ppppppppppppppp

املختصراملختصراملختصر<gè„ãi|†flŠÖ]<flé‰çßí< <_<Ìéß’i_<Ìéß’i

pppppppppppppppppppp

_<Ìéß’iJJJ<J<J<JìçÊ<‚éÉ<éÖ]ìçÊ<‚éÉ<éÖ]ìçÊ<‚éÉ<éÖ]<<<< << << << << << << << << << <

< << << << << <

<îßjÂ]e<ä< <

< << <êñ^q…<çe_<hçflfu<^è‡< << << <

تسھيل تھذيب العقيدة

< <

املحتويات

٣...............................................................................................مقدمة

٨...................................................................................رجمة المصنفت

١٠..............................................................................................تمھيد

١٣......................................................................................أقسام الحكم

١٥.............................................................اجلائز العقيل

١٥.........................................................:الواجب العقيل

١٨........................................................:املستحيل العقيل

٢١.................................................................الواجب على كل مكلف شرعا

٢١............................................................مسألة التقليد

٢٥......................................................................معرفته المكلف يلزم ما ٢٨.....................................................................العشرين فاتالص : أوال

٢٨...............................................................................النفسية الصفات ٣٢...............................................................................السلبية الصفات

٣٢........................................................................................ الذاتيالقدم ٣٤................................................................................................البقاء

٣٤..............................................................مخالفته تعالى للحوادث: األحدية ٣٦.............................................................قيامه تعالى بنفسه: الغنى المطلق

٣٨...........................................................................................الوحدانية ٤٢....................................................................................صفات األفعال

٤٣....................................................................وأحكامھا السبع الصفات

٤٣.....................................................صفات املعاين: أوال

٤٥...............................................................................................القدرة

١

تسھيل تھذيب العقيدة

٤٧..............................................................................................اإلرادة ٤٩...........................................................تعلق القدرة واالرادة بالممكنات

٥٠................................................................................................العلم ٥١................................................................................القضاء والقدر

٥٢...............................................................................................الحياة ٥٣....................................................................................السمع والبصر

٥٤............................................................................................رؤية هللا ٥٥...............................................................................................الكالم

٥٥.............................................................................كالم هللا في كتبه ٥٨...................................................................................تكليم موسى

٦٠..................................................الصفات املعنوية: ثانيا

٦٢..................................معرفة عرشين مستحيال بحق اهللا: ثالثا

٦٨........................................................................................أفعال العباد ٧٠........................................................................الخير والشر مخلوقان العبد مسير أم مخير ..............................................................................٧١

٧٦................................................ما جيوز يف حق اهللا: رابعا

٢

تسھيل تھذيب العقيدة

دمةمق

.بسم اهللا الرمحن الرحيم وبه أستعني وأصيل وأسلم وأبارك عىل سيدنا حممد .ك عنا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بام علمتنا وزدنا علام يرضي

وبعد ; رشف مــا ينبنــي عليــه وهــو علــم أحكــام اهللا تعــاىلعلــم الكــالم مــن أرشف العلــوم لــ

...ولرشف ما يقود إليه من ايامن بوجود اهللا تعاىل وصدق انبيائه وكتبهأمــا غــريهم ممــن خيــشى علــيهم اخلــوض يف علـــم الكــالم وهــو خمــصص ألهــل العلــم

وام الوقـوع يف الـشبهة والـضالل هلـذا ساسا لـضعف التحـصيل العلــمي او مـن العـأاالشـكال كـان حممــل منـع الـسلف مــن االشـتغال بعلـــم الكـالم كـام قــال ابـن اهلــامم يف

:قال مثله الزركيش يف تشنيف الـمسامع عىل رشحه مجع اجلامعو )١(الـمسايرةوقــد يتــوهم أن هــذا مــذهب الــشافعي ريض اهللا عنــه وغــريه مــن الــسلف, لنهــيهم "

م الكــــالم واالشــــتغال بــــه, وال شــــك أن مــــنعهم منــــه لــــيس هــــو ألنــــه ممنــــوع عــــن علـــــمطلقا, كيف وقـد قطـع أصـحابه بأنـه مـن فـروض الكفايـات? وإنـام منعـوا منـه لــمن ال يكــون لــه قــدم صــدق يف مــسائل التحقيــق فيــؤدي إىل االرتيــاب والــشك والكفــر

صـــل بـــه إىل وكيـــف يكـــون الـــذي يتو: هـــذا قـــال) شـــعب اإليـــامن(وذلـــك البيهقـــي يف معرفة اهللا تعاىل وعلـم صفاته ومعرفة رسله, والفرق بني النبي الصادق والــمتنبي

)١٢املسامرة ص) (١(

٣

تسھيل تھذيب العقيدة

ولكـــنهم إلشـــفاقهم عـــىل الـــضعفة أن يبلغـــوا مـــا يريـــدون . مـــذموما أو مرغوبـــا عنـــه?منــه فيــضلوا هنــوا عــن االشــتغال بــه وقــد بــسط احلليمــي الكــالم عــىل تعلـــمه إعــدادا

إن القصد من هذا اخلالف أن الواجـب هـل هـو مـن : ألعداء اهللا تعاىل, وقال غريهفـــــروض األعيـــــان فـــــال جيـــــزئ العـــــوام صـــــحيح االعتقـــــاد بالتقليـــــد أو مـــــن فـــــروض

.الكفايات إذا قام به العلـامء سقط عن غريهم? وهو الصحيحذم االئمــــة االربعـــة علــــم الكـــالم الفلــــسفي الـــذي بنــــى أصـــوله عــــىل العقـــل مــــع لقـــد

لـــــم الكـــــالم املحمـــــود الـــــذي يـــــرد شـــــبهات الفالســـــفة مـــــا عأ , تغييـــــب كامـــــل للنقـــــل . واملشككني واملالحدة عن الرشع احلكيم بطريق العقل

وقد روينا يف مسند اإلمـام أمحـد أن هرقـل كتـب إىل النبـي : يف التفسري قال ابن كثري إنــك دعــوتني إىل جنــة عرضــها الــساموات واألرض, فــأين النــار? فقــال النبــي × ن الليل إذا جاء النهار?سبحان اهللا فأي: ×: عن طارق بـن شـهابقال األعمش وسفيان الثوري وشعبة عن قيس بن مسلمو

إن ناســـــا مـــــن اليهـــــود ســـــألوا عمـــــر بـــــن اخلطـــــاب ريض اهللا عنـــــه عـــــن جنـــــة عرضـــــها الساموات واألرض, فأين النار?

أرأيــــتم إذا جــــاء النهــــار أيــــن الليــــل? وإذا جــــاء الليــــل أيــــن النهــــار? : فقــــال هلــــم عمــــر .....رواه ابن جرير من ثالث طرق. لقد نزعت مثلها من التوراة: فقالوا

وبـنفس ماشـكالياهتبلعل ذلك ان تكون اشارة مستفادة منهـا ان نجـادل املخـالفني .االسلوب وهذا ديدن علم الكالم عند اهل السنة

٤

تسھيل تھذيب العقيدة

ثم هناه عن علم الكالم... وهذا االمام الشافعي يناقش برش املرييس املعتزيل كـــان أمحـــد بـــن حنبـــل مـــن أشـــد النـــاس عـــىل عبـــد اهللا بـــن ســـعيد بـــن كـــالب, وعـــىل و

هـ.أصحابه مثل احلارث وغريه افلـو تـرك اهـل ... وليس االمر شـهية يف ادخـال علـم جديـد مل يكـن يف عهـد الـسلف

...السنة هؤالء النترشت افكار نحن يف غنى عنها !!عكس ما حياول احلشوية املعارصة اظهاره

ولـــو بقـــي النـــاس عـــىل مـــا كـــانوا عليـــه : قـــال امـــام احلـــرمني : الل الـــسيوطي قـــال اجلـــأما إذا ظهـرت البـدع, فهـو فـرض كفايـة, إلزالـة الـشبه, فـإن . لنهينا عن التشاغل به

: قــال النــووي يف رشح املهــذب. ارتــاب أحــد يف أصــل منــه لزمــه الــسعي يف إزاحتــه )١(فإن فقد األمران فحرام

فهـو مقـصود ال صـحة العقيـدة إال االستدالل بـه عـىل "لم الكالمع"ليس من ثمرة وإال فــــإن الــــبعض يعتــــربه مــــن علــــوم املقاصــــد حلــــديث وهــــو قــــول اجلمهــــور . لذاتــــه

جربيل عليه السالم عن االسالم وااليامن واالحسان لالشــــاعرة القــــدماء حــــق عــــىل اهــــل الــــسنة بــــان حــــافظوا عــــىل قــــوام أنواحلــــق اقــــول )٢(تخطفهم الـــشبهات القويـــة مـــن اعتـــداء علـــم الكـــالم املعتـــزيلاملـــسلمني مـــن ان تـــ ...وعلم الكالم الفلسفي

)٤١٦االشباه والنظائر ) (١( املبني عىل تقديم العقل عىل النقل كلية) ٢(

٥

تسھيل تھذيب العقيدة

وقد أحسن أجـدادنا منـذ أيب احلـسن االشـعري واتباعـه مـن اهـل الـسنة يف الـرد عـىل علــم الكــالم الفلــسفي الــذي يقــوده ابــن ســينا والفــارايب وابــن رشــد ومــن تــبعهم مــن

لذي كان يقوده برش املرييس لم الكالم املعتزيل االفالسفة املشائني اضافة اىل ع ولـــــو تـــــرك االشـــــاعرة الـــــساحة الفكريـــــة يف حينهـــــا لـــــساد علـــــم الكـــــالم مـــــن املعتزلـــــة

فالــشبه خطافــة للعــوام وال حيــسن ... والفالســفة عــىل اهــل الــسنة بحججــه العقليــة اقالين ومجيـــع امثـــال ايب احلـــسن والبـــ...ردهـــا اال علـــامء مترســـوا عـــىل احلجـــة باحلجـــة

علـــــامء اهـــــل الـــــسنة يف الوقـــــت الـــــذي كـــــان اهـــــل احلـــــديث يـــــشتغلون باحلـــــديث لـــــرد وتنقيتـــــه مـــــن االحاديـــــث املكذوبـــــة ×التعـــــدي عـــــىل حـــــديث ســـــيدنا رســـــول اهللا ...واملوضوعة فبينوا سقيمها من صحيحها

ولو كان كالم الوهابية صحيحا لام وجدت عالام او فقيها شـافعيا لـيس عـىل عقيـدة فكلهـم أشـاعرة بحمـد هللا .. يب احلسن االشـعري ريض اهللا عـنهم أاهل السنة امام

.ودونك الكتب الفقهية الشافعية فاطلع عليها .. وهــــذه االيــــام املعــــارصة نحتاجــــه كثــــريا لكثــــرة الطــــاعنني باالســــالم الــــصحيح مــــن

...اخلوارج والشيعة والعلامنيني والقرآنيني لرد افرتاءاهتم وحججهم العقلية ..... بد من النظارة لريتدعوا فال

وال يمكـــن حـــرص أســـامء العلـــامء املتخصـــصني يف علـــم العقيـــدة هـــذه األيـــام يف شـــتى بـــالد العـــامل االســـالمي الـــذين يـــذبون عـــن عقيـــدة أهـــل الـــسنة وينـــاظرون هبـــا ومـــنهم

الــــشيخ ســــعيد فــــودة فقــــد حبــــاه اهللا ملكــــة هــــذا الفــــن . د.صــــاحب هــــذا التــــصنيف أ

٦

تسھيل تھذيب العقيدة

وقد بلغني أن شيخ األزهـر .. عند أهل السنة العامل االسالمي وكتب له القبول يف عىل أنه أشعري أصيلذكره بخري يف جمالسهقد

يف علـم أصـول الـدين ئ عـىل املبتـدلتيـسريهولقد رأيـت ان أختـرص هـذا التـصنيف دة ترتيـــب للربهـــان العقـــيل لكـــل اعـــوقـــد قمـــت بإ. عأســـهل ويناســـب اجلميـــفيكـــون

يف فهـــم املـــسألة نقـــال القـــاريء ذهـــن ملنـــع حمتمـــل مـــن تـــشتيتمـــسألة عقبهـــا مبـــارشة .وعقال

ســـعيد فـــودة يف املـــتن ويف احلـــوايش . د. كـــام قمـــت بـــدمج تعليقـــات فـــضيلة الـــشيخ أ فــضال عــن حــوايش مــن أشــار .مــن حاشــية الــشيخ ســعيد فــودة: وأرشت هلــا بقــويل .هلم يف مصنفه

مستـــصحبا اســـم ريب تربكـــا , وبـــه فيهـــا متوســـال بالـــصالة عـــىل لبيـــان احلـــقنـــارصا .لفتح باب القبول له ليعم خريه بإذن اهللا× سيدنا حممد

٧

تسھيل تھذيب العقيدة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

ترجمة المصنف ترمجة فضيلته حفظه اهللا خمترصة بام يناسب اهلدف من هذا الكتاب

, أســـــتاذ )هــــــ١٣٨٦− ١٩٦٧ ( أبـــــو الفـــــداءســـــعيد عبـــــد اللطيـــــف فـــــودةهـــــو الـــــشيخ . األشاعرة يف العرص احلارض اهل السنةوحمقق يف العقائد اإلسالمية, وفق منهج

بــدأ بطلــب العلــم الــرشعي وهــو مل يتجــاوز احلاديــة عــرش, فقــرأ عــىل الــشيخ حــسني الــزهريي متونــا يف الفقــه الــشافعي, وقــرأ عليــه أيــضا القــرآن, وتعلــم منــه العديــد مــن

دراسـته عـىل الـشيخ العـامل املقـرئ ثم اكمـل م األخرى, مسائل اللغة العربية والعلوســـعيد العنبتـــاوي درس عنـــده بعـــض القـــراءات القرآنيـــة كحفـــص وورش, وحفـــظ

.عنده اجلوهرة واخلريدة البهيةدرس عــىل الــشيخ أمحــد اجلــامل وقــرأ عليــه ثالثــة أربــاع كتــاب االختيــار للموصــيل يف

كتـــاب "ه بعـــض الـــرشوح عـــىل الـــدكتور نـــوح القـــضاة وحـــرض عنـــدو. الفقـــه احلنفـــي الشيخ إبراهيم خليفة, الذي أجـازه يف العديـد مـن هـذه و,لإلمام النووي" املنهاج

.العلوم, كالتفسري واحلديث وعلم التوحيد وعلم األصول واملنطق والبالغةحـــصل بعـــد ذلـــك عـــىل شـــهادة البكـــالوريوس والامجـــستري يف العقيـــدة مـــن اجلامعـــة

رســالته عــن أثــر ابــن رشــد يف الفلــسفة الغربيــة واملفكــرين عنــوان الوكانــت األردنيــة وكانــــت , فــــيام كانــــت شــــهادة الــــدكتوراة مــــن جامعــــة العلــــوم اإلســــالميةاحلــــداثيني

٨

تسھيل تھذيب العقيدة

األدلة العقلية عىل وجود اهللا بني املتكلمـني والفالسـفة, دراسـة ": رسالته بعنوان "مقارنة

عــــن ثامنــــني مــــصنفا ســــعيد فــــودة الــــشيخ يــــصل عــــدد الكتــــب والرســــائل التــــي ألفهــــا معظمهــا يف علــم الكــالم واملنطــق والــرد عــىل الفالســفة والــشيعة والعلامنيــني وعــىل

:من هذه الكتب. من يعتربهم مبتدعة وخمالفني ألهل السنة .الكاشف الصغري عن عقائد ابن تيمية

".الكاشف الصغري عن عقائد ابن رشد احلفيد" تفنيد األسس النظرية والعملية لإلحلاد

السلفية املعارصة وأثرها يف تشتيت املسلمني ).أم الرباهني(هتذيب رشح السنوسية

.مقاالت نقدية يف احلداثة والعلامنية .موقف اإلمام الغزايل من علم الكالم

.رشح كتاب االقتصاد يف االعتقاد لإلمام الغزايل مالفرق العظيم بني التنزيه والتجسي

. علم التوحيد, يف"خمترص رشح اخلريدة البهية" ".الرشح الكبري عىل العقيدة الطحاوية" " فناء النار عدنان إبراهيم يف زعمه. الرد عىل د" "موقف أهل السنة من اخلالف بني الغامري والسقاف"

٩

تسھيل تھذيب العقيدة

تمھيد

. احلمـــد هللا والـــصالة والـــسالم عـــىل رســـول اهللا ســـيدنا حممـــد أفـــضل اخللـــق أمجعـــني :وبعد هذا العلم يسمى بعلم العقائد وعلم أصول الدين, وعلم التوحيد وعلـم اعلم أن. وهــو علــم يبحــث فيــه عــن العقائــد الدينيــة املكتــسبة مــن األدلــة اليقينيــة )١(الكــالم

لــصالح خاصــة يف هــذا واعلـم أن احلــشوية املجــسمة والـذين يــدعون االنتــساب إىل الـسلف ا) ١(

قـــد بـــالغوا يف النهـــي عـــن االشـــتغال هبـــذا العلـــم, ومـــا الـــسبب الـــذي −وهـــم مـــنهم بـــراء−الزمـــاندفعهم إىل ذلك, إال أن الذي يـشتغل هبـذا العلـم ويفهـم أصـوله وحيقـق احلـق فيهـا, فإنـه ينكـشف

حلـد واجلهـة له متاما أن مذهبهم من أبطل املذاهب, نعني به مذهب املجـسمة مـن الـذين يثبتـون افـــتعلم مـــن ذلـــك أن هنـــي . واملكـــان واحلركـــة وقيـــام احلـــوادث بـــاهللا تعـــاىل وغـــري ذلـــك مـــن مفاســـد

هــؤالء املــدعني عــن هــذا العلــم اجلليــل مــا هــو إال طريقــة حلاميــة مــذهبهم لكــي ال ينكــشف عــواره )حاشية الشيخ سعيد فودة(. أمام الناس هـذا العلـم لـدحض اطروحـاهتم التـي فـشت وهم خمالفون لألئمة الكبار الذين حثـوا عـىل :قلت

يف عرص ما بعد الصحابة فكان يلـزم مـن ذلـك الـرد علـيهم بمـنطقهم مـن بـاب مـن تعلـم لغـة قـوم .أمن مكرهم

=ال بأس به: االمام مالك ) ❶(اســـتأذن عـــامل املغـــرب ابـــن فـــروخ االمـــام مالـــك يف الـــرد عـــىل املعتزلـــة الـــذين كـــان ينتـــرشون يف =

