أهال وسهال بالحضور الكريم،

على مفترق في تاريخ شرقنا، لن تهمل الوقائع تذكير المسيحيين بأنهم جزء أساسي

ومحوري من كيان هذا الشرق.

ولن نتجاهل التوأمة بينهم وبين القيم، وفي طليعتها أن الكرامة وليمة دائمة، وأن

الحرية وحدها تسكن القيم.

هذا هو تراث مسيحيي الشرق األوسط، وهذه هي رسالتهم، إنسانية بامتياز، إنفتاحية

بالمطلق، سيادية حتما.

في الخوف أن فليعلم تهميشهم، أو الخوف إلقصائهم عامل على يعول كان ومن

فثقافتنا الحياة، رقعة شطرنج في واحد مربع ليس سوى الشرق، إحتماالت مسيحيي

مسيحية وحضارتنا مشرقية.

الرابطة المارونية وبالشراكة مع كنائس الشرق األوسط، يسرها أن ترحب بكم جميعا

مشاركين في مؤتمرها العالمي، في صرح جامعة سيدة اللويزة في لبنان، حيث يتعانق

العلم وااليمان.

هذا المؤتمر ليس صرخة في واد، إنما نقطة إنطالق نحو عمل جاد.

إن ما يجمع الكنائس المشاركة بهذا المؤتمر هو قناعة مشتركة في التجذر أكثر فأكثر

في هذا الشرق قناعة مشتركة في العيش الكريم.

نلتقي هنا كطليعيين في هذا الشرق من خالل أفكارنا. نلتقي بروح إيجابية بعيدا

عن اإلنعزال أو التقوقع إنما بانفتاح ومحبة في إطار التفاعل اإليجابي بين الحضارات.

تبني التي المشاريع كل ضد إننا علنا: ولنقول صوتنا العالم لنسمع اليوم نلتقي

مصالحها وأجندتها على حساب وجودنا الحر.

الذمية. ال نقبل بأقل من التهميش وال نريد أن نكون أسيادا ال نقبل االضطهاد وال

العيش الحر الكريم في أرض التراث والقداسة. نحن ال نطلب الحماية، وال نحن إلى عهد

الحمايات، إنما حرصنا على الوجود الحر الكريم للمسيحيين في هذا الشرق ينبع من

حرصنا على اإلنسان بما يمثل من قيم وما يجسد من حضور لله في منطقة كانت رحم

األديان السماوية ومنطلقها الرحب. وهكذا نريدها أن تبقى.

هدف المؤتمر هو إطالق دينامية معينة بين كنائس الشرق األوسط وعندما نقول

كنيسة ال نقصد بها االكليروس فقط أو حجارة مرصوفة ومعقودة إنما كل فرد منكم يؤمن

أن وجوده في هذا الشرق يستلزم العمل المشترك الفوري وفق رؤية واضحة موحدة.

والكنيسة البروتستنتية والكنيسة الروسية والكنيسة الفاتيكان مع تفاعل دينامية

األنكليكانية تترجم في عواصم القرار بأن يكون وجودنا الحر على رأس سلم أولوياتها. إن

الدفاع عن الوجود المسيحي هو ضمانة للحرية والديموقراطية وحماية للغرب وللشرق

من التطرف.

رجاؤنا أن توحدوا الجهود: فتوحيد الجهود ضمانة للوجود.

أهال وسهال بكم.

مع مؤسس هذه الجامعة صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي،

مع قدس األب العام للرهبانية المارونية المريمية األباتي بطرس طربيه،

مع رئيس هذه الجامعة األب وليد موسى،

أرحب بكم، على أرض شهدت، سنة ١٧٣٦، انعقاد المجمع اللبناني الذي منه انطلقت

فكرة: ال لبنان دون موارنة، وال موارنة دون لبنان.

فأهال بكم، أصحاب فخامة ودولة ومعالي وسعادة وسيادة، وبالرابطة المارونية رئيسا

وأعضاء، وبكنائس الشرق األ,سط التي يصح معها أن نقول: كلنا في الهم شرق، وكلنا في

الهم واحد.

أملنا أن ينتهي لقاؤنا برجاء كبير. لماذا؟

ألنه منذ أسبوعين تماما، أطلق قداسة الحبر األعم البابا فرنسيس، من بوليفيا، عبارتين

تاريخيتين:

األولى: تحدث عن اإلبادة المسيحية في الشرق.

الثانية: تحدث عن الحرب العالمية الثالثة التي تدور رحاها، اليوم، في العالم.

إلى ننقل Son Excellence Gabrielle Caccia السفير سعادة وبشخص نحن،

قداسته، المحبة والقلق والوجع، من خالل تساؤالت ثالثة:

١- إذا كانت المسيحية في الشرق على طريق اإلبادة، فهذه اإلبادة هي بداية لنهاية

المسيحية في العالم.

٢- في هذه الحرب العالمية الثالثة، لن يكون المسيحيون وحدهم في هذا الشرق، الحرية الحق، وشمس إن غابت شمس العالم ويلنا وويل ويا ضحايا وسبايا وشهداء،

وشمس الشرق.

٣- لن يكون العالم األوروبي والغربي، بقياداته الفاعلة، وأنظمته السياسية، بريئا من دم هذا الصديق.

أما قياداتنا، فالتاريخ يتحدث....

رجاؤنا كبير أن: ال :

سوف نبقى يشاء أم ال يشاء الغير

فاصمد لبنان ما بك وهـن

سوف نبقى، ال بد لألرض من حق

وما من حق ولم نبق نحن

وأهال وسهال بكم.

صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى

أصحاب المعالي والمقامات الروحية وممثلي الكنائس الشرقية والطوائف االسالمية

والمسيحية

أصحاب السعادة والسيادة

الحضور الكريم

يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعا حضورا كريما مميزا في افتتاح أعمال هذا

الؤتمر العالمي الذي تنظمه الرابطة المارونية مع كنائس الشرق األوسط برعاية سامية

الذي الطوبى، الكلي الراعي الكاردينال مار بشاره بطرس والنيافة الغبطة من صاحب

شرفنا بحضوره الشخصي الداعم وبركته األبوية، آملين أن نوفق جميعا حضورا ومتكلمين

لظاهرة كما الشرق، واقع مسيحيي الى التطرق المؤتمر في أعمال هذا إنجاح في

العنف والتهجير والتكفير التي يمارسها خارجون عن مبادئ وقيم الدين، وحث العرب

جميعا مسلمين ومسيحيين الحفاظ على شركة العيش القائمة بينهم منذ نيف وألفي

عام.

الحضور الكريم

هذا المؤتمر ليس صرخة إنفعالية تجاه ما يجري في عالم نحن من صميمه وبناته.

إنه دعوة هادئة للتفكير العميق في مسائل كيانية، ديموغرافية وجغرافية، ومتغيرات

تهدد الهوية العربية وتطال الحضارتين المسيحية واالسالمية على حد سواء.

التاريخ، أسهموا إسهامات جليلة في إنتاج الحضارة العربية مسيحيو الشرق، وعبر

حضارة على ووسائطه اإلسالم بوابة القريب، الماضي حتى اعتبروا حتى واإلسالمية،

الغرب.

وعندما كان الحديث يتناول أوضاعهم في المشرق العربي، كان يتركز على دورهم

الثقافة المحوري في صناعة الشخصية العربية وريادتهم في النهضة، سواء من حيث

والتربية واالقتصاد، أو لجهة التزامهم بالعروبة المتنورة وقضايا أمتهم العادلة.

حضور المسيحيين في بلدان الشرق االوسط، كان وما يزال حضور رسالة، والرسالة

بذل وتضحية وعطاء.

االنفتاح الرسل فعم العالم وثقافة أرضه، بروحية اإلنجيل وتعاليم لقد أردفوا هذا

والتنوع، وقامت حركات التحرر والنهضة واالبتكار.

بهذه الروحية، قرر المسيحيون أن يعيشوا مع إخوتهم المسلمين في هذه االرض،

يكن لم مظلمة، حقبات وكانت والتآخي، التعاون في مضيئة حقبات بينهم فكانت

صيغة وضربت عالقاتهم، صفو عكرت الحقبات هذه افتعالها..... عن بعيدا االجنبي

التعايش بينهم لفترات، فكانت مجازر ١٩١٥ وضحايا االبادة االرمنية، وما طاول االخوة

السريان واالشوريين والكلدان من قتل وتهجير وتنكيل... والننسى المجاعة التي تسبب

ابراهيم الشاعر العربي الصمت آلم يومها ثلث سكانه، لبنان وهالك بها حصار جبل

اليازجي عن هذه المجازر والمجاعة، فقال:

تنبهوا واستيقظوا أيها العرب

فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

خلوا التعصب عنكم واستووا عصبا

على الوئام، ودفع الظلم تعتصب

أيها الحضور الكريم،

اليوم، وبالرغم من الهدوء الذي ينعم به لبنان على المستوى االمني، فإن المتغيرات

الدراماتيكية اتي تعصف ببعض البلدان المجاورة، تبعث على القلق الشديد.

صحيح أن الهجرة التي تعم هذه البلدان، تشمل مسيحيين ومسلمين وإتنيات أخرى،

إال أن تهجير المسيحيين، سببه االساس، تصاعد المد االصولي االسالمي المتطرف.

ثمة محاضراته: إحدى في السماك العزيز محمد الصديق يقول السياق، في هذا

أمرين ال يمكن تبريرهما وال السكوت عليهما. االمر االول هو ضعف الشعور االسالمي

العام عن إبعاد الهجرة المسيحية من الشرق وخطرها على مكوناته البشرية والفكرية

والثقافية والروحية المتعددة، وكذلك خطر تنامي االصولية على سمعة االسالم وصورته

في العالم. واالمر الثاني، هو تصاعد الشعور الغربي المتعاطف مع المسيحيين الشرقيين،

والداعي الى المطالبة بتسهيل هجرتهم، وتوطينهم في الدول التي يهاجرون إليها، وهو

وتقاليدهم، عاداتهم بيئة غريبة عن في تذويبهم الى أيضا، سيؤدي حتما أمر خطير

ويفقدهم حق العودة الى أوطانهم.

أيها السيدات والسادة

السؤالين المطروحين اليوم على الجميع:

االول: ماذا يفترض باالخوة المسلمين أن يفعلوا تجاه المد االصولي الرافض للغير؟

إن الحفاظ على دور وحضور المسيحيين في الشرق، كان وما يزال مسؤولية مشتركة

بين المسيحية واالسالم، ألن غياب المسيحيين عن أرض الرسالة التي شهدت والدة السيد

ووأد عقيدة وشعبا الجامعة للكنيسة إنما هوتغييب وقيامته، وموته وحياته المسيح

للتاريخ، واستهداف للديانتين المسيحية واإلسالمية على حد سواء.

إن على المراجع االسالمية والمسيحية المبادرة معا الى رفع الصوت عاليا والتصدي

للموجة العاتية التي تحرف رسالة االسالم وتفرغها من مضامينها السامية، ونبذ التطرف

من أية جهة أتى، والوقوف في وجه الفكر التكفيري وردات الفعل عليه، ورفض القبول

بصراع الحضارات كقدر ال مفر منه.

روح فيهم وبث هم، حيث أبنائها بقاء دعم في الكنائس دور أهمية ننسى وال

كنائسنا، في المتوافرة الطاقات جميع بين الجهود تضافر ينبغي هنا من الصمود.

خصوصا في ميداني الخدمة االجتماعية والتعليم. وهذا يتطلب وضع إستراتيجية تقوم

على التعاون االنساني مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من أجل خير االنسان،

بغض النظر عن دينه ومعتقده.

والسؤال الثاني: ما هو دور المجتمع الدولي؟ وهل سيترك بركان التطرف مسترسال

في قذف حممه حارقا حضارة مشرقية وما تمثله من تنوع وغنى إنساني؟

نحن ال نسأل المجتمع الدولي حماية األقليات في هذا الشرق، ألننا لسنا أقلية جاءت

بها الصدف التاريخية، بل نحن أبناء األرض، وجدنا فيها منذ فجر المسيحية... وهو الفجر

الدنيا وتبعوا كلمة المخلص، وبلغوا معه انبزغ مع أجدادنا، وقد تركوا مغريات الذي

ذرى الفداء، شهادة إليمانهم.

إن المجتمع الدولي، مدعو اليوم الى التوقف عن عسكرة النزاع في الشرق االوسط،

والنظر الى هذا الشرق بعين القيم والمبادئ التي حددتها شرعة حقوق االنسان، فال

يدعم دوال أو أنظمة أو قيادات ال تعترف باآلخر أو تقمع اآلخر، أو ترفض المساواة بين

البشر.

كما هو مدعو الى وضع مشروع إنقادذي تنموي إقتصادي اجتماعي، يساهم في عودة

المهجرين الى أراضيهم وبيوتهم، فيعود آالف الى نينوى والموصل وداموك والحسكة

وحلب ووادي النصارى وبيت لحم ووادي النيل، وإلى أي أرض تهجر منها إنسان.

أيها الحضور الكريم

وتفاعلها والحضارات األديان للقاء األمثل النموذج يشكل يزال وما كان لبنان إن

ونبذ التطرف، ومن واجبنا جميعا المحافظة عليه وعلى وجهه التعددي وعيشه الواحد

التي عليها صوغ ميثاق حياة، والبناء على المشتركات المتكافئ بين عائالته الروحية،

العديدة التي تجمعها، وتجاوز كل ما يمكن أن يعبث بالمرتكزات االساسية التي تقوم

رائد وكان الديموقراطية، قيم عاش مضافة، وقيمة متحد، كبلد وجوده فلسفة عليها

الحداثة والتجدد، والشرارة التي أضاءت الظلمات، وأسهمت في نقل العالم العربي من

االستكانة والركود الى آفاق التقدم الرحب.

لقد كان للمسيحيين الدور االبرز في عملية االنتقال هذه، وبث روح الحداثة في

المحيط، مما يرتب عليهم اليوم مسؤوليات جساما، للحفاظ على هذا االرث العظيم، من

خالل تجذرهم في أرضهم، والثبات في أداء رسالتهم، واستلهام تعاليم الكنائس، جسرا

بين االرض والسماء.

العاصفة واحتواءها، وهي ستمر كسابقاتها، وأن نجعل من كل استيعاب إن علينا

ألم جديد وجها ألمل جديد. وسيكون ذلك متاحا إذا اتحدت القلوب وحسنت النيات

وتجانست القناعات ورصت الصفوف.

لبنان. هذه مسلمة مؤكدة. وإن تبدأ بوحدة مسيحيي الشرق إن وحدة مسيحيي

والذهاب مع إليها تتعلق بكل واحد منا. وعلى الجميع طرح خالفاتهم جانبا الوصول

شريكنا المسلم نحو تحقيق الغاية الرئيس، التي تصون لبنان وحضوره الفاعل في هذا

الشرق.

والبداية اليوم تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يقود البالد في هذه المرحلة

الصعبة والدقيقة من تاريخنا، فتنتظم الحياة الدستورية، ويجلو الصدأ عن أجهزة الدولة،

وتنطلق دورة التشريع وتتحرر السلطة اإلجرائية من العواصف المكبلة لها.

هكذا، نستنقذ لبنان، وننشله من براثن المجهول، فيعود إلينا ونعود إليه. وعسى أن

تكون األخطار التي تعصف بمسيحيي الشرق، وهي عابرة بإذن الله، حافزا لمسيحيي

لبنان لكي يعودوا الى الدولة واالنخراط في مؤسساتها.

الخيار الديمقراطية، القوية المدنية الدولة في يجدون لبنان في المسيحيين إن

المسيحيين الوحيد بين قوميات تهاوت، وأصوليات تكفيرية تلغي األخرى. إن واجب

في لبنان هو االلتزام بقضايا هذا الشرق الذي جعلنا الله فيه خميرة طيبة، وهو يفترض

انخراطنا بالشأن العام، وعدم انعزالنا عن قضاياه المحقة.

إذا أرادوا فعال أن يبقوا في صلب المسيحيين، أال يتخلوا عنه، لبنان على إن حق

للحق، نكهتهم محبة وصفح وإيمان، إلى أن الوطنية، ينيرون الشرق شهودا المعادلة

يحل روح القدس فيهم إنسانية، نصيرة للحق والرجاء.

رق األوسط: ١. يسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر العالمي بموضوع «مسيحيو الش

رق األوسط، الرابطة المارونية مع كنائس الش تراث ورسالة» الذي تدعو إليه وتنظمه جميع أحيي أن لي فيطيب مصبح. ذوق اللويزه سيدة جامعة مشكورة وتستضيفه

الجامعة ورئيس وممثليهم الكنائس ورؤساء ومجلسها الرابطة ورئيس المشاركين

والقيمين عليها والمحاضرين.

٢. يتساءل كثيرون عن «مصير مسيحيي الشرق األوسط»، وكأنهم في خطر الزوال. أما أنا فأقول: المسيحيون اليوم هم حاجة بلدان الشرق األوسط الملحة والقصوى. فهم كانوا في أساسها، إذ يرقى وجودهم في هذا المشرق إلى ألفي سنة، وهم أرسوا على

أرضه الثقافة المسيحية قبل ظهور اإلسالم بستماية سنة، فأصبحت أرضنا بيبلية. لم يكن

حضورهم في البلدان البيبلية مجرد انتماء سوسيولوجي أو نجاح اقتصادي وتجاري، بل

كان حضور إرسال إلهي (راجع مر ١٦: ١٥) التزموا بموجبه إعالن اإلنجيل ونشر ثقافة

المؤتمر «تراث ورسالة تأكيده موضوع هذا يريد ما المحبة واألخوة والسالم(١). هذا

مسيحيي الشرق األوسط».والخدمة للشهادة االندفاع، من بمزيد واليوم وسيظل، كان المسيحيين حضور

والرسالة، فال تقوقع وال ذوبان. يعتبر المجمع البطريركي الماروني «أن التقوقع يلغي الله، ابن د تجس المنطقة هذه في أليس هويتنا»(٢). على يقضي والذوبان رسالتنا، لكي كنيسته أسس فيها أليس العالم؟ البشري وخالص الجنس لفداء المسيح، يسوع

تواصل عمل الفداء والخالص؟ إذن، ما من أحد يستطيع اقتالع الكنيسة والمسيحيين

(١) راجع اإلرشاد الرسولي للبابا بندكتوس السادس عشر، الكنيسة في الشرق األوسط، ٧١.

(٢) حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركي، الفقرة ٣.

من هذا المشرق، ألن الله زرعها وزرعهم في أرضه. وبالتالي يبقى النهج المسيحي نهج حبة الحنطة: الموت والقيامة. «فدم الشهداء بزار المسيحيين»، على ما كان يردد آباء

الكنيسة. وهذا ما نعرفه باالختبار من مجرى التاريخ.

٣. حضور المسيحيين في بلدان الشرق األوسط حضور تراث ورسالة، كما يحدده

موضوع هذا المؤتمر. فقد غذوا تاريخها وثقافات أرضها بحضارتهم اإلنجيلية، الروحية

قيم نقلوا واألحادية؛ االنغالق بوجه والتنوع االنفتاح عززوا واإلنمائية: واالجتماعية

رواد كانوا الحديثة؛ الدولة بناء وفي السياسية األحزاب نشأة في ساهموا الحداثة؛

حركات التحرر من حالة االنتداب؛ كما كانوا في أساس إحياء الحضارة العربية، المسيحية

– اإلسالمية، ونهضتها. ولقد سجل التاريخ وجوها ال تنسى، يضيق بنا الوقت لذكر اسمائها

وهي كثيرة(٣). هذا الماضي ليس مجرد ذكريات، بل هو اليوم واجب األمانة واالستمرارية

واالبتكار الذي يستمد المستقبل منه رؤياه.

استنباط أساسيا، إسهاما المسيحيون فيها أسهم التي العربية النهضة نتائج من مفهومين هما حاجة دائمة لبلدان هذا المشرق: العروبة والتعددية.

فالعروبة، بمفهومها األصيل، هي عروبة اإلنسان ال الدين، وعروبة االنفتاح والحداثة اإليجابية ال االنغالق والتعصب. أما التعددية فهي تعددية الثقافات والجماعات، التي

وليست قادرة. مدنية حديثة دولة وتعززها متقدم، مجتمع حضاري كل عليها يرتكز

تشرذم طوائف وكيانات على حساب الوحدة الوطنية. وكان التركيز في هذا اإلسهام على

أن المحور الثابت واألساس للعروبة والتعددية إنما هو اإلنسان، وقدسية حياته، وكرامته

وحريته وحقوقه.

أراده المسيحية والشرق األوسط. وقد تداخال غير منفصم بين التاريخ ٤. يسجل

الله وأدركه المسيحيون بأنه وجود رسالة موكولة إليهم. بهذه الروح دخلوا في عالقة

العيش السلمي مع الدين اإلسالمي الجديد في المنطقة، بالرغم من االختالف العقائدي

والثقافي. وساد التعاون في بالط الخالفتين األموية والعباسية، وفي الثقافة والحضارة

العربية. كما ساد االحترام المتبادل ضمن دولة تحترم تنوع المعتقدات(٤).

(٣) راجع رسالتي العامة الثانية: إيمان وشهادة، الفقرتان ٢١ و٢٢.(٤) راجع المرجع نفسه، الفقرة ٢٤.

عهود أثناء ومظلمة صعبة مراحل في معا العيش هذا مر ما سرعان لكن .٥

استقرار عند الشيء بعض استقر ثم األتراك. والعثمانيين والمماليك الفاطميين

األمبراطورية العثمانية، وقيام اإلمارتين المعنية والشهابية في جبل لبنان، لتعود المحن

في بدايات القرن العشرين لتشتد بقساوة مع قيام حركات التتريك والقومية والتطهير

العرقي في تركيا فكانت المجازر واإلبادة المروعة سنة ١٩١٥ التي وقع ضحيتها مليون

ونصف المليون من الشعب األرمني ومئات األلوف من اليونانيين والسريان واألشوريين

والكلدان.

البري الحصار بسبب سكانه، ثلث حصدت التي لبنان جبل في المجاعة وكانت والبحري الذي ضرب عليه.

هذا على صعيد الدولة الحاكمة، أما على صعيد الشعب، فقد بلغ التعاون المسيحي

وبداية عشر التاسع القرن أواخر في المشترك العمل في مرموقة درجة اإلسالمي –

القرن العشرين. فكان للمفكرين والصحافيين المسيحيين دور بارز على صعيد الثقافة

والصحافة، وفي الدعوة إلى الوحدة العربية في وجه التعسف التركي(٥).

والمسلمين، المسيحيين بين بالمساواة معا، العيش نموذج فيشكل لبنان، أما .٦واحترام ولشرائعه لله الكامل اإلجالل والدولة، مع حفظ ين الد بين يفصل نظام في

نات الدينية المتنوعة، وضمانة أحوالها الشخصية، وفي نظام ديموقراطي جميع المكو

في المتوازنة المشاركة طوائفهم، تنوع على والمسلمين، للمسيحيين يتيح برلماني

الحكم واإلدارة، على أساس الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية ووثيقة الوفاق الوطني

التي دخلت مبادئها في الدستور الجديد سنة ١٩٩٠.

وهو ثمينة»(٦)، حضارية «قيمة الثاني: بولس يوحنا البابا القديس بتعبير ولبنان

التعددية والعيش معا، للشرق كما هو رسالة حرية، ونموذج في «أكثر من بلد، بل

والمسلمين، وفي المسيحيين بين التعاون في غنية وعريقة تقاليد للغرب، وصاحب الحوار والتوافق من أجل خدمة اإلنسان. وهذه شروط للحرية والسالم واحترام اآلخر»(٧).

(٥) راجع الرسالة العامة: إيمان وشهادة، ٢٥.(٦) راجع رسالة القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى اللبنانيين (أول أيار ١٩٨٤)

(٧) راجع رسالته إلى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية (٧ أيلول ١٩٨٩)

للمسيحيين فيها التي التاريخية ورسالته، لبنان تنطلق دعوة التراث، من هذا .٧

المدنية ومؤسساتهم وجامعاتهم مدارسهم بفضل رائد، دور خاصة، وللموارنة عامة

والكنسية، وبفضل ثقافتهم المسيحية التي ينقلونها إلى شركائهم في الوطن، ويتلقون

منهم إيجابيات ثقافتهم اإلسالمية. وهكذا وطدوا العيش معا على أسس ثالثة: المساواة

والمشاركة والتكامل، وهي بمثابة حجر الزاوية في البناء اللبناني. هذا النموذج اللبناني أجرى تحوال تاريخيا في العالقة المسيحية – اإلسالمية بالمطلق. فقد نقلها من التوتر

وعدم التكافؤ إلى التوافق والتكامل، ومن التعصب إلى اإلعتدال(٨). خصوصية لبنان هذه

جعلت منه دولة بجناحين، مسيحي ومسلم، متكافئين، بحيث يشكل كل جناح، على

تنوعه وغناه، قيمة مضافة، تؤلف جمال التنوع في الوحدة. كما أنها تمكنه من اإلسهام

في إخراج العالم العربي من مخاضه الحضاري إلى إقرار الوحدة في التنوع والحريات

العامة، والعمل بمقتضيات العدالة والسالم، وحقوق اإلنسان(٩). ومن المعروف أن هذه

الشرق بلدان في المسيحي الحضور ولذلك المسيحية. الثقافة القيم هي من صميم

األوسط حاجة وضرورة. وبدل السؤال عن مصير المسيحيين، ينبغي أن يتساءل العالم

العربي عن مصيره بدون دور فاعل للمسيحيين.النزاع انجراره في محاور بسبب لبنان في مساهمته دور تعثر وقد اليوم، أما .٨

السلبية عليه بنزاع سياسي بين فريقين الشيعي، فكانت ارتداداته اإلقليمي السني – شطرا البالد، حتى الوصول إلى عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وأربعة أشهر،

وبعد ست وعشرين دورة انتخابية فاشلة. وهم اليوم، مع األسف الشديد، في انتظار

القرار من الخارج.

فإننا معكم، ومن هذا المؤتمر، الذي يبرز دور لبنان والمسيحيين في منطقة الشرق

النهائي مرشحه يعين كي نيابية، وكتلة سياسي فريق كل إلى النداء نوجه األوسط،

المقبول من اآلخرين، على أن مميزا بصفة رجل دولة معروف بتاريخه الناصع وبقدرته

الصعبة واألمنية واالقتصادية السياسية الدولة في ظروفنا قيادة سفينة وحكمته على

للغاية.

(٨) راجع المجمع البطريركي الماروني: حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركي، ٢١، ٢٢.(٩) راجع رسالتي العامة: إيمان وشهادة، ٢٩ - ٣٤.

المؤسسات إلى الطبيعية الحياة تعود النوع هذا من للجمهورية رئيس بانتخاب

مكونات وتتشدد الالزمة، واإلدارية السياسية اإلصالحات وتجرى والعامة، الدستورية

الحلول في إسهامه يقدم أن لبنان يستطيع عندها والمنتجة. والقادرة القوية الدولة

السلمية للنزاعات والحروب وممارسة العنف المتبادل، التي ال نتائج لها سوى المزيد

من الهدم والقتل والتهجير.

نأمل أن يؤتي هذا المؤتمر ثماره المرجوة في ما يعالج من مواضيع تختص بدور

المسيحيين البناء في أوطانهم الشرق أوسطية، بفضل ما هم مؤتمنون عليه من «تراث

ورسالة».عشتم! وعاش لبنان!

القى كلمة شدد فيها على «أهمية المؤتمر وأن المسيحية خلقت في الشرق األوسط

وهي أساس التراث المسيحي الذي يرتكز عليه إيماننا»، مالحظا أن «اعالن رسالة االنجيل

المسيحيين واجهت التي الصعوبة من نفسه بالمقدار ليس لكن صعب هو بالسالم

االوائل في الشرق»، الفتا إلى أن «الشرق كان في فترة من الفترات مسيحيا وعلينا أن

نعمل معا لنبقى. إن مسيحيي اليوم يواجهون التحديات التي واجهها مسيحيو األمس أننا

نجتمع لبحث سبل العمل معا من أجل مواصلة الرسالة».

Béatitudes,Excellences Autorites,Religieux, religieuses, Frères et sœursChers amis

Le sujet proposé pour cette grande rencontre, organisée par la Ligue Maronite et qui a pour titre «Les chrétiens du Moyen-Orient : patrimoine et mission» est extrêmement vaste, et peut être abordé par d’iverses perspectives : historique, géographiques, politique, social, économique et ainsi de suite, comme d’ailleurs les abords de ces sé-ances de congrès vont éclairer.

Pour ma part, je voudrais souligner l’interêt, les préoccupations et les efforts soutenus par les Papes et le Saint-Siège de toujours, mais particulièrement ces derniers temps.

On pourrait prendre comme point de départ le Concile Vatican II, qui a remis en pleine valeur l’apport des églises d’Orient, conséquences d’un long cheminement qui a vu au début du siècle passe la naissance d’un dicastère nouveau au Vatican, appelé justement la «Congréga-tion pour les Eglises Orientales ».

Le premier voyage d’un Pape hors de l’Italie dans les temps mod-ernes, était celui du Paul VI en Terre Sainte pendant la même période du Concile Vatican II. Après lui, tous les autres Papes ont visite plus-ieurs fois différents pays de la region.

Dans une période très difficile pour le pays du cèdre, le Saint-Père Jean-Paul ll a multiplie les efforts au niveau international pour le sau-vegarder et a promu Synode extraordinaire qui a donné comme fruit l’Exhortation Apostolique « une espérance nouvelle pour le Liban ». On se rappelle bien les grands efforts de Jean Paul II pour éviter les deux guerres du Golfe.

Le Pape Benoit XVI a convoqué pour la première fois dans l’histoire une Assemblée Speciale du Synode des Evêques dédiée à la région du Moyen-Orient, donnant l’Exhortation Apostolique «L’Eglise au Moyen-Orient », signée et rendue publique dans son mémorable voy-age au Liban en septembre 2012.

Nous tous, nous avons encore à l’esprit les images touchantes de Pape François, visitante la terre Sainte et plus encore la rencontre au Vatican avec les Présidents de la Palestine et d’Israël, dans un cadre fraternel qui - on l’espère bien - puisse aider a résoudre ce qui reste au creur de la grande problématique politique du Moyen-Orient depuis presque soixante-dix ans.

Fortes étaient aussi ses paroles et ses interventions, face aux graves actes en Syrie, pour laquelle reste gravée dans l’histoire la veillée de jeune et de prière en septembre 2013, de plus recemment ses prises de position face aux evênements qui ont touche le peuple en Iraq .

Je ne voudrais pas m’attarder maintenant sur le patrimoine et héri-tage de la présence chrétienne au Moyen-Orient. Cela serait un su-jet beaucoup trop vaste et presque inépuisable. Je voudrais plutôt m’arrêter à quelques petites pistes de réflexions sur la mission des chrétiens au Moyen-Orient aujourd’hui.

La première chose qui me vient à l’esprit est que la particularité de la chrétiente au Moyen-Orient est liée à ses origines mêmes : ici, l’histoire du salut a débuté avec l’appel d’Abraham, ici est né, a vécu, est mort, est réssuscite Notre Seigneur Jésus Christ ! Ici le don du Saint Esprit a mis en mouvement la communauté rassemblée aut-

our de Pierre et les autres apotres, pour aller jusqu’aux confins du monde. L’appel et la mission des chrétiens de cette region seront tou-jours: être des annonciateurs de la «Joie de l’Evangile », de la beauté du message chrétien qui invite a une fraternité humaine universelle en reconnaissant les dons de Dieu dans chaque culture, tradition et peuple du monde.

Des chrétiens d’Orient, replies sur eux-mêmes, des chrétiens d’Orient qui ne temoignent pas, des chrétiens d’Orient qui ne sont pas conscients de la valeur de leur foi, n’accomplissent pas leur mis-sion essentielle encore aujourd’hui pour cette region et pour le monde entier.

Il faut dire que grace a Dieu, dans les circonstances même les plus dramatiques et difficiles, les chrétiens d’Orient donnent encore de nos jours, comme pendant de longues siècles, un témoignage fort et exemplaire de fidélité jusqu’au don suprême de soi, qui est le don de leur vie. Combien de martyrs n’avons-nous pas aujourd hui ? Nous sommes certains, justement comme dans le temps de l’Eglise du début, que le sang de leur témoignage est la sémence de nouveaux chrétiens .

Le Pape François a pertinemment parle a ce sujet d’un cecumé-nisme du sang. En effet, une mission essentielle et particulièrement importante pour les chrétiens du Moyen-Orient aujourd’hui, est le che-min vers l’unite, selon le désir et le commandement du Seigneur «que tous soient un ». L’Eglise d’Orient qui a unaltre les grandes divisions qui ont déchiré le vêtement sans couture du Christ qui est l’Eglise, est appelée aussi aujourd’hui à être pionnière d’une voie d’unité selon l’esprit, qui ne signifie pas l’uniformite de l’expression de la foi. Il y a déjà de signes très encourageants dans ce sens, mais le chemin reste encore long.

Le Pape François, face à la situation conflictuelle qui touche beau-coup de pays de la région et à l’éxode conséquent de tant de Chré-tiens, quittant définitiement leur terre d’origine, s’exprimait en disant

qu’on « ne peut pas imaginer un Moyen-Orient sans la présence chré-tienne ».

Comment la preserver ? Le Saint-Siège travaille sur trois grandes lignes qui constituent les conditions nécéssaires pour la favoriser.

La première raisone de l’exode est certainement la guerre, les con-flis, l’insécurité qui en dérive et qui touche les populations concernées. Le grand travail du Pape et du Saint-Siège, spécialement pour cette région du monde, était et reste toujours la promotion de la paix, de la négociation, du dialogue. C’est aussi la mission des chrétiens de cette région d’être des rassembleurs face à toutes les divisions, d’être des ponts et non des diaphragmes, d’être des médiateurs capables d’emmener les ennemis à se parler. Toutes les interventions du Saint-Siège vont dans cette direction et visent ce but. S’il n’y a pas de pais, de sécurité, comment éviter le départ des gens préoccupés pour le futur de leurs enfants ? Dans ce sens, aucun effort n’est epargne si bien au niveau regional qu’international pour arriver à la fin des con-flits qui détruisent les peuples et les pays, pour aboutir a une situation de stabilité, de respect et de legalité.

Le deuxième axe qui est intimement lié au premier est celui du développement social et économique qui permet de trouver les condi-tions essentielles pour donner un travail décent à chaque personne. Souvent en effet c’est le manque d’opportunité nd’emploi et la pauvre-té exaspérée qui sont à l’origine des grands mouvements migratoires à la recherche d’avenir meilleur.

Troisièmement, le Saint-Siège depuis longtemps s’est engagé à un dialogue sincère et sérieux avec l’Islam qui joue un rôle préponderant dans la région.

Seulement en cheminant ensemble on peut trouver les conditions qui permettent de reconnaître la même lignite de chaque personne hu-maine, fondement de toute société qui se veut juste et respectueuse de la volonté créatrice de Dieu. Dans ce sens, la contribution des Eglises d’Orient est indispensable. Elles ont une longue et très variée

expérience des relations intimes avec l’Islam et toutes ses commu-nautés.

Prometteur est l’esprit qui règne clans ce pays du cèdre et qui peut encourager tous les partenaires à en tirer des exemples et des leyons pour toute la region du Moyen-Orient et du monde entier.

Pour terminer ces brives reflexions, je voudrais finir sur une note prsonnelle . .

Pendant les six ans de mon sejour ici, j’ai beaucoup appris sur le plan du témoignage chrétien, avec un esprit de foi très enraciné et populaire comme sur le climat de respect, de dialogue et d’amitié parmi non seulement les chrétiens de différentes communautés, mais aussi parmi les gens de différentes traditions religieuses, unis quand-même dans un esprit de fraternité humaine. Je leur dois, et je vous dois, à tous me profonds remerciements . Ils m’encouragent à regarder avec confiance et espoir vers l’avenir de ce pays, de cette region, si on reste fidèle à notre mission à laquelle nous sommes ap-pelés aujourd’hui pour nous et pour le bien du monde entier. Merci.

الشرق في المصلحة الكنائس تؤديه الذي «الدور على كلمته شدد في فيرغسون

العربي»، ملقيا الضوء على «التحديات التي تواجه المسيحيين في كل من سوريا والعراق

فلسطين ومصر ولبنان»، داعيا إلى «التحرك بثبات وعمق لمواجهة الوضع المعقد في

و التحديات لمواجهة والتضامن والتعاون التعاضد «ضرورة على مشددا المنطقة»،

دفع الصعاب الحالل السالم والعدالة وأن الكنائس المصلحة معنية بوضع كناس الشرق

االوسط ألنها تضم أتباعا لها في معظم بلدانه»، مشيرا الى «حاجة المسيحيين في الشرق

إلى مؤسسات تدعم وجودهم».

عن قبل، وما والمغتربين، الخارجية وزارة تولينا منذ يوم وكل اليوم نتحدث

المسيحيين في الشرق،نتحدث عنهم من الشرق والغرب والشمال والجنوب. وذلك ألننا

األصل والوصل والفصل في منطقتنا، كما قلنا في مجلس األمن الدولي.

