)هـ١٤٣٢/م٢٠١١ (٩٢-٥٧: ص ، ص١ ع٢٤، ماالقتصاد اإلسالمي: مجلة جامعة الملك عبدالعزيز

٥٧

ومعالمه الحديث )القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي

المملكة العربية السعودية– جدة –جامعة الملك عبدالعزيز a_alsaati@hotmail.com

إعادة النظر في المنهجية التي يتبعهـا إلىيدعوا المقال . المستخلصصاد اإلسالمي مـذهبا ونظامـا للكتابة في االقت التأصيلتاب في الك

باط االقتصاد اإلسالمي مـن ن، ويقترح منهجية تقوم على است وعلماالقتصاد القرآني يمكن وا القرآن وأقترح أن يسمى االقتصاد القرآني،

االقتـصادي اقتصاد أخالقي إنساني مبني على الـسلوك وصفه بأنه ى مجموعة من القيم واألخـالق والـضوابط وعل الغريزي اإلنساني

ضـبط وتنظـيم إلـى والتي تهدف المستمدة من الشريعة اإلسالمية السلوك االقتصادي لإلنسان لتحقيق توازنه المبني على مبدأ العدالـة في العالقات بين األفراد وبين الوحدات االقتصادية، والتوازن بـين

جتمـاعي بـين أفـراد المصالح الخاصة العامة وتحقيق التكافل اال وبذلك يحقق وظيفة االسـتخالف التـي خلـق اهللا البـشر المجتمع التوازن بين االحتياجات الروحية والماديـة إلىوالتي تؤدي لتحقيقها

للفرد والتوازن بين مصلحة الفرد والجماعة وتحقيق الرفاهية للفـرد وقد أرجع الكاتب السبب فـي عـدم تطـور االقتـصاد ،والمجتمع

عدم وجود منهجية واضحة وتفق عليها للكتابة عـن إلىالمي اإلس تبعثر الكتابـات فـي االقتـصاد إلىاالقتصاد اإلسالمي والذي أدي

.سالمياإل

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٥٨

المقدمة )الكالسـيكي (، الذي تسميه المقالاالقتصاد اإلسالميأدبيات حلل أن هذا المقال ي

كما يناقش أزمـة لتقليدي،هذا ال يعني قيامه على أدبيات االقتصاد الكالسيكي ا وويحاول التأصيل لمنهج يتم فيه دراسـة النـشاط االقتـصادي ،منهجية دراسته

، ويعطـي أمثلـة )االقتصادي القرآني (المتأثر والموجه بالقيم اإلسالمية وأسماه آنية اآليات القر والذي يمكن اشتقاقها من على معالم مذهب ونظام هذا االقتصاد،

رة على الموضوع موضع المناقشة، وقد تم االكتفاء في هـذه ذات الداللة المباش مذهب ونظام ونظرية عن التفصيلة وفي مرحلة الكتابة المرحلة باآليات القرآنية،

االقتصاد القرآني يجب االستعانة باألحاديث النبوية الشريفة لدعم دالالت اآليات وقـد ،قتصادية القرآنيةفي تأصيل المذهب والنظام والنظرية اال القرآنية المباركة

تم االستعانة بالمراجع والكتابات السابقة ذات العالقة المتاحة للكاتب، ومن تلـك الموضـوع الكاتب ويطرح ،)١()النصوص االقتصادية من القرآن والسنة (كتاب

للنقاش إلكمال جوانب النقص فيه وإلنضاج الفكر في هذا الموضوع، كمـا أنـه اإلحاطة بها، وهي دعـوة ني وال يدعي آاالقتصاد القر لبعض معالم يعطي أمثلة

مفتوحة لعلماء االقتصاد اإلسالمي للمشاركة في بناء علم اقتصاد إسالمي أصيل .تشتق معالمه من القرآن الكريم

لى إصالح النظرية االقتصاديةإالحاجة قصور منهجية علم االقتصاد و سلوك اإلنسان في وه إن موضوع علم االقتصاد هو السلوك االقتصادي،

وهـو سعيه لتلبية احتياجاته األساسية المختلفة والالزمة للعيش ولتحقيق رفاهيته، مفطور على ذلك بما أودع اهللا فيه من الغرائز كغريزة حب الحياة والخوف مـن الموت وحب المال واالستكثار منه وتفضيله لمنفعته على منفعة غيـره وسـعيه

مركز أبحاث االقتـصاد ،النصوص االقتصادية من القرآن والسنة )م١٩٩٥( منذر قحف ) ١(

.جامعة الملك عبدالعزيز لنشر العلمي،مركز ا اإلسالمي،

٥٩ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

وكان سعيه لتحقيق هذه الغرائـز وتجنبه للضرر واأللم، لتحقيق المنافع والسعادة نشاء لوضع القوالب والنظريات التي تؤطر لهـذا علم االقتصاد و سلوكا فطريا،

التنبؤ به والتـأثير عليـه و بهدف تفسيره ومعرفة العوامل التي تؤثر فيه السلوك .ضمن مسيرة اإلنسان في تطوير معرفته والذي جبل على استكشافها

وجد تفسير بعض السلوك االقتصادي لإلنسان متنـاثرا فـي كتابـات وقد خلدون والمقريزي وأبن تيميـة وابنالفالسفة والمفكرين مثل أرسطو وأفالطون

علم االقتصاد كعلم مـستقل لـه حقلـه ب يعترف على مختلف العصور، ولكن لم لسابع عـشر المعرفي المنفصل عن الفلسفة وبقية العلوم اإلنسانية إال في القرن ا

وقد كانت الظروف السائدة ،على يد أبو االقتصاد أدم سميث في كتابه ثروة األمم في أوروبا في تلك الفترة السبب في تحديد موضوع هذا العلم ومنهجية دراسـته

كمـا ن علم االقتصاد متحيزا لتلك الظروف وليس علما موضـوعيا اوبالتالي ك يعية ونمو النشاط الصناعي والعالقـات ، تلك الظروف هي نمو العلوم الطب يدعى

كـان و ،)٢(ونمو الطبقة الوسطى في المجتمـع الصناعية في المجتمع األوروبي، والتي أتسمت بثورة العلوم والتقدم العلميـة وهـي ) التنويرية( في الحقبة ميالده

فترة االنفصام النكد بين الدين والعلم في أوربا والثورة على الكنيسة والـديانات فكان العقل هو مصدر العلم وكل ما يمكن أن يدركه العقل ويثبت وجوده يعا،جم

وما ال يمكن أن يدركه يكون غير موجـود ،يكون موضوع العلم ويكون موجودا علـوم مـا وراء الطبيعـة و والمعرفة به ال يكون من العلم مثل علـم الغيـب

فـي نظريـة العلـم ويظهر ذلك بوضوح ،وعلم الكهانة والتنجيم ،)الميتافيزيقا(بوجود والتي تقوم على االعتقاد ،)أالبستملوجيا( الحديث لطبيعة المعرفة العلمية

ين همـا نظام طبيعي حتمي يخضع له الكون ال وجود خروق له يقوم على مبدأ أي أن كل ظاهرة لها علة سببتها فتنتظم أحداث الكون فـي تسلـسل العلّية :أوال

.٤٦-٤٠:، دار الشروق، ص صفلسفة علم االقتصاد )م٢٠٠٨(أمين جالل) ٢(

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٦٠

،مطلق المستقبل في مطلق المكـان إلىق الماضي السببية من مطل وتنتظم علّي، قانون اطراد الطبيعة بمعنى أن الطبيعة تجري بشكل مطرد على وتيـرة ال :ثانيا

الـصيغة إلىهو الوصول ودور العلم وكان هذا األساس لفيزيا نيوتن، )٣(تتغيرس الرياضية لسلوك هذا النظام باستخدام الطرق االستقرائية القائمة علـى الحـوا

ويقوم البحث العلمي على االعتقاد بأن لكل نتيجة سبب ولكل ظاهرة والتجريب، حدوثها،فبذلك يجب على الباحث العلمي أن يبتعد إلىمجموعة من األسباب أدت

لـذلك ،)٤( ويربط الظاهرة بأسبابها المباشـرة الميتافيزقية الغيبية عن التفسيرات األخالق والدين وكل تـأثير لإليمـان ، االقتصاد بما في ذلك علم علمالغاب عن

االقتصادي مثل اإليمان بالبعث والجنـة بما في ذلك السلوك بالغيب على السلوك والنار والحساب والجزاء والقضاء والقدر وأصل اإلنسان ومصيره والغاية مـن

وهذا يعتبر قصور معرفي وذلك لمحدودية العقل ومحدودية الحواس التـي خلقة، محدودية المعرفة التي يمكـن إلىي اإلدراك والشعور، وهذا أدى يعتمد عليها ف

.للعقل أن يحيط بها

التـي المقـدرات االعتماد على العقل في معرفة مجاالت خارجة عن أدى تخبط وضالل في تفسير كثير مـن إلى ،زود بها وعن الوظيفة التي خلق ألجلها

ه ومـصيره، والـروح أصل اإلنسان وغاية وجود و الخالق معرفة الظواهر مثل وقد تم االعتماد على نظريـة المعرفـة العلميـة الحديثـة .والحياة بعد الموت

لذلك وفـي االقتصادية، في تأسيس علم االقتصاد وتفسير الظواهر ) الكالسيكية(التأسيس لعلم االقتصاد اتبعت المدارس االقتـصادية المختلفـة مـنهج التحليـل

، واسـتخدمت (Normative)لتحليـل القيمـي بـدالً مـن ا (Positive) االيجابيأسوة بالعلوم الطبيعية في اكتـشاف الرياضيات والطريقة االستنباطية والتجريبية

الكويـت، المعرفة، ٢٦٤عالم ،فلسفة القرن العشرين )هـ١٤٢١( يمنى الطريف الخولي ) ٣(

.١٥٥-١٥٤ : صص .٣٨ساليبه، دار الفكر، ص، مفهومه وأدواته وأالبحث العلمي) م١٩٩١ (عبيدات ذوقان وآخرون) ٤(

٦١ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

وذلك باعتقاد أن الـسلوك االقتـصادي القوانين التي تحكم العالقات االقتصادية، الفردي والجمعي يخضع لقوانين طبيعية حتمية يسعى علم االقتـصاد الكتـشافها

وبذلك اسـتكمل الكالسـيكيون . ا مثل القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية مثلهوعمل الكالسيكيون على اكتشاف القـوانين التـي تحكـم . أسس علم االقتصاد

الظواهر االقتصادية، إذ اعتقدوا أن فهمها هو مفتاح فهم وطبيعـة االرتباطـات .الموجودة بين تلك الظواهر