:رد عليهم فأجابه باملوافقة برشط املغرب يف ان ي

١٠

تسھيل تھذيب العقيدة

, وأنــه ألــف هلــم كالمــا يف الــرد علــيهم, فكتــب إليــه مالــك)إن بلــدنا كثــري البــدع( إنــك إن ظننــت : (

ذلـــك بنفـــسك خفـــت أن تـــزل أو هتلـــك, ال يـــرد علـــيهم إال مـــن كـــان ضـــابطا عارفـــا بـــام يقـــول هلـــم, ...) بأس بهليس يقدرون أن يعرجوا عليه, فإن هذا ال

:وكان ختوف مالك قد رشحه يف الرسالة اىل ابن فروخ كام نقلها االمام سحنون وأمــــا غــــري هــــذا فــــإين أخــــاف أن يكلمهــــم فيخطــــئ فيمــــضوا عــــىل خطئــــه, أو يظفــــروا منــــه بــــيشء (

فيتعلقوا به ويزدادوا متاديا عىل ذلك ]١٧٧رياض النفوس ) [ىل االشــتغال بعلــم الكــالم للــرد عــىل املعتزلــة والفالســفة اإلمــام أمحــد بــن حنبــل حيــث عــ) . ❷(

والـــصحيح يف املـــذهب أن علـــم الكـــالم " :قـــال ابـــن مفلـــح نقـــال عـــن حفيـــد القـــايض أيب يعـــىل...واملحاجــة ألهــل البــدع, ووضــع الكتــب يف الــرد علــيهم, . مــرشوع مــأمور بــه, وجتــوز املنــاظرة فيــهمــــي, يف مجاعــــة املحققــــني, ومتــــسكوا يف ذلــــك القــــايض, والتمي: وإىل ذلــــك ذهــــب أئمــــة التحقيــــق

.)٢٢٦/ ١اآلداب الرشعية (عنـــد ) يف املجلـــد العـــارش−البدايـــة والنهايـــة(ذكـــر احلـــافظ ابـــن كثـــري يف : االمـــام الـــشافعي ) . ❸(

غلــــب عليــــه علــــم الكــــالم, وقــــد هنــــاه الــــشافعي عــــن تعلمــــه ( :ترمجــــة عــــن بــــرش املريــــيس املعتــــزيل لـئن يلقـى اهللا العبـد بكـل ذنـب مـا عـدا الـرشك أحـب إيل : ل الـشافعيوقـا .وتعاطيه فلم يقبل منه أهـ)وكان يناظر الشافعي وكان ال حيسن النحو ...... من أن يلقاه بعلم الكالموكـــان ينـــاظر حفـــص الفـــرد املعتـــزيل وبعـــدها كـــان يقـــول حلفـــص (!!)كـــان ينـــاظر : قلـــت الـــشاهد .وتقول بالرؤية فتؤمن , فتكفرتقول بخلق القرآن, نصفك مؤمن ونصفك كافر: الفرد =قد اطلعت من أهل الكالم عىل يشء ما ظننته قط: وقال أيضا

كنـت تنـاظر فيـه وتنهانـا عنـه : "اإلمام األعظم أبو حنيفة كان يناظر كام قـال البنـه محـاد ) . ❹(= ن زلـة كنا نناظر وكأن عىل رؤوسنا الطري خمافـة أن يـزل صـاحبنا, وأنـتم تنـاظرون وتريـدو: قال "

١١

تسھيل تھذيب العقيدة

وفائدته أن تـصري العقائـد الدينيـة متيقنـة ال تزلزهلـا شـبه املبطلـني, فينجـو يف اآلخـرة .ب عىل الكفر وسوء االعتقادبفضل اهللا تعاىل من العذاب املرتت

معرفـة الـيشء بدليلـه, :أيواعلم أن املطلوب يف العقائد من الناس هو العلم هبا , عتقـــاد اجلـــازم املطـــابق للحـــق بـــال دليـــل, ألن صـــاحبه ال خيلـــص مـــن فـــال يكفـــي اال .اإلثم

اإليــامن ممــا ينبنــي عليــه ألن مــدار االعتقــادات عــىل احلكــم العقــيل بأقــسامه الــثالث العقــل وهــو قــوة مهيئــة لقبــول العلــم وقيــل قــوة يكــون هبــا التمييــز بــني احلــسنألن و

.العلوم الرضورية والنظريةبه تدرك النفوس و.والقبيح .ع به كمقدمة مفيدة نرش.من أصول االعتقادو

صــاحبكم, ومــن أراد أن يــزل صــاحبه, فقــد أراد أن يكفــر, ومــن أراد أن يكفــر صــاحبه فقــد كفــر

)١١١/١مناقب ايب حنيفة للبزازي . (قبل أن يكفر

١٢

تسھيل تھذيب العقيدة

أقسام الحكم

وألن مدار االعتقادات عىل احلكم العقيل نرشع به متهيدا الثبات وجود اهللا هو إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه: تعريف

مثال اإلثبات كإثبات الوجود والقدم هللا تعاىل .ومثال النفي كنفي احلدوث عن اهللا تعاىل رشعي وعادي وعقيل: وينقسم من حيث مصدره إىل ثالثة أقسام

١٣

تسھيل تھذيب العقيدة

حملـــه كتـــب واالمجـــاع والقيـــاس و مـــن األصـــلني الكتـــاب والـــسنةالـــرشعياحلكم افـــ هالفقه وأصول

. التجربــــة والتكــــراراثبــــات أمــــر ألمــــر او نفيــــه عنــــه ويتوقــــف عــــىل احلكــــم العــــادي مع صحة التخلف وعدم تأثري أحدمها يف اآلخر .نسب إىل العادةوي

فـيفهم احلكم العقيل اثبات أمر ألمـر أو نفيـه عنـه ال يتوقـف عـىل التجربـة والتكـرار .ىل يشء آخرتوصل إليه العقل من غري أن يتوقف ع .من جمرد العقل

:وينقسم احلكم العقيل إىل ثالث أقسام

١٤

تسھيل تھذيب العقيدة

الجائز العقلي الثبوت واالنتفاء يف العقل فيقبل )٢(وهو ما تساوى طرفاه: )١(

: لواجب العقليا

.ما ال يتصور يف العقل عدمه: أيعدم قبول االنتفاء يف العقلفــسية والــسلبية فكلهــا ثابتــة مثــل الــذات اإلهليــة وصــفات املعــاين واملعنويــة والن

هللا تعاىل ال يصح نفيها عنه :ويقسم اىل أقسام الواجب الذايت .١

وهـو املمكـن يف تعريـف املتكلمـني اي اهنـام مرتادفـان , ومـا يتـصور يف العقـل : اجلائز العقيل ) ١(

لثبوتوجوده وعدمه , وهو قابل لالنتفاء و ااو املمكن اخلاص يف علم املنطق اي ال يمتنع وقوعه ويـشرتك هنـا مـع الواجـب الـذي الح عليـه

..دليل فنقله من اجلائز اىل الواجب العريضيمكـن وجـوده حينـا ويمكـن عدمـه حينـاآخرا , وال يرتتـب عـىل تقـدير وجـوده او عدمـه اي حمــال

.لذاته وحقيقتهوهنــا يــدخل يف ... ل مــرجح ألحــد طرفيــه فيــصبح واجبــا عرضــيا اجلــائز العقــيل اذا تعــرض لــدلي

النقل من السمعيات من الكتاب والسنة فينقله من اجلائز اىل الواجب ويصبح ال يمتنع وقوعهامـــا مـــا الــــذي جعـــل الــــرشع مرجحـــا قويــــا ألحـــد طـــريف املمكــــن او اجلـــائز فاملــــصحح لـــذلك هــــو

....عقاب والثواب لتفرده يف ملكهالواجب الذايت وهو اهللا فله االمر والنهي وال له وجه عىل ما يتصور وجوده ووجه عىل ما يتصور عدمه) ٢(

١٥

تسھيل تھذيب العقيدة

: ومثالــــه ال يــــرتبط بغــــريه, لــــذلك فهــــو ال يتغــــريوهــــو الواجــــب القــــديم الــــذي "اهللا "الذات العلية

يضرالواجب الع .٢ .ض لدليل مرجح فغلب أحد طريف اجلائز اجلائز العقيل الذي تعر نفس وهو

وينقسم إىل قسمني وهـــو مـــا تـــرجح بمـــرجح احلكـــم الـــرشعي : واجـــب عـــريض رضوري . ١ )١(اليقيني كوجود اجلنة والنار ووجود املالئكة: الغيبيات : ومثاله وهـــــو مـــــا تـــــرجح بمـــــرجح احلكـــــم الـــــرشعي : واجـــــب عـــــريض نظـــــري . ٢ )٢(الظني

ويكـايفء لعقليـةالواجب الرضوري وهو ما عرف جزما من البـدهييات ا .٣ اجلائز العقيل الرضوري

.أن كل جرم ال خيلو من حركة أو سكون وان له حيز: ومثاله !ومنكره يتهم باجلنون

.الواجب النظري وهو ما بني عىل التأمالت عىل قاعدة النظر واخلرب .٤

وهو يوجب العلم ويوجب العمل ومنكره كافر) ١( وهو يوجب العمل وال يوجب العلم به ومنكره مبتدع خيشى عليه الوقوع يف الكفر) ٢(

١٦

تسھيل تھذيب العقيدة

حدوث الكون بالدليل اإلمجـايل أي ان العـامل خملـوق وكـل خملـوق ال بـد لـه : ومثاله القمن خ

احلــــث عــــىل التفكــــري يف مواضــــع قــــد طلبــــه الــــرشع ومــــن ال يفعلــــه فهــــو عــــاص كــــون أفلـم يـسريوا يف األرض فتكـون هلـم قلـوب يعقلـون هبـا {: كقوله تعـاىل )١(عديدة

أو آذان يـــــــسمعون هبـــــــا فإهنـــــــا ال تعمـــــــى األبـــــــصار ولكـــــــن تعمـــــــى ال قلـــــــوب التـــــــي يف الصدور {

كذلك يبني اهلل لكم اآليات لعلكم تتفكرون{: وقوله تعاىل { إن يف خلـــق الـــسموات واألرض واخـــتالف الليـــل والنهـــار آليـــات {: وقولـــه تعـــاىل

ألويل األلباب { هـــــو الـــــذي مـــــد األرض وجعـــــل فيهـــــا روايس وأهنـــــارا ومـــــن كـــــل و{: وقولـــــه تعـــــاىل

الثمــــرات جعــــل فيهــــا زوجــــني اثنــــني يغــــيش الليــــل النهــــار إن يف ذلــــك آليــــات لقــــوم يتفكرون {

سنرهيم آياتنا يف اآلفاق{: وقوله تعاىل ويف أنفسهم حتى يتبني هلم أنه الـحق { والواجب العريض :

تعـــــرض لـــــدليل مـــــن الـــــرشع فرفعـــــه مـــــن اجلـــــائز النظـــــري إىل او الواجـــــب لعـــــارض كتعذيب أيب جهلالوجوب العريض الذي ال يتصور عدمه

.يف ستة وعشني آية ذكرت مادة التفكر ) ١(

١٧

تسھيل تھذيب العقيدة

:المستحيل العقلي

يتصور وجودهال: أيانتفاء قبول الثبوت يف العقلوهو وينقسم اىل قسمني ذايت وعريض

:فالذايت منه رضوري ونظري كام ييل املــــستحيل الــــرضوري تعــــري اجلــــسم عــــن احلركــــة والــــسكون معــــا أي جتــــرده عــــنهام بحيـــــث اليوجـــــد فيـــــه واحـــــد منهامفـــــإن العقـــــل إبتـــــداء ال يتـــــصور ثبـــــوت هـــــذااملعنى

للجرم يـــــة جرمـــــا تعـــــاىل اهللا عـــــن ذلـــــك فـــــإن ومثـــــال املـــــستحيل النظـــــري كـــــون الـــــذات العل

اســــتحالة هــــذا املعنــــى عليــــه جــــل وعــــز إنــــام يدركــــه العقــــل بعــــد أن يــــسبق لــــه النظــــر فياميرتتــب عــىل ذلــك مــن املــستحيل وهواجلمــع بــني النقيــضني وذلــك أنــه قــد وجــب ملوالنـــا جـــل وعـــز القـــدم والبقـــاء لـــئال يلـــزم الـــدور والتسلـــسل لوكـــان تعـــاىل حادثـــا

جــب لــه احلــدوث لامتقــرر مــن وجــوب احلــدوث لكــل جــرم فلــزم فلوكــان جرمــا لوإذن لوكان تعـاىل جرمـا أن يكـون واجـب القـدم أللوهيتـه واجـب احلـدوث جلرميتـه تعــاىل عــن ذلــك وذلــك مجــع بــني النقيــضني الحمالــة ومثــل اجلــائز الــرضوري إنــصاف اجلــــرم بخــــصوص احلركــــة مــــثال فــــإن العقــــل يــــدرك إبتــــداء صــــحة وجودهــــا للجــــرم

.ة عدمها لهوصح :اما املستحيل العريض

١٨

تسھيل تھذيب العقيدة

كاســتحالة إيــامن أيب هلــب النظــري كــذلك املــستحيل لعــارض هــومن قبيــل اجلــائز او فإهنـــالامعرض إليامنـــه مـــن إرادة اهللا تعـــاىل لعدمـــه واملـــراد باجلـــائز أيـــضا مايـــصح يف

العقل وجوده وعد

놿ßÖ]<ˆñ^¢]

<ê•ÿ†ÃÖ]<ØévjŠ¹] Œîy åß éÜÔäÏ ÊŠ’Ûa åß ÝîÛ… μg ČŠÈm

Ýîzn½a μg ðŠÄäÛa Œöb¦a

ꕆÃÖ]<gq]çÖ]< Œîy åß éÜÔäÏ ÊŠ’Ûa åß ÝîÛ… μg ČŠÈm

kuaìÛa μg ðŠÄäÛa Œöb¦a

يمان أبي لھب: استحالة إالنتيجة : تعذيب أبي جھل النتيجة

ايمان أبي لھب !! عدم تعذيب أبي جھل !!

١٩

تسھيل تھذيب العقيدة

٢٠

تسھيل تھذيب العقيدة

الواجب على كل مكلف شرعا

هــو البــالغ العاقــل ســليم احلــواس ولــو الــسمع أو البــرص فقــط الــذي بلغتــه : املكلـف ., ومن مل تبلغه الدعوة فليس كل منهم مكلفا )١(فخرج الصبي ولو مميزا. الدعوة

أن يعـــرف اهللا بـــ )٢( املوافـــق عـــن دليـــلطلـــب الـــرشع مـــن كـــل مكلـــف طلبـــا جازمـــافاعلم أنـه ال {: لقولع تعاىل . هبابعض األحكام التي تتعلقوتعاىل بمعرفة صفاته }هلإ إال اهللا

.فمن كان إيامنه عىل ظن أو شك أو وهم فهو باطل الوجــوب هــو الكفــائي فهــو رشط كــامل ال :والـمقــصود عنــد اهــل الــسنة األشــاعرة

العينـــــي الـــــذي هـــــو رشط صـــــحة وجعلـــــه رشطـــــا يف كونـــــه مـــــن أهـــــل القبلـــــة, وزعـــــم .مسلـمني إال به أنه ال يكون له حكم الـاملعتزلة

مسألة التقليد

واملقلــد هــو مــن اعتقــد الواجبــات واجلــائزات ونفــى املــستحيالت يف حــق اهللا تعــاىل بال دليل

قبل البلوغ فهو ناج ولو كان من أوالد الكفار, وال يعاقب عىل كفره وال غريهمن مات) ١(واإلمجايل وهو لغريهم كجزمنا بأن اهللا موجود, ودليل وجوده هو . التفصييل وهو للعلامء ) ٢(

هذا العامل ألنه ال بد له من فاعل

٢١

تسھيل تھذيب العقيدة

ال حتتاج معرفة اهللا إىل نية بل ال يمكن توقفها عليها ألن النية قصد الـمنوي, وإنام حماليقصد العاقل ما يعرف, فيلزم أن يكون عارفا قبل الـمعرفة وهو

ال حتتاج معرفة اهللا إىل نية بل ال يمكن توقفها : قال بعض الـمحققني: قال اللقاينعليها ألن النية قصد الـمنوي, وإنام يقصد العاقل ما يعرف, فيلزم أن يكون عارفا

.قبل الـمعرفة وهو حمال عىل أنه كاف غري أنـه عـاصومجهور األشاعرة , اختلف هل يكفي إيامن الـمقلد

بإمهــال النظــر الـــمؤدي إىل العلـــم بــاهللا ومـــا جيــب لــه, وقيــده الغــزايل بقيــد أن يكـــون فالــــمقلدون مـــن العـــوام الـــذين لـــيس هلـــم أهليـــة النظـــر واالســـتدالل, . لـــذلك أهـــال

إلمجـاع الـسلف عـىل )١(مسلـمون وإن عجزوا عن إقامة األدلـة وإيـضاح الرباهـني, ولـــم يقــل أحــد هلــم هــل نظــرت أو تبــرصت قبــول كلـــمتي الــشهادة مــن النــاطق هبــا

)٢(بدليلممكنـــا وقيـــدت بـــأن يكـــون ليتحـــرز بـــه عـــن املكلـــف إذامل يـــتمكن مـــن النظـــر ملفاجـــأة

املوت له عقب البلوغ فالجتب عليه املعرفة

× وألن النبــي وهــو خطــأ ظــاهر فــإن املــراد التــصديق اجلــازم وقــد حــصل;: قــال النــووي ) ١(

ومل يــشرتط املعرفــة بالــدليل, فقــد تظــاهرت هبــذا أحاديــث يف × اكتفــى بالتــصديق بــام جــاء بــه ٢١٠/١رشح مسلم ) الصحيحني حيصل بمجموعها التواتر بأصلها والعلم القطعي

٦٢٤/٤تشنيف املسامع للزركيش ) ٢(

٢٢

تسھيل تھذيب العقيدة

أن اإلنــسان إذا اعتقــد ديــن اإلســالم اعتقــادا جازمــا ال تــردد فيــه كفــاه ذلــك, : وقيــل ـموحدين, وال جيــــب عليــــه تعلــــم أدلــــة الـمتكلـــــمني ومعرفــــة اهللا وهـــو مــــؤمن مــــن الـــ )١(تعاىل هبا

فــرق الـــشافعية يف مـــسألة النظــر بـــني فـــرض عـــني بالــدليل االمجـــايل وفـــرض كفايـــة يف فـال جيـوز التقليـد يف االول وهـو الـراجح عنـد االمـامني اآلمـدي .. الدليل التفـصييل

