ÿþm icrosoft w ord - ' db 1

21
اﻟﻘﺮاءة اﻹﺟﻨﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﺴﺮد اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﻈﺮ ﺑﺤﺜﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات اﻟﺪرس اﻟﻤﻐﺎرﺑﻲ د. ﻣﺣـﻣد ﻋﺑـد اﻟﺑﺷﯾر ﻣﺳـﺎﻟﺗﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس- ﺳطﯾف اﻟﻤﻠﺨﺺ: ﺗﺘﺼﺪى ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻻﺳﺘﻨﻄﺎق ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﻟﻘﺮاءات اﻹﺟﻨﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺣﻮل اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، واﻟﺒﺤﺚ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﰲ اﻟ ﻨﺼﻮص اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻟﱰاﺛﻴﺔ ﺑﺎﻟ ـ ﺪرﺟ ـ ﺔ اﻷوﱃ ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻘﻲ اﻹﺟﻨﺎﺳﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ اﻟ ﺬي دار ﺣﻮل ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص ؛ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﺸ ـ ﻒ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﻜﺒﲑ اﻟﺬي ﲤﺎرﺳﻪ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﻠﻘ ﻲ ﰲ" ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻨﺺ" ، وﲢﺪﻳﺪ ﻗﻴﻤﺘﻪ وﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﻧﺮوم ﻣﻦ وراء ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ اﻟﻘﺮاءات واﻟﺘﻠﻘﻴﺎت ﻷي ﺔ أن ﻧﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻧﺺ إﳕ ﺎ ﻫﻲ ﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺤﻪ ﳍﺎ أﻓﻘﻬﺎ وﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﳏﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻓﻘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﳜﻲ ، وﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ ، ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺤﺮك و" ﳑﻜﻨﺎت" ، وﰲ اﳌﻘﺎﺑـﻞ ﻓﺈ ﺎ ﺗﺮ ﺿﺦ ﲢﺖ اﻹﻛﺮاﻫﺎت اﻟﱵ ﳝﺎرﺳﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻷﻓﻖ وﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻣﺴﺎرات اﻟﺘﻠﻘﻲ اﻹﺟﻨﺎﺳﻲ ﺪة وﺳﻴﻠﺔ ﺟﻴ ﻟﻴﺲ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟ ﻨﺼﻮص اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻓﺤﺴﺐ ، ﺑﻞ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻛﺮاﻫﺎت اﻟﱵ ﳝﺎرﺳﻬﺎ أﻓﻖ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻘﺮاءات ، وأﺛﺮ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺮاءات ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻨﺺ اﳌﻘﺮوء وﺗﺸﻜﻴﻞ دﻻﻟﺘﻪ. أوﻻ: ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﺟﻨﺎس اﻷدﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﺎد اﻟﻌﺮب اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ، اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ واﻟﻮﻇﻴﻔﺔ: ، وﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﲑ ﳍﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﲟﺒﺎﺣﺚ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﺟﻨﺎس ﻣﺘﺄﺧﺮا ﻟﻘﺪ ﺟﺎء اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﰊ ﺳﻮى ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻐﺮاﰲ» اﻟﺒﻮاﻋﺚ اﻷﻳ ﻬﺖ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ إﱃ اﻹﻛﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﱰاث ﻓﺤﺼﺎ ﺔ، اﻟﱵ وﺟ ﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ ﺔ اﻟﻌﺮب إﱃ اﻟﻜﺸﻮﻓﺎت اﻷدﺑﻴ ﻷﺳﺒﻘﻴ ، ﳛﺪوﻫﻢ ﰲ ذﻟﻚ ﻃﻤﻮح إﱃ إﺑﺮاز ﲰﺎت اﳊﺪاﺛﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﱰاث إﺛﺒﺎﺗﺎ وﺗﻨﻘﻴﺒﺎ ﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﻐﺮب ﺔ دﻓﻌﺎ واﻟﻨﻘﺪﻳ. ﺔ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﲟ ﺎ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴ أﻣ ، إﻻ ﺒﺎﺣﺚ اﻷﺟﻨﺎس ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻄﻠﻖ، ﻋﺮﺑﻴﺎ اﺳﺘﻮت ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﲑة ﰲ دراﺳﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﳏﻀﻬﺎ أﺻﺤﺎ ﺎ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻟﺘﺒﺪأ ﰲ اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﳊﲔ، ﺣﱴ ﻟﻔﺤﺺ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﺟﻨﺎس ﻣﻦ وﺟﻬﺔ أﻧﻈﺎر ﻣﺘﻐﺎﻳﺮة« ) 1 ( . إﻧﻨﺎ ﻣﺎ إن ﻧﻘﺘﺤﻢ داﺋﺮة ﻣﻘﻮﻻت اﻷﺟﻨﺎس اﻷدﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮ ﳒﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﻏﻤﺎر ﻣﻦ ﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺣﱴ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ وﻏﲑﻩ ﺗﻨﻄﻤﺲ ﱠ اﳊﺪود اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﻛﻞ إن ﻟﻠﺒﻌﺾ، ﺣﱴ ﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮادﻓﺎ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت ﻳ وﻳﻜﺎد ﻳﻌﻔﻮ أﺛﺮﻫﺎ. ﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻘﺴ ﱢﻳﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﺰ اﻟﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﻧﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺜﱠﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﱠﺔ اﻟﻤﻜﻮ ، اﻷدب إﱃ ﻗﺴﻤﲔ: ﱢﻌﺮ اﻟﺸ ﱢد ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻨﱠﺜﺮ ﻣﻦ أﺟﻨﺎس واﻟﻨﱠﺜﺮ، ﰒﱠ ﻳﻨﱪي ﻳﻌﺪ. ﺎن واﻷﻣﺜﺎل واﳋﻄﺐ ﱠ ﻧﺜﺮ اﻟﻜﻬ ﻓﻴﺬﻛﺮ أن» أﳕﺎط ﻧﺜﺮﻳ« ﱠ اﳌﻘﺎﻣﺎت وأن

Upload: dinhcong

Post on 29-Jan-2017

227 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

للسرد العربي القديم القراءة اإلجناسية المعاصرة

نظر بحثي في مسارات الدرس المغاربي

محـمد عبـد البشیر مسـالتي.د

سطیف-جامعة فرحات عباس

:الملخص

، القديمةالتي تشكلت حول النصوص السردية اإلجناسية لقراءات الستنطاق مجموعة من اتتصدى هذه الدراسة

اإلجناسي المعاصربحث في التلقية األوىل ، بقدر ما هو ـدرجـبالالرتاثيةنصوص السرديةالوالبحث بذلك ليس مقاربة يف

، "تصنيع النص"ي يفالقراءة والتلقف عن الدور الكبري الذي متارسه ـ؛ وذلك من أجل الكشحول هذه النصوصدارذيال

ا هي نص إمن ة أن نتحقق من حقيقة مفادها أن القراءات والتلقيات ألي ـوحتديد قيمته ومعناه، كما نروم من وراء هذه الدراس

ضخ ا تر ، ويف املقابــل فإ "ممكنات"حمكومة بأفقها التارخيي ، وسياقها الثقايف ، فهي تتحرك وفق ما يتيحه هلا أفقها وسياقها من

وسيلة جيدة اإلجناسيالتلقيمسارات حتت اإلكراهات اليت ميارسه عليها هذا األفق وهذا السياق ، وهو ما جيعل من دراسة

فحسب ، بل الكتشاف طبيعة اإلكراهات اليت ميارسها أفق االنتظار يف توجيه القدميةنصوص السرديةالطبيعةليس الستكشاف

. تصنيع النص املقروء وتشكيل داللتهالقراءات ، وأثر هذه القراءات يف

:األجناس األدبية عند النقاد العرب المعاصرين، المصطلح والوظيفةنظرية:أوال

لقد جاء اهتمام النقد العريب احلديث مبباحث نظرية األجناس متأخرا نسبيا، وليس عندنا من تفسري هلذه الظاهر

ديولوجية، اليت وجهت عناية املعاصرين إىل اإلكباب على الرتاث فحصا البواعث األي«سوى ما يقوله مصطفى الغرايف

وتنقيبا، حيدوهم يف ذلك طموح إىل إبراز مسات احلداثة يف هذا الرتاث إثباتا ألسبقية العرب إىل الكشوفات األدبية

باحث األجناس فلم تنطلق، عربيا، إال يف أما البداية الفعلية لالهتمام مب.والنقدية دفعا لتهمة التأخر عن الغرب

الثمانينيات لتبدأ يف التنامي منذ ذلك احلني، حىت استوت يف السنوات األخرية يف دراسات متخصصة حمضها أصحا ا

.)1(»لفحص قضايا األجناس من وجهة أنظار متغايرة

بية احلديثة حىت جند أنفسنا يف غمار من إننا ما إن نقتحم دائرة مقوالت األجناس األدبية يف الدراسات العر

املصطلحات يستعمل بعضها مرادفا للبعض، حىت إن احلدود اليت ينبغي أن تفصل بني كل واحد منها وغريه تنطمس

.ويكاد يعفو أثرها

الشعر :قسمني، األدب إىل المكونات األولى للثقافة العربية:يف كتابهعز الدين إسماعيليقسم الباحث

وأن املقامات »أمناط نثرية«فيذكر أن نثر الكهان واألمثال واخلطب .والنثر، مث ينربي يعدد ما يدخل يف النثر من أجناس

Page 2: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ر يلحق لون من النث«هو النمط الثالث من أمناط النثر، وأن املواعظ »فن اخلطابة«، وأن »نوع خاص من التأليف«

األشكال املختلفة للنثر العريب منذ نشأته «مشريا إىل أنه حتدث عن »األشكال النثرية«مث يتحدث عن .»باخلطابة

.)2(»]أي الصحف والرسائل[كالسجع واألمثال واخلطابة والكتابة الفنية

، وجدنا يف قمة وإذا رمنا ترتيب هذه املصطلحات من األكرب إىل األصغر أ اهلرم األمناط «و من العام إىل اخلاص

منط املثل أو شكل اخلطبة (إال أننا عوض أن جند أمناطا أو أشكاال يف صيغة اإلفراد .النثرية اليت ترادف األشكال النثرية

