وزارة التعلیم العالي و البحث العلمي

جامعة وھران

كلیة العلوم الإنسانیة و الحضارة الإسلامیة

قسم الحضارة الإسلامیة

صورة المنافق في القرآن الكریم دراس الدلالات الصوتیة و الصرفیة

سورة التوبة نموذجا

مذكرة الماجستیر

في اللغة و الدراسات القرآنیة

الدكتور محمد زعراط:إشراف الأستاذ ي البخاري السباع :لطالب ا

ه1427/ه1426السنة الجامعیة

م2006/م2005 ل الموافق

في القرآن الكريم المنافق ةصور

هـ1427هـ/1426:السنة الجامعية

م2006/م2005الموافق:

أ

﴿

﴾] 145:النساءسورة[. ﴿: وقال حذيفة بن اليمان صلى كان الناس يسألون رسول

ر مخافة أن عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الش ]3338في كتاب المناقب ،رقم: [رواه البخاري﴾…يدركني

ب

الإهداء

–

ٱٱٹٱٱٹٱچٱÔٱٱÓٱٱÒٱٱٱٱٱٱٱیٱٱیٱٱیٱٱیٱٱٱÍٱٱÌ ٣٧ – ٣٤عبس: چØٱٱÙٱٱÚٱٱÛٱٱÜٱٱٱٱÝٱٱٱÞٱٱÕٱٱÖٱٱ×ٱٱ

–

ج

شكر وتقدير

في مستهل هذا البحث يحتم علي واجب الوفاء بالجميل ورد الفضل لأهله لأعبر عن والاعتراف

خالص شكري وفائق تقديري لأساتذتي الأجلاء وفي مقدمتهم أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور محمد

زعراط..حاب ين والأص دقاء المخلص ع الأص ى جمي وإل

الأوفياء..د ب أو بعي ن قري ا م وإلى كل من أسدى إلي معروف..

فجزاهم الله عني خيرالجزاء.

.........................................................................................مقدمةال

- 1 -

إن القرآن المبين هو معجزة الإسلام الكبرى، وحجة الرسول العظمى، فقد عجز أهل

ت ية من وا بمثلهالفصاحة والبيان ممن نزل فيهم القرآن، أن ، ولا بعشر سور من مثله، ولا وما ذلك إلا لسر إعجازه، وسحر بيانه.. مثله،

قديما وحديثا لاستكشاف حقيقة هذا الإعجاز ومكمنه، فما وقد انبرى العلماءاستقروا فيه على رأي، وما أجمعوا فيه على هدي، وما استقام لهم فيه دليل، ولا استنار لهم

فيه سبيل..ب الإعجاز في القرآن ل العلماءوظ ، فما انفـتح منـه إلا اليسـير، ومـا أشـرف يطرقون

هـــــــــ) في بيانــــــــه وتبيينــــــــه، 255احظ(تمنــــــــه إلا علــــــــى القليــــــــل، فولجــــــــه مــــــــن الأولــــــــين : الجــــــــهـــــ) في دلائلــــه 417ا، والجرجــــاني(تإعجازهمــــ في هـــــ)388والخطابي(تهـــــ)384والرمــــاني(ت

جاء بعد الجرجاني فهو من عياله..، وكل من شافههـ) في ك538وأسراره، والزمخشري(تو في هذا العصر ظهرت دراسات حديثة، تستقي من نتاج الأولين وتصوغ منها مادة لمنهجية حديثة في التعامل مع النصوص الأدبية، فهي تنطلق من أن القرآن لا يخرج عن كونه

، وجرى على في ألفاظه بنصا أدبيا رفيعا ـرغم قدسيته ـ ، فقد جاء من جنس لسان العر . )1(سنن العرب في كلامها

ليفـه هـ) كتا في فقه اللغة عنونه بـ: الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب395)ألف أحمد بن فارس (ت 1 في كلامها ، وقد جرى في مقدمـة كتابـه:"ولو أنـه لم بعلـم توسـع في ، وقـد قـال اد الشواهد من كلام العرب شعرا أو نثرا ثم يذكر نظـير ذلـك في كتـاب الله ر ي

ــا لعـي بكثــير مــن علـم محكــم الكتــاب والسـنة"،ينظر:ابن فــارس ، الصـاحبي في فقــه اللغــة وسـنن العــرب في كلامهــا ، العـرب في مخاطبا . 3. ص1910هـ/1328رة، القاه المكتبة السلفية،

.........................................................................................مقدمةال

- 2 -

من يرى أن إعجاز القرآن أو بعضه، يكمن في الجمال الفني، فمن هؤلاء المحدثينت القرآن، وأن الباحثين في البلاغة وفي إعجاز القرآن لم يولوا هذا الذي يظهر في كل آ

فظ والمعنى" وأيهما يكمن فيه الجانب عنايتهم، فقد شغلهم الجدل العقيم في مباحث "الل )1(الإعجاز.لجانب الفني في القرآن ) هو أحد الأسباب التي حملتني دراسة هذا الجانب (أعني او

(دراسة الدلالات الصوتية في القرآن الكريم ة المنافقصور على اختيار هذا الموضوع : والصرفية، سورة التوبة نموذجا).

إني كلما تلوت القرآن الكريم وتدبرت معانيه، وجدته يعرض السلوك الإنساني في في قوالب عجيبة، تغوص في أعماق النفس الإنسانية، وتظهر ما فيها نماذج مختلفة، ويصوره

من خير، لتكثيره ومحاكاته، أو ما فيها من شر لتقليله واجتنابه، فيراها القارئ لكتاب الله عزوجل صورا حية، يصدق وجودها في كل زمان ومكان.

تحدث عنها التيالإنسانية نماذجهم أخطر ال؛ فيتعلق بفئة المنافقينوسبب آخر وصنفهم ضمن أسوأ النماذج الإنسانية ؛ثلاثمائة وستين آية ، فقد خصهم بما يقرب منالقرآن

لعذاب الأليم والدرك الأسفل من التي تحدث عنها، ويكفي دلالة على ذلك أن بشرهم النار،قال عزوجل:

ر بش أليما ن لهم عذا ] 138:النساء[ : وقال أيضا

﴿ ]145:النساء.[ ــــا أكثــــر ســــور القــــرآن تصــــويرا أمــــا ســــبب اقتصــــاري علــــى ســــورة التوبــــة فمــــرده إلى كو

للمنافقين و هي في الوقت نفسه، من آخر ما نزل.

.29-27، ص1982هـ/1402، 7ينظر: سيد قطب، التصوير الفني في القرآن، دار الشروق، ط) 1

.........................................................................................مقدمةال

- 3 -

ت الدراسة اللغوية الحديثةوقد تناولت الموضوع في مستويين :وهما من مستولبحث في القرآن كله أو في بعض ما، ولقلة من أفردهما (الصوتي، والصرفي)، وذلك لتقار

..)1(سورهوبعد هذا كله فإني لا أدعي تفردا في هذه الدراسة، ولا سبقا لأحد، ولا بدعا في

م هو الصحابي الجليل صاحب سر رسول الله بشأ نيول من خبر المنافقين وع الموضوع، فإن أ حذيفة بن اليمان فقد تخصص بعلم أوصاف المنافقين، مما جعل كبار الصحابة ،

يسأله عن المنافقين، وينظر إليه عند موت من يستفتونه في أمرهم، فقد كان عمر بن الخطاب . )2(مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر

لتأليف جماعة من المتقدمين والمحدثين، فمن المتقدمين: الحارث وقد أفرد المنافقين كتاب فيه "أنه ابن نديم هـ) له كتاب: أخبار المنافقين، ذكر 215تبن أبي أسامة المدائني(

، ولأبي بكر جعفر بن محمد )3(ه منهم ومن غيرهم "تسمية المنافقين ومن نزل فيبي(ت هـ)، كتاب وسمه بـ: صفة النفاق وذم المنافقين، ولأبي نعيم 301الفر

هـ) كتاب وسمه بـ: صفة النفاق ونعت المنافقين من السنن المأثورة عن 430الأصبهاني(ت . رسول الله

نافقين على ما في الأحاديث النبوية ه الكتب اعتمدت في دراستها للمويبدو أن هذ ت والسور التي نزلت في المنافقين، من أخبارهم وأوصافهم ، دون العناية الخاصة بمدارسة الآ

أو الوقوف عند الأساليب والدلالات.. لدراسة: ومن المحدثين الذين تناولوا موضوع المنافقين

.نه: لغة المنافقين في القرآنالدكتور عبد الفتاح لاشين، له كتاب مطبوع عنوا-رســالة دكتــوراه في التوظيــف البلاغــي لصــيغة الكلمــة، للــدكتور عبــد الحميــد أحمــد يوســف هنــداوي، وقــد طبعهــا بعنــوان: )صــدرت 1

.2002هـ/1423العصرية، بيروت،ط:الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم، المكتبة هـ)، الاستيعاب في معرفـة الأصـحاب، تحقيـق: علـي محمد عـوض، عـادل أحمـد عبـد الموجـود، دار الكتـب 463()ينظر: ابن عبد البر 2

394_393ص1م ،ج1995هـ/1415، 1العلمية، بيروت، لبنان، ط .147ص1، ج1398-1978بيروت، عرفة،الفهرست، دار المهـ) ، 385ابن نديم(ت ) 3

.........................................................................................مقدمةال

- 4 -

م مرض"، - و لأحمد حسن فرحات،كتاب:"الذين في قلووألف الدكتور عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني عن ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في -

التاريخ.طلاع على لي الا ، وكتب أخرى لم يتسن من النفاق عن براءة الصحابة وكتب منذر الأسعد-

بعضها..إنه على الرغم مما كتب في موضوع المنافقين، فإني لم أقف على كتاب أو بحث في

لأسلوب والمنهج الذي اتبعته في هذه الرسالة المتواضعة. الموضو ع يتناوله اعتمدت على المنهج الوصفي الإحصائي الاستقرائي، كما اعتمدت في أحيان لقد

ت التي فيها تصوير كثيرة على المنهج التحليلي، مقتصرا في أغلب الحالات على الآت الأخرى؛ لأن سورة التوبة هي في مجملها تصوير دقيق للمنافقين، دون أن أغفل الآ

ماذج الإنسانية الأخرى، وتبرز مواقفها المتباينة..، وهي ترصد بخط متوازي النللمنافقينذه ، لعدم وفرة الدراسات المنهجية الحديثةوقد وجدت صعوبة في دراسة الموضوع،

ال، فالبحث فيها مازال فتيا، وفي أدر ، وهو لا يزال مثار جدل اجه الأولىالقرآنية في هذا اطلاق، فلا يقبل إلا ما كان على خطى الدارسين القدامى، وبين من كبير، بين من يحظره

طلاق، فيتعامل مع النص القرآني كأي نص آخر، ويراه قابلا لأي قراءة، بعيدا لغوييجيزه ، والذي أرجحه هو عدم رعن مراعاة الجانب العقدي فيه أو كونه نصا إلهيا، وليس نصا بش

فحسب، بل هو وحي من عند لغو الوقوف لزاما في أحد الموقفين، فإن القرآن ليس نصا لقدسية، ويلزم التعامل معه بحذر، دون إغفال كونه قابلا للتأويل ولمختلف الله، وهو ما يمده

ه بما يليق به من أساليب القراءات، من غير تطويعه للأهواء الوضيعة والآراء الغريبة، ودراست ج..، دون الحجر على الأساليب أو الجمود على المناهالدراسةالجانب الفني في الدراسة الذين تناولوا وقد أفادتني كثيرا مطالعة بعض كتب المحدثين ، مثل: كتب سيد قطب (التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن، وفي القرآنية

عبد الرحمن (بنت الشاطئ): (التفسير البياني للقرآن الكريم ، ظلال القرآن)، وكتب عائشة

.........................................................................................مقدمةال

- 5 -

الإعجاز البياني للقرآن )، وكتاب: الإعجاز الفني في القرآن، لعمر السلامي، ودراسة أحمد أبو زيد في التناسب البياني في القرآن وبعض الدراسات التطبيقية الأخرى مثل :الإعجاز

ميد هنداوي، وكتب أخرى..، لعبد الحيمالصرفي في القرآن الكر لموازاة مع ذلك كتب التفاسير التي تقوم على المنهج اللغوي أو وكانت عمدتي

هـ)، والمحرر الوجيز لابن 538البياني، مثل: تفسير الكشاف للزمخشري(تهـ)، والتفسير الكبير 745هـ)، والبحر المحيط لأبي حيان(ت542عطية(ت، والتحرير والتنوير لابن عاشور، هـ) 1270(تللآلوسيوح المعاني هـ)، ور 604للرازي(ت

وكتب أخرى في اللغة والنحو والصرف، وكتب في مناهج البحث، وغيرها من المصادر والمراجع، فقد استفدت منها جميعا، فضمنت هذا البحث نقولا من بعضها، وأشرت إلى

كثيرا في رسم حدود ، أعانتنياراذلك في مظانه، واستفدت من بعضها الآخر معاني وأفك البحث وضبط معالمه.

ت والأحاديث وقد جاء البحث في ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة وفهارس للآ ، وفهرس للموضوعات، على النحو الآتي :والمراجع: فقد عرضت فيها بيان أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره، والدراسات مقدمة-

ا.. السابقة فيه، والمنهجية المتبعة، و ا ت المعترضة، وأهم المصادر والمراجع التي اعتمد لصعومن خلال في القرآن الكريم المنافقون :، فقد كان بعنوانالفصل الأولأما -

، وفيه مبحثان:سورة التوبةo :واصطلاح الشرع في لغة العربمفهوم النفاق، هفيعرضت الأول ،

، مستخلصا من هذا المبحث كله نشأته، والآراء في ذلكظروف بيان و لدرك الأسفل من أن النفاق الذي أعلن القرآن الحرب عليه وتوعد أهله النار، إنما هو نفاق العقيدة، وليس نفاق العمل، وأنه ظاهرة مستمرة

لزمن الأول ..متكررة متجددة إلى قيام الساعة وليس ظاهرة خاصة

.........................................................................................مقدمةال

- 6 -

o :حسب وقائع المراحل الزمنية لنزول سورة التوبة هيفعرضت الثاني ،أحداث غزوة تبوك، من خلال كتب السيرة، وما كتب في أسباب ت حسب الأحداث وترتيبها الزمني بتمثيل النزول، وقد مثلت للآ

..بيانيوخلصت في الأخير إلى أن النفاق لم يواجه بحزم وقوة وشدة إلا بنزول سورة التوبة،

ر القرآن نزولا وأكثرها ذكرا لصور المنافقين وخبائثهم.فهي آخر سو فقد صور المنافقين من خلال سورة التوبة، وأما الفصل الثاني فهو بعنوان: -

، وفيه مبحثان:عنيت فيه بدراسة الدلالات الصوتيةo أبرزت فيه دلالات الإيقاع في مستوى الأصواتالأول: المبحث:

مستوى الأصوات الصوامت والصوائت، مفهوم الإيقاع ودلالاته على حصاء عدد تواتر كل صوت منها في السورة كلها، والتمثيل وذلك

لذلك بجداول مستقلة.o حاولت فيه إبراز القيم القيمة الدلالية للأصواتالثاني: المبحث :

..الدلالية للأصوات، على مستوى الحرف، والكلمة والجملةن الأ رزة في تصوير النماذج وقد خلصت من هذا الفصل صوات لها دلالات

الإنسانية، ويعتبر الإيقاع أكثر القيم الصوتية التي وظفها القرآن في سورة التوبة، لتصوير نموذج المنافقين.

: صور المنافقين من خلال سورة التوبة، تناول دراسة الدلالات فهو الفصل الثالث أما وفيه مبحثان:، الصرفية

o تناولت فيه دراسة : .الوحدات الصرفية لسورة التوبةالأول: المبحثدلالات الحركة، ودلالات الحروف الزوائد، ودلالات حروف المعاني، ودلالات اللواحق التصريفية، ودلالات السوابق التصريفية، ودلالات

الكلمات الجامدة.

.........................................................................................مقدمةال

- 7 -

o فقد تناولت فيه دلالات مباني.. مباني التقسيم: في الثانيالمبحث الأسماء ودلالات مباني الأفعال.

ن الدلالات الصرفية في سورة التوبة، قامت بوظيفة ولقد خلصت من هذا الفصل تصويرية للمنافقين، على مستوى الوحدات، و على مستوى مباني الأسماء و مباني الأفعال .

. النتائج التي توصل إليها البحث فقد جاءت لبيان أهم الخاتمةأما هم - الفهارس، وفيها:ثم ذيلت البحث

o .ت الأول: فهرس الآo .الثاني: فهرس الأحاديث o ت، وقــــد رتبتهــــا ترتيبــــا والمراجــــعالثالــــث: فهــــرس لأهــــم المصــــادر ــــدرو وال

، حســــــــب أسمــــــــاء المــــــــؤلفين، جــــــــاعلا المصــــــــادر أولا، ثم المراجــــــــع أبجــــــــدت. ــــــــــــدور ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ والــــــــــــــــــــ

قرآن الكريمالفي نافقونالم

سورة التوبة نموذجا مفهوم النفاق ونشأتهأولا ـ

التوبة نيا ـ المراحل الزمنية لنزول سورة

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 9 -

ـ مفهوم النفاق ونشأته:أولا :تمهيد

إنه لا يمكن الوقوف على صور المنافقين في سورة التوبة تحقيقا وتدقيقا عند الأساليب والدلالات، ما لم يقف الدارس على مفهوم النفاق، وبيان أسباب نشأته وتطور حركته من

يمكن أن تكون من خلال خلال القرآن الكريم كله ؛ فإن رسم صورة متكاملة للمنافقين لا سورة واحدة بمعزل عن سائر السور، وإن كانت سورة التوبة قد ضمت أغلب الصور، وما ذكر في غيرها، وإن اختلفت صوره، وتباعدت سياقاته، فهو تصوير لحركة النفاق في مختلف

ها مراحل الدعوة، وفي جميع فترات الوحي، ومع ذلك فقد ذكرت السورة في مواضع كثيرة منما لم تذكره السور الأخرى، ولذلك اقتضى المقام الحديث عن مفهوم النفاق وبيان نشأته

بمناسبتها. ةوتقديم لأحداث غزوة تبوك التي نزلت سورة التوب مفهوم النفاق:ـ 1

كلمة النفاق من المصطلحات العربية التي أثراها القرآن فأضاف إلى ألفاظها معانيا، لم تعرفها العرب لمفهوم، الذي جاء به القرآن، كما ،خاصة ا ولم تستعملها في خطا

:" فكان مما جاء في الإسلام ـ ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق، وأن )1(قال ابن فارسشرائط وأوصافا العرب إنما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق، ثم زادت الشريعة

لإطلاق مؤمنا، وكذلك الإسلام والمسلم، إنما عرفت منه إسلام ثم الشيءا سمي المؤمن جاء في الشرع من أوصافه ما جاء ، وكذلك كانت لا تعرف من الكفر إلا الغطاء والستر،

فقاء اليربوع فأما المنافق فاسم جاء به الإسلام لقوم أبطنوا غير ما أظهروه، وكان الأصل من ء بن محمد بن حبيب القزويني، أحد أئمة اللغة العربية في القرن الرابع للهجـرة، تـوفي سـنة )ابن فارس 1 هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكر

احبي في فقه اللغة، وغـير ذلـك مـن هـ في الري، من مؤلفاته: مقاييس اللغة،الفصيح، تمام الفصيح، جامع التأويل في تفسير القرآن،والص395دة ينظــر : جمــال الــدين القفطــي هـــ، 1424، 1، إنبــاه الــرواة علــى أنبــاء النحــاة، المكتيــة العصــرية، بــيروت، ط )هـــ624ت (المؤلفــات، للــز

تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 10 -

ومن المعاني ، والاتساع الذي هو من خصائص اللغة العربية، )2(، وذلك على سبيل النقل)1("از. ا عن الحقيقة إلى ا )3(التي يعدل

علــى إســلامية هــذا المصــطلح، حيــث قــال: " وهــو هـــ)711توقــد نــص ابــن منظــور(وهـو الـذي يسـتر كفـره ويظهـر إيمانـه، وإن لمعـنى المخصـوص بـه، اسم إسلامي لم تعرفه العـرب

ممـــن كتبـــوا في تبعـــه في ذلـــك بعـــض البـــاحثين المحـــدثينقـــد . و )4(كـــان أصـــله في اللغـــة معروفـــا " )5(موضوع النفاق.

وذلـــك ،إن النفـــاق في أصـــله اللغـــوي يعـــود إلى معـــان مختلفـــة وإن كانـــت كلهـــا متقاربـــةوقد اختلـف في ذلـك علـى عـدة وجـوه، مرجعهـا إلى ل به،ؤو شتقاق اللغوي الذي ت حسب الا

وجهين هما: :الله ومنه قول )6(الأول: أنه من النـفق وهو السرب في الأرض

-1328في كلامهـــا، المكتبـــة الســـلفية، القـــاهرة ط هــــ)،أبو الحســـين أحمـــد، الصـــاحبي في فقـــه اللغـــة وســـنن العـــرب395ت) ابـــن فـــارس ( 1 ومــا بعــدها و ومثــل ذلــك أيضــا ألفــاظ :الصــلاة والزكــاة والصــيام ونحوهــا مــن الألفــاظ الــتي أعطاهــا القــرآن معــان جديــدة، لم 45، ص 1910

يعهدها الاستعمال العربي لهذه الكلمات قبل ذلك. ــــان في 2 ــر : د.تمــــام حســــان، البي ــل 1993-1413 روائــــع القــــرآن، عــــالم الكتــــب، القــــاهرة، ط، أولى، )ينظــ ـــوظيفي والنقــ ، ظــــاهرة النقــــل الـ

هـــ)،جلال الــدين، 911(توينظــر أيضــا: الســيوطي 55إلى ص39المعجمــي، وكيــف يــتم نقــل معــنى اللفــظ مــن قســم إلى قســم آخــر.من ص 238ص1، طأولى، تحقيق : فؤاد علي منصور.ج1998ية،بيروت،المزهر في علوم اللغة و أنواعها، دار الكتب العلم

ص 2هــــ) أبـــو الفـــتح عثمـــان، الخصـــائص، دار الكتـــاب العـــربي،بيروت،(د.ت) نحقيـــق : محمد علـــي النجـــار، ج 392)ينظـــر: ابـــن جـــني(ت 3ـ)، الفوائـــد المشـــوق إلى علـــوم القـــرآن وعلـــم البيـــان، دار هـــ751، محمد بـــن أبي بكـــر الزرعـــي أبـــو عبـــد الله (تومابعـــدها. وينظـــر:ابن القـــيم442

10الكتب العلمية،بيروت، لبنان،ص،مــادة :نفــق، 1995، دار صــادر للطباعــة والنشــر،بيروت،هـــ)،جمال الــدين الأنصــاري محمد بــن مكــرم، لســان العــرب711)ابــن منظــور(ت 4 97ص 5هـ)النهاية في غريب الحديث، المكتبة العلمية، بيروت، ج606تالجزري(و ما بعدها وينظر أيضا:ابن الأثير 357ص 10جــرحمن حســــن حبنكــــة الميــــداني،ظاهرة النفــــاق وخبائــــث المنــــافقين في التــــاريخ، دار القلــــم، دمشــــق 5 1414-1،1993،ط)مــــنهم: د.عبــــد الــ 12ص1،ج1985-1405 1ن، دار الرائد العربي،بيروت،ط، وينظر أيضا:د.عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآ52ص1جوذكــر أنــه "ســرب في الأرض مشــتق إلى موضــع آخــر"، وعــزاه إلى 357ص 10، مرجــع ســابق :مــادة نفــق، ج) ابــن منظــور، لســان العــرب 6

دي (تأبي عبيــدة وفي القــاموس المحــيط : "والنفــق محركــة ســرب في الأرض لــه مخلــص إلى مكــان " ينظــر: ا هـــ)، مجــد الــدين أبــو 817لفــيروزآ .286ص 3بيروت،ج يط، دار المعرفة،طاهر محمد بن بعقوب، القاموس المح

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 11 -

﴿

﴾:لإسلام كما يتستر الرجل :المنافق أنه فيكون معنى ،]35[سورة الأنعام الذي يتستر .)1(لسرب

فقائه،الثاني: أنه مشتق من والنافقاء هو أحد منفذي جحر فق اليربوع أي دخل ـ ـوهي المنفذ الآخر لجحره)2(فإذا أوتي من جهة القاصعاء اليربوع حيث يرققه ولا ينفذه،

ضرب النافقاء برأسه وخرج منها، والفرق بين المنفذين أن النافقاء يرققها اليربوع ولكنه لا ا، ويسمى ذلك التراب ينفذها بخلاف القاصعاء فإنه ا بترا "يحفر حفيرة ثم يسد

.)3(الداماء"ـــافق يضـــع لنفســـه طريقين:"إظهـــار فيكـــون مأخـــذ النفـــاق الاصـــطلاحي، مـــن كـــون المن

)4(الإسلام، وإضمار الكفر، فمن أيهما طلبته خرج من الآخر."ــــه، فــــإذا ف طن تشــــته ويحتمــــل أن يكــــون المأخــــذ مــــن كــــون المنــــافق "يضــــمر الكفــــر في

لإسلام." )5(رمى عنه ذلك الكفر، وتمسك ويحتمـــــــل أن يكـــــــون المأخـــــــذ مـــــــن كـــــــون المنـــــــافق يظهـــــــر الإســـــــلام ويخـــــــرج منـــــــه ســـــــرا،

.)6(كاليربوع إذا أخذت عليه المواضع خرج من جحر النافقاء .12ص1، مرجع سابق جفي القرآن لغة المنافقين ،عبد الفتاح لاشيند.، و 52ص1جالميداني،ظاهرة النفاق، د.)ينظر : 1

لـدم، إذا امـتلأ 2 )قال الأصمعي : "القاصعاء، إنما قيل له ذلك لأن اليربوع يخرج تراب الجحر ثم يسد به فم الآخر من قولهم :قصع الكلـم .357ص10، جبه." ينظر،ابن منظور، لسان العرب

ديأيضا ب النافقاء :الراهطاء.وينظر.ويسمى ترا357ص 10جنفسه، صدرالم)ابن منظور، 3 ، 286ص3ج القاموس المحيط، ،:الفيروزآهـــ)جار الله أبـــو القاســم محمـــود بــن عمـــر، أســاس البلاغـــة، دار المعرفــة للطباعـــة والنشــر، بيروت،لبنـــان،تحقيق عبـــد 538وينظــر: الزمخشـــري(ت

مادة :نفق. 468الرحيم محمود،ص .12ص1عبد الفتاح لاشين : لغة المنافقين في القرآن، جد.) 4 .13ص1جالسابق،المرجع )5 1ط المكرمـــة، هـــ)،أبو جعفـــر أحمـــد بــن محمد بـــن اسماعيــل، معـــاني القـــرآن الكــريم، جامعـــة أم القــرى، مكـــة338)ينظــر: النحـــاس(ت 6

:اوينظـر أيضـ.224ص 2ج ،1986هــ/1406، 1مكتبة جدة،عالم الكتب،ط : محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير،وينظرهـ، 1409

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 12 -

وكلمــــــة النفــــــاق مــــــن حيــــــث أصــــــل الاشــــــتقاق تحتمــــــل الــــــوجهين، والدلالــــــة الشــــــرعية ق يظهــــــــر غــــــــير مــــــــا يخفــــــــي، ويــــــــدخل بكفــــــــره وقــــــــد أظهــــــــر للكلمــــــــة لا تعارضــــــــهما، فالمنــــــــاف

لــــه فــــلا يعــــرف طالبــــه الإســــلام، ويخــــرج بكفــــره وقــــد أبــــدى الإيمــــان، تقيــــة وفــــرارا مــــن القتــــل، )1(: ﴿ وخــــــــــداعا، مـــــــــا قــــــــــال احتيــــــــــالا منـــــــــه مـــــــــدخلا ولا مخرجـــــــــا،

. ]61[سورة المائدة: ﴾

ـ النفـاق اخـتلاف يقـال كـان الحسـن قـال: " ولـذلك جـاء عـن والقـول والعمـل والعلانيـة ر السابـن إلا أن ن،وإن كان الظاهر أن المعنيين من حيث الاشـتقاق متقـار . )2(والمدخل والمخرج "

ــا مــن النافقــاء، رىقاق كلمــة النفــاق مــن النـفــق، ويــينفــي مرجعيــة اشــت هـــ)711(تمنظــور أوالغريب أنـه حكـى قبـل ذلـك عـن ،)3(ق"ف حيث يقول:" وهو مأخوذ من النافقاء لا من النـ

ـــا مـــن النـ )4(أبي عبيـــد ـــ )5(قفـــأ ر ومـــع نفيـــه لصـــلاحية نســـبة النفـــاق لهـــذا الاشـــتقاق، فقـــد فسنه:الس وعلل وجه الشبه بين الاستعمال الشرعي والأصل اللغـوي )6("الذي يستتر فيه." رب

.)7(ن المنافق يستر كفره دي ــو طــاه817(تالفــيروزآ لــس الأعلــى رهـــ)، مجــد الــدين أب ــاب العزيــز، ا محمد بــن يعقــوب، بصــائر ذوي التمييــز في لطــائف الكت

. 105ص 4ج .، تحقيق : عبد العليم الطحاوي1970ـ1390للشئون الاسلامية، القاهرة، ط:فقــوا رســول الله 1 ــا نزلــت في يهــود لكفــر وهــم قــد خرجــوا )جــاء في تفســير البيضــاوي : أ أو في عامــة المنــافقين ومعــنى: ﴿وقــد دخلــوا

-1996أي يخرجــون مــن عنــدك كمــا دخلــوا لم يــؤثر فــيهم مــا سمعــوا منــك" ينظــر: تفســير البيضــاوي، دار الفكــر، بــيروت، ]61[المائــدة:به﴾ .344ص 2لقادر عرفات العشا حسونة،جهـ تحقيق عبد ا1416

بي 2 تحقيق ـ،ه1405صفة المنافق، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت ـ ط أولى، الحسن،جعفر بن محمد بن هـ)أبو بكر301(ت)الفر 61ص 1: بدر البدر، ج

357ص10، ج)ابن منظور: لسان العرب 3هـــ)، 852هـــ، ينظــر: أحمــد بــن علــي بــن حجــر العســقلاني (ت224البغــدادي اللغــوي الفقيــه تــوفي ســنة )أبوعبيــد هــو: القاســم بــن ســلام 4

.283/ص8، ج1984هـ/1404، 1ذيب التهذيب، دار الفكر، بيروت، ط .السابق صدرالم)ينظر: 5 المصدر نفسه.) 6 نفسه. صدر) الم 7

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 13 -

نـــصوهـــو معـــنى الخـــروج و الإخـــراج، وقـــد هـــا معـــنى مشـــتركا بينهـــا جميعـــا،متقاربـــة، تتضـــمن كل ومــادة (نـفــق) المتكونــة مــن النــون والفــاء والقــاف هــي أصــل واحــد لمعــان مختلفــة،ولكنها : ﴿ لــى هــذا المعــنى في معـرض تفســيره لقولــهع )هـــ671(تالقـرطبي

﴾:قولــه حيــث قــال، ]3[ســورة البقــرة" : :﴿ والإنفــاق:، ينفقــون يخرجــون﴾ ينفقــون ونفقــت الدابــة: ،البيــع: أي خــرج مــن يــد البــائع إلى المشــتريإخــراج المــال مــن اليــد، ومنــه نفــق

خرجــت روحهــا، ومنــه النافقــاء لجحــر اليربــوع الــذي يخــرج منــه إذا أخــذ مــن جهــة أخــرى، ومنــه المنافق؛ لأنه يخرج من الإيمان أو يخرج الإيمان من قلبه ونيفق السراويل معروفة وهو مخرج الرجل

)1(…"منها معاني النفاق أنه يدور على معنيين:ويتضح مما سبق من

الأول: معنى عام، وهـو الـذي يشـمل جميـع الاسـتعمالات للفـظ النفـاق،وأن فيـه ظـاهرا طنــا خفيــا، دافــع المكــر والحيلــة والخديعــة، كمــا قــال ابــن ،)2(ومخالفــة البــاطن للظــاهر جليــا، و

المعتـبرون أن النفـاق في اللغـة هـو مـن جـنس الخـداع والمكـر : "والذي فسره به أهـل العلـمرجبفهــو يتضــمن معــنى "ســتر الشــيئ وإظهــار خلافــه، فمــن ،)3(وإظهــار الخــير وإبطــان خلافــه.."

ستر شيئا وأظهر خلافه فهو منافق فيه، وليس هذا من الكفر الـديني ولا النفـاق الشـرعي في الـــذي جـــاءت بـــه الأحاديـــث الكثـــيرة الـــتي تصـــف بعـــض وهـــذا المعـــنى العـــام هـــو، )4(شـــيئ."

الأعمال التي لا تخرج صاحبها من الملة ـ رغم قبحها في الشرع ـ فتصفها بصفة النفاق وتسمي ا منافقين. أصحا

ــن أبي ،) القــــرطبي1 نيــــة، أحمــــد عبــــد العلــــيم 1372:الجامع لأحكــــام القــــرآن، دار الشــــعب، القــــاهرة،هـــــ)671بكــــر(تمحمد بــــن أحمــــد بــ ط .178/ص1البردوني.ج

. 323ـ322ص7، دار الكتب العلمية، بيروت، جهـ)، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي1353المباركفوري(تينظر:) 2جــس، ج795تالحنبلــي( ) ابــن رجــب3 ؤوط وإبــراهيم ص 2هـــ):جامع العلــوم والحكــم،دار الهــدى، عــين مليلة،الجزائر،تحقيق:شــعيب الأر

481. شرون، لبنان، 4 .245، ص 2.ج 1998)د.سميح غنيم، موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي، مكتبة لبنان

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 14 -

ـــم يقســـمون وهـــذا المعـــنى العـــام يســـميه العلمـــاء : نفـــاق العمـــل أو النفـــاق الأصـــغر؛ لأ :)1(النفاق إلى قسمين

النفــاق الأصــغر وهــو نفــاق العمــل، وهــو أن يظهــر الإنســان علانيــة صــالحة، ويــبطن مــا يخــالف .)2(ذلك"

والثـــاني: النفـــاق الأكـــبر، وهـــو المعـــنى الخـــاص للنفـــاق، الـــذي عنـــاه القـــرآن وحمـــل علـــى م وكشف خبـا نفوسـهم وفضـح مكـرهم أصحابه، وصور أخلاقهم وأعم الهم، ورسم شخصيا

وخداعهم. وهـو" أن يظهـر الإنسـان الإيمـان وملائكتـه وكتبـه ورسـله واليـوم الآخـر، ويـبطن ، ونـزل القـرآن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفـاق الـذي كـان علـى عهـد النـبي

)3(لأسفل من النار."وأخبر أن أهله في الدرك ا بذم أهله وتكفيرهم،ـــذا المعـــنى الخـــاص كثـــيرا، حيـــث بلغـــت عـــدد ومـــادة النفـــاق في القـــرآن تكـــرر ذكرهـــا السور التي جاء فيها ذكر النفاق أو المنـافقين، ووصـف أحـداثهم ومـواقفهم ثـلاث عشـرة سـورة

ت وبلغــت الآ مـن السـور المدنيـة البـالغ عـددها ثلاثــين، أي بنسـبة تفـوق ثلـث السـور المدنيـة،ــةالــتي صــورت النفــاق والمنــافقين أكثــر مــن ثلا ســم ،)4(ثمائــة آي أمــا كلمــة النفــاق، فقــد وردت

المصدر تعريفا وتنكيرا ثلاث مرات، كلها في سورة التوبة:ـــــــــــــــــــــه الأولى: في :﴿قولــ

:77﴾ [التوبة[

ـ)، الفـوز الكبــير في أصــول التفســير، دار البشـائر الإســلامية (د.ت)، ترجمــه مــن هــ1176ت)ينظـر: ولي الله أحمــد بــن عبـد الــرحيم الــدهلوي(1

.481ص 2ج، السابق صدرالم، سيني الندوي،وينظر أيضا:ابن رجبالفارسية : سلمان الح ..481ص 2ج، نفسه صدرالم ،ابن رجبينظر: )2 .481ص 2ج، المصدر السابق ) 3 . 13ص1عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآن، جد.ينظر:) 4

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 15 -

: ﴿الثانية: في قوله :97﴾ [التوبة[

: ﴿ في قوله :والثالثة ﴾:في سورة آل :أحدهمابصيغة الفعل إلا في موضعين:ولم ترد هذه الكلمة ، ]101[التوبة

: ﴿ عمران وهو قوله ﴾ ]:في سورة :والثاني]167آل عمران

:﴿ وذلك في قوله ،الحشر

﴾ ]:11الحشر[ لزمن لغة وما يمكن ملاحظته أن فعل النفاق في الموضعين متعلق الماضي، وفيه دلالة نفسية

م اتخذوا النفاق منهجا لهم حتى صار صبغة من أن النفاق استكن في نفوس هذه الطائفة، وأن لهذه الطائفة سـوابق في النفـاق، وأن مـا يصـفهم بـه القـرآن مـن فيهم، والصيغة توحي أيضا

كيد للمنهج الذي اتخذته هذه الطائفة ووطنت أقوال وأفعال بعد إيراد هذه الصيغة، إنما هو ، ولا أحــدا عارضــة، وليســت أقــوالهم تصــدر عــن عفويــة و لا أنفســها عليــه، ولــيس أمــرا طــار

، عـن غـير قصـد، كقصـة حسـن نيـة، ممـا يمكـن أن يصـدر مثلهـا عـن بعـض المـؤمنينعن أفعالهم وقصة مالك بن ،)2(بن أبي بلتعة وقصة حاطب ،)1(كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين خلفوا

هـــ)،أبو عبــد الله محمد بــن اسماعيــل، صــحيح البخــاري، المكتبــة الثقافيــة، بــيروت(د.ت)، كتــاب 256(تالبخــاري) ينظــر قصــتهم كاملــة في : 1 ــ19ص6، ج410المغــازي، حــديث صــحيح مســلم،دار إحيــاء الــتراث العــربي، هـــ )،261الحســين(تجــاج، أبــو ، وينظــر: مســلم بــن الح25ـ

.2127ـ2121ص 4بيروت (د.ت)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب التوبة، ج)حاطـب بـن أبي بلتعـة هـو: "عمــرو بـن عمـير بـن ســلمة اللخمـي المكـي حليـف بــني أسـد بـن عبـد العــزى بـن قصـي،من مشـاهير المهــاجرين 2

جـرا في الطعـام لـه عبيـد وكـان مـن الرمـاة الموصـوفين...روى إلى المقوقس صاحب مصـر ن رسول رسول الله شهد بدرا والمشاهد وكا ،وكان

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 16 -

وغيرهـــا ممـــا يـــدل كلـــه علـــى أن النفـــاق الـــذي تحـــدث القـــرآن عنـــه، كـــان ظـــاهرة ،)1(الدخشـــنا، إلا لمـا هـو متأصـل متأصلة في بعض النفوس، ولم يلجأ القرآن إلى معالجتها، وفضـح أصـحا

فيها. الأول والثاني ما ، أوجاءت كلمة النفاق بصيغة اسم الفاعل المؤنث، في خمس مواضع

: ﴿ في سورة التوبة في قوله ف

﴾]:18- 17التوبة[

:وذلك في قوله ،في سورة الأحزاب :الثالث ﴿

﴾ ]:73الأحزاب[ كــذبت لا يــدخلها أبـدا وقــد شــهد بــدرا :﴿الليـث عــن أبي الــزبير عـن جــابر أن عبــدا لحاطـب شــكا حاطبــا فقــال نـبي الله ليــدخلن النــار قـال

محمد بــن أحمــد بــن عثمــان، أبوعبــد الله، ســير ،هـــ)748تينظــر: الــذهبي (و ،27090ررقــم:326ص6في مســنده،ج ﴾أخرجه:أحمــدوالحديبيــة يخـبرهم بـبعض أمـر رسـول الله وينظر: قصة بعثـه كتـا إلى قـريش . 43ص 2، ج 1413 ،9 أعلام النبلاء،مؤسسة الرسالة، بيروت، ط

1942ـ1941ص 4 وصحيح مسلم، ج 144ـ143ص 4، جخاريبوما نزل فيه من الوحي في: صحيح الهـ) : "قال أبو عمـر لا يصـح عنـه النفـاق فقـد ظهـر مـن حسـن إسـلامه مـا يمنـع 852ت()مالك بن الدخشن أو الدخشم، قال ابن حجر 1

امـه."ينظر: ابـن حجـر العسـقلاني (ت هــ طـأولى،تحقيق:علي 1412-1992،دار الجيـل، بـيروت،الإصـابة في تمييـز الصـحابة ،هــ)852مـن ات أنـه 74ص5ممد البجاوي، ج ، ولعل الذي حمل ابن حجر وابن عبد البر من تبرئة مالك بن الدخشن من النفاق ما جاء في بعض الـروا

مــنهم أصــبغ ورافــع ابنــا حرملــة وهمــا مــن رؤوســهم عبــد الله بــن أبي ومالــك بــن دخشــم إلى اليهوديــة عــن مقاتــل بــن ســليمان قــال :" دعــا اليهــودم لهم"ينظــر :ابــن حجــر وزينــا لهــم تــرك الإســلام حــتى أرادوا أن يظهــروا الكفــر فــأنزل الله هــذه الآيــة يحــذر مــن اتبــاع اليهــود ويبــين عــداو

ص: 2،ط أولى، تحقيق،عبــد الحكــيم محمد الأنــيس،ج: 1997، الــدمام،ب،دار ابــن الجــوزيالعجاب في بيــان الأســبا،هـــ)852العســقلاني (ت ذلك منهم آخر رجل فقال أتى أراه لا الدخشم بن مالك فأين منهم رجل " فقال أيضا لما ذكره في التمهيد وذهب إلى ذلك ابن عبد البر 740 الله الرجـل: ؟فقـال الله وجـه بـذلك يبتغـي الله إلا إلـه لا قـال قـد تـراه ألا ذلـك تقـل لا الله رسـول فقـال رسـوله ولا الله يحـب لا منـافق

من النار على حرم قد الله فإن ﴿ : رسول الله قال المنافقين إلى إلا ووجهه ونصيحته مودته نرى الله فما رسول نحن أما أعلم ورسولهـا وجـه الله والـدار الآخـرة إلا إلـه لا قـال هــ)، التمهيـد لمـا في الموطـأ مـن المعـاني والأسـانيد،وزارة 463تينظـر: ابـن عبـد الـبر( ﴾الله يبتغـي

159-158ص: 10، تحقيق سعيد أحمد أعراب ج: 1981-1401الأوقاف والشؤون الإسلامية،

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 17 -

:قال ،في سورة الفتح :الرابع﴿

﴾]:6الفتح[

:وهو قوله ،في سورة الحديد :الخامس﴿

﴾ ]:14-13الحديد[ ت ـ أن حركة النفاق لم تخل من يبدوو مكـان دور للمرأة، ـ من خلال هذه الآ وأنه

ث والاكتفــاء بــذكر صــيغة جمــع المــذكر، وتــدخل فيــه التعبــير القــرآني عــدم التنصــيص علــى الإت الأخـرى الـتي وصـفت أعمـال المنـافقين، ولكـن ث على وجه التغليـب كمـا في بقيـة الآ الإ

وتحـذيرا القرآن نص علـى هـذا الطـرف النسـوي في حركـة النفـاق، تنبيهـا للمـؤمنين علـى خطـره،ذكرت أسمـاء المنـافقين الـذين اشـتهر صـيتهم )1(لهم من كيده، وإن كانت التفاسير وكتب السنة

وهــو مقبــل مــن غــزوة تبــوك صــحاب العقبــة هــم الــذين همــوا بقتــل الرســول )روى الطــبراني في مســند حذيفــة تســمية أصــحاب العقبــة، وأ 1 لعقبــة، كــانوا اثــني عشــر رجــلا، أرادوا أن يزاحمــوه فيهــا فيلقــوه منهــا فــأطلع الله رســوله علــى مــرادهم، فــأمر حذيفــة فرجــع إلــيهم فضــرب وجــوه

سمـا رواحلهم ففزعوا ورجعوا مخـذولين، وأعلـم رسـول الله هــ)، سـليمان بـن 360ئهم ومـا كـانوا همـوا بـه. ينظـر: الطـبراني (تحذيفـة وعمـارا يد السلفي،ج1404/1983، 2أحمد بن أيوب أبو القاسم، المعجم الكبير، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، ط 3، تحقيق:حمدي بن عبد ا

م كانوا سبعين، أنزل الله أسمـاءهم ثم نسـخ تلـك الأسمـاء مـن القـرآن رأفـة منـه ورحمـة لأن أولادهـم كـانوا . وجاء في تفسير القرطبي 166ص أخطــب . وفي روايــة لأحمــد : أن رســول الله 196ص 8هـــ)، ج671مســلمين، والنــاس يعــير بعضــهم بعضــا،" ينظــر : تفســير القــرطبي (ت

لنفــاق وأ لخــروج مـن المســجد. ينظر:أحمـد بــن حنبـلخطبـة سمــى فيهـا ســتة وثلاثـين رجــلا وصـفهم هـــ)،مسند أحمـد، مؤسســة 241(تمـرهم . 273ص 5، (د.ت)، جقرطبة، مصر

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 18 -

رغــم ، فــلا يكــاد الباحــث أن يقـف علــى تســمية امــرأة واحــدة مــنهم،)1(في عهـد التنزيــل القــرآنيكيد على خفاء هذا الطـرف كيد القرآن على وجود المنافقات ـ كما رأينا ـ وهذا يدل بكل

ويـدل أيضـا علـى وجـود النفـاق في الجنسـين، كمـا نافقين، ممـا يجعلهـم أخطـر مـن غـيرهم.من المأنـــه يعتــــبر شــــرعا ظـــاهرة مســــتمرة إلى يــــوم القيامـــة، كمــــا أشــــارت إلى ذلـــك بعــــض الأحاديــــث

في صحيح مسـلم الصحيحة،في ما يكون في آخر الزمان من الفتن، من ذلك حديث الدجال )2(﴾أتي سبخة الجرف فـيضرب رواقه وقال فـيخرج إليه كل منافق ومنافقة فـي … ﴿وفيه:

وعشرين مرة في تسعا وأما كلمة النفاق بصيغة اسم الفاعل المذكر، فقد جاء تكرارها - 142-140-138-88- 64:(النساءو 167آل عمران: ، وهي:ةسور عشرة إحدى: ، الأحزاب11:، العنكبوت)101-73-68- 67-64:(، التوبة49:الأنفال ،)145

-7-1:(المنافقون ،11الحشر: ،13:، الحديد6:، الفتح)48-60-73- 1-12-24( .9:، التحريم)8

والحديث عن النفاق والمنافقين في القرآن الكريم، يتجاوز الحدود المعجمية لكلمة تي في القرآن ـ في مواضع عديدة ـ حديث عنهم بصيغ مختلفة، دون أن تكون ـ النفاق، فقد

ا حاضرة، بل يوجد في بعض المواضع حديث عن النفاق لضرورة ـ كلمة النفاق أو مشتقاسهاب بليغ، وتصوير بديع، فيفهم الجميع أن النفاق والمنافقين هم المقصود من والمنافقين

، لتقف على توبةويكفيك إدراكا لهذا المعنى أن تقرأ سورة الهذا التصوير أو ذاك الإسهاب، لوصف البليغ والتصوير الدقيق لتجد نفسك قد ارتسمت في ذهنك، و ،أكثر النماذج ذكرا،

ا ا، الشاذة في عقيد موعة الشاذة من الناس، في أفكارها وتصورا صورة المنافقين، تلك ا

كتــاب فيــه تســـمية "هـــ) لــه كتــاب: أخبــار المنــافقين، وذكــر أنــه 215تهـــ) أن الحــارث بــن أبي أســامة المــدائني(385ت) ذكــر ابــن نــديم( 1 ) وينظـــر:ابن حجـــر1/147(1398-1978الفهرســـت، دار المعرفـــة،بيروت،ابـــن نـــديم، :ينظـــر نـــافقين ومـــن نـــزل فيـــه مـــنهم ومـــن غـــيرهم "الم

ن، دار الكتـاب العـربي، القـاهرة، بـيروت، 974تالهيثمي، علي بن أبي بكر ( )، 1/109هــ(1407هـ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الـر . 531-511ص2الميداني، ظاهرة النفاق، جد.وينظر :

.2266ص 4صحيح مسلم، ج ) 2

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 19 -

، وهو ما تسعى هذه الدراسة المتواضعة الوقوف والخلقيوسلوكها، الشاذة في تكوينها النفسي تي من فصول. عليه فيما

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 20 -

نشأة النفاق:-2، )1(أن حركــة النفــاق ذات بعــدين: نفســي واجتمــاعي يــرى بعــض البــاحثين المعاصــرين

تكـوينهم النفسـي ـ في أن عددا من الناس، على مدار التاريخ يسـوقهم ويتمثل البعد النفسي:"الــذي هــو حصــيلة المــؤثرات البيئيــة والوراثيةـــ إلى اتخــاذ (مــوقفين) إزاء القضــية الواحــدة أحــدهما طــن، فيعلنــون غــير مــا يكتمــون، ويقولــون غــير مــا يفعلــون، ويــدفعهم الخــوف ظــاهر والآخــر

سـتار ظاهريـة يخت بئـون خلفهـا الذي يتصورونه جاثما عليهم في كـل لحظـة، إلى تغطيـة بـواطنهم ــم غــدوا بمنــأى عمــا عل هــا تحمــيهم مــن الانكشــاف وهــم إذا مــا خلــوا إلى نفوســهم، وشــعروا أ

)2(يخيفهم، دفعوا الأستار جانبا وظهروا على حقيقتهم."يعتــبر الجــبن والخــوف الــدافع لــبعض الفئــات مــن النــاس إلى ســلوك النفــاق، هالظــاهر أنــو

حيـث ، يسـميها علمـاء الـنفس (انفصـام الشخصـية) وبعد طول الممارسة يصير"ظاهرة مرضـية،تنقطع الخيوط بين الظاهر والباطن، وتزول عوامل الارتباط في كيان الإنسان، وتتفكك الـذات

)3(المتوحدة إلى شخصيتين أو أكثر.."إلى أبعــد مــن ذلــك حيــث اعتــبر النفــاق مظهــرا لخلــق بشــري، لا يظهــر بعضــهموذهــب

الشــــخص مــــن صــــراع قــــوتين، وإنمــــا هــــي "طبيعــــة التختــــل فقــــط في الوضــــع الــــذي يخــــاف فيــــه واللاوضــوح تطفــو علــى ســطح الــنفس الإنســانية كلمــا واجــه المنــافق شخصــا أو عمــلا، ولــو لم

ويــــرى أن النفــــاق ينشــــأ مــــن )4(تكــــن في المواجهــــة مســــؤولية الــــرأي أو الانتمــــاء أو الاختيــــار."لقبــول أو الــرفض، وفي مواجهــة الصــراع بــين الشــجاعة والجــبن، "الشــجاعة في مواجهــة الــرأي

لحقيقـــة الداخليـــة لحـــب والبغضـــاء مـــثلا، والجـــبن في مواجهـــة الـــرأي أو الشـــخص الشـــخص عبــد الكــريم د. ومــا بعــدها. و 363،ص1986، 10 :د.عمــاد الــدين خليل،دراســة في الســيرة، مؤسســة الرســالة، دار النفــائس،طيراجع) 1

.وما بعدها 239، ص1،1973صراع المذهب والعقيدة في القرآن، دار الكتاب اللبناني، بيروت،ط غلاب، 363ص، )عماد الدين خليل،دراسة في السيرة 2 364-363ص ،المرجع نفسه) 3 239عبد الكريم غلاب، صراع المذهب والعقيدة في القرآن، صد. ) 4

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 21 -

للمنــافق نفســه، فالنفــاق إذن مــرض نفســي كمــا يوجــد في عصــر النبــوة وفي البيئــة العربيــة يوجــد ــا الإقليميــة والاجتماعيــة وفي البيئــات الأخــرى في عصــر ومــا بينهمــا ومــا قبــل النبــوة، وفي بيئتن

")1( إن ممــا يؤيــد هــذا التفســير النفســي لظــاهرة النفــاق، أن الســور الــتي تحــدثت عــن النفــاق

ت التي تحدثت فيهـا والمنافقين كلها مدنية ماعدا سورة العنكبوت ـ وإن روى المفسرون أن الآ . )2(عن المنافقين هي مدنية

وقــــد بحــــث دون مكــــة هــــرت معالمــــه وعرفــــت أعيانــــه في المدينــــةولا شــــك أن النفــــاق ظــا نزلــت في المنــافقين ،ذلــكة لــفي ع المفســرون ت المكيــة أ وقــرروا )3(رغــم مــا قيــل في بعــض الآ

في مكة لم يكن لهم مـن القـوة والنفـوذ في حالـة "تسـتدعي وجـود أن مرد ذلك إلى أن المسلمينفئـــة مـــن النـــاس تـــرهبهم أو ترجـــو خـــيرهم، فتـــتملقهم وتتزلـــف إلـــيهم في الظـــاهر، وتتـــآمر علـــيهم

ــم في الخفــاء" فقــد كــان أهــل مكــة، وزعماؤهــا خاصــة، ينــاوئون النــبي ، )4(وتكيــد لهــم وتمكــر لأذى الشـديد،جهارا، ويتناولون مـن اسـت ويقـاومون الـدعوة بكـل وسـيلة طاعوا مـن المسـلمين

إلى الهجـرة فـرارا بــدينهم إلى دون مـا تحـرز أو تحفـظ، وكانــت القـوة لهـم حـتى اضــطر المسـلموننيا " .)5(الحبشة أولا، ثم إلى المدينة

الدولـة أو العصـبة والشـوكة علـى وعدم وجود القوة يعني عدم وجود السـلطة المتمثلـة في لوجـه الـذي طريقة النظام العربي القديم، وهو سبب كاف لعـدم ظهـور حركـة النفـاق في مكـة

23-22سابق، صالرجع الم) 1 ت"، ينظر كتابه: سيرة الرسول د.)أبدى 2 ا من الآ ا مدنية "استلهاما مما سبقها وما لحق ، صـور مقتبسـة محمد عزة دروزة شكه في كو

بي الحلبي وشركاؤه، 73ص2، ج1965-1384من القرآن الكريم، طبع عيسى .615ص 8،ج1985هـ/1405، 3الباري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، طهـ)، فتح 852، (ت)ينظر: ابن حجر 3، وينظـــر أيضـــا : عبـــد الفتـــاح لاشـــين، لغـــة المنـــافقين في القـــرآن، 74-73ص 2، المرجـــع الســـابق،جمحمد عـــزة دروزة، ســـيرة الرســـول د.) 4 11ص1ج .11ص1سابق، جالرجع الم )5

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 22 -

،وكما قال سيد قطـب:" الإسـلام في مكـة لم تكـن لـه دولـة ولم تكـن لـه ظهرت عليه في المدينةا."قو )1(ة، بل لم تكن له عصبة يخشاها أهل مكة فينافقو

لكن ،على الإطلاق إن هذا الرأي مبني على فرضية أن النفاق لم يوجد في مكة فيها تجاء ،وهو أن سورة العنكبوت وهي من السور المكية ،يعترض هذا الرأي إشكال

: ﴿ قال ،بعض سلوكهم إشارة صريحة تذكر المنافقين وتصور

﴾]6-1العنكبوت[ : ﴿وقال

]11-10العنكبوت:[﴾ت المذكورة مدنية ومع أن بعض المفسرين ن الآ ، فقد شـكك في ذلـك محمد )2(روى

ن حركة النفاق هي من حركات العهد المدني وأحداثه، في إشارة إلى نفي ثم عزة دروزة، جزم ـرد ،)3(وجودها بمكة ت مدنيـة ومع احترامنا لهذا الـرأي فإننـا نشـكك معـه في كـون هـذه الآ

ن النفـــاق لم يظهـــر إلا في المدينـــة، أن جـــاء فيهـــا حـــديث عـــن المنـــافقين ، وقـــد ولكـــن لا نجـــزم .31ص 1،ج1980-1400، 9روق، ط)سيد قطب، في ظلال القرآن، دار الش 1

، ذكــر مــن الســور 16ص 1،ج1973هـــ)، جــلال الــدين، الإتقــان في علــوم القرآن،المكتبــة الثقافيــة، بــيروت،911(ت ) ينظــر: الســيوطي 2ت مدنيــة ســورة العنكبــوت، قــال:العنكبوت اســتثني مــن أولهــا إلى :﴿ ولــيعلمن المنــافقين﴾ لمــا أخرجــه ابــن جريــر في ســبب المكيــة الــتي فيهــا آ

، الجواهر الحسان في تفسـير القـرآن ، مؤسسـة الأعلمـي للمطبوعـات، محمد أبو زيدالجزائري رحمن بنال هـ)،عبد875نزولها." وينظر،الثعالبي (ت 188ص 3بيروت،ج،

.73ص 2، ج محمد عزة دروزة، سيرة الرسول د.) ينظر: 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 23 -

ولكننــا نــرى أنــه مــادام لم يصــح الجــزم بنفــي يصــعب علــى الــبعض فهــم وجــود النفــاق في مكــةـــــا ـــــلوجـــــوده في مكـــــة، فإنن وي ي ـــــزمين ت في ســـــورة غـــــير مل إلا مـــــا جـــــاء بـــــه ســـــياق الآ

ت، ريـــخ النـــزول مـــن روا ن العنكبـــوت، ومـــا ورد في ـــا فقـــد قـــال كلهـــا مكيـــة: الحســـن آـا مكيـة إلا عشـر و قتادة وعكرمة وعطاء وجابر، وفي أحد قولي ابن عباس ويحـيى بـن سـلام أ

لمدينــة في شــأن مــن كــان مــن المســلمين ــا نزلــت ت مــن أولهــا فإ بمكــة، وقــال علــي بــن أبي آت فـإن السـورة كلهـا مكيـة، ، )1(ين مكة والمدينة: نزلت بطالب وإن ترجحـت هـذه الـروا

، ولا مانع من وجود النفـاق في مكـة لأن دوافـع النفـاق )2(وهو ما رجحه علي بن جابر الحربيلضرورة أن تكون دائما هي الخوف والرهبة من القـوة، فقـد يكـون دافـع النفـاق الرغبـة ليست

في مكـــة علـــى فـــرض أن ســـورة العنكبـــوت كلهـــا م طائفـــة المـــؤمنينوالطمـــع، وإذا أرد أن نفهـــت منها، مكية،أو مكية كلها إلا عتبـاره آ لإسلام فإننا سنجد طائفة من الناس أعجبت

ثورة اجتماعية يتساوى فيها السادة والعبيد والأغنياء والفقراء، فهم يطمعون في الاسـتفادة مـن نفســهم أو مـا اعتنقــوه مـن عقائــد وجــدوا خـير هــذه الثـ ورة ولكــنهم غـير مســتعدين أن يضـحوا

ءهم من قبل، فهم يظهرون للمؤمنين الإيمان تحسـبا لانتصـارهم في يـوم مـا، فيحسـبون عليها آحاضرهم بخسران مكـانتهم بـين قـومهم دهم، دون أن يبذلوا أي تضحية تعود عليهم فيافي عد

م أو ضــياع أمــواله م، ويؤيــد هــذا التوجيــه مــا حكــاه عبــد الــرحمن حســن حبنكــة الميــداني وعشــير" روي مـــا يتضـــمن أن هـــذا الـــنص نـــزل بشـــأن فريـــق أســـلموا بمكـــة، وكـــان حـــالهم مـــع مـــن أنـــه:حــال مــن لا يصــبر علــى الأذى الــذي يتعــرض لــه مــن قــبلهم، فكــانوا إذا لحقهــم أذى المشــركين

لأذى فـــأعطوهم مـــا يريـــدون مـــنهم في البـــاطن، وحـــافظوا علـــى انتمـــائهم ثـــروا مـــن المشـــركين لهجــــــرة ــــــم أمــــــروا للإســــــلام في الظــــــاهر، ولم يهــــــاجروا في ســــــبيل الله إلى دار الإســــــلام مــــــع أ

)3(يومئذ." .323ص13هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج671(ت)ينظر:القرطبي 1

.336-334ص 1991الحربي، منهج الدعوة النبوية في المرحلة المكية،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر علي بن جابر د.)ينظر: 2 .148ص 2، جوخبائث المنافقين في التاريخ )الميداني، ظاهرة النفاق 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 24 -

طنا، فهي في نظر وأما دوافع استبقاء هؤلاء انتماءهم للإسلام ظاهرا مع كفرهم الميداني تتمثل في أمور منها:

لارتداد عن الإسلام بعد دخولهم فيه. أن لا" - يوصموا ، وأخذت إذا انتصروا واستقرت لهم دولة في المدينة أن يكونوا محسوبين مع المسلمين -

تتسع.، ودولـــة الإســـلام في أن يكونـــوا في حالـــة ســـلم وأمـــن مـــن قبـــل دولـــة الكفـــر في مكـــة -

)1( ."المدينةت سـورة العنكبـوت، مـا جـاء في سـورة الحـج، وإن كانـت مـن السـور المدنيــة، ونظـير آ

: وهو قوله ﴿ ﴾ ]:ومثل ]11-10العنكبوت

ت ما جاء في سورة الحج :﴿ وهو قوله ،هذه الآ

﴾:11[الحج[. كـان الرجـل يقـدم ﴿ قـال: هذه الآية أنـه في سبب نزول عن ابن عباس)2(روى البخاري

ه قال هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأتـه ولم جت خيل ت فيسلم فإن ولدت امرأته غلاما ون المدينة ﴾ء و ه قال هذا دين س ل ج خي ـنت ت

150ص 2المرجع السابق، ج ) 1 .181ـ180ص 6، ج) صحيح البخاري2

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 25 -

فـذهب بصـره ومالـه فتشـاءم ،أسلم من اليهود رجلا أيضا أن )1(اويروى في سبب نزوله :فنزلت ،ذهب بصري ومالي ومات ولدي ،لم أصب من ديني هذا خيرا :فقال ،لإسلام

﴿ ﴾:11[الحج[.

الضــعيف ،فهــذه الآيــة تحكــي صــفة نمــوذج إنســاني، " صــفة الإنســان المضــطرب الــديناليقين، الذي لم تثبت في الحق قدمه، ولا استمرت عليـه مريرتـه، فـأوهى شـبهة تعـرض لـه ينقـاد لقائم على حرف مهواة. فأدنى عـارض يزلقـه، وأضـعف دافـع معها، ويفارق دينه لها، تشبيها

لـبعض أوصــافهم ولـذلك يمكننـا اعتبـار مــا جـاء ذكـره مـن تســمية المنـافقين ورصـد .)2(يطرحـه "حســب طريقــة القـرآن في تصــوير النمـاذج الإنســانية، والدلالــة إنمـا هــو تصـوير لنمــوذج إنسـاني،

لمعــنى الشــرعي الــذي عــ ل اللغويــة لكلمــة النفــاق تجعلنــا في حــ ف بــه ر مــن ضــرورة فهــم النفــاق . )3(بعد ذلك أصحابه في المدينة

ومع ما ذهبنا إليه من اعتبار الحديث عن النفاق والمنافقين، هو تصوير لنموذج ،ه في التوجيهنننا أن نذهب إلى رأي آخر، قريب من هذا، وإن اختلف عامك هإنساني، فإن

ما النفاق ظاهرة مكية قبل أن تكون مدنية، وذلك لاعتبارات منها: وهو أنه لا مانع من عد :﴿ نزول قوله جاء في سبب

﴾:88[النساء[. هــم قــوم كــانوا المنــافقين فقــال ابــن عبــاس"واختلــف في هــؤلاء :هـــ)876(تالثعــالبي قــال

ــا إلى المدينــة بمكــة أظهــروا الإيمــان لأصــحاب النــبي ثم خرجــوا مســافرين إلى في كتــب بعثــوا .148، لباب النقول في أسباب النزول، دار إحياء العلوم، بيروت،ص)ينظر: جلال الدين السيوطي 1

بي الحلـبي ط:أولى 406)الشريف الرضي(ت 2 ، تحقيـق : 1955هـ)، تلخيص البيان في مجازات القرآن، دار إحياء الكتـب العربيـة، عيسـى ويـل مشـكل القـرآن، دار 276هذا المعنى أيضا عند : ابن قتيبة (ت ، وينظر237محمد عبد الغني حسن، ص هـ)،أبو محمد عبد الله بن مسلم،

بي الحلبي، ط أولى، تحقيق : السيد أحمد صقر، ص .27إحياء الكتب العربية، عيسى .336علي ابن جابر الحربي، منهج الدعوة النبوية في المرحلة المكية، ص د.) ينظر : 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 26 -

ـــالوا لهـــم وأعطـــتهم قـــريش الشـــام م بضـــاعات وق ـــتم لا تخـــافون أصـــحاب محمد لأنكـــم تخـــدعو أنلمدينــة فــاختلف المؤمنــون م ظهــار الإيمــان فاتصــل خــبرهم فــيهم فقالــت فرقــة نخــرج إلــيهم فــإ

.)1(نحوه " منافقون وقالت فرقة بل هم مؤمنون لا سبيل لنا إليهم فنزلت الآية وعن مجاهدــم ،أيضــا أن المنــافقين كــانوا موجــودين في مكــةعلــى ت هــذه الروايــة فقــد دلــ والظــاهر أ

،فاســتعملوا أســلوب النفــاق ،مهــم إلا مصــالحهم الماديــة الــذين لا نفعيــينالالتجــار طائفــة مــن م مـــن أن يعترضـــها المســـلمون ـــ ،في طريقهـــا إلى الشـــام مينـــا لتجـــار في نو مســـلم معتبـــار أ

:الظاهر﴿ ﴾:14[البقرة[

مينا وموالين لهم: ينشركمع المهم ف ،لأنفسهم وأموالهم في مكة و﴿ ﴾:وبذلك ]14[البقرة ،للعبث بعقيدة التوحيد مجالاولكن الحكيم الخبير لم يترك لهم ،الجانبينالأمن من نالوني

والتذبذب والتردد ؛ الضبابية والغموض لا فالتوحيد الخالص لا يقبل المساومة ولا اللبس و وفي الموقف الذي لا يقبل أي ،الطائفة من الناس على المحكولذلك وضع القرآن هذه

ت التي تحث كما دل ؛ويل؛ فأوجب القرآن الهجرة الذين أظهروا الإسلام ت على ذلك الآيجوز وتعتبر ذلك واجبا لا ،بعد أن هاجر إليها الرسول أن يهاجروا إلى المدينة في مكة

ت كثيرة إلى أن صدق الإيمان وصحته ،التخلف عنه لهجرة ،بل تشير آ وفي ،لا يكون إلا ت أخرى توبيخ صريح للذين لم يهاجروا ت الدالة على ،وليس لهم ما يمنعهم ،آ ومن الآ

﴿ :نساءال في سورة ذلك قوله

398ص 1هـ)، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج876) الثعالبي (ت 1

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 27 -

﴾]:91-88النساء[

أيضا: وقوله ﴿

﴾]:99-97النساء[

وقوله في سورة الأنفال:﴿

.]72الأنفال:[﴾

ت سورة العنكبوت مكية؛ أن لا يمكننا الجزمه ولذلك كل لا مانع من فإنهكل آت في المدينةـوفي الوقت نفسه تن، وجود منافقين في مكةاحتمال ، تصور سلوكهم، زل آ

م. وتبين شأ

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 28 -

الإسلام بعد أن صارت له فقد اضطر كثير من مرضى النفوس لمصانعة أما في المدينةا كل أحد ـ خاصة بعد غزوة بدر وانتصار المسلمين انتصارا عظيما. قوة يحسب حسا

عتناق الدين الذي دخل فيه وقد وجد نفر من الكبراء أنفسهم مضطرين إلى التظاهر مقدمة هؤلاء "عبد الله بن أبي بن أهلهم وشيعتهم، ليحفظوا مصالحهم ومقامهم الموروث، وفي

برسوله ، فكان قومه قد نظموا له الخرز ليتوجوه ثم يملكوه عليهم فجاءهم الله )1(سلولقد استلبه ورأى أن رسول الله ، وهم على ذلك فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام ضغن

.)2(نفاق وضغن" ملكا فلما رأى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرا علىمن جعل ظاهرة النفاق تضرب عروقها في التاريخ الغابر، فلم ومن الباحثين المحدثين

أخزاه الله ! يقف عند الحدود الإنسانية، بل تجاوزها إلى اعتبار أن أول المنافقين كان إبليساستطاع أن يندس في صفوفهم ويشاركهم في وأنه بسبب عناصر التشابه بينه وبين الملائكة

م، ويعمل مثل أعمالهم، ويصعد السماء مثلهم، بدليل وجوده ضمنهم لما أمروا عباداأن يكشف ما في نفس وليس من الملائكة، و أراد الله وهو من الجن لسجود لآدم،

لسجود لآدم، وكان إبليس من بينهم فرفض فأمر الم إبليس من الكفر بتوحيد الإلهية، لائكة في سورة (ص): قال )3(الانقياد، وروجع في ذلك إلا أنه لم يتراجع معلنا كبره وكفره

صــلى عليـه." ولكنــه علــق إلى تصــحيح إسـلام عبــد الله بــن أبي لكـون النــبي : "مــال بعــض أهـل الحــديث هــ)852(ت) قـال ابــن حجــر 1 نه:" ذهل عن الوارد من جمـاع مـن قبلـه علـى على من صحح إسلامه نـه محجـوج ت والأحاديث المصـرحة في حقـه بمـا ينـافي ذلـك" و الآ

ضـعاف مضـاعفة " نوذكر مـمع شهرته نقيض ماقال وإطباقهم على ترك ذكره في كتب الصحابة ينظـر: ابـن هـو دونـه في الشـرف والشـهرة الله عبـد والـدة وهـي امـرأة اسـم هـو لام بعـدها الـواو وسـكون الـلام وضـم المهملـة و سـلول هـو" بفـتح .336ص 8ج فـتح البـاري،حجر، أبيـه"، ينظـر : فـتح البـاري، صفة الله لا صفة عبد لأنه لرفع يقرأ سلول وابن الأنصار قبيلتي أحد الخزرج فمن وأما هو خزاعية وهي المذكور

.337ص 8ج، 128ص3ج، ط أولى، تحقيـق طـه عبـد الـرؤوف سـعد هــ،1411هــ) السـيرة النبويـة، دار الجيـل، بـيروت،213ت)عبد الملك بـن هشـام ( 2

اعـف عنـه واصـفح عنـه فـوالـذي أنــزل عليـك الكتـاب البخاري لفظو وينظر: سيد قطب، المرجع السابق. رسـول ا : "قال سعد بن عبادة ــرة علــى أن يـتـوجــوه ــزل عليــك لقــد اصــطلح أهــل هــذه البحيـ لحــق الــذي أنـ ــلقــد جــاء ا لحــق الــذي فـيـعص ذلــك ــا أبى ا لعصــابة فـلم بوه

شرق بذلك فذلك فـعل به ما رأيت فـعفا عنه رسول ا )82ـ80ص 6ينظر: صحيح البخاري، ج." (أعطاك ا 496-492ص2لتاريخ، ج) الميداني، ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في ا 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 29 -

﴿ .]74- 73[سورة ص: ﴾

وبعــد أن طــرد إبلــيس مــن رحمــة الله:"مهــر إبلــيس أســلوب النفــاق، فســعى هــو وجنــوده )1( لابسين أقنعة النفاق لإغراء وإغواء بني آدم.."