.و بكر الباقالين اما احلنابلة قالوا بعدم اجلواز وهو ما ذهب إليه القايض أب) ١(

وقد ذم اهللا تعاىل التقليد يف األصول, وحث عليـه يف الفـروع, فقـال . قالوا التقليد ال يفيد العلم وحـث عـىل الـسؤال يف الفـروع } إنا وجدنا آباءنا عىل أمة وإنا عىل آثارهم مقتـدون{: يف األصولنـــاجي التنـــوخي عـــىل مـــتن رشح ابـــن ( } فـــسألوا أهـــل الـــذكر إن كنـــتم ال تعلمـــون{: بقولـــه تعـــاىل

)٢٠/١الرسالة وال حتصل بتقليد; جلواز كذب اخلرب واستحالة حـصوله ملـن قلـد يف حـدوث العـامل وملـن قلـد يف

قدمـــه, وألن التقليـــد لـــو أفـــاد علـــام أو النظـــر, فيـــستلزم الـــدليل, −وهـــو باطـــل−فإمـــا بالـــرضورة : . طـــأ لعـــدم متـــام مراعـــاة القـــانون الـــصحيحواألصـــل عدمـــه, والعلـــم حيـــصل بـــالنظر, واحـــتامل اخل

أصـــول الفقـــه (, وهـــي فـــيام يطلـــب العلـــم ) إنـــا وجـــدنا آباءنـــا عـــىل أمـــة: (وألنـــه ذم التقليـــد بقولـــه١٥٣٦/٤(

ال جيــوز التقليــد يف معرفــة اهللا تعــاىل, والتوحيــد والرســالة, ذكــره القــايض : قــال البهــويت احلنــبيل ة العلـــامء وذكــر غــريه أنــه قــول مجهــور العلـــامء واســتدل وابــن عقيــل وأبــو اخلطــاب وذكــره عــن عامــ

الواضــــح يف أصــــول الفقــــه (لــــذلك بــــأمره تعــــاىل بالتــــدبر والتفكــــر أبــــو الوفــــاء, عــــيل بــــن عقيــــل / ١٣٨/٣(

٢٣

تسھيل تھذيب العقيدة

مكن بــــه مــــن ازاحــــة الــــشبه والــــزام الـــــمنكرين امــــا الثــــاين للـــــمؤهلني يــــت.. والــــرازي وارشاد الـمكلفني

: حجة الـمعتزلةوكانت فاتقوا اهلل ما استطعتم{: قوله تعاىل ومن االستطاعة تـرك التقليـد, وألن العـامي }

متمكن من كثري من وجوه النظر, فوجب أال جيوز له تركها قياسا عىل الـمجتهد : رة أجاب األشاع

أن اخلطــأ متعــني يف حــق العــوام إذا انفــردوا باألحكــام; ألهنــم : اجلــواب عــن األول ال يعرفــــــون الناســــــخ والـمنــــــسوخ وال الـمخــــــصص وال الـــــــمقيد وال تتوقــــــف عليــــــه

األلفاظما ال يضبطونه ال حيل هلم حماولته لفرط الغرر فيه: اجلواب عن الثاين حيح الذي حصل بمحض التقليد اختلفوا يف االعتقاد الص

مؤمن غريعاص برتك النظر .١ .مؤمن لكنه عاص إن ترك النظرمع القدرة .٢ .كافر .٣

أنــــه مــــؤمن لكنــــه عــــاص إن تــــرك : واألصــــح مــــا عليــــه اجلمهــــور وهــــو القــــول الثــــاين .النظرمع القدرة والتمكن

٢٤

تسھيل تھذيب العقيدة

p£]<ÜÓ£]نظر المفضي إلى معرفة هللا

݇^q<Æ Ý‡^q

^ÏjÂ] °ÏèÔ Üâæ à¾

االجماع على بطالنه

. .. المعرفة العلم

اإلجماع على . صحته

الصحيح

اعتقاد عامة المؤمنين المقلدين

ما يلزم المكلف معرفته

:استهالل ال بد منهلتكرراحلـــث عـــىل )١(ول واجـــب عـــىل املكلـــف يف األصـــح مـــن األقـــوال هـــو النظـــرأ

)١(املفيض إىل املعرفة.النظر يف الكتاب والسنة حتى كأنه مقصد

أول واجب النظر هومذهب مجاعة منهم الشيخ األشعري :قال يف الكربى ) ١( القـصد إىل النظـر أي توجيـه القلـب إليـه بقطـع وذهب األستاذ وإمام احلـرمني إىل أن أول واجـب

العالئق املنافية هلاومنها الكربواحلسد والبغض للعلـامء الـداعني إىل اهللا سـبحانه, وتطهريالقلـب من هذه األخالق أول هداية اهللا للعبد

٢٥

تسھيل تھذيب العقيدة

ترتيـــب )٢(الفكراملرتــب يف الـــنفس عــىل الطريقـــة تفــىض إىل العلـــم: وحقيقــة النظـــر ) ٣(لومأمورمعلومة عىل وجه يؤدي إىل إستعالم ماليس بمع

جيب عىل املكلف أن يعرف مجيع الواجبات واملستحيالت واجلائزات, لكـن جهـة املعرفة تكون تفصيلية فيام علم تفصيال وإمجالية فيام مل يعلم تفصيال

أن يعــرف : يثبــت يف حــق اهللا عــز وجــل, وهــو قــسامن عــام ومفــصل, فالعــامكــل مــا والتفـصيل أن يعـرف ويعتقـد بالـصفات . ويعتقد أن كل كامل فهو واجب هللا تعـاىل

ويلزمــــه أن يعـــــرف مــــا يـــــستحيل يف حــــق اهللا تعـــــاىل عمومـــــا . )٤(العــــرشين الواجبـــــة

وقــال القــايض أول واجــب أول جــزء مــن النظروقيــل أول واجــب املعرفــة ويعــزى للــشيخ أيــضا

قيقــة غــري خمــالف لامقبلــه ألنــه نظــر إىل أول ماجيــب مقــصدا وغــريه نظــر إىل أول ماجيــب وهــويف احل .إمتثاال وأداء وإناماخرتنا من هذه األقوال القول بأن أول واجب النظر

هي اجلزم املطابق عن دليل: حقيقة املعرفة ) ١(

قول ابن عريب الاملكي) ٢(

قول البيضاوي) ٣(

: ثبـــوت األحـــوال املبنـــي عـــىل الطريقـــة القائلـــة بـــأن األمـــور أربعـــة أقـــساممبنـــي عـــىل القـــول ب) ٤(موجودات وهي ما تصح رؤيته, ومعدومات وهي ما ال ثبوت لـه, وأحـوال وهـي الواسـطة بـني . املوجــودات واملعــدومات, وأمــور اعتباريــة وهــي مــا لــه ثبــوت لكــن مل يرتــق إىل درجــة األحــوال

األحــــوال كقــــسم مــــستقل وهــــي مــــا مــــشى عليــــه اإلمــــام وهــــذه القــــسمة مبنيــــة عــــىل القــــول بثبــــوتلكــن قــال اإلمــام . احلــق أن ال حــال وأن احلــال حمــال: الــسنويس وغــريه, بــل قــال بعــض املحققــني

٢٦

تسھيل تھذيب العقيدة

وتفــــــصيال, فــــــالعموم أن يعتقــــــد أن كــــــل نقــــــص فهــــــو مــــــستحيل يف حــــــق اهللا تعــــــاىل, .والتفصيل االعتقاد بأضداد الصفات العرشين الواجبة

اهللا عمومـا وتفـصيال, فـالعموم أن يعتقـد ويلزمه أن يعرف ويعتقد بام جيوز يف حق أن فعـــل كـــل ممكـــن أو تركـــه فهـــو جـــائز يف حـــق اهللا, والتفـــصيل بـــأن يعتقـــد العقائـــد

.السمعية كأمور اآلخرة فإهنا جائزة عقال وواجبة رشعاويلزمــه رشعـــا أن يعــرف مثـــل األقـــسام املتقدمــة والتـــي هــي الوجـــوب واالســـتحالة

نبيــاء, ألن كــل رســول نبــي, وجيــب هلــم الــصدق واجلــواز يف حــق الرســل ومــثلهم األواألمانــــة والفطانــــة, وجيــــب للرســــل إثبــــات التبليــــغ, ويــــستحيل يف حقهــــم الكــــذب واخليانــــة والكــــتامن والغفلــــة والبلــــه, وجيــــوز يف حقهــــم األعــــراض البــــرشية التــــي ال

.تؤدي إىل النقص يف مراتبهم العلية بعض ما جيب هللا جل وعز

الــسنويس يف بعــض كتبــه وباجلملــة فاملــسألة مــشهورة اخلــالف ولكــل مــن القــولني أدلــة تعلــم مــن

.حملها فتدبراملوجــود : ح عنــد مجهــور العلــامء فــاألمور ثالثــة فقــطوأمــا عــىل القــول بنفيــه وهــو املــذهب الــراج

فالــيشء إمــا أن يكــون موجــودا أو معــدوما وال حــال للــذات بــني . واملعــدوم واألمــور االعتباريــةمـن حاشـية . (بترصف وزيـادة ) ج(أهـ من . وكذلك ال حال للصفة الوجودية. الوجود والعدم .)الشيخ سعيد فودة

٢٧

تسھيل تھذيب العقيدة

ألن كامالتــه تعــاىل ال هنايــة هلــا, ومل يكلفنــا اهللا بمعرفــة مجيعهــا وقلنــا بعــض مــا جيــب ) ال يكلــف اهللا نفــسا إال وســعها(تفــصيال ألنــه مــن تكليــف مــا ال يطــاق, قــال تعــاىل

., فرتك التكليف بذلك فضال منه تعاىل٢٨٦:البقرة

الصفات العشرين: أوال

املعنى القائم باملوصوفهي : الصفة, نبينهــا فــيام )١( أربعــة أقــسام , نفــسية وســلبية ومعــاين ومعنويــةوتقــسم الــصفات إىل

.ييل بالرتتيب, ويف هذه األقسام تنازع نبينه يف موضعه

الصفات النفسية

. وســــميت نفــــسية ألن الوصــــف هبــــا دل عــــىل نفــــس الــــذات دون معنــــى زائــــد عليهــــا وجـود هلـا يف ألهنـا عدميـة الو. وهي صفة واحدة, هي الوجود . عني الذاتوهي )١( ليس بزائد عليها اخلارج

ملــذهب األخــري يف هــذا التهــذيب تبعــا لإلمــام الــسنويس يف أصــل وقــد مــشينا نحــن عــىل هــذا ا) ١(

الكتــاب ورشحــه لألنــصاري, ولــذا عــددنا فيهــا تلــك األكــوان مــن الــصفات, وأمــا عــىل املــذهب الثــــاين فــــال تعــــد األكــــوان الــــسبعة ألن مــــدلوهلا الــــذي هــــو قيــــام صــــفات املعــــاين بالــــذات لــــيس يف

ر ثابــت يف ذهــن املعتــرب ال يف اخلــارج عنــه, وقــد احلقيقــة مــن الــصفات بــل هــو أمــر اعتبــاري أي أمــحاشـــية (مـــشى اإلمـــام الـــسنويس يف عقيدتـــه صـــغرى الـــصغرى عـــىل هـــذا املـــذهب وهـــو األصـــح

)الشيخ سعيد فودة

٢٨

تسھيل تھذيب العقيدة

هــو عــني املوجــود , والــذي عليــه اإلمــام األشــعري ريض اهللا عنــه , بنــاءا والوجــود )٢(عىل نفي األحوال وهو املعتمد ألنه ال واسطة بني الوجود والعدمال توصـــف .ةوالوجـــود هـــو حـــال واجبـــة للـــذات مـــا دامـــت الـــذات غـــري معللـــة بعلـــ

ثم هي حال للذات ال للصفات. جود وال بالعدمبالو. لـــزم أن التعقـــل الـــذات بدونـــه و لعـــدم حتقـــق الـــذات بدونـــهةنفـــسيوالوجـــود صـــفة

بخــــالف البقــــاء والقــــدم وإن تعلقــــا بــــالوجود الــــسابق والالحــــق فــــإن الــــذات تعقــــل .بدوهنام

اهلل خــــالق كــــل يش{والــــدليل عــــىل وجــــود اهللا مــــن الكتــــاب قولــــه تعــــاىل ومــــن . } ء "إن اهللا صانع كل صانع وصنعته:"×السنة قوله

. وقد أمجعت األمة عىل أن اهللا تعاىل موجود :يبرھان العقلال

وأمــا عــىل مــذهب مــن جعــل الوجــود زائــدا عــىل الــذات كاإلمــام الــرازي فعــده مــن الــصفات ) ١(

ات يف احلـــادث دون القـــديم وهومـــذهب صـــحيح التـــسامح فيـــه وعـــىل مـــن جعلـــه زائـــدا عـــىل الـــذ .الفالسفة

واعلــم أنــه كــام قــال بعــضهم ال جيــب عــىل املكلــف اعتقــاد يشء مــن : قــال العالمــة البيجــوري) ٢(ذلك بل يكفي أن يعتقد أن اهللا موجود وإن مل يعتقد أن الوجـود عـني املوجـود أو غـري املوجـود,

ألن هذا مما اختلف فيه املتكلمون اختالفا طويال

٢٩

تسھيل تھذيب العقيدة

ألنــه لــو مل يكــن لــه حمــدث بــل حــدث بنفــسه ) ١( برهــان وجــوده تعــاىل حــدوث العــامل ســـبب لـــزم أن يكـــون أحـــد األمـــرين املتـــساويني مـــساويا لـــصاحبه راجحـــا عليـــه بـــال

. وهو حمالودليــل حــدوث العــامل مالزمتــه لألعــراض احلادثــة مــن حركــة أو ســكون أو غريمهــا

. ومالزم احلادث حادث ودليل حدوث األعراض مشاهدة تغريها من عدم إىل وجود ومن وجود إىل عدم

فلــــو قيــــل إن هــــذا العــــامل املمكــــن قــــد وجــــد بذاتــــه والوجــــود يلزمــــه الرجحــــان أي .ىل العـــدم, فيلـــزم أنـــه لذاتـــه اجتمـــع فيـــه مـــساواة الوجـــود رجحـــان طـــرف الوجـــود عـــ

.ومعلوم أن هذا باطل. والعدم, ورجحان الوجود عىل العدمأن تقــول يف بيــان حــدوث هــو أن مــالزم احلــادث حــادث, وتفــصيله الربهــان دليــل و

لــو كانــت األجــرام قديمــة, لــزم مالزمتهــا لألعــراض احلادثــة, ويــستحيل : األجــرام )٢(م احلادث, إذن األجرام حادثةأن يالزم القدي

ألن العـــامل لـــو مل يكـــن لـــه حمـــدث بـــل حـــدث بنفـــسه, أي تـــرجح وجـــوده عـــىل عدمـــه مـــن غـــري ) ١(

مرجح, لزم أن يكون أحد األمرين املتساويني يف العقل مساويا لصاحبه راجحا عليه بـال سـبب مرجح, وهذا حمال ألنه مجع بني النقيضني

فـــان ومهـــا الوجـــود والعـــدم أي بعـــد إثبـــات أنـــه حـــادث, فهـــو ممكـــن, واملمكـــن يتـــساوى فيـــه الطر لذاته

:األصول التي يبنى عليها برهان حدوث العامل سبعة) ٢(

٣٠

تسھيل تھذيب العقيدة

. إثبات زائد عىل األجرام فهو العرض: األول

كاحلركــة والــسكون وغريمهــا مــن األعــراض فهــو رضوري ال حيتــاج إىل دليــل إذ مــا مــن عاقــل إال وهو حيس أن يف ذاته صفات زائدة عليها

. مه بنفسهإبطال قيا: الثاين . إبطال انتقاله: الثالث

الثاين والثالث فدليلهام أنه لـو قـام العـرض بنفـسه أو انتقـل لـزم قلـب حقيقـة العـرض فـإن احلركـة مــثال حقيقتهــا انتقــال جــوهر مــن حيــز إىل حيــز, ولــو قامــت بنفــسها أو انتقلــت هــي لــزم قلــب هــذه

.احلقيقة, أي تصري احلركة جوهرا وهذا باطل . ال ظهوره وكمونهإبط: الرابع

فألن القول بالكمون والظهور يؤدي إىل اجلمع بني الضدين يف املحل الواحد . استحالة عدم القديم: اخلامس

وهـــو إثبـــات اســـتحالة عـــدم القـــديم فوجهـــه أنـــه لـــو انعـــدم لكـــان وجـــوده جـــائزا واجلـــائز ال يكـــون وجوده إال حمدثا, فيكون هذه القديم حمدثا وهذا تناقض

. إثبات كون األجرام ال تنفك عن ذلك الزائد: السادسوهو إثبات كون األجرام ال تنفك عن ذلك الزائد فهو رضوري ألنه ال يعقل كون اجلرم منفكـا

عن كونه متحركا أو ساكنا .استحالة حوادث ال أول هلا: السابع

فـرد مـن أفـراد إذا كـان كـل : وهو إثبات اسـتحالة حـوادث ال أول هلـا, فـأقرب األدلـة فيـه أن يقـالاحلـوادث حادثـا يف نفـسه فعـدم مجيعهـا ثابـت يف األزل, ثـم ال خيلـو إمـا أن يقـارن ذلـك العـدم فـرد مــن أفــراد احلــادث أو ال, فــإن قارنــه لــزم اجــتامع وجــود الــيشء وعدمــه وذلــك مــستحيل بــرضورة

٣١

تسھيل تھذيب العقيدة

الصفات السلبية

.وسميت سلبية ألنه ينتفي هبا أمر ال يليق باهللا تعاىل القـــــدم والبقـــــاء وخمالفتـــــه تعـــــاىل للحـــــوادث وقيامـــــه بنفـــــسه : مخـــــس صـــــفات وهـــــي .والوحدانية

لقدم الذاتي ا

)١(تعاىل مل يسبقه العدمانتفاء العدم السابق للوجود, بمعنى أن وجود اهللا , ومــــن الــــسنة قولــــه ) هــــو األول(والــــدليل قولــــه تعــــاىل . والعــــدم هنــــا عــــدم واجــــب

وقــد أمجعــت األمــة عــىل أن اهللا تعــاىل " اللهــم أنــت األول فلــيس قبلــك يشء:"×متصف بالقدم خـل املـسجد قـال كـان إذا د× أنـه مسندة عىل روايـات صـحيحة )هــه الكـــريم وســلطانه القــديم مــن الــشيطان الـــرجيموبوج أعــوذ بــاهللا العظــيم ٢ )

