وكان سيدي على الخواص رضي الله عنه يقول: - ونحن في سنة إحدى م قلت: - درويش - أنظر 1534هـ الموافق 941(وأربعين وتسعمائة

هـ الموافق 1000كتاب السيوطي الكشف بأن أمة اإلجابة ال تتعدى األلف م 2076 هجري الموافق 1500م ثم زادها باألدلة أللف وخمسمائة 1591

- جميع أبواب األولياء قد تزحزحت للغلق، وما سنة )71أي باقي نحو X إال باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلوا كل بقي اآلن مفتوحاضرورة حصلت لكم به صلى الله عليه وسلم. وكان يقول: ال يكمل الفقير X له في باب االتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير مشهودافي كل عمل مشروع ويستأذنه في جميع أموره من أكل، ولبس، وجماع،

.ودخول، وخروج فمن فعل ذلك فقد شارك الصحابة في معنى الصحبة

ي

مارقالغ

صدينال

عبداللهبظ

حافمال

خادو

ثحدي

مالخاد

عنهى

ي الله تعالض

ي رس

ص البرلخوا

ي العل

ي سيد

بسم الله الرحمن الرحيم،www.Allah.com

www.Muhammad.comركن اإلحسان )التصوف السني(

سلسلة مختارات من أولياءالله تعالى

( 1)

سيدي علي الخواص البرلسي رضي الله تعالى

عنه ورحمه من كتاب سيدي عبد الوهاب الشعراني رحمه الله

تعالى لواقح األنوار في طبقات األخيار من الصحابة

والتابعين إلى بعض القرن العاشر

(- ونحن في سنة إحدى وأربعين وتســعمائةكان يقول: م قلت: - درويش - أنظــر كتــاب1534الموافــق هـ941

ــف ــدى األل ــة ال تتع ــة اإلجاب ــأن أم ــف ب ــيوطي الكش الســق 1000 ــ ــف1591هـ المواف ــ ــة ألل ــ ــا باألدل ــ م ثم زاده

م أي بــاقي نحــو2076 هجري الموافق 1500وخمسمائة ــنة )71 جمي22ع أب22واب األولي22اء ق22د تزح22زحت- س

2

للغلق، وما بقي اآلن مفتوحا; إال باب رسول الل22ه صلى الله عليه وسلم فأنزلوا كل ضرورة حصلت لكم به صلى الل22ه علي22ه وس22لم. وك22ان يق22ول: ال يكمل الفقير في باب االتباع لرسول الل22ه ص22لى; ل22ه في ك22ل الله عليه وسلم حتى يصير مش22هودا عم22ل مش22روع ويس22تأذنه في جمي22ع أم22وره من أكل، ولبس، وجماع، ودخول، وخ22روج فمن فع22ل

ذلك فقد شارك الصحابة في معنى الصحبة.

قال الشيخ الشعراني رضي اللهتعالى عنه ورحمه :

ومنهم شيخي، وأستاذي سيدي علي الخواص البرلسي رضي الله تعالى عنه

ورحمه كان رضي الله عنه أميا; ال يكتب، وال يقرأ.

وكان رضي الله عنه يتكلم على معاني القرآنX تحير فيه X نفيسا العظيم، والسنة المشرفة كالما

العلماء.

وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو واإلثبات، فكان إذا قال قوال ال بد أن يقع على الصفة

التي قال، وكنت أرسل له الناس يشاورونه عن أحوالهم فما كان قط يحوجهم إلى كالم بل كان يخبر

الشخص بواقعته التي أتى ألجلها قبل أن يتكلم

3

فيقول: "طلق" مثال أو "شارك" أو "فارق" أو "اصبر" أو "سافر" أو "ال تسافر" فيتحير الشخص،

ويقول من أعلم هذا بأمري.

وكان له طب غريب يداوي به أهل االستسقاء، والجذام، والفالج، واألمراض المزمنة فكل شيء

أشار باستعماله يكون الشفاء فيه.

وسمعت سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول: الشيخ علي البرلسي أعطي التصريف في

ثالثة أرباع مصر، وقراها وسمعته يقول: مرة أخرى ال يقدر أحد من أرباب األحوال أن يدخل مصر إال

بإذن الشيخ علي الخواص رضي الله عنه.

وكان رضي الله عنه يعرف أصحاب النوبة في سائر أقطار األرض، ويعرف من تولى منهم ساعة، واليته ومن عزل ساعة عزله ولم أر هذا القدم ألحد غيره

من مشايخ مصر إلى وقتي هذا.

وكان له اطالع عظيم على قلوب الفقراء فكان يقول: فالن اليوم زاد فتوحه بهذا كذا دقيقة، وفالن

نقص اليوم كذا كذا، وفالن فتح عليه بفتوح يدوم إلىX أو جمعة آخر عمره، وفالن يدوم فتحه سنة أو شهرا

فيكون األمر كما قال.

4

ومر عليه فقير فتح عليه بفتوح عظيم فنظر إليه، وقال هذا فتوحه يزول عن قريب فمر على ذلك

الفقير شخص من أرباب األحوال فازدراه، ونقصه بكلمات فراح ذلك الشخص إلى ذلك الفقير، ودار له نعله فسلبه ذلك الفتوح فقال: له الشيخ يا ولدي قلةX إلى أن األدب ال يمكث معها فتوح، ولم يزل مسلوبا

مات.

وكان رضي الله عنه يعظم أرباب الحرف النافعة في الدنيا كالسقاء، والزبال، والطباخ، والفيخراني

ومقدم الوالي، ومقدم أمير الحاج، والمعداوي، والطوافين على رءوسهم بالبضائع، ويدعو لهم،

ويكرمهم وكان رضي الله عنه يعظم العلماء، وأركان الدولة، ويقوم لهم، ويقبل أيديهم، ويقول: هذا أدبنا

معهم في هذه الدار، وسيعلمنا الله تعالى األدبمعهم إذا وصلنا إلى دار اآلخرة.

وكان إذا علم من أحد من أرباب الدولة أو غيرهم أنه قاصد السالم عليه يذهب إليه قبل أن يأتي، ويقول

كل خطوة يمشيها الناس إلى الفقير تنقصه من مقامه درجة فقيل له فكيف تذهب أنت إليهم فقال:

أنا أذهب، وأسأل الله تعالى: لهم أن ال ينقصدرجتهم فإن أجري على الله تعالى ال عليهم.

5

X يبيع الصابون، وكان رضي الله عنه أوال طوافا والجميز، والعجوة، وكل ما وجد ثم فتح دكان زياتةسنين عديدة ثم صار يضفر الخوص إلى أن مات.

X من طعام الظلمة، وأعوانهم، وال وكان ال يأكل شيئا يتصرف في شيء من دراهمهم في مصالح نفسه أو

عياله إنما يضعه عنده للنساء األرامل، والشيوخ، والعميان، والعاجزين عن الكسب، ومن ارتكبتهم الديون فيعطيهم من ذلك ما قسم، وورمت عيناه

X، وهو يضفر الخوص فأتاه شخص X شديدا مرة، ورما من أصحابنا بدراهم، وقال يا سيدي أنفقها، واسترح

حتى تطيب عيناك فردها، وقال: والله أنا في هذا الحال، وال تطيب نفسي بكسب نفسي فكيف

بكسب غيري.

وكان رضي الله عنه يعامل الخلق على حسب مافي قلوبهم ال على حسب ما في، وجوههم.

ومر عليه مرة شخص من الفقراء، والنور يخفق من وجهه فنظر إليه الشيخ فقال: اللهم اكفنا السوء إن

X جعل نوره في قلبه وظاهر الله إذا أراد بعبد خيراX أظهر ما في جسده كآحاد الناس، وإذا أراد به سوءا

.X قلبه على وجهه وجعل قلبه مظلما

6

وكان رضي الله عنه يكنس المساجد، وينظف بيوت األخلية، ويحمل الكناسة تارة، ويخرجها إلى الكوم

X لوجه الله تعالى كل يوم جمعة. احتسابا

وكان يكنس المقياس في كل سنة ثاني يوم نزول النقطة، وينفق على أصحابه ذلك اليوم نفقة عظيمة

يقبض من عبه الدراهم، ويعطيها كل من رآه من المستحقين، ويزن عنهم كراء المعدية، وهم نحو

مائة نفس ثم يفرق السكر، والخشكنان على أهل المقياس، وجيرانه ثم ينزل فيكشف رأسه، ويتوضأ

من المقياس، ويصير يبكي، ويتضرع ويرتعد كالقصبة في الريح ثم يطلع يصلي ركعتين، ويأمر كل واحد من أصحابه أن ينزل ثم يكنس السلم بمشط من

X حديد، ويخرج الطين الذي فيه بنفسه ال يمكن أحدايساعده فيه.

وكان يقال إن خدمة النيل كانت عليه، وأمر طلوع النيل، ونزوله ورى البالد، وختام الزرع كل ذلك كان

بتوجهه فيه إلى الله تعالى.

وكان أولياء عصره تقر له بذلك.

X ينظر كم ولما دخل ابن عثمان مصر أرسل له فقيرا معه من أصحاب النوبة فذهب، ورجع فقال معه .X سبعة فقال، والله مغفر يرجع إلى بالده سالما

7

وكان سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه إذا جاءه أهل الحوائج الشديدة كشخص رسم السلطان

بشنقه أو مسكه الوالي بزغل أو حرام أو نحو ذلك يرسل صاحب الحاجة للشيخ علي رضي الله عنه، ويقول نحن ما معنا تصريف في هذا البلد فتقضي

الحاجة.

وجاءته امرأة مرة، وأنا قاعد فقالت يا سيدي نزلوا بولدي يشنقونه على قنطرة الحاجب فقال اذهبوا

بسرعة للشيخ علي البرلسي رضي الله عنه فذهبت إليه أمه فقال: روحي معه، وإن شاء الله تعالى

يلحقه القاصد من السلطان قبل الشنق فهو طالع قنطرة الحاجب للشنق، وإذا بالشفاعة جاءت

فأطلق، ورأى الشيخ محمد بن عنان رضي الله عنهX نازال على مصر فأرسل للشيخ علي ليلة بالء عظيما فقال الله ال يبشره بخير، ولكن توافى البركة فجاءX جان بالط المؤتمر محتسب مصر فأخذ الشيخ عليا

من الدكان، وضربه مقارع، وخزمه في كتفه، وأنفه، ودار به مصر وبوالق فلما صلى الشيخ محمد رضي

الله عنه الظهر، ورأى البالء ارتفع قال روحوا انظروا أيش جرى للشيخ علي فراحوا فوجدوه على تلك

الحال فردوا على الشيخ محمد رضي الله عنه الخبر فقال الحمد لله الذي جعل في هذه األمة من يتحمل

X لله عز وجل. عنها الباليا، والمحن ثم خر ساجدا

8

وكان إذا وقع نوء أيام زهر الفواكه ال ينام تلك الليلة،وهو يتضرع، ويبكي، ويسأل الله تعالى في رفعه.

X في وكان رضي الله عنه يمأل أوعية الكالب دائماحاراته، وغيرها.

وكان ال يراه أحد قط يصلي الظهر في جماعة، وال غيرها بل كان يرد باب حانوته، وقت األذان فيغيب ساعة ثم يخرج فصادفوه في الجامع األبيض برملةX يصلي لد في صالة الظهر، وأخبر الخادم أنه دائما

الظهر عندهم.

وكانت مدة صحبتي له عشر سنين فكأنها كانت ساعة، وله كالم نفيس رقمنا غالبه في كتابنا

المسمى بالجواهر والدرر كل جواب منه يعجز عنه فحول العلماء حتى تعجب من كتب عليه من العلماء كسيدي الشيخ شهاب الدين الفتوحي الحنبلي رضي

الله عنه، وسيدي الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي رضي الله عنه، وسيدي الشيخ ناصر الدين

اللقاني المالكي رضي الله عنه، والشيخ شهاب الدين الرملي الشافعي رضي الله عنه، وغيرهم

وقال الشيخ شهاب الدين الفتوحي رضي الله عنه لي سبعون سنة أخدم العلم فما أظن قط أنه خطر

9

على بالي ال السؤال، وال الجواب من هذا الكتابيعني الجواهر والدرر.

وكان له جبة، واحدة، وشاش صغير على زنط يغسل العمامة، والجبة في السنة مرة واحدة بالملح،

ويقول: نوفر الصابون لغيرنا من الفقراء.

وكان إذا اشتهت نفسه الدسم أخذ عظم األذناب من قاعة العظام، وصلقها ثم قطف الدهن وكب ماءها

ثم طبخ به القمح، والرز هذا كان لحمه، ويقول:األذناب ال تصيبها العيون، وال أحد ينظر إليها.

X عندنا إال وكان رضي الله عنه يقول: ال يسمى عالما من كان علمه غير مستفاد من نقل أو صدر بأن

يكون خضري المقام، وأما غير هذا فإنما هو حاك لعلم غيره فقط فله أجر من حمل العلم حتى أداه ال

أجر العالم، والله ال يضيع أجر المحسنين.

X ال ثم قال من أراد أن يعرف مرتبته في العلم يقينا شك فيه فليرد كل قول حفظه إلى قائله، وينظر بعد

ذلك إلى علمه فما وجده معه فهو علمه، وأظن أن.X ال يبقى معه إال شيء يسير ال يسمى به عالما

X من أهل وكان يقول: ال يصير الرجل عندنا مصموداX بالشريعة المطهرة جملها، الطريق إال إن كان عالما

10

ومبينها ناسخها، ومنسوخها خاصها، وعامها، ومنX منها سقط عن درجة الرجال. X واحدا جهل حكما

فقلت له: إن غالب مسلكي هذا الزمان على هذا ساقطون عن درجة الرجال؟ فقال نعم، إن هؤالء

يرشدون الناس إلى بعض أمور دينهم، وأما المسلك فهو من لو انفرد في جميع الوجود لكفى الناس

كلهم من العلم في سائر ما يطلبونه.

