:سورة يوسف دراسة أسلوبية

عال الشوبكي: تأليف محمود أحمد نحلة. د: المشرف

بسم اهللا الرحمن الرحيم

إن الحمد هللا وحده نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي اهللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له .

ية لسورة يوسف استمتعت بالقيام بها لما أض فت علي من الخير الجم في فهم فهذه دراسة أسلوب

. يقرؤها والتي آمل أن ينتفع بها كل من–الكثير من أسرار إعجاز لغة القرآن

وقد وددت أن يكون عدد الكلمات المحدد للبحث أكثر مما هو عليه، فقد قي دني من بيان المزيد . هذه السورة الجميلةمن جمال وبراعة األسلوب في

وهنا أريد أن أقدم خالص شكري للدكتور محمود أحمد نحلة إلرشاده إياي خالل هذا البحث

. وجزاه اهللا خيرا كل الجزاء. ومساعدته القي مة في تصحيح لغة البحث وتوفير المراجع

المحتويات المدخل– ٠

ي المستوى الصوت– ١

تكرار الصوت المفرد١ – ١ تكرار المقاطع٢ – ١ الفواصل القرآنية٣ – ١

الصرفي المستوى - ٢

البناء للمجهول١ – ٢

التنكير والتعريف٢ –٢

النكرة - ١

المعرفة - ٢ بأل المعرف -أ

الموصولسمالا -ب

العلم – ج

اإلشارة اسم - د

إلى معرفةالمضاف - ه الضمير-و

الصيغ المركبة٣ – ٢

الحذف في الصيغ٤ – ٢ اختيار الصيغ٥ – ٢ استعمال المضارع بمعنى الماضي– ١

النحويالمستوى - ٣

األمر– ١ النهي– ٢ االستفهام– ٣ النداء– ٤ النعت– ٥

التوكيد– ٦ التقديم والتأخير– ٧

المستوى الداللي– ٤

الترادف- االضداد- المشترك اللفظي- الدالليلحقل ا-

التالزم -

الخاتمة– ٥

المدخل

وهو طريقة المؤلف الخاصة في اختيار األلفاظ -علم األسلوب علم يتعلق بدراسة األسلوب ولكن العلمين . ويساويه عند العرب علم البالغة. وتأليف الكالم، وهو علم مأخوذ من الغرب

فالبالغة العربية ترتكز على أساس العالقة بين التعبير العادي والتعبير . ا تماما ال يتساويولكن . 1وقد نشأت البالغة العربية بسبب يتصل بدراسة القرآن الكريم من حيث إعجازه. البليغ

يقال إن هناك جوانب مشتركة بين علم األسلوب والبالغة ألن البالغة تدور في مجملها حول البالغة عند العرب تنقسم إلى ثالثة علوم، وهي علم المعاني وعلم البيان وعلم األسلوب؛ و

فعلم المعاني يفرق بين أسلوبي الخبر واإلنشاء وأنواعهما، ويدرس أيضا ظواهر . البديعوعلم البيان يفرق بين أسلوب االستعمال . أسلوبية كالفصل والوصل والحذف واإليجاز وغيرها

أما . تعمال المجازي كما يفرق بين أنواع المجاز من حيث كونها أساليبالحقيقي وأسلوب االس علم البديع فيرى أن األسلوب قد يكون مسجوعا أو غير مسجوع، مشتمال على الطباق أو غير

. 2مشتمل، وما يشبه ذلك ومع أن هناك أوجه تطابق بين علم األسلوب والبالغة العربية، هناك أيضا اختالفات بينهما،

فبينما البالغة علم لغوي قديم تنظر إلى اللغة . تدور حول مسائل شتى نذكر بعضها فيما يليعلى أنها شيء ثابت ، فإن األسلوبية علم لغوي حديث تسجل ما يطرأ على اللغة من تغيير

. وتطور، في حين نجد البالغة تحلل األسلوب منفصال عن الزمن والبيئة وما يشبه ذلكاختالف آخر بين البالغة واألسلوبية وهي مسألة الموقف ومقتضى الحال؛ كما يوجد هناك

فالبالغة في الكالم هي مطابقته لمقتضى الحال وهذا ما يقرره علم األسلوب من أن القول يتأثر وكال العلمين الغربي والعربي يدرس األسلوب من حيث هو اختيار . بموقف المتكلم والمتلقي .اتب، وكالهما يهتم بمطابقة الكالم لمقتضى الحاليقوم به المتكلم أو الك

ولكن في حين أن البالغة تعطي أكثرية االهتمام للمتلقي وتجعله محورا رئيسيا لها، نجد أن وهناك اختالف آخر نذكره بالنسبة . األسلوبية تحسب الموقف أشد تعقيدا من مقتضى الحال

فرق بين مستوى المكتوب والمنطوق وهي تمزج بين للمستويات اللغوية؛ فالبالغة ال تراعي الأما علم األسلوب فيستخلص مقوالته من لغة في زمن . العصور من حيث االستشهاد باألمثلة

محدد مفرقا بين خصائص المكتوب والمنطوق، ويقف على وصف خصائصها، وتحديد وانبها يصنفها على معالمها التعبيرية وطرق استعماالتها المختلفة، بشكل يستقصي جميع ج

.3أسس لغوية وبوسائل منهجية مختلفة

١١١ للقرآن الكريم ص البالغياألسلوب في اإلعجاز : محمد آريم الكو از . د 1 ١١٣ - ١١٢ ص السابق 2 ١٥٣ - ١٤٣ ص السابق 3

ومع أننا اعترفنا بأن هناك اختالفات بين علم األسلوب والبالغة العربية، ومع أني عنونت هذا ، فلن أقصر طريقتي للتحليل على البالغة "دراسة أسلوبية: سورة يوسف "البحث بالعنوان

. بينهما ألستفيد من التصوريةوحدها أو علم األسلوب فقط، وإنما سأجمع

سأركز خالل هذا البحث على المستويات األربعة المعروفة للتحليل وهي المستوى الصوتي، : سأحلل كل منها مراعية أساسين. والمستوى الصرفي، والمستوى النحوي، والمستوى الداللي

.شاء اهللاأحدهما أن األسلوب اختيار، والثاني الخروج من النموذج المعتاد، إن

المستوى الصوتي تكرار الصوت المفرد١ – ١

قد يستخدم الصوت المتكرر في اللغة العربية وسيلة بالغية إلبراز حقيقة الموقف، وال يضاهى فقد تجد الصوت المتكرر يالئم موقعه مالئمة بديعة، . القرآن الكريم براعة في هذا االستخداموتكرر . 4اعدة المخارج إن كانت أنسب لتوضيح المعنىوقد تالزمه أصوات متقاربة أو متب

األصوات بطرق مختلفة فإن بحثت تجد تكرار حرف واحد فقط، إما في أول الكلمة أو آخرها، فنجد في كل من األمثلة . أو حرفين أو ثالثة أحرف، ونجد ذلك واضحا في سورة يوسف

لمقصود في الجملة، كما يزيد اآلية يثبت ويؤكد المعنى ا5اآلتية أن هذا الجناس االستهاللي .نغما عذبا

، فقد ورد في 6 فأما تكرار أول حرف في كلمتين متتاليتين أو أكثر، ويسم ى الجناس االستهاللي : مواقع كثيرة في سورة يوسف، منها

ذ قال وا ل ي وس ف و إ ( أخ وه أ ح ب إ ل ى أب ين ا م ن ا و ن ح ن ع ص ب ة ل ف ي ض الل م ب ين أ بانا إ ن (

فالفكرة التي تقدمها هذه اآلية هي امتعاض إخوة يوسف من يوسف وأخيه بنيامين بسبب وأما الصوت المتكرر فهو الهمزة، ونرى أن . شعورهم بتفضيل أبيهم ليوسف وبنيامين عليهم

في من صفات الهمزة أنها صوت انفجاري حلقي وهو يناسب ما يشعرون به من غصة وفي . فيمكننا أن نالحظ هنا تالؤم تكرار صوت الهمزة مع المعنى. حلوقهم بسبب موقف أبيهم

: آية أخرى

اآلن ( ح ص ح ص الح ق أ نا ر او د ت ه ع ن ن ف س ه و إ ن ه ل م ن الص اد ق ين (

ن إ ذ ر او د ت ن ي وس ف م ا خ ط ب ك {وهذا جواب زليخا امرأة العزيز عندما سأل الملك نسوة المدينة ع ن ن ف س ه فالصوت المتكرر هنا هو صوت الحاء، وهي صوت احتكاكي حلقي يناسب ما . }

بدال من كلمة " حصحص"واستخدام كلمة . تشعر به المرأة من حرج عند االعتراف بالذنب آلية جرسا صوتيا ، ، له وظيفتان؛ أوال يكسب ا"بان"أو " ظهر" أخرى تؤدي نفس المعنى، مثال

: ويظهر مثل ذلك في آيات أخرى منها. وثانيا يؤكد التكرار المقطعي علي إبانة الحق ق ال أ ح د ه ما ( إ ن ي أ ر ان ي أ ع ص ر خ م را و ق ال اآلخ ر إ ن ي أر ان ي أ ح م ل ف و ق ر أس ي خ ب زا (

