"""""" صفحة رقم """""" الجزء الخامس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب األذان تابع)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا ركع دون الصفثنا ىمام ، عن : حدثنا موسى بن إسماعيل -

ن الحسن ، عن أبي بكرة ، ، ع -زياد : وىو -األعمم وىو راكع ، فركع قبل أن يصل ) أنو انتيى إلى النبي

زادك اهلل : ) ) ، فقال ) إلى الصف ، فذكر ذلك لمنبي ( ( .حرصا وال تعد

:في إسناد ىذا الحديث شيئأن :أنو اختمف فيو عمى الحسن : أحدىما

.فرواه زياد األعمم وىشام ، عن الحسن ، عن أبي بكرة عن زياد ، عن الحسن ، أن أبا بكرة حدثو : وفي رواية

.فذكره - .خرجو أبو داود

:ورواه يونس وقتادة ، واختمف عنيما .عنيما كذلك : فقيل ، أن النبي -مرسال -عنيما ، عن الحسن : وقيل

.قال ألبي بكرة ) -وكذا روي ، عن حماد بن سممة ، عن زياد األعمم

.أيضا .جو من طريقو أبو داود خر

أنو اختمف في سماع الحسن من أبي بكرة ، : الثاني فأثبتو ابن المديني والبخاري وغيرىما ، وكذلك خرج

نقمو عنو ابن أبي : -حديثو ىذا ، ونفاه يحيى بن معين .خيثمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

روى أنو روي عن الحسن مرسال ، وأن الحسن: ويؤيده إذا التقى : ) ) عن األحنف ، عن أبي بكرة حديث

( ( .المسممأن بسيفييما وىذا مما يستدل بو عمى عدم سماعو منو ، حيث أدخل

.بينو وبينو في حديث آخر واسطة

وقد روى ىشام بن حسأن ، عن الحسن ، أنو دخل مع .أنس بن مالك عمى أبي بكرة وىو مريض

أخبرني : ، عن الحسن ، قال وروى مبارك بن فضالة .فذكر حديث صالة الكسوف -أبو بكرة

.إال أن مبارك بن فضالو ليس بالحافظ المتقن .إسناده حسن : وقال الشافعي في حديث أبي بكرة ىذا .وقد استدل بيذا الحديث عمى مسألتين

:المسألة األولى ن فات و من أدرك الركوع مع اإلمام فقد أدرك الركعة ، وا

معو القيام وقراءة .الفاتحة

وىذا قول جميور العمماء ، وقد حكاه إسحاق بن راىويو وغيره إجماعا من

وذكر اإلمام أحمد في رواية أبي طالب أنو لم . العمماء يخالف في ذلك أحد من أىل اإلسالم ، ىذا مع كثرة

.اطالعو وشدة ورعو في العمم وتحريو عود وابن عمر وزيد بن وقد روي ىذا عن عمي وابن مس

في رواية عنو رواىا عبد الرحمن بن -ثابت وأبي ىريرة .إسحاق المديني ، عن المقبري ، عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو بمغو عن أبي ىريرة ، ( ( الموطأ ) ) وذكر مالك في .من أدرك الركعة فقد أدرك السجدة : أنو قال

.ألمصار وىو قول عامة عمماء اثم من رأى أن القراءة ال تجب عمى المأموم استدل بو عمى أن القراءة غير الزمة لممأموم بالكمية ، ومن رأى

إنيا تسقط ىا ىنا : لزوم القراءة لو كالشافعي قال .لمضرورة وعدم التمكين منيا

وجعمو إسحاق دليال عمى أن القراءة ال تجب إال في .ثالث ركعات من الصالة

أنو لو أدرك الركوع في ركعة من الصبح أنو : والزم ىذا .ال يعتد بيا ؛ ألنو فاتتو القراءة في نصف الصالة

.وىذا التفصيل محدث مخالف اإلجماع وقد روي أن الصالة التي ركع فييا أبو بكرة ىي صالة

.إن شاء اهلل -الصبح ، وسيأتي اك الركوع مع وذىبت طائفة إلى أنو ال يدرك الركعة بإدر

لى اإلمام ، ألنو فاتو مع اإلمام القيام وقراءة الفاتحة ، وا كتاب القراءة خمف ) ) ىذا المذىب ذىب البخاري في

، وذكر فيو عن شيخو عمي بن المديني أن ( ( اإلمام الذين قالوا بإدراك الركعة بإدراك الركوع من الصحابة

فأما من رأى كانوا ممن ال يوجب القراءة خمف اإلمام ، ال يدرك الركعة : وجوب القراءة خمف اإلمام ، فأنو قال

أقرأ بيا في : لممأموم : بذلك ، كأبي ىريرة ، فأنو قال .ال تدرك الركعة بإدراك الركوع : وقال . نفسك

من طريق ابن ( ( كتاب القراءة ) ) وخرج البخاري في ة سمعت أبا ىرير : أخبرني األعرج ، قال : إسحاق قائما قبل أن : ال يجزئك إال أن تدرك اإلمام : يقول .تركع

ثم ذكر أنو رأى ابن المديني يحتج بحديث ابن إسحاق ، ثم أخذ يضعف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبد الرحمن بن إسحاق المديني الذي روى عن المقبري ، عن أبي ىريرة خالف رواية ابن إسحاق ، ووىن أمره

.جدا وقد وافقو عمى قولو ىذا ، وأن من أدرك الركوع ال يدرك

بو الركعة ، قميل من المتأخرين من أىل الحديث ، نف : منيم ابن خزيمة وغيره من الظاىرية وغيرىم وص

.فيو أبو بكر الصبغي من أصحاب ابن خزيمة مصنفا .وىذا شذوذ عن أىل العمم ومخالفة لجماعتيم

زيد بن وىب ، أنو أدرك الركوع وقضى وقد روي عنتمك الركعة ، وىذا يحتمل أنو شك في إدراكيا إدراكا

.يعتد بو ، فال ينسب بو إليو مذىب

ىل ركع قبل : وقد روي عن ابن عمر ، أنو إذا امترى رفع إمامو أم ال ، لم يعتد بتمك الركعة ، وىو قول

.جميور العمماء إنو كان وابن مسعود ، : ب وأيضا ؛ فقد قال زيد بن وى

نيما ركعا دون الصف ، قال فمما فرغ اإلمام قمت : وا .أقضي ، وأنا أرى أني لم أدرك

.قد أدركتو : فقال ابن مسعود فتمام الرواية يدل عمى أن ما فعمو قد أنكره عميو ابن

مسعود ، ولم يكن أحد من التابعين يصر عمى فعمو مع .إنكار الصحابة عميو

المروي عن أبي ىريرة قد اختمف عنو فيو ، وليس عبد و الرحمن بن إسحاق المديني عند العمماء بدون ابن

إسحاق ، بل األمر بالعكس ؛ وليذا ضعف ابن عبد البر وغيره رواية ابن إسحاق ، ولم يثبتوىا ، وجعموا

.رواية عبد الرحمن مقدمة عمى روايتو في : بي ىريرة قال ابن عبد البر في المروي عن أ

:قال . إسناده نظر

وقد روي . وال نعمم أحدا من فقياء األمصار قال بو .معناه عن أشيب

وثقو ابن . عباد : وعبد الرحمن بن إسحاق ىذا يقال لو وقال. معين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .صالح الحديث : أحمد

نقمو عنو : -ىو عندنا صالح وسط : وقال ابن المديني أبو جعفر بن أبي شيبة ، وأنو قال في محمد بن إسحاق

.إنو صالح وسط : كذلك .وىذا تصريح منو بالتسوية بينيما

ونقل الميموني ، عن يحيى بن معين ، أنو قال في :محمد بن إسحاق

وفي عبد الرحمن بن إسحاق الذي يري عن . ضعيف عمى ابن فصرح بتقديمو . ليس بو بأس : الزىري

.إسحاق محمد : وقال أبو داود . ليس بو بأس : وقال النسائي

بن إسحاق قدري معتزلي ، وعبد الرحمن بن إسحاق .قدري ، إال أنو ثقة

وىذا تصريح من أبي داود بتقديمو عمى ابن إسحاق ، فأنة وثقو دون ابن إسحاق ، ونسبو إلى القدر فقط ،

.عتزال ونسب ابن إسحاق إلى القدر مع االوعامة ما أنكر عميو ىو القدر ، وابن إسحاق يشاركو في

ذلك ويزيد عميو ببدع أخر كالتشيع واالعتزال ؛ وليذا لعبد الرحمن بن إسحاق ( ( صحيحو ) ) خرج مسمم في

.ولم يخرج لمحمد بن إسحاق إال متابعة إن من أدرك الركوع فاتتو : وأيضا ؛ فأبو ىريرة لم يقل

؛ ألنو لم يقرأ بفاتحة الكتاب كما يقولو ىؤالء ، الركعة ال يجزئك إال أن تدرك اإلمام قائما قبل أن : إنما قال

.يركع ، فعمل بفوات لحوق القيام مع اإلمام وىذا يقتضي أنو لوكبر قبل أن يركع اإلمام ، ولم يتمكن من القراءة فركع معو كان مدركا لمركعة ، وىذا ال يقولو

فتبين أن قول ىؤالء محدث ال سمف ليمىؤالء ، .بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يركع أحدكم حتى : وقد روي عن أبي سعيد وعائشة .يقرأ بام القرآن

محمول عمى من قدر عمى ذلك -إن صح -ىذا .وتمكن منو

عن حديث ( ( كتاب القراءة ) ) وقد أجاب البخاري في : أبي بكرة بجوأبين

.أنو ليس فيو تصريح بأنو اعتد بتمك الركعة : أحدىما .نياه عن العود إلى ما فعمو ) أن النبي : والثاني

فأما األول ، فظاىر البطالن ، ولم يكن حرص أبي بكرة عمى الركوع دون الصف إال إلدراك الركعة ، وكذلك كل من أمر بالركوع دون الصف من الصحابة ومن بعدىم

بو إلدراك الركعة ، ولو لم تكن الركعة تدرك بو أنما أمر أن : لم يكن فيو فائدة بالكمية ، ولذلك لم يقل منيم أحد

من ادركو ساجدا فأنو يسجد حيث أدركتو السجدة ، ثم يمشي بعد قيام اإلمام حتى يدخل الصف ، ولو كان

الركوع دون الصف لممسارعة إلى متابعة اإلمام فيما ال لصالة ، لم يكن فرق بين الركوع والسجود يعتد بو من ا

.في ذلك وىذا أمر يفيمو كل أحد من ىذه األحاديث واآلثار

لم : الواردة في الركوع خمف الصف ، فقول القائل يصرحوا باالعتداد بتمك الركعة ىو من التعنت والتشكيك في الواضحات ، ومثل ىذا إنما يحمل عميو الشذوذ عن

ألنفراد عنيم بالمقاالت المنكرة جماعة العمماء ، وا .عندىم

فقد أنكر ابن مسعود عمى من خالف في ذلك ، واتفق الصحابة عمى موافقتو ، ولم يخالف منيم أحد ، إال ما روي عن أبي ىريرة ، وقد روي عنو من وجو أصح منو

.أنو يعتد بتمك الركعة

إلى أبا بكرة عن اإلسراع) واما الثاني ، فإنما نيى النبي ، ( ( ال تأتوىا وأنتم تسعون : ) ) الصالة ، كما قال

كذلك قالو الشافعي وغيره من األئمة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إن شاء اهلل تعإلى -وسيأتي الكالم عمى ذلك فيما بعد وكان الحامل لمبخاري عمى ما فعمو شدة إنكاره عمى

ة تصح الصالة بدونيا في فقياء الكوفيين أن سورة الفاتححق كل أحد ، فبالغ في الرد عمييم ومخالفتيم ، حتى

التزم ما التزمو مما شذ فيو عن العمماء ، واتبع فيو شيخو ابن المديني ، ولم يكن ابن المديني من فقياء أىل

.الحديث ، وأنما كان بارعا في العمل واألسانيد ركوع فقد أدرك من أدرك ال) ) وقد روي عن النبي ، أن

، من حديث أبي ىريرة ، ولو طرق متعددة ( ( الركعة ومن حديث معاذ وعبد الرحمن بن األزىر . عنو

كتاب شرح ) ) وقد ذكرناىا مستوفاة في . وغيرىم ( ( .الترمذي

وأكثر العمماء عمى أنو ال يكون مدركا لمركعة إال إذا كبر رىم أن يدرك وركع قبل أن يرفع إمامو ، ولم يشترط أكث

.الطمأنينة مع اإلمام قبل رفعو .وألصحابنا وجو باشتراط ذلك

إذا كبر قبل أن يرفع إمامو فقد : ومن العمماء من قال ن لم يركع قبل رفعو ، منيم ابن أبي : أدرك الركعة ، وا

مف ليمى والميث بن سعد وزفر ، وجعموه بمنزلة من تخ .عن إمامو بنوم ونحوه

جميور إنما قالوا بالمتخمف بالنوم ونحوه أنو يركع ولكن الثم يمحقو ؛ ألنو كان متابعا لو قبل الركوع فيغتفر في

.االستدامة ما ال يغتفر في االبتداء .أيضا -وروي عن ىؤالء الثالثة

أنو إذا كبر بعد رفع : -أيضا -وعن الحسن بن زياد رأسو من الركوع

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

.قبل أن يسجد اعتد لو بالركعة إذا أنتييت إلى الصف : وقد تقدم عن الشعبي ، أنو قال

المؤخر ، ولم يرفعوا رءوسيم ، وقد رفع اإلمام رأسو ، .فركعت معيم ، فقد أدركت ، ألن بعضيم أئمة لبعض

:المسألة الثانية أن من صمى خمف الصف وحده ، فإنو يعتد بصالتو ،

إعادة عميو ، فإن أبا بكرة ركع خمف الصف وحده ، وال .بإعادة صالتو ) ولم يأمره النبي

.وقد استدل بذلك الشافعي وغيره من األئمة ابن : وممن روي عنو الركوع دون الصف والمشي راكعا

مسعود وزيد بن ثابت وابن الزبير ، وكان يعمم الناس .ذلك عمى المنبر .ىو السنة : وروي عنو أنو قال

أنو فعمو ، ولم يصححو اإلمام أحمد -أيضا -وورد .عنو ، وذكر أن الصحيح عنو النيي عنو

.فعمو عن أبي بكر الصديق -أيضا -وروي .خرجو البييقي بإسناد منقطع

ن لم : وىو قول سعيد بن جبير وعطاء ، وقاال يركع وا .يصل إلى صف النساء ، ثم يمشي

ويرفع مع إمامو ، ويسجد حين تدركو : اء قال عط السجدة ، فإن تشيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إمامو عقب ذلك تشيد معو ، ثم قام إذا قام إلى الثالثة ، .فدخل في الصف حينئذ

زيد بن : وممن رأي الركوع دون الصف والمشي راكعا عبد اهلل ثابت وعروة ومجاىد وأبو سممة وأبو عبيدة بن

.بن مسعود وابن جريج ومعمر بشرط أن يظن أنو يدرك : وقالو القاسم والحسن

.الصف

أن المشي في الصالة عمل فييا ، فيغتفر : ووجو ىذا الة فيبطميا ، فيو اليسير دون الكثير ؛ فأنو مناف الص

أنو يركع من : وىذا مخالف لقول سعيد بن جبير وعطاء .خمف صفوف النساء حين دخولو المسجد

ال بأس أن يركع : وحكى ابن عبد البر عن مالك والميث الرجل وحده دون الصف ، ويمشي إلى الصف إذا كان

.قريبا قدر ما يمحق وذكر عن القاضي إسماعيل ، أن ابن القاسم روى عن

أنو ال يركع دون الصف ، إال أن يطمع أن : مالك .أسو يصل إلى الصف قبل رفع اإلمام ر

لو أن يركع خمف الصف ، ويتم : وقال غيره : قال : قال . ركعتو ، كما لو أن يصمي خمف الصف وحده

. وىو قول مالك وأصل مذىبو قبل أن يرفعوا رءوسيم إن كان قريبا من الصفوف : وقال الزىري واألوزاعي

ال لم يفعل .فعل ، وا .ور نقمو عنو ابن منص: -وكذلك قالو اإلمام أحمد

.ال يركع حتى يقوم في الصف : وقالت طائفة

رواه محمد بن عجالن ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، إذا دخمت واإلمام راكع فال تركع حتى تأخذ : قال

.مصافك من الصف .وروي مرفوعا ، ووقفو أصح

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .النخعي النيي عن ذلك عن الحسن و -أيضا -وروي

نقميا عنو أبو طالب والحسن : -وىو رواية عن أحمد .بن ثواب واالثرم وغيرىم

أن كان منفردا لم يركع حتى يدخل : وقالت طائفة ن كان مع غيره ركعوا دون الصف ، وىو الصف ، وا

قول إسحاق وأبي بكر بن أبي شيبة ، ونقمو إسحاق بن ر عن أبي ىأنئ ، عن أحمد ، وحكاه ابن عبد الب

.حنيفة كتاب القراءة ) ) أن البخاري ذكر في : ومن العجائب

أن المروي عن زيد بن ثابت ال يقول بو ( ( خمف اإلمام روى األعرج ، : من خالفو في ىذه المسألة ، فإنو قال

رأيت زيد بن ثابت ركع : عن أبي أمامة بن سيل ، قال .صف وىو بالبالط لغير القبمة ، حتى دخل في ال

. إذا ركع لغير القبمة لم يجزئو : وقال ىؤالء : ثم قال .أنتيى

نما ركع زيد لمقبمة ؛ كذلك وىذه رواية منكرة ال تصح ، وا رواه الزىري ، عن أبي أمامة بن سيل بن حنيف ،

رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد واإلمام راكع ، : قال ل فاستقبل فكبر ، ثم ركع ، ثم دب راكعا حتى وص

.الصف .خرجو عبد الرزاق ، عن معمر ، عنو

ورواه ابن وىب ، عن يونس وابن أبي ذئب ، عن ابن أخبرني أبو أمامة بن سيل ، أنو رأى زيد بن : شياب

فمشى حتى إذا أمكنو . ثابت دخل المسجد واإلمام راكع أن يصل الصف وىو راكع كبر ، فركع ، ثم دب وىو

.راكع حتى وصل الصف

عمى أنو كبر مستقبل القبمة -أيضا -وىذه الرواية تدل ، وال يمكن غير

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ذلك

تصح صالة المنفرد خمف الصف : فأما من قال . البتة .حديث أبي بكرة عمى ذلك ] . . . [ وحده و

قول مالك : والقول بصحة الصالة فذا خمف الصف -في أشير الروايتين عنو -وري وأبي حنيفة والث

وروي عن أبي . والشافعي وابن المبارك والميث بن سعد .جعفر محمد بن عمي

: وأما القائمون بأنو ال تصح صالة الفذ خمف الصف فيما حكاه ابن عبد البر ، -الحسن بن صالح واألوزعي سحاق -وخرجو حرب بإسناده ، عنو وقول أحمد وا

معين وابن المنذر ، وأكثر أىل ووكيع ويحيى بن

الظاىر ، ورواية عن الثوري ، رواىا عصام ، .عنو

عن النخعي وحماد والحكم وابن أبي -أيضا -وروي .ليمى يعتد : أنو لم يصح عن النخعي ، وأنو إنما قال : وقيل

.يعيدىا : بيا ، فصحفيا من قرأىا فقال .وروي ذلك عن شريك ، أنو قالو

:ء ليم في الجواب عن حديث أبي بكرة طريقأن فيؤالنياه عن ذلك ، فال تصح الصالة ) أن النبي : أحدىما

.بعد النيي عنو ، وتصح إذا لم يعمم النيي قال أحمد ، في رواية أبي طالب في الرجل يركع دون

:الصف ، وىو جاىل : ألبي بكرة ) ال يعيد ، كما قال النبي : وقيل لو . أجزأه

فأجاز لو صالتو لما لم يعمم ، ونياه أن ( ( ال تعد ) )زادك اهلل حرصا وال : ) ) يصمي بعد ذلك ، فقال

صمى : فإن كان ال يعمم ، يقول : قيل لو ( ( . تعد فألن وصمى فالن ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : ال تجزئو صالتو ، يعيد الصالة ، قال أبو ىريرة : قال

.ع أحدكم حتى يأخذ مقامو من الصف ال يركففرق بين الجاىل والمتأول ، فأمر باالعادة دون

.الجاىل وىذه الرواية إختيار الخرقي وابن أبي موسى وجماعة

.من متقدمي األصحاب أن ىذا مطرد فيمن لم يتم : وقال بعض األصحاب شرح ) ) القاضي في : الركعة وىو فذ ، منيم

( ( .المذىب .بل يطرد ، ولو أتم الركعة فذا : م من قال ومني

-فذا -ولم يذكر أكثرىم أنو مطرد فيما لو صمى .الصالة كميا جاىال بالنيي

-فظاىر كالم أحمد وتعميمو يدل عمى أنو مطرد فيو

.، وقد حكاه بعضيم رواية عن أحمد -أيضا وقد حكى أبو حفص وغيره من أصحابنا فيمن فعل كفعل

ىل تبطل صالتو ؟ -مع العمم بالنيي -بكرة أبي .روايتين عن أحمد

فادخموا في ذلك من كبر ثم دخل في الصف قبل رفع .اإلمام

باالعادة ) وفي ىذا الطريق نظر ؛ فأن الذي أمره النبي في حديث وابصة ابن معبد الظاىر أنو لم يكن عالما

.ىل عمم النيي أم ال : بالنيي ، ولم يسألو أن أبا بكرة دخل في الصف قبل رفع : والطريق الثاني

.رأسو ) النبي ثم مشى حتى : وقد خرج حديثو أبو داود ، وقال فيو

.دخل في الصف رجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من وجو أخر ، وخ

.عن الحسن ، عن أبي بكرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذوذيتو قبل أن تفوتو الركعة ، فيعتد وحينئذ ، فقد زالت ف .لو بذلك

-وعمى ىذا يحمل ما روي عن الصحابة في ذلك .أيضا

في رواية أبي -أيضا -وقد اشار أحمد إلى ىذا الحارث ، وسألو عن رجل كبر قبل أن يدخل في الصف

قد كبر أبو بكرة ، فقال لو : وركع دون الصف ؟ فقال ولم يأمره ( ( هلل حرصا ، وال تعد زادك ا) : ) ) النبي

.أيضا -أن يعيد وقد روي ، عن ابن مسعود وزيد ، أنيما ركعا دون

.الصف ال : وىذه الرواية تخالف ما رواه األثرم وغيره ، أنو قال

.يعجبني فعل زيد وابن مسعود ، ورده بحديث أبي بكرة مة ولكن ىذه الرواية توافق رواية ابن منصور المتقد

بجواز الركوع خمف الصف ، إذا ظن أنو يصل إليو قبل

.رفع اإلمام أبو حفص : وقد استدل طائفة من أصحابنا ، منيم

: البرمكي ليذه الرواية بحديث أبي بكرة ، وحمموا قولو عمى شدة السعي إلى الصالة ، كما قالو( ( وال تعد ) )

.الشافعي عند ( ( وال تعد ) : )وذكر ابن عبد البر أن معنى قولو

ال تعد إلى اإلبطاء عن الصالة حتى يفوتك : العمماء .منيا شيء

وىذا بعيد جدا ، وال يعرف ىذا عن أحد من العمماء من .المتقدمين

وقد روى اإلمام أحمد من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة راكع ، فسمع النبي ) ، عن أبي بكرة ، أنو جاء والنبي

بي بكرة وىو يحضر ؛ يريد أن يدرك صوت نعمي أ) قال ( ( من الساعي ؟ : ) ) الركعة ، فمما أنصرف قال

زادك اهلل حرصا ، وال : ) ) قال . أنا : أبو بكرة ( ( .تعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بشار الخياط ، وىو غير : وفي رواية عبد العزيز .معروف

رجو ابن عبد البر من بكار بن عبد العزيز بن أبي وخورسول -بكرة ، عن أبيو ، عن جده ، أنو دخل المسجد

، فسعى إلى الصف -يصمي بالناس ، وىم ركوع ) اهلل ( ( من الساعي ؟ : ) ) قال ) ، فمما أنصرف رسول اهلل

زادك اهلل : ) ) قال . أنا يا رسول اهلل : قال أبو بكرة ( ( .حرصا ، وال تعد

.و ضعف وبكار ، فيرجو البخاري في بإسناد " كتاب القراءة خمف اإلمام " وخ

ضعيف ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن النبي -أو بيرا -صمى صالة الصبح ، فسمع نفسا شديدا )

أنت : ) ) من خمفو ، فمما قضى الصالة قال ألبي بكرة نعم يا رسول اهلل ، : قال ( ( صاحب ىذا النفس ؟

فقال . أن تفوتني ركعة معك ، فاسرعت المشي خشيت

زادك اهلل حرصا ، وال تعد ، صل ما أدركت ، : ) ) لو ( ( .وأقض ما سبقت

.عبد اهلل بن عيسى الخزاز ، ضعفوه : وفي إسناده ما يدل عمى اعتداده بتمك الركعة : وفي ىاتين الروايتين

لتعنت ، وىذا أمر غير مشكوك فيو ، وأنما يحتاج إليو .من يتعنت

ما خرجو عبد : ومن أغرب ما روي في حديث أبي بكرة : الرزاق عن ابن جريج ، عن رجل ، عن الحسن ، قال

:، فقال ) التفت إليو النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .فثبت مكانو : قال ( ( زادك اهلل حرصا ، وال تعد ) )

و ذلك في الصالة ، وأنو لم قال ل) وىذا يوىم أن النبي يدخل الصف ، فيستدل بو عمى أن كالم اإلمام لمصمحة

عمى -أيضا -الصالة عمدا غير مبطل ، ويستدل بو

صحة صالة الفذ وحده ، ولكنيا مرسمة ، في إسنادىا مجيول ، وابن جريج كان يدلس عن الضعفاء ومن ال

.يعتمد عميو كثيرا يختص جواز الركوع دون فيل: وعمى ىذه الطريقة

الصف بمن أدرك الركوع في الصف ، أو ال يختص بذلك ؟

ظاىر كالم أحمد في رواية ابن منصور أنو يختص بمن أدرك الركوع في الصف ؛ ألنو إنما أجاز الركوع خمفو

لمن ظن أنو يدركو ، فأنو إذا زالت فذوذيتو في حالأن يصمي الركوع ، فمم يصل ركعة فذا ، والمنيي عنو

فذا ركعة فأكثر ، وأما إذا زالت فذوذيتو قبل أن يرفع من الركوع فقد أدرك الركعة في الصف ، فال يكون بذلك فذا

؛ وليذا لو قام خمف اإلمام اثنأن فأحرم أحدىما قبل .إحرام اآلخر ، لم يكن في تمك الحالة فذا باالتفاق تكبيرة وقد حكي عن جماعة من أصحابنا االتفاق عمى

كان القياس بطألنيا ، : اإلحرام فذا ، لكن منيم من قال نما ترك لحديث أبي بكرة .وا

أنو تبطل تكبيرة الفذ -من أصحابنا -وحكى ابن حامد .خمف اإلمام كالركوع

وىذا إذا لم يكن لغرض إدراك الركعة ، فأما أن كان .لغرض إدراك الركعة ، فيي المسألة التي سبق ذكرىا وقد نص أحمد عمى التفريق بين أن يصل إلى الصف

.قبل رفع اإلمام رأسو وبعده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال بأس أن يركع دون الصف : وفي رواية حرب ، قال .إذا أدرك اإلمام راكعا

فأن رفع اإلمام رأسو قبل أن يصل ىو إلى : قمت .لركعة الصف ، فكانو أحب أن ال يعتد بيذه ا

ومن األصحاب من حكى فيما إذا زالت فذوذيتو بعد الركوع وقبل السجود ، فيل تصح صالتو ؟ عمى

.روايتين

-، وحكاه ( ( كتابو ) ) كذلك حكى ابن أبي موسى في .جماعة بعده -أيضا

: من المتقدمين أبو حفص ، وقال -أيضا -وحكاىا ون الصف ، فيمن ركع د -روى أبو داود ، عن أحمد

ثم مشى حتى دخل الصف ، وقد رفع اإلمام قبل أن تجزئو ركعة ، فإن صمى خمف : -ينتيي إلى الصف

.الصف وحده ، أعاد الصالة وظاىر ىذه الرواية أنو يجزئو ، ولو دخل في الصف

بعد رفع إمامو ، ما لم يصل ركعة كاممة وحده ، وليس رفع النبي في حديث أبي بكرة أنو دخل في الصف قبل

أنو أدرك معظم الركعة في الصف ، : ووجو ذلك ) . .وىو السجدتان ، فاكتفى بذلك في المصافة

أنو يكتفي بذلك في ادراك : وقد قال بعض التابعين .أيضا -الركعة

نما أبطل أحمد ومن وافقو صالة الفذ خمف الصف ؛ وا رواية شعبة ، : لحديث وابصة ، ولو طرق ، من أجودىا

عن عمرو بن مرة ، عن ىالل بن يساف ، عن عمرو

بن راشد ، عن وابصة بن معبد ، أن رجال صمى خمف .أن يعيد الصالة ) الصف وحده ، فأمره النبي

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان في .صحيحو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رجو ابن حبان من طريق زيد بن أبي -أيضا -وخ .أنيسة ، عن عمرو بن مرة بيذا اإلسناد

رجو الترمذي وابن ماجو من حديث حصين ، عن وخ ىالل بن يساف ، عن

) .زياد بن أبي الجعد ، عن وابصة ، عن النبي .وحسنو الترمذي

.منصور ، عن ىالل بن يساف -أيضا -ورواه " .معجمو " كذلك خرجو أبو القاسم البغوي في

.وأشار إلى ترجيح رواية حصين بمتابعة منصور لو

.ورجح أحمد وأبو حاتم الرازي رواية عمرو بن مرة ورجح عبد اهلل الدارمي والترمذي رواية حصين ؛ ألن

الحديث معروف عنزياد بن أبي الجعد ، عن وابصة من غير طريق ىالل

الجعد ، عن بن يساف ، فإنو رواه يزيد بن زياد بن أبي .عبيد بن أبي الجعد ، عن وابصة

وقد خرجو من ىذه الطريق ابن حبان في ، وذكر أن ىالل بن يساف -أيضا -( ( صحيحو ) )

سمعو من زياد بن أبي الجعد ، ومن عمرو بن راشد ، .كالىما عن وابصة من غير واسطة بينيما

صة ورجح الترمذي صحة ذلك ، وأن ىالال سمعو من واب .مع زياد بن أبي الجعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد روي من وجوه متعدده ما يدل لذلك

وقد جعل بعضيم ىذا االختالف اضطرابا في الحديث لى ذلك يميل الشافعي في الجديد ، يوجب التوقف ، وا : وحكاه عن بعض أىل الحديث ، بعد أن قال في القديم

.فتوقف في صحتو . لو صح قمت بو .البزار وابن عبد البر : وممن رجح ذلك

إنما : وأنكر اإلمام أحمد عمى من قال ذلك ، وقال اختمف عمرو بن مرة

.عمرو بن راشد معروف : وقال . وحصين وكذلك يحيى بن معين أخذ بيذا الحديث ، وعمل بو ، .حكاه عنو عباس الدوري ، وىو دليل عمى ثبوتو عنده

.وي ىذا الحديث عن وابصة من وجوه أخر وقد ر رواية : من وجوه أخر ، من أجودىا ) وروي عن النبي

مالزم بن عمرو ، عن عبد اهلل بن بدر ، عن عبد الرحمن بن عمي بن شيبأن ، عن أبيو عمي بن شيبأن ،

، فبايعناه ) خرجنا حتى قدمنا عمى رسول اهلل : قال راءه صالة أخرى ، ثم صمينا و : قال . وصمينا خمفو

فقضى الصالة ، فرأى رجال فردا يصمي خمف الصف

: حتى أنصرف ، قال ) وحده ، فوقف عميو نبي اهلل ( ( .استقبل صالتك ، ال صالة لمذي خمف الصف ) )

.خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو ، وىذا لفظو فال صالة لفرد خمف : ) ) وفي رواية لالمام أحمد

( ( .الصف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك خرجو ابن خزيمة وابن حبان في ( ( .صحيحيما ) )

-أيضا -حديث مالزم في ىذا : وقال اإلمام أحمد .حسن

ورواتو كميم ثقات من أىل اليمامة ، فأن عبد اهلل بن بدر ثقة مشيور ، وثقو يحيى بن معين وأبو زرعة

.والعجمي وغيرىم كان يحيى القطان يختاره : زم ، قال اإلمام أحمد ومال

وقال . ىو أثبت حديثا : عمى عكرمة بن عمار ، ويقول .ىو ثبت ، وىو من أثبت أىل اليمامة : ابن معين

وعبد الرحمن بن عمي بن شيبأن ، مشيور ، وروى عنو جماعة من أىل اليمامة ، وذكره ابن حبان في

( ( .الثقات ) ) .ال اعرف لحديث وابصة مخالفا : اإلمام أحمد وقد قال ال يعرف لو حديثا يخالفو ، فإن حديث أبي بكرة : يعني

يمكن الجمع بينو وبينو بما تقدم ، والجمع بين األحاديث والعمل بيا أولى من معارضة بعضيا ببعض ، واطرادىا واطراحيا بعضيا ، إذا كان العمل بيا كميا ال يؤدي إلى

.ما عميو السمف األول مخالفة ال صالة لفذ خمف : ) ) وقد تأول بعضيم قولو

ويرد ىذا : عمى نفي الكمال دون الصحة ( ( الصف .لو باإلعادة ) أمر النبي

ىل تقع صالة الفذ باطمة غير : واختمف أصحابنا .منعقدة ، أو تنقمب نفال ؟ ليم فيو وجيان

ال ، وظاىر كالم وأختار ابن حماد وغيره أنيا تنقمب نف الخرقي أنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.تبطل بالكمية وتظير فائدتيا لو صمى ركعة فذا خمف الصف ، ثم : جاء آخر فصف معو في الركعة الثانية ، فإن قمنا

ن قمنا -أيضا -صالتو باطمة ، فالثاني فذ ىو : وا .متنفل صحت مصافتو أن جماعتو تبطل وتصح صالتو : وألصحابنا وجو آخر

.منفردا صالتو تامة وليس لو : وىو مروري عن النخعي ، قال

.تضعيف .خرجو البييقي

وعمى ىذا ، فيكون أمره باإلعادة في الجماعة ليحصل

.ثوابيا ومضاعفتيا ، وليس ذلك في الحديث وقد يستدل بو أن عمى من صمى منفردا فعمية اإلعادة ،

.يقولو من يجعل الجماعة شرطا لصحة الصالة كما بطألن جماعتو وصحة صالتو : أعني -وىذا الوجو

جزم بو ابن عقيل من أصحابنا في موضع من -منفردا ( ( .األصول ) ) كتابو

كذلك ، : أحدىما : وحكى في موضع آخر منو وجيين وعممو بأن البطألن يختص بالجماعة ، فيصح فرضو

يبطل فرضو وتصير صالتو : والثاني . دا ويكون منفر .نفال

الوجيأن مطردأن في كل صالة وجد فييا خمل يعود إلى الجماعة خاصة ؛ كمن صمى فذا قدام اإلمام ، أو أنتقل

من الجماعة إلى اإلنفراد لغير عذر ، أو عكسو ، أو .أئتم بمن ال يجوز اإلئتمام بو

امتناع ذلك أنقمبت أن لم يعمم : ومن أصحابنا من قال ن الصالة نفال ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمم ففي البطألن وأنقالبيا نفال وجيان ، واألظير .األول

ن صمى الفذ خمف الصف ال يسقط فرضو ، وعميو وا .إعادتيا كما نص عميو أحمد وأكثر أصحابو

يتيا ، يؤكد أمر الصفوف وتعديميا وتسو ) وقد كان النبي وىي من خصائص ىذه األمة كما سبق ذكره ،

فالمصمي في جماعة من غير مخل بما يمزم من القيام في الصف ، فعميو اإلعادة إذا تركو عمدا ، وىو عالم

فأما إن كان . بالنيي ، قادر عمى الصالة في الصف ن كان عاجزا ففيو . جاىال ففيو خالف سبق ذكره وا

.شاء اهلل تعإلى إن -خالف يأتي ذكره وقد عارض بعضيم حديث وابصة بحديث ابن عباس ،

لما صمى عن يسار النبيفيو في حال : ، فأداره من ورائو إلى يمينو ، قال )

.إدارتو فذ

وىذا ليس بشيء ، فإن المصمي في صف إذا زال اصطفافو ثم عاد سريعا عمى وجو أكمل من األول لم

في صالة الخوف تفارقو يضره ذلك ، كما أن اإلمام . طائفة ، ويبقى منتظرا لطائفة أخرى ، وال يضره ذلك

.واهلل أعمم أن صمى الصالة : ونقل حرب ، عن إسحاق بن راىويو

كميا خمف الصف أعاد صالتو ، فأن صمى ركعة فذا ، ثم جاء أخر فقام إلى جنبو ، فإنو يعيد تمك الركعة ، فمم

فييا فذا ، وأمره أن يبني تبطل سوى ركعتو التي كان أنو إذا صمى ركعة : عمى تكبيرة اإلحرام ومذىب أحمد

تامة في أول صالتو فذا أنو يعيد صالتو كميا واختمفت .إذا صمى ركعة في الصف ثم صار فذا : الرواية عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونقل مينا عن أحمد في رجل صمى يوم الجمعة ركعة

وسجدتين في الصف ، ثم زحموه ، فصمى الركعة يعيد تمك الركعة التي : األخرى خمف الصف وحده

.صالىا وحده أنو يعيد الصالة كميا في : ونقل عنو بعض أصحابو

ابناه صالح وعبد اهلل واألثرم : ىذه المسألة ، منيم .وغيرىم

رواية ( ( خالفو الكبير ) ) وحمل القاضي أبو يعمى في :نبل عمى أحد وجيين ح

أن الصالة في ىذه : ما أومأ إليو أبو بكر : أحدىما نما صار فذا في أثنائيا ، الحال أنعقدت في الصف ، وا وال يمتنع أن ينافي االبتداء في االستدامة ، كالعدة والردة

.واإلحرام في عقد النكاح أنو في ىذه الحال صار فذا بغير اختياره ، : والثاني

.ي حال ضرورة في .ىكذا حكى القاضي أبو يعمى وأصحابو مذىب أحمد

وحكى أبو حفص الخالف عن أحمد فيمن صمى ركعة ىل تبطل ركعتو: فذا

فقط ، أم صالتو كميا ؟ وحكى في ذلك روايتين ، وسوى بين الركعة األولى وغيرىا ، ولم يفرق بين حال ضرورة

.وغيرىا إذا : ى عن أحمد ، قال وذكر أن الحسن بن محمد رو

ركع ركعة سجد ، ثم دخل في الصف ، يعيد التي .صالىا وال يعيد الصالة كميا

واألصح عندي أنو يعيد ما صمى دون : قال أبو حفص الصف حسب ، فيعيد الركعة أو الركعتين ، وال يعيد ما

ألن تكبيرة اإلحرام لم تفسد ألنو : صمى مع غيره ، قال .أنو إذا كبر وحده أنيا صحيحة ال يختمف قولو

فصرح أبو حفص بأنو لو صمى ركعتين فذا ، ثم دخل في الصف ، أو وقف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مع غيره أنو يعيد ما صمى فذا وحده

بأن -فيما قرأتو بخطو -ورد القاضي أبو يعمى قولو لركوع ، القياس يقتضي بطالن الصالة فذا في تكبيره وا

. ألن ما أبطل جميع الصالة يفسد بعضيا ، كالحدث .إنما أجاز ذلك القدر لحديث أبي بكرة : قال

أن أحمد اجاز صالة الفذ إذا لم يتم الركعة فذا ، : يعني .لحديث أبي بكرة

فإن دخل في الصف ، أو قام معو آخر قبل رفع اإلمام خالف يصح لو ركعة بغير: ، فمن األصحاب من قال

، إلدراكو الركعة في الصف ، ومنيم من حكى فيو .روايتين أيضا

:وأن كان ذلك بعد أن رفع وقبل السجود ففيو روايتأن أنو ال يعتد بتمك الركعة ، ألنو لم يدرك في : أصحيما

الصف ما يدرك بو .الركعة ألنو أدرك في الصف السجدتين ، وىما معظم : والثانية .الركعة بطألن صالتو من أصميا وبنائو عمى تكبيرتو وفي

.، عمى ما حكاه أبو حفص -أيضا -روايتأن تبطل صالتو : وأما القاضي أبو يعمى وأصحابو ، فقالوا

.رواية واحدة واهلل . وأكثر النصوص عن أحمد تدل عمى البطألن

.أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ر في الركوعإتمام التكبي

) .قالو ابن عباس ، عن النبي .مالك بن الحويرث : وفيو ثنا خالد ، عن : حدثنا إسحاق الواسطي -

الجريري ، عن أبي العالء ، عن مطرف ، عن عمرأن -رضي اهلل عنو -صمى مع عمي : بن حصين ، قال ذكرنا ىذا الرجل صالة كنا نصمييا مع : بالبصرة ، فقال

، فذكر أنو كان يكبر كمما رفع وكمما ) هلل رسول ا .وضع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [. ] . . . . . . . . . . . . . . . .

مضطرب إسناده ، والحسن بن عمرأن مجيول ، وابن أنو : أنو عبد اهلل ، وقيل : عبد الرحمن بن أبزى ، قيل

.سعيد .أشبو ىو: قال أحمد

.وروي أنو محمد ، ومحمد ىذا غير معروف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفسر اإلمام أحمد نقص التكبير بأنيم ال يكبرون في : األنحطاط لمسجود ، وال في االنحطاط لمسجدة الثانية

.نقمو عنو ابن منصور إنما نقصوا التكبير لمسجدة : ونقل عن إسحاق ، أنو قال

.لثانية خاصة الما صمى : وقد روي عن أبي موسى األشعري ، قال

خمف عمي بالبصرة مثل قول عمران بن حصين ، لقد ذكرنا عمي بن أبي طالب صالة كنا نصمييا مع رسول

ما تركناىا عمدا ، يكبر كمما ) : اهلل إما نسيناىا ، وا .خفض ، وكمما رفع ، وكمما سجد

.خرجو اإلمام أحمد وفي إسناده اختالف ؛ رواه أبو إسحاق السبيعي ،

:واختمف عنو .عنو ، عن االسود بن يزيد ، عن أبي موسى : فقيل .عنو ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي موسى : وقيل عنو ، عن بريد بن أبي مريم ، عن رجل من بني : وقيل

.تمميم ، عن أبي موسى حو الدارقطني .ورج

( ( .الصحيح ) ) خرج حديثو ىذا في ولذلك لم يوأكثر العمماء عمى التكبير في الصالة في كل خفض

ورفع ، وقد كان ابن عمر وجابر وغيرىما من الصحابة .يفعمونو ويامرون بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمر بن الخطاب وابن : وممن روي عنو إتمام التكبير .وأبو ىريرة وابن عباس مسعود وعمي وأبو موسى

سمعت أنس بن : وروى عبد الرحمن بن األصم ، قال وأبو بكر وعمر يتمون ) كان رسول اهلل : مالك قال .التكبير

.خرجو اإلمام أحمد رجو النسائي ، وزاد فيو .وعثمان : وخ

أول من نقص : وقال سفيان عن منصور ، عن إبراىيم .التكبير زياد

ر بن أبي فاختة ، عن أبيو ، عن ابن ثوي: وقال الوليد بن عقبة ، : أن أول من نقص التكبير : مسعود

.نقصوىا نقصيم اهلل : فقال ابن مسعود .خرجو البزار وغيره

وخرج اإلمام أحمد والنسائي والترمذي من حديث ابن :مسعود ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود ، ي) كان النبي .وأبو بكر وعمر

.وعثمان : زاد النسائي وكان بنو أمية ينقصون التكبير ، وقد روي عن عمر بن عبد العزيز ، والظن بو أنو لم تبمغو السنة الصحيحة في

.ذلك ، ولو بمغتو لكان أتبع الناس ليا كانوا ال وروي عن القاسم وسالم وسعيد بن جبير ، أنيم

.يتمون التكبير .ذكره ابن المنذر وغيره

وقد سبق تفسير ترك إتمام التكبير ، ومن فيم عنيم أنيم كانوا ال يكبرون في الصالة غير تكبيرة اإلحرام فقد وىم

.فيما فيم وأما ما حكاه ابن عبد البر ، عن ابن عمر ، أنو كان ال

نبل حكاه يكبر إذا صمى وحده ، وذكر أن أحمد بن حرحمو اهلل -فيذا وىم منو . عنو في رواية ابن منصور

عمى أحمد ، فأن مراد أحمد التكبير في أدبار - .الصموات أيام التشريق

-أن أحمد في تمام ىذه الرواية حكى : ويدل عميو ، عن قتادة ، أنو كان يكبر إذا صمى وحده ، -أيضا ى وحده في الفرض واحب الي أن يكبر من صم: ثم قال

.، وأما النافمة فال ولم يرد أحمد أن صالة النافمة ال يكبر فييا لمركوع

والسجود والجموس ، فإن ىذا لم يقمو أحمد قط ، وال فرق .أحد بين الفرض والنفل في التكبير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وأما حديث ابن أبزى ، فقد تقدم الكالم عمى ضعفواتمام ) ولو صح حمل عمى أنو لم يسمع من النبي

.التكبير ، ال أنو لم يكن يكبر في سجوده ورفعو وىكذا المروي عن عثمان ، فإنو لما كبر وضعف خفض

.صوتو بو أو أسره غير تكبيرة -وأكثر الفقياء عمى أن التكبير في الصالة

سنة ، ال تبطل الصالة بتركو عمدا وال -اإلحرام .سيوا

وذىب أحمد واسحاتق إلى أن من ترك تكبيرة من تكبيرات الصالة عمدا فعميو اإلعادة ، وأن كان سيوا فال

.إعادة عميو في غير تكبيرة اإلحرام وأنكر أحمد أن يسمي شيء من أفعال الصالة واقواليا سنة ، وجعل تقسيم الصالة إلى سنة وفرض بدعة ،

ن كانت الصالة ال كل ما في الصالة: وقال واجب ، وا .تعاد بترك بعضيا

وكذلك أنكر مالك تقسيم الصالة إلى فرض وسنة ، وقد ذكرنا كالمو في موضع . ىو كالم الزنادقة : وقال .آخر

بإسناده ( ( مناقب الشافعي ) ) وكذلك ذكر األبري في كل أمور : سمعت الشافعي يقول : عن الواسطي ، قال

.رض الصالة عندنا ف: قرأت عن الحسين بن عمي ، قال : -أيضا -وقال

الحج من أولو : سئل الشافعي عن فريضة الحج ؟ قال إلى آخره فرض ، فمنو ما إن تركو بطل حجة ، فمنو

.اإلحرام ، ومنو الوقوف بعرفات ، ومنو االفاضة كل شيء في : وقال اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل

.كره اهلل فيو فرض الصالة مما ذ .وىذا قيد حسن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وسمى أصحاب أحمد ىذه التكبيرات التي في الصالة بعد تكبيرة اإلحرام واجبات ، ألن الصالة تبطل بتركيا

.عمدا عندىم وحكي عن أحمد رواية أن ىذه التكبيرات من فروض

.دا وال سيوا الصالة ، ال تسقط الصالة بتركيا عمإنيا فرض في حق غير : وحكي عنو رواية أخرى

.المأموم ، وأما المأموم فتسقط عنو بالسيو وروي عن ابن سيرين وحماد ، أنو من أدرك اإلمام راكعا

وكبر تكبيرة واحدة لإلحرام لم يجزئو حتى يكبر معيا .تكبيرة الركوع

ط من من أسق: -صاحب مالك -وقال ابن القاسم التكبير في الصالة ثالث تكبيرات فما فوقيا سجد لمسيو

ن نسي قبل السالم ، فإن لم يسجد بطمت صالتو ، وا ، فإن لم -أيضا -تكبيرة واحدة أو اثنتين سجد لمسو

.يفعل فال شيء عميو وروي عنو ، أن التكبيرة الواحدة ال سجود عمى من سيا

.عنيا عمى أن عظم التكبير ىذا يدل: قال ابن عبد البر

.وجممتو عنده فرض ، وأن اليسير منو متجاوز عنو وأكثر أصحاب مالك عمى أن ىذه التكبيرات تسمى سننا ، كما يقولو أصحاب الشافعي وغيرىم ، وأن الصالة ال

تبطل بتركيا عمدا وال سيوا ، وحكي رواية عن .أحمد

رفع ، كمما خفض و : وقال سعيد بن جبير في التكبير .إنما ىو شيء يزين بو الرجل الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من : وذكر عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال سمع اهلل لمن ) ) نسي شيئا من تكبيرات الصالة ، أو

.فإنو يقضيو حين يذكره ( ( حمده وىذا مذىب غريب ، وجميور العمماء عمى أنو يفوت

.محمو ، فال يعاد في غير محمو بفوات: ، فإنو قال ) واستدل من أوجب ذلك بأمر النبي

صموا كما رأيتموني) ) وكان يصمي بيذا التكبير ، وقال في ( ( . أصمي ( ( .إذا كبر فكبروا : ) ) اإلمام

في حديث أبي -وقال . وىذا يعم كل تكبير في الصالة وكذا ( ( . كع فاركعوا فإذا كبر اإلمام ور : ) ) -موسى

.قال في السجود .خرجو مسمم إنما ىي التسبيح : ) ) قال في الصالة ) وبأن النبي

، فدل عمى أن الصالة ال ( ( والتكبير وقراءة القرآن تخمو من التكبير ، كما ال تخمو من قراءة القرآن ،

وكذلك .التسبيح

تكبير عمم المسيء في صالتو ال) وقد روي أن النبي لمركوع والسجود ، من حديث رفاعة بن رافع ، وأخبره أنو

.ال تتم صالتو بدون ذلك

.خرجو أبو داود وغيره نسي ) واستدل اإلمام أحمد لسقوطو بالسيو بأن النبي

وقد ترك . التشيد األول ، فأتم صالتو ، وسجد لمسيو بتركو التشيد التكبيرة لمجموس لو ، فدل

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

.عمى أنيا تسقط بالسيو ، ويجبر بالسجود لو : عمى سقوطو بالسيو بحديث -أيضا -واستدل

، فكأنو حممو عمى حالة ( ( كان ال يتم التكبير ) ) .السيو

:الحديث الثاني أنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

ريرة ، أنو كان شياب ، عن أبي سممة ، عن أبي ىيصمي بيم ، فيكبر كمما خفض ورفع ، فاذا أنصرف

) .إني ألشبيكم صالة برسول اهلل : قال

وقد رواه عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، أن أبا ىريرة كان يكبر في الصالة كمما رفع ووضع ،

إنيا لصالة : يا أبا ىريرة ، فما ىذا التكبير ؟ قال : فقمنا ) .هلل رسول ا

.خرجو مسمم وقد روي ىذا الحديث عن أبي ىريرة من وجوه متعددة ،

.إن شاء اهلل -وسيأتي بعضيا فيما بعد وقد استدل بو بعضيم عمى أن التكبير لغير اإلحرام غير

واجب في الصالة ، ألن ىذا كان يستنكره الناس عمى أبي ىريرة ، كما استنكره عكرمة عمى من صمى خمفو

ة ، وكما دل حديث عمرأن بن حصين وأبي موسى بمك .عمى ترك الناس لو

رجو النسائي وابن حبان في ، من ( ( صحيحو ) ) وخ حديث سعيد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : دخل عمينا أبو ىريرة المسجد ، فقال : سمعان ، قال

كان : يعمل بين ، تركين الناس ) ثالث كان رسول اهلل إذا قام إلى الصالة رفع يده مدا ، وكان يقف قبل القراءة ىنيية يسأل اهلل من فضمو ، وكان يكبر في الصالة كمما

.ركع وسجد ولو كان ذلك من واجبات الصالة لما أقرت الصحابة

.عمى تركو وقد أجاب بعضيم بأنيم إنما تركوا الجير بو فقط ، وقد

كبير الذي احدثوه إنما سبق عن اإلمام أحمد أن نقص التىو ترك التكبير لمسجدة األولى والثانية ، وأن إسحاق

.إنما تركوا التكبير لمسجدة الثانية فقط : قال فمعل بني أمية كانوا يرون أن المأمومين يشاىدون اإلمام

في سجوده فال يحتاج إلى إسماعيم التكبير في ىذه فيحتاج إلى الحال ، بخالف رفعو فإنيم ال يشاىدونو ،

.إسماعيم التكبير فيو .واهلل أعمم . وفي ىذا نظر

وقد سبق ما يدل عمى أنيم تركوا تكبيرتي الركوع والسجود خاصة ، وأن عميا

.أحيا ما تركوه من ذلك وأماتوه -رضي اهلل عنو -كان ابن عمر : وروى مسعر ، عن يزيد الفقير ، قال

إذا انحط بعد : عر قال مس. ينقص التكبير في الصالة الركوع لمسجود لم يكبر ، فإذا أراد أن يسجد الثانية لم

.يكبر .خرجو ابن أبي شيبة

فتفسير مسعر لنقص التكبير يدل عمى أن نقصو ىو .ترك التكبير لمسجدتين معا ، كما فسره اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ر تخالف رواية مالك ، عن وىذه الرواية عن ابن عم الزىري ، عن سالم ، عن

.أبيو ، أنو كان يكبر كمما خفض ورفع

( ( .الموطأ ) ) كذا رواه مالك في يخفض بذلك : ورواه أشيب ، عن مالك ، فزاد فيو

.صوتو وىذه الرواية يجمع بيا بين الروايتين بأن يكون سالم

لفقير لم يسمعو سمع أباه يكبر ويخفض صوتو ، ويزيد ا .لخفض صوتو ، أو لبعده عنو

عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن -أيضا -وروى .ابن عمر ، أنو كان يتم التكبير

.ونافع وسالم أعرف بابن عمر من غيرىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - اتمام التكبير في السجود

:فيو حديثان :األول

حدثنا حماد ، عن غيالن : نا أبو النعمان حدث - صميت : بن جرير ، عن مطرف بن عبد اهلل ، قال

أنا -رضي اهلل عنو -خمف عمي ابن أبي طالب ذا رفع وعمران بن حصين ، فكان إذا سجد كبر ، وا

ذا نيض من الركعتين كبر ، فمما قضى رأسو كبر ، وا لقد ذكرني :الصالة أخذ بيدي عمران بن حصين ، فقال

لقد صمى بنا صالة : أو قال -) ىذا صالة محمد ) .محمد

فيو ما يستدل بو عمى أن نقص التكبير الذي كان ىو تركو عند السجود ، وعند القيام من : معيودا بينيم

.التشيد األول إلى الركعة الثالثة قد روي عن طائفة من التابعين التكبير لمسجود

.ين ولمنيوض من الركعتوىذا يدل عمى أن ىذا ىو الذي كان تركو من نقص -التكبير ، فإما التكبير لمرفع من السجود فإنما ذكر

أنو : تبعا لمتكبير لمسجود ، ويكون المراد -واهلل أعمم كان يكبر لميوي إلى السجود ، كما كان يكبر لمرفع

.واهلل أعمم . منو :الحديث الثاني

ثنا ىشيم ، عن أبي بشر : بن عون ثنا عمرو - رأيت رجال عند المقام كبر في كل : ، عن عكرمة ، قال

ذا وضع ، فاخبرت ابن ذا قام وا خفض ورفع ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ال أم ) أو ليس تمك صالة رسول اهلل : عباس ، فقال لك ؟

.خفض الرأس لمركوع والسجود : مراده بالخفض .رفعو من السجود خاصة : وبالرفع قيامو من السجود ومن التشيد األول إلى : وبالقيام

.الركعة األخرى .وضع الرأس لمسجود : وبالوضع

إثبات تكبير النبي : ومقصود البخاري بيذا الباب

لمسجود ، وىو الذي كان قد اشتير تركو في زمن بني ) .امية ، كما سبق

(/)

"""""" فحة رقم ص""""""

باب - التكبير إذا قام من السجود

:فيو حديثان :األول نا ىمام ، عن قتادة ، : ثنا موسى بن إسماعيل -

صميت خمف شيخ بمكة ، فكبر : عن عكرمة ، قال إنو أحمق ، : ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقمت البن عباس

) .ثكمتك أمك ، سنة أبي القاسم : فقال .نا عكرمة : نا قتادة : نا أبان : موسى وقال

إنما ذكر رواية أبان العطار تعميقا ؛ ألن فييا تصريح قتادة بسماع ىذا الحديث من عكرمة ، فأمن بذلك

.تدليسو فيو وىذه الصالة التي صالىا عكرمة خمف ىذا الشيخ كانت رباعية ، فإن الصالة الرباعية تشتمل عمى أربع ركعات

كعة خمس تكبيرات تكبيرة لمركوع ؛ تكبيرتان ، في كل ر لمسجدتين ، وتكبيرة لمجموس بينيما ، وتكبيرة لمرفع من

وتكبيرة . السجدة الثانية ، فيذه عشرون تكبيرة في األربع .اإلحرام وتكبيرة القيام من التشيد األول

فأما صالة المغرب ، ففييا سبع عشرة تكبيرة ؛ ألنو .كعة كاممة ، وىي خمس تكبيرات يسقط منيا تكبيرات ر

وأما صالة الفجر ، ففييا إحدى عشرة تكبيرة ، ألن في .الركعتين عشر تكبيرات وتكبيرة اإلحرام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا كمو في حق غير المأموم المسبوق ببعض الصالة ، فإن المسبوق قد يزيد تكبيرة عمى ذلك ألجل متابعة

، كما أنو يزيد في صالتو أركانا ال يعتد بيا إمامو متابعة إلمامو ، وال سجود عميو لذلك عند األكثرين ،

.وفيو خالف سبق ذكره أن القائم : ومقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب

من السجود إلى الركعة الثانية أو الرابعة يكبر في .قيامة

:الحديث الثاني ناالميث ، عن عقيل ، عن ابن : كير نا يحيى بن ب

أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن : شياب قال إذا ) كان رسول اهلل : الحارث ، أنو سمع أبا ىريرة يقول

قام إلى الصالة يكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، سمع اهلل لمن: ) ) ثم يقول و حين يرفع صمبو من الركعة ، ثم يقول وى( ( حمده ، ثم يكبر حين يرفع رأسو ( ( ربنا لك الحمد : ) ) قائم

، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يرفع رأسو ، ثم يفعل ذلك في الصالة كميا حتى يقضييا ، ويكبر حين

.يقوم من الثنتين بعد الجموس

عبد اهلل ، ( ( ولك الحمد ) ) قال عبد اهلل ، عن الميث أنو رواه عن : ومراده . تب الميث أبو صالح كا: ىو

بالواو ، ( ( ربنا ولك الحمد ) ) وقال في روايتو . الميث بخالف رواية يحيى بن بكير عن الميث ، فإنيا بإسقاط

وخرجو مسمم من طريق حجين ، عن الميث بو ، . الواو .بمثل حديث ابن جريج : وقال فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" رجو قبل ذلك من طريق ابن جريح ، عن الزىري ، وخ

والمقصود من . بالواو ( ( ولك الحمد ) ) وفي حديثو كان يكبر حين يرفع رأسو ) أن النبي : ىذا الحديث

ويقوم من السجدة الثانية ، كما كان يكبر حين يرفع رأسو .من السجدة األولى لمجموس بين السجدتين

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

باب - وضع األكف عمى الركب في الركوع

يديو من ) أمكن النبي : وقال أبو حميد في أصحابو .ركبتيو

حديث أبي حميد ىذا ، قد خرجو بإسناده ، وسيأتي في إن شاء اهلل -موضعو .تعالى نا شعبة ، عن أبي يعفور ، : حدثنا أبو الوليد - صميت إلى جنب : د يقول سمعت مصعب بن سع: قال

أبي ، فطبقت بين كفي ، ثم وضعتيما بين فخذي ، كنا نفعمو فنيينا عنو ، وامرنا أن : فنياني أبي ، وقال

.نضع أيدينا عمى الركب . وقدان : العبدي الكوفي ، اسمو : أبو يعفور ، ىو

.واقد ، وىوأبو يعفور األكبر : وقيل وغيره أنو غير مرفوع وىذا الحديث قد ذكر ابن المديني

، لكنو ) أنو ليس فيو تصريح بذكر النبي : ، ومرادىم أو -أمرنا ) ) في حكم المرفوع ، فإن الصحابي إذا قال

، وذكره في معرض االحتجاج بو ( ( بشيء -نيينا قوي الظن برفعو ؛ ألنو غالبا إنما يحتج بأمر النبي

.ونييو ) فيو ضعف ، من رواية وقد ورد التصريح برفعو من وجو

عكرمة بن إبراىيماألزدي ، عن عبد الممك بن عمير ، عن مصعب بن

رأيت أصحاب ابن مسعود : قمت ألبي : سعد ، قال يطبقون أيدييم ، ويضعونيا بين ركبيم إذا ركعوا ،

كان يفعل الشيء زمانا ، ثم يدعو ، ) إن النبي : فقال أشيد أني : -قال أو -يركع ) وقد رأيت رسول اهلل

إذا ركع يضع راحتيو عمى ركبتيو ، ؟ ) رأيت رسول اهلل .ويفرج بين أصابعو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .مسنده ) ) خرجو يعقوب بن شيبة في

.عكرمة بن إبراىيم ، منكر الحديث : وقال .ليس فيو شيء : وذكر يحيى بن معين ، أنو قال

م بن كميب ، عن عبد الرحمن بن األسود ، وروى عاصعممنا رسول اهلل : قال عبد اهلل : عن عمقمة ، قال

الصالة ، فكبر ورفع يديو ، فمما ركع طبق يديو بين) صدق أخي ، : فبمغ ذلك سعدا ، فقال : قال . ركبتيو

.كنا نفعل ىذا ، ثم أمرنا بيذا .االمساك عمى الركبتين : يعني

.داود والنسائي والدارقطني خرجو أبو .إسناد صحيح ثابت : وقال

تدل عمى رفع األمر باإلمساك -أيضا -وىذه الرواية ال يترك بأمرغيره بما ) بالركبتين ، ألن أمر النبي

.يخالفو إن : قال لنا عمر : وروى أبو عبد الرحمن السممي قال

.الركب سنت لكم فخذوا بالركب

.خرجو الترمذي .وقال حديث حسن صحيح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رجو النسائي ، ولفظو إنما السنة : قال عمر : قال : وخوفي رواية عن أبي عبد الرحمن ، عن . األخذ بالركب .سنت لكم الركب ، فأمسكوا بالركب : عمر ، قال

وسماع أبي عبد الرحمن من عمر ، قد أنكره شعبة .معين ويحيى بن

من وجوه متعددة وضع اليدين ) وقد روي عن النبي عمى الركبتين في الركوع من فعمو وأمره ، وليس شيء

.منيا عمى شرط البخاري وىذا ىو السنة عند جميور العمماء من الصحابة

.والتابعين ومن بعدىم ، وأجمع عميو أئمة األمصار كفيو وكان ابن مسعود يطبق في ركوعو ، فيجعل أحد

عمى األخر ، ويجعميا بين ركبتيو ، وقد رواه عن النبي .، كان يأمر أصحابو بذلك )

( ( .صحيحو ) ) وقد خرج حديثو مسمم في عمقمة واألسود وأبو عبيدة بن : وبو أخذ أصحابو ، منيم

.عبد اهلل وكان النخعي يذىب إليو ثم رجع إلى ما روي عن عمر

.غيره ذكره اإلمام أحمد و : -أن التطبيق كان شرع أوال ، ثم : وذكر أكثر العمماء

.نسخ حكمو ، واستدلوا بحديث سعد وما في معناه وروى حصين ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة ، عن

قدمت المدينة فجعمت أطبق : أبي سبرة الجعفي ، قال ما : كما يطبق أصحاب عبد اهلل وأركع ، فقال رجل

كان عبد اهلل يفعمو ، وذكر أن : ت حممك عمى ىذا ؟ قمصدق عبد اهلل ، ولكن : قال . كان يفعمو ) رسول اهلل ربما صنع األمر) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم أحدث اهلل لو األمر األخر ، فأنظر ما أجمع عميو .فمما قام كان ال يطبق . المسممون فاصنعو

بمعناه ، فقال لي رجل من -يقا تعم -وذكره األثرم .فذكره -المياجرين

وأكثر العمماء عمى أن وضع اليدين عمى الركبتين في الركوع من سنن الصالة ، وال تبطل الصالة بتركو وال

.بالتطبيق وروى عاصم بن ضمرة ، عن عمي ، أن الراكع مخير

.بين أن يضع يدية عمى ركبتيو أو يطبق الحديث إلى المنع من التطبيق ، وذىب طائفة من أىل

وابطال الصالة بو ؛ لمنييأبو خيثمة زىير بن : عنو كما دل حديث سعد ، منيم

حرب وأبو إسحاق .الجوزجاني

فيمن طبق ولم يضع يدية -وقال أبو بكر بن أبي شيبة

.أحب إلي أن يعيد : -عمى ركبتيو ونقل إسحاق بن منصور ، عن أحمد ، أنو سئل عن

: من صمى بالتطبيق يجزئو ؟ فقال أحمد : ول سفيان قإذا : فقال إسحاق بن راىويو كما قال . أرجو أن يجزئو

.كان بو عمة قول أحمد -من أصحابنا -وحمل أبو حفص البرمكي

عمى ما إذا كان بو عمة ، فإن لم يكن بو عمة فال تجزئو .صالتو ، إال أن ال يعمم بالنيي عنو

مد في إعادة الصالة مع التطبيق في رواية وتوقف أح .أخرى

يكون وضع اليدين عمى الركبتين في : فعمى قول ىؤالء .الركوع من واجبات الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي عن طائفة من السمف ما يدل عمى ذلك ، فإنو

إذا وضع يديو عمى : روي عن جماعة ، أنيم قالوا .أجزأه في الركوع ركبتيو

سعد بن أبي وقاص وابن مسعود : وممن روي ذلك عنو ىو أدنى ما : وابن سيرين ومجاىد وعطاء ، وقال

.يجريء في الركوع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا لم يتم الركوع

نا شعبة ، عن سميمان : حدثنا حفص بن عمر - رأى حذيفة رجال : ، قال سمعت زيد بن وىب: ، قال

ما صميت ، ولو مت : قال . ال يتم الركوع والسجود .عمييا ) مت عمى غير الفطرة التي فطر اهلل محمدا

.االعمش : سميمان ، ىو وقد روي ىذا الحديث من رواية عثمان بن األسود ، عن

) .زيد بن وىب ، عن حذيفة ، عن النبي سناده ال يصح .وا

أنو من قول حذيفة ، لكنو في حكم المرفوع : والصحيح ) .؛ بذكره فطرة محمد

والمراد بفطرة محمد شرعو ودينو ، ولذلك عاد الضمير بمفظ التذكير ، وفي بعض ( ( عميو : ) ) في قولو .وال إشكال عمى ذلك ( ( عمييا : ) ) النسخ

وخرج الطبراني من روايو بيأن ، عن قيس ، عن بالل ، : ابصر رجال يصمي ال يتم الركوع والسجود ، فقال أنو

) .لو مات ىذا لمات عمى غير ممة عيسى :وقد روي مرفوعا من وجو آخر بمعناه

ثنا الحارث بن : خرجو اإلمام أحمد من رواية ابن لييعة يزيد الحضرمي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ن ىانيء بن معاوية عن البراء بن عثمان األنصاري ، أ

حججت في زمأن عثمان بن : الصدفي حدثو ، قال ، فإذا رجل يحدثيم ، ) عفأن ، فجمست في مسجد النبي

كنا مع: قال يوما ، فاقبل رجل إلى ىذا العمود ، فعجل ) رسول اهلل

) : قبل أن يتم صالتو ، ثم خرج ، فقال رسول اهلل لدين عمى إن ىذا لو مات لمات وليس ىو من ا) )

فسألت عن ( ( . شيء ، أن الرجل ليخفف ويتميا لعمو عثمان بن حنيف : من ىو ؟ فقيل : الرجل

.األنصاري .وىذا اإلسناد فيو ضعف أنا شيبة بن األحنف ، أنة سمع : وروى الوليد بن مسمم

أبا سالم األسود يحدث عن أبي صالح األشعري أنو نظر ) أن رسول اهلل حدثة عن أبي عبد اهلل األشعري ،

إلى رجل يصمي ، اليتم ركوعو والسجوده ، ينقر صالتو إن مثل الذي يصمي واليتم ) ) كما ينقر الغراب ، فقال

ركوعو والسجوده كمثل الذي يأكل التمرة والتمرتين ال يغنيان عنو شيئا ، فأتموا الركوع والسجود ، وويل

( ( .لألعقاب من النار من : فقمت ألبي عبد اهلل األشعري : قال أبو صالح

حدثك بيذا عن رسول اهللخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وعمرو : ؟ قال )

بن العاص وشرحبيل بنخرجة أبو القاسم ) حسنة ، كل ىوالء سمعوه من النبي

البغوي في معجمو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو ) ) ) فقال رسول اهلل : وخرجو الطبرأني وزاد فيو ) ( ( مات عمى حالتو ىذه مات عمى غير ممة محمد

ويل لألعقاب : ) ) وخرج ابن ماجو من ىذا الحديث فقط وقد دلت ىذه األحاديث عمى أن إتمام ( ( من النار

الركوع والسجود في الصالة واجب ، وأن تركة محرم ، ن الدين ، بل ىو يدل ولوال ذلك لم يكن تاركو خارجا م

عمى أن تاركو تارك لمصالة ، فأنو ال يخرج من الدين قال ) بدون ترك الصالة ، كما في الحديث عن النبي

وفي رواية ( ( بين العبد وبين الكفر ترك الصالة ) ) وأما المثل المضروب في ( ( فمن تركيا فقد كفر ) )

جوده ففي غاية ىذا الحديث لمن ال يتم ركوعو وال سالحسن ، فإن الصالة ىي قوت قموب المؤمنين وغذاؤىا ، بما اشتممت عميو من ذكر اهلل ومناجاتو وقربو فمن أتم

صالتو فقد استوفى غذاء قمبو وروحو ، فما دام عمى ذلك كممت قوتو ، ودامت صحتو وعافيتو ، ومن لم يتم

ع صالتو فمم يستوف قمبو وروحو قوتيا وغذاءىا ، فجاقمبو وضعف ، وربما مرض أو مات ؛ لفقد غذائو ، كما

يمرض الجسد ويسقم إذا لم يكمل تناول غذائو وقوتو .المالئم لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - استواء الظير في الركوع

ثم ىصر ) ركع النبي -في أصحابو -وقال أبو حميد .ظيره

تدال فيو ، واالطمأنينةوحد إتمام الركوع واالعالبخاري بتمامو . حديث أبي حميد واصحابو قد خرجو .

: ولفظ حديثو -إن شاء اهلل -، ويأتي فيما بعد ذا ركع أمكن يديو من ركبتيو ، ثم ىصر ) ) وا

( ( .ظيره : ويقال . ثناه وأمالو ( ( : ىصر ظيره : ) ) ومعنى

ه ولم اليصر عطف الشيء الرطب كالغصن إذا ثنانحناءه في الركوع بذلك يكسره ، فشبو إمالة الظير وا ويظير من تبويب البخاري تفسير اليصر باالستواء

أي : ىصر ظيره : واالعتدال ، وكذا قال الخطابي قال ثناه ثنيا شديدا في استواء من رقبتو ومتن ظيره اليقوسو

: واالطمأنينة . مصدر : ، وال يتحادب فيو والطمأنينة .المرة الواحدة منو

: -رحمو اهلل -أن االطمأنينة غمط قال : وقيل أخبرني الحكم ، : نا شعبة : نا بدل بن المحبر -

عن ابن أبي ليمى ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وسجوده وبين ) كان ركوع النبي : البراء ، قال ذا رفع رأسو من الركوع القيام ماخال -السجدتين وا

.قريبا من السواء -والقعود كانت متقاربة في مقدارىا ) أن صالة النبي : معنى ىذا

، فكان ركوعو ورفعو من ركوعو وسجوده ورفعو من سجوده قريبا من االستواء في مقداره ، وأنما كان يطيل

.القيام لمقراءة والقعود لمتشيد كان ) لنبي أن ا: ومقصوده بيذا الحديث في ىذا الباب

يمكث في ركوعو زمنا ، فيحصل بذلك طمأنينتو فيو .واعتدالو

.أنو استواؤه ( ( ىصر ظيره ) ) وقد تقدم في تفسير وقد روي ىذا المعنى صريحا من حديث البراء ، من

رواية سنان بن ىارون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ، ن إنسانا إذا ركع فمو أ) كان النبي : عن البراء ، قال

.وضع عمى ظيره قدحا من الماء ما اىراق .وسنان ، ضعيف

وذكر عبد اهلل بن اإلمام أحمد ، أنو وجده في كتاب أبيو ثنا بيان ، عن : اخبرت عن سنان بن ىارون : ، قال

-عبد الرحمن بن أبي ليمى ، عن عمي بن أبي طالب .فذكره

رجو أبو داود في ريق شعبة ، من ط( ( مراسيمو ) ) وخ . -مرسال -عن أبي فروة ، عن ابن أبي ليمى

.وىو أصح .وقد خرج ابن ماجو معناه من حديث وابصة بن معبد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سناده ضعيف جدا .وا .من حديث أنس -أيضا -وخرج الطبراني معناه

رجو البزار من رواية وائل بن حجر .وخس .أيضا -ناده ضعيف وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الذي ال يتم ركوعو باإلعادة) أمر النبي

نا يحيى بن سعيد ، عن عبيد : حدثنا مسدد - حدثني سعيد المقبري ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة : اهلل

دخل المسجد ، فدخل رجل فصمى ، ثم ) ، أن النبي : ، فقال ) ، فرد عميو النبي ) النبي جاء فسمم عمى

، فصمى ثم جاء ، ( ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) )

ارجع فصل فأنك لم : ) ) ، فقال ) فسمم عمى النبي والذي يعثك بالحق ما : ، فقال -ثالثا -( ( تصل

إذا قمت إلى الصالة : ) ) قال . أحسن غيره ، فعممني القرآن ، ثم اركع حتى فكبر ، ثم أقرأ ما تيسر معك من

تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطئمن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صالتك

( ( .كميا استدل بعضيم بيذا الحديث عمى أن من دخل المسجد

ية المسجد ، ثم وفيو قوم جموس ، فإنو يبدأ فيصمي تحيسمم عمى من فيو ، فيبدأ بتحية المسجد قبل تحية

.الناس وفي ىذا نظر ، وىذه واقعة عين ، فيحتمل أنو لما دخل المسجد صمى في مؤخره قريبا من الباب ، وكان النبي

في صدر المسجد ، فمم يكن قد مر عمييم قبل صالتو ) قبمة ، أو أنو لما دخل المسجد مشى إلى قريب من

المسجد ، بالبعد من الجالسين في المسجد ، فصمى فيو

.، ثم أنصرف إلى الناس أن رجال : أنو روي في ىذا الحديث : يدل عمى ذلك دخل المسجد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-في ناحية المسجد ، فجاء فسمم ) فصمى ، ورسول اهلل . -وذكر الحديث

.خرجو ابن ماجو فأما من دخل المسجد فمر عمى قوم فيو ، فإنو يسمم

.عمييم ثم يصمى دليل عمى أن من قام عن قوم لحاجتو ، ثم عاد : وفيو

ن لم يكن قد غاب عنيم .إلييم ، فأنو يسمم عمييم وا دليل عمى أن من أساء في الصالة فإنو يؤمر : وفيو

مم بإحسان صالتو مجمال ، حتى يتبين أنو جاىل ، فيع .ما جيمو

دليل عمى أن من أساء في صالة تطوع فأنو : وفيو .يؤمر باعادتيا

وىذا مما يتعمق بو من يقول بمزوم النوافل بالشروع ، ووجوب إعادتيا إذا

.أفسدىا ومن خالف في ذلك حمل االمر باالعادة عمى

االستحباب ، وأن األمر باإلعادة كان تغميظا عمى ىذا تو ؛ ألن ذلك أزجر لو عن اإلساءة ، المسيء في صال

.وأقرب إلى عدم عوده إلييا االستدالل بيذا الحديث عمى -فيما تقدم -وقد ذكرنا

.وجوب التكبير والقراءة وجوب إتمام الركوع : والمقصود منو في ىذا الباب أمره أن يركع حتى يطمئن ) والطمأنينة فيو ؛ فإن النبي

.راكعا اري إلى أنو أنما أمر باإلعادة ؛ ألنو لم وقد أشار البخ

يتم الركوع ، وليس في سياق ىذا الحديث مايدل عمى .ذلك

أن الداخل إلى : ولكن ؛ روي في حديث رفاعة بن رافع المسجد صمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأخف صالتو .خرجو الترمذي وغيره

رجو النسائي ، وعنده يرمق ) رسول اهلل فجعل : وخ .صالتو ، وال يدري ما يعيب منيا

أن المذكور في حديث رفاعة غير المذكور : وقد قيل في أبي ىريرة ؛ ألن في حديث رفاعة تعميم النبي

بعض مستحبات الصالة ؛ كاالستفتاح وغيره ، بخالف ) حديث أبي ىريرة ؛ فإنو ليس فيو غير تعميم فرائض

.الصالة عمم عمى أن إتمام الركوع بالطمأنينة فرض وأكثر أىل ال

.، ال تصح الصالة بدون ذلك

العمل عمى ىذا عند أىل العمم من : قال الترمذي ومن) أصحاب النبي

بعدىم ؛ يرون أن يقيم الرجل صمبو في الركوع .والسجود

سحاق من ال يقيم صمبو في : وقال الشافعي وأحمد وا ) : ؛ لحديث النبي الركوع والسجود فصالتو فاسدة

ال تجزئ صالة ال يقيم الرجل فييا صمبو في الركوع ) ) ( ( .والسجود

وىذا الحديث الذي أشار إليو ، خرجو أبو داود والترمذي من ( ( صحيحو ) ) والنسائي وابن ماجو وابن حبان في

) .حديث أبي مسعود األنصاري ، عن النبي .حسن صحيح : وقال الترمذي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال تجزئ صالة الرجل حتى يقيم : ) ) ولفظ أبي داود

ظيره في الركوع ( ( .والسجود

قامة الظير في الركوع والسجود ىو سكونو من : وا .حركتو

أدنى سكون بين حركتي : وقدر الطمأنينة المفروضو الخفض والرفع عند أصحاب الشافعي ، وأحد الوجيين

.حابنا ألص .أنيا مقدرة بقدر تسبيحة واحدة : والثاني ألصحابنا

وذىب أبو حنيفة إلى أن الطمانينة ليست فرضا في اركعوا واسجدوا : ) ركوع وال غيره ، لظاىر قولو

[ . : الحج ) ] أن األمر بالركوع والسجود مطمق ، وقد : ولمجميور فرجع إلى بيانو في ذلك وبينو بفعمو وأمره ،) فسره النبي

كما رجع إلى بيانو في عدد السجود وعدد الركعات ، .ونحو ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الدعاء في الركوع

ثنا شعبة ، عن : حدثنا حفص بن عمر - المنصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن

: وعو وسجوده يقول في رك) كان النبي : عائشة ، قالت ( ( .سبحانك الميم ربنا وبحمدك ، الميم أغفر لي ) )

دليل عمى الجمع بين التسبيح والتحميد : في ىذا حديث .واإلستغفار في الركوع والسجود

وخرج اإلمام أحمد من رواية أبي عبيدة بن عبد اهلل بن لما نزلت عمى رسول اهلل : مسعود ، عن أبيو ، قال

كان [ : النصر ) ] جاء نصر المو والفتح إذا) ) سبحانك الميم ربنا : ) ) يكثر إذا قرأىا وركع أن يقول

( ( وبحمدك ، الميم أغفر لي ، إنك أنت التواب الرحيم . -ثالثا -

وأبو عبيدة ، لم يسمع من أبيو ، لكن رواياتو عنو

.صحيحة ن ماجو والترمذي من وخرج اإلمام أحمد وأبو داود واب

حديث عون بن عبد اهلل ، عن ابن مسعود ، عن النبي : إذا ركع أحدكم فميقل ثالث مرات : ) ) ، قال )

ذا سجد فميقل : سبحان ربي العظيم ، وذلك ادناه ، وا سبحان ربي األعمى ثالثا ، وذلك

( ( .أدناه أن عون بن عبد اهلل لم يسمع من : وىو مرسل ، يعني

قالو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي : -مسعود ابن .وغيرىم

.وقد روي بيذا اإلسناد موقوفا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أيضا -وقد روي من وجوه أخر عن ابن مسعود مرفوعا .، وال تخمو من مقال -

: من حديث حذيفة ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي اتذ) صميت مع النبي

ثم : وذكر الحديث ، إلى أن قال -ليمة ، فافتتح البقرة ، وكان ( ( سبحان ربي العظيم : ) ) ركع فجعل يقول

سمع اهلل لمن : ) ) ركوعو نحوا من قيامو ، ثم قال ، ثم قام قياما طويال قريبا مما ركع ، ثم سجد ( ( حمده يبا ، فكان سجوده قر ( ( سبحان ربي األعمى : ) ) فقال

.من قيامو وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن حبان في

والحاكم من حديث موسى بن أيوب ( ( صحيحو ) ) سمعت : حدثني عمي إياس بن عامر ، قال : الغافقي

فسبح باسم ) لما نزلت : عقبة بن عامر الجيني ، قال ) :قال رسول اهلل ) . ربك العظيم

سبح اسم ) ، فمما نزلت ( ( اجعموىا في ركوعكم ) ) ) : قال رسول اهلل [ : األعمى ) ] ربك األعمى

( ( .اجعموىا في سجودكم ) ) موسى ، وثقة ابن معين وأبو داود وغيرىما ، لكن

.ضعف ابن معين رواياتو عن عمو المرفوعة خاصة كان ) أن النبي عن عائشة ،( ( صحيح مسمم ) ) وفي

سبوح قدوس ، رب : ) ) يقول في ركوعو وسجوده ( ( .المالئكة والروح

عن عمي ، أنو وصف صالة النبي : -أيضا -وفيو ذا ركع قال : ، وقال ) الميم لك ركعت ، وبك : ) ) وا

أمنت ، ولك أسممت ، خشع لك سمعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر بقية -( ( ي وعصبي وبصري ومخي وعظم . -الحديث

رجو الترمذي بمعناه ، وعنده أن ذلك كان يقولو في : وخ .المكتوبة

.وفي إسناد الترمذي لين رج البييقي ىذه المفظة بإسناد جيد .ولكن خ

وخرج النسائي نحو حديث عمي من حديث جابر ومحمد ) .بن مسممة ، عن النبي كان يقول ) أن النبي : مسممة وفي حديث محمد بن

.ذلك في صالة التطوع ىو وأبو داود من حديث عوف بن -أيضا -وخرج

ليمة ، فمما ركع مكث ) قمت مع النبي : مالك ، قال سبحان ذي : ) ) قدر سورة البقرة ، يقول في ركوعو

( ( .الجبروت والممكوت والكبرياء والعظمة .دة يطول ذكرىا وفي الباب أحاديث أخر متعد

والكالم ىاىنا في حكم التسبيح في الركوع ، وفي الدعاء .فيو

:فاما التسبيح في الركوع .فمشروع عند جميور العمماء

كنا نسبح ركوعا وسجودا ، وندعو قياما : قال جابر .وقعودا

.خرجو البييقي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىكذا في : -ال باس بو : وقال أصحاب مالك .وال حد لو : ، قال ( ( تيذيب المدونة ) )

وأما الجميور ، فأدنى الكمال عندىم ثالث تسبيحات ، .وتجزئ واحدة

براىيم أن المجزئ ثالث .وروي عن الحسن وا وقد يتأول عمى أنيما أرادا المجزئ من الكمال ، كما

ع الذي تأول الشافعي وغيره حديث ابن مسعود المرفو .عمى أدنى الكمال ( ( وذلك أدناه : ) ) فيو

وروي عن عمر ، أنو كان يقول في ركوعو وسجوده قدر .خمس تسبيحات

.التام من ذلك قدر سبع تسبيحات : وعن الحسن ، قال سبع أفضل من ثالث ، وخمس وسط بين : وعنو ، قال

.ذلك .يسبح من ثالث إلى سبع : وكذا قال إسحاق

طائفة ، يستحب لإلمام أن يسبح خمسا ليدرك من وقالت

خمفو ثالثا ، ىكذا قال ابن المبارك وسفيان الثوري سحاق وبعض أصحابنا .وا

.يسبح من خمس إلى عشر : ومنيم من قال يكره لإلمام أن ينقص عن أدنى : وقال بعض أصحابنا

الكمال في الركوع والسجود ، وال يكره لممنفرد ؛ ليتمكن .أموم من سنة المتابعة الم

.أنو ال يزيد عمى ثالث : وألصحابنا وجو ( ( : األحكام السمطانية ) ) وذكر القاضي أبو يعمى في

أن اإلمام المولى إقامة الحج بالناس ليس لو أن ينفر في النفر األول ، بل عميو أن يمبث بمنى ، وينفر في اليوم

.الثالث ؛ ليستكمل الناس مناسكيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يزيد اإلمام عمى ثالث : وقال أصحاب الشافعي ، إال أن يرضى -خمس : ومنيم من قال -تسبيحات

.المأمون بالتطويل ، ويكونون محصورين ال يزيدون وىذا خالف نص الشافعي في اإلمام ، فإنو نص عمى

في ) ي أنو يسبح ثالثا ، ويقول مع ذلك ما قالو النبوكل ما قال رسول : قال . حديث عمي الذي سبق ذكره

في ركوع أو سجود أحببت أن ال يقصر عنو ، ) اهلل .إماما كان أو منفردا ، وىو تخفيف ال تثقيل

ىل : الكمال في التسبيح ] . . . [ واختمف أصحابنا في ىو عشر تسبيحات ، أو سبع ؟

يسبح : أحدىما :وليم وجيان آخران في حق المنفرد .بقدر قيامو

.ما لم يخف سيوا : والثاني وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث أنس ،

أشبو صالة ) ما صميت وراء أحد بعد رسول اهلل : قال عمر بن عبد : يعني -من ىذا الفتى ) برسول اهلل

فحزرنا في ركوعو عشر تسبيحات ، : قال -العزيز .ه عشر تسبيحات وفي سجود

ولو لم يسبح في ركوعو وال سجوده ، فقال أكثر

تجزئ صالتو ، وىو قول مالك وأبي حنيفة : الفقياء .والثوري والشافعي وغيرىم

سحاق -في ظاىر مذىبو -وقال أحمد إن تركو : وا عمدا بطمت صالتو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن تركو سيوا وجب عميو أ .ن يجبره بسجدتي السيو وا ىو فرض ال يسقط في عمد وال سيو ، : وقالت طائفة

وحكى رواية عن أحمد ، وىو قول داود ، ورجحو الخطابي ، وقد روى الحسن والنخعي ما يدل عميو ، وىو قول يحيى بن يحيى ، عمي بن دينار من أئمة

.المالكية .ت بعيدة وقد تأولو المتأخرون بتأويال: قال القرطبي

إنما ىي : ) ) في الصالة ) ويستدل لو بقول النبي التسبيح والتكبير وقراءة

( ( .القرآن وكذلك سمى اهلل الصالة تسبيحا ، كما سماىا قرآنا ،

.فدل عمى أن الصالة ال تخمو عن القرآن والتسبيح الواجب في : وعمى القول بالوجوب ، فقال أصحابنا

: ، وفي السجود ( ( ربي العظيم سبحان : ) ) لركوع ، ال يجزئ غير ذلك ، ( ( سبحان ربي األعمى ) )

.لحديث ابن مسعود وعقبة ، وقد سبقا من ) يجزئ كل ما روي عن النبي : وقال إسحاق

.تسبيح وذكر ودعاء وثناء وىو قياس مذىبنا في جواز جميع أنواع االستفتاحات

.والتشيدات الواردة في الصالة وغيره ، عن أبي ذر ، أن النبي ( ( المسند ) ) ي وفقام ذات ليمة بآية يرددىا ، بيا يقوم ، وبيا يركع ، )

ن تغفر ) واالية . وبيا يسجد إن تعذبيم فإنيم عبادك وا ( . : المائدة ) ) ليم فإنك أنت العزيز الحكيم

يستحب أن يأتي بالتسبيح ، ثم : قال أصحاب الشافعي الميم ،: ) ) يقول بعده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كما رواه عمي ، عن النبي . إلى آخره -( ( لك ركعت . (

فإن أراد اإلقتصار عمى أحدىما ، فالتسبيح : قالوا .أفضل

والجمع بين التسبيح ثالثا ، وىذا الذكر : قال بعضيم االقتصار عمى التسبيح ، وزيادتو عمى أفضل من

.الثالث وأما الدعاء في لركوع ، فقد دل حديث عائشة الذي

خرجو البخاري ىاىنا عمى استحبابو ، وعمى ذلك بوب .البخاري ىاىنا ، وىو قول أكثر العمماء

.وروي عن ابن مسعود يكره الدعاء في الركوع دون السجود ، : وقال مالك أما : ) ) ، قال ) ث عمي ، عن النبي واستدل بحدي

الركوع ، فعظموا فيو الرب ، وأما السجود ، فاجتيدوا فيو ( ( .في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم

.خرجو مسمم ال يعجبني الدعاء : وروي ، عن أحمد رواية ، أنو قال .في الركوع والسجود في الفريضة

مام إذا طول وىي محمولة عمى اإل: قال بعض أصحابنا بدعائو عمى المأمومين أو نقص بدعائو ألتسبيح عن

أدنى الكمال ، فأما في غير ىاتين الحالتين فال كراىة .فيو ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

أقرب ما يكون العبد من ربو وىو ساجد ، : ) ) ، قال ) ( ( .فأكثروا الدعاء

كان ) أبي ىريرة ، أن رسول اهلل ، عن -أيضا -وفيو يقول في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :سجوده

الميم أغفر ذنبي كمو ، دقو وجمو ، أولو وآخره ، ) ) ( ( .وعالنيتو وسره

وخرج النسائي من حديث ابن عباس ، أنو صمى مع : يقول في سجوده ) ذات ليمة ، فجعل النبي ) النبي -( ( جعل في قمبي نورا ، وفي سمعي نورا الميم ا) )

.وذكر الحديث بطولو في صالتو ، أو في : أنو قال : وخرجو مسمم ، وعنده

.بالشك -سجوده قال ذات ) عن عائشة ، أن النبي ( ( المسند ) ) وفي

رب أغفر لي ما أسررت وما : ) ) ليمة في سجوده ( ( .أعمنت قال ذات ليمة في ) أن النبي ، -أيضا -عنيا : وفيو

رب أعط نفسي تقواىا ، وزكيا أنت خير : ) ) سجوده ( ( .من زكاىا ، أنت ولييا وموالىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب

القراءة في الركوع والسجودبوب البخاري عمى ىذا ، ولم يخرج فيو شيئا ، وفيو

:أحاديث ليست عمى شرطو عن ) نيى رسول اهلل : يث عمي ، قال حد: أشيرىا

.قراءة القرآن في الركوع والسجود .خرجو مسمم

.االقتصار عمى ذكر الركوع : وفي بعض الروايات وكذا رواه مالك ، عن نافع ، عن إبراىيم بن عبد اهلل بن

.حنين ، عن أبيو ، عن عمي .وقد خرجو مسمم من طريقو كذلك

ثير ، قد ذكر مسمم منو في وفي إسناده اختالف كستة أنواع ، وذكر الدارقطني فيو أكثر ( ( صحيحو ) )

.من ذلك ، ولم يرجح منو شيئا أن البخاري تركو ، ألنو رأى االختالف مؤثرا : والظاىر

.فيو :ولو طرق أخرى ، عن عمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

محمد بن سيرين خرجو النسائي من رواية أشعث ، عن ) .، عن عبيدة ، عن عمي ، عن النبي

من رواية إبراىيم بن عبد اهلل بن -أيضا -وخرج مسمم كشف رسول : معبد ، عن أبيو ، عن ابن عباس ، قال

:الستارة والناس صفوف خمف أبي بكر ، فقال ) اهلل أييا الناس ، أنو لم يبق من مبشرات النبوة إال الرؤيا ) ) صالحة ، يراىا المسمم أو ترى لو ، أال وأني نييت أن ال

أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيو الرب ، وأما السجود فاجتيدوا في الدعاء ، فقمن أن

( ( .يستجاب لكم .ليس إسناده بذاك : وقد قال اإلمام أحمد فيو

براىيم ىذا وأبوه ، لم يخرج ليما البخاري .شيئا وا وأكثر العمماء عمى كراىة القراءة في الركوع والسجود ،

ومنيم من حكاه .إجماعا

.وىل الكراىة لمتحريم ، أو لمتنزيو ؟ فيو اختالف .وحكى ابن عبد البر اإلجماع عمى أنو ال يجوز

.أنو مكروه : ومذىب الشافعي وأكثر أصحابنا . ألصحابنا وىل تبطل بو الصالة ، أو ال ؟ فيو وجيان

.واألكثرون عمى أنيا ال تبطل بذلك إن قرأ بالفاتحة خاصة بطمت ، ألنو : ولمشافعية وجو

.نقل ركنا إلى غير موضعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ورخصت طائفة في القراءة في الركوع والسجود .روي عن أبي الدرداء ، أنو كان يقرأ البقرة في سجوده

.يمان بن ربيعة ، وعبيد بن عمير ، والمغيرة وعن سموعن النخعي فيمن نسي اآلية أو تركيا ، فذكرىا وىو

.يقرؤىا وىو راكع : راكع ، قال .كانوا يفعمون ذلك : وعن المغيرة ، قال

: وسئل عطاء ، عن القراءة في الركوع والسجود ؟ فقال .رأيت عبيد بن عمير يقرأ وىو راكع في المكتوبة :ورخص بعضيم في ذلك في النفل دون الفرض

روى سميمان بن موسى ، عن نافع ، عن عمي ، أن نيى عن القراءة في الركوع والسجود في ) رسول اهلل

.الصالة المكتوبة ، فأما الصالة في التطوع ، فال جناح .خرجو اإلسماعيمي

سناده منقطع ، فإن نافعا إنما يرويو عن ابن حنين ، وا .عن أبيو ، عن عمي ، كما سبق

.وآخر الحديث ، لعمو مدرج من قول بعض الرواة .وسميمان بن موسى ، مختمف فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما يقول اإلمام ومن خمفو إذا رفع رأسو من الركوع

نا ابن أبي ذئب ، عن سعيد : حدثنا آدم - : إذا قال ) كان النبي : رة ، قال المقبري ، عن أبي ىري

الميم ، ربنا ولك : ) ) قال ( ( سمع اهلل لمن حمده ) ) ذا رفع رأسو يكبر ، ) ، وكان النبي ( ( الحمد إذا ركع وا

ذا قام من السجدتين قال اهلل: ) ) وا ( ( .أكبر

رج البخاري فيما تقدم ، في التكبير إذا : باب ) ) قد خ، من حديث أبي بكر بن عبد ( ( قام من السجود

كان ) عن أبي ىريرة ، أن النبي . الرحمن بن الحارث :يقول حين يرفع صمبو من الركعة ( ( سمع اهلل لمن حمده ) )

( ( .ربنا لك الحمد : ) ) ، ثم يقول وىو قائم

سمع اهلل لمن : ) ) كان يقول ) أن النبي : فتبين بذلك ثم إذا أنتصب واستوى قائما في حال رفعو ، ( ( حمده ( ( .ربنا لك الحمد : ) ) يقول

وفي رواية سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة المخرجة في سمع اهلل لمن : ) ) كان إذا قال ) أن النبي : ىذا الباب

( ( .الميم ، ربنا ولك الحمد : ) ) قال ( ( حمده ن كانت : والمراد أنو يصميا بيا من غير فصل ، وا

ألولى في حال الرفع ،ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والثانية في حال القيام ربنا ولك : ) ) المأمومين أن يقولوا ) وقد أمر النبي

:إذا قال اإلمام ( ( الحمد ، -، وسيأتي الحديث بذلك ( ( سمع اهلل لمن حمده ) )

ي فدل ىذا كمو عمى أن اإلمام والمأمومين يشتركون ف

( ( .ربنا ولك الحمد : ) ) قول سمع اهلل لمن : ) ) أن المأموم يقول : لكن من قال

أنو يقولو في حال رفعو ، : كاالمام ، يقول ( ( حمده .كاإلمام ( ( ربنا ولك الحمد : ) ) فإذا أنتصب قال

يأتي : يقتصر المأموم عمى التحميد ، قال : ومن قال .بو في حال رفعو

إن شاء اهلل -ر االختالف في ذلك فيما بعد وسيأتي ذك .سبحانو وتعالى

ذا رفع رأسو ) وكان النبي : ) ) وقولو إذا ركع وا يوىم أنو كان يكبر إذا رفع رأسو من الركوع ، ( ( يكبر

.وليس المراد ذلك أنو كان إذا رفع رأسو : وقد حممو البييقي عمى أن المراد

.جد ، كبر حينئذ لمسجود من ركوعو ، ثم اراد أن يسأنو كان إذا رفع رأسو من السجود : ويحتمل أن المراد

كبر ؛ فإنو قد ذكر قبل ذلك ما كان يقولو إذا رفع رأسو ثم ( ( الميم ، ربنا ولك الحمد : ) ) من الركوع ، وىو

ذكر بعد ذلك ما كان يقولو إذا رفع من السجود ، وىو .التكبير

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

باب - (الميم ربنا ولك الحمد : ) ) فضل أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل سمع اهلل لمن حمده ، : إذا قال اإلمام : ) ) قال )

الميم ربنا ولك الحمد ، فإنو من وافق قول : فقولوا ( ( .كة غفر لو ما تقدم من ذنبو المالئ

كان يقول في ) أن النبي : قد تقدم في الباب الماضي ، ثم ( ( سمع اهلل لمن حمده : ) ) حال رفعو من الركوع ، فدل ( ( ربنا ولك الحمد : ) ) يقول بعد إنتصابو منو

عمى أن اإلمام يجمع بين التسميع والتحميد ، وىو قول

فعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد ، الثوري واألوزعي والشا .وروي عن عمي وأبي ىريرة

يقتصر اإلمام عمى : وأما مالك وأبو حنيفة ، فعندىما التسميع والمأموم عمى التحميد ؛ ظاىر حديث أبي ىريرة

.ىذا وحمل بعض أصحابيما حديث أبي ىريرة السابق في

.الجمع بينيما عمى النافمة ، وىو بعيد جدا كان ) أن النبي ( ( : صحيحو ) ) مسمم في وقد خرج

يجمع بينيما إذا رفع رأسو من الركوع من حديث عمي ، لكن -أيضا -ومن حديث حذيفة . وابن أبي أوفى

.في صالة النافمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: األمر لممأمومين أن يقولوا : وفي ىذا الحديث سمع اهلل : ) ) إذا قال ( ( الميم ربنا ولك الحمد ) )

: ، فيجتمع اإلمام والمأمومون في قول ( ( لمن حمده ربنا ولك) )

( ( .الحمد سمع : ) ) أن المأموم ال يقول : واستدل بيذا من قال

كاإلمام ، وىو قول مالك والثوري ( ( اهلل لمن حمده .واألوزعي وأبي حنيفة وأحمد

.والشعبي وروي عن أبي مسعود وأبي ىريرة، -أيضا -يجمع المأموم بين األمرين : وقالت طائفة .فيسمع ويحمد

سحاق وىو قول عطاء وأبي بردة وابن سيرين والشافعي وا ( ( .صموا كما رأيتموني اصمي ) : ) ) ؛ لعموم قولو

وفيو حديثان صريحان في المأموم أنو يجمع بينيما ، .وغيره قالو البييقي : -ولكنيما ضعيفان

-عن أبي موسى ، وضعفو البييقي -أيضا -وروي . -أيضا

استجاب ( ( : سمع اهلل لمن حمده : ) ) ومعنى قولو اهلل لحامده كما استعاذ من دعاء ال يسمع ، أي ال

يستجاب ؛ فكذلك يشرع عقب ذلك االجتماع عمى حمد .اإلمام من اإلمام ومن خمفو

ى أن المالئكة تحمد مع يدل عم: وظاىر ىذا الحديث من : ) ) المصمين ، فميذا عمل أمرىم بالتحميد بقولو

( ( .وافق قولو قول المالئكة غفر لو ما تقدم من ذنبو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) : وفي حديث أبي موسى األشعري ، عن النبي ذا قال اإلمام ) ) ربنا: سمع اهلل لمن حمده ، فقولوا : وا

ولك الحمد ، يسمع اهلل لكم ، فإن اهلل تعإلى قال عمى ( ( .سمع اهلل لمن حمده : لسان نبيو

.خرجو مسمم الميم : ) ) وفي حديث أبي ىريرة المخرج في ىذا الباب

.بغير واو ( ( ، ربنا لك الحمد الميم : ) ) وفي حديث أبي ىريرة المخرج في الباب قبمو

.بالواو -( (، ربنا ولك الحمد : -سبق تخريجيا -وفي رواية أخرى عن أبي ىريرة

بغير( ( ربنا لك الحمد ) ) .واو

.بالواو -( ( ربنا ولك الحمد : ) ) وفي روايات آخر ربنا ولك : ) ) وكمو جائز ، وأفضمو عند مالك وأحمد

.بالواو ( ( الحمد نس روى الزىري فيو ثالثة أحاديث عن أ: وقال أحمد

بن مالك ، وعن سعيد بن المسيب عن أبي ىريرة ، وعن .سالم عن أبيو

.كميا بالواو : يعني ( ( .ولك الحمد : ) ) وقال في حديث عمي الطويل .وحديث عمي ، خرجو مسمم

وقد ذكر األصمعي أنو سال أبا عمرو عن الواو في ربنا ولك: ) ) قولو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىي زائدة : فقال ( ( . الحمد

ربنا : وذكر غيره أنيا عاطفة عمى محذوف ، تقديره أطعناك وحمدناك ولك

.الحمد ( ( ربنا ولك الحمد : ) ) فإن قال : قال أصحابنا

ن زاد في أوليا ( ( الميم : ) ) فاألفضل أثبات الواو ، وا فاألفضل إسقاطيا ، ونص عميو أحمد في رواية حرب ؛ ألن أكثر أحاديثيا كذلك ، ويجوز إثباتيا ، ألنو ورد في

حديث أبي ىريرة ، كما خرجو البخاري في الباب .الماضي

ربنا لك : ) ) وذىب الثوري والكوفيون إلى أن االفضل .بغير واو ( ( الحمد

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - القنوتنا ىشام ، عن يحيى ، : حدثنا معاذ بن فضالة -

ألقربن لكم : عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، قال فكان أبو ىريرة يقنت في الركعة األخيرة ) . صالة النبي

من صالة الظير وصالة العشاء ، وصالة الصبح ، فيدعو ( ( سمع اهلل لمن حمده : ) ) بعدما يقول

.ر لممؤمنين ، ويمعن الكفانا إسماعيل ، : حدثنا عبد اهلل بن أبي األسود -

كان : عن خالد ، عن أبي قالبة ، عن أنس ، قال .القنوت في المغرب والفجر

ليس مقصود البخاري بيذا الباب ذكر القنوت ؛ فإن ، ( ( أبواب الوتر ) ) القنوت قد أفرد لو بابا في اواخر شاء اهلل سبحانو إن -ويأتي الكالم عميو في موضعو

.وتعالى

أن : إنما مراده بتخريج ىذين الحديثين في ىذا الباب سمع اهلل لمن حمده : ) ) المصمي يشرع لو بعد أن يقول

أن يدعو ، وال يقتصر عمى ( ( ، ربنا ولك الحمد .التسميع والتحميد خاصة

في أنو كان يزيد ) وقد وردت أحاديث صريحة عن النبي مى التسميع والتحميد ، ولم يخرجيا البخاري في الثناء ع

.، فإنيا ليست عمى شرطو ، وخرج مسمم كثيرا منيا ، ) فخرج من حديث عمي ، أنو وصف صالة النبي

:قال : فذكر فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا رفع من الركوع قال الميم ، ربنا لك الحمد ، : ) ) وا لء األرض ، وملء ما بينيما ، وملء ملء السموات وم