الذي أثبت (و) الكالسيكية( رية المعرفة الحديثة أدى تبني علماء االقتصاد نظ لى محدوديـة المعرفـة إ)الطبيعية في القرن العشرون خطئها التطور في العلوم

عدم صحة إلى أعتمد عليها الفكر الغربي في تأسيس علم االقتصاد وبالتالي التيتفسير كثير من التقلبات واألزمات االقتصادية والى العجـز فـي التبـوء بهـا

لى تعرض العالم لألزمات بطريقة منتظمـة وتعـرض المجتمعـات إو وتجنبها،لى المشكالت االقتصادية الدائمة والتي إللنتائج المدمرة لتلك األزمات، باإلضافة

تعاسة اإلنسانية وقـد فـشلت إلى والتي أدت ،تعاني منها البشرية لفترات طويلة لحلها والتي صفات التي أتت بها في تفسيرها وأخفقت كل الو النظرية االقتصادية

الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروة والصراع الناتج عن عدم العدالـة من أهمها لـى هـدر المـوارد الى الصراع واالقتتال وا و والظلم في العالقات االقتصادية

وهذه نتيجة حتمية لقصور مصادر المعرفـة التـي س البشرية، االقتصادية والنف M Ç Æ Å :لتنظير لالقتصاد ويأتي مصداقا لقولـه تعـالي أعتمد عليها في ا

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È وبسبب الفـشل .طهتعالت األصوات بانتقاد النظرية النيوكالسـيكية االقتصادية الغربية،في النظرية

فـي ارتفعـت األصـوات للبحـث و ،)٥( النظرية تهتز هوبدأ الثقة الكبيرة في هذ بديل لها لتحقيق األهداف التـي وضـعت وضع للنظرية االقتصادية أو صالح إ

(5) Hausman, D. and Michael McPherson (1996) (Taking Ethics Seriously: Economic and

Contemporary Moralo Philosophy) J. of Economic Literature, pp: 671-731, Wilson, Rodney (1997) Economic, Ethics, and Religion, London: Mcmillan.

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٦٢

وقد كانت تلك المحاوالت تركز ، )٦(للنظرية االقتصادية ولكنها فشلت في تحقيقها إلـى والتعاون كقوة محركة للـسلوك االقتـصادي واإليثار األخالقية على القيم

إلـى تـدعو كانـت كانـت والتي المحاوالت ومن. جانب المصلحة الشخصية مـيالد ٤ الرأسمالية نسخة ( ضمن القيم الرأسمالية كتاب بعنوان ولكن اإلصالح

سوف يضيف إضافة أن هذا الكتاب وقد قال عنه جورج سورس )قتصاد الجديد اوأهم االتجاهات والمـدارس التـي انتقـدت ،)٧()قتصاد العالمي كبيرة لفهمنا لال

كمحرك رئيـسي الشخصية والمنافسةالمصلحةية التقليدية والتي تركز على ؤالر :)٨(للسلوك االقتصادي هي

، سـلوك رشـيدا اإليثارفهي ترى أن :يقتصاد اإليثار اال مدرسة علم -١وأن السلوك المبني على المصلحة الخاصة فقط أمر غير واقعي وهو بالضرورة

وإن افتراض الرشد في اإليثار والصلحة الخاصة نظرية صحيحة، إلىيؤدي المدرسة علـم االقتـصاد -٢ )٩( نظرية ينتج عنها تنبوءات أكثر داللة إلىدي يؤ

والـذي تـؤثر فيـه وتقول بأن الحاجة وجدت لتحسين الرفاه البشري :اإلنسانيوالـذي تشكيلة القيم اإلنسانية األساسية، وتحسين الرفاة البشري أو تحقيق الذات

ولوجيـة والـسيكولوجية يكون بتلبية جميع حاجات البشر بما فـي ذلـك الفيزي فيـه تـرى : مدرسة علم االقتصاد االجتماعي -٣، )١٠(واالجتماعية واألخالقية

ألن ضرورة إعادة صياغة النظرية االقتصادية في ضوء االعتبارات األخالقية، ال يمكنه أن ينجح في تقـدير الـسياسات الالزمـة يأي علم ملتزم بالحياد القيم

(6) Dopfer, Kurt (ed) (1976) Economics in Futur: toward a new Paradigm (London: Macmillan). (7) Kaletsky, Anatole (2010) Capitalism 4.0 The Birth of a New Economy), Bloomsbury,

NewYork المي المعهد الع ،مستقبل علم االقتصاد من منظور إسالمي )هـ١٤٢٦( محمد عمر شابرا ) ٨(

.٩٢-٨٩: ص ص للفكر اإلسالمي،(9) Hahn, F. and M. Hollis (1979) Philosophy and Economic Theory (Oxford: Oxford University

Press). (10) Lutz, Mark and K. Lux (1979) The Challenge oh Humanistic Economics, (Menlo Park,

CA: Benjamin/Cumming) p. IX.

٦٣ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

وهي ترى أن االقتصاد األخالقي سوف يكـون مع،لتحقيق األهداف الكلية للمجت -٤ ،)١١(وأكثر نفعا من االقتصاد الذي ال يلتـزم بـاألخالق ،لالهتمامأكثر إثارة

فهي ترى أن سلوك اإلنـسان يتـأثر بالمؤسـسات : مدرسة االقتصاد المؤسسي االقتصادية والدينية المترابطة والتي تؤثر في سلوك األفـراد عبـر و االجتماعية

من في الحاضر والمستقبل وتشرح التعاون والتنسيق في نماذج السلوك فـي الز .المجتمع البشري

تحيز علم االقتصاد القتـصاد، ا تشكل في مجموعها علـم أن بناء النظريات االقتصادية والتي

مبنية علـى مجموعـة ،(Paradigm) قناعات مسبقة تسمى و يعتمد على مسلمات وهو المذهب نسقا فكريا وموقفا متكامال من الحياة من األحكام قيمية والتي تشكل

من خارج الظـاهرة موضـع االقتصادي، وتأتي هذه القناعات واألحكام القيمية ؤثر في نتائج هذه الظاهرة، فالحريـة االقتـصادية وحريـة سـلوك الدراسة وت

الوحدات االقتصادية مصدرها المذهب الرأسمالي وهي من المسلمات في بحـث القتصادي وتكون أساس لقياس السلوك الرشيد وهي تقحم على الظاهرة السلوك ا ويالحظ في هذه المـسلمات وتكون مصدرا تحيز نتائج دراسة الظاهرة، إقحاما،

ضرورة وال تقبل النقاش، أن الباحث يعتبرها من المسلمات التي هي صحيحة بال ها لالختبـار عخـضا إأنها شخصية وليس لها عالقة بالعلم ويتم قبولها دون مع

تأثيرها حاسـم ويمكن أن تثبت صحتها أو خطئها، وهي اعتقادات ال والتمحص، .)١٢(على نتائج البحث للظاهرة موضع الدراسة

(11) Hausman, D. and Michael McPherson (1996) (Taking Ethics Seriously: Economic and

Contemporary Moralo Philosophy) J. of Economic Literature, p. 723.

٢٠-١٥، دار الشروق، ص ص فلسفة علم االقتصاد )م٢٠٠٨( أمين، جالل) ١٢(

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٦٤

)الكالسيكي(االقتصاد اإلسالمي أدى االنبهار بالنهضة العلمية التي قادها الغرب وتخلف المسلمين الفكـري

إبستومولوجيا ( ظرية المعرفة العلمية الحديثة بن عنها، إلى تسليم العلماء المسلمين در المعرفـة وذلك على الرغم من تعارضها مع مصا ،)ث الكالسيكية العلم الحدي

لغيب كأحد مـصادر المعرفـة ا نظرية المعرفة الحديثة أنكرت حيثاإلسالمية، وعدم تسليمها بتأثير اإليمان بالغيب على السلوك، وهـذا ينطبـق علـى علـم

نفـس المنهجيـة وقد أتبعت ،لتقليدي الذي يقوم على التحليل االيجابي ا االقتصاد تميزا له عن االقتصاد )الكالسيكي(ـوتنعته ب ،للتأسيس لعلم االقتصاد اإلسالمي

لعلم االقتصاد اإلسـالمي ي التأصيل وكان يجب ف ،ليه المقال إالقرآني التي يدعو تي تعتبر أن العقل البـشري لـه وال أن يبدأ بالتأصيل لنظرية المعرفة اإلسالمية

حدوده وأن الوحي مصدر أساسي من مصادر المعرفة، وعليه يعتمد عليـه فـي بدايتـه وليها مثل أصـل الكـون إالمعرفة التي ال يمكن للعقل البشري الوصول

، فلو كان هذا هو المنطلق ،)١٣(مصيره وبالروح والجنة والنار والبعث والنشور واد اإلسالمي هو االقتصاد الغربي والذي يقـوم علـى فيجب أن ال يكون االقتص

والذي يعتبر هدف اإلنسان هـو تعظـيم المادية البحتة وإنكار اهللا والقيم الدينية، منفعته وربحه في الحياة الدنيا إذ ال يوجد في مفهـوم العلـم الحـديث اإليمـان

كتابـات فـي واالقتصاد اإلسالمي نظاما وعلما، باآلخرة أو البعث أو الحساب، وقـد .بعد ترقيعه بالقيم والضوابط الشرعية المتخصصين هو االقتصاد التقليدي

وجد االقتصاديون المسلمون تعارض االقتصاد التقليدي في بعض جوانبـه مـع السلوك االقتصادي لإلنسان، لذلك عملوا على ترميمه وترقيعه لكي يـتالءم وال

لة االقتصادية والتـي تنـشأ مـن المشكرض مع القيم اإلسالمية، وقد كانت ايتع

، دار القاسم ،ن بالغيب وآثارهأصول االيما )هـ١٤٢٨ (كردي فوز بنت عبداللطيف) ١٣(

.٦٢-٥٣ :ص ص

٦٥ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

الرغبات الغير محدودة والموارد النادرة هي موضوع علم االقتصاد اإلسـالمي موضوعات النظام االقتصاد كما هي موضوع علم االقتصاد التقليدي، كما كانت

وذلك على الـرغم اإلسالمي هي نفسها موضوعات النظم االقتصادية األخرى، حركات سـلوكه االقتـصادي تختلـف فـي النظـام من أن اإلنسان وأهدافه وم

عن غيره من النظم، فكانت مكونات النظـام االقتـصادي اإلسالمي االقتصاديوهي الحرية، األخرى، االقتصادية كما هي مكونات النظم في كتاباتهم اإلسالمي

.والملكية، ودور الدولة في االقتصاد، ونظام التوزيع تحقيق الهـدف الـذي يجب أن يكونميأن هدف النظام االقتصادي اإلسال