يهما للخطابة وقد ومستا من قبل ، نعثر على مصطلحني آخرين مها نوع وفن، وقد استعمل أوهلما للمقامات وثان)مثال

.)3(»بكو ما منطني وشكلني، ويبقى مصطلح اللون يف قاعدة اهلرم للداللة على ما يدخل حتت الفن أو النوع

األدب «، وجدناه يعاجل مسألة األجناس يف مقال له بعنوان عبد السالم المسديأما إذا التفتنا إىل الباحث

الة على األجناس، أوهلا ما .)4(»جناس األدبيةالعريب ومقولة األ وهو يورد يف هذه الدراسة مجلة من املصطلحات الد

ثنا عن .يعرتضنا يف العنوان وهو األجناس األدبية ويطعم هذا املصطلح باآلخر فيشري .»فن اخلرب«، و»فن اخلطبة«مث حيد

لون من «، ويرى أن التأريخ لألمثال »فن املقامة لون من األدب«وإىل أن »فن اخلطبة بوصفه لونا عريقا «إىل

السرية «أن «كما »اخلطبة غرضا«مث ال يلبث أن يعد .»أدب التأريخ لألمثال«مث يتحدث بعد ذلك عن .»التصنيف

األضرب «و»الضرب من الكتابة«عبارات حنو ويضاف إىل هذا ما جنده منبثا طي الدراسة من.»الذاتية أدب عريق

.)(»األلوان اإلبداعية«و»اإلبداعية

ال ينبغي أن »الفن «فقد سعى إىل حتديد جماالت استعمال بعض هذه األلفاظ، فرأى أن كلمة محمد مندورأما

ضة األدبية اليت ابتدأت يف القرن املاضي لفظة فن يف العصر احلاضر وبعد النه«ذلك أن »الغرض«تتخذ للداللة على

فنحن نسمي اليوم أحيانا شعر الغزل بفن الغزل، كما .واستمرت يف القرن احلاضر ال تزال توحي بشيء كثري من اللبس

رويب لكلمة فن نقول فن اهلجاء وفن احلماسة مع أن مجيع هذه األنواع من الشعر تنضوي حتت فن واحد يف املفهوم األو

وليس الغزل واهلجاء واحلماسة واملديح والوصف وما إليها إال أغراضا للشعر كما كان يقال يف .وهو فن الشعر الغنائي

.)5(»املاضي

، واستمد من معجم النقد العريب القدمي كلمة )genre(استعمل كلمة فن للداللة على مندوروجلي من هذا أن

وهو يفسر ذا االشرتاك يف كلمة فن، نزوع النـقاد العرب املعاصرين عنها .رض، وجعل األغراض مندرجة ضمن الفنونغ

.)genre(وتفضيلهم كلمات أخرى لتأدية معىن

.واحلاصل أن مندور حيل لفظ نوع حمل غرض إذ عد فن الغزل وفن اهلجاء وفن احلماسة أنواعا من الشعر

Page 3: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ا دل «إن هذا االضطراب يف املصطلحات املستعملة للداللة على األجناس األدبية كما يسميه حممد القاضي رمب

األجناس في ، أو على أن مسألة أن المباحث الغربية في مجال األجناس األدبية لم تـتمثل عندنا تمثال كامال على

.)6(»مخصوصةاألدب العربي القديم ذات سمات

ويف كتب النقد عما كان مستعمال )7(وقد سعى بعض الباحثني إىل التنقري يف كتب تصنيف العلوم عند القدامى

الدرجة األوىل للوعي النقدي العريب القدمي بتمايز األنواع «من ألفاظ للتمييز بني خمتلف أضرب اإلبداع، مقدرا أن

)هـ403ت (للباقالين »إعجاز القرآن«وقد نظر رشيد حيياوي يف كتاب .)8(»حات خاصةووجودها هي نعتها باصطال

يتميز عن أساليب الكالم «فعثر فيه على مصطلحات ستة سيقت يف وصف أقسام الكالم، إذ إن القرآن عند البقالين

وال »سائر أجناس الكالم«وعن »ل املسجعاملعد أصناف الكالم«وعن »املعتاد، وعن أنواع الكالم املوزون غري املقفى

فنون ما ينقسم إليه الكالم من شعر ورسائل وخطب وغري «أو »أحد أقسام كالم العرب«وجه للشبه بينه وبني أي من

.)9(»ذلك

يف ارتقائها إىل بيد أن هذا الرصد ملا جاء يف كتاب الباقالين من ألفاظ دالة على األجناس ال يزيدنا إال تشككا

–بناء على ذلك –ومن العسري علينا أن نسلم .مصاف املصطلحات الدقيقة اليت ال جيوز أن ينوب بعضها عن بعض

.بأن القدامى كانوا مدركني ملا بني هذه األلفاظ من فوارق إدراكا واعيا صارما

جيده قد بلور مفهوماته البالغيو نظامنا النقدي لعل من يتدبر«:ويف هذا املعىن يقول الباحث مصطفى الغرايف

وما ذلك إال ألنه امتثل يف صوغ مقوالته النقدية جلنس .بعيدا عن نظرية األجناس األدبية كما نفهمها اليوم يف الغرب

وقد شكل ذلك .عالياأديب بعينه هو الشعر، الذي فرض هيمنة مطلقة على التفكري النقدي العريب بوصفه جنسا أدبيا مت

عائقا أمام ظهور نظرية عربية لألجناس األدبية؛ فمن يتأمل الكالم العريب، يف جتلياته املختلفة، جيد أنه مل يفلح أبدا يف

ليت اخلروج من الشرنقة اليت نسجها حوله جنس الشعر؛ إذ جاءت املقوالت النقدية مر نة للمقاييس األسلوبية والبالغية، ا

.)10(»كرسها هذا اجلنس العتيد يف الثقافة العربية

ائرة «:يقول محادي صمودأيضاويف هذا املعىن إن النصوص العربية القدمية املتعلقة بقضايا األدب ال سيما الد

طارا نظريا للتصنيف أو منها على علم الشعر وعمله كثرية اإلشارة إىل األغراض واملعاين والفنون، لكننا ال جند فيها إ

دراسة تطبيقية ملختلف اخلصائص املاثلة يف النصوص يكون القصد منها تعيني العناصر املفيدة يف ضبط حدود األجناس

.)11(»أو ما يسمى بالعناصر الطاغية املهيمنة اليت ال ميكن العدول عنها إال باخلروج عن اجلنس أو النوع

»بدعة«املبحث النظري عند العرب القدامى قد جعل بعض املعاصرين يرى يف مسألة األجناس بيد أن غياب هذا

استنها املستشرقون ملا عجزوا عن فهم أدبنا من داخله فسارعوا إىل التصور الغريب يسقطونه إسقاطا على النصوص العربية،

Page 4: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

قد سو ا أيدي املستشرقني لـما دأبوا على أال يفحصوا مميزات ...لبدعلعل أعظم ا«:فعبد السالم املسدي يصدح بالقول

مث اقتفى أثر هؤالء بعض .تاريخ العرب وحضار م إال من خالل مقوالت احلضارة اليت ينتمون إليها عرقا أو فكرا أو لغة

م املفاخر بأنه عثر على مسلك األمية ومنهم من كان منهم املتلذذ الوديع ومنه:أبناء األمة العربية فكانوا يف ذلك أصنافا

وقد أدى ذلك بعبد السالم املسدي إىل اعتبار مقولة األجناس دخيلة على األدب العريب الذي مل يقم .)12(»مؤمنا غرا

ا قام على متييز بني نوعني من أنواع الصياغة مها الشعر والن ثر، ليس أي منهما مبنفرد عن على تصور لألجناس شامل وإمن

.اآلخر مبضامني خمصوصة

جمرى عبد السالم املسدي فجعل البحث عن األجناس يف األدب العريب تقليدا يروم أحمد الحذيريوقد جرى

...احلداثة؟هل يكفي أن تطوع هذه املقولة األجنبية ألدبنا تطويعا ظاهريا لندعي «:قال.صاحبه أن ينسب إىل احلداثة

واحلال أن العرب قد أقاموا أد م على أساس !ألسنا بذلك كمن حياول إلباس الغريب عمامة ليزعم أن هذا قد استعرب

.)13(»التمييز بني الشعر والنثر

صوص أما الشق اآلخر من الباحثني فقد آمن بأن مقولة األجناس ينبغي أن تكون حاضرة يف ذهن دارس الن

األدبية توجه عمله و ديه املسالك املؤدية إىل خصوصية اآلثار، إال أنه تنكب عن تعريف اجلنس ونظر يف املسألة من

أما مفهوم اجلنس فدارس األسلوب يعول يف «:الذي يقولمحمد الهادي الطرابلسيمثالنا على ذلك .زاوية اختصاصه

ه على مقررات نقاد األ يف منطلق –فدارس أسلوبية األجناس ليس مطالبا .دب والتقاليد اجلاري ا العمل يف شأنهحد

ولكنه .ا هو ينطلق من اإلطار املنهجي الذي يثبت عند النقاد أنه ميثل جنسا أدبيا بتحديد اجلنس ما هو، وإمن –حبثه

نتائج حبثه ومكيفا لألساليب امللحوظة وحمددا لوظائفها مطالب بأن جيعل مفهوم اجلنس حاضرا يف ذهنه، عامال يف

.)14(»ومتكيفا ا، ومستمدا منها املساعدة يف أداء وظيفته يف نطاق األثر املدروس

ال بد وقد جعل عبد السالم املسدي تعريف اجلنس األديب مرقاة لدراسة األجناس يف األدب العريب القدمي وشرطا

إن ابتعاث علم تصنيفي يكشف «:تدخل فيها كل أنواع الكتابة اإلبداعية، فقال)typologie(صنافة منه إلنشاء

طبائع األلوان الفنية اليت صيغ عليها األدب العريب لوضعها مبقام أجناس مستنبطة من ذات الرتاث دومنا تعليق وال إسقاط

وبذلك فإننا قبل أن نتوغل يف نواميس األجهزة .)15(»اجلنس األديب يقتضي فض اإلشكال املنهجي يف حتديد مقومات