وكان رضي الله عنه يقول: في معنى قول اإلمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه حين رأى رب العزة جل جالله في منامه فقال: يا رب بم يتقرب إليك المتقربون؟ قال يا أحمد بتالوة كالمي قال يا رب بفهم أم بغير فهم؟ قال يا أحمد بفهم، وبغير فهم

المراد بفهم ما يتعلق بعلماء الشريعة، وبغير فهم ما يتعلق بعلماء الحقيقة فإن العلماء ما لهم آلة لفهم

كالم الله تعالى إال بالفكر والنظر وأما العارفون فطريقهم إلى فهمه الكشف، والتعريف اإللهي وذلك

ال يحتاج إلى تفهم.

فقيل له فما تقول: فيمن يقرؤه من العوام من غير فهم فقال: قد صح أن له بكل حرف عشر حسنات،

فتحت قوله، وبغير فهم مسألتان، والله أعلم.

11

وكان رضي الله عنه يقول: إذا حفت العناية اإللهيةX صار كل ذرة من عمره تقاوم ألف سنة من عبدا

عمر غيره، وإذا تخلفت العناية عن عبد صار كل ألفذرة من عمره ال تساوي ذرة من عمر غيره.

وكان يقول: ونحن في سنة إحدى وأربعين وتسعمائة جميع أبواب األولياء قد تزحزحت للغلق، وما بقي

X إال باب رسول الله صلى الله عليه اآلن مفتوحا وسلم فأنزلوا كل ضرورة حصلت لكم به صلى الله

عليه وسلم.

وكان يقول: ال يكمل الفقير في باب االتباع لرسولX له في الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير مشهودا

كل عمل مشروع ويستأذنه في جميع أموره من أكل، ولبس، وجماع، ودخول، وخروج فمن فعل ذلك

فقد شارك الصحابة في معنى الصحبة.

وكان رضي الله عنه يقول: لو شهد المعتزل عن الناس أن الناس خير منه ما اعتزل عنهم بل كان

يطلب الخلطة بهم، ويتعلم من أخالقهم.

وكان يقول: في قولهم بئس الفقير بباب األمير هذا في حق من يأتي األمير يسأله الدنيا فإن كان

لشفاعة، ونحوها فنعم الفقير بباب األمير وكان يقول: من أدب الزائر أن ال يشغل المزور عن الله

12

تعالى بدخوله عليه إما لقوة حال المزور، وإما أنيكون، وقت فراغ.

قلت، ويقاس على ذلك تعطيله عن الحرفة التيتكفه عن سؤال الناس.

X من أدب الزائر أن وكان رضي الله عنه يقول: أيضاX إال إن كان يعرف من نفسه القدرة على ال يزور أحدا

كتمان ما يرى في المزور من العيوب، وإال فتركالزيارة أولى.

وكان رضي الله عنه يقول: سمعت سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول: زيادة العلم في

الرجل السوء كزيادة الماء في أصول شجرةX ازداد مرارة. الحنظل فكلما ازداد ريا

وكان رضي الله عنه يقول: في معنى حديث " إن الله يكره الحبر السمين " أي ألن المراد بالحبر

العالم، وسمنه يدل على قلة، ورعه، وعمله بعلمه،X في عصره يسمن به. فلو تورع لم يجد شيئا

وكان رضي الله عنه يقول: الراسخ في العلم واقف، ولو لم يرسخ لدام ترقيه " وما يذكر إال أولوا األلباب

".269" " البقرة:

13

X ال شك فيه فليرد كل قول مرتبته في العلم يقينا حفظه إلى قائله، وينظر بعد ذلك إلى علمه فما وجده معه فهو علمه، وأظن أن ال يبقى معه إال

.X شيء يسير ال يسمى به عالما

X من أهل وكان يقول: ال يصير الرجل عندنا مصموداX بالشريعة المطهرة جملها، الطريق إال إن كان عالما

ومبينها ناسخها، ومنسوخها خاصها، وعامها، ومنX منها سقط عن درجة الرجال X واحدا جهل حكما

فقلت له إن غالب مسلكي هذا الزمان على هذا ساقطون عن درجة الرجال؟ فقال نعم، إن هؤالء

يرشدون الناس إلى بعض أمور دينهم، وأما المسلك فهو من لو انفرد في جميع الوجود لكفى الناس

كلهم من العلم في سائر ما يطلبونه.

وكان رضي الله عنه يقول: في معنى قول اإلمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه حين رأى رب العزة جل جالله في منامه فقال: يا رب بم يتقرب إليك المتقربون؟ قال يا أحمد بتالوة كالمي قال يا رب بفهم أم بغير فهم؟ قال يا أحمد بفهم، وبغير فهم

المراد بفهم ما يتعلق بعلماء الشريعة، وبغير فهم ما يتعلق بعلماء الحقيقة فإن العلماء ما لهم آلة لفهم

كالم الله تعالى إال بالفكر والنظر وأما العارفون فطريقهم إلى فهمه الكشف، والتعريف اإللهي وذلك

ال يحتاج إلى تفهم فقيل له فما تقول: فيمن يقرؤه

14

من العوام من غير فهم فقال: قد صح أن له بكل حرف عشر حسنات، فتحت قوله، وبغير فهم

مسألتان، والله أعلم.

وكان رضي الله عنه يقول: إذا حفت العناية اإللهيةX صار كل ذرة من عمره تقاوم ألف سنة من عبدا

عمر غيره، وإذا تخلفت العناية عن عبد صار كل ألفذرة من عمره ال تساوي ذرة من عمر غيره.

وكان يقول: - ونحن في سنة إحدى وأربعين م) - جميع1534هـ الموافق 941وتسعمائة (

أبواب األولياء قد تزحزحت للغلق، وما بقي اآلنX إال باب رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتوحا

فأنزلوا كل ضرورة حصلت لكم به صلى الله عليهوسلم.

وكان يقول: ال يكمل الفقير في باب االتباع لرسولX له في الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير مشهودا

كل عمل مشروع ويستأذنه في جميع أموره من أكل، ولبس، وجماع، ودخول، وخروج فمن فعل ذلك

فقد شارك الصحابة في معنى الصحبة.

وكان رضي الله عنه يقول: لو شهد المعتزل عن الناس أن الناس خير منه ما اعتزل عنهم بل كان

يطلب الخلطة بهم، ويتعلم من أخالقهم.

15

وكان يقول: في قولهم بئس الفقير بباب األمير هذا في حق من يأتي األمير يسأله الدنيا فإن كان

لشفاعة، ونحوها فنعم الفقير بباب األمير وكان يقول: من أدب الزائر أن ال يشغل المزور عن الله تعالى بدخوله عليه إما لقوة حال المزور، وإما أن

يكون، وقت فراغ.

قلت، ويقاس على ذلك تعطيله عن الحرفة التيتكفه عن سؤال الناس.

X من أدب الزائر أن وكان رضي الله عنه يقول: أيضاX إال إن كان يعرف من نفسه القدرة على ال يزور أحدا

كتمان ما يرى في المزور من العيوب، وإال فتركالزيارة أولى.

وكان رضي الله عنه يقول: سمعت سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول: زيادة العلم في

الرجل السوء كزيادة الماء في أصول شجرةX ازداد مرارة. الحنظل فكلما ازداد ريا

وكان رضي الله عنه يقول: في معنى حديث " إن الله يكره الحبر السمين " أي ألن المراد بالحبر

العالم، وسمنه يدل على قلة، ورعه، وعمله بعلمه.

16

X في عصره يسمن به. فلو تورع لم يجد شيئا

وكان رضي الله عنه يقول: الراسخ في العلم واقف، ولو لم يرسخ لدام ترقيه " وما يذكر إال أولوا األلباب

".269" " البقرة:

وسئل رضي الله عنه عن المراد بالسر الذي، وقر في صدر أبي بكر رضي الله عنه فقال: هو عدم،

وقوفه مع الوسائط فكان مع الله عز وجل.

X يجري X صلى الله عليه وسلم طريقا وكان يرى محمدا له الخير منها كحكم المريد مع شيخه إذا كمل

المريد، وقد ظهر ذلك السر يوم موته صلى الله عليه وسلم فإنه ثبت، وخطب الناس وحضهم، ولم

يظهر عليه تأثير كما وقع لعمر رضي الله عنه،ولغيره من الصحابة.

وكان رضي الله عنه يقول: ليس لفقير أن يدخر قوت العام إال إن كان على بصيرة بأن ذلك قوته،

وحده، وليس ألحد فيه نصيب فإن لم يكن على بصيرة فليس له أن يدخر ألن سبب ذلك إنما هو شح

في الطبيعة فإن أطلعه الله تعالى على أن هذا المدخر رزق قوم آخرين ال يصل إليهم إال على يديه

فله االدخار لهذا الكشف.

17

فإن علم أنه رزق قوم، ولكن لم يطلعه الله على أن ذلك يكون على يديه فال ينبغي له إمساكه فإن أطلعه

الله تعالى على أن ذلك ال يصل إليهم إال على يديه لكن في زمان معين فهو بالخيار إن شاء أمسكه إلى

ذلك الوقت، وإن شاء أخرجه عن يده فإنه ما هو حارس، وال أمره الحق إلمساكه، وإذا، وصل إلى

ذلك الوقت المعين فإن الحق تعالى يرده إلى يدهحتى يوصله إلى صاحبه.

قلت، وهذا أولى ألنه بين الزمانين يكون غير موصوف باالدخار ألنه خزانة الحق ما هو خازن الحق

X بهدية إال وكان رضي الله عنه يقول: ال تبدءوا أحداX أو ال يتكلف للمكافأة فإن من X محتاجا إن كان فقيرا

بدأ من يكافئه أساء في حقه ألنه عرضه لكلفةالمكافآة.

وكان يقول: ال تقوموا ألحد من اإلخوان، وغيرهم إال إذا علمتم منهم عدم الميل إلى القيام فإن من قام

لمن يحب القيام كبر نفسه بغير حق، وأساء فيحقه من حيث ال يشعر.

وكان رضي الله عنه يقول: يكفي الفقير في هذه األيام حجة اإلسالم، وال ينبغي له الزيادة على ذلك إالX من منة الناس عليه ال يطرق عليه قلبه إن كان خاليا

تكدير من التجار الذين لم يحسنوا إليه إذ جاع أو

18

عجز عن المشي، ونحو ذلك ألن الله تعالى شرطاالستطاعة في الحج نفله، وفرضه.

وكان رضي الله عنه يقول: في قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر "

يدخل فيه العالم أو المسلك إذا لم يعمل بعلمه في نفسه ولكن أفتى ودل الناس على طريق الله عز

وجل، وكذلك يدخل فيه العالم، والعابد إذا لمس هذا في الدنيا طول عمرهما فلما قربت، وفاتهما ماال

إلى الدنيا، وأحباها، وجمعا المال من غير حله فيموتان على ذلك فيحشران مع الفجار الخارجين

عن هدى العلماء العاملين.

وكان رضي الله عنه يقول: إنما كان مشايخ القوم يجيبون تالمذتهم من قبورهم دون مشايخ الفقهاء

في الفقه لصدق الفقراء في اعتقادهم في أشياخهمدون الفقهاء.

فلو صدق الفقيه ألجابه اإلمام الشافعي رضي الله عنه، وخاطبه مشافهة وكان رضي الله عنه يقول:

جميع المنافع التي أوجدها الله تعالى في هذه الدار إنما أوجدها باألصالة لتسبح بحمده، وأما انتفاع عباده بها فإنما هو بحكم التبعية، ومن قال بعكس ذلك فهو

مكر، واستدراج وكان يقول: منع قوم التفكر للمبتدئ، وهو كالم من ال تحقيق عنده، والحق أنه

19

ينفع المبتدئ ألن القلب أو النفس أو الروح أو السر أو غيرها من المعاني الباطنة يألفون صفاتهم الباطنة

X، والوهم، ولد خياال، فإذا ألفوا التفكر ولد وهما.X X، والعلم يولد يقينا والخيال يولد علما

فال يزال العبد المتفكر يترقى بهمته، وفكره حتى يبلغ درجات الكمال فإذا كمل أخذ ما كان يدركه

بالفكر من طريق كشفه، وتعريفه وال يحتاج بعد ذلك إلى تفكر، ولو أنه أراد التفكر لم يجد ما يتكفر فيه مع أنه، في حال كماله يدرك في الزمن الفرد من

العلوم، والمعارف ما ال يعلم، وال يوصف.

وكان يقول: ليس لفقير الدخول بنفسه في مواطن التهم بل من شأن الفقير أن يخاف على نفسه من

مواطن التهم أكثر مما يخاف من وجود األلم ألنمواطن التهم توجب السقم على القلب.

كما توجب األغذية الفاسدة السقم على البدن ال سيما وأطباء القلوب قليل، ومواطن التهم كثيرة،

X فإنها تحكم عليك كما تحكم الشمس وإن كنت بريا بضيائها وحرها على األمكنة، وهي برية من النور،

والحر.

وكان يقول: إنما أبر الحق تعالى بأنه أقرب جار لنا بشارة بإفاضة فضله، ورحمته علينا قبل كل أحد من

20

الخلق فنحن أقرب إلى عفوه، ومغفرته، وفضله ومسامحته ألنه أولى من وفي بحق الجوار، وإن كنا

نحن لم نوف به.

وكان رضي الله عنه يقول: عداوتنا ألفعال من أمر الحق بعداوته عداوة شرعية، وعداوتنا لذاته عداوة

طبيعية، والسعادة في الشرعية ال في الطبيعة.

