اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

329

Click here to load reader

Upload: nyssan7nyssan

Post on 29-Jul-2015

136 views

Category:

Documents


31 download

TRANSCRIPT

Page 1: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحنوامريكا وبيننا هولي وود

بقلم الرفيق صالح المختار

تذكر دوما ان االسماك الميته وحدها تسبح مع التيار:::::مالكولم مكريدج

25/6/2011 بتاريخ 

مقدمة البد منها 

بعد ان رأينا امريكا تأوم بعض )المصلين(، رغم انهCCا كCCانت ومCCازالت اكCCبر ناشر للعهر السياسي وسيدته بال منازع واخطCCر ممCCارس لCCدعارة الضCCمير في العCCالم، احتفCCاال بمCCا اسCCمي ب )ربيCCع العCCرب(، تحقCCيرا لنCCا ولشCCعبنا واستخفافا بعقولنا ووعينا، رغم اننا في هذا )الربيع( نواجه االن، خصوصا في العراق وفلسطين ومصر وسCCوريا وليبيCCا واليمن...الخ، االسCCتحقاقات الكارثيCCة الكاملCCة واالنموذجيCCة لكCCل اعCCدادات وعمCCل الغCCرب االسCCتعماري والصCCهيونية العالميCCة منCCذ أكCCثر من مائCCة عCCام ابتCCدأت بمCCؤتمر بCCازل في

ووصCCلت في هCCذا العقCCد من الCCزمن الى اطالق1897سويسCCرا في عCCام )وعCCد( كونCCداليزا رايس، عنCCدما كCCانت وزيCCرة خارجيCCة امبراطوريCCة الشCCر المطلق، بنشر )الفوضCCى الخالقCCة(، وفي مقدمCCة هCCذه االسCCتحقاقات ان الشعب العربي يشCCوى بال رحمCCة في نCCار اول هولوكوسCCت عCCربي نصCCنعه بايدينا وب)أمامة( امريكية مباشرة ورسCCمية، فنسCCفح دمائنCCا بCCاالالف في اكثر من قطر عربي ونساهم مباشرة في اعCCداد المسCCرح الغتيCCال ماليين العCCرب وتشCCريد عشCCرات الماليين ليصCCبحوا كابنCCاء فلسCCطين والعCCراق مشردين في كل القارات، ومن ال يعرف معCCنى ونتCCائج التشCCرد والتهجCCير المنظمين وال يعاني منهما كما نعCCاني نحن ضCCحايا امريكCCا والصCCهيونية ال

يعرف بدقة ما نقصده! يجب ان نتذكر دائما وان ال ننسى ابدا ان مCCا يجCCري هCCو مCCزيج مCCرعب من التراجيCCديا والكوميCCديا السCCوداء، يختلCCط فيهCCا التمثيCCل مCCع الممارسCCة الحقيقية، وفي دوامة تغييب الوعي او الغCCاءه نCCرى البعض يقCCف مرتاحCCا، وبال اي حساسCCية تجCCاه امريكCCا وكأنهCCا ولCCدت اليCCوم وبال خطايCCا وجCCرائم تقشعر لها االبدان وبدأت بنشر الخير والسالم والديمقراطيCCة وازالCCة كCCل انواع الظلم، خلف أمبراطورية الشر المطلق يهتف ل)ربيCع العCرب( كانCه يقف خلف قائد تحرير ارض العرب في العراق وفلسCCطين مCCع انCCه يعCCرف ان امريكا لم تتب او تتراجع عن عداءها للعCرب، وكCانت ومCازالت تمCارس عمليا ورسميا عهر الضمير في اكثر اشكاله وقاحة وتحCCديا كمCCا نCCراه االن في العراق وفلسCCطين، وهي بهCCذا الواقCCع ينطبCCق عليهCCا المثCCل العCCربي الشهير والCدقيق جCدا والCذي يقCول )ال المCاء يCروب وال العCاهرة تتCوب(، ويروب تعني ان يصبح روبة وهي ما يسمى الزبCCادي ونسCCميه في العCCراق

باللبن.

[1]

Page 2: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

نقولها بال لف او دوران، وبعد عذابات ستة اشCCهر سCCببتها اخطCCر مCCؤامرة على امCCة العCCرب واتضCCاح اهCCدافها الحقيقيCCة وزوال الCCبراقع وسCCقوط االوهام التي احاطت بهCCا : لم يعCCد الصCCمت ممكنCCا بعCCد ان دخلت مCCؤامرة تقسيم االقطار العربية مرحلة خطيرة جدا تتمثل في اشتعال حرب اهليCCة كاملة االركان في ليبيا تحت )رعاية( حلف النيتو الذي يشCCن حربCCا شCCعواء ومدمرة على ليبيCCا وشCCعبها قتلت االالف وجCCرحت مئCCات االالف وشCCردت الماليين من ديCCارهم، واقCCتراب الحCCرب االهليCCة من االشCCتعال الكامCCل والمفتوح في سورية وفي اليمن بكل ما تحمله هذه الحرب من كCCوارث ال نظير لها، والتي اذا اشتعلت، ال سامح اللCCه، فسCCوف لن تبقي اال المقCCابر الماليينية لعرب لم تقتلهم اسCCرائيل وال امريكCCا، كمCCا حصCCل ويحصCCل في فلسطين والعراق، بل قتلوا بيد عرب اخرين في حروب اهلية شاملة، امCCا مصر فقCCد دخلت بعCCد اسCCقاط النظCCام نفقCCا مظلمCCا وخطCCيرا يتمثCCل في تصاعد الفتنة الطائفية على نحو غير مسبوق ينذر بجعل العنف هCCو اللغCCة

الوحيدة بين االقباط والمسلمين. فيالهول الكارثة!!! والكارثCCة تتضCCاعف بنسCCب هندسCCية ونحن نCCرى وطنCCيين عCCرب مCCازالوا يدعمون موجة الكارثة رغم ان كل الوقائع وكCل التطCورات واالحCداث قCد اثبتت ان نتائج االحCCداث وبعCCد سCCتة شCCهور لم تكن غCCير الخCCراب والمCCوت بينما لم يحصل تغيير رئيس واحد على طريCCق )ربيCCع العCCرب( ال في مصCCر وال في تCCونس ومCCازل النظCCام الجديCCد هCCو ذاتCCه النظCCام القCCديم بهويتCCه وممارساته العامة ورموزه والتزاماته الخارجية، فاين الربيع؟ واين التغيير المنشCCود؟ وهCCل الثCCورة هي مجCCرد تغيCCير راس النظCCام ام انهCCا التغيCCير الجذري للمجتمع والدولCCة من اجCCل تحقيCCق اهCCداف الشCCعب وخدمتCCه؟ لCCو حصل تغيير ايجابي واحد رئيس في تونس ومصر بعد اسقاط النظام لقلنا ننتظر فلعل الفرج يأتي، لكن انتظCCار سCCتة شCCهور قCCدم لنCCا كCCوارث اكCCبر ومنها كارثة ان التغيير صار تدميرا لكل شيء ثابت في الدولة والمجتمCCع! لم يعد المطلوب امريكيا هو اسقاط نظم بل اشعال حروب اهليCCة عربيCCة، وهذه الحقيقة يؤكCCدها ويثبتهCCا الCCرفض االمCCريكي المطلCCق لكCCل تنCCازالت االنظمة وقبولها بالتغيير السلمي وتكرار الرد االمريكي الذي صار كليشCCة متوقعة : )هذا ال يكفي(، وهي في ذلك تريCCد عامCCدة وقاصCCدة ان يتمسCCك النظCCام بموقCCف رفض االصCCالحات لحمايCCة رمCCوزه من القتCCل اذا سCCقط، وهكذا يصبح ممكنا استمرار تCCأجيج الصCCراع العنفي داخCCل اقطCCار الCCوطن العCCربي ليتحCCول الى حCCرب اهليCCة مفتوحCCة تCCترك خلفهCCا مطلب اسCCقاط

النظام كورقة احترقت وزال مفعولها وانتهى دورها. هل اصبح السCCكوت ممكنCCا بعCCد االن؟ ام اصCCبح تواطئCCا وقبCCوال ب)امامCCة( عاهرة العصر واخطر مروج لدعارة الضCCمير في كCCل العصCCور وبال منCCازع؟ وهل اصبح االجتهاد مقبوال في قضية تقسيم االقطار العربية بعد كCCل مCCا تبلور وتوضCCح من خطCCوط المؤامCCؤة االكCCبر واالخطCCر على االمCCة العربيCCة

وهويتها القومية وبدأت مقدمتها تكبر ككرة الثلج؟ مشكلتنا مع نخب عربية وطنية انها تفكر بطريقة قبل االمس حينمCCا كCCان العCCربي بسCCيطا ليس في حياتCCه سCCوى اللCCونين االسCCود واالبيض فكCCان يستطيع ان يحكم بسرعة وهCCو مرتCCاح لصCCواب حكمCCه، امCCا االن فاننCCا في عصCCر المعلوماتيCCة والعCCوالم االفتراضCCية الCCتي يختلCCط فيهCCا الواقCCع مCCع

[2]

Page 3: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الخيCCال، ويتم احيانCCا اسCCتبدال الواقCCع بالخيCCال المرسCCوم دون انتبCCاه واكتشاف الكثCCيرين لCذلك االسCتبدال فيتعCCاملون مCع خيCCال موضCCوع وهم يظنون بثقة انهم يتعاملون مع واقع حقيقي، لذلك هزمت العفوية وزالت تماما من عالمنا واصبحت افته االكبر تنغيل كل شيء بجعله مخطط سلفا وبصورة ستراتيجية لهCCا غايCCات محCCددة، فاصCCبح الوضCCع االنسCCاني معقCCدا

وغريبا يستعصي على الفهم الفوري. وفي هذا العCCالم االفتراضCCي المCCزاحم للعCCالم الحقيقي تتCCداخل عشCCرات المؤثرات والقCCوى خصوصCCا لوجCCود تخطيCCط مخCCابراتي محكم يريCCد سCCوق البشر نحو قرارات يظنCون انهم يتخCذونها بحريCة وبعCد تفكCير خCاص بهم لكنهم يكتشفون – بعد فوات االوان وخراب كل مدينة تحمل اسCم البصCرة في الوطن العربي - ان ما قرروه لم يكن قCCرارهم في الواقCCع النCCه كCCان معدا سلفا وسيقوا اليه بتأثير البيئة التي صنعها من خطCCط فجعCCل هنCCاك خيار واحد ال غير وهو دخول نفق يقودهم الى امريكا واهدافها واحضCCانها الدافئة! من هنا فان التفكير بطريقة العرب القدماء القائمCCة على االبيض واالسود اصبحت افضل وسيلة لنحرنا من الوريد الى الوريد وبايCCدينا هCCذه المرة! ومع االسف هذه هي طريقة تفكير بعض نخبنا، وما لم نفهم كيCCف تخطط امريكا وتعمل فاننا محكوم علينا بالفناء كCCالهنود الحمCCر الCCذين مCCا ابيCCدوا اال النهم لم يفهمCCوا كيفيCCة تفكCCير االبيض القCCادم اليهم من وراء البحار واسCCتخدموا اوهCCامهم في محاولCCة فهمCCه والتعامCCل معCCه فنحCCر بال

مليون انسCCان، وهCCو الCCرقم القCCريب من العCCدد112رحمة او تردد اكثر من مليCCون اوربي.52الكلي للهنود الحمر، علما ان عدد اوربا كلها كان انCCذاك

فهCCل يجCCوز ان نفكCCر بطريقCCة البCCدو ونحن نسCCكن في عCCالم تتحكم في معلوماته ومؤثراته واحداثه قوة تستخدم تكنولوجيا ليس اسهل لCCديها من خداع اكثر االذكياء؟ وهل حكم علينCCا ان نستشCCهد بCCالماليين دون ان ننCCال جCCائزة الشCCهادة وهي النصCCر فتصCCبح كارثتنCCا مضCCاعفة بالتضCCحية بماليين

الشهداء وخسارتنا للحرب في نفس الوقت؟ في هذه الدراسة التحليلية، التي نتاج خCCبرتي وتخصصCCي لمCCدة تزيCCد على نصف قرن، سوف نرى ان مCCا يسCCمى سCCذاجة وتسCCرعا ب )ربيCCع العCCرب( ليس سوى اعظم فيلم انتجته هCCولي وود ويتمCCيز، كمCCا سCCنرى، بانCCه اول فيلم تفCCاعلي في تCCاريخ السCCينما حيث يسCCتطيع مشCCاهده لعب دور فيCCه فCCيرى نفسCCا ثCCائرا كبCCيرا يسCCير التظCCاهرات ويشCCتم الزعمCCاء ويطCCالب باسقاطهم دون ان يCزج بCه في السCCجن او يقتCCل، كمCا كCCان الحCال قبCCل )ربيع العرب(! وتزاد لذة اللعبة وفرحCCة انطالق المشCCاعر المكبوتCCة حينمCCا يرى الزعيم الذي كان يذله ويضCCطهده ضCCعيفا وحCCائرا الول مCCرة، فيفCCرح وتتفجر مشاعره ويتضاعف زخم مساهمته النه بطل في فيلم والنه يحرك احداثا تاريخية خطيرة وهCCو امCCر لم يخطCCر ببالCCه في اشCCد احالمCCه حالوة! لكنه، وكما تمتع بفرحة العمر، فانه يواجه خيبة امل العمر كله حينما يدرك في نهايCCة الفيلم ان دوره محCCدد بقيCCود فوالذيCCة ال يراهCCا اال حينمCCا تCCأتي النهاية ويصبح تقريرها حتميا فيدفع للخلف في زوايCCا النسCCيان والخCCروج من لذة التمثيل اللطيف والمثير! وتلك مأساة الكثCCير من شCCبابنا االن في مصر وتونس الذين ذاقوا حالوة انطالق دورهم وممارسة حريتهم وتصCCور

[3]

Page 4: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

خالصهم وحل ازماتهم لكنهم صCCدموا بقCرار تجريCدهم من امكانيCCة تحديCدنهاية الفيلم!

  بفهم كيفية اخراج واعداد فيلم الموسم المسCCمى )ربيCCع العCCرب( نقCCترب اكثر من كيفية تفكير وتخطيط امريكا ونتذكر اهدافها الكونية وبما قCCامت به، واالهم ان نبقى ممسكين بمفتاح فهم امريكا وهو انها قوة امبرياليCCة الغزو والنهب مندمج في جيناتها ومن المستحيل التخلص منهمCCا والقيCCام بCCCدور ديمقCCCراطي وانسCCCاني وايجCCCابي، وهي لCCCذلك ال حCCCدود لعنفهCCCا واستعداداتها البادة االخCCر، االمCCر الCCذي يجعلنCCا في مواجهCCة دولCCة ليسCCت

عادية تفهم االمور بمنطقنا وطبقا لقيمنا. لنقرأ تحت ضوء الشمس مCCا جCCرى ومCCا يجCCري فعال وواقعCCا في الشCCهور 

الستة الماضية ولنتناول االبعاد المختلفة لما يجري ونسCCلط االضCCواء على الزوايا المظلمة فلعل ذلك يساعد على رؤية ما لم يرى حCCتى االن، ولنبCCدأ بتنCCاول مفهCCوم امCCريكي تحكم في مسCCار االحCCداث االخCCيرة في الCCوطن

العربي النه بدون فهمه سوف نعجز عن فهم ما يجري بصواب. 

-2-

سئل غاندي ماهو اعظم انجازات امريكا؟ اجاب انها هوليوود 

صنع الصورة لكي نفهم كيCCف تخطCCط امريكCCا وتعمCCل دعونCCا نCCذك|ر باحCCد اهم اسCCاليبها وهCCو المفهوم االمريكي الذي تطلق عليه تسمية )صنع الصCCورة(، والCCذي يقCCوم على وضع خطة او اكثر لصنع صورة ايجابيCCة عن شCCخص مCCا او جماعCCة او حCCزب في محيطه او في العالم بحيث يكسب ثقة المحيط مما يسمح له بالتغلغCCل العميCCق في الوسط الجماهيري ومنافسة الوطنيين الحقيقيين او لعب دورهم وعCCزلهم ان امكن، او ان صنع الصورة يستهدف اضفاء صفات غير موجودة في دولCCة مCCا او مجتمع ما الجل تسويقه للعCCالم بصCCورة ايجابيCCة او بلCCورة تقاليCCد واتجاهCCات داخل نفس الدولة تمنحهCCا صCCورة الدولCCة المتماسCCكة او االمCCة الCCتي اسCCتوفت شروط االمة وان مواطنيها تحركهم الوطنية وحب الوطن وليس مصالح شCCركة كبرى حجمها قارة احيانا، كامريكا، مع ان االمة غير موجودة بعد وانمCCا هي في طور التكون، وهي حال امريكا االن، لم تتخطى بعد حدود مجتمع شCCركة كCCبرى تربط افرادها مصلحة ذاتية وفردية تجمع عدديا ولم تنتج حتى االن تجمعا نوعيCCا يمثل هوية امة متبلورة بالمعنى الذي قدمه لنCCا التCCاريخ الحCCديث في اوربCCا مثال

حيث لدينا امما مثل المانيا وفرنسا متكونة ومستقرة كامة! وكما ان صنع الصورة له هCدف تجميلي او تكميلي ايجCابي فانCه يسCCتخدم ايضCا لشCCيطنة الخصCCم او المنCCافس واضCCعافه او تشCCويه صCCورته من اجCCل عزلCCه واالنتصار عليه، كما حصل حينما شيطنت امريكCCا باعالمهCCا واكاديمييهCCا االتحCCاد السCCوفيتي والعCCراق. ومفهCCوم صCCنع الصCCورة ليس جديCCدا فهCCو قCCديم قCCدم الصراعات المعقدة ووجود حكمة وذكاء لدى احد االطراف او كلها للقيام بخدعة لنسميها وفقCCا للتعCCابير الحديثCCة )خدعCCة مخابراتيCCة( للخصCCم او للجمCCاهير، عن

[4]

Page 5: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

طريق تبني مواقف تكسCCب االحCCترام ولكنهCCا تسCCتخدم في النهايCCة وبعCCد صCCنع الصورة لتنفيذ سياسات امبريالية تخدم امريكا او الصهيونية مباشرة او بصCCورة غير مباشرة. وفي كل االحوال فان صCCنع الصCCورة هCCو عبCCارة عن تقCCديم صCCور نمطية غير موجودة في الواقع غالبا، او انهاموجودة لكنها جنينيCCة وخاصCCة جCCدا ولم تصبح صفة عامة، وتكرار عرضها بمختلCCف الوسCCائل كي تنCCدس في ذاكCCرة النCCاس ووعيهم الجمعي او الفCCردي والوعيهم البCCاطني دون معCCرفتهم غالبCCا

وتصبح عامل تأثير في مواقفهم وخيارتهم. واالمثلة الحديثة كثيرة على كيفية صنع الصورة ولكن صنع صورة البطCCل النCCور لسادات من اشهرها، كما ان صنع صورة البطل االمريكي وامريكا بلد الرفاهيCCة وانهر اللبن والعسCCل مثCال اخCر،دعونCا ننظCر في المثCالين لفهم كيفيCة عمCل

امريكا.

 تأهيل السادات للخيانة تحت غطاء وطني

حينما اراد انور السادات بدفع امريكي االنسحاب من الصراع العربي الصCCهيوني وانهاء القضية الفلسطينية لم يعلن ذلك فجCCأة وبطريقCCة تصCCدم اغلبيCCة الCCرأي العام ويكون الرد الشعبي الفوري هCCو ان السCCادات خCCائن، بCCل لجCCأ الى عمليCCة صنع صورة ايجابية له منحته صفة الوطنية والدفاع المستميت عن مصالح مصCCر خصوصا تحرير سيناء من االحتالل الصهيوني، بتنفيذ خطة ثبت االن ان المريكCCا دور في وضعها وهي اشعال حرب مع الكيان الصهيوني وهي حرب اكتوبر عCCام

وتحقيق تقدم مصCCري سCCوري اولي بعبCCور القنCCاة وتحطيم خCCط بCCارليف1973 واسCCتعادة الجCCوالن من قبCCل سCCوريا ولكن لفCCترة حيث عCCاد الكيCCان الصCCهيوني لالمساك بزمام المبادرة في الجبهة المصربة بتحقيCق ثغCرة الدفرسCوار والCتي وضCCعت قCCوات مصCCرية في كماشCCة الجيش الصCCهيوني، بينمCCا اعCCاد الجيش الصهيوني احتالل الجوالن وهCCدد بCCاحتالل دمشCCق لCCوال تCCدخل الجيش العCCراقي الذي انقذ دمشق من السقوط رغم ان العراق لم يكن مبلغCا بCالحرب وال سCمح

له بالمساهمة في التخطيط لها.هذه الخطة وفرت ما يلي :

– اضفت على السادات صفة وطني )حقيقي( يريد وباصرار تحرير سCCيناء من1 الغزو الصهيوني، وبذلك امتلك الصفة التي يحتاجها لتنفيذ مCCا خطCCط لCCه، وهCCو االعتراف بالكيان الصهيوني وانهاء الحرب معه، وفرض ما يريCCد على الوطنCCيين الحقيقيين في مصر وخارجها الرافضين لالعتراف بالكيان الصCCهيوني، بCCالقول انه قاتCCل وحCCرر سCCيناء وانCCه لCCذلك من يمنح صCCفات الوطنيCCة والخيانCCة لغCCيره! واالهم انه وبعد صنع صCورة ايجابيCة لCه حصCل على دعم فئCات مصCرية ليسCCت بالقليلة وقتهCCا، ممCCا مكنCCه من مواصCCلة تنفيCCذ الخطCCة واالقCCدام على الخطCCوة االساسية وهي زيارة القCCدس واالعCCتراف بالكيCCان الصCCهيوني والقيCCام بعمليCCة اقصاء الناصرية ورموزها من السلطة. لقد امتلك السادات صورة القائد القCCوي

[5]

Page 6: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ومحرر االرض المحتلة واخذ يتصرف بعنجهية تجاه قادة مصCCر الوطنCCيين وتجCCاهاالقطار العربية االخرى التي رفضت سياساته الخيانية.

  لقد تحقق اهم هدف صهيوني امريكي عبر حCCرب اكتCCوبر وهCCو كسCCر الحCCاجز-2

النفسي الكبCCير وهCCو الCCرفض العCCربي الشCCامل لالعCCتراف بالكيCCان الصCCهيوني، الصCادر338فقيام السادات باالعتراف به دفع النظام في سCوريا لقبCCول قCرار

والCذي1967 الصCادر في عCام 242بعد تلك الحرب وهCCو يؤكCCد على تنفيCCذ قCرار يدعو لمبادلة االرض بالسالم اي االنسحاب الصCCهيوني من اراض عربيCCة مقابCCل االعCCتراف العCCربي بالكيCCان الصCCهيوني، فCCدخلت سCCوريا مفاوضCCات مCCع الكيCCان الصCهيوني وصCCار االعCتراف بالكيCCان الصCهيوني ممكنCCا ومشCCروطا باالنسCCحاب

. واالهم ان النصCCر االولي1967الصCCهيوني من االراضCCي الCCتي احتلت في عCCام الCCذي حققCCه الجيش المصCCري بعبCCور القنCCاة ونجCCاح الجيش السCCوري بتحريCCر الجCCوالن كسCCره جيش الكيCCان الصCCهيوني بتطويCCق الجيش المصCCري واجبCCار السCCادات على وقCCف اطالق النCCار واعCCاد احتالل الجCCوالن، وبCCذلك اثبت الكيCCان الصهيوني امام شعبه والعالم انه قادر على مواجهة جيوش عربية قوية ودحرها حتى لو حققت تقدما في البداية، وهذه فكرة محورية في الصCCراعات الطويلCCة

تخدم هدف الصمود حتى في الوضع الميئوس منه. وهذه المعلومات، وان كنا قلناها حرفيا وبدقة قبل وقوع حرب اكتCCوبر بحCCوالي العCCام في كتابنCCا الموسCCوم )االعCCتراف باسCCرائيل ومسCCتقبل الثCCورة العربيCCة(

11 – كتب في الشCهر 1973الصادر عن دار الطليعة في بCيروت في مطلCع عCام

- وكررناه بعد تلك الحرب حينما وصفناها بانها كانت حرب تحريCCك1972من عام لعملية الصلح واالعتراف باسرائيل، فان مصادر صهيونية اكدتها مCCؤخرا اي بعCCد اكثر من اربعة عقود من الزمن ببث فيلم اسرائيلي في التلفزيون االسCCرائيلي يؤكد ان حرب اكتوبر تمت بناء على اتفاق مصCري اسCرائيلي امCريكي من اجCل

3/4/2011منح مصر السادات نصرا. )وكالة هال فلسطين لالنباء في

اذن صنع الصورة تم في مصر بتحويل السادات الى بطل العبور وتحريCCر سCCيناء من اجل ان يستخدم صفة البطولة تلك في االقدام على خطCCوة خطCCيرة وغCCير مسبوقة وهي االعتراف باسرائيل ووضCCع كافCCة الزعمCCاء العCCرب امCCام خيCCارين كالهما مدمر وماحق وهما اما االعتراف بالكيCCان الصCCهيوني او مواجهCCة الجحيم الذي سوف يواجه االمة العربية اذا رفضت االعCCتراف، وفقCCا لمفهومCCه وهCCو ان

99% من اوراق اللعبة في الوطن العCCربي بيCCد امريكCCا وان من يعCCارض سCCوف يدمر ويزول، كما قال منذرا كل الزعماء العرب والشعب العربي.

وتخيلوا لو ان السادات لم يخض حرب اكتوبر ويعCCبر القنCCاة ويعيCCد سCCيناء، ولCCو بشCCروط مذلCCة ومهينCCة، هCCل كCCان سيسCCتطيع اقصCCاء رمCCوز النظCCام الناصCCري وسCCجنهم؟ وهCCل كCCان سيسCCتطيع االعCCتراف بالكيCCان الصCCهيوني دون مواجهCCة فورية لتهمة الخيانة العظمى من داخل مصر قبل خارجها؟ وهل كان سيجد من يدعم توجهه لالعتراف بالكيان الصهيوني على مستوى جمCCاهيري؟ لقCCد احتCCاط

[6]

Page 7: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

السادات ووفر حزاما يحميه من العزلة بخوض حCCرب اكتCCوبر قبCCل االقCCدام علىخطوة كان هو يعتقد انها خيانية.

 امريكا : صنع امة بااليهام

والمثال االخر الواضح لتطبيق هذا المفهوم )صنع الصورة( هو الدور الذي لعبته السينما االمريكية، خصوصا ستوديو هولي وود، في نشر صCCورة عن امريكCCا في داخلها وخارجها غCCير صCCحيحة ووهميCCة في الواقCCع يريCCد من خطCCط لهCCا اقنCCاع االنسان في امريكا بها ثم نشرها في العالم كله وتروج تلك الصورة لفكCCرة ان امريكا )امة عظيمة( وانها تملك قيما خاصة بها ونمطا للحياة يميزها عن غيرها وانها تمثCCل محCCور الخCCير في مواجهCCة محCCور الشCCر في العCCالم، بCCل ان اليمين المسيحي التوراتي اعتبرها )ارض الميعاد( التي )وعد اللCCه( بهCCا بCCني اسCCرائيل وهي )ارض العسCCل واللبن(، وكCCانت اول فكCCرة توراتيCCة في هCCذا المجCCال هي اعتبار امريكا من قبل هؤالء في بدايCCة غCCزو االوربCCيين للقCCارة هي )اسCCرائيل(

وقبل ان يتم اختيار فلسطين ك)وطن قومي لليهود( في وعد بلفور! ولCCذلك فCCان هنCCاك كتال امريكيCCة ليسCCت بالصCCغيرة تضCCفي على امريكCCا صCCفة القدسية رغم انها مجتمع متناقض هو ابعد ما يكCCون عن القدسCCية، فهCCو تجمCCع تغلب عليCCه ثقافCCة االنانيCCة والفرديCCة المتطرفCCة واحتضCCان الجريمCCة المنظمCCة واالضطهاد واسترخاص حيCCاة النCCاس االخCCرين والسCCطو عليهم ونهب امCCوالهم وابادة افرادهم بال رحمة...الخ، وهذه السCCمات تعCCود لحقيقCCة معروفCCة وهي ان السكان االوائل المريكا من االوربيين هم امCا من المجCرمين الCذين امتألت بهم سجون بريطانيا واردات نفيهم فارسلتهم الى القارة الجديدة، او المضCCطهدين دينيا وارادوا الهرب لممارسCCة شCCعائرهم دون اضCCطهاد، او الفقCCراء المعCCدمين الذين هدهم الجوع فارادوا فرصة حياة ولو في قارة بعيدة غCCير معروفCCة، وفي كل االحوال فان سايكولوجيا المهCCاجرين االوائCCل كCCانت مرضCCية وغCCير طبيعيCCة

وانتقلت الى اقسام غير قليلة بالتوارث! لكن )االباء المؤسسين( المريكا كما يسمون كCانوا يعرفCون بوضCوح ان الغطCاء الديني او الصورة االيجابية عن امريكا ليست سوى وهم دعائي هدفه خلCCق امCCة بصورة اصطناعية، من مهاجرين يحتفCظ كCل منهم بهويتCه الثقافيCة والقوميCة والدينية وتربيته االجتماعية السابقة للهجرة، باسرع وقت وسلق مكونات االمCCة

وهنا تكمن احدى اخطCCر ازمCات امريكCCا التكوينيCCة، المتمناة مثلما يسلق البيض! فهي ليست امة متكونة وانما مجتمع مهاجرين لم يندمجوا بعد في كتلة منسجة ثقافيا ونفسيا لعدة اسباب منها، واهمها، ان الهجرة لم يتوقف دفقها بعCCد كي تبCCدأ عمليCCة التفاعCCل واالنCCدماج والتوحCCد في الهويCCة والمكونCCات الثقافيCCة والنفسية، كما حصل عبر التاريخ للكثير من الشعوب واالمم االخرى التي نشأت عبر تفCاعالت طويلCCة وعاديCة اسCتمرت لمئCCات السCCنين واحيCCان الالف السCCنين كاالمة العربية واالمة الصينية، بCCل ان الهجCCرة مسCCتمرة حCCتى االن وبعCCد مCCرور اكثر من خمسمائة عام على بدءها، وبعد اكثر من مCCائتي عCCام على اعالن والدة امريكا كدولة مازالت مسCCتمرة ممCا يمنCع اكتمCال التفCاعالت وانCدماج مكونCات

[7]

Page 8: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المجتمع االمريكي بصCCورة طبيعيCCة وحقيقيCCة وذلCCك السCCتمرار ورود المCCؤثراتاالصلية القومية والدينية واالجتماعية عن طريق المهاجرين الجدد.

ان استمرار الهجرة الى امريكا وعدم توقفها يشكل العامل االهم في منCCع تبلCCور او نشCCوء امCCة او شCCعب في امريكCCا الن االسCCتقرار وتوقCCف التCCأثيرات الجديCCدة القادمة من الخارج وتفاعل المكونات المختلفة والمتناقضة هو الشCCرط المسCCبق النبثاق هوية ومياسم امCCة مسCCتقلة الشخصCCية عن مقCCدماتها ومكوناتهCCا االصCCلية وخلفياتهCCا بعCCد مئCCات السCCنين او ربمCCا االف السCCنين من التفاعCCل الحقيقي والمستمر، وهذا االمر مازال مفقودا في امريكا الCCتي تسCCتقبل االف المهCCاجرين حتى االن شهريا وتعجز عن دمجهم بطريقة طبيعية تحتاج اليه عملية انبثCCاق امCCة وتكون شعب. ولذلك فان عدم وجود رابCCط امCCة او شCCعب بين االمريكCCيين يعCCوض عنه باستخدام الرابط المصلحي اساسا لتوحيدهم وهو رابط ما اسمي ب)مجتمCCع الرفاهية( او )مجتمع االستهالك( و)بلد الفرص( الذي يوفر للمهCCاجر فCCرص حيCCاة افضCCل من تلCCك الCCتي في بلCCده، فيتمتCCع المهCCاجر بهCCذه االمتيCCازات الماديCCة واالعتبارية كالحرية الفردية التي غلبت الحرية العامCCة، لكن الصCCيني يبقى صCCينيا بثقافته وميوله النفسية وعاداته االجتماعية ولغتCCه االم، ويبقى الروسCCي روسCCيا

والفرنسي فرنسيا والعربي عربيا، رغم ان الجميع يمتلكون الجنسية االمريكية. وهذا الواقع المعاش ليس واقCCع شCCعب طCCبيعي نشCCأ عCCبر التفCCاعالت المسCCتمرة والطبيعية، وتلك حقيقCCة معاشCCة تجعCCل تماسCCك امريكCCا سCCكانيا امCCر يعتمCCد على الظروف العامة الداخلية والخارجية، فبقدر ما يسCCتمر مجتمCCع الرفاهيCCة والحريCCة الفردية تبقى االزمCات االقتصCادية ثانويCة التCأثير، وبقCدر مCا يبقى االمCريكي بال تهديد لحياته وحريته تستمر المكونات في العيش بال مشاكل كبCCيرة، ولكن مCCا ان تتغير الظروف االقتصادية وتتحول الرفاهية الى معاناة وتتعCCرض حيCCاة االمCCريكي الفرد الى التهديد فان االصول الثقافية والعامل النفسCCي، المتمثCCل في الهجCCرة رفضا لالضطهاد والموت والفقر، تعود للعمCCل بقCCوة وتتغلب على مCCا تم ظهCCوره

نتيجة العيش المشترك لعدة عقود في امريكا المرفهة والغنية. وهنا تبرز اشكالية معقدة واجهت االباء االوائل، ومن خلفهم في السCCلطة، سCواء كانت سCCلطة الحكومCCة او سCCلطة التCCأثير على الCCرأي العCCام، وهي ان امريكCCا بلCCد عظيم بامكانياته ومتميز بقدراته البشرية الضCخمة المؤلفCة من مهCCاجرين الكثCCير منهم اصحاب اختصاصات مهمة، ونجح المهاجرون في نقل مCCا حققتCCه اوربCCا من تقدم صناعي وعلمي اليها واضCCافوا اليCCه الكثCCير لدرجCCة ان مركCCز العCCالم العلمي

لكن المفارقCCة والتكنولوجي تحول اليها تدريجيا وجCCرد اوربCCا من صCCفة الزعامCCة، الكبرى في حالCة امريكCCا تكمن في ان هCCذا البلCCد يفتقCر الى اهم مقومCات البلCCد القCCوي المتماسCCك في بنيتCCه االجتماعيCCة والثقافيCCة رغم تماسCCكه على مسCCتوى المصلحة الفردية، وهو مقCCوم وجCCود شCCعب حقيقي لديCCه هويCCة واحCCدة وواضCCحة

الن وجCCود بشCCر ثقافيCCا ونفسCCيا ومصCCلحيا وقCCادرة على دفCCع االصCCول للخلCCف، بالماليين في مكان واحد ويعملون في اطار واحد ال يعني انهم ينتمون الى شعب واحد وحقيقي، فهم في حالة امريكا قوى عاملة البد من توفرها وجCاءت الهجCرة من قبل الفقراء والمضطهدين في اوربCCا لحCCل هCCذه المشCCكلة، ثم انضCCمت بقيCCة

[8]

Page 9: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االمم في مجال الهجرة الى امريكا، والذي حصل هCCو وجCCود كم هائCCل من البشCCر واالمكانيات والخبرات العظيمة التي اقامت كيانا متقCCدما وبCCاهر التفCCوق دون ان يكون العنصر البشري مرتبطCCا بهويCCة متبلCCورة ومسCCتقلة، ولCCذلك فCCان هCCذا الكم البشري المبدع والمنتج ال يشكل شعب او امة وانما هCCو قCCوة عمCCل قCCدمت الجCCل فرصCCة عمCCل دائم وليس مCCؤقت واحتفCCط كCCل منهCCا بهويتCCه القوميCCة والدينيCCة والثقافية والنفسية، وتلك حالة اصطناع مجتمع مستمر بصورة سريعة نCCادرة في التاريخ الحديث، تجعل المجتمع االمريكي والفرد االمCCريكي هشCCين في تكوينهمCCا

وغامضين وملتبسين في هويتهما. ولئن كان ممكنا توفير الثراء وفرص الحياة المشتركة في اطCCار شCCركة كCCبرى اال ان صCCنع سCCايكولوجيا مشCCتركة وانتCCاج ثقافCCة مشCCتركة بقCCرارات اراديCCة امCCران مستحيالن بCCدون فعCCل زمن طويCCل يخلCCق تفCCاعالت عميقCCة تزيCCل االصCCول وتنتج

الهوية وبفضلها تنبثق االمة ويتكون الشعب. 

كيف نحل االشكالية من هنا كان السؤال الذي فرض نفسه على قادة امريكا هو : المعقدة الخاصة بغياب رابطة االمة او الشعب في مجتمCCع حCCديث جCCدا لكنCCه ثCCري ومتقدم علميا واجتماعيCا ضCخم وفعCال، ومتماسCك في جCانب واحCد فقCط وهCو

واضحا وهو يجب استثمار عامل الجواب كان وجود مصلحة فردية فيه لمن يعمل؟ المصلحة الخاصة المضمونة في تصنيع هويCCة ولCCو سCCطحية المريكCCا تضCCمن جCCذب وربCCط قسCCما من سCCكانها في اطCCار متماسCCك تحت ظCCرف معين هCCو اسCCتمرار الرفاهية ومنع تذكير المهاجر ببؤسه في بلCCده االصCCلي قبCCل الهجCCرة، واسCCتخدام اهم ما برعت به امريكا على صعيد التأثير في الناس وهCCو السCCينما بشCCكل خCCاص واالعالم بشكل عام في صنع صورة ايجابية المريكا، وهكذا برزت صناعة السCCينما في امريكا لتكCCون عمالقCCا ضCCخما تطCCور بسCCرعة هائلCCة ووصCCل مرحلCCة االدهCCاش واالبهار فيما ينتج من افالم لدرجة ان الكثير من النCCاس الCCذين ال تعجبهم امريكCCا ويقفون ضد سياساتها، وانا منهم، يعشقون السCCينما االمريكيCCة مCCع انهCCا وسCCيلة خطيرة في نشر صورة غCCير حقيقيCCة. وهCCذه الحقيقCCة هي الCCتي جعلت المهاتمCCا غاندي ردا على سؤال )ما هو اعظم انجاز المريكا( يقول )ان اعظم انجاز المريكا

فهCCل هو هولي وود(، ولم يقCCل الطCCائرات وال السCCيارات وال )المجتمCCع العظيم(. حقا ان اعظم انجازات امريكا كان هولي وود؟

-3- ان قCCول غانCCدي ب)ان هCCولي وود اعظم انجCCازات امريكCCا( وتفضCCيلها على كCCل انجازات امريكا الكثيرة في عصر الصناعة الثقيلة صحيح رغم انه قاله في مرحلCCة بدايCة هCCولي وود ولم تكن قCد وصCCلت بعCCد الى مCا وصCCلت اليCCه االن من تقنيCCات معقدة ومذهلة تخلق صCCور او مخلوقCCات بشCCرية وغCCير بشCCرية غCCير موجCCودة في الطبيعة تبدو كالحقيقة تتحرك كاالنسان وتتكلم كاالنسان وتقوم بكل ما يقوم به االنسCCان بCCل اكCCثر انهCCا تتصCCرف بطريقCCة يعجCCز االنسCCان عن التصCCرف بمثلهCCا، ومسلسل )هاري بوتر( وفيلم )افاتار( مثاالن معروفCCان على هCCذا االنجCCاز الفCCني

[9]

Page 10: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المدهش والمثير. وهذه التقنيات اصبحت ممكنة فقط في عصر المعلوماتية الذي اعقب عصر الصناعة، وهي تقنيات تربك عقل االنسان وتجعله حCCائرا بين تصCCديق ما يراه او تكذيبه، فالصورة حية تماما يراها ويتأثر بها ويكاد يلمسها لكنها ليسCCت حقيقية على االطالق! في حين كانت هولي وود حتى السبعينيات عبCCارة عن اداة

تسلية او اثارة عامة تعتمد على ممثل حقيقي يعيش بيننا. مCا هي من هنا فان السؤال الCذي يطCرح نفسCCه دون اي اسCتئذان من احCد هCو :

االسس الCCتي اعتمCCدت عليهCCا السCCينما واالعالم في التCCأثير على البشCCر خصوصCCا قدرتها صنع صورة المريكا تضمن تحقيق غسCCل دمCCاغ جمCCاعي وايجCCاد من يعتقCCد بانه ينتمي المCة وهويCة عظيمCتين رغم انهمCا غCير موجCودتين من جهCة، واقنCاع الدول االخرى والراي العام العالمي بCCان امريكCCا امCCة عظيمCCة وقويCCة ومتماسCCكة

وليست مجتمع مهاجرين لم يصبح بعد امة من جهة ثانية؟ دعونا نستعرض بعض المالحظات االساسية التي تسلط الضCCوء على كيفيCCة عمCCل السينما في امريكا واسباب تأثيرها على عامة الناس ونخبهم واالهداف الحقيقية

التي تريد امريكا تحقيقها من وراء ذلك. تميزت السينما االمريكية منذ نشأتها بانها سينما وظيفية لهCCا واجب : فكرة عامة

محدد، وهو امتاع مجتمع مشغول بهموم العمل الكCCثيف والمتعب بطولCCه وعقلنCCة اساليبه التي كانت تترك العامل منهكا كليا وعCاجزا عن التفكCير العميCق، فجCاءت التسلية لتكون فرصة راحة من عناء العمCCل ومشCCاكله وكأنهCCا عمليCCة تCCزييت جيCCد لاللة وصيانة لها كي التخرب ويفقد رب العمCل ثمنهCCا، وفي هCCذه المرحلCCة كCCانت االفالم تشكل وسيلة امتاع في المقCCام االول لمجتمCCع عمCCال يسCCتغل رب العمCCل طاقاتهم للعمل حتى اخر قطرة وبال اي تساهل ورحمCCة. ومن هCCذه االفالم افالم الكاوبوي او الغرب االمريكي – الويسCCترن - والعصCCابات )المافيCCات( والحCCرب مCCع الهنود الحمر والمغامرات، كطرزان وفالش كوردن وقاهر الجواسيس وروبن هود وزورو وافالم المصارعة االمريكية – مصCCارعة كاذبCCة تمثيليCCة لكنهCCا مثCCيرة جCCدا – وافالم الحب وقصCCCص الهجCCCرة الى امريكCCCا. ومن بين اهم انجCCCازات السCCCينما االمريكية المذهلة افالم كارتون القديمة والمثيرة والتي لم تجذب الصغار وحدهم بل جذبت اغلبية كبار السن وذلك لروعتها وقCCدرتها الفائقCCة على االضCCحاك مثCCل

توم وجيري ودونالد دوك وباباي... الخ. ولكن هذه السينما كانت تحاول الى جانب االمتاع صCنع صCورة لالمCريكي مخطCط لها ومطلوب ايجادها وزرعها في وعي وال وعي االمريكي لتعويض ظاهرة فقدان الهوية الوطنية، فلجأت السCCينما الى طCCرح صCCورة لالمCCريكي على انCCه يعيش في مجتمع الرفاهية والفرص التي يندر وجودها في البلCCدان االخCCرى، فسCCيارته اكCCبر من اي سيارة في اي بلد واستهالكه للطاقة والطعام واللحوم والفواكه اكCCثر من اي شعب في العالم وبنسبة تتجاوز نسبة سكان امريكا في العالم بكثير، والحيCCاة سهلة...الخ. وهذا النمط كان كافيا القناع مئCCات الماليين من النCCاس في البلCCدان االخرى باالضافة لزرع فكرة لدى سكان امريكا بان وجودهم فيها هو الخيار الرائع

وبرزت االفكار التي كانت تروجهCCا تلCCك االفالم بوضCCوح االفضل من اي خيار اخر.ومنها :

[10]

Page 11: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الCCتي غلبت الفCCرد ومصCCلحته وحريتCCه على الجماعCCة، اعتماد الليبرالية الفردية -1 فامريكا مجتمع يقوم على حمايCCة الحريCCة الفرديCCة في السCCكن والتكلم واالختيCCار والعزلة، وتلك بيئة تناسب مهاجر ترك بلده االصلي النه كان مضCCطهدا ومسCCحوقا

.فكانت الفردية ردا على االضطهاد اقتصاديا من قبل الكل او الجماعة – وهي هائلة طبعا - في كل مجال ونسبها ل)للعبقرية تضخيم انجازات امريكا -2

االمريكية للجميCCع بغض النظCCر عن المنبت االجتمCCاعي والخلفيCCة مCCع فتح ابواب الفرص -3

مالحظة وجود تمييز عنصري ضد السود واالقليات. ولCCذلك فCCان االمCCريكي االبيضيشعر بان وجوده في امريكا هو فرصته الوحيدة في العيش الذي يطمح اليه.