لنفاق فيه من التجوز ؛ لأن إبليس لم يخف كفره بتوحيد شيء إن وصف إبليس :﴿ كما وصفه الحق ،واستكبر ،وتمرد على أمر الله ،بل أعلن ذلك صراحة ،لهيةالإ ﴾

﴿ :الآية السابقة )ص(وفي سورة ]34البقرة:[ ﴾ ﴿ :وفي سورة الإسراء ،] 74:سورة ص[ ﴾ :27[الإسراء[.

أنه يجوز السجود لغير الله، ولا يكون هذا إلا لمن كان في إبليس، كان من رأيقد و ر.الم فهو مثل خلقته، خلوق من

ا حكــى القــرطبيقــد و أن إبلــيس "كــان رئــيس ملائكــة الســماء الــدنيا وكــان لــه ســلطااجتهـادا وأكثـرهم علمـا وكـان يسـوس مـا بـين السـماء وسلطان الأرض وكان من أشـد الملائكـة

والأرض فــرأى لنفســه بــذلك شــرفا وعظمــة فــذلك الــذي دعــاه إلى الكفــر فعصــى الله فمســخه فإذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه وإن كانت خطيئته في معصية فارجـه شيطا رجيما

)2(وكانت خطيئة آدم عليه السلام معصية وخطيئة إبليس كبرا": ﴿وجاء في تفسير معنى قوله ﴾]:أي وصار من ]34البقرة

: ﴿ بسبب امتناعه كما قال الكافرين ﴾:وقال]43[هود : ﴿ ﴾]:35البقرة[

497ص 2،جنفسه)المرجع 1 395ص 1، الجامع لأحكام القرآن، ج)القرطبي2

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 30 -

:)1(وقال الشاعرا قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضهاــهاء قفـتي ــب )2(ر والمطي كأ

، )4(علـــم الله مـــن الكـــافرينتقـــديره وقـــد كـــان في : )3(أي قـــد صـــارت وقـــال ابـــن فـــورك ـ «:جـاء في صـحيح البخـاري بمـا )5(تهلصح واستدل، الرأي هذا القرطبي ورجح ا الأعمـال وإنم

)6(»لخواتيملإيمان، حتى يصدق عليه فإذا صح هذا المعنى، فإن إبليس لم يكن كافرا متسترا

لمعنى الاصطلاحي، وإنما الكفر طرأ عليه بعد الإيمان، وقد سبق في علم الله وصف النفاق ويل الآية. أنه سيكون من الكافرين ، كما جاء في

ت تقد جاءواستكمالا للحديث عن نشأة النفاق ف كثيرة في مواطن في القرآن آأمم من قبل، وذلك في معرض الحديث عن تشير إلى أن النفاق كان موجودا في عدة

المنافقين أو عند توجيه خطاب التوبيخ والتقريع لهم.

ني )هو " 1 مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام الراوي وغـزا :عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي أبو الخطاب قال المرز

حدى عينيه هناك ونزل الشامأو في مغازي الروم ..وتوفي على عهد عثمان بعد ان بلغ سنا عالية وهو صـحيح الكـلام كثـير الغريـب. صيب وليـد وكـان سلم وقـال في الإسـلام شـعرا كثـيرا ومـدح الخلفـاء الـذين ادركهـم وخالـد بـن الأكان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم :وقال أبو الفرج

لشام ولم يلق أ بكر ومدح عمر فمن دونه الى عبد الملك بن مروان ني انه مات في عهد عثمـان في جيشه وكذا قال وهو مخالف قول المرزهـــ، ينظــر: خــير الــدين الزركلــي، الأعــلام، دار 65وقــد عمــر طــويلا وتــوفي حــوالي 109ـــ108ص5، الإصــابة، ج" ينظــر: ابــن حجــرفــا أعلــم

72ص 5، ج1989، 8العلم للملايين، بيروت،ط )186ص 7ج ،لسان العربابن منظور، )البيت ضمن أبيات له منها : (ينظر : 2

ها ـرى والعيس تجري عروضـح السـحيـص**لةـن ليـيتـل أبـعري هـيت شـألا ل وضها ـــراخا بيـانت فـد كـطا الحزن قـق ** هاــطي كأنـالم وفر ـيهاء قـتـب

اــهـا أروضـروضـيرا أو عـير عسـأس **ين رحتهاـيـين حــيا بـة دنـوروح )ابن فورك هو : 3 79ص 1جهـ، 1401بيروت، ، ردار الفك القرآن العظيم،تفسير هـ) اسماعيل بن عمر أبو الفداء، 774،(تابن كثير) ينظر: 4 297- 296ص 1السابق، ج صدرهـ)، الم671(ت) ينظر : القرطبي 5لخواتيم، صحيح البخاري) 6 ب : الأعمال .223ـ 222ص 9ج،كتاب القدر،

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 31 -

ت ما جاء في سورة العنكبوت ﴿ :فمن هذه الآ

] ﴾3-2:عنكبوتال[. : وقوله

.]62-60لأحزاب:ا[ت أن توقفنا إلا على حقيقة واحدة جلية وهي لا وغيرها، رغم تواترها،وهذه الآ

، ذلك في أمة خاتم الرسل ،لصورة التي ظهرت عليها، في أمة من الأمم ظهرلم تحركة النفاق ا، إلا ن أتباع دين التوحيد عبر التاريخ لم تكن لهم دولة تخشى سلطتها، وقوة ترهب سطو

تمع الذي أقامه موسى عليه السلام، أما غير هذين دولة داود وسليمان عليهما السلام، واريخ التوحيد، دولة قوية، يضطر أعداؤها لمصانعتها ونفاقها خوفا أو ،النموذجين، فلم يعرف

طمعا، والقرآن الكريم سجل هذه المحطات في حياة الأمم، وسجل النماذج الإنسانية التي تمعات.ظهرت صور ا، في كل مجتمع من هذه ا

في وإذا أرد ـ من خلال القرآن الكريم ـ استكشاف ظاهرة النفاق وأساليب المنافقين وأخبار ،فسنجدها أوضح ما تكون، في ما حكاه القرآن عن أخلاق اليهود الأمم السابقة،

مع أنبيائهم. بني إسرائيلب الصــدفة أن نجــد تطابقــا يكــاد يكــون كليــا بــين مــا ، إنــه لــيس مــن العبــث، ولا مــن

قــديما، وعــن المنــافقين في عهــد التنزيــل القــرآني. ولــيس غريبــا أن ذكــره القــرآن عــن بــني إســرائيل مسـعوديوجد في هذه الأمة مـا وجـد في بـني إسـرائيل، مـن مـؤمن وكـافر ومنـافق، فقـد قـال ابـن

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 32 -

: لقـذة غـير أني لا "أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سم تـا وهـد تتبعـون عملهـم حـذو القـذة )1(تعبدون العجل أم لا"أأدري

لعل هذا الحديث يريد لفت الأفهام إلى ما جاء في القرآن من أبعـاد نفسـية واجتماعيـة وأحـــداثهم. ولم تغـــب هـــذه الأبعـــاد مـــن القصـــص في ســـرد قصـــص الأولـــين، وأخـــلاق الماضـــين

ــا كانـــت أبــرز ظهـــورا وأكثــر شــيوعا في القصـــص عــن بـــني )2(القــرآني منــذ العهـــد المكــي ، إلا أتمع الإسلامي، خلال إلى ربما يعود السبب في ذلك و ، إسرائيل أن بني إسرائيل كانوا يمثلون ا

م أكثر ا لأمة الخاتمة. عصور مختلفة، ولأ لأمم شبها في الطبيعة الإجتماعية والعقدية، م كا لقد ذكر القرآن عن اليهود :﴿ ذبون، قال نوا يكأ

:78﴾ [آل عمران [

)3(. لكــذب ــم إخــوان )4(وفي المقابــل وصــف القــرآن المنــافقين ، دون أن يغفــل وصــفهم

م في الأخـــلاق القبيحـــة والنفـــوس المريضـــة والســـلوك المعـــوج،، فهـــم أهـــل الكتـــاب وإن لم إخـــوام في العقيدة والنسب، قال :يكونوا إخوا

، تحقيق:خالـد العـك ومـروان 1407، 2الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد، معالم التنزيل، دار المعرفـة، بـيروت،ط ،هـ)516(ت البغوي ) 1 لقذة حتى لا . والحديث أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ : "309ص 2 جسوار، أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقتهم حذو القذة

القــوم لتمــر علــيهم المــرأة فيقــوم إليهــا بعضــهم فيجامعهــا ثم يرجــع إلى أصــحابه يضــحك إلــيهم ويضــحكون يكــون فــيهم شــيء إلا مثلــه حــتى إنـــر: الطـــــبراني(تإليـــــه ــــ)، المعجـــــم الكبـــــير، ج360" ينظــ ـــه مـــــن لم أعرفـــــه "ينظـــــر: الهيثمـــــي، مجمـــــع الزوائـــــد،39ص10هــ ، قـــــال الهيثمـــــي: "وفيــ

. 261ص7جتمــع الإنســاني فيد.)ينظـر : 2 ،1990، تــونس،الجزائر، بالوطنيــة للكتــاالمؤسسـة ،الــدار التونســية للنشــر،2 القــرآن الكـريم،ط محمد التومي،ا

وما بعدها. 71صم قالوا ليس علينا في الأميين سـبيل، ويقولـون علـى الله الكـذب وهـم يعلمـون :« وهي قوله عزوجلقبلهاالتي مثلها الآية و ) 3 [آل » ذلك

ــــران: ــــذا الم]75عمــ ت في هــ ــــيرة،والآ ــــنى كثــ ــرآن، عــ ـــــلال القــــ ــن خـ ــــة مــــ ــ ــــية اليهودي ــــاح الخالدي،الشخصــ ـــــد الفتــ ــــلاح عبـ ــر :د.صــ ـــ ــركة ينظـ شــــ 198-196ص 1987-1407الشهاب،الجزائر،ط أولى،

ــم كــذبوا علــى النــبي عليــه الصــلاة 4 لكــذب إلا أنــه لم يثبــت عــنهم أبــدا أ ) لاحــظ بعــض البــاحثين أن المنــافقين علــى الــرغم مــن وصــفهم ، "فـالوحي محفـوظ ـ كتـا وسـنة ـ فـلا الصـحابة يكـذبون، ولا فبلغوا عنه نصا مختلقا، واعتبر ذلك شـهادة يقينيـة علـى عدالـة الصـحابةوالسلام

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 33 -

﴿

﴾]:11الحشر[. :في المنافقين وقال

﴿ ﴾ 1:[المنافقون[

"كـان يقـال النفـاق اخـتلاف السـر :إن الكـذب هـو أس النفـاق ـ كمـا جـاء عـن الحسـن قـالوالعلانيـــة والقـــول والعمـــل والمـــدخل والمخـــرج وكـــان يقـــال أس النفـــاق الـــذي يبـــنى عليـــه النفـــاق

)2(وفي الحديث المشهور أن من علامات المنافق: "إذا حدث كذب " ،)1(الكذب"م ينقضون العهود وجاء في القرآن عن اليهود دلالة ،وقد جمعتهم مع المنافقين آية واحدة ،أ

.و منافقي هذه الأمة في الزمن النبوي ،قديما على شدة التطابق بين منافقي أمة بني إسرائيل:﴿ قال

ض، طقادرون على الكذب في هـذا الميـدان تحديـدا." ينظـر : منـذر الأسـعد، بـراءة الصـحابة مـن النفـاق، مكت المنافقون ، 1بـة العبيكـان، الـر

36-35، ص1417-1997بي، ) 1 61ص: 1ج صفة المنافق،الفرآية المنافق ثلاث إذا حـدث كـذب وإذا وعـد أخلـف وإذا اؤتمـن :﴿قال ) نص الحديث في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريـرة عن النبي 2

مشكلا من حيث إن هذه الخصـال توجـد في المسـلم المصـدق الـذي لـيس فيـه : هذا الحديث مما عده جماعة من العلماء ،قال النووي﴾خان في النـار ; فـإن شك. وقد أجمع العلماء على أن من كان مصدقا بقلبه ولسانه وفعل هذه الخصال لا يحكم عليـه بكفـر , ولا هـو منـافق يخلـد

والعلماء بعض هذا أو كله. وهذا الحديث لـيس فيـه بحمـد الله تعـالى إشـكال جمعوا هذه الخصال. وكذا وجد لبعض السلف إخوة يوسف ل نفـــاق , , ولكـــن اختلـــف العلمـــاء في معنـــاه. فالـــذي قالـــه المحققـــون والأكثـــرون وهـــو الصـــحيح المختـــار : أن معنـــاه أن هـــذه الخصـــال خصـــا

خلاقهم. فإن النفاق هو إظهار مـا يـبطن خلافـه , وهـذا المعـنى موجـود في صـاحب هـذه لمنافق في هذه الخصال, ومتخلق وصاحبها شبيه الخصال , ويكون نفاقه في حق من حدثه , ووعده , وائتمنه , وخاصمه , وعاهده من الناس , لا أنه منـافق في الإسـلام فيظهـره وهـو يـبطن

ء يحــيى بــن 676(تالمخلــدين في الــدرك الأســفل مــن النــار" ينظر:النــووي ــذا أنــه منــافق نفــاق الكفــار . ولم يــرد النــبي الكفــر هـــ)أبو زكــر .47ص 2جهـ،1392، 2دار إحياء التراث العربي، بيروت،طصحيح مسلم،على النووي شرح ،شرف الدين

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 34 -

﴾ .]41المائدة:[

ومخالفة أوامـر الله ونواهيـه ،عرفوا بنقض العهود والمواثيق ،واليهود منذ أن عرفهم التاريخ :قال الله ،ولأجل ذلك استحقوا مقت الله وغضبه ،)1(

﴿

.]:155-154النساء[.

: وقال ...:13-12[المائدة.[

:في المنافقين وقال

]:15-13الأحزاب[.

والمنافقون، حسب التصوير القرآني وهناك صفات أخرى كثيرة يشترك فيها اليهودكالخيانة والمكر والخداع والسفه والجبن والحرص على الحياة، كل ذلك لأوصاف الطائفتين،

إلى اليهود وطبائعهم، ويؤيد هذا الفرض أن يرجع وغيره مما يعني أن منبت النفاق وأصله،

241خلال القرآن،مرجع سابق ص ناليهودية مينظر : د.صلاح عبد الفتاح الخالدي، الشخصية ) 1

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 35 -

لمد)1(القبائل التي اشتهر فيها النفاق ، وقد كانت )3(ومحالفة لها)2(ينة، كانت مجاورة لليهود يؤدون الخراج لهم وقد لاقوهم من ردحا من الزمن، تحت سيطرة اليهود، وفي ظل ملكهم،

لخزي والعار الذلة والهوان، ما .)4(يشعر المتمثلة ،بالغ في الشخصية العربيةال الأثرـ ببلا ريلقد كان للشخصية اليهودية ـ

اورة ا ،لليهودفي القبائل ا ،وذلك بحكم خضوع المغلوب للغالب ،أو الخاضعة لسيطرمن ،ـ بعض خصائصها سابقا التي رأينا ـ )5( فالشخصية اليهودية ،وبحكم الجوار والعشرةويمكننا الجزم أن ،قبل موسى عليه السلام وبعده ،لم تتغير عبر التاريخ ،خلال القرآن الكريم

ولم تنكشف خبائثها إلا بما صوره القرآن من ،لم تتضح معالمها لمنافقة المعقدةهذه الشخصية ا

.01ينظر: الشكل رقم )مثل قبيلة عبد الله بن أبي بن سلول : بنو عمرو بن عوف. 1وطيبــة وطابــة والمســكينة والعــذراء والجــابرة والمحبــة وللمدينــة تســعة وعشــرون اسمــا وهــي المدينــة )كانــت تســمى يثــرب قبــل مجيــئ الرســول 2

نة والقدسية والعاصمة والمرزوقـة وا لشـافية والحـيرة والمحبوبـة والمحببة والمحبورة ويثرب والناجية والموفية وأكالة البلدان والمباركة والمحفوفة والمسلمة واهـــ)،الأربعين البلدانيــة،دار الفكــر المعاصــر،دار الفكــر، 571تر : ابــن عســاكر (والمرحومــة وجــابرة والمختــارة والمحرمــة والقاصــمة وطبــا " ينظــ

.83ص 5ط أولى، تحقيق :مركز جمعة الماجد، قسم التحقيق،ج ،هـ1413،بيروت،دمشقفـح عـنهم في غـزوة عبـد الله بـن أبي بـن سـلول كـان حليفـا لليهـ ) يكفي للدلالة على ذلك أن رأس المنافقين في زمن الرسـول 3 ود، فقـد

لعهد الذي كان بينهم وبينه، فقد جاء عبد الله بن أبي يقول للرسول بني قينقاع، لما عزم الرسول : محمد أحسن قتلهم حين غدروا في جيـب درعـه، فتغـير ، فأدخـل يـده ، فكرر ابن أبي مقالته : أحسن في موالي، فأعرض عنه الرسـول في موالي، فأبطأ عليه رسول الله

سـلك ر أرسلني، وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم أعاد أمره وهو مغضب : أرسلني ويحك ! قال ابن أبي : لا والله لا أ ﴿لون النبي وقال له :مــرؤ أخشــى حــتى تحســن في مــوالي، أربعمائــة حاســر وثــلاث مائــة دارع قــد منعــوني مــن الأحمــر والأســود تحصــدهم في غــداة واحــدة ؟ إني والله ا

ا : هم لك، على أن يخرجوا من المدينة الدوائر، فقال رسول الله ، وينظـر أيضـا 241.ينظر: محمد الغـزالي، فقـه السـيرة، ص ﴾ولا يجاورو زاد المعـاد في هـدي خـير العبـاد، دار الكتـاب العـربي، بـيروت، لبنـان (د.ت)، هــ)،751(تالزرعي أبو عبد الله ، محمد بن أبي بكر : ابن القيم

: صـــفي الـــرحمن المبـــاركفوري، الرحيـــق المختـــوم، دار الوفـــاء للطباعـــة والنشـــر، القـــاهرة، وشـــركة الشـــهاب، اوينظـــر أيضـــ، 127-126ص3ج 281، ص1987 -1408الجزائر،

والأوس والخـزرج، كـانوا تحـت حكـم ملـك يهـودي يقـال لـه الفيطـون، وكانـت لـه فـيهم سـنة ألا تـزوج امـرأة ) فمن ذلـك مـا روي أن اليهـود 4رت غيرة رجل من الخزرج، فاختبأ له من بين النساء، في ليلة عرس منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها،إلى أن

حـد ملـوك غسـان، الشامزفاف أخته، وطعنه بخنجر،ثم فر إلى فعاهـده أن لا يقـرب امـرأة ولا يمـس يقـال لـه أبـو جبيلـة، مستجيرا ومستنصرا ـا مــن اليهـود، فـأنجز وعـده، وأنفــذ عزمـه، فاستأصـل أشــراف اليهـود وزعمائهـا في ليلــة طيبـا ولا يشـرب خمـرا حــتى يسـير إلى المدينـة ويــذل مـن

" ينظـر : والآكـامواحدة، ومنذ ذلك العهد صارت" الأوس والخزرج من يومئذ أعز أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأمـوال .85ص 5السابق،ج صدرابن عساكر، الم

ــر لمع 5 ــن خــــلال القــــرآن الكــــريم،)ينظــ مرجــــع رفــــة المزيــــد عــــن الشخصــــية اليهوديــــة :د.صــــلاح عبــــد الفتــــاح الخالــــدي، الشخصــــية اليهوديــــة مــ 38-20، ص1982-1402، دار الشروق،ط الخامسة،.وينظر :سيد قطب،معركتنا مع اليهودسابق

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 36 -

ريخ اليهود لمكر والخداع ،محطات مخزية في ت القرآن على سجل لليهود حافل توقفك آ .)1(وسفك الدماء والإفساد في الأرض ،والنفاق ونقض العهود وقتل الأنبياء

للنفاق والمنافقين؛ لدنيئالشخصية اليهودية تمثل الهرم الأعلى والنموذج اوإذا كانت الصورة التي رسمها القرآن لشخصية المنافق صورة دقيقة حية تنطبق بدقة على نمط معين « فإن

ذه تمعات الإنسانية، ونحن نستطيع أن نعرفهم بوضوح من الناس يوجدون في جميع اا .)2(..»السمات التي يتميزون

، يوجد في أي مجتمع وإذا كان النفاق ظاهرة اجتماعية، كما وجد في مجتمع المدينةآخر، توافرت فيه الشروط نفسها، وهو ظاهرة نفسية، يتهيأ لها بعض الناس، وتندفع

أن نجد القرآن الكريم قد رصد هذه الظاهرة أنفسهم طواعية إلى سلوك النفاق ؛ فإنة لا غرابةت المنفرة من منذ أول نشأة للدولة الإسلامية، بداية من العام الأول الهجري، ونزول أول الآا علاجا سلوك النفاق في سورة العنكبوت، وظل الوحي ينزل، يرصد الظاهرة، ويعالج أسبا

لتصريح أخرى، يس رة، و لتعريض تر مرة، ويفضح أخرى، يرفق أحيا نفسيا، يتحدث لعذاب في الدنيا والأخرى، إلى آخر ما نزل من ويدعو إلى التوبة، ويعنف أحيا ويتوعد

. )3(القرآنت التي نزلت في النفاق والمنافقين، ورصد أبرز مكاننا تتبع الآ الصور التي تعرضت و

ت الإحصائية وتسلسل )4(رتيب نزول السورحسب ت ،لها، وذلك من خلال هذه البيا الأحداث .

بي الحلــبي ) ينظــر : محمد عــزة دروزة، ســيرة الرســول 1 ، صــور مقتبســة مــن القــرآن الكــريم، وتحلــيلات ودراســات قرآنيــة، مطبعــة عيســى

نية، 212-166ص 2، ج 1965-1384وشركاؤه، ط .247، ص6،1997) محمد عثمان نجاتي، القرآن وعلم النفس، دار الشروق، ط 2(

، 3، اليمامــة، بــيروت، طظــر : صــحيح البخــاري، دار ابــن كثــيرين، ســورة التوبــة، كمــا جــاء في صــحيح البخــاري هــي) آخــر ســورة نزلــت 3 .1709ص 4، تحقيق :مصطفى ديب البغا، ج1407-1987

وقــد اعتمــدت أيضــا في ترتيــب 15-9) ينظــر : عبــد المتعــال االصــعيدي، الــنظم الفــني في القــرآن، مكتبــة الآداب، القــاهرة،(د.ت)، ص 4 نزول السور على كتب علوم القرآن وكتب أسباب النزول، وكتب السير، وكتب التفسير

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 37 -

الجدول الإحصائي:ت السورة التاريخ الهجري الأحداث ت عدد الآ رقم الآ

ت النفاق تعريف النفاق وطائفة من 11و10 2 العنكبوت 1 بداغزوة أحد _كيفية التعامل 168إلى 165 4 آل عمران 3 غزوة أحد ( مواقف مخزية ) 158إلى 152 7 آل عمران 3 في غزوة أحد (ظواهر سلوكية ) 122 1 آل عمران 3 في غزوة أحد (ظواهر سلوكية ) 120إلى 118 3 آل عمران 3 النهي عن اتخاذ المنافقين بطانة 58إلى 51 8 المائدة 2 في أمر بني قينقاع 75إلى 69 7 آل عمران 2 نفاق اليهود 55إلى49 7 الأنفال 2 سخريتهم من أهل بدر 207إلى204 4 البقرة 1 صفات فريق من المنافقين 145إلى142 4 البقرة 1 تحويل القبلة 82إلى 75 8 البقرة 1 منافقو اليهود 20إلى8 13 البقرة 1 صفات المنافقين

48 1 الأحزاب 5 إثر الزواج بزينب بنت جحش 40إلى36 5 الأحزاب 5 إثر الزواج بزينب بنت جحش 24إلى10 15 الأحزاب 5 بمناسبة غزوة الأحزاب 1 1 الأحزاب 5 بمناسبة غزوة الأحزاب 17إلى 11 7 الحشر 4 في أمر بني النضير 60 1 النساء 3 الأشرفبمناسبة مقتل كعب بن 179إلى 176 4 آل عمران 3 معهم

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 38 -

م في مجلس الرسول 54إلى 47 8 النور 5 رفضهم التحاكم ورسوله 73و69 2 الأحزاب 5 غزوة الأحزاب 62إلى 60 3 الأحزاب 5 إثر الزواج بزينب بنت جحش 58إلى57 2 الأحزاب 5 إثر الزواج بزينب بنت جحش إعراضهم وصدودهم عن حكم 33 1 النور 5 إكراه الإماء على البغاء 64إلى 62 3 النور 5 سوء أدكيف يكون التعامل مع 84إلى 71 14 النساء 5 عند القتال ( ظواهر وسلوك ) 70لى 61 10 النساء 5 الله

ام 91إلى 88 4 النساء 5 المنافقين خيانتهم وتسببهم في اء المذبذبون من المنافقين وبعض 117إلى 105 13 النساء 5 الأبرم 62إلى57 6 المائدة 6 من اليهود المنافقون 54إلى 48 7 المائدة 6 واتباع الهوى تولي الكافرين 42إلى41 2 المائدة 6 يسارعون في الكفر 10 1 الفتح 6 صلح الحديبية 6 1 الفتح 6 صلح الحديبية 11 1 النور 6 حادثة الإفك 8إلى 1 8 المنافقون 6 إثر غزوة بني المصطلق 32إلى 16 17 محمد 5 إثر غزو بني قريظة 147إلى 136 12 النساء 5 صفا

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 39 -

ادلة 6 م ورسوله محاد ادلة 6 أولياء اتخاذ اليهود 10إلى5 6 ا غزوة تبوك (تصوير دقيق 9 1 التحريم 8 والمنافقين الأمر بمجاهدة الكفار 16إلى11 6 الفتح 7 بمناسبة غزوة خيبر 22إلى14 9 ات 127إلى38 109 التوبة 9 للمنافقين ومواقفهم) 348 مجموع الآ

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 40 -

اق اهرة النف المراحل الزمنية لظحسب نزول الآيات والسور

3122 20

7

111

41

6 1

109

020406080

100120

1 2 3 4 5 6 7 8 9المرحلة الأولى المرحلة

الثانية المرحلة الثالثة المرحلة

الرابعة

عدد الآيات

لبيان الآتي: ويمكننا تحديد المراحل الزمنية لظاهرة النفاق وتمثيلها

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 41 -

حيث ،وذلك حسب رصد القرآن لها ،المراحل الزمنية لظاهرة النفاق يظهر هذا البيانا تمتد من السنة الأولى إلى السنة الرابعة ت أمر ،تبدو المرحلة الأولى أ فقد كشفت الآ

لينفع العلاج بعد ،وذلك لعلاج المرض من أعراضه الأولى ،المنافقين منذ بوادر نفاقهم الأولىوالإخبار ق وتقبيح أمره بضرب مثل لنماذج المنافقين من اليهودفبدأت بتعريف النفا ،ذلك

ثم في غزوة أحد ،ثم رصدت أمرهم بمناسبة غزوة بدر وسخريتهم من المؤمنين ،سرارهمت إلى أن خف أمرهم في السنة الرابعة فرصدوا ،وتصوير مواقفهم المخزية م الآ فمازالت

ت بمناسبة غزوة بني النضير. والملاحظ حسب الرصد القرآني أن النفاق في هذه بسبع آ ) في أغلب مظاهره. وإنتاج (بني إسرائيل ،المرحلة ذو نزعة يهودية

امسة، وهي السنة التي وقعت فيها غزوة الأحزاب، وفي المرحلة الثانية خلال السنة الخوشرعت فيها بعض الأحكام التي كانت من أعمال الجاهلية كالتبني، ولذلك نجد الخطاب في ت، بكثافة ولهجة قوية، ثم ينخفض هذه المرحلة يشتد فيرصد المنافقين بسلسلة من الآ

ته في المرحل ة الثالثة التي تمتد من السادسة إلى ويخفف من الخطاب حتى يصل إلى أدنى مستوالسنة الثامنة مرورا بصلح الحديبية وغزوة خيبر وحادثة الإفك، ويفسر هذا التغير في الخطاب هو طبيعة النفاق نفسه، بوصفه مرضا خبيثا خطيرا، ينشط وينتعش كلما قلت جرعات

في كل لك كان المنافقونالدواء، أو قلت أسباب المناعة، ويختفي كلما قويت الجرعات، فكذمرحلة، يشتد أمرهم حين يسكت الوحي عنهم، فإذا حمل عليهم وكشف مكائدهم، انحسر م الوحي كذلك إلى المرحلة الرابعة، حيث لم تنفع تلك أمرهم، وخفي كيدهم، فمازال

لي، وقد قامت بذلك سورة الجرعات العلاجية، فالمرض بلغ مرحلة يحتاج فيها إلى استئصال ك التوبة، فلم تبق منهم أحدا ولم تذر.

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 42 -

المراحل الزمنية لنزول سورة التوبة :ثانيا تمهيد:

، وهي من أواخر ما نزل التشريعالسورة الكريمة من السور المدنية التي تعنى بجانب هذهقد و ،)1( بن عازب أن آخر سورة نزلت براءة البراءعن ، فقد روى البخاريعلى رسول الله

عند مرجعه من غزوة على رسول الله نزلتأن أول هذه السورة )2(ابن كثير ظذكر الحافأميرا على الحج تلك السنة، ليقيم للناس مناسكهم، فلما قفل الصديقتبوك، وبعث أ بكر

.ا عن رسول الله صلى الله ما فيها من الأحكامطالب ليكون مبلغ أبيأتبعه بعلي بن ، وهي السنة التي خرج فيها رسول الله )3(من الهجرة التاسعةنزلت في السنة ولقد

،وسفر بعيد ،بين الغزوات النبوية بـ "غزوة تبوك" وكانت في حر شديد واشتهرت ،لغزو الروم ،فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين ،الثمار، وأخلد الناس إلى نعيم الحياة طابتحين وامتحا

.وتمييزا بينهم وبين المنافقين ،لصدقهم وإخلاصهم لدين اللهإن ســـورة التوبـــة كغيرهـــا مـــن ســـور القـــرآن لهـــا هيكـــل خـــاص يتـــألف مـــن مطلـــع وجســـم

، ولكنها مـع ذلـك تجمـع بـين )4( تتناول موضوعات مختلفة وخاتمة، وهي تنتمي إلى السور التي، فهـي تطـرق موضـوعات شـتى، ولكنهــا في )5(الوحـدة والاخـتلاف في الموضـوعات الـتي تتناولهــا

ب:قوله : (، ) صحيح البخاري 1 .123ص 3جبراءةمن الله ورسوله...) كتاب التفسير، 357-356ص 3ج ، تفسير القرآن العظيم، ) ينظر : ابن كثير 2مـن 630أغلـب الـرواة والمفسـرين علـى أن الغـزوة كانـت في شـهر رجـب مـن السـنة التاسـعة للهجـرة، وهـي توافـق شـهر أكتـوبر ) 3

ابن عاشور أن غزوة تبوك كانت في" نحو شهر أغسطس أو اشتنبر وهـو وقـت طيـب البسـر والرطـب، وكانـت يرىو التاريخ المسيحي.. ثم كانـت حجـة أبي بكـر في ذي القعـدة ]81التوبـة: ﴾[وقـالوا لا تنفـروا في الحـر ﴿سنة تسع وكانت في رجب ونزل فيها قولـه تعـالى:

حجة الوداع في ذي الحجة من سـنة عشـر فيوافـق نحـو شـهر جنبر. وكان حج رسول الله من تلك السنة، سنة تسع، وذلك يوافق د، الجزائــر، تــونس، لكتــابلوالمؤسســة الوطنيــة ،الــدار التونسية، فســير التحريــر والتنــويرت الطــاهر بــن عاشــور، محمد ينظر:دجنــبر أيضــا."

.65ص 6، ج1984 .209القرآن، دار الشروق، ص ) ينظر : بكري شيخ أمين، التعبير الفني في 4عتبارهـا 5 لوحـدة الموضـوعية، وإن تعرضـت بشـكل هامشـي إلى موضـوعات شـتى ) ينبغي التنبيه هنا إلى أن كل سور القـرآن الكـريم تتميـز

ت الأدب خادمة للموضوع الأصل ذه الخاصية سبق النظم القرآني كل النظر ية الحديثة، وعنه أخذت نظرية وحدة الذي انبت عليه السورة، و

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 43 -

الأخير تصب في موضوع واحد، وهو موضوع الإخلاص لهذا الدين وأمته، ويتفرع عنه هدفان :هماو –إلى جانب الأحكام الأخرى ـ )1(أساسيان

، والمنافقين.وأهل الكتاب ،في معاملة المشركين الإسلامي التشريع: بيان أولا .النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم عليه: إظهار ما كانت نيا

إنه من المفيد لنا في هذه الدراسة أن نستكشف المراحل الزمنية التي نزلت فيها هذهالسورة ؛ فإن ذلك يعيننا على فهم كثير من صور المنافقين التي جاءت فيها، في سياقات

مختلفة.ومــن المفيــد أيضــا أن نتتبــع ســياق الســورة، قبــل استكشــاف مراحــل نزولهــا، فــإن الســورة

أمـــة الـــذين نقضـــوا مـــا أبرمـــوه مـــن عهـــود مـــع افتتحـــت ببيـــان فيـــه حســـم وشـــدة علـــى المشـــركينا من لين تمع المسلم، ولم تخل هذه الافتتاحية مع شد التوحيد وخانوا الثقة التي منحها لهم ا

لتوبة واللحاق بركب الإيمان .)2(وإغراء للمشركين وفي إطار هذا الخط نفسـه، الـذي رسمتـه السـورة في افتتاحيتهـا، نلحـظ تعريضـا بطائفـة

لصـف الإسـلامي، ول كنهـا لم تخلـص لـه كـل الإخـلاص، ولم تعطـه ولاءهـا من الناس التحقت ت، ممــا جعلهــا تضــع قضــية العقيــدة وقضــا )3(الكامــل ، وطائفــة أخــرى خلطــت بــين الأولــو

(يهـود ونصـارى) لا تـؤمن ، وطائفـة أخـرى مـن أهـل الكتـاب)4(فرعية هامشـية في مقـام واحـد ليوم الآخر ولا تحرم ما حرم الله ورسوله ولا تدين دين الحق، وإن زعمت ذلك، فأما ولا

عهــود ومواثيــق، ولكنهــا لم تـــراع شــيئا مــن ذلــك، وقـــد يهــود فقــد كانــت بينهــا وبـــين المســلمينجـلاء بـني تخلص المسلمون من كيد هذه الطائفة، بعد سلسلة من الغـزوات و الوقـائع بـدأت

القصيدة في الأدب العربي خاصة والأدب العالمي عامة. ينظـر : أنـور الجنـدي، خصـائص الأدب العـربي، دار الكتـاب اللبنـاني، ودار الكتـاب . 129المصري، لبنان، والقاهرة، (د.ت)، ص

811ـ810ص 1ج صفوة التفاسير، ) ينظر : محمد علي الصابوني، 1ت : 2 م إلى التوبة تصريحا وتلميحا كما في الآ من سورة التوبة. 27و 18و15و11و5و 3)وذلك بدعو التوبة. من سورة24- 23والآية 16) كما يتضح ذلك من قراءة الآية 3 سورة التوبة.19 ) كما هو مفهوم من الآية : 4

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 44 -

، ولم تعد لليهود تلك القوة الاقتصادية والسياسية الـتي يخشـى )2(وانتهت بغزوة خيبر )1( قينقاع جانبها.

ـ فلــم تكــن لهــم )3(ورة ـ وهــم المعنيــون في هــذه الســ مــن النصــارى وأمــا أهــل الكتــابلشـــدة الـــتي كـــان ـــوحي الإلهـــي يتحـــدث عنـــدهم تمـــع المســـلم، ولم يكـــن ال علاقـــة مباشـــرة

ــا عــن اليهــود الــتي كانــت تمــثلهم قــد همــت )5(، ولــولا أن دولــة الــروم)4(في ســور أخــرى يتحــدث ا في جزيـرة العـرببمحاربة الدولة الاسلامية الناشـئة، هـا خطـرا علـى سـلطا ، مـا كـان معتـبرة إ

ـــــــــيهم، ﴿ ـــــــــوا الحـــــــــرب عل للمســـــــــلمين أن يعلن ].29﴾[التوبة:

لقد جاءت غزوة تبوك تكملة لسلسلة مـن الصـدامات المسـلحة الـتي بـدأت مـن قبـل، بخطــر صــليبي يهــددهم تصــدوا ، فكلمــا شــعر المســلمون)6(منــذ النصــف الثــاني مــن العهــد المــدني

ت سلســلة مــن الوقــائع الــتي فيهــا عــدوان أو محاولــة عــدوان مــن بعــض )7(لــه، فقــد ذكــرت الــروا يتصدى لهم فيها. ، والتي جعلت النبي النصارى

ليهـود كانـت 1 ت السـيرة تـذكر أن أولى وقـائع التنكيـل قتـل يهـودي اسمـه أبـو عفـك كـان شـاعرا يهجـو النـبي ويحـرض قومـه عليـه فنـذر )روا

أن يقتله أو يموت دونه وتـربص بـه حـتى واتتـه فرصـة فـدخل عليـه وهـو في بيتـه فقتلـه.ينظر : محمد عـزوة دروزة، سـيرة سالم بن عمير من الأنصار .190ص 2، ج الرسول

ل ) بدأت 2 جلاء بـني قينقـاع ثم بنـو النضـيرثم القضـاء علـى بـني قريظـة ثم فـتح خيـبر.سلسلة التنكيل ص 2ج ،نفسـهرجـع المينظـر : يهود 212

.163ص 10ج ، ينظر : الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير،) وهو رأي مروي عن مجاهد 3ت كثيرة منها. 4 ) ينظر: سورة البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الإسراء، الجاثية، الحشر، الصف، في آ

بعـين لنفــوذ دولــة الــروم ) بطريــق مباشــر أو غــير مباشـر، فقــد كــان غالبيــة ســكان مشــارف الشــام 5 البيزنطيــة، ولــذلك وقــع صــدام نصــارى يعاز من دولة الروم ضد المسلمين .مسلح معهم

.255ص 2ج ، دروزة، سيرة الرسول د.) ينظر : 6بــل أن ) يمكـن تسـمية ذلـك بلغــة العصـر : الحـرب الوقائيــة وهـي الـتي يــتم فيهـا إعـلان الحــرب لاسـتباق العـدوان الخــارجي، ومباغتـة العـدو ق 7

ـا علــى أفغانسـتان والعـراق بعـد أحـداث ت المتحـدة الأمريكيـة حر ، تحـت ذرائـع مختلفــة، 2001سـبتمبر 11يقـوم بعدوانـه. وقـد شـنت الـولاـــرب الوقائيـــــة. ـــامل (الخطــــر والمواجهـــــة)، دار الأحمـــــدي تجمعهــــا فلســـــفة الحـ ـــة الـــــدمار الشــ ــرائيل دولـ ـــر في هــــذا المعـــــنى: طـــــارق فــــوزي، إســـ ينظــ

124ـ109ـ106، ص2003، 1ة، ظللنشر،القاهر

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 45 -

وقد بدأت هذه الوقائع منذ السنة الخامسة للهجرة، في دومة الجندل التي تجمعت فيها وجهـه ولم ففـروا مـن ،رسـول الله ، فخـرج لهـم واعتدت علـى قوافـل المسـلمين جنود النصارى

، ثم سرية بقيادة زيد بن حارثة في السنة السادسة إلى جماعـة مـن بـني جـذام الـذين )1(يقع قتالثم ســرية بقيــادة عبــد الــرحمن بــن )2(إلى قيصــر رســول الله اعتــدوا علــى دحيــة الكلــبي رســول

وقــد أســلم قــوم علــى يديــه، ومــن لم يســلم صــالحه علــى الجزيــة، ثم )3(عــوف إلى دومــة الجنــدل ، ومـــن ذلـــك ســـرية إلى ذات أطلـــح مـــن أرض الشـــام )4(كانـــت ســـرية بقيـــادة كعـــب بـــن عمـــير

إلى رسـول الله بقيادة زيد بن حارثة إلى مؤتـة ؛ لأن عاملهـا قتـل الحـارث بـن عمـير رسـول ذلـك إهانـة شـديدة، " فـاعتزموا علـى القصـاص لـرجلهم، وعلـى ملك بصرى، واعتبر المسلمون

، فكان قوام جيشها ثلاثة آلاف، )5(زلزلة الوالي الأثيم الذي صنع ما صنع لحساب الرومان " قتل فيها قائد السرية ثم خلفه جعفر بن أبي طالب فقتل ثم عبد الله بن رواحة فقتل، ثم استلم

لجيش الإسلامي، بعـد أن أوقـع في الراية خالد بن الوليد، وتمكن بحنكته العسكرية الانفلات لغــة. ومــن ذلــك ســرية بقيــادة عمــرو بــن العــاص إلى ذات السلاســل، لتأديــب العــدو خســائر

. )6( قضاعة لما همت بغزو المدينةلحرب الدفاعيةلقد كانت غزوة تبوك تدخل ا حرب )7(فيما يصطلح عليهم اليوم ، إ

شريفة ؛ لأن فلسفتها تقوم على الدفاع عـن حريـة العقيـدة والأعـراض والنفـوس، وهـذا العامـل

353ص ) ينظر : المباركفوري، الرحيق المختوم، 1 423صنفسه ، المرجع المباكفوري،) ينظر : 2 395صنفسه ، ) ينظر : المرجع 3 458صنفسه ، ) ينظر :المرجع 4 . 365ص ) محمد الغزالي، فقه السيرة، 5 255-254ص 2ج ، دروزة، سيرة الرسول د/) ينظر : 6)يرى سيد قطب في الظـلال أن الجهـاد في الاسـلام لم يشـرع للـدفاع فقـط عـن بـلاد الاسـلام أو عـن حريـة العقيـدة أو نصـرة المظلـومين، بـل 7

شرع الجهاد لتكون الحاكمية العليا لشريعة الاسلام، وكـل قـوة تقـف ضـد هـذه الارادة، يجـب قتالهـا حـتى تحطمهـا أو تقهرهـا حـتى تـدفع الجزيـة نـه شـرع للـدفو ـم الـذين يصـفون الجهـاد اع تعلن استسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيـدة لتعتنقهـا أو لا تعتنقهـا بكامـل حريتهـا، وا

نه المهزومون روحيا وعقليا تحت ضغظ الواقع اليائس، وأنه إن كان لا بد من استعمال كلمة الدفاع فلـتكن للـدفاع عـن الانسـان ذاتـه فقط،

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 46 -

هــو أبــرز العوامــل في غــزوة تبــوك، الــتي تحــدثت ســورة التوبــة عنهــا، وقــد أعطــت الســورة الحجــج ـم لا يختلفـون مـن النصـارى ابالدينية المقنعة في ضرورة مقاتلـة أهـل الكتـ ، ويكفـي لمقـاتلتهم أ

م:كثيرا عن المشركين م يستوون معهم في كو ، حيث إليوم الآخر. - لا يؤمنون ولا لا يحرمون ما حرم الله ورسوله. - .)1(لا يدينون دين الحق -كما - –الله ويزعمون له الولد، فيقولون: المسيح ابن ، الله ون على ويتأله -

ـــذه المقولـــة لا يختلفـــون تمـــام الاخـــتلاف عـــن المشـــركينقالـــت اليهـــود في : عزيـــر ابـــن الله. فهـــم م أر مــن ــم اتخــذوا أحبــارهم ورهبــا جعلهــم نــدا، يتخذونــه إلهــا مــع الله ســبحانه، كمــا أ

) )2الله دون شاعة الأراجيف، واختلاق الأكاذيب، ليطفؤوا نوره. - م يحاربون الدين الحق أ

تكون ومع هذه المفاسد العقائدية والكيدية، فهم قوم لا أخلاق لهم، وليسوا أهلا أن م لباطل، ولا يدعون دعوة الحق تنتشر، وأ كلون أموال الناس م لهم الغلبة في الأرض، لأ

.الله يكنزون الأموال الضخمة، ولا ينفقون منها شيئا في سبيل

جميع العوامل التي تقيد حريته وتعوق حركته من معتقدات وتصورات أو من أنظمـة سياسـية. ينظـر : سـيد قطـب، في ظـلال القـرآن، ج ضد .1581ص 3وج 1452ــ1433ص 3دان ) المعنى :"لايطيعون طاعة الحق" ـ قاله أبو عبيدة، وقال النحـاس: أي طاعـة الاسـلام، وكـل مطيـع ملكـا فهـو دائـن لـه، يقـال : 1

.443فلان لفلان " ينظر: النحاس، معاني القرآن، صــولهم ﴿ ) هــذا مــا يمكــن فهمــه مــن قولــه تعــالى : 2 ــر ابــن الــل◌ه وقالــت النصــارى المســيح ابــن الــل◌ه ذلــك قـ وقالــت اليـهــود عزيـ

ـــول الـــذين كفـــرو ـــواههم يضـــاه◌ؤون قـ فـ ـــن دون الـــل◌ه م ـــانـهم أر ـــذوا أحبـــارهم ورهب ـــاتـلهم الـــل◌ه أنى يـؤفكـــون اتخ ـــل ق ا مـــن قب 31-30سورة التوبة : ﴾شركون ا ي والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليـعبدوا إلـها واحدا لا إلـه إلا هو سبحانه عم

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 47 -

كانت هذه هي الحجج والمبررات الواقعية لغزوة تبوك، وهي بمثابة تكوين نفسي ، رغم بعد الشقة، وقوة العدو. من النصارى الكتابللمسلمين وإعدادهم لمحاربة أهل

الحالات شرح ـ وهو ما يمثل جسم السورة ـ ب الثانيالسورة للهدف وجاء عرض ت عن ،الروملغزو حين استنفرهم رسول الله صف الإسلامي لل النفسية وقد تحدثت الآ

الخطر همعتبار ،فتن المنافقين عنوكشفت الغطاء ،والمثبطين ،قلين منهم والمتخلفينالمتثا ،وألوان فتنتهم وتخذيلهم للمؤمنين ،نفاقهموفضحت أساليب ،على الإسلام والمسلمين الدائم

وتركتهم بعد هذا الكشف والإيضاح ،إلا كشفتها دخيلةولا ،حتى لم تدع لهم سترا إلا هتكته :قوله :نماستغرق الحديث عنهم معظم السورة بدءا وقد، تكاد تلمسهم أيدي المؤمنين

﴿ ﴾ :41[التوبة.[

ه ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ لى قول ﴿: إ

﴾:لتوبة ] 127[اــا فضــحت المنــافقين وكشــفت أســرارهم ولهــذا سماهــا بعــض الصــحابة ،"الفاضــحة" لأ

:مـا زال ينـزل ،عـن سـورة بـراءة فقـال: تلـك الفاضـحة عبـاسسعيد بـن جبـير: سـألت ابـن قالـــــا حفـــــرت عـــــن ق ،)1(ألا تـــــدع أحـــــدا خفنـــــاومـــــنهم حـــــتى ومـــــنهم لـــــوب وسموهـــــا الحـــــافرة، لأ

ا سورة التوبة وروي عن حذيفة بن اليمان ،)2(المنافقين هـي سـورة وإنمـا ،أنه قال: إنكم تسمولــت منــه ،العــذاب : كنــا نــدعوها وقــال ابــن عمــر )3(." والله مــا تركــت أحــدا مــن المنــافقين إلا

61ص 8ج ،: تفسير القرطبي ) ينظر 1،تحقيـق : عبـد السـلام 2001، دار الكتـب العلميـة، بـيروت،1الأندلسـي، المحـرر الـوجيز في تفسـير الكتـاب العزيـز، ط ) ينظـر : ابـن عطيـة 2

. 3ص 3عبد الشافي محمد، ج .437النحاس، معاني القرآن، ص ) 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 48 -

ــــدعى المبعثــــرة، ويقــــال لهــــا المثــــيرة، ويقــــال لهــــا: المقشقشــــة، قــــال الحــــارث بــــن يزيــــد: كانــــت ت )1(البحوث."

والتوبـــة، والمقشقشـــة، والمبعثـــرة، بـــراءة عـــدة أسمـــاء:ا لهـــ هــــ): "538قـــال الزمخشـــري(ت: قــال ،والفاضــحة، والمثــيرة، والحــافرة، والمنكلــة، والمدمدمــة، وســورة العــذاب ،والمخزيــة والمشــردة

أســـراروتبعثـــر عـــن ،تـــبرئ منـــه وهـــي تقشـــقش مـــن النفـــاق أي ،المـــؤمنينلأن فيهـــا التوبـــة علـــى ـــنكلهم ،المنـــافقين وتبحـــث عنهـــا وتثيرهـــا وتحفـــر عنهـــا، وتفضـــحهم ،وتخـــزيهم ،مـــ وتشـــرد ،وت

)2(" وتدمدم عليهملت علـي بـن : سـأابـن عبـاس قـال )3(في عـدم وجـود البسـملة فيهـا السرهذا هو لعل و

الــــرحمن الله بســــم ؟ قـــال: لأن { الله الـــرحمن الـــرحيم﴾ بســــم في بـــراءة ﴿ يكتـــبأبي طلـــب لم لم لسيف وبشارة، الرحيم} أمان لأوبراءة نزلت .)4( مان، ونبذ العهود فلذلك لم تبدأ لجملة الذين هم أشد خطرا من حزب المنافقين،الكريمة قد تناولت السورةفإن هذه و

لحمــم حــتى لم تبــق مــنهم تقــذفهموظلــت ،ففضــحتهم وكشــفت أســرارهم ومخــازيهم ،المشــركينرا ، تسجيلا لا يقبل ريبة ولا يتهم )5(، وسجلت السورة مواقفهم الكيدية والساخرة والتآمريةد

ه. لظنة، ولا يترك سترا لأحد من المنافقين إلا هتكوالملاحظ أن سورة التوبة في دراستها للمنـافقين، والبحـث عـنهم، وكشـف أسـرارهم، لا سلوب واحد، والقارئ لها بـتمعن، يـدرك هـذه الحقيقـة،ومع ذلـك تسيرعلى وتيرة واحدة، ولا

السابق. صدر) الم 1 .171ص2، ج1979-1399هـ)جار الله أبو القاسم محمود بن عمر، الكشاف، دار الفكر، ط 538)الزمخشري(ت 2

خــتلاف الصــحابة ) ضــعف ابــن عطيــة 3 ــم حــاروا : هــل الأندلســي القــول التوبــة رضــي الله علــيهم في أمــر البســملة في ســورة التوبــة، وأـم لم يكتبـوا البسـملة ن، وقال :"وهذا القول يضعفه النظر أن يختلف في كتاب الله هكـذا " وغايـة الأمـر أ لأن والأنفال سورة واحدة أم سور

مر رسول الله ـ بن كعب أنه قال : كان رسول الله أبي نبذلك، وهو ما تفيده رواية ع هملم مر بوضع ﷽مر في . السابق صدرالم بشيئ، فلذلك لم نضعه نحن "ينظر :ذا هفي أول كل سورة، ولم

نفسه. صدر: "يعزى هذا القول للمبرد وهو لعلي بن أبي طالب "، ينظر :الم ) قال ابن عطية 4 .109- 95ص 2، جمحمد عزة دروزة،سيرة الرسول د.) ينظر: 5

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 49 -

فهــــي ترســــم صــــور المنــــافقين، حســــب التسلســــل الــــزمني، والحــــدث التــــاريخي، ترصــــدهم خطــــوة .)1(وفي الطريق إليها، وفي طريق العودة، وبعد العودة بخطوة، قبل غزوة تبوك،

م محطـة مـن المحطـات الكاشـفة لقد كان للسورة مـع المنـافقين في كـل خطـوة مـن خطـواا السورة الحاسمة، حسم مع آخر معاقل أعداء الإسلام، وأشدهم خطـرا، المصورة الفاضحة، إ

لسـ رة، و لجهـر ـم في الذين كـانوا يكيـدون للـدعوة ر أخـرى، وهـم آمنـون مـن العقـاب، لأ، وكيـــف يقتـــل الرســـول الظـــاهر مســـلمون، بـــل هـــم يحســـبون في عـــداد أصـــحاب رســـول الله

.)2(أصحابه ا نزلت على مراحل، كل مرحلة منها تدلي لأخرى، إنه يتبين لكل متدبر في السورة أ

الزمني، والأحداث التاريخية فهي لا تختلف عنها في الموضوع، ولكنها تسير حسب الترتيب للغزوة ومواقف المنافقين.

قال سيد قطب:" ومـن مراجعـة نصـوص السـورة مراجعـة موضـوعية ؛ ومراجعـة مـا جـاء ت المأثورة عـن أسـباب النـزول وملابسـاته ؛ ومراجعـة أحـداث السـيرة النبويـة كـذلك.. في الروا

جــرة.. ولكنهــا لم تنــزل دفعــة واحــدة.. يتبــين أن الســورة بجملتهــا نزلــت في العــام التاســع مــن الهـــت فيهـــا مقـــاطع الســـورة في خـــلال العـــام ـــتي نزل لمواقيـــت الدقيقـــة ال ـــا لا نملـــك الجـــزم ومـــع أننــا نزلــت في ثــلاث مراحــل.. المرحلــة الأولى منهــا كانــت قبــل التاســع، إلا أنــه يمكــن الترجــيح

انت في أثناء الاستعداد لهـذه الغـزوة غزوة تبوك في شهر رجب من هذا العام. والمرحلة الثانية كايـة ها. والمرحلة الثالثة كانت بعـد العـودة منهـا. أمـا مقـدمات السـورة مـن أولهـا إلى ثم في ثنا

ا نزلت كلهـا بعـد غـزوة تبـوك، ينظـر : ابـن عاشـور، التحريـ 1 ر والتنـوير، ) لقد مال ابن عاشور في تفسيره لسورة التوبة في عدة مواضع إلى أن الســـورة نزلـــت عـــبر مراحـــل، ولـــذلك قـــال ابـــن 163وص 153وص151وص 62ص 10ج ت الســـورة يـــؤذن إلا أن ظـــاهر بعـــض آ

ن الآيـة نزلــت قبـل الرجـوع مــن غـزوة تبـوك فــإن عاشـور في تفسـير قولـه تعــالى: ( وسـيحلفون لـو اســتطعنا لخرجنـا معكـم ) قــال :" يـؤذن م في أعـذارهم."ينظر حلفهم إنما كان ب : ابـن عاشـور، التحريـر عـد الرجـوع وذلـك حـين استشـعروا أن الرسـول عليـه الصـلاة والسـلام ظـان كـذ

.209ص 10جوالتنوير، صــحيح ،أخرجــه البخاري﴾لا يتحــدث النــاس أن محمدا يقتــل أصــحابه ﴿حــين أظهــر بعــض المنــافقين نفــاقهم : ) لقــد قالهــا رســول الله 2

1863ص 4البخاري،ج

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 50 -

ايـة السـنة التاسـعة قبيـل موسـم الحـج في )1(الآية الثامنـة والعشـرين منهـا فقـد نزلـت متـأخرة في هو كل ما يمكن ترجيحه والاطمئنـان -على الإجمال -هذا ذي القعدة أو في ذي الحجة.. و

)2(إليه "ومــا توصــل إليــه ســيد قطــب مــن كــون الســورة نزلــت عــبر مراحــل، لــيس بــدعا في ذلــك،

في غــزوة تبــوك نزلــتالســورة هــذهقــال: "الــرحيم القشــيري أبــو نصــر عبــدأن فقــد نقــل القــرطبي )3(."ونزلت بعدها

ـا وقال ابن عاشور: " ت هـذه السـورة بمـا يقتضـي أ وفسر كثير من المفسرين بعـض آــا نزلــت غــير متفرقــة: أنــه ،نزلــت أوزاعــا في أوقــات متباعــدة كمــا ســيأتي، ولعــل مــراد مــن قــال إ

ــا لم يتخللهــا ابتــداء نــزول ســورة أخــرى ولم يســتبعد أن يكــون نــزول الســورة دفعــة )4(".يعــني إ :﴿أن ثـــلاث عشـــرة آيـــة مـــن أولهـــا إلى قولـــه ، ورجـــح واحـــدة

﴾] :5(." نزلت متتابعة ]13التوبة( ت كثيرة من سورة براءة حول موضـوع الغـزوة نزلتوقال المباركفوري: " بعضـهانـزل ،آ

إلىوبعـــض آخـــر منهـــا بعـــد الرجـــوع -وهـــو في الســـفر -قبـــل الخـــروج، وبعضـــها بعـــد الخـــروج )6(".المدينة

ت الـتي أمـر علـي بـن أبي طالـب أن يقرأهـا علـى النـاس في 1 ت أن عـدد الآ ) وهو قـول سـليمان بـن موسـى الشـامي و مـا تـذكره الـروا

ت ت عشــر آ ، وفي بعضــها تســع موســم الحــج، عنــد جمــرة العقبــة يــوم النحــر، هــي أربعــون، وقيــل ثلاثــون، وقيــل عشــرون، وفي بعــض الــروات، ذكرها النقاش " ينظر: .6ص 3ج المحرر الوجيز، ،ابن عطية آ

.1564ص3) سيد قطب، في ظلال القرآن، ج 2 .68، ص8، ج) تفسير القرطبي 3 97ص 10ج ن عاشور، تفسير التحرير والتنوير،اب )4 98-97ص10.جالمرجع نفسه: ) ينظر 5 519)صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، ، ص 6

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 51 -

ولهذا المعنى يرى بعض الباحثين أن: " هناك نوع من التقـديم والتـأخير ملحـوظ علـى وجـه جــزء مــن القصــة علــى غــيره، وحقــه التــأخير، وذلــك الخصــوص في القصــص القــرآني، كــأن يقــدم

)1(لأسباب تشريعية أو اعتبارية."وحسب تقسيم سيد قطب لمقاطع السورة وفق مـا تضـمنته مـن موضـوعات ؛ فـإن المقطـع

الأول منها، يبدأ من أولها إلى ختام الآية الثامنة والعشرين، ويتضمن تحديد العلاقات النهائية ـــة بـــين المعســـكر الإ ـــراز الأســـباب الواقعيـــة والتاريخي ســـلامي والمشـــركين عامـــة في الجزيـــرة ؛ مـــع إب

لأســلوب القــرآني المــوحي المــؤثر، وفي تعبــيرات قويــة والعقيديــة الــتي يقــوم عليهــا هــذا التحديــد، )2(الإيقاع حاسمة الدلالة، عميقة التأثير.

والعشرين إلى الآية الخامسة أما المقطع الثاني في السورة، فإنه يبدأ من الآية التاسعة تمع المسلم وأهل الكتاب والثلاثين فهو يتضمن " تحديدا للعلاقات النهائية كذلك بين اعامة ؛ مع بيان الأسباب العقيدية والتاريخية والواقعية التي تحتم هذا التحديد ؛ وتكشف

عن دين الله كذلك عن طبيعة الإسلام وحقيقته المستقلة ؛ وعن انحراف أهل الكتابليسوا على دين الله الذي نزله - في اعتبار الإسلام -الصحيح عقيدة وسلوكا ؛ بما يجعلهم

لهم ؛ والذي به صاروا أهل كتاب.وظــاهر كــذلك مــن الأســلوب القــرآني في هــذا المقطــع أنــه مواجهــة لمــا كــان في النفــوس

يــب وتــردد في مواجهــة أهــل ــذا -أو الغالبيــة العظمــى مــنهم -عامــة الكتــابيومــذاك مــن -كــان -اللـون مـن العلاقـات الـتي تـنص عليهــا الآيـة الأولى في المقطـع.. وحقيقـة إن المقصـود

ومــا وراءهــا ؛ وهــذا وحــده في الشــام وحلفــاؤهم مــن نصــارى العــرب لمواجهــة ابتــداء هــم الــرومريخيــة بــين أهــل الجزيــرة.. ولكــن س وسمعــة كــان يكفــي للــتردد والتهيــب ؛ لمــا كــان للــروم مــن

.)3(النص عام في أهل الكتاب عامة ؛ ممن تنطبق عليهم الأوصاف الواردة في الآية "

240، ص2001جامعة وهراندراسة دلالية، رسالة دكتوراه، العربي قلايلية، التقديم والتأخير في التراكيب اللغوية،د.) 1 1565-1564ص 3)ينظر : سيد قطب، في ظلال القرآن، ج 2 1566ص 3سيد قطب، في ظلال القرآن، ج) 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 52 -

لنعـي المقطع الثالث يبـدأ مـن الآيـة الثامنـة والثلاثـين إلى الآيـة إحـدى وأر بعـين، و" يبـدأ على المتثاقلين الذين دعوا إلى التجهز للغزوة فتثاقلوا إلى الأرض وتكاسلوا عن النفـير.. وهـؤلاء ليســوا كلهــم مــن المنــافقين، ممــا يشــي بمشــقة هــذه الخطــوة، وهــذه الغــزوة، علــى النفــوس في ذلــك

)1(الحين.." )2(لأربعـين إلى الآيـة الثامنـة والسـتينثم يجيء المقطع الرابـع وهـو يبـدأ مـن الآيـة الثانيـة وافي فضـــح المنـــافقين وأفـــاعيلهم في -"وهـــو أطـــول مقاطعهـــا، وهـــو يســـتغرق أكثـــر مـــن نصـــفها

تمع المسـلم، ووصـف أحـوالهم النفسـية والعمليـة، ومـواقفهم في غـزوة تبـوك وقبلهـا وفي أثنائهـا اهم وحـيلهم ومعـاذيرهم في التخلـف عـن الجهـاد وبـث الضـعف وما تلاهـا، وكشـف حقيقـة نـوا

. يصـــــاحب هـــــذا والخلـــــص مـــــن المـــــؤمنين ة في الصـــــف، وإيـــــذاء رســـــول الله والفتنـــــة والفرقـــــالكشف تحذير الخلصاء من المـؤمنين مـن كيـد المنـافقين، وتحديـد العلاقـات بـين هـؤلاء وهـؤلاء، والمفاصــلة بــين الفــريقين وتمييــز كــل منهمــا بصــفاته وأعمالــه.. وهــذا القطــاع يؤلــف في الحقيقـــة

فاستشـرى بعـد مـا كـاد أن رة؛ ويتجلى من خلاله كيف عـاد النفـاق بعـد فـتح مكـةجسم السو تمع المسلم قبيل الفتح. " )3(يتلاشى من ا

تي المقطع الخاتم في السورة، ليسدل الستار عن قبائح المنافقين، ومواقفهم المخزية وقبل غزوة تبوك وأثناءها وبعدها، ويكشف في الختام الخلق العظيم الذي جبل عليه هذا

م الرسول الكريم من حرصه الشديد على المؤمنين م، أن تزل أقدامهم فيعصون ر رأفة ورحمة ، وأن كل ما سبق ذكره في السورة من التوبيخ واللوم وكشف خبا النفوس المريضة، إنما هو في خير المؤمنين ومصلحتهم ؛ لأن هذا الرسول لا يرضى لأمته وأصحابه أن يتخلفوا عن أمر

1566ص 3، جنفسهرجع الم) 1

) المتأمــل في الســورة، يجــد أن الحملــة علــى المنــافقين فضــحا وتوبيخــا، اســتمرت إلى الآيــة الثامنــة والعشــرين بعــد المائــة، وهــي قولــه تعــالى في 2م كشـف سـلوك المنـافقين عنـد نـزول الـوحي : " وإذا مــا أنزلـت سـورة نظـر بعضـهم إلى بعـض هــل يـراكم مـن أحـد ثم انصـ رفوا صـرف الله قلــو

اية السورة إلا آيتان. م قوم لا يفقهون "، فلم يبق على .1567ص 3 )سيد قطب، في ظلال القرآن، ج 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 53 -

م، ولو كانت في ظاهره مشقة أو عسر، فإنه يتضمن في حقيقته الخير والسعادة من أوامر ر والرأفة والرحمة.

تقسيم اجتهادي هو و ،كانت هذه هي مقاطع السورة حسب ورودها في السياق ا ت ودلالا إلا أنه لا يحدد بدقة المراحل الزمنية التي نزلت ،يعتمد أساسا على معاني الآ

أن السورة لم تنزل دفعة :لعل أهمها ،ئج مفيدةإلا أنه اجتهاد يقود إلى نتا ،فيها السورةمعظمها ـ صورت المنافقين في جميع وأن السورة ـ في ،أواخر ما نزل وأن أولها كان من ،واحدة .قبل الغزوة وأثناءها وبعدها ،واختارت غزوة تبوك مسرحا لعرض تلك الصور ،أحوالهم

ديقتضي من ،وتكملة لهذه النتائج المهمة ة في اكتشاف الخطى التي ا البحث زا السورة لصور المنافقين ت ،رصد لتقريب ـ المراحل الزمنية التي نزلت فيها آ أن نحدد ـ ولو

ت أو ،مما يفرض علينا اتخاذ معيار لذلك ،السورة نحتكم إليه كلما أرد تصنيف آية من الآ .ضمن مرحلة من المراحل ،صورة من صور

هو المعيار ،ن التصنيفول الذي يصلح لمثل هذا النوع مولاشك أن المعيار الأ ريخ النزول ،التاريخي ا اللفظية ،أعني دراسة ت وما تفرضه دلالا ضمن ،ثم معاني الآ

.السياق الذي جاءت فيهت السورة ريخ نزول كل آية من آ ت في ذلك قليلة ،ولا يمكننا دراسة ،لأن الروا

ريخ نزول هذه الآية أو تلكفهي لا تذ ،وعلى قلتها لتحديد ولكننا مع ذلك يمكننا .كر ولذلك سيكون ،وأحداثها )1(بلاريب ـ غزوة تبوك وهي ـ ،أن ندرس ملابسات نزول السورة

د مراحلها بوجه عام يديمكننا تحو ،وصور المنافقين فيهاتقسيمنا للسورة حسب أحداث الغزوة :مراحل أربعإلى

وغـزوة تبـوك سميـت بعـين تبـوك وسميـت غـزوة وهـى اقصـى اثـر رسـول الله ) غزوة تبوك : تبوك : بفتح التاء هي مـن ادنى ارض الشـام 1

ـا بـوكـا، تـبوك لأن النبـي، رأى قوما من أصحابه يبوكون حسي تـبوك أي يدخـلون فـيه القدح ويحركونه لـيخرج الــماء، فقـال: مـا ز لـتم تـبوكو ووقــع في الســيرة فقــال مــن ســبقنا إلى هــذا 405-404ص 10ج فســميت تلــك الغــزوة غــزوة تـبــوك. ينظــر : ابــن منظــور، لســان العــربفيمــا ذكــر لي ســبقه إليهــا أربعــة مــن المنــافقين معتــب بــن قشــير والحــارث بــن الطــائي : الواقــدي قــال فقيــل لــه رســول الله فــلان وفــلان وفــلان

بت وزيد بن لصيت. ووديعة بن

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 54 -

ت التي تصور المنافقين في مرحلة الإعداد ل :الأولىـ المرحلة 1 .لغزوةالآت التي تصور المنافقين في الطريق :ـ المرحلة الثانية2 .إلى تبوك من المدينة الآت التي تصور المنافقين في الطريق من تبوك إلى ا :ـ المرحلة الثالثة3 .لمدينةالآت التي تصور المنافقين في المدينة4 بعد العودة من تبوك. ـ المرحلة الرابعة: الآ

لموازاة مع هذه المراحل نعرض أحداث غزوة تبوك ملخصة من مجموع ما جاء في كتب ،و السيرة.