وظيفة االستخالف وأعمار األرض ،به وأنزله لألرض للقيام له خلق اهللا اإلنسان وعليه في عالقاته المادية والروحية على الهدي الرباني، وتحقيق العدالة والقسط

يجب أن يكون النظام االقتصادي اإلسالمي مختلف عن غيره من النظم، ولكـن من تأثير الفكر االقتـصادي ايتحرروقتصاد اإلسالمي لم يستطيعوا أن كتاب اال

الذي يمكن أن يطلق عليـه ( الغربي في تأطيرهم وتنظيرهم لالقتصاد اإلسالمي ، لذلك اختيـر أن يكـون النظـام االقتـصادي )االقتصاد اإلسالمي الكالسيكي

يـة والملكيـة فالحر اإلسالمي وسطا بين النظام الرأسمالي والنظام االشـتراكي ليست مطلقة كما في النظام الرأسمالي وليس مصادرة كما في النظام االشتراكي

، والدولة ال تمتلك الموارد االقتصادية كمـا فـي ابط الشرعية فهي مقيدة بالضو الملكيـة العامـة ة كما في النظام الرأسمالي، لكن مفلس تالنظام الرأسمالي وليس

ة أساسية فـي النظـام اإلسـالمي إذ تقـوم ولها وظيف من النظام جزء أساسي بالمساعدة في تحقيق العدالة االجتماعية، أما التوزيع والذي يـتم عـن طريـق السوق في النظام الرأسمالي ويتم عن طريق الدولة في النظام االشتراكي، يكون في النظام االقتصادي اإلسالمي عن طريق السوق مع تدخل الدولـة لتـصحيح

ختالالته، أما كتابات االقتصاديين المسلمين عن علم االقتصاد اوإخفاقات السوق

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٦٦

إلسالمي فقد كانت بين منكر لوجود هـذا اإلسالمي والتحليل للسلوك االقتصادي العلم وبين مثبت له ولكن متداخل مع القيم اإلسالمية وهذا يتعارض مع مفهـوم

ولم .)كما يدعى ( علم االقتصاد الغربي والذي هو علم موضوعي خالي من القيم يستطع الكتاب في التحليل االقتصادي اإلسالمي التحـرر مـن ربقـة النمـاذج االقتصادية للمدرسة الكالسيكية أو النيوكالسيكة في التحليل الجزئـي أو نمـاذج

أو النقدية في التحليل الكلي ،على الرغم من تعارض األسس و المدرسة الكينزية .وانبها مع األسس الفكرية اإلسالميةالفكرية لهذه المدارس في بعض ج

)١٤()الكالسيكي(أزمة منهجية دراسة االقتصاد اإلسالمي على الرغم من التراكمات الـضخمة فـي أدبيـات االقتـصاد اإلسـالمي

إال أنها كانت ضمن منظومة نظرية المعرفة التقليدية ولم تحد عـن ) الكالسيكي( معظمها عـن النظـام االقتـصادي قوالب النظرية االقتصادية التقليدية، وكانت

أو . اإلسالمي ومؤسساته المختلفة كالزكاة والوقف والملكية العامة وتدخل الدولة .الصيرفة اإلسالمية عن النظام المصرفي أو

أما التنظير للسلوك االقتصادي للوحـدات االقتـصادية فـي المجتمعـات نعقاد المـؤتمر العـالمي اإلسالمية فأنها لم تتم بالشكل المرضي والكافي، فمنذ ا

إلى اآلن لـم تظهـر معـالم النظريـة م١٩٧٩األول لالقتصاد اإلسالمي عام االقتصادية اإلسالمية وال توجد محاوالت منتظمة للتوصل إليها، وقـد حاولـت مراكز األبحاث ومنها مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي بجامعـة الملـك عبـد

لجهود في دفع الكتابـات عـن االقتـصاد العزيز، والذي أنيط به مهمة تنسيق ا ، ومن خـالل اإلسالمي العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي في توصيات المؤتمر

خططه البحثية دفع الكتاب إلى الكتابة عن النظرية االقتصادية اإلسالمية ولكـن

، دراسة منهجيـة : علم االقتصاد اإلسالمي وعلم االقتصاد ) هـ١٤٢٧ (الساعاتي عبدالرحيم) ١٤( .١٢، م٢، المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب، عمجلة دراسات اقتصادية إسالمية

٦٧ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

وكانت أهم عقبة في تطوير الكتابة عـن النظريـة هـو . النتائج لم تكن مرضية ية التي تبنى عليها النظرية االقتصادية اإلسالمية، وكـان هنـاك األسس المعرف

علم االقتصاد اإلسالمي وقد تجلى ذلك في حول المنهجية الضابطة للكتابة خالف حول موضوع االقتصاد اإلسالمي وفي علميـة االقتـصاد بين الكتاب االختالف

.اإلسالمي ومنهجية دراسته

مكون من حقلين من المعارف وهمـا وطبيعي أن يكون االقتصاد اإلسالمي وقد أدى اختالف الخلفية العلميـة والتخـصص . االقتصاد والمعارف اإلسالمية

.للكتاب إلى االختالف في تحديد موضوع علم االقتصاد

فعلماء الشريعة والفقه يرون أن االقتصاد هو فقه المعامالت لذلك يجـب أن العلـم (الفقه كما هو معروف هـو و. ال يتحدث عن االقتصاد اإلسالمي إال فقيه

واألحكـام الـشرعية مقـوالت قيميـة ) باألحكام الشرعية العملية مـع أدلتهـا (Normative) وهناك من يـرى ،)يبعدها االقتصاديين في تعريف علم االقتصاد

بـسبب ارتبـاط تقصير الفقهاء في بيان أصول النظام االقتصادي اإلسـالمي، نظام االقتصادي التاريخية والتي قد ال يكون لها بمؤسسات ال األصول المستنبطة

.)١٥(وجود مع تطور النظم االقتصادية

أما االقتصاديون فبحكم تخصصهم يعتبرون أن موضـوع االقتـصاد هـو العالقات االقتصادية وسلوك الوحدات االقتصادية في سبيل تلبية أكبر قدر مـن

بعيد عن (Positive) (بيجايإ وهو علم وضعي. الحاجات مع وجود ندرة المواردوفي تقييم الكتابات حـول موضـوع (Subjective) واآلراء الذاتية (Value) القيم

االقتصاد اإلسالمي سوف يتم االلتزام بالتعريفات المتفق عليهـا فـي تخـصص االقتصاد في التفريق بين المذهب والنظام والسياسات وعلم االقتصاد، مع العلـم

النظـام االقتـصادي هل قصر الفقهاء في بيان أصـول )م٢٠٠٨ (عبدالرزاق بلعباس ) ١٥(

.٥٩-٣٣ص ص ،١ع ،٢١م، االقتصاد اإلسالمي: مجلة جامعة الملك عبدالعزيز اإلسالمي،

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٦٨

ال يعنـي (Objective) وموضوعية دراسته (Positive) أن وضعية علم االقتصادفالعلم يعرف بأنه فرع من فروع المعرفـة نظمـت . أن القيم ال تؤثر في النتائج

نتائج البحث فيه في صورة فرضيات وقوانين عامة، قابلة للتمحيص واالختبـار بينما يعـرف النظـام االقتـصادي بأنـه .بالمنطق أو بالتجريب أو باالستقراء

المؤسسات والقواعد واألنظمة واإلجـراءات والوسـائل و مجموعة من القوانين الالزمة لتحقيق األهداف الكلية للمجتمع ويختلف عن المذهب االقتصادي والـذي هو مجموعة القيم والمبادئ واألخالقيات التي يعتقد بها المجتمع وتحكم الـسلوك

.االقتصادي للمجتمع

فة لالقتصاد اإلسالمي يتضح هذا االخـتالف وباستعراض التعريفات المختل .حول موضوع علم االقتصاد اإلسالمي

يحدد وظيفة االقتصاد اإلسـالمي ) اقتصادنا(فاألستاذ باقر الصدر في كتابه ـًا للتـشريع اإلسـالمي، "بـ الكشف عن الصورة الكاملة للحياة االقتصادية وفق

إذن )١٦("اء تلـك الـصورة ودرس األفكار والمفاهيم العامة التي تنـتج مـن ور ويشاركه في ذلك . االقتصاد اإلسالمي في رأيه هو المذهب االقتصادي اإلسالمي

.كثير من الكتاب

: فالدكتور محمد رواس قلعه جي يصور خصائص االقتصاد اإلسالمي بأنه نظام رباني، جزء من اإلسالم الشامل، اقتصاد عقدي، فيه طابع تعبدي، مـرتبط

واقعي، ذات هدف سامي، اقتصاد بناء، متـوازن، ، موضوعيباألخالق، مرن، االقتـصاد اإلسـالمي هـو عنده،و. )١٧(المال فيه هللا، استخدام المال فيه مرشد أن االقتـصاد (أمـا الفنجـري فيـرى . المذهب، والنظام االقتصادي اإلسالمي

. ٣١٢، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، صاقتصادنا )م١٩٨٧(السيد محمد باقر الصدر )١٦(، دار النفائس، ص مباحث في االقتصاد اإلسالمي )م١٩٩١ (محمد رواس قلعه جي )١٧(

.٦٢- ٥٥ :ص

٦٩ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

ثابت وهو عبارة عن مجموعـة المبـادئ أو : اإلسالمي يتكون من شقين األول ول أو السياسة االقتصادية التي جاءت بها نصوص القرآن والسنة، وجـزء األص

متغير، وهو األساليب والخطط العملية إلحالة أصول اإلسالم وسياسته االقتصادية .أي أن االقتصاد اإلسالمي هو مذهب ونظام وسياسة). )١٨(إلى واقع مادي

ينبثق مـن العقيـدة أما األستاذ مناع القطان، فيعتقد أن االقتصاد اإلسالمي اإلسالمية، ويرتكز على الملكية األصلية، والملكيـة العارضـة، االسـتخالف،

أي أن االقتـصاد اإلسـالمي هـو المـذهب االقتـصادي . وميراث الصالحين أما الطريقي فيعرف االقتصاد اإلسـالمي، بأنـه العلـم بأحكـام . )١٩(اإلسالمي

ا يتعلق بتنظيم كسب المال وإنفاقـه الشريعة العملية، وعن أدواتها التفصيلية فيم .هنا االقتصاد اإلسالمي هو المذهب المشتق من علم الفقه. )٢٠(وأوجه تنميته

أما محمد عبد اهللا العربي، فيعرف علم االقتـصاد اإلسـالمي بمجموعـة األصول العامة التي نستخرجها من القرآن والسنة لبناء االقتصاد الذي يقام على