( ( .ما شئت من شيء بعد سمع اهلل لمن حمده ، ربنا : ) ) وفي رواية أخرى لو

.إلى آخره -( ( ولك الحمد من رواية قيس بن سعد ، عن عطاء ، -أيضا -وخرج

كان إذا رفع رأسو من ) عن ابن عباس ، أن النبي ولك الحمد ، ملء الميم ، ربنا: ) ) الركوع قال

السموات وملء األرض ، وملء ما بينيما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أىل الثناء والمجد ، المأنع لما أعطيت ، وال معطى لما منعت ، والينفع ذا الجد منك

( ( .الجد من حديث االعمش ، عن عبيد بن -أيضا -وخرج

اهلل كان رسول : الحسن ، عن ابن أبي أوفى ، قال سمع اهلل لمن : ) ) إذا رفع ظيره من الركوع قال )

حمده ، الميم ربنا لك الحمد ، ملء السموات وملء ( ( .األرض ، وملء ما شئت من شيء بعد

وخرجو من حديث شعبة ، عن عبيد ، عن ابن أبي يدعو بيذا الدعاء ، ولم يذكر ) كان النبي : اوفى ، قال

.ع رفع رأسو من الركو : فيو اظن األعمش : ورجح اإلمام أحمد رواية شعبة ، وقال

.غمط فيو أنو كان يقولو بعد رفع رأسو من : في ذكره : يعني .الركوع

، وبسط القول ( ( سننو ) ) وقد بين ذلك أبو داود في .فيو

الميم طيرني بالثمج والبرد : ) ) وفي رواية لمسمم زيادة والماء البارد ، الميم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طيرني من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب األبيض ( ( .من الوسخ

-ذكر رفع رأسو من الركوع : وليس في ىذه الرواية .أيضا

من حديث قزعة ، عن أبي سعيد -أيضا -وخرج مسمم إذا رفع رأسو من ) كان رسول اهلل : الخدري ، قال

ربنا لك الحمد ، ملء السموات ، ) : )الركوع قال وملء األرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أىل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكمنا لك عبد ،

الميم ال مانع لما أعطيت ، وال معطي لما منعت ، وال ( ( .ينفع ذا الجد منك الجد

.وفي إسناده بعض اختالف ، وروي مرسال .يث أخر ، ليست أسانيدىا بالقوية وفي الباب أحاد

سحاق قول ىذه االذكار المروية وقد أستحب الشافعي وا .بعد التسميع والتحميد في الصالة المكتوبة وغيرىا

ولم يستحب الكوفيون الزيادة عمى التسميع والتحميد في الصالة المكتوبة ، وحمموا ما ورد في الزيادة عمييا عمى

.صالة النافمة أن اإلمام والمنفرد يقول : مذىب اإلمام أحمد وظاىر

( ( ملء السموات واألرض : ) ) كل منيما بعد التحميد في الصالة ( ( من شيء بعد : ) ) ، إلى قولو

.المفروضة وغيرىا ربنا ولك : ) ) وأما المأموم فيقتصر عمى قول

( ( .الحمد ذا ، عمى ى -يعني اإلمام والمنفرد -فيزيد : قيل ألحمد

أىل الثناء: ) ) فيقول قد روي ذلك ، وأما أنا فاني أقول : ؟ قال ( ( والمجد

ال : يعني -( ( ملء ما شئت من شيء بعد ) ) إلى .يزيد عميو

أنو يستحب قوليا في : وحكي عن أحمد رواية أخرى ، -أيضا -المكتوبة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.العكبري وىي إختيار أبي حفصمن أكتفى في ركوعو وسجوده : ومن أصحابنا من قال

بأدنى الكمال من التسبيح لم يستحب لو الزيادة عمى ذلك ، ومن زاد عمى ذلك في التسبيح أستحب لو قوليا ؛ لتقع أركان الصالة متناسبة في طوليا وقصرىا ، وحمل فعل

.ليا وتركو عمى مثل ذلك ) النبي أن المأموم يستحب لو أن يأتي : وعن أحمد رواية

بالتحميد وما بعده من الدعاء ، كاإلمام والمنفرد ، غير أنو ال ياتي بالتسميع ، ورجحيا بعض أصحابنا

.المتأخرين : -رحمو اهلل -قال البخاري

حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن - الد نعيم بن عبد اهلل المجمر ، عن عمي بن يحيى بن خ

: الزرقي ، عن أبيو ، عن رفاعة بن رافع الزرقي ، قال ، فمما رفع رأسو من الركعة ) كنا يوما نصمي وراء النبي

: فقال رجل وراءه ( ( سمع اهلل لمن حمده : ) ) قال فمما . ربنا ولك الحمد ، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيو

: قال . أنا: قال ( ( من المتكمم ؟ : ) ) أنصرف قال رأيت بضعة وثالثين ممكا يبتدرونيا ، أييم يكتبيا ) ) ( ( .أول بضم الالم : روي عمى وجيين ( ( أول : ) ) قولو

.فالضم عمى أنو صفة ألي . وفتحيا

لقد : ) ) ألبي ىريرة ) وقد سبق نحوه في قول النبي ( ( .ظننت أن ال يسألني أحد أول منك

ين الثالث إلى التسع ، في ما ب( ( : البضع ) ) و .األشير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقيل . ما بين الثالث إلى الخمس : وقال أبو عبيدة .غير ذلك

أن ىذه الكممات المقولة : وقد قيل في مناسبة ىذا العدد تبمغ حروفيا بضعا وثالثين حرفا ، فكان المالئكة

يكتب كل واحد منيم ازدحموا عمى كتابتيا ورضوا أن .حرفا منيا

وفي ىذا نظر ؛ فأنو ليس في الحديث ما يدل عمى أنيم .توزعوا كتابتيا

وقد دل الحديث عمى فضل ىذا الذكر في الصالة ، وأن

المأوم يشرع لو الزيادة عمى التحميد بالثناء عمى اهلل عز ، -في رواية -وجل ، كما ىو قول الشافعي وأحمد

ذا الذكر حسن في االعتدال من الركوع في وأن مثل ىرضي اهلل -الصموات المفروضات ؛ ألن الصحابة

الصموات ) أنما كانوا يصمون وراء النبي -عنيم المفروضة غالبا ، وأنما كانوا يصمون وراءه التطوع

.قميال دليل عمى أن جير المأموم أحيانا : -أيضا -وفيو

كر غير مكروه ، كما أن جير وراء اإلمام بشيء من الذاإلمام أحيانا ببعض القراءة في صالة النيار غير

.مكروه .وقد سبق ذكر الجير مستوفى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

االطمأنينة حين يرفع رأسو من الركوعواستوى حتى يعود كل ) رفع النبي : وقال أبو حميد

.فقار مكانو وفي ( ( . االطمأنينة : ) ) ير من النسخ ىكذا في كث

أنو الصواب ، والمراد : وقيل ( ( االطمأنينة ) ) بعضيا .بيا السكون

وحديث أبي حميد قد خرجو فيما بعد ، وذكر أن بعضيم .بتقديم القاف عمى الفاء ( ( كل قفار ) ) رواه

.والصواب الرواية األولى بتقديم الفاء عاص بن منبو السيمي الذي نفمو سمي سيف ال: ومنو .يوم بدر لعمي حين قتل صاحبو يومئذ ) النبي

جمع فقارة ، وىو خرزات الصمب ، ( ( الفقار ) ) و .بالكسر والفتح -الفقرة والفقرة : ويقال ليا

رج البخاري في ىذا الباب ثالثة أحاديث :خ :الحديث األول

: عن ثابت ، قال ثنا شعبة ،: ثنا أبو الوليد - ذا ) كان أنس ينعت لنا صالة النبي ؛ فكان يصمي ، وا

.قد نسي : رفع رأسو من الركوع قام حتى نقول وخرجو في موضع آخر من حديث حماد بن زيد ، عن

أني ال ألو أن اصمي بكم : قال لنا أنس : ثابت ، قال قال. يصمي بنا ) كما رأيت رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وكان أنس يصنع شيئا ال أراكم : قال ثابت : حماد

تصنعونو ، كان إذا رفع رأسو من الركوع أنتصب قائما ، .قد نسي : حتى يقول القائل دليل عمى أن الرفع من الركوع : ففي ىذا الحديث

لمذي ) ينتصب فيو حتى يعتدل قائما ، كما قال النبي ( ( .ثم أرفع حتى تعتدل قائما ) : ) عممو الصالة

وأكثر العمماء عمى أن الرفع من الركوع ركن من اركان .الصالة ، وىو قول الشافعي وأحمد

ليس بركن : -في رواية عنو -وقال أبو حنيفة ومالك

، فمو ركع ثم سجد .أجزأه

.وأمره باالعتدال ) وىذا يرده فعل النبي عند -أيضا -ركن والطمأنينة في ىذا االعتدال

.الشافعي وأحمد وأكثر أصحابيما إنما ) ومن الشافعية من توقف في ذلك ؛ ألن النبي

أمرنا باالعتدال دون .الطمأنينة أن الطمأنينة فيو ركن ، وىو قول األكثرين : والصحيح سحاق : ، منيم .الثوري واألوزعي وأبو يوسف وا

الجموس بين السجدتين ، بالطمأنينة في ) وقد أمر النبي .فالطمأنينة في الرفع من الركوع مثميا

عمم ) وقد روي من حديث رفاعة بن رافع ، أن النبي .المسئ في صالتو ، وأمره أن يرفع حتى يطمئن قائما

.خرجو اإلمام أحمد وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ة ال يقيم ال تجزئ صال) : ) ) وقد سبق قول النبي ( ( .الرجل فييا صمبو في الركوع والسجود

، ) وخرج اإلمام أحمد من حديث أبي ىريرة ، عن النبي ال ينظر اهلل إلى صالة رجل ال يقيم صمبو : ) ) قال

( ( .بين ركوعو وسجوده -) ومن حديث طمق بن عمي الحنفي ، عن النبي

.معناه .وحديث طمق أصح من حديث أبي ىريرة

دليل عمى استحباب اطالة ركن الرفع من الركوع : وفيو ، وال سيما مع إطالة الركوع والسجود ، حتى تتناسب

.أركان الصالة في القدر وذىب بعض الشافعية إلى أن من اطال ذلك فسدت صالتو ؛ ألنو غير مقصود لنفسو ، بل لمفصل بين

.الركوع والسجود .نة وىذا قول مردود ؛ لمخالفتو الس

:الحديث الثاني ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن : ثنا أبو الوليد -

، ) كان ركوع النبي : ابن أبي ليمى ، عن البراء ، قال ذا رفع رأسو من الركوع ، وبين السجدتين وسجوده ، وا

.قريبا من السواء لمرفع من الركوع ) ىذا الحديث صريح في إطالة النبي

منيما كان قريبا من ركوعو والسجود ، وأن رفعوكان يناسب بين أركان ) وسجوده ، فدل عمى أنو

الصالة وىي الركوع والسجود والرفع منيما ، ويقارب بين ن أخف ذلك كمو ، فإن أطال منيا شيئا اطال الباقي ، وا

.منيا شيئا أخف الباقي ويستدل بذلك عمى تطويل الرفع من الركوع والسجود في

ف ،صالة الكسو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إن شاء اهلل سبحانو -كما سيأتي ذكره في موضعو

.وتعالى :الحديث الثالث

ثنا حماد بن زيد ، عن : ثنا سميمان بن حرب - قام مالك بن الحويرث : أيوب ، عن أبي قالبة ، قال

، وذلك في غير وقت ) يرينا كيف كان صالة رسول اهلل الة ، فقام فأمكن القيام ، ثم ركع فأمكن الركوع ، ثم الص

فصمى بنا صالة شيخنا : قال . رفع رأسو فأنصت ىنية أبي بريد ، وكان أبو بريد إذا رفع رأسو من : ىذا

.السجدة األخيرة أستوى قاعدا ، ثم نيض يعني من اإلنصات ، -( ( فأنصت : ) ) قولو

رأسو من الركوع ، أنو سكت ىنية بعد رفع: والمعنى أنو لم يجير بذكر يسمع منو ، ال أنو : والمراد بإنصاتو

.لم يقل شيئا في نفسو .من اإلنتصاب ، وىو القيام ( ( فأنتصب : ) ) ويروى ، ىو بالياء المشددة بغير ىمز ، ( ( ىنية : ) ) وقولو

ويروى باليمز ، ويروىوىو تصغير بياءين ، والكل بمعنى ، ( ( ىنيية ) ) ، وىي كممة يكنى بيا عن( ( ىنة ) )

.شيئا قميال من الزمان : الشيء ، أي أن قيامو بعد الركوع كان قميال ، : وفي ىذا الحديث

بخالف ما دل عميو حيديث أنس ، لعل سائر أركان الصالة كانت خفيفة ، فناسب ذلك تقصير القيام من

يطيل فيو الركوع الركوع ، ويكون حديث أنس في حالة .والسجود

وحديث البراء بن عازب يدل عمى ىذا الجمع ؛ فأنو يدل عمى أن ركوعو واعتدالو وسجوده وقعوده من سجوده

.كان متقاربا : ، يريد بو ( ( صالة شيخنا ىذا أبي بريد : ) ) وقولو

عمرو بن سممة الجرمي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .االم وسممة بكسر

بالياء المثناة -( ( يزيد : ) ) ووقع في عامة الروايات .والزاي المعجمة

بالباء الموحدة والراء -أبو بريد : إنما ىو : وقال مسمم .الميممة

لم أسمع من أحد إال بالزاي ، : قال عبد الغني بن سعيد .لكن مسمم أعمم باسماء المحدثين

.ليروي كما ذكره مسمم وكذا ذكره الدارقطني وأبو ذر ا .وكذا ضبطو أبو نصر الكالباذي بخطو

، ثم قال -بالباء والراء -وذكر ابن ماكوال أنو أبو بريد .أبو يزيد : ، وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

ييوي بالتكبير حين يسجد .كان ابن عمر يضع يديو قبل ركبتيو : وقال نافع

التكبير لمسجود يكون في حال اليوي إلى بوب عمى أن .األرض بالسجود

.وذكر فيو أحكاما أخرى من أحكام السجود فأما التكبير في حال اليوي ، فروي عن عمر بن

.الخطاب وأبي ىريرة وكان عبد اهلل بن يزيد الخطمي ييوي بالتكبير ، فكانو

.في أرجوحة حتى يسجد .، وأنت تركع كبر وأنت تيوي : وقال النخعي

في حال -أيضا -يشير إلى أن التكبير لمركوع يكون .اليوي إليو كالسجود

ىو السقوط واألنخفاض ، وىو بتشديد الياء ، : واليوي ىما : ثم قيل : بفتحيا : وقيل . وأما الياء فمضمومة

بل ىو بالضم الصعود ، وبالفتح : وقيل . لغتان .النزول

يكون تكبير الخفض والرفع : وقال بعض أصحابنا

والنيوض ابتداؤه مع ابتداء األنتقال ، وأنتياؤه مع أنتيائو ، فإن كممو في جزء من االنتقال ، ولم يستوعبو بو أجزأه

، ألنو لم يخرج بو عن محمو ، وأن شرع فيو قبمو أو كممو بعده ، فوقع بعضو خارجا منو ، فيو كتركو ، ألنو

.كمن تمم قراءتو في الركوع لم يكممو في محمو ، فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىذا ىو قياس المذىب : قال ويحتمل أن يعفى عن ذلك ؛ ألن التحرز منو : قال

يعسر ، والسيو بو يكثر ، ففي ابطال الصالة بعمده ، يجاب السجود لسيوه مشقة .وا

، يبتدئ تكبير الركوع قائما : وقال أصحاب الشافعي .ويمده إلى أن يصل إلى حد الراكع

ىذا ىو الذي نص عميو الشافعي في : قالوا .وقطع بو العراقيون ( ( . األم ) )

وىو : قالوا . ىذا : أحدىما : وحكى الخراسانيون قولين .الجديد .ال يديم التكبير بل يسرع بو : -وىو القديم -والثاني : ع تكبيرات األنتقاالت والقوالن جاريان في جمي: قالوا

ىل تحذف ، أم تمد حتى يصل إلى الذكر الذي بعدىا ؟ .المد : والصحيح

أنو يشرع بو من حين يشرع : وقالوا في تكبير السجود أنو يبتدئو قائما ، كما قالوا في : في اليوي ، ولم يقولوا

تكبير الركوع ، وىو خالف نص الشافعي ؛ فإنو حكوا أحب أن يبتدئ التكبير ( ( : األم ) ) عنو أنو قال في

وأن أخر التكبير عن : قال . قائما وينحط مكانو ساجدا ، أو كبر معتدال ، أو -عن اإلنحطاط : يعني -ذلك

.أنتيى . ترك التبكير كرىت ذلك وىذا يدل عمى أن تأخير التكبير عن األنحطاط وتقديمو

.عميو كتركو مالك . ي لمسجود وغيره وممن رأى التكبير في اليو

.والثوري وأحمد وغيرىم

: ، قال -تعميقا -وأما ما ذكره البخاري ، عن نافع .كان ابن عمر يضع يديو قبل ركبتيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رج ابن خزيمة في والدارقطني من ( ( صحيحو ) ) فخد اهلل رواية أصبغ بن الفرج ، عن الدراوردي ، عن عبي

بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، إنو كان يضع .يفعل ذلك ) كان النبي : يديو قبل ركبتيو ، وقال

رجو الحاكم والبييقي من رواية محرز بن سممة ، عن وخ .الدراوردي ، بو .رفعو : يعني -ما أراه إال وىما : وقال البييقي

لدراوردي وقد رواه ابن أخي ابن وىب ، عن عمو ، عن ا .كذلك .أن أشيب رواه عن الدراوردي كذلك : وقيل

ورواه أبو نعيم الحمبي ، عن الدراوردي ، فوقفو عمى ابن

.عمر .وىو الصواب : قال الدارقطني

وروى عن ابن عمر خالف ذلك ؛ روى ابن أبي ليمى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان يضع ركبتيو إذا

.يديو إذا رفع قبل ركبتيو سجد قبل يديو ، ويرفع .خرجو ابن أبي شيبة

وروى شريك ، عن عاصم بن كميب ، عن أبيو ، عن إذا سجد يضع ) رأيت رسول اهلل : وائل بن حجر ، قال

ذا نيض رفع يديو قبل ركبتيو .ركبتيو قبل يديو ، وا : خرجو أبو داود والنسائي وابن ماجو والترمذي ، وقال

.حديث حسن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رجو الحاكم ، وصححو .وخ .وىو مما تفرد بو شريك ، وليس بالقوي

رجو أبو داود من طريق ىمام ، عن محمد بن جحادة وخ ، عن عبد الجبار بن

) .وائل ، عن أبيو ، عن النبي ونا عاصم بن كميب ، عن أبيو ، عن النبي : قال ىمام

.بمثمو -) ذا الثاني مرسل ، واألول منقطع ، ألن عبد الجبار بن في

.وائل لم يدرك أباه .وفي الباب أحاديث أخر مرفوعة ، ال تخمو من ضعف -وروي في عكس ىذا من حديث أبي ىريرة ، وال يثبت

من رواية محمد بن عبد اهلل : ، وأجود طرقو -أيضا بي بن حسن ، عن أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أ

إذا سجد أحدكم فال : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي يبرك كما يبرك البعير ، وليضع يديو قبل

( ( .ركبتيو : خرجو أبو داود والنسائي والترمذي مختصرا ، وقال

.غريب .ىو منكر : وقال حمزة الكناني

، ( ( الضعفاء ) ) ومحمد راويو ، ذكره البخاري في حسن ، وال يتابع عميو ، وال أدري ابن: يقال : وقال

سمع من أبي الزناد ، أم ال ؟فكأنو توقف في كونو محمد بن عبد اهلل بن حسين بن

حسن الذي خرج بالمدينة عمى المنصور ، ثم قتمو .المنصور بيا

وزعم حمزة الكناني ، أنو محمد بن عبد اهلل بن عمرو بن .د الديباج ، وىو بعي: عثمان الذي يقال لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل يضع ركبتيو قبل يديو : واختمفت العمماء في الساجد يضع ركبتيو : ، أم يديو قبل ركبتيو ؟ فقال األكثرون

.قبل يديو وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابنو : قال الترمذي

.عبد اهلل

وىو قول مسمم بن يسار ، وأبي قالبة ، وابن سيرين ،والنخعي والثوري ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد ،

سحاق .وا كان أصحاب عبد اهلل : وقال حجاج ، عن أبي إسحاق

.إذا أنحطوا لمسجود وقعت ركبيم قبل أيدييم ىل : وكره النخعي أن يضع يديو قبل ركبتيو ، وقال

يفعمو إال مجنون ؟روي عن يبدأ بيديو قبل ركبتيو ، وىو م: وقالت طائفة

الحسن ، وقد روي عن ابن عمر كما تقدم ، وحكي .رواية عن أحمد

ومن أصحابنا من خصيا بالشيخ الكبير والضعيف .خاصة ، وىو أصح

.أدركت الناس يصنعونو : وقال األوزاعي .وروي عنو ، أنيما سواء . وىو قول مالك

.فيضع أىون ذلك عميو : وقال قتادة رج البخاري في ىذا :الباب حديثين خ

:الحديث األول

: أنا شعيب ، عن الزىري : نا أبو اليمان - أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن ىشام

وأبو سممة بن عبد الرحمن ، أن أبا ىريرة كان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يكبر في كل صالة من المكتوبة وغيرىا في رمضأن يكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، ثم وغيره ، ف

ربنا : ) ) ، ثم يقول ( ( سمع اهلل لمن حمده : ) ) يقول :قبل أن يسجد ، ثم يقول ( ( ولك الحمد

حين ييوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع ( ( اهلل اكبر ) ) رأسو من السجود ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين

ود ، ثم يكبر حين يقوم من الجموس يرفع رأسو من السجفي االثنين ، ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من

والذي نفسي بيده ، : الصالة ، ثم يقول حين ينصرف ، إن كانت ىذه ) أني ألقربكم شبيا بصالة رسول اهلل

.لصالتو حتى فارق الدنيا حين ) وقال أبو ىريرة ، وكان رسول اهلل : قاال - :ع رأسو يقول يرف

يدعو ( ( سمع اهلل لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) ) :لرجال ، فيسميم باسمائيم ، فيقول

الميم ، أنج الوليد بن الوليد ، وسممة بن ىشام ، ) ) وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفون من المؤمنين ، الميم ، اشدد وطأتك عمى مضر ، واجعميا عمييم سنين

وأىل المشرق يومئذ من مضر ، . ( ( كسني يوسف .مخالفون لو

التكبير : مقصوده من ىذا الحديث في ىذا الباب لمسجود حين ييوي ساجدا ، وقد فعمو أبو ىريرة ، وذكر

حتى فارق) أن ىذه الصالة كانت صالة رسول اهلل .الدنيا

وقد خرجو مختصرا فيما تقدم من رواية مالك ، عن ابن .سممة وحده شياب ، عن أبي

ومن رواية عقيل ، عن ابن شياب ، عن أبي بكر بن .عبد الرحمن وحده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي ىذه الرواية زيادة القنوت بعد الركوع ؛ لمدعاء عمى .المشركين ، والدعاء لممستضعفين من المؤمنين ء إن شا -فأما القنوت ، فيأتي الكالم عميو في موضعو

.اهلل تعالى وأما تسمية الرجال المدعو ليم وعمييم في الصالة ،

عروة واألوزاعي : فجائز عند أكثر العمماء ، منيم .والشافعي وأحمد وغيرىم ، وروي عن أبي الدرداء

.في رواية -وكرىو عطاء والنخعي وأحمد .أن ذلك كالم يبطل الصالة : وعند الثوري وأبي حنيفة

صرف أصحابو عن سالميم في ) بأن النبي واستدل ليم التشيد عمى جبريل وميكائيل ، وأمرىم أن يسمموا عمى

.عباد اهلل الصالحين عموما وال حجة في ذلك ؛ ألنو إنما قصد جوامع الكمم

.واختصاره إن شاء اهلل سبحانو -وسيأتي ذلك في موضع أخر

.وتعالى ، ( ( ون لو وأىل المشرق من مضر مخالف: ) ) وقولو قبائل من مضر ، كانوا مشركين ، وكانت اقامتيم : يريد

بأرض نجد وما واالىا ؛ ألن ذلك مشرق المدينة ، وليذا بيننا : -عند قدوم وفدىم عميو -قال لو عبد القيس

وبينك ىذا الحي من مضر ، ولن نصل إليك إال في .شير حوام ، وكان عبد القيس يسكنون بالبحرين

ىم خير أىل : ) ) ، أنو قال فييم ) عن النبي وروي ( ( .المشرق

:الحديث الثاني ، -غير مرة -نا سفيان : نا عمي بن عبد اهلل -

سقط : سمعت أنس بن مالك يقول : عن الزىري ، قال -من فرس : وربما قال سفيان -عن فرس ) رسول اهلل

فحضرت ، فجحش شقو األيمن ، فدخمنا عميو نعوده ، الصالة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمينا : وقال سفيان مرة -فصمى بنا قاعدا فقعدنا أنما جعل : ) ) ، فمما قضى الصالة قال -قعودا

ذا ركع فاركعوا ، اإلمام ليؤتم بو ، فإذا كبر فكبروا ، وا ذا قال ذا رفع فأرفعوا ، وا سمع اهلل لمن حمده ، : وا

ذا سجد فأسجدوا : ا فقولو ( ( .ربنا ولك الحمد ، وا لقد حفظ كذا : قال . نعم : كذا جاء بو معمر ؟ قمت

شقو ) ) ، حفظت منو ( ( ولك الحمد : ) ) قال الزىري ، فمما خرجنا من عند الزىري ، قال ابن ( ( األيمن ( ( .فجحش ساقة األيمن : ) ) -وأنا عنده -جريج

البخاري عن شيخو عمي بن المديني ىذا الحديث خرجو ، عن سفيان بن عيينة ، وذكر أن سفيان لما حدثو بو

نعم ، : أىكذا جاء معمر ؟ فقال ابن المديني : سألو لقد حفظ ، فاثتنى ابن عيينة عمى معمر : فقال سفيان

.بالحفظ حيث وافقو عمى رواية ىذا الحديث عن الزىري : ل في ىذا الحديث أن الزىري قا: وذكر ابن عيينة

، وأنو حفظ -بالواو : يعني -( ( ولك الحمد ) ) ، فمما خرجوا من عند ( ( فجحش شقو األيمن : ) ) منو

فجحش ساقو ) ) إنما ىو : الزىري قال ليم ابن جريج ( ( .األيمن

أن : والمقصود من إيراد ىذا الحديث في ىذا الباب م ، وكذلك سائر سجود المأموم يكون عقيب سجود اإلما

.افعالو تكون عقيب أفعال اإلمام وقد تقدم الكالم عمى ذلك مستوفى ، وعمي بقية فوائد

ىذا الحديث ، من الصالة خمف الجالس ، وىل يصمي إن شاء اهلل -من خمفو من قعود أو قيام ؟ بما فيو كفاية

.سبحانو وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ل السجودفض

: نا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان - أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الميثي ، أن أبا

يا رسول اهلل ، ىل : ىريرة أخبرىما ، أن الناس قالوا ىل تمارون في القمر : ) ) نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال

ا رسول ال ي: قالوا ( ( ليمة البدر ، ليس دونو سحاب ؟ ىل تمارون في رؤية الشمس ليس دونيا : ) ) قال . اهلل

فإنكم ترونو كذلك ، : ) ) ال ، قال : قالوا ( ( سحاب ؟ من كان يعبد شيئا : يحشر الناس يوم القيامة ، فيقول

فميتبعو ، فمنيم من يتبع الشمس ، ومنيم من يتبع القمر فييا ، ومنيم من يتبع الطواغيت ، وتبقى ىذه األمة

: أنا ربكم ، فيقولون : منافقوىا ، فياتييم اهلل ، فيقول ىذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فاذا جاء ربنا عرفناه ،

أنت : أنا ربكم ، فيقولون : فياتييم اهلل عز وجل فيقول

ربنا ، فيدعوىم ، ويضرب الصراط بين ظيرأني جينم ، م يومئذ فأكون أول من يجوز من الرسل بامتو ، وال يتكم

الميم سمم سمم ، : أحد إال الرسل ، وكالم الرسل يومئذ وفي جينم كالليب مثل شوك السعدان ، ىل رايتم شوك

فإنيا مثل شوك : ) ) قال . قالوا ، نعم ( ( السعدان ؟ السعدان ، غير أنو ال يعمم قدر عظميا إال اهلل ، تخطف

م من الناس بأعماليم ، فمنيم من يوبق بعممو ، ومنييخردل ، ثم ينجو ، حتى إذا أراد اهلل رحمة من اراد من أىل النار ، أمر اهلل عز وجل المالئكة أن يخرجوا من النار من كان يعبد اهلل ، فيخرجونيم ، ويعرفونيم بآثار

السجود ، وحرم اهلل عز وجل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، فيخرجون من النار ، عمى النار أن تأكل أثر السجود فكل ابن آدم تأكمو النار إال اثر السجود ، فيخرجون من

النار قد امنحشوا ، فيصب عمييم ماء الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل

( ( .السيل وذكر بقية الحديث في آخر من يدخل الجنة ، وقد

في -أيضا -خرجو بتمامو أن شاء -تي في موضعو ، ويأ( ( كتاب التوحيد ) )

، فإن ىذا القدر من الحديث فيو -اهلل سبحانو وتعالى .ىا ىنا كفاية

فأما ما يتعمق برؤية اهلل عز وجل يوم القيامة من أول الحديث ، فقد سبق الكالم عمى ألفاظو ومعانيو في

فضل صالة : باب ) ) في ( ( مواقيت الصالة ) ) ، وفي( ( العصر

، فال حاجة إلى ( ( ل صالة الفجر فض: باب ) ) .أعادتيا ىاىنا دليل عمى أن المشركين الذين كانوا : وفي الحديث

يعبدون في الدنيا من دون اهلل ألية يتبعون أليتيم التي كانوا يعبدون يوم القيامة ، فيردنيم النار ، كما قال

فأوردىم يقدم قومو يوم القيامة : ) تعإلى في حق فرعون [ . : ىود ) ] النار

ويبقى من كان يعبد اهلل وحده ظاىرا ، مؤمنا كان أو منافقا ، فيؤالء ينظرون من كانوا يعبدونو في الدنيا ،

.وىو اهلل وحده ال شريك لو أن اهلل يأتييم أول مرة فال يعرفونو ، : ففي ىذا الحديث

.عرفونو ثم يأتييم في المرة الثانية فيوفي الحديث السابق اختصار ، وقد ساقو في مواضع

.أخر بتمامو وقد دل القرآن عمى ما دل عميو ىذا الحديث في مواضع

ىل ينظرون إال أن يأتييم المو في ظمل من : ) ، كقولو ىل : ) وقال [ . : البقرة ) ] الغمام والمالئكة

نظرون إال أن تأتييم المالئكة أو يأتي ربك أو يأتي ي :األنعام ) ] بعض آيات ربك

وجاء ربك والممك صفا صفا : ) ، وقال [ [ . : الفجر ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ابعون شيئا من ذلك ، وال ولم يتأول الصحابة وال التأخرجوه عن مدلولو ، بل روي عنيم ؛ يدل عمى تقريره

؟. واإليمان بو وامراره كما جاء ىو : وقد روي عن اإلمام أحمد ، أنو قال في مجيئو

.مجيء أمره .وىذا مما تفرد بو حنبل عنو

وىم حنبل فيما روى ، وىو : فمن أصحابنا من قال .المتواتر عنو خالف مذىبو المعروف

وكان أبو بكر الخالل وصاحبو ال يثبتان بما تفرد بو .حنبل ، عن أحمد رواية ىو رواية عنو ، بتأويل كل ما : ومن متأخرييم من قال

.كان من جنس المجيء واإلتيان ونحوىما إنما قال ذلك إلزاما لمن ناظره في : ومنيم من قال

: مجيء القرآن ، فقال القرآن ، فأنيم استدلوا عمى خمقو بكما : ، أي ) وجاء ربك : ) إنما يجيء ثوابو ، كقولو

.تقولون أنتم في مجيء اهلل ، أنو مجيء أمره .وىذا أصح المسالك في ىذا المروي :وأصحابنا في ىذا عمى ثالث فرق

فمنيم من يثبت المجيء واإلتيان ، ويصرح بموازم ذلك أحمد من وجوه ال في المخموقات ، وربما ذكروه عن

.تصح أسانيدىا عنو .ومنيم من يتأول ذلك عمى مجيء أمره

ومنيم من يقر ذلك ، ويمره كما جاء ، وال يفسره ، تيان يميق بجالل اهلل وعظمتو : ويقول ىومجيء وا .سبحانو

وىذا ىو الصحيح عن أحمد ، ومن قبمو من السمف ، .وىو قول إسحاق وغيره من األئمة

سمف ينسبون تأويل ىذه اآليات واألحاديث وكان ال الصحيحة إلى الجيمية ؛

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ألن جيما وأصحابو أول من أشتير عنيم أن اهلل تعالى منزه عما دلت عميو ىذه النصوص بأدلة العقول التي

سموىا أدلة قطعية ىي المحكمات ، وجعموا ألفاظ الكتاب تشابيات فعرضوا ما فييا عمى تمك والسنة ىي الم

الخياالت ، فقبموا ما دلت عمى ثبوتو بزعميم ، وردوا مادلت عمى نفيو بزعميم ، ووافقيم عمى ذلك سائر

.طوائف أىل الكالم من المعتزلة وغيرىم وزعموا أن ظاىر ما يدل عميو الكتاب والسنة تشبيو ل وتجسيم وضالل ، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنز

اهلل عمى رسولو اسماء ما أنزل اهلل بيا من سمطان ، بل ىي افتراء عمى اهلل ، ينفرون بيا عن اإليمان باهلل

.ورسولو مع -وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك

من باب التوسع والتجوز ، وأنو يحمل -كثرتو وأنتشاره عمى مجازات المغة المستبعدة ، وىذا من أعظم أبوابالقدح في الشريعة المحكمة المطيرة ، وىو من جنس

حمل الباطنية نصوص اإلخبار عن الغيوب كالمعاد والجنةوالنار عمى التوسع والمجاز دون الحقيقة ، وحمميم نصوص االمروالنيي عمى مثل ذلك ، وىذا كمو مروق

.عن دين اإلسالم ولم ينو عمماء السمف الصالح وأئمة اإلسالم كالشافعي وأحمد وغيرىما عن الكالم وحذروا عنو ، إال خوفا من الوقوع في مثل ذلك ، ولو عمم ىؤالء األئمة أن حمل النصوص عمى ظاىرىا كفر لوجب عمييم تبيين ذلك

وتحذير األمة منو ؛ فإن ذلك من تمام نصيحة المسممين ، فكيف كان ينصحون األمة فيما يتعمق باالحكام

يم فيما يتعمق بأصول العممية ويدعون نصيحتم .االعتقادات ، ىذا من أبطل الباطل

سمعت عبد : قال أبو عبد الرحمن السممي الصوفي الرحمن بن محمد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سمعت محمد بن عقيل بن : بن جابر السممي يقول

جاء رجل إلى المزني يسألو عن : األزىر الفقيو يقول أني أكره ىذا ، بل أنيي عنو : فقال شيء من الكالم ،

: ، كما نيى عنو الشافعي ؛ فإني سمعت الشافعي يقول محال أن : سئل مالك عن الكالم والتوحيد ، فقال مالك

أنو عمم أمتو اإلستنجاء ولم يعمميم التوحيد ) يظن بالنبي ) :، فالتوحيد ما قالو النبي

ال إلو إال اهلل ، : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ) ) ، فما ( ( فإذا قالوىا عصموا مني دماءىم وأمواليم

.أنتيى . عصم الدم والمال فيو حقيقة التوحيد كتاب ) ) وقد استوفينا الكالم عمى ذلك في أوائل

.في الكالم عمى أول الواجبات ( ( العمم وقد صح عن ابن عباس أنو أنكر عمى من أستنكر شيئا

:وص ، وزعم أن اهلل منزه عما تدل عميو من ىذه النصعن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) فروى عبد الرزاق في

سمعت رجال يحدث ابن : ابن طاوس ، عن أبيو ، قال

( ( تحاجت الجنة والنار : ) ) عباس بحديث أبي ىريرة :، وفيو

: أو قال -( ( فال تمتمي حتى يضع رجمو ) ) ( ( .فييا -قدمو ) ) ما فرق : فقام رجل فانتفض ، فقال ابن عباس : ل قا

ىؤالء ، يجدون رقة عند محكمة ، وييمكون عند .متشابيو

عن عبد ( ( مسنده ) ) وخرجو إسحاق بن راىويو في .الرزاق

ولو كان لذلك عنده تأويل لذكره لمناس ولم يسعو .كتمانو

ي وقد قابل ىؤالء المتكممين طوائف آخرون ، فتكمموا فتقرير ىذه النصوص بأدلة عقمية ، وردوا عمى النفاة ،

ووسعوا القول في ذلك ، وبينوا أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الزم النفي التعطيل

.المحض فيي الكف : وأما طريقة أئمة أىل الحديث وسمف االمة

قرار النصوص عن الكالم في ذلك من الطرفين ، وا مرارىا كما جاء .ت ، ونفي الكيفية عنيا والتمثيل وا

مذىب السمف ( ( : األعالم ) ) وقد قال الخطابي في :في أحاديث الصفات

جراؤىا عمى ظاىرىا ، ونفي الكيفية عنيا .اإليمان ، وا الظاىر : الظاىر منيا غير مراد ، قيل لو : ومن قال ظاىر يميق ببالمخموقين ويختص بيم ، فيو : ظاىران ، وظاىر يميق بذي الجالل واإلكرام ، فيو غير مراد

.مراد ، ونفيو تعطيل ولقد قال بعض أئمة الكالم والفمسفة من شيوخ الصوفية

إن المتكممين بالغوا : ، الذي يحسن بو الظن المتكممون في تنزيو اهلل عن مشابية األجسام ، فوقعوا في تشبييو

خرجوا عن بالمعاني ، والمعاني محدثة كاألجسام ، فمم ي

.تشبييو بالمخموقات وىذا كمو إنما أتى من ظن أن تفاصيل معرفة الجائز عمى اهلل والمستحيل عميو يؤخذ من أدلة العقول ، وال

.يؤخذ مما جاء بو الرسول وأما أىل العمم وااليمأن ، فيعممون أن ذلك كمو متمقى

وأن ما جاء بو من ذلك عن ربو ) مماجاء بو الرسول ق الذي ال مزيد عميو ، وال عدول عنو ، وأنو ال فيو الح

سبيل لتمقي اليدى إال منو ، وأنو ليس في كتاب اهلل وال سنة رسولو الصحيحة ما ظاىرة كفر أو تشبيو ، أو

مستحيل ، بل كل ما أثبتو اهلل لنفسو ، أو أثبتو لو رسولو ، فإنو حق وصدق ، يجب اعتقاد ثبوتو مع نفي التمثيل

ما أن اهلل ليس كمثمو شيء في ذاتو ، فكذلك عنو ، فك .في صفاتو

وما أشكل فيمو من ذلك ، فإنو يقال فيو ما مدح اهلل : الراسخين من أىل العمم ، أنيم يقولون عند المتشابيات

ن عند ربنا ) [ . : آل عمران ) ] آمنا بو كل م

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في متشابو الكتاب ، أنو يرد إلى ) ا أمر بو رسول اهلل وم .عالمو ، واهلل يقول الحق وييدي السبيل

وكممة السمف وأئمة أىل الحديث متفقة عمى أن آيات الصفات وأحاديثيا الصحيحة كميا تمر كما جاءت ، من

.غير تشبيو وال تمثيل ، وال تحريف وال تعطيل سن عن شيء من صفة سأل رجل الح: قال أبو ىالل

.أمروىا بال مثال : الرب عز وجل ، فقال أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان : وقال وكيع

.ومسعرا يحدثون بيذه األحاديث ، وال يفسرون شيئا سئل مكحول والزىري عن تفسير ىذه : وقال األوزاعي

.أمرىا عمى ما جاءت : األحاديث ، فقاال سألت األوزاعي ومالكا وسفيان : م وقال الوليد بن مسم

وليثا عن ىذه األحاديث التي فييا الصفة والقرآن ، .أمروىا بال كيف : فقالوا

ما وصف اهلل بو نفسو فقراءتو تفسيره : وقال ابن عيينة

.، ليس ألحد أن يفسره إال اهلل عز وجل .وكالم السمف في مثل ىذا كثير جدا

إياكم وأىل البدع ، : يقول سمعت مالكا : وقال أشيب أىل البدع : وما البدع ؟ قال : يا أبا عبد اهلل : فقيل

الذين يتكممون في أسماء اهلل وصفاتو وعممو وقدرتو ، وال يسكتون عما سكت عنو الصحابة والتابعون ليم

.بإحسان خرجو أبو عبد الرحمن السممي الصوفي في كتاب

( ( .ذم الكالم ) ) بأسانيده ذم الكالم وأىمو عن مالك ، -يضا أ -وروى

وأبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، وابن ميدي ، .وأبي عبيد ، والشافعي ، والمزني ، وابن خزيمة

وذكر ابن خزيمة النيي عنو عن مالك والثوري و األوزاعي والشافعي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سحاق وابن المبارك وأبي حنيفة وصاحبيو وأحمد وا

.ويحيى بن يحيى ومحمد بن يحيى الذىمي السممي النيي عن الكالم وذمو عن -أيضا -وروى

براىيم الخواص .الجنيد وا فتبين بذلك أن النيي عن الكالم إجماع من جميع أئمة الدين من المتقدمين من الفقياء وأىل الحديث والصوفية

سحاق ، وأنو قول أبي حنيفة ومالك و الشافعي وأحمد وا .وأبي عبيد وغيرىم من أئمة المسممين

ومن جممة صفات اهلل التي نؤمن بيا ، وتمر كما جاءت :قولو تعالى : عندىم

ونحو [ : الفجر ) ] وجاء ربك والممك صفا صفا ) .ذلك مما دل عمى إتيانو ومجيئو يوم القيامة

سحاق وغيرىما وقد نص عمى ذلك أحمد و .ا أن ذلك من أفعال اهلل االختيارية التي يفعميا : وعندىما

.بمشيئتو واختياره وكذلك قالو الفضيل بن عياض وغيره من مشايخ

.الصوفية أىل المعرفة وقد ذكر حرب الكرماني أنو أدرك عمى ىذا القول كل

أحمد : من أخذ عنو العمم في البمدان ، سمى منيم سحاق والح .ميدي وسعيد بن منصور وا

وكذلك ذكره أبو الحسن األشعري في كتابو المسمى ب ، وىو من أجل كتبو ، وعميو يعتمد العمماء -اإلبانة -

وينقمون منو ، كالبييقي وأبي عثمان الصابوني وأبي .القاسم ابن عساكر وغيرىم

.وقد شرحو القاضي أبو بكر ابن الباقالني ض كتبو أن طريقة المتكممين وقد ذكر األشعري في بع

في االستدالل عمى قدم الصانع وحدوث العالم بالجواىر .واألجسام واألعراض محرمة عند عمماء المسممين

نكاره ونسبتو إلى الفالسفة عن أبي وقد روي ذم ذلك وا .حنيفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : لمسممين توحيد أىل العمم وجماعة ا: وقال ابن سريج

الخوض : الشيادتان ، وتوحيد أىل الباطن من المسممين نما بعث النبي بإنكار ) في األعراض واألجسام ، وا

.ذلك .خرجو أبو عبد الرحمن السممي

الغنية عن الكالم -وكذلك ذكره الخطابي في رسالتو في . -وأىمو

وىذا يدل عمى أن ما يؤخذ من كالمو في كثير من كتبو يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكممين فقد رجع عنو ، مما

فإن نفي كثير من الصفات إنما ىو مبني عمى ثبوت .ىذه الطريقة

قال الخطابي في ىذه الرسالة في ىذه الطريقة في إثبات إنما ىو شيء أخذه المتكممون عن الفالسفة ، : الصانع

نما سمكت الفالسفة ىذه الطريقة ألنيم ال يثبتون وا النبوات وال يرون ليا حقيقة ، فكان أقوى شيء عندىم

في الداللة عمى إثبات ىذه األمور ما تعمقوا بو من

االستدالل بيذه األشياء ، فأما مثبتوا النبوات ، فقد أغناىم اهلل عن ذلك ، وكفاىم كمفة المؤنة في ركوب ىذه الطريقة المتعرجة التي ال يؤمن العنت عمى من ركبيا ،

.داع واالنقطاع عمى سالكيا واإلباالستدالل : ثم ذكر أن الطريق الصحيحة في ذلك

بالصنعة عمى صانعيا ، كما تضمنو القرآن ، وندب إلى االستدالل بو في مواضع ، وبو تشيد الفطر السميمة

.المستقيمة ثم ذكر طريقتيم التي استدلوا بيا ، وما فييا من

.تالف االضطراب والفساد والتناقض واالخبكالميم ، وال تغتر -رحمك اهلل -فال تشغل : ثم قال

بكثرة مقاالتيم ؛ فأنيا سريعة التيافت ، كثيرة التناقض ، وما من كالم تسمعو لفرقة منيم إال ولخصوميم عميو كالم يوازيو ويفارقو ، فكل بكل معارض ، وبعضيم

.ببعض مقابل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما يكون تقدم الواحد منيم وفمجو عمى خصمو : ال ق وا بقدر حظو من الثبات والحذق في صنعة الجدل والكالم ، وأكثر ما يظير بو بعضيم عمى بعض إنما ىو إلزام

من طريق الجدل عمى أصول مؤصمة ليم ، ومناقضات تقودىا وطردىا ، ] . . . [ عمى مقاالت حفظوىا عمييم

وه ] . . . [ يا سموه من طريق فمن تقاعد عن شيء منمبطال ، وحكموا بالفمج لخصمو عميو ، والجدل ال يقوم

.بو حجة ] . . . [ بو حق وقد يكون الخصمان عمى مقالتين مختمفتين ، كالىما

باطل ، ويكون الحق في ثالث غيرىما ، فمناقضة ن كان مفسدا أحدىما صاحبة غير مصحح مذىبو ، وا

نيما مجتمعان معا في الخطأ ، بو قول خصمو ؛ أل :مشتركان فيو ، كقول الشاعر حجج تيافتت كالزجاج تخاليا

حقا ، وكل واىن مكسور

ومتى كان األمر كذلك ، فإن أحد من الفريقين ال يعتمد نما ىو في مقالتو التي نصرىا أصال صحيحا ، وا أوضاع وأراء تتكافأ وتتقابل ، فيكثر المقال ، ويدوم

ولو : ) ختالف ، ويقل الصواب ، كما قال تعالى االكان من عند غير المو لوجدوا فيو اختالفا كثيرا

، فأخبر تعالى أن ما كثر فيو [ : النساء ) ] االختالف فميس من عنده ، وىو من أدل الدليل عمى أن

ييا مذاىب المتكممين مذاىب فاسدة ؛ لكثرة ما يوجد ف .من االختالف المفضي بيم إلى التكفير والتضميل

وذكر بقية الرسالة ، وىي حسنة متضمنة لفوائد جميمة ، نما ذكرنا ىذا القدر منيا ليتبين بو أن القواعد العقمية وا التي يدعي أىميا أنيا قطعيات ال تقبل االحتمال ، فترد

نصوص الكتاب والسنة ، وتصرف -بزعميم -ألجميا عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" مدلوالتيا ، إنما ىي عند الراسخين شبيات جيميات ، ال تساوي سماعيا ، وال قراءتيا ، فضال عن أن يرد ألجميا ما جاء عن اهلل ورسولو ، أو يحرف شيء من ذلك عن

.مواضعو نما القطعيات ما جاء عن اهلل ورسولو من اآليات وا

ات ، والنصوص الواضحات ، فترد إلييا المحكمات البينالمتشبيات ، وجميع كتب اهلل المنزلة متفقة عمى معنى ن ما فييا محكمات ومتشابيات ، فالراسخون واحد ، وا في العمم يؤمنون بذلك كمو ، ويردون المتشابية إلى المحكم ، ويكمون ما أشكل عمييم فيمو إلى عالمو ،

ما تشابو منو ابتغاء الفتنة والذين في قموبيم ريع يتبعون وابتغاء تأويمو ، فيضربون كتاب اهلل بعضو ببعض ،

ويردونالمحكم ، ويتمسكون بالمتشابو ابتغاء الفتنة ، ويحرفون

المحكم عن مواضعو ، ويعتمدون عمى شبيات وخياالت ال حقيقة ليا ، بل ىي من وسواس الشيطان وخياالتو ،

.يقذفيا في القموب اليمان يمتثمون في ىذه الشبيات ما أمروا فأىل العم م وا

بو من االستعاذة باهلل ، واالنتياء عما ألقاه الشيطان ، ذلك من عالمات األيمان ، وغيرىم ) وقد جعل النبي

فيصغون إلى تمك الشبيات ، ويعبرون عنيا بألفاظ مشتبيات ، ال حرمة ليا في نفسيا ، وليس ليا معنى

أللفاظ محكمة ال تقبل التأويل ، يصح ، فيجعمون تمك افيردون كالم اهلل ورسولو إلييا ، ويعرضونو عمييا ،

.ويحرفونو عن مواضعو ألجميا ىذه طريقة طوائف أىل البدع المحضة من الجيمية

والخوارج والروافض والمعتزلة ومن أشبييم ، وقد وقع في شيء من ذلك كثير من المتأخرين

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

المنتسبين إلى السنة من أىل الحديث والفقو والتصوف

.من أصحابنا وغيرىم في بعض األشياء دون بعض وأما السمف وأئمة أىل الحديث ، فعمى الطريقة األولى ، وىي األيمان بجميع ما أثبتو اهلل لنفسو في كتابو ، أو

ل أنو أثبتو لو ، مع نفي التمثي) صح عن رسول اهلل والكيفية عنو ، كما قالو ربيعة ومالك وغيرىما من أئمة اليدى في االستواء ، وروي عن أم سممة أم المؤمنين ، وقال مثل ذلك غيرىم من العمماء في النزول ، وكذلك .القول في سائر الصفات ، واهلل سبحانو وتعالى الموفق

حتى ( ( فأكون أول من يجوز بأمتو ) : ) ) وقولو ، وىما ( ( يجيز : ) ) لجسر بأمتو ، وروي يقطع ا

.جزت الوادي وأجزتو ، وىما بمعنى : لغتان ، يقال : قطعتو ، وجزتو : أجزتو : وعن األصمعي ، قال

.مشيت عميو .اليالك : أي -( ( منيم الموبق بعممو : ) ) وقولو ، ىو بالدال الميممة ( ( ومنيم المخردل : ) ) وقولو

المقطع ، : لغتان مشيورتان ، والمعنى : -والمعجمة أن منيم من ييمك فيقع في : -واهلل أعمم -والمراد

النار ، ومنيم من تقطعو الكالليب التي عمى جسر جينم .، ثم ال ينجو وال يقع في النار

.معناه أنو ينقطع عن النجاة والمحاق بالناجين : وقيل أن : ا الباب والمقصود من تخريج الحديث بطولو في ىذ

أىل التوحيد ال تأكل النار منيم مواضع سجودىم ، وذلك دليل عمى فضل السجود عند اهلل وعظمتو ، حيث

.حرم عمى النار أن تأكل مواضع سجود أىل التوحيد إن تارك الصالة كافر ؛ : واستدل بذلك بعض من يقول

فإنو تأكمو النار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كمو ، فال يبقى حالو حال عصاة الموحدين .وىذا فيمن لم يصل هلل صالة قط ظاىر

احترقوا ، وضبطت ىذه : أي ( ( امتحشوا : ) ) وقولو وفي بعض النسخ بضم التاء . الكممة بفتح التاء والحاء

.وكسر الحاء كل : قال األصمعي -بكسر الحاء -( ( الحبة ) ) و

.الحبة : ع ذلك الحب نبت لو حب فاسم جمي .بذور البقل : الحبة : وقال الفراء

الحبة نبت ينبت في الحشيش : وقال أبو عمرو .صغار

الحبة بذر الرياحين ، وأحدىا حبة ، : وقال الكسائي .بالفتح : يعني -وأما الحنطة فيو الحب ال غير

ما حممو السيل من كل شيء ، فيو ( ( : الحميل ) ) و .نى محمول ، كقتيل بمعنى مقتول حميل بمع

إن -ويأتي الكالم عمى باقي الحديث في موضع آخر .شاء اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يبدي ضبعيو ويجافي في السجودحدثني بكر بن مضر ، : ثنا يحيى بن بكير -

بن عن جعفر ، عن ابن ىرمز ، عن عبد اهلل بن مالك كان إذا صمى فرج بين يديو حتى ) بحينة ، أن النبي .يبدو بياض إبطيو

.نحوه -حدثني جعفر بن ربيعة : وقال الميث : ويقال . العضد : -بسكون الباء -( ( الضبع ) )

.اإلبط الضبعان ما بين اإلبط إلى : وعن األصمعي ، قال

.نصف العضد من أعاله .رحمن األعرج عبد ال: وابن ىرمز ، ىو

ورواية الميث بن سعد التي ذكرىا تعميقا ، أسندىا مسمم أنا عمرو بن : من رواية ابن وىب -صحيحو -في

الحارث والميث بن سعد ، كالىما عن جعفر بيذا .اإلسناد

إذا سجد يجنح ) كان رسول اهلل : ) ) وفي رواية عمرو ( ( .في سجوده حتى يرى وضح إبطيو

كان إذا سجد ) أن رسول اهلل : ) ) الميث وفي رواية ( ( .فرج يديو عن إبطيو حتى إني ألرى بياض إبطيو

وفي استحباب التجافي في السجود أحاديث كثيرة ، لم .يخرج البخاري منيا غير ىذا

والقول باستحبابو قول جميور العمماء ، وذكر الترمذي أن العمل عندىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عميو ، وىذا يشعر بأنو إجماع منيم ولكن روى نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان إذا سجد ضم

.يديو إلى جنبيو ولم يفرجيما وروى عنو ابنو واقد بن عبد اهلل ، أن أباه كان يفرج بين

.يديو .وروى عنو آدم بن عمي ، أنو أمر بذلك

التضايق وقد حمل بعضيم ما رواه نافع عمى حالة

واالزدحام ، وقد يحمل عمى حالة إطالة السجود ، وعمى .ذلك حممو إالوزاعي وغيره .أسجد كيف تيسر عميك : وروي عن ابن عمر ، قال

.ورخص ابن سيرين في االعتماد بمرفقيو عمى ركبتيو كل ذلك قد كانوا يفعمون ، كان : وقال قيس بن سكن

.بعضيم يضم ، وبعضيم يجافي طال السجود ولحقتو مشقة بالتفريج ، فمو أن يعتمد فان أ

.بمرفقيو عمى ركبتيو وقد روى ابن عجالن ، عن سمي ، عن أبي صالح ،

أشتكى أصحاب رسول اهلل : عن أبي ىريرة ، قال استعينوا: ) ) مشقة السجود عمييم إذا تفرجوا ، فقال )

( ( .بالركب -وىذا لفظو -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي

.والحاكم ( ( صحيحو ) ) وابن حبان في وذلك أن : قال ابن عجالن : وزاد ىو واإلمام أحمد

يضع مرفقيو عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ركبتيو إذا طال السجود وأعيا ورواه الثوري وابن عيينة وغيرىما ، عن سمي ، عن

.مرسال -) النعمان بن أبي عياش ، عن النبيوالمرسل أصح عند البخاري وأبي حاتم الرازي والترمذي

.والدارقطني وغيرىم .مرسال -عن زيد بن أسمم -أيضا -وقد روي

الوزاعي ومالك في ورخص فيو عمر بن عبد العزيز وا .النافمة

.وكذلك قال بعض أصحابنا وأصحاب الشافعي ال يفعل ، بل والمنصوص عن أحمد في رواية حرب أنو

.يجافي ومتى كان التجافي يضر بمن يميو في الصف لمزحام

.قالو إالوزاعي : -فإنو يضم إليو من جناحو وىذا في حق الرجل ، فأما المرأة فال تتجافى بل تتضام

، وفيو أحاديث -أيضا -، وعمى ىذا أىل العمم

.ضعيفة وخرج أبو داود في ذلك حديثا مرسال في

( ( .مراسيمو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يستقبل بأطراف رجميو القبمة ) .قالو أبو حميد ، عن النبي

حديث أبي حميد ، قد خرجو البخاري فيما بعد ، فإذا سجد وضع يديو ، غير مفترش وال : ولفظو

قابضيما ، واستقبل بأطراف رجميو القبمة ، وسيأتي .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -في موضعو بتمامو

: باب ) ) فيما سبق في -أيضا -وعمقو البخاري الثار ( ( فضل استقبال القبمة وذكرنا ىناك األحاديث وا

في استقبال القبمة بأصابع اليدين والرجمين في السجود ،

وأن ابن عمر كان يفعمو ، وكذلك اإلمام أحمد ، ونص .عميو الشافعي

يضع أصابع : لف فيو بعض أصحابو ، وقالوا وخا .رجميو من غير تحامل عمييا

ىذا : ، وقال ( ( شرح الميذب ) ) ورده عميو صاحب شاذ مردود مخالف لألحاديث الصحيحة ، ولنص

.الشافعي كان : وخرج البييقي من حديث البراء بن عازب ، قال

بكفيو إذا سجد فوضع يديو بإالرض استقبل ) رسول اهلل .وأصابعو القبمة ذا سجد وجو أصابعو قبل : -أيضا -وفي رواية لو وا .القبمة فتفمج

.وفي إالسنادين مقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا لم يتم سجودهثنا ميدي ، عن واصل : ثنا الصمت بن محمد -

، عن أبي وائل ، عنال يتم ركوعو وال سجوده ، فمما حذيفة ، أنو رأى رجال

وأحسبو -ما صميت : قضى صالتو ، قال لو حذيفة ) .لو مت عمى غير سنة محمد : -قال

( ( إذا لم يتم الركوع : باب ) ) قد تقدم ىذا الحديث في من وجو آخر عن

لو مت عمى غير الفطرة التي فطر اهلل : حذيفة ، وفيو .من غير شك -) عمييا محمد

.ستدل بيذه الرواية عمى أن المراد بالفطرة السنة ويالتمكن فييما : ومعنى إتمام الركوع والسجود

.وسبق الكالم عمى ذلك . والطمأنينة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - السجود عمى سبعة أعظم

ثنا سفيان ، عن عمرو بن : حدثنا قبيصة - أمر : بن عباس ، قال دينار ، عن طاوس ، عن ا

أن يسجد عمى سبعة أعضاء ، وال يكف ) رسول اهلل الجبية ، واليدين ، والركبتين ، : شعرا ، وال ثوبا

.والرجمين ثنا شعبة ، عن عمرو : حدثنا مسمم بن إبراىيم -

: ، قال ) ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي وال نكف ثوبا ، أمرنا أن نسجد عمى سبعة أعظم ، ) )

( ( .وال شعرا ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، : حدثنا آدم -

وىو غير -قال البراء بن عازب : عن عبد اهلل بن يزيد : ، فإذا قال ) كنا نصمي خمف رسول اهلل : -كذوب لم يحن أحد منا ظيره ( ( . سمع اهلل لمن حمده ) )

. جبيتو عمى األرض) حتى يضع النبي نما خرجو حديث البراء ىذا ، قد سبق في مواضع ، وا

.عمى جبيتو ) ىاىنا ؛ لما فيو من ذكر سجود النبي فأما حديث ابن عباس ، فقد خرجو ىاىنا من طريق سفيان وشعبة ، كالىما عن عمرو بن دينار ، وفي

.ذكر األعضاء وعددىا : حديث سفيان ن شاء إ -ولمحديث طرق عن طاوس ، يأتي بعضيا

.اهلل .ولو طرق عن ابن عباس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: من وجوه متعدده ، أصحيا ) وقد روي عن النبي .حديث ابن عباس ىذا

وروى عامر بن سعد ، عن العباس بن عبد المطمب ، :يقول ) أنو سمع النبي

وجيو ، وكفاه : إذا سجد العبد سجد معو سبعة آراب ) ) ( ( .وركبتاه ، وقدماه ،

صحيح ) ) وقد عزاه غير واحد من الحفاظ إلى .، ولم نجده فيو ( ( مسمم

.وصححو الترمذي وأبو حاتم الرازي وقد روي ىذا المعنى عن عمر وابن مسعود وابن عمر

.وابن عباس وأبي ىريرة من قوليم وجيو ، : يسجد من اإلنسان سبعة : قال أبو ىريرة

وركبتاه ، وأطراف أصابعة ، كل ذلك بمنزلة ويداه ، .الوجو ، ال يرفع شيئا من ذلك

.خرجو الجوز جاني كانوا يستحبون السجود عمى ىذه : وقال ابن سيرين

.السبعة .خرجو ابن أبي شيبة

.عميو العمل عند أىل العمم : وقال الترمذي وال خالف في أن السجود عمى ىذه األعضاء ىو

:لكامل ، واختمفوا في الواجب من ذلك السجود ا

يجب السجود عمى جميعيا ، وىو أحد : فقالت طائفة القولين لمشافعي ، ورجحو كثير من أصحابو ، والصحيح

المشيور عن أحمد ، وعميو أصحابو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأكثرىم لم يحك عنو فيو خالفا ، وىو قول مالك سحاق وزفر .، وحكى عن طاوس وا

ىذه األحاديث الصحيحة باالمر : ويدل عمى ىذا القول .بالسجود عمى ىذه األعضاء كميا ، واالمر لموجوب

إنما يجب بالجبية فقط ، وال يجب بغيرىا : وقالت طائفة ، وىو القول الثاني لمشافعي ، وحكي رواية عن أحمد ،

.وىو قول أبي حنيفة وصاحبيو أحمد فيمن سجد ورفع أطراف أصابع والمنقول عن

أنو ناقص الصالة ، وتوقف في : قدميو من األرض اإلعادة عمى من صمى وسجد وقد رفع إحدى رجميو ،

أمرت أن أسجد عمى ) : ) ) قد روي عن النبي : وقال ( ( .سبعة أعظم

ورأى مسروق رجال ساجدا قد رفع رجميو أو إحداىما ، .التو أن ىذا لم يتم ص: فقال

وروي عن أحمد ، أنو صمى وسجد ووضع ثالث أصابع .رجميو عمى األرض

أنو يجزئو ، يضع : ظاىر ىذا : قال القاضي أبو يعمي .بعض أصابع رجميو

إذا وضع من : ونقل إسماعيل بن سعيد ، عن أحمد .يديو عمى األرض قدر الجبية أجزأه .لرجمين وكذا من ا: قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر

يجزئو أن يضع من يديو : وقال القاضي أبو يعمى ن قل .وجبيتو عمى األرض شيئا ، وا

.ومن أصحابنا من حكى اإلجماع عمى ذلك وىذا مخالف لرواية الشالنجي ؛ فانيا تدل عمى أنو ال

.يجزئ دون وضع الجبية ، وقدرىا من الكفين

يعاب أنو يجب است: وحكي عن ابن حامد من أصحابنا الكفين بالسجود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عمييما ، وىو قول أبي خيثمة بن حرب إذا وضع أكثر كفيو : وقال داود بن سممان الياشمي

.أجزأه ومذىب الشافعي الذي عميو أكثر أصحابو ، ونص عميو

أنو لو سجد عمى بعض جبيتو كره ، ( ( : إالم ) ) في .وأجزأه

ال يجزئو حتى يسجد عمى جميع : صحابو وجو وأل .الجبية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

السجود عمى األنفثنا وىيب ، عن عبد اهلل : حدثنا معمى بن أسد -

قال : بن طاوس ، عن أبيو ، عن ابن عباس ، قال عمى : أمرت أن أسجد عمى سبعة أعظم ) : ) ) النبي واليدين ، ) ) -وأشار بيده عمى أنفو -( ( الجبية

والركبتين ، وأطراف القدمين ، وال نكفت الثياب ( ( .والشعر نضم ونجمع ، ومنو قولو : أي -( ( نكفت ) ) معنى أحياء وأمواتا ) ألم نجعل إالرض كفاتا : ) تعالى ميم نكفتيم ونض: أي [ ، : المرسالت ) ]

ذا ماتوا ففي ونجمعيم وىم أحياء عمى ظيرىا ، وا .بطنيا

أنو لما ذكر الجبية أشار بيده إلى : وفي ىذه الرواية -أنفو ، وقد خرجو مسمم من حديث وىيب ، وخرجو

من طريق ابن جريج ، عن ابن طاوس ، عن -أيضا

أمرت : ) ) قال ) أبيو ، عن ابن عباس ، أن رسول اهلل : عمى سبع ، وال أكفت الشعر وال الثياب أن أسجد

النف واليدين ، والركبتين ، والقدمين ( ( .الجبية وا أنو يجب السجود عمى األنف : واستدل بيذا من يقول

-في رواية عنيما -مع الجبية ، وىو قول مالك وأحمد سحاق ، وأختار ىذه الرواية عن أحمد أبو بكر عبد وا

وأبي خيثمة وأبي بكر بن -نا العزيز وغيره من أصحاب .أبي شيبة

وحكي قوال لمشافعي ، رجحو بعض المتأخرين من .أصحابو ، إال أنو خصو بحال الذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروي معناه عن طاوس والنخعي وسعيد بن جبير السجود عمى األنف تحقيق : وروي عن ابن عمر ، قال

.السجود

.ىو خيره : األنف من الجبين ؟ قال : طاوس وسئلرجال ) رأى النبي : وروى عاصم ، عن عكرمة ، قال ال تقبل صالة : ) ) يصمي ال يمس أنفو األرض ، قال

( ( .ال يمس فييا األنف ما يمس الجبين ، عن ابن -موصوال -وخرجو الدارقطني والحاكم

) .عباس ، عن النبي و ، وصحح إالكثرون إرسالو ، وصحح الحاكم وصم

والترمذي في ( ( مراسيمو ) ) أبو داود في : منيم .والدارقطني وغيرىم ( ( عممو ) )

لى ذلك يميل اإلمام أحمد ، وىو مرسل حسن .وا ولو اقتصر عمى السجود عمى أنفو دون جبيتو ، لم يجزئو عند أحد من العمماء ممن أوجب السجود عمى

حنيفة ، وىي رواية عن الثوري ، األنف ، غير أبي رواىا عنو

.حسان بن إبراىيم السجود عمى األنف مستحب : وقال كثير من العمماء

غير واجب ، وروي عن الحسن والشعبي والقاسم وسالم في -، وىو قول الشافعي وسفيان وأحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الرواية الثانية عنيما قال بذلك حديث ابن عباس عمى االستحباب وحمل من

ألنو عد األعضاء المأمور : دون الوجوب ، قالوا بالسجود عمييا سبعا ، ولو كان األنف معيا لكانت

.ثمانيا : وىذا مردود ، فان األنف من الجبية ، كما قال طاوس

.ىو خيرىا .وروي عنو ، أنو كان يعد األنف والجبية واحدا

فالجبية ال يجب السجود عمى جميعيا : فان قيل بإالجماع ، ولو وجب السجود عمى األنف لوجب

.استيعابيا بالسجود عمييا

ىذا اإلجماع غير صحيح ، وقد سبق قول من : قيل .قال بوجوب استيعابيا بالسجود عمييا

إن ذكر األنف منيا إنما ىو من كالم : ولكن ؛ قد قيل .ره قالو البييقي وغي: -طاوس من رواية ابن عيينة ، عن ( ( سنن ابن ماجو ) ) وفي

: قال ابن طاوس : ابن طاوس ىذا الحديث ، وفيو الركبتين واليدين والقدمين ، وكان يعد : وكان أبي يقول

النف واحدا .الجبية وا .كذا خرجو عن ىشام بن عمار ، عن سفيان

: نده ، وع -أيضا -وخرجو النسائي من طريق سفيان وضع يديو عمى : قال لنا ابن طاوس : قال سفيان

.ىذا واحد : جبيتو ، وأمرىا عمى أنفو ، وقال الشافعي وابن المديني ، عن ابن عيينة -أيضا -ورواه

.بمعناه -، عن ابن طاوس ، عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرجو البييقي

ا دل عمى أن ذكر األنف في في حديث سفيان م: وقال الحديث من تفسير

.طاوس من طريق إبراىيم بن ميسرة ، عن -أيضا -وخرجو

أن يسجد ) أمر النبي : طاوس ، عن ابن عباس ، قال أرابت : فقمت لطاوس : منو عمى سبع ، قال ابن ميسرة

.ىو خيره : األنف ؟ قال وطرف األنف ، ( ( سبعة أعظم : ) ) وأيضا ؛ فقد قال

المسجود عميو ليس عظما ، فعمم أنو تابع لعظم الجبية .، وليس عضوا مستقال

فمو تعذر السجود عمى الجبية لعذر ، وقدر عمى السجود عمى أنفو ، فيل يمزمو عند من ال يوجب

:السجود عميو ؟ فيو قوالن نعم ، وينتقل الفرض إليو ، وىو قول أبي : أحدىما

.و والشافعي حنيفة وصاحبي

ال ينتقل الفرض إليو ، بل يومي بجبيتو ، وال : والثاني يمزمو السجود عمى أنفو ، وىو قول مالك وأصحابنا ، كما ال ينتقل فرض غسل اليدين والرجمين في الوضوء إلى موضع الحمية ، إذا قدر عمى غسمو ، وعجز عن

.غسل اليدين والرجمين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - السجود عمى األنف في الطين

ثنا ىمام ، عن يحيى ، عن أبي : حدثنا موسى - : انطمقت إلى أبي سعيد الخدري ، فقمت : سممة ، قال

حدثني : إال تخرج بنا إلى النخل نتحدث ؟ فخرج ، فقمت : في ليمة القدر ؟ فقال ) ما سمعت من رسول اهلل

ر األول من رمضان ، واعتكفنا عش) اعتكف رسول اهلل أن الذي تطمب : ) ) معو ، فأتاه جبريل ، فقال

، فأعتكف العشر األوسط ، فاعتكفنا معو ، ( ( أمامك ، ( ( أن الذي تطمب أمامك : ) ) فأتاه جبريل ، فقال

خطيبا صبيحة عشرين من رمضان ، ) فقام النبي ؛ فأني فميرجع ) من كان أعتكف مع النبي : ) ) فقال

نيا في العشر األواخر ني نسيتيا ، وا أريت ليمة القدر وا ني رأيت كأني أسجد في طين وماء ، ( ( في وتر ، وا

وكان سقف المسجد عريش النخل ، وما نرى السماء شيئا ، فجاءت قزعة ، فامطرنا ، فصمى بنا رسول اهلل

، حتى رأيت أثر الطين والماء عمى جبية رسول اهلل ) ( ( .رنبتو ، تصديق رؤياه ، وأ)

كان الحميدي يحتج بيذا الحديث ، : قال أبو عبد اهلل إال يمسح الجبية في الصالة ، بل يمسحيا بعد الصالة

رئي الماء في أرنبتو وجبيتو بعد ما ) ، ألن النبي .صمى

( ( الصيام ) ) قد خرج البخاري ىذا الحديث في أواخر ىذا من( ( كتابو ) ) من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طرق ، عن أبي سممة ، عن أبي سعيد ، ليس في شيء في العشر األول ، إنما فييا ) منيا ذكر اعتكاف النبي

اعتكافو في العشر األوسط ، ثم العشر األواخر ، ولم يخرج اعتكافو في العشر األول في غير ىذه الرواية

.ىاىنا من رواية ( ( صحيحو ) ) وقد خرج ذلك مسمم في

عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراىيم ، عن أبي سممة .أيضا -، عن أبي سعيد

ذكر سجود النبي : ومقصود البخاري بيذا الحديث ىاىنا عمى جبيتو وأرنبة أنفو ، وأنو سجد عمييما في )

.الطين .طرفو : وأرنبة األنف

، وما لمعمماء وقد سبق ذكر السجود في الماء والطينفي ذلك من االختالف والتفصيل ، عند ذكر البخاري ،

: باب ) ) عن ابن عمر ، أنو صمى عمى الثمج في

، فال حاجة ( ( الصالة في المنبر والسطوح والخشب .إلى إعادتو ىاىنا

وأما ما ذكره عن الحميدي ، فقد بوب عميو البخاري بابا صرا ، ويأتي في موضعو منفردا ، وعاد فيو الحديث مخت

.إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - عقد الثياب وشدىا

ومن ضم إليو ثوبو إذا خاف أن تنكشف عورتوأنا سفيان ، عن أبي : حدثنا محمد بن كثير -

كان الناس يصمون : حازم ، عن سيل بن سعد ، قال اقدي أزرىم من الصغر عمى رقابيم ، فقيل ع) مع النبي .ال ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جموسا : لمنساء

: باب ) ) قد خرج البخاري ىذا الحديث فيما سبق في

( ( .إذا كان الثوب ضيقا أن عقد الثياب : ومقصودة بتخريجو في ىذا الباب

وشدىا وضميا في الصالة إذا كان لضيق الثوب أو قو خشية انكشاف العورة منو ، فإنو جائز غير مكروه تخر

، فإذا كان عميو إزار صغير ، فعقده عمى منكبو ليستر .بو منكبو وعورتو فيو حسن

واختمفت الرواية عن أحمد في كراىة شد الوسط في ىو تشبو بأىل : الصالة ، فكرىو في رواية ، وقال .الكتاب ، ورخص فيو في رواية

.عنو في كراىتو روايتان : من قال فمن األصحاب فإن كان : ىما منزالن عمى حالين : ومنيم من قال

ال لم يكره ، بل يستحب ، يشبو شد الزنار كره ، وا خصوصا لمن ليس عميو إزار وال سراويل ؛ ألنو أستر

.لعورتو وقد نص أحمد عمى التفريق بينيما ، وقال إسحاق بن

ىاني في

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" سألت أحمد عن الرجل يصمي مشدود ( ( : مسائمو ) )

ىو عندي أسيل ، إذا كان يريد بشد : الوسط ؟ فقال وسطو أن ال يتترب ثوبو ، فال يصمي مشدود الوسط إال

.أن يكون لعمل إن شد وسطو خشية أن يصيبو : ومعنى ىذه الرواية

فيو من التكبر ، فان التراب في سجوده كره لو ذلك ؛ لما ترتيب المصمى بدنو وثيابو من الخشوع والتواضع هلل

عز وجل ، وان كان شده لغير ذلك من عمل يعممو لم .يكره

وفيم طائفة من أصحابنا من كالم أحمد عكس ىذا ، وال .وجو لذلك

شد حقوك في الصالة ولو : كان يقال : وقال الشعبي .بعقال

براىيم النخعي شد حقوك ولو وقال يزيد بن األصم وا .بعقال

وروى شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن مولى لقريش ، نيى : سمعت أبا ىريرة يحدث معاوية ، قال : قال

.أن يصمي الرجل حتى يحتزم ) رسول اهلل .خرجو اإلمام أحمد

نيى أن يصمي الرجل بغير : وخرجو أبو داود ، ولفظو ى أنو ال يكره شد الوسط في حزام واستدل بو أحمد عم

.الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ال يكف شعرا

، -ىو ابن زيد -نا حماد : حدثنا أبو اليمان - عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ،

أن يسجد عمى سبعة أعظم ، وال ) أمر النبي : قال يكف

.ثوبو ، وال شعره الشعر المنيي عنو ، يكون تارة بعقصو ، وتاره كف

بإمساكو عن أن يقع عمى األرض في سجوده ، وكمو .منيي عنو :أما األول

عن كريب ، أن ابن عباس ( ( صحيح مسمم ) ) ففي رأى عبد اهلل بن الحارث يصمي ورأسو معقوص من ورائو ، فجعل يحمو ، وأقر لو األخر ، فمما انصرف أقبل إلى

إني سمعت : مالك ورأسي ؟ فقال : ن عباس ، فقال ابإنما مثل ىذا مثل الذي يصمي : ) ) يقول ) رسول اهلل

( ( .وىو مكتوف وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان في

من حديث أبي رافع ، أنو مر بالحسن ( ( صحيحو ) ) بن عمي وىو يصمي ، وقد عقص ضفيرتو في قفاه ،

أقبل عمى : ، فالتفت أليو الحسن مغضبا ، فقال فحميا صالتك وال تغضب ، فإني سمعت

( ( .ذلك كفل الشيطان : ) ) يقول ) رسول اهلل

.حديث حسن : وقال الترمذي وخرجو اإلمام أحمد وابن ماجو من وجو آخر ، عن أبي

رافع ، أنو رأى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أو -يصمي وقد عقص شعره ، فاطمقو الحسن بن عميأن يصمي الرجل ) نيى رسول اهلل : ، وقال -نيى عنو

.وىو عاقص شعره .وفي باب أحاديث أخر

عمي وابن : وممن نيى عن الصالة مع عقص الشعر إن الشعر يستجد مع : مسعود وأبو ىريرة ، وقاال

.صاحبو .ولو بكل شعرة حسنة : زاد ابن مسعود

إني أخاف أن : أن رجال قال البن مسعود : واية وفي ر .تربو خير لك : يتترب ، قال

مثل الذي يصمي وقد : وعن عثمان بن عفان ، قال .عقص شعره مثل الذي يصمي وىو مكتوف

.وقطع حذيفة ضفيرة ابنو لما رآه يصمي وىو معقوص :وأما الثاني

مى نبئت أن عمر بن الخطاب مر ع: فقال ابن سيرين رجل قد طول شعره ، كمما سجد قال ىكذا ، فرفع شعره

إذا طول أحدكم فميتركو : بظيور كفيو ، فضربو ، وقال .يسجد معو

: وروى عبد اهلل بن محرر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال رجال يسجد وىو يقول بشعره ىكذا بكفو ) رأى النبي

( ( الميم ، قبح شعره : ) ) بكفو عن التراب ، فقال .فسقط : قال

.خرجو ابن عدي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وابن محرر ، ضعيف جدا من قبل حفظو ، وكان شيخا

.صالحا إذا صمى فال يرفعن ثوبو وال شعره وال : قال اإلمام أحمد

.شيئا من ذلك ؛ ألنو يسجد وكف الشعر مكروه كراىة تنزيو عند أكثر الفقياء ،

رمو طائفة من أىل الظاىر وغيرىم ، وأختاره ابن وحال إعادة عمى من فعمو ، : جرير الطبري ، وقال

أن ال -عميو السالم -إلجماع الحجة وراثة عن نبييا .إعادة عميو

.وحكى ابن المنذر اإلعادة منو عن الحسن ورخص فيو مالك إذا كان ذلك قبل الصالة ، لمعنى

.إن شاء اهلل سبحانو وتعالى - غير الصالة ، وسنذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ال يكف ثوبو في الصالةثنا أبو عوانة ، : حدثنا موسى بن إسماعيل -

عن عمرو ، عن طاوس عن أبن عباس ، عن النبي أمرت أن أسجد عمى سبعة أعظم ، وال : ) ) ، قال )

.( ( أكف شعرا وال ثوبا يدل عمى أن النيي عنده عن : ظاىر تبويب البخاري

كف الثياب مختص بفعل ذلك في الصالة نفسيا ، فمو كفيا قبل الصالة ، ثم صمى عمى تمك الحال لم يكن

.منييا عنو إن كان يعمل عمال قبل الصالة : وىذا قول مالك ، قال

فشمر كمو أو ذيمو ، أو جمع شعره لذلك فال بأس أن ن فعل يصمي كذلك ، كما لو كان ذلك ىيئتو ولباسو ، وا

ن يصون ثوبو وشعره عن أن تصيبيا ذلك لمصالة ، وا .األرض كره ؛ ألن فيو ضربا من التكبر وترك الخشوع

وقد أومأ إلى ذلك أحمد في رواية : قال بعض أصحابنا

الرجل يقبض : قمت ألحمد : محمد بن الحكم ، فقال ركع وسجد ؛ لئال يصيب ثوبو ؟ ثوبو من التراب إذا

.ال ؛ ىذا يشغمو عن الصالة : قال ليس في ىذه الرواية دليل عمى اختصاص : قمت

الكراىة بيذه الصورة ، إنما بيا تعميل الكراىة في الصالة بالشغل عنيا ، وقد تعمل كراىة استدامة ذلك في الصالة

ح بو بعمة أخرى ، وىي سجود الشعر والثياب ، كما صر في رواية أخرى ، وقد يعمل الحكم الواحد بعمتين ،

فكراىة الكف في الصالة لو عمتان ، وكراىة الكف قبل .الصالة واستدامتو ليا معمل بإحداىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وأكثر العمماء عمى الكراىة في الحالين ، ومنيم ي ، وقد سبق عن إالوزاعي والميث وأبو حنيفة والشافع

عمر : جماعة من الصحابة ما يدل عميو ، منيم

وعثمان وابن مسعود وحذيفة وابن عباس وأبو رافع .وغيرىم

وكان عبد الرحمن بن أبي ليمى يحل شعره وينشره إذا .أراد الصالة ، ويعقصو بعد ذلك

.ال يكف الشعر عن األرض : وقال عطاء أن كف الشعر في يدل عمى : وظاىر تبويب البخاري

الصالة مكروه ، سواء فعمو في الصالة أو قبميا ثم صمى كذلك ، بخالف كف الثوب ، فإنو إنما يكره فعمو في

.الصالة خاصة ؛ لما فيو من العبث .والجميور عمى التسوية بينيما

وقد كره أحمد كف الخف في الصالة ، وجعميا من كف .الثياب

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

باب -

التسبيح والدعاء في السجود: ثنا يحيى ، عن سفيان ، قال : حدثنا مسدد -

حدثني منصور ، عن مسمم ، عن مسروق ، عن عائشة يكثر أن يقول في ركوعو ) كان النبي : ، قالت سبحانك الميم ربنا وبحمدك ، الميم أغفر : ) ) وسجوده

.يتأول القرآن ( ( لي الدعاء في : باب ) ) قد تقدم ىذا الحديث في -

.بنحوه -من حديث شعبة ، عن منصور ( ( الركوع .زيادة ذكر اإلكثار : وفي ىذه الرواية

أنو يمتثل : أنو يتأول القرآن ، والمراد -أيضا -وفييا :ما أمره اهلل بو بقولو

: النصر ) ] كان توابا فسبح بحمد ربك واستغفره إنو ) . ]

فتأويل القرآن ، تارة يراد بو تفسير معناه بالقول ، وتارة .يراد بو امتثال أوامره بالفعل

من ارتكب شيئا من الرخص لتأويل سائغ : وبيذا يقال أنو فعمو: أو غيره

.متأوال وقد سبق ذكر حكم التسبيح في السجود والدعاء فيو

( ( .الدعاء في الركوع : ب في با) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المكث بين السجدتين :فيو ثالثة أحاديث

:األول ثنا حماد بن زيد ، عن : حدثنا أبو النعمان -

أيوب ، عن أبي قالبة ، أن مالك بن الحويرث قال وذلك : قال -؟ ) إال أنبئكم صالة النبي : ألصحابو

، فقام ، ثم ركع فكبر ، ثم رفع -في غير حين صالة رأسو ، فقام ىنية ، ثم سجد ، ثم رفع رأسو

.ىنية ، فصمى صالة عمرو بن سممة ، شيخنا ىذا

كان يفعل شيئا لم أرىم يفعمونو ، كان يقعد : قال أيوب .في الثالثة أو الرابعة

: فاقمنا عنده ، فقال ، ) فأتينا النبي : قال - لو رجعتم إلى أىاليكم ، صموا صالة كذا في حين ) )

كذا ، وصموا صالة كذا في حين كذا ، فإذا حضرت ( ( .الصالة فميؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم

.قد سبق ىذا الحديث في مواضع ، تاما ومختصرا كان إذا سجد ) أن النبي : والمراد منو في ىذا الباب أنو يجمس بين السجدتين ىنية : رفع رأسو ىنية ، والمراد

.، ثم يسجد السجدة الثانية :الحديث الثاني

ثنا أبو أحمد محمد : ثنا محمد بن عبد الرحيم - ثنا مسعر ، عن الحكم ، عن عبد : بن عبد اهلل الزبيري

كان سجود : الرحمن بن أبي ليمى ، عن البراء ، قال .عو وقعوده بين السجدتين قريبا من السواء وركو ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثالث ثنا سميمان بن حرب ، ثنا حماد بن زيد ، عن -

اني ال آلو أن أصمي : ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال .يصمي بنا ) بكم كما رأيت رسول اهلل

نع شيئا لم أركم كان أنس بن مالك يص: قال ثابت تصنعونو ، كان إذا رفع رأسو من الركوع قام حتى يقول

قد : قد نسي ، وبين السجدتين حتى يقول القائل : القائل .نسي

الرفع : باب ) ) وقد تقدمت ىذه األحاديث الثالثة في ( ( .من الركوع

وحكم الرفع من السجود والجموس بين السجدتين حكم .عمى ما سبق ذكره الرفع من الركوع ،

لذلك في حديث أنس ) أن تطويل النبي : وذكرنا ىنالك إنما كان حين يطيل القيام والركوع والسجود ، وأن

تخفيفو كما في حديث مالك بن الحويرث كان إذا لم

يطل القيام والركوع والسجود ، وأن حديث البراء بن كان سجوده وركوعو : عازب يفسر ذلك ، حيث قال

.ه بين السجدتين قريبا من السواء وقعودولم يخرج البخاري في الدعاء والذكر بين السجدتين شيئا

.؛ فإنو ليس في ذلك شيء عمى شرطو كان يقول بين ) عن ابن عباس ، أن النبي : وفيو

الميم ، أغفر لي وارحمني وعافني : ) ) السجدتين ( ( .واىدني وارزقني .خرجو أبو داود

: بدل ( ( وأجبرني : ) ) ي ؛ وعنده والترمذ ( ( .عافني ) )

: بدل ( ( وارفعني : ) ) وابن ماجو ، وعنده أنو كان: ، وعنده ( ( اىدني ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .يقولو في صالة الميل

وفي إسناده كامل بن العالء ؛ وثقو ابن معين وغيره ، .وي ، وتكمم فيو غير واحد ليس بالق: وقال النسائي

رسالو .وقد اختمف عميو في وصمو وا سناده -مرفوعا -وقد روي ىذا من حديث بريدة ، وا

.ضعيف جدا ، وعن -موقوفا عميو -وروي عن عمي بن أبي طالب

.المقدام بن معدي كرب وخرج أبو داود والنسائي وابن ماجو من حديث حذيفة ،

رب اغفر : ) ) بين السجدتين كان يقول) أن النبي ( ( .لي

واستحب اإلمام أحمد ما في حديث حذيفة ، فإنو أصح رب : ) ) يقول : عنده من حديث ابن عباس ، وقال

.ثالث مرات ، أو ما شاء ( ( اغفر لي .يقوليا مرتين فقط : ومن أصحابو من قال

يقوليا ثالثا كتسبيح الركوع والسجود ،: ومنيم من قال

وحمل حديث حذيفة أنو كان يكرر ذلك ؛ فإن في أن جموسو بين السجدتين كان نحوا من : حديثو .سجوده

وروي عن أكثر العمماء استحباب ما في حديث ابن .مكحول والثوري وأصحاب الشافعي : عباس ، منيم إن قال ما في : كمو جائز ، وعنده : وقال إسحاق

ن رب اغفر : ) ) قال حديث ابن عباس لم يكرره ، وا .كرره ثالثا ( ( لي

وحكم ىذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الركوع والسجود ، وأنو واجب تبطل الصالة بتركو عمدا .، ويسجد لسيوه

:وروي عن أحمد ، أنو ليس بواجب

ن لم : مذىب أحمد: قال حرب أنو إن قال جاز ، وا .يقل جاز ، واألمر عنده واسع

.وكذا ذكر أبو بكر الخالل ، أن ىذا مذىب أحمد .وىذا قول جميور العمماء

وحكي عن أبي حنيفة ، أنو ليس بين السجدتين ذكر .مشروع بالكمية

.وعن بعض أصحابو ، أنو يسبح فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ال يفترش ذراعيو في السجود

، ووضع يديو ، غير ) سجد النبي : وقال أبو حميد .مفترش ، وال قابضيما

حديث أبي حميد ، قد خرجو البخاري ، وسيأتي بتمامو .إن شاء اهلل تعالى -قريبا

: ثنا محمد بن جعفر : حدثنا محمد بن بشار - عن أنس بن مالك ، سمعت قتادة ،: ثنا شعبة ، قال

اعتدلوا في السجود ، وال يبسط : ) ) ، قال ) عن النبي ( ( .أحدكم ذراعيو انبساط الكمب

التصريح بالسماع من أولو إلى قتادة ، : في ىذا اإلسناد وليس فيو تصريح بسماع قتادة لو من أنس ، وقتادة

.مدلس كما قد عرف لسي ، عن وخرجو الترمذي من طريق أبي داود الطيا

.سمعت أنسا : شعبة ، عن قتادة وكذلك خرجو النسائي من طريق خالد الواسطي ، عن

.شعبة .وهلل الحمد . فصح اتصالو كمو

وفي النيي عن افتراش الذراعين في السجود أحاديث :أخر

نيى أن ) وقد خرج مسمم من حديث عائشة ، أن النبي .يفترش الرجل ذراعيو افتراش السبع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا سجدت : ) ) ، قال ) ومن حديث البراء ، عن النبي ( ( .فضع يديك ، وارفع مرفقيك

وقد ذكر الترمذي أن العمل عمى ىذا عند أىل العمم ، .يختارون االعتدال في السجود

وىذا يشعر بحكاية اإلجماع عميو ، وىو قول جميور .ذلك عن عمي وابن عباس وابن عمر العمماء ، وروي

: عن شعبة مولى ابن عباس ، قال ( ( المسند ) ) وفي أن موالك إذا سجد : جاء رجل إلى ابن عباس ، فقال

وضع رأسو وذراعيو وصدره باالرض ، فقال لو ابن . التواضع : ما يحممك عمى ما تصنع ؟ قال : عباس ذا سجد رئي إ) ىكذا ربضة الكمب ، رأيت النبي : قال

.بياض إبطيو .ولكن ؛ روي عن ابن مسعود ، أنو كان يفرش ذراعيو

كان ابن : -في رواية ابنو عبد اهلل -قال اإلمام أحمد لى : مسعود يذىب إلى ثالثة أشياء إلى التطبيق ، وا

ذا كانوا يقوم في وسطيم ، وقد روي افتراش الذراعين ، وا سجود ، ولم تبمغو ىذه أنو كان يجافي في ال) عن النبي

.اآلثار وروى ابن أبي شيبة منة غير وجو ، عن ابن مسعود ،

.اسجدوا حتى بالمرفق : أنو قال أخبرني من : وبإسناده ، عن الحكم بن األعرج ، قال

رأى أبا ذر مسودا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ما بين رصغو إلى مرفقو اعتدال : يريد بو ( ( ي السجود اعتدلوا ف: ) ) وقولو

الظير فيو ، وذلك ال يكون مع افتراش الذراعين ، إنما .يكون مع التجافي أنو : ، يعني ( ( وال قابضيما : ) ) وقول أبي حميد

.بسط كفيو ، ولم يقبضيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من استوى قاعدا في وتر من صالتو ثم نيض

أنا خالد ، : ثنا ىشيم : ثنا محمد بن الصباح - انا مالك بن الحويرث الميثي ، أنو رأى : عن أبي قالبة

يصمي ، فإذا كان في وتر من صالتو لم ينيض ) النبي .حتى يستوي قاعدا

وقد خرجو في الباب األتي من طريق أيوب ، عن أبي عتمد عمى أنو جمس وا: قالبة ، عن مالك ، وفي حديثو

.األرض ، ثم قام كان يقعد : وقد سبق من وجو آخر بيذا اإلسناد ، وفيو

.في الثالثة أو الرابعة وىذا ال معنى لو ؛ ألن قعوده في الرابعة البد منو

.لمتشيد

: وروى ىذا الحديث أنيس بن سوار الحنفي ، قال كنت مع أبي قالبة ، فجاءه رجل : حدثني أبي ، قال

مالك بن الحويرث ، من : يث ، يقال لو من بني لإال أريكم كيف كان رسول اهلل : ، فقال ) أصحاب النبي

بمى ، فصمى لنا ركعتين ، فأوجز : يصمي ؟ قمنا ) .فييما

لزق : فاختمفت أنا وأبو قالبة ، قال أحدنا : قال أبي .تجافى : باالرض ، وقال األخر

. ( (كتاب العمل ) ) خرجو الخالل في وقال اإلمام أحمد في حديث مالك بن الحويرث في

االستواء إذا رفع رأسو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو صحيح : من السجدة الثانية في الركعة األولى ، قال .، إسناده صحيح

.ليس ليذا الحديث ثان : -أيضا -وقال .أنو لم ترو ىذه الجمسة في غير الحديث : يعني

وىذا يدل عمى أن ما روي فيو ىذه الجمسة من الحديث غير حديث مالك بن الحويرث ، فانو غير محفوظ ،

فإنيا قد رويت في حديث أبي حميد وأصحابو في صفة ) .صالة النبي

.خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو نما خرجا وذكر بعضيم أنو خرجو أبو داود والترمذي ، وا

ىذه ( ( كتابييما ) ) د في أصل الحديث ، ولم نج .المفظة

إنيا وىم من بعض الرواة ، : -واهلل أعمم -والظاىر .كرر فيو ذكر الجموس بين السجدتين غمطا

.وبعضيم ذكر سجوده ، ثم جموسو ، ثم ذكر أنو نيض .كذا في رواية الترمذي وغيره

فظن بعضيم ، أنو نيض عن جموس ، وليس كذلك ، جموسو بين السجدتين ، ولم : بذلك الجموس إنما المراد

يذكر صفة الجمسة الثانية الستغنائو عنيا بصفة الجمسة

.األولى وقد خرج أبو داود حديث أبي حميد وأصحابو من وجو

أنو: آخر ، وفيو سجد ، ثم جمس فتورك ، ثم سجد ، ثم كبر فقام ولم

.يتورك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ه الرواية صريحة في أنو لم يجمس بعد السجدة وىذ

.الثانية أن طائفة من الحفاظ ذكروا أن حديث أبي : ويدل عميو

.حميد ليس فيو ذكر ىذه الجمسة بالحديث الذي خرجو -أيضا -واستدل بعضيم

كتاب ) ) ىذا في ( ( صحيحو ) ) البخاري في باب من ) ) في ( ( أبواب السالم ) ) و ( ( االستئذان ، خرج فيو حديث المسيء ( ( عميك السالم : رد فقال

في صالتو ، من رواية ابن نمير ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة ، أن رجال

فذكر الحديث -دخل المسجد فصمى ، ثم جاء فسمم إذا قمت إلى : ) ) قال لو ) أن النبي : بطولو ، وفيو

سبغ الوضوء ، ثم استقبل القبمة فكبر ، ثم أقرأ الصالة فاما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ،

ثم ارفع حتى تستوي قائما ، ثم أسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم افعل ذلك في

( ( .صالتك كميا حتى تستوي : ) ) وقال أبو أسامة في األخير : قال ( ( .قائما .القيام : أنو ذكر بدل الجموس : يعني

ثم خرج من حديث يحيى القطان ، عن عبيد اهلل ، عن : قال ) سعيد ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

( ( .ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ) ) .أنو وافق ابن نمير في ذكر الجموس : يعني

أبي ىريرة ىذا ، فيذه المفظة قد اختمف فييا في حديث فمن الرواة من ذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو أمره بالجموس بعد السجدتين ، ومنيم من ذكر أنو أمره بالقيام بعدىما ، وىذا ىو أالشو ؛ فإن ىذا الحديث

عممو شيئا من سنن الصالة ) لم يذكر أحد فيو أن النبي ره بيذه الجمسة ؟ ىذا المتفق عمييا ، فكيف يكون قد أم

.بعيد جدا ثم وجدت البييقي قد ذكر ىذا ، وذكر أن أبا أسامة

. اختمف عميو في ذكر ىذه الجمسة الثانية بعد السجدتين : أنو قال بعد ذكر السجدتين : والصحيح عنو : قال ( ( .ثم ارفع حتى تستوي قائما ) ) عن( ( صحيحو ) ) وقد رواه البخاري في : قال

وذكر رواية ابن -إسحاق بن منصور ، عن أبي أسامة

نمير ، ولم يذكر تخريج البخاري ليا ، ولم يذكر يحيى بن سعيد في روايتو السجود الثاني ، وال ما بعده من

.القعود أو القيام والقيام أشبو بما سيق الخبر ألجمو من عد األركان : قال

.واهلل أعمم . دون السنن دل عمى أن ذكر الجمسة الثانية غير وىذا ي: قمت

.محفوظة عن يحيى وفي حديث يحيى بن خالد الزرقي ، عن أبيو ، عن

، أنو عمم المسيء ) عمو رفاعة بن رافع ، عن النبي في صالتو ، وقال لو بعد أن أمره بالسجود ، ثم بالقعود

( ( .ثم قم : ) ) ، ثم بالسجود ، فقال لو .ذا المفظ وخرجو اإلمام أحمد بي

.واستدل بو عمى أنو ال يجمس قبل قيامو .، وحسنو -أيضا -وخرجو الترمذي

ليذا المسيء ) مع أن حديث رفاعة ىذا فيو تعميم النبي .أشياء من مسنونات الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال لو ) أن النبي : وقد روي في حديث رفاعة ىذا ( ( .ض قبل أن تستوي قاعدا ثم اني) )

.خرجو الحافظ أبو محمد الحسن بن عمي الخالل .ولكن إسناده ضعيف

وخرج اإلمام أحمد من حديث شير بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، أن أبا مالك األشعري جمع قومو

فذكر -) اجتمعوا أعممكم صالة النبي : ، فقال وذكر صفة صالتو ، أنو صمى بيم ، : الحديث ، وفيو

ثم كبر وخر ساجدا ، ثم كبر فرفع رأسو ، : وقال فييا ثم كبر فسجد ، ثم كبر فانتيض قائما ، فمما قضى

) .احفظوا ؛ فإنيا صالة رسول اهلل : صالتو قال .وخرج أبو داود بعض الحديث ، ولم يتمو

حديث عن عمي بن أبي طالب : وفي جمسة االستراحة إذا رفع أحدكم رأسو من : ، قال -نو رضي اهلل ع -

السجد الثانية فميمزق اليتيو باالرض ، وال يفعل كما تفعل

ذلك توقير : ) ) يقول ) اإلبل ؛ فإني سمعت رسول اهلل الة ( ( .الص

خرجو العقيمي من رواية أبي خالد القرشي ، عن عمي .بن الحزور ، عن أالصبغ بن نباتو ، عن عمي

أن الحديث موضوع ، : ناد ساقط ، والظاىر وىذا إسأنو عمرو بن خالد الواسطي ، : وأبو خالد ، الظاىر

كذاب مشيور بالكذب ، وعمي بن الحزور ، قال ابن الصبغ بن نباتو : معين ال يحل ألحد أن يروي عنو ، وا

.، ضعيف جدا وىذه الجمسة تسمى جمسة االستراحة ، وأكثر األحاديث

ر شيءليس فييا ذك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من ذلك ، كذا قالو اإلمام أحمد وغيره :وقد اختمف العمماء في استحبابيا في الصالة

وىو قول حماد بن زيد . ىي مستحبة : فقالت طائفة في رواية عنو ، -وأحمد -في أشير قوليو -والشافعي

اختارىا الخالل أن قولو استقر عمييا ، و : ذكر الخالل .وصاحبة أبو بكر بن جعفر

ىي غير مستحبة ، بل المستحب إذا : وقال إالكثرون رفع رأسو من السجدة الثانية أن ينيض قائما ، حكاه

أحمد عن عمر وعمي وابن مسعود ، وذكره ابن المنذر .عن ابن عباس

: وذكر بإسناده ، عن النعمان بن أبي عياش ، قال ، فكان إذا ) د من أصحاب رسول اهلل أدركت غير واح

قام -أول ركعة والثالثة -رفع رأسو من السجدة األخيرة .كما ىو ولم يجمس

) .عن أبي ريحانة صاحب النبي -أيضا -وروي .أيضا -وروي معناه عن ابن عمر .خرجيما حرب الكرماني

.العمل عمى ىذا عند أىل العمم : وقال الترمذي عبادة بن نسي وأبو الزناد والنخعي : ذلك وممن قال

وأحمد -في أحد قوليو -والثوري وأبو حنيفة والشافعي .في المشيور من مذىبو عند عامة أصحابو -

ىي مستحبة : ومن أصحابنا وأصحاب الشافعي من قال لمن كبر وثقل بدنو ؛ ألنو يشق عميو النيوض معتمدا

.عمى ركبتو من غير جمسة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحمل أبو إسحاق المروزي القولين لمشافعي عمى اختالف حالين ، ال عمى اختالف قولين ، وحمموا حديث

كان ) مالك بن الحويرث عمى مثل ذلك ، وان النبي يقعد أحيانا لما كبر وثقل بدنو ؛ فإن وفود العرب إنما

في آخر) وفدت عمى النبي .عمره

لم ) يشيد لذلك ، أن أكابر الصحابة المختصين بالنبي و يكونوا يفعمون ذلك في صالتيم ، فدل عمى أنيم عمموا

.أن ذلك ليس من سنن الصالة مطمقا :وروى حرب الكرماني ، عن إسحاق بن راىويو روايتين

.تستحب جمسة االستراحة لكل أحد : أحداىما ن النيوض عن ال تستحب إال لمن عجز ع: والثانية

.صدر قدميو .أيضا -وىي رواية ابن منصور ، عن إسحاق

إنو من : ومن لم يستحب ىذا الجموس بالكمية ، قال األفعال المباحة التي تفعل في الصالة لمحاجة إلييا ، كالتروح لكرب شديد ، ودفع المؤذي ، ونحو ذلك مما

نما ىو مباح .ليس بمسنون ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - كيف يعتمد عمى األرض إذا قام من الركعة

حدثنا وىيب ، عن أيوب : حدثنا معمى بن أسد -

جاءنا مالك بن الحويرث ، : ، عن أبي قالبة ، قال إني ألصمي بكم وال : فصمى بنا في مسجدنا ىذا ، فقال

أريداهلل الصالة ، لكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول

.يصمي ) وكيف كانت صالتو ؟ : فقمت ألبي قالبة : قال أيوب

عمرو بن : يعني -مثل صالة شيخنا ىذا : قال .سممة

ذا رفع : قال أيوب وكان ذلك الشيخ يتم التكبير ، وا رأسو من السجدة الثانية جمس واعتمد عمى األرض ، ثم

.قام ى ىذه الرواية ليست صريحة في رفع االعتماد عم

األرض بخصوصو ؛ الن فييا أن صالة عمرو بن سممة مثل صالة مالك بن الحويرث ، وصالة مالك مثل صالة

، وليس ذلك تصريحا برفع جميع حركات ) النبي الصالة ، فان الممائمة تطمق كثيرا وال يراد بيا التماثل

من كل وجو ، بل يكتفي فييا بالممائمة من بعض الوجوه

. ، أو أكثرىا -لكن رواية الثقفي ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قالبة

كان مالك إذا رفع رأسو من السجدة : بنحوه ، وقال فيو األخيرة في الركعة األولى ، فاستوى قاعدا قام واعتمد

.عمى األرض .خرجو النسائي وغيره

وقد اختمف العمماء في القائم إلى الركعة الثانية من ؟ كيف يقوم: صالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يعتمد بيديو عمى األرض ، كما في : فقالت طائفة .حديث مالك بن الحويرث ىذا

.يتواضع هلل عز وجل : وروي عن عطاء ، وقال .وىو من رواية ابن لييعة ، عنو

سحاق .وىو قول مالك والشافعي وا

قاضي أبو وروي عن أحمد ، أنو كان يفعمو ، وتأولو ال .يعمى وغيره عمى أنو فعمو لعجز وكبر

وقد روي عن كثير من السمف ، أنو يعتمد عمى يديو في القيام إلى الركعةعمر وعبادة بن نسي وعمر بن عبد : الثانية ، منيم

، -ىو سنة الصالة : وقال -العزيز ومكحول والزىري .وىو قول إالوزاعي وغيره ، ورخص فيو قتادة

ينيض عمى صدور قدميو ، وال يعتمد : طائفة وقالت عمى يديو ، بل يضعيما عمى ركبتيو ، صح ذلك عن

ابن مسعود ، وروي عن عثمان بن عفان وعمي بن أبي ىو من سنة الصالة ، وعن ابن عمر : طالب ، أنو قال

وابن عباس وأبي سعيد الخدري وابن الزبير -أيضا -قول النخعي والثوري وعبد الرحمن بن أبي ليمى ، وىو