وكان رضي الله عنه يقول: كما لم يجب الحق تعالى عبده في كل مسألة كذلك العبد لم يطعه في كل ما

.X أمره جزاء وفاقا

وكان رضي الله عنه يقول: يجب على الفقير أن يذكر لشيخه أمراضه الباطنة وإن كانت قبيحة ليدله

على طريق شفائه منها، وإن لم يفعل.

وترك ذلك حياء طبع فربما مات بدائه ألن حياء الطبع مذموم لكون اإلفصاح عن المرض فيه زوال

رياستها، وذمها، وقع للشيخ زون بهار المدفون بالقرافة بالقرب من سيدي يوسف العجمي رضي الله عنه أنه كان يصعق في حب الله تعالى فتضع

الحوامل ما في بطنها من صعقته فحول الله تعالى ذلك إلى حب امرأة من البغايا فجاء إلى الصوفية

ورمى لهم الخرقة، وقال ال أحب أن كذب في الطريق إن واردى تحول إلى حب فالنة ثم صار

21

يحمل لها العود، ويركبها، ويمشي في خدمتها إلى أن تحول الوارد إلى محبة الحق بعد عشر شهور فجاء

إلى الصوفية فقال ألبسوني الخرقة فإن، واردى رجع عن محبة فالنة فبلغها ذلك فتابت، ولزمت

خدمته إلى أن ماتت.

وكان رضي الله عنه يقول: كل ما جاءك من الحق تعالى من أمور الدنيا، واآلخرة من غير سؤال أو

بسؤال عن إذن إلهي فهو منة من الله تعالى عليك، وال حساب عليك بسببه إن شاء الله تعالى بخالف ما

جاء من غير هذين الطريقين.

وكان يقول: ليس مما يصيب األطفال، والبهائم من األمراض كفارة لها لعدم معصيتها، وإنما هو في

البهائم لكونها تطعم، وتسقى في غير وقته أو غير ما تشتهي أو ال تقتصر في األكل على الحاجة بل تزيد

ثم تستخدم مع ذلك فتتعب أبدانها ال سيما في شدة الحر، والبرد وأما في األطفال فألن الحوامل من

النساء، والمرضعات يأكلن، ويشربن بشر، وحرص أكثر ما ينبغي من ألوان الطعام، والشراب فيتولد

في أبدانها أخالط غليظة مضادة للطباع فيؤثر ذلك في أبدان األجنة التي في بطونهن، وفي أبدان

X أطفالهن من اللبن الذي هو فاسد، ويكون ذلك سببا لألمراض، واألعالل، واألوجاع من الفالج، والزمانات، واضطراب البنية، وتشويه الخلقة، وسماجة الصورة

22

ثم قال، ومن أراد السالمة من ذلك فال يأكل، وال يشرب إال في وقت الحاجة بقدر ما ينبغي من لون

واحد بقدر ما يسكن ألم الجوع ثم يستريح، وينامويمتنع من اإلفراط في الحركة، والسكون.

وكان رضي الله عنه يقول: في حديث " إذا سجد ابن آدم اعتزل الشيطان يبكي " إنما لم ينفعه

بكاؤه، وال توبته ألنه ال يمكنه أن يبكي إال بوجه، واحد، وذلك أن له وجهين، وجه يمد به العصا فال

يمكنه التوبة من هذا الوجه طرفة عين ألن الوجود ال يخلو عن عاص فيكل لمحة ووجه يؤدي منه عبوديته

لله عز وجل إذ هو متصرف بمشيئة الله عز وجلفي أصحاب قبضة الشقاء.

وكان رضي الله عنه يقول: في قوله تعالى: " وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة " "

"، مقاولة الحق تعالى لعباده تخلف30البقرة: X باختالف العوالم التي يقع بها التقاول فإن كان واقعا

في العالم المثالي فهو شبيه بالمكالمة الجسمية،X كتجليه X مثاليا وذلك بأن يتجلى لهم الحق تعالى تجليا

في اآلخرة بالصور المختلفة كما نطق به حديثX في عالم األرواح التحول، وإن كان التقاول، واقعا

من حيث تجردها فهو كالكالم النفسي فيكون قول الله للمالئكة على هذا إلقاء في قلوبهم للمعنى المراد، وهو جعل آدم خليفة في األرض دونهم،

23

ويكون قولهم هو عدم رضاهم وإنكارهم الناشئين من احتجاجهم بروية نفوسهم، وتسبيحهم عن مرتبة

من هو أكمل منهم باطالعهم على نقائصه دونكماله.

ثم قال، ومن أمعن النظر فيما ذكر تفطن لفهم كالم الله تعالى، وعلم مراتبه وأنه تعالى عين المتكلم في

مرتبته، ومعنى قائم به في أخرى كالكالم النفسي فإنه يركب من الحروف ومعبر عنه بها في عالمي

المثال، والحس.

وكان رضي الله عنه يقول: الممنوع من رؤية الجان إنما هو في صورتهم التي خلقهم الله تعالى عليها،X من عبيده على وإذا أراد الحق تعالى أن يطلع أحدا

رؤيتهم من غير إرادة منهم رفع سبحانه، وتعالى الحجاب عن عين الرائي فيراهم، وقد يأمر الله

تعالى الجن بالظهور لنا فيتجسدون لنا فنراهم رأىالعين.

ثم إذا رأيناهم فتارة يكونون على صورهم في أنفسهم وتارة يكونون على صورة البشر أو غيرها

فإن لهم التشكل في أي صورة شاءوا كالمالئكة وقد أخذ الله تعالى بأبصارنا عنهم فال نراهم إال إذا كشف

الحجاب لنا مع حضورهم في مجالسنا، وحيث كنا، قال، وأصواتهم ال تشبه أصواتنا من كل وجه بل هي

24

مختلفة، وذلك ألن أجسامهم لطيفة فال يقدرون علىX، وصالبة، مخارج الحروف الكثيفة ألنها تطلب انطباقا وحصول العلم لنا من كالمهم إنما هو لنطقهم بمثال

حروفنا ال بحقيقتها هذا حكم كالمهم ما داموا في صورهم األصلية، وأما إذا دخلوا في غير صورهم

فالحكم لآللة التي دخلوها من إنسان أو بهيمة أو غيرذلك.

وكان رضي الله عنه يقول: من تحقق بكتم األسرار سمع كالم الموتى، ورأى ما هم فيه، وتأمل البهائم

لما لم تكن من عالم التعبير كيف سمعت عذاب الموتى وكان يقول: صدقة السر ما جهلت معناه،

ولم يعلم خاطرك ما هو، والسر يتنوع باختالفX مقامات العارفين فربما يكون سر إنسان جهرا

بالنسبة إلنسان آخر.

وكان يقول: إذا توجهت إلى الله تعالى في حصول أمر دنيوي أو أخروي فتوجه إليه، وأنت فقير ذليل

فإن غناك، وعزتك يمعنانك اإلجابة، وإن كان بالله عز وجل ألن الغنى والعز صفتان ال يصح للعبد الدخول

X ألن حضرة الحق تعالى لها بهما على الله تعالى أبداX، وهذا أمر من X، وال غنيا العزة ذلتية فال تقبل عزيزا

ذاقه ال يمكنه أن ينكره من نفسه.

25

وكان رضي الله عنه يقول: آفة العقل الحذر، وآفه اإليمان اإلنكار، وآفة اإلسالم العلل، وآفة العمل

الملل، وآفة العلم النفس وآفة الحال األمن وآفة العارف الظهور وآفة العقل الجور وآفة المحبة

الشهوة وآفة التواضع المذلة، وآفة الصبر الشكوى، وآفة التسليم التفريط، وآفة الغنى الطمع، وآفة العز

البطر، وآفة الكرم السرف الزائد، وآفة البطالة الفقر، وآفة الكشف التكلم وآفة االتباع التأويل، وآفة

األدب التفسير وآفة الصحبة المنازعة، وآفة الفهم الجدال، وآفة المريد التسلل على المقامات، وآفة االنتفاع التسلق، وآفة الفتح االلتفات وآفة الفقيه

الكشف، وآفة المسلك الوهم، وآفة الدنيا شدة الطلب، وآفة اآلخرة اإلعراض، وآفة الكرامات

االستدراج، وآفة الداعي إلى الله تعالى الميل إلى الرياسة، وآفة الظلم االنتشار وآفة العدل االنتقام،

وآفة التقيد الوسوسة، وآفة اإلطالق الخروج عنالحدود، وآفة الحديث النقص.

وكان رضي الله عنه يقول: إنما سمي المجذوبX ألن العبد لم يزل يتعشق حاله، ويألفه، وال مجذوبا

ينجذب عنه إال بما هو أقوى منه وإذا أراد الله تعالىX، ويستخلصه لنفسه جذبه عما كان، أن يخلص عبدا واقفا معه من أمر الدنيا، واآلخرة فإذا تعشق بما

X، وإنما فعل الحق X جذبه عنه ثالثا جذبه الحق إليه ثانيا تعالى ذلك لعبده لينبه العبد على أن جميع حركاته

26

معلولة، وربما زها العبد بالقوة اإللهية التي أعطاها الحق تعالى له فإذا زها العبد قال له الحق ما جذبتك

عن ميل منك لي، وإنما هو لشدة تعشق نفسك ألحوالها الناقصة فلوال وجود الحالوة، وااللتذاذ في

نفسك ما جذبتك فلنفسك سعيت ال لي.

وكان رضي الله عنه يقول: إياك والفرار من حال أقامك الله فيه فإن الخيرة فيما اختاره الله تعالى لك، وتأمل السيد عيسى عليه السالم لما فر من

بني إسرائيل حين عظموه، وأطروه كيف عبد مندون الله تعالى فوقع في حال أشد مما فر منه.

ثم قال وأصل اختيار العبد مع الحق إنما هو لظن العبد أنه مخلوق لنفسه، والحق تعالى ما خلق العبد

إال له تعالى فال يعطي تعالى لعبده إال ما يصلح أنيكون له تعالى.

وكان رضي الله عنه يقول: من عالمة العلم اإللهي أن تمجه العقول، واألفكار، وال تقبله إال باإليمان

فقط، وذلك ألنه برز من حضرة الموت األكبر الذي هو موت النفوس، والنفس تنفر من الموت ألنه

يلحقها بالعدم.

وكان رضي الله عنه يقول: من منذ خلق الله العالم ما تجلي قط في جالله الصرف وإنما تجلى في جالل

27

جماله وكان رضي الله عنه يقول الخلوة بالله وحده ال تكون إال للقطب الغوث في كل زمان فإذا فارق هيكله المنور باالنتقال إلى الدار اآلخرة انفرد الحق

تعالى بشخص آخر مكانه ال ينفرد بشخصين قط فيزمان، واحد.

قال، وهذه الخلوة وردت في الكتاب، والسنة، ولكنال يشعر بها إال أهل الله تعالى خاصة.

قلت، ورأيت هذا بعينه في كالم الشيخ محيي الدينX قال: وأما خلوة غير القطب فال رضي الله عنه أيضا تكون بالله، وإنما هي لمزيد االستعداد، والبعد عمن

يشغله عن الطاعات من المخلوقين ال غير.

وكان رضي الله عنه يقول: ال يكمل إيمان عبد حتى يصير الغيب عنده كالشهادة في عدم الريب، ويسري منه اإليمان في نفس العالم كله فيأمنوه على القطع على أنفسهم، وأموالهم، وأهليهم من غير أن يتخلل

ذلك األمان تهمة.

وكان رضي الله عنه يقول: أكمل اإليمان ما كان عن تجل إلهي ألنه حينئذ على صورة إيمان الرسل عليهم

الصالة، والسالم، ودونه ما كان عن دليل فلما علم الصحابة رضي الله عنهم أن إيمان الرسل عليهم

الصالة، والسالم ال يكون عن دليل لم يسألوا رسول

28

الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة إيمانه وذلكألن حقيقة الرسالة تقتضي أن ال دليل عليها.

وأن الرسل عليهم الصالة والسالم مع الحق في التوحيد العام كنحن معهم إذ هم مأمورون كما نحنمأمورون إذ هم مقلدون للحق ونحن مقلدون لهم.

وكان رضي الله عنه يقول: من تحقق برتبة اإليمان علم أن جميع المراتب تصاحب رتبة اإليمان

كمصاحبة الواحد لمراتب األعداد الكلية، والجزئية إذهو أصلها الذي بنيت عليه فروعها وثمارها.

وكان رضي الله عنه يقول ال يوصف المأل األعلى، واألرواح العال بأنهم أولياء، وال أنبياء كصالحي اآلنس،والجن ألنهم لو كانوا أنبياء، وأولياء ما جهلوا األسماء.

وكان رضي الله عنه يقول ال يصح التعبير عن حقيقة اإليمان ألنه شيء، وقر في الصدر ال يمكن التعبير

عنه.

قال: وأما ما ورد في السنة من األلفاظ التي تحكم لصاحبها باإليمان فكلها راجعة إلى التصديق،

واإلذعان اللذين هما مفتاحان لباب العلم بالمعلوم المستقر في قلب العبد بالفطرة، ولذلك لم يسأل أحد من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

29

عن حقيقة هذه األلفاظ، وال ناقشوا أصحابها بل أجروا حكمهم على الظاهر ووكلوا سرائرهم إلى الله

تعالى هذا بالنظر للعوام، وإال فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم حارثة رضي الله تعالى عنه

عن حقيقة إيمانه.

وكان رضي الله عنه يقول: إذا سئل أحدكم عن شيخه فليقل كنت خادمه، وال يقل كنت صاحبه فإن

مقام الصحبة عزيز.

وكان رضي الله عنه يقول إذا كمل توحيد العبد ال يصح له أن يرأس على أحد من المخلوقين ألنه يرى

الوجود لله.