Jومن سلطانه قديم فهو قديم فلم يسبق ذاته وال صفاته عدم )١(

العقــل, وإن مل يقــارن ذلــك العــدم يشء مــن األفــراد احلــادث لــزم جلميعهــا أول وخلــو األزل عــىل

.هذا الفرض عن مجيعها

فالقـــدم الـــذايت قـــدم اهللا . والقـــدم مطلقـــا ثالثـــة أقـــسام; قـــدم ذات وقـــدم زمـــان وقـــدم إضـــايف) ١(. تعاىل أي قدم ذاته وصفاته, والزماين كقدم أمس عىل اليوم, واإلضـايف كقـدم األبـوة عـىل البنـوة

فالزماين واإلضايف مستحيالن عىل اهللا تعاىلوسكت عنه فهو صالح كام قال يف رسالته ألهل مكة كـل مـا سـكت ) ٤٦٦(بو داود رواه أ) ٢(

الرتغيــــــب (وقـــــال احلــــــافظ املنـــــذري ) ٦٦٥١اجلـــــامع الــــــصغري (عنـــــه حــــــسنه احلـــــافظ الــــــسيوطي ] ال ينزل عن درجة احلسن وقد يكون عـىل رشط الـصحيحني أو أحـدمها) : ٢/٣٨٠والرتهيب

٣٢

تسھيل تھذيب العقيدة

:البرھان العقلي وبرهـــان وجـــوب القـــدم هللا أنـــه لـــو مل يكـــن قـــديام لـــصار حادثـــا جـــائز الوجـــود, ألن

املوجودات تنحرص يف القديم واحلادث فال واسطة بينهاما كــان حادثــا فــال بــد لــه مــن حمــدث أيــضا ألنــه لــو فــرض أنــه مثلــه ثــم كــذلك, لــزم وإذ

الــدور أو التسلــسل, ومهــا حمــاالن بــاطالن ألنــه يلــزم يف الــدور التقــديم والتــأخري يف وقت واحد لكل منهام فإن كال منهام فاعـل لآلخـر ومفعـول لـه, وكونـه فـاعال يلـزم

له يلزم أن يكون متـأخرا عنـه, وكـون أن يكون متقدما عىل مفعوله, وكونه مفعوالويلــــــزم يف . الــــــيشء الواحــــــد متقــــــدما متــــــأخرا يف وقــــــت واحــــــد مجــــــع بــــــني النقيــــــضني

التسلــــسل الفــــراغ وعــــدم النهايــــة ألن فــــرض التسلــــسل ترتيــــب أمــــور غــــري متناهيــــة ودخوهلــا يف الوجــود يقتــيض أهنــا متناهيــة, ألن كــل مــا دخــل يف الوجــود فهــو متنــاه,

فــإذا . بالتسلــسل مجــع بــني النقيــضني, واجلمــع بــني النقيــضني حمــالفيلــزم عــىل القــول بطـل الــدور والتسلــسل بطـل حــدوث اإللــه, وإذا بطــل احلـدوث وجــب القــدم وهــو

املطلوب

وحــــسنه )( ١/٣١٤ وحــــسنه النــــووي اخلالصــــة وصــــحح الروايــــة عــــن طريــــق أيب هريــــرة كــــذلك

وصــحح روايــة عــن طريــق عمــرو بــن العــاص احلــافظ ابــن ) ٣/٢١٧رشح ابــن ماجــه (مغلطــاي )٢/٤٧الفتوحات الربانية (حجر العسقالين

مـن حاشـية (.فال تغرت بام تراه يف تعليقات ابن باز عىل قول اإلمام الطحاوي معرتضـا عليـه) ١( )الشيخ سعيد فودة

٣٣

تسھيل تھذيب العقيدة

البقاء

انتفاء العدم الالحق للذات والصفات وهو أول بال بداية وآخر بال هنايةومــن الــسنة قولــه ) بقــى وجــه ربــكوي(والــدليل عــىل البقــاء مــن الكتــاب قولــه تعــاىل

.اللهم أنت اآلخر فليس بعدك يشء:"× :البرھان العقلي

والبقـــاء عبـــارة عـــن نفـــي العـــدم الالحـــق للوجـــود, فلـــو أمكـــن أن يطـــرأ عليـــه العـــدم النتفـــى عنـــه القـــدم, والقـــدم قـــد وجـــب لـــه بالربهـــان القـــاطع, ألن وجـــوده حينـــذاك

حادثـــا مـــسبوقا بالعـــدم, فـــإذا بطـــل نفـــي يـــصبح جـــائزا واجلـــائز ال يكـــون وجـــوده إال القدم بطـل إمكـان حلـوق العـدم وإذا بطـل إمكـان حلـوق العـدم وجـب أن اإللـه بـاق

.وهو املطلوب كل ما ثبت قدمه استحال عدمه

مخالفته تعالى للحوادث: األحدية

فهــــي اليامثلــــه تعــــاىل يشء منهــــا مطلقــــا اليف الــــذات واليف الــــصفات واليف األفعــــالال مماثلـــة بـــني اهللا تعـــاىل وبـــني احلـــوادث ولـــو يف وجـــه مـــن الوجـــوه, وفـــي املـــشاهبة ن

كــل "فليــست ذاتــه مــن جــنس األنــوار وال الظلــامت وال األعــراض وال األجــرام بــل "ما خيطر ببالك فاهللا بخالف ذلك

٣٤

تسھيل تھذيب العقيدة

وقـد أمجعـت ) ومل يكـن لـه كفـوا أحـد(وقال تعاىل ) ليس كمثله يشء(قال اهللا تعاىل )١( أن اهللا تعاىل خمالف للحوادثاألمة عىل

:البرھان العقلي احلوادث هـي املوجـودة بعـد العـدم أجرامـا كانـت أو أعراضـا أو غريمهـا إن قـدر أن يف العــامل مــا لــيس بجــرم وال عــرض كــاملجردات, واهللا خمــالف لكــل ذلــك فكــل مــا

" كان اهللا وال يشء معه"سواه حادث كام يف احلديث بعــضا مــن احلــوادث لكــان حادثــا أي موجــودا بعــد العــدم, لوجــوب فــاهللا لــو شــابه

اســـتواء املثلـــني يف كـــل مـــا جيـــب ومـــا يـــستحيل ومـــا جيـــوز, ألن احلـــوادث وجـــب هلـــا احلـــدوث واســـتحال عليهـــا القـــدم وجـــاز هلـــا الوجـــود والعـــدم, فلـــو ماثـــل احلـــوادث

ان وحـــدوث اهللا حمـــال عقـــال لـــام تقـــدم مـــن بيـــ. لوجـــب عليـــه احلـــدوث كـــام جيـــب هلـــا .وجوب قدمه تعاىل وبقائه يف برهان القدم والبقاء

لـــو ماثـــل اهللا شـــيئا مـــن احلـــوادث لـــزم حدوثـــه ألجـــل مماثلتـــه : ودليـــل آخـــر أن نقـــولولـــزم قدمـــه ألجـــل ألوهيتـــه, وكـــون الـــيشء الواحـــد قـــديام حادثـــا حمـــال للجمـــع بـــني

.النقيضني

أنــه مل جتمــع األمــة عــىل أن اهللا تعــاىل ال يــشابه املخلوقــات ! مــن ادعــاءات ابــن تيميــة الــشنيعة) ١(

من مجيع الوجوه, بل ادعى أنه مل يرد نفي التشبيه يف الرشيعة, وأنه مل يـذم أحـد بالتـشبيه, وأمـا مـا مـن !ورد عن بعض السلف من نفي التشبيه فمرادهم فقط نفي كون اهللا تعاىل من حلم وعظـم?

حاشية الشيخ سعيد فودة

٣٥

تسھيل تھذيب العقيدة

قيامه تعالى بنفسه : المطلقالغنى

أي ذات ســـوى ذاتـــه إىل املحـــل : قولنـــا. او املخـــصصإىل املحـــلانتفـــاء االحتيـــاج توجـــد الـــصفة يف املوصـــوف ألن ذلـــك اليكـــون إال للـــصفات وهـــو يوجـــد فيهـــا كـــام

فبعدم افتقاره إىل حمل أي ذات ) ١(تعاىل ذات موصوف بالصفات وليس هو تعاىل أخرى لزم كونه تعاىل ذاتا الصفة

لوجود . موجد خيصصه بالوجود بدال عن العدمفاعل و: أياملخصصو:وقولنا حيتاج إىل املخصص من يقبـل العـدم القدم والبقاء لذاته تعاىل وجلميع صفاته وإنام

وبعــدم افتقــاره تعــاىل إىل خمــصص أي فاعــل لــزم أن داتــه . ال يقبلــهســبحانهوموالنــا تعاىل ليست كسائر الدوات املفتقرة إىل الفاعل

د أن اهللا تعـــاىل يف يشء فهـــو كـــافر, وأيـــضا مثـــل احللـــول وقــد أمجـــع عـــىل أن مـــن يعتقـــفلــــو .والقــــول باالحتــــاد كفــــر أيــــضا. واالحتــــاد وهــــو صــــريورة الــــشيئني شــــيئا واحــــدا

. احتاج كان حادثا )٢(عن املخصص قائم باملحلوغنى الذات عن املحل ; وغنى الصفات

.قول النصارى والباطنية واهل االحتاد واحللول) ١(

صـفات اهللا ال يقـال فيهـا مفتقـرة إىل الـذات بـل يقـال قائمـة بالـذات, ألن االفتقـار إنـام يكــون ) ٢( .إىل الغري, وال يقال إن الصفات غري الذات, كام ال يقال إهنا عني الذات

٣٦

تسھيل تھذيب العقيدة

) واهللا هـــو الغنـــي احلميـــديـــا أهيـــا النـــاس أنـــتم الفقـــراء إىل اهللا(والـــدليل قولـــه تعـــاىل وقــــد أمجعــــت األمــــة عــــىل أن اهللا "اللهــــم أنــــت ال هلإ إال أنــــت الغنــــي:"×ه قولــــو

.تعاىل قائم بنفسه أي غني :البرھان العقلي

والقيــام بــالنفس معنــاه الغنــى عــن املحــل واملخــصص بالــذات, فالقيــام بــالنفس هــو ذن مركــــــب مــــــن االســــــتغناء بالــــــذات عــــــن املحــــــل واملخــــــصص, فالقيــــــام بــــــالنفس إ

. االستغناء عن املحل واالستغناء عن املخصص: جزأينفأمــا برهــان اجلــزء األول فألنــه تعــاىل لــو احتــاج إىل حمــل أي ذات حيــل فيهــا كــام حتــل الصفة يف املوصوف, لكان صفة, والصفة معنى من املعاين, فال حيتـاج إىل حمـل إال

لـذات لـو قبلـت أن تقـوم بـذات الصفات, والذات ال حتتـاج إىل ذات تقـوم هبـا ألن اأخـــرى لـــزم أن الـــذات األخـــرى تقـــوم بـــذات فيلـــزم التسلـــسل, ألن القبـــول وصـــف

والـــصفة ال تتـــصف بـــصفات املعـــاين وال املعنويـــة ألن الـــصفة لـــو . نفـــيس لكـــل ذاتقبلت أن تقوم هبا صفة لكانت صفتها كذلك, فيلزم التسلسل ودخـول مـا ال هنايـة

.له يف الوجودز جيــب عقــال ونقــال اتــصافه بــصفات املعــاين واملعنويــة فلــيس هــو إذن واهللا جــل وعــإذن هـــو ســـبحانه ال حيتـــاج إىل املحـــل وهـــو . بـــل هـــو ذات ال تـــشبه الـــصفات. صـــفة .املطلوب

٣٧

تسھيل تھذيب العقيدة

وبرهان اجلزء الثاين وهو استغناؤه عن املخصص أنه لـو احتـاج إىل خمـصص فاعـل وأن يكـون حادثـا باطـل, لـام لكان حادثا, ألنه ال حيتاج إىل املخصص إال احلـادث, .تقدم من قيام الدليل القاطع عىل وجوب قدمه تعاىل وبقائه

الوحدانية

وحدانية الذات ووحدانية الصفات ووحدانية األفعال: وجوه ثالثةوهيفوحدانيــــة الــــذات تنفــــي الرتكيــــب يف ذاتــــه تعــــاىل ووجــــود ذات أخــــرى متاثــــل .١

يقتها متصال كان أومنفصال الذات العلية فتنفي التعدد يف حقوحدانيــــــة الــــــصفات تنفــــــي التعــــــدد يف حقيقــــــة كــــــل واحــــــد منهامتــــــصال كــــــان .٢

. أومنفصال

وحدانية األفعال تنفي أن يكون ثم إخرتاع لكل ماسوى موالنا جل وعز يف .٣فعــل مــامن األفعــال بــل موالنــا جــل وعــز هــواملنفرد بــاخرتاع مجيــع الكائنــات

األفعـــال نفـــي نظريلـــه تعـــاىل يف ألوهيتـــه ونفـــي بـــال واســـطة وحاصـــل وحدانيـــة رشيك معه يف مجيع املمكنات فال مؤثر يف مجيعها سواه

٣٨

تسھيل تھذيب العقيدة

فلـــيس لـــه ثـــان يامثلـــه المتـــصال أي قـــائام بالـــذات العليـــة أو أن يكـــون لـــه قـــدرتان )١(وإرادتــــان وهكــــذا إىل آخــــر الــــصفات, بــــل قدرتــــه واحــــدة وإرادتــــه واحــــدة وعلمــــه

واحدي قائام بذات أخرىوالمنفصال أ جيب هلا من الكامل مـا جيـب هللا ويـستحيل عليهـا

بـأن ال و.مـن الـنقص مـا يـستحيل عليـه, وهـذا حمـال ألن اهللا ال رشيـك لـه وال نظـري .يكون ألحد من املخلوقني صفات كصفات اهللا تعاىل

" إن اهللا وتـر حيـب الـوتر:"× و قولـه ) وإهلكـم هلإ واحـد(قولـه تعـاىل : والدليل قد أمجعت األمة عىل أن اهللا واحدو

:البرھان العقلي مل يكـــــن واحـــــدا يف ذاتـــــه ويف صـــــفاته ويف أفعالـــــه لـــــزم أن ال يوجـــــد يشء مـــــن العـــــامل

.أجراما كانت أو أعراضا للزوم عجزه حينئذ :وبيان الدليل كام ييل

!هلنيإلو كان ف )برهان التوارد(اما ان يتفقا . ١ )و التطاردأ التامنع برهان(إما أن خيتلفا . ٢

مـن جـواهر وأعـراض أو أن تكـون مركبـة مطلقـا ولـو مـن غـري اجلـوهر أن تكون ذاتـه مركبـة ) ١(

أو جواز انقسام الذات ولو ذهنـا, أي حتـى وإن مل تنقـسم بالفعـل, .والعرض كاهليوىل والصورة فــإن جمــرد إمكــان ذلــك يف الــذهن يــستلزم الرتكيــب, والرتكــب عــىل اهللا تعــاىل حمــال, ألنــه لــو كــان

ج كل مركبمركبا لكان حادثا للزوم احتيا

٣٩

تسھيل تھذيب العقيدة

:والرتجيح الحتامل االختالف اكثر الستلزام اتفاقهام عقال اســتغناء عــن أحــدمها فوجــود احــدمها عبثــا الن الكــائن املحــدث ســيتم بوجــود . ١

واحد وال داعي لالخر واملصحح هلذا السبب هو استقاللية االله بصفاته ..فام دام يستطيع االجياد والعدم فال معنى لالخر

فلـــو اســـتوت يف تعلقـــات إراداهتـــا ذلـــك لكـــان تعـــدد اآلهلـــة عبثـــا لالســـتغناء بواحـــد منهم احدهم لن يكون له عبيد فهو هلم ليس بإله فال ينبغي طاعته. ٢

فاإللـــــه الـــــذي ال تنفـــــذ إرادتـــــه يف بعـــــض املوجـــــودات لـــــيس بإلـــــه بالنـــــسبة إىل تلـــــك املوجودات التي أوجدها غريه

ادات اآلهلـــة بـــاختالف مـــصالح خملوقـــاهتم فكـــل يغـــار وقـــد ختتلـــف متعلقـــات إر. ٣ عىل ما يف سلطانه

. ولـــو كـــان اثنـــان فإمـــا أن يقـــدر كـــل واحـــد مـــنهام أن يمنـــع اآلخـــر ممـــا يريـــد أم ال . ٤ وهذا باطل ألن يعني عجزمها

.وهذا باطل ألنه يعني عجزمها. أو يقدر أحدمها دون اآلخر . ٥ !ةفثبت ان االختالف يستلزم تعدد االهل

وعىل كل لو اتفقا يف الصالحيات واملهامت يف العامل فاملخلوق إن كان حدوثه بإرادة متعددين لزم اجتامع مؤثرين عىل مـؤثر واحـد . ١

.وهو حمال الستحالة اجتامع علتني تامتني عىل معلول واحد

٤٠

تسھيل تھذيب العقيدة

قسمة ما ال يقبل القسمة كاجلوهر الفرد. ٢توارد عليه قدرتان واردتان صار أثرين فيلـزم ألن اجلوهر الفرد خملوق قطعا, ولو

انقــــسام مــــا ال يقبــــل القــــسمة إن قــــدر أن الــــذي أوجــــده أحــــدمها غــــري الــــذي أوجــــده اآلخر وهو ال يعقل

فــاالختالف الزم أكثــر مــن االتفــاق لــام حتملــه الــصفات املطلقــة مــن معنــى ال يقبــل اجة كام بينا آنفاالرشيك او ليس بحاجة اىل رشيك ويمكن االستغناء عنه لعد احل

وعليه فإن وجود هلإ واحد مثبت عقال ومن ينكر ذلك فهو غري عاقل كالبهـائم او ..أضل سبيالمــــن برهــــان الوحدانيــــة يلــــزم أنــــه ال تــــأثري للعبــــاد بقــــدرهتم احلادثــــة ال مبــــارشة وال ف

.تولدا, بل هلم كسب فقط فهو مقارنة القدرة احلادثة للمقدور من غري تأثريلـو كـان فـيهام آهلـة إال اهلل لفـسدتا{: برهان التامنع ودليله مـن القـران وهذا يسمى {

ما اختذ اهلل من ولد ومـا كـان معـه مـن هلإ إذا لـذهب كـل {: , وبقوله]٢٢: األنبياء[ هلإ بام خلق ولعال بعضهم عىل بعض سب حان اهلل عام يصفون ].٩١: املؤمنون[}

٤١

تسھيل تھذيب العقيدة

صفات األفعال

ووحدانيــة األفعــال تنفــي الكــم املنفــصل فقــط, بــأن يكــون غــريه يفعــل كفعلــه وهــذا حمــــــــال, ألن اهللا ال رشيــــــــك لــــــــه يف أفعالــــــــه بــــــــل هــــــــو املنفــــــــرد باإلجيــــــــاد واإلعــــــــدام ,