.وأبي حنيفة وأحمد وحكى ابن المنذر عن أحمد االعتماد عمى يديو ، وىو

خالف مذىبو المعروف .عنو

الكثرون عمى أنو ال تالزم بين الجمسة واالعتماد ، فقد وا كان من السمف من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دة بن نسي ، عبا: يعتمد وال يجمس لالستراحة ، منيم .وحكاه عن أبي ريحانة الصحابي

وىذا مذىب أصحاب الشافعي وأحمد ؛ فان أصحاب يجمس لالستراحة أو : يعتمد ، سواء قمنا : الشافعي قالوا ال يعتمد ، سواء : وقال أصحاب أحمد . قمنا ال يجمس

ال يجمس ، وحمموا حديث مالك : يجمس ، أو قمنا : قمنا : فعل االعتماد لحاجتو أليو بن الحويرث عمى أنو

.لضعف أو كبر ونحو ذلك إن جمسة االستراحة فعميا تشريعا : وال يبعد إذا قمنا

.لألمة ، أن يكون االعتماد فعمو كذلك وكالم أحمد في رواية ابنو عبد اهلل وغيره من أصحابو

: يدل عمى تالزم الجمسة واالعتماد ، فيحتمل أن يقال الستراحة اعتمد عمى األرض ، ال يجمس ل: أن قمنا

ن نيض من غير سيما إن فعل ذلك لعجز أو كبر ، وا .جموس نيض عمى صدور قدميو ، معتمدا عمى ركبتيو

أن أحمد استدل عمى النيوض عمى : ويدل عمى ذلك صدور القدمين بحديث رفاعة بن رافع وحديث أبي حميد

ين ، من ذكر القيام بعد السجدت: المتقدمين ، وفييما غير ذكر النيوض عمى صدور القدمين ، فدل عمى أنو يرى تالزم األمرين ، وأنو يمزم من ترك جمسة االستراحة

.النيوض عمى صدور القدمين وقد روى الييثم ، عن عطية بن قيس بن ثعمبة ، عن

االزرق بن قيس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" جن في الصالة يعتمد عمى رأيت ابن عمر وىو يع: قال

رأيت رسول اهلل : ما ىذا ؟ قال : يديو إذا قام ، فقمت .يعتمد : يعني -يعجن في الصالة )

( ( .أوسطو ) ) خرجو الطبراني في .والييثم ىذا ، غير معروف

العاجن ، ىو الشيخ الكير الذي يعتمد : وقال بعضيم .إذا قام ببطن يديو ، ليس ىو عاجن العجين

وفي النيوض عمى صدور القدمين أحاديث مرفوعة ، حديث مرسل ، عن : أسانيدىا ليست قوية ، أجودىا .عاصم بن كميب ، عن أبيو

رسالو .وقد خرجو أبو داود بالشك في وصمو وا .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . إرسالو جزما : والصحيح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يكبر وىو ينيض من السجدتين

.وكان ابن الزبير يكبر في نيضتو ( ( ييوي بالتكبير حين يسجد : باب ) ) وقد سبق في

حديث أبي ىريرة ، أنو كان يكبر حين يرفع رأسو من إني : السجدة األولى والثانية ، ويقول حين ينصرف

إن كانت ىذه لصالتو ) ألقربكم شبيا بصالة رسول اهلل .ارق الدنيا حتى ف

وىو يدل عمى أنو كان يكبر في حال نيوضو وقيامو من .السجود إلى الركعة التي بعده

:وخرج ىاىنا حديثين :الحديث األول

ثنا فميح بن سميمان ، : حدثنا يحيى بن صالح - صمى لنا أبو سعيد ، : عن سعيد بن الحارث ، قال

، وحين سجد فجير بالتكبير حين رفع رأسو من السجودىكذا : ، وحين رفع ، وحين قام من الركعتين ، وقال

) .رأيت رسول اهلل :الثاني ثنا : ثنا حماد بن زيد : حدثنا سميمان بن حرب -

صميت أنا : غيالن بن جرير ، عن مطرف ، قال رضي -وعمران بن حصين خمف عمي بن أبي طالب

اهللذا ، فكان إذا سجد كبر ، وا -عنو ذا رفع كبر ، وا

نيض من الركعتين كبر ، فمما سمم أخذ عمران بيدي ، لقد : أو قال -) لقد صمى بنا ىذا صالة محمد : فقال

) .ذكرني ىذا صالة محمد ووجو استدالل البخاري بيذين الحديثين عمى ما بوب

أن حديث: عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كبير حين يرفع من السجود ، وىذا أبي سعيد فيو التظاىر في شروعو في التكبير مع شروعو في الرفع ،

، ( ( إذا رفع كبر : ) ) وأما حديث عمران ، ففيو .عمى أنو كبر حين شرع في الرفع -أيضا -ويحمل

وحديث أبي ىريرة الذي أشرنا إليو أصرح من ذلك كمو ؛ رأسو من السجدة أنو كان يكبر حين يرفع : فإن فيو

.األولى والثانية ، وىذا ال اختالف فيو التكبير حين قام من الركعتين ، : وفي حديث أبي سعيد

.إذا نيض من الركعتين كبر : وفي حديث عمران وقد اختمف في تأويل ذلك ، فحممو إالكثرون عمى أنو

.كان يكبر حين يشرع في القيام والنيوض : مشار إليو في أول الباب وفي حديث أبي ىريرة ال

( ( .ويكبر حين يقوم من الجموس في االثنتين ) ) .وىذا قول أبي حنيفة والثوري والشافعي وأحمد

ال يكبر إذا : -في أشير الروايتين عنو -وقال مالك قام من الركعتين حتى يستوي قائما ؛ ألنو روي في

إذا حتى: ) ) بعض ألفاظ حديث أبي حميد وأصحابو ( ( .قام من الركعتين كبر

.خرجو الترمذي والنسائي وابن ماجو وابن حبان .وروي نحوه من حديث أبي ىريرة وأنس وغيرىما

وىذه األحاديث محمولة عمى أنو كان يكبر إذا أراد القيام من التشيد األول ؛

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في حديث أبي حميد بدليل ما روي في رواية أخرى ثم جمس بعد ركعتين حتى إذا ىو أراد : ) ) وأصحابو

( ( .أن ينيض لمقيام قام بتكبيرة .خرجو أبو داود

أنو كان : فيذه الرواية تدل عمى أن معنى تمك الرواية .إذا شرع في القيام من الركعتين كبر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

س في التشيدسنة الجمو وكانت أم الدرداء تجمس في صالتيا جمسة الرجل ،

نا عمرو بن : وكانت فقيية قال حرب الكرماني نا الوليد بن مسمم ، عن ابن ثوبان ، عن أبيو : عثمان

، عن مكحول ، أن أم الدرداء كانت تجمس في الصالة جمسة الرجل إال إنيا تميل عمى شقيا األيسر ، وكانت

.فقيية ىذا قول مالك واالوزاعي والشافعي ، وىو رواية عن و

النخعي وروى عن نافع ، أن أبن عمر كان يأمر نساءه أن يتربعن في الصالة وروي من وجو آخر عن صفية

بنت أبي عبيد امرأة عمر ، أنيا كانت تتربع في .الصالة

وقال زرعة بن إبراىيم ، عن خالد بن المجالج ، كن يتربعن إذا جمسن في الصالة ، وال النساء يؤمرن بأن

يجمسن جموس الرجال عمى أوراكين ، يتقى ذلك عن .المرأة ، مخافة أن يكون الشيء منيا

.خرجو ابن أبي شيبة

تتربع في جموسيا أو تسدل رجمييا : وقال اإلمام أحمد .عن يمينيا ، والسدل عنده أفضل

سحاق ؛ ألنو أشبو بجمسة وىو قول النخعي والثوري وا وحمل بعض . الرجل ، وأبمغ في االجتماع والضم

أصحابنا فعل أم الدرداء عمى مثل ذلك ، وأما اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فصرح بأنو ال يذىب إلى فعل أم الدرداء وروى سعيد بن منصور بإسناده ، عن عبد الرحمن بن

ي الصالة عن عرقييا القاسم ، قال كانت عائشة تجمس ف .وتضم فخذييا ، وربما جمست متربعة

: تجمس كما تيسر عمييا وقال قتادة : وقال الشعبي .تجمس كما ترى أنو أستر

ال يضرىا أي ذلك جمست ، إذا : وقال عطاء

وجموسيا عمى شقيا األيسر أحب إلى : قال . اجتمعت تفعل كيف شاءت خرج فيو : من األيمن وقال حماد

:يثين حد :الحديث األول

ثنا عبد اهلل بم مسممة ، عن مالك ، عن عبد - الرحمن بن القاسم عن

عبد اهلل بن عبد اهلل ، أنو اخبره أنو كان يرى ابن عمر يتربع في الصالة إذا جمس ففعمتو وأنا يومئذ حديث السن

إنما سنة الصالة : ، فنياني عبد اهلل بن عمر ، وقال : ك اليمنى وتثني رجمك اليسرى فقمت أن تنصب رجم

إنك تفعل ذلك ؟ فقال أن رجمي ال .تحمالني

وخرجو النسائي من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد اهلل بن

من سنة الصالة أن : عبد اهلل بن عمر عن أبيو قال تنصب القدم اليمنى واستقبالو بأصابعيا القبمة ،

ىوالجموس عمى اليسر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من سنة الصالة أن : بيذا إسناد -أيضا -وفي رواية .تضجع رجمك اليسرى وتنصب اليمنى

من سنة : ) ) وىذا حكمو حكم المرفوع ؛ لقولو وقد رواه مالك عن يحيى بن سعيد فجعمو ( ( الصالة

بو داود السنة خرجو أ: عن ابن عمر من فعمو ولم يذكر وذكر فيو الجموس عمى وركو األيسر وسيأتي لفظو فيما

.بعد إن شاء اهلل سبحانو وتعالى إنما تدل عمى االفتراش : وظاىر الروايات التي قبل ىذه

.ال عمى التورك ورواية النسائي صريحة بذلك :الحديث الثاني

ثنا الميث عن خالد عن : ثنا يحيى بن بكير - د بن عمرو بن حمحمة عن محمد بن سعيد عن محم

. -عمرو بن عطاء

وثنا الميث عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد عن محمد بن عمرو بن حمحمة عن محمد بن عمرو بن ، ) عطاء أنو كان جالسا في نفر من أصحاب النبي

أنا : ، فقال أبو حميد الساعدي ) فذكرنا صالة النبي رأيتو إذا كبر جعل ) كنت أحفظكم لصالة رسول اهلل

ذا ركع أمكن يديو من ركبتيو ثم يديو حذاء منكبيو وا ىصر ظيره فإذا رفع رأسو استوى حتى يعود كل فقار مكانو فإذا سجد وضع يديو غير مفترش وال قابضيما واستقبل بأطراف رجميو القبمة فإذا جمس في الركعتين ي جمس عمى رجمو اليسرى ونصب اليمنى فإذا جمس ف

الركعة األخيرة قدم رجمو اليسرى ونصب األخرى وقعد .عمى مقعدتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وسمع الميث بن يزيد بن أبي حبيب ويزيد من محمد بن

حمحمة وابن حمحمة من ابن عطاء وقال أبو صالح ، عن كل فقار وقال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب : الميث

بن أبي حبيب أن محمد بن عمرو بن حدثني يزيد :كل فقار مقصود البخاري بما ذكره : حمحمة حدثو

اتصال إسناد ىذا الحديث وأن الميث سمع من يزيد بن أبي حبيب وأن يزيد سمع من محمد بن عمرو بن حمحمة

.وأن ابن حمحمة سمع من محمد بن عمرو بن عطاء ريح بسماع التص: وفي رواية يحيى بن أيوب التي عمقيا

يزيد من محمد بن عمرو بن حمحمة وأما سماع محمد بن عطاء من أبي حميد والنفر من الصحابة الذين معو ففي

ىذا رواية أنو كان جالسا معيم وىذا تصريح بالسماع من أبي حميد وقد صرح البخاري في تأريخو بسماع

وقد . محمد بن عمرو بن عطاء من أبي حميد كذلك ديثروى ىذا الح

حدثنا محمد بن عمرو بن : عبد الحميد أبن جعفر سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من : عطاء قال

فذكر -أبو قتادة بن ربعي : منيم ) أصحاب النبي

صدقت ىكذا صمى النبي : قالوا : الحديث وفي آخره خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن )

.ماجو

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

.حسن صحيح : وقال الترمذي وسماع محمد بن عمرو بن عطاء من أبي قتادة قد أثبتو البخاري والبييقي ورد عمى الطحاوي في إنكاره لو وبين

وأنكر آخرون محمد بن عمرو بن . ذلك بيانا شافيا : وقالوا -أيضا -عطاء ليذا الحديث من أبي حميد

أبو حاتم الرازي والطحاوي : ل وممن قال ذلك بينيما رجولعل مسمما لم يخرج في صحيحو الحديث . وغيرىما

لذلك واستدلوا لذلك بأن عطاف بن خالد روى ىذا حدثنا رجل أنو : الحديث عن محمد بن عمرو بن عطاء

فذكر -جموسا ) وجد عشرة من أصحاب النبي

.الحديث طولو ، عن عبد اهلل بن وروى الحسن بن الحر الحديث ب

عيسى بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن سيل الساعدي أنو كان في -أو عياش -عباس

وفي ) مجمس فييم أبو ه وكان من أصحاب النبي -المجمس أبو ىريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي

فذكر الحديث مختصرا من -أيضا -خرجو أبو داود مختصرا وخرجو

: حدثني عتبة بن أبي حكيم : رواية بقية بن الوليد حدثني عبد اهلل بن عيسى ، عن العباس بن سيل عن

. .فذكره -أبي حميد الساعدي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك رواه إسماعيل بن عياش عن عتبة أيضا خرجو : وقال إسماعيل . من طريقو بقي بن مخمد في مسنده

عتبة عن عيسى بن عبد اهلل وىو أصح ورواه ابن عنالمبارك عن عتبة عن عباس بغير واسطة وخرجو أبو

حدثني : من رواية فميح بن سميمان -أيضا -داود عباس بن سيل ، قال أجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسيل

فقال ) بن سعد ومحمد بن مسممة فذكروا صالة النبي فذكر ) صالة رسول اهلل أنا أعممكم ب: أبو وحميد .الحديث

قال أبو . وخرج بعضو ابن ماجو والترمذي وصححو سمعت : أخبرنا فميح ، قال : ورواه ابن المبارك : داود

عباس بن سيل يحدث فمم أحفظو فحدثنيو أراه عيسى بن

حضرت : عبد اهلل أنو سمعو من عباس بن سيل قال .فذكره -أبا حميد الساعدي

حدثني : إلمام أحمد من طريق ابن إسحاق وخرجو اجمست بسوق المدينة : عباس بن سيل بن سعد قال

الضحى مع أبي أسيد وأبي حميد وأبي قتادة فذكر ىذا الحديث إنما يعرف : قال أبو حاتم الرازي . الحديث

من رواية عباس بن سيل وىو صحيح من حديثو ؛ كذا مد بن عمرو إنما فيتوجو أن يكون مح. رواه فميح وغيره

أخذه عن عباس فتصير رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبد الحميد بن جعفر مرسمو ، وكذا رواية ابن حمحمة :ويجاب عن ذلك . التي خرجيا البخاري ىا ىنا

بأن محمد بن عمرو بن حمحمة الديمي قد روى ىذا حميد الحديث عن محمد بن عمر بن عطاء أنو سمع أبا

يحدثو فكيف يعارض ذلك برواية عطاف بن خالد عن محمد بن عمرو بن عطاء وعطاف ال يقاوم ابن حمحمة

.وال يقاربو وقد تابع ابن حمحمة عمى ذكر سماع ابن عمرو لو من

عبد الحميد بن جعفر وىو ثقة جميل مقدم : أبي حميد وأما رواية عيسى بن عبد اهلل عن . عمى عطاف وأمثالو

د بن عمرو فعيسى ليس بذلك المشيور فال يقضي محمبروايتو عمى رواية الثقات اإلثبات ؛ فان رواية عيسى

الكثرون رووه عن عيسى عن عباس كثيرة االضطراب وا عتبة بن أبي حكيم وفميح بن : بغير واسطة منيم

.سميمان فروي عنو عن : واختمف فيو عن الحسن بن الحر

: د بن عمرو بن عطاء عيسى بن عبد اهلل عن محمبن سيل أنو -أو عياش -أخبرني مالك عن عباس

كان في مجمس فيو أبوه ففي ىذه الرواية بين محمد بن .عمرو وبين أبي حميد رجالن

عن -أيضا -وقد خرجو البييقي كذلك ثم قال روي الحسن بن الحر عن عيسى عن محمد بن عمرو بن

عباس أو : لو حدثني مالك عن عباس وقو : عطاء نما ىو عباس عياش يدل عمى عدم ضبطو ليذا االسم وا

.بغير شك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي حديث الحسن بن الحر وىم في ىذا الحديث وىو أنو ذكر أنو تورك في جموسو بين السجدتين دون التشيد وىذا مما ال شك أنو خطأ فتبين أنو لم يحفظ متن ىذا

.ث وال إسناده الحديوالصحيح في اسم ىذا الرجل أنو عيسى بن عبد اهلل بن : مالك الدار وجده مولى عمر بن الخطاب ومن قال فيو

-كما وقع في روايتين ألبي داود -عبد اهلل بن عيسى .فقد وىم

عبد اهلل بن عيسى بن عبد الرحمن : وزعم الطبراني أنو عيسى بن : ما ىو وأ -أيضا -بن أبي ليمى وىو وىم

قال البخاري في تأريخو : -عبد اهلل ابن مالك الدار وأبو حاتم الرازي وغيرىما من الحفاظ المتقدمين

ىو مجيول: وقال ابن المديني فيو . والمتأخرين وحينئذ ؛ فال يعتمد عمى روايتو مع كثرة اضطرابيا

.وتعمل بيا رويات الحفاظ اإلثبات

وايات ىذا الحديث رواية لبن أن أصح ر : فظير بيذا حمحمة عن محمد بن عمرو التي أعتمد عمييا البخاري ورواية عبد الحميد المتابعة ليا ورواية فميح وغيره عن

عباس بن سيل مع أن فميحا ذكر أنو سمعو من عباس .ولم يحفظو عنو إنما حفظو عن عيسى عنو

وأما ما تضمنو حديث أبي حميد من الفقو في أحكام الصالة فقد سبق ذكر عامة مافيو من الفوائد مفرقا في مواضع متعددة وبقي ذكر صفة جموسو لمتشيد وىو

.مقصود البخاري في ىذا الباب كان يجمس في التشيد ) وقد دل الحديث عمى أن النبي

.األول مفترشا ، وفي التشيد الثاني متوركا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" و أبو داود من رواية ابن لييعة عن يزيد بن أبي خرج

فإذا قعد في الركعتين قعد عمى : حبيب بإسناده ولفظو

بطن قدمو اليسرى ونصب اليمنى فإذا كان في الرابعة أفضى بوركو اليسرى إلى األرض وأخرج قدميو من

.ناحية واحدة ولم يذكر أحد من رواة حديث أبي حميد التشيدين في

ابن حمحمة عن محمد بن عمرو بن عطاء حديثو سوىوقد ذكر غيره من الرواة التشيد األول خاصة وبعضيم

.ذكر األخير خاصة -ففي رواية فميح عن عباس بن سيل عن أبي حميد

ثم جمس فافترش رجمو اليسرى : فذكر الحديث وفيو وأقبل بصدر اليمنى عمى قبمتو ووضع كفو اليمن عمى

ليسرى عمى ركبتو اليسرى وأشار ركبتو اليمنى وكفو اخرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي . بإصبعو . .وصححو

أو -عتبة بن أبي حكيم عن عيسى -أيضا -ورواه .أيضا -بمعناه -ابن عيسى عن العباس

.ذكر التشيد األول خاصة : ففي ىذه الرواية بن جعفر وأما ذكر التشيد األخيرة ففي رواية عبد الحميد

فذكر الحديث -عن محمد بن عمرو عن أبي حميد حتى إذا كانت السجدة التي فييا التسميم أخرج : وفيو

.رجمو اليسرى وقعد متوركا عمى شقو األيسر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن .ماجو وصححو الترمذي

خرجو الجوزجاني في كتابو المترجم عن أبي عاصم وقدفي الثنتين يثني رجمو اليسرى [ أنو كان ] . . . . . عن

فيقعد عمييا معتدال حتى يقر كل عظم منو موضعو ثم .توركو في تشيده األخير وىذه زيادة غريبة : ذكر

وقد خرج أبو داود وابن ماجو الحديث من رواية أبي إلمام أحمد عن أبي عاصم ولم يذكروا عاصم وخرجو ا

صفة جموسو في الركعتين إنما ذكروا ذلك في جموسو .بين السجدتين

زيادة ذكر رفع اليدين إذا قام : وفي حديث عبد الحميد من التشيد األول وكذلك في حديث عتبة بن أبي حكيم

.أيضا -وقد أخذ بيذا الحديث في التفريق بين الجموس في

الخر في الصالة فقياء الحديث التشيد ا ألول وا سحاق :ثم اختمفوا . كالشافعي وأحمد وا

يتورك في التشيد الذي يعقبو السالم : فقال الشافعي بكل حال سواء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كانت الصالة فييا تشيد واحد أو تشيدان ؛ ألن التشيد رك فيو ؛ ألن الذي يسمم فيو يطول بالدعاء فيو فيتو

سحاق . التورك أىون من االفتراش إن : وقال أحمد وا ن كان فييا كان فييا تشيدان تورك في األخير منيما وا

.تشيد واحد لم يتورك فيو ، بل يفترش

: فيكون التورك لمفرق بين التشيدين ويكون فيو فائدتان نفي السيو عن المصمي ومعرفة الداخل معو في

: أعني -واتفقوا . ي األول أو الثاني ىل ىو ف: التشيد عمى أنو يفرش في التشيد األول الذي ال -ىؤالء الثالثة

.يسمم فيو وقد خرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من

يصمي فمما جمس ) حديث وائل بن حجر أنو رأى النبي :لكن اختمفت ألفاظ الروايات فيو . أفترش

وىذا التفسير ( ( يعني لمتشيد : ) ) ي ففي رواية الترمذأن ذلك كان : من بعض الرواة وفي رواية لإلمام أحمد

أنو : وفي رواية لمنسائي . في جموسو بين السجدتين كان يفعل ذلك إذا جمس في الركعتين وىذه الرواية ، إنما

تدل عمى افتراشو في جموسو ، بعد الركعتين وأحمد سحاق يقوالن بذلك .وا

كان النبي : عن عائشة قالت ( ( صحيح مسمم ) ) ي وفيقول في كل ركعتين التحية وكان يفرش رجمو اليسرى )

.وينصب اليمنى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو محمول عمى صالة الركعتين ، بداللة سياق أول .الكالم

وخرج أبو داود من حديث رفاعة بن رافع ، أن النبي إذا قعدت فاقعد عمى : ) ) لممسيء في صالتو قال )

( ( .فخذك اليسرى فإذا جمست في وسط : ) ) -وفي رواية أخرى لو

( ( .الصالة فاطمئن وأفترش فخذك اليسرى ، ثم تشيد وىذه الرواية تدل عمى أنو إنما أمره باالفتراش في التشيد

وفي. األول خاصة حدثني عبد : من طريق ابن إسحاق ( ( المسند ) )

: الرحمن بن األسود عن أبيو ، عن ابن مسعود ، قال التشيد في وسط الصالة وفي ) عممني رسول اهلل

فكنا نحفظ عن ابن مسعود ، حين أخبرنا رسول . آخرىا

إذا جمس في وسط : عممو إياه ، فكان يقول ) اهلل التحيات : ) ) الصالة وفي أخرىا عمى وركو اليسرى

.لى آخر التشيد إ -( ( هلل : يعود إلى قولو ( ( عمى وركو ) ) أن قولو : والظاىر

( ( .وفي آخرىا خاصة ) ) وذىب طائفة من أىل العمم إلى أنو يفترش في جميع التشيدات ، وىو قول أبي حنيفة والثوري والحسن بن صالح وابن المبارك ، وحكاه الترمذي عن أكثر أىل

رك في جميعيا ، وىو قول يتو : وقال طائفة . العمم .مالك ، وكذا قال في الجموس بين السجدتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي . أنو يفترش فيو : وجميع ما سبق ذكره العمماء كان رسول : عن ابن الزبير ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) إذا قعد في الصالة جعل قدمو اليسرى بين فخذه ) اهلل

وفرش قدمو اليمنى وقد فسره بالتورك حرب وساقو ، .الكرماني وغيره

وقد روى التورك في الجموس في الصالة عن ابن عمر ، ذكره مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أنو أراىم الجموس في التشيد منضب رجمو اليمنى

وثنى رجمو اليسرى ، وجمس عمى وركو األيسر ، ولم أراني ىذا عبد اهلل بن عبد : قدمو ، ثم قال يجمس عمى

وخرجو . اهلل بن عمر ، وأخبرني أن أباه كان يفعل ذلك .أبو داود من طريقو

كل ذلك جائز ؛ ألنو يروى : وقال ابن جرير الطبري ، فيخير المصمي بينو ، فيفعل منو ما ) عمى النبي

.ومال إلى قولو ابن عبد البر . شاء ي رواية إالثرم عل الجواز التورك في وقد نص أحمد ف

إن : التشيد الذي يسمم فيو من ركعتين ، مع قولو وقد روي النيي عن التورك في . االفتراش فيو أفضل

من رواية : أحدىما : الصالة ، وال يثبت ، وفيو حديثان يحيى بن إسحاق ، عن حماد بن سممة ، عن قتادة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

القعاء في ) عن أنس ، أن النبي نيى عن التورك وا : وقال ( ( . الصالة خرجو أبو داود في كتاب التفرد

.ىذا الحديث ليس بالمعروف ( ( .مسنده ) ) وخرجو البزار في

ال يروى عن أنس إال من ىذا الوجو ، وأظن : وقال وقال أبو بكر البرديجي في كتاب . يحيى أخطأ فيو

ىذا حديث ال يثبت ؛ ألن : لو ( ( أصول الحديث ) )كأنو يشير إلى أن . أصحاب حماد لم يجاوزوا بو قتادة

.يحيى أخطأ في وصمو بذكر انس ، وأنما ىو مرسل من رواية سعيد بن بشير ، عن الحسن ، عن : وثانييما

القعاء ، وأن ) سمرة ، أن رسول اهلل نيى عن التورك وا .خرجو البزار . تنا ال نستوفز في صال

وخرجو اإلمام . سعيد بن بشير ، ال يحتج بو : وقال

أمرنا: أحمد ، ولفظو .أن نعتدل في الجموس ، وأن ال نستوفز ) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من لم يرى التشيد األول واجبا قام من الركعتين ولم يرجع) الن النبي

أخبرنا شعيب ، عن : حدثنا أبو اليمان - حدثني عبد الرحمن بن ىرمز مولى بني عبد : الزىري أن -مولى ربيعة بن الحارث : وقال مرة -المطمب

وىو من أزد شنوءة ، وىو حميف -عبد اهلل بن بحينو ، أن -) لبني عبد مناف ، وكان من أصحاب النبي

الركعتين األوليين ، لم صمى بيم الظير فقام في ) النبي يجمس ، فقام الناس معو حتى إذا قضى الصالة وانتظر الناس تسميمو كبر وىو جالس ، فسجد سجدتين قبل أن

.يسمم ، ثم سمم ىو األعرج ؛ وىو مولى ربيعة : عبد الرحمن بن ىرمز

بن الحارث ابن عبد المطمب ، فمذلك نسبو الزىري مرة .ومرة إلى مواله إلى والء بني عبد المطمب ،

كما أشار -وقد استدل بيذا الحديث كثير من العمماء عمى أن التشيد األول ليس بواجب ؛ ألن -إليو البخاري

. نسيو ، ولم يرجع بعد قيامو إلى الركعة الثالثة ) النبي وممن ذىب إلى أن التشيد األول والجموس لو سنة ال

الة بتركيما عمدا نخعي وأبو حنيفة ال: تبطل الصالوزاعي ومالك والشافعي وحكي رواية عن أحمد . وا

إنكار تسميتو سنة ، وتوقف في : والمنصوص عن أحمد ىو أمر أمر بو: تسميتو فرضا ؛ وقال

) .رسول اهلل سحاق وأبو -في ظاىر مذىبو -وقال الثوري وأحمد وا

أن ترك: ثور وداود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن تركو سيوا سجد واحدا منيا عمدا بطمت صالتو ، وا .وحكى الطحاوي مثمو عن مالك . لسيو

صموا كما : ) ) كان يداوم عميو ، وقال ) ألن النبي نما تركو نسيانا ، وجبره بسجود ( ( رأيتموني أصمي ، وا

كما خرجو أبو دواد . السيو ، وقد روى عنو األمر بو قال لممسيء في ) ة بن رافع ، أن النبي من حديث رفاع

فإذا جمست في وسط الصالة فأطمئن : ) ) صالتو ( ( .وأفترش فخذك اليسرى ثم تشيد

والعجب أن من المخالفين في ذلك من يقول في خطبتي إذا لم تجمس بينيما لم تصح الخطبة ، وىو : الجمعة لو صمى الظير أربعا من غير جموس في : يقول

.صحت صالتو وسطيا وأما التشيد األخر والجموس بو ، فقال كثير من

إنيما من فرائض: العمماء الصالة ، ومن تركيما لم تصح صالتو ، وىو قول

الحسن ومكحول ونافع مولى ابن عمر والشافعي وأحمد سحاق وأبي ثور وداود -في ظاىر مذىبو - .وا

إذا : وحكى ابن المنذر مثمو عن مالك ، إال أنو قال نسيو خمف اإلمام حممو

ونقل مينا عن أحمد . عنو ، وروي عن إالوزاعي نحوه من ترك : وقال أبو مصعب . ما يدل عمى مثل ذلك

. التشيد بطمت صالتو ، ونقمو عن مالك وأىل المدينة ىو سنة كالتشيد األول ، ال تبطل : وقالت طائفة

:الصالة بتركو ، منيم

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

الوزاعي ، وىو المشيور عن النخعي وقتادة وحماد وا .مالك

ونقل محمد بن يحيى الكحال ، عن أحمد ، فيمن سمم . ال إعادة ، واستدل بحديث ابن بحينو : ولم يتشيد

كل أحد يحسن: ونقل ابن وىب ، عن مالك ، قال ذا ذكر اهلل أجزاء عنو .التشيد ؟ وا

إذا لم : -رواية عنو ، نقميا حرب في -وقال أحمد وأوجب أبو . يقدر أن يتعمم التشيد يدعو بما أحب

حنيفة الجموس لو بقدر التشيد ، دون التشيد ، وىو .رواية عن الثوري

وحكي . أن أحدث قبل التشيد تمت صالتو : وروي عنو حكاه عنو -أيضا -القول بأنو رواية عن أحمد

، فأنو قال في رواية ابن ( ( جامعو) ) الترمذي في التشيد : فأن لم يتشيد وسمم ؟ قال : منصور ، وقد قيل

في ثنتين ولم يتشيد فحممو ) أىون ؛ قام رسول اهلل .ىؤالء عمى أن التشيد غير واجب

ومنيم من حممة عمى التشيد األول ؛ الستداللو عميو فرق قد: الحديث ، والحديث إنما ورد في األول ، وقالوا

: وقال طائفة . بين األول والثاني في روايات آخر عنو الة بتركو عمدا ، ويسجد لسيوه ، ىو واجب ، تبطل الص

-وىو قول الزىيري والثوري ، وحكي عن إالوزاعي

ونقمو إسماعيل بن سعيد وأبو طالب وغيرىما -أيضا عن

.أحمد أن ىذا ىو : وذكر أبو حفص البرمكي من أصحابنا

مذىب أحمد ، وأنو ال فرق عنده بين التشيد األول نيما واجبان تبطل الصالة بتركيما عمدا ، والثاني ، وا

.ويسجد لسيوىما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قول أبي خيثمة وسميمان بن داود -أيضا -وىو

:الياشمي وابن أبي شيبة واستدل من قال كنا : ن مسعود ، أنو قال أنو فرض ، بما روي عن اب

السالم عمى : ) ) نقول قبل أن يفرض عمينا التشيد ليم بالتشيد ) الحديث ، وذكر فيو أمر النبي -( ( اهلل

.وتعميمو ليم

.إسناده صحيح : خرجو الدارقطني ، وقال وخرج البزار والطبراني من حديث ابن مسعود ، أن النبي

تعمموا ؛ فإنو ال صالة ) ) :عمميم التشيد ، وقال ليم ) .وفي إسناده أبو حمزة ، ضعيف جدا ( ( . إال بتشيد

وخرج الطبراني نحوه من حديث عمي مرفوعا ، بإسناد ال .وقد روى موقوفا عمى ابن مسعود ، وىو أشبو . يصح

سمعت : وروى شعبة ، عن مسمم أبي النضر ، قال حممة بن عبد الرحمن ، عن

خرجو . ال تجزي صالة إال بتشيد : ال عمر ، أنو ق .الجوزجاني وغيره

وخرجو . من لم يشيد فال صالة لو : قال : وفي رواية .البيقي ، وعنده التصريح بسماع حممة لو من عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

التشيد في األولى، - ىو ابن مضر -ثنا بكر : حدثنا قتيبة -

عن جعفر بن ربيعة ، عن األعرج ، عن عبد اهلل بن الظير ، ) صمى بنا رسول اهلل : مالك بن بحينة ، قال

فقام وعميو جموس ، فمما كان في آخر صالتو سجد .سجدتين وىو جالس

التشيد في الجمسة األولى في الصالة : يعني البخاري : وحديث ابن بحينة قد سبق في الباب الماضي وفيو

دليل عمى أن من تركو نسيانا لم تبطل صالتو ، وأنو يسجد لمسيو لتركو ، وقد سبق حكم تركو نسيانا وعمدا

إن تركو نسيانا : ومذىب أحمد . في الباب الماضي ن تركو ( ( بسجود بو أن يجبره بسيوويو ) ) لزمو وا

.عمدا بطمت صالتو ؛ كما سبق ذكره كان ) عائشة ، أن النبي عن( ( صحيح مسمم ) ) وفي

.يقول في كل ركعتين التحية كان يقول بين كل ) إن النبي : وخرجو البييقي ، ولفظو

.ركعتين تحية

أمرنا : وخرج أبو داود من حديث سمرة بن جندب ، قال رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بدؤوا إذا كان في وسط الصالة أو حين انقضائيا فا) التحيات والطيبات والصموات والممك : ) ) قبل التسميم

.، ثم سمموا ( ( هلل ن لم يسمم منو -والتشيد بعد الركعتين إشارة إلى -وا

ن أن كل صالة ركعتين صالة تامة ، فيتشيد عقبيا ، وا كان يقوم منيا إلى صالة ؛ فان الصالة التي يقوم إلييا

.كالصالة المستقبمة يصمي أكثر من ركعتين بغير تشيد ) ن النبي ولم يك

غير صالة الميل ؛ فإنو قد روي عنو أنو كان يصمي .ثمانيا واربعا ثم يتشيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - التشيد في اآلخرة

في الجمسة األخيرة في الصالة: يعني ثنا األعمش ، عن شقيق بن: حدثنا أبو نعيم -

كنا إذا صمينا خمف النبي : قال عبد اهلل : سممة ، قال السالم عمى جبريل ومكائيل ، السالم عمى فالن : قمنا )

: ، قال ) السالم عمى فالن ، فالتفت إلينا رسول اهلل : فإذا صمى أحدكم فميقل ( ( إن اهلل ىو السالم ) )

التحيات هلل والصموات والطيبات ، السالم عميك أييا نبي ورحمة اهلل وبركاتو ، السالم عمينا وعمى عباد اهلل ال

الصالحين فإنكم إذا قمتموىا أصابت كل عبد هلل عز ال رض ، أشيد أن ال إلو إال وجل صالح في السماء وا

( ( .اهلل وأشيد أن محمدا عبده ورسولو نما خص البخاري ىذا الحديث بالتشيد األخير ألنو . وا

التخيير من الدعاء ، كما سيأتي ، روي في آخره األمر ب

: والدعاء يختص باألخير ، ولكن المراد بالتشيد األخير .كل تشيد يسمم منو ، سواء كان تشيد آخر أم ال

وخرج اإلمام أحمد والنسائي حديث ابن مسعود بمفظ آخر إذا قعدتم في كل ركعتين : ) ) قال ) أن النبي : وىو :فذكره وقال في آخره -( ( التحيات هلل : فقولوا ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبو إليو ، فميدع بو ) )

( ( .ربو عز وجل وىذا المفظ صريح في أنو يتشيد بيذا التشيد في كل

.ركعتين يسمم منيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: أيضا بمفظ آخر وىو -وخرجو الترمذي والنسائي : إذا قعدنا في الركعتين أن نقول ) عممنا رسول اهلل

. فذكره ، ولم يذكر بعده الدعاء -( ( التحيات هلل ) ) عممني رسول اهلل : وخرجو اإلمام أحمد بمفظ ، وىو

وذكر الحديث -التشيد في وسط الصالة وفي آخرىا ) ثم إن كان في : ، وقد سبق ذكر إسناده ، وقال في آخره

ن كان في وسط الصالة نيض حين يفر غ من تشيده ، وا آخرىا ، دعا بعد تشيده بما شاء اهلل أن يدعو ، ثم

.يسمم وىذه الرواية صريحة في أنو يتشيد بو في التشيد األول

الخر أن رسول : وخرجو النسائي بمفظ آخر ، وىو . وا التحيات : قولوا في كل جمسة : ) ) قال ليم ) اهلل .فذكره -( ( هلل

أن ) : ) ) وقولو . لجموس األول والثاني وىذا يشمل ا: إنما قالو نييا ليم عمى أن يقولوا ( ( اهلل ىو السالم

، وكانوا يقولون ذلك ( ( السالم عمى اهلل من عباده ) ) .، ثم يسممون عمى جبريل وميكائيل وغيرىما

إن -وقد خرج البخاري في رواية أخرى ، يأتي ذكرىما بإعادة الصموات التي ) يأمرىم النبي شاء اهلل تعالى ولم

قالوا فييا ذلك ، واستدل بذلك عمى أن كالم الجاىل ال يبطل الصالة ؛ فإن ىذا الكالم منيي عنو في الصالة

وغيرىا ؛ فإن اهلل تعالى ىو السالم ؛ ألنو القدوس بالمبدأ من اآلفات والنقائص

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذلك واجب لو لذاتو ، ومنو يطمب السالمة كميا ، و لعباده ؛ فإنيم محتاجون إلى السالمة من عقابو وسخطو

.وعذابو دليل : وفي قوليم ىذا الكالم قبل أن يعمموا التحيات

عمى أنيم رأوا أن المنصرف من صالتو ال ينصرف حتى يحيي اهلل تعالى وخواص عباده بعده ، ثم ينصرف

مصمي يناجي ربو ما دام يصمي ، فال ، ثم يسمم ؛ ألن الينصرف حتى يختم مناجاتو بتحية تميق بو ، ثم يحيي

خواص خمقو ، ثم يدعو لنفسو ، ثم يسمم عمى .الحاضرين معو ، ثم ينصرف

عمى ما قصدوه من ذلك ، لكنو أمرىم ) وقد أقرىم النبي

:أن يبدلوا قوليم تحيات ال: ) ) ، بقوليم ( ( السالم عمى اهلل ) ) جمع تحية ، وفسرت التحية بالممك : والتحيات ( ( . هلل

: ، وفسرت بالبقاء والدوام وفسرت بالسالمة ؛ والمعنى .أن السالمة من اآلفات ثابت هلل ، واجب لو لذاتو

إنيا تجمع ذلك كمو ، وما : وفسرت بالعظمة ، وقيل .كان بمعناه ، وىو أحسن

بالجمع ؛ ألنو ( ( التحيات ) )إنما قيل : قال ابن قتيبة : كان لكل واحد من مموكيم تحية يحيا بيا ، فقيل ليم

أن ذلك يستحقو اهلل : أي ( ( التحيات هلل : قولوا ) ) .وحده فسرت بالعبادات جميعيا ، ( ( والصموات : ) ) وقولو

أن جميع الطاعات : وقد روي عن طائفة من المتقدمين ىنا بالدعاء ،صالة ، وفسرت الصموات ىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وفسرت بالرحمة ، وفسرت بالصموات الشرعية ، فيكون

قل إن : [ ختام الصالة بيده الكممة كاستفتاحيا بقول صالتي ونسكي ومحياي ومماتي لمو رب العالمين

، فسرت ( ( لطيبات وا: ) ) وقولو [ : األنعام ) ] إليو يصعد : ) بالكممات الطيبات ، كما في قولو تعالى

إن ما كان من : فالمعنى [ فاطر ) ] الكمم الطيب .كالم فإنو هلل ، يثنى بو عميو ويمجد بو

باالعمال الصالحة كميا ؛ فإنيا ( ( الطيبات ) ) وفسرت أنو يعبد بيا : معنى توصف بالطيب ، فتكون كميا هلل ب

.ويتقرب بيا إليو ( ( السالم عمى اهلل : ) ) بدل قولو ) فيذا جعمو النبي

وأما سالميم عمى جبريل وميكائيل وفالن وفالن من عمى ذكر السالم ؛ ألن ) خواص الخمق ، فأقرىم النبي

وفي تفسير . الخمق كميم يطمب السالم من اهلل :ن قوال( ( السالم عمى فالن ) )

فكأنو : يعني -أن المراد بالسالم اسم اهلل : أحدىما

.اسم اهلل عميك : يقول سمم اهلل عميك تسميما وسالما ، : أن المراد : والثاني

ومن سمم عميو اهلل فقد سمم من اآلفات كميا ثم أقرىم أن يسمموا عمى النبي بخصوصو ابتداء ؛ فإنو أشرف

عمى األمة أوجب من سائر المخموقين وأفضميم ، وحقو الخمق ؛ ألن ىدايتيم وسعادتيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رشاده تسميما ، وجزاه ) في الدنيا واآلخرة كان بتعميمو وا .عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمتو

السالم عميك أييا : ) ) والسالم عمى النبي بمفظ ات ؛ ولذلك كان عمر ، وىكذا في سائر الرواي( ( النبي

يعمم الناس في التشيد عمى المنبر بمحضر من .الصحابة

) : وقد اختار بعضيم أن يقال بعد زمان النبي

، وقد ذكر البخاري في ( ( السالم عمى النبي ) ) أنيم كانوا يسممون عمى ( ( كتابو ) ) موضع آخر من

ن بعد موتو في التشيد كذلك ، وىو رواية عن اب) النبي .عمر وعائشة

ورحمة اهلل : ) ) ثم عطف عمى ذكر السالم عمى النبي ، وىذا مطابق لقول المالئكة إلبراىيم عميو ( ( وبركاتو : ىود ) ] رحمة المو وبركاتو عميكم أىل البيت : ) سالم ويستدل بذلك عمى جواز الدعاء بالرحمة لمنبي [ .ن العمماء وفيو اختالف بي)

( ( السالم عمينا : ) ) ثم أمرىم بعد ذلك بأن يقولوا والضمير عائد عمى المصمي نفسو ، وعمى من حضره

.من المالئكة والمصمين وغيرىم وفي ىذا مستند لمن أستجب لمن يدعوه لغيره أن يبدأ

بالدعاء لنفسو قبمو ، وىو قول عمماء الكوفة ، وخالفيم ستدالل لذلكآخرون ، وقد أطال اال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كتاب) ) في

إن شاء -ىذا ، ويأتي ( ( صحيحو ) ) من ( ( الدعاء .في موضعو بتوفيق اهلل وعونو -اهلل تعالى

ىو كما قال ( ( وعمى عباد اهلل الصالحين : ) ) وقولو فإنكم إذا قمتم ذلك أصابت كل عبد هلل صالح ) : ) )

فيعني ذلك عن تعيين ( ( . السماء واألرض في أسمائيم ؛ فإن حصرىم ال يمكن ، وىذا من جوامع الكمم

وقد خرج النسائي حديث ابن مسعود في ) التي أوتييا كنا ال ندري ما نقول : قال عبد اهلل : التشيد ، ولفظو

التحيات : ) ) جوامع الكمم ) إذا صمينا ، فعممنا نبي اهلل كنا ال ندري ما : وفي رواية أخرى لو . فذكره -( ( هلل

نقول في كل ركعتين ، غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا إذا : ) ) عمم فواتح الكمم وخواتمو ، فقال ) ، وأن محمد

-( ( التحيات اهلل : قعدتم في كل ركعتين فقولوا .فذكره

ثم أمرىم أن يختموه بالشيادتين ، فيشيدون هلل بتفرده ليية ، ويشيدون لمحمد بالعبودية والرسالة ؛ فإن مقام بإال

العبودية أشرف مقامات الخمق ؛ وليذا سمى اهلل محمد في أشرف مقاماتو وأعالىا بالعبودية ، كما قال تعالى )

سبحان الذي أسرى بعبده : ) في صفة ليمة اإلسراء ى عبده ما أوحى فأوحى إل : ) ، وقال [ : اإلسراء ) ] :النجم ) ] . ]

ا قام عبد المو : ) وقال في حقو في مقام الدعوة وأنو لم ،[ : الجن ) ] يدعوه لنا عمى عبدنا : ) وقال ا نز ن كنتم في ريب مم وا [ . : البقرة ) ]

صالحين في ىذا التشيد وليذا المعنى لما سمم عمى ال :سماىم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، والصالحون ىم القائمون بما هلل ( ( عبادا اهلل ) )

نما سمي التشيد تشيدا عمييم من الحقوق لو ولخمقو ، وا .لختمو بالشيادتين

ولم يخرج البخاري في التشيد غير تشيد ابن مسعود ، أنو أصح أحاديث التشيد ، وقد وقد أجمع العمماء عمى

التشيد من روايات أخر فييا بعض ) روي عن النبي المخالفة لحديث ابن مسعود بزيادة ونقص ، وقد خرج

مسمم منيا حديث ابن عباس وأبي موسى األشعري ، وقد سحاق .نص عمى ذلك الشافعي وأحمد وا

التحيات الطيبات الصموات : ) ) وحديث أبي موسى فيو وحديث ابن عباس . ، وباقيو كتشيد ابن مسعود ( ( هلل ( ( التحيات المباركات الصموات الطيبات هلل : ) ) فيو

: وباقيو كتشيد ابن مسعود ، غير أن في آخره وكل ما صح عن ( ( . وأشيد أن محمدا رسول اهلل ) )

من التشيدات ، فإنو يصح الصالة بو ، حكى ) النبي ك ، لكن اختمفوا في أفضل طائفة اإلجماع عمى ذل

:التشيدات فذىب إالكثرون إلى ترجيح تشيد ابن مسعود ، وتفضيمو

، واألخذ بو وقد روى ابن عمر ، أن أبا بكر الصديق كان يعمميم عمى المنبر كما يعمم الصبيان في الكتاب ،

.خرجو ابن أبي شيبة . ثم ذكره بمثل تشيد ابن مسعود

(/)

"""""" رقم صفحة"""""" نحوه عن أبي سعيد الخدري وغيره ، -أيضا -وروى

وىو قول عمماء العراق من أىل الكوفة والبصرة ، من .التابعين ومن بعدىم

رأيت عمقمة يتعمم : قال أبو إسحاق ، عن األسود وقال . التشيد من عبد اهلل ، كما يتعمم السورة من القرآن

ن عبد اهلل يعممنا التشيد في كا: إبراىيم ، عن األسود الصالة كما يعممنا السورة من القران ، يأخذ عمينا األلف

.والواو

تشيد عبد -كانوا يتحفظون ىذا التشيد : وقال إبراىيم .ويتبعونو حرفا حرفا -اهلل

خرجو ابن أبي شيبة وغيره وذكر الترمذي أن العمل عمى من الصحابة تشيد ابن مسعود عند أكثر أىل العمم

والتابعين ، وأنو قول الثوري وابن المبارك وأحمد سحاق وحكاه ابن المنذر عن أبي ثور وأىل الرأي . وا

وكثير من أىل المشرق وحكاه ابن البر عن أكثر أىل .الحديث

في المنام ) رأيت النبي : وروي عن خصيف قال : فقال : يا رسول اهلل ، اختمف عمينا في التشيد : فقمت وقد نص أحمد عمى ( ( . عميك بتشيد ابن مسعود ) )

.أنو يجزئو ) أنو لو تشيد بغيره بما روي عن النبي أن كالم أحمد في التشيد بما : وذكر القاضي أبو يعمى

ىل يجزئ ، أو ال : روي عن الصحابة ، كعمر أو غيره .أنو يجزئ : محتمل ، واألظير -؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد روي عن عمي وابن عمر وعائشة تشيدت أخر نقمو : -وقد نص إسحاق عمى جواز التشيد بذلك كمو

يجب التشيد بتشيد ابن : حرب ومن أصحابنا من قال وىذا . مسعود ، وال يجزئ أن يسقط منو واوا وال الفا

.خالف أحمد والمحققون من أصحابنا عمى أنو يجوز التشيد بجميع

كما نص عميو ) أنواع التشيدات المروية عن النبي .أحمد

القاضي أبو يعمى في كتابو : وقال طائفة ، منيم إذا أسقط من التشيد ما ىو ( ( : الجامع الكبير ) )

ساقط في بعض الروايات دون بعض صحت صالتو ، ن أسقط ما ىو ساقط في جميعيا لم تصح .وا

أشيد أن ال إلو : ) ) لو قال في تشيده: وقيل ألحمد ( ( :إال اهلل ، وأن محمدا عبده ورسولو

.أرجو : ىل يجزئو ؟ قال

وقد ورد مثل ذلك في بعض روايات حديث أبي موسى ، وىو في بعض نسخ

.، وىي رواية ألبي دواد والنسائي ( ( صحيح مسمم ) ) التشيد بتشيد ابن عباس ، : واألفضل عند الشافعي

وخرجو مسمم ، وىو قول الميث ) و عن النبي الذي نقم .بن سعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واألفضل عن مالك تشيد عمر بن الخطاب ، وقد ذكره موقوفا عمى عمر ، أنو كان يعممو ( ( الموطأ ) ) في

التحيات هلل ، : ) ) قولوا : الناس عمى المنبر يقول الزاكيات

ليو ( ( هلل هلل ، الصموات وباقيو كتشيد ابن مسعود وا .ذىب الزىري ومعمر

وقد روى عن عمر مرفوعا من وجوه ال تثبت ، واهلل

.أعمم وطائفة مم عمماء األندلس اختاروا تشيد ابن مسعود ،

أنو لم يكن باالندلس من اجتمع لو عمم : وكان يقال عنو وقد روي من حديث. الحديث والفقو أحد قبمو مثمو -عممو التشيد حرفا حرفا ) سممان الفارسي ، أن النبي

ثم : فذكر مثل حديث تشيد ابن مسعود سواء ، قال قميا يا سممان في صالتك ، وال تزد فييا حرفا : ) ) قال

( ( .، وال تنتقص منيا حرفا . وفي إسناده ضعف ( ( مسنده ) ) خرجو البزار في

.واهلل أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم "" """" باب -

الدعاء قبل السالم فيو حديثان

:األول : أنا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان -

كان ) أنا عروة ، عن عائشة أخبرتو ، أن رسول اهلل الميم أني أعوذ بك من عذاب : ) ) يدعو في الصالة

من القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بكفتنة المحيا وفتنة الممات ، الميم إني أعوذ بك من المأثم

ما أكثر ما تستعيذ من : ، فقال لو قائل ( ( والمغرم :المغرم ؟ فقال

( ( .إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فاخمف ) ) أخبرني عروة ، أن عائشة : وعن الزىري ، قال - و من فتنة يستعيذ في صالت) سمعت النبي : قالت

.الدجال إنما في ىذا الحديث أنو كان يدعو بذلك في صالتو ،

وليس فيو أنو كان يدعو بو في تشيده قبل السالم ، كما وقد روى مسروق ، عن عائشة في ذكر . بوب عميو

لم يصل صالة بعد ذلك إال ) عذاب القبر ، أن النبي وقد خرجو البخاري في موضع . تعوذ من عذاب القبر

.آخر وخرجو النسائي من رواية جسرة بنت دجاجة ، عن

أنو كان يقول في ذلك دبر كل : عائشة ، وفي حديثيا .وىذا يدل عمى أنو كان يقولو في تشيده . صالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بحديث أخر ، خرجو مسمم -أيضا -ويستدل عمى ذلك ابن عطية ، عن محمد من رواية إالوزاعي ، عن حسان

بن أبي عائشة ، عن أبي ىريرة وعن يحيى بن أبي كثير ، عن النبي -، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة

:قال ) : إذا تشيد أحدكم فميستعذ باهلل من أربع ، يقول ) )

الميم أني أعوذ بك من عذاب جينم ، ومن عذاب القبر سيح ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة الم

( ( .الدجال

إذا فرع : ) ) وفي رواية لو بالطريق األول خاصة ( ( .أحدكم من التشيد فميقل

( ( .التشيد األخير : ) ) -وفي رواية أخرى لو أيضا من رواية ىشام ، عن يحيى ، عن -أيضا -وخرج

كان يتعوذ من ) أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أن النبي .لصالة ا: ولم يذكر -ذلك

من رواية ( ( الجنائز ) ) وكذلك خرجو البخاري في .ىشام

وىذا يدل عمى أن رواية إالوزاعي حمل فييا حديث يحيى ، عن أبي سممة عمى لفظ حديث حسان ، عن ابن أبي عائشة ، ولعل البخاري لم يخرجو لذلك ؛ فإن

المعروف ذكر الصالة في رواية ابن أبي عائشة خاصة .ج لو البخاري ، ولم يخر

: وخرج أبو داود من رواية عمر بن يونس اليمامي حدثني ابن عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بنطاوس ، عن أبيو ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن

الميم ، إني : ) ) ، أنو كان يقول بعد التشيد ) النبي وأعوذ أعوذ بك من عذاب جينم ، ومن عذاب القبر ،

بك من فتنة المحيا والممات ، وأعوذ بك من فتنة ( ( .الدجال

وروى مالك ، عن أبي الزبير ، عن طاوس ، عن ابن كان يعمميم الدعاء كما يعمميم ) عباس ، أن النبي .الصالة : فذكره ، ولم يذكر -السورة من القرآن

.وخرجو من طريقو مسمم ابن عيية ، عن ابن من طريق -أيضا -وكذلك خرج

ومن طريق عمرو -طاوس ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة بن دينار ، عن طاوس ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

.أيضا -الصالة : أنو يأمر بيذا التعوذ ، ولم يذكر ) وذكر مسمم ، أن طاوسا كان يروي ىذا الحديث عن

ة ثالثة ، أو عن أربعة ، وأنو أمر ابنو أن يعيد الصال .حيث لم يتعوذ فييا من ذلك

وخرجو الحاكم من طريق ابن جريج ، عن ابن طاوس ، ) .عن أبيو ، عن عائشة ، عن النبي

وذكر الدارقطني أن ابن طاوس كان يرويو ، عن أبيو .مرسال

في صالتو يدل عمى أنو ) وسماع عائشة دعاء النبي ا كان أحيانا يسمع كان أحيانا يسمع من يميو دعاءه ، كم

.من يميو اآلية من القرآن :الحديث الثاني

ثنا الميث ، عن يزيد بن أبي : حدثنا قتيبة - حبيب ، عن أبي الخير ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبد اهلل بن عمرو ، عن أبي بكر الصديق ، أنو قال

:قال . تي عممني دعاء أدعو بو في صال) لرسول اهلل الميم إني ظممت نفسي ظمما كثيرا ، وال يغفر : قل ) )

الذنوب إال أنت فأغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، ( ( .إنك أنت الغفور الرحيم

ذكر الدعاء في : إنما فيو -أيضا -وىذا الحديث الصالة من غير تخصيص بالتشيد ، وقد سبق ذكر

والكالم . ود واالختالف فيو الدعاء في الركوع والسجعمى االختالف في إسناد ىذا الحديث ، وفي بعض

أن شاء اهلل -ألفاظو وفي معانيو يأتي في موضع آخر .سبحانو وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما يتخير من الدعاء بعد التشيد وليس بواجب

: عمش ثنا يحيى ، عن األ: حدثنا مسدد -

كنا إذا كنا مع : حدثني شقيق ، عن عبد اهلل ، قال السالم عمى اهلل من عباده ، : في الصالة قمنا ) النبي

ال تقولوا ) : ) ) السالم عمى فالن وفالن ، فقال النبي : السالم عمى اهلل فإن اهلل ىو السالم ، ولكن قولوا أييا التحيات هلل والصموات والطيبات ، السالم عميك

النبي ورحمة اهلل وبركاتو ، السالم عمينا وعمى عباد اهلل الصالحين ؛ فإنكم إذا قمتم ذلك أصاب كل عبد صالح

أشيد إال إلو إال -أو بين السماء واألرض -في السماء اهلل ، وأشيد أن محمدا عبده ورسولو ، ثم ليتخير من

( ( .الدعاء أعجبو إليو فبدعوا ة لإلمام أحمد التصريح بأن ىذا الدعاء وقد سبق في رواي

إنما ىو في التشيد األخير خاصة ، فأما التشيد األول فال يدعو بعده عند جميور العمماء ، وال يزاد عميو عند

إن فعل -في رواية عنو -أكثرىم ، حتى قال الثوري .ذلك عمدا بطمت صالتو

مى يصمي فيو ع: قال -في الجديد -إال أن الشافعي .وحده دون آلو ) النبي

.يدعى فيو كالتشيد األخير : وقال مالك .وروي عن ابن عمر

وخرج النسائي من حديث سعد بن ىشام ، عن عائشة ، )أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يصمي من الميل تسع ركعات ، ال يجمس فيين إال ، ويدعو ) مى نبيو عند الثامنة ، فيحمد اهلل ويثني ع

بينين ، وال يسمم ، ثم يصمي التاسعة ويقعد ، ويحمد اهلل .، ويدعو ، ثم يسمم تسميما يسمعنا ) ويصمي عمى نبيو

كان يفعمو أحيانا ) وحمل بعض أصحابنا ىذا عمى أنو .في صالة النفل ، لبيان الجواز دون االستحباب

النسائي من وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي و حديث أبي عبيدة ، عن أبيو عبد اهلل بن مسعود ، أن

كان في الركعتين كأنو عمى الرضف حتى ) النبي

.يقوم .وحسنو

ن لم يسمع من أبيو ، إال أن أحاديثو عنو وأبو عبيدة ، وا صحيحة ، تمقاىا عن أىل بيتو الثقات العارفين بحديث

.قالو ابن المدني وغيره : -أبيو .وي عن أبي بكر الصديق نحو ذلك ور

فأما الدعاء قبل السالم في التشيد األخير ، فإنو مشروع .بغير خالف

وحكى ابن المنذر ، عن الحسن ، أنو كره الدعاء في المكتوبة ، وأباحو في

.التطوع وقد دل عميو حديث ابن . ولعمو أراد في غير التشيد

ره البخاري ، ومن مسعود ىذا ، وليس ىو بواجب كما ذك .العمماء من حكى اإلجماع عمى ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قد يستدل بما روى الحسن الحر ، عن القاسم بن مخيمرة

، قال أخذ عمقمةبيدي ، فحدثني أن ابن مسعود أخذ بيده ، وأن رسول اهلل

ره فذكر إلى آخ -أخذ بيده ، فعممو التشيد في الصالة ) فقد قضيت -أو قضيت ىذا -إذا قمت ىذا : ، ثم قال

صالتك ، فإن شئت أن تقوم فقم ، وان شئت أن تقعد .فاقعد

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود ) .صح ىذا عن النبي : وقال إسحاق بن راىويو

وىذا ظاىر في أن ما بعد التشيد ليس بواجب ، ولكن قد :إن القائل : قيل إلى آخره ، ىو ابن مسعود ، وليس ( ( قمت ىذا إذا ) )

؛ كذلك قالو الدارقطني وأبو عمي النيسابوري -مرفوعا .والبييقي وأبو بكر الخطيب وغيرىم من الحفاظ

عمى ىذا التقدير ، فإذا قال ابن مسعود ىذا ، وىو راوي :الحديث الذي فيو

لك دل عمى أنو فيم من ذ( ( ثم ليتخير من الدعاء ) ) االستحباب دون الوجوب ؛ وليذا رده إلى اختياره

عجابو ، وراوي الحديث أعمم بمعنى ما روى ، ومشيئتو وا .فيرجع إليو فيم ذلك ما حكاه عنو مسمم ، أنو بمغو : وقد سبق عن طاوس

عنو ، أنو أمر ابنو باالعادة إذا لم يتعوذ في صالتو من .تمك األربع

.ليم بمثل ذلك وحكي بعض أصحابنا وجيا من ترك : وحكي عن أبي طالب ، عن أحمد ، أنو قال

.شيئا من الدعاء في الصالة عمدا يعيد ( ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبو إليو فيدعو : ) ) وقولو

يستدل بو عمى أنو يجوز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رآن ، الدعاء في الصالة بما ال يوافق لفظو لفظ الق

في صالتو كذلك ، ) وعامة األدعية المروية عن النبي .وقد سبق في الباب الماضي بعض ذلك

وىذا قول جميور العمماء ، خالفا ألبي حنيفة والثوري ال يدعو في صالتو إال بما يوافق لفظ : في قوليما

.القرآن ، فإن خالف بطمت صالتو .وحكى أصحاب سفيان الثوري مذىبو كذلك

أنو يجوز الدعاء : -المنصوص عن أحمد -والصحيح بما يعود بمصمحة الدين بكل حال ، وىو قول جميور

.العمماء : قال لرجل ) أن النبي ( ( سنن أبي داود ) ) وفي أتشيد ، ثم : قال ( ( كيف تقول في الصالة ؟ ) ) الميم إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار ، : أقول ) : إني ال أحسن دندنتك وال دندنة معاذ ، قال النبي أما

وىذا يشعر بأنو يجوز الدعاء ( ( . حوليا ندندن ) ) .بمصالح اآلخرة بأي لفظ كان

ىل يجوز الدعاء في الصالة بالمصالح : واختمفوا الدنيوية خاصة ؟

عروة ومالك والشافعي ، : يجوز ، منيم : فقالت طائفة عن أحمد ، واستدلوا بعموم حديث ابن وحكي رواية

.مسعود ال يجوز ذلك ، وىو المشيور عن أحمد : وقالت طائفة

نما ىذا . ، واختاره أبو محمد الجويني من الشافعية وا فيما لم يرد النص بمثمو كالرزق والعافية والصحة ونحو

ذلك مما ورد الدعاء بو في األخبار في الصالة وغيرىا ، نما الممنوع طمب فإنو يجوز الدعاء بو في الصالة ، وا

تفاصيل حوائج الدنيا ؛ كالطعام الطيب والجارية .الوضيئة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والثوب الحسن ونحو ذلك ، فان ىذا عندىم من جنس أن صالتنا ) : ) ) كالم اآلدميين الذي قال فيو النبي

( ( .ء من كالم الناس ىذه ال يصمح فييا شي

وال فرق في استحباب الدعاء بين اإلمام والمأموم واستحب إسحاق لإلمام . والمنفرد عند جميور العمماء

أن يدعو في ىذا الموضع بصيغة الجمع ؛ ليشمل المأمومين معو ، وكره أن يخص نفسو ؛ لمحديث المروي

.في النيي عن ذلك ال يدعو ، وىو أن اإلمام: ولمشافعية وجو ضعيف

خالف نص الشافعي ؛ فإنو قال في كتاب مصل أن يزيد عمى التشيد ( ( : األم ) ) أحب لكل

ذكر اهلل عز وجل وتحميده ودعاء ) والصالة عمى النبي في الركعتين األخيرتين ، وأرى أن تكون زيادتو ذلك إن كان إماما أقل من قدر التشيد ، والصالة عمى النبي

ييا قميال ؛ لمتخفيف عمن خمفو ، وأرى أن يكون ف) جموسو إذا كان وحده أكثر من ذلك ، وال أكره ما طال ن لم ما لم يخرجو ذلك إلى سيو أو خاف فيو سيوا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كرىت ذلك ، وال ) يزد عمى التشيد والصالة عمى النبي

.انتيى كالمو . إعادة عميو ، وال سجود سيو يشرع ) أنو بعد التشيد والصالة عمى النبي : وقد تضمن

لو ذكر اهلل وتحميده ، وىو خالف نص أحمد ؛ فإنو .نص عمى أنو يدعو بعد التشيد من غير ثناء وحمد

ىل يحمد اهلل الصالة عمى : -أيضا -وسئل أحمد .ال أعرفو : ؟ فقال ) النبي

وظاىر ىذا أنو لم يستحب : وقال القاضي أبو يعمى .ذلك

وال يستحب لألمام أن يدعو أكثر من قدر التشيد خشية اإلطالة عمى المأمومين ، فأما المنفرد فإنو يطيل ما لم

.يخف السيو فيكره لو الزيادة الذكر : باب ( ( : ) ) سننو ) ) وقد بوب النسائي في

: ، وخرج فيو حديث عكرمة بن عمار( ( بعد التشيد جاءت أم : ثنا إسحاق بن أبي طمحة ، عن أنس ، قال

يا رسول اهلل ، عممني : ، فقالت ) سميم إلى النبي

سبحي اهلل : ) ) كممات أدعو بين في صالتي ، قال عشرا ، واحمديو عشرا ، وكبريو عشرا ، ثم سميو حاجتك

( ( .نعم ، نعم : ، يقول عفر بن محمد ، بعد ذلك من حديث ج -أيضا -وخرج

كان يقول في ) عن أبيو ، عن جابر ، أن رسول اهلل أحسن الكالم كالم اهلل ، : ) ) صالتو بعد التشيد

( ( .وأحسن اليدي ىدي محمد كان يقولو في ) وىذا الحديث إنما يعرف فيو أن النبي

تشيده في الخطبة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وغيره ، فمعل ذكر الصالة ( ( ح مسمم صحي) ) كما في فيو مما توىمو بعض الرواة ، حيث سمع أنو كان يقولو

.في تشيده ، فظن أنو تشيد الصالة وحديث أنس المتقدم ، خرجو الترمذي والحاكم في

( ( .صالة التسبيح : باب ) ) وحسنو الترمذي ، وصححو الحاكم ، وجعاله من جممة

.لتسبيح أحاديث صالة افي : ) ) وخرجو اإلمام أحمد ، ولم يذكر فيو

( ( .صالتي إذا : ) ) وقد روي الحديث بمفظ آخر بإسناد آخر ، وىو

( ( .صميت الصالة المكتوبة فسبحي وىذا المفظ يحمل عمى أنيا تقول ذلك إذا فرغت من

صالتيا ، فيستدل بو حينئذ عمى فضل الذكر والدعاء لمكتوبة ، وعمى ذلك حممو ابن حبان عقب الصالة ا

.وغيره كان يفتتح قيام الميل ) وقد روي عن عائشة ، أن النبي

، يكبر عشرا ، ويسبح عشرا ، ويحمد عشرا ، وييمل الميم ، اغفر لي : ) ) عشرا ، ويستغفر عشرا ، ويقول

الميم ، أني : ) ) عشرا ، ويقول -( ( واىدني وارزقني .عشرا -( ( ضيق المقام يوم الحساب أعوذ بك من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو النسائي : وخرجو من وجوه متعددة بألفاظ متقاربة ، وفي بعضيا

.ثم يستفتح الصالة وىذه الرواية تشيد ألنو كان يقول ذلك قبل دخولو في

.واهلل أعمم . الصالة بإسناد ( ( كتاب الذكر ) ) وروى جعفر الفريابي في

صحيح ، عن ابن عمر ، أنو رأى رجال دخل في الميم اغفر لي وأرحمني ، : الصالة ، فكبر ، ثم قال

أبدأ بحمد اهلل عز وجل : فضرب ابن عمر منكبيو وقال .والثناء عميو

.وىذا يدل عمى استحباب ذلك عند افتتاح الصالة ثناء عمى اهلل عز وجل ومما يستدل بو عمى استحباب ال

كنت مع : ما روى أنس قال : في التشيد قبل الدعاء ، ورجل قائم يصمي ، فمما ركع وسجد ) رسول اهلل

الميم إني أسألك بأن لك : وتشيد دعا ، فقال في دعائو

الحمد ، ال إلو إال أنت المنان ، بديع السموات واألرض ، إني أسألك ، ، يا ذا الجالل واإلكرام ، يا حي يا قيوم

( ( ىل تدرون بما دعا ؟ : ) ) ألصحابو ) فقال النبي :قال . اهلل ورسولو أعمم : قالوا والذي نفسي بيده ، لقد دعا باسمو العظيم ، الذي إذا ) )

ذا سئل بو أعطى ( ( .دعي بو أجاب ، وا خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في

صحيح عمى : لحاكم وقال وا( ( صحيحو ) ) .شرطيما

دخل المسجد ، فإذا ) وعن محجن بن األدرع ، أن النبي الميم ، إني : رجل قد قضى صالتو وىو يتشيد ، فقال

أسألك يا اهلل الواحد األحد الصمد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الذي لم يمد ، ولم يولد ، ولم يكن لو كفوا أحد أن تغفر

ي ذنوبي ، إنك أنت الغفور الرحيم ، فقالل .ثالثا -( ( قد غفر لو ) : ) ) رسول اهلل

: خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم ، وقال .عمى شرطيما

وخرج الترمذي من حديث ابن مسعود ، قال كنت أصمي وأبو بكر وعمر معو ، فمما جمست بدأت بالثناء ) والنبي ، ثم دعوت ) تعالى ، ثم الصالة عمى النبي عمى اهلل

سل . سل تعطو ) : ) ) لنفسي ، فقال النبي ( ( .تعطو .حسن صحيح : وقال

رجال يدعو ) سمع النبي : وعن فضالة بن عبيد ، قال عجل : ) ) ، فقال ) في صالتو ، فمم يصل عمى النبي

ذا إ: ) ) -أو لغيره -، ثم دعاه ، فقال لو ( ( ىذا صمى أحدكم فميبدأ بتحميد اهلل والثناء عميو ، ثم ليصل

( ( .، ثم ليدع بما شاء ) عمى النبي .حسن : خرجو الترمذي ، وقال

فميبدأ بتمجيد : ) ) وخرجو اإلمام أحمد وأبو داود وعنده

( ( .ربو والثناء عميو رجال يصمي ) فسمع رسول اهلل : وخرجو النسائي ، وزاد

، فقال رسول اهلل ) هلل وحمده ، وصمى عمى النبي فمجد ا ( ( .أدع تجب ، وسل تعطو ) : ) )

: ، وعنده -أيضا -وخرجو الترمذي بيذا المعنى عجمت أييا: ) ) فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المصمي ، إذا صميت فقعدت فاحمد اهلل بما ىو أىمو .وذكر باقيو بمعناه - ( (وصل عمي ، ثم ادعو

استحباب تقديم : وفي ىذا الحديث وحديث ابن مسعود ، وىذا قد ) الثناء عمى اهلل عمى الصالة عمى نبيو

، ألن ) يصدق بالدعاء بعد التشيد والصالة عمى النبي التشيد فيو ثناء عمى اهلل عز وجل ، فال يحتاج إلى

.إعادة الثناء

عد التشيد وقبل الصالة عمى يحمد اهلل ب: وقال إسحاق .نقمو عنو حرب : -) النبي

واستحب إسحاق وبعض الشافعية أن يبتدئ التشيد ب .، وفيو حديث مرفوع ضعفو غير واحد ( ( بسم اهلل ) )

وقد روي عن ابن عمر ، أنو كان إذا تشيد التشيد وعمى ) األخير دعا فيو ، ثم أخر السالم عمى النبي

الصالحين إلى بعد الدعاء ، ثم يختم نفسو وعباد اهلل .دعاءه بالسالم ، ثم يسمم عن يمينو

في التشيد ، وقد ) ولم يذكر البخاري الصالة عمى النبي حديث ابن مسعود وفضالة : أعنى -دل ىذان الحديثان

.عمييا ، ولكن ليسا عمى شرطو -حدثنا محمد بن إبراىيم بن : وقد روى ابن إسحاق

، عن محمد بنالحارث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يا : قالوا : عبد اهلل بن زيد ، عن عقبة بن عمرو ، قال

رسول اهلل ، أما السالم عميك فقد عرفناه ، فكيف نصمي : عميك إذا نحن صمينا عميك في صالتنا ؟ قال

الميم ، صل عمى محمد النبي األمي وعمى : قولوا ) ) كما صميت عمى إبراىيم وآل إبراىيم ، وبارك آل محمد ،

عمى محمد النبي األمي وعمى آل محمد ، كما باركت ( ( .عمى إبراىيم وعمى آل إبراىيم ، إنك حميد مجيد

( ( صحيحيما ) ) خرجو ابن خزيمة وابن حبان في -والحاكم -إسناد حسن متصل : وقال -والدارقطني

.صحيح اإلسناد : وقال ىذا السالم ) : ) ) قول الصحابة لمنبي : يد لذلك ويش

نما عرفوا السالم عميو في ( ( عميك قد عرفناه ، وا السالم عمى النبي : ) ) التشيد في الصالة ، وىو

ورحمة اهلل، فيكون سؤاليم عن الصالة عميو في ( ( وبركاتو .أيضا -الصالة

يا : وقد خرج ابن عدي من حديث طمحة ، قال قمت رسول اهلل ، ىذا التشيد قد عرفنا ، فكيف الصالة عميك

.فذكره -سميمان بن أيوب الطمحي ، وقد وثقو : وفي إسناده

عامة أحاديثو : يعقوب بن شيبة وغيره وقال ابن عدي .أفراد ال يتابعو عمييا أحد

وخرج الحاكم والبييقي من حديث ابن مسعود ، عن تشيد أحدكم في الصالة ، إذا : ) ) ، قال ) النبي الميم صل عمى محمد وآل محمد ، وبارك عمى : فميقل

محمد وعمى آل محمد ، وارحم محمدا وآل محمد ، كما صميت وباركت وترحمت عمى إبراىيم وآل إبراىيم ، إنك

( ( .حميد مجيد .رجل غير مسمى : وفي إسناده

(/)

"""""" صفحة رقم """""" رج الدارقطني من حديث عبد الوىاب بن مجاىد ، وخ

أو أبو -أخذ بيدي ابن أبي ليمى : عن مجاىد ، قال : عممني ابن مسعود التشيد ، وقال : ، قال -معمر

فذكره إلى -( ( التحيات هلل ) : ) ) عممنا رسول اهلل ) .الصالة عمى النبي : آخره ، وزاد بعده

.، ضعيف الحديث ابن مجاىد ىذا : وقال وخرج البييقي من رواية إسرائيل ، عن أبي إسحاق ،

عن أبي األحوص ، عنإذا جمستم بين : ) ) ، أنو قال ) عبد اهلل ، عن النبي

. إلى آخر التشيد -( ( التحيات هلل : الركعتين فقولوا ذا قال : قال عبد اهلل السالم عمينا وعمى عباد اهلل : وا

كل عبد صالح أو نبي مرسل ، ثم الصالحين أصابتيبدأ بالثناء عمى اهلل والمدحة لو بما ىو أىمو ، وبالصالة

.، ثم يسأل بعد ذلك ) عمى النبي .أن آخره من قول ابن مسعود : والظاىر

استحباب الثناء عمى اهلل بعد التشيد قبل الصالة : وفيو

) .عمى النبي أن الصالة عمى النبي وال نعمم خالفا بين العمماء في

ىل تصح : في التشيد األخير مشروعة ، واختمفوا ) :الصالة بدونيا ؟ عمى ثالثة أقوال

ال تصح الصالة بدونيا بكل حال ، وىو مذىب : أحدىا .في رواية عنو -الشافعي وأحمد

ما أرى أن لي : وروي عن أبي مسعود األنصاري ، قال .محمد وآلو صالة تمت ال أصمي فييا عمى

وخرج ابن ماجو من رواية عبد المييمن بن عباس بن سيل بن سعد ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال صالة لمن لم ) : ) ) أبيو ، عن جده ، عن النبي ) ( ( .يصل عمى نبيو

.وعبد المييمن ، تكمموا فيو

، تصح الصالة بدونيا مع السيو دون العمد: والثاني سحاق .وىو رواية أخرى عن أحمد وا .وروي معناه عن ابن عمر من قولو

( ( .عمل يوم وليمة ) ) خرجو المعمري في كتاب واستدل بعض من قال ذلك بحديث فضالة بن عبيد

لم يأمر من صمى ولم يصل ) المتقدم ذكره ، فإن النبي نما عممو أن عميو باإلعادة حيث لم يكن يعمم ذلك ، وا

.يقوليا فيما بعد تصح الصالة بدونيا بكل حال ، وىو قول : والثالث

أبو حنيفة ومالك والثوري : أكثر العمماء ، منيم سحاق وداود -في رواية عنيما -واألوزاعي وأحمد وا

.وابن جرير وغيرىم كانوا يكتفون بالتشيد من الصالة عمى : وقال النخعي

) .النبي .ر خرجو سعيد بن منصو

أن التسميم عميو والشيادة لو بالرسالة تكفي : ولعمو أراد .من الصالة عميو

وقد روي عنو ما يدل عمى أن ذلك مراده ، وعن منصور - والثوري نحوه

.أيضا لم يعمم المسيء في صالتو ) واستدل لذلك بأن النبي

الصالة عميو ، وال صح عنو أنو عمميا أصحابو مع عمميم الدعاء بعده ، وليس بواجب كما التشيد ، مع أنو

.سبق واألمر بيا في حديث ابن إسحاق ال يدل عمى الوجوب ؛

فإنو إنما أمرىم عند سؤاليم عنو ، وىذه قرينة تخرج األمر عن الوجوب ، عمى ما ذكره طائفة من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بتدأىم بو ، األصوليين ؛ فإنو لو كان أمره لموجوب الولم يؤخره إلى سؤاليم ، مع حاجتيم إلى بيان ما يجب في صالتيم ؛ فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة ال

.يجوز ، فدل عمى أنو اكتفى بالسالم عميو عن الصالة أن عمر كان يعمم الناس التشيد عمى : يدل عمى ذلك

، وكذلك ) المنبر ، ولم يذكر فيو الصالة عمى النبي ابن : ي صفة التشيد عن طائفة من الصحابة ، منيم رو

عمر وعائشة وغيرىما ، ولم يذكروا فيو الصالة عمى ) .النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من لم يمسح جبيتو وأنفو حتى صمى

رأيت الحميدي يحتج بيذا الحديث أن : قال أبو عبد اهلل . ال يمسح الجبية في الصالة

ثنا ىشام ، عن يحيى : حدثنا مسمم بن إبراىيم - سألت أبا سعيد الخدري ، : ، عن أبي سممة ، قال

يسجد في الماء والطين ، حتى ) رأيت النبي : فقال

.رأيت أثر الطين في جبيتو ىذا مختصر من الحديث الذي فيو ذكر طمب ليمة القدر

، وسيأتي ( ( أبواب السجود ) ) ، وقد سبق بتمامو في إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -( ( الصيام ) ) في آخر

فبصرت : أانو قال : بألفاظ أخر ، وفي بعضيا -، فنظرت إليو انصرف من الصبح ) عيني رسول اهلل .ووجيو ممتمىء

وال شك أنو لم ينظر إلى وجيو إال بعد انصرافو من من جبيتو لم يمسح أثر الطين ) الصالة ، فدل عمى أنو

.وأنفو في الصالة ، وىذا ىو الذي أشار إليو الحميدي وقد اتفقوا عمى أن تركو في الصالة أفضل ، فإنو يشبو

ىل ىو مكروه ، أم ال ؟: العبث ، واختمفوا من : روينا عن ابن مسعود ، أنو قال : قال ابن المنذر

.الجفاء مسح الرجل أثر سجوده في الصالة .زاعي وأحمد ومالك وكره ذلك األو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن فعل فال شيء : وقال الشافعي تركو أحب إلي ، وا .عميو

.انتيى . ورخص مالك وأصحاب الرأي فيو ال يمسح وجيو من : وروي عن ابن عباس ، أنو قال

.التراب في الصالة حتى يتشيد ويسمم .الجفاء أنو عده من: وعن سعيد بن جبير

.أنو رخص فيو : وعن الحسن في نفض التراب عن اليدين في الصالة -وقال سفيان

.يكره : -وأما عن الوجو فيو أيسر ، وفي كراىتو حديثان

:مرفوعان خرجو ابن ماجو من رواية ىارون بن ىارون : أحدىما

بن عبد اهلل بن اليدير ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، إن من الجفاء أن يكثر الرجل : ) ) ، قال ) عن النبي

( ( .مسح جبيتو قبل الفراغ من صالتو

. ال يتابع عمى حديثو : وىارون ىذا ، قال البخاري عفو النسائي والدارقطني .وض

من رواية سعيد بن عبيد اهلل بن زياد بن جبير : والثاني بي بن حية ، عن عبد اهلل بن بريدة ، عن أبيو ، أن الن

أن يبول الرجل قائما ، : ثالث من الجفاء : ) ) ، قال ) أو يمسح جبيتو قبل أن يفرغ من صالتو ، أو ينفخ في

( ( .سجوده رجو البزار في والطبراني والدارقطني ( ( مسنده ) ) خ

.وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بن معين وسعيد ىذا ، احتج بو البخاري ووثقو أحمد وا .وأبو زرعة وغيرىم

:لكنو خولف في إسناد ىذا الحديث فرواه قتادة والجريري ، عن ابن بريدة ، عن ابن مسعود

.من قولو .كان يقال ذلك : ورواه كيمس ، عن ابن بريدة ، قال

.وىذا الموقوف أصح : وحكى البييقي ، عن البخاري ، أنو قال في المرفوع

.بون فيو ىو حديث منكر يضطر ، ولم ( ( البول قائما : باب ) ) وأشار الترمذي إليو في

.حديث بريدة في ىذا غير محفوظ : يخرجو ، ثم قال وقد روي فيو من أوجو أخرى ، كميا : قال البييقي

.ضعيفة فأما مسح الوجو من أثر السجود بعد الصالة ، فمفيوم

نو غير ما روي عن ابن مسعود وابن عباس يدل عمى أ .مكروه

وروى الميموني ، عن أحمد ، أنو كان اذا فرغ من .صالتو مسح جبينو

كان اذا قضى ) وقد روي من حديث أنس ، أن النبي .صالتو مسح جبيتو بكفو اليمنى .ولو طرق عن أنس ، كميا واىية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

العبادة ، كما كرىوا وكرىو طائفة ؛ لما فيو من إزالة أثر .التنشيف من الوضوء والسواك لمصائم

ال تزال المالئكة تصمي عمى : وقال عبيد بن عمير .إالنسان ما دام أثر السجود في وجيو

رجو البييقي بإسناد صحيح .خوحكى القاضي أبو يعمي رواية عن أحمد ، أنو كان في

ضب ، وجيو شيء من أثر السجود فمسحو رجل ، فغ .قطعت استغفار المالئكة عني : وقال

.وذكر إسنادىا عنو ، وفيو رجل غير مسمى ترك مسح الجبية بعد : باب ) ) وبوب النسائي

، ثم خرج حديث أبي سعيد الخدري الذي ( ( التسميم رجو البخاري ىاىنا ، وفي آخره : قال أبو سعيد : خ

في مصمى مطرنا ليمة أحدى وعشرين ، فوكف المسجد

، فنظرت إليو وقد انصرف من صالة الصبح ، ) النبي .ووجيو مبتل طينا وماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - التسميمثنا إبراىيم بن : حدثنا موسى بن إسماعيل - ثنا الزىري ، عن ىند بنت الحارث ، أن أم سممة : سعد مم قام النساء حين يقضي إذا س) كان رسول اهلل : قالت

.تسميمو ، ومكث يسيرا قبل أن يقوم أن مكثو لكي ينفذ -واهلل أعمم -فأرى : قال ابن ئياب

.النساء قبل أن يدركين من انصرف من القوم من ) ذكر تسميم النبي : المقصود من ىذا الحديث

الصالة ، وتسميمو من الصالة مذكور في أحاديث كثيرة بق بعضيا ، ويأتي بعضيا ، كمثل حديث جدا ، قد س

من الثنتين ولم يجمس ، ومثل ) ابن بحينة في قيام النبي حديث عمران بن حصين حين صمى خمف عمي بن أبي

، ومثل حديث أبي ىريرة -رضي اهلل عنيما -طالب في سالممن اثنتين ، وكالم ذي اليدين لو ، وحديث ابن ) النبي

.أيضا -مسعود في سجود السيو .واالحاديث في ذلك كثيرة جدا

ولعمو ذكر ىاىنا ىذا الحديث لما ذكر فيو من قيام النساء حين يقضي تسمميو ؛ فإن ىذا الكالم يشعر بإنو كان يسمم تسميمتين ، فإذا قضاىما قام النساء ، فإنو ال

بمعنى الفراغ منو إال فيما لو ( ( قضى اهلل : ) ) يقال ةأجزاء متعدد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإذا قضيتم : ) تنقضي شيئا فشيئا ، كما قال تعالى

الة الة ؟ ) ، [ : النساء ) ] الص فإذا قضيت الص( ناسككم ) ، [ : الجمعة ] : البقرة ) ] فإذا قضيتم م

. ] ان وىربو من األذان والتثويب في الشيط) وقول النبي

ذا قضي التثويب -فإذا قضي األذان : ) ) بو -وا ( ( .أقبل

قضى سالمو ، : وال يكاد يقال لمن سمم عمى قوم مرة قضى تكبيره ، وال : بمعنى فرغ ، وال لمن كبر لإلحرام

.قضى حمده : لمن عطس فحمد اهلل النبي ولم يخرج البخاري األحاديث المصرحة بتسميم

تسميمتين عن يمينو وشمالو في الصالة شيئا ، ولعمو ) كان يميل إلى قول من يقول بالتسميمة الواحدة ، وقد

كان شيخو ابن المديني يميل إلى ذلك ، متابعة لشيوخو .البصريين

من أحاديث التسميمتين ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في :عدة أحاديث

ي معمر ، أن أميرا كان حديث مجاىد ، عن أب: منيا : -ابن مسعود : يعني -يسمم تسميمتين بمكة ، فقال .كان يفعمو ) أنى عمقيا ، أن رسول اهلل

.وقد اختمف في رفعو ووقفو ، وخرجو مسمم بالوجيتين من حديث سعد بن أبي وقاص ، -أيضا -وخرج يسمم عن يمينو وعن يساره ) كنت أرى رسول اهلل : قال

.، حتى أرى بياض خده وىو من رواية عبد اهلل بن جعفر المخرمي ، ولم يخرج

.لو البخاري من حديث عبيد اهلل بن القبطية ، عن -أيضا -وخرج

جابر بن سمرة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما يكفي أحدكم أن يضع يده : ) ) ، قال ) عن النبي مى أخيو من عمى يمينو عمى فخذه ، ثم يسمم ع

( ( .وشمالو وروى أبو إسحاق ، عن أبي األحوص ، عن عبد اهلل ،

السالم : ) ) كان يسمم عن يمينو وعن يساره ) أن النبي ( ( .عميكم ورحمة اهلل ، السالم عميكم ورحمة اهلل

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو .بياض خده حتى يرى : وفي رواية ليم

.وخرجو الترمذي بدون ذلك ، وصححو ( ( صحيحيما ) ) وخرجو ابن خزيمة وابن حبان في

.والحاكم وصححو األحاديث صحاح ثابتة من : وصححو العقيمي ، وقال

.حديث ابن مسعود في تسميمتين .ورأيت أبا بكر وعمر يفعالن ذلك : وفي رواية لمنسائي

عمى أبي إسحاق عمى أقوال كثيرة قد اختمف في إسناده ، وفي رفعو ووقفو ، وكان شعبة ينكر أن يكون

.مرفوعا وروى عمرو بن يحيى المازني ، عن محمد بن يحيى بن

حبان ، عن عمو واسع بن حبان ، أنو سأل ابن عمر

اهلل : ) ) كيف كانت ؟ قال ) : عن صالة النبي السالم : ) ) ، كمما وضع ورفع ، ثم يقول ( ( أكبر

السالم عميكم ) ) عن يمينو ، ( ( عميكم ورحمو اهلل .عن يساره ( ( ورحمو اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد والنسائي .وىذا إسناد جيد

ىو إسناد مدني صحيح ، إال أنو : قال ابن عبد البر حدة ، فكيف يعمل بأن ابن عمر كان يسمم تسميمة وا

ثم يخالفو ؟) يروي ىذا عن النبي وقد ذكر البييقي أنو اختمف في إسناده ، لكنو رجح

.صحتو بقية ، عن الزبيدي ، عن الزىري ، -أيضا -ورواه

.أيضا -مرفوعا -عن سالم ، عن ابن عمر

.ىو منكر : قال أبو حاتم وي أنو ر : اختمف عمى بقية في لفظو : وقال الدارقطني

كان يسمم تسميمتين ، وروي تسميمة واحدة ، وكميا غير .محفوظة

ىو حديث واه ، وابن عمر كان يسمم : وقال األثرم واحدة ، قد عرف ذلك عنو من وجوه ، والزىري كان

.ما سمعنا بيذا : ينكر حديث التسميمتين ، ويقول من حديث حميد الساعدي ، أنو لما -أيضا -وروي

.سمم عن يمينو وشمالو ) : وصف صالة النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حدثني : خرجو أبو داود من رواية الحسن بن الحر عيسى بن عبد اهلل بن مالك ، عن محمد بن عمرة وابن

.عطاء ، عن عباس بن سيل ، عنو .وقد سبق الكالم عمى ىذا اإلسناد

كثيرة ، ال تخمو أسانيد غالبيا من وفي الباب أحاديث .كالم

ثبت : -في رواية ابنو عبد اهلل -وقد قال اإلمام أحمد من غير وجو ، أنو كان يسمم عن ) عندنا ، عن النبي

.يمينو وعن شمالو ، حتى يرى بياض خده األحاديث الصحاح عن ابن مسعود : وقال العقيمي

.متين وسعد بن أبي وقاص وغيرىما في تسمي، أنو كان يسمم تسميمة واحدة من ) وقد روي عن النبي

قالو ابن المديني واألثرم : -وجوه ال يصح منيا شيء .والعقيمي وغيرىم في التسميمة ) ال نعرف عن النبي : وقال اإلمام أحمد

الواحدة إال حديثا مرسال البن شياب الزىري ، عن النبي .انتيى ) .