وكان رضي الله عنه يقول حقيقة القول بالكسب في مسألة خلق األفعال أنه يعني بالكسب تعلق

إرادة الممكن بفعل ما فيوجد االقتدار اإللهي عندX للممكن بمعنى أنه هذا التعلق فسموا ذلك كسبا كسب االنتفاع به بعد احتياجه إليه، ثم قال، ومن

حقق النظر علم أنه ال أثر لمخلوق في فعل شيء من حيث التكوين، وإنما له الحكم فيه فقط فافهم

فإن غالب الناس ال يفرق بين الحكم، واألثر.

وإيضاح ذلك أن الله تعالى إذا أراد إيجاد حركة أو معنى من األمور التي ال يصح وجودها إال في موادها

30

الستحالة أن تقوم بنفسها إذ ال بد من وجود محل يظهر فيه تكوين هذا الذي ال يقوم بنفسه فللمحل

الذي هو العبد حكم في اإليجاد لهذا الممكن، وماله فيه ولوال هذا الحكم لكان نسبة األفعال إلى الخلق

مباهتة للحس وكان ال يوثق بالحس في شيء وسمعته مرة يقول ليس للممكن قدرة أصال، وإنما له التمكن في قبول تعلق األثر اإللهي به ألن النعت األخص الذي انفردت به األلوهية كونها قادرة فإثبات

القدرة للممكن دعوى بال برهان.

قلت: وهذا الكالم مع األشاعرة المثبتين لها مع نفيالفعل عنها.

وقلت مرة ذكر اإلمام الغزالي رضي الله عنه أنX فقال بل يزول مسألة الكسب ال يزول إشكالها أبدا

إشكالها من طريق الكشف.

وذلك أن الله تعالى خالق وحده بإجماع أهل السنة، وإنما للعبد قبول إسناد العمل إليه ال غير، ثم قال: ومن أراد زوال اللبس بالكلية فلينظر في المخلوقX، ويتأمل هل هناك األول الذي لم يتقدمه مادة أبدا

أحد يسند إليه الفعل غير الله تعالى فيزول إشكاله، فإنه ال يصح، وجود كون هناك يسند إليه الفعل

فيسقط قول من قال: ال يوجد لنا قط فعل اللهتعالى وحده ال بد من مشاركة الكون فتأمل.

31

قلت: وذكر نحو ذلك سيدي الشيخ محيي الدينرضي الله عنه في الفتوحات.

وكان رضي الله عنه يقول من كمال الرجل أنX بأخالق يحسن إلى أعدائه، وهم ال يشعرون تخلقا

الله عز وجل فإنه تعالى دائم اإلحسان إلى من سماهم أعداءه وكان رضي الله عنه يقول: من صح

توحيده لله عز وجل انتفى عنه الرياء، واإلعجاب، وسائر الدعاوي المضلة عن طريق الهدى، وذلك ألنه

يشهد جميع األفعال والصفات ليست له.

وإنما هي لله وحده، وال يعجب أحد قط بعمل غيره،وال يتزين به.

وكان رضي الله عنه يقول: ال يصحب كمال اإلسالم اعتراض وال يصحب كمال اإليمان تأويل وال يصحب

اإلنسان سوء أدب، وال يصحب المعرفة همة، وال يصحب اإلخالص في العمل لذة، وال يصحب العلم

جهل.

وكان رضي الله عنه يقول: من ملكته نفسه عذب بنار التدبير ومن ملكها الله تعالى عذب بنار االختيار،ومن عجز عن العجز ذوقه الله تعالى حالوة األعمال.

32

وكان رضي الله عنه يقول: من أدرك من نفسه التبديل، والتغيير في كل نفس فهو العالم بقوله:

تعالى: " كل يوم هو في شأن ".

وكان يقول: الطلب ال يتعلق إال بمعدوم.

وكان رضي الله عنه يقول: من عالمة فقد النفس في حق الفقير عدم شهوته لشيء من أمور الدنيا

واآلخرة.

وكان رضي الله عنه يقول: خص بالبالء من عرفه الناس أو عرف الناس لكن األول مبتلى بالله تعالى

والثاني مبتلى بنفسه.

وكان رضي الله عنه يقول: اإليمان محله الدنيا،والوالية محلها اآلخرة.

وكان رضي الله عنه يقول: لم تثبت السيادة إال له، ولم تثبت العبودية إال لك فالسيد يملك، والعبد ال

يملك.

وكان يقول: المكاتب قن ما بقي عليه شيء فان، وفي خرج من رق سيده، ودخل في رق نفسه، وإن

لم يوف فحاله موقوف، وخاتمته مجهولة.

33

وكان رضي الله عنه يقول: العبد يحمل إليه رزقه وهو في رق سيد واحد، والمكاتب يسعى في طلب

رزقه، وهو في رق ثالثة سيده، ونفسه، ودينه.

وسمعته يقول: من طلب دليال على الوحدانية كانالحمار أعرف منه بالله.

وكان رضي الله عنه يقول: ال تنصح من ال يستشيرك، وال يسألك إال إن أعطاك الله تعالى أحد

أمرين: إما الكشف التام الذي ال يدخله محو وال إثبات، وإما اإللقاء في الروع ألن القصد من

استشارة الفقراء إنما هو الكشف عن حقيقة الشيءالثابت ال غير.

وكان رضي الله عنه يقول: الرزق في طلب المرزوق دائر والمرزوق في طلب رزقه حائر،

وبسكون أحدهما يتحرك اآلخر.

وكان رضي الله عنه يقول: بقدر غفلتك عنه هنا يطول حضورك معه هناك إال أنه حضور حساب ال

حضور عتاب.

وكان يقول: يحتاج العارف في هذا الزمان أن يحميX نفسه وأخوانه بالحال، ولو مرة فإن كان ذلك نقصا

في األدب فهو كمال في العلم.

34

وكان يقول: أخالق الورثة امتثال األوامر اإللهية، وأخالق كمل المؤمنين اجتناب المناهي، وأخالق

الشياطين بالضد من ذلك، وأخالق الحيوانات بالعكس من ذلك كله فمن لم يعلم حقيقة نفسه فليعلم حقيقة عمله فإن الثوب يدل على البسه

وكان رضي الله عنه يقول: العلوم اإللهية ال تنزل إالفي األوعية الفارغة ثم أنشد لبعضهم:

X أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى :: فصادف قلباX فتمكنا فارغا

وكان رضي الله عنه يقول: على قدر استعداد الجسد ينفخ فيه الروح، وليس االستعداد إال العمل

وال الروح إال المعرفة.

وكان رضي الله عنه يقول: إذا كثرت منافذ الدار قلأمنها، وكثر ضوءها.

وكان رضي الله عنه يقول: القفل على الباب، ومفتاحه عند صاحب الدار، وصاحب الدار فيها فمن

طلب المفتاح، وصل إلى صاحب الدار، وإلى المفتاح، ومن طلب صاحب الدار لم يصل إلى

المفتاح، وال إلى صاحب الدار،

35

وسمعته يقول: الفرائض مفتاح، والسنن أسنان فما نقص من أسنان المفتاح ضر، وما زاد حكمه كذلك

إال أنه إن قلع لم يضر،

وسمعته يقول: إذا جاء وقت غروب الشمس تأهب الناس إلى منازلهم بأزوادهم، وما يستضيئون به تذكرة ألولى األبصار، وسمعته يقول: ال يعلم بأن

الحق تعالى مع كل شيء إال اإلنسان خاصة.

وكان رضي الله عنه يقول: إنما وقع الكفر في العالم مع كون الكفار كلهم كانوا موجودين عند أخذ الميثاق األول ألن ظهورهم هناك كان على التدريج

،X كظهورهم هنا لكن على غير هذه الصفة كونا، وزمناX عند أخذ الميثاق والوجود واحد فمن كان موجودا

األول آمن بجميع ما آمن به نبيه، ومن لم يكنX آمن ببعض، وكفر ببعض قال. موجودا

وكان أخذ العهد على الموجودات حال كونها مجسدة روحانية، ولوال الروحانية ما حصل لها النطق،

واإلجابة ببلي فما أجاب منها حقيقة إال األرواح ال األجسام ألن الموجودات، في األولية عبارة عن أشباح تتعلق بها أرواح، ولكن الروح ظاهر على

الشبح ال ظهور للشبح معه وسمعته رضي الله عنه يقول: ما ثم في الفرق اإلسالمية أسوأ حاال من

المتكلمين في الذات بعقلهم القاصر فإن الله عز

36

وجل قد تنزه في حمى عزته عن أن يدرك أو يعلم.X X كان أو سرا X روحا بأوصاف خلقه عقال كان أو علما

وذلك ألن الله تعالى ما جعل الحواس الظاهرة،X إال إلى معرفة المحسوسات ال غير، والباطنة طريقا والعقل بال شك فال يدرك الحق تعالى به ألن الحق

ليس بمحسوس، وال معلوم معقول وكان رضي الله عنه يقول األفالك تدور بدوران القلوب، والقلوب

تدور باألرواح، واألرواح، باألشباح واألشباح باألعمال،واألعمال بالقلوب فرجع اآلخر لألول.

وكان رضي الله عنه يقول إياكم، والوقوع في المعاصي ثم تقولون هذا من إبليس فإن إبليس يتبرأ

منكم في مكان يصدق فيه الكذوب، وذلك حين يخطب في النار، ويقول في خطبته: " فال تلوموني

" يعني ما أغويتكم22ولوموا أنفسك " " إبراهيم: حتى ملتم بنفوسكم إلى الوقوع في المعاصي: " وما

" يعني30كان لنا عليكم من سلطان " " الصافات: قبل أن تميلوا ثم قال ولوال أعيان العصاة طلبت

وقوعها في المعاصي ما أقيمت عليهم الحجة فافهم.

وكان رضي الله عنه يقول العارفون يعرفون باألبصار ما تعرفه الناس بالبصائر، ويعرفون بالبصائر

ما ال يدركه أحد غيرهم، ومن ذلك فهم ال يأمنونعلى نفوسهم من نفوسهم.

37

وكان رضي الله عنه يقول ما في القلب يظهر على الوجه، وما في النفس يظهر على الملبوس وما في

العقل يظهر في العين وما في السر يظهر في القول، وما في الروح يظهر في األدب، وما في

الصورة كلها يظهر في الحركة.

وكان رضي الله عنه يقول إذا لم تقدر على العدل بين النساء مع نقصهن فكيف تقدر على العدل بين

الرجال مع كمالهم.

وكان رضي الله عنه يقول: أرباب األحوال يعرفون بصفرة الوجوه مع سواد البشرة، وسعة العيون،

وخفض الصوت، وقلة الفقه لما يقال لهم، وسمعته يقول مرة أخرى أرباب األحوال كالسفن مسرعين سائرين بالهواء إن سكن سكنوا، وإن سار ساروا،

والعارفون كالجبال، وسمعته رضي الله عنه يقول: ما دامت العلوم في معادنها فهي واسعة مطلقة الX، وال تبديال فإذا ظهرت مقيدة بالحروف تقبل تغييرا

دخلها ما يدخل الكون من التغير، والتبديل، واختالفالعبارات.

وكان يقول: شهود الكثرة في الوجود تزيد الجاهل.X جهال، والعالم علما

38

X في طبعه وكان رضي الله عنه يقول ال تنازع أحدا فإنه مملوك لنفسه، أو للكون وإن كان، وال بد

فاعرف مالكه ثم نازعه.

وكان رضي الله عنه يقول العلم، والمعرفة، واإلدراك، والفهم، والتمييز من أوصاف العقل،

والسمع، والبصر، والحاسة، والذوق والشم، والشهوة، والغضب من أوصاف النفس، والتذكر، والمحبة، والتسليم، واالنقياد، والصبر من أوصاف

الروح، والفطرة، واإليمان، والسعادة، والنور، والهدى، واليقين من أوصاف السر، والعقل،

والنفس، والروح، والسر المجموع أوصاف للمعنى المسمى باإلنسان، وهي حقيقة واحدة غير متميزة، وهذه الحقيقة وأوصافها روح هذا القالب المتحرك

المتميز، والجميع روح صورة هذا القالب، والمجموعمن الجميع روح الجميع العالم.

قلت: وهذا كالم ما سمعته قط من عارف، وال رأيتهX في كتاب، وهو دليل على علو مقام شيخنا مسطورا

رضي الله عنه في المعرفة.

وكان رضي الله عنه يقول العبادات كالحلواء المعجونة بالسم فكما ال ترضي النفس منها بالقليل

فتسلم كذلك ال تصبر على فعل الكثير منها فتغنم وكان رضي الله عنه يقول أشد العذاب سلب الروح،

39

وأكمل النعيم سلب النفس، وألذ العلوم معرفة الحق وأفضل األعمال األدب، وبداية اإلسالم

التسليم، وبداية اإليمان الرضا.

وكان يقول: اإليمان يتلون بحسب الجسد، والجسد بحسب المضغة، والمضغة بحسب إصالح الطعمة،

ومن قال بخالف ذلك فليس عنده تحقيق.

وكان رضي الله عنه يقول عالمة الراسخ في العلمX عند السلب ألنه مع الحق بما أحب ال أن يزداد تمكينا

مع نفسه بما تحب فمن وجد اللذة في حال علمه،.X وفقده عند سلبه فهو مع نفسه غيبة وحضورا

وكان رضي الله عنه يقول من شرط المتواضع أنيغيب عند شهود التواضع.

وكان يقول الطعمة تؤثر في القلب أكثر مما يؤثره السلب، ولكن إذا استمر توجه القلب إلى الحق في كل حركة وسكون من غير علة فباب الفتح موجود،

X فالمدد فياض، ويوشك أن وال بد ما دام العبد متوجهايوصل صاحبه لمراتب الكمال.