جة الكتساهبا لهواملخلوقات ليس هلا تأثري إال قيام الفعل هبا نتي )١( وجيب أن نعتقد أن األفعال كلها هللا تعاىل

تعدد أفعاله ثابت ال يصح نفيه عنه ألن أفعالـه تعـاىل كثـرية مـن خلـق ورزق وإغنـاء وإفقـار ) ١(

وكــل هــذه األفعــال صــادرة عنــه تعــاىل ألنــه قــدير مريــد عــامل مــع كــون . وإعــزاز وإذالل وغــري ذلــكاه بعـض علمه وقدرته وإرادته وذاته واحدة, فصدور الكثرة عن الواحد ليس مستحيال كـام ادعـ

من حاشية الشيخ سعيد (الفالسفة

٤٢

تسھيل تھذيب العقيدة

لــيس يف الوجــود فعــل لغــريه عــز وجــل, بــل هــو تعــاىل الفاعــل جلميــع األفعــال, ومــا يظهــر مــن األفعــال عــىل يــد اخللــق إنــام هلــم فيهــا الكــسب وهــو مقارنــة القــدرة احلادثــة

يام مثال فاهللا تعاىل هو الـذي خيلـق للفعل عند وجوده, فإذا أراد اإلنسان فعال كالقذلك القيام وخيلق لـذلك العبـد قـدرة تـصاحبه عنـد وجـوده, وتلـك القـدرة ال تـأثري

واهللا خلقكـــــم ومـــــا (هلـــــا يف القيـــــام وإنـــــام هـــــي مـــــصاحبة لـــــه, وهكـــــذا مجيـــــع األفعـــــال )تفعلون

الصفات السبع وأحكامھا

وتقسم إىل صفات معاين وصفات معنويةفهي كالواحـد مـع العـرشة . ال يقال فيها عني الذات وال غري الذاتصفات املعاين

. فالعينيـــــة ممنوعـــــة لفظـــــا واعتقـــــادا ألن االحتـــــاد حمـــــال. ال عـــــني العـــــرشة وال غريهـــــاوالغرييــة بمعنــى االنفــصال عــن الــذات فــال جتــوز لفظــا وال اعتقــادا ألنــه يلــزم عليهــا

احلدوث

صفات المعاني: أوال

: متهيد لصفات الوجوديةهي ا

زائـــدة عـــىل الـــذات قائمـــة الزمـــة هلـــا لزومـــا ال يقبـــل االنفكـــاك, فهـــي دائمـــة الوجـــود .مستحيلة العدم

٤٣

تسھيل تھذيب العقيدة

مجيـــــع صـــــفات املعـــــاين متعلقـــــة أي طالبـــــه لزائـــــد عـــــىل القيـــــام بمحلهـــــا ســـــوى احليـــــاة أيضا وهذاالتعلق نفيس لتلك الصفات كام أن قيامها بالذات نفيس هلا

ال الواجب العريض الذايت )١(واجبوهي من قسم احلكم ال ألهنـا كـام بينـاه سـابقا .متناع قيام الصفة بال ذات تقوم هباإلفال يمكن أن توجد وحدها,

.ال تقوم إال بالذات موجودة يف نفسها قائمة بموجود أوجبت له حكامعـىل ألن الـدليل القطعـي إنـام دل عـىل هـذه الـسبعة, ومل يـدل وصفات املعاين سـبعة )١(أن ما عداها يغايرها

أي ال جيـــــوز أن يتـــــوهم أن املـــــراد باإلجيـــــاب هنـــــا التـــــأثري لكـــــي ال يلـــــزم أن الـــــذات أوجـــــدت ) ١(

الــــصفات أو أن بعــــض الــــصفات أوجــــدت الــــبعض اآلخــــر, فهــــذا كلــــه باطــــل, بــــل املقــــصود أن دليل النقص, حتى فالتأثر. الصفات والذات متالزمة ال الذات مؤثرة يف الصفات وال العكس

لو كانـت الـذات تـؤثر يف نفـسها فهـو نقـص أيـضا, ألن األثـر معنـاه أن يوجـد أمـر كـان معـدوما أو يعــدم أمــر كــان موجــودا, والــذي يطــرأ إمــا أن يكــون نقــصا أو كــامال فــإن كــان نقــصا لــزم اتــصاف كاملـة فقـد الذات بـنقص, فيلـزم كوهنـا ناقـصة وهـو حمـال, وإن كـان كـامال يلـزم أن الـذات مل تكـن

كانـــت ناقـــصة ألنـــه ال توجـــد رتبـــة بـــني األمـــرين, وكـــون الـــذات ناقـــصة باطـــل, حتـــى لـــو فــــرض واسـتكامل الـذات بـام حتدثـه يف نفـسها هـو قـول املجـسمة الـذين أجـازوا قيـام . استكامهلا بعد ذلـك

احلــوادث بالــذات اإلهليــة, وهــو قــول باطــل, وممــن قــال بــه ابــن تيميــة وأصــحابه, وهــو خــالف مــا بل ابن تيمية يقول ال دليل عىل أن استكامل الذات هبذا الوجه باطل بل هـو . ول به أهل السنةيق

الواجــب للــذات, وهـــذا هــو شـــأنه يف تــصوير احلـــق بــاطال وتــصوير الباطـــل حقــا, وقـــد بينــا ذلـــك )حاشية الشيخ سعيد فودة.(بتفصيل يف كتاب الكاشف الصغري عن عقائد ابن تيمية, فتنبه

٤٤

تسھيل تھذيب العقيدة

.وهي القدرة واإلرادة والعلم واحلياة والسمع والبرص والكالم

القدرة

)٢( وفق اإلرادةصفة أزلية يتأتى هبا إجياد كل ممكن وإعدامه واحدة, ودليل هذا أنه يلزم عىل تعددها اجتامع مؤثرين عىل أثر واحدوهي قدرة

لــق باملمكنــات ودليــل هــذا أنــه لــو خــرج ممكــن عــن تعلقهــا لــزم منــه عامــة التعوهــي العجز يتأتى هبا إجياده وإعدامهالذي قدور امل وهو, اقتيض أمرا زائدا عىل القيام بمحلهت

قلنـا اهللا تعـاىل مـصور, فإننـا ال نفهـم مـن اسـم املـصور إال أنـه خيلـق الـصور, وكونـه فمثال لو) ١(

تعاىل خالق للصور, مرتتب عـىل كونـه تعـاىل قـادرا مريـدا عـالام, وهكـذا, فاخلـالق ال بـد أن يكـون واملنـــتقم كـــذلك, ولـــو متعنـــت يف أكثـــر األســـامء احلـــسنى الـــواردة يف .. قـــادرا مريـــدا عـــالام كـــذلك

والــسنة لرأيتهــا ترجــع إىل مــا ذكرنــاه, فهــذا هــو مــا نقــصده عنــدما نقــول إن الــدليل مل يــدل الكتــاب عىل أن األسامء املذكورة دالة عىل وجود صفات غري هـذه الـسبعة, وهـذا ال يعنـي حـرص صـفات اهللا تعاىل يف نفس األمر هبذه الصفات السبعة, ولكن غاية ما نقوله هو أنه ال دليـل تفـصيليا عـىل

وأمـا مـا ... ت الزائدة تفصيال, بل الدليل دل إمجاال عىل أن كامالت اهللا تعاىل غري متناهيـةالصفاورد مــن نــسبة الوجــه واليــد والعــني إىل اهللا تعــاىل فراجــع إىل مــا ذكرنــاه مــن الــصفات الــسبعة وال

)حاشية الشيخ سعيد فودة(يزيد عليها بطريـــــــق اللـــــــزوم كفعـــــــل العلـــــــة والطبيعـــــــة إشـــــــارة إىل أن فعلـــــــه تعـــــــاىل بطريـــــــق االختيـــــــار ال ) ٢(

.عندالفالسفة والطبائعيني

٤٥

تسھيل تھذيب العقيدة

وهي من صفات التأثري باملمكنـات فقـط القدرة هلا تعلقان اثنان فقط ومها صلوحي قديم تنجيـزي حـادث

)١(ال الواجبات واملستحيالت

: ألهناوال يلزم من عدم تعلق القدرة هبام عجز ألهنام إن تعلقتـا بإجيـاد الواجـب لـزم حتـصيل احلاصـل, وهـذا . من وظيفتهاليس. ١

باطــل عقــال, وإن تعلقــت بإعــدام الواجــب لــزم قلــب احلقــائق, فالواجــب ال يمكــن أن يفنـــــى, ألنـــــه إن فنـــــي أصـــــبح غـــــري واجـــــب غـــــري ويـــــستحيل أن يكـــــون الواجـــــب .

.وكذلك املستحيل إن تعلقت بإعدامه لزم حتصيل احلاصل. واجب فاملستحيل ال يقبل الوجود. بإجياده لزم قلب احلقائق وكالمها باطلوإن تعلقت بإعـــدام الــذات العليـــة, ا لــزم الفـــساد إذ يلــزم عليـــه تعلقهــوألهنــا لـــو تعلقــت هبـــام. ٢

وبسلب األلوهية عنها }إن اهللا عىل كل يشء قدير{ : الدليل عىل الصفة قوله تعاىل

يلـــــزم مـــــن عـــــدم تعلقهـــــام بالواجبـــــات واملـــــستحيالت نـــــسبة العجـــــز إىل اهللا تعـــــاىل : ال يقـــــال) ١(

ال عجـــز وال قـــصور, وإن تـــومههام بعـــض : لقـــصور قدرتـــه وإرادتـــه عـــن التعلـــق هبـــام, ألنـــا نقـــول جــز والقــصور إنــام يلزمــان فــيام يمكــن أن تتعلــق بــه القــدرة األغبيــاء مــن املبتدعــة, وذلــك ألن الع

واإلرادة ومل تتعلقــــا بــــه, أمــــا مــــا ال يمكــــن أن تتعلقــــا بــــه فــــال يلــــزم فيــــه ذلــــك أصــــال, وال شــــك أن أي مــــن لــــزوم ) غ(املــــستحيالت والواجبــــات ال يمكــــن تعليــــق القــــدرة واإلرادة هبــــام لــــام علمــــت

)حاشية الشيخ سعيد فودة( قلب احلقائقانقالب كل من املستحيل والواجب ممكنا, أو

٤٦

تسھيل تھذيب العقيدة

كونه قادراتعاىل متصف بالقدرةوأمجع أهل السنة عىل أن اهللا :البرھان العقلي

واملشاهد هو العامل يثبت ذلكا لام وجد شىء من احلوادث القدرة لو انتفى .لو مل يكن قادرا لام تأتى له الفعل; ألن الفعل ال يتأتى إال لقادرو

ةاإلراد

باعــث لــه عــىل ممكــن إن تــرصفه تعــاىل يف املمكنــات بمحــض اإلرادة واالختيــار وال .إجبار إكراه وال وال منها

ببعض مـا جيـوز عليـه )٢( املمكن )١(وحقيقة اإلرادة صفة أزلية يتأتى هبا ختصيص ) ١(تأثري اإلرادةعن تأثري القدرة فرع ف )٣(عىل وفق العلم

جماز عقيل من باب اإلسناد إىل السبب وإال فاملؤثر حقيقة هو الذات األقدس) ١(إىل فساد مـذهب املعتزلـة الـذين خصـصوا تعلـق اإلرادة بـاخلري دون الـرش وبالـصالح إشارة ) ٢(

.واألصلح دون مقابليهام

أمربـــه مـــن اإليـــامن والطاعـــة ســـواء ألمـــر فاليريـــد إال مـــااملعتزلـــة جعلـــوا تعلـــق اإلرادة تابعـــا ل) ٣( وقع ذلك أم ال

فعنــدنا إيــامن أيب جهــل مأموربــه غــري مــراد لــه تعــاىل ألنــه تعــاىل علــم عــدم وقوعــه وكفــر أيب جهــل منهي عنه وهو واقع بإرادة اهللا تعاىل وقدرته

عند املعتزلة إيامنه هواملراد هللا تعاىل الكفره أما . إذ وقع فيه عىل قوهلم مااليريده تعاىلاهللا نقص يف ملك وقوعلزمهم لقول انه وفساد هذا ا

٤٧

تسھيل تھذيب العقيدة

كـام لـصفة القـدرة )٢(فال بواجب وال مـستحيل, تتعلق باملمكنات فقط واإلرادة .آنفا

امـــــا مـــــا يقـــــال عـــــن هلـــــا تعلقـــــان , أحـــــدمها صـــــلوحي قـــــديم واآلخـــــر تنجيـــــزي قـــــديم .إظهار للتعلق التنجيزي القديمالتنجيزي احلادث فهو

.تقتيض أمرا زائدا عىل القيام بمحلها, وهو مرادا يتأتى هبا ختصيصهيف إختـــــصاص أحـــــد طـــــريف املمكـــــن مـــــن وجـــــود وعـــــدم وهـــــي مـــــن صـــــفات التـــــأثري

.أوطول وقرص ونحوها بالوقوع بدال عن مقابلهألن وأماسائر الصفات كالعلم والكالم والـسمع والبرصفاليـصح التخـصيص هبـا

ثرة يف متعلقاهتاؤالتخصيص تأثريوهذه الصفات ليست مجيوز إطالق القول بأن اهللا تعـاىل ال يف األظهر من مذهب األشاعرة أنهومع ذلك ن اإلطــالق يلــزم فيــه األدب مــع اهللا ألوإن صــح يف االعتقــاد واملعــصية أراد الكفــر

مــع اعتقــاد أن الخــالق إال اهللا وأن !! ذلــك يــوهم أن املعــصية حــسنة مــأمور هبــاإذ . تعاىل مرادهاملمكناتمجيع

ألنــه جــل وعــز ال خيــصص بإرادتــه إال مــا علــم مــن املمكنــات خــريا كــان أو رشا, فكــل ممكــن ) ١(

علم اهللا تعاىل أنه يكون أو ال يكون فذلك مراده

األثــر أن يكــون موجــودا بعــد عــدم ألن القــدرة واإلرادة لامكانتــا صــفتني مــؤثرتني ومــن الزم) ٢(وإال لزم قلب احلقيقـة . وما ال يقبل الوجود كاملستحيللزم أن مااليقبل العدم أصال كالواجب

. هبام يف عدم تعلق القدرة واإلرادة برجوع املستحيل عني اجلائز فال قصور أصال

٤٨

تسھيل تھذيب العقيدة

مـــا شـــاء اهللا كـــان ومـــا شـــاء مل ": × وقولـــه )فعـــال لـــام يريـــد(قولـــه تعـــاىل والـــدليل .وأمجع أهل السنة عىل أن اهللا تعاىل متصف باإلرادة "يكن

:البرھان العقلي لو مل يكن مريدا لام صح تقدم املتقدم من احلـوادث واملخلوقـات عـىل املتـأخر منهـا وال تــأخر املتــأخر منهــا عــىل املتقــدم, إذ لــيس املتقــدم بــأوىل بالتقــدم مــن املتــأخر وال

ملتـــأخر بـــأوىل بالتـــأخر مـــن املتقـــدم, ولـــام صـــح اختـــصاص كـــل جـــنس منهـــا بـــصفته افعلمنـــا هبـــذا أن املتقـــدم إنـــام تقـــدم عـــىل . دون صـــفة صـــاحبه الحتاملـــه صـــفة صـــاحبه

املتأخر وأن املتأخر إنام تأخر عن املتقدم وأن كل جـنس مـن األجنـاس إنـام اخـتص .ه لهبصفته دون صفة صاحبه بقصد الفاعل إىل ذلك وإرادت

تعلق القدرة واالرادة بالممكنات

ممكــن وجــد وانقــىض : للممكنــاتتتعلــق القــدرة واإلرادة بكــل مــن األقــسام الثالثــة .وممكن موجود اآلن وممكن سيوجد يف املستقبل

نظـرا إلمكانــه األصــيل, هـو تعلــق صــلوحي علــم اهللا تعـاىل أنــه ال يوجــد امـا املمكــن ال تنجيزي وغريه من الكفار الذين ماتوا عىل الكفركإيامن أيب جهل

٤٩

تسھيل تھذيب العقيدة

العلم

صفة أزلية ينكشف هبا هللا كل معلوم عـىل مـا هـو انكـشافا ال حيتمـل النقـيض بوجـه ومعنــى ينكــشف أنــه يتــضح ذلــك املعلــوم ملــن قامــت بــه تلــك الــصفة . مــن الوجــوه

ويتميز عن غريه اتضاحا الخفاء معهعلــق بالــيشء عــىل وجــه اإلحاطــة عــىل مــا هــو بــه صــفة وجوديــة قائمــة بذاتــه تعــاىل تت

دون سبق خفاءكــــــل مايــــــصح أن يعلــــــم وهوكــــــل واجــــــب وكــــــل ب )١(يتعلــــــق تعلقــــــا تنجيزيــــــا قــــــديام )٢(مستحيل وكل جائز

فليست من صفات التأثري معلوما يتضح به تقتيض أمرا زائدا عىل القيام بمحلهاوقد أمجع أهـل الـسنة عـىل أن اهللا تعـاىل )عليمواهللا بكل يشء ( قوله تعاىل والدليل . عامل بعلم

:البرھان العقلي لو مل يكن عالام لام ميز ما يوجـده وخيلقـه ممـا ال يوجـده وال خيلقـه, والشـتبهت عليـه صفات املخلوقات عىل اختالف أجناسها تعاىل اهللا عن ذلك علوا كبريا

.ليس له تعلق صلوحي ألن من صلح ألن يعلم فليس بعامل يف احلال) ١(مثـــال الواجبـــات ذاتـــه وصـــفاته وأســـامؤه فيعلمهـــا عـــىل احلقيقـــة, مثـــال املـــستحيالت الزوجـــة ) ٢(

ومثــــال اجلــــائزات أنــــه يعلــــم . والولــــد والــــرشيك وســــائر النقــــائص فيعلمهــــا مــــستحيلة منفيــــة عنــــه سبحانه وتعاىل مجيع اجلائزات ذات املمكنات وصفاهتا وأسامءها

٥٠

تسھيل تھذيب العقيدة

القضاء والقدر

.ث صفات السابقة القدرة واالرادة والعلم بالثالهذه املسألة هلا عالقة ما يربط القضاء بالقدر هو االرادة التنجيزية ويفرتقان بالعلم والقدرة التنجيزية

فالقضاء يتعلق بالعلم التنجيزي بينام القدر يتعلق بالقدرة التنجيزية جيزي تعلق القدرة التنجيزي مرتب يف التعلق واحلصول عىل تعلق اإلرادة التن

