· web viewحيث يمثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة 63 %،...

Click here to load reader

Upload: others

Post on 24-Dec-2019

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التربية الوطنية

مديرية التربية لولاية ميلة معهد تكوين مستخدمي التربية و تحسين

مصلحة التكوين والتفتيش مستواهم – مريم بوعتـورة – قسنطينـــة

( التسـرب المدرسـي – الأسبـاب و العـلاج - ) المعهد الملحق : البشير الإبراهيمي /ميلــة

(مذكرة تخرجنمط : مدير مدرسة ابتدائية ابتدائية)

من إنجـــاز : تحت إشــراف :

عبد الفتاح غربــوج الأستـاذ: طارق بوحا مــــــي

عبد الحفيظ عجرود مفتش التربية والتعليم الابتدائي

مسعـود رقـــــــــعي

(السنـة التكوينيـة: 2010/2011) لخيـاري خيـــــــاط

بسم الله الرحمن الرحيم

التسرب المدرسي

– الأسباب و العلاج -

قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ المجادلة 11

قال صلى الله عليه وسلم :

مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ أبي داود و ابن ماجة

وقال صلى الله عليه وسلم أيضا :

{لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربــــه". } يقول الشاعر :

صعدا نحو العلا والسـؤدد يا شباب اليوم أبطال الغــد

أنتم اليوم رجال وغدا أنتـم أركـاب صـرح للأبـــد

فاصدقوا العزم لتحقيق البقاء فالبقاء وقف على المجتــهد

(01........................................................................................................)

بسم الله الرحمن الرحيم

- الإهـــداء -

· إلى من أخرج الناس من الظلمات إلى النور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

· إلى من كـان لهم الفضل في وجودنـا في هذه الدنيا...

· إلى كـل من علمنا أبجديات القـراءة والكتابـة حتى صرنا علـى هـذا المنوال...

· إلى كل من يبحث عن حرف ليبني منه كلمة طيبة .

· إلى كل معلم ومرب مخلص في تعليم الأجيـال...

· إلى كل متعلـم يتعلـم كيف يسيـر في هذه الدنيـا ويلقى الله وهـو راض عنـه ...

· إلـى رفيقات دروبنا الصالحات...

· إلى فلذات أكبادنا...

· إلى مشرفي و مؤطري التكوين المتخصص للسنة التكوينية 2010/2011 .

· إلى زملائنا المتربصين – مديري المدارس الابتدائية – دفعة 2010 /2011 .

(02........................................................................................................)

**شكـر وتقديـر **

نتقدم بالشكر الجزيل إلى كـل من ساعدنـا ومد لنا يد العـون من قريب أو بعيد ( مؤطرين أو مشرفين ) لإنجـاز هـذا العمـل المتواضـع متمنيـن إلـى جميـع السـادة المتربصين النجـاح والتوفيـق فـي عملـهم كمـا نشكـر الأساتذة المكونين على المجهودات المضنية التي بذلوها من أجل إنجاح هذه العملية التكوينية و إفادتنا نحن المتكونين بالمعلومات والمعارف الضرورية التي زودونا بها كي تكون لنا النبراس المنير في أداء مهامنا التي تنتظرنا وتخدم المتعلمين والعملية التربوية بالدرجة الأولى وتحقق الرقي و الازدهار للوطن العزيز والتطور للفرد- المتعلم - الذي هو أساس بناء وتقدم كل المجتمعات .

(03........................................................................................................)

خطـة البحــــث ( فهــرس المحتويات )

- تقديم ..........................................................................ص7

- المقدمة ........................................................................ ص8

الفصل الأول : البناء المنهجي

الدراسة الاستطلاعية:

· الحدود المكانية للبحث....................................................... ص9

· الحدود الزمنية للبحث ..................................................... ص 9

· الحدود البشرية ........................................................... ص 9

- إشكالية البحث ...................................................................... ص 9

- فرضيات البحث ..................................................... ص 9 -10

- أهداف البحث............................................................. ص10

- أهمية البحث.......................................................... ص10-11

- أسباب اختيار الموضوع ................................................... ص11

- صعوبات البحث ......................................................... ص 12

- المنهج المتبع : المنهج الوصفي التحليلي.................................... ص 12

- التقنية المستعملة :( أدوات الدراسة ): المقابلة ، الاستبيان....................ص 12

- مجتمع العينة: جميع الأطفال الذين تركوا المدرسة .......................... ص12

- متغيرات الدراسة: الجنس ، العمر، البيئة السكانية .........................ص 12

- الدراسات السابقة للظاهرة . ..........................................ص 12-16

(04..................................................................................................................)

الفصل الثاني : الجانب النظري

الباب الأول : تحديد المفاهيم :

- تعريـف التسـرب :............................................................ ص 17-18

- أنواع التسرب ......................................................................... ص20

- أنماط المتسربين و ملمحهم ....................................................ص 22

الباب الثاني : الأسباب المؤدية إلى التسرب

- الأسباب الذاتيــة ................................................................... ص 23

- الأسباب العائليـة ................................................................. ص 24-25

- الأسباب المدرسية ..................................................................... ص 26

- الأسباب الاجتماعية ................................................................... ص 27

- الأسباب الاقتصادية .........................................................ص27-28

- الأسباب السياسية .........................................................................ص 28

الباب الثالث : وقاية و علاج التسرب المدرسي

أولا : دور البيت في الوقاية والعلاج .............................................ص 28

ثانيـــا : دور المدرسة في الوقاية والعلاج ....................................... ص29

ثالثـــا : دورا لمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية(الحكومية) في الوقاية والعلاج...ص30

رابعـــا : الإجراءات العلاجية للمتسربين .....................................ص32-35

(05303..................................................................................................................)

الفصل الثالث : الجانب التطبيقي : الدراسة الميدانية ،عرض وتحليل النتائج

- التعريـف بميـدان البحـث ................................................ص 36

- تحديد عينة البحث و كيفية اختيارها ................................................ ص 36

- تفريغ البيانات .......................................................... ص 36-47

- استنتاجات جزئية :( دراسة أوليـة للنتائـج )

الفصل الرابع : الاستنتاج العام و التوصيات .

1- الاستنتاج العام ...........................................................ص 48

2- الاقتراحات والتوصيات ..............................................ص 49-50

4- الخـاتمة : .............................................................. ص 51

5 – المراجع .................................................................ص 52

6 - الملاحق

- 1- استبيان موجه للمتسربين .

-2- استبيان موجه للمعلمين .

-3 – استبيان موجه للمديرين .

(06966..................................................................................................................)

الجزء النظري

تقديـــــم :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأتبعه بإحسان إلى يوم الدين . سنخصص هذه الدراسة العلمية المتواضعة بإذنه تعالى إلى موضوع ذي أهمية بالنسبة للمربين والآباء و المجتمع برمته على السواء ألا وهو ، التسرب المدرسي – الأسباب والعلاج – وسوف نحاول جاهدين أن نستقصي ونرصد الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة العويصة التي تؤرق بال الأفراد والمجتمع .

وسنتناول هذا البحث في جانبين ، الأول دراسة نظرية والثاني دراسة ميدانية موزعين على أربعة فصول ، سنفرد الفصل الأول للبناء المنهجي للدراسة ،والفصل الثاني سنخصصه للشق النظري من البحث والذي سنتطرق فيه للظاهرة موضوع البحث من خلال ما تم جمعه من معلومات من الكتب أو غيرها من المراجع و المصادر ،أما الفصل الثالث فسيخصص للجزء التطبيقي من خلال جمع البيانات التي نوزع استبيانات خاصة بذلك على المربين و المتسربين تم نقوم بتفريغها والتعليق على نتائجها واستخلاص نتيجة عامة للدراسة ومن ثمة تقديم توصيات واقتراحات حول الظاهرة وأخيرا خاتمة للبحث المنجز.

(071..................................................................................................................)

المقدمـة:

التسرّب المدرسي ظاهرة من الظــواهر السلبية التي ما فتئت تعيق مساعي وجهود وزارة التربية و التعليم وتقف في وجه السياسة المنتهجة للقضاء على الأمية و الحدّ من خطرها . فهي مشكلة عويصة تجابه المجتمع و المدرسة الجزائرية على وجه الخصوص نظرا لكونها تمسّ  بفئة كبيرة من المتمدرسين ذوي الأعمار الصغيرة سنويا  ليجدوا أنفسهم في الشوارع فريسة لكلّ الزوابع والعواصف المهلكة دون أيّ مؤهّـل أو مستوى مقبول يسمح لهم بالاندماج الفعلي في المجتمع الذي هم ينتمون إليه . وإن فعّالية أيّ منظومة تربوية في أيّ دولة مهما كان مستوى تقدمها وتطوّرها مرتبط بمدى قدراتها  على مواجهة الإخفاق المدرسي الذي يعدّ عاملا أساسيا من عوامل التسرّب المدرسي  و أحد أسبابه الرئيسية العاملة على إهـدار المخططات التربوية وضياع الكثير من الاعتمادات المالية دون الوصول إلى الأهداف المرصودة و المنشودة .