المنطقة وألننا نحمل في الرسل في هذه البلد وألننا الرسالة في هذا لماذا؟ ألننا

إنسانية قيم فهي العالم. في المؤمنين كل تمثل وقيم مفاهيم ديانتنا أعماق عمق

جامعة قوامها المحبة والتسامح واالنفتاح وقبول اآلخر وقدرة فهمه وتقبله والعيش معه.

ولذلك نحن عنوان التنوع، وهذه المنطقة وهذا البلد ال يقربان شيئا من التنوع من دوننا

وألنه بغيابنا سيكون هناك أحادية وظالمية تنتقل من هذه المنطقة وتتمدد إلى العالم،

فتحاربنا وتالحقنا وتحاول قطع نسلنا أينما كنا. لذلك نحن هنا، خلقنا هنا ونبقى هنا، ألن

منبع رسالتنا هنا. وبرحيلنا ال نهجر المنطقة بل نهجر الرسالة ونجفف منبع الرسل. قدرنا

الصليب وخيارنا طريق الجلجلة، إن استصعبناها لسنا بمسيحيين وال برسل، وال يجوز أن

نستصعبها طالما نهاية الطريق هي القيامة وطالما ال قيامة للمنطقة وللبنان من دوننا.

يا بطرس» الصخرة تاريخ عيشنا في جبالنا وحفرنا لصخورها. «أنت نفهم من هنا

هو فعل ثبات وإيمان قام به أجدادنا على صخور جبل لبنان. وكان لبنان هذه الصخرة

بالفكر لتصحرها أو لتبلعها تتحرك تنفك ال رمال من مساحات ضفاف على الواقفة

واإليديولوجيا، إن لم يكن بالجغرافيا والجيولوجيا. إال أننا حولنا بإيماننا هذه الصخور إلى

بساتين نأكل من ثمارها مروضين طبيعة حمتنا بقدر ما حميناها.

على وبكاء ونقا دقا مناسباتنا تصبح ال بل حتى الخطر، ناقوس لدق ليس نتحرك

أنكروا لقد أرضها ومهد حضارتها وديانتها. رت من هج تكون قد ذاكرة جماعة أطالل

علينا القيامة في الماضي عندما زوروا واقعة الحجر المقلوب على القبر ودفعوا األموال

لحراسه تشويها لمجد القيامة. وها هم وأعوانهم اليوم يدفعون األموال لتشويه فكرنا

المشرقي وإسالمنا المعتدل ولدفننا أحياء، فنكون ذميين سياسيين كاألحياء المدفونين.

الحق، فنكون أبهى قيمنا وهي شهادة يريدوننا أن ندفن ونبقى ساكتين ونتخلى عن

متفرجين على الباطل، واقفين على مسافة واحدة من الخير والشر كوقوف بعض الساسة

والمواطنين على مسافة واحدة من اإلصالح والفساد وعلى مسافة واحدة محايدة بين

خيار الناس واالختيار عنهم.

فالمبادئ كينونتنا، في اإليجابية بالطاقة ونشع ووجود وجدان رسالة نحمل نحن

المسيحية تقوم على دور الفرد والجماعة في شهادة ألعمال مبنية على تعاليم السيد

المسيح لتكون على صورته ومثاله؛ هو الذي تغلب على االضطهاد، وما قبل بالتسوية

أمام بيالطس، فمات وقام وأسس لجماعة ال تستسلم وأحيا كنيسة ال تموت، بل تقف

وتقاوم بإيمانها ومحبة رعاياها ورجاء راعيها...وتبقى المحبة أعظم ما فيها.

التجذر في أرض اشتهاها الغزاة منذ ألفي سنة فلم هذا ما حمل المشرقيين على

يستسلموا أمام اإلمبراطورية الرومانية ولم ينحنوا أمام أي بالط أو نظام بربري أومملوكي

أوعثماني. فهل يستسلمون اليوم أمام داعشية متنوعة بأشكالها؟

الشهادة للحق هي شهادة حملناها في وجه من أشهر السيوف والجوع إلبادة أسالفنا

رافضين االستسالم لوحشية تحاكي ما نعايشه اليوم من ذبح لناسنا ونهش لتراثنا. هي

شهادة حملتنا إلى التنسك للتعبير عن تمسكنا بجذور وأرض. هي شهادة قد تحملنا إلى

التضحية الكبرى، شهادة من نوع آخر، ال تخاف وال تهاب تقديم الجسد ذبيحة حتى

تستمر الروح.

بقوة فإيماننا واالعتداء على حقوقنا، باختزال دورنا نعايشه ما نرضى في ظل لن

م القيامة» بسبب ما نراه من استهتار واستخفاف القيامة هو الذي يدفعنا إلى أن «نقو

بوجودنا في الشرق وفي لبنان وفي مؤسساته الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية

وهو الذي يبقينا في مشرق تهدد بتمزيقه اإلنتماءات المنغلقة على بعضها.

سقطوا الذين األوائل المسيحيين عن نستنسخها الخالص طريق أي البقاء طريق

شهداء على درب التحرر من مار إسطفان إلى مار بطرس مرورا بمار تقال وسواهم. هي

عبر ووقفة عز ال حدود لها ورثناها من أجداد أجدادنا ونفتخر اليوم بأمجاد أمجادهم،

وسوف نتركها أمانة في أعناق أحفاد أحفادنا.

وحتى ال يضطر بعضنا إلى اللجوء إلى ما ال نبتغيه، ندعو إلى يقظة شاملة، مسيحية

أوال ووطنية ثانيا، تحمينا وتدافع عن مشرقيتنا المنفتحة وتجعلنا ال نتراجع بعد اليوم

عن آخر معقل لحريتنا في لبنان وآخر خط من خطوط الحفاظ على ذاتيتنا.

هذه المشرقية التي نقاتل من أجلها هي أيضا حاجة إستراتيجية للدول كافة، فحاضر

أوروبا من ماضينا ومستقبلها من حاضرنا وما يهددنا يهددها، فإن استسلمنا ستسقط

أرضنا ويسقط الشرق وسيلحق به الغرب سقوطا، ولن تنفع عندها دموع التماسيح وال

تالوة أفعال الندامة.

لذلك نقاوم بالسياسة وبكل ما هو مشروع ولن يغلبنا أحد ولن يكتب لنا السقوط،

ألن السقوط لغير المؤمنين.

فنحن في الدين مؤمنون وفي المبادئ، وفي السياسة مؤمنون وفي الوطن مؤمنون،

وهو ما يجعلنا نجاهر بأننا مؤتمنون على دورنا ورسالتنا في لبنان، بلد التعددية ومنارة

الحريات في شرق أوسط تمزقه كراهية النصرة وإجرام داعش ومن يقف وراءهم ممن

ال حول له وال دين.

أما الحول والقوة فهي من الله للمشرقيين األصيلين، مسلمين ومسيحيين.

الحضور الكرام،

قبل عقدين من الزمن، خرج علينا من الغرب بعض المفكرين اليهود، يبشروننا بأن

صراع الحضارات واقع حتما؛ وأن االختالفات الثقافية والعقائدية ستكون المحرك الرئيسي

للنزاعات بين البشر، وسرعان ما القاهم من الشرق أسامة بن الدن بالقول، إن الحرب

قائمة أصال بين اإلسالم والصليبيين.

هكذا وقع العرب في فخ التحريض، ونجح عدوهم في استنزافهم من الداخل.

نجح المحرضون بقوة اإلرهاب، في تحويل البلدان العربية إلى ساحة اختبار لنظرية

صراع الحضارات.

دولة إعالن منذ ألننا الحضارات، صراعات فخ في نقع فلم لبنان في نحن أما

لبنان الكبير سنة ١٩٢٠ وإعالن االستقالل سنة ١٩٤٣، تحدينا الجميع، وراهنا على أنه

يـمكن للحضارتين المسيحية واإلسالمية أن تؤسسا لدولة واحدة، موحدة، أرضا وشعبا

ومؤسسات، األمر الذي لم يحصل حتى اآلن في أية دولة من دول العالم، ال في قبرص،

وال في السودان، أو الهند والباكستان وال في دول البلقان أو غيرها.

هل المطلوب أن تفشل هذه التجربة اللبنانية الفريدة من نوعها؟!

إن اإلجحاف الالحق بحق المسيحيين من جراء قوانين االنتخابات النيابية، وقضم بعض

صالحيات رئيس الجمهورية، وعدم اعتماد مبدأ اإلنـماء المتوازن، والتالعب بديـمغرافية

البلد لصالح هذه الطائفة على حساب تلك، وعدم إعطاء الـمغتربين حقوقهم الطبيعية،

هو بما أسوة النيابي المجلس في وتمثيلهم والترشح واإلقتراع الجنسية استعادة في

معمول به في الكثير من دول العالم ؛ كلها عوامل تؤثر سلبا على ميثاق العيش الـمشترك،

لكننا متمسكون به وبالصيغة، وسنعمل جاهدين على تطويرها من خالل مؤسساتنا الدستورية، انطالقا من مبدأ ال شرعية ألي سلطة تناقض ميثاق العيش الـمشترك.

واقعنا في لبنان أيها السادة هو أننا كلنا أقليات؛ وبالتالي ال يـمكن، وال يجوز، ألية

طائفة مهما كثر عددها، وعظم شأنـها، وكبرت إمكاناتها، أن تستأثر بالحكم في لبنان،

ولنا من تجارب الماضي العبر...

أيها السادة،

يدرك مسيحيو الشرق أن الحرب القائمة ال تستهدفهم بـمفردهم، لكنهم يشعرون

بأنهم يدفعون الثمن األغلى؟ لقد أصبحوا قلة تبحث عن حماية نفسها بعدما كانوا نخبة

تتصدر نهضة العرب.

عاد الغرب يعرض عليهم اليوم، إغراء التهجير لحمايتهم، بعدما كانوا رأس الحربة في

الدفاع عن مشرقية هذه األرض، واستقاللية قرارها، ورفضها لالحتالل واالستعمار على

أنواعه.

لقد آمن مسيحيو الشرق بالعروبة، وناضلوا في سبيل القوميات بديال عن األنظمة

الدينية.

فلو قيض لليازجي اليوم، أن يعود حيا، فهل ينشد نشيد العروبة؟

وعن أي قومية عربية تراه يستطيع الدفاع أمين الريحاني؟

وعن أي بعث عربي يـمكنه أن يتحدث ميشال عفلق؟

وعن أي ثورة اجتماعية يبشر بها فرج الله الحلو؟

من حظ هؤالء، أنهم ماتوا قبل أن يروا أحالمهم تتفجر دما وحروبا وتكفيرا وتدميرا.

هكذا لم يترك أصحاب الفكر في لبنان والعالم العربي، أية وسيلة إال واعتمدوها،

لالنفتاح واالندماج مع محيطهم العربي اإلسالمي.

أما نحن المسيحيون في لبنان، فقد دفعنا ثمن انفتاحنا وتعاوننا مع الشريك اآلخر،

المشترك، العيش لبنان الكبير، لبنان وآثرنا األول، كنا حيث الصغير لبنان عن تخلينا

اللبنانية، ولم نرد أن نتقوقع في منطقة جغرافية معينة، بل فانتشرنا على كل األرض

اندمجنا مع كل الـمجتمعات، ومع كل الطوائف والمذاهب، وفي كل المناطق والقرى

والدساكر؛ فهل يجوز أن نعاقب على هذا االنفتاح والتعاون واإلندماج؟ وأن ندفع الثمن

من خالل قانون انتخاب فصل الدوائر االنتخابية على قياس التجمعات الطائفية؟ فلم

يؤمن لنا تمثيال صحيحا في المجلس النيابي ومراكز القرار؟!

أيها السادة،

نحن مسيحيو الشرق، أهل هذه األرض، لسنا بطارئين عليها؛ وإذا كان من مسؤوليتنا

طرح في سباقين نكون وأن وكرامته، اإلنسان حرية عن الدفاع في روادا نبقى أن

المشاريع القومية والوحدوية، فإنه من مسؤولية الـمسلمين، وهم األكثرية الساحقة في

هذا الشرق، أن يعلنوا بوضوح رفضهم للتكفيريين والتصدي لهم؛ من واجب الـمسلمين

الـمسيحيين، وجود يحترموا أن كذلك، وهو ومودة، رحمة دين فعال اإلسالم كان إذا

أقلية ثقافية أو دينية، وأن يـمنعوا اقتالعها من أرضها وهذا حق؛ وواجب أي ووجود

عليهم وعلى أنظمتهم وليس منة من أحد.

هل تدرك األكثرية اإلسالمية الـمؤمنة بالقيم اإلنسانية أنه إن تركت األمور على ما

هي عليه اليوم، قد يأتي دورها وتضطهد كسائر األقليات؟!

ال يكفي اتهام القوى الظالمية بالسعي إلى استئصال الـمسيحية من هذا الشرق؟

داعش لم يكن وليد صدفة، فهو يحصد ما زرعته بعض األنظمة العربية التي سهلت ومولت مجيئه.

يرتاحوا حتى اإلسالم، اعتناق إلى لبنان لموارنة القذافي معمر دعوة نسينا هل ويريحوا؟!

ماذا كان موقف الدولة اللبنانية وجامعة الدول العربية وسائر األنظمة العربية من

أمثال هكذا دعوات تصدر عن بعض المسؤولين في العالم العربي واإلسالمي؟!

ماذا فعلت األنظمة العربية وفي مقدمها الدول النفطية للسعي لعودة الـمهجرين

الـمسيحيين وغير الـمسيحيين إلى ديارهم، واستعادة أرضهم والتعويض عليهم؟

المنتشر الـمشرقي المسيحي المسيحية، واللوبي الكنائس باستطاعة مختلف ماذا

في العالم، أن تفعل لمساعدتهم ودعمهم ماديا ومعنويا وسياسيا إلبقائهم في أرضهم،

على البكاء كما االستنكار وبيانات التعزية، كتب كذلك تكفي، ال وحدها الصالة ألن

أطالل الحضارات. كلها مواضيع هامة سينكب المؤتمرون على دراستها ومناقشتها بكل

جرأة وموضوعية، ألن أرض المسيح تكاد تخلو من المسيحيين.

أيها السادة،

إن الـمحافظة على كل األقليات في لبنان والـمشرق العربي هو بالنتيجة مسؤولية

األنظمة القائمة، بدءا بتطبيق مبدأ الـمساواة في الحقوق والواجبات بين كل الـمواطنين،

أن يجب اإلنماء جارية. وابن ست ابن من هناك فليس القانون، أمام سواسية كلنا

الـمناطق، فال تمييز بين منطقة وأخرى إنمائيا، وال بين مواطن يكون متوازنا في كل

وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرار. هكذا يتحقق العيش الـمشترك بين الـمسيحيين

والـمسلمين وهكذا تبنى األوطان.

أيها الـمؤتمرون،

األرض أرضكم، وأنتم نورها، وملحها، وإشعاعها، نحن ال نرضى أن يتاجر أو يساوم

أحد بـمأساتكم؛ بشروا شعوبكم والعالم أجمعين، بأنه ال بد للعدالة من أن تنتصر، وأن

الـمسيحيين هم أهل رجاء وقيامة، ولن تكون الغلبة للموت.

عشتم وعاش لبنان

نيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي،

بالمطران ممثال روسسيا. وسائر موسكو بطريرك كيريل، البطريرك الغبطة صاحب

أرسين سوكولوف،

سعادة السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشيا

أصحاب المعالي والسعادة واألساتذة المشاركين الكرام بأعمال هذا المؤتمر، رجال

دين أجالء، وأكاديميين وباحثين ورجال أعمال

السالم عليكم جميعا أيها األحبة في هذا الصرح الجامعي المرموق، على هذه األرض

اللبنانية المباركة.

وهل كان من الممكن، أصال، أن ينعقد مثل هذا المؤتمر، بموضوعه ومراميه النبيلة،

إال في لبنان؟

هذه في أيضا، العربية وغير العربية، الجغرافية امتداد على لبنان، في إال أجل

لح على تسميتها بالشرق األ,سط. المنطقة التي اصط

إنه تاريخ كذلك. ومن حيث األساس. وفي فاالجتماع البشري ليس محض جغرافيا.

بيئة بانفطارها الجغرافية هذه بقعتنا تميزت التاريخ، وتضاعيف حدثانه، مجرى هذا

مجتمعية على التنوع الديني والتعدد الثقافي. وليس باألحادية. ال الدينية وال الثقافية.

وهذا قبل أن يصبح لبنان دولة حديثة مستقلة في مطلع القرن المنصرم. رسخت كيانها

المجتمعي األصلي على أساس ذلك التنوع، في ظل نظام برلماني ديموقراطي، لحمته

وعماده العيش المشترك. العيش القائم على التمثيل السياسي المنصف المتوازن لجميع

عائالته الروحية. أي على احترام اآلخر المختلف، وقبوله باختالفه.

دستوريا، المصان المشترك بالعيش اللبنانية الحقيقة اللبانية، هذه الخاصية هذه

هي ما رسخ لبنان وحافظ على استمراره وديمومته. فلبنان هو الدولة العربية الوحيدة

الرائدة التي ال ينص دستورها على دين محدد بعينه دينا للدولة. وهو الدولة العربية

الوحيدة التي حصنها هذا العيش بهذا الدستور ضد عدوى االنقالبات واألنظمة العسكرية.

وهو الدولة العربية الوحيدة التي تحررت من االحتالل االسرائيلي بال قيد وال شرط وال

مفاوضات. ألنها دولة العيش المشترك. ألنها صيغة العيش مع اآلخر حسن العيش مع

اآلخر. نعمة العيش مع اآلخر.

هذا هو لبنان الذي يعاد، اليوم، اكتشاف بنيته المجتمعية نموذجا يحتذى في البحث

متفشية باتت والتي العالم في والثقافي والديني اإلتني التعدد لمشاكل حلول عن

موضوعيا، في خارطة العالم بأرجائه كافة. وقد بدأت هذه المشاكل تتفاقم أكثر فأكثر

قاطبة، الغرب بلدان في الديموقراطية بالنظم المثل مضرب كانت التي البلدان في

وبلدان الشمال والجنوب أيضا، والتي لم تهتد بعد إلى صيغة تحقق االندماج المواطني

لجميع مكوناتها المختلفة والمتباينة، وباألخص منها المكونات اإلسالمية الدين. وهذا،

بعدما بات الدين اإلسالمي منتشرا في جميع بلدان العالم.

إن معتنقي هذا الدين يبلغ تعدادهم اليوم في الـ ٢٠١٥ مليارا وستمئة مليون نسمة،

في حين لم يتعد تعدادهم في أوائل القرن العشرين المنصرم، المئتي مليون.

وفي ظل تطور عالمنا المعاصر باتجاه المزيد فالمزيد من الترابط، فإن هذه الوقائع

ما حملني منذ المتصاعدة، هي النزاعات وحتى بصورة وجغرافيا النوعية ديموغرافيا

فجر القرن الحادي والعشرين على االنتباه إلى ظاهرة جديدة بات عالمنا ينطبع بها. أال

وهي المسألة التالية: كيف يمكن لغير المسلمين أن يعيشوا، معا وسوية، مع المسلمين.

وكيف يمكن للمسلمين أن يعيشوا، معا وسوية، مع غير المسلمين، في بلداننا، وفي

بلدان العالم قاطبة؟

الشمال والغرب، الشرق لبلدان بالنسبة المسألة هذه على الشافي الجواب أما

أي اللبنانية: صيغتنا جوهر إلى أجل اللبنانية. الحقيقة إلى االنتباه فهو: والجنوب،

االعتراف باآلخر المختلف واحترامه، والقبول به وبالعيش معه باختالفه.

اليوم بات والغرب»، الشرق بين «همزة وصل فيما مضى يعتبر كان الذي لبناننا

«ضرورة للشرق وللغرب معا» على حد قول القديس الراحل الكبير يوحنا بولس الثاني

الذي رأى إلى لبنان «أكثر من بلد. إنه رسالة».

ولست أملك في النهاية إال أن أعرب عن اقتناع راسخ في أعماق أعماقي: إن روحية

التجذر واالنفتاح اللذين تميز بهما التراث الماروني العريق والمسيحي بعامة، بتفاعله

الخصيب مع مسلمي هذه البقعة من قبل واليوم ومن بعد، وليس أبدا االنعزال والذوبان.

الظالمية البربرية العواصف األكيد على هذه التغلب مفتاح الروحية، هي نعم هذه

الهوجاء، في منطقة الشرق األوسط، والمتنقلة، باتت، بتفجراتها في بلدان العالم بأسره.

الكثير نعول إننا كافة. بمحاوره المؤتمر هذا أعمال في للمشاركين التحية كبير

الرائد، المؤتمر إليها هذا التي سيتوصل العملية والتوصيات االستنتاجات الكثير على

آملين أن ال يكون يتيما، بل أن يتتابع بصورة دورية.

وشكرا إلصغائكم.

تتوالى المؤتمرات حول المسيحية المشرقية، في العقد األخير، من لبنان إلى المنطقة

العربية والعالم. وكانت، من دون أدنى شك، منتجة ومثمرة، وأسهمت إلى حد كبير في

بد، األرض. وال البقعة من المسيحية في هذه تواجهها التي التحديات تخفيف وطأة

خصوصا في هذه المناسبة التي نجتمع فيها اليوم، من أن نشكر الرابطة المارونية ورئيسها

النقيب سمير أبي اللمع، واللجنة المنظمة بشخص رئيسها الدكتور فادي جريس، على

الجهود التي قاموا بها، مع المؤسسة المارونية لإلنتشار، في العديد من المحافل المحلية

واإلقليمية والدولية. لقد كانت كل هذه المبادرات عالمات مضيئة في الظلمة الحالكة،

ولوالها، ال يمكن معرفة ما كان يمكن أن تكون عليه حال المسيحيين في المشرق.

ولكن...

إن استمرار التأزم المطرد لوضع المسيحيين في المشرق العربي، وتفاقمه، يستوجب

إعتماد مقاربات إضافية. فمعظمها، في الماضي، ركزت على إبراز التحديات والمخاطر

والصعوبات التي تواجه المسيحيين، في محاولة لفهمها من أجل إيجاد الحلول الناجعة

لها ومعالجتها. ومن واكب هذه المؤتمرات والمقاربات الماضية، بات لديه تصور واضح

عن أخطار التطرف، واألصوليات، والهجرة، والفقر والتهميش السياسي واالجتماعي، وفي

بعض األحيان، االقتصادي.

ولكن الواقع الماثل أمام أعين الجميع، هو أن وضع المسيحيين في المشرق العربي

إلى مزيد من الحراجة والدقة، واستمراره على النحو السائد، ال يعني، عمليا، سوى انتظار

بقاع إلى التي شهدت والدتها ونشأتها وازدهارها وانطالقها البالد المسيحية في نهاية

األرض. وال يخفى على أحد، أن مثل هذه النهاية، تنطوي على انهزام فكري وعقائدي

كبير، فضال عن إفراغ المنطقة من الحضور المسيحي التاريخي فيها.

لقد عودتنا بكركي أن تكون هي المرجعية األخيرة في الملمات. ولئن حجبت «حروب

اآلخرين» في لبنان دورها إلى حين، إال أنها لم تستطع أن تلغي هذا الدور الوطني أو

تتنكر له. وقد أثبتت الكنيسة المارونية بعدا في النظر عندما عالجت إنفعاالت هذه

،١٩٧٥ نيسان ١٣ منذ بلبنان التي عصفت األحداث فخالل والحكمة. بالصبر الحرب

حصلت ظاهرة غير مألوفة تتلخص في أن الكنيسة كانت مقودة من السياسيين الموارنة،

السياسية المارونية الشخصيات أن التاريخ كان غير ذلك، وهو أن األمر في في حين

كانت دائما موجهة من الكنيسة ورموزها.

صحيح أن هناك اليوم صراعا في الطائفة المارونية على صعيد بعض القيادات، إال

أن هذا ال ينفي الدور الفاعل لغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في إعادة

اللبنانية من خالل تصور وطني وقومي، التوحيد وترميم الجسور بين مختلف الفئات

بعيد كل البعد عن الطائفية السياسية، وقد يتمثل، اليوم، في سلسلة مواقف جامعة،

باتت عرفناها التي المنطقة دول لها تتعرض التي الكبرى األزمات في خضم السيما

تخضع لظروف ومناخات دولية وإقليمية هي قيد الفرز.

أما اليوم، فالمارونية، في المفهوم المتجدد، يفترض أن تكون مقبلة على ديموقراطية

منفتحة على عالمها العربي، متحررة ومحاورة لتطوير مفاهيم النظام في لبنان بحيث

يتالءم مع متغيرات العصر، ويلبي حاجات مجتمعه.

بل أجلهم، من ينشأ لم لبنان أن وحقيقيا، عميقا إدراكا الموارنة، يدرك أن يجب

بسببهم. لذلك هم مسؤولون عنه قبل أن يكون هو مسؤوال عنهم لكي يخرجوا هكذا

من نظاق المارونية السياسية إلى نظاق سياسة الموارنة.

فالماروني، في هذا الوضع الجديد، لم يعد مستهدفا كماروني بل كلبناني. وشتان ما

بين أن يستهدف الماروني كماروني وأن يستهدف كلبناني. إذ استهدافه كماروني أمر

طائفي، في حين استهدافه كلبناني أمر سياسي، وهو ما يجب أن ينسحب على سائر

الفئات التي يتشكل منها النسيج السياسي في لبنان. من هنا لقد جاءت حكمة غبطة

«الوجه لبنان ألن الوحدة، في الكنسي الماروني التوجه على لتصر الراعي البطريرك

الماروني» ال يفيد الشرق، بل لبنان الحضور الماروني هو الذي يجعل من الشرق ملتقى

روحيا حضاريا، وهو ما أكدته الكنيسة الكبرى من روما والكنيسة الصغرى من بكركي.

وال يفوتنا أن نحيي الدور الرائد الذي يقوم به قداسة الحبر األعظم البابا فرنسيس، ومعه

عواصم مع الدائم تواصلهم في المشرق، مسيحيي حماية أجل من الفاتيكان، دوائر

القرار، والمساعي الحميدة لسعادة السفير البابوي المونسنيور غابريلي كاتشيا، وبجدارة

عالية، بالتنسيق مع غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، إذ لوال هذا االهتمام،

لبقيت القضية المسيحية المشرقية نسيا منسيا في ذاكرة الكبار في المجتمع الدولي.

وتبدو المتغيرات، التي طرأت على تكوين المجتمع اللبناني، وكأنها أصبحت نهائية.

الحياة من المرضية وطفيلياتها الدينية الطفرات إخراج أهمية الديموقراطية فالحياة

أن بين الفرق شاسع السياسة والطوائف ألن المؤذي في الطابع لنفي هذا السياسية

يكون الصراع سياسيا أو طائفيا بالنسبة إلى مستقبل المسيحيين في المنطقة.

المنطقة التي تفشت في الظاهرة اإلرهابية ولعل أبشع مثل على صحة ما نقول،

والعالم.

وال يعتقدن أحد أن المواجهة اليوم هي بين العالم المسيحي والعالم اإلسالمي، بل

والمنظمات منها، جزء والمسلمون المسيحيون مجتمعات مشرقية، بين مواجهة إنها

االرهابية التي تعيث قتال، ودمارا، وتهجيرا، إلحكام سيطرتها على مفاصل الكيانات وإلغاء

مفهوم االعتدال المسيحي واالسالمي.

إن أفضل ما يفعله المسيحيون – المشرقيون، اليوم، لحماية دورهم من أجل بقائهم،

مواجهات إلى ينجروا مجددا أن ال باآلخرين، االتحاد قبل بينهم فيما يتحدوا أن هو

تعيدهم إلى الوراء وتعزز عامل الفرقة.

الذي الصراع في جحيم نقع من جديد لئال يجري من حولنا، مما ونتعظ فلننتبه

تشهده المنطقة.

إن هذه المقاربة، التي نحاول في المؤسسات المارونية أن نضيء فيها على جوانب

مشكلة المسيحية المشرقية، هي أساسية لوضع منهجية تاريخية تليق بتاريخ المسيحيين

منذ عز إنطالقتهم في المنطقة.

شأنها من ومهمة، مختلفة إضافية مقاربات اعتمد اإلخوة، أيها اليوم، مؤتمرنا إن

متينة لكل مبادرة جدية رامية إلى تعزيز الحضور المسيحي في لبنان أن تضع أسسا

الوجود، أكثر من الناظرة في مقومات بالذهنية التنويه بد من العربي. وال والمشرق

المخاطر عليه، والباحثة في االستراتيجيات الواجب إتباعها على مستوى اإلعالم، والحوار،

والتنمية االقتصادية واالجتماعية كخيار ثابت وهادف.

ولعل هذه المقاربة المختلفة، التي تشكر عليها الرابطة المارونية والجهات المنظمة،

والمنعطفات المراحل عن تاريخنا في البحث إلى المشاركين المنتدين تقود قد

المشابهة التي مر بها اآلباء واألجداد، وقد كانت صعوبتها ومرارتها ومخاطرهأ، كما يعرف

التأمل والتفكير الجميع، أكبر بكثير من تلك التي تتهددنا اليوم. وهذا ما يدفعنا إلى

المحطات تجاوز ليس فقط من تمكنوا، اعتمدوها، حتى التي والطرق بالوسائل مليا

والمنعطفات الصعبة، أو من البقاء على قيد الحياة والحفاظ على معتقداتهم وحريتهم،

بل أيضا تمكنوا من أن يصبحوا محركا للعالم العربي برمته على مستوى الفكر، والعلم،

والمجتمع واالقتصاد، واالعالم.

المؤتمر هذا انجاح في والمساهمين للمنظمين، الشكر بتجديد كلمتي أختم

االستثنائي، متمنيا لهم كل التوفيق، وإني وزمالئي في المجلس العام الماروني، والهيئات

المنضوية في إطاره، نضع أنفسنا وإمكاناتنا بتصرف المبادرات الرامية إلى ترسيخ الوجود

المسيحي الحر، الملتزم برسالة المحبة المسيحية، والمنفتح على الجميع من كل دين

وجنس وعرق ولون.

عشتم جميعا وعاش لبنان.

الوجود املسيحي، نظرة عىل الواقعالحلقة األوىل، أي: «مقومات الكرام يف تحليل موضوع هذه الزمالء قبل أن يغوص

الوجود املسيحي يف الرشق األوسط»، أود أن ألقي نظرة رسيعة عىل واقع هذا الوجود،

من منطلق محاولة تشخيص الداء، قبل وصف الدواء. وأنا ال أدعي أين طبيب ماهر يف

التشخيص، أو أن لدي كل املعطيات واألرقام الدقيقة الناتجة عن دراسة علمية شاملة ال

يرقى إليها الشك. بل سأحاول مللمة بعض املعطيات من عدة دراسات قام بها اختصاصيون،

وكتاب، وإعالميون، ومهتمون بشؤون هذه املنطقة.

انتشار بدايات الرشق األوسط يعود إىل املسيحي يف منطقة الوجود أن يعلم الكل

هنا ومن املوت. عىل وانترص الصليب عىل ومات وعاش، املسيح ولد فهنا املسيحية.

انطلق تالميذه حاملني البشارة السارة إىل العامل، ويف أنطاكية سمي املؤمنون به مسيحيني.

وقد عرف هذا الوجود عىل مدى ألفي سنة، أوقات عز وازدهار، وأوقات اضطهاد ودمار.

وقد روت أرضنا دماء ماليني الشهداء، منذ دماء اسطفانوس إىل دماء آخر شهيد يسقط

االن عىل أرض سوريا، أو العراق، أو فلسطني...» وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى

١٨/١٦). أمام هذا التاريخ العريق، نتوقف لنتساءل: أين نحن اليوم؟

يف السنوات االخرية بدأ العامل يالحظ أن هناك حمالت منظمة من االضطهاد املبارش أو

غري املبارش ضد املسيحيني يف العامل، وال سيام يف بعض بلدان أفريقيا وآسيا. وخصوصا يف

الرشق األوسط. وأكتفي للداللة عىل ذلك بعناوين بعض الكتب التي صدرت يف العقدين

األخريين.

Jean – Pierre Valognes: Vie et mort des chrétiens d’Orient Fayard -١

.1994

.Jean – Pierre Péroncel – Ugoz: Une croix sur le Liban 1984 -٢

Annie Laurent: Les chrétiens d’Orient vont-ils disparaitre? Paris – ٣

.2008

.René Guitton: Ces chrétiens qu’on assassin Flammarion 2009 – ٤

Antoine Sfeir: chrétiens d’Orient, et s’ils disparaissaient? Bayard – ٥

.2009

.Michel Gurfinkiel: chrétiens d’Orient / les martyrs oubliés 2010 – ٦

Alexandre del Valle: Pourquoi on tue des chrétiens dans le monde – ٧

.aujourd’hui ? Paris 2011

يف ترتكب التي اإلرهابية األعامل وراء رأى رسكوزي نيكوال الفرنيس الرئيس حتى

األرقام لندع ولكن املنطقة. هذه يف الديني» للتطهري رشيرا «مخططا ومرص، العراق

تتكلم.

• يف العراق، كان عدد املسيحيني قبل الغزو األمريييك سنة ٢٠٠٣، ١٫٢٥٠ مليون، أصبح

٨٧٠٫٠٠٠ عام ٢٠١٠، وحوايل ٣٥٠٫٠٠٠ يف ٢٠١٥.

• يف فلسطني، كان املسيحيون يشكلون ١٠ باملئة من السكان سنة ١٩٥٠، أصبحوا اليوم

ال يتعدون ٢ باملئة.

• يف مرص كان املسيحيون يشكلون ١٠ باملئة قبل الحرب العاملية األوىل، أصبحوا اليوم

٧ باملئة.

• يف األردن، كانوا ٩ باملئة، وهم اليوم أقل من ٤ باملئة.

• يف سوريا، كانوا ١٠ باملئة يف أوائل القرن العرشين، أصبحوا اليوم أقل من ٤ باملئة.

• يف لبنان كان املسيحيون يشكلون ٥٤ باملئة من السكان سنة ١٩٢٣ أصبحوا اليوم

حوايل ٣٧ باملئة.

• ويف كل البلدان التي كانت تشكل األمرباطورية العثامنية، كان املسيحيون ٢٠ باملئة

سنة ١٩١٤ أمسوا اليوم أقل من ٥ باملئة.

كل هذه األرقام، وإن تكن تقريبية، ألنه ال توجد إحصاءات علمية دقيقة، إن دلت

عىل يشء فهي تدل عىل أن وجودنا يف هذه املنطقة من العامل يواجه تحديات كبرية، وأن

ما يجري حولنا من حروب وإرهاب متارسه جامعات متعصبة باسم اإلسالم، تريد أن تفرض

رؤيتها التكفريية عىل الجميع، هي رؤية ترفض اآلخر، وال تعرتف بالتنوع والتعددية يف

إرادتها، وإلغاء كل آخر مختلف بربرية لفرض أساليب وحشية املجتمعات، وتلجأ إىل

عنها، مبا يف ذلك املسلمني املعتدلني الذين يتعرضون للمعاملة الوحشية ذاتها. وهذا ما

جعل مجلس بطاركة الرشق الكاثوليك يقول يف رسالته الراعوية العارشة (٢٠٠٩): «إن

قضية املسيحي العريب هي قضية عربية وإسالمية عامة. ومن ثم تقع مسؤولية مواجهتها

عىل املجتمع العريب واإلسالمي بكل أفراده. والكل عليه أن يسهم يف التفكري ويف وضع

األسس التي تضمن املساواة بني املواطنني وتدعوهم إىل مواجهة التحديات معا».

وكان اآلباء قد كتبوا يف رسالتهم األوىل سنة ١٩٩١: «إننا ننهل من تراث حضاري واحد

نتقاسمه، وقد أسهم كل منا يف صيغته انطالقا من عبقريته الخاصة. إن قرابتنا الحضارية

هي إرثنا التاريخي الذي نرص عىل املحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله يك يكون

أساس عيشنا املشرتك وتعاوننا األخوي. إن املسيحيني يف الرشق هم جزء ال ينفصل عن

الهوية الحضارية للمسلمني، كام أن املسلمني يف الرشق هم جزء ال ينفصل عن الهوية

الله أمام بعض عن بعضنا مسؤولون نحن املنطلق هذا ومن للمسيحيني. الحضارية

والتاريخ» (ص ٥).

من نوعا لنجري املؤمتر هذا يف اليوم نقف املتبادلة، املسؤولية هذه منطلق من

أمام األخوي؟ والتعاون املشرتك العيش هذا من أصبحنا أين ونتساءل: ضمري، فحص

تفلت الغرائز، والتعصب األعمى، والتطرف الرافض لآلخر والذي يدفع املسيحيون جزءا

كبريا من مثنه، أين نحن؟ وأين صوت إخواننا املسلمني املعتدلني الذين يشكلون األكرثية

علينا، أسئلة عديدة ومحرجة تطرح اآلخرين؟ بالتطرف مثل الساحقة، وهم مهددون

ونتمنى أن نجد لها أجوبة شافية، إذا عرفنا أن نتحاور بصدق، ونعي مسؤوليتنا املشرتكة

ونضافر جهودنا بإخالص.