العلـم "وكذلك أحمد الفيل، فيعرفه بأنه ". سب بيئة عصره أساس تلك األصول ح ـ لمـنهج الـشريعة االذي تتناول مباحثـه البنيـان االقتـصادي جميعـه طبقً

.هنا االقتصاد اإلسالمي هو النظام االقتصادي اإلسالمي. )٢١("اإلسالميةمعرفة وتطبيق األحكام "أما حسن الزمان فيعرف االقتصاد اإلسالمي، بأنه

د الشرعية التي تمنع الظلـم فـي الحـصول علـى المـوارد الماديـة والقواع

: المذهب االقتصادي في اإلسالم، االقتصاد اإلسالمي)م١٩٨٠ (محمد شوقي الفنجري )١٨( ، جامعة الملك عبدالعزيز،بحوث مختارة من المؤتمر األول لالقتصاد اإلسالمي

. ٧٨-٧٦: ص ص، االقتصاد اإلسالمي، مفهوم ومنهاج االقتصاد اإلسالمي )م١٩٨٠ (مناع خليل قطان )١٩(

. ١٣٦- ١٣٢ :دالعزيز، ص صجامعة الملك عب . ١٨، ص ، مكتبة الحرميناالقتصاد اإلسالمي )هـ١٤١٠ (عبداهللا عبدالمحسن الطريقي )٢٠( . ٣٠، شركة العبيكان، ص مناهج الباحثين في االقتصاد اإلسالمي، محمد الجنيدل )٢١(

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٧٠

واستهالكها، بغية تحقيق رضا الناس وتمكينهم من القيـام بواجبـاتهم تجـاه اهللا . يركز على النظاما، وهنا أيض)٢٢(وتجاه المجتمع

وهناك مجموعة أخرى مـن الكتـاب اعتبـرت أن موضـوع االقتـصاد ؤالء ومن ه . تأثر بالمذهب االقتصادي اإلسالمي اإلسالمي، هو علم االقتصاد الم

منذر قحف، الذي يذكر أن موضوع علم االقتصاد اإلسـالمي يـضم الجانـب الفلسفي، وهو المذهب، وجانب المبادئ والقواعد العامة التي تحدد الشكل العـام، واإلطار الخارجي للفاعلية االقتصادية، وهو النظام، وجانب التحليل االقتـصادي

.)٢٣( يكشف عن كيفية تشكيل االستهالك واالدخار واالستثمارالذيأما الدكتور يسري فيعرف علم االقتصاد اإلسالمي، بأنه العلم الذي يبحـث في كيفية تنظيم النشاط االقتصادي لألمة اإلسالمية أفرادا وجماعة، بمـا يـؤدي

أمـا . )٢٤(" اهللا أو مستقبالً وإنفاقها بما يرضـي اإلى اكتساب الدخول الحالل حاليدراسة وتحليل الظـواهر : نهأنجاح أبو الفتوح فيعرف علم االقتصاد اإلسالمي ب

االقتصادية في إطارها اإلسالمي، بغية التوصل إلى القوانين التي تحكم عمل هذه ذلك الفرع من المعرفة : ويعرف شابرا علم االقتصاد اإلسالمي بأنه . )٢٥(الظاهرة

اهية اإلنسان، من خالل تخصيص وتوزيع المـوارد الذي يساعد على تحقيق رف النادرة، بما ينسجم مع التعليمات اإلسالمية وبدون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلـى

.)٢٦(تكبيل حرية الفرد، أو خلق اختالالت مستمرة في االقتصاد الكلي والجزئي

)٢٢( Hasanuzzaman, S.M., “Definiton of Islamic Economics”, Journal of Research in Islamic Economics, 1984, pp. 51-53.

.٢٠، دار القلم، ص االقتصاد اإلسالمي )م١٩٧٠ (منذر قحف )٢٣(، دار الجامعـات دراسات في علم االقتـصاد اإلسـالمي )م١٩٨٨ (عبدالرحمن يسري )٢٤(

. ٣١-٣٠ : صالمصرية، ص البنـات، جامعـة ، كليـة مدخل إلى االقتصاد اإلسـالمي )م٢٠٠١ (نجاح أبو الفتوح )٢٥(

. ١٥األزهر، ص ، المعهد اإلسـالمي للبحـوث ماهو االقتصاد اإلسالمي )هـ١٤٢٠ (عمر شابرا محمد )٢٦(

. ٤٠والتدريب، ص

٧١ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

دراسـة "أما الزامل وبن جياللي يعرفان علم االقتصاد اإلسـالمي، بأنـه ية لسلوك الفرد في المجتمع اإلسالمي المتعلق باستعمال المـوارد النـادرة، تحليل

وتوزيعها واستعمالها في إنتاج السلع والخدمات، في إطار سعي المجتمـع نحـو أن علـم "أنس الزرقا ويؤكـد محمد ويعرف . )٢٧("تحقيق عبودية اهللا ومرضاته

.)٢٨(قتصادياالقتصاد اإلسالمي يشمل النظام االقتصادي والتحليل اال

مما سبق يتضح أن عدم االتفاق على موضوع االقتصاد اإلسالمي أدى إلى تشتت الكتابات بين المذهب االقتصادي اإلسالمي والنظام االقتصادي اإلسـالمي والسلوك االقتصادي في المجتمعات المسلمة المتأثرة بالقيم اإلسالمية، وبالتالي لم

ية اإلسالمية األصيلة، وكل المحاوالت في الكتابة تظهر لنا معالم النظرية االقتصادعن التحليل االقتصادي أو النظرية االقتصادية اإلسالمية كانت ضمن النظريـة النيوكالسيكية في التحليل الجزئي والنظرية الكنزية في التحليل الكلي، مع إدخال

ـ ربح بعض المتغيرات، أو التعديالت في مسمى بعض المتغيرات، مثال معدل الومنحنى الطلـب أو العـرض لألمـوال .(IS)بدالً من سعر الفائدة في منحنى

المخصصة لإلقراض، ودالة االستثمار واالدخار، وكذلك في سلوك المستهلك أو ويؤكد يالجينتاش أن المنهجية المتبعة فـي دراسـة النظريـة . )٢٩(سلوك المنتج

لفرضيات فـي النظريـات االقتصادية اإلسالمية التي تقوم على استبعاد بعض ا االقتصادية العامة واستبدالها بفرضيات سلوكية مشتقة من المراجـع المتنوعـة

سوف تؤدي إلى نتائج ليست بالضرورة ) القرآن، السنة والفقه (للمعرفة اإلسالمية

، دار النظرية االقتصادية اإلسـالمية )هـ١٤١٧ (يوسف الزامل، وبوعالم بن جياللي )٢٧( . عالم الكتب

، حثية في نظرية االقتصاد اإلسالمي بعض المشكالت الب )م١٩٨٦ (محمد أنس الزرقا )٢٨(في مشكالت البحث في االقتصاد اإلسالمي، المجمـع الملكـي لبحـوث الحـضارة

.٧٣صاإلسالمية، مؤسسة آل البيت، . ، مصدر سابقالنظرية االقتصادية، زامل وبن جالل )٢٩(

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٧٢

لم "أنس محمد يقول . )٣٠(الحلول اإلسالمية، إذ أنها قد تتغير بتغير تلك الفرضيات بحث واضحة في مجال االقتصاد اإلسالمي، وهناك حاجة ماسة تظهر بعد منهجية

إلى فكرة واضحة في أصول البحث المالئم في االقتصاد اإلسالمي، وموقع أصول .)٣١("الفقه ومنهجية التحليل االقتصادي في تلك األصول

شكلت علمية االقتصاد اإلسالمي أي وجود أو عدم وجود علـم االقتـصاد الً في منهجية دراسة علم االقتصاد اإلسالمي، لدى كتـاب مقلق ااإلسالمي هاجس

فعدم وجود علم االقتصاد االقتصاد اإلسالميون في ظل نظرية المعرفة التقليدية، اإلسالمي يعني االعتماد على النظرية االقتصادية الغربية رأسمالية أو اشـتراكية

يؤدي إلى فـصام والتي تتعارض مع بعض القيم والتعليمات اإلسالمية وبالتالي ـًا ألن اإلسالم يحكم بين المعتقد وبين السلوك االقتصادي، وهذا مرفوض إسالمي

أم القول بوجود علم اقتصاد إسالمي فأن المبادئ العلميـة . كل سلوكيات المسلم في وضع النظريات والقوانين االقتصادية تستبعد القيم واألخالقيـات ألن علـم

وبالتالي نجـد أن الكتابـات حـول علـم (Positive) االقتصاد هو علم وضعي :االقتصاد اإلسالمي تدور في محورين

منهج ينفي وجود علم االقتصاد اإلسالمي، منهم باقر الصدر الذي يـصرح " ويقع في هذه الفئة كـل مـن اعتبـر أن )٣٢("ابأن االقتصاد اإلسالمي ليس علم

.دي اإلسالميموضوع االقتصاد اإلسالمي هو المذهب والنظام االقتصا

التصور العام للمشكالت التي تعتـرض سـبيل )م١٩٨٦ (نوازات يالجينتاش وآخرون )٣٠(، مشكالت البحث في االقتصاد اإلسـالمي، مؤسـسة آل البحث في االقتصاد اإلسالمي

. ٤٠البيت، ص . ٧٩، ٧٨المرجع السابق، ص ص )٣١( . ٣١٥-٣١١: ص، مرجع سابق، صاقتصادنا، باقر الصدر )٣٢(

٧٣ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

علم االقتصاد اإلسالمي ال يمكن أن يولد والدة حقيقيـة، "ففي رأي الصدر إال إذا وجد هذا االقتصاد في كيان المجتمع بجذوره ومعالمه وتفاصيله، ودرست

وكذلك متولي يبرر ". األحداث والتجارب االقتصادية التي يمر بها دراسة منظمة تصاد اإلسالمي كعلم يبحث فـي الظـواهر، بأن االق"عدم وجود اقتصاد إسالمي

ويبحث عن أسباب وطرق عالجها وهذه أمور ال توجد إال إذا وجد مجتمع مسلم وهذه القواعد العامة لم توجد في أي مجتمع ما مـن . يخضع نشاطه لهذه القواعد كما أن محجوب يبرر عدم وجود علم اقتـصاد . )٣٣("المجتمعات المسلمة الحالية

ية الظاهرة االقتصادية التي تشكل أساس علم االقتصاد، إذ ال يمكن إسالمي بحياد .)٣٤(أن يكون علم اقتصاد عند المسلمين أو عند المسيحيين

أما من يقول بوجود علم االقتصاد اإلسالمي فيواجه مشكلة االختالف فـي وضـعية علـم اتعريف العلم في المفهوم الغربي والمفهوم اإلسـالمي، وأيـض