.شياب من أوىى المراسيل وأضعفيا ومرسيل ابن حديث زىير بن محمد ، عن ىشام بن : ومن أشيرىا

عروة ، عن أبيو عنكان يسمم في الصالة تسميمة واحدة ) عائشة ، أن النبي

.تمقاء وجيو ، ثم يميل إلى الشق األيمن شيئا خرجو الترمذي من رواية عمرو بن أبي سممة التنيسي ،

. عن زىير ، بو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قال . ال نعرفو مرفوعا إال من من ىذا الوجو : وقال

زىير بن محمد أىل الشام يروون : محمد بن إسماعيل .عنو مناكير ، ورواية أىل العراق عنو أشبو

وخرجو ابن ماجو من طريق عبد الممك بن محمد .الصنعاني ، عن زىير ، بو ، مختصرا

.صحيح عمى شرطيما : وخرجو الحاكم ، وقال وأخطأ فيما قال ؛ فإن روايات الشاميين عن زىير مناكير

.عند أحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرىم أحاديث التنيسي عن : -في رواية األثرم -قال أحمد

: قال . موضوعة : وأظنو قال : قال . زىير بواطيل

: فقال . في التسميمة الواحدة فذكرت لو ىذا الحديث .مثل ىذا

أن يحيى بن معين سئل عن ىذا : وذكر ابن عبد البر .الحديث ، فضعفو

ىو منكر ، إنما ىو عن عائشة : وقال أبو حاتم الرازي .موقوف -

.وكذا رواه وىيب بن خالد ، عن ىشام وكذا رواه الوليد بن مسمم عن زىير بن محمد ، عن

.موقوفا -عن أبيو ىشام ،فيل بمغك عن رسول اهلل : فقمت لزىير : قال الوليد

نعم ، أخبرني يحيى بن سعيد : فيو شيء ؟ قال ) .سمم تسميمة واحدة ) األنصاري ، أن رسول اهلل

.حديث الوليد أولى : قال العقيمي .من حديث عمرو بن أبي سممة : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وعمرو في حديثو وىم : قال

.الصحيح وقفو ، ومن رفعو فقد وىم : قال الدارقطني وخرج النسائي من حديث سعد بن ىشام ، عن عائشة

بالميل ، أنو كان يسمم تسميمة ) في صفة صالة النبي .يسمعنا

: يسمم تسميمة واحدة : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو .يرفع بيا صوتو ، حتى يوقظنا ( ( م السالم عميك) )

وقدحممو اإلمام أحمد عمى أنو كان يجير بالواحدة ، .ويسر الثانية

وروي عبد الوىاب الثقفي ، عن حميد ، عن أنس ، أن .كان يسمم تسميمة واحدة ) النبي

رجو الطبراني والبييقي .خورفعو خطأ ، إنما ىو موقوف ، كذا رواه أصحاب حميد

.عنو ، عن أنس ، من فعمو ،وروى جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن أنس ، أن النبي

.وأبا بكر وعمر كانوا يسممون تسميمة واحدة )

رجو البزار في ( ( .مسنده ) ) خ .قالو أبو حاتم : -وأيوب ، رأى أنسا ، ولم يسمع منو

ت ىذا حديث مرسل ، وىو منكر ، وسمع: وقال األثرم جرير بن حازم يروي عن أيوب : أبا عبد اهلل يقول

.عجائب ثنا أبي ، عن : وروى روح بن عطاء بن أبي ميمونة

يسمم في الصالة ) كان رسول اهلل : الحسن ، عن سمرة تسميمة واحدة قبالة وجيو ، فإذا سمم عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يمينو سمم عن يساره الدارقطني والعقيمي والبييقي وغيرىم ، وخرجو بقي خرجو

.بن مخمد مختصرا ال : وروح ىذا ، ضعفو ابن معين وغيره ، وقال األثرم

.يحتج بو

وفي الباب أحاديث أخر ال تقوم بيا حجة ، لضعف .أسانيدىا

فمنيم من : وقد اختمف الصحابة ومن بعدىم في ذلك .ان يسمم واحدة كان يسمم ثنتين ، ومنيم من ك

كان مسجد األنصار يسممون : قال عمار بن أبي عمار .تسميمتين ، ومسجد المياجرين يسممون تسميمة واحدة

.وأكثر أىل العمم عمى التسميمتين أبو بكر وعمر : وممن روي عنو ذلك من الصحابة

وعمي وابن مسعود وعمار وسيل بن سعد ونافع بن عبد .الحارث ن عطاء والشعبي وعمقمة ومسروق وعبد وروي ع

الرحمن بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أبي ليمى وعمرو بن ميمون وأبي وائل وأبي عبد الرحمن

.السممي وىو قول النخعي والثوري وأبي حنيفة والشافعي وأحمد سحاق وأبي عبيد وأبي ثور ، وحكي عن األوزاعي .وا

لواحدة عن ابن عمر وأنس وعائشة وروي التسميمة ا -أيضا -وسممة بن األكوع ، وروى عن عثمان وعمي

وعمر بن -أيضا -، وعن الحسن وابن سيرين وعطاء .عبد العزيز والزىري ، وىو قول مالك واالوزاعي والميث

.وىو قول قديم لمشافعي ما كانوا يسممون : وحكاه أحمد عن أىل المدينة ، وقال

نما حدثت التسميمتان في زمن بني : قال . ال واحدة إ وا .ىاشم .في والية بني العباس : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أدركت الناس يسممون تسميمة واحدة : وقال الميث

وقد اختمف عمى كثير من السمف في ذلك ، فروى عنيم واحدة ، وىو دليل التسميمتان ، وروي عنيم التسميمة ال

ن كان بعضو أفضل عمى أن ذلك كان عندىم سائغا ، وا من بعض ، وكان األغمب عمى أىل المدينة التسميمة

.الواحدة ، وعمى أىل العراق التسميمتان إن : ، وقيل -أيضا -وحكي لمشافعي قول ثالث قديم

أنو إن كان: -الربيع نقمو عنو ، فيكون حينئذ جديدا المصمي منفردا أو في جماعة قميمة وال لغط عندىم

ال فتسميمتان .فتسميمة واحدة ، وا والقائمون بالتسميمتين أكثرىم عمى أنو لو اقتصر عمى تسميمة واحدة أجزأه ، وصحت صالتو ، وذكره ابن

.المنذر إجماعا ممن يحفظ عنو من أىل العمم الصالة إال وذىب طائفة منيم إلى أنو ال يخرج من

في -بالتسميمتين معا ، وىو قول الحسن بن حي وأحمد .وبعض المالكية وبعض أىل الظاىر -رواية عنو

، ( ( تحميميا التسميم : ) ) واستدلوا بقولو عميو السالم التسميم إلى: وقالوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صموا : ) ) بقولو ما عيد منو فعمو ، وىو التسميمتان ، و .، وقدكان يسمم تسميمتين ( ( كما رأيتموني أصمي

التسميم مصدر ، : ومن ذىب إلى قول الجميور ، قال والمصدر يصدق عمى القميل والكثير ، وال يقتضي عددا

.، فيدخل فيو التسميمة الواحدة واستدلوا بأن الصحابة قد كان منيم من يسمم تسميمتين ،

مم تسميمة واحدة ، ولم ينكر ىؤالء عمى ومنيم من يسىؤالء ، بل قد روي عن جماعة منيم التسميمتان

والتسميمة الواحدة ، فدل عمى أنيم كانوا يفعمون أحيانا ىذا وأحيانا ىذا ، وىذا اجماع منيم عمى أن الواحدة

.تكفي ومحل الخالف عن أحمد في : قال أكثر أصحابنا

ما التطوع فيجزئ فيو تسميمة ، الصالة المكتوبة ، فأ

بالميل ، وقد ) واستدلوا بحديث عائشة في صالة النبي .سبق ذكره

وخرج اإلمام أحمد من حديث إبراىيم الصائغ ، عن نافع يفصل بين ) كان رسول اهلل : ، عن ابن عمر ، قال

.الشفع والوتر بتسميمة يسمعناىا ى أنو كان وقد تأول حديث عائشة في ىذا المعنى عم

يسمعيم واحدة ويخفيالثانية ، وقد نص أحمد عمى ذلك ، وأن األولى تكون

.أرفع من الثانية في الجير سمعت عميا يسمم في : وقد روى أبو رزين ، قال

الصالة عن يمينو وعن شمالو ، والتي عن شمالو .أخفض

يجير بالثانية ويخفض باألولى : ومن أصحابنا من قال .ول النخعي ، وىو ق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :واختمفوا في صفة التسميم

السالم عميكم ورحمو : ) ) صفة التسميم : فقالت طائفة من وجوه ، إليو ذىب ) ، وىذا مروي عن النبي ( ( اهلل

.أكثر العمماء أجزأه عند ( ( السالم عميكم ) ) ولو اقتصر عمى قولو

.صحاب أحمد فيو وجيان جميورىم ، وأل، ( ( وبركاتو : ) ) يزيد مع ذلك : وقالت طائفة

األسود بن يزيد ، كان يقوليا في التسميمة : ومنيم .األولى

.أقوليا وأخفييا : وقال النخعي .واستحبو طائفة من الشافعية

وقد خرج أبو داود من حديث وائل بن حجر ، أنو صمى السالم عميكم : ) ) ن يمينو ، فكان يسمم ع) مع النبي

السالم : ) ) ، وعن شمالو ( ( ورحمة اهلل وبركاتو ( ( .عميكم ورحمة اهلل

إنما فعل ذلك مرة لبيان : ومن أصحابنا من قال

.الجواز : وكان من السمف من يقول في التسميمة األولى

، ويقتصر في الثانية ( ( السالم عميكم ورحمو اهلل ) ) .، وروي عن عمار وغيره ( ( لسالم عميكم ا) ) عمى

.وقد تقدم حديث ابن عمر المرفوع بموافقة ذلك السالم : ) ) بل يقتصر عمى قولو : وقالت طائفة

بكل حال ، وىو قول مالك والميث بن سعد ، ( ( عميكم .وروي عن عمي وغيره

وكذلك ىو في بعض روايات حديث جابر بن سمرة .المرفوع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ورحمو اهلل : ) ) وفي بعضيا زيادة .وقد خرجو مسمم بالوجيين

واكثر العمماء عمى أنو ال يخرج من الصالة بدون التسميم

( ( .تحميميا التسميم : ) ) ، واستدلوا بحديث ابن : تحميل الصالة التسميم : وممن قال من الصحابة

.عباس ، وحكاه اإلمام أحمد إجماعا مسعود وابن وذىب طائفة إلى أنو يخرج من الصالة بفعل كل مناف ليا ، من أكل أو شرب أو كالم أو حدث ، وىو قول الحكم وحماد والثوري وأبي حنيفة وأصحابو واألوزاعي

سحاق .وا ولم يفرقوا بين أن يوجد المنافي باختيار المصمي أو

إن وجد باختياره : أبا حنيفة ، فإنو قال بغير اختياره إالن وجد بغير اختياره بطمت خرج من الصالة بذلك ، وا صالتو ، وجعل الفرض الخروج منيا بفعل المنافي

.باختيار المصمى لذلك .وخالفو صاحباه في اشتراط ذلك أن من أحدث بعد : وقد حكي عن طائفة من السمف

وابن سيرين وعطاء الحسن: تشيده تمت صالتو ، منيم .والنخعي -عمى خالف عنو -

وروي ذلك عنن عمي بن أبي طالب ، وقد أنكر صحتو أحمد وأبو حاتم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الرازي وغيرىما .عن ابن مسعود من طريق منقطع -أيضا -وروي

إذا قمت ىذا : ) ) واستدل ليؤالء بحديث ابن مسعود ضيت ىذا فقد قضيت صالتك ، فإن شئت أن تقوم وق

ن شئت أن تقعد فاقعد ( ( .فقم ، وا وقد سبق ذكره ، واالختالف في رفعو ووقفو عمى ابن

.مسعود : فرواه بعضيم ، وقال : -أيضا -واختمف في لفظو فإذا فرغت من صالتك ، فإن شئت : قال ابن مسعود

ن شئت فانصرف .فاثبت ، وا رجو .البييقي خ

وىذه الرواية تدل عمى أنو إنما خيره إذا فرغ من صالتو نما يفرغ بالتسميم ؛ بدليل ما روى شعبة ، عن أبي ، وا

: إسحاق ، عن أبي األحوص ، عن عبد اهلل ، قال مفتاح الصالة التكبير ، وانقضاؤىا التسميم ، إذا سمم

.اإلمام فقم إن شئت . وىذا أثر صحيح: قال البييقي

اإلنكار عمى من زعم : ويكون مراد ابن مسعود : وقال .أن المأموم ال يقوم حتى يقوم إمامو

سحاق حديث تحميميا : ) ) وحمل أبو حنيفة وا يسمى التشيد تسميما : عمى التشيد ، وقالوا ( ( والتسميم

.؛ لما فيو من التسميم عمى النبي والصالحين .وىذا بعيد جدا

بما روى عبد الرحمن بن زياد -أيضا -واستدلوا األفريقي ، أن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة

أخبراه ، عن عبد اهلل ابن عمرو ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إذا أحدث وقد جمس في آخر : ) ) ، قال ) النبي

( ( .صالتو قبل أن يسمم جازت صالتو رجو الترمذي .خ

إسناده ليس بالقوي ، وقد اضطربوا في إسناده ، : وقال .واألفريقي ضعفو القطان وأحمد بن حنبل

رجو أبو داود بمعناه .وخرجو الدارقطني ، ولفظو إذا أحدث بعدما يرفع : ) ) وخ

( ( .رأسو من آخر سجدة واستوى جالسا تمت صالتو بن وقد روي بيذا المعنى عن األفريقي ، عن عبد اهلل

.مرفوعا -يزيد ، عن عبد اهلل بن عمرو وىذا اضطراب منو في إسناده ، كما أشار اليو الترمذي ، ورفعو منكر جدا ، ولعمو موقوف ، واألفريقي ال يعتمد

.عمى ما ينفرد بو ذكرت ىذا الحديث ألحمد ، فرده ، ولم : قال حرب .يصححو

قوة أن يدفع ىذا الحديث ال يبمغ ال: وقال الجوزجاني تحميميا: ) ) أحاديث ( ( .التسميم

-وأجاب بعضيم عن ىذا ، وعن حديث ابن مسعود بالنسخ ، واستدل بما روى عمر -عمى تقدير صحتيما

كان النبي : بن ذر ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال إذا قعد في آخر صالتو قدر التشيد أقبل عمى الناس )

.أن ينزل التسميم بوجيو ، وذلك قبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رجو البييقي .خعن عمر بن ذر ، عن ( ( كتابو ) ) وخرجو وكيع في

.حتى نزل التسميم : ، وقال -بمعناه -عطاء -( ( كتاب الصالة ) ) فيما تقدم في أول -وقد ذكرنا

ان يصمي في أول ك) حديثا ، عن عمر ، أن النبي

االسالم ركعتين ، ثم أمر أن يصمي أربعا ، فكان يسمم بين كل ركعتين ، فخشينا أن ينصرف الصبي والجاىل ، يرى أنو قد أتم الصالة ، فرأيت أن يخفي اإلمام التسميمة

.األولى ، ويعمن بالثانية ، فافعموا ذلك .خرجو اإلسماعيمي سناده ضعيف .وا

إن الصالة : قل بذلك أحد من عمماء المسممين ولم يمرة في التشيد : الرباعية المكتوبة يسمم فييا مرتين

األول ، ومرة في الثاني ، ولكن اإلمام يسر السالم األول ، ويعمن بالثاني ، واألحاديث كميا تدل عمى أنو لم يكن

.يسمم فييا إال مرة واحدة ، في التشيد الثاني خاصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يسمم حين يسمم اإلمام

وكان ابن عمر يستحب إذا سمم اإلمام أن يسمم من .خمفو

سألت ابن : روى وكيع بإسناده ، عن مجاىد ، قال عمر ، يسمم اإلمام وقد بقي شيء من الدعاء ، أدعو أو

.ال ، بل سمم : أسمم ؟ قال عمى ىذه المسالة ، وأن يسمم مع وقد نص اإلمام أحمد

اإلمام ويدع الدعاء ، إال أن يكون قد بقي عميو منو .شيء يسير ، فيتمو ثم يسمم

إذا سمم : -فيما نقمو عنو أصحابو -ومذىب سفيان ن كان بقي عميو شيء من اإلمام سمم من خمفو ، وا

.التشيد قطعو .الدعاء بعد التشيد : ولعل مراده

إن : أنو قال : ل حسان بن إبراىيم ، عن سفيان ولكن نقكان بقي عميو شيء من التشيد فميسمم ، فإنو أحب

.إلي سحاق سالم المأموم عقب سالم اإلمام واستحب أحمد وا ، وجعمو أحمد من جممة االئتمام بو ، وعدم االختالف

.عميو واألولى لممأموم أن يسمم عقب فراغ اإلمام من

فان سمم بعد تسميمتو األولى جاز عند من التسميمتين ، إن الثانية غير واجبة ؛ ألنو يرى أن اإلمام قد : يقول

خرج من الصالة بتسميمتو األولى ، ولم يجز عند من .يرى أن الثانية واجبة ، ال يخرج من الصالة بدونيا

ىل األفضل أن يسمم : واختمف أصحاب الشافعي المأموم بعد تسميمة اإلمام

.األولى ، أو بعد تسميمتو الثانية ؟ عمى وجيين من كان : -( ( البويطي ) ) في -وقال الشافعي

خمف إمام ، فإذا فرغ اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من سالمو سمم عن يمينو وعن شمالو وىذا يدل عمى أنو ال يسمم إال بعد فراغ اإلمام من

، عمى أنو ال يستحب -أيضا -التسميمتين ، ويدل لممأموم التخمف عن سالم اإلمام ، بل يسمم عقب

.سالمو : -كالمتولي -وىذا عمى قول من قال من أصحابو

إنو يستحب لممأموم أن يسمم بعد فراغ اإلمام من .أظير -التسميمة األولى

المأموم بالخيار : وقال القاضي أبو الطيب الطبري منيم ن شاء استدام الجموس لمتعوذ ، إن شاء سمم بعده ، وا

أنو قد انقطعت قدوتو : والدعاء وأطال لك ، وعمل .باإلمام بسالمو

وىذا مخالفة لنص الشافعي ، وعامة أصحابو ، ولممأثور .عن الصحابة

ولو سمم المأموم مع تسمم إمامو ، ففي بطالن صالتو ا عند ألصحابنا وأصحاب الشافعي وجيان ، سبق ذكرىم

.ذكر متابعة المأموم لإلمام أنو ال تبطل صالتو ، كما لو : واألصح عندنا وعندىم

.قارنو في سائر األركان ، سوى تكبيرة اإلحرام

.البطالن : ومذىب مالك .وقد استحب طائفة من السمف التسميم مع اإلمام

عن العمري ، عن نافع ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في .، أنو كان يسمم مع تسميم اإلمام عن ابن عمر

إن شئت سممت معو ، : وبإسناده ، عن إبراىيم ، قال ن شئت سممت بعده .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعن عطاء ، أنو كان ربما سمم تسميمو ، وربما سمم .بعده

: وقد يحتمل أن يكون مراد ىؤالء السمف بالسالم معو التأخر : من غير ميمة ، وبالسالم بعده السالم عقبيو ،

.واهلل أعمم . عنو وقد وقع في كالم المتقدمين في إسالم الزوجين معا ما

اجتماعيما في اإلسالم في : يدل عمى أن مرادىم بو

مجمس واحد ، أو يوم واحد ، وفيو حديث مرفوع يشيد .بذلك

ن سمم المأموم قبل سالم إمامو لم يجز ، وبطمت وا صالتو إن تعمد ذلك ولم ينو مفارقتو عمى وجو يجوز معو المفارقة ، إال عند من يرى أن السالم ليس من

الصالة ، ويخرج منيا بإنياء التشيد ، أو بدون التشيد .عند من يرى أن التشيد األخير سنة

ال يخرج من الصالة إال باإلتيان : لكن من قال منيم ز لممأموم أن يخرج من الصالة بالمنافي ، فإنو ال يجي .قبل خروج إمامو بذلك

وظاىر ما روي عن ابن مسعود يدل عمى جوازه ، وأنو فإذا : يخرج من الصالة بإنياء التشيد ، وقد تقدم قولو

ن شئت أن تقعد قمت ذلك ، فإن شئت أن تقوم فقم ، وا .فاقعد

وروي ذلك عن عمي صريحا ، فروى عبد الرزاق في ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن ( ( ابو كت) )

إذا تشيد الرجل : عاصم بن ضمرة ، عن عمي ، قال

وخاف أن يحدث قبل أن يسمم اإلمام فميسمم ، فقد تمت .صالتو

إذا : وقد رواه الحكم ، عن عاصم ، عن عمي ، ولفظو .جمس مقدار التشيد ، ثم أحدث فقد تمت صالتو

بالسالم عمى وجو االستحباب ، فإنو فيكون أمره بالمبادرة .لو أحدث لم تبطل صالتو عنده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واهلل أعمم . وقد حكي مذىب أبي حنيفة مثل ذلك :قال البخاري

ابن : ىو -ثنا عبد اهلل : ثنا حبان بن موسى - أنا معمر ، عن الزىري ، عن محمود بن : -المبارك

، ) لربيع ، عن عتبان ، قال صمينا مع رسول اهلل ا .فسممنا حين سمم

ىذا مختصر من حديث عتبان الطويل في إنكاره بصره

أن يأتي إلى بيتو فيصمي فيو في ) ، وطمبو من النبي رجو بتمامو في الباب الذي مكان يتخذه مسجدا ، وقد خ

.يمي ىذا عن عبدان ، عن ابن المبارك براىيم وقد خرجو فيما مضى من طريق عقيل ومالك وا

، وليس في -مختصرا ومطوال -بن سعد ، عن الزىري ، إنما ىذه في رواية ( ( فسممنا حين سمم : ) ) رواياتيم

.معمر المخرجة في ىذا الباب ظاىرة يقتضي أنيم ( ( سممنا حين سمم : ) ) وقولو

سمموا مع سالمو ؛ ألنمعناه الوقت ، فظاىر المفظ يقتضي أن ( ( الحين ) )

سالميم كان في وقت سالمو مقارنا لو ، وليس ىذا ىو نما المراد -واهلل أعمم -المراد أنيم سممو ا عقيب : وا

سالمو من غير تأخر عنو ، وعبر عن ذلك باتحاد -الوقت ، والحيز ؛ فإن التعاقب شبيو بالتقارب وىو

من المروري عن ابن عمر . اهلل اعمم و -المراد -أيضا وغيره من السمف في السالم مع

.التعاقب ، دون التقارن : اإلمام ، وأنيم أرادوا بالمعية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من لم يرد السالم عمى اإلمام واكتفى بتسميم الصالة

رج فيو حديث عتبان :أيضا -خن عبدان ، عن ابن المبارك ، ع - -

باإلسناد المتقدم ، وذكر الحديث بتمامو ، وفي آخر :قال

وأبو بكر معو بعدما أشتد النيار ) فغدا عمي رسول اهلل : ، فأذنت لو ، فمم يجمس حتى قال ) ، فأستأذن النبي

فأشار إليو من ( ( اين تحب أن اصمي من بيتك ؟ ) ) فيو ، فقام وصففنا خمفو ، المكان الذي أحب أن يصمي .ثم سمم ، وسممنا حين سمم

أن الذين صموا مع : مراده بيذا الحديث في ىذا الباب حين سمم من ) في بيت عتبان سمموا مع النبي ) النبي

الصالة ، ولم يوجد منيم سوى السالم من الصالة كسالم إن المأموم : منيا ، وفي ذلك رد عمى من قال ) النبي عمى اإلمام سالمو مع تسميمو من السالم إما قبمو أو يرد .بعده

ابن عمر : وقد قال بذلك طوائف من السمف ، منيم :وأبو ىريرة

فروي عن ابن عمر ، أنو كان إذا سمم اإلمام رد عميو ، ثم سمم عن يمينو ، فإن سمم عميو أحد عن يساره رد

ال سكت .عميو وا يمينو ، ثم يرد عمى وروي عنو ، أنو كان يسمم عن

.اإلمام السالم : وعن أبي ىريرة ، أنو كان إذا سمم اإلمام قال

.عميك أييا القارئ ابدأ باالمام ، ثم سمم عمى من عن يمينك : وقال عطاء

، ثم عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من عن شمالك .وعن الحسن وقتادة نحوه

.إلمام فرد عميو إذا سمم ا: وقال الشعبي .وكان سالم يفعمو

.وقالو النخعي .ىو سنة : وقال الزىري يردون عمى اإلمام ) كان أصحاب النبي : قال مكحول

.إذا سمم عمييم حق عميك أن ترد عمى اإلمام : -أيضا -وقال عطاء

.إذا سمم ن : -مرة -وقال ىو مخير ، إن شاء رد عميو ، وا

تى يسمم لنفسو ، وينوي بو اإلمام ، ومن شاء صبر ح .صمى عمى جانبيو

.يرد في نفسو ، وال يسمعو : وقال في الرد عمى اإلمام .وكذا قال حماد

أنو يرد عميو : يرد عمى اإلمام : فإن كان مراد من قال السالم في نفسو ، وال يتكمم بو ، فيذا الرد إذا فعمو في

ن كان مراده الصالة ال تبطل بو الصالة أنو يرد : ، وا بمسانو ، كما ىو ظاىر أكثرىم ، فإنو ينبني عمى أن رد السالم في الصالة ال يبطل الصالة ، وقد ذىب إلى ذلك

إن -طائفة من السمف ، ويأتي ذكره في موضع آخر .شاء اهلل تعالى

، عمى أن السالم ليس من فروض -أيضا -وقد ينبني رج من الصالة بكل مناف ليا من الصالة ، وأنو يخ

.الكالم ونحوه ، كما قال ذلك من ذكرنا قولو من قبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن الرد عمى اإلمام يكون بعد السالم من : وأما من قال الصالة ، فيذا ال إشكال فيو ؛ فإنو قد خرج من الصالة

ن األئمة بالسالم ، وقد ذىب إلى ذلك غير واحد م

.المشيورين يسمم تسميمة عن يمينو ، : قال مالك ، في المأموم

.وأخرى عن يساره ، ثم يرد عمى اإلمام أن : تحصيل قول مالك في ذلك : قال ابن عبد البر

وأن -اإلمام يسمم واحدة تمقاء وجيو ، ويتيامن بيا قميال في -يسمم اثنين -منفردا : يعني -المصمي لنفسو

رواية ابن القاسم ، وأن المأموم يسمم ثالثا إن كان عن .يساره أحد

فمرة : واختمف قولو في موضع رد المأموم عمى اإلمام . يسمم عن يمينو وعن يساره ، ثم يرد عمى اإلمام : قال

يرد عمى اإلمام بعد أن يسمم عن يمينو ، ثم : ومرة قال .يسمم عن يساره

عن مالك وبعض المصريين ، أن وقد روى أىل المدينةاإلمام والمنفرد سواء ، يسمم كل واحد منيما تسميمة

.واحدة تمقاء وجيو ، ويتيامن بيا قميال وكان الميث بن سعد يبدأ بالرد عمى اإلمام ، ثم : قال

.يسمم عن يمينو وعن يساره

ونقل أبو داود عن أحمد في الرد عمى اإلمام قبل السالم .ال :، قال ن شاء نوى بالسالم : فبعده ؟ قال : قيل لو نعم ، وا .وما أعرف فيو حديثا عاليا يعتمد عميو : قال . الرد

أنو مخير في الرد : زظاىر ىذا : قال القاضي أبو يعمى عمى اإلمام بالنية في حال سالمو ، أو بالقول بعده ،

ويسر: قال . السالم عميك أييا القارئ : فيقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بو ، وال يجير نقل المروذي عن أحمد في الرجل يرد السالم عمى

إذا نوى بتسميمو الرد فقد رد عميو ، فإن : اإلمام ، فقال .فعل رجل فميخفو

.إن رد عميو بالقول فميخفو : ومعناه : قال الرد عمى ال اختالف بين أىل العمم في : وقال إسحاق

ىل يبدأ بالرد : اإلمام إذا سمم كما سمم ، ولكن اختمفوا : عميو قبل السالم ، أم يرد عميو بعد السالم ؟ قال

قال واذا رفع صوتو بالرد . وأحب إلي أن يرد بعد السالم ن أسره قدر ما يسمع اإلمام والصف الذي يميو جاز ، وا

.وأسمع أذنيو بالرد عمى اإلمام أجزأه يرد عميو بمفظ : يرد عمى اإلمام قال : ل من قال وك

السالم من غير زيادة ، إال ما روي عن أبي ىريرة ، أنو .السالم عميك أييا القارئ ، كما سبق : يقال

ىل ينوي بسالمو من الصالة الرد : واختمفوا في المأموم :عمى إمامو ، أم ال ؟ وفيو قوالن

و أحمد في رواية ال ينوي ذلك ، ونص عمي: أحدىما مينا وغيره ، وىو اختيار ابن حامد من أصحابنا ؛ ألن السالم ركن من أركان الصالة ، ال يخرج منيا بدونو ، عمى ما تقدم ، والصالة ال يرد فييا السالم عمى أحد ،

بل ىو مبطل لمصالة ؛ ألنو خطاب آدمي ، ىذا مذىبنا .، وقول جميور العمماء

ل تبطل صالتو بذلك ؟في: وعمى ىذا

إن لم ينو سوى الرد بطمت : قال ابن حامد من أصحابنا ن نوى الرد والخروج من الصالة ففي صالتو ، وا البطالن وجيان ؛ ألنو لم يخمص النية لخطاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: المخموق ، فأشبو ما لو قال لمن دق عميو الباب ينوي بو [ : الحجر ) ] بسالم آمنين ادخموىا )

الة بذلك روايتين القراءة واإلذن لو ؛ فإن في بطالن الص .ال تبطل : ، أصحيما السالم عمى : -في رواية جعفر بن محمد -قال أحمد

اإلمام ال نعرف لو موضعا ، وتسميم اإلمام ىو انقضاء ، فيجب عمييم أن الصالة ، ليس ىو سالم عمى القوم

يردوا ، ولكن ابن عمر شدد في ىذا ، يسمم الرجل وينوي بو السالم من الصالة والرد عمى

: قيل لو . اإلمام ، كأنو يقولو عمى وجو اإلنكار لذلك

: قال . إن رد السالم عمى اإلمام واجب : أنيم يقولون ن رد فال بأس .أرجو أن ال يكون واجبا ، وا

أنو ينوي المأموم بسالمو الرد عمى إمامو : ثاني والقول ال، وىو قول عطاء والنخعي وحماد والثوري ، ونص عميو

.أحمد في رواية جماعة من أصحابو -وىل ىو مسنون مستحب ، أو جائز ؟ فيو روايتان

في رواية يعقوب بن بختان -قال : عن أحمد -أيضا .ينوي بسالمو الرد : -

.أبي حفص العكبري وىو اختيار .ال بأس بو : -في رواية غيره -وقال

جوازه فقط ، وىو اختيار القاضي أبي يعمى : فظاىره .وغيره إذا نوى بتسميمو الرد : -في رواية ابن ىانئ -وقال

.عمى اإلمام أجزأه أنو واجب ؛ ألنو رد سالم ، فيكون فرض : وظاىر ىذا

ن المسمم في الصالة ال يجب إ: كفاية ، إال أن يقال أنو يجوز تأخير الرد إلى بعد : الرد عميو ، أو يقال

إما : ولكن إذا جوزنا تأخيره وجب أحد أمرين . السالم أن ينوي الرد بالسالم ، أو أن يرد بعد ذلك ، وىو قول

.عطاء كما تقدم واكتفى : ) ) وتبويب البخاري قد يشعر بذلك ؛ لقولو

،( ( م بتسميم اإلما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن ويحتمل أنو أراد أن تسميم الصالة كاف عن الرد ، وا .لم ينو بو الرد ، كما قالو أحمد في رواية

إذا سممت عن يمينك : وقال يحيى بن سعيد األنصاري .أجزأك من الرد عميو

.وكذا قال النخعي .الرد ولم يشترطا أن ينوي بسالمو

وينوي باألولى الخروج من : قال أبو حفص العكبري .الصالة ، وبالثانية الرد عمى اإلمام والحفظة

أبو حنيفة : وممن رأى أن ينوي بسالمة الرد عمى اإلمام .والشافعي وأصحابيما

إن كان المأموم عن يمين : ثم قال أصحاب الشافعي من عن يمينو اإلمام نوى بتسميمو األولى السالم عمى

من المالئكة والمسممين من اإلنس والجن ، وينوي ن كان المأموم عن بالثانية ذلك مع الرد عمى إمامو ، وا ن كان محاذيا لو نواه في يسار إمامو نواه في األولى ، وا

نص عميو الشافعي في : -أيتيما شاء ، واألولى افضل مينو ، وينوي اإلمام بسالمو من عن ي( ( األم ) )

ويساره يمينو ويساره من المالئكة والمسممين من المأمومين وغيرىم ، وينوي بعض المأمومين الرد عمى

وكل ىذه النيات مستحبة ، ال يجب : قالوا . من بعض .منيا شيء

وقال أصحاب أبي حنيفة ينوي المصمي بكل تسميمة من .في تمك الجية من الناس والحفظة

يين عمى المالئكة في النية ؟ عمى وىل يقدم اآلدم :روايتين عندىم

.يقدم المالئكة ؛ ألنيم عندىم أفضل : أحدىما .يقدم الناس ؛ لمشاىدتيم : والثانية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإن . ويدخل المأموم اإلمام في الجية التي ىو فييا .كان بحذائو أدخمو في اليمين ؛ ألنيما أفضل

إذا : وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن حماد ، قال كان اإلمام عن يمينك ثم سممت عن يمينك ، ونويت ذا كان عن يسارك ثم سممت عن اإلمام كفى ذلك ، وا

ن كان -أيضا -يسارك ونويت اإلمام كفى ذلك ، وا بين يديك فسمم عميو في نفسك ، ثم سمم عن يمينك

.وشمالك وج من الصالة ، فيل ىي واجبة ، تبطل وأما نية الخر

الصالة بتركيا ، أم ال ؟ فيو وجيان ألصحابنا ، اختار ابن حامد وجوبيا ، واختار األكثرون عدم الوجوب ،

.وىو ظاىر كالم أحمد يخرج بيا من : وينوي الخروج باألولى ، سواء قمنا

ال يخرج إال بالثانية ؛ ألن النية : الصالة ، أو قمنا .ستصحب إلى الثانية ت

الثانية سنة نوى : أن قمنا : ومن األصحاب من قال ن قمنا الثانية فرض نوى الخروج : باألولى الخروج ، وا

.األول : والصحيح . بالثانية خاص وألصحاب الشافعي في وجوب نية الخروج بالسالم

.أيضا -وبطالن الصالة بتركيا وجيان .بالسالم الخروج ونص الشافعي عمى أن ينوي

ىل ىو محمول عمى االستحباب ، أو : ولكن اختمفوا الوجوب ؟

نما ينوي الخروج عندىم باألولى ؛ الن الثانية ليست وا .عندىم واجبة بغير خالف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واستدل من استحب أن ينوي بسالمو الحفظة واالمام

مم من حديث جابر بن سمرة ، والمأمين بما خرجو مسالسالم : ، فقمنا ) كنا إذا صمينا مع رسول اهلل : قال

عميكم ورحمة اهلل ، السالم عميكم ورحمة اهلل ، وأشار عالم ) : ) ) بيده إلى الجانبين ، فقال رسول اهلل

نما يكفي تومئون بأيديكم كأنيا أذناب خيل شمس ، وا ميسمم عمى إخيو من أحدكم أن يضع يده عمى فخذه ، ث

( ( .عمى يمينو وشمالو ما شأنكم تشيرون بأيديكم ، : ) ) فقال : وفي رواية لو

كأنيا أذناب خيل شمس ، إذا سمم احدكم فميمتفت إلى ( ( .صاحبو ، وال يومئ بيده

أمرنا : وخرج أبو داود من حديث سمرة بن جندب ، قال نتحاب ، وأن يسمم أن نرد عمى اإلمام ، وأن) رسول اهلل

.بعضنا عمى بعض ، من طريق اخر ، عن سمرة -أيضا -وخرج أبو داود

ابدأوا قبل : ) ) ، فقال ) أمرنا رسول اهلل : ، قال

التحيات الطيبات الصموات ، والممك : التسميم ، فقولوا هلل ، ثم سمموا عمى اليمين ، ثم سمموا عمى قارئكم وعمى

( ( .أنفسكم .جو ابن ماجو بمعناه وخر

إذا سمم اإلمام : ) ) وفي رواية لو باسناد فيو ضعف ( ( .فردوا عميو

وخرج اإلمام أحمد والترمذي وابن ماجو من حديث عاصم بن ضمرة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يصمي قبل العصر أربعا ، ) عن عمي ، أن النبي تسميم عمى المالئكة المقربين ، يفصل بين كل ركعتين بال

.والنبيين والمرسمين ، ومن تبعيم من المؤمنين .حديث حسن : وقال الترمذي

كان ينوي بسالمو في صالة ) يدل عمى أنو : وظاىره

.التطوع السالم عمى المالئكة ومن ذكر معيم وتأولو إسحاق عمى أنو اراد بذلك التشيد ؛ فإنو يسمم فيو

. الصالحين عمى عباد اهلل .واهلل أعمم . وىو خالف الظاىر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الذكر بعد الصالة :فيو ثالثة أحاديث

:حديث ابن عباس : األول : حدثنا عبد الرزاق : حدثنا إسحاق بن نصر -

أخبرني عمرو ، أن أبا معبد مولى ابن : أنا ابن جريج بره ، أن ابن عباس أخبره ، أن رفع الصوت عباس أخ

بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان عمى عيد ) .رسول اهلل

كنت أعمم إذا انصرفوا بذلك إذا : قال ابن عباس .سمعتو أخبرني : ثنا عمرو : ثنا سفيان : حدثنا عمي -

كنت أعرف انقضاء : أبو معبد ، عن ابن عباس ، قال .بالتكبير ) رسول اهلل صالة

كان أبو : ثنا سفيان ، عن عمرو ، قال : حدثنا عمي .معبد أصدق موالي ابن عباس

.نافذ : واسمو : قال عمي أبو معبد مولى ابن عباس ، اسمو ، نافذ ، وىو ثقة ؛ وثقو أحمد ويحيى وأبو زرعة ، واتفق الشيخان عمى

.تخريج حديثو لمسمم في ىذا الحديث من طريق ابن ولكن في رواية

عيينة ، عن عمرو ، أن أبا معبد حدثو بذلك ، ثم أنكره .لم أحدثك بيذا : بعد ، وقال

ورواه اإلمام أحمد ، عن سفيان ، عم عمرو ، بو ، :قال عمرو : وزاد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

م من صالة إن الناس كانوا إذا سمم اإلما: قمت لو المكتوبة كبروا ثالث تكبيرات وىكذا ىنا ثالث تيميالت

. ] . . . [ ثنا عمي بن : سمعت أبا عبد اهلل يقول : وقال حنيل

رأيت عمي عبد اهلل بن عباس : ثنا واصل ، قال : ثابت بعد الصالة : قمت ألحمد . إذا صمى كبر ثالث تكبيرات

عمرو ، عن أبي معبد حديث: قمت لو . ىكذا : ؟ قال كنا نعرف انقضاء صالة رسول : ) ) ، عن ابن عباس

-قال نعم . ، ىؤالء أخذوه عن ىذا ؟ ( ( بالتكبير ) اهلل ذكره:

أبو بكر عبد العزيز ابن جعفر في كتابو ( ( .الشافي ) )

فقد تبين بيذا أن معنى التكبير الذي كان في عيد رسول ىو ثالث تكبيرات : كتوبة عقب الصالة الم) اهلل

.متوالية

ما روي عن مسعر ، عن محمد بن عبد : ويشيد لذلك قال : الرحمن ، عن طيسمة ، عن ابن عمر ، قال

ذا أخذ ) : ) ) رسول اهلل من قال في دبر الصموات ، وا اهلل أكبر كبيرا ، عدد الشفع والوتر ، وكممات : مضجعو

-، وال إلو إال اهلل -ثا ثال -اهلل الطيبات المباركات كن لو في القبر نورا ، وعمى الحشر نورا ، -مثل ذلك

( ( .وعمى الصراط نورا ، حتى يدخل الجنة سبحان اهلل : ) ) بمفظ آخر ، وىو -أيضا -وخرجو

عدد الشفع والوتر ، وكممات ربي الطيبات التامات أكبر ، وال والحمد هلل ، واهلل -ثالثا -المباركات

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .إلو إال اهلل : أن محمد بن عبد الرحمن ، ىو : وذكر اإلسماعيمي

.مولى آل طمحة ، وىو ثقة مشيور ، وخرج لو مسمم

ابن عمي اليمامي ، : وطيسمة ، وثقو ابن معين ، ىو ، وذكرىما ابن مياس ، وجعميما ابن حبان اثنين: ويقال .، وذكر أنيما يرويان عن ابن عمر ( ( ثقاتو ) ) في

عن يزيد بن ( ( كتابو ) ) وخرجو ابن أبي شيبة في موقوفا عمى ابن -ىارون ، عن مسعر بيذا اإلسناد

.عمر وأنكر عبيدة السمماني عمى مصعب بن الزبير تكبيره

واتباع قاتمو اهلل ، نعار بالبدع ، : عقب السالم ، وقال .السنة أولى

بإسناده عن عمر بن ( ( طبقاتو ) ) وروى ابن سعد في -اهلل اكبر وهلل الحمد : عبد العزيز ، أنو كان يكبر

.دبر كل صالة -ثالثا وقد دل حديث ابن عباس عمى رفع الصوت بالتكبير عقب الصالة المفروضة ، وقد ذىب الىظاىره أىل

لعمماء خالف ذلك ، وأن الظاىر ، وحكي عن أكثر اواذكر : ) أالفضل اإلسرار بالذكر ؛ لعموم قولو تعالى

بك في نفسك تضرعا وخيفة [ : األعراف ) ] ر

ادعوا ربكم تضرعا وخفية : ) وقولو تعالى لمن جير بالذكر ) ، ولقول النبي [ : األعراف ) ]

( ( .إنكم ال تدعون أصم وال غائبا : ) ) و من أصحاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحمل الشافعي حديث ابن عباس ىذا عمى أنو جير بو وقتا يسيرا حتى يعمميم صفة الذكر ؛ ال أنيم جيروا

فأختار لإلمام والمأموم أن يذكروا اهلل بعد : قال . دائما فيان ذلك ، إال أن يكون إماما الفراغ من الصالة ، ويخ

يريد أن يتعمم منو ، فيجير حتى يعمم ، أنو قد تعمم منو .، ثم يسر

.وكذلك ذكر أصحابو .أيضا -وذكر بعض أصحابنا مثل ذلك

.أنو يكره الجير بو مطمقا : وليم وجو آخر ( ( : الجامع الكبير ) ) وقال القاضي أبو يعمى في

نو يسن لإلمام الجير بالذكر أ: ظاىر كالم أحمد والدعاء عقب الصموات بحيث يسمع المأموم ، وال يزيد

.عمى ذلك وذكر عن أحمد نصوصا تدل عمى أنو كان يجير

ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وىذا ىو األظير ، وأنو ال يختص ذلك باإلمام ؛ فإن حديث ابن عباس ىذا

.أيضا -ظاىره يدل عمى جير المأمومين ما خرجو مسمم في : -أيضا -ويدل عميو

من حديث ابن الزبير ، أنو كان يقول ( ( صحيحو ) ) ال إلو إال اهلل ، وحده : ) ) في دبر كل صالة حين يسمم

ال شريك لو ، لو الممك ، ولو الحمد ، وىو عمى كل شيء قدير ، ال حول وال قوة إال باهلل ، ال إلو إال اهلل ،

د إال إياه ، لو النعمة ، ولو الفضل ، ولو الثناء وال نعبالحسن ، ال إلو إال اهلل ، مخمصين لو الدين ولو كره

ييل بين في ) كان رسول اهلل : ، وقال ( ( الكافرون .دبر كل صالة

إالىالل : يرفع صوتو ، ومنو ( ( . ييل : ) ) ومعنى

لصبي في الحج ، وىو رفع الصوت بالتمبية ، واستيالل ا .إذا ولد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يجيرون بالذكر عقب ) وقد كان أصحاب رسول اهلل :الصموات ، حتى يسمع من يمييم

رج النسائي في من رواية ( ( عمل اليوم والميمة ) ) فخعون بن عبد اهلل بن عتبة ، قال صمى رجل إلى جنب

: معو حين سمم يقول عبد اهلل بن عمرو بن العاص ، فسأنت السالم ، ومنك السالم ، تباركت يا ذا الجالب ) )

، ثم صمى إلى جنب عبد اهلل بن عمر ، ( ( واالكرام فسمعو حين سمم يقول مثل ذلك ، فضحك الرجل ، فقال

إني صميت إلى : ما أضحكك ؟ قال : لو ابن عمر : جنب عبد اهلل بن عمرو ، فسمعتو يقول مثمما قمت

.يقول ذلك ) كان رسول اهلل : قال ابن عمر

: وأما النيي عن رفع الصوت بالذكر ، فإنما المراد بو المبالغة في رفع الصوت ؛ فإن أحدىم كان ينادي بأعمى

فقال ليم ( ( ال إلو إال اهلل ، واهلل اكبر : ) ) صوتو أربعوا عمى أنفسكم ، إنكم ال تنادون أصم ) : ) ) النبي

.، وأشار إلييم بيده يسكنيم ويخفضيم ( ( ا وال غائب .وقد خرجو اإلمام أحمد بنحو من ىذه األلفاظ

كان الناس يذرون اهلل عند : وقال عطية بن قيس غروب الشمس ، يرفعون أصواتيم بالذكر ، فإذا خفضت

أصواتيم أرسل إلييم عمر بن الخطاب أن يرددوا .الذكر

( ( .كتاب الذكر ) )خرجو جعفر الفريابي في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من رواية ابن لييعة ، عن زىرة بن -أيضا -وخرج

رأيت ابن عمر إذا انقمب من العشاء : قال : معبد ، قال

.كبر كبر ، حتى يبمغ منزلو ، ويرفع صوتو وروى محمد بن مسمم ، عن عمرو بن دينار ، عن

: ان يرفع صوتو بالذكر ، فقال رجل جابر ، أن رجال ك) : لو أن ىذا خفض من صوتو ، فقال رسول اهلل

( ( .دعو ؛ فإنو أواه ) ) وىذا يدل عمى أنو يحتمل ذلك ممن عرف صدقو

خالصو دون غيره .وا وخرج اإلمام أحمد من رواية عقبة بن عامر ، أن رسول

إنو ) : ) ذو البجادين : قال لرجل ، يقال لو ) اهلل ، وذلك أنو رجل كثير الذكر هلل في القرآن ، ( ( أواه

.ويرفع صوتو في الدعاء .ابن لييعة : وفي إسناده

: وقال األوزاعي في التكبير في الحرس في سبيل اهلل أحب إلي أن يذكر اهلل في

ن رفع صوتو فال بأس .نفسو ، وا يكره رفع الصوت إال في : فأما قول ابن سيرين

: -واهلل أعمم -األذان والتمبية ، فالمراد بو : عين موض

.المبالغة في الرفع ، كرفع المؤذن والممبي وقد روي رفع الصوت بالذكر في مواضع ، كالخروج إلى

.العيدين ، وايام العشر ، وأيام التشريق بمنى .وأما الدعاء ، فالسنة إخفاؤه

: و تعالى عن عائشة ، في قول( ( الصحيحين ) ) وفي وال تجير بصالتك )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، أنيا نزلت في [ : اإلسراء ) ] وال تخافت بيا .الدعاء

وكذا روي عن ابن عباس وأبي ىريرة ، وعن سعيد بن .جبير وعطاء وعكرمة وعروة ومجاىد وإلبراىيم وغيرىم

. ينبغي أن يسر دعاءه ؛ ليذه اآلية :وقال اإلمام أحمد .وكان يكره أن يرفعوا أصواتيم بالدعاء : قال

.رفع الصوت بالدعاء بدعة : وقال الحسن

أحدث الناس الصوت عند : وقال سعيد بن المسيب .الدعاء

.وكرىو مجاىد وغيره والربيع ، عن -وروى وكيع ، عن الربيع ، عن الحسن

عنيزيد بن أبان ، ، أنيما كرىا أن يسمع الرجل جميسو شيئا من -أنس

.دعائو :وورد فيو رخصة من وجو ال يصح

إذا ) كان النبي : خرجو الطبراني من رواية أبي موسى : صمى الصبح يرفع صوتو حتى يسمع أصحابو ، يقول

الميم ، أصمح لي ديني الذي جعمتو عصمة ) ) الميم ، أصمح لي دنياي ) ) -ثالث مرات -( ( أمري

الميم ) ) ثالث مرات ، -( ( التي جعمت فييا معاشي -( ( ، أصمح لي آخرتي التي جعمت إلييا مرجعي

.وذكر دعاء آخر -ثالث مرات . يزيد بن عياض ، متروك الحديث : وفي إسناده

سحاق بن طمحة ، ضعيف .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لحديث الذي خرجو مسمم وغيره ، عن البراء بن فأما ا

أحببنا ) كنا إذا صمينا خمف رسول اهلل : عازب ، قال .أن نكون عن يمينو ؛ ليقبل عمينا بوجيو

رب قني عذابك يوم تبعث : ) ) فسمعتو يقول : قال ( ( .عبادك

فيذا ليس فيو أنو كان يجير بذلك حتى يسمعو الناس ، -قولو بينو وبين نفسو ، وكان يسمعو منو إنما فيو كان ي

جميسو ، كما كان يسمع منو من خمفو اآلية -احيانا .أحيانا في صالة النيار

نا رجل من : وروى ىالل بن يساف ، عن زاذان سمعت: األنصار ، قال

الميم ، اغفر : ) ) يقول في دبر الصالة ) رسول اهلل مائة -( ( الغفور لي ، وتب عمي ، إنك أنت التواب

.مرة خرجو ابن أبي شيبة ، وعنو بقي بن مخمد في

( ( .مسنده ) ) :الحديث الثاني

ثنا المعتمر ، عن : حدثنا محمد بن أبي بكر - عبيد اهلل ، عن سمى ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة

ذىب أىل : ، فقالوا ) جاء الفقراء إلى النبي : ، قال األموال بالدرجات العمى والنعيم المقيم ، الدثور من

يصمون كما نصمي ، ويصومون كما نصوم ، وليم فضل من أموال يحجون بيا ويعتمرون ، ويجاىدون

أال أحدثكم بما إن أخذتم بو : ) ) ويتصدقون ، قال أدركتم من سبقكم ، ولم يدركم أحد بعدكم ، وكنتم خير

مل مثمو ، تسبحون من أنتم بين ظيرانييم ، إال من ع ( ( .وتحمدون وتكبرون خمف كل صالة ثالثا وثالثين

نسبح ثالثا وثالثين ، : فاختمفنا بيننا ، فقال بعضنا ونحمد ثالثا وثالثين ، ونكبر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سبحان اهلل : تقول : فرجعت إليو ، فقال . أربعا وثالثين هلل اكبر ، حتى يكون منينكمين ثالث ، والحمد هلل ، وا

.وثالثون ذىب أىل : ) ) أن لفظ ىذه الرواية : ذكر الخطابي

( ( .الدثور ) ) والصواب : ، وقال ( ( الدور أن ىذه رواية المرزوي ، وأنيا تصحيف ، : وذكر غيره

.عمى الصواب ( ( أىل الدثور : ) ) والرواية المشيورة : جمع دثر ، بفتح الدال ، وىو ( ( :الدثور ) ) و

.المال الكثير رضي -دليل عمى قوة رغبة الصحابة : وفي الحديث

في األعمال الصالحة الموجبة لمدرجات -اهلل عنيم العمى والنعيم المقيم ، فكانوا يحزنون عمى العجز عن

.شيء مما يقدر عميو غيرىم من ذلك وال عمى : ) لو وقد وصفيم اهلل في كتابو بذلك ، بقو

الذين إذا ما أتوك لتحمميم قمت ال أجد ما أحممكم عميو

تولوا وأعينيم تفيض من الدمع حزنا أال يجدوا ما [ . : التوبة ) ] ينفقون

، ( ( ين ال حسد إال في اثن) : ) ) وليذا قال النبي رجل: ) ) فذكر منيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو : آتاه اهلل ماال ، فيو ينفقو في وجيو ، فيقول رجل ( ( .أن لي ماال ، لفعمت فيو كما فعل ذلك

فمذلك كان الفقراء إذا رأوا أصحاب األموال يحجون ويعتمرون ويجاىدون ويتصدقون وينفقون حزنوا عمى

زىم عن ذلك ، وتأسفوا عمى امتناعيم من مشاركتيم عجعمى عمل ) ، فدليم النبي ) فيو ، وشكوا ذلك إلى النبي

، إن أخذوا بو أدركوا من سبقيم ، ولميدركيم أحد بعدىم ، وكانوا خير من ىم بين ظيرانييم ، إال من عمل مثمو ، وىو التسبيح والتحميد والتكبير خمف كل صالة ثالثا

.ثين وثالوىذا يدل عمى أن الذكر أفضل أالعمال ، وأنو أفضل

.من الجياد والصدقة والعتق وغير ذلك وقد روي ىذا المعنى صريحا عن جماعة كثيرة من

.أبو الدرداء ومعاذ وغيرىما : الصحابة ، منيم .أيضا -وروي مرفوعا من وجوه متعددة

عما يعدل ) وال يعارض ىذا حديث الذي سأل النبي ىل تستطيع إذا خرج المجاىد أن : ) ) الجياد ، فقال

الحديث -( ( تصوم وال تفطر ، وتقوم فال تفتر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المشيور ، ألن ىذا السائل سأل عن عمل يعممو في مدة جياد المجاىد من حين خروجو من بيتو إلى

ما ذكره ، والفقراء فميس يعدل ذلك شيء غير . قدومو عمى عمل يستصحبونو في مدة عمرىم ، ) دليم النبي

وىو ذكر اهلل الكثير في أدبار الصموات ، وىذا أفضل من جياد يقع في بعض األحيان ، ينفق صاحبو فيو

.مالو فالناس منقسمون ثالثة أقسام ، أىل ذكر يدومون عميو

يس ليم إلى أنقضاء أجميم ، وأىل جياد يجاىدون ول .فاألولون أفضل من ىؤالء . مثل ذلك الذكر

وقوم يجمعون بين الذكر والجياد ، فيؤالء أفضل .الناس

وليذا لما سمع األغنياء الذين كانوا يحجون ويعتمرون الفقراء من ذلك ) ويجاىدون ويتصدقون بما عمم النبي

عمموا بو ، فصاروا أفضل من الفقراء حينئذ ؛ وليذا لما ذلك فضل اهلل يؤتيو : ) ) عن ذلك ، قال ) ا النبي يألو

( ( .من يشاء ومن زعم من الصوفية أنو أراد أن الفقر فضل اهلل ، فقد

.اخطأ ، وقال ما ال يعمم وقد دل الحديث عمى فضل التسبيح والتحميد والتكبير

.خمف كل صالة ثالثا وثالثين

ي ، وذكر وخرجو مسمم من طريق بن عجالن ، عن سمأن المختمفين ىم سمي وبعض أىمو ، وان القائل : فيو

: لو ىو أبوه أبو صالح السمان ، وأن ابن عجالن قال حدثت بيذا الحديث رجاء بن حيوة ، فحدثني بمثمو عن

.أبي صالح -( ( الصحيح ) ) وخرجو البخاري في أواخر كتابو

سناد ، من طريق ورقاء ، عن سمي بيذا اإل -أيضا تسحبون في دبر كل صالة : ) ) بنحوه ، ولكن قال فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .عشرا ، وتحمدون عشرا ، وتكبرون عشرا : قال . تابعو عبيد اهلل بن عمر ، عن سمي : وقال

ورواه جرير . ورواه ابن عجالن عن سمي ورجاء بنحيوة فيع ، عن أبي صالح ، عن أبي ، عن عبد العزيز بن ر

ورواه سييل ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، عن . الدرداء

.انتيى ) . النبي .المتابعة عمى إسناده : ومراده

ورواية عبيد اهلل بن عمر ، ىي التي خرجيا في ىذا .الباب

ورواية ابن عجالن ، ىي التي خرجيا مسمم ، كما .ذكرناه

بمثل حديث ابن -أيضا -جيا مسمم ورواية سييل ، خر : يقول سييل : عجالن ، عن سمي ، وزاد في الحديث

إحدى عشرة إحدى عشرة ، فجميع ذلك كمو ثالثة .وثالثون

عن : وأما رواية جرير التي أشار إلييا البخاري ، قولو أبي صالح ، عن أبي

م أبو األحوص سال -أيضا -الدرداء ، فقد تابعو عمييا .بن سميم ، عن عبد العزيز

أنو وىم ، فإن أبا صالح إنما يرويو عن أبي : والظاىر ىريرة ، ال عن أبي الدرداء ، كما رواه عنو سمي وسييل

.ورجاء ابن حيوة

نما رواه عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي عمر الصيني وا ، عن أبي الدرداء ، كذلك رواه الثوري ، عن عبد العزيز

.قالو أبو زرعة ، والدارقطني : -وىو أصح ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وأما ألفاظ الحديث ، فيي مختمفة ففي رواية عبيد اهلل بن عمر التي خرجيا البخاري

تسبحون وتحمدون وتكبرون ثالثا : ) ) ىاىنا سبحان اهلل ، : ) ) ، وفسره بأنو يقول ( ( وثالثين حتى يكون منين كمين ثالثا ( ( هلل ، واهلل أكبر والحمد

.وثالثين وقد تبين أن المفسر لذلك ىو أبو صالح ، وىذا يحتمل

:أمرين أنو يجمع بين ىذه الكممات الثالث ، فيقوليا : أحدىما

.ثالثا وثالثين مرة ، فيكون مجموع ذلك تسعا وتسعين

فيكون مجموع أنو يقوليا إحدى عشرة مرة ،: والثاني .ذلك ثالثا وثالثين

وىذا ىو الذي فيمو سييل ، وفسر الحديث بو ، وىو .أيضا -ظاىر رواية سمي ، عن أبي صالح

ولكن ؛ قد روي حديث أبي ىريرة من غير ىذا الوجو :صريحا بالمعنى األول

فخرج مسمم من حديث سييل ، عن أبي عبيد المذحجي ، وعن -بن عبد الممك وحاجبو مولى سميمان : وىو -

: ، قال ) عطاء بن يزيد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي من سبح في دبر كل صالة ثالثا وثالثين ، وحمد ) )

اهلل ثالثا وثالثين ، وكبر اهلل ثالثا وثالثين ، فتمك تسعة ال إلو إال اهلل وحده ال : وتسعون ، وقال تمام المائة

ولو الحمد ، وىو عمى كل شيء شريك لو ، لو الممك ،ن كانت مثل زبد البحر ( ( .قدير ، غفرت خطاياه ، وا

موقوفا عمى أبي -وقد روي عن سييل بيذا اإلسناد .ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-عن أبي عبيد ( ( الموطإ ) ) وكذا رواه مالك في .موقوفا

من طريق مالك ( ( صحيحو) ) وخرجو ابن حبان في .مرفوعا -

.والموقوف عن مالك أصح بنحو ىذا المفظ ( ( اليوم والميمية ) ) وخرجو النسائي في

، من رواية ابن عجالن ، عن سييل ، عن أبيو ، عن .مرفوعا -أبي ىريرة

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن حبان في ثني حسان حد: من طريق األوزاعي ( ( صحيحو ) )

حدثني أبو : حدثني محمد بن أبي عائشة : بن عطية يا رسول اهلل ، ذىب : قال أبو ذر : ىريرة ، قال

فذكر الحديث ، بمعناه ، -أصحاب الدثور باألجور تكبر اهلل دبر كل صالة ثالثا وثالثين ، : ) ) وقال فيو

وتحمده ثالثا وثالثين ، وتسبحو ثالثا وثالثين ، تختميا

بال إلو إال اهلل وحده ال شريك لو ، لو الممك ، ولو الحمد ، وىو عمى كل شيء قدير ، غفرت لو ذنوبو ، ولوكانت

( ( .مثل زبد البحر .فيذا ما في حديث أبي ىريرة من االختالف

التسبيح مائة مرة ، : وقدروي عنو نوع آخر ، وىو حميد مائة والتكبير مائة مرة والتيميل مائة مرة ، والت

.مرة بإسناد فيو ( ( كتاب اليوم والميمة ) ) وخرجو النسائي في

.ضعف .وروي موقوفا عمى أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بإسناد آخر عن أبي ( ( السنن ) ) وخرجو النسائي في من سبح في دبر صالة الغداة : ) ) -مرفوعا -ىريرة

يحة ، وىمل مائة تيميمة ، غفر لو ذنوبو ، ولو مائة تسب

( ( .كانت مثل زبد البحر التسبيح عشر : -موقوفا عميو -وروي عن أبي ىريرة

.، والتحميد عشر ، والتكبير عشر -عنو ( ( كتابو ) ) وقد تقدم أن البخاري خرجو في آر

.مرفوعا رة في ىذا من غير حديث أبي ىري) وقد روي عن النبي

:الباب أنواع أخر من الذكر التسبيح والتحميد والتكبير مائة ، فالتسبيح : فمنيا

والتحميد كل منيما ثالث وثالثون ، والتكبير وحده أربع .وثالثون

.خرجو مسمم من حديث كعب بن عجرة وخرجو اإلمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث زيد

.بن ثابت أن : مام أحمد من حديث أبي ذر ، لكن عنده وخرجو اإل

.التحميد ىو األربع ال : أن ابن عيينة قال : وخرجو ابن ماجو ، وعنده

.أدري أيتين أربع

التسبيح والتكبير والتحميد والتيميل مائة مرة ، : ومنيا من كل واحد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خمس وعشرون ام أحمد والنسائي والترمذي من حديث زيد وخرجو اإلم .بن ثابت

.وخرجو النسائي من حديث ابن عمر التسبيح ثالثا وثالثين ، والتحميد مثمو ، والتكبير : ومنيا

أربعا وثالثين ، فذلك مائة ، ويزيد عميين التيميل .عشرا

.خرجو النسائي والترمذي من حديث ابن عباس عشر مرات ، والتحميد مثمو ، والتكبير التسبيح: ومنيا

.مثمو ، فذلك ثالثون خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن

.ماجو من حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص من حديث ( ( اليوم والميمة ) ) وخرجو النسائي في

.سعد التكبير إحدى عشر مرة ، والتحميد مثمو ، : ومنيا

.والتيميل مثمو والتسبيح مثمو ، فذلك أربع وأربعون .خرجو البزار من حديث ابن عمر

سناده ضعيف ، فيو موسى بن عبيدة .وا ويجوز األخذ بجميع ما ورد من أنواع الذكر عقب

الصموات ، واألفضل أن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أحاديث ال ينقص عن مائة ، ألن أحاديثيا أصح .الباب

:واختمف في تفضيل بعضيا عمى بعض ، وسئل عن -في رواية الفضل بن زياد -فقال أحمد

التسبيح بعد الصالة ثالثة وثالثين أحب إليك ، أم خمسة .كيف شئت : وعشرين ؟ قال

التخيير بينيما : وظاىر ىذا : قال القاضي أبو يعمى .من غير ترجيح

أذىب إلى حديث : -ي بن سعيد في رواية عم -وقال .ثالث وثالثين .تفضيل ىذا النوع عمى غيره : وظاىر ىذا

االفضل أن تسبح ثالثا وثالثين ، : وكذلك قال إسحاق وتحمد ثالثا وثالثين ، وتكبر ثالثا وثالثين ، وتختم

وىو في دبر صالة الفجر آكد : قال . المائة يالتيميل ا ورد من فضيمة الذكر بعد من سائر الصموات ؛ لم .الفجر إلى طموع الشمس

.نقل ذلك عنو حرب الكرماني وىل األفضل أن يجمع بين التسبيح والتحميد والتكبير

في كل مرة ، فيقولين ثالثا وثالثين مرة ، ثم يختم بالتيميل ، أم األفضل أن يفرد التسبيح والتحميد والتكبير

عمى

حدة ؟ىل : رواية محمد بن ماىان ، وسألو في -قال أحمد

.ال يضيق : يجمع بينيما ، أو يفرد ؟ قال أنو مخير بين االفراد : وظاىر ىذا : قال أبو يعمى

.والجمع : يقول ىكذا : -في رواية أبي داود -وقال أحمد

سبحان اهلل ، والحمد هلل ، وال إلو إال اهلل ، واهلل اكبر ، .وال يقطعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا ترجيح منو لمجمع ، كما قالو أبو صالح ، لكن ذكر .التيميل فيو غرابة

مرسال -وقد روى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ال : ) ) أمرىم أن يقولوا دبر كل صالة ) ، أن النبي -

عشر إلو إال اهلل ، واهلل اكبر ، وسبحان اهلل ، والحمد هلل

( ( .مرات .األفضل أن يفرد كل واحد منيا : وقال إسحاق

: وىو اختيار القاضي أبي يعمى من أصحابنا ، قال :وىو ظاىر األحاديث ؛ لوجيين

( ( تسبحون وتحمدون وتكبرون : ) ) أنو قال : أحدىما إنيا لمترتيب ، فإن لم تقتض وجوبو : ، والواو قد قيل .أفادت استحبابو

رضي اهلل عنيم -أن ىذا مثل نقل الصحابة : والثاني ، وأنو تمضمض ثالثا ، واستنشق ) لوضوء النبي -

ثالثا ، وغسل وجيو ثالثا ، وذراعيو ثالثا ، وال خالف أنو غسل كل عضو من ذلك بانفراده ثالثا : في المراد

ثالثا ، قبل شروعو في الذي بعده ، ولم يغسل المجموع .، ثم اعاده مرةثانية ، وثالثة مرة ىذا عمى رواية من روي التسبيح ثالثا وثالثين ، : قمت

والتحميد ثالثا وثالثين ، والتكبير ثالثا وثالثين ظاىر ، تسبحون وتحمدون وتكبرون ) ) وأما رواية من روى

فمحتممة ، ولذلك وقع االختالف في ( ( ثالثا وثالثين

. فيم المواد منيا :الحديث الثالث

ثنا سفيان ، عن عبد : حدثنا محمد بن يوسف - الممك بن عمير ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أممى عمي : ، قال -كاتب المغيرة بن شعبة -وراد

كان يقول في ) المغيرة في كتاب إلى معاوية ، أن النبي إال اهلل ، وحده ال ال إلو : ) ) دبر كل صالة مكتوبة

شريك لو ، لو الممك ، ولو الحمد ، وىو عمى كل شيء قدير ، الميم ، ال مانع لما أعطيت ، وال معطي لما

( ( .منعت ، وال ينفع ذا الجد منك الجد وقال شعبة ، عن عبدالممك بن عمير بيذا ، وعن الحكم

.، عن القاسم بن مخيمرة ، عن وراد بيذا أسنده البخاري من طريق سفيان الثوري ، ىذا الحديث ،

عن عبد الممك بن .عمير ، عن وراد

مقو عن شعبة بإاالفضل سنادين :وع .بيذا اإلسناد -أيضا -عن عبد الممك : أحدىما عن الحكم ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن : والثاني .وراد

رواية شعبة ليذا الحديث غريبة لم تخرج في شيء من ( ( .مسند اإلمام أحمد ) ) الكتب الستة ، وال في

وخرجو مسمم من طريق عبدة بن أبي لبابة والمسيب بن .رافع وغيرىما ، عن وراد

وخرجو البخاري في موضع آخر من رواية المسيب ، بعد: ) ) وفي روايتو

( ( .السالم وخرجو اإلمام أحمد والنسائي من طريق مغيرة ، عن

عبي ، عنالش

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سمعت رسول اهلل : وراد ، أن المغيرة كتب إلى معاوية ال إلو إال اهلل ، : ) ) يقول عند انصرافو من الصالة )

وحده ال سريك لو ، لو المممك ، ولو الحمد ، وىو عمى .ثالث مرات -( ( كل شيء قدير

.وىذه زيادة غريبة ( ( .بيده الخير : ) ) روي في الحديث زيادة وقد

خرجيا اإلسماعيمي من طريق مسعر ، عن زياد بن .عالقة ، عن وراد

( ( .يحيى ويميت : ) ) زيادة -أيضا -وروي فيو تعميقا ، ولم يذكر -( ( كتابو ) ) ذكرىا الترمذي في

.رواتيا رجو البزار بيذه الزيادة من رواية ا بن عالقة ، عن وقد خ

عبد اهلل بن محمد بنبمثل حديث المغيرة -) عقيل ، عن جابر ، عن النبي

.، بيذه الزيادة

.وفي اسنادىا ضعف من حديث ابن عباس ، عن النبي -أيضا -وخرجو

( ( .بيده الخير : ) ) ، وفيو زيادة ) .وفي إسنادىا ضعف

( ( .حيى ويميت ي: ) ) وخرجو ابن عدي ، وزاد فيو .ىو غير محفوظ : وقال

رجو أبو مسمم الكجي في من حديث ( ( سننو ) ) وخ أبان بن أبي عياش ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ، وفيو ) عن أبي الجوزاء ، عن عائشة ، عن النبي ( ( .يحيي ويميت ، بيده الخير ) )

.وأبان ، متروك والحاكم ( ( صحيحو ) ) وابن حبان في وخرج النسائي

من حديث كعب األحبار ، عن صييب ، أن النبي

الميم ، : ) ) كان يقول عند انصرافو من الصالة ) أصمح لي ديني الذي جعمتو لي عصمة أمري ، وأصمح لي دنياي التي جعمت فييا معاشي ، الميم ، اني أعوذ

ن نقمتك بعفوك م] . . . [ برضاك من سخطك ، وأعوذ ، وأعوذ بك منك ، ال مانع لما أعطيت ، وال معطي لما

( ( .منعت ، وال ينفع ذا الجد منك الجد .وفي إسناده اختالف

ال ) كان النبي : وخرج مسمم من حديث عائشة ، قالت الميم ، أنت السالم ، : ) ) يقعد إال مقدار ما يقول

( ( . ومنك السالم ، تباركت ذا الجالل واإلكرام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا ذا الجالل : ) ) -أيضا -وفي رواية لو ( ( .واإلكرام كان النبي : من حديث ثوبان ، قال -أيضا -وخرج

إذا أراد أن ينصرف من صالتو استغفر ثالث مرات ، ) الميم ، أنت السالم ، ومنك السالم ، تبارك : ) ) ثم قال

يا ذا الجالل ) ) ، ( ( . ] . . . [ جالل واإلكرام ذا ال ( ( .واإلكرام

.وفي الذكر عقب الصموات المكتوبات أحاديث أخر وجميور أىل العمم عمى استحبابو ، وقد روي عن عمي

وابن عباس وابن الزبير وغيرىم ، وىو قول عطاء سحاق وغيرىم .والثوري والشافعي وأحمد وا

قميمة من الكوفيين ، وقد تقدم عن وخالف فيو طائفة عبيدة السمماني ، أنو عد التكبير عقب الصالة من البدع

، ولعمو أراد بإنكاره عمى مصعب ، أنو كان يقولو مستقبل القبمة قبل أن ينحرف ويجير ، كذلك ىو في

ذا صحت السنة بشيء ( ( كتاب عبد الرزاق ) ) ، وا .نيا وعمل بيا الصحابة ، فال تعدل ع

أصحابنا وأصحاب الشافعي الدعاء -أيضا -واستحب .عقب الصموات ، وذكره بعض الشافعية اتفاقا

) : قيل لرسول اهلل : واستدلوا بحديث أبي أمامة ، قال

جوف الميل اآلخر ، ودبر : ) ) أي الدعاء أسمع ؟ قال ( ( .الصموات المكتوبات

س .نو خرجو اإلمام أحمد والترمذي ، وحوخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث معاذ ،

: ال تدعن دبر كل صالة تقول : ) ) قال لو ) أن النبي ( ( .الميم أعني عمى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

يدعو اإلمام : وقال طائفة من أصحابنا ومن الشافعية لممأمومين عقب صالة الفجر والعصر ؛ ألنو ال تنفل

.ما بعدىأنو يجير بو ، ويؤمنون عميو ، وفي : فظاىر كالميم

.ذلك نظر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عقب الصالة ) وقد ذكرنا فيما تقدم حديث دعاء النبي جيرا ، وأنو ال يصح ، ولم يصح في ذلك شيء عن

.السمف والمنقول عن اإلمام أحمد أنو كان يجير ببعض الذكر

لصالة ، ثم يسر بالباقي ، ويعقد التسبيح والتكبير عقب ا .والتحميد سرا ، ويدعو سرا

ومن الفقياء من يستحب لإلمام الدعاء لممأمومين عقب واهلل . كل صالة ، وليس في ذلك سنة وال أثر يتبع

.أعمم :وفي بعض نسخ البخاري

.الجد غنى : وقال الحسن ، ( ( ينفع ذا الجد منك الجد وال : ) ) وىذا تفسير لقولو

الغنى : المراد بو في ىذا الحديث -بفتح الجيم -والجد .ال ينفع ذا الغنى منك غناه : ، والمعنى

وما أموالكم وال أوالدكم بالتي : ) وىذا كقولو تعالى بكم عندنا زلفى يوم ال : ) ، وقولو [ : سبأ ) ] تقر [ . : الشعراء ) ] ينفع مال وال بنون

:وقدروي تفسير الجد بذلك مرفوعا : ، عن أبي جحيفة ، قال ( ( سنن ابن ماجو ) ) ففي

الة ، فقال ) ذكرت الجدود عند رسول اهلل وىو في الصجد فالن في : وقال آخر . جد فالن في الخيل : رجل

: جد فالن في الغنم ، وقال آخر : االبل ، فقال آخر صالتو ، ) جد فالن في الرقيق ، فمما قضى رسول اهلل

الميم ، ربنا لك : ) ) ورفع رأسو من آخر الركعة ، قال الحمد ، ملء السماوات وملء األرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، الميم ، ال مانع لما أعطيت ، وال معطي

لما منعت ، وال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صوتو ) ، وطول رسول اهلل ( ( ينفع ذا الجد منك الجد .بالجد ؛ ليعمم أنو ليس كما يقولون

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يستقبل اإلمام الناس إذا سمم :فيو ثالثة أحاديث

:األول جرير بن ثنا: حدثنا موسى بن إسماعيل - كان : ثنا أبو رجاء ، عن سمرة بن جندب ، قال : حازم

.إذا صمى صالة أقبل عمينا بوجيو ) رسول اهلل ( ( الجنائز ) ) ىذا أول حديث طويل ، ساقو بتمامو في

االقبال ) دليل عمى أن عادة النبي : ومواضع أخر وفيو .عمى الناس بوجيو بعد الصالة

:الحديث الثاني حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن -

صالح بن كيسان ، عنعبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة بن مسعود ، عن زيد ابن

صالة ) صمى لنا رسول اهلل : خالد الجيني ، أنو قال الصبح بالحديبية عمى إثر سماء كانت من الميمة ، فمما

رون ماذا ىل تد: ) ) انصرف أقبل عمى الناس ، فقال : قال . اهلل ورسولو أعمم : قالوا ( ( قال ربكم ؟

.الحديث -( ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) ) إن شاء اهلل -( ( االستسقاء ) ) وسيأتي بتمامو في

.تعالى بعد انصرافو من صالة ) إقبالو : والمقصود منو ىاىنا .بعد فراغو منيا : الصبح ، والمعنى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثالث أنا حميد ، : سمع يزيد : ثنا عبد اهلل بن منير -

أخر: عن أنس ، قال الصالة ذات ليمة إلى شطر الميل ، ثم خرج ) رسول اهلل

إن : ) ) عمينا ، فمما صمى أقبل عمينا بوجيو ، فقال نكم لن تزا لوا في صالة ما الناس قد صموا ورقدوا ، وا

( ( .انتظرتم الصالة بسياق أتم من ( ( وقت العشاء : باب ) ) قد تقدم في

.ىذا .بوجيو بعد الصالة ) إقبالو : والمقصود منو ىاىنا

من حديث البراء بن ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في أحببنا ) كنا إذا صمينا خمف رسول اهلل : عازب ، قال

.؛ ليقبل عمينا بوجيو أن نكون عن يمينو رب قني عذابك يوم تبعث : ) ) فسمعتو يقول : قال

.أيضا -ذكر الدعاء بعد الصالة : وفيو -( ( عبادك وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من

صميت خمف رسول اهلل : حديث يزيد بن األسود ، قال .، فكان إذا انصرف انحرف )

.وصححو الترمذي .فصمى ، ثم انحرف : وفي رواية بعضيم

أنا ابن جريج ، عن عطاء ، : وروى عبد اهلل بن فروخ ، ) صميت مع رسول اهلل : عن أنس بن مالك ، قال

فكان ساعة يسمم يقوم ، ثم صميت مع أبي بكر ، فكأن .إذا سمم وثب مكانو ، كانو يقوم عمى رضف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو البييقي تفرد بو عبد اهلل بن فروخ المصري ، ولو أفراد ، : وقال

.واهلل أعمم ، ( ( صحيحو ) ) وثقو قوم ، وخرج لو مسمم في : قمت

.وتكمم فيو آخرون عن ابن جريج ، ( ( كتابو ) ) وقد رواه عبد الرزاق في

. فذكر الحديث بتمامو -نبئت عن أنس بن مالك : قال .وىذا أصح عن أبي الضحى ، عن : والمشيور : قال البييقي

كان أبو بكر الصديق إذا سمم قام كأنو : مسروق ، قال .جالس عمى الرضف

.وروينا عن عمي ، أنو سمم ثم قام : قال ثم خرج بإسناده ، عن خارجة بن زيد ، أنو كان يعيب

السنة في : عمى األئمة جموسيم بعد أن يسمموا ، ويقول .ذلك أن يقوم اإلمام ساعة يسمم

.وروينا عن الشعبي والنخعي ، أنيما كرىاه : قال .واهلل أعمم . ويذكر عن عمر بن الخطاب

وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح ، عن ابن عمر ، .كان اإلمام إذا سمم انكفت وانكفتنا معو : قال

فميقم ، إذا سمم اإلمام : وعن ابن مسعود ، قال .ولينحرف عن مجمسو

.وعنو ، أنو كان إذا سمم قام عن مجمسو أو انحرف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وممن روي عنو ، أن اإلمام ينحرف ويستقبل القوم .عمي بن أبي طالب وطمحة والزبير : بوجيو

إذا سمم اإلمام ثم استقبل القبمة : وقال النخعي .فأحصبوه

.ه ذلك الثوري وأحمد وغيرىما من العمماء وكر ولم يرخص في إطالة استقبال اإلمام القبمة بعد سالمو

لمذكر والدعاء إال بعض المتأخرين ممن ال يعرف السنن واآلثار ، ومنيم من استحب في عقب صالة الفجر أن

.يأتي بالتيميل عشر مرات بن ذكره طائفة من أصحابنا وغيرىم ، لما روى شير

حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي ذر ، أن من قال في دبر صالة الفجر : ) ) قال ) رسول اهلل

ال إلو إال اهلل ، وحده ال : وىو ثان رجمو قبل أن يتكمم شريك لو ، لو الممك ، ولو الحمد ، يحيي ويميت ، وىو

كتب لو عشر -عشر مرات -عمى كل شيء قدير حي عنو عشر سيئات ، ورفع لو عشر حسنات وم

درجات ، وكان يومو ذلك في حرز من كل مكروه ، وحرس من الشيطان ، ولم ينبغ لذنب أن يدركو في ذلك

( ( .اليوم ، إال الشرك باهلل

رجو الترمذي بيذا المفظ ، وقال حسن غريب : خ .صحيح

رجو النسائي في .حوه بن( ( اليوم والميمة ) ) وخمن وجو آخر من حديث شير ، عن -أيضا -وخرجو

بنحوه -) عبد الرحمن ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي ، إنما( ( وىو ثان رجمو : ) ) ، ولم يذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، وذكر في صالة العصر ( ( قبل أن يتكمم : ) ) قال

.مثل ذلك -أحمد من حديث شير ، وعن ابن غنم وخرجو اإلمام من قال من قبل أن ينصرف ويثني ) ) مرسال ، وعنده

.وذكر الحديث -( ( رجمو من صالة المغرب والصبح وشير بن حوشب ، مختمف فيو ، وىو كثير االضطراب

.، وقد اختمف عميو في إسناد ىذا الحديث كما ترى

.ريرة عنو ، عن ابن غنم عن أبي ى: وقيل .عن شير ، عن أبي أمامة : وقيل

.االضطراب فيو من قبل شير : قال الدارقطني من وجوه أخر ، كميا ) وقد روي نحوه عن النبي

.ضعيفة : وحكى بعض أصحاب سفيان الثوري ، عنو ، أنو قال يستحب لإلمام إذا صمى أن ال يجمس مستقبل القبمة ،

إال في العصر بل يتحول من مكانو أو ينحرف ، .والفجر

ولم يأخذ اإلمام أحمد بحديث أبي ذر ، فإنو ذكر لو ىذا أعجب إلي أن ال يجمس ، ألن النبي : الحديث ، فقال

.كان إذا صمى الغداة أقبل عمييم بوجيو ) أن ىذا أصح من حديث شير بن حوشب ىذا ، : يعني

قبل أن يثنى : ) ) مع أنو ليس في جميع رواياتو .، بل في بعضيا ( ( مو رج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - مكث اإلمام في مصاله بعد السالم

ثنا شعبة ، عن أيوب ، عن نافع : وقال لنا آدم - كان ابن عمر يصمي في مكانو الذي صمى فيو : ، قال

.الفريضة .وفعمو القاسم

ال يتطوع اإلمام : ) ) -رفعو -ويذكر عن أبي ىريرة .ولم يصح ( ( . في مكانو

ىذا الذي ذكر أنو ال يصح ، خرجو اإلمام وأبو داود وابن ماجو من رواية ليث ، عن حجاج بن عبيد ، عن

، ) إبراىيم ابن إسماعيل ، عن أبي ىريرة ، عن النبي أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر ، أو عن : ) ) قال

.في السبحة : يعني -( ( صالة يمينو أو شمالو في ال .وليس في ىذا ذكر اإلمام ، كما أورده البخاري

وضعف إسناده من جية ليث بن أبي سميم ، وفيو

ومن جية إبراىيم بن إسماعيل ، ويقال . ضعف مشيور إسماعيل بن إبراىيم ، وىو حجازي ، روى عنو : فيو

.مجيول : ي قال أبو حاتم الراز . عمرو بن دينار وغيره وكذا قال في حجاج بن عبيد ، وقد اختمف في اسم

.أبيو .أيضا -واختمف في إسناد الحديث عمى ليث

من حديث عطاء -أيضا -وخرج أبو داود وابن ماجو الخراساني ، عن المغيرة بن شعبة ، أن رسول اهلل

ال يصمي اإلمام في مقامو الذي: ) ) قال )

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

( ( .صمى فيو المكتوبة حتى يتنحى عنو .وعطاء الخراساني لم يدرك المغيرة : وقال أبو داود

وقد اختمف العمماء في تطوع اإلمام في مكان صالتو قالو بعض : -بعد الصالة ، فأما قبميا فيجوز باالتفاق

:أصحابنا ، وبو قال فكرىت طائفة تطوعو في مكانو بعد صالتو

سحاق .األوزاعي والثوري وأبو حنيفة ومالك وأحمد وا .، أنو كرىو -رضي اهلل عنو -وروي عن عمي .كانوا يكرىونو : وقال النخعي

ورخص فيو ابن عقيل من أصحابنا ، كما رجحو .البخاري ، ونقمو عن ابن عمر والقاسم بن محمد

و وىو إمام ، فأما المروي عن ابن عمر ، فإنو لم يفعم .بل كان مأموما ، كذلك قال اإلمام أحمد ،

وأكثر العمماء ال يكرىون لممأموم ذلك ، وىو قول مالك .وأحمد

وقد خرج أبو داود حديثا يقتضي كراىتو من حديث أبي ، وكان أبو بكر ) صمى بنا رسول اهلل : رمثة ، قال

رجل قد وعمر يقومان فيالصف المقدم عن يمينو ، وكان ، ثم ) شيد التكبيرة األولى من الصالة ، فصمى نبي اهلل

سمم عن يمينو وعن يساره ، حتى رأيت بياض خديو ، ثم انفتل ، فقام الرجل الذي أدرك التكبيرة األولى من

الصالة ليشفع ، فوثب إليو عمر ، فاخذ بمنكبيو فيزه ، نو لم أجمس ؛ فإنو لم ييمك أىل الكتاب إال أ: ثم قال

: بصره ، فقال ) يكن بين صالتيم فصل ، فرفع النبي ( ( .أصاب اهلل بك يا بن الخطاب ) )

وىذا الحديث يدل عمى كراىة أن يصل المكتوبة بالتطوع بعدىا من غير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن فصل بالتسميم .فصل ، وا يد ، ما روى السائب بن يز : -أيضا -ويدل عميو

صميت مع معاوية الجمعة في المقصورة ، فمما : قال سمم قمت في مقامي فصميت ، فمما دخل أرسل إلي ،

ال تعد لما فعمت ، إذا صميت الجمعة فال تصميا : فقال أمرنا ) بصالة حتى تتكمم أو تخرج ؛ فإن رسول اهلل

بذلك ، أن ال توصل صالة بصالة حتى نتكمم أو

.نخرج .بمعناه -سمم خرجو م

وروى حرب بإسناده ، عن عطاء ، أنو قال فيمن صمى ال يصمي مكانو نافمة إال أن يقطع بحديث ، : المكتوبة

.أو يتقدم أو يتأخر إنما يجب ذلك عمى اإلمام ، أن : وعن األوزاعي ، قال .يتحول من مصاله

أدناه أن يزيل : فما يجزئ من ذلك ؟ قال : قيل لو : فإن ضاق مكانو ؟ قال : قيل لو . من مكانو قدميو

.فميتربع بعد سالمو ؛ فإنو يجزئو بإسناده ، عن ابن مسعود ، أنو كان : -أيضا -وروى

.إذا سمم قام وتحول من مكانو غير بعيد ثنا أبو المميح الرقي ، : ثنا محمد بن آدم : قال حرب

صمي النافمة كان ابن عمر يكره أن ي: عن حبيب ، قال في المكان الذي يصمي فيو المكتوبة ، حتى يتقدم أو

.يتأخر أو يتكمم .وىذه الرواية تخالف رواية نافع التي خرجيا البخاري

وقد ذكر قتادة ، عن ابن عمر ، أنو رأى رجال صمى في ال : مقامو الذي صمى فيو الجمعة ، فنياه عنو ، وقال

.أراك تصمي في مقامك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما يكره ذلك : فذكرتو البن المسيب ، فقال : قال سعيد .لإلمام يوم الجمعة إذا صميت الجمعة فال تصميا : وعن عكرمة ، قال

.بركعتين حتى تفصل بينيما بتحول أو كالم .خرجيما عبد الرزاق

مكانو أنو يكره في الجمعة أن يتنفل في : ومذىب مالك ن كان مأموما ، وأما من المسجد ، وال ينتقل منو وا اإلمام فيكره أن يصمي بعد الجمعة في المسجد بكل

.حال حديث ( ( : سنن حرممة ) ) وقد قال الشافعي في

السائب بن يزيد ، عن معاوية في ىذا ثابت عندنا ، وبو وىذا مثل قولو لمن صمى وقد أقيمت : قال . نأخذ

:الصالة كأنو أحب أن يفصميما منيا ( ( أصالتان معا ؟ ) )

حتى تكون المكتوبات منفردات مع السالم بفصل بعد .السالم

.اضطجع بعد ركعتي الفجر ) وقدروي أن النبي وروى الشافعي ، عن ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أنو كان يأمر إذا صمى

يتنفل بعدىا أن ال يتنفل حتى يتكمم المكتوبة ، فأراد أن .أو يتقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىذا حديث صحيح : قال ابن عبد البر إذا صميت المكتوبة ، ثم اردت أن : وقال الشعبي : قال

.تتطوع ، فاخط خطوة وأي : وخالف ابن عمر ابن عباس في ىذا ، وقال

؟فصل أفصل من السالم أن ىذا كمو : وقد ذكر الفقياء من أصحابنا والشافعية

خالف األولى من غير كراىة فيو ، وحديث معاوية يدل .عمى الكراىة - رحمو اهلل -قال البخاري

ثنا : ثنا إبراىيم بن سعد : حدثنا أبو الوليد - الزىري ، عن ىند بنت الحارث ، عن أم سممة ، أن

.سمم مكث في مكانو يسيرا كان إذا ) رسول اهلل لكي ينفذ من -واهلل أعمم -فنرى : قال ابن شياب

.ينصرف من النساء حدثني : أنا نافع بن يزيد : وقال ابن أبي مريم -

: جعفر بن ربيعة ، أن ابن شياب كتب إليو ، قال حدثتني ىند ابنت الحارث الفراسية ، عن أن سممة زوج

كان يسمم : ، قالت -واحباتيا وكانت من ص -) النبي ، فينصرف النساء فيدخمن في بيوتين من قبل أن

) .ينصرف رسول اهلل ثم ذكر روايات أخر عن الزىري ، حاصميا يرجع إلى

:قولين في نسبة ىند بنت الحارث ( ( .الفراسية : ) ) منيم من قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .القرشية ) : )ومنيم من قال انيا فراسية بالنسب ، قرشية بالحمف ، كانت : وقيل

.تحت معبد بن المقداد بن األسود كان يمكث في ) دليل عمى أن النبي : وفي الحديث

نما كان يمكث المسجد بعد تسميمو من الصالة يسيرا ، وا بعد إقبالو عمى الناس بوجيو ، ال يمكث مستقبال لمقبمة ،

يجمع بين ىذا الحديث واألحاديث المذكورة في وبيذا .الباب الماضي

ما خرجو : ويدل عمى أنو كان يجمس قبل انصرافو يسيرا

رمقت الصالة : مسمم من حديث البراء بن عازب ، قال ، فوجدت قيامو ، فركعتو ، فاعتدالو بعد ) مع النبي

ركوعو ، فسجدتو ، فجمستو بين السجدتين ، فسجدتو ، .فجمستو ما بين التسميم واالنصراف قريبا من السواء

صريح في أنو كان يجمس بعد تسميمو : فيذا الحديث قريبا من قدر ركوعو أو سجوده أو جموسو بين السجدتين

.، ثم ينصرف بعد ذلك كان : من حديث عائشة ، قالت -أيضا -وخرج مسمم

الميم ، : ) ) يقول إذا سمم لم يقعد إال مقدار ما) النبي أنت السالم ، ومنك السالم ، تباركت ذا الجالل

( ( .واالكرام وقد سأل أبو داود اإلمام أحمد عن تفسير حديث عائشة

أنو يجمس في مقعده حتى ينحرف ؟ : ، وىل المعنى .ال أدري : قال

ىل المراد جموسو مستقبل القبمة يسيرا ؟: فتوقف

(/)

"""""" ة رقم صفح"""""" صميت خمف أبي عبد اهلل : وقال أبو يحيى الناقد : قال ، فكان إذا سمم من الصالة لبث ىنية -أحمد : يعني -

) .فظننتو يقول ما روي عن النبي : قال . ، ثم ينحرف فحكى القاضي في كراىة جموس اإلمام مستقبل القبمة

.بعد سالمو يسيرا روايتين عن أحمد أن : نصوص عن أحمد في تكبير أيام التشريق والم

اإلمام يكبر مستقبل القبمة قبل أن ينحرف ، وحكاه عن .النخعي

.والعمل عمى ذلك : قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر .وىذا يدل عمى أنو يستحب اليسير لإلمام قبل انحرافو

إنما يكبر اإلمام : ومن المتأخرين من أصحابنا من قال استقبالو لمناس ، واستدلوا فيو بحديث مرفوع ، ال بعد

.يصح إسناده والمنقول عن السمف يدل عمى أن اإلمام ينحرف عقب

.سالمو ، ثم يجمس إن شاء

عن معمر ، عن أبي ( ( كتابو ) ) روى عبد الرزاق في : إسحاق ، عن أبي األحوص ، عن ابن مسعود ، قال

: قمت . ف عن مجمسو إذا سمم اإلمام فميقم ولينحر : يجزئو ينحرف عن مجمسو ويستقبل القبمة ؟ قال

.االنحراف يغرب أو يشرق ، عن غير واحد .واهلل أعمم . وكان المسئول معمرا

ليس من : بإسناده ، عن مجاىد ، قال -أيضا -وروى السنة أن يقعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بعد إن شاء حتى يقوم ، ثم يقعد .وعن سعيد بن جبير ، أنو كان يفعمو

-قد كان يجمس اإلمام بعد ما يسمم : وعن عطاء ، قال .قدر ما ينتعل نعميو -االنصراف : التسميم : وأقول أنا

وعن عبيدة ، أنو قال لما سمع مصعبا يكبر وييمل بعد

.دع مالو ، قاتمو اهلل ، نعار بالب: صالتو مستقبل القبمة الجموس بعد الفجر ، فإنو لو جمس : ويستثنى من ذلك

اإلمام بعد استقبالو الناس إلى أن تطمع الشمس كان .حسنا عن جابر بن سمرة ، أن ( ( صحيح مسمم ) ) ففي كان ال يقوم من مصاله الذي يصمي فيو الصبح ) النبي

.أو الغداة حتى تطمع الشمس ، فإذا طمعت قام إسناده ، عن النخعي ، أنو كان إذا سمم قام وروى وكيع ب

ليس : فقيل لو في ذلك ؟ فقال . ، إال الفجر والعصر .بعدىما صالة

في اإلمام إذا صمى يقوم الفجر أو العصر -قال أحمد .أعجب إلي أن ينحرف ، وال يقوم من موضعو : -

وكان أحمد إذا صمى بالناس الصبح جمس حتى تطمع .الشمس

.ال يعجبني : جموسو بعد الظير ، فقال أحمد فأما أنو يستحب بعد : ظاىر كالمو : قال القاضي أبو يعمى

.الصالة التي ال يتطوع بعدىا ، وال يستحب بعد غيرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : وروى الخالل بإسناده ، عن عابد الطائي ، قال : قال

إلمام في مصاله بعد صالة كانوا يكر ىون جموس ايصمي بعدىا ، فإذا كانت صالة ال يصمى بعدىا فإن

ن شاء جمس .شاء قام ، وا أن المستحب لإلمام أن : وحكي عن أصحاب الشافعي

.يقوم وال يجمس في كل الصموات عمى أنو ( ( المختصر ) ) وقد نص الشافعي في

لإلمام أن يقوم عقب سالمو إذا لم سكن خمفو يستحب .نساء

فأما المأموم فال يكره لو الجموس بعد الصال ة في مكانو ، يذكر اهلل ، حصوصا بعد الصبح والعصر ، وال نعمم

.في ذلك خالفا وقد صح الحديث في أن المالئكة تصمي عمى العبد ما

، ووردت دام في مصاله ، ما لم يحدث ، وقد سبق ذكره أحاديث في الجموس بعد الصبح والعصر ، وكان السمف

.الصالح يحافظون عميو ومتى أطال اإلمام الجموس في مصاله ، فإن لممأموم ان

ينصرف ويتركو ، وسواء كان جموسو مكروىا أو غير .مكروه

إذا فرغ اإلمام ولم يقم ولم ينحرف ، : قال ابن مسعود .لك حاجة فاذىب ودعو ، فقد تمت صالتك وكانت

.خرجو عبد الرزاق كالمو بمنزلة قيامو ، : وذكر بإسناده عن عطاء ، قال .فإن تكمم فميقم المأموم إن شاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يطل اإلمام الجموس ، فالسنة أن ال يقوم المأموم وا ا قال الزىري والحسن وقتادة حتى يقوم اإلمام ، كذ

.وغيرىم .إنما جعل اإلمام ليؤتم بو : وقال الزىري

يشير إلى أن مشروعية االقتداء بو ال تنقطع إال .بانصرافو

، ) عن أنس ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أييا الناس ، إني إمامكم ، فال تسبقوني : ) ) قال

( ( .م وال باالنصراف بالركوع وال بالسجود وال بالقياوحديث أم سممة المخرج في ىذا الباب يدل عميو ، فإن

كان يجمس يسيرا حتى ينصرف النساء ، فال ) النبي يختمط بين الرجال ، وىذا يدل عمى أن الرجال كانوا

.يجمسون معو ، فال ينصرفون إال مع انصرافو :وقد روي ذلك صريحا في ىذا الحديث

رجو البخار ي فيما بعد من رواية يونس ، عن ابن خإن النساء كن إذا سممن من الصالة : شياب ، ولفظو

ومن معو من الرجال ما شاء اهلل ) قمن وثبت رسول اهلل .قام الرجال ) ، فإذا قام رسول اهلل

لم يكن يدعو ) دليل عمى أن النبي : وفي ىذا الحديث

نو لو كان بعد فراغ صالتو دعاء عاما لممأمومين ، فإكذلك الشترك في حضوره الرجال والنساء ، كما أمر

: بشيود النساء العيدين حتى الحيض ، وقال ، فمو كان عقب ( ( يشيدن الخير ودعوة المسممين ) )

.أيضا -الصالة دعاء عام لشيده النساء مع الرجال فإن قام اإلمام قبل ذلك ( ( : األم ) ) وقال الشافعي في

س أطول من، أو جم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولممأموم أن ينصرف إذا : قال . ذلك ، فال شيء عميو قضى اإلمام السالم قبل قيام اإلمام ، وتأخيره حتى

.ينصرف بعد انصراف اإلمام أو معو أحب إلي .كراىة ذلك ، كما تقدم : وظاىر كالم كثير من السمف

لممالكية ، وال يقيم اإلمام ( ( تيذيب المدونة) ) وفي

في مصاله إذا سمم ، إال أن يكون في سفر أو فنائو ، ن شاء تنحى وأقام .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من صمى بالناس فذكر حاجة فتخطاىم

ثنا عيسى بن يونس ، : حدثنا محمد بن عبيد - ي مميكة ، عن عقبة أخبرني ابن أب: عن عمر بن سعيد

بالمدينة العصر ، فسمم ) صميت وراء رسول اهلل : ، قال ، ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلي بعض حجر نسائو ، ففزع الناس من سرعتو ، فخرج عمييم ، فرأى

ذكرت شيئا من تبر : ) ) أنيم عجبوا من سرعتو ، فقال ( .( عندنا ، فكرىت أن يحبسني ، فأمرت بقسمتو

دليل عمى أن اإلسراع بالقيام عقب السالم من : فيو ، وليذا تعجبوا من ) غير تميل لم يكن من عادة النبي

سرعتو في ىذه المرة ، وعمم منيم ذلك ، فمذلك أعمميم .بعذره ن : وفيخ دليل عمى أن التخطي لإلمام لحاجة جائز ، وا

كان بعد فراغو من الصالة ، كما لو أن يتخطى ، وأما غيره ، فيكره -أيضا -الصفوف في حال دخولو

.لو ذلك .أيضا -وظاىر كالم أحمد أنو يكره لإلمام

سألت أبا عبد اهلل عن الرجل : قال إسحاق بن ىانئ يصمي بالقوم ، فإذا فرغ من الصالة خرج من بين رجمين

نعم ، وأحب إلى أن يتنحى عن : ، أفيو متخط ؟ قال يال حتى ينصرف النساء ، فإن خرج مع الحائط القبمة قم

.فيذا ليس بمتخط : كراىة تخطييم لإلمام ، وقد يكون مراده : وظاىر ىذا

.إذا لم يكن لو حاجة تدعوه إلى ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىو قطع الذىب قبل أن يضرب : والتبر

رىا من أنو كان من مال الصدقة أو غي: والظاىر .األموال التي يجب قسمتيا عمى المساكين ونحوىم رجو البخاري في موضع آخر ، وذكر فيو أنو : وقد خ

كرىت أن أبيتو ، : ) ) كان تبرا من الصدقة ، وقال ( ( .فقسمتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - االنفتال واالنصراف عن اليمين والشمال

ينفتل عن يمينو وعن يساره ، ويعيب عمى وكان أنس .االنفتال عن يمينو -أو يعمد -من يتوخى

ىو االنحراف عن جية القبمة إلى الجية التي : االنفتال .يجمس الييا اإلمام بعد انحرافو ، كما سبق ذكره

.حكم االنصراف بالقيام نم محل الصالة : وحكمو .وقد نص عميو إسحاق وغيره

البخاري ، عن أنس ، أنو كان ينفتل عن يمينو وقد ذكر -ويساره ، ويعيب عمى من يتوخى االنفتال عن يمينو

.يتحراه ويقصده : يعني من رواية أبي األوبر ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

ينفتل عن ) كان النبي : الحارثي ، عن أبي ىريرة ، قال .يمينو وشمالو

من حديث عمرو بن وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو شعيب ، عن أبيو ، عن

ينفتل عن يمينو وعن يساره ) رأيت النبي : جده ، قال .في الصالة

: بدل ( ( ينصرف : ) ) وفي رواية لإلمام أحمد ( ( .ينفتل ) )

وخرج مسمم في ىذا الباب حديث البراء بن عازب ، أحببنا أن نكون) كنا إذا صمينا خمف رسول اهلل : قال

.عن يمينو فيقبل عمينا بوجيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم يقبل عمينا : ) ) وخرجو من رواية أخرى ليس فييا ( ( .بوجيو

ولكن روي تفسير ىذه المفظة بالبداءة بالتفاتو إلى جية .اليمين بالسالم

( ( حديث مسعر من جمعو ) ) خرجو اإلسماعيمي في كان يعجبنا أن نصمي مما يمي يمين رسول : ، ولفظو

.، ألنو كان يبدأ بالسالم عن يمينو ) اهلل أنو كان يبدأ بمن عمي يمينو ، : وفي رواية أخرى لو

.فيسمم عميو -أحمد : يعني -كان أبو عبداهلل : قال أبو داود

.ينحرف عن يمينو كان أحمد يقعد ناحية اليسرى ، : قال ابن منصور

.ند ويتسا

وىما متفقان ؛ ألنو إذا انحرف : قال القاضي أبو يعمى .عن يمينو حصل جموسو ناحية يساره

تدبرت : سمعت يقول : وقال ابن أبي حاتم : قال الناس بوجيو ) االحاديث التي رويت في إستقبال النبي

.، فوجدت انحرافو عن يمينو أثبت .لقبمة يجمس عن يسرة ا: وقال ابن بطة من أصحابنا

ونقل حرب ، عن إسحاق ، أنو كان يخير في ذلك .كاالنصراف

. التخيير كقول إسحاق : أحدىما : ولمشافعية وجيان .أن االنفتال عن يمينو أفضل : والثاني

:ثم ليم في كيفيتو وجيان أنو يدخل يمينو : -وحكوه عن أبي حنيفة -أحدىما

في المحراب ويساره إلى .عمى يمين المحراب الناس ، ويجمس

.بالعكس : -وىو أصح عند البغوي وغيره -والثاني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واستدلوا لو بحديث البراء بن عازب الذي خرجو مسمم فيو قيام المصمي وذىابو من موضع : وأما االنصراف

صالتو إلى حاجتو ، فيذىب حيث كانت حاجتو ، سواء ت من وجية اليمين أو اليسار ، وال يستحب لو أن كان

يقصد جية اليمين مع حاجتو إلى غيرىا ، ىذا قول جميور العمماء ، وروي عن عمي وابن مسعود وابن

سحاق .عمر والنخعي وعطاء والشافعي وأحمد وا نما كان أكثر انصراف النبي عن يساره ؛ ألن بيوتو ) وا

.كانت من جية اليسار ر جو اإلمام أحمد مصرحا بذلك من رواية ابن وقد خ

إسحاق ، عن عبد الرحمن بن األسود ، عن أبيو ، أن كان عامة ما ينصرف ) ابن مسعود حدثو ، أن النبي

.من الصالة عمى يساره إلى الحجرات فإن لم يكن لو حاجة في جية من الجيات ، فقال

إلى اليمين انصرافو : الشافعي وكثير من أصحابنا

.كان يعجبو التيمن في شأنو كمو ) أفضل ، فإن النبي سألت : وحمل بعضيم عمى ذلك حديث السدي ، قال

كيف أنصرف إذا صميت عن يميني أو عن : أنسا ينصرف ) أما أنا فأكثر ما رأيت النبي : يساري ؟ فقال

.عن يمينو .خرجو مسمم

ن ، وقد تكمم فيو إسماعيل بن عبد الرحم: والسدي ، ىو غير واحد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وعن يحيى فيو روايتان . ووثقو أحمد وغيره ولم يخرج لو البخاري ، وأظنو ذكر ىاىنا األثر الذي . عمقو عن أنس ليعمل بو ىذا الذي رواه عنو السدي

.واهلل أعمم : العمماء وحكى ابن عبد البر ، عن الحسن وطائفة من

.أن االنصراف عن اليمين أفضل وقد حكاه ابن عمر عن فالن ، وأنكره عميو ، ولعمو يريد

.رضي اهلل عنيما -بو ابن عباس سواء ، ولم يفرق : أييما يستحب ؟ قال : وسئل عطاء

.بين أن يكون لو حاجة ، أو ال أن . وخرج اإلمام أحمد والنسائي من حديث عائشة

.كان ينصرف عن يمينو وشمالو ) النبيوىو من رواية بقية ، عن الزبيدي ، أن مكحوال حدثو ،

.إن مسروق بن االجدع حدثو ، عن عائشة .وىذا إسناد جيد

-وىو ثقة ثبت -لكن رواه عبد اهلل بن سالم الحمصي ، عن الزبيدي ، عن سميمان بن موسى ، عن مكحول

.بيذا اإلسناد .وقولو أشبو بالصواب : لدارقطني قال ا

.وسميمان بن موسى ، مختمف في أمره كان رسول : وروى قبيصة بن اليمب ، عن أبيو ، قال

يؤمنا ،) اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فينصرف عمى جانبيو جميعا ، عن يمينو وشمالو .رمذي خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو والت

.حديث حسن ، وعميو العمل عند أىل العمم : وقال ) .قال وصح األمران عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما جاء في الثوم النئ والبصل والكراث

من أكل الثوم والبصل ، من الجوع ) : ) ) وقول النبي ( ( .أو غيره ، فال يقربن مسجدنا

:عن ابن عمر ، وجابر ، وأنس : ج فيو خر

:فاما حديث ابن عمر :فقال حدثني : ثنا يحيى ، عن عبيد اهلل : ثنا مسدد -

في غزوة -قال ) نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي الثوم : يعني -من أكل من ىذه الشجرة : ) ) -خيبر

( ( .فال يقربن مسجدنا - ( ( .فال يقربن المساجد ) ) :وخرجو مسمم ، ولفظو

وىذا صريح بعموم المساجد ، والسياق يدل عميو ؛ فإنو ، إنما كان يصمي ) لم يكن بخيبر مسجد بني لمنبي .بالناس في موضع نزولو منيا

أنو نصب : وقد روي ، أنو أتخذ بيا مسجدا ، والظاىر احجارا في مكان ، فكان يصمي بالناس فيو ، ثم قد نيى

.ن أكل الثوم عن قربان موضع صالتيم مما خرجو مسمم من حديث أبي نضرة ، عن : يدل عميو

لم نعد أن فتحت خيبر ، فوقعنا : أبي سعيد ، قال في تمك البقمة الثوم ،) أصحاب رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ول اهلل والناس جياع ، فاكمنا منيا أكال شديدا ، فوجد رسمن أكل من ىذه الشجرة الخبيثة : ) ) الريح ، فقال )

حرمت ، : ، فقال الناس ( ( شيئا فال يقربنا في المسجد فبمغ ذلك. حرمت يأييا الناس ، إنو ليس بي تحريم : ) ) ، فقال ) النبي

( ( .ما أحل اهلل ، ولكنيا شجرة أكره ريحيا : يسار ، قال وخرج اإلمام أحمد من حديث معقل بن

في مسير لو ، فنزلنا في مكان كثير ) كنا مع النبي ن أناسا من المسممين أصابوا منو ، ثم جاءوا الثوم ، وا

، فنياىم عنيا ، صم ) إلى المصمى يصمون مع النبي جاءوا بعد ذلك إلى المصمى ، فوجد ريحيا

من أكل من ىذه الشجرة فال يقربنا : ) ) منيم ، فقال ( ( .جدنا في مس

:وأما حديث جابر ، فمن طريقين :أحدىما

أنا : ثنا أبو عاصم : حدثنا عبد اهلل بن محمد - سمعت جابر بن : أخبرني عطاء ، قال : ابن جريج

من أكل من ىذه ) : ) ) قال النبي : عبد اهلل قال ( ( .فال يغشانا في مساجدنا -الثوم : يريد -الشجرة .ما أراه يعني إال نيئو : يعنى بو ؟ قال ما : قمت

.إال نتنو : وقال مخمد بن يزيد ، عن ابن جريج صريحة بعموم المساجد ، -أيضا -وىذه الرواية

.والمسئول والمجيب لعمو عطاء وفي أبي عاصم ، باليمز ، ويقال بالتشديد بدون ىمزة ، ( ( نيئو ) )

إنو قد ورد في المطبوخ ما ليس بمطبوخ ، ف: والمراد بو .رخصة ، لزوال بعض ريحو بالطبخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنكم : -في خطبتو -رضي اهلل عنو -وقد قال عمر تأكمون شجرتين ، ال أراىما إال خبيثتين ، ىذا البصل

إذا وجد ريحيا من الرجل ) والثوم ، لقد رأيت رسول اهلل و وأخرج إلى البقيع ، فمن أكميما في المسجد أمر ب .فميمتيما طبخا .خرجو مسمم

وخرج أبو داود والنسائي من حديث معاوية بن قرة ، عن نيى عن ىاتين الشجرتين ، ) أبيو ، أن رسول اهلل

: وقال ( ( من أكميما فال يقربن مسجدنا : ) ) وقال .( ( إن كنتم البد آكموىما ، فاميتوىما طبخا ) ) .البصل والثوم : يعني : قال

( ( عممو ) ) فيما نقمو عنو الترمذي في -وقال البخاري .حديث حسن : -

، ) وخرج الطبراني معناه من حديث أنس ، عن النبي فإن كنتم البد آكموىما فاقتموىما بالنار : ) ) وقال فيو

( ( .قتال أكل نيي عن : وخرج أبو داود من حديث عمي ، قال

.الثوم ، إال مطبوخا رجو الترمذي .خ

عن عمي ، أنو كره أكمو إال -موقوفا -ثم خرجو .مطبوخا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج ابن ماجو من حديث عقبة بن عامر ، أن النبي ، ثم قال ( ( ال تأكموا البصل : ) ) قال ألصحابو )

( . (النئ : ) ) كممة خفية وأما رواية مخمد بن يزيد الحراني ، عن ابن جريج ، التي

نتن ريحو ، : ، فمعناىا -تعميقا -ذكرىا البخاري .وألجميا كره دخول المسجد آلكمو

وخرج مسمم حديث جابر ىذا من رواية يحيى بن سعيد ، : من أكل من ىذه البقمة : ) ) عن ابن جريج ، ولفظو

من أكل من البصل : ) ) -ة وقال مر -( ( الثوم والثوم والكراث فال يقربن مسجدنا ، فإن المالئكة تتأذى

( ( .مما يتأذى بو بنو آدم

-وخرج معناه من حديث أبي الزبير ، عن جابر .أيضا

من حديث الزىري ، عن ابن -أيضا -وخرج مسمم : قال ) المسيب ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

كل من ىذه الشجرة فال يقربن مسجدنا ، وال من أ) ) ( ( .يؤذينا بريح الثوم عمى أن عمة المنع -مع الذي قبمو -فدل ىذا الحديث

من قربان المسجد تأذى من يشيده من المؤمنين .والمالئكة بالرائحة الكريية .تسمية الثوم شجرة : وفي عامة ىذه األحاديث

ثوم من جممة الشجر ، فيو أنو جعل ال: قال الخطابي والعامة انما يسمون الشجر ما كان لو ساق يحمل

.أغصانو دون غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن كل ما بقيت لو أرومة في األرض : وعند العرب

تخمف ما قطع فيو شجر ، وما ال أرومة لو فيو نجم ، ، وكذلك فالقطن شجر ، يبقى في كثير من البمدان سنين

الباذنجان ، فأما اليقطين والريحان ونحوىما فميس بشجر ، فمو حمف رجل عمى شيء من األشجار فاالعتبار من

جية االسم والحقيقة عمى لو ذكرت ، وفي العرف ما .انتيى . تعارفو الناس

وأنبتنا عميو شجرة من يقطين : ) وأما قولو تعالى ، فال يرد عمى ذكره ؛ فإنيا [ : الصافات ) ]

شجرة مقيدة بكونيا من يقطين ، وكالمو إنما ىو في اطالق اسم

.الشجر وقد اختمف أصحابنا الفقياء فيما يتكرر حممو من أصول

ىل ىو ممتحق بالشجر ، أو : الخضروات ونحوىما بالزرع ؟ وفيو وجيان ، ينبني عمييما مسائل متعددة ، قد

( ( .كتاب القواعد في الفقو ) ) ذكرناىا في

:الطريق الثاني ثنا ابن وىب ، عن يونس : ثنا سعيد بن عفير -

زعم عطاء ، أن جابر بن عبد اهلل : ، عن ابن شياب من أكل ثوما أو بصال : ) ) قال ) زعم ، أن النبي

، وليقعد في -فمعتزل مسجدنا : أو قال -فميعتزلنا ( ( .بيتو أتى بقدر فيو خضروات من بقول ، فوجد ) لنبي وأن ا

: ليا ريحا ، فسأل ، فأخبر بما فييا من البقول ، فقال ، فمما -الي بعض أصحابو كان معو -( ( قربوىا ) )

كل ، فإني أناجي من ال : ) ) قال . رأه كره أكميا ( ( .تناجي

أتي : ) ) وقال أحمد بن صالح ، عن ابن وىب . ( (ببدر

.طبقا فيو خضروات : يعني : قال ابن وىب ولم يذكر الميث وأبو صفوان ، عن يونس قصة القدر ،

ىو من: فال أدري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قول الزىري ، أو في الحديث ؟زعم عطاء ، أن : ) ) قول ابن شياب : قال الخطابي

يمة ليما ، ولكن لما ليس عمى معنى الت( ( جابرا زعم كان أمرا مختمفا فيو حكىعنيم بالزعم ، وقد يستعمل فيما

في : يختمف فيو كما يستعمل فيما يرتاب بو ، ويقال .قول فالن مزاعم ، إذا لميكن موثوقا بو

تصحيف ، إنما الصواب ( ( القدر ) ) أن رواية : وذكر وىب ، وسمي وىو الطبق ، كما قالو ابن ( ( ببدر ) )

.بدرا الستدارئو وحسن اتساقو ، تشبييا بالقمر ن لم يكن : قال تصحيفا ، فمعمو كان ( ( القدر ) ) وا

مطبوخا ، ولذلك لم يكره أكمو ألصحابو ، ثم بين أن أناجي من ال : ) ) كراىتو ال تبمغ التحريم لقولو

.انتيى . الممك : ، يريد ( ( تناجي الطبري بإسناد فيو ضعف من حديث وخرج ابن جرير

لما امتنع من -قال ) أبي أيوب األنصاري ، أن النبي

إن فييا ىذه : ) ) -أكل الطعام الذي أرسمو إليو الثوم ، وأنا رجل أقرب الناس وأناجييم ، فأكره : البقمة

( ( .أن يجدوا مني ريحو ، ولكن مر أىمك أن يأكموىا تدل عمى أنو كره أكميا لكثرة مخالطتو :وىذه الرواية

أن من : لمناس وتعميميم القرآن والعمم ، فيستفاد من ذلك كان عمى ىذه الصفة ، فإنو يكره ذلك من ذلك ما ال

.يكره لمن لم يكن مثل حالو ولكن ؛ روى مالك ، عن ابن شياب ، عن سميمان بن

كان : يسار ، قال لثوم وال البصل وال الكراث من أجل ال يأكل ا) رسول اهلل

أن المالئكة تأتيو ، من أجل أنو يكمم جبريل عميو .السالم

.وىذا مرسل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وال ينافي التعميل بمناجات الممك التعميل بمناجاة بني آدم

، كما ورد تعميل النيي عن قربان أكل الثوم لممساجد .عمتين جميعا ، كما سبق ذكره بال

أن قصة إتيانو بقدر أو بدر لم : وقد ذكر البخاري يذكرىا في ىذا إال ابن وىب عن يونس ، وأن الميث بن

عبد اهلل بن سعيد بن عبد : وىو -سعد وأبا صفوان رويا عن يونس أول الحديث دون -الممك بن مروان

ب التوقف في أن ىذه ىذه القصة اآلخرة ، وأن ذلك يوجىل ىي من تمام حديث جابر ، أو مدرجة من : القصة

كالم الزىري ؛ فإن الزىري كان كثيرا ما يروي الحديث ، ثم يدرج فيو أشياء ، بعضيا مراسيل ، وبعضيا من رأيو

.وكالمو الحديث من ( ( األطعمة ) ) وقد خرج البخاري في

ونس ، مقتصرا عمى أول رواية أبي صفوان ، عن ي .الحديث

الحديث عن أحمد ( ( األطعمة ) ) وخرج البخاري في

( ( ببدر : ) ) ابن وىب ، وفي حديثو بن صالح ، عن : ، وذكر مخالفة سعيد بن عفير لو ، وأنو قال

( ( .بقدر ) ) :وأما حديث أنس

:فقال ثنا عبد الوارث ، عن عبد : حدثنا أبو معمر -

ما سمعت نبي اهلل : سأل رجل أنسا : العزيز ، قال من أكل من ىذه ) ) : ) قال النبي : في الثوم ؟ فقال )

( ( .الشجرة فال يقربنا ، وال يصمين معنا فال يقربن : ) ) وخرجو في موضع آخر ، وقال

( ( .مسجدنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دليل عمى أنو : وفي النيي لمن أكميما عن قربان الناس يكره لو أن يغشى الناس حتى يذىب ريحيا ، ولكن

جامع الناس لمصالة والذكر ومجالستو ألىل حضوره مالعمم والدين أشد كراىة من حضوره األسواق ومجالستو

.الفساق وليقعد في : ) ) وليذا في حديث جابر المتقدم

( ( .بيتو من حديث أبي سعيد الخدري ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