تعتبر ظاهرة التسرب من المشكلات الرئيسية التي تعيق سير العملية التربوية في كثير من دول العالم وخاصة في بلدان العالم الثالث، كما يعتبر التسرب أيضاً في أي بلد مظهرا من مظاهر الإهدار التربوي وهو بالإضافة إلى ذلك يعود إلى جملة من الآثار السلبية على كل من المتسرب والمجتمع المحلي فالمتسرب يتحول إلى مواطن تغلب عليه الأمية ويصبح عضو غير منتج في بيئته مما يقلل من مستوى طموحاته ويضعف من مستوى مشاركته في بناء المجتمع.

ونحن في هذا البحث نحاول أن نسلط الضوء على بعض الأسباب الكامنة وراء هذه الآفة الخطيرة والوقوف على قدر حجمها إن كانت في تزايد أم في تراجع ؟ وهل زالت بعض العوامل السابقة لهذه العلة أم أنها لازالت قائمة وزادت عليها أسباب أخرى ؟ وحاولنا اقتراح بعض الحلول ووصف بعض العلاج الذي استقيناه من آراء بعض المربين والنفسانيين ومن خلال المراجع ومن آرائنا الشخصية التي تصورناها بعد المعاينة الميدانية لبعض التلاميذ المتسربين .

وبالمثل فإن المجتمع الذي يكثر فيه المتسربون يهبط في مستوى إنتاجه ويضعف في مستوى اقتصاده. (1)

(08.................................................................................................................) 1- (الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، 1989، ص3-4)

الفصــل الأول : البناء المنهجي

الدراسة الاستطلاعية

المجال الزمني للبحث : السنوات الدراسية : من 2008 إلى 2011

المجال المكاني للبحث : مناطق حضرية وريفية بالجهة الشمالية من ولاية ميلة

المجال البشري للبحث : المديرون ، الأساتذة و المتسربون من مناطق متباينة من المجال المكاني المشار إليه سابقا .

إشكاليـة البحـث :

إن التسرب المدرسي من الظواهر الخطيرة التي تؤرق و تشغل بال المربين و الأولياء على السواء و عليه فإنه من الصعب حصر أسبابه بدقة ، و مسؤولية علاجه تقع على عاتق عدة أطراف ( الأسرة ، المدرسة ، المجتمع ) فعوامل التسرب المدرسي متعددة ،مختلفة ، متشعبة ، متداخلة ومتفاعلة مع بعضها بحيث تشكل مجتمعة أو متفرقة ضغطا و نتيجة للتسرب من المدرسة و الارتماء في عالم الجهل والأمية والانحراف .

تساؤلات البحـث :

· هل التسرب المدرسي عائد إلى الشخص ذاته أم لظروفه الأسرية ؟

· أم أنه متعلق بالمدرسة و نظامها التربوي ؟

· أم أن للمجتمع بمختلف أطرافه ضلع فيه ؟

· أم أن للأمر أسباب أخرى ؟

- وما الطرق والوسائل لمعالجة هذه الظاهرة والحد من انتشارها؟

فرضيـات البحـث:

بعد قيامنا بطرح التساؤلات السابقة في الإشكالية ، علينا أن نضع الفرضيات للظاهرة المقصود دراستها من أجل إثباتها أو نفيها ولا يتسنى لنا ذلك إلا بعد القيام بالبحث الميداني لظاهرة التسرب

المدرسي والتي نصوغها كالتالي :

(09.................................................................................................................)

- للعوامل الثقافية و الاقتصادية للأسرة قسط وافر في عملية التسرب المدرسي .

- للبيئة الجغرافية و الاجتماعية تأثير كبير في الظاهرة محل الدراسة .

- النظام التربوي الغير منسجم مع الواقع الاجتماعي( الحياة المدرسية ) له ضلع بارز في تفشي الظاهرة .

- البيت ، المدرسة ، المجتمع ، أطراف فاعلة في التقليل والحد من هذه الآفة التربوية والاجتماعية الخطيرة .

أهداف الدراسـة وأهميتـها:

أهداف البحـث:

يسعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1- تسليط الضوء على ظاهرة التسرب المدرسي والتعريف بها.

2 - معرفة العوامل والدوافع التي تؤدي إلى ظاهرة التسرب المدرسي.

3 - محاولة إيجاد الحلول التي يمكن أن تتبع للتخفيف من ظاهرة التسرب المدرسي أو الحد منها.

4 - اختبار مدى صحة الفرضيات الأساسية التي وضعت في البحث استناداً إلي الدراسة النظرية المتصلة بموضوع الدراسة .

5- وضع إستراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة السلبية التي لها آثار غير إيجابية على العملية التعليمية .

6- توجيه الجهود للتعرف على أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها .

أهميـة البحـث:

تبدو أهمية البحث في جانبين هما:

أولا - الأهمية العلمية :

1- إضافة أداة علمية إلى التراث التربوي تتمثل في استبيان للتعرف على العوامل والأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة التسرب الدراسي من المدارس ببلدنا بصفة عامة وبحدود الدراسة المحددة بصفة خاصة .

(10.................................................................................................................)

ثانيا – الأهمية التطبيقية :

تبدو الأهمية التطبيقية للبحث في:

- استفادة المسؤولين من نتائج البحث في علاج الظاهرة أو التخفيف من حدتها .

لقد حظي موضوع التسرب المدرسي باهتمام المؤسسات التعليمية في مختلف النظم التربوية المعاصرة على المستويات المحلية والعربية والعالمية.

وبالرغم من كثرة البحوث التي وجهت نحو هذه الظاهرة إلا أن نتائج البحوث لم تؤد إلى الرضا والكفاية في هذا الموضوع.

وتبرز أهمية البحث بأن معظم الأطفال الذين يتسربون من المدارس ينخرطون في العمل الشاق أو السيئ الذي لا يتناسب مع مستوى نضجهم ونموهم.

فتشغيل الأطفال عمل غير سليم بحد ذاته عدا أنه يسبب الضرر النفسي والجسدي سواء أكان بإعاقة النمو السليم لجسم الطفل أو بالحرمان من التعليم.

فالأطفال من أكثر مجموعات السكان هشاشة وضعفاً ونظراً لضرورة اعتمادهم على الغير فإن إمكانية استغلالهم وإساءة معاملتهم وتوجيههم إلى قنوات غير مرغوب فيها واردة جداً. حيث يدخلون في ميادين العمل المختلفة التي لا تتناسب مع طبيعتهم.

أسباب اختيـار الموضـوع :

الدوافع الذاتية و الموضوعية :

تفشي الظاهرة في الوسط التربوي ، واستفحالها من سنة لآخرة ،وكذلك تزايد أعداد المتسربين من المدرسة ، مما أثار فينا الرغبة في تشخيص الأسباب الدافعة إلى انتشارها وبالتالي وضع خطة علاجية للحد من استفحالها ،أو على الأقل للتخفيف من وطأتها على ناشئتنا و مجتمعنا .

من حيث أنه موضوع تربوي يدخل في صلب العملية التعليمية إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهور المعرفي لدى الناشئة. من الناحية الاجتماعية يؤدي التسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم

(11)

ظاهرة البطالة. الرغبة في الوقف على أسباب و عوامل هذه الظاهرة التي لاحظناها في الوسط التربوي .

صعوبات البحث :

واجهتنا صعوبات عديدة في المرحلة التمهيدية لبحثنا كقلة توفرا لمراجع المعتمدة ، أما العراقيل الجديرة بالتنويه ألا وهي صعوبة الاتصال بالمتسربين والحصول على تعاونهم وتجاوبهم فيما يخص تقديم المعلومات المطلوبة بكل موضوعية وصدق نظرا لحساسية الموضوع نوع ما وكذلك عدم اقتناع المعنيين بجدوى الدراسة المنجزة وعدم أخذ مقترحاتهم محل الجد .

أما بالنسبة للمديرين فإننا لم نلمس من بعضهم تجاوبا كافيا وفي المستوى المأمول . - المنهج المتبع في الدراسة : المنهج الوصفي التحليلي.

- التقنية المستعملة( أدوات البحث ) :الاستبيان

- 40 استبيانا موجها إلى مديري المؤسسات التربوية ( 19 استبيانا لمديري الابتدائي و 14 استبيانا لمديري الإكمالي و07 استبيانات لمديري الثانوي ) .

-50 استبيانا موجها إلى السادة المعلمين والأساتذة يتألف كل منها من 42 بندا تتوزع على أبعاد متعددة (ذاتية ،أسرية ،مدرسية ،اجتماعية ...)