التعاضد، مشروع اإلنسانالتعاضد قيمة إنسانية

التعاضد هذه القيمة االنسانية بامتياز ظهرت مع نشوء المجتمعات البشرية، خاصة

المشرقية، وقد «أبدعت مجتمعات المشرق هذه جملة من المساعدات المادية واإلعانات

المعنوية، اقتصرت بشكل عام على مد المعوزين بضرورات البقاء، في اإليواء واإلغتذاء

الثالث، (تك ١٨: ١-٨)، واقتراض الجار من ابراهيم للغرباء والحمى. كذا كانت ضيافة

جاره، خبز عشاء زائره، حتى األمس القريب (لو ١١: ٥-١٣)». (د. سمير خوري، الخدمة

االجتماعية في الكنيسة المارونية، محاضرة في لقاء صوم ٢٠٠٩، الصندوق التعاضدي

االجتماعي الصحي).

وكذا كانت جماعة المؤمنين األول في الكنيسة، «قلبا واحدا، ونفسا واحدة، ولم يكن

فيهم من يرى، في ما يملك، ملكا خاصا بل كانوا متشاركين في كل شيء... ما كان فيهم

معوز، ألن كل من ملك عقارا أو بيتا، كان يبيعه ويأتي بثمن المبيعات، ويلقيه عند أقدام

الرسل، فيعطى كل مؤمن على قدر حاجته» (رسل ٤: ٣٢ – ٣٥)».

بيئتهم بنو االجتماعية، وهم التقديمات منحى دوافع مارون» بيت «أهل «التقط

أدائها، وتجويد مسوغاتهم، فهم في فتدرجوا القدم، في الضاربة الثقافية، المشرقية

وبلورة مقاصدها، أدبيا وعمليا، بمرجعية انجيل إيمانهم، الداعي إلى ممارسة أخالقية

المحبة التطبيقية، تجاه كل جائع أو عطشان، غريب أو عريان، مريض أو محبوس، وكل

جريح أريحا أو ذي برص. (متى ٢٥: ٣١-٤٦).

ليست الخدمة االجتماعية، معرفة تقنية، بقدر ما هي، أصال، خدمة محبة، تعاطف

بغية التاريخ، وشعبا، مدى الموارنة كنيسة وديرا إنساني شغوف بحياة أخوية، عاشها

تمكين الكل من الحياة الكريمة، وتحقيق الذات معا، وهذا ما سوف يعرف، في العصر

(د. االجتماعي» الكنيسة وبتعليم االجتماعية، وملحقاته االنسان» «بحقوق الحديث،

سمير خوري).

التعاضد المعاصرالتعاضد بصيغته المعاصرة، أهدافه ومبادؤه وتنظيمه، يعالج قضايا االنسان االجتماعية

لكل تتصدى والحرمان، الظلم على ثورة هو وتطلعاته. حاجاته ويلبي أبعادها، بكل

محاولة لسلب الضعيف حقوقه وانتهاك كرامته. ثورة تحقق العدالة والمساواة وتنشد

ترقي االنسان، وتؤسس لمجتمع معافى، سليم، ديمقراطي، ومسالم. التعاضد هو مشروع

االنسان، وبالتالي هو الحل.

يحدد النظام األساسي التحاد التعاضديات العالمي ١٩٦٢، التعاضد بأنه:

١- رابط معنوي ينظم العالقة بين أبناء المجتمع الواحد.

٢- ميثاق حر يساوي في الحقوق والواجبات، بين الغني والفقير، بين القوي والضعيف،

وبين المعافى والمريض.

٣- قيمة إنسانية مكملة لكل نظام سياسي، تنتج مواطنة صالحة وديموقراطية حقة،

جوهري ومرتكز النظام، لهذا القومي الدخل عناصر من أساسي مكون عنصر -٤

لإلقتصاد االجتماعي فيه.

كل أهمية بتفاصيل الغوص دون بعضها، بذكر هنا نكتفي كثيرة، التعاضد قيم

منها وفائدتها، وهي على سبيل المثال ال الحصر: الحرية والتضامن، الشراكة والعدالة،

المسؤولية والديمقراطية، الكرامة والمساواة، الرعاية وخدمة المحبة واالستمرارية.

التعاضدي لمبادئه وقيمه، انطلق الصندوق التعاضد، وتطبيقا تأسيسا على أهداف

بتوجيهات رعاتها، الكنيسة االجتماعي، ومستنيرا بتعليم الصحي، مسترشدا االجتماعي

وهو يعمل في الكنيس، معها ولها.

الصندوق التعاضدي االجتماعي الصحيولد الصندوق التعاضدي االجتماعي الصحي من رحم الصندوق االجتماعي الماروني

أبينا الموارنة، برئاسة المارونية) الذي أنشأه سينودس المطارنة (المؤسسة االجتماعية

صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله صفير، في حزران ١٩٧٨، ليعنى بشأن

السكن والصحة والتعليم والغذاء.

تاريخ ٢٠/أت، رقم قرار بموجب الصحي االجتماعي التعاضدي الصندوق أنشئ

١٩٩٢/١٠/٣٠، صدر عن المديرية العامة للتعاونيات، ونشر في الجريدة الرسمية أصوال.

ومنذ انطالقته، أراد القيمون عليه أن يكون مؤسسة إستشفائية صحية اجتماعية مستقلة،

ال تتوخى الربح، تهدف إلى التعاضد بين أبناء الكنيسة ومشاركتهم تحمل أعباء الطبابة

واالستشفاء، والوقوف، إلى جانبهم وعائالتهم بإعادة توزيع الفائض عليهم، عبر تقديمات

عائلية، إجتماعية، مدرسية وسواها.

هذه التقديمات تتطور سنويا وتنشر، في الواقع الملموس، رسالة الكنيسة المارونية

وبين األهلي، والقطاع العام القطاع وبين بينها شراكة تحقق الكنيسة تكون وبذلك

المؤمنين والمواطنين الذين سيتجاوز عددهم هذه السنة ٤٥٫٠٠٠ منتسب ومستفيد.

في مميز انجاز هو بلغه، بما الصحي، االجتماعي التعاضدي فالصندوق هنا، من

روحا، وبانتمائه بروحانيته كنسي هو عضويا. ارتباطا بها «يرتبط وللكنيسة، الكنيسة

ذهن في وثابت متين هو االرتباط هذا السري». المسيح جسد إلى عمله، بطبيعة

وإدراك جماعة المؤمنين والمواطنين والرأي العام، منذ التأسيس، وخالل المسيرة، وفي

كل المحطات المتتالية.

تقديمات الصندوقيتميز الصندوق بخصائص، تقديملت ومساعدات تفرد، هو وحده،في منحها أهمها:

• مساعدات اجتماعية:

التي المنتسبة العائالت بعض اشتراك بدل قيمة كليا، أو جزئيا الصندوق، يتحمل

تعاني من ضيقة مالية.

• مساعدات مدرسية:

تعطى لكل ولد بين (٤ و١٧ سنة) في الدرجة التعاضدية (MUT) بدءا من السنة

الثانية.

• مساعدات عائلية:

يستفيد منها، في الدرجة التعاضدية (MUT)فقط ، الولد الثاني وما فوق دون سن

١٨ سنة.

• منحة زواج:

،(MUT) تمنح فقط للمنتسب العازب أو المنتسبة العازبة في الدرجة التعاضدية

بدءا من السنة الثانية.

• مولود جديد:

إذافة إلى تغطية الوالدة في السنة االولى لإلنتساب، يستفيد كل مولود جديد من

تأمين تعاضدي إستشفائي مجاني.

• تعويض وفاة:يستفيد من تعويض وفاة الوريث المباشر أو العائلة (مساهمة في تكاليف الدفن).

برامج الصندوق:١- البرامج االستشفائية والصحية.

٢- برنامج خاص بالمطارنة المتقاعدين واإلكليروس.

٣- برنامج «مسكونية خدمة المحبة».

٤- برنامج التغطية االستشفائية خالل السفر خارج لبنان.

٥- خدمة طبابة األسنان.

٦- خدمة طبابة السمع والبصر.

٧- برنامج «حنين».

٨- دار البطريرك الراعي للراحة والنقاهة.

٩- برنامج التقاعد وضمان الشيخوخة (قيد اإلعداد).

١٠- مركز التدريب التعاضدي التقني (قيد اإلعداد).

١- البرامج االستشفائية والصحية

٢- برنامج خاص بالمطارنة المتقاعدين واإلكليروس

خصائص البرنامج:أ – ال حدود قصوى للعمر.

ب – يقبل طلب إنتساب إلى الصندوق مهما كان وضع صاحبه الصحي.

ج – تغطية إستشفائية كاملة ١٠٠٪ داخل المستشفى.

د – تغطية خارجية (فحوصات، عالجات وأدوية)

هـ - تغطية أدوية األمراض المزمنة.

٣- برنامج «مسكونية خدمة المحبة»

بلدانهم إلى إلى حين عودتهم الذات، وتحقيق وكرامة، بأمان لهم العيش لتأمين

مع عودة السالم واالستقرار إليها، وبدافع رسالته االجتماعية في خدمة المحبة، أطلق

االعداد ليحتضن المحبة»، «مسكونية خدمة برنامج ٢٠١٣ العام بداية في الصندوق

الكبيرة من أبناء الكنيسة الذين نزحوا إلى الربوع اللبنانية، واإلقامة الطويلة أو المؤقة

الطبابة لهم يوفر بهؤالء خاص إستشفائي برنامج هو العودة. ساعة منتظرين فيها،

واإلستشفاء مستفيدين من تقديمات البرنامج الصحي المعتمد ومواصفاته، ومتمتعين

بالحقوق التي ينعم بها المنتسبون، دون أن يكونوا أعضاء فعليين في الصندوق.

وجماعات. أفرادا ضميرنا على مسؤولية هي المتألمين األخوة هؤالء رعاية إن

عبر نحوهم، الصحي االجتماعي التعاضدي الصندوق قبل من المحبة فاإللتفاتة

الطبية داخل العناية تقديمات بأفضل الصحية واالجتماعية، وإحاطتهم الرعاية توفير

المستشفيات وخارجها ترفع الحرمان عنهم، ومعاملته إياهم بالعدالة والمساواة اللتين

التي المقومات األساسية الثابت واالمن االجتماعي، هي من السالم وحدهما تضمنان

تقوي إيمانهم، وتعزز وجودهم وبقاءهم، وتحفز إعادة انتشارهم وتجذرهم في هذا

المشرق.

٤- برنامج التغطية االستشفائية خالل السفر خارج لبنانيغطي الصندوق العوارض الصحية والحوادث التي يتعرض لها المنتسبون إليه خالل

سفرهم خارج لبنان، ويحمل عنهم هم الطبابة واإلستشفاء والتكلفة الباهظة التي قد

يتكبدونها.

الصندوق مع شركة أوروميد بروكز ش.م.ل. Euro – Med Brokers إلدارة تعاقد

هذا البرنامج، كما تعاقد مع شركة أورو كروس Euro – Cross العالمية إلعادة التأمين.

٥- خدمة طبابة األسنانالتعاضد الصندوق، منذ ثالث سنوات، عيادة طب األسنان في مركزه في دار أنشأ

الماروني – أدونيس، وهو يقوم اليوم بتقديم خدمة طبابة األسنان على مختلف أنواعها

للمنتسبين وأبناء الجواب ولكل من يقصده.

٦- خدمة طبابة السمع والبصرالتابع الحازمية، منطقة في والبصر السمع مركز تشغيل في الصندوق يساهم -١

اتحاد من بدعم المركز هذا أنشأ الذي لبنان في الصحية التعاضد صناديق التحاد

التعاضديات الفرنسية.

٢- يقدم المركز خدمات مجانية للتعاضديين، ومقابل بدل رمزي لغير التعاضديين.

٣- يستفيد من خدمات هذا المركز مئات المنتسبين إلى الصندوق.

٧ – برنامج «حنين»األرياف في المتواجدة تلك خاصة والبلدات، القرى في المقيمة العائالت توأمة

واألطراف، مع أبنائهم وذويهم في بلدان االنتشار، وتأمين التغطية االستشفائية والصحية

ألفرادها. يعتمد الصندوق لتنفيذ برنامج «حنين» اآللية التالية:

المقيمة في كل بلدة أو قرية، ووضع دراسة العائالت ١- تحضير ملف خاص عن

أكتوارية لتحديد المبلغ المطلوب لتغطية طبابة واستشفاء هذه العائالت.

٢- يعرض الملف، بعد إنجازه، على المرجعية المعنية لتلك البلدة أو القرية في عالم

اإلنتشار.

٣- تتبنى هذه المرجعية الملف، وتعنى بالمساهمة المادية وبالدعم المعنوي هؤالء

المقيمين الواردة أسماؤهم في الملف المذكور.

إدارية مشتركة الصندوق والمرجعية، هيئة بين تشكل، البرنامج، تنفيذ ٤- لحسن

المحلية، الكنسية السلطات مع والتعاون باإلتفاق وذلك والمتابعة، التنسيق مهمتها

والفاعليات في بلد االنتشار.

٥- يسعى الصندوق لإلستحصال على التراخيص الالزمة من السلطات المختصة في

هذا البلد لإلعتراف به كجمعية أهلية ال تبغي الربح (NGO)، ما يسهل على المنتشرين

استعادة مساهماتهم كليا أو جزئيا.

٨- دار البطريرك الراعي للراحة والنقاهةارتفاع كلفة المعيشة وضغوط متطلبات الحياة اليومية وكثرتها، تفكك أواصر العائلة،

النزعة إلى االستقاللية وحب الذات واألنانية، غياب كلي للدولة الراعية، الهجرة، التطور

التكنولوجي السريع، وتقدم األبحاث العلمية والطبية خاصة تلك التي تهدف إلى إطالة

عمر االنسان وغيرها، كلها عوامل تدفع بكبارنا وبعض المسنين بيننا إلى العيش بانفراد

إلى الصندوق بإدارة ما حدا أجنبيات، خادمات أحيانا ترافقهم اآلخر والبعض وعزلة،

استدراك حصول ما قد يسبب كارثة اجتماعية تتخطى معالجتها قدرات الجميع، فعمدت

إلى إنشاء «دار البطريرك الراعي للراحة والنقاهة».

ستقوم هذه الدار بالخدمات الطبية واالجتماعية التالية:

١- استقبال المسنين المنتسبين إلى الصندوق وسواهم.

٢- نقاهة المرضى والعناية الطبية بهم حتى شفائهم الكامل.

٣- الطوارئ واإلسعافات األولية للمنتسبين وأبناء الجوار.

٤- تأمين مركز طبي يضم االختصاصات الطبية المطلوبة.

٩- برنامج التقاعد وضمان الشيخوخة (قيد اإلعداد)العيش سبل وتأمين الذاتي، اإلكتفاء يحقق أن المرء باستطاعة يعد لم زمن في

للتقديمات واستكماال الصحي، االجتماعي التعاذدي الصندوق يسعى بكرامة،

االستشفائية، الصحية واالجتماعية التي يقدمها، إلة تحقيق آخر أهدافه الثالث بإطالقه

برنامج التقاعد وضمان الشيخوخة: «خبي قرشك األبيض...»، ألنه من حق كل إنسان أن

ينعم في شيخوخته بحياة رغيدة مكرمة ومعززة، وأن يتمتع باستقاللية تامة، ويوفر له

ولعائلته ما يكفي لتخطي العقبات التي تخبئها له األيام والسنون اآلتية.

يتميز هذا البرنامج، باإلضافة إلى مساعدة المنتسب إدخار وتوفير ما يلزم من المال

لسنين تقاعده، في أنه:

١- يرتكز على قوة الفكر التعاضدي ويرسخ مبادئ التعاون بين االفراد والمؤسسات.

٢- يعمل مع الكنيسة للمحافظة على القيم العائلية، وشد الروابط بين أبناء العائلة

الواحدة، ويحقق توازنها المالي واالقتصادي.

٣- يؤمن طبابة واستشفاء الموظفين في القطاعين العام والخاص بعد بلوغهم السن

التقاعدي.

٤- يحافظ، بعد رحيل المعيل، على عيش األوالد واألحفاد بكرامة.

٥- يساعد على سداد ديون العائلة إذا وجدت.

الملكية الفرز والضم ونقل ٦- يوفر للورثة ما يكفي إلجراء معامالت حصر اإلرث،

ودفع تكاليفها، دون أن يباع أو يصفى أي من الممتلكات الموروثة، إنما الحفاظ عليها

وعلى هويتها.

٧- أما المؤسسات اإلجتماعية والتربوية واالستشفائية وغيرها فيمكن هي أيضا أن

تحصل على جزء أو كل من ما قد يخصصه لها المنتسبون الذين ال وريث لهم.

١٠- مركز للتدريب التعاضدي (قيد اإلعداد)تعتبر الحركة التعاضدية في مجتمعنا اللبناني حديثة بالمقارنة مع مثيالتها في البلدان

المتطورة. وتحسسا منهم بأهمية الفكر التعاضدي الذي خبروه في السنوات الخمس

والعشرين لتأسيس الصندوق التعاضدي االجتماعي الصحي، تكونت لدى القيمين على

إدارته، وتعمقت في وجدانهم ضرورة نشر ثقافة التعاضد، وترسيخ المبادئ والقيم التي

قام عليها. وضنا منهم على تماسك الجسم التعاضدي وحمايته من الممارسات الخاطئة،

عمدوا إلى إنشاء مركز تعاضدي دائم للتدريب اإلداري والتقني، تكون مهامه:

الصحية واإلداريين، وإرشادهم لحسن التعاضد المسؤولين عن صناديق تأهيل -١

اختيار الموظفين والعاملين لديهم، والسهر على أدائهم، وكيفية تطبيق الرقابة الذاتية.

٢- تدريب إداري وتقني للموظفين والعاملين.

٣- تدريب اإلداريين والموظفين لدى مقدمي الخدمات الصحية واإلستشفائية الذين

يهتمون بإدارة ملفات التعاضديين بمختلف جوانبها.

خاتمة«ال يمكن أن نسهم في بناء عالم (ومجتمع أفضل) إال بعمل الخير، حاال وشخصيا

وبشغف، حيثما يمكن ذلك». (البابا بنديكتوس السادس عشر، «الله محبة»).

الكالم اليوم عن مقومات الوجود المسيحي في لبنان والمشرق، في إطار هذا المؤتمر

التاريخي «مسيحيو الشرق: تراث ورسالة» الذي هو عالمة من عالمات األزمنة، يحتم

علينا جميعا صحوة ضمير، وتوبة عميقة، وكثيرا من الشجاعة للترفع عن الذات. «علينا

نحن األقوياء أن نحمل ضعف الضعفاء، وال نرضي أنفسنا... ألن المسيح ما أرضى نفسه»

(روم ١٥: ١-٣).

تلبية لنداء القديس البابا يوحنا بولس الثاني في اإلرشاد الرسولي «رجاء جديد للبنان»

(١٠ أيار ١٩٩٧)، الذي يدعو فيه «جميع اللبنانيين إلى متابعة أعمال فعلية من التضامن

والتقاسم وتنشيطها، في كل مجاالت الحياة اإلجتماعية»، يولي القيمون على إدارة الصندوق

اهتماما كبيرا في نشر ثقافة التعاضد، وفي استنهاض الهمم، وشد روابط التعاون والتنسيق؛

كما وإنطالقا من إيمانهم بحتمية العمل الجماعي وفعاليته، وبالتعاون والتعاضد، ألن

في التعاضد قوة، وبقناعتهم بضرورة تضافر الجهود للوقوف إلى جانب إخوتهم أبناء

الكنيسة في لبناننن والمشرق، «الحصاد كثير والفعلة قليلون» (لو ١٠: ٢).

الكنسية، وغير الكنسية المؤسسات بإلحاح، ويدعون، عالية اليوم صرخة يطلقون

الطبية الخدمات كمقدمي واإلجتماعي، الصحي بالشأن تعنى التي تلك خاصة

واإلستشفائية، والجسم الطبي والتمريضي على العموم، «إلقامة شبكات نجدة» (إرشاد

الفقرة ٤٩)، لمواجهة هذه الظروف الصعبة والتصدي لها، ومعالجة تداعياتها وتخطيها.

المحبة، خدمة بروحية المستنير المميز، التعاضدي وبعمله برامجه، تنوع عبر

التعاضدي الصندوق يصبح بالشفافية، والمحصن المتجرد، العطاء برسالة والمتشح

على الساهر لنموها، والداعم المسيحية، للعائلة األول الحاضن الصحي اإلجتماعي

يشكل لبنان والمشرق، وبذلك أرضها وتجذرها في والحافز على رسوخها في إنمائها،

لبعال» الذين «ما حنوا ركبة المسيحيين الباقية من البقية أحد أهم مقومات صمود

(روم ١١: ٤).

أيها الحفل الكريم،

إن العناية الصحية، منذ زمن أبقراط األب اإلغريقي للطب واأل»باء ومن سبقه وحتى

أيامنا هذه، هي محورية وحيوية لديمومة وتطور أي مجتمع وهي مبدئيا تتقدم على

كافة المحاور في أية إستراتيجية توضع. للبقاء والتجذر هذه العناية تنطوي على اليد

ولكن ولألسف من المؤسسات أي المالئم العالج الطبي، ومكان الجسم أي المعالجة

شؤونهم لهم العالجية والمؤسسات األطباء أن إذ ويغطيها العالج بكلفة يقوم الذي

وشجونهم التي قد تستدعي مؤتمرا بكامله لذا كالمنا اليوم سيتناول تغطية كلفة العناية

الصحية أو التكفل بها.

التكفل - التكافل - التعاون لم ال التعاضد؟

إن كلفة العالج اليوم هي في ارتفاع متزايد والجهات الضامنة إلى عجز متنام أمام

تسعيرات مرتفعة بينما إمكانيات المواطن إلى تراجع... وبالرغم من بعض المحاوالت

إستراتيجية إلى يفتقد الصحة قطاع فإن المسؤولين بعض بها يقوم التي المشكورة

تنظيمية تفعيلية شاملة بعيدة عن التطييف والمحاصصة.

* أين الشمولية والمشاريع الكبرى في هذا القطاع؟

فكيف بمقدورنا الكالم عن الصمود والبقاء في أرضنا إن لم نتمكن من عالج أفراد

وال االغتراب وعدم وطنه في البقاء على المواطن تشجيع باإلمكان كيف مجتمعنا؟

ثابتة؟ بتغطية صحية يتمتع ال المواطنين من كبيرا عددا إن عائلته؟ له عالج نضمن

رغم أن الخبرات موجودة والمستوى العلمي متميز، لكن اإلمكانات ال توازي التطلعات،

واآلراء والمشاريع وفيرة والتنفيذ غائب.

* أين البطاقة الصحية؟

* أين تعميم خدمات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على الجميع؟ أين توحيد

الصناديق؟

حدث وال حرج عن مشاريع وكالم وفير كالسياحة الصحية، أو جعل لبنان مقرا لمراكز

األبحاث الخ... من خطوات قد تدر مبالغ مرموقة على القطاع الصحي في لبنان. قد يقال

أين نحن من كل هذا وقسم من المواطنين «يستعطي» تغطية كلفة عالجه....

للحديث صلة وفي الفم ماء!!

كما Sécurité Sociale اإلجتماعي الضمان على ونعول ندعم أن يجب بالمبدأ

هو الحال في العديد من الدول المتطورة. فبانتظار تعميم وتفعيل هذا الجهاز القيم

والحيوي وإخراجه من مشاكله وتعثره، ارتأت لجنة الصحة في الرابطة المارونية ومن

قبلها نقابة المحامين وحاليا نقابة األطباء أن تقترح نظام التعاضد.

فالتعاضد ال يتعارض مع مبدأ الضمان الصحي االجتماعي إذا وجد بل قد يكمله. وهو

نظام مكثف إذ يتكل على تمويل ذاتي، وتسعيرته تنافسية مع التأمين الخاص اإلعتيادي

أما تطبيقه ففوري.

قطاع الصحة عليل. فلنبدأ بخطوات صغيرة جدية مدروسة دعما لوجودنا في خضم

ما يجري في المنطقة. الحلم مسموح أما الوهم فقطعا ال، فلتبقى توصياتنا ومشاريعنا

في حدها المعقول والقابل للتطبيق وال تبقى شعارات رنانة وحبرا على ورق. ما نحن

اليوم في صدده هنا بكل بساطة هو فعل إيمان بمستقبل أوالدنا، فقطاع الصحة هو من

المقومات االساسية للوجود والتجذر في أرضنا، فلنعمل لتعميم الضمان الصحي على

جميع االفراد.

ولكم جزيل الشكر.

مشروع المؤسسة المارونية للمنح الطالبية

الرؤيةأن نصبح موردا أساسيا لدعم تعليم الطالب الموارنة في لبنان

الرسالةالمؤسسة المارونية للمنح الطالبية عبارة عن منظمة غير حكومية تعنى بما يلي:

تأمين دعم مادي تعليمي مباشر للطالب الموارنة *

جمع وإصدار ونشر معلومات ومواد تتعلق بالتوجيه المهني للطالب *

فتح المجال أمام من يشاركون المؤسسة رؤيتها للمشاركة في تحقيق غايتها من *

خالل الدعم المادي و/أو العيني والتطوع

االستراتيجيةخطوات إلطالق المؤسسة:

* الحياد

* الشفافية منذ اليوم األول

* التحضير، ثم التحضير، ثم التحضير

* البدء بخطوة كبيرة

* التفكير على صعيد كبير

* تسجيل المؤسسة في الواليات المتحدة

مجلس األمناءمجلس األمناء هو هيئة مستقلة لها نظامها الداخلي الخاص

مجلس األمناء مفتاح أساسي لنجاح المؤسسة ٤٨

برامج المنح* منح

* بحسب الحاجة

* قروض

* فائدة مدعومة

* بدون فوائد

* حاالت طارئة

* جوائز

* بحسب االستحقاق والجدارة

تقديم الطلبات وآلية االختيار* آلية تقديم الطلبات

* آلية االختيار

* السرية

* الموضوعية

* عدم المحاباة

* تكافؤ الفرص

طرق المساهمة* المال

* الموهبة

* الوقت

برامج تبرعات* بحسب الفئة: تعليم بتدائي - ثانوي، تعليم مهني، تعليم عالي

* بحسب المنطقة الجغرافية

* هدية لمرة واحدة

* تبني طالب

* هدية سنوية

* برنامج لموظفي الشركات

* من طالب إلى طالب

* تكريما أو إحياء لذكرى

* دعم الصندوق

* غير محدد

جمع التبرعات* تبرعات صغيرة أو كبيرة، تبرعات على المدى القصير، المتوسط أو البعيد

* آلية العمل

* الفريق

* الكلفة (لغاية ٧٪ مقابل كل دوالر)

* إعادة المال أو عدم إعادته

الشركاءلتحقيق هذا اإلنجاز، نحن بحاجة إلى شركاء:

* االنتشار الماروني

* المنظمات الشقيقة

* الكنيسة

* الشركات

* المؤسسات التعليمية

* المنظمات غير الحكومية

* شركات إدارة األموال

* المؤسسات المالية

لم االنطالق من الرابطة؟* منافسة صديقة

* هيئة غير سياسية ممتازة

* تاريخ طويل من الحوكمة

* عضو مؤسس للمؤسسة

... *

السيدات والسادة،

اإلخوة األحباء،

أنبيائنا األرض، ومن كتب آدم زوج حواء نحن موجودين على هذه يكون أن قبل

وحكمائنا، صاغ اليهود لهم بعد السبي هذا الكتاب المدعو بالكتاب المقدس، فابراهيم

منا، من أور الكلدانيين ثم حاز جنسية أجدادنا اآلراميين، وعاش بين الكنعانيين، وترك

رفاة جسده وجسد أوالده، وأجساد نسائهم في تربة هذه األرض التي أرادها هو والذين

أتوا معه مسكنا نهائيا لهم، ووطنا، يشده إلى ذلك طيب المعاملة التي ميزت سكانها.

لقد تشرفنا بعبادة اإلله الواحد (الله – الكلمة – والروح)، وتشرفت األمم التي قدمت

إلى هذه البالد فاتحة، غازية، سارقة ومدمرة، بأن أخذت حضارتنا، وتعلمت سبل عيشنا،

ولم تورثنا سوى الدمار، لنعود من جديد إلى الحياة والحضارة خارجين من بين الركام

كالسنديان والزيتون، الذي يتجدد من جذوره بعد الحريق. لقد فشلت تلك األمم في

أيام قوتها أن تجري مجرانا في الحياة إال بعد أن روضتها قوة الحضارة هنا، وصارت تكتنه

مستورات باسم الله الرحمن الرحيم.

جاء إلى بالدنا الفرس واليونان والرومان، فتعلموا كل شيء، وصار لهم كتاب وحكماء،

أناس بقي منهم أن رحلوا كقوة بتطورها. وبعد وانتظموا معنا في سبل حياتنا ونموا

يشكلون معنا شعبا حضاريا. فنحن ورثة الشعوب الذي سبقوا العرب في فتحهم لهذه

البالد. نحن ورثة البابليين والكلدانيين والفينيقيين والرومان واليونان. نحن المسيحيون

خليط من بقي من الشعوب التي مرت على بالد دوقية انطاكية التي ضمت من الشاطئ

الشرقي للبسفور وإلى المشرق مهما امتدت وبعدت أصقاعه.

الكلمة أقدام وطئتها بأن لبنان – سوريا – األردن – فلسطين بالدنا، تكرمت وقد

اإلألهية متجسدا وصائرا مثلنا في كل شيء ما خال الخطيئة. وما زلنا نسمع نغمات صوته

وصوت رسله تصدح في أرجاء ديارنا معطرة سماءها، ناشرة الشريعة الجديدة التي ليس

من شريعة ضدها.

فتلقفها اآلراميون رسالة من السماء تدل على خصوصيتهم، وصارت البشارة كما أرادها

الرسول بولص صورة على عبودية الناموس، وفي وجه الخضوع للخطيئة الرومانية. صارت

ثورة عند شعوب كثيرة ضد الظلم والتطرف والتسلط.

اآلراميون على اختالف مشاربهم، وتعدد تفرعاتهم كاحتجاج على احتالل فاعتنقها

ظلم من ومخلصا بل سماويا مخلصا فقط ليس السيد وصار لبالدهم، روما قوات

أهل هذه األرض، وثورة ضد تسلطهم. لقد انتشرت المسيحية بينهم كانتشار النار في

الهشيم، وليس قسطنطين الكبير أول ملوك المسيحيين، وال مملكته أول الممالك التي

أعلنت انتصار اإليمان على الوثنية والعبودية، بل سبقته إلى ذلك مملكة الرها، وكذلك

مملكة األرمن، وكثير من الملوك واألمراء والقادة جماعات وفرادى. واعتنق هذا االيمان

اليونانيون الذين جاؤوا مع اإلسكندر الكبير ومن بعده.

لقد صارت انطاكيا والالذقية وأفاميا واالسكندرون وكثير من المدن التي أسسوها أو

أطلقوا عليها أسماء أهلهم، موطنا لهم يشكلون مع سكانها األصليين حضارة راقية إسمها

الهلنسية. لقد جاؤوا جماعات كبيرة وانتشروا في السهول والجبال وال زالت أثارهم تدل

على كثرتهم.

تحدثنا سير القديسين بدءا من الرسول بولص والرهبان الذين استوطنوا في البراري

والقفار والجبال والصحراء، ومنهم القديس سمعان العمودي وافتيميوس الكبير، وكذلك

اآلباء المصريون. ان االيمان قد انتشر بين القبائل العربية وآمنت بالرب يسوع المسيح

االمبراطورية مع والعالقة بالسلطة طمعا واما عجيبة، بعد قناعة إما وفاديا، مخلصا

مذهب اعتنقوا وقد والغساسنة، والمناذرة، الضجاعمة، دول فكانت الرومانية،

واألثار األشعار زالت وال نسطوريوس، مذهب اتبعوا آخرون وكذلك الالخلقيدونيين،

المنطقة السادس حتى كانت القرن يطل المسيحية. ولم كانوا عليه في ما تدل على

البالد في الصغيرة في هذه الوثنية المسيح، وجيوب بربنا يسوع االيمان برمتها على

جبالها العصية العالية قد اعتنقت المسيحية. وانضم إلى مسيرة االيمان القبائل العربية

المترهلة بين الجزيرة العربية وبالد الشام وأحيانا آسيا الصغرى. وأسس لهم اآلباء مدنا

ال زالت تسمى باليونانية (مخالس) أي امحلة أو الجي. أسسوا لهم مدنا في القدس –

قرب دمشق – قرب بعلبك، وفي أماكن أخرى واختلطوا بالسكان وتزاوجوا منهم. وخير

من يكتب حول ذلك جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم. واألب

سهيل قاشا وغيرهم. لقد أعطى العرب للكنيسة بطاركة ورهبانا وقديسين، ودخل األدب

شهدائهم أهم ومن ويومياتهم أشعارهم في ذلك عن وعبروا حياتهم في المسيحي

وقديسيهم شهداء نجران (أهل االخدود) ولما صار الفتح العربي اإلسالمي بقيادة خالد بن

الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهما، إنقسم العرب المسيحيين فيما بينهم، منهم من

انضم إلى الفاتحين يحاربون معهم «حمية للعربية» كما يذكر ابن األثير في موسوعته

الجدد الفاتحين حارب من ومنهم العراق. معارك إحدى عن التاريخية، خالل حديثه

نالوا وما استغالل مالهم من على المحافظة بغيه البيزنطيه القوات إلى جانب دفاعا

من كرامة انتشلوها بقوة سواعدهم. وال يزال عدد كبير من المسيحيين يفتخر بانتمائه

العربي كما في األردن وحوران وفلسطين وال يصح قول الدكتورة سلوى بالعايب صالح:

ان المسيحيين قد اكتمل اسالمهم في القرن العاشر. هذا ال يصح ألن الدولة الرومانية

كانت قد عادت إلى بالد الشام ودق أباطرتها، أبواب القدس ودمشق واستعادوا انطاكيا.

ريمون المعتدل الصليبي للفارس الالذقية كومينيوس الكسيوس األمبراطور سلم وقد

دي تولوز مكافأة له على إخالصه ووفائه وصدق وعوده. جاء الصليبيون ومعهم عيالهم

وأسسوا أربع إمارات ورحلوا بعد مائتي عام من قدومهم. وما يذكره المؤرخون أن الروم

كانوا يلحقون بهرقل من مدن عديدة أثناء الفتح العربي اإلسالمي. وقد وضع الفاتحون

شروطا الستسالم المدن منها رحيل الروم عنها كما في دمشق وبعلبك وطرابلس، وأعطي

األمان للعرب والفرس فيها كما يذكر في معاهدات الصلح في دمشق وطرابلس وحمص

والالذقية وغيرها من المدن.

بدءا البالد هذه عن رحلوا الصليبيين أن الصليبية. الحروب مؤرخوا يحدثنا كذلك

من الحملة األولى. كانوا يعودون إلى أوروبا إذا فشلت أهدافهم. وفي الحملة األولى

عاد الكثيرون من المحاربين األتقياء عندما رأوا أن هدفهم بتحرير القدس قد اكتمل.

عادوا إلى بالدهم فرحين بنصرهم وتحقيق أمنيتهم، وبقي من كان هدفه ما في قصص

ألف ليلة وليلة، ويحلم باأليام البغدادية. وهؤالء تصادقوا مع األمراء المسلمين وحاربوا

جنبا إلى جنب كل من كان يهدد اإلمارات الهزيلة من كال الجانبين، ويستعين األمراء

أبناء المسلمين باألمراء يستعينون والصليبيون المسلمين، بالصليبيين ضد المسلمون

جلدتهم وإيمانهم.

السكاني الخليط في فاندمجوا يرحل، ولم البعض بقي قد يكون أن الممكن من

لشعوب المنطفة، وشاركوا في عمرانها والدفاع عنها، كما فعل الذين جاؤوا مع الفتح

العربي والذين استقدمهم األمراء العرب والخلفاء في أزمنة متعددة. لقد جاءنا األتراك

اتهام، وال تسريب عليهم وال البالد وال خوف يساهمون في حكم واألكراد والشركس

ومع كل الذين قدموا تمازجوا مع شعوب المنطقة وألفوا شعبا واحدا متشاركين بذلك

مع كل أطياف السكان. وقد احتفظ كل واحد بلغته األم إلى جانب لغة الحكم وهي

اللغة العربية الرسمية. وكانوا يستعملون لغاتهم التي ولدوا فيها ضمن قطاعهم الخاص،

في وكثيرا تخاطبهم في قليال لغاتهم يستخدمون واألرمن والسريان الكلدان زال وال

ليتورجياتهم. في بلدة معلوال وجوارها يتكلمون األرامية القديمة في معامالتهم اليومية،

وبقي قسم كبير من األرثوذكس في شمال سوريا وجنوب تركيا يتكلمون اليونانية.

يشهد على أننا سكان هذه البالد من قبل ٦٣٠، عدة أمور منها عدم إمكانية انتقال

المسيحية السلطة المنطقة توجد في لم التاريخ ذلك اإلسالم ومنذ غير إلى المسلم

المغرية لجذب المسيحيين إلى االيمان المسيحي إال فيما ندر، بينما العكس هو السائد

بناء في أسهموا أنهم إال الداخلية حياتهم على المسيحيين انكفاء وبرغم والصحيح.