مر عمى زراعة بصل ىو وأصحابو ، ) ، أن رسول اهلل ناس منيم ، فأكموا منو ، ولم يأكل اخرون ، فرحنا فنزل

إليو ، فدعا الذين لم يأكموا البصل ، وأخر االخرين ، .حتى ذىب ريحيا

من أكل البصل والكراث : وقد روي عن عمر ، أنو قال .فال يأكمو عند قراءة القرآن ، وال عند حضور المساجد

( ( .طعمة كتاب األ) ) خرجو عثمان الدارمي في رجو أبو داود : ومن أغرب ما روي في ىذا الباب ما خ

وابن حبان في-بالشك في رفعو -من حديث حذيفة ( ( صحيحو ) )

من أكل منيذه البقمة الخبيثة فال يقربن مسجدنا : ) )

( ( .ثالثا .وىذا مشكوك في رفعو

ر وقدرواه جماعة من الثقات ، فوقفوه عمى حذيفة بغي .شك ، وىو األظير واهلل أعمم

. قاليا ثالثا : ويحتمل أن في الكالم حذفا ، تقديره أنو اعاد ىذه: يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الكممة ثالث مرات وقد دلت أحاديث ىذا الباب عمى أن أكل الثوم غير نما ينيى من أكمو عن دخول محرم في الجممة ، وا

.جد حتى يذىب ريحو ، وعمى ىذا جميور العمماء المس. وذىب إلى تحريم أكمو طائفة قميمة من أىل الظاىر

، والنصوص -أيضا -وروي عن بعض المتقدمين .الصحيحة صريحة برد ىذا الكالم

وأما كراىة أكل ذلك ، فمن العمماء من كره أكمو نيئا عمر والنخعي ، وىو عمر وابن : حتى يطبخ ، منيم .الثوم أشد : قول أحمد ، وقال

ال أحب أكل الثوم خاصة : وروي عنو رواية ، أنو قال ن طبخ ، ألنو ال يذىب ريحو إذا طبخ ، قال ن : ، وا وا

الذي يأكميا يتجنب : أكمو من عمة فال بأس ، وقال المسجد ، وكل ما لو ريح ، مثل البصل والثوم والكراث

.فجل فإنما أكرىو لمكان الصالة والأليس يتأذى بو : وسئل عن أكل ذلك بالميل ؟ فقال

.الممك يدل عمى كراىة أكل ما لو ريح كريية ، : وظاىر ىذا

.وان كان وحده وقد روي عن سعد بن أبي وقاص ، أنو كان إذا اراد أن

.خرج إلى البادية : يعني -ياكل الثوم بدا .كنا نأكمو ونخرج من الكعبة : مة ، قال وعن عكر

رجو ابن جرير الطبري .خ .ولو أكمو ، ثم دخل المسجد كره لو ذلك

أنو يحرم ، فإنو قال في رواية : وظاىر كالم أحمد .إن أكل وحضر المسجد أثم : إسماعيل بن سعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأىل الظاىر وغيرىم -أيضا - وىو قول ابن جريرذا وجد منو ريحة في المسجد ، فإن : قال ابن جرير وا

السمطان يتقدم اليو بالنيي عن معاودة ذلك ، فإن خالف وعاد ، أمر بإخراجو من البمد إلى أن تذىب منو

، -رضي اهلل عنو -واستدل بحديث عمر . الرائحة .وقد سبق ذكره

العمماء بأحاديث ىذا الباب عمى أن وقد استدل قوم منحضور الجماعة في المساجد ليست فرضا ؛ ألنيا لو كانت فرضا لم يرخص في أكل الثوم وينيى من أكمو

عن حضور المسجد ، وجعموا أكل ىذه البقول التي ليا .ريح خبيثة عذرا يبيح ترك الجماعة

:ورد عمييم آخرون نما : ا بعض الناس ؛ قال قد توىم ىذ: قال الخطابي وا

توبيخ لو -النيي عن دخول المسجد : يعني -ىو .وعقوبة عمى فعمو إذ حرم فضيمة الجماعة

إن أكل الثوم : ونقل ابن منصور ، عن إسحاق ، قال من عمة حادثة بو فإن ذلك مباح ، وان لم يكن عمة ال

.يسعو أكمو ، لكي ال يترك الجماعة ل عمى ما إذا أكمو بقرب حضور الصالة وىذا مجمو

.فريضة ] . . . [ ويعمم ودخول المسجد مع بقاء ريح الثوم محرم ، وىو قول .طائفة من أصحابنا وابن جرير وغيرىم من العمماء

أن الخمر قبل أن تحرم بالكمية كانت : ويشيد ليذا محرمة عند حضور الصالة ، كيال يمنع من الصالة ،

الة وأنتم ) يث كان اهلل قد انزل فييا ح ال تقربوا الص، فكان [ : النساء ) ] سكارى حتى تعمموا ما تقولون

ال يقرب الصالة : ) ) ينادي ) منادي النبي وفي ضمن ذلك ، النيي عن السكر بقرب ( ( . سكران

ق باآلية وقت الصالة ، ثم حرمت بعد ذلك عمى اإلطال .التي في سورة المائدة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أكرىو في وقت الصالة ، : وقد تقدم نص أحمد بإنو قال .لمكان المسجد

.وىذا يحتمل كراىة التنزيو ، وكراىة التحريم وروى ابن وىب ، عن مالك ، أنو سئل عن أكل الثوم

ع حين أكل الثوم وىو بئسما صن: يوم الجمعة ؟ فقال .ممن يجب عميو حضور الجمعة

أن ىذ الحكم يتعدى إلى كل مأكول لو : وقد ذكرنا .رائحة كريية ، كالفجل وغيره ، وأن أحمد نص عميو

الكراث كالثوم ، إذا وجدت ريحيما : وكذلك قال مالك .يؤذي

كل من لو رائحة كريية : وألحق أصحاب مالك بو

.ا ، كالحراث والحوات يتأذى بيوفيو نظر ، فإن ىذا أثر عمل مباح ، وصاحبو مخحتاج

اليو ، فينبغي أن يؤمر إذا شيد الصالة في جماعتو زالة ما يتأذى برائحتو منو ، كما أمر النبي بالغسل وا

من كان يشيد الجمعة من األنصار الذين كانوا ) يعممون في نخميم ويمبسون الصوف ويفوح ريحيم

بالغسل ، وأمرىم بشيود الجمعة في ثوبين غير ثوبي .المينة

وذكر ابن عبد البر عن بعض شيوخو ، أنو ألحق بأكل الثوم من كان أىل المسجد يتأذون بشيوده معيم من اذاه ضراره بيم ، وأنو يمنع ليم بمسانو ويده ، لسفيو عمييم وا

.من دخول المسجد ما دام كذلك ، وىذا حسن منع المجذوم من مخالطة الناس في مساجدىم وكذلك ي

.واهلل أعمم . وغيره ؛ لما روي من االمر بالفرار منو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ويقام الذي يقعد في ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي

.المساجد يوم الخميس وغيره لقراءة القرآن ويحصل بقراءتو أذى إذا كان يقرأ جيرا ،: ولعل مراده

.واهلل أعمم . ألىل المسجد ، ويشوش عمييم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - وضوء الصبيان ، ومتى يجب عمييم الغسل والطيور

وحضورىم الجماعة والعيدين والجنائز ، وصفوفيملما أن تعين ذكر صفة الصالة ، وكان الغالب عمى

بالرجال المكمفين ، افرد لحكم الصبيان أحكاميا يختص بابا مفردا ، ذكر فيو حكم طيارتيم من الوضوء والغسل

، وذكر صالتيم وحضورىم الجماعات مع الرجال فيالصموات المفروضات وفي العيدين والجنائز ،

.وصفوفيم مع الرجال وذكر في الباب أحاديث ستة ، يستنبط منيا ىذه األحكام

.عمييا التي بوب ولم يبوب عمى وقت وجوب الصالة عمييم ؛ ألن

.األحاديث في ذلك ليست عمى شرطو :وىي نوعان

مروىم بالصالة لسبع ، واضربوىم عمى : ) ) أحاديث ( ( .تركيا لعشر

من حديث سبرة : وقد رويت من وجوه متعددة ، أجودىا الصبي مروا : ) ) ، قال ) بن معبد الجيني ، عن النبي

بالصالة إذا بمغ سبع سنين ، واذا بمغ عشر سنين ( ( .فاضربوه عمييا

والترمذي -وىذا لفظو -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة في -حسن صحيح : وقال -

.عمى شرط مسمم : وقال -والحاكم ( ( صحيحو ) ) : قالوا وقد ذىب إلى ىذا الحديث جماعة من العمماء ، و

يؤمر بيا الصبي لسبع ، ويضرب عمى تركيا لعشر ، سحاق .وىو قول مكحول واألوزاعي وأحمد وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا ترك : ونقل ابن منصور ، عنيما ، أنيما قاال .الصالة بعد العشر يعيد

ىل ىي واجبة عميو في ىذه الحال ، : واختمف أصحابنا أم ال ؟ فأكثرىم عمى أنيا ال تجب عمى الصبي ، لكن

يجب عمى الولي أمره بيا لسبع ، وضربو إذا نركيا .لعشر

ىي واجبة عميو إذا بمغ عشرا ، يضربو : ومنيم من قال .عمى تركيا

إن الضرب عمى الترك ، تارة يكون في الدنيا : وقد قيل عاقل ، وتارة يكون واآلخرة كالوضوء عمى المسمم البالغ ال

في اآلخرة دون الدنيا كوجوب فروع االسالم عمى الكفار

، وتارة يكون فغي الدنيا خاصة كضرب الصبي إذا ترك الصالة لعشر ، وال يمزم من ذلك أن يعاقب عمييا في

.اآلخرة يؤمر الصبي بالصالة إذا عرف : ومن العمماء من قال

ن والزىري ، وروي يمينو من شمالو ، روي عن ابن سيريرجو أبو عن الحسن وابن عمر ، وفيو حديث مرفوع ، خ

.داود ، وفي إسناده جيالة ، وىو اختيار الجوزجاني وروي عن عمر ، أنو مر عمى امرأة توقظ ابنيا لصالة

دعيو ال يعنيو ، فإنيا ليست : الصبح وىو يتمكا ، فقال .عميو حتى يعقميا

يؤمر بيا إذا : يران ، قاال وعن عروة ، وميمون بن م .عقميا

يؤمر بيا إذا أحصى عدد : وعن بعض التابعين .عشرين

: يعني -يؤمر بيا إذا ثغر : وعن النخعي ومالك .تبدلت اسنانو ، ( ( رفع القمم عن ثالث : ) ) أحاديث : النوع الثاني

الصبي حتى: ) ) منيم ( ( .يحتمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفي ذلك أحاديث متعددة ) .عن عمر وعمي ، عن النبي : منيا

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وقد اختمف في رفعو ووقفو ، ورجح الترمذي والنسائي والدارقطني وغيرىم وقفو عمى عمر ، وعمى عمي من

.قوليما .ولو طرق عن عمي

وعن : ) ) ، وقال ) ، عن النبي عن عائشة : ومنيا ( ( .الصبي حتى يكبر

رجو أبو داود وابن حبان في من ( ( صحيحو ) ) خرواية حماد بن سممة ، عن حماد بن أبي سميمان ، عن

.إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ليس في ىذا الباب صحيح إالحديث : وقال النسائي

.عائشة ؛ فإنو حسن : عن البخاري ، أنو قال ( ( عممو ) ) في ونقل الترمذي

رواه غير حماد ؟ : قيل لو . ارجو أن يكون محفوظا .ال أعممو : قال

ليس يرويو أحد ، إال حماد بن سممة ، : وقال ابن معين .عن حماد

) .ىو ثابت عن النبي : وقال ابن المنذر ال تجب: والى ىذا الحديث ذىب أكثر العمماء ، وقالوا

.واهلل أعمم . الصالة عمى الصبي حتى يبمغ أن البخاري خرج في ىذا الباب ستة : وقد تقدم :أحاديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :األول ثنا : ثنا غندر : حدثنا محمد بن المثنى - سمعت الشعبي ، : سمعت سميمان الشيباني : شعبة عمى قبر منبوذ ، )أخبرني من مر مع النبي : قال

من حدثك ؟ : يا أبا عمرو : فأميم وصفوا عميو ، فقمت .ابن عباس : قال

أن ابن : مراد البخاري من ىذا الحديث في ىذا الباب مع أصحابو عمى القبر ، ) عباس صمى خمف النبي

وابن عباس كان صغيرا لم يبمغ الحمم ، وقد سبق ذكر كتاب ) ) في ) النبي االختالف في سنو عند وفاة

، فدل عمى أن الصبي يشيد صالة الجنائز مع ( ( العمم .الرجال ، ويصمي معيم عمييا ، ويصف معيم

رجو البخاري في موضع آخر من ( ( كتابو ) ) وقد خ :ىذا بمفظ آخر ، وفيو

وأنا فييم ، : فقام فصففنا خمفو ، قال ابن عباس ) ) ( ( .فصمى عميو

رجو الدارقطني من طريق شريك ، عن الشيباني وقد خ فقام فصمى عميو ، : ) ) بيذا اإلسناد ، وقال في حديثو

( ( .فقمت عن يساره ، فجعمني عن يمينو وىذه زيادة غريبة ، ال أعمم ذكرىا غير شريك ، وليس

بالحافظ ، فإن كانت محفوظة استدل بيا عمى أن . صفوف الجنائز كصفوف سائر الصموات

:وقد اختمف أصحابنا في ذلك كذلك ، وىو ظاىر كالم أحمد ؛ ألنو : فمنيم من قال

.نص عمى كراىة صالة الفذ وحده في صالة الجنازة يصمي عمى الجنازة الرجل وحده ، : ومنيم من قال

القاضي أبو يعمى في : منفردا خمف الصفوف ، منيم .وابن عقيل ( ( خالفو ) )

م يكن جعل الصفوف في صالة الجنازة إذا ل: وقالوا ثالثة إال بقيام واحد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .صفا وحده كان أفضل

سمعت : واستدل بما روى عبد اهلل بنعمر العمري ، قال مات ابن : سمعت أنس بن مالك يقول : أم يحيى قالت

و ، فقام أبو طمح) أبي طمحة ، فصمى عميو رسول اهلل وأم سميم خمف أبي طمحة كأنيم عرف ) خمف النبي

.ديك ، وأشار بيده .خرجو اإلمام أحمد

. بإسناده -من أصحابنا -وخرج أبو حفص العكبري أو عطاء -عن خير بن نعيم الحضرمي ، أن أبا الزبير

صمى عمى ) أن رسول اهلل . أخبره -بن أبي رباح م ، فجعميم ثالثة صفوف ، سابعي) جنازة ، ورسول اهلل

الصف األول ثالثة ، والصف الثاني رجمين ، والصف .بين أيدييم ) الثالث رجال ، والنبي

.وىذا مرسل وقد نص أحمد عمى أنو يستحب جعميم في صالة

الجنائز ثالثة صفوف ، إذا أمكن أن يكون في كل صف

اثنان فصاعدا ، واستدل بحديث مالك بن ىبيرة ، أنوكان إذا صمى عمى جنازة فتقال الناس عمييا جزأئيم

من صمى ) : ) ) قال رسول اهلل : ثالثة اجزاء ، ثم قال ( ( .عميو ثالثة صفوف فقد أوجب

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو والترمذي .حديث حسن : وقال

:الحديث الثاني دثني ح: ثنا سفيان : ثنا عمي بن عبد اهلل -

صفوان بن سميم ، عن عطاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ) بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي الغسل يوم الجمعة واجب عمى كل : ) ) قال

( ( .محتمم االستدالل بو عمى أن الغسل : مراده بيذا الحديث ىاىنا

مراد الواجب ال يجب إال عمى من بمغ الحمم ، وىو الال يقبل : ) ) بالمحتمم في ىذا الحديث ، كما أن قولو

، إنما أراد بو من بمغت ( ( اهلل صالة حائض إال بخمار .المحيض

: وقد اختمف العمماء في معنى الوجوب في ىذا الحديث ىل ىو عمى ظاىره ، أم المراد بو التأكيد ؟ وفيو خالف

.وتعالى إن شاء اهلل سبحانو -يأتي في موضع آخر نو يأثم بتركو ، فإن ىذا : فإن قيل أنو عمي ظاىره ، وا

الوجوب يختص بالبالغ وال يدخل فيو الصبي ، الميم ، إال عمى رأي من أوجب الصالة عمى من بمغ عشرا من

الصبيان ، كما ىو قول طائفة من أصحابنا ، فإنيم اختمفوا في وجوب الجمعة عميو ، وليم فيو وجيان ،

.ال يجب : ا أصحيمأيضا -فإن قيل بوجوبيا عميو توجو وجوب الغسل عميو

، وىو ضعيف ألنو مبطل فائدة تخصيص الوجوب - .في ىذا الحديث بالمحتمم

ن قيل أن الوجوب في الحديث إنما أريد بو تأكيد : وا

االستحباب ، فيل يدخل فيو الصبي ؟، فال ال يخمو الصبي ، إما أن ال يريد حضور الجمعة

ما أن يريد حضورىا مع الرجال ، يؤمر بالغسل ليا ، وا .ففي استحباب الغسل لو وجيان ألصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وينبغي أن ال يتأكد االستحباب في حقو كتاكيده عمى الرجال ؛ لئال تبطل فائدة تخصيص الوجوب بالمحتمم

.في الحديث .غتسل إذا أراد شيود الجمعة ومذىب مالك ؛ أنو ي

وأما وجوب الغسل عمى الصبي إذا وجد منو ما يوجب الغسل عمى البالغ ، مثل أن يطأ ويولج في فرج امرأة ، أو تكون الزوجة الموطأة صغيرة لم تبمغ ، فيطؤىا الرجل

-بغير إنزال -، فيل يجب عمييا وعمى الصبي الواطء الغسل ؟ فيو قوالن مشيوران

:قياء لمفيجب ، وىو نص أحمد ، واختيار ابن شاقال : أحدىما

.وغيره من أصحابنا ، وىو قول إسحاق بن راىويو يصير بذلك جنبا ، ويمنع مما يمنع : وقالت الشافعية

منو الجنب حتى يغتسل ، ويمزم وليو أن ال يمكنو مما .يمنع منو الجنب حتى يغتسل

.ال يتوىم أنو مكمف بو أن غسمو واجب ، لئ: ولم يقولوا ال يجب ، بل يستحب ، وىو قول أبي حنيفة : والثاني

وأصحابو ، وأبي ثور ، وأصحابنا ؛ ألن الغسل عبادة .بدنية ، فال تمزم الصبي ، كالصوم والصالة

وىذا ال يصح ؛ ألنو ليس : قال المحققون من أصحابنا فائدتو المعني بوجوبو تأثيمو بتركو لينافيو الصغر ، بل

اشتراطو لصحة صالتو وطوافو ، وتمكينو من مس لزامو المصحف ، وقراءة القرآن ، والمبث في المسجد ، وا بو إذا بمغ ، وتغسيمنا لو يشبو ما لو قتل شييدا قبل أن

يغتسل ، وغير ذلك من األحكام ، والصغر ال ينافي ذلك ، كما لم يناف إيجاب الوضوء عميو بموجباتو بيذا

.أيضا -ى المعنوال نعمم خالفا أن الصبي المميز تصح طيارتو ويرتفع

حدثو ، ولو بمغ بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن توضأ لجاز أن يصمي بذلك الوضوء الفرض ، وال نعمم في ذلك خالفا ، إال وجيا شاذا لمشافعية ، ال تعويل

.عميو و بالوجوب ؟ فيو ولكن ؛ ىل يوصف وضوؤه قبل بموغ

.ألصحابنا وجيان وىذا الخالف يشبو الخالف في تسمية غسمو واجبا ،

.عمى ما سبق ويشبو تخريج ىذا الخالف في تسميتو واجبا عميو بدون إرادة الصالة ، عمى الخالف في أن الموجب لمطيارة ،

ىل ىو الحدث ، أو إرادة الصالة ؟ وفيو اختالف

.مشيور من اختالف الروايتين عن أحمد في غسل ويمكن أخذه

.الحائض لمجنابة في حال حيضيا وأما أن الصبي ممنوع من الصالة بدون الطيارة ،

.فمتفق عميو نعم ؛ في جواز تمكين الصبي من مس لوحو الذي يكتب فيو القرآن روايتان عن أحمد ، ومن أصحابنا من حكى

.الخالف في مسيم لمصاحفيم أن حاجتيم إلى ذلك داعية ، : اشتراطو ووجو عدم

ويشق منعيم منو بدون طيارة ، لتكرره ، ووضوؤىم ال .يحتفظ غالبا

قول الحنفية ، وأصح الوجيين لمشافعية -أيضا -وىو .؛ ليذا المعنى

وىذا كمو في حق الصبي المميز ، فأما من ال تميز لو استعمالو فال طيارة لو وال صالة ، ولو توضأ لم يؤثر

.في الماء شيئا وأما المميز إذا توضأ بالماء ، فيل يصير مستعمال ؟

.فيو ألصحابنا وجيان ىل يوصف بالوجوب : ويحسن بناؤىا عمى أن وضوءه

، أو باالستحباب ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو يصير مستعمال ، ألنو قد رفع حدثو ، : واألظير .من الصالة وأزال منعو

.أصح الوجيين لمشافعية -أيضا -وىو .ليس بمستعمل ، ألنو لم يؤد بو فرضا : والثاني ليم

أنو مستعمل ؛ ألن المراد بفرض : والصحيح : قالوا الطيارة ما ال تجوز الصالة ونحوىا إال بو ، ال ما يأثم

.بتركو :الحديث الثالث

التي ميمونة ليمة بت عند خ: حديث ابن عباس - فمما كان في بعض الميل قام رسول اهلل ) ، فقام النبي

فتوضأ من شن معمق ، وضوءا خفيفا ، ثم قام يصمي ) ، فقمت فتوضأت نحوا مما توضأ ، ثم جئت فقمت عن

وذكر -يساره ، فحولني فجعمني عن يمينو ، ثم صمى .الحديث

بيذا االسناد ( ( كتاب الوضوء ) ) وقد تقدم في أوائل .والسياق الذي خرجو في ىذا الباب

أن ابن عباس توضأ كما توضأ : والمقصود منو ىاىنا يصمي معو ، وأنو ) ، ثم قام إلى جانب النبي ) النبي

لما قام عن يساره ولم يكن موقفا لممأموم حولو عن يمينو إلى موقف المأموم ، فيذا يدل عمى صحة طيارة

ئتمامو باإلمام ، ومصافتو لإلمام ، الصبي وصالتو ، وا .فإن ابن عباس كان إذ ذاك صبيا ، كما سبق ذكره

وقد تقدم الكالم عمى انعقاد الجماعة بالصبي ، وعمى أن من وقف مع صبي ، فيل ىو فذ ، أم ال ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :الحديث الرابع

راكبا عمى حمار أقبمت : حديث ابن عباس - أتان ، وأنا يومئذ قد ناىزت االحتالم ، ورسول اهلل

يصمي بالناس بمنى إلى غير جدار ، فمررت بين يدي ) بعض الصف ، فنزلت وأرسمت األتان ترتع ، ودخمت

.في الصف ، فمم ينكر ذلك عمي أحد سترة اإلمام سترة : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في

من طريق مالك ، خرجو ىناك عن عبد ( ( لمن خمفو اهلل بن يوسف ، عن مالك ، وخرجو ىنا عن عبد اهلل بن

.، عن مالك -القعنبي : ىو -مسممة االستدالل عمى صحة صالة : والمراد بتخريجو ىاىنا

.النبي ، وأنو يدخل في صف الرجال ويقف معيم ل في وقد استدل بيذا مالك عمى أن األفضل أن يجع

الصف بين كل رجمين صبيا ؛ ليتعمم أدب الصالة .وخشوعيا

.وىو أحد الوجيين لمشافعية

يقف الصبيان إذا كثروا صفا خمف : والثاني ليم .الرجال

.وىومذىبنا ومذىب أبي حنيفة ليمني أولوا األحالم ) : ) ) استدلوا لذلك بقول النبي

( ( .لذين يمونيم منكم والنيى ، ثم الذين يمونيم ، ثم ا .خرجو مسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حدثنا عبد الرحمبن غنم ، : وبما روى شير بن حوشب اجتمعوا : أن أبا مالك األشعري جمع قومو ، فقال

، ) واجمعوا نسائكم وأبنائكم أعممكم صالة النبي يتوضأ فاجتمعوا وجمعوا نساءىم وأبناءىم ، وأراىم كيف

، فأحصى الوضوء أماكنو ، حتى لما أن فاء الفيء وانكسر الظل قام فأذن ، وصف الرجال في أدنى الصف ، وصف الولدان خمفيم ، وصف النساء خمف الولدان ،

وذكر قصة الصالة ، -ثم اقام الصالة ، فتقدم فصمى ) .إنيا صالة رسول اهلل : ثم قال

.رجو أبو داود مختصرا خرجو اإلمام أحمد بتمامو ، وخولو قام الصبي في وسط الصف ، ثم جاء رجل ، فمو

أن يؤخره ويقوم مقامو ، نص عميو ، وفعمو أبي بن -أيضا -كعب بقيس ابن عباد ، وروي نحوه عن عمر أبواب ) ) ، فيذا قول الثوري وأحمد ، وقد سبق ذكره في

( ( .الصفوف ف ، فقام رجل خمفو في ولو كان الصبي في آخر الصال بأس بو ، ىو متصل : الصف الثاني ، فقال أحمد

.بالصف وحممو القاضي عمى أن الصف إذا كان فيو خمل ،

فوقف رجل لم يبطل اتصالو ؛ ألن الصبي ال يصاف .في الفرض ، عمى المنصوص ألحمد

ال يصاف في الفرض وال في : ومن أصحابنا من قال .تصح إمامتو في النفل : نا النفل ، ولو قم

وىذه طريقة أبي الخطاب ، أنو تصح مصافتو في

سحاق ؛ ألنو الفرض والنفل ، وىو قول األوزاعي وا .محكوم بصحة صالتو ، وان لم تصح إمامتو لمرجال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا قال الثوري ومالك وأبو حنيفة والشافعي ، لكنو .امتو لمرجال ومصافتو أولى يجيز إم

إنيما يقفان : وكل ىؤالء يقولون فيمن أم رجال وصبيا يقفان عن يمينو ، أو يقف بينيما ، : خمفو ، وعند أحمد

وعميو حمل وقوف ابن مسعود بين عمقمة واألسود ، .كان األسود غالما : وقال

وحديث ابن عباس الذي خرجو البخاري في ىذا الباب عمى أن دخول الصبي المميز في صف الرجال في يدل

.واهلل أعمم . الصالة المفروضة ىو السنة :الحديث الخامس

في العشاء ، ) أعتم رسول اهلل : حديث عائشة -

قد نام النساء والصبيان ، فخرج رسول : حتى ناداه عمر .وذكر الحديث -) اهلل

وذكرنا ىنالك ، ( ( أبواب المواقيت ) ) وقد سبق في إسناد ىذه الرواية التي في ىذا الباب ، وأنيا من

.مسند ومعمق ، وبقية الحديث : وجيين أن الصبيان كانوا يشيدون مع : والمقصود منو ىاىنا

) .الرجال الصالة المكتوبة في المسجد مع النبي :الحديث السادس

حدثنا : ثنا يحيى : حدثنا عمرو بن عمي - سمعت : حدثني عبد الرحمن بن عابس ، قال : ان سفي

شيدت الخروج مع رسول : ابن عباس ، وقال لو رجل -نعم ، ولوال مكاني منو ما شيدتو : ؟ قال ) اهلل

.وذكر بقية الحديث -من صغره : يعني .إن شاء اهلل -( ( صالة العيدين ) ) ويأتي في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن : وقد خرجو ىناك عن مسدد ، عن يحيى ، وفيو

أشيدت العيد مع رسول اهلل : قال البن عباس ) النبي .نعم : ؟ قال )

.الخروج لمعيد : والمراد في ىذه الرواية بالخروج أن الصبيان كانوا : والمقصود من الحديث ىاىنا يشيدون صالة العيد مع النبي

. ( من : يعني -ني منو ما شيدتو لوال مكا: ) ) قولو

، يدل عمى أن من كان في سنو لم يكن ( ( صغره نما أخرج ابن عباس لقربو خروجو إلى العيد معتادا ، وا

، فكأن اإلمام لو مزية عمى الناس في ) من النبي الخروج إلى العيد ، حتى يخرج حاشيتو كميم ، صغيرىم

.وكبيرىم جو في عيد وىو صغير ولعل ابن عباس أشار إلى خرو

في أول سن التمييز ، واإل فقد أدرك من حياة النبي

بعد ذلك مدة ؛ فإنو كان في حجة الوداع مناىزا ) .لالحتالم ، كما سبق في الحديث الماضي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - خروج النساء إلى المساجد بالميل والغمس

م صالة الرجال وصالة الصبيان لما فرغ من ذكر أحكاشرع في ذكر حكم صالة النساء ، فأفرد لذلك أبوابا

.وابتدأىا بخروجين إلى المساجد في الميل وغمس الفجر :وخرج فيو ستة أحاديث

:الحديث األول : أنا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان -

هلل أعتم رسول ا: أخبرني عروة ، عن عائشة ، قالت -نام النساء والصبيان : بالعتمة ، حتى ناداه عمر )

.وذكر بقية الحديث

( ( .أبواب المواقيت ) ) وقد ذكرنا باقيو في االستدالل عمى شيود النساء : والمقصود منو ىاىنا

) .صالة العشاء مع النبي :الحديث الثاني

ثنا عبيد اهلل بن موسى ، عن حنظمة ، عن - : ، قال ) عبد اهلل ، عن ابن عمر ، عن النبي سالم بن

إذا استأذنكم نساؤكم بالميل إلى المساجد فأذنوا ) ) ( ( .لين شعبة ، عن األعمش ، عن مجاىد ، عن ابن : تابعو

) .عمر ، عن النبي .السدوسي : ، ىو ( ( حنظمة ) )

.عن سالم -أيضا -وقد رواه الترمذي

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

.إن شاء اهلل -وخرجو البخاري فيما بعد ، ويأتي قريبا

.ذكر الميل : وليس فييا .أيضا -وكذلك رواه نافع ، عن ابن عمر ، وغيرىم

ورواية األعمش ، عن مجاىد ، عن ابن عمر التي من ( ( صحيحو ) ) عمقيا البخاري ، خرجيا مسمم في

وعيسى بن يونس ، كالىما عن رواية أبي معاوية ال تمنعوا النساء من : ) ) األعمش ، بو ، ولفظو

( ( .الخروج إلى المساجد بالميل من رواية عمرو ، عن مجاىد ، عن -أيضا -وخرجو

ائذنوا لمنساء بالميل : ) ) ، قال ) ابن عمر ، عن النبي ( ( .إلى المساجد

من طريق ( ( جمعة كتاب ال) ) وخرج البخاري في إن شاء اهلل سبحانو -، وسياتي -أيضا -عمرو .وتعالى

ومراد البخاري بالمتابعو ، ذكر الميل ، مع أن مسمما : خرج حديث حنظمة عن سالم ، ولم يذكر فيو

( ( .بالميل ) ) وقال اإلمام أحمد في رواية حنظمة ، عن سالم عن

.إسناد حسن : أبيو :لثالث الحديث ا

حدثنا عثمان بن : حدثنا عبد اهلل بن محمد - أخبرنا يونس ، عن: عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حدثتني ىند بنت الحارث أن أم سممو زوج : الزىري كن ) أخبرتيا ، أن النساء في عيد الرسول اهلل ) النبي

ن وم) إذا سممن من المكتوبة قمن وثبت رسول اهلل قام ) صمى من الرجال ما شاء اهلل ، فاذا قام رسول اهلل

.الرجال .قد سبق ىذا الحديث وىذا السياق أتم مما تقدم

ذكر الميل ، والظاىر أنو كان : وليس في ىذا الحديث .نيارا ، أو أعم من ذلك

:الحديث الرابع

ح وحدثنا -حدثنا عبد اهلل بن مسممة عن مالك - أخبرنا مالك ، عن يحيى بن سعيد : بن يوسف عبد اهلل

إن : ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشو ، قالت ليصمي ، الصبح فينصرف النساء ) كان رسول اهلل

.متمفعات بمروطين ، ما يعرفن من الغمس من روايو " أبواب المواقيت " قد سبق ىذا الحديث في

.ناه بمع -الزىري ، عن عروة عن ، عائشة دليل عمى شيود النساء صالة الصبح مع النبي : وفيو

.ورجوعين في غمس الظالم ) :الحديث الخامس

-ابن نممية : يعني -حدثنا محمد بن مسكين - حدثني يحيى بن : أنبأ األوزاعي : ثنا بشر بن بكر :

أبي كثير ، عن عبد اهلل ابن أبي قتادة ، عن أبيو ، إني ألقوم إلى الصالة ، ) : ) ) ول اهلل قال رس: قال

وأنا أريد أن أطول فييا ، فأسمع بكاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصبي ، فأتجوز في صالتي كراىة أن أشق عمى ( ( .أمو بالنون ، ذكره ابن ماكوال ، وىو يمامي ( ( نممية ) ) .ثقة

مع أحاديث " مامو أبواب اإل" وقد تقدم ىذا الحديث في .أخر متعددة في ىذا المعنى

أن النساء كن يشيدن الصالة : والمراد ىاىنا من ذلك في المسجد ، ومعين صبيانين ، وأن ) خمف رسول اهلل

كان يعمم ذلك ، ويراعي في صالتو حالين ، ) النبي ويؤثر ما عميين ، ويجتنب ما يشق عميين ، وذلك دليل

اعو معو غير مكروه ، ولوال ذلك عمى أن حضورىن الجم .لنياىن عن الحضور معو لمصالة

:الحديث السادس أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

قالت لو : يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشو

لمنعين [ بعده ] ما أحدث النساء ) أدرك رسول اهلل .المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل

.نعم : أو منعن ؟ قالت : عمرة قمت لكان ) إلى أن النبي -رضي اهلل عنيا -تشير عائشة

يرخص في بعض ما يرخص فيو حيث لم يكن في زمنو فساد ، ثم يطرأ الفساد ويحدث بعده ، فمو أدرك ما حدث بعده لما استمر عمى الرخصو ، بل نيى عنو ؛ فإنو إنما

. يأمر بالصالح ، وينيى عن الفساد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعيد أبي بكر ) ما كان في عيد النبي : وشبيو بيذا وعمر من خروج اإلماء إلى األسواق بغير خمار حتى كان عمر يضرب األمو إذا رآىا منتقبة أو مستترة ،

وذلك لغمبة السالمو في ذلك الزمان ، ثم زال ذلك وظير يرخص حينئذ فيما كانوا يرخصون الفساد وانتشر ، فال

.فيو فقد اختمف العمماء في حضور النساء مساجد الجماعات

فمنيم من كرىو بكل حال ، وىو : لمصالة مع الرجال ، وقد -رضي اهلل عنيا -ظاىر المروي عن عائشو

استدلت بأن الرخصة كانت لين حيث لم يظير منين ما .المعنى ظير ، فكانت لمعنى وقد زال ذلك

أكره خروجين في الزمان ؛ ألنين : قال اإلمام أحمد .فتنتة

.ال يخرجن اإل لمعيدين خاصة : وعن أبي حنيفة رواية : وروى أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن عمي ، قال

ولم يكن . حق عمى كل ذات نطاق أن تخرج لمعيدين .يرخص لين في شيء من الخروج اإل في العيدين

يم من رخص فيو لمعجائز دون الشواب ، وىو قول ومنوالشافعي وأبي يوسف ومحمد ، -في رواية -مالك

.وطائفة من أصحابنا أو أكثرىم حكاه ابن عبد البر عن العمماء ، وحكاه عن مالك من

أن العجوز تخرج إلى المسجد وال تكثر : روايو أشيب

.ة التردد ، وأن الشابو تخرج مرة بعد مر ما صمت امرأة صالة أفضل من : وقال ابن مسعود

صالتيا في بيتيا ، اإل أن تصمي عند المسجد الحرام ، .إال عجوزا في منقميا

.خرجو وكيع وأبو عبيد .خفيا : يعني : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إال في مسجد الحرام ، أو : وخرجو البييقي ، وعنده ) .سجد الرسول م

ومنيم من رخص فيو لمجمع ، إذا أمنت الفتنو ، وىو في رواية ابن القاسم ، ولم يذكر في -قول مالك

، وقول طائفو من أصحابنا -سواه ( ( المدونة ) ) .المتأخرين ىل يرخص لين في الميل والنيار ، أم في : ثم اختمفوا

.الميل خاصة ؟ عمى قولين لين في كل الصموات ، وىو المحكي يرخص: أحدىما

عن مالك والشافعي وأبي يوسف ومحمد ، وقول .أصحابنا

واستدلوا بعموم األحاديث المطمقة ، وبخروجين في ىو تنبيو عمى : العيدين ، فأما المقيدة بالميل ، فقالوا

النيار من طريق الفحوى ؛ ألن تمكن الفساق من الخموة الميل أظير ، فإذا جاز لين بالنساء والتعرض لين ب

.الخروج بالميل ففي النيار أولى إنما يرخص لين في الميل ، وتبويب : وقالت طائفة

البخاري يدل عميو ، وروي مثمو عن أبي حنيفة ، لكنو .خصو بالعجائز . يرخص لين في العشاء والفجر : وكذا قال سفيان

.وينيى عن حضورىن تراويح رمضان : قال إسحاق كأبي حنيفة والثوري في ذلك ، اإل أنو ومذىب

.رخص لين في حضور التراويح في رمضان

النيار : وىؤالء استدلوا باألحاديث المقيدة بالميل ، وقالوا يكثر انتشار

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الفساق

فيو ، فأما الميل فظممتو مع االستتار تمنع النظر غالبا ، ر وروي عن أحمد ما يدل عمى أنو يكره لممراة فيو أست

.أن تصمي خمف رجل صالة جيرية وىذا عكس قول من رخص في خروج المرأة إلى المسجد

.بالميل دون النيار ال يعجبني أن يؤم الرجل النساء : قال أحمد : قال مينا

، اإل أن يكون في بيتو ، يؤم أىل بيتو ، أكره أن تسمع .رجل المرأة صوت ال

إن : عمى قول أحمد -واهلل أعمم -وىذه الروايو مبينة المرة ال تنظر إلى الرجل األجنبي ، فيكون سماعيا

صوتو كنظرىا إليو ، كما أن سماع الرجل صوت المرأة .مكروه كنظره إلييا ؛ لما يخشى في ذلك من الفتنة

ن صمى الرجل بنساء ال رجل معين ، فإن كن محارم وا ن كن أجنبيات فإنو يكره لو أو .بعضين جاز ، وا

نما يكره إذا كان في بيت ونحوه ، فأما في المسجد فال وا .يكره ؛ السيما إن كان فيو رجال ال يصمون معيم

جعل لمنساء في -رضي اهلل عنو -فقد روي أن عمر قيام رمضان إماما يقوم بين عمى حدة كما جعل لمرجال

.إماما .يت ونحوه فيكره ؛ لما فيو من الخموة وأما في ب

ن كان امرأتان فإن كان امرأة واحدة ، فيو محرم ، وا .فيل يمنع ذلك الخموة ؟ فيو ألصحابنا وجيان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ومتى كثر النساء فال يحرم ، بل يكره

ومن أصحابنا من عمل الكراىة بخشيو مخالطة الوسواس .في صالتو لو

إن صمى بامرأتين أجنبيتين فصاعدا : ومذىب الشافعي : والثاني . خاليا بين فطريقان ، قطع جميورىم بالجواز

.في تحريمو وجيان أن الشافعي نص عمى تحريم أن يؤم الرجل نساء : وقيل

ن منفردات ، إال أن يكون فيين محرم لو ، أو زوجة ، وا .لمشيور عندىم تحريمو خال رجالن أو رجال فا

إن كانوا ممن يبعد مواطأتيم عمى الفاحشة : وقيل .جاز

فإن صمي بين في حال يكره ، كرىت الصالة وصحت ن كان في حال ، وا

.تحريم ، فمن أصحابنا من جزم ببطالن صالتيما وكره طائفة من السمف أن يصمي الرجل بالنساء

: نيم األجنبيات وليس خمفو صف من الرجال م .الجزري

إذا : -في روايو الميموني -وكذلك قال اإلمام أحمد

كان خمفو صف رجال صمى خمفو النساء ؛ ألن النبي .صمى بأنس واليتيم وأم سميم وراءىم )

فإن لم يكن رجال ، كانوا نساء ؟: قيل لو فصالتيم جائزة ؟: قيل لو . ىذه مسألو مشتبية : قال فصالة النساء ؟ : تو فيي جائزة قيل لو أما صال: قال

.ىذه مسألة مشتيية .فتوقف في صحة صالتين دونو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - صالة النساء خمف الرجال

:فيو حديثان :األول إذا سمم قام ) كان رسول اهلل : حديث أم سممة -

مقامو ىو يسيرا النساء حين يقضي تسميمو ويمكث في

.قبل أن يقوم أن ذلك كان لكي ينصرف -واهلل أعمم -فنرى : قال

.النساء قبل أن يدركين أحد من الرجال وقد . خرجو عن يحيى بن قزعة ، عن إبراىيم بن سعد

.عنو . خرجو فيما تقدم من طريقتين أن النساء إذا كن : ووجو استداللو بو عمى تأخير النساء

ين في مؤخر المسجد أمكن أن يتبادرن إلى القيام يصموالخروج قبل الرجال فمو كن يصمين في مقدم المسجد لم

.يتمكن من ذلك :الثاني في بيت أم سميم ، ) صمى النبي : حديث أنس -

.فقمت ويتيم خمفو ، وأم سميم خمفنا خرجو عن أبي نعيم ، عن ابن عيينو ، عن إسحاق بن

.، عن أنس عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ووجو االستدالل بو ظاىرة اإل أن األول ىذه الجماعة لم

.تكن في المسجد كان الناس : وقد خرج فيما تقدم حديث سيل بن سعد

عاقدي أزرىم من الصغر عمى ) يصمون مع النبي ال ترفعن رؤوسكن حتى : ) ) رقابيم ، فقيل لمنساء

( ( .توي الرحال جموسا يس: أبواب ) ) وفي ( ( المباس : أبواب ) ) خرجو في ( ( .السجود

.وىو صريح في أن النساء كن يصمين خمف الرجال : وخرج أبو داود من حديث أسماء بنت أبي بكر ، قالت

من كان منكن يؤمن باهلل : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل رأسيا حتى يرفع الرجال واليوم اآلخر فال ترفع

وقد . كراىية من أن يرين عورات الرجال ( ( رؤسيم تقدم حديث أبي مالك األشعري في وصفو صالة النبي

.، وصفو الرجال ، ثم الصبيان ، ثم النساء ) أخروىن من حيث : وقد روي عن ابن مسعود ، أنو قال

.أخرىن اهلل عن أبي وخرج مسمم من حديث سييل ، عن أبيو ،

:، قال ) ىريرة عن النبي خير صفوف الرجال أوليا وشرىا آخرىا وخير ) )

صفوف النساء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .آخرىا وشرىا أوليا وال خالف بين العمماء في أن المراد بتأخير مقاميا في

الصالة عن مقام الرجل ، إال أن تكون صغيرة ، لم تبمغ قد روي ، عن أبي الدرداء ، أنو كان يفيم أم فإنو

. صف الرجال -وىي صغيرة لم تبمغ -الدرداء .والجميور عمى خالفو

وقد سبق حكم إبطال الصالة بمصافتيا الرجال ، أو

إذا أصاب ثوب المصمي : باب ) ) تقدميا عمييم في ( ( .امرأتو إذا سجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - سرعة انصراف النساء من الصبح

وقمة مقامين في المسجدثنا سعيد بن : حدثنا يحيى بن موسى -

ثنا فميح ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن : منصور كان يصمي الصبح ) أبيو ، عن عائشة ، أن رسول اهلل

بغمس ، فينصرفن نساء المؤمنين ، ال يعرفن من الغمس .ضين بعضا أو ال يعرف بع -

من رواية ( ( المواقيت ) ) قد سبق ىذا الحديث في : ، وفيو -بمعناه -الزىري ، عن عروة ، عن عائشة

ثم ينقمين إلى بيوتين حين يقضين الصالة ، ال ) )

يعرفين أحد من ( ( .الغمس

وىذا يدل عمى سرعة خروجين من المسجد عقيب م الغمس ، حتى انقضاء الصالة مبادرة لما بقي من ظال

.ينصرفن فيو ، فيكون أستر لين وىذا المعنى ال يوجد في غير الصبح من سائر واهلل . الصموات ؛ فمذلك خصو البخاري بالتبويب عميو

.أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - استئذان المراة زوجيا بالخروج إلى المسجد

بن زريع ، عن معمر ، ثنا يزيد : حدثنا مسدد - عن الزىري ، عن سالم بن عبد اهلل ، عن أبيو ، عن

إذا استأذنت امرأة أحدكم فال : ) ) ، قال ) النبي

( ( .يمنعيا .قد تقدم ىذا الحديث بأتم من ىذا السياق

:من وجوه أخر ) وقد روي ىذا المعنى عن النبي ن عمرو خرجو اإلمام أحمد وأبو داود من رواية محمد ب

، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل ال تمنعوا إماء اهلل مساجد اهلل ، ولكن : ) ) قال )

( ( .ليخرجن وىن تفالت خرجو اإلمام أحمد من حديث زيد بن خالد الجيني

لو رأى حالين : وعائشة ، وفي حديث عائشة أنيا قالت .اليوم لمنعين

:عمى أمرين تدل : فيذه األحاديث :أحدىما

أن المرأة ال تخرج إلى المسجد بدون اذن زوجيا ، فإنو لو لم يكن لو اذن في ذلك ألمرىا أن تخرج أن اذن أو لم

.يأذن : -مرفوعا -وخرج ابن أبي شيبة من حديث ابن عمر

حق الزوج عمى زوجتو ال تخرج من بيتيا إال بأذنو ، ) ) ، ومالئكةفإن فعمت لعنتيا مالئكة اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .الرحمة ، ومالئكة الغضب ، حتى تتوب أو تراجع ليث بن أبي سميم ، وقد اختمف عميو في : وفي إسناده

.إسناده .وخرج البزار نحوه من حديث ابن عباس

حنش : حسين بن عمي الرحبي ، ويقال لو : وفي إسناده .حديث ، وىو ضعيف ال

من ( ( صحيحو ) ) وخرج الترمذي وابن حبان في حديث قتادة ، عن مورق ، عن أبي األحوص ، عن ابن

المرأة عورة ، فاذا : ) ) ، قال ) مسعود ، عن النبي ( ( .خرجت استشرفيا الشيطان

وأقرب ما تكون من ربيا إذا ىي في : ) ) زاد ابن حبان

( ( .قعر بيتيا .وصححو الترمذي سناده كميم ثقات .وا

رفعو صحيح من حديث قتادة ، : قال الدارقطني والصحيح عن أبي إسحاق وحميد بن ىالل ، أنيما

.روياه عن أبي األحوص ، عن عبد اهلل موقوفا أن المرأة ال تخرج إلى : وال نعمم خالفا بين العمماء

المسجد اإل بأذن زوجيا ، وىو قول ابن المبارك .ومالك وأحمد وغيرىم والشافعي

لكن من المتقدمين من كان يكتفي في اذن الزوج بعممو بخروج المرأة من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن العبد يصير : غير منع ؛ كما قال بعض الفقياء مأذونا لو في التجارة بعمم السيد بتصرفو في مالو من

.غير منع يد ، أن عاتكة بنت زيد فروى مالك ، عن يحيى بن سع

كانت تستأذن زوجيا عمر بن الخطاب إلى المسجد ، واهلل ، ألخرجن ، إال أن تمنعني ، فال : فيسكت ، فتقول

.يمنعيا كانت امرأة لعمر تشيد : وروي عن ابن عمر ، قال

لم : صالة الصبح والعشاء في جماعة ، فقيل ليا : غار ؟ فقالت تخرجين وقد تعممين أن عمر يكره ذلك وي

) : يمنعو قول رسول اهلل : ما يمنعو أن ينياني ؟ قالوا ( ( .ال تمنعوا إماء اهلل مساجد اهلل ) )

خرجو البخاري من حديث عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع .، عن ابن عمر

-وخرجو اإلمام أحمد من رواية سالم ، عن عمر .منقطعا

:واألمر الثاني ي عن منعيا إذا استأذنتو ، وىذا البد من أن الزوج مني

.تقييده بما إذا لم يخف فتنة أو ضررا

واهلل ، : وقد أنكر ابن عمر عمى ابنو لما قال لو تسمعني : لمنمعين ، أشد األنكار ، وسبو ، وقال لو

.لنمنعين ؟ : ، وتقول ) قال رسول اهلل : اقول .وقد تقدم من عمر عدم المنع

ابن المبارك ومالك وغير : ال يمنعن : وممن قال .واحد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحكي عن الشافعي ، أن لو المنع من ذلك وقالو .القاضي أبو يعمى وغيره من أصحابنا

وروى سعيد بن أبي ىالل ، عن محمد بن عبد اهلل بن ، ) أتو رسول اهلل ) قيس ، أن رجاال من أصحاب النبي

: إن نساءنا استاذنونا في المسجد ، فقال : فقالوا ، ثم إنين عدن إلى أزواجين ، فعاد ( ( احبسوىن ) )

:، فقال ) أزواجين إلى النبي

، ثم إنين عدن إلى أزواجين ، ( ( احبسوىن ) ) . يا رسول اهلل ، قد استأذننا حتى إنا لنخرج : فقالوا ( ( .ن تفالت فإذا أرسمتموىن ، فأرسموى: ) ) قال

.وىذا مرسل غريب ال تمنعوا إماء اهلل : ) ) ومن ىؤالء من حمل قولو

عمى النيي عن منعين من حجة االسالم ( ( مساجد اهلل ، وىو في غاية البعد ، ورواية من روى تقييده بالميل

.تبطل ذلك -ومنيم من حممو عمى الخروج لمعيدين ، وىو بعيد

لم يكن من عادتو صالة العيدين ) ي ؛ فان النب -أيضا .في المسجد

يكره منعين إذا لم يكن في : ومن أصحابنا من قال .خروجين ضرر وال فتنو ، فحمموا النيي عمى الكراىة

ظاىر الحديث : منيم ( ( المغني ) ) وقال صاحب .يمنعو من منعيا

وىوظاىر ما روي عن عمر وابن عمر ، كما : قمت .تقدم

ال يمنع النساء من الخروج إلى : ذلك مذىب مالك وك .المسجد

وبكل حال ؛ فصالتيا في بيتيا أفضل من صالتيا في .المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث حبيب بن أبي ال : ) ) ، قال ) ثابت ، عن ابن عمر ، عن النبي

( ( .ساجد ، وبيوتين خير لين تمنعوا نساءكم الموخرج اإلمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان في

امرأة أبي -من حديث أم حميد ( ( صحيحييما ) ) صالتك في بيتك : ) ) قال ليا ) ، أن النبي -حميد

خير من صالتك في حجرتك ، وصالتك في حجرتك خير من صالتك في دارك ، وصالتك في دارك خير

تك في مسجد قومك ، وصالتك في مسجد من صال

( ( .قومك خير من صالتك في مسجدي فأمرت ، فبني ليا مسجد في أقصى شيء من : قال

بيتيا واظممو ، فكانت تصمي فيو حتى لقيت اهلل عز .وجل

.وخرج أبو داود معناه من حديث ابن مسعود .من حديث عائشة -أيضا -والبييقي معناه أحمد والحاكم من حديث أم سممة ، عن وخرج اإلمام

خير مساجد النساء قعر : ) ) ، قال ) النبي ( ( .بيوتين

وخرجو الطبراني من وجو أخر عن أم سممة ، بمعنى .األحاديث التي قبمو

وقد تقدم عن ابن مسعود ، أن صالتيا في مسجد مكة .والمدينة أفضل من صالتيا في بيتيا

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم

كتاب الجمعة باب فرض الجمعة -

الة من : ) لقول اهلل عز وجل يوم الجمعة إذا نودي لمص .اآلية [ : الجمعة ) ] فاسعوا إلى ذكر المو

صالة الجمعة فريضة من فرائض األعيان عمى الرجال دون النساء ، بشرائط أخر ، ىذا قول جميور العمماء ،

.ومنيم من حكاه إجماعا كابن المنذر وشذ من زعم أنيا فرض كفاية الشافعية ، وحكاه بعضيم

قوال لمشافعي ، وأنكر ذلك عامة أصحابو ، حتى قال .ال تحل حكايتو عنو : طائفة منيم

وحكاية الخطابي لذلك عن أكثر العمماء وىم منو ، ولعمو أشتبو عميو الجمعة

.بالعيد .أن الجمعة سنة : وحكي عن بعض المتقدمين

.وقد روى ابن وىب ، عن مالك ، أن الجمعة سنة ن عبد البر عمى أىل القرى المختمف في وحمميا اب

.وجوب الجمعة عمييم خاصة ، دون أىل األمصار

: يعني -الصالة : ونقل حنبل ، عن أحمد ، أنو قال فريضة ، والسعي إلييا تطوع ، سنة -صالة الحمعة

.مؤكدة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى اتيان وىذا إنما ىو توقف عن اطالق الفرض الجمعة ، وأما الصالة نفسيا ، فقد صرح بأنيا فريضة ، وىذا يدل عمى أن ما ىو وسيمة إلى الفريضة وال تتم اإل ن كان مأمورا بو بو ال يطمق عميو اسم الفريضة ؛ ألنو وا

.فميس مقصودا لنفسو ، بل لغيره .وتأول القاضي أبو يعمى كالم أحمد بما ال يصح

يا أييا : ) قول اهلل عز وجل : فرضيتيا وقد دل عمى الة من يوم الجمعة فاسعوا إلى الذين آمنوا إذا نودي لمص

ذكر المو وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم [ . : الجمعة ) ] تعممون

. تيانيا والمبادرة إلييا شدة االىتمام بإ: والمراد بالسعي فيو من سعي القموب ، ال من سعي األبدان ، كذا قال

إن شاء -الحسن وغيره ، وسيأتي بسط ذلك فيما بعد .اهلل سبحانو وتعالى

عن عبد اهلل بن عمر وأبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي : يقول عمى أعواد منبره ) ىريرة ، إنيما سمعا رسول اهلل

ام عن ودعيم الجمعات ، أو ليختمن اهلل لينتيين أقو ) ) ( ( .عمى قموبيم ، ثم ليكونن من الغافمين

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن وكانت لو -ماجو من حديث أبي الجعد الضمري

من ترك الجمعة : ) ) ، قال ) ، عن النبي -صحبة ( ( .تياونا ثالث مرات طبع عمى قمبو

.حديث حسن : ل الترمذي وقا ( ( .صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في

:وروي معناه من وجوه كثيرة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن ابن مسعود ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

ىم أن يحرق عمى من يتخمف عن الجمعة بيوتيم ، ) .وقد سبق ذكره

صحيح ، عن طارق بن شياب ، وخرج أبو داود بإسناد :قال ) عن النبي

عبد : الجمعة حق واجب في جماعة ، إال أربعة ) ) ممموك ، أو امرأة ، أو صبي ، أو

( ( .مريض ، ولم ) طارق بن شياب راى النبي : قال أبو داود

وقد وصمو بعضيم عن : قال البييقي . يسمع منو شيئا ، وليس ) األشعري ، عن النبي طارق ، عن أبي موسى

وخرج النسائي من حديث حفصة ، . وصمو بمحفوظ رواح الجمعة واجب عمى كل : ) ) ، قال ) عن النبي

( ( .محتمم وخرج ابن ماجو من حديث جابر بن عبد اهلل ، أن النبي

إن اهلل فرض عميكم : ) ) خطبيم ، فقال في خطبيو ) مي ىذا ، في شيري ىذا الجمعة في مقامي ىذا ، في يو

، من عامي ىذا إلى يوم القيامة ، فمن تركيا في حياتي أو بعدي ، ولو إمام عادل أو جائر ، استخفافا بيا أو جحودا ليا فال جمع اهلل شممو ، وال بارك لو في أمره ،

أال وال صالة لو ، وال زكاة لو ، وال حج لو ، وال صوم لو تاب تاب اهلل ، وال بركة حتى يتوب ، فمن

( ( .عميو وفي إسناده ضعف واضطراب واختالف ، قد أشرنا إلى

دليل : وفيو ( ( أبواب اإلمامة ) ) بعضو فيما تقدم في عمى أن الجمعة إنما فرضت بالمدينة ؛ ألن جابرا إنما

صحب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ل جميور وشيد خطبتو بالمدينة ، وىذا قو ) النبي

.العمماء أن سورة الجمعة مدنية ، وأنو : -أيضا -ويدل عميو

كان يصمي الجمعة بمكة قبل ) لم يثبت أن النبي .ىجرتو

ونص اإلمام أحمد عمى أن أول جمعة جمعت في اإلسالم ىي التي جمعت بالمدينة مع مصعب بن

.عمير من وزعم طائفة . وكذا قال عطاء واألوزاعي وغيرىما

أن الجمعة فرضت بمكة قبل اليجرة ، وأن : الفقياء .كان يصمييا بمكة قبل أن يياجر ) النبي

كتاب ) ) بما خرجو النسائي في : واستدل لذلك من حديث المعافى بن عمران ، عن إبراىيم ( ( الجمعة

: بن طيان ، عن محمد ابن زياد ، عن أبي ىريرة قال جمعة جمعت مع رسول بعد -إن أول جمعة جمعت

.قرية لعبد القيس -بجواثاء بالبحرين -بمكة ) اهلل من -كما سيأتي في موضعو -وقد خرجو البخاري

طريق أبي عامر العقدي ، عن إبراىيم بن طيمان ، عن

-أبي جمرة ، عن ابن عباس ، أن أول جمعة جمعت في مسجد عبد -) بعدجمعة في مسجد رسول اهلل

.جواثى من البحرين القيس بإن : وكذا رواه وكيع ، عن إبراىيم بن طيمان ، ولفظو

بعد جمعة جمعت في -أول جمعة جمعت في اإلسالم -لجمعة جمعت بجواثاء -بالمدينة ) مسجد رسول اهلل

.قرية من قرى البحرين .خرجو أبو داود

.وكذا رواه ابن المبارك وغيره ، عن إبراىيم بن طيمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن المعافى وىم في إسناد الحديث ومتنو ، : فتبين بذلك رواية: والصواب

.الجماعة ، عن إبراىيم بن طيمان بعد مسجد -ومعنى الحديث ، أن أول مسجد جمع فيو

أن الجمعة : مسجد جواثاء ، وليس معناه : -المدينة الجمعة الثانية من الجمعة التي جمعت بجواثاء كانت في

التي جمعت بالمدينة ، كما قد يفيم من بعض ألفاظ الروايات ؛ فإن عبد القيس إنما وفد عمى

عام الفتح ، كما ذكره ابن سعد ، عن عروة ) رسول اهلل .بن الزبير وغيره أن أول جمعة في اإلسالم -أيضا -وليس المراد بو

ة جمعت بالمدينة في في مسجد المدينة ، فإن أول جمعالمدينة ، وقبل ) نقيع الخضمات ، قبل أن يقدم النبي

.أن يبني مسجده حديث كعب بن مالك ، أنو كان كمما : يدل عمى ذلك

سمع أذان الجمعة استغفر ألسعد بن زرارة ، فسألو ابنو كان أول من صمى بنا صالة الجمعة : عن ذلك ، فقال

ة في نقيع الخضمات ، في من مك) قبل مقدم رسول اهلل كم كنتم : ىزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، قيل لو

.أربعين رجال : يومئذ ؟ قال .مطوال -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو

لو ، ( ( كتاب السير ) ) وروى أبو إسحاق الفزاري في عن األوزاعي ، عمن

عمير مصعب بن ) بعث رسول اهلل : حدثو ، قال القرشي إلى المدينة ، قبل أن يياجر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أجمع من بيا من المسممين ، ثم : ) ) ، فقال ) النبي

انظر اليوم الذي تجمر فيو الييود لسبتيا ، فإذا مال النيار عن شطره فقم فييم ، ثم تزلفوا إلى اهلل

( ( .بركعتين جمع بيم مصعب بن عمير في ف: وقال الزىري : قال

.دار من دور األنصار ، فجمع بيم وىم بضعة عشر .وىو أول من جمع بالناس : قال األوزاعي

من -( ( أفراده ) ) أظنو في -وقد خرج الدارقطني نا محمد بن : رواية أحمد بن محمد بن غالب الباىمي

: ثنا المغيرة بن عبد الرحمن: عبد اهلل أبو زيد المدني ثنا مالك ، عن الزىري ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل ، عن

بالجمعة قبل أن ) أذن رسول اهلل : ابن عباس ، قال أن يجمع بمكة وال يبين ) يياجر ، ولم يستطع رسول اهلل

أما بعد ، : ) ) ليم ، وكتب إلى مصعب بن عمير فانظر اليوم الذي تجمر فيو الييود لسبتيم ، فاجمعوا

كم وأبناءكم ، فإذا مال النيار عن شطره عند الزوال نساء ( ( .من يوم الجمعة فتقربوا إلى اهلل بركعتين

فيو أول من جمع مصعب بن عمير ، حتى قدم : قال المدينة ، فجمع عند الزوال من الظير ، ) رسول اهلل

.وأظير ذلك غالم خميل ، كذاب : وىذا إسناد موضوع ، والباىمي ىو

نما ىذا أصمو من مراسيل الزىري ، مشيو ر بالكذب ، وا .وفي ىذا السياق ألفاظ منكرة

: وخرج البييقي من رواية يونس ، عن الزىري ، قال بمغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدميا

.، فجمع بالمسممين مصعب بن عمير ) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في مصعب بن عمير إلى ) بعث رسول اهلل : الزىري ، قال

أن ) أىل المدينة ليقرئيم القرآن ، فاستأذن رسول اهلل ، وليس يومئذ بأمير ، ) يجمع بيم ، فاذن لو رسول اهلل .ولكنو انطمق يعمم أىل امدينة : قمت لعطاء : ريج ، قال وذكر عبد الرزاق ، عن ابن ج

-رجل من بني عبد الدار : من أول من جمع ؟ قال .فمو : قال ) أفبأمر النبي : ، قمت -زعموا

وخرجو األثرم من رواية ابن عيينة ، عن ابن جريج ، سمعت من : قال ابن عيينة . نعم ، فمو : قال : وعنده .ىو مصعب بن عمير : يقول

عمى -رواية أبي طالب -حمد في وكذلك نص اإلمام أىو امر مصعب بن عمير أن يجمع بيم ) أن النبي

.بالمدينة عمى أن أول جمعة جمعت في -أيضا -ونص أحمد

اإلسالم ىي الجمعة التي جمعت بالمدينة مع مصعب .بن عمير

.وقد تقدم مثمو عن عطاء واألوزاعي ة بالمدينة ، أمر بإقامة الجمع) أن النبي : فتبين بيذا

ولم يقميا بمكة ، وىذا يدل عمى أنو كان قد فرضت .عميو الجمعة بمكة

أبو : إن الجمعة فرضت بمكة قبل اليجرة : وممن قال حامد االسفراييني من الشافعية ، والقاضي أبو يعمى في

من أصحابنا ، وابن عقيل في ( ( خالفو الكبير ) ) طائفة من المالكية ، ، وكذلك ذكره ( ( عمد االدلة ) ) .السييمي وغيره : منيم

وأما كونو لم يفعمو بمكة ، فيحمل أنو إنما امر بيا أن يقيميا في دار اليجرة ، ال في دار الحرب ، وكانت مكة

إذ ذاك دار حرب ، ولم يكن المسممون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ائفين عمى يتمكنون فييا من إظيار دينيم ، وكانوا خأنفسيم ، ولذلك ىاجروا منيا إلى المدينة ، والجمعة .تسقط بأعذار كثيرة منيا الخوف عمى النفس والمال

وقد أشار بعض المتأخرين من الشافعية إلى معنى آخر أن الجمعة إنما : في االمتناع من إقامتيا بمكة ، وىو

كن يقصد بإقامتيا اظيار شعار اإلسالم ، وىذا إنما يتم .منو في دار اإلسالم

ن كان فيو أربعون وليذا ال تقام الجمعة في السجن ، وا : ، وال يعمم في ذلك خالف بين العمماء ، وممن قالو

الحسن ، وابن سيرين ، والنخعي ، والثوري ، ومالك ، سحاق وغيرىم .وأحمد ، وا

لو كان األسارى في بمد المشركين : وعمى قياس ىذا مكان واحد ؛ فإنيم ال يصمون فيو جمعة ، مجتمعين في

كالمسجونين في دار اإلسالم وأولى ؛ ال سيما وأبو ن -حنيفة وأصحابو يرون أن اإلقامة في دار الحرب وا

حكميا حكم السفر ، فتقصر فييا الصالة أبدا -طالت ، ولو اقام المسمم باختياره ، فكيف إذا كان أسيرا مقيورا

؟ل من يرى إشتراط إذن اإلمام إلقامة وىذا عمى قو

الجمعة ، أظير ، فأما عمى قول من ال يشترط إذن اإلمام ، فقد قال اإلمام أحمد في األمراء إذا أخروا

فيصمييا لوقتيا ويصمييا مع اإلمام : الصالة يوم الجمعة عمى أنيم ( ( خالفو ) ) ، فحممو القاضي أبو يعمى في

.يصمونيا جمعة لوقتيا نما مراده وى أنيم يصمون الظير لوقتيا : ذا بعيد جدا ، وا

.، ثم يشيدون الجمعة مع األمراء وكذلك كان السمف الصالح يفعمون عند تأخير بني أمية لمجمعة عن وقتيا ، ومنيم من كان يومئ بالصالة وىو

جالس في المسجد قبل خروج الوقت ، ولم يكن أحد ي ذلك مفاسد كثيرة منيم يصمي الجمعة لوقتيا ، وف .تسقط الجمعة بخشية بعضيا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ذا أتى من : لممالكية ( ( تيذيب المدونة ) ) وفي وا

تأخير األئمة ما يستنكر جمع الناس ألنفسيم أن قدروا ، ال صموا ظيرا ، وتنفموا بصالتيم معيم .وا

المرضى ومن ال تجب عميو الجمعة مثل : قال .والمسافرين وأىل السجن فجآئز أن يجمعوا

صالة الظير جماعة ، ال صالة : وأراد بالتجميع ىنا ذا فاتت الجمعة من تجب : الجمعة ؛ فإنو قال قبمو وا

.عمييم فال يجمعوا والفرق بين صالة الظير جماعة يوم الجمعة ، ممن

أن من تجب عميو : تجب عميو وممن ال تجب عميو م في تركيا ، بخالف من ال تجب عميو فإن عذره يتي

.ظاىر وقد روي عن ابن سيرين ، أن تجميع االنصار بالمدينة

بالكمية ، وأن ) إنما كان عن رأييم ، من غير أمر النبي .ذلك كان قبل فرض الجمعة

ثنا ( ( : مسائمو ) ) قال عبد اهلل ابن اإلمام أحمد في ثنا ايوب ، : -ابن عميو : ىو -ثنا اسماعيل : أبي

نبئت أن االنصار قبل : عن محمد بن سيرين ، قال لو نظرنا يوما : عمييم المدينة قالوا ) قدوم رسول اهلل

فاجتمعنا فيو ، فذكرنا ىذا األمر الذي أنعم اهلل عميناال نجامع الييود في : يوم السبت ، ثم قالوا : بو ، فقالوا

ال نجامع النصارى : د ، قالوا يوم األح: يوميم ، قالوا .في يوميم

: وكانوا يسمون يوم الجمعة : قال : فيوم العروبة : قالوا يوم العروبة ، فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن

.زرارة ، فذبحت ليم شاة ، فكفتيم عم معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في

ىل المدينة قبل جمع أ: أيوب ، عن ابن سيرين ، قال ، وقبل أن تنزل الجمعة ، وىم ) أن يقدم رسول اهلل

لمييود يوم : الذين سموىا الجمعة ، فقالت األنصار يجتمعون فيو كل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مثل ذلك ، فيمم -أيضا -ستة أيام ، ولمنصارى نصمي فمنجعل يوما نجتمع فيو ، ونذكر اهلل عز وجل ، و

يوم السبت لمييود ، : ، فقالوا -أو كما فقالوا -ونشكره ويوم األحد لمنصارى ، فاجعموا يوم

يوم العروبة ، : العروبة ، وكانوا يسمون يوم الجمعة فاجتمعوا إلى اسعد بن زرارة ، فصمى بيم وذكرىم ،

يوم الجمعة حين اجتمعوا اليو ، فذبح أسعد بن : فسموه فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة ليمتيم ، زراره ليم شاة ،

الة من يوم الجمعة : ) فأنزل اهلل بعد ذلك إذا نودي لمص [ . : الجمعة ) ] فاسعوا إلى ذكر المو

أن ىذه ىي الجمعة التي : فوقع في كالم اإلمام أحمد جمعيا مصعب بن عمير ، وىي التي ذكرىا كعب بن

.في حديثو ، أنيم كانوا أربعين رجال مالك .وفي ىذا نظر

ويحتمل أن يكون ىذا االجتماع من األنصار كان

باجتيادىم قبل قدوم مصعب إلييم ، ثم لما قدم مصعب ، وكان اإلسالم حينئذ قد ) عمييم جمع بيم بأمر النبي

ظير وفشا ، وكان يمكن إقامة شعار اإلسالم في المدينة تماع األنصار قبل ذلك ، فكأن في بيت اسعد ، وأما اج

بن زرارة قبل ظيور اإلسالم بالمدينة وفشوه ، وكان واهلل سبحانو وتعالى ) . باجتياد منيم ، ال بأمر النبي

.أعمم : -رحمو اهلل -قال البخاري

نا أبو الزناد ، أن : أنا شعيب : نا أبو اليمان - لى ربيعة بن الحارث عبد الرحمن بن ىرمز االعرج مو

حدثو ، أنو سمع أبا ىريرة ، أنو سمع رسول اهلل نحن اآلخرون السابقون يوم القيامة ، بيد : ) ) يقول )

أنيم أوتوا الكتاب من قبمنا ، ثم ىذا يوميم الذي فرض عمييم ، فاختمفوا فيو ، فيدانا اهلل لو ، فالناس لنا فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .تبع ، الييود غدا ، والنصارى بعد غد

في الزمان ؛ : يعني -( ( نحن اآلخرون : ) ) قولو .خاتم النبيين ، وأمتو آخر األمم ) فإنو

في الفضل والكرامة : يعني -( ( السابقون : ) ) وقولو ة أخرجت : ) عمى اهلل ؛ قال اهلل تعالى كنتم خير أم

[ . : آل عمران ) ] اس لمن وفي حديث بيز بن حكيم ، عن أبيو ، عن جده ، عن

أنتم موفون سبعين أمة ، أنتم خيرىا ) : ) ) النبي ( ( .وأكرميا عمى اهلل عز وجل

-) وفي رواية أبي حازم ، عن أبي ىريرة ، عن النبي نحن اآلخرون من أىل الدنيا ، : ) ) -ليذا الحديث

( ( .وم القيأمة ، المقضى ليم قبل الخالئق األولون ي امة. خرجو مسمم

.بمثمو -وخرجو من حديث حذيفة وخرج من حديث أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، عن

ونحن أول من : ) ) ، في ىذا الحديث زيادة ) النبي

( ( .يدخل الجنة من سبقيم ؛ فإنيم أول من يحاسب -أيضا -وىذا كمو

لقيأمة ، ومن يجوز عمى الصراط ، ومن يدخل يوم ا .الجنة ، ىو اسم مالزم لإلضافة إلى ( ( بيد : ) ) وقولو غير ، وال : -ىاىنا -وصمتيا ، ومعناه ( ( أن ) )

.يستثنى بو في االتصال ، بل في االنقطاع لكن أىل الكتاب أوتوا الكتاب من قبمنا ، : والمعنى

وأوتينا نحن الكتاب منبعدىم ، فميم السبق في الزمان بيذا االعتبار في الدنيا ،

.ال في الفضل ، وال في اآلخرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بيد : ) ) أنو قال : ونقل الربيع ، عن الشافعي .فجعمو تعميال -من أجل أنيم ( ( : أنيم

ثم ىذا يوميم الذي فرض عمييم فاختمفوا: ) ) وقولو ( ( .فيو لترتيب االخبار ، ويحتمل أنو -ىاىنا -( ( ثم ) )

أنيم أوتوا الكتاب ، ثم : لترتيب المخبر بو ، والمراد ، -واالشارة إلى يوم الجمعة -فرض عمييم ىذا اليوم

فاختمفوا فيو ، فيدانا اهلل لما اختمفوا فيو من الحق باذنو ، .فالناس لنا فيو تبع

مما حازت بو األمة السبق مع تأخر -أيضا -وىذا زمانيم ، فإن الييود والنصارى لما فرض عمييم تعظيم الجمعة ، والعبادة فيو هلل ، واتخاذه عيدا لالجتماع فيو لذكر اهلل فيو ، ضموا عنو ، فاختارت الييود السبت ؛ ألنو يوم فرغ فيو الخمق ، واختارت النصارى األحد ؛

لخمق ، فيدانا اهلل لمجمعة ، فصار ألنو يوم بدئ فيو اعيدنا أسبق من عيدىم ، وصاروا لنا في عيدنا تبعا ، فمنيم من عيده الغد من يوم الجمعة ، ومنيم من عيده

بعد .غد

نما ضمت الطائفتان قبمنا لتقديميم رأييم عمى ما جاءت وا بو رسميم وانبياؤىم ، واىتدت ىذه األمة باتباعيم ما

ميم عن ربيم ، من غير تغيير لو وال جاءىم بو رس .تبديل

دليل عمى أن الجمعة فرض من اهلل : وفي الحديث واجب عمينا ، كما كان عمى من قبمنا ، فإن اهلل فرض عمييم تعظيم يوم الجمعة ، واتخاذه عيدا ومجمعا لذكر

اهللوعبادتو ، فبدلوه بغيره من االيام ، وىدانا اهلل لو ، فدل

عمى أنو مفروض عمينا تعظيمو ، واتخاذه عيدا ؛ ذلك لذكر اهلل واالجتماع فيو لعبادتو ، وىذا من أدل دليل

.عمى أن شيود الجمعة فرض عمى ىذه األمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل الغسل يوم الجمعة وىل عمى الصبي -

شيود يوم الجمعة ، أو عمى النساء ؟ :ثة أحاديث فيو ثال

:الحديث األول أنا مالك ، عن نافع ، : ثنا عبد اهلل بن يوسف -

إذا : ) ) قال ) عن عبد اهلل بن عمر ، أن رسول اهلل ( ( .جاء أحدكم الجمعة فميغتسل

ليس في ىذا الحديث ، وال فيما بعده من األحاديث المخرجة في ىذا الباب ذكر فضل الغسل وثوابو ، كما

.وب عميو ، بل األمر بو خاصة بوقد خرج فيما بعد ىذا الباب أحاديث في فضل الغسل

مع الرواح ، أو مع الدىن والطيب ، وستأتي في .إن شاء اهلل تعالى -مواضعيا

ىل عمييما شيود : وقد بوب عمى أن الصبي والمرأة الجمعة ؟

.فأما الصبي ، فسيأتي الحديث الذي يؤخذ منو حكمو ا حكم المرأة ، فكأنو أخذه من ىذا الحديث ، وىو وأم

، فإن الخطاب ( ( إذا جاء أحدكم الجمعة : ) ) قولو

كان لمرجال ، والضمير يعود إلييم ، ألنو ضمير تذكير .، فال يدخل فيو النساء

وقد اختمف المتكممون في أصول الفقو في صيغ الجموع أم ال ؟ وفي ذلك ىل يدخل فييا النساء تبعا ، : المذكرة

.اختالف مشيور بينيم .وأكثر أصحابنا عمى دخولين مع الذكور تبعا

ال يدخمن معيم ، وىو قول : ومن أصحابنا من قال .أكثر الشافعية والحنفية وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم تكن جمعا ، إال أنيا ( ( أحد : ) ) ولفظة وا ، إما بطريق البدلية ، أو الشمول ، كما مقتضية لمعموم

سمو : ) في قولو ق بين أحد من ر : البقرة ) ] ال نفر . ]

ولكن األمر ىنا بالغسل ، ال بمجيء الجمعة ، ولكن

المأمور بو بالغسل ىو الذي يأتي الجمعة ، بمفظ يقتضي أنو البد من المجيء إلى الجمعة ، فإن

إنما يعمق بيا الفعل المحقق وقوعو غالبا قد ( ( إذا) ) العموم ، لكن ىذا العموم يخرج منو -أيضا -يقتضي

المرأة ، باألحاديث الدالة عمى أنو ال جمعة عمييا ، وقد .سبق بعضيا

لما قدم ) وخرج أبو داود من حديث أم عطية ، أن النبي ليين المدينة جمع نساء األنصار في بيت ، فأرسل إ

إليكن ، وأمرنا بالعيدين ) أنا رسول اهلل : عمر ، فقال .أن نخرج فييما الحيض والعتق ، وال جمعة عمينا

وقد حكى ابن المنذر وغيره اإلجماع عمى أن النساء ال تجب عميين الجمعة ، وعمى أنين إذا صمين الجمعة مع

.الرجال أجزأىن من الظير ىذا خالفا ، فقد ومن حكى من متأخري أصحابنا في

غمط ، وقال ما ال حقيقة .لو

بإسناده ، عن ( ( مراسميو ) ) وروى أبو داود في

) .كن النساء يجمعن مع النبي : الحسن ، قال كان الضعفاء من : وعن واصل ، عن مجاىد ، قال

، ثم ال ) الرجال والنساء يشيدون الجمعة مع النبي .، من الضعف يأوون إلى رحاليم إال من الغد

.وواصل ، فيو ضعف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وروي ، عن ابن مسعود ، أنو قال لمنساء يوم الجمعة ذا صميتن وحدكن إذا صميتن مع اإلمام فبصالتو ، وا

.فتصمين أربعا وعنو ، أنو كان يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ،

.ا ليس لكن أخرجن ؛ فإن ىذ: ويقول .خرجيما البييقي

ولعمو كره أن يضيقن المسجد عمى الرجال لكثرة زحام .الجمعة ، أو كره لين الخروج من بيوتين بالنيار

.ومن الشافعية من استجب لمعجائز حضور الجمعة .ال يكره لمعجائز حضور الجمعة : وعند أصحابنا

.وفي كراىتو لمشواب وجيان :الحديث الثاني

أنا جويرية ، : ثنا عبد اهلل بن محمد بن أسماء - عن مالك ، عن الزىري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أن عمر بينا ىو قائم في الخطبة يوم الجمعة ، إذ دخل

، ) رجل من المياجرين األولين من اصحاب النبي إني: آية ساعة ىذه ؟ قال : فناداه عمر

ي حتى سمعت المنادي ، فمم شغمت ، فمم أنقمب إلى أىموالوضوء أيضا ؟ وقد عممت : أزد أن توضأت ، فقال

.كان يأمر بالغسل ) أن رسول اهلل ليس فيو ذكر فضل الغسل ، إنما فيو -أيضا -وىذا

أن فيو : إالمر بو ، ولعل مراده بتخريجو في ىذا الباب ما يشعر بأن األىل ال يخرجن إلى الجمعة ؛ فإن ىذا

لم أنقمب إلى أىمي حتى : ) ) جل لما قال لعمر الر

، وسمع ذلك ( ( سمعت المنادي ، فمم أزد أن توضأت عمر ومن حضره من الصحابة ، دل عمى اتفاقيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واهلل . عمى أن خروج األىل إلى الجمعة غير واجب .أعمم

:الحديث الثالث أنا مالك ، عن صفوان : بن يوسف ثنا عبد اهلل -

بن سميم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري غسل يوم الجمعة واجب : ) ) قال ) ، أن رسول اهلل ( ( .عمى كل محتمم

وىذا الحديث إنما يدل عمى تخصيص المحتممين بوجوب وضوء الصبيان : باب ) ) الغسل ، كما سبق ذكره في

( ( .وطيارتيم وقد تقدم ما يدل عمى أن المأمورين بالغسل ىم اآلتون

لمجمعة ، فيستدل بذلك عمى اختصاص إالتيان لمجمعة .بمن بمغ الحمم ، دون من لم يبمغ

وقد خرج النسائي من رواية عياش بن عباس ، عن بكير بن األشج ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة ،

واجب عمى كل رواح الجمعة: ) ) قال ) أن النبي ( ( .محتمم

وىذا صريح بأن الرواح إنما يجب عمى المحتمم ، فيفيم .منو أنو ال يجب عمى من لم يحتمم

، ولفظ ( ( صحيحو ) ) وخرجو أبو داود وابن حبان في عمى كل محتمم رواح الجمعة ، وعمى : ) ) أبي داود

( ( .كل من راح إلى الجمعة الغسل مخرمة بن بكير رواه عن أبيو ، عن وقد أعل ، بأن

من غير ذكر -) نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي .حفصة

وىو أصح عند اإلمام أحمد والدارقطني وغيرىما ؛ فإن ، ) ابن عمر صرح بأنو سمع حديث الغسل من النبي

ولكن ىل حديث مخرمة موافق لحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ظو ، أم ال ؟عياش في لفوقد سبق القول في وجوب الجمعة عمى من لم يحتمم من

( ( .وضوء الصبيان : باب ) ) الصبيان في وحديث عمر وابن عمر فييما التصريح بأمر النبي

بالغسل لمجمعة ، وحديث أبي سعيد فيو التصريح ) .بوجوبو

-ىل ىو واجب : وقد أختمف العمماء في غسل الجمعة ، -نو يأثم بتركو مع القدرة عميو بغير ضرر أ: بمعنى

؟ -فال ياثم بتركو بحال -أم ىو مستحب ولم يختمفوا أنو ليس بشرط لصحة صالة الجمعة ، وأنيا

تصح بدونو ، وليذا أقر عمر والصحابة من شيد .الجمعة ولم يغتسل ، ولم يأمروه بالخروج لمغسل

ه عمى أنو بذلك الشافعي وغير -أيضا -وقد استدل

.غير واجب ؛ ألنو لو كان واجبا ألمروه بالخروج لو بأنيم قد يكونوا خافوا عميو : وأجاب بعضيم عن ذلك

.فوات الصالة لضيق الوقت .وأكثر العمماء عمى أنو يستحب ، وليس بواجب

أن العمل عمى ذلك ( ( كتابو ) ) وذكر الترمذي في .م عند أىل العمم من الصحابة ومن بعدى

.وىذا الكالم يقتضي حكاية اإلجماع عمى ذلك : وقد حكي عن عمر وعثمان ، ومستند من حكاه عنيما قصة عمر مع الداخل إلى المسجد ؛ فإنو قد وقع في

.إن شاء اهلل تعالى -رواية أنو كان عثمان ، وسنذكرىا .ابن مسعود : ىو سنة : وممن قال

، وعن عائشة وروي عن عباس ، أنو غير واجب وغيرىم من الصحابة ، وبو قال جميور فقياء

الثوري ، واألوزاعي ، وأبو حنيفة ، والشافعي : األمصار ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سحاق -في ظاىر مذىبو -وأحمد .، وا

: في الحديث : ورواه ابن وىب عن مالك ، وأنو قيل لو : س كل ما في الحديث ؟ قال لي( ( ىو واجب ) ) .يكون كذلك ( ( ىو واجب ) )

وىواختيار عبد العزيز بن أبي سممة وغيره من .أصحابو

بما روي عن الحسن ، : ليس بواجب : واستدل من قال من توضأ يوم : ) ) ، قال ) عن سمرة ، عن النبي

( ( .الجمعة فبيا ونعمت ، ومن أغتسل فالغسل أفضل حمد وأبو داود والنسائي والترمذي ، خرجو اإلمام أ

.وحسنو .وقد أختمف في سماع الحسن من سمرة

-وخرجو ابن ماجو من حديث يزيد الرقاشي ، عن انس .أيضا -مرفوعا

.ويزيد ، ضعيف الحديث

عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم أتى : ) ) ، قال )

الجمعة فدنا واستمع وأنصت غفر لو ما بينو وبين ( ( .الجمعة األخرى ، وزيادة ثالثة أيام

وىذا يدل عمى أن الوضوء كاف ، وان المقتصر عميو غير أثم وال عاص ، وأما إالمر بالغسل فمحمول عمى

.إالستحباب وقد روي من حديث عائشة وابن عباس ما يدل عمى

.إن شاء اهلل تعالى -ذلك ، وسيأتي ذكره وجوب حتم ، : وأما رواية الوجوب ، فالوجوب نوعان

.ووجوب سنة وفضل وذىبت طائفة إلى وجوب الغسل ، وروي عن أبي ىريرة

عن سعد ، وعمار ، وابن -أيضا -، والحسن ، وروي ، وعن عبد الرحمن -في رواية أخرى عنو -عباس

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بن يزيد بن األسود ، وعطاء بن السائب ، وعمرو بن

.سميم وغيرىم من المتقدمين في رواية حرب -وحكي رواية عن أحمد ، قال أحمد

أخاف أن يكون واجبا ، إال أن يكون برد : -وغيره .شديد

.وىذا ال يدل عمى الوجوب جزما تيذيب ) ) وىو رواية عن مالك ، ولم يذكر في

.سواىا ( ( المدونة إنو يأثم : أنو ال يعمم أحدا قال : ذكر ابن عبد البر

ال : بتركو ، غير أىل الظاىر ، وأن من أوجبو ، قال .يأثم بتركو

إالجماع عمى أنو ليس بفرض -أيضا -وحكى .واجب

قمت : وذكر عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال غسل الجمعة: لعطاء

.نعم ، من تركو فميس بأثم : جب ؟ قال وا

: وىو أحب القولين إلى سفيان ، يقول : قال عبد الرزاق .ىو واجب

.وجوب سنة : يعني وذكر ابن عبد البر قولين لمعمماء ، وذكر أنو أشير

.الروايتين عن مالك أنو مستحب وليس بسنة ، بل كالطيب والسواك : والثاني

.ن مالك ، وحكاه رواية عأن الطيب يغني عنو ، حكاه عن : وحكى عن بعضيم

عطاء الخراساني ، وعنعبد الكريم بن الحارث المصري ، وعن موسى بن

.كانوا يقولون ذلك : صييب ، قال ما كانوا يرون غسال واجب إال : وعن النخعي ، قال

.غسل الجنابة ، وكانوا يستحبون غسل الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -فابن عبد البر لم يثبت في وجوب غسل الجمعة

اختالفا بين العمماء -بمعنى كونو فرضا يأثم بتركو نما خص الخالف في ذلك باىل الظاىر .المعتبرين ، وا

أطمقوا حكاية الخالف في وجوب غسل : واألكثرون ن السمف ، الجمعة ، وحكوا القول بوجوبو عن طائفة م

كما حكاه ابن المنذر ، عن أبي ىريرة وعمار ، وعن .أيضا -مالك

واهلل -والذي ذكره ابن عبد البر ىو التحقيق في ذلك ، وأن من أطمق وجوبو إنما تبع في ذلك ما جاء -أعمم

عميو ، وقد ( ( الواجب ) ) من إطالق اسم ) عن النبي وبو ال يقتضي إالثم بتركو ، صرح طائفة منيم بأن وج

-عمى مثل ذلك ) كما حمل أكثر العمماء كالم النبي .أيضا

عطاء ، كما سبق ذكره عنو ، : وممن صرح بيذا .يحيى بن يحيى النيسابوري ، والجوزجاني : ومنيم

ليس نصا في ( ( الواجب ) ) وقد تبين بيذا أن لفظ

ركو ، بل قد يراد بو ذلك إاللزام بالشيء والعقاب عمى ت، وقد يراد بو تأكد إالستحباب -وىو األكثر -

.والطمب الة فيو واجب : وليذا قال إسحاق . إن كل ما في الص

الة تعاد من ترك بعضو ، كما سبق ذكره ن كانت الص وا .عنو

: ، عن الشافعي وأحمد في لفظ -أيضا -وسبق ذلك ، فالواجب أولى ؛ الفرض ما يدل عمى نحو) )

.ألنو دون الفرض عمى أن صالة -في رواية البويطي -ونص الشافعي

.الكسوف ليست بنفل ، ولكنيا واجبة وجوب السنة وىذا تصريح منو بأن السنة المتأكدة تسمى

.واهلل أعمم ( ( . واجبا ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

جمعةالطيب لمثنا شعبة ، : ثنا حرمي بن عمارة : حدثنا عمي -

حدثني عمرو بن سميم : عن أبي بكر بن المنكدر ، قال أشيد : اشيد عمى أبي سعيد ، قال : إالنصاري ، قال الغسل يوم الجمعة واجب : ) ) ، قال ) عمى رسول اهلل

عمى كل محتمم ، وان يستن ، وأن يمس طيبا إن ( ( .وجد

أما الغسل ، فأشيد أنو واجب ، وأما : ال عمرو قاالستنان والطيب ، فاهلل أعمم واجب ىو ، أم ال ؟ ولكن

.ىكذا في الحديث ىو أخو محمد بن المنكدر ، ولم يسم : قال أبو عبد اهلل

أبو بكر ىذا ، روى عنو بكير بن األشج وسعيد بن أبي .ىالل وعدة

بأبي بكر ، وأبي عبد وكان محمد بن المنكدر يكنى .اهلل

ابن المديني ، وقد : شيخ البخاري ، ىو ( ( عمي ) ) فيما ذكره -اختمف عميو في إسناد ىذا الحديث

: -( ( عممو ) ) الدارقطني في .فرواه عنو تمتام ، كما رواه عنو البخاري

عبد الرحمن : ) ) ورواه الباغندي عنو ، فزاد في إسناده عن عمرو بن سميم ، عن : ، جعمو ( ( د بن أبي سعي

.عبد الرحمن ، عن أبيو وكذا رواه سعيد بن أبي ىالل ، عن أبي بكر بن

المنكدر ، عن عمرو ، عن .عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو مسمم من طريقو كذلك بكير بن األشج ، عن أبي من رواية -أيضا -وخرجو

عبد : ) ) بكر بن المنكدر ، ولم يذكر في إسناده

( ( .الرحمن في ( ( عبد الرحمن ) ) أنو ذكر : وعن الدارقطني

.إسناده أصح من إسقاطو وتصرف البخاري يدل عمى خالف ذلك ؛ فإنو لم يخرج

أن عمرو بن سميم : الحديث إال بإسقاطو ، وفي روايتو ى أبي سعيد ، كما شيد أبو سعيد عمى النبي شيد عم

، وىذا صريح في أنو سمعو من أبي سعيد بغير ) .واسطة

-وكذا رواه إبراىيم بن عرعرة ، عن حرمي بن عمارة .أيضا

( ( .كتاب الجمعة ) ) وخرجو عنو المروزي في وكذا رواه القاضي إسماعيل ، عن عمي بن المديني ،

.و البخاري كما رواه عن ( ( .غرائب شعبة ) ) خرجو من طريقو ابن منده في

وكذا خرجو البييقي من طريق الباغندي ، عن ابن .المديني

.وىذا يخالف ما ذكره الدارقطني عن الباغندي

: أن بكير بن األشج زاد في إسناده : وذكر الدارقطني عبد الرحمن بن أبي) )

.وىم منو -أيضا -، وىو ( ( سعيد أن إسقاط عبد الرحمن من إسناده ىو : فالظاىر

.الصواب ، كما ىي طريقة البخاري اخو محمد بن المنكدر : وأما أبو بكر بن المنكدر ، فيو

، وىو ثقة جميل ، ولم يسم ، كذا قالو البخاري ىاىنا ، .وأبو حاتم الرازي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما نب و البخاري عمى ذلك لئال يتوىم أنو محمد بن وا المنكدر ، وأنو ذكر بكنيتو ؛ فإن ابن المنكدر كان يكنى

.بابي بكر وبأبي عبد اهلل أن سعيد بن سممة بن أبي الحسام : ويعضد ىذا الوىم

روي عنو ىذا الحديث ، عن محمد بن المنكدر ، عن

عن عمرو بن سميم ، عن أبي سعيد ، وروي عنو ، محمد بن المنكدر ، عن اخيو أبي بكر ، عن عمرو ،

.عن أبي سعيد ، وىو الصواب إن -وفي الطيب لمجمعة أحاديث أخر ، يأتي بعضيا

.شاء اهلل تعالى :وأكثر العمماء عمى استحباب الطيب لمجمعة

روى وكيع ، عن العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، .جد يوم الجمعة أن عمر كان يجمر ثيابو لممس

كان عمر : وروى عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، قال .إذا راح إلى الجمعة أغتسل وتطيب بأطيب طيب عنده

.وروي عنو ، أنو كان يستجمر لمجمعة بالعود وروي عن عمر ، أنو كان يأمر بتجمير المسجد يوم

.الجمعة .ولم تزل المساجد تجمر في أيام الجمع من عيد عمر وفي األمر بتجميرىا في الجمع حديث مرفوع ، خرجو

سناده ضعيف ابن ماجو من حديث واثمة بن األسقع ، وا .جدا

أن يتصدق بثمن ما يجمر بو المسجد ، : ومذىب مالك ذكره في -: ىو أحب إلي : أو يحمق ، وقال

( ( .تيذيب المدونة ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.سيأتي عن ابن عباس التوقف في الطيب لمجمعة و إنما توقف في وجوبو ، كما توقف عمرو بن : وقد يقال

سميم األنصاري ، فقد روى ابن عيينة ، عن إبراىيم بن سمعت أبا ىريرة يوجب : ميسرة ، عن طاوس ، قال

ال : الطيب يوم الجمعة ، فسألت ابن عباس عنو ، فقال .أعممو

وأخبرني ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن : ن قال سفيامن أتى الجمعة فميمس طيبا ، أن كان : عباس ، قال

.ألىمو ، غير مؤثم من تركو وخرج اإلمام أحمد والترمذي من حديث البراء بن عازب

حقا عمى المسممين أن يغتسموا : ) ) قال ) ، عن النبي ، فإن لم يوم الجمعة ، وليمس أحدىم من طيب أىمو

( ( .يجد فالماء طيب .حسن : وقال الترمذي

: أنو سأل البخاري عنو ، فقال ( ( عممو ) ) وذكر في .عن البراء موقوف : الصحيح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - فضل الجمعة

أنا مالك ، عن سمي : ثنا عبد اهلل بن يوسف - من ، عن أبي صالح السمان مولى أبي بكر بن عبد الرح

من اغتسل : ) ) قال ) ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح فكأنما قرب بدنة ،

ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح

في الساعة الثالثة فكانما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في دجاجة ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب

الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فاذا خرج اإلمام ( ( .حضرت المالئكة يستمعون الذكر

يدل ( ( من اغتسل يوم الجمعة ، ثم راح : ) ) قولو عمى أن الغسل المستحب لمجمعة أولو طموع الفجر ، وآخره الرواح إلى الجمعة ، فإن اغتسل قبل دخول يوم

يات بسنة الغسل ، كما لو اغتسل بعد صالة الجمعة لم .الجمعة

ال يصيب السنة بالغسل لمجمعة قبل طموع : وممن قال .مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأكثر العمماء : الفجر

.وروى معناه عن ابن عمر .خرجو حرب الكرماني بإسناد فيو نظر

ك وأجازه األوزاعي ، وىذا الحديث حجة عميو ، وكذلغسل يوم الجمعة واجب : ) ) حديث أبي سعيد المتقدم

( ( .عمى كل محتمم .أيضا -وحكي عن أحمد ما يدل عمى صحتو سحرا

أيضا -وروي عن الشعبي ومجاىد ، وىو وجو لمشافعية وقول يحيى بن -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يحيى النيسابوري :في تأويمو قوالن ( ( ابة غسل الجن: ) ) وقولو

تعميم بدنو بالغسل ، كما يعمو : أن المراد بو : أحدىما .بغسل الجنابة فيغسل : ) ) الحديث اآلخر الذي فيو : ويشيد لذلك ( ( .رأسو وجسده

اغتسألو لمجمعة كاغتسألة لمجنابة ، في : فيكون المعنى المبالغة وتعميم البدن

.لفقياء من الشافعية وغيرىم بالماء ، وىذا قول اكثر اغسل الجنابة حقيقة ، وأنو : أن المراد بو : والثاني

يستحب لمن لو زوجة أو أمة أن يطأىا يوم الجمعة ، ثم

يغتسل ، وىذا ىو المنصوص عن أحمد ، وحكاه عن ىالل بن يساف ، وعبد : غير واحد من التابعين ، منيم .الرحمن بن األسود وغيرىما

كان يعجبيم : عبد الرحمن بن األسود ، قال وروي عنأن يواقعوا النساء يوم الجمعة ؛ ألنيم قد أمروا أن

.يغتسموا ، وأن يغسموا -أيضا -وقول طائفة من الشافعية ، وحمموا عميو

من : ) ) ، قال ) حديث أوس بن أوس ، عن النبي .الحديث -( ( غسل يوم الجمعة واغتسل

من اغتسل بنفسو وغسل من يطؤه من : اد المر : وقالوا .زوجة أو أمة

يستدل بالحديث عمى أن من عميو غسل : فعمى ىذا الجنابة ، فاغتسل لمجنابة يوم الجمعة ، فإنو يجزئو عن

.غسل الجمعة ، وسواء نوى بو الجمعة ، أو لم ينو أما إن نواىما بالغسل ، فإنو يحصل لو رفع حدث

لجمعة بغير خالف بين العمماء ، الجنابة وسنة غسل ا .روي ذلك عن ابن عمر ، وتبعو جميور العمماء

ال يجزئو عنيما ، وقالو بعض : ولمشافعية وجو ضعيف .الظاىرية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنو ال يصح عنو ، إنما قالو : وحكي عن مالك ، وقيل بعض المتأخرين من .ذلك لإلمام أحمد عن مالك فأنكره أصحابو ، وقد ذكر

وأما أن نوى بغسمو الجنابة خاصة ، فإنو يرتفع حدثو من .الجنابة

: وىل يحصل لو سنة إالغتسأل لمجمعة ؟ عمى قولين ال يحصل لو ، وروي عن أبي قتادة : أشيرىما

األعمال ) : ) ) ، لقولو ) األنصاري صأحب النبي نما المريء ما ، وىو المشيور عن ( ( نوى بالنيات ، وا

مالك ، وروي نحوه عن األوزاعي ، وأحد الوجيين ألصحاب الشافعي وأحمد ، ونص عميو أحمد في رواية

.الشالنجي يحصل لو غسل الجمعة بذلك ، وىو أحد قولي : والثاني

الشافعي ، وقول أشيب المالكي ، وىو نص الشافعي ، سحاق ، مع كون أ بي حنيفة يعتبر وقول أبي حنيفة وا

النية لنقل الطيارة ، وحكاه ابن عبد البر عن عبد العزيز بن أبي سممة والثوري والشافعي والميث بن سعد والطبري

.، وىو أحد الوجيين ألصحابنا وأما إن نوى الجنب غسل الجمعة ، ولم ينو غسل

الجنابة ، فيل يرتفع حدث الجنابة بذلك ؟ فيو قوالن .تان عن أحمد لمشافعي ، ورواي

أنو ال يرتفع ، ألن غسل : ومن أصحابنا من رجح .الجنابة ليس سببو الحدث ؛ وليذا يشرع لمطاىر

فيل يحصل لو بو سنة غسل الجمعة مع : وعمى ىذا بقاء غسل الجنابة عميو ؟ فيو وجيان ألصحابنا

.أنو يحصل لو ذلك : والشافعية ، أصحيما فع حدثو بنية غسل ىل يرت: وأختمف أصحاب مالك

الجمعة ؟

ال يجزئو ، وحكاه ابن عبد الحكم : ابن القاسم : فقال .عن مالك

وىو : يجزئو : وقال أشيب وابن وىب واألكثرون منيم .قول المزني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يدل عمى أنو ال تحصل سنة ( ( ثم راح : ) ) وقولو

صالة الجمعة ، وأنو لو إالغتسأل لمجمعة إال قبلاغتسل بعد الصالة في بقية اليوم لم يكن آتيا بفضيمة

الغسل المأمور بو ، وقد حكى ابن عبد البر وغيره .إالجماع عمى ذلك

أن الغسل : وأظن بعض الظاىرية يخالف فيو ، ويزعم .لميوم ال لمصالة ، وال يعبأ بقولو في ذلك

ن اغتسل ويدل عمى أنو يحصل المقصود بال غسل ، وا .أول نيار الجمعة إذا كان الرواح متعقبا لو

فإن لم يتعقبو الرواح ، بل أخر الرواح إلى بعده ، فقال سنة الغسل ، -أيضا -تحصل لو : أكثر العمماء

تقتضي التراخي ، فيصدق ذلك بأن ( ( ثم : ) ) فقالوا .يؤخر الرواح إلى الزوال الرواح أفضل ، نص عميو أحمد وتأخير الغسل إلى حين

.وغيره وذىب طائفة إلى أنو ال تحصل لو فضيمة الغسل إال بأن يتعقبو الرواح ، وىو قول مالك ، وحكاه الطحاوي

أن : عن األوزاعي ، وىو يخالف قولو المشيور عنو .الغسل لمجمعة يجزئ من الميل ، كما تقدم

إال متصال ومذىب مالك في ذلك ، أنو ال يجزئ الغسلبالروح ، فإن اغتسل وراح ، ثم أحدث أو خرج من ن المسجد إلى موضع قريب ، لم ينتقض غسمو ، وا

ذكره في : -تباعد أو تغدى أو نام انتقض غسمو وأعاده ( ( .تيذيب المدونة ) )

إذا جاء أحدكم إلى الجمعة : ) ) واستدلوا بقولو ( ( .فميغتسل

إذا قمتم إلى ) لو تعالى بأن ىذا كقو : ويجاب عنو الة فاغسموا وجوىكم اآلية ، [ : المائدة ) ] الص

أنو يتضيق الوجوب عمى القائم لمصالة ، فكذلك : المراد .يتضيق وقت الغسل عمى اآلتي إلى الجمعة

فاما أن كان قد فعمو قبل ذلك فإنو يجزئو ، وال اعادة .عميو منذ قيامو ورواحو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كمن أدى الدين الواجب عميو قبل تضايق وقت أدائو ، .فإنو ال يؤمر بأدائو مرة آخرى بعد ذلك

ولو اغتسل لمجمعة ثم انتفض وضؤوه ، فيل يستحب لو :اعادتو ، أم يكفيو الوضوء ؟ فيو قوالن

بن يكفيو الوضوء ، وىو قول عبد الرحمن: أحدىما أبزى والحسن ومجاىد ومالك والميث واألوزاعي والشافعي

.وأحمد

أنو يعيد غسمو ، وىو قول طاوس والزىري : والثاني .وقتادة ويحيى بن أبي كثير

وروى ابن أبي شيبة باسناده ، عن إبراىيم التيمي ، كانوا يحبون لمن اغتسل يوم الجمعة أن ال يكون : قال

إذا : وكانوا يقولون : قال . دث بينو وبين الجمعة حأحدث بعد الغسل عاد إلى حالو التي كان عمييا قبل أن

.يغتسل وعن أبي يوسف ، أنو بنى ىذا إالختالف عمى أن

أنو لميوم : الغسل ىل ىو لميوم أو لمصالة ، فمن قال يعيده : إنو لمصالة قال : يجزئو غسمو ، ومن قال : قال

.شيد الصالة بوضوء ال بغسل ؛ ألنو إذا توضأ فإنمابل شيد الصالة : وخالف األكثرون في ذلك ، وقالوا

بغسل ، ألن الحدث الموجب لموضوء ليس منافيا لمغسل .، وحصول النظافة بو

ولو أحدث حدثا موجبا لمغسل ، مثل أن اجنب ، فحكي ؛ ألنو -أيضا -عن األوزاعي ، أنو يعيد غسل الجمعة

.ا يبطل الغسل قد أتى بم

وعن الجميور خالفو ؛ ألنو إنما أتى بما يوجب غسل الجنابة ، فيكتفي بو ، وال حاجة إلى إعادتو لغسل

.الجمعة راح في : المراد ( ( ثم راح فكانما قرب بدنة : ) ) وقولو

الساعة األولى ؛ بدليل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .لساعة الثانية ومن راح في ا: ) ) قولو