تعلـــق اإلرادة مرتـــب عـــىل تعلـــق العلـــم يف التعلـــق أيـــضا ال يف الوجـــود, ألن الواقـــع أهنام قديامن

وهذا معنى قوهلم جيب اإليامن بالقضاء والقدر ألن حقيقة القدرة صفة أزلية يتأتى هبا إجياد كل ممكن وإعدامه عىل وفق اإلرادة

بــبعض مــا جيــوز عليــه عــىل وحقيقــة اإلرادة صــفة أزليــة يتــأتى هبــا ختــصيص املمكــن وفق العلم

تعلق القدرة فرع عن تعلق اإلرادة أي تابع لـه ومتـأخر عنـه يف التعقـل ال يف الزمـان بمعنى أن العقل ال يدرك قادرا إال مريدا

كــذلك تعلــق اإلرادة فــرع عــن تعلــق العلــم أي تــابع لــه ومتــأخر عنــه يف التعقــل ال يف .قل مريدا إال برشط كونه عالامالزمان أي أن العقل ال يمكن أن يتع

لـــذلك ال يلـــزم مـــن قـــول أهـــل الـــسنة األشـــاعرة مـــن ان اهللا خـــالق أفعـــال العبـــاد كـــام رشحناها سابقا من الزام كون االنسان جمبور عىل فعله

٥١

تسھيل تھذيب العقيدة

الحياة

واملـــراد بـــصفات . صـــفة أزليـــة تـــصحح ملـــن قامـــت بـــه أن يتـــصف بـــصفات اإلدراك

لعلماإلدراك السمع والبرص وا أي ال تطلب أمرا زائدا عىل قيامها بمحلهاوال تتعلق بيشء

احليــاة رشط عقــيل يف مجيــع صــفات املعــاين يلــزم مــن عــدمها عــدم اإلدراك وال يلــزم من وجودها وجود اإلدراك وال عدمه

اللهــم يــا ": × وقولــه )وتوكــل عــىل احلــي الــذي ال يمــوت(قولــه تعــاىل : والــدليل . األمة عىل أن اهللا تعاىل حي بحياةوقد أمجعت". حي يا قيوم

:البرھان العقلي إذا علمنــــا أنــــه عــــامل قــــادر مريــــد علمنــــا أنــــه حــــي الســــتحالة وجــــود العلــــم والقــــدرة

واإلرادة من املوات

٥٢

تسھيل تھذيب العقيدة

السمع والبصر

وانكشاف السمع يباين انكشاف البرص. صفة أزلية ينكشف هبا هللا كل موجود )١(اف بل يف حقيقتهام وتعلقهام اخلاص هبامال يزيدان عىل علمه يف االنكش

يــــسمع ســــبحانه ويــــرى يف األزل ذاتــــه العليــــة ومجيــــع صــــفاته الوجوديــــة التــــي منهــــا ســمعه وبـــرصه ويــسمع ويـــرى مـــع ذلــك فـــيام ال يـــزال ذوات الكائنــات كلهـــا ومجيـــع

صفاهتا الوجودية كيف ما كان كل منهام ) ٢( كام يتوهم املجسمةسمعه تعاىل صفة من صفاته, وليس عضوا منه

تعلقهــــام بذاتــــه وصــــفاته الوجوديــــة تنجيــــزي قــــديم, وبــــذوات الكائنــــات وصــــفاهتا .الوجودية تنجيزي حادث وصلوحي قديم

يـــسمع ســـمعه بـــسمعه ويبـــرص بـــرصه ببـــرصه كـــام أنـــه وهـــي مـــن صـــفات االنكـــشاف يعلم علمه بعلمه, ألن صفات االنكشاف تتعلق بأنفسها

قديام كان أوحادثا إال أهنا يف الشاهد خمتصة ببعض املوجـودات تعلقها باملوجودو لتخصيصه تعاىل بذلك

انــــت املوجــــودات قديمــــة كذاتــــه العليــــة ومجيــــع صــــفاته وهــــو تعلقهــــام بــــاملوجودات ســــواء ك) ١(

املوجودة, أو حادثة كذوات الكائنات ومجيع صفاهتا الوجوديةيقولــون إن هللا عينــني وإن كــل عــني مــنهام يــشار إليهــا إشــارة غــري مــا يــشار إىل األخــرى, وأن ) ٢(

. ءات املجــسمةإحــدامها عــىل يمــني األخــرى, فهــذا جتــسيم حمــض, تعــاىل اهللا عنــه, وهــو مــن افــرتاوأمــا نحــن فنقــول كــام أن هللا صــفة هــي العلــم فلــه أيــضا صــفة هــي الــسمع وســمعه بــال عــضو وال

)حاشية الشيخ سعيد فودة(جارحة, كام هو يف املخلوق, وكذا يقال يف برصه

٥٣

تسھيل تھذيب العقيدة

وإنــام تــدعون ســميعا : "× وقولــه )وهــو الــسميع البــصري(قولــه تعــاىل : والــدليل وأمجعت األمة عىل أن اهللا تعاىل سميع بصري". بصريا

:البرھان العقلي ادها التــي هــي الــصمم والعمــى لــو مل يتــصف هبــذه الــصفات لــزم أن يتــصف بأضــد

والـــبكم, وهـــذه األضـــداد هـــي نقـــائص ال جتـــوز نـــسبتها إىل املـــوىل العظـــيم فـــالنقص عليـــــه حمـــــال, بمعنـــــى أنـــــه ممتنـــــع عقـــــال ونقـــــال, فلـــــو مل يتـــــصف هبـــــا لـــــزم أن يتـــــصف بأضدادها ألن املحل القابل للوصف ال خيلو عن االتصاف به أو بمثله أو بـضده,

ال ألهنا نقائصلكن اتصافه بأضدادها حم

رؤية هللا

تبــارك وتعــاىل عــىل مــذهب أهــل احلــق وجــاز ســامعهم هللا جــازت رؤيــة املخلوقــات لكالمــــه القــــائم بذاتــــه العليــــة مــــع أن الرؤيــــة يف الــــشاهد إنــــام جــــرت العــــادة بتعليقهــــا بــاألجرام وألواهنــا وأكواهنــا والــسمع يف الــشاهد إنامجــرت العــادة بتعلقــه بــاحلروف

ت ولـــــام اســـــتحال دخـــــول التخـــــصيص يف صـــــفات املـــــوىل تبـــــارك وتعـــــاىل واألصـــــواالســتلزامه االفتقــار إىل املخــصص املــستلزم للحــدوث وجــب تعمــيم تعلــق صــفاته .تعاىل بكل ماتصلح له ألهنا واجبة فال يمكن أن تتصف باميقتيض حدوثها

ا فهـــو تبـــارك وتعـــاىل مـــن الـــصفات الذاتيـــة وكامالهتـــاهللا والقاعـــدة أن كـــل مايقبلـــه واجب الستحالة اتصافه جل وعال باجلائزات

٥٤

تسھيل تھذيب العقيدة

الكالم

حقيقــة الكــالم هــو املعنــى القــائم بالــذات املعــرب عنــه بالعبــارات املختلفــات املبــاين من اختالف املخارج جلنس احلروف واألصوات املنزه عن التقديم والتأخري

ات املتعلـــق بـــام الكـــل والـــبعض واللحـــن واإلعـــراب وســـائر أنـــواع التغـــريمنـــزه عـــن .يتعلق به العلم من املتعلقات

كـــالم اهللا لـــيس بـــصوت ألن وكـــالم اهللا تعـــاىل لـــيس بحـــروف ألن احلـــروف حادثـــةولــيس بــرس أيــضا .األصــوات حادثــة, واحلــروف واألصــوات فــيهام تقــديم وتــأخري

.وال جهر ألهنام من كالم احلوادث .تمد عند أهل السنة املع وهو احلق ووكالم اهللا تعاىل منزه عن ذلك

كالم هللا في كتبه

لام كانـت حـروف القـرآن دالـة عـىل كالمـه تعـاىل أطلـق عـىل القـرآن أنـه كـالم اهللا مـن عليــه بــتالوة اللــسان وكــالم اجلنــان وكتابــة البنــان بــاب تــسمية الــدال باســم املــدلول

فهــــو موجــــود فيهــــا فهــــام وعلــــام الحلــــوال ألن الــــيشء لــــه وجــــودات أربــــع و جــــود يف األعيـــــان ووجـــــوديف األذهـــــان ووجـــــود يف اللـــــسان ووجـــــود يف البنـــــان أي بالكتابـــــة

ول هوالوجودالــــذايت احلقيقــــي وســــائر الوجــــودات إنامهــــي باألصــــابع فــــالوجود األباعتبـــار الداللـــة والفهـــم وهبـــذا تعـــرف أن الـــتالوة غرياملتلـــو والقـــراءة غـــري املقـــروء والكتابـــة غرياملكتـــوب ألن األول مـــن كـــل قـــسم مـــن هـــذه األقـــسام حـــادث والثـــاين

منها قديم الهناية له

٥٥

تسھيل تھذيب العقيدة

ألهنــا ظهــرت منــه تعــاىل . م اهللا تعــاىليطلـق عــىل الكتــب املنزلــة عــىل الرســل أهنـا كــالإحـــداثا وتركيبـــا, ومل حيـــدثها غـــريه, وال جيـــوز أن يقـــال إن جربيـــل عليـــه الـــسالم هـــو

, بـل اهللا تعـاىل × الذي ركـب هـذه احلـروف يف نفـسه ثـم أنزهلـا عـىل سـيدنا حممـد ×علم جربيل هذه األلفاظ وأمره بإنزاهلا عىل سيدنا حممد

بكالم اهللا, إما ألهنا دالة عىل بعض مدلوله املرتجم هبا عنهسمى الكتب الساموية وإمـــا ألن اهللا تعـــاىل خلـــق تلـــك األلفـــاظ وأنزهلـــا عـــىل رســـله بواســـطة جربيـــل, فهـــي

كالم اهللا بمعنى أهنا خملوقة هللا وليست من تأليف اخللقوهــذه األلفــاظ ليــست هــي نفــس الــصفة النفــسية كــام يتــوهم الــبعض, بــل هــي دالــة

اللــة عقليــة أو عرفيــة, ألن األلفــاظ مركبــة وحادثــة , والــصفة النفــسية التــي عليهــا د. هـــي الكـــالم ال جيـــوز أن تكـــون كـــذلك, ألن احلـــوادث ال تقـــوم باخلـــالق عـــز وجـــل .ومن هذا الباب يطلق عىل هذه الكلامت املنزلة عىل الرسل أنه كالم اهللا تعاىل

د بكـــالم اهللا ألفـــاظ الكتـــب ال جيـــوز أن يقـــال كـــالم اهللا خملـــوق أو حـــادث, ويقـــص الساموية لئال يتوهم من ذلك حدوث الكالم القديم

وكذا ال جيوز أن يقال القرآن خملوق أو حادث ألن القرآن يطلق عىل اللفـظ املنـزل لإلعجــــاز, وعــــىل صــــفة الكــــالم القائمــــة بــــذات اهللا ×عــــىل نبينــــا وموالنــــا حممــــد

ق أو حـادث حـدوث الـصفة القائمـة تعاىل, فربام يتوهم مـن إطـالق أن القـرآن خملـوأي جيـوز ذلـك لـئال يـسبق إىل . بذاته تعاىل, نعم جيوز أن يقال ذلك يف مقام التعليم

.الوهم أن هذه احلروف املركبة املنزلة عىل الرسل قديمة ال بداية هلا

٥٦

تسھيل تھذيب العقيدة

) ١(مجيـــــــــع الواجبـــــــــات عـــــــــىل مـــــــــا ال يتنـــــــــاهى مـــــــــنالكـــــــــالم النفـــــــــيس هللا تعـــــــــاىل دال تعلق داللة وإخبار ) ٣( واملستحيالت )٢(واجلائزات وأما الكالم املنزل عىل .)٤(

الرســــل صــــلوات اهللا تعــــاىل علــــيهم, فيــــدل عــــىل بعــــض مــــدلوالت كــــالم اهللا تعــــاىل النفـــيس, أي إن الكتـــب الـــساموية ال تـــدل عـــىل مجيـــع معلومـــات اهللا عـــز وجـــل, وال

ظ ترمجــة عــن بعــض مدلولــه ولــذا تلــك األلفــا فعــىل مجيــع مــدلوالت كالمــه النفــيس اختلف باختالف األلسنة واللغات

كـــالم اهللا يطلـــق باالشـــرتاك عـــىل احلـــيس والنفـــيس الـــذي هـــو الـــصفة القديمـــة فهـــو حقيقــــة عرفيــــة يف كــــل, فاحلــــيس مــــا كــــان بحــــرف وصــــوت مدلولــــه بعــــض مــــدلول

والنفـــــيس مـــــا لـــــيس بحـــــرف وال صـــــوت وال . الكـــــالم النفـــــيس القـــــائم بذاتـــــه تعـــــاىلف بتقــــديم وال تــــأخري وال تقــــسيم وال بدايــــة وال هنايــــة, يتعلــــق بــــام يتعلــــق بــــه يوصــــ

٠العلم من املتعلقات وهو قديم ليس بمخلوق

)قل هو اهللا أحد(مثال داللة الكالم عىل الواجب قوله تعاىل ) ١( )وربك خيلق ما يشاء وخيتار(ىل مثال داللته عىل اجلائز قوله تعا) ٢( )لو كان فيهام آهلة إال اهللا لفسدتا(مثال داللته عىل املستحيل قوله تعاىل ) ٣(وتعلقـــه بالنـــسبة للواجـــب واملـــستحيل تنجيـــزي قـــديم وبالنـــسبة ألفعـــال املكلفـــني صـــلوحي ) ٤(

قديم وتنجيزي حادث

٥٧

تسھيل تھذيب العقيدة

مــا مــنكم مــن أحــد "× وقولــه )وكلــم اهللا موســى تكلــيام(قولــه تعــاىل : والــدليل وأمجعـت أهـل الـسنة عـىل أن " إال وسيكلمه ربه يوم القيامة لـيس بينـه وبينـه ترمجـان

. تعاىل متكلم بكالم قديم أزيلاهللا :البرھان العقلي

تبـــارك وتعـــاىل عـــامل بجميـــع املعلومـــات واهللا أن كـــل عـــامل بـــأمر يـــصح أن يـــتكلم بـــه فصح أن له كالما مايتعلق هبا لـــــزم أن يتـــــصف بأضـــــدادها التـــــي هـــــي الـــــبكم, وهـــــذه ة لـــــو مل يتـــــصف هبـــــذه الـــــصف

العظـيم فـالنقص عليـه حمـال, بمعنـى األضداد هي نقائص ال جتوز نسبتها إىل املوىلأنــــه ممتنــــع عقــــال ونقــــال, فلــــو مل يتــــصف هبــــا لــــزم أن يتــــصف بأضــــدادها ألن املحــــل القابــــــل للوصــــــف ال خيلــــــو عــــــن االتــــــصاف بــــــه أو بمثلــــــه أو بــــــضده, لكــــــن اتــــــصافه

بأضدادها حمال ألهنا نقائص

تكليم موسى

: قال اهللا تعاىل

عليـــه الـــسالم كـــان بـــالكالم النفـــيس عـــىل التحقيـــق تكلـــيم اهللا تعـــاىل لـــسيدنا موســـى عنــد األشــاعرة وبعــض الامتريديــة خالفــا للمعتزلــة والــبعض اآلخــر مــن الامتريديــة, فتقسيم الكالم النفيس إىل أمر وهني وخرب واستخبار ووعد ووعيد, إنـام هـو لتلـك سامهااملدلوالت التي يدل عليها الكالم احليس وأما الصفة القديمة فيستحيل انق

٥٨

تسھيل تھذيب العقيدة

كـــالم اهللا تعـــاىل للنبـــي موســـى عليـــه الـــسالم أنـــه أزال منـــه الامنـــع حتـــى ســـمع كالمـــه القــديم الـــذي لـــيس بحـــرف وال صـــوت عـــىل مـــذهب اإلمـــام األشـــعري وأكثـــر أهـــل الــسنة, ثــم رد عليــه الامنــع فلــم يــسمع ولــيس أن اهللا تعــاىل ابتــدأ كالمــه ملوســى وال

مــــه تعــــاىل قــــديم والقــــديم ال يتغــــري وال انعــــدام كالمــــه بعــــد رد الامنــــع عليــــه ألن كال يتبدل

٥٩

تسھيل تھذيب العقيدة

الصفات المعنوية : ثانيا

) ١(الـــــــصفات املعنويـــــــة قـــــــال هبـــــــا مـــــــن أثبـــــــت احلـــــــال. او أحكـــــــام صـــــــفات املعـــــــاين

)٢(.واألحوال صفات قائمة بالذات زائدة عىل قيام صفات املعاين هبا بنفـي احلـال, واملعنويـة عنـدهم راجعـة للمعـاين يأما اجلمهور تبعا لالمـام األشـعر

أن هلــا ثبوتـــا يف اخلـــارج ال)١(, وهــي عبـــارة عـــن قيــام املعـــاين بالـــذاتألهنــا اعتباريـــة )٢(عن الذهن

بعة أي معناهــا مــن بــاب احلــال فمــدلول إن مــدلول األكــوان الــس: قــالوا . االمــام البــاقالين ) ١(

كونــه قــادرا عنــدهم حــال قائمــة بالــذات العليــة زائــدة عــىل قيــام القــدرة بذاتــه تعــاىل وهــي مــدلول القادرية عندهم أيضا, ومدلول كونه تعاىل مريـدا حـال قائمـة بذاتـه تعـاىل زائـدة عـىل قيـام اإلرادة

هباهــذا التهــذيب تبعــا لإلمــام الــسنويس يف أصــل وقــد مــشينا نحــن عــىل هــذا املــذهب األخــري يف ) ٢(

الكتــاب ورشحــه لألنــصاري, ولــذا عــددنا فيهــا تلــك األكــوان مــن الــصفات, وأمــا عــىل املــذهب الثــــاين فــــال تعــــد األكــــوان الــــسبعة ألن مــــدلوهلا الــــذي هــــو قيــــام صــــفات املعــــاين بالــــذات لــــيس يف

عتــرب ال يف اخلــارج عنــه, وقــد احلقيقــة مــن الــصفات بــل هــو أمــر اعتبــاري أي أمــر ثابــت يف ذهــن املحاشـــية (مـــشى اإلمـــام الـــسنويس يف عقيدتـــه صـــغرى الـــصغرى عـــىل هـــذا املـــذهب وهـــو األصـــح