-100 استبيان موجها إلى المتسربين يتألف كل منها من 46 بندا تتوزع على أبعاد متعددة (ذاتية ،أسرية ،مدرسية ،اجتماعية ، وأمنية...)

- مجتمع العينة : مديرو المؤسسات التربوية ، الأساتذة و المتسربون بأعمار وأجناس وبيئات مختلفة .

- متغيرات الدراسة : الجنس ، العمر والبيئة السكانية .

الدراسات السابقة للظاهرة :

أحدثت التحولات السياسية والاقتصادية التي عرفتها البلاد بشكل لافت على مظاهر الحياة اليومية، وبشكل خاص على واقع التربية والتعليم في الجزائر، ما انجر عنه استفحال ظاهرة التسرب المدرسي بين التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية حيث نشهد سنويا انقطاع الآلاف عن مقاعد الدراسة والتوجه إلى الشارع، ومنه إلى الانحراف والضياع. هذا وتشير الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالتسرب المدرسي بالنسبة للسنة السادسة ابتدائي أنها تصل سنويا إلى نحو 7.73% و8% بالنسبة لتلاميذ مختلف أقسام التعليم المتوسط، فيما تبلغ حدود 23% بالنسبة للتعليم الثانوي.

(12.................................................................................................................)

إن القراءة الأولية لهذه الأرقام تنبئ عن واقع مزر للمنظومة التربوية، فرغم الإصلاحات التي

تبذلها الدولة في القطاع، من خلال توفير الوسائل التي تضمن حق التعليم لكل طفل من نقل مدرسي ومطاعم مدرسية الخ، بكل مناطق الوطن إلا أن نسب الدخول المدرسي تبقى غير متكافئة عبر

مختلف نواحي البلاد، حيث تقل حظوظ التعليم في المناطق النائية منها نتيجة الظروف الاجتماعية

والمعيشية التي يعجز فيها الأولياء عن تحقيق متطلبات أبنائهم المدرسية، سيما في ظل بعد المدارس عن مقرات سكناتهم وانعدام وسائل النقل المدرسي بهذه المناطق، وغالبا ما تكون البنات الضحية الأولى أمام هذه الظروف، حيث تضطر الفتاة فيها إلى التخلي عن مقاعد الدراسة في سن مبكرة، رغم تفوقها الدراسي، وذلك لانعدام ثقافة تدريس البنات بهذه المناطق، وخشية أوليائهن عليهن، ناهيك عن العقليات المتحجرة لهؤلاء الأولياء التي تمنع من تعليم البنات مطلقا.

ونظرا للأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد خلال سنوات التسعينيات، اضطرت آلاف العائلات التي كانت تقطن الأرياف إلى النزوح نحو المناطق الحضرية الآمنة آنذاك، مما انجر عنه تخلي العديد من الأطفال عن مقاعد الدراسة، الظروف هذه ساعدت بشكل مبكر على ارتفاع نسب الأمية بين أوساط الأطفال، إذ أشارت آخر الإحصائيات الرسمية المتعلقة بنسب الأمية في الجزائر أنها في حدود 6% عند الأطفال إن النسب المقدمة عن التسرب المدرسي في الجزائر يقودنا إلى البحث عن أسباب الظاهرة، حيث خلصت مجمل الآراء التي استطلعناها من بعض أولئك الذين مستهم الظاهرة، أن الظروف الاجتماعية والمعيشية هي السبب الرئيسي وراء الظاهرة . وقد أشارت آخر الإحصائيات أن عدد الأطفال بلغ 9 ملايين و600 ألف طفل، ما يترجم نسبة 30 % من المجموع السكاني. حيث يمثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة 63 %، فيما تتجاوز نسبة هؤلاء ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات 20 %، وهي في رأي المختصين نسب معتبرة تحتاج للرعاية والتكفل الحقيقي كونها جيل المستقبل.

(13)

الحديث عن وضع الطفولة في الجزائر يقود حتما إلى الحديث عن باقي المشاكل المرتبطة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية، وعن تقصير لم يأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة الهامة، ولتدارك هذا النقص تعكف الدولة على تحسين ظروف الطفل الجزائري.

وفي مقدمة الجهود التي تبدلها الدولة تأتي توصيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي ألح على إصدار قانون خاص بالطفل، وننوه إلى تفطن الدولة تجاه كل هذه النقائض من خلال تعديلها لمنظومة مؤسسة رعاية الأحداث لجعلها تتواكب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وأدت برئيس الجمهورية على هذا الأساس إلى تكليف وزير العدل حافظ الأختام بإعداد قانون خاص بالطفولة، حيث أنشأ هذا الأخير لجنة خاصة تتكون من مختلف القطاعات الوزارية، أنهت مهمتها في إعداد تقرير خاص بتعديلات التشريع المتعلق بحماية الطفولة، والذي يهدف إلى خلق ميكانيزمات جديدة تضمن راحة الطفل بصفة عامة والأطفال المحرومين من أسرة على وجه الخصوص أو المعرضين لخطر معنوي أو جسدي. ولأول مرة أقر مشروع القانون الجديد استحداث يوم وطني للطفل(01 جوان ) على غرار ما هو معمول به في الكثير من بلدان العالم.

تفيد القراءة الأولية لهذا المشروع أنه جاء بالدرجة الأولى لتكريس مفهوم حماية الطفل من مجمل الآفات الاجتماعية التي يكون عرضة لها نتيجة مشاكله العائلية والاجتماعية ومن الاستغلال العنفي والعمل في سن مبكرة. وقد خلصت مجمل المواد التي وصل مجموعها 168 مادة، إلى رعاية الطفل

منذ حداثة سنه ينبغي أن يتم إحاطتها بمجموعة من آليات الحماية الاجتماعية على اعتبار أن المصلحة العليا للطفل هي الغاية الكبرى، مع التأكيد على أن الأسرة هي الراعي الأساسي له.

جميل أن نرى مثل هذه الترسانة من المواد القانونية الحامية للطفل، إلا أن واقع الطفولة بالجزائر

(14.................................................................................................................)

لا يزال متدهورا، بل ولا يختلف كثيرا عما هو عليه في كثير من بلدان العالم الثالث، ولعل الوجه الحقيقي لوضع الطفولة يتراءى في التسرب المدرسي، التشغيل، الأمراض، سوء تغذية والأحلام المؤجلة.

وفي هذا السياق كشفت السيدة عائشة باركي، رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ" بأن الإحصائيات أظهرت بأنه لا يزال نحو 10 % من مجموع الأطفال الجزائريين أي ما يعادل 200 ألف طفل غير مسجلين على مستوى المدارس سنويا، و500 ألف طفل آخرين يتركون مقاعد الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون تحت وطأتها. وحملت رئيسة جمعية "اقرأ" الآباء جزءا من المسؤولية، فيما ألقت الجزء الآخر منها على عاتق الإدارة الجزائرية التي تتسبب بدورها في صرف بعض الأولياء النظر بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس، بالرغم من وجود قوانين حول إجبارية التعليم في مثل هذه السن. وتشير الإحصائيات المتعلقة بظاهرة التسرب المدرسي بالنسبة لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي تصل سنويا إلى نحو 7,73 % من مجموع التلاميذ الجزائريين المتمدرسين، وتصل النسبة حدود الـ8 % بالنسبة لتلاميذ مختلف أقسام الطور المتوسط، فيما تبلغ حدود الـ23 % في نهاية هذا الطور.

وبينت المعطيات في التحقيق أن 06 % من هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات، في حين تراوحت أعمار الـ63% منهم بين 13 و16 سنة، وأن 77% من الأطفال الذين شملهم التحقيق هم من الذكور فيما تمثل نسبة الفتيات العاملات 23 %، وعن مستواهم التعليمي بيّن التحقيق أن 31 % من الأطفال متمدرسون وأنهم يمارسون أعمال موازاة مع تمدرسهم، في حين بلغت نسبة الذين

(15)

لفظتهم المدارس 37,5 %، كما أقرّ نسبة 31 % من العمال الصغار تركوا مقاعد الدراسة بمحض إرادتهم، علما أن الجزائر العاصمة احتضنت أكبر عدد من هؤلاء بعدد 679 طفل عامل.

وتشير الإحصائيات إلى أن 3 إلى 5  %  من التلاميذ المتمدرسين على مستوى أيّ مؤسسة من مؤسسات الوطن يتسربون سنويا ومن هنا إنّه لا بد للمشرفين على التعليم ببلادنا أن يضعوا أساليب و ميكانيزمات لوضع حد لهذا السيلان لأنّ الرقم ما من شكّ في ذلك مرتفع و جدّ مخيف حين نأخذه على المستوى الوطني ، وهذا أمر يتنافى مع ما تعدّه  الدولة من إمكانات مادية من أجل توفير تعليم منتظم للجميع .