ومميز. قوي بشكل والعباسية، واألموية الراشدية عصورها كل في العربية الحضارة

ولم يمنع التمايز الديني كال من المسلمين عن قبول مشاركة المسيحيين ومساهمتهم

في تشكيل هذه الحضارة، وال منع المسيحيين من االندفاع في خدمة األسياد الجدد

فتشاركوا في تنمية وتقدم كل جوانب الحضارة المعروفة بالحضارة العربية.

إنني أستغرب جهل الذين يقولون أننا لسنا من السكان األصليين في هذه البالد بل

الحقيقة الصليبيين. اإلسالمي وخاصة مع العربي الفتح بعد أزمنة مختلفة في قدمنا

واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار التموزي أن المسيحيين هم خليط من العرب

أبنائها من بقي من مع البالد هذه في أصيلون وهم واألرمن واليونانيين واآلراميين

األصليين وتحولوا إلى االسالم. أي نحن أصيلين مع المسلمين األصيلين. وكل من يقول

غير ذلك فهو جاهل أو جهله التعصب األعمى، ويساعد على تنفيذ المخططات الشريرة

في حق هذه البالد. لقد قال أحد الكتاب المسلمين أن لبنان بدون المسيحيين ليس

هو ليس األوسط الشرق وكذلك سوريا، ليست المسيحيين بدون سوريا وأن لبنان،

فكيف أعدائه. ومواجهة حضارته لقيام أبنائه وتعاون الواحد بعيشه األوسط الشرق

يبقى العراق بدون السريان والكلدان واألشوريين واإليذيديين. وكيف تبقى سوريا كما

عرفناها وتعيش في قلوبنا، بلدا يسعى نحو الحضارة بخطى ثابتة، إذا رحل عنها من

يشكلون جذورها وغابت عنها أغلب ألوان طيفها، لن تبقى سوريا الحضارة. هل يحتاج

لبنان إلى حديث فيما سيصير عليه وضعه، ال سمح الله وتغيرت تركيبته االنسانية. نحنا

الويالت بالرغم من كل تتغير ثابتة ال التاريخ مشية الزمن، ومشينا مع هنا منذ فجر

التي أصابتنا تحت تسلط غير العرب من مسلمين ومسيحيين، لقد اضطهدنا بانتظام في

العصور األخيرة. لقد اضطهدنا ألننا كنا مستضعفين وذقنا مع المسلمين أشد الويالت

بسبب ظلم الحكام الغرباء. لقد ذبح أجدادنا في مواقع عديدة ألسباب متعددة. وذلك

بسبب ثورات شعوب البلقان ومطالبتهم بحرية بالدهم من نير الحكم العثماني. بسبب

مذابح ١٨٤٠ ، ١٨٦٠، وبسبب شظف العيش وسيادة الفقر اضطر الكثيرون أن يهاجروا

وال يقتصر ذلك على المسيحيين بل وكذلك المسلمين من أهل البالد. ضربوا في بالد

العالم شرقا وغربا سعيا وراء لقمة العيش الكريم. ولكن بعد أن تشكلت الدول الحالية

عاد الكثيرون منهم إلى أوطانهم وهذا ما يفسر امتالك األحفاد لجنسيات غربية أو غير

عربية من أميركا بكافة أقطارها، واستراليا وأوروبا. أما الذين يرحلون والذين رحلوا منذ

فقد لهم تعد لم أوطانهم أن يعرفون ألنهم عادوا ما بعد ١٩٦٠ أي السنين عشرات

دبر لها مخطط شرير. لقد تكاثرت المضايقات ضد المسيحيين في هذه البالد بسبب

واحتدم السكان. نفوس في الصهيونية العنصرية الثقافة وسادت اسرائيل، دولة قيام

التسابق على شراء أراضيهم ليس في لبنان وحده بل وفي سوريا والعراق وفلسطين. لقد

تغيرت الثقافة الوطنية وبسبب ذلك لم يعد الذين في الخارج إلى أوطانهم، كما فعل

المخطط بخلق دويالت طائفية واليوم تجري محاوالت إلكمال السابقون، المهاجرون

ومذهبية، ووضعت الخطط لمماثلة حلم دولة اليهود الدينية. لقد تهودت عقول الشرق

بجيوشها، هزيلة بامكانياتها، هزيلة دويالت قيام على مركزا الحلم وصار اوسطيين،

هو ما فيتحقق وعسكريا وسياسيا اقتصاديا المنطقة في العظمى للدولة وستخضع

أرض، بال لشعب بال شعب أرض فلسطين أن بسويسرا، وهي بال مؤتمر في مرسوم

ويعمل على ذلك بطرد الفلسطينيين من ديارهم، ويهجر المسيحيون من أرضهم ليحل

محلهم الفلسطينيون.

نحن نعتز بأصولنا مهما تعددت، وهي الواصلة في التاريخ إلى زمن سابق على آدم

زوج حواء. وسنبقى شركاء مع كل المحبين لهذه البالد والذين يزودون عن حياضها في

مواجهة كل مخطط شرير.

Vénérable audience, Notre expérience fut celle d’une famille dont la maison a pris feu.

Lorsqu’elle crie au feu ses voisins et amis lui font un procès public d’intention, l’accusent d’exagération et de malveillance et la tournent en ridicule, empêchant les pompiers d’éteindre le feu et se refusant à lui venir en aide. Lorsque le feu a tout brûlé ces mêmes voisins et amis se présentent comme une association humanitaire ou culturelle qui cherche à aider les familles victimes d’incendies.

Le « printemps arabe » a démontré qu’il était basé sur un projet de faire régner les frères musulmans.

• Des frères musulmans ou des Salafistes sont aidés par l’Occident.• Ils prétextent que le régime est dictatorial et que le peuple a be-

soin de démocratie.• De plus ils disent qu’ils sont la majorité• Et donc qu’ils ont droit au pouvoir. • Et c’est le pouvoir effectivement qu’ils cherchent mais… par tous

les moyens sur base de détruire l’infrastructure du régime anté-rieur

Mais on se demande :• Comment des islamistes peuvent-ils réformer une société mil-

lénaire basée sur le pluralisme et habituée au sécularisme ?• Comment un régime islamiste peut-il garantir le pluralisme si

dès le départ il présente un modèle de société exclusivement islamique?

• Et que faire du reste de la population qui n’est pas musulmane ?• Que faire des musulmans qui ne veulent pas de l’islamisme ?• On rétorquera: les sunnites sont la majorité et ils ont le droit de

gouverner.• Mais, si les sunnites forment une majorité tous les sunnites ne

sont pas enclins à être gouvernés par l’islamisme. • Une majorité de sunnites est gagnée par les idéologies du na-

tionalisme arabe séculier et préfèrent garder la religion dans la sphère privée.

• L’hégémonie des frères musulmans est basée sur l’expérience d’une constante et viscérale discrimination entre Musulmans/Non musulmans et, surtout, à l’intérieur du monde musulman : entre frères musulmans /non frères musulmans.

• Leur « démocratie » est verbale, basée sur la politisation de l’Islam.

• En vertu de cela ils veulent imposer les lois religieuses is-lamiques sur l’ensemble de la société civile musulmane et non musulmane. Et une hégémonie politique conforme aux intérêts occultes des grandes puissances qui les soutiennent

• Dans la pratique c’est un régime aussi dictatorial que tout ré-gime dictatorial avec, en plus, une ingérence dans la sphère privée et religieuse.

• C’est une énigme de l’histoire que l’appui inconditionnel assuré par des régimes « démocratiques » tels que les EE.UU et la France au projet démagogique des frères musulmans et autres salafistes d’imposer par la force une gestion islamique des af-faires publiques dans une Syrie pluraliste.

• Sainte Thérèse de l’Enfant-Jésus disait que les « évènements ne changent pas la personne ils manifestent ce qu’elle est ».

• Répression ou pas répression, la nature de l’islamisme militant a très vite montré son visage en Syrie et il était très vite discrimi-natoire et exclusif.

• Les slogans des manifestants « pacifiques » étaient tout de suite: « les chrétiens à Beyrouth et les alawites au Tabout » c’est-à-dire au tombeau.

• Les slogans ne sont pas restées lettre morte: Le régime étant considéré comme « alawite » toute personne employée dans le secteur publique a été considérée « pro-alawite » et fut la cible d’agressions armées allant de l’enlèvement à la torture puis à la liquidation.

• Mais il se fait que 75% des employés du secteur publique sont sunnites et donc ils ont été horriblement massacrés: eux ou les leurs.

• Les manifestations pacifiques étaient un moyen de dopage de l’opinion publique internationale. Des temps d’antenne illimités leur était consacrés par les chaînes arabes (Al-Jazirah, Al-Ara-biya, Al-Hurra) et les chaînes occidentales (CNN, BBC, France 24, etc..).

• Sur place ces manifestations étaient, sauf quelques rares fois, des rassemblements artificiels, rémunérés, et se déroulaient comme dans un studio fermé avec caméras et matériel de son. Les titres hebdomadaires étaient préparés par des chambres de commandements à l’extérieur de la Syrie.

• La révolution n’était démocratique et séculière qu’à travers les vidéos et les déclarations de bonne intention.

Permettez-moi de vous lire un passage d’un article écrit en mars 2011 à la demande d’une ONG catholique française et publié par elle sous le titre « Au crible des informations tendancieuses : la situation en Syrie »(1).

… ce qui nous pose problème n’est pas le phénomène des manifestations contre les régimes de notre région mais le timing, et l’accompagnement tendancieux qui est réservé à ces dernières de la part des chaînes satellitaires, en coordination parfaite avec certains gouvernements. Elles étaient préparées pour l’année, le jour et l’heure. Al Jazira, huée cependant par les forces de la

(1) http://www.chretiensdelamediterranee.com/pays/syrie/page/14/

coalition en Irak mais transformée aujourd’hui en porte-parole international —oh combien ambigu— des valeurs du nouveau Moyen-Orient ; Al Arabiyah, qui s’exprime, oh paradoxe, au nom de la liberté à partir du fief de la plus grande théocratie arabe en Arabie Saoudite ; Al Hurra [1], née des cendres du régime de Saddam Hussein par insufflation washingtonienne ; CNN, le vétéran de la guerre du Golfe, le très royal BBC New, France 24, à peine adoubé, dans leurs versions internationale et arabe. Ces mastodontes évoluent en parfaite harmonie idéologique avec les aréopages du net : les leurs propres ainsi que Facebook, Tweet-er, Utube ou autre et sont relayés par la presse écrite en ligne.

Tant que l’information ne nous concernait pas nous ingur-gitions passivement les nouvelles savamment orchestrées des autres pays en souffrance. Mais lorsque il s’est agi des évène-ments éclatés en Syrie, nous avons commencé petit à petit à nous rendre compte que ces chaînes n’informent pas elles cher-chent à infléchir le cours des évènements par des moyens vir-tuels perfectionnés. Ce faisant elles représentent un totalitarisme d’un type nouveau qui manipule l’opinion publique. Il nous a été aisé de découvrir que les données médiatiques sont soumises à un subtil filtrage qui fausse leur sens. On les traite d’une manière sélective pour aboutir à une image donnée de la situation et, ce qui est pire, l’orienter insidieusement dans un sens voulu(2).

Le 7 octobre 2013 Ahmad Bensaada, expert franco-algérien écrit ce qui suit dans un article intitulé « Syrie: Grandeur et décadence d’un journal au-dessus de tout soupçon »(3):

Les différents conflits sanglants qui ont éclos lors de cet intermi-nable « printemps » arabe ont été accompagnés de propagande et de mensonges éhontés [1]. Comme pour toutes les guerres, bien sûr.

(2) http://www.mondialisation.ca/syrie-grandeur-et-decadence-dun-journal-au-des-sus-de-tout-soupcon/5353235

(3) http://www.renenaba.com/les-islamophilistes-tontons-flingueurs-de-la-bureau-cratie-francaise/

Mais aussi étrange que cela puisse paraître, plus un pays se targue d’être démocratique, plus la propagande est flagrante et les ficelles un peu trop grosses. Il n’y a qu’à se remémorer les « dangereuses » fioles de Colin Powell.

Il y a cependant une autre forme de propagande, bien plus per-nicieuse, qui prolifère en démocratie et qui s’administre à petites dos-es sous un enrobage facile à avaler. C’est celle distillée par certains propagandistes « embedded » dans des journaux de renom d’où ils tirent une visibilité, une respectabilité, voire la reconnaissance d’une certaine expertise. Une sorte de « commensalisme » journalistique, pourrait-on dire, pour autant que l’hébergé ne nuit pas à l’hôte.

Un exemple patent de cette situation est l’hébergement par le grand quotidien Le Monde du blog « Un œil sur la Syrie » d’un cer-tain Ignace Leverrier, présenté comme ancien diplomate français et « spécialiste » de la Syrie [2].

Un rapide survol de la toile et des médias sociaux montre que la majorité des lecteurs avertis se sont rapidement aperçu du manque de crédibilité de ce blog, tant les idées avancées par son auteur sont exclusivement orientées vers la défense du camp des anti-Bachar et ce, quelles que soient leurs mouvances. Un « spécialiste » de la Syrie ne devrait-il pas nuancer ses propos et proposer des analyses qui tiennent compte de tous les paramètres du conflit?

Apparemment, ce n’est pas le cas de ce blogueur qui se fait ap-peler Ignace Leverrier alors que son vrai nom est Wladimir Glasman (Glas : verre en allemand). Il est vrai que de nombreux auteurs et journalistes écrivent sous des pseudonymes, mais ils sont connus et reconnus comme tels. Cependant, dans le cas d’un analyste politique qui disserte abondamment dans un journal qui a pignon sur rue, pour-quoi aurait-il besoin de changer de nom? C’est comme si Einstein avait publié ses fameux articles en physique sous le nom de Lapierre (Stein: pierre en allemand) et la comparaison avec ce savant s’arrête là.

L’expert franco-libanais René Nabaa confirme le 10/12/2013 ce di-agnostic précoce(4):

Paris – La bataille de Syrie a constituée un tournant majeur dans la guerre médiatique moderne, par son ampleur, sa durée et sa violence, de même que par la démultiplication des outils de communication individuels (blogs, Facebook, twitter). En superposition aux médias traditionnels, cette déclinaison médiatique a entrainé une surexposi-tion de l’information et mis en œuvre de nouveaux intervenants sur la scène médiatique, de nouveaux prescripteurs d’opinion, recyclés via la notoriété du micro blogging en autant d’amplificateurs organiques de la doxa officielle. Les drones tueurs de toute pensée dissidente. Des islamophistes faisant office de véritables prédicateurs des temps modernes, rompant avec la traditionnelle retenue des universitaires, à coups d’anathèmes et d’invectives, pour l’intimidation et la criminali-sation de leurs contradicteurs. Une évolution amorcée aux Etats-Unis par les néoconservateurs, en 2003, lors de l’invasion américaine de l’Irak et définitivement consacrée par les intellectuels organiques fran-çais, lors de la bataille de Syrie, dix ans plus tard.

La chaine transfrontière qatariote Al Jazira, dans le Monde arabe, s’est particulièrement distinguée dans ce domaine, en raison du rôle aiguillon du Qatar dans les soulèvements arabes et du rôle mobil-isateur de ce vecteur dans le conditionnement de l’opinion. http://www.renenaba.com/le-qatar-une-metaphore-de-la-france-en-phase-de-collapsus/

La France, dans le Monde occidentale se détachera aussi du lot en raison de son double statut d’ancienne puissance mandataire, artisan du démembrement de la Syrie, et de parrain de l’opposition off-shore syrienne.

Pour les chrétiens d’Orient la France aura été le fer de lance de cette désinformation. Les médias anglophones étant beaucoup plus ouverts et moins coercitifs.

(4) http://www.mondialisation.ca/chr-tiens-du-moyen-orient-le-patriarche-les-cata-combes-et-la-r-volution-en-syrie/26742

Certains experts de la désinformation parleront de täzers idéologiques utilisés pour réduire au silence tout contradicteur avant même qu’il ne prenne la parole. Le tazer est une décharge électrique non léthale pour dissuader les récalcitrants. Un tazer idéologique c’est un concept qui accuse et contraste dans un rapport binaire : blanc/noir, bon/mauvais ; sioniste/antisémite ; islam/islamophobe ; homo-sexuel/homophobe ; politiquement correcte/alarmiste ou pro-Assad.

Il suffit d’être accusé d’antisémitisme, d’islamophobie, d’homophobie pour être discrédité avant toute discussion. Il suffit de dépeindre une réalité sur le terrain d’un manière qui contraste avec le récit virtuel des médias pour être taxé d’alarmiste ou de pro-Assad.

Un täzer idéologique c’est la version futuriste, propre au régime totalitaire de la globalisation, de l’anathème ou de l’excommunication moyenâgeux.

L’excommunication étant littéralement un bannissement hors des médias de sorte que tout ce qui est politiquement « incorrect » est ignoré ou vilipendé.

Nous avons été soumis à ce traitement par la presse mainstream. Les ONG catholiques en compromission avec des « chrétiens dissi-dents » que nous avons rencontrés aux USA et qui sont des « agents de propagande » sont mêmes parvenus à nous discréditer auprès du Vatican et à exalter des positions va-t-en guerre contraires aux direc-tives pacificatrices des Papes.

Les évènements sont là et les responsabilités sont énormes. A cause de ce qu’ils représentent comme valeurs de liberté,

d’ouverture et de tolérance, les chrétiens ont été la cible préférée de cette désinformation. La stratégie qui a été suivie avec les chrétiens par les médias mais aussi par des ONG catholiques en Occident et même au Liban tranche avec le soudain intérêt pour la cause » des chrétiens d’Orient qui s’affiche un peu partout aujourd’hui.

Tant que la déstabilisation était en cours il fallait museler leurs ap-pels au secours.

Lorsque la déstabilisation aura porté son fruit la « compassioin » envers leur sort pourra se manifester et sera de mise pour « exonér-er» les ingénieurs du chaos de leur complicité.

A part l’aide à l’Eglise en détresse, habituée à fonctionner en terrain hostile, personne n’a eu le courage de s’opposer à la doxa du poli-tiquement correct. Même la France où les dirigeants qui fustigeaient les chrétiens pour ne pas s’être alignés docilement avec l’opposition syrienne, se lamente aujourd’hui des dégâts irréversibles que son in-terventionnisme illégal a causé.

S’il fallait esquisser un graphique pour expliquer les manœuvres utilisées envers les chrétiens de Syrie et aussi ceux d’Iraq ce serait le suivant :

Stratégie des Médias, ONG et autres responsables catholiques

Etape 1

Mars-avril 2011 :

Les chrétiens sont partie prenante de la révolution

La révolution est pluraliste, séculière et les chrétiens sont les bienvenus. Elle veut seulement faire chuter le régime

Avril-décembre 2011 :

Silence gêné : on laisse faire la déstabilisation

Etape 2

Janvier-Mars 2012 :

Les chrétiens prétendent qu’ils souffrent de la part de la révolution

Les sunnites sont la majorité. Ils ont le droit de se régir d’après leur religion. Les chrétiens sont alarmistes et islamophobes…

Avril-août2012 :

Critiques publiques Boycottage systématique

Septembre – décembre 2012 :

Etape 3

Janvier – Juillet 2013 : Les chrétiens sont contre

la révolution : ils méritent la mort et c’est la mort qui

leur est servie sans compassion.

La répression d’Assad a fait émerger des groupes islamistes. Les chrétiens ont d’ailleurs ce qu’ils méritent

Fin année 2013 – début 2014

Etape 4

Mars 2014 - maintenant

«Compassion » ostentatoire pour les chrétiens pour faire oublier que le processus mis en place les a fatalement déracinés de Syrie et d’Iraq

L’Etat islamique fabrique l’horreur. Il faut aider les chrétiens d’Orient à quitter l’horreur et à s’installer en Occident.

Nous vous montrerons ces diverses étapes de cette désinformation qui devient diffamatoire et menaçante avant de redevenir conciliante. Elle couvre des crimes contre l’humanité et s’alarme sur des crimes factices. On fabrique des casus belli à longueur d’ondes…on croit au mensonge qu’on propage. On fustige celui qui s’oppose en utilisant le täzer idéologique de l’islamophobie ou du pro-Assadisme.

Quelques exemples de la désinformation et des positions parti-sanes de beaucoup d’entités humanitaires ou ecclésiales de grande envergure.

La visite protocolaire du Patriarche Bechara Raï a été elle-même la cible d’une réaction haineuse à cause de ses positions diaphanes en consonance avec celles de la majorité des prélats et des laïcs chré-tiens d’Orient.

On se rapportera à ce que j’écrivais en septembre 2011 pour con-sulter une série de témoignages directs de personnes vivant sur les lieux mêmes des évènements(5).

Voici ce que j’écrivais en septembre 2011. Un article paru sur divers sites électroniques :

Il faudra attendre l’émergence de l’Etat Islamique et ses actions cruelles et criminelles pour que les positions changent et que les chré-tiens d’Orient soient de nouveau le but d’une grande sollicitude. Ah si on était unis dès le commencement les évènements, croyons-nous : on n’en serait pas arrivé là !

Pour notre part nous avons toujours essayé de nous documenter sur place. Dès 2011 nous avons invité avec le Centre Catholique d’information au Liban 16 journalistes dont plusieurs catholiques. Les journalistes laïcs furent plus courageux pour rapporter la vérité que les journalistes catholiques. Ensuite notre monastère créa « Vox Cla-mantis ex deserto Damascis », le centre catholique d’information de notre diocèse : pour couvrir les évènements à partir d’un témoignage direct.

(5) http://www.mondialisation.ca/chr-tiens-du-moyen-orient-le-patriarche-les-cata-combes-et-la-r-volution-en-syrie/26742

Notre message est que les chrétiens d’Occident ne devraient pas se contenter de croire les récits de leurs institutions médiatiques et de leurs élites politiques mais être plus attentifs à ce que vivent leurs frères et sœurs d’Orient afin de préserver ensemble l’avenir de l’humanité. Car ce que nous vivons ici aujourd’hui pourra migrer et devenir votre réalité sanglante demain. A chacun son tour dans le jeu des nations. D’où l’importance de préserver la saine et universelle application des lois internationales et la concertation dans la confiance mutuelle pour devenir ensemble des artisans de réconciliation et de paix.

Merci !

الوجود المسيحي في نينوىسيداتي سادتي

يعد مسيحيو الموصل وسهل نينوى(١) الذين تتحدر أصولهم اإلثنية. من حضارات قديمة،

مثال: األكادية، واألشورية والبابلية واآلرامية. من أقدم الشعوب في المنطقة. في العالم

التي اعتنقت المسيحية، منذ بزوغ فجرها في القرن الميالدي االول، في هذه المنطقة

وفي الشرق كله. ثم في مناطق آسيا الوسطى، والهند وحتى الصين(٣) وكانت المسيحية

الشرقية قد وجدت الشعوب النهرينية (االشوريين، البابليين، االراميين) فيها، وصهرتهم

في بوتقة التسمية السريانية التي ترسخت بانتشار المسيحية السريانية ذاتها. فغدت

المؤسسة. الشرقية الكنيسة وأصبحت حيثما وظفت المسيحي تعني السرياني لفظة

(١) اسم نيوى من اللغة األكدية املحكية يف أشور وبابل نسبة إىل (نينا) آلهة الخصب واملاء لدى السومريني. واملوصل مخترص التسمية االشورية مصب إيال (مصب االلهة).

(٢) املطران مار باواي ملورو. كنيسة املرشق رسولية وأورثوذكسية. تعريب: االب انطوان عوكر لبنان ٢٠١٣. ص ٣٠.

(٣) تظهر الدراسات العلمية الحديثة أن املسيحية وصلت إىل بالد ما بني النهرين، وتحديدا إىل منطقة حدباب (أربيل الحالية) يف القرن االول امليالدي. وإن سكان بالد ما بني النهرين وبابل وغرب بالد فارس يف القرن االول، ...... مثل سكان روما واالسكندرية وانطاكيا وأفسس. تلقوا انجيل املسيح غري الرسل والتالميذ منطلقني مبارشة من أورشليم. أي أن كنيسة املرشق الرسولية املؤسسة يف رشقي دجلة ليست فرعا من كريس أنطاكيا، وأن انتشار املسيحية الرشقية مل يكن يف كام يذهب

بعض املؤرخني بنتيجة الفتح الفاريس (٢٥٢-٢٥٦ م) راجع املصدر السابق ص ٣٠.

االنقسامات إثر تتمزق بدأت المسيحية وحدتهم لكن والعلمانية، الروحية مظلتهم

الكنسية التي حلت بهم. في القرن الخامس الميالدي، والتي أدت إلى انشطار كنيستهم

الرسولية، إلى كنيستين رئيسيتين: شرقية ومشرقية، ثم الحقا إلى كنائس متعددة، ما أدى

إلى تعدد تسمياتهم، مثل: االشوريين والسريان والكلدان واألراميين وغيرها. وإن كانت

تنتمي جميعها إلى أصل قومي واحد، وتفضي إلى داللة إثنو دينية واحدة.

محلتان، اال فيها ليس العمران. قليلة اإلسالمي العربي الفتح قبل الموصل كانت

السمعاني وينقل المسيحيون(٤). يسكنها واألخرى الفرس من المجوس إحداها يسكن

إلى العرب فمع وصول نصارى(٥). كانوا نينوى أراضي أغلب سكان أن الفرج أبي عن

العراق في العام ٦٣٧ م. كان المسيحيون يمثلون الغالبية من سكان بالد وادي الرافدين

األصليين، وكانوا موجودين في جميع نواحي البالد ويمثلون جميع شرائح المجتمع.

في كبير، حد وإلى والجنوبي، الشمالي نينوى وسهل الموصل مسيحيون أسهم

المجازر أن غير العباسية. الدولة عهد في وبخاصة االسالمية. العربية الدولة ازدهار

واالضطهادات التي حلت بهم، منذ الغزو المغولي في القرن الثالث عشر. وإلى اليوم،

مرورا بمذابح األمراء الفرس والكرد. ثم االضطهادات الالحقة الصادرة بفرمانات (أوامر)

ذاكرة وظلت األقلية. إلى األكثرية من عددهم بانحدار كفيلة كانت العثمانية. تركيا

الدماء تثقل الرأس المسيحي في مناطقه التاريخية. وتهدده بتركها، وكانت نتيجة هذه

االضطهادات المتعددة، كما تتجلى اليوم بأبشع صورها. التهجير والهجرة داخل الموصل

أمال بقائهم ووجودهم في مواطنهم األصلية وفي بالد االنتشار. لتقضي أو تكاد على

القديمة. وحيث كان اضطهاد االقليات غير المسلمة في العراق والمنطقة. هو السبب

الشرق المسيحية في المعنيين والحريصين على بقاء للهجرة والتهجير. فعلى الرئيس

وعدم زوالها، أن يتحلوا بالشجاعة واإلقدام في إظهار االضطهادات وتداعياتها المؤلمة. أيا

كان نوعها، وحجمها وكشفها للعلن، بغية إلغائها. ألن التستر عليها، واخفاءها ومجاملة

الحكومات المسؤولة عنها كما جرت العادة، يديمها، وربما يجعلها مضاعفا، كما يحصل

خلو عن المسؤول هو من غربا: شرقا اإلنساني الضمير نسأل أن واجبنا فمن اليوم،

(٤) القس سليامن الصانع، تاريخ املوصل، ح ١، بريوت ٢٠١٣، ص ٨٤.

(٥) القس سليامن الصانع، تاريخ املوصل، ح ١، بريوت ٢٠١٣، ص ٧٣.

الموصل وسهل نينوى من سكانه المسيحيين األصليين؟ فالفكر العربي واإلسالمي الذي

ساهم المسيحيون في نهوضه وازدهاره وبلورته بات يهدد الوجود المسيحي وبخاصة

بالنسبة إلى الجماعات المسيحية التي تركت لغتها االم السريانية وتبنت اللغة العربية

في حياتها الروحية والمادية.

أفرزت أحداث الموصل وسهل نينوى وغيرهما. واقعا ال يمكن التغاضي عنه في أن دولتنا العراقية الجديدة؟ وإقليمنا الفتي، وجيراننا المسلمين. غير قادرين على حماية مناطقنا التي يتصارعون فيما بينهم عليها باسمنا، بدليل استنجادهم بالغرب لتخليصهم من داعش وشرها. لذلك، ال نرى مستقبال كيانا لمسيحيي نينوى، إال بفرض الحماية الدولية بكل صيغها وعناوينها على أراضيهم من قبل المنظومة الدولية، فما آلت إليه أمور الموصل وسهل نينوى تبرر الحماية الدولية وتسوغ ضرورتها االنسانية أوال والقومية ثانيا والدينية ثالثا. ويطالب مسيحيو نينوى المجتمع الدولي بتطهير قراهم وبيوتهم من آثار العاصفة بالتعصب منطقتنا غمرت التي العاصفة المتخلفة الصحراء من بدأت التي الهمجية عاشقة وحوش مع والعيش المتحضرة، الحياة معها تستقيم ال التي والبداوة األعمى. للدماء البريئة في كل حين. إن الحماية الدولية وما يترشح منها، كفيلة بانتقال مسيحيي العراق من حالة عدم القدرة على مقاومة قوى الظالم، إلى ترسيخ قوتهم القومية والوطنية التي ترتكز على طاقاتهم الثقافية والفكرية والحضارية، بحيث تمكنهم مع بقية شركائهم في األرض من أخذ زمام مصيرهم المشترك بيدهم. وهنا يجب استثمار نظرية الضغط

الجماهيري وممارسة كل أنواع الضغوط على الساحة الدولية حيثما يتواجد أبناء نينوى في بالد االنتشار حماية للصامدين في الوطن األبدي. إن الشعوب الصغيرة والديمقراطية مثلنا (مقارنة) بغيرنا من الشعوب المجاورة) تكون مسالمة وتكره العنف على العموم، وبتوافر الحماية الدولية سوف تنتقل من وضع الشعوب المستضعفة إلى الشعوب التي ال يفكر أحد بالتجاوز والتطاول واالعتداء عليها. مثلما حصل لألخوة الكرد الذين تمتعوا بالحماية الدولية منذ مطلع عام ١٩٩١، وكل النتائج المتحققة اليوم لألخوة الكرد أمان الخ. هي من جراء سياسية... وقوة اقتصادي، ورخاء مالي. واستثمار نسبيين واستقرار الحماية الدولية وثمارها. وهكذا بفرض المنطقة اآلمنة ستزول وإلى األبد عادة االنحناء والخنوع والخضوع التي اكتسبتها االقليات العراقية غير المسلمة طوال قرون من الظلم واالضطهاد والدماء، فلنا كل الحق االنساني في العيش بأمان وسالم في أرضنا وأمالكنا التي

ورثناها من أجدادنا منذ أزمنة سحيقة تسبق مسيحيتنا بقرون.

كتب نعيم بك السكرتير االول لدى المدير العام المساعد لشؤون المنفيين االرمن

اسم تجعل لالرمن المفجعين والقتل النفي مسألة بأن «أعتقد يلي: ما مذكراته في

التركي حليفا باللعنة االبدية لالنسانية، ألنها ال تشبه أيا من الوقائع الرهيبة التي سجلها

التاريخ العالمي حتى اليوم...» هذه المذكرات تقاطعت مع الشهادة التي قدمها الضابط

العالمية الحرب انتهاء الفتاة» بعد أثناء محاكمات زعماء حزب «تركيا مصطفى كمال

االولى، حيث قال: «لقد ارتكب مواطنونا جرائم ال يصدقها عقل ولجؤوا إلى كل اشكال

االستبداد التي ال يمكن تصورها ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفاال رضعا وهم

أحياء بعد أن صبوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم المقيدي االرجل

وااليدي...».

أما االعترافات االبرز بالمجازر المرتكبة بحق االرمن وباقي االقليات في تركيا. فقد

وردت يوم ١٧ حزيران ١٩١٩ على لسان رئيس الحكومة العثمانية دماد فريد باشا أمام

المتمدن العالم كل تأثر الحرب هذه أثناء في قال: حيث للحلفاء، االعلى المجلس

بأحاديث الجرائم التي ارتكبها االتراك... وأنا لن أحاول التخفيف من درجة المسؤولية

التي تقع على منفذي هذه المأساة – في اشارة واضحة إلى جمعية االتحاد والترقي».

هذه االعترافات جاءت بعد أن نشر االلمان نصوص المراسالت السرية التي تتناول

الممارسات الوحشية للحكومة العثمانية أثناء الحرب ضد االقليات بين السفارة االلمانية

وقنصلياتها المعتمدة لدى الباب العالي وبرلين...

الحضور الكريم

٢٤ نيسان عام ١٩١٥ كانت بداية قدر مأساوي للشعب االرمني. اعتقال المئات من

كمرحلة واغتيالهم اسطنبول في االرمن الدين ورجال والمفكرين السياسيين القادة

اولية الول ابادة في القرن العشرين. فبين عامي ١٩١٥ و١٩٢٣ تم نفي وتهجير مئات

االالف من االرمن بشكل منتظم، ومحيت قرى ومناطق ارمنية من الجغرافيا العثمانية،

واستهدف كل ما يرمز للثقافة االرمنية من أجل تدميره. ومات معظم الناجين من الجوع

الزور وبالد الترحيل القسرية نحو الصحراء السورية في دير أو االنهاك خالل عمليات

الرافدين. فمن أصل ٢٤٠٠٠٠٠ ارمني في السلطنة العثمانية عام ١٩١٥ كانوا يشكلون

االغلبية الساحقة للشعب االرمني، نجا القليل القليل.

مدى على التركية الدولة سياسة من جزءا شكلت ١٩١٥ عام تمت التي فاالبادة

سنوات طويلة، سبقتها مجازر حصدت ما يقارب ٣٠٠ ألف ارمني بين عامي ١٨٩٤ –

١٨٩٦ على يد السلطان عبد الحميد الثاني.

وفي عام ١٩٠٨ ظن االرمن الذين أيدوا الثورة الدستورية وجماعة االتحاد والترقي،

أنهم تخلصوا من بطش السلطان عبد الحميد وبأن عهدا جديدا قد بدأ وأنهم استطاعوا

البلقانية عام العثماني. لكن هزيمة تركيا في الحرب البرلمان ادخال ممثلين لهم في

الواجهة. إلى العظمى القوى بين العثمانية االمبراطورية تقاسم مسألة أعادت ١٩١٢

فيها بالتحالف التي كانت االمبراطورية العثمانية طرفا العالمية االولى فاندالع الحرب

مع المانبا وضع حدا للوعود التركية لالرمن باجراء االصالحات ورسم اطار تاريخي لقيام

التراك جماعية هجرة مع ذلك ترافق وقد العشرين. القرن في االولى االبادة مجازر

البلقان عقب هزيمتهم عام ١٩١١ – ١٩١٢. وهذه الهجرة هي التي جعلت من االناضول

مالذ الشعب التركي.

المتأصلة الكراهية ومواقف والترقي االتحاد جمعية جرائم شجب تم أنه صحيح

في سياستها المبنية على الطورانية على نحو واسع. وقد قدم العديد من الدبلوماسيين

قاله سفير وما االرمن. بحق اقترفت التي الفظائع على والرحالة شهاداتهم والقناصل

ما وأقوى أهم من هو غنتاو، مور هنري الفترة تلك في تركيا في المتحدة الواليات

الواليات رئيس ويلسون وودرو للرئيس قدمه تقرير ففي المجازر. تلك به وصفت

المتحدة االميركية آنذاك يختم مورغنتاو قائال: «أنا متأكد من أن تاريخ االنسانية بأكمله

لم يشهد مرحلة فظيعة مماثلة. فالمجازر واالضطهادات التي جرت في الماضي تبدو

تافهة عند مقارنتها بالعذاب الذي مر على العرق االرمني في عام ١٩١٥».

أيها الحضور الكريم،

في ربيع ١٩١٥ أعطت الحكومة التركية االوامر بابعاد االرمن من مناطقهم وخاصة

خطرا اعتبرتهم ألنها المجاورة والدول والعراق سوريا إلى ونقلهم منها، الحدودية

على الدولة. لكن هذه العملية تحولت إلى مجزرة هائلة شارك فيها االكراد والشركس

والعصابات المختلفة. لقد تم تحريض هؤالء ضد االرمن مستغلين الدين لغايات سياسية

ولتجييش مشاعر الكراهية واالنتقام. وكانت الحكومة التركية تعد تلك العصابات بجوائز

نسائهم إلى إضافة والمسيحيين لالرمن التابعة الممتلكات منحهم جميع عبر ترضية

وفتياتهم ان هم نفذوا أوامر السلطة العليا. هي حرب ابادة حقيقية، مئات االالف من

االرمن تعرضوا للقتل، وهرب مثلهم إلى القوقاز وايران ودول أخرى. وفي هذا الشأن قال

شاهد عيان غربي: «ان قوافل الترحيل، ليست اال طريقة مهذبة ملفقة للقتل، ولكنها في

الحقيقة كانت أكثر من ذلك بكثير، فالذين رافقوا القوافل، جعلوا ضحاياهم يتعرضون

لعذاب ال انساني مهين، بدال من قتلهم. فالرحلة كانت تدوم أشهرا تحت وطأة حماوة

الشمس، هذا ناهيك عن أعمال خطف االطفال والنساء أو اغتصابهم وثم قتلهم أمام

أعين ذويهم أو اجبارهم على اعتناق االسالم.

