من فرد إىل آخرواحلاجات اإلنسانية املتنوعة نسبية خت

.وليس مطلقالتمكني لالنتفاع حبقوق اإلنسان نسيبرفع مستوى التنمية بني الدول، وداخلها، فإن مبستوى دراته املتعددة إىل متكني اإلنسان من حتقيق إنسانيته، بتنمية قفمفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة يف عبارة موجزة

هذا التمكني الذي يتوقف على اإلعتراف حبقوق اإلنسان من .املختلفةأقصى ما تستطيعه، وبإشباع حاجاته اإلنسانية.وإدراك املواطنني حبقوقهم األساسية للمطالبة ا،وعلى وعيونشر مبادئها،جانب الدول،

للعديد من ئها األساسية ال حتقق حقوق اإلنسان، وينتفع احقوق اإلنسان ومبادال حتترم اليت فالتنمية اليوم ة، وـاملشاركة الفعالمن ال بد : مثال، ويستمر االنتفاع ا إىل األجيال القادمة، املناطق، والفئات الضعيفة يف اتمع

بني العدالة التوزيعية أ مبدمراعاةجتماعية، واالستدامة، وخاصة املساواة، وعدم التمييز، والعدالة اإلمراعاة مبدأ األجيال احلالية، وبينها، وبني األجيال املقبلة الذي يعترب بالغ األمهية لتحقيق التنمية املستدامة وعاملية االنتفاع حبقوق

يف التنمية من احلايلوهذا ما أدى إىل التفكري. البد من حتقيق نفس املستوى من االنتفاع بني األجيال، إذاإلنسان.رورة قيامها على حقوق اإلنسان، أو ضرورة دجمها يف السياسة التنموية، أو اإلقتصاديةجانب ض

اليوم تبذل الكثري من اجلهود من منظمات األمم املتحدة، واملفوضية السامية حلقوق اإلنسان بإصدار التوصيات تنموية، وغري التنموية، واملنظمات ، والعاملي، للعديد من الوكاالت الاإلقليميوالتوجيهات على املستوى الوطين، و

احلكومات، واتمع املدين، والقطاع اخلاص كأطراف فاعلة يف جمال التنمية مع اخاصة من جانب تعاو، األخرىتقع على عاتق للتنمية يف يئة البيئة التمكينيةاإلنسانية املستدامة إلدماج حقوق اإلنسان بالتنمية، ألن املسؤولية األوىل

ول، ومبساعدة فواعل التنمية األخرى كاتمع املدين، والقطاع اخلاص، وحىت باملساعدات اخلارجية لتتمكن التنمية الدفرص العمل، والقضاء على البطالة، إجياداملستدامة من حتقيق أهدافها كالقضاء على الفقر واستدامة سبل املعيشة،

.إخل...وجتديدهااية البيئةجتماعي، والنهوض باملرأة، ومحوتعزيز التكامل اإل

Université Sétif2

Page 197: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

خاتمــة

150

وتضعها مبا أن األهداف األلفية للتنمية من الوسائل اليت من املمكن أن تقارب التنمية حلقوق اإلنسانلكن نتفاع حبقوق اإلنسان أكثر خاصة بالنسبة للفئات الفقرية، واالموضع التنفيذ، وبالتايل الرفع من مستوى التمكني

لوكاالت التنموية الدولية يف أحناء العامل ركزت رسالتها تقريبا على احلد من الفقر املتعلق فإن العديد من ا. واملهمشةاليت أصبحت إلزامية القضاء عليه كإلزامية و، والفرصبالالمتكني، واإلقصاء، والتهميش، واحلرمان من مجيع القدرات

.حقوق اإلنسان، أو وضع استراتيجيات للحد من تمع املدين لصياغة خططمع اباالشتراكهذا ما دفع بالكثري من احلكومات

ضغط على املؤسسات وال. الفقر، مما زود مدافعي حقوق اإلنسان بفرص إلدماج حقوق اإلنسان يف أهداف التنمية.املالية الدولية لالهتمام بالعالقة بني حقوق اإلنسان والتنمية

لة من التقدم الفكري، فهي نفسها مل تصادق على اتفاقيات الكثري من الدول مل تصل إىل هذه املرحأن الواقعفهناك نقص كبري من الناحية .حقوق اإلنسان، ومل تستوعب بعد مفهوم حقوق اإلنسان، والتنمية اإلنسانية املستدامة

نمية كتنمية ما زال ينظر إىل التكما أنه لوعي حبقوق اإلنسان داخل الدول، رفع االتعليمية، والتدريبية، واإلعالمية ل.إقتصادية حبتة ال بد من حتقيقها، ولو على حساب حقوق اإلنسان، وانتقاصها