(16)

الفصـل الثانـي : الجانب النظري

الباب الأول : تحديد المفاهيم

أولا : تعريف التسرب .

وحين نريد أن نحدد مفهوم التسرب من غير الممكن الوقوف على تعريف دقيق وكامل لمفهوم التسرب المدرسي لأنّ صعوبة الأمر ترجع بالأساس إلى كون هذه الظاهرة- التي لا تواجهها مدارس الجزائر فقط إلى تشعّب الجذور و تعدّد الأسباب و تنوع مظاهره وكثرة طوائفه بالإضافة إلى جهات النظر المختلفة التي تقدّم بها الباحثون في هذا الموضوع . وفيما يلي بعض التعاريف للتسرب الدراسي:

التسرب في اللغة :

(تسرب) تسرباً ويقال تسرب أي دخل خفية مثل تسرب الرجل في البلاد أي دخلها خفية وفي سرية.

السارب هو الهائم على وجهه على غير هدى .

سرب الإناء ، سال ما فيه من ماء . (1)

خرج من الأرض إلى وجهها فهو سارب ويقال (تسرب) الماء: سال ودخل في حجرة.

من سرب يسرب سروباً ، فالسارب هو المتواري عن الأنظار و الذاهب على وجهه في الأرض قال تعالى : (ومن هو مستوف بالليل و سارب بالنهار ). ويطلق على ذهاب الشيء بعد آخر ومنه سرب الإبل أي أرسلها قطعة قطعة .

أما التسرب في الاصطلاح التربوي : فهناك عدة تعريفات و هي تختلف من قطر إلى آخر ، و من مؤسسة لأخرى ، فقد يقصد به ترك الطالب الدراسة قبل إتمامها ، أو ترك الدراسة لفترات ، أو التأخر عن المدرسة .

(17.................................................................................................................)(1) ابن منظور، لسان العرب ، الجزء 3 ص 356

و قد عرفت إحدى منشورات اليونسكو التسرب الدراسي على أنه التلميذ الذي يترك المدرسة قبل

السنة الأخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها . وعرفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1973 التسرب بأنه صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي، ترك الطالب للدراسة في إحدى مراحلها المختلفة . وقد عرفت اليونيسيف التسرب عام 1992 بعدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح، سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى ،وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر . وبمعنى شامل فالتسرب هو كل طالب يترك المدرسة لأي سبب من الأسباب قبل نهاية المرحلة التعليمية . أو ترك مجموعة من الطلاب المدرسة بعد أن تم قبولهم وأخذوا مقاعدهم في المدارس كما يعرف التسرب الدراسي بأنه: انقطاع التلميذ عن الدراسة قبل إنهاء المرحلة التعليمية الإلزامية.

والمتسرب: هو كل طالب يترك المدرسة لسبب من الأسباب قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها.

ولما كان التعليم العام في مختلف البلدان هو الجزء المهم من التعليم ومن ضمنه التعليم الإلزامي

الذي تلتزم به الحكومات وتعتبره مؤشراً للبعد عن الأمية ولذلك فإن الانقطاع عن الدراسة قبل إتمام

سنوات هذا التعليم هو الأمر الذي تهتم به المؤسسات الخاصة بالتعليم وتعطيه الأولوية بالدراسة والبحث ولهذا فإن بعض الدول تنظر إلى تسرب الطلبة قبل إتمام التعليم العام تهديداً لكيانها التربوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي على حد سواء.

تعريـف التسـرب:

يعتبر التسرب المدرسي مشكل حقيقي من مشكلات التعليم التي استفحلت داخل أوساط مؤسساتنا التربوية والتي باتت تهدد تلاميذنا بالفشل والإحباط ثم اليأس والكراهية من التعليم تاركين مقاعد الدراسة ،وانشغالهم بأشغال أخرى خارج المحيط التربوي سعيا وراء لقمة العيش التي أصبحت هم كـل مواطن ،تاركا نفسه بدون ثقافة يكتسبها وعلم ينتفع بـه .

(18.................................................................................................................)

ولو أردنا أن نعطي تعريفا دقيقا وواضحا لهذه الظاهرة لقلنا بخلاصة عامة :

( هو ترك التلميذ للتعليم وانقطاعه الكلي عـن الدراسة والمدرسة والتعليم مما يشكل عبئا ثقيلا على المجتمع ،ويساهم بشكل آخر في انتشار ظاهرة الأمية ).

  مفهوم التسرب المدرسي في ظل النظام التربوي :

   إن التسرب المدرسي  كان ولا يزال شكلا  من الأشكال المعرقلة لكلّ التخطيطات والمنهجيات المسطرة لتعليم و تكوين الأجيال الهادف إلى إعدادهم لمواكبة التطورات وحمل المسؤولية بكل ما يمكن من النّضج الفكري و الوعـي . وهو فضلا عن أنّـه ظاهـرة تربوية تفشل طموح الدّولـة وتحبط أهدافها فهو في نفس الوقت مشكل سياسي واقتصادي واجتماعي له أثره السلبي على التنمية الشاملة و التكوين المنتظم .

  وفي الجزائر كما هو الشأن بالنسبة لدول العالم الثالث إنّ التسرب المدرسي مشكلة نراها تستفحل استفحالا مقلقا سنة بعد سنة  ، وإن هذا يقتضي تكثيف البحوث التربوية الميدانية عن طريق الاستبيانات و الاستقصاء و الإحصاء و السياسة الرشيدة في بناء البرامج وتحديد المواقيت و العناية بمجال التكوين وذلك على مدى مسارات دراسية طويلة، في بيئات جغرافية اجتماعية متباينة باعتبار أنّ نقط القوّة و نقط البداية في بناء القدرة العملية و العلمية في  أيّ بلد مرتبط كل الارتباط ببناء منظومة تربوية سليمة لا شوائب فيها . وحين نريد أن نحدد مفهوم التسرب من غير الممكن الوقوف على تعريف دقيق وكامل لمفهوم التسرب المدرسي لأنّ صعوبة الأمر ترجع بالأساس إلى كون هذه الظاهرة- التي لا تواجهها مدارس الجزائر فقط - إلى تشعّب الجذور و تعدّد الأسباب و تنوع مظاهره وكثرة طوائفه بالإضافة إلى وجهات النظـر المختلفة التي تقدّم بها الباحثون في هذا الموضوع .

فالتسرب المدرسي ظاهرة تربوية تعليمية  تعني انقطاع  التلميذ عن مواصلة الدراسة في سنة أو مرحلة من سنوات ومراحل التعليم انقطاعا نهائيا لسبب من الأسباب الموضوعية

(19.................................................................................................................)

والغير موضوعية وذلك قبل انقضاء المرحلة الإجبارية المحددة من طرف الدولة .وهذا المشكل المتمثّل في انقطاع التلميذ عن الدراسة دون أن يتمّ المنهاج المقرر و دون أن ينهي عملية التعلم بأبعادها و أهدافها غالبا ما نجده وراء الإخلال بالنفقات المرصودة للنظام التعليمي و التوقعات التخطيطية المعدّة لتنظيم التعليم في جميع أطواره .

ثانيا : أنواع التسـرب و مظاهـره

أنواع التسرب المدرسي : ذكرت الدراسة أنه يوجد نوعان من التسرب المدرسي الذي يلحق بالتلميذ المتمدرس, الأول هو التسرب المؤقت الذي يحدث عموما بشكل يومي متكرر، لكن سرعان ما يتحول إلى انقطاع تدريجي ثم مستمر، وهذا طبيعي حيث يؤدي بالتلميذ إلى الفصل النهائي من المدرسة .أما الشكل الثاني من أشكال التسرب هو نتيجة حتمية للنوع المذكور سابقا بعد أن تتكرر عملية التغيب عن الحصص الدراسية والذي يعني الانفصال النهائي عن مقاعد الدراسة والذي يصنف بدوره إلى ثلاثة أنواع في مقدمتها التسرب اللاإرادي الذي يكون سببه عادة عدول المتمدرس عن كل ما له صلة بالتعليم وفقدانه القدرة على الاستيعاب والتعليم نتيجة انشغاله بأمور خارجة عن كل ما له صلة بالتعليم، الذي يليه التسرب الشائع كما يسمى والذي يخص تلاميذ المدرسة الابتدائية قبل أن يجتازوا هذه المرحلة، وفي الأخير نصل إلى التسرب المرحلي الذي هو شكل من الأشكال الواضحة والتي تأتي مع امتحانات نهاية كل مرحلة من الابتدائي، المتوسط والثانوي، والعامل الأساسي في ذلك هو عدم النجاح ، ولقد اعتمد في هذه الدراسة تصنيف التلاميذ المتسربين إلى ثلاث فئات، والتي كانت أولها فئة المتمدرسين المجبرين الذين واجهتهم ظروف قاهرة أجبرتهم على التخلي عن مقاعد الدراسة والتي تكون نتيجة مشكلة شخصية يعاني منها التلميذ كالمرض أو الفقر أو التيتم بعد فقد أحد الوالدين الذي يفقد فيه الطفل عادة التوازن الأسري.