)الشيخ سعيد فودة

٦٠

تسھيل تھذيب العقيدة

وجــــه لــــزوم هــــذه األكــــوان الــــسبعة و بــــل املالزمــــة مــــن الطــــرفني مالزمــــة هلــــاوهــــي وجودية إذا قامـت بموصـوف للمعاين أن كال من املعاين صفة وجودية وكل صفة

قديم أو حـادث لـزم أن يكتـسب منهـا حـاال ال تثبـت لـه عنـد عـدم تلـك الـصفة منـه, فمن قامت به القدرة لزم أن يكتسب حاال وهي أن يكـون قـادرا عـىل مـا تعلقـت بـه

تلك القدرة, ويعرب عن هذه احلال بكونه قادرا وبالقادرية ر وليــــــست مــــــن الواجبــــــات العرضــــــة وهــــــي مــــــن الواجبــــــات الذاتيــــــة عنــــــد اجلمهــــــو .الرضورية أي اجلائز الرضوري كام بينا سابقا

قــالوا إن ثبوهتـــا مــن املحـــال, وإن مــدلول األكـــوان الــسبعة هـــو قيــام صـــفات املعــاين بالـــذات ) ١(

نفــس قيــام القــدرة بالــذات وهــو العليــة ال صــفات زائــدة عليــه, فمــدلول كونــه قــادرا عنــدهم هــو مدلول القادرية عندهم

وأمــا عــىل مــذهب غــريه مــن القــول بثبــوت األحــوال وهــي صــفات ثبوتيــة ليــست بموجــودة ) ٢(وال معدومة تقـوم بموجـود فتكـون هـذه الـصفات املعنويـة صـفات ثابتـة قائمـة بذاتـه تعـاىل فالبـد

هلـذه أي ملزومـة هلـا وىل وكـون األوىل علـالمن ذكرهاإال أنه لوحظ فيها كوهنا مالزمة للـسبع األإذ اليــصح اتــصاف حمــل بكونــه قــادرا أوعــالام مــثال إال إذا قامــت بــه القــدرة أوالعلــم وكــذا البــاقي

ولذلك كانت سبعا مثل األوىل

٦١

تسھيل تھذيب العقيدة

تقــوم : أي (والفــرق بــني املعــاين واملعنويــة أن املعــاين وجوديــة تعقــل ذهنــا وخارجــا واملعنويــــــة ثبوتيـــــــة تعقـــــــل ذهنـــــــا ال )١()بموجــــــود وليـــــــست موجـــــــودة باالســـــــتقالل

.خارجا

بحق هللا معرفة عشرين مستحيال: ثالثا

نفــي كــل كــامل لــه تعــاىل نقــص, جيــب تنزيــه ب الــسابقة هــي أضــداد العــرشين الواجبــةاهللا عنه, وكل ما قدره العقل من نقص يستحيل عـىل اهللا تعـاىل, فيجـب علينـا نفيـه

.عىل العموم : يف حقه سبحانه مستحيلةوهي العدم وهو ضد الوجوديستحيل عليه .١لتجـــدد بعـــد العـــدم فكـــل مـــن مل يكـــن ثـــم كـــان هـــو او: احلـــدوث يـــستحيل عليـــه .٢

فهو احلادثطــرو العــدميــستحيل عليــه .٣ أي االنقــضاء بعــد الوجــود وهــو وهــو ضــد البقــاء:

الفناء عبـارة واملامثلـة. وهو ضـد خمالفـة احلـوادث : املامثلة للحوادثيستحيل عليه .٤

عن املشاهبة للحوادث يف الذات والصفات واألفعال : مستحيلة بحقه تعاىلعرشةأنواع املامثلة

وال معدومـــة عـــدما رصفـــا بـــل هـــي واســـطة بـــني املوجـــود واملعـــدوم, أي إهنـــا مل تبلـــغ درجـــة ) ١(

إىل درجة املعدوم, ولعدم بلوغها درجة املعدوم ال متكن رؤيتهااملوجود ومل تنحط

٦٢

تسھيل تھذيب العقيدة

)١(أن يكون جرما يستحيل عليه : األول أن يكون عرضا يقوم باجلرم يستحيل عليه : الثاين الهنا فرع عن املكان والتحيز أن يكون يف جهةيستحيل عليه : الثالث . أن يكون له هو جهةيستحيل عليه : الرابع النه فرع عن التحيز )٢(كان أن يكون يف ميستحيل عليه : اخلامس )٣( أن يكون يف زمانيستحيل عليه : السادس

واجلـــرم . اجلـــرم أخـــص مـــن الـــذات والـــذات أعـــم, فكـــل جـــرم ذات ولـــيس كـــل ذات جرمـــا) ١(

. يشمل اجلسم املركب واجلوهر الفردألن اهللا لــو كــان لــه مكــان لكــان جرمــا ولــو كــان جرمــا النتفــت املخالفــة نفــي املكــان يــستلزم ) ٢( .حلدود عن ذات اهللا تعاىل, كام نص عليه أهل السنةنفي ا

احلــــد معنــــاه هــــو طــــرف الــــذات وهنايتهــــا مــــن جهــــة مــــن اجلهــــات, الــــذي عنــــده تبــــدأ ذات أخــــرى مفروضــة أو موهومــة, وهــذا املعنــى منفــي عــن اهللا تعــاىل مطلقــا, فــاهللا تعــاىل لــيس لذاتــه حــدود,

.وهنايات, ألن هذا يستلزم كون الذات جسام املكـان الـذي نفينـاه عـن اهللا تعـاىل يف املـتن هـو بمعنـى االسـتقرار عـىل الـيشء, فـاهللا تعـاىل ومعنى

ال جيوز أن يقال إنه مستقر عىل العرش, وال عىل غريه استقرار مماسة وجلـوس, وهـذا هـو الـذي يــسميه املجــسمة والــذين ينتــسبون إىل الــسلف باالســتواء, فهــم يقولــون إن اهللا تعــاىل مــستو عــىل

وهــذا املعنــى باطــل ال يقــول بــه ! رش بمعنــى مــستقر عليــه بمامســة, وهــو نفــس معنــى اجللــوسالعــ إال املجسمة

ألن اهللا لو مر عليه زمان لامثل احلوادث) ٣(

٦٣

تسھيل تھذيب العقيدة

)١( أن يكون حمال للحوادثيستحيل عليه : السابعالنه فرع عن احلجم واملقدار )٢( أن يكون متصفا بالصغريستحيل عليه : الثامن واحلد ...يف احلجم )٣( أن يكون متصفا بالكربيستحيل عليه : التاسع )٤( أن يكون متصفا باألغراض يف األفعال واألحكاميستحيل عليه : العارشوإن كانـــت منزهـــة عـــن الغـــرض لكـــن ال ختلـــو عـــن حكمـــة وإن مل تـــصل إليهـــا .١

)عقولنــــا, ألهنــــا لــــو مل تكــــن حلكمــــة لكانــــت عبثــــا وهــــو حمــــال عليــــه تعــــاىل ١ )

مثل احلركـة والـسكون وغريمهـا, ألن حـدوث صـفة يلـزم منـه حـدوث املوصـوف وهـذا مـن ) ١( أوجه املامثلة املستحيلة

األجــزاء والكــرب عبــارة عــن كثرهتــا, ألن الــصغر والكــرب مــن خــواص فالــصغر عبــارة عــن قلــة) ٢( وهو من أوجه املامثلة املستحيلة. األجزاء واهللا تعاىل منزه عن هذا

فهــو كــرب ) فــاحلكم هللا العــيل الكبــري(الكــرب بمعنــى عظمــة الــشأن فهــو واجــب هللا قــال تعــاىل ) ٣( يقوله املجسمةبمعنى عظم القدرة والسلطان ال بمعنى كرب احلجم كام

ويـــستحيل عـــىل اهللا تعـــاىل أن يتـــصف بـــاألغراض يف األفعـــال أو األحكـــام واألغـــراض مجـــع ) ٤(ملراعاة املصالح ودفع املفاسـد ألن ذلـك بالنـسبة إىل ) أي احلامل عىل فعل(غرض وهو الباعث

ذاته حمال إذ ال حيتاج إىل جلب منفعة وال دفع مرضة ألنه هو الغني عن كل ما سواهراد باألفعــــال اإلجيــــاد واإلعــــدام واإلعــــزاز واإلذالل واإلحيــــاء واإلماتــــة واإلغنــــاء واإلفقــــار, املــــ

واملــراد باألحكــام أحكــام الــرشيعة وهــي الواجــب واملنــدوب واملحــرم واملكــروه واملبــاح, فلــيس فعله لغرض وال حكمه لغرض بل ذلك فضل منه أو عدل منه

٦٤

تسھيل تھذيب العقيدة

هللا فمن سبق علمـه بالـيشء ال يفعـل واملصصح للتنزيه عن الغرض هو علم اوهـذا منـزه عـن ! لغرض كحافر البئر لغرض استخراج الامء وقد ال خيـرج منـهوبـام يرتتـب علـيهام فـال . اهللا ألن اهللا يعلم علام مطلقا بـام سيحـصل منـذ األزل

تكون األمور املرتتبة عىل أفعاله وأحكامه حاملة له عليهام ب عليــه مــصلحة هلــم وال دفــع مــرضة إذ ال جيــب وأمــا بالنــسبة إىل خلقــه فــال جتــ .٢

عليــه الــصالح واألصــلح خالفــا للمعتزلــة, فــالغرض عــىل كــل حــال حمــال وال يلـــــزم مـــــن نفـــــي الغـــــرض العبـــــث والـــــسفه, ألن الـــــسفيه هـــــو اجلاهـــــل بعواقـــــب

, ) أفحــــسبتم أنــــام خلقنــــاكم عبثــــا(وقــــد نفــــى اهللا الــــسفه بقولــــه تعــــاىل . األمــــور )السموات واألرض وما بينهام العبنيوما خلقنا (وقال تعاىل

أن ال يكون قائام بنفسه فيستحيل عليه االفتقار واالحتياج .٥ احداأن ال يكون واحداالتعدد والرتكيب فيستحيل عليه تعاىل .٦فـال تـأثري لـيشء مـن ويستحيل عىل اهللا تعـاىل أن يكـون معـه رشيـك يف األفعـال .٧

بقــــوة جعلهــــا اهللا فيــــه بطبعهــــا والاب العاديــــة وغريهــــا ال الكائنــــات يف األســــب

يكــــون مقــــصودا مــــن الفعــــل أو احلكــــم بحيــــث والفــــرق بــــني الغــــرض واحلكمــــة أن الغــــرض ) ١( ..يكون باعثا وحامال عليه واحلكمة ال تكون كذلك

احلكمة ما يرتتب عىل الفعل أو احلكم وال يكـون باعثـا عليـه كـالركوب والزينـة فـإهنام احلكمـة يف وإنام مل تكـن احلكمـة باعثـا ألن صـاحبها يعلـم قبـل أن يـصدر. خلق اهللا للخيل والبغال واحلمري

منـــه الفعـــل واحلكـــم أهنـــا ترتتـــب قطعـــا عـــىل فعلـــه وحكمـــه بخـــالف صـــاحب الغـــرض فإنـــه يريـــد ويقصد من فعله وحكمه حصول غرضه وال يعلم هل يرتتب غرضه عليهام أو ال يرتتب

٦٥

تسھيل تھذيب العقيدة

فهـو اثبـات أمـر ألمـر وهـذا مـن مفهـوم احلكـم العـادي )١(مقابل صفة القدرةمتوقفــــا عــــىل التجربــــة والتكــــرار بعكــــس احلكــــم العقــــيل الــــذي ال يتوقــــف عــــىل

وغايـــــة مـــــا دلـــــت عليـــــه العـــــادة الـــــربط بـــــني أمـــــرين . التجربـــــة والتكـــــرار بـــــأربع :احتامالت ود بوجود الشبع باألكلارتباط وج .١ ارتباط عدم بعدم كعدم الغيوم بعدم املطر .٢ ارتباط وجود بعدم كالربد بعدم لبس الثياب .٣ ارتباط عدم بوجود كعدم املرض بوجود اجلراثيم .٤

الـربط الـذي حـصل يف احلكـم و , مع صحة التخلف وعدم تأثري أحدمها يف اآلخر لـــــزوم عقـــــيل والربـــــط تـــــأثريمن العـــــادي إنامهـــــوربط اقـــــرتان وداللـــــة جعليـــــة الربـــــط

فــال تــأثري لألســباب العاديــة يف مــسبباهتا فــال تــأثري للنــار يف احلــرق وال للطعــام يف الــشبع وال ) ١(

وهكذا فمن اعتقد أن شيئا منها يؤثر بنفسه فـال نـزاع يف كفـره, ومـن اعتقـد أن للسكني يف القطع شــيئا منهــا يــؤثر بقــوة أودعهــا اهللا فيــه فهــو فاســق مبتــدع, ويف كفــره قــوالن والــراجح عــدم كفــره, كمن اعتقد أن العبد خيلق أفعال نفسه االختيارية بقدرة أودعها اهللا فيه, ومن اعتقد أنـه ال تـأثري

ا وإنــام املــؤثر هــو اهللا تعــاىل لكــن بينهــا وبــني مــسبباهتا تــالزم عقــيل فمتــى وجــدت النــار لــيشء منهــمــثال وجــد احلــرق, فهــو جاهــل بحقيقــة احلكــم وربــام جــره ذلــك إىل الكفــر, ألنــه يؤديــه إىل إنكــار األمور اخلارقة للعادة كمعجزات األنبياء عليهم الصالة والسالم, وكبعث األجسام, فال ينجـو

اعتقد أنه ال تأثري ليشء منها وأنه ال تالزم بينها وبني مـسبباهتا بـأن اعتقـد صـحة التخلـف إال من فيمكن أن يوجد السبب وال يوجد املسبب

٦٦

تسھيل تھذيب العقيدة

أحــــدمها يف اآلخــــر فأرشنــــا إىل عــــدم الــــربط فيــــه بطريــــق اللــــزوم الــــذي يــــشبه اللــــزوم مع صحة التخلف العقيل بقولنا

وإحـرتز بقولـه التكـرر مــن الـربط بـني أمــرين عقـال أورشعـا كــالربط العقـيل بـني قيــام زوال الـــشمس العلــم بمحــل وبـــني كــون ذلــك املحـــل عــالام وكــالربط الـــرشعي بــني

ووجوب صالة الظهر مثال فهذان الربطان اليسمى واحد منهام عاديا لعدم توقفـه عىل تكرر

بـسبب هـذه اجلهالـة احـرتازا النكـار يف الربط بني العاديات وقولنا بصحة التخلف مـــع اســـتمراراحلياة ألن ذلـــك كلـــه يف النـــار واخللـــود البعـــث وإحيـــاء امليـــت يف القـــرب

.ة املستمرة يف الشاهدعىل خالف العاد فيــه ربــط تــأثريأوولــيس ربــط اقــرتان جعــىل يــصح فيــه التخلــف هــو احلكــم العــادي

اليمكــن فيــه التخلــف فإنــه يــصدق عليــه أنــه جاهــل ومــن قــال بعكــس ذلــك ب. لــزوم أن اجلهـــل بالـــصفة جهـــل عنـــد األشـــاعرةبـــاحلكم العـــادي بنـــاء عـــىل القـــول األظهـــر

.باملوصوف

٦٧

تسھيل تھذيب العقيدة

العبادأفعال

خلق أفعال العباد

ال تـأثري للعبـاد لذلك ال جيوز التمثيل بني اهللا تعاىل وبني العباد يف يشء من األموراهلل خــالق كــل يشء{:لقولــه تعــاىل وغــريهم مــن األحيــاء يف أفعــاهلم وكــل للعمــوم }

واهلل خلق{ال جيــوز ختصيــصها بمخــصص لــشاهد يعــضد منهــا قولــه تعــاىل كــم ومــا تعملــون مــذهب أهــل احلــق أن كــل املحــدثات فعــل اهللا تعــاىل : ") ١(قــال النــووي }

نـــــسبة اخللـــــق والتـــــأثري لقـــــدرة العبـــــاد تـــــستلزم فـــــإن "وخلقـــــه ســـــواء خريهـــــا ورشهـــــاالتــشبيه, ونحــن جزمنــا أهنــا متعلقــة بالفعــل فــال بــد إذن أن يكــون تعلقهــا عــىل وجــه

)٢(الوجه هو الذي سامه أهل السنة بالكسبغري اخللق والتأثري, وهذا .وهي قسامن اضطرارية واختيارية

فاألفعــال االضــطرارية هــي التــي خيلقهــا اهللا يف احلــي وال يكــون لــه فيهــا اختيــار . ١وال قــدرة كحركــة االرتعــاش فــإن صــاحبها مــضطر وجمبــور عليهــا فالرعــشة حتــدث

"٥٩/ ٦" رشحه عىل مسلم) ١(ولـــيس للعبـــد إال جمـــرد امليـــل حالـــة االختيـــار, ولـــذا طلـــب بالتوبـــة واإلقـــالع : قـــال الـــصاوي ) ٢(

حاشــية الــصاوي "(حلــدود, والثــواب والعقــاب, وهــذا هــو الكــسبوالنــدم, واســتحق التعزيــر وا )٢٣٠/عىل جوهرة التوحيد ص

٦٨

تسھيل تھذيب العقيدة

ألفعــال االضــطرارية هــو اهللا تعــاىل عــىل خــالف إرادتــه, وال خــالف يف أن اخلــالق ل . ل سبحانه بإسقاط التكليف عن املضطروقد تفض األفعال االختيارية فهي التي خيلقها اهللا يف احلي . ٢

ويكون له فيها اختيار. ١ وخيلق اهللا معها قدرة.٢

يف العبــــــد مــــــثال كالقيــــــام اىل إذا أراد خلــــــق فعــــــل اختيــــــاري وبيــــــان ذلــــــك أن اهللا تعــــــوامليش فإنه جل وعـال خيطـره ببـال العبـد وجيعـل خللقـه سـببا وهـو اختيـاره والقعود

لـــذلك الفعـــل, أي إرادتـــه لـــه وميلـــه إليـــه, فـــإذا اختـــاره وتوجـــه إليـــه خلقـــه اهللا فيـــه, وخلــــق لــــه معــــه قــــدرة, وهــــي صــــفة وجوديــــة تتعلــــق بالفعــــل االختيــــاري أي تــــرتبط

ب العاديــة خيلــق اهللا الفعــل فهــي كاألســبا وتقــرتن بــه مــن غــري أن يكــون هلــا فيــه تــأثريعنــدها أي معهـــا ال هبـــا, وال يلـــزم مـــن تعلقهـــا بالفعـــل االختيـــاري تأثريهـــا فيـــه, ألن الصفة قد تتعلق وال تؤثر كالعلم فإنه من الصفات املتعلقة وال تأثري لـه فـيام يتعلـق