فالعديد من الدول تعتمد استراتيجيات إمنائية غري مناسبة، أو هدامة من خالل التذرع أحيانا حبجة وجوب ، وقد ئمة على الرحبية واملنفعةالقاقتصاديةمن أجل حتقيق التنمية اإلالقائمة على الشرعيةالتضحية حبقوق اإلنسان

جتماعية، وتؤدي إىل تعزز تزايد التفاوتات اإل، ألاشكل هذا عقبة يف طريق تنمية اتمعات يف البلدان الناميةجتماعية، وذلك كله يفضي إىل املزيد من التوترات واملنازعات اإل.احتكار السيطرة على املوارد، وبالتايل على السلطة

ود ـفالقي. تخذ الدول من هذه التوترات، واملنازعات ذريعة لتربير فرض قيود على حقوق اإلنسانوكثريا ما ت.املؤسسية، وندرة املوارد من أهم عوائق االنتفاع حبقوق اإلنسان

، ، واإلجتماعيـة بل هناك اعتراف من طرف األمم املتحدة بغياب اهلياكل املؤسـسية الـسياسية، والثقافيـة يف العديد من بلدان العامل النامي اليت يقوم على أساسها تقوية القدرات املستدامة الضرورية للتنمية خل ا...واإلقتصادية

.والكفاءات العمليةلتنفيذ مع وجود العديد من يف اوصعوبة ،فهناك تطور نظري، ولكن عمليا هناك فجوة كبرية يف التطبيق

الذي حلقوق اإلنسان ، هذا االنتهاك حلقوق األساسية لإلنساناالعديد مننتهاكالو، واخلارجيةاملعوقات الداخلية.)فثراء مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة يقابله فقر الواقع( أكرب معوقات التنميةعترب من ي

إلزالة كل املعوقات الداخلية واخلارجية للتنمية، ومواجهة حتدياا ال يكف وجود املؤسسات الدميقراطية من ، وقضائية، وقانونية، ومؤسسات اتمع املدين، ووسائل اإلعالم، وغريها كضمانات للتمكني من االنتفاع تشريعية

احلكم الراشد، واحترام مبادئ ومعايري حقوق اإلنسان، مع التركيز وجود حبقوق اإلنسان، ال بد إىل جانب ذلك من .ستثنائيةحالة الطوارئ، والقوانني اإلعلى اإلصالح السياسي، واإلداري، واملايل، والتشريعي، وإلغاء

ضطهاد ؟؟ ، واإلاإلنساينحقق التنمية باملعىن اإلنساين مع كل تداعيات العوملة، والفقر، واحلرمان تهل ستلكن .يبقى السؤال مطروح

Université Sétif2

Page 198: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

خاتمــة

151

إنسان، عل احلق يف التنمية حقيقة واقعة لكل جبااللتزام الذي قطعته الدول على نفسها يف إعالن األلفية يبقى وبتخليص البشرية قاطبة من الفاقة، ممكن من جانب حتقيق بعض الدول انطالقة يف خفض معدالت الفقر كالصني واهلند، أين أمكن بالفعل للمئات املاليني من الرجال، والنساء، واألطفال التحرر من أعباء العوز الشديد، والبدء يف

كما جاء يف تقارير البنك الدويل لسنة . (صحية، والتعليم، واإلسكانالتمتع بفرص الوصول إىل األغذية، والرعاية ال، وهناك دوال جعلت من حتقيق التنمية اإلنسانية حقيقة واقعة، حيث جندها دوما على قائمة دليل .)2006، 2005

.التنمية البشرية كالنرويج، السويد، استراليا، وكندا، هولنداقتصادية، والصراعات، والعنف لكنه، غري ممكن، بل مستحيل لدول أخرى، أين دفعت األزمات املدمرة اإل

تقرير عن األهداف اإلمنائية الصادر عن األمم املتحدة، نيويورك .( السياسي، واإلرهاب، إىل جعلها أشد وأكثر فقرا2007.(

اءلة بأساليب دميقراطية حقيقية لتمكني اجلميع للتأثري يف واملسالفاعلةأمهية املشاركة مرغ،لكن ينبغي التأكيد، وكذا لتحقيق املساواة بني اجلنسنيالقرارات املتخذة يف اتمع، وتنفيذ خطط التنمية، خاصة الفقراء منهم، واملرأة

النمو أن الإ. األقليات للقضاء على اإلقصاء، والتهميش للفئات األقل حظا، واملهمشة، أو الضعيفة يف اتمعوسائل التحرر من الفقر، وجتسيد حقوق اإلنسان، ولكن جيب أن يكون مصحوب بالعدالة أهم يبقى قتصادي اإل