(20)

أما الشكل الثاني فقد لخص في أسباب صحية المتمثلة في الإعاقة، والتي تشمل فئة المتمدرسين الذين غادروا مقاعد الدراسة نتيجة ضعف قدراتهم العقلية التي منعتهم من القيام بأعمال ضرورية مطلوبة للنجاح الأكاديمي، والتي يمكن التعرف عليها من خلال النتائج المحصل عليها بعد الاختبارات حيث تغادر هذه الفئة مجبرة بعد صدور قرار إداري يصدر في حقهم، أما الفئة الأخيرة فهي فئة المتسربين الأكفاء التي تشمل فئة الأفراد الذين لهم قدرة على النجاح في مسارهم الدراسي ولكنهم قرروا التخلي عن الدراسة لأسباب تتعلق بالدرجة الأولى بميولاتهم الشخصية التي تتنافى مع مجال الدراسة وكل ما يتعلق بها . والواقع أن التسرب المدرسي له نوعـان: قد يكون جزئياً أو كلياً.

الحالة الأولى: أي أن التلميذ قد يخرج من منزله في الصباح قاصداً المدرسة فعلاً ويذهب إليها لكن يخرج قبل نهاية الدوام.

الحالة الثانية: فهي خروج التلميذ من منزله ولا يحضر إلى المدرسة على الإطلاق. وقد يفاجئ ذلك التلميذ الهارب بالمعلم أو الأب الذي يكتشف أمره فيما بعد.

و قد يأخذ التسرب الدراسي أشكالا متعددة منها : 1- التسرب الفكري "الشرود الذهني" من جو الحصة . 2- والتأخر الصباحي عن المدرسة. 3- والغياب الجزئي أو الكلي عن المادة الدراسية (أو المدرسة ). تسرب الأطفال من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية .

ويعنى عدم التحاق الأطفال الذين هم في سن الدراسة إلى المدارس وذلك بسبب عدة عوامل اجتماعية واقتصادية مختلفة .

1. تسرب الطلبة من المدرسة قبل وصولهم إلى نهاية مرحلة التعليم الإ كمالي و الثانوي:

ويشكل هذا النوع من التسرب الأكثر انتشارا والسائد في جميع النظم التعليمية وهذا النوع لا يقتصر على البلدان النامية بل على الدول المتقدمة أيضا .وهذا النوع هو الأكثر انتشارا في النظام التعليمي ويرتبط هذا

(21.................................................................................................................)

النوع بمشكلة الرسوب فالرسوب قد يكون سببا في التسرب.

2. التسرب المرحلي :

وهذا النوع من التسرب يظهر في نهاية كل مرحلة من المراحل التعليمية .

ثالثا : أنواع المتسربين وملمحهم :

المتسربون من الدراسة يتميزون عن المثابرين بعدة خصائص مشتركة . فإن كان المتسربون معروفين بشعور عدم الانتماء إلى المدرسة وتعاطي التدخين والمخدرات والخمر عادة ، وبالشكوى من انعدام دعم الراشدين لهم ، فإن المثابرين – المجتهدين – على العكس من ذلك ،فهم يتحدثون عن وجود أصدقاء في المدرسة ، وعن اهتمام أوليائهم بهم بمتابعة توجهاتهم الدراسية ، وعن وجود نماذج شخصية في محيطهم .

وينبغي أن ننبه هنا أن المتسربين ليسوا على نمط واحد ، و ليست لهم نفس الحاجات ، لذا ينبغي ألا نبحث عن الحل الشامل ، وعن البرنامج الذي يحل المشكل بصفة شاملة وسريعة .

ولقد حددت الدراسة النوعية التي أجراها مكتب ( الإحصاء الكندي ) أنماطا من المتسربين :

1– التلاميذ المحرومون الذين يعيشون عدم الاستقرار الاقتصادي ، والعائلي ، والعاطفي ، وليست لهم مشاريع مستقبلية .

2– الشباب ذوي الفكر المبدع ، وهم غالبا من عائلات ذات دخل متوسط أو عال ، لكنهم يعانون صعوبات التكيف مع المدرسة و يشعرون بنغص النظام المدرسي و قواعده وقوانينه ، هؤلاء الشباب

غالبا ما يهتمون بالفنون ، ولهم في الحياة تطلعات محدودة .

3- الشباب الميال إلى الحرف ، و هؤلاء لا يرون طائلا من الدراسة الثانية ، وغالبا ما يجدون صعوبات في التعلم ، فتبدو لهم الدروس مملة وغير ملائمة ، ويرغبون في التحول إلى سوق العمل لممارسة حرفهم و تقاضي أجرة .

4- التلاميذ الذين هم في أزمة خانقة ، و يتعلق الأمر بشباب يعانون من وضعيات خاصة ، و عائلية

(22)

صعبة ، أو الذين واجهتهم أحداث متأزمة ،مثل وفاة أحد الأقارب ، أو المرض ، وانفصال الأبوين ،

أو الحمل ... الخ .(1)

الباب الثاني : الأسباب المؤدية إلى التسرب :

ولما نقف وراء الأسباب الحقيقية والفعلية التي أدت إلى استفحال هذه الظاهرة لوجدناها كثيرة جدا وذلك لتعقد متطلبات هذه الحياة ، نذكر منها جملة من الأسباب والمتمثلة في ما يلي :

أ- الأسبـاب الذاتيـة:

- سوء الخلق مما يؤدي إلى الإخلال بالنظام التربوي وعرقلة السير الحسن للتمدرس .

- التخلف العقلي مما ينتج عنه تدني في مستوى التحصيل الدراسي والرسوب ثم تكرار السنوات ثم الفشل وربما الفصل والإقصاء من المدرسة .

- ضعف في التحصيل مع غياب عنصر الدافعية والرغبة في الدراسة مما يؤدي إلى الطرد من القسم والمؤسسة.

- كثرة الغياب وعدم الشعور بتحمل المسؤولية مما يؤدي إلى الطرد والفصل من المؤسسة التعليمية .

- تأخر دراسي عام في جميع المواد الدراسية بسبب الغباء, حيث تكون نسبة الذكاء مابين 70و80٪ يشعر فيه الطفل أنه غير قادر على مسايرة زملائه في الصف ويهرب من المدرسة.

- الإصابة بعاهات أو تشوهات جسمانية تشعر الطفل بالإهانة والسخرية والدونية التي تجعل الطفل يتهرب من المدرسة, ويغادرها نهائياً.

(23)(1) موعدك التربوي – التسرب المدرسي – المركز الوطني للوثائق التربوية ص 50 -51

- المرض العضوي أو القصور الذي يجعل التلميذ يتغيب كثيراً عن دراسته ويرتاد المصحات والمستشفيات للعلاج والتداوي ويصعب عليه تدارك ما فاته من التحصيل العلمي فيضطر إلى مغادرة المدرسة.

-إصابة الطفل باضطراب نفسي لسبب من الأسباب, ونتيجة لهذا الاضطراب يهرب التلميذ من المدرسة.

-الخوف من المعلم المتسلط أومن التلاميذ الذين هم أكبر منه سناً بسبب الخلاف معهم وسوء العلاقة مما يجعله يهرب من المدرسة من أجل تأمين نفسه.

ونلاحظ هذا عند الطفل المدلل خاصة الذي جاء بعد عقم أو بعد انتظار طويل, أو كان الوحيد بين أخوته, حيث توليه الأسرة اهتماما ًمبالغاًَ فيه وعناية مغاليا فيها, فيجد في المدرسة من الصرامة ما يختلف عن جو الأسرة.

- كما أن الهروب يكثر في سن المراهقة مع زيادة, حب المغامرة والخروج عن السلطة واثبات الذات.

- تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم: - عدم الاهتمام بالدراسة وانخفاض قيمة التعليم . - الخروج إلى سوق العمل . - بعض الطلاب قدراتهم محدودة. - البعض من الطلاب ليس عنده الاستعداد للتعلم. - عدم المبالاة بأعمال المدرسة وأنظمتها. - الانشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة. - الرسوب المتكرر للطالب. - كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد الطالب وتجذبه إليها. ب- الأسبـاب العائليـة:

(24)

الواقع أن للأسرة, مساهمة كبيرة في تسرب أبنائها, ويكون ذلك في الحالات التالية:

- انخفاض المستوى المعيشي للأسرة وضعف الدخل اليومي للعائلة,خاصة في الآونة الأخيرة, حيث بينت الدراسات أن الفئات الوسطى تلاشت من سلم المستويات الاجتماعية لدخولها في حيز الفقر الذي أثقل كاهل الأسرة وجعلها عاجزة على توفير متطلبات أطفالها من أجل تأمين لقمة العيش.