دعم هذه االمتيCCازات الماديCCة الكبCCيرة بتقCCديم صCCورة خياليCCة غCCير واقعيCCة عن -4 االمريكي، فاالمريكي بطل ومنقذ للبشرية ويحارب الشر نيابة عنها، ويتدخل ضCCد االشCCرار تطوعCCا وحبCCا بالحريCCة...الخ كCCل ذلCCك من اجCCل غCCرز فكCCرة ايجابيCCة عن االمريكي تجعله متميزا عن غيره من ابناء العالم وبذلك يشد االمCريكي الى فكCرة تفوقه على االخCCرين في كCCل شCCيء فتنشCCأ لديCCه فكCCرة انCCه ينتمي المCCة وشCCعب

ان امثلة كثيرة تعكس هذا التوجه المخطط ومنها شخصيات .حقيقيين ومتفوقين سCCوبرمان االمCCريكي الطيب المنقCCذ للبشCCرية وليس المريكCCا وحCCدها. والرجCCل

Iron الحديدي Man والرجل العنكبوت Spiderman ةCCاة الخارقCCو والفتCCوروكي ورامب ان هCCذه االفالم والمسلسCCالت كCCانت تعطي االنطبCCاع بCCان وانCCديانا جCCونز...الخ،

االمريكي شخص بطل وخارق للعادة في بطولته وانسانيته ودفاعه عن الخير ضCCد الشCCر، وهCCو ذكي ويسCCتطيع هCCو وليس غCيره من االمم االخCرى حCل كCCل االلغCCاز

وبفضل هذه الصورة النمطية لالمريكي كمCCا والمشاكل التي تتعرض لها البشرية. تطرحه الدعاية االمريكية تكCونت سCايكولوجيا امريكيCة عدوانيCة بصCورة متطرفCة تقوم ليس على حب البشرية كلها، كما تدعي السينما االمريكية، بل على االنانيCCة وحل مشاكل امريكا على حساب االخرين خصوصا وان التفCCوق االمCCريكي المCCادي يمنحه )الحق( في غزو االخرين ونهب ثرواتهم التي )ال يعرفون( كيف يسCCخرونها

لخدمة االنسان! لكن هذه الصورة اصطدمت بواقع ان االمريكي في الحياة العاديCCة انسCCان مثلCCوم السايكولوجيا النه بال تاريخ وبال هوية حقيقية وتظهCCر هCCذه الثلمCة حالمCا يتعCCرض للمCCوت والهزيمCCة في حCCروب امريكCCا، وكCCانت فيتنCCام هي الواقعCCة االولى الCCتي فضحت تزوير هولي وود للشخصية االمريكية الن الجندي االمريكي هزم هناك شر هزيمة ومرغ انفه في الوحل رغم التفCCوق االمCCريكي الكببCCير على فيتنCCام، وجCCاء غزو العراق ليطلق رصاصة الرحمة على صورة البطل االمريكي الذي ال يقهر بعد ان جعلته المقاومة العراقيCة يقCع ضCحية كCوابيس مرعبCة حCتى وهCو يقCظ وفي

منتصف النهار كما ورد في مذكرات الكثير من الضباط والجنود االمريكيين. ومن الضروري مالحظة ان تأثير السينما على الناس كCCان مCCذهال لدرجCCة ان عCCددا ضخما من الناس لم يكن يميز بين البطل على الشاشة والممثCCل كانسCCان واقعي بال بطولة وال اوهام، وهذا التأثير لم يقتصر على صغار السن والذين مات بعضهم حينما القى بنفسه من شباك بيته مرتديا عباءة مثل سCCوبرمان النCCه كCCان مقتنعCCا

[11]

Page 12: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بانه سيطير مثل سوبرمان، بل شمل حتى كبار السن، وفيما يلي نمCCاذج من هCCذاالتاثير الخطير والمدمر لوعي االنسان:

يجب ان نذك|ر بان اغلب االفالم الشهيرة تبدأ بنشر قصص : التأثير على الصغار أ– مسلسCCلة ومصCورة في مجالت اطفCال مثCCل شخصCية مارفCل الكارتونيCCة وبابCاي اللتان تحولتا الى فلم عادي فيما بعد، وهذا يؤشر حقيقة ان االعCCداد لCCزرع هويCCة يبCCدا منCCذ صCCغر االمCCريكي، وثمCCة حCCوادث ال تحصCCى لخلCCط االطفCCال بين البطCCل السينمائي والممثل العادي، وقد نشرت صحيفة بريطانيCة خCبرا مثCيرا عن طفلCة في مدرسة ميريديان االبتدائية في ضواحي جرينتش جنوب شرقي لنCCدن،اسCCمها

سنوات كتبت رسالة الى الممثCCل جCCوني ديب بطCCل فيلم9بياتريس ديالب عمرها )قراصCCنة الكCCاريبي( طلبت فيهCCا منCCه مسCCاعدتها وقCCالت في رسCCالتها لCCه )نحن مجوعة من من القراصنة الصغار ولدينا مشكلة في التمCرد ضCد المدرسCين ونحب جدا ان تاتي لمساعدتنا(، وكان الممثل جون ديب في لندن واستلم الرسالة وقام بزيارة المدرسة وهو مرتCCد لCCزي القرصCCان سCCبارو كمCCا ظهCCر في الفيلم والتقى بالطفلة والصغار الذين فرحوا باللقاء بالقرصCCان الCCذي سCCحرهم في الفيلم وهم متيقنون انهم مع قرصان حقيقي وليس مع ممثل، ولذلك قCCال لهم من االفضCCل

ال نقوم بتمرد اليوم الن الشرطة في الخارج تراقبني، وطبعا صدقوا ذلCCك الن انالقرصان سبارو ال يكذب ابدا!

ان ما تعكسه هذه القصة ومثلها االف القصCص، يؤكCد بCان السCينما غCيرت تربيCة االطفال في الغرب بصورة وحشCCية وحCCرمتهم من الCCبراءة وجعلت فكCCرة الCCCتأمر والتمCرد تسCتحوذ على عقCولهم الصCغيرة نتيجCة التCاثر بCافالم مشCحونة بCالعنف والقتCCل المصCCحوبين باثCCارة متعمCCدة تجعلهم عCCاجزين عن التميCCيز بين الصCCواب والخطأ وهو ما دفع طفل الى قتل طفCل اخCر من اجCل الموبايCل! واالخطCCر من كCCل هCCذا ان الطفولCCة ورطت في تفكCCير خيCCالي وال واقعي وهي لم تتكCCون بعCCد عقليCCا ووعويCCا فيكCCون لCCدينا جيCCل من اطفCCال عCCاجزين عن التميCCيز بين الواقCCع

وهكذا وبتوالي واستمرار التأثر بافالم معCCدة لتغيCCير النفCCوس وقولبتهCCا والخيال، بطريقة محددة عدوانية وسلطوية وعنصرية تنتج امريكا بشرا عدوانيين عنصريين

متعالين على الشعوب االخرى رغم انهم بال هوية حقيقية! ان التأثير لم يقتصر على الصغار فحتى الكبار والمثقفين : التأثير على الكبار ب–

وقعوا تحت شعور طاغ بان ما يروه في السينما هو واقع وليس تمثيال، في نCCزوع تعويضCCي بCCائس ومرضCCي واضCCح وهCCو الحCCنين للبطCCل غCCير الموجCCود في الواقCCع االمCCريكي المCCر. يقCCول احCCد المعقCCبين في منتCCدى في االنCCترتيت )لم اسCCتطع

باوشأسCCتاذ في الحاسCCب اآللي والمماثلCCة االحتفاظ باسمه مع االسف( : )رانCCدي االفتراضية بجامعCCة كCCارنيجي ميلCCون األمريكيCCة، اشCCتهر رانCCدي بمحاضCCرته الCCتي أسماها “ المحاضرة األخيرة ” والتي ألف على إثرهCCا كتابCCا يحمCCل نفس العنCCوان يصف حالته بعد إصابته بسرطان البنكرياس ويأس األطبCCاء من حياتCCه، والCCدروس التي استقاها والتي من أهمهCCا تحقCCق أحالمCCه في الصCCغر ومسCCاعدة النCCاس في تحقيق أحالمهم. كان راندي معجبا في صغره بمسلسل “ سCCتار تريCCك ” والبطCCل

كمCCا يصCCفونه في المسلسCCل. كCCان رانCCدي يحلم  Captain KirkأوويليCCام شCCاتنر

[12]

Page 13: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

عنCدما علم٢٠٠٨بالمشCاركة في المسلسCCل في صCغره وهCو مCا تحقCق لCه عCام القCCائمون على فيلم “ سCCتار تريCCك ” برغبCCة رانCCدي فاسCCتدعوه للمشCCاركة في الفيلم وأهداه ويليام شاتنر صورته في المسلسCCل وعليهCCا توقيعCCه ورسCCالة منCCه لراندي أنه “ ال يؤمن بالسيناريوهات التي ال تفوز ” رفعا لمعنوياتCCه وهي الكلمCCة

Captain التي كان Kirk امCCأن يرددها في المسلسل(. يتابع المعقب قائال بصواب ت يعجب طفل صغير بممثل فهCCذا ال يعCCني أي شCCيء، لكن أن يكCCون هCCذا الممثCCل “ بطال ” في عيني طفل صغير، وحلما أن يشCCارك في نفس المسلسCCل يكCCبر معCCه

عامCCا يحتCCل مخيلتCCه -30حتى األربعينCCات من عمCCره – اي ان الحلم بقي اكCCثر من فهذا أمر يستحق التوقف عنده كثيرا. لطالما كانت السينما - بالنسبة لألمريكCCيين بالذات - مجاال خصبا للتأثير ودفع الناس باتجاه تبني رؤية ما. كلنا يعرف نظريCCة ‘ البطل األمريكي الخارق ’ الذي ينتصر على األشرار دائما ويصنع المجد ألمته، هل

انتهى االقتباس. (.هذه الرؤية موجودة مثال بالنسبة للسينما العربية؟ ووصCCل البCCؤس االمCCريكي في مجCCال الهويCCة والحاجCCة للبطولCCة الى حCCد تصCCوير الرئيس االمريكي كبطل يقاتل بعضCCالته وليس بعقلCCه فقCCط، ففي فيلم )طCCائرة الرئيس( يسCتولي االشCرار على الطCائرة لكن الCرئيس، ويمثلCه هاريسCون فCورد نفس بطل مسلسCCل انCCديانا جCCونز، يقاتCCل االشCCرار برشCCاش وينتصCCر عليهم في النهايCCة، كمCCا ان فيلم )يCCوم االسCCتقالل( يصCCور الCCرئيس طيCCارا مغCCوارا يقاتCCل

ان تصCCوير الCCرئيس في هCCذه الفCCترة مخلوقات فضائية بطائرتCCه وينتصCCر عليهم! كبطل يقاتل ليس سوى محاولة لدعم صCCورة الCCرئيس الCCتي بCCدات باالنهيCCار منCCذ فضيحة ووترجيت وتورط الرئيس نيكسون فيها بالكذب وبدأ حملة لتحطيم صورته وكان تحطيم صورة الرئيس ضرورة امريكية بعد ان برز رئيس قوي كاد ان يتجاوز )اتفاقية الجنتلمان( وهو جون كنيدي الذي قتلته المخابرات االمريكية وتقCCرر بعCCد ذلك منع وصول رئيس قوي اخر فرأينا رؤوساء ضعفاء جدا مثCCل مCCزراع الفسCCتق جيمي كارتر والممثل الساذج رونالد ريجان، ولكن، وبعد انهيار الكتلCCة الشCCيوعية، وجدت حاجة لرئيس قوي ومحترم وموضع ثقCCة االمريكCCيين ولكنCCه يجب ان يكCCون أيضا ساذجا او اسير عقائد ايديولوجية، لقيادة امريكا بقوة واقتدار من اجل غCCزو

والبCCدء بهCCذه العمليCCة من1989العالم بعد بCCدء انهيCCار الكتلCCة الشCCيوعية في عCCام ، لذلك كان البد من اعادة رسم صورة الCCرئيس1991العدوان على العراق في عام

االمريكي وجعله بطال مغوارا وعنودا وايCCديولوجيا حCCتى لCCو كCCان غبيCCا مثCCل بCCوشاالبن.

ج– والتأثير الذي تحدثه السينما االمريكية لم يقتصر على االمريكCCيين فقCCط فقCCد شمل العالم كله، واعرض بعضا من مقال لكاتب عربي هCCو وصCCف حالCCه وشCCخص

تصCCفيق للبطCCل األمCCريكي كتب كامCCل نصCCيرات  تاثير االفالم علينا،فتحت عنCCوان يقول بعد مشاهدة عدة افالم امريكية دفعCة واحCدة وهCو في الخامسCة عشCر من

ستة أفالم بنص ليرة..يعني عرض متواصل..ما زلت¤ أذكر أحد عمره في دار سينما األفالم كالحلم..فيلم أمريكي حربي..كل|و خلعات وبكCCوس وكفCوف..الفيلم مليCCاننعين بCCأبو إللي جCCاب ¥CCاميون م¦شCCان الفيتنCCل..كCCان ليCCان جثث..ومليCCك..ومليCCفش األمريكان )هيك كان بالفيلم األمريكي(..وكلما ظهر بطل الفيلم األمريكي..تقوم

[13]

Page 14: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

السينما وما تقعCCد من التصCCفيق والتصCCفير وألفCCاظ تجCCرح األذن..!!..هCCل فهمتمة أخرى..وركCزوا شCوية.. البطCل ماذا أحكي..استوعبتم الموقف جي|دا§..؟؟ أ¤عيد مر| األمريكي يقتCCل الفيتنCCاميين ونحن نصCCفق لCCه ونصCC̈فر! رائحCCة السCCينما أكCCثر من كريهCCCة..ريحCCCة بCCCني آدمين من خمسCCCة شCCCهور مش متحممين..ريحCCCة عCCCرق وعرق..ريحة آغو..ريحة كل شيء عفن.. إال رائحة الوجع العCCربي..غCCابت عن هCCذا..وكبر معي تشت|تي..فهمت¤ كل شيء..وبقيت المكان..!!( ويواصل قائال : )وكبرت¤

..كيCف نسCCب ونشCCتم أمريكCا على مCدار السCCاعة ومCدارنقطة عالقة في دماغي. هنCا ..النªف¥س..وما زلنCا نCدخل السCCينما ونصCفق ونصC̈فر للبطCل األمCريكي..؟؟!!

يشخص االستاذ كامCCل مشCCكلة خطCCيرة وهي اننCCا نصCCفق لالمCCريكي حينمCCا يقتCCل االخرين كانما نصفق له وهو يقتلنا كما فعل في العراق دون انتباه الى اننا ندعم القتل والعدوان بتأثير سحر السCCينما وسCCايكولوجيا التCCأثر بالبطCCل! وتلCCك اخطCCر

امكانيات هولي وود. 

5- اشار الدستور االمريكي مبكرا الى ان امريكا لديها رسCCالة للعCCالم وهي نشCCر  القيم االمريكية في الحريCCة الفرديCCة والليبراليCCة والنظCCام الرأسCCمالي المفتCCوح، وهذه االشارة كانت البذرة التي نمت منها فكرة تزعم امريكا للعCCالم كلCCه، والCCذي

حينمCCا كCCان رئيسCCا المريكCCا بقولCCه )ان1989عبر عنه جCCورج بCCوش االب في عCCام القرن القادم سيكون قرنا امريكيا.

  - تعمCCد تعظيم امريكCCا في االغCCاني والمسCCرحيات والبحCCوث وتنميCCة االحسCCاس 6

بعظمتها لدى االطفال والشCCباب. ويعCCبر عن هCCذه التربيCCة في ترديCCد االمريكCCيين باستمرار )انني امريكي( بتعال وفخر وتحد احيانا لالخCCرين. هCCذه التربيCCة تعززهCCا القوانين االمريكية التي تمنع تسليم االمريكي للعدالة في بلد اخر حCCتى لCCو قتCCل وانتهCCك القCCوانين وتCCدخل امريكCCا وممارسCCتها الضCCغوط الشCCديدة الطالق سCCراح االمCCريكي عنCCدما يCCرتكب جرمCCا في الخCCارج، ممCCا يزيCCد من النزعCCات العدوانيCCة

االمريكية. - تصوير الغزوات االمريكية على انها حرب ضCCد الشCCر وممثليCCه الCCذين يهCCددون 7

امريكا ونمط حياتهCا الفريCد ومحاولCة تثCبيت فكCرة وجCود عCالمين : عCالم الشCCروعالم الخير وحتى افالم الكارتون كانت مزدحمة بهذه االفكار.

بهذه االساليب وغيرها، وفي فرن الرفاهية والتفوق على العالم الذي ال يذيب او يزيل بل يغير شكل وطبيعة تربية وتأثيرات ما قبل امريكا، نشأت فكرة ان امريكا امة من طراز خCاص افضCل من غيرهCا وانهCا مسCCؤولة عن انقCاذ البشCCرية بCذكاء

حربCCا40ابنائهCCا وشCCجاعتهم...الخ وكCCانت فCCترات الحCCروب، الCCتي بلغت اكCCثر من خاضتها امريكا منذ نشوءها ضد شعوب اخرى، وهو رقم لم يتفوق عليها فيه احCCد في التاريخ الحCCديث، عبCCارة عن نزهCCات الن امريكCCا الشCCابة والقويCCة والمتفوقCCة كانت تتحمل تكاليف تلك الحروب وال يشCCعر بثقلهCCا وتحCCدياتها المCCواطن العCCادي،

خصوصا وان االنخراط في الجيش اختياريا وليس اجباريا.

[14]

Page 15: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ولكن جاء وقت كشف المستور بغطاء السCCينما والتCCوهم فحCCروب فيتنCCام والهنCCد الصCCينية في السCCتينيات فتحت ثغCCرات كبCCيرة في الجCCدار النفسCCي واالجتمCCاعي واالقتصادي االمريكي، وازدادت هذه الثغرات كCCبرا بعCCد توقCCف امريكCCا عن الغCCزو والتوسع االمبريالي مؤقتا في السبعينيات والثمانينيCCات، نتيجCCة هزيمتهCCا وتفجCCر ازماتها البنوية وكان ذلك عامال خطيرا دفCCع الى التوقCCف المCCؤقت هCCذا، خصوصCCا وان مجتمع الرفاهية واالمان اخذ بتبخر تدريجيا مع دخول النظام الراسCCمالي في

امريكا مرحلة الشيخوخة، وهو امر متوقع. 

لذلك وجدت امريكا نفسها بمواجهCCة مفارقCCة خطCCيرة : فهي تتقCCدم نحCCو تحقيCCق )حلم القرن االمCCريكي( بCCدون رادع دولي لكنهCCا فقCCدت صCCورة االمCCريكي البطCCل والخارق في شجاعته بعد ان راي العالم امريكا بكل عنفها المفرط ضد العراقيين وقوتها العسكرية غير المسبوقة وامكانياتها التكنولوجية الفريCCدة واموالهCCا الCCتي تطبعها بال حدود عاجزة عن مواجهة المقاومة العراقية رغم انهCCا يتيمCCة وبال دعم من اي قوة اقليمية او دوليCCة! فهCCل تتCCيرك الفرصCCة تمCCر وهي فرصCCة لن تتكCCرر وانتظرتها امريكا عقودا طويلة؟ ام تفعCCل شCCيئا مCCا لتتمكن من التقCCدم والتخلص

نتيجCCة كارثCCة تكCCاليف غCCزو2006من ارث االزمة البنيوية التي تضCCخمت بعCCد عCCام العCCراق الهائلCCة والCCتي بلغت اكCCثر من ثالثCCة تريليونCCات دوالر وهCCو رقم فلكي ومرعب؟ الجواب كان الحCل الوحيCCد هCCو تCولي هCCولي وود القيCCادة فعليCCا لخطCCط امريكا الخارجية والداخلية وتراجع القبضة الحديدية للقوات المسلحة وتقCCدم اليCCد الحريرية لهولي وود التي وضعت في حالة انذار تحت قيادة المخابرات االمريكيCCةمباشرة هذه المرة! هل من المعقول ان تتولى هولي وود قيادة امريكا؟ وكيف؟

-4-  

هل تحتاج امريكا العادة صنع صورتها؟ ليس ثمة شك في ان امريكا قد صنعت لها اقبح صCCورة ليس في الCCوطن العCCربي بل في العالم كله نتيجة لتفردها بانها الدولة االكثر شنا للحروب والعدوانات على

Ugly الشCCعوب االخCCرى، فسCCاد وصCCف مCCوح وصCCحيح حCCتى داخCCل امريكCCا هCCو

American ة هياالمريكي القبيحCCذه الحقيقCCام، وهCCرب فيتنCCد حCCخصوصا اثناء وبع التي جعلت هولي وود تنتج افالمCCا امCCا تعCCترف بCCان وجCCه امريكCCا قCCبيح او تحCCاول تجميل هذا الوجه بحرف وتحريCCف الحقCCائق التاريخيCCة. وبالنسCCبة لنCCا نحن العCCرب فان ثمة ظاهرة معروفة وسائدة وهي كره امريكا من قبل االغلبية السCCاحقة من العرب وهو كCره حCرم انصCار امريكCا – سCواء كCانوا جواسCيس او معجCبين بنمCط حياتها – من القدرة على الدفاع عنها وجعلهم اسرى الخوف من اتهCCامهم بخدمCCة

العدو االسوأ لالمة العربية. كره العرب المريكا جاء بعد اعجاب، وهCCذه حقيقCCة يجب لماذا يكره العرب امريكا؟

ابرازها بقوة لتجنب الدعاية االمريكية المضللة الCCتي تقCCول بCCان العCCرب يكرهCCون امريكCCا حسCCدا النهCCا )بلCCد الرفاهيCCة والتقCCدم وتحقيCCق االحالم(، او الن )العCCرب والمسلمون بطبيعتهم عدوانيون ويكرهون الغCCير(، والحقيقCCة هي ان العCCرب في

[15]

Page 16: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

نهايCCCة االربعينيCCCات كCCCانوا تحت االسCCCتعمار البريطCCCاني في المشCCCرق العCCCربي واالستعمار الفرنسي في المغرب العربي وكانت امريكا مCازالت تمCارس سياسCة العزلة، اي تجنب التورط في مشاكل العالم واالنكفاء على الذات، لذلك فان ظلم االسCCتعمار االوربي، من جهCCة وشCCعارات، امريكCCا حCCول الحريCCة ورفض القمCCع وغيرهما، من جهة ثانية، كانت توحي بان امريكCCا تختلCCف عن اوربCCا االسCCتعمارية، فاخCCذ بعض العCCرب يتطلCCع لCCدعم امريكCCا لتحريCCرهم من االسCCتعمار االوربي، والتقطت امريكCCا هCCذا التطلCCع وروجت دعايCCات عنهCCا تقCCول بانهCCا ضCCد اضCCطهاد الشعوب ومع تحررها، وانشئت منظمات تدعم شعوب العالم الثالث ماديا وانسانيا )كالنقطة الرابعة( وغيرها، واخذت تتصل برموز عربيCة مثCل شخصCيات االحCزاب، بل انها اتصلت ب)الضباط االحCCرار( المصCCريين قبCCل الثCCورة وقCCدمت لكCCل هCCؤالء وعودا طيبة عن طريق مايلز كوبالند ضابط المخCCابرات االمريكيCCة الCCذي ذهب الى مصر واستخدم صلته )الغامضة( بمحمد حسنين هيكل الصحفي المعروف لالتصال بالضباط االحرار. لذلك فان صورة امريكا كانت غير سCCلبية او انهCCا كCCانت ايجابيCCة

بالتمني من قبل بعض العرب. ورغم دعم امريكCCا النشCCاء الكيCCان الصCCهيوني بحمCCاس فCCان كCCره العCCرب في الخمسينيات بقي منصبا على اوربا االستعمارية وليس على امريكا الن االستعمار

والCCذي شCCنته بريطانيCCا1956كان اوربيا، وجاء العدوان الثالثي على مصر في عام وفرنسا واسرائيل ليعزز الصورة االيجابيCCة المريكCCا بعCCد رفض الCCرئيس االمCCريكي

مCCا ان حلت امريكCCا محCCل االسCCتعمار االوربي ونفCCذت لكن ايزنهCCاور العCCدوان. سياسCCاتها الحقيقيCCة في االقطCCار العربيCCة حCCتى بCCدأ الكCCره يتحCCول من اوربCCا

االستعمارية الى امريكا التي ورثت النزعة االستعمارية من بريطانيا وفرنسا.ولتفسير كره العرب المريكا البد من االنتباه لوجود ثالثة اسباب رئيسة وهي :

الموقف من القضية الفلسطينية : ان امريكا دعمت وتدعم الكيCCان الصCCهيوني أ - ليس لحمايCة )امنCه فقCط(، كمCا تقCول سCتراتيجياتها العامCة، بCل لCدعم غCزوات وتوسCع اسCرائيل في االراضCي العربيCة والتجCاوز على حقCوقهم والعCدوان على اراضيهم، لوال هذا الدعم لما تعززت النزعة العدوانية االسرائيلية، االمر الذي انتج

وبصورة طبيعية ومتوقعة رفضا شعبيا عربيا المريكا ومن يقف معها. وهنCCاك مثCCل عCCراقي : الموقف من االنظمة الديكتاتورية والفاسدة والعميلة ب -

يقول )مكروهة وولدت بنت( الن والدة بنت تقليديا كانت غير مستحبة من البعض، وامريكا الداعمة السCCرائيل زادت كCCره العCCرب لهCCا بCCدعم او باقامCCة اسCCوأ انظمCCة الفساد واالستبداد والتبعيCCة في الCCوطن العCCربي ورعتهCCا وحمتهCCا من السCCقوط،فاصبحت جرائم النظم العربية تحسب على امريكا ايضا وليس على الحكام فقط.

تحول رفض العرب المريكا الى كره عميق لها بعCCد يCCأس العCCرب : غزو العراق ج - من تغيير الموقف االمريكي المعادي للعرب خصوصا بعد غCزو العCراق ومCا حصCل فيCCه من اعمCCال اجراميCCة فظيعCCة ارتكبتهCCا القCCوات االمريكيCCة وبقCCرار من اعلى السلطات ضد الشعب العراقي وكان ما حصل في ابو غريب حالCCة عامCCة موجCCودة

في كل معسكرات امريكا وليس في ابو غريب وحده.

[16]

Page 17: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هذه االسباب الثالثة مجتمعة ادت الى رفض االغلبية الساحقة من العCCرب المريكCCا وكرهها واعتبارها العCCدو االخطCCر لالمCCة العربيCCة، واخCCذ هCCذا الكCCره المريكCCا يهCCدد

مصالحها في الوطن العربي ويحرمها من اي تأثير فاعل في الوطن العربي. وكCCان السCCاليب امريكCCا بعCCد غCCزو العCCراق اثCCر ضCCخم في ترسCCيخ صCCورة امريكCCا المكروهCCة الCCتي ال تCCتردد عن ممارسCCة اي اسCCلوب من اجCCل اذالل العCCرب ونهب ثرواتهم، وكانت مأسCCاة شCCعب العCCراق المتمثلCCة بقتCCل امريكCCا اكCCثر من مليCCوني عراقي بعد الغزو فقط، فاصبح ضCحايا امريكCا في العCراق فقCط اكCثر من اربعCة

وفCترة الحصCار البCالغ 1991ماليين قتيل عراقي حينما نضيف ضحايا عدوان عCام ، حCCافزا للعCCرب لالعتقCCاد2003 و1991عددهم اكثر من مليوني عراقي في الفCCترة

جازمين بان مصيرهم سيكون كمصير العراق اذا لم يقفوا معا ضد امريكا. وزاد االمر سوء بعمل امريكا الجاد على تقسيم العراق وتحويله عمCCدا الى بيئCCة ال تصلح للبشر بعد تدمير الخدمات والكهرباء في بلد حار جدا صيفا وبارد جدا شCCتاء، واختفاء الوقCCود في بلCCد نفطي رئيس وانتشCCار الفسCCاد بكافCCة اشCCكاله واعتمCCاد خطف االطفال والنساء والشباب والشيوخ كوسCCيلة لالثCCراء واالرهCCاب والCCترويع، والزرع المتعمد للمخدرات ونشCCر االيCدز...الخ، وهكCCذا اصCCبحت امريكCCا هي الرمCز المجسد للشر المطلق واصبح كل عربي عندما يذكر اسم امريكا امامCCه ال يCCرى اال الكوارث والدم واالبادة وحرق البيوت والناس وقتل االطفCCال واغتصCCاب الشCCيوخ

وليس النساء فقط.رة المريكا في الوطن العربي هل تسCCاعد امريكCCا على تحقيCCق هذه الصورة المنف| حلمها االقدم وهCCو اقامCة امبراطوريCة على امتCCداد الكCCرة االرضCCية؟ ربمCا يسCCأل البعض وما صلة العرب باقامة امبراطورية امريكيCCة عالميCCة؟ وهنCCا البCCد ان نتCCذكر دائمCCا الحقيقCCة المعروفCCة وهي ان امريكCCا بحكم ازمتهCCا البنويCCة القاتلCCة ونتيجCCة لوجCCود قCCوى دوليCCة نوويCCة قويCCة ودول ذات امكانCCات ضCCخمة ومسCCاحات واسCCعة وسكان عددهم كبير جدا...الخ ال تسCCتطيع التغلب عليهCCا بCCالقوة العسCCكرية، فهي لذلك عاجزة عن غزو العالم بCCالقوة القامCCة االمبراطوريCCة وكCCان الحCCل هCCو تبCCني نظرية جيوبولتيكية جديدة تقول بان من يسيطر على مصCCادر الطاقCCة في العCCالم يسيطر على العالم بال حروب عسكرية النه يستطيع ابتزاز العالم بكافCCة حكوماتCCه وشCعوبه بCالتحكم في مقCادير الطاقCة لCدى كCCل بلCCد او باسCعارها وربCط الCتزود بالطاقCCة بشCCروط تخCCدم امريكCCا وتضCCع البلCCدان االخCCرى تحت هيمنتهCCا. وبمCCا ان الطاقة موجودة بكمياتها االساسية في الوطن العربي، خصوصا من العراق الCCذي يملك اكبر واهم احتياطي نفطي في العالم وارخصه تكلفة، فCCان السCCيطرة على الوطن العCCربي خصوصCCا على العCCراق شCCرط مسCCبق لتوفCCير اهم متطلبCCات غCCزو

امريكا للعالم باالبتزاز وليس بالقوة العسكرية.رة والمكروهCCة المريكCCا في |CCورة المنفCCة : ان الصCCوهنا تبرز اهمية وخطورة الحال الوطن العربي تعرقل المشروع االمريكي الن امريكا بحاجة لCCدعم العCCرب او على االقCCل قسCCما منهم لسياسCCاتها كي تسCCتطيع ضCCمان السCCيطرة على كCCل النفCCط العربي وتسCCخيره البCCتزاز العCCالم وتركيعCCه بCCدون حCCروب عسCCكرية، كمCCا تقتضCCي

ستراتيجيتها.

[17]

Page 18: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ورغم هذه القناعة االمريكية الواضحة، والتي كان يعبر عنها منCCذ زمن طويCCل من قبل بعض اعضاء الكونغرس او االعالميين او الخبراء االمريكيين، بضرورة تحقيCCق نوع من التوازن بين العرب والكيان الصهيوني لتخفيCCف كCCره العCCرب المريكCCا عن طريق اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة ودمقرطة االنظمة العربية، فان العنجهية االمريكية رفضCت االصCغاء خصوصCا بعCد انهيCار االتحCاد السCCوفيتي وتحول امريكا الى قوة منفلتة ال يردعهCCا عمالق دولي اخCCر فCCاقتنعت بCCان القCCوة كافية الخضاع العرب واسCكاتهم واجبCارهم على التعCاون معهCا وتنفيCذ اوامرهCا،

قمة الغرور والعنجهية االمريكية التي عبرت ليس2003وكان غزو العراق في عام فقط عن احتقار رد الفعل العربي بCCل العCCالمي أيضCCا بعCCد ان رفض العCCالم غCCزو

العراق. وغزت امريكا العراق ونفذت خطة استخدام القوة في اقصى مCCدياتها وممكناتهCCا ولكنها واجهت اعظم مقاومة مسCCلحة في التCCاريخ فصCCدمتها واوقفت مشCCروعها االمبراطوري ووضعته على حافة االنهيار والتالشي، بعد ان اصبحت حرب العCCراق المصدر االول لكشف عيوب امريكCCا التكوينيCCة ومنهCCا الماليCCة والنفسCCية، وتفجCير االزمات الكامنة والتي حرصت امريكا على تجميدها لحين حلها بعد السيطرة على العCCالم كلCCه، لكن قCCوة االسCCتنزاف في العCCراق والCCتي تمثلت في صCCرف امريكCCا حوالي ثالثة تريليون دوالر وفي قتل اكCCثر من اربعين الCCف امCCريكي في العCCراق، وهCCو الCCرقم الحقيقي وليس الCCرقم الرسCCمي المزيCCف، وتعويCCق حCCوالي مليCCون امريكي نفسيا او جسديا قاتلوا في العراق، واخيرا التفجر الكارثي لالزمة المالية

ودقت نCCاقوس الخطCCر2007العالمية والتي انطلقت شرارتها من امريكا في عام كل ذلك وضع امريكا امام عCCدة حقCCائق مCCدمرة وتهCCدد بانهيCCار في درجته االعلى،

امريكا ومنها : - ازمة بنيوية خطيرة تعرقل القدرة على السيطرة على العالم بل تجعل امريكا1

عاجزة عن السيطرة على والياتها التي بدأ بعضها يطالب باالسCCتقالل عن امريكCCاكما فعلت والية كاليفورنيا.

- االنهيCCار الفاضCCح للقCCوة االمريكيCCة والمتمثCCل في عجزهCCا عن قهCCر المقاومCCة2 العراقيCCة المسCCلحة والفشCCل الCCذريع في احالل االسCCتقرار في العCCراق رغم كCCل االسCCاليب الCCتي اتبعت وكCCل التكليCCف الباهضCCة الCCتي تحملتهCCا امريكCCا ولم تكن تتوقعها ابدا قبل الغزو، فانتج ذلك صورة المريكCCا تبCCدو فيهCCا ليس نمCCرا من ورق

بل قطة مرتجفة مبللة. – انتشار روح المقاومة المسلحة في الوطن العربي بفضل انتصارات المقاومCCة3

العراقيCCة فبعث امCCل العCCرب بتحريCCر اقطCCارهم من االسCCتعمار والنظم الفاسCCدة التابعة له بستراتيجية المقاومة المسلحة، وهو تطور اذا وقع سCCوف يوجCCه ضCCربة

قاضية لمشروع القرن االمريكي وينهيه الى االبد. هذه الظCCواهر الثالثCCة الخطCCيرة وضCCعت امريكCCا امCCام خيCCارات مCCرة، بCCل مCCدمرة، وابرزها السقوط النهائي واالبدي لمشروع السيطرة االمريكية على العCCالم، فمCCا لم تعالج امريكا ازمتها البنيوية ولو مؤقتا فانها ستدخل مرحلة التداعي المتعاقب من الداخل، ومالم توقف تزايد كره العرب لها فانها لن تجد عربيا واحCCدا مسCCتعدا

[18]

Page 19: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

للموت على يد ابناء امته عقابا له على االرتباط باكثر القوى عداء للعرب، ومCCا لم توقCCف انتشCCار ثقافCCة المقاومCCة فانهCCا سCCتواجه بنادقCCا في كCCل قطCCر عCCربي

فهل تقف امريكا تتفرج ومشروعها االمبراطوري مهدد جديا؟ وماذا عليهCCا ،ضدهاان تفعل لتجنب هزيمتها الحاسمة؟

هذه التساؤالت المريرة وضعت امريكا امام ضرورات جديدة وخيارات جديCCدة البCCد من تبنيها العادة رسم صورتها بطريقة جديدة ليس فيها كCCره لهCCا او على االقCCل حصر الكره بفئات يمكن عزلها، لذلك فCCان الخطCCط القديمCCة القائمCCة على فCCرض السيطرة على العرب بالقوة المجردة والمباشCCرة دفعت الى الخلCCف وعCCاد البحث من قبل ادارة اوباما عن بديل ذكي يضCCمن المريكCCا العثCCور على عCCرب يCCدعمونها

هCCو : كيCCف تسCCتطيع علنا وبال خوف من اتهامهم بالخيانة العظمى وكان السCCؤال امريكCCا العثCCور على عCCرب قCCادرين على التعCCاون معهCCا مباشCCرة وعلنCCا؟ الجCCواب المنطقي كان يجب اوال ازالة صورة امريكا المكروهCCة وصCCنع صCCورة ايجابيCCة لهCCا

في الوطن العربي. ان تغيCير الصCورة كيف تتغير صورة امريكا باعين العرب؟ وهنا وضع سؤال حاسم

يفرض على امريكا ما يلي : أ - بما ان وقوف امريكا مع اسCCرائيل كCCان الشCCرارة الCCتي اشCCعلت حرائCCق الكCCره العربي المريكا فيجب اقامة دويلة فلسطينية منزوعة السCCالح وعلى بعض الضCفة الغربية وغزة، وبذلك تسقط امريكا السبب االصلي لكرهها وتستطيع تحشيد عCCدد غير قليل من العرب معها يسند سياساتها متسلحا بفكرة ان امريكا تغيرت ايجابيا

وانها تدعم اقامة دولة فلسطينية. ب - وبمCCا ان سCCبب الكCCره الثCCاني هCCو انشCCاء امريكCCا او دعمهCCا للنظم الفاسCCدة والديكتاتورية في الوطن العربي بغالبيتها السCCاحقة فCCان اسCCقاط هCCذه االنظمCCة ودعم امريكا لعملية التغيير سوف يضCCمن تحسCCين وتجميCCل صCCورة امريكCCا عربيCCا

ويعيد انتاج صورتها بصيغة انها داعمة الثورات والديمقراطية. وبما ان القاعدة التي تتحكم بعالقة امريكCCا بمن يخCCدمها من العCCرب هي انهCCا ج -

تستخدم العمالء ومن يتعاون معها كورقة تواليت تستخدم لتنظيCCف قاذوراتهCCا ثم تCCرمى الورقCCة في سCCلة القمامCCة فCCان اكCCثر االنظمCCة العربيCCة انتهت صCCالحيتها بتحولها الى مجرد كومة قاذورات مكروهة بحCCدة وصCCار تحميCCل امريكCCا مسCCؤولية فساد هذه االنظمة وديكتاتوريتها هCCو النظCCرة السCCائدة فاصCCبحت خطCCوة التخلص

منها مصلحة امريكية من الدرجة االولى. بما ان االستعمار واالمبرياليCCة همCCا نظامCCان يقومCCان على النهب واالسCCتغالل د -

فان فصل الديمقراطية عن التحCCرر من االسCCتعمار واالمبرياليCCة خطCCوة اساسCCية في ستراتيجية التغيير االمريكية لالنظمة العربية، وهذا الشCCرط حاسCCم وجCCوهري وال يمكن تجاهله وفرض فرضا متعمCدا في االنتفاضCة العربيCة في تCونس ومصCر وتمثل بغياب اي شعار تحرري يطالب بطرد امريكا واالستعمار ويفضح جرائمهمCCا ضد الشعب العربي! وهي سCCمة كCCانت تتصCCدر كCCل االنتفاضCCات الوطنيCCة العربيCCة سابقا وترتبط عضويا وكتوأم بمطلب الديمقراطية مما جعل االنتفاضCCات العربيCCة تحرريCCة من االسCCتعمار وديمقراطيCCة ضCCد الCCديكتاتوريات. وهCCذا التوجCCه الخطCCير

[19]

Page 20: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

واالستعماري الصريح برز في تظاهرات اليمن وسوريا التي لم ترفع شعارا واحدا ضد امريكا واالستعمار وتركزت كل شعاراتها على الديمقراطية وحقوق االنسان، امCا في ليبيCا فCان طلب دعم االسCتعمار والتعCاون معCه كCان الموقCف الرسCمي لمناهضي القذافي تحت شعار التعاون مع الشيطان من اجCCل التخلص منCCه، وهCCو موقCCف لم نCCرى مثلCCه اال في احتالل العCCراق عنCCدما قCCامت مCCا كCCانت تسCCمى ب )المعارضة العراقية( بدور خياني وهو دعم االحتالل والتحCريض عCل غCزو العCCراق بحجCCة اسCCقاط النظCCام، منفCCذة لمCCا، ومسCCتندة على مCCا، روجت لCCه المخCCابرات االمريكية وهو مفهوم )االسCCتعمار الCCداخلي( اي النظم العربيCCة وعCCده اخطCCر من االستعمار الخارجي، وهCCو مفهCCوم تCCولت الحقCCا قنCCاة الجزيCCرة الCCترويج لCCه خالل السنوات الماضية عند االعداد لما يجري االن من اجل تضليل بعض العCCرب بفكCCرة ان االستعمار الخارجي ارحم من االسCCتعمار الCCداخلي لتقبCCل اسCCتعمار امريكCCا او

اوربا لنا! لذلك كان هذا الفصل المتعمد وغCCير الCCبرئ اول مCCا اثCCار قلCCق وانتبCCاه الوطنCCيين العرب ولفت النظر الى الدور االمريكي الحاسم والخطCCير فيمCCا يجCCري، وهCCو مCCا سنناقشCCه بالتفصCCيل الحقCCا، ونبCCه الى النوايCCا االمريكيCCة الحقيقيCCة الكامنCCة وراء الCCدعوة للديمقراطيCCة مCCع تجنب الCCدعوة لطCCرد االسCCتعمار واالمبرياليCCة وانهCCاء هيمنتهمCCا على اغلب االقطCCار العربيCCة مCCع انهمCCا السCCبب الCCرئيس في قيCCام او استمرار الديكتاتورية والفساد. هل تتذكرون هتافا واحCCدا ضCCد امريكCCا في تCCونس

ومصر اثناء االنتفاضة؟ الفصCCل المتعمCCد بين القضCCية المركزيCCة للعCCرب وهي تحريCCر فلسCCطين وبين ه -

الديمقراطية والدعوة لها، فكما غابت شعارات مناهضة امريكا من االنتفاضCCة في تCCونس ومصCCر ومن احCCداث اليمن وسCCوريا فCCان القضCCية الفلسCCطينية ومناهضCCة الصهيونية والمطالبة بانهاء الصلح والتطCبيع مCع الكيCان الصCهيوني غCابت ايضCا، وهو امر زاد من شCCكوك الوطنCCيين العCCرب بحقيقCCة مCCا يجCCري، الن تCCاريخ العCCرب الحديث تميز بربط القضية الفلسطينية بكل حدث اقليمي ودولي وعCCدم السCCماح بتجاهل الصالت العضوية بين تحرير فلسطين وبناء الديمقراطية بعCCد التخلص من

االنظمة الديكتاتورية والفاسدة والتابعة والمطبعة مع الكيان الصهيوني. ان ماورد في الفقرتين )د( و)ه(، اي فصل المطلب الCCديمقراطي عن المطلCCبين االساسيين وهما طرد االستعمار ورفض التطCCبيع مCCع الكيCCان الصCCهيوني، يشCCكل االساس الفوالذي لخطCCة تغيCCير االنظمCCة العربيCCة في اطCCار سCCترايجية السCCيطرة االستعمارية االمريكية، لذلك فان فهم حقيقة مCCا جCCرى ومCCا يجCCري ومCCا سCCيجري بصCCورة صCCحيحة ودقيقCCة مشCCروط بالتنبCCه لمCCا ورد في هCCاتين الفقCCرتين وعCCدم نسCCيانهما اطالقCCا اذا اردنCCا ان ال نCCدفع للسCCير في ازقCCة المخCCابرات االمريكيCCة

والصهيونية الخانقة. كيف يمكن تحقيCCق ذلCCك كلCCه؟ بانقالبCCات عسCCكرية تطيح وهنا يطرح سؤال اخر :

بانظمة الفسCCاد والديكتاتوريCCة مCCع ان االنقالب العسCCكري جCCزء من تCCراث امريكCCا االستبدادي وغير الديمقراطي في قمع الجماهير و االنظمة الوطنية؟ ام بوسائل اخرى تضفي على التغيير صفة الديمقراطية واحترام ارداة الشعب وفي مقدمتها

[20]

Page 21: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

توقف امريكا عن قمع ثورات الشCCعوب وانتفاضCCاتها الديمقراطيCCة ودعم موجCCات الغضب الشعبي المتراكم منذ عقود والذي يكفي اذا اطلق السقاط انظمة فقدت

الحماية االمريكية لها؟ الجواب هو ان السماح، بعد منع طويل، باطالق موجات الغضب الشعبي الشCCرعي والطبيعي هو االسلوب االمثل للتغيير في عصر شعاراته االساسCية الCتي رفعتهCCا امريكا هي الديمقراطية وحقوق االنسان وحق تقرير المصير، ولكن كيCCف تضCCمن – امريكا - السيطرة على موجCCات الغضCCب الشCCعبي والCCتي تفجرهCCا قCCوى وطنيCCة حقيقة عازمة على ليس انهCCاء الظلم والفسCCاد والCCديكتاتوريات فقCCط بCCل وايضCCا على طرد من نصبها او حماها، باالضافة لتحقيق اماني العرب الجوهريCCة والثابتCCة في تحرير فلسطين وبقية االراضي المحتلة وتحريCCر الCCثروات العربيCCة المغتصCCبة من قبCCCل امريكCCCا؟ هCCCل تسCCCتطيع امريكCCCا القيCCCام بفصCCCل قسCCCري بين مطلب الديمقراطية وحكم الشعب من جهCCة وبين السCCيطرة االسCCتعمارية على مقCCدرات االقطار العربيCCة واالحتالل الصCCهيوني لفلسCCطين والجCCوالن واالنهCCر العربيCCة من جهCCة ثانيCCة؟ وهCCل يمكن اقامCة ديمقراطيCCة حقيقيCCة في ظCل الوجCود االمCريكي

 المتحكم في مجرى االمور االقتصادية واالمنية؟-5-

 اعداد مكونات الفيلم التفاعلي وبناء مسرحه الكبير

عنCCد االجابCCة على التسCCاؤالت السCCابقة ينبغي االنتبCCاه الى اننCCا االن في الشCCهر السادس لبدء االحداث العربية التي وصفتها هيالري كلنتون بانها )ربيع العرب(!!! والن كلنتCCون هي وزيCCرة خارجيCCة اسCCوأ امبراطوريCCة اسCCتعمارية في التCCاريخ االنساني واشدها عداء للعرب فان لهذا الوصف دالالت خطCيرة تجعCل النظCر الى الواقع الحالي مع تذكر الموقف االمريكي منه منهج حتمي اذا كنCCا نريCCد ان نفهم ما يجري بصواب، وهي ضرورة تفرض رؤيCCة مCCا فعلتCCه امريكCCا ومCCاجرى فعال في اطار توفCCير عناصCCر )الفيلم التفCCاعلي( الCCذي اعCCد لCCه مسCCرح ضCCخم يشCCمل كCCل

االقطار العربية ودول االقليم غير العربية. وهنا البد من مالحظة ان مجريات االحداث الفعلية في هCCذا الفيلم اكCCدت بCCان مCCا يجري ليس عملية تغيير انظمة فقط فما يجري االن في تونس ومصر من احداث، وما لحق بتأثيرها من احداث كارثية في ليبيا وسCCوريا واليمن يقتCCل العCCرب فيهCCا بالجملة، تؤكد ان الذي حدث، في مصر وتونس، هو تغيير راس النظام فقCCط دون تغيير اسسه وانتشار الفوضى وتفاقم الفتن، ومنها الطائفيCCة في مصCCر، وبCCروز مشاكل لم تكن موجودة قبل التغيير، كل ذلك يعد مقCCدمات حتميCCة لهCCدف خطCCير جدا وهو تقسيم االقطار العربية واعادة تركيبهCCا بطريقCCة تخCCدم امريكCCا والكيCCان الصهيوني والنزعة االستعمارية االوربية التي استيقظت بعد سبات. ومCCرة اخCCرى من يعترض على هذا الرأي عليه ان يقدم انجازا واحدا حقيقيCCا تحقCCق في تCCونس ومصر بعد اسقاط النظام بعد مرور ستة اشهر وهي فترة كافية لمعرفCCة حقيقCCة ما يجري، وعلى كل مناضل ان يتذكر انCCه النهايCCة وفي المحصCCلة االخCCيرة الثCCورة ليست الرغبة في التغيير فقط بCCل تحقيقCCه على ارض الواقCCع مجسCCدا في قيCCام

بديل مختلف جذريا يبدأ بتحقيق اهداف الشعب واالمة. 