.قتصادية، وبإصالحات اقتصادية، واجتماعية فعالة ملكافحة الفقرالتوزيعية للموارد اإللكن .املي لكل حقوق اإلنسانقتصادي يف الدول الفقرية أمر أساسي من أجل التقدم حنو حتقيق عفالنمو اإل

فأي دولة تريد أن .لشرط الكايف لتحقيق التنمية اإلنسانية املستدامة هو التوزيع العادل للثروة بني الدخول، واألرباحاإبقاء مربر وجودها، ال بد من أن تكون هلا القدرة على حل قضايا النمو، ولكن دون إمهال حل القضايا تستمر يف

.النتفاع الكامل حبقوق اإلنسانسياسية املالزمة للموضوع، لتحقيق اجتماعية، والاإليف واإلقتصادية الضخمة، وبناء املؤسسات الالزمة لذلكاإلنسانيةالقدرات وتقوية تدعيم يف االستمرارمعهذا

لراشد ألجل احلكمإدراك أمهية او.استهداف الفئات األكثر ضعفا واملستبعدين يف كل بلدو،البلدان األقل منواللرفع من االنتفاع القضاء على الفقر، ومكافحة الفساد، وحترير القدرات، وإتاحة الفرص املنصفةالتنمية، خاصة يف

.حبقوق اإلنسان، والتفكري يف حقوق الطبيعة، واستدامة االنتفاع لألجيال القادمةديد مستوى انتفاع اموعات اإلنسانية، أو أحد األرضيات الساحمة لتحالتنمية اإلنسانية املستدامة تعترب ذا

.االنتفاع حبقوق اإلنسانمن حقوقها املشتركة، لتحديد درجة عاملية ) األقليات( اموعات اخلاصةحيتاجان إىل تكامل بينهما، اللعالقة الترابط وحقوق اإلنسان والتنمية اإلنسانية املستدامةهذا وإن كان كل من

كن للتنمية أن تكون مستدامة يف غياب حكم القانون، واإلنصاف، أو كلما الحت بوادر التمييز ، فال مياألرضيةنفس جتماع، ووسائل العرقي، أو الديين، أو التمييز بني اجلنسني، أو أينما كانت هناك قيود على حرية التعبري، وحرية اإل

وال يسمح هلم باملشاركة الفعالة يف حيام ،ومهنيمدقعأو كلما زاد عدد األشخاص الذين يعيشون يف فقر ،اإلعالم، نوعية املوارد البيئية اليت تعتمد عليها الفئات الضعيفة كالنساءتوتدهور، وزادت الفجوة بني اجلنسني، اتمعية.وسكان األرياف،واألقليات، والفقراء

Université Sétif2

Page 199: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

خاتمــة

152

ق اإلنصاف بني اجلنـسني، أو كلما جنحت برامج حتقي -نتفاع منها ويزيد اإل -باملثل، تتدعم حقوق اإلنسان لذلك فالتنمية تعتمد علـى منطـق .احلد من الفقر يف متكني الناس من أن يصبحوا واعني حبقوقهم، وأن يطالبوا ا

.حقوق اإلنسانفالتنمية اإلنسانية املستدامة وحقوق اإلنسان يضعفان يف وضعيات القمع اليت تتميز بالتهديد، واألمراض؛ بينما

لـى لذلك التنمية اإلنسانية املستدامة تقوم ع .ختيار يف اتمعات السلمية، والتعددية املسامهة يف تدعيم اإل يستطيعان .، حيث يساهم الناس يف حتسني اخليار يف جمتمع سلمي، ومتعددهذه احلقوقالتمكني من حقوق اإلنسان دف :التاليةتراحاتاالقاستخالصه من حبثنا هذا ارتأينا تقدمي بعض على ضوء ما مت

هتمام قتصادي البحت إىل اإلإعادة النظر يف مفهوم التنمية من التركيز على املفهوم اإلعلى كل دولة -1للوصول ، قتصادية، أي إعطاء إمكانيات أكرب، وفرص أكرب للفرد ليحيا حياة كاملة، ونوعيةبااال األخرى غري اإل

الذين آمنهم من الكرمية اآلية القرآنية املعىن الوارد يفتقارير اإلمنائية، واملطابق مع يف الإىل املعىن احلقيقي للتنمية الوارد .خوف، وأطعمهم من جوع

.قتصادية كذريعة لالنتهاك، واالنتقاص من حقوق اإلنسانعدم جواز استعمال التنمية اإل-2وعلى . لبان حتميان للتنمية املستدامةاإلستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، واحلماية الفعالة للبيئة كمتط-3