- الحاجة الماسة إلى اشتراك الأطفال في بعض الأعمال من أجل مساعدة الأب والتخفيف من أعبائه في ظل تسريح العمال وزيادة حجم البطالة, ارتفاع الأسعار للمواد الضرورية والاستهلاكية.

هناك مجموعات من المواطنين في الريف خاصة لا يسمح دخلها بالاستغناء التام عن أولادها في العمل رغم صغر سنهم، وهذا ناتج بالطبع عن النمط الاقتصادي السائد في الريف والتكوين العائلي مما يترك أثراً واضحاً في حجم التسرب من المدرسة الابتدائية.

- حياة التنقل والارتحال لدى بعض الأسر, خاصة البدو الرحل, مما يجبرهم على إيقاف أبنائهم عن الدراسة بسب أعباء التكاليف ولإشراك أبنائهم في بعض القطاعات الفلاحية أو الزراعية أو الرعي.

- ولا يخفى علينا نظرة الرجل البدوي إلى البنت, التي تجبر على لزوم البيت إذا ظهرت عليها علامات الأنوثة لتساعد أمها, وتنتظر من يطلب يدها.

- عدم وعي الأسر للهدف الأسمى والنبيل من التعليم وطلب العلم كوسيلة للثقافة والتنوير والتقدم العام وإعداد النشء للمستقبل, وحصرها للتعليم في غاية مادية بحتة, فتظهر رغبة الطفل في البحث عن فائدة سريعة, وربح عاجل, وهو يرى أن الإطارات والمثقفين مقصون ومهمشون ويعيشون الفقر والإهانة.

- تفكك الأسرة بسبب الطلاق أو الوفاة وما ينجم عنه من مشاكل واضطرا بات نفسية أو عقلية تجبر الطفل على ترك مقاعد الدراسة.

(25)

- الجو الأسري المشحون بالاضطرابات والمشاكل سواء بين الوالدين أو بين الإخوة أو بين الطفل وأحد الوالدين, خاصة الخلافات الشديدة التي يصعب حلها والتي تؤدي إلى تمزيق الطفل نفسياً فيتشتت تفكيره ويلجأ إلى الهروب من الدراسة في أخر المطاف.

- العناية بأفراد الأسرة والمساعدة في أعمال المنزل. تترك الطالبات المتسربات المدرسة للعناية بأفراد الأسرة وبخاصة إخوتهن الصغار والمساعدة في أعمال المنزل. تجبر الأسرة أبناءها سواء الذكور منهم أو الإناث على ترك مدارسهم، وغالباً ما تجبر الذكور للعمل في سوق العمل والإناث لعدم اهتمام الأسرة بتعليم الإناث. - عدم وجود شخص يساعد الطالب والطالبة على الدراسة داخل الأسرة. عدم اهتمام الأسرة بمساعدة أبنائها في تجاوز الصعوبات التعليمية التي تواجههم في المدرسة كان سبباً مهماً في تسرب أبنائهم . - عدم اهتمام الأسرة بالتعليم. انخفاض قيمة التعليم لدى أسر الطلبة المتسربين وعدم الاهتمام بالتعليم، كان له القدر الكبير من الأهمية في أسباب تسرب أبنائهم.

ج- الأسبـاب المدرسيـة:

في بعض الأحيان يكون سوء العلاقة بين المعلم والتلاميذ وبين الإدارة والتلميذ ولعدم تفهم أوضاعه ومشاكله, سبباً في مغادرة التلميذ للمدرسة وقد تكون لقسوة المعلم وإجحافه في حقه فيشعرا لتلميذ بعدم الانتماء وعدم إتاحة فرصة المشاركة له في مختلف ألوان النشاط بالإضافة إلى التهميش والتميز بين التلاميذ وعدم المساواة بينهم كل ذلك يجعل التلميذ يكره المدرسة ويتهرب منها.

- فالمدرس شديد القسوة أو المتسلط , وسوء المعاملة منه تجعل التلميذ يخاف ولا يعبر عما في نفسه ويضعف مستواه وقد ينسحب من المدرسة ويبتعد عن الأذى.

(26)

- إن سوء العلاقة بين التلميذ والمعلم بسبب معاملة المعلم غير المؤهل والذي لا يعرف شيئاً عن سيكولوجية التلاميذ وخصائصهم الجسمية والعقلية وسلوكهم الاجتماعي فيسئ فهمهم ويلجأ إلى العنف والإهانة المستمرة وتثبيط الهمة والمقارنة الخاطئة والإهمال الشديد..... مما يدفع التلاميذ إلى كره المعلم ومادته وقد يصل بعضهم إلى الانسحاب والتخلص منه وكما أن كثرة الواجبات المنزلية وازدحامها وعدم إنجازها من التلميذ تجعله في خوف من العقاب الصارم، فيتغيب عن المدرسة، و يتكرر غيابه وقد ينسحب في نهاية الأمر.

بالإضافة إلى كثافة البرامج وكبر الحجم الساعي وثقله, حيث لا يجد التلميذ متسعا من الوقت لإشباع رغباته وحاجاته خارج المدرسة، خاصة إذا كانت لا تستجيب لحاجاته النفسية ولا تلبي رغباته ولا تحقق أماله.

د- الأسبـاب الاجتماعيـة :

ونركز هنا على الشارع ، لأن الطفل يقضي فيه وقته، وتصعب مراقبة وتنظيم الشارع والحي وكما يقال: (المجالسة مجانسة) و(الصاحب ساحب) فإذا خالط الطفل أقران السوء صار من جنسهم وقد يتغيب الطفل عن المدرسة ويهرب منها لأجل تأمين نفسه خوفاً من الكبار منه المتسلطين عليه, وقد يكون موقع المدرسة بعيداً عن المسكن ، والمسلك صعباً وغير آمن، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية كشدة البرد أو شدة الحرارة التي تنهك قواه قبل وصوله إلى المدرسة.

- بعد المدرسة إذا كان الطريق المؤدي إلى المدرسة وعراً ، خاصة في الظروف الطبيعية القاسية، حيث يكثر تأخره، ويتكرر غيابه وبالتالي إقصاؤه من المدرسة، وإذا كان التلميذ يستغل وسائل النقل فإن المصاريف تثقل كاهل الأب وقد يجبره على ترك المدرسة وهذا العامل يهدد البنات أكثر .

ه - الأسبـاب الاقتصادية:

(27)

إن عدم اهتمام الأب بالتلميذ من حيث تأمين اللباس الجيد والأدوات المدرسية المناسبة تعود إما

لجهل الأب أو الفقر، فحرمان الأهل لأولادهم من بعض النقود أثناء خروجهم إلى المدرسة هذا ما يجعل التلميذ في موقف صعب أمام زملائه المتوفرة لديهم النقود مما يولد لديه شعور بالنقص والحرمان فينزوي عن زملائه وبالتالي تسبب له كرهاً كبيراً للمدرسة.

إن الأسباب الاقتصادية لظاهرة التسرب تشمل المدن أيضاً، وخاصة الطبقات الفقيرة والعاملة. وإن طبيعة النشاطات الاقتصادية في المدينة كثيراً ما تخلق عرضاً أو طلباً على عمالة الأطفال، حيث نجد أن كثيراً من الأطفال يستخدمون في المقهى ولدى الباعة المتجولين والحوانيت بالنسبة للبنين.

يضطر الطلاب إلى ترك المدرسة والبحث عن أعمال بأجور منخفضة تساعدهم في إعانة آباءهم وأمهاتهم في أعمالهم الخارجية .

و- الأسبـاب السياسيـة: - انتقال التلاميذ وفقاً لتنقلات آبائهم إلى المناطق الآمنة نسبيا ، وبالتالي عدم مواظبة التلميذ على الدوام بشكل منتظم . - استهداف الإرهابيين المدارس في عملياتهم . - اعتقال أولياء الأمور وغيابهم عن البيت لفترات طويلة يؤثر على تربيتهم واهتمامهم في التحصيل الدراسي .

- إغلاق أو حرق بعض المؤسسات التربوية .

الباب الثالث :وقاية وعلاج التسرب المدرسي

1– دور البيت في الوقاية والعلاج.

1- وعي الأسرة بخطورة التسرب المدرسي وضرورة عدم تشجيعها لأبنائها على ترك المدرسة و توفير مناخ أفضل لأبنائها ومساعدتها لهم ما أمكن في الاستمرار في دراستهم .

2- وعي الأسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائها.

(28)

3- اقتناع الأسرة بضرورة تهيئة الجو الأسري لأبنائها من خلال توفير الوقت والمكان المناسبين للدراسة في المنزل.

4- مساعدة الأسرة لأبنائها في حل مشاكلهم الدراسية وصعوبات التعلم في المواد الدراسية.