املفهومية للقراءات اليت قاربت أدب اجلاحظ من منظور جتنيسي فنحن مطالبون بفض قضية األجناس من الناحية النظرية

.حىت يتضح لنا املوضع الذي يتنزل فيه اجلنس من األدب

لتحسس األويل إىل حيز املمارسة الفعلية يقتضي مواجهة مسألة اختيار املداخل املفيدة يف ولكن املرور من حيز ا

...مسألة األجناس األدبية«ذلك أن .حتديد اجلنس األديب، وهذه املداخل يف رأي حممد اهلادي الطرابسلي متعددة

Page 5: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ولذلك نعدها من عناصر الدرس املتأرجحة بني .تدخل يف باب األشكال، وهو باب بني بايب األساليب واملضامني

.)16(»األسلوبية والنقد األديب، ومن مظاهر تضافر االختصاصات، وعالمة مرونة احلد بني العلوم واملناهج املتقاربة

مهما قلبت أمر «:الشكل واألسلوب واملضمون:حيد اجلنس حسب حممد اهلادي الطرابلسي بعناصر ثالثة

على معايري ثالثة إما –يف نظرنا –ت اليت ترمي إىل ضبط مقاييس األجناس األدبية فإن مستندا ا ال خترج احملاوال

والثاين معيار ...من حيث هي تشكيل للمادة اخلام اليت هي اللغةمعيار الصياغةفأوهلا «:منفردة وإما متضافرة

وخيتص بالسبل اإلبداعية اليت يتوسل ا األدب لبلوغ غرضه الداليل والفين يف ركيبالت أما الثالث فمعيار ...المضمون

وال يعسر على الناظر احملقق أن .)17(»وهذا الباب أشد التصاقا ببنية األثر األديب من حيث هو نص بذاته.نفس الوقت

.ة، ولفظي الشكل والرتكيب من جهة أخرىيلحظ ههنا متاثال بني لفظي األسلوب والصياغة من جه

على أننا جند طائفة من الدارسني يهونون من شأن املضمون مقدرين أن املضامني متنقلة بني األجناس تنقال يغدو

لذلك جيعلون .معه أمر الربط بني جنس معلوم ومضمون أو مضامني خمصوصة عمال ال تقوم النصوص شاهدة عليه

كل واألسلوب ركيزتني أساسيتني من ركائز اجلنس، فالنوع يف جمال األدب شكل يشرتط فيه ليقوم كنوع أن ينفرد الش

.)18(وميارس جتمع هذه السمات سلطة معينة.بسمات أسلوبية خاصة

نس مسات ينفرد ا ولكن ما هي السمات األسلوبية اليت خيتص ا اجلنس؟ وهل يتعني علينا أن جند لكل ج

ههنا جنم العنصر «:فيكون لنا من السمات األسلوبية أضعاف ما لدينا من األجناس األدبية؟ جييبنا حممد القاضي بقوله

التارخيي، إذ األجناس مظاهر مجالية تنشأ يف سياق تارخيي معلوم وتتطور ومتوت، ولكنها يف كلتا احلالتني تتسرب شظايا

.فبعض السمات األسلوبية ميكن أن توجد يف أكثر من جنس.مسام األجناس الالحقة وتسري فيها سريان النسقيف

وإىل طرح حممد القاضي يذهب .)19(»ومن مث كانت احلاجة ماسة إىل دراسة األجناس دراسة زمانية ودراسة آنية معا

ئل بأن دراسة األنواع إمنا تقوم على عنصر الزمن لتكشف عن تأثر الباحث رشيد حياوي إذ يعد رأي أمحد كمال زكي القا

ويوافق حيياوي عبد الفتاح كيليطو يف .الالحق بالسابق رأيا أحادي اجلانب ألن التحول أمر مهم ولكنه ليس وحيدا

إال من خالل تعارضها مع ال تربز خصائصه–شأنه شأن العالمة اللغوية عند سوسري –اعتباره أن اجلنس األديب

.)20(خصائص أجناس أخرى

إن دراسة األجناس عمل يتأرجح بني املمارسة التطبيقية ممثلة يف حتليل النصوص وبني العمل التجريدي متمثال يف

موذج واملثال الذي فالنمط هو الن «.إقامة النظرية، لذلك جعل بعض الدارسني اجلنس مرتبة وسطى بني النمط والنص

أما النص فهو املنجز أو .خيتزن جمموعة من السمات األسلوبية، والنوع هو املتصرف بطريقة أو بأخرى يف تلك السمات

.)21(»املظهر امللموس للنمط والنوع

Page 6: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

، فقد صنف اعتمادا على فإنه يلحظ أنه صنف مبعايري خمتلفةفي تجنيسات القراء المعاصرين للنثرأما الناظر

ينقسم النثر من حيث آلته إىل قسمني فما كان آلته اللسان مسي النثر اخلطايب نسبة إىل اخلطاب، «:اآللة املستعملة له

فهو يطول والنثر الكتايب هو ما كانت آلته القلم، وحيتاج إىل الروية والتفكري، ومن مث ...أي أنه كان مرجتال بواسطة الفم

فهل ما مسي بالنثر اخلطايب خمتلف عن اخلطابة؟ أم .)22(»وتنشق أساليبه وفروعه، ويتناول كثريا من املوضوعات واألغراض

إن كل ما كان آلته اللسان نثر خطايب؟ وهل إن الروية والتفكري مالزمان للنثر الكتايب جمافيان للخطب؟ هذه أسئلة ال

فنون األدب النثري مرجعها إىل «ومن الدارسني من رأى أن يوسع دائرة النثر فعد .)23(يما نقلنا على جوابنعثر هلا ف

أما القصة فهي سرد األحداث التارخيية أو اخليالية، وأما اخلطابة فهي ...القصة واخلطابة والتاريخ والنقد األديب والصحافة

السامع ليستميل عقله وقلبه مبا فيه من بالغة، وأما التاريخ فهو إحياء ماض مرتابط األحداث حديث اإلقناع يوجه إىل

واألجزاء معلل السوابق واللواحق، والنقد األديب فهو حتليل النصوص األدبية إىل عناصرها وإظهار قيمتها، وأما الصحافة

فإذا كانت القصة سردا لألحداث التارخيية فما الفرق بينها .)24(»لد أخرفهي اليت بواسطتها تصلنا أخبار بلدنا أو أي ب

أليس األدب كله بل كل كالم ذا غاية إقناعية؟ وكيف يعد التاريخ فنا .وبني التاريخ؟ وهل اخلطابة وحدها حديث اإلقناع

الغ أخبار بلدنا أو أي بلد آخر فن أديب؟ إن املرء من فنون األدب؟ وهل حتليل النصوص األدبية أدب؟ وأخريا هل إن إب

.)25(–كما يقول حممد القاضي–ليقف مشدوها أمام هذا اخللط يف املفاهيم والغموض يف الرؤية

أما القصة فقد وجدنا حممد مندور يصمت عنها صمتا مطبقا مكتفيا باحلديث عن فن املسرحية وفن النقد وفن

م نظروا .وكأن القصة غري جديرة بأن تعد فنا .)26(املقالةاخلطابة وفن بيد أن بعض الدارسني حتدثوا عن القصص إال أ

النثر قد استخدم منذ البداية يف غرض آخر «من ذلك أن الباحث عز الدين إمساعيل يرى أن .إليه من زاوية خمصوصة

وقد أخذت احلرية من الباحث خممد .)27(»ص على اختالف ألوانه وأشكالهمن أغراض التعبري، ونعين بذلك القص

فهل تراه استعملها يف «:اليت استخدمها الباحث عز الدين إمساعيل يقول»الغرض«القاضي حني حاول أن يفهم لفظة

أي الغاية واملقصد؟ وسواء أملنا معناها االصطالحي الذي نعثر عليه يف الشعر؟ أم إنه جاء ا يف معناها اللغوي العام

.)28(»إىل الرأي األول أم الرأي الثاين فإن املعىن يضل عنا حمتجبا دون كشفه خرط القتاد

على أننا نقف أحيانا على حماوالت يف التقسيم والتفريع بعيدة الغور، فقد ساق لنا عز الدين إمساعيل تصنيفا لفن

وهي على ستة (والقصة )وهي على ضربني رواية املغامرات والرواية التارخيية(هي الرواية :ع مخسةالقصص قوامه أنوا

واألقصوصة ).قصة احلادثة، وقصة الشخصية، وقصة احلقبة الزمنية، وقصة الفكرة، وقصة العاطفة، وقصة الغريزة:أضرب

، وأقصوصة الفكرة اجلزئية، وأقصوصة اللمسة النفسية، وأقصوصة أقصوصة املشهد الصغري:وهي على أربعة أضرب(

وبغض النظر عن مدى انطباق هذا التقسيم على األدب العريب، فإن الباحث حممد القاضي ال يرى .)29()الفكاهة

ألضرب القصص ال خيلو من صرامة احلدود الفاصلة بني القصصية والقصة القصرية واألقصوصة، كما أن هذا التقسيم «

Page 7: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

فما الذي مينع مثال من أن تكون الرواية رواية تارخيية ورواية مغامرات معا؟ أو أن تكون القصة قصة شخصية .وحتجر

.)30(»وقصة عاطفة؟ وهلم جرا

تنم عن حرية باهظة إزاء –يقال واحلق –وهي .هذه بعض احملاوالت اليت سعى أصحا ا إىل حتديد اجلنس األديب

.هذا املفهوم الذي وفد علينا من الغرب

ولعل ما زاد املسألة تعقدا أن البحث عن جذور التفكري يف األجناس عند العرب القدامى ظل عميقا، كما أن

مل –صادر وتعدد االختصاصات وهو اختالف ناشئ عن تنوع امل–اختالف تعريفات اجلنس األديب املستحدثة عندنا

ولعل هذا االضطراب النظري سيظهر لنا بأكثر جالء حني .يساعد على بروز تصور واحد أو غالب على الدراسات

.نسعى إىل تبني التصنيفات اليت ذهب إليها الباحثون العرب املعاصرون يف جمال قراءة أدب اجلاحظ

غـة ال تستمد مجاليتها من تكوينها الذايت فقط، أي باعتبارها أصواتا إن الذي حنرص على تأكيده هو أن الل