عم ص جزءلغة القرآن في : ة محمود أحمد نحل. د 4 ٣٤٦ ٣٥١ ص لسابق ا 5 ٣٥١ ص السابق 6

ت اهللا ت ف ت ؤ ا ت ذ ك ر وا ق الوا ( س ف ح ت ى ت ك ون ح ر ضا أ و ت ك ون م ن الهال كين ي و ( لقد رأينا سابقا أن تكرار األصوات المفردة يتفق مع المعنى في معظم األحيان، وهناك

المعنى وهي تكرار أصوات متتابعة، ربما منتظمة التتابع، وربما يوجد بظاهرة أخرى تتعلق كررة المختارة أنسب األصوات لمعنى التعبير الذي فإن صفات األحرف المت. 7اختالف بسيط

فاستمع إلى تكرار األصوات في هذا – كما رأينا في تكرار الصوت المفرد –هي واقعة فيه : التعبير البليغ، قال اهللا تعالى

ج ه ز ه م ف ل م ا ( ب ج هاز ه م ج ع ل الس قاي ة في ر ح ل أ خيه ث م أ ذ ن م ؤ ذ ن ي ت ها الع ير إ ن ك م ل س ار ق ون أ (

، وفي كل منهما نالحظ ظاهرتين؛ "ثم"فيتكون هذا التعبير من جملتين مرتبطتين بالرابطة أولهما التكرار االشتقاقي الذي يعتمد على اتفاق كلمتين في معظم األصوات، ويكون ألحدها

ملة الثانية، وثانيهما تكرار متتابعة بروز على غيره كالجيم في الجملة األولى والذال في الجفلننظر بالدقة إلى الجملة األولى نرى أن الصوت المتكرر هو الجيم، ومن . منتظمة التتابع

واستعمال كلمات للفعل . صفاته الجهر والشدة، فهو يعكس المجهود والسعي الذي يتطلبه الفعل .ر فائقوالمفعول به من جذر واحد يقدم المعنى بصورة دقيقة وتصوي

: وتظهر هذه الظاهرة في كثير من التعبيرات في سورة يوسف، منها ن ح ن ن ( ع ل ي ك أ ح س ن ق ص الق ص ص ( قال يا ب ن ي ال ت ق ص ص ر ء ياك ع ل ى إ خ و ت ك ( ل ك ف ي كيد وا ) ك ي دا إ ن الح ك م إ ال هللا ع ل ي ه ( ت و ك ل ت و ع ل ي ه ت و ك ل الم ت و ك لون ف ل ي ( و إ ن ه ل ذ و ( ع ل م ناه ل م ا ع ل م و لك ن أ ك ث ر الن اس ال ي ع ل م ون ( ج زآؤ ه ق ال وا ( م ن و ج د في ر ح ل ه ف ه و ج زآؤ ه ك ذ ل ك ن ج ز ي الظ ال م ين ( و ف و ق ك ل ذ ي ( ) ع ل م ع ل يم ف أو ف ل نا ال( ك ي ل و ت ص د ق ع ل ينا إ ن اهللا ي ج زي الم ت ص د قين ( م ن اهللا ما ال أ ع ل م إ ن ي ( ) ت ع ل مون ق ال س و ف ( أ س ت غ ف ر ل ك م ر ب ي إ ن ه ه و الغ ف ور ) الر حيم

لصوتي وهناك نوع ثالث من التكرار الصوتي موجود في سورة يوسف، وهو تكرار القالب ا ففي سورة يوسف نجد هذه 8."توضع فيه األلفاظ في نظام دقيق فتجد له األذن لذة"الذي

:الظاهرة تبرز إلينا في آية بصفة خاصة، تتطابق حركاته وسكناته وطوله

عم ، ص جزءلغة القرآن في : ة حمد نحلمحمود أ. د 7 ٣٥٠ ٣٥١ص السابق 8

إ ن ك ان ق ميص ه ق د م ن ق ب ل ف ص د ق ت و ه و م ن الكاذ بين ( و إ ن كان ق ميص ه ق د . م ن د ب ر ف ك ذ ب ت

و ه و م ن الص اد ق ين ( قال وا يا أبانا ما ل ك ال ت ا م ن ا ع ل ى ي وس ف ( و إ ن ا ل ه ل ن اص ح ون أ ر س ل ه م ع نا ي ر ت ع و ي ل ع ب . و إ ن ا

ل ه ل ح اف ظ ون (

فال شك بأن هذا التكرار البارز البارع عالمة لمعجزة ال .قرآن المذهلة تكرار المقاطع٢ – ١

– ومقفلة – وهي التي تنتهي بصوت صائت –مفتوحة : المقاطع في اللغة العربية نوعان وأغلب . وتتركب الكلمات في اللغة العربية من مقاطع. وهي التي تنتهي بصوت صامت

ى صوائت فيندر وجود توالي المقاطع المفتوحة وبخاصة حين تشتمل عل. مقاطعها مقفلةوالكلمة العربية ال يمكن أن تزيد مقاطعها على سبعة مقاطع مهما اتصل بها من . 9قصيرة

10.سوابق أو لواحق+ م [صائت قصير + وهي التي يتكون من صامت (قصيرةفإن المقاطع في اللغة العربية إما

+ ص + م [صائت طويل + إما أن يتكون من صامت –و له صورتان (طويلة، وإما ] )ص زائدة ، وإما] )م+ ص + م [صامت + صائت قصير + ، وإما أن يتكون من صامت ]ص

+ إما أن يتكون من صامت –وال يظهر في القرآن إال عند الوقف، وله صورتان (الطول + صائت قصير + وإما أن يتكون من صامت ] م+ ص + ص + م [صامت + صائت طويل

11] ).م+ م + ص + م [صامت + صامت . ذا نظرنا إلى سورة يوسف، نجد أن المقاطع المفتوحة أكثر استعماال من المقاطع المغلقةفإ

فربما يكون السبب لهذا أن المقاطع المقفلة تستغرق في نطقها زمنا أقل من الزمن الذي ، فاستعمال المقاطع المفتوحة يدل على الزمن الطويل الذي تمتد 12تستغرقه المقاطع المفتوحة

. يوسفعبره قصة :فاستمع اآلن إلى اآلية اآلتية، وانظر إلى تحليلها المقطعي

و م ا ن س ئ ل ه م ع ل ي ه م ن أ ج ر إ ن ه و إ ال ذ ك ر ل ل ع ال م ين ( (

٩٢األصوات اللغوية ص : إبراهيم أنيس . د 9

٩١ السابق ص 10 عم ص جزءلغة القرآن فس : ةمحمود أحمد نحل. د 11 ٣٥٧ - ٣٥٦ ٣٥٧ ص السابق 12

/ ن _ء/ ن _ر/ ج _ء/ ن _م/ _ه/ ي _ل/ _ع/ م _ه/ _ل/ _ء/ س _ن/ _ _م/ _و / ن _ _م/ _ل/ _ _ع/ ل _ل/ ن _ر/ ك _ذ/ _ _ل/ ل _ء/ _و/ _ه

. فإن هذه اآلية تتكون من ثالثة وعشرين مقطعا، اثنا عشر منها مقفلة وأحد عشر منها مفتوحة فلننظر أيضا إلى هذه . فالمقاطع المقفلة تعكس صرامة هذه المسألة، والمدلول الهام لكالمه

:اآلية وتحليلها المقطعي د خ ل وا ع ل ى ي وس ف ء او ى إ ل ي ه ا خ اه ق ال إ ن ي أ ن ا أ خ وك ف ال ت ب ت ئ س ب م ا ك ان وا ي ع م ل ون و ل م ا ( ( / _ _و/ _ _ء/ _ف/ _س/ _ _ي/ _ _ل/ _ع/ _ _ل/ _خ/ _د/ _ _م/ م _ل/ _و/ _ء/ _ _ن/ _ء/ _ _ن/ ن _ء/ _ل/ _ _ق/ _ه/ _ _خ/ _ء/ _ه/ ي _ل/ _ء/ ع _ي/ _ _ن/ _ _ك/ _ _م/ _ب/ س _ء/ _ت/ ب _ت/ _ _ل/ _ف/ _ك/ _ _خ / ن _ _ل/ _م

فالمقاطع المفتوحة تشكل أكثر من ثلثي مقاطع اآلية، فتضفي على اآلية بالنغم الهادئ ويشعر .حيث معنى اآلية مصاحب بهذا النغمالقارئ باألمل والسكينة، من استخدام المقاطع المقفلة يناسب لونا من التعبير ال تؤديه المقاطع "ومن هنا نستطيع أن نرى أن

. 13"المفتوحة والعكس صحيح الفواصل القرآنية٣ – ١

م بين ( هي الكلمة األخيرة في مقطع أو آية، مثل الفاصلة ت ع ق ل ون ( و ) غ اف لين ( و) في قوله ) الر ( :تعالى ت ل ك آيات ال ك تاب ال م ب ين إ ن ا أ ن ز ل ن اه ق ر آنا ع ر ب ي ا ل ع ل ك م . ت ع ق لون ن ح ن ن ق ص .