.اإلقتصاديني باألخص االهتمام أكثر بالنواحي البيئية، واألخالقيةضرورة النظر ملنظومة احلقوق واحلاجات اإلنسانية بشكل كلـي، ويف جوانبـها الـسياسية واملدنيـة، -4

حقوق اإلنسان وأحقياته للتمتع حبياة كرمية املختلفة، حيث تشكل بأمجعها شرعةجتماعية، والثقافيةقتصادية، واإلواإل.مع التحقق من مدى احتساب حقوق األجيال القادمة، وضمان االستدامة يف املشروع التنموي.إنسانتليق بتنميته ك

وقائي ضد األزمـات قالتنمية كمنط حمور يف فلسفة -اإلنسانية حلاجاتااحلقوق، و -مع اإلقرار بضرورة جعلهما . ، والسياسيةجتماعيةواإلقتصادية، اإل

تبين سياسات، وإجراءات، وتشريعات، وإقامة هياكل ومؤسسات تقـضي علـى مظـاهر اإلقـصاء -5.والتهميش، وتتوىل عملية التمكني

.للمطالبة احبقوقهملفقراء، واملرأةتوعية ارفع الوعي حبقوق اإلنسان، ونشر تعليمها وثقافتها، خاصة-6لالرتقاء بقدرات، ومعارف، ومهارات األفراد، وتشكيل ال البشري الراقي النوعية اء الرأس املـبن-7

تشجيع التعليم الراقي النوعية، ألنه ميثل قاعدة بوذلك .ألجيال القادمة خللق فرص هلال، والستثماره اجتاهام، وقيمهم.االنطالق احلقيقية للتنمية

واجلوع، محاية القضاء على الفقروأمتكني املرأة، : مثالمن جانب حتقيق أو تنفيذ األهداف األلفية للتنمية-8.أهم تطبيقات مقاربة التنمية حلقوق اإلنسانمتثل باعتبارها ...وجتديد البيئة

.تشجيع جمال التعاون التنموي الدويل يف ظل املبادرات اإلقليمية، والعاملية على غرار مبادرة النيباد-9خاصة كما أقرا الشرعة الدولية حلقوق اإلنسان، يات حلماية وتعزيز حقوق اإلنسان تفعيل خمتلف اآلل -10

.تعزيز األنظمة الوطنية حلقوق اإلنسان

Université Sétif2

Page 200: ﺔـﻣﺍﺪﺘﺴﳌﺍ ﺔـﻴﻧﺎﺴﻧﻹﺍ ﺔـﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ... · 2017-11-06 · :ﺀﺎـﺑﺩﻷﺍ ﻢﺟﺎﻌﻣ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻲﻓ ﻲﻧﺎﻬﻔﺻﻷﺍ

خاتمــة

153

بناء وتنمية القدرات للحكم الراشد ألجل التنمية، بتنمية القدرة املؤسسية ملختلف فواعل احلكم الراشد، -11.اليت تعترب بدورها فواعل للتنمية

ة إعطاء دور فعال، ومشاركة أوسع للمنظمات اتمع املدين يف مسرية التنمية، وبالشكل الذي ضرور-12.ينسجم و أوضاع حقوق اإلنسان يف اتمع

ضرورة الربط بني التنمية وحقوق اإلنسان، ألن التنمية اليت تتم يف الغالب بدون احترام حقوق اإلنسان -13ن بالتنمية اإلنسانية املستدامة، أو ما يعرف باملقاربة التنموية حلقوق اإلنسان، فإدماج حقوق اإلنسا.تنمية منقوصة

.يكون بتجسيد احلق يف التنمية بشكل كامل، واحترام الكامل حلقوق اإلنسان يف إطار املشاريع التنموية، ومع البيئة يف ظل فراد اتمع حىت يتعلم كل فرد كيفية التعامل مع اآلخرباجلانب األخالقي ألهتماماإل-14

فقبل البحث عن بدائل لنماذج النمو التقليدية يف أي دولة، البد من البحث أوال عن ثقافة إجيابية .منظومة أخالقيةتنمي لدى كل فرد روح املسؤولية، وتشجعه على املسامهة الفاعلة يف بناء اتمع، وإعداد أجيال املستقبل، واحملافظة

. للدولةعلى املوارد الطبيعية ، فإننا ال ندعي أننا أملمنا بكل جوانب املوضوع، ونرجو أن نكون قد وفقنا ولو جزئيا يف معاجلة هذا يف اخلتام

املوضوع مبختلف جوانبه األساسية، كما نتمىن أن تتاح لنا فرصة يف املستقبل للبحث يف النقاط املذكورة أعاله، .واهللا املستعان واهلادي إىل سواء السبيل. لدراسةوخصوصا تلك اليت تعترب مكملة ومفصلة هلذه ا

Université Sétif2