ت التي تصور المنافقين في مرحلة الإعداد المرحلة الأولى: الآلمدينـــة بعـــد منصـــرفه مـــن الطـــائف اللهأن رســـول )1(ذكــر الطـــبري مـــا بـــين ذي أقـــام

لتهيؤ لغزو الـروم )2(الحجة إلى رجب ،وقـد صـورت السـورة ذلـك .مـن النصـارى ثم أمر الناس :ويبدأ ذلك من الآية التاسعة والعشرين وهي قوله ،وبينت أسباب قتال هؤلاء وأهدافه

﴿

﴾:29[التوبة[ ﴿إلى الآيتين الرابعة و الثلاثين والخامسة والثلاثين وهي: قوله عزوجل:

﴾]:35- 34التوبة.[

ريخ الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت،ط أولى، ) ينظر : أبو جعفر محمد بن جرير 1 وما بعدها.181ص 2هـ، ج1407الطبري،

للمــيلاد وشــهر 630) أغلــب رواة الســيرة، يــذكرون أن ذلــك كــان في شــهر رجــب مــن الســنة التاســعة، وهــو الموافــق لشــهر أكتــوبر ســنة 2ن غزوة تبوك كانت في وقت طابت فيه الثمار. أكتوبر هو الوقت الذي تطيب فيه ثمار النخيل، وهو يوافق ما ذك ره أصحاب السير،

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 55 -

وشدة من في زمن عسرة من الناس -الذين هم أهل كتاب- كان الأمر بقتال الرومو فالناس يحبون المقام في ثمارهم ،الحر وجدب من البلاد وحين طابت الثمار وأحبت الظلال

وكان رسول الله ،وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذي هم عليهلتوجه لجهة ما دون ،)1(هلم يصرح بوجهت عنها و ما يخرج في غزوة إلا كنى قل وربما أشعر

فإن ،ستثناء غزوة تبوك ،تعمية على الذين يتوجه لغزوهم ،ح ولا تكون هي وجهتهتصريحتى ، للمسلمين يومئذ وجهته لبعد المسافة وعسر الزمان وكثرة العدوبين رسول الله

وحذرهم من ،وجهتهوأخبرهم ن يتجهزوا للجهاد الناس وأمر يتأهب الناس لذلك أهبتهت: مآل التثاقل عن الجهاد في سبيل الله أو التخلف عن النفير العام. ويصور ذلك الآ

الثامنة والثلاثين إلى الواحدة والأربعين من قوله عزوجل: ﴿

إلى قوله سبحانه:﴾﴿

﴾]:41-38التوبة [ ت ـ إلى هذا الحد ـ لا يتضمن خطا صريحا عن المنافقين ولا توجيها ،وسياق الآ

م م ،خاصا لتثاقل عن النفير في سبيل الله ـ على الرغم من أ وإنما يفهم ذلك من وصفهم لعذاب الأليم واستبدالهم بقوم آخرين إذا لم ينفروا. نودوا بوصف الإيمان ـ وتوعدهم

ولكن الآية الثانية والأربعين وهي قوله عزوجل: ﴿

عنـه :عن كعب بـن مالـك 410،رقم الحديث:19ص 6ج، في صحيحه )روى البخاري 1 صـلى أنـه قال:﴿رضـي ا كـان رسـول ا

عليه وسلم قـلما يريد غزوة عليـه وسـل ا صـلى ا م في حـر شـديد يـغزوها إلا ورى بغيرهـا حـتى كانـت غـزوة تـبـوك فـغزاهـا رسـول ابوا أهبة عدوهم وأخبـرهم بوجهه الذي يريد واستـقبل سفرا بعيدا ومفازا واستـقبل غزو عدو كثير فجلى للمسلمين أم ﴾.رهم ليـتأه

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 56 -

﴾]:ا تتحدث عن المنافقين صراحة 42التوبة ،] فإكانوا كاذبين في ادعائهم عدم القدرة على ،وتظهر أن الذين تخلفوا ـ من غير أهل الأعذارـ

م سيحلفون على الكذب للغزو الخروج مع المؤمنين وفيه دليل على أن هذه الآية نزلت ،وأذه الصراحة وهي ة والستينإلى الآية الثامنقبل غزوة تبوك واستمر الحديث عن المنافقين

:﴿قوله ﴾]68 :التوبة[

ت في تصــوير شــأن المنــافقين بعــد عقــد مقارنــة ســريعة بيــنهم وبــين ،وواصــل ســياق الآوقابلــت ذلــك بعــرض حــال ،وبيــان عاقبــة أمــرهم ،في الأمــم الســابقة مــن ســبقهم مــن الكــافرين

لعاقبـــة الحســـنة المـــؤمنين ثم واصـــلت الســـورة ببيـــان دقيـــق لأقـــوال ،)1(الصـــادقين ووعـــد الله لهـــم هم ومـا تخفيـه نفوسـهم مـن الكفـر ومـا تضـمره مـن العـداوة ،المنافقين وأفعالهم وكشفت عن نوا

لمــؤمنين والاســتهزاء والســخرية مــن ،ومــا يصــاحب ذلــك مــن الحلــف كــذ ،والكيــد والــتربص الرسول ومن المؤمنين..

تجهز على ما وأمام هذا الامتحان العصيب، تمايز الناس، فصاروا أصنافا، فمنهم من ، ومنهم من تثاقل وتخلف، ومن تجهز منهم كانوا أصنافا ثلاثة، الكره لذلكفي نفسه من

فمنهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، فلم يقع منهم تردد، فخرجوا مسرعين طاعة لنصر وأغلبهم من مسلمة الفتح، ورسوله، وصنف خرجوا مترددين في وعد الله ورسوله

ين العداوة ورسوله، متربصين به الدوائر.وصنف كانوا منافقين مضمر مؤمنون من السابقين الأولين، إلا )2(والذين تخلفوا كانوا أصنافا ثلاثة أيضا، فمنهم

م ذلك ندموا م غلبتهم أنفسهم، واستثقلوا المسير في الحر، فتثاقلوا عن الخروج، فلما فا أ .)3(د ذلك توبتهمعلى ما فعلوا وصدقوا الله ورسوله، فأنزل الله بع

ت: 1 من سورة التوبة.72إلى69)ينظر:الآ منهم كعب بن مالك بن أبي كعب أخو بني سلمة ومرارة بن الربيع أخو بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية )2ت: 3 من سورة التوبة. 118ـ102)كما هو مفهوم من الآ

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 57 -

أتوا رجالمنهم ،حبسهم العذر ،ولا يجدون ما ينفقون ،وصنف من أهل الأعذار استحملوا رسول الله وكانوا أهل حاجة ،)1(وغيرهم وهم سبعة نفر من الأنصار رسول الله

م:ن ففلم يحملهم فتولوا يبكو ﴿ أنزل الله في شأ ﴾:92[التوبة.[

استخلفه (2)بني غفار كسباع بن عرفطة من ومن أهل الأعذار من خلفه رسول الله بعلي بن أبي طالب وقالوا فأرجف المنافقون، وخلف علي بن أبي طالب في أهله، على المدينة

ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى لجرف فقال نبي الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني أنك استثقلتني أتى رسول الله وهو كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ﴿ فقال: ،وتخففت مني

، وفي )3(﴾ ن موسى إلا أنه لا نبي بعديمأفلا ترضى علي أن تكون مني بمنزلة هارون خرج إلى تبوك، واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان الله رواية للبخاري: "أن رسول

ه ليس نبي بعدي أن﴿ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا :والنساء ؟ قال .إلى المدينة ومضى رسول الله على سفره فرجع علي، )4(﴾

لبكائين، ) 1 م :" نفر مـن الأنصـاروقد عرفوا وغـيرهم مـن بـني عمـرو بـن عـوف: سـالم بـن عمـير وعلبـة روى ابن هشام عن ابن اسحاق أ

بن الجمـوح أخـو بـني سـلمة عبـد الله ابـن ابن زيد أخو بن حارثة وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب وأخو بني مازن بن النجار وعمرو بن البغويض بـن سـارية الفـزاري." ينظـر : ابـن المغفل المزني وبعض الناس يقول بل هو عبد الله بن عمرو المزني وهرمي بن عبد الله أخو بني واقـف وعـر

198-197ص 1ج هشام، السيرة النبوية، وجماعـة مـن ) أنـه اسـتخلف محمد بـن مسـلمة الأنصـاري، وفي الإصـابة نقـلا عـن ابـن عبـد الـبر 314ص 1ريـة (ج)جاء في التراتيـب الإدا 2

لنسب والسير أن النبي استخلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة حتى في تبوك. أهل العلم 2404رقم الحديث : 1870ص 4جصحيح مسلم، و 408،رقم الحديث:17ص 6، جينظر: صحيح البخاري) 3. وقـد 276ص 2، ج1986-1406، 1)ينظر : محمد فؤاد عبد الباقي، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشـيخان، دار القلـم، بـيروت، ط 4

ذه الرواية طوائف الشيعة ـا،أ لخلافـة وأنـه فيها دليلا على أحقية علـي أن زعمتو وبنت كثيرا من عقائدها عليها، تعلقت وصـي لـه ، ولا ل علـية فيه لأحد منهم بل فيه إثبات فضـفي شرح مسلم : " وهذا الحديث لا حج قال النووي إلى غيرذلك من عقائدهم الفاسدة،

في إنمـا قـال هـذا لعلـي حـين اسـتخلفه في المدينـة تخلافه بعـده لأن النـبي تعرض فيه لكونـه أفضـل مـن غـيره أو مثلـه، ولـيس فيـه دلالـة لاسـ

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 58 -

، )1(وصــــــنف لا عــــــذر لهــــــم، تخلفــــــوا كفــــــرا ونفاقــــــا وإرصــــــادا لمــــــن حــــــارب الله ورســــــوله لمســـــــلمين أن تصـــــــيبهم الـــــــدوائر ـــــــم قـــــــدموا أعـــــــذارا واهيـــــــة)2(وتربصـــــــا ، وحلفـــــــوا )3(، مـــــــع أ

ت في ســــــورة فأعــــــذرهم رســــــول الله )4(لأيمــــــان الكاذبــــــة حــــــتى نــــــزل في أمــــــرهم مــــــن الآ التوبة.

ت خاصة تصور مواقفهم وتفضح وقد نزلت في شأن بعض المنا م آ عيا فقين في عدم الخروج فمن ذلك ما نزل في شأن الجد بن قيس لما استأذن الرسول ،أسرارهم

وأنه يستعيض عن ذلك ببعض ماله. فنزل فيه قول الله ،بحجة أنه لا يطيق فتنة بنات الروم عزوجل: ﴿

﴾:6(ونزل فيه)5(]49[التوبة(: ﴿

﴾:55- 53[التوبة.[

غزوة تبوك ويؤيد هذا أن هارون المشبه به لم يكـن خليفـة موسـى، بـل تـوفي في حيـاة موسـى، وإنمـا اسـتخلفه حـين ذهـب لميقـات ربـه للمناجـاة . 174ص 15هـ، ج1392، 2: صحيح مسلم بشرح النووي،دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط والله أعلم " ينظر

من سورة التوبة. 107)كما يفهم من الآبة: 1ت: 2 من سورة التوبة. 98ـ52ـ24)يفهم ذلك من الأنـه يخـاف أن تفتنـه بنـات الأصـفر، وفيـه أنـزل الله : ﴿ 3 نـة ) وذلك كاعتذار الجد بـن قـيس ومـنـهم مـن يـقـول ائـذن لي ولا تـفتـني ألا في الفتـ لكافرين 49﴾ التوبة :سقطوا وإن جهنم لمحيطة ت: 4 من سورة التوبة. 96ـ95ـ74ـ62ـ56ـ42)كما بينت ذلك الآ . 149ص10، ج1405الفكر، بيروت، تفسيرالطبري، دار أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ) ينظر: 5 . 225ص10)ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 6

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 59 -

﴿ :ونزل قوله عزوجل ﴾ وعبد الله بن أبي ،فاعة بن التابوتفي ر . )1( قاله مجاهد وأوس بن قيظي ،سلول ابن

: ﴿قوله عزوجلونزل :في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه ]48﴾[التوبة

بمن تبعه من قومه الذي ابتغوا الفتنة من قبل أي في غزوة أحد حين انصرف عن الرسول )2(.

م الآية: ﴿ وجاء عن الحسن أن الذين قصد هم جماعة من ﴾ ،وعبد الله بن نبتل أخو بني عمرو بن عوف ،عبد الله بن أبي ابن سلولالمنافقين منهم: فلما عسكر وكانوا خرجوا مع رسول الله ،وزيد بن التابوت القينقاعي ،ورفاعة بن رافع

وضرب عبد الله بن أبي ابن سلول عسكره على ذي قال الطبري: " ،بجيشه على ثنية الوداعلجبانة أسفل من ثنية الوداع و ب جبل قل حدة أسفل منه نحو ذ كان فيما يزعمون ليس

تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل العسكرين؛ فلما سار رسول الله وعبد الله بن نبتل أخا بني عمرو بن ،الخزرج وكان عبد الله بن أبي أخا بني عوف بن ،الريبوكانوا ممن ،وكانوا من عظماء المنافقين ،ورفاعة بن زيد بن التابوت أخا بني قينقاع ،عوف

)3("يكيد للإسلام وأهله.﴿: ونزل في شأن هذه الفترة أيضا قوله عزوجل

]﴾:63-61التوبة[.

144ص 10) ينظر : تفسير الطبري،ج 1 147ص 10، ج نفسه المصدر) ينظر : 2 148ص 10ج المصدر السابق ، ) 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 60 -

ـــــال ابـــــن عاشـــــور: " مـــــا يؤذيـــــه إذا وهـــــؤلاء فريـــــق كـــــانوا يقولـــــون في حـــــق النـــــبي قبلغـــــه. وقـــــد عـــــد مـــــن هـــــؤلاء المنـــــافقين، القـــــائلين ذلـــــك: الجـــــلاس بـــــن ســـــويد، قبـــــل توبتـــــه، بــــت. فمــــنهم مــــن قــــال: إن كــــان مــــا تــــل بــــن الحــــارث، وعتــــاب بــــن قشــــير، ووديعــــة بــــن ــــه مــــا شــــئنا ثم نــــذهب ونـبـ ــــنحن شــــر مــــن الحمــــير، وقــــال بعضــــهم: نقــــول في ــــا ف يقــــول محمــــد حق

ما قلنا فيقبل قولنا إليه ونحلف له (1) ".أت التي تصور المنافقين في الطريق إلى تبوك المرحلة الثانية: الآ

عنـــه مـــن تخلـــف مـــن المنـــافقين وأهـــل تخلـــفلجـــيش ســـار و فلمـــا خـــرج رســـول الله . ،)2(الريب وسار معه من سار من الأصناف التي ذكر

التحرك وكان يريد تبوك، ولكن الجيش كان الشماليوم الخميس نحو رسول افلم -هذا الجمع الكبير قبله قط مثلفي ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون -كبيرا

تجهيزا كاملا. بل كانت في الجيش قلة يجهزوهيستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن لنسبة إلى الزاد والمراكب، ثمانية عشر رجلا يتعقبون بعيرا واحدا. وربما أكلوا نفكاشديدة

- ة الإبلمع قل -إلى ذبح البعير النفر منهم واضطر شفاههم،أوراق الأشجار حتى تورمت .هذا الجيش جيش العسرة سميليشربوا ما في كرشه من الماء، ولذلك

روهـــــــــي –لحجـــــــــر مـــــــــروا إلى تبـــــــــوك مفي طـــــــــريقهو ثمـــــــــود الـــــــــذين قـــــــــال الله دلــــــواد ﴿ فــــــيهم: ــــــخر أي وادي القــــــرى فاســــــتقى ]ـــــــ،9﴾[الفجــــــر:وثمــــــود الــــــذين جــــــابوا الص

ـــــرهم و .النـــــاس مـــــن بئرهـــــا ـــــا ﴿ الرســـــول أم ه ـــــا ولا يســـــتـقوا منـ ـــــن بئره أن لا يشـــــربوا من ــــا واســــتـقيـ ه ــــالوا قــــد عجنــــا منـ ــــك فـق ــــوا ذل ــــك العجــــين ويـهريق ا فــــأمرهم أن يطرحــــوا ذل

.)3(﴾ الماء

241ص 10) الطاهر بن عاشر، تفسير التحرير والتنوير، ج 1ـم إلى مشـارف المدينـة مـنهم عبـد الله بـن ) 2 لمسـير إلى تبـوك، رجـع ، ولمـا عـزم رسـول الله أبي بـن سـلول الـذي تجهـز بجـيش كبـير وخـرج

ابن سلول ومن معه إلى المدينة تثبيطا للمسلمين وإلقاء للفتنة بينهم. 180، حديث رقم:293ص4، ج، كتاب أحاديث الأنبياء)ينظر: صحيح البخاري 3

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 61 -

لحجر قال: ا مر النبي قال: لم الصحيحين عن ابن عمر وفيـــــا أصـــــابـهم إلا ﴿ فســـــهم أن يصـــــيبكم م ـــــوا أنـ لا تـــــدخلوا مســـــاكن الـــــذين ظلم

ر حتى أجاز الوادي كين ثم قـنع رأسه وأسرع السيـ .)1(﴾أن تكونوا رســـــــولفلمـــــــا راحـــــــوا قـــــــال ـــــــين إنكـــــــم ســـــــتأتون غـــــــدا ﴿ :ا ع إن شـــــــاء ا

ـــن مائهـــا ـــلا يمـــس م توهـــا حـــتى يضـــحي النـهـــار فمـــن جاءهـــا مـــنكم ف ـــــتى آتي تـبـــوك وإنكـــم لـــن ئا ح ـــــيـ ـــــين قـــــد ســـــبقاهم إليهـــــا،)2(﴾ش ـــــا أتوهـــــا وجـــــدوا رجل فســـــألهما رســـــول ، فلم ئا :﴿ا عليــــــه هــــــل مسســــــتما مــــــن مائهــــــا شــــــيـ قــــــالا نـعــــــم فســــــبـهما النــــــبي صــــــلى ا

يـــــديهم مــــــن العـــــين قلـــــيلا قلــــــيلا أن يـقـــــول قــــــال ثم غرفـــــوا وســـــلم وقـــــال لهمـــــا مــــــا شـــــاء اــــ ــــه ثم حــــتى اجتمــــع في شــــيء ق ــــه ووجه ــــه يدي ــــه وســــلم في علي صــــلى ا ال وغســــل رســــول ا

ـــــال حـــــتى ـــــي أيـهمـــــا ق ـــــو عل ـــــر شـــــك أب ـــــال غزي ـــــر أو ق هم ـــــين بمـــــاء منـ ـــــا فجـــــرت الع أعـــــاده فيهــــال :اســــتـقى النــــاس ثم ق ــــك ــــد يوش ــــا ق ــــا هاهن ــــرى م ــــاة أن تـ ــــك حي ــــت ب ــــاذ إن طال مع

. )3(﴾ملئ جنابت أخو بني اجتمع رهط وقبل الوصول إلى تبوك من المنافقين منهم وديعة بن

فقال ، من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشي بن حمير عمرو بن عوف ومنهم رجلوالله لكأني بكم غدا مقرنين في بني الأصفر كقتال غيرهم،أتحسبون قتال : بعضهم لبعض

والله لوددت أني أقاضى :فقال مخشي بن حمير إرجافا وترهيبا للمؤمنين،قال ذلك الحبال،، )4(على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وأ ننفلت أن ينزل الله فينا قرآ لمقالتكم هذه

ـــر: صـــــحيح البخــــاري 1 ـــزول النـــــبي ، كتـــــاب المغـــــازي، )ينظـ ـــر: ب نـ ـــحيح مســـــلم، كتــــاب الزهـــــد والتفســـــير، 26-25ص6جالحجـ ، وصــ 2286-2285ص4ج .1784ص4، كتاب الفضائل، جصحيح مسلمينظر: ) 2 .1784ص4، جالمصدر نفسه)ينظر: 3﴿ ) وهــو مـــا حــذرت منـــه الآيـــة : 4

﴾]:64التوبة[

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 62 -

سر: وقال رسول الله م قد احترقوا فسلهم عما قالوا فإن أدر ﴿لعمار بن ك القوم فإفانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك فأتوا رسول الله )1(﴾ أنكروا فقل بلى قد قلتم كذا وكذا

بت ورسول الله قته فجعل يقول وهو آخذ يعتذرون إليه فقام وديعة بن واقف على ﴿: فيهم كنا نخوض ونلعب فأنزل الله ! رسول الله :بحقبها

]66-65[التوبة: ﴾

فكان الذي عفي ، رسول الله قعد بي اسمي واسم أبي :﴿وقال مخشي بن حميروسأل الله أن يقتله شهيدا نعبد الرحمعنه في هذه الآية مخشي بن حمير فسمي

ليمامة فلم يوجد له أثر لا يعلم مكانه، .)2(﴾فقتل يوم ا في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول تواشتد ، ا ، فدعا ا

سحابة فأمطرت حتى ارتوى م من الماء. الناس،فأرسل ا واحتملوا حاجالقد أخبرني رجال من قومي بن لبيد قال: ﴿عن محمود )3(وروى الطبرى

حيث سار عن رجل من المنافقين معروف نفاقه كان يسير مع رسول اللهلحج حين دعا فأرسل الله ما كان ودعا رسول الله رفلما كان من أمر الماء

قبلنا عليه نقول ويحك هل بعد هذا شيء لناس أ السحابة فأمطرت حتى ارتوى ا ﴾.قال سحابة مارة

مــــن تبـــــوك، وروى الطــــبري مــــا يفيــــد أن أمـــــر العــــين كــــان بعــــد انصـــــراف الرســــول .)4(ها هم نفر من المنافقين وأن الذين سبقوه إلي

206ص5هشام، السيرة النبوية، ج.وابن 185ص2ريخ الطبري، ج)ينظر:1ريخ الطبري، ج 2 .185ص 2)ينظر: .184ص 2ج، المصدر نفسه: )ينظر 3 185ص 2، جالمصدر نفسه)ينظر: 4

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 63 -

ـــــق أو لمـــــ وفي ـــــوك الطري ت -ا بلـــــغ تب رســـــولقـــــال -علـــــى اخـــــتلاف الـــــروا :الـــه بعـــير فليشـــد كـــانفمـــن ،فـــلا يقـــم أحـــد مـــنكم ،ـــب علـــيكم الليلـــة ريـــح شـــديدة﴿

.)1(﴾طيء، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي عقاله وكـــــان ـــــه كـــــان دأب رســـــول ا ـــــق أن ـــــين يجمـــــعفي الطري بـــــين الظهـــــر والعصـــــر، وب

)2(المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخير كليهما.ـــــا بضـــــعة عشـــــر ليلـــــة بتبـــــوكإلى ولمـــــا وصـــــل العـــــدو،وهـــــو مســـــتعد للقـــــاء ،)3(أقـــــام بجوامـــــــعفخطـــــــب خطبـــــــة بليغـــــــة، أتـــــــى ،خطيبـــــــا مـــــــن خـــــــرج معـــــــه في وقـــــــام رســـــــول ا

علـــــــى خـــــــير الـــــــدنيا والآخـــــــرة. وحـــــــذر وأنـــــــذر، وبشـــــــر وأبشـــــــر، حـــــــتى رفـــــــع الكلـــــــم وحـــــــض م، ــــــا مــــــا كــــــان فــــــيهم مــــــن الــــــنقص والخلــــــل مــــــن حيــــــث قلــــــة الــــــزاد والمــــــادة معنــــــو وجــــــبر

والمؤنـــــة الرعـــــب فلـــــم أخـــــذهم . وأمـــــا الرومـــــان وحلفـــــاؤهم فلمـــــا سمعـــــوا بزحـــــف رســـــول اــــــوا ــــــل تفرق ــــــى التقــــــدم واللقــــــاء، ب ــــــوا عل ــــــبلاد في داخــــــل حــــــدودهم، يجترئ ــــــذلك فكــــــانفي ال ل

لنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها. أحسن أثر ه يحنة بن روبة صاحب أيلة، فصالح الرسول جاءوفي تبوك وأعطاه الجزية، وأ

ء وأهل أذرح، فأعطوه الجزية، وكتب لهم رسول أهل جر . ا كتا وبعـــــــث ـــــــدرخالـــــــد بـــــــن الوليـــــــد إلى رســـــــول ا دومـــــــة الجنـــــــدل في أربعمائـــــــة أكي

ه ،صـــــيد البقـــــريإنـــــك ســـــتجده :وعشـــــرين فارســـــا، وقـــــال لـــــه فلمـــــا كـــــان مـــــن خالـــــد،فـــــأب القصـــــر، فخـــــرج أكيـــــدر ـــــا لصـــــيدهحصـــــنه بمنظـــــر العـــــين، خرجـــــت بقـــــرة، تحـــــك بقرو

فتلقــــــاه خالــــــد في خيلــــــ -وكانــــــت ليلــــــة مقمــــــرة - ، ه، فأخــــــذه وجــــــاء بــــــه إلى رســــــول ا

/تحقيـق : شـعيب 2هــ)، صـحيح ابـن حبـان، مؤسسـة الرسـالة، بـيروت، ط354)ينظر:ابن حبان، محمد بن حبـان أبوحـاتم التميمـي(ت 1ؤوط، .427ص14ج، 1414/1992الأر

ـــــب، الجزائـــــــر،(د.ت)ص 2 ــــيى الليثـــــــي، دار الكتــ ــيى بـــــــن يحـــ ــــك، بروايـــــــة يحـــــ ــــام مالـــ ـــر: موطـــــــأ الإمـــ ـــر: التمهيـــــــد، 75)ينظــــ ، وينظــــ . 123ص12،ج337ص2جريخ الطبري، ج 3 وقيل : أقام بتبوك عشرين يوما. ، 185ص 2)ينظر:

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 64 -

ـــــة فحقـــــن دمـــــه، وصـــــالحه وأربعمائـــــة رمـــــح، درع،علـــــى ألفـــــي بعـــــير، وثمانمائـــــة رأس، وأربعمائعطاء الجزية، فقاضاه مع يحنة على قضية دومة وتبوك وأيلة )1(.وتيماءوأقر

ا الأقدمين علىالقبائل التي كانت تعمل لحساب الرومان أن اعتمادها وأيقنت سادالإسلامية، حتى الدولة، وهكذا توسعت حدود قد فات أوانه، فانقلبت لصالح المسلمين

ايتهم إلى كبير. حدلاقت حدود الرومان مباشرة، وشهد عملاء الرومان ت التي تصور المنافقين في طريق العودة المرحلة الثالثة: الآ

ـــــق العـــــودة أو ـــــة وفي طري ـــــق إلى تبـــــوك عنـــــد عقب ت -في الطري علـــــى اخـــــتلاف الـــــروالنـــــبي المنـــــافقينحـــــاول اثنـــــا عشـــــر رجـــــلا مـــــن – ، وذلـــــك أنـــــه حينمـــــا كـــــان يمـــــر الفتـــــك

ـــــك العقبـــــة ـــــه، وحذيفـــــة بـــــن اليمـــــان يســـــوقها، وأخـــــذ كـــــانبتل قت معـــــه عمـــــار يقـــــود بزمـــــام ـــــــوادي، ـــــــاس بـــــــبطن ال ـــــــافقون فـــــــانتهزالن أولئـــــــك المن هـــــــذه الفرصـــــــة، فبينمـــــــا رســـــــول ا

إذ سمعــــــوا وكــــــزة القــــــوم مــــــن ورائهــــــم قــــــد غشــــــوه وهــــــم ملتثمــــــون، فبعــــــث يســــــيرانوصــــــاحباه ، فأســـــرعوا في الفـــــرار )2(بمحجـــــن رواحلهـــــمحذيفـــــة فضـــــرب وجـــــوه كـــــان معـــــه، فـــــأرعبهم ا

لقـــــوم. وأخـــــبر رســـــول حـــــتى لحقـــــوا ك كـــــان سمـــــائهم، وبمـــــا همـــــوا بـــــه، فلـــــذلحذيفـــــة ا بصـــــاحبحذيفـــــة يســـــمى ســـــر رســــــول ا :﴿ . وفي ذلـــــك يقـــــول ا

﴾:74[التوبة.[ ـــــــه، فخـــــــرج ثم إن رســـــــول الله قت ـــــق ضـــــــلت ــ ـــــــبعض الطري ســـــــار حـــــــتى إذا كـــــــان ب

يقـــــال لـــــه عمـــــارة بـــــن حـــــزم، رجـــــل مـــــن الصـــــحابة أصـــــحابه في طلبهـــــا وعنـــــد رســـــول الله وكــــان عقبيـــــا بــــدر (أي حضـــــر بيعــــة العقبـــــة وبــــدرا) وهـــــو عــــم بـــــني عمــــرو بـــــن حــــزم، وكـــــان

في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي، وكان منافقا.

ـــن الحســـين(ت)ينظر:البيهقـــي 1 ـــو بكـــر أحمـــد ب ـــاز، مكـــةهــــ)، 458، أب ـــة دار الب ، 1414/1994المكرمـــة، الســـنن الكـــبرى، مكتب .187ص9تحقيق:محمد عبد القادر عطا، ج

) أي عصا معوجة. 2

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 65 -

ـــــــد رســـــــول الله ـــــــن اللصـــــــيت وهـــــــو في رحـــــــل عمـــــــارة، وعمـــــــارة عن : فقـــــــال زيـــــــد بقتــــــه؟ألــــــيس محمد يــــــزعم أنــــــه نــــــبي ويخــــــبركم عــــــن خــــــبر الســــــماء وهــــــو لا يــــــ فقــــــال !درى أيــــــن

إن رجـــــلا قـــــال: هـــــذا محمد يخـــــبركم أنـــــه نـــــبي ويـــــزعم أنـــــه ﴿وعمـــــارة عنـــــده: رســـــول الله قتــــه مــــر الســـماء وهــــو لا يــــدرى أيـــن وإني والله مــــا أعلـــم إلا مــــا علمــــني الله ،يخـــبركم

ـــوادي في شـــعب كـــذا وكـــذا قـــد حبســـتها شـــجرة ،وقـــد دلـــني الله عليهـــا وهـــى في هـــذا الـــــانط ،بزمامهـــــا ـــــاف ـــــوني ت ـــــا، فرجـــــع عمـــــارة بـــــن حـــــزم إلى ،لقوا حـــــتى فـــــذهبوا فجـــــاءوا

آنفـــــــا، عـــــــن مقالـــــــة قائـــــــل رحلـــــــه، فقـــــــال: والله لعجـــــــب مـــــــن شـــــــئ حـــــــدثناه رســـــــول الله لصــيت ـ فقــال رجــل ممــن كــان في رحــل الأخــبره الله عنــه بكــذا وكــذا ـ للــذي قــال زيــد بــن

تـــــى، فأقبـــــل عمـــــارة : زيـــــد والله قـــــال هـــــذه المقعمـــــارة ولم يحضـــــر رســـــول الله الـــــة قبـــــل أن علــــــى زيــــــد يجــــــأ (أي يضــــــرب) في عنقــــــه ويقــــــول: إلي عبــــــاد الله، إن في رحلــــــي لداهيــــــة ومــــــا

)1(﴾.خرج أي عدو الله من رحلي فلا تصحبنيأأشعر، : هــذه طابــة، وهــذا أحــد، جبــل يحبنــا قــالمــن بعيــد معــالم المدينــة لاحــت للنــبي ولمــا

لغــة والصــبيانونحبــه، وتســامع النــاس بمقدمــه، فخــرج النســاء والولائــد يقــابلن الجــيش بحفــاوة ويقلن:

داع وجب WWالبدر علينا من ثنيات الوداع طلع )2(الشكر علينا ما دعا ار وكان ثم أقبل رسول الله حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من

رسول الله إ قد بنينا :صحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالواأتينا فتصلي لنا فيه مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإ نحب أن

ولو قدمنا إن شاء الله ـأو كما قال رسول الله ـ جناح سفر وحال شغل على إني :فقالمالك بن ه خبر المسجد فدعا رسول الله فلما نزل بذي أوان أ ،أتيناكم فصلينا لكم فيه

الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي أخا بني العجلان

ريخ الطبري، ج 1 .سابق صدرم، 84ص2)ينظر:2 (

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 66 -

فاهدماه وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن انطلقا إلى المسجد الظالم أهله:فقالأخرج إليك بنارمن أهلي أنظرني حتى :عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن

را ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه :قرآن ما نزلوفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ونزل فيهم من ال

﴿

﴾:وكان الذين بنوه اثني عشر رجلا ]110-107[التوبة)1(.

واستغرقت هذه الغزوة رمضان،إلى تبوك في رجب وعودته في خروجه وكان في الطريق جيئة قضاهاوالبواقي ، عشرين يوما في تبوكبضعا و خمسين يوما، أقام منها

)2(. وذهات التي تصور المنافقين في المدينةالمرحلة الرابعة: بعد العودة الآ

ولما فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس، فأما لمسجدبدأ المدينة دخل رسول انواع شتى من الأعذار. فجاؤواوهم بضعة وثمانون رجلا - المنافقون يعتذرون

وقد جاء في تصوير ذلك قوله تعالى:

ريخ الطبري، الم 1 186ص 2السابق،ج صدر)ينظر: ريخ الطبري، ج180ص 4)ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 . 185ص 2. وقيل : مكث بضعة عشر يوما، ينظر:

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 67 -

﴿

﴾ :94[التوبة [ ﴿كما أخبر سبحانه: وطفقوا يحلفون له،

﴾ :95[التوبة[

مــا نزلتــا قبــل الرجــوع إلى المدينــة وهمــا أقــرب إلى ،والظــاهر مــن هــذه الآيــة والــتي قبلهــا أو﴿ ســــيحلفون ﴾ تــــدل ،﴿ إذا رجعــــتم ﴾ :فصــــيغة ،المرحلــــة الســــابقة منــــه إلى هــــذه المرحلــــة

ت ،بظاهرهــا علـــى المســـتقبل مـــن الزمـــان لفعـــل مـــا قررتـــه هـــذه الآ فقـــد جـــاءوا ،وقـــد حـــدث ت فــــيهم أن يخالفوهــــا ،يعتــــذرون وجــــاءوا يحلفــــون وفي ذلــــك مــــن ،ولم يمــــنعهم نــــزول هــــذه الآ

لغيب ما هو ظاهر الإعجاز دة بيان ،لإخبار .لا يحتاج إلى زوهو ،وأوفق للنزول في هذه المرحلة ما فيه تصوير لأسلوب الاعتذار وطريقة الحلف

﴿قوله عزوجل: ﴾:96[التوبة[

ت أن النفاق كان في الأعراب وأن ،أشد منه في أهل المدينة والظاهر من سياق الآم أكثر مردا م: ،المنافقين من أهل المدينة كانوا أقل عددا إلا أ قال سبحانه في تصوير شأ

﴿ ﴾ :97[التوبة[

﴿وقال:

] 101التوبة:﴾[

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 68 -

ولكـــنهم مـــن ضـــعاف الإيمـــان الـــذين ،وقـــد جـــاءه جماعـــة يعتـــذرون إليـــه ليســـوا منـــافقينم: فقال ،خلطوا عملوا صالحا وآخر سيئا ،غلبتهم أنفسهم في شأ

﴿ ﴾ ]:102التوبة[

ت طائفــــــــــة أخــــــــــرى في مشــــــــــيئة الله وأمــــــــــره، فقــــــــــال عــــــــــنهم: ﴿وذكــــــــــر ســــــــــياق الآ

]106التوبة:[ ﴾ــــــــل ــــــــع مــــــــن رســــــــول الله فقب يعهــــــــمعلانيــــــــتهم، الجمي ل واســــــــتغفر لهــــــــم، ووكــــــــ ،و

. سرائرهم إلى ا ،ومرارة بن الربيع ،مالكوهم كعب بن -الصادقين النفر الثلاثة من المؤمنين وأما

،فلم يعتذروا إليه بشيئ من الكذب ،فاختاروا الصدق - وهلال بن أمية فأمر رسول اوتغير لهم ،شديدةوجرت ضد هؤلاء الثلاثة مقاطعة ،أن لا يكلموا هؤلاء الثلاثة حابةالص

وبلغت ،أنفسهموضاقت عليهم ،وضاقت عليهم بما رحبت ،حتى تنكرت لهم الأرض ،الناسم بعد أن قضوا أربعين ليلة من بداية المقاطعة أمروا أن حتى ،نساءهم يعتزلوام الشدة أ

توب ،تمت على مقاطعتهم خمسون ليلة ﴿ :تهمثم أنزل ا

﴾ ] :118التوبة.[ وأبشروا واستبشروا، فبشروا، وفرح الثلاثة فرحا لا يقاس مداه وغايته، المسلمون وفرح

م. م حيا وكان أسعد يوم من أ فيهم: الذين حبسهم العذر فقد قال وأما

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 69 -

﴿

﴾] :92-91التوبة[

لمدينة : حين د من المدينة وقال فيهم رسول ا ولا ،ما سرتم مسيرا رجالا إن إلا كانوا معكم رسولقالوا: ،حبسهم العذر ،قطعتم واد لمدينة؟ قال: وهم ،ا وهم

﴿وهم الذين نزل فيهم قوله عزوجل: لمدينة.

﴾ ]:122-120التوبة [

السورة:تها في دراسة هذه السنة وقعت عدة وقائع لها أهمي وفي بـــــــن أبي ابـــــــن ســـــــلول بعـــــــد مرجـــــــع تو مـــــــمنهـــــــا رســـــــولرأس المنـــــــافقين عبـــــــد ا ا

ــــه رســــول ا ــــوك، فاســــتغفر ل ــــه بعــــد أن حــــاول عمــــر منعــــه عــــن مــــن تب ، وصــــلى علي وهو قوله سبحانه:)1(عمر بموافقةالصلاة عليه، وقد نزل القرآن بعد ذلك

﴿ :84﴾ [التوبة[.

.131-130-129ص6، كتاب التفسير، ج)ينظر:صحيح البخاري 1

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 70 -

ذي القعدة أو ذي الحجة من في ، فقد بعثه رسول الله أبي بكر حجومنها .المناسك لمسلمين؛ ليقيم أميرا على الحج هـ)9نفس السنة (

فبعث ،نزلت أوائل سورة براءة بنقض المواثيق ونبذها على سواء ثم علي رسول افي عهود الدماء والأموال، على عادة العرب منهبن أبي طالب ليؤدي عنه ذلك، وذلك تمشيا

لعرج أو بي بكر فقال أبو بكر: أمير أو مأمور؟ قال علي: لا، بل بضجنان،فالتقى علي للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام علي بن أبي بكرمأمور. ثم مضيا، وأقام أبو الناسطالب عند الجمرة، فأذن في ، ونبذ إلى كل ذي عهد عهده، لذي أمره رسول ا

يكن له عهد، وأما الذين لم ينقصوا أربعة شهور، وكذلك أجل أربعة أشهر لمن لم لهموأجل م. المسلمين شيئا، ولم يظاهروا عليهم أحدا فأبقى عهدهم إلى مد

ـــــــــو بكـــــــــر وبعـــــــــث ـــــــــاس أب ـــــــــادون في الن بعـــــــــد العـــــــــام يحـــــــــجلا نأ﴿ :رجـــــــــالا ينن لبيــــت عـــــر ايـــــة وكـــــان .)1(﴾مشــــرك، ولا يطـــــوف الوثنيـــــة في هــــذا النـــــداء بمثابـــــة إعــــلان

ا لا تبدىء ولا تعيد بعد هذا العام ،العربجزيرة . وأوالملاحظ من كل ما سبق أن السورة رصدت المنافقين في جميع مراحل غزوة تبوك، بل كأن الغزوة أعدت لهم إعدادا، لتميزهم من الصف الاسلامي وتزيح عنهم اللباس الإسلامي

به، فدعت أول ما دعت إلى النفير، ورصدت المتثاقلين، والمخلفين الذي كانوا يتسترون، ـرغبا أو رهباـ فكشفت سريرته وحذرت من عاقبتهم، وتتبعت من خرج منهم مع المسلمين

م النتنة من وفضحت مكره، ثم أتت على البقية المخلفة بعد العودة من الغزوة لتكشف عورم ودرجة إخلاصهم للإسلام، فمنهم المهاجرون الكفر والنفاق، و تصنف الناس حسب إيما

الذين كذبوا الله والأنصار الذين اتبعوا الرسول في ساعة العسرة، ومنهم المخلفون المنافقون، ومنهم المتخلفون من ضعاف الإيمان الذين خلطوا أو من أهل المدينة ورسوله، من الأعراب

عملا صالحا وآخر سيئا، ومنهم من ترك أمره إلى الله، ومنهم مؤمنون تخلفوا لكنهم لم يرضوا .124-123ص6)ينظر: المصدر نفسه، ج 1

....................المنافقون في القرآن الكريم ....................فصل الأولال

- 71 -

ذه الجولات مع أصناف الناس الذين لا تتكشف أن يكذبوا الله وسوله، فتاب عليهم، ولامتحان العسير م إلا كغزوة تبوك. معاد

وقـــد رصـــدت ســـورة التوبـــة المنـــافقين ومـــواقفهم المخزيـــة بتصـــوير بليـــغ، كمـــا هـــي طريقـــة القــرآن في تصــوير النمــاذج الإنســانية، وقــد اتبعــت في ذلــك أســاليب تصــويرية مختلفــة، سنرصــد

بعضها في الفصول اللاحقة.

صور المنافقين من خلال سورة التوبة الدلالات الصوتية

أولا:ـ دلالات الإيقاع في مستوى الأصوات

ثانيا:ـ القيم الدلالية للأصوات

:تمهيد، ولـــــــذلك لا لأنـــــــه (دال) مـــــــادي علـــــــى (مـــــــدلول) ذهـــــــني ،الصـــــــوت وســـــــيلة تعبيريـــــــة

يمكـــــن فهـــــم الـــــنص اللغـــــوي، فهمـــــا كـــــاملا ومحيطـــــا، مـــــا لم يســـــتثر الباحـــــث دلالتـــــه الصـــــوتية، ـــــوع مـــــن المعـــــاني، يســـــمى المعـــــاني ـــــا ن ـــــا الأصـــــوات، ويتعلـــــق ـــــتي تتمـــــايز وخصائصـــــه " ال

ـــــ رهـــــا ـــــا مـــــؤثرات سمعيـــــة انطباعيـــــة الطبيعيـــــة، الـــــتي لا توصـــــف آ ا عرفيـــــة ولا ذهنيـــــة ؛ لأ

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 73 -

ثيرها في وجــــــدان الســـــــامع مثــــــل النغمـــــــة الموســــــيقية تطـــــــرب ذات وقــــــع علــــــى الوجـــــــدان...و )1(لها ثم لا تستطيع أن تقول لم طربت "

ثــــــيرا كبــــــيرا في التمييــــــز بــــــين الوحــــــدات الصــــــوتية، ولاشــــــك أن للمســــــتوى الصــــــوتي، لوحــــــدات ونولهــــــذا يهــــــتم الدارســــــ .لدلالــــــةا النظــــــام تغيــــــيرحيــــــث يترتــــــب عــــــن تغييرهــــــا في

لمقـــــــاطع الصـــــــوتية ودورهـــــــا في تلـــــــو مـــــــن ،ن الحـــــــديثالصـــــــوتية (الصـــــــوامت، الصـــــــوائت)، و .)2(غيرها من القيم الصوتيةحيث التكرار والإيقاع و

كتكرار أصوات بعينها، ساكنة أو ،وتحليل المستوى الصوتي يتناول الملامح الصوتية مرتكزة أو منبورة، وكاستخدام أنواع معينة من المقاطع: طويلة ،ة، مهموسة أو مجهورةمتحرك

وتوزيع الظواهر ،كالعلاقة بين الإيقاع والنبر، والارتكاز والطولو ،أو متوسطة أو قصيرة البديعية من سجع وجناس وطباق.. إلخ.

"مــــــــن أهـــــــــم أســــــــباب روعــــــــة القـــــــــرآن ، أن ولقــــــــد أدرك جمهــــــــور الدارســـــــــين المحــــــــدثين )3(حلاوة الجرس وعذوبة الإيقاع."

ـــــــــــا أن نـــــــــــدرس في إطـــــــــــار الأســـــــــــلوب القـــــــــــرآني بعـــــــــــض تلـــــــــــك الخصـــــــــــائص، ويمكننـــــــافقين، مـــــــن خـــــــلال ســـــــورة التوبـــــــة، ومـــــــن ـــــــا الصـــــــوتية، في تصـــــــوير المن مستكشـــــــفين دلالا

.)4(هذه الخصائص والقيم الصوتية: الإيقاع

.257تمام حسان، البيان في روائع القرآن، صد.) 1 .257، ص نفسهينظر:المرجع ) 2ــة الآداب والعلــوم الإنســانية، 3 ــنظم المعنــوي والصــوتي، منشــورات كلي ــاني في القــرآن، دراســة في ال ــد، التناســب البي ــو زي )د. أحمــد أب

ط، ص .243-242الر .257تمام حسان، البيان في روائع القرآن، صد.) ينظر : 4

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 74 -

صوات:في مستوى الأالإيقاع أولا:ـ تمهيد:

ا الصوتية، جزء من الدراسة الصوتية للمفردات والجمل، إن دراسة الحروف وصفا بل هي القاعدة التي ترتكز عليها الدراسة الصوتية.

ليف الكلمات والقرآن نزل بلسان عربي مبين، فهو يجري على أسلوب العرب في ، وإعجازه يكمن في حروفه وكلماته وعباراته جميعا. توالعبارا

" فـــــالحرف الواحـــــد مـــــن القـــــرآن معجـــــز في موضـــــعه، لأنـــــه يمســـــك الكلمـــــة الـــــتي هـــــو ، فهـــــو ت الكثـــــيرة، وهـــــذا هـــــو الســـــر في إعجـــــاز جملتـــــه أبـــــد ـــــا الآيـــــة والآ فيهـــــا ليمســـــك

شـــــبه الخلـــــق الحـــــي أمـــــر فـــــوق الطبيعـــــة الإنســـــانية، وفـــــوق مـــــا يتســـــبب إليـــــه الإنســـــان إذ هـــــو ية، وما أنزله إلا الذي يعلم (السر) في السموا )1(والأرض." تتمام المشا

ـــــا نـــــوع الإنســـــان دون ســـــائر وكمـــــا قـــــال الآمـــــدي: " المقـــــاطع الصـــــوتية الـــــتي خـــــص بــــه ومــــن اخــــتلاف تركيبــــات المقــــاطع الصــــوتية حــــدثت مــــن الله أنــــواع الحيــــوان عنايــــة

)2(وية"الدلائل الكلامية والعبارات اللغوهـــــــــو سمـــــــــة مجهـــــــــورة أو ،)3(وأصـــــــــغر صـــــــــورة صـــــــــوتية في التحليـــــــــل هـــــــــي (الفـــــــــونيم)

كثــــــرة و في ســــــورة التوبــــــة بــــــين المهموســــــة، مرققــــــة أو مفخمــــــة..الخ، وتــــــتراوح (الفونيمــــــات) ــــة، و ال حســــب المراحــــل الزمنيــــة الــــتي نزلــــت فيهــــا و حســــب -كمــــا ســــنرى -،مــــساله رهــــالجقل

النفسية. محالاو خاطبينلمطبيعة ا

.211البلاغة النبوية، مكتبة رحاب، الجزائر (د.ت)، ص )مصطفى صادق الرافعي، إعجاز القرآن و 1هــــ، 1404، 1في أصــول الأحكـــام، دار الكتـــاب العــربي ، بـــيروت، طالإحكام هــــ)،631أبـــو الحســـن علــي بـــن محمد(ت ينظر:الآمــدي،) 2

.32ص 1ج تحقيق:سيد الجميلي،ة مصطلحات منها : ( الوحـدة الصـوتية ) و(لافـظ) و (صـوت الفونيم : هو مصطلح معرب في الدرس اللغوي العربي، وقد ترجم إلى عد 3)

مجــرد) و( صــوتية )و (صــوت) و( مستوصـــت ) و(صــوتون) وعــرب أيضـــا إلى : (صــوتيم) و(فونيميــة)، وقــد اختلـــف في تعريفــه حســب عـــدة يمكــن التفريــق بــين المعــاني "، اتجاهـات، إلا أن أوضــحها مــا اختــاره د/أحمــد محمد قــدور مـن أن الفــونيم هــو : "أصــغر وحــدة صــوتية عـن طريقهــا

104ص إلى 98، ص 1999، 2، طينظر :د. أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 75 -

، انقادوا له ، وقرأه على العربإن القرآن الكريم لما نزل على محمد نبهارهم به، ما ينبعث من خذوا به مبهوتين، وقد كان سبب ا مذعنين، وأكلماته وحروفه، من ألحان بديعة، وأصوات فريدة، ليست من أوزان الشعراء،

أول الإقرار بعجزهم، وأنه كلام لا يمكنهم ولا من أسجاع الكهان، فكان ذلك الرافعي: " فلما قرئ عليهم القرآن، رأوا حروفه في كلماته، مضاهاته، قال ا لائتلافها وتناسبها قطعة واحدة، ئعة، كأ وكلماته في جمله، ألحا لغوية را

ا هي توقيعها، فلم يفتهم هذا المعنى، وأنه أمر لا قبل لهم به، وكان ذ لك قراء )1(أبين في عجزهم."

لإيقاع، وقد جرت عادة الدراسات الأدبية على تسمية هذه الألحان الذاتية للنص وإذا كانت الألحان القرآنية قد أدرك العربي قديما تفردها، وسحرها الخاص، فإن دراسة الإيقاع

خذ هي الأخرى طابعها الخاص ودراستها المتميزة، وتكون الدراسة أكثر في النص القرآني، تميزا إذا كانت تستعمل الآليات الحديثة في الدراسات اللغوية.

لإيقاع في مدلوله وقبل الحديث عن الإيقاع في النص القرآني، لا بد من تمهيد نعرف ه به في هذا الدراسة. اللغوي، لنخلص إلى مدلوله في الاستعمال، وتوضيح ما أرد

الإيقاع لغة:ـــــن قـــــــولهم : "الوقعـــــــة والوقيعـــــــة: الحـــــــرب والقتـــــــال، وقيـــــــل المعركـــــــة، والجمـــــــع الإيقـــــــاع مــ

ــــم إيقاعــــا، والوقعــــة والواقعــــة: صــــدمة الوقــــائع، وإذا وقــــع قــــوم بقــــوم قيــــل: واقعــــوهم وأوقعــــوا الحـــــرب... وقـــــال الليـــــث: الوقعـــــة في الحـــــرب صـــــدمة بعـــــد صـــــدمة...والوقعة: أن يقضـــــي في

ــــل ذلــــــك مـــــــن الغــــــد، وتــــــبرز الوقعــــــ ة أي الغــــــائط مــــــرة في المـــــــرة... كــــــل يــــــوم حاجــــــة إلى مثــوالتوقيــــــــع إصــــــــابة المطــــــــر بعــــــــض الأرض وإخطــــــــاؤه بعضــــــــا. والإيقــــــــاع: مــــــــن إيقــــــــاع اللحــــــــن

214ص ) الرافعي، إعجاز القرآن، 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 76 -

والغنـــــاء، وهـــــو أن يوقـــــع الألحـــــان ويبنيهـــــا، وسمـــــى الخليـــــل رحمـــــه الله كتـــــا مـــــن كتبـــــه في ذلـــــك )1(المعنى: كتاب الإيقاع."

ان يحــــــدث هـــــــ) أن الإيقــــــاع هــــــو مــــــا كــــــ711ويــــــتلخص مــــــن كــــــلام ابــــــن منظــــــور(تـــــــه أخـــــــرى، فهـــــــو في الحـــــــرب: ويتكـــــــرر مـــــــرة تلـــــــو الأخـــــــرى، فيصـــــــيب الشـــــــيء مـــــــرة، ويخطئصــــابته بعــــض الأرض ــــه المطــــر مــــن صــــوت صــــدمة تليهــــا أخــــرى، وهــــو في المطــــر: مــــا يحدثوتركـــــــه بعضـــــــها. ويتضـــــــح معنـــــــاه أكثـــــــر، عنـــــــدما يســـــــتعمل اللفـــــــظ في الغنـــــــاء واللحـــــــن، وفي

ــــــى الآلــــــة الموســــــ ر تلــــــك أوزان الشــــــعر. " فالعــــــازف عل ــــــى بعــــــض أو صــــــابعه عل ــــــع يقية يوقر نغمـــــــة خاصـــــــة هـــــــي الإيقـــــــاع الموســـــــيقي. ـــــــة دون بعضـــــــها، وينبعـــــــث مـــــــن هـــــــذه الأو الآلوالمتحـــدث عنـــدما ينطـــق لفظـــا، فكأنـــه ـ نظـــرا لاخـــتلاف مخـــارج حـــروف اللفـــظ ـ يوقـــع ره الصــــــوتية دون الآخــــــر، فتنبعــــــث مــــــن الفــــــم نغمــــــة خاصــــــة هــــــي الإيقــــــاع علــــــى بعــــــض أو

)2(للفظ."الموسيقي متميــز عـن كــل ،هـو إيقــاع خـاص ،إن الإيقـاع الـذي نــود الحـديث عنــه في القـرآن الكــريم

ــا القــراء ،فهــو لــيس مجــرد أصــوات تــردد ،إيقــاع يقاعهــا ،ولا ألحــا يتــنغم كمــا يــترنم ،ويترنمــون .المغنون بغنائهم والشعراء بشعرهم

ـــــن سمـــــــات الإعجــــــاز الفـــــــني ، لا تكـــــــاد )3(في القــــــرآنإن الإيقــــــاع الـــــــذي هــــــو سمـــــــة مـتجــــــده في ســــــورة دون ســــــورة، أو في آيــــــة دون آيــــــة، ولا في كلمــــــة دون كلمــــــة، ولا في حــــــرف دون حـــــرف، إنـــــه القاعـــــدة ولـــــيس الاســـــتثناء، في كـــــل ســـــورة تجـــــده، وفي كـــــل آيـــــة تـــــراه، وفي

كل حرف تحسه.ا ـــــة مـــــن حيـــــث شـــــد ـــــاول خصـــــائص حـــــروف ســـــورة التوب ـــــه أن تن إن ممـــــا لاشـــــك في

ـــــــــا و ــــــــن ورخاو جهرهـــــــــا وهمســـــــــها وتفخيمهـــــــــا وترقيقهـــــــــا... يفيـــــــــد في إدراك هـــــــــذا اللـــــــــون مـــــــتي ــــــادئ الصــــــوتية الأساســــــية ال ــــل مــــــع بعــــــض المب الإعجــــــاز، وهــــــذا مــــــا يقتضــــــي منــــــا التعامــ

، مادة :"وقع") ابن منظور، لسان العرب 1 92) صلاح عبد الفتاح الخالدي، نظرية التصوير الفني عند سيد قطب، شركة الشهاب، الجزائر، (د.ت) ص 2 215، ص1980) ينظر : عمر السلامي، الإعجاز الفني في القرآن، نشر وتوزيع مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله، تونس، 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 77 -

ــــــل في اعتمــــــاد تقســــــيم اللغــــــويين المحــــــدثين ــــــث قســــــموا أصــــــوات اللغــــــة إلى قســــــمين تتمث ، حي )1(ت.رئيسيين وهما: الصوامت والصوائ

ولإدراك الدلالات العميقة للأصوات ومعدل تكرارها، فإنه لا مناص من الاعتماد على المنهج الإحصائي لما فيه من التحديد الكمي الذي يمكننا به معرفة الأصوات المهيمنة في

ا المختلفة. السورة، واستنطاق دلالاحص اء عدد التكرارات ولذلك فإن هذه الدراسة ستقوم برصد الأصوات المكررة و

لتحديد النظام الصوتي للسورة والنظر في خصائص استعمالاته. : )2(الأصوات الصوامت –أولا وات لقــــــــــــــدامى والمحــــــــــــــدثون في تعيــــــــــــــين الأصــــــــــــــ ون ا للغويــــــــــــــ د ا ـــــــــــــ هـ لقــــــــــــــد اجت

ارج ـــــــى مخـــــــ ـــــــك عل وائت، واعتمـــــــدوا في ذل وامت والصـــــــ ا قســـــــمين: الصـــــــ فجعلوهـــــــة ار للتفرقـــــــــــ ـــــــــــ ة الوضـــــــــــوح كمعي ـــــــــــى اخـــــــــــتلاف درجـــــــــــ ا، وعل فا الحـــــــــــروف وصـــــــــــ

ا ائتة )3(بينهــــــــ امتة و صــــــــ وات إلى صــــــــ يم الأصــــــــ رروا أن " أســــــــاس تقســــــــ د قــــــــ ، وقــــــــييق في ود حـــــــــبس أو تضـــــــــ وامت، هـــــــــو وجـــــــــ لصـــــــــ لنطـــــــــق د ا ـــــــــ واء عن مجـــــــــرى الهـــــــــ

لصوائت " )4(وعدم وجود أي حبس أو تضييق عند النطق نيف ة، هــــــــو تصــــــــ ــــــــ ث ة والحدي ة القديمــــــــ ــــــــ للغوي ــــــــت قاعــــــــدة الدراســــــــات ا ن وإذا كا

ا نيف بعـــــــــــض الحـــــــــــروف )5(الحـــــــــــروف حســـــــــــب مخارجهـــــــــــ وا في تصـــــــــــ لفـــــــــــ ، وإن اخت

د. أحمــد محمد ، وينظــر أيضــا :76،ص1994وعــات الجامعيــة، الجزائــر، : د.أحمــد حســاني، مباحــث في اللســانيات، ديــوان المطب ) ينظــر 1 .59-57، ص1999، 2، طقدور، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق

)" الحــرف الصــامت هــو صــوت لا يملــك أي أثــر صــوتي مســاعد علــى النطــق في ذاتــه، لــذلك هــو لا يكــون مســموعا إلا إذا رافقــه صــوت 2نــه : "الــذي يحــدث حــين النطــق بــه انســداد 61ص :د. أحمــد حســاني، مباحــث في اللســانيات، صــائت." ينظــر ، وعرفــه أحمــد محمد قــدور

.58جزئي أو كلي "، ينظر : مبادئ اللسانيات، ص 59-58)د.أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 3 60، صنفسه) المرجع 4 .88إلى 60، ص المرجع نفسه) ينظر : 5

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 78 -

بــــــ ت لقاعــــــدة، وي لمبحــــــث يســــــير علــــــى هــــــذه ا ذا ا إن هــــــ ا، فــــــ فا ان صــــــ يــــــ ذا وب نى هــــــ . )1(التصنيف

ا نيف الحــــــــــــــديث للحــــــــــــــروف حســــــــــــــب مخارجهــــــــــــــ لتصــــــــــــــ وبــــــــــــــين الشــــــــــــــكل الآتي اا: وصفا

)2) وينظر أيضا : الشكل التوضيحي لمخارج الحروف ( شكل رقم :1ر : التصنيف الحديث للصوامت العربية في الشكل رقم : () ينظ 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 79 -

)1(التصنيف الحديث للصوامت العربية )1الشكل رقم (

لمخارجا

الصفات متوسط مركب رخو شديد

مجهور كلي مجهور مهموس مجهور مهموس مجهور

مفخم

مرقق

مفخم

مرقق

مفخم

مرقق

مفخم

مرقق

كراري جانبيت

أنفي

نصف حرف

علة

و م ب شفوي

شفوي ف أسناني

ث ذ ظ أسناني

ني لثويأسنا

س ص ز ت ط د ض

ن ر ل لثوي ي ج ش غاري

خ غ ك طبقي

.69) ينظر : احمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 80 -

ق لهوي

ح ع حلقي

نجريح

هـ ء

وإليك المخطط الآتي الذي يبين تصنيف المتقدمين للحروف حسب مخارجها مع بيان ا :صفا

موعة النطعية : حروفها :الطاء والدال والتاء : تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنا العليا، وسميت بذلك لخروجها من نطع الفم وه-1 و الجزء ا الأعلى.الأمامي من الحنك

المحموعة اللثوية : حروفها :الظاء والذال والثاء : تخرج من طرف اللسان مع التصاقه برؤوس الثنا العليا.-2موعة الشفوية حروفها : الباء والواو والميم : تخرج من بين الشفتين معا.الفاء : تخرج من بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنا الع -3 ليا.اموعة -4 ما. الأسلية : حروفها : الصاد و السين والزاي : تخرج من طرف اللسان مع ما بين الثنا العليا وفوق الثنا السفلى مع انفراج قليل بينها

وسميت بذلك لخروجها من أسلة اللسان أي طرفه.موعة الذلقية : حروفها :اللام تخرج من أدنى حافة اللسان مع ما يحاذيها من اللثة ا5 لعليا.النون : تخرج من طرف اللسان تحت مخرج اللام. الراء : _ا

تخرج من طرف اللسان بعد محرج النون. وسميت بذلك لخروجها من ذلق اللسان.موعة اللهوية : القاف : تخرج من أقصى اللسان مما يلي الحلق وما يحاذيه من الحنك الأعلى. الكاف : تخرج من أفصى اللسان مع ما يح -6 يه من اذا

الحنك الأعلى تحت مخرج القاف. وسميت بذلك لقرب مخرحها من اللهاة. المحموعة الشجرية : حروفها :الجيم والشين والياء : تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى. -7

جر الفم وهو ما اتسع منه.الضاد : تخرج من إحدى حافتي اللسان وما بحاذيه من الأضراس العليا.وسميت بذلك لخروجها من شموعة الحلقية : حروفها : الهمزة والهاء : تخرجان من أقصى الحلق.العين والحاء : تخرجان من وسط الحلق.الغين والخاء : تخرجان م8 ن أدنى الحلق. _ ا

وسميت بذلك لأن حروفها تخرج من الحلق. )2رقم:(شكل الحروف لمخارج توضيحي مخطط

8

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 81 -

: الصوت الانفجاري-1، وسميــــــت بــــــذلك )1(وتســــــمى حروفــــــه عنــــــد المتقــــــدمين بحــــــروف الأصــــــوات الشــــــديدة

ــــــــق ا:"قويـــــــــت في مواضـــــــــعها ولزمتهـــــــــا ومنعـــــــــت الصـــــــــوت أن يجـــــــــري معهـــــــــا حـــــــــال النطـ لأ .)2(ا"

والأصوات الانفجارية (الشديدة) في الدرس الصوتي الحديث، تتولد عندما يحدث م للهواء ذه انحباس رى، ثم انطلاق فجائي يسرح الهواء، وخروج الهواء نتيجة سد ا

لانفجار، ولهذا السبب سميت أصواته انفجارية. الطريقة شبيه والصوت الانفجاري يحدث عبر مراحل:

اتصال عضوين من أعضاء النطق لسد مجرى الهواء وحبسه. -1 توقف الهواء خلف حاجز السد والإغلاق. -2 .)3(ين الحاصرين فجأة وتسريح الهواءانفصال العضو -3

والأصـــــــوات الانفجاريــــــــة (الشــــــــديدة) حروفهــــــــا عنــــــــد المتقــــــــدمين مــــــــن أهــــــــل اللغــــــــة موعــــــــة في قولهم:(أجــــــــدت كقطــــــــب ) ، و هــــــــي في الــــــــدرس )4(والقــــــــراءات ثمانيــــــــة، وهــــــــي ا

: ( ب، ض، د، ط، ت، ك، ق، الهمــــــــــزة) وهــــــــــي لا تختلــــــــــف عمــــــــــا )5(الصــــــــــوتي الحــــــــــديثدامى إلا في أمــــــــــرين وهمــــــــــا: "وجــــــــــود الجــــــــــيم عنــــــــــد القــــــــــدامى ضــــــــــمن أورده اللغويــــــــــون القــــــــــ

، وجعـــــل الضـــــاد في الأصـــــوات )6(مركبـــــة معطشـــــة الأصـــــوات الشـــــديدة، وهـــــي عنـــــد المحـــــدثين )1(الرخوة وهي عند المحدثين شديدة "

86) د. أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، ص 1 409) ينظر : أبو القاسم علي بن عثمان البغدادي، سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي، دار الفكر للطباعة والنشر، ص 2 .77-76) ينظر : أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 3 .409ص السابقالمرجع ) ينظر: 4ثـة هـذه الدراسـات ودقتهـا في تحديـد مخـارج الحـروج بفضـل اسـتخدامها لأحـدث ) وهو المنهج الذي تم اعتماده في هذا المبحث، نظـرا لحدا 5

. 46الوسائل العلمية، مما لم يكن متوفرا للقدامى من قبل. ينظر : أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، صتي من الانحباس الذي يولد الشدة، والتضييق الذي يولد الاحتكاك، لكن الانفصال الذي ي 6 قـع بعـد الانحبـاس لا يكـون سـريعا )التركيب

لعضــوين اللــذين ســببا ذلــك الانحبــاس، وهمــا يتباعــدان تباعــدا بطيئــا، ويــدعى الصــوت ومفاجئــا بــل بطيئــا، فيحتــك الهــواء الخــارج مــن الحــبس

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 82 -

:لقد جاء توزيع الأصوات الانفجارية في سورة التوبة حسب هذا الجدول

عدد الصوتمرات

عدد تواترهعمال

الاست عدد لفتحعمال

الاست عدد الاستعمال لضم لكسر

عدد الاستعمال لسكون

عدد الاستعمال لتنوين

عدد الاستعمال لتشديد

0 11 53 180 44 301 589 الهمزة (ء) 20 13 37 147 42 91 350 الباء (ب) 35 50 22 54 69 163 393 التاء(ت)

4 0 10 30 132 125 301 الكاف(ك) 9 4 15 23 64 101 216 القاف(ق) 29 24 12 44 42 49 207 الدال(د) 2 5 10 10 21 13 61 الضاد(ض) 4 0 1 5 6 18 34 الطاء(ط)موع 103 108 160 493 420 861 2151 ا :الصوت الاحتكاكي-2

ـــــة هـــــي الأصـــــوات الرخـــــوة ـ في اصـــــطلاح المتقـــــدمين ـ الأصـــــوات الاحتكاكيــــل يضــــيق مــــا... ب ــــا " لا ينغلــــق مجــــرى الهــــواء انغلاقــــا ــــد النطــــق ــــا عن ــــذلك لأ وتســــمى بن يمــــر بــــه، مــــع احتكــــاك بجانبــــه، فيحــــدث الهــــواء نوعــــا مــــن نســــبيا، بحيــــث يســــمح للهــــواء الصـــــفير أثنـــــاء مـــــروره بمخـــــرج الصـــــوت، وبحســـــب نســـــبة الصـــــفير في الصـــــوت تكـــــون رخاوتـــــه

، فمصــــــدر الرخــــــاوة )3(" )2(كثــــــر الأصــــــوات رخــــــاوة هــــــي أصــــــوات الصــــــفير؛ ولــــــذلك فــــــإن ألمركــب أو المعطــش أو المتراخــي، وهــو صــوت الجــيم في العربيــة الفصــحى ".ينظــر: أحمــد محمد قــدو ــذه الطريقــة ر، مبــادئ اللســانيات، الصــادر

. 78ص .77) أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 1عبـد العزيـز الصـيغ، المصـطلح الصـوتي، ص د.، وينظر أيضا :87ص المرجع السابق) أصوات الصفير هي : السين والزاي والصاد، ينظر : 2

157. .87-86) د.أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، ص 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 83 -

هــــو مــــا يجــــده الهــــواء مــــن انفتــــاح في مجــــرى الهــــواء مــــن غــــير انســــداد رغــــم مــــا فيــــه مــــن ضــــيق، لعضــــــوين اللــــــذين ســــــببا تضــــــييقا في مجــــــراه ومصــــــدر الاحتكــــــاك، هــــــو مــــــرور الهــــــواء محتكــــــا

.)1(دون انفجارـــــة) هـــــي ضـــــ ـــــد والأصـــــوات الرخـــــوة (الاحتكاكي ـــــة)، وهـــــي عن د الشـــــديدة (الانفجاري

موعـــــــة في المتقـــــــدمين ســـــــتة عشـــــــر وهـــــــي مـــــــا عـــــــدا الحـــــــروف الشـــــــديدة وماعـــــــدا الحـــــــروف اعبــــــارة: (لــــــن عمــــــر ) وهــــــذه الأخــــــيرة متوســــــطة بــــــين الشــــــدة والرخــــــاوة. وأضــــــاف بعضــــــهم

. )2(إليها الياء والواووالحـــــــــروف الـــــــــتي تحـــــــــدث الأصـــــــــوات الاحتكاكيـــــــــة هـــــــــي: الســـــــــين والـــــــــزاي والصـــــــــاد

. )3(والشين والذال والثاء والظاء والفاء والهاء والعين والحاء والخاء والغين :وقد وردت في سورة التوبة حروف الصوت الاحتكاكي بتواتر يوضحه الجدول الآتي

عدد الصوت

تواترهعدد

الاستعمال لفتح

عدد الاستعمال

لضم

عدد الاستعمال

لكسر

عدد الاستعمال لسكون

عدد الاستعمال

لتنوين

عدد الاستعمال

لتشديد 3 3 19 182 327 115 649 الهاء(هـ)

0 3 78 23 21 187 312 العين(ع) 7 4 22 108 35 132 308 الفاء(ف) 12 3 39 33 45 62 194 السين(س) 12 0 8 64 14 47 145 الذال(ذ)

.77أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص ) ينظر :د. 1 .84) ينظر : المرجع السابق، ص 2 .87ص نفسه) ينظر : المرجع 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 84 -

0 3 31 20 16 68 138 الحاء(ح) 0 0 16 22 8 40 86 الخاء(خ)

13 1 2 11 12 24 63 الصاد(ص)

5 3 6 15 10 15 54 الزاي(ز) 8 0 18 4 0 19 49 الشين(ش) 0 0 13 5 3 16 37 الغين(غ) 2 0 3 4 14 8 31 الثاء(ث) 4 0 6 8 3 8 29 الظاء(ظ)

موع 2095 ا741 508 499 261 20 66

هور -3 :الصوت ا

هـــــــورة عنـــــــد الجهـــــــر في اللغـــــــة: هـــــــو الصـــــــوت الشـــــــديد القـــــــوي ، وجملـــــــة الحـــــــروف االمتقــــدمين هــــي تســــعة عشــــر حرفــــا، وهــــي مــــا عــــدا الحــــروف المهموســــة، وقــــالوا إنمــــا سميـــــت ــــا وقــــوة الاعتمــــاد عليهــــا عنــــد خروجهــــا ــــا لقو ــــا عنــــد النطــــق ــــا " كلهــــا يجهــــر بــــذلك لأ

)1(ومنع النفس أن يجري معها "نــــــه يتولــــــد مــــــن وجــــــود ذبذبــــــة وقــــــد حــــــدد المتــــــأخرون مصــــــدر هــــــذا الجهــــــر والقــــــوة

هــــــور هــــــو الــــــذي يهتــــــز لحــــــرف." فالصــــــوت ا واهتـــــزاز في الــــــوترين الصــــــوتيين عنــــــد النطــــــق )2(معه الوتران الصوتيان "

.409سراج القارئ، ص، ) أبو القاسم علي بن عثمان البغدادي 1ص راســات العربيــة،طلح الصــوتي في الدعبد العزيــز الصــيغ، المصــد.. وينظــر أيضــا:82-81ص أحمــد محمد قــدور، مبــادئ اللســانيات، د. ) 2

89-95 .