وكانت السورية، الصحراء باتجاه تركيا أنحاء كل تتجه من المرحلين قوافل كانت

مواقف العرب مشرفة، فحاكم دير الزور وضع االف الالجئين تحت حمايته في منطقته،

من تبقى ما على للقضاء الصحراء داخل إلى بترحيلهم االوامر اليه صدرت وعندما

الناجين، أبرق إلى القسطنطينية يقول: ان وسائل النقل غير كافية لترحيل الجماعات،

أما إذا كان هدفكم قتلها وابادتها فانني ال أستطيع القيام أو االمر بذلك. فانتهى به العزل

من منصبه. ان االتراك لم ينته بهم االمر بترحيل االرمن إلى خارج االناضول بل استمروا

بجريمتهم داخل االراضي السورية بمالحقة الناجين وقتلهم. لقد اعتقد االتراك انه بطرد

االرمن إلى الصحراء والدول العربية فانهم سيحلون في بيئة عرقية ودينية معادية لهم

لكن االرمن. بحق ابادة من االتراك بدأه ما يستكملون العرب سوف المسلمين وان

ظنهم قد خاب. فالعرب وعلى رأسهم رؤساء العشائر السورية قد مدوا يد العون لالرمن

رغم الظروف المأساوية التي كانت سائدة أيضا في تلك الفترة التاريخية.

كذلك كان االمر في لبنان الذي استقبل قوافل المرحلين االرمن على دفعتين االولى

خالل االعوام ١٩١٦ – ١٩١٧ حيث تم اسكانهم بمساعدة سلطات االنتداب الفرنسي في

مخيمات في بيروت وضواحيها، والدفعة الثانية كانت تلك التي وصلت إلى عنجر عام

١٩٣٩ بعد أن سلمت فرنسا لواء اسكندرون إلى االتراك وقامت بترحيل االرمن منه.

لكن عمليات القتل بحق االرمن وأن توقفت عند أبواب العام ١٩٢٣، اال أن االستمرار

في تدمير ممتلكاتهم وتدمير ذاكرتهم التاريخية لم يتوقف. وكانت هذه االعمال تتعمد

تأمين السعي إلى االبادة بتدمير الذاكرة، الدليل التاريخي على وجود االرمن في السلطنة

العثمانية. فقد تم حرق كنائسهم وأديرتهم عن عمد. ومن بين االعمال التركية في تدمير

الذاكرة اسقطت تركيا اسم «أرمينيا» من الخرائط الرسمية وقامت بتغيير أسماء القرى

والبلدات االرمنية الواقعة في آسيا الصغرى التي استمرت حتى الخمسينيات. وكل هذا

كان يتعارض مع المادتين ٣٨ و٤٤ من اتفاقية لوزان عام ١٩٢٣ التي كانت تنوي حماية

حقوق االقليات بما فيها الحقوق الثقافية لالقلية االرمنية في تركيا.

االخرى المسيحية واالقليات الشعوب بحق التركية المجازر نتجاهل أن يجب ال

كالسريان والكلدان واالشوريين واليونانيين في الفترة الزمنية نفسها. ان لمذابح السريان

الديني لالضطهاد الشعوب هذه تعرضت لقد االرمنية. المذابح أهمية توازي أهمية

والقومي، وتخوف االتراك من التمدد المسيحي لهذه الشعوب ومن تأثيرها على الوضع

باتجاه الصحراء السورية. في االناضول. فخططوا الزالتها وقاموا بتهجير تلك الشعوب

العثمانية السلطنة عهد في اضطهدت التي العربية للشعوب بالنسبة االمر كذلك

ومورست عليها سياسات التتريك وااللغاء.

لها، المتاحة الوسائل بشتى لالبادة التاريخية الحقيقة انكار اليوم تحاول تركيا ان

والعداء التركي لالرمن لم ينته عند حدود العام ١٩١٥، بل انه ال يزال مستمرا حتى اليوم.

فبمساندة تركيا وبتسهيل منها تم اجتياح بلدة كسب اآلمنة في سوريا العام الماضي

وبسبب ،١٩١٥ العام في مجازر من له تعرضوا ما االرمن أذهان إلى أعادت والتي

التدخل التركي المباشر وعلى مرأى ومسمع من العالم يعيش أهلنا في سوريا وخصوصا

في حلب وضعا من عشرين عاما، وذلك لتضييق الخناق عليه، والحصول على تنازالت

اقليم حول وأذربيجان أرمينيا بين النزاع وبمسألة الجماعية االبادة بموضوع تتعلق

كاراباخ االرمني.

ان الجريمة ما زالت تنتظر موقفا من تركيا. فيجب أن يتم االعتراف باالبادة وأن يتم

تعويض االضرار. اذ يتوجب على الدولة التركية التزامات على اعتبار انها وريثة السلطنة

العثمانية. ومن هذه االلتزامات:

عن السرية صفة ونزع التاريخية. االبحاث اجراء أمام العثماني االرشيف فتح •

بحق بين ١٩١٩-١٩٢٢، التركية العسكرية المحاكم التي جرت في المحاكمات

مرتكبي الجرائم ضد االرمن. فان لذلك خدمة للحقيقة والعدالة واالنسانية.

الكنائس وخصوصا االرمنية، االثرية المعالم ازالة في االستمرار من تركيا منع •

والمعابد واالديرة، التي تدل على الوجود االرمني التاريخي في المنطقة.

وضع حد لمشاعر العداء ضد االرمن، وخصوصا في المدارس التركية التي تنمي •

الكراهية والعنصرية ضد االرمن.

عدم تمويل االبحاث والدراسات المعادية لالرمن والتي تشجع على سياسة االنكار. •

القبول باالعترافات الدولية التي حصلت حتى االن باالبادة الجماعية االرمنية. •

اعتبار ما حصل في االناضول بحق االرمن جريمة ابادة بحق امة بأكملها، وكذلك •

المجازر بحق السريان واليونانيين واالشوريين واالعتذار منهم.

واتخاذ التاريخية الحقيقة بهذه للقبول التركي المجتمع تهيء أن تركيا على •

االجراءات الالزمة لذلك.

االعتراف العلني والتعويض على الشعب االرمني خسائره المادية والمعنوية. •

فتح االرمنية المعاناة وانهاء التاريخية على جرائمها تركيا معاقبة ان عدم وأخيرا،

مشاركا المتمدن العالم وجعل االنسانية أخرى ضد جرائم أمام مصراعيه على الباب

حملته الثانية العالمية الحرب في اليهود ابادته خالل هتلر يعلن ألم بصمته. فيها

المشهورة، وكذلك هو االمر في رواندا والبوسنة والهرسك والجرائم التي ترتكب راهنا

في العراق وسوريا بحق االقليات الدينية والعرقية كاالشوريين واالكراد وااليزيديين. ان

قضايا االضطهاد الديني يجب أن تجد لها حلوال إذا أردنا أن يستمر الوجود المسيحي في

الشرق وإذا أردنا أن نخلق مجتمعا متسامحا ومتطورا وديمقراطيا وحرا. ان صمت العالم

تجاه الجرائم هو استمرار لها واستمرار الضطهاد الضحايا أنفسهم.

على الجناة معاقبة تتم لم إذا بسالم ترقد أن يمكن ال الضحايا ماليين أرواح ان

أفعالهم. أن ما نشهده اليوم من قتل وذبح واغتصاب وتدمير لالماكن المقدسة والخطب

التي المجازر التاريخ االرمني وتذكرنا إلى إذا ما عدنا المتشددة ليس بجديد الدينية

لتمنع المجرم حصلت بحقه أمام مرأى ومسمع الدول االوروبية التي لم تحرك ساكنا

من مواصلة ارتكاب جريمته، بل صمتت ألن في ذلك الصمت خدمة لمصالح سياسية

واقتصادية أكبر وأهم من عذابات االنسانية، تلك ال الدول هي عينها التي ال تنفك تنادي

اليوم بالحريات وبحقوق االنسان وبالعدالة االجتماعية وبالديمقراطية.

اإلعالم المسيحي في خدمة الواقع الحقيقي

قبل الغوص في مداخلتنا يجب توضيح هذين المفهومين:

ما هو االعالم المسيحي؟

وما هو مفهوم الواقع الحقيقي؟

االعالم المسيحي:

البعض يصنف اإلعالم المسيحي في خانة االعالم الديني أي االعالم الذي يكون في

خدمة القضايا الدينية ولترسيخ االفكار والعقائد الدينية.

اليها النظرة إلى االعالم الديني ليست في أغلب االحيان منطقية وواقعية اذ ينظر

الناس أفكارا انها اعالم فرضي يفرض على التطرف والتعصب أو على أحيانا من زاوية

ومعتقدات ال تخلو من الضغط والتعنيف وهذا صح عندما يكون هذا االعالم متطرفا

ولكن عندما يكون هذا االعالم معتدال هدفه خدمة االنسان. فال تنطبق هذه النظرة.

الواقع الحقيقي: مفهوم متشعب التفسيرات

١- هل هذا الواقع حقيقي أو افتراضي؟ أو مفروض؟

٢- من فرض هذا الواقع؟

٣- هل نقصد بالواقع ما هو موجود؟ أو ما يجب أن يكون عليه

مالكوهان نظرية بحسب المجتمعات، على نفسه فرض تكنولوجي تقدم الواقع:

ومفهوم الحديثة تقنياتها بشكل المجتمعات شكل تحدد التي التكنولوجية الحتمية

القرية الكونية وعصر القلق. ويتابع ماكلوهان ليقول ان االعالم يجب أن يكون في خدمة

المجتمع، العلم، المعرفة في خدمة االنسان.

وقد كان انشتين قد حذر من اليوم الذي تتفوق فيه التكنولوجيا على العقل البشري

حينها سوف يحكم العالم جيل من الحمقى.

الواقع اليوم: • األخبار – لم يعد الخبر السار – good news االخبار بأغلبيتها هي أخبار الحروب

– الدمار – العنف – التحريض – السرقات – القتل.

في البرامج والمسلسالت:أيضا قتل – عنف – تعنيف نساء – استهتار قيم بسيطرة ذكورية – خيانة مبررة –

غياب القيم – التقاليد العريقة.

أهداف اعالم اليوم هي الربح ومسايرة الواقع والمصالح الضيقة.كما ويفتقد إلى التخطيط واالستراتيجيات البعيدة المدى، وإلى الرؤية المستقبلية

والنظرة العامودية فهو بحسب المثل الدارج «حسب السوق سوق»

الشواذ موجود في كل المجتمعات والبيئات وحتى لو أصبح االكثرية الشائعة فهذا ال

يعني أنه حق، فالحق بيبقى حق لو كان األقلية.

مقولة اإلعالم في خدمة الواقع باتت كذبة كبيرة وفخ.

وبات الخوف: من يخدم هذا اإلعالم

أصحاب المصالح؟ -

أصحاب المال؟ -

أصحاب النفوذ؟ -

أين الدور والرسالة اللذين وجد من أجلهما اإلعالم؟

وأين دور وسائل االعالم في نشر المعلومات والترفيه والتعليم؟

وبات الساحر على ينقلب بالسحر فإذا لخدمته. التقنيات أوجد من هو اإلنسان

االنسان أسير التكنولوجيا، أسير الهاتف النقال – الكمبيوتر tablet – التلفزيون....

مشكلة أخرى االعالم بات سلطة ويقال أنه سلطة رابعة؟

فعلى من تمارس هذه السلطة؟

إنها تمارس على االعالمي والموظف الذي يجب أن ينضوي تحت سلطة المسؤول

وسقف المؤسسة فيحدد له ماذا يقول؟ ولمن يقول؟ ومتى يقول؟ حتى بعض أصحاب

بلغة فيتحدثون لهم. ملكا هم والمشاهد واإلعالمي الوسيلة أن يعتبرون المحطات

النسبة ويقولون: «هول مشاهديني».

وسلطة على المشاهد؟ الذي يتلقى ويستهلك ما يقدم له دون مناقشة أو رأي.

الحقيقة باتت جزئية ونسبية.

• جزئية: تضيء على الجزء الذي يخدم أصحابها.

• نسبية كل واحد يضيء عليها من الزاوية التي تناسبه

• الخبر الواحد / الواقع الواحد أصبح له ١٠٠ طعم و١٠٠ لون و١٠٠ شكل

لنقل تتسابق المحطات آالف االعالم؟ ثورة وفي االعالم؟ فورة في الحقيقة؟ أين

االخبار وحتى ولو كانت على حساب كرامة االنسان واإلنسانية، مضمونها ال يحمل سوى

االخبار غير سارة، أخبار الحروب والقتل، العنف والتدمير والسرقة، وكل ذلك تحت شعار

اعالم الواقع.

النفوس يجيش أعالم أفعاله... وعن أعماله عن يخبر الشيطان أخبار ألجل اعالم

ويشحن العواطف و«يسطل» العقول.

تأثير وسائل االعالم سلبي أكتر مما هو إيجابي، وضحاياه كثر وهم:

- األطفال الذين تهجرت طفولتهم باكرا بفعل التقنيات والمعلومات والمشاهد التي

يشاهدونها في سن مبكرة وتفوق طاقتهم العقلية والنفسية، فينضجون خطأ وقبل األوان

فالكثير من المعلومات ليسوا قادرين على تفسيرها، يكبرون على الغلط ويفكرون أنه

صح بظل استهتار اعالمي وعدم مراقبة االهل.

وعيونهم خاطئة، بمفاهيم وعقولهم أفكارهم تتسم الذين والشباب المراهقون -

بمشاهد مقززة فسخافة المواضيع وهشاشة الحديث المتناقل على مواقع الفايس بوك

ومواقع التواصل االجتماعي هي أكبر دليل.

- على وحدة العائلة: فسبب بانقسامها وتشتتها وفرضت عزلة أفرادها كل في صومعته

التكنولوجية. وبدل تلفزيون واحد للعائلة في غرفة الجلوس، لكل جهازه التلفزيوني في

والعيش المجتمع. وعن العائلة عن إنعزال النقال. وهاتفه الخاص وكمبيوتره غرفته،

بواقع افتراضي عالم خيالي غير واقعي في ظل مخاطر المجتمعات.

- الضحية هي القيم – األخالق – الحضارة.

والحل؟ وال مرة كانت المشكلة هي المصيبة، بل المصيبة هي أن نبقى عند حدود المشكلة.

يقول بوبر (عالم وفيلسوف نمساوي ١٩٠٢ – ١٩٩٤) ان المعرفة ال تأتي من البحث بل

من المشكلة ذاتها.

في واقع اليوم هناك مشكلة إعالم ويجب أن نجد لها الحلول، والحل يكون بإعالم

حقيقي يدحض كل المشكالت السابقة والتي ذكرناها.

والشر موجود ألن الخير موجود، تغليب الشر على الخير هو مشكلة، تغليب الخير

على الشر هو حل.

هو الحقيقي الخبر والحقيقة. الحق خدمة في يكون الذي هو الحقيقي اإلعالم

الصادق والجيد. هو الذي يدفعنا إلى التعاضد والتضامن.

االعالم الحقيقي: هو الذي يكون في خدمة المجتمع وقضاياه:

- يضيء على مشاكل الفقر والجوع والنقص في الخدمات.

- يدافع عن حقوق االنسان.

- االعالم الحقيقي هو االعالم الذي يفتش عن الحلول ويساعد على إيجادها.

- اعالم يخدم التربية والتعليم والترفيه.

- اعالم يخدم المجتمع ويخدم الوطن.

- اعالم يحافظ على الطبيعة والبيئة ويكشف الغنى الموجود فيها وثرواتها وكنوزها

المخفية.

- اعالم يحافظ على التاريخ والحضارة التراث، ويرشف من الماضي ليقوي الحاضر،

ويستشرف المستقبل.

- اعالم يبني الثقافات والعقول ويساهم في تطوير المجتمعات.

االعالم بشكل عام هو في خدمة االنسان، االعالم الديني هو في خدمة الله من خالل

خدمة االنسان والطبيعة.

اليوم هي في خدمة تيلي لوميار ونورسات وفضائياتها العشر، من ٢٥ سنة وحتى

الحقيقة، في خدمة االنسان في خدمة الواقع الحقيقي. هي من وضع الرجاء في الواقع

مهما كان صعبا وأضاءت على المشاكل وفتشت عن حل وأوجدت حلول بأكثر األوقات.

منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي نشأت وتطورت مجموعة متنوعة من أساليب وأحداث التمويل االنمائي في لبنان مما شكل منظومة شبه مكتملة من ادارات واحتمال

حصول أصحاب االعمال ورواد العمل الناشئين على التمويل المالئم لمشاريعهم.

١) هنالك عدد كبير من مؤؤسسات التمويل الشديد الصغر وبعضها متخصص في حل مشاكل التمويل في المناطق البعيدة والقطاعات الشعبية.

٢) هنالك مؤسسة هي الصندوق االوروبي للتنمية االجتماعية الذي يدرس مشاريع للقرض الف دوالر إلى ٥٠ المصارف وصوال المناطق ويمولها من خالل عدد من في

الواحد.

القطاعات في للقروض جدا مرتفعة تؤمن ضمانات التي كفاالت هنالك شركة (٣التمويل إذا كانت دراسة المشروع المصارف على الخوض في المنتجة وبذلك تشجع جيدة ورغم عدم امتالك صاحب المشروع للضمانات الكافية. هذه القروض ذات فائدة

منخفضة جدا ولمدة طويلة.

٤) هنالك القروض المدعومة من مصرف - لبنان وتبدأ بقيمة ٥٠ مليون ليرة وصوال المشاريع جانب إلى جدا المتوسعة المؤسسات تساعد انها أي ليرة مليار ١٥ إلى EQUITY FINANCE الصغرى. في السنوات االخيرة برزت مؤسسات التمويل بالرسملةالممول ان اذ تمويل ذكي. النوع هو التمويل من مؤسسة من هذا ان وأهمية هذه جانب إلى يقدم التوسع. تريد التي أو المنطلقة المؤسسة إدارة في يمثل الشريك التمويل والمبادرة الفردية والمعرفة االدارية المالية وشبكة العالقات المحلية والدولية

للمساعدة في التوسع.

رواد لتدريب مؤسسات أنشئت هذه التمويل ومصادر إدارات جانب إلى حتى األعمال المبتدئين والذين يريدون التوسع المنظم.

حول العمل مكان تؤمن التي INCUBATORS االعمال حاضنات نشأت كذلك الترخيص والمدعوم فنيا وتكنولوجيا. بدأت هذه الحاضنات قرب الجامعات وفي بيروت - الوسط وانتشرت إلى المناطق وقد أضيف إلى هذه الحاضنات جهود دعم فني محلية

واالن دولية كما الـ U.K. Technology HUB المنشأ حديثا.

إذا استعمل رجال االعمال والشباب المنطلقين هذه المراكز والمصادر بشكل ذكي، إلى مستويات مرتفعة جدا / االجتماعية التنمية االقتصادية مركز ومركب يمكن دعم

تقارب المجتمعات الناجحة جدا.

حضرات السيدات والسادة:«أن ال بورا» جمعية أسستها جماعة من العلمانيين مع االب طوني خضرا ولم تنشئها الكنيسة المارونية. وهي في خدمة المسيحيين كافة ومجلس األمناء فيها يضم ممثلين

عن «١٣ كنيسة»....

المطالبة تنفع ماذا نفسه، وخسر كله العالم ربح إذا اإلنسان ينفع ماذا أحبائي، برئيس قوي، من دون مدراء عامين ورؤساء مصالح ودوائر وموظفين أقوياء في الدولة.

ثانيا:

اإلرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان وجهه بعد السينودس قداسة البابا يوحنا بولس في المؤمنين وجميع والراهبات والرهبان واإلكليروس واألساقفة البطاركة إلى الثاني

لبنان (١٩٩٨).

لقد اهتمت الكنيسة دوما بتنشئة الشباب إنسانيا ومهنيا عبر تعليم جامعي ومهني الوجود عناصر من أساسي عنصر هو فالعمل المهن، إحدى لممارسة يعدهم رفيع البشري (٢١٩)، ويساعد التعليم، في الوقت نفسه، على بناء شخصية الشباب، وإنماء ثقافتهم، واكتشاف نهج مسيحي للعيش وسط العالم، وفي دنيا العمل، وأوقات الفراغ اليومية، مما يعزز في نفوسهم روحانية العمل. وفي ذلك ما يؤهبهم على في الحياة نحو مفيد، ألن يكونوا شهودا للمسيح بالمثل الذي يعطونه وبالقيم التي يعرفون كيف ينقلونها إلى من هم من حولهم. الهدف المنشود من وراء التعليم العلمي والتقني هو العمل على تعزيز وتنشيط ثقافة علمية عميقة وحب للبحث يجعالن الشباب أشخاصا

ذوي كفاءة في مجال عملهم.

اإلرشاد الرسولي للشرق األوسط ٢٠١٢ - البابا بنديكتوس السادس عشرمن واجب وحق المسيحيين في الشرق األوسط، ومعظمهم من سكان البالد األصليين،

المشاركة التامة في حياة الوطن من خالل العمل على بناء أوطانهم. ينبغي أن يتمتعوا

بمواطنة كاملة، ال أن يعاملوا كمواطنين أو مؤمنين من درجة ثانية.

وكما كانت الحال في الماضي، إذ كانوا من رواد النهضة العربية، وكانوا جزءا ال يتجزأ

من الحياة الثقافية واالقتصادية والعلمية لمختلف حضارات المنطقة، ها هم يرغبون،

الخاصة. إسهاماتهم مين مقد المسلمين مع مقاسمة خبراتهم في الدوام، وعلى اليوم

لهذه األسباب بالذات، يولي المسيحيون حقوق الشخص البشري األساسية اهتماما خاصا.

غير تأكيد هو لإلنسان، مسيحية حقوقا إال ليست الحقوق هذه أن على التأكيد إن

صحيح. إنها ببساطة حقوق تقتضيها كرامة كل كائن بشري وكل مواطن مهما كان أصله

أو قناعاته الدينية أو خياراته السياسية.

المهاجرونبتنوعه، لكنه، في كثير من األحيان، تقييدي وحتى الشرق أوسطي غني الواقع إن

عنيف. وهو يمس جميع سكان المنطقة ويشمل كل أوجه حياتهم. يشعر المسيحيون

بنوع خاص، ولكونهم يجدون أنفسهم غالبا في موقف دقيق، بشيء من اإلحباط وفقدان

الصراعات وحاالت الغموض. ويشعرون غالبا النتائج السلبية لتلك بعض األمل، بسبب

بالمهانة. ويعلمون بفضل خبرتهم، أنهم ضحايا محتملة ألي اضطرابات قد تقع.

فبعد أن شاركوا بطريقة فاعلة، وعلى مر العصور، في بناء أوطانهم وساهموا في نشأة

هويتها وفي ازدهارها، يجد مسيحيون كثيرون أنفسهم أمام ضرورة اختيار آفاق مؤاتية،

«واحات سالم»، حيث يمكنهم العيش مع أسرهم بكرامة وأمن، وفضاءات من الحرية

ليعبروا فيها عن إيمانهم بعيدا عن القيود المختلفة.

إنه الخيار المأساوي لما يحمله من نتائج خطيرة على األفراد والعائالت والكنائس.

الشرق البشري والثقافي والديني في الفقر تنامي السكان، ويساهم في ويقلص عدد

األوسط. فالشرق األوسط بدون - أو حتى بعدد ضئيل من المسيحيين – ليس هو الشرق

األوسط، ألن المسيحيين يشاركون مع باقي المؤمنين في صنع الهوية الخاصة للمنطقة.

فالجميع مسؤولون عن بعضهم بعضا أمام الله.

من األهمية إذا أن يفهم القادة السياسيون والمسؤولون الدينييون هذه الحقيقة، وأن

يعملوا على تفادي السياسات واالستراتيجيات الساعية إلى تفضيل جماعة بعينها، لقيام

شرق أوسط أحادي اللون، ال يعكس بأي شيء واقعه اإلنساني والتاريخي الغني.

أن عليهم، يتعين بل ال الحقوق، كاملي مواطنين لكونهم المسيحيون، «يستطيع

لخير مصالحة ورسل سالم بناة بذلك فيصبحون إسهامهم، التطويبات، بروح يقدموا،

المجتمع بأسره».

وبما أن االهتمام باألمور الزمنية هو مجال عملكم الخاص (٥٥)، أشجعكم، أعزائي

المؤمنين العلمانيين، على تعزيز عالقات أخوة وتعاون مع األشخاص ذوي اإلرادة الطيبة،

واحترام الدينية، والحرية العامة، للخيرات الرشيدة واإلرادة العام، الخير عن للبحث

كرامة كل شخص.

ثانيا:

نهاية في ١٠١١ شخصا توظيف تم وقد ومشت أهدافها لبنان حددت في البورا

٢٠١٤، أي ما قيمته ٨٥٠٠٠٠ مليون دوالر سنويا كمفعول اقتصادي لهذه المعاشات.

العام والخاص القطاع إلى وظائف للدخول ألف مسيحي أكثر من ٢٥ كما دربت

والجامعة اللبنانية.

ووجهت ٥٨٠٠٠ ألف مسيحي لإلستفادة من هذه الوظائف وساعدت أكثر من ٨٠٠

جمعية وتعاونية ونادي لإلنخراط في مشاريع الدولة واإلستفادة منها بمليارات الليرات

اللبنانية، وكل ذلك كلف البورا أكثر من ثالثة ماليين دوالر لمدة سبع سنوات، «شحدنا

شحادة» ونشكر الرابطة المارونية ألنها في البدايات فقط قدمت ٢٠ ألف دوالر أميركي.

هذا العمل عليه أن يستمر وبقوة ليشمل أيضا كل المسيحيين في الشرق األوسط.

والوطنية المسيحية والمؤسسات واألحزاب الطوائف لكل مفتوحة البورا إن خبرة

وليست فقط للموارنة. فالحصاد كثير والفعلة قليلون، الكالم كثير والفعل قليل، مؤتمرات

ومؤتمرات، محاضرات ومحاضرات، والمطلوب واحد.

البورا مشروع نجح على األرض، فادعموها وستفعل البورا العجائب، نعم البورا الحل.

ولكن المشكلة ليست فقط في انخراط المسيحيين في الدولة، بل البورا وضعت يدها

على مشاكل أخرى بحاجة لحلول عملية وليس إلى دراسات وتحاليل.

إذا لم يتزوج المسيحي ولم ينجب أوالدا؟ من ينخرط في الدولة؟ ٥٠٪ من المسيحيين

ال يتزوجون، والباقون يتزوجون وال ينجبون أكثر من ولدين.

غالي الخاصة والجامعة المدرسة في التعليم غالية، الكنيسة غالي، العرس لماذا؟

جدا.

اإلنخراط في الدولة يكتمل بمشروع يشجع المسيحيين على الزواج واإلنجاب ويقلل

كلفة التعليم والزواج وشجع الجمعيات واألندية والتعاونيات على أنواعها؟

رابعا: البورا وجدت الحل في األكاديمية التي أنشأتها في ٢٠١٤/١/١، وأعطت نتائج

رائعة

إدعموا هذا المعهد وهو الحل ألنه يحضر المسيحي للدولة في تقدمه لكل الوظائف.

االنخراط المسيحي في القطاع الخاصفي الشرق االوسط والخليج العربي

أيها االخوة واالخوات االعزاء

بعد التحية،

ان الخط البياني الذي يعكس انحدارا سريعا للوجود المسيحي في الشرق االوسط،

يدفعنا الستشراق المستقبل البناء هذه المنطقة، ومنهم الجماعة المسيحية التي أنتمي

إليها. حيث ان الوجود المسيحي في أوائل القرن العشرين كان حوالي ٢٠٪ أما االحصاءات

التقريبية اليوم هي على الشكل التالي:

إيران ٠٫٢٪ - العراق ٠٫٦٪ - االردن ٢٪ - فلسطين ١٪ - لبنان ٣٧٪ - سوريا ٦٪ -

اسرائيل ٢ ٪ - مصر ٨ ٪.

االكبر من النسبة تحتضن العربي الخليج أن دول يبين (هذا العربي الخليج وفي

المسيحيين الذي بأغلبيتهم يعملون في القطاع الخاص).

دولة االمارات العربية ١٢٪ - الكويت ١٥٪ - قطر ١٣٪ - البحرين ١٣٪ - سلطنة عمان

٦٪ - السعودية ٤٪.

مع العلم أننا عندما نتكلم عن بناء المجتمعات واالوطان، نجد أن المكونات الثقافية

باالرقام، ألن من يعطي هو االنسان، ولكن لنكن واقعيين هذا ال والحضارية ال تقاس

ينطبق على المجتمعات ذات الفكر الطائفي.

بالماضي القريب كانت تصنف الجماعة المسيحية في بلدان الشرق االوسط على

أنها جماعة ناجحة، حيث ان معظم أفرادها اتجهوا للعمل في القطاع الخاص، وهم في أكثر االحيان من الطبقات الوسطى والميسورة في المجتمعات التي ينتمون إليها.

في التاريخ كما الماضي القريب كان للمسيحيين دور بارز في دول الشرق االوسط، التجمعات بقاء في ساهموا العلمنة إلى تتجه المنطقة لجعل العمل جانب فإلى

المسيحية على دينها.

هذا وبعد مساهمتهم وقيادتهم النهضة العربية أطلقوا الصحف والجمعيات االدبية الفنية الصناعات تطوير في بارزا دورا االرمن المسيحيون لعب وكذلك والسياسية،

الدقيقة والصناعات البترولية.

وأكثر الطب التأمين، التجارة، التعليم، البنوك، وخاصة العمل قطاع في انخرطوا المهن الحرة في تزاوج مع اخوانهم وشركائهم في االوطان التي ينتمون إليها، لذا كانت المدارس والمستشفيات والشركات التي يملكها مسيحيون تحقق نجاحات وتعطى كل

من يلجئ إليها دون تفرقة في الدين أو العرق.

وهنا ال بد من التنويه بدور المدارس والجامعات في لبنان حيث كانت وما زالت من العالمات المشرقة في هذا الشرق.

ان اليوم وفي ظل ظهور الفكر الديني المتطرف حيث بات المسيحي مشروع هجرة دائمة في العراق كما في سوريا.

أما في الدول االخرى كمصر واالردن بات قلقا على مستقبله بعد مشاهدته ومتابعته لما يحدث حوله.

اللبناني لالقتصاد الفقري العامود يشكلون المسيحيون كان أن وبعد لبنان وفي والقطاع الخاص، واالكثرية السكانية حتى منتصف القرن العشرين، باتو بعد الحرب التي الشرسة ومقاومتهم عنادهم رغم ومشروع هجرة، سكانية أقليه وجودهم استهدفت

للبقاء جسديا ومعنويا في بلدهم.

الشك أن المسيحي اللبناني كان يهاجر قبل ١٩٧٥ ولكن يبقى قلبه وعقله في لبنان، القديمة القصور والبيوت االرز، وما إلى بالد بالعودة نفسه المهجر واعدا يموت في المنتشرة في كل المدن والقرى اللبنانية سوى شاهد على ذلك، مما يدل على أنه كان

يسخر أكثر أمواله الستثمارها في بلده لبنان.

الوضع من بل فحسب، االقتصادي الوضع من وليس اليأس من فيهاجر اليوم أما

االمني والسياسي حامال ذكريات اليمة وقناعة اننا كجماعة سائرون إلى االضمحالل.

نعم حتى تاريخه نحن موجودون في القطاع الخاص وهذا واضح من خالل النقابات

والجمعيات الخاصة، ولكن ليس بالزخم المطلوب وخاصة بعد ما نرى جحافل االموال

غير النظيفة اآلتية خصيصا لتغير الديمغرافيه وليس لتنشيط االقتصاد.

لبناء االغتراب مع نعمل أن علينا كلبنانيين اننا القاتمة الصورة ولكن ورغم هذه

مؤسسات اقتصادية، يكون لها دورا رياديا إلعادة الثقة بالنفس آخذين بعين االعتبار أننا

من أبناء هذا الوطن االصليين.

ال أن وهواجسنا، همومنا ويشاركنا التطرف من مثلنا يشكو من كل على وكذلك

يكتفي بالتمنيات والتطمينات الكالمية بل أن يساهم في اصدار القوانين التي تحفظ

المؤسسة قبل من المعدة بنسخته الجنسية اعادة قانون ومنها الخصوصية، هذه

المارونية لالنتشار، والذي يعطى االمل باعادة ثقة المغترب اللبناني للعمل واالندماج

بناء الدولة العلمانية في كافة القطاعات ومنها القطاع الخاص، على أن نستكمل معا

حيث االولوية هي لحفظ حقوق المواطن دون العودة إلى طائفته أو عرقه.

وهنا ال بد من أن ندعم كل من يطالب بالحكومة االلكترونية والتي ممكن في حال

السير بها أن تكون نواة صلبة العادة ثقة المواطن والمغترب اللبناني بالقوانين حيث لن

يبقى بعد ذلك للفساد موطئ قدم مما يساهم بشكل فعال في تنشيط الدورة االقتصادية،

ويشكل حافزا أساسيا لنمو القطاع الخاص الذي هو الركيزة االساسية لالقتصاد اللبناني.

أما في الخليج العربي وحيث أن معظم المسيحيين الموجودين هم من الوافدين

من البلدان العربية وشرق آسيا وأوروبا وأميركا وغيرهم. كان وما زال للمسيحي العربي

بشكل عام واللبناني بشكل خاص منزلة خاصة ساعدته نجاحاته، تقاليده، عاداته، لغته

أسس الخليجية، حيث الدول مواطني اخوانه مع التام االندماج في العربية وجذوره

الشركات العمالقة التي ساهمت وما زالت تساهم في تطوير دول الخليج العربي دون

عوائق.

وسلطنة المتحدة العربية واالمارات وقطر والبحرين الكويت كما السعودية ففي

عمان، كان وما زال المسيحي يعامل كغيره من الوافدين العرب دون التطلع إلى هويته

الدينية لذا نرى تواجد الشباب المسيحي بقوة في قطاعات (الهندسة، المقاوالت، الطب،

االعالم، االعالن، المعلوماتية، البنوك والتأمين) وما التحويالت البنكيه إلى لبنان من دول

الخليج سوى شاهد على ذلك، حيث كانت وما زالت عامال أساسيا في تثبيت المواطن

بأرضه.

من هنا يمكنني الجزم بأن المسيحيين الموجودين في دول الخليج يعتبرون أنفسهم

في بالدهم الثانية. وهم ال يطلبون من السياسيين الموجودين في لبنان وزعماء االحزاب

والطوائف اال أن يكفوا عن التدخل في شؤون تلك الدول وذلك حرصا على بلدهم لبنان

وعلى مواطنيهم وأن ال يفرطوا بها كرمى سياساتهم الضيقة.

ان التفاعل الثقافي بين االسالم والمسيحية والذي كان احدى ركائزه مسيحيو هذا

الشرق يجعل من مجموعات هذه المنطقة كتلة ثقافية واقتصادية فريدة من نوعها.

هذا ما يبينه االندماج الكلى في قطاع العمل حيث نرى المدير ونائبه وصاحب العمل

كل من طائفة انما هم جسم واحد يعملون لهدف واحد.

وهنا ال بد من مناشدة المسيحيين أن ال ينظروا إلى الحاالت الطارئة بل إلى الثوابت

همومهم ويشاركهم االرهاب من مثلهم يشكو من مع ويقفوا بأرضهم، يتشبثوا وأن

الذين بالقديسين والرسل أوطانهم عند أول عاصفة، متمثلين وهواجسهم وال يهجروا

اضطهدوا لكنهم آمنوا بالرسالة وانتصروا وانتصرت الرسالة المسيحية وانتصرت الحرية.

وطنه، خارج للعمل يهاجر المسيحي الشباب نرى وحيث الظروف هذه في ظل

واحدى وجهته دول الخليج العربي التي تحتضنه في مؤسساتها الخاصة والعامة، ولكن

حينما تسنح له الظروف يبدأ العمل للهجرة الثانية والدائمة التي كانت وما زالت وجهتها

الدول االميركية واالوربيه واوستراليا ألنه يعتبر أن ال مجال للعودة والعيش الكريم في

بلده االم.

أو لمشروع التخطيط المسيحية المؤسسات وخاصة المعنية الجهات على لذا

مشاريع تجعل من الشباب الذي يهاجر إلى دول الخليج العربي يتعلق ببلده قبل أن

تأخذه رياح الهجره الدائمة.

أما اليوم وفي ظل التقدم العلمي الذي جعل من الكرة االرضية قرية صغيرة، حيث

بات أمامنا كل مقومات العمل للتقدم والنجاح. مطلوب من المسيحيين المقيمين في

دول الشرق االوسط كما المغتربين من أصول عربية، العمل سويا واالنخراط أكثر فأكثر

في القطاعات الخاصة لدول المنطقة لكي نبنى مع اخواننا ممن يؤمنون باالنسان كقيمة

يعيش أن االنسان فيها يستطيع ديمقراطية أوطانا الغرائز، تجرفه ادات مجرد وليس

بحرية وكرامة.