بـــل االقـــرتان بـــني القـــدرة احلادثـــة واإلرادة احلادثـــة وبـــني الفعـــل احلـــادث القـــائم. بـــهبالعبد إنام يسمى كسبا أو فعـال أي ال عـىل سـبيل اخللـق, ألن اخللـق هـو اإلجيـاد مـن

.العدم, واإلجياد من العدم ال جيوز إال هللا تعاىل

٦٩

تسھيل تھذيب العقيدة

الخير والشر مخلوقان

ال ينسب إال اخلري هللا وال ينسب الرش إليه ومعلوم أن اهللا تعاىل ال يرىض بالرش

إىل اهللا تعاىل إنام هو بسبب أن البعض قد يتوهم أن نـسبة الـرش املنع من نسبة الرشإليه تعاىل تقتيض أن يكون رشيرا, ومع أن هذا باطل, ألن الـرشير هـو مـن اكتـسب الـــرش ال مـــن خلقـــه, والكـــسب فيـــه جهـــة اتـــصاف, واخللـــق جمـــرد فعـــل يف احلقيقـــة ال

إنــام " صــفات األفعــال"صــفة كــام بينــا قبــل ذلــك يف صــفات األفعــال, وقلنــا إن قولنــا هــــو عــــىل ســــبيل التجــــاوز ألن الفعــــل يف احلقيقيــــة لــــيس صــــفة, فالــــصفة تقتــــيض أن

فلــذلك فإننــا نقــول بمنــع . تكــون قائمــة باملوصــوف, والفعــل ال يقــوم بــاهللا, حلدوثــهنسبة الرش إىل اهللا تعاىل دفعا لام يتومهه الناس مـن اقتـضاء ذلـك كونـه تعـاىل رشيـرا,

أن االحتيـــاط يف مثـــل ذلـــك ألـــزم, واملنـــع عـــىل ســـبيل األدب, ومـــع بطـــالن هـــذا إال فيرصح يف مقام التعليم أن اهللا خالق الرش واخلري, ويبني عدم اقتضاء ذلـك لكونـه

واعلــم أن بعــض العلــامء حقــق أن الــرش أمــر ال وجــود لــه, ألنــه يرجــع . تعــاىل رشيــرااملخلــوق ال يكــون وبالتــايل فلــيس خملوقــا أصــال, ألن . يف احلاصــل إىل عــدم أمــر مــا

وبالتـــايل يـــتم اخلـــروج مطلقـــا مـــن اإلشـــكال املـــشهور وهـــو أن اهللا إذا كـــان . عـــدمياهذا مع أننا بينا أعاله أن خـالق الـرش ال يقـال عنـه رشيـر بـل . خالقا للرش فهو رشير مكتسب الرش هو الرشير

٧٠

تسھيل تھذيب العقيدة

العبد مسير أم مخير

...هل جمبور يف صورة خمتار ور الفعـــل عـــىل خـــالف اإلرادة, فـــإذا كنـــا نقـــول أصـــال بـــأن الفعـــل اجلـــرب معنـــاه صـــد

االختياري ال خيلقـه اهللا تعـاىل يف العبـد إال موافقـا إلرادة العبـد املخلوقـة فيـه نتيجـة لعلــــم اهللا تعــــاىل, كــــام وضــــحناه يف تعليقاتنــــا أعــــاله, فكيــــف يقــــال إن العبــــد جمبــــور

, فكون اهللا تعـاىل خالقـا يف العبـد بل هذا الكالم غري مستقيم! باطنا, خمتار ظاهرا?إرادتـــــه وفعلـــــه وقدرتـــــه ال يـــــستلزم مطلقـــــا أن يكـــــون العبـــــد جمبـــــورا, بـــــل هـــــذا هــــــو االختيار, ألنه تابع إلرادة العبد التي علمها اهللا تعـاىل منـذ األزل, وقـد نبـه إىل هـذا

: يـلفـإن ق:"العالمة املحقق اإلمام الـسعد التفتـازاين يف رشح العقائـد النـسفية فقـالبعـــد تعمـــيم علـــم اهللا تعـــاىل وإرادتـــه, اجلـــرب الزم قطعـــا ألهنـــام إمـــا أن يتعلقـــا بوجـــود

يعلـــم : قلنـــا. الفعـــل فيجـــب أو بعدمـــه فيمتنـــع, وال اختيـــار مـــع الوجـــوب واالمتنـــاعفيكــــون فعلــــه : فــــإن قيــــل. ويريــــد أن العبــــد يفعلــــه أو يرتكــــه باختيــــاره, فــــال إشــــكال

ممنــــوع, فــــإن الوجــــوب : قلنــــا.. نــــايف االختيــــار االختيــــاري واجبــــا أو ممتنعــــا وهــــذا يباالختيـار حمقـق لالختيــار ال منـاف, وأيــضا منقـوض بأفعـال البــاري جـل ذكــره ألن

أهـــ كالمــه وهــو ."علمــه وإرادتــه متعلقــان بأفعالــه فيلــزم أن يكــون فعلــه واجبــا عليــه عليــه, أي ومعلــوم أن فعلــه غــري واجــب:" ومعنــى عبارتــه األخــرية. يف غايــة اإلفــادة ".فيبطل كالمكم

٧١

تسھيل تھذيب العقيدة

قــــد فــــرسها الــــشيخ علــــيش يف " العبــــد جمبــــور يف قالــــب خمتــــار"وهــــذه العبــــارة أعنــــي العبـــد جمبـــور يف البـــاطن ونفـــس : رشحـــه عـــىل الـــسنوسية الكـــربى فقـــال مـــا حاصـــله

األمــر عــىل فعلــه االختيــاري فإنــه ال يمكنــه تركــه بعــد خلــق الــشهوة وامليــل واإلرادة ه, وأمــــا كونــــه خمتــــارا للفعــــل والــــرتك يف الظــــاهر فألنــــه والعــــزم عليــــه والقــــدرة عليــــ

بحسب الظاهر يفعل إن شاء ويرتك إن شاء, ويف نفس األمر واحلقيقـة ال فعـل لـه, هكـذا فـرس الـشيخ علـيش هـذه . وإنام الفعل هللا سبحانه وتعاىل وحـده ال رشيـك لـه

عــد أن أي إننــا يمكــن أن نتــصور أن يريــد العبــد ب. العبــارة هــو معنــى حــسن ولطيــفيرتك فعله وذلك بعد العزم عليه وخلق الشهوة وامليل الخ, ولكننا نـدرك أن فعلـه يف هـــذه احلالـــة واجـــب, ألن الفعـــل عنـــد القـــدرة والداعيـــة واإلرادة واجـــب, وهـــذا

يكون خمالفا إلرادته التي تصورنا وقوعها منه بعد ذلكىل اهللا يـــستحيل عـــ .وهـــو ضـــد القـــدرة :العجـــز عـــن املمكنـــاتيـــستحيل عليـــه .٨

أي تعـــاىل العجـــز عـــن ممكـــن مـــا وإجيـــاد يشء مـــا يف العـــامل مـــع كراهيتـــه لوجـــوده٢)أو بالطبع )١(عدم إرادته له تعاىل, أو مع الذهول أو الغفلة أو بالتعليل )

وإنام مرادهم به التالزم بني أمرين عقال أو رشعا أو عادة فإهنم يريـدون هبـا املعـرف كـام هـو ) ١(

معلوم يف أصول الفقه, بخالف العلة يف كالم املعتزلة فإهنم يريدون هبا املؤثر التعليل والطبع عند القـائلني هبـام وإن كانـا مـشرتكني يف عـدم االختيـار أن اإلجيـاد الفرق بني) ٢(

بطريــق التعليــل ال يتوقــف عــىل وجــود رشط وال انتفــاء مــانع إذ ال يتــصور أن تتحــرك اليــد ويمنــع مانع مـن حتـرك اخلـاتم الـذي فيهـا, بخـالف اإلجيـاد بطريـق الطبـع كـإحراق النـار فإنـه يتوقـف عـىل

٧٢

تسھيل تھذيب العقيدة

− :لو اتصف تعاىل بالعجز ال خيلو إما أن يكون قديام أو حادثافـــال يوصـــف املـــوىل . م القـــديمفـــإن كـــان قـــديام لـــزم أن ال يعـــدم الســـتحالة عـــد .١

وإذا مل يتـصف بالقـدرة فينتفـي . تبارك وتعاىل بالقدرة الستحالة مجع الـضدين . العامل, وهذا حمال باملشاهدة والعيان

مع القدرة لزم اجلمع بني الضدين العجزوإن كان حادثا فإن اتصف ب .٢م حـادث, مع عدمها لزم حدوثها ألن كل من يطرأ عليـه العـدالعجزوإن اتصف ب

ويلــــزم مــــن حــــدوث الــــصفة حــــدوث املوصــــوف فينتفــــي العــــامل ونفــــي العــــامل حمــــال باملشاهدة إجيـــاد يشء مـــن العـــامل مـــع كراهتـــه لوجـــوده فهـــو حمـــال, ألن الكراهـــةيـــستحيل .٩

ضد اإلرادةالعقليةال مالزمـــة بـــني األمـــر واإلرادة عنـــد أهـــل الـــسنة, بـــل بيـــنهام عمـــوم وخـــصوص مـــن

ن أيب بكــر مــثال فإنــه مــأمور بــه ومــراد هللا, وتنفــرد اإلرادة يف وجــه فيتــواردان يف إيــامكفـــر أيب جهـــل وغـــريه مـــن الكفـــار وينفـــرد األمـــر يف اإليـــامن مـــنهم, فهـــم مـــأمورون

باإليامن ومل يرد اهللا تعاىل وقوعه منهم لعلمه بعدم إرادهتم لذلك .

والفاعــل بالتعليــل والفاعــل بــالطبع عنــد القــائلني هبــام . ملــس وانتفــاء مــانع وهــو البلــلرشط وهــو ا

إنـــام يـــأيت مـــنهام الفعـــل دون الـــرتك, والفاعـــل باالختيـــار هـــو الـــذي يتـــأتى منـــه الفعـــل والـــرتك وهـــو موالنا سبحانه وتعاىل ال غريه

٧٣

تسھيل تھذيب العقيدة

ون ذاته تعاىل يستحيل عىل اهللا تعاىل إجياد يشء من العامل بالتعليل بأن يك. ١٠ علة يف إجياد املخلوقات من غري إرادة وقدرة

الــــذات قديمــــة يلــــزم قــــدم العــــامل ألن املعلــــول ال يتــــأخر عــــن واإن قلــــ .١ علته وإن قلــــتم حــــادث فيفتقــــر إىل فاعــــل, والفاعــــل ال يكــــون عنــــدكم إال .٢

فيلزم الدور أو التسلسل ومها حماالن. علة وهكذا

مــن العــامل بــالطبع, وحقيقــة الطبــع عنــدهم مــا يــستحيل عــىل اهللا أن يوجــد شــيئا.١١ يأيت منها الفعل دون الرتك مع توقف عىل حصول رشط أو انتفاء مانع

فـإن النـار طبيعتهـا اإلحـراق ولكـن . قالوا مثـال ذلـك يف الـشاهد النـار مـع اإلحـراقتتوقــــف عــــىل حــــصول رشط وهــــو املامســــة وانتفــــاء مــــانع وهــــو البلــــل, فــــإذا حــــصل

. العاملميزال وجد العامل من غري إرادة فال يلزمنا قدالرشط فيام ال : فقال هلم أهل السنة

إن قلتم الامنع قديم لزم أن ال ينعدم الستحالة عدم القديم فال يوجد العامل .١ . وإن قلتم حادث فيحتاج إىل مانع قبله فيلزم التسلسل وهو حمال .٢

رشط آخـر وكــذلك رشط أمـا الـرشط فــال يكـون إال حادثــا عـىل قـوهلم, فيحتــاج إىل . حيتاج إىل رشط فيلزم التسلسل وينتفي العامل وهو حمال

.فإذا بطلت العلة والطبيعة تعني أن اهللا تعاىل فاعل باالختيار بالقدرة واإلرادة

٧٤

تسھيل تھذيب العقيدة

وقـوهلم إن النـار طبيعتهـا اإلحـراق باطـل . والقول بالتعليل والطبيعة كفر باإلمجـاع .الفاعل املختارإذ ال فاعل إال اهللا وحده وهو

يـــــستحيل عـــــىل اهللا تعـــــاىل ووهـــــو ضـــــد العلـــــم: ويـــــستحيل اجلهـــــل عليـــــه تعـــــاىل.١٢الــذهول وهــو غيبوبــة الــيشء بعــد العلــم بــه, ويــستحيل عــىل اهللا تعــاىل الغفلــة حالــة إجياده, والغفلة هـي عـدم العلـم بالـيشء مطلقـا, أي إنـه يـستحيل عـىل اهللا أن يوجـد

الذهولشيئا من العامل مع الغفلة أو وهــو ضــد احليــاة , وكـــذلك يــستحيل عليــه مـــا يف : يــستحيل عليــه تعــاىل املـــوت.١٣

معنــى املــوت, مثــل أن تكــون حياتــه تعــاىل بــروح أو نفــس أو بأكــل أو رشب أو نــوم أو سنة أو غري ذلك من أوصاف احلوادث

ضــــد الــــسمع, وحقيقــــة الــــصمم عــــدم الــــسمع : ويــــستحيل عليــــه تعــــاىل الــــصمم.١٤, وكــذا يــستحيل عليــه تعــاىل مــا يف معنــى الــصمم آفــة متنــع مــن ذاك الكليــة بوجــود ب

ككونه يسمع األصوات دون الـذوات وكـون سـمعه بـآذان أو صـامخ أو غـري ذلـك, بل سمعه تعاىل متعلق بكل موجود

ضــد البــرص وحقيقــة العمــى عــدم البــرص بالكليــة : يــستحيل عليــه تعــاىل العمــى.١٥ل عليـــــه تعـــــاىل مـــــا يف معنـــــاه مـــــن املقلـــــة وكـــــذا يـــــستحي. بوجـــــود آفـــــة متنـــــع مـــــن ذلـــــك واألجفان واحلدقة وغري ذلك

٧٥

تسھيل تھذيب العقيدة

وهـــو ضــــد الكـــالم وحقيقـــة الـــبكم عـــدم الكــــالم : يـــستحيل عليـــه تعـــاىل الـــبكم.١٦, وكــذا يــستحيل عليــه تعــاىل مــا يف معنــاه بــأن )٢(بالكليــة بوجــود آفــة متنعــه مــن ذاك

يكون كالمه بحروف وأصوات وغري ذلك من الصفات احلادثة

ما يجوز في حق هللا: بعا را

) ١(جيوز يف حق اهللا تعاىل إجياد كل ممكن أو تركه. ١ : وذلك ال جيوز فعل املمكنات مجيعا دفعة واحدة. ٢

ألن املمكنات ال هناية هلا فكل ما قدر العقل جـوازه فهـو ممكـن وفعلـه . ١ دفعة واحدة يؤدي إىل فراغ ما ال هناية له وهذا حمال

يــؤدي إىل فــراغ قــدرة اهللا تعــاىل, أي عــدم قدرتــه عــىل إجيــاد ممكــن ألنــهو.٢ آخر, ألنه قد أوجده

وارساهلم فضل من اهللا عىل البرشيةبعثة الرسلجيوز . ٤ وفـــق حكـــم اجلـــائز العقـــيل كـــام رشحناهـــا ثـــواب املطيـــع وعقـــاب العـــايصجيـــوز . ٥ سابقا

تعاىل وبني اهللا تعاىل فاعل خمتار, وليس فاعال موجبا, فكل عالقة بني اهللا )١(مفعوالته, تنبني عىل العلية واملعلولية املبطلة لكون اهللا تعاىل فاعال خمتارا, فهي باطلة

٧٦

تسھيل تھذيب العقيدة

هــة واملقابلــة واملكــان وغــري رؤيــة اهللا تعــاىل فــرياه املؤمنــون منزهــا عــن اجلجيــوز . ٦ذلك من األمور العادية, فرؤيتـه تعـاىل جـائزة وواقعـة يف اآلخـرة للمـؤمنني وأمـا يف

)١("لن تروا ربكم حتى متوتوا"الدنيا فجائزة عقال ممنوعة رشعا حلديث )٢(مراعاة الصالح واألصلحجيوز . ٧عبـــــارة عـــــن الجيـــــاد واإلعـــــدام أي ا )٣(جيـــــوز يف حقـــــه تعـــــاىل صـــــفات األفعـــــال. ٨

التعلقـــــات التنجيزيـــــة أي التعلقـــــات بالفعـــــل للقـــــدرة كإجيـــــاد زيـــــد بالفعـــــل وإعـــــدام

روى اإلمام البخاري من حديث أيب هريرة ريض اهللا عنه أن النبي صىل اهللا عليه )١(دكم إين هل ترون قبلتي هاهنا , فواهللا ما خيفي عيل ركوعكم وال سجو: ( وسلم قال

واهلل إين ألرى من خلفي , كام أرى ويف مسند امحد بسند صحيح )ألراكم وراء ظهري من بني يدي إين واهلل ألبرص من ورائي , كام أبرص من بني يدي وعند مسلم . معناه أن اهلل ت: قال العلامء عاىل خلق له صىل اهلل عليه وسلم إدراكا يف قفاه يبرص به من

ورائه وقد انخرقت العادة له صىل اهلل عليه وسلم بأكثر من هذا , وليس يمنع من هذا , عقل وال رشع بل ورد , الرشع بظاهره فوجب القول به .

قال القايض قال أمحد بن حنبل رمحه اهلل تعاىل ومجهور العلامء : هذه الرؤية رؤية : بالعني حقيقة )١٤٩/٤النووي عىل مسلم ("

األصـــلح, واملـــراد بالـــصالح مـــا ضـــده فـــساد خالفـــا للمعتزلـــة يف قـــوهلم بوجـــوب الـــصالح و) ٢( واألصلح ما ضده صالح

عند الامتريدية صفة التكوين) ٣(

٧٧

تسھيل تھذيب العقيدة

٧٨

حادثــة وليــست مــن عمــرو بالفعــل, وكلهــا حادثــة ألهنــا جــائزة, وكــل جــائز حــادث وهـي أثـر .الصفات القائمة بذاته تعاىل حتـى يلـزم قيـام احلـوادث بذاتـه, وهـو حمـال

. ألهنا جائزة , فاجلائز ال يقوم بذاته تعاىلا وللقدرة اي صادرة عنه يطلق عليها احلدوث بمعنى التجدد

انتهى بحمد اهللا