عن سمي بيذا ( ( الموطإ ) ) وقد خرجو مالك في .إالسناد ، وفيو التصريح بذكر الساعة األولى ىل ىي : وقد اختمف العمماء في المراد بيذه الساعات

:من أول النيار ، أو بعد زوال الشمس ؟ عمى قولين أن المراد بيا أخر الساعة التي بعد زوال : أحدىما

الشمس ؛ ألن حقيقة الرواح إنما تكون بعد الزوال ، غدوىا شير ؟ : ) والغدو يكون قبمو ، كما قال تعالى

[ . : سبأ ) ] ورواحيا شير الميجر إلى : ) ) بالحديث اآلخر -أيضا -واستدلوا

، فجعل البدنة بالتيجر ، ( ( الجمعة كالذي ييدي بدنة نما يكون ذلك والتيجير إنم ا ىو إالتيان بالمياجرة ، وا .بعد الزوال

ىذا تأويل مالك وأكثر أصحابو ، ووافقيم طائفة من .الشافعية عمى ذلك

أن المراد بالساعات من أول النيار ، : والقول الثاني .وىو قول األكثرين

ىل أوليا من طموع الفجر ، أو من طموع : ثم اختمفوا الشمس ؟أوليا من طموع الفجر ، وىو ظاىر : فة فقالت طائ

.مذىب الشافعي وأحمد إذا كان الجمعة ، كان عمى أبواب : ) ) واستدلوا بقولو

-( ( المسجد مالئكة يكتبون الناس األول فاألول .إن شاء اهلل تعالى -الحديث ، كما سيأتي ذكره

.أن ذلك يكون بعد طموع الفجر : وظاىره

وليا من طموع الشمس ، وحكي عن أ: وقالت طائفة الثوري وأبي حنيفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومحمد بن إبراىيم البوشنجي ، ورجحو الخطابي وغيره ، .ألن ما قبمو وقت لمسعي إلى صالة الفجر

.ورجح ىذا القول عبد الممك بن حبيب المالكي لمعيودة ، وىؤالء حمموا الساعات عمى ساعات النيار ا

.وىو الظاىر المتبادر إلى الفيم :وأما ذكر الرواح ، فعنو جوابان

أنو لما كان آخر الساعات بعد الزوال ، وىو : أحدىما رواح حقيقي ، سميت كميا رواحا ، كما يسمى الخارج لمحج والجياد حاجا وغازيا قبل تمبسو بالحج والغزو ؛

.ألن امره ينتيي إلى ذلك أن الرواح ىنا اريد بو القصد والذىاب ، مع : ني والثا

.قطع النظر عن كونو قبل الزوال أو بعده الرواح والغدو عند العرب : قال األزىري وغيره

يستعمالن في السير ، أي وقت كان من ليل أو نيار ، .راح في أول النيار وآخره ، وغدا بمعناه : يقال

نو استعمل في ىذا وأما التيجير ، فيجاب عنو ، بأال بمعنى الخروج في -أيضا -المعنى بمعنى التبكير

.الياجرة أنو ليس من الياجرة ، بل من اليجرة ، والمراد : وقيل .ىجر األعمال الدنيوية لمسعي إلى الجمعة : بيا

وقد دل عمى استحباب التبكير من أول النيار حديث تسل يوم من اغ) : ) ) أوس بن أوس ، عن النبي

الجمعة وغسل ، وبكر وابتكر ، ودنا واستمع كان لو بكل ( ( .خطوة يخطوىا اجر سنة صياميا وقياميا

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجو وابن حبان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في ( ( .صحيحو ) )

.وحسنو الترمذي شرح ) ) ، قد ذكرناىا في ولو طرق متعددة

( ( .الترمذي ( ( .وغدا وابتكر : ) ) وفي رواية لمنسائي ( ( .ومشى ولم يركب : ) ) وفي بعض رواياتو

يدل عمى تقسيم يوم الجمعة إلى اثني : وظاىر الحديث عشر ساعة ، وأن الخطبة والصالة يقعان في السادسة

.منيا حفيا ، ولم يكتب ومتى خرج الخطيب طوت المالئكة ص

ألحد فضل التبكير ، وىذا يدل عمى أنو بعد الزوال ال .يكتب ألحد شيء من فضل التبكير إلى الجمعة بالكمية

يدل عمى تقسيم نيار الجمعة إلى اثني : وظاىر الحديث عشر ساعة مع طول النيار وقصره ، فال يكون المراد

ار إلى أربعة بو الساعات المعروفة من تقسيم الميل والنيوعشرين ساعة ؛ فإن ذلك يختمف باختالف طول النيار

.وقصره : ، قال ) حديث جابر ، عن النبي : ويدل عمى ىذا

يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ، ال يوجد مسمم يسأل ) ) اهلل شيئا إال آتاه إياه ، فالتمسوىا آخر ساعة بعد

( ( .العصر .ئي بإسناد كميم ثقات خرجو أبو داود والنسا

يدل عمي أن ساعة إالجابة جزء من ىذه : وظاىره .إالجزاء إالثني عشر المتساوية في جميع فصول السنة

أنو ليس المراد بالساعات في : وزعم بعض الشافعية التبكير األربع والعشرون ، بل ترتيب الدرجات ، وفضل

السابق عمى الذي يميو ، لئال

(/)

"""""" صفحة رقم "" """" .يستوي في الفضيمة رجالن جاءا في طرفي ساعة

من جاء في أول ساعة : ورد ذلك آخرون منيم ، وقالوا من ىذه الساعات وآخرىا مشتركان في تحصيل أصل البدنة أو البقرة أو الكبش مثال ، ولكن بدنة األول أو

وسط بقرتو أكمل مما لمذي جاء في آخرىا ، وبدنة المت .متوسطة

وىذا ىو األقرب ، وعميو يحمل الحديث الذي خرجو عبدالرزاق ، عن ابن

جريج ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، إذا كان يوم الجمعة فاغتسل : ) ) ، قال ) عن النبي

أحدكم كما يغتسل من الجنابة ، ثم غدا في أول ساعة ، ل الساعة وآخرىا فمو من إالجر مثل الجزور ، وأو

وذكر مثل ذلك في الثانية ، والثالثة ، -( ( سواء ، وزاد في ( ( أوليا وآخرىا سواء : ) ) والرابعة ، يقول ثم غفر لو إذا استمع وأنصت ما بين : ) ) آخر الحديث

( ( .الجمعتين ، وزيادة ثالثة أيام

ذكر الغدو إلى الجمعة ، والغدو : وفي ىذه الرواية .ن من أول النيار يكو

-( ( فكأنما قرب بدنة ، فكأنما قرب بقرة : ) ) وقولو يدل عمى أن أفضل ما يتقرب بو من اليدايا -إلى آخره

البدن ، ثم البقر ، ثم الغنم ، وىو قول الجميور ، إن -خالفا لمالك ، ويذكر في موضع آخر مستوفى

.شاء اهلل تعالى الجمعة فييا شبو من الحج ، عمى أن -أيضا -ويدل

الجمعة حج : ) ) وقد روي في حديث ضعيف ( ( .المساكين

شيود الجمعة أحب الي من حجة : قال ابن المسيب .نافمة

: -مرفوعا -وخرج البييقي من حديث سيل بن سعد إن لكم في كل جمعة حجة وعمرة ، فالحجة التيجير ) )

( ( .العصر بعد الجمعة لمجمعة ، والعمرة انتظار

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىو ضعيف : وقال

إن المؤمن يصبح يوم الجمعة كالمحرم ، : ) ) وقد روي ( ( .فال يأخذ من شعره ، وال من أظفاره حتى يصمي

وقد حكي عن أبي حنيفة وأبي يوسف أنيما كرىا أن ر والظفر ، واستدل يجعل يوم الجمعة ميقاتا ألخذ الشع

.ليما بيذا الحديث أن ذلك يكون : -مرفوعا -وقدروي من حديث عمي

سناده ال يصح .يوم الخميس ، وا .واستحب بعض أصحابنا فعمو يوم الخميس ؛ لذلك

والحديث الذي ذكر فيو إالحرام ، ىو بإسناد مجيول ، -مرفوعا -عن أبي معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر

يصبح الرجل محرما يوم الجمعة ، فال يحل حتى : ) ) يصمي ، فاذا جمس في مكانو حتى يصمي العصر رجع

( ( .بحجة وعمرة .وىو منكر ، ال يصح

في -مرفوعا -قد روي عن ابن عباس : قال البييقي المؤمن يوم الجمعة كييئة المحرم ، ال يأخذ من ) )

، وعن ( ( ضى الصالة شعره وال من أظفاره حتى تنقالمسمم يوم الجمعة محرم ، : ) ) -مرفوعا -ابن عمر

، فانما رويا عنيما باسنادين ( ( فاذا صمى فقد أحل .ضعيفين ، ال يحتج بمثميما

وفي الرواية الصحيحة عن ابن عمر من فعمو : قال .دليل عمى ضعف ما خالفو

عن نافع وروي من طريق ابن وىب ، بإسناد صحيح ،، أن ابن عمر كان يقمم أظفاره ويقص شاربو في كل

.جمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كان ) ، النبي -مرسال -وروينا عن أبي جعفر : قال

.يستحب أن ياخذ من شاربو وأظفاره يوم الجمعة

كان لي : قال : وروى بإسناده ، عن معاوية بن قرة الشجرة ، يأخذان من شواربيما وأظفارىما عمان قد شيدا

.كل جمعة والطبراني من رواية ( ( مسنده ) ) وخرج البزار في

إبراىيم بن قدامو ، عن األغر ، عن أبي ىريرة ، أن كان يقمم أظفاره ويقص شاربو يوم الجمعة ، قبل ) النبي

.أن يخرج إلى الصالة عميو ، وىو إذا لم يتابع إبراىيم بن قدامة: قال البزار

.انفرد بحديث لم يكن حجة ؛ ألنو ليس بمشيور وقد روي عنو ، عن عبد اهلل بن عمرو ، عن : قمت ) .النبي

عبد اهلل بن : يعني -أحسب ىذا : قال ابن أبي عاصم رجال من بني -عمرو

مسند ) ) جمح ، أدخمو يعقوب بن حميد بن كاسب في .ن في الجمحيي( ( قريش

.يشير إلى أنو ليس ابن العاص .وكذا ذكر ابن عبد البر ، وزاد أن في صحبتو نظرا

من حديث ابن عباس وعائشة -أيضا -وفي الباب .وأنس ، أحاديث مرفوعة ، وال تصح أسانيدىا

كان أصحاب رسول اهلل : وقال راشد بن سعد ه من اغتسل يوم الجمعة واستاك وقمم أظفار : يقولون )

.فقد اوجب .خرجو حميد بن زنجويو

.النخعي : وممن استحب ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من قص شاربو وأظفاره يوم جمعة لم يمت : قال مكحول .من الماء األصفر

وقال حميد الحميري من قص أظفاره يوم الجمعة أخرج .اهلل منو الداء ، وادخل فيو الشفاء

.اإلمام أحمد يفعمو وكان واستحبو أصحاب الشافعي وغيرىم ؛ فإنو من كمال

التنظف والتطير المشروع في يوم الجمعة ، فيكون .مستحبا فيو ، كالطيب والدىن ، والمحرم بخالف ذلك

( ( صحيحو ) ) ما خرجو ابن حبان في : ويشيد لذلك من : ) ) ، قال ) من حديث أبي ىريرة ، عن النبي

الغسل يوم الجمعة ، واالستنان ، وأخذ : ة إالسالم فطر عفاء المحى ؛ فإن المجوس تحفى شواربيا الشارب ، وا

وتحفى لحاىا ، فخالفوىم ، خذوا شواربكم وأعفوا ( ( .لحاكم

فقرن أخذ الشارب بغسل يوم الجمعة واالستنان ، وقد .أيضا -صح األمر باالستنان في يوم الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """" "" باب -

ثنا شيبان ، عن يحيى بن أبي : حدثنا أبو نعيم - كثير ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أن عمر بن

الخطاب بينما ىو يخطب يوم الجمعة ، إذ جاء رجل ، لم تحتسبون عن الصالة ؟ : فقال عمر بن الخطاب

. نداء ، فتوضأت ما ىو إال أن سمعت ال: فقال الرجل إذا راح أحدكم إلى : ) ) يقول ) ألم تسمعوا النبي : فقال

الجمعة .؟ ( ( فميغتسل

وخرجو مسمم من طريق األوزاعي ، عن يحيى بن أبي :كثير ، وسمى الداخل

فعرض بو : وقال في حديثو ( ( عثمان بن عفان ) ) ؟ما بال رجال يتأخرون بعد النداء : عمر ، فقال

وىذا يستدل بو عمى إنكار اإلمام عمي من يتأخر إلى بعد النداء ، خصوصا إن كان من أىل الفضائل الدينية ، وكذلك ينكر عميو تقصيره في إالخالل ببعض سنن

.الجمعة ومندوباتيا المكتوبة ، كالغسل ونحوه :من وجوه -مرفوعا -وقد روي ىذا المعنى من حديث ابن ( ( صحيحو) ) خرج ابن حبان في

حدثني أبان بن صالح ، عن مجاىد ، عن : إسحاق

دخل سميك الغطفاني المسجد ، ورسول : جابر ، قال أركع ركعتين ، وال : ) ) يخطب الناس ، فقال لو ) اهلل

.، فركعيما ، ثم جمس ( ( تعودن لمثل ىذا ال تعودن إلى إالبطاء في : أراد : قال ابن حبان

لىالجمعة ، ألن في حديث أبي سعيد ، أنو امره المجيء ا .في الجمعة الثانية -أيضا -بالركعتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وخرج اإلمام أحمد من حديث عبد اهلل بن يسر ، قال جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ، والنبي

د آذيتأجمس ، فق) : ) ) يخطب ، فقال لو النبي ) ( ( .وآنيت

: وخرجو أبو داود والنسائي ، وليس عندىما ( ( .وآنيت ) )

ابطأت في المجيء ، وأخرتو ( ( : آنيت : ) ) ومعنى

.عن آوانو .وخرجو ابن ماجو من حديث جابر ، بإسناد ضعيف

وخرج الطبراني وغيره من رواية عمر بن الوليد الشني ، جاء رجل والنبي : اس ، قال عن عكرمة ، عن ابن عب

يميو ) : ) ) يخطب يوم الجمعة ، فقال رسول اهلل ) أحدكم ، حتى إذا كادت الجمعة تفوتو جاء يتخطى رقاب

:فقال ( ( . الناس يؤذييم يا رسول اهلل ، ما فعمت ، ولكني كنت راقدا ، فاستيقظت

أو يوم ) : ) ) فقال رسول اهلل . ، ثم تؤضأت وجئت ( ( .ىذا ؟ وضوء

.ضعيف الحديث : وعمر بن الوليد اخبرني عمرو : وقد روى عبد الرزاق ، عن ابن جريج

بن دينار ، عن عكرمة ، أن عثمان جاء وعمر يخطب فذكر الحديث بمعنى رواية أبي سممة ، عن أبي ىريرة -

.التي خرجيا البخاري ىاىنا .واهلل أعمم . وىذا أصح

(/)

"""""" صفحة رقم " """"" باب -

الدىن لمجمعة :فيو عن سممان ، وأبي ىريرة

:أما حديث سممان :فقال ثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري : ثنا آدم - أخبرني أبي ، عن ابن وديعة ، عن سممان : ، قال

ال يغتسل رجل يوم ) : ) ) قال النبي : الفارسي ، قال ر ما استطاع من طير ، ويدىن من الجمعة ، ويتطي

، ثم يخرج فال يفرق -أو يمس من طيب بيتو -دىنو بين اثنين ، ثم يصمي ماكتب لو ، ثم ينصت إذا تكمم

( ( .اإلمام إال غفر لو ما بينو وبين الجمعة األخرى ىذا الحديث تفرد بتخريجو البخاري دون مسمم ؛

.الختالف وقع في إسناده لبخاري ىاىنا عن آدم بن أبي إياس ، عن وقد خرجو ا

ثم خرجو بعد ذلك من طريق. ابن أبي ذئب أيضا -ابن المبارك ، عن ابن أبي ذئب بيذا إالسناد

.وكذا رواه جماعة عن ابن أبي ذئب ورواه بعضيم ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري

: لم يذكر في إسناده -، عن ابن وديعة ، عن سممان ( ( .أبا سعيد المقبري ) )

-ورواه الضحاك بن عثمان ، عن المقبري بيذا إالسناد ( ( أبي سعيد ) ) مع إالختالف عميو في ذكر -أيضا

سقاطو .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فحدثت : قال سعيد المقبري : وزاد الضحاك في حديثو أوىم ابن وديعة : فقال بذلك عمارة بن عمرو بن حزم ،

( ( .وزيادة ثالثة أيام : ) ) ؛ سمعتو من سممان يقول ورواه ابن عجالن ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ،

عن أبيو ، عن عبد اهلل بن وديعة ، عن أبي ذر ، عن .بمعناه -) النبي

فذكرتو لعبادة بن عامر بن عمرو بن : قال ابن عجالن دق ،ص: حزم ، فقال

( ( .وزيادة ثالثة أيام ) ) .خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو ، ولم يذكر آخره

، عن أبي زرعة ، أنو -مرة -وقد روى ابن أبي حاتم .حديث ابن عجالن أشبو : قال

( ( .عن أبي ذر : ) ) قولو : يعني ، عن أبيو وأبي زرعة ، أنيما -مرة أخرى -ونقل .ن األصح حديث سمما: قاال

وكذا قال عمي بن المديني والدارقطني ، وىو الذي .يقتضيو تصرف البخاري

ابن أبي ذئب أثبت في المقبري : وكذا قال ابن معين .من ابن عجالن

، قال أبو -عبد اهلل : ويقال -وعبيد اهلل بن وديعو الصحيح: حاتم الرازي

.عبيد اهلل .اهلل الصحيح عبد : وقال أبو زرعة

وقد رواه أبو داود الطيالسي ، عن ابن أبي ذئب ، عبيد اهلل بن عدي: فسماه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.قالو أبو حاتم : -بن الخيار ، وىو وىم منو وقد رواه جماعة ، عن سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة ،

عمر ابن جريج وعبيد اهلل بن: ، منيم ) عن النبي وعن عمارة بن : وزاد ابن جريج . وأخوه عبد اهلل وغيرىم

.عامر األنصاري ووىم في ذلك ؛ إنما أراد عمارة بن : قال الدارقطني

.عمرو بن حزم ، كما ذكر الضحاك ورواه صالح بن كيسان ، عن سعيد المقبري ، عن أبيو

) .، عن أبي ىريرة ، عن النبي

ىو خطأ ؛ إنما ىو ما قالو : اتم قال أبو زرعة وأبو ح .ابن أبي ذئب وابن عجالن ( ( عن أبي ىريرة : ) ) وال ريب أن الذي قالوا فيو

جماعة حفاظ ، لكن الوىم يسبق كثيرا إلى ىذا إالسناد ؛ أو عن -سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة ) ) فإن رواية

سبق إلييا سمسمة معروفة ، ت( ( أبيو ، عن أبي ىريرة عن( ( سعيد ) ) االلسن ، بخالف رواية

؛ فانيا سمسمة ( ( أبيو ، عن ابن وديعة ، عن سممان .غريبة ، ال يقوليا إال حافظ ليا متقن

بأن ] ورجح ابن المديني قول من رواه عن سممان ، ، فإنو قدر رواه النخعي ، عن عمقمة ، . . . [ حديثو

) .عن النبي عن القرثع ، عن سممان ،يؤخذ منو ( ( ال يغتسل رجل يوم الجمعة : ) ) فقولو

اختصاص الغسل بالرجال ، كما ىو قول أحمد ، ويأتي .إن شاء اهلل تعالى -ذكره فيما بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، ( ( ويتطير ما استطاع من طير : ) ) وقولو

فيأنو أراد بو المبالغة : الظاىر زالة الوسخ ، وربما دخل فيو تقميم األظفار ، التنظف ، وا زالة الشعر من قص الشعر وحمق العانة ونتف إالبط ؛ وا

.فإن ذلك كمو طيارة ما خرجو البزار من حديث أبي الدرداء ، : ويدل عميو :، قال ) عن النبي

قص الشارب ، وحمق العانة ، : الطيارات أربع ) ) ( ( .يم األظفار ، والسواك وتقم

ليس : معاوية بن يحيى ، قال البزار : وفي إسناده .بالقوي ، وقد حدث عنو أىل العمم ، واحتمموا حديثو وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في

من حديث عبد اهلل بن عمرو بن ( ( صحيحو ) ) األضحى أمرت بيوم : ) ) قال ) العاص ، أن النبي

أرأيت إن لم : فقال رجل ( ( . عيدا جعمو اهلل ليذه األمة

:أجد إال منيحة أنثى ، أفأضحي بيا ؟ قال ال ، ولكن تأخذ من شعرك ، وتقمم أظفارك ، وتقص ) )

شاربك ، وتحمق عانتك ، فذلك من تمام أضحيتك عند ( ( .اهلل عز وجل

عياد كميا ، وىذا يشعر باستحباب ىذه الطيارات في األوأنيا من تمام النسك المشروع فييا ، والجمعة من جممة

األعياد ، وىي عيد األسبوع ، كما أن عيد الفطر .واألضحى عيد العام

ويدىن من دىنو ، أو يمس من طيب : ) ) وقولو التخيير بين األمرين ، إما األدىان ، : ، ظاىره ( ( بيتو

.أو التطيب ، وأن أحدىما كاف يشير إلى أنو ليس عميو ( ( من طيب بيتو : ) ) ولو وق

.أن يطمب ما ال يجده ، بل يجتزئ بما وجده في بيتو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىو دىن شعر الرأس والمحية مع تسريحو ، : واألدىان

.يفعمو ) وىو الترجل ، وقد كان النبي : ة ، قال عن جابر بن سمر ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

قد شمط مقدم رأسو ولحيتو فكأن إذا ادىن ) كان النبي ذا شعث رأسو تبين ، وكان كثير شعر لم يتبين ، وا

) .الرأس والمحية .يستعمل الطيب في شعره ) وقد كان النبي

ىذا من حديث ( ( كتابو ) ) وقد خرج البخاري في -) النبي: يعني -رأيت شعرا من شعره : ربيعة ، قال

.أحمر من الطيب : أحمر ، فسألت عنو ، فقيل لي من حديث ابن عقيل ، ( ( مسنده ) ) وخرج البزار في

عن أنس ، أن عمر بناني : ، وقال لو ) عبد العزيز سألو عن خضاب النبي إنما ىذا الذي لون : رأيت شعرا من شعره قد لون ؟ فقال

) .من الطيب الذي كان يطيب شعر رسول يشير إلى أنو يفعل ذلك كمو ( ( ثم يخرج : ) ) قولو و

.في بيتو قبل خروجو ، ثم بعد ذلك يخرج إلى المسجد فال يفرق بين أثنين ، ثم يصمي ما كتب لو : ) ) وقولو

، ثم ينصت إذا تكمم ( ( .اإلمام

إن شاء اهلل -يأتي الكالم عمى ىذه الثالثة فيما بعد .تعالى غفر لو ما بينو وبين الجمعة إال : ) ) وقولو

الصغائر ؛ بدليل ما خرجو : والمراد بذلك ( ( . األخرى : ، قال ) مسمم من حديث أبي ىريرة ، عن النبي

الصموات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان ) ) إلى رمضان مكفرات لما بينين ، ما اجتنبت

( ( .الكبائر

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

: وفي حديث عمارة بن عمرو بن حزم ، عن سممان

( ( .وزيادة ثالثة أيام ) ) : ، قال ) وخرج مسمم من حديث أبي ىريرة ، عن النبي

من اغتسل ، ثم أتى الجمعة ، فصمى ما قدر لو ، ) ) ثم انصت حتى يفرغ اإلمام من خطبتو ، فصمى معو

خرى ، وفضل ثالثة غفر لو ما بينو وبين الجمعة إال ( ( .أيام

وخرجو أبو داود من وجو آخر عن أبي ىريرة ، وجعل وكان أبو ىريرة : ذكر الثالثة من قول أبي ىريرة ، قال

وثالثة أيام زيادة ؛ إن اهلل جعل الحسنة : ) ) يقول ( ( .بعشر أمثاليا

:وأما حديث ابن عباس :فقال قال : عيب ، عن الزىري نا ش: ثنا أبو اليمان -

: قال ) ذكروا أن النبي : قمت البن عباس : طاوس اغتسموا يوم الجمعة ، واغسموا رءوسكم ، وان لم ) )

: ؟ قال ابن عباس ( ( تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب .أما الغسل ، فنعم ، وأما الطيب ، فال أدري

ىشام ، أنا : حدثنا إبراىيم بن محمد بن موسى - أخبرني إبراىيم بن ميسرة : أن ابن جريج أخبرىم ، قال

، عن طاوس ، عن ابن عباس ، أنو ذكر قول النبي أيمس : في الغسل يوم الجمعة ، فقمت البن عباس )

.ال أعممو : طيبا ، أو دىنا ، إن كان عند أىمو ؟ فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الغسل ) ن ابن عباس روى عن النبي أ: مضمون ىذا لمجمعة ، وأنو لم يكن عنده من ذكر الطيب والدىن عمم

، ) ، فيحتمل أنو نفى أن يكون يعمم ذلك عن النبي ويحتمل أنو نفى أن يكون ذلك مستحبا بالكمية ؛ فإنو إذا

فيو شيء ، فإنو يقتضي ) لم يكن عنده عن النبي .التوقف في استحبابو

اع الزىري ليذا الحديث من طاوس نظر ، ولعمو وفي سم .بمغو عنو ؛ فإنو كان كثير اإلرسال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يمبس أحسن ما يجد

أنا مالك عن نافع : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - عن عبد اهلل بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى حمة

د فقال يا رسول اهلل لو اشتريت سيراء عند باب المسجىذه ، فمبستيا يوم الجمعة ولموفد إذا قدموا عميك فقال

إنما يمبس ىذه من ال خالق لو في ) ) ) رسول اهلل .وذكر بقيو حديث -( ( اآلخره

.وغيره ( ( المباس ) ) وقد خرجو بتمامو في أقر عمر عمى ما ) أن النبي : والمقصود منو ىاىنا

أن : من التجمل بحسن المباس لمجمعة والظاىر ذكره نما ) ذلك كان عادتو ؛ فميذا قال لو عمر ما قال وا

امتنع من ىذه الحمة إلنيا كانت حريرا خالصا أو أكثرىا

أن السيراء نوع من البرود ، يخالطة : حرير وقد قيل حرير ، سمي سيراء لتخطيط فيو ، والثوب المسير الذي

.طرائق : أي فيو سير ،الحمو السيراء ىي المضمعة بالحرير ، : وقال الخطابي

.وسميت سيراء لما فييا من الخطوط التي تشبو السيور وفي حديث عبد اهلل بن وديعو عن أبي ذر عن النبي

من اغتسل يوم الجمعو فأحسن الغسل ، ثم لبس ) ) ) .وذكر بقيو الحديث -( ( من صالح ثيابو

.مام أحمد وابن ماجو ، وقد سبق ذكره خرجو اإلوخرج أبو داود معناه من حديث أبي ىريره وأبي سعيد

وعبد اهلل بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) .عمرو بن العاص عن النبي من حديث يوسف بن سالم أنو سمع -أيضا -وخرج

يقول عمى المنبر) النبي ثوبين لمجمعة سوى ثوبي ما عمى أحدكم إن وجد ) )

( ( .مينتو عن يوسف بن عبد اهلل بن سالم عن : وفي رواية لو

) .النبي يوسف بن عبد اهلل بن سالم : وخرجو ابن ماجو وعنده

) .عن أبيو عن النبي بإسناد ) من حديث عائشو عن النبي -أيضا -وخرجو .ضعيف

طاة ، عن أبي وخرجو البييقي من روايو حجاج بن أر كان يمبس برده األحمر ) جعفر ، عن جابر أن النبي

.في العيدين والجمعة .كذا رواه حفص بن غياث عن حجاج أن -مرسال -ورواه ىشيم عن حجاج عن أبي جعفر

كان يمبس يوم الجمعة برده األحمر ويعتم يوم ) النبي .العيدين

( ( .طبقاتو ) ) خرجو ابن سعد في

وكذا خرجو عبد الرزاق ، عن ابن جريح ، عن جعفر ، .مرسال -عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا المرسل أشبو وخرج الطبراني من رواية سعد بن الصمت ، عن جعفر

بن محمد ، عن أبيو عن عمي بن حسين عن ابن عباس .بردة حمراء يمبس يوم العيد ) كان النبي : قال

.وىذا إالسناد غير محفوظ وخرج اإلمام أحمد من رواية فميح بن سميمان ، عن أبي بكر بن المنكدر ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي

حق عمى كل محتمم الغسل يوم الجمعو ، : ) ) قال ) ن كان لو طيب مس ويمبس من صالح ثيابو ، وا

( ( .منو إنما رواه أبو بكر بن المنكدر ، عن كذا رواه فميح ،

.عمرو بن سيمم ، عن أبي سعيد .وقد خرجو البخاري فيما تقدم بغير ىذا المفظ

في استحباب -فيما نعممو -وال خالف بين العمماء .لبس الثياب أجود الثياب لشيود الجمعة واألعياد

عن أبيو ، عن أبي ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في أدركت : ، عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ، قال إسحاق

إذا كان يوم ) أشياخ األنصار من أصحاب رسول اهلل الجمعو اغتسموا ، ولبسوا أحسن ثيابيم ، وتطيبوا بأطيب

.طيبيم ، ثم راحوا إلى الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - السواك يوم الجمعة .يستن ) : النبي وقال أبو سعيد عن

: باب ) ) حديث أبي سعيد قد خرجو فيما سبق في

ولفظو( ( الطيب لمجمعة الغسل يوم الجمعة واجب عمى كل محتمم ، وأن ) )

( ( .يستن ، وأن يمس طيبا إن وجد أما الغسل ، فأشيد أنو واجب وأما الطيب : قال عمرو

الستنان فاهلل أعمم .وا بو جميور العمماء عمى أن المراد وىذا مما استدلتأكد االستحباب ؛ ألنو قرنو بما ليس : بالوجوب ىاىنا

.بواجب اجماعا وىو الطيب والسواك : وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث ابن إسحاق

حدثني محمد بن إبراىيم ، عن أبي سممة وأبي أمامة بن عنا رسول سم: سيل عن أبي ىريرة وأبي سعيد ، قاال

من اغتسل يوم الجمعة ، واستن ، : ) ) يقول ) اهلل ولبس أحسن ثيابو ثم -إن كان عنده -ومس من طيب

جاء إلى المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء اهلل أن يركع ثم انصت إذا خرج إمامو حتى يصمي ،

كانت كفارة لما بينيا وبين الجمعة التي كانت

وثالثة أيام زيادة ؛ ألن اهلل : يقول أبو ىريرة ( ( . ميا قب .قد جعل الحسنة بعشر أمثاليا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وفي إسناده اختالف عن ابن شياب ، عن ( ( الموطإ ) ) وروى مالك في

في جمعة من -قال ) عبيد بن السباق ، أن النبي ر المسممين ، أغتسموا ، ومن يا معش: ) ) -الجمع

كان عنده طيب فال يضره أن يمس منو ، وعميكم ( ( .بالسواك

) .وقد روي عن الزىري ، عن أنس ، عن النبي .ىو الصحيح : والمرسل

ورواه صالح بن أبي األخضر ، عن الزىري ، عن عبيد بن السباق ، عن ابن ) .عباس ، عن النبي

.خرجو ابن ماجو .رواية مالك : ، والصحيح -أيضا -يصح وال

.إنكار ابن عباس لمطيب ، كما سبق عنو : ويدل عميو وخرج اإلمام أحمد من رواية محمد بن عبد الرحمن بن

، ) ثوبان ، عن رجل من األنصار من أصحاب النبي حق عمى كل مسمم أن يغتسل : ) ) ، قال ) عن النبي

ويمس من طيب أن كان يوم الجمعة ، ويتسوك ، ( ( .الىمو

.أيضا -وخرجو بيذا إالسناد موقوفا -عن ثوبان ، عن أبي سعيد الخدري -أيضا -وروي .مرفوعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروي عن ابن ثوبان ، عن رجل ، عن أبي سعيد .مرفوعا وموقوفا -الخدري

.أن الموقوف أصح : اتم وعن أبي زرعة وأبي حخرج البخاري في ىذا الباب أحاديث ثالثة ، في السواك

:لمصالة ، ولكن ال اختصاص ليا بالجمعة :الحديث األول

أنا مالك ، عن أبي : ثنا عبد اهلل بن يوسف - الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

-أو عمى الناس -ي لوال أن أشق عمى أمت: ) ) قال ) ( ( .ألمرتيم بالسواك مع كل صالة

دليل عمى أن الحرج والمشقة مرفوعان عن ىذه : وفيو ما جعل عميكم في الدين من : ) األمة ، كما قال تعالى

[ . : الحج ) ] حرج وقد سبق ذكر ذلك في تأخير عشاء اآلخرة ، فإن النبي

يرىا ، ولوال المشقة عمى أمتو لجعل كان يحب تأخ) .وقتيا ثمث الميل أو نصفو

دليل عمى أن السواك ليس بفرض كالوضوء : وفيو لمصالة ، وبذلك قال جميور العمماء ، خالفا لمن شذ

.منيم من الظاىرية

وقد حكي عن إسحاق ، أنو لو تركو عمدا اعاد .أنو ال يصح عنو : وقيل . الصالة

نص عمى أنو غير واجب عمى األمة ؛ : ث وىذا الحديلوال أن أشق عمى أمتي ألمرتيم بالسواك : فإن المراد

أمر فرض وأيجاب ، ال أمر ندب واستحباب ؛ فإنو قد .ندب اليو واستحبو ، ولكن لم يفرضو ، ولم يوجبو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد صرح بذلك في حديث آخر اإلمام أحمد من حديث تمام بن العباس ، عن خرجو لوال أن أشق عمى أمتي لفرضت : ) ) ، قال ) النبي

( ( .عمييم السواك ، كما فرضت عمييم الوضوء وخرج ابن أبي شيبة نحوه من رواية عبد الرحمن بن أبي

) .، عن النبي ) ليمى ، عن رجل من أصحاب النبي ، وأبي سعيد ، عن ويروى نحوه من حديث أبي ىريرة

) .النبي دليل عمى استحباب السواك مع كل : وفي الحديث

.صالة ، فدخل في ذلك صالة الجمعة وغيرىا :والسواك مع الصالة نوعان

السواك مع الوضوء لمصالة ، وقد سبق ذكره : أحدىما ( ( .الطيارة ) ) في

.السواك لمصالة عند القيام إلييا : والثاني رج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من وقد خ

: ، قال ) حديث زيد بن خالد الجيني ، عن النبي لوال أن أشق عمى أمتي ألمرتيم بالسواك عند كل) )

فكأن زيد بن خالد يشيد الصموات في المسجد ( ( صالة وسواكو عمى أذنو موضع القمم من أذن الكاتب ، ال يقوم

.استن ، ثم رده إلى موضعو إلى صالة إال .حسن صحيح : وقال الترمذي

.وىذا مذىب الشافعي وأصحابنا وروى أبو يحيى الحماني ، عن أبي سعد ، عن مكحول

، عن واثمة بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يربطون ) كان أناس من أصحاب النبي : األسقع ، قال فاذا حضرت الصالة استاكوا مساويكيم بذوائب سيوفيم ،

.، ثم صموا من ( ( صالة الخوف ) ) خرجو البييقي في

( ( .سننو ) ) .أبو سعد البقال ، غير قوي : وقال

وقد أنكر طائفة من العمماء السواك عند إرادة الصالة ليس فيو نص عن : المفروضة في المسجد ، وقالوا

نما كان النبي ) النبي م من الميل لمتيجد في إذا قا) ، وا .بيتو

وحكي عن مالك ، أنو يكره السواك في المساجد ، والذي أنو يكره أن يأخذ ( ( : تيذيب المدونة ) ) رأيناه في

ن جمعو المعتكف من شعره أو أظفاره في المسجد ، وا

.وألقاه ؛ لحرمة المساجد وقد روي عن عثمان بن عفان ، أنو كان يخطب يوم

فذكر أنو لمالجمعة ، .يستك ، فنزل فاستاك

وىذا يدل عمى أنو إنما نزل ليستاك خارج المسجد ، وأنو .رأى السواك في الجمعة عند الوضوء ال عند الصالة

من رواية أبي ايوب ( ( أماليو ) ) وخرج الحاكم في األفريقي ، عن صالح بن أبي

صالح ، أظنو عن أبيو ، عن زيد بن خالد الجيني ، يخرج من بيتو لشيء من ) ما كان رسول اهلل : قال

.الصموات حتى يستاك .وىذا غريب عمى أنو إنما كان يستاك في بيتو قبل : ويستدل بو

.خروجو إلى المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :الحديث الثاني

نا : نا شعيب : نا عبد الوارث : نا أبو معمر - قد أكثرت ) : ) ) قال رسول اهلل : ، قال أنس بن مالك

( ( .عميكم في السواك كثرة حثيم عميو ؛ : المراد بإكثاره عمييم في السواك

.وترغيبيم فيو ، بذكر فضمو السواك مطير لمفم ، : ) ) ، أنو قال ) وقد روي عنو ( ( .مرضاة لمرب

وقد عمقو البخاري في موضع آخر ، ويأتي في موضعو .إن شاء اهلل تعالى -

:، أنو أكثر عميو في امره بالسواك ) وقدروي عنو من رواية إبي إسحاق ، ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) ففي

عن التميمي ، عن ابنلقد أمرت بالسواك ، حتى : ) ) قال ) أن النبي . عباس

( ( .خشيت أن يوحى الي فيو .أربدة : أربد ، ويقال : التميمي ، اسمو

) : قال رسول اهلل : ومن حديث واثمة بن األسقع ، قال ( ( .أمرت بالسواك ، حتى خشيت أن يكتب عمي ) )

.ليث بن أبي سميم : وفي إسناده عمى أن السواك لم يكن واجبا عمى النبي : ويستدل بو

. ( .إنو كان واجبا عميو : وقد قيل

مة بن وخرج اإلمام أحمد من حديث عبد اهلل بن حنظ )الغسيل ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان أمر بالوضوء لكل صالة ، طاىرا كان أو غير أمر بالسواك ) طاىر ، فمما شق ذلك عمى رسول اهلل

.عند كل صالة ، ووضع عنو الوضوء ، إال من حدث ( ( صحيحيما ) ) وخرجو ابن خزيمة وابن حبان في

. والحاكم

.عمى شرط مسمم : وقال .وليس كما قال

أن النبي : ، ولفظو ( ( مسنده ) ) وخرجو البزار في كان يأمر بالوضوء عند كل صالة ، فمما شق عمييم )

.أمر بالسواك عند كل صالة أن السواك كان -مرفوعا -وقد روي من حديث عنبسة

.عميو فريضة ، وىو ألمتو تطوع .راني خرجو الطب

.واهلل أعمم . وال يصح إسناده :الحديث الثالث

نا سفيان ، عن منصور : نا محمد بن كثير - كان : وحصين ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال

.إذا قام من الميل يشوص فاه ) النبي من رواية جرير ( ( الطيارة ) ) قد سبق ىذا الحديث في

الم عمى معناه ، عن منصور وحده ، وسبق الك .مستوفى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من تسوك بسواك غيره

: حدثني سميمان بن بالل : حدثنا إسماعيل - أخبرني أبي ، عن عائشة ، : قال ىشام بن عروة

دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ، ومعو سواك : قالت أعطني : فقمت لو ،) يستن بو ، فنظر اليو رسول اهلل

ىذا السواك يا عبد الرحمن ، فاعطانيو ، فقصمتو ، ثم ، فاستن بو ، وىو ) مضغتو ، فاعطيتو رسول اهلل

.مستند إلى صدري : بفتح الصاد الميممة ، أي ( ( فقصمتو : ) ) يروي

كسرتو ، فأبنت منو الموضع الذي كان استن بو عبد .س السواك ما يكسر من رأ: الرحمن ، والقصأمة

: أصل القصم : ىذا ىو الذي ذكره الخطابي ، وقال .الدق

، بكسر الضاد المعجمة ، من ( ( فقصمتو : ) ) ويروى

: الحديث : القضم ، وىو العض باألسنان ، ومنو ( ( .فيقضميما كما يقضم الفحل ) )

دفع : باب ) ) اإلستياك بسواك غيره في ] . . . [ فأغنى ( ( كتاب الطيارة ) ) من ( ( السواك إلى األكبر .عن إعادتو ىاىنا

دليل عمى أن إالستياك سنة في جميع : وفي الحديث األوقات ، عند إرادة الصالة وغيرىا ، فإن استياك النبي

بيذا السواك كان في مرض موتو عند خروج)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لصالة وال تالوة نفسو ، ولم يكن قاصدا حينئذإنو قصد بذلك التسوك عند خروج نفسو : وقد قيل

الكريمة ؛ ألجل حضور المالئكة الكرام ، ودنوىم منو .لقبض روحو الزكية الطاىرة الطيبة

امرأتو عند -رضي اهلل عنو -وقد أمر سممان الفارسي

احتضاره أن تطيب موضعو بالمسك ؛ لحضور المالئكة أنو يزورني أقوام ، يجدون الريح ، وال : فيو ، وقال

.أو كما قال -يأكمون الطعام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما يقرأ في صالة الفجر يوم الجمعة -ثنا سفيان ، : حدثنا أبو نعيم ومحمد بن يوسف -

ابن : ىو -عن سعد بن إبراىيم ، عن عبد الرحمن يقرأ في ) كان النبي : رة ، قال ، عن أبي ىري -ىرمز

ىل أتى ) السجدة ، ) آلم تنزيل ) الفجر يوم الجمعة [ . : إالنسان ) ] عمى اإلنسان

سجود ) ) ىذا الحديث خرجو البخاري ىاىنا ، وفي ( ( .القرآن

خرجو عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن : في أحدىما .الثوري : ىو -سفيان

.عن أبي نعيم ، عن سفيان : اآلخر وفي .ذكر السجدة : وفي رواية محمد بن يوسف زيادة رواية محمد بن : ففي بعض النسخ في ىذا الباب

-رواية أبي نعيم ، وفي بعضيا : يوسف ، وفي اآلخر .عن محمد بن يوسف -: في الموضعين

الول .واهلل أعمم . أصح : وا األصبياني في وقد ذكر الحافظ أبو نعيم

أن البخاري خرجو في ىذا الباب ، ( ( : مستخرجو ) ) .عن أبي نعيم

: وقد رواه يحيى القطان ، عن سفيان ، فقال في حديثو : الغاشية ) ] ىل أتاك حديث الغاشية ) وفي الثانية

. ] ( ( .صحيحو ) ) خرجو من طريقو إالسماعيمي في

.لك وىم منو أن ذ: والظاىر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من رواية جماعة من ) وقد روي ىذا الحديث عن النبي

.الصحابة ، ولم يخرجو البخاري إال من ىذا الوجو .أيضا -وخرجو مسمم منو ، ومن حديث ابن عباس

يدل عمى تكرر ذلك منو ، ( ( كان يقرأ : ) ) وقولو .و ومداومتو عمي

:وقد روي ، أنو كان يديم ذلك خرجو الطبراني من طريق عمرو بن قيس المالئي ، عن

أبي إسحاق ، عن أبي األحوص ، عن عبد اهلل ، أن آلم ) كان يقرا في صالة الصبح يوم الجمعة ) النبي : اإلنسان ) ] ىل أتى عمى اإلنسان ) السجدة و ) تنزيل

. ] .يديم ذلك

واتو كميم ثقات ، إال أنو روي عن أبي إالحوص ور .مرسال

رسالو أصح عند البخاري وأبي حاتم والدارقطني .وا وقد خرجو ابن ماجو من وجو أخر عن أبي األحوص ،

، بدون ذكر -أيضا -عن عبد اهلل ، موصوال .المداومة

وقد اختمف العمماء في قرءاة سورة معينة في صالة . معينة

.فكرىة طائفة ، وحكي عن أبي حنيفة ومالك ولم يكرىو األكثرون ، بل استحبوا منو ما روي عن النبي

. ( ىل ) سورة السجدة و ) آلم ) وممن استحب قراءة سورة

الثوري والشافعي : في صالة الفجر يوم الجمعة ) أتى سحاق وأبو خيثمة وابن أبي شيبة وسميمان بن وأحمد وا

.ياشمي والجوزجاني وغيرىم من فقياء الحديث داود ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمي وابن : وىذا ىو المروي عن الصحابة ، منيم .عباس وأبو ىريرة

ىل يستحب المداومة عمى ذلك في كل : ثم اختمفوا جمعة ؟

ال يستحب ذلك ، بل يستحب فعمو أحيانا : فقال بعضيم -في المشيور عنو -الثوري وأحمد ، وىو قول

سحاق .وا وعمال بأنو يخشى من المداومة عميو اعتقاد الجيال

وجوبو ، وان صالة الفجر يوم الجمعة فييا زيادة سجدة ، أو أنيا ثالث ركعات ، ونحو ذلك مما قد يتخيمو

.بعض من ىو مفرط في الجيل قول بل يستحب المداومة عميو ، وىو : وقال األكثرون

.الشافعي ، وسائر من سمينا قولو وىو ظاىر ما نقمو اسماعيل بن سعيد الشالنجي عن

سألتو عن القراءة في الفجر يوم : أحمد ؛ فإنو قال آلم تنزيل ) نراه حسنا ، أن تقرأ : الجمعة ؟ فقال

السجدة ،) [ . : اإلنسان ) ] ىل أتى عمى اإلنسان ) و

.ابنا ، وىو األظير ورجحو بعض أصح

:وكان السمف يداومون كان مروان وأبو ىريرة يقرءان في صالة : قال األعرج ىل أتى عمى ) سورة السجدة و ) آلم تنزيل ) الصبح ب [ . : إالنسان ) ] اإلنسان

ما شيدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إال : وقال الشعبي [ . : نسان اإل) ] ىل أتى ) و ) تنزيل )

.خرجو ابن أبي شيبة واعتقاد فرضية ذلك بعيد جدا ، فال يترك ألجمو السنة

.الصحيحة ، واتباع عمل الصحابة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان كثير من السمف يرى أن السجدة مقصودة قراءتيا ما صميت : قال سعيد بن جبير : في فجر يوم الجمعة

مف ابن عباس يوم الجمعة الغداة إال قرأ سورة فييا خ .سجدة

كانوا يقرءون يوم الجمعة سورة : وعن ابن عوان ، قال ابن سيرين : يعني -فسألت محمدا : فييا سجدة ، قال

.ال أعمم بو بأسا : ، فقال -وعن النخعي ، أنو صمى بيم يوم جمعة الفجر ، فقرأ ب

[ . : مريم ) ] كييعص ) ( ( .كتابو ) ) خرج ذلك ابن أبي شيبة في

ال بأس أن يقرأ اإلمام : ونقل حرب ، عن إسحاق ، قال آلم ) في المكتوبة سورة فييا سجدة ، وأحب السور الينا

، ويقرأ [ : إالنسان ) ] ىل أتى ) السجدة ، ) تزيل بيما في الجمعة ، والبد منيما في كل جمعة ، وان

.ا جاز أدمنيموىذا يدل عمى أنو يستحب قراءة فييا سجدة ، وافضميا

) .آلم تنزيل ) وروى أبو بكر بن أبي داود باسناده ، عن ابن عباس ،

غدوت عمى: قال يوم جمعة في صالة الفجر ، فقرأ في ) رسول اهلل

الركعة األخيرة سورة من المئين فييا سجدة ، فسجد

.فييا ، وأن -أيضا -د ما يشيد ليذا وقد روي عن أحم

السجدة مقصودة في صالة الفجر يوم الجمعة ؛ فإن أبا جعفر الوراق روى ، أن أحمد صمى بيم الفجر بوم

الجمعة ، فنسي قراءة آية السجدة ، فمما فرغ من صالتو .سجد سجدتي السيو

إنما سجد لمسيو ، ألن ىذه : قال القاضي أبو يعمى صالة ، بخالف بقية السجدات في السجدة من سنن ال

.الصالة ؛ فإنيا من سنن القراءة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن : وقد زعم بعض المتأخرين من أصحابنا والشافعية في فجر ) آلم تنزيل ) تعمد قراءة سورة سجدة غير

.الجمعة بدعة ، وقد تبين أن األمر بخالف ذلك آلم ) صالة الفجر يوم الجمعة ب وقدصمى اإلمام أحمد

السجدة ، وسورة) ىل ) عمى أن ابدال -أيضا -، وىذا يدل ) عبس )

.بغيرىا غير مكروه ) أتى وفي ىذه الصالة نسي قراءة السجدة ، وسجد سجدتي

السيو ، وىو يدل عمى أن من نسي أن يسجد في ، صالتو لمتالوة لم يعد السجود بعد فراغو من الصالة

.وقد صرح بو أصحابنا ( ( : الجامع الكبير ) ) قال القاضي أبو يعمى في

أن من نسي سجود التالوة سجد لمسيو ، كما : ظاىره .إذا نسي دعاء القنوت

وال يمزم عمى ىذا بقية سجود التالوة في غير : قال صالة ؛ ألنو يحتمل أن يقال فيو مثل ذلك ، ويحتمل أن

الحث والترغيب وجد في ىذه السجدة يفرق بينيما ، بأن .انتيى ما ذكره . لقراءتيا ) اكثر ، وىو مداومة النبي

أن : ما ذكره في موضع آخر : والتحقيق في الفرق السجدة في فجر يوم الجمعة من سنن الصالة ، فيي كقنوت الوتر ، وفي غيرىا من سنن القراءة التي ال

.تختص بالصالة سي السجود لمتالوة في صالتو إن من ن: وممن قال

: -حماد وابن جريج : سجد لمسيو إذا قضى صالتو ، ولم يفرق ( ( كتابو ) ) ذكره عبد الرزاق عنيما في

بين سجدة يوم الجمعة وغيرىا ، ويحتمل أن مذىبيما .وجوب سجود التالوة ، فيجبره إذا نسيو بسجود السيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن نسي سجودىا في الركعة األولى من : ومذىب مالك فأحب الي أن : النافمة حتى يرفع رأسو من ركوعو ، قال

يقرأىا في الثانية ، ويسجدىا ، وال يفعل ذلك في ن ذكرىا وىو راكع في الثانية من النافمة الفريضة ، وا

تمادى ، وال شيء عميو ، إال أن يدخل في نافمة اخرى ، .فإذا قام قرأىا وسجد

، ولم يذكر لذلك سجود ( ( تيذيب المدونة ) ) ذكره في

.سيو إذا نسي سجود التالوة حتى : وعند أصحاب الشافعي

سمم ، فإن لم يطل الفصل سجد لمتالوة بعد سالمو ، وان .طال ففي قضاء السجود ليم قوالن

من قرأ وأما من أوجب السجود لمتالوة ، فقال سفيان فيسجدىا ، : سجدة ، فركع ناسيا ، فذكر في آخر صالتو

.ثم ركع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الجمعة في القرى والمدن - :فيو حديثان

:أحدىما :قال نا : نا أبو عامرالعقدي : نا محمد بن المثنى -

بن إبراىيم بن طيمان ، عن أبي جمرة الضبعي ، عن ا

بعد -أن أول جمعة جمعت في األسالم : عباس ، قال في مسجد عبد القيس -) جمعة في مسجد رسول اهلل

.بجواثى من البحرين ، ( ( كتاب الجمعة ) ) قد ذكرنا ىذا الحديث في أول

: وذكرنا بعض األختالف في إسناده ومتنو ، وأن معناه نة إال في أنو لم يجمع في األسالم بعد التجميع بالمدي

مسجد عبد القيس بالبحرين ، فكأن أول بمد أقيمت .الجمعة فيو المدينة ، ثم بعدىا قرية جوثاء بالبحرين وىذا يدل عمى أن عبد القيس أسمموا قبل فتح مكة ،

وجمعوا في مسجدىم ، ثم فتحت مكة بعد ذلك ، وجمع .فييا

ثاء في قرية جوا) أنيم جمعوا في عيد النبي : والمقصود نما وقع ذلك منيم باذن النبي وأمره ليم ؛ فإن وفد ) ، وا

عبد القيس أسمموا طائعين ، وقدموا راغبين في إالسالم عن ميمات الدين ، وبين ليم النبي ) ، وسألوا النبي

قواعد إاليمان وأصولو ، وقد سبق ذكر حديثيم في ) ( ( .كتاب اإليمان ) )

عة بالقرى ، وأنو ال فيدل ذلك عمى جواز إقامة الجميشترط إلقامة الجمعة المصر الجامع ، كما قالو طائفة

.من العمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمر : وممن ذىب إلى جواز إقامة الجمعة في القرى بن عبد العزيز وعطاء ومكحول وعكرمة واألوزاعي

سحاق .ومالك والميث بن سعد والشافعي وأحمد وا .وروى القناد ، عن سفيان نحوه

وكان ابن عمر يمر بالمياه بين مكة والمدينة ، فيرى .أىميا يجمعون ، قال يعيب عمييم

.ذكره عبد الرزاق ، عن العمري ، عن نافع ، عنو وروى ابن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن نافع ،

ال جمعة في سفر ، وال جمعة إال في : عن ابن عمر .جامع مصر

يدل عمى أنو أراد بالمصر -مع الذي قبمو -وىذا .القرى

وروى األثرم بإسناده ، عن أبي ذر ، أنو كان يجمع .بالربذة مع الناس

ال جمعة إال في مصر جامع ، روي ذلك : وقالت طائفة في المشيور عنو -عن عمي ، وبو قال النخعي والثوري

.وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن - .ال جمعة إال في مصر : وقال الحسن وابن سيرين

وقد روي عن عمي خالف ذلك ، روى وكيع ، عن قيس بن الربيع ، عن طالب بن السميدع ، عن أبيو ، أن عميا

.جمع بالمدائن وعن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد

.الرحمن السممي ، أن حذيفة جمع بالمدائن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أبي رافع وعن شعبة ، عن

كتبت إلى عمر بن الخطاب : ، عن أبي ىريرة ، قال أن اجمعوا : أسألو عن الجمعة بالبحرين ، فكتب الي

.حيثما كنتم .ىذا إسناد جيد : قال اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.حموان وروى وكيع باسناده ، عن النخعي ، أنو جمع بال جمعة إال في مصر : وىذا كمو يدل عمى أن من قال

جامع ، فإنو أراد بذلك القرى التي فييا وال من جية أنو ال جمعة إال بإذن اإلمام في : اإلمام ، فيكون مراده

.مكان لو فيو نائب يقيم الجمعة بإذنو .وبذلك فسره أحمد في رواية عنو صاحب أبي حنيفة -ن وكذلك روى عن محمد بن الحس

أن اإلمام إذا بعث إلى قرية نائبا لو : تفسير المصر - .إلقامة الحدود ، فيو مصر ، فمو عزلو ألحق بالقرى

.أيضا -وروي نحوه عن أبي يوسف ، وعن أبي حنيفة المصر إذا كان بو الحاكم ، وال يقال : قال أحمد

.مصر : لمقرى : أربعون رجال يقال ليا كل قرية فييا : وقال إسحاق

.مصر .وىذا بعيد جدا

:وعن سفيان روايتان في تفسير المصر مام : إحدىما .أنو كل مصر فيو جماعة وا أن المصر الجامع : -نقميا عنو ابن المبارك -والثانية

.ما عرفو الناس أنو جامع أن ال جمعة إال في : سمعنا : وقال عمرو بن دينار

.جامعة قرية إذا كان المسجد تجمع فيو الصموات : وعنو ، قال

.فمتصل فيو الجمعة وقد تقدم حديث كعب بن مالك ، أن أول جمعة جمعت

بالمدينة في نقيع الخضمات في ىزم من حرة بني بياضة جمع أول ما قدم المدينة في مسجد بني ) ، وأن النبي

.سالم .مدينة وىذه كميا في حكم القرى خارج ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني : أنا عبد اهلل بن المبارك : نا بشر بن محمد -

أخبرني سالم ، عن ابن : أنا يونس ، عن الزىري ، قال كمكم : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : عمر ، قال

( ( .راع الىابن كتب رزيق بن حكيم: قال يونس : وزاد الميث

ىل ترى أن : شياب ، وأنا معو يومئذ بوادي القرى أجمع ؟ ورزيق عامل عمى أرض يعمميا ، وفييا جماعة من السودان وغيرىم ، ورزيق يومئذ عامل عمى أيمة ،

يامره أن يجمع ، يخبره -وأنا اسمع -فكتب ابن شياب سمعت : أن سألما حدثو ، أن عبد اهلل بن عمر يقول

كمكم راع وكمكم مسئول عن : ) ) يقول ) اهلل رسولوذكر بقية -( ( رعيتو ، اإلمام راع ومسول عن رعيتو

.الحديث في -أن الزىري استدل بيذا الحديث : والمقصود منو

رواية الميث ، عن يونس ، عنو ، التي ذكرىا البخاري ن لم -عمى أن األمير في البمدان والقرى -تعميقا وا أن يقيم الجمعة ألىميا ، -من األمصار الجامعة يكن

ألنو راع عمييم ، ومسئول عنيم ، ومما يجب عميو .أمر دين رعيتو ، واىمو الصالة : رعايتو

فيو دليل عمى جواز إقامة الجمعة بغير : وقال الخطابي .سمطان

وفيما قالو نظر ؛ وابن شياب إنما استدل بو عمى أن قيم الجمعة ألىل بمدتو وقريتو ، وان لم نائب السمطان ي

يكن مصرا جامعا ، وال يتم إالستدالل بذلك حتى يقوم دليل عمى جواز اقأمة الجمعة في غير األمصار

ال فاذا اعتقد اإلمام أو نائبة أنو ال جمعة الجامعة ، وا إال في مصر جامع ، ولم يقم الجمعة في قريتو وبمدتو

م عمىالصغيرة ؛ فإنو ال يال ذلك ، وال يأثم أىل قريتو وبمدتو بترك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الجمعة في ىذه الحال في اإلمام إذا لم يول عمييم من يصمي بيم -قال أحمد .ليس عمييم في ذلك إثم : -الجمعة

كتب : وروى حجاج بن أرطاة ، عن الزىري ، قال ل المياه ، بين مكة والمدينة إلى ناس من أى) رسول اهلل

.، أن يصموا الفطر واألضحى ، وأن يجمعوا .خرجو حرب الكرماني وغيره

وىو مرسل ضعيف ، وحجاج مدلس ، ولم يسمع من .الزىري

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب ىل عمى من لم يشيد الجمعة غسل من النساء -

والصبيان وغيرىم ؟إنما الغسل عمى من تجب عميو : ابن عمر وقال

.الجمعة أن من ال يمزمو شيود الجمعة من النساء : مراده

والصبيان وغيرىم كالمسافرين ، ىل عمييم غسل ، أم ال ؟

ىل يمزميم الغسل عمى قول من يرى الغسل : والمعنى واجبا ، أو يستحب ليم عمى قول من يراه مستحبا ؟

إنما : ، أنو قال -تعميقا -عمر وقد ذكر عن ابن الغسل عمى من تجب عميو

.الجمعة نا خالج بن عبد الرحمن بن بكير ، عن : وروى وكيع

إنما الغسل عمى من أتى : نافع ، عن ابن عمر ، قال .الجمعة .ليس عمى النساء جمعة : يعني

وروى عبد الرزاق بإسناده ، عن سالم ونافع ، أن ابن .عمر كان ال يغتسل في السفر يوم الجمعة

نما ذىب ابن عمر إلى ىذا ، تمسكا بما رواه عن وا ، ( ( من أتى الجمعة فميغتسل : ) ) ، أنو قال ) النبي

من لزمو إتيان الجمعة فميغتسل : فحممو عمى أن المراد .، وىو أعمم بما روى ، وأفيم لو

يان الجمعة فمغتسل من أراد إت: وقد فيم آخرون منو أنو ، سواء كان إتيانو لمجمعة واجبا عميو ، أو غير واجب ، وأما من لم يرد إتيانيا كالمسافر والمريض المنقطع في

بيتو ، ومن ال يريد حضور الجمعة من النساء والصبيان ، فمم يدل الحديث عمى غسل أحد

.منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لى أنيم يغتسمون لمجمعة طائفة من العمماء ، وقد ذىب إ

:فصارت إالقوال في المسألة ثالثة .اما اختصاص الغسل بمن تمزمو الجمعة

.أو بمن يريد شيود الجمعة ، سواء لزمتو ، أو ال وأما أنو يعم الغسل كل مكمف يوم الجمعة ، سواء أراد

.شيودىا ، أو لم يرده ألصحابنا ، وىوظاىر المفظ الذي وجو: -والقول األول

، وتبويب -تعميقا -ذكره البخاري عن ابن عمر .البخاري يدل عمى اختياره

ىو قول األكثرين ، كمالك والشافعي وأحمد : -والثاني سحاق ، إال أن أحمد استثنى منو المرأة خاصة ، وا

الحاقا لغسميا بتطيبيا ، وىي منيية عنو إذا حضرت .المسجد

واستحبو اآلخرون ، وبعض أصحاب أحمد ، حيث لم .يكن خروجيا لمجمعة مكروىا

ليس عمى المسافر غسل يوم : وقال عطاء والشعبي .الجمعة

فيو قول طائفة من العمماء ، أن : -وأما القول الثالث

ن كان لو عذر يمنع كان من أىل وجوب الجمعة ، وا مريضا كان أو الوجوب ؛ فإنو يغتسل يوم الجمعة ،

.مسافرا ، أو غير ذلك وروي عن طمحة بن عبيد اهلل ومجاىد وطاوس وسعيد

بن جبير ، وىو قول إسحاق وأبي ثور ، ووجو .لمشافعية

يسن لكل أحد ، مكمفا كان بيا أو غير : وليم وجو آخر : ، أنو قال ) مكمف ، كفسل العيد ، لما روي عن النبي

مسمم أن يغتسل في سبعة أيام حق عمى كل) ) .، وسيأتي ذكره ( ( يوما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أوصاه ) وروى الحسن ، عن أبي ىريرة ، أن النبي : بثالث ، ال يدعين في حضر وال سفر ، فذكر منيا

( ( .والغسل يوم الجمعة ) )

.خرجو اإلمام أحمد أبي ىريرة ، عمى الصحيح عند والحسن ، لم يسمع من

.الجميور حديث وصية أبي ىريرة بثالث ، ليس : والمعروف

-، كما يأتي في موضعو ( ( غسل الجمعة : ) ) فييا .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى

من أتى الجمعة : ) ) واستدل األكثرون بقولو ( ( .فميغتسل

( ( .مغتسل إذا أراد أن يأتي الجمعة ف: ) ) وفي رواية وبأن الغسل مقرون بالرواح إلى الجمعة في غير حديث

.، وىذا مقيد ، فيقضي عمى المطمق وألنو شرع لمنظافة ؛ لئال يؤذي الحاضرون بعضيم

بعضا بالرائحة الكريية ، وىذا غير موجود في حق من .ال يحضر الجمعة

:خرج في ىذا الباب خمسة أحاديث :الحديث األول

: أنا شعيب ، عن الزىري : نا أبو اليمان -

حدثني سالم بن عبد اهلل ، أنو سمع عبد اهلل بن عمر من جاء منكم : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : يقول

( ( .الجمعة فميغتسل لما كان الخطاب في ىذا لمرجال لمن جاء منيم الجمعة ، دل عمى أنو ال غسل عمى من ال يأتي منيم الجمعة ، كالمسافر والمريض والخائف عمى نفسو ، وال عمى من ليس من الرجال ، كالنساء والصبيان ؛ فإن الصبيان ال

يدخمون في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خطاب التكميف .الحديث الثاني

، ) أبي سعيد الخدري ، عن النبي : حديث - كل غسل يوم الجمعة واجب عمى: ) ) وقال ( ( .محتمم

.عن القعنبي ، عن مالك : خرجو .وقد سبق إسناده

.ويستدل بو عمى أن من لم يبمغ الحمم فال غسل عميو :الحديث الثالث

نا وىيب ، عن ابن : نا مسمم بن إبراىيم - طاوس ، عن أبيو ، عن أبي

نحن اآلخرون ) : ) ) قال رسول اهلل : ىريرة ، قال قة يوم القيامة ، أوتوا الكتاب من قبمنا ، وأتيناه من الساب

بعدىم ، فيذا اليوم الذي اختمفوا فيو ، وىدانا اهلل اليو ، فغدا

( ( .لمييود ، وبعد غد لمنصارى حق عمى كل مسمم أن : ) ) فسكت ، ثم قال -

يغتسل في كل سبعة أيام ( ( .يوما ، يغسل فيو رأسو وجسده

اه أبان بن صالح ، عن مجاىد ، عن طاوس رو - اهلل تعالى ) : ) ) قال النبي : ، عن أبي ىريرة ، قال

أن يغتسل في كل سبعة أيام : عمى كل مسمم حق

( ( .يوما إنما ذكر رواية أبان بن صالح المعمقة ؛ ليبين أن آخر

، ) مرفوع إلى النبي -ذكر الغسل : وىو -الحديث في ( ( حق عمى كل مسمم : ) ) م أن القائل لئال يتوى

ىو : -آخر حديث وىيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيو أبو ىريرة ، وأنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مدرج في آخر الحديث ذكر الغسل من ( ( صحيحو ) ) وقد خرج مسمم في

) .طريق وىيب ، وصرح برفعو إلى النبي أن ذكر الغسل في آخر الحديث مدرج : ون وتوىم آخر

.من قول أبي ىريرة : رفعو أبان بن صالح ، عن مجاىد : قال الدارقطني

عن طاوس ، عن أبي ىريرة ، واختمف عن عمرو بن

عن شعبة : وقيل . فرفعو عمر بن قيس ، عنو : دينار ورواه ابن . موقوف -عنو : وقيل . مرفوعا -، عنو وكذلك رواه . موقوفا -بن عيينة ، عن عمرو جريج وا

موقوفا ، وروي عن -إبراىيم بن ميسرة ، عن طاوس -ابن جريج ، عن الحسن بن مسمم ، عن طاوس

والصحيح الموقوف عمى أبي ) ، عن النبي -مرسال .انتيى . ىريرة

ولم يذكر رواية وىيب المخرجة في ( ( .الصحيحين ) )

-و الزبير ، عن طاوس ، عن أبي ىريرة وكذا رواه أب .موقوفا

-ورواه داود بن أبي ىند ، عن أبي الزبير ، عن جابر عمى كل رجل مسمم في كل سبعة أيام : ) ) -مرفوعا .، وىو يوم الجمعة ( ( غسل

خرجو اإلمام أحمد والنسائي وابن حبان في ( ( .صحيحو ) )

عمى ما -و خطأ ، إنما ىو ى: وقال أبو حاتم الرازي

عن أبي الزبير ، عن طاوس ، عن أبي : -رواه الثقات .موقوفا -ىريرة

إن غسل : وىذا الحديث ىو الذي استدل بو من قال الجمعة يكون لميوم ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لشيود الجمعة ، فيغتسل من حضر الجمعة ، ومنمم .ذكره عنيم يحضرىا ، كما سبق

واستدل بع بعضيم عمى أن الغسل لألسبوع ، ال لخصوص يوم الجمعة ، وأن من اغتسل في األسبوع مرة

.كفاه من غسل الجمعة إن كان مغتسال سبعة : نقل حرب ، عن إسحاق ، قال

أيام مرة ، فجاء يوم الجمعة ، وقدكان غسل رأسو ترك غسل يوم واغتسل في كل سبعة أيام مرة جاز لو

الجمعة ؛ قال ذلك ابن عباس ومن بعده ، أنيم كانوا

يؤمرون بغسل رءوسيم وأجسادىم في كل سبعة أيام مرة .، فحول الناس إلى يوم الجمعة

يشير إلى أنو يعم ( ( يغسل رأسو وجسده : ) ) وقولو لشعره ، ] . . . [ بدنو بالغسل ، فإن الرأس إلى الغسل

.شعور في رءوسيم وقد كانت ليممن ) ) وعمي مثل ىذا حمل طائفة من العمماء قولو

غسل رأسو واغتسل في : ، فقالوا ( ( غسل واغتسل .كانت لمقوم جمم : بدنو ، وقالوا :الحديث الرابع

نا ورقاء ، : نا شبابة : نا عبد اهلل بن محمد - عن عمرو بن دينار ، عنائذنوا : ) ) ، قال ) ن النبي مجاىد ، عن ابن عمر ، ع ( ( .لمنساء بالميل إلى المساجد

.بنحوه -وقد سبق من وجو أخر عن ابن عمر :الحديث الخامس

نا عبيد : نا أبو اسأمة : نا يوسف بن موسى -

كانت : اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال اعة فيامرأة لعمر تشيد صالة الصبح والعشاء في الجم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لم تخرجين وقد تعممين أن عمر : المسجد ، فقيل ليا فما يمنعو أن: يكره ذلك ويغار ؟ قالت

ال تمنعوا ) : ) ) يمنعو قول رسول اهلل : ينياني ؟ قال ( ( .إماء اهلل مساجد اهلل عز وجل

إالذن في أن: ومراده بيذين الحديثين في ىذا الباب خروج النساء إلى المساجد إنما كان بالميل خاصة ، وحديث عمر يبين انين إنما كن يخرجن كذلك ، وقد

خروج النساء إلى المساجد : باب ) ) سبق ذكر ذلك في ( ( .في الميل والغمس

وحينئذ ؛ فال تكون الجمعة مما اذن لين في الخروج من صموات الميل ، الييا ؛ النيا منصالة النيار ، ال

نما أمر بالغسل من يجيء إلى الجمعة ، كما في وا حديث ابن عمر المتقدم ، فيدل ذلك عمى أن المرأة

ليست مأمورة بالغسل لمجمعة ، حيث لم يكن مأذونا ليا .بالخروج إلى الجمعة

.وقد رود لفظ صريح بالغسل لمنساء يوم الجمعة من طريق عثمان ( ( و صحيح) ) خرجو ابن حبان في

بن واقد العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي من أتى الجمعة من الرجال والنساء : ) ) قال )

( ( .فميغتسل الغسل يوم الجمعة عمى : ) ) وخرجو بمفظ أخر ، وىو

( ( .كل حالم من الرجال ، وعمى كل بالغ من النساء .بالمفظ األول ( ( مسنده) ) وخرجو البزار في

.أحسب عثمان بن واقد وىم في ىذا المفظ : وقال وعثمان بن واقد ىذا ، وثقو ابن معين ، وقال أحمد

.ال بأس بو : والدارقطني : قال ) ىو ضعيف ، حدث أن النبي : قال أبو داود

من أتى الجمعة من) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال نعمم أن أحدا قال ىذا ( ( اء فميغتسل الرجال والنس .غيره أنو لم يتابع عميو ، وأنو منكر ال يحتمل منو : يعني

.تفردا بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر -أخبرني عبد : نا إسماعيل : حدثنا مسدد -

-نا عبد اهلل بن الحارث : -صاحب الزيادي -الحميد قال ابن عباس لمؤذنو : -ابن عم محمد بن سيرين

أشيد أن محمدا رسول : ) ) اذا قمت : يوما مطيرا

: ، قل ( ( حي عمى الصالة : ) ) فال تقل ( ( اهلل ، فكان الناس استنكروا ، ( ( صموا في بيوتكم ) ) ، فعمو من ىو خير مني ، إن الجمعة عزمة: فقال

ني كرىت أن أخرجكم ، فتمشون في الطين والدحض .وا : باب ) ) في : قد سبق ىذا الحديث في موضعين

في ( ( أبواب الجماعة ) ) ، وفي ( ( الكالم في األذان ىل يصمي لمن حضر ، وىل يخطب يوم : باب ) )

( ( .الجمعة في المطر معة إن الج: ) ) زيادة ، وىي قولو : وفي ىذه الرواية

.، ولم يذكر فيما تقدم لفظ الجمعة ( ( عزمة ىذه المفظة ( ( : صحيحو ) ) وقد قال اإلسماعيمي في

ما إخاليا صحيحة ، فإن في ىذا الحديث بيان أن فكأن الدعاء ( ( حي عمى الصالة : ) ) العزمة قولو

إلييا يوجب عمى السامع اإلجابة ، وال أدري ىذا في الجمعة عزمة ، : فمو كان المعنى الجمعة أو غيرىا ،

لكانت العزمة ال تزول بترك بقية األذان ، ألن الجمعة

ن لم يدع إلييا الناس ، والعزمة إن شاء اهلل -قائمة ، وا ىي الدعاء إلى -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.انتيى ما ذكره . واهلل أعمم . الصالة .ان في يوم جمعة ولكن ذكر الخطبة يشيد ألنو ك

وقد ورد التصريح بان ذلك كان يوم جمعة في روايات :أخر

فخرج مسمم ذكر الجمعة في ىذا الحديث ، من طريق .شعبة ، عن عبد الحميد

معمر ، عن عاصم -أيضا -ورواه : قال البييقي -أيضا -وذكره . األحول ، عن عبد اهلل بن الحارث

.عبد اهلل بن الحارث وىيب ، عن أيوب ، عن أن الجمعة فرض عين حتم ، ال : أن المراد : والظاىر

رخصة ألحد في تركو ، إال بإذن اإلمام لمناس في

التخمف في األذان ؛ فإن األذان الذي بين يدي اإلمام ىو الموجب لمسعي إلييا عمى الناس ، فمذلك احتاج أن

.يرخص لمناس فيو في التخمف إذا قال : فيما تقدم ، عن أحمد ، أنو قال وقد ذكرنا

فمك أن ( ( صموا في الرحال : ) ) المؤذن في أذانو ن لم يقل ، فقد وجب عميك أذا قال : تتخمف ، وا

( ( .حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح ) ) .ولم يفرق بين جمعة وغيرىا

وسبق ذكر حكم التخمف عن حضور الجمعة لممطر .واهلل أعمم . بما فيو كفاية والوحل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من أين تؤتى الجمعة ، وعمى من تجب ؟ -الة من يوم الجمعة : ) لقول اهلل عز وجل إذا نودي لمص

[ . : الجمعة ) ] فاسعوا إلى ذكر المو

جامعة ، فنودي بالصالة إذا كنت في قرية: وقال عطاء من يوم الجمعة ، فحق عميك أن تشيدىا ، سمعت

.النداء أو لم تسمعو وكان أنس بن مالك في قصره ، أحيانا يجمع ، وأحيانا

.ال يجمع ، وىو بالزاوية عمى فرسخين :تضمن ىذا الذي ذكره مسألتين

:إحدىما ا نودي أن من ىو في قرية تقام فييا الجمعة ، فإنو إذ

فييا بالصالة لمجمعة وجب عميو السعي إلى الجمعة ، وشيودىا ، سواء سمع النداء أو لم يسمعو ، وقد حكاه

عن .عطاء

وىذا الذي فيالقرية ، إن كان من أىميا المستوطنين بيا ، فال خالف في لزوم السعي إلى الجمعة لو ، وسواء

افعي سمع النداء أو لم يسمع ، وقد نص عمى ذلك الش .وأحمد ، ونقل بعضيم االتفاق عميو

ن كان من غير أىميا ، فإن كان مسافرا يباح لو وا

القصر ، فأكثر العمماء عمى أنو ال يمزمو الجمعة مع أىل القرية ، وقد ذكرنا فيما تقدم أن المسافر ال جمعة

.عميو وحكي عن الزىري والنخعي ، أنو يمزمو تبعا ألىل

.القرية .، أنو يمزمو -أيضا -ن عطاء وروي ع

أن أدركو األذان قبل أن يرتحل : وكذا قال األوزاعي .فميجب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن كان المسافر قد نوى إقامة بالقرية تمنعو من قصر وا .الصالة ، فيل يمزمو الجمعة ؟ وفيو وجيان ألصحابنا

مالك وأبو حنيفة ، : وأوجب عميو الجمعة في ىذه الحال .ولم يوجبيا عميو الشافعي وأصحابو

:المسألة الثانية

أن من كان خارج القرية أو المصر الذي تقام فيو الجمعة ، ىل تمزمو الجمعة مع أىل القرية أو المصر ،

:أم ال ؟ ىذا مما اختمف فيو العمماء ال تمزم من كان خارج المصر أو القرية : فقالت طائفة

الجمعة مع أىمو بحال ، إذا كان بينيم وبين المصر .فرجة ، ولو كانوا من ربض المصر

وىذا قول الثوري وأبي حنيفة وأصحابو ، الحاقا ليم بأىل .القرى ، فإن الجمعة ال تقام عندىم في القرى

تمزميم الجمعة مع أىل المصر : وقال أكثر أىل العمم .د أو القرية ، مع القرب دون البع

:ثم اختمفوا في حد ذلك إمكان سماع النداء ، فمن كان : المعتبر : فقالت طائفة

ال مو موضع الجمعة بحيث يمكنو سماع النداء لزمو ، وا سحاق . فال .ىذا قول الشافعي وأحمد وا

الة : ) بظاىر قول اهلل تعالى : واستدلوا إذا نودي لمص: الجمعة ) ] وا إلى ذكر المو من يوم الجمعة فاسع

. ]

وروي عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص وسعيد بن .المسيب وعمرو بن شعيب

.معناه -وروي عن أبي أمامة الباىمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رج أبو داود من حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص وخ ) :، عن النبي

( ( .عة عمى من سمع النداء الجم) ) .وروي موقوفا ، وىو أشبو

وروى إسماعيل ، عن عبد العزيز بن عبد اهلل ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عبيد اهلل بن كعب بن

لينتيين أقوام : ) ) ، قال -يرفعو -مالك ، عن أبيو يسمعون النداء يوم الجمعة ، ثم ال يشيدونيا ، أو

عمى قموبيم ، وليكونن من الغافمين ، أو ليطبعن اهلل ( ( .ليكونن من أىل النار

.عبد العزيز ىذا ، شامي تكمموا فيو تجب الجمعة عمى من بينو وبين الجمعة : وقالت طائفة

فرسخ ، وىو ثالثة أميال ، وىوقول ابن المسيب والميث .ومالك ومحمد بن الحسن ، وىو رواية عن أحمد

ال فرق بين ىذا القول والذي : نا من قال ومن أصحاب -قبمو ، ألن الفرسخ ىو منتيى ما يسمع فيو النداء

الجمعة عمى من سمع النداء : ، فإن أحمد قال -غالبا ، والنداء يسمع من فرسخ ، وكذلك راواه جماعة عن

مالك ، فيكون ىذا القول والذي قبمو .واحدا

عن ابن جريج ، عن وخرج الخالل من رواية مندل ،عبد اهلل بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، عن النبي

عسى أحدكم أن يتخذ الصبة عمى رأس : ) ) قال ) ميمين أو ثالثة ، تأتي عميو الجمعة ال يشيدىا ، ثم تأتي

الجمعة ال يشيدىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .، فيطبع عمى قمبو -ثالثا - .فيو ضعف مندل ،

.مرفوعا -وخرج الطبراني نحوه من حديث ابن عمر .إبراىيم بن يزيد الخوزي ، وىو ضعيف : وفي إسناده

وروى معدي بن سميمان ، عن ابن عجالن ، عن أبيو ، أال ىل عسى : ) ) قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم عمى رأس ميل أو ميمين تعذر عميو الكال ، فيرتفع ، ثم تجئ الجمعة ، فال ، في

يجيء وال يشيدىا ، وتجيء الجمعة ، فال يشيدىا ، وتجيء الجمعة ، فال يشيدىا حتى يطبع عمى

( ( .قمبو .خرجو ابن ماجو

: وخرجو أبو بكر النحاد وابن عبد البر ، وفي روايتييما ( ( .ميمين أو ثالثة ) )

: فيو أبو زرعة غيره ، وقال أبو حاتم ومعدي ىذا ، تكمم

.شيخ تجب الجمعة عمى من بينو وبينيا أربعة : وقالت طائفة

أميال ؟ ، وروي عن ابن المنكدر والزىري وعكرمة .وربيعة

تحديده بستة أميال ، وىي -أيضا -وروي عن الزىري .فرسخان

تؤتى الجمعة من : وروي عن أبي ىريرة ، قال .فرسخين

.خرجو ابن أبي شيبة بإسناد ضعيف وروى عبد الرزاق بإسناد منقطع ، عن معاذ ، أنو كان يقوم عمى منبره ، فيقول لقوم بينيم وبين دمشق أربع

إن الجمعة لزمتكم: فراسخ وخمس فراسخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.، وأن ال جمعة اال معنا

، أنو كان يامر بشيود وبإسناد منقطع ، عن معاوية .الجمعة من بينو وبين دمشق أربعة عشر ميال

أدركت الناس بحمص : عن محمد بن زياد : وقال بقية تبعث الخيل نيار الخميس إلى جوسية وحماة والرستن

يجمبون الناس إلى الجمعة ، ولم يكن يجمع إال .بحمص

:من كم تؤتى الجمعة ؟ قال : وعن عطاء ، أنو سئل .من سبعة أميال

.من عشرة أميال إلى بريد : يقال : وعنو ، قال .تؤتى الجمعة من فرسخين : وعن النخعي ، قال

وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، أنو أمر أىل قباء ، وأىل ذي الحميفة ، وأىل القرى الصغار

.ال يجمعوا ، وأن يشيدوا الجمعة بالمدينة : حولو تجب الجمعة عمى : ، أنو قال -أيضا - وعن ربيعة

من إذا نودي بصالة الجمعة خرج من بيتو ماشيا أدرك .الجمعة

تجب الجمعة عمى من آواه الميل إلى : وقالت طائفة

.منزلو روي ذلك عن ابن عمر وأبي ىريرة : قال ابن المنذر

وأنس والحسن ونافع مولى ابن عمر ، وكذلك قال .انتيى . عطاء واألوزاعي وأبو ثور عكرمة والحكم و

وىو قول أبي خيثمة زىر بن حرب وسميمان بن داود .الياشمي

وحكى إسماعيل بن سعيد الشالنجي ، عن أحمد نحوه ، .واختاره الجوزاني

.وفيو حديث مرفوع ، من حديث أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ف إسناده ، وأن أحمد وقد ذكره الترمذي ، وبين ضع .أنكره أشد اإلنكار

سناده ضعيف -أيضا -وفيو .، عن عائشة ، وا من مراسيل أبي قالبة ، وفي إسناده -أيضا -وفيو

.ضعف تؤتى الجمعة من فرسخين ، قالو النخعي : وقالت طائفة

سحاق .نقمو عنو حرب : -وا عن غير لكنيما لم يصرحا بوجوب ذلك ، وقد تقدم نحوه

.واحد وخرج حرب من طريق ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، .عن أنس ، أنو كان يجمع من الزاوية ، وىي فرسخان

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، أنو كان يكون بينو وبين البصرة ثالثة أميال ، فيشيد

.الجمعة بالبصرة .يانا ال يجمع وقد ذكر البخاري ، عنو ، أنو كان أح

وىي -وكذلك روي عن أبي ىريرة ، أنو كان بالشجرة .، فكان أحيانا يجمع ، وأحيانا ال يجمع -ذو الحميفة

.وقد روي عنو األمران جميعا وكذلك سعد بن أبي وقاص ، كان في قصره بالعقيق ، فكأن أحيانا يجمع ، وأحيانا ال يجمع ، وكان بينو وبين

.عة أميال أو ثمانية المدينة سب

وكذلك روي عن عائشة بنت سعد ، أن أباىا كان .يفعل

:قال البخاري أخبرني عمرو : نا عبد اهلل بن وىب : نا أحمد -

بن الحارث ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبيد اهلل بن أبي جعفر ، أن محمد بن جعفر بن الزبير زوج النبي -الزبير ، عن عائشة حدثو ، عن عروة بن

كان الناس ينتابون الجمعة من منازليم : ، قالت -) والعوالي ، فياتون في الغبار ، يصيبيم الغبار والعرق ،

-) فيخرج منيم العرق ، فأتى إنسان منيم رسول اهلل لو أنكم تطيرتم ) : ) ) ، فقال النبي -وىو عندي ( ( .ليومكم ىذا

ىل ىو : ىذا ، قد سبق االختالف فيو ( ( أحمد ) )

ابن أخي ابن وىب ، أو ابن صالح ، أو ابن عيسى التستري ؟

أنو ابن عبد ( ( : مستخرجو ) ) وذكر أبو نعيم في .اهلل

كذا قال ، ولم يبين من ىو ؟، وفي ( ( فيأتون في الغبار : ) ) وفي أكثر النسخ

.بو ، وىو األش( ( في العباء : ) ) بعضيا ، وفي ( ( فيخرج منيم العرق : ) ) وفي النسخ

( ( .فيخرج منيم الريح ( ( : ) ) صحيح مسمم ) ) ( ( .العباء : ) ) -أيضا -وفيو

وىذا من أوضح األدلة عمى أن غسل الجمعة ليس نما بواجب ، حتى وال عمى من لو ريح تخرج منو ، وا

لو أنكم تطيرتم : ) )يؤمر بو ندبا واستحبابا ، لقولو ليومكم ( ( .ىذا

أن أىل العوالي : ومقصود البخاري من ىذا الحديث

، وليس في ىذا ما ) كانوا يشيدون الجمعة مع النبي يدل عمى وجوب الجمعة عمى من كان خارج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليم بشيود ) المصر ، فإنو ليس فيو أمر النبي .ة الجمع

وكذا ، ما خرجو ابن ماجو من حديث عبد اهلل بن عمر إن أىل قباء : العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

) .كانوا يجمعون مع رسول اهلل .لكن قد روي عنو ، أنو أمرىم بذلك

: ىو -خرجو الترمذي من رواية إسرائيل ، عن ثوبر -عن أبيو ، عن رجل من أىل قباء ، -ابن أبي فاختة

أن ) أمرنا النبي : ، قال -) وكان من أصحاب النبي .نشيد الجمعة من قباء

.ال نعرفو إال من ىذا الوجو : وقال

انتيى ؟. وال يصح في ىذا الباب شيء : قال .وشيخو مجيول : وثوير ، ضعيف الحديث

عن إسرائيل ، بو ، ( ( كتابو ) ) وقد خرجو وكيع في .أمرىم بذلك : ولم يذكر -كنا نجمع من قباء : ولفظو

من ذي ) كانوا يشيدون الجمعة مع النبي : وقال الزىري .الحميفة

.خرجو ابن أبي شيبة وغيره .ومراسيل الزىري ضعيفة

وقد ذكر اإلمام أحمد أن بين ذي الحميفة والمدينة كانوا يتطوعون بذلك من غير أن : فرسخين ، وقال

.يم يجب عميأن أبا ىريرةكان بذي الحميفة ، وكان : ويشيد لقولو

.أحيانا ياتي الجمعة ، وأحيانا ال يأتييا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وكذلك ذكر عمرو بن شعيب ، أن عبد اهلل بن عمرو بن العاص كان يكون بالرىط ، فال يشيد الجمعة مع الناس

الطائف أربعة أميال أو بالطائف ، وانما بينو وبين .ثالثة

.خرجو عبد الرزاق وروى عطاء بن السائب ، عن أبيو ، عن عبد اهلل بن

.عمرو ، أنو كان يشيد الجمعة بالطائف من الرىط وىذا يدل عمى أنو كان يشيدىا أحيانا ، ويتركيا أحيانا ،

.رضي اهلل عنيم -كما فعل غيره من الصحابة

(/)

"""""" صفحة رقم """ """ باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس -

وكذلك يروى عن عمر ، وعمي ، والنعمان بن بشير ، .وعمرو بن حريث

، ( ( الموطإ ) ) فروى مالك في : اما المروي عن عمر كنت ارى طنفسة : عن عنو أبي سييل ، عن أبيو ، قال

لى جدار لعقيل بن أبي طالب يوم الجمعة تطرح إالمسجد الغربي ، فاذا غشي الطنفسة كميا ظل الجدار

ثم نرجع : قال . خرج عمر بن الخطاب فصمى الجمعة .بعد الجمعة فنقبل قائمة الضحى

فمن طريق إسماعيل بن سميع : وأما المروي عن عمي صميت خمف عمي بن أبي : ، عن أبي رزين ، قال

.طالب الجمعة حين زالت الشمس : ما المروي عن النعمان بن بشير وعمرو بن حريث وأ

كان : فخرجو ابن أبي شيبة من طريق سماك ، قال النعمان بن بشير يصمي بنا الجمعة بعدما تزول

.الشمس ما رأيت إماما كان : ومن طريق الوليد بن العيزار ، قال

أحسن صالة لمجمعة من عمرو بن حريث ، وكان .لشمس يصمييا إذا زالت ا

عن معاذ بن جبل ، لكن من -أيضا -وقد روي ىذا .وجو منقطع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحسن ، والنخعي ، : وىو قول أكثر الفقياء ، منيم .والثوري ، وأبو حنيفة ، ومالك ، والشافعي

وذىب كثير من العمماء إلى أنو يجوز إقامتيا قبل الزوال .إن شاء اهلل تعالى -ذلك فيما بعد ، وسنذكر

رج البخاري في ىا الباب ثالثة احاديث :خ :الحديث األول

-ابن المبارك : ىو -أنا عبد اهلل : ثنا عبدان - أنا يحيى بن سعيد ؟ أنو سأل عمرة عن الغسل يوم :

كان الناس مينة : قالت عائشة : الجمعة ، فقالت راحوا إلى الجمعة راحوا في ىيئتيم ، أنفسيم ، وكانوا إذا

( ( .لو اغتسمتم : ) ) فقيل ليم

ىذا مما يستدل بو عمى أن الغسل لمجمعة غير واجب ، .كما سبق

الخدمة ، وقضاء الحوائج واألشغال ، : والمراد بالمينة .وذلك يوجب الوسخ والشعث

أن فيو ذكر : ووجو احتجاج البخاري بو في ىذا الباب الناس إلى الجمعة ، والرواح إنما يكون بعد الزوال رواح

، فدل عمى أن الجمعة إنما كانت تقام في عيد النبي .بعد الزوال )

ذكر الرواح في ىذا الحديث كذكر الرواح في : وقد يقال من راح في الساعة األولى فكأنما قرب : ) ) قولو ما الحديث ، ولم يحممو أكثر العمماء عمى -( ( بدنة بعد

.الزوال ، كما سبق ، فالقول في ىذا كالقول في ذاك :الحديث الثاني

ثنا فميح بن سميمان ، : نا سريج بن النعمان - عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، عن

كان يصمي) أنس بن مالك ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مس الجمعة حين تميل الشأي تزول عن كبد السماء ، بعد ( ( : تميل ) ) ومعنى

.استوائيا في قائم الظييرة الغالبة ، وال ) وىذا يدل عمى انيذه كانت عادة النبي

.يدل عمى أنو لم يكن يخل بذلك يصمي العصر والشمس ) كان النبي : وقد قال أنس

.مرتفعة لشمس في يصمي العصر وا) كان النبي : وقالت عائشة

.حجرتي يصمي اليجير حين ) كان النبي : وقال أبو برزة

الحدث -تدحض الشمس .بطولو

نما أرادوا ال فقد يؤخرىا : وا أن ذلك كان الغالب عميو ، وا

عن ذلك أحيانا ، كما أخرىا لما سألو السائل عن .مواقيت الصالة ، وأخرىا يوم الخندق ، وغير ذلك

:الحديث الثالث أنا حميد ، عن : أنا عبد اهلل : ثنا عبدان - .كنا نبكر بالجمعة ، ونقيل بعد الجمعة : قال : أنس

ىذا ما يستدل بو من يقول بجواز إقامة الجمعة قبل . الزوال ، ألن التبكير والقائمة اليكون إال قبل الزوال

وقد تقدم إنيم كانوا في عيد عمر يصمون معو الجمعة ، قيمون قائمة الضحى ، وىذا يدل عمى أن ثم يرجعون في

.وقت الضحى كان باقيا تمنع إقامة الجمعة قبل : وكل ما استدل بو من قال

الزوال ليس نصا صريحا فينما يدل عمى جواز إقامة الجمعة بعد الزوال أو قولو ، وا

عمى استحبابو ، إما منع إقامتيا قبمو فال ، فالقائل قول بجميع األدلة ، ويجمع بينيا بأقامتيا قبل الزوال ي

.كميا ، وال يرد منيا شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فروى جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج ، عن شيدت الجمعة مع أبي بكر : عبد اهلل بن سيدان ، قال

الصديق ، فكانت خطبتو وصالتو قبل نصف النيار ، نت صالتو وخطبتو إلى أن ثم شيدتيا مع عمر ، فكا

انتصف النيار ، ثم شيدتيا مع عثمان ، فكانت : نقول مال النيار ، فما رأيت : صالتو وخطبتو إلى أن نقول

.أحدا عاب ذلك وال أنكره .عن جعفر ، بو ( ( كتابو ) ) خرجو وكيع في

( ( .كتابو ) ) وخرجو عنو ابن أبي شيبة في عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وخرجو عبد الرزاق في

.جعفر ، بو .وخرجو األثرم والدارقطني

، عن -في رواية ابنو عبد اهلل -ورواه اإلمام أحمد وكيع ، عن جعفر ، واستدل

.بو

:وىذا إسناد جيد قالو : -حديثو من غير الزىري حجة يحتج بو : وجعفر

.اإلمام أحمد والدارقطني وغيرىما جزري تابعي معروف ، ال نعمم : حجاج وثابت بن ال

رج لو أبو داود .أحدا تكمم فيو ، وقد خإنو من : وعبد اهلل بن سيدان السممي المطرودي ، قيل

إنو: الربذة ، وقيل جزري ، يروي عن أبي بكر وحذيفة وأبي ذر ، وثقو

العجمي ، وذكره ابن سعد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فيذكروا : ممن نزل الشام ، وقال ( ( طبقة الصحابة ) )

) .أنو رأى النبي ذكروا أنو أدرك ( ( : تاريخ الرقة ) ) وقال القشيري في

) .النبي كأنو يشير -ال يتابع عمى حديثو : وأما البخاري ، فقال

.إلى حديثو ىذا ىو متابعة . إن ىذا الحديث ال يثبت : وقول ابن المنذر

ل البخاري ، وأحمد أعرف الرجال من كل من تكمم لقو .في ىذا الحديث ، وقد استدل بو وأعتمد عميو

أنو قد صح من غير وجو أن : وقد عضد ىذا الحديث القائمة في زمن عمر وعثمان كانت بعد صالة الجمعة ،

وصح عن عثمان أنو صمى الجمعة بالمدينة وصمى ، وبين ( ( لموطإ ا) ) خرجو مالك في . العصر بممل

ثمانية عشر : المدينة وممل اثنان وعشرون ميال ، وقيل .ميال ، ويبعد أن يمحق ىذا السائر بعد زوال الشمس وروى شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد اهلل بن

صمى بنا عبد اهلل بن مسعود الجمعة : سممة ، قال .خشيت عميكم الحر : وقال : ضحى

ن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن وروى األعمش ، ع .سويد ، قال صمى بنا معاوية الجمعة ضحى

وروى إسماعيل بن سميع ، عن بالل العبسي ، أن عمارا صمى لمناس الجمعة ، والناس فريقان ، بعضيم

.لم تزل : زالت الشمس ، وبعضيم يقول : يقول .خرج ذلك كمو ابن أبي شيبة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من طريق األعمش ، عن مجاىد ، -أيضا -وخرج .ما كان لمناس عيد إال أول النيار : قال

كان : ومن طريق يزيد بن أبي زياد ، عن عطاء ، قال ن ظل الكعبة كما ىو .من كان قبمكم يصمون الجمعة وا

عن ابن جريج ، ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في الجمعة : كل عيد حين يمتد الضحى : عن عطاء ، قال

.، واألضحى ، والفطر ، كذلك بمغنا عن جعفر بن برقان ، عن ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

كل عيد في : حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء ، قال

.صدر النيار كل عيد : وعن شعبة ، عن الحكم ، عن حماد ، قال

.قبل نصف النيار ال ، عن أبي عبيدة ، عن ابن وروى أبو سعد البق

ما كان عيد قط إال في صدر النيار ، : مسعود ، قال .في ظل الخطبة ) ولقد رأيتنا وأنا لجمع مع رسول اهلل

.أبو سعد ، فيو ضعف عن ابن ( ( الحاوي ) ) وحكى الماوردي في كتابو

.عباس ، أنو يجوز صالة الجمعة قبل الزوال سح نقمو عنيما ابن منصور : -اق وىو مذىب أحمد وا

، وىو مشيور عن أحمد ، حتى نقل أنو ال يختمف قولو في جواز إقامة الجمعة قبل الزوال ، كذا قالو غير واحد

.ابن شاقال وغيره : من أصحابو ، ومنيم صالة الجمعة تعجل : وقد روى حنبل ، عن أحمد ، قال

لى أ ن يخطب ، يؤذن المؤذن قبل أن تزول الشمس ، وا اإلمام ، وتقام الصالة ، قد قام قائم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن يوم الجمعة : الظييرة ، ووجبت الصالة ، ويقال صالة كمو ال تحرى فييا الصالة ، وكان أصحاب

يتحرون بصالة الجمعة ، إال أنو ال ينبغي ) رسول اهلل ىذه السنة أن تصمى حتى تزول الشمس ألول الوقت ،

التي لم يزل الناس يعممون عمييا بالمدينة والحجاز ، .وأصحابو عمى ذلك ) ورسول اهلل

أنو إنما يقدم عمى الزوال األذان : وظاىر ىذه الرواية أنو يجوز الصالة في وقت : والخطبة خاصة ، وظاىرىا .الزوال يوم الجمعة خاصة

لجمعة ؟ سألت أبي عن وقت ا: وقال صالح بن أحمد .إذا زالت الشمس : فقال

-في موضع أخر -، عن أبيو -أيضا -ونقل صالح إن فعل ذلك قبل الزوال فال أعيبو ، فأما : ، أنو قال

.بعده فميس فيو شك سحاق .ونحوه نقل ابن منصور ، عن أحمد وا

ما ينبغي أن يصمي قبل : ونقل أبو طالب ، عنو ، قال .ابن مسعود الزوال ، وقد صمى

.ونقل عنو جماعة ما يقتضي التوقف ال بأس أن يصمي قبل : ونقل عنو عبد اهلل ، أنو قال

الزوال ، قد صمى ابن .مسعود

وقت الجمعة قبل الزوال : وقد نقل عنو ابن القاسم ، قال .وبعد الزوال ، أي ذلك فعل جاز

عمى ما: ونقل عنو أحمد بن الحسن الترمذي ، أنو قال ال أرى بو بأسا ، ألنيا : جاء من فعل أبي بكر وعمر

.عيد ، واألعياد كميا في أول النيار يجوز أن تصمى : وكذا نقل عبد اهلل ، عن أبيو ، قال

.الجمعة قبل الزوال ، يذىب إلى أنيا كصالة العيد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ات عنو ، وعميو وعمى ىذا استقرت الرواي: قال أبو بكر

.العمل :واختمف أصحابنا في الوقت الذي يجوز فعميا فيو

وفي بعض -في الساعة السادسة : فقال الخرقي .الخامسة : النسخ

يجوز فعميا في وقت : وقال القاضي وكثير من أصحابو جواز صالة العيد ، وىو إذا ارتفعت الشمس بعد طموعيا

.، وزال وقت النيي .اية عبد اهلل ، عن أبيو وىو ظاىررو

يجوز فعميا من وقت طموع : ومن أصحابنا من ثال الفجر يوم الجمعة ، إذا دخل وقت الفجر ، حكاه ابن

( ( .عمد األدلة ) ) و ( ( مفرداتو ) ) عقيل في وىذا القول غمو من قائمو ، وكيف يجوز إقامة الجمعة

أو خمفا في وقت صالة الفجر ؟ وىل فعل ىذا أحد سمفا ذا كانت صالة ال تفعل قبل طموع الشمس ، ووقتيا ؟ وا قبل الزوال دون ما بعده ، فكيف تصمي الجمعة قبل

نما جاز تقديميا عمى الزوال إلحاقا ليا طموع الشمس ، وا .بالعيد ، وتشبييا ليا بيا

وبكل حال ؛ فال يجب فعميا إال بعد الزوال ، عمى .يو جميور األصحاب وعم. الصحيح من المذىب

نما يجوز تقديميا قبمو وتعجيميا كما تعجل الصالة وا اليوم ؛ وليذا : المجموعة ؛ فإن صالة الجمعة سببيا

:صالة الجمعة ، وشرطيا : تضاف إليو ، فيقال الزوال ، فيجوز تقديميا عمى شرطيا بعد وجود سببيا ،

صاب وىو اليوم ، كما يجوز تعجيل الزكاة بعد كمال الن .الحول ، وىوشرطو : ، وىو سبب الوجوب ، وقيل

يجوز : وىذا ىو الذي تخيمو من قال من األصحاب أنو غير : فعميا في وقت صالة الفجر ، لكن الصحيح جائز ، ما دام وقت الفجر باقيا ؛ لئال يتداخل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فجر ، وزال وقت الصالتين ، فإذا خرج وقت صالة ال

وقت النيي ، ودخل وقت صالة العيد والضحى جاز .تقديم صالة الجمعة حينئذ

ومع ىذا ، فال تصمى في حال استواء الشمس في ما : السماء ، ويجوز قبمو ، نص عميو أحمد ، وقال

يعجبني ، وأتوقاه في صالتيا في قائم الظييرة ، مع .يجوز صالتيا قبل الزوال : قولو فيو آخر وقت الظير ، ىذا : خر وقت الجمعة وأما آ

ىو قول جميور العمماء ، وىو قول أبي حنيفة ، والثوري ، والشافعي ، -في رواية -، والحسن بن حي ، ومالك

.وأحمد ، وعبد العزيز بن الماجشون عمى أنو متى خرج وقت الظير ، ولم يصل : واتفقوا

.الجمعة فقد فاتت ويصمي الظير رج الوقت وىم في الصالة وأما أن صمى الجمعة ، ثم خ

تبطل الصالة ، إال أن : ، فقال أبو حنيفة والشافعي .عمى رأي أبي حنيفة وحده -يخرج قبل السالم

رج الوقت وىم في : والمنصوص عن أحمد أنو أن خ .التشيد أتموا الجمعة

واعتبر الخرقي من أصحابنا أن يكون قد أدرك في كعة فصاعدا ، فإن خرج الوقت قبل إدراك ركعة الوقت ر

.صموا ظيرا .وحكي رواية عن مالك كذلك

تمحق الجمعة بتكبيرة اإلحرام : ومن أصحابنا من قال في الوقت كسائر

.الصموات غروب : ونقل ابن القاسم ، عن مالك ، أن آخر وقتيا

.الشمس ثم من صمى من الجمعة ركعة ، : قال ابن القاسم

غربت الشمس صمى الركعة الثانية بعد غروب الشمس ، .وكانت جمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" والعجب ممن ينصر ىذا القول ، ويحتج لو ، مع أنو ال يعرف العمل بو إال عن ظممة بني أمية واعوانيم ، وىو مما ابتدعوه في اإلسالم ، ثم ينكر عمى من قدم الجمعة

، ولكثير من ) الزوال متابعة ألصحاب النبي عمى التابعين ليم بإحسان

فقد كان الصحابة يصمون مع من يؤخر : فإن قيل الجمعة إلى بعد العصر ، والى قريب من غروب

الشمس ؟كانوا يصمون الظير والعصر في بيوتيم قبل : قيل

مجيئيم ، ثم يجيئون إتقاء شر الظممة ، كما أمرىم النبي لك ، ومنيم من كان يومئ بالصالة ، وىو جالس بذ)

.في المسجد إذا خاف فوت الوقت .إن شاء اهلل تعالى -وسنذكر ذلك في الباب اآلتي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا اشتد الحر يوم الجمعةثنا حرمي : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي -

، -خالد بن دينار : ىو -خمدة ثناابو : بن عمارة ، إذا ) كان النبي : سمعت أنس بن مالك يقول : قال

ذا أشتد الحر أبرد بالصالة أشتد البرد بكر بالصالة ، وا .الجمعة : يعني -

: أنا أبو خمدة ، وقال : وقال يونس بن بكير :، ولم يذكر ( ( بالصالة ) ) ( ( .الجمعة ) )

صمى بنا أمير : ثنا أبو خمدة :وقال بشر بن ثابت كيف كان النبي : المؤمنين الجمعة ، ثم قال ألنس