ع ل ي ك أ ح س ن الق ص ص ب م ا أ و ح ي ن آ إ ل ي ك ه ذا الق رآن و إ ن ك ن ت م ن ق ب ل ه ل م ن الغ اف ل ين ( . فالفاصلة تقابل القافية في بيت الشعر بوصفها نقطة ارتكاز صوتي، يولد تناغما بالتحديد، "

كحرف النون في سورة 14"ويولد معنى باإليحاء، وقد يراد بالفاصلة حرف الروي، أو السجعفأهمية الفواصل أنها . 15"الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع"عن هذا إن فقيل . يوسف

وجعل اهللا "أصفت على األسلوب القرآني انسجام األلفاظ في أواخر اآليات، فقال عنه ابن قتيبة تعالى القرآن متلوا ، ال يمل على طول التالوة ومسموعا ال تمجه اآلذان، وغضا ال يخلق من

16."كثرة الترداد

عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 13 ٣٥٧

٣٣٨ - ٣٣٧ البالغي للقرآن الكريم، ص اإلعجازاألسلوب في : الكو از محمد آريم. د 14 ٨٩ ص في إعجاز القرآنالنكت: علي بن عيسى الرماني 15 ٣ مشكل القرآن ص تأويل: قتيبة ابن 16

نجد في سورة يوسف أن الفواصل جميعها نتنهي بحرفي المد واللين، الياء والواو ملحقة ف بالنون أو الميم مراعاة لالنسجام الصوتي، وأن نوع استخدام الفواصل في هذه السورة غالبا

أي أن الفواصل تتفق في الروي دون الوزن17هو التطريف اتفاق الفواصل (18ولكن التوازي. لروي في الوزن وا : يحصل أحيانا في السورة أيضا فاستمع إلى النغم العذب في قوله تعالى)

ق ال وا ي ا أ ب انا م ا ل ك ال ت أ م ن ا ع ل ى ي وس ف و إ ن ا ل ه ( ل ن اص ح ون أ ر س ل ه م ع ن ا غ د ا ي ر ت ع و ي ل ع ب .

و إ ن ا ل ه ل ح اف ظ ون ق ال إ ن ي ل ي ح . ز ن ني أ ن ت ذ ه ب وا ب ه و أ خ اف أ ن ي أ ك ل ه الذ ئ ب و أ ن ت م ع ن ه غ اف ل ون ق ال وا ل ئ ن أ ك ل ه الذ ئ ب و ن ح ن ع ص ب ة إ ن ا إ ذا . ل خ اس ر ون (

واصل في فهذه الفواصل تحمل إيقاعا ال يوجد في النوع األول، ينشأ من االتفاق التام بين الف

في ) و كيل( و ) ي سير(و ) القه ار(وقد خرج عن تلك الفواصل الكلمات . الوزن والروي :اآليات

يا ص اح ب ي الس ج ن ء أ ر ب اب م ت ف ر ق ون خ ي ر أ م اهللا الو اح د ( الق ه ار ]٣٩آية [ ) و ل م ا ف ت ح وا م ت اع ه م و ج د وا ب ض اع ت ه م ر د ( ت إ ل ي ه م ق ال وا يا أ بانا ما ن ب غي ه ذ ه ب ض اع ت نا ر د ت

إ ل ي نا و ن مير أ ه ل نا و ن ح ف ظ أ خانا و ن ز د اد ك ي ل ب عير ذ ل ك ك ي ل ي سير ]٦٥آية [ ) ق ال ل ن أ ر س ل ه م ع ك م ح ت ى ت ؤ ت ون م و ث قا م ن اهللا ل ت أ ت ن ن( ي ب ه إ ال أ ن ي ح اط ب ك م ف ل م ا ء ات و ه

م و ث ق ه م ق ال اهللا ع لى ما ن ق ول و ك يل ]٦٦آية [ )

السابقة تالحظ أنهما متتاليتان، وبالرغم أنهما تختلفان عن بقية ٦٦ و٦٥فانظر إلى اآليتين كما يظهر في اآلية األولى – السورة من حيث الحرف اآلخير، فإنهما تتفقان انسجاما ألنهما

وهناك نوع من التوازن بينهما كذلك . تنتهيان بحرف لين ومد ملحق به بحرف آخر– أيضا 19.ألن الفاصلتان تتفقان في الوزن والروي

عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 17 ٣٧١ عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 18 ٣٦٨ ٣٦٩ ص السابق19

المستوى الصرفي

البناء للمجهول١ – ٢لمبني للمعلوم من صميم البحوث الصرفية دراسة المغايرة في الصيغ كما في المغايرة بين ا"

فدراسة البناء للمجهول من دراسات الصرف األصلية، ويستخدم القرآن 20."والمبني للمجهولفإذا نظرنا إلى سورة يوسف نجد أنها تستخدم هذه الصيغة . الكريم هذه الصيغة ألغراض شت ى

ن في موضعين رئيسيين أولهما تعلق الغرض بغير الفاعل وثانيهما تعلق الغرض بالفاعل وإ : فانظر إلى اآليات التالية21.حذف

و اس ت ب قا الب اب و ق د ت ق م يص ه م ن د ب ر و أ ل ف يا س ي د ه ا ل د ا الب اب ق ال ت ما ج زآء م ن أ ر اد ب أ ه ل ك (

س وءا إال إ ن ي س ج ن أ و ع ذ اب أ ل يم ( يا ص اح ب ي الس ج ن أ م ا أ ح د ك ما ف ( ي س ق ي ر ب ه خ م را و أ م ا اآلخ ر ف ي ص ل ب ف ت أ ك ل الط ي ر م ن ر أ س ه

ق ض ي األ م ر الذي ف يه ت س ت ف تيان ( ث م ي أ تي م ن ب غ د ذ ل ك ع ام ف يه ( الن اس و فيه ي ع ص ر ون ي غاث (

لمجهول، فنستطيع أن نرى أن الفاعل ليس فهذه عي نة من اآليات التي تستخدم صيغة البناء ل مهما في كل منها وإنما الغرض يتعلق بغير الفاعل؛ ففي اآلية األولى، الغرض هو سجن

كذلك في اآلية الثانية الغرض هو صلب السجين وقضاء األمر وفاعل . يوسف أي ا كان الفاعل :يات التاليةوانظر اآلن إلى هذه اآل. الفعلين ليس مهما وكذلك غوث الناس

إ ن ك ان ق ميص ه ( م ن ق ب ل ف ص د ق ت و ه و م ن الكاذ بين ق د و إ ن كان ق ميص ه . م ن د ب ر ف ك ذ ب ت ق د

و ه و م ن الص اد ق ين ف ل م ا ر أى ق م يص ه . م ن د ب ر ق ال إ ن ه م ن ك ي د ك ن إ ن ك ي د ك ن ق د ع ظيم ( ف ل م ا ر ج ع وا إ ل ى أ بيه م ق ال وا ي ا أ بانا ( م ن ع م ن ا الك ي ل ف أ ر س ل م ع نا أ خ انا ن ك ت ل وإ ن ا ل ه ل حاف ظ ون ( و ل م ا ف ت ح وا م ت اع ه م و ج د وا ب ضاع ت ه م ( إ ل ي ه م ق ال وا يا أ بانا ما ن ب غي هذه ب ر د ت ض اع ت نا ر د ت

إ ل ي نا و ن مير أ ه ل نا و ن ح ف ظ أ خانا و ن ز د اد ك ي ل ب عير ذل ك ك ي ل ي سير (

فنرى أن الفعل المبني للمجهول في كل من هذه اآليات متعلق بالفاعل، والفاعل مهم، ولكنه لذكر الفاعل ألنه معروف ففي اآلية األولى نجد أنه ال داعي . 22حذف ألن حذفه أبلغ من ذكره

.من السياق، وكذلك في اآليات األخرى، وهذا من خصائص االستعمال القرآني

١١٢مفهوم علم الصرف ص : آمال بشر . د 20

عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 21 ٣٨٩ ٣٩١ ص السابق 22

التنكير والتعريف٢ –٢ النكرة - ١

وهو – بالنكرة عن المعنى العام للنكرة – في سورة يوسف -قد يخرج األسلوب القرآني فقد يستعمل التنكير للتحقير، نحو . 23ق إلى معان أخرى اكتسبتها من المقام أو السيا–الشيوع

يا ص اح ب ي الس ج ن (: قوله جل وعال ء أ ر ب اب م ت ف ر ق ون خ ي ر أ م اهللا الواح د الق ه ار ما (و ) ت ع ب د ون م ن د ون ه إال أس م آء س م ي ت م وها أن ت م و ءابآؤ ك م يدل على ) أسماء(و ) أرباب(فتنكير . )

. لتحقير وعدم أهميتهماا ق ال ت ما ج ز آء م ن أ ر اد ب أ ه ل ك س وءا (: كما يستعمل التنكير أيضا للتهويل، فانظر إلى اآليات

إال أ ن ي س ج ن أ و ع ذ اب أ ف أ م ن وا أ ن ت أ ت ي ه م (و ) أ ل يم غ أش ي ة م ن ع ذ اب اهللا فتنكير الكلمتان . ) ا ق ت ل وا (: ونجده أيضا يفيد اإلبهام . يفيد التهويل ويوحى بأنه ال نهاية لهما) غاشية(و ) عذاب(

ي وس ف أ و ا ط ر ح وه أ ر ضا (. ق ال ي ا ب ش ر ى (: وكذلك وردت النكرة في سورة يوسف في معنى يفيد التعظيم، نحو قوله تعالى

و ف و ق ك ل ذ ي ع ل م (و ) غ الم ه ذ ا و ق ل ن ح اش هللا ما ه ذ ا ب ش را إ ن ه ذ ا إال (و ) يم ع ل م ل ك ك ر يم ( ه دى و (و و ر ح م ة ل ق و م ي ؤ م ن ون ففي كل من هذه العبارات نرى أن النكرة مختارة تعظيما ).