[21]

Page 22: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ولذلك البد من تسليط االضواء على الحقائق العيانيCCة التاليCCة الCCتي نراهCCا تتحCCركفي الواقع وتحركه :

لقد اعدت امريكا العدة كاملة منذ سCCنوات لتطCCبيق : ستراتيجية امريكية جديدة –1 ستراتيجية اخرى تضمن االنتصار في الوطن العربي، واهم اسسها تغيCCير موقCCف العرب من امريكا وتحويله من كره الى حب او دعم او على االقل عدم رفض لها،

من خالل االقدام على خطوات قريبة من المطالب الوطنية مثل : أ - التخلص من االنظمCCCة الديكتاتوريCCCة والفاسCCCدة والعميلCCCة واقامCCCة انظمCCCة

ديمقراطية شكليا. ب – ان هCCذه االنظمCCة يجب ان تكCCون وهزيلCCة وضCCعيفة داخليCCا وخارجيCCا وهCCذا ال يتحقCCق اال بفCCرض النظCCام الفCCدرالي عليهCCا من قبCCل امريكCCا، الن الديمقراطيCCة المبنيCCة على نظم فدراليCCة تبCCدد قCCوة الدولCCة بتوزيعهCCا للسCCلطات الفعليCCة على االقاليم او المحافظات، واضعاف المركز او العاصمة، كمCCا نCCرى ذلCCك في العCCراق

المحتل.ج - انشاء دويلة فلسطينية منزوعة السالح في بعض اراضي غزة والصفة.

د - تطCCبيق خطCCة اسCCرائيل المسCCماة )الCCوطن البCCديل( كاملCCة لتشCCمل الضCCفتين الشرقية والغربية لنهCCر االردن وغCCرب العCCراق لتكCCون دولCCة كبCCيرة والغCCاء االردن كدولة، وضم غرب العراق الى الدولة الفلسطينية يحقق عدة اهداف منهCCا اكمCCال

تقسيم العراق وتوطين االربعة ماليين الجئ فلسطيني في غرب العراق. ه – اقامة اتحاد كونفCCدرالي بين الدولCCة الفلسCCطينية )في الضCCفة وغCCزة واالردن

وغرب العراق( واسرائيل. و - اعادة الجوالن بعد اعCتراف سCوري رسCمي بالكيCان الصCهيوني وضCمان عCدم

عودة العسكرة اليها تماما مثلما حدث في سيناء طبقا التفاقيتي كامب ديفيد. ز - تنفيذ خطة مارشال عربي لتحقيق بعض االصالحات الثانوية التي تهدأ الغضCCب

الشعبي العربي ان لم تحتويه نهائيا.ك – انضمام الدولة الفلسطينية للنظام االقليمي الجديد )الشرق االوسط الجديد. بهذه الخطوات وغيرها تريCCد امريكCCا والكيCCان الصCCهيوني اعCCادة تشCCكيل االقطCCار العربية سكانيا وسياسيا وجغرافيا واقتصاديا بعد تقسيمها لضCCمان امن اسCCرائيل من جهة، وبقاء وتوسيع الهيمنة االمريكية على االقتصاد العCCربي من جهCCة ثانيCCة، ومنع قيام ثورات وطنية جذرية حقيقية هدفها ليس فقط اسقاط انظمة متهرئCCة بل ايضا واساسCا طCرد الجهCCة الCتي مكنت االنظمCة من البقCاء وممارسCة القمCع

والفساد وهي امريكا، من جهة ثالثة. وهذه الخطة كانت السبب وراء وصول باراك اوباما الى االدارة االمريكية من اجل تنفيذها وهو ما بدأ بفعله فور استالمه لالدارة، وما جعل زيارته لتركيا ومصر بعCCد توليCCه المسCCؤولية كCCاول محطCCتين في زياراتCCه الخارجيCCة اال رسCCالة للعCCرب والمسلمين تقول تبدلت سياستنا تجاهكم فكفوا عن كراهيتنا وتقربوا منا، وهCCذا يعني ان االدارة الجديCدة تبنت موقفCا يبCدو متصCالحا مCع، ومتقربCا من، االسCالم ويختلف عن موقف بوش الصغير المعادي. ولترجمCة هCذه السياسCة واقنCاع بعض العرب بها كانت نقطة البداية في تنفيذها تكليف تركيCCا بCCدور رئيس في تنفيCCذها ليس فقط النها عضو اصيل في حلف النيتو وليس فقCCط مCCرة ثانيCCة النهCCا عضCCو اصيل في النظام االقليمي الجديد المنتظCCر بCل ايضCا، وقبCCل هCCذا واهم من ذاك، الن من يحكم تركيا حزب اسالموي لديه امتدادات طائفية داخCCل الجسCCم العCCربي،

تماما مثلما اليران امتدادات طائفية في الجسم العربي.

[22]

Page 23: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وكان اوباما قد ابلغ رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي بان امريكCا تخولCه صالحية االتصال بكافCة االطCراف العراقيCة بمCا فيهCا فصCائل المقاومCة والقCوى المناهضة لالحتالل من اجل حل فعال الزمCCة العCCراق، وتCCرجمت تركيCCا ذلCCك فCCورا بدعوة مقتدى الصدر وشخص سني – الحظوا الدعوة التركيCCة وجهت على اسCCاس

للتفاوض حول البديل السياسي2009طائفي صرف - لزيارة تركيا في مطلع عام وحصل اللقاء، ثم دعت تركيا )المجلس السياسCCي للمقاومCCة( الى تركيCCا ونظمت له لقاء توريطيا مع المخابرات االمريكية الCCتي ضCCللت الوفCCد بوعCCود كاذبCCة وكCCان هCCدف اللقCCاء كشCCف المقاومCCة واحتCCواء عناصCCر منهCCا وهCCو مCCا كشCCفه المجلس

السياسي وانتقد نفسه على التورط في اللقاء! ومن المثير لالنتباه ان هذه الفترة شهدت ترويجا غير طبيعي لفكرة خطCCيرة جCCدا ومشبوهة بكل المعCCايير تقCCول )ان تركيCCا تحمي السCCنة العCCرب وغCCير العCCرب في المنطقة من خطر التوسعية االيرانية الشيعية(، وروجت فكرة اخرى موحيCCة وهي )ان الحكم الCCتركي الحCCالي يعيCCد السCCلطنة العثمانيCCة وهCCو امتCCداد للسCCالطين العثمانيين(، لCذلك اسCتخدم وصCCف مهم في معانيCCه الواضCCحة والمخفيCCة للنظCCام

التركي وهو انه يمثل )العثمانيون الجدد(! وخطورة هذا الطرح تكمن في : أ - انه ينقل الفتن والصراعات الطائفية من مستوى قطCCري داخلي الى مسCCتوى اقليمي عام يعيCCد انتCCاج الصCCراع الصCCفوي العثمCCاني القCCديم بحلCCة جديCCدة، وهCCذا التطور يشكل احد اهم اسس نظرية )الفوضى الخالقCCة( الCCتي تبنتهCCا امريكCCا الن الصCCراع العثمCCاني – الصCCفوي سCCيكون عبCCارة عن صCCراع يحكمCCه تCCوازن اقليمي منضCCبط تتحكم فيCCه اوال امريكCCا وتتسCCاوم بواسCCطته تركيCCا وايCCران على حسCCاب العرب ثانيا. والفوضCCى االقليميCCة، المنضCCبطة والمسCCيرة، ضCCرورية جCCدا للتمهيCCد النبثاق النظام االقليمي الجديد على اسCCاس انCCه يوفCCق بين االطCCراف المتنCCاحرة

في اطاره ويحل المشاكل االقليمية سلميا. ب - وهCCو يكمCCل تجريCCد العCCرب من اي دور اقليمي بعCCد منح تركيCCا الوصCCاية على )العرب السنة(! فيصبح الصCراع الCتركي مCع ايCران هCو المتحكم في االقليم كلCه وتتراجع حقوق ودور العرب الى الخلCCف. ولCCذلك فCCان الضCCرورة تقتضCCي تهميش كافCة االقطCار العربيCة حCتى قبCل تقسCCيمها من خالل انهاكهCا بصCراعات دمويCة داخلية وفيما بينها تستهلك كل طاقاتها وتحولها الى كم مهمل ال تأثير له، وتلCCك الضرورة تفسر احد اسباب ما تواجهCه االقطCار العربيCة االن من مشCCاكل معقCدة ذات طبيعة انهاكية وتهميشية خصوصا مصر التي ينحدر دورها بانتظام منذ تCCولى السادات السلطة وتفقد دورها الرئيس لدرجة ان قطر اصبحت اكCCثر تCCأثيرا منهCCا

بفضل هذا المخطط االمريكي الصهيوني. ان التعاون االمريكي مع الحكم التركي يشCCكل رسCالة اخCرى للعCرب والمسCCلمين تعزز رغبة اوباما بتحقيق تغيير شامل في صورة امريكا لCCدى العCCرب والمسCCلمين تكون كفيلة بفتح الطريق امام امريكا لCCدخول الCCوطن العCCربي بال عوائCCق كبCCيرة، واخيرا وليس اخرا دشCنت امريكCا مرحلCة جديCدة من خطCة بريجنسCكي القديمCة، والتي بدأت بتنفيذها في افغانستان، عبر غلCCق ملCCف ابن الدن والقاعCCدة بCCاعالن مقتله وانتهاء )االسالم المتطرف واالرهاب االسالمي( واالنفتاح على مCCا يسCCمى )االسالم المعتدل( ممثال ب)االخCCوان المسCCلمين( وبCCدء التفCCاوض معهم من اجCCل

تسليمهم السلطة في مصر وسوريا وليبيا وغيرها. بين بCCوش االبن )الصCCليبي( المكCCروه لدرجCCة الحقCCد واوبامCCا المشCCتبه بهويتCCه االسالمية واسمه االسCCالمي ولونCCه االسCCود الCCذي اوحى للسCCذج بانCCه ربمCCا يكCCون

[23]

Page 24: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اهون من االبيض، راينا رايات جديدة ترفع واطراف اقليمية اخCCرى تكلCCف بالعمCCلنيابة عن امريكا ومنها تركيا االسالموية من اجل اعادة تشكيل االقطار العربية!

في السنوات الماضCCية قCامت المخCابرات االمريكيCCة : اعداد )ثورة الفيس بوك –2 باسCCتقطاب مئCCات الشCCباب العCCرب عCCبر دورات اكاديميCCة او ثقافيCCة او سCCفرات سياحية المريكا ودول االوربية وغيرها، او نفذت دورات )تأهيل( ديمقراطي لعCCدد من الشباب والشابات في اقطارهم كما حصCCل في اليمن، وتلCCك حقCCائق نشCCرت حولها عشرات الوثائق واالعترافات، او أثرت اجهزة امريكا عليهم عCCبر االنCCترنيت وشCCبكاته مثCCل الفيس بCCوك وتويCCتر وغوغCCل وغيرهCCا، الن هCCؤالء الشCCباب غCCير مسيسين واحزنتهم وبعثت اليأس فيهم ظاهرة الصراعات العربية - العربية الCCتي قادتهم الى استنتاج مهم وهو ان االحCCزاب والنظم وااليCCديولوجيات كلهCCا فاشCCلة

لذلك البد من البحث عن بديل. وبمCا انهم بال خلفيCة سياسCية وبCدون تجربCة حقيقيCة، وفي ظCل تراجCع القCوى الوطنية تحت ضربات امريكا وانظمتها في الوطن العربي، فان التCCأثير االمCCريكي على الكثCCير من الشCCباب اصCCبح المحCCدد الختيCCاراتهم، خصوصCCا وان االعالم اصCCبح امريكيCCا او متأمركCCا كليCCا في الCCوطن العCCربي والعCCالم وانشCCأت مئCCات القنCCوات الفضائية التي تروج للمفCCاهيم االمريكيCCة السياسCCية واالجتماعيCCة واالخالقيCCة، او تؤهل للظهور وكأنها قنوات وطنية تنتقCCد امريكCCا وتسCCمح بCCالرأي والCCرأي االخCCر الجل استقطاب الوطنيين وكسب رضا الجميع، كما حصل مع قناة الجزيCCرة الCCتي انشأتها واعدتها المخابرات االمريكية بالتعاون مع المخابرات البريطانية من خالل استقطاب مCCذيعين ومقCCدمي بCCرامج كCCانو يعملCCون في هيئCCة االذاعCCة البريطانيCCة

ليكونوا الفئة االساسية في الجزيرة. وهكذا يصبح ممكنا اعادة تثقيف الناس وقولبة طريقة تفكيرهم وزرع روح التمرد العفوي والفوضوي والعدمي فيهم وليس روح العمل الثوري، واالهم انها شجعت النزعة الفردية القائمة على فلسفة ان الفرد وليس المجتمCCع هCCو االسCCاس وهCCو الهدف، وهكذا اصبح تحت تأثير امريكا مئات وربما االف الشباب العCCرب اليائسCCين والكارهين للنظم واالحزاب الوطنية وغCCير الوطنيCCة. ومن بين هCCؤالء الشCCباب تم استقطاب العشرات الدخCCالهم في دورات ل)تعليم( الديمقراطيCCة وكيفيCCة تنظيم االحتجاجCCات السCCلمية وانشCCاء شCCبكات التواصCCل االجتمCCاعي وشCCبكات االنCCترنيت لتحقيق اكبر تحشCيد شCبابي رافض لالنظمCة العربيCة، يعCد هCذا العCدد الكبCير من الشباب لينفذ ويقود في ان واحد وفي ظرف ما خطة اسCCقاط االنظمCCة بطريقCCة سلمية ال يكون فيها اي دور للقوى الوطنية التقليدية. هذه الحقيقة قلناها مبكCCرا وبعد احداث تونس مباشرة ولكن ويكيليكس اكدتها في شهر حزيCران – يونيCو من هذا العام بوثائق رسمية امريكية كشفت النقCCاب عن قيCCام المخCCابرات االمريكيCCة باعCCداد بعض الشCCباب العCCرب خصوصCCا من مصCCر واليمن لكي يقCCودوا انتفاضCCات

)سلمية( ضد النظم العربية. هذا االعداد ال يختلف من حيث الجوهر عن اعداد االف النCاس لالشCتراك في فيلم تاريخي ضخم او يتناول حدثا ضخما معاصCCرا يCCؤثر في ماليين النCCاس فCCنرى االف الناس يشاركون في معارك تمثيلية ويتحركون وفقا لتوجيهCCات المخCCرج، دون ان يكون كل هؤالء المشاركين في التمثيCCل ممثلين وانمCCا يسCCتخدمون لمCCرة واحCCدة فقط، والفرق الوحيد بين من يدعا للمشCCاركة في فيلم ضCCخم واالحCCداث الحاليCCة هCCو ان من يشCCارك في فيلم يعلم انCCه يمثCCل بينمCCا االغلبيCCة ممن شCCاركوا في انتفاضة تونس ومصCCر واحCCداث ليبيCCا واليمن وسCCوريا شCCاركوا فيهCCا بصCCدق دون

[24]

Page 25: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ادراك ان هنCCاك من خطCCط ويوجCCه ويحCCدد مسCCار االحCCداث من خالل ادوات داخCCلالتظاهرات او المعارك الدامية.

  ان مأسCCاة شCCباب الفيس بCCوك بCCدات : ممكنCCات التغيCCير في الفيلم التفCCاعلي –3

تظهر بعد ستة شهور فهم ضحوا بارواحهم وتعرضوا للقتل والتعذيب النهم كانوا يريدون اسقاط ديكتاتور فاسد بصدق ولكنهم وجدوا ان الديكتاتور بعCCد ان سCCقط عاد للوجود ممثال بمن كان يحميه او شريكه، وهCCذه الحقيقCCة يCCدركها االن شCCباب مصر وتونس بالم ومرارة. من هنا كCCان من الطCCبيعي وكمCCا في عمCCل مخCCابراتي متقن ان تبقي امريكا التيار الرئيس في االحداث بيدها دون ان يCCدرك انCCه يعمCCل مع جهاز مخابراتي او لصالحه واتبعت طرقا معروفCCة في تحقيCCق ذلCCك، وتعمCCدت عCCدم تجنيCCد اغلبيCCة من تعCCاون في بCCرامج الديمقراطيCCة وحقCCوق االنسCCان وانمCCا دربتهم على رفض كل ما يتعارض مع االهداف االمريكية الكبرى الجCCل ان يكونCCوا مؤمCCنين بCCانهم اكCCثر وطنيCCة ممن يتهمهم بالعمالCCة المريكCCا، بينمCCا ربطت بهCCا مخابراتيا قلة قليلية من الشباب هم الذين اردات عبرهم توجيه االحCCداث وتقريCCر

شعاراتها وما يطرح فيها. وبالمقابل ولكي تضمن السيطرة على الحدث فانها تعمدت ايضا تنمية االختالفات بين الشباب وترسيخها واختCCارت تحقيقCCا لهCCذا الغCCرض شCCبابا يختلفCCون في كCCل شيء اال في رفض النظام من اجل تسهيل عملية التخلص ممن يريدون او ابرازه او اثارة الخالفات بينهم عندما تقتضي الضرورة، ولذلك راينا ان امريكCCا لم تCCدرب شCCبابا من نمCCط واحCCد بCCل انهم يختلفCCون في الكثCCير من االتجاهCCات الفكريCCة والسياسية، والسبب عرف فيما بعد نجاح انتفاضة تونس ومصر وهو توفير قCCدرة فائقة المريكا على اشعال خالفات بينهم وازاحة من تريد من الشباب من واجهCCة االحداث متى ارادت وتنصيب من تريد في الواجهة، وعدم انسجام الشباب يساعد على ازاحة اي طرف، وهذه االزاحة واالبعاد ال ينتبه اليها الرأي العام الن الشباب اصال غير معروفين وبقاءهم او ذهCCابهم لن يحCCدث فرقCCا ظCCاهرا في نظCCر الCCراي

العام. وفي ضوء هذه الحقيقيCCة فCCان اسCCقاط النظCCامين في تCCونس ومصCCر اتبCCع فCCورا باسCCتالم رجCCال النظCCام العسCCكريين فيهمCCا للسCCلطة، االمCCر الCCذي اوقCCف عمليCCة االصالح عند حد اسقاط الرئيس وبعض بطانته فقط بينما بقيت منظومة الفسCCاد والتبعيCCة للخCCارج موجCCودة وتحكم مصCCر وتCCونس، وتبCCدد دور الشCCباب وانصCCرف معظمهم عن ساحة التغيير واصابهم يأس قاتل! وتكملة لهذا الهCCدف المخCCابراتي فان االجهزة االمريكيCCة ارادت تلميCCع شCبابا بعينهم ليكونCوا قCادة في المسCCتقبل مثل وائل غنيم الذي لم يتردد اوبامCCا بالCCدعوة لتنصCCيبه رئيسCCا لمصCCر وليس ثمCCة شك في انه ادخل في دورات تأهيل وسيدخل في دورات اخرى اعدادا لCCه ليكCCون

من قادة مصر! هذا االمر لم يحدث صدفة بل هو عمل محسوب بدقة. 

اخطCCر واهم ان الديمقراطيCCة نعم طCرد االسCتعمار ال : االطروحة االساسCية : –4 مؤشر على ان امريكا هي من خطط لالحداث ودفع الى تفجيرها، باستثناء تونس التي فجرت االنتفاضة فيها بعمل عفوي حقيقي هو انتحار محمد البوعزيزي، هCCو ما لوحظ بقوة اثناء االنتفاضة في تونس ومصر ثم في تظCCاهرات واحCCداث اليمن وسCCوريا، وهCCو الفصCCل القسCCري والتCCام بين مطلب الديمقراطيCCة ومطلب طCCرد االستعمار والجهة المسببة لكوارثنا والصانعة لالنظمCCة وهي امريكCCا، وهCCذا فصCCل

[25]

Page 26: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تقليديا وتاريخيCCا الديمقراطيCCة في يكفي بحد ذاته لتحديد طبيعة ما يجري. لماذا؟ االنتفاضات الشعبية الحقيقية هي جزء اساس من مطاليب الشعب وليسCCت كلهCCا وال المطلب الوحيد الن مشاكلنا ليست مثل مشاكل اوربا او امريكا، التي تتمحور حول الديمقراطية بعد ان تطورت هCCذه المجتمعCCات واصCCبحت الدولCCة فيهCCا دولCCة مؤسسات باالضافة لعدم وجود احتالل خارجي الراضيها او تهديCCدات وجوديCCة لهCCا من الخCCارج، امCCا نحن فCCان مشCCاكلنا مركبCCة ومتعCCددة ومنهCCا االسCCتغالل الطبقي والفساد اللذان انتجا الفقر واالمية والتخلف وغياب دولCCة المؤسسCCات والقCCانون ووجCCود احتالل اجنCCبي الراضCCينا او وجCCود تCCدخالت خارجيCCة خطCCيرة، لCCذلك حصCCل اقCCتران شCCرطي – اي اجبCCاري وعضCCوي – بين الديمقراطيCCة وتحريCCر الCCوطن او

االراضي المحتلة وطرد االستعمار. بهذا المعنى فCان الديمقراطيCة ترتبCط بCالتحرر من االسCتعمار والنفCوذ االجنCبي وتلحق به، فالديمقراطية تزول ان كانت موجودة بمجرد حصول احتالل او فقCCدان السيادة الوطنية الن االحتالل بطبيعتCCه عمCCل اسCCتبدادي انمCCوذجي، امCCا اذا كCCانت الديمقراطية غير موجودة قبCCل االحتالل فCCان االحتالل ال يقيم الديمقراطيCCة ابCCدا النها تعني حكم الشعب وحكم الشعب يصطدم باالحتالل الن السلطة واحدة فهي

التCاريخ اكCد بانCه ال توجCد حركCة تحCرر اما لالحتالل او لحكومة وطنية، لذلك فCان حقيقة تلحق بالديمقراطية، مادام تحقيق الديمقراطية مشروطا بتحقيCCق التحCCرر من االحتالل او النفوذ االجنCCبي. وتجربCCة العCCراق المحتCCل هي اخCCر تجربCCة عمليCCة تثبت استحالة بناء ديمقراطية في ظل االحتالل او فصل الديمقراطية عن التحرر

السياسي من النفوذ االجنبي. من هنا فان عزل الديمقراطية في شعارات انتفاضة تونس ومصر واحCCداث اليمن وسوريا عن الهدف المركزي وهو التحرر الوطني من النفCCوذ االجنCCبي واسCCتعادة الحقCCوق العربيCCة مؤشCCر ال يخطCCأ للCCدور االمCCريكي الحاسCCم وليس الثCCانوي في

التظاهرات العربية وقدرتها على تحديد مسار وشعارات واهداف االنتفاضة توجيه والتظاهرات. لذلك فان السؤال المركزي هنا هو : لم تالزمت وتCCرابطت مطCCاليب الديمقراطية مع مطاليب تحرير الوطن او االرض في العقCCود الماضCCية من تCCاريخ نضال امتنا العربية ولم تنفصل ابدا لكنها تفصل االن عمدا؟ ان االجابCCة على هCCذا السؤال تشCCكل نقطCCة االنطالق في فهم نوعيCCة وطبيعCCة وحجم الCCدور االمCCريكي

فيما يحدث االن. بما ان التبعية المريكا ضCCرورة امريكيCCة وان الخضCCوع للكيCCان الصCCهيوني من اهم متطلبات حل الصراع لصالح المشروع الصهيوني فان امريكا قامت بشق االسباب التي تحرك الجماهير الى نصفين نصف ديمقراطي مطلبي داخلي يتعلق بضرورة انهCCاء االنظمCCة الفاسCCدة والديكتاتوريCCة، وشCCق تحCCرري يتعلCCق بتحريCCر االراضCCي المحتلة وطرد االسCCتعمار ونفCCوذه واسCCتعادة كافCCة الحقCCوق العربيCCة، وجعلت من الشق االول موضوعا لالنتفاضة العربية بينما اسCCتبعدت الثCCاني كليCCا من شCCعارات التظاهرات والتغطية االعالميCCة التابعCCة المريكCCا والنظم المواليCCة لهCCا، الن وجCCود الشق التحرري في االنتفاضة يهدد بافالت االنتفاضCCة من يCCد شCCباب الفيس بCCوك

وبCCروز شCCباب وطCCني يشCCكل االغلبيCCة الذي دربته امريكا واعدته ليقود االنتفاضة في االنتفاضة العربية ليقود انتفاضCCات تتبCCنى اهCCدافا مترابطCCة عضCCويا وال يمكن فصCCCلها خصوصCCCا الربCCCط الجCCCدلي بين الديمقراطيCCCة والتحCCCرر من االسCCCتعمار

والصهيونية. 

[26]

Page 27: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االن وفي الشCهر السCادس ال يمكن تجنب انتفاضة تCونس ومصCر طعم مغCر : –5 سCCؤال اخCCذ يفCCرض نفسCCه منCCذ تفجCCير احCCداث اليمن وسCCوريا وليبيCCا والبحCCرين

لم كانت االنتفاضة في تونس ومصر سلمية حقا واسقطت النظامين بينما وهو : اصCCبحت عنفيCCة ودمويCCة في ليبيCCا وسCCوريا واليمن والبحCCرين ولم تسCCقط النظم

ان طرح هذا السؤال امر مهم جدا الن الجCCواب عليCCه يضCCعنا امCCام حقيقCCة هناك؟ مفزعة لكل ضمير حي، وهي ان الطابع السلمي والنظيف لالنتفاضCCة في تCCونس ومصر صممته امريكا ليكون طعما يغري الشعب العربي بتحقيق انتفاضات مماثلة في االقطار العربية االخرى دون اراقة دماء ودون تدمير الدولة والمجتمع او خلق مشاكل اكبر مما كان يتم من خاللها تغيير االنظمة باسهل وامن الطCCرق، ومCCادام االمر كذلك فمن الضروري تفجير االنتفاضات في كل قطر عCCربي الجCCل التخلص

من الديكتاتوريات والفساد! ان هذه الفكرة كانت المحرك االساس لما حصل ويحصل في اقطار عربية عديCCدة من احداث خطيرة ابتدأت بتقليد ما جCCرى في تCCونس ومصCCر لكنهCCا انتهت لتصCCبح كوارث وطنية وقومية عندما أخذ الدم يجري انهارا واتجهت جموع غاضCCبة لتCCدمير الدولCCCة والمجتمCCCع وتعطيCCCل الخCCCدمات وازالCCCة االمن االجتمCCCاعي وليس االمن السياسي فقط، وهكذا لم يتكCCرر مCا حصCل في تCونس ومصCر في تلCCك االقطCCار وانما اصبحت تواجCCه كCCوارث دمويCCة ودخلت تلCCك االقطCCار نفقCCا مظلمCCا وخطCCيرا مملوء بالثعابين والعقارب وااللغام المدمرة! فقط انظروا لما يحCCدث في سCCوريا واليمن وليبيا سترون ان تكرار ما حصCل في تCونس ومصCر كCان وهمCا او ايهامCا وتوريطا وان الدماء تسيل بغزارة وان تغيير النظام لم يعد رحلة سCCهلة وبال دمCCاء

كال بCCالطبع واذا ظن هل كان ذلCCك التوريCCط صCCدفة؟ او بدون تهديد وحدة القطر. احد منا بانه حدث صدفة فانه يحكم على نفسه بجهل كيفيCCة عمCCل العCCدو، والCCذي يخطط لنصف قرن من اجل تحقيق هدف محدد، وليس مثلنا حيث نتخاصم ويسيل الدم وتحرق مدن وقرى ولكننCCا نتصCCالح ونقبCCل بعضCCنا البعض االخCCر وينتهي كCCل

شيء! 

لقد قال بسذاجة مذهلCCة، ال يجCCوز هل استمعتم لما قاله سيف االسالم القذافي؟ وتصCCورنا ان ان يتصف بها رجل دولة وحكم، باننا اخطأنا الننا لم ننشأ جيشا قويا

ان كلمCCة )تصCCورنا( هCCذه هي !!!دفع تعويضات سيغلق ملCCف خالفاتنCCا مCCع الغCCرب مقتل الحكام العرب الذين يعلمون بكل صغيرة وكبيرة عن شعبهم لكنهم يجهلون حتى ما يعلنه الغرب والصهيونية! سيف االسالم انمCCوذج لمسCCتوى تفكCCير حكامنCCا وفيه يبدو بال غموض انه ال يعرف الغرب وال يفهم طبيعة ثقافته وال تاريخCCه وهCCو بعيد كل البعد عن التقاط طريقة تفكيره مع انه هCCو واغلب الحكCCام العCCرب زاروا الغرب كثيرا، بل ويقضي بعضهم فيه اكCCثر اوقاتCCه، ويفCCترض بهم معرفCCة العCCدو، خصوصا واننا تعلمنا في االبتدائية مسلمة كبيرة تقول بCان )معرفCة العCCدو كسCCب لنصف المعركة(، لذلك وبسبب هذا الجهل الفاضح بطبيعة الغرب وقعت ليبيCCا في فخ مميت منذ سلمت مفاعلها النCCووي ودفعت تعويضCCات عن قضCCية لCCوكربي مCCع انها لم تقم باسقاط الطائرة، وجلست فرحة مطمئنة الى توني بلCCير وسCCركوزي و)شريف رومCCا( برلسCCكوني الCCذي اشCCترى طمأنينCCة القCCذافي بتقبيCCل يCCده فظن

القذافي ان برلسكوني اصبح عبدا بين يديه! هذه السذاجة المقترنة غالبا بالعنجهية والغرور هي احد اهم اسCCباب وقوعنCCا في فخاخ الغرب دون ان ندري، وما يجري االن كان عبارة عن توريط لكتل جماهيريCCة

[27]

Page 28: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ضخمة، تضم مثقفين ونخب وطنية، وفي مشروع تدعمCه امريكCا واوربCا مباشCرة وعلنا وتصرف عليCCه وهCCو دمقرطCة اقطارنCا وازالCة الفسCCاد، ولكن النخب مCا ان تجCCاهلت الCCدور االمCCريكي ونسCCت ان امريكCCا هي العCCدو الرسCCمي والفعلي حCCتى فقدت القدرة على اكتشاف ان امريكا لم تكن تريد الديمقراطية وتغيبت ذاكرتهCCا ونسيت بديهية تعرفها وهي ان امريكا خططت لتقسيم االقطار العربية بالتنسيق مع الصCCهيونية وكيانهCCا وتريCCد االن تنفيCCذ تلCCك الخطCCة تحت غطCCاء الديمقراطيCCة واسقاط االنظمة العربية عبر تفجير ازمات دموية مدمرة وكارثيCCة، وهي مCCا نCCراه

 االن شاخصا امام اعيننا. لنتذكر دوما وبال اي غموض بان ثورة سلمية في الوطن العربي امر مستحيل الن البنية االجتماعية ليست بنية مجتمعات مدنيCة كمCا هي حالCة الغCرب بCل هي بنيCة مجتمعات قبلية تتCCأثر بالCCدين والطائفCCة والعCCرق والعائلCCة والفCCرد ونزعCCات الثCCأر ووجود حروب داحس والغبراء بين العرب. كما ان هناك مفاسد كثيرة نتيجة الفقر واالمية مما يجعل التغيير السلمي بثورة سلمية ليس اكثر من وهم انتحCCاري نCCراه

االن في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين. والن امريكا تعرف مجمعاتنا العربية جيدا، وافضل من اكثر نخبهCCا، فانهCCا خططت الطالق موجة تغيCCير لكنهCCا موجCCة تفجCCر الراكCCد والكCCامن من الغCCام في المجتمCCع كالطائفية والقبلية ونزعات الزعامCCة وثCCأرات التCCاريخ القCCريب والبعيCCد واالصCCول االثنية، وهي الغام كفيلة بدفع الدولة الى حافة االنهيار او حتى االنهيار من خالل تمترس كل طرف بما لديه من خلفيات قبلية او طائفية او عرقيCCة...الخ والقتCCال حتى النهاية! وهذا الحال يمهد بسCCهولة لتCCدويل الحCCرب االهليCCة وتCCدخل خCCارجي يقوم باعادة رسم الحدود وتوزيع السكان وفرض انظمة جديدة ليس للديمقراطية صلة بها، النها تستبدل الفاسCد والمسCCتبد بفاسCد ومسCCتبد اخCر يختلCف عنCه في

توقيت ظهور فساده واستبداده. لقد وضعت امريكا الطعم التونسCCي والمصCCري الطيب لنCCا واسCCتدرجتنا لتحركCCات صارت عمليات قتل جماعي تقوم به االنظمة والمعارضCCات ولم نكن نفكCCر ان من يقوم به سوى الكيان الصهيوني! االن نحن العCCرب نلتهم اللغم العلقم والمسCCمم في اليمن وسCCوريا وليبيCCCا في حين ان الطعم التونسCCCي والمصCCري لم يشCCCكل لشعبنا في تونس ومصر حال بل ادخل القطرين في نفق اكثر ظالما من نفCCق بن

علي ومبارك!-6-

عين عوراء واخرى ترى وثمة ظاهرة ال يمكن تجاوز معناها اال اذا اراد من يفعل ذلCCك عين تنظر وال ترى :

طمر الحقيقة وتضليل الناس، وهي ظاهرة جسدها سؤال تكرر طرحه منCCذ شCCهر لم تدعم امريكCCا تظCCاهرات اليمن وسCCوريا ودعمت شباط – فبراير الماضي وهو :

تظاهرات تونس ومصر والبحCرين وال تCدعم تظCCاهرات شCعبية كCCبرى في العCCراق وتتCCCوفر كCCCل وشCCCروط نجاحهCCCا في اسCCCقاط النظCCCام25/2/2001انطلقت في

الديكتاتوري والطائفي االشد فسادا في العالم ومرتكب االبCCادات الجماعيCCة وهCCو ان الغضب الشCCعبي في العCCراق اقCCوى بمراحCCل نوعيCCا النظام الحالي في بغداد؟

وكميا من الغضب في االقطار العربية االخرى بCCدون ادنى شCCك الن العCCراق تحت ظل احتالل فاشي امريكي- ايراني ال يوجد مثيCCل لقسCCوته وجرائمCCه، والشCCعب ال يواجه الفساد والديكتاتورية واالحتالل فقط بل هو يواجه عمليات القتل الجماعي على يد فرق موت متخصصة، امريكية وايرانية وكويتية واسCرائيلية، ويسCرق مCال

[28]

Page 29: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

% من مCCوارد80الشعب علنCCا ورسCCميا، ومن اشCCكاله االسCCتفزازية مثال تخصCCيص النفط كرواتب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبطانتهما وهي سرقة ال يوجCCد مثيل لها في كCCل االرض، ويوجCد عشCCرات االالف في السCCجون العلنيCCة والسCCرية

30والتي يمارس فيها اسوأ انواع التعCCذيب والقهCCر، ويتعCCرض للتعCCذيب القاسCCي مليCCون عCCراقي كCCل لحظCCة منCCذ ثمCCان سCCنوات نتيجCCة قطCCع الكهربCCاء والخCCدمات االساسCCية وغيCCاب االمن واالمCCان، وهي ظCCروف ال توجCCد في اي قطCCر عCCربي

أليست تلك الحقائق المعروفة سCببا اكCثر من كCاف لCدعم امريكCا النتفاضCة اخر، عراقية تتوفر كل شروطها االساسية وحتى الثانويCCة اذا كCCانت حقCCا تريCCد تحقيCCق

الديمقراطية وانهاء الظلم والفساد؟ 

من المعCCروف ان االحتالل االمCCريكي في العCCراق، وهCCو يCCدعم الفيلم التفCCاعلي الرهيب )ربيع العرب( بكل قوته وطاقاته االعالمية والمخابراتية، وقف ضد تحCCول التظاهرات الى انتفاضة شعبية تتوفر كل شروطها لتكCCون هي االنتفاضCCة االشCCد قCCوة واالعظم اثCCرا في الCCوطن العCCربي والعCCالم، النهCCا تتعلCCق بهزيمCCة امريكCCا، وشCCجعت امريكCCا حكومCCة المCCالكي على اسCCتخدام القCCوة المفرطCCة لتفريCCق المتظاهرين وقتلهم واعتقCالهم بCل ان القCوات االمريكيCة شCاركت مباشCرة في قمع ومنCCع التظCCاهرات من الوصCCول الى المنطقCCة الخضCCراء لمنCCع الجمCCاهير من اقتحامها واقامت جدار بشريا من قواتها الخاصة ومن دباباتها ودروعها بعد جسCCر

فمCCا السCCبب الCCذي جعCCل امريكCCا تCCدعم الجمهوية في جانب الكرخ لتحقيCCق ذلCCك! تظاهرات وانتفاضة في اقطار عربية وتمنعها في العراق بCCاطالق الرصCCاص على

المتظاهرين؟ ان السبب الرئيس في الرفض االمريكي القاطع والحاسم دعم انتفاضCCة عراقيCCة ممكنة جدا هو انها لن تكون اال انتفاضة وطنية تحررية وديمقراطية في ان واحCCد وليس انتفاضة ديمقراطية فقط معزولCCة عن االطCCار الوطCCني التحCCرري كمCCا هCCو حال بقية االقطار، فهي وطنية تحررية النهCCا ضCCد االحتالل االمCCريكي وااليCCراني، وهي ديمقراطية النها تسعى القامCCة حكم الشCCعب وانهCCاء الديكتاتوريCCة والفسCCاد واالسCCتبداد المتطCCرف. وهCCذا الهCCدف المCCزدوج، الديمقراطيCCة وتحريCCر العCCراق، يتناقض جذريا مع خطة امريكا االساسية القائمCCة، عمCCدا وتخطيطCCا، على الفصCCل المتعمد بين الديمقراطية والتحرر الوطني، كما رأينا في انتفاضCCة تCCونس ومصCCر الديمقراطية االهداف فقط، والحرب االهلية في ليبيا، واعمال العنCCف المتطCCرف في البحرين واليمن وسوريا، والذي اوصل هذه االقطار الثالثة الى بوابCCة الحCCرب االهلية على الطريقة الليبية. لذلك فان الخطر االكبر الذي يواجه امريكCCا هCCو انCCه اذا نجحت انتفاضة عراقية في تحقيق الهدف المزدوج فCان ذلCك يCؤدي الى طCرد امريكا من العراق، فهل تقف امريكا ضد مصالحها االسCCتعمارية من اجCCل العيCCون

السود الوسيعة للديمقراطية؟ الجواب هو كال طبعا فامريكا واي دولة استعمارية تتحدد مواقفها من اي حCCدث او ظCCاهرة في ضCCوء خدمCCة او عCCدم خدمCCة اهCCدافها االسCCتعمارية، لCCذلك تقCCف ضCCد التظCاهرات في العCراق وتمنCع توسCعها بCالقوة وبالتضCامن مCع المCالكي وفCرق الموت وتحاول جعCCل التظCCاهرات مقتصCCرة على مطCCاليب ديمقراطيCCة واصCCالحية ضمن حالة االحتالل والفساد. وهنا تظهر قيمة وخطورة ومعنى الفصل القسCCري بين مطلب الديمقراطيCCة ومطلب التحCCرر في التظCCاهرات العربيCCة، كمCCا تكشCCف حقيقCCة التظCCاهرات العربيCCة واهCCدافها الفعليCCة، والCCتي تسCCخر لحمايCCة النفCCوذ

[29]

Page 30: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االمريكي بتخفيف او امتصاص الغضب الشعبي عبر تغيCCير وجCCوه االنظمCCة فقCCط، الن امريكCCا كدولCCة اسCCتعمارية وامبرياليCCة ال يمكنهCCا ان تCCدعم انتفاضCCة وطنيCCة حقيقية وليس من مصلحتها وقوع ثورة شعبية حقيقية، ومن ثم فان التظCCاهرات واالنتفاضة لم تصمم وتعCCد اللحCCاق الضCCرر بامريكCCا على االطالق وهCCذه الحقيقCCة تفسر سبب غياب الشعارات الرافضة المريكا، التي كانت ومCCازالت الCCداعم االهم لالنظمCة الفاسCدة والمسCتبدة، وغزوهCا للعCراق ودعمهCا للكيCان الصCهيوني في

مظاهرات تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين. هل تغCCيرت وعند هذا المفصل، يفرض المنطق السليم طرح السؤال التالي : هنا،

المعCCايير المتفCCق عليهCCا تقليCCديا بين كCCل القCCوى الوطنيCCة العربيCCة وتحكمت في مواقفها وتحليالتها وفهمهCا لالمCور لعCدة عقCود منCذ بCدء حركCة التحCرر العربيCة نضالها واخذت كتCCل وشخصCCيات وطنيCCة تتخلى عن اشCCتراط وجCCود طCCابع وطCCني

تحرري الي انتفاضة وعدم حصر النضال بالمطلب الديمقراطي فقط؟ 

لم ترفض ويكمل سياق الفهم الصحيح لما يجري بطرح سؤال مهم اخر وهو : –7 امريكا ان تدعم بجدية انتفاضة شعبية كبرى في ايران تتوفر اغلب شروطها منCCذ ظهرت نتائج االنتخابات االيرانية المزيفة واكتفت بدعم شCCكلي ونفCCاقي وخجCCول النتفاضCCة الشCCعب ضCCد اكCCثر النظم ظالميCCة واسCCتبدادا ورجعيCCة وعدوانيCCة على

بCCل ان احCCد االسCCئلة المثCCيرة في ايCCران الجيران وهو نظCCام الماللي في ايCCران؟ لم تتعمCد امريكCا بصCورة رسCمية العمCل على عCزل المعارضCة االيرانيCة او هCو :

اضعافها داخليا باالعالن بصوت عال انها تدعم المعارضة ضCCد النظCCام مCCع الغيCCاب الفعلي للCCدعم ورغم ان هCCذا االعالن يخCدم النظCCام مباشCرة ويضCعف المعارضCCة بقCCوة باسCCتغالل النظCCام االيCCراني لCCذلك في تصCCفية المعارضCCة بعنCCف ال مثيCCل لوحشيته وفي تحشيد النCCاس ضCCد المعارضCCة بتهمCة انهCCا مدعومCة من الشCCيطان

االكبر؟ ليس ثمة شك في ان امكانيات احداث انتفاضة كبرى في ايران متوفرة جCCدا ليس ضCCمن القوميCCة الفارسCCية فقCCط بCCل انهCCا متCCوفرة ايضCCا في صCCفوف القوميCCات االخرى المضطهدة في ايران، فلقد وصلت اوضاع ايران الى مرحلة لم تعCCد فيهCCا الجماهير الفارسية الفقيرة تقبل بمواصلة الرضوخ لنظام ديكتCCاتوري هCCو االشCCد قسوة واستبدادا من جميع نظم المنطقة، وهو فاسد الن الماللي الحكCCام تحولCCوا الى اغنى اغنياء ايران بينما زاد فقر الشعب، كما ان القوميات االخرى في ايران