ان حضارتنا التي تمتد إلى آالف السنين تدعونا الستثمارها واستعمال التطور والتقدم

التطور خالل من أجدادنا لعبه الذي القيادي الدور ولعب مجتمعنا لتحصين أداة

االقتصادي وتحسين الدخل الفردي لخلق أمن اجتماعي واقتصادي يليق بنا. هذا يتطلب

من كل فرد العمل موظفا كامل قدراته من أجل أن يبقى لالنسان معنى في هذا الشرق

المتألم.

عشتم وعاش لبنان

قدم لحود عرضا شامال عبر شاشة إلكترونية، تضمن مهام المؤسسة واختصاصها في

مختلف المجاالت بما فيها المتصلة بمن يحق لهم اإلقتراض والمراحل اإلدارية التي يمر

بها الطلب عبر دوائر المؤسسة والمصارف، وصوال الى الدوائر العقارية والشروط التي

يجب أن تتوفر في المقترض.

كما تحدث عن مختلف مجاالت العمل في المؤسسة، وما يخطط له في المستقبل،

طامحا الى مؤسسة تتعاطى مع المصارف اللبنانية المتعاونة بالبريد اإللكتروني لتسريع

الموقع أن إلى لفت كذلك أيضا. اإلنترنت عبر للمقترضين خدماتها وتوفر الملفات

اإللكتروني الجديد للمؤسسة الذي سيطلق قريبا، سيشكل في شكله ومضمونه محطة

تطور في عمل المؤسسة وخدماتها. وسيكون في وقت الحق مساحة لتلقي اإلقتراحات

والشكاوى.

على للحصول طلبا ٨١٨٠٠ القريب األمس الى تلقت «المؤسسة أن لحود واعلن

الدخل أصحاب من بمعظمهم وهم قروضهم مواطنا ٦٧١٨٥ منهم ونال قروض

المحدود والمتوسط في مختلف المناطق اللبنانية. وضخت في السوق العقارية ما يوازي

٧٥٦٥ مليار ليرة لبنانية». ولفت الى ان «الخطط وضعت لتكون المؤسسة في مصاف

المؤسسات المتطورة وتقديم أفضل الخدمات الى المقترضين في أفضل الظروف».

ولفت الى أن «التعاون قائم مع مصرف لبنان في كل المجاالت التي تتصل باإلقراض

المصارف أموال وحماية العقاري القطاع في اإلستقرار توفر سياسة وفق السكني

والمقترضين في آن.»

والتي اليها العائدة الرسوم إستيفاء في المؤسسة بنجاح ارتياحه عن لحود وعبر

تجبى من المعامالت الرسمية المختلفة وتوفيرها مباشرة لها لتعزيز مداخيلها المالية.

وتشجيع تجار البناء الشروع في بناء مساكن محدودة المساحة تمكن أصحاب وذوي

الدخل المحدود والمتوسط من تملكها وخصوصا خارج المدن وفي األرياف، لإلبقاء على

المواطنين في أرضهم والعودة الى الجذور ووقف الهجرة الى المدينة.

دور المصارف في التنمية االجتماعية

١- تحول المصرف من مصرف للودائع إلى المصرف الشامل

٢- إمكانية جميع شرائح المجتمع من التوجه للمصارف واالستفادة من تقديماتها

االجتماعي االستقرار في تساعد المصارف في المعتمدة اإلسكانية السياسة -٣

والعائلي:

أ – القروض ألصحاب الدخل المتوسط من خالل المؤسسة العامة لإلسكان معفاة من

رسوم التأمين العقاري و التسجيل ورسم الطابع

ب – القروض السكنية الخاضعة لتعاميم مصرف لبنان و التي يستفيد منها، باإلضافة

الى المقيمين، اللبنانيون العاملون خارج لبنان لشراء مسكن في لبنان بفوائد ميسرة

ج – القروض المخصصة للقضاة لتمويل شراء او بناء مسكن بفوائد متدنية

د – القروض السكنية المخصصة لألجهزة العسكرية بفوائد متدنية

* الجيش

* قوى األمن الداخلي

* األمن العام

* الضابطة الجمركية

الحرب أثناء دمرت التي المنازل إعمار بإعادة تسمح والتي المهجرين قروض *

اللبنانية ما بين سنتي ١٩٧٥ -١٩٩٠ في المناطق المصنفة « مهجرة»

* بطاقات األئتمان التي يخصص مردودها لمساعدة شهداء الجيش اللبناني

* بطاقات األئتمان التي يخصص مردودها لمكافحة المخدرات و المخصصة ألفراد

قوى األمن الداخلي

* القروض الشخصية التي تساعد المقترض على تلبية حاجات شخصية وآنية

في تخصصهم متابعة على التالميذ لمساعدة تخصص التي التعليمية القروض *

الجامعات و معاهد التعليم العالي بفوائد متدنية

* قروض البيئة بفوائد متدنية جدا»

* قروض لتشجيع توليد الطاقة وإنتاج الطاقة البديلة و استعمال الطاقة الشمسية

يملكون الذين الحرة المهن اصحاب لألفراد تمنح التي جدا» الصغيرة القروض *

متاجر صغيرة والتي تساعدهم على البقاء في قراهم وتفادي اإلنتقال الى المدن

تاريخ مصر االسالمي

تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن ٧٠٠٠ عام قبل

الميالد. فقامت بها حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ اإلنساني ، دخل اإلسالم

مصر في عهد الخليفة العربي عمر بن الخطاب وبقيادة عمرو بن العاص العام ٦٤١ م.

معاملتهم فى المسلمين وظهرت سماحة مصر االسالم لدخول االولى اللحظات ومنذ

للمسلمين مودة الناس أقرب هم اإلسالمية للشريعة وفقا فالمسيحيون مصر القباط

وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث جاء: لتجدن أشد الناس عداوة

إنا قالوا الذين آمنوا لذين لـ ة ود م أقربهم ولتجدن أشركوا والذين اليهود آمنوا لذين لـ

يسين ورهبانا وأنهم ال يستكبرون. وهذه التعاليم التى حث نصارى ذلك بأن منهم قس

عليها القرأن الكريم جاءت واضحة على مر العصور االسالمية وسار عليها حكام مصر فى

العصور االسالمية وان كانت هناك حالة واحدة حاد فيها الحكام المسلمين فى العصر

الفاطمي فى عهد الخليفة الحاكم بأمر الله فقد اثبتت الدراسات واالبحاث التاريخية انه

كان على غير الطبيعي.

مدى والمسيحين المسلمين بين سادت التى التعاون روح أن على يدل ما واكبر

التسامح والتعايش السلمى بين ابناء الوطن الواحد، فكان الشعب المصرى مثاال يحتذى

به بين شعوب االرض ونسيج مترابط بين ابناء وطنه الواحد.

الحضارة االسالمية فى مصر وشهدت مصر خالل فترة الحكم العربي اإلسالمي تقدما في مجاالت العمران والفنون

على مر العصور فهناك العديد من المساجد والقالع والحصون واألسوار، كذلك الفنون

الزخرفية التي تمثلت في أول عاصمة إسالمية في مصر وهي مدينة «الفسطاط» وبها إسالمي مصري أثر أقدم الروضة بجزيرة النيل مقياس ويعد العاص بن عمرو جامع

والذي أنشأه الخليفة العباسي المتوكل بالله عام ٢٤٥هـ.

ويتجلى ازدهار العمارة اإلسالمية في مدينة القطائع، وجامع أحمد بن طولون الذي شيد على نهج جامع عمرو بن العاص مع إضافة النافورة والمئذنة والدعامات والزخرفة واللوحة التأسيسية، ومئذنة جامع ابن طولون هي الوحيدة في مساجد مصر التي لها

هذا الشكل وهي مستمدة من المعابد الفارسية المعروفة باسم «الزيجورات».

وتقدمت العمارة اإلسالمية في العهد الفاطمي ويعد جامع األزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية في مصر، وكذلك الجامع األنور «الحاكم بأمر الله» والجامع األقمر،

ويعد مشهد الجيوشي نموذجا لتشييد القباب وإنشاء المساجد.

وتميز العصر األيوبي بتقدم العمارة، ومن أشهر معالمها بنـاء « قلعة صالح الدين» وتمثل هذه القلعة العمارة اإلسالمية منذ الدولة األيوبية حتى عصر «محمد على».

المماليك ثروة فنية عظيمة تمثلت في المساجد والقباب ودور الصوفية كما ترك والقصور والمدارس والقالع واألسبلة.

ونعيش االن فى فترة نعتبرها ازهى الفترات التى يندمج فيها شعب مصر الواحد بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حب مصر والسعى لكى تعود مصر لمكانتها التى قال عنها الكتاب « جنة الله كارض مصر « ونثق فى حكمة السيد الرئيس فى قيادة مصر التى يشاركه فيه سيادة رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وكذا الوزراء والمحافظين الذين ينتهجون بنهج السيد الرئيس فى رفعة مصر والرب يحمى مصر ويحفظها كوعده اجل الثانى من تواضروس االنبا البابا قداسة ونطلب صلوات » مبارك شعبى مصر »

السالم فى العالم كله وخاصة منطقتنا العربية .

أالنبا مرقس، اسقف ايبارشية شبرا الخيمة وتوابعها،نائبا عن قداسة البابا االنبا تواضروس الثانى

حوار األديان... العيش الواحد عبر التاريخ

يجوز وال يمكن ال قائم واقع بل هو تاريخي، خيار المشترك الواحد العيش خيار

له، فإن المجتمعي، واحة طبيعية الرسمية وعيشه لبنان، بصيغته له. وإذا كان ر التنك

الجبل اللبناني هو روحه وأساسه ومختبره الحقيقي. وقد أثبت التاريخ البعيد والقريب

أن أبناء الجبل هم األولى واألقدر على عيش هذا التنوع المميز للبنان، والتعاون من أجل

إعمار أرضه والحفاظ على كيانه.

لقد حفل تاريخ الموحدين المشترك مع أخوانهم المسيحيين بحياة رائعة من األخوة

لم واآلالم، الصدام مريرة من بعض محطات تخللها قد كان وإن واالحترام، والصداقة

تكن منسجمة مع طبيعة أهل الجبل المعروفية ومسلكهم التوحيدي، وال مع التعاليم

والكراهية. العنف نبذ إلى والدعوة والتسامح بالمحبة تزخر التي الراقية، المسيحية

لكن ما حصل كان وليد تزاحم الدول وتالعبها بمصير الشعوب، وكان أبناء الجبل اللبناني

دائما ضحية إغراءاتها ومصالحها، ال يستفيقون من مخاوفهم المصطنعة ومن عصبياتهم

الطائفية والفئوية إال بعد أن يكونوا قد دفعوا الثمن غاليا، وغاليا جدا.

صحيح أن حكم اإلقطاع أدى مهمة أساسية في التأسيس والدفاع عن الثغور المشرقية،

الدول على االعتماد ولكن بناء وطن، في لالستمرار المناسبة الصيغة يكن لم أنه إال

العظمى وعلى األجنبي لتغيير واقع داخلي لم يكن، أيضا، ولن يكون الوسيلة الفضلى

لحصول التغيير المنشود، وقد جرب اللبنانيون ذلك مرارا، وكانوا من الفاشلين، أكان ذلك

األجنبي بعيدا أم قريبا، أجاء من الغرب أم من الجنوب أم من أية جهة كانت. وإن كنا

ال نرى عيبا أو مشكلة في أن يكون لكل طائفة أو مجموعة من أبناء الوطن «موداتها»

الخارجية، وعالقاتها الروحية والثقافية مع الخارج، إال أن ذلك ال يجوز أن يتعدى إطار

المودة والتالقح الثقافي إلى الوالء المطلق وتغليب مودة الخارج على مودة من هم

أخوة في المواطنية والعيش معا.

على كل طرف، خوف لدى مسيطرا كان اآلخر من الخوف عامل أن من وبالرغم

إن يقال الحق لكن والمصير، في غياب دولة حديثة، عادلة وجامعة، والوجود الدور

الموحدين الدروز، في جبل لبنان الجنوبي، كما في المناطق كافة، التي يقطنونها في

لبنان، كانوا يعيشون وأهلهم المسيحيين حياة طيبة مشتركة، فتجاورت القرى، واختلط

الكثير منها، وكثرت قصص المحبة والتآخي بينهم، وأقاموا بينهم حوارات تلقائية وعفوية

مبنية على االنسجام والتعاون. كما أن األكثر تأكيدا وصحة هو أن مآسي الماضي شكلت

بات جليا، المسلمين، حتى الدروز ولعموم للموحدين للمسيحيين، كما وعبرا دروسا

لدى الجميع، أن محاوالت اإللغاء أو التهميش أو التحجيم ال تجدي، واقتنع اللبنانيون

العيش اللبناني هي صيغة المجتمع أكثر غنى، وأن السمة األساسية في التعددية أن

وذلك وتطويرها، وتحصينها عليها الحفاظ يجب التي األرقى الصيغة وهي المشترك،

والعائلية المدرسية التربية خالل ومن المشتركة، واألعمال الخبرات وتبادل بالحوار

مختلف في الشباب، بين والمحبة الصداقة روح تنمية وعبر واالجتماعية، والدينية

ميادين الحياة، والتركيز على تغذية القيم الذاتية واالجتماعية، وشحذ الهمم والطاقات

د تلك القيم، ال أن يحصل الصراع بين أهل واألفكار لمواجهة المخاطر المشتركة التي تهد

األديان ويغذى بتلك اآلفات القاتلة التي تسيطر على عالم اليوم، من ظلم وعنف وفجور

ر وبغضاء. وإباحية وغش وتحج

إذا ما عاد كل من أهل األديان إلى حقيقة دينه وتعاليمه اإللهية السامية لوجد فيها

دعوة خالصة إلى السالم والمحبة والرحمة، ال إلى التباغض والتقاتل. وهذا ما تؤكده

القيادات الفكرية والروحية باستمرار، وما ينسجم وتوجه طائفة الموحدين الدروز، في

نظرتها تجاه اإلنسان عموما وتجاه األخ والشقيق والجار وكل من نتقاسم معهم الخبز

المعاملة على التوحيد تعاليم شددت فلقد الحياة. وهموم واألتراح واألفراح والملح

الملهوف وصون وإغاثة الجار وعلى حماية اإلنسانية النفس احترام وعلى بالحسنى،

الشرف وحفظ العهد والتعاون على البر والتقوى، وتحريم االعتداء، وإن كانت أكدت

على ضرورة رد العدوان دفاعا، في حال لم تفلح أساليب المنع بالحوار والنصح بالتي

را الستخدام العنف وتجاوز الخيار هي أحسن، لكن ذلك ال يجوز في الدين أن يكون مبر

اإلنساني والمعاملة بالتي هي أحسن.

المسلمين من كل المشترك هو خيار الواحد العيش خيار فإن المنطلق، من هذا

المذاهب، بما فيها مذهب الموحدين الدروز، وهو خيار ثابت نابع من حقيقة اإلسالم،

المسيح، وهو ليس السيد التي هي رسالة المحبة خيار مسيحي مرتكز على كما هو

القناعة إنه مبني على بل المؤقتة، والتدابير المجاملة يقوم على مرحليا، عابرا خيارا

مشتركة اللبنانية الجذور وكون واجتماعية، إنسانية ضرورة كونه المتبادل، واالحترام

للمسيحيين بد وال بالمسلمين. أسوة المسيحيون، فيه واحدا، ساهم العربي والتراث

وللمجموعات التاريخية األخرى، األصيلة في وجودها وانتمائها وتاريخها، ال بد لها من

الفاعلة، الحضارية المشاركة مسؤولية تحمل ومن ومتابعته، اإلسهام هذا على البناء

إلى جانب األكثرية المسلمة، البتكار صورة المستقبل. والمسيحيون العرب، على وجه

اليوم، كما في األمس، العربية»، وهم جديرون، المجتمعات الخصوص، كانوا «خميرة

«بإعانة المسلمين العرب على مشاركة الحضارات األخرى مكتسبات المعرفة واألخالق»،

كما يقول األب مشير عون.

لعروبتهم «ثابتا الوجودي، وعيهم عمق في العرب، المسيحيين والء ظل لقد

ووطنيتهم وثقافتهم»، إال أن مخاوفهم من الهيمنة اإلسالمية الدينية على األرض العربية

وعلى الثقافة العربية «دفع ببعضهم إلى االنكفاء وطلب الحماية األجنبية...»، وها هم

في تتهددهم التي واإلقصاء االستعالء أزمة ظل «في المخاوف هذه يجددون اليوم

العربي على اإلنسان تنتاب التي العربية المذلة أزمة التاريخي... وفي ظل وجودهم

وجه العموم»، وفي ظل التباعد العربي الغربي المسيطر.

ولكن ما هو أكيد أن المسيحيين قادرون، إن هم صمموا، وإن أتيح لهم المجال، على

بناء الشراكة الحضارية بين أهل العرب وأهل الغرب، خصوصا في مواجهة المستقبل

المظلم الذي ال رؤية واضحة فيه النفتاح السلطة في العالم العربي على التجديد. لذلك،

والحرية والتنوع المساواة «عروبة قيام باتجاه الدفع هو عليه العمل ينبغي ما فإن

اإلسالمية المذاهب أبناء المسلمين، على كما العرب، المسيحيين وعلى واألخوة».

المتميزة بخصوصياتها، «االنتصار لمثل هذه العروبة كحاضن للتنوع اإلنساني في العالم

العربي وككافل حضاري للخصوصيات». والحل المجدي الوحيد، كما يراه األب جورج

وح، وكما نراه نحن، أبناء األقليات الدينية، إلى جانب العديد من المسلمين، «يكمن مس

في قيام دولة المواطنة الكاملة المبنية على دستور عادل ال يميز بين المواطنين على

الذي يحكم بقبضة من حديد الديكتاتوري النظام أساس ديني أو مذهبي، وليس في

ضمانا لألقليات ووجودها، فإن قضي عليه قضي عليهم، وليس في النظام الديني الذي

يحكم بحق إلهي مزعوم... الحل يكمن في النظام القائم على الحرية والمساواة، والذي

هو الضمان للمستقبل...» .

أما ما يجب االعتراف به، رغم كل ذلك، فهو أننا في هذه البالد نعيش في ظل حضارة

نتعايش وأن نتكيف أن جميعا، وعلينا، اإلسالمي، الطابع عليها يغلب جامعة، عربية

مع هذا الحقيقة التاريخية، دون انكفاء أو شعور بعقدة نقص، فالمسيحيون رواد في

النهضة العربية في أكثر من مجال، وليسوه هامشيين. وفي الوقت نفسه، على األكثرية

المسلمة أن ال يتملكها شعور االستعالء أو الهيمنة الفكرية أو السياسية، خصوصا، وأن

«صعوبة الفصل بين الدين والسياسة»، تشكل عامل قلق لدى المسيحيين، وهذا القلق

يطال، كذلك، أبناء المذاهب التي تعتبر أقلية في مجتمعاتها، والتي ال يمكن أن ترتاح أو

تطمئن إال في ظل دولة المواطنة الجامعة العادلة الحديثة، وفي جو من الحرية الدينية

تعيش فيه خصوصياتها وتقاليدها.

لحماية نكافح ألن الشرق، هذا في دينية وكمجموعات كلبنانيين، مدعوون، إننا

الناس، العيش المشترك، والذي ال يتأمن إال في إطار الدولة الضامنة للعدالة وحقوق

نرتقي وأن بواقعية، وسلبياتها إيجابياتها بين التمييز على ونربي الحداثة نتفهم وأن

ب والتطرف وتنمية الكراهية التعص بأدياننا إلى حقيقتها وغايتها اإلنسانية، بعيدا عن

بتأكيد بيننا، فيما والتفاعل التالقي صيغ تطوير إلى نسعى وأن الفروقات، وتغذية

أهمية الحوار اإليجابي، «الحوار في الحق»، وحوار الحياة والعيش المشترك، واالنخراط

والخوف من الذات «االنطواء على عن بعيدا والوطني، االجتماعي المشروع في معا

الدولة وفي مجاالت اإليجابي في تثبيت دورنا بعضنا بعضا، ومحاولة م اآلخر» وبتفه

العمل والخدمة االجتماعية دون عقدة أو تراجع، مدركين أن العالم أصبح قرية كونية،

يتفاعل فيها الجميع مع الجميع في ظل دولة المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي،

د أية جماعة، من إرهاب أو تكفير أو إبادة أو تهجير أو تطهير. لمواجهة ما يمكن أن يهد

كما أنه ال يجوز الرضوخ او الخضوع البتزاز تلك التهديدات وتحقيق غاية منفذيها، كما

يحصل في العراق وسوريا ومصر وسواها، بل إن المطلوب من المسيحيين وغيرهم من

ر والتجذ ثانيا، التحديات، أمام أوال، والصمود اإليمان، تثبيت دة، هو المهد الجماعات

وأخيرا؟ أوال واإلصالح، البناء في والمساهمة إليها وعدم هجرتها، والعودة األرض في

والمطلوب من الحكومات ومن الدول الكبرى حماية تلك المجموعات والحفاظ على

هذا التنوع، في أزمنة العواصف والفوضى ووسط موجات التكفير والترهيب والتغيير

واختالط المفاهيم.

للمسيحيين، كما للمسلمين، في هذا الشرق، رسالة واحدة ال يجوز التخلي عنها، بل

عليهم اكتشافها، ومعاودة االكتشاف كل مرة، رسالة محورها اإلنسان، وغايتها حقيقته

المرتبطة بالله، وفي ذلك ال يختلفون، بل يتالقون ويكملون بعضهم بعضا، ويحققون

الله إرادة هي وتلك والرحمة، والمحبة العدل رسالة هي التي الرسالة، تلك أهداف

الجامعة للمسيحية واإلسالم في كل زمان ومكان، وهذا هو سبيل اإلنسانية األسلم، وهذا

هو صراطها المستقيم إلى السالم.

وحسب، والكالم الشعر من أبعد هو بما المسيحي أخي ألخاطب أختم أنا وها

وألقول له ما هو في صميم واقعنا ورسالتنا التاريخية في العيش المشترك:

أخي المسيحي كن نارا على علم قمحا ورمحا، وكن كاألرز في القمم

إني أرى فيك أفراحي، أرى وجعي أرى وجودي وتاريخي، أرى شيمي

فصار سهال، وفاض الخير في األكم عشنا سويا، وكان المرتقى وعرا

فصار أنموذجا في الجود والكرم عشنا التراحم في ما بيننا زمنا

يبني على أمل قد جاء من حلم لكنما اللؤم أغرى بعضنا، فمضى

فأوقعتنا بفخ الحرب والعدم وأطلقـت دول األطمـــاع شـهوتـهــا

أال نعيد زمانا مشبعا بدم حتى استفقنا على جرح األسى، فعسى

على المحبة والنسيان والندم لبنان مرجعنا، لبنـــان يجمعنــــا

مهد الديانة والتوحيد من قدم لبنان نحن، وهذا الشـــرق موئلنـــا

وإننا رسل اإليمان والقيم رسالة هو، أوفــى مــن مســـاحتـه

واألصل يجمع واألغصان في شمم أنى اختلفنا، تنـوعنــا، فــذاك غنــى

وكان ما كان من عز ومن عظم من الحضــارة أغـنيـنــا حدائقنــا

ونعمة الحب فاقت سائر النعم. تراثـنــا واحــد، والعيـش مشــترك

يسرني أن أنقل إليكم تحيات وتمنيات الكاردينال جان - لويس توران، رئيس المجلس

واللبنانيين، محبة للبنان الذي ال يخفي محبته بالفاتيكان، االديان بين للحوار البابوي

صادقة تعود جذورها إلى خدمة مزدوجة في بلد األرز، في فترة حالكة من تاريخه، أعني

الحرب االهلية األخيرة.

والدعوة لحضور هذا المؤتمر وجهت أصال إلى أمين سر المجلس، االب ميخيل أيوزو،

الذي لم يتمكن من الحضور بسبب ارتباط سابق، فعرض اسمي على المنظمين، الذين

وجهوا إلي الدعوة مشكورين.

ما أنوي الكالم عليه هو، بحسب برنامج المؤتمر، حوار األديان، أو باألحرى، حوار أتباع

األديان، وحوار المسيحيين والمسلمين تحديدا. فالحوار مع اليهود ليس من اختصاص

التابعة اليهودية»، مع الدينية العالقات «لجنة به تعنى بل فيها، أعمل التي الدائرة

للمجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين.

إلى وجود االشارة بمكان االهمية أعتقد من الموضوع، أدخل في صلب أن وقبل

االديان، بين للحوار البابوي للمجلس التابعة المسلمين»، الدينية مع العالقات «لجنة

في اشارة واضحة إلى الروابط الروحية مع المسلمين، أو باألحرى مع اخوتنا المسلمين،

فكالنا يعبد االله الواحد األحد، كل على طريقته، ويقدر الحياة االخالقية، ويبتغي رحمة

الله تعالى في هذه الفانية ثم في الباقية. وال يغيب عن أحد أننا نحتفل هذه السنة

بمرور خمسين عاما على صدور القرار المجمعي Nostra aetate (حالتنا الراهنة) - عن

عالقة الكنيسة الكاثوليكية باألديان غير المسيحية. ولو قيض لنا أ، نغير االسم، لقلنا قرار

المجمعي عن عالقة الكنيسة الكاثوليكية باألديان األخرى. وهذا ما حدث فعال بالنسبة

لـ «السكرتاريا من أجل غير المسيحيين»، التي أصبحت بقرار من القديس بولس الثاني

«المجلس البابوي للحواب بين األديان». وشتان بين من يعرف اآلخر بأنه ليس هو، وبين

من يسميه باسمه!

ما أود تناوله في هذه العجالة هو رؤية المجلس البابوي للحوار وممارسته اياه، مع

اإلشارة بشكل خاص إلى الحوار المسيحي - االسالمي، وفي الشرق األوسط تحديدا.

الملحوظة األولى هي حول دور كل من الكنيسة الجامعة - ممثلة بالمجلس البابوي

للحوار بين األديان - والكنائس المحلية بشأن الحوار.

يعي العاملون في المجلس أن الحوار الفعلي واليومي يمارس في الكنائس المحلية،

وليس في الدوائر الرومانية، ومن هنا االنتباه والتنبيه إلى ضرورة دعم هذه الكنائس في

حوارها ومجمل عالقاتها باتباع األديان األخرى.

أما المجلس، فمن مهامه تشجيع دراسات وأبحاث مناسبة والعمل على انشاء عالقات

صداقة بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤمني األديان األخرى.

وفي هذا االطار، قام المجلس بعقد اتفاقات لحوار منتظم مع مؤسسات هي بأكملها،

إلى يومنا هذا، اسالمية: جمعية الدعوة االسالمية العالمية (ليبيا، ١٩٧٦)، اللجنة االسالمية

- الكاثوليكية لالتصال (روما، ١٩٩٥)، اللجنة الدائمة للحوار بين األزهر والمجلس البابوي

للحوار بين األديان (١٩٩٨)، المنتدى الكاثوليكي - االسالمي للحوار (روما ٢٠٠٨)، اللجنة

العراقية األوقاف ودواوين األديان بين للحوار البابوي المجلس بين للحوار الدائمة

الثالثة: ديوان الوقف الشيعي، ديوان الوقف السني، ديوان أوقاف الديانات المسيحية

واإليزيدية والصابئة المندائية (روما، ٢٠١٣).

والعالقات الثقافة لرابطة التابع الديني، الحوار لقاءات دورية مع مركز تعقد كما

يرأسه الذي الدينية، عمان، للدراسات الملكي المعهد االسالمية، ومركزه طهران، ومع

األمير الحسن بن طالل، كما ويسرني اعالمكم أننا نسعى لشراكات أخرى مع مؤسسات،

جلها اسالمي، خارج منطقة الشرق األوسط.

قد تتساءلون - كما نتساءل نحن - عن جدوى هذه الحوارات، وبخاصة في ظل ما

الموصل بمسيحيي ما حل الخصوص األوسط، وعلى وجه الشرق في حدث ويحدث

من ارتكبته وما المناطق لتلك االسالمية بالدولة يسقى ما اجتياح بعد نينوى وسهل

فظائع، بحقهم وبحق غيرهم، محاولة تبرير جرائمها باسم الدين.

«حوار فئة إلى تنتمي حواراتنا أن نعلم آن. في وفرصه حوارنا حدود نعي نحن

تريدونه الذي الحوار فيه. المشاركة الشلة على ثماره تقتصر ما غالبا التي النخبة»،

ونريده هو الذي يعلم الناس عنه ويتأثرون به، وتتحدث عنه وسائل االعالم، ويتنقل إلى

المناهج المدرسية، ويلقح القوانين الناظمة لحياة المجتمعات، ويأخذ رجال الدين في

وعظهم وتعليمهم. هذه تحديات نعيها ونعمل على التعامل معها على قدر المستطاع.

أما عن موقف المجلس من االحداث المأساوية اآلنفة الذكر، فال يسعفني الوقت اال

لإلشارة إلى بياني المجلس البابوي للحوار بين األديان بتاريخ ١١ آب ٢٠١٤ وبتاريخ ٢٢

آذار ٢٠١٥، كما ولرسالة الدائرة عينها إلى المسلمين لمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر

٢٠١٥ وعنوانها «المسيحيون والمسلمون معا لمواجهة العنف المرتكب باسم الدين».

واألصيل، الصادق ذاك المقصود هو الحوار فإن خيارا، ال الحوار ضرورة كان وإذا

المرتكز على الحقيقة والمحبة والتواضع، كما أشارت إليه الوثيقة الصادرة عن المجلس

البابوي حوار الحقيقة والمحبة. توجيهات راعوية للحوار بين االديان، الصادرة بتاريخ ١٩

أيار ٢٠١٤. هو حوار مبني على االحترام المتبادل، ال يستثني المجاملة، ولكن يذهب إلى

أبعد منها بكثير، يهدف إلى تعارف متبادل أفضل، ينتج عنه - هذا هو االمل - تصحيح

مفاهيم مغلوطة عن اآلخر وتجاوز االحكام المسبقة والصور النمطية.

وإذا كان الحوار مع مؤمني االديان االخرى - في حالتنا هذه مع اخوتنا المسلمين

ليقوموا عليه وتدربوا درسوه أخصائيون أيضا فللحوار مسيحي، بكل منوطة رسالة -

بهذه المهمة. ومن بينهم من أنيطت بهم مسؤولية رسمية محددة، سواء كان ذلك على

المستوى المحلي أو العالمي. على أنه علينا التنبيه إلى خطورة ممارسة البعض للحوار

كـ «هواية»، وأحيانا دون تهيئة مناسبة.

ولمسيحيي الشرق دور ورسالة خاصان بهما في الحواء مع المسلمين، فالشرق مكان

والدة المسيحية واالسالم والمساحة األولى التي التقيا فيها، تارة بسالم وطورا بخصام أو

حتى صدام. انما المحصلة هي في المجمل حكمة واحترام ومودة من قبل العقالء من

كال الجانبين، تعبر عنها كلمة بسيطة ومثقلة بالمعاني، أعني كلمة «أخوة» لدى الكالم

عن اآلخر.

- المسيحي الحوار في الشرقيين للمسيحيين المتميز بالدور االقرار ومع ولكن،

االسالمي في الشرق كما في بلدان االنتشار، فال يمكن القبول بأن هذا الحوار هو من

اختصاصهم أو حكر عليهم. بل قد يحدث أن بعضهم ممن هم في االنتشار يعترض على

الشروع في الحوار أو في استمراره، بسبب خبرة سلبية أو صدامات مع بعض المسلمين

عن مسلمين دفاع والعرفان، بالتقدير المجال، هذا في وتذكر، األصلية. بلدانهم في

جيرانهم المسيحيين عندما تعرضوا إلرهاب داعش ومن ثم ما يسمى الدولة االسالمية.

الدينية والمتغيرات الظروف يعي أن اال االسالمي - المسيحي الحوار يملك ال

واالجتماعية واالقتصادية والسياسية التي يمر بها البلد والمنطقة وحتى العالم. وينطبق

وال وتوجيها. وكتابة وتعليما وعظا الديني، الخطاب منظومة على بشكل خاص االمر

يغيب عن أحد النداء الذي وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي في األزهر، في عيد المولد

النبوي: «هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها مش معقول ١٫٦ مليار هيقتلوا

بأننا بحاجة إلى «ثورة دينية». من الالفت للنظر في ٧ مليار عشان يعيشوا»، مضيفا

هذا النداء أن «التذكير» من مهام رجال الدين، بينما المذكر هنا رجل سياسة، مع اعطاء

موعد يوم الدين!

ولعل العالج الشافي للكثير من السلبيات التي تعاني منها المجتمعات العربية وتلك

ذات األغلبية االسالمية هو الدولة المدنية، أعني تلك التي ال تختار لنفسها دينا، ولكنها،

في الوقت نفسه، تحترم كل األديان التي يعتنقها مواطنوها أو وافدوها أو زوارها، واقفة

على مسافة واحدة من هذه األديان ومتعاونة مع أتباعها في سبيل الخير العام (راجع

فرح ورجاء. دستور عقائدي عن الكنيسة في عالم اليوم، رقم ٧٦). ولعل احدى الثمار

القليلة لما يسمى بالربيع العربي القناعة المتزايدة لدى الكثيرين بأن الدولة المدنية،

ال الدينية، هي الحل. وهذا ما أكدته وكررته أكثر من مرجعية دينية، مسيحية على وجه

الخصوص، اضافة إلى سياسيين ومثقفين وصحافيين.

تعلمون أكثر مني التحديات المتنوعة والمتعددة التي تواجهونها والتي تهدد الحضور

المسيحي في مكان والدته ونموه بالضمور بل - ال سمح الله - بالزوال التدريجي، مما

يترتب عليه، ان حصل، نتائج كارثية تطال المجتمع بأكمله، وبمكونية المسلم والمسيحي

سواء بسواء. وفي هذا االطار ال يمل البابا فرنسيس من التكرار بأنه ال يمكننا أن نقبل

بفكرة شرق بدون مسيحييه. شرق بدون مسيحيين - ال قدر الله - لن يكون الشرق الذي

نعرفه ونحبه، بل سيكون ككتاب ممزق أو لوحة مكسورة أو فسيفساء فقدت الكثير من

حجارتها. وال بد هنا من االشادة بكل المسلمين الذين يرفعون الصوت عاليا أو يشهرون

أقالمهم دفاعا عن الحق في اخوتهم المسيحيين.

وكما قلت في محاضرة ألقيتها في باريس عن مسيحيي الشرق: ال يمكننا أن نقرأ

مراثي ارميا النبي دون أن نقرأ، في الوقت عينه، سفر أعمال الرسل. فالندب غير كاف.

ومع بولس على طريق دمشق، الذي المه السيد له المجد على اضطهاده في من يؤمنون

به، نسأل: يا رب ماذا تريدني أن أعمل؟

وبما أننا في مجال التساؤل عما يجب وما يمكن عمله، أود أن أطرح عليكم سؤاال باسم

رئيس المجلس البابوي للحوار بين األديان: ما الذي يمكننا عمله في مجال اختصاصنا من

أجل الحوار المسيحي - االسالمي في هذا الشرق، مهد هذا الحوار، مؤكدا أننا سنقوم

بكل ما وسعنا للحفاظ على هذا الشرق غنيا بتنوعه العرقي والديني والثقافي.

واسمحوا لي بأن أختتم مداخلتي في هذا المؤتمر عن تراثنا ورسالتنا، بكلمات عشر

وجهتها إلى مسيحيي شرقنا في اللقاء المذكور:

١- االيمان بيسوع المسيح كنزنا: لنحافظ عليه !

القيرواني لنكن سمعان الفصحي بطريقة خاصة: المسيح ٢- نحن نشترك في سر

ومريم المجدلية!

٣- نحن أبناء القديسين والمعترفين: لنكن نحن أيضا قديسين!

٤- ولدت المسيحية في شرقنا: لنبق فيه محافظين على تراثنا!

٥- المسلمون إخواتنا: لنحببهم في الحقيقة!

٦- نحن اخوة المسلمين: لندعهم يحبوننا!

٧- نحن قريبون من مسلمي الشرق ومن مسيحيي الغرب: لنكن أدوات سالم!

٨- الحوار بالنسبة لنا هو «الخبز اليومي»: لنمارسه خدمة للملكوت!

٩- االمل هو «مصباحنا الصغير»: ال ندع أحدا يسلبنا إياه!

١٠- المسيح، غالب العالم، معنا: لنكن في سالم وفرح، رغم كل شيء!

فمن هنا تفقدنا الشارق من العلى، ومن هنا سيظل يتفقدنا.

١) مقدمة

٢) المعطيات التاريخية

٣) واقع المسيحيين في دول المشرق العربي

٤) التحديات التي يواجهها المسيحيون

٥) اقتراحات وحلول

أوال: معنى الحوار

ثانيا: الحوار يبني الصداقة

ثالثا: قواسم روحية مشتركة

رابعا: تفاهم على دور الدين في حياة اإلنسان

خامسا: تحالف بين المسيحيين والمسلمين من أجل اإلنسان

٦) خاتمة: الله وحده يوجه الحوار

مريم راعية الحوار

١) مقدمةفي بداية مداخلتي أشكر الرب اإلله على هذا اللقاء المميز كما أشكر الذين حضروه وأحيي فيهم همتهم العالية وتصميمهم في طرح مواضيع مهمة وحساسة في وقت يمر به لبنان والعالم العربي والسيما ما يمر به المسيحيون من ظروف غير مسبوقة وربما

في وقت هو األخطر في تاريخنا الحديث.