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 85 -

ــــــراء ــــــدال والــــــذال وال ــــــاء والجــــــيم وال هــــــورة في اللســــــان العــــــربي هــــــي: الب والأصــــــوات ا .)1(والغين واللام والميم والنون، والواو والياء والزاي والضاد والظاء والعين

ـــــثلاث: (الـــــواو واليـــــاء وقـــــد وقـــــع بـــــين المتقـــــدين خـــــلاف في تصـــــنيف حـــــروف المـــــد ال، ومـــــنهم مـــــن يجعلهـــــا )2(والألـــــف)، فمـــــنهم مـــــن يجعلهـــــا مـــــن الحـــــروف الرخـــــوة (الاحتكاكيـــــة)

ـــــــــة )، والمتأمـــــــــل المنصـــــــــف في مخـــــــــا رج هـــــــــذه في مرتبـــــــــة بـــــــــين الرخـــــــــوة والشـــــــــديدة (الانفجاريا، يجـــــــد فيهـــــــا ســـــــهولة ولينـــــــا في النطـــــــق ؛ ولأجـــــــل ذلـــــــك تســـــــمى أيضـــــــا الحـــــــروف وصـــــــفاـــــــرب إلى الأصـــــــوات الرخـــــــوة لســـــــهولة مخرجهـــــــا وإحـــــــداثها ـــــــذلك أق ـــــــين، فهـــــــي ب حـــــــروف الل

صو يشبه الصفير. ا: هورة وتواترا ويبين الجدول الآتي الأصوات ا

عدد الصوتمرات تواتره

عدد الاستعمال

لفتح

عدد الاستعمال

لضم

عدد الاستعمال

لكسر

عدد الاستعمال لسكون

عدد الاستعمال

لتنوين

عدد الاستعمال

لتشديد اللام (ل)

1347 233 75 162 188 14 267

الميم (م)

915 211 146 122 304 54 78

النون (ن)

703 401 65 47 67 14 109

الراء (ر)

412 51 77 83 42 25 34

20 13 37 147 42 91 350 الباء

.82، وينظر أيضا : د.أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص88) د.أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، مرجع سابق ص 1) ينظـــر : شـــرح منظومـــة حـــرز الأمـــاني المســـمى ســـراج القـــارئ، عنـــد قـــول النـــاظم : و(واي) حـــروف المـــد والرخـــو كمـــلا. قـــال الشـــارح ( 2

ــن مــن الحــروف الــتي بــين ): "409ص وهــن عنــد النــاظم رحمــه الله مــن الحــروف الرخــوة ولــذلك ذكــرهن في هــذا الموضــع...وذهب غــيره إلى أ 409ص ،الرخو والشديد وجمع ذلك في قوله (لم يرو عنا) ولكلاهما وجه "اهـ. ينظر : البغدادي، سراج القارئ المبتدئ

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 86 -

(ب) العين (ع)

312 187 21 23 78 3 0

الدال (د)

200 49 42 44 12 24 29

الذال (ذ)

145 47 14 64 8 0 12

الجيم (ج)

102 49 8 27 14 2 2

الضاد (ض)

61 14 22 10 10 5 0

الزاي (ز)

54 15 10 15 6 3 5

الغين (غ)

37 16 3 5 13 0 0

الظاء (ظ)

29 8 3 8 6 0 4

15 3 103 2 4 419 837 الواو 25 3 71 2 82 197 676 الياء

موع 603 166 1543 1606 1671 3231 6321 ا

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 87 -

: الصوت المهموس-4الحـــــــــروف المهموســـــــــة عنـــــــــد أصـــــــــحاب القـــــــــراءات والتجويـــــــــد هـــــــــي عشـــــــــرة: وهـــــــــي

موعـــــــة في عبـــــــارة: ( فحثـــــــه شـــــــخص ســـــــكت ) وسميـــــــت مهموســـــــة " لضـــــــعفها وضـــــــعف ان النفس معها " )1(الاعتماد عليها عند خروجها وجر

هــــــــي: التــــــــاء والثــــــــاء والحــــــــاء والخــــــــاء وحــــــــروف الصــــــــوت المهمــــــــوس عنــــــــد المحــــــــدثينوالســــين والشــــين والصــــاد والطــــاء والفــــاء والقــــاف والكــــاف. وأمــــا الهمــــزة فهــــي مــــن الحــــروف

؛ "لأن مخرجهــــــا مــــــن المزمــــــار نفســــــه ؛ إذ عنــــــد )2(الشــــــديدة ليســــــت بمجهــــــورة ولا مهموســــــةلمــــرور إلى الحلــــق، ــــث لا يســــمح للهــــواء مــــا، بحي ــــا تنطبــــق فتحــــة المزمــــار انطباقــــا النطــــق

)3(ثم تنفرج فجأة فيسمع صوت انفجاري نتيجة لاندفاع الهواء." :وقد جاء ت الأحرف المهموسة في سورة التوبة بتواترات يبينها الجدول الآتي

عدد وتالص

مرات تواتره

عدد الاستعمال

لفتح

عدد الاستعمال

لضم

عدد الاستعمال

لكسر

عدد الاستعمال لسكون

عدد الاستعمال

لتنوين

عدد الاستعمال

لتشديد الهاء (هـ)

649 115 327 182 19 3 3

التاء (ت)

393 163 69 54 22 50 35

الفاء (ف)

308 132 35 108 22 4 7

4 0 10 30 132 125 301 الكاف

409، صالسابقالمرجع 1 )ر ) وهــو رأي جماعــة مــن اللغــويين المحــدثين 2 مــنهم د.ابــراهيم أنــيس ورجحــه د.كمــال بشــر، واســتغربه د.رمضــان عبــد التــواب ورأى "أن الأو

لــث لهــاتين الامكــانيتين، ومــن ثم فــإن وصــف الــدكتور أنــيس الصــوتية إمــا أن تتذبــذب فيحــدث الجهــر أو لا تتذبــذب فيحــدث الهمــس ولا ا وعلاجهـا، دار الرفـاعي ا ليسـت مجهـورة و لا مهموسـة وصـف غـير دقيـق " ينظـر لهـذه الآراء : د.شـوقي النجـار، الهمـزة مشـكلا للهمزة

. 97، ينظر أيضا : عبد العزيز الصيغ، المصطلح الصوتي، ص13- 7، ص1984للنشر، ط .88) د.أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، ص 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 88 -

(ك) القاف

(ق)216 101 64 23 15 4 9

السين (س)

194 62 45 33 39 3 12

الحاء (ح)

138 68 16 20 31 3 0

الخاء (خ)

86 40 8 22 16 0 0

الصاد (ص)

63 24 12 11 2 1 13

الشين (ش)

49 19 0 4 18 0 8

الطاء (ط)

34 18 6 5 1 0 4

الثاء (ث)

31 8 14 4 3 0 2

موع 139 122 310 903 1336 1357 3161 ا :)1(الصوت المفخم والمرقق -5

)3(كلهــا مرققــة إلا الــراء )2(لقــد تقررعنــد علمــاء أحكــام التجويــد أن حــروف الاســتفال ، وتقــــرر أيضــــا أن حكـــم مقابلهــــا وهــــو حــــروف الاســــتعلاء هــــو )1(والـــلام في بعــــض الأحــــوال

لغة هو التعظيم، واصـطلاحا : "هـو الأثـر السـمعي الناشـئ عـن تراجـع مـؤخرة اللسـان بحيـث يضـيق فـراغ البلعـوم الفمـوي عنـد ) التفخيم : 1

نطق الصوت " والترقيق : من ترقيق الكلام وهو تحسينه، واصطلاحا : "هو الأثر السمعي الناشـئ عـن عـدم تراجـع مـؤخرة اللسـان بحيـث لا لصوت " ينظر: يضيق فراغ البلعوم الفموي عن 145عبد العزيز الصيغ، المصطلح الصوتي، صد.د النطق

لصـوت إلى قـاع الفـم" يتظـر: 2 ، ص نفسـهرجـع الم) الاستفال : لغة نقيض الاستعلاء واصطلاحا :هو انخفاض أقصى اللسـان عنـد النطـق سـتعلاء سـبعة مجموعـة في عبـارة : (خـص ضـغط وحروف الاستفال اثنان وعشرون حرفا وهـي مـا عـدا حـروف الاسـتعلاء، وحـروف الا 143

.119قظ )، ينظر : سراج القارئ، ص .119ص المرجع نفسه، في الراءات التفخيم، ينظر : سراج القارئ، )الأصل 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 89 -

ـــاقالتفخـــيم، وخصـــوا دة في التفخـــيم )2(حـــروف الاطب .و"أصـــوات التفخـــيم هـــي: )3(منهـــا بـــز . )4(الصاد والضاد والطاء والظاء واللام والراء والألف "

والأصــــــوات المرققــــــة هــــــي كــــــل الأصــــــوات، عـــــــدا أصــــــوات الإطبــــــاق والــــــراء والــــــلام والألـــــــف ")5( .

لخاصــة الــتي والجــدول الآتي يوضــع عــدد تــواتر أصــوات التفخــيم مــع إحصــاء الحــالات ا :ترقق فيها كل من اللام والراء حسب قواعد علم التجويد والدرس اللغوي الحديث

في اللام الترقيق عكس الراء، فتفخم اللام إذا كانت مفتوحة وجاء قبلها أحد ثلاثة أحرف وهي : الصاد والطاء والظاء، وكانـت )الأصل 1

هـذه الأحــرف مفتوحــة أو سـاكنة، واختلــف في الــلام إذا حالــت ألـف بينهــا وبــين تلـك الأحــرف، وكــذلك وقــع الخـلاف إذا جــاء بعــدها ألــف ء وأتت بعد م 123ص ا يوجب تفخيها.ينظر : سراج القارئ، منقلبة عن

لصــوت شــكلا مقعــرا منطبقــا علــى الحنــك الأعلــى، ويرجــع إلى الــوراء قلــيلا" والأصــوات 2 ) الاطبــاق : "هــو أن يتخــذ اللســان عنــد النطــق 132المطبقة هي : الصاد والضاد والطاء والظاء " ينظر : عبد العزيز الصيغ، المرجع السابق، ص

لوشـــة، الفوائـــد المفهمـــة في شـــرح الجزريـــة المقدمـــة (د.ت)، ص :محمد )ينظـــر 3 ء 27و ص25 علـــي بـــن ونظـــر أيضـــا : شـــرح الشـــيخ زكـــر .18الأنصاري لمتن الجزرية، طبعة قصر الكتب، البليدة،(د.ت) ص

.146) ينظر: عبد العزيز الصيغ، المصطلح الصوتي، ص 4 .151، ص قالسابعبد العزيز الصيغ، المرجع د.) ينظر : 5

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 90 -

الصوتعدد

مرات تواتره

عدد الاستعمال الحالات لتفخيم

عددالاستعمال لترقيق

)1(اللام (ل)

1347

الكسرة الضمة السكون الفتحة قبلها الحركة

مفتوحة 0 0 0 )2(1 الصاد 0 0 0 0 الطاء 0 0 0 0 الظاء

232 0 بقية الحروفموع 233 ا

غير الفتحة

الضمة

162 الكسرة 75

258 السكون 14 التنوين 98 الشدةموع 634 0 ا

لفظ

الجلالة: "الله"

167 قبله فتح أو ضم 40 قبله كسر

موع ا

) عنــد الامــام ورش التفخــيم في الــلام إذا جــاء قبلهــا أحــد ثلاثــة أحــرف وهــي : الصــاد والطــاء والظــاء، وكانــت هــذه الأحــرف مفتوحــة أو 1

م أجعلـــتم وشـــبه ذلـــك ؛ فـــإن الـــلام ترقـــق لا غـــير، –ألــيم و أبلغـــه –ســاكنة، وأمـــا إذا كانـــت الـــلام مضـــمومة أو مكســـورة أو ســـاكنة نحو:قلـــوالمرجــع الأحــرف الــثلاث مضــمومة أو مكســورة نحــو :ظلــل وظــلال وفصــلت فــالترقيق لا غــير. ينظــر : ســراج القــارئ، وكــذلك إذا كانــت هــذه

123صنفسه، ].99﴾[التوبة:وصلوات الرسول ﴿) عند قوله تعالى: 2

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 91 -

اللام المرققة اللام المفخمةموع 906 168 ا

)1(الراء 412 (ر)

الترقيق التفخيم الحركة الحالة

متحركة

عند 92 كسرة الجميع

لورش 187 فتحة )2(تفصيل

لورش 91 ضمة )3(تفصيل

ساكنةقبلها كسرة

بعدها حرف

استعلاءتفخم عند 2

الجميعترقق عند ورش

ليس 5 بعدها

ترقق عند

الجميعلا

تفخم عند 35 كسرقبلها الجميع

ء سـاكنة نحـو : خبـير 1 ي حركـة كانـت، فرقــق منهـا مـا كـان قبلـه و نـذير ولا ضـير و مـا كـان قبلــه )رقـق ورش كـل راء متحركـة أو سـاكنة

كسرة نحو : يبشرهم، وسراجا وشبه ذلك، ولا يعد الساكن فاصلا إذا حال بين الكسرة والراء لضعفه، إلا أن يكون الساكن حرف استعلاء وإخراجــا ولم يــراع فإنــه يفخمــه نحــو : إصــرهم ولا يلحــق الخــاء بحــروف الاســتعلاء في هــذا الحكــم، بــل يرقــق الــراء مــع وجودهــا نحــو : إخــراجكم

إذا كــان اللفــظ أعجميــا نحــو :ابــراهيم وإســرائيل وعمــران وإرم، فإنــه فخــم الــراء فيهــا، وفخمهــا أيضــا في حــال تكريرهــا نحــو : ورش هــذا الأصــلالمرجـع السـابق، سـراج القـارئ، ضرارا وفرارا وما كـان وزنـه :فعـلا نحـو : ذكـرا ووسـترا وصـهرا وحجـرا، ففيـه وجهـان، أشـهرهما التفخـيم ينظـر :

.120-119ص .119-120-صالمرجع نفسه، :) ينظر 2 :المرجع نفسه.) ينظر 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 92 -

موع 97 315 ا

القاف (ق)

لتفخيم لترقيق عدد الاستعمال عدد الاستعمال 216

ا حروف تفخم كل هذه الحروف لأ :الاستعلاء التي تجمع في قولهم

خص ضغط قظ

ا لا يرقق أي حرف منها لأحروف الاستعلاء والواجب

فيها التفخيم لا غير

الخاء 86 (خ)

الصاد 63 (ص) الضاد 61 (ض) الطاء 34 (ط)

الغين 37 (غ) الظاء 29 (ظ)

352 الألف (ا)موع 1103 1529 2632 ا

وهي عدا حروف الإطباق واللام والراء ،ويمكننا رصد حالات تواتر الأصوات المرققة

صو فإذا أضيف إليه عدد الحالات التي ترقق فيها اللام 7285:نجد أن عددها هو ،والألف .صو مرققا 8388:نجد أن إجمالي الأصوات المرققة هو ،والراء

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 93 -

ا ـ الأصوات الصوائت :)1(ثانلصـــــوائت هـــــي حـــــروف المــــد الســـــتة الـــــتي تحـــــدث عنــــدما "يخـــــرج الـــــنفس مـــــن المــــراد

وحـــــروف المـــــد الســـــتة، )2(الجهـــــاز الصـــــوتي بصـــــفة حـــــرة دون أن يعترضـــــه مـــــانع أو حـــــاجز "ــــواو و اليــــاء، وثلاثــــة قصــــيرة وهــــي الحركــــات الــــثلاث: ــــة طويلــــة وهــــي: الألــــف وال منهــــا ثلاث

. )3(الفتحة والضمة والكسرة رصدها من قبل، فإننا ولما كانت حروف المد الثلاث: الألف والواو والياء قد سبق

سنرصد تواتر الحركات الثلاث وأثرها في تصوير المنافقين في هذه السورة.إن دراســـــتنا للحركـــــات ينطلـــــق ممـــــا ذهـــــب إليـــــه أهـــــل اللغـــــة في أن الحركـــــة هـــــي بعـــــض

، وكمـــــا )4(حـــــرف، "فالفتحـــــة بعـــــض الألـــــف والكســـــرة بعـــــض اليـــــاء والضـــــمة بعـــــض الـــــواو "ــــن جـــــني: " إن الحركـــــة حـــــرف ـــــرى أن مـــــن متقـــــدمي القـــــوم مـــــن كـــــان يقـــــول ابـ صـــــغير، ألا ت

يســـــمي الضـــــمة الـــــواو الصـــــغيرة، ويؤكـــــد ذلـــــك عنـــــدك أنـــــك مـــــتى أشـــــبعت و مطلـــــت الحركـــــة فـــــإذا كـــــان للحــــــرف صـــــوت خـــــاص ؛ فـــــإن بعــــــض )5(أنشـــــأت بعـــــدها حرفـــــا مــــــن جنســـــها"

ــــــت للجــــــــزء، ومــــــــن ــــــــت للكــــــــل يثبــ ــــــــه صــــــــوت، فمــــــــا يثب الحــــــــرف لا يعقــــــــل أن لا يكــــــــون لقـــــــدامى: هـــــــل الحركـــــــة تحـــــــدث بعـــــــد الحـــــــرف أو معـــــــه أو قبلـــــــه، علـــــــى مباحـــــــث اللغـــــــويين ال

ــــنهم ــــا في هــــذا المقــــام )6(خــــلاف بي ، ومــــا يعنينــــا هنــــا أن الحركــــة لهــــا صــــوت خــــاص، ولا يعنينخرها عنه. تقدمها الحرف أو

) "الحـرف الصـائت هـو صـوت مسـموع يظهـر دون إحـداث حركـة في اللسـان، أو الشـفتين، بمعـنى أن الصـوت الصـائت يحـدث حينمـا يمـر 1

رى الصوتي دون أن يعترض سبيله أي 61-60عائق عضوي " ينظر :د. أحمد حساني، المرجع السابق، صالهواء في انية، 2 . 64، ص1994) زبير دراقي، محاضرات في فقه اللغة، ديوان المطبوعات الجامعية، ط .76: د.أحمد حساني، مباحث في السانيات، ص ) ينظر 3، تحقيـق 1984هــ/1404، 1دار الكتاب العربي، بيروت، لبنـان، طائر في النحو، الأشباه والنظهـ)، 911جلال الدين (ت، ) السيوطي 4

194ص 1ج: د.فايز ترحيني. .316- 315ص: 2) ابن جني، الخصائص، ج 5 195-191ص 1سابق، جال المصدر: ) ينظر 6

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 94 -

"وقــــد اعتــــبر النحــــاة القــــدامى هــــذه الحركــــات الــــثلاث: ( ـ ، ـ ، ـ ) أبعاضــــا جهـــــا واحـــــد، ولكنهـــــا تختلـــــف في مقـــــدار مـــــد الصـــــوت الـــــذي لحـــــروف المـــــد واللـــــين ؛ لأن مخر

)1(يكون أقصر زمنا في الحركات وأطول منه في حروف المد "وقــــــد قــــــرروا أيضــــــا أن أثقــــــل الحركــــــات الضــــــمة ثم الكســــــرة ثم الفتحــــــة، ونقلــــــوا ذلــــــك

)2(عن الخليل بن أحمد. لإحصاء أن الصوائت متعددة ومتنوعة وع ما يبرر تلون الإيقاع ولعل في هذا التن ،لقد وجد

:ويمكن أن نتبين هذا التنوع من خلال الجدولين الآتيين ،في سورة التوبة الكسرة القصيرة الضمة القصيرة الفتحة القصيرة عدد تواتر الصوائت 493 420 861 الأصوات الانفجارية 502 510 744 الأصوات الاحتكاكية 482 727 853 الأصوات المهموسة هورة 946 857 1591 الأصوات ا

موع 2423 2514 4049 ا تجعلنا نلاحظ أن النظام الصوتي لسورة التوبة يتميز بتنوع ،إن قراءة بسيطة للجداول السابقة

في مختلف المقاطع الصوتية التي تشكلها حروفه من تعدد مخارجها ،وتباين واضح ،ظاهرا :ومن الإحصاءات السابقة نسجل الملاحظات الآتية ،وتنوع صفا

أولا: ـ نلاحظ من خلال الجدول الأول أن الأصوات الانفجارية (الشديدة ) بلغ مرة، وهي نسبة عالية، تتطلب جهدا صوتيا عاليا، ونفسا طويلا عند 2130عدد تواترها

ا، وما يبرر هذا التواتر الكبير للأصوات الانفجارية ، أن السورة جاءت في صدرها النطق جيل جميعهم أربعة أشهرعلان عام للبراءة من عهود المشركين ، فناسب أن يعلن أمر )3(، و

صوات شديدة تدل على قوة القرار والعزم على تنفيذه من غير لين أو تسامح، ذه الشدة

. 65) زبير دراقي، محاضرات في فقه اللغة، ص 1 202ص 1الأشباه والنظائر في النحو، ج، : السيوطي ) ينظر 2 .4ص 3ج ، المحرر الوجيز،)ينظر : ابن عطية 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 95 -

فكانت الأصوات الانفجارية الشديدة تصل الآذان وتسبق المعاني فتهيئ النفوس لاستقبال م من هذه البراءة من جميع العهود مع المشركين دفعة واحدة، وتعلن الحرب عليهم وعلى أعوا

م من داخل الصف الإسلامي. المنافقين الذين يوالوومــــا يــــبرر هــــذا التــــواتر المكثــــف ـ أيضاـــــ هــــو مــــا جــــاءت بــــه الســــورة مــــن كشــــف

م، وفضـــــــح مكايـــــــدهم وأخلاقهـــــــم، والـــــــرد علـــــــى أقـــــــاويلهم الآثمـــــــة أحـــــــوال المنـــــــافقين وصـــــــفاــــــافقون ــــــذي لم يكــــــن يعهــــــده المن ــــــل، فقــــــد كــــــانوا وأعمــــــالهم البغيضــــــة، وهــــــو الأمــــــر ال مــــــن قب

ــــــه ــــــى ظــــــاهرهم وعــــــدم المؤاخــــــذة الصــــــريحة بمــــــا تكن ــــــبعض الرفــــــق واللــــــين حمــــــلا عل يعــــــاملون بلشــــــــدة والغلظــــــــة علــــــــيهم، وأمــــــــرت النــــــــبي صــــــــدورهم، ولكــــــــن هــــــــذه الســــــــورة جــــــــاءت

ـــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــاء في قولـــــــ ــــــــــــــــــــذلك، كمــــــــــــــــــــــــــــا جــــــــــ ﴿ :بــــــــ

، ومــــــن هنــــــا فــــــإن هــــــذه المــــــادة الصــــــوتية المكثفــــــة مــــــن الأصــــــوات الانفجاريــــــة ]73[التوبــــــة:﴾ الشـــــديدة، تناســـــب ســـــياقات الســـــورة، الـــــتي لم تخـــــل في الغالـــــب مـــــن الحملـــــة علـــــى المشـــــركين

و المنـــــافقين، ممـــــا يتطلــــــب نوعـــــا مــــــن الغلظـــــة والشــــــدة في نطـــــق الكلمــــــات و الحـــــروف وهــــــو الأمر الذي يكون أكثر وقعا على المنافقين .

نيــــا ـ يبــــين جــــدول الأصــــوات الانفجاريــــة ( الشــــديدة) أيضــــا أن صــــوت الهمــــزة، مـــــرة توزعـــــت مـــــن خـــــلال الســـــورة 589هـــــو أكثـــــر الأصـــــوات هيمنـــــة، حيـــــث قـــــد تكـــــررت

ا. ولعـــــل الســـــر في تكرارهـــــا هـــــو التوافـــــق الـــــذي توزيعـــــا ت وموضـــــوعا مناســـــبا لأغـــــراض الآم الـــــتردد والتذبـــــذب، وعـــــدم الثبـــــات نلمســـــه في الحـــــديث عـــــن المنـــــافقين الـــــذين مـــــن صـــــفاــــذا الوصــــف فهــــو " صــــوت غــــير مســــتقر، علــــى أمــــر، وبــــين صــــوت الهمــــزة الــــذي يتصــــف

خـــــذ شـــــكلا معينـــــا محـــــددا " ط ضـــــد تيـــــار الإيمـــــان، فـــــلا تتحـــــرك والنفـــــاق حركـــــة تنشـــــ)1(لا

ا وعلاجها، ص1 11) د. شوقي النجار، الهمزة مشكلا

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 96 -

ـــــذه الضـــــدية، فـــــإن " نطقهـــــا إلا في الخفـــــاء، ولا تحيـــــا إلا بمشـــــقة وصـــــوت الهمـــــزة يتصـــــف . )1(يحدث بعملية ضد عملية التنفس "

تم )2(فـــــإذا انضـــــاف إلى هـــــذا المعــــــنى الصـــــوت الجرســـــي الــــــذي يحدثـــــه صـــــوت الهمــــــزةائــــــل الســــــورة والتحــــــذير والتقريــــــع الانســــــجام والتناســــــق مــــــع معــــــاني الإنــــــذار للمشــــــركين في أو

للمنــــــــــافقين في بقيتهــــــــــا، يتخلــــــــــل ذلــــــــــك دوي الأصــــــــــوات الانفجاريــــــــــة يتقــــــــــدمها الصــــــــــوت ـــــــوء ـــــــتي في الصـــــــدور، وتكشـــــــف المخب ـــــــوب ال الجرســـــــي للهمـــــــزة، فتكـــــــاد الســـــــورة تقتلـــــــع القل

والمستور. لثا:ــــــــ يظهـــــــر الجـــــــدول المتضـــــــمن للأصـــــــوات الاحتكاكيـــــــة أنـــــــه يبلـــــــغ مجموعهـــــــا في

، وهـــــو عـــــدد يقـــــارب عـــــدد تـــــواتر الأصـــــوات الانفجاريـــــة، ممـــــا يـــــدل 2095الســـــورة صـــــوعلــــــى وجــــــود بعــــــض التــــــوازي في الخطــــــاب، يــــــترك مجــــــالا للتــــــنفس ووقتــــــا للتــــــدبر، وهــــــو أمــــــر

م للتوبة وحثهم على الاستغفار .)3(يناسب سياق السورة في تصوير المنافقين، ودعوهـــــورة تفـــــوق رابعا:ــــــ يلاحـــــظ مـــــن خـــــلال الجـــــدولين الثالـــــث والرابـــــع أن الأصـــــوات ا

صـــــــو 3161صـــــــو مجهـــــــورا مقابـــــــل 6321ضـــــــعف الأصـــــــوات المهموســـــــة في التـــــــواتر، (مهموســـــا ) ولـــــذلك تفســـــيره الـــــذي يناســـــب الســـــورة وأغراضـــــها في فضـــــح المنـــــافقين وكشـــــف ـــــز الضـــــمائر هـــــزا، صـــــوات تقـــــرع الأذان قرعـــــا و وأســـــتارهم، فـــــذلك يحتـــــاج إلى الاســـــتعانة

ة الحاسمــــة الــــذي أعلنتــــه الســــورة مــــن أولهــــا إلى آخرهــــا، وترتيبهــــا الــــزمني في فــــإن مقــــام المواجهــــالنــــــزول، وطبيعـــــــة المتغـــــــيرات علـــــــى الأمـــــــة الاســـــــلامية الفتيـــــــة، مـــــــع مـــــــا رافـــــــق نـــــــزول الســـــــورة ـــــــــة واجتماعيـــــــــة، تفـــــــــرض مثـــــــــل هـــــــــذه المواجهـــــــــة وســـــــــابقها مـــــــــن أحـــــــــداث ومتغـــــــــيرات دولي

وة بــــــدر، ولــــــيس في حاجــــــة إلى والمقارعــــــة، فلــــــم يعــــــد الاســــــلام ضــــــعيفا كمــــــا كــــــان قبــــــل غــــــز ــــل فــــتح مكــــة ــــة أحــــد كمــــا كــــان قب ــــافقين كمــــا كــــان يفعــــل قبــــل مهادن ، ولا التســــامح مــــع المن

17، صنفسه) المرجع 1 .185-184عبد العزيز الصيغ، المصطلح الصوتي، ص د.) ينظر : 2ب وحسنت توبته، منهم الجـلاس بـن سـويد بـن صـامت. ينظـر : ابـن هشـام أبـو 3 لنفاق ) قد ثبت في السيرة أن بعض من كان يوصف

.145/ص4، ج1987هـ، السيرة النبوية، دار الجيل، بيروت، تعليق:طه عبد الرءوف سعد، ط213محمد عبد الملك المعافري ت

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 97 -

ــــــوك ــــــن عاشــــــور: " )1(غــــــزوة تب ــــــتلهم ســــــدا لذريعــــــة قــــــال اب ــــــبي ممســــــكا عــــــن ق ــــــا كــــــان الن وإنمدث لا يتحــــــ﴿دخــــــول الشــــــك في الأمــــــان علــــــى الــــــداخلين في الإســــــلام كمــــــا قــــــال لعمــــــر:

لمدينــــــة، فيســــــتطيع دعــــــاة الفتنــــــة أن يشــــــوهوا لا يـبلغــــــــون لأن العامــــــــة والغــــــــائبين عــــــــن المدينــــــــة)2(﴾النــــــــاس أن محمــــــــدا يقتــــــــل أصــــــــحابه بعلمهــــــم إلى معرفــــــة حقــــــائق الأمــــــور الجاريــــــة الأعمـــــــال النافعـــــــة بمـــــــا فيهـــــــا مـــــــن صـــــــورة بشـــــــيعة عنـــــــد مـــــــن لا يعلـــــــم الحقيقـــــــة، فلمـــــــا كثـــــــر

ين، مـــــا لا شـــــك معـــــه في وفـــــاء المســـــلم الـــــداخلون في الإســـــلام واشـــــتهر مـــــن أمـــــان المســـــلمينوشــــــــاع مــــــــن أمــــــــر المنــــــــافقين وخيــــــــانتهم مــــــــا تســــــــامعته القبائــــــــل وتحققــــــــه المســــــــلم والكــــــــافر، تمحضـــــــــت المصـــــــــلحة في استئصـــــــــال شـــــــــافتهم، وانتفـــــــــت ذريعـــــــــة تطـــــــــرق الشـــــــــك في أمـــــــــان

.)3(" المسلمينأمر أن ينادى بسورة التوبة في موسم الحج، الذي حضره وإذا علمنا أن الرسول

، وقد )4(ثين ألف حاج، وهو العدد الذي حضر في غزوة تبوكجمع كثير، لا يقل عن ثلاالذين كان المشركين ، جمع كثير من العربحضر إلى جانب هذا الجمع الغفير من المسلمين

. يتبين لنا أن هذه )5(لهم عهد مع المسلمين من يوم صلح الحديبية، مثل بني ضمرة من كنانةالمهمة وهي مهمة إبلاغ جميع العرب الحاضرين وإسماعهم صدر براءة، تحتاج إلى أصوات هورة، ويفسر ذلك جهيرة قوية، فناسب ذلك أن يطغى على ملامح السورة بروز الأصوات ا

، -وهو أمير الجيش والحج – –، حين أرسل خلف أبي بكر أيضا ما فعله النبي ذو الصوت الجهوري، فإن المعروف عن أبي بكر ر وهو علي بن أبي طالب رجلا آخ

وك عاقـب أحـدا ممـن ارتكـب عمـلا يـدل علـى النفـاق، وكـان يقـول لأصـحابه معتـذرا عـن عـدم قتـل قبل غـزوة تبـ ) لم يثبت أن الرسول 1

ال أحد المنافقين وهو عبد الله بن أبي بن سلول في غزوة بني المطلق : " فقال: فكيف عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصـحابه؟ "، وقـلنترفـق بـه و ﴿: لاه حتى لا يقتله غيره، فيثأر لأبيه، فيقتل مسـلما بكـافر فقـال الرسـول بنه لما جاءه يسأله إن أراد قتل أبيه فهو من يتو لا

.184- 183/ص3. ينظر : ابن هشام، السيرة النبوية، ج﴾نحسن صحبته ما بقي معنا .1863ص4، ج)ينظر:صحيح البخاري 2 267-266ص10ج ابن عاشور : التحرير والتنوير،) 3 513) ينظر : صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 4 .5ص3، المحرر الوجيز، ج) ينظر : ابن عطية 5

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 98 -

ا )1(أنه كان ضعيف الصوت ، فلا يمكنه أن يتولى مهمة إبلاغ أحكام سورة براءة بقوا وحده، ولهذا السبب اختار رسول الله ليقوم بوظيفة إسماع عليا بن أبي طالب وشد

ا يوم وقد قام علي ،)2(كل العرب الحاضرين موسم الحج ذه المهمة، حيث " أذن ا يوم النحر، لأذان لإسماع فتتبعهم عرفة إثر خطبة أبي بكر، ثم رأى أنه لم يعلم الناس ا أيضا ا كأبي هريرة وغيره، وتتبعوا لأذان وفي ذلك اليوم بعث معه أبو بكر من يعينه

از وغيره." )3(أسواق العرب كذي الملاحظ أيضا من صوت اللام أنه كان أكثر الأصوات تواترا، وهو ما ينسجم مع وا

الاستعمال القرآني لهذا الصوت، فهو أكثر الحروف استعمالا في القرآن الكريم، بعد حرف دي في لطائفه . ولا غرابة في الأمر إذا علمنا ـ حسب )4(الراء، كما لاحظ ذلك الفيروزآ

"أكثر الحروف دورا في الكلام العربي هو الراء واللام والنون و دراسة حاسوبية حديثة أن )5(الباء والميم ثم العين والقاف والدال والفاء والسين "

خامسا: ـ نلاحظ الجدول الخامس المتضمن الأصوات المفخمة والمرققة، فيتبين من يث بلغ خلال حاصل مجموع الحالات أنه يوجد تباين ظاهر بين الأصوات المفخمة ح

. فالأصوات المفخمة في 8388صو و بلغ مجموع الأصوات المرققة 1529مجموعها صومن سورة التوبة يمكننا أن نستشعر منها تلك الحالة النفسية التي يكون عليها المنافقون

التعاظم، كما يدل على ذلك التفخيم في اللغة، وقد صورت السورة المنافقين وهم في مؤخرة الصفوف يتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله ويتراجعون عن نصرة الحق، للتضييق عليه وتخذيل

لأبي بكـر رضـي الله عنهمـا.ينظر : ابـن هشـام :السـيرة النبويـة، ) ينظر : ما جاء في قصة وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، ووصف عائشـة 1 .221/ص4جــذه )هــذا التوجيــه يجعلنــا في غــنى عــن الوقــوع في فــخ الغلــو في المفاضــلة بــين الصــحابة 2 كمــا يفعــل ذلــك الشــيعة الإماميــة، حيــث اســتدلوا

ويل أثيم. " لا يبلغ عني إلا رجل مني : الحادثة وقول النبي لخلافة، وهو استنتاج عقيم وراءه " على أولوية علي .5ص3، المحرر الوجيز، ج) ابن عطية 3دي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، ج 4 566-563/ص1) ينظر : الفيروزآ .129، ص 1999، )د.أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات،دار الفكر، دمشق 5

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 99 -

أهله، وهو ما ينسجم مع الأصوات المفخمة "فالتفخيم هو الأثر السمعي الناشئ عن تراجع .)1(اللسان بحيث يضيق فراغ البلعوم الفموي عند نطق الصوت "مؤخرة

ولما كانت هذه الصفات السلبية من التعاظم والتراجع والتواجد في المؤخرة، والتضييق، من صفات الأصوات المفخمة التي تنسجم مع صفات المنافقين، جاءت الأصوات المرققة

الهم وسوء أخلاقهم ـ فإنما هم قلة لا أثر لها تفوقها عددا، لتظهر أن المنافقين ـرغم خطر أعم ﴿وأن الغلبة في الأخير لهذا الدين وأوليائه:

:32﴾[التوبة [ الجداول السابقة أن النظام الصوتي لسورة التوبة يتشكل من سادسا:ـ الملاحظ من

مجموعة من الثنائيات المتقابلة، فالأصوات الانفجارية تقابلها الأصوات الاحتكاكية، هورة تقابلها الأصوات المهموسة، والأصوات المفخمة تقابلها الأصوات المرققة، والأصوات ا

لسمع، وتبصره العين، ويعيه القلب ويعجز اللسان كل ذلك في تناغم وتناسق بديع، يدركه ا عن وصفه، أو بيان حقيقته وكنهه.

سابعا:ـ إن قراءة بسيطة لجدول تواتر الصوائت، يبين تعدد الصوائت وتنوعها ولعله يبرر التلون الموسيقي في سورة التوبة، حيث يظهر تقابل الحركات القصيرة بين الفتحة والضمة

تيا، ينشأ من تنوع في المعنى، تبعا لتعدد المواقف والأحداث.والكسرة، تغيرا صو ) مقابل 4049ويمكننا أن نلحظ من الجدول المشار إليه طغيان حركة الفتحة ( صو

) وحركة الكسرة ( 2514حركة الضمة ( صو )، ولهذا الطغيان ما يفسره، 2423صواجم حيث إن حركة الفتحة فيها مد و سعة في مخرجها وسهول ة في نطقها، فالسورة

والمنافقين وتحمل عليهم حملة واسعة في كل جانب ومن كل اتجاه، والفتحة أقرب المشركين الحركات لتيسير هذا الهجوم ورفع رايته.

ا حركة الفتحة بتواترها المكثف، جاءت لتناسب السياق ولعل هذه الخفة التي أنشأ لذي يدعوا إلى النفير إلى الجهاد، ويحرض على قتال أعداء الدين من المشركينالعام للسورة ا

.145عبد العزيز الصيغ، المصطلح الصوتي، ص ) 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 100 -

وأهل الكتاب الذين لا يدينون دين الحق، ولايحرمون ما حرم الله، وفي الوقت نفسه يوبخ المتثاقلين، فالسورة في مجموعها دعوة للثورة على أوضاع الكفر والكافرين في كل مكان ولو كان ذلك في أقصى البلاد(تبوك)، وهو أمر يحتم خفة الحركة والإسراع في النفور، ويحتم أن

صوات الداعية لذلك بمثل خفته في الحركات، دون إغفال الحملة على المتثاقلين، تكون الأ فيذكرون بما يتلبسون به، فالكلام من جنس العمل، كما قيل في الجزاء من جنس العمل.

في السورة، يظهر )1(إنه من خلال الجداول السابقة يتبن لنا أن التشكيل الصوتيإن اختلفت أو جاءت بصورة ثنائيات متقابلة، فهي تؤدي نظاما منسجما للأصوات و

ا الرئيسة، وسنحاول مجتمعة وظيفة دلالية واحدة، تخدم السياق العام للسورة وموضوعا الوقوف على هذه القيمة الدلالية من خلال عرض المبحث الآتي.

ا:ـثا ة للأصوات: ن مة الدلال القلمعنى وما يتولد عن ذلك يهدف هذا المبحث إلى إبراز تكرار الص وت المفرد وعلاقته

.من وظائف نغمية وإيقاعيةا الصرفية و اللغوية تجري ،" ولو تدبرت ألفاظ القرآن في نظمها :يقول الرافعي لرأيت حركا

من أمر الفصاحة فيهيئ بعضها في الوضع والتركيب مجرى الحروف أنفسها فيما هي له مساوقة لها في ،ولن تجدها إلا مؤتلفة مع أصوات الحروف ،بعضابعضها ويساند ،لبعض

حتى إن الحركة ربما كانت ثقيلة في نفسها لسبب من أسباب الثقل أيها ،النظم الموسيقيفلا تعذب و لا تستساغ وربما كانت أوكس النصيبين في حظ الكلام من الحرف ،كان

ورأيت أصوات الأحرف ،جيبافإذا هي استعملت في القرآن رأيت لها شأ ع ،والحركةواكتنفتها بضروب من النغم الموسيقي ،والحركات التي قبلها قد امتهدت لها طريقا في اللسان

وكانت لهذا ،وجاءت متمكنة في موضعها ،حتى إذا خرجت فيه كانت أعذب شيء وأرقهلخفة والروعة." الموضع )2(أولى الحركات

) هو ما يقصد بعلم الأصـوات التشـكيلي أو (الفونولوجيـا) الـذ ي هـو :" علـم لسـاني يخـتص بـدرس أصـوات لغـة معينـة للوصـول إلى طـرق 1

95قدور، مبادئ اللسانيات، ص أحمد محمد د.ائتلافها ونظام تركيبها وما يتصل بذلك من فروق " ينظر: 227ص ) الرافعي، إعجاز القرآن، 2

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 101 -

، فهو يجمع بين مظاهر متعددة، )1(ام "التكرار"نبعث من استخديداخلي اليقاع إن الإابتداء من الصوت فالكلمة فالعبارة، كما أن هناك مظاهر تتعلق بعلم البديع كالترصيع والإرداف، ولذلك سنركز في دراستنا على التكرار فهو الجامع لكل هذه المظاهر مع الإشارة

إلى قيمته الإيقاعية والدلالية.الحروف وهو ما تناولنا جزءا منه في تكرار الصوت ـ ستوى ويكون التكرار على م

كما يكون على مستوى الكلمة أو العبارة أو البنية التركيبية. الصوامت والصوائت ـ ت الإيقاعية لنتبين حضوره وسننطلق من نماذج محددة لكل مستوى من هذه المستو

في تصوير المنافقين وفضح مكائدهم. وماله من دور تنغيمي ومعنوي سورة التوبة فيلحرف فالكلمة فالجملة أو لها سورة التوبةظاهرة التكرار في إن ت بدءا ثلاث مستو

، وكلها تثري الموسيقى الإيقاعية للنص، وسنرى من خلال نماذج لآيةا وحتى المقطع أحيا.محددة دور الموسيقى الداخلية في بناء إيقاع النص وتعويض الم وسيقى الخارجية أحيا

مستوى الأصوات (الحروف):-1ستكون وجهتنا في دراسة تكرار الأصوات في سورة التوبة مرتكزة على الوصف الموضوعي والقياس الكمي للوحدات الصوتية، فإن السورة في استخدامها لبعض الأصوات

تحمله هذه الأصوات من وتكرارها تعمد إلى تصوير بعض مواقف المنافقين وتشخصيها، بما طاقات نغمية وشحنات إيقاعية بمقدورها إضفاء بعض الأجواء النفسية والظلال الموحية على

المعنى.ومن خلال الإحصاء الحاسوبي لسورة التوبة، نتبين أن أكثر الأصوات بروزا هو صوت

لمقارنة مع غيرها من الحروف، 1347اللام إذ تواتر وقد استخدم مرة وهي نسبة مرتفعة ت: صوت اللام بصورة واضحة في مثل هذه الآ

تي لبيـان معـنى جديـد، وتصـوير جديـد، وفكـرة 1 ) التكرار ليس من الإطناب، ومن الخطأ اعتقاد ذلـك ؛ فـإن تكـرار اللفـظ في القـرآن، إنمـا

. 290ص (د.ت)،دار الفكر العربي، بيروت جديدة. ينظر : محمد أبو زهرة، المعجزة الكبرى،

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 102 -

:﴿ قوله ـ

﴾:47-46[التوبة[ وهذا الحرف مخرجه ،فقد جاء حرف اللام متواترا في هاتين الآيتين اثنتين وعشرين مرة

عند اعتماد طرف اللسان على أصول الثنا العليا بحيث تنشأ عقبة في وسط الفم مع ترك وهو ما ينسجم تمام الانسجام مع وصف الآية ،منفذ للهواء عن إحدى حافتي اللسان

وزاد على ذلك أن الله كره ،للمنافقين في تباطئهم وترك الإعداد عقبة في عدم الخروج ،وقد صور هذا المعنى من التثبيط ،فتثاقلوا لما عدم خروجهم من المصلحة للمؤمنين ،اثهمانبع

ومن الأصوات الاحتكاكية )1(فهما من الحروف التي فيها ثقل ،كل من حرفي الثاء والقافمن ا يجده الهواء من انفتاح في مجراه فمصدر الرخاوة هو م" ،أو الرخوة في اصطلاح المتقدمين

لعضوين ،ومصدر الاحتكاك ،انسداد رغم ما فيه من ضيقغير هو مرور الهواء محتكا وفي ،. وهذا المعنى الوظيفي يتحقق في الثاء)2("اللذين سببا تضييقا في مجراه دون انفجار

ر ،ثيرها لدلالة كلمة "انبعاثهم" ،وفي دلالة: "ثبطهم " وما تصورانه من الإقبال والإدولكنهم ،فهم في حقيقة الأمر قادرون على الخروج (انبعاث ) ،اجع في آن واحدوالإقدام والتر

فتكررت في ،ولذلك جاءت القاف بعدها لتؤكد معنى التثاقل ،قاعدون مثبطون (فثبطهم )جاءت هذه الكلمات ،القاعدين). ولحكمة معينة–اقعدوا –ثلاث كلمات متتابعة: (قيل

كيده في تصوير ،قافوالتواتر لحرف ال ،ذا التتابع ولعل ذلك لإبراز معنى التثاقل و المنافقين.

واعلـــم أن أكثـــر (يعني ابـــن دريــد ):قــال:" مـــن اســتعمالها في كلامهـــم، قــال الســـيوطي ولــذلك كانـــت الثــاء مـــن الحــروف الـــتي يقــل العـــرب) 1

قـاف ثم الحروف استعمالا عنـد العـرب الـواو واليـاء والهمـزة وأقـل مـا يسـتعملون علـى ألسـنتهم لثقلهـا الظـاء ثم الـذال ثم الثـاء ثم الشـين ثم النيـتهم مـن الزوائـد لاخـتلاف الخاء ثم العين ثم النون ثم اللام ثم الراء ثم الباء ثم الميم فأخف هذه الحروف كلها ما اسـتعملته العـرب في أصـول أب

.155ص 1ج ، المزهر في علوم اللغة وأنواعها" ينظر :السيوطي، المعنى .77ص ) أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، 2

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 103 -

:﴿قوله - ﴾:56[التوبة-57[

تصور الآيتان المنافقين في غاية الجبن والهلع والحيرة والاضطراب وهم يبحثون عن مفر وتتداخل هذه المشاهد كلها في إيقاع رهيب يتناسب مع الموقف ،لهم من مقارعة الموت والحق

لمنافقين هورة . والملاحظ أن )1(وفي الوقت نفسه تثير السخرية والتهكم بعض الحروف ا ،هيمنت في تراكيب الآيتين لتصوير هذه المشاهد المتتابعة في صورة واحدة من صور المنافقين

وقد عضد تصوير هذا ،مرة14والواو ،مرة14والميم ،مرات10والنون ،مرة12فاللام جاءت لها في القرآن المعنى كل من حرفي الواو والقاف الذين ذكرا في كلمة "يفرقون " التي لا نظير

والواو تكررت في هذا الموضع ،)2(والفرق معناه الخوف الشديد ،الكريم إلا في هذا الموضعا أحدثت في تضامها مع الواو ،مرة14 والقاف وإن تواترت مرتين فقط في كلمتين إلا أ

إيقاعا قو تصطك له الأسنان وترتعد له الفرائص.هورة جاءت لتقرع ولما كانت هذه الصورة تقوم عل ى الخوف والرعب فإن الحروف ا

فترى المنافقين بخيالك يفرون في كل ،وتخترق حجب الزمان والمكان ،يقاعها الشديد الآذانوهومعنى لفظ: ،)3(مصممين غير منثين ،مسرعين خائفين ،جانب يبحثون عن مأوى لهم

لأنه يجمع مع معنى ،غير هذا الموضعوهذا اللفظ أيضا لم يرد في القرآن الكريم في ،يجمحونفهم "لخوفهم من ،الإسراع والنفور معنى الخوف الذي ترمي الآية به تصوير حال المنافقين

الخروج إلى الغزو لو وجدوا مكا مما يختفي فيه المختفي فلا يشعر به الناس لقصدوه مسرعين .)4(خشية أن يعزم عليهم الخروج إلى الغزو "

327.-320، ص1987)ينظر: عبد الحليم حفني، أسلوب السخرية في القرآن الكريم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 1 230ص10،ج1973الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، )ينظر: محمد 2 .231ص10، جنفسه صدر)الم 3 )المصدر نفسه. 4

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 104 -

:﴿ ـ قوله ﴾:48[التوبة.[

فنرى اللام ،تواتر اللام في هذه الآية بتتابع يثير الانتباه - مثلا–يمكننا أن نلحظ ،والدلالات العامة للسورة ،منسجمة مع الدلالات الخاصة لهذه الآية ،تؤدي وظيفة نغمية

ذنيك حركة المنافقين في تقلبهم وفتنتهم للرسول والمسلمين في كل أمر فترى بعينيك وتسمع ء والتمرد ،فترى "اللام" تلوى الأخرى ،من الأمور تبدأ الآية بلام ،تعزف موسيقى الإ

لفتنة ا ،للتوكيد وما فعله كبيرهم عبد الله بن ،منذ غزوة أحد ،لمعهودة من المنافقينوتذكر تي لام أخرى لتؤدي بجناس بديع ،نصرافه ومن معه أبي بن سلول من تخذيل المسلمين ثم

،اللام مضاعف قلب المخفف بتشديدمعنى التقليب بقوة في (قلبوا ) " ،بين كلمتين متقاربتين .)1("عفة للدلالة على قوة الفعلوالمضا

المعهود في ،وفي الوقت نفسه تؤدي معنى الثبات والاستمرار في (قبل) للأمر السابقتي لام أخرى للتعليل ،المنافقين والفتنة ،) لتعلل هذا التقليب السابقفي قوله: ()2(وللجوء إلى كل أمر من شأنه ،رة الفتنة بينهم ،ا لأجل إضعاف المسلمين ،المعهودة و

وقد ساعد في إبراز ،ذلك أو خفي عنهم سواء علم المسلمون ،وتخذيلهم ،خلخلة صفوفهمولا ،التي هي للجنس "أي أمورا تعرفون بعضها ،صوت اللام في كلمة الأمور ،هذا المعنى

.)3(تعرفون بعضا"ت كثـيرة منهـا دورا صـوتيا ودلاليـالقد أدت يصـور حقيقـة ،اللام في سـورة التوبـة في آ

ــــة خلــــف صــــورهم الظــــاهرة ــــين خضــــوع ،المنــــافقين الكامن ــــب ب ــــاقض العجي ــــك التن فــــأبرزت ذلء والتمرد والإعراض الخفي ،الأجساد والانقياد العلني الذي لا يمكن أن يخفى ،وبين ذلك الإ

219ص 10، جالسابقالمصدر ) 1 . نفسه المصدر) 2 220ص10، ج نفسه صدرالم) 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 105 -

في كل مرحلة من مراحـل ،والمواقف المخزية ،ونظرات الأعين ،سنبل تظهره فلتات الأل ،دائما الدعوة.

ا واختلاف ا على كثر ن مخارج الأصوات وصفا وختاما لهذا المبحث يمكننا القول ا النغمية، فهي تشكل نظاما صوتيا متميزا، يوافق الأغراض العامة للسورة من تصوير طاقا

دق الصور وأكثرها ثيرا ليس في المعنى فحسب، بل في تواتر الحروف ووضعها في المنافقين سياقات مختلفة، وتناغمها وإيقاعها، ولأن المقام لا يسعنا أن نستعرض جميع مخارج الحروف

لغرض. ا، فإن الإشارة إلى بعضها تفي وصفا ـ مستوى الكلمة:2

ـــارات وا ،الكلمـــات هـــي صـــور المعـــاني ومبانيهـــا ـــا ،لجمـــلومنهـــا تتـــألف العب وتعـــرف يقاعهـا ،الأصوات والدلالات وقـد يؤلـف ،دور جملـة أو صـفحات ،وقد تـؤدي كلمـة واحـدة

فتراها في وسط الكـلام بـين غيرهـا مـن ،قصيدته أو نثره لأجل كلمات بعينها ،الناظم أو الناثر العبارات كاللؤلؤة في وسط الركام.

لفـــاظ بعينهـــا تـــون ودلالات ،لتـــؤدي وظـــائف إيقاعيـــة ،وإن كـــان الشـــعراء والبلغـــاء فهــو مــع مــا ،فــإن الــنص القــرآني يتنــزه عــن ذلــك ،ولــو كــان ذلــك علــى حســاب المعــنى ،صــوتية

،يـوازي المعـاني والـدلالات ،فإن الإيقاع العذب والصـوت المتناسـق ،يحتويه من دلالات ومعانيا وبيسر من غير تعسف. ،ويخدمها طوعا من غير إكراه ،بل هو الذي يوحي

سورة التوبة من أدل النماذج فإن ،فإذا كان هذا حال النص القرآني على وجه الإجماليقاعهــا ،فهــي في تصــويرها للمنــافقين في جميــع أحــوالهم ،عليــه وأجراســها ،تــرى ألفاظهــا تخــدم

ويكفـــي وكـــل مشـــهد يلائمهـــا مـــن مشـــاهد المنـــافقين وأحـــوالهم. ،كـــل معـــنى يناســـبها ،الصـــوتية للدلالة على ذلك أن نستعرض بعض النماذج من هذه السورة.

:﴿ ـــــــــــــــ قولـــــــــــــــه

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 106 -

﴾:ـــــــــــــــة -47[التوب49[

ت تصور المنافقين في سعيهم الحثيث لإيقاع الفتنة في المسلمين رة بنشر ،هذه الآهز للغزو ،النميمة بينهم رة في تخذيلهم والانسحاب من الجيش ا م اغتيال ،و رة في إراد و

رة في إذاية الرسول ،أو إذايته الرسول لتعريض به أنه يريد فتنة أصحابه. و للسان ا كلمات بعينها يقاعها المتواتر ،كل هذه المعاني صور ،مثل كلمة: "الفتنة" ،برزت

ت الثلاث أربع مرات متتابعة ولم تذكر في السورة كلها إلا خمس ،فقد تكررت في هذه الآ ورة: والخامسة في قوله عزوجل في آخر الس ،هذه الأربع ،مرات

﴿ ﴾ ]:126سورة التوبة[

لرجوع إلى المعنى اللغوي لكلمة الفتنة وجماعهـا ،)1(نجد أن لها بضعا وعشرين معـنى ،ونـــة في كـــلام العـــرب" وغـــيره:الأزهـــري كمـــا قـــال ـــتلاء والامتحـــان وأصـــلها جمـــاع معـــنى الفتـ الابـ

لنــار ليتميــز الــرديء مــن الجيــد ــت الفضــة والــذهب إذا أذبتهمــا وفي ،مــأخوذ مــن قولــك: فـتـنفتنـة الاختبـار والفتنـة لاوقال ابن الأعرابي: " ،)2(."إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته :الصحاح

لآراء والفتنــــة المحنـــة والفتنــــة المــــال و الفتنــــة الأولاد و الفتنــــة الكفـــر و الفتنــــة اخــــتلاف النــــاس لنار .)3("الإحراق

وقـــد كثـــر اســـتعمالها فيمـــا أخرجـــه الاختبـــار للمكـــروه ثم كثـــر حـــتى وقـــال ابـــن الأثـــير: " .)4("زالة والصرف عن الشيءاستعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإ

321-317ص13مادة فتن، ج ،ينظر هذه المعاني كلها عند ابن منظور، لسان العرب) 1 ، مادة فتن.المصدر السابق) 2 .المصدر نفسه) 3 ، مادة فتن.المصدر السابق ) 4

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 107 -

ت السـابقة مـن سـورة التوبـة نجـد أن لكـل واحـدة منهـا وعند تـدبر معـنى كلمـة "الفتنـة" في الآواخــــــتلاف ،أي تفريــــــق كلمــــــتكم ﴾ :﴿ فالفتنــــــة في قولــــــه ،معــــــنى يخصــــــها

: والفتنـة في قولـه ،)1("مغـزاكمن يوقعوا الخلاف فيما بينكم ويفسـدوا نيـاتكم في " ،آرائكم﴿ :وقد سعوا في ذلك ،أي في تشتيت صفوف المسلمين ]48﴾[التوبة

وكــانوا ليســوا ،كمــا فعــل كبــيرهم عبــد الله بــن أبي بــن ســلول حــين انصــرف ومــن معــه ،يــوم أحــد :﴿. والفتنـــــة في قولـــــه )2(قـــــل العســـــكرين :49﴾[التوبـــــة[

﴿ : وقولــــه ،لا تـــؤثمني :أي ﴾ :أي ألا في الاثم وقعــــوا 49[التوبــــة [ :﴿ والفتنـــــة في قولـــــه ،)3(وصـــــاروا

:لمرض والقحط وغيرهما أي " ]126﴾[التوبة يبتلون ولا ينظــرون في ،ولا يعتــبرون ،ولا يــذكرون ،مــن بــلاء الله ثم لا ينتهــون ولا يتوبــون عــن نفــاقهم

ويعـــاينون أمـــره ومـــا ينـــزل الله عليـــه مـــن نصـــرته أو يبتلـــون في الجهـــاد مـــع رســـول الله ،أمـــرهمييده. أو يفتنهم الشيطان فيكذبون وينقضون العهود مع رسول الله م و ،فيقتلهم وينكل

.)4("ثم لا ينزجرونت الســابقة قــع لقــد و ة مســارعهــذا التركيــز ورصــوي ،"فتنــةالتركيــز علــى كلمــة "في الآ

م من الوقوف إلى جانـب الحـق في سـاعة العسـرة ،المنافقين في إيقاع الفرقة بين المسلمين ر ،وصــراحة وضــمنا مــن خــلال نــافقالم صــورةوتتكثــف الأبعــاد الدلاليــة والنفســية للكلمــة لتجســد

ت لظالمين ): فواصل الآ لكـافرين) ،(وهم كـارهون) ،(والله عليم يبـدأ ف (وإن جهـنم لمحيطـة لظـــالمين ـــم المقـــام في جهـــنم كـــافرين ،الوصـــف الكـــره للحـــق ،وبـــين الظلـــم والكفـــر ،ليســـتقر

وأهله.

194ص2الزمخشري، الكشاف، ج ) 1 148ص 10ج تفسيرالطبري،ينظر:) 2 261ص )ينظر:أبوعبيدة معمر بن المثنى، مجاز القرآن، 3 222ص 2)الزمخشري، الكشاف، ج 4

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 108 -

اويعــيش فيهــ ،بظلمهــم طمئنــينم وننــافقالم ايعــيش فيهــ ،تشــق الصــفوف ،"فتنــة" يفهــ خـارج ،لاثيـة الـزمنوقد استدعت هذه الثنائية البارزة في النص ث ،الفي اضطراب وخب ؤمنونالم

نـافقين الافتراضـي ويضـم: الحاضـر والمسـتقبل الم ماضي ،ستقبل/الحاضرالماضي/ الم ،إطار النصو(لأوضـــعوا...يبغونكم ) يمثـــل: الحاضـــر الافتراضـــي ،(لـــو خرجـــوا) يعـــبر عـــن ماضـــي افتراضـــي

+المستقبل.ت لتشعر حـتى ،ولأصـحابه للنـبي القـارئ لهـا بمـا كـان يكيـده المنـافقونإن هذه الآ

م خرجوا كلهم مع المؤمنين )1(إنه ليرى تلك الفوضى والاضطراب الذي يمكن أن يحدث لو أجــاءت ،ولمــا كــان أمــر المكايــد والدســائس ممــا يحــرص أصــحابه علــى إخفائــه ،إلى غــزوة تبــوك

يقـــاع خفـــي ،كلمـــة "الفتنـــة" لتصـــور هـــذا المكـــر والخديعـــة ،وفي الوقـــت نفســـه تصـــور خفـــاءه ـــاء والنـــون) ،وســـريع ـــاء مـــن الحـــروف ،تؤديـــه حـــروف الكلمـــة: (الفـــاء والت حيـــث إن الفـــاء والت

ن الـنفس وسميت مهموسـة " لضـعفها وضـعف الاعتمـاد علي ،المهموسة هـا عنـد خروجهـا وجـروسميـت بـذلك لخفتهـا في النطـق وكثـرة امتزاجهـا ،وأما النون فهي من حـروف الذلاقـة )2("معها

تا هفي هـذ "فتنـة"وتبرز القيمة الموسيقية لكلمـة . )3(بغيرها سـناديمـن خـلال التركيـب الإ لآ في الحــالات الأربــع وهــو مــا ينشــأ عنــه إيقــاع داخلــي خــاص يقــوم علــى التــوازي التركيــبي وهــو

اد يمثل ظاهرة أسلوبية لسورة التوبة كلها.ي يكمساعد فني إيقاعاإلى استبدال كلمة سورةلجأ التو بعـد أن اسـتنفدت طاقتهـا الإيقاعيـة "فتنة" ومشـتقا

ت الـتي تتلوهـا "تصـبك"والدلالية بكلمـة ذرها أكثـر تجـعمـق مقصـدية الـنص و تلالـواردة في الآثم تلجــأ الســورة إلى ،الحســنة والســيئة ةثنائيــفتتكــرر هــي الأخــرى محكومــة ب في وجــدان المتلقــي

،اســتخدام كلمــة أخــرى وهــي: "تــربص" فتتكــرر في الآيــة نفســها بصــيغ متقاربــة شــكلا ومعــنىعلــى الثنيــة، كمــا ) فقـد خــرج بعضــهم، ,وقــد همــوا بفعــل مـا ذكــره الله عــنهم، ولكــنهم لم ينــالوا مــا همــوا بـه، كهمهــم بقتــل الرســول 1

مـا قـالوا ولقـد قـالوا كلمـة الكفـر وكفـروا بـعـد إسـلامهم وهمـوا ذلـك عـنهم: ﴿ حكى الله بمـا لم يـنـالوا ومـا نـقمـوا إلا أن يحلفـون عذ بـهم ا م وإن يـتـولوا يـعذ را له ورسوله من فضله فإن يـتوبوا يك خيـ نـيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي أغناهم ا أليما في الد ا ] .74:سورة التوبة ﴾[لا نصير و 409أبو القاسم علي بن عثمان البغدادي، سراج القارئ المبتدئ، ص 2 )

86) ينظر : أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 109 -

(المشـــاكلة وهــو مـــا يســميه بعــض الدارســـين المحــدثين ،متربصــون)-فتربصـــوا-نــتربص-(تربصــون تصنعه تلك الصيغة. ،وقد جاءت كلها بصيغة الجمع لتحافظ على إيقاع واحد ،)1(اللفظية)إن الدلالة الصوتية لهذه الكلمة "الفتنة" تتطابق تماما مع الدلالة المعنوية لها وما تحمله

مثــل: كلمــة "لأوضــعوا " مــن الإيضــاع وهــو ،الكلمــات الــواردة معهــا في الســياق مــن دلالاتوحكــي عــن الــزبير أنــه قــرأ " ولأرفضــوا" وكلاهمــا بمعــنى ،"ولأوفضــوا" وقــرأ مجاهــد ،ســرعة الســير

ــــم ،)3(. ومثلهــــا كلمــــة: "سمــــاعون" فهــــي تطلــــق علــــى الجواســــيس)2(الإســــراع أيضــــا م أ وشــــأــذا المعــنى في هــذه الســورة ،يســتمعون الأخبــار ويســرعون في نقلهــا خفيــة. وقــد نقــل تفســيرها

ــح ذلــك الطــبريعــن جماعــة مــن التــاب معنــاه : "وقــال جمهــور المفســرينقــال ابــن عطيــة ،عين ورج . )4(وفيكم مطيعون سامعون لهم"

ينسجم مع ،وبروزا نغميا ،وإيقاعا مميزا ،ومن المواضع التي يجد لها القارئ صدى صوتيا ﴿ :قوله ،التصوير التشخيصي للمنافقين

﴾

] 82- 81[التوبة:وفــرحهم ،يلاحــظ كيــف صــورت الآيتــان المنــافقين في تخلفهــم عــن الجهــاد في ســبيل الله ،وقـــد ســـاعد في إبـــراز هـــذه الصـــورة ،يناســـب موقـــف التخلـــف ،يقـــاع ثقيـــل كثيـــف ،بـــذلك

لتجنــيس المماثــل لإيقــاع الــذي ،: ( المخلفــون ـ خــلاف))5(اســتخدام مــادة: (خ ل ف) و .270-255)ينظر: أحمد أبو زيد، التناسب البياني في القرآن، ص 1

41ص3وجيز، ج، المحرر ال) ينظر: ابن عطية 2 .نفسه صدرالم) ينظر : 3 نفسه. صدرالم) 4م وغـير 5 انسـة وهـو "أن يتفـق اللفظـان في النطـق ويختلفـا في المعـنى، وهـو نوعـان : ) التجنيس ويقال لـه الحنـاس أو التجـانس أو ا

م، فالتــام هــو مــا اتفــق فيــه اللفظــان في أمــور أربعــة : نــوع الحــروف، وشــكلها، وعــددها، وترتيبهــا، وغــير التــام : هــو مــا اختلــف فيــه الأمــور الأربعــة المتقدمــة." ينظــر : الســيد أحمــد الهــاشمي، جــواهر البلاغــة في المعــاني والبيــان والبــديع، المكتبــة اللفظــان في واحــد مــن

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 110 -

ولتحقــير شــأن ،والإشــعار بعظــم الجــرم ،: (مقعــدهم) لتأكيــد معــنى التخلــف)1(أحدثــه المصــدردة في نسبة المعصية لهم ،فاعله كـل هـذه المعـاني نشـأت مـن وقـع ،وإضافة المقعد للمخالفين ز

فالقـــاف ،وقـــد حملـــت حروفهـــا هـــذه الشـــحنة ،القويـــة في وقعهـــا ،بـــة في تسلســـهاالألفـــاظ الرتي والصوت الانفجاري يحدث عبر مراحل: ،والدال من الحروف الانفجارية الشديدة

ه.- 1 واء وحبســــــــ لنطــــــــق لســــــــد مجــــــــرى الهــــــــ اء ا ال عضــــــــوين مــــــــن أعضــــــــ - 2اتصــــــــاجز الســــــــــــد والإغــــــــــــلاق. لهــــــــــــواء خلــــــــــــف حــــــــــــ وين - 3توقــــــــــــف ا ال العضــــــــــــ انفصــــــــــــ

. )2(وتسريح الهواءالحاصرين فجأة يقاعــــه في تصــــوير المنــــافقين وهــــم تحبســــهم المطــــامع إن الصــــوت الانفجــــاري يســــاعد وإذا رأوا عرضــا دنيــو قريبــا أســرعوا في الخــروج إليــه ،فيتخلفــون عــن الخــروج للجهــاد ،الدنيويــة

واغتنامه بقوة وشدة. : ﴿وفي الآيــة تجنــيس مماثــل آخــر في قولــه

﴾]81:سورة التوبة [ ممـــا ،فـــذكر الأولى علـــى ســـبيل حكايـــة أقـــوال المنـــافقين ،فقـــد ذكـــر الحـــر في الآيـــة مـــرتين

نيــتهم المفرطــة م ،يصــور أ والثانيــة خطــاب ،وتفضــيلها علــى حــب الله ورســوله ،وحــبهم لــذوا ،حـر الشـمس وحـر جهـنم ،ووضـع المقارنـة بـين الحـرين ،على سبيل التذكير والوعيد بنار جهنم

وتكـراره ،وقد سـاعد في إبـراز هـذا المعـنى الإيقـاع الحـار الـذي أحدثـه لفـظ الحـر ،وشتان بينهمامتحـــــــرك) وكلمـــــــة: ،ســـــــاكن ،متحـــــــركوالتـــــــوازي المقطعـــــــي بـــــــين كلمـــــــة "حر"( ،في الموضـــــــعين

يزيــد في هــذا ،والتماثــل في المــد والحــرف الأخــير مــن كــل كلمــة ،متحــرك) ،ســاكن ،ر(متحــركلــرد علــى مقــولتهم الآثمــة ،الإيقــاع انســجاما ويغــير المعادلــة مــن عــدم النفــور في حــر ،ويســرع

ر أشد من حر الشمس. الشمس إلى النفور من والتجنــيس المماثــل هــو : " أن يكــون مــن اسمــين أو فعلــين " ينظــر : ابــن قــيم 325م، ص1999هـــ/1420، 1العصــرية، بــيروت، ط

. 242-240لبيان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، (د.ت)، صالجوزية، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم ا 181، الفوائد المشوق، ص)ينظر دلالات التعقيب المصدري، ابن القيم 1 77-76)ينظر : أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 2

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 111 -

:ـ مستوى الجملة3راك الــدلالات الصــوتية للجمــل القرآنيــة والوقــوف علــى أســاليبها لا يختلــف كثــيرا في إد

ن الجمل إنما تتركـب منهج الدراسة عن إدراك الدلالات الصوتية للحروف والكلمات. ذلك فـلا يبعـد في ،وإذا وقفنا على ظـاهرة صـوتية معينـة في الحـروف والكلمـات ،من هذه ومن تلك

الأخرى في العبارت والصيغ. الغالب أن تتواجد هيقال عمر السلامي:"إن لصيغة التعبير من حيث الدقة وحسن الاختيار، والإحكام

الأثر في إحداث الإيقاع داخل العبارة، وإن مفردات العبارة –وقوة السبك، وجمال التناسق تكيف نغمة الإيقاع، وتحيله إلى –خاصة التي تحمل دلالات تنسجم ودلالة العبارة بوجه عام

)1(طابع موسيقي، يتناسب ونوع تموجات الإيقاع داخل العبارة."وللوقوف على بعض هذه الدلالات، لابد لنا من مدارسة بعض الجمل والصيغ، ذات التواتر الكثيف، والنظر في تزاحم معانيها، وما توجده من إيقاع ونغم بتكرارها. فإن

غة التعبير، وتزاحم المعاني في الآية، والجرس الذي ينبعث عند الترديد، والضغط "التراص في صيالذي ينصب على النفس من كل جانب، ذلك الذي يكاد من أجله يتعثر اللسان، وأن ا وهي تعلو وتنخفض، ويمتد اللسان ويتقلص تبعا لعلوها وانخفاضها، تحدث الحروف بحركا

)2(تدينا إلى المعنى."إيقاعا، لو اقتصر عليه، لاهت الصوتية والإيقاعات يعد الطباق من أكثر التقنيات الدلالية توافقا التي تولد التواز

نه: " الجمع بين الشيئ وضده في الكلام " )3(المتناسقة، وقد حدده علماء البلاغة لجانب الصوتي، فننظر في الأطر اف وقد لا يعنينا من أمر الطباق إلا ما تعلق

ن سورة التوبة تتخذ من تعادل الأطراف وأجزاء المتقابلة وكيفية اسجامها إيقاعيا، ذلك ت. ت الوحدة اللغوية للآ تقابلها سندا في بيان مكو

240.ص 1980 ين عبد الله، تونس ) عمر السلامي، الإعجاز الفني في القرآن، مؤسسات عبد الكريم 1( .241ص نفسهرجع الم) 2( 301)السيد أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، ص 3

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 112 -

ومما يلاحظ أن الدلالات المتقابلة في سورة التوبة، يتولد عنها تضاد إيقاعي يرتكز في دة، فيحدث انسجاما إيقاعيا وصوتيا.الأساس على التقابل بين الأزواج المتضا

:ومن أقرب النماذج المعبرة عن ازدواج في تضاد الطرفين، قوله ﴿

فمن هنا نلاحظ أن البنية اللغوية لهذا الجزء من الآية اشتملت على عنصرين موزعين متباينتين:على بنيتين

ولقد قالوا ≠ ما قالوا ومتباينا ،جاء متحدا صوتيا وإيقاعيا ،هذا التركيب الثنائيإن التقابل المزدوج بين طرفي

ومن هذا التقابل الصوتي والإيقاعي والتضاد الدلالي يتولد التناسب الصوتي. ،دلالياهما ،الزوجين المتقابلين و حرف التوكيد "قد" في هذين ،والملاحظ أن حرف النفي "ما"

وقد ساعد على التقابل والإيقاع بين البنيتين الاتفاق البنيوي ،اللذان ولدا دلالة التضادللفعلين.فالمقابلة التي تمت في هذه الآية كانت من جنس مقابلة طرف بضده من حيث لفظه

كيدهم نفي في مقابلة ،وأكد صدور كلمة الكفر منهمومعناه. قال ابن عاشور: " لقولهم في التأكيد. ،صدورها )1("بصيغة القسم ليكون تكذيب قولهم مساو: قوله ،ومن أنواع التقابل بين الأطراف المتضادة

المتقابلة على تشكيلتين إيقاعيتين هما:يقوم هذا الضرب من الأزواج وليبكوا ≠فليضحكوا

كثيرا ≠قليلا نجد أن المغايرة بين ،إذا أرد معرفة كيفية حدوث هذا الإيقاع المتوازن في الآية

ولعل لام الأمر بشحنته ،وليبكوا) ،الطرفين استندت إلى التمييز بين الأمرين (فليضحكوا

268) ابن عاشور، التحرير والتنوير، ص 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 113 -

،حيث نلاحظ تباينا إيقاعيا بين الطرفين (فليضحكوا ،القوية كان مولدا لهذا الإيقاع كثيرا.≠كما يمكن ملاحظة التجانس الإيقاعي بين العنصرين: قليلا ،وليبكوا)

لأن أساس ،يمكننا تمثيله بمعادلة حسابية ،وللوقوف أكثر على هذا النوع من التقابل فإننا نجد ما يلي: ،غايرة الإيقاعية هو المقياس الكمي الذي قصدته الآيةالم

فهو تفريع كلام على ،سلبي من حيث دلالته في السياق--------- فليضحوا م وهو إيجابي من حيث دلالته المفردة (أي ،)1(الكلام السابق من ذكر فرحهم بتخلفهم وكذ

فليضحكوا ضحكا ) لبي من حيث الكم.س---------- قليلا سلبي من حيث دلالته المعنوية.(أي فليبكوا بكاء ) ---------- فليبكوا سلبي من حيث المعنى وإيجابي من حيث الكم. ---------- كثيرا

لتالي يكون مجموع هذه العناصر السلبية هذا التكثيف الإيقاعي والدلالي فالآية كما يبدو ،وسب الإيقاع ،قاعيتين وسيلة لتقابل عناصر دلالية سلبااتخذت من تقابل وحدتين إي وقد

إذ نلمح تماثلا ،بنغمته المتوازنة في (قليلا=كثيرا) دلالة التماثل بين الطرفين من حيث الكم إيقاعيا بين العنصرين:

قليلا : ق ـ /ل ـ ي/ل ـ ن/ كثيرا: كـ ـ /ث ـ ي/ر ـ ن/

وقد ، القاف والكاف هما من الأصوات الانفجارية الشديدةوالملاحظ هنا أن كلا من صوتيهورة ،جاءا في أول كل كلمة فناسبت العبارات ،وأن صوت اللام والراء هما من الأصوات ا

هورة حالتي الضحك والبكاء ا الانفجارية وا لتضفي دلالة أخرى عليهما غير الكثرة ،صوام على الرسول ،والقلة وهي الشدة والقوة فترة المنافقين في الدنيا قد فرحوا بتخلفهم وكذ

وإن قليلا إذا قورن ببكائهم يوم ،انفجرت فيه حناجرهم ،وضحكوا لما فعلوه ضحكا صاخبا ﴿:لا يعلم مداه إلا الله ،القيامة في النا حسرة وألما بكاء شديدا قو كثيرا

:82﴾[التوبة .[

282-281، صالمصدر نفسه) ينظر: 1

.........................................الدلالات الصوتية .....الفصل الثاني...........