% من عدد سكان ايران وتخضع الضطهاد واستغالل من55والتي تشكل اكثر من يدعي انه يمثل القومية الفارسية التي تشCCكل اقليCCة، لم تعCCد تتحمCCل المزيCCد من االضطهاد والتمييز العرقي والعنصري والطائفي ونهب ثرواتها، ولذلك فان بيئCCة ايران مركبة وتسند ثورة شCCعبية قويCCة، فهي بيئCCة االضCCطهاد العنصCCري والCCديني والطCCائفي وبيئCCة الفسCCاد والديكتاتوريCCة المطلقCCة لواليCCة الفقيCCه، والCCتي تجعCCل النظCCام االيCCراني هCCو النظCCام االكCCثر اسCCتبدادا ومن بين اشCCد النظم فسCCادا في

المعاصر، وهكذا فCCان االنتفاضCCة االيرانيCCة الممكنCCة مزدوجCCة الطCCابع فهي عالمنا ديمقراطيCCة وتحرريCCة بنفس الCCوقت، ومCCع ذلCCك لم تسCCتغل امريكCCا هCCذه البيئCCة

السقاط النظام! هل المريكا مصلحة في بقاء نظCCام ديكتCCاتوري ودمCCوي ليس لCCه مثيCCل في لماذا؟

عصCCرنا بعنفCCه وقسCCوته واسCCتبداده وعنصCCريته ونزعتCCه التوسCCعية على حسCCاب نعم المريكا مصلحة اساسية في بقاء النظام في ايCCران وعCCدم زوالCCه، الن الغير؟

[30]

Page 31: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المشكلة بين امريكا وايCCران هي مشCCكلة لصCCوص اختلفCCوا حCCول تقاسCCم الغنيمCCة وهي العراق واقطار الخليج العربي، باالضافة لتجاوز اللص الصCCغير وهCCو النظCCام في ايران الحدود التي وضعها اللص الكبير وهو امريكا ورغبة الصغير في التجاوز عليها. لذلك ما ان يتمسك النظام بتلك الحدود او يقCوم تيCار من النظCام بCالعودة لقبول تلك الحدود فان العالقة مع ايران ستكون ممتازة ومتمCCيزة وسCCوف يتعCCزز التالقي الستراتيجي الكبCCير بين امريكCCا وايCران والCذي كCCان االطCار الCذي تم من خالله غزو العراق وافغانستان، خصوصا وان ايران تعد عضوا اساسيا في النظCCام

الشرق اوسطي الجديد مثل تركيا. وهذه حقيقة وليست دعاية بدليل ان كل ستراتيجيات امريكا منCCذ وصCCول خميCCني للسCCلطة وحCCتى االن ومنهCCا )سياسCCة االحتCCواء المCCزدوج( و)سياسCCة االحتCCواء التمييزي( و )سياسة محور الشر(...الخ تقوم بوضCCوح تCCام وبصCCورة رسCCمية على موقف ثابت لم يتغير ابدا وهCCو ان المطلCCوب من ايCCران ان تغCCير بعض سياسCCاتها لكي تعود ل )االسرة الدولية( ولم تتبنى امريكا هدف اسقاط النظCCام ابCCدا بعكس العCراق الCذي كCان اسCقاط نظامCه موقفCا ثابتCا لم يتغCير حCتى اسCقاط النظCام

كيف يخدم نظام الماللي في طهCCران الوطني بغزو العراق. وربما يسأل البعض :المصالح االساسية المريكا والكيان الصهيوني؟

ان ما يجعل امريكا والكيان الصهيوني يCCدعمان نظCCام الماللي ويعCCدان بقCCاءه في الحكم مصلحة امريكية –اسرائيلية هو وظيفة النظام االيراني الحCCالي المتخصCCص والمتميز بقدرة عالية وفريدة في نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي، ولكي تتضح اهمية ذلك التخصص واالقتCCدار االيرانCCيين في مجCCال نشCCر الفتن الطائفيCCة البد من التذكير بحقيقة تاريخية بارزة وهي ان بريطانيا وفرنسا فشلتا في بدايCCة القCCرن العشCCرين في زرع الفتن الطائفيCCة او نشCCرها، وفشCCلت امريكCCا والكيCCان الصهيوني ايضا بعدهما رغم صرف ماليين الدوالرات من اجل ذلCCك، وفشCCل شCCاه ايران ايضا في نشرها النه كان يتبنى سياسة قوميCCة فارسCCية صCCريحة، ولم ينجح في اثارة وتفجير الفتن الطائفية اال خميني الذي اعتمCCر عمامCCة )المسCCلم الثCCائر ضد الشيطان االكبر( واندس في صفوف المسلمين وشرع بنشر الفتن الطائفيCCة متسلحا بسمعته ك)محارب( المريكا واسرائيل رغم انه لم يطلCCق رصاصCCة واحCCدة

عليهما كما عرف العالم. فقط حينما جاء خميني وتسلح بغطاء معاداة امريكا انشأ احزابCCا طائفيCCة صCCريحة بهويتهCCا الطائفيCCة الول مCCرة في الCCوطن العCCربي والمنطقCCة، فخميCCني وايرانCCه وتالميذه يتحدثون صراحة عن )هوية شيعية( اليران والدسCCتور االيCCراني ثبت ذلCCك رسميا، والول مCCرة تتحCCدث ايCCران وتوابعهCCا العCCرب عن )مظلوميCCة الشCCيعة( وان )الظالمين هم السنة العCCرب(، والول مCCرة تختلCCط االفكCCار وتعلي ايCCران االنتمCCاء الطائفي لدى بعض العرب ليتغلب على االنتمCCاء الوطCCني والقCCومي ويصCCبح ذلCCك محركا لنزعات ثأر مفتعل خلقته الدعاية االيرانية بين العرب، فظهر كره طCCائفي عميق وانتشرت ظCCاهرة الحقCCد واالسCCتعداد للقتCCل على اسCCس طائفيCCة! وحينمCCا حصل غزو العراق لعبت الطائفية الCCدور االهم في تسCCهيل غCCزو العCCراق ودمCCاره وابادة مليوني عراقي وتشCCريد سCCبعة ماليين عCCراقي من بيCCوتهم ووطنهم بقCCوة القتل الطائفي الCذي زرعCه خميCني وهكCذا انقسCCمت االمCة العربيCة هCذه المCرة

طائفيا اضافة لالنقسامات السابقة التي خلقتها سايكس بيكو! ووصلت طائفية النظام االيراني حدا لم يسبقه فيCCه احCCد، لدرجCCة ان زعيم حCCزب الله في لبنان حسن نصر الله مسجل رسميا لدى الحكومة اللبنانية على انه وكيل

[31]

Page 32: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المرشد االعلى اليران علي خامنئي في لبنان، مع كCCل مCCا يعنيCCه ذلCCك من تجCCاوز على االنتماء الوطني اللبنCCاني والهويCCة العربيCCة بحكم ان الوكيCCل والتCCابع لواليCCة الفقيه عليه الطاعة العمياء لمرجعه االعلى، وليس لوطنه وامته وهويته القومية،ر وعزل وقتل! وتبعية حزب الله المطلقة اليران وليس للبنCCان نراهCCا في واال كف| بقية االحCCزاب الطائفيCCة الCCتي انشCCاتها المخCCابرات االيرانيCCة في معظم االقطCCار العربية، وشرعت بزرع الكراهية بين المسلمين حتى وصCCل االمCCر عمليCCا وواقعيCCا العتبار ايCCران الماللي ان محاربCCة المسCCلمين االخCCرين اهم ومقCCدم على محاربCCة امريكا واسرائيل، وهذا ما رايناه عمليCCا في بCCدء خميCCني حروبCCه بمحاربCCة العCCراق

ورفعه شعار اسقاط االنظمة العربية وليس محاربة امريكا واسرائيل! وهنا نرى السبب الرئيس في دعم امريكا واسرائيل اليران خميني واتباعه : فبما ان الهدف المركزي والرئيس في الستراتيجية االسرائيلية الثابتة والمعروفCCة هCCو تقسCCيم االقطCCار العربيCCة على اسCCس طائفيCCة وعرقيCCة، كمCCا قCCال عوديCCد ينCCون وشارون ومناحيم بيجن واشكول وبن غوريون وبرنارد لويس وغيرهم، فCCان دعم ايران التي نجحت في نشر الفتن الطائفية في االقطCCار العربيCCة بصCCورة ممتCCازة يشكل مصلحة اسرائيلية اساسية، وترجمCCة امريكCCا واسCCرائيل لهCCذا الCCدعم كCCانت واضحة ورسمية فلم تكن صدفة وال موقفا غريبا ان يكون اول الداعمين لخميCCني في حربه ضد العراق هما امريكا واسرائيل، وما فضCCيحة ايCCرانجيت، الCCتي قCCدمت بها امريكا والكيان الصهيوني االسلحة والمعلومات االستخبارية عن العراق اليران اثنCCاء شCCنها للحCCرب على العCCراق، اال راس الجليCCد الطCCافي في عالقCCة التعCCاون استراتيجي – وليس التكCCتيكي – بين ايCCران وامريكCCا واسCCرائيل الواسCCع النطCCاق، والذي وصل حد عدم تدمير المشCCروع النCCووي االيCCراني رغم ان ذلCCك كCCان ممكنCCا جCCدا، والسCCماح اليCCران بشCCراء علمCCاء واسCCلحة بكميCCات هائلCCة من دول االتحCCاد السوفيتي السابق واوربا الشرقية فتحولت ايران الى قوة عسكرية تغريها قوتها بالتوسع والعCدوان على جيرانهCا العCرب، وسCاعد على زيCادة التوسCعية االيرانيCة

التدمير المنظم للعراق والذي كان سدا يمنع ايران من التوسع والعدوان. 

علينا ان نتCCذكر، في كCCل لحظCCة وكCCل ظCCرف، بCCان البنCCد االول في خطCCة امريكCCا والصهيونية هو تقسCCيم االقطCCار العربيCCة – وليس تقسCCيم ايCCران او تركيCCا - على اسس طائفية وعنصرية، وهذا الموقف الستراتيجي هو الCCذي يجعCCل امريكCCا تCCرى ان ايران تقوم بدور اساس يخدمها مباشرة وهCCو دور فشCCلت امريكCCا في القيCCام به، وكان للدور االيراني الرئيس والحاسم في مساعدة امريكCCا على غCCزو العCCراق ونجاح الغزو واقامة الحكومة العميلة في العراق اثر كبير في تعزيCCز موقCCف دعم ايران من قبل امريكا واسرائيل، ولCCذلك ليس من مصCCلحة امريكCCا اسCCقاط نظCCام الماللي ورفضت امريكا دعم االنتفاضة االيرانية التي قامت بعد االنتخابات بجديCCة وقوة واساءت اليها بادعاء انها تدعمها رغم انها لم تدعمها في الواقع، مع انها – امريكCCا - كCCانت تسCCتطيع اسCCقاط النظCCام الظالمي والفاشCCي لCCو اردات واكتفت ببعض الدعم االعالمي الضعيف لالنتفاضCCة، بعكس االسCCتنفار االمCCريكي الشCCامل، خصوصا اعالميا وسياسيا، لدعم عملية نشCCر الفوضCCى في االقطCCار العربيCCة تحت

.تسمية مضللة هي )ربيع العرب( وجعلها الموضوع االول في اهتمامات امريكا ما مغزى رفض امريكCCا دعم انتفاضCCة ايرانيCCة؟ ان المغCCزى العميCCق لهCCذا الCCرفض االمCCريكي يتضCCح بتCCذكر ان امريكCCا ال تريCCد تحريCCر الشCCعب العCCربي من انظمتCCه الديكتاتورية وفسادها بل همها واهتمامها يتركزان على تقسيم االقطCCار العربيCCة

[32]

Page 33: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بنشر الفتن الطائفيCCة فيهCCا وغيرهCCا من الفتن المCCدمرة والCCتي صCCممتها لتكCCون مستمرة وال تتوقCCف بعCCد اسCCقاط النظم. امريكCCا بهCCذا السCCلوك تبCCدو عCCوراء في العراق وايران فال ترى ما يجري ولكنها ترى بعين )زرقCCاء اليمامCCة( اوضCCاع اليمن وسوريا ومصر وتونس والبحرين وليبيا...الخ، اال ينطوي هذا الموقCCف على معCCان

خطيرة؟الجزء السابع-

 تزامن احداث خطيرة

ان اشعال نيران احداث دراميCCة ودمويCCة في االقطCCار : توقيت تفجير االحداث –8 العربية وتركيز االعالم عليها وصنع ابطال جCCدد تلفازيCCا تحت تسCCمية تشCCكل بحCCد ذاتها استفزازا لكل عربي كان ومازال ضحية المريكا وجرائمها وهي )ثورة شباب الفيس بوك(!!! ينطوي على هدف محوري غير منظور للبعض وهو زيادة التعCCتيم على الحدث االعظم في المنطقة منذ ثمانية اعوام وهو تطور الوضع في العCCراق المحتل خصوصا دور المقاومCCة العراقيCCة المسCCلحة للغCCزو االمCCريكي، فقCCد كCCانت المقاومة العراقية حتى تفجر انتفاضة الشعب التونسي هي القوة المركزية التي تستقطب احترام ودعم الشعب العربي النها تCCولت مواجهCCة امريكCCا العCCدو االشCCد خطرا لالمة العربية، كما نCCرى ذلCCك في العCCراق وفلسCCطين، وكCCانت امCCل العCCرب االول والرئيس الموجود والمحسوس والمتمتع بقوة عظيمة من بركاتها ونتائجها تمريغ انف امريكا في وحل الفشCCل والهزيمCCة، رغم ان االعالم العCCربي المرتبCCط بامريكا والكيان الصهيوني كقناة الجزيرة كان يمارس اقذر خطCCة تعCCتيم وتشCCويه

للمقاومة العراقية ودورها وطبيعتها. لقد شهد الوطن العربي ربيCع العCرب االكCبر الحقيقي والعملي، وليس المصCنوع في هCCولي وود والCCذي بشCCرت بCCه هيالري، وشCCم الشCCعب العCCربي نسCCيم النصCCر والقCCوة والعبقريCCة العربيCCة من )بسCCاتين( الفلوجCCة والبصCCرة والموصCCل وديCCالى وبغداد وبابل الثائرة...الخ منذ نجحت المقاومة العراقية في تحوبCCل غCCزو العCCراق الى )اكبر كارثة ستراتيجية( تواجهها امريكا في تاريخهCCا كمCCا قCCال قائCCد القCCوات

النها ليسCCت فقCCط هزيمCCة عسCCكرية مCCرغت2006االمريكية في العراق في عام انف امريكا في وحول العجز عن قهر المقاومة المسلحة بل هي ايضا، وهCCذا هCCو االهم، عملية اسCCتنزاف مCCادي ونفسCCي المريكCCا اوصCCلها لحافCCة االنهيCCار الكامCCل بتفجر االزمة المالية، لذلك فCCان العCCربي في كCCل مكCCان شCCعر بCCالفخر واالعCCتزاز بCالنفس الن المقاومCة العراقيCCة قCد اسCتأنفت الطريCق الCذي حفرتCه المقاومCة الفلسطينية، التي اغتيلت من قبل امريكا والكيان الصهيوني وبمساعدة مباشCCرة وكاملCCة من النظم العربيCCة فحوصCCرت وقCCزمت تلCCك المقاومCCة ولم تعCCد تشCCكل الظاهرة الرئيسة في الCوطن العCCربي، فجCاء انطالق المقاومCة العراقيCCة بقوتهCCا وزخمها الضخمين ليعيد للعرب ربيعهم والشCCعور بCCالقوة واالمCCل ويكمCCل مشCCوار

المقاومة العربية في فلسطين. فماذا فعلت امريكا للتعتيم على المقاومة العراقيCة ومنCع معرفCة مCا تحققCه من انتصارات عليها العادة الناس الى حالة اليأس من تحقيCCق التحCCرر؟ ولمCCاذا وقتت تفجير احداث الCCوطن العCCربي مCCع اقCCتراب مCCا سCCمي ب )االنسCCحاب من العCCراق(

بCCدأت امريكCCا2006في عCCام  والذي كان مفترضCCا ان يتم في نهايCCة هCCذا العCCام؟ بتنفيذ خطة اضCعاف المقاومCة العراقيCة عCبر تأسCيس الصCحوات وكسCCب شCيوخ عشائر بالمال، ودفع القاعدة العالن انشاء )امارة اسCCالمية( في العCCراق واكمCCال

[33]

Page 34: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ايران لما قامت به المخابرات االمريكية باصدارها االوامر لمقتCCدى الصCCدر للقيCCام بعمل طائفي خطير وهو استغالل تفجير مرقد سامراء لشCCن هجCCوم دمCCوي بشCCع جدا على اهل بغداد الشعال فتنة طائفية وتحويCCل بغCCداد من عاصCCمة تتشCCكل من كل مواطني العراق الى مدينة من لون طائفي واحCCد او مسCCيطر كليCCا، وبالفعCCل فان هCذه االحCداث اربكت الشCCارع العCراقي وادت الى اكCبر عمليCة تهجCير منظم

الهل بغداد االصليين واسكان االف العوائل من خارج بغداد. لكن المقاومCCة تجCCاوزت هCCذه االعمCCال التأمريCCة المشCCتركة االمريكيCCة االيرانيCCة واعCادت تنظيم صCCفوفها وشCنت هجومهCCا المضCاد مسCCتعيدة زمCام المبCCادرة في العراق واضCCعة امريكCCا امCCام مCCأزق خطCCير تمثCCل في عجزهCCا عن مواصCCلة احتالل العراق بنفس الطريقCCة القديمCCة، نتيجCCة تفجCCر اخطCCر ازمCCة داخليCCة وهي االزمCCة المالية االمريكية التي نقلت امريكا من حالة مواصلة التوسCع الخCارجي الى حالCة تهديد وحدتها الداخلية، ويكفي هنا ان نذك|ر مرة اخرى بان الدين العCCام االمCCريكي

يبلCCغ اكCCثر بقليCCل من اربعCCة تريليCCون دوالر2003كان قبل غزو العراق في عCCام الى حCوالي عشCرة تريليCون دوالر اي اصCبح اكCثر من2008ولكنه قفز في عCام

الضعف وكان اهم سبب لذلك هو االسCCتنزاف في العCCراق اثنCCاء مواجهCCة هجمCCات 14 اصبح الدين العCام االمCريكي حCوالي 2011المقاومة العراقية، واالن في عام

/12تريليون دوالر االمر الCCذي جعCCل الكCCونغرس االمCCريكي يCCوم يCCرفض7/2011 زيادة سCCقف الCCدين العCCام من اجCCل طبCCع مليCCارات الCCدوالرات لمواجهCCة التفCCاقم الخطير لالزمة االمريكية، ووضع االدارة االمريكية امام خيارين احالهمCا مCر وهمCا زيادة الضرائب لتقليص الدين، وهو قCCرار سCCيزيد من غضCCب النCCاس على االدارة، وخفض االنفاق الحكومي بالغاء فقرات من الميزانية االمريكيCCة تحCCرم النCCاس من

خدمات كثيرة وتلك هي ابرز مظاهر ازمة امريكا البنيوية االن. الجCواب كCان من كيف تواجه امريكCا كارثCة تزايCد احتمCال انهيارهCا من الCداخل؟

الضروري زيادة حدة الصراع االقليمي بين ايران ودول عربية وايران الجCCل زيCCادة تصدير السالح وما يتعلق بCCه لCCدول المنطقCCة، وتصCCعيد ظCCاهرة القتCCل العشCCوائي للعراقCCيين وتCCأزيم الوضCCع السياسCCي داخCCل المشCCاركين في الحكم خصوصCCا بين

التي نفذها مقتدى الصدر2006المالكي واياد عالوي، ومحاولة تكرار جريمة عام واكمCCال ذلCCك بCCدفع امريكCCا التباعهCCا من الطCCائفيين السCCنة لالعالن عن رغبتهم بتأسيس اقليم فدرالي سني في غرب العراق، وبنفس الوقت زيCCادة التCCأمر على وحدة القوى الوطنية والتعتيم على عمليات المقاومة وااليحاء بانها لم تعد تقCCوم بعمليات مسلحة اال نادرا مCCع ان الفصCCائل االساسCCية في المقاومCCة تصCCدر يوميCCا

2006تقريبا بيانات مصورة عن عملياتها العسكرية. او تCرويج نفس اكCاذيب عCام والتي قالت بان المقاومة العراقية تحولت الى صراع طائفي! واخيرا وليس اخرا فقد استخدمت امريكا كل احتياطياتهCCا لمنCCع توحCCد المقاومCCة العراقيCCة والتنكيCCل بكل فصائلها المقاتلة. وهذه الخطة كانت مصممة الرباك الشارع العراقي واقناع الشCCارع العCCربي بCCان االمCCل في التحCCرر من امريكCCا والصCCهيونية اغتيCCل مجCCددا بالسيطرة على العراق، تمهيدا لسحب عCCدد من القCCوات مCCع ابقCCاء قCCوات النخبCCة واستخدام القوات االمريكية في الكويت وتركيا وقطر لمواجهة اي تهديد لهCCا في

العراق اذا قررت المقاومة السيطرة على بغداد. والكمال خطة عCCزل المقاومCCة العراقيCCة وتحويCCل االنظCCار عن السCCاحة الرئيسCCية للصراع الستراتيجي التي تخوض فيها امريكا حربا كاملة االركان وخطيرة النتCCائج على امريكا والعالم فان تبديد دعم الشعب العربي للمقاومة العراقيCCة ومأل فCCراغ

[34]

Page 35: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الزعامة المزيف في الشارع العربي كان ضرورة تفرض نفسCCها، وكCCان المخطCCط االمCCريكي يتضCCمن تصCCنيع صCCورة ايجابيCCة لعناصCCر جديCCدة وشCCابة لتحتCCل الفCCراغ المزيCCف في الشCCارع العCCربي وتطCCرح اراء وتلCCتزم بمواقCCف تتصCCادم مCCع نهج المقاومة وثقافتها القائمة على اعتبار المقاومة المسCCلحة هي الطريCCق الCCرئيس لتحريCCر االمCCة واراضCCيها وثرواتهCCا واعتبCCار امريكCCا هي العCCدو الCCرئيس في هCCذه المرحلة بينما شباب الفيس بوك يتماهون مع امريكا النها هي من اعCCدتهم فكريCCا ونفسيا وسياسيا، وهكذا تظهر فئCCة لهCCا شCCعبية لكنهCCا تCCدافع عن امريكCCا او على االقCCل ال تتخCCذ موقفCCا رافضCCا لهCCا، فيحصCCل تنCCاقض بين هCCؤالء الشCCباب وبين

المقاومة وثقافتها. وقوة وذكاء هذه الخطة تكمن في انهCCا اسCCتغلت اعظم ظلم تعCCاني منCCه جمCCاهير الشعب العربي بسبب فساد واستبداد االنظمة لذلك فان من يعاونها على اسقاط االنظمة – وهو هنا امريكا - سيجد من يتعاون معه من ابناء الشCCعب دون التوقCCف عند تاريخCCه وواقعCCه، فيكسCCر تCCابو عCCزل امريكCCا ومواصCCلة الضCCغط عليهCCا بكافCCة

الطرق. وكCCانت عمليCCة تفجCCير التظCCاهرات هي العمCCل المطلCCوب الكمCCال الطCCوق على المقاومCCة العراقيCCة. واالهم هCCو حCCرص امريكCCا على تصCCنيع تنCCاقض قCCوي بين المقاومة العراقية والقوى الوطنية كافة، من جهة، ومن خرجوا السقاط االنظمة العربية نتيجة بروز تناقض في فهم وتفسير ما يجري، من جهة ثانية، على اساس ان المقاومة العراقية والقوى الوطنية العراقية تعCCرف وبحكم تجربتهCCا التاريخيCCة انه من المستحيل قيام ثورة حقيقية وتغيير حقيقي لصالح االمة والشCCعب اذا تم بدعم امريكي الن امريكا بطبعها وتكوينها دولة امبريالية معادية لالمة العربية في فلسطين وتحتل العراق االن وتنكل بشعبه باسوأ صورة، وليست دولة تحرر تدعم

القوى الرافضة للظلم، فكيف تدعم ثورات حقيقية؟ ان تزامن او تقارب توقيتات االحCداث المتصCاعدة في العCراق مCع احCداث تCونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا هو في ان واحد محاولة للتعتيم على العراق واحداثه وتسهيل امرار صفقة بقاء القوات االمريكية في العراق والتمديد لها بحجCCة ليس اضطراب الوضع في العراق فقط بل ايضا الهيجCCان الشCCامل في المنطقCCة كلهCCا وتاثير ذلك على العراق العاجز عن حماية نفسه، كما تقول امريكا االن، من جهة، واعداد البيئة النفسية للقيام بتصنيع قيادات جديدة بديلة للشارع العربي، مرتبكCCة فكريا وسياسيا، النها ال تملCCك خCبرات سياسCية وامكانيCCات السCCيطرة على الحكم حتى لCو امتلكت قCدرات كفاحيCة ضCخمة تسCCتطيع اسCقاط االنظمCة الCتي تتخلى امريكا عن حمايتها، فافتقار الشCCباب للقيCCادة الكارزميCCة المعروفCCة وتناقضCCاتهم الفكرية والسياسية وعدم وجود تنظيم شعبي، والذي يعد الضامن االسCCاس لمنCCع افالت قيادة االنتفاضة او الثورة من يد الشباب، كل ذلCCك يجعCCل دور الشCCباب في االنتفاضة فعاال وضخما لكنه يتنهي حالما يسقط النظCCام وتطCCرح مسCCالة من هCCو البديل في الحكم فتتقدم القوى التي تعتمد عليها امريكا وتحتل مكان الCCديكتاتور الذي اسقط وتتولى المبادرة والحكم، وهCCذا مCCانراه االن في مصCCر – وكCCذلك في

الى حد ان المجلس العسكري12/7تونس - من ازمة تتفاقم بسرعة ووصلت يوم المصري االعلى اصدر بيانا هدد فيه الشباب في ميدان التحريCCر بقCCوة وبال تمويCCه ورد الشباب برفع مطلب اسقاط الطنطاوي بعد ان اعتبر وطنيا وداعما للشCCباب،

من جهة ثانية.

[35]

Page 36: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان علينا ان نقف االن وقفCCة شCCجاعة ومسCCؤولة ونطCCرح االسCCئلة التاليCCة ونجيب مCCا هي طبيعCCة عليها بصراحة من يتحمل مسؤولية تاريخية عن نتCCائج مCCا يجCCري :

وهCل حققت االنتفاضCة في تCونس ومصCر االهCداف ماجرى ويجري في الواقCع؟ الحقيقية لها؟ هل ما يجري في ليبيا واليمن سوريا والبحرين تطورات تخدم امتنا العربية وتحقق االهداف الوطنية والقومية المنشودة؟ ام انه كارثة دخول االقطار العربية مرحلة الحرب االهلية تحت غطاء مموه هCو اسCقاط انظمCة فاسCدة بينمCا الحقيقة هي انه عمل تشجعه وتدعمه امريكا مباشرة ورسميا وبال لCCف او دوران؟ وهل الحرب االهلية من اجل اسقاط االنظمة هي خيارنا ام خيار امريكCCا والكيCCان

الصهيوني؟ ومن يدفع الى خيار الحرب االهلية؟ 

لم يعد ثمة شCCك في ان انتفاضCCة مصCCر العظمى والCCتي : - أغتيال مشروع ثورة9 تفوقت على الثورة الفرنسية والثورة الروسية من زاوية دور الجماهير فيها، قCCد تم السطو عليها ونهبها من الشباب الوطني الذي اشعلها وهCCو مCCا كCCان مخططCCا وبالتفاصيل قبل االنتفاضة المصرية من قبل المخابرات االمريكية وهذا مCCا قلنCCاه بالضبط وبالدقCCة اثنCCاء اشCCتعال االنتفاضCCة وبال اي اوهCCام او خCCداع للCCذات، فلقCCد جاءت احداث الشهور الستة الماضية لتقدم لنا ادلCCة قاطعCCة على صCCحة مCCا قلنCCاه

وفيما يلي اهم المؤشرات واالدلCCة وتعرضت اوهام حصول ثورة للتبدد المأساوي،الحاسمة على تلك الحقيقة :

تم التخلض من ديناسCCور مكCCروه ومعCCزول شCCعبيا لفسCCاده ودكتاتوريتCCه وهCCو أ- وتحقق هدف اولي للشعب ولكنه ليس الهدف النهائي الن اسقاط ،حسني مبارك

النظام ليس غاية بحد ذاتهCCا بCCل هCCو خطCCوة على طريCCق طويCCل، والهCCدف البعيCCد يبقى التخلص من النظام برمتCCه واقامCCة نظCCام وطCCني سCCليم وديمقCCراطي، امCCا النظام، وبقرار امCCريكي مباشCCر تمثCCل في ممارسCCة ضCCغط رسCCمي وشCCديد على مبارك للرحيل وعلى قيCCادة الجيش لتCCولي المسCCؤولية، فانCCه اراد تحميCCل مبCCارك وبعض اركCCان نظامCCه مسCCؤولية الفسCCاد واالسCCتبداد وابقCCاء بقيCCة النظCCام ممثال بالمجلس العسكري، الذي كCCان االداة االساسCCية الCCتي حمت نظCCام مبCCارك طCCوال عدة عقود، ووزراء وقادة امنCCيين في النظCCام، واعالن ان الثCCورة تحققت وانتهى ااالمر ومن الضروري تحقيق الهدوء وتوقف التظاهرات، وان على الشCCباب انهCCاء االعتصامات والتظاهرات النها تهدد االمن الوطني المصري وتلحق اضCCرارا بالغCCة

بالناس. 

باسقاط مبارك تم تنفيس الضغط االخطر واالهم في نفCCوس النCCاس والCCذي ب - تCCراكم خالل عقCCود من الCCزمن وكCCان القCCوة المحركCCة لالنتفاضCCة الماليينيCCة

وتفرقت اغلب الكتل الجماهيرية واختفت الكثير من العناصCCر الشCCبابية ،المصرية الوطنية او اعتقلت، وما تبقى هو عبارة عن نخبة قليلة العدد رايناهCCا في ميCCدان

معزولة عن الماليين وتفتقر للقدرة على ممارسة7 / 13و12التحرير في يومي ضغط فعال كما كانت تفعل عند تفجر االنتفاضة المصرية، وهذه النتيجة مرسومة ايضا، وهي تساعد النظام العسكري على اجبار النخبة على التراجع، ويظهCCر ذلCCك

المملCCوء بالتهديCد )الولئCCك الCذين12/7واضحا من بيCCان المجلس العسCCكري يCوم يريدون االستيالء على السلطة(، وخرق )الشرعية الدستورية(! وهذا الواقع يعني ان المواجهة هCCذه المCCرة لن تكCCون بين ماليين المصCCريين بكCCل عنCCف عCCواطفهم واستعدادهم للموت والنظام بل بين نخبة صغيرة لم تستطع حتى ملء زاويCCة من

[36]

Page 37: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ميدان التحريCCر وبين نظCCام تCCبرء من اثCCام حسCCني مبCCارك وصCCور على انCCه نظCCاموطني دعم )ثورة الشباب(!

  ج- فورا بدأ رجCCاالت امريكCCا يتسCCابقون للترشCCيح للرئاسCCة فعمCCرو موسCCى وزيCCر خارجية مبارك المخلص اخذ يقدم اوراق اعتماده كتابع المريكا ومسCCتعد لمواصCCلة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحمد البرادعي فعل نفس الشيء، بCCل انCCه حCCتى المرشCح المحسCCوب على الناصCCريين حمCدين صCCباحي صCCرخ متسCCابقا مCع عمCرو موسى بانه سيحافظ على السالم مع اسرائيل! وبين موسى والبرادعي وصباحي فتح )االخوان المسلمون( علنا حوارا علينا مع امريكا التي لم تCCتردد بCCاالعالن عن رغبتهCCا بCCدعم وصCCول االخCCوان للحكم، واكCCد االخCCوان انهم مسCCتعدون لمواصCCلة التطبيع مCCع الكيCCان الصCCهيوني! اذن اين التحCCرر من كCCامب ديفيCCد؟ واين تخليص الفقراء من الفقر والفساد؟ وهل كانت انتفاضة مصCCر مجCCرد مطلب ديمقCCراطي ومطلب ضد الفساد مجردين من اي توجه تحرري ووطني ضد االستعمار والكيCCان

الصهيوني؟ 

د- اصاب اليأس اغلبية الشباب حالما بدأ الجيش بضCCربهم وتفCCريقهم بCCالقوة بعCCد تنحي مبارك مباشرة وبال تأخير، وقد رايت بنفسي بعض هؤالء الشباب يبكي دمCCا من القنوات التلفازية وهو يتحدث عن عنف الجيش وانCCه خيب االمCCال! والسCCؤال هو اين القيادات الشبابية التي فجرت وقادت االنتفاضCCة المصCCرية؟ لمCCاذا اختفت اغلب رموزها؟ هل انتهت )ثورتهم( باسقاط مبارك وتركوا كCCل شCCيء على حالCCه

من الفساد والفقر والتبعية المريكا والكيان الصهيوني؟ 

ه– لتلخيص ما حصل لنقرأ ما كتبه كاتب بريطاني معCCروف عمCCا يحصCCل في مصCCر فتحت عنوان )فيسك: المجلس العسكري يتمنى مCCوت مبCCارك.. والثCCورة اخطCCأت

12باالعتماد عليه لحكم البالد( نشرت صحيفة اندبندنت البريطانيCCة يCCوم الثالثCCاء، مقاال لروبرت فيسك ورد فيه ما يلي : )أكد الكاتب البريطاني الكبCCير2011يوليو

روبرت فيسك أن غضب المصCCريين تجCCدد، بسCCبب إصCCرار الشCCعب على المطالبCCة بCCالتغيير وتحقيCCق اهCCداف الثCCورة. وقCCال فيسCCك،المتخصCCص في قضCCايا الشCCرق

إن الثCCورة المصCCرية ذهبت فى الطريCCق الخCCاطئ وهCCو حكم المجلس األوسCCط، األعلى للقوات المسلحة الCCذى تجاهCCل من قCCاموا بCCالثورة من فقCCراء وليبرالCCيين وأغنياء ايضا واخذ فى االعتبار االخوان المسCCلمين والسCCلفيين واخCCذت الفوضCCى تزحCCف في شCCوارع المCCدن المصCCرية في كCCل ليلCCة، وازدادت الفتنCCة الطائفيCCة

واكCCد فيسCCك أن .اشتعاال،وعاد رجال الشرطة إلى أساليبهم القذرة ضCCد الشCCعب قائال "أنت ال تملك حقا إال أن تسير في شوارع القCCاهرة األمر بالفعل أصبح سئ،

لتفهم ما يحCCدث هنCCاك واالسCCتماع إلى اولئCCك الCCذين يصCCرون على الديمقراطيCCة والحرية من قلب ميدان التحريCCر". وأضCCاف فيسCCك أنCCه فى ميCCدان التحريCCر ومCCع توقف حركة المرور بسبب خيام المعتصمين الCCتى اصCCبحت منتشCCرة في الميCCدان بأكمله توجد جميع طوائف المجتمع من علمانيين ومسيحيين واسCالميين كال جنبCا

الى جنب. عامCCا( وهCCو طCCالب بكليCCة26تواصل الصCCحيفة : ونقCCل فيسCCك عن فهCCد فيليب )

الطب الCCبيطري من جامعCCة القCCاهرة "لقCCد سCCئمت من المجلس العسCCكري الCCذي يستخدم نفس اساليب مبارك" ويستطرد "إن محاكمة المCCدنيين مCCا زالت بطيئCCة،

[37]

Page 38: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وال يزال هناك حالة من انعدام األمن ". واستطرد فيسك "مما الشك فيه انه قتل 25 مدني على أيCCدي الشCCرطة المصCCرية والقناصCCة أثنCCاء ثCCورة 900ما يقرب من

يناير، وعلى الرغم من ذلك تم الحكم على شCCرطي واحCCد فقCCط غيابيCCا عن قتCCل المتظاهرين". وقال فيسك انه تقابل مع صديق صحفى مصCCري قCCديم أعCCرب لCCه عن مخاوفCCة من تعCCريض حيCCاة المصCCريين للخطCCر خصوصCCا ان هنCCاك حCCديث عن "العصيان المدني" من الناس الذين يريدون حرق مراكز الشرطة مرة أخرى وأخذ القانون بأيديهم عن طريق قتل رجال الشرطة وهناك قصCCص اخCCرى على نطCCاق

واسع. أضCCاف فيسCCك " سCCمعت بنفسCCي في ميCCدان التحريCCر، أن مجموعCCات الشCCباب سيحاولون إغالق قناة السويس ما لم تقدم السلطات األمنية الذين قتلوا االبرياء في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط للمحاكمة، وارتفعت األصوات بكلمة واحCCدة وهى المطالبCCة بعقوبCCة اإلعCCدام للCCرئيس السCCابق حسCCني مبCCارك". وأكCCد الكCCاتب فى نهايCCة مقالCCه كالم صCCديقه الصCCحفي بأنCCه على قناعCCة أن المجلس العسكري ال يمكنه بدء المحاكمات إال إذا توفي مبCCارك. واضCCاف "انهم يCCودون لCCه الموت للخروج من المأزق ومنحهم فرصCCة اللتقCCاط انفاسCCهم قبCCل التعامCCل مCCع

ابنائه". هCCذا المقCCال كCCاف لتوضCCيح مصCCير االنتفاضCCة المصCCرية، فهي اسCCتلمت من قبCCل العسكريين وهؤالء كما يعرف الجميع صنائع امريكا وكCCانوا تحت امCCرة مبCCارك الن امريكCCا كCCانت تدعمCCه وعنCCدما تخلت عنCCه طCCردوه وحلCCوا محلCCه بCCامر امCCريكي

اين تضحيات الشهداء واالم ماليين المصريين؟ كما مرة اخرى اين الثورة؟ صريح. راينا لم تكن هناك ثورة بل عملية اغتيال لمشروع ثCCورة، والCCذي حCCدث في مصCCر

حصل مثله في تونس. اما االقطار العربية االخرى التي تشهد حربا اهلية مدمرة، كليبيا، او قتCCاال بCCاهض التكاليف البشرية والمادية يتصاعد اليصCCاله لحCCرب االهليCCة كمCCا هCCو حCCال سCCوريا واليمن، فانه وضع يقدم لنا على طبق من ذهب حقيقة ان امريكCCا هي المهنCCدس االول ووراءهCCا الكيCCان الصCCهيوني، ولعCCل من غCCرائب )ثCCورة الفيس بCCوك( قصCCة

في تصعيد ما يسCCميه الصهيوني برنار هنري ليفي الذي يقدم كفيلسوف مشاركة حCCزب الCCنيتو و)جماعCCة الجلCCبي( في ليبيCCا ب )الثCCورة(، ثم تنظيمCCه لمCCؤتمر دعم )الثورة السورية( في باريس بحضور عناصر من المعاضة السورية المنتمية لحزب

الجلبي! واالغرب هو ما حصل في حماة السCCورية عنCCدما اسCCتقبل السCCفير االمCCريكي في سوريا اثناء زيارته لحماة بCCالورود والتهليCCل والتكبCCير كأنCCه امCCام مسCCلم وتقي او كانه جيفارا وقد نهض من قبره! وهكذا حقق افراد في حماة حلم محبCCط لجCCورج بوش الصغير ولكن ليس في العراق، الذي استقبل الجيوش االمريكيCCة بالرصCCاص وودع بCCوش بالحCCذاء، بCCل في سCCوريا وفي حمCCاة بالCCذات ومن قبCCل من يسCCمون انفسهم )ثوارا(! لقد فزعت وانا ارى شبابا يحيطون بسCCيارة الجCCزار – السCCفير - االمريكي وينثرون الورود عليه ويصفقون له وكأن امريكCCا محCCرر العCCرب وليسCCت صانعة اكبر هولوكوست عربي وهو ابادة اكثر من اربعة ماليين عCCراقي منCCذ عCCام

؟ او كCCأن امريكCCا ضCCمنت حقCCوق الشCCعب الفلسCCطيني ورفضCCت المطCCامع1991 كيCCف اصCCبح السCCفير الصهيونية!السؤال الذي بدأ يقرع راسي بتكرار عميق هCCو :

االمريكي يستقبل بالورود في حماة ورئيسه ودع بالحذاء وجيشه هCCزم بالرصCCاص ورافقCCه سCCؤال اخCCر : هCCل يمكن المريكCCا العCCاهرة في العCCراق في العCCراق؟

[38]

Page 39: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وفلسطين ان تكون طاهرة في سوريا وليبيا واليمن؟ دعونا نرى قصCCص العشCCق الذي يصر رجال دين على وصفه ب)العذري( بين )ثCCوار( الفيس بCCوك في اقطCCار

عربية وامريكا ورموز الصهيونية االكثر عداء للعرب.