٢) المعطيات التاريخية:تجمعنا في لبنان وفي المشرق العربي تراكمات حضارية وثقافية واحدة. من هذا

المشرق ومن أورشليم القدس، انطلقت الرسالة المسيحية إلى العالم كله، تبشر بالمحبة

اإللهية بيسوع المسيح إلها مصلوبا وقائما من بين األموات، ومنه أيضا انتشرت الدعوة

اإلسالمية تبشر بدين جديد وبنبي مرسل من الله.

المسيحيون في هذا المشرق هم في األساس أهل هذه المنطقة تجذروا فيها منذ

اإلسالمية، الدولة في تراجع وجودهم وعددهم الرغم من وعلى عام. ألفي أكثر من

والحياة العبادة لهم حرية كفل فاإلسالم مهمة، مواقع واحتلوا كبيرة نجاحات حققوا

ومعاناة الذمة» «أهل تجربة من الرغم وعلى ومحددة. معينة شروط ضمن الحرة

بناء في المشرقيون المسيحيون ساهم اإلسالمية، األنظمة بعض في ظل المسيحيين

الحضارة العربية وكانوا جسرا بين الحضارتين الشرقية والغربية. كما أنهم ساهموا إلى

الفكر مقاربة في عديدة تجارب لهم وكان واالستقالل التحرر حركات في بعيد حد

المدني أو العلماني في الحكم ومفهوم المواطنة الحقيقية التي تساوي بين الناس.

٣) واقع المسيحيين في دول المشرق العربياحتل المسيحيون في بعض الدول العربية مراكز مرموقة وشاركوا في صناعة تاريخها

بعض كتابة وفي استقاللها صناعة في وشاركوا حقوقهم بكامل وتمتعوا وحضارتها

القرارات الكبرى. اضافة إلى ذلك ساهموا في تنمية اقتصادها ومارسوا شعائرهم الدينية

بحرية.

٤) التحديات التي يواجهها المسيحيونفي المنتشرة والحروب االحداث بسبب تاريخنا في مصيريا منعطفا حاليا نشهد

تهدد وتحديات وتعقيدات أمام مشاكل لبنان، في أنفسنا، نجد لذلك العربي، العالم

النسيج االجتماعي والوطني.

أهم هذه التحديات هي الديمغرافيا والهجرة والشعور بعدم رغبة اآلخرين بالمشاركة،

فقد سبب هذا تراجعا في نسبة المسيحيين وهذا سيوصلهم مع الوقت إلى أقلية، كما

أن االحصاءات تشير أن ٥٠٪ منهم وأكثر، أصبحوا خارج الوطن، واألسباب هنا عديدة،

الديني التطرف أن نمو العلم والعمل... كما للبحث عن أو اقتصادية، اجتماعية منها

وتهميش المسيحيين يساهم اليوم إلى حد بعيد في هجرتهم.

٥) اقتراحات وحلولأوال: معنى الحوار

يبقى الحوار المسيحي - االسالمي أحد الحلول وأهمها. والحوار في معناه السامي

يعني محبة يومية وتواصال يوميا وسعيا متواصال يجعلنا ندخل إلى قلب اآلخر ويدخل

اآلخر إلى قلبنا وحياتنا. الحوار هو أوال لقاء أشخاص لديهم رغبة في التكلم مع اآلخر

داخل والعقلنة االصالح باتجاه العلمي المدخل هو أنه كما باحترام، إليه واإلصغاء

قناعة وعن نهائيا اآلخر لقبول الصحيح الطريق فهو والدينية االجتماعية المؤسسات

المسيحيين بين العبادة وطرق والتقاليد األديان اختالف من الرغم فعلى راسخة.

والمسلمين، ال بد من الحوار لنبني عالقات في ما بيننا ونعيش بانسجام واحترام متبادل.

آنذاك تصبح األهداف المشتركة التي نحددها قابلة للمتابعة.

ثانيا: الحوار يبني الصداقة واألخوةإن إيماننا باإلله الواحد الذي خلق كل واحد منا يقودنا مباشرة إلى االعتراف بأننا

أخوة في البشرية، فنحن معا، نؤمن بأن مصدرنا كما أننا األوالد الروحيون البراهيم الذي

منحنا عالقة روحية مع بعضنا، وهذا ما يقودنا إلى تمتين الروابط بيننا.

االيمان، شعوب فنحن البعض، بعضنا مع صادق حوار إلى تدعونا القناعة هذه

نسجد في العبادة والصالة لإلله الواحد. وعلى كل واحد منا أن يأخذ على عاتقه القيادة

والمسؤولية في تشجيع الحوار والصداقة لمصلحة شعوبنا ومجتمعاتنا.

ثالثا: قواسم روحية مشتركةإن البحث المعمق والمجرد عن كل فكر مسبق، في الفقه والالهوت يلزمنا بأن نفتش

عن قواسم روحية مشتركة ويلزمنا بأن نتعاون ونتحاب ونقبل بعضنا ونقبل االختالف،

حتى العقائدي منه. هذا هو الحوار الحقيقي، إنه حوار الروح الموجود فينا، بين مؤمنين

يعبدون اإلله الواحد، فالروح ال يلزم اإلنسان بأن يكون متعلما، الهوتيا أو فقيها، فقيرا أو

غنيا، لكي يتالقى مع أخيه اإلنسان. ونجد في مثل السامري الرحيم في اإلنجيل المقدس

دليال يعلمنا أن اآلخر مهما كان دينه أو لونه أو عرقه، هو موضوع حبنا ورحمتنا.

السالم بقضية ملتزمتان وهما اإلنسان. الشخص كرامة تحترمان واإلسالم المسيحية

والعدالة في مجتمعاتنا وعائالتنا. نؤمن معا بكرامة اإلنسان ألن الله خلقنا لنعرفه ونحبه.

كما أن إيماننا واحد بسلطة الله المطلقة فهو النبع المشترك لبناء مجتمع يسير بهدي الله.

بين وفقهي، الهوتي عقائدي، حوار لبدء الوقت حان هل أمامكم، اليوم أتساءل

المسيحيين والمسلمين؟ أال يتوجب علينا أن نضع معا األفكار والمعتقدات التي نتشارك

بها؟ كيف يمكننا أن نتغلب على أفكارنا المسبقة والموروثات ونقبل ما عند اآلخر من

خير منحه إيه الله؟ أال يمكن أن ننطلق من المفهوم الكتابي حول مريم العذراء لنبدأ

حوارا عميقا ونصغي معا إلى كالم الله؟

رابعا: تفاهم على دور الدين في حياة االنسانالحقيقة لكن الديني، واإلرهاب العنف عليه عالم مضطرب، طغى نعيش في إننا

تكمن بأننا كمؤمنين، مسيحيين ومسلمين، نبحث باستمرار عن وجه الله، كما يصف

كتاب المزامير هذه المحاولة قائال: «وجهك يا رب ألتمس» (٣٦).

إن دون الدين األساس هو عبادة الله فهو الخالق «ونحن صنع يديه». واالعتراف بذلك

يعني أننا موجودون معا بعالقة مع الله المتسامي. يدفعنا هذا لنبني آفاقا جديدة للتضامن

بين المسيحية واإلسالم، ألننا معا نعترف بمرجع إلهي واحد ونؤمن معا بتبعيتنا للخالق.

خامسا: تحالف من أجل االنسانلقد حان الوقت بأن نرسي معا أفقا جديدة لتضامن مسيحي إسالمي من أجل السالم

عن نغفل أن دون جذبا، حوارا معا نبدأ وأن اإللحاد محاربة أجل ومن العالم، في

االختالفات الموجودة السيما في كالم الله الذي يعتبره المسلمون موجودا في القرآن

بينما يعتقد المسيحيون أنه في شخص يسوع المسيح.

حان الوقت أن نضع أسسا لنظم أخالقية مشتركة من أجل خير اإلنسان، تعطيه معنى

جديدا للكرامة اإلنسانية، تساهم في إحالل السالم بين الشعوب. إن تحالفا موضوعيا

أصبح معتدلة إسالمية وقوى مشرقية مسيحية قوى بين والسيما األديان بين عقالنيا

ضروريا وملحا، ونحن ال نرى استقرارا في العالم من دون تفاهم وحوار بين مختلف

األديان.

٦) خاتمة:الله وحده يوجه الحوار

ال يمكن أن يحقق الحوار أهدافه من دون توجيه الله ومساعدته الدائمة لنا فهو

الذي يصنع سالمنا ويجعل شعوبنا، شعبا واحدا، ويهدم الحاجز الذي يفصل بيننا (أفسس

وأن ومعاناته ورجاءه اآلخر الطرف إيمان نفهم أن منا تطلب الله نعمة إن .(١٤/٢

نتقاسم همومه وأحزانه وأفراحه، كما تطلب منا أن نأتي إلى اآلخر ليس كمتخاصمين بل

كأعضاء في العائلة اإلنسانية نفسها التي تؤمن بالله وتسعى لتتميم مشيئته.

مريم راعية الحواريوجد الذي الجسر أيضا الله، وهي إلى السلم البتول هي بأن مريم نعترف نحن

التالقي نبني معا جسور منا مريم، واحد يكون كل أن أتمنى لذلك المؤمنين، قلوب

والمحبة شرط أن نذهب إلى اآلخر بكل غنانا وحبنا وأن نعود محملين من غنى اآلخر

وحبه.

وبتأكيد جمعتنا التي المنظمة اللجنة وبشكر لإلصغاء، بشكركم مداخلتي أنهي

التزامي المستمر في حوار األديان حتى ينمو المسيحيون والمسلمون باحترام وانسجام

وأن نتمم معا مشيئة الله.

أرحب بكم فردا فردا في الجلسة األخيرة من مؤتمر مسيحيي الشرق األوسط والتي تحمل عنوانا أساسيا: المجتمع والرسالة.

أسهب وقد اليوم، بنا تعصف التي والمخاطر والهواجس التحديات خضم في المتكلمون في وصفها وشرحها، وحين تصبح المسألة قضية وجود وبقاء، قضية صمود ورمي تقاذف من جدوى ال إذ موقعه، من مسؤوال منا كل يغدو حينها واستمرارية، اإلتهامات جزافا على بعضنا البعض كما فعلنا دوما. قوتنا كمسيحيين تكمن في تالقينا

ووحدتنا وفي تضافر جهودنا على اختالف طوائفنا وانتماءاتنا السياسية.

تعاوننا وتالقينا وتعاضدنا، وفي لبنانيين مسلمين ومسيحيين في وقوتنا كمواطنين تكرار وتجنب والبعيد القريب األليم الماضي وعبر تجارب اإلستفادة من على التركيز األخطاء، وعلى اعتماد االعتدال الديني ورذل التطرف ومواجهة التعصب ودحض المؤامرات الشعور في تنمية رياديا الدينية اإلسالمية والمسيحية أن تلعب دورا المؤسسات على بالمواطنة ومحاربة الفساد ليكون الدين ضمير الجماعة. كما علينا أن نعمل على تفعيل

الحوار بين الكنائس المسيحية من جهة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى.

وعن المجتمع في ودورها الدينية المؤسسات عن للكالم خصصت الجلسة وهذه المدارس الكاثوليكية ورسالتها والتحديات التي تالقيها، كما عن دور التعليم الجامعي وتعزيز الوالء الوطني والقيم االنسانية في نفوس الناشئة. باإلضافة إلى دور المجتمع المدني في تعزيز الحوار والعمل على تحقيق السالم وتقبل اآلخر ليصبح االختالف مصدر غنى ال مصدر

فتنة، وذلك لمحاربة ثقافة العنف واالقتتال ونشر ثقافة االعتدال واالنفتاح والمحبة.

عشتم وعاش لبنان

مقدمةال بد لي بداية وباسم «مجلس كنائس الشرق األوسط» من تثمين الجهود التي تبذلها

«الرابطة المارونية» على كافة المستويات، وما هذا المؤتمر ذات العنوان الكثير الدالالت

«مسيحيو الشرق األوسط: تراث ورسالة» سوى إحدى هذه الجهود المتميزة ليس بالمعنى

المعرفي العلمي فحسب، بل باالستناد إلى الحاجة لبدء تجميع الطاقات وكودرتها لتحقيق

مبدأين تأسيسيين وردت روحيتهما في االرشاد الرسولي الخاص بمسيحيي الشرق األوسط.

أولهما قائم في أن التاريخ والجغرافيا يشهدان لتأصل المسيحيين في هذا الشرق ما يعني

إسهامهم الحضاري في بناء تراثات شعوبه. وثانيهما قائم من أن اإلسهام الحضاري البنيوي

المقابل مسؤولية كبيرة في يلقي على عاتقهم في التراثات بناء هذه للمسيحيين في

الرسالة المؤتمنين على حملها من القيم اإلنجيلية في المحبة والعدل والحق، إلى مبادئ

الحرية والحوار والديموقراطية وحقوق اإلنسان والعدالة اإلجتماعية.

السابقة من مقاربات معمقة الجلسات إليه في أي حال، وبعد كل ما أصغينا في

حول ما يتهدد الحضور المسيحي وسبل مواجهته بمبادرات إيجابية، ثمة ما يستدعي

حتما الغوص في مسألة فاعلية هذا الحضور، وقد أوكل إلي المنظمون البحث في دور

المؤسسات الدينية، والذي سأعالجه في القسم األول من هذه المداخلة. إال أنني ومن

موقعي كأمين عام مجلس كنائس الشرق األوسط، ال يسعني إال أن أقارب ذلك من خالل

خبرة المجلس. وقد نكون اليوم وفي هذه المرحلة الصعبة أحوج ما نكون إلى المجلس

الذي يضم ويمثل كل مسيحيي الشرق األوسط.

١- دور المؤسسات الدينية وخصائصها بشكل عامأنه ال يحق للكنيسة امتالكها، هناك من يعارض بشدة المؤسسات الكنسية معتبرا

مطالبا إياها بأن تبقى في الفلك الروحي وتعتني باألبعاد الدينية الصرفة وحسب بدل

من بد ال هؤالء، بال عن يغيب لمن واإلدارات. بالمؤسسات مباشر بشكل تهتم أن

لكن بالجسد وبشرية إلهية مؤسسة انها مؤسسة. هي نفسها الكنيسة بأن تذكيرهم

تتخطى الجسد وتطال كامل االنسان نفسا وروحا وتحمله صوب الله، مبدأ وغاية كل

شيء. فمهما تعددت أهدافها وتنوع حقل عملها يبقى مثال المؤسسات الدينية وقبلة

أنظارها تلك الكنيسة - المؤسسة التي أسسها يسوع المسيح نفسه وسلمها لتالميذه.

إن الكنيسة بذاتها ال تملك شيئا. إنها مؤسسة معنوية وهكذا يجب أن تبقى. يجب

أن تبقى ليس فقط مؤسسة معنوية إنما تعنى بالنوعية. نوعية الخليقة، نوعية العيش،

القيم واألخالق، نوعية الضمير... الثقافة، نوعية التالقي، نوعية الذهنية، نوعية نوعية

أو أو مستشفى أومدرسة كان مؤسسة إن تمتلكه آخر وأي شيء الكنيسة هذه هي

فإن االقتصادية النظر األطر. ومن وجهة يعنيها في حال خرجت عن هذه ال منظمة

المؤسسات الدينية ال يمكنها اال أن تتبع المعيار األخالقي وليس المعيار المالي - النقدي

المحض حيث يعتبر ناجحا من يزيد ماال على رصيده وأبنية على مؤسسته.

إن مسؤولية الكنيسة تنبع من إدراكها في أن امتالكها لمؤسساتها وإدارتها لها يجب

أن يتم على ضوء رسالتها التبشيرية وإعالنها فرح االنجيل والعمل من أجل الخير العام

والمستدام مع عناية خاصة بالمحتاجين والفقراء. وإنه لمن المستحيل لعب هذا الدور

ما لم يكن المسؤولون الكنسيون عن تلك المؤسسات ذي صدقية مع أنفسهم ومدركين

ضرورة وأهمية دورهم في تلك المؤسسة. فالقضية ليست قضية اختصاص وإدارة وربح

التوجيهية تبشيري وإيمان مترجم وشهادة حية. في كلمته انما عمل روحي وحسب

القديس يقوله كان ما دائما أردد «إني فرنسيس: البابا قال روما في لإلكليريكيين

فرنسيس األسيزي: «أعلنوا االنجيل دائما، وإن دعت الحاجة فبالكلمة». ماذا يعني هذا،

في العيش. ومصداقية الحياة أصالة خالل من باالنجيل نبشر أن يعني البابا؟ يتابع

هذا العالم حيث أصبح الغنى عامل شر في أغلب االحيان، من الضروري نحن الكهنة

والراهبات، نحن كلنا، أن نكون مصداقين مع فقرنا!» يتابع البابا ويقول: «عندما تجد أن

االهتمام األول لمؤسسة تربوية أو رعائية أو أي مؤسسة كانت، يصبح المال، فهذا ليس

consistent) «بجيد. ليس بجيد! هذا عدم مصداقية! علينا أن نكون مصداقين وأصيلين

.(and authentic

٢- مجلس كنائس الشرق األوسط: مؤسسة مسكونيةمجلس كنائس الشرق األوسط، ومنذ تأسيسه في السبعينيات، أتى رسالة نبوية من كل

العائالت الروحية المسيحية في منطقتنا، عنيت العائلة اإلنجيلية والعائلة األرثوذكسية،

والعائلة األرثوذكسية الشرقية، والعائلة الكاثوليكية، رسالة نبوية مفادها أنه ال بد من

االستجابة لصالة يسوع المسيح التي رفعها عشية موته وقيامته من بين األموات كفارة

عن خطايانا: «ليكونوا واحدا..» (يو ١٧: ١١).

وإن هذه الرسالة النبوية الوحدوية في التعددية تشكل سمة أولى ألي عمل مؤسساتي

ديني في الشرق األوسط. ويضيق في هذه العجالة استعراض ما أنجزه المجلس في مجال

التأكيد على أن الطابع المسكوني أي الحوار الالهوتي مقرونا بالعمل الرعوي التكاملي،

االلتزام إلى خلوصا واإلنسانية، اإلنجيلية المشتركات على التنشئة بعد إليهما مضافا

االجتماعي، كل ذلك يدعم جوهر مسيرة مؤسساتنا الدينية أيا تكن التزاماتها العملية.

قد يعتبر البعض أن الحوار المسكوني، أي الحوار بين الكنائس المسيحية في تنوعها

هو من قبيل الترف الفكري، إذ إن الحاجة على ما يبدو، وتحديدا في هذه المرحلة،

هي إلى مبادرات عمالنية أكثر منه إلى اإلنغماس في الالهوت العقائدي واختالفاته فيما

التالقي والتعاون بين كنائسنا، لكن الحقيقة أن هذا الحوار أساسي في تأصيل ذهنية

المشترك، وهذا أساس أي مبادرة عمالنية.

٣- مجلس كنائس الشرق األوسط: مؤسسة العيش معا - المسيحي العيش أن األوسط، الشرق كنائس مجلس وعى أيضا تأسيسه ومنذ

هذا في للتعددية وسالمية سليمة إلدارة مقاربة أي في ثانية سمة يشكل اإلسالمي

الشرق، من منطلق تثمير المشتركات القيمية القائمة في صون كرامة كل إنسان، وكل

اإلنسان، بما هو مخلوق على صورة الله كمثاله.

بطبيعة الحال، المشهد المأزقي الذي نعيشه اليوم كمسيحيين في مواجهة التطرف

الجسور مع اإلسالم األصيل والمعتدل، كي مد أكثر من مؤسساتنا اإلسالمي، يستدعي

يبقى في العالم العربي تراث في العيش معا ورسالة نموذجية في هذا العيش للعالم

أجمع. العيش معا سمة ثانية من السيمات الضرورية في رستلة مؤسساتنا الدينية.

٤- مجلس كنائس الشرق األوسط: مؤسسة تنشئة روحية وإنسانيةالمسيحي الحوار المسيحي، وتدعيم منظومة المسيحي - الحوار بين تأصيل بقية

- اإلسالمي، كان لمجلس كنائس الشرق األوسط امخراط في تنشئة الرعاة المسيحيين،

نفوس في الرجاء ضخ منهجية على تنشئتهم علمانية، أو إكليريكية كوادر أكانت

المؤمنين، ناهيك بحضهم على فهم تحديات وجودهم، وتمتين مقومات ضمودهم، من

منطلق أنهم كالخميرة في العجين، على غرار ما ورد في اإلنجيل.

التنشئة الروحية واإلنسانية سمة ثالثة ينبغي أن تشكل عنصرا مؤسسا في أي مؤسسة

دينية يعنيها ضمود المسيحيين في الشرق األوسط.

٥- مجلس كنائس الشرق األوسط: مؤسسة عدالة إجتماعيةثمة ما هو مؤسس أيضا في رسالة مجلس كنائس الشرق األوسط، وهو التزام مناصرة

المجلس أدار وقد والالجئين، الفقراء مساندة كما حقوقهم، والمنتهكة المظلومين

والدوليين، واإلقليميين المحليين بتمويل من شركائه وتنموية، إغاثية برامج يزل ولم

الكنسيون منهم والمدنيون.

العدالة اإلجتماعية سمة رابعة ألي فاعلية مبتغاه للمؤسسات الدينية، على أنه يجب

االحتكام في برامجها إلى التخطيط الدقيق الممرحل، مع تفادي االزدواجية في تقديم

الخدمات، واالنتقال من المقاربة الريعية إلى المقاربة التمكينية.

خاتمةخاص، بشكل المسيحي المجتمع قضايا التزام في خصائصها دينية مؤسسة لكل

في المتحدثين ومسار عام. بشكل المسيحيون إليه ينتمي الذي التعددي والمجتمع

هذه الجلسة سوف يفصح عن خصائص كل من هذه االلتزامات. وما أردت تقديمه ما

كان سوى محاولة تفكير مبدئية واستنتاجية للسمات الممكن أ، تطبع عمل مؤسساتنا

، وببركة كل مرجعياتنا الدينية، وأحد نماذجها مجلس كنائس الشرق األوسط، والذي تحن

الروحية جادون في تفعيل عمله بما يحمي تراثنا المشرقي ويدعم التزامنا الرسولي في

الشهادة للقائم من بين األموات. وشكرا.

رسالة وتحديات

أوال: مقدمةاالحتفال مع ورسالة، تراث األوسط: الشرق مسيحيو هذا: مؤتمرنا انعقاد يتزامن

في بيان بعنوان: الثاني الفاتيكاني المجمع أصدرها وثيقة على سنة بمرور خمسين

التربية المسيحية. كما يتزامن أيضا مع االعداد لمؤتمر دولي كبير ينعقد في الفاتيكان

ما بين ١٨ و ٢١ تشرين الثاني القادم بدعوة من المجمع المقدس للتربية ومن المكتب

الدولي للتعليم الكاثوليكي لالحتفال بهذه الخمسينية وقد جاء في مقدمة هذا البيان

ما «إن الناس»، لجميع الخالص سر بشارة حمل في الكنيسة «رسالة على أكد الذي

للتربية من أهمية خطيرة في حياة االنسان، وتأثيرها المتزايد دوما في خدمة المجتمع

واهتمام... بجدية إليه المقدس المسكوني المجمع ينظر موضوع هو انما المعاصر،

والحقوق األولية لإلنسان في التربية... انما هي حقوق معترف بها وتذكرها المستندات

الرسمية...».

كما ورد أيضا في الفقرة األولى من هذا البيان ما يأتي: «لجميع الناس... وبما أنهم

ينعمون بكرامة اإلنسان الشخصية، حق ال ينقض في التربية تتجاوب مع دعوتهم الخاصة

وتوافق طبعهم واختالف أجناسهم وثقافتهم وتقاليدهم وتنفتح في الوقت نفسه على

تبادل أخوي بينهم وبين سائر الشعوب لدعم الوحدة الحقة والسالم في العالم».

ثانيا: الرسالة«إذهبوا يسوع: المخلص وصية الملتزمة الكاثوليكية المدرسة رسالة هي تلك

وعلموا» وتوجيهات الكنيسة، «األم والمعلمة» والداعية إلى «تربية تنفح حياة التالمذة

بروح المسيح وتقدم نفسها للعمل مع الجميع لندفع الشخص البشري نحو ملء كماله

وتؤمن خير المجتمع الدنيوي وبنيان عالم دوما أكثر إنسانية (البيان، ٣).

وانطالقا من هذه المبادئ واستكماال لما كان في البدايات، إذ التصق التعليم، ومعه

انشاء المجتمع من خالل تعزز حضورها في الكنيسة وبالدير، راحت بالرعية التربية

والتعليم التربية شرعة ديباجة في ورد وكما لتعمل، والتربوية التعلمية المؤسسات

البحث درب المعرفة بنور ولتضيء االنسان» «انماء على الكاثوليكية، المدارس في

عن معنى الحياة» «وتؤمن التعليم النوعي»، وتؤكد على أهمية التنشئة الروحية وعلى

ترسيخ القيم اإلنسانية والمسيحية، واالرتقاء بالمؤسسات التربوية لتصبح مرجعا ثقافيا

ألفراد المجتمع».

كل هذا رائع وجميل، ولكن ما هو واقعنا اليوم في الشرق األوسط وشمال أفريقيا؟

الدول الكاثوليكية في عدد من المدارس مع التواصل بعد نستطع لم أننا صحيح

العربية مثل دول الخليج ألسباب ال مجال لذكرها،

وصحيح أيضا أن عددا من الدول العربية لم يشرع بعد أبوابه للمدارس الكاثوليكية،

ال بل لحرية التعليم، ولكن ما نقوم به اليوم هو هام ونبيل ومميز وسائر في حط العمل

من أجل تأمين التعليم للجميع.

ولذلك اسمحوا لي بأن أقدم لكم هذه االحصائيات:

ان هذه االحصاءات ان دلت على شيء فهي تدل على أن المدرسة تؤمن حضورا

كنسيا وخدمة نوعية في التربية والتعليم.

هذا على صعيد أمانتنا اإلقليمية، أما على صعيد المكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي،

خمسين عن يزيد ما تعليم دول ١٠٨ في تؤمن الكنيسة أن على تدل فاالحصاءات

مليون تلميذ وتلميذة في حوالي مائتي ألف مدرسة كاثوليكية. في حين أن هناك حوالي

ستين مليون طفل ال يدخلون المدرسة، ولمشرقنا حصة كبيرة من هذا العدد. ولذلك

يرتفع الصوت عاليا، ومن خالل حضورنا، كتعليم كاثوليكي، في االونيسكو وفي المحافل

التعليم المعتقد والمطالبة بتأمين حق التعليم وحرية الدولية، للدعوة الحترام حرية

للجميع تطبيقا لشرعة حقوق اإلنسان وحقوق الطفل، وبالتنشئة على الحوار وبخاصة

المدارس في السنة هذه اصرارنا كان ولذلك االجتماعية، الكنيسة بعقيدة لاللتزام

بعنوان: وإقليمية، دولية وبمشاركة السنوي، مؤتمرنا لبنان على عقد في الكاثوليكية

التربية على الخدمة االجتماعية.

ومما تجب االشارة إليه هو أن مدارسنا في الشرق األوسط وشمال أفريقيا متواجدة

في بلدان أكثريتها إسالمية. ومع هذا، فإنها تتعاون مع مؤسسات اسالمية وغير كاثوليكية

بتعليم وتتميز المسلمين، وللتالمذة المسيحية الكنائس لتالمذة جميع أبوابها وتفتح

نوعي وبالتنشئة على االلتزام االجتماعي والوطني وتواكب كل تطور على صعيد الثقافة

والعلم والتكنولوجيا.

وفي هذا االطار تعمل مدارسنا على تقديم شهادة انجيلية وأخوية صادقة باإلضافة

بين والحوار معا والعيش المسكوني الحوار لتعزيز تكون جسرا أن على إلى حرصها

الديانات والثقافات.

همنا أن تجسد مدارسنا صورة الكنيسة في الشرق األوسط، وأيضا في شمال أفريقيا،

الصورة التي رسمها البابا بندكتوس السادس عشر، أي «شركة وشهادة». وفي كل ذلك نحن

متيقنون أن وجود «المدارس هو تعزيز الستمرارية رسالة لكنائس»، وهذا ما يدفعنا لنبقى

القدرة في نضالنا، التي تعطينا التربوية حيث جذورنا واقفين ومستمرين في خدمتنا

وبالرغم من كل التحديات، لكي تبصر النور «حضارة المحبة وثقافة الحياة والسالم».

ثالثا: التحدياتفي الوثيقة التي نعمل عليها العداد المؤتمر الكبير في روما الذي أشرت إليه سابقا،

توقفنا عند عدد من التحديات التي تواجه المدرسة الكاثوليكية عامة ومدارسنا خاصة،

ومنها: تحديات: الهوية، والجماعة المدرسية والحواروالمجتمع التعلمي والتربية الشاملة

للمدرسين الدائم والتأهيل للشبيبة الديني والتأهيل والمراجع السبل في والنقص

والقضايا القانونية...

أما على صعيد أمانتنا اإلقليمية فاننا نرى أن هناك مبادرات تقوم به بعض الحكومات

للحد من حرية التعليم مما يسبب تقييدا لعمل المدرسة الكاثوليكية. ففي سوريا مثال

ال نزال نعاني من أزمة تأمين المدارس، وفي لبنان تتأثر بتداخل السياسة بالتربية، وفي

عدد من الدول هناك اتهامات بأن المدرسة هي مؤسسة «تبشيرية». وبالتالي تحمل نوايا

استعمارية. ويترافق كل هذا مع حمالت «تشهير غير مسبوقة ودعوات للتمييز والفصل

بين الذكور واألناث والتضييق على حرية التعليم المسيحي ووجود تيارات تطال المسلمين

والمسيحيين وتؤثر على فعالية حضورهم مع إعالم يبلبل الرأي العام ويشوش على الحقيقة».

ومما يجب لفت النظر إليه هو تنامي المدارس األصولية وظهور حاالت تعصب تؤثر

على األجواء المدرسية، وتتواجه بردات فعل تتناقض والرسالة التربوية وهوية المدرسة

الكاثوليكية وتهدد الشبيبة بمزيد من العنف والتشنج والتقوقع وتدفعهم إلى انتماءات

أصولية.

ومن التحديات التي تواجهها اليوم هو التطور التكنولوجي وكيفية التعامل معه إذ ال

يجوز أبدا أن نهمل التعليم بواسطة التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه نتابعه لنقدم سبل

الكفيلة بحماية أجيالنا الطالعة وبمساعدتهم لكي ال يسبروا، كما يقول البابا فرنسيس،

على حافة الطرقات الرقمية وحسب... بل ان يرافق االتصال لقاء حقيقي. إذ ال يمكننا

أن نحيا منفردين، منغلقين على ذواتنا...» بل علينا أن نجعل التواصل في خدمة ثقافة

اللقاء الحقيقي (اليوم العالمي ٤٨ لوسائل التواصل االجتماعي).

لبنان مؤتمر بعنوان: من أجل الكاثوليكية في التحدي كان لمدارسنا وبسبب هذا

استعمال مفيد ومسؤول للعالم الرقمي.

ومع هذا التحدي هناك تجد آخر هو التحدي االقتصادي ومن المؤسف أن البعض

حول رسالة المدرسة من التعليم والتربية إلى التأثيرات االقتصادية. ففي بعض الدول

واجب، وفي دول أوالدهم وهذا حق بتعليم الحكومة األهالي من مساهمة يستفيد

أخرى تبقى مسؤولية تسديد القسط المدرسي على عاتق األهلين، وأحيانا يتحول إلى

عبء عليهم ال يمكنهم تحمله.

وهنا ال بد من التوضيح بأن القسط المدرسي هو انعكاس لقوانين تسنها الحكومات

بالرغم من أن توصيات كثيرة صدرت، وعن أكثر من جهة دولية، بوجوب تأمين التعليم

المجاني وااللزامي، وكم يشرفنا نحن في لبنان أن تكون كنيستنا قد نادت منذ سنة ١٧٣٦،

والزاميته. التعليم مجانية وتأمين البنات تعليم بوجوب الفرنسية، الثورة قبل وحتى

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟

إلى جانب هذه التحديات هناك تحد آخر مهم هو تحدي األوضاع األمنية. ان أسرتنا

التربوية معرضة يوميا النعكاسات األوضاع األمنية التي تقلقنا. ومع هذا فنحن نواصل

المسيرة، بالرغم من كل المخاطر، لننشئ أجيالنا الطالعة على نبذ العنف وعلى التجذر

في أرضهم وعلى رفض االقتتال وعلى الشهادة للحق والخير والجمال.

نعم اننا نواجه هذه التحديات مؤمنين بما قاله سعيد عقل:

وقال: من خطر نمضي إلى خطر

ما هم، نحن خلقنا، بيتنا الخطر

كل هذه التحديات تكون نتيجة للتطورات المتسارعة ولمبادرات التغيير على أكثر

التربية تتواجه مع اليوم ليست كأجيال األمس والغد من هنا فان من صعيد. فأجيال

حاالت «تسبب تحديات جديدة يتعذر أحيانا تفهمها»، كما قال البابا فرنسيس في لقاء

تقبل على التنشئة لنواصل نحن مدعوون باألمس كما واليوم، الرهبانيات. رؤساء مع

اآلخر ومحبته واغناته بفرح االنجيل ألننا نؤمن ان على المدرسة الكاثوليكية ان تساهم

في خدمة اكتشاف معنى الحياة واستنباط مساحات رجاء جديدة لليوم وللغد.

رابعا: خاتمةسعيد أنا بأن يعطي هذا المؤتمر مساحة لمدارسنا لكي تعرض بعض همومها، ولكن

سعادتي تكون أكبر إذا خرج مؤتمركم بتوصيات نسعى معا إلى تحقيقها حفاظا على

تراثنا وتأكيدا على رسالتنا، ومنها:

١) الدعوة إلى تحييد التربية والتعليم عن الصراعات العقائدية وااليديولوجية وعن

المؤتمرات االقتصادية والمصالح السياسية.

اصدار وعلى وتعميمه الزاميته وعلى التعليم حرية على الحفاظ إلى الدعوة (٢

التشريعات التي تحفظ للمدرسة الخاصة دورها ومساهمتها في خدمة اإلنسان والمجتمع.

٣) مطالبة الحكومات والمؤسسات الدولية بوجوب تأمين التعليم للجميع، وبخاصة

كاهل عن األقساط عبء تخفيف غايته خاص صندوق بانشاء المساهمة بوجوب

األهلين، هذا مع التشجيع النشاء صناديق تعاضد.

الفضائح ونشر السياسيين خالفات تبرز برامج تجنب االعالم رسائل مناشدة (٤

ومناهضة القيم واستبدالها ببرامج تغني التالمذة بتاريخ عريق وبتراث مجيد وبرسالة

يفخرون بحمل لوائها ولغة عربية نعيد إليها ألقها وروعتها عساها تكون عالمة .

٥) الوقوف إلى جانب المؤسسات التربوية في تعزيز وحدة أسرتها التربوية: اإلدارة

والهيئة التعليمية واألهل والتالمذة.

أيها الحفل الكريم،

اسمحوا لي بأن أختم مداخلتي بقول لقداسة البابا فرنسيس:

«ال تيأسوا أمام الصعوبات التي يقدمها التحدي التربوي، فالتربية ليست مهنة، انها

موقف... لكي نربي يجب أن نخرج من ذاتنا لنكون مع الشبيبة، نرافقهم في مراحل

نموهم ونكون دوما إلى جانبهم لنعطيهم الرجاء والتفاؤل».

ان مؤتمرنا الروماني المنوه عنه يندرج تحت شعار التربية اليوم وغدا: شغف يتجدد

وباذن الله هكذا كنا وهكذا سندوم.

فبهذا الشعار نلتزم وله ونعمل ليبنى التراث وتشع الرسالة.

وشكرا الصغائكم.

تحية إلى مؤتمر مسيحيي الشرق الذي يرعاه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار

بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى. والتقدير لجامعة

سيدة اللويزة والرابطة المارونية.

المسيحيون في الشرق هم جزء فاعل في أوطانهم ودولهم، إنهم صناع حضارة إلى

جانب إخوانهم في المواطنة. وللبنان دور بارز في هذا المضمار عبر عنه اإلرشاد الرسولي

منذ العام ١٩٩٧ متحدثا عن الوطن الرسالة: لبنان.