يصمي الظير ؟) وىو -( ( صحيحو ) ) خرج اإلسماعيمي في

من طريق -( ( المستخرج عمى صحيح البخاري ) ) حدثني أبو : ىارون بن عبد اهلل ، عن حرمي بن عمارة

وناداه يزيد -سمعت أنس بن مالك : خمدة ، قال يا أبا حمزة ، قد شيدت الصالة مع رسول اهلل : الضبي

، وشيدت الصالة معنا ، فكيف كان رسول اهلل ) كان إذا أشتد البرد بكر : فقال -يصمي الجمعة ؟ )

ذا أشتد الحر أبرد بالصالة .بالصالة ، وا من رواية محمد بن المثنى ، عن -أيضا -وخرجو

:ذكر في حديثو حرمي ، ولم ي ( ( .الجمعة ) )

رواية يونس بن بكير التي عمقيا -أيضا -وخرج :البخاري ، ولفظ حديثو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا كان البرد ) كان النبي إذا كان الحر أبرد بالصالة ، وا .الظير : يعني -بكر بيا عمقو حديث بشر بن ثابت الذي -أيضا -وخرج

إذا ) كان رسول اهلل : ، ولفظ حديثو -أيضا -البخاري ذا كان الصيف أبرد بيا ، كان الشتاء يبكر بالظير ، وا

.ولكن يصمي العصر والشمس بيضاء بيذا -وخرجو البييقي من رواية بشر بن ثابت

.المعنى : ثنا أبو خمدة : رواية يونس بن بكير -أيضا -وخرج

وىو جالس مع الحكم أمير -مالك سمعت أنس بنإذا كان ) كان رسول اهلل : يقول -البصرة عمى السرير

ذا كان البرد بكر بالصالة .الحر أبرد بالصالة ، وا ثنا أبو : خالد بن الحارث -أيضا -وروى ىذا الحديث

خمدة ، أن الحكم ابن أيوب أخر الجمعة يوما ، فتكمم منا الدار وأنس معو عمى دخ: وقال . يزيد الضبي

يا أبا حمزة ، قد صميت مع : السرير ، فقال لو يزيد وحضرت صالتنا ، فأين صالتنا من صالة ) النبي

ذا : ؟ فقال ) رسول اهلل إذا كان الحر برد بالصالة ، وا كان البرد يبكر بالصالة ، ولم يسمعو ، ولكنو قد شيد

.األمر

( ( .عة كتاب الجم) ) خرجو النسائي في وىذه الرواية تخالف رواية البخاري التي فييا التصريح

.بالسماع بينا : وقد رواه سيل بن حماد ، عن أبي خمدة ، قال

الحكم بن أيوب يخطب في البصرة إذ قام يزيد الضبي ، إنك ال تممك الشمس ، : أييا األمير : فناداه ، فقال

دخل عميو ، خذاه ، فأخذ ، فمما قضى الصالة أ: فقال ودخل الناس ، وثم أنس بن مالك ، فأقبل عمى أنس ،

كيف كنتم تصمون مع: فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يبرد بالصالة في ) كان رسول اهلل : ؟ فقال ) رسول اهلل .الحر ، ويبكر بيا في الشتاء

( ( .كتاب الجمعة ) ) خرجو المروزي في الروايات أن سبب سؤال أنس إنما كان فقد تبين بيذه

.تأخير الحكم بن أيوب وقضية يزيد الضبي مع الحكم بن أيوب في إنكاره عميو

تأخير الجمعة وىو يخطب معروفة ، وكان أنس بن .مالك حاضرا

كتاب األمر ) ) وقد خرجيا بتماميا ابن أبي الدنيا في ثني حد: من رواية جعفر بن سميمان ( ( بالمعروف

: حدثني يزيد الضبي ، قال : المعمى بن زياد ، قال يا أبا سعيد ، غمبنا : أتيت الحسن ثالث مرات ، فقمت

: عمى كل شيء ، وعمى صالتنا نغمب ؟ فقال الحسن .إنك لن تصنع شيئا ، إنما تعرض نفسك ليم

فقمت والحكم بن أيوب ابن عم الحجاج يخطب ، : قال فجاءتني الزبانية ، : اهلل ، قال الصالة يرحمك: فقمت

فسعوا الي من كل جانب ، فأخذوا بمبتي ، وأخذوا بمحيتي ويدي وكل شيء ، وجعموا يضربوني بنعاليم

وسكت الحكم بن: وسيوفيم ، قال أيوب ، وكدت أن أقتل دونو ، ففتح باب المقصورة ،

ما بي من : أمجنون أنت ؟ قمت : فادخمت عميو ، فقال

أصمحك اهلل : أوما كنا في صالة ؟ قمت : قال جنون ،: ال ، قمت : ، ىل من كالم أفضل من كتاب اهلل ؟ قال

لو أن رجال نشر مصحفو فقرأه غدوة حتى يمسي ، وال يصمي فيما بين ذلك ، كان ذلك قاضيا عنو صالتو ؟

وأنس بن : قال : إني ألحسبك مجنونا : قال الحكم المنبر ، عمى وجيو خرقة مالك جالس قريبا من

يا أبا حمزة ، أذكرك اهلل ، فانك : خضراء ، فقمت وخدمتو ، أحق أقول أم باطل ؟ ) صحبت رسول اهلل

يا أنس : فو اهلل ما أجابني بكممة ، فقال لو الحكم : قال وقد كان فات : قال -لبيك ، أصمحك اهلل : ، قال

يقول لو: قال -ميقات الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" . احبساه : قد كان بقي من الشمس بقية ؟ فقال : أنس .فحبست ، فشيدوا أني مجنون : قال

وذكر بقية -فإنما نجا من القتل بذلك : قال جعفر .القصة

فقد تبين بيذا السياق أن الصحابة والتابعين كانوا كميم نيم غير قادرين خائفين من والة السوء الظالمين ، و ا

عمى اإلنكار عمييم ، وأنو غير نافع بالكمية ؛ فإنيم يقتمون من أنكر ، وال يرجعون عن تأخير الصالة عمى

.عوائدىم الفاسدة وقد تكمم بعض عمماء أىل الشام في زمن الوليد بن عبد

أبعث نبي بعد محمد يعممكم : الممك في ذلك ، وقال أدخل الخضراء ، فكان آخر أو نحو ذلك ؟ فأخذ ف -ىذا

.العيد بو وليذا لم يستطع أنس أن يجيب يزيد الضبي بشئ حين

نما قال لمحكم لما سألو قد بقي من : تكمم يزيد ، وا -قد بقي من ميقات العصر بقية : يريد -الشمس بقية

، وىو كما قال لكن وقت الجمعة كان قد فات ، ولم ل الحكم داره ، وأدخل يستطع أن يتكمم بذلك ، فمما دخ

معو أنسا ويزيد الضبي ، فسئل أنس في ذلك الوقت عن

، فأخبر أنو كان يعجل في البرد ، ) وقت صالة النبي صالة الظير : -واهلل أعمم -ويبرد في الحر ، ومراده

، وىذا ىو الذي امكن أنسا أن يقولو فيذلك الوقت ، ولم يمكنو الزيادة عمى

.ذلك ماء عمى أن الجمعة ال يبرد بيا بعد الزوال ، وأكثر العم

.بل تعجل في أول الوقت ، ولمشافعية في ذلك وجيان وقد كان الصحابة والتابعون مع أولئك الظممة في جيد جييد ، ال سيما في تأخير الصالة عن ميقاتيا ، وكانوا يصمون الجمعة في أخر وقت العصر ، فكان أكثر من

مي الظير والعصر في بيتو ، ثم يجيء إلى الجمعة يصيجيء إلى المسجد تقية ليم ، ومنيم من كان إذا ضاق

وقت الصالة وىو في المسجد أومأ بالصالة خشية .القتل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وكانوا يحمفون من دخل المسجد أنو ما صمى في بيتو

.قبل أن يجيء ا وسعيد بن جبير كنت أن: قال إبراىيم بن مياجر

براىيم نصمي الظير ، ثم نجمس فنتحدث والحجاج وا .يخطب يوم الجمعة

كتاب ) ) خرجو أبو نعيم الفضل بن دكين في ( ( .الصالة بإسناده ، عن أبي بكر بن عتبة ، قال -أيضا -وخرج

صميت إلى جنب أبي جحيفة ، فتمسى الحجاج بالصالة : قام فصمى ركعتين ، ثم قال ، فقام يصمي الجمعة ، ثم

.يا أبا بكر ، أشيدك أنيا الجمعة وىذا غريب ، يدل عمى أنو يصح أن يصمي الرجل

.الجمعة وحده عن األعمش ، عن إبراىيم وخيثمة ، أنيما : وبإسناده

كانا يصميان الظيروالعصر ، ثم يأتيان الحجاج يوم الجمعة ، فيصميان

.معو كان يأمرىم أن يصموا في بيوتيم ، وعن أبي وائل ، أنو

.ثم يأتوا الحجاج فيصمون معو الجمعة كنت في مسجد : وعن محمد بن أبي إسماعيل ، قال

: قال : منى ، وصحف تقرأ لموليد ، فأخروا الصالة فنظرت إلى سعيد بن جبير وعطاء يومئان ، وىما

.قاعدان ي وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري ف

بابا في تأخير األمراء ( ( كتاب أدب السمطان ) ) رج فيو األحاديث المرفوعة ، واآلثار الصالة ، خالموقوفة في ذلك ، وقد سبق ذكر بعضيا في

( ( .المواقيت : أبواب ) ) أن أبا عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود : وروى فيو بإسناده

ر ، كان يروح إلى المسجد وقد صمى الظير والعص مالو قاتمو اهلل ؟: فيجمس فينتظر ، فيقول

يصيح عمى منبره صياحا ، وقد فاتتو العصر ، ولم .يصل الظير بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان أنس بن : عن عمرو بن ىرم ، قال : وبإسناده مالك يصمي الظير والعصر في بيتو ، ثم يأتي الحجاج

.فيصمي معو الجمعة عن عبد اهلل بن أبي زكريا ، أنو كان يجمع : وبإسناده

مع الوليد بن عبد الممك ما صمى الوليد في وقت الظير الجمعة ، ويعتد بيا جمعة ، فإن أخرىا عن وقت الظير

صمى الظير في آخر وقت الظير أربعا إيماء ، ثم صمى الجمعة معو ، وجعميا تطوعا ، فإن أخر العصر

.يا صالىا في آخر وقتيا ايماء حتى يخرج وقتكان أبو وائل إذا أخر : عن حصين ، قال : وبإسناده

.يتناعس : الحجاج الجمعة استقبل القبمة ، يومئ ايماء شيدت الجمعة مع ابن : عن جرير ، قال : وبإسناده

ىبيرة ، فأخر الصالة إلى قريب من العصر ، فرأيت

خرج ، فكأن شيخ الناس يخرجون ، فرأيت أبا حنيفةلو كان الحجاج ما خرجوا ، وجعل : يصيح في المسجد

.إنيم ، إنيم : فضيل بن غزوان ويقول عن ابن سيرين ، أنو حضر الجمعة ، فأخر : وبإسناده

األمير الصالة ، فأدمىظفره ، ثم قام فخرج ، وأخذتو السياط حتى خرج من

رأيت سعيد : قال : وعن عطاء بن السائب . المسجد بن جبير وأبا البختري وأصحابو يومئون يوم الجمعة ،

والحجاج .يخطب ، وىم جموس

رأيت سعيد بن جبير : وعن محمد بن إسماعيل ، قال وعطاء ، وأخر الوليد الجمعة والعصر ، فصالىما

.فأومئا إيماء ، ثم صميا معو بمنى : جميعا ، قال ليد بن عبد الممك خرج عن حميد ، أن الو : وبإسناده

بمنى بعد العصر ، فخطب حتى صارت الشمس عمى رؤس الجبال ، فنزل فصمى الظير ، ثم صمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.العصر ، ثم صمى المغرب عن سالم ، أنو ذكر أن الوليد قدم : وروى بإسناد لو

تى مضى عمييم المدينة ، فما زال يخطب ويقرأ الميث حوقت الجمعة ، ثم مضى وقت العصر ، فقال القاسم بن

أفما : قال . ال : أما قمت فصميت ؟ قال : محمد لسالم رجل من : خشيت أن يقال : وقال . ال : اومأت ؟ قال

.آل عمر حدثني مكحول ، : عن عمارة بن زاذان : وروى بإسناده

، خطب الحجاج بمكة ، وأنا إلى جنب ابن عمر: قال يحبس الناس بالصالة ، فرفع ابن عمر راسو ، ونيض ،

يا معشر المسممين ، انيضوا إلى صالتكم ، : وقال ويحكم ، : ونيض الناس ، ونزاللحجاج ، فمما صمى قال

.ابن عمر : من ىذا ؟ قالوا .أما واهلل لوال أن بو لمما لعاقبتو : قال

نا زىير ، ث( ( : كتاب الصالة ) ) وروى أبو نعيم في

كان : ، عن نافع ، قال -الجعفي : وىو -عن جابر ابن عمر يصمي خمف الحجاج ، فمما اخرىاترك الصالة

.معو وكان الحسن يأمر بالكف عن اإلنكار عمييم ، ثم غمبو

األمر فأنكر عمى الحجاج ، وكان سبب اختفائو منو .حتى مات الحجاج ، والحسن متوار عنو بالبصرة

مناقب ) ) أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب وقد روىبإسناد لو ، أن الحسن شيد الجمعة مع ( ( الحسن

الحجاج ، فرقى الحجاج المنبر ، فأطال الخطبة حتى أما من رجل : دخل في وقت العصر ، فقال الحسن

يا أبا سعيد ، : الصالة جامعة ؟ فقال رجل : يقول إنما أمرنا أن : فقال تأمرنا أن نتكمم واإلمام يخطب ؟ ننصت ليم فيما أخذوا من أمر

ديننا ، فإذا أخذوا في أمر دنياىم أخذنا في أمر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ديننا ، قوموا ، فقام الحسن وقام الناس لقيام الحسن ،

فقطع الحجاج خطبتو ، ونزل فصمى بيم ، فطمب .الحجاج الحسن فمم يقدر عميو

ا كمو مما يدل عمى اجتماع السمف الصالح عمى أن وىذتأخير الجمعة إلى دخول وقت العصر حرام ال مساغ لو

.في اإلسالم ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخالفة صمى الجمعة في

.أول وقتيا عمى ما كانت عميو السنة فروى إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن مياجر ، أن

ن يصمي الجمعة في أول وقتيا عمر بن عبد العزيز كاحين يفيء الفيء ذراعا ونحوه ، وذلك في الساعة

.السابعة كانوا يصمون الجمعة في خالفة عمر : وقال ابن عون

.بن عبد العزيز والظل ىنية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب المشي إلى الجمعة -ر المو فاسعوا إلى ذك : ) وقول اهلل عز وجل

السعي العمل والذىاب ، : ومن قال [ : الجمعة ) ] [ . : اإلسراء ) ] وسعى ليا سعييا ) لقولو

.يحرم البيع حينئذ : وقال ابن عباس .تحرم الصناعات كميا : وقال عطاء

إذا اذن المؤذن : وقال إبراىيم بن سعد ، عن الزىري .فعميو أن يشيد يوم الجمعة وىو مسافر ،

:عمى مسائل -ىاىنا -اشتمل كالمو :إحداىا

.المشي إلى الجمعة ، ولو فضل من بكر ) : ) ) وفي حديث أوس بن أوس ، عن النبي

وقد ( ( . وابتكر ، وغسل واغتسل ، ومشى ولم يركب .سبق

إنيم يختصمون ) ) وفي حديث اختصام المأل األعمى ،

، والكفارات إسباغ الوضوء في في الكفارات والدرجات ( ( .الكرييات ، والمشي عمى األقدام إلى الجمعات

.وقد خرجو اإلمام أحمد والترمذي من حديث معاذ شرح ) ) ولو طرق كثيرة ، ذكرتيا مستوفاة في

( ( .الترمذي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن عبد اهلل بن وروى ابن أبي شيبة بإسناد فيو انقطاع ،رواحة كان يأتي الجمعة ماشيا ، فإذا رجع كيف شاء

ن شاء راكبا .ماشيا ، وا .وكان بين منزلة وبين الجمعة ميالن : وفي رواية

وعن أبي ىريرة ، أنو كان يأتي الجمعة من ذي الحميفة .ماشيا

بإسناده ، عن عمر ( ( طبقاتو ) ) وذكر ابن سعد في لعزيز ، أنو كتب ينيى أن يركب أحد إلى بن عبد ا

.الجمعة والعيدين .ال يركب إلى الجمعة : وقال النخعي :المسألة الثانية

أنو يستحب المشي بالسكينة مع مقاربة الخطا ، كما في .سائر الصموات ، عمى ماسبق ذكره في موضعو

الة من يو : ) فأما قول اهلل عز وجل م إذا نودي لمص الجمعة فاسعوا إلى ذكر

، فقد حممو قوم من المتقدمين [ : الجمعة ) ] المو عمىظاىره ، وأنكر ذلك عمييم

.الصحابة : فروى البييقي من حديث عبد اهلل بن الصامت ، قال

خرجت إلى المسجد يوم الجمعة ، فمقيت أبا ذر ، فبينا ت في المشي ؛ لقول أنا امشي اذ سمعت النداء ، فرفع

إذا نودي لمصالة من يوم الجمعة : ) اهلل عز وجل ، فجذبني جذبة) فاسعوا إلى ذكر المو

.أو لسنا في سعي ؟ : كدت أن أالقيو ، ثم قال فقد أنكر أبو ذر عمى من فسر السعي بشدة الجري

عمل ، والعدو ، وبين أن المشي إلييا سعي ؛ ألنو إن سعيكم : ) والعمل يسمى سعيا ، كم قال تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ومن أراد اآلخرة ؟ : ) ، وقال [ : الميل ) ] لشتى

ومثل ىذا كثير [ : اإلسراء ) ] وسعى ليا سعييا .في القرآن

ة التابعون فمن بعدىم ، وبيذا فسر السعي في ىذه اآليعطاء ، ومجاىد ، وعكرمة ، وقتادة ، ومحمد : ومنيم

بن كعب ، وزيد بن أسمم ، ومالك ، والثوري ، والشافعي .وغيرىم

.من وجو منقطع -أيضا -وروي عن ابن عباس ومنيم من فسر السعي بالجري والمسابقة ، لكنو حممو

ون األقدام ، ىذا عمى سعي القموب والمقاصد والنيات د .قول الحسن

السعي : ، فقال -في رواية -وجمع قتادة بين القولين .بالقمب والعمل

وكان عثمان وابن مسعود وجماعة من الصحابة فامضوا إلى ذكر: ) ) يقرءونيا

( ( .اهلل لسعيت حتى ( ( فسعوا ) ) لو قرأتيا : وقال النخعي .يسقط ردائي

.عن ابن مسعود من وجو منقطع وروي ىذا الكالم :المسألة الثالثة

في تحريم البيع وغيره مما يشغل بو عن السعي بعد .النداء

.وقد حكى عن ابن عباس تحريم البيع وغيره ( ( أحكام القرآن ) ) وروى القاضي إسماعيل في كتابو

من رواية سميمان بن معاذ ، عن سماك ، عن عكرمة ، ال يصمح البيع يوم الجمعة حين : ، قال عن ابن عباس

.ينادى بالصالة ، فاذا قضيت الصالة فاشتر وبع

كان بالمدينة : عن ميمون بن ميران ، قال : وبإسناده إذا نودي بالصالة من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.حرم البيع ، حرم البيع : يوم الجمعة نادوا مدينة ساعة ، وذلك عند ألىل ال: وعن أيوب ، قال

.حرم البيع ، حرم البيع : خروج اإلمام ، يقولون وعن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يمنع الناس من

.البيع يوم الجمعة إذا نودي بالصالة تحريم البيع إذا زالت : وعن الحسن وعطاء والضحاك

.الشمس من يوم الجمعة .وعن الشعبي ، أنو محرم

.حول وكذا قال مكوحكى إسحاق بن راىويو اإلجماع عمى تحريم البيع بعد

.النداء

وحكى القاضي إسماعيل ، عمن لم يسمو ، أن البيع : الجمعة ) ] ذلكم خير لكم ) مكروه ، وانو استدل بقولو

. ] بأن من فعل ما وجب عميو وترك ما نيي : ورد عميو

وال تقولوا ثالثة : ) ى عنو فيو خير لو ، كما قال تعال [ . : النساء ) ] انتيوا خيرا لكم إنما المو إلو واحد

وحكي القول بأن البيع مردود عن القاسم بن محمد .وربيعة ومالك

ورواه ابن عيينة ، عن عبد الكريم ، عن مجاىد أو .غيره

سحاق وأح مد وغيرىم من وىو مذىب الميث والثوري وا .فقياء أىل الحديث

وخالف فيو أبو حنيفة والشافعي واصحابيما وعبيد اهلل البيع غير مردود ؛ ألن النيي عن : العنبري ، وقالوا

.البيع ىنا ليس نييا عنو لذاتو بل لوقتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، النيي يقتضي فساد المنيي عنو: واألولون يقولون سواء كان لذات المنيي عنو أو لوقتو ، كالصوم يوم

.العيد ، والصالة وقت النيي ، فكذلك العقود فيما إذا تصارفا ذىبا بفضة وقبضا -وقال الثوري

فإنيما : -البعض ، ثم دخل وقت النداء يوم الجمعة .يترادان البيع

وىذا يدل عمى أن القبض عند شرط النعقاد الصرف ، م العقد اال بو ، وىو الصحيح عند المحققين من فال يت

.أيضا -أصحابنا وأما ما ذكره عن عطاء ، أنو تحرم الصناعات حينئذ ،

فإنو يرجع إلى أنو إنما حرم البيع ؛ ألنو شاغل عن السعي إلى ذكر اهلل والصالة ، فكل ما قطع عن ذلك فيو محرم من صناعة أو غيرىا ، حتى االكل والشرب

لنوم والتحدث وغير ذلك ، وىذا قول الشافعية وغيرىم وا .أيضا -

لكن ألصحابنا في بطالن غير البيع من العقود وجيان ، فإن وقوعيا بعد النداء نادر ، بخالف البيع ، فإنو غالب

، فمو لم يبطل الدى إلى االشتغال عن الجمعة بو ، .فتفوت الجمعة غالبا

في جواز ذلك ، وفيو نظر وأكثر أصحابنا حكوا الخالف؛ فإنو إذا وجب السعي إلى الجمعة حرم كل ما قطع

.عنو لم يأمرىم اهلل أن : وقد روي عن زيد بن أسمم ، قال

يذروا شيئا غيره ، حرم البيع ، ثم أذن ليم فيو إذا .فرغوا

وىذا ضعيف جدا ؛ فإن البيع إنما خص بالذكر ألنو عن السعي ، فيشاركو في أكثر ما يقع حينئذ مما يميي

.المعنى كل شاغل وأستدل بعض أصحابنا عمى جواز غير البيع من العقود

.وىو يخطب ) قد أمر بو النبي : بالصدقة ، وقال ذا وقعت وىذا ال يصح ؛ فإن الصدقة قربة وطاعة ، وا

في المسجد حيث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وجو لمنعيا ال يكره السؤال فيو فال فإن الحق بذلك عقد النكاح في المسجد قبل خروج اإلمام كان متوجيا ، مع أن بعض أصحابنا قد خص الخالف

.بالنكاح ، وىو ابن عقيل إنو يحرم البيع بدخول وقت الوجوب : وعن أحمد رواية

.، وىو زوال الشمس وقد سبق مثمو عن الحسن ، وعطاء ، والضحاك ، وىو

قول مسروق ، ومسمم بن يسار ، والثوري ، - أيضا -سحاق .وا

إنو يجب السعي بالزوال ، ويحرم حينئذ : وقياس قوليم .كل شاغل يشغل عنو

.عمى أنو ال يحرم بدون النداء : والجميور ثم األكثرون منيم عمى أنو النداء الثاني الذي بين يدي

، فال ) اإلمام ؛ ألنو النداء الذي كان في عيد النبي .ينصرف النداء عند إطالقو إال إليو

من حديث الزىري ، ( ( صحيح اإلسماعيمي ) ) وفي كان النداء الذي ذكر اهلل : عن السائب بن يزيد ، قال

ذا قامت في القرآن يوم الجمعة إذا خرج اإلمام ، وا .وأبي بكر وعمر ) الصالة في زمن النبي

بيع ويجب السعي بالنداء أنو حرم ال: وعن أحمد رواية .األول

وقد كان النداء األول : وىو قول مقاتل بن حيان ، قال .قبل زوال الشمس

.صريحا -ونقمو ابن منصور ، عن إسحاق بن راىويو ن أذن : وعن أحمد ، أنو قال أخاف أن يحرم البيع ، وا

.قبل الوقت نا ومجرد الشروع في األذان يحرم بو البيع عند أصحاب

والشافعية ؛ ألنو صار نداء مشروعا مسنونا سنة الخمفاء .الراشدين

ولو اقتصر عميو اجزأ ، وسقط فرض : قال أصحابنا .األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يحرم البيع بمجرد الشروع في : وعند أصحاب الشافعي النداء الثاني بين يدي

السعي ، فأما إن فعمو وىو اإلمام ، إذا كان قاطعا عنماش في الطريق ولم يقف ، أو ىو قاعد في المسجد

.كره ولم يحرم وىذا بعيد ، والتبايع في المسجد بعد األذان يجتمع فيو

.نييان ؛ لزمانو ومكانو ، فيو أولى بالتحريم :المسألة الرابعة

أن المسافر إذا سمع النداء لمجمعة ، : حكى عن الزىري أن يشيدىا ، وقد سبق ذكر ذلك عنو ، وعن فعميو

أن عميو شيودىا ، : النخعي واألوزاعي وعن عطاء

سمع األذان أو لم يسمعو ، وأن الجميور عمى خالف .ذلك

وىل لممسافر أن يبيع ويشتري بعد سماع النداء ؟ فيو اختالف بين أصحابنا ، يرجع إلى أن من سقطت عنو

ىل لو أن يبيع بعد النداء ، : الجمعة لعذر ، كالمريض أم

.ال ؟ فيو روايتان عن أحمد وأما من ليس من أىل الجمعة بالكمية ، كالمرأة ، فميا

ال : البيع والشراء بغير خالف ، وكذا العبد ، إذا قمنا .يجب عميو الجمعة

رج البخاري في ىذا الباب ثالثة أحاديث :خ :األول ثنا : ثنا الوليد بن مسمم : ثنا عمي بن عبد اهلل -

أدركني : ثنا عباية بن رفاعة ، قال : يزيد بن أبي مريم سمعت النبي : أبو عبس وأنا اذىب إلى الجمعة ، فقال

من أغبرت قدماه في سبيل اهلل حرمو اهلل : ) ) يقول ) ( ( .عمى النار

األنصاري الشامي ، : ، ىو ( ( يزيد بن أبي مريم ) ) .اء المثناة من تحت ، وبالزاي وىو بالي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بالباء الموحدة ، والراء -بريد بن أبي مريم : وأما

، فبصري ، لم يخرج لو البخاري في -الميممة .شيئا ( ( صحيحو ) )

ىذا الحديث ( ( صحيحو ) ) وخرج اإلسماعيمي في بينما أنا : أبي مريم عن يزيد بن: بسياق تام ، ولفظو

رائح إلى الجمعة إذ لحقني عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج

احتسب : األنصاري ، وىو راكب وأنا ماش ، فقال خطاك ىذه في سبيل اهلل ، فاني سمعت أبا عبس بن

من ) : ) ) قال رسول اهلل : جبر األنصاري يقول ( ( .لنار اغبرت قدماه في سبيل اهلل حرميما اهلل عمى ا

.بمعناه -وخرجو الترمذي والنسائي ففي ىذه الرواية أن ىذه القصة جرت ليزيد مع عباية ، وفي رواية البخاري أنيا جرت لعباية مع أبي عبس ،

.واهلل أعمم . وقد يكون كالىما محفوظا في ىذا الحديث ذكر المشي إلى ) وليس عن النبي

ي سبيل اهلل ، فأدخل الجمعة ، إنما فيو فضل المشي فالرواي المشي إلى الجمعة في عموم السبيل ، وجعمو

شامال لو .ولمجياد

الجياد ، وقد يؤخذ : واألظير في اطالق سبيل اهلل لمن جعل بعيره في سبيل ) بعموم المفظ ، كما أذن النبي

، ( ( الحج من سبيل اهلل : ) ) اهلل أن يحج عميو ، وقال .ضع آخر وقد ذكرناه في مو

وقد كان كثير من السمف يختارون المشي إلى الجمعة ، .كما سبق من غير واحد من الصحابة

، -رضي اهلل عنو -وقد روي عن عبد اهلل بن رواحة

أنو كان يبكر إلى الجمعة ، ويخمع نعميو ، ويمشي حافيا .، ويقصر في مشيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ثرم بإسناد منقطع خرجو األ :الحديث الثاني

إذا ) : ) ) أبي ىريرة ، عن النبي : حديث - أقيمت الصالة فال تأتوىا تسعون ، وأتوىا تمشون ،

وعميكم السكينة ، فما أدركتم فصموا ، وما فاتكم ( ( .فاتموا

باختالف أسانيده ( ( الصالة : كتاب ) ) وقد تقدم في .وألفاظو :لثالث الحديث ا

يحيى بن أبي كثير ، عن عبد اهلل بن : حديث - -وال أعممو إال عن أبيو : قال أبو عبد اهلل -أبي قتادة

ال تقوموا حتى تروني ، : ) ) ، قال ) ، عن النبي ( ( .وعميكم السكينة

.باختالف ألفاظو -أيضا -وقد تقدم عة ، إنما فيو ذكر الجم -والذي قبمو -وليس في ىذا

.ذكر الصالة ، وىي تعم الجمعة وغيرىا وحديث أبي ىريرة إنما يدل عمى النيي عن السعي عند

سماع اإلقامة ، وحديث أبي قتادة إنما فيو األمر .بالسكينة في القيام إلى الصالة ، ال في المشي إلييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ين اثنين يوم الجمعةباب ال يفرق ب -أنا ابن أبي ذئب ، : أنا عبد اهلل : ثنا عبدان -

عن] عن سعيد المقبري ، : ، عن ابن وديعة ، عن سممان الفارسي ، قال [ أبيو

من اغتسل يوم الجمعة ، وتطير ) : ) ) قال رسول اهلل

بما استطاع من طير ، ثم ادىن أو مس من طيب ، ثم ن اثنين ، فصمى ما كتب لو ، ثم إذا راح ولم يفرق بي

خرج اإلمام أنصت ، غفر لو ما بينو وبين الجمعة ( ( .األخرى

:التفريق بين اثنين يدخل فيو شيئان :أحدىما

.أن يتخطاىما ويتجاوزىما إلى صف متقدم وقد خرج أبو داود نحو ىذا الحديث من حديث أبي

ولم : ) ) ، وفيو ) ىريرة وحديث أبي سعيد ، عن النبي ( ( .يتخط رقاب الناس

، عن النبي -أيضا -ومن حديث عبد اهلل بن عمرو . (

وخرجو اإلمام أحمد من حديث أبي أيوب ، ومن حديث ولم : ) ) ، وفي حديثيما ) نبيشة اليذلي ، عن النبي

( ( .يؤذ أحدا : ، وفي حديثو ) ومن حديث أبي الدرداء ، عن النبي

لم يتخطو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .أحدا ، ولم يؤذه جاء رجل : وقد تقدم حديث عبد اهلل بن بسر ، قال

يخطب ، ) يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ، والنبي ( ( .اجمس ، فقد آذيت ) : ) ) فقال لو النبي

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي .ماجو من حديث جابر وخرجو ابن

وخرج اإلمام أحمد والترمذي من حديث زبان بن فائد ، من حديث سيل بن معاذ بن أنس ، عن أبيو ، عن

من تخطي رقاب الناس يوم الجمعة : ) ) ، قال ) النبي ( ( .اتخذ جسرا إلى جينم

.وزبان ، مختمف في أمره .ورواه عنو ابن لييعة ورشدين بن سعد

إلمام أحمد من حديث أرقم بن األرقم المخزومي وخرج ا

:قال ) ، أن النبي الذي يتخطى الناس يوم الجمعة ويفرق بين االثنين ) )

( ( .بعد خروج اإلمام كالجار قصبة إلى النار ىشام بن زياد أبو المقدام ، ضعفوه ، وقد : وفي إسناده

.اختمف عميو في إسناده تخطي الناس يوم الجمعة ، وأكثر العمماء عمى كراىة

رج أو لم يخرج بعد .سواء كان اإلمام قد خ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يكره التخطي إال بعد خروجو ، كما : وقالت طائفة الثوري ، ومالك ، : دل عميو حديث األرقم ، منيم

.، ومحمد بن الحسن -في رواية -واألوزاعي ألن يصمي أحدكم : ، عن أبي ىريرة ، قال وذكر مالك

بظيرة الحرة خير لو من أن يقعد حتى إذا قام اإلمام .يخطب جاء يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة

:فإن وجد فرجة ال يصل إلييا إال بالتخطي ، ففيو قوالن يجوز لو التخطي حينئذ ، وىو قول الحسن ، : أحدىما

فعي ، وكذا قال مالك في وقتادة ، واألوزاعي والشاالتخطي قبل خروج اإلمام ، وكذا روى معمر عن الحسن

.وقتادة .أنو يكره ، وىو قول عطاء ، والثوري : والثاني

.وعن أحمد روايتان في ذلك ، كالقولين إن كان يتخطى واحدا أو اثنين جاز : وعنو رواية ثالثة

.، وان كان أكثر كره نا رواية الجواز عن أحمد عمى ما وحمل بعض أصحاب

إذا كان الجالسون قد جمسوا في مؤخر الصفوف ، وتركوا مقدميا عمدا ، ورواية الكراىة عمى ما إذا لم يكن منيم

.تفريط أيضا -وفي كالم األوزاعي وغيره ما يدل عمى مثل ىذا

.ال حرمة ليم : ، وكذلك قال الحسن ، قال -ي لحاجة البد منيا من وضوء أو ومتى احتاج إلى التخط

غيره ، أو لكونو ال يجد موضعا لمصالة بدونو ، أو كان

إماما ال يمكنو الوصول إلى مكانو بدون التخطي ، لم .يكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من ) وقد سبق حديث عقبة بن الحارث في قيام النبي .صالتو مسرعا ، يتخطى رقاب الناس

إذا -وكذا لو ضاق الموضع وآذتيم الشمس ، فميم أن يشقوا الصفوف ويدخموا ألذى -أقيمت الصالة

.الشمس ، نص عميو أحمد في رواية األثرم جواز تخطييم بإذنيم : وحكى ابن المنذر عن أبي نضرة

.يتخطاىم إلى مجمسو : ، وعن قتادة ي ، ال يجوز شيء من ذلك عند: ثم قال ابن المنذر

ألن األذى يحرم قميمة وكثيرة ، وىذا اذى ، لقول النبي ( ( .اجمس ، فقد آذيت ) : ) )

تحريمو بكل حال ، واالكثرون جعموا : فظاىر كالمو

.كراىتو كراىة تنزيو ومتى كان بين الجالسين فرجة ، بحيث ال يتخطاىما ، جاز لو أن يمشي بينيما ، فإن تماست ركبيما بحيث ال

بينيما إال بتخطي ركبيما كره لو ذلك ، فإن كانا يمشيقائمين يصميان ، فمشى بينيما ولم يدفع أحدا ، ولم يؤذه

ال فال .، ولم يضيق عمى أحد جاز ، وا ذكره عبد الرزاق ، عن ابن : -قال ذلك كمو عطاء

.جريج ، عنو : -مما يدخل في التفريق بين اثنين -الثاني

إن كانا جالسين ، أو القيام بينيما أن الجموس بينيما .كانا قائمين في صالة

فإن كان ذلك من غير تضييق عمييما وال دفع وال أذى ، مثل أن يكون بينيما فرجة ، فإنو يجوز ، بل يستحب ، ال فيو منيي عنو ألنو مامور بسد الخمل في الصف ، وا

.، إال أن ياذنا في ذلك أبيو ، عن جده ، أن وروى عمرو بن شعيب ، عن

:قال ) رسول اهلل

ال يحل لمرجل أن يفرق بين اثنين ، إال ) ) ( ( .باذنيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي .حديث حسن : وقال

فإن كان الجالسان بينيما قرابة ، أو كانا يتحدثان فيما .كراىة يباح ، كان أشد

عن المطمب بن حمطب ( ( مراسيل أبي داود ) ) وفي ال يفرق بين : ) ) قال ) سمعت رسول اهلل : ، قال

( ( .الرجل ووالده وخرجو الطبراني من حديث سيل بن سعد ، عن النبي

ال يجمس الرجل بين الرجل وابيو في : ) ) ، قال ) ( ( .المجمس

.وفي إسناده نظر

إذا : ) ) -مرفوعا ، وموقوفا -ن عمر وروي عن اب ( ( .كان اثنان يتناجيان فال يدخل بينيما إال بإذنيما

قال اإلمام أحمد في الرجل ينتيي إلى الصف وقد تم .أن عمم أنو ال يشق عمييم : فيدخل بين رجمين

أن شق عمييم لم يجز ؛ ألن : قال القاضي أبو يعمى .وبيم فيو أذية ليم ، وشغال لقم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ال يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد مكانو -أنا ابن : ثنا مخمد : حدثنا محمد بن سالم - : سمعت ابن عمر يقول : سمعت نافعا يقول : جريج

أن يقيم الرجل الرجل من مقعده ، ثم يجمس ) نيى النبي ( ( .فيو

.الجمعة وغيرىا : الجمعة ؟ قال : قمت لنافعوقد خرجو البخاري في مواضع متعددة ، وفي بعضيا

( ( .ولكن تفسحوا وتوسعوا : ) ) زيادة وخرج مسمم من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن

ال يقيمن أحدكم أخاه يوم الحمعة : ) ) ، قال ) النبي : ليخالف إلى مقعده فيقعد فيو ، ولكن يقول

( ( .فسحوا ا، ) وخرج اإلمام أحمد من حديث أبي ىريرة ، عن النبي

ال يقم الرجل الرجل من مجمسو ثم يجمس فيو : ) ) قال ( ( .، ولكن افسحوا يفسح اهلل لكم

وروى ابن أبي حاتم بإسناده ، عن مقاتل بن حيان ، يا أييا الذين : ) قولو : يعني -أنزلت ىذه اآلية : قال

آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا في يوم جمعة ، وكان رسول اهلل -[ : المجادلة ) ] يومئذ في)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الصفة ، وفي المكان ضيق ، وكان يكرم أىل بدر من

وقد المياجرين واألنصار ، فجاء اناس من أىل بدر ، فسمموا ) سبقوا إلى المجالس ، فقاموا حيال رسول اهلل

عميو ، ثم سمموا عمى القوم ، فقاموا عمى ارجميم ينتظرون أن يفسح ليم ، فمم يوسع ليم ، فشق ذلك عمى

-، فقال لمن حولو من المياجرين واألنصار ) النبي قم أنت يا فالن ، وأنت: ) ) -من غير أىل بدر

، فمم يزل يقيميم بعدة النفر الذين ىم قيام ( (يا فالن بين يديو ، فشق ذلك عمى من أقيم من مجمسو ، وعرف

الكراىة في وجوىيم ، وتكمم في ذلك المنافقون ، ) النبي رحم اهلل رجال فسح : ) ) قال ) فبمغنا أن رسول اهلل

، فجعموا يقومون بعد ذلك سراعا ، فيفسح ( ( الخيو .م ، ونزلت اآلية يوم الجمعة القوم الخوانييدل عمى أن إقامة الجالس نسخ بيذه اآلية : فظاىر ىذا

.، وانتيى األمر إلى التفسح المذكور فييا .ومن حولو خاصة ) كان ىذا لمنبي : وقال قتادة

كان ) يشير إلى إقامة الجالسين ليجمس غيرىم ؛ فإنو ، وغيره ال يفعل ذلك إكراما ألىل الفضائل واالستحقاق

.يؤمن عميو أن يفعمو باليوى الصبي ، إذا كان في الصف ، : ويستثنى من ذلك

وجاء رجل ، فمو أن يؤخره ويقوم مقامو ، كما فعمو أبي بن كعب بقيس بن عباد ، وقد ذىب اليو الثوري وأحمد ،

.وقد تقدم ذلك فإن كان الذي في الصف رجال ، وكان أعرابيا أو جاىال

.يجز تاخيره من موضعو ، لم .ال أرى ذلك : قال أحمد

: ، قال ) ، عن النبي ( ( سنن أبي داود ) ) وفي من سبق إلى ما لم) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .يسبق اليو أحد فيو أحق بو

ثالث صور ، -أيضا -واستثنى بعض الشافعية و طريق الناس أن يقعد في موضع اإلمام ، أ: وىي

.ويمنعيم االجتياز ، أو بين يدي الصف مستقبل القبمة ويستثنى من ذلك ، أن يكون المتاخر قد ارسل من ياخذ لو موضعا في الصف ، فاذا جاء الجالس وجمس الباعث

.وقد ذكره الشافعي وأصحابنا وغيرىم . فيو .وروي عن ابن سيرين ، أنو كان يفعمو

الصف تبرعا واثر الداخل بمكانو ، واما إن قام أحد منفيل يكره ذلك ، أم ال ؟ أن انتقل إلى مكان أفضل منو

ن انتقل إلى ما دونو فكرىة الشافعية .لم يكره ، وا وقال أحمد فيمن تاخر عن الصف األول ، وقدم اباه

.ىو يقدر أن يبر أباه بغير ىذا : فيو .القرب الكراىة ، وأنو يكره اإليثار ب: وظاىره

وأم الموثر ، فيل يكره لو أن يجمس في المكان الذي اوثر بو ؟ فيو قوالن

.مشيوران ال يكره ، وىو قول أصحابنا والشافعية : أشيرىما

.وغيرىم يكره ، وكان ابن عمر ال يفعل ذلك ، وكذلك : والثاني .أبو بكرة

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر ، جاء رجل إلى :قال

، فقام لو رجل من مجمسو ، فذىب ليجمس ) رسول اهلل ) .فيو ، فنياه النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج أحمد وأبو داود من حديث أبي بكر عن النبي .أيضا -معناه )

ولو بادر رجل وسبق المؤثر إلى المكان ، فيل ىو أحق .فيو وجيان ألصحابنا وغيرىم بو من الموثر ، أم ال ؟

وأما من فسح لو في مجمس اوصف ، فال يكره لو .الجموس فيو

إذا : ) ) قال ) وفي مراسيل خالد بن معدان ، أن النبي جاء أحدكم إلى المجمس ، فوسع لو ، فميجمس ؛ فإنيا

( ( .كرامة .خرجو حميد بن زنجوية

أو لم يصل فإن كان في جموسو تضييق عمى الناس ، .إلى المكان اال بالتخطي ، فال يفعل

وقد روي عن أبي سعيد الخدري ، أنو أوذن بجنازة في قومو ، فتخمف حتى جاء الناس واخذوا المجالس ، ثم

ال ؛ إني : جاء بعد ، فمما رآه القوم توسعوا لو ، فقال إن خير المجالس : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل

.نحى فجمس في مجمس واسع ، ثم ت( ( أوسعيا رج أبو داود منو المرفوع فقط .وخ

، عن أبي ىريرة -بإسناد فيو جيالة -وروى الخرائطي لذي : ال توسع المجالس إال لثالثة : ) ) -مرفوعا -

عمم لعممو ، وذي سن لسنو ، وذي سمطان ( ( .لسمطانو

د ودخل خالد بن ثابت الفيمي المسجد يوم الجمعة ، وق امتأل من الشمس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فرآه بعض من في الظل ، فأشار اليو ليوسع لو ، فكره واصبر : ) أن يتخطى الناس إلى ذلك الظل ، وتال : لقمان ) ] عمى ما أصابك إن ذلك من عزم األمور

.، ثم جمس في الشمس [ .بن زنجويو خرجو حميد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب األذان يوم الجمعة -ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزىري ، : حدثنا آدم -

كان النداء يوم الجمعة أولو : عن السائب بن يزيد ، قال إذا جمس اإلمام عمى المنبر ، عمى عيد رسول اهلل

وكثر الناس ، وأبي بكر وعمر ، فمما كان عثمان ، ) .زاد النداء الثالث عمى الزوراء

.موضع بالسوق بالمدينة : الزوراء : قال أبو عبد اهلل األذان يوم الجمعة قد ذكره اهلل تعالى في كتابو ، وفي

الة من يوم ) قولو ياأييا الذين آمنوا إذا نودي لمص، وقد [ : الجمعة ) ] المو الجمعة فاسعوا إلى ذكر

أن : ذىب طائفة من العمماء إلى وجوبو ، وان قيل األذان سنة ، وىو الذي ذكره ابن أبي موسى من

.أيضا -أصحابنا ، وقالو طائفة من الشافعية وقد دل الحديث عمى أن األذان الذي كان عمى عيد

يدي وأبي بكر وعمر ىو النداء الذي بين) رسول اهلل اإلمام عند جموسو عمى المنبر ، وىذا ال اختالف فيو

.بين العمماء أنو ىو األذان الذي يمنع البيع ، : وليذا قال أكثرىم

ويوجب السعي إلى الجمعة ، حيث لم يكن عمى عيد

.سواه ) النبي وما ذكره ابن عبد البر عن طائفة من أصحابيم ، أن

م يكن عمى عيد النبي ىذا األذان الذي يمنع البيع ، لنما أحدثو ىشام بن عبد الممك ، فقد بين ابن عبد ) وا

البر أن ىذا جيل من قائمو ، لعدم معرفتو بالسنة .واالثار

أنو لم يكن أذان بالكمية في : فإن قال ىذا الجاىل الجمعة ، فقد باىت ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الة من يوم ) :ويكذبو قول اهلل عز وجل إذا نودي لمص ) .الجمعة فاسعوا إلى ذكر المو

ن زعم أن األذان الذي كان في عيد النبي وأبي بكر ) وا وعمر ىو األذان األول الذي قبل خروج اإلمام ، فقد

.أبطل ، ويكذبو ىذا الحديث واجتماع العمماء عمى ذلك

أولو إذا جمس اإلمام عمى : ) ) وقولو في ىذه الرواية أن ىذا األذان كان ىو األول ، ثم : ، معناه ( ( المنبر

أذانا ، كما في الحديث : تميو اإلقامة ، وتسمى ( ( .بين كل اذانين صالة : ) ) المشيور

وخرجو النسائي من رواية المعتمر ، عن أبيو ، عن رسول اهلل كان بالل يؤذن إذا جمس : الزىري ، ولفظو

عمى المنبر يوم الجمعة ، فاذا نزل أقام ، ثم كان ) كذلك في زمن أبي بكر وعمر ، فمما زاد عثمان النداء الثالث صار ىذا الثالث ىو األول ، وصار الذي بين

.يدي اإلمام ىو الثاني رج أبو داود ىذا الحديث من طريق ابن إسحاق ، وقد خ

كان يؤذن بين يدي : عن الزىري ، عن السائب ، قال إذا جمس عمى المنبر يوم الجمعة عمى باب ) رسول اهلل

.المسجد ، وأبي بكر وعمر أن ىذا األذان لم يكن في : زيادة : ففي ىذه الرواية

نفس المسجد ، بل عمى بابو ، بحيث يسمعو من كان في المسجد ومن كان خارج المسجد ، ليترك أىل

.السعي إلى المسجد األسواق البيع ويسرعوا إلىلما ولي : يريد -( ( فمما كان عثمان : ) ) وقولو وكثر الناس في زمنو زاد النداء الثالث ) ) -عثمان

ثالثا ؛ ألن بو صارت : ، وسماه ( ( عمى الزوراء ن كان ىو أوليا وقوعا .النداآت لمجمعة ثالثة ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عمى دار : ) ) بعد قولو -ابن ماجو ، وعنده وخرجو

:في السوق ، يقال ليا ذا نزل أقام : ) ) -( ( الزوراء رج أذن ، وا ( ( .فاذا خ

.ابن إسحاق ، عن الزىري : وىو من رواية معنى حديثو عن : وروى الزىري ، عن ابن المسيب فمما كان عثمان : ) ) السائب بن يزيد ، غير أنو قال

كثر الناس ، فزاد األذان األول ، واراد أن يتييأ الناس ( ( .لمجمعة

.عن معمر ، عنو ( ( كتابو ) ) خرجو عبد الرزاق في وىو ضعيف -وقد رواه إسماعيل بن يحيى التميمي

، عن مسعر ، عن القاسم ، عن ابن المسيب ، -جدا عن أبي أيوب األنصاري ، قال ما كان األذان عمى عيد

، وىو عمى المنبر ، ) يوم الجمعة إال قدام النبي ) النبي فاذا نزل أقاموا الصالة ، فمما ولي عثمان أمر أن يؤذن

.عمى المنارة ليسمع الناس ، وقال في ( ( مسند مسعر ) ) خرجو اإلسماعيمي في

.ىو مجيول : القاسم .المرسل : والصحيح : قمت

إنما زاده الحجاج : وقال وقد أنكر عطاء األذان األول ،نما كان عثمان يدعو الناس دعاء : ، قال .وا

.خرجو عبد الرزاق إنما زاد عثمان األذان بالمدينة ، : وقال عمرو بن دينار

ورأيت ابن : وأما مكة فأول من زاده الحجاج ، قال الزبير ال يؤذن لو حتى يجمس عمى المنبر ، وال يؤذن لو

.الجمعة إال أذان واحد يوم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -خرجو عبد الرزاق وروى مصعب بن سالم ، عن ىشام بن الغاز ، عن

إذا ) إنما كان رسول اهلل : نافع ، عن ابن عمر ، قال من خطبتو ) قعد عمى المنبر أذن بالل ، فإذا فرغ النبي

.اقام الصالة ، واالذان األول بدعة عن ىشام بن الغاز ، ( ( كتابو ) ) روى وكيع في و

قال : سألت نافعا عن األذان يوم الجمعة ؟ فقال : قال ن رآه الناس : ابن عمر بدعة ، وكل بدعة ظاللة ، وا

.حسنا لم يكن في زمان : وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسمم

أذان حين يجمس عمى المنبر ، : إال أذانان ) النبي وىذا األخير شيء : قال . أذان حين تقام الصالة و

.أحدثو الناس بعد

.خرجو ابن أبي حاتم ال يؤذن لمجمعة حتى تزول : وقال سفيان الثوري

ذا أذن المؤذن قام اإلمام عى المنبر فخطب الشمس ، وا ذا نزل أقام الصالة ، قال واألذان الذي كان عمى : ، وا

ر وعمر أذان وأقامة ، وىذا وأبي بك) عيد رسول اهلل .األذان الذي زادوه محدث

أحب إلي : -فيما حكاه ابن عبد البر -وقال الشافعي أن يكون األذان يوم الجمعة حين يجمس اإلمام عمى

المنبر بين يديو ، فإذا قعد أخذ المؤذن في األذان ، فإذا وكان عطاء ينكر أن يكون : فرغ قام فخطب ، قال

إنما أحدثو : دث األذان الثاني ، وقال عثمان أح .معاوية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأييما كان ، فاألذان الذي كان عمى : قال الشافعي

.، وىو الذي ينيى الناس عنده عن البيع ) عيد النبي األذان سنة : عمى قوليم -وألصحابو في أذان الجمعة

:وجيان - .أيضا - أنو سنة: أحدىما .أنو لمجمعة خاصة فرض كفاية : والثاني

ىل تسقط الكفاية باألذان األول ، أو ال : فعمى ىذا -تسقط اال باالذان بين يدي اإلمام ؟ عمى وجيين

.أيضا يسقط الفرض باألذان األول ، : ومن أصحابنا من قال

.واهلل أعمم . وفيو نظر ن ال يؤذن اال أذان المستحب أ: وقال القاضي أبو يعمى

واحد ، وىو بعد جموس اإلمام عمى المنبر ، فإن أذن ليا .بعد الزوال وقبل جموس اإلمام جاز ، ولم يكره

.ثم ذكر حديث السائب بن يزيد ىذا أن األذان األول : ونقل حرب ، عن إسحاق بن راىويو

لمجمعة محدث ، احدثو عثمان ، رأى أنو ال يسمعو إال المؤذنين ، ليعمم األبعدين ذلك ، فصار أن يزيد في

.ألن عمى الخمفاء النظر في مثل ذلك لمناس : سنة وىذا يفيم منو أن ذلك راجع إلى رأي اإلمام ، فإن احتاج

ال فال حاجة إليو .اليو لكثرة الناس فعمو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب المؤذن الواحد يوم الجمعة -ثنا عبد العزيز بن أبي سممة : حدثنا أبو نعيم -

الماجشون ، عن الزىري ، عن السائب بن يزيد ، أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان ،

غير مؤذن ) حين كثر أىل المدينة ، ولم يكن لمنبي -واحد ، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجمس اإلمام

.بر عمى المن: يعني -( ( إال مؤذن واحد ) ولم يكن لمنبي : ) ) قولو في الجمعة ؛ فإن في غير الجمعة كان لو : يعني

( ( .األذان ) ) مؤذنان ، كما سبق في

أنو لم يكن : إنو يحتمل أن يكون مراد السائب : وقد قيل يوم الجمعة إال تأذين واحد ، فعبر بالمؤذن عن ) لمنبي .سماعيمي ذكره اإل: -األذان

، فإنو ( ( فزاد عثمان النداء الثالث : ) ) وىذا يرده قولو األذان : يعني -أذانان ) يدل عمى أنو كان لمنبي

.والمؤذن الواحد في الجمعة -واالقامة وقد تقدم في رواية النسائي لحديث السائب بن يزيد ،

.أيضا -ويفيم من حديث ابن عمر ية عبد الرحمن بن سعد بن وخرج ابن ماجو من روا

حدثني أبي ، عن: عمار ، أنو كان يؤذن -سعد القرظ : وىو -أبيو ، عنجده

يوم الجمعة عمى عيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إذا كان الفيء مثل الشراك ) رسول اهلل

.وىذا إسناد ضعيف ، ضعفو ابن معين وغيره نما كان سعد يؤذن بقب ، ولم يكن ) اء في عيد النبي وا

.بقباء جمعة وقد حكى ابن عبد البر اختالفا بين العمماء في األذان

ىل يكون من مؤذن واحد : يوم الجمعة بين يدي اإلمام ، أو مؤذنين ؟

: فذكر من رواية ابن عبد الحكم ، عن مالك ، أنو قال إذا جمس اإلمام عمى

.الناس من البيع المنبر ، ونادى المنادي منع وىذا يدل عمى أن النداء عنده واحد بين يدي : قال

.اإلمام من قول ابن قاسم ، وروايتو ، عن ( ( المدونة ) ) وفي إذا جمس اإلمام عمى المنبر ، وأخذ المؤذنون في : مالك

.األذان حرم البيع .بمفظ الجماعة ( ( المؤذنين ) ) فذكر مالك ، عن ابن شياب ، عن ويشيد ليذا حديث : قال

ثعبمة بن أبي مالك ، أنيم كانوا في زمن عمر بن

الخطاب يصمون يوم الجمعة حتى يخرج عمر ، فاذا .خرج وجمس عمى المنبر وأخذ المؤذنون

.ىكذا بمفظ الجماعة ومعموم عند العمماء أنو جائز أن يكون المؤذنون : قال

واحدا وجماعة في كلان ذلك مترادفا ، ال يمنع من إقامة الصالة صالة ، إذا ك

.في وقتيا إذا قعد اإلمام اخذ : وذكر من كالم الشافعي ، أنو قال

.المؤذنون في األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حكاية قول ( ( : مختصره ) ) ومن كالم الطحاوي في ، إذا جمس اإلمام عمى المنبر: أبي حنيفة وأصحابو

.بمفظ الجمع -وأذن المؤذنون بين يديو واخذ المؤذنون في : ووقع في كالم الخرقي من أصحابنا

.بمفظ الجمع -األذان إن النداء كان في الجمعة مؤذن واحد : وقال مكحول

حين يخرج اإلمام ، ثم تقام الصالة ، فأمر عثمان أن .ينادى قبل خروج اإلمام حتى يجتمع الناس

.ابن أبي حاتم خرجوفاألذان يوم الجمعة إذا أذن : قمت ألحمد : قال حرب

ال بأس بذلك ، قد كان يوذن : عمى المنارة عدة ؟ قال بالل وابن أم مكتوم ، وجاء أبو محذورة وقد أذن ) لمنبي

.رجل قبمو ، فأذن أبو محذورة أنو لو أذن عمى المنارة مؤذن بعد مؤذن : وظاىر ىذا .ا قبل خروج اإلمام جاز ، وىذ

يستحب أن يكون المؤذن : وقال القاضي أبو يعمى لمجمعة واحدا ، فإن أذن أكثر من واحد جاز ، ولم

.يكره إذا أذنوا دفعة واحدة بين يدي اإلمام ، أو اذنوا : ومراده

قبل خروجو تترى ، فأما أن أذنوا بعد جموسو عمى المنبر ىتو ، وأنو لم يعمم ، مرة بعد مرة ، فال شك في كرا

.وقوعيا في اإلسالم قط أنو يستحب أن : وكذا قال كثير من أصحاب الشافعي

يكون لمجمعة أذان واحد عند المنبر ، ويستحب أن يكون إال ) المؤذن واحدا ؛ ألنو لم يكن يؤذن لمجمعة لمنبي

.بالل ونقل المحاممي ىذا الكالم عن الشافعي ، والذي نقمو

عن الشافعي يخالف ذلك ؛ فإنو نقل عنو ، أنو البويطي النداء لمجمعة ىو الذي يكون واإلمام: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى المنبر ، يكون المؤذنون يستفتحون األذان فوق المنارة جممة حين يجمس اإلمام عمى المنبر ، ليسمع

.الناس فيؤبون إلى المسجد م يكونون جماعة ، وأنيم يؤذنون عمى وىذا تصريح بأني

.المنارة إلسماع الناس ، ال بين يدي المنبر في المسجد

ىذا في ( ( صحيحو ) ) وقد خرج البخاري في ، من حديث ابن عباس ، ( ( رجم الحبمى : باب ) ) جمس عمر عمى المنبر يوم الجمعة ، فمما سكت : قال

.ذكر الحديث و -المؤذنون قام ، فأثنى عمى اهلل وروي عن المغيرة بن شعبة ، أنو كان لو في الجمعة

.مؤذن واحد وخرج اإلمام أحمد من رواية ابن إسحاق ، عن العالء بن عبد الرحمن ، عن أبيو ، عن أبي سعيد الخدري ،

إذا كان يوم الجمعة قعدت : ) ) ، قال ) عن النبي جاء ، فاذا المالئكة عمى أبواب المسجد ، يكتبون من

أذن وجمس اإلمام عمى المنبر طووا الصحف ، ودخموا ( ( .المسجد يستمون الذكر

.وىذا لفظ غريب وروى عبد الرزاق بإسناده ، عن موسى بن طمحة ،

رأيت عثمان بن عفان جالسا عمى المنبر في يوم : قال الجمعة ، والمؤذنون يؤذنون يؤم الجمعة ، وىو يسأل

.رىم وأخبارىم الناس عن أسعا

بمفظ -( ( المؤذن : ) ) ويحتمل أن يكون مراد من قال الجنس ، ال: -االفراد

.الواحد ، فال يبقى فيو داللة عمى كونو واحدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب يجيب اإلمام عمى المنبر إذا سمع النداء -ا أبو بكر بن أن: أنا عبد اهلل : ثنا ابن مقاتل -

عثمان بن سيل بن حنيف ، عن أبي أمامة بن سيل بن سمعت معاوية بن أبي سفيان ، وىو : حنيف ، قال

اهلل أكبر : ) ) جالس عمى المنبر ، اذن المؤذن ، فقال اهلل أكبر اهلل : ) ) قال معاوية ( ( . اهلل أكبر

قال ف( ( . أشيد أن ال إلو اال اهلل : ) ) فقال ، ( ( أكبر أشيد أن محمدا رسول : ) ) قال ( ( وأنا : ) ) معاوية

، فمما قضى التاذين ( ( وأنا : ) ) قال معاوية ( ( . اهلل عمى ىذا ) يأييا الناس ، إني سمعت رسول اهلل : قال

المجمس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من .مقالي

ام أن اإلم: المقصود من ىذا الحديث في ىذا الباب يجيب المؤذن عمى المنبر إذا أذن بين يديو ، كما يجيبو غيره من السامعين ، وليس في ذلك خالف ؛ فإن اإلمام

: من جممة السامعين لممؤذن ، فيدخل في عموم قولو ( ( .إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثمما يقول ) )

الكالم عمى اجابة المؤذن ( ( األذان ) ) وقد سبق في .مستوفى

دليل عمى أن من سمع مخبرا يخبر : وفي حديث معاوية ( ( وأنا : ) ) -مجيبا لو -عن نفسو بشئ ، فقال ىو

.، أنو يصير مقرا بمثل ما أقر بو مجيبا -فمو سمع الكافر مؤذنا يؤذن ، فقال : وعمى ىذا

، فيل يصير مسمما ؟( ( وأنا : ) ) -لو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : وقد قال أحمد في ذمي مر بمؤذن ، يؤذن ، فقال لو

.إنو يقتل : كذبت أنت طالق ، أو : وكذا لو سمع رجل رجال قال المرأتو

وأنا ، ونوى الطالق ، فيل : امرأتي طالق ، فقال : قال تطمق امرأتو ؟

فيما إذا ( ( تعميقو ) ) وقد حكى القاضي أبو يعمى في ال ، بل أنت ، فيل : يا زان ، فقال لو : قال رجل لرجل

.يحد الثاني ، لكونو قاذفا ، أم ال ؟ عمى وجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الجموس عمى المنبر عند التأذين -ثنا الميث ، عن عقيل ، : حدثنا يحيى بن بكير -

التأذين عن ابن شياب ، أن السائب بن يزيد أخبره ، أن الثاني يوم الجمعة أمر بو عثمان بن عفان حين كثر

أىل المسجد ، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجمس .اإلمام

باعتبار األذان عند الجموس ( ( الثاني ) ) إنما سماه عمى المنبر ، فيما أذانان بيذا االعتبار ، و

.ال تسمى أذانا عند االطالق ( ( اإلقامة ) ) إلمام عمى المنبر يوم الجمعة إذا رقى المنبر وجموس ا

حتى يفرغ من األذان سنة مسنونة ، تمقاىا األمة بالعمل .بيا خمفا عن سمف

أنو غير : إال أن ابن عبد البر حكى عن أبي حنيفة .وال خالف أنو غير واجب . مسنون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب التأذين عند الخطبة -أنا : أنا عبد اهلل : حدثنا محمد بن مقاتل - سمعت السائب ين يزيد : عن الزىري ، قال : يونس

إن األ ان يوم الجمعة كان أولو حين يجمس : يقول اإلمام يوم الجمعة عمى المنبر ، في عيد رسول اهلل

وأبي بكر وعمر ، فمما كان في خالفة عثمان وكثروا ) باألذان الثالث فأذن بو عمى أمر عثمان يوم الجمعة

.الزوراء ، فثبت األمر عمى ذلك أن األذان يوم الجمعة يكون عند : المقصود بيذا الباب

جموس اإلمام عمى المنبر لمخطبة ، فيذا ىو األذان وأبي بكر وعمر ، وىو ) الذي كان في عيد النبي .المجتمع عمى مشروعيتو

، أو عمى المنارة وىل يكون بين يدي المنبر في المسجدكتاب ) ) ؟ فيو كالم سبق ذكره ، وان الشافعي نص في

.عمى أنو يكون عمى المنارة ( ( البويطي ( ( : تيذيب المدونة ) ) وكذا مذىب مالك ، قال في

يجمس اإلمام في أول خطبتو حتى يؤذن المؤذنون عمى .المنار ، ثم يخطب

ل عن األذان ونقل مثنى األنباري عن أحمد ، أنو سئالذي يجب عمى من كان خارجا من المصر ، أن يشيد

.ىو األذان الذي في المنارة : الجمعة ؟ قال أن أذان : وىذا يحتمل أنو يريد بو ما قالو الشافعي

الجمعة بين يدي اإلمام عند جموسو عمى المنبر يكون .عمى المنارة

ألول ، أنو يجب السعي باألذان ا: ويحتمل أنو يريد بو : كما يحرم البيع بو ، عمى رواية عنو ؛ فإن قولو

إخبار عن الواقع في زمانو ، ( ( الذي عمى المنارة ) ) ولم يعيد في زمانو األذان عمى المنارة سوى الذي زاده

.عثمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ويحتمل أنو إنما قال ذلك فيمن كان خارج المصر ؛ ألن ذان األول يكون إلعالميم ، فميزميم السعي بو ، األ

بخالف أىل المصر ، فإنيم يمزميم السعي من غير سماع أذان ، فال يجب عمييم السعي باألذان األول ، بل

.بالثاني ، واهلل أعمم وقد تقدم في رواية ابن إسحاق ، عن الزىري ، عن

عيد أن ىذا األذان عمى : السائب بن يزيد ليذا الحديث .، وأبي بكر وعمر كان عمى باب المسجد ) النبي

: وقولو في ىذه الرواية التي خرجيا البخاري ىنا ، يدل عمى أن ىذا من ( ( فثبت األمر عمى ذلك ) )

.حين حدده عثمان أستمر ، ولم يترك بعده وىذا يدل عمى أن عميا اقر عميو ، ولم يبطمو ، فقد

رضي -الخمفاء الراشدين أجتمع عمى فعمو خميفتان من .اهلل عنيم أجمعين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الخطبة عمى المنبر - .عمى المنبر ) خطب النبي : وقال أنس

الظاىر أنو يريد بو حديثو في دعاء : حديث أنس ىذا

باالستسقاء يوم الجمعة عمى المنبر ، وسيأتي ) النبي إن شاء اهلل سبحانو -كتاب في مواضع أخر من ال

.وتعالى :فيو ثالثة أحاديث

:األول نا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد : نا قتيبة -

نا أبو حازم بن دينار ، : بن عبد اهلل القاري االسكندراني أن رجاال أتوا سيل بن سعد الساعدي ، وقد امتروا في

: إني واهلل : قال مم عوده ؟ فسألوه عن ذلك ، ف: المنبر ألعرف مما ىو ، ولقد رأيتو أول يوم وضع ، وأول يوم

إلى فالنة ) ، أرسل رسول اهلل ) جمس عميو رسول اهلل مري غالمك النجار أن : ) ) -امرأة قد سماىا سيل -

، ( ( يعمل لي أعوادا أجمس عميين إذا كممت الناس جاء بيا ، فأمرتو ، فعمميا من طرفاء الغابة ، ثم

فارسمت إلى، فامر بيا فوضعت ىاىنا ، ثم رأيت رسول ) رسول اهلل

صمى عمييا ، وكبر وىو عمييا ، ثم ركع وىو ) اهلل

عمييا ، ثم نزل القيقري فسجد في أصل المنبر ثم عاد ، ياأييا الناس ، : ) ) فمما فرغ أقبل عمى الناس ، فقال

( ( .بي ، ولتعمموا صالتي إنما صنعت ىذا لتأتموا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد خرجو فيما تقدم من حديث ابن عيينة عن أبي حازم .، وىذا السياق أتم

، و ( ( من أثل الغابة : ) ) وفي رواية ابن عيينة . يشبو بعضو بعضا ( ( : الطرفاء ) ) و ( ( األثل ) ) .المدينة مشيورة خارج( ( : الغابة ) ) و

أبواب ) ) مختصرا في -أيضا -وخرجو البخاري االستعانة بالصناع : باب ) ) ، في ( ( المساجد

من حديث عبد ( ( والنجار في عمل المسجد والمنبر العزيز بن أبي حازم ، وذكرنا االختالف في رسم الذي

.عمل المنبر

وفي وخرجو مسمم من حديث عبد العزيز بتمامو ، .أن المنبر كان ثالث درجات : حديثو

: وقد روي ىذا الحديث عن سيل من وجو أخر ، وفيو .حنين الخشبة

ثنا أبو بكر بن ( ( : طبقاتو ) ) خرجو ابن سعد في حدثني سميمان بن بالل ، عن سعد بن : أبي أويس

سعيد بن قيس ، عن عباس بن سيل بن سعد ، عن أبيو كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ) ، أن النبي

أراه كانت من دومة كانت في : قال -ذات فرضتين يا : ، فكأن يتكئ عمييا ، فقال لو أصحابو -مصاله

رسول اهلل ، إن الناس قد كثروا ، فمو أتخذت شيئا تقوم ( ( .ما شئتم : ) ) عميو إذا خطبت نراك ؟ فقال

ة إال نجار واحد ، فذىبت أنا ولم يكن بالمدين: قال سيل وذلك النجار إلى الخانقين ، فقطعنا ىذا المنبر من

، فحنت الخشبة ، فقال ) فقام عميو النبي : قال . أثمو ( ( أال تعجبون لحنين ىذه الخشبة ؟ ) : ) ) النبي

فأقبل الناس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حتى ) ، فنزل النبي وفرقوا من حنينيا حتى كثر بكاؤىمأتاىا ، فوضع يده عمييا ، فسكنت ، فامر بيا رسول اهلل

.أو جعمت في السقف -فدفنت تحت منبره ) ورواه أبو إسماعيل الترمذي ، عن أيوب بن سميمان بن

.بالل ، عن أبي بكر ابن أبي أويس ، بو وىذا إسناد جيد ، ورجالو كميم يخرج ليم البخاري ، اال

-اخو يحيى بن سعيد : وىو -بن سعيد بن قيس سعد ؛ فإن البخاري استشيد بو ، وخرج لو مسمم ، وتكمم

.بعضيم في حفظو :الحديث الثاني

أنا محمد بن جعفر بن : نا سعيد بن أبي مريم - : أخبرني ابن أنس : أخبرني يحيى بن سعيد : أبي كثير

جذع يقوم اليو النبي كان : سمع جابر بن عبد اهلل قال

، فمما وضع لو المنبر سمعنا لمجذع مثل أصوات ) فوضع يده) العشار ، حتى نزل النبي

.عميو أخبرني حفص بن عبيد اهلل : قال سميمان ، عن يحيى

سمع جابر بن: بن أنس .عبد اهلل

قد : رواية سميمان بن بالل ، عن يحيى بن سعيد ( ( .م النبوة أعال) ) أسندىا البخاري في

أن فييا تسمية ابن أنس : والمقصود من ذكرىا ىاىنا الذي ابيم في رواية محمد بن جعفر ، وأنو حفص بن

.عبيد اهلل بن أنس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن البخاري أبيمو في رواية محمد بن جعفر : والظاىر بن حفص عبيد اهلل: ) ) ، ألن محمد بن جعفر سماه

.قالو الدارقطني : -، ووىم في ذلك ( ( بن أنس وقد خرجو اإلسماعيمي من طريق سعيد بن أبي مريم ، عن محمد بن جعفر ، عن حفص بن عبيد اهلل بن أنس

.عمى الصواب نا عبد اهلل بن : وخرجو من طريق يعقوب بن محمد

ثنا: يعقوب بن إسحاق .هلل بن حفص بن أنس حدثني عبيد ا: يحيى بن سعيد

نما ىو : قال يعقوب حفص بن عبيد اهلل ، ولكن : وا .ىكذا ثنا

التصريح بسماع حفص ليذا : وفي رواية البخاري : الحديث من جابر ، وىذا يرد ما قالو أبو حاتم الرازي

وال : ىل سمع من جابر ، أم ال ؟ قال : إنو ال يدري .يثبت لو السماع إال من جده أنس

رواه سميمان بن كثير ، عن يحيى بن سعيد ، عن و : سعيد بن المسيب ، عن جابر ، ووىم في قولو

قالو أبو حاتم وأبو زرعة : -( ( سعيد بن المسيب ) ) .والدار قطني

عشراء ، : النوق الحوامل ، واحدتيا ( ( : العشار ) ) و وىي التي أتى عمييا في الحمل عشرة أشير ، فتسمى

.حتى تضع ، وبعد أن تضع بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رج البخاري ىذا الحديث في من ( ( األعالم ) ) وقد خ -رواية عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيو ، عن جابر

.نحوه :الحديث الثالث

نا ابن أبي ذئب ، عن الزىري ، عن : نا آدم - يقول عمى ) عت النبي سم: سالم ، عن أبيو ، قال

( ( .من جاء إلى الجمعة فمغتسل : ) ) المنبر كان يخطب عمى المنبر ) أن النبي : والمقصود من ىذا ، ويعمم الناس دينيم

.عميو

عمى ) ولو جمعت األحاديث التي فييا ذكر خطب النبي المنبر وكالمو عميو لكانت كثيرة جدا ، وكذلك احاديث

.أيضا - اتخاذ المنبر كثيرة من ( ( دالئل النبوة ) ) وقد خرج منيا البخاري في

يخطب إلى الجذع ) كان النبي : حديث ابن عمر ، قال ، فمما أتخذ المنبر تحول إليو ، فحن الجذع ، فأتاه

.فمسح يده عميو نا يحيى بن كثير أبو : خرجو عن محمد بن المثنى

العالء ، عمر بن : واسمو -نا أبو حفص : غسان سمعت نافعا ، عن : ، قال -أخو أبي عمرو بن العالء

- ابن عمر .فذكره :ثم قال

أنا معاذ بن : أنا عثمان بن عمر : وقال عبد الحميد .بيذا -العالء ، عن نافع ، عن ابن عمر

ورواه أبو عاصم ، عن ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم " """"" .انتيى . ؟ )

.أنو عبد بن حميد : وعبد الحميد ىذا ، قيل وقد خرجو الترمذي عن أبي حفص الفالس ، عن عثمان

، عن معاذ بن -كالىما -بن عمر ويحيى ابن كثير .العالء ، عن نافع

وخرجو البييقي من رواية عباس الدوري ، عن عثمان .بن عمر ، عن معاذ

.وكذا رواه غير واحد عن عثمان بن عمر من رواية أبي ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في

.أيضا -عبيدة الحداد ، عن معاذ بن العالء وكذا رواه وكيع ويحيى بن سعيد ومعتمر بن سميمان ،

.عن معاذ بن العالء وليس ألبي حفص عمر بن العالء ذكر في غير رواية

سندة ، وقد قيل أنيا وىم من محمد بن البخاري الم .المثنى

ولكن خرجو أبو أحمد الحاكم من رواية عبد اهلل بن رجاء .أيضا -الغذاني ، عن أبي حفص بن العالء

وقد رواه يحيى بن سعيد ومعتمر بن سميمان عن معاذ ( ( .أبا غسان : ) ) بن العالء ، وكنياه

أحدىما : عمم ، أىما أخوان واهلل أ: قال أبو أحمد الحاكم معاذ ، وحدثا بحديث واحد ؟ : عمر ، واآلخر : يسمى

أو أحدىما محفوظ ، واآلخر غير محفوظ ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن معاذ بن العالء أخا أبي عمرو مشيور ، : وذكر

: قال . وأن أبا حفص ال يعرفو إال في ىاتين الروايتين .انتيى . م بصحة ذلك واهلل أعم

قالو : -معاذ بن العالء : والصحيح في ىذا الحديث

.أحمد والدارقطني وغيرىما وأما رواية أبي عاصم ، عن ابن أبي رواد التي عمقيا

البخاري ، فخرجيا أبولما بدن ، قال لو تميم ) أن النبي : داود ، ولفظ حديثو

، يجمع عظامك أال أتخذ لك منبرا يارسول اهلل: الداري ، فاتخذ لو ( ( بمى : ) ) ، أو يحمل عظامك ؟ قال

منبرا .مرقاتين

.ولم يزد عمى ىذا أو -فاتخذ لو مرقاتين : ) ) وخرجو البييقي ، وزاد

.، فجمس عمييا -ثالثة فحن جذع في المسجد كان النبي ) فصعد النبي : قال إذا خطب يستند)

فاحتضنو ، فقال شيئا ال أدري ما ) إليو ، فنزل النبي ىو ؟ ثم صعد المنبر ، وكانت اساطين المسجد جذوعا

( ( .، وسقائفو جرائد ( ( .لما أسن وثقل : ) ) -في أولو -وعنده

ورواه عامر بن مدرك ، عن ابن أبي رواد ، عن نافع ، فصنع لو : ) ) بنحوه ، وفي حديثو -عن تميم الداري

فكان النبي ) ن ، والثالثة مجمس النبي منبرا مرقاتييخطب قائما ، فإذا عي قعد فاستراح ، ثم قام فخطب ) .ووذكر الحديث -

.ورواية أبي عاصم أصح ما رواه عبد : ومن أغرب سياقات أحاديث اتخاذ المنبر

اهلل بن محمد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: كعب ، عن أبيو ، قال عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن يصمي إلى جذع ، إذ كان المسجد عريشا ، ) كان النبي

وكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من يا رسول اهلل ، ىل لك أن نجعل لك شيئا : أصحابو

تقوم عميو يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعيم ؟

:قال بر ، فصنع لو ثالث درجات التي عمى المن( ( نعم ) ) : ، ثم قال -ثم ذكر حنينو إليو وسكونو بمسحو بيده -

وكان إذا صمى صمى إليو ، فمما ىدم المسجد وغير اخذ ذلك الجذع أبي بن كعب ، فكأن عنده حتى بمي وأكمتو

.األرضة ، وعاد رفاتا .خرجو اإلمام أحمد

-( ( فمما ىدم المسجد : ) ) أن القائل : وفي رواية لو .، ىو الطفيل بن أبي بن كعب إلى اخره

.بمعناه -وخرجو ابن ماجو زيادات ) ) وخرجو عبد اهلل بن اإلمام أحمد في

أن تشأ : ) ) قال لو ) أن النبي : ، وعنده ( ( المسند ن تشأ غرستك في الجنة فياكل منك الصالحون ، وا

فاختار اآلخرة عمى الدنيا ، ( ( أعيدك كما كنت حطبا دفع إلى أبي ، فمم يزل عنده حتى ) النبي فمما قبض

.أكمتو األرضة وقد خرجو الطبراني بنحو ىذه الزيادة ، بإسناد ضعيف ،

وفي . أن المنبر كان أربع مراق : عن عائشة ، وفيو .أن الجذع غار فذىب : آخره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يصح ، عن ، بإسناد ال( ( مسند البزار ) ) وفي

إن أتخذ : ) ) ، قال ) معاذ ، عن النبي ] . . . [ المنبر فقد اتخذه أبي إبراىيم ، وان اتخذ العصا فقد

( ( .اتخذىا أبي إبراىيم .وقد أنكره أبو حاتم الرازي وغيره

ىو -عميو السالم -إن إبراىيم : وقد قال بعض السمف .أول من خطب عمى المنابر

أن المنبر كان ثالث مراق ، ولم يزل عمى : والصحيح .ذلك في عيد خمفائو الراشدين ، ثم زاد فيو معاوية

تطويل المنابر من البدع : وقد عد طائفة من العمماء .ابن بطة من أصحابنا وغيره : المحدثة ، منيم

أن ذلك من أشراط الساعة : وقد روي في حديث مرفوع .اده ، وال يثبت إسن

وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جدا ، إذا كان يضيق .بو المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الخطبة قائما - .يخطب قائما ) بينا النبي : وقال أنس

حديث أنس ، ىو الذي فيو ذكر االستسقاء في الجمعة ، .بعد فيما -أن شاء اهلل سبحانو وتعالى -وسيأتي

نا خالد بن : حدثنا عبيد اهلل بن عمر القواريري - نا عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن : الحارث

يخطب قائما ، ثم يقعد ، ثم ) كان النبي : عمر ، قال .يقوم كما يفعمون االن

.وفي الخطبة قائما احاديث أخر

وخرج مسمم من حديث سماك ، عن جابر بن سمرة ، يخطب قائما ، ثم يجمس ، ثم ) كان رسول اهلل : قال

يقوم فيخطب قائما ، فمن نبأك أنو كان يخطب جالسا صميت معو أكثر من ألفي -واهلل -فقد كذب ، فقد

.صالة وخرج مسمم بإسناده من حديث كعب بن عجرة ، أنو

دخل المسجدظروا ان: وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا ، فقال

ذا رأوا : ) الخبيث ، يخطب قاعدا ، وقد قال اهلل تعالى وا وا إلييا وتركوك قائما : الجمعة ) ] تجارة أو ليوا انفض

. ] وخرج ابن ماجو من حديث إبراىيم ، عن عمقمة ، عن

ابن مسعود ، أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : يخطب قائما أو قاعدا ؟ قال ) أكان رسول اهلل : سئل

؟[ : الجمعة ) ] تركوك قائما ) إما تقرأ .وىذا إسناد جيد

وعن . لكن روي ، عن إبراىيم ، عن عمقمة من قولو .إبراىيم ، عن عبد اهلل منقطعا

واستدل بيذه اآلية عمى القيام في الخطبة جماعة ، .رين ، وأبو عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود ابن سي: منيم

نما احتاجوا إلى السؤال عن ذلك ، ألنو كان في زمن وا بني امية من يخطب

قالو : -أن أول من جمس معاوية : جالسا ، وقد قيل .الشعبي والحسن وطاوس

.الجموس عمى المنبر يوم الجمعة بدعة : وقال طاوس بكر وعمر وعثمان وأبو) كان النبي : وقال الحسن

يخطبون قياما ، ثم أن عثمان لما رق وكبر كان يخطب ، فيدركو ما يدرك الكبير فيستريح وال يتكمم ، ثم يقوم

.فيتم خطبتو

.خرجو القاضي إسماعيل من رواية ابن جريج ، عن عطاء ، -أيضا -وخرج

أول من جعل في الخطبة جموسا عثمان ، : أنو قال ىل كان : ر واخذتو الرعدة جمس ىنية ، قيل لو حين كب

.ال أدري : يخطب عمر إذا جمس ؟ قال وقد روي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يخطب

.الخطبة األولى جالسا ، ويقوم في الثانية .خرجو ابن سعد

والظن بو أنو لم تبمغو السنة في ذلك ، ولو بمغتو كان .أتبع الناس ليا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن : أن ذلك لم يصح عنو ؛ فإن األثرم حكى : وقد قيل كان عمر بن عبد العزيز : الييثم بن خارجة قال ألحمد

.فظير منو أنكار لذلك : يجمس في خطبتو ؟ قال

.ورواية ابن سعد لو عن الواقدي ، وىو ال يعتمد موس في الخطبة الج -أيضا -وقد روي عن ابن الزبير

.أيضا -األولى .خرجو القاضي إسماعيل

ال : فمنيم من قال : واختمف العمماء في الخطبة جالسا يصح ، وىو قول

.الشافعي ، وحكى روايتو عن مالك وأحمد اجمعوا عمى أن الخطبة ال تكون : وقال ابن عبد البر

.إال قائما لمن قدر عمى القيام عيم عمى استحباب ذلك ؛ فإن االكثرين ولعمو أراد إجما

عمى أنيا تصح منوىو قول . الجالس ، مع القدرة عمى القيام ، مع الكراىة

أبي حنيفة ومالك ، والمشيور عن أحمد ، وعميو .أيضا -أصحابو ، وقول إسحاق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب يستقبل اإلمام القوم -

اإلمام إذا خطبواستقبال الناس .واستقبل ابن عمر وأنس اإلمام

نا ىشام ، عن يحيى ، : حدثنا معاذ بن فضالة - سمع : نا عطاء بن يسار : عن ىالل بن أبي ميمونة

جمس ذات يوم عمى ) أن النبي : أبا سعيد الخدري .المنبر ، وجمسنا حولو

إنما ) : ) ) ىذا أول حديث طويل ، ذكر فيو قول النبي أخاف عميكم بعدي ما يفتح عميكم من زىرة الدنيا

.، وضرب مثل الدنيا بنبات الربيع ( ( وزينتيا وىو حديث عظيم ، قد خرجاه بتمامو في

.من حديث ىشام الدستوائي ( ( الصحيحين ) ) لم يكن ) وىذا لم يكن في خطبة الجمعة ؛ ألن النبي

.يجمس في خطبة الجمعة .ن ابن عمر وأنس وأما ما ذكره ع

فمن طريق ابن عجالن ، عن نافع ، أن ابن عمر كان

يفرغ من سبحتو يوم الجمعة قبل خروج اإلمام ، فاذا رج لم يقعد اإلمام حتى يستقبمو .خ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال أبو الجويرية : ومن طريق ابن المبارك ، قال اإلمام يوم الجمعة في رأيت أنس بن مالك إذا أخذ

.الخطبة يستقبمو بوجيو حتى يفرغ اإلمام من الخطبة .ىو السنة : وقال يحيى بن سعيد األنصاري

إذا أخذ في خطبة استقبموه ) كان النبي : وقال الزىري .بوجوىيم

.خرجيا البييقي وخرج األثرم من حديث الضحاك بن عثمان ، عن نافع

يأ لإلمام قبل أن يخرج ، ويتوجو ، أن ابن عمر كان يتي .قبل المنبر

وروى وكيع ، عن العمري ، عن نافع ، أن ابن عمر

.كان يستقبل اإلمام يوم الجمعة إذا خطب وفي الباب أحاديث مرفوعة متصمة ، ال تصح أسانيدىا

شرح ) ) قالو الترمذي ، وقد ذكرتيا بعمميا في : - ( ( .الترمذي

العمل عمى ذلك عند أىل العمم من أن : وذكر الترمذي يستحبون استقبال اإلمام إذا خطب ، : الصحابة وغيرىم

سحاق : قال .وىو قول سفيان والشافعي وأحمد وا .ىو كاإلجماع : وقال ابن المنذر

.ىو السنة : وروي عن الشعبي ، قال .وقد تقدم مثمو عن يحيى بن سعيد ، وكذا قال مالك

.ال أعمميم يختمفون فيو : لبر وقال ابن عبد ا .كل واعظ قبمة : وقال عمر بن عبد العزيز

.أنو يستقبل كما تستقبل القبمة : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنو يستقبل القبمة حال : وقد روي عن بعض التابعين

وىو محمول عمى إنيم كانوا يفعمونو مع أمير . الخطبة ف ، ويقول ما ال يجوز استماعو ، ظالم يسب السم

.وكانوا قد ابتموا بذلك في زمن بني أمية واألكثرون عمى إنيم إنما يستقبموه في حال الخطبة ،

.وىو قول أحمد يستقبمونو إذا خرج ، وىو قول أبي بكر : وقال إسحاق

.بن جعفر من أصحابنا يغفى بصره ، ويمقي السمع ، فإن نظر: وقال األوزاعي

.إلى اإلمام فال حرج سمع : وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث عمي

إذا جمس : ) ) -وذكر يوم الجمعة -يقول ) النبي الرجل مجمسا يستمكن فيو من اإلستماع والنظر ،

( ( .فأنصت ولم يمغ كان لو كفالن من األجر .وفي إسناده من ليس بمشيور

: متعددة حديثا طويال ، فيو وخرج ابن سعد بأسانيد لو

كان إذا خطب استقبمو الناس بوجوىيم ، ) أن النبي .وأصغوا بأسماعيم ، ورمقوه بأبصارىم

.واهلل أعمم . وىذا ال يصح أما استقبال اإلمام أىل المسجد واستدباره القبمة فمجمع

؛ -أيضا -، والنصوص تدل عميو -أيضا -عميو .أيضا -موا عنو فإنو يخاطبيم ليفي

وذلك كمو سنة ، فمو خالفيا اإلمام فقد خالف السنة ، .وصحت جمعتو

واهلل . أنيا ال تصح : وألصحاب الشافعي وجو صعيف .أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

(أما بعد : ) ) باب من قال في الخطبة بعد الثناء - ) .بي رواه عكرمة ، عن ابن عباس ، عن الن

حديث عكرمة ، عن ابن عباس قد أسنده في آخر الباب

، فال أدري ألي معنى عمقو في اولو ؟ىذا في الباب ( ( مستخرجو ) ) وقد ذكر أبو نعيم في

.الذي قبمو :قال نا ىشام بن : نا أبو أسامة : وقال محمود - أخبرتني فاطمة ابنة: عروة

دخمت عمى : كر ، قالت المنذر ، عن أسماء ابنة أبي ب .عائشة والناس يصمون

:فذكرت حديث الكسوف ، وفيو وقد تجمت الشمس ، ) ثم انصرف رسول اهلل : قالت

إما : ) ) فحمد اهلل واثنى عميو بما ىو أىمو ، ثم قال .وذكر بقية الحديث -( ( بعد

-ابن غيالن : وىو -ىكذا ذكره ىنا تعميقا عن محمود .اسامة ، عن أبي

عن -أيضا -تعميقا ( ( الكسوف ) ) وذكر بعضو في .أبي أسامة

من حديث ( ( العمم : كتاب ) ) وأسند الحديث في

-وغيره من حديث مالك ( ( الكسوف ) ) وفي . وىيب : ذكر : ، عن ىشام ، وليس في حديثيما -كالىما

( ( .أما بعد ) ) ن طريق ابن نمير وخرج مسمم الحديث بيذه المفظة م

-كالىما -وأبي أسامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عن ىشام ، بو :ثم قال البخاري

نا أبو عاصم ، عن جرير : نا محمد بن معمر - نا عمرو بن تغمب ، : سمعت الحسن : بن حازم ، قال ، فقسمو ، -أو سبي -اتي بمال ) أن رسول اهلل وترك رجال ، فبمغو أن الذين ترك عتبوا ، فاعطى رجاال

أما بعد ، فواهلل ، : ) ) فحمد اهلل وأثنى عميو ، ثم قال إني ألعطي الرجل والذي أدع أحب الي من الذين

وذكر( ( . أعطي .الحديث

سماع الحسن من عمرو بن تغمب مختمف فيو ، فأثبتو أبو حاتم والبخاري ، ونفاه عمي بن المديني شيخ

.البخاري فيما نقمو عنو جعفر بن محمد -وكذلك يحيى بن معين

لم يسمع منو ، ولم يرو : ، قال -بن أبان الحراني .حديثو إال جرير بن حازم ، وليس بشيء

:واختمف عن أحمد سمع الحسن من عمر بن : فنقل عنو ابنو صالح ، قال

.تغمب أحاديث انت سجية في جرير ك: ونقل عنو ابنو عبد اهلل ، قال

نا الحسن ، نا عمرو بن تغمب ، وأبو : بن حازم بمغني أن النبي : عن الحسن ، قال : األشيب يقول

.قال لعمرو بن تغمب ) نا عمرو : نا الحسن : أن قول جرير بن حازم : يريد

.بن تغمب كانت عادة لو ، ال يرجع فييا إلى تحقيق

صحاب بقية بن الوليد ، وقد ذكر أبو حاتم نحو ىذا في أ أنيم يروون عنو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن شيوخو ، ويصرحون بتحديثو عنيم ، من غير سماع .لو منيم

: وكذلك قال يحيى بن سعيد القطان في فطر بن خميفة ، ثم يدخل بينو ( ( ثنا فالن بحديث : ) ) أنو كان يقول

.ذلك سجية منو وبينو رجال أخر ، كان ( ( .كتابو ) ) ذكره العقيمي في

أن أىل الشام ومصر : وكذا ذكر اإلسماعيمي من غير صحة ( ( ثنا : ) ) يتسامحون في قوليم

.يحيى بن أيوب المصري : السماع ، منيم :وقال نا الميث ، عن عقيل ، عن : نا يحيى بن بكير -

رضي اهلل - أخبرني عروة ، أن عائشة: ابن شياب رج ليمة من جوف ) اخبرتو ، أن رسول اهلل -عنيا خ

.الميل ، فصمى في المسجد ، فصمى رجال بصالتو :فذكره ، وفيو

: فمما قضى الفجر اقبل عمى الناس ، فتشيد ، ثم قال أما بعد ، أنو لم يخف عمي مكانكم ، لكني خشيت ) )

( ( .أن تفرض عميكم فتعجزوا عنيا .يونس : تابعو ، وىو ( ( أما بعد : ) ) عن الزىري ، في لفظو : يعني

.من رواية ابن وىب ، عن يونس .ورواه مالك عن الزىري ، لم يذكر فيو ىذه المفظة

.وخرج البخاري حديثو في موضع آخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ثم قال

: الزىري أنا شعيب ، عن : نا أبو اليمان - أخبرني عروة ، عن أبي حميد الساعدي ، أنو أخبره أن

قام عشية بعد الصالة ، فتشيد وأثنى عمى ) رسول اهلل ( ( .أما بعد : ) ) اهلل بما ىو أىمو ، ثم قال

أبو معاوية وأبو أسامة ، عن ىشام ، عن أبيو ، : تابعو أما : ) ) ، قال ) عن أبي حميد الساعدي ، عن النبي

( ( .عد ب .العدني ، عن سفيان : وتابعو

ىذا قطعة من حديث بعث ابن المتبية عمى الصدقة ، أن شاء اهلل سبحانو -وقد خرجو في مواضع تأتي

.وتعالى بتمامو من طريق عبدة ، ( ( األحكام ) ) وخرجو في

فقام: عن ىشام ، وفيو ثم يخطب الناس ، فحمد اهلل واثنى عميو ، ) رسول اهلل

-( ( أما بعد ، فإني استعمل رجاال منكم : ) ) قال .وذكر الحديث

أبو معاوية : وقد ذكر أن ىذه المفظة ذكرىا في الحديث

.وأبو أسامة من طريق أبي أسامة ، ( ( الزكاة ) ) وقد خرجو في

.فاختصره ولم يتمو وخرجو مسمم من طريق أبي أسامة بتمامو ، وفيو

( .( أما بعد ) ) من رواية أبي معاوية ، ولم -أيضا -وخرجو مسمم

وكذلك خرجو عن العدني ، . يسق لفظ حديثو بتمامو .عن سفيان ، ولم يسقو بمفظو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ثم قال حدثني : أنا شعيب ، عن الزىري : نا ابواليمان -

قام : مة ، قال عمي بن الحسين ، عن المسور بن مخر أما : ) ) ، فسمعتو حين تشيد يقول ) رسول اهلل

( ( .بعد

.الزبيدي ، عن الزىري : تابعو والحديث مختصر من قصة خطبة عمي البنة أبي جيل

خطيبا ، فذكر فضل فاطمة عمييا ) ، وقيام النبي .السالم

( ( .مناقب فاطمة ) ) وقد خرجو بتمامو في زبيدي ، ألن جماعة من أصحاب الزىري وذكره متابعة ال

أما : ) ) لفظة : رووا الحديث ، فمم يذكروا فيو ( ( .بعد

ولممسور حديث آخر في المعنى ، في قصة قدوم ىوازن سالميم ، ورد سبييم عمييم .وا

من رواية الزىري ، عن ( ( اليبة ) ) خرجو البخاري في عروة ، عن المسور بن

حين جاءه وفد ىوزان قام في الناس ) مخرمة ، أن النبي أما بعد ، : ) ) ، فأثنى عمى اهلل بما ىو أىمو ، ثم قال

.الحديث -( ( فإن أخوانكم جاءونا تائبين :ثم قال نا : -الوراق : ىو -ثنا إسماعيل بن ابان -

نا : -عبد الرحمن بن سميمان : واسمو -ابن الغسيل المنبر ) صعد النبي : قال عكرمة ، عن ابن عباس ،

متعطفا ممحفة عمى منكبو -وكان أخر مجمس جمسو - ، قد عصب رأسو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بعصابة دسمة ، فحمد اهلل وأثنى، فثابوا اليو ، ( ( أييا الناس ، إلي : ) ) عميو ، ثم قال

ر أما بعد ، فإن ىذا الحي من األنصا: ) ) ثم قال يقمون ويكثر الناس ، فمن ولي شيئا من أمة محمد

فاستطاع أن يضر فيو أحدا أو ينفع فيو أحدا ، فميقبل ) ( ( .من محسنيم ويتجاوز عن مسيئيم

.وفي الباب أحاديث أخر رج البخاري في حديث عائشة في ( ( المغازي ) ) وقد خ

ن حي) فتشيد رسول اهلل : قصة االفك بطوليا ، وفيو

أما بعد ، يا عائشة ، فإنو بمغني : ) ) جمس ثم قال .الحديث -( ( عنك كذا وكذا

( ( .أما بعد : ) ) وخرجو في موضع أخر ، وليس فيو من حديث جرير ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في ، فأتاه قوم ) كنت جالسا عند النبي : ) ) البجمي ، قال

صعد منبرا صغيرا مجتابي النمار ، فصمى الظير ، ثمإما بعد ؛ فإن اهلل : ) ) ، فحمد اهلل وأثنى عميو ، ثم قال

يا أييا الناس اتقوا ربكم الذي خمقكم : ) أنزل في كتابو وذكر الحديث ( ( -[ : النساء ) ] من نفس واحدة

.في الحث عمى الصدقة أما : ) ) يس فييا لفظو وخرجو من طريق أخرى ، ل

( ( .بعد من حديث سعيد بن جبير ، عن ابن -أيضا -وخرج

يا محمد : ، فقال ) عباس ، أن ضمادا قدم عمى النبي ، إني أرقي من ىذه الريح ، وان اهلل يشفي عمى يدي من

الحمد هلل) : ) ) يشاء ، فيل لك ؟ فقال رسول اهلل

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

نستعينو ، من ييده اهلل فال مضللو ، ومن يضمل فال ىادي لو ، واشيد أن ال إلو اال اهلل وحده ال شريك لو ، وأشيد أن محمدا عبده ورسولو ، أما

( ( .بعد فدلت ىذه األحاديث كميا عمى أن الخطب كميا ، سواء

كانت لمجمعة أوعمى األرض ، لغيرىا ، وسواء كانت عمى المنبر أو

وسواء كانت من جموس أو قيام ، فإنيا تبتدا بحمد اهلل والثناء عميو بما ىو أىمو ، ثم يذكر بعد ذلك ما يحتاج إلى ذكره من موعظة أو ذكر حاجة يحتاج إلى ذكرىا ،

أما : ويفصل بين الحمد والثناء ، وبين ما بعده بقولو .بعد

لذي أوتيو داود أن ىذه الكممة فضل الخطاب ا: وقد قيل ، وقد سبق ذكر ذلك في أول الكالم -عميو السالم -

أما : ) ) إلى ىرقل ) في الكالم عمى حديث كتاب النبي

( ( .بعد ؛ فاني ادعوك بدعاية اإلسالم اإلشعار بأن األمور كميا : والمعنى في الفصل بأما بعد

وان جمت وعظمت فيي تابعة لحمد اهلل والثناء عميو ، اك ىو المقصود باالضافة ، وجميع الميمات تبع لو فذ

.من أمور الدين والدنيا كل أمر ذي بال ال يبدأ بالحمد ) : ) ) وليذا قال النبي ( ( .أجذم : ) ) ، وفي رواية ( ( هلل فيو أقطع

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو من حديث أبي .ىريرة

.وقد روي مرسال متقدم عمى جميع الكالم ، والكالم كمو متأخر فالحمد هلل

.عنو وتبع لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وال يستثنى مما ذكرناه من الخطب إال خطبة العيد ، فقد

إنيا تستفتح: قيل .بالتكبير

وقد روى عن أبي موسى األشعري ، أنو استفتح خطبتي .وىو األظير . العيدين بالحمد ، ثم كبر بعد الحمد

.وكذا قيل في خطبة االستسقاء .أيضا -تستفتح بالحمد : ومن الناس من قال

أن الخطب كميا تستفتح : وقد ذكر بعض ائمة الشافعية نما التكبير في العيد يكون قبل بالحمد بغير خالف ، وا

ن ذلك نص الشافعي .الخطبة ، وليس منيا ، وا أن ظاىر كالم أحمد أنو : وكذا ذكر طائفة من أصحابنا

يكبر إذا جمس عمى المنبر قبل الخطبة ، وأنو ليس من .الخطبة ، فإذا قام استفتح الخطبة بالحمد

يكبر : قول عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة : وذكروا اإلمام عمى المنبر يوم العيد قبل الخطبة تسعا ، وبعدىا

.سبعا .أنيا تستفتح بالحمد فأما خطبة الجمعة ، فال خالف

من حديث جعفر بن ( ( صحيحو ) ) وخرجو مسمم في

كان رسول اهلل : محمد ، عن أبيو ، عن جابر ، قال إذا خطب أحمرت عيناه ، وعال صوتو ، واشتد غضبو )

صبحكم : ) ) ، حتى كأنو منذر جيش ، يقول بعثت أنا والساعة) ) ، ويقول ( ( ومساكم السبابة والوسطى ، : ن بين أصبعيو ، ويقر ( ( كياتين أما بعد ؛ فإن خير الحديث كتاب اهلل ، : ) ) ويقول

وخير اليدي ىدي محمد ، وشر األمور محدثاتيا ، وكل بدعة

أنا أولى بكل مؤمن من : ) ) ، ثم يقول ( ( ضاللة نفسو ، من ترك ماال فألىمو ، ومن ترك دينا أو ضياعا

( ( .فإلي وعمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كانت خطبة : بيذا اإلسناد -أيضا -وفي رواية لو يوم الجمعة يحمد اهلل ويثني عميو ، ثم يقول ) النبي

ثم ساق الحديث -عمى إثر ذلك ، وقد عال صوتو .بمثمو

يخطب الناس ، ) كان النبي : -أيضا -وفي رواية لو من : ) ) ما ىو أىمو ، ثم يقول يحمد اهلل ويثني عميو ب

ييده اهلل فال مضل لو ، ومن يضمل فال ىادي لو ، ثم ساق الحديث بمثل -( ( وخير الحديث كتاب اهلل

.الرواية األولى يأمر بيذه الخطبة لكل من لو حاجة ، ) وقد أن النبي

أن يبدأ بيا قبل ذكري حاجتو ، كما خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذ: والنسائي وابن ماجو من حديث ابن مسعود ، قال

إن الحمد هلل : ) ) خطبة الحاجة ) عممنا رسول اهلل نستعينو ونستغفرة ، ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ، من ييده اهلل فال مضل لو ، ومن يضمل فال ىادي لو ،

واشيد أن ال إلو اال اهلل ، واشيد أن محمدا عبده ورسولو اييا الذين امنوا اتقوا اهلل الذي تساءلون بو يا ) ،

يا أييا الذين ) ، ) واالرحام أن اهلل كان عميكم رقيبا

سممون )آمنوا اتقوا المو حق تقاتو وال تموتن إال وأنتم ما المو يا أييا الذين آمنوا اتقو ) ، [ : آل عمران ]

فوزا عظيما : ) -إلى قولو -) وقولوا قوال سديدا [ . : األحزاب ) ]

.وىذا لفظ أبي داود ، ( ( إن ) ) ، بغير ( ( الحمد هلل : ) ) وفي رواية لو

.وىي رواية األكثرين في خطبة الحاجة في النكاح : ) ) وفي رواية لو

( ( .وغيره الحمد هلل نحمده ، ونستعينو : ) ) ماجو وعند ابن

ونستغفرة ، ونعوذ باهلل من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر الحديث ، -( ( شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وحده ال شريك: ) ) زيادة : وفيو

( ( .لو وحسن الترمذي ىذا الحديث ، وصححو جماعة ،

.ابن خراش وغيره : منيم من حديث أبي ( ( اليوم والميمة ) ) وخرج النسائي في فإن شئت أن تصل خطبتك ) ) ) موسى ، عن النبي

: فذكر آاليات الثالث ، ثم قال -( ( بآي من القرآن ( ( .أما بعد ، ثم يتكمم بحاجتو ) )

وخرجو أبو داود من وجو آخر ، عن ابن مسعود ، عن -( ( الحمد هلل : ) ) قال ، أنو كان إذا تشيد) النبي

وأشيد أن : ) ) بعد قولو -فذكره كما تقدم ، زاد فيو أرسمو بالحق بشيرا : ) ) -( ( محمدا عبده ورسولو

ونذيرا بين يدي الساعة ، من يطع اهلل ورسولو فقد رشد ، ومن يعصيما فإنو ال يضر إال نفسو ، وال يضر اهلل

( ( .شيئا األشجعي ، عن نبيط بن شريط ، أنو وروى أبو مالك

الحمد هلل : ) ) يخطب عند الجمرة فقال ) سمع النبي نحمده ، ونستعينو ونستغفرة ، وأشيد أن ال إلو اال اهلل ،

-( ( وان محمدا عبده ورسولو ، واوصيكم بتقوى اهلل .وذكر الحديث

من رواية يونس ، ( ( مراسميو ) ) وخرج أبو داود في يوم الجمعة ) ن شياب ، أنو سألو عن تشيد النبي عن اب

أن الحمد هلل وحده واستعينو: ) ) ؟ فقال ابن شياب واستغفره ، ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ، من ييده اهلل

فال مضل لو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومن يضمل فال ىادي لو ، وأشيد أن ال إلو اال اهلل ، دا عبده ورسولو ، أرسمو بالحق بشيرا ونذيرا بين وأن محم

يدي الساعة ، من يطع اهلل ورسولو فقد رشد ، ومن يعص اهلل فقد غوى ، نسأل اهلل ربنا أن يجعمنا ممن يطيعو ، ويطيع رسولو ، ويتبع رضوانو ، ويجتنب

( ( .سخطو ؛ فإنما نحن بو ولو

.مختصرا ( ( السنن ) ) وخرجو في من رواية عقيل -أيضا -( ( المراسيل ) ) و في وخرج

) : كان صدرخطبة رسول اهلل : ، عن ابن شياب ، قال فذكره -( ( الحمد هلل نحمده ، ونستعينو ونستغفره ) )

.بمثمو بمغنا عن : ومن رواية يونس ، عن ابن شياب ، قال

كل ما ىو : ) ) ، أنو كان يقول إذا خطب ) رسول اهلل ريب ، ال بعد لما ىو آت ، ال يعجل اهلل فيعجمو آت ق

أحد ، وال يخف المر الناس ، ما شاء اهلل ال ما شاء الناس ، يريد الناس أمرا ، ويريد اهلل أمرا ، ما شاء اهلل

كان ، ولو كره الناس ، وال مبعد لما قرب اهلل ، وال مقرب لما بعد اهلل ، ال يكون شيء إال بإذن اهلل عز

( . (وجل كان : ومن طريق ىشام بن عروة ، عن أبيو ، أنو قال

أتقوا : ) ) يقول عمى المنبر ) أكثر ما كان رسول اهلل ( ( .اهلل وقولوا قوال سديدا

أحاديث أخر مرسمة ، يطول ) وفي خطب النبي

.ذكرىا كانت تشتمل عمى حمد ) أن خطبة النبي : فظير بيذا

اهلل والثناء عميو بما ىو .أىمو ، وعمى الشيادة هلل بالتوحيد ، ولمحمد بالرسالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد خرج أبو داود والترمذي من حديث أبي ىريرة ، عن كل خطبة ليس فييا تشيد فيي : ) ) ، أنو قال ) النبي

( ( .كاليد الجذماء .ورجالو ثقات

اهلل وبوحدانيتو ، وتفرده كان يعظ الناس ويذكرىم ب) وأنو .بالربوبية والمشيئة ، ويحثيم عمى تقواه وطاعتو

يفصل بين التحميد وتوابعو من -غالبا -وكان الشيادتين ، وما بعد ذلك من الوعظ واألمر والنيي ،

( ( .أما بعد : ) ) بقولو

.يتمو من القرآن في خطبتو -أيضا -وكان يعمى بن أمية ، أنو سمع عن ( ( الصحيحين ) ) وفي :يقرأ عمى المنبر ) النبي

[ . : الزخرف ) ] ونادوا يا مالك ) كان يقرأ كل ) ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

ق والقرآن : ) جمعة عمى المنبر ، إذا خطب الناس [ . : ق ) ] المجيد لنبي ، عن جابر بن سمرة ، أن ا -أيضا -وفيو

كانت لو خطبتان ، يجمس) .بينيما ، يقرأ القرآن ، ويذكر الناس

يخطب قائما ) كان النبي : ) ) وخرجو النسائي ، ولفظو ( ( .، ثم يجمس ، ثم يقوم ، ويقرأ آيات ، ويذكر اهلل

القراءة في الخطبة الثانية والذكر : ) ) وترجم عميو ( ( .فييا

(/)

"""""" م صفحة رق"""""" ثم يقوم فيقرأ : ) ) وخرجو ابن ماجو ، ولفظو

( ( .آيات فإن كان ذلك محفوظا فيو صريح فيما بوب عميو

.النسائي -وظاىر كالم الخرقي من أصحابنا يدل عمى مثمو

.أيضا :وفي القراءة في الخطبة أحاديث كثيرة

بن حميد : وىو -حدثني أبو صخر : وروى ابن لييعة لم يكن ) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي -زياد

.يدع قراءة سورة األعراف في كل جمعة .خرجو ابن عدي

فإن كان ىذا محفوظا فمعمو كان يواظب عمى ذلك ؛ لما ذا قرئ القرآن فاستمعوا لو وأنصتوا : ) فييا من قولو وا : فيكون مقصوده ( : األعراف ) ) لعمكم ترحمون

.األمر باالستماع واالنصات لمخطبة والموعظة أجمعوا أن ىذه اآلية نزلت في : وقد قال اإلمام أحمد

.الصالة ، وفي الخطبة وكان عثمان بن عفان يأمر في خطبتو باإلنصات ؛ وليذا اعتاد الناس في ىذه األزمان أن يذكروا قبل

خطيب بصوت عال يسمع الناس الخطبة بين يدي الحديث أبي ىريرة في األمر باإلنصاف ، كما سيأتي

.أن شاء اهلل سبحانو وتعالى -ذكره وكان مع ذلك مقتصدا في خطبتو وال يطيميا ، بل كانت

.صالتو قصدا وخطبتو قصدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو مسمم من حديث جابر بن سمرة ) : النبي [ من حديث عمار ، عن -أيضا -رج وخ

أن طول صالة الرجل وقصر خطبتو مئنة ] : ) ) قال من فقيو ، فأطيموا الصالة واقصروا الخطبة ؛ فإن من

( ( .البيان سحرا

أنو كان يصمي عمى نفسو في الخطبة ، ) ولم ينقل عنو نو بل كان يشيد لنفسو بالعبودية والرسالة ؛ ولكن روي عاألمر باإلكثار من الصالة عميو في يوم الجمعة وليمة

.الجمعة ، وان الصالة عميو معروضة عميو وقد روي في حديث مرسل ، رواه ابن إسحاق ، عن

المغيرة بن عثمان بن محمد بن االخنس ، عن أبي سممة أول خطبة خطبيا رسول اهلل : بن عبد الرحمن ، قال

، فحمد اهلل وأثنى عميو بما ىو بالمدينة ، أن قام فييم ) أما بعد ، اييا الناس ، فقدموا : ) ) أىمو ، ثم قال

ألنفسكم ، تعممن واهلل ، ليصعقن أحدكم ، ثم ليدعن ليس لو -غنمو ، ليس ليا راع ، ثم ليقولن لو ربو

ألم يأتك رسولي ، : -ترجمان ، وال حاجب يحجبو دونو ، فما قدمت لنفسك ؟ فيبمغك ، وآتيتك ماال ، وأفضمت

فينظر يمينا وشماال ، فال يرى شيئا ، ثم ينظر قدامو ، فال يرى غير جينم ، فمن استطاع أن يقي وجيو من

النار ولو بشق تمرة فميفعل ، ومن لم يفعل فبكممة طيبة ؟ فإن بيا تجزئ الحسنة عشر أمثاليا إلى سبعمائة

( ( .اتو ضعف ، والسالم عمى رسول اهلل ورحمتو وبركفالصالة والسالم عميو في الخطبة يوم الجمعة حسن متأكد االستحباب ، لكن ال يظير أنو تبطل الخطبة .بتركو ، بل الواجب الشيادتان مع الحمد والموعظة

وأما القراءة ، فاألكثرون عمى وجوبيا في الخطبة ، وىو المشيور عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وحكي عنو رواية ، أنيا مستحبة غير واجبة . أحمد

، ومنيم ) واكثر أصحابنا عمى ايجاب الصالة عمىالنبي .الواجب الشيادة لو بالرسالة والعبودية : من قال

-في كل واحدة من الخطبتين -وفي وجوب ذلك كمو .وجوبو : نظر ، واألشير عند أصحابنا

تكون في الخطبة أن الموعظة : وظاىر كالم الخرقي .الثانية

وألصحابنا وجو في القراءة ، أنيا تجب في احدى .الخطبتين

ما نقمو عنو محمد بن الحكم ، : والمنصوص عن أحمد وقد سألو عن الرجل يخطب يوم الجمعة ، فيكبر ،

، ويحمد اهلل ، تكون خطبة ؟ ) ويصمي عمى النبي إذا كبر ، : إن أصحاب ابن مسعود يقولون : وقمت لو ، وحمد اهلل ، تكون خطبة ؟ ) النبي ] عمى [ وصمى

، أو ) ال تكون خطبة ، إال كما خطب النبي : قال .خطبة تامة

.وىذا يدل عمى أنو ال بد من ذلك من موعظة إذا ) كان النبي : وقد صرح بو في رواية حنبل ، فقال

.خطب وعظ فأنذر وحذر الناس ال تكون خطبة إال كما خطب النبي :فيذا تفسير قولو

. ( ال : ومذىب الشافعي وأصحابو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يصح . . . . . . . . . . . . . . .