الجزء الثامن 

اعادة تشكيل االنسان والمجتمع لكي نسCCاعد كCCل مخلص ووطCCني لكنCCه يCCرقص على انغCCام امريكCCا فائقCCة االثCCارة للجسد االنساني وللمشاعر الفائرة، دون ان يعرف انها لحنت في هولي وود، من الضروري ان نتعمCCق في فهم طريقCCة تفكCCير صCCانع السياسCCات االمريكيCCة، وهCCذا يتطلب دراسة حCCاالت واقعيCCة رايناهCCا وعشCCنا اثارهCCا واثCCرت على الماليين رغمCCا عنهم، وادت تلك الحاالت الى تغييرات خطيرة ال تبدو سياسية لكنها تخدم اهCCدافا سياسية في النهاية. ولعل افضل واوضح صورة لكيفية تخطيط امريكا لسياساتها

بعد تفجر ازمة1990الخارجية هو الحصار الذي فرض على العراق في صيف عام 28/2/1991الكويت في ذلCCك العCCام، واخCCذ تطبيقCCه بعCCد وقCCف اطالق النCCار يCCوم

بعدالعCCدوان الثالثيCCني على العCCراق، يتخCCذ صCCيغا مCCدمرة لالنسCCان والمجتمCCع الن وظيفته هي اكمال عملية تدمير العراق نفسيا وفكريCCا واخالقيCCا واجتماعيCCا وهي اهداف ال تستطيع القنبلة وحدها تحقيقها فجاء الحصار ليكون االداة االخطCCر في دفع العراق الى محرقة تدمير قيم المجتمع وروابطه وحCCوافزه وزرع قيم حCCاالت

الطارئ التي تنبثق من حالة االنذار وتوقع الخراب والموت. ان الحصار يمثل اخطر انمCCوذج لحCCرب تدميريCCة ال تشCCن بالقنابCCل والرصCCاص بCCل بخلق اوضاع خطيرة تضمن خلخلCCة عقCCول النCCاس من خالل اجبCCارهم على قبCCول انماط من القيم واالفكار والسلوكيات كانوا يرفضونها وهم في حالCCة االسCCتقرار واالمCCان االجتمCCاعي واالقتصCCادي، لCCذلك فانCCه مCCدمر بفاعليتCCه واثCCاره البعيCCدة والقريبة اكثر من الحرب العسكرية واشد خطرا بكثCCير منهCCا وهCCو مCCا يعرفCCه كCCل عراقي عاش مرحلة االزدها والرفاهيCCة واالمCCان واالمن ثم ادخCCل رغمCCا عنCCه في مرحلة الحصار. انCه انمCوذج طبCCق فعال وراينCCا اثCاره في الواقCع لكيفيCCة تخطيCCط امريكا لسياساتها الخارجية ورسم حرب غCير عسCكرية تكمCل وتعCزز اثCار الحCرب العسكرية وتفكك المجتمع وروابCCط االنسCCان، والحالCCة الCCتي وصCCل اليهCCا الشCCعب العراقي بتأثيره كCCانت تسCCتوجب الدراسCCة المعمقCCة ليس فقCCط من زاويCCة ايجCCاد مخرج لشعب العراق من مأزقه االجتماعي واالقتصادي بل ايضا من زاويCCة اخCCرى ربما تكون اهم وهي فهم كيفية تفكير العدو الذي فرض الحصار بالياتCCه واحكامCCه

ووسائله المدمرة. هنا نعود الى بديهيCCة يعرفهCCا حCCتى تالميCCذ المدرسCCة واالبتدائيCCة وهي ان معرفCCة

ابحث1991العدو كسب لنصف المعركCة، وطبقCا لهCذه البديهيCة بCدأت منCذ عCام بابرة وسط اكوام صCCخور واطيCCان واوراق عن طريقCة عمCل امريكCCا في تعاملهCCا معنا ومحاولCCة معرفCCة اهCCدافها المتعCCددة المخفيCCة منهCCا بشCCكل خCCاص، من خالل دراسة الحصار الذي منع الغذاء والدواء بل منع حتى اقالم الرصاص ودواء امCراض

القلب والكتب العلمية. وتبين للكثيرين وانا منهم بان الحصار ليس هدفه معاقبة النظCCام الوطCCني فقCCط فذلك كان غطCCاء لعقCCاب اخطCCر واشCCد اثCCرا على االنسCCان العCCراقي، وهنCCا بCCدأت

[39]

Page 40: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

لم تسCCتهدف امريكCCا ومعهCCا االسئلة تفرض نفسها وتCCتراكم ككCCرة ثلج تتCCدحرج : بريطانيا وفرنسا ايذاء شعب العراق مباشرة بفرض حصار لن يؤذي افراد النظCCام

عنCدما نبحث عن السCCبب بقدر ما يؤذي الشعب ويدمر ركCائز عيشCCه واسCتقراره؟ نكتشف تدريجيا، حتى لو لم تكن لدينا معلومات دقيقة ووثائقيCCة، ان هنCCاك خطCCة مدروسة العادة تكوين سايكولوجيا الشعب وانماط تفكيره تمهيدا العCCادة تثقيفCCه ورسم انمCCاط حياتيCCة مختلفCCة، منهCCا توقCCع حصCCول ردود فعCCل مرغوبCCة امريكيCCا، وفرض عالقات بينيCCة مناقضCة لمCا سCاد في المجتمCع لعCCدة قCرون او ربمCا االفالسنين، وصوال لدفعه الى اتخاذ قرارات وتبني مواقف كان يرفضها قبل الحصار. وهنا وقبل ان ادخل في صCلب الموضCوع من الضCروري لفت النظCر الى طريقCة عمCCل النخب االمريكيCCة عامCCة والنخب السياسCCية خاصCCة، فامريكCCا ليسCCت دولCCة عالمثالثية تتصرف طبقا للفعل ورد الفعل السريع دون تخطيط سCCتراتيجي بعيCCد المCCدى، بCCل هي دولCCة اسCCتعمارية وامبرياليCCة لCCديها مصCCالح في الخCCارج تعتبرهCCا اساسية لحياتها ولوجودها، وهي في الداخل تواجه رايا عاما يتمCCرد على مالبسCCه احيانا بفضل الليبرالية االمريكية االمر الذي يفرض على من يمسك بزمام االمCCور ان يعقلن كCل مواقفCه وتصCرفاته وخياراتCه، اي ان يCدرس الحCاالت بعمCق وتCأن ويخطط لكل حالة لمدى بعيCCد يصCCل احيانCCا نصCCف قCCرن من الزمCCان. ويحكم هCCذه الطريقة تقليد معروف وهو عدم الكشف عن الخطط والمواقCCف السCCرية اال بعCCد نصCCف قCCرن او ربCCع قCCرن،وذلCCك لحساسCCية القضCCايا وكونهCCا تشCCكل صCCدمات او مفاجئات للناس العاديين وقد تكون متناقضة مCCع تقاليCCد العمCCل السياسCCي فيهCCا والقوانين الدولية، وهذه الطريقCCة تCCوفر فرصCCة افالت من ارتكب جCCرائم او عمال خطير من العقاب لوفاته في هذه الفترة فال يعاقب احCCد على كCCل مCCا يتم فعلCCه، واالمثلة كثيرة من سايكس بيكو الى وعد بلفCCور وبينهمCCا عشCCرات الخطCCط الCCتي طبقت والحقت خرابCCCا ضCCCخما وذهب ضCCCحيتها االف العCCCرب لكن من يتحمCCCل

المسؤولية لم يعد حيا! والخطط التي توضCCع تبCCنى على قاعCCدة االحتمCCاالت المتعCCددة لكCCل قضCCية وليس االحتمال الواحد اليقيني، والجل ضCCمان النجCCاح البCCد من اخCCذ كCCل احتمCCال بنظCCر

10االعتبار ودراسته باثاره العامة والتفصيلية حتى لو كانت نسCCبة فCCرص تحققCCه %، وتعدد االحتماالت ينتج تعCدد السCCيناريوهات المتCوفرة لصCانع القCرار، فحينمCا يواجCه صCانع القCرار مشCكلة يطلب من الجهCات المعنيCة، وهي غالبCا المخCابرات والخارجية والدفاع والمختصين في علCCوم النفس واالقتصCCاد والجغرافيCCة والطب العادي والكيمياء والفيزياء... الخ، تقديم خطط متخصصة متعددة لمواجهة الحالCCة فتقدم له سيناريوهات وخطط مختلفة بعد تنسيقها وترتيب اولوياتها وافضلياتها لالختيار من بينها. وهذا النمط من العمل غCCريب علينCCا نحن العCCرب الن السياسCCة مازالت عفوية وانيCCة لCCدينا، حيث تتخCCذ المواقCCف وتوضCCع الخطCCط اثنCCاء مواجهCCة االزمات والمشاكل وليس قبلها، وحتى في حالة وجود خطط مسبقة فان السبق

الزمني التخاذ الموقف ال يتعدى زمن قصير ال يكفي لضمان حل يخدم الشعب. والخطط غالبا مبنية على السيطرة على وضع ما او كتل مCCا الجCCل تنفيCCذ اهCCداف رئيسة من الصعب الوصCCول اليهCCا بCCدون خطCCط تفصCCيلية. بCCل ان حالCCة الدراسCCة المسبقة لالخرين داخل وخارج امريكا تصل حدا ربما يبدو غريبا لغير االمريكCCيين، ففي اجهزة المخCCابرات هنCCاك تخصصCCات تمثيليCCة تقCCوم على تقمص احCCد ضCCباط المخابرات لشخصية انسان معروف، او حتى نصف معCCروف او ان يتوقCCع ان لديCCه مستقبل في بالده سواء كان معCCاد او غCCير معCCاد المريكCCا لكن من المصCCلحة فهم

[40]

Page 41: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كيفية تفكيره واتخاذ قراراته، فيفرغ ضابط طوال حياة الشخص المعني متمقصCCا شخصيته دارسا سلوكه وتصرفاته وينشأ ارشيفا تفصيليا عن كCCل مCCا يخصCCه، بمCCا في ذلك امراضه وميوله ومزاجه واقاربه وما يحب وما يكره. لقد عCCرف ان وكالCCة المخCCابرات المركزيCCة االمريكيCCة لCCديها ضCCباط يحملCCون اسCCماء جمCCال عبدالناصCCر وكاسترو وصدام حسين، وكل شخصية بارزة ومؤثرة، وهCCؤالء الضCCباط يخCCاطبون باسCCمائهم التمثيليCCة وليس باسCCمائهم الحقيقيCCة، وحالمCCا تحصCCل مشCCكلة فCCان المخابرات او الرئيس االمريكي او لجان الكونغرس المتخصصCCة تسCCتدعيه وتطلب

منه تحديد ما يتوقعه من الشخص الذي يمثل شخصيته. ويبقى الهCCدف االسCCاس هCCو تكCCييف االشCCخاص والمجتمعCCات وتطCCويعهم بصCCور مختلفة تبدأ من زرع افكار ناعمة ال تبدو مؤذية وتنتهي باساليب غاية في االيCCذاء لالنسان، وفي الحالتين وما بينهما من حاالت ال حدود لتعددها يبقى الهدف الكبير والنهائي هو تغيير بيئة المستهدف من اجل دفعه لتغيير مواقفه او تصCCرفاته امCCا بقرار منه او رغما عنه. وارجو من الذي يقرأ هذه الدراسة ان يتذكر اوضاع قطره خالل نصف قرن متتبعا التغييرات التي وقعت واثارها، ومنها ما تعCCرض لCه شCعب مصCCر منCCذ عهCCد الCCرئيس ناصCCر من افقCCار منظم وتCCدمير اكCCثر تنظيمCCا لتماسCCك المجتمع المصري، وطبقا لخطط وضعتها امريكا والكيان الصهيوني ودول اوربية، حCCتى وصCCل الحCCال الى نشCCوء احيCCاء سCCكنية في المقCCابر وتCCدهور قيم الكثCCيرين وحصول انقالبات فكريCCة واجتماعيCCة حCCادة نتيجCCة البيئCCة الدعائيCCة لالنسCCان الCCتي

فهل ما حصل كان عفويا ومجرد اخطاء السادات ومبارك ومحيطهما خلقت عمدا، البشري وقوى سياسية معينة؟ ام انه حصل بتأثير خطط خارجيCCة وضCCعت لتCCدمير االقتصCCاد المصCCري واسCCتنزاف مصCCر ونشCCر الفوضCCى السياسCCية واالقتصCCادية والفكرية لكي يوضع الشعب امام خيارات كلها مرة واي خيCCار يختCCاره او يفCCر ض

عليه يخرج مصر من سياق دورها التاريخي وهويتها؟ هنا البد من القول لمن سيقول انها )نظرية المؤامرة( نعم انها المCCؤامرة بكامCCل اركانها التطبيقية في كل قطر عربي ومن اليراها اما اعمى اوجاهCCل او انCCه اداة من ادوات المؤامرة، واال ماذا نسCCمي انشCCاء الكيCCان الصCCهيوني اذا لم يكن ثمCCرة مؤامرة؟ وماذا نسمي غزو العراق اذا لم يكن نتاج مؤامرة؟ وماذا نسمي ما يحدث االن في الوطن العربي المتميز بدور امريكي واوربي رسمي وحاسCCم اذا لم يكن مؤامرة هي االخطر واالشد فتكCCا بCCالمنطق السCCليم منCCذ غCCزو العCCراق؟ نعم انهCCا المؤامرة االكبر واالخطر على االمة العربية بكل اركانها، وادلتهCCا تفCCرض نفسCCها االن بال غمCوض او تشCCوش، والتCCاريخ والضCمير سيحاسCب كCCل من يتجاهCCل هCCذه الحقيقة ويريد خداع نفسه بالقول انها )ثورات الشعوب( وليس المريكCCا او اوربCCا

والكيان الصهيوني اي صلة بها. 

خطة حافة الموت ان ما يجب البحث فيه هو الهدف الCCذي يتحكم بالخطCCط ويقررمسCCارها ونتائجهCCا، وهو ايصال الشعب الى حافة المCCوت، اي جعلCCه يواجCCه احتمCCال موتCCه كCCل لحظCCة وبقوة، وهي حافة يصبح فيها االنسان امام خيCCارات كلهCCا تدميريCCة وتهCCدد حياتCCه وليس حريته واستقراره فقط، الجل اجباره على تغيير تقاليده وقناعاته وانمطCCا تفكيره، ويتم ذلك عبر تطبيق خطط مؤذية متنوعة ومترافقCCة او متتابعCCة لضCCمان التأثير على الناس بقوة وديمومة وايصCالهم الى حافCة المCوت، فاسCاليب القمCع والمنع والقهر واالجبار المباشرة بقوة الدولة واجهزتها او بقوة االحتالل ال تنفCCع

[41]

Page 42: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

في تغيير طريقة تفكير النCCاس بCCل ربمCCا تكCCون اثارهCCا عكسCCية الن النCCاس عامCCة يتمسكون بمحددات تربيتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وقيمهم ويزداد التمسك هCCذا

فما الحل الجبCCار كتCCل بشCCرية ربمCCا يصCCل عCCددها بزيادة التحدي والضغط عليهم، لماليين البشر على تغيCCير نمCCط تفكيرهCCا واسCCاليب حياتهCCا وردود فعلهCCا وبقCCرار

منها؟ الجواب هCCو من الضCCروري اعCCادة صCCهر االنسCCان بوضCCعه في فCCرن المCCوت الCCذي يتربص به كل لحظة ودفعه رغما عنه لقبول ما كان يرفضه بشدة بCCل كCCان يقبCCل الموت على ان يرضCCخ لCCه، لكن حCCرارة الفCCرن الCCتي تسCCخن تCCدريجيا وتضCCعه هCCو واطفاله وزوجته واقاربه وجيرانه في لهيب نيرانهCCا المتزايCCد كلمCCا توقCCع الفCCرج يصيبه باليأس والعجز عن تحمل ما يعاني منه او يراه فيؤدي الى تللين المواقCCف وتخفيف الرفض واللجوء لمحاكمات منطقية جديدة تمهد لقبول مCCا كCCان يرفضCCه

بشدة. عاما كCCانت وظيفتCCه الحقيقيCCة13الحصار الذي فرض على شعب العراق واستمر

ليس معاقبCCة النظCCام بCCل تغيCCير المجتمCCع واالنسCCان تغيCCيرا جCCذريا بتهCCديم قيمCCه االخالقية واعرافه وضوابط السلوك القويم فيه وزرع نزعCCات االنانيCCة الCCتي تعيCCد للمجتمع كل االمراض التي تحررمنها بفضCCل انجCCازات النظCCام الوطCCني، واهمهCCا ازالة الفقر واالمية ونشر التعليم المجاني وتوفير الطب المجاني ونقل المجتمCCع الى حالCCة الCCوعي والثقافCCة والCCترفع عن الموبقCCات الCCتي تنتجهCCا حCCاالت الفقCCر والجهل، وهكذا يتعرض االنسان الى االفقCCار المنظم واالميCCة المنظمCCة والمCCرض المنظم والسقوط االخالقي المنظم، رغم انه لم تمضCCي على تحCCرره منهCCا اكCCثر

عاما )وهي فCCترة الرفCCاه االقتصCCادي واالسCCتقرار االجتمCCاعي بين15من حوالي النصف الثاني من السبعينيات ونهاية الثمانينيات( وهي فترة غير كافيCCة لترسCCيخ حالة التحرر من امراض المجتمع المتخلف وتحويل التربية الجديدة في ظل التعلم

وازلة االمية وتوفير احتياجاة االنسان المادية والثقافية الى نمط حياة راسخ. لقد اصبح اضCCطراب المجتمCCع والتغيCCيرات الفوضCCوية فيCCه عوامCCل تخCCريب منظم لهويته وتقاليده واستقراره وقيمه العامCة، وبمCرور السCCنوات عCادت الى العCCراق االمراض التي تم القضاء عليها ومنها الفقر واالمية والفساد والرشوة والجريمة، واضيفت امراض اخرى نشأت عن الوضع الجديCCد ولم تكن موجCCودة سCCابقا ومنهCCا ضياع القيم واهتزاز الهوية الوطنية والقومية وتCداخل المفCاهيم وعجCز االنسCCان عن التفكير بما هو بعيد او عميق النه مجبر على االنشغال بCCالهم اليCCومي بCCل هم

ساعة واحدة، وتلك هي الثغرة التي يمكن ان ينفذ منها العدو لتحقيق ما يريد. بنجاح الحصار الشامل بتحويل المجتمع الى فرن يCذو|ب كCل شCيء، بمCا في ذلCك قيم المجتمCCع واخالقياتCCه وهويتCCه، يحCCول االنسCCان الى مخلCCوق تحCCدد قيمCCه وسلوكياته الغريزة االقوى وهي حب البقاء، لذلك يصبح هدفه الوحيCCد هCCو البقCCاء وتجنب المCCوت هCCو واطفالCCه واقاربCCه فيصCCبح مضCCطرا لقبCCول السCCرقة والغCCدر والفساد والخيانة الوطنية بصفتها وسائل حفظ لبقCCاءه المCCادي في بيئCCة حرمتCCه من اساسيات الحياة، وهي العالج والغذاء والشعور بامان وهCCو كمخلCCوق ال يعيش اال اذا اكل وشرب ونام وتنفس. هنا يصبح االنسان داخل فCCرن االزمCCات الطاحنCCة المصطنعة بال اي خيار ينسجم ويتوافق مع ما كCCان يعتقCCد بCCه ويCCؤمن بCCه بعCCد ان

اذا اردت مواصCCلة العيش وتجنب المCCوت وضCCع امCCام خيCCار واحCCد ال غCCير وهCCو : والعذاب المستمر، انت وعائلتك واقربائك، عليك ان تنسى الماضي بقيمCCه العليCCا وردواعه االخالقية وسCCلوكياته السCCليمة المتعCCارف عليهCCا وان تتجCCرد من كCCل مCCا

[42]

Page 43: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يمنعك من الحصول على الغذاء والدواء وغيره من شروط الحياة حتى لو ممارسةالعهر والنصب والخيانة العظمى! لقد انحط االنسان الى مستوى فم فقط.

تلك هي خطة حافة الموت االمريكية الصCCهيونية الCCتي وضCCع شCCعب العCCراق فCCوق فرنها الملتهب وجعلته يتعايش مع الموت كل لحظCCة ويصCCارع لتجنب الوقCCوع في مملكته المظلمCCة حCCتى لCCو تخلى عن مفCCاهيم الوطنيCCة ورفض االسCCتعمار وقبCCل السرقة العهر وبغاء الضمير واكل لحم اخيه االنسان، وهذه الحالة وجد بعض ابناء العCCراق انفسCCهم ضCCحية لهCCا وبقوتهCCا تخلى هCCذا البعض عن حصCCانته الوطنيCCة واالخالقية وقبل ما كان يرفضه سابقا، وهكذا مهد الطريق للغزو بعCCد تCCدمير قيم

المجتمع واخالق الناس وروادعهم التقليدية او اضعافها. والذي حصل لشعب العراق الذي كان مرفها واعيد لحالة البؤس فCCدمر ذلCCك بعض نسيجه االجتماعي واالخالقي حصل مثله لكل ابناء الشعب العربي من خالل زيادة الفقر واالمية والفساد والتخلف بخلق ازمات مصطنعة غالبا داخل كل قطر الجل افقاره ماديا وروحيا وتدمير المجتمع ونسف وحدته وتبديد قيمه واجبCCار االنسCCان العادي على قبول خيار واحد هو التخلص، باي طريقة واي ثمن ومهمCCا كCCان ذلCCك متناقضا مع ما كان يؤمن بCCه او يتمسCCك بCCه، من وضCCعه غCCير االنسCCاني والمCCدمر والمتمثCCل في الفقCCر والفسCCاد واالضCCطهاد والقهCCر واالهانCCات والCCديكتاتوريات وعمالة النظام لالستعمار والرضوخ للصهيونية والتطبيع مع كيانهCCا، وهي نهايCCات لم يكن االنسان العCCادي في االقطCCار العربيCCة يتخيلهCCا حCCتى في كوابيسCCه لكنهCCا

فما الذي يفعله االنسان للتحCCرر من صارت وقائع بفضل انظمة فاسدة ومفسدة! عذاب ومخاطر حافة الموت التي وضع عليها وجعلته مخيرا بين مCCوت وذل وقهCCر فقCCط؟ الجCCواب هCCو اعتبCCار اسCCقاط االنظمCCة الخيCCار الوحيCCد لتحCCرره من المCCوت وحافته التي تستنزف انسانيته يوميا، حتى لو كان اسقاط تلك االنظمة بمساعدة سيد االنظمة ومن اقامها ودعمها وحماها عقودا من الزمن، وهو امريكCCا، فCCاالمر بالنسبة لمن يعيش على حافة الموت هو أبعاد الموت ولو لساعة فقط، وحتى لCCو تطلب ذلك التعاون مCCع الشCCيطان ذاتCCه! لقCCد تشCCوش التفكCCير االنسCCاني بهيمنCCةالغريزة االكثر تأثيرا على البشر وهي غريزة البقاء وقيامها بدور مقرر الخيارات. ان اول واهم نواتج حالة حافة الموت هي غض االنسان المقوض القيم النظر عن الشيطان الواقف امامه وتخيل انCCه غCCير موجCCود واالصCCرار العجيب على انCCه غCCير موجود! واذا اعترف به فانه يقنع نفسه بفكرة انه يقبل بالشيطان كمرحلCCة اولى على طريق التحرر حتى من الشيطان، وهنCCا تكمن مأسCCاة هCCذا النCCوع من البشCCر وهي انه ينسى بتعمد، نتيجة تحكم غريزة البقاء في تفكيره، حقيقة يعرفها وهي ان الشيطان اذكى منCCه واقCCدر منCCه على االمسCCاك بمسCCار قبCCول دعم الشCCيطان لالنسان الغارق في بؤسه واالمCCه! هCCذا مCCا يحصCCل لنCCا نحن العCCرب االن : امريكCCا وورائها الصهيونية ودول اوربيCة تضCعنا امCام خيCار خيCارين احالهمCا مCر، امCا ان نواصل معاناة الموت ببطء او ان نقبل ما تريده امريكا. ولدينا مثل شهير يتطابق مع حالة حافة الموت يقول )من يرى الموت يقبل بالسخونة(. هCCل قبCCول امريكCCا ودعم خططها و)الشفاء( من مرض الحقد عليها بعCCد كCCره من قبCCل البعض ودعم

حرب النيتو على ليبيا هو نوع من قبول السخونة التي تبعد الموت؟ كيCCف حصCCل ذلCCك؟ وكيCCف نفCCذت امريكCCا خطCCة خلخلCCة قيم ومفCCاهيم الكثCCير من الناس؟ وهل اقتصر االمر على االقطار العربية؟ ام انها خطط غربيCCة وصCCهيونية

واوربية غربية عالمية النطاق شملت دول اوربا الشرقية واالتحاد السوفيتي؟الجزء التاسع-

[43]

Page 44: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان حالة حافة الموت وايصال الناس اليها لم يقتصر على العCCراق واقطCCار عربيCCة فتلك خطة نفذت في يوغوسالفيا من اجل تقسيمها في مطلع التسعينيات حينما قام حلف النيتو بقيادة امريكا بتفجCCير ازمCCات مصCCطنعة واالصCCرار على تفاقمهCCا وعدم حلها ودفع كافة االطراف، خصوصا الصرب والمسلمين، للتمCCترس كCCل في طائفته ومنطقته وتفجر القتال الشرس مع االخر وصCCوال لحCCرب الCCنيتو الشCCاملة والمدمرة ضد يوغوسالفيا والتي انتهت بتقسيمها شر ممزق، مع ان يوغوسCCالفيا لم تكن في يوم من االيام في حالة احتراب داخلي بل كانت طوال عقود وجودهCCا

وهكذا اصبحت يوغوسالفيا تعيش بتالف وسالم ومساواة تحت ظل الرئيس تيتو! تعيش بيئة صراع دموي رهيب ادى الى ارتكاب جCCرائم بشCCعة ضCCد االنسCCانية كCCان اول من ارتكبها حلف الCCنيتو الCCذي شCCن حربCCا شCCاملة على المCCدنيين تحت غطCCاء حماية المسلمين اليوغسالف، مع ان امريكا كانت تذبح مسلمي العCCراق بال رحمCCة

في نفس الوقت وتدعم ابادة المسلمين في فلسطين من قبل اسرائيل! لقد اختارت امريكا زرع الغام وتفجيرها او تفجير الغام قديمCة وانCدثرت من اجCل تفكيك دولة اشتراكية رغم ان هذه الدولة كانت مدعومCCة من قبCCل الغCCرب طCCوال

عقود الحرب الباردة النها كانت تمثل شيوعية مستقلة عن المركز السوفيتي! وكما في يوغوسالفيا، حيث وجدت الكتل الشعبية المختلفة نفسCCها وسCCط صCCراع لم تختاره ولم تفجCCره ولم تكن تعلم انCCه سCCيتفجر وفرضCCه عليهCCا الCCنيتو بCCالقوة وتسبب في كوارث انسانية بشعة وال تحتمCCل واصCCبح االنفصCCال هCCو خيCCار النجCCاة الوحيد من الموت المحقق وقسمت يوغوسالفيا، فان االقطار العربية، بعد النجاح الغربي الصهيوني في اكمال اعادة االنسان الى حالة الضياع والتهميش واالفقار المنظمين من خالل الفقCCر ونشCCر الفسCCاد واستشCCراء الديكتاتوريCCة الCCتي نصCCبها وحماها الغCCرب االمبريCCالي، فCCان الجمCCاهير البسCCيطة تم اعCCدادها نفسCCيا وماديCCا لقبCCول اي حCCل، وبCCأي واسCCطة وبCCأي دعم، يCCزيح عن النCCاس البسCCطاء كCCابوس

الشرذمة للمجتمع االحتالل او النظام المقترن بالموت البطيء. ولكي تكتمل لعبة فان امريكا وبالتعاون المباشر والرسمي مع ايران وعCCبر شCCن الحCCرب المشCCتركة على افغانستان والعراق ونشر الفتن الطائفيCCة قCCامت باحاطCCة االنسCCان العCCربي بتCCأثيرات اخCCرى تكمCCل وتبلCCور حالCCة قبCCول وصCCاية الشCCيطان، امريكCCا، من اجCCل

التخلص من عبد الشيطان، النظم. واالن هناك في العراق من يخيرنا بين امريكا وايران، اي بين الموت بالقاءنCCا من الطابق العاشر وبين الموت بالقاءنا من الطابق التاسCCع، وكأنمCCا امريكCCا لم تجلب ايران للعراق او كأن ايران لم تكن الطرف الوحيCCد الCCذي مكن امريكCCا من النجCCاح في غزو افغانستان والعراق كما اعترف اكثر من مسCCؤول ايCCراني في مقCCدمتهم

نائب رئيس جمهورية ايران. فما هي تلك التأثيرات؟ وكيف ضبطت امريكا عملية حشد الناس في زاويا ال مفر

فيها من قبول مخارج محددة؟ 

تضليل الوعي االنتقائي لكي تستطيع دفع فCCرد او جماعCCة التخCCاذ قCCرار او اختيCCار طريCCق عليCCك ان تخلCCق البيئة المناسبة التي تضع االنسان امام خيارات كلها خطيرة ومؤذية فيكون عليCCه اختيCCار اقلهCCا سCCوءا واذى وليس اختيCCار مCCا هCCو صCCحيح وأمن. ووظيفCCة البيئCCة االصطناعية هي تشكيل وعي مشوه وناقص ومبتCCور لCCدى االنسCCان يجعلCCه يختCCار وبال حريCCة قCCرارا يتنCCاقض مCCع قناعاتCCه االصCCلية. ولCCدينا امثلCCة كثCCيرة على اجبCCار

[44]

Page 45: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االنسCCان على العيش فCCوق صCCفيح سCCاخن لمCCدة طويلCCة من اجCCل اجبCCاره على الجلCCوس حCCتى على القCCاذورات تخلصCCا من الحCCرق المسCCتمر والمتزايCCد لجسCCده

واجساد اوالده! لقد كان دعم ما يسمى ب)المقاومة( في لبنان، بعد انتهCCاء مبرراتهCCا عقب تحCCرر جنوب لبنان عمليا، من مظاهر الوعي االنتقائي الذي الحق اضرارا كبيرة بمصCCالح االمCCة العربيCCة من خالل خلCCط اوالراق والتعميCCة على الCCدور االيCCراني الحقيقي واالهداف االيرانيCCة الحقيقيCCة. فمCCا يسCCمى ب)المقاومCCة في لبنCCان( أهل|ت، عCCبر مقاتلة اسرائيل، لدور خطير الحق، بعد اكتسCCاب سCCمعة طيبCCة عربيCCا، ال صCCلة لCCه بالمقاومة وتحرير فلسطين والدفاع عن حقوق العرب بل يقع في اطCCار التمهيCCد لحصCCCول ايCCCران على نفCCCوذ في لبنCCCان وتحويلCCCه الى قاعCCCدة دعم للتوسCCCعية االسCتعمارية االيرانيCCة من جهCCة، واعCCداد بعض العCCرب خCCارج لبنCCان لCCدعم ايCCران، استنادا النتصارات حزب الله الذي تدعمه ايران، حتى وان كانت ايران تحتل اراض عربية مثل اسرائيل كاالحواز والجزر العربية وتعلن رسميا ان البحرين جCCزء منهCCا ويجب ضمها اليها، وتشارك بصورة رئيسة في غزو العراق وتCCدميره المنظم، من

جهة ثانية. قامت لعبة اعاد تشكيل وعي الناس في الوطن العCCربي كلCCه على تيCCئيس النCCاس من النصر على اسرائيل وتعريض االنسان العربي لمسلسل هزائم منكرة ومدوية تزرع اليأس والدونية فيصبج االنتصار حلما بعيCCد المنCCال، ولCCذلك مCCا ان يلCCوح في االفق نصر ولو جزئي وغير مفهوم الهCCدف فCCان عقCCدة النقص – بسCCبب الهCCزائم والعجز عن تحقيق النصر - سرعان ما تقرر سلوك االنسان وهو سCCلوك تعويضCCي صرف وليس ثمرة وعي عام ومعايير موضوعية، فيقفز االنسان الى اتخاذ موقف مبCCني على وعي انتقCCائي من االنتصCCار غCCير المفهCCوم في اطCCاره السCCتراتيجي والمنزوع منه، وهو دعم حCزب اللCه وبالتبعيCة دعم ايCران مCع تجاهCل تCام ومثCير العمCCق الشCCكوك للCCدور االيCCراني المعCCادي لالمCCة العربيCCة تمامCCا مثCCل الCCدورين

االمريكي واالسرائيلي. منطق ذوي الوعي االنتقائي يقول : لقد صار عندنا نصر حققه حزب اللCCه وعلينCCا دعمه ودعم ايران! وهكذا تضمن ايران الغاء ضرورة مرور مثقفين وساسة عCCرب بمنطقة التفكير الشامل والستراتيجي واسCتبعاد بحث وتحليCل سCتراتيجية ايCران الفعلية والرسمية، والتي تكشف، لCCو درسCCت بعمCCق وشCCمولية، الهCCدف الحقيقي الكامن وراء مقاتلCة حCزب اللCه السCرائيل وهCو خلCق شCعبية اليCران في الCوطن العربي تسمج لها بمواصCCلة احتالل العCCراق، هي وامريكCCا سCوية، والجCزر العربيCCة والتوسCCع االمبريCCالي االيCCراني في االقطCCار العربيCCة جنبCCا الى جنب مCCع امريكCCا واسرائيل وليس تحرير فلسطين او حتى تحرير مزارع شبعا التي ال يقاتCCل حCCزب

الله فيها ابدا وتركها تحت االحتالل االسرائيلي. لحافة الموت ومظهرها االخر اليأس المCCدمر من نكرر الهمية ذلك : ايصال الناس

تحقيCCق نصCCر على الصCCهيونية اثمCCر وعيCCا انتقائيCCا لCCدى بعض من كCCان يCCرفض االعCCتراف باسCCرائيل، وهCCو انتصCCار غCCريب في هدفCCه السCCتراتيجي على الهCCدف القومي العربي وهو تحريCر فلسCCطين، فحCزب اللCCه قاتCل اسCرائيل في الجنCCوب وحقق صCCمودا جيCCدا، فرفCCع معنويCCات العCCرب، لكن الهCCدف لم يكن تحريCCر االرض المحتلCCة في فلسCCطين بCCل خدمCCة ايCCران وسCCتراتيجية توسCCعها االسCCتعماري في الوطن العربي، من خالل استخدام ايجابيCCات حCCزب اللCCه للتغطيCCة على ذلCCك! انCCه وعي ضيع الخطوط الفاصلة بين ستراتيجية التحرير العربية وسCCتراتيجية التوسCCع

[45]

Page 46: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االسCCتعماري االيCCراني وخلCCط بينهمCCا عمCCدا، ممCCا اوقCCع الكثCCيرين في فخ ايCCران ودعمها رغم انها الشريك االول المريكا في غزو العراق ورغم انهCCا تعلن صCCراحة اطاعها في البحرين واقطار خليجية وتنشر علنCCا فتنCCا طائفيCCة وتتمسCCك بوضCCوح

فهCCل كCCان وبصورة رسمية بهوية الدولة والنظام في ايCCران القوميCCة الفارسCCية. باالمكان الوصول الى هذا االنحراف بدون الCCوعي االنتقCCائي الCCذي يفصCCل قضCCية

الدعم عن اطارها الشامل؟ باسم دعم حزب الله ومقاومته في لبنان من قبل عرب تم تسCCويق عمليCCة ضCCرب المقاومة العراقية واالساءة اليها عمدا فايران الCCتي لعبت وتلعب الCCدور الحاسCCم كامريكا في محاربة المقاومة العراقية وتدمير العCراق حصCلت على غطCاء عCربي ماكانت تستطيع الحصول عليه لوال عمليات حزب الله في لبنان. هل الصCCورة في

الفيلم التفاعلي واضحة؟ واذا انتقلنCCا الى العCCراق فاننCCا نجCد صCCورة انموذجيCCة اخCرى من مخCاطر واضCCرار التفكير االنتقائي، وهي صورة ما يسمى ب )االقليم السني( او )اقليم االنبار( او )اقليم الرافدين(. ان الصورة االنموذجية لتأثير نظريCCة حافCCة المCCوت والCCتي تنتج وعيا انتقائيا خطيرا هي قبول اطراف او اشCCخاص ادعCCوا انهم ضCCد الطائفيCCة حال طائفيا وهو اقليم االنبCCار او االقليم السCCني، والتCCبرير جCCاهز : بيئCCة العيش فCCوق صفيح ساخن عدة سنوات، الن المعاناة التي مر بها السCCنة كCCانت اقسCCى واعمCCق واشCCمل من معانCCاة كCCل شCCعب العCCراق. فلئن كCCان صCCحيحا جCCدا ان كCCل الشCCعب العراقي قد عانى وتعذب من االحتالل والطائفية اال ان السCCنة تعرضCCوا، خصوصCCا

، الى عمليCة أضCطهاد2006منCذ حملCة جيش المهCدي التصCفوية في بغCداد عCام ايرانيCة، بواسCطة خيCول طCروادة التCابعين لمخابراتهCا في العCراق، وهي عمليCة اضطهاد مضاعفة ومركبة كانت راعيتها امريكا مباشرة وبقCCرار امCCريكي مركCCزي، وكانت عملية مخططة بدقة من قبل ايران كان هدفها الوصول الى عملية تهجCCير منظمCCة للسCCنة من منCCاطقهم وطCCرد منظم من وظCCائفهم واسCCتيالء منظم على دورهم وارزاقهم، وغالبا بدون تعويض لهم، واذا عوضوا فان الثمن تافه جCCدا الن

التهجير يتم بعد قتل او خطف احدا افراد العائلة. وهذه العملية مخطط لها، كمCCا ثبت في الواقCCع والتجربCCة العيانيCCة، ان تCCؤدي الى تغيCCير جCCذري لبنيCCة العCCراق الطائفيCCة واالجتماعيCCة من خالل اسCCكان ايرانCCيين يتحCCدثون العربيCCة بطالقCCة مكCCان المهجCCرين العراقCCيين العCCرب السCCنة ومنحهم الجنسCCية العراقيCCة باالضCCافة السCCتيالء عراقCCيين من خCCارج بغCCداد على العاصCCمة

وتحكمهم بها. لذلك فليس منطقيا او صحيحا استخدام الحقيقة المعروفة الCCتي تقCCول بCCان كCCل شعب العراق يتعرض لالضطهاد بشكل متساو للوصCCول الى مسCCاواة مجحفCCة بين اضCCطهاد طCCائفي منظم وقاسCCي للسCCنة وبين اضCCطهاد سياسCCي او اقتصCCادي للشيعة، واالضطهاد االخير ايضا يتعرض له السنة مثل الشCCيعة لCCذلك فCCان السCCنة يتعرضون الضطهاد مركب بينما الشيعة يتعرضون الضطهاد احCCادي وهCCذه حقيقCCة

ال يجوز القفز من فوقها. ان توالي سنوات التمييز الطائفي العلني، العنيف والدموي، ضد السCCنة من قبCCل الحكومة واالحزاب والمليشيات الطائفية الموالية اليران وتصCCعيد العنCCف المنظم والغائي ضدهم وحرمانهم من ابسط حقوق المواطنة ومعCCاملتهم كمواطCCنين من الدرجة العاشرة مهدت عمدا لطغيان فكرة لدى البعض من ضيقي االفق سCCبق ان روجها االحتالل وعمالءه فرفضها كل السCCنة، وهي فكCCرة التخلص من االضCCطهاد

[46]

Page 47: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المركب عن طريق االستقالل في اقليم سني له ادارة ذاتية في اطCCار الفدراليCCةالتي فرضها االحتالل.

وعملية اقناع اطراف سنية بفكرة االقليم هذه تمت بسلقها على نCCار هادئCCة منCCذ وبدعم امريكي مباشر وصريح، الن ستراتيجية امريكا الرئيسCة الCتي تم2006عام

بموجبها غزو العراق تقوم على ركن اساس وهو تقيسم العCCراق والتمهيCCد لCCذلك بتقزيمه من خالل فرض النظام الفدرالي في ادارة الدولCCة، والليبراليCCة كوسCCيلة فعالة لتفتيت القوى السياسية او قيام تنظيمات على اسس حCCزب الفCCرد الواحCCد وتنميCCة وتشCCجيع نزعCCة االنانيCCة والCCتزعم وتصCCفية اي تنظيم جمCCاهيري قCCوي او شرذمته. لقد استخدم العنف الطائفي المتطرف ضد السنة الجل ايصCCال بعضCCهم الى قناعة بان التخلص من االضطهاد والتصفيات الدموية امر ضCروري جCدا حCتى

لو تم عبر الفدرالية. هنا نواجه حالة انموذجية من تطبيق فكرة حافCCة المCCوت، فتعCCريض السCCني يوميCCا لالضطهاد الطائفي المقترن باضCCطهاد اقتصCCادي وسياسCCي واجتمCCاعي من قبCCل الحكومة واالحتالل، انضج لدى البعض فكCCرة االقليم السCCني ودفCCع بعض من كCCان يرفضها الى قبولها كحل اجباري يشكل ما يسمونه ب )اهون الشرور(! ولو اردنCCا تصCCور كيفيCCة تنفيCCذ المخطCCط االمCCريكي االيCCراني المشCCترك للوصCCول الى هCCذه النتيجة لكنا شاهدنا غرفة عمليات تضم خبراء وساسCCة ورجCCال مخCCابرات وعلمCCاء نفس في امريكCCا، وربمCCا في طهCCران، يتCCابعون مCCا يجCCري في العCCراق ويتخCCذون قرارات انية لتصعيد االزمة من اجل ايصال النCCاس الى اليCCأس، انهCCا صCCورة انتCCاج

فيلم تفاعلي كامل االركان. 

لقد خسرنا اوال الوعي ما الذي خسرناه بسبب التفكير االنتقائي في هذه الحالة؟ الشامل لما يجري والذي ينبهنا الى ان اقامة االقاليم الفدرالية جCCزء مقCCوم – اي اساسي - من خطة االحتالل لتقسيم العراق،، هذا من جهة، اما من الجهة الثانيCCة فان الدعوة القليم سني ما هي االدعوة خداع وتضليل النها لن تنقCCذ السCCنة ابCCدا من االضطهاد حتى لو استقلوا باقليم، الن االصل في المخطCCط الCCذي ينفCCذ منCCذ االحتالل هو دفع العراق نحو التقسCCيم تCCدريجيا وتحت ضCCغط بيئCCة حافCCة المCCوت، وقيام امريكا وليس ايران وحدها بذلك العمل. ما ان يقام اقليم السنة حCCتى يجCCد نفسه في حالة صراع دمCوي كCCارثي مCع اقCاليم اخCرى شCيعية وكرديCة، كمCا انCه سيواجه صراعات على السلطة في االقليم نفسه تسفح فيها دماء كثيرة خصوصا الن توازن القوى داخCCل االقليم ال يسCCمح بالحسCCم فيCCؤدي ذلCCك الى بCCروز امCCراء حرب يتقاسمون االقليم فيسيطر كل امير حCرب على مدينCة او عCدة مCدن تمامCا

مثل الصومال، هذه حقيقة يجب االنتباه اليها قبل ان يتلوث البعض. اما االمر الخطير الذي يصب الزيت على النار فهو تولي )المبCادرة( – طبعCا االمCر في حقيقته ليس مبادرة بCCل اوامCCر امريكيCCة وايرانيCCة - للCCدعوة لالقليم من قبCCل اشخاص في االنبار او نينوى انصاف اميين مثل بعض الشيوخ الذين ال يستطيعون تلفظ جملة واحدة بصورة صحيحة، لذلك فان تCCزعمهم للمبCCادرة شCCكليا سيفضCCي الى هيمنة العصابات الغبية وحثاالت االقليم على المسرح القتالي فتكون النتيجة الحتميCCة هي التCCدمير المنظم لالقليم من خالل قتCCل االالف دوريCCا وسCCجن االف اخرين ونهب ثCCرواتهم او مCCا تبقى منهCCا، واالنهيCCار الكامCCل لكCCل تنظيم اداري او

سياسي، كل ذلك يتم بدعم امريكي وايراني مباشرين المراء الحرب.

[47]

Page 48: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان سCCذاجة من يتولCCون الCCدعوة او جهلهم او ماذا نسى دعاة اقليم السCCنة ايضCCا؟ اطمCCاعهم الشخصCCية او عمCCالتهم جعلتهم ال يعرفCCون او ال يتCCذكرون ان الالعب االساس واالقوى في لعبة االقاليم هCCو امريكCCا وايCCران وليس شCCيوخ سCCذج راينCCا بعضهم عاجزا عن النقاش او فاهما حتى لجزء بسيط من خطCCط امريكCCا وايCCران، ولهCCذا فCCان امريكCCا عنCCدما تCCدعم هCCذا النمCCط من االشCCخاص تعCCرف مسCCبقا انهم

مؤهلون لعمل واحد : التدمير الفوضوي والقاسي لالقليم وبال رحمة. واخيرا البد من تنبيه السذج، او عمالء االحتالل وادواته، من دعCCاة االقليم السCCني ان يتوقفوا عن دفن رؤوسCCهم في الرمCCال كي ال يCCراهم الشCCعب على حقيقتهم فالشعب ال يرى مؤخراتهم فقCط بCل يCرى رؤوسCهم حCتى بعCد دفنهCا، فالCدعوة القامة اقليم السنة تCCتزامن، وتتوافCCق وتتكامCCل، مCCع دعCCوات اخCCرى ليس القامCCة اقليم الجنCCوب فقCCط بCCل للمضCCي في تجCCزءة االقليم نفسCCه من خالل الCCدعوات الغريبCCة جCCدا على العCCراق وهي انشCCاء اقليم البصCCرة او اقليم العمCCارة او اقليم الناصرية! بل ان االمر اكثر كارثية هو ان المحافظCCات االن تتحCCدث كCCل منهCCا عن حكومتهCCا المحليCCة وصCCالحياتها واعتراضCCات )حكومCCة المحافظCCة( على حكومCCة

هل يوجد انسان ومهما كان مستوى ودرجة ونوعية غباءه وتخلفCه ال يربCط بغداد! بين هذه الدعوات القامة اقاليم من مدن بعد ان كCCانت الCCدعوة قبCCل ثالثCCة اعCCوام القامCCة االقليم من عCCدة محافظCCات؟ اليس ذلCCك مؤشCCر ال يخطCCأ لتقCCدم مخطCCط تقسيم العراق وان من يحرك الدعوة القامCCة االقCCاليم ومنهCCا االقليم السCCني هCCو امريكا وايران وليس شيوخ لم يعرفوا بعد ان عقلهم )عكلهم( عليها اوساخ كثيرة

جدا؟ بCCالقلم العCCريض نقCCول، ولكي ال يتCCوهم البعض انCCه اصCCبح بامكانCCه تقريCCر مصCCير العراق، ان االقليم خطوة اساسية على طريق تقسيم العراق، وهCCو تقسCCيم ليس فيه اي نوع من انCCواع الخالص حCCتى البسCCيط والجCCزئي الن االقليم سCCيبقى تحت احتالل امريكا وتدخالت ايران وهجمات الحكومة في بغCCداد، ويCCترتب على ذلCCك ان الموقف الوطني ال يسمح اال بCالرفض التCام والقطعي القليم سCني مهمCا كCانت التCCبريرات اذا كCCان المطلCCوب هCCو دحCCر مخطCCط االحتالل. امCCا من يصCCرون على موقفهم فانهم سيحشرون انفسهم في خCCانق يجب ان يتCCذكروه االن وليس غCCدا وهو خانق الحساب العسير لهم من قبل الشCعب العCراقي بسCبب قيCامهم بعمCل خياني واضح المعالم وضد ارادة الشعب وقواه الوطنية. اما من يراهن منهم على حماية امريكا له فليتذكر بان امريكا ال تدافع عن الحثاالت الوسخة التي تمسح بها

قاذوراتها النها ستلقيها في سلة القمامة.الجزء العاشر-

امريكان سندروم اكبر كوارث البشرية : American  – متالزمة امريكا10 syndrome * : ةCCداث الكارثيCCل االحCCما ان توص

امن به وتربى عليه ويصبح عبCCدا االنسان الى حافة الموت ويتخلى عن كل شيء لدافع واحد مهيمن بالمنازع، هCCو البقCCاء المجCCرد من اي قيم او تقاليCCد وضCCوابط، كضCCCوابط االنتمCCCاء الوطCCCني والCCCديني والعقائCCCدي واالخالقي و االجتمCCCاعي والثقافي...الخ، وتلك هي التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لغريزة البقاء اقوى غرائز االنسان واقدمها، حتى تبدا منظومة القيم العامة بالتفكك والCCزوال وتحCCل محلها متطلبات البقاء الغريزية فقط التي تحتل المكانة االولى في سلم اولويات

الوحشCCية السCCابقة الي تطCCور لقد أعيد االنسCCان رغمCCا عنCCه الى عصCCر  االنسان. انساني، لكن هذه العCCودة هجينCCة تمامCCا ولCCذلك، وبسCCبب هجينيتهCCا، فانهCCا االشCCد

[48]

Page 49: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

فاالنسCCان االول كCCان وحشCCا بحكم عCCدم وجCCود ،خطورة في تاريخ الوحشCCية كلCCه تطور سابق وهو لذلك كان حيوانCCا خاليCCا من العمCCق االنسCCاني والحضCCاري وكCCان حيوانا مثل باقي الحيوانات يبحث عن الغذاء عندما يجوع فيقتل الجل البقاء لكنCCه ما يشبع حتى يتوقف عن القتCCل مؤقتCCا، ولكن االنسCCان الCCذي يجCCبر على العCCودة للوحشية بعد االف السنين من التحضر والتثقف يواجCه مشCCكلة تCداخل المCؤثرات المختلفة وامتالكه قدرات جبارة تمنح االنسان الحديث قوة تدميرية لم يسبق لهCCا

مثيل. وهذه الحقيقة ابقت االنسان البدائي ال يفكر بمشروعية او ال مشروعية ما يفعCCل من اجل البقاء فهو ال يعرف معنى المشروعية غير الموجCCودة اصCCال، وليس لديCCه قيم تنببهCCه لالنحCCراف او الخطCCأ النهCCا لم تتكCCون بعCCد، وال حضCCارة وال قCCانون وال ضابط الن الوحشية كانت بداية االنسان، والشيء الوحيCCد الموجCCود والمقCCرر هCCو فروض الصراع المميت من اجCCل البقCCاء. ان الضCCمير لم يكن تكCCون بعCCد ولم يكن العقل االنساني قد تطCور ليعقCد محاكمCات منطقيCة وعقالنيCة، فتقCررت نوعيCة وعي االنسان وهو انه وعي مركز ومحدود بقيود ضمان البقاء المجCCرد، وهكCCذا لم

تكن فكرة الندم او محاسبة الضمير موجودة. 