وتراكيب وجمازات ذات طاقة تأثريية مباشرة، ولكن أيضا من عالقتها باجلنس األديب الذي تذعن له يف صوغ أبنيتها، إذ

يار ألوا ا وفق ما تصبح اللغة مبوجب هذه العالقة يف أفق مجايل جديد، حيث يعمد املبدع إىل نسج خيوطها واخت

على هذا النحو تتحدد مجالية اللغة وأسلوبيتها بوظائفها التصويرية يف سياق .يقتضيه هذا اإلطار من مكونات وثوابت

جنس أديب حمدد، وكأن طاقة اللغة يف التأثري تكمن يف اجلنس األديب نفسه، باعتباره أداة فنية متميزة يناط ا توصيل

.رسالة إنسانية

جنس األديب مجالية نابعة من تقاليده اخلاصة يف التعبري، وهذه التقاليد هي مكوناته الفنية الثابتة اليت تفرض إن لل

نفسها على أي مبدع مهما كانت أصالته يف اخللق الفين، كما أ ا تفرض نفسها على القارئ يف ممارسته النقدية

.بداع والنقد معاوبذلك يصبح اجلنس األديب معيارا يوجه اإل.والتأويلية

ولعلنا ال جنانب الصواب إذا قلنا إن اللغة تستمد جانبا من مجاليا ا وطاقا ا يف التعبري الفين من اجلنس الذي

تنتمي إليه، ذلك أن اإلمكانات التصويرية اليت تزخر ا اللغة تؤول إىل ما يضطلع به اجلنس األديب من أدوار يف تزويدها

وهكذا تتعدد طاقا ا الفنية وتتوزع أساليبها اجلمالية وفق تنوع األجناس .فاق تعبريية جديدةمبا ميكنها من خلق آ

.وتعددها

"وال شك أن هذا التعدد الذي تتسم به اللغة األدبية، من شأنه إخراج صفات "األسلوبية"و"اجلمالية"و"البالغة:

تتباين وفق تعدد "اجلمالية"إلقرار بوجود مستويات من من نطاقها الواسع واملطلق إىل نطاق حمدد يقوم على ضرورة ا

أجناس الكالم، وهكذا يصري لكل جنس أديب معايريه األسلوبية اليت ينبغي للكاتب والناقد معا الوعي ا؛ فالكاتب ال

Page 8: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ني، وهذا فهو يلجأ عادة إىل اختيار الكتابة يف جنس أديب مع.ينشئ نصا من النصوص خارج األعراف املعروفة يف عصره

.االختيار يشكل جزءا من مقاصده ينبغي للناقد األديب الصدور عنها يف وصفه لعمله أو تقوميه

La"نظرية األجناس"إن حماسن génologie يف املبدإ الصحيح والضروري «":غراهام هو"تتمثل، كما يقول

اخلاص به، كما أن له إجراءه املناسب القائل بأن كل نوع أديب يقدم درجة إشباعه اخلاصة به، ويعمل حسب مستواه

النص قراءة صحيحة؛ فليس له أن يطالبه مبا ليس من ؛ أي إن معيار اجلنس األديب يسمح للناقد بقراءة)31(»له

مطالب بأن «إن الناقد .فكل نص يفتح أمام قارئه أفقا مجاليا يصبح معيارا موجها للقراءة.خصائصه املكونة ملاهيته

.)32(»نس حاضرا يف ذهنه، عامال يف نتائج حبثه ومكيفا لألساليب امللحوظة وحمددا لوظائفها ومتكيفا اجيعل مفهوم اجل

وينبغي أال يفهم من ذلك أن مفهوم اجلنس األديب باعتباره معيارا لقراءة النص، ميثل قواعد تقيد حرية املبدع

يف أثناء الوصف، حيث تصري القراءة اكتشافا حلدود وترسم له احلدود، بل هو عبارة عن إطار منهجي يستحضره الناقد

اجلنس األديب على حنو ما تتجلى يف النصوص املبدعة، وبذلك تصبح وظيفته استكشافية؛ فهو يصف النص ومييز هويته

فكرة فكرة اجلنس األديب «ومعىن هذا كله أن )33(»يتيح بدوره تبلور أساس ضابط لعملية التقومي اليت تليه«األدبية مما

.)34(»تنظيم منهجي ال ميكن أن تنفصل عن النقد

:وكما يقول غلوينسكي.، فإنه يصبح عامال يف قراءته»القارئ«إن اجلنس األديب عندما يصبح معروفا من لدن

وهو .إن القراءة نفسها تتحدد باجلنس، ذلك أن املتلقي يكيف جهازه املعريف ملقتضيات اجلنس الذي ميثله نص معني«

و ذا املنظور يغدو اجلنس ضابطا للقراءة، يوجه .طوال قراءته إىل تبين موقف مطابق ملا يقرتحه النص أو يفرضهيسعى

..ومل يكن ليضطلع ذه الوظيفة لوال انتماؤه إىل تقليد أديب مألوف لدى القارئ.جمراها أو حيدد هذا ا رى إىل حد ما

فاجلنس يصل النص املقروء بتقليد معني دون أن ..ان ذو طبيعة حمافظةومع ذلك، فهذا ال يعين إطالقا بأن اجلنس كي

.)35(»خيضعه له كلية

القارئ، "أفق انتظار"عامل يف التواصل األديب يرسم «إن اجلنس األديب ذا املعىن حاضر يف النقد والقراءة؛ فهو

وال شك أن هذا األفق قابل .تقليدا شائعاباعتباره جمموعة من اخلصائص البنيوية املكونة للجنس أو عرفا مستقرا و

وهذا قد يتسع أو يضيق، يكون عاما أو حمددا .للتحول وفق ما يطرأ على اجلنس من تغيريات تفد مع كل نص جديد

الوعي "بـ"غلوينسكي"إن اعتبار اجلنس عامال يف التواصل األديب يعين أنه ميثل ما يصطلح عليه ...بشكل دقيق

.)36(»"األجناسي

وإن كانت قاصرة عن تقدمي صورة –ن هذه اإلملامة اليت قمنا ا يف نظرية األجناس األدبية عند الدارسني العرب إ

أوالمها ثراء :من الوقوف على ظاهرتني بالغيت األمهية–فيما نرى –قد مكنتنا –دقيقة متكاملة عن مسألة األجناس

Page 9: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

، ثانيتهما اختالط املناهج فيها ووعورة املسالك، حىت إن املرء لتتقاذفه اآلراء فال هذه النظرية، وسعة آفاق البحث فيها

ا نريد أن نتخذ بعض هذه .يرى من خالهلا وجها إنه من املهم أن نلح على أننا ال نطمح إىل حل هذه اإلشكاالت، وإمن

.القدميالقضايا أداة ملناقشة القراءات اليت حاولت جتنيس األدب

:قراءة في الجهود التجنيسة للدارسين المغاربة:ثانيا

:محمد مشبال-1

لعل إحدى مهمات البالغة منذ القدم، اضطالعها بتصنيف الصور واخلطابات، فالتصنيف جزء من صميم عمل

.ديب يف أعمالهالبالغي، ألنه يكشف عن خمتلف الصور واألساليب واألصناف واألشكال واألنواع اليت يتوسل ا األ

والبالغي مطالب يف مقاربته .فبالغة النص األديب تعين اللفظة املفردة بقدر ما تعين النوع األديب الذي تنتمي إليه

.)37(باستيعاب النص يف كونه البالغي الشامل

لنادرة وجتنيسه يفضيان إىل تعرف أحد أسس بالغته الكامنة يف تعدد أنواعه بني ا"البخالء"إن تصنيف كتاب

وقد حظيت النادرة باهتمام القراء والدارسني احملدثني أكثر من غريها من األنواع، ألدبيتها واستجابتها .والرسالة والوصية

ألفق التلقي الذي ترسخت فيه معايري بالغة السرد، قبل أن يربز االهتمام يف السنوات األخرية باألنواع األخرى، بسبب

من «:كما قال توفيق بكار"البخالء"ومع ذلك يظل كتاب .لعام للبالغة ومطلق اخلطاباتتزايد االهتمام باملفهوم ا

وهو لذلك ميثل يف .اليت تدشن يف األدب أشكاال كربى"]مقامات اهلمذاين"و"كليلة ودمنة"مثل [النصوص األمهات

فهو الذي أسس هذا .شكل النادرةتاريخ الكتابة العربية حلظة حامسة، حلظة حتول الضحكة الشعبية إىل شكل أديب،

.)38(»الفن وعرف بأصوله

، يندرج ضمن األدب اهلزيل الساخر، الذي يتميز عن األدب اجلاد، غايته النادرة جنسا أدبيا سرديا طريفادتع

ح النقد والتهكم والسخرية واإلصال،من مقاصده التداولية،األساس إمتاع السامع أو القارئ بتسليته، وانتزاع ضحكته

.والتهذيب وتعديل السلوك وتقومي األخالق

وعلى الرغم من قلة النصوص النقدية يف موضوع النادرة فإن ما توافر منها يكشف عن وعي القدماء بوجود جنس

أديب يتطلب التسمية ويتطلب التفكري يف صياغة معايريه وضبط حدوده البالغية؛ ورد يف كتاب أيب حيان التوحيدي

ملح النادرة يف حلنها، وحرار ا يف حسن مقطعها، وحالو ا يف قصر متنها، فإن صادف هذا «أن »البصائر والذخائر«

من الرواية لسانا ذليقا، ووجها طليقا، وحركة حلوة، مع توخي وقتها، وإصابة موضعها، وقدر احلاجة إليها فقد قضي

، يدفع املتأمل إىل التساؤل عن سر االقرتان بني النادرة واللحن، واإلجابة يقدمها هذا النص .)39(»الوطر، وأدركت البغية

Page 10: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

وإذا كان موضع احلديث على أنه مضحك ومله وداخل يف باب املزاح والطيب، «:اجلاحظ يف النص اآليت بقوله

باجلزالة صار احلديث الذي فاستعملت فيه اإلعراب، انقلب عن جهته، وإن كان يف لفظه سخف وأبدلت السخافة

.)40(»وضع على أن يسر النفوس يكر ا ويأخذ بأكظامها

ينبغي التأكيد يف هذا السياق أن اجلاحظ اعتىن عناية خاصة بالنوادر بوصفها نوعا أدبيا قائم الذات، قصده