وحتى يبقى لبنان وطن الرسالة في شرق حزين، ومنقسم في هذه الحقبة، بفعل عجز

الداخل وتدخل الخارج، الداخل الوطني المأزوم بأفكار ظالمية ماضوية، والخارج المتدخل

بحثا عن االستثتار بالطاقة (النفط والغاز)، ودعما ألمن إسرائيل فوق مقتضيات النهوض

العالي التعليم بد وأن يضطلع واالزدهار... ال االستقرار الوطني والعربي أي مقتضيات

الجامعي بواجباته الوطنية واإلنسانية:

١- تقديس العلم، أي تقديس الحقيقة بعيدا من التضليل أو الفئوية، وتنمية البحث

العلمي في مجاالته المختلفة، في العلوم اإلنسانية واالجتماعية كما في العلوم الدقيقة. ال

بد من إعادة االعتبار للفلسفة - أم العلوم - من أجل سيادة العقالنية بعيدا من الغيبيات

والعصبيات. ثمة تراجع عالمي لتدريس الفلسفة في جامعات الغرب والشرق وسط انهماك

كوني بعلوم الكومبيوتر وإدارة األعمال وغيرها المرتبطة بالثورة االلكترونية والمعلوماتية.

٢- احترام القانون، أي تطبيق القاعدة القانونية بعيدا من الخداع والتدليس والتهرب

من أحكامها تحت مغريات الفساد.

إن مبدأ سيادة القانون الذي أسس للنهضة األوروبية منذ قرون جدير باالعتبار، حتى

ليس ذاته بحد فالقانون العامة، المصلحة لمقتضيات تبعا القانون أحكام تبدلت ولو

سرمديا ولكنه مطبق، أو يجب أن يطبق ريثما يستبدل بقانون آخر، وذلك تجنبا للفوضى.

وما أخطر تلك الفوضى التي تضرب حاليا عددا من الدول العربية والشرق أوسطية؟

واالقتصاد والحقوق والسياسة االجتماع علوم المواطنة من خالل فكرة إطالق -٣

بين المساواة فكرة تطبيق استطرادا أي والفنون. واآلداب النفس وعلم والفلسفة

المواطنين، ال بين رعايا، في حقوقهم وواجباتهم. وتعزيز الوالء الوطني الموحد من خالل

تعزيز أواصر الروابط البيئية في الريف كما المدينة. الوالء لألرض والوالء للشعب بعيدا

من العصيوية التي تفرق أبناء الوطن الواحد.

فالمواطنة ليست مجرد شعور عاطفي باالنتماء إلى أرض الوطن، إنها إلى ذلك مساواة

أمام القانون. والشعب ليس مجموعة أفراد بل هو مجموع المواطنين. بقي أن نتحول

في هذا الشرق من أفراد إلى مواطنين مع يفرض هذا الهدف النبيل من إطالق ثقافة

المواطنة في التعليم الجامعي، بل وفي التعليم الثانوي إذا ما استطعنا.

ثمة إشكالية فكرية، وربما هرطقة فكرية، في الحديث عن مسار العولمة دون أن

نبلغ المواطنة بعد!

ولبنان الرسالة يمكنه االضطالع بهذه المهمة إذا ما تضافرت جهود علماته وباحثيه

تأصيال للمواطنة فكرا وممارسة.

إن تزايد عدد الجامعات في لبنان خالل العقدين األخيرين ليس دليل حاجة أكاديمية،

أو رغبة تنافسية في العلوم والمعرفة، بقدر ما هو تنافس مصالح أو فئات مهما تذرع

بعض المطالبين بإنشاء جامعات جديرة بحرية التعليم وجودته. فالجامعة تنشأ وتتطور

بفعل تراكم مجموعة تقاليد وأعراف وتراث معرفي وهذا ما يتطلب وقتا طويال.

كافة، وأحكامه مواده في ٢٠١٤/٢٨٥ العالي التعليم قانون بتطبيق نطالب لذلك،

جودة يضمن بما الجامعية األعمال على واإلداري األكاديمي التفتيش رقابة وإعمال

التعليم الجامعي، ويحقق التفاعل المهني والوطني بين الخريجين والقطاعات االقتصادية

واالجتماعية. ولتكن هذه الرقابة دائمة وفق ما يحتاج النهوض التربوي والوطني.

إلى ذلك نحتاج في لبنان إلى اطالق ثورة القيم، قيم الخبر العام والحرية والعدالة

والمساواة وإنسانية االنيان بدال من التعصب والحقد والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.

مادة تدريس خالل من القيم ثقافة برنامج إطالق هذه، والحال الجامعات، تستطيع

(حقوق اإلنسان وحقوق المواطن) مع اإلفادة من الخبرات العالمية في هذا المضمار.

اللبنانية - التي رقدت التعليم الجامعي كله بنحو ستين في المئة من إن الجامعة

أساتذتها العاملين والمتقاعدين - تشدد على تعزيز القيم اإلنسانية في نفوس المواطنين

ودورها رسالتها من جزء وذلك ،(١٩٦٧/٧٥ الجامعة تنظيم قانون من األولى (المادة

المجتمعي والوطني. وإنها متعاونة في هذا المجال مع الجامعات العريقة في وطننا.

إلى ذلك تسعى الجامعة اللبنانية، جامعة الدولة، الجامعة الوطنية، لإلفادة من مجمل

انحياز، وقد الفئات االجتماعية بال البشرية على صعيد األساتذة من مختلف الطاقات

الجامعة في تكوين مجلس الجامعيين وفي لألساتذة التفرغ أثبتت ذلك في مشاريع

العام ٢٠١٤ بعد توقف دام عشر سنوات نتيجة عدم صدور مرسوم تعيين العمداء من

الحكومات المتعاقبة.

يدعو رئيس الجامعة اللبنانية في هذه المناسبة إلى تعاون وثيق مع جامعات لبنان،

من خالل مجلس التعليم العالي، وفي عالقاتها البيئية، من أجل استعادة وطن الرسالة

فيتجدد لبنان حضاريا.

عشتم وعاش لبنان.

أيها اإلخوة،

أرضنا كانت أرض الحضارات والديانات منذ بدء التاريخ حتى توصل شرقنا هذا ليكون

منبع الديانات الثالث الموحدة. قبل ألفي سنة ونيف، ولدت على هذه األرض الديانة

وتقاليدهم، وعاداتهم ثقافاتهم فتشابكت فاإلسالم، المسيحية، جاءت ثم اليهودية،

حتى طقوسهم.... فأصبحوا وهم الساميون، يتخالطون ويتزاوجون ويتعايشون في هذه

المنطقة ألنهم من منبع واحد.

أيها اإلخوة،

أحب أن أردد دائما، أنه إذا كان المسيحي مسيحيا في روما وأوروبا، فألننا مسيحيون

كان وإذا قبله. مسلمون فألننا إندونيسيا، أعماق في مسلما المسلم كان وإذا قبله.

اليهود يهوديا في أميركا وروسيا، فألننا يهود قبله... إن هذه الديانات الثالث قد ولدت

ونمت في هذا الشرق بالذات، وانتشرت وعمت أصقاع العالم كله...

من انطالقا وتعاليمها قيمها نشر علينا، العالم، يجب السالم في تحقيق أردنا فإذا

لن فإننا هنا، نلتق ولم نتفق، لم إذا أما الثالث. الديانات منبع يشكل الذي الشرق

نستطيع تحقيق ذلك في أي مكان آخر في العالم. قد نتشاجر ونختلف ونتواجه، ككل

اإلخوة، لكن هذا ال يعني أن العداء قد حل بيننا وأن كل السبل قد أقفلت، وأن جدرانا

وأسوارا قد قامت بيننا وانقطعت الجسور التي تجمعنا. ولنتذكر معا، فقد مر شرقنا هذا

يتجاوزها أن مرة من كل تمكن في أنه بيد وكبيرة، كثيرة وأزمات وحروب في محن

جميعها. لذا، علينا االنطالق من الفوارق واالختالفات هذه، للحفاظ عليها كغنى لنا، ال

كمصدر تفرقة وتصادم. هنا يتبادر إلى األذهان سؤال بديهي: كيف نحافظ على هذا

االختالف، ونحوله إلى مصدر حياة، فنبني عليه مستقبلنا؟ والجواب عن هذا السؤال،

تكون عساها لكم، اليوم نقدمها اقتراحات، عشرة عملية، مقترحات بمجموعة يأتي

فاتحة لطريق نتالقى فيه لنسير معا نحو هدف واحد:

أوال: علينا البحث داخل كل ديانة عن إشارات وطقوس، نستطيع فيها ومن خاللها أن نتحاكى، فيقلد بعضنا بعضا، وهكذا تطبق ما أحب أن أردده: «تا نحل على بعضنا وما تحل عن بعضنا». فعلى سبيل المثال ال الحصر، تجد أن العزاء وعاداته عند المسلمين يتسم بكثير من التقوى واالنضباطية، فلم ال نستلهم جوهره فنطبقه في صالونات الكنائس. أو لماذا ال يستلهم أبناء الديانات األخرى عادة مسيرات الشموع لدى المسيحيين، فهي

تحمل رمزيات كثيرة كالنور والجماعة والحياة، وتوحد الشعب في الصالة إلى الرب...

ثالثا: يجب علينا أن نخلق بنية جديدة لتشجيع الحوار وإحيائه بشكل مستمر. كإنشاء بامتياز، سيادية المستحدثة الوزارة وتكون هذه واألديان. الثقافات بين للحوار وزارة

فهي تحرك المجتمع المدني وتخلق ديناميكية جديدة وبيئة مؤاتية لهذه الثقافة.

المدني المجتمع من ومجموعات جمعيات تأسيس على التشجيع نقترح ثالثا: لتشكيل جسور بين الطوائف. ونحن نعلم أن لدينا جمعيات لها حضورها وتأثيرها بما

تملك من مقومات وكاريزما، مثل:

جميع من والناشئة األحداث بين معا والعمل التالقي تشجع التي العطاء فرح *الطوائف.

* درب مريم والتي تقوم بالحج إلى المقامات المريمية وهي تجمع رجاال ونساء من . األديان كافة

* التسلح الخلقي التي تعمل على تغيير المجتمع والوطن عبر تغيير الذات.

* لبنان الرسالة التي تقوم بنشر رسالة لبنان العيش المشترك.

* لقاء اإلثنين التي تسعى إلى قيام لبنان من خالل تفعيل المواطنية الحق في ضمير

المواطن.

* حركة لنلتقي التي تدعو إلى الحوار بين مختلف مقومات المجتمع.

* فوكوالري التي تعمل كي نكون واحدا أمام الله.

* حوار للحياة وللمصالحة التي تبني جسورا حيوية بين مختلف الطوائف.

* مؤسسة أديان للدراسات الدينية والتضامن الروحي والتي تعمل كثيرا مع الطالب.

* معا حول سيدتنا مريم التي تنظم لقاءات روحية حول مريم.

الجمهور سيدة قدامى ورابطة كالمبرات والجمعيات والمؤسسات الرابطة عدا ما

ونادي الحدث الثقافي االجتماعي ومؤسسة الفكر التوحيدي المعاصر والمنتدى العالمي

والحوار التالقي تشجيع على بجدية تعمل جمعيات من وغيرها واإلنسانية، لألديان

والتبادل.

(Devenir multiplicateurs علمونا عند اليسوعية أنو نتكاتر)

فلم ال نشجعها ونجعلها قدوة ومثاال لغيرها....

رابعا: يجب إيجاد مناسبات مشتركة لالحتفال، وإقامة األعياد معا، ليستطيع كل منا قبول اآلخر واإلعجاب به، على الرغم من اختالفه وتشجيع ثقافة مشتركة نلتقي حولها.

كان والذي البشارة، عيد آذار، من والعشرين الخامس في الوطني العيد نذكر وهنا

مما يجمعنا، لنا شرف إطالقه وتكريسه، لالحتفال بالتالقي اإلسالمي المسيحي انطالقا

فكانت أمنا مريم العذراء التي تكرمها الديانتان معا.

خامسا: علينا تحصين أنفسنا ضد التدخالت الخارجية والمخططات والمؤامرات التي تحاك ضدنا... فنحن اليوم نعيش واقعا مؤلما، إذ بدال من أن نؤثر إيجابا على العالم كله،

نرى اآلخرين يؤثرون علينا ناقلين إلينا خالفاتهم، محولين شعوبنا حطبا ووقودا لحروبهم

على أرضنا.

: نقترح إنشاء مراكز ومنابر لنشر الثقافة المشتركة: إذاعة، محطات تلفزيونية، سادسابرامج، صحف، مواقع إلكترونية... ونحن نعتبر هذه الوسائل مضادات حيوية ضد الرياح

الصفراء اآلتية إلينا من كل حدب وصوب.

سابعا: يجب علينا تدريس الثقافة الدينية في مدارسنا ومعاهدنا. وهذا يجعل كال منا يتعرف على دين اآلخر، فاإلنسان عدو ما يجهل.

منا: لكل شخصية مسؤولية وهذه المشترك، العيش أهمية وعي من بد ال ثامنا: هنا إلى اآلخر، بشكل يومي، وفي كل مبادرة، أو مشروع، حتى في طريقة كالمنا وتوج

أيا يكن.

تاسعا: تحضير جيل جديد من رجال السياسة والفكر عبر إنشاء مدارس للكوادر أو برامج لهذه الغاية (عذرا من العائالت السياسية التقليدية)!

الثقافة لنشر مثال) األديرة، من دير (تحويل مركز تأسيس نقترح وأخيرا: عاشرا المسيحية، يكون نوعا من خلية نحل أو حتى خلية أزمات، حيث يتم العمل للحفاظ

لهذه المنطقة. وهكذا نستطيع أن ندرس الكيان المسيحي، والذي يشكل أساسا على

بل للتعاطي مع بقية األديان. ونورد في هذا السياق كالما لرئيس أساقفة فرنسا أفضل الس

األسبق، المغفور له نيافة الكاردينال ألبير دو كورتريه، الذي قال: «لكي نتعايش، يجب

.Pour coexister, il faut d’abord exister. (أن نحافظ على بقائنا) «علينا أن نكون

أيها اإلخوة،

المدمرة، الحروب ثقافة من لالنتقال األم الدور هو المدني، المجتمع دور إن

والتباغض والتكفير إلى ثقافة المحبة التي تبني.

األصنام األربعة التي تعوق العقل العريب

حينام فكر فرنسيس بيكون، الفيلسوف اإلنجليزي ومؤسس الفكر العلمي ابن القرن

معرفة وبني عام، بوجه اإلنسان، بني تباعد التي األربعة املعوقات يف عرش، السادس

الحقيقة، كان كأمنا يفكر يف أزمة اإلنسان العريب، ال األورويب، وكان كأمنا يفكر يف اللحظة

عرص مشارف مع الدينية الهيمنة سطوة من األورويب التعايف لحظة وليس الراهنة،

النهضة األورويب بعد القرون الوسطى العرشة. قبل مولده بقليل كانت إنجلرتا قد نزعت

عن جسدها النصال الغائرة التي غرسها رجال الدين بعمق يف متون املجتمع األورويب.

وبدأت إنجلرتا تصطبغ بصبغة العلم واملدنية، وراحت تزرع يف املناصب السيادية العليا

دهورا املناصب تلك يف تأبدوا الذين الدين رجال من بدال تكنوقراط، علامنيني رجاال

السلطات فيه وتتشاسع الكنيسة، فيه سلطان يتضاءل نظام جديد فعم وقرونا طواال.

جامعة من دراسته وأتم األوىل، طفولته منذ فرنسيس نبوغ الح والعلامنية. املدنية

كامربيدچ وهو يف الخامسة عرشة من عمره. ومنذ بداية تشكل وعيه املبكر، ثار بيكون

عىل الغيبيات وعىل منطق أرسطو امليتافيزيقي والهوت القديس توما اإلكويني اللذين

رأى فيهام فلسفة لفظية عقيمة وغري عملية؛ ال تقدم أي عون لإلنسان يف رحلة كفاحه

املرير يف محاولة السيطرة عىل الطبيعة ومحاولة تحسني وضعه املعييش والنهوض بحياته

العلم والعقل، وتعمل قامئة عىل األرض. فراح يدعو إىل فلسفة جديدة مثمرة وتعمري

عىل مراجعة اإلرث القديم وتنقيته من املتهافت والركيك والناتئ عن العقالنية. أهدى

بيكون كتابه «النهوض بالعلم» مللك بريطانيا، عدا العديد من الكتب القيمة األخرى مثل

«حكمة األقدمني»، وكتابه العمدة «األورجانون الجديد»، وهو «أداة» املنطق العلمي يف

تفسري ظواهر الكون والطبيعة. وفيه ينقض عىل فالسفة اإلغريق مثل أفالطون، وباألخص

أرسطو، حيث ينتقد منهجه امليتافيزيقي الغيبي الذي وضعه يف مجموعة كتب أسامها

أولئك ضد حربه وما «األداة». أو «اآللة»، تعني إغريقية كلمة وهي «األورجانون»،

الفالسفة العظام، الذين رحلوا يف القرن الرابع قبل امليالد، إال ألنه رأى أن فكرهم التغيبي

امليتافيزيقي مازال مسيطرا عىل اللحظة الراهنة. فام كانت حربه إذن ضد أموات، بل

ضد أحياء ذوي سلطة ونفوذ عىل املجتمع الراهن، آنذاك. أما مرشوع بيكون األكرب، فكان

املوسوعة املحرتمة الضخمة التي أعطاها اسم «اإلحياء األعظم»، ومات دون أن يكملها،

وقد أعلن بنفسه أنه عمل فكري علمي وإنساين هائل ال يقوم به مفكر واحد، وال جيل

واحد من زمن واحد، بل يستكمله بدأب وتريث مفكرون عديدون يف أزمنة مختلفة.

يف كتاب «األورجانون الجديد»، فند بيكون أصناما أربعة، أو أوهاما أربعة، يجب عىل

العقل الجمعي العاملي التخلص منها حتى يشارف تخوم الحقيقة. تلك األصنام ترسخت

األوهام العصور، فزرعت يف عقولنا جميعا مجموعة من اإلنسانية عىل مر العقلية يف

والخرافات والتقاليد الفاسدة التي تباعد بيننا وبني جوهر العقل الصايف ومعدنه األصيل

الذي خلقه الله فينا لنصل به إىل الحقيقة.

«صنم وأسامه بكامله، البرشي الجنس يخص عام جمعي صنم األصنام، تلك أول

القبيلة» Tribe Idol ألنه يخص «قبيلة اإلنسان» بكاملها. وهو الهوى الشخيص ومجمل

املعتقدات الزائفة املغروسة يف الطبيعة اإلنسانية، فتشكل أحالمه وأمانيه وحدوسه التي

عىل بل منطقي، علمي نحو عىل األمور تحليل وعدم األحكام يف التعميم نحو تنزع

العكس تجعل اإلنسان يسلم دون وعي مبعتقدات قبيلته أو عرقه أو جامعته. فالعقل

البرشي ال يقبل إال ما يوافق نزعاته وميوله، وال يتلفت إىل التجارب التي ال تتفق مع رؤاه

وتريض ميوله، لهذا نستسلم للخرافة والسحر واألحالم والتنجيم.

.Cave Idol «الصنم الثاين يخص كل إنسان عىل حدة. وأسامه بيكون «صنم الكهف

وهو استلهام من قصة الكهف التي نسجها أفالطون ليدلل عىل أن اإلنسان، كل إنسان،

أسري يف كهفه الخاص املعزول عن الرؤية الشاملة الخاضعة للمنطق والعلم. فكل إنسان

هو عبد تابع لبيئته الخاصة ومستوى تعليمه وثقافته وظروفه الخاصة وتجاربه الشخصية

وملكاته وعيوبه. كل ما سبق يحارص عقل اإلنسان ويفرض عليه لونا من العزلة فيظل

أفكاره وتجاربه الحقيقة إال ظالل العامل ومن متقوقعا يف كهفه املحدود، وال يرى من

الشخصية الضيقة. أما قصة أفالطون فتحيك عن مجموعة من البرش مقيدين بالسالسل

داخل كهف مظلم ليس به إال فتحة صغرية، ظهورهم إىل هذه الفتحة. فال يشاهدون من

الحياة الخارجية إال ظالل البرش السائرين بالخارج املنعكسة عىل جدار الكهف املقابل

املثل وهو الخارجي، خارج الكهف، هو عامل العامل لعيونهم. وفق منهج أفالطون، فإن

العامل الحقيقي غري املريئ لنا، وأما داخل الكهف، فهو الحياة التي نعرفها عىل األرض وهي

زائفة ال ترى من الحقيقة إال ظاللها.

أما الصنم الثالث، فهو «صنم السوق» Market-place Idol، وهو اآلراء واملعتقدات

األحاديث دون علم. البعض وتناقلهم البرش مع بعضهم تواصل الناتجة عن املغلوطة

تداول بسبب األمور، وتعميم والتعريفات املصطلحات تشويه الصنم هذا عن وينتج

البسطاء والعامة والدهامء آلراء علمية دون فهم وال دراية وال دراسة. يف املقاهي واألندية

الحياة شؤون يف الناس يتداول الناس، تجمع مناطق من وغريها التجارية واألسواق

الحقيقية األلفاظ داللتها فتفقد املنطق، بعيدة عن بلغة مشرتكة والسياسة والطبيعة

وتستقر يف األذهان مجموعة من املغلطات املشوهة.

ويف األخري، نصل إىل الصنم الرابع، وهو ما يعنيني يف هذا البحث املقتضب، ألنني أرى

فيه آفة عرصنا الراهن يف املجتمع العريب.

اإلعالم والنخبة. يد تزييف املصطلحات عىل املرسح»، Theatre Idol، وهو «صنم

إنها األفكار املغلوطة التي نتداولها عن املذاهب واملدارس الفكرية التي تشكلها القيادات

واملشاهري ذوو النفوذ والتأثري املجتمعي العميق عىل األفراد يف كل مجتمع. وهي اآلراء

التي تناقلناها عن أفواه السلف القديم دون تفكري. وبالرغم من أن بيكون كان يقصد

األمر أن إال العداء، ناصبهم الذين اإلغريق فالسفة من وأرضابه أرسطو «بالسلف»

نحفظ أجالء يف كل عرص ومكان. نراهم علامء ومفكرين اليوم عىل كل من ينسحب

أقوالهم ونسلم بها ونتداولها ونرددها كالببغاوات دون أن نتدبر أقوالهم ونفند ما بها

من مغالطات علمية أو آراء قد ال تصلح لزماننا الراهن. إنه التسليم املطلق بصحة تلك

اآلراء دون ذرة شك تخالجنا يف جواز خطأها أو نقصها. ودلل بيكون هنا مبثال عن العامل

جاليليو الذي أثبت بالتجربة العملية أننا لو ألقينا من مكان عال بحجرين، أحدهام يزن

اللحظة. ورغم أن أرطال، فإن كليهام سيصالن األرض يف نفس رطال واآلخر يزن عرشة

أن إال بصحتها، رياضيات وشهدوا الفيزياء وعلامء أساتذة يف التجربة قد شهدها تلك

الحجر إن (قبل قرون) قال أرسطو قد التجربة وكذبوا عيونهم ألن أنكروا املشاهدين

أرسطو املحدودة وقت الفيزياء أن علوم أوال! ذاك األرض إىل األثقل وزنا سوف يصل

مل تدعمه بحقائق علمية مؤكدة لن يصل إليها العقل البرشي إال بعد قرون من موت

أرسطو. تلك املغالطات الفكرية هي التي تشكل املنظومة الفكرية والدوجامئيات التي

للنقد بزعم أن كل ما قاله الراهنة، وهي غري قابلة لتسري حياتنا تلقينها للمجتمع تم

بيكون هنا أراده فرنسيس الذي األقدمون خط أحمر ال يجوز االقرتاب منه. والتشبيه

يصور البرش مبجموعة من املتفرجني يف عرض مرسحي ميثله األقدمون عىل خشبة املرسح

يف عرض هزيل زائف تم حبكه من منظومة من األحكام املسبقة غري العلمية غري الدقيقة،

وهي التي تقف حجرا عرثا يف وجه الحقيقة، فتمنعنا من مشارفتها.

ما أكرث ما تنطبق أفكار فرنسيس بيكون بقوة عىل لحظتنا الراهنة بكل ما تحمل من

فوىض وعبثية وافتقار للعلم يف مجتمعاتنا العربية. وباألخص صنام: «السوق» و»املرسح».

أظن أن ال مهرب لنا من مأساتنا الفكرية العربية الراهنة إال بتبني مقولة بيكون العاقلة:

«ال تقرأ لتعارض وتفند، وال لتؤمن وتسلم، وال لتجد ما تتحدث عنه، بل اقرأ لتزن وتفكر

وتحلل.“

دعت الرابطة المارونية الى عقد مؤتمر لمسيحيي الشرق االوسط وقد شملت الدعوة

العالمية، البروتستانتية والكنيسة الفاتيكان في األديات بين للحوار البابوي المجلس

الكنيسة الى باإلضافة للكنائس، العالمي والمجلس الروسية، األرثوذكسية والكنيسة

السريانية، الكنيسة االرثوذكس، االرمن كاثوليكوسية األرثوذكسية، الكنيسة المارونية،

الكاثوليكية، الملكية الكنيسة اإلنجيلية، الكنيسة الالتينية، الكنيسة القبطية، الكنيسة

العلمانيين. وذلك في ٢٤ المفكرين المشرقية، وعددا من الكنيسة الكلدانية، الكنيسة

الغبطة اللويزة، برعاية وحضور صاحب و ٢٥ تموز عام ٢٠١٥ في صرح جامعة سيدة

والنيافة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي.

افتتح المؤتمر رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع، ثم عقدت جلسات

سوريا، مصر، وبخاصة العربي الشرق في وجذوره المسيحي الوجود تناولت خمس

المرتكبة بحق المعاصرة والمجازر االرمنية، االبادة لبنان، وموضوع العراق، فلسطين،

واالمن واالجتماعية االقتصادية التنمية قضايا المؤتمر تناول كما المسيحيين. بعض

ومبدأ الخاص والقطاع العام القطاع في المسيحيين وانخراط العمل، وسوق الصحي

العيش المشترك بين المجتمعات واالديان على اختالفها.

علمانيين من وخبراء أخصائيون فيها شارك التي والمداخالت المداوالت وبنتيجة

ورجال دين من مختلف الطوائف المسيحية واالسالمية في لبنان والعالم العربي باالضافة

تناولته ما تلخيص يمكن الماروني، العام والمجلس لإلنتشار المارونية المؤسسة الى

أبحاث المؤتمر بما يأتي:

لقد كان الشرق األوسط األرض التي انطلقت منها المسيحية الى العالم، فكان من •

الطبيعي أن يشكل المسيحيون المشرقيون األكثرية المطلقة خالل فترة طويلة من

التاريخ، أما المسيحيون اليوم فقد عانوا من تراجع مخيف حتى غدوا ال يشكلون

سوى ٥٪ من مجموع مواطني الشرق االوسط. والتحديات الماثلة في غير دولة

من دول هذا الشرق ال توحي بتوقف مسيرة التراجع نظرا للواقع الديموغرافي

التصدي يحتم مما به يجابهون الذي االضطهادي وحتى التهميشي، وللموقف

لذلك بحكمة وشجاعة ومسؤولية ألن المسيحية في ديار العرب ظهرت وانتشرت

قبل اإلسالم بستة قرون، مما يجعل منها أصال أصيال للكينونة العربية.

إن بقاء مسيحيي الشرق في أرضهم هو رسالة كيانية، وإال تحول الشرق الى كتلة •

أحادية تهدد مفاهيم السالم وتحول دون تفاعل أرض السالم مع العالم االوسع

خاصة المسيحي منه. مما يدعو الكنائس في العالم بمؤسساتها كافة إلى تقديم

الدعم الالزم الستمرار البقاء والحد من المخاطر التي تهدد عيشهم اليومي وتدفع

بهم الى الهجرة.

لم يعد جائزا العمل في إطار أحادي، إذ إن وحدة الكنائس ورؤيتها االستراتيجية •

في هذه المنطقة باتت حتمية، ويترتب عليها تجديد دور مجلس كنائس الشرق

العلم كافة، خاصة أهل الدينية والمدنية الهيئات إليه ليضم االوسط وتوسيعه

منهم المفكرين والمتمولين والفاعلين في الحقل االقتصادي والتربوي والصحي

طريق خطة لوضع ناشطة، ودينامية عصرية ذهنية بث وكذلك واالجتماعي

لتطبيق ما يصدر من توصيات حول رعاية الشأن العام واالقتصاد في ضوء توصيات

بطريرك بكركي ورسائل بطاركة الشرق، وذلك من خالل النقابات المعنية الفاعلة

والجمعيات والهيئات العاملة في اإلعالم والتوجيه.

والدولية من االقليمية وامتداداتها الداخلية توظيف عالقاتهم المسيحيين على •

أجل إحالل السالم في منطقة الشرق خاصة لجهة قيام الدولة الفلسطينية السيدة

الفرد حرية الى يؤدي بما االنسانية القيم لتعزيز العدالة روح وتعميم الحرة

وكرامة المواطن في جو من االستقرار وكذلك إعادة نسج التفاعل بين مكونات

مجتمعات هذه المنطقة. لنقيم ثقافة السالم وصون حقوق االنسان في الحرية

سلطة ظل في المواطنين بين وبالمساواة االجتماعية والعدالة والديمقراطية

قوية نزيهة كفوءة عادلة.

الكفيلة اآلليات تلحظ متكاملة تربوية اجتماعية اقتصادية استراتيجية وضع •

لثبات المسيحيين في مناطقهم وذلك بحشد الطاقات المقيمة والمنتشرة خاصة

لدى أصحاب الثروات الكبيرة لحثها على التعاون في ما بينها لتقديم حوافز مادية

مساعدات وتوفير ميسرة وقروض العمل سبل وتوفير إنمائية مشاريع كإنشاء

مدرسية وإنشاء مؤسسات طبية وصناديق تعاضد صحية وسكنية وتأمينية وإجراء

مسح شامل للمناطق بخاصة الريفية منها لمسح حاجاتها وتخفيف حدة التفاوت

االجتماعي وإدانة الممارسات اإلدارية والمالية واالجتماعية الملتوية التي تؤدي

شؤونهم ترعى و الشباب تحتضن إجتماعية مراكز وإنشاء الفساد، تعميم الى

وتعمل لتوجيههم ومتابعة أمورهم الحياتية.

الحث على انخراط المسيحيين في القطاع العام، فالوجود المسيحي في أجهزة •

الدولة ضرورة هامة وملحة ترتبط بمصير الوطن بأسره الن االدارة هي أداة تنفيذ

أساسية ومرآة الشأن العام. فالوطن لن يبق وطنا إذا فقد المواطنية المتساوية

الحضور تدعيم إن والحكم. الدولة في الكاملة المشاركة فقد أو أبنائه، لكل

المسيحي يقتضي تنشئة المسيحيين على المشاركة في القطاعات العامة كافة،

والسعي الدائم لدى البالد العربية لمعاملة المسيحيين على أساس المساواة في

المواطنة المتكافئة وليس كأقلية مهمشة وادراج ذلك في صلب القوانين بوضوح

في االنخراط المسيحي المواطن على تحظر التي النصوص كل تشطب حيث

الوظائف مهما بلغ شأنها. ولذا يقتضي إنشاء معاهد للتأهيل الوظيفي واستطرادا

مواعيد ورصد ومواكبة عامة الموظفين أوضاع لمتابعة مراقبة بخاليا مدعومة

االمتحانات التي تحددها السلطات للدخول الى الوظيفة. إن إنكفاء المسيحيين

إحباطهم أسباب أحد هو العامة الوظيفة في العمل عن العربية البلدان في

وتهميشهم . (االقباط في مصر مثال)

الكهنوتية الدعوات لتكثيف والعمل الروحي االكليروس دور على التركيز •

االجتماعي الدور وتفعيل األوقاف أمالك واستثمار المسيحيين لدى واالنجاب

في وإشراكهم والعلمانيين الكنيسة رجال بين التفاعل وتوطيد للكنيسة

وتعميق وتجديد الروحية المحاكم بأوضاع مليا والنظر ومقرراتها اجتماعاتها

األداء الرعوي خاصة لدى رجال الدين ليأتي نافذا ومقبوال من أبناء الرعايا وفق

التعاليم المسيحية الحقة، ومواكبة الحداثة وفق «عظات» معمقة غير روتينية أو

مملة. والدعوة إلى التماسك والترابط العائلي ألن العائلة هي النواة، والتركيز على

حقوق المرأة كي تؤدي دورها في الحياة العامة مثل الرجل.

إن الحرص على الوجود المسيحي في الشرق والسعي إليجاد اآلليات والوسائل •

للحفاظ عليه ال يلغي في أي حال ضرورة مواصلة الحوار االسالمي – المسيحي

الذي هو أهم سبب لقيام هذا المؤتمر فمثل هذا الحوار قام منذ نشوء االسالم

ولم يتوقف رغم مما شاب العالقات االسالمية – المسيحية من تجاذبات وكبوات

للتعاطي وطريقة المسيحيين رسالة دائما الحوار فكان التاريخ، عبر ووثبات

وتفعيل االنسان حياة في الدين دور عن المفاهيم حول المختلف اآلخر مع

بين المدني تشكل جسورا المجتمع وتأسيس جمعيات من المشتركة القواسم

الطوائف، فتحرك المجتمعات وتخلق بيئة حاضنة لثقافة الحوار، إذ ال يقتضي أن

ينحصر الحوار بالنخبة بل يجب أن يعم الناس فيتأثرون به وتتحدث عنه وسائل

االعالم ويدرس وفق مناهج مدروسة في المدارس. فالحوار ضرورة وليس خيارا

وهو مبني على االحترام المتبادل ويهدف الى تعارف متبادل بغية جالء الصور

النمطية المترسبة في المخيالت للتوصل الى قبول اآلخر واالعتراف به. وهنا ال بد

من االشارة الى الدور الذي يترتب على المسيحيين في االعالم ليأتي في خدمة

والنفوذ، المال وأصحاب المصالح خدمة في وليس واالنسان والحقيقة الحق

وإلى االضاءة على نقص الخدمات ومشاكل الفقر والجوع والمساعدة في إيجاد

الحلول في مجاالت السياسة والتربية والتعليم وبناء العقول وثقافة الحوار وانشاء

شبكات اتصال تعمل مثل «لوبي» ضاغط في المحافل الدولية على الرأي العام

لإلنارة على الواقع المسيحي المشرقي ومشاكله والمساعدة في حلولها.

«إذهبوا وتلمذوا االمم» ذلك هو صلب رسالة المسيحيين فالمدرسة أو الجامعة •

هي للتربية والتعليم، فلتفتح أبوابها لكل الفئات وتتميز بالتعليم والتنشئة على

االلتزام االجتماعي والوطني ومواكبة التطور العلمي ومساعدة التالمذة والطالب

من طالبية منح صناديق بخلق الجامعية االقساط وتخفيف المدرسية بالمنح

قبل المتمولين وخلق مراكز أبحاث وتوجيه المتخرجين نحو سوق العمل وهذا

إن كان من صلب مهام المراكز التربوية المسيحية فهو ال يلغي المطالبة بتعزيز

التعليم الرسمي الذي تتبناه الدولة وهو أمر ملح وجاد وضروري.

ثقافي معرفي تراكم أرض التاريخ فجر منذ هي العالم من المنطقة هذه إن •

لشعوب وديانات كثيرة». إن المسلمين في هذا الشرق مدعوون بدورهم التخاذ

موقف تاريخي في وجه الجماعات االرهابية التكفيرية التي تدعو إلى استئصال

اآلخر وإشاعة ثقافة االلغاء. مما يتنافى وروح التسامي في االسالم وعليهم رفع

الصوت عاليا ضد ما يرتكب من مجازر في حق مواطني دول الشرق على اختالف

اديانهم. وإن الجهر بتحريم ذلك هو واجب شرعي لديهم.

االلهية الديانات لمعتنقي والسماح الدينية االثار على الحفاظ الدول على كما

بترميمها وبناء الكنائس والمعابد والمدارس وفق حاجاتهم.

وفي سبيل تأمين عيش وطني جامع يجب العمل على تعميم الفكر اللبناني على

الدينية القائم على األبعاد الفكر المسيحيون، هذا العربي خاصة حيث ينتشر العالم

البعد األخالقي والقيمي ويعزز مما يعزز الوطنية الثقافة اإلسالمية والمسيحية وعلى

الدين وإيديولوجيته بعد زوال ما المسيحي بدوره ومصيره وذلك لعدم استغالل ثقة

كان يعرف باإليديولوجية الرأسمالية أو الشيوعية وغيرها. ويبقى من الثابت واألكيد، إن

التجربة اللبنانية في العيش المشترك الواحد، بين كل مكونات الوطن، رفدت المسلم

اللبناني والمسيحي اللبناني بثقافة «قبول اآلخر» وجعلتهما يمتازان بذلك عن معظم

مسلمي ومسيحيي االوطان االخرى. ان هذه التجربة بالرغم من العثرات التي واجهتها

منذ قرون أضحت مثاال يحتذى.

وأخيرا نحن أهل الرجاء ندعو أن تعود الشعوب إلى ربها وتتوب إليه لينزل عليها

السالم الدائم، فال سالم لإلنسان من نفسه، والسالم السياسي بين الشعوب هو تهدئة

مؤقتة يزول بظهور المطامح، لذا يجب أن يقتنع كل شعب أنه ليس وحده على األرض

وأن للشعوب االخرى حق في الحياة.

E-mail: daccacheprinting@gmail.com