. وتبجيال المعرفة - ٢

المعرف بأل -أ أولهما عهدية، ويكون العهد : العربية نوعانالتي تفيد التعريف في اللغة ) ال(إن استعمال

إما شامل لكل األفراد على "وثانيهما جنسية، ويكون الجنس . ذكري أو ذهني أو حضوريوإما جنس شامل على سبيل المبالغة واإلدعاء في ) كل(الحقيقة بحيث يمكن أن يحل محله لفظ

24".صفة ظاهرة فيه، وإما جنس قصد به بيان الحقيقة أو الماهية

إ ن ه ه و : (: الجنسية للمبالغة في سورة يوسف نحو قوله) ال(فورود استعمال الس ميع الع ليم ( إنه سميع عليم (ولم يقل هنا ) ال( فإن وضع - كما ورد في آيات أخرى في القرآن الكريم –)

إ ن (: نحو قولهلبيان الجنس الشامل،) ال(كما ورد .تشير إلىأن اهللا وحده هو السميع العليم

عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 23 ٣٩٥ ٤١٧ ص السابق 24

الش يطان ل إل ن سان ع د و م ب ين الن ف س إ ن ( و) ألم ار ة بالس وء إ ال ما ر ح م ر ب ي ل ق د ك ان في (و) ي وس ف و إ خ و ت ه آي ات ل لس ائ لين .في كل من هذه العبارات) ال(محل ) كل(فيمكن أن تحل )

االسم الموصول -ب السم الموصول في سورة يوسف ألغراض بالغية مختلفة، منها القصر، كما في قوله أتى ا إ ن ر ب ي ل طيف ل (: تعالى ي شاء ما و ل د ار اآلخ ر ة خ ي ر (و ) ل ل ذ ين ا ت ق وا أ ف ال ت ع ق ل ون فكان يمكن ).

اهللا على مشيئته فقط، الوقوف قبل االسم الموصول في هاتين الجملتين، ولكن أريد قصر لطف . وقصر خير اآلخرة على الذين اتقوا فقط

: وورد في سورة يوسف أن اسم اإلشارة قد يحل محل االسم الموصول، كما في قوله تعالى

ذ ل ك م ن أ ن باء الغ ي ب ن وحيه إ ل ي ك ( بمعنى ) ذلك(ويجوز أن يكون : "فقال الزجاج في هذه اآلية) . أي الذي من أنباء الغيب نوحيه إليك: خبره) يكنوحيه إل) (الذي(

وق ال : (كما قد يحذف االسم المعرف ويأتي االسم الموصول نيابة عنه، نحو قوله ا ش ت ر اه ال ذي

م ن م ص ر ال م ر أ ت ه أ ك ر م ي م ث و اه ع س ى أ ن ي ن ف ع ن ا أ و ن ت خ ذ ه و ل دا و ر او د ت ه ( و) ه و في ب ي ت ها تي ال ع ن ن ف س ه وراودته المرأة التي هو في (و ) وقال الرجل الذي اشتراه من مصر: (فالتقدير هنا)

. ، ولكن أقيمت الصفة، التي هي اسم الموصول، مقام الموصوف لتعليق الغرض بها)بيتها

العلم –ج وقد يحل محل العلم األصلي . ختلفةإلى عدة أقسام، والعتبارات مينقسم العلم في اللغة العربية

و ر او د ت ه ال تي ه و (: وقد يحذف العلم كلية ألغراض بالغية، مثال في قوله تعالى. لقب أو كنية في ب ي ت ها ع ن ن ف س ه قصدا إلى زيادة ) "وراودته زليخا(أو ) وراودته امرأة العزيز(فلم يقل )

25".مرأة والمحافظة غلى الستر عليهاالتقرير مع استهجان التصريح باسم ال

اسم اإلشارة -د ق ال ي ا ب ش ر ى : (يستعمل اسم اإلشارة في سورة يوسف لإلشارة إلى المحسات، فمنها ه ذ ا

ذ ل ك ( و) غ الم ك ي ل ي س ير ت ل ك ( و ) ءاي ات الك ت اب الم بين فلم يستعمل لإلشارة إلى أشياء أو . ) لتنبيه فقط، بل يستعمل ألغراض أخرى تعتمد على المقام، وقد يحذف المشار أشخاص لمجرد ا

٢١ فتح القدير ص تفسير 25

ذ ل ك (: فانظر على قوله. إليه ألنه يفهم من السياق ل ي ع ل م أ ن ي ل م أ خ ن ه ب الغ ي ب فاإلشارة هنا إلى ) 26 ".فعلت ذلك ليعلم العزيز أني لم أخنه في أهله بالغيب"الحادثة الواقعة، أي

م ترد اإلشارة للقريب في سورة يوسف دون هاء التنبيه، ولم ترد اإلشارة للبعيد ول .دون الم البعد

وقد تستعمل اإلشارة للبعيد في محل اإلشارة للقريب، فانظر إلى قول ا مرأة العزيز لنسوة ال ذي ل م ت ن ني ف يه ف ذ ال ك ن ق ال ت (: المدينة فهذا الذي لمتنني (ل وكان يوسف حاضرا فل م لم تق) رفعا لمنزلته في الحسن واستحقاقا إن يحب ويفتن به "؟ يقول الزمخشري في الكشاف أنه )فيه

27".وربا بحاله واستبعادا لمحله المضاف إلى معرفة -ه

قد يضاف االسم النكرة إلى االسم المعرفة في سورة يوسف ألغراض أخرى غير مجرد ، مثل في قوله 28ظيم، و هذا حين يضاف الشيء إلى لفظ الجاللةفقد يكون للتع. التعريف ذ ل ك م ن (: تعالى ف ض ل اهللا ع ل ي نا و ع لى الن اس و ل ق د ه م ت ب ه و ه م ب ه ا ل و ال أ ن ر أ ى (و ) ب ر ه ان ر ب ه ق ال (و ) اهللا إ ن ه ر ب ي أ ح س ن م ث واي م ع اذ ة كل من الفضل والبرهان والمعاذ فإن إضاف).

وكذلك قد . إلى لفظ لجاللة للتعظيم، فليس هناك فضل أو برهان أو معاذ أعظم من ال ذي هللا أ ف أ م ن وا أ ن ت أ ت ي ه م ( : يضاف االسم إلى لفظ الجاللة للتعظيم والتهويل معا ، فانظر إلى اآلية

غ اش ي ة م ن ع ذ اب اهللا أ و ت أ ت ي ه م الس أع ة ب غ ت ة و ه م ال ي ش ع ر ون فليس هناك عذاب أعظم من ) عذاب اهللا ولكن في الوقت ذاته هذا التعظيم يؤدي معنى التهويل ألن العذاب شيء مخيف

. ولكن عذاب اهللا يلقي الرعب في القلب ق ال ال ( :وقد يضاف االسم النكرة إلى معرفة لزيادة التأكيد أيضا، ومنه قوله تعالى

ت ث ر يب ع ل ي ك م الي و م ي غ ف ر اهللا ل ك م و ه و أ ر ح م الر اح م ين فإضافة أرحم إلى الراحمين للمبالغة ) .وبيان رحمة اهللا فوق كل من رحم

و ك ذ ل ك ي ج ت ب يك (: ومن ذلك أيضا اإليناس، مثل قوله تعالى ر ب ك و ي ع ل م ك م ن ت أ ويل األ ح اديث فأضاف الرب إلى كاف الخطاب لأللفة واإليناس وحمل يوسف على الطمأنينة بأن )

. ربه معه ولن يتخل ى عنه

الضمير –و

٤٣ص السابق 26 ٣١٨ ص الكشاف 27 لغة القرآن في جزء عم ص : ةمحمود أحمد نحل. د 28 ٤١٩

و أ ل ف ي ا س ي د ه ا ل د ا الب اب(: قد يختلف الضمير مع االسم الذي يعود أليه، مثال في قوله تعالى (قيل إنما لم يقل سيدهما "؟ ألم يكن العزيز سيد يوسف؟ ) بابوألفيا سيدهما لدا ال(فلم لم يقال

29".ألن ملك يوسف لم يصح، فلم يكن سيدا له على الحقيقة

وكذلك قد يحذف الضمير إذا فهم المعنى من السياق ومراعاة النسجام الفواصل، كما في قوله و اهللا أ ع ل م ب ما ت ص ف ون (: تعالى .تصفونه: والتقدير )

الصيغ المركبة٣ – ٢

في –تعد "، )كان يفعل(و ) كان قد فعل(و ) كان فعل(إن الصيغ المركبة، وهي من نحو من أهم ما يميز العربية عن أخواتها الساميات، ألنه –نظر بغض المشتغلين باللغات السامية

وال تجد 30".يعطي أبنية الفعل تخصيصا وتنويعا أكثر بكثير مما في أية لغة من اللغات السامية :هذه الصيغة إال مرتين في سورة يوسف، وهما في قوله تعالى

و ألج ر اآلخ ر ة خ ي ر ل ل ذين ءا م نوا ( و ك ان وا ي ت ق ون ( و ل م ا د خ ل وا ع ل ى ي وس ف ء او ى إ ل ي ه أ خ اه ق ال إ ن ي أ نا أ خ وك ف ال ت ب ت ئ س ( ب ما ك ان وا ي ع م ل ون (