وهيئة الكالم فيها وجب على اإلضحاك واإلعجاب حيكيها املتكلمون ويتناقلها الناس ولشدة ارتباط وظيفتها ببنيتها

حاكيها وناقلها احرتام خصائص اللغة لدى الطبقــة اليت ينقل عنها ويشمل ذلك صورة الكالم وخمارجه وعادا م يف أدائه،

قد تتم باخلصائص السلبية كالسخف والعجمة وهذا يعين أن الوظيفة ليست دائما رهينة مكانة النص «ذلك أن املقاصد

.)41(»يان بل إن فصاحتها وبالغتها يف خروجها عن املألوف منهايف الفصاحة والب

إن اإلعراب يفسد نوادر املولدين، كما أن اللحن يفسد كالم األعراب؛ ألن سامع ذلك الكالم «:يقول اجلاحظ

الذي إمنا أضحك–إمنا أعجبته تلك الصورة وذلك املخرج، وتلك اللغة وتلك العادة، فإذا دخلت على هذا األمر

حروف اإلعراب والتحقيق والتثقيل وحولته إىل ألفاظ األعراب الفصحاء، وأهل –بسخفه، وبعض كالم العجمية اليت فيه

.)42(»املروءة والنجابة، انقلب املعىن مع انقالب نظمه، وتبدلت صورته

ني اجلد واهلزل، تعمد النادرة كما يفهم من النصوص السابقة إىل إقحام اللهجات احلية والعجمة، واملزج ب

فهل يعين هذا أن مالحتها تقرتن باللحن؟ وأن .واالزدواجية اللغوية واملزج بني الفصحى والعامية، ومناسبة الكالم للمقام

االنزياح عن قواعد اللغة يف اإلعراب، والعدول عن الصيغ الصحيحة يضيفان إىل النادرة قيمة مجالية تعدمها يف حال

باإلعراب وحتامي اللحن؟االلتزام

إن ملحة النادرة تكمن يف ارتباطها بصاحبها، وعلى الكاتب أن يراعي املستويات اللغوية واالجتماعية

لشخصيا ا، فلكل طائفة لغتها اليت تتميز ا، إذ إن لغة األعراب ختتلف عن لغة املولدين، ولغة العلماء ختتلف عن لغة

.العوام

ب النقد القدمي على أجناس أدبية معينة كالشعر والرتسل حال دون االهتمام الواسع بأجناس السرد، إن انكبا

.ومنها النادرة اليت ستحتفي ا الدراسات احلديثة

ى عن طموح يف اإلسهام يف جتنيس النادرة، وقد رأ)43(»بالغة النادرة«أفصحت مقاربة حممد مشبال املعنونة بـ

صورة خبيل اجلاحظ الفنية من خالل "املوسومة بـمحمد أمبيريكقراءة الباحث أمحد بن أن حممد مشبال يف مستهل حبثه

طرقت باب البالغة دون أن تفلح يف تفسري الوظائف البالغية اجلمالية للنص )44("خصائص األسلوب يف كتاب البخالء

:)45(عرتاضات على منهج الباحث جنملها يف النقط اآلتية اجلاحظي، ومن مث فقد قدم الباحث مجلة من اال

Page 11: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

كشف منهج الباحث أزمة األسلوبية الشعرية عندما تتصدى لتحليل نصوص سردية؛ فقد اعتمد يف حتليله الصور -أ

و اجلزئية ا تثة من سياقها النصي، وكأنه قد حصر اهتمامه يف تقنني القواعد وصياغة املعايري دومنا تفسري للصور أ

، )(جتلى ذلك على سبيل املثال يف تناوله ألسلوب املقابلة.تواصل مع ما حتتويه النصوص من إمكانات فنية

.حيث مل يتجاوز حدود استخالص الوظائف البالغية الضيقة ومل خيرج عن نطاق معايري بالغة الشعر

مستقاة تارة من رسائل البخالء ال تنتمي النصوص املعتمدة يف التحليل إىل نوع أديب واحد؛ فمادة التحليل-ب

من نوادر األفعال أو النوادر السردية، وهو ما يفيد أن الباحث غري –وإن كانت قليلة –وأقواهلم وتارة أخرى

معين ببالغة السرد أو بالغة النادرة، بل غايته البالغة العامة، أو بالغة اخلطاب، وألجل ذلك كانت الرسائل

.إىل طبيعة منهج الدراسةواألقوال املادة األقرب

ا "صورة البخيل الفنية"تدل -ت وفق منظور –يف اية التحليل، على جمموع أفكار البخيل ومبادئه واعتقاداته، إ

.)46(مفهوم عام غري مرتبط بالتكوين الفين للنص–الباحث

ضوع البخل على منهج وهكذا انتهى حممد مشبال إىل بيان أن الباحث حممد أمبريك مل يتخلص من سيطرة مو

حتليله، بدل الصورة مبفهومها اجلمايل والبالغي، وألجل ذلك مل يستغرب حممد مشبال تلك اخلالصة اليت انتهي إليها

، أال تتناقض هذه اخلالصة )47(البحث، وهي أن الصراع ببني البخالء واألسخياء يشكل لب الكتاب وجوهر موضوعه

ه يف عنوان الكتاب؟املوضوعاتية مع املنهج املعلن عن

.وتأسيسا على هذا الفهم، يذهب الباحث حممد مشبال إىل أن النادرة نوع سردي ينطوي على مسات ومكونات

ويقصد الباحث .)48(جنس أديب خمصوص ينزع منزع الطرافة والفكاهة والضحك–حسب املؤلف –فالنادرة

وتعد الطرافة .الطرافة، وصورة اللغة، والعبارة اخلتامية:ها جنس النادرة وهيباملكونات، العناصر الضرورية اليت يقوم علي

مكونا بالغيا يف جنس النادرة، حيث تعمل خمتلف الوسائل السردية على تشكيله؛ فال وجود جلنس النادرة من دون هذا

.املكون

حيث تعمد النادرة إىل التنوع األسلويب، عندما .ماعي اقرتان الكالم بصاحبه ومستواه االجت»صورة اللغة«وتعين

تعمل على إثارة »عبارة ختامية«وتنتهي كل نادرة من نوادر اجلاحظ بـ.تدخل يف تكوينها البالغي لغات املتكلمني

.التعبري عن املوقفالضحك واملوقف املتوتر، وتنبين العبارات اخلتامية على املفاجأة والتالعب باأللفاظ واملهارة يف

بيد أن هذه املكونات اليت حتدد جنس النادرة ال بد هلا من مسات تسندها، إذ ال يقوم بالعناصر الضرورية فقط،

وهي حجة تتناقض »احلجة الطريفة«ولكن أيضا بالعناصر الثانوية اليت حتضر وتغيب، وهو ما يسميه املؤلف بالسمات كـ

الذي يقوم على مجلة من املظاهر، »التعجيب«اليت تتجسد يف مواقف وأفعال طريفة، و»احليلة«و.ت املقاممع مقتضيا

Page 12: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ويستدل املؤلف ببعض النوادر اليت تصور أعاجيب خبالء اجلاحظ، كنادرة أيب عبد الرمحن املعجب بأكل الرؤوس، ونادرة

.، مث نادرة املغرية بن عبد الله...سه، حىت صارت ال تلبس إال الرقعليلى الناعطية اليت ترقع قميصا هلا وتلب

ال ينفصل بعضها عن بعض، هذا إىل )االحتجاج واحليلة والتعجيب(ويؤكد املؤلف أن هذه السمات الثالث

.» التهكمي التضمني«جانب مسة أخرى من مسات اهلزل يف أدب اجلاحظ عامة ونوادره خاصة، وهي ما أمساه بـ

»التضمني«مسة أسلوبية يتضافر يف تكوينها مقومان بالغيان ، يتمثل املقوم األول يف »التضمني التهكمي «و

.»التهكم«والثاين يف

مسة أخرى يف النادرة، وهي تتجلى يف بعض النوادر يف التقابل بني فخامة األسلوب وبني تفاهة »املقابلة«وتعد

ملوضوع وضآلة قيمته، وتقابل يتمثل يف جتاور حماسن الشيء ومساوئه، وتقابل السالمة، والتقابل بني موقفني أو مشهدين ا

.تصويريني

يرى الباحث أن اجلاحظ صارع فكرة عجز اللغة عن متثيل األشياء وأخذ يعتصر ما ختتزنه اللغة من طاقة تصويرية

نية؛ فاجلاحظ كان بارعا يف التصوير اللغوي القائم على تشغيل مجيع مظاهر الطاقة اللغوية اليت كفيلة مبضاهاة الرؤية العيا

.)49(يتطلبها موضوع خمصوص كتصوير األكول الشره

فهذه الشواهد هي خالصة تصور الباحث الذي يبدو أنه يوسع البالغة لتعانق رحابة األعمال األدبية بشىت

هذا الطموح العلمي إىل تأصيل البالغة الذي عرب عنه يف كتاباته األخرى، هو ما كانت ترومه .اعها وأمناطهاأشكاهلا وأنو

.االجتهادات البالغية العربية احلديثة مع أمني اخلويل الذي ال يفتأ يستلهمه الباحث يف أكثر من مناسبة

ضمن جنس اخلرب، وقد يستقل بذاته؛ وتشري قراءات أخرى إىل يتبني مما سبق أن النادرة نوع سردي هزيل يندرج

أن ما وصف بالنادرة عند أصحاب هذه القراءات يصنف يف إطار اخلرب كما جند ذلك عند شكري عياد وحممد القاضي،

.فال فرق عندمها بني جنسي اخلرب والنادرة

:الفتاح كيليطوعبد -ب

أعمال الناقد املغريب عبد الفتاح كيليطو مفصال مهما يف الدراسات النقدية ا اعتربنا نا ال جنانب الصواب إذلعل

احلديثة، اليت اهتمت مبجال نقد املوروث السردي استنادا إىل املنهجيات احلديثة، فقد بذل كيليطو جهدا خصيبا يف هذا

أن ظهرت بالعربية تباعا يف وقت متقارب خالل العقود ا ال منذ أعماله األوىل اليت كتبها بالفرنسية، مث مل لبثت