- 114 -

و التجنيس و المطابقة التكرار الأسلوبية كاهر و ظبعض الإلى أن في الختام نصل رزا في التشكيل فقد – الآيةإن على مستوى الصوت أو الكلمة أو - والتقابل لعبت دورا عتبارهم أخطر النماذج الإنسانية التي رصدها القرآن الجمالي والتصوير الفني للمنافقين

القرآني في توليد إيقاعات متميزة في النص تلك الظواهر كما ساعدت الكريم وعني بتصويرها، .الفنية الجمالية في تعضيد دلالاته اواضح معنو ادور أدت

صور المنافقين من خلال سورة التوبة ةالصرفي لدلالاتا

أولا: الوحدات الصرفية لسورة التوبة.

ثانيا: مباني التقسيم .

تمهيد:ت التحليل اللغوي والدرس الصرفي تعتبر دراسة الدلالات الصرفية من مستو

الحديث، ويطلق الباحثون المحدثون على هذا الدرس مصطلح

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 116 -

)، الذي يعني بدراسة الوحدات الصرفية أو ما اصطلح عليه Morphologie"المورفولوجيا"( . )1( Morphémes)ب"المورفيمات" جمع "مورفيم"

ت التي وتندرج مادة هذا الفصل ضمن وصف البناء الصرفي لسورة التوبة، وللآو الوحدات الصرفية )2(صورت المنافقين على وجه التحديد، وتحاول إبراز بعض المقولات

وبعض الصيغ، التي ولد استخدامها دلالات تمييزية، كشفت عن أوصاف المنافقين وأحوالهم الظاهرة والخفية.

ولا بد للإشارة هنا إلى أن الدراسات اللغوية الحديثة قد عدلت عن استعمال صطلح "الكلمة"، لصعوبة تحديده، ولعدم الاتفاق على مدلوله في مختلف اللغات م

الإنسانية، وقد استبدل بمصطلح: "الوحدة الدلالية " الذي يتشعب إلى مصطلحين آخرين يدلان على قسمي تلك الوحدة، وهما: "الوحدة الدلالية المعجمية" و"الوحدة الدلالية

صطلا ح: "الوحدة الدلالية" للقسم الأول، واصطلاح "الوحدة الصرفية"، ويكتفى عادة .)3(الصرفية" للقسم الثاني

ـا تتفـق في ا 1 عتبـار الوحـدة الصـرفية "أصـغر وحـدة )الوحدة الصرفية أو المورفيم لها عدة تعريفات حسب مدارس اللسانيات، غـير أ

.148أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، صد.تحمل معنى أو وظيفة نحوية" ينظر:في : الشــخص، والعــدد، )المقــولات الصــرفية هــي المعــاني الــتي تعــبر عنهــا مبــاني التصــريف، وقــد حصــرها بعــض البــاحثين المعاصــرين 2

211-176، صنفسهرجع الموالتعيين، والنوع، والتصريف الزمني للأفعال. للتفصيل ينظر : 147-146، صنفسهرجع الم)ينظر: 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 117 -

أولاـ الوحدات الصرفية لسورة التوبة

إن الوحدة الصرفية في النظام الصرفي لسورة التوبة تتألف من مجموعة من العلامات التصريفية، ذات دلالات ومقولات تصريفية مختلفة، ويمكننا رصد بعض هذه الدلالات في تي: سورة التوبة، التي تؤدي في سياقها التركيبي وظيفة فنية في تصوير المنافقين، و ذلك كما

:كةدلالة الحر -1فمن شأن حركة واحدة أو اثنتين أن تغير دلالة بعض الصيغ، فتؤثر بصيغتها في ا قبل أن تدخل عليه تلك الحركات، المعنى، وتمنح اللفظ ظلالا أخرى غير التي كان يتميز

ثيرها في القالب الصرفي لبعض الأفعال، هول و فمن ذلك انقلاب صيغة المعلوم إلى صيغة ا﴿ : طبع" في قوله نحو كلمة: "

:إذ في هذه الكلمة حركتان، لكل منهما وظيفة في الدلالة 87﴾[التوبة ،[هول، ولهذا التغير في الصيغة دلالته، فقد " هول إما للعلم على صيغة ا أسند الطبع إلى ام خلقوا كذلك وجبلو .)1("عليها بفاعله وهو الله، وإما للإشارة إلى أ

هول قوله : ﴿منكم" في قوله يـتـقبل لن :"ومثلها في الدلالة على صيغة ا :53﴾[التوبة.[

تي من قبلكم من فقد بني الفعل للمجهول "للدلالة على أنه لا يقع تقبل لشيء )2(أي أحد كائنا من كان"

289ص10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 193عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآن الكريم، صد. ) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 118 -

﴿ : قوله ومثلها كذلك

﴾:109[التوبة[. )، يقرأ بصيغة المبني للمعلوم، ويقرأ بصيغة المبني للمجهول، والعلامة أسس فقوله: (

الفتحة على الهمزة والسين، في صيغة المعلوم، وحركة التصريفية الدالة على ذلك هي حركة هول، " فالحجة لمن ضم أنه لم يسم الفاعل في الضمة على الهمزة وكسر السين في صيغة ا

الفعل فرفع لذلك والحجة لمن فتح أنه سمى الفاعل فنصب به المفعول ومعناه أفمن أسس المنافقين بنوا لهم مسجدا لينفض بنيانه على الإيمان كمن أسس بنيانه على الكفر لأن

)1(".من مصلاهم إلى مسجدهم أصحاب النبي" في أعطــوا ومثلهـا كــذلك حركــة الضــمة فـوق همــزة الفعــل الماضــي "أعطـوا" والطــاء فيــه فيصــير "

: ﴿قولــــــــه ﴾ ]:هــول ،]58التوبــة وأصــل "أعطى"هــو "أعطــو" ،للدلالــة علــى صــيغة ا

ء ،ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصـار "أعطـى" ،فصار "أعطي" ،قلبت الواو ذات ،وظيفـة تصـريفية ،فقـد أدت حركـة الضـمة .)2(وفي الجمع المذكر الغائب تحذف لام فعله

لعطاء نفسـه ولعـل ،معاني دلالية تفيد أن المنافقين لا يهتمون بمصدر العطاء بقدر اهتمامهم هــــول أو لأن المعطــــي معلــــوم وهــــو ،دون صــــيغة المعلــــوم ،ذلــــك هــــو الســــر مــــن إيــــراد صــــيغة ا

إعـادة ذكـره إعـلاء لشـأنه فلـم تـدع الحاجـة إلى ،وهو معروف من السياق ،شخص الرسول لعــدم ،وتنزيهــا لــه عــن اقــتران ذكــره بــذكر ســخط المنــافقين أو برضــاهم ،عليــه الصــلاة والســلام

178في القراءات السبع، ص) ابن خالويه، الحجة 1هـ)،تحقيق:محمد محي الدين عبـد الحميـد، مطبعـة 655)ينظر: الكيلاني، أبو الحسن علي بن هشام، شرح التصريف العزي للزنجاني(ت 2

24م،ص1936هـ/1355الاستقامة، القاهرة،ط

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 119 -

ــــولا الإيــــذاء الــــذي تعــــرض لــــه الرســــول ــــذلك ل ــــه في تقســــيم اهتمــــام القــــرآن ب مــــن لمــــزهم ل الصدقات.

كما في )1( وقد يقتضى تغيير الحركة تغيير الصيغة للدلالة على الإغلاظ والمخاشنة﴿ :كلمة: "قيل" في قوله

:بني قيل للمفعول، والقائل هو الرسول ] فقد "38﴾[التوبة لم يذكر و لذكره .)2("إغلاظا ومخاشنة لهم وصو

تي الحركة للدلالة على الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول كما في كلمة: و﴿:"المخلفون" في قوله

:81﴾[التوبة [

وصف المخلفين بصيغة اسم المفعول لأن النبي خلفهم، وفيه إيماء إلى أنه فقد جاء " م لا يغنون عن المسلمين م، وأ شيئا كما قال: ما أذن لهم في التخلف إلا لعلمه بفساد قلو

)3("]47التوبة:﴾[لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ﴿﴿ : قولهد تتغير الحركة لأداء وظيفة تخفيفية في النطق كما في وق

﴾ ]:61التوبة[

ا أيقر " فكلمة (أذن) فالحجة لمن ضم أنه أتى به على ، بضم الذال في جميعه وإسكاوهما لغتان فصيحتان والقراء في ، والحجة لمن أسكن أنه ثقل عليه توالى الضم فخفف الأصل

34ص3، المحرر الوجيز، ج)ينظر: ابن عطية 1م،مراجعـة 1992هــ/1412هـ)، البحر المحـيط في التفسـير، دار الفكـر، بـيروت، ط754تسي، محمد بن يوسف () أبو حيان الأندل 2

419ص5الشيخ زهير جعيد،ج 280ص10) ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 120 -

فع من التنوين ورفع خير فالحجة له في هذا الحرف مجمعون على الإضافة إلا ما روي عن ﴿: ، ومثال ذلك أيضا قوله )1("قوله خير من قوله أذن أبدلذلك أنه ﴾سكان الراء وضمها99[التوبة: . )2(]، فإنه يقرأ

﴿: قوله كما في ،وجاءت الحركة أيضا لتغير من صيغة الكلمة تخفيفا على النطق

أنه جعله فعل ضم فالحجة لمن ،يقرأ بضم التاء وفتحهافكلمة "تقطع": " ،]110التوبة:[﴾حدى التاءين تخفيفا إ ىجة لمن فتح أنه أراد تتقطع فألقفاعله ورفع به القلوب والح ما لم يسم

م ندما على ما فرطوا وقيل إلا أن ورفع القلوب بفعلها ومعناه إلا أن يتوبوا فتتقطع قلو )3("يموتوا

يلمزك ويلمزون ولا تلمزوا) بضم الميم في في: ( )4(ومثال ذلك أيضا قراءة يعقوبلكسر. )5(الثلاثة، وقراءة بقية القراء

﴿: ومثاله أيضا: (دائرة السوء)، في قوله ﴾ ]:بضم أيقر ،"]98التوبة

والحجة لمن فتح ، فالحجة لمن ضم أنه أراد دائرة الشر ،وفي سورة الفتح السين وفتحها هاهنا، فالضمة والفتحة هما )6("ساءني الأمر سوءا ومساءة ومساية:أنه أراد المصدر من قولك

هــ، ط الثالثـة، 1399دار الشـروق، بـيروت الحجـة في القـراءات السـبع،هــ)، 370)أبو عبد الله الحسـين بـن أحمـد بـن خالويـه (ت 1

176صتحقيق :د/عبد العال سالم مكرم، 177، ص)المرجع نفسه 2 178سابق،صالرجع الم ) 3هــــ)، ينظـــر :الزركلـــي، الأعـــلام، 205)هــو يعقـــوب بـــن اســـحاق الحضـــرمي، إمـــام أهـــل البصـــرة ومقرئهــا، أحـــد القـــراء العشـــرة،(ت 4 . 193ص8جهــــ)، تقريـــب النشـــر في القـــراءات العشـــر، دار الكتـــب العلميـــة، 833س الـــدين أبي الخـــير محمد بـــن علـــي(ت)ينظـــر:ابن الجـــزري،شم 5

.151هـ،ص1423بيروت،ط 177ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ص) 6

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 121 -

علامتان تصريفيتان، كل واحدة منهما تضع كلمة:"سوء" في قالب تصريفي خاص له دلالة تصريفية ومعجمية خاصة.

:دلالة الحروف الزوائد-2وقد تتكون الوحدات الصرفية على شكل مبان زائدة عن أصول الكلمات، إما قبلها

للواصقأو بعدها أو في وسطها، وهي التي يعبر ، ويمكننا التمثيل لها في سورة التوبة )1(عنها لأمثلة الآتية، مما يلقي بعض الظلال على صور المنافقين، ونرتبها على الشكل التالي:

الصدور والسوابق:-أا وهي الحروف التي تسبق بعض الكلمات وتتصدرها وليست من أصولها، إلا أ

موعة في تؤدي دلالات تصريفية ومعاني وظيفية ودلالية، كحروف المضارعة ا، وهمزة التعدية، والسين والتاء في )3(، وبدخول حرف "السين" على المضارع)2(قولهم:(أنيت)

ن الثلاثي ونحو ذلك.وزن استفعل، والميم في وزن مفعول موهـي الحـروف الـتي تـدل علـى أن انصـراف الفعـل للمضـارع، وقـد حروف (أنيت):-1

جاءت في سورة التوبة على النحو الآتي: الهمزةحرف: فالهمزة هي علامة تصريفية لا تكون للدلالة على المضارع إلا إن كانت تفيد شخص المتكلم

﴿ : أحملكم ) في قوله –ومن أمثلتها في سورة التوبة:(أجد ،)4( إن كان وحده

.313-312تمام حسان، البيان في روائع القرآن، ص د.)ينظر:1 56لأجرومية، دار رحاب، الجزائر،(د.ت)، ص)ينظر: حسن الكفراوي،شرح الكفراوي على متن ا 2 22) ينظر: حسن الكفراوي،شرح الكفراوي على متن الأجرومية، ص 3 58سابق،صالرجع الم)ينظر: 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 122 -

﴾ ]:92التوبة[.

ا نزلت في جماعة من فقراء المسلمين عرفوا ،لقد جاء في سبب نزول هذه الآية أت مختلفة ذكرها في البحر المحيط ،لبكائين .)1(وقد جاءت في ذلك روا

وحـده ممـا يـدل علـى أنـه يواجـه بعـض الأمـور بصـفتة إن نسبة الوجد والحمل للنبي الـذي ينظـر إلى وقـائع ،فهو تصـرف القائـد البشـر ،لمين وقائدهم في السلم والحربإماما للمس

في بــلاد فهــو لا يمكنــه أن يضــم في جيشــه المتوجــه إلى قتــال الــروم ،الأمــور وحقائقهــا كمــا هــي ولا مـا يتنقلـون بـه في ،بعيدة وفي وقت عسـير شـديد الحـر أفـرادا لا يملكـون أدنى وسـيلة للقتـال

وعائقـا أمـام أي ،فهؤلاء لا محالة سيكونون عبئا على الجيش المقاتل ،زحفهم إلى ساحة العدوضـد عـدو خطـير في وزن الـروم وحلفـائهم. ولعـل ذلـك ،تحرك سريع قد تقتضيه طبيعة المعركة

مواجهــا لــذلك ،بحــزم علــى خــروج هــؤلاء الضــعفاء كــان ســببا كافيــا لاعــتراض النــبي الكــريم دون أن يتـأثر بمـا ذرفـه ،أحملكـم)-الموقـف ـرغم حساسـيته ـ بشـخص المـتكلم وحـده:(لا أجـد

أولئك الضعفاء من الدموع حسرة لعدم قبولهم في الجيش الغازي. ما تلقيان بظلال الرحمة والشفقة والحرص على ورغم ما في الكلمتين من الحزم إلا أ

بعد أن بذل القائد جهده ،تعريضهم لخطر لا يقدرون عليهبعدم ،حياة هؤلاء الضعفاءولكنه يقدم اعتذاره بحزم وشفقة بكلمتين هما في غاية الإقناع بدقة ،ليضمهم إلى جيشه

أحملكم ). -متناهية وإيجاز بليغ صورته صيغة المخاطب المفرد المتكلم:(لا أجد

ض بـن سـارية. وقيـل: في عبـد الله بـن مغفـل. وقيـل: في قـال:" 484ص 5)ينظر:أبو حيان، البحـر المحـيط، ج 1 وهـذه نزلـت في العـرعائذ بن عمرو. وقيل: في أبي موسى الأشعري ورهطه. وقيل: في تسعة نفر من بطون شتى فهم البكاؤون وهم: سالم بـن عمـير مـن بـني

ن النجـار، وسـلمان بـن صـخر مـن بـني المعلـى وحرمي بن عمرو من بني واقف، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بـني مـازن بـ عوف،المـزني. وأبو رعيلة عبد الرحمن بن زيد بن بني حارثة، وعمرو بن غنمة من بني سلمة، وعائذ بن عمرو المزني. وقيل: عبد الله بن عمـرو

، ولــيس في : نزلــت في بــني مقــرن، وكــانوا ســتة أخــوة صــحبوا النــبي الجمهــور: البكــاؤن هــم بنــو بكــر مــن مزينــة. وقــال وقــال مجاهــد " ستة أخوة غيرهم الصحابة

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 123 -

النون حرف: وقد جاءت النون للدلالة على الجمع المتكلم، وذلك في الكلمات الآتية: (نؤمن، :نون الجمع المتكلم

، ت الآتية في نـتـربص نبأ ، نكن، نخوض، نلعب )، وقد وردت هذه الكلمات في الآ سياقات مختلفة:

م في ]: حكاية لرد المؤمنين نـتـربص ـ [ ﴿ : قوله على المنافقين المتربصين

﴾]:52 التوبة[. لأعذار الكاذبة في قوله ـ[نؤمن]: جواب المؤمنين :للمنافقين المعتذرين

﴿

﴾]:94التوبة[ . هـ):" نبأ بمعنى أعلم وأصله أن يتعدى إلى 437قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت

.)1(ثلاثة مفعولين ويجوز أن يقتصر على واحد"

﴿ :لهم في قوله ـ[نخوض، نلعب]: جواب المنافقين المستهزئين لسؤال النبي

﴾]:65 التوبة[.

1 ، ، تحقيــق : حــاتم صــالح الضــامن، 1405)مكــي بــن أبي طالــب القيســي، مشــكل إعــراب القــرآن، مؤسســة الرســالة، بــيروت،ط 322ص1ج

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 124 -

: من غير عذر في قوله ـ[نكن]: استئذان المنافقين للقعود عن الجهاد مع النبي ﴿ ﴾]:86 التوبة[. واستعملت السورة "النون" كعلامة تصريفية للمضارع للدلالة على المتكلم وحده :نون التعظيم

تعظيما، وذلك في الكلمات الآتية: (نعذب، نعف، نعلمهم، نفصل ) وقد جاءت هذه ت الآتية: الكلمات في الآ

﴿ : : في قوله )1(نعذب]،ـ [نعف ﴾]:66التوبة[.

ــوفي قولــه ﴿: ـ ﴾

.]101التوبة:[﴿: وفي قولـــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــ

﴾]:11التوبة[. التاء: حرف :تاء المخاطب المفرد المذكر

ليـاء والتـاء لياء أيقر " ) 1 لتاء في الثاني وضمهما معا وبنون مفتوحة في الأول ونون مضمومة في الثاني فالحجة لمن قـرأه في الأول و

لنون فيهما أنه جعله من إخبار الله تعالى عـن نفسـه بنـون والضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع الطائفة لذلك والحجة لمن قرأه فأمـا فـتح النـون الأولى فـلأن ماضـيها ثلاثـي وأمـا ضـم ،في الفعل عز وجل وطائفة منصوبة بوقـوع الفعـل عليهـاالملكوت فكان الفاعل

ـا مـن فعـل ماضـيه عـي لأن التشـديد في الـذال الثانيـة فلأ الحجـة في القـراءات هــ)، 370" ينظـر: ابـن خالويـه (تيقـوم مقـام حـرفين ر .151تقريب النشر في القراءات العشر، ص.وينظر أيضا: ابن الجزري، 176ص 1ج السبع،

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 125 -

وقد جاءت التاء للدلالة على المخاطب المفرد، كعلامة تصريفية للفعل المضارع في صيغ الكلمات الآتية:

:تصبك ]، 84[التوبة: :تصل ]، 80: [التوبة:◌ تستـغفر]، 40:[التوبة:تحزن ( :تـعلمهم ]، 55،85[التوبة: :تـعجبك ،)1( ]103[التوبة: :تطهرهم ]، 50[التوبة:]، 108[التوبة: تقوم:]، 84،108[التوبة: :تـقم ]، 49[التوبة: :تـفتني ]، 101[التوبة: لتحملهم:]، 43توبة:[ال تعلم:]، 103[التوبة: تزكيهم:، )2( ]64[التوبة: :تـنبئـهم ]). وجميع هذه الكلمات جاءت في سياق الحديث عن المنافقين، وإن تنوع 92[التوبة:

المخاطب فيها، فالمخاطب في مثل:(تستغفر، تصل، تصبك، تطهرهم، تعجبك، تعلمهم، .والخطاب من الله تقم، تقوم، تنبئهم، تزكيهم، تعلم، لتحملهم) هو النبي

]، وهو أبو بكر الصديق والخطاب حكاية تحزنفي [ وجاء المخاطب غير الرسول لأبي بكر الصديق، في سياق توجيه الخطاب إلى الجمع الذين تخلفوا عن لمخاطبة الرسول

ييده لرسوله من قبل، بقوله رسول الله :لعتاب، وتذكيرهم بنصر الله و﴿

﴾

.]40التوبة:[ :"تفتني" في قوله )3(من بعض المنافقين وجاء الخطاب إلى الرسول

ء الغائبة قال ابن عاشور:" 103) سورة التوبة: 1 ء الخطاب نظرا لقوله: {خذ}، وأن تكون والتاء في {تطهرهم} تحتمل أن تكون

22ص11لتنوير، جالتحرير وا ،" ينظر: ابن عاشور.كان فالآية دالة على أن الصدقة تطهر وتزكي ما عائدة إلى الصدقة. وأ 248ص10، جالمصدر السابق، واعتبار التاء هنا للخطاب أجازه ابن عاشور، ينظر: 64)سورة التوبة : 2ت السيرة أنه الجد بن قيس، ينظر : تفسير 3 .149ص10الطبري، ج) تذكر روا

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 126 -

﴿ ﴾]:49التوبة[.

فقد تعددت في السورة جهة الخطاب المفرد ووجهته، وذلك حسب السياق والمقام، رة أخرى، ويمكننا لإشارة إليهم رة و لتصريح وإن كانت كلها تتحدث عن المنافقين

لفعل المضارع على شكل الثنائيات التالية:تمثيل الخطاب المفرد من الله الرسول- )()1من الرسول صاحبه (أبو بكر الصديق- من الله المؤمنين- من منافق الرسول -

هو المحور الأساس، فهو المقصود نلاحظ أن الرسول من خلال هذه الثنائيات لإيذاء لخطاب المفرد أصالة؛ لأن المنافقين كانوا يستهدفون شخصه عليه الصلاة والسلام

للسان، وبمحاولة قتله، وهو الأمر الذي هموا به في غزوة تبوك ولم ينالوه. :وتعتبر التاء علامة تصريفية مشتركة في الخطاب المفرد والجمع، بل للفعل المضارع تاء المخاطب الجمع المذكر

فقد جاءت التاء للدلالة على الفعل المضارع، في الجمع -كما سيأتي–للغائبة المفردة أيضا المخاطب، كما في الكلمات الآتية:

ن :"مجرد الصحابة الشيعة التقليل من شأن صحبة أبي بكر )حاول بعض المفسرين 1 الجسمانية والدخول في العدد معللا ذلك

سفا الأصل الذي يقوم عليه دين الشيعة الإمامية في اعتمادهم على النسـب لا يدل على شيء من ذلك..." وقد استطرد في كلامه ة، فقـد قـال : "...وأن الحسـاب علـى مـا في القلـوب دون مـا يـتراءى مـن ظـواهر القرشي واعتباره مزية لتولي المناصب الدينيـة والدنيويـ

الأعمـال وتقدمـة الأحســاب والأنسـاب" ثم اســتدرك معتـذرا :"...والزائــد علـى هــذا المقـدار يخرجنــا مـن البحــث التفسـيري إلى البحــث وهـون مـن شـأنه ؟ينظر:محمدحسـين لصـديقالكلامي الذي هو خارج عن غرضنا" قال ذلك بعـد أن أفـرغ جعبـة سـخطه علـى أبي بكـر ا

، وينظـر في 306-305ص9،ج1997هـ/1417، 1الطباطبائي،الميزان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت،ط، تفسـير القـرآن رشـيد رضـاالرد على آراء الشيعة في الصحابة عامة وفي الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خاصة: العلامـة محمد

.271-262ص 10الحكيم الشهير بتفسير المنار، دار المعرفة، لبنان،(د.ت)، ج

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 127 -

تخشون [- ]40[التوبة: :تخذوا ت ـ- ]﴾13[التوبة: ﴿ تخشوه]: -أتخشونـهم -تـقاتلون [-- ]35[التوبــــة: :تكنــــزون - ]26[التوبــــة:تـروهــــا- ]40[التوبــــة: :]تـرضــــونـها-فـتـربصــــوا -

[-]41[التوبــــة: :تـعلمــــون - ]39[التوبــــة: ]:تضــــروه -تنفــــروا [- ]36[التوبــــة: :تظلمــــوا- ]65[التوبـة: :تسـتـهزؤون - ]64[التوبـة: :تحـذرون -]52[التوبـة: :]فـتـربصـوا -تـربصون

ــــة: :]تـقــــاتلوا -تخرجــــوا [ ــــة: :تـــــردون - ]83[التوب عرضــــوا - ]94[التوب -]95[التوبــــة: :لتــــــــــة: :]تـرضـــــــــوا- لتـرضـــــــــوا [ ـــــــــذروا - ]96[التوب :ل◌ون مـــــــــتـع - ]66،94[التوبـــــــــة: :تـعت

.]105[التوبة: :ستـردون - ]40[التوبة: :تنصروه -،]16،94،105[التوبة:و هذه الكلمات منها ما الخطاب فيها موجه إلى المنافقين خاصة، ومنها ما وجه

من ضعاف الإيمان. إليهم وإلى غيرهم من المسلمينعامة، أو أنه يصلح لكل من ادعى وقد جاء الخطاب فيها من الله إلى المؤمنين

﴿: ]في قوله تتخذواالإيمان مثل الخطاب بـ: [

﴾]:ا-ترضوا- تردون- تروها-تنصروه-ومثلها:( تنفروا ]23التوبة -ترضوم- تكنزون فتربصوا).-تخشون- تقاتلون-تخشوه-تعلمون- تعملون-تظلموا-أتخشو

ومنها ما جاء الخطاب فيها من الله إلى رسوله ليخاطب المنافقين خاصة، تحذرون) وللتمثيل لبعضها - تقاتلوا -تعتذروا-تضروه -تستهزءون -تربصون-مثل:(تخرجوا

﴿ :نقرأ قوله .]83التوبة:[﴾

: لتعرضوا) في قوله -ترضوا-خاصة في: (لترضوا وقد جاء الخطاب إلى المؤمنين﴿

﴾]:96التوبة[

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 128 -

﴿: وفي قوله ﴾]:95التوبة[

ويمكننا تلخيص أنواع المخاطبين في هذه الثنائيات: من الله إلى كل من آمن

خاصة من الله إلى المؤمنين إلى المنافقين خاصة من الله

من خلال ما سبق نرى أن حظ المنافقين من الخطاب القرآني كان أوفر، فهم الطائفة التي ينبغي أن يوجه الخطاب بقوة وشدة، لتعلم أن لا مفر لها من الله المطلع على أسرارهم،

وما تكنه صدروهم. عتبارها علامة تصريفية للفعـل المضـارع في الدلالـة علـى المفـردة الغائبـة، وتشترك التاء :تاء الغائب المفرد المؤنث )1(أيضا

ـــــــــــــــة: ( ــــــــــــــــــــ ــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــات الآتي ـــــــــــــــل الكلمــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل:مثــــــــ ــــــــــــــــــة: تقب ــــــــــــــــــــ ـــــ ، ]54[التوب[التـو ،تقطع:]92[التوبة:،تفيض:]25[التوبة:،تغن:]50[التوبة:،تسؤهم:]72[التوبة:تجري:ــــــــة: ــــــــة:،تنــــــــزل:]110ب ــــــــة:،تنبــــــــئهم:]64[التوب بى:)2(]64[التوب ــــــــ، ، تزهــــــــق:]8ة:[التوب

).)3( ]117[التوبة: ، تزيغ:]55،85[التوبة:

8) ينظر: الكيلاني، شرح التصريف العزي، ص 1ــا المخاطــب، وهــو الرســول 2 ــا يــراد ء {تن قــال ابــن عاشــور:" ) يمكــن أن تكــون التــاء هن ء الخطــاب، ويجــوز أن يكــون بــئهم}

م} في محـل الصـفة لـــــ{سورة} والـرابط محـذوف والخطاب للرسول م، فيكـون جملـة {تنبـئهم بمـا في قلـو أي: تنبئهم أنت بما في قلوـــديره: م} تقــ ـــــو ــــافقين، فموقـــــع جملـــــة {تنبـــــئهم بمـــــا في قل ــس الأمـــــر، لا في اعتقـــــاد المنـ ــــورة في نفـــ ـــــا، وهـــــذا وصـــــف للسـ ـــــئهم تنب 248ص10".ينظر:ابن عاشور، التحرير والتنوير، جاستطراد

لتاء أنه أراد تقديم القلوب قبل الفعـل فـدل ..لتاء والياء. أيقر ) ويزيغ :" 3 لتـاء علـى التأنيـث لأنـه جمـع والحجـة فالحجة لمن قرأه لياء أنه حمله على تذكير كاد أو لأنه جمع ليس لتأنيثه حقيقة 178الويه، الحجة في القراءات السبع، ص". ينظر: ابن خلمن قرأه

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 129 -

كلها في سياق الحديث عن المنافقين إلا فعلين لأفعالوقد جاءت هذه ا ومع ذلك فقد جاءت كلمة:(تجري) للدلالة على ما أعده الله من ،تفيض) ،وهما:(تجري

ار لعباده المؤمنين نفسهم وأموالهم جنات تجري تحتها الأ وفي ذلك إشارة ،الذين جاهدوا إلى ما أعده الله للمنافقين الذين تركوا الجهاد في سبيل الله بنقيض ذلك من العذاب الأليم. عتبار أن تخلفهم لم يكن عصيا وجاءت كلمة(تفيض) في سياق مدح المؤمنين الذين تخلفوا

حتى فاضت أعينهم من ،دوا ما ينفقونه في سبيل اللهوإنما حبسهم العذر ولم يج ، ولا لرسولهبخلاف ،نفسهم أو أموالهم الدمع حز وأسى على قعودهم عن الجهاد مع رسول الله

ت قال ،المنافقين الذين تخلفوا من غير عذر وهم أغنياء :كما دل على ذلك سياق الآ ﴿

:93-92﴾[التوبة[. ومن أمثلة التاء التي تدل على الغائبة المفردة في سورة التوبة، التاء في "تقبل " في قوله

﴿: ﴾]:أن ، فالقراء السبعة قرأوا:( ]54التوبةفالتاء علامة تصريفية للدلالة على المفرد المؤنث الغائب؛ فهي تعبر عن أهم ،)1( اءتل )قبلت

المقولات الصرفية، فهي من حيث الشخص تتحدث عن الغائب، ومن حيث العدد تتحدث عن المفرد، ومن حيث النوع فهي تتحدث عن المؤنث، ومن حيث الزمن التصريفي فهي

للزمن الحاضر الذي يفيده فعل المضارع.اءحر :ف ال

8) ينظر:الكيلاني، شرح التصريف العزي، ص 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 130 -

:ياء الغائب المفرد المذكر ، علــى قــراءة )1(وتــدل اليــاء علــى الغائــب المــذكر مفــردا، نحو:"يقبــل"، في الآيــة الســابقة

فـع: (أن يقبـل ) وهـي علامـة تصـريفية للدلالـة علـى المفـرد اء، يـلحمزة والكسائي ورواية عـن ينصـــركم، )، [116]:( التوبـــة:يحيـــي، يميـــت، ونحـــوه في الســـورة الكلمـــات الآتيـــة:([)2(المـــذكر

م، ــــــؤمن)، 14]:( التوبــــــة:يخــــــزهم يشــــــف، يعــــــذ ــــــتم)، [99، 61( التوبــــــة::ي ]:( بى، ي]:( يــذهب، يتــوب[ )،98]:( التوبــة:يـتـربص ،يـتخــذ )، [104:( التوبــة:خــذ)، 32التوبــة:

ـــــــــــــة: ـــــــــــــة:يعذبكم،يســـــــــــــتبدل)، [15التوب تي، )، [70:( التوبـــــــــــــة:ـــــــــــــم)، 39]:( التوب]:( يبـــــين، ليضـــــل)، [43:( التوبـــــة:يتبـــــين)، 53:( التوبـــــة:يتقبـــــل)، 24]:(التوبـــــة:ييهـــــد

)، 70:( التوبــــة:لــــيظلمهم)، 90:( التوبــــة:ليــــؤذن)، 21:( التوبــــة:يبشــــرهم)، 115التوبــــة:م، يريـــــــــد)،[ 33:( التوبـــــــــة:ليظهـــــــــره )، 23:( التوبـــــــــة:يتـــــــــولهم)، 55]:( التوبـــــــــة:ليعـــــــــذ

:]، 63[التوبة:يحادد: ،]35[التوبـة:، يحمـى:]64[التوبـة::، يحـذر]108،7،4[التوبـة:يحـبـــزال: ]96[التوبـــة:، يرضـــى:]127[التوبـــة:، يـــراكم:]18[التوبـــة:يخشـــى: ، ]110[التوبـــة:يــــــغ: ــــــة: يزي ــــــة: ، يســــــتأذنك:]117[التوب ــــــة: ، يســــــمع:]44،45[التوب ، يشــــــاء:]6[التوب، ]51[التوبـة: ، يصيبنا:]52[التوبة: ، يصيبكم:]107[التوبة: ، يشهد:]15،27[التوبة:

، يضــــــــيع:]115[التوبــــــــة: ،ليضــــــــل:]37[التوبــــــــة: ، يضــــــــل:]120[التوبــــــــة: يصــــــــيبهم:، ]80[التوبـــة: ، يغفـــر:]18[التوبـــة: ، يعمـــر:]16،42،78[التوبـــة:، يعلـــم]120[التوبـــة:

ــــــــــل:]120[التوبــــــــــة: ، يغــــــــــيظ:]28[التوبــــــــــة: يغنــــــــــيكم: ، يقــــــــــول:]54[التوبــــــــــة: ، يقب، ]58[التوبــة: ، يلمــزك:]7[التوبــة: ، يكــون:]74ة:[التوبــ ، يــك:]40،49،124[التوبــة:، ]94،105[التوبـــة: ، فينبـــئكم:]90،90[التوبـــة: سيصـــيب:، ]98،99[التوبـــة: ينفـــق:

]).51[التوبة: فليتوكل:

.54)سورة التوبة: 1 .151)ينظر:ابن الجزري، تقريب النشر، ص 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 131 -

لأصالة أو بدلالة السياق فقد جاء منها وكل هذه الأفعال جاءت في المنافقين إما يقول ائذن لي، يلمزك، يحذر، يك، يتخذ، يتربص، في المنافقين الأفعال الآتية: (يستأذنك،

م، يريد الله، أن م، يحادد، يعذ يزال، يقول أيكم، يراكم، يتقبل، يصيبكم، يريد الله، ليعذم، ليؤذن لهم، سيصيب، فينبئكم، ينفق مغرما). يعذ

ة واختيرت صيغة المضارع في {يحذر} لما تشعر به من استحضار الحال قال ابن عاشور: " ].74هود: ﴾[ يجادلنا في قوم لوط ﴿ وقوله: ]48: الروم﴾[ فتثير سحابا﴿ كقوله تعالى:

:موع الغائب المـذكر للفعـل المضـارع، وذلـك ياء المجموع الغائب المذكر وجاءت الياء في سورة التوبة لتدل على اـــونفي الكلمـــات الآتيـــة: (فيحلـــوا، ]، 61: [التوبـــة:يقولـــون، يـــؤذون)]، (81[التوبـــة:: يؤت

(فيســــــخرون، ]،111): [التوبــــــة:(فيقتلون،يقتلــــــون]، 37): [التوبــــــة: ليواطئـــــوا، يحلونــــــه): وليبكوا،فليضــــــحكوا]، (62[التوبــــــة:يرضــــــوه):، (ليرضــــــوكم]، 79: [التوبــــــة:يلمــــــزون)

لينفــروا، ]، (107[التوبـة:: ولــيحلفن]، 123): [التوبـة:(يلـونكم، وليجــدوا]، 82[التوبـة:ـــــون، مـــــرون، ينهـــــون]، (122: [التوبـــــة:يحـــــذرون)، ولينـــــذرواا، ليتفقهـــــو ، يقيمـــــون، يؤت: يحلفــون]، 29،37: [التوبــة:يحرمونــه]، 50،74: [التوبــة:يتولــوا]، 71: [التوبــة:يطيعــون)]، 118: [التوبـة:ليتوبـوا]، 34): [التوبة:ليأكلون، يصدون]، (56،62،74،96[التوبة:

ـــــدوا، يشـــــركونل( : ، (يؤفكـــــون، يضـــــاهؤون)]65: [التوبـــــة:ليقـــــولن]، 31): [التوبـــــة:يعبتـــــون ]،29: [التوبـــــة:، (يؤمنـــــون، يـــــدينون، يحرمـــــون يعطـــــوا)]30[التوبـــــة: : ينفقـــــون)، (مرون، ينهون، يقبضون ]،54[التوبة: : يتخذوا ]،47: [التوبة:يبغونكم ]،67): [التوبة:(

ــــــــة: ــــــــوا، ]،16[التوب ــــــــوا، يرغب ــــــــالون (يتخلف ــــــــة:يطــــــــؤون)، يصــــــــيبهم، ين ]،120: [التوب-74:[التوبـة:يتوبـوا]، 108):[التوبـة:يحبون، (يتطهروا]، 45): [التوبة:يـتـرددون (يؤمنون،

ـــــون]، 118 ]، 81-44:[التوبـــــة:يجاهـــــدوا]، 115:[التوبـــــة:يتقـــــون ]،126:[التوبـــــة:يتوب]، 57وبـــــة::[التيجمحـــــون]، 91-79-57:[التوبـــــة:يجـــــدون]، 123-92:[التوبـــــة:يجـــــدوا

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 132 -

]، 32:[التوبــة:يطفــؤوا)، (يريــدون]، 93:[التوبــة:يســتأذنونك]، 124:[التوبــة:يستبشــرونــــــــون، )1((يــــــــرون ــــــــة:يــــــــذكرون، يفتن ــــــــون]، 126):[التوب ــــــــة:يرقب ،(يرقبــــــــوا]، 10:[التوب

ــــــــــــــردون]، 8):[التوبــــــــــــــة:يظهــــــــــــــروا ]، 113:[التوبــــــــــــــة:يســــــــــــــتغفروا]، 101:[التوبــــــــــــــة:يـــــة:يســـــتوون ]، 4:[التوبـــــة:(يظـــــاهروا، ينقصـــــوكم)]، 58:[التوبـــــة:يســـــخطون]، 19:[التوب]، 104-97-78-63:[التوبــة:يـعلمــوا ]، 94:[التوبــة:يعتــذرون،]، 70:[التوبــة:يظلمــون]، 121-9:[التوبـــــــة:يعملــــــون]، 17:[التوبــــــة:يعمـــــــروا]، 93-11-6:[التوبــــــة:يعلمــــــون]، 111-36:[التوبــة:يقــاتلون]، 127-87-81:[التوبــة:يفقهــون]، 56:[التوبــة:يفرقــون

ــــــــــــــوا]، 36:[التوبــــــــــــــة:يقــــــــــــــاتلونكم ]، 121:[التوبــــــــــــــة:يقطعــــــــــــــون]، 28:[التوبــــــــــــــة:يقربــــــــــــوا ــــــــــــة:يقول ــــــــــــة:يكــــــــــــذبون]، 50:[التوب ــــــــــــة:يكســــــــــــبون]، 77:[التوب ]، 95-82:[التوب

]، 87:[التوبــــــــــة:يلقونــــــــــه]، 93-87-18:[التوبــــــــــة:يكونــــــــــوا]، 34:[التوبــــــــــة:يكنــــــــــزون]، 54-34:[التوبـــــــــــــــة:ينفقـــــــــــــــون]، 12:[التوبـــــــــــــــة:ينتهـــــــــــــــون]، 74:[التوبـــــــــــــــة:ينـــــــــــــــالواا ]).42:[التوبة:يهلكون]، 54:[التوبة:ينفقو

حرف السين:-2كلمــات) 05جـاءت الســين علامــة للفعـل المضــارع للدلالــة علــى صـيغة المفــرد الغائــب(

خـتلاف صـيغها: ،)01والجمع الغائب( ،)01والجمع المخاطب( وهذه هـي الأفعـال الـواردة سيصيب). ،سيرحمهم ،سيدخلهم ،سيؤتينا ،وسيرى ،وستردون ،(سيحلفون

ويمكننا إحصاء العلامات التصريفية الدالة على المضارع ضمن الجدول الآتي: السين الياء التاء النون الهمزة

لياء على الغيبة والحجة لمن قرأه يرون: " ) 1 لياء أنه أراد أن يجعل الفعل لهم ودل لياء والتاء فالحجة لمن قرأه لتاء أنه جعـل يقرأ

لتاء على ذلك وأدخل أمته معه في الرؤية الخطاب للنبي ، وينظـر 178".ينظر: ابن خالويه، الحجة في القراءات السـبع، صفدل .152أيضا: ابن الجزري، تقريب النشر في القراءات العشر، ص

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 133 -

متكلم

غائب مخاطب متكلم

الجمع المفرد غائب مذكر

غائب مخاطب غائب مخاطب جمع مفرد مفردة جمع مفرد تعظيم جمع مفرد

02 06 04 14 27 09 63 101 00 05 01 01

من خلال هذا الجدول يتبين لنا أن العلامـات الصـرفية الدالـة علـى الفعـل المضـارع مـن

ومـن ،حيث دلالتها على الشخص كانت فيها الدلالة على الغائب هي أكثر عددا من غيرهاومــا دل منهــا علــى ،حيــث الدلالــة علــى العــدد نجــد أن الجمــع الغائــب هــو أكثــر الصــيغ ورودا

كـــان أكثـــر ذكـــرا. وهـــذا مـــا ينســـجم مـــع ســـياق الســـورة الـــذي يتحـــدث عـــن المنـــافقين التـــذكير تمـع المدينـة والحـديث عــنهم ،ومـا حولهـا بصـفتهم مجموعـة مـن الجماعـات الاجتماعيـة المؤلفـة

لخطـــاب إلـــيهم مباشـــرة إلا ســـلوب الغيبـــة جمعـــا مـــذكرا علـــى ســـبيل التغليـــب مـــن غـــير توجيـــه ام وتصغيرا لأمرهم ،قليلا وأن كيدهم لا يعدو أن يكـون مـن جماعـة مجهولـة ،وذلك توهينا لشأا الشـنيعة مـن اسـتهزاء وتخلـف وخديعـة ،الهوية ئهة الانتماء ولو كونت لنفسها كيا بتصـرفا

لكذب الخفية والظاهرة التي وإيذاء الرسول والمؤمنين ونحو ذلك من مكايدهم ،ومكر وحلف سلوب ساخر أحيا أخرى. سلوب مباشر أحيا و لم تغفلها السورة بل صورت ذلك كله

الألف والتاء: - 3

:﴿" في قوله ابتـغوا مثاله: الألف والتاء في " ﴾]:48التوبة[ .

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 134 -

حيث نلحظ أن الآية اختارت صيغة (افتعل)=(ابتغوا) على صيغة(فعل)=(بـغوا) في ، إلا أن صيغة (افتعل) فيها معنى المبالغة )1(الدلالة على طلب الفتنة، وكلاهما يدل على ذلك

.)2(وليس كذلك صيغة(فعل)والاجتهاد في طلب الفتنة، لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا :﴿ومنه كلمة:"مدخل" في قوله

ونحمجي مهو ه57﴾[التوبة: إلي[ ، إلا أن هذا له دلالته في المبالغة في )3(فإن (ادخل) على وزن (افتعل) بمعنى دخل

طلب الفعل، فيكون المراد أن المنافقين، لو يجدون مكا يدخلونه بعد مبالغتهم في طلبه، م لا يتأخرون عن ذلك. فإ

والمدخل مفتـعل اسم مكان للإدخال الذي هو افتعال من الدخول. قال ابن عاشور:"ء الافتعال دالا لو . وقرأ قوعها بعد الدال، كما أبدلت في ادان، وبذلك قرأه الجمهورقلبت

)4(".خلا} ــــ بفتح الميم وسكون الدال ــــ اسم مكان من دخلد يعقوب وحده {أو م وهـــم يهرعـــون في البحـــث عـــن مكـــان ،وفي هـــذه اللفظـــة تصـــوير دقيـــق لحـــال المنـــافقين

واجتهادهم وحرصهم لتحصيل ذلك. ،ك سعيا حثيثاوسعيهم في ذل ،يختبئون فيه الألف والسين والتاء:-4﴿ :" في قولـــــه اســـــتـغفر ومثالـــــه "

بي بكر الرازي، مختار الصحاح، تحقيق: مصطفى ديب البغا، يقال : " (ابتغيت) الشيء و(تبغيته)طلبته مثل بغيته"، ينظر:محمد بن أ ) 1

45، ص4،1990دار الهدى للطباعة والنشر، الجزائر، ط 131-130)عبد الحميد هنداوي، الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان،ص 2 .135سابق،صال المصدرينظر: ) 3 .231ص10، ج ) ابن عاشور، التحرير والتنوير 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 135 -

تجارك فـأجره﴿: ومنه "استجار" في قوله .]80التوبة:[﴾ ن المشـركين اسـ د مـ وإن أحـ ]6التوبة:[﴾ يعلمونحتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا

لقرب ،والاستجارة: طلب الجوارقال ابن عاشور:" وقد استعمل مجازا شـائعا في ،وهو الكون ،والحليـف جـارا ،فمـن ثم سمـوا المـؤمن جـارا ،لأن المرء لا يستقر بمكان إلا إذا كان آمنـا ،الأمن

ولا يطلــق بمعــنى جعــل شخصــا جــارا لــه. والمعــنى: إن أحــد مــن ،وصــار فعــل أجــار بمعــنى أمــن )1(".استأمنك فأمنه المشركين

دا : ﴿ومنه قولـه فإن رجعك الله إلى طآئفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبـلوا ملن تقاتوينفالخال عوا مدفاقع ةرل مأو وديتم بالقعضر ا إنكمودع ي83التوبة:[ ﴾ع[

نهم﴿ : وقوله ول مـ تأذنك أولـوا الطـ وله اسـ دوا مـع رسـ وإذآ أنزلت سورة أن آمنوا باللـه وجاهـ ]86التوبة:[ ﴾نكن مع القاعدينوقالوا ذرنا ه﴿ : ومنه قوله ين لـه أنـ ا تبـ اه فلمـ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إيـ

يملح اهلأو يماهرإب إن هنأ مرتب لهل ود114التوبة:[ ﴾ ع[ الأحشاء (الدواخل): -ب

﴿ :كالألف في "جاهد" في قوله ﴾]:و"جاهد" هنا على وزن ]107التوبة ،

ب دة الألف في أصل فعله "جهد" بين فاء فعله "فاعل"، وهي من المفاعلة، فقد وقعت زب قاتل، من حيث الوزن وعين فعله، ليدل على وظيفية صرفية وهي المفاعلة، فهو من

.118ص10سابق، ج ال )المصدر 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 136 -

والمعنى، ماضيه على وزن فاعل، ومضارع يجاهد على وزن يفاعل، وله مصدران مجاهدة لغ في )1( وجهادا على وزن مفاعلة وفعالا ا تطلق على كل من ، وأصل معنى الكلمة أوأجهدته: حملته على ذاك. وجاهدت العدو مجاهدة وجهادا: شييء، فيقال: جهد واجتهد،

ليد واللسان، قال صلى الله عليه وسلم: )2(، وهو المعنى المراد في الآية.قاتـلتهم اهدة تكون جاهدوا ﴿وا )3(﴾يديكم وألسنتكم فارالك

:وجاءت صيغة المضاعفة لإرادة المبالغة في "سماعون" في قوله ة ﴿ لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغـونكم الفتنـ

ــيم ــماعون لهـــم واللـــه علـ ــيكم سـ ــالمين وفـ وذلـــك للدلالـــة علـــى أن ،]47التوبـــة:[﴾بالظـومـن هـؤلاء مـن ،المنافقين لم يعدموا من يصدقهم ومن يسـتميلونه مـن السـذج وضـعاف الإيمـان

ـــافقون ـــتي يســـعى لهـــا المن ـــة ال ـــيهم الانـــزلاق وراء الفتن ،ولـــذلك جـــاء التصـــوير دقيقـــا ،يخشـــى علـــم ـــذه الكلمـــة عـــن صـــنف مـــن النـــاس لا يعبـــأ والحـــال أن ،ولا يـــتفطن لخطـــرهم ،ليكشـــف

فهــو عــن بـلــه ،وإن لم يكــن ذلــك عــن مكــر وخديعــة ،خطــرهم يضــاهي خطــر المنــافقين أو يزيــدم وجـاء {سمـ" قـال ابـن عاشـور: ،وطبيعة اعون} بصـيغة المبالغـة للدلالـة علـى أن اسـتماعهم

ب سمــــاعون لقــــوم سمــــاعون للكــــذ ﴿يقارنــــه اعتقــــاد مــــا يســــمع كقولــــه: وهــــو الاســــتماع الــــذيأي ،وابــــــن زيــــــد: معــــــنى {سمــــــاعون لهــــــم} ،ومجاهــــــد ،وعــــــن الحســــــن ،]41﴾[المائــــــدة:آخرين

ــا إلـيهم وجهـور المفســرين: معنـاه وفــيكم مــن وقــال قتــادة ،جواسـيس يســتمعون الأخبـار وينقلوقــــال النحـــــاس الاغلــــب أن معــــنى سمــــاع يســــمع الكــــلام ومثلـــــه ،هم قــــولهم ويطــــيعهميقبــــل مــــن

4)ينظر: الكيلاني، شرح التصريف العزي، ص 1دي، مجد الدين(ت 2 .287ص1هـ)، القاموس المحيط، ج817)ينظر:الفيروزآ سابق. مصدر ،) وصححه1618الحديث أخرجه ابن حبان برقم () 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 137 -

. وأمــا مــن يقبــل مــا يســمعه فــلا يكــاد يقــال فيــه إلا ســامع ]41المائــدة: ﴾[سمــاعون للكذب﴿ )1(".مثل قائل

:في قوله ،لدلالة على المبالغة في التثاقل( المضاعفة) لوقد جاء التشديد ﴿ ء "وادغمـت حيث نجد أصـل الفعـل ،]38[التوبة:﴾اثاقلتم : "تثـاقلتم" قـد قلبـت التـاء فيـه

ء ،في الثـــاء ـــا أن للتشـــديد عنصـــرين أولهمـــا فســـكنت فاجتلبـــت لهـــا همـــزة وصـــل...فإذا علمنء متحركــة (لأن الحــرف المشــدد بحرفين) أحسســنا للســكون الــذي في العنصــر ،ســاكنة والثــاني

لإخــلاد إلى ممــا يــدل علــى أن الصــوت ،الأرض وعــدم الرغبــة في الخــروج للجهــادالأول إيحــاء . )2(يحكى الفعل أو على الأصح "عدم الفعل"

ــا ج ـالأعجاز (اللواحــق): تعتــبر اللواحــق مــن أبــرز العلامــات التصــريفية الــتي يســتدل علـــى أكثـــر المقـــولات الصـــرفية، فمـــن ذلــــك علامـــات التأنيـــث، الدالـــة علـــى النــــوع،

ــا تــدل علــى العــدد وعلامــات الجمــع، الدالــة علــى العــدد، وكــل الضــمائر المتصــلة؛ فإوالشخص والنوع وغيرها من الدلالات. وفي هذه الدراسة نقتصر علـى أبـرز اللواحـق

التصريفية.إن التــاء هــي أشــهر علامــات التأنيــث، ولــذلك نحــاول رصــدها علامــات التأنيــث: -1

سع فيه، وهي تكون في الفعـل والاسـم، ففـي وحدها لعدم اتساع البحث لغيرها والتو تي ساكنة ومتحركة، ولا تكون في الاسم إلا متحركة. الفعل

نـهم كانوا مجرمين لا تـعتـــذروا قـــد كفـــرتم بـعـــد إيمــــنكم إن نـعـــف عـــن طائفـــة : ﴿: قولـــه أمثلتهـــا في الفعـــلفمـــن ]66[التوبة:﴾منكم نـعذب طائفة

.218ص10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 287صتمام حسان، البيان في روائع القرآن، د. ) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 138 -

لتاء بدل النون كما هي قراءة فقد جاءت قراءة جمهور القراء في (نعف)و(نعذب) ب عذ ت (لتذكير، و )عن طائفة عف إن ت (يد قراءة العامة والج ..عاصم قال أبو حيان:".

)1("لتأنيث. )طائفة وقـد ســبقت الإشــارة إلى المواضــع الـتي جــاءت فيهــا التــاء المتحركـة علامــة تصــريفية دالــة

، (تصــــــــــبك، ]72[التوبــــــــــة: ، تجــــــــــري:]54[التوبــــــــــة: تقبــــــــــل:علــــــــــى التأنيــــــــــث، وهــــــــــي: (، ]110[التوبـــة:، تقطـــع:]92[التوبـــة:، تفـــيض:]25[التوبـــة:، تغـــن:]50[التوبـــة:تســـؤهم):

ــئهم:]64[التوبــة:تنــزل: بى:)2(]64[التوبــة:، تنب ، ]55،85[التوبــة: ، تزهــق:]8[التوبــة: ، ).)3( ]117[التوبة: تزيغ:

ء التأنيث الساكنة التي تلحق الفعل، فقد وردت في سورة التوبة مرة، للدلالة 18أما ا جميع ها ذكرت في سياق تصوير المنافقين وكشف خبا نفوسهم، على أغراض مختلفة، إلا أ

وهذه مواضعها:ــــــــتكم]، ( 17:[التوبــــــــة:حبطــــــــت ـــــــــ ]، 25):[التوبــــــــة:رحبــــــــت ، وضــــــــاقت ، أعجبـ

بـت ]، 42:[التوبـة:بـعدت ]، 30:[التوبة:وقالت ]، 69:[التوبـة:حبطـت ]، 45:[التوبـة:وارهم ــتـ ــت ]، 70:[التوبــة:أتـ ]، 118):[التوبــة:وضــاقت ، رحبــت ، ضــاقت ]، (86:[التوبــة:أنزل

ـــــــــــــــت ( ـــــــــــــــه ، أنزل ـــــــــــــــزادتـهم ، زادت ـــــــــــــــزادتـهم ]، 124):[التوبـــــــــــــــة:فـ ]،125:[التوبـــــــــــــــة:فـ ]. 127:[التوبة:أنزلت

455-454ص5أبو حيان، البحر المحيط، ج) 1ــا المخاطــب، وهــو الرســول 2 ــا يــراد ء الخطــاب، قــال ابــن عاشــور:" ) يمكــن أن تكــون التــاء هن ء {تنبــئهم} ويجــوز أن يكــون

م، فيكـون جملـة {تنبـئه والخطاب للرسول م} في محـل الصـفة لـــــ{سورة} والـرابط محـذوف أي: تنبئهم أنت بما في قلو م بمـا في قلـوـــديره: م} تقــ ـــــو ــــافقين، فموقـــــع جملـــــة {تنبـــــئهم بمـــــا في قل ــس الأمـــــر، لا في اعتقـــــاد المنـ ــــورة في نفـــ ـــــا، وهـــــذا وصـــــف للسـ ـــــئهم تنب 248ص10".ينظر:ابن عاشور، التحرير والتنوير، جاستطراد

لتاء أنه أراد تقديم القلوب قبل الفعـل فـدل ..لتاء والياء. أيقر ) ويزيغ :" 3 لتـاء علـى التأنيـث لأنـه جمـع والحجـة فالحجة لمن قرأه لياء أنه حمله على تذكير كاد أو لأنه جمع ليس لتأنيثه حقيقة 178". ينظر: ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، صلمن قرأه

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 139 -

ـــة )،4(الآخـــرة : (أمثلتهـــا في الأسمـــاءومـــن بـــة، التــــوراة، التـو بــــراءة، تجـــارة، )،2(أربـعـــــة، ـــــة، الجنـــــة، الثلاث ـــــاة حســـــنة، الجزي ـــــة درجـــــة، دآئـــــرة، ،)2(الحي ـــــة، )3(، رحمـــــة)2(ذم ، ريب

دة، ســاعة)4(الزكــاة ــهادة)4(، ســورة )2(ســقاية، ســكينـته ، ، ز ــقة، الش ، صــدقة، )2(، الشلــة، غلظــة، ،)3(، طيبــة، عــدة)4(، طآئفـة)6(، الصــلاةصـغيرة العسـرة، عشــيرتكم، عمـارة، عيـنة ، لمحيطـة، )3(كلمـة ،كبيرة، كثــرتكم، كثـيرة،)3(قـوة،كآفة ، فرقة، فريضة، الفضة،)3(الفتـ

م، المدينـــةالمؤلفــة، مصــيبة، موعــدة، نـفقـــة، ، ، قـربـــة)2(، مــرتـين )4(، مــرة)2(مخمصــة، مــد ).وليجة

علامات الجمع: -2تختلف علامات الجمع من صيغ جمع التكسير والواو والنون في جمع المذكر السالم

لألف والتاء، ولقد بلغ والألف والتاء في الجمع المؤنث السالم، وبعض ال كلمات التي تجمع نواعها كلمة، في سورة التوبة وحدها، تكاد جموع التكسير 258عدد تكرار ألفاظ الجموع

وجموع المذكر السالم أن تكون متساوية، حيث تقاربت أعدادهما، فقد تكررت جموع مرة. 25لم تكررت مرة ، إلا أن جموع المؤنث السا115مرة، وجموع المذكر 118التكسير

فجموع التكسير وردت بصيغ مختلفة، فمنها ما جاء على أوزان جمع القلة وهي ما كانت الدلالة فيها على عدد معين، محصور ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقد جاء منها في

تي: السورة ما أـ صيغ جمع القلة:

ءصـــيغة أفعـــال:(-1 ن)آ ن)أحبـــار ، أبـنـــآؤكم،(مر ـــاركم، ،(مر ، أخب أزواجكـــم، أرن)أصـــــحاب ـــــراب ،(مر ـــــالهم ،مـــــرات)6(الأع ـــــوالمـــــرات)3(أعم الأنصـــــار، ،مـــــرات)12(، أم

ن)أيمــان ،مــرات)3(،أولادمــرات)3(الأنـهــار ــواههم (مر فـ صــيغة -2). الأنصــار ،مــرات)3(،

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 140 -

ن)، أشــهر)1(مــرات)3(، أيــديمــرة)16(أنفــسأفعــل: ( ــة :( أفعلــةصــيغة -3، أعيـــنـهم، (مر أئم(.

ب ـ صيغ جمع الكثرة: ـــاء أغنيـــاء،أفعلاء:-1 ن) أولي ـــاده،، جبـــاههم فعـــال:-2(مـــر ـــاب، عب -3رجـــال، الرق

ن)الحرم فـعل: :لانعـف ـ-6مرات). 3(إخوانكم فعلان:-5.فقراءلل الضعفاء،فـعلاء: -4،(مرــــان ن)رهب ــــور فـعــــول:-8المرضــــى، فـعلــــى:-7،(مر ن)جنــــود، الأم ــــذنوم، جنــــوبـهم،(مر ، بن)حدود مرة).13(ظهورهم، الغيوب، قـلوب، ، الشهور، صدور(مر

ج ـ صيغ منتهى الجموع:ن)مساجد مفاعل: -2النصارى.فعالى: -1 ن)مساكن ،(مر - 3.مواطن ،(مر .المساكينمفاعيل:

الضمائر المتصلة: - 3 وهي ثلاثة أقسام: ،تي الضمائر علامات تصريفية لوظائف دلالية مختلفة

لأفعــال ،أ) ضــمائر رفــع متصــلة وعــددها ،لوذلــك للدلالــة علــى وجــود فاعــ ،لا تتصــل إلا تي: ،عشرة ويوجد منها في سورة التوبة ما إلا أن دلالـة التـاء بحركـة الضـمة علـى الفاعـل ،كلتاهما تدلان على الفاعـل ،ولها دلالتان ـالتاء:

ــل وقــد جــاء مــرة واحــدة في كلمــة: "توكلــت" في قولــه عزوجــل: ﴿ ،المفــرد المــتكلم ــوا فق ــإن تول فوأما الدلالـة ،]29﴾ [التوبة:إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيمحسبي الله لا ـا تــدل علــى الفاعــل المفــرد المخاطــب ،الأخـرى للتــاء تي بحركــة الفتحــة؛ فإ وقــد ،وذلــك حــين

ب (فلس وأفلـس)، 1 ـاء الـدين أبي محمد عبـد الله بـن عبـد الـرحمن، شـرح ابـن عقيـل علـى 769(تعقيـلينظـر:ابن )أيدي من هــ)،

أبو البقاء محـب الـدين وينظر: ،196ص2ج 1997، 1ألفية ابن مالك، وضع هوامشه:إميل يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت،طـــد ـــد عب ــن أبي عب ـــان في إعـــراب القـــرآنهــــ)، ا616، (تالله العكـــبري الله بـ ـــ، لتبي ـــةإحي ــب العربي ـــق:اء الكتـ ، علي محمد البجـــاوى، تحقي

.46ص1ج

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 141 -

،]65:التوبةســــــــــألتهم[ ،]43:التوبــــــــــةجــــــــــاءت في ســــــــــورة التوبــــــــــة ثــــــــــلاث مــــــــــرات: (أذنت[ــــةقلت[ ــــبي ،])92:التوب ــــال جــــاءت الأولى في ســــياق معاتبــــة الن ــــه للمنــــافقين وق في إذن

مــن وجــاءت الثانيــة في ســياق استفســار النــبي ،لتخلــف قبــل أن تتبــين لــه حقيقــة أمــرهموتــوبيخهم عمــا اعتــذروا بــه. أمــا ،المنــافقين عــن حقيقــة مــا قــالوه مــن الكــلام المحــبط للأعمــال

مــوالهم الثالثــة فقــد جــاء الضــ مير في ســياق رفــع الحــرج عــن الــذين لا يجــدون قــدرة علــى الجهــاد نفسهم واعتذار النبي للمتحمسين منهم؛ لعدم قدرته تحمل مؤنتهم. ولا

: وقـد وردت ،وهي ضمير متصـل جعـل علامـة تصـريفية تـدل علـى الجمـع المـتكلم الفـاعلين ـ ،]65كنا[التوبـــــــــــــة: ،]50[التوبـــــــــــــة:أخذ ،]42لخرجنا)[التوبـــــــــــــة: ،مـــــــــــــرات: (اســـــــــــــتطعنا5

[التوبــــة: وكلهــــا جــــاءت حكايــــة لأقــــوال المنــــافقين وتصــــوير لمــــواقفهم. ومــــا يمكــــن ،]107أرد" لم تــــرد في القــــرآن الكــــريم في فعــــل الإرادة دالــــة الفاعــــل إلا في مقــــامين: ملاحظتــــه هنــــا أن "

ف ولـه عزوجـل: ﴿وكمـا في ق ،كمـا في هـذه المواضـع ،أحدهما في تصوير أقوال المنـافقين فكيـان ﴾ا وتوفيقـا إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جآؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسـ

يء إنما قولنا :﴿كما في قولـه ،] والثاني في حكاية إرادة الذات العليا62:سورة النساء[ لشـ كـونكن في أن نقول له ناهدوقولـه ،]40:النحـل[ ﴾ إذا أر﴿: ة ك قريـ وإذا أردنـا أن نهلـ

ق عليهـا القـول فـدمرناها تـدميرا وقولـه ،]16:سـورة الإسـراء ﴾ [أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحـ﴿ :أ لوينلا فاعنا إن كنن لدم ا لاتخذناهوذ لهنا أن نتخد17:سورة الأنبياء﴾[ر.[ ـــ تم: لفعـــل ـ فيهـــا دلالـــة علـــى جماعـــة ،وهـــو ضـــمير متصـــل اســـتعمل علامـــة تصـــريفية لاحقـــة

مرة. 29وقد تكرر ورودها في سورة التوبة: ،المخاطبين الفاعلينلفعــل ـــ واو الجماعــة: فيهــا دلالــة علــى ،وهــو ضــمير متصــل اســتعمل علامــة تصــريفية لاحقــة

مرة. 315وقد تكرر ورودها في سورة التوبة ،جماعة الغائبين الفاعلين

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 142 -

وذلـــك للدلالـــة علـــى مـــن وقـــع عليـــه ،وهـــي علامـــات تصـــريفية ،ب) ضـــمائر نصـــب متصـــلةلأفعال وأسماء الأفعال ،الفعل وهي: ،وعددها اثنا عشر ضميرا ،ولا تتصل إلا وقـد تكـرر ،تـدل علـى مـن وقـع عليـه الفعـل ،وهي علامـة تصـريفية ،ضمير نصب متصل ـ ي:

،الفاسقين ،فاسقين ،الظالمين ،شاهدين ،خالدين ورودها في سورة التوبة على النحو التالي: (ـــؤمنين ،المـــؤمنين ،الكـــافرين ،ذبين الكا ـــرمين ،المتقـــين ،م ـــدبرين ،المحســـنين ،مج ،المشـــركين ،م

). والمنافقين ،المهاجرين ،المنافقين ،المطهرين : إذا اتصــل ،تــدل علــى مــن وقــع عليــه الفعــل ،وهــي علامــة تصــريفية ،ضــمير نصــب متصــل ـــ لفعــل ،بفعــل مــرات: 9وقــد تكــرر ورودهــا في ســورة التوبــة ،أو اســم إذا اتصــلت بحــرف شــبيه

،لخرجنا ،استطعنا ،يصيبـنا( ،سيـؤتينا ،أخذ ،ذر ،آ ،نـبأ ). أردوالمخاطـب ،يفية للدلالـة علـى المفعـول المخاطـبوهو علامة تصر ،ضمير نصب متصل ك: -

ــا هــو الرســول صلى الله عليه وسلم ،اســتأذنك ،أتـــوك وقــد جــاء خطابــه بصــيغ مختلفــة علــى النحــو الآتي: ( ،هن ،]6استجارك:[التوبة:) يـلمزك ،يستأذنونك ،لاتـبـعوك ،رجعك ،تـعجبك ،تصبك ،استجارك

،]45إنمـــــــــــــــــا يســـــــــــــــــتأذنك:[التوبة: ،]44لا يســـــــــــــــــتأذنك:[التوبة: ،]42لاتبعوك:[التوبــــــــــــــــة:ــــــة: ،]50تصــــــبك[التوبة: ــــــة: ،]55تعجبك:[التوب ــــــة: ،]58يلمزك:[التوب ،]83رجعك:[التوب

ـــــــــــــــــتأذنوك:[التوبة: ــــــــــــــــــة:،]83فاســـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــتأذنك:[التوبة: ،]85لا تعجبك:[التوبــــــــــ ،]86اســ ].93نك:[التوبة:يستأذنو ،]92أتوك:[التوبة:

مـــــرات في ســـــياقات مختلفـــــة للدلالـــــة علـــــى الجمـــــع المخاطـــــب في محـــــل 5كـــــم: وقـــــد وردت -ــــــــــــــب:( ــــــــــــــونكم ،]127[التوبــــــــــــــــة:يـراكم ،]105 ،94:[التوبة:فـيـنـبئكمنصــ ،]8[التوبة:يـرضــ

]).123[التوبة:يـلونكمهـموردت في سورة التوبة كالآتي: ( هم:- يـعـتم ،اتـبـعـوهم ،أتخشـونـهم ،آ ،رضـيتم ،تــزكيهم ،

ـــــرهم ،فاســـــتمتـعتم ،عاهـــــدتم ،عاهـــــدتم ،ســـــنـعذبـهم ،كنـــــتم ،كفـــــرتم ،فـيـنـبـــــئكم ،فـيـنـبـــــئكم ،فـبشتم ،ليـعذبـهم م ،وليـ .)يـلونكم ،يـعذبـهم ،عذبـهمي ـ ،يـرضونكم ،يـراكم ،يـتـوله

لأسماء ،ج ـ ضمائر جر متصلة وهي: ،لا تتصل إلا

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 143 -

: هي ضمير متصل يكون علامة تصريفية للدلالة على الجمع المتكلم في محل جر وقد ،لنا ،أمر ،معناجاءت في المواضع التالية: يدينا ،بنا ،مولا حسبـنا. ،

وقد ،تصريفية للدلالة على المفرد المخاطب في محل جرك: هي ضمير متصل يكون علامة .لك ،لك ،عنك ،صلاتك جاءت في المواضع الآتية:

لظــــــــالمين ي: لكــــــــافرين ، لمــــــــؤمنين ، لمتقــــــــين ، ،للمشــــــــركين ،للمشــــــــركين ،للمــــــــؤمنين ،ــــاملين ،للمشــــركين ــــادقين ،الخــــالفين ،خالــــدين ،والمســــاكين ،والغــــارمين ،والع ــــالحين ،الص ،الصـــــ ،المشـــــركين ،المحســـــنين ،المـــــؤمنين ،مـــــؤمنين ،الكـــــافرين ،القاعـــــدين ،القاعـــــدين ،دين المهت

.والمهاجرين :دلالة حروف المعاني-3

ومنها ما ،إن الحروف التي تدل على المعاني نوعان: منها ما يتركب من حرف واحدب الأدوات" ،يتركب من حرفين أو أكثر .)1("ويدخل فيها كل ما درسه النحاة تحت

:ما يتركب من حرف واحد - ألكلمة من حيث كونه ومن صوره في سورة التوبة: الباء ،يمثل بناء مستقلاوهو مما له شبه

وبعض حروف العطف وأدوات أخرى. ،واللام والسين وهمزة الاستفهام ـ حرف الباء:

دالة على ،فقد جاءت الباء كوحدة صرفية مستقلة لتؤدي وظيفة صرفية ونحوية «في مثل قوله: ،القسم ﴿ :في قوله »

:وفي قوله 42﴾[التوبة [﴿ :

.154أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، صد.) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 144 -

:1(]74﴾[التوبة(.