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

االستسقاء في الخطبة يوم الجمعةثنا أبو : نا الوليد ث: حدثنا إبراىيم بن المنذر -

حدثني إسحاق بن عبد اهلل بن أبي طمحة ، عن : عمرو اصابت الناس سنة عمى عيد : أنس بن مالك ، قال

يخطب في يوم جمعة قام أعرابي ، ) ، فبينا ) النبي يا رسول اهلل ، ىمك المال ، وجاع العيال ، فادع : فقال

، -ء قزعة وما نرى في السما -اهلل لنا ، فرفع يديو فوالذي نفسي بيده ، ما وضعيا حتى ثار السحاب امثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر

، فمطرنا يومنا ذلك ، ومن الغد ، وبعد ) عمى لحيتو وقام ذلك . الغد والذي يميو حتى الجمعة األخرى

يا رسول اهلل ، : ، فقال -غيره : أو قال -األعرابي

تيدم البناء ، وغرق المال ، فادع اهلل لنا ، فرفع يديو فما يشير ( ( . الميم ، حوالينا ، وال عمينا : ) ) فقال

بيده إلى ناحية من السحاب اال انفرجت ، وصارت شيرا ، ولم -قناة -المدينة مثل الجوبة وسال الوادي

( ( ] .يجئ أحد من ناحية اال حدث بالجود .النبوة ومعجزاتيا باىرة من آيات

الفجوة بين البيوت ، : -بفتح الجيم -( ( لجوبة ) ) و .فارغ -وغيرىا -والفجوة متسع في األرض

وفي : قال . الترس : المراد بالجوبة : وقال الخطابي :حديث أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بقيت في أنيا: ، والمراد ( ( فبقيت المدينة كالترس ) )

.استدارتيا غير ممطورة ، وىو -بالنون -( الجونة : ) ) ورواه بعضيم

.تصحيف أن السحاب انكشط عن المدينة وبقي عمى ما : والمراد .حوليا

وىذا يدل عمى أن القائم إليو في الجمعة الثانية كان من أىل المدينة ، وأنو شكا ضررىم ؛ ولذلك لم يدع برفع

.رىم المطر عن غياسم واد بالمدينة ، تجري عند السيول و ( ( : قناة ) ) و

.المطر العظيم : -بفتح الجيم -( ( الجود ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

اإلنصات يوم الجمعة واإلمام يخطبذا قال لصاحبو ، فقد لغا( ( أنصت : ) ) وا

وينصت إذا تكمم ) : ) ) وقال سممان ، عن النبي ( ( .اإلمام

.حديث سممان ، خرجو البخاري فيما تقدم في موضعين نا الميث ، عن عقيل ، : حدثنا يحيى بن بكير -

أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا : عن ابن شياب إذا قمت : ) ) قال ) ىريرة أخبره ، أن رسول اهلل

فقد -ب واإلمام يخط -انصت : لصاحبك يوم الجمعة ( ( .لغوت

أنا مالك ، عن أبي الزناد ، : حدثنا عبد اهلل بن يوسف : قال ) عن االعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

( ( .أنصت ، فقد لغوت : إذا قمت لصاحبك ) ) ىذا الحديث الثاني ، يوجد في بعض روايات ىذا الكتاب

.، وال يوجد في أكثرىا صول التكفير بيا مشروط الفضل في الجمعة ، وح

أن يدنو من اإلمام ، ويستمع وينصت : بشروط ، منيا .، وال يمغو

وقد ورد ذلك في أحاديث متعددة ، قد ذكرنا بعضيا فيما .تقدم ىو الكالم الباطل الميدر ، الذي ال ( ( : المغو ) ) و

.فائدة فيو .لغو اليمين ، وىو ماال يعبأ بو وال ينعقد : ومنو

وا كراما : ) قولو تعالى : نو وم وا بالمغو مر ذا مر وا ال يسمعون فييا لغوا ) ، وقولو ( : الفرقان ) ) ( . : النبأ ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في ىذ الحديث األمر باإلنصات في ) وقد جعل النبي ن كان أم ر بمعروف ونييا عن حال الخطبة لغوا ، وا

منكر ، فدل عمى أن كل كالم يشغل عن االستماع نما يسكت المتكمم واإلنصات فيو في حكم المغو ، وا

.باإلشارة .وكان ابن عمر يشير اليو ، وتارة يحصبو بالحصى

.وكره عمقمة رميو بالحصى وال خالف في جواز اإلشارة اليو بين العمماء ، اال ما

ده ، وال يصح ؛ ألن اإلشارة في حكي عن طاوس وح .الصالة جائزة ، ففي حال الخطبة اولى

يخطب يوم ) وروى أنس ، أن رجال دخل المسجد والنبي يا رسول اهلل ، متى الساعة ؟ فأشار : الجمعة ، فقال

الناس اليو أن اسكت ، فسالو ثالث مرات ، كل ذلك : ) يشيرون اليو أن اسكت ، فقال لو رسول اهلل

.وذكر الحديث -( ( ويحك ، ما أعددت ليا ) ) .خرجو البييقي وغيره

وال يستثنى من ذلك إال ما البد منو ، مما يجوز قطع الصالة ألجمو ، كتحذير األعمى من الوقوع في بئر

.ونحوه فأما رد السالم وتشميت العاطس ، ففيو اختالف سبقت

ومن يكممو اإلشارة اليو ، وكذلك حكم كالم اإلمام .لمصمحة

وأجمع العمماء عمى أن األفضل لمن سمع خطبة اإلمام أن ينصت ويستمع ، وانو افضل ممن يشتغل عن ذلك

.بذكر اهلل في نفسو ، أو تالوة قرآن أو دعاء

أسبح : قال عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قمت لعطاء في يوم الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال ، إال الشيء : قال . واىمل ، وأنا اعقل الخطيب .اليسير ، واجعمو بينك وبين نفسك إذا كان اإلمام عمى : وروى بإسناده ، عن طاوس ، قال

المنبر فال يدع أحد بشيء ، وال يذكر اهلل ، إال أن يذكر .اإلمام

تيذيب ) ) ذكره في : -وقول مالك كقول عطاء ( ( .المدونة

روى حرب بإسناده ، عن سفيان ، عن منصور ، عن و متى يكره الكالم يوم : سألت عمقمة : إبراىيم ، قال ذا خطب اإلمام : الجمعة ؟ قال . إذا خرج اإلمام ، وا

لعل : فكيف ترى في رجل يقرأ في نفسو ؟ قال : قمت

.ذلك ال يضره ، أن شاء اهلل .ذاك إذا لم يسمع الخطبة : قال سفيان

الرخصة في القراءة : وروي عن سعيد بن جبير والنخعي .واإلمام يخطب

ولعمو إذا لم يسمع الخطبة أو إذا تكمم اإلمام بما ال .يجوز استماعو

قد : وكره األوزاعي لمن سمع الخطبة أن يتشيد ، وقال .جيل ، ولم تذىب جمعتو

يوم ) في اإلمام إذا صمى عمى النبي : واختمفوا ىل يوافقو المأموم ؟: الجمعة

في نفسو ، ) يصمي المأموم عمى النبي : فقالت طائفة سحاق .وىو قول مالك وأبي يوسف وأحمد وا

خصوصا يوم ) بأن الصالة عمى النبي : واستدلوا الجمعة متأكدة االستحباب ، ومختمف في وجوبيا كمما ذكر ، فيشرع االتيان بيا في حال الخطبة عند ذكره ،

ن سببيا موجود ، فيو كالتأمين عمى دعاء اإلمام ، أل .وأولى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن المو : ) إذا قرأ اإلمام : وقال بعض الشافعية ومالئكتو يصمون عمى

اآلية ، جاز لممأموم أن -( : األحزاب ) ) النبي .ع بيا صوتو ، ويرف) يصمي عمى النبي

بل ينصت ، وىو قول سفيان وأبي حنيفة : وقالت طائفة -في رواية -ومحمد والميث بن سعد ومالك

.والشافعي ينبغي لإلمام إذا صمى عمى النبي : وقال األوزاعي

يوم الجمعة أن يسكت حتى يصمي الناس ، فإن لم ) .يسكت فأنصت ، وأمن عمى دعائو

ىل يذكر اهلل : سمع الخطبة لبعده واختمفوا فيمن لم ي :ويقرأ القرآن في نفسو ، أو ينصت ؟ عمى قولين

يذكر اهلل في نفسو ويقرأ ، وىو قول عمقمة : أحدىما

وعطاء وسعيد بن جبير والنخعي والشافعي والثوري سحاق .وأحمد وا

وقوليم ىذا شبو قول األكثرين في قراءة المأموم إذا لم .يسمع قراءتو

أنو ينصت وال يتكمم بشيء ، وىو قول الزىري : ثاني وال .واألوزاعي ومالك وأبي حنيفة

إن لممنصت الذي ال يسمع : بقول عثمان : واستدلوا .مثل ما لمسامع المنصت

( ( .الموطإ ) ) خرجو مالك في من ال يسمع ال إنصات عميو ، بل يباح : وقالت طائفة

بن الزبير ، وطائفة من لو الكالم ، وىو قول عروة .أصحاب الشافعي

يشرب الماء إذا لم يسمع : وأومأ إليو أحمد ، فإنو قال .الخطبة

.واختاره القاضي أبو يعمى من أصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو أن يقرئ القرآن ، ويذاكر : وقال ابن عقيل منيم .بالعمم

ربما منع من أقرب منو وىو بعيد ؛ فإن رفع الصوت إلى اإلمام ممن يسمع من السماع ، بخالف الذكر في

.نفسو والقراءة ىل انصات من سمع الخطبة واجب ، وكالمو : واختمفوا

في تمك الحال محرم ، أو ىو مكروه فقط ، فال يأثم بو ؟ :عمى قولين

: أنو محرم ، وىو قول األكثرين ، منيم : أحدىما في -حنيفة وأصحابو ومالك والشافعي األوزاعي وأبو

.في المشيور عنو -وأحمد -القديم .والمنقول عن أكثر السمف يشيد لو

.االنصات يوم الجمعة واجب : وقال عطاء ومجاىد وقد أمر ابن مسعود بقرع رأس المتكمم بالعصى ، وكان

ابن عمر يحصبو

.بالحصباء جمعة لو ، ولمن المتكمم ال : وروي عنو ، أنو قال

.أنت حمار : أجابو ىذا حظك : وقال ابن مسعود وغيره لمن تكمم في جمعة

.من صالتك ذا قرئ القرآن : ) قول اهلل تعالى : ويدل عمى تحريمو وا

، وقد تقدم [ : األعراف ) ] فاستمعوا لو وأنصتوا ت في الصالة اجمعوا أنيا نزل: قول اإلمام أحمد

.والخطبة وألن الخطبة وجبت في الجمعة تذكيرا لمناس وموعظة ليم ، فاذا لم يجب استماعيا لم تبق فائدة في وجوبيا في نفسيا ؛ فإن إيجاب المتكمم بما ال يجب استماعو

.يصير لغوا ال فائدة لو من حديث مجالد ، عن ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

نالشعبي ، عن اب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من تكمم يوم الجمعة : ) ) ، قال ) عباس ، عن النبي واإلمام يخطب فيو كمثل الحمار يحمل أسفارا ، والذي

( ( .أنصت ، ال جمعة لو : يقول لو نما شبيو بالحمار يحمل أسفارا ، ألن الحمار ال ينتفع وا

من لم يستمع اإلمام من حممو األسفار بشيء ، فكذلك .يوم الجمعة

وىذا المثل ضربو اهلل لمييود الذين لم ينتفعوا بشيء من عمميم ، وليس لنا مثل بالسوء ، وال التشبو بمن ذمو اهلل

.من أىل الكتاب قبمنا ، فيما ذموا عميو وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث عمي ، عن

إلمام فمغا ، ولم يستمع من دنا من ا: ) ) ، قال ) النبي مو : ولم ينصت ، كان لو كفل من الوزر ، ومن قال لو

( ( .فقد لغا ، ومن لغا فال جمعة لو أنو مكروه غير محرم ، وىو قول : والقول الثاني

.وحكي رواية عن أحمد -الجديد -الشافعي

ىل تبطل بو الجمعة ؟: واختمف من قال بتحريمو ىل تبطل بو الجمعة ؟: حريمو واختمف من قال بت

.فحكي عن طائفة أنو تبطل بو الجمعة .من لغا فال جمعة لو : قال عطاء الخراساني وعكرمة

من تكمم عمدا صارت جمعتو ظيرا ، : وقال األوزاعي ومن تكمم ساىيا لم يتره اهلل فضميا ، إن شاء اهلل

.تعالى لف اإلجماع ، وزعم بعضيم أن قول األوزاعي ىذا يخا

وليس كذلك ، ولم يرد األوزاعي أنو يصمي ظيرا ، إنما أراد أن ثواب جمعتو يفوتو ، ويبقى لو فضل صالة

.الظير ، وتبرأ ذمتو منيا ذاك : وكذلك قال فيمن قال كتابا واإلمام يخطب ، قال

حظو من جمعتو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وكذلك قال فيمن شرب الماء . لصالة ولم يامره باعادة ا .واإلمام يخطب

وقد روي في احاديث متعددة مرسمة ، وبعضيا متصمة األسانيد ، وفييا ضعف ، أن من لغا ال جمعة لو ، وأن

.ذلك حظو منيا أنو يفوتو ثواب الجمعة ، وبذلك فسره عطاء : والمراد

صاحب -وابن وىب .مالك

.عميو فوات األجر يخشى : وقال إسحاق : يقال : قال عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء

من أجر : يقول -من تكمم فكالمو حظو من الجمعة .الجمعة ، فأما أن يوفي أربعا ، فال

ىل تعمم شيئا يقطع : قمت لعطاء : -أيضا -وقال جمعة اإلنسان ، حتى يجب أن يصمي أربعا ، من كالم

: قاب الناس ، أو شيء غير ذلك ؟ قال أو تخطي ر .ال

: وكذا قال الحسن والزىري ، فيمن تكمم واإلمام يخطب .يصمي ركعتين .يستغفر اهلل ، ويصمي : وقال الثوري

.واهلل أعمم . وال يصح عن أحد خالف ذلك متى يجب اإلنصات يوم الجمعة ؟: واختمفوا

ة ، وىو المروي بشروع اإلمام في الخطب: فقال الجميور ، وكانوا -رضي اهلل عنو -عن عمر بن الخطاب

يفعمونو في زمانو ، وروي عن سعد بن أبي وقاص وابن .عباس

ن لم يتكمم ، : وقالت طائفة ينقطع بخروج اإلمام ، وا كما تنتطع الصالة

الحكم : بخروجو ، وىو قول طائفة من الكوفيين ، منيم ، وحكي عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"" " .أبي حنيفة ، وروي عن ابن عمر وابن عباس

وقد خرج البخاري حديث سممان الفارسي في االنصات ذكر خروج اإلمام ، وفي : في أحدىما : بمفظين .ذكر كالمو : اآلخر

رواية الخروج مطمقة ، تحتمل : فمن الناس من قال م مقيدة فتقضي عمى حالة الكالم وغيرىا ، ورواية الكال

.المطمقة إن الرواية المطمقة إنما دلت عمى : ومنيم من قال

اثبات فضل ترك الكالم .بالخروج ، ال عمى منعو وتحريمو

أن يتكمم من حضر الجمعة قبل أن : واستحب عطاء .يخطب اإلمام

: قال : وذكر عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء الجمعة فافصل بكالم قبل أن إذا خرج اإلمام يوم

سمم اإلمام ، فرددت عميو أيكون ذلك : قمت . يخطب بكالم ، -أيضا -إني أحب أن تزيد : فصال ؟ قال

.السالم في القرآن أن السالم ال يكفي في الفصل ؛ ألنو مما في : يعني

.الفصل بكالم من كالم اآلدميين : القرآن ، والمقصود .وىذا قول غريب

إلى أي وقت ينتيي النيي عن الكالم ؟: واختمفوا ينتيي بفراغ اإلمام من الخطبتين ، : فقال الجميور

.ويجوز الكالم مع نزولو ، وبين الصالة والخطبة .ينتيي النيي إلى الدخول في الصالة : وقالت طائفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

م بين اإلقامة والصالة وقد سبق ذكر ذلك عند ذكر الكال بما يغني عن إعادتو

.ىاىنا واتفقوا عمى أن النيي عن الكالم يستمر ما دام يتكمم بما

يشرع التكمم بو في الخطبة ، من حمد اهلل والثناء ،

، وقراءة القرآن ، والموعظة ) والصالة عمى رسول اهلل .وغير ذلك

بي وأبو الشع: وحكى ابن عبد البر عن طائفة ، منيم بردة ، أنو ال ينيى عن الكالم إال في حال قراءة القرآن

.خاصة ، ويجوز في غيرىا وىذا ال يصح عنيم ، وسنذكر وجو ما روي عنيم فيما

.إن شاء اهلل تعالى -بعد ولو شرع اإلمام في خطبتو في كالم مباح أو مستحب كالدعاء ، فإنو يستمع لو وينصت ، وىذا قول جميور

.عطاء وغيره : العمماء ، منيم تحريم الكالم في : أحدىا : وألصحابنا ثالثة أوجو

أن كان مستحبا : والثالث . ال يحرم : والثاني . الحالين ن كان مباحا لم يحرم .كالدعاء حرم الكالم معو ، وا

فأما أن تكمم بكالم محرم ، كبدعة أو كسب السمف ، -سوى عمر بن عبد العزيز كما كان يفعمو بنو أمية ،

يمحق بالخطب : ، فقالت طائفة -رحمة اهلل عميو .وينصت لو ، روي عن عمرو بن مرة وقتادة

الشعبي وسعيد بن : واألكثرون عمى خالف ذلك ، منيم جبير وأبو بردة وعطاء والنخعي والزىري وعروة والميث

.ابن سعد ذا رأيت الذين ) :وىو الصحيح ؛ فإن اهلل تعالى يقول وا

يخوضون في آياتنا فأعرض عنيم حتى يخوضوا في اآلية ، وما كان محرما [ : األنعام ) ] حديث غيره

حرم استماعو واالنصات إليو ، ووجب التشاغل عنو كسماع الغناء واآلت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الميو ، ونحو ذلك ولعل قول عمرو بن مرة وقتادة في كالم مباح ال في

.محرم وفي بطالن الخطبة بالكالم المحرم قبل فراغ أركان

الخطبة وجيان ألصحابنا ، كالوجيين ليم في بطالن

.األذان بالكالم المحرم في أثنائو وفي جواز الكالم في جموس اإلمام بين الخطبتين وجيان

.صحابنا والشافعية ، ومنعو أصحاب مالك ألوىذا كمو في حق الجالس في المسجد من حين خروج اإلمام ، فأما من دخل المسجد في حال الخطبة ، فقال

إنما يمتنع عميو الكالم إذا جمس وأخذ مجمسو ، : طائفة وما دام يمشي فمو أن يتكمم ويكمم من معو ، وىذا قول

.ي والشافعي الزىري وقتادة والثور واإلمام -أنصت : إذا قمت لصاحبك : ) ) وعموم قولو

، ويشمل القائم والقاعد ( ( فقد لغوت -يخطب .والماشي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الساعة التي في يوم الجمعة

حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك عن أبي - ذكر ) أبي ىريرة ، أن النبي الزناد ، عن األعرج عن

فيو ساعة ال يوافقيا عبد مسمم : ) ) يوم الجمعة ، فقال -( ( ، وىو قائم يصمي يسال اهلل شيئا ، إال أعطاه إياه

.وأشار بيده يقمميا اإلشارة : باب ) ) في ( ( كتاب الطالق ) ) وخرجو في

:من طريق آخر ، فقال ( ( في الطالق وغيره نا سممة بن عمقمة ، : نا بشر بن المفضل : سدد نا م

قال أبو : عن محمد بن سيرين ، عن أبي ىريرة ، قال في الجمعة ساعة ، ال يوافقيا عبد مسمم ) : ) ) القاسم

وقال -( ( ، قائم يصمي ، يسأل اهلل خيرا ، إال أعطاه بيده ، ووضع أنممتو عمى بطن الوسطى والخنصر ،

.دىا يزى: قمنا من رواية أيوب -أيضا -( ( الدعوات ) ) وخرجو في

بمعناه ، وقال -، عن ابن سيرين ، عن أبي ىريرة .يقمميا ، يزىدىا : قمنا . وقال بيده : فيو

: وفي الرواية األخرى -( ( في الجمعة : ) ) قولو ( ( .ساعة -في يوم الجمعة ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا قول جميور : يقتضي أنيا في كل يوم جمعة .العمماء

أبو ىريرة : وقد تنازع في ذلك أبو ىريرة وكعب ، فقال .في كل يوم جمعة

في السنة مرة ، ثم رجع كعب إلى قول أبي : وقال كعب ىريرة ، ثم ذكر أبو ىريرة لعبد اهلل بن سالم ما قالو

.إنو رجع عنو : ال لو كعب أوال ، فكذبو فق .وقد زعم قوم أن ساعة اإلجابة في الجمعة رفعت

بإسناده ، أن أبا ( ( كتابو ) ) فروى عبد الرزاق في كذب : قال . زعموا أن ليمة القدر رفعت : ىريرة قيل لو فيي في كل رمضان نستقبمو ؟ : قيل لو . من قال ذلك

اعة في يوم إنيم زعموا أن الس: فقيل لو . نعم : قال . الجمعة التي ال يدعو فييا مسمم إال استجيب لو رفعت

ىي في كل جمعة : قيل لو . كذب من قال ذلك : قال .نعم : نستقبميا ؟ قال

يحتمل أنو أراد بيا الساعة ( ( ساعة : ) ) وقولو .الزمنية من ساعات النيار

النيار اثنا عشرة ساعة ، : زقال عبد اهلل بن سالم والساعة التي تذكر من يوم الجمعة آخر ساعات

.النيار حدثني موسى بن : خرجو عبد الرزاق ، عن ابن جريج

عقبة ، أنو سمع أبا سممة بن عبد الرحمن ، أنو سمع .عبد اهلل بن سالم يقولو

.وىذا إسناد صحيح وقد رواه الجالح أبو كثير ، عن أبي سممة ، عن جابر

.بمعناه -) ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو أبو داود والنسائي .أن رواية موسى بن عقبة الموقوفة أصح : وعندي أن جماعة رووه ، عن أبي سممة ، عن عبد : ويعضده

عن أبي سممة ، عن : اهلل بن سالم ، ومنيم من قال .ي أبي ىريرة ، عن عبد اهلل بن سالم ، كما سيات

أنيا جزء من اثني عشر جزء من النيار ، : وظاىر ىذا فال تختمف بطول النيار وقصره ، ولكن اإلشارة إلى

تقميميا يدل عمى أنيا ليست ساعة زمانية ، بل ىي عبارة .عن زمن يسير

، ( ( يزىدىا : ) ) -في الرواية األخرى -وقولو الدنيا ، وىو ، ومنو الزىد في -أيضا -يقمميا : معناه

احتقارىا وتقميميا وتحقيرىا ، ىو من اعمال القموب ، ال .من أعمال الجوارح

:وقد روي حديث يدل عمى أنيا بعض ساعة فروى الضحاك بن عثمان ، عن سالم أبي النضر ، عن

-قمت : أبي سممة ، عن عبد اهلل بن سالم ، قال في : اهلل إنا لنجد في كتاب: -جالس ) ورسول اهلل

يوم الجمعة ساعة ، ال يوافقيا عبد مؤمن يصمي ، يسأل فاشار : قال عبد اهلل . اهلل شيئا ، إال قضى لو حاجتو

: قمت ( ( . أو بعض ساعة ) : ) ) الي رسول اهلل أي ساعة ىي : قمت ( ( . أو بعض ساعة ) ) صدقت : قمت ( ( . آخر ساعة من ساعات النيار : ) ) ؟ قال

بمى ، أن العبد : ) ) ا ليست ساعة صالة ؟ قال إنيالمؤمن إذا صمى ثم جمس ، ال يجمسو إال الصالة ، فيو

( ( .في صالة .خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو ، وىذا لفظو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورواتو كميم ثقات ؛ لكن لو عمة مؤثرة ، وىي أن الحفاظ ىذا الحديث ، عن أبي سممة ، عن أبي المتقنين رووا

، في ذكر ساعة اإلجابة ، وعن ) ىريرة ، عن النبي .عبد اهلل بن سالم في تعيينيا بعد العصر

كذلك رواه محمد بن إبراىيم التيمي ، عن أبي سممة ، .عن أبي ىريرة

، وأحمد وأبو ( ( الموطإ ) ) خرجو من طريقو مالك في .ححو داود والترمذي ، وص

خير يوم طمعت فيو الشمس يوم الجمعة : ) ) وذكر فيو ، فيو خمق آدم ، وفيو أدخل الجنة ، وفيو أىبط منيا ،

.ورفع ذلك كمو ( ( وفيو ساعة اإلجابة : ثم ذكر أبو ىريرة ، عن عبد اهلل بن سالم ، أنو قال لو

.ىي بعد ، وأنو ناظره في الصالة فييا .رو ، عن أبي سممة مختصرا وكذا رواه محمد بن عم

ورواه سعيد بن الحارث ، عن أبي سممة ، عن أبي .مرفوعا -ىريرة

وفي رواية عنو بالشك في رفعو في ساعة اإلجابة ، وجعل ذكر تعيينيا من رواية أبي سممة ، عن عبد اهلل

.بن سالم

وكذا رواه معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي .سممة ه األوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي وروا

سممة ، عن أبي ىريرة ، فجعل الحديث كمو عن كعب ( ( .خير يوم طمعت فيو الشمس يوم الجمعة : ) ) في

، ) لم اسمعو من النبي : لم يرفع منو شيئا ، وقال .حدثني بو كعب

ورواه حسين المعمم ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي ة ، عنسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خير يوم طمعت فيو : أبي ىريرة ، عن كعب ، قال الشمس يوم جمعة ، فيو خمق اهلل آدم ، وفيو أدخل الجنة

.، وفيو أخرج منيا ، وفيو تقوم الساعة ورواه معاوية بن سالم ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن

.وقوفا م -أبي سممة ، عن أبي ىريرة .ورواه محمد بن كثير ، عن األوزاعي ، فرفعو

.ورفعو خطأ .ورجح ىذه الرواية أبو زرعة الدمشقي

رواية حماد بن سممة ، عن قيس : -أيضا -ويعضده بن سعد ، عن محمد بن إبراىيم التيمي ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، فرفع منو ذكر ساعة اإلجابة ، وجعل

حديث في فضل يوم الجمعة ، وما فيو من باقي ال .الخصال ، وتعيين ساعة اإلجابة كمو من قول كعب

.ولعل ىذا ىو األشبو وقد سبق أن موسى بن عقبة روى عن أبي سممة ، عن

-عبد اهلل بن سالم قولو في تعيين ساعة اإلجابة .أيضا

وخرج اإلمام أحمد من رواية فميح بن سميمان ، عن د بن الحارث ، عن أبي سممة ، أنو سمع أبا ىريرة سعي

.في ساعة اإلجابة ) يحدث ، عن النبي لو جئت أبا سعيد : فمما توفي أبو ىريرة قمت : قال

.فسألتو عن ىذه الساعة سألنا : أن يكون عنده منيا عمم ، فاتيتو ، فسالتو ، فقال

إني كنت أعممتيا ، ثم: ) ) عنيا ، فقال ) النبي ثم خرجت من: قال ( ( . أنسيتيا كما أنسيت ليمة القدر

.عنده ، فدخمت عمى عبد اهلل بن سالم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىكذا ساقو اإلمام أحمد ، ولم يذكر ما قالو ابن سالم أن ابن سالم قال : وقد خرجو البزار بتمامو ، وذكر فيو

الجمعة ، وأسكنو الجنة يوم خمق اهلل آدم يوم : لو الجمعة ، وأىبطو إلى األرض يوم الجمعة ، وتوفاه يوم الجمعة ، وىو اليوم الذي تقوم فيو الساعة ، وىي آخر

ألست تعمم أن النبي : قمت . ساعة من يوم الجمعة أولست تعمم أن : ؟ قال ( ( في صالة : ) ) يقول )

( ( يو في صالة من انتظر الصالة ف: ) ) قال ) النبي

.؟ تدل عمى أن ذكر فضل يوم -أيضا -فيذه الرواية

الجمعة وما فيو من الخصال إنما ىو من رواية أبي سممة عن عبد اهلل بن سالم ، ورواية األوزاعي وغيره

.تدل عمى أن ىذا القدر كان أبو ىريرة يرويو عن كعب يوم خير ) : ) ) وقد روي عن أبي ىريرة ، عن النبي

، وذكر ما فيو من ( ( طمعت فيو الشمس يوم الجمعة الخصال من طرق متعددة ، وىي معممة بما ذكرناه ؛

.ولذلك لم يخرج البخاري منيا شيئا -وقد خرجو مسمم من طريق االعرج ، عن أبي ىريرة

.مرفوعا وخرجو ابن حبان من رواية العالء ، عن أبيو ، عن أبي

.عا مرفو -ىريرة وروي عن العالء ، عن إسحاق أبي عبد اهلل ، عن أبي

.مرفوعا -ىريرة أن المرفوع عن أبي ىريرة من الحديث : فتحرر من ىذا

.ذكر ساعة الجمعة

خير يوم طمعت فيو : ) ) أن قولو : وزعم ابن خزيمة بغير خالف ، -أيضا -مرفوع ( ( الشمس يوم الجمعة بي ىريرة فيما بعد ذلك من ذكر وأن االختالف عن أ

.الخصال التي في الجمعة أنسي معرفة ) وحديث أبي سعيد يدل عمى أن النبي .وقتيا ، كما انسي معرفة ليمة القدر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:في تعيينيا أحاديث متعددة ) وقد روي عن النبي .الجمعة كمو أن ساعة اإلجابة ىي نيار : ومن أغربيا

وىو من رواية ىانئ بن خالد ، عن أبي جعفر الرازي ، ، ) عن ليث ، عن مجاىد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

الساعة التي في يوم الجمعة ما بين طموع : ) ) قال ( ( .الفجر إلى غروب الشمس

.خرجو العقيمي

ىانئ بن خالد حديثو غير محفوظ ، وليس : وقال نقل ، وال يتابعبمعروف بال

.عميو ، وال يعرف إال بو :أنيا آخر نيار الجمعة : ومنيا

روى عبد السالم بن حفص ، عن العالء ، عن أبيو ، إن الساعة : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

التي يتحرى فييا الدعاء يوم الجمعة ىي آخر ساعة من ( ( .الجمعة

.خرجو ابن عبد البر .عبد السالم ىذا مدني ثقة : وقال رفعو منكر ، وعبد السالم ىذا وان وثقو ابن معين : قمت

.ليس بالمعروف : ، فقد قال فيو أبو حاتم الرزاي .وال يقبل تفرده برفع ىذا

وليتو يصح موقوفا ، فقد روى شعبة والثوري ، عن يونس بن خباب ، عن

في الجمعة الساعة التي: عطاء ، عن أبي ىريرة ، قال .بعد العصر

الساعة : وخرجو عبد الرزاق ، عن الثوري ، بو ، ولفظو التي تقوم في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يوم الجمعة ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس .وخرجو وكيع عن يونس ، بو

.ويونس بن خباب ، شيعي ضعيف ومن رفعو عن ( : ( العمل ) ) قال الدارقطني في

.الثوري فقد وىم ، ووىم ( ( عن يونس بن عبيد : ) ) وفيو نائل : وقال .أيضا -فيو

وروى إسماعيل بن عياش ، عن سييل بن أبي صالح ، عن مسمم بن مسافر ، عن أبي رزين ، عن أبي ىريرة ،

-( ( إن في الجمعة ساعة : ) ) ، قال ) عن النبي ال يوافقيا عبد مؤمن وىو يصمي ، ) ) -يقمميا بيده

أي الساعات : قيل ( ( . فيسأل اهلل فييا إال استجاب لو ما بين صالة العصر إلى : ) ) ىي يا رسول اهلل ؟ قال

( ( .غروب الشمس .خرجو أبو أحمد الحاكم وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر سناده ال يصح ، وروايات إسماعيل بن عياش عن وا

.ازيين رديئة الحج: ، عن ابن جريج ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في

حدثني العباس ، عن محمد بن مسممة األنصاري ، عن : قال ) أبي سعيد الخدري وأبي ىريرة ، أن رسول اهلل

إن في الجمعة ساعة ، ال يوافقيا عبد مسمم ، يسأل ) ) ، وىي بعد اهلل عز وجل فييا خيرا ، إال أعطاه إياه

( ( .العصر ، عن عبد ( ( مسنده ) ) وخرجو اإلمام أحمد في

.الرزاق ( ( .كتابو ) ) وخرجو العقيمي في

العباس رجل مجيول ، ال نعرفو ، ومحمد : وقال .مجيول -أيضا -بنمسممة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سممة محمد بن م: وذكر عن البخاري ، أنو قال في ساعة -األنصاري ، عن أبي سعيد وأبي ىريرة

.ال يتابع عميو : -الجمعة الرواية في فضل الساعة التي في يوم : قال العقيمي

من غير ىذا الوجو ، فأما ) الجمعة ثابتو عن النبي .التوقيت ، فالرواية فيو لينة

.تعيين ساعة اإلجابة : يعني بالتوقيت الة ، عن عمي بن أبي طمحة ، عنابي وروى فرج بن فض

ألي شيء سمي يوم ) : قيل لمنبي : ىريرة ، قال ألن فييا طبعت طينة أبيك آدم ، : ) ) الجمعة ؟ قال

وفييا الصعقة والبعثة ، وفييا البطشة ، وفي أخر ثالث ( ( .ساعات منيا ساعة ، من دعا اهلل فييا استجيب لو

.خرجو اإلمام أحمد

بن فضالة ، مختمف فيو ، وقد ضعفو ابن معين وفرج .وغيره

.وعمي بن أبي طمحة ، لم يسمع من أبي ىريرة وروى محمد بن أبي حميد ، عن موسى بن وردان ، عن

إلتمسوا الساعة التي : ) ) ، قال ) أنس ، عن النبي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر ، إلى غيبوبة

( ( .الشمس . خرجو الترمذي

.غريب : وقال .ومحمد بن أبي حميد ، منكر الحديث

وخرجو الطبراني من طريق ابن لييعة ، عن موسى بن بنحوه ، -وردان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: يعني -( ( وىي قدر ىذا : ) ) وزاد في آخر الحديث

.قبضة ا ، عن أبيي -عمييا السالم -ويروى من حديث فاطمة

إذا تدلى نصف : ) ) ، أنو قال في ىذه الساعة ) ( ( .الشمس لمغروب

وفي إسناده اضطراب وانقطاع وجيالة ، وال يثبت .إسناده

وروى عبد الرزاق ، عن عمر بن ذر ، عن يحيى بن كان ) إسحاق بن عبد اهلل بن أبي طمحة ، أن رسول اهلل

إذ سنح في صالة العصر يوم الجمعة ، والناس خمفو كمب ليمر بين أيدييم ، فخر الكمب فمات قبل أن يمر ،

أيكم : ) ) بوجيو عمى القوم قال ) فمما أقبل رسول اهلل أنا : فقال رجل من القوم ( ( دعا عمى ىذا الكمب ؟

دعوت عميو في ساعة ) : ) ) فقال النبي . دعوت عميو ( ( .يستجاب فييا الدعاء

.وىذا مرسل نحوه ، إال أن -اد منقطع ، عن أبي الدرداء ويروى بإسن

.أنو دعا اهلل باسمو األعظم ، ولم يذكر الساعة : فيو

:أنيا الساعة التي تصمى فييا الجمعة : ومنيا من حديث ابن وىب ، ( ( صحيحو ) ) فخرج مسمم في

عن مخرمة بن بكير ، عن أبيو ، عن أبي بردة بن أبي أسمعت أباك : هلل بن عمر قال عبد ا: موسى ، قال

نعم ، : في شأن الجمعة ؟ قمت ) يحدث عن رسول اهلل ىي ما : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : سمعتو يقول

( ( .بين أن يجمس اإلمام إلى أن تقضى الصالة ىذا أجود : وروى البييقي بإسناده ، عن مسمم ، أنو قال

.حديث وأصحو في ساعة الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

تفرد بو ابن وىب ، وىو صحيح : وقال الدارقطني ورواه أبو إسحاق ، عن أبي بردة ، واختمف عميو . عنو

، فرواه إسماعيل بن عمرو ، عن الثوري ، عن أبي ) .إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبيو ، عن النبي

لساعة ا: ) ) ثم خرجو بإسناده من ىذه الطريق ، ولفظو ( ( .التي يرجى فييا يوم الجمعة عند نزول اإلمام

وخالفو النعمان بن عبد السالم ، فرواه عن الثوري بيذا .موقوفا -اإلسناد .عمى أبي موسى : يعني

الساعة التي : ) ) ثم أسنده من طريقو كذلك ، ولفظو تذكر في الجمعة ما بين نزول اإلمام عن منبره إلى

( ( .الة دخولو في الصوخالفيما يحيى القطان ، فرواه عن الثوري ، عن : قال

.قولو -أبي إسحاق ، عن أبي بردة وكذلك رواه عمار بن رزيق ، عن أبي إسحاق ، عن

.قولو -أبي بردة من -وكذلك رواه معاوية بن قرة ومجالد ، عن أبي بردة

.قولو وحديث مخرمة بن بكر أخرجو مسمم في

( ( .ح الصحي) ) قولو ، -من رواية اآلخرين ، عن أبي بردة : والمحفوظ

.انتيى . غير مرفوع : وكذلك رواه واصل بن حيان ، عن أبي بردة ، قال : ذكر عند ابن عمر الساعة التي في الجمعة ، فقمت

:وما يدريك ؟ قمت : قال . إني أعمم أي الساعة ىي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىي الساعة التي يخرج فييا اإلمام ، وىي أفضل .بارك اهلل عميك : قال . الساعات

وروى كثير بن عبد اهلل بن عمرو بن عوف المزني ، إن في : ) ) ، قال ) عن أبيو ، عن جده ، عن النبي

الجمعة ساعة ال يسأل اهلل العبد فييا شيئا أال آتاه :قالوا ( ( . إياه

حين تقام : ) ) ، أية ساعة ىي ؟ قال يا رسول اهلل ( ( .الصالة إلى االنصراف منيا .خرجو ابن ماجو والترمذي

.حسن غريب : وقال . وكثير ىذا ، يحسن البخاري والترمذي وغيرىما أمره

أحاديثو عن أبيو عن جده أحب إلينا من : وقال بعضيم . وضعف األكثرون حديثو . مراسيل ابن المسيب

رب اإلمام أحمد عميو ، ولم يخرجو في وض ( ( .مسنده ) )

إما وجو اختالف ىذه األحاديث ، : قال أبو بكر األثرم إما أن يكون بعضيا أصح من : فمن يخمو من وجيين

ما أن تكون ىذه الساعة تنتقل في األوقات ، بعض ، وا .كانتقال ليمة القدر في ليالي العشر

أن تمتمس في : في ذلك وأحسن ما يعمل بو : قال .انتيى . جميع ىذه األوقات ، احتياطا واستظيارا

.فأما القول بانتقاليا فيو غريب لو قسم إنسان جمعة في : وقد روي عن كعب ، قال .جمع أتى عمي تمك الساعة

أنو يدعو كل جمعة في ساعة ساعة حتى يأتي : يعني .عمى جميع ساعات اليوم

ما سمعنا فييا بشيء عن أحد احدثو اال : قال الزىري .ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا يدل عمى أنيا ال تنتقل ، وىو ظاىر أكثر .األحاديث واآلثار

وأما التماسيا في جميع مظانيا ، فقد روي نحوه عن أبي .ىريرة

ىي بعد طموع : فحكى ابن المنذر ، عنو ، أنو قال طموع الشمس ، وبعد صالة العصر إلى الفجر إلى

.غروب الشمس وىذا رواه ليث بن أبي سميم ، عن مجاىد وطاوس ، عن

أبي ىريرة ، وفي ليث مقال ، ال سيما إذا جمع في .االسناد بين الرجال في أول : أنيا ساعتان -واهلل أعمم -ولم يرد أبو ىريرة

.ين الوقتين النيار وآخره ، إنما أراد أنيا تمتمس في ىذبعد العصر ، : ونقل ابن منصور ، عن إسحاق ، قال

.ال أكاد أشك فيو ، وترجى بعد زوال الشمس عنو ، ونقمو ( ( مسائمو ) ) كذا نقمو ابن منصور في

عن( ( جامعو ) ) الترمذي في .أحمد

نما نقمو ابن منصور عن أحمد ، والترمذي إنما ينقل وا سحاق من مسائل ابن منصور ، ) ) كالم أحمد وا

( ( .كتابو ) ) كما ذكر ذلك في آخر ( ( عنيما وال أعمم في التماسيا في أول النيار عن أحد من السمف

.غير ىذا :والمشيور عنيم قوالن

أنيا تمتمس بعد العصر إلى غروب الشمس ، : أحدىما .وقد سبق عن أبي ىريرة وعبد اهلل بن سالم

منصور بإسناده ، عن أبي سممة ، وروى سعيد بن ، فتذاكروا ) اجتمع ناس من أصحاب رسول اهلل : قال

الساعة التي في يوم الجمعة ، فتفرقوا ولم يختمفوا أنيا .آخر ساعة من يوم الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنو سئل عن خمق اهلل آدم بعد : تي في الجمعة ، فقال تمك الساعة ال

العصر يوم الجمعة ، وخمقو من أديم األرض كميا ، فأسجد لو مالئكتو ، وأسكنو جنتو فممو ما أمسى ذلك

.اليوم حتى عصاه ، فأخرجو منيا .خرجو عبد الرزاق وغيره

وىذا يدل عمى ترجيح ابن عباس لما بعد العصر في دخالو الجنة ، وقت ىذه الساعة ؛ لخمق آدم فييا ، وا

خراجو منيا ، وىو يشبو استنباطو في ليمة القدر ، أنيا وا .ليمة سابعة

وكذلك كان طاوس يتحرى الساعة التي في يوم الجمعة

.بعد العصر الساعة من يوم الجمعة التي تقوم فييا : وعنو ، أنو قال

فييا الساعة ، والتي أنزل فييا آدم ، والتي ال يدعو اهللمن حين تصفر : المسمم بدعوة صالحة إال استجيب لو

.الشمس إلى أن تغرب وىذا يشبو قول عبد اهلل بن سالم ، أنيا آخر ساعة من

.نيار الجمعة .أيضا -وروي مثمو عن كعب

فأىل ىذا القول ، منيم من جعل وقت التماسيا ما بين عة العصر وغروب الشمس ، ومنيم من خصو بآخر سا

.من الساعات أكثر األحاديث : -في رواية ابن منصور -وقال أحمد .بعد العصر

: قيل لو : كذلك ، وزاد -في رواية الميموني -وقال .قبل أن تطفل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال أدري ، إال أنيا بعد : الشمس لمغروب ؟ قال .العصر

العصر إلى غروب الشمس كمو أن ما بعد: وظاىر ىذا .في التماسيا سواء

.أنيا بعد زوال الشمس : والقول الثاني وقد تقدم عن ابن عمر وأبي بردة ، أنيا ساعة صالة

.الجمعة وروى عبد اهلل بن حجيرة عن أبي ذر ، أنيا من حين

تزيغ الشمس بشبر إلى .ذراع

.جمعة وعن عائشة ، أنيا إذا أذن المؤذن بصالة الاطمبوا ساعة الجمعة في إحدى : وقال عوف بن مالك

عند تأذين الجمعة ، أو ما دام اإلمام : ثالث ساعات .عمى المنبر ، أو عند االقامة

( ( .صحيحو ) ) خرجو محمد بن يحيى اليمداني في

.عند زوال الشمس : وعن الحسن وأبي العالية ، قاال عد اإلمام عمى المنبر ىي إذا ق: وعن الحسن ، قال

.حتى يفرغ كانوا يرون أن الدعاء : وعن أبي السوار العدوي ، قال

مستجاب ما بين أن تزول الشمس إلى أن تدركك كل .صالة

ىي الساعة التي كان يصمي : وعن ابن سيرين ، قال ) .فييا رسول اهلل

ىي ما بين أن يحرم البيع إلى أن : وعن الشعبي ، قال .يحل

.مابين خروج اإلمام إلى انقضاء الصالة : وعنو ، قال ىي من : وعن الشعبي ، عن عوف بن حصيرة ، قال

.حين تقام الصالة إلى انصراف اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أرجو : وروي ، أن عمر سأل ابن عباس عنيا ؟ فقال

.أنيا الساعة التي يخرج ليا اإلمام بإسناد ( ( مسند عمر ) ) إلسماعيمي في خرجو ا .ضعيف

ىذا واه ، وقد : وذكر عن أبي القاسم البغوي ، أنو قال .روي عن ابن عباس خالفو

يشير إلى أن المعروف عنو أنيا بعد العصر ، كما رواه .عنو سعيد بن جبير ، وقد تقدم

فيذه االقوال متفقة عمى أنيا بعد زوال الشمس ، .في الظاىر في قدر امتدادىا ومختمفة

.وقت األذان : فمنيم من يقول .ما دام اإلمام عمى المنبر : ومنيم من يقول .عند االقامة : ومنيم من يقول من حين تقام الصالة إلى انصراف : ومنيم من يقول

.اإلمام فييا ما بين أن يحرم البيع بالنداء أو تزول : ومنيم من يقول

إلى -اختالف ليم فيما يحرم بو البيع عمى -الشمس .أن يحل بانقضاء الصالة

أنيا بعد زوال الشمس إلى انقضاء : أعني -وىذا القول الصالة ، أو أنيا ما بين أن تقام الصالة إلى أن يفرغ

ال يوافقيا عبد ) : ) ) أشبو بظاىر قول النبي -منيا ( ( أعطاه إياه مسمم قائم يصمي يسأل اهلل فييا شيئا إال

، فإنو أن أريد بو صالة الجمعة كانت من حين إقامتيا ن أريد بو صالة التطوع كانت من إلى الفراغ منيا ، وا زوال الشمس إلى خروج اإلمام ؛ فإن ىذا وقت صالة

ن أريد بيا أعم من ذلك -وىو األظير -تطوع ، وا دخل فيو صالة التطوع بعد زوال الشمس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وصالة الجمعة إلى انقضائيا وليس في سائر األوقات التي قاليا أىل القول األول

وقت صالة ؛ فإن بعد العصر إلى غروب الشمس ، وبعد الفجر إلى طموع الشمس وقت نيي عن الصالة فيو

دخول وقت : بعد العصر : ، الميم إال أن يراد بقوليم .ع قبميا العصر والتطو

.ومرسل يحيى بن إسحاق بن أبي طمحة يشيد لو إن منتظر الصالة في صالة صحيح ، لكن ال : من قال

.يقال فيو قائم وقول يصمي ؛ فإن ظاىر ىذا المفظ حممو عمى القيام

.الحقيقي في الصالة الحقيقية نا يحيى بن ( ( كتابو ) ) وقد روى عبد الرزاق في

: سمعت أبا ىريرة يقول : يقول سمعت عطاء : زمعة في يوم الجمعة ساعة ، ال يوافقيا ) : ) ) قال رسول اهلل

عبد وىو يصمي ، أو ينتظر الصالة ، يدعو اهلل فييا ( ( .بشيء إال استجاب لو

.وىذا غريب ويحيى بن زمعة ىذا ، غير مشيور ، ولم يعرفو ابن أبي

ورواية عبد الرزاق حاتم باكثر من روايتو عن عطاء ،

.عنو وىذه الرواية تدل عمى أن المراد بالصالة حقيقة الصالة

؛ ألنو فرق بين المصمي ومنتظر الصالة ، وجعميما .قسمين

وتدل عمى أن ساعة الجمعة يمكن فييا وقوع الصالة وانتظارىا ، وىذا بما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أول تمك الساعة ينتظر فييا بعد الزوال أشبو ؛ ألنالصالة ويتنفل فييا بالصالة ، وآخرىا يصمى فيو

.الجمعة رج ابن أبي شيبة بإسناده ، عن ىالل بن يساف ، وخ

إن في الجمعة لساعة ، ال ) : ) ) قال رسول اهلل : قال ( ( يوافقيا رجل مسمم ، يسأل اهلل فييا خيرا ، إال أعطاه

سل : ) ) يا رسول اهلل ، فماذا اسال ؟ فقال :فقال رجل

( ( .اهلل العافية في الدنيا واآلخرة .وىذا مرسل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا نفر الناس عن اإلمام في صالة الجمعة فصالة اإلمام ومن بقي تامة

ثنا زائدة ، عن : حدثنا معاوية بن عمرو - ثنا جابر بن عبد : عن سالم بن أبي الجعد حصين ، اذ أقبمت عير ) بينما نحن نصمي مع النبي : اهلل ، قال

إال ) تحمل طعاما فالتفتوا إلييا حتى ما بقي مع النبي ذا رأوا تجارة أو : ) إثنا عشر رجال ، فنزلت ىذه اآلية وا

وا إلييا وتركوك ق [ : الجمعة ) ] ائما ليوا انفضثنا : عن حفص بن عمر قال " التفسير " وخرجو في

أنبا حصين ، عن سالم بن أبي : خالد بن عبد اهلل

فذكره -وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد اهلل -الجعد .بمعناه

متابعة أبي سفيان لسالم بن أبي : وفي ىذه الرواية نم ا خرج ألبي سفيان الجعد عمى روايتو عن جابر ، وا

.متابعة .أيضا -وقد خرجو مسمم بالوجيين

كان يخطب يوم ) أن النبي : وفي أكثر رواياتو .الجمعة

كان يخطب قائما يوم الجمعة ) أن النبي : وفي رواية لو .فذكره بمعناه -

.فمم يبق إال اثنا عشر رجال ، أنا فييم : وفي رواية لو رضي -فييم أبو بكر وعمر : -أيضا -وفي رواية لو

.اهلل عنيما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بينا نحن : ) ) وقولو في الرواية التي خرجيا البخاري

لم يرد بو أنيم انفضوا عنو في ) ( ( نصمي مع النبي إنيم كانوا -واهلل أعمم -نفس الصالة ، إنما أراد

.وا وتركوه مجتمعين لمصالة ، فانفضانظروا : حديث كعب بن عجرة ، لما قال : ويدل عميو

: إلى ىذا الخبيث يخطب قاعدا ، وقد قال اهلل تعالى وا إلييا وتركوك قائما ) [ . : الجمعة ) ] انفض

وكذلك استدالل ابن مسعود وخمق من التابعين باآلية .عمى القيام في الخطبة

ن عاصم ىذا الحديث عن حصين ، فقال وروى عمي ب .فمم يبق معو اال أربعون رجال ، أنا فييم : فيو

.خرجو الدارقطني والبييقي وعمي بن عاصم ، ليس بالحافظ ، فال يقبل تفرده بما

.يخالف الثقات وقد استدل البخاري وخمق من العمماء عمى أن الناس إذا

، وصمى الجمعة نفروا عن اإلمام وىو يخطب لمجمعة

.بمن بقي ، جاز ذلك ، وصحت جمعتيم العدد الذي : وىذا يرجع إلى أصل مختمف فيو ، وىو : فقالت طائفة : تنعقد بو الجمعة ، وقد اختمف في ذلك

ال تنعقد الجمعة بدون أربعين رجال ، روي ذلك عن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة وعمر بن عبد العزيز ، وىو

سحاق -في المشيور عنو -الشافعي وأحمد قول وا .ورواية عن مالك

تنعقد بخمسين ، روي عن عمر بن عبد : وقالت طائفة .وىو رواية عن أحمد -أيضا -العزيز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ابن المبارك : وقالت طائفة تنعقد بثالثة ، منيم ، وروي عن أبي يوسف ، واألوزاعي والثوري وأبو ثور

تنعقد بأربعة ، : وقالت طائفة . وحكي رواية عن أحمد -في المشيور عنيما -وىو قول أبي حنيفة وصاحبيو

والميث -في رواية عنيما -واألوزاعي ومالك والثوري .بن سعد

وحكي قوال قديما لمشافعي ، ومنيم من حكاه أنيا تنعقد .بثالثة

يعتبر أربعون في األمصار وثالثة في : وقالت طائفة القرى ، وحكي رواية عن أحمد ، صححيا بعض

.المتأخرين من أصحابو تنعقد بسبعة ، وحكي عن عكرمة ، : وقالت طائفة

.ورواية عن أحمد تنعقد باثني عشر رجال ، حكي عن : وقالت طائفة

.ربيعة جمع بيم أن مصعب بن عمير أول ما : وقد قام الزىري

.بالمدينة كانوا إثنى عشر رجال وتعمق بعضيم ليذا الحديث بحديث جابر المخرج في

.ىذا الباب تنعقد الجمعة بما تنعقد بو الجماعة ، وىو : وقال طائفة

في -رجالن ، وىو قول الحسن بن صالح وأبي ثور

.وداود ، وحكي عن مكحول -رواية عب بن مالك ، أن أول جمعة وتعمق القائمون باألربعين ك

جمع بيم أسعد بنكتاب ) ) زرارة ، كانوا أربعين ، وقد سبق ذكره في أول

( ( .الجمعة : وقد ذكر القاضي أبو يعمى وغيره وجو االستدالل بو

أن الجمعة فرضت بمكة ، وكان بالمدينة من المسممين أربعة وأكثر ممن ىاجر إلييا وممن أسمم بيا ، ثم لم

كذلك حتى كمل العدد أربعين ، فدل ] . . . [ صموا ي عمى أنيا ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تجب عمى أقل منيم ، ولم يثب أبو بكر الخالل خالفو .عن أحمد في اشتراط األربعين

نما يحكى عن غيره ، أنو قال بثالثة ، وباربعة ، : قال وا

من ذلك ، وىذا الذي قالو وبسبعة ، ولم يذىب إلى شيء .واهلل أعمم . الخالل ىو األظير

وفي عدد الجمعة أحاديث مرفوعة ، ال يصح فييا شيء .، فال معنى لذكرىا

ذا تقرر ىذا األصل ، فمن قال أن الجمعة تنعقد : وا بإثني عشر رجال أو بدونيم ، فال إشكال عنده في معنى

صمى الجمعة ) بي حديث جابر ؛ فإنو يحممو عمى أن الن .بمن بقي معو ، وصحت جمعتيم

ال تصح الجمعة بدون أربعين ، فإنو يشكل : ومن قال .عميو حديث جابر بأن الصحيح أنيم انفضوا وىو في : وقد أجاب بعضيم

فيحتمل أنيم رجعوا قبل الصالة ، أو : قال . الخطبة .رجع من تم بو األربعون ، فجمع بيم

أنيم انفضوا ابتداء سوى إثني عشر رجال والظاىر: قال ، ثم رجع منيم تمام أربعين ، فجمع بيم ، وبذلك يجمع

.بين رواية عمي بن عاصم وسائر الروايات وىذا الذي قالو بعيد ، ورواية عمي بن عاصم غمط

.محض ، ال يمتفت إلييا وسمك طائفة مسمكا آخر ، وظاىر كالم البخاري ىاىنا

أن انفضاضيم عن النبي : بو يدل عميو ، وىو وتبويكان في نفس الصالة ، وكان قد افتتح بيم الجمعة )

بالعدد المعتبر ، ثم تفرقوا في أثناء الصالة ، فأتم بيم صالة الجمعة ؛ فإن االستدامة يغتفر فييا ما ال يغتفر

.في االبتداء أبو حنيفة : وىذا قول جماعة من العمماء ، منيم

-في القديم -حابو والثوري ومالك والشافعي وأصسحاق ، وىو وجو ألصحابنا .وا

وعمى ىذا ؛ فمنيم من اعتبر أن يبقى معو واحد فأكثر ؛ ألن أصل الجماعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تنعقد بذلك ، ومنيم من شرط أن يبقى معو اثنان ، وىو

.قوال لمشافعي قول الثوري وابن المبارك ، وحكي أن بقي معو اثنا عشر رجال جمع بيم : وقال إسحاق

ال فال ؛ لظاىر حديث جابر .وا .وىو وجو ألصحابنا يتميا اإلمام جمعة ، ولو بقي : وألصحابنا وجو أخر

.وحده .وىذا بعيد جدا

وفرق مالك بين أن يكون انفضاضيم قبل تمام ركعة فال ا ، وبين أن يكون بعد تمام تصح جمعتيم ويصمون ظير

.ركعة فيتمونيا جمعة .ووافقو المزني ، وىو وجو ألصحابنا

إن انفضوا قبل أن يسجد في األولى : وقال أبو حنيفة فال جمعة ليم ، وان كان قد سجد فييا سجدة أتموىا

.جمعة بل يتمونيا جمعة بكل حال ، ولو : وقال صاحباه

.حرام انفضوا عقب تكبيرة اإلوأحمد والحسن بن -في الجديد -ومذىب الشافعي

أنو ال جمعة ليم ، حتى يكمل العدد في مجموع : زياد .الصالة

لم يختمف قول : قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر .أحمد في ذلك

أن : وقد وجدت جوابا آخر عن حديث جابر ، وىو بيم كان قد صمى بأصحابو الجمعة ، ثم خط) النبي

فانفضوا عنو في خطبتو بعد صالة الجمعة ، ثم أن .بعد ذلك قدم خطبة الجمعة عمى صالتيا ) النبي

بإسناده ، عن مقاتل ( ( مراسيمو ) ) فخرج أبو داود في كان: بن حيان ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمى الجمعة قبل الخطبة مثل العيد ، ) رسول اهلل يخطب ، وقد صمى ) ا كان يوم الجمعة والنبي حتى إذ

إن دحية بن خميفة قد قدم : الجمعة ، فدخل رجل ، فقال

، -وكان دحية إذا قدم تمقاه أىمو بالدفاف -بتجارتو فخرج الناس ، لم يظنوا إال أنو ليس في ترك الخطبة

ذا رأوا تجارة أو ليوا : ) شيء ، فانزل اهلل عز وجل وا الخطبة يوم الجمعة ، ) ، فقدم النبي [ : الجمعة ) ]

.وأخر الصالة .وىذا الجواب أحسن مما قبمو

ومن ظن بالصحابة أنيم تركوا صالة الجمعة خمف بعد دخوليم معو) النبي

فييا ، ثم خرجوا من المسجد حتى لم يبق معو إال إثنا ك بحمد عشر رجال ، فقد أساء بيم الظن ، ولم يقع ذل

.اهلل تعالى أن الجمعة يشترط ليا الجماعة ، : وأصل ىذه المسائل

فال تصح مع االنفراد ، وىذا إجماع ال نعمم فيو خالفا ، إال ما تقدم حكايتو عن أبي حنيفة ، أنو صمى ركعتين

أشيدكم أنيا : عند تأخير بعض األمراء لمجمعة ، وقال .جمعة

الفاشاني ليس ممن يعتد وحكي مثمو عن الفاشاني ، و

.بقولو بين الفقياء وذىب عطاء إلى أن من حضر الخطبة فقد أدرك الجمعة ، فمو أحدث بعد حضوره الخطبة ، فذىب

فتوضأ ثم رجع وقد فرغ اإلمام من صالة الجمعة ، أنو نقمو عبد : -يصمي ركعتين ؛ ألنو قد حضر الخطبة

.الرزاق ، عن ابن جريج ، عنو .يصمي أربعا : جميور العمماء ، فقالوا وخالفو

من أدرك الخطبة فقد : وفي مراسيل يحيى بن أبي كثير .أدرك الصالة

.خرجو عبد الرزاق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ومراسيل يحيى ضعيفة جدا واختمفوا فيمن جاء واإلمام يخطب ، قد فرغ من

.الخطبة

يدرك الجمعة ، ويصمي أربعا ، روي لم: فقالت طائفة ذلك عن عمر ، وعن طاوس وعطاء ومجاىد ومكحول

.الخطبة بدل عن الركعتين : ، وقالوا أن جمس قبل أن ينزل اإلمام من المنبر فقد : قال عطاء

ال صمى أربعا .أدرك الخطبة ، فيصمي جمعة ، وا فإنو أن الجمعة ظير مقصورة ؛ : وظاىر كالم عطاء

ال لم يقصر : يقول .إن أدرك الخطبة قصر ، وا كانت الجمعة أربعا ، فجعمت : وقال سعيد بن جبير

.الخطبة مكان الركعتين إلى أن من أدركيم في التشيد قبل : وذىب طائفة

السالم فقد أدرك الجمعة ، وىو قول الحكم وحماد وأبي حنيفة وأصحابو ، وحكي رواية عن النخعي ، ورواية

.عن أحمد ، وال تكاد تصح عنو وقد أدرك -وروي عن ابن مسعود ، أنو قال ألصحابو

.قد أدركتم ، إن شاء اهلل : -الناس جموسا في الجمعة .أدركتم األجر : قال قتادة إنما أراد

وذىب أكثر العمماء إلى أنو إن أدرك ركعة من الجمعة

ن فاتتو مع اإلمام فقد أدرك الجمعة ، ويتميا جمعة ، وا .الركعة الثانية صمى أربعا

وروي ذلك عن ابن عمر وابن مسعود وأنس ، وىو قول عمقمة واألسود والحسن والنخعي والزىري واألوزاعي

سحاق .والميث والثوري ومالك والشافعي وأحمد وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. "من أدرك ركعة من الصالة : " واستدلوا بحديث يصمي من أدرك التشيد مع اإلمام : ثم إن أكثرىم قالوا .الظير خمفو أربعا

يصح اقتداء من : وىذا يتوجو عمى قول من يقول فأما من . يصمي فرضا خمف من يصمي فرضا آخر

.ال يجوز ذلك ، فيو مشكل عمى أصوليم : قال ال يجزئو أن يصمي الظير خمف من : فميذا قال طائفة

عة ، بل يستأنف الظير ، وىو اختيار بعض يصمي الجم

أصحابنا في المسبوق ، وفيما إذا نقص العدد في أثناء .الجمعة

وىو قول بعض فقياء أىل المدينة ، إال عمى قول من الجمعة ظير مقصورة ، فيكون كمقيم صمى : يقول

.خمف مسافر ينوي في دخولو معو الجمعة ، ثم : فميذا قال بعضيم

.إذا فارقو ، وىو بعيد يصمي ظيرا .وحكي ذلك عن ابن شاقال من أصحابنا

وقد صنف ابن شاقال في المسألة جزءا مفردا ، وقد إن من أدرك التشيد خمف اإلمام : تأممتو ، فوجدتو يقول

. في يوم الجمعة ، فإنو يصمي جمعة أربع ركعات نما كانت جمعة ىذا أربعا التفاق الصحابة عميو : قال وا أن يصمي : مى خالف القياس ، وكان القياس ، ع

.الركعتين لوال : -في رواية حنبل -وأخذ ذاك من قول أحمد

الحديث الذي في الجمعة ، لكان ينبغي أن يصمي .ركعتين إذا أدركيم جموسا

لو كان اإلمام قد صمى الجمعة : حتى قال ابن شاقال ، قبل زوال الشمس ، فأدركو في التشيد صمى أربعا

.وأجزأه ، وكانت جمعة إذا نوى الجمعة ، وصمى أربعا : وقد قال سفيان الثوري

ن لم ينو الجمعة فال أراه يجزئو .أجزأتو جمعتو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولمشافعية فيما إذا نوى بصالة الجمعة صالة الظير : ىل تصح جمعتو ؟ وجيان ، عمى قوليم : المقصورة

.إن الجمعة ظير مقصورة ن نوى الجمعة ، فإن قالوا .ىي صالة مستقمة أجزأه : وا

ن قالوا ظير مقصورة ، فيل تشترط نية القصر فيو : وا .ال تشترط : وجيان ليم ، أصحيما

ولو نوى الظير مطمقا ، من غير تعرض لمقصر ، لم .يصح عندىم بغير خالف

في اإلمام -الحكم فيما نقمو عنو ابن عبد -وقال مالك إنو ال : ينزل بقرية ال تقام فييا الجمعة ، فيجمع فييا

يكون جمعة ، بل يكون ظيرا مقصورة ، فتصح لو ولمن معو من المسافرين ، ويتم أىل تمك القرية صالتيم إذا

.سمم ، ونقمو عنو ابن نافع " الموطأ " وىو ظاىر ما ذكره في

.أيضا -صحة صالة الظير المقصورة يدل عمى : وظاىر ىذا .بنية الجمعة

ال جمعة لإلمام وال لمن " : المدونة " قال ابن القاسم في .خمفو ، ويعيد ويعيدون ؛ ألنو جير عامدا

وىذا تعميل عجيب ، وىو يقتضي أن من جير في .صالة السر عمدا بطمت صالتو

بأنو ال تصح صالة الظير بنية الجمعة : والتعميل .أظير

أما ىو فصالتو : ذكر ابن المواز ، عن ابن القاسم و .تامة ، وأما ىم فعمييم اإلعادة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:واختمف السمف في ىذه المسألة فيمن دخل قرية ال ينبغي أن تقام فييا -فقال عطاء

الجمعة ، وىي القرية التي ليست جامعة عنده ، فأقام إنو يتم صالتو ، فإذا سمم : ، فجمع معيم أىميا الجمعة

.إماميم أتم صالتو بركعتين ، وال يقصر معيم .يجمع معيم ويقصر : وقال الزىري

أن المسبوق في صالة : ومذىب أصحاب الشافعي .ظيرا -إذا سمم اإلمام -الجمعة يتم صالتو

ثم منيم من قطع بذلك ، وىم جميور العراقيين ، ومن ىل ىي : من بناه عمى القول في أن الجمعة الخراسانين

.صالة مستقمة أو ظير مقصورة ىي ظير مقصورة أتميا ظيرا كالمسافر إذا : فإن قيل

ن قيل ىي صالة مستقمة : امتنع عميو القصر لسبب ، وا

يتميا : ، فيل يتميا ظيرا ؟ فييا وجيان ، أصحيما .ظيرا ؛ ألنيا بدل منيا ، أو كالبدل

ىل يشترط أن ينوي قبميا ظيرا ، أو تنقمب : فعمى ىذا .أيضا -بنفسيا ؟ فيو وجيان

ينوي الجمعة موافقة : وىذا كمو تفريع عمى قوليم .لإلمام

ينوي الظير ؛ ألنو ال يصح لو : وليم وجو آخر .غيرىا

.وىو قول الخرقي وأكثر أصحابنا .ىو ظاىر كالم أحمد : ومنيم من قال

عن مالك والشافعي ، وفي حكايتو عن -أيضا -وحكاه .الشافعي نظر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب الصالة بعد الجمعة وقبميا -

أنا مالك ، عن نافع : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - صمى اهلل عميو ) ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل

تين ، كان يصمي قبل الظير ركعتين وبعدىا ركع( وسمم وبعد المغرب ركعتين في بيتو ، وبعد العشاء ركعتين ،

وكان ال يصمي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصمي .ركعتين

من طرق أخرى " أبواب صالة التطوع " وقد خرجو في عن نافع ، ومن طريق سالم ، عن أبيو ، والمعنى

.متقارب صمى اهلل عميو ) وقد دل ىذا الحديث عمى أن النبي

كان ال يصمي بعد الجمعة في المسجد شيئا ، ( وسمم .وأنو كان ينصرف إلى بيتو ، فيصمي ركعتين

صالة : أحدىما : استحباب شيئين : فتضمن ذلك .أن تكون في البيت : والثاني . ركعتين بعد الجمعة

وقد كان ابن عمر يفعمو بالمدينة ، يرجع إلى بيتو في المسجد فيصمي ركعتين ، وكان ينيى عن صالتيما

صمى الجمعة أربعا ، وكان إذا : ، ويقول لمن يفعمو

كان بمكة يتقدم من موضع صالتو ، فيصمي ركعتين ، .ثم ينتقل عنو فيصمي أربعا

عن سييل ، عن أبيو ، عن أبي " صحيح مسمم " وفي : " ، قال ( صمى اهلل عميو وسمم ) ىريرة ، عن النبي

" .فميصل أربعا من كان منكم مصميا بعد الجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإن عجل بك شيء فصل : قال سييل : وفي رواية لو .ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت

.وقد وقع في غير مسمم ىذا الكالم عن سييل من قولو وقد اختمف العمماء في الجمع بين حديث ابن عمر

.وحديث أبي ىريرة ىو مخير بين أن يصمي ركعتين وأربعا ، : فقالت طائفة

في -عمال بكل واحد من الحديثين ، وىو قول أحمد .رواية عنو

.أنو ال فضل ألحدىما عمى اآلخر : وظاىره يصمي ركعتين وال يعيب عمى : وروي عنو ، أنو قال

.من صمى أربعا ؛ لحديث أبي ىريرة ألنو أن األفضل األخذ بحديث ابن عمر ؛: وظاىره

.أثبت إسنادا نقمو : -يجمع بينيما ، فيصمي ستا : وقالت طائفة

يجمع بينيما عمى : إبراىيم الحربي ، عن أحمد ، وقال .وفعمو ( صمى اهلل عميو وسمم ) وجو ، بين أمر النبي

يصمي ستا ؛ ألمر عمي بن : ونقل عنو ابن ىانئ ، قال .أبي طالب بذلك .وىذا مأخذ آخر

يجمع بينيما عمى وجو آخر ، فإن صمى : ائفة وقالت طن صمى في بيتو صمى في المسجد صمى أربعا ، وا

بقول -أيضا -ركعتين ، وىو قول إسحاق ، واستدل وال يصمى ركعتين بعد مكتوبة . عمر وابن مسعود

.مثميا فإذا صمى في المسجد ركعتين فقد صمى بعد : قال

وأما إذا صمى في بيتو المكتوبة مثميا ، فيصمي أربعا ، ركعتين ؛ فإن المشي إلى بيتو فاصل بين المكتوبة

.وغيرىا يجمع بينيما عمى وجو آخر ، وىو أن : وقالت طائفة

اإلمام يصمي في بيتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ركعتين ، والمأموم يصمي أربعا في المسجد ، وىذا قول . إسحاق الجوزجاني أبي خيثمة زىير بن حرب وأبي

.أيضا -وتبويب النسائي يدل عميو وكان عمي بن أبي طالب يأمر بصالة ست ركعتات بعد

.الجمعة .وكان ابن مسعود يأمر بأربع

: قال عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السممي عممنا عبد اهلل بن مسعود أن نصمي بعد الجمعة أربعا ،

.، فعممنا أن نصمي ستا ثم جاء عمي بن أبي طالب .وكان عمران بن حصين يصمي بعد الجمعة أربعا

.وروي عن عمي من وجو آخر منقطع .وعن أبي موسى األشعري ، أنو كان يصمي ستا

وكان الحسن يصمي ركعتين ، ومسروق يصمي ركعتين .، ثم أربعا

، أنو يصمي بعد الجمعة " األم " ونص الشافعي في .أربعا .الترمذي ، عنو ، أنو يصمي ركعتين وحكي

وقد تقدم عن ابن عمر ، أنو كان يصمي في بيتو ركعتين ، ثم أربعا ، يفصل : ركعتين وفي المسجد ستا

.بينيما يصمي ركعتين ، يسمم فييما ، ثم : وقال ابن عيينة

.يصمي أربعا ، ال يسمم إال في آخرىن مى أربعا ، إ ، شاء ص: -في رواية عنو -وقال أحمد

ن شاء صمى ستا .وا نص عميو : -وال يكره ترك الصالة بعد الجمعة أحيانا

أحمد ، واستدل بأن عمران بن حصين تركيا مرة ، حيث كان يصمي أربعا بعد صالة الجمعة خمف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنو ال يعتد بصالتو خمف زياد ، : زياد ، فقيل عنو ، ثم صمى الجمعة الثانية ، ولم يصل شيئا فأنكر ذلك

.حتى صمى العصر وأما مكان الصالة بعد الجمعة ، فاألفضل أن يكون في البيت لمن لو بيت يرجع إليو ، كما كان ابن عمر يفعمو

.ويأمر بو فإن صمى في المسجد ، فيل يكره ، أم ال ؟

ذىب األكثرون إلى أنو ال يكره ، ولكن يؤمر بالفصل .نيا وبين صالة الجمعة بي

وقد سبق حديث السائب بن يزيد ، عن معاوية في .ذلك

إذا صميت الجمعة ، فال تصميا بركعتين : وقال عكرمة .حتى تفصل بينيما بتحول أو كالم

رأى ابن عمر رجال يصمي في مقامو الذي : وقال قتادة أال أراك تصمي : صمى فيو الجمعة ، فنياه عنو ، وقال

فذكرت ذلك البن : قال قتادة . نعم : قامك ؟ قال في م .إنما يكره ذلك لإلمام يوم الجمعة : المسيب ، فقال أنو يكره لإلمام أن يصمي بعد الجمعة : ومذىب مالك

في المسجد ، وال يكره لممأموم ، إذا انتقل من موضع .مصاله ، وقد روي عن ابن عمر

أخبرني عطاء ، :أخبرني ابن جريج : قال عبد الرزاق أن عمرو بن سعيد صمى الجمعة ، ثم ركع عمى إثرىا : ركعتين في المسجد ، فنياه ابن عمر عن ذلك ، وقال

أما اإلمام فال ، إذا صميت فانقمب فصل في بيتك ما بدا لك ، إال أن تطوف ، وأما الناس ، فإنيم يصمون في

.المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في صالة اإلمام في الجامع بعد الجمعة حديث ، من و رواية عاصم بن سويد ، عن محمد بن موسى بن أتى : الحارث ، عن أبيو ، عن جابر بن عبد اهلل ، قال

بني عمرو بن عوف ( صمى اهلل عميو وسمم ) رسول اهلل لو أنكم إذا جئتم عيدكم ىذا : " يوم األربعاء ، فقال

نعم ، بأبينا : قالوا " . قولي صميتم حتى تسمعوا منفمما حضروا الجمعة : قال . أنت يا رسول اهلل وأمياتنا

الجمعة ، ( صمى اهلل عميو وسمم ) صمى ليم رسول اهلل ثم صمى ركعتين بعد الجمعة في المسجد ، ولم ير

يصمي بعد الجمعة في المسجد ، وكان ينصرف إلى بيتو .قبل ذلك اليوم

.والحاكم " صحيحو " ي خرجو ابن حبان ف .صحيح اإلسناد : وقال

محمد بن موسى بن الحارث ال : وقال بعض المتأخرين .يعرف

عن موسى بن : ، وعنده " مسنده " وخرجو البزار في .محمد بن إبراىيم بن الحارث ، عن أبيو ، عن جابر

فإن كان ذلك محفوظا ، فيو موسى بن محمد بن إبراىيم .نكر الحديث جدا التيمي ، وىو م

وخرج النسائي من رواية شعبة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان يصمي بعد الجمعة ركعتين ،

صمى اهلل عميو ) كان رسول اهلل : يطيل فييما ، ويقول .يفعمو ( وسمم

.وذكر إطالة الركعتين بعد الجمعة غريب أن : وقد روى غير واحد ، عن أيوب في ىذا الحديثاإلطالة إنما كانت في الصالة قبل الجمعة ، كما

.سنذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، " الصالة بعد الجمعة وقبميا " وقد بوب البخاري عمى

، " كتابييما " كما بوب عميو عبد الرزاق والترمذي في إال أنيما ذكرا في الصالة قبميا آثارا موقوفة غير مرفوعة

ولم يذكر البخاري فييا شيئا ، إما ألن المرفوع فييا ، ليس عمى شرطو ، وفييا أحاديث مرفوعة في أسانيدىا .نظر ، أو ألن الذي فييا كمو موقوف ، فمم يذكره لذلك أو ألنو اجتزأ عنو بحديث سممان الذي خرجو فيما تقدم

وصمى ما كتب لو ، ثم : " في موضعين ؛ فإن فيو ؛ فإن ىذا يدل عمى فضل " اإلمام أنصت إذا تكمم

في إحدى -الصالة قبل الجمعة ، ال سيما وفيو ، والرواح حقيقة ال " ثم راح : " -الروايتين لمبخاري

.يكون حقيقة إال بعد الزوال ، كما سبق ذكره فعمى ىذا ، يكون ترغيبا في الصالة بعد زوال الشمس

أقل ذلك يوم الجمعة من غير تقدير لمصالة ، فيكون .ركعتين ، والزيادة عمييما بحسب التيسير

ن قيل إن الرواح ىنا بمعنى الذىاب ، فإنو يدل عمى : وا استحباب الصالة يوم الجمعة قبل خروج اإلمام من غير

.تفضيل بين ما قبل زوال الشمس وبعده

كان : وروى ابن عمية ، عن أيوب ، عن نافع ، قال الجمعة ، ويصمي بعدىا ابن عمر يطيل الصالة قبل

صمى اهلل ) ركعتين في بيتو ، ويحدث أن رسول اهلل .كان يفعل ذلك ( عميو وسمم

.خرجو أبو داود وخرجو اإلمام أحمد من طريق وىيب ، عن أيوب ، عن نافع ، أن ابن عمر كان يغدو إلى المسجد يوم الجمعة ،

فيصمي ركعات يطيل فيين القيام ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإذا انصرف اإلمام رجع إلى بيتو ، فصمى ركعتين ، ( صمى اهلل عميو وسمم ) ىكذا كان رسول اهلل : وقال .يفعل

يدل عمى رفع جميع ذلك إلى النبي : وظاىر ىذا صالتو قبل الجمعة وبعدىا ( : صمى اهلل عميو وسمم )

مو مما قرب في بيتو ؛ فإن اسم اإلشارة يتناول كل ما قب .وبعد ، صرح بو غير واحد من الفقياء واألصوليين

: وىذا فيما وضع لإلشارة إلى البعيد أظير ، مثل لفظة ؛ فإن تخصيص القريب بيا دون البعيد يخالف " ذلك "

.وضعيا لغة وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع ،

عشرة كان ابن عمر يصمي قبل الجمعة اثنتي: قال .ركعة

بمغني أنك تركع قبل : وعن ابن جريج أنو قال لعطاء الجمعة ثنتي عشرة ركعة ، فما بمغك في ذلك ؟ فذكر لو

من ركع ثنتي عشرة ركعة : " حديث أم حبيبة المرفوع بنى اهلل لو بيتا في -سوى المكتوبة -في اليوم والميمة

" .الجنة أمر أن يصمي قبل وقد تقدم عن ابن مسعود ، أنو كان ي

.الجمعة أربعا كان : وروى الطحاوي بإسناده عن جبمة بن سحيم قال

ابن عمر يصمي قبل الجمعة أربعا ال يفصل بينين

.بسالم وبعد الجمعة ركعتين ثم أربعا بإسناده ، عن صفية بنت " طبقاتو " وروى ابن سعد في

حيي أم المؤمنين ، أنيا صمت الجمعة مع اإلمام ، .ت قبل خروجو أربعا فصم

كانوا يحبون أن يصموا قبل الجمعة : وقال النخعي .أربعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بإسناد " كتاب العيدين " خرجو ابن أبي الدنيا في .صحيح

من طريق " تاريخو " وقد روى ابن أبي خيثمة في كانوا : ما قمت لكم : األعمش ، عن النخعي ، قال

.ستحبون ، فيو الذي أجمعوا عميو ي: وممن ذىب إلى استحباب أربع ركعات قبل الجمعة حبيب بن أبي ثابت والنخعي والثوري وابن المبارك

سحاق .وأحمد وا وروى حرب بإسناده ، عن ابن عباس ، أنو كان يصمي يوم الجمعة في بيتو أربع ركعات ، ثم يأتي المسجد فال

.يصمي قبميا وال بعدىا وىذا يدل عمى أن سنة الجمعة عند ابن عباس قبميا ال

.بعدىا واعمم ؛ أن التطوع بالصالة يوم الجمعة قبل الجمعة لو

:أربعة أوقات ما قبل طموع الشمس لمن بكر إلى الجمعة : أحدىا

حينئذ ، فيذا الوقت وقت نيي عن التطوع فيو بما ال الف ، سبب لو ، ومالو سبب كتحية المسجد فيو اخت

.سبق ذكره في ذكر أوقات النيي إن يوم الجمعة كمو صالة ليس فيو وقت : إال من يقول

ينيى عن الصالة فيو بالكمية ، كما ىو ظاىر كالم .يوم الجمعة كمو صالة : طاوس ؛ فإنو قال

.إنو إنما أراد بو وقت استواء الشمس خاصة : وقد قيل وائيا ، فيستحب ما بين ارتفاع الشمس واست: والثاني

التطوع فيو بما أمكن ، وخصوصا لمن بكر إلى .الجمعة وقت استواء الشمس وقياميا في وسط : والثالث .السماء

ىل ىو وقت نيي عن الصالة في يوم : وقد اختمفوا الجمعة ، أم ال ؟ .ىو وقت نيي ، كأبي حنيفة وأحمد : فمنيم من قال ىو مذىب مكحول ليس بوقت نيي ، و : ومنيم من قال

.واألوزاعي والشافعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومن أصحابو من خصو بمن حضر الجمعة دون من ومنيم من خصو بمن بكر إلى الجمعة ، . ىو في بيتو

.وغمبو النعاس ىو وقت نيي يوم الجمعة في الصيف : ومنيم من قال

.دون الشتاء ، وىو قول عطاء وقتادة .منيم من لم يره وقت نيي في جميع األيام ، كمالك و

.وقد سبق الكالم عميو في ذكر أوقات النيي بعد زوال الشمس ، وقبل خروج اإلمام ، فيذا : والرابع

الوقت يستحب الصالة فيو بغير خالف نعممو بين إنو : العمماء سمفا وخمفا ، ولم يقل أحد من المسممين

، بل القول بذلك خرق إلجماع يكره الصالة يوم الجمعةالمسممين ، إنما اختمفوا في وقت قيام الشمس ، كما

.سبق ال أكره الصالة نصف النيار في جمعة وال : قال مالك

.غيرىا حديثا مرفوعا في النيي عنو ، " الموطأ " وقد روى في

ثم تركو ؛ ألنو رأى عمل العمماء وأىل الفضل عمى .خالفو

عد زوال الشمس ، فمم يزل عمل المسممين فأما الصالة ب .عمى فعمو

عن الزىري ، عن ثعمبة " الموطأ " وقد ذكر مالك في

بن أبي مالك القرظي ، أنيم كانوا في زمن عمر بن الخطاب يصمون حتى يخرج عمر ويجمس عمى المنبر ، فإذا خرج عمر وجمس عمى المنبر وأذن المؤذنون جمسوا

المؤذن وقام عمر سكتوا ولم يتكمم يتحدثون ، فإذا اسكت .أحد

وىذا تصريح باستمرارىم في الصالة إلى ما بعد زوال الشمس ، وىو مما يستدل بو عمى الصالة وقت استواء

.الشمس وقياميا يوم الجمعة وقد وردت آثار آخر ، تدل عمى أنيم كانوا يتركون

الصالة وقت قيام الشمس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يوم الجمعة ، فإذا زالت قاموا إلى الصالة وروى األثرم بإسناده ، عن عمرو بن سعيد بن العاص ،

أصحاب رسول اهلل -أنتظر : يعني -كنت أبقى : قال

، فإذا زالت الشمس قاموا ( صمى اهلل عميو وسمم ) .فصموا أربعا

مع كنا نكون : وبإسناده ، عن أبي بكر بن عياش ، قال أزالت الشمس : حبيب بن أبي ثابت في الجمعة ، فيقول

بعد ، ويمتفت فينتظر ، فإذا زالت الشمس ، قام فصمى .األربع قبل الجمعة

كنت أمر بابن : وبإسناده ، عن حماد بن زيد ، قال : عون يوم الجمعة ، فنمضي إلى الجمعة ، فيقول لي

.زالت الشمس عندكم أبين منيا عندنا ، فنرى الشمس .كأنو يكره الصالة حتى تزول الشمس : قال حماد

مسائمو لإلمام " وقال إسحاق بن إبراىيم بن ىانئ في إذا كان -أحمد : يعني -رأيت أبا عبد اهلل " : أحمد

يوم الجمعة يصمي إلى أن يعمم أن الشمس قد قاربت أن تزول ، فإذا قاربت أمسك عن الصالة حتى يؤذن المؤذن

أخذ في األذان قام فصمى ركعتين أو أربعا ، ، فإذا .يفصل بينيا بالسالم

رأيت أبا عبد اهلل إذا أذن المؤذن يوم : -أيضا -وقال

الجمعة صمى ركعتين ، وربما صمى أربعا عمى خفة .األذان وطولو

ومما يدل عمى استحباب الصالة في ىذا الوقت يوم بة ، فالمصمي أنو وقت يرجى فيو ساعة اإلجا: الجمعة

ال ( : " صمى اهلل عميو وسمم ) فيو يدخل في قولو " .يوافقيا عبد قائم يصمي ، يسأل اهلل شيئا ، إال أعطاه

ىل ىي من السنن : وقد اختمف في الصالة قبل الجمعة الرواتب كسنة الظير قبميا ، أم ىي مستحبة مرغب فييا

كالصالة قبل العصر ؟

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

األوزاعي : وأكثر العمماء عمى أنيا سنة راتبة ، منيم والثوري وأبو حنيفة وأصحابو ، وىو ظاىر كالم أحمد ،

وابن " شرح المذىب " وقد ذكره القاضي أبو يعمى في .عقيل ، وىو الصحيح عند أصحاب الشافعي

ليست سنة راتبة ، بل : وقال كثير من متأخري أصحابنا .ة مستحب

أن حديث ابن عمر المخرج في ىذا : وقد زعم بعضيم لم ( صمى اهلل عميو وسمم ) الباب يدل عمى أن النبي

يكن يصمي قبل الجمعة شيئا ؛ ألنو ذكر صالتو بعد الجمعة ، وذكر صالتو قبل الظير وبعدىا ، فدل عمى

.الفرق بينيما وىذا ليس بشيء ؛ فإن ابن عمر قد روي عنو ما يدل

قبل الجمعة ( صمى اهلل عميو وسمم ) صالة النبي عمى، كما سبق ، ولعمو إنما ذكر الركعتين بعد الجمعة ؛

كان يصمييما في ( صمى اهلل عميو وسمم ) ألن النبي بيتو ، بخالف الركعتين قبل الظير وبعدىا ؛ فإنو كان .أحيانا يصمييا في المسجد ، فبيذا يظير الفرق بينيما

كان إذا ( صمى اهلل عميو وسمم ) النبي وقد ثبت أن عمل عمال داوم عميو ، ولم يكن ينقصو يوم الجمعة وال

غيرىا ، بل كان الناس يتوىمون أنو كان يزيد في صالتو يوم الجمعة بخصوصو ، فكانت عائشة تسأل

.ال ، بل كان عممو ديمة : عن ذلك ، فتقول كان ، أنو ( صمى اهلل عميو وسمم ) وقد صح عنو

.يصمي قبل الظير ركعتين أو أربعا كان : ، عن عائشة ، قالت " صحيح ابن حبان " وفي

إذا خرج صمى ( صمى اهلل عميو وسمم ) رسول اهلل .ركعتين

ما خرج : ورويناه من وجو آخر عن عائشة ، قالت من عندي قط إال ( صمى اهلل عميو وسمم ) رسول اهلل

.صمى ركعتين المسممين صالة ركعتين عند خروجيم وقد كان من ىدي

من بيوتيم ، من الصحابة ومن بعدىم ، وخصوصا يوم الجمعة ، وممن كان يفعمو يوم الجمعة ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عباس وطاوس وأبو مجمز ، ورغب فيو الزىري

.كان ذلك من ىدي المسممين : وقال األوزاعي الصالة إذا دخل المسجد واإلمام :باب " وقد سبق في

.أيضا -ما يدل عمى ذلك " يخطب صمى اهلل عميو ) وحينئذ ؛ فال يستنكر أن يكون النبي

كان يصمي في بيتو ركعتين قبل خروجو إلى ( وسمم .الجمعة فيو كان يخرج إلى الجمعة عقب الزوال من : فإن قيل

و غير فصل ؛ بدليل ما سبق من األحاديث من صالت .الجمعة إذا زالت الشمس

ىذه دعوى باطمة ، ال برىان عمييا ، ولو كانت : قيل حقا لكانت خطبتو دائما أو غالبا قبل الزوال ، إذا كانت

صالتو عقب زوال الشمس من غير فصل ، ولم يقل .ذلك أحد

وأيضا ؛ فقد روي أنو كان يصمي الظير إذا زالت إنو : ولم يقل أحد "المواقيت " الشمس ، كما تقدم في

كان ال ( صمى اهلل عميو وسمم ) يدل عمى أن النبي .يصمي قبل الظير شيئا

نفي : " وقد كتبت في ىذه المسألة جزءا مفردا ، سميتو ، ثم اعترض عميو " البدعة عن الصالة قبل الجمعة

بعض الفقياء المشار إليو في زماننا ، فأجبت عما إزالة الشنعة عن : " تو اعترض بو في جزء آخر ، سمي

، فمن أحب الزيادة عمى ما ذكرناه " الصالة قبل الجمعة .إن شاء اهلل تعالى -ىا ىنا ، فميقف عمييما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فإذا قضيت الصالة : ( باب قول اهلل عز وجل -

اآلية[ : الجمعة ) ] فانتشروا في األرض : ثنا أبو غسان : سعيد بن أبي مريم حدثنا -

كانت : حدثني أبو حازم ، عن سيل ابن سعد ، قال فينا امرأة تجعل عمى أربعاء في مزرعة ليا سمقا ،

فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السمف ، فتجعمو في قدر ، ثم تجعل عميو قبضة من شعير تطحنيا ،

ن صالة فتكون أصول السمق عرقو ، وكنا ننصرف مالجمعة فنسمم عمييا ، فتقرب ذلك الطعام إلينا ، فنمعقو ،

.فكنا نتمنى يوم الجمعة لطعاميا ذلك نا ابن أبي حازم ، : حدثنا عبد اهلل بن مسممة -

ما كنا : بيذا ، وقال -عن أبيو ، عن سيل بن سعد .نقيل وال نتغدى إال بعد الجمعة

أن الصحابة لم : المقصود من ىذا الحديث ىا ىنا يكونوا يجمسون بعد صالة الجمعة في المسجد إلى

كما ورد في الحديث المرفوع -العصر النتظار الصالة وقد خرجو البييقي بإسناد ضعيف ، [ عمرة ] أنو يعدل

نما كانوا يخرجون من المسجد -وقد سبق ذكره وا ينتشرون في األرض ، فمنيم من كان ينصرف لتجارة ،

خوانو ، وكانوا يجتمعون ومنيم م ن كان يزور أصحابو وا .عمى ضيافة ىذه المرأة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" األمر باالنتشار بعد [ أن ] وقد ذىب بعضيم إلى

الصالة لالستحباب ، كان عراك بن مالك إذا خرج من الميم ، أجبت دعوتك ، [ : قال ] المسجد يوم الجمعة

، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من وقضيت فريضتك .فضمك ، وأنت خير الرازقين .خرجو ابن أبي حاتم وغيره

فانتشروا في : ( وىذا يدل عمى أنو رأى قولو تعالى .أمرا عمى ظاىره [ : الجمعة ) ] األرض : بإسناده ، عن عمران بن قيس ، قال -أيضا -وخرج

.هلل لو سبعين مرة من باع واشترى يوم الجمعة بارك اوذىب بعد صالة الجمعة ؛ ليذه : قال بعض رواتو

.اآلية نما ىو وذىب األكثرون إلى أنو ليس بأمر حقيقة ، وا باحة ، حيث كان بعد النيي عن البيع ، فيو إذن وا

.إطالق من محظور ، فيفيد اإلباحة خاصة وكذا قال عطاء ومجاىد والضحاك ومقاتل بن حيان

.وغيرىم وابن زيد كتاب الشافي " وروى أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

في قولو -مرفوعا -بإسناد ال يصح ، عن أنس " ليس بطمب : " ، قال ) فانتشروا في األرض : ( تعالى

دنيا ، ولكن عيادة مريض ، وتشييع جنازة ، وزيارة أخ " .في اهلل

، دليل عمى زيارة الرجال لممرأة: وفي حديث سيل جابتيم لدعوتيا ، وعمى استحباب الضيافة يوم الجمعة وا

خصوصا لفقراء المسممين ، فإطعام الفقراء فيو حسن .مرغب فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن فرح الفقير بوجود ما يأكل وتمنيو لذلك غير : وفيو

.قادح في فقره ، وال مناف لصبره ، بل وال لرضاه :ث ألفاظ تستغرب وفي الحدي

: " جداول الماء في األرض ، واحدىا " : األربعاء " ف " .ربيع : " وفي رواية -" فيكون أصول السمق عرقو : " وقولو ، وىو بالعين الميممة والقاف ، والعرق -" عراقو

.المحم : والعراق أن أصول السمق تصير في ىذا الطعام : والمعنى

.م من األطعمة كالمحم لما يطبخ بالمح، -بالغين المعجمة والفاء -" غرفو : " ورواه بعضيم

.؛ فإنيا تغرف باليد " المرقة " وفسر ب .وىذا بعيد ؛ فإن أصول السمق ال تصير بغرف

نمحسو ، وىذا يدل عمى أنو كان : أي " فنعمقو : " وقولو .قد ثخن أن المحس يختص : الفرق بين المحس والمعق : وقيل

األصبع ، والمعق يكون باألصبع وبآلة يمعق بيا ب .كالممعقة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب القائمة بعد الجمعة -

نا أبو : حدثني محمد بن عقبة الشيباني الكوفي - كنا : إسحاق الفزاري ، عن حميد ، عن أنس ، قال

.نبكر إلى الجمعة ثم نقيل : نا أبو غسان : د بن أبي مريم حدثني سعي -

كنا نصمي : حدثني أبو حازم ، عن سيل بن سعد ، قال الجمعة ، ثم تكون ( صمى اهلل عميو وسمم ) مع النبي

.القائمة ىذا من أوضح دليل عمى أنيم كانوا يبكرون إلى الجمعة من أول النيار ، فيمنعيم التبكير من القائمة في وقتيا ،

ا إال بعد الصالة ، ولو كانوا يأتون فال يتمكنون مني .الجمعة بعد الزوال لم يمتنعوا من القائمة بإتيان الجمعة

إن الجمعة كانت تقام قبل : وقد تعمق بذلك مني قول زوال الشمس ؛ ألنيا ال تسمى قائمة إال قبل الزوال ،

.وكذا الغداء

وقد مضى في الباب الذي قبمو ، عن سيل بن سعد ، .كنا نقيل وال نتغدى إال بعد الجمعة ما: قال

.وربما أشار اإلمام أحمد إلى ذلك سمي نوميم وأكميم بعد الزوال : وأما الجميور ، فقالوا

باعتبار أنو قضاء لما " غداء " و " قائمة " في الجمعة يعتادونو في غير الجمعة من النوم واألكل قبل الزوال ،

ذلك سمي ذلك باعتبار فمما أخروه يوم الجمعة إلى بعد .محمو األصمي الذي أخر عنو

تسمية السحور غداء ؛ ألنو يقوم مقام الغداء ، : ويشبيو ن تقدم عميو في وقتو .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نوميم وغداؤىم بعد الجمعة عمى أنيم -أيضا -ويدل

لم يكونوا كميم ينتظرون صالة العصر في المسجد بعدالجمعة ؛ فإنيم إن واصموا الجموس النتظار العصر من

غير نوم وال أكل شق عمييم ، وحصل ليم ضرر ، ويوم ن الجمعة يوم عيد ، فينيي عن إفراده بالصيام ، وا

تأخروا ألجل انتظار العصر في المجيء إلى الجمعة فاتيم التبكير إلييا ، وىو أفضل من انتظار العصر ،

التبكير إلى الجمعة مع االنصراف فكان المحافظة عمى .عقيب صالتيا أولى

وكان اإلمام أحمد يبكر إلى الجمعة ، وينصرف أول واهلل سبحانو " . الجامع " ذكره الخالل في : -الناس

.وتعالى أعمم

(/)