ما الذي يترتب على هذه الحقيقة التاريخية؟ االنسان الذي تحضCCر وتطCCور وافCCترق عن الحيCCوان وعالمCCه وقCCوانين الغCCاب بعCCد تحوالت استغرقت االف السنين تقيد بقوانين وقيم المجتمCCع االنسCCاني بمختلCCف مراحلهCCا، من مرحلCCة التنقCCل البCCدائي وراء الطعCCام ثم الCCرعي ثم تكCCون العائلCCة الموسCCعة ثم القبيلCCة وصCCوال لمرحلCCة االمCCة والدولCCة الوطنيCCة واخCCيرا المجتمCCع المدني، مرورا بقيم االديان وروادعها، وعبر هذه الرحلة الطويلة والشاقة تشرب بمنظومات قيم كانت تتحكم به طوعCا او اجبCارا وكCانت تCزداد قCوة واتسCCاعا مCع

مرور الزمن وتبلور استنتاجات ودروس تصبح جزء مقوما من قيمه. وبتأثير ذلك التراكم القيمي المشار اليCCه ولCCدت اجيCCال تCCوراثت منظومCCات القيم حCتى صCCار التحكم القيمي باالنسCCان طبيعCCة ثانيCCة لالنسCCان الحCديث، ال يسCCتطيع العيش االمن نسCCبيا بCCدونها وال يفكCCر اال في اطCCار ضCCوابطها ورودعهCCا، فوجCCد االنسان المقيد بقيم اجتماعية واخالقية والمالك لوعي كافة العلوم والتكنولوجيCCا وخبرات االنسان وحكمته ووعيه العام، وكCCان هCCذا التطCCور كفيال بنقلCCه من عCCالم الحيCCوان البCCدائي الى عCCالم مخلCCوق اخCCر يتكCCون بسCCرعة متعاليCCا على الحيوانيCCة والوحشية، وتكرس هذا التطور بوضع ليس قوانين داخلية ملزمة تحكم االفراد بل ايضا توسع ووضع قوانين دولية تحكم عالقات الدول واسس االمم المتحدة لتكون

نظريا على االقل وسيلة تفاهم وحل مشاكل االمم. 

صنع ألة أفتراس ال ترحم مCCاذا يحصCCل حينمCCا تعيCCد االنسCCان الحCCديث المحكCCوم بقCCوانين وقيم الى حالCCة الوحشية وتحكم غريزة البقاء؟ ان اعادة االنسCCان الى نقطCCة بدايتCCه االولى وهي الوحشCCية الكاملCCة والتامCCة، وهي مرحلCCة سCCابقة الي حضCCارة وخاليCCة من اي قيم انسانية وقانونية واخالقية، يضع هCCذا االنسCCان امCCام حالCCة تشCCوه خطCCيرة نفسCCيا

عتيقCة لقيم تحكمت بCه االف السCنين وفكريا وقيميا، فهو ليس خاليا من تجربCة وال متحرر من روابط قانونية او تقاليدية خضع لها كما كان االنسان االول، بل هو متأثر بكل هذه القوانين والقيم والضCوابط والCروادع ويعرفهCا ودرسCها وعاشCها

[49]

Page 50: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وتحمل نتCCائج خرقهCCا، لCCذلك فانCCه حينمCCا يضCCطر للتخلي عنهCCا تحت ضCCغط حافCCة الموت ال يمكنه نسيانها او تناسCيها او اهمالهCا او تجنب تأثيراتهCا عليCه. كمCا انCه طور ذكاءه عبر االف السنين من التحوالت فاصبح فهمCCه لالمCCور عميقCCا وقدراتCCه

في ان واحCCد، وهCCو جCCرب الحCCروب كبCCيرة على ابتكCCار وسCCائل االبCCداع والCCدمار الحديثة بكل ما فيها من تكتيكات واساليب تCCدمير منظمCCة للعCCدو، وامتلCCك اجهCCزة مخابرات لعبت دورا حيويا في تنظيم القتل والخداع بطرق عبقرية مذهلCCة، لCCذلك نرى االنسان الذي يصل حافCCة المCCوت االن اشCCد وحشCCية وخطCCرا بكثCCير وبصCCورة مرعبCCة من االنسCCان االول الCCذي لم يعCCرف القيم وال فنCCون القتCCل الجمCCاعي وال

تخطيط المخابرات لكيفية ابادة االخرين. ولعCCل اكCCثر ممCCيزات االنسCCان الحCCديث خطCCورة وغرابCCة هي ظCCاهرة ان االنسCCان

يتمCCيز عن الحديث ابن الحضارة خصوصا االوربية وامتCCدادها السCCرطاني امريكCCا، بCCاقي المخلوقCCات الحيوانيCCة بانCCه لم يعCCد يقتCCل او ينهب الجCCل تحقيCCق حاجCCة بايولوجية تحفظ بقاءه وهي االكل والتناسل، بل اصبح يقتل ويسرق ويخCCدع رغم انه غير مضطر لفعل ذلك غريزيا النه شبعان، بل اخطر من ذلك انه متخم المعCCدة ويشبع ما بين سCCاقيه باسCCهل الطCCرق وال يضCCطر لمقاتلCCة حيCCوان اخCCر من اجCCل التناسل، وثري لدرجة انCه يملCك مCاال يكفي العالCة االف االفCراد، وهCو امن النCه يملك االسلحة المتطورة جدا التي تحميCCه، ومCCع ذلCCك فانCCه يقتCCل وينهب ويعتCCدي

ويغتصب النساء واالطفال وحتى الشيوخ ويتلذذ بالعدوان!! واالمCريكي الCCذي احتCCل العCCراق قCCدم ويقCCدم لنCCا صCCورة مفجعCCة المكانيCCة تحCCول االنسان الى حيوان هو االشCد افتراسCا ووحشCية وانعCدام الCروادع لديCه في كCل تاريخ المخلوقات المختلفCة من النملCCة حCتى الضCبع، كمCا راينCCا ذلCك في العCCراق المحتل، نحن ضحايا الوحشية االمريكية ولم يخبرنا بذلك احد، ففي ابو غريب مثال كCCان ضCCباط وجنCCود امريكCCيين يتسCCلون بقتCCل العراقCCيين واذاللهم وتعCCذيبهم واغتصابهم وتصوير ذلك المشهد الذي لم يفعلCه اي حيCوان عCبر تCاريخ الحيوانيCة كله. ومن يعتقد بان ابو غريب عمل منفCCرد واسCCتثناء، كمCCا ادعى بCCوش الصCCغير، يقع في خطأ دعCائي امCريكي الن كCل معتقالت العCراق وبيوتCه صCارت مثCل ابCو غريب، واكثر منه في حCاالت كثCيرة، تمCارس فيهCا القCوات االمريكيCة كCل انCواع القتل وسرقة اموال الناس الفقراء واالغنياء واغتصCCاب النسCCاء واالطفCCال، ومCCاابادة اكثر من مليوني عراقي بعد الغزو فقط اال دليل حاسم على هذه الحقيقة.

ويصCCل مCCوت ضCCمير االمCCريكي المحتCCل حCCد انCCه يطCCالب الضCCحية بCCدفع تكCCاليف وتعويضات عن غزوه للعراق وابادته للعراقيين ويحصل على تعويضات بالقوة مCCع ان الضحايا الذين قتلوا وعذبوا ونهبت اموالهم وشCCردوا من ديCCارهم هم من يجب ان يأخذ التعويضCCات وليس الجالد المفCCترس!!! والسCCبب واضCCح فCCاالمريكي ليس ابن حضارة بل هو الوريث الشCCرعي لسCCايكولوجيا المجCCرمين البريطCCانيين الCCذين نفتهم بريطانيا الى العالم الجديد، اي امريكCCا، تخلصCCا من اعCCدادهم الكبCCيرة وهCCو

ايضا وريث عقد االضطهاد الديني والطبقي في بريطانيا واوربا. من هنا، وبسبب ذلك، حطم االستغالل الذي تعرض له االجداد االوائل للمهCCاجرين الى امريكا منظومة القيم لCCديهم وجعلهم يسCCعون للبقCCاء المجCCرد من اي قيم او روادع وترسخت في اعماقهم ايديولوجية واحدة تتمركCCز حCCول هCCدف واحCCد وهCCو تحقيCCق الفائCCدة االنانيCCة الفرديCCة الصCCرفة، وعCCبر عن هCCذه الحقيقCCة بالفلسCCفة الوحيCCدة السCCائدة في امريكCCا وهي البراغماتيCCة الCCتي تجعCCل من االنسCCان الفCCرد مصدر االحكام والقيم ومقرر الخطCCأ والصCCواب وليس المجتمCCع والقCCانون العCCام،

[50]

Page 51: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يمCCارس افعCCاال لم ويترتب على ذلCCك انCCه حينمCCا يتمكن االمCCريكي ويملCCك القCCوة يمارسها حتى الجالد الذي اضCطهد اجCداده قبCل بضCعة مئCات من السCنين وصCنع

لديهم عقدة استسهال قتل البشر وابادتهم بال رحمة. وهنا تكمن خطCCورة الCCدفع نحCCو حافCCة المCCوت : فهي بتحطيمهCCا لمنظومCCة القيم تفتح )صندوق بانCCدورا( وتنطلCCق منCCه كCCل الشCCرور المختزنCCة بال شCCعور وبشCCعور مخلوق لم يكتمل تطCCوره بعCCد، وهي شCCرور خطCCيرة ومCCدمرة، ومنهCCا اللصوصCCية وعهر الجسCCد وعهCCر الضCCمير االشCCد سCCقوطا وخطCCرا من عهCCر الجسCCد، والكCCذب المنظم والمتعمد الجل تدمير االخر وافنCCاءه، واسCCتخدام التكنولوجيCCا في تحقيCCق مأربه وممارسة احCCط اشCCكال الخCCداع للحصCCول على المCCال، بمCCا في ذلCCك الغCCدر باقرب الناس اليه، وفي مقدمة النتائج على الصCCعيد العCCام بCCروز اسCCتعداد واضCCح

اثCCار ونتCCائج مCCا لخيانة الوطن الذي تدهورت قيمته بسقوط منظومة القيم وتلك نطلق عليها مصطلح متالزمة امريكا، او كما تسمى باللغة االنكليزية

(Americansyndrome.) البلد الوحيد في التاريخ الذي انتقCCل من كما وصفها برنارد شو هي ) والن امريكا

فأنهCCا بحاجCCة حتميCCة لعCCالم البربرية إلي االنحالل دون أن يمCCر بعصCCر الحضCCارة(، ينسجم مع وضعها ومثلها تماما افراده وحوش تتزيا بزي البشر، ال تحكمهم القيم االنسانية واالخالقية بل القوانين التنظيمية البراغماتية الطابع، وهذا نراه متجليCCا عند احتالل امريكا لبلد ما فما ان تحتله حCCتى تبCCدأ فCCورا بتنفيCCذ خطCCة اخطCCر من خطة االحتالل العسكري والنهب االستعماري للثروات وهي تفتيت منظومة القيم في المجتمCCع والCCتي تتحكم بهCCذه الدرجCCة او تلCCك بCCافراده وتضCCمن انسCCاقا من السلوك معروفة ومسيطر عليها اما بالقوانين او باالعراف والتقاليCCد، واسCCتخدام العنف في اكثر اشكاله وحشية وتطرفا بما في ذلك ابادة الماليين دون تردد، كما

وبمCCا ان تفCCتيت القيم ال حصل للهنود الحمر وللفيتناميين وللعراقCCيين وغCCيرهم. يمكن ان يحCCدث بسCCرعة النهCCا مكCCون نفسCCي وثقCCافي عميCCق الجCCذور في وعي االنسCCان وتراثCCه وتقاليCCده فCCان خلCCق بيئCCة قCCاهرة تفتت القيم تصCCبح الهCCدف الستراتيجي الثاني بعد تحقيق الغزو وهو ما رايناه بوضوح كامCCل وبال اي غمCCوض في العراق حينما بادرت امريكا وعمدا وتخطيطا الى تهديم الدولة والمجتمCCع ولم

امريكCCا لم تتعمCCد تCCدمير  تكتفي باسقاط النظام الوطCCني، ولCCذلك فمن يظن ان الدولة والمجتمع في العراق وان ذلCCك كCCان خطCCأ بCCول بريمCCير الحCCاكم االمCCريكي للعراق واهم وال يعرف امريكا وال كيف تخطط وتعمل وعدم المعرفة هذه تفضCCي

الى االنتحار حتما. 

التطبيق العملي ان ما حدث في العراق قدم لنا صورة انموذجية لكيفية نقCل مجتمCع مCا وبسCCرعة من مجتمع تتحكم فيه منظومة قيم الى غابة تسودها قوانين الغابCCة، لكنهCCا غابCCة تختلف عن غابة االنسان االول االحادية الCCدافع، وهCCو البقCCاء المجCCرد، في نقطCCة جوهرية وهي انها غابة تملك سمات مركبة ومعقدة في اوضاعها ودوافع ساكنيها ففيها كل الوعي االنساني مركزا ومطبقCا بصCيغ انتCاج الوسCائل الحديثCة للقهCر والخداع والحرب بكافة اشكالها، كمCCا ان فيهCCا االنانيCCة الCCتي تطغى على الغيريCCة بتأثير حافة الموت، فتختلط غريزة البقاء بالقدرة على ليس على انCCتزاع الطعCCام من االخر دون قتله، كما كان يفعل االنسان البدائي، بل اصبح افناء االخر وايصال االيذاء مرحلCCة لم تكن متخيلCCة من قبCCل االنسCCان االول هCCدفا بحCCد ذاتCCه وسCCلوكا

[51]

Page 52: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

متغلبا وتقليدا شعبيا يصفق له الماليين من االمريكيين حينما يستمعون لرئيسCCهم يخبرهم بقتل االالف واستعباد الماليين، وهCCو مCCا راينCCاه في ارتفCCاع شCCعبية هCCذا

القاتل المجرم بعد غزو العراق وتدميره! في العراق راينا لصوصية على نطCCاق واسCCع وراينCCا التسCCابق العلCCني على النهب وسرقة اموال الدولة وراينا التزوير يصل مرحلة الفضيحة مثل فضيحة الشCCهادات المزورة، وراينCCا االخ يغCCدر باخيCCه او بCCابن عمCCه، والجCCار يسCCتولي على دار جCCاره ويطCCرده منCCه بعCCد عشCCرة عمCر طويلCCة وملح وزاد، وراينCCا من كCCان وطنيCCا يعمCل بنشاط تحت امرة االحتالل مقابل المال. وفي هذه اللوحة المأساوية من متالزمة امريكا راينCCا التفنن بالخCCداع والقتCCل واالحتيCCال والخيانCCة بصCCورة تصCCدم الضCCمير االنسCCاني، وراينCCا العهCCر ينتشCCر والمخCCدرات تصCCبح المالذ الوحيCCد لبعض النCCاس لنسيان واقع كارثي غير مفهوم، وواجه ويواجه ابناء العراق كل ما ال يخطCCر على بال من اعمال وانحرافات لم تكن تخطر ببال اشCد العراقCيين تشCCاؤما! كCCل ذلCك حصل بتخطيط ورقابة وتوجيه امريكيين تامين ومتواصCCلين، الن هCCدف امريكCCا لم يكن اسقاط النظام الوطني فقCCط بCCل االهم كCCان تCCدمير العCCراق وانهCCاء مصCCادر حيويته وقوته وتركه مريضا لعدة عقود من الزمن بعد تقسيمه اربا اربا. وتلك هي مكونات سيناريو الفيلم التفاعلي االمريكي في العراق والذي وضع قبCCل سCCنوات

من غزوه. والن الCوعي النCاجم عن متالزمCة امريكCا بعCد حصCول الكارثCة هCو وعي انتقCائي صرف فان تنويع اشكال االبادة والتفتيت ضرورة يفرضها وعي االنسCCان الحCCديث وهو في قمة تطوره العلمي والتكنولوجي، ومنهCCا مCCا يملكCCه من وسCCائل الخCCداع والتضليل التي لم يكن االنسCCان البCCدائي يعرفهCCا كCCاالعالم الفضCCائي واالنCCترنيت

في العراق كCCانت المسيطر عليهما بقوة وبشكل تام، ولذلك فان متالزمة امريكا واضحة جدا في تنفيذ هدفها الستراتيجي االبعد وهCCو تقسCCيم العCCراق، لكنهCCا في االقطار العربية االخرى تختلف تجلياتها واساليبها وخططها هنا او هناك. فحينمCCا بدات خطة افقار الشعب العربي او زيادة فقره واذالله وحرمانCCه من الحCCد االدنى من حقوقه االنسانية، منذ عقود سواء تحت ظل انظمة وطنية كنظCCام عبدالناصCCر وصدام حسين، او تحت ظل انظمة عميلCCة وتابعCCة وفاسCCدة، كCCانت امريكCCا تتعمCCد تعظيم وتضخيم وتنمية كل االمراض التقليدية في المجتمع العربي، ونشرها، بCCل كانت تتعمد زرع وخلق امراض اجتماعيCCة لم تكن موجCCوة اصCCال من اجCCل التعجيCCل

بتفتيت منظومة القيم تمهيدا لتدمير الدولة والمجتمع. 

تنويع اشكال االبادة والشرذمة وكان تدمير الدولة والمجتمع في العراق قد تم عن طريق الغزو المباشCCر وفشCCل الغCCزو في تحقيCCق االهCCداف االمبرياليCCة كالسCCيطرة على نفCCط العCCراق بصCCورة مستقرة واعادة بناء الصCCناعة النفطيCCة، فCCدفع هCCذا الفشCCل الى تCCدمير االقطCCار العربية عن طريق اخر يجنب امريكCا مCا تعرضCت من خسCCائر كارثيCة في العCراق، وهو طريق ال يكلف امريكا رجاال وماال بوضع وتنفيذ خطط تفجير الغضب الشعبي المتراكم والمشروع على االنظمة وليس على امريكCCا والصCCهيونية بCCل لخCCدمتهما

في قنCCاة ضCCيقة هي قنCCاة الحCCرب مباشرة، مع التخطيط الدخال عمليCCة التغيCCير االهلية، التي تعقب مرحلة العذاب والمعاناة سياسCCيا واقتصCCاديا واجتماعيCCا لعCCدة

العCاديين على حافCة عقCود وصCوال لتقسCCيم االقطCار العربيCة بعCد وضCع النCاس الموت، فاالنسان الذي انتظر الخالص حتى يCأس منCCه بعCCد اكCCثر من اربعCCة عقCود

[52]

Page 53: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يCCرى فجCCاة ان الخالص ممكن وان اسCCقاط الCCديكتاتور هCCو الخطCCوة االولى نحCCو خالصه، لكنه ما ان يسCCقط الCCديكتاتور ويفCCرح بانجCCازه الكبCCير وتتجCCه نفسCCه نحCCو البديل المنتظر يفاجأ بصدمة ان من امسك بزمام االمCCور ليس الشCCباب المنتفض

بل اركان النظام السابق انفسهم بعد التضحية براسه! بفضل حث واجبار الرغبة في اسقاط النظام وطغيانها على كCCل شCCيء وبصCCورة تحCCددها غريCCزة البقCCاء في مواجهCCة المCCوت البطيء الCCذي فرضCCه النظCCام اهمCCل المنتفض ضد الديكتاتورية كل المCCؤثرات االخCCرى وركCCز بصCCره ووعيCCه وعواطفCCه على اسقاط النظام فقط، وهنCCا راينCCا الCذكاء الشCCيطاني االمCريكي مCرة اخCرى، فتحت حث واجبCCCار هCCCدف التخلص من ظلم النظCCCام قبCCCل المنتفض ان تكCCCون انتفاضته ديمقراطية فقط ومعزولة عن االطار التحرري وقبل ان تدعمCCه امريكCCا وحلف النيتو واخذ يبرر ذلك بان المهم االن هو اسقاط النظام ثم بعد ذلك نطCCرد امريكا والنيتو! وفكرة جعل التخلص من النيتو وامريكا بعد اسقاط النظام ليسCCت فقط تفكيرا غريزيا متوقعCCا من المنتفض اليCCائس من النصCCر بCCل هي ايضCCا لعبCCة امريكيCCة، فلكي تصCCطاد فCCأرا عليCCك ان تضCCع جبنCCة لCCه ليشCCمها ويCCدخل القفص، والجبنCCة االمريكيCCة كCCانت زرع وهم االمCCل في التخلص من التCCأثير الخCCارجي بعCCد اسCCقاط النظCCام وليس بالترابCCط العضCCوي بينهمCCا كمCCا تفCCرض الضCCرورة وواقCCع

الصراع وجدليته التاريخية. 

من شيطنة امريكا الى عشقهايCد لCدى البعض وكCان ابCرز تعبCير وهكذا اختفى كره امريكا التقليدي او ضعف وح| عن ذلك هو الفصل المثير العمق الشكوك والمصطنع بين الديمقراطيCCة وحقCCوق االنسان من جهة ومطاليب التحرر من االستعمار والنفوذ الغربي والصهيوني من جهة ثانية، مع ان الربط بينهما كان خطا ستراتيجيا ووطنيا ثابتCCا في كCCل مراحCCل نضCCال االقطCCار العربيCCة، الن احCCد اهم سCCببين لفسCCاد وديكتاتوريCCة االنظمCCة هCCو تبعيتها المريكا وتشجيع امريكا لالنظمة على الفساد والقمع واالستبداد وحمايتها من السCCقوط. ان غيCCاب الشCCعارات المعاديCCة المريكCCا وللCCنيتو وللصCCهيونية من االنتفاضة في مصر وتونس ومن تظاهرات اليمن وسCCوريا كCCان ظCCاهرة تقCCدم بال لبس وغموض فكرة عن التاثير االمCCريكي في مسCCار االحCCداث ومن يتجاهCCل هCCذه

الحقيقة يحكم على نفسه بانه التهم جبن المصيدة االمريكية. بCCل وتجCCرأ بعض المعارضCCين للنظCCامين في سCCوريا وليبيCCا مثال على دعم خطCCط التCCدخل االمريكيCCة واالطلسCCية، كمCCا حCCدث في ليبيCCا الCCتي طلبت معارضCCتها دعم النيتو علنا وبال غموض واصبحت الحرب الCCتي يشCCنها الCCنيتو على الشCCعب الليCCبي هي المصدر االساس لقوة المعارضة واستقبلت المعارضة فيها الصهيوني هCCنري ليفي الذي نقل رسالة واضحة جدا من قيCCادة المعارضCCة الليبيCCة الى رئيس وزراء الكيان الصCCهيوني تؤكCCد ان المعارضCCة الليبيCCة اذا وصCCلت للسCCلطة فسCCوف تقيم عالقات قوية مع الكيان الصهيوني، او كما حصل في حماة في سوريا عنCCد زيCCارة السفير االمريكي لها واستقباله بالورود والرز وسط مظاهرة كCCانت االغCCرب في االحداث العربية، كأن امريكا محرر للشعب السوري مع انها مازالت تCCذبح الشCCعب

العراقي وتحتل العراق وتدعم بصورة اكثر مما مضى الكيان الصهيوني! كل ذلك عزز اعمق الشكوك بان الدور االمريكي حاسم في تقرير مسCCار االحCداث والمطاليب وهو السبب في الفصل المصطنع بين الديمقراطيCCة ومطلب التحريCCر

هنا نعود لنقطة البدايCة، فاالنسCان الCذي اوصCل من الغزو االمريكي والصهيوني.

[53]

Page 54: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

لحافة الموت وقتله اليأس وجCCد فرصCCة نCCادرة واسCCتثنائية الول مCCرة للتخلص من النظام فكان منطقيا في ظل ضغوط وضعية حافة الموت ان يحني راسه المريكا ويقبل بدعمها وينسى جرائمها ويCرحب بCدورها في التغيCير واخCذت عيونCه قبCل اذانه تطرب لسماع امالءات امريكا على لسان هيالري التي تقول وتكر ر القول :

لقد سقطت مشروعية الحاكم الفالني، وعلى الحاكم الفالني ان يرحل فورا! 

تداعي اوهام هشة هنا نحن بمواجهة مباشرة وحادة مع الCCوعي االنتقCCائي الCCذي ينفصCCل عن اطCCاره العام والطبيعي والضروري وهو الوعي الشامل المتعدد االوجCCه واالحتمCCاالت الي قضية او حالة، والذي يصر، اي الوعي االنتقائي، على رفض اعادة ارتباطه باصCCله وبيئته الطبيعية وهي الوعي الشامل غير المنقCCوص والCCذي يCCوفر وحCCده امكانيCCة فهم ما يجري بصواب ودقة وموضوعية، الن الوعي االنتقائي يتعمCCد خCCداع الCCذات بفكرة ان من الممكن تحقيق نصر بعد اسقاط النظام على امريكCCا مCCع ان خيCCوط اللعبة الرئيسة بيد امريكا وليس بيد الشباب، كما اثبتت تجربة مصر وتونس اللتان انتهتCCا بCCانفراد المجلس العسCCكري بCCالحكم وهCCو مجلس السCCادات والتطCCبيع مCCع

ان معCCاركاسرائيل، والتبعية العسكرية المريكCCا وهCCو نفس حCCال مجلس بن علي! في سيناء بين الشباب الثوري المصري والنظام العسكري عنCCدما فجCCر30/7يوم

الثوار الحقيقيون في مصر خط امCCداد الكيCCان الصCCهيوني بالغCCاز المصCCري للمCCرة الرابعة كانت تعبيرا رائعا وصحيحا عن وجود روح للثورة الحقيقية في مصCCر وهي ثورة مركبCCة تحرريCCة وديمقراطيCCة في ان واحCCد وليسCCت مثCCل انتفاضCCة الشCCباب

االحادية الجانب في ميدان التحرير. الوعي الCCذي تحCCدده مسCCارات حالCCة حافCCة المCCوت الCCتي تفرضCCها امريكCCا النCCتزاع االنسان رغما عنه من بيئته القيميCCة والوطنيCCة هCCو وعي انتقCCائي بكCCل مCCا تعنيCCه اكاديميCCا وسياسCCيا وسCCايكولوجيا كلمCCة انتقائيCCة، وهCCو لCCذلك ليس سCCوى وعي شيطاني هو االشد تضليال للناس من ضحايا النظم، وهCCو تخCCريب متعمCCد ومCCبرمج للوعي السليم الذي يCCرى صCCورة الصCCراع بكافCCة مكوناتهCCا وعناصCCرها ومؤثراتهCCا خصوصا التحررية والديمقراطية، النه وعي يجعل االنسان يستسلم لغزيرة البقCCاء فقط ويبعد االنسان عن قضCاياه الحقيقيCة، من جهCة، ويحCرك فيCه عقCد نفسCية تعويضية كالرغبة المحمومة في تحقيق نصر ولو بالتوهم وااليهام، من جهة ثانية. وما يجري االن في الوطن العربي ووقCCوف البعض على عتبCCة واحCCدة مCCع امريكCCا وحلف النيتو في موضوع ما سمي ب )ربيع العرب( يؤكد خطورة الوعي االنتقائي وامكانياته الهائلة في توريط عدد ليس بالقليل من المثقفين العرب في مواقCCف تخدم امريكا مباشرة من خالل قيام الوعي االنتقائي بطمس معالم صورة الحCCدث

الكاملة والشاملة والتركيز على جزء منها فقط. فكر بقوة الوعي االنتقائي فقط تجد نفسCCك في حضCCن امريكCCا رغم انCCك تسCCبها بحماس ال حدود له كما فعل خميني الذي كان يومه يتصرم وهCCو يشCCتم الشCCيطان االكبر لكنه كان يقبض منه السالح رسميا لمحاربCCة العCCراق! ال فكCCاك من الوقCCوع في فخاخ امريكا والصهيونية حالما نقع في مستنقع التفكير االنتقائي، انCCه لعنCCة الحاضر التي تخمر لعنCCة اشCCد هCCوال للمسCCتقبل العCCربي اذا لم نفقCCأ عين الCCوعي

.االنتقائي ونطرده من ساحة معرفتنا (( ايsyndrome متالزمCCة هي الترجمCCة العربيCCة لمصCCطلح طCCبي هCCو *مالحظCCة :

مجموعة الظواهر المرتبطة بمرض مCCا والCCتي تظهCCر تعبCCيرا عن وجCCوده، فمCCرض

[54]

Page 55: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االيدز مثال هو االختصار الشائع لمصطلح جديد برز في ثمانينيات القCCرن الماضCCيAcquired متالزمCCCة نقص المناعCCCة المكتسCCCبة  وهCCCو immune deficiency

syndrome)  اراCCوتكتب اختص( (Aids) ، ترجمCCندروم تCCان سCCان امريكCCذلك فCCول متالزمة امريكا، وهي كل ما يتعلق بعمليات الغزو االمريكية للشCCعوب االخCCرى من اثار ونتCCائج وتحCCوالت في الدولCCة والمجتمCCع واالنسCCان، خصوصCCا االثCCار النفسCCية والفكريCCة والثقافيCCة، والCCتي رايناهCCا في فيتنCCام بصCCورة جنينيCCة ثم رايناهCCا في العراق بصورة مجسمة وكبيرة نظرا لتطوير امريكا لوسائل نفسية وطبية وفكرية سخرت لخدمة هدف انجاح الغزو وادت لبروز اثCCار في المجتمCCع سCCببها زرع بCCذور وتنميتها عمدا وتخطيطا وليس كنتائج عرضية غير مقصودة فقط وابرزها تشCCويه

منظومة القيم ومحاولة تدمير اسسها.-الجزء الحادي عشر:

النغل االخطر لالنتقائية : الفتنة الطائفية

ولئن كان فيلم الجريمة المنظمة والCرعب التفCاعلي االخCير الCذي سCمته هيالري كلنتون )ربيCCع العCCرب( تCدور احداثCه حCول تغيCCير االنظمCة فCان الفيلم التفCاعلي االخطر الذي انتج بسرية تامة وتمويه دقيCCق قبCCل انبثCCاق عصCCر االفالم التفاعليCCة بثالثة عقود وكان حقا انتصارا لمدرسة صناعة االحCCداث من خالل زج االف النCCاس للمشاركة الحية في الفيلم دون ان يدركوا انهم ابطال فيلم تفاعلي، كان اسCCمه )المجاهدون االفغان( وتوأمه المتزامن المسمى ب )الثورة االسالمية في ايران(، وكالهما بدأ عرضه في نهاية السبعينيات وصCCدما الماليين بعظمCة اخراجCه ودقتCCه التي تماهت مع مشاعر عشرات الماليين في العالم، وكانت ثيمته االساسية طرح الدين كبديل عن التحرر الوطني واستبدال احدهما باالخر من اجل تعبيCCد الطريCCق السCCريع ذي السCCت ممCCرات – االوتوسCCتراد او الهCCاي وي – لمCCرور ابشCCع كCCوارث الصراعات العربية العربية واالسالمية االسالمية، وهي التي بCCدأنا نشCCهد فصCCولها تتوالى وتترى حلقة بعد اخرى والتالية تكون اكثر دموية وتعقيدا من سابقتها منCCذ جاء خميني حامال سيف تكفير القوميين العرب ودشن عهد الحروب الداخليCCة بينالمسCCCCلمين والCCCCتي نعيش كارثيتهCCCCا االن كنتيجCCCCة طبيعيCCCCة لعCCCCواقب الفلم.

)اليCCوم التCCالي(* للتفجCCير النCCووي في الفيلم، اي في هCCذه المرحلCCة نحن نواجCCه عواقبCCه، بكCCل اثCCاره التدميريCCة، وهي اثCCار تتكCCون اساسCCا من تلCCوثين ال حCCدودلCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدمارهما وهمCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا :

- التفجير المنظم والمنضبط والموجه لغضب شCCعبي عCCربي مCCتراكم وحقيقي،1 ضCCد انظمCة بCذاتها وهي االنظمCة الجمهوريCة وليس ضCCد االنظمCة الملكيCCة الCتي تشكل في واقع االمر مصدر الفسCCاد االكCCبر والظلم االعظم واالنحCCراف االخطCCر المتمثCCل في التبعيCCة المطلقCCة لالسCCتعمار والصCCهيونية، مCCع انCCه كCCان يجب ان ال يتفجر الغضب الشعبي بتوجيه امريكي ولخدمة امريكا والنظم الخادمة المريكCCا بالشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرط او قيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCد.

– والتفجCCير المنظم والمنضCCبط والموجCCه ايضCCا للفتن الطائفيCCة العميCCاء الCCتي2 اشCCعلت ويتعCCالى لهيبهCCا يومCCا بعCCد اخCCر حCCتى انهCCا طCCردت الصCCراع الطCCبيعي والحقيقي، وهو الصراع مع االمبريالية والصCهيونية والصCراع المتفCرع عنCه وهCو الصراع ضد انظمة الفساد والديكتاتورية والتبعية، وحلت محله. ان اخطCCر مظCCاهر

[55]

Page 56: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هذا الصراع الطائفي المرعب والمدمر هو الالعقالنية حيث اننا صCCرنا نواجCCه االن الالمعقول بدرجة الجنون المفرط المتمثل في اعادة اشعال فتنCCة اشCCتعلت قبCCل

( من الهCCدوء وانطفCCاء الفتنCCة نجCCد14 قرنا ثم انطفات، وبعد هذه القرون ال)14 من يحييهCCا ويوصCCلها الى حالCCة الحCCرب، بكCCل مCCا تعنيCCه هCCذه الكلمCCة من معCCنى! واالطروحة الرئيسة الالعقالنية فيها هي اعادة الصراع حول من يسCCتحق الخالفCة االسCCالمية : على بن ابي طCCالب ام غCCيره من صCCحابة النCCبي )ص(!!! وهكCCذا نجح الفيلم في ادخالنا في بحور من الدم والCCدموع رغم ان االمCCام علي واحفCCاده قCCد

قرنا ولم يعد احد يسCCتطيع اثبCCات انحCCدار احCCد من14ذهبوا الى العالم االخر منذ نسCCلهم الكCCريم االن لكي يعCCود حCCق الخالفCCة اليCCه، وهنCCا يكمن المظهCCر االخCCرلالعقالنيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة!!! ان السالح االخطر الذي نجحت اجهزة المخابرات االمريكية واالسرائيلية وااليرانية في استخدامه في هذا الفيلم التفاعلي هCCو اشCCعال الفتنCCة الطائفيCCة بين السCCنة

قرنا ونسCCيها النCCاس وصCCارت تاريخCCا14والشيعة، مع اننا بازاء مسألة انتهت منذ يتجنبCCه العقالء والفتنCCة اشCCعلها الفيلم التفCCاعلي المشCCترك االنتCCاج )االمCCريكي- االسCCرائيلي – االيCCراني( رغم ان العCCرب يمCCرون بمرحلCCة حسCCم الصCCراع مCCع الصCCهيونية وحليفتهCCا امريكCCا كمCCا تجلى في تسCCارع العمCCل لتصCCفية القضCCية الفلسطينية واحتالل العراق وغير ذلك، االمر الذي وضع العCCرب انظمCCة وجمCCاهير امام عدة صراعات في وقت واحد او متزامنة كلها خطCيرة ودمويCة وكلهCا مربكCة وكل واحد منها يحتاج للتفرغ التام له، فكيف يمكن ادارة الصراع او خوضه بنجCCاح وتجنب المواقف والخيارات التي تقود الى الكارثة في بيئة معقدة وغير مفهومCCة ومربكة؟ ان توقيت اشعال الفتن الطائفية بحد ذاته يثCCير اعمCCق الشCCكوك بوجCCود مخطط مسبق،وهو لذلك غريب ويثير عشCCرات االسCCئلة، انCCه تCCوقيت انتحCCاري اذاافترضنا حسن النوايا لدى العرب الذين وقعوا في فخ الطائفية الCCذي نصCCب لهم.

ديالكتيك ثأرات بني فارس وبني صهيوني

ولكي ال نعمم بطريقة تضي|ع الهدف وهو فهم حقيقة مCCا يجCCري البCCد من التCCذكير بحقائق تاريخية معروفة، فاالسالم ما ان ظهر حتى تعرض لهجمCCات معروفCCة مCCع الCCديانتين السCCابقتين لCCه وهمCCا اليهوديCCة والمسCCيحية، وبCCدأت لعبCCة العمCCل على تسقيط دعائمCCه، ورد المسCCلمون على ذلCCك فظهCCرت الصCCراعات الدينيCCة وخلقت نتائجها وهي العداوات وتناقض الروايات حول تفسCCير نصCCوص مCCا ورد في الكتب المقدسة للديانات والطوائف. وما ان انتصCCر االسCCالم على خصCCومه في الجزيCCرة العربية وبدأ باالنتشار حتى اصطدم باالمبراطوريتين الفارسية والرومانية اللتCCان كانتا تتقاسمان السيطرة على المنطقCة، وكCCانت االولى زرادشCتية الديانCة بينمCاالثانيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة كCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCانت مسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCيحية.

وقدر تعلق االمر باالمبراطورية الفارسية فان االسالم بقيادة العرب، الذين كCCانوا اول من نشره وعممه، نجح في تحطيم االمبراطورية الفارسCCية والحCCاق الهزيمCCة بالديانة الزردشتية التي كانت سائدة في فارس، وانتشر االسالم في بالد فCCارس بقوة السيف غالبا، االمر الذي انتج رد فعل ثأري خطير نعاني منه حCCتى االن، بCCل

قرنCCا وظهCCر االن بكامCCل تخريبCCه14ان الCCرد الفارسCCي االخطCCر تCCأخر حCCوالي ووصCCلت اثCاره1979وسلبياته بعد وصCCول خميCCني للسCCلطة في ايCران في عCام

[56]

Page 57: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

التدميريCCCCCCة بعCCCCCCد غCCCCCCزو العCCCCCCراق الى مرحلCCCCCCة التهديCCCCCCد المصCCCCCCيري.

فماذا حدث بين العرب والفرس حقا كي تنتج تلك االحداث صراعا طCCويال ومعقCCدا ومتشابكا بينهما نرى االن اثاره التدميرية؟ حينما كCCانت فCCارس عبCCارة عن قبائCCل متخلفة وكانت ارضها غير خصبة وتفتقر للماء – ومازالت كذلك حتى االن - كCCانت قبائلها البدائية تغزو العراق صاحب اول حضارة في التاريخ بحثCCا عن المCCاء والكأل فنشأت صراعات وحروب بين العراق وفارس، الن العراق كCCان المكCCان المناسCCب للحصCCول على المCCاء والكأل وليس الجCCيران في الشCCمال او الشCCرق او الجنCCوب والذين كانت اراضيهم اما باردة جدا او فقيرة بخيراتهCCا وتفتقCCر للميCCاه كالهضCCبة االيرانية ذاتهCCا، وهCCذه الحقيقCCة التاريخيCCة والجيوبولتيكيCCة هي الCCتي وضCCعت بالدفCCCCارس وبالد الرافCCCCدين على مسCCCCار تصCCCCادمي وعCCCCدائي عCCCCبر التCCCCاريخ.

وتلك كانت بداية نقطة الدم التي كانت تتوسع مع مرور الCCزمن. وحينمCCا تطCCورت فارس وصارت لها حضارة وثقافة وانجازات وديانة بقيت ارض غربها - اي العراق - الهCCدف المفضCCل للتوسCCع االمCCبراطوري الفارسCCي الن العCCراق كCCان بلCCد المCCاء واالرض الخصبة وهي ماكانت فارس تحتاجه. وبتCCاثير ذلCCك كCCانت االمبراطوريCCات الفارسية تغزو وتتوسع على حسCCاب الغCCير ومنهم العCCرب، فلقCد وصCCلت غCزوات الفرس لليونان في اوربا والجزيCرة العربيCة ووسCط اسCيا وغيرهCا بنزعCة توسCع استعماري عدت من اقCCدم غCCزوات االسCCتعمار القCCديم المعروفCCة. وفي كCCل هCCذه الغزوات كانت فارس تنشر ثقافتها وديانتها وتؤسس جاليCCات فارسCCية تسCCتوطن في اراضي الغير، وكانت تنظر للعرب كشعب )متخلف من البدو(، لذلك فان نجاح العرب المسلمين في الحCCاق الهزيمCCة باالمبراطوريCCة الفارسCCية وفCCرض االسCCالم عليهCCا كCCان مناسCCبة طبيعيCCة لصCCدور رد فعCCل سCCتراتيجي وتCCاريخي بعيCCد المCCدىومتشCCعب المكونCCات ينطCCوي على نظCCرة عنصCCرية ومطلب ثCCأر في ان واحCCد.

لقد شعرت النخبCة الفارسCية بCان العCرب دمCروا امCبراطوريتهم بفضCل االسCالم وقوة تأثيره، لذلك فان رد الفعل االول والمخطط كان العمل على تدمير االسالم من خالل االنخCCراط فيCCه والتظCCاهر بقبولCCه ولكن من اجCCل نشCCر الفتن داخلCCه وتمزيقه شر ممزق في عملية انتقام تاريخية طويلCCة المCCدى وكCCان الصCCراع على الخالفة الذي نشأ بعد وفاة النبي )ص( مناسبة نادرة ومفتوحة الخCCتراق االسCCالم، فلعب الفرس واليهود دورا خطCيرا وحاسCما في تحويCل الصCراع، وكCان سياسCيا صرفا حول من يجب ان يحكم االمام علي ام ابو بكر وعمCCر وعثمCCان )رضCCي اللCCه عنهم جميعا(، الى صراع طCCائفي لفقت اسسCCه ومصCCادر ديمومتCCه. وهCCذه النخب التي حولت الصراع السياسي الى صراع طائفي اختارت التقية، اليهودية االصCCل، كخطة الختراق اعلى قيادة في االمبراطورية االسالمية، فناصبوا العداء لالمCCويينونصCCCCCCCCCCCCCروا العباسCCCCCCCCCCCCCيين خالل صCCCCCCCCCCCCCراع السCCCCCCCCCCCCCلطة بينهم.

وبعد تدمير االمبراطوريCCة االمويCCة وقيCCام االمبراطوريCCة العباسCCية احتCCل الفCCرس مراكز خطيرة في قيادتهCCا ومنهCCا اخCCذوا ينشCCرون الفتن وتCCداخلوا اجتماعيCCا مCCع العرب بالتزويج والمصاهرات في اطار مخطط سCCتراتيجي بعيCCد المCCدى يسCCتغرق قرونا طويلة من اجل تحقيق اهدافCه وهي اعCادة العCCرب الى الصCراع الCذي دفن

قرنا! وبنفس الوقت والكمال حلقة محاصرة العCCرب واسCCتنزافهم والثCCأر14منذ

[57]

Page 58: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

منهم اشهر تيار ثأري شوفيني فارسي اخر عداء علنيا للعرب واالسالم وكCان من ممثليه االساسيين بابك الخرمي الCCذي اعلن تمCCردا مسCCلحا ضCCد الدولCCة العباسCCية استمر حوالي عشرين عاما شCCن خاللهCCا حCCرب عصCCابات انهكت الدولCCة العباسCCيةومهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدت لسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCقوطها.

وفي هCCذه الفCCترة الCCتي تظCCاهر الفCCرس فيهCCا بالتعCCاون وقبCCول االسCCالم كCCانوا يصنعون قصصا ويصطنعون احداثا غير موجCCودة عمادهCCا وهCCدفها نشCCر الخالفCCات بين المسلمين، وكانت اهم مسالة هي التلفيق وترويج احCCداث وهميCCة لم تقCCع او انهCCا وقعت لكنهCCا كتبت بطريقCCة مشCCوهة ومحرفCCة، وهكCCذا وجCCدنا مCCا سCCمي ب )االسرائيليات( و)الفارسيات( اي االحاديث الكاذبة التي نسCCبت للرسCCول الكCCريم، بل وجCCد من يشCCكك بCCالقران ويCCدعي انCCه مCCزور او نCCاقص وان القCCران الحقيقيموجCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCود لكنCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه محفCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوظ!