)دراسة يف السرد واألنساق–املقامات (و)مفهوم املؤلف يف الثقافة العربية:الكتابة والتناسخ(األربعة األخرية مثل

له مجلة أعمال أكب وعد ذلك توجه كيليطو إىل الكتابة بالعربية، فظهرت).العني واإلبرة، دراسة يف ألف ليلة وليلة(و

Page 13: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

فيها على فحص ودراسة بعض اجلوانب اجلزئية املتصلة بقضايا السرديات، اليت تفرغ هلا كيليطو فشكلت مشروع عمره

وميكن التمثيل لدراسات كيليطو اليت انشغلت جبوانب جزئية من املوروث السردي .الذي خصه بكل وقته وجهده

جانب ذلك اختص كيليطو السرد العريب مبعاجلات على حنو كلي كما هي احلال يف كتابيه وإىل).األدب والغرابة(بـ

.)50(»).دراسة يف السرد العريب:احلكاية والتأويل(و)دراسة يف مقامات احلريري:الغائب(

ث الضوابط األجناسية كانت املسألة األجناسية حاضرة، إذ غالبا ما كان كيليطو يعمد إىل حبتبعا ملا تقدم، فقد و

غري أن تتبع هذه الدراسات للوقوف على تصور كيليطو لقضية األجناس أمر يطول .)51(لألعمال اليت عين بدرسها

لتوزعها يف مواضع من مؤلفاته متفرقة، لكل ذلك رأينا أن نقتصر على الدراسة املوجزة اليت ضمنها فصال من كتابه

.)52()تصنيف األنواع(فصل الذي ومسه كيليطو بـ، وهو ال)األدب والغرابة(

يف سياق دراسته لغرابة النص األديب وعالقته باجلنس الذي يندرج ضمنه رأى كيليطو أن حتديد مفهوم النص قد يكون

بكونه )الالنص(، يتميز من )53(»تنظيما لغويا فريدا«باعتباره )النص(مفيدا لتحقيق هذا املقصد، ومن هنا قدم تصوره لـ

؛ أي أنه ال مينح )55(»ال يصري نصا إال داخل ثقافة معينة«، حيث الكالم من منظور كيليطو، )54(»مدلول ثقايف«ذا

من )نصا(فاعترب )النصية(، مبا يفيد أن الكالم الذي توافرت له خصائص )ثقافة معينة(إال من منظور )نص(صفة

).ال نصا(يف ثقافة أخرى تنظر إليه بوصفه منظور ثقافة معينة، قد ال يعترب كذلك

ليس له تنظيم وال «، فإذا كان النص يتميز بكونه )الالنص(عند كيليطو إمنا يتحدد يف مقابل )النص(وبذلك يكون

يتميز بأنه تنظيم له مدلول ثقايف )النص(، فإن )56(»ال يفسر وال يعلم وال حيظى بأي اهتمام«، ومن مث »مدلول ثقايف

داخل ذلك )منطا(ليحقق من خالل هذه العالقة )اخلطاب األديب(أديب، وهو ما ميكنه من أن يدخل يف عالقة مع و

وهو ما ينقل هذه ).األمر والنهي(اخلطاب، حيث النص الذي يطغى عليه املنحى التعليمي مثال، يمن فيه صيغة

إن هذه الصيغ املتميزة هي اليت ومست احلكم .)57()عةخطبة اجلم(و)احلكمة(و)املوعظة(النصوص إىل أجناس متثل

وعلى الرغم من هذه .)58()نصوصا(، ومن مث مسيت )ليس نصا(واألمثال، فيما يرى كيليطو، بسمات خاصة فرقتها عما

.)59(الفروق املوجودة بني هذه األنواع فقد حلظ كيليطو أن القاعدة نفسها تعمل فيها مجيعا

لتدفعنا إىل التساؤل عن عالقة النص باجلنس )الالنص(من )النص(ت اليت يسوق كيليطو بغية متييز إن هذه التحديدا

.الذي يرتقي إليه

أما النص فهو بنيات نصية منجزة .إن اجلنس األديب عبارة عن حمددات سابقة على النص؛ أي بنيات نصية جمردة

ا ردة، وبذلك تكون العالقة بني النص واجلنس أن األول حتقيق لألخري وتكوين له، تتحقق فيها ومن خالهلا البنيات

Page 14: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

ويتم ذلك عندما تشرتك جمموعة من النصوص يف السمات اجلوهرية نفسها، اليت تؤشر إىل ارتقائها إىل جنس أديب بعينه،

:يقول كيليطو.سواء كان هذا اجلنس موجودا أو حمتمال أو مفرتضا

، مما يعين أن ظهور مفهوم النوع األديب )60(»جمموعة من النصوص يف إبراز العناصر نفسهاتشرتكعندما وع يتكون الن«

يقتضي تعددا يف النصوص، شريطة أن يقوم هذا التعدد النصي على التواتر والتكرار؛ أي أن مكونات نصية بعينها تظهر

ما يتضح معه أن مفهوم النوع عند كيليطو مؤسس على مفهوم يف مجيع النصوص املندرجة حتت اجلنس نفسه، وهو

الذي قال به ياوس مستلهما جادمري، حيث إن قراءة نصوص تشرتك يف املكونات )أفق االنتظار(أو )تقاليد القراءة(

ئ نصا ال يقرأ يف ضوئها مجيع النصوص اليت تنتمي للنوع نفسه، فإذا صادف القار )توقعات(نفسها ختلق لدى القارئ

خيضع للتحديدات نفسها، فإن أفق انتظاره خييب وينكسر، فيدرك أنه أمام نوع جديد مباين ملا تعود عليه، وهو ما

.يقتضيه اعتماد اسرتاتيجية يف التلقي جديد توائم النوع اجلديد

ا بعناصر جديدة تلقي به خارج إن القارئ ال يشعر بأنه قد خرج من نوع إىل آخر إال يف اللحظة اليت يواجه فيه

ولكن ما هي هذه .وكذا اآلفاق املتعاقبة عليه تارخييا .اليت كرستها سلسلة التلقيات اليت خضع هلا النوع)التقاليد(حدود

العناصر اليت تستطيع، بتوافرها يف النص، أن جتعله مندرجا يف نوع حمدد، فإذا غابت أدرج يف غريه؟

عناصر أساس وعناصر ثانوية، ويقوم التمييز بينهما، عنده على أساس أن :يليطو هذه العناصر صنفنيلقد جعل ك

أما العناصر األساس فإن النص ال ميكن أن .العناصر الثانوية ميكن للنص أن يتجاوزها من دون أن يتضرر انتماؤه النوعي

رتامه للعناصر األساس يف النوع خيرجه من دائرة النوع ليدرجه يف يتجاوزها من دون أن تتأثر نسبته إىل النوع، ألن عدم اح

.دائرة نوع آخر، ويف حال انتهاك النص لعناصر اجلنس األساس بشكل مطلق، فإن ذلك يؤدي إىل ظهور نوع جديد

: تقوم عليهما األنواعتقودنا هذه املرجعيات، اليت يقدمها كيليطو لقضية األنواع األدبية، إىل تقرير مبدأين أساسني

يف جمموعة من النصوص )العناصر األساس باصطالح كيليطو(يتمثل املبدأ األول يف االستناد إىل تكرار عناصر بعينها

أما املبدأ الثاين فيتمثل يف حتول األنواع عند انتهاك العناصر املعتربة جوهرية يف النوع، حيث إن .لرتتيبها يف أجناس وأنواع

.أو تعديلها يفضي إىل ظهور أنواع جديدةخرقها

إن خصائص النوع، فيما يرى كيليطو، ال تتحدد إال من خالل تعارضها مع اخلصائص املعتمدة يف أنواع أخرى، ويشبه

النوع يتحدد قبل كل شيء «كيليطو مبدأ التعارض الذي تقوم عليه األنواع بالعالمة اللغوية عند سوسري، ليستخلص أن

وهو ما يقتضي الدارس، الذي يروم دراسة نوع منفرد، أن يأخذ بعني االعتبار .)61()ليس واردا يف األنواع األخرىمبا

وبعد أن .)62(»دراسة نوع تكون يف الوقت نفسه دراسة لألنواع ا اورة«املقومات األنواعية يف األجناس األخرى، ألن

Page 15: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

حتليل عالقة «إىل نظم ونثر قدم مقرتحه اخلاص لتصنيف األنواع استنادا إىل أشار كيليطو إىل تقسيم الكالم عند القدامى

:)63(، حيث رأى أن األمناط اخلطابية ال تتعدى أربعة هي»املتكلم باخلطاب

.الرسائل، واخلطب، والعديد من األنواع الشعرية التقليدية:المتكلم يتحدث باسمه-1

.خباراحلديث، وكتب األ:المتكلم يروي لغيره-2

.المتكلم ينسب خطابا لغيره-3

.المتكلم ينسب إلى غيره خطابا يكون هو منشئه-4

أكثر من استناده إىل )عالقة املتكلم باملخاطب(لعل ما يثري انتباهنا يف هذا التصنيف استناده إىل مرتكز أساس هو

ايب فإننا نلحظ أن الصيغ األربع اليت قررها عالقة املتكلم باخلطاب، أما فيما خيص الصيغة اليت يعتمدها كل منط خط

:كيليطو ليست خالصة متاما، وهو ما أشار إليه كيليطو نفسه عندما حلظ تداخل الصيغ يف قول امرئ القيس مثال

فقالت لك الويالت إنك مرجيويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

كالم الشاعر من الصنف األول، أما كالم حبيبته :طابهذا البيت يتضمن منطني من اخل«فقد سجل كيليطو أن

كما ميكننا .)64(»)إن كان األمر يتعلق بنسبة(أو من الصنف الرابع )إن كان األمر يتعلق برواية(فإنه من الصنف الثاين

أن نضيف ملحظا على هذا التصنيف آخر مؤداه أن الصيغة ال تكون دائما مالئمة للجنس، وميكن التمثيل لذلك

بالرسالة، فالصيغة اليت يفرتض اعتمادها يف هذا اجلنس، وفق كيليطو، هي األوىل ألن املتكلم يتحدث، يف هذا اجلنس،

بامسه وهو ال يتحقق دائما، فلسنا نعدم بعض الرسائل اليت يتوارى فيها منشئها متاما، كما هي احلال يف الرسائل اليت