5- عدم تكليف أبنائها الطلبة بمهمات أسرية فوق طاقتهم، من خلال تفرّغهم وتوفير الوقت الكافي لهم للدراسة.

6- ضرورة اتصال وتواصل الأسرة والمدرسة لمتابعة تطور أبنائها والوقوف على المشاكل التي يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلها.

7-وعي الأسرة بمخاطر الزواج المبكر لبناتها ، ووعيها بمخاطر التمييز بين أبنائها على أساس الجنس في مجال التعليم.

8 ـ عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء والبنات. 9 ـ التفكير بما يمكن أن تجنيه الفتاة من فوائد من جراء حصولها على الشهادات العلمية، سواء تعلق الأمر بعملها أو بتميزها بنظر الخاطبين لها، أو بطريقة تنشئتها لأطفالها والإشراف على دراستهم مستقبلاً. 10 ـ توثيق الصلة مع المدرسة بحضور مجالس أولياء الأمور وطرح كل ما يدور بذهنهم من استفسارات أو أسئلة قبل اتخاذهم قرار حرمان بناتهم من التعليم. 2 - دور المدرسة في الوقاية والعلاج.

1- تفعيل دور الأخصائي النفساني في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي وعلى الأخص أولياء أمور الطلبة.

2- العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.

3- منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي) . 

4- توفير تعليم مهني قريب من السكن.

(29.................................................................................................................)

5 - تفعيل قانون إلزامية التعليم ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوى المدرسة.

6- السماح للطلبة المتسربين بالالتحاق بالدراسة بغض النظر عن سنهم وفق شروط محددة وميسرة.

3- دور المجتمع و المؤسسات الحكومية (الرسمية) في الوقاية والعلاج:

- إجراء تعديلات جذرية في قانون إلزامية التعليم وتفعيل الإجراءات التنفيذية وتخليصها من العقبات الروتينية. - عدم التهاون في تنفيذ العقوبات المنصوص عنها في قانون إلزامية التعليم (بعد تفعيلها) بحق أولياء الأمور الذين يمنعون أبناءهم وبناتهم من حقهم في التعليم. - تولي الجهات الحكومية متابعة موضوع تسرب الفتيات بشكل فعال للتأكد من عودة المتسربات إلى المدارس. - النهوض بالبنية التحتية للمناطق الريفية وتوجيه استثمارات القطاعين العام والخاص نحو مشاريع تنموية مولدة للدخل وموفرة لفرص عمالة للراغبين بها من الجنسين. - زيادة اهتمام الدولة بتحسين مستوى الخدمات العامة في القرى، ومن ضمنها الخدمات التعليمية

- توفير الكتب المدرسية بمختلف أنواعها وتوزيعها مجاناً .

- تقديم بعض المساعدات لذوي الحاجة من التلاميذ .

- التغذية المدرسية.

دور وسائل الإعلام في الوقاية والعلاج : أ) الصحف والمجلات :

يمكن اعتبار هذا النوع من الوسائل إحدى محققات التواصل بين البيت والمدرسة والأسرة ، ويمكن عن طريقها تثقيف البيت والمدرسة ونشر نتائج الدراسات والندوات عن هذه الظاهرة.

ب) الإذاعة :

(30)

تعتبر الإذاعة من أهم وسائط التربية وإحدى الوسائل المحققة للتواصل المنشود فمن خلالها يمكن

إذاعة برامج ثقافية وإرشادية تعالج مشكلة عدم التواصل بين البيت والمدرسة كذلك إذاعة برامج تتعلق بمشكلات التلاميذ حتى يكون الآباء على وعي بها مما يؤدي إلى التآزر بين البيت والمدرسة في مجال إيجاد الحلول المناسبة .

ج) التلفزيون :

يعتبر أكثر الوسائل انتشارا في العصر لاعتماده على الصوت والصورة المباشرة دون الحاجة إلى معرفة القراءة لذا فإن تأثيره يعتبر عاما بالنسبة لجميع أفراد المجتمع ويمكن من خلاله زيادة التواصل بين البيت والمدرسة وذلك عن طريق :.* عرض برامج توضح فائدة التواصل بين البيت والمدرسة على مستقبل الطالب .* عرض أفلام وندوات حول موضوع التواصل المثمر .

* تدخل الأولياء في اختيار البرامج التربوية المفيدة .* عرض مقابلات مع الأولياء الحريصين على التواصل واستمراريته مع المدرسة وإظهار إيجابيات هذا التواصل .

د) الإنترنت :

لعل استخدام شبكة المعلومات العالمية من أهم وسائل التثقيف والتوعية والتواصل التي يمكن فعلا تطويعها لخلق آليات اتصال جيدة بين أولياء الأمور والمعلمين والطلاب وإدارات المدارس ، وهناك العديد من المواقع التربوية الهادفة ومواقع الكثير من المدارس التي فتحت المجال للتواصل مع البيت ومع الآباء والأمهات والمجتمع بشكل عام . و من خلال الاستعراض السابق لهذه المشكلة وأسبابها ووسائل علاجها نلاحظ وقبل كل شئ أن هذه المشكلة مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكون مشكلة تدور حول فرد من الأفراد الأمر الذي يستلزم تكاثف الجهود الرامية إلى إحداث التكامل حيث يجب على كل من الجوانب المدرسي والأسري والاجتماعي العمل معا لتحقيق هذا الهدف ونجاح هذه الجهود المبذولة لخلق مجتمع متكامل في كافة جوانبه يعطي كل ذي حق حقه ومن النتائج المترتبة على هذا التكامل هو تقليل الفارق التعليمي وزيادة التعاون المدرسي الاجتماعي إضافة إلى جعل الآباء يلعبون دورا فعالا إلى جانب

(31)

دورا لمدرسة في العملية التعليمية. ولا تقف الوسائل عند التي ذكرناها بل تتعدى إلى وسائل أخرى يمكن تبادلها مع المدارس الأخرى والمجتمعات الأخرى، أما في حالة فشلها فإن ذلك يجعل من التعليم عمليه غير ذات جدوى وقد يؤدي ذلك إلى عدم إمكانية تحقيق الأهداف والسياسات على الوجه الصحيح، لذلك يجب أن تتكاثف الجهود في سبيل مستقبل زاهر متطور تشترك فيه جميع المؤسسات التعليمية والتربوية لخدمة الأجيال الناشئة وتحقيق مصالح الوطن الكبرى.

4 - الإجراءات العلاجية للمتسربين على عدة مستويات :

مشكلة التسرب المدرسي هي مشكلة وطنية تتطلب أن تتضافر كافة الجهود لإيجاد حلول ناجعة للطلبة المتسربين. بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة التربية في هذا المجال. المطلوب أيضاً من المؤسسات الرسمية وبالتحديد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن مؤسسات المجتمع المدني أن تضع خطة عمل وطنية لإعادة تأهيل المتسربين الذين معظمهم ارتدّوا إلى الأمية من خلال ما يلي:

1. توسيع انتشار مراكز التعليم المهني في جميع محافظات الوطن وتقديم تسهيلات ومكافآت تشجيعية للطلبة الملتحقين بها.

2. تنويع برامج التعليم المهني لتواكب حاجات سوق العمل.

3. متابعة الخريجين من خلال توفير شكل من أشكال التواصل بينهم وبين المنتجين في سوق العمل لتسهيل توظيفهم وإعادة تأهيلهم مع الوظائف الجديدة التي يلتحقون بها.

4. وضع تشريعات وقوانين تحدد الحد الأدنى للأجور ووضع آلية للرقابة والتنفيذ لمنع استغلال الأيدي العاملة.

(32)

5.تشجيع القطاع الخاص الذي يشارك في التنمية الوطنية ( الاستثمار ) على تنويع برامجه لتواكب سوق العمل من حيث برامجه التأهيلية التي يقدمها للمتخرجين من مراكز التأهيل .

6.توسيع انتشار مراكز محو الأمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.  

7-   بناء المناهج و البرامج على أسس علمية بحيث تغذّي جميع حاجات المتعلّم  و تيسّر له سبل الاستمرارية في اكتساب المعرفة .

 8-   إعادة النظر في أنماط أدوات القياس و أساليب التّقويم  باتباع الآليـات المستحدثة في هذا الميدان.

 9-        إعداد كتب قيّـمة شكلا و مضمونا تستجيب بمحتواها و منهجيتها لميول المتعلّم ومتطلباته بحسب الأعمار و درجات النضج الفكري مع اقتراح مجموعة من النشاطات كفيلة بتحقيق التكوين الذّاتي تساعده على استيعاب المعلومات وإدماجها في ذاته .

 10-   التكفل بالتلاميذ الذين يعانون من بطء  الاستيعاب أو العجز في إدماج  المعرفة منفردين عن زملائهم، بالعمل على سدّ الثغرات و دعم المكتسبات  ليتمكن المتعلّم من كسب قاعدة معرفية تبني قدراته و كفاءاته .