وكان رضي الله عنه يقول يقبح على العبد أن يميل بنفسه إلى خرق العوائد ويألف النعمة دون المنعم فإن الله تعالى ما أعطى عبده النعم إال ليرجع إليه

40

X كفيال فانظر بأي شيء X ذليال ليكون له ربا بها عبدا استبدلت ربك " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو

X فإن لكم ما سألتم " " البقرة: 61خير اهبطوا مصرا " ثم قال: " وضربت عليهم الذلة والمسكنة " "

" أي ألجل اختيارهم مع الله تعالى ثم61البقرة: قال رضي الله عنه الميل إلى كل شيء دون الله تعالى مذموم إال في حقوق الله تعالى، ومأموراته

فقال له الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى يا سيدي إن كل شيء غير الحق مجهول معدوم إال الحق فإنه معروف موجود فمن أين جاء للعبد أنه يألف أو يركن إلى الجهل، والعدم دون المعرفة،

والوجود فقال رضي الله عنه الجهل، والعدم أصل لظهورنا، والمعرفة، والوجود أصل لظهور الحق، وما حصل بأيدي عباده من المعرفة والوجود ففضل منه ورحمة وما حصل بأيديهم من الجهل، والعدم فعدل

X ثم إلى ربهم منه، ونعمة " وال يظلم ربك أحدايحشرون ".

وسئل رضي الله عنه عن األكل من األطعمة المرسلة من بيوت األصحاب الذين ال يتورعون فقال رضي الله عنه عند العبد ال ينبغي أن يكون له اختيار

مع عدم المختار فكيف يكون له اختيار مع وجودX فكل بقدر X صادقا المختار، ولكن إن كنت جائعا

حاجتك وادفع ما بقي بعد ذلك لمن شاء الله تعالى،X تخرج عن رتبة وال تدبر لنفسك حاال محمودا

41

التحقيق، واسأله أن يسترك في الدنيا، وفي اآلخرة بالجود، والكرم، وقال له بعض اإلخوان دستور يا

سيدي إذا مت أدفنك في المقام الفالني، وأجعل لكX فقال رضي الله عنه نحن ال اختيار لنا X، وسترا تابوتا مع الله في حال الحياة فكيف يكون لنا اختيار بعد

الموت.

وكان رضي الله عنه يقول: إياكم، والجزع في مواطن االمتحان يمتحنكم الحق تعالى بأشد من ذلك فقال له الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى: الصبر ال يصح إال عند حصول االستعداد، ومن ال استعداد له فكيف يصبر فقال رضي الله عنه: ال تقيد على الحق

فإن الطرق إليه أوسع من مظاهره، وشؤونه،وأسمائه، وصفاته، واالستعداد طريق واحد.

وكان رضي الله عنه يقول ال يكمل الفقير حتى يحمل كله عن شيخه فإن من رمي أثقاله على

شيخه فهو سيء األدب مع أنه إذا تعود ذلك ألفت نفسه ذلك فينقص استعداده فإذا جاءته صدمة هدت جداره، وشيخه ليس بمقيم له وكان رضي الله عنه

يقول إذا الزمت األحوال صاحبها حتى غاب معها عن حسه فهو نقص، وكلما خف الحال، وأبطأ وجودهX، وأين الحاضر من X كثيرا كان في حق صاحبه خيرا الغائب، وأين الموجود من المعدوم، وقد حكى أن

الشبلي رضي الله تعالى عنه قال، والحالج مصلوب

42

سكرت أنا، والحالج من إناء واحد فبلغ ذلك الحالج فقال: لو شرب كما شربت لسكر كما سكرت فقدم

األشياخ كالم الشبلي لصحوه على كالم الحالج.

وكان رضي الله عنه يقول: الميزان التي يوزن بها الرجال واحدة كميزان الحق تعالى، وإنما جمعت

لتفاوت الموزونات.

وكان رضي الله عنه يقول في تفسير قوله تعالى: " 30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " " فصلت: " اآلية المراد بالذين قالوا ربنا الله كمل األنبياء،

والمراد بقوله ثم استقاموا محمد صلى الله عليه وسلم والمراد بمن تتنزل عليهم المالئكة عامة

النبيين، وبالذين ال يخافون كمل األولياء، وبالذين ال يحزنون عامة األولياء، وبالذين يقال لهم: " وأبشروا

"30بالجنة التي كنتم توعدون " " فصلت: X لثوابه، وسئل المؤمنون الذين عبدوا الله تعالى طلباX مقيم رضي الله عنه عن القطب الغوث هل هو دائما بمكة كما قيل فقال رضي الله عنه عنه قلب القطب

X طواف بالحق الذي وسعه كما يطوف الناس دائما بالبيت فهو رضي الله عنه يرى وجه الحق تعالى في كل وجهة كما يستقبل الناس البيت، ويرونه من كل

وجهة إذ مرتبته رضي الله عنه التلقي عن الحق تعالى جميع ما يفيضه على الخلق، وهو بجسده حيث

شاء الله من األرض.

43

ثم قال رضي الله عنه.

واعلم أن كمل البالد البلد الحرام، وكمل البيوت البيت الحرام لقوله تعالى: " إليه ثمرات كل شيء

X " " القصص: "، وكمل الخلق في كل عصر57رزقاالقطب، فالبلد نظير جسده، والبيت نظير قلبه.

وسئل رضي الله عنه عن نزول الناس من الدنيا إلى البرزخ الفاصل بين عالمي الحس، والبرزخ المطلق في حال اتصال الشاهد بهما فقال رضي الله عنه " والتفت الساق بالساق " كالتفاف ال ثم قال إيضاحه

خذ من سعة إلى ضيق ثم خط في األرض بمسلة كان يخيط بها القفاف صورة ال في األرض، وقال

انظروا إلى هذا الحرف فإنه دال بالتفافه على نفسه صورة، ومعنى كداللة الخلق على الحق، وعكسه

فافهم.

وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى عن قوله 12تعالى: " وجعلنا الليل والنهار آيتين " " اإلسراء:

" فقال رضي الله عنه كمون، وستر، والحس أصدق شاهد فقال: سيدي أفضل الدين رحمه الله تم

الجواب.

44

وكان رضي الله عنه يقول ليس للمجاذيب في جنة األعمال قدم، وال مكان مخصوص يرجعون إليه، وال قدم في مأكل، وال ملبس، وال نكاح، وال غير ذلك ما عدا المشاهدة فقط للحق فإنهم يشتركون مع أهل

الجنة فيها على خصوص، وصف في المشاهد.

ثم قال رضي الله عنه إن السوقة، وأهل الصنائع، والحرف أعظم درجة عند الله، وأنفع من المجاذيب لقيامهم في األسباب، وكثرة خوفهم من الله تعالى،

وأكل الفقراء، والظلمة من أموالهم مع احتقارهم نفوسهم، ولهم في كل جنة نعيم من الجنان األربع

التي هي جنة الفردوس، وجنة المأوى، وجنة النعيم،وجنة عدن، وهي المخصوصة بالمشاهدة، والزيادة.

وكان رضي الله عنه يقول: المجاذيب واألطفال في الحالة سواء إال أن األطفال يتميزون عن المجاذيب

بسريانهم في الجنة كما ورد أنهم دعاميص الجنة أيغواصون فيها.

وكان رضي الله عنه يقول: نشأة أهل الجنة مخالفة لنشأة الدنيا التي نحن عليها اآلن صورة، ومعنى كما أشار إليه حديث " إن في الجنة ما ال عين رأت، وال

أذن سمعت، وال خطر على قلب بشر " وإيضاح ذلكX في الشخص فال أن حجاب البشرية ما دام موجودا يعلم أحوال الجنة ألن الجنة نشأة شهود، وإطالق ال

45

X حجاب، وتقييد، ولذلك كان علم أحوال الجنة خاصا بالعارفين ثم قال رضي الله عنه، واعلم يا أخي أن

الحق تعالى جعل لنا السمع والبصر، والشم، والذوق، واللمس واللذة في النكاح، واإلدراك حقائق

X، ومحال مع اتحادها في الباطن ألن متغايرة حكما اإلدراك ليس إال للنفس، وهي حقيقة واحدة بمنافذ

مخصوصة، وإنما تنوعت اآلثار في هذه الحقائق بتنوع محالها فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الصفات

X، ومحال يقع االتحاد بينها في المتغايرة هنا حكماX، ومحال فيسمع بما به يبصر بما به يتكلم اآلخرة حكما بما به يذوق بما به يشم وكذلك الحكم في الضد من غير تضاد فيبصر بسائر جسده، ويسمع كذلك، ويأكل

كذلك، وينكح كذلك، ويشم كذلك، وينطق كذلك، ويحرك كذلك، ثم قال رضي الله عنه، وهذا القدر

النزر من أحوال أهل الجنة ال يصح وجوده في العقل ألنه محال في عقل من يسمع ذلك فكيف بغير النزرX تكلم على مما هو أعظم من ذلك قال، ولم أر أحدا

ما ذكرته غير سيدي عمر بن الفارض رضي الله عنهفي تائيته فراجعها.

وكان رضي الله عنه يقول: في معنى حديث " إن الجنة تشتاق إلى أربع عمار، وعلي، وسلمان، وبالل " إنما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤالء األربع ألنهم أرواح الجنان، وأسماؤهم أشد مناسبةX X رضي الله عنه من العمارة، وعليا للجنة ألن عمارا

46

رضي الله عنه من العلو وسلمان من السالمة، وبالال من البلل الذي هو الرحمة قال، وهؤالء األربعة هم

الموكلون باألنهار األربعة المذكورة في القرآن فيغرفون منها بحسب حصة كل أحد، ومشربه من

التوحيد، واستعداده.

وكان رضي الله عنه يقول: كان الشجرة التي أكل منها آدم عليه السالم علة مظهر األفعال المقابلة لما عليه كمل األنبياء الذين هم فوقه في الدرجة، وسئل

رضي الله عنه عن طائفة المسلكين كسيدي أحمد الزاهد، وسيدي مدين وأضرابهما رضي الله تعالى

X فقال: رضي الله عنه ال، وإنما عنهم هل كانوا أقطابا هم كالحجاب على الملك فال يدخل عليه أحد من

الناس إال بإذنهم، وعلمهم فهم يعلمون الناس اآلداب الشرعية، والحقيقية، وما يظهر عليهم من

الكرامات، واألحوال إنما هو لصفاء نفوسهم، وإخالصهم، وكثرة مراقبتهم ومجاهدتهم، وأما

القطابة فجل أن يلج مقامها األحوط غير من اتصف بها قال، وقد الشيخ عبد القادر الجبيلي رضي اللهX الدنيا واآلخرة عنه، وقال إن لها ستة عشر عالما

عالم واحد من هذه العوالم فقيل له فالتصريف الذي يظهر على أيدي هؤالء المسلكين هل هو لهم أصالة

كالقطب أم ال فقال: رضي الله عنه ليس هو لهم أصالة، وإنما هو بحكم اإلفاضة عليهم من الدوائر

التي هي فوقهم إلى القطب، وإيضاح ذلك أن الله

47

تعالى إذا أراد إنزال بالء شديد مثال فأول ما يتلقى ذلك القطب فيتلقاه بالقبول، والخوف ثم ينتظر ما

يظهره الله تعالى في لوح المحو واإلثبات الخصيصين باإلطالق، والسراح فإن ظهر له المحو،

والتبديل نفذه، وأمضاه في العالم بواسطة أهل التسليك الذين هم سدنة ذلك فينفذون ذلك، وهم ال يعلمون أن األمر مفاض عليهم، وإن ظهر له الثبوت

دفعه إلى أقرب عدد، ونسبه منه، وهما اإلمامان فيتحمالن به ثم يدفعانه إن لم يرتفع إلى أقرب نسبة

X منهما كذلك حتى يتنازل إلى أصحاب دائرته جميعا فإن لم يرتفع تفرقته األفراد، وغيرهم من العارفين

إلى عموم المؤمنين حتى يرفعه الله عز وجلبتحملهم.

ولو لم يحمل هؤالء ذلك من العالم لتالشي في طرفة عين قال تعالى: " ولوال دفع الله الناس

بعضهم ببعض لفسدت األرض " وقال تعالى: " خلق السموات بغير عمد ترونها " إشارة إلى القطب

الذي هو العمد المعنوي الممسك للسموات ففيهإشارة إلى خفائه في العالم.

وسئل رضي الله عنه عن كالم بعض العارفين*، وهو أنه ذكر في كتاب له أنه شهد جميع النبيين

والمرسلين مجتمعين في محل واحد، وأنه لم يكلمه منهم إال هود عليه السالم فإنه رحب به، وفرح به ما

48

الحكمة في خصوصية كالم هود له دون غيره،وفرحه بهذا العارف؟

فقال: رضي الله عنه أما خصوصية الكالم فال يمكنني ذكرها، أما فرحه فألن البرزخ قيد لألنبياء

عليهم الصالة والسالم بالنسبة إلى إطالق اآلخرة، وما فيها من النعيم فهم، وإن شهدوا ذلك في البرزخ ال يشهدونه إال من خلف حجاب بغير واسطه جسمهم

فإن أجسامهم مقيمة تحت األرض، وكمال النعيمX فكان إنما هو بواسطة اجتماع الجسم والروح معا فرحه عليه السالم بهذا العارف الذي هو من هذه

األمة المحمدية الستبشاره بانقضاء مدة البرزخ ألن هذه األمة آخر من يدخل البرزخ من األمم، وقد أخبر هذا العارف عن نفسه بأنه أحد الختمين اللذين يختم

الله تعالى بأحدهما والية الخصوص، وباآلخر والية العموم، وفرح هود عليه السالم بهذا العارف مما يؤيد ختميته فإنه لما رأى أحد الختمين علم قرب

انشقاق الفجر اآلخروي وخالصه من قيد البرزخ إلىإطالق اآلخرة.

*قلت: - العارف بالله الشعراني رحمه الله تعالى - وهذا الذي أشار إليه السائل ببعض العارفين هوسيدي محيي الدين بن العربي رضي الله عنه.

49

)قلت: - درويش باللون األزرق غفر الله تعالى له - وهذا يشرح مصطلح ختم وخاتم

األولياء أول ما صدر من الحكيم الترمذي ه2 وشرحه سيدي محي الدين بن عربي320

2رحمهما الله تعالى – أنه يفهم مما مر أنه اثنان خاتم الوالية العامة وخاتم الوالية الخاصة وليس بواحد وزد على ذلك أن القطب )مصطلح يطلق على من بقمة

التمسك بأخالق وعقائد وعبادات قرآنية حديثية وفضل من الله تعالى( في كل عصر هو من عليه المعول وأما خاتمي الوالية كما

يفهم مما مر والله أعلم أنه من قبيل آخر شخصين ممن تقوم عليهما الساعة، أي آخر

المؤمنين ووالية – واحد للعامة وواحد للخاصة – وبعدهما تجد لكع ابن لكع ممن

تقوم عليهم الساعة بعد رفع القرآن الكريم حيث ال يقال الله الله على سطح األرض، بل قال صاحب العقيدة الطحاوية أن نبي واحد

ولي وأما مقام خاتمية1000أفضل من وختم الوالية العظمى فهو مأمم لسيدنا

رسول الله فهو خاتم وختم كل وصف وخلق عظيم تحت خيمة نبوته ورسالته ومعرفته

بكل شئ وقدم صدقه ومقامه المحمود فاللهم صل عليه وآله وصحبه ومن تبعه

وشفعه فينا آمين(

50

وكان يقول سيدي على الخواص رضي الله عن22ه: (- ونحن في س222نة إح222دى وأربعين وتس222عمائة

م قلت: - درويش - أنظر1534الموافق ه9412 كتاب السيوطي الكشف بأن أمة اإلجابة ال تتعدى

م ثم زادها باألدل22ة1591ه2 الموافق 1000األلف م2076 هج22ري المواف22ق 1500أللف وخمسمائة

- جميع أبواب األولياء ق22د سنة )71أي باقي نحو تزحزحت للغل22ق، وم22ا بقي اآلن مفتوح22ا; إال ب22اب رسول الله صلى الل22ه علي22ه وس22لم ف22أنزلوا ك22ل ضرورة حصلت لكم ب22ه ص22لى الل22ه علي22ه وس22لم. وك22ان يق22ول: ال يكم22ل الفق22ير في ب22اب االتب22اع لرسول الله صلى الل22ه علي22ه وس22لم ح22تى يص22ير مشهودا; له في كل عمل مش22روع ويس22تأذنه في جميع أم22وره من أك22ل، ولبس، وجم22اع، ودخ22ول، وخروج فمن فعل ذلك فقد ش22ارك الص22حابة في

معنى الصحبة.

قلت: - درويش باللون األزرق- خاتمهي الوالية العامة والخاصة أحدهما وهو سيدي

640محي الدين بن عربي رحمه الله توفي م فما حدث لمقامي الخاتمية1242ه2

والسيما أنه قابل الختم اآلخر كما قال؟ - ثم أن سيدي على الخواص رحمه الله تعالى

قال كما مر :

51

أبواب األولياء قدجميع تزحزحت للغلق، وما بقي

اآلن مفتوحا; إال باب رسولالله صلى الله عليه وسلم فهذا هو الجواب الشافي من سيدي علىالخواص رضي الله عنه ورحمه الله تعالىى

وسئل عن األحدية، وسريانها مع شدة ظهورها فقال: ألهاكم التكاثر فافهم، وسأله أخي أفضل الدين رحمه

الله تعالى فقال: هل أكتب ما أجد في نفسي من العلوم فقال: إن صحبك ذلك عند انفصام تنزله

فاكتب، وإن عجزت عن التعبير عنه فال تتكلف لهعبارة.

وكان رضي الله عنه يقول: ال يحتاج السالك إلى الواسطة إال وهو في الترقي فإذا وصل إلى معرفة الله عز وجل فال يحتاج إلى واسطة، ثم قال رضي

الله عنه، وإيضاح ذلك أن الداعي إلى الله عز وجل من بني أو ولي واسطة بين العبد وبين الله تعالى في الدعوى إلى الله تعالى ال إلى نفسه فإذا وقع

اإليمان الذي هو مراد الله تعالى من عباده ارتفعت واسطة الرسول، والولي عن القلب حينئذ، وصار

52

الحق حينئذ أقرب إلى المدعو من نفسه، ومن رسوله، وما بقي للرسول إال حكم اإلفاضة على

العبد من جانب التشريع، واالتباع، ثم قال، وانظر إلى غيرة الحق تعالى على عباده بقوله لسيدنا

محمد صلى الله عليه وسلم، " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "

فأضاف عباده إليه، وأخبر أنه أقرب إلينا من أنفسنا، ومن رسولنا الذي جعله واسطة بيننا وبينه مع أنه

مدحه حتى كاد أن يلحقه به لما هو عليه من الكماالت ثم إنه تعالى قال له " ليس لك من األمر

شيء " فأخرجه من الخلق، ونفاه منهم، وأثبته معهم فافهم وسئل رضي الله عنه هل يصح تعلق الذات

بصفاتها فقال: ال فإن الصفات معدومة الظهور عندها لعدم من يتعلق بها من الخلق " كان الله ال شيء معه " فما ظهرت الصفات إال بوجود الخلق

فقيل له فهل يصح تعلق الذات بالعلم فقال: رضي الله عنه العلم من الزمها )الزمهم( راجع بي دي إف،

وهو ال يحيط إال بالصفات إذ هو منجملتها.؟؟؟؟؟؟؟؟

وكان رضي الله عنه يقول: إذا بلغ العارف مقام الكمال فليس له االستناد لغير ما يظهره الله فيه من العلوم فإن روحك أقرب إليك مما تنقل عنه،

وهذا أمر ال يعرف إال بالذوق.

53

وكان رضي الله عنه يقول: من عالمة المتسلق على مقام العارفين أن يحصل له الخشوع والشهود في حال ذكره ثم إذا فرغ يذهب ذلك مع الذكر، وحكم

ذلك كالرطب المعمول يتغير بسرعة.

وسأله سيدي أفضل الدين رحمه الله تعالى عن القساوة التي يجدها في قلبه فقال رضي الله عنهX اشكر الله تعالى حيث ستر عنك حالك لتكون عبداX ال عبد خشوعك، وحضورك فقال: وأنا إن له صرفا

X مع ذلك، ومع غيره شاء الله تعالى عبد له صرفا فقال صحيح لكن االمتحان آفاته كثيرة، والمحبوب عند الله من ادخر له ما وعده به على أعماله إلى

الدار اآلخرة، وخرج من الدنيا برأس ماله كامال من غير خسارة، ثم قال رضي الله عنه إياك، وكل شيء

ألفته نفسك فإن السم فيه، وال بد لنفوذ السم منمعين، وال معين له إال النفس.

وانظر إلى قوله تعالى آلدم، وحواء: " وال تقربا هذه " مع علمه بها حال علمه35الشجرة " " البقرة:

باألسماء فلما أراد الله تعالى نفوذ قدر له ألف بينهX في أكله، وليست إال نفسه التي وبين من كان سببا

حواء مظهرها فما نزل به البالء إال منه وبه.

وكان رضي الله عنه يقول إذا نظرت الوجود فردشيء فال تعبر عن شيء ألن التعبير يفصل.

54

وشكا إليه أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى مرة ما يقع له من كثرة النوم فقال رضي الله عنه ال

تلتفت إلى شيء دون الله تعالى فإن من وقف مع األسباب أشرك مع الحق وفي لمحة تقع الصلحة

X يقع لي كثيرة السهر والقلق في بعض فقال: له أيضا األوقات فقال له: إن كان في فكر في المصالح

فمدد، وخير كبير، وإن كان السهر مع الغفلة فبالءنزل يوزعه الله على المؤمنين حتى يرتفع.

وكان رضي الله عنه يقول: القمر آية شهود لداللته على ظهور األحدية، وسريانها، والشمس آية علملداللتها على ظهور الوحدانية، وإحاطتها بتكثرها.

وكان رضي الله عنه يقول: إياكم، والطواف بالليلX فقال: أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى: إن كثيرا من الناس يطوفون ليال فقال هم معذورون ولكن "

هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون " " " فقال: ال.9الزمر:

X وسمعت وكان رضي الله عنه يقول: إذا كنت مؤمنا،X أنه تعالى يمدح المؤمنين فال تبادر إلى كونك مؤمنا

وتأمل قبل ذلك هل أنت على ما وصف الله به المؤمنين من الصفات التي مدحهم عليها أم ال ثم، إن كنت على ما وصف فهل تموت على ذلك أم ال

55

فإن علمت أنك تموت على ذلك فقد أمنت مكر الله " فال يأمن مكر الله إال القوم الخاسرون " "

" وإن علمت أنك تموت على غير ذلك99األعراف: فقد أيست من رحمة الله و " ال ييئس من روح الله

" فكن بين78إال القوم الكافرون " " يوسف: الخوف، والرجاء فإنه الصراط المستقيم، وسمعته

مرة يقول: كل وصف ونعت محمود فباطنه ذم وتخويف، وكل وصف، ونعت مذموم فباطنه مدح،

ورجاء لمن استبصر هكذا حكمة الله في كالمهفافهم.

وكان رضي الله عنه يقول: في قوله صلى الله عليه وسلم: " يحشر المرء على دين خليله " النفس

أقرب خليل إليك فانظر كيف تكون فإن من هنا جاء البالء، والخوف فال حول وال قوة إال بالله العلي

العظيم.

وكان رضي الله عنه يقول ال تأكل قط طعام أحد إال إن كنت وليه في التربية أو من أهل آية " وال على

أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم " فإن كل لقمة نزلت في جوفك نقصت من عبوديتك بقدرها: واسترقتك

لصحب تلك اللقمة.

وكان رضي الله عنه يقول: األفعال المحمودة إذا رجع نفعها إلى صاحبها فاض منه على الكون لكن

56

أكثر النفع نفع للعامل واألفعال المذمومة إذ وقعتX ألهلك العاصي X، ولو أنه رجع خاصا رجع جزاؤها عاما

لوقته، وساعته فلذلك، وزعه الله تعالى على المؤمنين، وفتح للعاصي باب التوبة ببقاء روحه، ثم قال: وقد يثقل الله تعالى البالء على العاصي حتى

يرجع عما هو عليه أو لتذهب به يد الشقاء حيث أراد الله عز وجل وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله

X X، ولم يكن شفافا تعالى عن نور البرزخ لم كان كثيفاX ألنه نور أعمال كهذه األنوار فقال: إنما كان كثيفا

X الجوارح في الدنيا، والجوارح، والدنيا كثيفان، وأيضا فإن األنوار تصير في محل الظلمة كثيفة ألن البرزخ،

واحد بسيط، وليس فيه كثرة مباينة ليتميز بالنورالشفاف

وكان رضي الله عنه يقول من قرب من أخالقX رسوله كان له اإلطالق، والسراح في البرزخ تبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم ، فيجتمع كلما شاء بمن شاء من أصدقائه، وغيرهم، وأما من بعد من

أخالق رسوله صلى الله عليه وسلم، باألفعال الرديئة فإن شاء الله تعالى أطلقه، وإن شاء قيده فال يصح

له االجتماع بمن يريد،

وكان رضي الله عنه يقول األفعال، واألحوال المحمودة هي المدبرة للفلك ثم إن األمداد تنزل على الخلق بحسب رتبتهم، وكثرة نصحهم فمن

57

كانت أعماله متقنة كاملة كان دوران الفلك في حقه أسرع ثم تضاعف له الحسنات بحسب كثرة النفع،

X لألسباب دار الفلك بنصيب غيره ولم ومن كان تاركا يحصل له شيء من األمداد ألنه لم يعمل، ومن ال عمل له ال أجرة له ثم قال رضي الله عنه لكن ال

يخفي أن الحق تعالى ال نسبة بيننا، وبينه في العطاء عنده لبراءته عن أن ينفصل عنه شيء لنا أو يتصل

به شيء منا، وإنما األمر راجع منا لنا بحسب أعمالنا، وهو الغني الحميد، ومن هنا كان عتب الخضر على

موسى حين أقام الجدار من غير أجر لعلمه بهذا األمر فأراد الخضر عليه السالم أن يفتح لموسى باب

االكتساب ليجمع له بين مرتبتي الكسب، والوهب فلهذا قال تعالى: " بلى عبدنا خضر أعلم منك "

وسمعته رضي الله عنه يقول الفائدة في مصاحبة الكمل مجهولة ألن رتبة الكامل التي أقامه الحق

فيها هي للحق ال للعبد، والعبد ال تعرض عنده على سيده في شيء فهو ال يشفع، وال يدفع، وال ينفع، وال

يعطي وال يمنع إال بإذن من الله تعالى مخصوص، وأني له بذلك، والرسالة قد انقطعت فإن أمر

الكامل بالتنزل للتالمذة نفع، وشفع، وأعطى، ومنعX على قدم الخوف لنظره وإال فهو مع الله تعالى دائما

إلى عالمي المحو واإلثبات، وخاتمة العبد المدعومجهولة على العارف.

58

وإيضاح ما ذكرناه أن المصاحبة تقتضي الميل إلى الصاحب، والميل إما إلثبات أو نفي، وكالهما ممتنع

في حق العارف الكامل.

وكان رضي الله عنه يقول ال يلزم من تربية العارف لتلميذه أن يرثه ذلك التلميذ ألن التربية حقيقة لله

يورثها من يشاء من عباده.

وكان يقول األلوهية مطلقة قابلة للجمع بين الضدين من غير ضد فإنها قبلت التسمى بالرحمن كما قبلت

التسمى بالمنتقم وليست األلوهية أولى باسم المنتقم مثال من غيره كما أن أمره تعالى ليس أولى

X أن من نهيه في النفوذ " إنما أمره إذا أراد شيئايقول له كن فيكون ".

وكذلك حكم العكس فهو يقول يا عبدي أفعل فإنك عبد مأمور مأجور، وال تشهد الفعل لك فإن الفعل لي، وأنت محدث متردد بين العدم، والوجود، وأنا

الفعال لما أريد بفعلك لي وفعلك لك ألني غني عنك، وعن فعلى فيك ولك وبك فإن شهدت الفعل لك

فأنت مشرك، وإن تفعل فأنت كافر فاحذرني، وافعل كل ما أمرتك به وال تنسب لنفسك قوال، وال

فعال، وأنا الخالق العليم،

59

وسئل رضي الله عنه عن الصالة على النبي صلى الله عليه وسلم، باأللفاظ المطلقة، واأللفاظ

المقيدة أيهما أولى في حقه صلى الله عليه وسلم، وهل اإلطالق الذي يعتمده المصلي في صالته النبي

صلى الله عليه وسلم، مطلق عند الله أم ال، وهل التقييد الذي يتبرأ منه المصلي هو مقيد عند الله أم

مطلق فقال: رضي الله عنه للسائل ال تستعمل نفسك في شيء من حيث نظرك في إطالقه أو

تقييده فإن اإلطالق غايته التقييد كما أن التقييد غايته اإلطالق مع علمنا بأن األحوال الموصوفة باإلطالق أوX الستغنائها التقييد غير مفتقرة إلى وصفنا لها مطلقا

X لها تتميز به بصفاتها الذاتية التي جعلها الحق حدا عن غيرها، ونحن ال اطالع لنا على حقائق الذوات

لنعرف ما تستحقه من الصفات المقتضية لذلك أو لغيره، وكيف يمكن ألحد إيجاد العدم، وقيامه

بالوجود، وذلك خصيص بالجناب اإللهي أم كيف يحكم على الصفات التي هي أعراض ببقائها زمانين

في عرض آخر فكيف بقيامها في جوهر واحد فإذا قال: المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم،

اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد ما هو كائن في علم الله فقد استغرقX ومعنى، واستغرق هذا اللفظ العدد، والمعدود حسا

X الزمن المطلق بأقسامه، واستغرق جميع أيضا المتخيالت المضافات إلى القدرة، والعلم وإذا كان

المصلي ال يساوي رتبة هذا العموم، والشمول

60

لضيقه، وحصره، وتقييده فكيف يظهر عنه إطالقواألعمال كلها ال تكون إال على صورة عاملها.

كما أشار إليه حديث " الولد سر أبيه " فمن علم ما ذكرناه، وتحققه علم أنه ال يظهر له عمل، وال صدقة،

وال صالة، وال قراءة، وال وصف من األوصاف إال بحسب استعداده في ذلك الوقت، وبحسب رتبتة فيX X سواء كان ذلك اللفظ مطلقا X، وتقييدا التوحيد إطالقا

X فال تتعب نفسك يا أخي في شيء وصل أو مقيدا عليه كما أمرك الله تعالى أن تصلي عليه لتكون

X أمرك ربك بشيء امتثلت أمره، وليكن X محضا عبداهذا شأنك في جميع عبادتك البدنية، والقلبية.

وكان رضي الله عنه يقول التفكر، والتدبر من صفات العقل الذي جعله الله تعالى آلة يقطع اإلنسان بحدها كل شيء والقلب، وعاء الكل،

وإصالح األطعمة أصل ذلك، وغيره فإن اإلناء إذا كانX كزجاج، وبلور وياقوت ظهر ما فيه على شفافا

صورة اإلناء، ولونه من استدارة، وتربيع، وغير ذلك، وإذا كان اإلناء غير شفاف كالخشب، والحديد،

والفخار، وغيرها لم يظهر لما فيه صورة، وال لون، وال يعرف له حقيقة ثم إن هذه اآللة إذا طبع فيها الخير أو الشر مكث، ودام ما لم تتغير النشأة من

أصلها، وطبعها وهذا غير ممكن ألن الحقائق ال تبدل، وألن القدرة إنما تتعلق بتغير الصور قبل كمال

61

تكوينها قال وهذا سر من لم يشهده لم يعرفه فعلمX بصفة ما فما فيه كذلك أن القلب إذا كان متحققاX له الحكم على الجسد، والروح، ألن القلب دائما

وصفاتهما كما أنه كذلك محكوم عليه بإصالحاألطعمة.

ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم: " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت

فسد الجسد كله أال وهي القلب " فتأمل كيف أتي بلفظ كل التي تقتضي العموم، والشمول تعرف ما

ذكرناه.

ومن كالم سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه إذا صلح القلب كان بيت الله، ومهبط الوحي،

واألنوار، وإذا فسد كان بيت الشيطان والهوى، والظلمة انتهى فالبيت ال يقبل إال مشاكله فافهم،

وكما أن األحرف، وعاء للمعاني فكذلك القلب، وعاء للحق، والشرع، والنور كما أن الحرف إذا تغير بعض

صورته أو نقطه فسد المعنى كذلك القلب إذا تغيرت بعض صورته، وصفته فسد ما فيه، وسأله أخي

أفضل الدين رحمه الله تعالى، وأنا حاضر عن لذة العلوم عند إيجادها في القلب قبل أن توجد في النفس هل هي مغيبة لإلنسان عن حسه كما هو

األمر في النفس فقال رضي الله عنه إذا كان القلب يسع علم الحق كما ورد فكيف ال يسع علم غيره

62

فقال له أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى عالمX الغيب أوسع من عالم الشهادة فقال: هو أوسع عينا

X، والحكم ال يفترق وأما الشهادة فهي أوسع حكما العين كما ال يفترق ال إله إال الله من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: له أخي المذكور

فما الحكم في اإلفاضة على النفس قال الشيخ رضي الله عنه هو بحكم استعدادها وقربها من

عالمها األول أو بحكم تقييدها، وعدم استعدادها، وبعدها عن عالمها فقال له أخي المذكور ال بد من

الفرق قال الشيخ رضي الله عنه فرق بال فرق كخطاب قلبك لنفسك، وأنت أنت، وهما عين أينيتك

فافهم، وسئل رضي الله عنه عن العلوم المتولدة عن الفكر هل هي مستقيمة نفسها أم ال؟ فقال رضي الله عنه الحكم في ذلك للوقت فهو علم

الوقت يذهب بذهابه، والذهاب عدم، والعدم ال حكم له، وال عليه فقال له أخي أفضل الدين رضي الله

عنه.

X هذا إذا كان الفكر بتفكره هو أما إذا وكان حاضرا كان الفكر عن وقع القلب في الوقت فذلك إلهام

فعال بشرطه انتهى، ومعنى قوله بشرطه أن يخرج صاحب اإللهام عن مواطن التلبيس، والله أعلم،

وسئل رضي الله عنه عن بقاء العلوم في لوح النفس، وعن إدراكها مع كثرة، واردات العلوم

63

الفياضة على القلب فقال رضي الله عنه بقاء العلوم محفوظ في الصورة التي ظهرت عنها أعماال كانت

X، واإلدراك لها يكون بالصفاء الذي أو أقواال أو أنفاسا هو نور القلب المطلق، وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى، وأنا حاضر عن قولهم العلم قد

X فقال رضي الله X، والجهل قد يكون علما يكون حجاباX فألن العلم صفة، وركونك عنه أما كون العلم حجابا

إليه صفة والصفة مع أختها ال توجب نتيجة كحكمX األنثى إذا اجتمعت مع األنثى، وأما كون الجهل علماX في حقيقتها فهو كونك جاهال بحقيقة نفسك متحيرا

X، ومن هنا قال األشياخ فسمى جهلك بذلك علما سبحان من جعل عين المعرفة به عين الجهل به،

وذلك لعدم اإلحاطة بالله ، فال يخرج العبد عن الجهلبالله الستحالة اإلحاطة.

وسئل وأنا حاضر عن التفكر في القرآن هل هو كالتفكر في غيره فقال رضي الله عنه األمر راجعإلى قوة اآللة في القطع، وصالبة المقطوع، ولينه.

وسئل رضي الله عنه عن قوله تعالى: " أولم نمكنX من X آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا لهم حرما

" هل هذا الرزق لكل من57لدنا ... " " القصص: دخل مكة أو هو خاص بقوم دون آخرين فقال رضي

الله عنه الرزق عام لكل من دخل مكة من المسلمين بحسب استعداده لكن ال يصح تنزل هذا

64

اإلمداد على قلب إال بعد تجرده عن حسناته،وسيئاته.

كما أشار إليه خبر " من حج، ولم يرفث، ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم، ولدته أمه " فيولد الداخل

هناك، والدة ثانية، ومن تأمل بعين البصيرة هناك،X بالنسبة لذلك المحل األكمل فقال وجد حسناته ذنوبا

له أخي أفضل الدين رضي الله عنه.

X التجرد عن السيئات قد عرفنا أن محله وكان حاضرا جبل عرفة فأين يكون التجرد عن الحسنات فقال

رضي الله عنه هو بحسب المراتب، وال أظنه إال في باب المعالة فقال: له أخي أفضل الدين الذكور

رحمه الله إن غالب الحجاج ال يتجردون مما ذكر فقال رضي الله عنه يتجردون، ولكن ال يشعرون كما

يشعر به العارفون فقال له أخي المذكور فمتى يكون اللباس فقال: رضي الله عنه عند زيارة قبره

صلى الله عليه وسلم، وذلك ليظهر الحق تعالى كرمه، وآثاره نعمته على أمته بحضرته حتى تقر بذلك عينه صلى الله عليه وسلم، فقال له أخي

X بال كسوة X ما يرجع بعض الحجاج عريانا المذكور كثيرا فقال رضي الله عنه هذا ال يقع إال ألصحاب الدعاوي الذين يظنون بأنفسهم الكمال، وأنهم أتوا بالمناسك

على وجه الكمال دون غيرهم فنسأل الله العافية، ومثل هذا هو المراد بقولهم إذا حج جارك حول باب

65

دارك للمقت الذي حصل له هناك ثم قد يتفضل الحق تعالى عليه، ويرسل له الخلعة إلى بالده بواسطة انكسار قلبه أو بواسطة دعاء والديه،

وإخوانه، ونحو ذلك.

وسئل رضي الله عنه عن قطب الغوث هل له فعل خرق العوائد من طي األرض، ونحوها فقال رضي

الله عنه قد تحكم عليه المرتبة بفعل ذلك وإذا حكمت المرتبة على كامل بشيء فال تؤثر في كماله

X أو غيره. رضي الله عنه سواء كان قطبا

وكان رضي الله عنه يقول المراقبة الصحيحة لله تعالى تنشأ من إصالح الجسد بواسطة القلب،

وإصالح القلب يكون بإصالح الطعمة وإصالح الطعمة يكون بالكسب في الكون مع التوكل على الله عز

وجل، والتوكل حقيقة هو المراقبة، وذلك يكون منX الله تعالى ابتداء، ومن العبد في النهاية اكتسابا

X فلذلك قال صلى الله عليه وسلم: " أفال أكون عبداX إذ هو بتحققه بالعلم يكون X " ولم يقل شاكرا شكورا

X إال بتخلقه بالعمل وفرق X، وال يكون شكورا شاكراكبير بينهما.

وكان رضي الله عنه يقول التجريد عن رؤية األسباب خاص بعالم الخيال، ولذلك كان العلم والتجريد عن

X بعالم الشهادة ألنه أفاد العمل، االكتساب خاصا

66

وحقيقة الجمل ظهور صورة العلم ال غيره فقال له أخي أفضل الدين رضي الله عنه فإذا كان األمر

كذلك فما الفرق بينهما قال تعلمه كما علمت بالله كل شيء، وأنا، وأنت غير محتاجين إلى البيان،

والقلوب ال تمسك مثل ذلك ألنه غير مألوف فيX، والله يحب من الحديث " إن من البيان لسحرا

عباده الستيرين " فاحتفظ يحفظك الله وسمعته مرة يقول كما حكمت الذات على نفسها بالوجود المطلق فيجب على غيرها أن يحكم على نفسه

بالعدم المطلق قال ومن هنا تعلم الفرق بين األلوهية، والربوبية وبين العبد، وعجزه، وبين الرب،

X الفرق بين الروح، والجسد، وقدرته، وتعلم أيضا والفرق بين توحيد األكابر من الرجال، وتوحيد

غيرهم، وهو من أوضح الفروق وأجالها.

وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله، وأنا حاضر فقال رأيت كأني ميت، وأنا أغسل جسدي حتى فرغت ثم حملت نصفي األسفل، وأنت يا سيدي حملت نصفي

X عن الملكين فقال األعلى ثم سألت نفسي عوضا الشيخ رضي الله عنه أنت مقصر لم ال تحمل نفسك

كلها فتكون كامال تقاتل عن نفسك بالمدافعة، وشيخك يساعدك إن شاء الله تعالى، وتأمل في

حديث " أعني على نفسك بكثرة السجود ".

67

X عن الملكين فهو صحيح وأما سؤالك نفسك عوضا فإن السؤال حقيقة إنما ثمرته، وفائدته للملكين ال

لك ألنك لم تزدد بسؤالهما علما عما كنت عليه.

وكان رضي الله عنه يقول ال يخرج أحد من الدنيا حتى يكشف له عن حقيقة ما هو عليه، ويتساوى مع

أهل الكشف إنما هو تقديم، وتأخير ثم قال رضي الله عنه، وأما نحن فال كشف لنا محسوس، وال حس

معقول، وال عقل، وال نقل، وال وصف إال العقل المالزم لنا في رتبة اإليمان العاري عن الدليل

بالمدلول.

وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى، وأنا حاضر فقال؛ له إذا كان العبد على يقين من األمان

من سوء الخاتمة هل عليه ضرر فقال رضي الله عنه الخوف من الزم كل مقرب ألن غاية يقينه ال يتعدى

نفسه، وال يمكنه العلم بتعيين الحق تعالى فيما يحكم فيه فإذا ما علم إال حال نفسه في ذلك الوقت فقط دون ما قبله، وما بعده وعلم الوقت ضرورة يذهب

بذهابه، وال تقييد على الحق تعالى فيما يفعل بل، ولو كلمك تعالى، وأقسم بنفسه على ذاته أنك سعيد فال

تأمنه فإنه واسع عليم " كل يوم هو في شأن " " " ولوال األدب لقلنا كل نفس له شئون29الرحمن:

إن كنت قلته فقد علمته وهو على كل شيء رقيب.

68

وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله مرة عن التوحيد فقال: الشيخ رضي الله عنه هو عدم فقال له أخي

المذكور بل هو وجود فقال وجود فقال له فإذا العدم وجود، والوجود عدم فقال رضي الله عنه نعم فقال له أخي المذكور فانعدم العدم ألنه عدم، والعدم ال

كالم فيه، ولم يبق إال الوجود كما كان، وهو اآلن على ما عليه كان فقال: رضي الله عنه نعم " إنا لله وإنا

" فهو تعالى الموحد156إليه راجعون " " البقرة: نفسه بنفسه لنفسه حقيقة، والخلق لهم اإليمان،

والتصديق ال غير.

X، وأنا حاضر عن االسم، والرسم هل هما وسأله أيضا حرفان أو حرف، ومعنى؟ فقال رضي الله عنه

المعنى ال يقوم إال بالحرف، والحرف قائم بنفسه فهو غني عن المعنى كما أشار إليه قوله تعالى: " يا

أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد " فاسم الله األول هو المعنى، واسم الثاني

هو الحرف ألنه قال فيه " وهو الغني الحميد " ثمX في مصر قال رضي الله عنه، وال أعلم اآلن أحدا

يعلم هذا العلم غير قائله فالحمد لله على كل حال، وسمعته رضي الله عنه يقول إذا صادمكم أحد من أرباب األحوال من أصحاب النوبة فال تستعينوا عليه

إال بالله تعالى أو برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم يرجعون عنكم إجالال لله تعالى، ولرسوله

،X صلى الله عليه وسلم، والزموا األدب معهم ظاهرا

69

X، وال تخرجوا قط من سور بلدكم إلى حاجة وباطنا حتى تستأذنوهم بقلوبكم فإنهم يحبون من يراعي

األدب معهم، وربما صدموا من خرج غافال عن مراعاتهم فيحصل له الخراب في باطنه حتى يكاد أن

يهلك ال يهتدي أحد من األطباء إلى دوائه كما جربنالك.

وسمعته رضي الله عنه يقول ألخي أفضل الدين رحمه الله تعالى إياك أن ترق لمن أفقره الله تعالى من الدنيا بعد غناه فتعطيه أكثر من قوت يومه فإن الله تعالى ما أفقره إال لحكمة بالغة، وربما عاقبك الحق تعالى بنظير ذلك كما نقلت بنفسك ما أراد

الله تعالى لذلك العبد فتقلق فإنه ال يثبت مع الحق إذا نقله مما يحبه، ويرضاه إلى ما يحبه تعالى،

ويرضاه إال الكاملون المكملون ثم إنه تعالى إذا عفا عنك، ولم يعاقبك بنظير ما فعل بذلك العبد فال تعلم

X هلكت مع أنه استدراج أم ال فإن كان استدراجا الهالكين، والغالب أنه استدراج ألنه تعالى حذرك من ذلك، وما حذرك إال من موجود تقع فيه " وما يعقلها

".43إال العاقلون " " العنكبوت:

وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى مرة عن المسببات هل لها أسباب مخصوصة ال تقبل غيرها أم ال فقال له ما مذهبك أنت فقال مذهبي أن األسباب

كالمرائي المجلوة القابلة لظهور الصور، والمرآة

70

الواحدة تعطي الصور حقها من الظهور، وتقبل كل ما ظهر فيها من لطيف، وكثيف واألعيان التي هي

المسببات مرآة واحدة غير منقسمة، وال متناهية، وال متكثرة في الحقيقة وإنما هي انطباع أسماء المتجلي

فيها، وصفاته فالتنوع من المتجلي ال من غيره قال تعالى: " وقضى ربك أن ال تعبدوا إال إياه " فقال

الشيخ رضي الله عنه، وهو مذهبي.

X وأنا وسأله أخي أفضل الدين رحمه الله تعالى يوما حاضر على باب حانوته عن تفسير " إذا الشمس

كورت " فقال رضي الله عنه اللسان في هذا الوقت عاجز عن البيان باللسان المألوف فقال له أخي المذكور قل ما تيسر فقال رحمه الله أكتب في

ورقة " إذا الشمس كورت " بطنت، وباسمه الباطن ظهرت، ولم تظهر، ولم تبطن " إنك لعلى خلق

عظيم " وانقست بعد ما توحدت ثم تعددت، وانعدمت بظهور المعدود " والقمر إذا تالها " ثم

تنزلت بما عنه انفصلت لما به اتصلت، واتخذت " والنجم إذا هوى " ثم تنوعت باألسماء، واتحدت بالمسمى، وظهرت من أعلى عليين إلى أسفل

سافلين، ثم رجعت إلى نحو ما تنزلت " ولوال دفع الله الناس بغضهم ببعض لفسدت األرض " " البقرة:

" وبالجبال سكن ميدها، وميدها هو فسادها ثم251 اتصفت وبعدت بما وصفت عما به اتصفت، وما

اتصفت إال لما خلقت، وانحرفت فحشرت، وبأعمالها

71

انحشرت، ولوحوشها اتحدت " كل ميسر لما خلق له " ثم84" " قل كل يعمل على شاكلته " " اإلسراء:

انعدم التقييد بوجود اإلطالق، وانخرق الحجاب، وتعطلت األسباب فطلبت القلوب ظهور المحبوب ليكون معها كما كان يوم يأتيهم الله في ظلل من

"7الغمام " وإذا النفوس زوجت " " التكوير: وبزوجها تعلقت ولجها تشوقت، وبحقيقتها اتصلت، وبمظاهرها تعددت، وبها تنعمت " والتفت الساق

و29بالساق إلى ربك يؤمئذ المساق " " القيامة: " " وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت "30

والروح لم تقتل ألنها حية، وإن قتلت فبه قتلت، وإن سئلت فيه سئلت فقاتلها هو محييها بقتلها ومماتها،

والموت عدم العلم والعلم عند الله تعالى ألنه هو العالم بالقاتل، وما يستحقه فجزاؤه عليه، ورجوعه

إليه " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم " " وإذا الصحف نشرت " الصحف هي الحاوية لألعمال، واألعمال

علوم القلب المفاضة على الجوارح فالعمل صورتها كما أنه روحها، ومن ال روح لصورته فال نشر لصحفه

" وسيرى الله عملكم ورسوله " فرسوله يرى عملكم ألنه هو المعلم، والله يرى عملكم ألنه العامل حقيقة، وقد تنزه تعالى عن الرؤية باألبصار، والقلوب

المقيدة بغيره " يحشر المرء على دين خليله " " " ال أطيق11وإذا السماء كشطت " " التكوير:

التعبير عن معناه " وإذا الجحيم سعرت " نار الخالف اشتعلت، واألعمال المظلمة عذبت " أنما يريد الله

72

" فما49أن يصيبهم ببعض ذنوبهم " " المائدة: عذبهم إال بهم، وما رحمهم إال به، والواحد ليس من

العدد ألن الواحد موجود مستور، والعدد معدوم مشهور " وإذا الجنة أزلفت " اآليات ال أستطيع

النطق بمعناها " إنه لقول رسول كريم " ألنه مستو بنبوته على عرش واليته، وهم العيون األربعة تسقى بماء واحد ألن الحكم في ذلك اليوم لله باسمه الله

ال باسمه الرب ألن حكم الله يعم، وحكم الرب يخص " ثم إلى ربهم يرجعون "، وال وجم لصفة مع ذاتها " في قوة عند ذي العرش مكين " المراد به العرش

المطلق لذلك اليوم المطلق يتجلى المعبود المطلق على العابد المطلق الذي هو إطالق المقيدات كما بدأنا أول خلق نعيده " مطاع ثم أمين " " التكوير:

" إلى آخر السورة صفات، ونعوت، وأسماء21للموصوف المنعوت باألسماء انتهى.

قلت وهذا لسان ال أعرف له معنى على مراد قائلة،X، والله أعلم. وإنما ذكرته تبركا

وسمعته رضي الله عنه يقول الرجل كالشجرة، وأصحابه كأغصانها ونسبة الغصن الذي ال يثمر إلى

الشجرة كنسبة الغصن الذي يثمر على حد سواء فياتصاله بها ال تقدر الشجرة تنفيه عنها.

73

وسمعته رضي الله عنه يقول الرجل، ولو ارتفعت درجته في معرفة الطريق ال يقدر أن يجعل شجرة

X، ولو أخلي المريد مدى الدهر فإن X أبدا الشوك تفاحاالحقائق ال تتبدل.

)– قلتوسمعته مرة يقول البرزخ كله عالم خيال ال حقيقةدرويش: أي يتخيله الناس ألنهم ال يرونه -(

)– قلت درويش: عند الناس إال إيمانا بالغيبله ثابتة إذ لو كانت له حقيقة ثابتة ما صحوالسمعيات -(

ألهله االنتقال عنه إلى الدار اآلخرة، وهو محل تجلى )– قلت جرويش: وهذه حقيقته -(الصفات اإللهية

كما أن الجنة محل لتجلي الذات الغنية عن العالمين" إنكم سترون ربكم " الحديث.

وسمعته رضي الله عنه يقول ألخي أفضل الدين رحمه الله مظاهر العوالم ثالثة أفراد آدم، وعيسى،

ومحمد صلى الله عليه وسلم، فآدم عليه السالم خصيص األسماء، وعيسى عليه السالم خصيص

بالصفات، ومحمد عليه الصالة، والسالم خصيص بالذات فآدم عليه السالم فاتق لرتق المسميات، والمقيدات بصورة األسماء، وعيسى عليه السالم فاتق لرتق الصفات البرزخيات بصورة الصفات، ومحمد عليه الصالة والسالم فاتق لرتق الذات،

وراتق لسر األسماء، والصفات إذ الخصيص بالظهراآلدمي اآلثار الكونية

74

لتجلى الصفات اإللهية كما أن الجنة محل لتجلي الذات الغنية عن العالمين " إنكم سترون ربكم "

الحديث.

وسمعته رضي الله عنه يقول ألخي أفضل الدين رحمه الله مظاهر العوالم ثالثة أفراد آدم، وعيسى،

ومحمد صلى الله عليه وسلم، فآدم عليه السالم خصيص األسماء، وعيسى عليه السالم خصيص

بالصفات، ومحمد عليه الصالة، والسالم خصيص بالذات فآدم عليه السالم فاتق لرتق المسميات، والمقيدات بصورة األسماء، وعيسى عليه السالم فاتق لرتق الصفات البرزخيات بصورة الصفات، ومحمد عليه الصالة والسالم فاتق لرتق الذات،

وراتق لسر األسماء، والصفات إذ الخصيص بالظهراآلدمي اآلثار الكونية.

ولذلك ظهرت عجائبه، وتنوعت حقائقه، ورقائقه، والخصيص بالمظهر العيسوي المعارف اإللهية

والكشوفات البرزخية، والتنوعات الملكية، والفئات، الروحية والخصيص بالمظهر المحمدي سر الجمع،

والوجود، واإلطالق في الصفات، والحدود لعدم انحصاره بحقيقة أو تلبسه بقيد فإن سره جامع،

ومظهره المع، وقد ولج هؤالء األفراد الثالثة كل واحد في عالمه المختص به في هيكله الذي هو عليه اآلن،

ولم يكن ذلك لغيرهم فإن آدم عليه السالم تحقق

75

X قبل نزوله إلى هذا العالم، وعيسى ببرزخيته أوال كذلك، وإلى اآلن في المحل الذي ولجه آدم عليه

السالم مع ما اختص به من الصفات، وأحاطتها منعوالم األسماء.

ولذلك طال مكثه ضعفي ما مكثه آدم عليه السالم في جنته، وأما محمد عليه الصالة، والسالم فقد، ولج العوالم الثالثة إذ هو مظهر سر الجمع والوجود حيث أسرى به من عالم األسماء الذي أوله مركز األرض،

وآخره السماء الدنيا ثم ولج البرزخ باستفتاحه السماء الدنيا إلى انتهاء السابعة ثم ولج ما فوقها

استفتاحه عالم العرش إلى ما ال يمكن التعبير عن نهايته، ولذلك ادخر صلى الله عليه وسلم دعواته،

ومعجزاته الخصيصة به لذلك اليوم المطلق الذي ال يسعه غيره .... ثم أطال الكالم في ذلك بما ال تسعه العقول فتركته لدقته، وغموضه، وبنائه على الكشف الصحيح التام الخاص بالكمل، وفي هذا القدر كفاية على التنبيه على علو شأنه رضي الله عنه وجميع ما

ذكرته عنه ال يوجد عند أحد من أصحابه غير أخي الكامل الراسخ الشيخ أفضل الدين رضي الله عنه

فإنه كان كاتم سره، وهذا األمر الذي ذكرته، وقع ليمع عدة مشايخ.

فبمجرد ما أصحبهم على وجه اإلقتداء، ومحوX ال توجد عند أحد X وأسرارا الرسوم يمنحونني أمورا

من أصحابهم، ولو طالت مدة صحبتهم حتى إن

76

بعضهم ينكرها: ويقول هذا شيء ما سمعناه من شيخنا قط وهو صحيح فإنه لم يطلعهم بحمد رب

العالمين. انتهت الترجمة بحمد الله تعالى والصالة والسالم

على خاتم المرسلين وآله وصحبه.

77