إن كيليطو ال يقدم، يف هذا املقرتح، تصنيفا للنصوص، ويبدو أن هذا األمر .ن السلطان مثال يتوىل املنشئ كتابتها نيابة ع

مل يكن من مشاغله يف هذه الدراسة، اليت سعى من خالهلا إىل تقدمي مبادئ عامة من شأ ا أن تسعف من يتصدى

إىل استخالص املبادئ العامة ما وجدناه ومما يؤكد انشغال كيليطو، أساسا، بالسعي .لتصنيف النصوص يف حتقيق مسعاه

:عنده من حماولة الختزال األمناط اخلطابية األربعة بعد حتليلها إىل منطني رئيسيني مها

الخطاب الشخصي-1

الخطاب المروي-2

:وهذا النمط من اخلطاب يتفرع عنده إىل

بدون نسبة-1

Page 16: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

بنسبة-2

صحيحة-أ

زائفة-ب

خيالية-ج

اين حقال تطبيقيا الختبار هذه العالئق، ليخلص يف النهاية إىل اعتبار املقامات وقد اختذ كيليطو من مقامات اهلمذ

.)65(»اخلطاب املروي بنسبة خيالية«مندرجة يف

على الرغم من اجلهد اخلصيب الذي بذله الباحث لتدقيق مفهوم النوع، فقد بقي هذا املفهوم ملتبسا وغري دقيق، وهو ما

كيليطو مفهوم النوع حبيث مشل، يف تشغيله، اخلطب والرسائل والقصة واملقامة واملثل أمر ميكن أن يرتد إىل توسيع

واملوعظة واحلكمة والسري والرتاجم واألخبار والشرح واحلديث واحلكايات والروايات البوليسية، فكل هذه املخاطبات عنده

دي إىل تداخل األنواع بشكل يصعب معه وهو ما يتعذر معه حتديد األسس اخلاصة بكل نوع على حدة، كما يؤ .أنواع

فاحلكمة مثال عند كيليطو نوع مستقل وقائم بذاته، وذلك أمر حيتاج تقريره إىل مراجعة ومتحيص .التمييز بينها بدقة

مثال، وقل الشيء نفسه عن املوعظة اليت يعتربها )كليلة ودمنة(لرتسيم احلدود بني احلكمة يف شعر زهري واحلكمة يف

طو نوعا، يف حني جندها تتحول إىل صفة موضوعية يف العديد من األنواع األدبية األخرى مثل اخلطبة واخلرب وكتب كيلي

.احلديث واملقامة واملقام

إن فحص تصور كيليطو ملفهوم اجلنس األديب ليكشف عن موقف متشدد، حيث مجيع النصوص، فيما يقرر

وليس خيفى ما .حمددة، وليس هناك من نص ميكنه اإلفالت من قبضة اجلنسكيليطو، مندرج بالضرورة ضمن جنس

ينطوي عليه هذا التصور من شطط، إذ يتجاهل حقيقة بدهية ال خناهلا ختفى على الباحث، وهي أنه ليس مجيع النصوص

كما هي احلال خاضع لسلطة اجلنس، فقد بقي العديد منها متعاليا ال يقبل االنصياع لضوابط التجنيس والتصنيف،

بالنسبة إىل القرآن الكرمي، الذي مثل يف السياق العريب نصا لغويا يتجاوز، بالغيا، سائر التجليات اللفظية اليت أنتجها

)قرآن(، وقد شكل بذلك حالة متميزة ومفردة يف تاريخ األجناس األدبية، فال هو بالشعر وال هو بالنثر ولكنه )العريب(

.)66(ميدباصطالح الع

وقد ذهب كيليطو بعيدا يف تكريس سلطة اجلنس األديب، إذ يرى أن املبدع يفقد حريته متاما أمام قواعد النوع اليت

:وهو صريح قوله.خيضع هلا خضوعا مطلقا من دون أن تكون لديه إمكانية التعديل يف مقتضياته أو تغيريها

فاملعروف أن منشئ [...]تسلسال معينا يكون على القائم بالسرد أن حيرتمه إن أنواع احلكاية كثرية وهناك أنواع تفرض«

السردية كما وضعه اهلمذاين، وهنا ال بد من اإلشارة إىل أن حتقيق املقامات احرتموا بصفة عامة التسلسل الثابت لألفعال

Page 17: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

رية القائم بالسرد، يكون بدوره مقيدا بالنوع، حبيث اإلمكانية النهائية الذي قلنا بأنه ا ال الوحيد، الذي تظهر فيه ح

.)67(»تنعدم متاما حرية االختيار

إذا كان املبدع خيضع ملقتضيات النوع ويتقيد بعناصره األساس، فإن خضوعه ليس مطلقا ولكنه امتثال جزئي

يف مسعى إىل تعديلها مبا يوائم نصه من جهة، لقواعد النوع اجلوهرية، فاملبدع دائما يصارع القيود اليت يفرضها النوع،

وكيليطو نفسه يقرر، كما سبقت اإلشارة، أن النوع ال يتضرر إذا اقتصر التعديل .يساير التطور األديب من جهة مقابلة

على العناصر الثانوية فيه

فكتابعليها؛ينطوييتالاألنواعإىلفنظروا.هوجتنيسهتصنيفإىلاألدب القدميقراءجلأكيفالحظنا إذن

كتابأماوالرسالة،واخلطبةواخلربوالنادرةواملفاخرةاملناظرةيضم"موسوعينص"أو"جامعنص"للجاحظاحليوان

.الرسائلوهوحجاجي الثاينوالنوعالنوادر،وهوسردي األولالنوع:نثرينينوعنييضمفإنهالبخالء

ومعياراملضمون،أواملوضوعومعيارالنوع،كمعيارخمتلفةمعايرياعتمدميللسرد القدالقراءهؤالءتصنيفإن

أنواعإىلبتصنيفهفقامتوجتنيسه؛اجلاحظنثربتصنيفالقراءاتهذهاعتنتالنحو،هذاعلى.والبنياتاألنساق

.ومسا امكونا اأنواعه، حمددةبتجنيسقامتكماوأصناف،وأمناطوأشكال

يف ضوء مقوالت التصنيف والتجنيس يؤول إىل التحول يف النظر إىل النص القدمين النظر إىل النص النثري واحلق أ

.يوجب وصفه وتفسريه يف سياق بالغة أنواعه املخصوصةالقدمي النثري القدمي؛ فقد نشأ وعي نقدي جديد لدى قراء نثر

إن التحوالت اليت خيضع «تأكيد املبدإ النظري القائل إن الذي حنرص على تأكيده من خالل ما تقدم بيانه هو

هلا وعي القراء وحاجا م وتصورا م ورؤاهم، تؤثر يف بنية النص املقروء ويف دالالته ووظائفه وقيمه؛ فاألجناس السردية

وتبعا هلذه الرؤية، فقد الحظنا أن نصوص .)68(»القدمية؛ مل تكف عن التحقق يف وعي قرائها ويف متثال ــم املختلفة هلا

اكتسبت دالالت وقيما خمتلفة عرب تاريخ تلقيها ...)النـادرة، اخلبـر(السرد القدمي

، حبيث السرد القدمي من منظر جتنيسيالقراءات املختلفة اليت عملت على النظر يف بعضعلىوإمجاال، فقد وقفنا

نيسا، وهذا طبيعي نظرا الختالف املنطلقات واملرجعيات اليت انطلق منها كل باحث اختلفت رؤية ومنهجا وتصنيفا وجت

من جهة، وهو ما أفضى إىل تباين واختالف النتائج وطبيعة املعايري املعتمدة من لدن الدارسني يف تصنيفهم وجتنيسهم؛

لوب أو معيار األنساق مبفهومه البنيوي، أو كاعتماد معيار املوضوع أو املضمون، أو اعتماد معيار الصيغة، أو معيار األس

.غريه

Page 18: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

:ةـع الدراسـراجـم

يف مسألة النوع األديب، دراسة يف إجراءات املفهوم وتطبيقاته يف الغرب وعند العرب، جملة عامل الفكر، جملة دورية :مصطفى الغرايف-)1(

.163، ص 2013سبتمرب، –، يوليو 42ا لد 1الكويت، العدد –ب حمكمة تصدر عن ا لس الوطين للثقافة والفنون واآلدا

، ص 1986، دار الشؤون الثقافية العامة، وزارة الثقافة واإلعالم، بغداد، 2املكونات األوىل للثقافة العربية، ط:عز الدين إمساعيل-)2(

71–79–87–97–104–123.

.34رب يف األدب العريب، ص اخل:حممد القاضي-)3(

.115–112النقد واحلداثة، ص :املسدي عبد السالم-)4(

)(- اللون «و»الفن «و»اجلنس«وباإلمجال فإننا خنرج من مقاربة عبد السالم املسدي بألفاظ ستة تستعمل للداللة على األجناس هي«

ادف أو ما يقرب منهجيري بعضها جم»الضرب«و»الغرض«و»األدب«و حممد :ينظر.رى بعض، وال يستوي لنا من تعددها إال الرت

.35اخلرب يف األدب العريب، ص :القاضي

.11، ص 1983دار الفكر العريب، القاهرة، .األدب وفنونه:حممد مندور-)5(

.34اخلرب يف األدب العريب، ص :حممد القاضي-)6(

.1990، ماي، جوان 77–76نظرية األنواع األدبية، جملة الفكر العريب املعاصر، ع :املثال رشيد حيياويعلى سبيل :ينظر-)7(

:الشعرية العربية«:أعمال رشيد حيياوي من أهم احملاوالت اليت حبثت قضية األنواع يف الثقافة العربية القدمية وخاصة يف كتابيهتعد

نظرية األجناس «، باإلضافة إىل أطروحة عبد العزيز شبيل عن »يف قراءة الشعرية العربية القدمية:م النوع األديبمفهو «، و»األنواع واألغراض

.»يف الرتاث النثري

.126نظرية األنواع األدبية، ص :رشيد حيياوي-)8(

.، ص نالسابقاملرجع -)9(

.134ات املفهوم وتطبيقاته يف الغرب وعند العرب ، ، ص يف مسألة النوع األديب، دراسة يف إجراء:مصطفى الغرايف-)10(

.20–19، ص 11، اإلحالة رقم 1988الوجه والقفا، الدار التونسية للنشر، :محادي صمود-)11(

.108النقد واحلداثة، ص :املسدي عبد السالم-)12(

.44، ص 1988، أوت، 55–54لعريب املعاصر، ع من النص إىل اجلنس األديب، جملة الفكر ا:أمحد احلذيري-)13(

واحلق أن هذا القول .188، ص 1988حبوث يف النص األديب، الدار العربية للكتاب، تونس ليبيا، :حممد اهلادي الطرابلسي-)14(

فإنه يثري إشكاال حادا –مفهوم اجلنس إذ إن مهمة دارس األسلوب ال تتمثل يف استنباط–وإن انطوى على شيء من الصحة غري قليل

ا هي مقوم أساسي من مقومات تعريف اجلنس ذا –فيجب .من حيث إن مسات األثر األسلوبية اليت يقف عليها دارس األسلوب إمن

.39ص ، اخلرب يف األدب العريب :حممد القاضي:ينظر.أن تكون سابقة للتعريف ال مرتتبة عليه–املعىن

.111النقد واحلداثة، ص :املسدي عبد السالم-)15(

.185حبوث يف النص األديب، ص :حممد اهلادي الطرابلسي-)16(

Page 19: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

.111، ص نفسهاملرجع -)17(

.125نظرية األنواع األدبية، ص :رشيد حياوي:ينظر-)18(

.41-40اخلرب يف األدب العريب، ص :حممد القاضي-)19(

.126نظرية األنواع األدبية، ص :شيد حياوير -)20(

.124املرجع نفسه، ص -)21(

.25، ص 1978الكتابة العربية األدبية والعلمية، مكتبة اخلاجني، القاهرة، :أشرف حممد موسى-)22(

.43اخلرب يف األدب العريب، ص:حممد القاضي:ينظر-)23(

.12، ص 1978واألنواع األدبية، املكتبة العصرية، صيدا، بريوت، املدارس:شفيق بقاعي وسامي هاشم-)24(

.43اخلرب يف األدب العريب، ص:حممد القاضي:ينظر-)25(

.وما بعدها73األدب وفنونه، ص :حممد مندور-)26(

.123املكونات األوىل للثقافة العربية، ص :عز الدين إمساعيل-)27(

.43رب يف األدب العريب، ص اخل:حممد القاضي-)28(

.173ص .األدب وفنونه:عزالدين إمساعيل:ينظر-)29(

.44اخلرب يف األدب العريب، ص :حممد القاضي-)30(

مقالة يف النقد، ترمجة حميي الدين صبحي، ا لس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم االجتماعية، مطبعة جامعـة :غراهام هو-)31(

.103ص دمشق،

.188، ص 1988حبوث يف النص األديب، الدار العربية للكتاب، تونس، :حممد اهلادي الطرابلسي-)32(

.10-9ص ،1976السنة.177العدداملعرفة،جملةاألدبية،األجناسنظريةيفمقدمة:الشمعةخلدون-)33(

.138-137ص .بريوتالثقافة،ودارودةالعداراخلامسة،الطبعةاملقارن،األدب:هاللغنيميحممد-)34(

ص ،30، ا لد 2001سبتمرب،/، يوليو01البالغة ومقولة اجلنس األديب، جملة عامل الفكر، الكويت، العدد :حممد مشبال-)35(

61.

.62ص املرجع نفسه، -)36(

رحب للبالغة، وهو الذي سعى حممد مشبال إىل وهذا هو املفهوم ال.فن القول، دار الفكر العريب بالقاهرة:أمني اخلويل:ينظر-)37(

(اكتشافه وتأصيله يف القراءات اإلجناسية اليت نظرت يف أدب اجلاحظ التصوير :بالغة السرد، وينظر أيضا حبثه املوسوم:كتابه:ينظر.

).واحلجاج حنو فهم تا رخيي لبالغة نثر اجلاحظ

.189، ص1984، سنة 4:ل القاهرية، العددجدلية الفرقة واجلماعة، جملة فصو :توفيق بكار-)38(

Page 20: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

.11، ص 01جالبصائر والذخائر،:التوحيدي، أبو حيان-)39(

.39، ص 3احليوان، ج :اجلاحظ-)40(

.192التفكري البالغي عند العرب، ص :محادي صمود-)41(

بوظيفتهالكالمصورةعالقةعنوالغفلةالقصداحرتامعدمأنذلكاحلدهذاعنداألمريقفوال.1/282احليوان، :اجلاحظ-)42(

أنهعلىاحلديثموضعكانوإذا«:يقولمنهنرومكناملامعاكسةالسامعيفحالةخلقإىلاجلاحظعند ااإلخالليتجاوزقد

السخافةوأبدلتسخفلفظهيفكانوإنوجهته،عنانقلباإلعراب،فيهفاستعملتوالطيب،املزاحبابيفوداخلومله،مضحك

.3/39نفسه، املصدر»بأكظامهاويأخذيكر ا،النفوسيسرأنعلىوضعالذياحلديثصارباجلزالة،

والينعته،كما»البارعاألديب«أواجلاحظ،عنداحلكيلدراسةالقراءةهذهالباحثكرسقدوالنادرة،بالغة:مشبالحممد-)43(

حدعلى–ترمي خلفيةإىلاالستنادحاولتمثلمااجلاحظ،نصوصإىل»اإلنصات«حاولتا دامت قدمأمهيةمنالقراءةهذهختلو

أدوات«بـ»النادرةبالغة«صاحبويتوسل.07ص »املوروثالعريباألديباجلمايلالتفكريخبصوصيةالوعي«إىل–صاحبها تعبري

»النادرةبالغة«يفيبحثاملنظورهذاويفمشبال،حممدمقاربةيفبارزانمانمفهو ومها.»السمة«و»الصورة«طليعتهايفجند»حتليلية

حكاياتهلويةمتثيالواألقوىشيوعااألكثرالتسميةأواملوحداإلطارهيالنادرةأنويتصورواألنواع،األبعاداملتعدداجلاحظخطابيف

تفيديستخلص مشبال أن بالغة النادرةالكتابضوءويف.11ص .حكيهعلىنفسهاجلاحظأطلقهااليتوتسميا ابتنويعا ااجلاحظ

هنانفسهاتفرضقداليتاملالحظةأن بيد.واملالحظةوالسخريةوالفكاهة،)البديعمنبدال(والعري،)الشعرهيكلمنبدال(السردفناء

الصورهذهيسندكانالتاريخأنأوأيضاالتاريخيفريفككانوإمنافحسب،»السمات«و»الصور«بـيفكريكنملاجلاحظأنهي

.»عميقـةثقافيةرؤية«أو»ثقايفنسق«بـحمكوماكانفحكي اجلاحظوالسمات،

صورة خبيل اجلاحظ الفنية من خالل خصائص األسلوب يف كتاب البخالء، دار الشؤون الثقافية العامة :أمحد بن حممد أمبرييك-)44(

.1986د والدار التونسية للنشر، سنة بغدا)آفاق عربية(

.20صالنادرة،بالغة:المشبحممد-)45(

)(-املقابلة هي اجلمع بني أكثر من ضديـن، أو اجلمع بني معنيني متضادين يف الكالم.

.97صورة خبيل اجلاحظ الفنية من خالل خصائص األسلوب يف كتاب البخالء، ص :أمحد بن حممد أمبرييك:ينظر-)46(

.118-117املرجع نفسه، ص -)47(

.71، ص نفسهاملرجع-)48(

.املرجع السابق، ص ن-)49(

.163، ص يف مسألة النوع األديب:الغرايفمصطفى -)50(

:يةالشعرية العرب«:نعترب أعمال رشيد حيياوي من أهم احملاوالت اليت حبثت قضية األنواع يف الثقافة العربية القدمية وخاصة يف كتابيه-)51(

نظرية «، باإلضافة إىل أطروحة عبد العزيز شبيل عن »يف قراءة الشعرية العربية القدمية:مفهوم النوع األديب«، و»األنواع واألغراض

Page 21: ÿþM icrosoft W ord - ' DB 1

وإذا كنا مل نتوقف عند هذه األعمال يف هذا املطلب فألننا راعينا يف األعمال املتخرية لعرض آراء .»األجناس يف الرتاث النثري

.أن تكون مقاربات اجتهادية تقدم رؤية شخصية للمسألة األجناسية، ومل يكن من وكدنا مضاعفة األمثلةاملعاصرين

مقاربة نقدية :شعرية النص النثري«شكل الدرس األنواعي ملمحا ظاهرا يف أعمال كيليطو، يقول أبالغ عبد اجلليل يف كتابه -)52(

(2002، 1، املدارس، الدار البيضاء، طزيع، شركة النشر والتو »حتليلية ملقامات احلريري يعترب هاجس حتديد «):147ص .

النوعية حاضرا بشكل الفت للنظر يف حبث األستاذ كيليطو، ذلك أن هذه النوعية ال تتحدد لديه يف البحث عن السمات املشرتكة

ني نصوص تقرتب شكليا من املنت بني نصوص ذات جذور ثقافية خمتلفة فقط، وإمنا كذلك بعقد مقارنات حتليلية نصية ب

.»املقامي

.21، ص 1982، 1األدب والغرابة، دار الطليعة، بريوت، ط:عبد الفتاح كيليطو-)53(

.14املرجع نفسه، ص -)54(

.14املرجع نفسه، ص -)55(

.13املرجع نفسه، ص -)56(

.15املرجع نفسه، ص -)57(

.17املرجع نفسه، ص -)58(

.14املرجع نفسه، ص -)59(

.21املرجع نفسه، ص -)60(

.22املرجع نفسه، ص -)61(

.22املرجع نفسه، ص -)62(

.25املرجع نفسه، ص -)63(

.25املرجع نفسه، ص -)64(

.28املرجع نفسه، ص -)65(

.25، ص )ت.د(10من حديث الشعر والنثر، دار املعارف مبصر، ط:طه حسني-)66(

.35ة، ص األدب والغراب:عبد الفتاح كيليطو-)67(

.93قراءة السرد العريب القدمي بني وهم املماثلة ومبدأ املغايرة، ص :عبد الواحد التهامي العلمي-)68(