فـالعلم فـي . (Objective)وموضوعية دراسة االقتـصاد . (Positive)االقتصاد وبالتالي ال يمكن للعلم أن . )٣٥(اإلسالم هو اإلدراك الجازم الثابت المطابق للدليل

بينما العلم في الفلسفة الغربية ينفي كل . يكون إال إذا بدأ من نقطة اإليمان بالغيب ي الحقيقة هـي الحقيقـة الموضـوعية حقيقة ال تتأتى من التجربة الحسية وبالتال

.وبالتالي ينفي كل المعلومات التي يكون مصدرها الوحيكذلك كل من عرف علم االقتصاد اإلسالمي لـم يـستطع أن يبعـد القـيم

أن يدعي بأن علم االقتصاد اإلسالمي هو لم يستطع ، وبالتالي (Value)اإلسالمية

الشرق األوسط، مفهوم دور النقود في االقتصاد اإلسالمي، أبو بكر الصديق متولي )٣٣( . ، ندوة الجمعية المصرية لالقتصاد اإلسالميم٢٣/٦/١٩٨٧

. ٣دراسات اقتصادية إسالمية، معهد الدراسات اإلسالمية ، ص) م١٩٧٨ (رفعت محجوب )٣٤( في تقديم كتاب العلم لإلمام النسائي، تحقيق فاروق حمادة، المعهد طه جابر علواني )٣٥(

. ١٧م، ص ١٩٩٤العالي للفكر اإلسالمي،

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٧٤

وبالتالي يتأثر بالقيم (Normative)، ولكن يؤكد أنه قيمي (Positive)علم وضعي ااإلسالمية وال يكون محايد.

(Positive)وللخروج من هذا المأزق شكك البعض في علميـة ووضـعية أنس في تحليله محمد ولكن . )٣٦( وحيادية علم االقتصاد (Objective)وموضوعية

قـوالت للعالقة بين اإلسالم وعلم االقتصاد، أكد أن علم االقتصاد يتكون مـن م وكذلك في اإلسالم هنـاك مقـوالت قيميـة ومقـوالت . قيمية ومقوالت وصفية

وصفية، وأن هناك مقوالت قيمية مشتركة بين اإلسالم واالقتصاد، وبالتالي فـإن علم االقتصاد اإلسالمي سوف يضم المقوالت القيمية التـي ال تتعـارض مـع

الت التي تتعـارض مـع اإلسالم، وتلك التي يختص بها اإلسالم ويستبعد المقو اإلسالم، كما يضم المقوالت الوصفية اإلسالمية التي تتعلق باالقتصاد والمقوالت

.)٣٧(الوصفية االقتصاديةوفي تقييمه للكتابات عن علمية علم االقتصاد اإلسـالمي، وجـد بـوعالم وآخرون أن كالً من شابرا ويسري وشودري أجمع على وجـوب أن تتـضمن

ق بها النظرية االقتصادية القيم األخالقية والدينية لإلسالم، وأن الطريقة التي تشت نشتق الفرضيات األساسية أو أصول االقتـصادية مـن الـشريعة ومـصادرها المختلفة، كما أنهم لم يرو أي بأس في أن تـستخدم وسـائل التحليـل النظريـة

.)٣٨(االقتصادية التقليدية في بناء النظرية االقتصادية اإلسالميةذلك في تطوير منهجية علم االقتصاد اإلسالمي، يجـب أن يراعـى فـي ل

التعريفات والمصطلحات االقتصادية المستقرة حتـى يمكـن أن تكـون اللغـة .المستخدمة مفهومة ومتفق عليها بين المتخصصين في االقتصاد

. ١٨-٧ :، دار القلم، ص صفقه االقتصاد اإلسالمي )م١٩٨٨ (يوسف كمال )٣٦( . ، مرجع سابقالمفهوم والمنهج: تحقيق إسالمية علم االقتصاد، محمد أنس الزرقا )٣٧()٣٨ (Jalaly, B. (2002) Islamic Economics in the Writing of Contemporary Muslim

Economist, N.P.

٧٥ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

لكن علم االقتصاد حقل معرفي نشأ وتطور في الفلسفة الغربيـة وضـمن وتعريفاته المستمرة، والمتعـارف عليهـا غربية له مصطلحاته رية المعرفة ال ظن

والتي نشأ وتدرب عليها االقتصاديون، بما فيهم المـسلمون، إن تبنـي نظريـة سوف ينتج عنه إعادة تعريـف العلـم ) إبستومولوجيا إسالمية ( إسالمية للمعرفة

يؤدي في إلى نشوء حقـل معرفـي المصطلحات والتعريفات االقتصادية وهذا ووالذي سوف يختلـف فـي ).علم االقتصاد القرآني (جديد يمكن أن يطلق عليه

موضوعه ومنهجيته عن علم االقتصاد التقليدي والذي سـوف يمثـل الـسلوك االقتصادي وقوالبه ومؤسساته في مجتمع يؤمن بالقيم اإلسالمية ويطبقهـا فـي

.سلوكه االقتصادي

)القرآني(االقتصاد اإلسالمي الحاجة إلىن الـسلوك إذا كان السلوك االقتصادي هو موضوع النظرية االقتصادية ف إ

) التفكير واإلرادة والـتعلم (البشري بما فيه االقتصادي يتحكم فيه القدرات العقلية والـسلوك .وكذلك االنفعاالت الوجدانية كاإلحساس بـاأللم والفـرح والحـزن

وعقليـة ووجدانيـة اإلنساني سلوك صادر عن اإلنسان باعتباره وحدة حـسية وروحية متكاملة فال يمكن الفصل بين العقل والجسد من جهـة وبـين العاطفـة

وان الفصل بين حاجـات اإلنـسان الماديـة ، والوجدان والروح من جهة أخرى لـذلك لـم تـستطع .والروحية هو فصل نظري تجريدي ال يمت للواقع بـصلة

ية تجاهلها أو إهمـال الجانـب النظريات المختلفة بما فيها الرأسمالية واالشتراك إذ تبنت معتقدات وقيم أخالقية وضعية بدل مـن ، العقدي والروحي في اإلنسان

.المعتقدات والقيم األخالقية السماوية والتي شكلت مسلمات نظرياتها المختلفةإن القيم واألخالق والمعتقدات التي يتبناها المجتمع والتي تـشكل األسـاس

تشكل دوافع السلوك االقتصادي الرشـيد ،تي يتبناه المجتمعللمذهب االقتصادي ال اختالف السلوك إلىوإن اختالف هذه األسس المذهبية تؤدي ،لقطاعات المجتمع

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٧٦

االقتصادي موضع النظرية االقتصادية ومحل علم االقتصاد، لـذلك لـيس مـن ـ ي المستغرب أن تعتبر النظرية االقتصادية الغربية سلوك عثمان أبن عفان رض

القافلة من األرزاق على الفقراء في وقت لحينما وزع أحما غير رشيد عنه، اهللا، ألنه يتنـافي مـع مبـدأ تعظـيم )٣٩(عرض علية تجار المدينة األرباح العالية

األرباح، وكذلك إخراج المسلم لزكاة األموال الباطنة دون أن تجبيها الدولة منـه كاة من األفراد ألنهم غير مـستحقين ذلك عدم قبول الز كأو تجبره على دفعها، و

وعـدم شـراء أسـم إيداع أموالهم في البنوك وعدم أخذ الفائدة عليهـا، و لها،الشركات التي يكون نشاطها محرم أو تتعامل بالربا، ألن سـلوكهم يعتبـر مـن

إهدار للموارد يتنافى مـع الـسلوك هوجهة نظر النظرية االقتصادية الغربية في على .مبدأ تعظيم المنافع ي يقوم على الذفي النظام الرأسمالي االقتصادي الرشيد

الرغم من أن السلوك الرشيد منطق مقبول عقليا إال أن هناك عدة طرق للوصول فـيمكن حينئـذ تحديـد ليه ولكن إذ حددت األهداف الكلية التي تبناها لمجتمع إ

تلـك األهـداف وتعريف السلوك الرشيد، إذ أنه يصبح ذلك السلوك الذي يحقق وحيث أن النظريات االقتصادية الغربية التي تؤطر للـسلوك االقتـصادي فـي

قد ال وتحدد أهداف ال تتفق مع أهداف المجتمع اإلسالمي، المجتمعات الرأسمالية تكون مناسبة للتعبير عن السلوك االقتـصادي الرشـيد للوحـدات االقتـصادية

كـان لزامـا سالمي أساسا لسلوكه، للمجتمع الذي يشكل المذهب االقتصادي اإل نماذج النظرية الغربية التـي درسـوها منأن يتحررواعلى المفكرين المسلمين

ودرسوها وتشربت عقلوهم بها باعتبارها هي علم االقتصاد ويساعدهم في ذلـك االنتقادات الالذعة ألداء تلك النماذج والكتابات في التشكيك فـي علميتهـا، ثـم

تحـوير عـن ا وبر التي تعبر عن سلوكهم الرشيد ويع النظريات اأن يبنو عليهم

اإلسـالمي للبحـوث دالمعه ،نظرات اقتصادية في القرآن الكريم ).ت.د (دنيـا شوقي) ٣٩( .٥٩ص مية،تنالبنك اإلسالمي لل والتدريب،

٧٧ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

النماذج الرأسمالية، الكالسيكية أو النيوكالسيكية أو الكينزية وترقيعهـا لكـي ال .تتعارض مع الضوابط الشرعية

اهللا سبحانه وتعالى خلق اإلنسان وأودع فيه الشعور الديني الفطري إذ يقول 6 7 8 9 : ; > = < ? @ ] : قال تعالى في كتابه المنزل

C B ADF E GH I Z كما أودع فيها معرفـة ١٧٣-١٧٢األعراف وقـد كـان . الخير من الشر وخلق فيه ميل فطري إلى حب الخير ونبذ الـشر

دين يلبي حاجة البشرية ويتعهد ما فيها ، اإلسالم الدين الذي دعت إليه كل الرسل فطرة ، فأقم وجهك للدين حنيفا (: مكانيات قال تعالى من طاقات وميول وغرائز وإ

وقـد . ٣٠الـروم ) اهللا التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق اهللا ذلك الدين القيم وفي األسس العقائدية للنظام ) العقيدة اإلسالمية (تجسد ذلك في النظرية اإلسالمية

. النظام االقتصادي اإلسالميمبادئاالقتصادي اإلسالمي وفي

مؤسـساته إن تطبيق النظام االقتصادي اإلسـالمي بمبادئـه وأخالقياتـه و دي إلى تحقيق السالم االجتمـاعي والقـضاء ؤ ي يتوقع أن والعالقات بين وحداته