لباء في قوله وجاءت الباء للدلالة على أن الفعل متعد كما في تعدية فعل التربص ﴿ :

﴾]:قال ]52التوبةوأكثر استعماله. أن يكون ،والتربص: انتظار حصول شيء مرغوب حصوله ابن عاشور:"

لباء لأن انتظار حصول شيء لغير المنتظر (بكسر الظاء) ولذلك كثرت تعدية فعل التربص .)2(".المتربص ينتظر شيئا مصاحبا لآخر هو الذي لأجله الانتظار

ة ومن حولهم ما كان لأهل المدين ﴿:الملابسة، كما في قوله معنى وجاءت الباء للدلالة على نفسهم عن نـفسه ولا يـرغبوا ن الأعراب أن يـتخلفوا عن رسول ا ]، قال 120[التوبة:﴾م

نفسهم} للملابسة وهي في موضع الحال. نزل الضن ابن عاشور:" والباء في قوله: {ا في لتلبس ء الملابسة. لأنفس والحذر من هلاكها شدة التمكن فاستعمل له حرف

ا. وهذا تركيب بديع الإيجاز وهذه ملابسة خاصة وإن كانت النفوس في كل حال متلبسا )3(".لغ الإعجاز

ـ حرف اللام:م] للتعليل لام جاءت ال :﴿ في قوله في [ليعذ

﴾]:55التوبة[ م] للتعليل تعلقت بفعل الإرادة للدلالة على أن المراد قال ابن عاشور: " واللام في [ليعذ

45،ص1984)ينظر: الشريف قصار، حروف المعاني في القرآن الكريم، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1هــ)، روح 1270سـيد محمـود الألوسـي البغـدادي(توينظر أيضا: شهاب الدين ال224ص 10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج ) 2

115ص10،ج1985المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي،بيروت، ط رابعة، .56ص 11ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج ) 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 145 -

عدى بنفسه كقوله تعالى: الإرادة أن ي حكمة وعلة فتغني عن مفعول الإرادة، وأصل فعل للام كما في هذه وي ]185البقرة:[﴾يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴿ عدى غالبا

في قوله:﴿ » «واللام في )1(.."الآية. :47﴾[التوبة [

في قوله: ﴿ »«و

:38﴾[التوبة[ ـ حرف السين:

ومثال السين للدلالة على الاستقبال، فتنقل صيغة الفعل من المضارع الحاضر إلى ﴿ :المستقبل القريب قوله

:وقوله 42﴾[التوبة [﴿ :

:فقد جاءت السين لدلالة تصريفية للزمن المستقبل، 95﴾[التوبة ،[والإخبار بما سوف يكون بعد القفول من حلفهم واعتذارهم. وقد كان من جملة "

. )2("المعجزات

.228ص10، ج )المصدر نفسه 1 .191ص 2الزمخشري، الكشاف، ج) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 146 -

ـ همزة الاستفهام:داة مخصوصة، مثل: هل، وهي للتصديق، والهمزة الاستفهام: هو "طلب الفهم قي أدوات الاستفهام لطلب التصور فقط، مثل: من، وكم، وهي للتصور أو التصديق و

)1(وكيف، وأين...الخ"ـا الإنكـار للتسـوية بـين أمـرين غـير متسـاويين عنـد الله ، كمـا في تي همزة الاستفهام يـراد

ــــــــــــــه ﴿ : قولـــــــــــــــــ :19﴾ [التوبة .[

يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم﴿ : ومن الاستفهام الإنكاري قوله حياة انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع ال

].38:سورة التوبة ﴾[قليل الدنيا في الآخرة إلاقلتم: «قال الزمخشري: " وقرئ ؟ على الاستفهام الذي معناه الإنكار والتوبيخ. »أ

وحرف الاستفهام مانعة أن يعمل فيه؟ قلت: ما دل عليه » إذا«فإن قلت: فما العامل في قـلتم } أو ما في {مالكم } من معنى الفعل،كأنه قيل: ما تصنعون إذا قيل لكم قوله: {ٱ

)2(."قائما لحال إذا قلت: مالكا كما تعمله فيلحياة الدنيا﴿والاستفهام في وقال ابن عاشور: " إنكاري توبيخي، إذ لا يليق ﴾أرضيتم

لمؤمنين )3(".ذلك لتحريض على الأمر في الزمن المستقبل لهمزة مصحو تي الاستفهام إنكار وقد

ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول : ﴿عتدين، نحو قوله كقتال الم .142، ص1984كريم بكري، ابن مضاء وموقفه من أصول النحو العربي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،)ينظر: عبد ال 1

.189ص2سابق، جال المصدر) 2 .198ص 10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 147 -

يننمؤإن كنتم م هوأن تخش قأح فالله منهوأتخش ةرل مأو وكمؤدم بهو ].13﴾[التوبة:

يحتمـل أن يكـون مجمـوع حـرفين: همـا همـزة الاسـتفهام، و(لا) ولفـظ {ألا} قال ابن عاشور: "ألا تحبـون أن يغفـر الله ﴿النافية، ويحتمل أن يكـون حرفـا واحـدا للتحضـيض، مثـل قولـه تعـالى:

.]22النور: ﴾[لكم، علـــى انتفـــاء مقاتلـــة المشـــركين في فعلـــى الاحتمـــال الأول يجـــوز أن يكـــون الاســـتفهام إنكـــار

حرمــــة لتلــــك المســــتقبل، وهــــو مــــا ذهــــب إليــــه البيضــــاوي، فيكــــون دفعــــا لأن يتــــوهم المســــلمون )1( "العهود.

وقــد يتضــمن الحــث علــى العمــل ، والتحــريض عليــه إذا كــان ذلــك العمــل : " قــال محمد أبــو زهــرةالبــــا عنــــد نفــــي الأمــــر غــــير محقــــق في الوجــــود ، أو هنــــاك شــــروع في تحقيقــــه ، وذلــــك يكــــون غ

ــه تعــالى : خــراج الرســول ﴿المســتقبل كمــا نــرى في قول ــانـهم وهمــوا ألا تـقــاتلون قـومــا نكثــوا أيمـــاتلو ـــؤمنين ق أحـــق أن تخشـــوه إن كنـــتم م ـــا ـــرة أتخشـــونـهم ف وهـــم بـــدؤوكم أول م م ا ـــذ يديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشـف صـدور قــوم مـؤمنين ويـذهب غـيظ قـلـوم ويـتـهم يـع وب ا

عليم حكيم يشاء على من )2( "]15-13[التوبة: ﴾ واالإنكـاري في والاسـتفهامفيـه للإنكـار الاسـتفهامتحـريض علـى القتـال لأن ففي الآيـة "

بطريـقمسـتقبحا منكـرا أفـاد النفي وقد دخل النفي ونفي النفي إثبات وحيث كان الـترك معنى وجـــه يقـــالوقـــد ، برهـــاني أن إيجـــاده أمـــر مطلـــوب مرغـــوب فيـــه فيفيـــد الحـــث والتحـــريض عليـــه

ــم حملــوا نتفائــه كأنــه أمــر لا يمكــن أن يعــترف بــه طائعــ علــىالتحــريض علــى القتــال أ ا الإقــرار ولا يقدرون على الإقـرار بـه فيختـارون القتـال فيقـاتلون قومـا ذلكلكمال شناعته فيلجئون إلى

م الــتي اونوا حلفــاؤهم بــني علــيكم فعــ يعــاونواأن لا علــى عنــد المعاهــدة لكــم حلفوهــانكثــوا أيمــا 132ص 10المصدر السابق، ج) 1

216-215محمد أبو زهرة، المعجزة الكبرى، ص) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 148 -

ـم قـريش وسـلمبكر علـى حلفـاء رسـول الله صـلى الله تعـالى عليـه خـراج خزاعـة والمـراد وهمـوا حــين تشـاوروا بــدار النــدوة حســبما ذكــر والســلاممســقط رأسـه عليــه الصــلاة الرسـول مــن مكــة

)1(" ]30﴾[الأنفال:كفروا وإذ يمكر بك الذين ﴿ :في قوله تعالىأولا يـرون أنـهم يـفتـنون فى كـل عـام :﴿ومن الاستفهام الإنكاري، ما جاء في قوله .]126[التوبة:﴾مرة أو مرتـين ثم لا يـتوبون ولا هم يذكرون

لعدم رؤيتهم فتنتهم فلا تعقبها والاستفهام هنا إنكار وتعجيبقال ابن عاشور: "م. والغرض من هذا الإنكار هو الاستدلال على ما تقدم من توبتهم ولا تذكرهم أمر ريراد دليل واضح يـنـزل منزلة المحسوس د كفر المنافقين وتمكنه كلما نزلت سورة من القرآن ازد

)2(".المرئي حتى يتوجه الإنكار على من لا يراه

ف النداء (الياء):ـ حر ، وعلى ذلك جاء )3(الغالب في أسلوب النداء في القرآن أن يصحبه الأمر أو النهي

لنهي لجماعة المؤمنين لياء مصحو لتبع لهم والإخوة "إن النداء ء والأبناء عن موالاة الآلحب، وما يقتضيه هذا الحب من قتال المؤمنين أصروا على الكفر وآثروه على الإيمان

م." :،وقد جاء ذلك في قوله)4(وعداو﴿

:23﴾ [التوبة .[

61-60ص 10 ج ، المعاني روحالآلوسي، ) 1 .67ص11ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج) 2 .386، ص1976)ينظر:فتحي أحمد عامر، المعاني الثانية في الأسلوب القرآني، منشأة المعارف، الإسكندرية، ط: 3 . 224ص10، تفسير المنار، ج)محمد رشيد رضا 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 149 -

خوطبوا الخطاب للمؤمنين الذين كانوا بمكة وغيرها من بلاد العربقال أبو حيان: "ء والإخوة، فيكونوا لهم تبعا في سكنى بلاد الكفر. وقيل: نزلت في التسعة أن لا يوالوا الآ

م أهل الذين ارتدوا ولحقوا بمكة، فنهى الله المؤمنين ء والإخوان لأ م. وذكر الآ عن موالام في الغالب تبع ئهم الرأي والمشورة، ولم يذكر الأبناء لأ )1(" .لآلنهي في قوله يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون ﴿: وقد جاء النداء مصحو

ذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الل ه من نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هـإن هالل فضل إن اءشيمكح يملع 28﴾[التوبة:ه[

لجملة الخبرية في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من وجاء النداء مصحو بيل اللهن سع وندصيل واطاس بالبال النوأم أكلونان ليبهالرار وبالأح ونزكني ينالذو

مهرشفب بيل اللهي سا فقونهنفلا يضة والفو بيم الذهذاب أل34﴾[التوبة: بع[ لياء موجها للنبي لأمر بجهاد الكافرين وجاء النداء والمنافقين في قوله ، مصحو

:﴿ ﴾ :73[التوبة .[

لياء موجها لجماعة المؤمنين لأمر كما في قوله وجاء النداء :﴿، مصحو وكونوا مع الصادقين ]119﴾[التوبة:أيـها الذين آمنوا اتـقوا ايا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا : ﴿وفي قوله

الم عم الله وا أنلماعلظة وغ يكمفين123﴾[التوبة: تق[

390ص 5المحيط، جأبو حيان، البحر ) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 150 -

قوله في وقد تستعمل الياء للدلالة على توجيه الخطاب بطريقة العتاب، كما في النداء﴿ :

﴾ ]38[التوبة:

هذا ابتداء خطـاب للمـؤمنين للتحـريض علـى الجهـاد في سـبيل الله، بطريقـة قال ابن عاشور: "جابة دعوة النفير إلى الجهاد، والمقصود .)1(".بذلك غزوة تبوكالعتاب على التباطىء

فقـــد تنوعـــت الدلالـــة التصـــريفية لليـــاء الـــتي اســـتعملت في النـــداء لجماعـــة المخـــاطبين في مــن أن ، ولمنــع المشــركينأغلــب الحــالات، حيــث جــاءت مصــاحبة للنهــي عــن مــوالاة الكــافرين

لقتــال وتـــوبيخ المتثــاقلين عــن النفــير للجهـــاد يقربــوا المســجد الحــرام، وجـــاءت مصــاحبة للأمــر ــــه الأمــــر للنــــبي مجاهــــدة الكــــافرين رة أخــــرى، حيــــث أتــــت مصــــاحبة لتوجي وجــــاءت للمفــــرد

والمنافقين. ـ حروف العطف:

وكــل مــا يتركــب مــن حــرف واحــد مــن حــروف ،وبعــض حــروف العطــف كــالواو والفــاء يعتبر علامة تصريفية في الدرس اللغوي الحديث. ،حسب اصطلاح القدماء ،لعطفا

وذلــك لــدلالات مختلفــة ،مــرة 365وقــد تكــرر العطــف بحرف"الــواو" في ســورة التوبــة السـرد في تصـوير النمـاذج الإنسـانية وموقـف أسلوب ما يقتضيهو ،تقتضيها السياقات المختلفة

فــإن ،وغــزوة حنــين ،مــن ذكــر بعــض أحــداث غــزوة تبــوك ومــا يلــزم ذلــك ،القــرآن مــن كــل منهــاتكرار حرف الفـاء قد جاء السرد في مثل هذا المقام يناسبه عطف النسق بحرف الواو والفاء؛ و

ــــالي: ( فاســــتأذنوك 71العاطفــــة ــــتمتـعتم ،فاســــتقيموا ،فاستـبشــــروا ،مــــرة علــــى النحــــو الت ،فاستـلوا ،فاعلموا ،فاستمتـعوا ،فاقـعدوا ،فاقـ ،فأما ،فأعقبـهم ،فأعرضوا ،فأجره ،فأتموا ،فانـهار ،فا

ــــرهم ،فــــإن ،مــــرات)8فــــإن( ،فــــإذا ،فــــإخوانكم ،فأولـــــئك ،فــــأنزل ،فــــأن ن) ،فـبش ،فـتـربصــــوا(مر

195ص 10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج1)

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 151 -

ن) ،فــــذوقوا ،فخلــــوا ،فـثـــــبطهم ،تكــــوىف ـ ،فصــــدوا ،فســــيـرى ،فســــيحوا ،فســــوف ،فـزادتـهم(مــــرن) ،فـقد ،فـقاتلوا ،فـعسى ن) ،فـلم ،مرات)3فلا( ،فـقل(مر ـا(مر ،فـليـتـوكـل ،فـلـولا ،فـلـن ،فـلم

ـــا( ،فـليضـــحكوا هم ،مـــرات)3فم ـــم( ،فـنســـيـهم ،فمـــنـ ـــو ،مـــرات)3فـه ،فـيســـخرون ،فـيحلـــوا ،فـهن)). ،فـيـقتـلون فـيـنبئكم(مر

وقد اختلفت دلالات العطف في سورة التوبة، فتارة يكون العطف لدلالة فنية، كما ويل القراءة الشاذة: ﴿ بريء قيل في ن المشركين ورسوله أن ا ن ذلك على م لجر، ﴾

.)1(الجوارلقد : ﴿، كما في قوله )2(وجاء العطف من قبيل عطف الزمان على المكان

فى ].25﴾[التوبة:حنـين ويـوم كثيرة مواطن نصركم ٱفلا تـعجبك أموالهم ولا أولادهم :﴿وجاء العطف للتنبيه على العلة، كما في قوله

ا يريد ا بـهم إنم نـيا ليـعذ ا في الحياة الد ]. 55﴾[التوبة:وهم كافرون وتـزهق أنفسهم م قال أبو حيان: " والذي يظهر من حيث عطف وتزهق على ليعذب أن المعنى ليعذ

الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونبه على عذاب الآخرة بعلته وهو زهوق أنفسهم على ا في ، وجاء العطف للدلالة على التنبيه )3("الكفر، لأن من مات كافرا عذب في الآخرة لا محالة.

ا السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء :﴿على السبب في قوله ن يكونوا رض إنم وا على قـلوم فـهم لا يـعلمون وطبع مع الخوالف ].93﴾[التوبة:ا

وعطف وطبع تنبيها على أن السبب في تخلفهم رضاهم قال في البحر المحيط: " م فهم لا يعلمون ما يترتب على الجهاد من منافع الدي ءة، وطبع على قلو ن لد

)4(."والدنيا

.367ص5)ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، ج 1 .392ص5، جنفسه المصدر)ينظر: 2 .437-436ص5، جالمصدر نفسه) 3 المصدر نفسه.) 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 152 -

ومن دلالات العطف في سورة التوبة، العطف لدلالة الخلط بين شيئين، كما في أن يـتوب : ﴿قوله وآخرون اعتـرفوا بذنوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى ا

غفور رحيم ] ويفهم من الآية ـ بدلالة العطف ـ أن هؤلاء مزجوا 102﴾[التوبة:عليهم إن اوعطف أحدهما على الآخر بين العمل السيئ والعمل الصالح مزجا لا يمكن التمييز بينهما،"

دليل على أن كل واحد منهما مخلوط ومخلوط به، كقولك: خلطت الماء واللبن، وهو بخلاف للبن، فليس فيه إلا أن للبن، قال معناه الزمخشري: ومتى خلطت خلطت الماء الماء خلط

مخلوط ومخلوط به، من حيث مدلولية الخلط، شيئا بشيء صدق على كل واحد منهما أنها أمر نسبي. ) 1("لأ

قل : ﴿ كما في قوله )2(ومن دلالات العطف مطلق الجمع، ولا تفيد الترتيب،ؤكم وأبـنآؤك تـرفـتموها وتجـرة تخشون إن كان ءا ل ٱقـ نكم وأزوجكم وعشيرتكم وأمو م وإخو

ورسوله وجهاد في سبيله فـتـربصوا حتى ن ٱ تى كسادها ومسـكن تـرضونـهآ أحب إليكم م لا يـهدى ٱلقوم ٱلفـسقين ٱ ]24﴾ [التوبة:مره وٱ وقــد لاحــظ أبــو حيــان أن العطــف في الآيــة فيــه ترتيــب مقصــود، وعللــه بقولــه : "

لقلوب. ولما م أعلق لأبناء لكو م الذي يجب برهم وإكرامهم وحبهم، وثنى ء لأ وقدم الآــــار ذكــــر الأصــــل والفــــرع ذكــــر الحاشــــية وهــــي الإخــــوان، ثم ذكــــر الأزواج وهــــن في المحبــــة والإيث

ذكــر وأمـوال اقترفتموهــا أي ثم ...كالأبنـاء، ثم الأبعـد بعــد الأقـرب في القرابــة فقـال: وعشـيرتكماكتسبتموها، لأن الأموال يعـادل حبهـا حـب القرابـة، بـل حبهـا أشـد، كانـت الأمـوال في ذلـك

الناس كانوا فقراء. ثم ذكر: وتجارة تخشـون كسـادها، والتجـارة لا تتهيـأ إلا الوقت عزيزة، وأكثردة الأمـــوال ونمائهـــا. ا، ..لأمـــوال، وجعـــل تعـــالى التجـــارة ســـببا لـــز ثم ذكـــر: ومســـاكن ترضـــو

.498ص5، ج)المصدر السابق 1 .520،ص1ق 3ج، 1973، 1دار الحديث، القاهرة،طيم، دراسات لأسلوب القرآن الكر محمد عبد الخالق عضيمة،)ينظر: 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 153 -

ـــا. وهـــذه الـــدواعي الأربعـــة ســـبب ا، تختـــارون الإقامـــة وهـــي القصـــور والـــدور. ومعـــنى: ترضـــو )1(.."حب الأقارب، والأموال، والتجارة، والمساكن. لمخالطة الكفار

:ما يتألف من حرفين أو أكثر -ب ويدخل فيه كل ما أدرجه النحاة في قسم الأدوات، والأدوات في اصطلاح المحدثين

: أصلية ومحمولة.)2(قسمان الأدوات الأصلية:-1

وهي حروف المعاني المؤلفة من مبنى أحادي كالواو والباء والهمزة والفـاء ونحـو ذلـك ممـا ،ونحــو ذلــك ،وقــد تتــألف مــن مبــنى ثنـائي كــأن وأو وبــل ولــن وعــن وفي... ،سـبق الحــديث عنــه

عـى كأمـا وألا وكـأن وحـتى ،وبلـى... وإذن وإن مبـنى ثلاثـي كـإلى وقد تتألف مـن ومـن مبـنى ر ومن مبنى خماسي نحو لكن. ،لا...ولعل ولو مثــــل: "عـــن" فقــــد ،وقـــد وردت بعـــض مبــــاني حـــروف المعـــاني الثنائيــــة في ســـورة التوبـــة على النحو الآتي: مع الأسماء الظاهرة ،مرة 12تكررت

عــن ،عــن المعــروف ،عــن طآئفــة ،عــن ســبيل الــل◌ه ،عــن يــد ،ســبيله عــن ( صــيغة الإفــراد: -ن)المنكر ).عن نـفسه ،عن رسول ،عن موعدة ، عن القوم ،(مر

.عن عباده صيغة الجمع: - ويمكننا تمثيل بقية الحروف الثنائية ضمن الجدول الآتي:

الحرف في عن أو

من

.391ص5سابق، جال )المصدر 1 .171أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، صد.) ينظر: 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 154 -

6 العدد

عنكم عنهم عنه عن

6

في

فيهن فيها فيه فيكم26

24 18 منكم منهم منها منه من

12 1

5 1

43 4

3 7 1 66 2 17 14 8

فقـد تكـررتالثلاثـي في سـورة التوبـة: "إلى" مباني الأدوات الأصـلية ذات الأصـلومن م ،إلى النــــاس ،إلى الــــذين مــــرة علــــى النحــــو الآتي: ( 12مــــع غــــير المضــــمرات: إلى ،إلى مــــد

إلى ،إلى رجســــــهم ،إلى عـــــالم الغيـــــب ،إلى عــــــذاب ،إلى عـــــالم ،إلى طآئفـــــة ،إلى يــــــوم ،الأرض ).]4]، إليهم[2، إليه[بـعض

ويمكننا تمثيل حروف المعاني الثلاثية ضمن الجدول الآتي:

لحرفا

إن أن إلى على

العدد إليكم إليهم إليه إلى عليكم عليهم عليه على

3

إ إنكم إم إا إنه إن أنكم أنه أن

26 5 12

4

12

2 4 2

10

2 2

22

1 1 7 2 2

عـي الـواردة في سـورة التوبـة ضـمن الجـدول ويمكننا تمثيل بعض المباني الأصـلية ذات الأصـل الر الآتي:

إلا حتى إما لولا لعل ألا الحرف 24 7 2 1 2 2 العدد

تي:وقد جاءت هذه الحروف والأدوات لتؤدي دلالات تصريفية مختلفة، لعل أبرزها ما فقد دلت بعض هذه المباني على التعدية، ومثال ذلك: التعدية:-1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 155 -

: [إلى]: أدت معنى التعدية في مواضع من السورة، منها تعديتها لفعل التثاقل في قوله-قـلتم إلى الأرض ﴿ ا وعدي التثاقل بــــ{إلى} لأنه ضمن معنى الميل والإخلاد، ]، قال ابن عاشور: "38﴾[التوبة: أيـها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل ا

اكأنه تثاقل يطلب فاعله الوصول إلى الأرض للقعود و )1(".السكون : [على]: جاء للدلالة على التعدية في مواضع منها: تعديته للفعل [بعدت] في قوله-]، 42﴾[التوبة:لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتـبـعوك ولكن بـعدت عليهم الشقة ﴿

وتعدية {بعدت} بحرف (على) .فة الطويلةالمسا -بضم الشين -ةوالشق قال ابن عاشور: "لتضمنه معنى ثقلت، ولذلك حسن الجمع بين فعل {بعدت} وفاعله {الشقة} مع تقارب معنييهما، فكأنه قيل: ولكن بعد منهم المكان لأنه شقة، فثقل عليهم السفر، فجاء الكلام

)2(".موجزا تي للتعدية أيضا، كما جاءت مع الفعل [خ- لو خرجوا فيكم :﴿رجوا] في قوله [في]: و

نة وفيكم سمـعون لهم وٱ غونكم ٱلفتـ عليم ما زادوكم إلا خبالا ولا◌وضعوا خلـلكم يـبـروج مع تعدية فعل (الخروج) بفي شائعة في الخ]؛ قال ابن عاشور: "و 47﴾ [التوبة:بٱلظـلمين

)3(."الجيشتي الباء للدلالة على التعدية، فمن ذلك تعديتها لفعل التربص في قوله - [الباء]:و﴿: الباء للتعدية أي ]فقد جاءت "52﴾[التوبة:قل هل تـربصون بنا إلا إحدى الحسنـيـين

كل منهما أحسن من جميع ،ما تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنيين أي إحدى العاقبتين اللتينأو كل منهما أحسن مما عداه من العواقب غير الأخرى أو أحسن من جميع عواقب الكفرة

ما النصرة والشهادة )4(."جهة والمراد

.197ص10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 .209-208ص10)المصدر السابق، ج 2 .216ص10)المصدر نفسه، ج 3 .116ص 10ج ، روح المعاني)الآلوسي، 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 156 -

وما :﴿[من]: وقد جاءت للدلالة على التعدية، كما فعلت مع الفعل [منع] في قوله -هم نـفقاتـهم منـعهم أن تـقبل ومنع يتعدى إلى مفعولين ]، قال الآلوسي: "54﴾[التوبة:منـ

بنفسه وقد تعدى إلى الثاني بحرف الجر وهو من أو عن وإذا عدى بحرف صح أن يقال منعه .)1("من حقه ومنع حقه منه لأنه يكون بمعنى الحيلولة بينهما والحماية

الجمع المفرد الحروف العدد: -2 غائبة غائب مخاطب متكلم الغائبة الغائب المتكلم 0 5 1 0 0 1 0 عن 1 0 4 0 7 3 0 في 0 14 8 0 3 2 0 من

2 12 4 0 0 5 0 على 0 2 4 0 0 2 0 إلى 0 0 2 0 0 2 0 أن 0 7 2 2 1 1 0 إن

ت مــع العـــدد المثـــنى، ولا مـــع المفـــرد ومــا يمكننـــا قراءتـــه مـــن هــذا الجـــدول أن هـــذه الحـــروف لم المــتكلم، ولعــل الســبب في ذلــك أن الســورة تحــدثت في ســياقها العــام عــن جماعــات اجتماعيــة،

أكثرهــــا خطــــرا فئــــة المنــــافقين، ولم يــــذكر المثــــنى إلا مــــرة واحــــدة وبصــــيغته حــــين وصــــف النــــبي :وهما في الغار، فقال بكر وصاحبه أ

ني اثـنـين إذ هما في الغار إذ ي ـ﴿ إذ أخرجه الذين كفروا قول إلا تنصروه فـقد نصره ا سكينـته عليه معنا فأنزل ا وأيده بجنود لم تـروها وجعل كلمة الذين لصاحبه لا تحزن إن ا

.117ص 10ج المصدر نفسه، ) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 157 -

عزيز حكيم هي العليا وا في ]، وقد اختلف المفسرون40﴾[التوبة:كفروا السفلى وكلمة ا؟، وقد يعود على أبي بكرأو عود الضمير الغائب المفرد:[عليه]، هل يعود على الرسول

أن الضمير الغائب هنا وإن جاء مفردا -والله أعلم-، والظاهر)1(اضطربت آراؤهم في ذلكلأنه كان خائفا، فيحتاج إلى فهو بمعنى التثنية، لأن السكينة يصلح أن تنزل على أبي بكر

ييده؛ دئة روعه، وتنزل على النبي كما جاء في الآية قبل لا لخوفه، وإنما لتثبيت فؤاده، و سكينـته على رسوله وعلى ٱلمؤمنين وأنزل جنودا لم تـروها وعذب ٱلذيذلك: ﴿ ن ثم أنزل ٱ

طة الجأش، وجهد التفكير 26﴾[التوبة: كفروا وذلك جزآء ٱلكـفرين ]؛فالموقف يحتاج إلى ر، كما تقول: [جاء رئيس إنما هو تبع لذكر الرسول وحسن التدبير، ولأن ذكر أبي بكر

الدولة ووزيره فأكرمته إكراما]، فإن الضمير في:[أكرمته] يعود على الرئيس لفظا ويعود عليه وعلى صاحبه معنى، وإنما اقتصر عليه للتشريف له والاهتمام بشأنه، وكراهة التسوية له بمن

ه .وكذلك الأمر في الآية، فإنه لم يقل:[سكينته عليهما]، وذلك لتشريف النبي هو دوندة الاهتمام بشأنه وكراهة تسويته بمن هو دونه في الخطاب مع –بنسبة سكينة الله إليه، وز

.- كرامة صاحبه وفضلهوه، هذا وإن صيغة الضمير المفرد تكون أكثر اتساقا مع الضمائر الواردة في الآية:[تنصر

نصره، أخرجه، لصاحبه، سكينته، أيده] فأخذ الضمير الغائب صيغة مجاوره، وهذا شائع في وامسحوا برؤوسكم :﴿العطف على الجوار في الجر نحو ؛ فقد جوزوا لغة القرآن ولغة العرب

لجوار هنا: أن كلمة برؤوسكم ،و المراد]أرجلكم[قراءة من جر في ]6[المائدة: ﴾وأرجلكم اور كقول بـعضهم: "هذا جحر ضب . و ا ما قبلهامجرورة فجر ما بعدها وهي أرجلكم .خرب" بجر "خرب"

التذكير والتأنيث: فمثال التذكير: عنه، عنهم، عنكم، فيه، منه، منهم، منكم، عليه، -3ا.عليكم، إليه، إليكم، أنه، إنكم، إن م. ومثال التأنيث: منها، منهن، إ ه، إ

205-204ص10)ينظر:ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 158 -

الأدوات المحولة:-2لكنهـــا تحولــت إلى قســـم الأدوات؛ لشـــبهها ،وهــي مبـــان تنتمــي إلى الأقســـام الأخــرى

ـــا الوظيفيـــة فمثـــال ظـــرف ،وقـــد تكـــون الأداة المحولـــة ظرفـــا مـــن الظـــروف ،لحـــروف في دلالا وحيث. ،: أنى ومثال ظرف المكان ،ولما ،وإذا ،الزمان: إذلجدول الآتي:و يمكننا تمثيلها مع عدد تواترها في سورة التوبة

حيث أنى لما إذا إذ الأداة العدد

5 11 3 1 1 ت الآتية من أمثلتها في سورة التوبةو :الآ إذ ه في مواطن كثيرة ويوم حنينلقد نصركم الل: ﴿مثال(إذ): قوله -1

أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما بريندتم مليو ثم تبحوقوله ]25﴾[التوبة:ر﴿:فقد وهرالل إلا تنص هرنص هجرإذ أخ ه

ه ه معنا فأنزل اللإذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللالذين كفروا ثاني اثنين ه الذين كفروا السفلى وكلمة الل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة

اللها وليالع يه يمكح زيز40﴾[التوبة:ع.[ وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله﴿: وقوله

يملع ءي115﴾[التوبة: بكل ش.[

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 159 -

فاقتلوا المشركين حيث فإذا انسلخ الأشهر الحرم﴿: أمثلة(إذا): قوله -2 ةلاوا الصأقاموا وفإن تاب دصركل م موا لهداقعو موهرصاحو مذوهخو موهدتمجو

يمحر غفور الله إن مبيلهفخلوا س كاةا الزآتو5﴾[التوبة:و.[ ها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم يا أي﴿:وقوله

إلا قل ةري الآخا فنيالد اةيالح تاعا مفم ةرالآخ نا منيالد اةييتم بالحضض أريل إلى الأر ].38﴾[التوبة:

من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها همومن﴿:وقوله خطونسي م58﴾[التوبة:إذا ه..[

ول وإذآ أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الط:﴿وقوله يندالقاع عنا نكن مقالوا ذرو مهن86﴾[التوبة: م.[

يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم﴿: وقوله سرو لكممع ى اللهريسو اركمبأخ نم أنا اللهنب ب قدم الغيالإلى ع وندتر ثم وله

لونمتع ا كنتمبئكم بمنفي ةادهالشو همإلي إذا انقلبتم لكم بالله فونلحيسزج منهج ماهأومو سرج مإنه مهنرضوا عفأع مهنرضوا عتعلا كانوا اءبم

ونبكس95- 94﴾[التوبة: ي.[ من فضله بخلوا به وتولوا وهم آتاهم فلما:﴿ومن أمثلة: (لما) قوله -3رضونع76﴾[التوبة:م.[

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 160 -

ومن أمثلة ظروف المكان في سورة التوبة: :(حيث) في قوله -1

﴿ ينركشفاقتلوا الم مرالح رهالأش لخفإذا انس ثيح مذوهخو موهدتمجوواحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا

غفور الله إن مبيلهسيمح5﴾ [التوبة: ر.[ ه ه وقالت النصارى المسيح ابن اللوقالت اليهود عزير ابن الل: ﴿و(أنى) في قوله -2

ملهقو كضا ذلي هماهبأفوالله من قبل قاتلهوا مكفر ينل الذقو ونؤأنى ه ؤي فكون ].30﴾[التوبة:

أما الأسماء المبهمة التي تؤدي وظيفة دلالية كالاستفهام الإنكاري، ففي سورة التوبة يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله كيف﴿:منها أداة: (كيف) في قوله

م فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرا ينتقالم فضونكم كيرة يملا ذو إلا يكموا فقبرلا ي كمليوا عرظهإن يو

قونفاس مهأكثرو مهى قلوبتأبو هماه8-7﴾[التوبة:بأفو .[ ــا ومــا يماثلهمــا. ومــن ،وتكــون الأدوات المحولــة أفعــالا ــا وكــاد وأخوا نحو:كــان وأخوا

أمثلة ذلك في سورة التوبة:وقــــد ينصــــرف ،أداة (كــــان): فعــــل يــــؤدي وظيفــــة دلاليــــة تصــــريفية للــــزمن الماضــــي-1

مـرات منهــا 9تـواتر ،مـرة لصـيغة الماضــي 20وقــد تكـرر في سـورة التوبــة ،للمضـارع أو المسـتقبل مرة للجمع. 11و ،للمفرد

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 161 -

وجاءت للدلالة التصريفية للزمن المضارع يراد به المفرد مرة واحدة في للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند يكونكيف﴿: قوله

تقاما اسام فمرالح جدسالمينتقالم بحي الله إن موا لهيمتقفاس 7﴾[التوبة: وا لكم [ مرات وذلك للدلالة على جمع الذين يحق لهم 3وللدلالة على المضارع يراد به الجمع

لمنافقين الذين يخشون الناس ولا يخشون الله، وذلك في عمارة مساجد الله، وفيه التعريض ما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم إن:﴿قوله

].18﴾[التوبة:من المهتدينيكونوا يخش إلا الله فعسى أولـئك أن م الذين يرضون أن يكونوا دائما في وأتى الفعل مضارعا للدلالة على المنافقين صراحة، وأ

مؤخرة الصفوف كالنساء اللواتي يتخلفن في البيوت بعد سفر أزواجهن، وذلك في مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون يكونوارضوا بأن :﴿وقوله

]. 87﴾[التوبة:ءة نفوسهم وقلة رجلتهم "قال ابن عاشور: استئناف قصد منه التعجيب من د

ن ما تلبسوا ن يكونوا تبعا للنساء. وفي اختيار فعل {رضوا} إشعار م رضوا لأنفسهم لحياة ﴿به من الحال من شأنه أن يتردد العاقل في قبوله كما تقدم في قوله تعالى: أرضيتم

نـيا من الآ لقعود أول مرة ﴿وقوله:]،38التوبة: ﴾[خرة الد ].83التوبة:﴾ [إنكم رضيتم والخوالف: جمع خالفة وهي المرأة التي تتخلف في البيت بعد سفر زوجها فإن سافرت

لبقاء مع النساء )1(".معه فهي الظعينة، أي رضوا مع يكونوارضوا بأن ذين يستأذنونك وهم أغنياءإنما السبيل على ال:﴿وقوله

ونلمعلا ي مفه لى قلوبهمع الله عطبو فال93﴾[التوبة:الخو .[

.289ص10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 162 -

صريفية:تدلالة اللواحق ال-4كعلامــات التثنيـــة والجمــع الســـالم ،تســتخدم العلامـــة ذات مبــنى معـــين لاحقــة تصـــريفية

لتاء ولا يوجد منها في سورة التوبة اللواحق الصرفية التي تسـتخدم علامـات صـرفية ،والتأنيث للدلالة على التثنية.

مرة، أما علامات التأنيث، 364وقد جاءت علامات الجمع السالم في سورة التوبة:ت مرة، على النحو التالي:[ 23فقد جاءت ن)، الخيـرات ، الآ ، السماوات(مر

لبـينات ، مرات)4الصدقات( ت ، ت ، مرات)4جنات(، ، والمؤتفكات ، مغارات ، قـرن) ن)، والمؤمنات(مر .وصلوات]، وجنات ،المنافقات(مر

جــــاء منــــه في علامــــات ،المنــــافقينويلاحــــظ أن مــــا تعلــــق مــــن هــــذه اللواحــــق بتصــــوير ـــــــين: ن)في الآيت ـــــــة: ،79-58التأنيـــــــث: الصـــــــدقات(مر المنافقـــــــات في ،57مغـــــــارات في الآي

موعهــا هــو:68-67الآيــة: لنســبة % 21.73. فيكــون مجمــوع مــا ورد منهــا في المنــافقين في ات لهــن حضــور كبـــيرفي الدلالــة علــى أن المنافقــ ،وهــي نســبة معتـــبرة ،وهــو مــا يمثــل الثلــث

. جنس المنافقين 177فقـــد وجـــد منهـــا ممـــا يصـــور المنـــافقين العلامـــات التصـــريفية للجمـــع الســـالم؛أمـــا

وهــــو مــــا يــــدل علــــى خطــــورة ،وهــــي نســــبة تقــــارب النصــــف ،%48.26أي بنســــبة: ،كلمــــةبوصـفهم ،ولولا ذلك لمـا حشـد لتصـويرهم هـذا الكـم مـن الكلمـات الـتي تـدل علـيهم ،المنافقين

وليست أعمالهم تصرفات فردية معزولة.. ،جماعة معادية للإسلام والمسلمين السوابق التصريفية: -5

تي لتحديد معنى التعريف نحو: ألف ولام التعريف. ،هي التي وذلـــك ،مــرة 120وقــد ورد ألــف ولام التعريــف مــن هــذه الســـوابق التصــريفية في ســورة التوبــة:

على النحو الآتي:

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 163 -

،الخاســــرون (أل) التعريــــف بصــــفات ســــلبية مذمومــــة في العــــرف اللغــــوي أو الشــــرعي نحــــو: (-حــــــيم ،]2الخوالــــــف[ ،الخــــــزي ،الخــــــروج ،الخــــــالفين ،الــــــدنـيا ،الحــــــرم ،]3الحــــــرام[ ،الجزيــــــة ،الجنــة[ ،]3الفاســقين[ ،الفاســقون ،]2القاعــدين[ ،]3الكــافرين[ ،الكــافرون ،الكــاذبين ،]3الفتـ ،المعتــدون ،]6المشــركين[ ،]2المشــركون[، المرضــى ،المخلفــون ،]4الكفــر[ ،]3الكفــار[

].اليـهود ،]2المنكر[ ،]2المنافقين[ ،]2المنافقون[ ،المعذرون ج ، الحامدون ، الحاج وذلك في مقابل بعض الكلمات الإيجابية المحمودة، مثل:( ، الح

، العسرة ، العرش ، العابدون ، الخيـرات ، ]2الحياة[، ]3الحق[، الحسنـيـين ، الحسنى ، الحر ،القيم ، ]6القوم[، ]4الفوز[ ،الفائزون ،الغيوب ، ]2الغيب[ ،الغار ، العليا، ]6العظيم[، ]2المدينة[، ]2المحسنين[، ]4المتقين[، ]7المؤمنين[، ]2المؤمنون[، الكتاب

، المهاجرين ،المفلحون ، المعروف ، المطوعين ، المطهرين ، المصير ،المسيح ، ]3المسجد[ المهتدين).

دلالة الكلمات الجامدة:-6كالضــمائر المنفصــلة ،الكلمــات الجامــدة ذوات الوظــائف الصــرفية والنحويــة الخاصــة -

والمتصلة وأسماء الإشارة والموصول.ــــة:فمجمــــوع الضــــمائر المتصــــلة والمنفصــــلة بلــــغ في ســــورة ويمثــــل ،ضــــميرا 1070التوب

البــــــــــــالغ ،% وهــــــــــــي نســــــــــــبة كبــــــــــــيرة تقــــــــــــارب نصــــــــــــف عــــــــــــدد كلمــــــــــــات الســــــــــــورة42.72ت السـورة ،كلمة2505عددها: تتجـه إلى تشـخيص الحـالات الـتي ،ويعني ذلك دلاليـا أن آا تتحدث عن نماذج حيـة متحركـة ،تعرضها فيوجـه إليهـا الخطـاب ،لهـا فاعليـة في الخطـاب ،وأ

رة أخــرى بصــيغة الغائــب ،وررة بصــيغة الحضــ رة بصــيغة ،ويتحــدث عنهــا تي الخطــاب ورة أخرى. ،الجمع أو التثنية ويوحد

31ولهــــــــا دلالات تصــــــــريفية عــــــــن المفــــــــرد: ،اسمــــــــا 74وبلغــــــــت الأسمــــــــاء الموصــــــــولة:ـام ،وهي نسبة متقاربة ،43والجمع: ،ا علـى السـواءوتـرك التعيـين فيهـ ،وهي تدل على أن الإ

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 164 -

موأن الســ بقــدر مــا ترغــب في ،ورة لا ترغــب ـ وهــي تتحــدث عــن المنــافقين ـ بكشــف أعيــالا يصلح فيها ـ ،ومعالجة الظواهر ،فهي تعالج ظاهرة قابلة للتكرار ،كشف أوصافهم وأعمالهم

،بقــدر مــا يصــلح فيهــا ،وتعيــين الأشــخاص ،بــذكر الأسمــاء ،في الغالــب ـ تشــخيص الحــالاتوالأعـــراض ،فتعـــالج الحـــالات دون تعيـــين ،وطـــرح الحلـــول ،اضوذكـــر الأعـــر ،معالجـــة الأوصـــاف

وظهــرت تلــك ،إذا تكــررت تلــك الظــواهر ،ليصــلح العــلاج مســتقبلا ،والظــواهر دون تخصــيص الأعراض..

ولم تقتصر الموصولات في السورة على تصوير المنافقين بل تجاوزت ذلك إلى غيرهم من واصفا لهم بدلالة الاسم الموصول والكتابيين، فقد جاء الأمر بقتال أهل الكتاب المشركين

ليـوم الآخر ولا :﴿بصفات تدعو إلى قتالهم، قال ولا قاتلوا الذين لا يـؤمنون ورسوله ولا ي ق من الذين أوتوا الكتاب حتى يـعطوا الجزية يحرمون ما حرم ا دينون دين الح

لموصول للإيذان بعلية ]، قال الآلوسي: "29﴾[التوبة:عن يد وهم صاغرون والتعبير عنهم م ا نتظامهم بسبب ذلك في سلك المشركين وإيما لقتال و لذي ما في حيز الصلة للأمر

)1(]."إيمان لا ـ[يزعمونه ليس على ما ينبغي فهو ك وقــــد جــــاء الموصــــول ليصــــور مــــع صــــلته صــــفة الحــــدوث الطــــارئ في وصــــف المنــــافقين لكــذب ، لصــدق، وذلــك لبعــد ذلــك عــنهم، ويعــدل عــن اســتعمال الموصــول حــين يصــفهم

عنك لم أذنت لهم حتى ي ـ:﴿وذلك في قوله لك الذين صدقوا وتـعلم الكاذبين عفا ا تـبـين]، فـالمتوقع أن يقول:[الـذين كـذبوا]، في مقابـل : [الـذين صـدقوا]، ولكنـه عـدل 43﴾[التوبة:

لموصــول وصــلته وهــو الفعــل الــذي عــن ذلــك؛ لأن الصــدق صــفة حادثــة في المنــافقين، فــأتى مـة للمنــافقين، فلـم يحــتج للتعبـير عنهــا بمـا يفيــد يـدل علـى الحــدوث، أمـا الكــذب فهـو صــفة لاز

لموصـــول الـــذي صـــلته فعـــل دال علـــى الحـــدوث، قـــال الآلوســـي: " والتعبـــير عـــن الفريـــق الأول ن ما ظهـر مـن الأولـين صـدق سم الفاعل المفيد للدوام للإيذان الحدوث وعن الفريق الثاني

.78ص10)الآلوسي، روح المعاني، ج 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 165 -

الآخــرين وأن مــا صــدر مــن حــادث في أمــر خــاص غــير مصــحح لــنظمهم في ســلك الصــادقينشيء عن رسوخهم م المستمرة مر خاص لكنه جار على عاد وإن كان كذ حاد متعلقا

.)1("في الكذبـــه-كـــذلك -وقـــد جـــاء لاســـم الموصـــول في قول ـــير عـــن الحـــدوث هم : ﴿التعب ـــنـ وم ويــــؤمن للمـــؤمنين ورحمـــة الـــذين يــــؤذون النـــبي ويقولـــون هـــو أذن قـــل أذن خـــير لكـــم يــــؤمن

لهم عذاب أليم ].61﴾[التوبة:للذين آمنوا منكم والذين يـؤذون رسول اأي للذين أظهروا الإيمـان حيـث يقبلـه مـنهم لكـن ]للذين آمنوا منكمقال الآلوسي: "[

ــم وترحمــا علــيهم ولا يكشــف أســرارهم ولا يهتــك أســتارهم تصــدي لا قا لهــم في ذلــك بــل رفقــا عتبـار أن المنـافقين كـانوا وظاهر كلام الخازن أن المراد من الذين آمنوا المخلصون وذكـر مـنكم ـم مؤمنـون والحــق حمـل ذلـك علــى المنـافقين وإسـناد الإيمـان إلــيهم بصـيغة الفعـل بعــد يزعمـون أ

ن والاســتمرارالمخلصــين بصــيغة الفاعــل علــى المنبئــة عــن الرســوخ المــؤمنين نســبته إلى للإيــذان م أمـــر حـــادث مـــا لـــه مـــن قـــرار ولعـــل العـــدول عـــن رحمـــة لكـــم إلى مـــا ذكـــر للإشـــارة إلى إيمـــا

.)2("ذلك ورسوله سيصيب :﴿قوله وجاء المعذرون من الأعراب ليـؤذن لهم وقـعد الذين كذبوا ا

هم عذاب أليم ].90﴾[التوبة:الذين كفروا منـول وعلى الق ؟أم لا الاعتذارفي أن هؤلاء الجائين هل كانوا صادقين في الاختلاف فقد وقع"

لموصول في قوله سبحانه ورسوله :﴿بصدقهم يكون المراد غيرهم ﴾وقـعد الذين كذبوا اس من الأعراب م يكون ، والأولون لا نفاق فيهم، أيضا منافقون وهم أ وعلى القول لكذ

لذمهم بعنوان الصلة والكذب على المراد به الأولين والعدول عن الإضمار إلى الإظهار إظهار

.108ص10)المصدر السابق، ج 1 .127ص10)المصدر نفسه، ج 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 166 -

دعاء الإيمان وعلى الثاني القعود مختلف أيضا وقرأ أبي كذبوا ولعل لاعتذارالأول )1("لتشديد

ا موزعـــة للدلالــة علـــى المفـــرد اسمـــ 29فقــد بلـــغ عـــددها في الســورة: ،أمــا أسمـــاء الإشـــارة ن ،مــرة12(ذلــك):-البعيــد: والإشــارة إلى ،مــرات9و(أولئــك): ،والجمــع البعيــد: (ذلكم):مــر

ن.-والمؤنث القريب: ،مرات4(هذا):-المفرد المذكر القريب: (هذه):مرــــا أضــــفت علــــى الســــورة طــــابع الواقعيــــة ،إن أسمــــاء الإشــــارة رغــــم قلتهــــا في الســــورة فإ

رة ،وأفسحت للخيال أن يتصور مشـاهد المنـافقين ويشـار إلـيهم ،وهـم يشـار إلـيهم عـن قـرب رة أخـــرى فـــلا يملـــك المتـــدبر حينهـــا إلا أن يـــرى ،ذكـــورا وإ ،فـــرادى وجماعـــات ،مـــن بعيـــد

فيتخـيلهم وقـد أشـيرت إلـيهم ،بجميـع أطيـافهمسـورة الالمنافقين في جميـع الصـور الـتي رسمتهـا لهـم لنفاق والإجرام ام . وقبائح أفعالهم ،وهم يتوارون من سوء أعمالهم ،أصابع الا

.158-157ص10ينظر:المصدر السابق، ج) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 167 -

)1(نياـ مباني التقسيم تمهيد:

ـا إنه من خلال الإحصاء والاستقراء للصيغ الصرفية في سورة التوبـة، يـدرك الـدارس ألغــة في تصــوير النمــاذج تشــتمل علــى صــيغ ومشــتقات ذات أثــر أســلوبي بليــغ، ووظيفــة فنيــة

الإنسانية، وأكثرها ذكرا نموذج المنافقين.ت اللغويــة، وكشــف بعــض خصــائص ولتحديــد المقاصــد الدلاليــة لهــذه الصــيغ والمكــو

النظــام الصــرفي للســورة، فإنــه لا منــاص مــن تحديــد الصــيغ الأكثــر شــيوعا وتــواترا والــتي قــد تمثــل بروزا أسلوبيا، يفيد في التعرف على صور المنافقين.

سة وإذا كانت الكلمة عند علماء العربية تشمل الاسم والفعل والحرف، فإن درالدراسة إلا الاسم المتمكن والفعل المتصرف، الصيغ في البحث الصرفي الحديث لا تعني عتباره من مباحث علم الأصوات اللغوية، ولا الاسم ومعنى ذلك أنه لا يدرس الحرف،

ما لا يخضعان للميزان الصرفي .)2(المبني، ولا الفعل الجامد، فإفعلا، وهي نسبة 618اسما و 1176لتوبة، وجود لقد بين الإحصاء الكامل لسورة ا

متباعدة، ويمكن تفسير هذا الفرق الكبير بين عدد الأسماء وعدد الأفعال، أن السورة غلب تمع عليها الطابع الوصفي التشخيصي، فهي تتحدث عن النماذج الإنسانية المحيطة

والنصارى المستسلمين، أو اليهود الصادقين أو الأعراب المسلم، أو المشكلة له، من المؤمنينالمحاربين، أو المنافقين الكائدين، إذ يشكل الصراع بين قوة الخير الغادرين، أو المشركين

تمع المسلم، وبين قوى الشر المحاربة أو الم نافقة، محور السورة المستقطب الصاعدة التي يمثلها ابتة، لكل الدلالات، بحيث تقوم الأسماء بوظيفة الإخبار والتقرير، ومن ثم فهي بنية قارة

قسـام الكـلام، ينظر: 1 أحمـد محمد قـدور، مبـادئ اللسـانيات، د.)مباني التقسيم :هو تعبير حديث عـن التعبـير الشـائع عنـد المتقـدمين

.156ص 9-6عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، صد.) ينظر : 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 168 -

بينما تقوم الأفعال بوظيفة تجدد الفعل وحدوثه، وإضفاء عامل الزمن عليه، مما يكسب الحركية والفاعلية للأخبار والصفات التي تصوغها الأسماء..

كثــر الأبنيــة الصــرفية بــروزا في ســورة التوبــة بنيــة الأسمــاء علــى اخــتلاف صــيغها، ولعــل أ وبنية الأفعال في صورتيها الافرادية والتركيبية.

لبــنى الصــرفية للأسمــاء لكثــرة ورودهــا، وتعــدد صــيغها، ممــا يوقفنــا علــى جوانــب ولنبــدأ نى.كثيرة من صور المنافقين، من خلال معرفة دلالات تلك الب

بنية الأسماء :أولا

بدأ بدراسة الأسماء قبل الأفعال لأن المقرر عند أهل اللغة والنحو أن الاسم أصل للفعل والحرف، و"لأن الكلام المفيد لا يخلو من الاسم أصلا ويوجد كلام مفيد كثير لا

إلا مخبرا يكون فيه فعل و لاحرف... وأيضا فإن الاسم يخبر به ويخبر عنه، والفعل لا يكون به، والحرف لا يخبر به ولا يخبر عنه، فلما كان الاسم من الثلاثة هو الذي يخبر به ويخبر عنه

ما " .)1(دون الفعل والحرف دل ذلك على أنه أصل في الكلام دوــــة وفي ،تشــــكل الأسمــــاء في ســــورة التوبــــة مــــادة صــــرفية ثريــــة ــــرد في ســــياقات متباين إذ ت

وحدات صرفية مختلفة كالنكرة والمعرفة وغيرهما مما يؤدي إلى اختلاف المعاني التركيبية. ــــرد ،والمشــــتقالجامــــد :ســــاليب ثمانيــــة الاســــمعلمــــاء العربيــــة خــــص قــــدل والمزيــــد؛ االمبـني ،التعريـف والتنكـير ،المفـرد والمثـنى والجمـع؛ المـذكر والمؤنـث ،والمنقـوص والصـحيح المقصور المنون. المنون وغير ،والمعرب

لاسـم دون غـيره التعريفأسلوب عدوي ؛ ومـا يفيـده والتنكير أحد الأساليب الخاصة لا يفيده في حال التنكير تبعا للمتكلم والمخاطب والمقام والموضوع. التعريفالاسم في حال

80ص 1ج ، الأشباه والنظائر في النحو،السيوطي) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 169 -

ــــارإذ ونحــــن ب (التعر نخت ــــه كــــان الأبــــرز فيفي بحثنــــا هــــذا تلــــك يــــف والتنكــــير) فلأن صرفية والمعنوية والبلاغية.ال دلالتهمن جهة الأساليب

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 170 -

(النكرة ):ـ التنكير أ لتنكير )1(في الأسماء التنكير وأما التعريف فهو فرع عن التنكير الأصل ، ولذلك بدأ قبل التعريف.

ا بل الأفعال لا تكون إلا نكرات " الأسماء،والتنكير تشترك فيه الأفعال مع لأموضوعة للخبر، وحقيقة الخبر أن يكون نكرة لأنه الجزء المستفاد، ولو كان الفعل معرفة لم لاسم الذي يعرفه المخاطب كما تعرفه يكن فيه للمخاطبة فائدة، لأن حد الكلام أن تبتدئ

لخبر الذي لا يعلمه ليستفيده" تي )2(أنت ثم ا سواء وقع مسندا إليه أم مسندا في أو الجملةفالوظيفة التي يقوم الاسم النكرة ا الاسم المعرفة؛ فهي تنفرد بخصائص تنبثق مفهوم منالنص اللغوي لا يمكن أن يقوم

ومن طبيعته الجمالية. ،التنكير ذاتهالطبيعة الجمالية إنما نعني بذلك التفاوت بين درجات الجمال من عننتحدث وحين

دون أن يكون التفاوت واقعا في درجات القبح الناتج عن والتنكير،جهة التعريف .الاستعمال

أن نوضح مفهوم النكرة أو ما سمي بـ (التنكير). لزاما يصبح ولهذالتعيـينولا ي ،منـه أمـر محـدديفهـم لاكـل اسـم هـوفالتنكير: فهـو لفـظ مطلـق ومتحـرر ،قصـد

ـــدل علـــى مطلـــق الجـــنس مـــن كـــل ،امـــرأة؛ شـــجرة ،: رجـــل كقولنـــامـــن التخصـــيص فالألفـــاظ ت .)3(نوع

يختلف وضعه في الإفراد عما هو عليه في الاستعمال من جهة التركيب نكرةاسم وكلخيرا تقديما التيرية والموضوعية هي فالدلالة عن النواحي النفسية والفك ،ومن جهة الدلالة و

، وينظر أيضا : ابن هشام الأنصاري أبو محمد عبـد الله جمـال الـدين، شـرح قطـر الندى،الشـركة المتحـدة 46ص2ج،السابق المصدرينظر: ) 1

93هـ، ص1383، تحقيق:محمد محي الدين عبد الحميد، 11للتوزيع، القاهرة،ط 114ص 1ج ، الأشباه والنظائر في النحو،السيوطي) 2 77أحمد الهاشمي، القواعد الأساسية للغة العربية، دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ت)، ص ) ينظر : السيد 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 171 -

حوال وصفاتتستدعي بناء التركيب واستخدام الكلمة المطلقة من كل قيد أو المقيدة ومثيرة. متباينةوتصبح الكلمة الحرة في ائتلاف اللفظ والمعنى ذات طبيعة جمالية ، معينة

ا ويعـــد التنكـــير مـــن الصـــيغ الصـــرفية الـــتي تعتمـــدها ســـورة التوبـــة للتعبـــير عـــن موضـــو عاوقــــد اســــتعملت النكــــرة في ســــياقات مختلفــــة أكثــــر مــــن ،العامــــة ومنهــــا الحــــديث عــــن المنــــافقين

لعل أبرزها: ،تحمل دلالات متعددة ،مرة250 ـ التعميم:عنـــد الحــــديث عــــن ،في الغالــــب ،يـــرتبط معــــنى التعمـــيم أو الاســــتغراق في ســــورة التوبـــة

:المنافقين أو بعض أعمالهم كقوله

:جاءت وليجة 16[التوبة ،[مفعولة، والمراد منها ما يشمل معنى الخديعة والوقيعة، هنا نكرة، على وزن : فعيلة في معنى

و(الوليجة) فعيلة بمعنى مفعولة، أي الدخيلة، وهي الفعلة التي يخفيها قال ابن عاشور:"ا هنا: ما يشمل فاعلها، فكأنه يولجها، أي يدخلها في مكمن بحيث لا تظهر، والمراد

لمسلمين، وما يشم ل اتخاذ أولياء من أعداء الإسلام يخلص إليهم الخديعة وإغراء العدو )1(".، لأن تنكير وليجة في سياق النفي يعم سائر أفرادهاويفضى إليهم بسر المسلمين

لمســـلمين لا يمكـــن أن تصـــدر تحقيقـــا إلا ممـــن لم يكـــن إيمانـــه ،والخديعـــة وإغـــراء العـــدو لـتعم كـل مـن كـان يحسـب في الصــف ،ولـذلك جـاءت اللفظـة نكـرة عامـة ،خالصـا عزوجـل

لقـد كـان في يقـول سـيد قطـب:" ،الإسلامي من المنافقين أو من ضعاف الإيمان من المسـلمينتمع المسلم وتنفذ من الأسوار. وتتقن استخدام ،فئة تجيد المداورة -كما هو الحال عادة -ا

وتتصل بخصومها استجلا للمصـلحة ولـو علـى حسـاب ،تدور من خلف الجماعةالأعذار. و ــــإذا ،الجماعــــة ــــين المعســــكرات. ف ــــة إلى ميوعــــة العلاقــــات ووجــــود ثغــــرات في المفاصــــلة ب مرتكن

139ص 10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج1)

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 172 -

وكشــــفت المـــداخل والمســــارب ،وضـــحت المفاصـــلة وأعلنــــت قطعـــت الطريــــق علـــى تلــــك الفئـــة للأنظار. تك الأستار وتكشف وإنه لمن مصلحة الجماعة، ومن مص لحة العقيدة، أن

الولائج، وتعرف المداخل، فيمتاز المكافحون المخلصون، ويكشف المداورون الملتوون، ويعرف )1(..."الناس كلا الفريقين على حقيقته

لخديعــة والإغــراء فيكــون النفــاق ،ويعــم هــذا اللفــظ بصــيغته كــل مــا يمكــن أن يوصــف ذا الوصـف وأحقهـا بـه وفي الوقـت تحـريض ،ففـي الآيـة تحـذير مـن النفـاق وأهلـه ،ألزم الأسماء

على ترك موالاة المنافقين المخادعين.. المؤمنين : ومن الألفاظ النكرة التي تفيد العموم، كلمة "كافة" الواردة في قوله

] أي جميعا.36[التوبة:

قاتلوهم كافين لهم كما يقاتلونكم كافين لكم :ونقل أن المعنى هناقال الآلوسي:"م تصرفوا .. وقيل: معناه جماعة وقيل للجماعة الكافة. فيه واستعملوه للتعميم بمعنى جميعا ثم إ

هو مصدر كف عن الشيء وإطلاقه على :وعلى ذلك حمل الأكثرون ما في الآية قالواعتبار أنه يكف عن التعرض له أو التخلف عنه دة أو عتبار أنه مكفوف عن الز الجميع

كافة لا يتخلف أحد منكم وهو حال إما من الفاعل أو من المفعول فمعنى قاتلوا المشركين )2(.."عن قتالهم أو لا تتركوا قتال واحد منهم وكذا في جانب المشبه به.

.1613ص3)سيد قطب، في ظلال القرآن، ج 1ا في-أيضا-، وينظر93-92ص 10ج، روح المعاني أبو الفضل محمود الآلوسي، ) 2 القرآن الكريم ولسان في معاني كافة واستعمالا

.417-415ص10ج في تفسيره المنار، ماذكره العلامة محمد رشيد رضا العرب

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 173 -

، فيــدخل فــيهم وقــد أفــاد عمــوم النكــرة في هــذه الكلمــة، وجــوب قتــال جميــع المشــركين ﴿:الــذين يبطنــون الكفــر ويظهــرون الإســلام، كمــا قــال ضــمنا المنــافقون

]:73التوبة [. ـ التكثير:

للفـظ أحيـا نكـرة لغـرض وهو من المعـاني والـدلالات الـتي تتولـد عـن التنكـير، فيـؤتى : الإيحـــاء بكثرتـــه، ومـــن ذلـــك مـــا جـــاء في قولـــه

]:101سورة التوبة[

لعــذاب للمنــافقين مــن الأعــراب أو مــن جــاء في هــذه الآيــة التنصــيص علــى وعيــد الله زو وجـ، ونعت العذاب بكلمة "مرتين" دلالة علـى تكثـير العـذاب، قـال الآلوسـي: "أهل المدينة

لمرتين التكثير كما في قوله :﴿ أن يراد ﴾]:1("] 4الملك( : ومثـــــــــــل هـــــــــــذه الآيـــــــــــة قولـــــــــــه

]:126سورة التوبة[. مــن المــرة والمــرادويبعــد أن يكــون اللفــظ إنمــا جيــئ بــه هنــا فقــط ليثبــت العــدد قــال الآلوســي: "

)2("العدد حسبوالمرتين على ما صرح به بعضهم مجرد التكثير لا بيان الوقوع على ـ المبالغة:مثــل كلمــة: "شــيئا" فقــد وردت نكــرة في الســورة ،تســتعمل النكــرة لإرادة المبالغــة وقــد

:ثلاث مرات كما جاء في قوله

150ص 10ج روح المعاني،الآلوسي، ) 1 51ص11ج ،نفسه المصدر) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 174 -

]:4سورة التوبة [.

نكـرة » شـيء«وذكـر كلمـة [شـيئا] للمبالغـة في نفـي الانتقـاص، لأن كلمـة قال ابن عاشور: " )1(."عامة، فإذا وقعت في سياق النفي أفادت انتفاء كل ما يصدق عليه أنه موجود

: ووردت أيضا في قوله

:25[التوبة[ ﴿: وقوله

:39[التوبة [ ،والمنـافقون ،الصـادقون المسـلمون ،وفي الآيتين عتاب للصـف الإسـلامي بجميـع أطيافـه

ـــوم حنـــين مـــن انكســـار ،وضـــعاف الإيمـــان م الآيـــة بمـــا حـــدث لهـــم ي ـــه لم تكـــن ،فـــذكر رغـــم أنلمنـافقين وأصـحاب ،ولا عدد تنقصهم عدة ولعل الهزيمة أصابتهم بسـبب تلـك الكثـرة المشـوبة

ـــا تســـاع دلالا ة في لتبلـــغ الـــذروة العاليـــ ،الأطمـــاع الدنيويـــة العاجلـــة؛ ولـــذلك جـــاءت النكـــرة ولا يضـر الله شــيء إن ،فـلا ينفــع العبـد شـيء بعيــدا عـن الله ،تصـوير موقـف الانكســار والـتردد

بعد العبد عن الله. ـ قصد الإفراد:

ــــ لتظهـــر معـــنى الإفـــراد وتقتصـــر عليـــه تي النكـــرة في ســـورة التوبـــة ـأحيا ومثالـــه قـــول ،و :الله

.113ص10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 175 -

:83[التوبة[

غـزوة تبـوك الـتي تخلفـوا عنهـا، وأفعـل التفضـيل قال ابن عاشـور: "... و[أول مـرة] هـي إذا أضــيف إلى نكــرة اقتصــر علــى الإفــراد والتــذكير ولــو كــان المضــاف إليــه غــير مفــرد ولا مــذكر

)1(".لأن في المضاف إليه دلالة على المقصود كافية :ـ التعظيم

ت الحــــديث عــــنالتعظــــيم دلالــــة تي رفعــــة الشــــأن وعلــــو إذا اقتضــــى الســــياق في الآلا يورد هذا الأسلوب في النكرة إلا إذا تعلق الأمر عزوجل أو جـاء الإسـناد إليـه و ،الطبقة

ومثاله في سورة التوبة: ،سبحانه : قولـــــه -

]72[التوبة:

وإنمـا لم ،يـدل علـى جـنس الرضـوان ،والتنكـير في [رضـوان] للتنويـعقال ابـن عاشـور: " ــــإن رضــــوان الله تعــــالى لتعظــــيم ف لتنكــــير إلى الإشــــعار يقــــرن بــــلام تعريــــف الجــــنس ليتوســــل

)2(".عظيمفـإن سـخط الله عـز وجـل ،وعلى قدر بشـارة الله للمـؤمنين وللمؤمنـات برضـوانه الأكـبر

م والغلظـة علـيهم عظيم وأكبر أيضا على الكفار ت ،والمنافقين بجاهد وهـو مـا تـدعو إليـه الآ التالية في هذا السياق نفسه.