ان تزوير االحاديث النبوية وتقديم تفسCCيرات اخCCرى لمCCا ورد في القCCران الكCCريم وتلفيق االحCCداث التاريخيCCة او تفسCCيرها بصCCورة مناقضCCة لواقعهCCا الفعلي كCCانت اساليب النخب الفارسية في اختراق العرب وتدمير االسالم من داخله. ولكن قوة العCCCرب والمسCCCلمين ووضCCCوح االسCCCالم، كمCCCا تجلى في القCCCرأن، جعلت النخب الفارسية تواصل ممارسة التقية وتجنب الكشف عن كCCل خططهCCا ومCCا تCCؤمن بCCه وتقسCCيط مCCا تدعيCCه او تغليفCCه باسCCماء وهميCCة او حقيقيCCة لكنهCCا )تمثCCل رايهCCا الشخصCCي(، والتظCCاهر بحب االسCCالم وال الCCبيت انتظCCارا لفرصCCة تكCCون مناسCCبة لتوجيه ضربات مدمرة للعرب واالسالم باسCCم ال الCCبيت ومحCCبيهم! فقCCوة الدولCCة العربية لم تسمح بالكشف عن كل مCCا تCCؤمن بCCه النخب الفارسCCية ومCCا تعمCCل من اجل تحقيقه من اهداف كانت سرية حتى مجئ خميني للسلطة حيث بدأت عمليCCة الكشف عن المستور والمموه حCCتى وصCCلنا مرحلCCة نواجCCه فيهCCا طCCرح تفسCCيرات لالحاديث والقران لم نسمع بهCCا من قبCCل وتهCCز اركCCان االسCCالم وتCCدفع لفوضCCى وصراعات خطيرة، وبدأت ايران عمليات تبشCCير بالتشCCيع الصCCفوي علنCCا وبصCCورة رسمية وخصصت مبالغ من المال لم تخصص مثلها من قبل كCCل قCCوى االسCCتعمار الغربي والصهيونية من اجل شراء الذمم والفقراء، في اطار خطة لم تعCCد سCCرية وهي اعادة تشكيل الميزان الطائفي بين المسلمين لصالح ايران عCCبر تكCCذيب مCCا تعCCارف عليCCه المسCCلمون من قصCCص واحCCاديث وغيرهCCا ولCCذلك اصCCبحت القاعCCدة العلنيCCة اليCCران واتباعهCCا العCCرب هي تكCCذيب الطCCرف االخCCر ورفض ومهاجمCCة

عCCCCام مضCCCCت.1400تفسCCCCيراته للقCCCCرأن واالحCCCCاديث والCCCCتي قبلت لفCCCCترة

ماذا حصل؟ الطرف الطائفي االخر السني تحزم واخرج اسلحته الطائفية وبCCدأت الحرب بين االحزاب السياسية والمرجعيCCات الCCتي تCCدعي تمثيCCل السCCنة والشCCيعة واخذ كل طرف يطعن باالخر بصورة غير مسCCبوقة لدرجCCة ان العCCداء الطCCاغي لم يعد بين العرب والمسلمين من جهة وامريكا الكيان الصهيوني من جهCCة ثانيCCة بCCلاصCCCبح بين عCCCرب سCCCنة وعCCCرب شCCCيعة ومسCCCلمين سCCCنة ومسCCCلمين شCCCيعة!

في اطار هذه الخلفية التاريخية المتميزة أيضCCا بوجCCود صCCراع ديCCني بين االسCCالم والمسيحية واليهودية ثم بروز صراع عربي فارسي كان ظCCاهره االسCCالم وباطنCCه الثأر المبراطورية فارس، رأينا قوى اقليمية )ايران والكيCCان الصCCهيوني( ودوليCCة

[58]

Page 59: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

)امريكا واوساط اوربية( تعادي العرب واالسالم وتعمCCل ضCCدهما بطCCرق مختلفCCة. وعندما ظهر االستعمار الغربي قبل بضعة قرون واعتبر ارض العرب منطقة البCCد من نهب ثرواتها والوصول للهند ظهر عامCCل جديCCد جعCCل اوربCCا ثم امريكCCا تتبCCنى خططا ضد العرب من اجل غCCزوهم وتمCCزيقهم، وتCCوج هCCذا النهج الغCCربي بانشCCاء اسرائيل في فلسطين، وهكCCذا تCCوفرت البيئCCة الطبيعيCCة المنتظCCرة لبCCدء سلسCCلة حروب مختلفة االشكال ضد العCCرب تشCCنها قCCوى تلتقي عنCCد قاسCCم مشCCترك هCCو معاداة العرب والعمل على تمزيقهم وتقسيم اقطCCارهم امCCا ثCCأرا منهم، كمCCا هيحال ايران، او الجل نهب ثروتهم كما هي حال الغCCرب االسCCتعماري والصCCهيونية.

وكCCان االسCCالم في هCCذه الحCCرب يلعب دورا مزدوجCCا : فهCCو بالنسCCبة للغCCرب والصهيونية العدو الذي يجب تدميره ولكن بعد استخدام اسمه وقوة التزام الناس بCCه لتمزيCCق العCCرب والمسCCلمين وزج االسCCالم في صCCراعات ال تخCCدم اال امريكCCا والكيان الصCCهيوني، واذا تحقCCق ذلCCك فCCان الغCCرب والصCCهيونية يحققCCان هCCدفين مترابطين : الهدف االول هو تدمير القCCوى والCCدول واالنظمCCة الCCتي يريCCد الغCCرب والصهيونية تدميرها بقCCوة االسCCالم واسCCمه، والهCCدف الثCCاني هCCو جعCCل الحCCروب الطائفية والدينية والفئوية وصCCراعات السCCلطة بين اطCCراف االسCCالم السياسCCي، وهي اكثر من كثيرة ومفتوحة النهايCCات، وسCCيلة لشCCيطنة االسCCالم وتحميلCCه كCCل الصفات السلبية التي تضCCمن تجميCCع العCCالم كلCCه ضCCده وضCCد المسCCلمين، وهكCCذا تضرب القوى الوطنية والقومية واالشCCتراكية باسCCم االسCCالم ثم يضCCرب االسCCالمتحت غطCCCCCCCCCاء اخطCCCCCCCCCاء وانحرافCCCCCCCCCات من ادعى انCCCCCCCCCه يمثلCCCCCCCCCه!

ومن اجل تحقيق هذه االهداف راينا امريكا تدعم التيارات الدينيCCة المتطرفCCة منCCذ منتصCCف السCCبعينيات، وهCCو مCCا تجلى مثال في دعم من اطلقت عليهم تسCCمية )المجاهدين االفغان( والمساعدة االمريكية االوربية على اسقاط الشاه في ايران الجل ايصCCال خميCCني للسCCلطة ليبCCدأ عهCCد الفتن الطائفيCCة. واختيCCار امريكCCا دعم تيCCارات االسCCالم السياسCCي المتطCCرف سCCبقه دعم بريطانيCCا في الثالثينيCCات من القرن الماضي النشاء حركات اسالموية تناهض الشيوعية وتخدم اهداف بريطانياحينمCCCCCCCCCا كCCCCCCCCCانت امبراطوريCCCCCCCCCة التغCCCCCCCCCرب عنهCCCCCCCCCا الشCCCCCCCCCمس.

اما من زاوية دوافع بالد فارس، والتي اصبح اسCCمها ايCCران في ثالثينيCCات القCCرن العشرين، فان االسالم دين دمر امبراطورية فCCارس القوميCCة لCCذلك يجب تمزيقCCه من داخله باالضافة للعمل من الخارج على شCCرذمة من نشCCر الCCدين وهم العCCرب. وكان اكتشاف النفط احد اهم عوامل زيCCادة التCCامر على العCCرب من قبCCل الغCCرب والصهيونية وبالد فارس، فغزت بريطانيا وفرنسا االرض العربية ومنحت بريطانيا االحواز لبالد فارس النها منطقة النفط والمياه والتي كCCانت فCCارس تحتCCاج لهمCCا بشدة كي تتوسع وتعيCد مجCدها القCديم الCذي حطمCه العCرب، من اجCل ان تقCوم ايCCران بCCدور الحادلCCة الCCتي تحطم االمCCة العربيCCة وتسCCتنزفها فتخCCدم الغCCرب والصهيونية وتخدم في نفس الوقت طموحاتها االمبراطورية ونزعCCة الثCCأر لCCديهاتجCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCاه العCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرب.

ان التذكير بهذه الخلفية التاريخية امر ضروري لفهم ما يجCCري االن ورؤيCCة جCCذور التالقي الغربي الصهيوني مCCع ايCCران، وهCCو تالق سCCتراتيجي، وليس تكتيكيCCا كمCCا

[59]

Page 60: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يظن بعض ناقصCCي المعلومCCات، ويشCCكل القاعCCدة االساسCCية الCCتي تتهCCدم فCCوق صCCخرتها وحCCدة االقطCCار العربيCCة الCCتي تتعCCرض لعمليCCة تفكيCCك منظم لوحCCدتهاالوطنيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة.

الفتنة االكبر : الصراع السني - الشيعي

اذا نظرنCCا االن الى الCCوطن العCCربي سCCنرى بCCدون غمCCوض ان اخطCCر تهديCCد لوجودنا القومي بصفتنا عربا وللوحدة الوطنية القطارنا هي الفتن الطائفيCة التي اشتعلت ليس بالصدفة وال بتأثير عمCCل النCCاس الطCCائفيين العCCاديين بCCل نتيجة تخطيط شامل وكبير وقديم وضعته عدة اطراف مختلفCCة لكنهCCا تجتمCCع حول قاسم مشترك هو تقسيم االقطار العربية، وكCCانت اكCCبر واخطCCر اداتين للتخريب الطائفي همCCا الطائفيCCة السCCنية والطائفيCCة الشCCيعية اللتCCان تكمCCل احداهما االخر وال تعمل احداهما بCCدون االخCCرى. فمCCا هي الطائفيCCة؟ ومCCاهودورهCCCCCCCCCCCا في الفيلم التفCCCCCCCCCCCاعلي ومCCCCCCCCCCCا هي حقيقتهCCCCCCCCCCCا؟ الطائفية في جوهرها عملية انتقاء ذاتي متعمد من النص او الحدث وتسخيره عمدا لخدمة هدف محدد رغم ان ما تم انتقاءه ال يعكس الحقيقة الكاملCCة بCCل جزء منها قد ال يكون االصل او الجوهر بل السطح والمظهر، فكيCف تتم هCذه العملية؟ لالجابCCة ولتسCCهيلها، علينCCا ان نطCCرح االسCCئلة التاليCCة ونجيب عليهCCا وهي : لم تفجCCر الصCCراع الطCCائفي في الCCوطن العCCربي؟ ومCCاهي مخCCاطره الحالية والمستقبلية؟ وهل هCCو ضCCروري وعقالني وطCCبيعي؟ ومCCا هي صCCلته بصراعنا مع الصCCهيونية واالسCCتعمار؟ وكيCCف انتقCCل العCCرب من التركCCيز على الصراع الطبيعي والحقيقي مع االسCCتعمار الغCCربي والصCCهيونية وكيانهCCا الى صراع داخلي سني – شيعي تطور وطغى على الصCCراع السCCتراتيجي االصCCليوالحقيقي؟ ولصCCCCCCCCCCCCCCCCCCCالح من يحCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدث ذلCCCCCCCCCCCCCCCCCCCك؟ ان الخطCCر االكCCبر الCCذي نواجهCCه االن يتمثCCل في ظCCاهرتين ظCCاهرة احتCCدام مصطنع للفتن الطائفية وتوسعها واقتران ذلك بظاهرة بدء اسقاط االنظمCCة العربية التي كانت اداة الغرب وحليفة الصهيونية في اضطهاد الشعب العربي وسلبه حقوقه االنسانية ومنع اي ديمقراطية ونشر الفسCCاد والCCديكتاتوريات، وفي هذا االقتران نرى شرطية وجود يد الغرب والصهيونية من جهCCة ووجCCودوايCCCران فيCCCه من جهCCCة ثانيCCCة. دعونCCCا ننCCCاقش ذلCCCك بصCCCراحة. يتبCCCع.

-الجزء الثاني عشر:

ان الفتنة الطائفية لم تكن ممكنة الظهور اال بعد وصول خميCCني للسCCلطة وقيCCام نظامه على اسس طائفية رسCCمية، تمثلت في جعCCل مCCذهب ايCCران الرسCCمي هCCو المذهب االثنى عشري واعتبار الفقرة التي تثبت ذلك من الفقCCرات غCCير القابلCCة للتغيير في دستور ما سمي ب )جمهورية ايران االسالمية(، الن الشاه كان قومي االتجاه صراحة ودون لCCف او دوران ولم يغطي نزعتCCه التوسCCعية بغطCCاء ديCCني او طCCائفي االمرالCCذي حرمCCه من العثCCور على عCCرب يCCدعمون دعوتCCه الطائفيCCة في الوطن العربي، لكن خميني الذي هاجم القوميCCات وتبCCنى شCCعارا، اثبتت االحCCداث

[60]

Page 61: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الالحقة كلها زيفه، وهو )نشر الثورة االسCCالمية( خلCCق مCCا يسCCمى عمليCCة تCCداخل الخنادق، فاالسالم هو دين العرب وثقافتهم وروح قوميتهم العربيCCة ولCCذلك فCCان

كل مسلم قريب من العرب وجزء من معسكر االسالم. وترتب على هذه الحقيقة ان التحسب من المسلمين والشك بهم كCCان منعCCدما او شبه منعدم وحسب الحالة وبفضل هذا االختراق، الCCذي تم على نطCCاق واسCCع في فترات معينة، حصلت مصاهرات بين العرب والفرس ونشأت جاليات فارسCCية في بعض االقطار العربية مثل العراق دون بروز حساسية قوية ضCCدهم. وحالCCة ايCCران المسلمة تختلف – على االقCCل نظريCCا – عن حالCCة الكيCCان الصCCهيوني القCCائم على ديانة اخرى غير االسالم وبينها وبين االسالم صراعات قديمة فنشات نظCCرة شCCك واحيانCCا عCCداء بين العCCرب والمسCCلمين من جهCCة واليهCCود من جهCCة ثانيCCة، انتجت حصانة ضد اختراق اليهود للعرب والمسلمين، كما ان االستعمار الغربي باالضCCافة لدعمCCه انشCCاء اسCCرائيل نهب ثCCروات العCCرب وقسCCم اقطCCارهم ومنCCع وحCCدتهم واضطهدهم مباشرة بواسطة قوات االحتالل البريطانية والفرنسية ثم االمريكية، او بواسطة انظمCCة عربيCCة نصCCبها الغCCرب الجCCل دعم اسCCتعماره للCCوطن العCCربي، فنشأت اجيال من العرب ترى ان الغرب عدوا خطيرا لهم، وكمCCا تجCCاه الصCCهيونية

فان الحصانة ضد التغلغل الغربي االستعماري كانت موجودة وقوية جدا. بفضل تداخل الخنادق بين العرب والفCCرس بوجCCود دين مشCCترك بينهمCCا تCCدهورت الحصانة لدى اغلب العرب ضد الفرس وايران وانعدم التحسب من تCCاريخ الصCCراع بين العرب والفرس وتم نسCCيانه تقريبCCا، ونشCCأت فكCCرة غCCير دقيقCCة وهي وجCCود اخوة ايرانيCCة عربيCCة بفضCCل االسCCالم، كCCل تلCCك الحCCاالت سCCمحت بنمCCو الطائفيCCة وتوسCCعها تحت الرمCCاد وسCCرا في البدايCCة الى ان تفجCCرت حينمCCا جCCاءت اللحظCCة

لقد كشCCفت ايCCران واتباعهCCا عن كCCل مCCا كCCانت التاريخية المناسبة. فماذا حصل؟ وتمثل ذلك فيما2003تخفيه تحت غطاء التقية خصوصا بعد غزو العراق في عام

يلي : – اصبح الحديث االيراني المباشر عن وجود تزييف لالسالم من قبل الصحابة ابو1

بكر وعمر وعثمان علنيا، حيث اتهموا بالسCCطو على السCCلطة وحرمCCان علي منهCCا وادعCCو ان امامCCة علي نص عليهCCا القCCرأن. وفي اطCCار ذلCCك بCCدأت اوسCCع عمليCCة استفزاز لالغلبية االسالمية بسب الصحابة والتشهير بهم عبر قصص اما كاذبCCة او مشوهة، مما دفع الطCرف االخCر للCرد بنفس الطريقCة وهكCذا نشCأت حالCة تCوتر

واحقاد متبادلة. 

– وتمادى البعض من انصار ايران فقاموا بالطعن بعائشة زوجة النبي واتهموها2 بالزنا، وقام رجل دين ايراني مشCCهور بتCCأليف كتCCاب يتهم في عمCCر بن الخطCCاب بالشذوذو الجنسي! ومجدت ايران ابCو لؤلCؤة المجوسCي قاتCل عمCر بن الخطCاب وعدتCCه بطال قوميCCا فارسCCيا، وبCCالطبع فحينمCCا تصCCل االمCCور الى حCCد الطعن الالاخالقي برموز االسالم االساسية فان الحالة تتحول الى نوع من نزعة االنتقام

والحقد الشديدين. 

– حينما وقع غزو العCCراق لعبت ايCران الCدور الحاسCم في انجاحCه كمCا اعCترف3 الكثير من قادة ايران وفي مقدمتهم نCائب الCرئيس االيCراني محمCد علي ابطحي

في مCCؤتمر في االمCCارات العربيCCة حينمCCا اكCCد بانCCه )لCCوال2004في مطلCCع عCCام مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو افغانسCCتان والعCCراق(، وهCCذه ال )لCCوال(

[61]

Page 62: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

شرطية وتحدد الدور االيCCراني في غCCزو العCCراق وهCCو انCCه الزم للنجCCاح االمCCريكي وهذا الدور االيراني المباشر في غزو العراق وبدونه كان مقدرا للغزو ان يفشل.

ودعمها لخطة امريكا لغزوه وتدميره وتقسيمه حولت الصراع بين العCCرب وايCCرانالى صراع رئيس وليس الى خالفات ثانوية.

 4– عندما اسCCتولت قCCوات االحتالل على العCCراق، بCCدعم مباشCCر من ايCCران الCCتي 

ادخلت فيلق بدر، وهو قوات عراقيCة ومن اصCول ايرانيCة غالبCا دربت في ايCران، واخذ هCCذا الفيلCCق يقCCوم بعمليCCات تصCCفية جسCCدية شCCاملة للعراقCCيين وبال رحمCCة وبطCCرق غCCير مألوفCCة حيث كCCان العراقيCCون يقتلCCون وتCCرمى جثثهم في االنهCCر واماكن القمامة والمستنقعات حتى تتعفن ويصعب تمييزها. وكان الدافع مCCزدوج طائفي شمل كل سني فقتل االالف على الهويCCة او سياسCCي شCCمل كCCل وطCCني مناهض لالحتالل او رافض له. ولقد وصلت حصCCيلة الغCCزو من الشCCهداء الى اكCCثر من مليوني عراقي قتل اغلبهم على يد فرق الموت االيرانيCCة بمسCCاعدة امريكيCCة مباشرة او ضمنية. لقد انتشرت فرق الموت في كCل مكCان واصCبح النCاس يوميCا يعثرون على جثث بالمئات واعترف االحتالل وحكومته بان العدد اليCCومي لمن يتم

قتيل عراقي! وبCCالطبع كCCانت هنCCاك فCCرق300 و250اغتيالهم وصل الى ما بين موت امريكية واسرائيلية وكويتية وكردية عراقية تخصص كل منهCCا في قتCCل نCCوع معين من الناس، ففرق الموت االسرائيلية تخصصت بقتل العلماء بينما تخصصCCت فرق الموت االيرانية بقتCCل الضCCباط والطيCCارين العراقCCيين الCCذي قاتلوهCCا حينمCCا حاول خميني غزو العراق رسميا فاندلعت الحرب بين البلدين، كما ان هناك فCCرق موت اجراميCCة اخCCرى هCCدفها الحصCCول على الفCCديات من النCCاس. في جCCو القتCCل المنظم الطCCائفي وغCCير الطCCائفي تحCCول العCCراق الى سCCاحة قتCCل وقتCCل مضCCاد وتهجير وتهجير مضاد لالخر، واعيد تشكيل التجمعات السكانية على اسس طائفية وتمزقت الكثير من روابCط العراقCيين االجتماعيCة واالسCرية نتيجCة لهCذه الحCرب

فمن جهCCة كCCانت فCCرق المCCوت المفجعCCة والCCتي لم يسCCلم منهCCا بيت وال حCCارة. االيرانية غير االيرانية تقتل يوميCCا بال رحمCCة ومن جهCCة ثانيCCة كCCانت فCCرق المCCوت

التابعة لطائفيين سنة تقتل الشيعة! 

– وزاد الطين بلة نجCCاح ايCCران في احتالل المركCCز االول في اصCCطفاف القCCوى5 السياسية التي دعمت االحتالل، فبعد ان سقطة وزارة اياد عالوي شCCكل الCCوزارة ابراهيم الجعفري، وهCCو من اصCCل باكسCCتاني والءه اليCCران رسCCميا، وبعCCده شCCكل الوزارة نوري المالكي ومازال رئيسا للوزراء بقرار امريكي ايراني مشترك، لذلك فان فترة حكم االحتالل بغالبية سنواتها هي فترة تحكم ايران بالحكومات واجهزة الدولة وتلك الوضعية مكنتهCCا من القيCCام باوسCCع التصCCفيات الجسCCدية للعراقCCيين الوطنCCيين الرافضCCين لالحتالل ونهب اغلب ممتلكCCات الدولCCة واسCCلحة القCCوات

وترتب على المسلحة وتدمير ما تبقى من معامل لم تستدعي سرقتها الي سبب. ذلCCك ان القCCوى االساسCCية الCCتي اعتمCCد عليهCCا االحتالل في االسCCتمرار والبقCCاء والصمود بوجه المقاومة الوطنية المسلحة كCCانت من اتبCCاع ايCCران، الCCذين تشCCكل منهم الجيش الجديCCد والشCCرطة الجديCCدة واجهCCزة االمن الجديCCدة وجهCCاز الدولCCة

الجديد. 

[62]

Page 63: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

– وتمكنت ايران من تغيير البنية السكانية للعراق، فقCCد تعCCاونت مCCع العصCCابات6 الكردية وقوات االحتالل االمريكية في تنفيذ اخطر واوسع تغيCCير سCكاني، وتمثCCل ذلك في تهجير اكثر من سبعة ماليين عراقي من ديارهم واغلبهم من السCCنة امCCا الى خارج العراق، حيث هرب من القتل اكثر من خمسCCة ماليين عCCراقي الى دول اخرى، او داخل العراق الى مناطق اكثر امنCCا نسCCبيا، ومأل الفCCراغ بجلب اكCCثر من اربعة ماليين ايراني ممن يتقنون اللغة العربية خصوصا اللهجCCة العراقيCCة ومنحCCوا الجنسية العراقية كما جلب اكراد من ايران وتركيا واوربا وسوريا ولبنان واسكنوا في العCCراق ومنحCCوا الجنسCCية العراقيCCة في شCCمال العCCراق. وهCCذه العمليCCة كCCان هدفها تغيير بنية العراق السCCكانية حيث كCان يجب خفض نسCCبة العCرب من نسCCبة

% الجCCل تسCCهيل عمليCCة تقسCCيمه25 % من السCCكان الى مCCا ال يزيCCد على 85 بقCCرارات داخليCCة وليس بقCCوة االحتالل المباشCCرة. وهCCذه حقيقCCة اكCCدها ابCCراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء باعترافه بان حكومته منحت الجنسية العراقية

ان تغيير التوازن السكاني العراقي كان من اهم لمليوني ونصف المليون شخص.اهداف اسرائيل المعلنة.

  – اسست ايران مقرات لمخابراتها في المدن العراقيCCة واخCCذت تتحكم بالCCدوائر7

الحكومية بواسطة التنظيمCCات المواليCCة لهCCا، واخCCذت ايCCران تصCCدر للعCCراق اغلب منتجاتها السيئة والفاسدة من طعام ودواء واجهزة وغCCير ذلCCك، فنشCCأت شCCبكات

اخطبوطية معقدة في العراق تتحكم فيها المخابرات االريانية. 

– بعد ان احكمت ايران قبضتها على الكثCCير من منCCاطق العCCراق،واشCCعلت اكCCبر8 فتنة طائفية وخلقت نزعة ثأر خطيرة فيه، ونكرر بدعم امريكي مباشر لكCCل ذلCCك الن هدف امريكا هو نفسه هCCدف اسCCرائيل وهCCو تقسCCيم العCCراق والتمهيCCد لCCذلك بتفكيكه، بعد اكمال ذلك انتقلت ايران للهيمنة على االقليم كله فعادت للمطالبCCة بالبحرين وحركت ادواتها فيCCه ونشCCرت انصCCارها في كCCل اقطCCار الخليج العCCربي، وانتقلت الى المغرب العربي حيث اشترت انتماء الكثير من الفقراء، بالمال واخذ التشيع الصفوي يظهر هنا وهناك مثيرا زوبعة خطCCيرة في دول المغCCرب العCCربي والسودان ومصر، وظهCCر صCCراع جديCCد لم يكن مألوفCCا على االطالق في المغCCرب العربي ومصر والسودان وهو الصراع السCCني الشCCيعي، وتوسCCعت ايCCران واخCCذت تعمل في العالم على نشر التشيع الصفوي مستغلة اموال النفط الهائلة للدعايCCة وشراء الفقراء او اقنCCاع جماعCCات او اشCCخاص بقبCCول التوجCCه االيCCراني. ان هCCذه الدعوة التبشيرية ادت الى اثارة اكبر توتر سني شيعي في تاريخ االسالم وتحCCول الى صراع دمCCوي راينCCا اثCCاره في اليمن حيث وقCCع تمCCرد الحوثCCيين، ولبنCCان حيث استثمر حزب اللCCه التCCابع اليCCران سCCمعته الطيبCCة الCCتي حصCCل عليهCCا في مقاتلCCة اسCCرائيل لفCCرض نفCCوذه واالنتقCCال من حCCزب مقاومCCة الى حCCزب كسCCر التCCوازن

التقليدي في لبنان وصار احداطراف الصراع اللبناني اللبناني. بفضل ايران وبدعم امريكي مباشر وغير مباشر نجحت ايCCران في احCCداث انقالب جCCذري في طبيعCCة الصCCراع في الCCوطن العCCربي واالقليم كلCCه فبCCدال من اعتبCCار الصهيونية وكيانها العCCدو االول والCCرئيس وجCCدنا ان الطCCرفين الشCCيعي والسCCني اعتبر كل منهما االخر هو عدوه االخطر ومن ثم العمCل مCع اي طCرف اخCر سCواء كان مسلما او غير مسلم ضد خصمه ومنافسه! لقد تحول الصراع وتراجCCع العCCداء المريكا والصهيونية الى الخلف واصبح االنسان العربي شيعيا او سنيا يخشCCى من

[63]

Page 64: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المسCCلم االخCCر اكCCثر ممCCا يخشCCى من امريكCCا واسCCرائيل. وهنCCا راينCCا امريكCCا والصهيونية تدعمان ايران مباشرة ومCCا ايCCرانجيت اال مثCCال صCCارخ على ذلCCك، الن ايران تقوم بدور كانت اسرائيل وامريكا وقبلهما بريطانيا وفرنسا تريد القيام بCCه ففشلت كCCل هCCذه الCCدول االسCCتعمارية لكن ايCCران نجحت فيCCه وهCCو اشCCعال فتن طائفية في الوطن العربي وجعلها تطغى على الصراع مع الصهيونية واالستعمار

وتزيحه بقوة. 

– ولكي تحافظ ايران على قدرتها على التاثير في االقطار العربية فانها لجCCأت9 الى لعبة استخبارية معروفة وهي ارتداء زي المناهضة السCCرائيل برفCCع شCCعارات ضدها وضد امريكا، مع انها لم تقاتل ايا منهما بCCل قCCاتلت عمCCدا واصCCرارا القطCCر العربي الوحيد الذي امم النفط وسخره لخدمة الشعب وهو العراق، وتنفيCCذ خطCCة مقاتلCCة اسCCرائيل في جنCCوب لبنCCان الCCذي كCCان محتال ليس لتحريCCر فلسCCطين بCCل الكتساب سمعة طبية لدى العرب تسمح اليCCران بمواصCCلة التغلغCCل في صCCفوفهم ونشر الفوضى الطائفية C وكان حزب الله هCCو االداة االيرانيCCة االخطCCر واالشCCطر في تنفيذ هCCذه الخطCCة، اذ انCCه قاتCCل اسCCرائيل في جنCCوب لبنCCان وكCCان احCCد اهم عوامCCل انسCCحابها منCCه، فاكتسCCب السCCمعة الCCتي كCCانت تريCCدها ايCCران لتسCCخدمه

كواجهة لها ولتوسعها االستعماري في الوطن العربي. 

من هنا فان من يعCCد ايCران دولCة مقاومCة ورفض للنفCوذ االمCريكي وللصCهيونية واهم جCCدا او لديCCه مصCCلحة شخصCCية وعليCCه ان ال يقتطCCع حالCCة جنCCوب لبنCCان عن سياقها االقليمي وال عن اطارها الستراتيجي، وان ينظر لما حدث في لبنCCان في

اي ان عليه ان يرى نهاية االحداث في لبنCCان وغCيرهنهايته وليس االكتفاء ببدايته، ان حزب اللCCه وبعCCد ان نفCCذ الخطCCة واين وصلت بفضل حزب الله وتبعيته اليران.

االساسCية وهي اكتسCاب سCمعة طيبCة واسCتغلها في كسCب االنصCار اليCران من العرب وبال اي مواربة او لف او دوران، اصبح حزيCCا لبنانيCCا ال صCCلة لCCه بالمقاومCCة

وحCCول سCCالحه وامكانياتCCه للسCCيطرة على لبنCCان، وقتCCل2006المسلحة منذ عام لبنانيCCا عنCCد احتاللCCه لبCCيروت120 بلCCغ عCCددهم اكCCثر من 2008لبنانيين في عCCام

وطلق الحرب مع اسرائيل! 

وحCCتى االن في مCCزارع شCCبعا2006ولعل عدم القيام باي عمل عسكري منذ عام وقرية الغجر، وهما مCCا تبقى من اراض لبنانيCCة محتلCCة من قبCCل اسCCرائيل، او في جنوب لبنCCان دليCCل على انCCه لم يعCCد حCCزب مقاومCCة، كمCCا انCCه توقCCف عن مقاتلCCة اسرائيل عبر الحدود وهو ماكان يفعله حCCتى بعCCد خCCروج القCCوات االسCCرائيلية من

اال نتيجCة الختطCCاف جنCCديين اسCرائليين، وهي احCد2006الجنوب وما حرب عCام مهاجمCCة الCCدوريات االسCCرائيلية2006االمثلة على مواصلة حزب اللCCه حCCتى عCCام

واختطاف الجنCCود او قتلهم الجCCل ابقCCاء االضCCواء مسCCلطة عليCCه وكسCCب االنصCCار العرب وتسخيرهم للتغطية على الدور االستعماري االيCCراني في الCCوطن العCCربي

خصوصا في العراق المحتل. 

لذلك يجب االنتباه جيCCدا الى ان الحCCديث المتسCCاذج عن وجCCود معسCCكر )الممانعCCة والمقاومة والتصدي( ليس سوى وهم وخداع يناقضCCه واقCCع الحCCال ويجب التخلي

، ويسCCتثنى من2006عنهما الن كل االحداث نفت وجوده خصوصا بعد حCCرب عCCام

[64]

Page 65: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ذلك طبعا العراق المقاوم فعال وواقعا النه يخوض معركة العصر السCCتراتيجية مCCع وحCCتى االن بال توقCCف، وهCCذا1991امريكا وخلفها الصCCهيونية وكيانهCCا منCCذ عCCام

النفي القاطع لوجود مقاومة وممانعة وتصدي يتكCCون من ايCCران واطCCراف اخCCرى حليفة لها يشمل حماس التي تخلت عن المقاومة كخيار ستراتيجي وحولتهCCا الى اداة ضغط من اجل مساومة توصل القامة دويلة فلسCCطينية منزوعCCة السCCالح في

الضفة وغزة وهو خيار استسالمي مساوم ومرفوض. هذه البيئة التي خلقتها اثارة الفتن الطائفية وحولت مجرى الصCCراع الCCرئيس من مجرى مواجهة العدو االصلي والحقيقي، وهو االستعمار الغربي والصهيونية، الى مواجهCCة العCCدو المفتعCCل وغCCير الحقيقي وهCCو الطCCرف الطCCائفي االخCCر، انتجت انحرافات اخرى خطيرة جدا، فبما ان الحCCرب لم تعCCد مCCع الصCCهيونية واالسCCتعمار من الناحية العملية وبما ان العدو اصبح ايران بالنسبة للكثير من العرب والقوميCة العربية للكثير من انصCCار ايCCران واليCCران، فCCان امكانيCCة التعCCاون مCCع امريكCCا ضCCد

الطرف االخر اصبحت ممكنة! 

هCCل تCCرون لم اختفت شCCعارات مناهضCCة امريكCCا واسCCرائيل من انتفاضCCتي مصCCر وتCCونس؟ وهCCل تCCرون السCCر وراء عCCدم ظهCCور هتافCCات او شCCعارات ضCCد امريكCCا واسرائيل في تظاهرات اليمن وسوريا؟ لقد تغلب الثCCانوي على الرئيسCCي، وهCCذا ما استغلته امريكا لتحقيق اخطر اختراق للعرب وهو ما نCCراه في ليبيCCا حيث وجCCد احمد الجلبي الليبي الذي يتعCCاون مCCع حلCCف الCCنيتو صCCراحة ويرفCCع اعالم فرنسCCا وامريكا في بنغازي وترسل قيادة المعارضة الرسائل الى نتنياهو مؤكدة ان ليبيCCا الجديدة كالعراق الجديد سCتعترف باسCرائيل، امCا في سCوريا، الCتي كنCCا نسCCميها وبصواب تام قلب العروبة النابض والحديقة العطرة التي نشأ فيها الفكر القومي الحديث، تتحول الى بؤرة راينا فيها احمد الجلبي يتجول في طرقات حماة وراينCCا انصاره في حماة يستقبلون السCCفير االمCCريكي بCCالورود والزهCCور مCCع ان امريكCCا مازالت تذبح العراقيين تواصل دعمهCCا لCCذبح ابنCCاء فلسCCطين، كمCCا راينCCا سCCوريين يحضCCرون مCCؤتمرا اقامCCه الصCCهيوني المخضCCرم برنCCار ليفي لCCدعم مCCا يسCCمى)المعارضة السورية( وتحضره المعارضة او بعض عناصرها وكأن شيئا لم يستجد!

  وانتظرنCCا بيانCCا من المعارضCCة السCCورية يتCCبرأ ممن اسCCتقبلوا السCCفير االمCCريكي بالورود فلم يصدر البيان، وانتظرنا بيانا اخرا يتبرأ من مؤتمر بCCاريس فلم يصCCدر، بل ان عبCدالحليم خCدام الCذي يعCد االن احCد اهم قCادة مCا يسCCمى ب )المعارضCة السCCورية( ويتحCCول بسCCرعة الى نسCCخة من احمCCد الجلCCبي وكCCان نائبCCا لCCرئيس الجمهورية في سوريا وكان وقتها احد اخطر اعمCCدة الفسCCاد والديكتاتوريCCة، بعث برسائل الى رؤوساء امريكا وفرنسا وروسCCيا يطCCالبهم بالتCCدخل وانشCCاء منطقCCة محمية في دير الزور تتحول الى قاعدة ل)تحرير سوريا(! ومع ذلك ورغم خطورة ما سبق ذكره لم تصCدر المعارضCة السCورية اي توضCيح او رد بشCان موقفهCا من دعوة خدام! فهل هذا الصمت بال معنى مع انCCه صCCمت على دعCCوة وتCCرحيب بغCCزو امريكا وحلف النيتو لسوريا وهو ترحيب يطابق دعوة احمد الجلCCبي المريكCCا لغCCزو العCCراق وتفCCاخره بانCCه كCCان وراء اصCCدار )قCCانون تحريCCر العCCراق( من الكCCونغرس

الذي استخدمه بوش الصغير للقيCCام بغCCزو العCCراق؟ هCCل1998االمريكي في عام يمكن لوطني سوري ان يبقى وطنيا حقا وهو يمد يده المريكCCا وحلCCف الCCنيتو مCCع

[65]

Page 66: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان الموقف من امريكا هو المعيCCار االول للوطنيCCة ونقCCاوة الضCCمير؟ واذا لم تكندعوة امريكا والنيتو للتدخل هي اكبر الفتن واخطر كوارث العرب فما هي اذن؟

  ان الدم العراقي مازل يسفح والدم الفلسطيني خصوصا دم القدس مازال يسيل بغزارة بفضل الدعم االمريكي السرائيل، فهل تغيرت امريكا؟ طبعCCا ال امريكCCا لم تتغير وفرنسCCا وبريطانيCCا لم تتغCCيرا ابCCدا بCCل تشCCددت هCCذه القCCوى في مواقفهCCا وتطرفت اكثر مما مضى في عCCداءها للعCCرب، اذن من تغCCير وتخلى عن مواقفCCه؟ الذي تغير هو من كان يشتم امريكا ويقف ضدها حتى عام مضى لكنه تغير بعد ان اربكته المفاهيم وعمليات غسل الCCدماغ الجماعيCCة واوصCCل لحالCCة اليCCأس وحافCCة الموت ولم يترك من خيار له سوى ان يصبح احمد جلبي اخCCر، ولكي ال يتCCذكر انCCه اصبح جلبي اخر يغمض عينية ويسد اذنيه ومنخريه كي ال يسمع وال يCCرى وال يشCCم

اال ما يريد رؤيته وسماعه وشمه! 

ان العCCرب اليCCوم، وهم يعيشCCون مCCا يسCCمى ب )ربيCCع العCCرب(، يواجهCCون اسCCوأ كوارثهم في العصر الحديث ومنذ مئات السنين النهم يواجهCCون مفارقCCة مضCCحكة مبكية فهم ال يقتلون االن بيد امريكا او اسرائيل، كما حصل ويحصCCل في العCCراق وفلسطين، فقد تعلمت امريكCCا درس العCCراق وقCCررت ان ال ترسCCل قواتهCCا لغCCزو االقطCCار العربيCCة، كمCCا كCCان مقCCررا باالصCCل، لتجنب الغCCرق في جحيم المقاومCCة المسلحة بل من الضروري ان يصبح قتل العرب بايد عربية وليس بيCCد امريكCCا كي يسمح ذلك بانخراط االف العرب في نشاطات تنظمهCCا وتوجههCCا وتحCCدد اهCCدافها وشعاراتها امريكا، دون تردد او خوف من تهمة العمالة! انها لعنCCة الحCCرب االهليCCة العربية التي بشر بها االباء المؤسسون السرائيل وعملوا من اجل اشCCعالها، انهCCا لعنة الحرب االهلية التي بدا بوش االبن والمحافظون الجدد بتطبيقها في العCCراق بقوة امريكا فعزلت وكرهت امريكا اكثير ممCCا سCCبق فكCCان ضCCروريا نCCزع كراهيCCة العرب المريكا واسرائيل وزرعها ونشرها بين العرب انفسCCهم عن طريCCق تصCCنيع

)ربيع العرب(. أيها العرب الحريصون على شرفهم ونقاوتهم انتبهوا : الجلCCبيون ينتشCCرون االن، نCCراهم في سCCوريا وليبيCCا واليمن، ومعهم نCCرى اغتصCCاب الضCCمائر قبCCل االجسCCاد يعCCرض من شاشCCات قنCCاتي الجزيCCرة والعربيCCة اللتCCان تحولتCCا الى مCCاخورين متخصصين في عرض افالم البورنCو – اي االفالم االباحيCة - المدبلجCة او المزيفCة حCCول )ثCCورات( هيالري كلنتCCون )جميلCCة بوحCCيرد ثCCورات العCCرب(*، وبرنCCار ليفي

)جيفارا ربيع العرب(.-الجزء الثالث عشر:

أكل لحومنا باسناننا ونحن احياء بعد ان عرضنا االطار العام لكارثتنا الحالية البد من تقديم نماذج تؤكد خروج الكثيرين من اطار كل اخالق وضابط وطني ورادع

اخالقي، وانفالت اللسان وتلوثه الكامل بمستوى يوحي بشبه موت المنطق والعقالنية، فمن يقرا ما ينشر االن في بعض الشبكات والصحف والمنتديات

ويراقب بعض الفضائيات المحسوبة على التيارين الطائفيين الشيعي والسني وعلى تيار مسيحي معين، والذي انشأت له فضائيات تدعو للتنصير باللغة العربية

الول مرة، وقبل هذا وذاك من يتابع الفتاوى الدينية التي تصدرها اسماء يطلق عليها لقب مذهل في خطورته وهو ) مراجع( دينية، مع انها غير مؤهلة ثقافيا وال

[66]

Page 67: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

نفسيا وال دينيا للعب هذا الدور بغالبيتها الساحقة وكما تدل فتاويها، نقول من يتابع ويقرأ كل ذلك يشعر بعمق الكارثة ودرجة نجاح امريكا واسرائيل في تحويل الصراع من صراع مع عدونا التقليدي والحقيقي وهو الغرب االستعماري والكيان

الصهيوني الى صراعات عربية عربية بين شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين وغيرهم، وغيبت عمدا وتخطيطا كل مظاهر الصراع مع امريكا والكيان

الصهيوني، رغم انهما لم يتراجعا عن معاداتهما للعرب والمسلمين بل ضاعفاعدائهما لالمة العربية وزادت جرائمهما ضد كل مواطن عربي!

لقد طرح بديل واحد وهو معاداة العربي للعربي االخر وتغليب هذا العداء على ماعداه بحيث يصبح العدو االوحد واالخطر هو العربي االخر، السني او الشيعي او

المسيحي او المسلم غير العربي، وذلك هو مصدر التهديد والخطر المميت! ومقابل ذلك ولكي تكتمل صورة الالعقالنية وضياع المنطق محا، ونسى واهمل،

كثيرون السؤال الذي حير امريكا وادراتها المتعاقبة وهو )لم يكرهنا العرب والمسلمون؟( فحلت لها واحدة من اخطر مشاكلها حينما اصبح البعض يرى في امريكا منقذا له من حكامه يدعوها للتدخل وحسم االمور مع علم هذا البعض بان

امريكا هي من نصبت هؤالء الحكام، وهي من حمتهم وادامت سلطتهم، وهي من شجعتهم على الفساد واالفساد والديكتاتوريات، وهي من كانت تريد ايصال

الجماهير الى حافة الموت عبر حكامها العرب، وهكذا وصلنا الى بؤرة الموت الشامل والجماعي لالمة وليس الى حافته فقط، ونحن نرى الحرب االهلية

الفظيعة في ليبيا وسوريا واقتراب اليمن من الحرب االهلية واستمرار كارثةالعراق!

وفيما يلي نماذج مفزعة مما ينشر ويقال من عناوين وخالصات، واجزم بان الموساد والمخابرات االمريكية وااليرانية وغيرها تقف وراء استخدام هذه اللغة

باسم مسلمين وعرب الن العربي ومهما اختلف يقف عند حدود معينة : – انتشار الصراع داخل االسالمويين السنة في مصر وغيرها : الحظوا ان الصراع1

انتقل من صراع مع النظام في مصر الى صراعات داخلية بين االسالمويين انفسهم وبينهم وبين غيرهم، وهذا سبق حدوثه في العراق المحتل حينما قسم االحتالل االمريكي وااليراني السنة الى كتل متصارعة فيما بينها وقسم الشيعة

ال كتل متصارعة فيما بينها ايضا. لنقرأ معا العناوين التالية في صحيفة مصرية : صراع السلفية والصوفية واالسالمويين والعلمانيين واليساريين! مليونية صوفية

نصرانية علمانية الجمعة القادمة ردا على مليونية الشريعة، اعداء االسالموالمسلمين سوف يكونون بميدان التحرير الجمعه القادم!!!!

أحزاب وقوى سياسية10يقول احد االخبار : )قرر مشايخ الطرق الصوفية و قبطية وليبرالية وعلمانية تنظيم مظاهرة مليونية بميدان التحرير يوم الجمعة

المقبل.... من اجل التصدي للفكر السلفي والمد الوهابي الدخيل على المجتمعالمصري(.

عنوان اخر : )اإلخوان تدعو إلى جمعة للوفاق العربي.. والسلفيون والصوفيون يمتنعون... ورفضت الطرق الصوفية دعوة اإلخوان، واتهم الشيخ محمد عالء أبو

العزايم، مؤسس حزب التحرير المصري، شيخ الطريقة العزمية، اإلخوان بأنها تسعى لسرقة دور األزهر الشريف في دعوة المسلمين لنزول إلى الميادين

العربية واإلسالمية لمناصرة الشعوب العربية التي تسعي للتحرر الوطني من األنظمة الديكتاتورية(. وأضاف: )دعوة اإلخوان ورفع األعالم السعودية في ميدان التحرير تكشف مخططا§ سعوديا§ قطريا§ بمشاركة عمالئهما بمصر إلشعال الحرائق

[67]

Page 68: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ا في مساندة ا كبير§ والفتن(، مؤكدا أن اإلعالمين السعودي والقطري يلعبان دور§اإلخوان والسلفيين في مصر(!

ماذا نرى هنا؟ لقد توسع الصراع ولم يعد بين )ملحدين ومؤمنين( كما بدأ بلاصبح صراع بين االسالمويين انفسهم بين الصوفيين والسلفيين والوهابيين!