على الصراع الطبقي وتقليل سوء التوزيع للدخول داخل الدول وبين الدول ويقلل قـيمهم وأخالقيـاتهم من الفقر النسبي وسوف يحافظ على إنسانية البشر وعلـى

.أن هذا ما تحتاج إلية البشرية، وحرياتهم الدينية

طـرق إلـى وكان اإلسالم خاتم الرساالت نزل للعالمين ليهدي البشر كافة فالحهم ونجاحهم في الحياة الدنيا واآلخرة ويحكم وينظم كل حياة اإلنـسان ولـم

كان مـن جوانـب يغفل آي جانب منها ،بما في ذلك الجانب االقتصادي والذي تحقيق مقصد التركيز فيه فكان حفظ المال من مقاصد الشريعة اإلسالمية كما أن

حفظ الدين والنسل والعرض والعقل يستوجب أن يكون هناك حفظ للمال يـساعد على أخذ األسباب لعدم هالك النفس والقدرة على حفظ العرض وبقـاء النـسل

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٧٨

قرآن فيها توجيه له عالقة بالمـذهب والدين، لذلك ال يستغرب أن معظم سور ال آيات إلىلذلك يمكن الرجوع .االقتصادي اإلسالمي أو السلوك االقتصادي للفرد

القرآن الكريم والتي تصف الغرائز التي جبل اإلنـسان عليهـا وعلـى سـلوك اإلنسان في عالقته بالمال والثروة لوضع أساس السلوك االقتـصادي لإلنـسان

u t s r q p ] اآلية، Z ¤ ¥ ¡ ¢ £ ] :مثل } | { z y x w vZ ،اآليــــــة

اآليات التي تبين الضوابط والقيم التـي تحكـم سـلوك اإلنـسان إلى والرجوعالسلوك الذي يجب عليه سلوك من آمن باهللا واليـوم اآلخـر لتحقيـق فالحـه و تحكم سلوكه االقتـصادي وذلك لوضع النظريات التي ) سعادته في الدنيا وآخرة (واألدوات والسياسات التي يجب أن تتبع مـن قبـل ) موضوع االقتصاد القرآني (لتصحيح أي اختالل في السلوك، وعليه يمكن أن يكون لـدينا علـم ) المحتسب(

.االقتصاد القرآني

الحديث) القرآني( منهجية علم االقتصاد اإلسالمي في القرن العشرين والتي تبرأت من نظرية المعرفة العلمية وفي تطورها إن

االعتقاد بوجود نظام كوني حتمي يقوم على مبدأ السببية حيث أثبتت االكتشافات في الميكانيكا الموجية ومعادالت شرودنجر أن المصادفة واالحتمـال تفـسيران

موضع الدراسة، والذي يعني تبخر اليقين مـن الفيريائية لصميم طبيعة الظاهرة ال و وأصبحت العالقات ليست عالقات ميكانيكية محكومة بقوانين حتميةعالم العلم

نجد دائما عالقة سببية تفسر سلوك الظواهر وكل ما يمكن دراسته هي عالقـات احتمالية يمكن استخدام علم اإلحصاء والنظريات االحتمالية في تفسيره وتحديـد

إلىحتمية من علم الفيزياء وقد امتدت الال درجة التأكد أو الخطأ في تلك النتائج، إن العلوم األخرى وكانت السبب في انهيار نظرية دارون في أصـل اإلنـسان،

إتباعإلىفي القرن العشرين أدت والاليقينية التي سادت العلوم الطبيعية الالحتمية

٧٩ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

منهج أسلوب المحاولة والخطأ للتعلم والتعرف على البيئة المحيطة بالكائن الحي، الحديث وهو على وجه هذا األسلوب ليصبح المنهج العلمي التجريبي وقد تطور

منهج الحدوث االفتراضية الجريئة عن الظاهرة، واالختبارات العلميـة : التحديد أفضل ومحاولة تكـذيبها ىالحاذقة لتكذيبها، واستبدالها بفروض وتخمينات أخر

خمينات التي قد تكون التقدم العلمي، وهنا ليس مهم مصدر هذه الت إلىوهذا يؤدي قيم أخالقية أو دينية أو فلسفية، ولكن يجب أن توضع بصيغة قابلة إلخبار خطئها، ويمكن هذه المنهجية إتباعها في التأصيل للعلوم االجتماعية بما في ذلـك علـم

النظام االقتصادي والذي يعني بمجموع القيم ، هنا يجب إن نفرق بين)٤٠(االقتصادعلـم و ة في المجتمع موضع الدراسـة، سات االقتصادية السائد والقوانين والمؤس

يعني بالقواعد التي تحكم سلوك الظواهر والوحدات االقتصادية في الذي االقتصاد االفتراضات المختلفة عن ذلك الختبارالمجتمع والتي يمكن إتباع الطرق العلمية

وحدات و ي لظواهر الختبار تأثير مفردات النظام على السلوك االقتصاد و السلوك .لذلك المجتمع

إن المنهج العلمي التجريبي الحديث يتيح لالقتصاديين المـسلمين التأصـيل لعلم للسلوك االقتصادي للمسلمين الذين يؤمنون بالنهج القرآني ويعيشونه ويـؤثر في سلوكهم االقتصادي بتصوراته، إن مصادر المعرفة اإلسـالمية هـي عـالم

والمصدر الوحيد لعالم الغيب هو الوحي المعـصوم كتابـا الشهادة،عالم و الغيبوالذي ثبت ثبوتـا قطعيـا وسنة، المنزل على النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم

بصدقه، وال يعتبر اإلسالم المصادر األخرى للغيب كالكهانة والكتب المقدسة في ة الغنوصـية األديان الوثنية وكتب النبوءات أو مصادر المعرفة الباطنية كالمعرف

، أمـا عـالم )٤١(علم األسرار والعلم اللدني عند الـصوفية و اإلشرافيةوالمعرفة

ص الكويت، المعرفة،٢٦٤عالم ،فلسفة القرن العشرين )١٤٢١ (يمنى الطريف الخولي ) ٤٠(٣٩٠-٣٨١

ص دار القاسم، ،أصول االيمان بالغيب وآثاره )هـ١٤٢٨ (فوز بنت عبداللطيف كردي ) ٤١(١٨٣-١٢٣

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٨٠

الشهادة فمصدر المعرفة فيه هي الطرق العلمية المتبعة فـي نظريـة المعرفـة العلمية المادية الحديثة القائمة على المنهج العلمي التجريبي الحديث القائم علـى

ه خطـأ هـذ واختبارلمتأثر بالقيم اإلسالمية وضع فرضيات للسلوك االقتصادي ا .الفرضية من عدمه

وحدات المكونـة للمجتمـع الملتـزم السلوك االقتصادي لل لو أردنا دراسة لتفسيره ومعرفة المتغيرات التي تؤثر ،عقيدتا وسلوكا و بالضوابط الشرعية فكرا

ألن ) القرآنـي االقتصاد( عليه والتبوء به، المسلم يمكن أن نطلق على هذا العلم مصدر التنظير للسلوك االقتصادي والضوابط الذي يجب أن تحكمه وتؤثر فيـه

في القرآن كل ما في القرآن وفي السنة النبوة المطهرة وسوف نجد اسوف نجده اآليـة، U T S R Q PV Z] : ىنحتاج لبناء هذا العلم ويقول سبحانه وتعال

[ D C BZ اآلية.

تقتصر على الوصف والتفـسير االقتصاد القرآني سوف ال أن وظيفة علم والتنبؤ كما في علم االقتصاد التقليدي، بل يتجاوز ذلك الو وضع النماذج المثالية التي يجب أن يتصرف بموجبها الفرد المـسلم الرشـيد المنـضبط بالـضوابط الشرعية والتي تحقق األهداف الكلية للمجتمـع اإلسـالمي، وتفـسير أسـباب

وبناء على نماذج السلوك وعلى األسباب التـي تـم ،النحراف عن ذلك السلوك ا التي تسترشد بـاألوامر والنـواهي السياسات االقتصادية يتم وضعإليهاالتوصل

المباشرة والغير مباشرة والتي قد تستنتج من باب الـسياسة الـشرعي، والتـي ـ انحرافاتتصحح ك بهـدف تحقيـق السلوك االقتصادي اإلسالمي الرشيد وذل

.األهداف الكلية للمجتمع اإلسالمي القرآنية أنه نتيجة لتحـريم الفائـدة فـي االقتصادية فمثال تفترض النظرية

النظام االقتصادي القرآني فإن الوحدات االقتصادية في المجتمـع اإلسـالمي ال لـة تتعامل بالربا وعلية يكون الطلب على النقود والطلب على االستثمار ليسا دا

٨١ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

دراسـة أجريـت فلو هذه مقولة يمكن إثبات صحتها أو خطئها، في سعر الفائدة، ووجد أن الفرضية صحيحة فإن االستنتاج أن سلوك الوحدات االقتصادية سلوكا

ضـية غيـر ررشيدا يتمشى من منطق النظرية، ولكن إذا كانت النتيجـة أن الف ية في سعر الفائدة فـي هي دالة معنورواالستثماصحيحة ألن الطلب على النقود

خطأ أو هذا ال يعني خطأ الفرضية الوحدات االقتصادية في المجتمع اإلسالمي، ات غيـر رشـيد د ولكن تعنى أن سلوك تلك الوح الفرضية، النموذج المبني عليه وتكون مهمة النظرية تفسير سبب االنحـراف والمتغيـرات بالمفهوم اإلسالمي،

فإذا كـان ،ات االقتصادية لتصحيح ذلك االنحراف وتقترح السياس ،إليهالتي أدت ادية دخل السلطات االقتص تفت المجتمع متبني لألسس النظام االقتصادي اإلسالمي،

التـي تبناهـا مخالفة القوانين عند بتطبيق عقوبات في النظام االختالللتصحيح مـا وهـذا ، أو من باب السياسة الشرعية السنة والمشتقة من القرآن أو المجتمع

فوظيفة النظريـات ،لالحتكار هيحدث في االقتصادي الرأسمالي في حالة تحريم االقتصادية ليس فقط شرح السلوك االقتصادي الرشيد والتنبـؤ بـه بـل أيـضا مساعدة السياسة االقتصادية في توجيه هذا السلوك للسلوك الرشـيد أو لتحقيـق

.األهداف الكلية التي تبناها المجتمع

اقتصاد أخالقي إنساني مبني على السلوك قرآني يمكن وصفه بأنهاالقتصاد الوعلى مجموعة من القيم واألخـالق والـضوابط االقتصادي الغريزي اإلنساني

ضبط وتنظيم السلوك االقتصادي إلىوالتي تهدف الشريعة اإلسالميةالمستمدة من ين األفراد وبـين لإلنسان لتحقيق توازنه المبني على مبدأ العدالة في العالقات ب

الوحدات االقتصادية، والتوازن بين المصالح الخاصة العامة وتحقيـق التكافـل وبذلك يحقق وظيفة االستخالف التي خلق اهللا البشر االجتماعي بين أفراد المجتمع

التوازن بين االحتياجات الروحية والمادية للفرد والتوازن إلىوالتي تؤدي لتحقيقها .والجماعة وتحقيق الرفاهية للفرد والمجتمعبين مصلحة الفرد

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٨٢

األصول القرآنية لالقتصاد اإلنـسان كمـا كلـف ببقيـة إن النشاط االقتصادي نشاط تعبدي كلف به

I H G F E D CZ ] :ىفيقول اهللا سـبحانه وتعـال ،العبادات بالـسعي ، وقد كلف اهللا اإلنسان بعبادته كما كلفه بعمارة األرض وأمره ارياتذال

Ë Ê É È Ç Æ Å ÄÌ Î Í] في مناكبها كأمره له بالعبادة إذ يقـول

Ò Ñ Ð ÏZ ويقول ،٦١هود [? > = < ; :@ Z ١٥تبـارك، B A @4 5 6 7 8 9 : ; > = < ?] : تعـالى ويقول

CZ إليهاسان باالستباق أمر اإلنإلىالملك، فكان عمارة األرض من الخيرات إلـى ومن العمل الصالح التي تؤدي ،٤٨ البقرة Z ? @] حيث قال

Z Y ] \ [ ^ _ ` ] : تعالى حياة دنيوية طيبة للمؤمن حيث قال

d c b ae l k j i h g f Z النحل.

: ىسبحانه وتعـال اهللا اإلنفاق نشاط اقتصادي وقد أمر اإلنسان به، إذ يقول [x w v u t s r q py Z وطلـب مـن اإلنـسان ،١٩٥ البقرة

. / 0 1 2 3 4 5 6 7 ] إذ يقـول اإلنفـاق التوسط في

; : 9 8Z ،وحب المال غريزة اقرهـا القـرآن اإلسراء [ ®

² ± ° ¯Z (،رآن في قولـه وتفاوت الدخول شيء طبيعي يقره الق الفجر [ ¾ ½ ¼ » ºZ( فاوت مستوى المعيشة إذ وأقر القرآن ت ،٧١النحل

ــول µ ´ ³ ² ± ° ¯¶ ¼ » º ¹ ¸ Z] يقـــu t ] ( إذ يقـول االستهالكي مرغوب بـضوابطه، واإلنفاق ،٣٢الزخرف

y x w vz Z ٨٨ المائدة.

٨٣ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

قتصاد أحتل في القرآن موقعا الكريم نجد إن اال وباستعراض اآليات القرآن موضوع دنيوي أخر وتكاد ال تخلو سورة مـن سـور أيكميا وكيفيا أكثر من

القرآن منه ونجد أن كثير من المصطلحات االقتصادية تكرر ذكرها في القـرآن الكريم، من تلك المال، الملك، الرزق، الكسب، اإلنفاق، الزكاة، الربا، التجـارة،

ويجد الباحث أصول العقود وغيرها، كل والشرب، الديون، الزراعة، الغرس، األ ورغم ذلك لم يكن القرآن كتـاب فـي االقتصاد في القرآن مذهبا ونظاما وعلما،

.علم االقتصاد االقتصاد لقرآنيمعالم

وهو سلوكة في أن موضوع علم االقتصاد هو السلوك االقتصادي لإلنسان، حاجاته المختلفة، ويدرس في مجموعة مـن استخدام الموارد االقتصادية إلشباع

واالستهالك والتبادل والتوزيع ويدرس من منظـور كلـي اإلنتاجوهي الكليات، وكل هذه التقسيمات نشأت لتطورات وظـروف خاصـة باقتـصاديات وجزئي

بـالقيم التـي االقتـصادي السلوك ويتأثر الدول الغربية وليست لألسباب علمية، وبمجموعة المؤسـسات التـي ا المذهب االقتصادي، يؤمن بها وتشكل مجموعه . للمجتمع وتشكل النظام االقتصاديتنشأ لتحقيق األهداف الكلية

بربه وعالقته بنفسه وعالقته بغيره من اإلنسانإن القرآن نزل لينظم عالقة الطريق األقـوم الـذي إلى هوليهدي المخلوقات بما في ذلك الموارد االقتصادية،

Z/ 0 1 2 3 4 5 ] : ة الدنيا واآلخرة، قال تعـالى يحقق له سعاد بين لـه فـي وأمره بعمارتها، على األرض اإلنسانوحين أنزل اهللا ،٩اإلسراء

? @ D C B A ] : قال تعالى معرفته،إلى ج ايحت كتابه كل ما I H G F EZ لذلك نحن نؤمن بأن القـرآن الكـريم ،النحل

إلـى مبادئ التي إذا تم التعرف عليها وتدبرها يمكن الوصول يحوي األسس وال .ونظريتا، ويتحقق في العدالة والكفاءةمعالم االقتصاد القرآني مذهبا ونظاما

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٨٤

القرآنيالمذهب االقتصادي معالم المذهب االقتصادي هو مجموعة القيم والمبادئ واألخالقيـات واألعـراف

. غير قابلة إلثبـات صـحتها أو خطؤهـا التي يؤمن بها أفراد المجتمع وتكون ـ للعالقـات اويعتمد عليها في تحديد األهداف الكلية للمجتمـع، وتكـون أساس

ويمدنا القرآن الكريم باألسس العقائدية والتـي تـشكل .االقتصادية في المجتمع العامل األساسي المؤثر في السلوك والعالقـات االقتـصادية فـي المجتمعـات

:ه األسسهذ اإلسالمية وأهماهللا هو المالك األصلي لجميع الموارد االقتصادية فهو الخالق لها وهو الذي

وهو المسخر ها للناس وهو الوارث لهـا، يهبها لمن شاء وينزعها عن من شاء، Z Y X W ] \ [ ̂ _ ` b a ] :وقد قال اهللا تعـالى

h g f e d cik j ln m r q p o Z وقـال رانآل عم ،: [ º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «

»¼Ã  Á À ¿ ¾ ½ Ä È Ç Æ Å Z ــراهيمإ ، ب . à ß Þ Ýá Z] (:ويقول

فـي أعمـار اسـتخالف إن ملكية اإلنسان للموارد االقتصادية هي ملكية يراعي ضوابط المالك فيما استخلف فيه يقول األرض فيجب على المستخلف أن

e d ] :ىويقـول تعـال ،٣٩فاطر Z '! " # $ % &] :تعالى

h g fi Z ويقـول تعـالى ٧الحديد ،: [ Ç Æ Å Ä Ã Â

Ì Ë Ê É ÈZ ،ويقـول تعـالى يـونس : [ # " !

, + * ) ( ' & % $ 0 / . -

12 ; : 9 8 7 6 5 4 3 Z األعراف.

٨٥ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

ولكن اهللا هو يجب على اإلنسان أن يسعى في األرض ويأخذ بأسباب الرزق،إذ إن رتباط بين الرزق واألخذ باألسباب ليس حتما، المسبب األسباب وخالقها، وا

ذلك ألن اهللا ،لرزقولكن غير كافيا للحصول على ا األخذ باألسباب شرطا الزما : هو الذي يبسط الرز لمن يشاء ويقدره لمن يشاء إذ يقول اهللا سـبحانه وتعـالى

[¶ µ ́ ³ ² ± ° ¯ ®¸ ¾ ½ ¼ » º ¹ Z ،ــوت العنكبـÄ Ã ] ويقول ،٢٤سبأ A @ ? > = < BD C E Z] :ويقول

È Ç Æ ÅÉ Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê Ò Ó× Ö Õ Ô Ø Ù Û ÚZ ويقول،فاطر : [ [ Z Y X W V U TZ الذاريات.

اإليمان ليس شرطا للحصول على الرزق إذ يرزق اهللا المـؤمن والكـافر Í Ì Ë Ê É È Ç ] :والعصي والفاسق والظالم، إذ يقول سبحانه وتعالى

Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï ÎÙ á à ß Þ Ý Ü Û Úã âä ç æ å Z ،¹ ] : ويقولالبقرة ¸ ¶ µ ´ ³

º»À ¿ ¾ ½ ¼ Á È Ç Æ Å Ä Ã Â Z البقرة.

اختص اهللا المؤمنون المتقون بالبركة في أرزاقهم، فالتقوى تؤدي إلى اقتصار في االسـتهالك دمؤمن على الطيبات وتجنب الخبائث وعلى االقتصا استهالك ال

والى القناعة بما رزقه اهللا وهذا يؤدي إلى أن يفـيض وتجنب اإلسراف والتبذير ! " # $ % & ' ) ] :يقول سبحانه وتعالى رزقه عن حاجته،

, + * )Z ــراف ــول ،٩٦األع Ò Ñ Ð Ï Î ] ويق Ô Ó . - , + * ) ( ' & % $ # " !

/Z ويقــول ،نــوح: [u t s r q p o n m l k jv w | { z y x} Z 3 4 5 6 ] :، وقـال تعـالى ٣-٢الطالق

: 9 8 7Z ١٦الجن.

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٨٦

نت شـطر اإليمـان ومـن أوجب اهللا سبحانه وتعالى اإلنفاق في المال فكا - . ] قال تعالى شروط االستخالف في المال وعدم اإلنفاق موجب للتهلكة،

w v u t s r q p ] ويقول البقرة، / 0 1 2 3 4 5 xyz { ¡ � ~ } | Z ،ويقول البقرة [ e d c b a

h g fi l k j q p o n m Z الحديــد، ويقــول [ t ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w v u

ª © ¨ §Z ــراهيم ــول ،إب ° ± µ ´ ³ ² ¶ ] ويقº ¹ ¸»Á À ¿ ¾ ½ ¼ ÂÆ Å Ä Ã Ç É È

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë ÊZ محمد .

دي القرآنيقتصاالنظام االمعالم فهو مجموعة القوانين والمؤسسات واإلجـراءات العمليـة والتطبيقيـة أو

فمثالً الحرية الفردية .التنفيذية والوسائل الالزمة لتحقيق األهداف الكلية للمجتمع تعتبر من القيم األساسية للمذهب الرأسمالي وتعظيم المنافع تعتبر من األهـداف

ونظام السوق والذي هو جزء من النظـام الرأسـمالي الكلية للمجتمع الرأسمالي النظـام االقتـصادي ، وأهم معالم يعتبر من الوسائل لتحقيق هدف تعظيم المنفعة

: هيالقرآنيالعدل هو الهدف للنظام االقتصادي القرآني، وهو الهـدف التـي أرسـت

! " # $ ] : الرسل ونزلت الكتب السماوية لتحقيقـه،قال تعـالى ' & %+ * ) ( , Z ويـشمل ذلـك ،٢٥ الحديد

X W ] : العدل في المعامالت المالية والعالقات االقتصادية، قـال تعـالى [ Z Y\e d c b a ̀ _ ̂ ]

fZ هود.

٨٧ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

العالقة االقتصادية بين أفراد المجتمع عالقة أخوة وليس عالقة صراع، قال .آل عمران Z ³ ²¬ ® ¯ ° ±] :تعالى

هو األساس للمعامالت االقتـصادية الـسوقية واإلحسانالتعاون والتكامل Â Á À ¿ÃÈ Ç Æ Å Ä É Z] : قــال تعــالى والخيريــة،

¸ µ ´ ³ ² ± ° ¯¶ » º ¹] : وقال تعالى ،٢المائدة

À ¿ ¾ ½ ¼Á Ç Æ Å Ä Ã Â Z ــرف ،٣٢الزخــال ــال تع U T S R Q P O N M L K ] : ىق

W VX \ [ Z Y Z ٩٠النحل.

: قـال تعـالى الحرية وتمام الرضا هي أساس المعـامالت االقتـصادية، [ E D C B A @ ? > = < ; : 9

G FH Z ٢٩النساء.

الموارد االقتصاد لتحقيق العدالة وللمحافظة على أن يتدخل في لولي األمر o n m l k j ] : قال تعالى ، وحمايتها من اإلهدار االقتصادية

r q psw v u t x | { z y وقـال تعـالى ١٠٣ التوبة ،: [ Æ Å Ä Ã Â Á ÀZ تعالى قال ،٢٦اإلسراء: [ E D

H G FI M L K J Z قـال تعـالى ،٥٥يوسف : [ ¦ ¥ ¤

§ µ ´ ³ ² ± ° ̄ ® ¬ « ª © ¨Z قـال ،٥النساء .١٩٩ األعرافL K J I H G F EZ ] : تعالى

اإللزامي والتطوعي، اإلنفاقق يطر االجتماعي عن تحقيق األمان والتكافل h g f e d c b ai m l k j] : قال تعالى

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٨٨

p o n q Z ،قـال تعـالى الحديـد : [ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï

Û Ú Ù Ø × Ö Õ،ــد l k j i h gm] الحديـ

x w v u t s r q p o n

� ~ } | { z y¡ ̈ § ¦ ¥ ¤ £ ¢

ª ©Z وقــال تعــالى ،النــساء: [ p o n m l k j i h

r qt s u y x w v Z ،قال تعـالى البينة [ I H

N M L K JO Z ١٣المجادلة.

أهم أدوات السياسة االقتصادية النقدية والمالية هي تحريم الربـا وفـرض ى عليها مباشرة وغير نالزكاة والحقوق األخرى على األموال، والتي يمكن أن تب

l k j ] : ، قـال تعـالى ٤٢ القرآنـي أدوات إدارة النظام االقتصاد مباشرة

r q p o n msw v u t x | { z y Z التوبـة ، Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á ÀZ ] :وقــال تعــالى

األعـراف، L K J I H G F EZ ] (: اإلسراء، قال تعالى ¢ £ ¤ z y x w v u } | { ~ � ¡ ] : قال تعـالى

« ª © ¨ § ¦ ¥¬ µ ´ ³ ² ± ° ̄ ®

¸ ¶Z البقرة.

هل قصر الفقهاء في بيان أصـول النظـام االقتـصادي )م٢٠٠٨ (عبدالرزاق بلعباس ) ٤٢(

،١ع ،٢١م، االقتـصاد اإلسـالمي :مجلة جامعـة الملـك عبـد العزيـز اإلسالمي، .٥٩-٣٣:ص ص

٨٩ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

المراجع المراجع العربية: أوالً

، كلية البنات، جامعـة مدخل إلى االقتصاد اإلسالمي )م٢٠٠١ (أبو الفتوح، نجاح عبدالعليم .األزهر

.م االقتصاد، دار الشروقفلسفة عل )م٢٠٠٨( أمين، جالل

هل قصر الفقهاء في بيان أصول النظام االقتصادي اإلسالمي، )م٢٠٠٨( بلعباس، عبدالرزاق ٥٩-٣٣،ص ص ١،ع٢١م‘االقتصاد اإلسالمي: مجلة جامعة الملك عبد العزيز

.، شركة العبيكانمناهج الباحثين في االقتصاد اإلسالمي، الجنيدل، محمدص الكويـت، المعرفـة، ٢٦٤ين،عالمفلسفة القرن العـشر )١٤٢١( الخولي، يمنى الطريف

١٥٥-١٥٤

اإلسالمي للبحوث والتدريب،دالمعه نظرات اقتصادية في القرآن الكريم، ).ت.د( دنيا، شوقي .نميةتالبنك اإلسالمي لل

النظرية االقتصادية اإلسالمية، دار عـالم )هـ١٤١٧ (الزامل، يوسف، وبوعالم، بن جياللي . الكتب

بعض المشكالت البحثية في نظرية االقتصاد اإلسـالمي، فـي ) م١٩٨٦ (الزرقا، محمد أنس ضارة اإلسـالمية، مشكالت البحث في االقتصاد اإلسالمي، المجمع الملكي لبحوث الح

.مؤسسة آل البيت . المفهوم والمنهج، مرجع سابق: ، تحقيق إسالمية علم االقتصاد محمد أنس،الزرقا

دراسة منهجية، :القتصاد اإلسالمي وعلم االقتصاد علم ا )هـ١٤٢٧( الساعاتي، عبد الرحيم .١٢م ،٢ع المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب، ،مجلة دراسات اقتصادية إسالمية

لمعهـد اإلسـالمي للبحـوث هو االقتصاد اإلسـالمي، ا ما )هـ١٤٢٠( شابرا، محمد عمر .والتدريب

العـالمي المعهد ،سالميمستقبل علم االقتصاد من منظور إ )هـ١٤٢٦( شابرا، محمد عمر .للفكر اإلسالمي

. دار التعارف للمطبوعات، بيروت،اقتصادنا )م١٩٨٧( الصدر، السيد محمد باقر .تصادنا، مرجع سابق اقالصدر، باقر،

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٩٠

.اد اإلسالمي، مكتبة الحرمين االقتص)هـ١٤١٠ (الطريقي، عبداهللا عبدالمحسن . دار الفكرفهومه وأدواته وأساليبه،م البحث العلمي، )م١٩٩١( عبيدات ذوقان وآخرون

، المعهد العـالي ، تحقيق فاروق حمادةكتاب العلم لإلمام النسائي )م١٩٩٤(طه جابر ، علواني .للفكر اإلسالمي

: المذهب االقتصادي في اإلسـالم، االقتـصاد اإلسـالمي )١٩٨٠ (الفنجري، محمد شوقي .، جامعة الملك عبد العزيزبحوث مختارة من المؤتمر األول لالقتصاد اإلسالمي

.االقتصاد اإلسالمي، دار القلم )م١٩٧٠ (قحف، منذرمركـز أبحـاث االقتـصاد ،النصوص االقتصادية من القرآن والسنة )م١٩٩٥( قحف، منذر

.جامعة الملك عبد العزيز مركز النشر العلمي، اإلسالمي،إلسالمي، جامعـة االقتصاد ا مفهوم ومنهاج االقتصاد اإلسالمي، )م١٩٨٠( قطان، مناع خليل

.الملك عبد العزيز .االقتصاد اإلسالمي، دار النفائسمباحث في ) ١٩٩١ (قلعه جي، محمد رواس

.دار القاسم ،أصول اإليمان بالغيب وآثاره )هـ١٤٢٨( كردي، فوز بنت عبداللطيف . القلم انظر فقه االقتصاد اإلسالمي، دار)م١٩٨٨( كمال، يوسف

مفهوم دور النقود في االقتصاد اإلسالمي، الشرق األوسط )م١٩٨٧( الصديق أبو بكر ،متولي . ، ندوة الجمعية المصرية لالقتصاد اإلسالمي٢٣/٦/١٩٨٧

.سالمية، معهد الدراسات اإلسالمية دراسات اقتصادية إ)م١٩٧٨( محجوب، رفعتبيل البحـث التصور العام للمشكالت التي تعترض س )م١٩٨٦ (نوازات يالجينتاش وآخرون

.قتصاد اإلسالمي، مؤسسة آل البيت، مشكالت البحث في االفي االقتصاد اإلسالمي .اإلسالمي، دار الجامعات المصرية دراسات في علم االقتصاد )م١٩٨٨ (يسري، عبدالرحمن

المراجع األجنبية: ثانيا

Dopfer, Kurt (ed) (1976) Economics in Futur: Toward A New Paradigm (London: Macmillan).

Hahn, F. and M. Hollis (1979) Philosophy and Economic Theory (Oxford: Oxford University Press)

Hasanuzzaman, S.M. (1984) “Definition of Islamic Economics”, Journal of Research in Islamic Economics, pp. 51-53.

Hausman, D. and Michael McPherson (1996) (Taking Ethics Seriously: Economic and Contemporary Moralo Philosophy), J. of Economic Literature, p. 723.

٩١ ومعالمه) القرآني( منهجية االقتصاد اإلسالمي

Jalaly, B. (2002) Islamic Economics in the Writing of Contemporary Muslim Economist, N.P

Kaletsky, Anatole (2010) Capitalism 4.0 The Birth of a New Economy) Bloomsbury, New York.

Lutz, Mark and K. Lux (1979) The Challenge oh Humanistic Economics (Menlo Park, CA: Benjamin/Cumming) p. IX.

Wilson, Rodney (1997) Economic, Ethics and Religion, London: Mcmillan.

عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي ٩٢

The Modern Quranic Methodology for Islamic Economy

AbdulRahim A. Al-Saati Islamic Economic Research Center

King Abdulaziz University, Jeddah, Saudi Arabia a_alsaati@hotmail.com

Abstract. A review for the methodology for writing in Islamic economic paradigms, Islamic economic system and Islamic economics is called for In this article. Methodology based on Quranic interpretation of economic behavior is suggested to rewrite Islamic economic paradigms, Islamic economic system and Islamic economics, which can be called Quranic economics, which can be describe as a moral humanistic economic, it based on normal economic behavior of the economic agents and collective of values and norms ,and restrictions drive from Shria. The Quranic economic objective is to achieve justice and balance in economic relationships among economic agents, and balance between public and private interest, and social solidarity among individuals and welfare to society.