. 282ص 10، جالسابق )المصدر 1 264ص10ج ابن عاشور : التحرير والتنوير، ) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 176 -

:ـ النوعية ،إذ ترد في سورة التوبة بعض الألفـاظ نكـرة ،دلالة النوعية من سمات الأسلوب القرآني

وذلك نحو: (قوما) في: ،فيكون القصد من إيرادها نوعا من أفرادها ،متضمنة دلالة النوعية ﴿: قوله -

:39﴾ [التوبة[ وتنكــير [قومــا] للنوعيــة إذ لا تعــين لهــؤلاء القــوم ضــرورة أنــه معلــق قــال ابــن عاشــور: " )1(" .قد نـفروا لما استنفروا إلا عددا غير كثير وهم المخلفونعلى شرط عدم النفير وهم

المترتــب علــى عــدم النفــير في ســبيل ،لقــد جــاء ســياق الآيــة يحمــل لغــة التهديــد والوعيــدن مــن و للإشــارة إلى أن (قومــا) المعنيــون هــم أولئــك المخلفــ ،فقصــد إيــراد كلمــة (قــوم) نكــرة ،الله

م الكثـيرة ،لون بغـيرهمفهـم الــذين سيسـتبد ،المنـافقين عـدم امتثـالهم الأمــر هــو هـا أظهر ،لمخالفــا لنفير إلى غزوة تبوك.

التصغير: أو ـ التحقير ،يعتبر التحقير أو التصغير من دلالات التنكير في بنية الأسماء وله دور تصويري متميز

لســخرية والــتهكم فإننــا نجــد في ســورة التوبــة بعــض النكــرات لهــا ،وللتمثيــل علــى ذلــك ،ممــزوج وفي الوقـــــت نفســـــه تبعـــــث فيهـــــا روح الفكاهـــــة ،تثـــــير في الـــــنفس الاشمئـــــزاز ،دلالات تصـــــويرية

والسخرية.حقـر الأوصـاف ،ومن ذلك ما جاء في وصف المنافقين ،حيث نعـتهم الـنص القـرآني

ت نكـرة مـرتين في موضـعين مـن نحـو: كلمـة "رجـس" فقـد ورد ،مما يبعث على الاشمئزاز والتقزز : في قوله ،السورة

:95[التوبة[

200ص 10ج، السابق المصدر) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 177 -

: وقوله

:125[التوبة[ صدار أمر الإعراض )1(والرجس في اللغة:النتن والقذر ني ، فلم يكتف التوجيه الر

عذار كاذبة، بل أصدر وصفا صادقا عليهم، عن المنافقين المتخلفين عن الغزو المتعذرين لكلية، فهم ثم يوجهه ربه إلى ..أنتان أقذار، قال سيد قطب:".يوجب الابتعاد عنهم

الإعراض عنهم فعلا، لكن لا بمعنى العفو والصفح ؛ إنما بمعنى الإهمال والاجتناب. معللا م رجس)، م دنس يتجنب ويتوقى، (فأعرضوا عنهم، إ وهو التجسيم الحسي ذلك

م ؛ إنما هم رجس جسادهم -أي دنسا -للدنس المعنوي. فهم ليسوا رجسا وذواسمة أشد بشاعة وأبين قذارة، وأدعى إلى التقزز رواحهم وأعمالهم. ولكنها الصورة ا

)2(" ! والاشمئزاز، وإلى الاحتقار كذلك والازدراء :ـ التعريفب

(المعرفة): التعريفمفهوم - ألتعريف من تعريف يكون وقد، )3(ما دل على شيء بعينههو كل اسم ما أحق

لتعريف لأنه المحكوم الذي ينبغي أن يكون معلوما، ليكون عليهغيره، فالمسند إليه أولى اسميته الدالة على معنى مجرد من منبتعريفه فالاسم في كل أنماطه يتمكن .الحكم مفيدا

فهم ،علماء العربية المتقدمينوسبيلنا في رصد الأسماء المعرفة في سورة التوبة هو تقسيم الزمان،

73، المحرر الوجيز، ص)ينظر : ابن عطية 1 1696ص3سيد قطب، في ظلال القرآن، ج) 2ــر (ت 3 ــن عمـــ ـــنعة الإعـــــراب،دار ومكتبـــــة 538) ينظر:الزمخشـــــري، أبـــــو القاســـــم محمـــــود بـــ ــل في صــ الهـــــلال، بـــــيروت، هــــــ)، المفصـــ

245،تحقيق:د.علي بوملحم ص1،ط1993

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 178 -

عتبار قيمتها الأسلوبية إلى خمسة الإشارة وأسماء الأعلامأنماط: الضمير و يقسمون المعارف ل، فالمضاف إلى معرفة و الموصول، و .)1( النكرة المقصودةثم ؛ ثم المنادى متقد مماالمعرف

فإننــا سنقتصــر في ،التوبــة ونظــرا للقيمــة الأســلوبية للمضــمرات وكثــرة شــيوعها في ســورةوإن دل علـى علـم بقرينـة تكلـم أو هذه المباحث على الضمير بمختلف دلالاته وأشكاله. فهـو

في أبحاث علماء العربية ؛ ويقدم الضمير ،على معين بنفسهخطاب أو غيبة؛ بينما يدل العلم .بعينهلأن الخطاب فيه لمعين و لأنه أعرف المعارف

:الضميروســنحاول أو غائــب؛ وهــو أعــرف المعــارف؛ ،وضــع لمــتكلم أو مخاطــب مــا: هــو الضــمير

بموضوع دراستنا العدول عن الدلالات الأصلية للضمير لنتناول دلالات تمييزية أخرى لعلاقتها وأهمها: ،لصور المنافقين في سورة التوبة

في وضع الضمير، فإنه لا يـذكر الضـمير هذا هو الأصل: إضمار الاسم لتقدم ذكره-1، وقــد يعــدل عــن ذلــك، فيقــدم الضــمير لأغــراض كثــيرة، )2(في الأصــل إلا بعــد تقــدم مــا يفســره

سنذكر بعضها في حينه.إن التعبــير القــرآني في ســورة التوبــة يميــل إلى حــذف الاســم المعــاد إذا تقــدم ذكــره أو أشــير

ومثاله: ،الوضعفي على وفق الأصل ،إليه﴿: قوله -

:39﴾[التوبة [ قولــه: [في والضــمير المســتتر في [يعــذبكم] عائــد إلى الله لتقدمــه فيقـال ابــن عاشــور: "

)3("والضمير في [تضروه] عائد إلى ما عاد إليه ضمير [يعذبكم].. ).38سبيل الله](التوبة:

245، صنفسه صدرالمينظر:) 1 110-109ص جواهر البلاغة، الهاشمي، ) 2 200ص10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج) 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 179 -

:الاضمار بعدالإظهار - قوله عزوجل: في جاء ذلك ﴿

﴾ ]:27-26سورة التوبة[ ذكر الضمير (الجمع المخاطب) من غير إظهار؛ لتقدم ذكره، ثم عطف عليه أسماء

ا، وتعظيما لقدرها، وتقدير خصوصيتها، قال ابن عاشور:" ألا ترى أنه ظاهرة تنويها بشأفذكر مضمرا تقدم الكلام فيه ثم عطف المظهر )ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم(قال أولا

وكان العطف لو )ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين(الذي هو له وهو قوله وفائدة )ثم أنزل الله سكينته عليكم وأنزل جنودا لم تروها :(أضمر كما أضمر الأول لقيل

ولا التنويه بذكر رسول الله وذكر المؤمنين أو لأن الأمر ههنا للمعطوف بعد إضماره أ الإظهارعظيم وهو الانتصار بعد الفرار فأي الأمرين قدر كان لإظهار المعطوف مناسبا وهكذا يكون عطف المظهر على ضميره فإنه يستند إلى فائدة يهم ذكرها فإن لم يكن هناك مثل هذه

)1("بعد الإضمار الفائدة وإلا فلا يحسن الإظهار الإظهار في مقام الإضمار:

:منهاالظاهر مكان الضمير سواء كان علما أو صفة أو إشارة، لأغراض كثيرة؛ الاسم يوضع التنبيه إلى علة الحكم:-1

ت منها: وقد جاء هذا الغرض في سورة التوبة في آ

23ص2ج محمود محمد شاكر،تحقيق:طبقات فحول الشعراء، دار المدني، جدة، هـ)،231(تمحمد بن سلام الجمحي،) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 180 -

ـــــــــــــــــــــه - ﴿ :قولـــــــــ ﴾:49[التوبة[

م هــذا بســبب كفــرهم الــذي حملهــم فقــد " وضــع الظــاهر موضــع الضــمير للــنص علــى أن عقــا )1( على هذا الاعتذار."

والمتوقع حسـب السـياق أن يـؤتى ،لقد تم توظيف الاسم الظاهر بدل الضمير في الآية لاسـم الظـاهر علـى حكـم الله ،ولكـن الـنص عـدل عـن ذلـك ،لضمير الدال عليهم ليسـتدل ــم مــن زمــرة الكــافرين ،عزوجــل في المنــافقين ــم ،الــذين لا مفــر لهــم مــن جهــنم وأ فهــي محيطــة

لمعصم . بسبب كفرهم الظاهر أو الخفي ،إحاطة السوار لاســم الظــاهر في قولــه: قــال ابــن عاشــور: " ووجــه العــدول عــن الإتيــان بضــميرهم إلى الإتيــان

لاستدلال، لأن شمول الاسم الكلـي م بطريق شبيه لكافرين] إثبات إحاطة جهنم [لمحيطة )2("لبعض جزئياته أشهر أنواع الاستدلال.

ـــــــــــــــــــــه - ﴿ : قولـــــ ﴾:47[التوبة [

لظـالمين ) وضـع الظـاهر موضـع المضـمر ـ والمقـام لـه ـ قـال عبـد الفتـاح لاشـين: " (والله علـيم لظلم، والتشديد في الوعيد، والإشعار بترتب هذا الوعيد علـى الظلـم، ثم إن للتسجيل عليهم

ا هذه الفاصلة متمكنة في محلها، وصـدرت بلفـظ الجلالـة لتكـون مسـتقلة بنفسـها، قائمـة بـذا")3(

189ص 1د. عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآن الكريم، ج) 1 221ص10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج) 2 188ص2عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآن الكريم، ج) 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 181 -

: ﴿ وذلــــــــــك في قولــــــــــه :التعمــــــــــيم-2

﴾]:37التوبة[

فكـان ،فقد ذكر أعمالهم وما زيـن لهـم ،هو إظهار في مقام الإضمار ،][القوم الكافرين فقوله:ولكنه عدل عن ذلك إلى الإظهار ليفيد أن هذا الحكم عام ،المنتظر أن يقول: والله لايهديهم

ـــم جميعـــا بفعلهـــم هـــذا كـــافرون ،في كـــل الكـــافرين "والإظهـــار في مقـــام قـــال ابـــن عاشـــور: ،وأأي: هـذا شـأن ،الكافرين] لقصد إفادة التعميم الذي يشملهم وغيرهمبقوله: [القوم الإضمار

)1(".الله مع جميع الكافرين الاختصاص:-1

ـــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ﴿ :قول ﴾:51[التوبة.[

ن شـأن المـؤمنين اختصـاص المؤمنينلقد" وضع لفظ موضع ضمير المـتكلم (فليتوكلـوا) ليـؤذن )2( التوكل تعالى."

:الظاهر مكان الضمير ستخدامالتلذذ -4 فـليـتـوكل المؤمنون : ﴿وذلك في مثل قوله ]51﴾[التوبة:وعلى ا

، وهــذا أســلوب )1(مقــام الإضــمار لإظهــار التــبرك والاســتلذاذ بــه ""وإظهــار الاســم الجليــل في في قوله: كقول الشاعر ( حبذا نجد) عربي معروف،

195ص10)ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 .190ص 1، جالمرجع السابق) 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 182 -

على القرب والبـعد نجد حبذا و ** والسلام على نجد نجدا الله سقى في سـورة التوبـة قـد اسـتخدم ليجعـل الـنص القـرآني اسـتعمالاته كلهـا في الضـمير الختام فإن فيو

وبــذلك يســمو الــنص القــرآني علــى أي ،الكثيفــة الــتي أبرزهــا الصــورمــن خــلال و ،الــزمن امجــاوز لـــى الـــنص القـــرآني عقـــد أضـــفى فاســـتخدام الضـــمير كأحـــد المعـــارف ،اوجماليـــ افنيـــنـــص آخـــر

تمثـــل في الـــذيوهـــو ،ريـــف المخصـــصامتـــدادا واســـعا في الدلالـــة فضـــلا عـــن اكتنـــازه لمهمـــة التع الصور السابقة كلها.

تقدم الضمير:والتــأخر عــن المرجــع الــذي يفســره ويشــير ،الدلالــة علــى المخاطــب الضــميرفي الأصــلف

ووجوه ذلك كثيرة منها: ،عليه؛ وقد يحذف المذكور لأمر بلاغي يتقدمإليه؛ ولكنه قد أغراض تفهم من السياق والقرائن:

لقصــد؛ وإنمــا يفهــم المــراد منهـــا أو الضــمير ويســتعمل لأغــراض بلاغيــة غــير محــددة ولا معينــة منها: ،لتعيين من السياق والقرائن المقصود

لضمير:-1 تصدير الجملة كيد المعـنى الـوارد في السـياق ،قد يتصدر الضمير الجملة أو الآية ومـن ذلـك ،ويكون الغرض

قوله :لضمير (هم) مما يؤكد معنى التردد والتحير "قال عبد الفتاح )2(لاشين: " وتصدير الجملة

الضمير يعود على مصدر الفعل أو الوصف:-2

190ص 1سابق، جالرجع الم) 1 .185، صالسابقرجع )الم 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 183 -

ــــر لكــــم : ﴿قــــال ــــتم فـهــــو خيـ ــــإن تـبـ ففــــي الآيــــة يمكننــــا أن نلحــــظ أن ،]3..﴾ [التوبــــة:فون تقـدير المعـنى: فـإن تبـتم، الضمير: (فهو) يعود على المصدر المفهوم من الفعل (تبـتم)، فيكـ

)1( فالمتاب أو التوب، أو التوبة..: (لـو خرجـوا فـيكم ونجد الضـمير يعـود علـى المصـدر أيضـا في قـراءة لابـن أبي عبلـة لقولـه

لإفــراد، فيــؤول عــود الضــمير علــى 47مــا زادوكــم إلا خبــالا )[التوبــة: ]، قرأهــا: (مــا زادكــم ) )2( يتعادل التركيب.المصدر خروجهم، ليتسق المعنى، و

إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة:-3لضمير: الهاء المتصلة بحرف الجر الباء في قوله ذلك :﴿ويمكنا التمثيل لذلك

ولا يطؤون موطئا يغيظ نـهم لا يصيبـهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل ا الكفار ولا لا يضيع أجر ]، فقد "أفرد الضمير في (به) إجراء له مجرى اسم الإشارة، كأنه 120﴾[التوبة:المحسنين يـنالون من عدو نـيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن ا

)3( قيل: إلا كتب لهم بذلك." أحد القسمين المذكورين:عود الضمير على -4

مـا شـيئ واحـد، ومثـال ذلـك في سـورة قد يعود الضمير على أحد المـذكورين السـابقين لـه، كأ ورسـوله أحـق أن يـرضـوه إن كـانوا مـؤمنين : ﴿التوبة، قوله لكـم ليـرضـوكم وا يحلفـون

.]62﴾[التوبة:

.27ص1ج3دراسات لأسلوب القرآن الكريم، قمحمد عبد الخالق عضيمة،) ينظر : 1 38ص1ج3، ق نفسهرجع الم ) ينظر : 2 47ص1ج3، قالمرجع السابق) 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 184 -

راد الضــمير في (يرضــوه) مــع أن المــراد يرضــوهما... والغــرض الدلالــة علــى أن كــلا فقــد جــاء "إفــن يرضوه من محاولتهم إرضاء المؤمنين وعليه يكون الكلام من ،لحلف الكاذب منهما أحق

.)1(فتأخذ كل جملة حقها من الدلالة المستقلة " ،قبيل عطف الجملالجلالـــة الله علـــى الرســـول للدلالـــة علـــى التعظـــيم والتـــبرك، وهـــذا أســـلوب وفي الآيـــة تقـــديم لفـــظ

)2( القرآن في كل أمر ذي شأن.المعنى عنـد سـيبويه: والله أحـق ،]64"وقوله جل وعز ﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾[التوبة:

أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه ثم حذف كما قال الشاعر: ندك راض والرأي مختلفنحن بما عند وأنت بما** ع

وقــال أبــو العبــاس: هــو علــى غــير حــذف والمعــنى (والله أحــق أن يرضــوه ورســوله) وقــال غيرهمــا: )3(المعنى ورسول الله أحق أن يرضوه "

ــــه، فحــــذف )4(في معــــاني القــــرآن قــــال الزجــــاج : " ولم يقــــل يرضــــوهما ؛ لأن المعــــنى يــــدل علي استخفافا "، فكــا في ري: "وحـد الضــمير ؛ لأنـه لا تفـاوت بـين رضــاء الله ورضـاء رسـوله وقـال الزمخشـ

)5(حكم رضى واحد ؛ كقولك إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني"خـــيرا فيكـــون التقـــدير: " والله ويـــل آخـــر، وهـــو أن في الآيـــة تقـــديما و وذهـــب الزمخشـــري إلى

أيضا، وعلى هذا التأويل يكون تقديم )7(المبردوهذا مذهب ) 6(أحق أن يرضوه ورسوله كذلك " .)8(لفظ الجلالة فيه دلالة على التعظيم والتبرك

286ص 2د.الميداني، ظاهرة النفاق و خبائث المنافقين في التاريخ،، مرجع سابق ج) 1( 253ص رسالة دكتوراه، د.العربي قلايلية، التقديم والتأخير في التراكيب اللغوية ،: ) ينظر 2 228ص 3ج هـ، تحقيق :محمد علي الصابوني،1409، 1المكرمة، ط جامعة أم القرى، مكة معاني القرآن، أبو جعفر،النحاس،) 3 62ص1ج3دراسات لأسلوب القرآن الكريم، قمحمد عبد الخالق عضيمة، ينظر : ينظر : و ، 445ص1ج ،معاني القرآن ، الفراء) 4 .199ص 2)الزمخشري، الكشاف، ج 5 .199ص2،جالمصدر نفسه) 6 .63ص1ج3ق ،المصدر نفسه)ينظر : 7 .253)ينظر :د. العربي قلايلية، التقديم والتأخير، ص 8

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 185 -

الضمير يعود على مصدر الفعل: -5ــر لكــم :قولــه ــتم فـهــو خيـ ــإن تـبـ (فهــو) عائــد علــى المصــدر المفهــوم مــن ،]3التوبــة:[ف

.)1(الفعل، أي المتاب أو التوب، أو التوبة ضمير الجمع:-6

: ﴿ الله قال

:36﴾[التوبة[ فالضـمير يرجـع إلى )2(كمـا هـو قـول ابـن عبـاس ،الضمير في (فيهن) عائد علـى (الاثنـا عشـر )

ــا أقــرب مــذكور ،وقيــل: الضــمير يعــود علــى الأربعــة ،جميــع الشــهور وفيهــا مناســبة لتعظــيم ،لأ .)3(الظلم وتجريمه فيها خاصة

ويؤيـد الـرأي الثـاني " كـون الضـمير جـاء بلفـظ (فـيهن) ولم يجـئ بلفـظ (فيهـا) كمـا جـاء ( منهـا مــل في الضــمير وتعا ،أربعــة حــرم) لأنــه تقــرر في علــم العربيــة أن الهــاء تكــون لمــا زاد علــى العشــرة

ــا ،معاملــة الواحــدة المؤنثــة ؛ فتقــول الجــذوع انكســرت وأن النــون والهــاء والنــون للعشــرة فمــا دو

.27ص 1قسم 1ج دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبد الخالق عضيمة، ينظر:) 1رضي الله عنهمـا في قولـه {إن عـدة الشـهور عنـد الله اثنـا عشـر ) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس 2

ن، وجعــل الــذنب فــيهن أعظــم والعمــل الصــالح والأجــر شــهرا في كتــاب الله} ثم اخــتص مــن ذلــك أربعــة أشــهر فجعلهــن حــرم وعظــم حرمــالمــأثور، دار الفكــر، بــيروت، ثــور نالــدر الم ،جــلال الــدين الســيوطيأعظــم، {فــلا تظلمــوا فــيهن أنفســكم} قــال: في كلهــن" ينظــر : في التفســير

.187ص4ج1993، وينظـر 15-14ص 2ج ،هـ)616(ت) ينظر: التبيان في إعراب القرآن،أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله العكبري 3

.134ص 8ج ،: تفسير القرطبي

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 186 -

فيقـال: الجـذوع ،وقـد يعكـس قلـيلا ،هـذا هـو الصـحيح ،تقـول: الأجـذاع انكسـرن ،إلى الثلاثة )1(والأجذاع انكسرت." ،انكسرن

وأكثــر واختــاره الفــراء و المــروي عــن قتــادةراجــع إلى الأشــهر الحــرم وهــ والضــمير قــال الألوســي:"أنفســكم في جميــع شــهور الســنة تظلمــواراجــع إلى الشــهور كلهــا أي فــلا هــو وقيــل المفســرين

وحرامها حلالا كما فعل أهـل الشـرك حرامابفعل المعاصي وترك الطاعات أو لا تجعلوا حلالها )2(" .عنهماونسب هذا القول لابن عباس رضي الله تعالى

:ضمير الشأن-7﴿ :قولـــــــــــه

:63﴾[التوبة [ )3(" الضمير في ( أنه ) ضمير الشأن الخطير العظيم"

﴿ :قولـه

كاد:117﴾[التوبة[ وفي كــاد ضــمير الشــأن و قلــوب فاعــل قــال الألوســي تعليقــا علــى هــذه معــاني هــذه الآيــة: "...

ــا خــبرا عــن ضــمير الشــ أن وهــو يزيــغ والجملــة في موضــع الخــبر لكــاد ولا تحتــاج إلى رابــط لكو )4( » ...المنقول عن سيبويه

بنية الأفعال :نيا

65ص1ج3دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ق محمد عبد الخالق عضيمة، ) 1 91ص10ج روح المعاني،الآلوسي، ) 2 287ص 2)الميداني، ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في التاريخ، مرجع سابق ج 3 .113ص2، وتفسير النسفي، ج40ص 11ج روح المعاني،الآلوسي، ) 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 187 -

:تمهيدن الأفعـــال أثقــــل مـــن الأسمــــاء ن ،)1(لقـــد قـــرر علمــــاء العربيـــة قــــديما وعللـــوا ذلــــك

وقد حكـى ،خف ةلسنالأإذا كثر استعماله على والشيء ،فعالالأسماء أكثر استعمالا من الأولعلهـــم لهـــذه الغايـــة اعتنـــوا بتصـــريف الأفعـــال ووضـــع ميـــزان . )2(عـــن ابـــن النحـــاس هـــذا الـــرأي

ـا إليـه وأن ،فجعلـوه مـن قبيـل مـا لا يقبـل القيــاس ،فلـم يخـرج عـن مـوازينهم إلا مـا نـدر ،يرجعو :)3(وقد قال ابن مالك في مقدمة لامية الأفعال ،مرده إلى السماع

بلا يحز من اللغة الأبواب والس وبعد فالفعل من يحكم تصرفهلأفعـــال ،ولمـــا كانـــت الأفعـــال تـــدل علـــى الحـــدث بمختلـــف ،فقـــد جـــاءت ســـورة التوبـــة حبلـــى

،هــو رصــد الأحــداث الــتي وقعــت بمناســبة غــزوة تبــوك ،لأن المحــور الأســاس لموضــوعها ،صــيغها 618وكشــف أفعــال المنــافقين الظــاهرة والخفيــة. فــلا غرابــة أن نجــد الســورة قــد اشــتملت علــى

لمكـــرر وهـــو مـــا يعـــني أن )4( 2505البـــالغ عـــددها: ،مـــن مجمـــوع كلمـــات ســـورة التوبـــة فعـــلا لتقريــب ،%24.67الأفعــال تمثــل نســبة وهــو مــا يــدل علــى ،وهــي تمثــل ربــع كلمــات الســوة

زمنتهــا ،الحركيــة في تصــوير الأحــداث رة ،ممــا يضــفي علــى الســورة طــابع الحيويــة ،مرتبطــة وإ الانتباه.

:البسيطةـ الصيغ الصرفية 1فـإن علمـاء العربيـة وضـعوا ،لما كانت أكثـر الكلمـات العربيـة يتكـون مـن ثلاثـة حـروف

وهو مكون مـن ثلاثـة أصـول: (ف ،سموه الميزان الصرفي ،مقياسا يعرفون به أحوال بنية الكلمةوالـــلام يقابـــل ،والعـــين تقابـــل الحـــرف الثـــاني ،فالفـــاء تقابـــل الحـــرف الأول مـــن الكلمـــة ،ع ل)

324ص 1ج ، الأشباه والنظائر في النحو، السيوطيينظر: ) 1 324ص 1ج ،المصدر نفسهينظر: ) 2 .7)ينظر:شرح يحرق اليمني الكبير على لامية الأفعال، ص 3)أسقطت في الحساب بعض حروف المعاني كـالواو والفـاء العاطفـة والبـاء والـلام مـن حـروف الجـر، ونحوهـا مـن الحـروف الـتي تلتصـق 4

أصولها ولا من زوائدها، ويصعب فصلها عنها وعدها.لكلمات وليست من

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 188 -

والثالـث ،والثاني عـين الكلمـة ،ويسمون الحرف الأول: فاء الكلمة الثالث من الكلمة. الحرف .)1(لام الكلمة

ا ولها وظيفة فنية ؛ "فهي أوزان موسـيقية أي أن كـل ،والأفعال لها صيغ وأوزان توزن بتــــة وتــــتلخص مباحــــث تصــــريف )2(تــــدركها بســــهولة ويســــر" ،بنــــاء منهــــا ذو نغمــــة موســــيقية

دةالأفعا ،وكيفيـة اشـتقاق المضـارع والأمـر مـن الماضـي ،والصـحة والإعـلال ،ل في: التجرد والـز ،وفي البنـــاء للفاعـــل أو البنـــاء للمفعـــول ،وفي الجمـــود والتصـــرف وفي التعـــدي واللـــزوم ،وعكســـه

..)3(ومن حيث كونه مؤكدا أو غير مؤكد ولـــذلك وجـــب الاقتصـــار علـــى أكثرهـــا ،وهـــذه الدراســـة لا تتســـع هـــذه المباحـــث كلهـــا

تداولا في سورة التوبة.وجـــد أن أكثرهـــا تـــواترا الفعـــل ،فمـــن خـــلال دراســـة إحصـــائية لجميـــع أفعـــال الســـورة مــرة. ولقــراءة هــذه 55أمــا الأمــر فقــد جــاء ،مــرة276ثم الفعــل الماضــي ،مــرة 305المضــارع

ــا القــول أن الســورة هــيمن ،الأرقــام قــراءة تفســيرية ا الخطــاب الــواقعييمكنن الــذي ،علــى أســلوولكنــه ،أو وقــع في الماضــي ،يبحــث أو يســائل غــيره ويناقشــه أو يوبخــه فيمــا هــو واقــع حــادث

مستمر في الأداء. ـا في القـرآن ،ولمـا كـان مـن الصــعب الممتنـع وفــق ،دراسـة هـذه المباحــث جميعـا وتطبيقا

كـون الدراسـة قاصـرة علـى أكثـر صـيغ تعـين أن ت ،طبيعة هـذا البحـث ومنهجـه في هـذه المرحلـة الأفعال شيوعا في سورة التوبة.

28،ص 1987، 1) ينظر : محمد سالم محيسن، تصريف الأفعال والأسماء في ضوء أساليب القـرآن، دار الكتـاب العـربي، بـيروت،ط 1

.3ي، ص، وينظر أيضا : شرح ابن هشام الكيلاني على التصريف العز 10عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، ص د.وينظر:ط، 2 ، 1992)د. أحمد أبو زيد، التناسب البياني في القرآن، دراسة في النظم المعنوي والصوتي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الر

.230ص .9-8) ينظر: يحق البمني الكبير، شرح لامية الأفعال لابن مالك، دار رحاب، الجزائر، (د.ت)، ص 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 189 -

وهذه بعض الصيغ التي وظفت في السورة لإبراز هذا الجانب الفني في تصوير المنافقين:

رد:وهو ما كان على هذه الصيغة: [ف ع ل] من الفعل الماضـي -1 أبنية الثلاثي ارد وله في سورة التوبة الأبني ة التالية:الثلاثي ا

الأول: صيغة [ف ع ل] بفتح العين:وقـــد جـــاء في ســـورة التوبـــة مـــن هـــذه الصـــيغة ممـــا أصـــله مـــن الماضـــي الثلاثـــي الأفعـــال الآتيـــة:

عــــدوا ( ركــــوا ،أجعلــــتم ،]2[انفــــروا ،]2[اقـ ،تـفتــــني ،تظلمــــوا ،]2[تـزهــــق ،تخرجــــوا ،تحــــذرون ،تـتـ ،ســــقطوا ،رجعــــوا ،رجعــــك ،رجعــــتم ،خلطــــوا ،خرجــــوا ،جعــــل ،]2[تنفــــروا ،تنصــــروه ،تكنــــزون تـلوا ،ظهـــر ،طعنـــوا ،طبـــع ،صـــدقوا ،كـــذبوا ،]2[كتـــب ،كتـــب ،قـعـــد ،فـيـقتـلـــون ،فاقـعـــدوا ،فـــاقـــــــروا ،كفــــــرتم ــــــزتم ،]11[كف ــــــتحملهم ،كنـ ــــــا ،ل ــــــنـهم ،لخرجن ــــــيحلف ،لع ــــــيظلمهم ،]2[ن ل ،]2[ل ،يجمحــون ،وطبــع ،نكثــوا ،نـقمــوا ،نظــر ،نصــره ،نصــركم ،نصــحوا ،مــردوا ،لينفــروا ،]2[ليـعبــدوا ،يـقبضـــون ،يـفتـنـــون ،يـغفـــر ،يـعمـــروا ،يـعمـــر ،يظهـــروا ،يظلمـــون ،]4[يحلفـــون ،يحـــذرون ،يحـــذر

ـــزون ،]2[يكســـبون ،يكـــذبون ،يـقطعـــون ،يـقتـلـــون ينقصـــوكم ،ينصـــركم ،يـلمـــزون ،يـلمـــزك ،يكن ].سيحلفون ،سيحلفون

دلالات هذه الصيغة:ومن ، وطبع،]2[كتب، كتب :الاتخاذ-ـــــدوا : واللـــــزوم الاســـــتقرار- ع ،]4[، يحلفـــــون ]2 [، صـــــدقوا، قـعـــــد، مـــــردوا، لـــــيحلفن ] 3[اقـ

، ]2[سيحلفون تـتـركوا، تحذرون، يجمحون، يحذر، يحذرون، يـقبضون، :الامتناع- ، ]2[ لعنـهم، يكسبون :الإصابة-، طعنوا، فاقـتـلوا، فـيـقتـلون : الإيذاء- يـفتـنون، يـقتـلون، يـلمزك، يـلمزون، ، تـفتني ، ]2[ظر، ليظلمهم يظلمون، ن التجاوز:-

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 190 -

، تخرجــوا، تنفــروا، خرجــوا، رجعــتم، رجعــك، رجعــوا، ســقطوا، لــتحملهم، ]2[انفــروا :التحــول- لخرجنا، لينفروا،

غفر، نـقموا، يكذبون،كنـزتم، ي ـ ]،11[ تكنزون، كذبوا، كفرتم، كفروا والخفاء: الستر- خلطوا، يـعمر، يـعمروا، يـقربوا، يكنزون، :الجمع-لة- ،]2[ ليـعبدوا :الإ أجعلتم، جعل، طبع، :التحويل- نكثوا، يـقطعون، :التفريق- ، الإعطاء، نصحوا. ]2[ تـزهق :الدفع-

مــن حيــث ،يــبرز علــى غــيره ،ملاحظتــه أن بعــض المعــاني مــن هــذه الصــيغة ومــا يمكــنتـــه تصـــوير ،ومـــا ذلـــك إلا بســـبب ســـياق الســـورة ،عـــدد التكـــرار والتـــواتر الـــذي يضـــع في أولو

ومعـنى الاسـتقرار واللـزوم ،صـيغة 12ولذلك نجد أن معنى التحول جـاءت بـه ،نموذج المنافقين ،مــرات8ومعــنى الإيــذاء تكــرر مــع الصــيغة ،مــرة18ررومعــنى الســتر والخفــاء تكــ ،مــرة12تكــرر

مرات.6ومعنى الامتناع من الإيـذاء للرسـول صـلى الله عليـه وفي هذه المعاني كلها تصوير لما كان عليه المنافقون

لحـق ،وسلم وللمؤمنين ولـزوم الكفـر لهـم ،وتسـترهم وإخفـائهم لكفـرهم ،وامتناعهم عن الإقرار لأيمــان الكاذبـة الــتي هـي صــفة لازمـة لهــم ــم ،بقعـودهم عــن الجهـاد وحلفهــم واعتـذارهم كمـا أ

بون التحول عماهم عليه من النفاق والتخلف عن الجهاد. الثاني:[ف ع ل] بفتح الفاء وكسر العين:

ـــذه الصـــيغة ،]2[اعلمـــوا : [ فقـــد جـــاء علـــى النحـــو الآتي ،ومـــا كـــان أصـــل ماضـــيه الثلاثـــي ،تـقبــــــل ،]3[تـعملــــــون ،تـعلمــــــون ،تـعلمهــــــم ،تـعلــــــم ،تحــــــزن ،بخلــــــوا ،أذنــــــت ،اعملــــــوا ،اعلمــــــوا تم ،حبطت ،]2[حبطت ،فـرح ،فـاعلموا ،سـيـرحمهم ،سـخر ،رضـيتم ،رضـي ،]5[رضـوا ،حسبـ

ــؤذن ،لتـرضــوا ،]3[كــره ،فـيســخرون ،فـنســيـهم ،فـليضــحكوا ،واعلمــوا ،نـلعــب ،نـعلمهــم ،]2[ليـ

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 191 -

،يشهد ،يسمع ،يسخطون ،يـرقـبون ،يـرقـبوا ،يـرغبوا ،يـرضى ،يـرضوه ،يـرضونكم ،يخش ،وكرهوا ـــم يـع ـــون ،]4[يـعلمـــوا ،]3[ل ـــون ،]3[يـعلم ـــون ،]2[يـعمل ـــون ،يـفرق ـــه ،يـقبـــل ،]3[يـفقه ،يـلقون

].يـلونكم ،يـقربوا واختير فعل {رضيتم} دون نحو وللتمثيل نذكر الفعل (رضي)، قال ابن عاشور:"

بكذا) يدل على انشراح النفس، ومنه آثرتم أو فضلتم: مبالغة في الإنكار، لأن فعل (رضي )1(»"فشرب حتى رضيت«في حديث الغار قول أبي بكر الصديق

الثالث: [ف ع ل] بفتح الفاء وضم العين:

ـذه الصـيغة ،رحبـت ،بـعـدت فقـد جـاء علـى النحـو الآتي: [ ،وما كان أصل ماضيه الثلاثي ]. رحبت

الرابع: صيغة [ف ع ل] المعتل: في سورة التوبة في الأفعال الآتية: ،جاءت صيغة [ف ع ل] المعتل

بوا ،]3[ب ،بـنـوا ( تم ،]2[ ،]2[تـروهـا ،تـرضـونـها ،تـرضـوا ،تخشـوه ،تخشـون ،]3[تجري ،تـبـ ،]2[فــزادتـهم ،فـذوقوا ،فـتكـوى ،عفـا ،]3[ضـاقت ،خضتم ،خاضوا ،تـقوم ،]2[تـقم ،تفيض

،]9[كــــــــان ،]2[قيـــــــل ،قـلـــــــت ،]10[قـــــــل ،]5[قــــــــالوا ،]2[قالـــــــت ،]2[فـقـــــــل ،فســـــــيحوا ،]2[ا ليجــــــدو ،]2[ليـتوبــــــوا ،]2[ليـبكــــــوا ،لنكــــــونن ،كونــــــوا ،]7[كنــــــتم ،كنــــــا ،]11[كــــــانوا

،هـداهم ،نكـن ،نـعـف ،نسوا ،نخوض ،]2[ماتوا ،مات ،ليـقولن ،]2[ليـرضوكم ،]2[ليجزيـهم

)، كتاب 2259رقم:(في صحيح البخاري» فشرب حتى رضيت« ، وينظر: حديث:198ص10والتنوير، جابن عاشور: التحرير ) 1ب: من عـرف اللقطـة ولم يـدفعها إلى السـلطان ،ونصـه: " الأطعمة، همـا قـال انطلقـت فـإذا أ عنـ عـن البــراء عـن أبي بكـر رضـي ا

اه فـعرفـتـه فـقلـت هـل في غنمـبراع ك مـن لـبن فـقـال نـعـم فـقلـت هـل ي غنم يسوق غنمه فـقلت لمـن أنـت قـال لرجـل مـن قــريش فسـمفض كفيــه فـقــال هكــذا أنــت حالــب لي قــال نـعــم فأمرتــه فاعتـقــل شــاة مــن غنمــه ثم أ فض ضــرعها مــن الغبــار ثم أمرتــه أن يـــنـ مرتــه أن يـــنـ

عليـه صـلى ا لأخرى فحلب كثـبة من لبن وقد جعلت لرسـول ا ى فمهـا خرقـة فصـبـبت علـى وسـلم إداوة علـ ضرب إحدى كفيه رس عليه وسلم فـقلت اشرب فشرب حتى رضيت اللبن حتى بـرد أسفله فانـتـهيت إلى النبي صلى ا "ول ا

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 192 -

ــــدها ،]2[وعــــد غــــونكم ،وعــــدوه ،وع ــــوب ،يـبـ ــــدوا ،يـتوبــــون ،يـتوبــــوا ،]4[يـت ــــدون ،يج ،]3[يج ،يكـون ،يـك ،يقولـون ،يـقولوا ،]3[يـقول ،يغيظ ،يضيع ،يشف ،يزيغ ،يـزال ،يدينون ،يحمىهون ،يـنالون ،يـنالوا ،يميت ،]3[يكونوا وهم، ،]2[يـنـ . )]5[يـهدي وجدتم

ــــــه ويســــــمى ــــــل في أول ــــــالفالمعت ــــــد ،]2[ليجــــــدوا ( :)1(المث ــــــدوا ،وعــــــدوه ،وعــــــدها ،]2[وع ،يجدون وهم ،]3[يج فعـلا، 104، فقد جاء منـه:)2(). أما المعتل الوسط، ويسمى الأجوفوجدتم

فعلا. 30وأما المعتل الآخر، ويسمى الناقص، فقد جاء منه في السورة: خامسا: الفعل الثلاثي المهموز:

جاء منه في السورة الأفعال الآتية:هم ،نائــذ ( ــتـ ــوك ،أتـ ،أتـ ــروا ،أخــذ ــدؤوكم ،أم ،ســألتـهم ،ســاء ،جــاءكم ،]2[جــاء ،بى ،ب

بى ،فســـيـرى ،شـــاء ،ســـيـرى ـــراكم ،]2[مـــرون ،خـــذ ،تي ،تـــون ،ـــم ،يـؤفكـــون ،و ،يـ ،خــــذوهم ،خــــذ ،يطــــؤون ،]2[يشــــاء هم ،أيــــده ،أمــــروا ،أذنــــت ،أخــــذ ،بــــدؤوكم ،أتـــــوك ،أتـــــتـ

). ]2[ليـؤذن ،خذوهم ،خذ ،جاءكم ،]2[جاء ،ليأكلون ،ليأكلون ،تسؤهم أبنية الثلاثي المزيد:-2

أ ـ صيغة أفعل:(أفعل) هو للدلالة على التعدية، وجاءت في أفعال كثيرة أكثر ما جاءت له صيغة

) 3(للدلالة على اللزوم، وتعتبر هذه الصيغة من أكثر صيغ الزوائد وقوعا في القرآن. ( ) في ســــورة التوبــــة مــــن خــــلال الأفعــــال الآتيــــة:أفعــــلوقــــد تجســــدت صــــيغة ( ،آ

هم ،أرادوا ،أخلفـوا ،أخرجـه ،]12[آمنوا ،]2[آمن ،آتى ،]2[آتـوا ،]2[آ ،أرسـل ،أرد

نظر: محمد سالم محيسن، تصريف الأسماء والأفعال في ضوء أسـاليب )سمي بذلك لأن ماضيه مثل السالم في الصحة، وعدم الإعلال، ي 1 105القرآن، ص

.106سابق، صالرجع سطه من الحرف الصحيح، ينظر:الم)وسمي بذلك لخلو جوفه، أي و 2 39-38ص1)ينظر:محمد عبد الخالق عضيمة، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 193 -

ــــس ــــس ،]2[أس ــــتكم ،أس ــــد ،أعجبـ ــــاهم ،أعطــــوا ،]2[أع ــــام ،أغن ــــاموا ،أق ــــزل ،]2[أق ،]2[أن ،فـأتموا ،سيصـيب ،سـيدخلهم ،سـيـؤتينا ،تـغـن ،]2[تـعجبـك ،اغلـظ ،أوتوا ،أنفقوا ،]3[أنزلت

ــــأعقبـهم ،فأعرضــــوا ــــره ،لتـعرضــــوا ،لأوضــــعوا ،لأعــــدوا ،فـيحلــــوا ،ف ــــذروا ،]2[ليظه ــــؤمن ،لين ،نـ ،يحيـــي ،يحلونــه ،يحبــون ،]3[يحــب ،يــتم ،]3[يـؤمنــون ،]3[يـــؤمن ،]2[يـــؤذون ،يـؤتــون ،وأنــزل ــد ،يــذهب ،يخــزهم ــدون ،]2[يري ،يـعطــوا ،يطيعــون ،يطفــؤوا ،يصــيبـهم ،يصــيبـنا ،يصــيبكم ،يري ،يـهلكــــون ،ركون يشــــ ،فــــأجره ،ينفقونـهــــا ،]4[ينفقــــون ،]2[ينفــــق ،يقيمــــون ،يـغنــــيكم ،يـعطــــوا ]).2[تصبك

وقد جاءت هذه الصيغة للدلالة على معان عدة منها: ونحوها. ،أنزل ،أقاموا ،أقام ،أعد ،أخلفوا أجبتكم ،نحو: أخرجه ،الدلالة على التعدية-1ونحـو: فـأجره أي صـارفي ،أي صـار ذا إيمـان ،نحـو: آمـن ،الدلالة على ما اشـتق منـه الفعـل-2

أي صاروا كذلك. ،ويهلكون ،ونحو: يشركون ،إجارةوقد جاء من معاني (أفعل) الوصول إلى المكان، كأنجد وأعرق، والدخول في الوقت كأصبح وأمسى، والسلب، كأعجمت الكتاب بمعنى أزلت عجمته، والتعريض، وكل ذلك

)1(استعمل في القرآن الكريم.يـعتم، تـقاتلوا، الآتي: (لقد جاءت صيغة (فاعل) على النحو ب ـ صيغة فاعل: ، ]4[، جاهدوا ]3[، جاهدوا ]2[تـقاتلون، جاهد ، حارب، عاهد، عاهدتم

، عاهدتم، فـقاتلوا، قاتـلهم، قاتلوا ، قاتلوهم، ليـواطؤوا، هاجروا، ]3[عاهدتم ).ادد، يضاهؤون، يظاهروا، يـقاتلون، يـقاتلونكم ، يح ]2[يجاهدوا

تي: ومن دلالات هذه الصيغة في سورة التوبة ما

39-38ص1لأسلوب القرآن الكريم، ج)ينظر:محمد عبد الخالق عضيمة، دراسات 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 194 -

،]4[جاهـدوا ،]3[جاهـدوا ،]2[◌جاهد ،تـقاتلون ،تـقاتلوا نحو: ،الدلالة على المفاعلة -1 .حارب

.يضاهؤون ،يظاهروا ،نحو: يحادد ،الدلالة على التكثير-2أن ،ولعــل الســبب في ذلــك ،محورهــا القتــال والجهــاد ،والملاحــظ أن جميــع أفعــال هــذه الصــيغة

فناسـب ،وما لازمهـا مـن تخلـف المتخلفـين مـن المنـافقين ،نزلت بسبب غزوة تبوك ،سورة التوبةتصـــوير تخـــاذل المنـــافقين وفي الوقـــت نفســـه ،ذلـــك كلـــه أن يكـــون الحـــث علـــى القتـــال والجهـــاد

مـــرهم وللدلالـــة علـــى أن كـــل ،وأن يكـــون بعـــض ذلـــك بريشـــة المفاعلـــة الـــتي تفيـــد المشـــاركة ،وتمع الإسلامي يؤثر في غيره ويتأثر به.. طرف في ا

أكثر استعمال صيغة (فعل) و ما تصـرف منهـا في القـرآن الكـريم كـان ج ـ صيغة فعل:تي هــذه الصــيغة لأغــراض ، )1(للتعديــة والتكثــير وكــذلك الحــال في ســورة التوبــة، وقــد

فنية ودلالية أخرى.تي المضاعفة للدلالة على قوة الفعل، كما في كلمة "قلبوا" في قوله ﴿ :و

﴾]:ذه المضاعفة ،]48التوبة والمبالغة تصور والكلمة لنبي صلى الله عليه وسلم المنافقين وقد أكثروا التقليب وترددوا في آرائهم وأعملوا المكائد والحيل للإضرار

)2(والمسلمين.وتحتمل هذه الكلمة "قلبوا" أن تكون مبالغة في قلب الأمر إذا أخفى ما كان ظاهرا

ن)"منه وأبدى ما كان خفيا، كقولهم: (قلب له ظه .)3(ر ا

.250ص1، جنفسهرجع الم)ينظر: 1 .219ص10)ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 2ن) 219ص10)ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 3 ـن الـترس ،ومعنى (قلب له ظهر ا أي انقلب عما كان عليـه مـن وده وا

يد قطامش،ج: ط،1988الأمثال، دار الفكر، هلال العسكري،كتاب جمهرة بوأ ينظر: 2الثانية، محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد ا .125ص:

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 195 -

تي صيغة فعل لتستعمل في جعل المفعول متصفا بمصدر الفعل، ومن ذلك ما و﴿:جاءت به صيغة:"حرم"في قوله

﴾]:ولا يحرمون ﴿وقوله: قال ابن عاشور:" ]29التوبة

. بمعنى لا يجعلون حراما ما حرمه الله فإن مادة فعل تستعمل في جعل ﴾ما حرم الله ورسولهم يجعلونه ﴾ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله﴿المفعول متصفا بمصدر الفعل، فيفيد قوله: أ

م يجعلونه مباحا م غير حرام والمراد أ رة كراهيتهم لهم ، والمقصود من هذا تشنيع حالهم وإ )1(ن ما حرمه الله على عباده"يستبيحو وقد تجسدت صيغة (فعل) في الأفعال الآتية:

ر ،أيده ( ـرهم ،تضروه ،تصل ،تـزكيهم ،تـردون ،]2[بش ،حـرم ،حـرم ،حـرم ،تـنــزل ،تـنـبـئـهم ،تطهـــوا ـــرهم ،عـــذب ،ظنـــوا ،صـــل ،ســـنـعذبـهم ،خلف ـــئكم ،فخلـــوا ،فـثــــبطهم ،فـبش ـــئكم ،فـيـنـب ،فـيـنـب ،ليـعـــذبـهم ،ليضـــل ،ليضـــل ،لولـــوا ،لولـــوا ،قـلبـــوا ـــذب ،نـبـــأ ـــل ،نـع ـــتم ،نـفص ـــرهم ،وليـ ،يـبش

ـــــرهم ،يـبش ـــــين ـــــون يح ،يـبـ ـــــه ،رم ـــــردون ،يحرمون ـــــذبـهم ،يـعـــــذبكم ،يضـــــل ،يصـــــدون ،يـ ،يـع ).تصل ،يـعذبـهم ،يـعذبـهم ،يـعذبـهم ،يـعذبـهم

د ـ صيغة انفعل:وأكثـــر مـــا يكـــون مطاوعـــة للفعـــل الثلاثـــي ،تي بنـــاء "انفعـــل" للدلالـــة علـــى المطاوعـــة

رد"فـعل" تم ،انصرفوا ،انسلخ نحو: ،ا ار ،انقلبـ .امعـــنى المفارقـــة والتبـــدل مـــن حـــال إلى حـــال في كـــل مـــن: ،وقـــد تضـــمنت هـــذه الصـــيغة

ار. ،انقلبتم ،انسلخ وانصرفوا وا

165ص10سابق، جالمصدر ال) ينظر: 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 196 -

و للمطاوعة، قلبته قال في البحر المحيط:" الانقلاب: الانصراف والارتجاع، وه )1(فانقلب"

ار" هنا، فهي لغير المطاوعة كانطلق؛ لأنه " في المطاوعة إلا )انفعل(لا يستعملأما "الما جعل الجرف الهائر ، قال الزمخشري:")2("إذا كان فيه علاج وانفعال مثل كسرته فانكسر

ر جهنم، إلا ر جهنم، على معنى: فطاح به الباطل في ار به في مجازا عن الباطل قيل: فا يار الذي هو للجرف، وليصور أن المبطل كأنه أسس بنيا از فجيء بلفظ الا أنه رشح ا

ار به ذلك الجرف فهوى في قعرها. و الشفا: الحرف على شفا جرف من أودية جهنم فالماء وتجرفه السيول فيبقى واهيا. والهار: والشفير. وجرف الوادي: جانبه الذي يتحفر أصله الهائر وهو المتصدع الذي أشفى على التهدم والسقوط. ووزنه فعل، قصر عن فاعل، كخلف

لف فاعل، إنما هي من خالف. ونظيره: شاك وصات، في شائك وصائت. وألفه ليست )3("وأصله هور وشوك وصوت.عينه.

هـ. صيغة افتعل: إن هذه الصيغة لها دلالات مختلفة، منها:

وذلك نحو: ،الدلالة على المطاوعة: فإن (افتعل) يطاوع الفعل الثلاثي(فعل)-1 ،يـعتـــــــــــــذرون ،:[يطــــــــــــاوع:عرف]اعتـرفوا ،:[يطاوع:عـــــــــــــذر]تـعتذروا ،:[يطــــــــــــاوع بـغــــــــــــوا]ابـتـغوا

ى]ينتـهون ،:[يطاوعان:عــــــــــــــــذر]ذروا تـعت ،اشــــــــــــــــتـروا ،:[يطــــــــــــــــاوع:وقى]يـتـقون ،:[يطــــــــــــــــاوع: ]يطاوع معنى:أخذ.2[اتخذوا ،:[يطاوعان:شرى]اشتـرى

.يـتـقون ،يـتخذوا ،]2[يـتخذ ،تـتخذوا الدلالة على الاتخاذ: نحو: -2

.418ص1)ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، ج1 .57ص 1ج المكتبة العلمية، بيروت، (د.ت)، المصباح المنير،هـ)، 770)ينظر: أحمد بن محمد بن علي المقري(ت 2 .215ص 2)ينظر:الزمخشري، الكشاف، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 197 -

"يقـال: بغيـت الشـيء: ،ابـتـغـوا نحـو: ،جتهـاد ومبالغـةالدلالة علـى التصـرف والاكتسـاب -3ففيهــــا معــــنى التصــــرف ،اقـتـرفـتموهــــا. ونحــــو: )1(وابتغيــــت كــــذلك" ،إذا طلبــــت أكثــــر مــــا يجــــبوأمــــوال اقترفتموهــــا أي اكتســــبتموها، لأن "قــــال في البحــــر المحــــيط: ،والاجتهــــاد في الاكتســــاب

أشـــد، كانـــت الأمـــوال في ذلـــك الوقـــت عزيـــزة، الأمـــوال يعـــادل حبهـــا حـــب القرابـــة، بـــل حبهـــا .)2("وأكثر الناس كانوا فقراء

وـ صيغة تفعل:ا في سورة التوبة ما يلي: وأما(تفعل) فمن دلالا

،: يطــاوع الفعــل(قطع)تـقطــع نحــو: ،وهــو يطــاوع (فعــل) المضــعف ،الدلالــة علــى المطاوعــة-1ـــــــــروا ،:يطــــــــــاوع الفعـــــــــل:(خلف)يـتخلفوا ،: يطـــــــــاوع الفعل:(فقـــــــــه)ليـتـفقهـــــــــوا : يطــــــــــاوع يـتطه

الفعل:(طهر). .يذكرون ،يـتطهروا ،]2[ليـتـفقهوا نحو: ،الدلالة على التكلف-2 ،تـبــــرأ نحـــو: ،الدلالـــة علـــى الطلـــب-3 ،]2[ليـتـفقهـــوا ،لنصـــدقن ،تـربصـــون ،]2[تـبــــين ،يـتـبــــين

.يذكرون ،يـتخلفوا ز ـ صيغة استفعل:

تي لمعاني عدة منها :)3(فالألف والسين والتاء تكون في صيغة (استفعل)، وهي الطلب:-1

489ص1) ينظر:محمد عبد الخالق عضيمة، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج 1 .391ص 2) ينظر:أبو حيان، البحر المحيط، ج 2ـــة، الاســـد.)ينظر: 3 ـــده الراجحـــي، التطبيـــق الصـــرفي، دار المعرفـــة الجامعي ــر أيضـــا:محمد ســـالم 41-40كندرية، (د.ت)، صعب ، وينظـ

، وينظر:عبد الحميد هنداوي، الإعجاز الصرفي في القـرآن الكـريم، 83محيسن، تصريف الأفعال والأسماء في ضوء أساليب القرآن، ص135 .

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 198 -

:﴿" في قولـــــه اســــتـغفر ومثالــــه " ﴾

ثم ومنــه قولــه:﴿ .]80التوبــة:[ ــن المشــركين اســتجارك فــأجره حــتى يســمع كــلام ا وإن أحــد منـهم قـوم لا يـعلمون .]6التوبة:[﴾أبلغه مأمنه ذلك

لقرب، وقد استعمل مجازا قال ابن عاشور:" والاستجارة: طلب الجوار، وهو الكون في الأمن، لأن المرء لا يستقر بمكان إلا إذا كان آمنا، فمن ثم سموا المؤمن جارا، شائعا

والحليف جارا، وصار فعل أجار بمعنى أمن، ولا يطلق بمعنى جعل شخصا جارا له. والمعنى: )1(".استأمنك فأمنه إن أحد من المشركين

هم فاســتأذنوك للخـروج فـقــل لــن تخرجـوا معــي أبــدا فـإن رج ومنـه قولــه: ﴿ ـنـ إلى طآئفــة م عــك القعود أول مرة فاقـعدوا مع الخالفين ]83التوبة:[ ﴾ولن تـقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم

ـــوقولـــه: ﴿ هم وإذآ أنزل وجاهـــدوا مـــع رســـوله اســـتأذنك أولـــوا الطـــول مـــنـ ت ســـورة أن آمنـــوا ]86التوبة:[ ﴾وقالوا ذر نكن مع القاعدين

ومنه قوله:﴿

﴾ ]:114التوبة[ :﴿ : وذلك في قوله التأكيد-2

﴾]:يبــدل، أي [يســتبدل] فقولــه ،]39التوبــةوالكلمـة فيهـا دلالـة علـى معـنى التحـول، أي ويحـول أمـركم وعـزكم إلى )2(.فالسين والتاء للتأكيـد

.118ص10)ينظر:ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 .200ص10سابق، ج المصدر ال) ينظر : 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 199 -

غـيركم، فيكونــون بــدلا عــنكم، وهــو المعــنى الـذي أظهرتــه حروف(الألــف والســين والتــاء) وذلــك رضنا يستنسر"نحو ).1(قولهم في المثل:"إن البغاث

ومنه قولـه: ﴿

﴾ ]:42التوبة[. وقـــد زيـــدت عوضـــا في اســـطاع وفي هـــذه الكلمـــة أربـــع لغـــات أطـــاع وأســـطاع بقطـــع الهمـــزة "

لتاء ولغة خامسة استاع )2(..."واسطاع بوصلها واستطاع ومــن ذلــك قولــه:﴿ التحــول:-3

﴾ ]:23التوبة[ وقــرأ عيســى بــن عمــران: اســتحبوا بفــتح الهمــزة جعلــه تعلــيلا، وغــيره بكســر قــال أبــو حيــان: "

وا: آثــروا وفضــلوا، اســتفعل مــن المحبــة أي طلبــوا محبــة الكفــر. الهمــزة جعلــه شــرطا. ومعــنى اســتحب )3("وقيل: بمعنى أحب. وضمن معنى اختار وآثر، ولذلك عدي بعلى.

وحقيقــــة الاســــتحباب: أن يتحــــرى الإنســــان في الشــــيء أن يحبــــه، :"قــــال الراغــــب الأصــــفهانيـــار، و ـــه ب (علـــى) معـــنى الإيث ﴿علـــى هـــذا قولـــه تعـــالى: واقتضـــى تعديت

﴾ )4("]17:[فصلت

واستنسر صار كالنسر في القوة عند الصـيد بعـد ،والجمع بغثان ،البغاث ضرب من الطير وفيه ثلاث لغات الفتح والضم والكسر) 1

مجمــع هـــ)، 518ينظــر: أبــو الفضــل النيســابوري(ت أن كــان مــن ضــعاف الطــير يضــرب للضــعيف يصــير قــو وللــذليل يعــز بعــد الــذل. .10ص 1ج محيي الدين عبد الحميد، ، دار المعرفة، بيروت، تحقيق:محمدالأمثال

، 1، ط، دار الفكـــر، دمشـــقاللبـــاب في علـــل البنـــاء والإعـــرابهــــ)، 616)ينظر:أبـــو البقـــاء محـــب الـــدين عبـــد الله بـــن الحســـين(ت 2 .277ص 2ج ، تحقيق:غازي مختار طليمات،1995

.391ص 5هـ)، البحر المحيط، ج754)ينظر: أبو حيان(ت 3 .231ص2)ينظر:محمد عبد الخالق عضيمة، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج 4

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 200 -

: ومنــه قولــه:﴿الكثــرة والقــوة والمبالغــة-4

﴾]:69التوبة[ والاستمتاع: التمتع، وهو نوال أحـد المتـاع الـذي بـه التـذاذ الإنسـان وملائمـه قال ابن عاشور:"

[ســـــورة في ﴾﴿وتقـــــدم عنـــــد قولـــــه تعـــــالى: )1(".التاء فيه للمبالغة في قوة التمتعوالسين و ]، 24الأعراف:

لدنيا، فجيئ بصيغة والمقام هنا مقام تصوير مبالغة الكافرين والمنافقين في التمتع الاستفعال في (استمتعوا) لتفيد الاستزادة والاستدامة في التمتع، "وهذه الجملة ذم لهم تهم، ستمتاعهم بحظوظهم من الشهوات الفانية، وتمهيد لذم المخاطبين المنافقين، بمشا

رهم" )2(واقتفاء آومن ذلك قولـه:﴿

﴾]:23التوبة[ والتــاء للتأكيــد، } أحبــوه حبــا متمكنــا. فالســينومعنى {قــال ابــن عاشــور:"

)3(".مثل ما في استقام واستبشر

.258ص10)ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 .213ص1عبد الفتاح لاشين، لغة المنافقين في القرآن، جد.)ينظر: 2 .151ص10)ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 201 -

:وهــو لمطاوعــة وزن (أفعــل)، ومــن ذلــك قولــه:﴿)1(المطاوعــة-5

﴾]:7التوبة[ والاستقامة: حقيقتها عدم الاعوجاج، والسين والتاء للمبالغـة مثـل اسـتجاب قال ابن عاشور:"

واســتحب، وإذا قــام الشــيء انطلقــت قامتــه ولم يكــن فيــه اعوجــاج، وهــي هنــا مســتعارة لحســن وء المعاملــة يطلــق عليــه الالتــواء والاعوجــاج، فكــذلك يطلــق علــى المعاملــة وتــرك القتــال، لأن ســ

)2(".ضده الاستقامةومنه قوله:﴿

﴾]:111التوبة[. نى أفعل كاستوقد وليست استفعل هنا للطلب، بل هي بمعقال في البحر المحيط: "

)3(".وأوقدأو لمطاوعة الفعل الثلاثي (فـعل): ومنه قولـه: ﴿

﴾]:64التوبة[. قـلتم يـرد في سـورة التوبـة مـن هـذه الصـيغة إلا فعـل واحـد، وهـو(لم : )1(ح ـ تفاعـل )، ا

لإخــــلاد إلى الأرض، وعــــدم الرغبــــة في الخــــروج وفيــــه دلالــــة علــــى التكلــــف، وإيحــــاء

.113ر عن فعل متعد"، ينظر:شرح يحرق اليمني الكبير على لامية الأفعال لابن مالك، ص) ومعنى المطاوعة:"حصول فعل قاص1 .123-122ص10سابق، جال المصدر )ينظر: 2 .510ص5)ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 202 -

قلــتم، وقرأ الأعمــش: تثــاقلتم وهــو أصــل قــراءة الجمهــور.قــال أبــو حيــان:")2(للجهــاد اوهـــو في موضـــع الحـــال، وهـــو عامـــل في إذ أي: مـــا لكـــم وهـــو مـــاض بمعـــنى المضـــارع، )3(".تتثاقلون إذا قيل لكم انفروا

،حيـــث ينحـــبس الـــنفس ويثقـــل النطـــق ،ودلالـــة التقـــاعس والتبـــاطؤ ظـــاهرة مـــن اللفـــظجي هـذه الكلمـة وهـذه الكلمـة لـو كانـت وحـدها لوسـعت بصـيغتها دلالـة التقـاعس ،بمجرد

وروعيت كل الصيغ الواردة في الآية؟! ،قرئت في سياقهافكيف إذا ،وعدم الرغبة في الخروجن معنى الميل والإخلاد أي تباطأتم وتقاعستم. وضم ..تثاقلتم.. وقال الزمخشري:"

ا وكرهتم مشاق السفر ومتاعبه، ونحوه: لى. والمعنى: ملتم إلى الدنيا وشهوا أخلد ﴿فعدي ركم. ]176الأعراف: [ ﴾رض وٱتـبع هواه لأإلى ٱ رضكم ود )4("وقيل: ملتم إلى الإقامة

ـ الصيغ الصرفية المركبة:2لصيغ الصـرفية بسـيطة ،إن التصوير القرآني في سورة التوبة للمنافقين ،لم يقتصر على التصوير

ضـافة ،بل اسـتعان علـى التصـوير بـبعض الصـيغ المركبـة فمـن ذلـك تصـويره للمعـاني والحـالات وصيغة: (كان+يفعل). ،وأبرزها: صيغة(قد+فعل) ،ذات وظيفة دلالية مساعدة للفعل أداة

أـ الصورة الأولى: قد + فعل:، وقـد جـاءت هـذه الصـيغة في المواضـع الآتيـة )5(.."والفعـل مـا حسـن فيـه قـد.قال ابن جـني: " من سورة التوبة:

وما بعدها.599ص2قسم 1) ينظر:محمد عبد الخالق عضيمة، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج 1 .287ام حسان، البيان في روائع القرآن، صتمد.)ينظر: 2 .419ص5)أبو حيان، البحر المحيط، ج 3 .189ص 2)الزمخشري، الكشاف، ج 4، تحقيـق: فـائز 1972هـ)، أبو الفـتح عثمـان بـن جـني، كتـاب اللمـع في العربيـة، دار الكتـب الثقافيـة، الكويـت، 392)ابن جني(ت 5

.8فارس، ص

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 203 -

﴿ :قولـه -

﴾ :25[التوبة.[ ﴿ :وقوله -

﴾:40[التوبة.[ ﴿:وقوله -

﴾:48[التوبة.[ ﴿ :وقوله -

﴾ :50[التوبة.[ ﴿:وقولـه -

﴾:66[التوبة.[ ﴿ : وقوله -

].74[التوبة: ﴾

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 204 -

ــــــــــــــه - ﴿ : وقول

﴾:94[التوبة.[ ـــــــه - ﴿ :وقول

].117[التوبة:﴾ ﴿ :وقوله -

﴾ ].128-129[التوبة:

ت السابقة كلها، قد جاءت فيها الصيغة المركبة: و ما يمكن ملاحظته هو أن الآ مع كل فعل منها، الدلالات الآتية: )1((قد+فعل)، حيث أفادت [قد]

: ﴿ دلالـــة التكثـــير: وذلـــك في قولـــه-1 ـــيرة لقـــد نصـــركم ا ـــواطن كث ﴾، أي كثـــيرا مـــا في ملكثرة. نصركم الله، بدليل ذلك المواطن بصيغة الجمع، ووصفها

ـــة :﴿وقولـــه ن ـــوا الفتـ ـــد ابـتـغ ـــور لق ـــك الأم ـــوا ل ـــل وقـلب ـــة مـــن قـب ﴾أي: أن المنـــافقين طلبـــوا الفتنجتهاد وكثرة، ودل على ذلك صـيغة الجمع:الأمـور، وصـيغة:قلبوا، وهـو فعـل مضـعف العـين،

والتضعيف يفيد الكثرة.

تي على ثلاثة 1 تي:)[قد]: تي: اسمـا بمعـنى :حسـب، -اسـم فعـل، نحو:قـدك أي:كفـاك،-أوجه، حسب موقعها في السـياق، فقـد و

تي:قد حرفا له عـدة معـان تعـرف مـن السـياق، نحو:التوقـع، والتقريـب، والتقليـل، -نحو: قد زيد ابتسامة، أي: حسب زيد ابتسامة، و بتصرف. 315—312الإملاء، دار اشريفة، الجزائر،(د.ت)صوالتكثير، والتحقيق.ينظر:إميل يعقوب، معجم الإعراب و

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 205 -

: ﴿ قوله ٱ ﴾، أي: نبأ الله (كثيرا) من أخباركم، ودل على ذلك من أخباركم قد نـبأ، وهو فعل، مضعف العين، الذي يفيد التكثير، ووجود صيغة وجود صيغة:نبأ

الجمع:أخباركم، وكلها تفيد معنى الكثرة.فـقـــد إلا تنصـــروه : ﴿ دلالـــة التقريـــب: أي تقريـــب الماضـــي مـــن الحـــال، وذلـــك في قولـــه-2 لغــار لا جنــد معــه ولا أتبــاع، غــير وهــو في ا ﴾أي نصــره قريبــا، يــوم أنجــاه مــن المشــركيننصــره ا

لحــزن، فــأنزل الله ســكينته، وأذهــب عنــه خطــر الكــافرين ، مــن غــير جنــد صــاحبه، الــذي شــعر ولا سلاح.

ب الله: ﴿ وقولـــه ــر لقــــد ــجرين وٱلانصـــ ب الله علـــيهم قريبــــا، علـــى ٱلنــــبى وٱلمهــ ﴾أي: ر ســاعة العســرة، وهــو الــزمن الــذي خرجــوا فيــه إلى غــزوة تبــوك، وقــد كــان ذلــك في بــدليل ذكــ

وقت شدة الحر، وحـين طابـت الثمـار، ولـذلك شـق الخـروج علـى فريـق مـنهم، حـتى تخلـف مـن غير عذر ولا نفاق.