 11-     تزويد المدارس بكّل الوسائل التّي من شأنها أن تحبّب الدراسة إلى نفوس التلاميذ (نشاطات رياضية، ثقافية ،إعلام آلي…)

 12-    تسهيل عملية ارتياد التلاميذ المدارس ( توفير النقل ، بناء المدارس بمراعاة الكثافة السكانية للأحياء ، و المسافة و التوازن…)

(33)

 13-     تحقيق مبدأ  تكافؤ الفرص بين جميع المتمدرسين  باختلاف بيئاتهم و مناطقهم الجغرافية .

 14-  إعادة النظر في توظيف حاملي الليسانس دون أدنى مؤهل في المجال التّربوي والبيداغوجي مع تجنّب عملية الإدماج لما لها من الأثر السلبي في كثير من المجالات.

 15-    اعتماد طريقة ناجعة في ميدان تكوين المعلمين و الأساتذة بالتركيز على مجموع المستجدات في حقل التربية و التعليم كدراسة مختلف المقاربات و أدوات القياس و التّقويم.

16 -  تبني استراتيجية فعّالة  لتكوين المكونين .

17 -  الحرص على توجيه التلاميذ وفق ما يحدّده ملمح مسارهم الدّراسي لا بناء على ما يرغب فيه الأولياء.

  18-  إعادة النظر في قضية إرغام التلميذ على البقاء بمقاعد الدّراسة حتّى سنّ 16 عاما بالرغم من العجز الذي يبديه نتيجة لتراكم الضعف ، وفي هذا أرى أنّه من الأليق والأفضل أن نوجّه المتعلّم نحو مراكز التكوين المهني ليكتسب حرفة في صغر سنّه بدل أن نهدر وقته و نجبره على متابعة الدراسة دون رغبة منه .

19-  تزويد كلّ 3 مآمن على الأقل أو بالأحرى كل وحدات الكشف والمتابعة الصحية  بأخصائي نفساني يساعد التلاميذ الذين يعانون الأزمات  النفسية على تخطي الصعاب.

20– إعادة الاعتبار للمعلم و المدرسة و المتعلم وتحسين صورته داخل المجتمع .

21 - تشجيع و تنشيط متابعة التعليم بواسطة المراسلة و الأنترنت .

 

22-  إنشاء مدارس تعمل على إدماج المتسربين و المفصولين الراغبين في العودة إلى  مقاعد الدراسة .

(34)

23-  تشجيع و تنشيط متابعة التعليم بواسطة المراسلة و الأنترنت .

24- العودة إلى العمل بالنظام الداخلي لتمكين التلاميذ الساكنين بالمناطق النائية من متابعة مسار تعليمي مستقـرّ.

 

إنّ الحقيقة التي لا ينبغي أن نخفيها هي تلك الذهنيات الاجتماعية السلبية التي وللأسف نراها تنتشر و تتوسّع داخل الأسر التي طغى عليها الطابع المادي حيث لا نلمس  منهم إلاّ بثّ اليأس وبذور الفشل في نفوس أبنائهم بترديدهم للعبارة : ماذا فعل أخوك بالشهادة ؟

أما في المرحلة الثانوية ، فالتعليم فقد قيمته الاجتماعية ، بمعنى أن التلميذ في مرحلة المراهقة يرى أن من أنهى تعليمه وتخرج من الشباب بأعداد كبيرة يعاني من البطالة، فلا يجد مردودا لتعليمه ولا نتيجة، فلابد من معالجة البطالة أيضاً، فالموضوع جزء من منظومة مجتمعية كاملة، ولا يمكن أن نأخذ حلول جزئية ونقول أننا نحل المشكلة، كما يجب العمل على رفع مستوى الأسر، فهناك مشاكل تعليمية مرتبطة بثقافة الفقر في الأسر الجزائرية، فكثير من المشكلات التعليمية مردها انخفاض المستوى الاقتصادي.

(35)

الجزء التطبيقي

الفصل الثالث : الجانب التطبيقي : الدراسة الميدانية ، عرض و تحليل النتائج

التعريف بميدان البحث :

شمل ميدان البحث الذي موضوعه: التسرب المدرسي –الأسباب و العلاج –

- عينات من المتسربين من مختلف المراحل التعليمية و الأعمار والجنس والبيئات .

- آراء الإداريين و المربين والمعنيين عن طريق توزيع استبيانات عليهم .

- بيئات جغرافية بالجهات الشمالية للولاية .( حضرية ، شبه حضرية و ريفية ).

تحديد عينة الدراسة وكيفية اختيارها :

أطفال تركوا المدرسة واتجهوا للحياة العامة و بعض مديري المؤسسات التربوية بمختلف مراحلها التعليمية وبعض المعلمين والأساتذة .

تم اختيار أداة البحث وهي الاستبيان الذي توزعت بنوده الذي عددها 42 على 5 أبعاد بالنسبة للمعلمين و46 بندا بالنسبة للمتسربين ، وقد تم اختيار العينات المذكورة من مناطق مختلفة ، حضرية وريفية ووزعت الاستبيانات على 50 طفلا و100 مربي -معلم وأستاذ –و40 مديرا 19 ابتدائي و14 إكمالي و07ثانوي .

- تفريـغ الاستبيانـات .

تفريغ الاستبيان الموجه للسادة المديرين.

تم توزيع40 استبيانا مقسمة كما يلي : 19 للمرحلة الابتدائية و14 للمرحلة الإكمالية و07 للمرحلة الثانوية و تم تفريغها وكانت النتائج بعد تفريغ الاستبيانات الموجهة حسب الآتي :

(36)

تفريغ الاستبيان الموجه للسادة مديري المؤسسات التربوية .

السنة الدراسية

المرحلة التعليمية

النسبة المئوية للمتسربين

الأسباب المؤدية

2008/ 2009

ابتدائـــــــــــــــــــــــــــــــي

2%

الرسوب المتكرر، الإهمال الأسري ،الرغبة في العمل ، تحفظ الأسرة على تعلم البنت .

بعد المدرسة عن البيت ، الظروف الأمنية ، إجبار الأسرة للطالب على ترك الدراسة .

2009 /2010

3%

2010 /2011

0.8%

2008/ 2009

إكمالــــــــــــــــــــــــــــي

5%

تجاوز سن الدراسة ، بعد المدرسة عن مقر السكن ، ضعف النتائج الدراسية ، انعدام الرغبة في الدراسة ، عدم متابعة الأسرة للمتمدرس ، الرسوب المتكرر،سوء السلوك لدى المتمدرسين.

2009 /2010

6%

2010 /2011

0.6%

2008/ 2009

ثـــــــانــــــــــــــــــــــــوي

4%

سوء السلوك لدى المتمدرسين ، ضعف القدرات العقلية ، الخطوبة المبكرة ، صعوبة المناهج ، العزوف عن الدراسة ، عدم قدرة الأسرة على توفير حاجيات الطالب ، ظاهرة التفكير في الهجرة ( الحرقة ).

2009 /2010

5%

2010 /2011

5%

التعليق على نتائج الجدول و استنتاج :

يلاحظ أن نسبة التسرب مرتفعة في المرحلة الثانوية مقارنة بالمرحلتين الأوليين وذلك راجع إلى خصوصية فئة هذه المرحلة ( مراهقة ، الرغبة في التوجه إلى سوق العمل ) .

(37)

التعليـق العـام :

يرى السادة المديرين المستجوبين أن الحل و العلاج لهذه الظاهرة يكمن في :

- المساهمة الفعالة للمربين في توفير الجو المناسب لإقبال التلاميذ على التعلم .

- وجوب إدراك المربي لتركيبة تلاميذه داخل الحجرة ، فيعامل كل فئة بما يخدمها .

- إقناع الجميع بخطورة آفة المخدرات على صحة و مستقبل الدارسين .

- المتابعة المستمرة للأسرة في جميع الأطوار .

- ضرورة توفر أخصائيين اجتماعيين و نفسانيين في المؤسسات التربوية .

استبيان أسباب وعلاج التسرب الدراسي : الاستبيان الموجه للمربين (معلمين و أساتذة) .

جدول (1) يوضح الأبعاد وعدد بنود كل بُعد .

الرقم

الأبعـــــــاد

عدد البنود

أرقام البنود بالاستبيان

1

عوامل ذات بعد شخصي .

09

من البند01 إلـى البند 09

2

عوامل ذات بعد أسري .

09

من البند 10 إلـى البند 18

3

عوامل ذات بعد مدرسي .

16

من البند 19 إلـى البند 34

4

عوامل ذات بعد اجتماعي .

07

من البند 35 إلـى البند 41

5

عوامل ذات بعد أمني .

01

من البند 42 إلـى البند 42

جمــــلة البنـ