ويجدر هنا ذكر قول األستاذ حامد عبد القادر عن معاني الماضي ) كان يفعل(فكالهما صيغة األول ماضي فعل : الماضي االستمراري في العربية يتركب من جرأين"في القرآن الكريم إن

حد الكينونة، والثاني المضارع الدال على الفعل األساسي المراد التعبير عنه، ويجب فيه أن يتتستعمل ) كان يفعل(فصيغة . 31"المسند إليه في الفعلين من حيث العدد والنوع والشخص

على سبيل – فاإليمان باهللا 32.لإلعراب عن استمرار الحدث في فترة من الزمان الماضي شيء ثابت ومستقر، ولكن التقوى تضعف وتقوى فالمهم لإلنسان أن يكون تقواه -المثال

ءا م نوا و ك ان وا (فت، وهذا ما يوضحه استعمال هذه الصيغة في القول مستمر وإن قويت أو ضع ي ت ق ون .(

الحذف في الصيغ٤ – ٢

إن الحذف في الصيغ نتيجة العناية بالنغم الموسيقي بال شك، وقد يزين اللغة باإليقاع والترنيم .ومع ذلك يظل جاريا على النسق العربي، وله هيكل معين. البديع

٣١٣ الكشاف ص 29 ٤٢٢ الكشاف ص 30 لغة القرآن في جزء عم ص : ةمحمود أحمد نحل. د 31 ٤٢٢

٤٢٣ ص السابق 32

ويمكننا أن نقسم الحذف في سورة . ا في سورة يوسف، فال يقع الحذف إال في آخر الصيغةفأمفأما النوع . نوع يقع في صيغة المنادى ونوع يقع في غير صيغة المنادى: يوسف إلى نوعين

أ ب ت (الذي يقع في صيغة المنادى، فيظهر في كلمتين فقط وهما : نحو قوله تعالى) ر ب (و) قال ( الس ج ن أ ح ب إ ل ي م م ا ي د ع ون ني إ ل ي ه ر ب ( ق د ءات ي ت ني م ن الم ل ك و ع ل م ت ني م ن ت أ ويل األ حاد يث ر ب ( ( إ ذ قال ي وس ف أل ب يه يا ( أ ب ت إ ن ي ر أ ي ت أ ح د ع ش ر ك و ك با و الش م س و الق م ر ر أ ي ت ه م لي س اج د ين ( و ق ال يا ( أ ب ت ه ذا ت أ و يل ر ؤياي م ن ق ب ل ق د ج ع ل ها ر ب ي ح ق ا (

فنرى أن هذا الحذف ال يقع إال عندما يكون المنادى مضافا لياء المتكلم، وهما لغتان فصيحتان 33.جائزتان للمنادى المضاف إلى ياء المتكلم

:تكلم عندما يكون مفعوال به، نحوأما النوع الثاني، فهو حذف ياء الم و ق ال الذي ن ج ا م ن ه ما و ا د ك ر ب ع د أ م ة أ نا أ ن ب ئ ك م ب ت أ و يل ه ( ف أ ر س لون ( ق ال ل ن أ ر س ل ه م ع ك م ح ت ـى ( ت ؤ ت ون م و ث قا م ن اهللا ل ت أ ت ن ني ب ه إال أ ن ي ح اط ب ك م (

ن السبب في كل ذلك النغم الموسيقي في اآلية، وهذا واضح إذا نظرنا إلى اآلية األولى فيكو .وخاصة دور الحذف في المحافظة على انسجام الفواصل

:كما في قوله تعالى" حاشا"وهناك حذف آخر وهو لأللف في آخر كلمة و ق ل ن ( هللا ما ه ذا ب ش را ح اش ( ق ل ن ( هللا ما ع ل م ح اش نا ع ل ي ه م ن س وء (

عندما تستعمل اسما منصوبا على المفعولية " حاشا"وهذا فصيح االستعمال كذلك، ألن كلمة .34المطلقة للتنزيه يجوز فيها حذف األلف

المحذوف، وإن كان ضميرا يدل على المتكلم، حذفه ال يؤثر " ففي كل من هذه اآليات نرى أن .35"م، ويدل عليه الصائت القصيرفي شيء، ألنه معلوم من المقا

اختيار الصيغ٥ – ٢

٤/٥٨النحو الوافي : حسن عب اس 33 ١٥٨ اإلعراب ص فيالمعجم المفصل : اميل بديع يعقوب . د 34 عم ص جزءلغة القرآن في : ةمحمود أحمد نحل. د 35 ٤٤٢

لقد اختيرت صيغ القرآن الكريم بدقة مدهشة وعناية مذهلة، مترابطة باالختالفات الدقيقة بين أكثر مالئمة ةفالصيغة المستعمل. معاني الصيغ، واألثر الموسيقي الستعمال كل صيغة

ن دقة المعنى المقصود المعبر ٠رى ينقص مللموضع الذي تقع فيه، وإنما إبدالها بصيغة أخ :في هذه اآلية" أف عل" بدال من " فع ل"فتأمل استعمال صيغة . عنه

و ر او د ت ه التي ه و في ب ي ت ها ع ن ن ف س ه و ( غ ل ق ت األ ب واب و ق ال ت ه ي ت ل ك ( قيل في هذه الصيغة ما يدل على التكثير، فيقال غل ق األب" واب وال يقال غل ق الباب، بل يقال

:أغلق الباب، وقد يقال أغلق األبواب، ومنه قول الفرزدق في أبي عمرو بن العالء ما ز لت أ غ ل ق أبوابا وأفت ح ها حتى أتيت أبا عمرو بن عم ار 36

37.وقيل إن األبواب كانت سبعة. فالمراد هنا التغليق بابا بعد بابا

ن هناك فرقا بالمعنى بين صيغتين، فيظهر أن القرآن يستخدم الصيغة التي تعبر فأما إذا لم يك : عن المعنى بأصواتها، أو التي تنسجم مع موسيقية بقي ة اآلية، كما في قوله تعالى

ا س ت ب قا و ( الباب و ق د ت ق ميص ه م ن د ب ر و أ ل ف يا س ي د ها ل دا الب اب (

تستغرق وقت أطول في " تسابقا"، ولكن الصائت الطويل في "تسابقا"هنا بمعنى " استبقا"فكلمة التي أسرع في النطق تؤدي معنى اإلسراع إلى الباب بشكل " استبقا"النطق، فاختيار كلمة

.أوضح

:في قوله تعالى" حص"في معنى " حصحص"فانظر كذلك إلى استعمال كلمة اآلن ( ح ص ح ص الح ق أ نا ر او دت ه ع ن ن ف س ه و إ ن ه ل م ن الص اد ق ين (

: الشعراء ) [ ف ك ب ك بوا (، كما قيل )حصحص(ولكن قيل ) "حص(هو ) حصحص(فإن أصل كلمة

ذر (في ) ذرذر(و) كف (في ) كفكف(وقيل ) كبوا(، في ]٩٤ استئصال ) الحص(وأصل ). حص شعره: (الشيء، يقال منه نما أريد في هذا الموضع بقوله وإ. إذا استأصله جز ا )

ح ص ح ص الح ق ( 38." ذهب الباطل والكذب فانقطع وتبين الحق فظهر،)

٢١ ص القديرفتح : بن علي محمد الشوآاني محمد 36 ٩/١٦٣ القرطبي تفسير 37 ٧/٢٣٥ الطبري تفسير 38

أ ك ر مي م ث و اه ع س ى أ ن ي ن ف ع ن ا أ و (وكذلك قال ن ت خ ذ ه األخذ "ألن ) نأخذه ولدا( ولم يقل ) و ل دا فكان نية العزيز اتخاذ يوسف 39،"واالتخاذ أخذ الشيء ألمر يستمر فيه...مصدر أخذت بيدي

.كابنه، وهذا أمر مستمر

استعمال المضارع بمعنى الماضي –أ

ق ال أ ح د ه ما : (فقد نجد أيضا استعمال صيغة المضارع بمعنى الماضي، مثال في قوله تعالى أ ع ص ر خ م را أ ر اني إ ن ي و ق ال الم ل ك إ ن ي (و ) أ ر ى س ب ع ب ق ر ا ت س م ان ي أ ك ل ه ن س ب ع ع ج اف .(

40.فيقال إن هذا التعبير بالمضارع الستحضار الصورة

١٣١الفروق في اللغة ص : أبو هالل العسكري 39 ٣٨ تفسير فتح القدير ص 40

لمستوى النحويا

الجملة األساسية فأبسط جملة في اللغة العربية هي . يختص المستوى النحوي بالجملة ونظامهار أو عناصر التي تقوم على ركني اإلسناد وحدهما فال يضاف إليهما عنص"وهي الجملة

وهذان الركنان األساسيان هما 41." أخرى تكون قيدا على اإلسناد، أو موسعة ألحد عنصريه مثل فاعل الفعل – والمسند إليه – مثل الفعل التام واسم الفعل وخبر المبتدأ ونحوها –المسند

. التام ونائب الفاعل والمبتدأ ونحوها

د يحذف أحد منهما، كما في قوله تعالى على لسان واألصل في المسند والمسند إليه الذكر، وق ف ص ب ر ج م يل : (يعقوب عليه السالم وقد قل ت . 42فأمري: فهذا خبر لمبتدأ محذوف تقديره)

فإذا نظرنا إلى الجملة . الجملة األساسية في سورة يوسف، ولكن كثرت بإضافة عناصر أخرى: نادرا في سورة يوسف، فانظر إلى قوله األساسية بهذا التعريف، نجد أن الحذف ليس شيئا

م ا ت ع ب د ون م ن د ون ه إ ال أسم اء ( س م ي ت م وه ا أ ن ت م و آبآؤ ك م ‘ سميتموها’فالمفعول الثاني لفعل ) . وقد أهمل القرآن ذكره احتقارا لشأنه43أي سميتموها الهة من عند أنفسكم،: محذوف

و ق ال ن س و ة (:والتأخير في السورة، فقد يقدم الفاعل على الفعل كما نجد كثيرا ظاهرة التقديم ف ي الم د ين ة ام ر أ ت الع ز يز ت راو د ف ت اها ع ن ن ف س ه والجار والمجرور اهتماما به وإبرازا له،)

ع ل ي ه ت و ك ل ت و ع ل يه ف ل ي ت و ك ل الم ت و ك ل ون (:على الفعل والفاعل إ ن ك ن ت م ل لر ؤي ا ت ع ب ر ون (و ) و) و م ا ك ن ا ل ل غ ي ب ح اف ظين ( .(

وهناك عناصر تضاف إلى الركنين األساسيين في الجملة األساسية، تشكل بعد إضافتها فقد تستخدم أساليبها المختلفة ألغراض بالغية شتى، ننظر فيما يلي إلى . الجملة الموسعة

:بعض منها فيستخدم أسلوب األمر في سورة يوسف 44".طلب الفعل على وجه االستعالء" وهو األمر– ١

الطلب على سبيل التضرع والتوسل، ويصدر من األدنى " وهو –ألهداف متباينة، منها الدعاء : فهناك مثال في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السالم . 45" إلى األعلى منزلة وشأنا

ء ات ي ت ن ي م ن الم ل ك و ع ل م ت ن ي م ن ت أ و يل األحاديث ف اط ر الس ماو ات و األ ر ض أ ن ت و ل ي ي ر ب ق د ( ف ي الد ن يا و اآلخ ر ة ت و ف ني م س ل ما و ا ل ح ق ني بالص ال ح ين ومن المعروف أنه ال يجوز لعبد أن )

. يأمر ربه، فاألمر هنا في محل الدعاء

٥١علم المعاني ص : محمود أحمد نحلة . د 41 ٣٠٨ الكشاف ص 42 ٣٤بر فتح القدير ص تفس 43 ٨٤علم المعاني ص : محمود أحمد نحلة . د 44 ٨٦ السابق ص 45

طلب األمر على "وهناك غرض آخر لألمر في سورة يوسف، وهو االلتماس، وهو ، كقول يوسف عليه السالم . سبيل التلطف، يكون بين األنداد والنظراء المتقاربين قدرا ومنزلة

ا ذ ك ر ني(: ألحد السجينين ع ن د ر ب ك فيوسف وهذا السجين كانا في نفس الموضع والمنزلة ). . فكان أمر يوسف على سبيل االلتماس–درة واحد منهما أكثر من قدرة اآلخر ولم تكن ق

وقد 46."طلب الكف عن الفعل، واالمتناع عنه على وجه االستعالء واإللزام" وهو النهي– ٢

يخرج النهي عن هذا المعنى األصلي في سورة يوسف ألغراض أسلوبية، منها النصح ق ال ي ا ب ن ي (: السالم إلى ابنه يوسفواإلرشاد، كما في قول يعقوب عليه ال ت ق ص ص ر ءي اك

ع ل ى إ خ و ت ك ف ي ك يد وا ل ك ك ي دا فنرى هنا أن يعقوب كان يريد منع السوء عن ابنه فأرشده إلى ) : يقع النهي بمعنى النصح واإلرشاد أيضا في آيات أخرى منها. الفعل األفضل في هذه الحالة

و ق ال ي ( م ن ب اب و اح د و اد خ ل وا م ن أ ب و اب م ت ف ر ق ة ال ت د خ ل وا ا ب ن ي ي ا ب ن ي ا ذ ه ب وا ف ت ح س سوا (و) م ن ي وس ف و أ خ يه و ال ت ي ئ س وا م ن ر و ح اهللا ففي كل من هذه اآليات نرى أن الذي يرشد ).

. ءه، وهذا يثبت معنى النصح ال األمر ألن األب يفعل هذاوينصح هو يعقوب، وهو ينصح أبنا

طلب العلم بشيء ليس للمتكلم علم به، وقد يكون المتكلم غير عالم " وهو االستفهام– ٣

بالنسبة التي يتضمنها الكالم أمثبتة هي أم منفية، فهو يسأل عنها، وقد يكون على علم بالنسبة، وكثيرا ما يخرج معنى االستفهام عن هذا 47."ن أحدهماولكنه متردد بين شيئين ويطلب تعيي

: المعنى األصلي في سورة يوسف، فقد يؤدي معنى األمر، نحو قوله تعالى عن الكافرين أ ف ل م ي س ير وا في األرض ف ي ن ظ ر وا ك ي ف ك ان ع اق ب ة ال ذين م ن ق ب ل ه م ( أو تعظيم )أي سيروا()

ال ه ل ع ل م ت م ما ف ع ل ت م ب ي وس ف و أ خ يه إ ذ أ ن ت م ج اه لون ق : (48الواقعة أ ف أ م ن وا أ ن : ( أو التهكم ) ت أ ت ي ه م غ اش ي ة م ن ع ذاب اهللا أ و ت أ ت ي ه م الس اع ة ب غ ت ة و ه م ال ي ش ع ر ون كما قد يكون بمعنى )

ق ال وا : (ف عندما أدركوا أن العزيز أمامهم هو أخوهم يوسف التعجب كما في قول إخوة يوس أ ء ن ك أل ن ت ي وس ف .(

وقد يخرج عن هذا المعنى ألغراض 49".طلب إقبال المنادى على المتكلم"وهو النداء– ٤

ي ا أ س ف ى ع ل ى ي وس ف (: بالغية، منها التحسر كقول يعقوب . أي يا لهفي ويا حسرتي وحزني) ي وس ف أ ي ها الص د يق (: د يحذف حرف النداء كلية كما في قوله تعالى وق ولم يرد نداء . ...)

ق ال ر ب الس ج ن أ ح ب إ ل ي (: الرب في سورة يوسف إال وهو مجرد من حرف النداء، نحو (... ر ب ق د ء ات ي ت ني م ن الم ل ك ( .ونحو ذلك...)

٨٨علم المعاني ص : محمود أحمد نحلة . د 46 ٩٢ السابق ص 47 ٥٩صفوة التفاسير : الصابوني 48 ١٠٢علم المعاني ص : محمود أحمد نحلة . د 49

النعت ألغراض أسلوبية دون أن يكون مجرد وصف لالسم، ومن ذلك فقد يستخدم النعت– ٥

ي وس ف أ ي ها (: المدح، كقوله تعالى الص د يق إ ن ه م ن ع ب اد نا (و ) الم خ ل صين إ ن ه ال (: أو الذم ) ي ي ئ س م ن ر و ح اهللا إ ال الق و م الك اف رون و ال ي ر د ب أ س نا ع ن (و ) الق و م الم ج ر م ين كما يستخدم .)

ء أ ر ب اب م ت ف ر ق ون خ ي ر أ م اهللا (: للكشف عن حقيقة الموصوف، كما في قوله تعالى الواح د الق ه ار ق ال وا يا أ ي ها الع زيز إ ن ل ه أ با (و ) ففي كل من هذه اآليات يؤدي النعت ) ش ي خا ك بيرا

.لكشف عن حقيقة المنعوتدور البيان وا فقد يستخدم التوكيد ألغراض أسلوبية، تظهر في سورة يوسف مثل في قوله التوكيد– ٦

ج م عين و ا ت وني ب أ ه ل ك م أ (: تعالى هنا كان لدفع توهم عدم الشمول ‘ أجمعين’فإن استخدام كلمة ) .فيه فهناك 50".يل، ال سبيل إليه مع التأخيروللتقديم فائدة شريفة ومعنى جل" التقديم والتأخير– ٧

والهدف .أسباب عديدة لظاهرة التقديم والتأخير في القرآن ونجدها كثيرا في سورة يوسف األساسي من التقديم هو االهتمام بالمقدم وإعطائه قدرا من البروز على غيره، وقد يأتي

ق ال ت ا م ر أ ت (: فيقدم الظرف كثيرا . النسجام الفواصل الع زيز اآلن ح ص ح ص الح ق إ ن ك ( و) الي و م ل د ي نا م ك ين أ مين ي خ ل ل ك م و ج ه أ بيك م (: وشبه الجملة كذلك) اهللا ع ل ى م ا ن ق ول و كيل (و) ( إ ن ر ب ي ب ك ي د ه ن ع ليم (و .(

جملة ينهما عالقة داللية فتسمى فإذا تكونت الجملة من جملتين أساسيتين أو أكثر، يكون ب) بل( وهناك روابط محددة تربط الجمل، مثل أحرف العطف، وأحرف الشرط، و51.مركبة

وكل منها لها قواعدها المثبتة التي تحكمها، وأحيانا تخرج من هذه . وما يشبه ذلك) لكن(و ف ل م ا ذ ه بوا به و أ ج م ع وا أ (: القواعد، فاستمع إلى اآلية اآلتية ن ي ج ع ل وه ف ي غ ي اب ة الج ب فهذه )

فهكذا خرجت 52.فأرسله معهم: الجملة معطوفة على محذوف يفهم من سياق القصة، تقديره كما قد تخرج أحرف الشرط من . فاء العطف من قواعدها ألنها عطفت على محذوف

ق ال ق ائ ل م ن ه م ال ت ق ت : (قواعدها فانظر أيضا إلى اآلية ل وا ي وس ف و أ ل ق وه ف ي غ ي اب ة الج ب ي ل ت ق ط ه ب ع ض الس ي ار ة إ ن ك ن ت م ف اع لين ففي هذه الجملة حذف جواب إن تقديره ) إن كنتم على :

كما يقال إن جواب إن األصلي حذف في اآلية 53.أن تفعلوا ما يحصل به الغرض ق ال وا إ ن : (

٣١٠ & ٣٠٨ي للقرآن الكريم ص األسلوب في اإلعجاز البالغ: محمود آريم الكواز . د 50 ٧٠علم المعاني ص : محمود أحمد نحلة . د 51 ١٣ تفسير فتح القدير ص 52 ١٠ السابق ص 53

ي س ر ق ف ق د س ر ق أ خ ل ه م ن ق ب ل إن يسرق فليس بمستغرب منه فقد سرق أخ له من : وتقديره ) .قبل

المستوى الداللي الترادف

الردف ما : "فقد جاء في لسان العرب . يختلف فهم المرادف عند العلماء المتقدمين والمتأخرين 54". شيء فهو الترادفتبع الشيء وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه، وإذا تتابع شيء خلف

ففهم المترادف عند معظم العلماء العربية المتقدمين يدخل . فالمعنى هنا ال يخرج عن التتابع ولكن أدخل العلماء المحدثين 55.تحت عنوان عالقة اللفظ بالمعنى من حيث االتفاق واالختالف

فمن هذه 56 .بقلة شروطا على تعريف المرادف ضي قوا به دائرة الترادف فلم يكد يوجد إال وجود فروق مهما كانت طفيفة بين األلفاظ "الشروط االتحاد التام في المفهوم بحيث إن

57".ويعتبر ذلك سببا كافيا في عدم عدها من المترادفات. يخرجها من دائرة الترادفويرى بعض العلماء أن هناك مترادفات مذكورة في سورة يوسف تتفق مع هذه

و ب ث ي إ ن ما أ ش ك و (: ألثير في قوله تعالى فيقول ابن ا. الشروط ح ز ني إن البث والحزن ) إ ل ى اهللا كررا هنا لشدة الخطب النازل به وتكاثر سهامه النافذة في "ويرى أنهما . لفظان مترادفان

وهو ما . وأن هذا النوع من التكرير يكون المعنى فيه مضافا إلى نفسه مع اختالف اللفظ...قلبهويثبت 58."وفائدة هذا التكرير التأكيد للمعنى المقصود، والمبالغة فيه. في األلفاظ المترادفةيأتي

هذا الزركشي بقوله إن هذا العطف ألحد المترادفين على آخر أو ما هو قريب منه في المعنى أنه " ولكن ذكر العسكري فرقا دقيقا بينهما وقال إن الحزن يفيد غلظ الهم والبث يفيد 59.للتأكيد

60".ينبث وال ينكتم

فهناك ترادفات كثيرة ذكرت في سورة يوسف، إما في نفس اآلية وإما في آيتين أو و ت و ل ى ع ن ه م و ق ال ي ا أ س ف ى ع ل ى ي وس ف و ا ب ي ض ت ع ي ن اه م ن (: فمنها . أكثر الح ز ن ف ه و ك ظ يم (

كما يرادف الصابوني 61 .ن الحزن يكتمه وال يبديهفيقول الصابوني إن كظيم معناها ممتلئ م وربما فائدة هذا بالغة القول ألن هناك 62 .في تفسيره) وعاء(و ) متاع(و ) رحل(بين الكلمات

بعض العلماء يحتجون على أن هناك فرقا دقيقا بين الكلمات، فهنا الرحل أخص من الوعاء، .فيقدم لنا القرآن الصورة بدقة عظيمة

مناسبة أحد اللفظين "أبو بكر الحسيني فائدة أخرى الستعمال الترادف وهي م كما يقدالحكم بوجود " ولكن محمد الشايع يقول في هذا إن 63".المترادفين للفاصلة دون اللفظ اآلخر

الترادف في القرآن الكريم لمجرد مراعاة الفاصلة، حكم متساهل وغير صحيح، فلم تكن

١٣ ص ١١ لسان العرب ج 54 ٢٧الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم ص : محمد الشايع . د 55 ٣٠ السابق ص 56 ٣٠ السابق ص 57 ١٦٦ السابق ص 58 ٢٠٣ابق ص الس 59 ٢٦٢الفروق في اللغة ص : أبو هالل العسكري 60 ٥٧-١/٥٦صفوة التفاسير : الصابوني 61 ١/٥٦ لسابقا 62 ١٦٧الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم ص : محمد الشايع . د 63

تطلب المقام لفظة ال تتفق والفاصلة، ولم تكن الصناعة اللفظية مراعاة الفاصلة قائمة حين يواردة في األسلوب القرآني، وتناسب الفواصل لم يكن أبدا على حساب المعنى في القرآن

64".الكريم، وهدا أحد وجوه إعجازه

فرأينا أن هناك علماء يوافقون على وجود الترادف في القرآن الكريم، ولكن في نفس هب جمهور العلماء إلى نفي الترادف في القرآن الكريم، حتى وإن قال بعضهم يذ"الحين

نظرا لبلوغ القرآن الكريم أعلى درجات الفصاحة، وتسنمه ذروة . بوجوده في اللغة العربيةالبالعة فليس فيه لفظة نابية عن مكانها، أو نافرة في سياقها، فقد استوت كل كلمة فيه في

مناسب لها، بما ال مجال معه إلبدال حرف مكان آخر فضال أن تقوم مكانها األشكل بها، ال 65."لفظة مكان أخرى في تأدية كامل المعنى

بجعل البث يختص " ونرى في هذا الصدد أن الزمخشري فرق بين لفظي البث والحزن ه بأصعب الهم الذي ال يصبر عليه صاحبه، فيبثه إلى الناس وينشره بينهم، ليخفف عن نفس

66".بعض ما يجدفيرى بعض الناس ) طريق(بدال من ) سبيل(وهناك مثال آخر لهذا الفرق في استعمال كلمة

فهي في المعنى الحسي . يطلق على الطريق الذي فيه سهولة) "السبيل(أنهما مترادفان، ولكن ولفظة السبيل تقع. إذ هي تطلق على ما هو معتاد السلوك من الطريق. أخص من الطريق

ق ل ه ذ ه س ب يلي (: قال تعالى . فيعبر بالسبيل عن الحجة. على أوسع مما تقع عليه لفظة الطريق أ د ع و إ ل ى اهللا ع ل ى ب ص ير ة وهو . فلو كان ترادفهما كامال وتاما لصلح تيادلهما في كل سياق)

67".ما ال يصح فدل ذلك على عدم ترادفهما ترادفا تاما 68ا التفريق الدقيق بين كل كلمتين تبدوان مترادفتين في القرآن بل في اللغة؛ويقال إنه يصح هذ

.مثل اليأس والقنوط، والحلم والرؤية، وجاء وأتى، وما يشبه ذلك

يمكننا أن نخرج من معنى الترادف " هل هو مرادف كامل أم ال ؟" وحال لمشكلة حين يتقارب اللفظان تقاربا شديدا "الكامل الذي يجب فيه تمام االتفاق إلى شبه الترادف وهو

وبهذا التحديد ال يمكن 69". التفريق بينهما– بالنسبة لغير المتخصص –لدرجة يصعب معها .إنكار وجوده في القرآن الكريم

االضداد

ولكن . يعني علماء اللغة المحدثون باالضداد وجود لفظين يختلفان نطقا ويتضادان معنىتحليلنا لسورة يوسف بالنسبة لالضداد هي فهم العلماء القدماء وهو النظرة التي سنتابعها في

١٦٨الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم ص : محمد الشايع . د 64 ١٧٧ابق ص الس 65 ١٩٨ السابق ص 66 ٢٦٥ السابق ص 67 ١٧٦ السابق ص 68 ٢٢٠علم الداللة ص : أحمد عمر . د 69

فيمكن ورود الكلمة بمعنييها المتضادين في نفس 70".اللفظ المستعمل في معنيين متضادين"فانظر إلى . السورة القرآنية، ويمكن ورودها في سورتين، وتظهر في سورة يوسف بالشكلين

و ك ذ ل ك (: فيما يلي ) نجزي(كلمة ن ج ز ي الم ح س نين : فهنا تعني نثيب ونكافئ ولكن في قوله ) ق ال وا ج زآؤ ه م ن و ج د في ر ح ل ه ف ه و ج زآؤ ه ك ذ ل ك ( ن ج ز ي الظ ال م ين فورد في . تعني نعاقب)

. المعنيين في سورة يوسف ويفهم المعنى من السياق

المشترك اللفظي وقد عده السيوطي من أعظم إعجاز 71.فظي هو اللفظ الذي يحمل أكثر من معنىالمشترك الل

وال يوجد ذلك في . حيث كانت الكلمة الواحدة تتصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل"القرآن، في اآليات ) رأى( وهذا مما يبرز في سورة يوسف فلننظر إلى استعمال كلمة 72."كالم البشر

أ ح د ع ش ر ك و ك با و الش م س و الق م ر ر أ ي ت إ ن ي (:التالية ر أ ي ت ه م ل ي س اج دين ر أ ى ف ل م ا ( و) ق م يص ه ق د م ن د ب ر و ق ال ن س و ة ف ي الم د ين ة ا م ر أ ت الع ز يز ت ر او د ف ت اها ع ن ن ف س ه ق د ش غ ف ها ( و )

ف ي ض ن ر اها ح ب ا إ ن ا ل الل م ب ين من الرؤيا أي جاء ) رأى(فنرى أن في العبارة األولى كلمة ) في منامه، في حين أنها في العبارة الثانية تؤدي معنى الرؤية بالعين، وفي العبارة الثالثة تعني

. فاستعملت نفس اللفظة في سورة قرآنية واحدة حملت فيها ثالثة معان مختلفة. االعتقاد ختار عمر أن كل مشترك لفظي يحمل في داخله ترادفا ، وهو في نفس الوقت أحمد م. ويرى د

معاني االعتقاد، وهو يسمى أيضا ) رأى( فكما رأينا تحمل كلمة 73.يملك عدة مترادفات . االعتبار والظن والحسب وما نحو ذلك

وهناك أمثلة عديدة للمشترك اللفظي في سورة يوسف ولكننا سنكتفي بمثل آخر ا ر ج ع وا إ ل ى (: في اآليتين التاليتين) حافظين(لما نريد بيانه، فانظر إلى استعمال كلمة توضيحا

أ ب يك م ف ق ول وا يا أ بانا إ ن اب ن ك س ر ق و ما ش ه د نا إ ال ب ما ع ل م نا و ما ك ن ا ل ل غ ي ب ح اف ظين و ) أ ر س ل ه م ع نا غ دا ي ر ت ع و ي ل ع ب و ( إ ن ا ل ه ل حاف ظ ون ففي العبارة الثانية تحمل الكلمة معنى )

.الرعاية والحماية مع أنها في العبارة األولى تحمل معنى العلم أي وما كنا للغيب عالمين

الحقل الداللي مجموعة من الكلمات ترتبط دالالتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام "الحقل الداللي هو

رية الحقل الداللي أنك تفهم معنى كلمة بفهم مجموعة الكلمات المتصلة وتزعم نظ74".يجمعها فيوجد في سورة يوسف عدة حقول داللية، منها ألفاظ الرؤيا التي تتضمن كلمات 75.بها دالليا

١٩١الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم ص : محمد الشايع . د 70 ١٤٧علم الداللة ص : أحمد عمر . د 71 ١٤٨ السابق ص 72 ١٤٩ السابق ص 73 ٧٩اللة ص علم الد: أحمد عمر . د 74

٧٩ ص السابق 75

فيقال إننا إذا أردنا فهم . رأى ورؤيا وأحالم وأضغاث وتأويل وتعبرون وقصص وأفتى: مثل نا فهم األلفاظ األخرى في نفس الحقل، ونرى أن هذا كالم سليم ألن معنى الرؤيا مثال يجب علي

. فهم كلمة األحالم والفرق بين األحالم والرؤيا يفيدنا بمفهوم أدق للرؤيا

. وهناك حقل آخر في سورة يوسف هو ألفاظ القرابة مثل أب وأبوان وإخوة وأخ وامرأة وولد وثمن ودراهم وكيل وبعير وأوفى وسيارة بضاعة ومتاع وشرى واشترىومن ألفاظ التجارة

.بعير وحمل وزدادوي

التالزم نجد أيضا في اللغة والقرآن التالزم ويسمى أيضا المصاحبة اللفظية، وهو إظهار كلمات

ونخرج أمثلة للتالزم من سورة يوسف نحو القول . خاصة تصاحب كلمات خاصة أخرىسولت لكم أنفسكم (و ) استوفي الكيل(و ) جميلصبر (و ) تأويل األحاديث(و ) أضغاث أحالم(

، فهذه العبارات وردت مرتين على األقل في )حاش هللا(و ) معاذ اهللا(و ) ضالل مبين(و ) أمرا وقد كان من الممكن تبديل لفظ من ألفاظها لمرادفه، مثال قول ضالل بي ن أو . هذه السورة

هي تودي نوعا من األلفة وتربط عناصر ضالل ظاهر، ولكن مراعاة األلفاظ والتعبيرات كما . القصة بعضها ببعض بوساطة إعادة ذكر عبارة ذكرت سابقا

الخاتمة

لقد تبين لنا من هذه الدراسة أن سورة يوسف تستخدم الجرس الموسيقي لتوضيح وتبيين معانيها المقصودة، وهذا بوسيلة تكرار الصوت المفرد وتكرار المقاطع والعناية بفواصل

. فتعكس األصوات المختلفة مدلول القصة، بشدتها ورخاوتها وخصائصها األخرى. السورة كما يدل استعمالها المقاطع المفتوحة والمغلقة على مر الزمن وصرامة الموضع أو سهولته .

وقد رأينا أيضا أن السورة تستخدم صيغا لكلماتها وحروفها مختارة بدقة وعناية فائقة ى، حتى أننا ال نستطيع استبدالها بالمفردات التي تحمل نفس المعنى، فلو فعلنا لمناسبتها المعن

. ذلك لبدت هزيلة في موضعهاوكذلك فهمنا الفرق بين أنواع الجمل المختلفة، ثم بينا وجود أغراض أسلوبية في

تخرج عن – مثل النهي واالستفهام والنداء والشرط وغير ذلك –أساليب السورة اللغوية .الستعمال األصلي لذلك األسلوب، وشرحنا تلك األغراضا

كما نظرنا أيضا إلى سبب ظهور الترادف واالضداد وقدمنا تحليال قصيرا لوجود ترادف كامل في اللغة العربية وبالسورة خاصة، وألحقناه بالنظر إلى ظواهر داللية في السورة

.ال لبروزهانحو المشترك اللفظي والحقل الداللي والتالزم، تعلي

وأرجو أن تكون هذه الدراسة قد نالت اإلعجاب ألن تكون دعوة مشجعة لدراسة آيات القرآن . على هذا النحو بجانب دراسة معانيه، واهللا الموف ق، والسالم عليكم ورحمة اهللا وبركاته

المراجع

باللغة العربيةمحمود , )حقيقت(عبد القادر أحمد عطاء , ١٩٧٤, أسرار التكرار في القرآن •

القاهرة, دار االعتصام, بن حمزة بن نصر الكرماني

, دار نهضة مصر للطبع والنشر, أحمد أحمد بدوي, ١٩٥٠, من بالغة القرآن • القاهرة

محمد بن . ، د١٩٩٢، البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف • ينة المنورةسيدي بن الحبيب الشنقيطي، مكتية أمين محمد أحمد سالم، المد

-، دار التراث ١٩٧٣أحمد صقر، . تح. ، ابن قتيبةتأويل مشكل القرآن • القاهرة

تفسير ابن كثير •

، محمد بن علي محمد الشوكانيتفسير فتح القدير •

تفسير القرطبي •

للزمخشريتفسير الكشاف •

، كامل محمد المسيري وحسن البنا كاملالجامع في تجويد قراءة القرآن الكريم •

، أبو هالل العسكري، دار ١٩٨٤ للصابوني الفروق في اللغة، لتفاسيرصفوة ا • اآلفاق الجديدة

أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة. ، د١٩٩٣، علم الداللة •

بيروت, دار العلوم العربية, محمود أحمد نحلة. د, ١٩٩٠, علم المعاني •

محمد بن عبد . ، د١٩٩٣، الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم • الرحمن بن صالح الشايع، مكتبة العبيكان، الرياض

القرآن الكريم •

دار , فضل حسن عب اس. د, ١٩٨٨, قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية • عمان, البشير

، ابن منظور، دار لسان العرب، بيروتلسان العرب •

النهضة دار , محمود أحمد نحلة. د, ١٩٨١, لغة القرآن الكريم في جزء عم • بيروت, العربية

كمال بشر. ، دمفهوم علم الصرف •

، عبد العزيز سعيد الصيغ، رسالة مقدمة إلى كلية ١٩٨٨ المصطلح الصوتي، • اآلداب في جامعة بغداد،

إميل بديع يعقوب، دار الكتب . ، د١٩٩٦، المعجم المفصل في اإلعراب • العلمية، بيروت

لقاهرة ، عب اس حسن، دار العارف، االنحو الوافي •

ثالث رسائل في (ضمن ) علي بن عيسى(، الرماني النكت في إعجاز القرآن • محمد خلف اهللا ومحمد زغلول سالم، دار المعارف، مصر. تح) إعجاز القرآن

باللغة اإلنجليزية

• Arberry, A.J. (trans), 1955, The Koran, Oxford University Press, Oxford, U.K. • Crystal, D. and Davy, D. (1969) Investigating English Style, Longman Group

Ltd, London • James, Leon (1969) Rhetoric and Stylistics: Some basic issues in the analysis

of discourse, University of Illinois, Urbana, America • Pickthall, M.M. (trans), The Meaning of the Glorious Quran, Mentor books,

New York, America