ن أنفسكم لقد جاءكم رسول : ﴿ وقوله ﴾أي: جاء رسول من وقت قريب، هذه أخلاقه م م.فيكإن تصـبك حسـنة تسـؤهم وإن تصـبك مصـيبة يـقولـوا : ﴿وذلـك في قولـه دلالة التوقع:-3

أمر أمـر ]؛ فـإن (قـد) في:﴿50[التوبة:من قـبل ويـتـولوا وهم فرحون ﴾ قد أخذ قـد أخـذلرســول والمســلمين، مــن قـبــل ﴾ أفــادت التوقــع، حيــث إن المنــافقين، لشــدة غــيظهم وتربصــهم

بـل ظننـتم أن لـن :﴿بعـدها سـالما، كمـا قـال يتوقعون في كل غزوة أن لا يعود الرسول وظننتم ظن السوء وكنتم قـومـا ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قـلوبكم

]12﴾[الفتح:بورا بـعـــد إيمـــانكم إن نـعـــف عـــن قـــد كفـــرتم لا تـعتـــذروا :﴿دلالـــة التحقيـــق: وذلـــك في قولـــه -4 نـهم كانوا مجرمين﴾ نكم نـعذب طآئفة ]..66[التوبة:طآئفة م ما قالوا : ﴿قوله و ورسوله من فضله فإن يـتوبوا يك خيرا له وكفروا بـعد إسلـمهم وهموا بما لم ولقد قالوا كلمة ٱلكفر يحلفون بٱ يـتـولوا م وإنيـنالوا وما نـقموا إلا أن أغناهم ٱ

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 206 -

نـيا وٱلاخرة وما لهم فى ٱلارض من ولي ولا نصير ﴾ أليما فى ٱلد عذا يـعذبـهم ٱ : ﴿ ]..وكما في قوله74[التوبة: ﴾، فقد أكد بـ"قد"، في مواطن كثيرة لقد نصركم ا

م قال ابن عاشور: " لتحقيق النصر، وأكد الكلام بــــ{قد} لتحقيق هذا النصر لأن القوم كأكيد الخبرز ن ـنسوه أو شكوا فيه ف ـ )1(".لوا منزلة من يحتاج إلى )كان + يفعل (ب ـ الصورة الثانية:

ت الآتية: جاءت هذه الصيغة في الآ ثمنـــا : ﴿ قولـــه - ت ا قلـــيلا فصـــدوا عـــن ســـبيله إنـهـــم ســـاء مـــا كـــانوا يـعملـــون اشـــتـروا ].9[التوبة:﴾لكفــــر : ﴿ قولــــه - مــــا كــــان للمشــــركين أن يـعمــــروا مســــاجد الله شــــاهدين علــــى أنفســــهم

].17[التوبة:ون ﴾أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالد ــراهيم وأصــحاب : ﴿ قولــه - ــأ الــذين مــن قـــبلهم قـــوم نــوح وعــاد وثمــود وقـــوم إبـ ــم نـب ـــــكن كــــألم ــــيظلمهم ول ل ــــا كــــان ا ــــات فم لبـين هم رســــلهم ــــتـ نوا أنفســــهم امــــدين والمؤتفكــــات أتـ

].70[التوبة:﴾يظلمون ـا : ﴿ قوله - من فضله لنصدقن ولنكونن من الصـالحين فـلم لئن آ لــوا بــه وتـولــوا وهــم معرضــون فــأعقبـهم ومنـهم من عاهد ا ــن فضــله بخ هــم م نفاقــا في قـلــوم إلى يـــوم يـلقونــه بمــا آ

ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ﴾ .].77-75[التوبة:أخلفوا اـــــوالهم : ﴿ قولـــــه - م ـــــوا أن يجاهـــــدوا وكره ـــــون بمقعـــــدهم خـــــلاف رســـــول ا ـــــرح المخلف ف

ر جهـــنم أشـــد حـــرا لـــو كـــانوا يـف وقـــالوا لا تنفـــروا في الحـــر قـــل قهـــون وأنفســـهم في ســـبيل ا ].81[التوبة:﴾ ].82[التوبة:فـليضحكوا قليلا وليـبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ﴾: ﴿ قوله -

.155ص10ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج) 1

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 207 -

ـــه - ـــم : ﴿ قول هم إنـه هم فأعرضـــوا عـــنـ ـــنـ ـــيهم لتـعرضـــوا ع ـــتم إل لكـــم إذا انقلبـ ســـيحلفون ]. 95[التوبة:رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ﴾

وا أن يستـغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قــربى مـن بـعـد ما كان للنبي والذين آمن : ﴿ قوله -حيم ﴾ لهم أنـهم أصحاب الج ].113[التوبة:ما تـبـين

لهـم مـا يـتـقـو : ﴿ قوله - ليضل قـومـا بـعـد إذ هـداهم حـتى يـبــين بكـل ن إن وما كان ا ا ].115[التوبة:﴾شيء عليم

ولا : ﴿ قوله - ـن الأعـراب أن يـتخلفـوا عـن رسـول ا ما كان لأهل المدينة ومن حولهم منـهــم لا يصــيبـهم ظمــأ نفســهم عــن نـفســه ذلــك يـرغبــوا ولا نصــب ولا مخمصــة في ســبيل ا

ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا يـنالون مـن عـدو نــيلا إلا كتـب لهـم بـه عمـل صـالح إن ا ]120[التوبة:﴾يضيع أجر المحسنين لا هم طآئفـة ليـتـفقهـوا وما ك : ﴿ قوله و - ـنـ ان المؤمنون لينفروا كآفة فـلـولا نـفـر مـن كـل فرقـة م

].122[التوبة:في الدين ولينذروا قـومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ﴾ت السابقة يمكننا أن نست خلص الاستنتاجات والدلالات الآتية :من خلال الآ

الدلالة على الجمع:جاءت الصيغة المركبة (كان+يفعل) للدلالة على الجمع إلا في موضع -1 لهـم : ﴿واحد من السورة، وهـو قولـه ليضـل قـومـا بـعـد إذ هـداهم حـتى يـبــين ومـا كـان ا

ــذه الصــيغة ولم يفصــل 115﴾[التوبــة:شــيء عليم بكــل مــا يـتـقــون إن ا ]، وكــل جمــع قصــد ســـم ظـــاهر، فإنمـــا يقصـــد بـــه جمـــع المتخلفـــين مـــن أهـــل المدينـــة ومـــن حـــولهم مـــن بـــين جزأيـــه،

بغير عذر. الأعرابالاستمرار التجددي: فإن صيغة [كان+يفعل] تدل على الاستمرار في الفعل الدلالة على -2

مــن الــزمن الماضــي إلى الحاضــر والمســتقبل، وفي ذلــك إشــارة إلى الثبــات علــى الأمــر والاســتمرار ت الآتية: فيه دون تغيير في الأعمال أو العوائد والطبائع كما جاء ذلك في الآ

ولا ينفقـون : ﴿قوله - إلا كتـب لهـم ليجـزيـهم ٱ نـفقـة صـغيرة ولا كبـيرة ولا يـقطعـون واد ، فيه دلالة على ثبات أعمالهم الصالحة.]121﴾[التوبة: أحسن ما كانوا يـعملون

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 208 -

مثـل هـذا العمـل كـان وفي ذكـر {كـانوا} والإتيـان بخبرهـا مضـارعا إفـادة أن قـال ابـن عاشـور:"م. )1("ديد

م، بســـبب 77-75[التوبـــة:وبمـــا كـــانوا يكـــذبون ﴾:﴿قولـــه - م الـــذي أصـــا ]، أي أصـــاوالجمـــع بـــين صـــيغتي اســـتمرارهم في الكـــذب، واتخـــاذه طبعـــا لا يحيـــدون عنـــه..قال الآلوســـي: "لإســـتمرار أي بســــبب إخلافهــــم مــــا وعـــدوه تعــــالى مــــن التصــــدق الماضـــي والمضــــارع للإيــــذان

م مســتمرين علــى الكــذب في جميــع المقــالات الــتي مــن جملتهــا وعــدهم والصــلاح وبســبب كــو )2(."المذكور

ـم لا ]81[التوبـة:لو كانوا يـفقهـون ﴾:﴿قوله- ، أي أن حـالهم الدائمـة الـتي كـانوا عليهـا أ يفقهون.

ــا 95بــة:[التو جــزاء بمــا كــانوا يكســبون ﴾:﴿قولــه - ]أي بســبب أعمــالهم الــتي كــانوا يقترفوصـيغتي الماضـي أي مـن فنـون المعاصـي والجمـع بـين على الـدوام والاسـتمرار. قـال الآلوسـي : "

.)3("التجددي الاستمراروالمستقبل للدلالة على ].70[التوبة:﴾ولكن كانوا أنفسهم يظلمون :﴿قوله -لكفر والتكذيب والجمع - بمقتضى استعدادهم - )4(عرضوها حيثقال الآلوسي:" للعقاب

الظلم يغ وص . وقال ابن عاشور: ")5(الاستمرار"بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الكائن في ذلك الزمان بصيغة المضارع للدلالة على التجدد والتكرر، أي على تكرير ظلمهم

)6("أنفسهم في الأزمنة الماضية.

58ص10سابق، جال )المصدر 1 .145ص10)الآلوسي، روح المعاني، ج 2

.152ص10المصدر نفسه، ج3) )أي عرضوا أنفسهم للعقاب بكفرهم وتكذيبهم.4 .135ص10ينظر: المصدر السابق، ج ) 5 262ص10نظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج)ي 6

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 209 -

ت الآتية:-3 دلالة التمكن: فمن ذلك الآ]، فالصيغة الصرفية المركبة من: 77-75[التوبة:وبما كانوا يكذبون ﴾:﴿قوله -

لم يكذبوا مرة واحدة فحسب، بل الكذب [كانوا+يكذبون]، أفادت أنه هؤلاء المنافقونم بصيغة {كانوا قال ابن عاشور:"فيهم صفة قديمة متمكنة من أنفسهم، وعبر عن كذ

على أن الكذب كائن فيهم ومتمكن منهم ودلالة المضارع على ]كان[يكذبون} لدلالة ا تفسد .تكرره وتجدده وفي هذا دلالة على وجوب الحذر من إحداث الأفعال الذميمة فإ

موس الوجودالأخلاق الصالحة ويزداد الفساد تمكنا من النفس بطبيعة )1(".التولد الذي هو ]؛ فقد جاءت الصيغة الصرفية 70[التوبة:﴾ولكن كانوا أنفسهم يظلمون :﴿قوله --

مركبة من فعلين: [كانوا+يظلمون]، وذلك للدلالة على تمكن الظلم من أنفسهم منذ زمن بلغ بعيد، قال ابن عاشور: " وجه إذ أسند إليهم بصيغة الكون وأثبت ظلمهم أنفسهم لهم

)2(."الماضي، الدال على تمكن الظلم منهم منذ زمان مضى الصورة الثالثة: (زال+يفعل)–ج

يانـهم الذي بـنـوا ريبة في قـلوم إلا أن تـقطع قـلوبـهم :﴿وذلك في قوله لا يـزال بـنـ عليم حكيم م ريبة في كل وقت ] ، قال الآلوسي: "110[التوبة: ﴾وا إلاأي لا يزال بنيام أو في كل حال وخروجها عن قابلية الإدراك حال تقطعها أي تفرقهاإلا وقت تقطع قلو

م التي هي محل الإدراك وإضمار الشرك بحيث لا يزول وهذا كناية عن تمكن الريبة في قلووهو خارج مخرج ،تقطعت وفرقت وحينئذ تخرج منها الريبة وتزول اذإمنها ما داموا أحياء إلا

)3("التصوير والفرض

273ص10، جنفسه )ينظر: المصدر 1 نفسه. المصدرينظر: ) 2 .24ص11)ينظر: الآلوسي، روح المعاني، ج 3

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 210 -

فعل)تالصورة الثالثة: (إن+لا+-دــذا التركيــب [إن] الشــرطية، تليهــا [لا] النافيــة، ثم الفعــل المضــارع لقــد جــاءت صــيغة الفعــل مصــدرا بتــاء المخاطــب وذلــك للدلالــة علــى معــنى التحــريض، متضــمنا معــنى التهديــد والتــوبيخ، كل هذه المعاني والدلالات مجتمعة تؤديها هـذه الصـيغة الصـرفية التركيبيـة، وقـد اجتمعـت هـذه

أليمــا إلا : ﴿ في قولــه الــدلالات ــذا ــركم ولا تضــروه و تنفــروا يـعــذبكم ع ــا غيـ يســتبدل قـوم علـــى كـــل شـــيء قـــدير ئا وا ني نصـــره الـــل◌ تنصـــروه فـقـــد إلا شــيـ ه إذ أخرجـــه الـــذين كفـــروا

ه ســكينـته عليــه ه معنــا فــأنزل الــل◌ إذ همــا في الغــار إذ يـقــول لصــاحبه لا تحــزن إن الــل◌ اثـنـــين ــفلى وكلمـــة الــل◌ وأيــده بجنــود لم تـروهــا وجعــل كلمـــة الــذين كفــروا الس عزيـــز ه هــي العليــا وا

].40-39﴾[التوبة:حكيم مزة بعدها قال ابن عاشور: " وكتب في المصاحف {إلا} من قوله: {إلا تنفروا}

ا مدغمة، والقياس أن يكتب (إن لا) بنون بعد الهمزة ثم لام لام ألف على كيفية النطق مزة بعدها لام إلا تنصروه} {كتب في المصاحف {إلا} من قوله: قال:"...)1(..."ألف

ــ مزة فنون فلام ألف ــ ا مدغمة، والقياس أن تكتب (إن لا) ــــ ألف، على كيفية النطق ما حرفان: (إن) الشرطية و(لا) النافية، ولكن رسم المصحف سنة متبعة، ولم تكن للرسم لأ

تنة في الأرض في تفعلوه تكن ف في القرن الأول قواعد متفق عليها، ومثل ذلك كتب {إلا) بلام بعد الباء وراء 14). وهم كتبوا قوله: بل ران في سورة المطففين (73سورة الأنفال (

.بعدها، ولم يكتبوها بباء وراء مشددة بعدهار رسم ذه الصورة في المصحف خشية تـوهم متوهم أن {إلا} هي {وقد أ إلا تنصروه}

تنبيه ليس من أقسام (إلا)، (إلا) التي »: «مغني اللبيب« حرف الاستثناء فقال ابن هشام في )2("في نحو {إلا تنصروه فقد نصره الله} وإنما هذه كلمتان (إن) الشرطية و(لا) النافية،

.200ص10)ينظر:ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 1 .202-201ص10)ينظر:المصدر نفسه، ج 2

....الدلالات الصرفية....الفصل الثالث................................................

- 211 -

..........................الخاتمة..................................................................

- 212 -

اهتــدى والصــلاة والســلام علــى النــبي الخــاتم وعلــى آلــه وصــحبه ومــن ،الحمــد الأول والآخــر ..ديه من القرن الأول إلى الآخر

وبعد: ،للحـرف والكلمـة القرآنيـةفلقد حاولت في هذا (البحث) إبراز الجانـب الجمـالي الفـني

وأن أقــف علــى بعــض أســرار الإعجــاز للقــرآن الكــريم؛ فإنــه ممــا لاشــك فيــه أن تحــدي القــرآن لم ـا فحسـب؛ فـإن المعـاني القرآنيـة تجسـدت في السـنة النبويـة؛ فقـد كـان يكن للمعاني التي جـاء

سـلوب ،ترجمان القرآن النبي ا الـوحي وقـرر العلمـاء ،ه البليـغوكان يصوغ المعاني التي جاء فمــا الســر في ،ولكــن القــرآن ـ مــع ذلــك ـ يبقــى شــامخا متميــزا متحــد ،أن ســنته مــن الــوحي

ذلك؟؟حـــين أخـــذ ينظـــر في الـــدلالات الصـــوتية ،لعـــل البحـــث حـــاول اســـتجلاء بعـــض ذلـــك

عتبـاره أخطـر النمـاذج الإنســانية لحـروف القـرآن وكلماتـه مــن خـلال رصـد نمـوذج "المنــافقين"؛ وحدد البحث سورة التوبة مساحة لهذا الرصد.. ،التي عنى القرآن بتصويرها

لمــنهج الإحصــائي والمــنهج الوصــفي لاســتعانة بعــض توصــل البحــث إلى أن تــواتر ،والحــــــروف وتكرارهــــــا لــــــه دلالات صــــــوتية تــــــؤدي وظيفــــــة فنيــــــة مســــــاعدة في تصــــــوير النمــــــاذج الإنســـانية.. وأن إيقـــاع بعـــض الصـــيغ للكلمـــة القرآنيـــة يـــؤدي نوعـــا مـــن (الســـحر) الـــذي حـــير

م.. ،من قبل العرب لبا خذ سماعهم قبل أن فأخذ القرآن عــــداد بعينهــــا.. لتصــــوير نمــــوذج إن القــــرآن في اختيــــاره لحــــرو ف بعينهــــا.. وتكرارهــــا

إلا ،بعينه..هو ما يمكن أن نطلق عليه الإعجاز الفـني؛ لأنـه لـيس بمقـدور بشـر أن يفعـل ذلـك يفضي إلى افتضاح صاحبه والسخرية منه.. ،بكثير من التكلف

..........................الخاتمة..................................................................

- 213 -

فقــام ،ينولقــد حــاول البحــث ـأيضاـــ دراســة الــدلالات الصــرفية الفنيــة في تصــوير المنــافق برصد الوحدات والصيغ الصرفية في سورة التوبة..

رزا في تصــوير المنــافقين وأن الســورة قــد اختــارت بعــض ،وقــد لاحــظ أن لهــا دورا فنيــا لمــا لهــا مــن دلالات فنيــة وجماليــة في ســياقها ،الصــيغ في الأسمــاء والأفعــال والحــروف دون غيرهــا

وإن اســتعملتها في ،ظفهــا في الســياق نفســهفلــم تو ،وأهملــت صــيغا أخــرى ،الــذي وضــعت فيــه سياقات أخرى..

النمــاذج الإنســانية مثــللــيس ،الــذي هــو تصــوير المنــافقين ،ومــا ذلــك إلا لكــون المقــامــتم بتصــوير ظــواهر المنــافقين فحســب ،الأخـرى بــل عمــدت إلى كشــف مــا في ،فــإن الســورة لم

وصــيغ صــرفية بعينهــا؛ ،ينهــافقامــت بتوظيــف وحــدات صــرفية بع ،نفوســهم وتصــوير دخــائلهموقــد أخــذوا مواقــع ،رســم صــور واضــحة للمنــافقين ،ومــن خــلال ســياقها ،لتــؤدي في مجموعهــا

وإن كانت كلها تمثل صورة واحدة. ،مختلفةــم يتخلفــون عــن المواقــف المشــرفة(غزوة تبــوك) ويتمنــون ،ويتخــذون مواقــف مذبذبــة ،إ

ـــم الـــدوائر ،الســـوء للمســـلمين لأعـــذار ،ويتـــآمرون علـــى قتـــل النـــبي ،ويتربصـــون ويتعللـــون لأيمـــان الكاذبــــة ،الواهيـــة ا هـــم الله مــــن مـــال في ســــبيله ،ويؤكــــدو ويلمــــزون ،ويبخلـــون بمــــا آ

،لســــنتهم ويــــؤذون رســــول الله ،ويســــخرون مــــنهم ،في الصــــدقات المطــــوعين مــــن المــــؤمنين ،فيبنــون لــه مســجدا ضــرار وتفريقــا بــين المــؤمنين ،ورســوله ويــوادون مــن حــارب الله ،وينتقصــونه

لمسـلمين أو سـخرية مـر وغير ذلك من المواقـف المخزيـة الـتي لا تخلـو مـن حقـد دفـين وكيـد وء المؤمنين.. وتجاسر على مقام النبوة وأبر

كانـــت هـــذه هـــي ســــورة التوبـــة..وكانت هـــذه هـــي مواقــــف المنافقين..وكـــان هـــذا هــــو سلوبه الفني المعجز.. آني في تصوير أشد الأسلوب القر أعداء الإسلام خطرا

..........................الخاتمة..................................................................

- 214 -

يتقبـل أن و ذنبي وإسرافي في أمري، أن يغفر لي السميع العليم غفور الرحيموأسأله الله ال تعمــدوأن يحفظنــا في مســتقبل أعمــار مــن ،مــني هــذا العمــل علــى مــا فيــه مــن خطــأ وتقصــير

كيد المنافقين.. و يصرف عنا شر الكافرينو العقيدة والعمل، نفاق من الزلل و الوقوع في

ت القرآنية .الكريمةفهرس الآ فهرس الأحاديث النبوية الشريفة. فهرس لأهم المصادر والمراجع. فهرس الموضوعات.

الصفحة الرقم الآية

﴿ ﴾ 14 25 ﴿.آنالقر يهأنزل ف يالذ ضانمر ره132 185 ..﴾ش ﴿ ... ﴾ 3 12 ﴿ .﴾.. 34 27 -28 ﴿ ﴾... 35 28

﴿ ﴾ 167 14 -17 ﴿ .﴾.. 78 31

﴿ فونلحوك يآؤج ثم يهمدأي تما قدة بميبصم متهابإذا أص ف130 62 ﴾...فكي ﴿ ... 154-155 33 ﴿ ....﴾ 88 -91 24 -25 -18-26 ﴿ .﴾.. 97 -99 26

… 12 -13 33 ﴿ .﴾.. 41 125-32 12 61 ﴾وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمونوإذا جآؤوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر ﴿

﴿ ﴾... 35 10

﴿ينإلى ح تاعمو تقرسض مي الأرف لكم173 24 ﴾و 170 176 ﴾رض وٱتـبع هواه لأأخلد إلى ٱ﴿

49 17 ﴿ ...﴾. 72 26

ر لكم ﴿ تم فـهو خيـ 159-158- 167-165 3 ..﴾فإن تـبـ

القرآنية.......................فهرس الآيات .......الفهارس........................

- 217 -

﴾... 4 157-122 ﴿موهدتمجو ثيح ينركشفاقتلوا الم مرالح رهالأش لخ146-171 5 ﴾...فإذا انس ﴿ ن المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام ا ]178- 131-124-121[ 6 ...﴾وإن أحد م وعند رسوله كيف يكون ﴿ 181- 147-121 7 ...﴾للمشركين عهد عند اوا عن سبيله ﴿ ثمنا قليلا فصد ت ا 185 9 ...﴾اشتـروا 115 11 ﴾ ...فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ﴿﴿ ﴾ 13 47 -118-135 ﴾... 16 122-155 ﴿ .﴾ .. 17 122-127 -185

185 17 ...﴾ما كان للمشركين أن يـعمروا مساجد الله﴿ ﴿بالله نآم نام كمرالح جدسالم ةارمعو اجة الحقايس لتمع134-122 19 ﴾...أج يها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإ﴿ 181-180- 136-118 23 ﴾...استحبوا الكفر اء إنخوانكم أولييا أ﴿ …﴾ 24 140 182-158- 145-139- 127-119 25 ...﴾ه في مواطن كثيرة ويوم حنينلقد نصركم الل﴿﴿أنز ال اللثمودنل جأنزو يننمؤلى المعو هولسلى رع تهينكس 144-118 26 ﴾...ه ﴿ .﴾.. 29 42 -51 -122-133-150 -176 ﴿ قالتاللو ابن ريزع ودهاللالي ابن يحسى المارصالن قالتو ه.146- 127-122 30 ..﴾ه ﴿ ﴾... 34 122-137 ﴿ ﴾... 36 118-122 -156-167 ﴿ ﴾... 38 110-126 -133-134 -137-142 -145 179- 162-159- 158-118 39 ...﴾يستبدل قوما غيركم و إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما﴿﴿ فقد وهرالل إلا تنص هرا نصمن إذ هياثن يوا ثانكفر ينالذ هجرإذ أخ 183- 145-143- 118-116 40 ﴾ ...ه ﴿ ... ﴾ 41 45 -118 ﴿ .﴾.. 42 122-127 -129-131 -132-133 -142-

179 ﴿ .﴾.. 46 94 ﴿ .﴾.. 47 122-126 -133-142 -163-166 ﴿ ﴾... 48 56 -97 -100-123-175 -183 ﴿ .﴾ .. 49 55 -100-116 -117-163 -183- 131-129- 127-122- 119-116 50 ﴾...إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ﴿

185 ﴿ بكم صبنتر ننحن ويينسى الحدا إلا إحبن ونصبل تر142-132- 121-118 52 .﴾..قل ه ﴿ .﴾.. 53 55 -109 ﴿ هولسبرو وا باللهكفر مإلا أنه منفقاته مهنل مأن تقب مهعنا مم142-127- 122-121- 120-119 54 ﴾...و

القرآنية.......................فهرس الآيات .......الفهارس........................

- 218 -

139-133- 131-116 55 ...﴾فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها﴿﴿ .﴾ .. 56 96 -122-124 ﴿ .﴾.. 58 110-121 -122-131 -146 ﴿ ... ﴾ 61 56 -62 -111-121-151 ﴿ ضوهرأن ي قأح ولهسرو اللهو ضوكمريل لكم بالله فونلح166-121 62 ﴾ ... ي ﴿ ﴾... 63 121-168 -181- 166-127- 121-119- 118-116 64 ﴾... يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم ﴿

58 ﴿ ... ﴾ 65 118-122 -129 185-183- 127-115 66 ﴾... بعد إيمانكم إن نعف عن طآئفة منكم نعذب طآئفةلا تعتذروا قد كفرتم ﴿﴿وفرعن المع نوهنينكر وبالم ونرأمض يعن بم مضهعب قاتافنالمو قونافن122 67 ﴾...الم ﴿ ﴾. 68 17 -52 180-127 69 ﴾…كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا﴿م نـبأ الذين من قـبلهم قـوم نوح ﴿ 188- 187-186- 127-122 70 ...﴾وعاد وثمود ألم ﴿ …﴾ 72 119-127 -159 ﴿ هملياغلظ عو ينقافنالمو الكفار داهج بيا النها أي137- 89-1 73 ﴾ ... ي ﴿ ...﴾ 74 61 -121-122 -132-183-185 -101 ﴿ مهنمو قندصلن هن فضلآتانا م نلئ الله داهع ن174-173 75 ...﴾ م 122-14-146 76 ﴾...معرضون من فضله بخلوا به وتولوا وهم آتاهم فلما﴿﴿ ... ﴾ 77 14-175 ﴿إن مله رتغفلا تس أو مله رتغفاس مله رتغف178-124- 121-116 80 ﴾...تس ﴿ .﴾.. 81 111-121 -186-187 ﴿ ﴾... 82 106-121 -186 179-158- 147-131- 125-118 83 ..﴾.فإن رجعك الله إلى طآئفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن ﴿﴿ ... ﴾ 84 66 -116-131 ﴿مهذبعأن ي الله ريدا يإنم مهلادأوو مالهوأم جبكلا تعو مهأنفس قهتزا ونيي الدا ف115 85 ﴾..به ﴿ تأذنكاس هولسر عوا مداهجو وا باللهنآم أن ةورس إذآ أنزلت179- 146-131- 128-125 86 ﴾...و ﴿ ﴾... 87 109-122 -147 ﴿ ... ﴾ 92 54 -113-116 -119-127-129 -131 ﴿اءيأغن مهو نونكتأذسي ينلى الذبيل عا الس148-139- 131-122 93 ﴾...إنم ﴿ ﴾... 94 63 -114-118 -122-183 ﴿ .﴾.. 95 63 -118-119 -134-160-186 -187

القرآنية.......................فهرس الآيات .......الفهارس........................

- 219 -

﴿ ﴾... 96 64 -118-121 ﴿ ... ﴾ 97 14 -64 ﴿ .﴾.. 98 112 ﴿ ﴾... 99 111-84 ﴿ ... ﴾ 101 14 -64 -115-116-122 ﴿ .﴾.. 102 64 -139 ﴿ . ﴾ 106 64 ﴿ ﴾... 107 121-125 -129 ﴿ .﴾.. 109 109 ﴿ ... ﴾ 110 111-119 -121-127 -188 ن لهم الجنة ﴿ اشتـرى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم 181-121 111 ...﴾إن ا 186-122 113 ...﴾يستـغفروا للمشركين ما كان للنبي والذين آمنوا أن ﴿ ه ﴿ 179-125 114 ...﴾وما كان استغفار إبـراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إ﴿ تقونا يم مله نيبتى يح ماهدإذ ه دعا بمل قوضيل الله ا كانم187- 186-145- 122-121 115 ﴾.و 184- 168-127- 121-119 117 ﴾...لقد تاب ا على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ﴿﴿ ..﴾ 118 122-128 ﴿ .﴾.. 120 121-122 -132-166 -186 ﴿ 187-122 121 ...﴾ ولا ينفقون نـفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يـقطعون واد 186-121 122 ...﴾وما كان المؤمنون لينفروا كآفة ﴿ ﴾ 125 128-160 ﴿ … ﴾ 126 99 -100-122 -136-157 ﴿ ...﴾ 127 45 -121-128 -131

﴿زيزع كمأنفس نول مسر اءكمج كم لقدليع ريصح تمنا عم هلي184 128 ﴾…ع

﴿ ... ﴾ 43 28 128 74 ...﴾يجادلنا في قوم لوط﴿

﴿ ... ﴾ 27 28

﴿ ﴾... 11 23

القرآنية.......................فهرس الآيات .......الفهارس........................

- 220 -

﴿ ﴾ 52 1

﴿ …﴾ 10 -11 29 -20 -17 ﴿ .﴾.. 1-6 29 ﴿ … ﴾ 1-2-3 29

﴿ ﴾... 1 1 ... 13 -15 -33 ﴾... 60 -62 29 - ﴿ ﴾... 73 16 -18

﴿ 120 48 ﴾فتثير سحا

﴿ ... ﴾ 73 -74 27 ﴿ ﴾ 74 28

وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى 17 173

﴿ .﴾.. 6 16 -17 173 12 ...﴾بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا ﴿

﴿ ….﴾ 13 -14 16 -17

﴿ ﴾ 11 14 -31

﴿ .﴾.. 1-7-8 17 -31

القرآنية.......................فهرس الآيات .......الفهارس........................

- 221 -

﴿ يرسح وهأ واسخ رصالب كإلي بنقلن يتيكر رصجع البار 149 4 ﴾ ...ثم

﴿ ﴾ 34 -36 ج

لواد ﴿ 56 6 ...﴾وثمود الذين جابوا الصخر

الصفحة الحديث 17 ﴾فـيأتي سبخة الجرف فـيضرب رواقه وقال فـيخرج إليه كل منافق ومنافقة … ﴿ 23 ﴾فيسلم فإن ولدت امرأته غلاما كان الرجل يقدم المدينة﴿ 58 .. ﴾لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم.﴿ 33 ﴾آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ﴿ 55-54 ﴾أنه لا نبي بعدين موسى إلا مأن تكون مني بمنزلة هارون ...﴿ عين تـبوك ﴿ 58 ﴾ ...إنكم ستأتون غدا إن شاء ا﴿ معاذ إن طالت بك حياة أن تـرى ما هاهنا قد ملئ جنا 58 ﴾يوشك 61 ﴾ ..إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبي ويزعم أنه يخبركم.﴿ 90 ﴾فكيف عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟﴿ 90 ﴾ ..لنترفق به و نحسن صحبته ما بقي معنا﴿ 100 ﴾لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه﴿ 34 ﴾فكرر ابن أبي مقالته: أحسن في موالي ...﴿ 16 ﴾كذبت لا يدخلها أبدا وقد شهد بدرا والحديبية﴿ 40 ﴾ ..براءةآخر سورة نزلت ﴿ 52 ﴾لم يصرح بوجهته عنها و ما يخرج في غزوة إلا كنى قل وكان رسول الله ﴿م قد احترقوا فسلهم عما قالوا.﴿ 58 ﴾ ..أدرك القوم فإ 59 ﴾أقبلنا عليه نقول ويحك هل بعد هذا شيء قال سحابة مارة ...﴿ 59 ﴾ ..له. كانفمن ،فلا يقم أحد منكم ،ب عليكم الليلة ريح شديدة﴿﴿ 60 ﴾الكلم بجوامعأتى ،فخطب خطبة بليغة ،فيهم خطيبا وقام رسول ا

القرآن الكريم. .1 (د.ت) ،القاهرة ،دار المصحف ،تفسير أبي السعود ،هـ)951تمحمد بن محمد العمادي ( ،السعودأبو .2 ،بــيروت ،دار الفكــر ،البحــر المحــيط في التفســير ،هـــ)754هـــ/654تمحمد بــن يوســف ( ،أبــو حيــان الأندلســي .3

مراجعة الشيخ زهير جعيد،م1992هـ/1412طروح المعاني في تفسير القرآن العظيم ،هـ) 1270دادي(تشهاب الدين السيد محمود الألوسي البغ ،الآلوسي .4

1985 ،ط رابعة ،بيروت ،دار إحياء التراث العربي ،والسبع المثاني ،بــيروت ،دار الكتــاب العــربي ،في أصــول الأحكــامالإحكام ،هـــ)631أبــو الحســن علــي بــن محمد(ت ،الآمــدي .5

.تحقيق:سيد الجميلي ،هـ1404 ،1ط بيروت(د.ت). ،المكتبة الثقافية ،صحيح البخاري ،أبو عبد الله محمد بن اسماعيل ،هـ)256(ت البخاري .6 ،3ط ،بـيروت ،اليمامـة ،دار ابـن كثـير ،صـحيح البخـاري ،هـ) أبو عبد الله محمد بـن اسماعيـل256(تالبخاري .7

تحقيق:مصطفى ديب البغا. ،1407-1987 (د.ت)بيروت ،المكتبة العلمية ،هـ)النهاية في غريب الحديث606تالأثير الجزري: ( ابن .8 في أدب الكاتــب المثـل السـائر ،هـــ)637تضــياء الـدين أبــو الفـتح نصـر الله بــن محمد الموصـلي ( ،الأثـير ابـن .9

(د.ت) ،المطبعة البهية بحوش قدم بمصر ،والشاعردار الكتــب ،تقريــب النشــر في القــراءات العشــر ،هـــ)833س الــدين أبي الخــير محمد بــن علــي(تشم،الجــزري ابــن .10

هـ1423ط ،بيروت ،العلمية ،مكتبــة الصــحابة ،الأمثــال في القــرآن الكــريم ،هـــ)751محمد بــن أبي بكــر الزرعــي أبــو عبــد الله (ت ،القــيم ابــن .11

تحقيق: ابراهيم بن محمد. ،1406/1986 ،1ط ،طنطادار الكتــاب ،زاد المعــاد في هـدي خـير العبـاد ،هــ)751محمد بـن أبي بكـر الزرعــي أبـو عبـد الله (ت ،القـيم ابـن .12

(د.ت) ،لبنان ،بيروت ،العربي ،الفوائـد المشـوق إلى علــوم القـرآن وعلـم البيــان ،هــ)751محمد بـن أبي بكــر الزرعـي أبـو عبــد الله (ت ،القـيم ابـن .13

،لبنان ،بيروت،دار الكتب العلميةهـــ)، أبــو الفــتح عثمــان بــن جــني، كتــاب اللمــع في العربيــة، دار الكتــب الثقافيــة، الكويــت، 392جــني(ت ابــن .14

.، تحقيق: فائز فارس1972تحقيــق: محمد علــي ،(د.ت) بــيروت ،العــربيدار الكتــاب ،الخصــائص ،أبو الفــتح عثمــان،هـــ)392جــني(ت ابـن .15

النجار.

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 224 -

،بــــيروت ،مؤسســـة الرســــالة ،صــــحيح ابـــن حبــــان ،هــــ)354محمد بـــن حبــــان أبوحـــاتم التميمــــي(ت ،حبــــان ابـــن .16ؤوط2ط 1414/1992،/تحقيق : شعيب الأر ،دار الجيــــل ،الصــــحابةالإصــــابة في تمييــــز ،)هـــــ852ت( أحمــــد بــــن علــــي أبوالفضــــل العســــقلاني :حجــــر ابــــن .17

علي محمد البجاوي: تحقيق ،هـ طأولى1412-1992،بيروتــــــن .18 ــــر اب ـــل العســــــقلاني: حجــ ـــــن علـــــــي أبوالفضـــ ــــد بـ ــــــان الأســـــــباب ، أحمـــ ــــن الجـــــــوزي،العجـــــــاب في بي ،دار ابــ

.عبد الحكيم محمد الأنيس،تحقيق ،ط أولى،1997،الدمام ،دار إحياء التراث العربي ،شرح صحيح البخاري فتح الباري ، أحمد بن علي أبوالفضل العسقلاني: حجر ابن .19

.1985هـ/1405 ،3ط ،لبنان ،بيروتــــــن .20 ــــر ابــ ــــــقلاني: حجــــ ـــل العســ ـــ ــــــي أبوالفضــ ـــن علــ ـــ ـــــد بــ ـــــذيب ،أحمـــ ـــــذيب التهـــ ــــر ،ـــ ــــيروت ،دار الفكــــ ،1ط ،بــــ

1984هـ/1404ن ،هـــ) مجمــع الزوائــد ومنبــع الفوائــد974تعلــي بــن أبي بكــر ( ،الهيثمــي: حجــر ابــن .21 دار الكتــاب ،دار الــر

هـ1407 ،بيروت ،القاهرة ،العربي .(د.ت) ،مصر ،مؤسسة قرطبة ،مسند أحمد ،هـ)241حنبل أحمد (ت ابن .22 ،دار الشـروق ،الحجة في القـراءات السـبع ،هـ)370أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت ،خالويه ابن .23

تحقيق :د/عبد العال سالم مكرم ،ط الثالثة ،هـ 1399بيروت تحقيق: عبـد ،2،1979ط ،بيروت ،دار المسيرة ،كتاب الاشتقاق ،أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي ،دريد ابن .24

السلام محمد هارون.شــــعيب تحقيــــق:،الجزائر ،عــــين مليلــــة ،دار الهــــدى ،جــــامع العلــــوم والحكــــم: هـــــ)795تالحنبلــــي( رجــــب ابــــن .25

جس ؤوط وإبراهيم الأرالاسـتيعاب في معرفـة الأصـحاب، تحقيـق: علـي محمـود معـوض وعـادل أحمـد عبـد ،هــ)463ت( عبد الـبر ابن .26

م.1995هـ/1415، 1تب العلمية، بيروت، طالموجود، دار الك-1401،وزارة الأوقـــاف والشـــؤون الإســـلامية،التمهيـــد لمـــا في الموطـــأ مـــن المعـــاني والأســـانيد ، عبـــد الـــبر ابـــن .27

.سعيد أحمد أعراب تحقيق: ،1981ـــازالإشـــارة إلى ،عبـــد الســـلام الشـــافعي أبـــو محمد عـــز الـــدين عبـــد العزيـــز ابـــن .28 دار ،الإيجـــاز في بعـــض أنـــواع ا

).ت.د(القاهرة ،الحديثالأربعـين البلدانيـة عـن أربعـين مـن أربعـين ،هــ)571تأبو القاسـم علـي بـن الحسـن بـن هبـة الله ( ،عساكر ابن .29

ــــ ط أولى1413،دمشــــق ،بــــيروت ،دار الفكــــر،دار الفكــــر المعاصــــر ،لأربعــــين في أربعــــين ـــز جمعــــ ،هـ ـــق: مركـ ة تحقيـ قسم التحقيق.،الماجد

ــــة ابــــن .30 ــــ)542(تالأندلســــي عطي ــــز ،هـ ــــاب العزي ــــة ،1ط ،المحــــرر الــــوجيز في تفســــير الكت ،دار الكتــــب العلمي تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد. ،2001،بيروت

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 225 -

،شـرح ابـن عقيـل علـى ألفيـة ابـن مالــك ،ـاء الـدين أبي محمد عبـد الله بـن عبـد الـرحمن ،هــ)769(تعقيـل ابـن .31 1997 ،1ط،بيروت ،دار الكتب العلمية ،وضع هوامشه:إميل يعقوب

ء بـن محمد بـن حبيـب القـزويني ،هـ)395تفارس ( ابن .32 الصـاحبي في فقـه ،أبو الحسين أحمد بن فارس بـن زكـر 1910هـ/1328القاهرة ط ،المكتبة السلفية ،في كلامها اللغة وسنن العرب

،دار إحيـاء الكتـب العربيـة ،ويل مشكل القرآن ،أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري،هـ)276(تقتيبة ابن .33بي الحلبي تحقيق: السيد أحمد صقر (د.ت)،ط أولى ،عيسى

،المطبعة البهيـة بحـوش قـدم بمصـر ،أدب الكاتب ،أبو محمد عبد الله بن مسلم ،هـ)276قتيبة الدينوري (ت ابن .34امش كتاب: المثل السائر ). (د.ت) (

ــــــن .35 ـــــير ابــ ــــقي (ت ،كثـــ ــــــداء الدمشــــ ـــــو الفــ ــــ)774أبـــ ـــ ــــة ،هــ ــــة والنهايــــ ــــــارف ،البدايــــ ـــــة المعــ ــــيروت ،مكتبـــ ،5ط ،بــــ .1984هـ/1405

-1400 ،ط أولى ،دار الفكر للطباعة والنشـر والتوزيـع ،تفسير القرآن العظيم ،أبو الفداء الدمشقي ،كثير ابن .361980

ــــ)711منظــــــور(ت ابــــــن .37 ـــرم ،هـــ ـــــن مكـــ ـــــاري محمد بـ دار صــــــادر للطباعــــــة ،لســــــان العــــــرب ،جمــــــال الــــــدين الأنصـ 1995،بيروت،والنشر

لأســـكندرية ،الجمــان في تشـــبيهات القـــرآن ،قيـــا البغـــدادي ابــن .38 صـــطفى (د.ت) تحقيـــق: م ،منشـــأة المعــارف الصاوي الجويني

1398-1978،بيروت ،دار المعرفة ،هـ):الفهرست385نديم( ابن .39 ،ط أولى،هــ1411،بـيروت ،دار الجيـل ،السيرة النبوية ،هـ)213ت( المعافري عبد الملكأبو محمد ،هشام ابن .40

تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ،11ط،القـاهرة ،الشـركة المتحـدة للتوزيـع،شرح قطـر الندى ،هشام الأنصاري أبو محمد عبد الله جمال الدين ابن .41

،هـ1383 ،تحقيق:محمد محي الدين عبد الحميد ،تحقيــــق د. مــــازن المبــــارك ومحمد علــــي حمــــد الله ،دار الفكــــر ،عــــن كتــــب الأعاريــــب مغــــني اللبيــــب ،هشــــام ابــــن .42

2،1969ط:هـ تحقيق عبد القادر عرفات 1416-1996 ،بيروت ،دار الفكر ،تفسير البيضاوي ،هـ)791البيضاوي(ت .43

العشا حسونة.ـــن الحســـــين(ت ،البيهقـــــي .44 ــ ـــــو بكـــــر أحمـــــد ب ــــ)458أب ــــنن الكـــــبرى ،هــ ـــــاز ،السـ ـــــة دار الب ــــة ،مكتب ــــة مكـ ،المكرمـ

تحقيق:محمد عبد القادر عطا ،1414/1994مؤسســة الأعلمــي ،الجــواهر الحســان في تفســير القــرآن ،بــن محمد الجزائــريعبــد الــرحمن ،هـــ)876(تالثعــالبي .45

.بيروت ،للمطبوعات (د.ت).،دار الفكر ،تحقيق:محمد رشيد رضا ،في علم البيان أسرار البلاغة ،هـ)471الجرجاني عبد القاهر(ت .46 1991،الجزائر ،دار الأنيس موفم للنشر ،دلائل الإعجاز ،الجرجاني عبد القاهر .47

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 226 -

كشــــف الظنــــون عــــن أســــامي الكتــــب ،مصــــطفى بــــن عبــــد الله القســــطنطيني ،هـــــ)1067حــــاجي خليفــــة (ت .48 هـ1413 ،2ط ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،والفنون

(د.ت)،الجزائر ،دار رحاب ،شرح الكفراوي على متن الأجرومية،حسن الكفراوي .49 ،9ط ،بـيروت ،مؤسسـة الرسـالة ،عـلام النـبلاءسـير أ ،أبوعبد الله ،محمد بن أحمد بن عثمان ،هـ)748الذهبي ( .50

1413 المكتبــــة ،مفــــاتيح الغيب(التفســــير الكبــــير) ،هـــــ)604فخــــر الــــدين محمد بــــن عمــــر الــــرازي الشــــافعي(ت ،الــــرازي .51

،مصر ،التوفيقية ،الجزائر ،دار الهدى للطباعة والنشر ،تحقيق: مصطفى ديب البغا ،محمد بن أبي بكر(ت)مختار الصحاح ،الرازي .52

.1990ط--دار المعــارف بمصــر-ثــلاث رســائل في إعجــاز القــرآن للرمــاني والخطــابي والجرجــاني-الرمــاني والخطــابي والجرجــاني .53

1968-2 ــادر بـــن عبــد الله794(تالزركشــي .54 بـــيروت ،دار المعرفــة ،البرهـــان في علــوم القـــرآن ،هــــ)أبو عبــد الله محمد بـــن

تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم. ،هـ1391ــــري .55 ــــر538(تالزمخشــ ـــــن عمــ ـــــود بـ ــــم محمـ ـــــار الله أبــــــو القاســ ــــة ،هـــــــ) جـ ـــــاس البلاغــ ـــــة للطباعــــــة ،أسـ دار المعرفـ

تحقيق عبد الرحيم محمود،لبنان،بيروت،والنشرط ،دار الفكر ،الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ،جار الله أبو القاسم محمود بن عمر ،الزمخشري .56

1399-1979. ـــــري .57 ـــــر ،الزمخشـ ـــــن عمـ ـــــود بـ ــــم محمـ ــــو القاســ ــــراب ،أبــ ــــل في صــــــنعة الإعــ ـــــلال،المفصــ ــــة الهـ ــــيروت ،دار ومكتبــ ــ ،ب

تحقيق:د.علي بوملحم،1ط،1993-1996 ،السـعودية،الخير ،دار ابن عفـان ،الديباج على صحيح مسلم ،هـ)911جلال الدين(ت السيوطي .58

1416 .1973،بيروت،المكتبة الثقافية،الإتقان في علوم القرآن ،جلال الدين السيوطي .59 .بيروت ،دار إحياء العلوم ،لباب النقول في أسباب النزول ،جلال الدين السيوطي .60 تح: علي محمد عمر. ،هـ1396 ،1ط ،القاهرة ،مكتبة وهبة ،طبقات المفسرين ،جلال الدين السيوطي .61تحقيـــق: فـــؤاد علـــي ،طـــأولى،1998،بيروت،دار الكتـــب العلميـــة ،وأنواعهـــا المزهـــر في علـــوم اللغـــة ،الســـيوطي .62

منصورـــــيوطي .63 ــــــدين ،الســ ـــــو ،جــــــــلال الـ ـــــائر في النحــ ـــــباه والنظـــ ـــــربي ،الأشـــ ــــــاب العــ ــــيروت ،دار الكتــ ــــــان ،بــــ ،1ط ،لبنــ

تحقيق: د.فايز ترحيني. ،1984هـ/1404لمأثورثور نالدر الم ،جلال الدين،السيوطي .64 1993 ،بيروت ،دار الفكر ،في التفسير ،تلخـيص البيـان في مجـازات القـرآن ،محمد بن أبي أحمد الحسين الموسوي نهـ)أبو الحس406(تالشريف الرضي .65

بي الحلبي ط: ،دار إحياء الكتب العربية تحقيق: محمد عبد الغني حسن. ،1955أولى عيسى

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 227 -

لقرآن ،محمد الأمين بن محمد المختار ،الشنقيطي .66 ،بيروت ،عالم الكتب ،أضواء البيان في إيضاح القرآن ،1ط ،لبنان ،بيروت ،مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ،الميزان في تفسير القرآن ،السيد محمد حسين ،الطباطبائي .67

1997هـ/1417 ،الموصل ،مكتبة العلوم والحكم ،المعجم الكبير ،مسليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاس ،هـ)360الطبراني (ت .68

يد السلفي. ،1404/1983 ،2ط تحقيق:حمدي بن عبد ا ،7بــيروت ط ،دار الآفــاق الجديــدة ،الفــروق في اللغــة ،الحســن بــن عبــد اللهأبو هــلال هـــ)395(تالعســكري .69

تحقيق: لجنة التراث العربي. ،1991/هـ1411يد قطامش تحقيق:كتاب جمهرة الأمثال، ،أبو هلال،العسكري .70 طدار الفكر،، محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد ا

2 ،1988 ،مــن وجــوه الإعــراب والقــراءات في جميــع القــرآن ،إمــلاء مــا مــن بــه الــرحمن ،هـــ)616(تأبــو البقــاء ،العكــبري .71

.1979-1399 ،لبنان ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،1طديـوان ،التكملـة( وهـي الجـزء الثـاني مـن الإيضـاح العضـدي ) ،هـ)أبو علي الحسن بـن أحمـد377الفارسي (ت .72

1984 ،الجزائر ،المطبوعات الجامعيةبي .73 ء للكتـــاب دار الخلفـــا ،وذم المنـــافقين جعفـــر بـــن محمد بـــن الحســـن: صـــفة المنـــافقأبـــو بكـــر هــــ)310(تالفـــر

تحقيق: بدر البدر ،هـ ط أولى1405،الكويت ،الإسلاميدي .74 ( ،بيروت،دار المعرفـــة ،القـــاموس المحـــيط ،محمد بـــن يعقـــوب رمجـــد الـــدين أبـــو طـــاه ،هــــ)817(تالفـــيروزآ

د.ت)دي .75 لـس ،بصـائر ذوي التمييـز في لطـائف الكتـاب العزيـز ،محمد بـن يعقـوب رمجـد الـدين أبـو طـاه ،الفيروزآ ا

.تحقيق: عبد العليم الطحاوي ،1970ـ1390ط: ،القاهرة ،الأعلى للشئون الاسلاميةط 1372،القــاهرة ،دار الشــعب ،الجــامع لأحكــام القــرآن ،محمد بــن أحمــد بــن أبي بكــر ،هـــ)671ت(القــرطبي .76

أحمد عبد العليم البردوني. ،نيةــــ)624جمــــال الــــدين (ت ،القفطــــي .77 ــــاء النحــــاة ،هـ ــــى أنب ــــرواة عل ،1ط ،بــــيروت ،المكتيــــة العصــــرية ،إنبــــاه ال

تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ،هـ1424تحقيق:محمد محـي الـدين عبـد ،هــ)655شـرح التصـريف العـزي للزنجـاني(ت ،أبو الحسن علي بن هشام ،الكيلاني .78

م 1936هـ/1355ط،القاهرة ،مطبعة الاستقامة ،الحميد .(د.ت)،الجزائر ،دار الكتب ،برواية يحيى بن يحيى الليثي ،موطأ الإمام مالك ،مالك بن أنس .79دار ،تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ،محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم أبو العلاهـ)1353تالمباركفوري( .80

.(د.ت)بيروت ،الكتب العلمية بيروت (د.ت) ،مؤسسة المعارف ،الكامل في اللغة والأدب ،هـ)286(تأبو العباس ،المبرد .81

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 228 -

دار ،اللبــاب في علــل البنــاء والإعــراب ،هـــ)616أبــو البقــاء محــب الــدين عبــد الله بــن الحســين(ت ،محــب الــدين .82 تحقيق:غازي مختار طليمات ،1995 ،1ط ،دمشق ،الفكر

،تـونس ،الجزائـر ،لكتـابلوالمؤسسـة الوطنيـة ،الـدار التونسـية ،والتنـويرفسـير التحريـر ت ،الطاهر بـن عاشـور محمد .83 .1984ط:

،محمود محمد شاكرتحقيق: ،جدة ،دار المدني ،طبقات فحول الشعراء،هـ)231(ت،محمد بن سلام الجمحي .84 ،(د.ت)،لبنان ،دار المعرفة ،تفسير القرآن الحكيم الشهير بتفسير المنار ،ضامحمد رشيد ر .85 ،التراث العـربي ءدار إحيا ،صحيحالجامع ال ،هـ )أبو الحسين القشيري النيسابوري261مسلم بن الحجاج(ت .86

تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،بيروت (د.ت) .(د.ت) ،بيروت ،المكتبة العلمية ،المصباح المنير ،هـ)770أحمد بن محمد بن علي (ت ،المقري .87تحقيـق : حـاتم ،1405 ،ط ،بيروت ،مؤسسة الرسالة ،مشكل إعراب القرآن ،سيمكي بن أبي طالب القي .88

.صالح الضامنتحقيـق: ،1ط ،هــ1409 ،المكرمـة مكـة ،جامعـة أم القـرى ،معـاني القـرآن ،هــ)338أبو جعفـر (ت ،النحاس .89

محمد علي الصابوني.ء يحــيى بــن 676(تالنــووي .90 دار إحيــاء الــتراث ،صــحيح مســلمعلــى النــووي شــرح ،شــرف الــدينهـــ)أبو زكــر

. هـ1392 ،2ط،بيروت ،العربيتحقيــــق:محمد محيــــي الــــدين عبــــد ،بــــيروت ،دار المعرفــــة ،مجمــــع الأمثــــال ،هـــــ)518أبــــو الفضــــل (ت ،النيســــابوري .91

الحميد(د.ت).تحقيـق:محمد محيـي الـدين ،بـيروت ،دار المعرفـة ،مجمـع الأمثـال ،هــ)518أبو الفضل النيسابوري(ت ،النيسابوري .92

عبد الحميددار البشائر الإسلامية ،الفوز الكبير في أصول التفسير ،هـ)1176ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي(ت .93

ترجمه من الفارسية: سلمان الحسيني الندوي. ،(د.ت) ،(د.ت) ،الجزائر ،دار رحاب ،شرح لامية الأفعال لابن مالك ،مني الكبيريحرق الي .94

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 229 -

.1999،الجزائر ،دار الآفاق ،دراسة تطبيقية ،تحليل الخطاب الأدبي ،صحرواي براهيما .95 1998 ،1ط ،بيروت ،دار الغرب الإسلامي ،ريخ الجزائر الثقافي ،القاسم سعد الله أبو .96ط ،كلية الآداب ،دراسة في النظم المعنوي والصوتي ،التناسب البياني في القرآن ، أحمد أبو زيد .97 1992 ،الر 1999 ،الطبعة الخامسة ،المركز الثقافي العربي ،إشكاليات القراءة وآليات التأويل ،أبو زيد نصر حامد .98 ،دار الفكـر العـربي ،البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشـري وأثرهـا في الدراسـات القرآنيـة ،أبو موسى محمد حسنين .99

(د.ت) ــــود .100 ـــى محمــ ــــرا ،أبــــــو موســـ ـــــن أســ ـــــرآنيمـ ــــير القـ ــــزاب ،ر التعبــ ـــورة الأحــ ـــــربي ،دراســــــة تحليليــــــة لســـ ــــر العـ ،دار الفكــ

.1976هـ/ 1396ط،القاهرة م1999هـ/1420 ،1ط ،بيروت ،المكتبة العصرية ،جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع ،أحمد الهاشمي .101م مرض ،حسن فرحات أحمد .102 1987-1407،الأردن ،عمان ،البشير دار ،الذين في قلو 1985،القاهرة ،دار المعارف ،أساليب النفي في القرآن ،أحمد ماهر البقري .103 1987هـ/1407 ،5ط ،الجزائر ،مكتبة رحاب ،القصص الرمزي في القرآن ،أحمد محمد جمال .104 1986هـ/1406 ،4ط ،بيروت ،دار إحياء العلوم ،خلاصة الأثر في سيرة سيد البشر ،أحمد محمد عساف .105 ،1999 ،2ط ،دمشق ،دار الفكر ،مبادئ اللسانيات ،قدورأحمد محمد .106 ،1ط ،مطبوعــات جامعــة الكويــت ،معجــم القــراءات القرآنيــة ،عمــر وعبــد العــال ســالم مكــرم أحمــد محمد مختــار .107

1983هـ/ 1403سســـة مؤ ،معجـــم الأدوات والضـــمائر في القـــرآن الكـــريم ،أحمـــد عمـــايره وعـــد الحميـــد مصـــطفى الســـيد اسماعيـــل .108

1988 ،2ط ،الرسالةضي الجزائري ،دار اشريفة ،معجم الإعراب والإملاء ،بديع بعقوب إميل .109 الجزائر (د.ت) ،مطبعة الرهان الر (د.ت) ،والقاهرة ،لبنان ،ودار الكتاب المصري ،دار الكتاب اللبناني ،خصائص الأدب العربي ،الجندي أنور .110 1980-1400 ،القاهرة ،بيروت ،دار الشروق ،4ط ،التعبير الفني في القرآن ،شيخ أمين بكري .111 1984ابن مضاء وموقفه من أصول النحو العربي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،بكري عبد الكريم ، .112 .1983هـ/1403 ،3ط،الاتحاد الاسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ،الظاهرة القرآنية ،مالك ،نبي بن .113ــــد بوهـــــادي .114 ــــلوب النفـــــي في القـــــرآن الكـــــريم ،عابـ ــــة لأسـ ــــليمان ،رســـــالة ماجســـــتير ،الدلالـــــة الزمنيـ إشـــــراف سـ

97-96،عشراتي 1986 ،1ط ،لبنان ،دار الحداثة ،مسرح توفيق الحكيم فيأثر الرمزية الغربية ،آيت حمودي تسعديت .115 ،1993-1413 ،أولى ،ط ،القاهرة ،عالم الكتب ،البيان في روائع القرآن ،حسان تمام .116 1994ط: ،ديوان المطبوعات الجامعية ،مباحث في اللسانيات ، أحمد حساني .117

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 230 -

ا ،العلامة في التراث اللساني العربي ،أحمد حساني .118 ( رسالة 1999-1998 ،وهران ،معهد اللغة العربية وآدا دكتوراه )

نية، زبير دراقي .119 1994، محاضرات في فقه اللغة، ديوان المطبوعات الجامعية، ط .1997/1998 ،جامعة وهران ،رسالة دكتوراه ،الإنسان في القرآن الكريم ،محمدزعراط .120 .1992 ،3ط ،القاهرة ،عالم الكتب ،الأسلوب دراسة لغوية إحصائية ،مصلوح سعد .121شرون،موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي ،غنيم سميح .122 1998،لبنان،مكتبة لبنان .1982هـ/1402 ،7ط ،دار الشروق ،التصوير الفني في القرآن ،قطب سيد .123 1980هـ/1400 ،9ط ،دار الشروق ،في ظلال القرآن ،سيد قطب .124ا وعلاجها ،النجار شوقي .125 1984ط ،دار الرفاعي للنشر ،الهمزة مشكلا . 1986هـ/1406 ،1ط ،عالم الكتب،مكتبة جدة ،صفوة التفاسير ،،محمد علي الصابوني .126 1981 ،13ط ،دار العلم للملايين ،مباحث في علوم القرآن ،الصالح صبحي .127 ،ط أولى ،الجزائــــر ،شــــركة الشــــهاب ،الشخصــــية اليهوديــــة مــــن خــــلال القــــرآن ،عبــــد الفتــــاح الخالــــدي صــــلاح .128

1407-1987 .(د.ت) ،الجزائر ،دار الشهاب ،مدخل إلى ظلال القرآن ،صلاح عبد الفتاح الخالدي .129 ).د.ت(،الجزائر ،شركة الشهاب ،نظرية التصوير الفني عند سيد قطب ،صلاح عبد الفتاح الخالدي .130 .2003 ،1ط ،القاهرة،دار الأحمدي للنشر ،إسرائيل دولة الدمار الشامل (الخطر والمواجهة) ،فوزي طارق .131 2ط ،دار المعـــارف ،ومســائل ابـــن الأزرق ،الإعجــاز البيـــاني للقـــرآن ،( بنــت الشـــاطئ )،عبـــد الـــرحمن عائشــة .132

.(د.ت) .1977 ،5ط ،دار المعارف ،التفسير البياني للقرآن الكريم ،( بنت الشاطئ )،عبد الرحمن عائشة .133 1،1999ط،مطابع الأرز ،النظام القرآني مقدمة في المنهج اللفظي ،سبيط النبيلي عالم .134لـس الأعلـى لرعايـة الفنـون والآداب والعلـوم ،الكـريمأساليب الاستفهام في القـرآن ،السيد فوده عبد الحليم .135 ا

.1985ط ،القاهرة ،الاجتماعية .1987 ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،الكريم القرآنأسلوب السخرية في ،الحليم حفني عبد .136، 1الـدار الشــامية، بــيروت،ط، عبـد الحميــد محمـود طهمــاز، الــبلاغ الأخـير في ســورة التوبـة، دار القلــم، دمشــق .137

1992. ،لبنان ،بيروت ،المكتبة العصرية ،الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم ،هنداوي عبد الحميد .138ــــرحمن .139 ــــ ـــد ال ــــ ــــداني عبـ ـــ ـــــة الميـ ـــــن حبنكـــ ــــــاريخ ،حســـ ــــــافقين في التــ ـــــث المنــ ـــ ــــاق وخبائ ـــ ــــــاهرة النفـ ــــم ،ظــ ــــ ،دار القل

.1414-1،1993ط،دمشق المؤسسة العربية للدراسات والنشر (د.ت) ،موسوعة المصطلح النقدي ( ترجمة) ،عبد الرحمن لؤلؤة .140 1988، 1عبد العال سالم مكرم، قضا قرآنية في ضوء الدراسات اللغوية، مؤسسة الرسالة،ط .141

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 231 -

1998 ،دمشق ،دار الفكر ،المصطلح الصوتي في الدراسات العربية ،الصيغ عبد العزيز .142 .1985-1405 ،1ط،بيروت،دار الرائد العربي ،لغة المنافقين في القرآن ،شينلا عبد الفتاح .143ديوان المطبوعات الجامعية / طبعة ،دراسة سيميائية للشعر الجزائري ،دلائلية النص الأدبي ،فيدوح عبد القادر .144

.1993 ،أولى 1973 ،1 ط ،بيروت ،دار الكتاب اللبناني ،صراع المذهب والعقيدة في القرآن،غلاب عبد الكريم .145لجمــــاميز ،الــــنظم الفــــني في القــــرآن ،الصــــعيدي عبــــد المتعــــال .146 ،القــــاهرة ،المطبعــــة النموذجيــــة ،مكتبــــة الآداب

.(د.ت)( رسالة 2001-2000 ،جامعة وهران ،دراسة دلالية ،التقديم والتأخير في التراكيب اللغوية ،قلايلية العربي .147

.دكتوراه ) ،جامعــة وهــران ،معهــد اللغــة والأدب العــربي ،رســالة ماجســتير ،دراســة أســلوبية ،ســورة الفرقــان ،عــدمان عزيــز .148

1994/1995. 1981 ،بيروت ،دار النهضة العربية ،دراسة أسلوبية ،بلاغة العطف في القرآن الكريم ،الشرقاوي عفت .149 ،الجهويـــة المطبعـــة ،ديـــوان المطبوعـــات الجامعيـــة ،البلاغـــة الواضـــحة مـــع دليلهـــا ،الجـــارم ومصـــطفى أمـــين علـــي .150

د.ت.وهران م1967/ هـ 1386 ،2 ط ، القاهرة ،مكتبة الأنجلو المصرية ،فن التشبيه ،علي الجندي .151 1991الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،منهج الدعوة النبوية في المرحلة المكية ،علي بن جابر الحربي .152 2000هـ/1420التوزيع والنشرالإسلامية،ط:علي عبد الحليم محمود، التربية الإسلامية في سورة التوبة، دار .153 ،1986 ،10ط ،دار النفائس ،مؤسسة الرسالة ،دراسة في السيرة ،الدين خليل عماد .154 1980 ،تونس ،مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله ،الإعجاز الفني في القرآن الكريم ،السلامي عمر .155 1976،الأسكندرية ،منشأة المعارف ،القرآني الأسلوبالمعاني الثانية في ،أحمد عامر فتحي .156 ،عمــان ،دار البشــير ،قضــا قرآنيــة في الموســوعة البريطانيــة (نقــد مطــاعن ورد شــبهات) ،حســن عبــاس فضــل .157 .1989 ،2ط ،1984 ،الجزائر ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،حروف المعاني في القرآن الكريم ، الشريف قصار .158ـــاركفوري .159 ــــ ـــ ــــــدين المب ـــــفي الــــ ـــ ـــــوم ،صــ ـــ ـــــق المختــ ـــــ ـــــاء ،الرحي ـــــ ـــــهاب ،دار الوف ـــ ـــركة الشــ ـــ ـــ ـــــــاهرة و شـ ــــر ،القـــ ـــــ ،الجزائـ .1987هـ/1408:ط بيروت (د.ت) ،دار الفكر العربي ،)القرآن(المعجزة الكبرى ،أبو زهرة محمد .160 ،1971هـ/1391:ط ،علي رضا التونسي :جمع وتحقيق ونشر ،بلاغة القرآن ،محمد الخضر حسين .161 1،1993 ط ،آمون للطباعة والتجليد ،الوحدة الفنية في القصة القرآنية ،محمد الدالي .162 .2000 ،طبعة رابعة ،دار الشروق ،نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ،محمد الغزالي .163 1988 ،2ط: ،السعودية ،جدة ،دار المنارة ،التورية وخلو القرآن منها ،محمد جابر فياض .164

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 232 -

،1ط،بـــيروت ،دار الكتـــاب العـــربي ،تصـــريف الأفعـــال والأسمـــاء في ضـــوء أســـاليب القـــرآن ،محمد ســـالم محيســـن .1651987

.1996:ط ،بيروت ،مؤسسة الرسالة ،من روائع القرآن ،محمد سعيد رمضان البوطي .166 ،1972-1392القاهرة ،دار الحديث 1ط ،دراسات لأسلوب القرآن الكريم ،محمد عبد الخالق عضيمة .167 1997 ،6ط ،الشروق دار ،القرآن وعلم النفس ،عثمان نجاتي محمد .168بي الحلــبي وشـــركاؤه ،صــور مقتبســة مــن القــرآن الكــريم،ســيرة الرسول ،عــزة دروزةمحمد .169 -1384،طبــع عيســى

1965 .1973 ،بيروت ،دار العودة ،النقد الأدبي الحديث ،محمد غنيمي هلال .170 6،1983ط ،القاهرة ،بيروت ،دار الشروق ،دراسات في النفس الإنسانية ،محمد قطب .171 9،1982ط ،دار الشروق،ريم (الأجزاء العشرة الأولى)تفسير القرآن الك ،شلتوت محمود .172 .1985-1405محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة، دار النهضة العربية، بيروت، .173 ،المــدخل إلى نظريــة النقــد النفســي ســيكولوجية الصــورة الشــعرية في نقــد العقــاد (نموذجــا) ،الــدين زيــن مختــاري .174

-1998-دمشق ،اتحاد الكتاب العرب 1998ط:،رمص ،الاسكندرية ،دار المعرفة الجامعية ،التفسير الأدبي للنص القرآني ،مصطفى الصاوي الجويني .175 الجزائر (د.ت) ،مكتبة رحاب ،إعجاز القرآن و البلاغة النبوية ،مصطفى صادق الرافعي .176--1409-1الســـعودية ط ،جـــدة،دار المنـــارة للنشـــر والتوزيع ،مباحـــث في إعجـــاز القـــرآن ،مصـــطفى مســـلم .177

1988 صف .178 )ت.د(لبنان ،بيروت ،دار الأندلس للطباعة والنشر ،الصورة الأدبية ،مصطفى 1993-1414 ،2ط ،دار المعرفة ،علم النفس الإسلامي ،معروف زريق .179ض ط،مكتبة العكيبان ،من النفاق براءة الصحابة ،منذر الأسعد .180 1997هـ/1،1417الر 1991 ،1ط: ،السعودية ،جدة ،دار المنارة ،الظاهرة الجمالية في القرآن الكريم ،نذير حمدان .181 (د.ت) ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،القواعد الأساسية للغة العربية،أحمد الهاشمي .182

ـــر، مجلــــة شــــهرية جامعــــة تصــــدر .183 لأزهــــر، الســــنة الأزهـ ـــزء الأول، 64عـــــن مجمــــع البحــــوث الإســــلامية ، الجــ م1992هـ/يوليو1412محرم

.1992، 5التبيين، مجلة ثقافية إبداعية تصدر عن الجاحظية، الجزائر، العدد .184ا، جامعة وهران، العدد الثالث، يونيو .185 ..1994تجليات الحداثة، يصدرها معهد اللغة العربية وآداـــــه .186 ـــــ ــــة شـــ ـــ ـــ ــــــان، مجلـــ ـــ ـــ ــــدد:الفرقـ ـــ ـــ ـــــرب، العـــ ـــ ـــ ــــــاء، المغــ ـــــ ــــدار البيضــ ـــ ـــ ـــــة، الـــ ـــــ ـــــلامية ثقافيـــ ـــــ ــــنة:17رية إســـ ـــ ـــ ، 5، الســـ

م.1988هـ/1409جمادىلد: .187 ، القاهرة .1984، يوليو /أغسطس/ سبتمبر/4، العدد:4فصول، مجلة النقد الأدبي، ا

...............فهرس المصادر والمراجع..الفهارس................................

- 233 -

لملتقى الدولي حـول: "الإنسـان في الكتـب السـماوية"، يصـدرها المعهـ .188 د مجلة الحضارة الإسلامية، عدد خاص م.1998هـ/نوفمبر1419الوطني للتعليم العالي للحضارة الإسلامية، وهران، العدد الرابع، شعبان

.1984-14010 ،51مجلد 56السنة 474عدد ،مجلة المنهل .189لس الأعلى للشؤون الإسلامية، العدد: .190 هـ.1396، ربيع الأول34، السنة3منبر الإسلام، يصدرها اتصدر عن وزارة الثقافة والفنون، دار الجاحظ، بغداد، الجمهوريـة العراقيـة،عوض محمد المورد، مجلة تراثية فصلية، .191

.1976-1971الدوري، الكشافات التحليلية للمجلدات الخمس الأولى،

.................................................................. - 1 -

أولا:ـ مفهوم النفاق ونشأته في القرآن الكريم المنافقون9

19 220

42 ثانيا: المراحل الزمنية لنزول سورة التوبة54

60 64

66

الدلالات الصوتية صور المنافقين من خلال سورة التوبة

.................فهرس الموضوعات....الفهارس......................................

- 235 -

- - 72.د:تمهي

قاع في مستو :الأصوات أولا:ـ الإ74

75 - 77 -.......................الأصوات الصوامت –أ

- 81 - ............................. الصوت الانفجاري:-1 - 82 - ............................ ت الاحتكاكي:الصو -2هور: -3 - 84 - ................................ الصوت ا - 87 - ............................... الصوت المهموس:-4 - 88 - .......................... المفخم والمرقق الصوت -5 - 93 - ...................ـ الأصوات الصوائت ب

ة للأصوات: مة الدلال ا:ـ الق - 100 -.................ثان1101 2105 3111

- 115 - ...........................................تمهيد: الدلالات الصرفية صور المنافقين من خلال سورة التوبة

.................فهرس الموضوعات....الفهارس......................................

- 236 -

ةأولاـ ة لسورة التو الوحدات الصرف1117 2121 3143 4162 5162 6163

م اني التقس اـ م - 167 -.............................ثان168

رة ) ير (الن - 170 - .................................... :أ ـ التن - 177 - .......................................... :ب ـ التعرف

186 طة1 س ة ال غ الصرف - 187 - ............................ :ـ الصةـ 2 ة المر غ الصرف - 202 - ............................ :الص

- 212 -................................................................. الخاتمة - 215 -........................................................الفهارس العامة

مةفهرس ة الكر ات القرآن - 216 - .................................... الآفة ة الشر - 222 - ................................. فهرس الأحاديث النبو

- 223 - .......................... ...............فهرس المصادر والمراجع - 223 -......................................... ............................ أولاـ المصادر:

.................فهرس الموضوعات....الفهارس......................................

- 237 -

- 234 - ............................................... فهرس الموضوعات - 232 - ............................... .........................ثالثا: المجلات والدوريات - 229 -......................................... ........................... ثانياـ المراجع: