مجلة الجماعة - العدد...

Upload: others

Post on 19-Mar-2020

25 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

ملحوظة مهمة: يجدر التذكري بأن سياق موضوعات الكتابة يف مجلة الجامعة

كان يفرض استحضار الواقع الدويل آنذاك والظروف الخاصة

باملسلمني، فتجد حضور الفلسفة املاركسية، واالحتالل

السوفييتي ألفغانستان، وسجون جامل عبد النارص يف مرص،

والنزاع اإليديولوجي واملسلح بني القطبني الكبريين وقتذاك:

االتحاد السوفييتي والواليات املتحدة األمريكية، وانتصار

الثورة اإليرانية وما شكلته من بريق تحرر للمستضعفني،

ومناقشة شعارات القومية العربية والفكر الشيوعي،

وعلامنية أتاتورك، ونفاق الحكام العرب، وتقاعس

العلامء...الخ

لذلك نجد اإلمام رحمه الله ويف سياق تحليل األوضاع

السياسية واالقتصادية والتعليق عليها، يثني عىل الحركات

التحررية من االستعامر األجنبي (أفغانستان) أو من

االستبداد السيايس (إيران)، دون أن مينعه ذلك من نقد

التجربتني اإليرانية واألفغانية فيام بعد.

جملة إسالمية

تصدر مؤقتا كل ثالثة أشهر

اجلامعــــةالعدد األول

شهور ربيع الثاين- مجادى األوىل والثانية

1399هـ - 1979م

املدير املسؤول: عبد السالم ياسني

_ 2 _

_ 3 _

بسم اهلل الرمحن الرحيم

افتتاحية واستفتاحعبد السالم ياسني

احلمد هلل نستعينه ونستغفره، ونعوذ باهلل من رشور أنفسنا ومن سيئات أعاملنا، ونشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له، ونشهد أن حممدا عبده ورسوله

صىل اهلل عليه وعىل آله وصحبه وسلم تسليام.

اللهم إين أعوذ بك أن أنكص عىل عقبي بعد أن أهنضتني إليك، وأعوذ بك ين وقهر الرجال، اللهم من العجز والكسل ومن اجلبن والبخل ومن غلبة الدإين أعوذ بك أن تكلني إىل نفيس فأسكن إىل غريك حلظة، وأعوذ بك أن أماري أو أقعد عن عمل يرضيك، أعوذ بك رب أن يف حق وأن أقول ما ال أعلم تذروين رياح الباطل عن اتباع سنة نبيك أو تستفزين البوائق من حويل فأطيش عن قصد التؤدة، وأعوذ بك أن أشك يف نرصتك للصادقني فأخشى الناس

فيك، اللهم افتح لنا.

_ 4 _

املنصفني إعجاب أثارت العامل يشهدها التي الضخمة اإلسالمية األحداث يروهنا تعبريا قويا عن املشاعر اإلسالمية التواقة للعدل واحلرية ونبذ التبعية ساطعة ظاهرة لبيب كل عند إهنا والطاغوت، والتسلط اجلاهيل للفكر الذين يزالون، التي طاملا شوهوا وجهها وال الشخصية اإلسالمية النبعاث ينقصهم اإلنصاف والفهم أو تدفعهم حزازات جاهلية من آثار الغزو الفكري الصهاينة ومع أجهزة اإلعالم االستعامرية أهنا اليهود اجلاهيل يرصخون مع عن مفاهيمهم -حسب الوسطى القرون ظالم وأنه الديني التعصب يقظة تلك القرون يوم كانت احلضارة اإلسالمية يف أوج عزها وكانوا هم مهجا - وأنه الرعاع يف بالد إيران يشكل اخلطر كل اخلطر عىل الغرب ومن ثم جيب الكيد له -يا ويلهم أيستطيعون كيدا لشعب يصيح »اهلل أكرب« يبذل نفسه هلل !

أما الذين يفهمون ويدفعهم للنيل من إخواننا الشيعة دوافع حيوية وينفخون الفتن عمقتها اجلذور عميقة الشيعة وبني بيننا اخلالفات وإن أال رماد، يف وورثها والسنة للكتاب تربيرية وتفسريات احلكم يف طغيان من التارخيية هذه يطرح أن اإلسالمي للفكر آن وقد وبيئا، محال السلف عن اخللف اخلالفات جانبا لينظر إىل مصري اإلسالم، مصري وحدة األمة، وهييئه. لكنهم إله إال اهلل، بأنه ال إخواننا ال شك، وأننا مجيعا مسلمون يمأل قلوبنا اإليامن وتنفجر من كياننا حمبة رسول اهلل، ذلك اإليامن وهذه املحبة جتمعاننا يف سياج اإلسالم مهام كانت خالفاتنا املذهبية، وإن فتنة هذه اخلالفات فتنة نائمة، لعن

اهلل موقظها !

ود اجلاهليون وأذناهبم أن يرضبوا املسلمني بعضهم ببعض !

الناس أرسع كانوا التاريخ، نبضات يعقلون أذكياء تالمذة الشيوعيون قيد وحطمت أمريكا كيد هزمت التي الثائرة اإلسالمية احلركة تبني إىل

_ 5 _

أهنم بعد يفهموا مل احلذاق أن هؤالء بيد املتوجس، اإلرهايب الفاسد النظام متخلف فكرهم الساحة: عىل أقزاما إيران يف املسلمني حركة بعد أصبحوا يف اخلط املاركيس الذي عفى عليه الزمان، وثوراهتم ال تسمو أن تشبه قومة منضبطة مسرية يف ويتقدم للرصاص صدره يعرض ونسائه برجاله شعب أن إال وحرسه املخلوع الشاه ط ورش الرسية أمريكا منظامت معها متلك مل »اجلناح« أن العرب االشرتاكيون يزعم هذا ومع خاضعة، ذليلة تنسحب الشيوعي يف الثورة اخلمينية قام بواجبه التارخيي، ذلك لكي يثبتوا ألنفسهم يف حارضة كانت تسكنهم التي املاركسية البواعث أن تضليال، ولنا متوهيا التاريخ ال يتحرك إال يف خط إنام تتم بفكرة يؤمن أن امليدان، وأن كل ثورة

تسري عليه الربلتاريا لتقاتل البورجوازية وختلفها، فكر متخلف !

لقتال الكافرين حتالف أن تأبى التي اإلسالم قومة امللحدين معارش يا إهنا اإلسالم، دار يف نبتت خبيثة لشجرة ثامر وأولئك هؤالء إن الظاملني، إىل جيمعون ألهنم مضاعف خبثهم والظاملون األخبث، ثمرها املاركسيون ظلمهم نفاقا، قال اهلل عز وجل: ﴿إن اهلل جامع النافقني والكافرين ف جهنم ون ليميز اهلل جيعا﴾ سورة النساء:140، وقال:﴿والذين كفروا إل جهنم يشكمه جيعا فيجعله ف بيث بعضه عل بعض في عل ال بيث من الطيب وي ال

ون﴾ سورة األنفال: 36،37 اس جهنم أولـئك هم ال

وبالنفاق املاركسيني املرتدين يف ممثال بالكفر ستطيح اإلسالم، قومة إن وأساتذة هبلوي رضا مدرسة من الزنادقة الظلمة صنف يف ممثال دخالء واملنافقني الكفار إن النارص، عبد املسلمني دم وسافك أتاتورك يرعى من الزنادقة املنافقني، من كان إن املسلم: الشعب نحن بيننا معا املاركسيني الكفار من فإن ذليال حقريا حارسا اجلاهليني مصالح بيننا عىل الوافد اإلحلاد نارش جاءنا ومنهم الفكري، الغزو جيش يتكون

_ 6 _

رشنا املوروث رش النفاق، لن نستقل عن االستعامر اجلاهيل بجناحيه إال عندما نقطع جذور الشجرة اخلبيثة من بالدنا بفرعيها، مجيعا يف جهنم !

لن نستعيد شخصيتنا اإلسالمية باألفكار املسخ أفكار امللحدين، وال بالضامئر املسخ ضامئر املنافقني، ذاك خبيث بعضه عىل بعض !

إننا نحذر كل مرتبص لغد األمة كائد هلا، ونبرش املؤمنني بطالئع النرص يعيد إلينا العزة باهلل، إنه اإلسالم أو الطوفان ! فيا أهيا الفتى املتوقد العزيمة، يا أهيا

املسلم، يا أيتها املسلمة:

ع الكافرين﴾ وكن حربا عىل الظاملني ! عنا وال تكن م ﴿يا بني اركب م

يف ننغلق أن »ثورة« كلمة استعملنا إن -ونخشى اإلسالمية القومة إن املفاهيم اجلاهلية التي حتف هبذه الكلمة فتجعلها معنى أرضيا عىل مستوى اإلسالمية األخوة حضارة لبناء قومة اهلل- عن املقطوعة اجلاهلية األعامل تعبئة يف تتلخص ال اإلسالمية القومة إن لإلنسانية، نموذجا وتقديمها ملجاراة الركب احلضاري اجلاهيل، إهنا قومة لتكريم اإلنسان بقيمه احلقيقية وإدخاله عرص احلضارة األخوية عىل األرض، ونحن املسلمني املستخلفون غدا بعد اهنيار احلضارة املادية اجلاهلية املتخبطة اليوم يف تناقضاهتا السائرة

برسعة إىل مرصعها.

خالفة الستعادة األرض، عىل اهلل دين لتجديد حركة اإلسالم قومة إن فتنة علينا جرته الذي سفالنا من نعلو لكي وسلم، عليه اهلل صىل حممد عىل طويال صربا لألذقان الطاغوت أوثان فيها ختر قومة بعد وأن مزمنة،

_ 7 _

البناء: صدق بال كذب، عدل وإحسان، علم وتعلم، عمل دائب صعب، جهاد يف سبيل اهلل لنغنم من أيدي اجلاهلني علوم الصناعات ونبني يف وجوههم قوة

ونستقل عنهم يف ميادين الطعام والصناعة والفكر واألسلوب.

إن اإلسالم يف قومته حرب عىل أعدائه يف الداخل واخلارج، لكنه أيضا برشى لإلنسانية بفجر يوم اإلسالم تشع فيه شمس احلق والفضيلة ونرصة املظلومني

واحلنو عىل اجلائعني املستضعفني يف األرض.

بأنه املثالية املسلمني انتفاضة غداة املنادين اإلسالم أعداء شعارات خابت جيش وأن ! اجلاهلون هم إهنم أال ! واجلهالة والظالم األعمى التعقب اإلسالم، جند اهلل ال يصطف يف يسار اجلاهلية وال يف يمينها كام يوهم املتخلفون فكريا من تالمذة اإلديولوجية اآلفلة، إن جند اهلل إخوة، وإن صفهم ال يتسع

لذوي األفكار الكدرة وكام ال يتسع لذوي الضامئر املنافقة.

حلركة املصفقني مع أنفه حيرش أن ،! الناس عىل تكذبون من يا يصح، هل أو آخر يعيش كر، الس يفرت عن إيران شيوعي زعيم ال املنترصة يف اإلسالم بني خدمه وحشمه وحاشيته يف قرصه، أو آخر تقدر ثرواته بعرشات املاليري ابتزها من الشعب منذ عهد االستقالل الصوري؟ ! كل أولئك نامذج للطبقة باألمس، كتبوا فيام ردهتم عن يعلنون الذين املالحدة جانب إىل السياسية تقولون كام لالنتهازيني تبا اإلسالم، شعارات لرفع يتسابقون اليوم وكلهم

بلغتكم !

زعمهم يف ألهنم السياسية الطبقة بني من بالذكر الشيوعيني خصصنا عن الناس أبعد أهنم إال رضهم ما حقوقه، عن واملدافعون للشعب أقرب

_ 8 _

اإلسالم، إن مل يكونوا بإيوائهم املالحدة املعلنني واملتخفني أعدى أعدائه.

شاهت الوجوه !وسحقا للشجرة اخلبيثة وثامرها مجيعا !

إننا معرش اإلسالميني نتحرك بدافع املحبة أوال، حمبة اهلل ورسوله وحمبة اخلري للناس كافة، وإننا نخاطب االشرتاكي وغريه ممن يدب عىل الساحة أو يدور، نخاطب من وراء واجهات األحزاب واملنظامت والنقابات كل ذوي املروآت املصالح عىل بالتفاهم يتم ال االنتامء لإلسالم إن اهلل، إىل يتوبوا أن والذمم الدنيوية، وال باالنتامء الطبقي، وال بااللتزام بخط فكري وعميل، إنه يتم أوال وقبل كل يشء بالعقيدة، بشهادة أن ال إله إال اهلل وأن حممدا رسول اهلل، شهادة املعاين هبذه اهلل، عىل والنفس باملال واإلقبال اهلل برشيعة االلتزام يصدقها

نخاطب الناس من وراء واجهات انتامءاهتم املفتونة:

ع الكافرين﴾ وكن حربا ونارا عىل الظاملني ! عنا وال تكن م ﴿يا بني اركب م

التبعية للجاهليني وتنخرها األوبئة اخللقية إن دار اإلسالم ترزح حتت قيود والفساد اإلداري ورخص الضامئر وخراب الذمم، فال قومة إال بتاميز الطيب

عن اخلبيث.

أن نظرنا مرمى وإن للعامل، رسالة املحتقرة املقهورة األمة نحن لنا إن أن الصاحلات ويعملون يؤمنون للذين كتب اهلل: ملوعود أنفسنا نرشح أن هو إليه نطمح الذي االستخالف ومعنى األرض، يف يستخلفهم األمم عىل وتكالبها وظالمها وعنفها اجلاهلية محى من اإلنسانية ننقذ اهلل من كرامة اإلنسان وكرامة احلرية شمس حتت برفق هبا لنزج املقهورة،

_ 9 _

غري ممنونة، يستحقها كل إنسان عىل وجه األرض، كان منا أو من غرينا، إن ظالم اجلاهلية الفكري الذي يبثه يف ديارنا سامرسة التخلف اإلديولوجي املاركيس إن والعرقي، الطبقي واحلقد واإلحلاد املادية حيز هو موبوء حيز يف يتوالد ظالم اجلاهلية جتمع قبل املاركسية وبعدها يف حيز برشي حييط بكل التيارات اجلاهلية وجيمعها وينشطها ثم يبثها عىل العامل كله موجات من الرش املحض، اجلاثمة الرشيف بالقدس الصهاينة وإدارة الصهيونية احلركة هو احليز هذا

عىل صدر األمة اإلسالمية.

مرتفونا املرتدون، ذرارينا اإلسالمية: احلركة عىل تتكالب الرش قوى كل األذناب، الصهيونية العاملية، ثم اجلاهلية بشقيها يف عاصمتي اهليمنة موسكو وواشنطون، وكل هذا الرش متضافرا هوى هبوى الشاه املخلوع، هوى هبوى طبقة مرتفة كافرة منافقة صنعت املراحيض من الذهب وقلت علامء املسلمني

يف الزيت املحرق عضوا عضوا حتى املوت.

نبي اهلل نوح اليوم، وقد حتدى الساحة ذلك مغزى األحداث الضخمة عىل أمركم ﴿فأجعوا عينيه: بني ماثال ألوليائه اهلل بنرصة إيامنه كان ملا قومه ة ثم اقضوا إل وال تنظرون﴾ سورة كاءكم ثم ال يكن أمركم عليكم غم وش

يونس:71.

جاء احلق وزهق الباطل أهيا الشيوعيون، فمن أي اجلانبني أنتم؟ كفاكم اجتارا بالشعارات ! كفاكم هتتكا واستعالء عىل اهلل ! كفاكم إحلادا!

_ 10 _

واآلن نبدأ فيام قصدنا إليه من اجلهر بدعوتنا إىل اهلل، إىل اإليامن بام أنزل عىل حممد رسول اهلل، إىل املطالبة باحلكم بام أنزل اهلل.

قومة كيف بأعينكم رأيتم أن بعد للتاريخ حتليل كل إن ! الشيوعيون أهيا اإلسالم حتليل إقليمي متخلف، إن عقولكم استوىل عليها التسطري املاركيس بطل والثانية شيطان إحدامها طبقتني لتاميز يؤدي طبقي ظلم املقتضب: ! ماركس يعرفها مل صورة عىل الطبقي التكوين يكون عندما ماذا التاريخ، الدهر، وهلموا إىل معني الذي عفى عليه للفكر أذنابا ال ترضوا أن تكونوا

اإليامن علكم تصبحون رجاال.

اإلسالم لقومة جزئية صورة إال هي ما بإيران اإلسالمي الشعب قومة إن النموذجية التي شارك فيها سلامن حتت لواء رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم، وهي قومة تتجدد، وهي قومة يعز فهمها عىل عقول سقوفها مرصعة بمفاهيم اجلاهلية تسكنها أفكار تتبخر عن أفئدة ملؤها احلقد والكراهية هلل ورسوله، هلموا إىل صف اإلسالم واستمعوا للرسالة اخلالدة كام يعرضها عليكم رجال الدعوة البسطاء املتواضعون الذين يصنعون التاريخ بال لف وال دوران ودون

أن يستشريوا الفكر اجلاهيل عن اسرتاتيجية وتكتيك.

تقولون أن التقدمية هي الثورة عىل الظلم وإنصاف املحرومني واحلفاظ عىل كرامة اإلنسان االجتامعية.

نقول مرحبا ! لكن عىل أن يواكب التقدم املادي لإلنسان تقدم خلقي وسمو للحضارة والغاية واملستوى االجتاه يف خمالف حضاري حمور عىل روحي

اجلاهلية.

_ 11 _

تقولون إن التحرر التقدمي يطلب تعبئة للجامهري وعمال إلحراز االستقالل االقتصادي لتنمية البالد.

نقول: مرحبا ! لكن عىل أن يكون استقاللنا معا عن رشق اجلاهلية وغرهبا الغايات خدمة يف وظيفة واالستقالل االقتصادية للتنمية يكون أن عىل أو

املنطوقة هبذه األمة حاملة الرسالة اخلالدة للعامل.

إنكم يا ذرارينا املختلطة عقوهلم ما بينكم وبني الرجولة إال أن تتوبوا إىل اهلل من ردتكم وتتعلموا كيف تنطلقون من مفاهيم إسالمية هلا جذورها يف تارخينا

املجيد عرب الفتنة املزمنة التي واكبت هذا التاريخ.

ويومئذ تكونون رجاال.

اسمعوا !

وأنتم يا علامء املسلمني، يا ملح األرض، يا أهيا الناعسون !

وقد إيران، يف إخوانكم جمدها هلا أعاد العاممة إن فتكلموا! احلق أهل أنتم قرأنا برقيتكم إىل اخلميني يف جريدة اشرتاكية، ما أرسع االشرتاكيني إىل نرشها ! إهنم ال يسجلون بذلك كالمكم العابر بمناسبة عابرة، لكنهم يتخذون بنرش برقيتكم موقفا سياسيا، إهنم محاة اإلسالم وجنده ! كال يا علامءنا يا أصحاب نرى فلم اإلسالم أمانة طوقتم وإنكم حلقا، عليكم للفضيلة إن ! الفضيلة

بعضكم خيوهنا ومجهوركم ساكت؟

ثم نرى بعضكم سابحا يف تفاهات املناصب، واالمتيازات بعيدا عن اجلهاد حرمات وهيتك اإلسالم عىل يتهكم أن وملحد أفاك فيه يشاء ما وقت يف

_ 12 _

اهلل إال فعل معاىف، عايل الرأس بتيهه عىل اهلل.

أنتم ساديت األفاضل أهل احلق وقد آن أن تقوموا هلل وتصطفوا يف وجه الكفر والظلم وترفعوا أصواتكم بكلمة احلق.

األحداث مستوى إىل ترفعوا أن الفصيح بالكالم خياطبكم احلال لسان إن التي صنعها إخوانكم بإيران.

املجتمع العلامء يف به اهلل الذي خص الدور عقلتم لو امليدان وإنكم فرسان اإلسالمي، إن العلامء بصالحهم يصلح أمر األمة، وإن فساد جمتمعاتنا املسكينة ناتج عن تراكم األمراض اخللقية والسياسية التي كان يعاجلها سلفكم الصالح أهيا العلامء بطب اإليامن يف جمالس القرآن يوم كان العلامء جيالسون الشعب يف

املسجد يتعهدون كل يوم مشاعره ويقاسمونه مهه.

عىل املرتفني وجمالس الفرش وثري آثرتم األفاضل السادة معارش أنتم وها منابركم الفارغة يف املساجد إال من موظفي الوعظ الذين يكادون يكتمون ما يعتلج يف صدورهم من مرارة حيولوهنا رصخات عىل أهل البدع الصغرية ملا مل

جيدوا سبيال لفضح الضالالت الكبرية.

تعيث الذئاب وتركتم القعود وعادات احلقرية اليومية الوثرية هناءة آثرتم فسادا يف رعية أخذ اهلل عليكم العهد أن ترعوها وختفضوا هلا اجلناح يا ورثة

األنبياء يا من تكربتم عىل الشعب !

! علامءنا يا تكلموا ! حممداه وا ! إسالماه وا ! قلباه حر وا ! إخوتاه وا اهلل وغريتكم عىل للكالم خشيتكم يدفعكم مل إن أهل احلق، إنكم ! حتركو

_ 13 _

حمارمه فال أقل من أن تكونوا أهل مروءات وترتفعوا بسلوككم ومواقفكم إىل مستوى يليق بالعاممة بعد أن عاد إليها جمدها.

لن أصف لكم فساد جمتامعتنا فأنتم تعلمونه، لكن معايشتكم له ومهادنتكم له الطويلة صريته مألوفا لديكم حتسبون أن واجبكم قد أديتموه إن صحتم عىل الفساد العام صيحة عامة جملجلة عىل منابر الوعظ اخلاصة التي يطرد منها من ال يميض تعهدا صامتا أن يتبع مسار التنفيس عىل الضامئر املعذبة بالصيحات

الرسمية.

إنام أصف لكم، أذكركم، حالة الدويالت اإلسالمية املتفرقة أشتاتا املنهوكة القوى بغيابكم عن امليدان يف فتن داخلية منبعها األهم غزو اإلحلاد وحروب بني اإلخوة مرده إىل هذا التقسيم احلاسم يف غيابكم بني معسكرين، رجعي

وتقدمي يف اصطالح العرص.

يف أفغانستان، واليمن اجلنوبية سابقا أنظمة شيوعية، هذه األنظمة هي رأس احلربة يف صدر اإلسالم ولعلها من الزمن ال قدر اهلل هلا مكثا تكون أنكى ألف

مرة من طعان الصهيونية واجلاهلية املستعمرة.

يف معسكر األنظمة املوالية للغرب ترشع رماح يف صدر اإلسالم بالتعاون مع عدو اهلل الذي يسلح صهيون ويذل الشعوب.

يف معسكر التقدميني االشرتاكيني منافقون يداهنون باسم اإلسالم وهم كانوا ملء سمع الزمان يف بالد العرب قبل أن يربز وجه لإلسالم أصفى بام ال حيد

مني بإيران. عىل يد املعم

_ 14 _

الفتنة، عتمة يف متوضئة غري أيد به تتالعب علامءنا يا اإلسالم مصري إنه فتكلموا ! قوموا هلل وعلموا األمة اإلسالمية دينها، خطوا هلا الطريق إىل غد اإلسالم، حرروا العقول من هيمنة الثقافة الواردة الغازية، وحرروا الضامئر من أرجاس اخليانة بتحرير الشعب من الفتنة اجلاثمة فوقه. حرروا البطون من

اجلوع وانزلوا إىل الشعب من علياء جمدكم املزيف تقاسمون املساكني مههم.

ما هو احلل اإلسالمي ملشاكل املسلمني؟

من يمثل إرادة الشعب حتى يستطيع أن يفرض احلل اإلسالمي؟

نصارى بمزامحة د، جمد باجتهاد فكري، بجهاد أوهلام عن أجيبوا سؤاالن األجنبية آراءهم العريب الفكر عىل وفرضوا للميدان سبقونا الذين العرب عن اإلسالم بأن النهضة العربية والوحدة العربية متران حتام به بقيام الدولة الاليكية، أي بنبذ اإلسالم وإقصائه عن األمر العام وتقليصه إىل مفهوم الدين عند النصارى، نعم لوحدة العرب، لكن واجبكم يا علامءنا أن تبينوا للناس

أن العرب ال قيام هلم وال وزن إن انفصلوا عن قيمتهم الوحيدة: اإلسالم !

مع بتالمحه قويا منضبطا منظام صفا هلل بقيامكم الثاين السؤال عن أجيبوا الشعب يفرض اإلرادة اإلسالمية يف كل أمور األمة.

من العميل واجلهاد الفكرية الريادة يا علامءنا شوطا يف لكم إخوة قطع لقد يا منكم املسلمني، وكان اإلخوان األول من الرعيل أجل اإلسالم، ومىض علامءنا األفاضل يف مرص ديدان قراء حيوا جالد املسلمني وقاتلهم احلاكمون

بأمره وأفتوا أن أمثال حسن البنا وسيد قطب إخوان للشياطني !

_ 15 _

وا خجلتاه ! وا فضيحتاه يوم العرض عىل اهلل !

ولقي املؤمنون رهبم وهو عنهم راض.

واآلن يا علامءنا ال نحملكم وزر أمة قد خلت. غد اإلسالم بحاجة لرجال من اخلواء الزمام. ملسك منكم الصادقون وسيربز الرجال، هؤالء وأنتم واسمحوا، اهلل، روح من إخويت تيئسوا ال العامر. وأنتم سائد حواليكم

وتساحموا، وامحلوا هذه العبارات املكتوبة حممل الصدق وصفاء الصدر.

إن سلوتنا أن نرى من بينكم أفرادا يدعون إىل اهلل يسريون نحو التجرد عن الفتنة املحيطة بخطى ثابتة، انضموا إليهم، فروا معهم إىل اهلل من كان منكم

يرجو لقاء اهلل فإن أجل اهلل آلت، ففيم التقاعس !

ال يرهبكم أن من رجال الدعوة يف هذا البلد وغريه من دار اإلسالم من عذب يف اهلل ورشد يف اهلل وقتل يف اهلل، إن كنتم تومنون بأن رفع لواء اإلسالم بني قوم غافلني، وآخرين منافقني، وآخرين كافرين جهاد حيبه اهلل فسارعوا لرفع هذا

اللواء والوقوف بجانب من يرفعه إن اهلل عز وجل يعد املجاهدين:

يطؤون ممصة ف سبيل اهلل وال نصب وال يصيبهم ظمأ وال م ال ﴿ذلك بأنإن به عمل صالح م ل يال إال كتب ن ينالون من عدو ار وال الكف يغيظ موطئا يقطعون كبية وال نفقة صغية وال ينفقون الحسنني. وال أجر يضيع اهلل ال م اهلل أحسن ما كانوا يعملون﴾ سورة التوبة: -120 م ليجزي واديا إال كتب ل

121. صدق اهلل العظيم.

فارفعوا اجلهاد، صف إىل القعود دار من للهجرة يدعوكم اهلل كتاب هذا

_ 16 _

مهمكم يرمحكم اهلل، ارفعوها إىل اهلل إن كان الشوق إىل وجهه الكريم يزوركم. فإن مل يكن فاشتاقوا إىل جنة عرضها الساموات واألرض وسارعوا إليها.

املوائد، عىل والثرثرة اللهو جمالس انبذوا ! انبذوها العادات، عنكم حطوا اعمروا املساجد وعلموا الناس احلق.

فأنتم أهل احلق، وقد جاء احلق وزهق الباطل.

ال إله إال اهلل، حممد رسول اهلل.

والذين معه ما صفتهم يا علامءنا األفاضل !

أين شدتكم عىل الكفار واملنافقني ! أين املحبة بينكم ! أين القوامون الصوامون رهبان الليل فرسان النهار من بينكم !؟

أين سيام اإليامن عىل وجه جمتمعنا الكئيب حني غابت عن سامئه وجوه علامئه املجاهدين !؟

أين الزرع النافع لبذور اإليامن يف قلوب املسلمني من غرسكم !؟

اليوم يغنون إهنم تغيظهم: التي مواقفكم وأين اإلحلاد، لغزاة حربكم أين كتاب إىل سالحكم وهو وافزعوا اهلل يا جند فتكلموا أغنية اإلسالم زورا،

اهلل، وإىل منهاجكم وهو سنة رسول اهلل.

_ 17 _

إن أي عمل يف دار اإلسالم، وأي وحدة للعرب وأي تقدم لن يتم إال حتت لواء اإلسالم.

ارفعوا اللواء يا جند اهلل، قودوا األمة إىل النرص !

أمسكوا الذمة ونادوا الفتى املتوقد العزم:

ع الكافرين﴾ سورة هود،42 ! عنا وال تكن م ﴿يا بني اركب م

وكن حربا ونارا عىل الظاملني !

واحتوائه اخلنق حتى ضمه بنية اإلسالم عىل املتهالكون يبحر فلك أي يف وإرشائه، أم يف أي فلك يسبحون؟.

شعبه فقاد املزيفة واألجماد الشهوات عن وتعاىل الدنيا عن اخلميني جترد إلنجاز نادر املثال.

ليدجنوا واأللقاب املظاهر يف يغرقوه أن يريدون مرص يف األزهر وشيخ رئيس يساوي منصب برتوكويل إىل منصب »فرفعوه« اإلسالم يف شخصه،

الوزراء.

هيهات أن يتساوى من يريد عرض الدنيا مع من يريد مع اهلل اآلخرة، ويسعى لرىض ربه والنظر إىل وجهه !

أن وستجدون واختياره، منكم كل نعرف حتى علامءنا يا متايزوا

_ 18 _

املناصب جتارة أن وستجدون الرياح، مع تذهب تافهة حفنة القراء ديدان واملظاهر بائرة بالفعل يف مرص وغري مرص، نرص اهلل املؤمنني !

ارفعوا اللواء: نادوا املسلمني إىل احلق، إىل الصدق.

العاملني، تشمل حتى تتدفق املسلمني بني وأخوة رمحة ! للجهاد نادوهم وحرب عىل الكافرين واملنافقني.

واحلمد هلل رب العاملني.

عن والدولة السياسة رجال تنصل تشكو بالدنا يف مسؤولة وجوها نسمع مسؤولياهتم.

وأمام مستقبل مكفهر املالمح ال تصمد الضامئر الرخيصة حلمل املسؤوليات اجلسام.

من األمة هذه إنقاذ مسؤولية لتحمل أهل أنكم بعملكم علامءنا يا أعلنوا ورطتها.

إن املستقبل لإلسالم،

إن املستقبل يف املسجد،

إن مستقبل كل مؤمن حيث حيب اهلل أن يراه.

فال ختنسوا !

_ 19 _

ما بناه أتاتورك وأرضابه آل للخراب يف تركيا تفسخ عام واهنيار يف االقتصاد والسياسة واألمن، واحلركة اإلسالمية ثم هي األمل.

يف مرص خرب ما بناه سفاح هذا العرص، والتفسخ عام يف االقتصاد واألخالق والسياسة. واحلركة اإلسالمية هي األمل.

عىل فزاد والنفاق، الكفر أسس عىل أبوه بناه ما رضا حممد ورث إيران يف ومهجيته نظامه فساد وعىل عليه الشعب غضب بلغ حتى األساس ذلك ميالد وحرضوا هيأوا الذين النطس األطباء هم اإلسالميون وكان أوجه،

عهد اإلسالم.

ومن كل بقعة يا علامءنا يف دار اإلسالم يناديكم لسان احلال:

قوموا هلل !

م أعظكم بواحدة أن تقوموا هلل﴾ سورة سبأ،46 ﴿قل إن

قوموا إلعادة بناء اإلسالم عىل قواعد التقوى ورىض اهلل.

كونوا خمططي مستقبل هذه األمة !

كونوا فعلة بنائها !

كونوا اإلرادة الصادقة التي ال تنثني !

إن إسالم الشيوعيني من املنافقني إسالم مزيف إسالم واجهة، وطالء كاذب، سيبقى والصدق. احلق وسيبقى قرص، أم الزمان طال ينهار كذب وكل

اإلسالم دعوة منترصة، برشى لإلنسانية مأدبة للخري عىل وجه الزمان.

_ 20 _

قوموا لتبنوا هلذه الدعوة أساسا جديدا لتبسطوا هلذه املأدبة أسمطة البسطاء املتواضعني، يف املساجد مع الشعب، يف جمالس القرآن واإليامن.

عل بنيانه س ن أس أم م ورضوان خي من اهلل تقوى بنيانه عل س ﴿أفمن أسسورة الظالني﴾ القوم يدي ال واهلل جهنم نار ف به فانار هار جرف شفا

التوبة:109 صدق اهلل العظيم.

وال حيب الكافرين.

إنام حيب الذين يقاتلون يف سبيله صفا كأهنم بنيان، مرصوص.

أقيموا صفكم أهيا املؤمنون ورصوه بنيانا تنظيميا يقوى عىل النهوض بجالئل األعامل التي تنتظركم.

أعامل لبناء أمة تتكالب عليها قوى الرش مجعاء.

أعامل بعد ذلك لتجديد حضارة األخوة بديال حلضارة اجلاهلية.

أعامل حلمل رسالة اهلداية املحمدية للعاملني.

أعامل للوفاء بأمانات اهلل التي طوقكم هبا إن كنتم مؤمنني.

أمال كانت األطليس املحيط إىل أندونيسيا من اإلسالمية األمة وحدة إن دخل مرشوعا األمل هذا أصبح واليوم ورسوله، باهلل مؤمن كل ضمري يف العمالقني وجه يف بإيران. املسلمني ثورة بتفجري الواسع بابه من التاريخ وجودها وستفرض اإلسالمية األمة ستقف العامل عىل املسيطرين

_ 21 _

وإرادهتا. إن حركة املسلمني كانت تبديد للجاهلية املستعلية يف األرض منذ وإن سلطاهنم، قمة من اضطرارا العرب الساسة سنها التي البرتول حرب يف شجى أصلية بإرادة اليوم مسلسلها بدأ التي اإلسالمية الشعوب حركة حلق أمريكا وروسيا ستتحول إن شاء اهلل تعاىل إىل قوة حمررة لإلنسان يف العامل

من ظالم اجلاهلية.

إىل صعدا لتسريوا املسلمني علامءنا يا أمامكم ينفتح الذي اخلط هو هذا فيه وبذلتم ما عنده وآثرتم إليه العقبة اقتحمتم إن اهلل األبدية عند السعادة أنفسكم ونفيسكم حتى يصبح أمر اهلل ما يشغلكم، بل شغلكم الوحيد، فلهذا

تدعون وهبذا يكون لكم وزن عند اهلل والناس.

من حيوي نصيب عىل لتحصل تكافح أمرها عىل املغلوبة األرض شعوب واإلسالم اجلاهليون، حيتكرها التي اإلنسان، وخربات األرض خريات

املنبعث مكانه الطبيعي وموقفه يف مقدمة هذا الكفاح.

باخلراب العامل هيدد حدودا تعرف ال التي اجلاحمة للتنمية اجلاهيل النموذج يف املستضعفني حساب عىل األغنياء بذخ إرضاء يف اإلنسانية تراث ويبدد نموذج ويبني االحتكار تيارات يغالب أن املنبعث األرض، ودور اإلسالم االقتصاد اإلسالمي األخوي الذي يرىض حاجات اإلنسان، كل إنسان، عىل

رشط الكفاية ال التبذير.

اليوم يمور ويفور، وهو غدا وبعد غد سيكون أشد مورانا تتسارع به العامل االقتصادي، التنافس الطاقة، حروب اجلاهلية: حرب العنيفة محى للحلول حروب جانبية للعمالقني بواسطة حلوم الشعوب املستضعفة الوسيطة وقيمها للهيمنة واالستعالء يف األرض، حرب ثقافية وغزو إعالمي، القمع الرسي

_ 22 _

واإلرهاب الدويل املتسرت حتت شعار حقوق اإلنسان، واألمراض املتولدة عن حضارة اجلاهليني طويل رسدها، العامل ينتظر هبة منعشة للروحانية اإلسالمية

لتخمد نريان الطاغوت البرشي وتقود اإلنسان للسالم.

صلحكم مع اهلل يا أهيا املسلمون ورجوعكم إليه ومحل رسالة األخوة والسالم البناء وجهاد الرتبية سيكتب يف جمتمعاتنا اإلسالمية، ثم صمودكم يف جهاد يف سجل األبدية مقدمة لصلح اإلنسانية مع اهلل واكتشافها لدعوة اخلري التي

وكل إليكم أمرها.

اها وا وما يلق اها إال الذين صب املهمة عالية والطريق صاعد وشاق، ﴿وما يلقإال ذو حظ عظيم﴾ سورة فصلت:35. صدق اهلل العظيم.

يا رجالنا، يا نساءنا، يا شبابنا، يا عاملنا، يا فالحينا ! تاهت بنا يف مؤخرة الركب اإلنساين مالحة تستلهم أفكارها ومثلها العليا من حضارة الغرب التي متثل اليوم لكل ذي عينني مرض اإلنسانية الرئييس، إننا نسري نحو طريق مسدود يف دروب السياسات املرجتلة والتنظيم االجتامعي واالقتصادي، ويمكننا إذا رجعنا ألصولنا أن نتنكب السبل املتشعبة وندير وجهتنا إىل اجلادة التي تركنا عليها رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم والتي أدت بأسالفنا رغم الفتنة املواكبة حضارة أروع وصانعي اإلنسان ومنقذي السالم برش كانوا أن إىل لتارخينا يمكن أن يتوق إليها تائق يف ظروفهم التارخيية ويف حدود اإلمكانات العلمية والتقنية املتاحة هلم، مل يصنعوا حضارة استهالك لكن حبسوا يف حدود معقولة جمتمعهم عن االنفالت إىل الدوابية التي نراها اليوم تعرض علينا يف قنوات الغزو الثقايف وما يتبعه من تبني نمط احلياة اجلاهلية كنموذج للحضارة العليا.

_ 23 _

يف متزقا تعيشون إنكم ! غدنا قوة يا طلبتنا يا ! الغد رجال يا طلبتنا يا يف زال قد املبارش االستعامر إن أصلكم، عن واغرتابا وضياعا الشخصية، الظاهر، وخلفه استعامر أعمق منه يمثل الذين يسممون أفكارهم بالدعوات يا طلبتنا من يستطيع من اآلن أن يكرس امللحدة سدنته يف بالدنا، إن فيكم جهدا ليتعلم إسالم احلق، اإلسالم كمثل أعىل حتقق يف التاريخ مرة ويمكن أن يتجدد، أما بعض أساتذتكم من الشيوعيني ومن أنصاف املثقفني املبهورين باإلديولوجيات األجنبية فهم ال يزالون كعادة األذناب يغنون أغنيات لفظها اليساريون يف الغرب منذ عرش سنوات، هؤالء األذناب البلداء حيتاجون إىل التفكري يتعلموا أن اإلديولوجية ماتت، حيتاجون لعمق يف زمن طويل لكي التحليل كان إذا مبنية عليه، أهنا تدعي الذي للعلم املاركسية لكي حياكموا املاركيس للتاريخ قابال للجدل والنظر ومنطقيا يمكن لكل عاقل فهمه، فإن يف جمتمعا إال تصنع مل التحليلية املقدمات هذه أن هو اجلدل يقبل ال الذي صورة جحيم، الذي ال يقبل اجلدال هو أن التجاوز اجلديل للطبقية كام يرسمه الشيوعيون هراء، إذ الطبقة البريوقراطية هي أمتن حقيقة يف واقع املجتمعات يف الشيوعية جتارب أن هو اجلدل يقبل ال الذي اللينينية، املاركسية الثورية روسيا التي قتل فيها ستالني ستني أو ثامنني مليون حسب إحصاء سوجلنتسني وغريه مل تؤد إال ملجتمع صودرت فيه حرية اإلنسان وإنسانيته: جمتمع كوالك.

إذا كانت مذاهب السياسة ومن جتارب اإلنسانية ومذاهب االقتصاد والتنظيم االستفادة هذه فإن الغري، أخطاء من االستفادة فرصة لنا تتيح االجتامعي حتاكي وطموحاتنا مستعمر عقل عن تنبثق ذهنيتنا مادامت مستحيلة طموحات األنانية اجلاهلية وأنامط معاشنا تالحق عادات االستهالك األجنبية عن شخصيتنا، بالرجوع لقيمنا وتارخينا يمكن أن نكف عن التسكع احلضاري

_ 24 _

لنربط مسريتنا بمعامل ثابتة، برشيعة أوحي هبا من لدن احلق إىل رسول اهلداية، بأخالق تسمو باإلنسان إىل قمة كامالته، بعواطف األخوة بني البرش كافة وبني

املسلمني بصفة أمس.

إن حضارة واحدة يف تاريخ العامل بنيت عىل التآخي وألغت العرقية والطبقية: قبل األول العهد عىل بارزة هذه العليا ميزاهتا كانت اإلسالم، حضارة إهنا امليزات تفرض نفسها قرونا عرشة قبل أن تدخل فساد احلكم، وبقيت هذه يف رصاع مع قوى االهنيار، جمتمع ال طبقي كان عىل عهد الرسول صىل اهلل عليه وسلم وخلفائه الراشدين عىل اقتصاد قلة وتقلل. وطغت املادة ونشأت طبقات ومصالح أفرزت إديولوجيات تربيرية تقنعت باإلسالم وحضارته كام وعقولكم بنفوسكم وسموا األجانب أساتذهتم عىل أساتذتكم بعض لقفه نقاد يعزوه ما إن ! كال ورجعية، وختلف مهجية اإلسالم بأن دائم وهم اإلسالم املغرضون لإلسالم ما هو إال سلبيات اإلديولوجيات واالستغالل واضطرار طبقي استغالل اإلسالمي املجتمع يف نشأ أن بعد حتفظه الذي

لتربيره بالقول الزور.

باإلحلاد حمرتفون التبشري مدارسنا وجامعاتنا يف مضامر يزهون يف الذين إن لطلبتنا يدرسوهنا يزالون ال فهم الغرب، جامعات يف بارت بضاعة هلم فتكا برجولة شبابنا، املخدرات احلسية وأشد خمدرات فكرية هي أدهى من يتمعنها مثلام الشيوعية لتمعن سارعوا لو يفتضحون املحرتفون هؤالء ماركس مبادئ من يتنصلون زمان منذ بدأوا الذين األوربيون الشيوعيون التقدمية الفراغ، وباسم ولينني واحد بعد واحد. لو فعلوا لبقي يف حوزهتم يرفعون شعارات عتيقة ما وراءها إال الواقع اهلاجم ملعسكر ترتأسه روسيا: بواسطة للهيمنة يف األرض مدافع ودبابات وصواريخ وطائرات واستعداد

_ 25 _

جند جمند خلدمة أهداف خططت من أعىل يف موسكو، ولئن كان دعاة اإلحلاد اهليمنة ركاب يف يسريون من خواء منها أشد فإن خاوية دمى والتقدمية الغربية، أولئك هلم عىل األقل آراء يسموهنا عملية يمضغوهنا، أما اآلخرون فوجوههم سافرة، وجوه عبيد يف خدمة مصاحلهم احلقرية املرتبطة بمصالح

حليفهم الرأساميل.

ال رأساملية وال شيوعية، حريتنا نجدها يف اخلروج معا عىل دائريت اجلاهلية. التربيري، اإلسالم لكم قدموا عندما عليكم وكذبوا خدعوكم طلبتنا، يا إديولوجية االستغالل، عىل أهنا اإلسالم، اقرأوا سرية رجل كان قائد آبائكم املستعمرة البالد فتح يف وخالد عمر جمد األبد، إىل األجيال تذكره ملجد املسلمني، الدين ومجع شتات إقامة بكر وعثامن وعيل يف أيب وحتريرها، جمد للفساد وحربه املستغلني طبقة عىل خروجه يف العزيز عبد بن عمر جمد واالنحراف، جمد صالح الدين وابن تاشفني، اقرأوا تاريخ اإلسالم يف سرية رسول اإلسالم، ال ترتكوا املحرتفني يف البهتان يزورون شخصيتكم كام زور

شخصيتهم التحامهم بالغرب وارتواؤهم من حوضه.

احلرية رسالة لتحملوا اجلد ساعد عن وشمروا املادية الفلسفات انبذوا يف اإلخالص مظنة فأنتم الصدق، وبرهان احلق بقوة لإلنسان، واألخوية

البحث عن احلقيقة واملضاء لطلب احلقيقة.

انبذوا احلضارة املادية التي جتعل اإلنسان جمرد حيوان مستهلك، وابحثوا عن هويتكم احلق التي ساد هبا آباؤكم املسلمون.

يقطعوكم معهم عن أصلكم لدعاة اإلحلاد واملادية، فال ترتكوهم ال جذور وأصالتكم.

_ 26 _

قيادة مؤمنة إيران جتليه شيئا فشيئا وجه جديد لإلسالم يربز يف شعب وسينري إن شاء اهلل إرشاقه سائر شعوب األمة اإلسالمية. فرتقبوا واستيقظوا الشيوعيني انتهازية املفضوحة باالنتهازية تثقوا ال الزور، من احلق وميزوا املسلمني اخلميني ودعواهم مشاركة باندساسهم حتت ظل يلتمسون الذين يف حركتهم التحريرية بإيران جتديد طابعهم املكشوف والصيد يف املاء العكر، يف هامشيتهم إىل بوضوح يشري الثائر الشعب ثنايا يف اهلزيل حضورهم إن املجتمعات اإلسالمية، وسيتلقون بإذن اهلل درسا عىل يد املجاهدين املؤمنني

يف أفغانستان واليمن خيزهيم به اهلل.

ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل.

سيدنا عىل صليت كام حممد، سيدنا آل وعىل حممد سيدنا عىل صل اللهم سيدنا آل وعىل حممد سيدنا عىل وبارك إبراهيم، سيدنا آل وعىل إبراهيم، حممد، كام باركت عىل سيدنا إبراهيم وعىل آل سيدنا إبراهيم يف العاملني إنك عىل سلمت كام حممد، سيدنا آل وعىل حممد، سيدنا عىل وسلم جميد، محيد

سيدنا إبراهيم، وعىل آل سيدنا إبراهيم يف العاملني إنك محيد جميد.

_ 27 _

عنوان لعملناعبد السالم ياسني

ثالث تنبيهات للقارئ الكريم أن تتكاثر السطور فيصعب إبراز ما نحب أن اهلل إىل والدعوة اهلل، إىل دعوة عملنا تعاىل: اهلل شاء إن لعملنا عنوانا يكون املحتكرة والطبقات واملظلوم، والظامل واملحكوم، احلاكم تستثني: ال عامة والنساء والشبان، والكهول واملتعلمة واجلاهلة، املحرومة، كالطبقات اآلثرة والرجال، من كان من هؤالء عىل نصيب من الوعي بموقعه يف املجتمع ومن هو عن ذاك مشدوه، من كان منهم عىل نصيب من اليقظة بأنه إنسان له حقوق وعليه واجبات ومسلم صائر إىل ربه بعد املوت ومن هو عن كل ذلك اله، إننا معرش اإلسالميني متفائلون مستبرشون انطالقا، كان من حكام املسلمني عمر بن العزيز فنرجو أن جيد لنا منهم اليوم رجل من أمثاله عىل رشطه، فذاك انفتاحنا وحتديدنا لرجال الدولة، نرص اهلل اإلسالم بعمر بن اخلطاب وكان يف جاهليته عدوا شديدا، فنرجو أن يبعث اهلل من صفوف أبناء املسلمني املعرضني عن دين

اهلل اليوم رجاال من أمثاله، وهذا انفتاحنا وحتدينا لرجال الثقافة والكفاءة.

إن أمتنا املسكينة تعصف هبا رياح الفتنة فتجعلنا مزعا أشتاتا، ونحن نميز بني الناس وبيننا بميزتني ونصنفهم عىل رضبني:

بانتامئه فنحن وإياه سواء غاطسون، ينتمي لإلسالم وجيهر أ( من كان منهم يف فتنة، ما بني أن يصبح منا ونصبح منه إال أن ينضم إىل الصف اإلسالمي

امللتزم باجلهاد.

ب( املتنكر لإلسالم امللحد الكافر فذاك اجلاهيل الذي ما بيننا وبينه إال العداوة يف اهلل والبغضاء حتى يؤمن باهلل، ويف انتظار أن يؤمن تتكرر عليه دعوتنا فذاك ما نملك، ال سلطان لنا فنستتيب الناس ويغزو امللحدون حرمنا ويستفزوننا الناس عىل به يزن القانون بيده من عليهم ونستعدي اهلل عىل بجرأهتم

_ 28 _

فال نرى أن ملحدا أو أحدا أصابه ما يكره من جراء إحلاده.

إهنا مواجهة الشك وحرب ال هوادة فيها بني احلق والباطل، فالدعوة بام هي انفتاح عىل الناس كافة تستدعي أن تكون االستجابة هلا ودرجات اإلعراض بيد أن ما درج عليه الكافرين، التاميز املؤمنني عن عنها حتى حماربتها معيار بعض مفكري اإلسالم من وضع خط واحد حاد كالسيف يفصل بني املؤمنني األطهار واجلاهليني الكفار تعتربه خطأ يف التقدير يعقبه خطأ يف العمل، نعترب أن عىل املساحة اإلسالمية مراتب عديدة من املسلمني، يسمون مسلمني بلغة القرآن وهم منافقون وأعراب ملا يدخل اإليامن يف قلوهبم، ويف كلمة ملا فسحة فاملؤمنني املحسنني من املتدرجة اإلسالمية املراتب يشغل والرفق، للرجاء والعواطف الفكر من يألون الناس من ألوان والنفاق األعرابية إىل دركات والصدق واألخالق والكذب والفساد والرجولة والفسولة، أضف إىل ذلك ما لكل منهم من مصالح مادية ونفسية وما يفرضه عليه نمط عيشه وطبقته

االجتامعية من والء وكراهية وكيد أو إنسانية.

إننا إن صنفنا الناس تصنيفا مقتضبا مستقطبا نكون قد عاملنا املادة اإلنسانية التي يتألف منها املجتمع اإلسالمي معاملة من يمهد للكراهية والعنف مثلام اإلسالميني ونحن فتنة إسالم أنه املستقطب تصنيفهم يف الشيوعيون يفعل يشغل التي األمة داخل املجاهدون الصحابة كان كام خارجه ال داخله أمامنا وأهنا الكائد، املنافق حتى الضعيف املسلم منهم أعراب حواشيها

جاهلية تغزونا ونحتل منا ديار الفكر وديار األخالق وديار مقوماتنا املادية.

إن تصنيفنا الواسع املنفتح الذي ال هيمل اجلوانب املتنوعة جدا ال هيدف إىل

_ 29 _

التاميز، بل هو هادف رأسا التعبئة وخطا حتليل الصفوف واحلكم باستحالة املتطلب الرفق عىل لكن اإلسالمي اجلهاد وتعبئة اإلسالمي الصف جلمع الذين الشيوعيني عمل نعاكس أن نقصد ال متفائال، حمبا طويال دائام عمال خترج التي العنف جلدلية متهد التي االجتامعية الكراهية عجلة يف يدفعون باملجتمع من االستغالل الطبقي، وإنام نضع بني أعيننا اإلنسان كل اإلنسان واملجتمع بكل مقوماته وألوانه لنبدأ عمال قاصدا متحررا، فعال ال رد فعل، األعتم والظلم الكفر، وهو األعظم، الظلم الظلم: كل الظلم عىل للقضاء

ومنه االستغالل الطبقي واحتقار صنف من الناس ألصناف مسرتذلني.

إبادة شنها ويشنها اجلاهليون إن الدعوة اإلسالمية عانت وتعاين من حرب وصنائعهم من األعراب، عانت وتعاين من سوء تفاهم بني مجاعات الدعوة بعضها مع بعض وبني رجال الدعوة وسائر الناس، وأهم ما يتخذه األعداء من رأسها رفعت بأهنا للحمالن الذئاب اهتام إىل يرجع ذرائع من بإبادتنا وعمل، بجهاد نفسها وحدثت يستعلف، من مع املستكني، القضم أرض وأهم ما يمنع الناس أن يفهموا عن رجال الدعوة هو ما يمنعهم أن يسمعوا عن متهمون، اإلسالمية الدعوة رجال وإن أال الواضح، الصادق الصوت بأهنم سفاكون عنيفون وأهنم ال يستبينون التباس، أو عن أو عن جهل كيد ألنفسهم موقفا رصحيا أمام املشكلة األساسية يف الفكر اإلنساين املعارص وهي

مشكلة الظلم االجتامعي.

وانفتاحها الدعوة عموم وجوب من نخلص األول التنبيه هذا ففي فيام احلروف عىل النقط وضع وجوب إىل اإلنسان كل لإلنسان وفهمها

_ 30 _

يرجع للعنف والظلم االجتامعي:

ثم املسلمني عن األذى وكف لإلسالم الرصيح االنتامء بمعنى العقيدة أ. املسامهة يف بناء اإلسالم مهام كانت املسامهة، ثم اإلجيابية من أجل اإلسالم، ثم االستامتة يف اجلهاد لتكون كلمة اهلل هي العليا هي الركن األول من أركان املجتمع اإلسالمي، فمن كان معنا بقسط من هذا االنتامء نزوال من املهاجر املجاهد إىل الساكت الذي ال يؤذينا ويعلم اهلل ما يف قلبه فهو مثلنا مسلم ومثلنا مفتون ما دمنا ال نحكم بام أنزل اهلل، ومن كان علينا تنفح منه روائح الزندقة والكفر أو تنطلق منه قطرات األذى أو يصب علينا مكره وبالءه أو يعلن علينا دامت ما لكن كلها، األمة عىل واجب وجهاده عدو لنا فهو اإلبادة حرب يد تؤيدها بالرمحة ال متتد أن ينبغي التي الدعوة يد دامت مفتونة وما األمة الدولة التي ينبغي أن تقيم حدود اهلل بل تتنكر هلا فام لنا أن نسفك دما أحله اهلل للدولة اإلسالمية وحرمه عىل أفراد األمة ولو كانوا مجاعة ما دام غريها يتكلم

وحيمل السيف.

أسلوب العنيفة واحلركية الرسي التنظيم أسلوب أن بسيط بلسان نقول صبياين اضطرنا إليه فيام مىض من سابق عمل املؤمنني غربتنا واستئساد الناس علينا، وقد آن أن نطلق ذلك األسلوب وننكره أشد اإلنكار، نأثم إن ادخرنا كل وعىل غريها، ويف املشكلة هذه يف النصح الدعوة مجاعات إخواننا عىل تعرتف، مل أم بغلطها اعرتفت تغلط مل أو غلطت مجاعة باسم أنطق ال فأنا بني من أن وأعتقد أعتقد، ما أقول أن حسبي يفرتوا، مل أو عليها افرتوا املؤمنني يف عرصنا من استعجل ودخل يف الرسية فتعرض ملا يصحب العمل الرسي من غموض وعنف، وأنا ال أقر غموضا وال عنفا وال أسلوبا يؤدي

_ 31 _

أن ينبغي وما التنظيم أمر يف غريه وراسلني شاب جاءين منهام، واحد إىل دعوة من اإلسالمية الكتب بعض يف بام واحتجوا الرسية من عليه يكون الرسول صىل اهلل عليه وسلم رسا أول أمره واستنتاج أن كل عمل إسالمي ينبغي أن يبدأ رسا، وما من عالج للعجلة واحلامس اللذين حيملهام الشباب التؤدة والسكينة ليصبح احلامس اإلسالمي املبارك، ككل الشباب، إال تعلم اجلياش عزما صامدا وتصبح العجلة صربا ودؤوبا عىل العمل، فكل ما ترجو أن حتصده من االندفاع احلاميس فتنة زائدة تنضاف إىل فتنتنا املزمنة وتزيدها تعقيدا وقتامة وإهباما، وإنام ينبغي أن ننطلق من أننا أمة مسلمة، ومن أن هذا موقفه، يربر تفسريا شاء من كل ويفرسه دساترينا يف يكتب الذي اإلسالم له معنى يتعلق تطبيقه بذمة كل مسلم، فمن ثم لنا معرش اإلسالميني حقوق سياسية مثلام لغرينا، فلم نتسرت؟ ما دامت الديمقراطية، حيث يسود هذا النوع نتكلم ونجتمع ونتنظم فسنعمل عىل وضح أن لنا الفتنة، تسمح أنظمة من النهار وسنطلب بأن يكون لنا مواطئ أقدام حتت الشمس وسنزاحم باألكتاف الصادقة أكتاف رجال املصالح واملراوغات عىل جادة احلق حتى يستقيم لنا األنظمة ستجني فإنام والتنظم والتجمع الكالم من منعنا فإن سري، عليها املتنفسات تغلق عندما أهنا تظن أن الغباوة من تبلغ ولن شوكا، املفتونة

ستحول دون انفجار هذه اإلرادة العارمة، إرادة األمة كلها للحق والعدل.

املجتمع أركان من الثاين للركن الثانية: للنقطة خلصنا نحن وها ب. الذي باملعنى والطبقات الطبقية إن نعم العدل، وهو اإلسالمي اإلنسان مقومات شتات يضم ال الكلمتني االشرتاكية له تستعمل قلب يمأل الذي الغضبى املعنى تبلغان كلمتان لكنهام جمتمعه، يف التي املحرومة اإلنسانية هذه أسامع إىل االجتامعي للظلم املنكرين

_ 32 _

معرش علينا والشيوعيني لالشرتاكيني البهائم، مستوى إىل هبا حيطون للطبقة كنارصين لدورهم الدعاية يف جدا ومهم واضح تفوق اإلسالميني املحرومة، وإننا إذ نلح عىل سخطنا وعزمنا أن نحارب الظلم االجتامعي ال ننسى منافسينا عىل هذا الدور السيايس اخلطري، لكنا ننطلق من حماربتنا الكلية للظلم بشطريه: الظلم األعظم وهو اخلروج عام فرضه اهلل عىل األمة من إيامن ألخيه اإلنسان استغالل وهو املظلم األعتم والظلم لرشيعته، وتطبيق به

اإلنسان واحتقاره واسرتذاله.

يف تنبيهنا األول هذا قلنا إن دعوتنا دعوة إىل اهلل فهي بطبيعتها عامة اتباعا لسنة األنبياء واملرسلني كل منهم حسب رشيعته التي استعبده اهلل هبا ونطاق دعوهتا، وهي للعاملني، رمحة اهلل بعثه الذي وسلم عليه اهلل صىل حممد لسنة واتباعا تنفيذ للمعروف املنكر ال باملعروف وهني عن بطبيعتها دعوة ال دولة، وأمر وردع عميل للمنكر ما دامت مقاليد األمور بيد غري يدنا، والرمحة واملعروف يتنافيان مع الظلم، والفتنة اجلاثمة عىل صدر األمة السارية يف جماري حياهتا الناطقون االشرتاكيون منه يرى ال الذي الظلم مرعى هي واملعنوية املادية

باسم األمة املحرومة إال وجهه املادي املتعلق بتقسيم األرزاق.

أصحاب يعرب كام جدلية من البد مفتون إسالمي جمتمع من ننتقل لكي اإلديولوجيات، البد من رصاع ومتايز: إما عىل مذهب املاديني الذي يصنف املجتمع تصنيفا ماديا وإما بمنهاج اإلسالم الذي يصنف الناس أيضا لكن بنية رفق ال يتناىف مع القوة بل يفرتضها، وبنية حمبة ال متحو البغض يف اهلل بل تسبقه، لذا فنحن ندعو الناس مجيعا بحسن ظن فيهم مسبق حتى يظهر أننا أخطأنا يف تقديرنا، من

_ 33 _

أول فستجدنا العزيز عبد بن كعمر مثاليا رجال يتحول بحيث وكان شاء من جياهد حتت لوائه، ومن شاء وكان بحيث يستقيم هلل كام استقام عمر بن يصدر ما نرتقب بل ماضيه عن نسأل ال حمبني إخوة له فسنكون اخلطاب الصف إىل الناس هجرة فيها تتم واحدة خطوة وننرصه، له وندعو منه اإلسالمي، خطوة من أرض الظلم إىل أرض العدل، من أرض األعرابية أو اجلاهلية رأسا إىل أرض الطهارة واإليامن، وتوجد هذه األرض داخل بالد املستضعفني يف وجه الشعب مع أجل الشعب ومن الفتنة ال خارجها، مع

املستكربين.

يف الفتنة، من موقعنا بينا أن بعد العلمي موقفنا فيه نحدد الثاين التنبيه معمعان يف ومعهم بينهم أنفسنا وصنفنا الناس نفنا السابقة، السطور الرصاع بني ظامل ومظلوم، مؤمن وكافر، وال يكفي حتى يف افتتاحية ماضيه للصف املعلن االنتامء من بأوضح مذهبنا عن نعلن حتى اإلشارات تلك اإلسالمي إن هذا الصف املبارك كله تتداول فيه أفكار وأساليب ونظرات إىل الواقع وإىل األمر اإلهلي وإىل سنة رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم متفاوتة للسنة ينتسب من هناك والالمذهبية، املذهبية فهناك أحيانا، ومتدابرة وينسب غريه للبدعة، هناك من يفهم اإلسالم عىل نطاق العبادة الفردية ال يعدوها ولو كان يف مجاعة وهناك من يتهم مثل هؤالء املتبتلني بالقعود عن تبعد أو تقرب وأفراد طوائف احلركيني، اإلسالميني بعد وهناك، اجلهاد، الغريب هذه الفكر فيه الذي يستعمل باملعنى أنه دين من فهم لإلسالم عىل الصف يف إن ثم الفردي، واإلنسان اهلل بني عالقة أنه بمعنى أي الكلمة، املواجه أفكارا مستوردة يف مجلتها أو تفاصيلها ومذاهب لربالية واشرتاكية،

انتهازية وانتخابية. وأخرى

_ 34 _

املتآمرة اجلاهلية بنريان املتأجج حولنا من العاملي الواقع هذا هنالك اإلحلاد وهنالك األعتم األصغر الظلم بمعنى االمربيالية هنالك الظاملة، الدول تأكلها الضعيفة املحرومة الدول هنالك األعظم، الظلم بمعنى من املتفرقة اإلسالم دويالت ونحن وخرياته العامل باقتصاديات املستبدة الدولية السياسة ومسالك احلادة، امللحة االقتصاد مشاكل هناك ضمنها،

متاهاهتا. نبحر بني التي الداخلية الفتنة إىل مهالك الوعرة تضاف

ومن وغريهم، اإلسالميني رءوس تعمر التي األفكار وراء من هنالك آمنوا ذكروها، أو آدميتهم نسوا آدميون ومشاكله وصخبه العامل وراء األفكار وراء من هنالك فيها، ردوا أو هبيميتهم يف تردوا كفروا، أو باهلل واخلري احلق كلمة فيها يبثوا أن املؤمنني اهلل أمر إنسانية الصلب والواقع والعدل، وإنام يوشك أن يبلغ الدعوة من خياطب الناس بام يفهمون، ومتى وما هم من حياهتا يمأل وما آالم من اإلنسانية تعانيه ما تقدير يف أخطأنا تتوالد حيث البعيد الفضاء من نخاطبها أن نوشك أفكار من هبا يستبد بامضيهم وعالقاهتم ومشاكلهم وواقعهم الناس عن بعيدا احلاملة النوايا جاهيل تفوق أمارات آفاقه يف ترتاكم مستقبل إىل ونظرهتم وحارضهم شعوبنا تطحن من بني رحاه تطحن وعنف تفوقهم إىل الكفار يضيفه

املسكينة. اإلسالمية

نظرية له تكون أن البد اجتامعي وتغيري لسلوك الناس يدعو من إن اإلنسانية احلركة وعن وضغوطه، الواقع وعن ودوافعه، اإلنسان عن يصفوننا واملكان، الزمان عرب واألفراد األمم بني التدافع وقانون

_ 35 _

معرش اإلسالميني بأننا مجود ال نتحرك ألن فكرنا فوىض قارص وألن إرادتنا التي يعرفون مضاءها ويعرتفون به يعوزها نور الفكر لتتامسك وتسري إىل غاية. ويتهموننا باالنغالق عن الفكر اإلنساين والرفض املغمض للنظر يف فلسفات خاطبناهم ومتى واالجتامع، واالقتصاد للسياسة املتناولة وعلومه اإلنسان بمعنى اإلنسان وغاية وجوده عىل األرض سخروا مما يسمونه غيبية وخرافية. واألخرى املادي الواقع تعض عىل إحدامها ال خمتلفتني لغتني نتكلم وكأننا ال تفقه ملا وراء املادة معنى، ولعلنا قد قرص بعضنا فيام مىض عن التفكري لغد اإلسالم وعن اقتباس احلكمة يف صغري األمر وجزئياته االقتصادية والسياسية واالجتامعية مفضلني أن يرصفوا اجلهد كله لبناء رجال قادرين غدا عىل اخرتاع مذهب اقتصادي وتنظيم سيايس واجتامعي يف يوم احلاجة. هذا نظر. ورأينا أن نوضح نظرتنا للناس والعامل واملايض واحلارض واملستقبل حتى يتأتى لنا أن نعمل عىل ضوء ما نعلم. وحتى يتأتى لنا أن نتعلم ونحن نعمل عىل أساس منهاج سابق يربط األهداف واملقاصد والغاية بمبادئ الرشيعة الطاهرة عرب

متغريات الزمان واملكان.

وملكان هذه املتغريات، ونظرا إىل أن التحجر املذهبي الناتج عن التحجر الفكري إنام يأيت عىل الناس لغفلتهم من احلركة الدائبة التي حتول الظروف وذهنيات الناس وقابلياهتم للعمل فإن اجتهاد من سبقونا بإيامن. من عارصناهم ومن كانوا من قبل قد هيأ لنا مرقاة لنفكر مستقلني غري مقلدين. وإن منهاجنا يف الفكر والعمل يستند مبارشة لكتاب اهلل وسنة رسوله ال نتخذ بيننا وبينها وسيطا، فرغ السلف الصالح من إثبات ما صح من أمر العبادات فلسنا نرجع إىل اخلالفات املذهبية والالمذهبية ونأخذ األمر عىل أنه يرس ال عرس، وحدود اهلل يف احلالل املعامالت وضوابط ومكان، زمان لكل ثابتة حدود والعقوبات واحلرام

_ 36 _

بني الناس وحقوقهم العامة سنها اهلل ورسوله للمجتمع اإلسالمي فعلينا غدا أن نتكيف حتى نحكم اهلل ورسوله يف القانون الذي به نتعامل، كل هذا نفرغ منه لتستأنف النظر باملنهاج النبوي املستند عىل الكتاب والسنة، نستفيد بعدئذ من اجتهاد املسلمني ومن جتارب اإلنسانية كلها، يف كليات الدعوة والدولة، يف اخرتاعه، ينبغي وكيف اإلسالمي االقتصاد يف وغايتهام، تنظيمهام يف الرتبية اإليامنية اإلحسانية وما الطريق إىل اهلل، يف املجتمع اإلسالمي ووسائل بنائه وتركيبه، يف سياسة توحد املسلمني داخل هذه احلدود املوروثة، حدود اإلسالمية للوحدة استعدادا والذهنيات، والعادات واألنانيات اجلغرافيا لتكون ننشئها أن التي جيب احلضارة نوع احلدود، يف الشاملة عرب كل هذه السائر إىل غايته بعد املوت لتكون بديال للحضارة وسطا يف خدمة اإلنسان

اجلاهلية حلضارة األشياء السائرة إىل اهنيار.

األفق واسع واملرشوع اإلسالمي الذي تعمر نيته وإرادته الرغبة يف املسامهة واملرض اجلهل أغالل يف الرازحني املسلمني من املاليني مئات قلوب فيه والفقر، يف باليا مبارشة وغري مبارشة وجهها املادي يسمى بلغة العرص ختلفا بلغة يسمى املعنوي ووجهها سياسية، وتبعية اجتامعية وفوىض اقتصاديا الكتاب والسنة فتنة تغذوها روافد اجلاهلية من جماري الثقافة الكافرة الغازية،

والتسلط االمربيايل والنهب الطبقي.

صوره وحتمل إليه تتوق الذي اإلسالمي واملرشوع واسع األفق اإلسالميني جهود كل إىل حيتاج املسلمني وسائر املؤمنني أفئدة ملاعة العميل الفصيح اخلط هذا مواكبا الرؤية بوضوح أمتنا عقول ليخاطب عاف الذي املسلم الشباب صفوف يف اهلل عىل اإلقبال يف املتمثل

_ 37 _

حضارة اجلاهليني ولفظها فهو نائب إىل ربه.

بمنهاج املسلمني وعىل العاملني عىل يعرض أن جيب اإلسالمي املرشوع اليوم يظهر الذي اإلنسانية مستقبل سمت يف املعارص الواقع حيلل الرأساميل وبديل النظام التي هتدد اهلوة بديال عن ليكون قامتا للمتوسمني لديه ما أعز يف اإلنسان هيان حيث الشيوعية االلشرتاكية املجتمعات عن للجامهري العلف هييء رسيع اقتصادي نمو مقابل اإلنسانية، كرامته يف

والسوط. بالسيف املسوقة

هذه لكن اقتصاديا، املتخلف العامل بالد من املثقفني حلم هي االشرتاكية ورائه من فارغا حتولت شعارا التنفيذ باب أصبحت عىل متى االشرتاكية ونفس السياسة يف الرتنح ونفس الطبقي االستغالل ونفس البوائق نفس الدويالت هلذه يستقيم وال حمتوياته، ال ذلك كل أشكال تتغري التبعية، اإلسالمية أمر قبل الثورة االشرتاكية وال بعدها ألن فكر القادة وإرادهتم، أجل من العاملني الشعب باسم للتحدث املتصدرين هنا بالقيادة وأعني وإرادته، الشعب فكر مع تتالءم ال الوصاية، حتت الواضعينه الشعب وأولئك وثيقة، بصالت لإلسالم متت بذهنيات يفكر اإلسالمي الشعب يريد اإلسالمي الشعب أوثق، بصالت للجاهلية متت بذهنيات يفكرون أولئك أما إىل ذلك، إسالما عمريا وأخوة إسالمية وتضامنا إسالميا حين يضحوا أن ضمنيا ينوون لكن الشعب أجل من اقتصاديا نموا فرييدون االقتصاد بناء يف مرشوع هلم ينجح ال لذلك بجوهره، بل اإلسالم بقيم لفقدان االنضامم الشعبي واملشاركة، وال يتم هلم استقرار سيايس النفصام

الشعبية. القاعدة وبني بينهم ما

_ 38 _

يف هذه الفرتة التي دب االهنيار إىل اإلديولوجية الشيوعية ال يزال من شبابنا ماركس بدين يؤمن من فكريا املتخلفة الكئيبة اخلارسة الذرية تلك من حكام من باشرتاكية نادى من كل فيها برهن التي الفرتة هذه يف وأتباعه، إيديولوجي عن نظام رأساملية دولة ال ختتلف املسلمني أن اشرتاكيته تعبري الفساد البريوقراطي إىل الفساد السافرة إال بإضافة الرأساملية األخرى عن والقلب الفكر قبلة االشرتاكي املذهب يزال ال الفرتة هذه يف اجلوهري. لكثري من مثقفينا يعتقدون أن االشرتاكية هي مستقبلنا املحتوم، وأن هلم يف ذلك لعقيدة وأن هلم إلرادة وتنظيام، وأن هلام لعزما، نعم لو كان بوسعهم أن يكفروا الشعب بالعنف الثوري ويفرضوا بالنار واحلديد مسرية مثل مسرية كوبا عىل األقل أو جمازر ستالني ومقلديه الصغار ألمكنهم أن هييئوا جمتمعا ال لكن أشياء وفيها علف فيها جمتمعات »الكوالك« جمتمعات صورة عىل وجود فيها لإلنسان وال لكرامة اإلنسان، أما والشعب مسلم فلن يكون يف اشرتاكيات عىل القائمون فعل مثلام يفعلوا أن إال باشرتاكية احلاملني وسع هزيلة متخلفة يف ديارنا تسمي نفسها تارة إسالما اشرتاكيا وأخرى اشرتاكية والتبعية الفشل حقائق احلقائق، يف ثبوتا يغطي التعبري يف تلون إسالمية،

وعدم االستقرار.

بمعايري مجيل بديع إنساين لعامل ممنهج وصف االشرتاكية-احللم هذه إن وتكمله تزينه كذلك، املفتونني عني يف فهو فكرا دام ما املادية، اجلاهلية أن آن إذا حتى املاركسيني، عقول يف قبل من الثابتة »العلمية« التحليالت يتجسم احللم واقعا استعىص الواقع املشتبك عىل وصفات األحالم العلمية العتيدة: فإما اشرتاكية ديمقراطية مناخها الطبيعي أرض أوربا املرتكزة أنظمتها تقاليد شعوب استقرت اليوم، وعىل اهلاوية غدا ومنذ عىل دعائم احلضارة

_ 39 _

سياستها عىل تعاقد هو الديمقراطية بام هلا وما عليها، أما يف بالدنا القديمة الداخيل الواقع بصالبة يصطدم غرينا عني يف اجلميل احللم فإن البالية الشعب احلقيقية آمال البعيدين عن باحلاكمني واخلارجي ويضطرب األمر فيضطرون إىل املسلك التقليدي مسلك التصاف إىل جانب العامل االشرتاكي للحلول واستسالم اخلارجني احللفاء إلرادة استسالم من ذلك يتبع فام أن يلبثوا لن الذين املوظفني طبقة إغناء صورة يف التأميم حلول السهلة السطحي، الواقع بساط عىل احللم ويتبخر السابقة الربجوازية خيلفوا وعادات ذهنيات من جوهره يأكل وما أقوام من ينهشه ومن الشعب أما

وأنانيات فيزداد جهال وفقرا ومرضا.

جيد املباركة اإلسالمية احلركة سري يواكب أن جيب الذي اإلسالمي احلل الواعية من أمتنا كام النخبة أمامه هذا احللم االشرتاكي املسيطر عىل أذهان جيد أمامه واقعا عصيا مشتبكا عويصا، وال بد من تبشري هبذا احلل اإلسالمي عىل شكل نظرية متكاملة واضحة منظمة منهاجية تدحض ما افرتاه املرتفون ذرارينا من به واجلاهلون اإلسالم أعداء يفرتضه ما وتبطل اإلسالم عىل وغريهم من عالقة بني انحطاط املسلمني وبني اإلسالم، يزعمون أن اإلسالم هو سبب انحطاط املسلمني املبارش ألن اإلسالم عندهم غيبية تعطل العقل، وتقليد حيول دون االبتكار، ونظام اقتصادي قام عىل االستعباد ويقوم عىل

الطبقية والتحالف مع الرأساملية الغربية.

رجعية يسموهنا التي املفتونة واألنظمة الرأساملية االشرتاكيون ينتقد احلليفني بني فيه معهم نتفق للواقع دقيقا وصفا نقدهم يف ويربطون اإلسالم الواجهة، - اإلسالم نعم باإلسالم، ذلك كل يربطون لكنهم

_ 40 _

كام باصطالحهم الرجعيون يستعملها فرية التربيري اإلديولوجي ونظام اهلل إىل دعوة هو بام اإلسالم نعم التقدميون، الثوريون يستعملها آدميته وخالفته عن اهلل يف باإلنسان إىل الكريمة ومثالية ترقى للحياة عام من اإلسالمي املجتمع يف الفساد بدأ منذ املسلمني واقع غري هو األرض أعداء لكن اهلل، برشع ال بأمرهم احلاكمني املرتفني فساد من أي قمته، جيب كمرشوع اإلسالم عىل حيكموا أن يودون ال به واجلاهلني اإلسالم أن حيكمون هم بل املتجدد، املتكرر واجلهاد البرشي باجلهد حيقق أن الظلم وهذا اإلسالم هو جمموع كل هذه االنحرافات عن احلق وكل هذا علامء بأن لذلك يستشهدون غري، ال اإلسالمي العامل يف السائدة التعفن يتفيأها املنحرفون والظاملون التي املسلمني هم حاملوا املظلة اإلديولوجية التفسري أن يتجاهلوا أن به واجلاهلون اإلسالم أعداء يريد واملتعفنون، عليه اهلل صىل النبي بلغة نسميهم من عمل من والسنة للقرآن التربيري الصامتة األغلبية بني قليلة قلة الديدان القراء« وأن هؤالء »ديدان وسلم اإلسالم يمثلون ال الديدان هؤالء وأن املسلمني علامء من املحوقلة بأهوائهم املشغوفني املثقفني أحد ويمثله يفهمه مثلام إال يفهمونه وال

وضالالهتم.

نحن ندخلها التي والرجعية للرأساملية نقدهم عنتا يف االشرتاكيون كفانا أن وإياهم عىل نتفق »الفتنة« مفهوم الدقيق الرفيق اإلسالمي مفهومنا يف امربيالية يسمونه ما مع وحتالف اجتامعي وظلم وتعفن فساد الرجعية »اجلاهلية«، مفهوم الدقيق الواسع اإلسالمي مفهومنا يف نحن وندخله كام احلق اإلسالم أن متحامال كان من ونتحدى جاهال كان من ننبه لكنا اخلالفات وعهد وسلم عليه اهلل صىل الرسول عهد يف املسلمون عاشه أساس عىل والدولة الربانية اإليامنية الدعوة قوامها مجاعة الراشدة الشورى ورشيعة اهلل برئ من املسخ الذي آل إليه اإلسالم يف يد املفرسين

_ 41 _

الفرد املؤمن واإلنسان اهلل بني عالقة اإلسالم أن ونتحدى املربرين، وعالقة بني أفراد املجتمع اإلسالمي معا، هلل عىل الناس أن يفردوه بالعبادة، واإلحسان، بالعدل ويعامل كرامته تصان أن املسلمني كل عىل وللمسلم السيايس وتدهوره وانقساماته وتطوراته اإلسالمي التاريخ طول عىل إىل يميل نطاق عىل إسالمه مسلم كل مارس العام واحلضاري واخللقي الفردية واالستسالم للواقع املفتون حتى أصبح اإلسالم دينا باملفهوم الذي ثم يعممه املتدهور ليحطه عىل اإلسالم أو جيهله يعادي اإلسالم ينقله من الشيخ يقول كام وسيف ومصحف ودولة دعوة هو الذي اإلسالم عىل

حسن البنا رمحه اهلل ورىض عنه.

الفكر واحللم اجلميل، والذي ال يدخل يف حساب االشرتاكيني، أصحاب بديال ليس اإلسالم أن هو الرأساملية وحليفتها الرجعية ينتقدون عندما اقتصاديا للنظام الذي نتفق عىل إدانته بل هو يف نفس الوقت رفع اإلنسان من قيمه املادية إىل أفقه اخللقي والروحي السامي. إن االشرتاكية كمذهب اجتامعي - اقتصادي ال يمتاز عن أي نظام إنساين حتى ولو حتقق يف أكمل يعدو اإلنسانية ال األنظمة بني التفاضل دام ما اختالفا جوهريا إمكانياته، القيم اإلنسية والرخاء املادي، الذي ننتقد فيه الرأساملية والرجعية وكل نظام إنيس هو أهنا ال تقول كلمة لإلنسان عن ماهيته الروحية ومستقره بعد املوت يف اجلنة أو النار يف رىض اهلل األبدي أو يف عذاب جهنم اخلالد، لنا معكم ومع الناس كافة قاسم مشرتك هو إنسانيتنا وقابلياتنا للقيم اإلنسية التي نسميها مزية الذكاء تدعون كنتم وإن الذكاء عليكم ننكر ال مروآت اإلسالم يف مروءة والعدل لإلنصاف املعلنة حمبتكم ننكر ال الناس، دون احتكرمتوها يسمعكم الذي الشعب ثقة لتختلسوا العدل تستغلون كنتم وإن عظيمة تربطون العدل باالشرتاكية ال يعرف ما وراء الشعارات التي تغطي الكفر حتت

_ 42 _

اسم املروءة واإلسالم. ال ننكر عليكم شيئا من ذلك وإن كنتم تتهمون رجال الدعوة اإلسالمية بالغباوة وامليل إىل الطبقة اآلثرة واألمية الفكرية. لكن لنا حاسة حية هي عند بعضكم ضامرة وهي عند بعضكم ال وجود هلا، أال وهي حاسة قلبنا املؤمن باهلل واليوم اآلخر املؤمن بوجوب احلكم بام أنزل اهلل ومنه تودون التي يف طريقكم العراقيل مع إذ تصنفوننا فنحن الناس، بني العدل أن تزول ليصفو لكم اجلو، نصنفكم يف مقدمة إمكانيات هذه األمة وطاقاهتا املبعثرة، نقدر ذكاءكم وخدمتكم لكننا نود لو تسمعون دعوة اهلل إليكم التي

جاء هبا إليكم رسل اهلل.

إننا يا معرش االشرتاكيني نود أن نقرأ معكم كتاب العامل ونتعاون معكم عىل وتقنية وعيا متثلوهنا التي الطاقات تذهب أال ونود أمتنا، مشكالت فهم هدرا فتفوت عىل األمة فرصة استعامل أبنائها القادرين، رشط واحد لذلك أو فيها مخد اإليامن كان إن أيقظوها بقلوب اهلل كتاب معنا تقرأوا أن هو يغشى من منكم أن نعلم املارقني، امللحدين بينكم من اطردوا ثم ضمر. املساجد وأن منكم من يضمر إيامنه، ما انضم إىل لواء االشرتاكية إال عندما إليها ينسب كان التي الصامتة األغلبية صف يف واملروآت العدل افتقد

الرىض باإلسالم - الواجهة.

ها نحن أوالء ندعو كل الرجال والنساء من وراء التنظيامت احلزبية، ال حتجب عنا اختالفاتكم وماضيكم وحارضكم اإلمكانات املستقبلية لوحدتكم، وما فيتأبى الشعب ود ختطبون هؤالء أنتم ها اإلسالم، إال ! وحيكم يوحدكم، عليكم الشعب ال يتبعكم، ما ذاك إال أنكم عاديتم دين الشعب وجهلتموه، وما بينكم وبني أن تصبحوا رجاال حقا إال أن تتوبوا من كل قلبكم وترقوا من مستوى كرامتكم اإلنسانية إىل مستوى كرامتكم اإليامنية املفتوح يف وجهكم

باهبا.

_ 43 _

رشحه اإلسالميني معرش علينا يتعني الذي النبوي اإلسالمي املنهاج إن خمتلفة كفاآت هلا املؤمنني من مجاعة إال به يقوم ال اإلسالم لغد واضحا ونفس طويل: نظام الدعوة ونظام الدولة، أسس اقتصاد إسالمي يستمد من فاعلية الرأساملية ومضاء التخطيط االشرتاكي ويتحرر من كل منهام، املجتمع والرتاحم العادل، التعايش مرافق له تتاح وكيف يركب كيف اإلسالمي العدل اندماج طبقات األمة عىل مستوى ليتم السيايس والتكافل، والتفاهم واإلحسان مع أقل ما يمكن من تفاوت من األرزاق والفرص. كل هذا يلزمه كفاآت أرضه الطبيعية هي الكفاآت الفكرية واإلنسانية املوجودة التي ينبت اآلخر بعضها يف وترتع اإلباحة رشك بعضها ويف الكفر عوسج بعضها يف

عناكب اجلمود الفكري والتقليد واالستكانة.

طبقة املثقفني التقليديني الذي نسمي بلغة القرآن من كان منهم خيشى »علامء« يظهر أهنا استقالت وآثرت الرفاهية البورجوازية الصغرية عىل القيام برسالة الدعوة إىل اهلل وهي أمانة يف عنقها. إهنا إن استقالت فإنام تستقيل بلسان ديدان له حظ من العلامء، وندخل يف صفهم كل يمثلوهنا. ومجهرة القراء وهم ال من إيامن وحظ من الثقافة اإلسالمية، ترتبص وتتحفز. إن العلامء ال يقرأون لغة اجلدلية االجتامعية ولغة االقتصاد، لكنهم يعون الواقع وعيا جممال جيدا، فلهم أيضا وهبم أيضا، ومعهم قبل كل يشء، نحب أن نرشح اإلسالم ألنفسنا وللناس ونخرج املرشوع اإلسالمي الكامن يف قلوبنا إىل حيز اإلرادة السياسية

املجاهدة.

واملعرضني بالغافلني صياح الدعوة معنى - ودولة دعوة النبوي املنهاج تنظيم الدولة ومعنى أمجعني- الناس عىل اإليامنية للرمحة دقيق وعرض تستقر لن بقيادة والظلم والعنف الغفلة ضحية الشعب وعالقات للحكم أبدا ما دامت ال تشارك الشعب يف أبعاده العميقة، حياة الروح والقلب، مثلام

_ 44 _

تتظاهر بأهنا تشاركه يف آالمه وآماله.

يف متاديتم إن أعداءنا ويا األعزاء، خصومنا يا االشرتاكيون، أهيا يا إنكم احلرب الرضوس التي يشنها بعضكم عىل عقول بنينا يف املدارس وأخالقهم، تشعرون إزاء العدل شعورا قويا، وإننا معرش اإلسالميني السابحني يف دائرة الثقافة التقليدية القريبة من الشعب، األقرب منكم إىل الشعب عىل كل حال، بالعدل اآلمر اهلل لرشعية والءنا نعلن أن علينا قويا، شعورا باإليامن نشعر وعليكم أن تعلنوا والءكم هلل وحده ختلصون له الدين. يمكن أن نلتقي فقط

يف املسجد مع الشعب عىل احلصري والصدق.

بني تعارف أداة عمل، أداة نريدها التي املجلة هذه دور إىل أخلص وهنا ويقظة للعقل توعية يقظة: تتبعها عامة توعية وأداة أوال، اإلسالميني فيها ينري متزامنة وقراءة اهلل لكتاب وقراءة العامل لكتاب قراءة للقلب. املسموع املجلة أن تكون الصوت نريد هلذه الفكري، القلبي اجلهد اإليامن لإلسالميني، فإننا ال ننسبها إىل أنفسنا إال عنوانا للخدمة الواجبة علينا نحو العناوين أو مجاعة معينني حمصورين حتت أفراد أو فرد ليست قضية قضية التي تفرقنا، بل هي قضية كل من ينبض قلبه باإليامن، لكن دور املجلة مهام كان أساسيا ومهام كان صوهتا مسموعا ال يبلغ الشعب األمي املسكني، لذا نطالب بحقنا يف غشيان املساجد التي رضبنا فيها موعدا لكل من يرجو هلل من طردونا إهنم اهلل، بإذن الزاهر اإلسالم مستقبل يف دورا ولنفسه وقارا املساجد، وكأن الذي فعل ال جيب أن ينفذ أمر اهلل الذي أذن أن يذكر اسمه ف وسعى اسمه فيها يذكر أن اهلل مساجد نع م ن م أظلم ﴿ومن بيوته: يف م نيا خزي ول م أن يدخلوها إال خآئفني لم ف الد ا أولـئك ما كان ل خراب

ف اآلخرة عذاب عظيم﴾. صدق اهلل العظيم.

_ 45 _

نطالب احلكومة بحقنا يف الكالم والتجمع الذي خوله لنا الدستور. واملساجد أماكن عامة كام هو الشارع واملقهى، للحكومة أن تطردنا من املسجد إن خرقنا فيه النظام أو خالفنا القانون كام هلا احلق يف التدخل يف األمكنة العامة، لكن مل نطرد من جمالس نعلم فيها الناس اإلسالم والرفق واملحبة بينام يرتك غرينا حرا

ممن يبث الكفر والعنف والكراهية؟

ال تتسع افتتاحية يف عدد افتتاحي لعرض املنهاج وطرح األسئلة كام ينبغي أن تشع مفاهيم حمددة وتصورات مضبوطة يستعمل منهاج لذلك فلنا تطرح، النظرة اإليامنية املغذاة بالكتاب والسنة عىل سطح الواقع املادي وعمق منها اإلنسان عىل السواء ليس هذا حمل بسطها، يكفي أن نطل بالقارئ عىل اجلو العام النفتاحنا رمحة وشدتنا حكمة يف حق اهلل عىل العباد وحق العباد بعضهم عىل نغالبه جئنا نحن بل املقادة، عىل االشرتاكي الفكر يغالبنا بعض. عىل ضعفنا واستبداد حرب اإلبادة بنا، يزعم االشرتاكيون أن اإلسالم ختلف وإهبام وعنف وأن مذهبهم تقدمية وعلم وديمقراطية، فلرد تلك املزاعم وتغليطهم عن االنرصاف من لنا البد العدل وزعامء الشعب نرصاء أهنم دعواهم يف الكتابة العاطفية التي ال يفهموهنا فيسموهنا تعصبا، وال بد لنا من اإلعراض عن اهلراء الالمسؤول الذي يفهم االشرتاكيون حقيقيته فيهزؤون به وبديدان

القراء الكاتبني له.

البد من عرض واضح منسق متكامل لإلسالم عىل أهل اإلسالم الذين لعبت هبم رياح الفتنة والردة، وهذه املجلة منرب حر لكل مؤمن يريد جهدا عىل رشط يأتينا بكله ال بقلمه أو ماله فقط، نريد أن يصبح الفكر خطوة واحد هو أن املقاالت وتدبيج الثقافة أجل من الثقافة الكراهية كل ونكره العمل، نحو

الباردة املحلقة يف أوهام اخليال.

_ 46 _

هنا يأيت مكان التنبيه الثالث وهو انفالت النظر إىل انعدام الثقة يف جمتمعاتنا ببعض، بعضنا يثق أن بد ال معا نعمل لكي خاصة، مغربنا ويف اإلسالمية سلطنا الضوء عىل أنفسنا يف التنبيه األول لنؤكد أن اإلسالم كام نفهمه دعوة مفتوحة ودعوة حمبة ورفق، ويف التنبيه الثاين أكدنا أن نظرتنا للعامل واملسلمني وما جيب أن يفعله املسلمون ليجددوا دينهم تستند مبارشة إىل الكتاب والسنة ال نجعل وسيطا دوهنام، ويف التنبيهني أكدنا أن اإلسالم واملجتمع اإلسالمي الروحي اجلانب عىل نلح وعندما والعدل، العقيدة بركيزيت إال هلام قيام ال واجلانب املادي حلياة األمة يتساءل الذهن: ممن هؤالء؟ أهي دعوة إىل صوفية يد عرضها يف سافرة تكون كادت اشرتاكية أهي اشرتاكي؟ بلباس متنكرة هي أم لتفرقه؟ اإلسالمي الصف يف دسيسة هي أم لالشرتاكيني؟ املحبة

صنيعة يد من أعايل اجلاهلية أو أسفاهلا؟

أسئلة وردت فعال قبل أن تصدر املجلة وترد وأمثاهلا من بعد، هذا طبيعي، سيام يف جو موبوء باالحرتاف السيايس والتحزب اإلديولوجي والقبيل، سيام إن الضامئر، ورخص االجتامعي اخللقي والتعفن والرشوة الفساد جور يف الثقة ماتت، قتلها األفاكون، فيوشك أن تذهب رياح الريبة بكالم الصادقني

فتشبه كلامهتم بالوعود الكاذبة والتزوير الفكري.

فيه ونؤكد الكالم، جمرد يف ال العمل يف نيتنا فيه نؤكد الثالث التنبيه فهذا كام التحزب نكره والعدل. اإليامن عىل اشعب مع أننا ومرات أخرى مرة يكرهه كل صادق. وإنام نلبس مرقعات احلزب السيايس الذي نود أن نؤسسه مقتضياهتا من الديمقراطية وألن الديمقراطية قانون هو األحزاب ألن والتنظيم، والتحرك التكلم من متكننا ألهنا احلرية نحب فنحن احلرية، عندنا اليوم الرشيعة لكن اهلل. رشيعة وعىل اهلل باسم نتكلم أن نفضل كام الديمقراطية الساحة يف مكانك حتدد مل إن أحد يفهمك ولن ديمقراطية املكتسبة املصالح برعاية املطالبة مستوى وحده، املعايش املستوى هذا عىل

_ 47 _

الناس بعضهم يأكل بمقتضاها التي الليربالية املرجوة حتت شعار احلرية أو ترتفع بمقتضاها التي أو حتت شعار االشرتاكية بعضا وتستغل طبقة طبقة،

طبقة لسدة احلكم باسم الشعب وعىل حسابه.

نعم نحن مع املحرومني بقلبنا وقالبنا، نريد العدل كام يريده كل من له مروءة املصالح ال التصنيف عىل مستوى اليسار ألن مع نصنف أن يمكن لكنا ال الذي األعظم احلق عن خيرب وال له، رشيك ال وحده هلل انتامئنا عن خيرب للقائه ويستعد خالقه يعرف أن الوجودي يف لإلنسان وهو حقه عنه ندافع بعد املوت، عدل ننشده ونصمم عليه كأساس ال قيام لنا بدونه، عدل يقول العدل أن نحن ونقول إلقامته، تكفي وحدها الزكاة أن اإلسالميني بعض هدف وأن األموال التي بأيدي املسلمني وسيلة لتحقيقه، فنقول بقول عمر بن اخلطاب حني عزم أن يأخذ من أموال األغنياء فريد عىل الفقراء، أخذا من بعد الزكاة وبال حد حتى تتكفل األرزاق، لكن موقفنا هذا ال يمكن أن يوصف باليسارية ألن اليسار واليمني يف لغة السياسة مقولتان جاهليتان ال تنبئان عن مروءة مشرتكة العدل نحو القوي الشعور إن نعم الروحية، اإلنسان ماهية بيننا وبني اليساريني، لكننا بعد ذلك نعطي الكفاية املعاشية وظيفة إيامنية ال كرم عيل اإلمام قال كام كفرا يكون يكاد الفقر أن ذلك معنى، هلا يفهمون اهلل وجهه إذ أن الشغل بالتظامل االجتامعي فعال للظلم أو حتمال لرزئه، أقوى

العوائق عن اإليامن.

ما العامة، املصلحة حدود يف اخلاصة بامللكية ونقول احلرية نحب نحن يف هلا منافية أو االجتامعية وظيفتها أداء عن قاعدة اخلاصة امللكية تكن مل ظرف من الظروف، لكن ال يمكن أن نوصف بأننا يمينيون، ذلك ألن أعظم تعطي الليربالية اجلاهيل: والفكر اجلاهيل التصنيف جيهلها اإلنسان حريات اإلنسان احلرية يف أن يموت جوعا واالشرتاكية تعطيه حرية االختيار بني أن

_ 48 _

الثوري، واإلسالم كام يكون قنا للدولة أو يموت لسيف االستبداد الطبقي نفهمه ونريده يعطي لكل الناس حرية اختيار مصريهم بعد املوت دون قرس يف الرشط هو هبا الوفاء اجتامعية واجبات عليهم يفرض لكن إكراه، وال

احلصول عىل العيش الكريم.

بعض مفكري املسلمني شعروا بتورط الدعوة اإلسالمية املعارصة يف موقف اهلل برضورة وجود حركة فقال ساحمه االجتامعي، العدل اإلهبام جتاه قضية إسالمية يسارية، وهذا اخللط يف املفاهيم وحده كاف ليعطينا فكرة عن حاجتنا دقيق، وما هذا بمنهاج فكري منضبط الدعوة اإلسالمية إىل توضيح املاسة »اإلسالم اليساري« إال توأم لالشرتاكية اإلسالمية«. املروآت يشء يتشارك بالعدل يف يتم إال الذي ال باهلل واليوم اآلخر فيه مجيعا، لكن اإليامن الناس إيامن بال مروءة وكل هبا، ملتحم عنها خارج املروآت، فوق مرتبة األرض مع التعاطف أفق املادي، األريض األفق تعدو إنسية مبتورة، إنسية فهي

األمثال من اجلنس املحرومني.

ما نحن يمني وال يسار مع التأكيد عىل متسكنا باحلرية كام نفهم احلرية، وأتم تلك العامل، خالق إىل فننتسب للعامل أنفسنا نسبة يف ننتهي عندما صورها الرأساميل بالنظام اإلنسان وال نرىض ذئابا عىل نكون احلرية، ومعها وهبا ال الذئبي الذي يفرز الظلم االجتامعي، ما نحن يمني وال يسار مع التأكيد عىل الذي االشرتاكي بالنظام يرىض ال الناس بني رحيام تضامنا بالعدل متسكنا

إحدى مقدماته اإلحلاد أو الاليكية عىل األقل، ومآله استعباد وبربرية.

من أمة وما والعدل، احلرية بربيق واالشرتاكية الديمقراطية كلمتا تتألف املستعبدة املشتتة اإلسالمية أمتنا من وعدل حرية إىل حاجة بأشد األمم

_ 49 _

املهضومة احلق، فنريد اإلسالم كفيال للحرية والعدل بمعناها املوصول باهلل غري املقطوع عن الشعب املسلم املسوق بأيد حمرتفة تعرض علينا يف أسواق وذات اليمني ذات اجلاهلية واملامرسة اجلاهيل الفكر بضاعتي السياسة

اليسار.

قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم: »ال يكون الؤمن مؤمنا حتى يب ألخيه ما يب لنفسه« وقال: »والذي نفيس بيده ! ال تدخلوا اجلنة حتى تؤمنوا، وال السالم أفشو فعلتموه حتاببتم؟ إن أدلكم عل يشء أال تؤمنوا حتى حتابوا، بينكم !« حديثان صحيحان. إن نفوس املسلمني الرازحني حتت ذل اهلزائم الغريب اجلاهلية بشقي اجلاهيل، التسلط وطأة وحتت اليهود دويلة وجه يف االجتامعي، التظامل بنار ذلك مع املحمومني الشيوعي، واآلخر الرأساميل فهم والبغضاء، الكراهية عواصف فيها تلغي الفساد، أوبئة فيها تنخر بعيدون عن التحاب واإلسالم، تنفذ إىل أسامعهم بسهولة دعوات الكراهية األول مربضها يف تكاد، أو املفلسة، املاركسية اإلديولوجية هبا تؤذن التي يف تزال ال وهي اجلهنمية، نتائجها من عليها حيكمون الناس أخذ حيث وكلياتنا مدارسنا يف املنترش الثقايف السوس هذا عقيالت داخل عنفواهنا يكفر بنينا ويؤلف منهم طوابري خلدمة اجلاهلية، مىض االستعامر وخلف له صنائع متخصصني، بعضهم لرعاية مصاحله املادية وهؤالء أمرهم مكشوف، وبعضهم للنيابة عنه يف عملية الغزو الفكري وإفساد األخالق: وهؤالء هم املرضمني الكراهية سكة يف قواهم بكل املتحركون امللحدون اليساريون لنرياهنا، ونحن نريد إيامنا وعدال معا، وال إيامن بال عدل، هذا منطق يتناىف متاما مع منطق اجلدلية االجتامعية املستند إىل فكرة تعبئة املظلومني ضد الظاملني، والتحدي بالذي يواجهنا، معرش اإلسالميني، هو أن نعبئ األمة تعبئة القوة

_ 50 _

نؤسسه عىل أن العدل دون البغي ونحل حمله نطرد العنف، وأن تعبئة لا قانون فإن احلاملة، األخالقية مع أيضا يتناىف منطق وهو البغضاء، دعائم بالعدو واالصطدام بعض مع بعضهم الناس تدافع هو التاريخ يف اهلل

واجلهاد.

ألهل واملحبة الصفاء إال اهلل بحمد يمألها ال قلوبنا أن نؤكد أن فنود الفكر واألسلوب، ال يمألها بيننا يف الفوارق اإليامن إخواننا، مهام كانت هو اهلل يف والبغض واإلحلاد، الشقاق ألهل اخلالص اهلل يف البغض إال نبغضهم يف اهلل أن هيدهيم اهلل فإننا نحب لكل من الكراهية اجلاهلية، غري

فيتوبوا.

صفوف تسوية أوال بد فال العدو مع وصدام تدافع من بد ال وإذ خصومنا مع العنيف غري املصمم للتدافع جماهدة صفوف اإلسالميني، تيار لدفع واجلهاد لالصطدام صفوف املفتون، جمتمعنا داخل املسلمني

ورجله. بخيله علينا اجلالب الكفر

بعد سؤال الناس إيانا هل نحن من يمني أو يسار يتساءلون: هل أسلوبكم أسلوب إصالحي أو ثوري؟

نحب ما لوصف وحده يصلح الذي االسم هو اإلسالم بأن فنجيب اختذنا فمتى إسالمية، إال تكون لن التجديد هذا ووسائل تغري، من اإلصالحية فال حتميا، انزالقا غايتنا عن انزلقنا إسالمية، غري وسائل يف تتخبط دويالتنا إن الثوري، العنف وال غايتنا حتقق اجلزئية وعدم اجلدوى وعدم والرشوة والفساد االقتصادي التخلف دوامات اإليامنية املحبة لشاطئ ندعوها أن أمكن صفنا قوي ومتى االستقرار،

_ 51 _

خصومنا إن »االشرتاكية«. حماوالهتا كل تفشل حني كراهية بدون والعدل يف أشد احلاجة إىل حلول ملشاكلهم الضخمة، فنحن نستعد ليوم احلاجة حني الشعب تدهلم هلم كل اآلفاق ويبقى فقط حل الصدق واإليامن والعدل مع

ومن أجله ال وصاية عليه غطينا غطاء صفيقا الديامغوجيات.

نحن أمام النظام الديمقراطي نقبل التدافع والتنافس عىل ثقة الشعب املتالعب هبا، ونحن يف صف اإلسالميني الذين نود أن جيتمعوا عىل التحاب الذي ال

إيامن بدونه فال جنة.

الدعوة رجال وبني وبيننا جذري، تفاهم سوء الديمقراطية وبني بيننا لكن اإلسالميني أوهاما، فنزيل األوهام ونوضح سوء التفاهم.

قانون النرش يف هذا البلد ينص عىل األوراق التي يتكون منها امللف عند إعالن صدور جملة، ونفس القانون حيرم وجيرم أن تتلقى املنشورات الوطنية مساعدة من اخلارج، هذا نص القانون، أما تطبيقه فيوزن للناس وزنا حسب انتامئهم يتلقى من النارشة اهليآت من أن الواعون املغاربة يعلم والديني، السيايس مطابع بأكملها ومحوالت البواخر من الكتب ومن الورق من رشق اجلاهلية كامال ملفها قدمت فقد املسكينة املجلة هذه أما القانون، وليخسأ وغرهبا، فشاء موظف أن يشرتط عليها من عقده واجتهاده أوراقا أخرى فتعطلت ستة

أشهر.

فال لعبتها وحترتم قانوهنا جيري أن حريصة الديمقراطية كانت إذا الرادعة قوانينها تطبق أن تود ال كانت إن احليف عنا ترفع أن من أقل

_ 52 _

عىل املتعاونني مع اخلارج.

إن من خصومنا السياسيني من يستورد أفكاره وأمواله فهو صنيعة مدسوسة الشيوعيون، يشنها رضوسا حربا وإن أمتنا، جلوهر خمرب وسوس بيننا أبنائنا عىل يتسرتون ال والذين االشرتاكية شعار حتت منهم املتسرتون يكفروهنم يف املدارس والكليات، طوابري من هؤالء األعداء، وهم ملحدون جيهرون بإحلادهم، واحلكومة ال متلك أن تلجمهم فهم نسل متوالد، فكيف

ندافعهم أو كيف نحارهبم؟

املالحدة، هؤالء أعامل تستفزه واملدارس الكليات يف اإلسالمي شبابنا إن والشاب املسلم يضطهد ويؤخر عن مرتبته ويرسب يف االمتحانات، الربامج الفلسفة أستاذ يدرسه اإلسالم وتاريخ العقول، لتكفري املالحدة يضعها وعىل علينا حرب إهنا وتارخيهم، دينهم للشباب ليكره فيمسخه املاركيس أم بالسالح يقاتلون الذين األعداء من هؤالء نعد فهل بلدنا، داخل ديننا ليس الكفر؟ مهاوي يف هيوون أبناءنا نرى ونحن ونحوقل رؤوسنا نحني هذا مكانا لتحليل الظروف التي تساعد الشيوعي عىل بث أفكاره حيث جيد التي املشكلة لوضع مكان هنا الفاسد، جمتمعنا يف جاهزة اإليضاح وسائل تنشأ من سوء التفاهم الذي بيننا وبني الديمقراطية ومن األوهام التي تسود

بن اإلسالميني.

إننا نبغض الشيوعيني بغضا شديدا لكنا لن نقتل منهم واحدا ألننا نعلم أن قتلهم رش وسيلة للقضاء عىل جرثومتهم اخلبيثة، وقد اضطر اإلسالميون يف تركيا وهذا البلد أن الدولة ثمة دولة الييكية ترى من واجبها حماربة اإلسالم،

وهي هنا مسلمة تعلن أهنا حتمي الدين.

_ 53 _

هنا يف هذا البلد قتلوا عمر بن جلون، من قتله؟ ومل قتله؟ كانت هذه الواقعة فاصال بني عهد كان اإلسالميون فيه مغمورين، فلام اهتموا بقتل االشرتاكي احلركة مشكلة السياسية واألحزاب احلكومة عىل وضعت الزعيم، من العام الرأي أذهان يف تراكم مهم رصيد وكان ومستقبلها اإلسالمية خالل الدعايات التي تربط بني اإلرهاب واإلسالميني: إخوان مسلمون = الدعاية ضدنا، واعتقل أخونا احلبيب إرهابيون، واستغلت األحزاب هذه بني التي باألوهام الديمقراطية مع تفامهنا سوء يلتقي وهنا كامل، إبراهيم

اإلسالميني.

ال نعرف من أخينا املعتقل منذ سنني إال أنه رجل مؤمن وعاقل، فإن أثبتت قتل فإن حرص عىل منه، يتربأ أول من فنحن استحال سفاكا أنه احلكومة خصم سيايس فهو ال يصلح لقيادة حركة إسالمية، وإن كان الرجل ضحية محلة اإلبادة التي ذهب ضحيتها اإلخوان املسلمون من قبله، فأقل ما نطلب واألسباب احلقيقي القاتل وتفضح تربئه أن هو الديمقراطية احلكومة من اجلرائم أكثر لكشف أظن فيام كافية سنوات ثالث إن للجريمة، احلقيقية تسكتون مل اإلسالميون أهيا للتحقيق، اهلائلة وسائلها وللحكومة تعقدا، إال تكون ال األخوة إن قضيتكم؟ مصري هتدد االعتقاالت هذه ومثل

بمحبة، فأين أخوة اإليامن؟

إننا ننكر أشد اإلنكار قتل عمر بن جلون ونطالب بكشف احلقيقة، ونطالب برساح إخواننا اإلسالميني.

مطيع الكريم عبد أخونا يعيشها التي الترشد ظروف بإهناء نطالب

_ 54 _

املحروم من كفاءته وصدقه املحرومة وبلده بالرجوع إىل أرسته له والسامح وإخالصه.

كفوا عنا أذاكم يا من تكيدون لإلسالم رجاله.

اإلسالم أعداء إن واحدة، قضية اإلسالم قضية وإن واحدة ملة الكفر إن التفاهم اإلسالميني سوء يفرضهام عىل اللذين والرسية الغموض يستغلون بدائهم لريمونا صفوفنا تفرق التي األوهام ويستغلون الديمقراطية، مع رضورات نقدر وإننا حقدا، نضمر وال نكيد ال وإننا بنقائصهم، ويتهمونا السياسيني ومنافستهم، التدافع مع خصومنا الرصاع مع عدونا ورضورات مثل جانبية مناوشات يف غايتنا عن تلفتنا لن مجيعا الرضورات هذه لكن االغتيال السيايس، نعترب أن العنف، والتنظيم الرسي املؤدي حتام إىل عنف، ويستفزه املنكرات تستفزه شبابنا لكن - تدبري وسوء ونزق سيايس انتحار امللحدون بانتهاكهم للدين، ويثريه سكوت احلكومة عن هذه االستفزازات، فهو قمني أن يتحاور مع املستهزئني حوار عضالت، ويف هذا اجلو املبهم، جو أن الذئب عىل يسهل والباطل، احلق قوى فيه تتصارع الذي العائمة الفتنة

يتهم احلمالن وينشب فيها األظفار واألنياب.

ولكي يزول كثري من إهبام الفتنة، جيب عىل اإلسالميني أن خيرجوا للوضوح وهذا ما نحن بصدده.

رجاله بني تفرق وغايته، بجوهره الواحد اإلسالمي، الصف إن حيث من تصنيفنا للناس ليتأتى فيها رأينا نقول وخالفات أوهام نظرتنا يعرفوا أن والثاين األول التنبيه يف هلم أحتنا كام العمل أسلوب

_ 55 _

خطوطها يف اإلسالم لتجديد ونظريتنا املفتون اإلسالمي املجتمع إىل فيام خطوطها تباعا عليهم نعرض ريثام العام، جوهرها يف بل العريضة،

نكتب إن شاء اهلل تعاىل.

حركة اإلخوان املسلمني أهم حركة إسالمية يف هذا العرص وأوسعها أفقا يف شك ال ومستقبل وحارض كريم جهادي ماض وهلا نظرة، وأوسعها

ذلك.

يكونوا بأن الكبري الفضل لرجاهلا وكتب وجل عز اهلل باركها حركة تعرف واجلاهلية الطريق، لنا وييضء أضاء الذي والنور لألمة املوقظني األعظم الركن وإبادة عليها للقضاء قواها عىل وتركز احلركة هذه أمهية

بإبادهتا. من احلركة اإلسالمية يف بالد العرب

حركة رجال التبليغ، رجال الصرب واملصابرة والصفاء، تسري يف خطها بادئة بالرتبية األساسية، تربية اإليامن، وإن يف أسلوهبا حلكمة عميقة يعرفها من

الناس من عاداهتم وإخراجهم من ديار األنانية والقعود. جرب جر

البلد وبالد املسلمني بلغت يف جهادها شأوا وهي حركات أخرى يف هذا يف بداية جترهبا...

عىل حيث وبعضهم الغابرين آثار يتقفى بعضهم وصوفية، طرقيون هناك الفردي ويقبل عىل شأنه. الصالح

إطار يف والعميل الفكري النضج نحو ختطو إسالمية حركات هناك

_ 56 _

الديمقراطية، وأخرى تواجه اجلاهلية بالسالح كام هو احلال يف تركيا.

كان لو الكلية اإلسالمية احلركة يغني ما جتربتها ويف إال حركة من وما اإلسالميون بحيث ينتقدون أنفسهم هبدوء تعقبه االستفادة ال بانفعال يزيد

فرقة الصف عمقا.

من أخطاء احلركات اإلسالمية:

1. الفكر املقتضب املستقطب للعامل والناس، ومن ثم االنغالق عىل الذات، وادعاء اهلداية من دون العاملني.

2. ما ينتج عن هذا الفكر من تعصب لطائفة ضد طائفة، ومن عنف واستعاضة باالنفعال عن العمل الرزين البعيد املدى.

الداخلية يف الصف القوى التنظيم يعوق مجيع ينتج عنه اضطراب يف 3. ما روح عىل القضاء فيها تكتيكية أحالف إىل لالستناد ويلجئ اإلسالمي االنبعاث والذوبان يف تيار اإلسالم- الواجهة الذي تنصبه اإلرادات السياسية

احلائدة عن جادة احلق.

ثم بالعامل املسبق الواسع العلم منهاج رفضت إسالمية حركة من ما يف تربيته مع الشعب قوى عىل االستناد رفضت أو للعمل، املواكب املستعجلة األساليب آثرت أو الدعوة، رجال كل مع كامل تعاون نية عىل أسست حركة فيها. وذابت الفتنة شبكة يف وانتهت والعنيفة، فكر انعدام مع املمزق العريب بالواقع اصطدامها لكن اإلسالمي، اجلهاد رضورات ثم إسالمي، عمل وجهة يف الواقع من ينري الساحة يف إسالمي

_ 57 _

املال والتصالح مع العرب القوميني وامللحدين، حاد هبا عن النية األوىل فإذا هي منظمة عسكرية عربية ليس غري.

املنظمة، وهي مناعة من احلركات أقل العفوية الشعبية احلركات اإلسالمية تلك أو االشرتاكي بالفكر املغداة املنظمة القوى تتلقفها أن تلبث ال أيضا البارزة إىل الوجود شاكية األسنة والرماح، شعور إسالمي عميق حرك رجال اجلزائر ونساءها يف حرب التحرير، فامذا فعل بذلك الشعب الذي حيى من مواته بإسالمه أيام الرجولة والتضحية؟ إنه اليوم تسوقه أفكار ملحدة ونيات

جاهلية.

ما من حركة إسالمية إال وترتبص هبا قوى الباطل تريد أن حتتضنها باإلفساد للحركات سبيال جتد ال القوى هذه لكن وتبيدها، تكرسها أو والتمييع، اإلسالمية إال من كون هذه ال تريد أن تعرتف بأغالطها فتستفيد، وال تريد، فتجد مكاهنا يف عمل إسالمي دائرة فكرها وعملها أن توسع تستطيع أوال

موحد يسند فيه اإلسالميون ظهرهم إىل اهلل باستناد بعضهم لبعض.

فعل ومن املبيد، الضارب عدوهم فعل من حمنة يف اليوم اإلسالميني إن عدوهم املنافق املميع هلم، لكن وجود مواطن الضعف يف فكرهم وتنظيمهم هو الذي أتاح لألعداء أن يرضبوا ويعمقوا ويسلبوا من الصادقني ثقة الشعب

بعد أن أبادوا منهم الرجال.

مآسيها وذلتها، وإن عفوية للنجاة من متحفزة الشعوب اإلسالمية إن هذه قوة بإيران األحداث مرسح عىل مثال نشاهدها التي اإلسالمي االنبعاث يمكن أن تصلح بديال للفتنة املضطربة بأمتنا إىل مهاوي التبعية وذلة اهلزيمة، جيمعون كيف وتعلموا السيايس ووعيهم الدعوة رجال يقظة متت لو

_ 58 _

وإحياء للبناء منضبطة موجهة منظمة قوية واحدة قناة يف الفياض احلامس االنفعال أساليب اإلسالميون فضل إن جرم ال اإليامن، بامء األرض واالنغالق والتقوقع الفكري التنظيمي أن يظلوا عاجزين عن توجيه األمة يف بديال تكون وسياسية واقتصادية اجتامعية قواعد عىل اإلسالم بناء إىل اليقظة املستوردة، ولعل للقواعد اجلاهزة املشاكل زمحة األحداث وتشعب والوعي أخذا يعامن رجال الدعوة، فقد سأل دبلومايس مسؤول إماما إيرانيا عن مصري حركة الشعب اإليراين احلالية، فاعرتف اإلمام أن العفوية تصب الفتنة جذور تفهم وقيادة وفكر تنظيم ورائها من يكن مل إن املتاهات يف

التجديد. ومنهاج

املحظوظون من املسلمني حتت ظل األنظمة املفتونة، راضون عن األوضاع، الفتنة التقليدية راضية بحظوظها من املثقفة النخبة ومجلة الشعب ساخطة، النخبة االشرتاكية، ومن ضمنها طوابري ومندجمة مؤيدة أو ساكتة مستقيلة، للفتنة التقليديني االنحياز من جانب الغازية، ساخطة، أضف هذا اإلحلاد جراء من اإلسالمية احلركات ويصيب أصاب الذي التمييع ذلك إىل التنظري والتخطيط والتنظيم تعرف القاسية ومن جراء أغالطها يف ظروفها أسباب املعادلة التي يتخذها أعداء اإلسالم من بينه حجة عىل كل احلركات اإلسالمية، اإلسالم عندهم رجعية مع مخول ومخول مع رجعية. أو هو، إن ومن االشرتاكيون يزعم عنيف. وفشل فاشل عنف العبارة تنويع أرادوا يعربون إنام االجتامعي الظلم عىل بسخطهم أهنم املرتدين من ركاهبم يف ومجودهم بقعودهم التقليديني ويعريون قادته، فهم الشعب، سخط عن الفكري واستقالتهم، فهم يف التعيري مصيبون وهم يف زعمهم قيادة الشعب مثل سحيقة هوة اإلسالمي الشعب وبني بينهم التي اهلوة ألن وامهون، العمق بحيث يدركوهنا الشعب وحكامه، وهي الشك، من التي بني اهلوة جيدا وهم األذكياء، وال أدل عىل ذلك من زعمهم يف جرائدهم أهنم حيبون

_ 59 _

أن يعمقوا فهمهم لإلسالم وأن يربطوا بالشعب صالت أوثق، وجتد امللحد منهم ينافق ويظهر »احرتامه« ملعتقدات الشعب إن مل يكن من هذه الرشذمة اجلهنمية التي حتتل جامعاتنا ومدارسنا تعلم الكفر جهارا هنارا أو تسفه ديننا

وتكفر أبناءنا.

الفكري املذهب الصفحات ألن بالذكر يف هذه خصصنا كثريا االشرتاكيني بينام قوة، صفهم تزيد املثابرة جهودهم وألن مذهبهم، هو العامل يف السائد اإلسالمي الصف وبينام مبدئيا، استودعوه من له تنكر اإلسالمي املذهب تضعفه اخلالفات املذهبية وضيق األفق واالنفعال، ال يفقد االشرتاكيون الثقة التي اكتسبوها عند الشباب املثقف بفشل النامذج االشرتاكية الذريع يف بالدنا، أكاذيب بفعل املثقف الشباب ثقة من جدا كثريا اإلسالميني نحن ونفقد

اإلسالم - الواجهة وفشله وفساده.

األستاذ االشرتاكي أشد حربا عىل تالميذه، وأكثر تضحية يف سبيل إعانتهم وتفهيمهم وتنجيبهم من كثري ممن يدعون أهنم مسلمون، بل إن من يزعمون فهم الواجب. وتضييع للخمول حية نامذج أساتذتنا من مسلمون أهنم الوجه الثاين لإلسالم الذي يعرضه دعاة االشرتاكية عىل تالمذهتم دليال عىل وسائل يعرضوا أن بعد وتعصب عنف أو ومجود مخول وأهله اإلسالم أن اإليضاح من واقعنا املؤسف، واقع الرشوة والفساد اإلداري والفقر واملرض

واجلهل وما جيري يف ركاهبا من املخزيات.

هو نقصده وما أنفسنا، بأخطاء واعرتفنا بالذكر، االشرتاكيني خصصنا اخلروج من مناهج التعمية والرثاء للنفس إىل منهاج املوضوعية والوضوح، التنظيامت احلزبية، اشرتاكية أو غري ذلك، رجال ونساء ندعوهم ومن وراء من دعوتنا سامع إىل أقرب قومنا بني من الواعني أن إلينا وخييل اهلل، إىل

_ 60 _

القاعدين اخلاملني من املسلمني بام أفسدوا من إلينا أن الواعني. وخييل غري سمعة اإلسالم أحق أن يؤخذوا بتهم التعصب واالنصياع للفتنة من العاملني يف حقل الدعوة املعرضني للغلط كغريهم من الناس، لكنا نجزم أن الدعوة إىل اهلل تعني الدعوة إىل باب واسع مفتوح للخاصة االجتامعية وعامة الشعب، منه يولج إىل معني الصدق أمام اهلل عز وجل، هذا باب التوبة، لذلك نتصور ونقبل ونرجو أن جتتمع كلمة كل ذي إرادة إنسانية ومروءة وكل ذي إيامن عىل

كلمة سواء كلمة اإليامن والعدل.

نريد أن نجمع فسمينا هذه املجلة مجاعة، فمنها نرجو أن يسمع نداؤنا، لكن معظم الشعب ال يقرأ، وإن قرأ ال يفهم، وال تتكافأ فرص العمل أمامنا مع فرص رجال احلكم الذين يسيطرون عىل وسائل اإلعالم، وال مع األحزاب السياسية ذات الوسائل الطائلة، فلنا مرشوع عميل ومطالبة أساسية هتدف إىل

إعادة حقنا إلينا يف غشيان املساجد.

إن هبذا البلد قريب من مخسة عرش ألف مسجد حسب اإلحصاء الرسمي، والتعفن واإلجرام متفشية األمية وأن جاهل الشعب أن تشكو واحلكومة يعرتفون بلدنا يف الدولة رجال االجتامعي، والظلم واملحسوبية اخللقي الشعب تعليم يف يفلحوا مل الدينيون واملوظفون األمراض، هذه بوجود لتعليم التطوع من متنعنا حني نفسها مع احلكومة تتناقض فلم وختليقه،

الشعب يف املساجد؟

نريدها خطوة ذات مغزى سيايس أخالقي بدخولنا للمسجد بنية عمل إنجاح النور ونبث الفتنة له نرشح بالشعب االلتحام خالل من اإلسالم قضية حولنا من ونجمع الوعي عقله يف ونبث الروحية، واليقظة قلبه يف اإليامين

إرادات اخلري.

_ 61 _

إنه مرشوع عمل يريد التضحية وااللتزام وليس مرشوع محلة كهذه احلمالت املجعجعة التي متوت قبل أن تولد.

دخولنا للمسجد إن شاء اهلل خطوة عملية وبداية نشاط للتوعية واإليقاظ ثم التنظيم، وهذه املجلة نريدها أداة تعليم واتصال وتعارف.

يعمل وإنام امللتزم، للتطوع إرادات الضامئر وتظهر تستيقظ أن ننتظر فنحن معنا من يدرك بعمق أن:

مالية كلها للجهود وبذال تضحية يتطلب عالية قضية إلنجاح العمل .1ونفسية وزمانية.

من جدا مهم أسلوب هو الرصيح باملوقف واخلصوم األعداء إحراج .2أساليب العمل، ذلك حتى ال تسول ملوظف نفسه أن يمنعنا من املسجد كام

منعنا منه يف شهر رمضان األخري.

3. العمل يف امليدان هو خري وسيلة للقضاء عىل اخلالفات املذهبية والشخصية التي تفرق الصف اإلسالمي.

واسعة، لنا يفتحها التي اآلفاق لكن حمدد، واضح للعمل مرشوعنا مذهبية خصومات فيها وسنجد واستعدادا، عفوية املساجد يف سنجد إىل تابوا وآخرين الفساد، من هرب شبابا فيها وسنجد وشجارات، اخلليط هذا ماركس، من عادوا وآخرين ورجولة، طهارة ينشدون اهلل احلق إىل العطشني الشباب ومن اهلل، للقاء يستعدون الذين الكهول من

_ 62 _

ميدانا وال وختديره، الشعب ملنافقة جماال املسجد نتخذ ولن الشعب، هم إلذكاء نار اخلالف، بل ندخل إليه بكلمة املحبة وبشارة نرص اهلل.

املستشعرة اجلاهلية برساويل املكتسية الفتنة جلهاد ثكنتنا املسجد سنجعل احلقد بدوافع ال بالرتبية لكن والغوغائية االنفعال بأساليب ال بشعارها، والغضب لكن بدافع الوالية بني املؤمنني واألخوة املقتضية لبذل املال والنفس

لتكون كلمة اهلل هي العليا.

فمن املسجد نبدأ، ومن موقفنا هذا ومطالبتنا هذه األساسية يتميز موقف كل أحد منا، من مل تكن له ذمة تشعره بمسؤوليته أمام اهلل والناس يأيت املسجد استجابة لندائنا وال عن استقالل. واحلكومة إن كانت تريد احتكار املساجد مع أهنا تدين بالديمقراطية تناقض نفسها نقاضا فظيعا، وعىل أي فهو موقف لنا واضح حني نطالب بحقنا يف تعليم الشعب، وسيكون موقف الناس منا واضحا أيضا سواء منهم من شكك يف نياتنا ومن اختذ أساليب التسلط حيالنا.

املسجد دخولنا لتنظيم نتصل أن البد ثم الصاحلة، النيات بروز سننتظر والتعاهد عىل أداء رسالتنا فيه واالستمرار يف ذلك األداء مهام كانت التضحية، فقد يكون من الالزم أن نعيص األوامر املتعسفة التي متنعنا من املسجد، وقد يكون من الالزم حتمل عواقب هذا العصيان، عصيان اخللق يف مرضاة اخلالق،

وعن جهاد رشيف.

ما إليه غري نطلب فام ثقته يعطينا أن نستجمع صفنا، من شاء سننتظر حتى نطلبه إىل أنفسنا، ومن هذا الذي نطلبه سعة األفق، وسعة الصدر، واالستعداد

للقاء اهلل يف كل حلظة.

_ 63 _

يف هادف كموقف املسجد دخولنا اهلل بحول أعلنا صفنا استجمعنا ومتى اجتامعية أخالقية وخطوة جهلته، وإنام الشعب تعلم مل التي الفتنة وجه املزيفة، نكرس احلواجز إليه من عليائنا الفقري، نخطوها بالشعب لاللتحام اعتبارات نحن ضحيتها وصانعوها الشعب بيننا وبني التي نصبها الطبقية

معا.

ديننا فيه نتعلم اإلسالم عهد أول كان كام رباطا املسجد نتخذ أن نريد ننطلق، وحوله املسجد اإلسالم، ومن أمر جتديد وندبر ونسوي خالفاتنا الشباب هذا توقان يف املتمثل اإلسالمي بالدفع لاللتقاء نشاطنا، ننظم الذي املكبوت الشعور يف املتمثل الفتنة، واقع عاف وقد لإليامن املسلم هبام. لعب قد الشعب، قيم وهي وقيمه، اإلسالم بأن الشعب قلب يمأل حبة مثقال له مؤمن كل واجب من عاطفتان الشعور وهذا التوقان ذلك نحن ما إىل تؤول إرادية قوة منهام ليبني يسعى أن ووعي يقظة غرية من فيه من ديارنا، وما نحن دنيا اجلاهلية من حولنا وخالل فيه من ضياع يف االجتامعي الظلم لظاها يؤجج اجتامعية وكراهية ناهبة، اقتصادية فوىض قوة منها ليصنعوا اجلاهلية اإليديولوجيات أصحاب بسدانتها ويقوم طريق عن إال امللحدين ذهن يف تتحقق ال أهدافها أن مجيعا نعرف ثورية أنه سبب ختلفنا ويزعمون غيبية وخرافة، يسمونه الذي ديننا القضاء عىل

وفشلنا. وتظاملنا

مسلم الشعب أن والنتائج بالعمل نربهن أن اإلسالميني معرش علينا ينصبون الذين مع وال الواجهة، - اإلسالم مع ال يتحرك ولن

_ 64 _

أنفسهم وكالء عنه يلوحون له بشعارات االشرتاكية، احلل الوحيد عندهم أدوائنا.

علينا أن نفهم أن املوقف اخلطري، الذي تقفه األمة يف هذه الفرتة من تارخيها لدينها بالرجوع إال األمة منها تنجو لن ورطة منهزمة، متداعية متأرجحة

رجوعا عىل أنفسنا بالنقد وإىل ربنا نخلص له الدين.

إننا مل نحكم بام أنزل اهلل إننا مجيعا مسؤولون عن ضياع ديننا وإحلاد شبابنا، اهلل، أنزل بام احلكم إىل نعود حتى ظاملون فاسقون كافرون أننا علينا فحق احلاكم واملحكوم يف هذه املسؤولية واللعنة يأخذان عىل حسب ما لدى كل

منهام من سلطة وإمكانيات.

وبام أن هذه الديمقراطية أزالت عنا عذر القعود حني أباحت للناس مجيعا أن يتكلموا ويتجمعوا ويتنظموا فإن مسؤولية كل مؤمن يقعد بعد اليوم كبرية، وأن نصيبه من لعنة الكفر والفسق والظلم يتعاظم بام أتيح له من إمكانيات

فرط فيها.

تكلموا يا مؤمنني إن الساكت عن احلق شيطان أخرس يف كل الظروف، وإن الساكت عن احلق حني يدعى للشهادة باحلق أشد شيطنة وأحق باللعنة.

القرآن؟ تقرأون أما العليا، هي اهلل كلمة لتكون مؤمنني يا اعملوا اجلهاد صفاهتم من وذكر إال املؤمنني لنا وصف ما وجل عز اهلل إن احلق بكلمة ونبخل واإليامن اإلسالم ندعي بالنا فام والنفس، باملال

_ 65 _

نبلغها اآلذان، وننكص عن خطوة يف اهلل تقربنا من اهلل؟

الكون يف أظهر ما وجل عز اهلل أن نعرف أن املؤمنون، أهيا علينا، جيب هذا الفسق واإلحلاد والظلم عجزا عنه سبحانه أن جيعل الناس أمة واحدة األعامق منا بلغت حتى باجلاهلية ابتالنا سبحانه لكنه احلق، كلمة عىل العمر، فرصة وهي دينه، ونرصة لنرصته النهوض فرصة بذلك لنا فأتاح وقعود، غفلة حلظة فهي اهلل يريض عمال فيها نعمل ال متر حلظة وكل واخلنوع واالستكانة اجلمود نظام يتكون وقعودنا غفالتنا جمموع ومن اإلسالم عىل وآباؤنا أشياخنا ربانا الذين نحن األمة، هذه عىل املخيم نسجنا خيوطه وجلينا به أمتنا بسكوهتا واستكانتنا إىل هذه العيشة الرخوة املرذولة التي نرهن هبا عوضا من حياة اجلهاد التي يرشف اهلل هبا من أحب اإلمام قولة بالذل«، هذه اهلل اجلهاد إال رضهبم قوم ترك »ما املؤمنني من املجاهد خليفة رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم الصديق الصادق، يا ويلتنا لنتمنطق هنضنا إن برشانا ويا ! والفسولة والرخاوة العبث يف متادينا إن التقوى لباس ذلك املؤمنني، حمبة ونستظهر اهلل خشية ونستشعر بالصدق وبه نتسلح لنواجه الظلم األعظم ظلم اإلحلاد والظلم األقتم وهو األهون لو قمنا قومة رجل واحد وقلنا كلمة احلق بلسان واحد ودفعنا بيد واحدة

يف صدر األوثان.

وكل مسلم كل إىل لنحمل منه وننطلق املسجد يف صفنا نوحد أن نريد الدعوة لإليامن واجلهاد، جهاد من أجل أن ينترص الدعوة إىل اهلل، مسلمة اإليامن عىل الكرب وينترص العدل عىل الظلم، جهاد من أجل أن نكون نحن الذين نمثل، إن قمنا وعملنا، اإليامن واملطالبة بالعدل، لنا وزن يف امليدان.

_ 66 _

ولكي يكون لنا وزن وفاعلية ينبغي أن نوحد إرادتنا ونعمل حتى تصبح هذه اإلرادة واضحة لنا يف صيغتها كمطالبة، ويف رشوط حتقيقها كهدف سيايس قادهتا نحن واحدة حركة يف الشعب مع إليه ونسري املبعثرة قوانا له نجمع

الطبيعيون.

عن النقطاعهم وفشلوا بلغته، الشعب خماطبة يف االشرتاكيون فشل لقد الشعب يف كل جتارهبم، يف مرص حتت طاغوهتا الغابر ويف غري مرص، فام حققوا ولن استطاعوا، ما ألهنم إليها سعوا التي االجتامعية االقتصادية األهداف األساسية يف القوى يعبئوا أن الشعب، أجنبيا عن داموا جسام ما يستطيعوا دار اإلسالم، وهي قوة الشعب املسلم املستضعف الرازح يف سالسل البؤس

واالحتقار والذلة.

علينا أن نحيي يف أنفسنا ويف الشعب شهامة اإليامن، علينا أن نواجه، انطالقا إدارتنا يف وكلياتنا، مدارسنا يف جتمعت، حيثام الباطل قوى املسجد، من الفاسدة، يف كل بقعة وكل مؤسسة تداس فيها كرامة الشعب ويستهان فيها

بقيمنا.

من املسجد نريد أن تنطلق كتائبا لتعبئة القوة السياسية الوحيدة، قوة الشعب بمناسبة الشعب تتملق التي احلزبية التنظيامت هذه وما املظلوم، املحقور

االنتخابات إال تنظيامت طبقية تكذب عىل الشعب وتعيش عىل ظهره.

من الناس من قرأ بعض ما كتبته يف الدعوة إىل اهلل بحكم أنني صويف متطرف، ومن رجال الدعوة يف بلدنا من فرغ من تصنيفنا يف أرض الرشك والبدع ملا واألوهام األحكام هذه لرتبيتهم، واستصوابنا للصوفية انتامئنا من عرف تنشأ من احلكم عىل القال والقيل، وكثريا ما قلنا إلخواننا األحبة من رجال

_ 67 _

الدعوة، يا قوم إننا عارشنا هؤالء الصوفية أعواما طويلة يف احلل والرتحال، واسمعوا والقيل القال عنكم فاطرحوا حقيقتهم وبلونا والليل، النهار يف إىل منه التهمة إىل أرسع هو من الناس ومن ماتت، الثقة لكن ! شهادتنا اختبار احلقائق، نعم ربانا الصوفية جزاهم اهلل عنا خريا، فوجدناهم أصفى يف إال خاصمناهم ما اهلل، عىل إقباال وأشدهم مهة وأسامهم قلبا الناس بعض يستنبطها ترهات عن سكوهتم ثم االنزواء، أسلوب عىل تعودهم

الطائشني ممن ينتسبون إليهم ويلصقوهنا هبم.

بعض، عن بعضهم اإلسالميني حتجب قامتة ستور واألسامء األلقاب إن فمن كانت له أفكار صغرية انحجبت عن إخوته احلقيني وحتزب يف طوائف بمحبة إال واهلل ال جنة وإنه بالضالل غريها، وترمي لنفسها اهلداية تدعي وسلم، عليه اهلل صىل اهلل رسول قاهلا بل قلتها أنا ما إيامن، وال املؤمنني

فأفشوا السالم بينكم يا أهيا املؤمنون لعلكم حتابوا فتفلحون.

»إنه عني: قال من فمنكم اآلخرين، وكاتبت ببعضكم االتصال حاولت من ومنكم جيب، مل من ومنكم التصوف، داء وهو خطري« بداء مصاب شاكلته عل يعمل كل ﴿قل وجل: عز اهلل بقول متثل من ومنكم اعتذر،

كم أعلم بمن هو أهدى سبيال﴾ سورة اإلرساء:84. فرب

شاء إن مددا كثرية عددا قليلة ونيات ذمم وراءها ومن املجلة هذه بني والتعارف للتالقي وذريعة للتعبري منربا تكون أن أريد تعاىل، اهلل للصمت إال األوهام عقولنا يف عششت ما أمجعني، الدعوة رجال تبنينا جانبه، من كل ألننا، إال وطوائف شيعا تفرقنا وما املفروض

_ 68 _

التي ضاع يف عهدها التي فرقت األجيال العميقة اجلذور املزمنة اخلالفات مسلمون رجال نحن كلها، امحلوها أو كلها األلقاب اطرحوا اإلسالم، ورجال تبليغ وصوفية وقرآنيون سنيون، نحن مؤمنون عىل كتاب اهلل ورسوله

وكفى، وجماهدون نريد وجه اهلل.

إن الفراغات الثالثة املطابقة لتنبيهايت الثالثة تفتح لنا، معرش اإلسالميني، حيز واسع جدا للعمل املجدي البناء:

أ. فراغ الفتنة ف جمتمعنا ليحل حملها احلق والعدل.

ب. فراغ الفهم لإلسالم لنخرج من اإلسالم الفردي لإلسالم اجلهادي.

ج. فراغ عدم الثقة واألوهام ليحل حمله الصدق والحبة واألخوة.

وقد آن أن ندعو عىل هذه الصفحات كل من له قلب ينبض باإليامن إىل اهلجرة املسؤولية واالنضامم إىل من عادات االستسالم واالستقالة إىل مرشوع محل يتهم قبل أن إننا نمد يد األخوة للمسلمني كافة ونخرب كل من ال املؤمنني، خيترب أننا نذرنا أنفسنا هلل ننصح للمسلمني ونعمل ال نريد بالنصيحة والعمل رئاسة الدنيا فهي تافهة، نريد درجة األخرية، نريد قبل الدرجات وجه اهلل عز االستقامة تكون أن ونريد االستقامة، أنفسنا عىل مسلك إننا نحمل وجل، رشطا يف من هاجر إلينا، فمتى مل يبلغ من سعة األفق وعمق املحبة اإليامنية ما به ينفتح انفتاح الثقة واملودة لكل اإلسالميني مهام كانت ألقاهبم فلن يكون يف صفنا عنرصا جامعا، ومتى كانت تعرس عليه العبادات وقيام الليل وإنفاق ماله يف اهلل فلن يكون لنا رفيقا يف سفرنا إىل اهلل، بل يكون لنا عرقلة، ومتى كان

التعلم والتعليم والعمل املبرص

_ 69 _

مهامت ال يقدر عليها فلن تزيدنا هجرته إلينا جذوة، نريد سمتا إسالميا وقدرة والشبهات، الصعاب ترتصده املخلص العمل ألن والصرب التحمل عىل املستضعفني نريد أن نربز يف واجهة عملنا شعار اإليامن والعدل، فنحن مع الوارثني، نحن مع املساكني، نحن مع رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم القائل:

»اللهم احييني مسكينا وأمتني مسكينا واحشين ف زمرة الساكني«.

سيدنا عل صليت كم حممد سيدنا آل وعل حممد سيدنا عل صيل اللهم سيدنا آل وعل حممد سيدنا عل وبارك إبراهيم، سيدنا آل وعل إبراهيم حممد كم باركت عل سيدنا إبراهيم وعل آل سيدنا إبراهيم ف العالني إنك

محيد جميد.

_ 70 _

بسم اهلل الرمحن الرحيم

يف البحث عن موقفأمحد املالخ

احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات والصالة والسالم عىل سيد املخلوقات نا وعىل آله الطاهرين وصحابته أمجعني وتابعيهم بإحسان إىل يوم الدين. ﴿ربذين آمنوا عل ف قلوبنا غال لل يمن وال ت خواننا الذين سبقونا باإل اغفر لنا وإل

حيم﴾. صدق اهلل العظيم نا إنك رؤوف ر رب

اللهم اجعلنا من شهداء احلق، القائمني بالقسط.

شهادة احلق والقيام بالقسط طلبة املحسنني ودعاء املؤمنني الصادقني وسبيل يف اإليامن وحتبيب الناس بني العدل لنرش احلق، كلمة إلعالء املجاهدين املسجد حمراب من فيخرجوا وتنفسح، صدورهم تنرشح حتى قلوهبم وبراهني صدقهم ظاهرة يف أعامهلم وسلوكهم ليحملوا رسالة رهبم إىل خلقه اإلنسانية وقيادة الناس عىل الشهادة وليستحقوا هادف مجاعي عمل يف

وحتقيق النموذج اخلالد.

ف السياسةطلب يف والقصد والفعالية الوضوح إىل يصبو عمل كل أمام ترتاكم أن وجيب نتجاهلها أن يمكن ال عقبات األهداف نحو والسري احلق احلضاري اإلرث ذلك إىل راجعة أسباهبا كانت وربام منها. موقفنا نحدد وجودنا ملعامل استبانتنا عدم غموضا يزيده والذي املتخلف الثقيل والثقايف فهم يف ونتحجر التاريخ، فهم يف فنضطرب ومستقبال، وحارضا ماضيا

_ 71 _

النص وحتجب عنا مقاصد وجودنا وعملنا يف الزمن الذي نعيش فيه، وال ضعف إىل األسباب رجعت وربام معها، نتعامل التي البيئة طبيعة نفهم األرض إىل بنا فتخلد الدنيا إىل ونستكني فنهن العزيمة، وغياب اإلرادة والولد واألهل وامللبس واملأكل واملصنع املال يف ونتنافس اهلوى ونتبع الناس سائر عىل تتميز الكريم، القرآن يصفها كام مرتفة، طائفة منا وتظهر باضطراهبا السيايس وسلوكها األخالقي املائع، هنن ونستكني فنهاب الناس فنخشى ونستكني هنن اهلل، كعذاب الناس فتنة ونجعل أنفسنا ونحقر تصنيفنا واحلكم علينا بمعايري اخرتعوها عن قصد واجرترناها دونام وعي

حتى سهل عليهم تفريق املجتمع منا ومتابعة املنزوي الفار بدينه.

عن للتعبري التنظيم يف احلق يعطي الذي للقانون سواء عقبة، أول إن الرأي واختاذ املوقف ومطالبة احلقوق، وسواء للشعب الذي يتأجج محاسا ويطرب كلام سمع حركة إسالمية صادقة تسعى لرفع الظلم ونرصة املسكني واملستضعف، إن أول عقبة بالنسبة هلؤالء، وأولئك هي كيف يمكن اجلمع بني فتح اآلفاق اإليامنية االحسانية، آفاق اكتامل اإلنسان إنسانيته وإخراجه والعمل التنظيم وبني اهلل، إىل فالتقرب التكريم مستوى إىل حيوانيته من السياسيني يف زمن تفاقمت فيه أزمة الثقة بني احلاكم واملحكوم وبني حامل

علم ومتبتل يف املحراب وعامل يف املصنع وتاجر وزبون...

والتنظيم، واملعارضة والرأي التعبري حرية تعطي الديمقراطية كانت إذا واعي، إسالمي عام رأي تكوين يف بحقنا نطالب اإلسالميني نحن فإننا لنرش التارخيية األحداث يستغل جاهيل أو مفتون لفكر املجال نرتك فال آخر إىل هبو من املتنقل الشيوعي باحلاج لنا حاجة فال ايديولوجيته.

_ 72 _

اإلشرتاكية باجلريدة وال املاليري صاحب باالشرتاكي وال األنيق، قرصه يف التي تستغل كالم رجل مسلم للدعوة إىل مذهبها، فتأخذ منه ما خيدم قضيتها وترتك ما يتصل باإلسالم، نريد فضح املؤامرات واملغالطات. أال يعلم احلاج ال واإليامن اإلحلاد الشيوعي أن املاركسية واإلسالم عىل طريف نقيض!؟ باهلل اإليامن هو أبنائه حيب الذي والشعور اإلسالم دينه جمتمع يف جيتمعان كام الصالة، نداء جييبون أفرادا يضم الشيوعي املؤمتر كان فإذا وبرسوله، الساحة اإلسالمية فارغة من رأي أخربين بذلك أحد زعامئهم، فام ذلك إال العليا يف عام إسالمي ومرشوع عمل إسالمي تستثمر فيه املشاعر اإلنسانية طلب العدل وإقامة اإليامن، وما هؤالء املؤمنون إال مستغلون لغاية لن يرضوا يف يساريون مسلمون البعض سيقول أصحاهبا، نيات عىل اطلعوا إن عنها انتامءاهتم عن يدافعون يمينيني مسلمني نقيض واالستبداد، الظلم مواجهة السياسية وطبقتهم االجتامعية ومصاحلهم املادية، وتربز طائفة ثالثة تقول بأهنا القرآن إن نعم هبا، لنا حاجة ال ضالة مفاهيم ووسط، ويمني يسار وسط. التي نجدها املنحرفة تتفق واالستعامالت ينص عليها ولكن يف مضامني ال يف سوق السياسة، وسوف نتكلم عن الوسط واألمة الوسط يف العدد الثاين

للمجلة إن شاء اهلل.

فلامذا مواطن لكل السيايس االنتامء حق تعطي الديمقراطية كانت وإذا أو التقدمية اسم حتت املتسرت الشيوعي للحزب ينضم أن للمسلم تسمح ومبادئه؟ أفكاره خيدم حركي جتمع يف التنظيم حق من ومتنعه االشرتاكية الدستور يف نقرأ الدولة؟ عن الدين فصلت الييكية ديمقراطية أهي اإلسالم هو للدولة الرسمي الدين أن العامة احلريات ينظم الذي سيايس تنظيم يف الناس دنيا إىل نخرج أن نريد الفصل هذا باسم ونحن، نعرض ال وحتى بعضنا بأفهام علقت التي األوهام نبدد حتى مرشوع

_ 73 _

إليه. ندعو الذي والوضوح تتناىف التي الرسية خماطر إىل إلينا ينضم من فلتطمئن الديمقراطية أن عملنا لن يقبل اخلوض يف املاء العكر. لكن كلامتنا

لن ختجل أمام الظلم، إهنا كلمة حق وبالغ رفيق، بالغ وهدى ورمحة.

الشعب أي عملية إىل السلطات الديمقراطية هي علمية تسليم وإذا كانت املؤسسات وبناء الشكليات تعترب وحمكوم، حاكم وبني طرفني، بني تقع الترشيعية واملفاوضات بواسطة اهليئات املنتخبة ويف غياب األمة، فإن عملنا لن يكون يف تزكية ما هو كائن، ولكن مطالبة ما جيب أن يكون عليه جمتمع إسالمي إرادته يف التغيري تعرب عنها املطالبة باحلكم بام أنزل اهلل حتى تكون الرتبية قد سبقت املظهر وحتى ال نتعرض لنفس األخطاء التي وقعت فيها

اإلنسانية وجتارب األمم يف هذا امليدان.

العليا املشاعر استغالل هو سياسية حركة كل يف األسايس الفاعل إن العبد شعور بالعدل. كالشعور والتغيري العمل إىل لدفعه اإلنسان عند هتييء رضوريا كان وهلذا املستبد، ذلك طرف من استعباده لنفي املسكني زمنا يتطلب التحرر. وهذا إىل مستوى العبد قيمة لرفع العام الشعور هذا تعرها ومل اإلسالمية احلركات جل عنها غفلت متظافرة وجمهودات كبريا ملا وخصوصا الضالة األخرى الدعوات فاستغلتها عناية من تستحق ما وتاجرت ومتلقت باأللقاب وتنابزت ووزعت اإلسالمية الدعوة بعضت

يف الدين.

وسمته امللك إىل التابع املحكوم العبد ذلك الفرنسية الثورة حررت فصارت التارخيية، وثيقتها يف عنها أعلنت سياسية حقوق له مواطنا األسامء، بدل الذي الشكيل التغيري هبذا مقرونة الفرنسية الثورة نجوم

_ 74 _

أعطتنا روبيسبيري، حفيد أولئك الذين اعتربوا فيام قبل قطيعا وخدما، وأعطتنا فرنسا، يف البائد العهد يمثلون الذين االقطاعيني أوالئك حفيد مريابو اقرتحه ما لينفذ لينني فجاء بالعمل، العبد حترير طريق ماركس ووضع وكان القيرصية، روسيا يف معني، وزمن ظرف يف ذلك وجتىل ماركس. ثورة بعد »الرفيق« وأصبح العنيف، الرويس الفالح ذلك »املوجيك«، املثايل، يف عهد ستالني )ولنذكر أكتوبر 1917 والذي كان صورة اإلنسان

معه عصاه(.

اإلنسان؟ أين لكن »رفيق«؟ وصورة »مواطن« صورة األسامء: غريت منحته احلقوق والضامنات االجتامعية، وتركته ضحية مؤامرات ملنافع معينة طبقية، ديكتاتورية ثقل حتت جعلته أو ضخمة خاصة مصالح وتكتالت وذلك لسبب واحد وجيل وهو عدم حترره الفعيل من براثني العبودية للغري.

أعادت الديمقراطية اجلديدة يف الصني الشعبية طرح »عامل األشخاص قبل عامل األشياء« أي إعادة تقويم جديد لإلنسان قبل بناء مصانع جديدة وطرق جديدة وسدود كبرية،،، فاستطاعت أن تغري من عنف املاركسية الكالسيكية حيوانا اإلنسان اعتربت حينام اهلدف أخطأت لكنها املذهبي، والتزمت

أرضيا وقطعته عن بعده الروحي.

سياستنا تكريم لإلنسان

ولآلخرين. لنفسه تقديره اإلنسان، لقيمة تقدير إعادة إىل حاجة يف إننا نصوص وضع وال الوضعية املذاهب استعارة ذلك يف ينفعنا ولن بانتامئها العميق شعورها وعن األمة واقع عن مقطوعة وترشيعية

_ 75 _

لإلسالم. حاول نابليون تغيري ما اكتسبه الفرنسيون من شعور بالتحرر فلم يستطع رغم ما حصل عليه من انتصارات عسكرية أرهبت أوربا، وحاول أتاتورك أن يستعري من أوربا الغربية نظامها فلم يفلح، وحاول عبد النارص يف سوكارنو فشل كام فشل ففشل، نظامها الرشقية أوروبا من يستعري أن أندونسيا وكام فشل »بوتو« صاحب مؤمتر الهور يف باكستان وكام فشل ابن جالد العلامء يف املسجد يف إعادة الثقة إىل الشعب الثائر عىل الظلم بترصحياته وسأظل أؤديه، أن جيب التزام عيل بأن أومن »إنني الشاه يقول ووعوده، 240 كذلك إىل أن حيني أجيل إنني رجل صويف إىل حد كبري« )العريب عدد

ص 16(.

لوموند فقط حمرر جلريدة املنزيل أثاثه قيمة قدر ملتزم، كبري إىل حد صويف بالدرهم يعادل ما أي دوالر مليار 15 ب )1978 )دجنرب الدبلوماسية

املغريب )6750 مليارا(.

صويف كبري يف هذا الثراء وحاج شيوعي يف فلته األنيقة واشرتاكي ذو ماليري ينتقل يف سيارات ختتلف وتتنوع حسب املناسبات. بئست السياسة هذه.

للرقيق. حل إجياد يف أتينا ديمقراطية فشلت كام أولئك كل فشل نعم، وجاء اإلسالم الذي ارتضاه اهلل للناس دينا باحلل الناجع حترير اإلنسان من العبودية إال له وتكريمه عىل مما سواه، عرض علينا املنهاج الصحيح اخلالد

للبحث عن الكامل اإلنساين.

واخلالفة النبوة عرص يف اخلالد بالنموذج والتكريم التحرير هذا بدأ حينام وصفني، اهلجرة بني ما فرتة سنة، أربعني طال النبوة، منهاج عىل

_ 76 _

كانت دعوة ودولة فلم يكن طاغية مستبد يف شخص حاكم، وال عبد مستعبد يف شخص حمكوم. فعندما فقد الفرد الشعور بكرامته وكرامة اآلخرين فسد سلوك األفراد يف األخالق ويف أعامل احلكومة أي يف السياسة وفقدت احلضارة

اإلسالمية روحها مع فقدان معنى تكريم اإلنسان.

أما بعد صفني، بعد فصل الدعوة عن الدولة، عهد تقهقر الدولة اإلسالمية فنجد يف فرتاهتا املتالحقة، فرتات الفتنة، رصخات حتتج عىل ضياع اإلنسان فظهور احلكم. أعامل ويف األفراد سلوك يف والعدل اإلسالم روح وتقهقر هذا صور من صورة إال هو ما املغرب تاريخ يف واملوحدين املرابطني

االحتجاج.

أخرج ابن سعد يف طبقاته أن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه سمع مولودا يبكي ألن أمه فطمته كي حتصل عىل منحة يدفعها بيت املال لألمهات الفواطم. فأذاع اخلليفة يف املدينة الئحة باألمهات املرضعات يقول هلن: »ال تعجلن صبيانكم عىل الفطام فإنا نفرض لكل مولود يف اإلسالم«. من أي زاوية اعتربمتوها يا من هيتم بالزيادة يف األجور والتعويضات؟ أين نصيب املحرومني من العيش

الكريم والدفاع عن املستضعفني يا منظمي فاتح ماي؟

منحة أم استثناء بدون الشعب أطفال لكل الرسمية للحضانة تنظيم أهذا األمومة لكل األمهات دون ميز واعتبار؟ ظاهرة فردية لرجل دولة يرصخ: ضمري سمو أمام لسنا املسلمني«. أوالد من قتل كم لعمر! بؤسا »يا اإلنسان قيمة أدرك مؤمن نظرة أمام لكن اجلمهور، نحو بواجباته هيتم أو إنسانية جمرد الرضيع الطفل يف عنه اهلل ريض عمر ير مل األساسية. والتي تقدر ال التي القيمة فيه رأى بل شخصه، يف املجتمع حضور جمرد

_ 77 _

وضعها اهلل يف جوهره قبل أن يولد يف هذا العامل، وقدرها عز وجل يوم كرم آدم عليه السالم.

أقعده من فيها لقرية بؤسا ويا جيعان، وجاره شبعانا بات لرجل بؤسا يا العوز وأهنكه املرض وأضله اجلهل وقومها غافلون الهون. ويا بؤسا لوطن استغلت ثوراته فئات ظاملة لنفسها ولغريها، حمتكرة خلريات البالد، مرسفة يف

ملذاهتا، ومبذرة ألموال األمة التي جعلها اهلل للمساكني قيام وقوة.

واجلور والفحشاء الفساد نعادي إنام أحد، عىل نحقد وال أحدا نعادي ال لكن تكريم، نظرة هي خملوق هو حيث من اإلنسان إىل نظرتنا والطغيان. يف اهلل برشيعة تتحدد املجتمع يف سلوكه وإىل هبا يقوم التي لألعامل نظرتنا األرض. ال نيأس من حاكم مفتون أو سيايس جاهيل مغرور، وال يغرنا عابد زاهد وال عامل ذو ذالقة لسان. يف املؤمن جاهلية جيب تربيتها كام يف اجلاهيل

لطيفة ربانية جيب تزكيتها.

هاجروا نصوحا، توبة اهلل إىل توبوا اآلخر، واليوم باهلل يؤمن ملن نقول أيديكم كفوا الظلم، ارفعوا العدل، أقيموا اهلل، وانرصوا ورسوله اهلل إىل العليا وثاروا ضد الناس. ونقول ملن استغلت مشاعرهم الرمحة يف وانرشوا الظلم ومل يرضوا بام نحن عليه، أن ال سبيل إلقامة الدين إال بإقامة العدل، وال سبيل لنرش اإليامن إال برفع الظلم، ألن اإلسالم ليس جمرد جمموعة من العقيدة الكالمية ومجلة من املناسك والشعائر فقط، بل نظام صالح ومنهاج شامل، قائم بالقسط، شاهد عىل الناس. إن اإلسالم وحيد صنعه ال حيتاج إىل عكازة أجنبية ليقوم، لكنه لن يستنكف عن االستفادة من اخلربة اإلنسانية يف جمهوداهتا يف البحث عن أحسن الطرق لتوزيع األرزاق توزيعا عادال، سواء

عىل مستوى عاملي أو عىل مستوى فئات املجتمع الواحد.

_ 78 _

التي نحياها العامل من حولنا، واألوضاع نعيشها ويعيشها التي الظروف إن انتهت إليها سلسلة طويلة من األمراض التي ما هي إال حلقة من احللقات الداء جذور عن بحثا علينا تفرض واملغالطات والترصفات واالنحرافات

واستئصاله دون الوقوع يف أخطاء األمم من حولنا.

كفانا ضياعا للوقت واجلهد ما أنفقناه يف التشكي بالضعف واهلوان وخماطبة الضمري العاملي مستجدين مستشفقني، وكفانا ضياعا للوقت واجلهد ما رصفناه الوطني باالنتامء إىل البحث عن االخوة خارج اإلسالم ومطالبة الشعور يف تعد مل أنشودة العار. الثأر ويمحو فيأخذ لينهض والرتاث والعرق األرض تطرب الثائر الغضبان وال الذي غنوه باألمس: »حب األوطان من اإليامن«.

بصدق اإليامن اقرتان واإليامن، العدل إقامة يف والوجدان الفكر يقظة إهنا احلياة يف الزمان، وتغيري مقتضيات الربهان، واالنفتاح لالستفادة من تطور

بيئة عاشت األزمان السياسية واالجتامعية وما زالت تعيش.

إنه ال يكفي صب الويالت عىل املستعمر األجنبي الطامع يف خريات البالد واحتالل األرض للنداء باجلهاد.

قرع آذننا خطر املستعمر الغاشم املحتل لألرض فأيقظنا من غفلة مزمنة وأثار فينا حب األرض والوطن وأذكى يف نفوسنا محاسا استطاع أن يوحد اجلهود لطرد املغري الطامع وحتقيق اجلالء عن البالد. ثرنا ضد املستعمر وضد اخلائن ملبدأ الوطنية، هدفنا األرض ودوافعنا عواطف متأججة تسعى لتحقيق غرض

حيس بسيط ساعدت عىل بلوغه ظروف عاملية وتعاطف دويل.

_ 79 _

الوطنيون أوالئك أثار كيف األيام هذه يف التيلفزيون شاشة عىل ورأينا الذين وحدهم روح اجلهاد ضد األجنبي الكافر. لقد وحدهم يف صف واحد شعورهم باإليامن وفرقتهم اآلن منافساهتم يف قسمة غنيمة االستقالل حينام جردوا الوطنية عن قداستها وبدؤوا يستخلصون السمعة ألنفسهم أو للفئة فال األمة. عن القيادة فصلت التي واألنانية احلزبية إهنا إليها. ينتمون التي يمكن إعادة الثقة إال بإعالن رصيح إلسالم هؤالء والتزامهم بحدود اهلل يف صف األمة املسلمة. نحن ال نشك يف وطنيتهم وال يف صدق إسالم بعضهم حينام حيرض إىل الصالة يف املسجد، لكننا نريد أن تكون لنا قيادة فعلية ملتزمة

مع األمة، قلبا وقالبا، موحدة وموحدة )بفتح احلاء وكرسها(.

اختيارا منا تقتيض مستقلة دولة ونحن اآلن علينا تفرض التي األسئلة إن هل التبعية؟ وعدم والكرامة التحرر نحقق أن فعال استطعنا هل مسؤوال. استطعنا أن نحرر إنساننا بعدما حررنا أرضنا وطردنا األجنبي؟ هل العواطف الوطنية واملبادئ القومية، املبنية عىل اللغة والعرق واألرض واحلضارة قادرة أليست هذه عصبية وعرقية تعقيدا؟ أكرب ملجاهبة خطر توحيد صفوفنا عىل العاملي والضمري الدويل التعاطف االعتامد عىل السذاجة أليس من ووثنية؟

والشفقة اإلنسانية يف حل مشاكلنا التي تستفحل يوما بعد يوم؟

إن اختالل املوازين االقتصادية وفرض البؤس واحلرمان عىل فئات اجتامعية بينام استمتعت قلة بثراء فاحش وغنى عريض زاد يف سوء ظن األمة وجعل كل ألوان التعاطف واإلحسان الذي يقوم به بعض األفراد من أهل التقى عىل

الفقراء غري قادر عىل ختفيف الضغوط التي تئن حتتها األمة.

ورثناه ما حدود يف إال يتحركا ال أن عليهام حمكوم وحارضنا واقعنا إن

_ 80 _

إن مثقفينا. من الكثري عىل سيطر الذي املايض هذا ورواسب ختلف من الواقع العميل للمجتمع وظروفه املادية مل يتغري تغريا كافيا، وحتى إذا فعل ذلك، فإنه يف االجتاه السلبي للتغيري. فاملظاهر االجتامعية املستعلية مازالت هي هي، هنب وسلب واستهانة باإلنسان وتفيش األمية واجلهل يف صفوف األمة املظلومة، وعجز العلامء عىل الصدع باحلق، واالهتداء بمبادئ اجلاهلية

ونظرياهتا يف الفكر والسياسة والتعليم.

الدين عن واالنحراف واالنحطاط والغفلة اجلهل وليدة هي عادات لنا فقدان كل وعي إىل حد ارمتاء يف أحضان احلضارة ولنا فهمه، والبالدة يف كل عن وختل حياتنا، يف اخلري معامل كل واختفاء شخصية كل وذوبان مقومات العزة والقوة يف تراثنا وتارخينا، فوقفنا مشدوهني باهتني ال نعرف األزمات من لنخرج باحلارض املايض نصل كيف وال ندع ما وال نأخذ ما

واهلزائم والتفرقة.

عزلت عربية قومية عصبية دعوة األمة جسم يف تفشت األوضاع هذه يف العرب عن باقي األمة اإلسالمية، فنشأت يف جسمها عصبيات وتعصبات العلم واالبتكار. فدعوا العرب فتخلفوا عن ميادين وحتزبات مزقت كيان معطاء أرض إمكانيات االمكانيات، وحشد التضامن إىل يزالون وما غدت مقتضيات بعد، تستغل مل وكنوز ضائعة وخريات متدفقة وينابيع فرضا واجبا عىل أية أمة أرادت اخلروج من التخلف إىل العيش الكريم. فام استطاعت توحيد الصف وال مواجهة االقتصاد املسيطر املستغل، بينام ترى القومي الدخل وتنمية املنفعة جللب الشامل وذات يمني ذات تراهن أممها

ولو عىل حساب اجلار.

_ 81 _

جناية الؤمترات

ال أريد أن أحتدث عن فشل املؤمترات العربية ومتزقها بني يمني ويسار ووسط، وال عن توصياهتا الباردة الباهتة التي ال تكون إال مصداقا ملا تأولته الصحافة العاملية قبل نرشها وحتى قبل اجتامع املؤمترين، األجنبية وتكهنته اإلذاعات ألن داءنا معروف وأعراضه ونتائجه ال تغيب عن برص نافذ وعقل ناقد. إهنا املؤمترات عن أتكلم أن أريد وال املتعارضة! واملصالح القومية العصبيات السيايس االلتزام عن العلم فتفصل عمية، ألوية حتت حتارب التي العلمية الذي يكرم اإلنسان. ينهي املؤمتر العلمي مناقشته يف مسألة استئصال القلب ثم يستفتي فيها لريى نظر الرشع يف املسألة. نعم، ربط الدين بالعلم رضورة نفهم حتى احلقيقي إطارها يف املشكلة نضع أن جيب لكن أحد. ينكرها ال إنقاد لكن خطر، يف إنسان حياة ننقد أن نريد هبا. حتيط التي املالبسات قصورهم من األطباء وإخراج املريضة األمة وصحة أوكد، هو كاملة أمة يتناساه مشكل هو الشعب خدمة يف والطب الصيدلية وجعل وبروجهم األنبياء« يف املصالح كام جتمع »ورثة تدافع عن نقابات تنظموا يف ملا العلامء

نقابتهم التي تنادي بتحسني وضعيتهم االقتصادية.

بدعوى املكرمني منا املؤمنني قلوب موتانا، قلوب نصدر أن نريد ال نحن نرشحها فلامذا احلية البرشية اللحوم صدرنا لقد حاملة. انسية يف الدخول ونبيعها بالتقسيط!؟ لقد صدرنا العقول احلية الذكية فاستغلها جمتمع أجنبي الظلم فينا فشى ملا العدل إىل التواق شبابنا قلوب وصدرنا استغالل، أيام الشباب حين الصاحلة فصار القدوة وملا غابت والنفاق، واألثرة واالحتكار انتفاضة إىل مثال يتطلع اإلسالمية، البالد واملروءة خارج الرجولة مثال إىل مثل التي هيأت املليون طبيبا احلفيان يف الصني املربية، املتنقلني يف األوراش

الشعبية ويف األرياف النائية.

_ 82 _

كام الصعبة، العملة جلب ليست القلوب استئصال من الغاية أن لنسلم نسميها، صعبة بالنسبة إلينا لكنها أجنبية ملن عرف كيف يأخذ بأسباب القوة. وحتى لو كانت الغاية غري هذه فمن يستفيد من العمليات الباهضة الثمن؟ يكون أن قبل حق بغري نفس من إنقاذه نحاول الذي املرتف ذلك قتل كم العلمي! للتقدم العلمي؟ نعم التقدم الذي يستفيد من الفراش؟ من طريح لكن، ال الستغالل اإلنسان الضعيف حيا وميتا! كم يموت جوعا ومرضا يف قرانا وأحيائنا األهلية؟ كم قتلنا من رجولة وشهامة يف نفوس أبنائنا ملا رمينا

هبم يف أحضان امليوعة واجلهالة والزندقة والكفر؟

الشباب تتقاذفهم تيارات الشك واحلرية والعنف، ونحن يف أشد احلاجة إىل مداواة قلوب مريضة وبعث أمة موات متيش عىل رجليها، نحن يف أشد احلاجة إىل قدوة صاحلة، تقيم العدل وحتبب إىل الناس اإليامن وترفع مهمهم إىل طلب بالقسط، قائمون هبدهيم يقتدون أطباء الكريم. وجهه وطلب اهلل عند ما

شهداء عىل الناس.

باختالف ختتلف مصلحة أو ملنفعة جتمعت سياسية جتمعات بالدنا يف تتنازع عىل التي جتمعت حتتها. فهي الراية أو الذي تدافع من أجله املذهب القطيعة حلد وتتنافس وتعنف بعضها عىل وتنقلب واحلكم واجلاه السلطة أو مصلحة أو منفعة جل من وتتشاجر عمرو، عىل زيد ليتقدم وتتقاتل املستوعبة بسهولة والتكلفات املاكرة، إن بعض االجتاهات اجتامعية. مكانة وختبئ للنجاح الكاذبة الوجوه أبسط تقدم رقيق ملظهر ماكر ضغط حتت احلقيقية بذاته ويستبدل بالفناء« »احلياة حيب الذي الفاشل اإلنسان فراغ إال األحزاب تعدد تبيح التي الديمقراطية وما للجامعة. املجهول القناع يف واخلداع املكر استعامل يف األذكياء من للمحظوظني الفرصة إعطاء حتى انتهاك إىل ذلك أدى ولو النجاح لتحقيق السبل حسن عن البحث نفسه مع حتى الصدق أنكر من مطالبة العبث فمن اإلنسانية. القيم أدنى

_ 83 _

وحماسبة املسؤولية بتحمل الصاخبة والثرثرات اخلداعة املواقف باختاذه الضمري.

من األمة، ال عل األمة، وال ضد األمة

إن مزامحتنا هلذه »األجسام املنظمة« هي دعوة ملن كان صادقا منهم، أن يرتك الفكرية ومن التبعيات من ليتحرر املستوردة واملذاهب اجلاهلية العصبيات احلياة اهلامشية يف جمتمع إسالمي ال يمكن أن حيركه إال حمبة اهلل ورسوله وبناء اإليراين الشعب انتفاضة هبرت الكثرة. وال احلامس يغره ال دؤوب حكيم بالدنا يف الثوريني هبرت واالستعباد، واالستبداد الظلم حتت يئن الذي فأعاروها اهتامما خاصا ملا علموا وعاينوا قوة الشعور الديني ومدى إمكانية شعبنا أفراد نفوس يف الكامنة الطاقة هذه عىل نعتمد حينام نحن استغالله. نريد أن نؤكد أن احلامس وحده ال يبني ولن يكون املعول يف تربية حركة قائمة بالقسط يف جمتمع تتقاسمه األهواء والتيارات والعصبيات. إن سقوط نظام ما ال يعني نجاح املعارضة حتام. فلربام يستغل اإلسالم من طرف فئة باغية كام كان مستغال من قبل. وهلذا فكل مطالبة ال تسبقها تربية إنام هي خط عىل املاء

وبناء عىل الرمال.

العرب »إن احلمر: ملثقفينا الشعبية الصني وزراء لرئيس نصيحة هنا نورد اآلن أشد إمهاال للسياسة واالستفادة من الظروف وكسب ود الشعوب، فإن وراء العرب 600 مليون مسلم )كان ذلك سنة 1385 أما اليوم فيفوق 800 مليونا( ويستطيعون أن حيركوهم حسب إشارات أصابعهم بكلمة واحدة هي »حممد« إن استطاعوا أن حيسنوا الصلة هبم، وإن يف الصني عرشات املاليني من املسلمني، ورغم جهلهم باإلسالم فإهنم أقرب إليكم منا« فهال استفدتم

يا دعاة القومية واالشرتاكية العربية!؟

_ 84 _

لكننا نحن اإلسالميني ال ننظر إىل األمر من زاوية األعداد الغثائية وال نريد أن ندخل إىل الدنيا من باب الكثرة لكن من باب الرسالة التي محلها اهلل إيانا، من باب قيادة اإلنسانية، واخلروج إليها لنقرتح املنهاج الكامل الذي ما فتئت اإلنسانية تبحث عنه منذ قرون، ال نريد أن نذوب يف إحدى الكتل البرشية

التي تعيش يف ليلة مدهلمة الظالم رغم أعدادها اهلائلة.

مادمنا نعيش يف ظل حضارة غرينا وعىل فتات األمم من حولنا، نستهلك وال ننتج، نستهلك اإليديولوجيات كام نستهلك األشياء اجلاهزة، وما دما بعيدين عن رسالة ربنا كال ال يتجزأ، ما دمنا عالة عىل غرينا نرفع الشعارات ونلوح هبا ذات اليمني وذات الشامل، ما دمنا عىل حالنا هذه فسوف نبقى متخلفني القوى ميزان يف حساب لنا حيسب وال عدو خيشانا ال متناحرين متفرقني

العاملية.

العرب قلة بأعرابيتهم، قوة بإيامهنم وعدهلم، بؤس وهزيمة وخذالن بمروقهم وقالقل فتن صورة يف لآلخرين وقدموه الدين شوهوا ملا اإلسالم عىل بالقومية ننادى حني لإلنسانية وقيادتنا عزنا لنا يرجع ولن واضطرابات. العربية. وال عزة بدون كرامة أصلية ال تتبع جنسا وال لونا وال بلدا وال قوما

وال عشرية.

األقوام ن كو العصور عرب البرشية اجلامعات بني االجتامعي التفاعل إن يتطلب حسن الذي الواسع التعارف يف معناه املختلفة وأراد اهلل من خالله ذلك ال اإلنسان، وكامل التكريم هبا يتم التي التقوى عىل والتعاون الصلة وعصبيات قوميات يف واالستغالل واالستعالء والغرور العرقي التعصب وأمن سالم رسالة هي اإلسالم فدعوة اإلسالم. روح عن بعيدة جاهلية

وتعاون عىل إقامة العدل واإليامن.

_ 85 _

بالنسبة للعروبة بمثابة الروح للجسد. هو الذي لقح أفكارهم إن اإلسالم حتى أنتجوا ما أنتجوه من تراث فكري جميد، وهو الذي رفع شأهنم بني األمم، ووحد صفوفهم وأعزهم وبدل خوفهم أمنا. فالعرب هم املجاهدون يف سبيل نرشه وهم الذين سجلوا صفحات جميدة يف تارخيه وما يزالون قادرين عىل ذلك إن هم أقاموا العدل واإليامن، وفهموا مرامي وأرسار اإلسالم، واعتربوا اللغة العربية لغة القرآن ال واقعا لغويا وتارخييا وثقافيا وجغرافيا واجتامعيا جمردا عن األبعاد التي بعث من أجلها النبي العريب، أال وهي محل الرسالة للناس كافة. يقول رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم: »أحبوا العرب لثالث: ألين عريب من مستوحى بالعربية اعتزازنا إن عريب«. اجلنة أهل وكالم عريب، والقرآن

اإلسالم، وال عروبة بدون إسالم. وال قوة عربية دون إيامن.

إن القيادات العربية تتمزقها عصبيات وتتزعمها شخصيات ملحدة هي الرائدة بأفكارها واملسيطرة عىل الكثري من زعامء أحزابنا الوطنية التي مل تستطع التحرر من الفكر اجلاهيل وتتبنى عقيدة الشعب الذي يتبجحون باالنتامء إليه والدفاع عن مصاحله.. إن انسياقهم وراء التيارات واألفكار املنحرفة الوافدة علينا من املدينة بمظاهر بسياستهم ومذاهبهم، وتعلقهم والغرب، وإعجاهبم الرشق الشيئية اخلادعة، وسطحية تفكريهم السيايس إذ مل يستطع أن يرتبط بالواقع القناع عن الذي يريدون تغيريه، وضعهم الروحي إذ مل يستطيعوا أن يزيلوا وجوههم احلقيقية، وتشبثهم بني يمني مائع ويسار ملحد منافق، كل هذا أدى إىل خلق حرية وبلبلة فكرية وعدم ثقة يف الرتاث والثقافة والسياسة، وضعف

العقيدة واهنزام يف املواقف واهنيار يف األخالق.

بالواقع وترتبط اإلسالم تستمد أصوهلا من متكاملة إن عدم وجود سياسة السيايس الفراغ هذا إجياد يف سببا كان الغد، طريق وترسم احلارض لتعالج

_ 86 _

عند املسلمني الذين ال يدركون الدور اهلام الذي سيقومون به يف رفع الظلم يامرس الذي والعقائدي السيايس واإلرهاب الفكري التضليل من واحلد عىل أبنائنا يف املدارس والكليات. إننا نريد خلق رأي سيايس سليم. بعيدين عن عنف الثوريني واستكانة املتملقني، رأي إسالمي ينادي بتطبيق عدل اهلل الفكري الفراغ نسد أن نريد اإلنسانية. احلقول مجيع يف ورشيعته وحكمه الفكرية، التبعية من ونتخلص ومواطنونا، شبابنا يعانيه الذي والروحي الدؤوب املخلص والعمل احلركة إل الدافع باإليامن شبابنا قلوب ونعمر بتزويدها أفكارنا ونلقح الدين، عىل مرشقة صورة نقدم أن نريد اهلادف. بالطاقات اإليامنية لكي نستحق الشهادة عىل الناس باحلق فنقدم للعامل احلائر

نظاما متكامال ورسالة خالدة تشفي سقمه وخترجه من حريته.

بربطه نطالب فنحن الدولة، دين اإلسالم أن عىل ينص الدستور كان إذا فإذا وسياسة. عبادة ودولة، دعوة باعتباره الدنيوية حياتنا شؤون بكافة فإنه ال جيوز ولن جيوز املسيحي للعامل بالنسبة الدولة الدين عن جاز فصل وهبذا احلياة. شؤون كافة بتنظيم دينه تكفل الذي اإلسالمي للعامل بالنسبة أن البعض يقول جاهليون. تالمذة فيها شبابنا أوقع التي املغالطات ترفع الدين مىض زمنه ومل يعد قادرا عىل التميش مع حاجات العرص، فيلتفتون من حوهلم فال جيدون إال ما يؤكد هلم دعواهم، ويرصح اآلخرون بأن الدين صلة بني العبد وربه وأنه شعائر وعبادات تؤدى بمعزل عن احلياة، وإذا ما بحثوا أو بدينهم فارين زوايا يف وقابعني املحاريب يف متبتلني وجدوا واقعهم يف مصلني ساهني عن صالهتم أو مطففني أو مرائني أو مذبذبني... ويلح الباقي أن الدين أفيون خيدر به الشعب ليستغل ويستشهدون باإلسالم -الواجهة أو أن ندخل مع هؤالء وأولئك نريد الدين. نحن ال القراء جتار ديدان إسالم منا البعض وألن عليه نحن ملا وصف يدعونه ما ألن كالمية معركة يف

_ 87 _

يكذبونا بفتاوهيم الضالة وسلوكهم املنحرف. فال يسعنا واحلالة هذه إال أن ندعوهم إىل أن يكتشفوا الطاقات اإليامنية الكامنة فيهم واألبعاد اإلحسانية التي ستفتح هلم إن تابوا وآمنوا واتقوا. ثم بعد هذا ومع هذا نطرح املشاكل ونبحث عن احللول. سيجدون فينا سعة أفق فكري وسالمة صدر حتى نبدد

األوهام.

وإذا دعونا إىل اإليامن فليس معناه اخلضوع الذي خيلق اليأس يكبت النفس ويغل اجلهد وحيد جمال العمل ويسد باب األمل، بل هو فتح آفاق اإلمكان خممومة قلوب من نابعة قوية إرادة بفعل األغالل وحتطيم األثقال ووضع وعزائم قوية ال ترهب عدوا مهام تكاثر وال سالحا مهام تعاظم، تطلب إحدى احلسنيني مع العلم بأن العدة واإلعداد واالستعداد واعامل الذكاء ال يتناىف مع

تربية اللطيفة الربانية.

نفسها وسمحت الديمقراطية حترتم كانت إن املسجد، موعدا يف ولنرضب املسلمون معه يتفاعل املسلم، النابض يف جمتمعنا القلب ليكون بولوجه لنا ويرتددون عليه مخس مرات ألداء الصالة ويتلقون فيه أصول دينهم وعلوم يعيشوهنا التي باملفارقات وتوعيتهم االجتامعية مشاكلهم ومناقشة حياهتم حتى يكون بمثابة جامعة شعبية تفتح أبواهبا لكل راغب وحتى يؤدي وظيفته

التي لعبها يف عهد اإلسالم الزاهر.

إن طلبنا هذا حتد للمشرتكني وحتد للعلامء القابعني يف قصورهم مع أهوائهم إىل ولينزلوا وبليغة، واضحة وقوية، كاملة احلق كلمة لريفعوا وملذاهتم الظلم معاين كل يرفعون التائه الشباب صف وإىل املسكينة األمة صف ضيق من الناس إىل وإخراجه املطلقة دينهم إجيابيات بإبراز واجلهل السياسة ساحة إىل وثوبه يف العملية وجماالته سعته إىل اجلزئية املفاهيم

_ 88 _

الرتبية أسلوب الرباين، الفريد بأسلوبه ليلقي العنيفة اجلاهلية املضطربة والتزكية والبرشي.

واغلظ والنافقني ار الكف جاهد النبي ا أي ﴿يا جهاد هو املسجد إىل دخولنا املادية. الذين جيتمعون يف مبدأ واحد: عليهم﴾، جهاد الاليكيني وامللحدين نريد حماربة انحدار اإلنسان حتى ال يكون فريسة للرضورة الطبيعية فيكون إىل ترجعه التي وامللذة الدعة وحماربة األولية حاجاته إلشباع تسعى دابة التي تقبل احلتمية الطبيعة اجلامدة الشهوانية ذلك االنحدار إىل هوة غريزته الصارمة أو احليوانية الراتعة التي تبعت نداء الغريزة ورضورات احلاجة جريا

وراء التمتع بسعادة رخيصة.

إننا يف مواجهة كل حتالف ضد الدين، حتالف املاديني والرأسامليني والشيوعيني فيام يسمونه »ديمقراطية اشرتاكية«. إذا كانت الديمقراطية معناها الشورى، فلإلسالم كلمته العليا والفيصل فيها ونظامه اخلاص يف تطبيقها، وإذا كانت االشرتاكية معناها العدالة االجتامعية، فلهذا جاء لريفع الظلم وينرش الرمحة: ﴿إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والنكر رون﴾ سورة النحل:90. لنسجل يف اآلية الكريمة كم تذك والبغي يعظكم لعلفعل يأمر وينهى، يأمر اهلل بالعدل كام يأمر بالصالة والزكاة وغريها من شعائر كل مرتبطة أخالقية أبعاد والبغي، واملنكر الفحشاء عن وينهي العبادات االرتباط بالنظام االجتامعي. حقوق يف ظل واجبات وحياة اجتامعية أساسها نفيس عل الظلم حرمت إين عبادي »يا اهلل. عدل تطبيق وبرهاهنا اإليامن

وجعلته حمرما بينكم فال تظالوا«.

مبدأ املبدأين. هذين لتطبيق وملجتمعنا لعرصنا نجتهد ال أن لنا وما وراء واالنسياق عليه املادة هيمنة من اإلنسان حترير مع واإليامن، العدل

_ 89 _

لتبنينا احليواين والسلوك األرضية باحلياة رضينا لو والغرائز. األهواء االشرتاكية، لكن ال حاجة لنا بإنسان فرويدي أو إنسان ماركيس. نريد مسلام يسعى الكتامل إيامنه بجميع شعبه ويتطلع لدرجة اإلحسان، مقام يرضاه اهلل وما العقبة، ليقتحم وشتاته وهلوه غفلته من وقام رقبته وحرر شعته مل ملن

أدراك ما العقبة!، متطلعا للقاء ربه ومتشوقا إليه.

العلم واإليامن، حركة قيام وجتميع ثم تصعيد إىل الفكر والقلب، نعم يقظة لينميه، ويرفع ذكره فيقبله إليه سبحانه اهلل »والعمل الصالح يرفعه«، يرفعه يف الناس بإظهاره وتأييده ونرصه. نلخص هذه اليقظة يف تعبري قرآين جامع وبليغ: »اقتحام العقبة«، يف مقابل اهلبوط واالخالد إىل األرض. نقول ملن ال املقروء ربنا بكتاب إيامننا أن إسرتاتيجيتنا هي القرآنية املفاهيم يدرك مل زال

وتكتيكنا يف عامل الناس املنظور.

فيه الناس يعنف وقت يف والصالة بالصرب استعانة هو املسجد إىل دخولنا بالكلمة والفكرة والعمل املتفون يف أماكن ينرش فيها الفحش والبغي واملنكر. دخولنا إىل املسجد هو صمود أمام النعوت اجلاهلية للفكر اجلاهيل التصنيفي. دخولنا إىل املسجد هجرة ونرصة، مفاهيم أخرى جيب تفصيلها عىل صفحات هذه املجلة يف أعدادها املقبلة. لنبادر ونقول أن اهلجرة والنرصة عمل سيايس فيام للمسلمني ليكون عمال والسنة القرآن الرسول وصحبه وسجله به قام

بعد.

ولسائل أن يسأل: ملاذا املسجد!؟ ملاذا السياسة يف املسجد!؟ ليعذر عجالتنا. إن هذه سحوب ستبدد بصدق العمل الدؤوب وبوضوح املنهاج الذي ندعو إليه، إذا شاءت الديمقراطية أن ال تكمم أفواه املسلمني عن الدفاع عن دينهم.

_ 90 _

كان ﴿ما وجل: عز فقال املسجد، بعامرة املرشكني تعاىل اهلل حترى لقد سورة بالكفر﴾ أنفسهم عل شاهدين اهلل مساجد يعمروا أن كني للمشاملستضعفة فليرتك كربه ينتمي إىل هذه األمة فإذا كان منكم من التوبة:17. وغفلته وليجلس عىل حصري يعلم الناس ويتعلم منهم. وإال فإن اهلوة ستزداد

بينكم وبني الشعب عمقا ولن تنفعكم ندامة بعد.

مساجد نع م ن ﴿م عىل ومنعها اهلل إال خيشى ال ملن املسجد عامرة اهلل جعل ا﴾ سورة البقرة:114، وهؤالء حتى اهلل أن يذكر فيها اسمه وسعى ف خرابإال يدخلوها أن م ل كان ما ﴿أولـئك خائفون وهم ذلك فعلوا دخوهلا إذا م يعمر مساجد اهلل من آمن باهلل واليوم اآلخر خآئفني﴾ سورة البقرة:114. ﴿إن﴾ سورة التوبة:18. فإذا كانت فيكم كاة ول يش إال اهلل الة وآتى الز وأقام الصحق نقدرها إنسية مروءات فهذه الظلم وحماربة ونضال وجرأة شجاعة قدرها، لكنها مقطوعة عن اهلل، مقطوعة عن مصدر العزة ﴿أيبتغون عندهم

ة هلل جيعا ﴾ سورة النساء:139. ة فإن العز العز

دخلونا إىل املسجد ال يتناىف مع اخلروج إىل الناس يف ميادين اجلهاد. قال اهلل واليوم باهلل آمن كمن رام احل السجد وعمرة اج احل سقاية ﴿أجعلتم تعاىل: الظالني القوم يدي ال واهلل اهلل عند يستوون ال اهلل سبيل ف وجاهد اآلخر درجة أعظم وأنفسهم م بأموال اهلل سبيل ف وجاهدوا وهاجروا آمنوا الذين

عند اهلل وأولئك هم الفائزون﴾ سورة التوبة:20-19. صدق اهلل العظيم

لكم عمل أريض مقطوع عن املدد الغيبي والتأييدات الغيبية، مردود عليكم ألنه غري موصول باإليامن وانتظار اجلزاء يوم القيامة، تسمونه نضاال ونحن إليه تدعون عام خيتلف جهادا، اهلل عند ما إىل املتطلع اإليامين عملنا نسمي مضمونا ومنهجا. لقاؤنا إذن وموعدنا معكم يف املسجد عىل اإليامن والعدل من خروجكم ورشطنا فقط. األرزاق توزيع بمعنى ال الواسع بمفهومه

_ 91 _

سجن عقالنية تنكر وتستهزئ به. لكم منا املحبة والتكريم والتقدير إذا فقهتم. يقول الرسول األكرم صىل اهلل عليه وسلم: »خياركم ف اجلاهلية خياركم ف

اإلسالم إذا فقهوا«.

سياستنا محل رسالة »ال تارة ف الدين«:

كنتم ملا بقي أويل متثلون كنتم األنبياء، ورثة يا العلامء، معرش يا أنتم أما حقا العلامء كنتم املنكر. وتنهون عن باملعروف وتأمرون الفساد تنهون عن ملا قومتهم احلاكم ونرصتم املظلوم وأعليتم كلمة اهلل وأمرتم باحلكم بام أنزل املعارضة، معارضة مثلتم ملا قوة لكم كانت الناس. اهلل ومل ختشوا وخشيتم الظلم واالستبداد واالستعباد. كانت منابركم نورا هيتدي به الناس وجمالسكم عارمة حتج إليها قلوب املؤمنني ملا نرصتم اهلل يف أنفسكم ونصحتم وصدقتم اهلل ورسوله وجاهدتم يف سبيل اهلل ال ختافون لومة الئم. خطابنا إليكم ليس القيادة تركتم لقد إياها. اهلل محلكم التي باألمانة تذكري لكنه لكم، تعنيفا الناس بمعنى هداية السياسة انعزلتم عن ملا الفعلية، واستقلتم عن مهنتكم وقبعتم يف قصوركم ومساكنكم وأترفتم يف ملذاتكم وسكنتكم الدنيا. فهال

لنا فيكم يقظة بعد غفلة، وخروج بعد انعزال وانزواء!

إن دعوة تتجه للعاطفة دون نقد يثري االنتباه هلي دعوة ساذجة. فلهذا نصيحتنا لكم هي نصح بمعنى الوضوح وبمعنى الفعالية التي تأخذ األشياء من مآتيها. إننا

نحملكم مسؤوليتكم أمام اهلل وأمام املؤمنني الذين ينتظرون منكم اليشء الكثري.

معاين أذهاهنم عن وغابت الساحة عن غابوا وعلامؤنا ننهض أن لنا كيف و«الزهد!«، »التقوى!« تزاولون اإليامن؟ سنام ذروة هو الذي اجلهاد بعضتم وأنتم ننهض أن لنا كيف والرياضة! »العبادة«، يف وتشتغلون

_ 92 _

ومؤسسات األمة ساحة يف الفسيح جماهلا وقلصتم وأضعفتموها الدعوة الدولة، ثم بعد ذلك بغضتموها للناس بطرح اخلالفات املزمنة وعىل صعيد العامة؟ كيف لنا أن ننهض وكل عامل يبحث عن زبناء وأتباع خارج احلدود حتى يوهم الناس ونفسه بأنه يدعو إىل اهلل وحيارب البدع، بينام ترك يف بالده واجهة اجلهاد ملحاربة الظلم والكفر الرصاح؟ قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسط وصمود ثبات نعم ونية«، جهاد ولكن الفتح بعد هجرة »ال وسلم:

الفتنة والظلم واجلاهلية الغازية.

يا علامء املسلمني! هذه مذاهب متفرقة متناحرة قاعدة بعثت يف جيلنا نزوعا إىل املذهب املادي واإلحلاد، واهلزيمة الذهنية أمام اجلاهلية والتقليد األعمى لألفكار، والنفور من املايض والتضجر من كل يشء قديم، والكراهية الشديدة ألغراضه آلة بعضهم اختذها التي اإلسالمية والوحدة اإلسالمية للخالفة واستمرارا لسلطانه. هذا جيل مضطرم ذو عقلية منحرفة. أال يوجد فيكم من يسامي املجاهدين يف األداة العلمية والتدبري والتفكري والسمو العقيل؟ أليس

لديكم غاية سامية؟ »مالكم يف املنافقني فئتني؟«.

يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال. ال حتجروا واسعا وقولوا ﴿سالم عليكم سول ة﴾، يكتبها للذين يتقون ﴿الذين يتبعون الر مح كم عل نفسه الر كتب ربي﴾. وإن أول سنة سنها رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم هي اجلهاد. النبي األمهبا أخرب كام جاهلية ميتة فإهنا تفعلوا مل وإن باجلهاد؟ نفسكم حدثتم أفال إليه ليس جهاد الذي ندعوكم رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم. وإن اجلهاد السيف وإثارة الفتن والعنف داخل األمة، وإنام جهاد فكري ولساين وعميل، ينتج عنه الصرب وسط الشدائد وأمام السخرية واألذى، ال يف مواقف اهنزامية العهد التسرت والتقية الرسية، وأن الوقت يدعو إىل بأن سلبية. ولربام أجبتم بعيد وما منذ زمن النظرية علامء كثريون تبنى هذه فلقد املكي. العهد يشبه

يزالون يعيشون عليها.

_ 93 _

أمل يمض بعد هذا العهد؟ إن الفرتة الديمقراطية التي نجتازها تعطي لك أهيا املسلم احلق يف املعارضة والتعبري عن رأيك يف تنظيامت مرشوعة ومعرتف هبا.

فهذه فرصة بالنسبة لنا خللق وعي سيايس إسالمي.

نلتمس فيها«، أتدخل »السياسة!؟ ال يقول: نلتفت ملن نقوهلا رصاحة وال الوقوف بصالبة مع حكم يريد العذر وننتظر منه أن يعي موقفه ألنه ال له سيايس موقف فهذا الناس، دنيا تسعه ومل املحراب وسعه إذا اإلسالم. عن بعيدا بقي عامل من كان إذا وخصوصا اهنزامي، سلبي لكنه كذلك، أيب عن واحلاكم الرتمذي روى للمفسدين. املجال تاركا احلياة، مشاكل هريرة ريض اهلل عنه قال: »غزونا عىل عهد رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم فمررنا بشعب فيه عني طيبة املاء غزيرة فقال واحد منا: لو اعتزلت الناس يف هذا الشعب! ولن أفعل ذلك حتى أذكره لرسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم، من خي اهلل سبيل ف أحدكم مقام فإن تفعل ال له: فقال للرسول فذكره

صالته ف أهله سبعني عاما«.

النية حسنوا القلوب طيبو منكم بالعزلة، رضيتم ولو األتقياء األبرار أنتم منكم يلتمسون بالدين ومتاجرين خمادعني طرف من مستغلون لكنكم وقال خيدعني« ال واخلب بخب »لست عنه اهلل ريض عمر قال الربكات. ال ولكني املطر هبم استسقى من شيوخي من »إن عنه اهلل ريض مالك أمور وتوجيه والسياسة للقيادة كاف غري وحده اإليامن أحاديثهم«. أقبل املسلمني. البد من يقظة فكر ونفاذ برص، البد من احلكمة التي تنري الطريق

وال تنخدع بالناس.

عن والناهون باملعروف اآلمرون الدين، عىل الغيورون أنتم املنكرات تنكرون الدين، وشعائر والصيام بالصالة املعنون املنكر،

_ 94 _

من لبس اخلاتم من الذهب وحلق اللحية والبدع يف الصالة، احلريصون عىل السنن واملندوبات، كلكم إخواننا، وعملكم متكامل ال يتناقض وال خيتلف، إنام نداؤنا إليكم هو دعوة إىل فتح اآلفاق األخرى زيادة عىل أفق العبادة، أفق

األخالق، أفق إقامة الدين، إقامة اإليامن والعدل.

وحمبتهم املسلمني توحيد هي اهلل إىل الدعوة أراد من عىل فريضة أول إن ال وتؤدة، برفق وتربيتهم بحجزهتم واألخذ ووالؤهم وإعانتهم وأخوهتم نعنف عليهم من أجل نافلة خالفية لكي ال نسقط يف اجلدل وننسى التذكري ورشوطه، وحتى ال نسفه آراء اآلخرين ألننا نريد غلبهم باحلق وبالباطل، إن اخلصومة تدفع إىل عداء املسلمني والتصدي إىل اجلدل يوقع يف املراء. روى الرتمذي عن أيب أمامة عن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال: »من ترك الراء وهو مبطل بني له بيت ف ربض اجلنة ومن تركه وهو حمق بني له ف وسطها

ومن حسن خلقه بني له ف أعالها«.

بالعرص، ربطه دون النص عىل حتجرنا ملا موضعه غري يف االجتهاد رصفنا وعن الواقع عن الفكر ففصلنا وتسبيحا عبادة الفقهية الكتب عىل فعكفنا احلكمة لنا تكن ومل اجلهاد، إىل يؤدي الذي االجتهاد عن فقعدنا العمل، إىل يدعونا الذي اهلل كتاب نستمد من أهال ألن نكن والعملية، ومل النظرية تدبر آياته يف الكون املتجددة يف الزمان. لنا مناهج بالية كانت صاحلة لزمنها بخطاها نشعر مل العامل، ونحن قيادة ننتزع أن لنا فكيف ومكاهنا وجمتمعها، ومل نستفد بعد من احتكاكها بتطور العرص واألوضاع اجلديدة؟ ال نجتهد يف أعامرهم، فيها وفنوا أوقاهتم الصالح سلفنا فيها أنفق التي الفقهية املسائل جازاهم اهلل خريا. إن طبيعة الظروف التي نعيشها ويعيشها العامل من حولنا

تقتيض ابتكارا يف الوسائل التنظيمية واحلضارية حلمل رسالة اإلسالم.

_ 95 _

تقبل شهادة املسلمني ولن لقيادة لننتظر بروز علامء منكم أهيا األبرار وإننا الفتاوي الدين ويبيعون يتاجرون يف الذين القراء ديدان الفجار األرشار، بؤس حساب عىل لينعموا اآلخرة به تطلب ما بأحسن الدنيا ويطلبون وترشد واضطهاد املساكني، إهنم خانوا األمانة فباركوا اللص وأيدوا اجلزار وانترصوا للطغيان. هلؤالء نقول إن باب التوبة مفتوح، توبة بربهان واجتياز

امتحان.

يقبل فلم القايض يوسف أيب عند الرشيد وزير الربيع بن الفضل »شهد شهادته، فعاتبه اخلليفة يف ذلك وقال له: مل رددت شهادته؟ قال أبو يوسف: ألين سمعته يوما يقول للخليفة أنا عبدك، فإن كان صادقا فال شهادة للعبد، فال بالكذب، جملسك يف يبال مل وإذا للكاذب، شهادة فال كاذبا كان وإن عىل أخطر فهذا الوجهني، وذي اللسانني لذي شهادة ال جمليس«. يف يبايل

الدين من العدو الذي انكشفت حقيقته.

أمري »يا للمسلمني: قال رجل لعمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه وهو خليفة فقال املؤمنني؟ ألمري هذا أتقول جلسائه: بعض فقال اهلل. اتق املؤمنني! عمر: دعه فليقلها، ال خري فيكم إذا مل تقولوها، وال خري فينا إذا مل نقبلها«. يأمروا مل علامء يف خري وال النصيحة، حكامها يقبل مل أمة يف خري ال نعم

باملعروف وينهوا عن املنكر.

لعب العلامء الدور اهلام يف محل احلاكم عىل القيام بالقسط، وتقويمه إن اعوج وأطره عىل ذلك أطرا ملا كانوا يمثلون رشيعة اهلل واألمناء عىل تطبيقها. قال عن وتنهون بالعروف تأمرون للناس أخرجت ة أم خي ﴿كنتم تعاىل: اهلل لنا جعل أن عىل اهلل نحمد عمران:110. آل سورة باهلل﴾ وتؤمنون النكر الرسول شخص للناس، أخرجت أمة خري كانت وأمة به، هنتدي نرباسا

_ 96 _

صىل اهلل عليه وسلم أسوة ملن كان يرجو تطورا وكامال يف إنسانيته، تطورا من احليوانية إىل مستوى اإلنسانية، من مستوى االنجراف وراء الغرائز والشهوات الوجود والتيشء احلضاري إىل مستوى توجيه هذه احلاجات لتحقيق معنى وحتديد هدف املصري، كان صىل اهلل عليه وسلم شخصا يسعى يف األسواق ويأكل كام يأكل الناس، لكنه سلوك وخلق وعمل يشخص باملامرسة العملية

النص القرآين.

طلب كاملنا اإلنساين ليس بحثا جتريبيا يضيع الوقت وينفق الكثري من اجلهد والوسائل للحصول عىل البدهييات، وطلبنا للكامل اإلنساين ليس حلام واهيا يبحث عن إنسان خارج الزمان واملكان، أي خارج التاريخ، إننا، يا من يتهمونا بالغيبيات اخليالية! واقعيون، ال نطلب املستحيل وال نسعى لتحقيق املحال،

وال نحلم بإنسية إنسانية ال شاعرية خيالية.

عىل املجتمعات خري هو جمتمع وجود يعني تارخينا يف أمة خري ووجود حكم، وأفضل حمكوم، وخري حاكم خري ووجود وحكام، نظاما اإلطالق، اهلية يبغون ومن أحسن من اهلل حكم كانوا حيكمون بام حكم اهلل: ﴿أفحكم اجل

لقوم يوقنون﴾ سورة املائدة:50.

إنه جمتمع حتقق فعال يف الزمن واملكان، يف التاريخ ال خارج التاريخ، إننا ال نعد بام مل حيقق ولن حيقق، ال نعد بمدينة فاضلة، بمجتمع ال طبقي تنمحي فيه الفروق االجتامعية هنائيا وتنمحي فيه امللكية اخلاصة وتذوب فيه الدولة. هذه به إال احلاملون. وجد منافقون ومرشكون ويف وسطهم جنة أرضية ال يؤمن لتقيم الدولة لإليامن. البد من سلطان الظلم ويدعون يرفعون مؤمنون قام التوازن العادل وحتد من االكتناز والتملك واالحتكار. أمة أي مجاعة قائمة بالقسط، شاهدة. وهكذا سنة اهلل تعاىل يف الكون ﴿فهزموهم بإذن اهلل وقتل

_ 97 _

دفع اهلل الناس ا يشاء ولوال مه م كمة وعل داوود جالوت وآتاه اهلل اللك واحلسورة العالني﴾ عل فضل ذو اهلل ولـكن األرض لفسدت ببعض بعضهم

البقرة:251. صدق اهلل العظيم

احلقيقية اجلنة أما هبا، املؤمن وخيال فكر يف توجد أرضية الشيوعيني جنة فهي دار اخللد الذي وعد اهلل هبا املتقني بعد املوت. الدنيا دار العمل والسعي

والرصاع والقيام هلل بالقسط من طرف مجاعة مؤمنة عادلة.

هذا هو النموذج اخلالد ولنا أن نجتهد لزمننا يف تطبيق مبدئنا انطالقا من كتاب ربنا املقروء وكتاب العامل املشهود، الكتاب املرئي نستقرئه ونستفيد من جتارب خلق اهلل، أفرادا وجمتمعات، طلبا يف زيادة احلكمة، واستيعابا لظروف نرش

الرسالة، رسالة الرمحة.

املادي وتقدمه ومروئته غرينا حكمة من نتعلم التعلم، إىل حاجة يف إننا والتكنولوجي، نجعله خيدم أهدافنا ويبني إنساننا وحيمل رسالة ربنا. ال تبهرنا الوسائل وال نضيع مع األشياء احلضارية. نستفيد من جتارب خلق اهلل لنصنع

الربانيني عباد الرمحن.

احلقيقية، بالسعادة البرشى إليها نحمل اإلنسانية، فقدته ما ونعلم نتعلم نعلمهم كيف خيرجون من النفايات احلضارية األثاثية، نعلمهم كيف يغريون جمتمع الكراهية والرصاعات املتعددة األلوان ليتطلعوا إىل بناء جمتمع تسوده أساتذهتم، أكثر من يتعصبون الذين اجلاهلية نعلم تالمذة الرمحة واحلكمة: نعلمهم كيف يتحررون من التبعية الفكرية العمياء ليستحقوا قيادة اإلنسانية وليس جمرد مسايرة التقدم املادي وال التلفيق بني القديم واحلديث واألصيل

واملعارص.

للمبادئ املجسدة احلية النامذج نريب كيف التاريخ، نصنع كيف لنتعلم

_ 98 _

اخلالدة، كيف نرفع الظلم واألثرة واحلرمان، كيف نحقق العدل كيف نعاكس التيار، كيف نغري املدرسة ومنهاجها واجلامعة وعقليتها واألمة ولغتها والدولة

حلملها عىل احلكم بام أنزل اهلل.

وعل اهلل قصد السبيل...

يعرفه وإيامنه اإلنسان فطرة إىل متجهني واعظني علامئنا من الكثري يقف الدعوة من النوع هلذا مصريه. هناية واستبصار وحركيته وجوده، بجوهر فعاليته يف تعميق فهم الوجود وتوحيد اجلهود إىل غاية واحدة ومصري واحد. لكن اخلطابة العاطفية دون تربية روحية فعلية يف جمالس اإليامن وتوعية فكرية مل تعد كافية لتحريك أمة تواجه غزوا خارجيا جاهليا، وفتنة داخلية تتمثل يف سوء توزيع الثروة والظلم االجتامعي واالستغالل والتأخر العلمي والعميل

واضطراب احلياة الروحية والتنظيمية بوجود أحزاب سياسية غري إسالمية.

إن عدم االهتامم بأمور املسلمني وهو املفهوم الذي نعطيه للسياسة، وغياب علينا، يفرض املوحد الكامل الواضح املنضبط الراعي اإلسالمي العمل علينا يفرض املسلمني. ملشاكل ووعيا وإعدادا تنظيام اإلسالميني، معرش دقيق، بتخطيط اآلخر واليوم باهلل اإليامن أساس عىل تعمل مجاعة تنظيم يف واملحبة الوالية تربطهم مؤمنني مجاعة منظم، وفكر وشامل، تام وعمل ومنهاجها، الدعوة طبيعة تعرفها مجاعة الرسالة، حلمل هيدف عضوي بناء وبالتدريج، هكذا املنكر. فنهي عن باملعروف أمر ثم ومعروف، خري دعوة دعوة معروف أمل وبرشى ورفق وفسحة، دعوة يف املسجد جتمع وال تفرق، دعوة تدعو عىل األمر الكيل اجلامع، االستعداد إىل اهلجرة إىل اهلل ورسوله ثم كم ويثبت أقدامكم﴾ سورة وا اهلل ينص النرصة، نرصة اهلل ورسوله. ﴿إن تنص

حممد:7.

منا رمحة وحكمة، صربا يتطلب بل هينا، أمرا بالدعوة القيام نتصور إننا ال

_ 99 _

نضع وإنام النتائج، نتعجل ال إننا ودروهبا. بمسالكها ودراية ومصابرة عىل نتقاتل وال املغانم عىل نتزاحم وال والدقة، احلكمة ونتحرى املقدمات رمنكم ي األسالب. ذلك شأن قوم سموه سياسة وسامه القرآن شنآنا. ﴿وال املائدة:8، ومن للتقوى﴾ سورة أقرب هو اعدلوا تعدلوا أال عل قوم شنآن

معاين العدل عدم جتاهل اإلخوة اإلنسانية وعدم تنايس املودة يف القربى.

عرض يف نطمع فال صبحا، الليل وراء وأن غدا، اليوم مع أن نعلم إننا اإلنسان يبني منهاج منهاج حياة، بمنهاج واضح، نبرش زائل، حمقق وجزاء يف اجلامعة، منهاج برشى وخري هييئ اإلنسان للدار اآلخرة بعد املوت ذلك

السيف املسلول عىل طغيان اهلوى ومجوح الغرائز.

أمامنا عراقيل كثرية ومشاكل متنوعة البد من حتليلها ودراستها قبل التعرض للحلول الناجعة هلا. وهذا جوابنا ملن تعجل معرفة الربنامج قبل معرفة املنهاج. نريد معرفة طبيعة العرص الذي نعيشه والعراقيل التي حتول دون إيصال النداء، نداء احلق إىل الفكر وإىل القلب. إذا أعوزتنا قوة الوسيلة من عدة وعدد، فلنا يف

كتاب ربنا قوة، قوة الكلمة، قوة اخلطاب وقوة التبليغ قوة املوقف.

بإمكانات قوية هبا، ومعرتف منظمة الضالة الدعوات متكافئة غري الفرص والدعوة هائلة، خارجية وبإمدادات املسلوبة، املستضعفة املؤمنة األمة اإلسالمية مهزومة، مظلومة، يرشد أعضاؤها، ربام عنفوا ألهنم تعرضوا إىل الدعاة حال هو وهذا عنيف. فعل رد إىل اضطرهم ما قاهر سيايس ضغط إىل اهلل يف زمننا هذا، هجرة يف املكان، سياحة يف األرض، هوان عىل الناس يف كل البالد اإلسالمية. حتى إذا ما اضطر داع إىل اللجوء السيايس الذي تكرم

صاحبه الدول غري اإلسالمية فامذا سيكون مقامه وتكريمه؟

_ 100 _

لنفرض أن جزيرة »واق واق« هي ملجأ املضطهدين من الدعاة إىل اإلسالم وفيها مدير كبري مسؤول عن محاية الدعوة اإلسالمية. وهذا املدير يملك من العامرات ما يسع مثال »سباتة يف الدار البيضاء«. ما موقف املرتف من الداعي؟ إسكانه بيتا حقريا مع حارس إحدى عامراته الذي يئن حتت البؤس واحلرمان واالستغالل. وحالة الداعي الفقر املدقع والذلة واهلوان، أليست هذه نرصة

لإلسالم!؟

جمتمع يف التكاثر فتنة أضعفتها شنآن يف األمة ألن متكافئة، غري الفرص استهالكي غري منتج، وفتنة التظامل وحلاق الركب احلضاري، وغزهتا اجلاهلية الداخل من اهلزيل اجلسم خاليا ينخر مرض - وعنفها وأفكارها بأشيائها

ووباء يزحف مهددا من املحيط، حميط اإلنسانية املعذبة.

ما لنا إال حافز القرآن حينام فقدنا كل تأييد ومدد وقوة نستعني به عىل مواجهة واستكانة ضعف موقف يف الفكر سلطة وحتى والطغيان، والظلم الكفر جبار. ماكر فكر أمام والصغار الذلة عادات من األفكار أصاب ملا وقعود ومن هنا تتجىل بكل وضوح رضورة منهاج حيرر عقلية املفتون اخلانس أمام

عقلية أخرى تصنيفية علمية تائهة.

الفكر جماالت يف مبدعة انطالقة لتحقيق الوسيلة مها ومنهاج تنظيم نعم بربه، املتصل الكامل اإلنسان إليها يأوي التي احليوية اآلفاق لفتح والعمل الواعي املنظم والعمل الفكر بسلطان والكرامة، اخللود دار يف إليه الراجع قيم وعن اجلاهيل العنف عن نرصفهم حتى املفتونني وعي نغري أن يمكننا من املستمد القهر حتت القابع األرضية، بقسمته الضائع الدوايب اإلنسان نفسه وما هو إال عبد هلواه، شقي غري سعيد أنه سيد إليه، يرى إنسيته، منه

بحريته وذكائه وخمرتعاته.

زمننا يف مواتية غري اهلل إىل بالدعوة اإلقناع وظروف متكافئة غري الفرص

_ 101 _

أمام تكون واملرسلني، وكذلك النبيئني اهلل بعث كانت حني هذا، وكذلك املعيش الدعوة إىل اهلل الصادقة بمغايرهتا للواقع الدعاة من املؤمنني. وحتدد أوال، وتستند إىل نور اهلداية تنكشف إىل التائب والعائد إىل ربه. حجة الدعوة اهلل لدعوة استجاب من الداعي، بصدق املنهاج وصدق معها. الصادقة ورسوله استنار قلبه بنور اإليامن، فتجلت له ظلمة اجلاهلية وخرج معاىف من

متاهات الفتنة الغافلة.

بني جدلية حركة بدعوته يقدح اهلل إىل الداعي أن العرص بلغة هذا ومعنى احلق والباطل، ميداهنا قلب اإلنسان الغافل أوال، ثم إذا وضحت الرؤية وقر الكون املفتون وعي جديد بوجوده وبالكون، حتققت احلركة يف املسلم عند اخلارجي وبنت مجاعة املسلمني عاملا منبعثا نورانيا عىل مبادئ ومفاهيم طاهرة جهل يساورها أن قوة وهلا اجلاهلية، لوثات تشاركها أن مناعة هلا قوية، اجلاهلية وعنف اجلاهلية وهلا إرشاق وعزة ال يشينهام ما يلحق البناء اجلاهيل

من ذيول الذلة النفسية والقلق واإلجرام واالنحطاط الدوايب.

*************

روى اإلمام البخاري عن أيب موسى األشعري ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم:

»مثيل ومثل ما بعثني اهلل به كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت اجليش بعيني، وإين أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء فأطاعه طائفة فأدجلوا عل مهلهم فنجوا

وكذبته طائفة فصبحهم اجليش فاجتاحهم«.

اهدين﴾ آل عمران:53. سول فاكتبنا مع الش بعنا الر نا آمنا بم أنزلت وات ﴿رب

_ 102 _

نا فاغفر لنا ذنوبنا كم فآمنا رب نا سمعنا مناديا ينادي لإليمن أن آمنوا برب نا إن ب ﴿رنا مع األبرار ﴾ آل عمران:193 . صدق اهلل العظيم. ر عنا سيئاتنا وتوف وكف

اللهم صل عل سيدنا حممد وعل آل سيدنا حممد كم صلت عل سيدنا إبراهيم وعل آل سيدنا إبراهيم وبارك عل سيدنا حممد وعل آل سيدنا حممد كم باركت عل سيدنا إبراهيم وعل آل سيدنا إبراهيم ف العالني إنك محيد جميد. وسلم عل سيدنا حممد وعل آل سيدنا حممد كم سلمت عل سيدنا إبراهيم وعل آل

سيدنا إبراهيم ف العالني إنك محيد جميد.

_ 103 _

قراءات وتأمالتم األمن وهم قال اهلل عز وجل: ﴿الذين آمنوا ول يلبسوا إيمنم بظلم أولـئك ل

هتدون﴾ سورة األنعام:82. صدق اهلل العظيم. م

وعند البخاري عن ابن مسعود أنه ملا نزلت هذه اآلية قال الصحابة: يا رسول اهلل! وأينا مل يظلم نفسه؟! قال صىل اهلل عليه وسلم: ليس كم تقولون: ل يلبسوا ك لظلم عظيم﴾؟ إيمنم بظلم: بشك، أول تسمعوا إل قوله تعال: ﴿ إن الش

صدق اهلل العظيم.

هؤالء هم املرشكون اجلاهليون املتميزون اجلاهرون بكفرهم نعرف منهم ما كنا ننكر. حضارهتم الدوابية سكنت بني ظهرانينا، وأفكارهم املادية احتلت عقول طائفة منا. لبسنا رشكهم، وهو الظلم العظيم، فخالطنا حتى أخرجنا عن رصاط اهلل وحولنا أعرابا فينا اإلحلاد والنفاق. فمجتمعنا األعرايب املفتون أجدر أن يزداد مع األيام بعدا عن اهلل وتنكرا لإليامن ومقتضياته. ذلك ما قال اهلل عز وجل: ﴿األعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أال يعلموا حدود ما أنزل

اهلل عل رسوله واهلل عليم حكيم﴾ سورة التوبة:97.

والعلامء، الزمان. بنا تقدم كلام مستمرة، عملية العظيم بالظلم إيامننا تلبس مستسلمون. املنكر، عن والنهي باملعروف األمر عن املسؤولون وهم يردنا وإنام فيه، نتدهور منحدر فهو اإلحلاد. هجامت جسمنا يف توغلت العراقيل كل عقبة ثم أوال أنفسنا عقبة العقبة فيها نقتحم هلل قومة للجادة

_ 104 _

اهلل بذل يف الصعب، للطريق إىل اهلل سلوك الدعوة إن وكل االضطهادات. معنى فيه ومن العلامء، مجهرة بدأت فإن اإليامن. بشعب وحتل فيه وجهاد يطردوا أن كان خليقا التطهر، القومة وهذا لإليامن، هبذه االنتامء معاين من ا قوما ليسوا لنا ب ا هـؤالء فقد وك الرشك املالبس إليامن األمة.﴿فإن يكفر با بكافرين﴾ سورة األنعام:89. أن ينكص بعض العلامء، وهم ديدان القراء ب﴿يبهم الذين باعوا دنياهم بدنيا غريهم، فإن اهلل جلت عظمته باعث قوما ة عل الكافرين ياهدون ف سبيل اهلل وال يافون ويبونه أذلة عل الؤمنني أعزلومة آلئم ذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء واهلل واسع عليم﴾ سورة املائدة54.

صدق اهلل العظيم.

اخلطوة األوىل التي دعونا املؤمنني إليها نحو املسجد، خطوة إىل اهلل، إىل إلتامس الوصلة به والطريق إليه - فام دام رباط كل منا بام يف يده وما حواليه، وما دام ارتباطه هبواه ولذاته وجاهه ومكانته االجتامعية املزيفة، أقوى من رباطه بربه، فلن نقوم أبدا هلل ولن نقتحم أية عقبة. وسيبدو لنا العامل ومن فيه شبحا خميفا ما دامت األهواء التي تسكن أنفسنا واألفكار السخيفة التي متأل عقولنا جتعل

منا أقزاما يف ميزان اإليامن ويف ميزان القيم اإلنسانية املجردة.

هذا عامل من علامء املسلمني يف القرن اخلامس نقرأ حني يناجي ربه عز وجل، فنجد نفس املؤمن الشامخ بإيامنه عىل الدنيا، العزيز بربه عىل األطامع، املستغفر النحوي غري آخر رجل )وهو عقيل ابن الوفاء أبو إنه وقعوده. توانيه عن الشهري( عاش حتت دولة السالجقة، دولة السيف كسائر دول املسلمني منذ األئمة الراشدين، لكنه مل يصطف كبعض القراء املتهافتني يف تاريخ اإلسالم إال حيث يدفعه إيامنه أن يصطف، مع الراغبني يف اهلل املقبلني عىل وجهه الكريم. قال: »سيدي! قد تدبرت اخللق فام رأيت منهم إال صانعا ومصانعا. ورأيت جل غرضهم وأكرب مههم الدنيا. وكل منهم قد اعتمد عىل ذخرية. فهذا يذخر

_ 105 _

العقار، وهذا يذخر العقار، فهذا يقتني الدرهم والدينار، وهذا يذخر معارف والتعلق وتوحيدك اسمك إىل يفزع املوت عند منهم كال ورأيت الرجال. بأذيال عفوك. فرأيتهم بعني اإلفالس من الرأي، حيث مل يقدموا من أمرهم

ما أخروا، وتعجلوا من التعلق بك ما أجلوا.

غنيا لدنك، من آتيتهم بام وعنوا منك بموجودهم الناس فرح إذا فكنت يف عليك معوال شدائدي، يف لك خرا مذ شهودك، عىل معوال بوجودك، أوابدي. فام خاب قط أميل فيك، وال رجائي يف لطفك، بل وجدتك يف شدائد عطشت وإن آويت، ترشدت وإن أنعشت، عثرت إن ، بضبعي آخذا الدنيا أرويت، وإن جعت أطعمت، وإن ضللت هديت. فأنبأين عنك عاجل أمري،

وحدثتني آمايل فيك عن تواين أحوايل معك.

فها أنا ال أرجو سواك، وال آمل غريك، وال تعبد أطامعي أحدا من خلقك. وجدت، حتى الطلب طرق استقرأ من بصورة كنت ألنني عبدت وطاملا خربي يف إال ذلك أجد ومل ظفرت. حتى إليك سليم طريق عن وبحثت من اهلل أستغفر فأنا ذلك ومع ونفع. رض كل من مفاليس وإهنم بخلقك، اهلل من رشكي إال إله أال أشهد وأنا وقويف معهم حال تصفحي ألحواهلم، حال االعتامد عليهم اختبارا هلم، وأقطع زنانري اإلضافات إليهم.« نقال عن

كتاب الفنون البن عقيل احلنبيل -القسم األول- ص 279-280.

اخللق يف زماننا صانع أو مصانع، أو مصطنع جل مههم الدنيا. مرض القعود علة جمتمعنا، اخلمول من جانب أصحاب احلق، وهم العلامء وسائر املؤمنني نفاق ونبذوا األهواء عقبات واقتحموا هلل قاموا لو الطبيعيون األمة قادة احتل فقد وحركة. نشاطا اإلحلاد جانب ومن املصطنعني. وذل املصانعة اإليامن حدود جتاوزنا العظيم الظلم عن وسكوتنا جامعاتنا، امللحدون وضيعنا اهلل، عن واإلعراض الباطل مماألة مهالك يف واقتحمنا امللبوس

_ 106 _

األمانة فيا ويلنا من ربنا!

ضمري ميت إال هبا يرىض ال التي املزيفة للراحة استكانتنا من إال أوتينا ما ضامر الذمة.

إن الديمقراطية نظام معلن يف هذا البلد، ومما تعنيه الديمقراطية، بل إن أول فيها ساد التي القرون مر عىل كانت وقد احلكم. معارضة حرية مبادئها، السيف يف دنيا املسلمني، مجاعة العلامء يكونون املعارضة. واليوم ال يتعرض عىل الظلم األقتم، وهو الظلم الثاين بعد اإلحلاد، إال من كان له وعي سيايس. وهذا الوعي ال نجده يف صورته القصوى إال يف صفوف املتمردين قليال أو كثريا عىل الدين. وما متردوا ملجرد أن الدعوات اجلاهلية بلغتهم، بل متردوا ألن اإلسالم -الواجهة وحداته من ديدان القراء عرضوا عليهم وجه النفاق بلغتهم دعوة اإلسالم، ما املشوهة، الدعوة تلك إال بلغتهم فام واالصطناع

دعوة احلق وحترير اإلنسان من كل أنواع الظلم.

فلو قمنا، معرش املؤمنني، باقتحام عقبات أنفسنا من خرف وشك وقعود، إىل هذه املساجد التي نطرد منها وبعنا أنفسنا هلل الذي اشرتاها منا مسبقا باجلنة، لكنا قمينني أن نبلغ رسالة اهلل لقوم غافلني، ولقوم حمقورين مرذولني هم سواد

األمة وعدهتا. وإذن لفزنا الفوز األكرب فوز الشاهدين بالقسط القائمني هلل.

إن ألعداء اإلسالم من بنيه ومن غريهم عددا وعددا، وإن عدتنا اإليامن لو جتمعنا. أفام نحسن وحينا إال أن نكون صنائع للناس وحشام أو مهرجني باسم نبينا إن سنة والسدل! القبض متعاركني عىل املساجد متنابذين يف أو الدين املصطفى صىل اهلل عليه وسلم اجلهاد، وإن ما بنا من ذل لن يرتفع ما دامت

أنفسنا يمألها خوف من هلم السطوة واملال ال خوف ربنا.

_ 107 _

رقابنا هبا طوقنا أوهاق من وختلصنا هلل قمنا لو وأهله احلق أصحاب إننا الباطل. باستخذائنا ألهل

ما أرسع أبناءنا أن يتهموا كل من جيهر بإيامنه أنه صنف من أصناف ديدان القراء، وما أجدرهم أن يفعلوا! ذلك ألن السكوت يدل عىل الرىض. فمن ويعلن بالباطل وصلته يقطع أن فالبد اآلخر واليوم اهلل يرجو ممن كان مما األمن لألمة يعيد أن كفيل وحده ذلك إيامنه. يلبس مما ويتطهر وجهته حييط هبا من هتديدات اجلاهلية الغازية للديار املحتلة لبيت املقدس، اجلالبة كفيل وحده ذلك التكفري. وسائل بكل وبيوتنا وكلياتنا مدارسنا يف علينا أن يزهق باطل الظلم الذي يكفر األمة حني يتيح للمرتفني أن يزدادوا ماال

ويتيح بذلك للشعب أن يرتدى يف محأة الفقر واجلهل واملرض.

إن هذه الظواهر التي نسلط عليها الضوء حني نخطب عىل املنابر أو نتحدث عىل املوائد، ظواهر الزنى واخلمر واملخدرات وسائر األمراض االجتامعية، األقتم. والظلم األعظم، الظلم املتحدرين: األصليني عن فرع إال هي إن إن اإلحلاد والظلم االجتامعي علتان أصليتان تتزاوجان ويتغذى بعضها من الفكر يف ختلفا نراه كام إسالمكم هو هذا كان إذا امللحدون يقول بعض. به لنا فام املرتفة للطبقة وركونا بالواقع وجهال وجبنا النفوس يف وركودا فيزيدون اإلسالم! هو ترونه ما إن املصطنعون: احلشم ويقول حاجة! يد يف وألعوبة للسخرية هدفا بقعودنا، أصبح الذي اهلل لدين كرها شبابنا

الشياطني.

ذلك يتأتى وما واضحا، موقفا واحد، رجل وقفة وقفنا لو احلق أهل إننا

_ 108 _

إال بقطع وصلنا بالباطل وتعلقنا باهلل عز وجل وبرسوله صىل اهلل عليه وسلم.

الرشيعة ذلك تثبت الطبيعية، قيادهتا وإن لقيادة، بحاجة األمة هذه إن والتاريخ، هم أنتم يا معرش العلامء، وكل من له ذمة ويتوق إىل لقاء ربه فهو

العامل حقا ال محلة األسفار.

إنكم قادة هذه األمة وإن لكم لوزنا يف املجتمع ال يضاهي يوم يكون لكم عند اهلل وزن بالتوبة إليه والنهوض للدفاع عن دينه وحرماته املنتهكة.

للعامل مثال إنه للباطل. ومعارضته احلق استقالل لنا يصف عقيل ابن هذا اليقظ الواعي، قال: »إذا كانت املذاهب تنترص بوصلة هي الدولة والكثرة، أو حشمة اإلنعام، فال عربة هبا. إنام املذهب ما نرصه دليله، حتى إذا انكشف بوحدته ساذجا من نارص حمتشم ومال مبذول، كان ظاهرا بصورته يف الصحة صقالة إىل حيتاج ال الذي كاجلوهر واالعرتاضات؛ الدخل من والسالمة وتزويق، واحلسن الذي ال حيتاج إىل حتسني. ونعوذ باهلل من مذهب ال ينترص إال بوصلة. فذاك الذي إذا زال نارصه أفلس الذاهب إليه من االنتصار بدليل، أو وضوح تعليل. والدين من خلص الداللة من الدولة، والصحة من النرص

بالرجال، وقلام يعول يف دينه عىل الرجال«.

نقال عن: كتاب الفنون البن عقيل احلنبيل -القسم األول- ص 237.

_ 109 _

رســالـةشخصية إىل كل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة

عبد السالم ياسني

أخي وأختي،

من الناس من سألنا: »إذا كنتم صادقني يف إرادة خدمة اإلسالم فلم تؤلفون مجاعة تزيد الصف اإلسالمي تشككا؟

انضموا إىل إحدى اجلامعات العاملة ال تبددوا اجلهود!«.

اإلسالمية باجلامعات االتصال حاولنا أننا أوال وجوابنا جدا. وجيه سؤال هبذا البلد فلقينا إعراضا أو ختوفا أو تشككا. وجوابنا ثانيا أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم حرض العمل حتت راية عمية، أي يف ظروف وألهداف غري مجعيات إما البلد هبذا التي اإلسالمية واجلمعيات اجلامعات وإن واضحة. الشباب العاملة عىل منهاج اإلخوان املسلمني، أو هي مع رجال التبليغ، رجال واالنضباط، والتحاب التعاون بمعنى مجاعات تكون التي والعمل، الصرب اجلمعيات وسائر والفكر. العمل وأفق األسلوب يف بينها ما فرق عىل والتجمعات إما متمسكة بجانب واحد من جوانب الرتبية اإلسالمية: الرتبية الروحية لدى الصوفية، وتعليم نصوص الرشيعة عند أهل السنة مثال، وإما

متمكثة يف الثقافة واملحارضات.

_ 110 _

وعندنا أن كل هذه اجلمعيات تتكامل، ونكن جلميعها املحبة، ونعرف لكل ذي فضل فضله. لكن إطار العمل إلنقاذ هذه األمة يريد وضوحا يف الفكر وجهاد علنيا واسعا، وروحانية عالية. وإن مسؤولية كل مؤمن ومؤمنة عند إنام اهلل لعظيمة إن عمل عىل تفريق املسلمني. فنعوذ باهلل أن نفرق الصف. نريد أن نجمع اجلهود. فننبذ كل اخلالفات وننظر إىل املستقبل الذي ينتظر

منا أن نجمع أوال كلمتنا لننطلق لغد اإلسالم املرشق إن شاء اهلل تعاىل.

وتعالوا كاتبونا الشمل، مجع مهمة األوىل مهمتنا يف اهلل، يرمحكم أعينونا، هذه عنوان يرمز، ما يف يرمز، هذا وإىل واجلامعة، للمحبة ندعوكم إلينا. بعضا بعضنا حيب مل إن لنا إيامن فال واملحبة، الثقة معنا ازرعوا املجلة.

ويثقوا به.

امجعوا معنا قوى اإلسالم املبعثرة يف وجه الكفر الغازي والظلم.

أخي، أختي:

األفق واتساع واملحبة الثقة عىل معنا لتكون السابقة السطور يف دعوناك إىل عمل، تنقلك تراها ال فإن كانت لك غرية العاطفي، الفكري والنضج وأفكار وعواطف تقرص بك يف االنجاز الذي يعطي حلياتك معنى، ورغبة العاملني، فاسمع دعوتنا التخوف يف املستقبل والشك يف العمل يعوقها يف بني جيمع رباطا جتد علك مفصلة، ال جمملة وأبعادها، عمقها كل يف اآلن

املتفرق من اهتامماتك واخلامد من طاقاتك.

_ 111 _

أمرا املسلمني كل إيامن اعتربنا إذا إسالميا يكون ال اإلسالمي العمل إن مفروغا منه، دوافعنا للعمل لن تكون صافية وقوية إذا مل نجدد إيامننا. ماذا هيمني يف العامل وساكنيه، ومن املجتمع ومشاكله إن كان بوسعي أن أحتال فيه أريض دافئا عشا لنفيس أبني وأن العارمة الفتنة وسط رغد عيش عىل أنانيتي االجتامعية وشهوايت؟ كثري من الناس جيمعون أهنم يعملون من أجل منهم الناس. وعىل أنفسهم عىل جانبي بنشاط يموهون إنام وهم اإلسالم ومقاوالهتم. وترفهم »فالهتم« يف وقبعوا املساجد غادروا الذين من طبقة ال هيمني من العامل واملجتمع إال حاجات األنانية إن كان رباطي باهلل ضعيفا أو منعدما. إن الفرق بني العمل اإلسالمي والعمل السيايس أن عمل املؤمن مدافعة يف األصغر اجلهاد داخل دوافعها لتصفو النفس من أكرب جهاد اخلصوم وحماربة األعداء. أما السيايس فمصاحله أوال، ومروءته إن كان من الدافع والغاية، املؤمنون غايتهم اهلل عز وجل، فمنهم ذوي املروءات، هي من منهم وأعىل ورمحته، جنته يرجون من منهم وأعىل جنته، يرجون من وإياكم اهلل جعلنا املحسنون، أولئك معا، وجنته ورمحته وجهه يريدون

منهم.

خالقنا. اهلل عن تم ومن أنفسنا عن تشغلنا أختي، ويا أخي يا الدنيا، إن زادت املغريات إغراء وكثرت واشتبكت احلياة مشاغل تكاثرت وكلام معنا لتكون دعوناك فحني إليه. مصرينا وعن اهلل عن نغفل لكي الفرص جلمع صف املسلمني يف وجه الكفر والظلم دعوناك لعمل يوقظنا وإياك من

الغفلة عن اهلل.

من يوقظهم أن أمثل هو مكانا جيدوا لن املسلمني من اآلحاد أوال، التحاب حق واحلق، بالصرب تتواىص إيامنية مجاعة من الغفلة

_ 112 _

والصرب عىل مغالبة عوامل الغفلة عن اهلل. واآلحاد من املؤمنني هتجم عليهم الغفالت إن ابتعدوا عن اجلامعات.

وقتي يمأل أن ينبغي ما فإن إليامن، يتطلع مسلام أو حقا، مؤمنا كنت إن ويستفرغ وجودي ومواردي كلها هو البحث عن معنى وجودي البحث عن وال فكري وعي هلم ليس السياسيني املتحزبني معظم إن إليه. والسعي اهلل يقظة روحية، وأقلهم من له وعي ومروءة ما، وأفضلهم من له وعي ومروءة وبعض التطلع لإليامن، وإىل كل هؤالء وإىل غريهم من كل املسلمني نطلب أن خيصصوا وقتا، وقت ينسون فيه كل يشء ويفكرون فقط يف مصريهم بعد املوت، يف عالقتهم بخالقهم، يف حقيقة إيامهنم. فمن آنس من نفسه رغبة يف تعميق إيامنه فليخرج إلينا من أرض غفالته خطوة ليسري معنا إىل اهلل، بعدئذ بكل قواه، بكل وقته وجهوده وموارده، بأفكار واضحة ال بشعارات طنانة، املؤمنني، املحبة بني بانفعاالت محاسية، يف سبيل اهلل، سبيل بإرادة عازمة ال سبيل الشوق إىل اهلل، سبيل الصدق، سبيل العلم والعمل، سبيل الصرب واجلهاد لبناء حضارة تؤوي املؤمنني وتشع الرمحة عىل العاملني، فاجلهاد يف سبيل اهلل هو جهاد لينترش احلق والسالم واملحبة يف العامل كله، فإننا معرش اإلسالميني محلة رسالة وورثة نبوة، ال حمرتفون سياسيون، وإن غايتنا السامية، وجه اهلل ورضاه وجنته، تطلب بذل النفس والنفيس بينام كل حتزب سيايس يقوم عىل اهلل جه و يريد من أن نعلم الرئاسات، وطلب الشخصية املصالح حساب بنية خالصة قلة يف كل زمان، لكن هؤالء وحدهم هم نواة املوكب النوراين، موكب الدعوة إىل اهلل، يف كل زمان، نحن من أجل احلق بدأنا، وضد كل باطل

حيول دوننا ودون احلق، نحن جند اهلل وعباده، فحي عىل الفالح!

_ 113 _

فهرستإن جملة حرر موادها رجالن ال حتتاج إىل فهرست.

منربا لتكون أو للدفاع عن قضايا ختصنا. املجلة احتكار نريد ما ذلك ألننا أن ينتظرون الذين املؤمنني إخواننا ألن لكن الناس، عىل فوقه من نستعيل عنا وفصلهم عنهم فصلنا الديار هذه يف مسموع صوت لإلسالم يكون

قواطع الصمت الذي كان مفروضا. وقد زالت القواطع إن شاء اهلل تعاىل.

واجلهاد، باإلخاء امللتزمون اهلل عىل املقبلون املؤمنون أهيا جملتكم فهذه والقضية قضيتكم. غري أننا ال نحب أن ننرش الكلامت اخلجولة وال التي متت إرادة وخياطب ينم عن الذي اهلادف الفكر املصطنعة. نحب للذهنية بصلة اهلمم الرتياد التجديد واقرتاح احلل اإلسالمي ملشاكل أمتنا اإلسالمية الكئيبة بام يفرض عليها من استسالم يف وجه الصهيونية وقوى اجلاهلية، وانحدار يف

مهاوي التخلف االقتصادي والتظامل االجتامعي واإلحلاد.

والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاتهع-ي

تذييل: إن الرأي العام يف هذا البلد ويف بالد املسلمني تتنازعه نازعات التضليل والتكفري. وإن أول وظائف جملة هادفة هي صناعة رأي عام هادف. فهدفنا من يراد ملا يقظني مآسيه بأسباب الشعب نخرب أن املسجد ودخول بالنرش

تفريق شملنا بتحريض بعض اإلسالميني عىل بعض!

فحي عل الفالح!