- الفتنة السنية - الشيعية : فيما يلي نماذج مما ينشر : )الشيعه انفسهم اغبياء،2 ينفذون مايقال لهم فقط لكن المشكله كلها من علمائهم، اآلن كثر من الصوفية

والشيعة وأهل البدع ي¤طلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم، فيهم من هذا المطلق بأن هذا التسمية محمودة وإن كنت

ال أرى استحسانها ولكن هم يظنون أن تسمية الوهابية ألهل السنة عيب أو النقص لهم والحقيقة أن هذا التسمية مدح ألنه مشتق من كالم الوهاب وهو اسم

من أسماء الله الحسنى وهذا جهل منهم ألنه ال يجوز إشتقاق اسماء الله لمصطلح من المصطلحات أو التسميات لفرقة ما، على كل حال األمر واضح

الحمد الله هم أقبح الناس اسما روافض لعنهم الله، إن كان تابع أحمد متوهبا§ فأنا المقر بأنني وهابي(، ويتابع نفس التعليق )الله يلعن علماء الشيعة، أضل|وا

البشرية، علماء الشيعه كفااااااار(. ويصل االمر الى حد جعل الطرف االخر المسلم اشد عداوة من اليهود

والنصارى!!! )وكذلك الحال بالنسبة للرافضة فإنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى كما نص على ذلك والرافضة عموما ي¤عظ|مون القبور واألموات العلماء،

والشرك أصل فيهم وليس شيء أضر| على اإلسالم من الرافضة، ومن قرأ التاريخف ذلك(!!!! ويصل االمر الى نهايته المنطقية بعد تلك المقدمات المشبوهة ع¥ر¥

بالقول )لن يكون السنة والشيعة أخوة وعلى قلب واحد طالما هناك كتبكم التي تكفر أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين وتسبهم وتلعنهم وتطعن بتحريف القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى وتكفر

أهل السنة وتحل دماءهم وأموالهم، كيف أتعايش مع رافضي يسب ويطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين؟ كيف أتعايش مع رافضي يقول بتحريف القرآن؟

كيف أتعايش مع رافضي يحل دمي ومالي ويقول عن أهل السنة أبناء زنا وبغاء؟ عندما تتبرءون من كتبكم التي تقول بالتحريف وتطعن بالصحابة وأمهات

المؤمنين وتطعن بأهل السنة والجماعة في ذلك الوقت أهال وسهال(. ونواجه واحدة من اكبر كوارثنا حينما نقرأ حصيلة الشحن والبغضاء والدعايات

المسممة، وليعذرني القارئ الكريم على نقل الفاظ وضيعة في وصف الشيعة : )الله ونعم الوكيل في الشيعة الكالب عساهم بالسحق والماحق والبال المتالحق

آمين يارب العالمين(. وامتدادا لذلك نجد انتشار ظاهرة مدمرة وخطيرة وهي التبشير بين المسلمين انفسهم فالشيعي الطائفي يحاول تغيير طائفة السني والسني الطائفي يحاول تغيير طائفة الشيعي، وكالهما يستخدم المال والخداع

والدعاية واالرهاب، لدرجة انه اصبحت هناك احتفاالت علنية بالتشيع والتسنن الجديدين وكأن االسالم انتصر على اعداءه ولم يعد هناك من واجب سوى تكفير

المسلم االخر والطعن به والدعوة الى تغيير معتقده الطائفي بكافة الطرق! وفيما يلي فقط عناوين مهمة في معانيها ودالالتها )مقتطفات من رسائل الذين

الله اكبر الله اكبر الحمد لله ابشركم19/9اهتدوا في قناة وصال، )رساله بتاريخ لقد اهتدى على ايديكم يا اهل السنه خمس اشخاص من القطيف، وبنفس التاريخ نقرأ : انا شيعيه من القطيف اهتديت فى رمضان على يد ابو عبد

[68]

Page 69: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

فرد26الرحمن........ الخ(....)قناة وصال الحبيبه اشكركم والقائمين عليها نحن من عائله واحده من منطقة نجران كنا على المذهب الشيعى وهدانا الله لمذهب

اهل السنه والجماعه جزاكم الله خير الجزاء استمرو والى االمام(!!!

كيف يرد الطرف االخر الطائفي الشيعي؟ اقرأوا الرد : )ان من ال يؤمن بالواليه – اي والية االمام علي بن ابي طالب - فهو كافر، مستحق للخلود للنار كما قال

المفيد وكما قال عبدالحميد المهاجر، ان شهادة ان ال اله اال الله وان محمدا رسول الله ال تنفعه بل تؤخذ منه ويقال هذه ليست لك وتوخذ منها وتعطى

الموالي ثم توخذ حسناته وتعطى للموالي وتوخذ سيئات الموالي وتوضع عليه(! وبنفس اللغة البذيئة والمثيرة العمق عواطف االنتقام تجري عملية الطعن

بعائشة زوجة النبي وابو بكر وعمر وعثمان، وتلفق قصص حقيرة حولهم تصل حد االتهام بالزنا واالنحراف الجنسي وطبعا التكفير، كما فعل احد )ايات الله(

االيرانيين عندما الف كتابا اتهم فيه عمر بن الخطاب بالشذوذ الجنسي! ونجد ما هو مذهل وهو ادعاء بعض الطائفيين الشيعة بان علي بمقام النبي بل هو نبتة

الهية، وان النبوة كانت لعلي لكن الوحي هبط بالخطأ على محمد! ووصلت عملية االساءة لالسالم وبالذات لالمام علي حينما ادعى بعض ايات الله االيرانيين بان

علي وجد قبل ادم منذ ما قبل الخليقة وروجت قصص خيالية عن علي والحسينعليهما السالم ال يمكن ان يقبلها اال ساذج او مغسول الدماغ!

وليس ثمة شك في ان ما اشعل هذه االحقاد ومهد لبروز هذه اللغة التكفيرية المشحونة بالحقارة من الطرفين هو ما جرى لسنة العراق من قتل جماعي

وتهجير جماعي واالستيالء على دورهم واموالهم بعد االحتالل، فردت التكفيريةالسنية عليه بنفس الطربقة واالسلوب!

لقد تحول االسالم الى اسالمات كثيرة كل منه ينقض االخر ويرفضه ويعاديه ويقاتله : اسالم سني معتدل واسالم سني متطرف، واسالم شيعي متطرف

واسالم شيعي معتدل، اسالم شيعي اثنا عشري واسالم شيعي مناهض له، واسالم صوفي واسالم وهابي واسالم سلفي واسالم اخواني...الخ وكلها

اسالمات متناحرة ومتعادية ال يوجد اي مجال لاللتقاء بينها!!!

– الصراع مع المسيحيين : ولكي تكتمل صورة مأساة االمة العربية فتحت معارك3 مع المسيحيين العرب في مصر والعراق وغيرهما، لنقرا العناوين التالية : )هل

يتبرئ يسوع من المسيحيين في انجيل متى؟( و)واالن ايضا : المسلمون واليهود يعبدون الله، والكفرة يعبدون مخلوقات من خلق الله. أما انتم المسيحيين

فتعبدون الثالوث : االب واالبن والروح القدس مفصولين ام متحدين كما تدعون، وتركعون للصلي الذي عليه يسوع في كنائسكم. وتنسون ان عبادتكم له باطله

كما قال يسوع فلماذا ال تتعظون من اوامره ونواهيهه، اال تريدون ملكوت السموات؟(. وفي دحض منطق المسيحيين بعد ان ترك هؤالء منطق دحض منطق

االستعمار والصهيونية ورد ما يلي : )من الظلمات إلى النور( )قصص المهتدين إلى اإلسالم( مقاطع فيديو رائعة للمسلمين الجدد يتم تحديثه كل يوم، وهو

يشابه ما فعلته وتفعله قنوات طائفية من نشر براءات من الشيعة والسنة واالن من المسيحية واعتناق االسالم كبديل عن المسيحية التي عدها البعض دين

شرك!!! )خطط النصارى واليهود ضد االسالم(،.... و)قصيدة آشورية – اي مسيحية - بعد

[69]

Page 70: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اسالمها. نشرت قصيدة باسم اشورية تخلت عن المسيحية وصارت مسلمة مملوءة باالستفزاز لمواطنين اخرين وطعن بديانتهم(، اعتراف األنبا يؤانس بأن الرهبنة المسيحية في األصل وثنية، شنودة وتدليسه وتأويله بالكذب على تفسير

الشعراوي، األناجيل المفقودة وانهيار المسيحية، األنبا بيشوى يفضح الدجال مكارى يونان، نجيب ساويرس يواجه اإلسالميين في انتخابات الشعب بمرشحين شيعة" فعال الكفر ملة واحدة، حوار بإسلوب جديد وذكي حول الوهية يسوع في

الكتاب المقدس، االخت هبة ميخائيل يونان مع المرصد تحكي قصة اسالمها، الكتاب المقدس يصف الله بالمضل بل ويرسل عمل الضالل ليخدع الناس ثم

والجل هذا سيرسل اليهم الله عمل11 : 2يدينهم على هذا الضالل تسالونيكي )قصص المهتدين إلىالضالل حتى يصدقوا الكذب، من الظلمات إلى النور

اإلسالم(. وبذاءة اللسان المتعمدة تظهر بقوة هنا، كما ظهرت في معارك الطائفيين السنة

والشيعة، حينما يقول احد االسالمويين ما يلي )وكجحش الفراء يولد االنسان المسيحي( فيرد عليه مسيحي قائال : )لما تكبر شوية أيها الجحش تبقى براق

محمد ويظل أمامك فترة لتحصل على لقب الحمار رسميا، وهو دة لقبك النهائى اللى حتموت بيه(!!! ويرد اخر معتذرا على هبوط اللغة لكن اعتذاره كان بذيئا

ايضا : اعتذر لالخوة االفاضل عن االلفاظ الخارجة ولكن هذا الخروف الظاهر ان لسانه كان أطول من ليته لذا وجب علينا قص لسانة قبل عمل بلوك له!!!!

ويقول مسيحي اخر مدافعا عن المسيحية : )شوفو معجزه النور المقدس الذي يخرج من قبر المسيح كل سنه(... ويقول مسيحي اخر متباهيا )تنصير االف في

الدول االسالميه بالذات الجزائر والمغرب وتقدر تتاكد وتشوف الفيديوهات،القافله المسيحيه تسير والكالب المسلمه تعوي(......

وتظهر الفتنة في اشد مظاهرها تأثيرا عاطفيا بقيام اسالمويين بنشر صور واسماء من تخلين عن المسيحية، والغريب انهن كلهن نساء وهو ما يثير

العواطف لدى الطرفين وكأن هناك من يتعمد اختيار نساء للتحول الى االسالم من المسيحية! وكأنه انتصار يعوض عن االنتصار على اسرائيل والغزو االمريكي :

األخت مارى حليم قديس موسى... تشهر إسالمها، فيديو قنبلة.. زفاف جماعي المسلمات جدد في االسكندرية، إسالم مروه كامل سعيد ميخائيل مركز ادفو اسوان، ريم ميخائيل مسلمة جديدة على المرصد وقصة مؤثرة، إشهار إسالم

نورا موريس، الله أكبر : فيديو اشهار مارى اشرف نبيه عزيز، األخت ماجدة ثابت جرجس.. تشهر إسالمها، أول ظهور ألبي يحيي يحكي حقيقة إسالم عبير

واحتجازها بالكنيسة، فيديو عبير فخرى بطلة أحداث إمبابة تروى الحقيقة، عبيراسلمت واختطفت وسجنت القصة الكاملة!!!!

ماذ يحدث نتيجة التبشير المتبادل والتحول من الدين والطائفة؟ اقراوأ معي : االسالمويون ينظمون المظاهرات ويهاجمون الكنيسة الطالق سراح نساء

مسيحيات تحولن من المسيحية الى االسالم وتحدث مجزرة وتحرق الكنيسة! مبروك لقد انتصرنا على اسرائيل!!!! واخيرا البد من التساؤل عن سبب انتشار

فضائيات طائفية تحرض على الفتن بين المسلمين الشيعة والسنة واخرى تحرض على الحرب بين المسيحيين والمسلمين، وهي قنوات تكلف سنويا مئات الماليين من الدوالرات، والممول هو نفس من ينفذ مخطط تقسيم االقطار العربية على اسس طائفية وعرقية : امريكا -واالنظمة العربية التابعة لها- والكيان الصهيوني

وايران.

[70]

Page 71: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

من يخرب البصرة : نحن ام اعداءنا؟ ثمة مثل عربي يقول )بعد خراب البصرة( اي ادراك الكارثة والندم بعد حرق

وتدمير البصرة حيث ال ينفع الندم ابدا فما دام الخراب والحريق قد وقعا واشعال ودمرا كل شيء فان الندم واكتشاف الخطأ فيما بعد ال قيمة له، وهذا هو وضعنا االن كعرب حيث اننا نشعل الحرائق بايدينا ونحرق وطننا واسرتنا ودولنا -وليس

نظمنا- وديننا وهويتنا الوطنية والقومية بمواقف اغرب من الغريبة الن اي طفل يدرك انها ليست خاطئة فقط بل هي انتحار كامل وتدمير اكمل لكل مظاهر

واسس وجودنا كبشر وكامة، خصوصا، وهنا بيت القصيد االعظم، ان العربي الذي يقوم بمهاجمة العربي االخر ويشتبك معه في حرب دموية لن يحصد هو ثمار

هجومه بل امريكا ورجاالت امريكا العلنيين والسريين االصالء والبدالء، انظروا لمصر وتونس سترون هذه الحقيقة المرة مجسمة تماما، فبعد سفح دماء طاهرة

من اجل اسقاط الديكتاتورية والفساد نجد ان )نغول( بن علي ومبارك هم من استلموا الحكم في تونس ومصر وتحت اشراف مباشر للعم سام والذي سيحرك عجلة االنتخابات نحو هدف محدد وهو ايصال رجاالت امريكا واسرائيل للحكم عبر

االنتخابات مع تطعيم البرلمانات بشخصيات وطنية ال تحل وال تربط بحكم وجود اغلبية متأمركة ومتصهينة تبقي على كامب ديفيد والتبعية المريكا وال تزيل

الفقر واالمية والفساد!

هذا الذي يجري هو نزف لن يتوقف اال عند موت الجسد، الن امريكا واسرائيل تتعمدان جعل توالد وتناسل االزمات السمة المركزية الثابتة فيما يحدث االن، فما

ان تحل مشكلة حتى تنشأ عشرة مشاكل اعقد منها! ولذلك لم تكن صدفة ان الحسم في ليبيا وسوريا واليمن تأخر عمدا وتخطيطا بعكس تونس ومصر، حيث

حسم امر النظام بسرعة وباقل الخسائر، الن المطلوب هو تغيير االولويات وجعل زرع العداوات وتنمية نزعة الثأر الدموي المفتوح الحدود واحياء غريزة البقاء، عبر تهديد طويل الزمن في بيئة قلق ساحق جدا، هو العنصر المقرر

وليس العقل والمنطق. الم يكن بامكان امريكا والتي لديها احتياطيات كبيرة -مناجذ نائمة- في جيوش

الدول العربية واجهزة مخابراتها اعداد وتنفيذ انقالب حاسم يسقط النظام في ساعات فال تواجة االمة كارثة سفك دماء عشرات االف العرب؟ نعم كان بامكانها ذلك، ولكن االنقالب لن يزرع االحقاد او يعمقها ويوسعها بل سيكون فورة غضب

سرعان ما تنطفأ وعندها تبقى حياة العرب كما هي بال ثأرات ابدية وبال حروب داحس والغبراء، وهو وضع ال يخدم امريكا واسرائيل وايران الن المطلوب ليس

اسقاط نظام فقط بل تقسيم االقطار العربية، لذلك يجب اشعال فتن عمياء ومدمرة تحرق االخضر واليابس وال يسمح باطفاء نيرانها قبل ان تحرق االخضر

واليابس، سواء باشعال فتن طائفية بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين وغيرهم، او بتنظيم انتفاضات وتظاهرات عنيفة ودموية تجتاح

االقطار العربية وتستنزفها من كافة الجوانب وتمهد النهيار المجتمع والدولةوليس النظام فقط، اليس هذا ما حصل في العراق بعد الغزو عمدا وتخطيطا؟

ان تشجيع الفتن الطائفية واشعال حروب الطوائف واالديان جزء مقوم –اي جوهري– من خطة الفوضى الخالقة االمريكية، وهو جوهر المخطط الصهيوني

القديم والذي يتجدد سنويا واخر طبعاته مقالة عوديد ينون )ستراتيجية السرائيل

[71]

Page 72: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

في الثمانينيات( التي اكدت على ان المطلوب هو تقسيم العرب طائفيا وعرقيا من جهة، واشعال حروب وازمات بينهم وبين جيرانهم غير العرب من جهة ثانية،

واذا نظرنا الى حالنا وجدنا ان هذا المخطط هو الذي ينفذ حرفيا، انها سايكسبيكو الثانية : تقسيم القطر الواحد بعد تقسيم االمة في سايكس بيكو االولى.

ولئن كانت الفتن العرقية محدودة فان اللغم االخطر هو الفتن الطائفية فهي تحتوي في جوهرها وتكوينها الجيني على عوامل الشرذمة واالنقسام، فوجود

طوائف واديان، ووجود امكانيات هائلة ومفتوحة لتفسير ايات القران واالحاديث النبوية والكتب المقدسة االخرى، وفقا الجتهاد االنسان، يفتح ابواب صراعات

وتشرذمات ال تنتهي ابدا ويصبح وليد اليوم االم الطبيعية لنغول الغد، الن توالد النغول خطط له ان يتم وفقا لنسب هندسية مرعبة تضعنا امام تالش منظم

المتنا! ومصر تقدم لنا صورة مقلقة لهذا االمر فبعد ان كان الصراع مع اسرائيل والغرب الداعم لها انظروا الى اين وصلت مصر خصوصا بعد االنتفاضة ضد

الديكتاتورية والفساد؟ االن التيارات االسالموية تتناسل وتتوالد نغولها وفقا لنمط ارنبي ال يتوقف، فباالمس كان الصراع بين االقباط والمسلمين واالن

اصبح هناك صراع اخر لم يكن موجودا وهو الصراع بين نثار التيارات االسالموية الصوفية ضد الوهابية والعكس، واالخوان ضد التيارات الجهادية...الخ. اليست تلك

نقمة وغضب رباني؟ اليست تلك الحالة تطبيق خالق للفوضى الخالقة؟ اليست تلك هي االمنية التي وردت في كتب ماسون وحمكاء صهيون وبحوث مراكز

البحوث الصهيونية وخطط االدارة االمريكية خصوصا دراسة )القرن االمريكي( وقرار الكونغرس االمريكي تقسيم العراق وغزو عدد1998التي وضعت في عام

من االقطار عربية وهي العراق وسوريا ولبنان وليبيا، كما اعلن الجنرالاالمريكي ورئيس االركان السابقة واالمين السابق للنيتو ويسلي كالرك؟

الله اعطانا اعظم خلقه وهما العقل والمنطق لنستعملهما لخدمة انفسنا وحل مشاكلنا، فهل العودة الى صراع ظهر وانتهى قبل اربعة عشر قرنا شيئا غير

الغاء للعقل واهانة للوعي االنساني؟ كيف يمكن الي عاقل ولديه ذرة من المنطق ان يخوض حربا دموية االن )من اجل تصحيح خطأ سياسي( وقع قبل

اربعة عشر قرنا وذهب اصحاب الحق فيه؟ لو قيل الي عاقل ولو بجزء من وعي عام1400طفل في الخامسة من عمره اننا االن نقاتل من اجل حدث وقع قبل

لقال انكم مجانين وال عقل لكم، ولكن استمعوا لمن يحملون شهادات الدكتوراه من قم وهم يرفعون عقيرتهم عبر قنوات انتشرت كالفطر مطالبين بالثأر

للحسين واعادة الخالفة لالمام علي وكأن معاوية وابنه احياء االن ويحكمون االن! او كأن االمام علي واالمام الحسين حيان ويريدان استالم الحكم! تحت تأثير هذه

الطروحات هدم العراق، وبقوة تضليلها تتهدم اسس الوحدة الوطنية الكثر االقطار العربية، ونتيجة لها تتحول المواطنة من والء لوطن الى والء لطائفة مركزها في بلد اجنبي يناصب الوطن العداء، وهنا تكمن الكارثة الن اكثر من

حصان طروادة سيولد واكثر من لغم مدمر سوف يزرع لينفجر كل منها في زمن محدد سلفا. اليست تلك هي عملية اكل لحومنا بايدينا خصوصا اكل لحوم

اطفالنا؟

والسؤال الجوهري االن هو : ما الذي يترتب ستراتيجيا على خلق هذه الحالة فيما

[72]

Page 73: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

لو استلمت قوى اسالموية السلطة في اكثر من قطر عربي كما توحي المؤشرات الخاصة بالخطة االمريكية التي تقوم على دعم وصول تنظيمات

اسالموية للسلطة؟ ان وصول اسالمويين الى السلطة يعني الوصول الى نتيجة واحدة اكثر من خطيرة وهي انتقال الصراعات التي عرضنا بعضا من اوجهها الى

مستوى قطر كامل بين نظام حكم طائفي ومناهضيه الطائفيين االخرين، من شيعة وسنة ومسيحيين وغير المسلمين االخرين، الن االحزاب االسالموية اعلنت

ستراتيجياتها التي تقول بان نظام الحكم االسالموي يجب ان يطبق الشريعة بحذافيرها وكما وضعت قبل قرون طويلة، االمر الذي يزيل المعيار الحالي

للمجتمع واالمة وهو معيار المواطنة المتساوية بين ابناء الوطن الواحد وسيظهر لدينا )الذميون( وغيرهم ممن يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة او

الرابعة ونحن في القرن الحادي والعشرين! وهذا بالضبط هو الوقود الذي سيشعل الحروب االهلية العربية على نطاق واسع ويجعل تقسيم االقطار العربية

امرا حتميا وبقرارات دولية تفرض بالقوة بعد اشتعال صراعات دموية بين كافة االديان والطوائف في كل قطر عربي، باالضافة الشتعال الحروب االثنية والعنصرية، ومرة اخرى انظروا الى العراق بعد االحتالل وكيف ان امريكا

وحلفاءها وضعوا اسس حرب اهلية التبقي والتذر على اسس طائفية وعرقية ستعرفون مصير االقطار العربية فيما لو لم تعي الجماهير وقواها الطليعية

كيفية الخروج من هذا المازق التاريخي الخطير والمدمر.

من له مصلحة في ذلك؟ بالطبع الكيان الصهيوني الذي تبنى منذ قام ستراتيجية تفتيت االقطار العربية الجل ضمان ديمومته، والتفتيت يقوم على اشعال معارك بين العرب سواء السباب دينية او طائفية، باالضافة الشعال صراعات عرقية بين

االثنيات المكونة القطار االمة العربية، او مع جيران العرب من غير العرب. وامريكا لم تجد وسيلة لضمان هيمنتها على االقطار العربية ومواصلة نهب

ثرواتها سوى تبني المخطط الصهيوني هذا، اما ايران فانها وحدها من نجح في اشعال الفتن الطائفية نتيجة تداخل الخنادق الناجم عن اعتناق ايران لالسالم فاصبح بامكانها ان تخترق صفوف العرب باسم االسالم، وتمزقهم شر ممزق،

وهكذا اصبح ثمة قاسم مشترك يربط بين امريكا واسرائيل من جهة وايران منجهة ثانية هو تدمير االقطار العربية وتقاسمها.

في ضوء ما تقدم البد من طرح السؤال التالي : هل ما يحدث في الوطن العربي ثورات وطنية؟ ولكي نجيب بصواب البد من اعادة طرح السؤال المهم التالي : ما

 الفرق بين الثورة واالنقالب واالنتفاضة والردة؟ - الجزء الرابع عشر :

 المفاهيم تنغيل لعبة : االنتقائي الوعي ثمار من هجينا مزيجا كانت انظمة سقوط ببدء الباردة الحرب انتهت ان ما- 11

حتى 1989 عام في الشرقية اوربا في االشتراكية سمات وبعض الدولة راسمالية )اجل من الباردة الحرب من خطورة اكثر اخر نوع من حرب بشن امريكا بدأت

للرئيس كتاب عنوان هو ( الفرصة اغتنام ) وتعبير - التاريخية ( الفرصة اغتنام العالم على للسيطرة لها اتيحت التي - نيكسون ريتشارد االسبق االمريكي

حدث النادرة التاريخية الفرصة هذه بروز لكن . االمريكية االمبراطورية واقامة تعاني النها ، العالم على السيطرة امريكا امكانيات حيث من الخطأ الوقت في

[73]

Page 74: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

من االن نراه ما مظاهرها ابرز من وخطيرة ومعقدة متداخلة بنيوية ازمات من بخوض االمر يتعلق حينما ، مواطنيها لهشاشة باالضافة ، خطيرة مالية ازمات اكدتها ثم بقوة فيتنام حرب اظهرتها هشاشة وهي ، الخارج في صعبة حرب

الى امريكا اوصلت التي المسلحة العراقية المقاومة وانطالق العراق غزو عملية .المسلحة لقواتها الهابطة المعنوية الروح نتيجة الشامل االنهيار حافة

صناع لدى االحباط مشاعر السوأ مثيرة التسعينيات مطلع في امريكا ازمة وكانت عن عاجزة كانت فقد ( حظ سوء ) مفارقة واجهت النها ، االمريكي القرار

السوفيتي االتحاد وهو لها االول الرادع سقوط رغم العالم على السيطرة وهو واالهم االعتق االمريكي الحلم تحقيق امكانية وبروز ، الشرقية ومنظومته )البنيوي عجزها بين توفق كي امريكا تفعل فماذا ، العالم على السيطرة

 ؟ لها االكبر الحلم تحقيق وبين ( والعام والعسكري االقتصادي

:محددة زاوية من شاكلتها على وجعله العالم تشكيل اعادة امريكا قررت لقد دول تفتيت فعليها وسايكولوجيا ثقافيا ومفككة الوطنية للهوية تفتقر انها فبما

، عليه للسيطرة المتعددة وخططها امريكا مواجهة عن عاجزا هشا ليكون ، العالم تعاقب مالحظة مع ، االوربي االتحاد ذلك في بما العالم كل تشمل العملية وهذه

التفتيت اساليب اهم وكان . واحد وقت في وقوعها وعدم التفتيت عمليات وبين الواحد الشعب داخل طائفية او دينية او عرقية وحروب صراعات تفجير امريكا عجز تغطية مسؤولية كله العالم وتحميل ، جهة من ، المختلفة االمم

امريكا بقطف تنتهي صراعات في - العالم اي – وزجه والبشري االقتصادي !اهدافها لتحقيق امريكا تستخدمها عديدة دول تضحيات عن تنتج التي الثمرات

كي نفسها فيها امريكا تضع انعاش غرفة الى كله العالم تحويل اخر بتعبير  .االخرى الشعوب اجساد من اليها الحياة دم ضخ بفضل العيش تواصل

ال - ستراتيجي – المدى بعيد بعزم ولكن مخابراتي بصمت تعمل ان عليها كان ، الشرقية واوربا السوفيتي االتحاد بقايا وهو ، اليها الثاني العالم لضم يلين

االكثر المستقبلي الخصم ومحاصرة ، شرقا النيتو وتوسيع ، روسيا باستثناء الصين قدرة وتحديد وغيرها افريقيا في نفوذه مناطق في الصين وهو خطورة

وتلك ، رسمت كما والتقدم التنمية خطط لتحقيق يكفي نفط على الحصول على بتسلسالت وتفجر بدقة سيناريوهاتها ترسم ، اخر نوع من حروبا تتطلب االهداف

ودون االمم كل خلخلة وهو كبير ستراتيجي هدف لتحقيق وتوجه مختارة زمنية  .استثناء اي

لغيرها عبرة لتكون محددة وبلدان اقطار بغزو تبدا متنوعة الجديدة امريكا وحروب تلك وتمر ، امريكي اقتصادي انفراج لتحقيق مهمة ثروة مصادر تملك النها او

التي المفاهيم تسقيط عبر العالم في االيديولوجية اللعبة قواعد بتغيير الحروب والمنابر السياسية والمسارح الدولي والقانون الدولي العرف في لقرون سادت

الطريق وتمهد االمريكية االمبريالية التوسعية تدعم بديلة مفاهيم وطرح الفكرية وسريعة ومباشرة فجة ، سيطرة كاداة العسكرية الحروب الى تطرقنا ولئن . لها

العسكرية الحروب مستقبل تحدد والتي خطورة االكثر الحرب فان بالتفصيل ، السياسية المفاهيم خصوصا العامة المفاهيم حروب هي النجاح طريق لها وتمهد

[74]

Page 75: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

، لديهم البداهة منطلقات تتغيير لم فما ، الخ ...واالخالقية واالقتصادية والثقافية ونظرياتهم وافكارهم الناس معتقدات وهي ، وسلوكهم بمسارهم تتحكم والتي

بالمقاومة يواجه مسلحا غزوا ستبدو العالم على امريكا سيطرة فان ، السياسية الجديد القرن لحروب تجارب مختبر كان الذي العراق في حدث ما وهو ، المسلحة

لمفاهيم وفقا وتحرير انقاذ كأنه يبدو ان يجب للعالم امريكا غزو فان ولهذا. النقاش الواجبة القضية هي وتلك ، الشباب من فئات لدى وتنمى تزرع ان يجب  .االن

اوربا في الشيوعية الكتلة بسقوط بدأت المفاهيم حروب من الجديدة الحلقة ان طالئع وكانت ، الصراع مفاهيم تغيير يفرض العمليات مسارح تغيير الن الشرقية ، واالوربية االمريكية الجيوش حركة سرعة من اكبر بسرعة تتدحرج المفاهيم

اعالمية طاقات بتسخير عالميا لها الفعال الترويج وبدأ طرحت المفاهيم هذه طويل لزمن وتحتاج افكار حرب هي المفاهيم حرب الن ، ضخمة ومالية وثقافية

الزمن اختصار والجل ، غدا وليس االن السيطرة الى بحاجة امريكا ان حين في للناس جاهزا طبقها وتقديم السخونة شديدة بنار المفاهيم سلق يجب كان

  !مستحب غير او منفرا طعمه كان مهما ، اللتهامه الوظيفية المفاهيم عن خالصة

المخابرات اجهزة صاغتها التي المفاهيم لبعض شديدة اختصارات يلي فيما  :خدمتها في او لديها يعملون وكتاب مفكرين بواسطة واطلقتها االمريكية

اوربا دول – الثاني العالم في ( السلمية الثورة ) او ( الحرية ربيع ثورات – ) 1 افكار هو طرح ما اول كان ، االمبريالي التوسع لحروب كبديل والثالث - الشرقية

الشرقية اوربا ففي ، اخر مكان في وعنفية مكان في سلمية تغييرات احداث عن العربي الوطن في اما ، جورجيا حدث كما ( البنفسجية الثورات ) خطة نفذت

يقوم للثورة مفهوم طرح ولذلك . العسكرية بالقوة االوضاع تغيير تقرر فقد الديمقراطية وهو سياسي هدف على والتركيز والسلمية العفوية من مزيج على

مع يتناقض للثورة المفهوم وهذا ، والفساد الديكتاتورية لمصادر التام واالهمال االستعمار من التحرر حركات بدأت منذ ساد الذي والتحرري التقدمي المفهوم الثورات وبعد( 1949 ) والصين ( 1917 ) روسيا ثورتي بعد في تظهر االوربي

الستينيات في الفلسطينية والثورة الخمسينيات في والجزائر كوبا في التحررية واالسيوية االفريقية التحرر لحركات باالضافة ، الماضي القرن من

ببناء والوعد االنظمة تغيير على فقط يركز الجديد والمفهوم  .االخرى واالمية بالفقر المتعلقة االجتماعية والمسائل التحرر قضايا واهمال الديمقراطية

ان يمكن والتي الديمقراطية بناء هو ، المفهوم لهذا طبقا ، فالمهم ، والتخلف النظام اسقطت التي غير اخرى قوى تقررها الحقة لتغييرات مدخال تكون  .غالبا

الشرقية اوربا في الشيوعية الكتلة انهيا بعد طرح مفهوم اول كان العولمة- 2 القومية الدولة وتتداعى االمم تفاعل عوائق وتزال الحدود تفتح حيث العولمة هو

قرية ) بانه وصف عامل في االممية الثقافة وتحل القومية الثقافة وتزول  .القوميات عصر وينتهي ( الكترونية

االمم وميثاق الدولي القانون ضمنه عما التخلي تعني والتي الناقصة السيادة– 3 يحمي الذي الدرع السيادة واعتبار وكبيرها صغيرها االمم تساوي وهو المتحدة

[75]

Page 76: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تعد لم الدول الن الناقصة السيادة عصر هو العصر بان والقول ، الدول مصالح االعتماد وتزايد العالمية التفاعالت تداخل بحكم نفسها سيدة العولمة عصر في

الحياة انماط حيث من العالمية البيئة وتقارب االمم بين غالبا المتبادل مطلع في حدثتا اللتان االتصاالت وثورة المعلومات ثورة بفضل ، الخ ...العصرية

  .جذرية بصورة العالم صورة وغيرتا الماضي القرن من التسعينيات ثورتي تحول ان : االيديولوجي التأثير بدل التكنولوجي الحسم نظرية– 4

تحكم من اشد بطريقة بالبشر تحكم اداة الى واالتصاالت المعلومات العملية االنسان مشاكل من الكثير ويحالن حال النهما وباالخص ، االيديولوجيات

وتوفير االنترنيت او النقال بالهاتف البشر بين والمفتوحة الفورية كاالتصاالت خطيرة تحوالت احداث الى ادى مما ، التسعينيات قبل للتصور خارقة كانت اجهزة

اهمية في ومازاد . االيديولوجيات عن بعيدا الناس ماليين اهتمامات في وولوج المعلوماتية هو جديد انتاج مصدر خلق على الفذة قدرتها هو التكنولوجيا

على ومتفوقا خاصا موقعا تحتل التكنولوجيا جعل الذي االمر ، االفتراضي العالم  .غيره

فرض قد الشيوعية انهيار بان قالت والتي لهنتنغتون الحضارات صدام نظرية– 5 والديانات الثقافات تصادم على تقوم والصراعات التحديات من جديدا نمطا

الجديد العدو ان وحدد . احداها تغلب اجل من واصطراعها العالم في والهويات كشف النظرية هذه اطار وفي . الشرقية والحضارات االسالم هو للغرب

الوجود في االستمرار تستطيع ال امريكا ان وهي خطيرة حقيقة عن هنتنغتون الفكرة هذه وخطورة ، للتوحد فتضطر يهددها خارجي خطر وجود بدون موحدة

هو بل امة مجتمع ليس االمريكي المجتمع ان تؤكد انها في تكمن الصحيحة  .بعد تندمج لم مختلفة وثقافات جاليات مجتمع

العالم في الكبير الصراع ان على نصت والتي لفوكوياما التاريح نهاية نظرية– 6 الذي السياسي الخيار ان ذلك على وترتب ، االمريكية الليبرالية بانتصار انتهى قد

الدول تباينات عن النظر وبغض الليبرالية هو ونشره العالم في ترويجه يجب  .ذلك وغير واالقتصادية العقائدية تكويناتها واختالفات واالمم

نتاج النه له مهيأ غير انه مع الثالث للعالم المدني المجتمع مفهوم تصدير– 7 واصبح واالمة الوطنية قبل ما وعالقات القبيلة مرحلة تجاوزت متطورة مجتمعات او القبيلة او الدين صالت وليس وبيئته العمل صالت تحكمه فيه المواطن

  .العنصر

والتقدم والتكنولوجي العلمي التطور ادى لقد : المواطنة صلة نظرية– 8 الى ، الغربية واوربا الشمالية امريكا في وتحديدا والشمال الغرب في الثقافي الهوية بصفتها المواطنة صلة وبروز الوطنية الهوية وتاثير قيمة انحطاط

من بالمزيد يشعر المناطق تلك في االنسان اصبح وهكذا ، المجتمع في االساسية كان ودعمها النظرية هذه ترويج من والهدف . والنفسي الفكري والفراغ الضياع ولذلك غيره عن بالغربة فيه مواطن كل يشعر نثار الى وتحويله المجتمع تفكيك والتمهيد وسياساتها الحكومة اتجاهات مقاومة الجل التوحد عن عاجزا يصبح

  .غيرها من اكثر امريكا في توجد الظاهرة وهذه ، تدريجيا بوليسية دولة لفرض

[76]

Page 77: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

، والتطبيقية العملية الخيارات عصر وحلول االيديولوجيات انتهاء مفهوم - 9 عملية مفاهيم رحمها في تنشأ ان يمكن والتي ، والمنعزلة المنفصلة الفردية

  .صرفة الواقع في مخصصتان وكانت ( الشر محور) و ( المزدوج االحتواء ) نظريتا – 10

اال للحل قابلة غير والعالم المنطقة ازمة ان افترضتا النهما ، العراق لغزو ، غزوها وليس سلمية بطرق ايران واحتواء العراق في الوطني النظام باسقاط

  .الشمالية كوريا احتواء وكذلك الدبابات وصل قبل الناس عقول احتالل الجل المفاهيم تلك صياغة تمت لقد

االكبر هدفها كان ولذلك ، لها وللتمهيد المدى البعيدة الصواريخ اطالق وبدء .فوالذية سلسلة تنتظمه بتتابع ، والشعوب االمم كل ، االخر تفتيت هو واالهم

لقد ؟ شاكلتها على ليكون العالم تشكيل اعادة تريد امريكا ان بقولنا المقصود ما محددة زاوية من شاكلتها على ليكون برمته العالم تشكيل اعادة امريكا ارادت بل فقط االمم بين ليست والتعددية ، ومتعدد متبلورة هوية بال عالم انه وهي ، واالمة والقومية الوطنية لعصر السابقة المجتمع مكونات تعددية انها ايضا

ان يجب الواحد الشعب ان لذلك ووفقا ، والمناطقية والقبيلة والدين كالعرق مئات قبل االمة مكونات بين الطبيعي التفاعلي االندماج قبل ما لمرحلة يعاد

  .االن كامريكا ليكون ، السنين والقومية والوطنية االمة مفاهيم تهشيم يفرض ذلك ان ؟ ذلك يتطلب ماذا

على والعمل وزال انتهى عصر مخلفات من انهما على وتصوريهما واسقاطهما البد كان ولذلك ، والمستمرة المتتابعة باالزمات او بالقوة الوطنية الدولة تقويض

والهوية الوطنية واهمها الوطنية الدولة عليها تقوم التي االسس نسف من االفكار بين والتارجح اليقين عدم من لحالة كله العالم ودفع جهة من القومية

طرح بينها من اساليب بعدة تحقيقه يمكن وهذا ، ثانية جهة من المترسخة غير امام اخرى مرة انفسنا نجد وهنا . واحد ان في وذكية ومتناقضة متعددة مفاهيم مادية ببيئة المعذب االنسان وضع وهي اخرى زاوية من ولكن الموت حافة نظرية المتعمد الجسدي التعذيب دور يكمل نفسي – مفاهيمي اضطراب امام له معادية

فكريا وثبات بقوة قدميه على الوقوف على القدرة من يحرمه بان لالنسان  .ونفسيا

متواترة بصورة بالظهور بدات التي الجديدة المفاهيم حزمة من الهدف كان بوصلتهم الكثيرين افقاد تسهيل هو التسعينيات مطلع منذ ومتعاقبة وسريعة

فيه يرون ال غائم جو وفي متالطم بحر في والرؤية االبحار على تساعدهم التي الحياة في اساسي ماهو كل تشمل البوصلة وهذه ، بدونها امتار بضعة من ابعد واالتجاهات القومية والهوية الوطنية والرابطة والعائلية االجتماعية التربية مثل

االنسان يفقد وحينما . الخ ... واالخالقية االجتماعية والتقاليد والنفسية الفكرية ، الخ ...والعسكرية والسياسية واالجتماعية التاريخية للتجارب وطبقا ، البوصلة اهم احد وهذا ، انفه من ابعد يرى فال البعيد النظر افق وينعدم رؤيته تتشوش حلبة ) الى عنهم ورغما جرا وجرهم وعيهم وتشويه الناس ضمائر اختراق شروط  .كلنتون هيالري مع المحتشم غير ( الرقص

واالنتفاضة والتمرد واالنقالب الثورة مفاهيم ، نغلت التي المفاهيم اول ان  .التفصيل من بشيء ذلك نتناول دعونا

النها ، غالبا بالعفوية الماضي القرن عشرينات منذ في التحرر حركات تميزت ماعداه كل وكان االستعمار من التحرر وهو واضح واحد هدف تحقيق على قامت

[77]

Page 78: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كانت لذلك ، تحقيقه اجل من خطة توضع او يدرس ولم مؤجال او ثانويا هدفا بقيت لهذا ، عقائدية احزاب هي مما اكثر وطنية جبهات عن عبارة التحرر حركات الفقر كازالة االجتماعية االهداف وتركت عفوية العام االطار في التحرر حركات كانت النظرة وهذه ، االستعمار طرد بعد ما لمرحلة والفساد والتخلف واالمية نجحت انها رغم االجتماعية االهداف تحقيق في التحرر حركات فشل في السبب

ايديولوجية لديها كانت التي الثورات ان حين في ، االستعمار طرد في مرسوم زمني سياق في المتعاقبة الخطوات مواصلة في نجحت وستراتيجية

  .عموما رسمتها كما الكبرى اهدافها وحققت ومعروف المعضالت حل في فشلت لكنها الفرنسي االستعمار طردت الجزائرية فالثورة نتيجة جدا خطيرة ازمات الى جرها احداث مسلسل الجزائر وشهدت الداخلية

وقبلهما والكوبية الصينية الثورات فان ذلك وبعكس ، الشاملة الستراتيجية غياب حالة من المجتمع ونقلت الناس حياة في جذري تغيير تحقيق في نجحت الروسية وجود نتيجة والفقر االمية ومحو التقدم حالة الى واالمية والفقر التخلف

  .لها ودقيقة واضحة ستراتيجية عفوية اجهضتها التي وحدها الجزائرية الثورة تكن لم العربي الوطن وفي

اسباب دراسة تفرض مؤشرات شهدت العربية االحداث ان بل ، انطالقتها االقطار من الكثير في حصلت التي العسكرية فالتغييرات ، ، والنجاح االخفاق (1968و 1963و 1958 اعوام في ) والعراق ( 1952 ) مصر مثل ، العربية مرات عدة ) والسودان ( 1969 ) وليبيا ( بعده وما 1963 اعوام في ) وسوريا

اعطت ، الخ( ...1987 ) وتونس ( مرات عدة ) وموريتانيا ( الفترة نفس في يتحقق ال او يتحقق عما النظر وبغض ثورة هو العسكري االنقالب بان االنطباع

يطلق تفشل مسلحة انتفاضة اي ان كما ، واهداف تغييرات من الواقع ارض في مفهوم ان رغم ، وراءها يقف ومن طبيعتها عن النظر وبغض ثورة تعبير عليها

ضد انه اي تحرريا مضمونه كان العربية االمة نهضت منذ ساد الذي الثورة قوى تتبناه تحرري مفهوم يوجد ال فانه ثم ومن ، والصهيونية االستعمار على وجوده نشر وسائل عن عبارة االستعمار مفاهيم فكل واذنابه االستعمار

  .المستعمرة الشعوب حساب ضد او االستعمار ضد انها منها يفهم تلقائيا فانه ثورة يقول المرء كان وحينما لو حتى االستعمار وموضوعيا عمليا تخدم فاسدة انظمة ضد او ، له التابعة النظم ويكون ثورة بانه ما عمل وصف يتقبل من هناك يكن ولم ، عميلة غير كانت

كان كما ، ( مضادة ثورة ) او ردة النه له داعما العسكرية احالفه او االستعمار وكان الوطنية القوى كل ضده وقفت الذي الخمسينيات في بغداد حلف حال

بدأت التي العرب انتفاضة اجهاض حاولت التي الضاربة واداته لالستعمار عنوانا  .1956 عام في مصر على الثالثيني العدوان اثناء

الرأي بتوعية العرب المثقفون انشعل الثمانينيات وحتى الخمسينيات مرحلة منذ الشعبي المفهوم عن وتمييزه للثورة الثوري المفهوم احالل اجل من العام

يقوم صرف وميكانيكي ساذج مفهوم وهو ، للثورة والعفوي والتبسيطي البسيط لو حتى ثورة السلطة ويغير عنيف هو ما فكل ، بالثورة عام تفجر كل وصف على

الثورة هل : محدد سؤال طرح لذلك . السلطة راس وجه سوى شيء يتغير لم بتغيير تبدأ للوضع جذري تغيير عملية انها ام ؟ فقط السلطة راس تغيير هي

على االجابة عند ؟ كليا عنه مختلف بديل نظام اقامة اجل من ولكن النظام راس

[78]

Page 79: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

النظري االفق ذات الثورية القوى رد : اساسيين ردين نواجه فاننا السؤال هذا يمثل النه تقليدي ، تقليدي رد انه بصواب يوصف الذي الرد وهو ، والستراتيجي

ستراتيجي افق وبال عاديون ساسة ورد ، العظمى واهدافها االمة وتطلعات اصالة الهدف تحقيق عواطف على ويقتاتون محددة قضية انصار هم وانما نظري او

جديدة ظروف متطلبات عن يتحدثون لذلك ، بعده ما رؤية دون والمنظور المباشر بصفتها بالثورة متمسك النه الصحيح الوحيد وهو ، التقليدي الردين في لننظر ،

باالطاحة يكتفي الذي وهو ، التقليدي وغير ، والمستمر والشامل الجذري التغيير قاتل لفخ النفس قصيري او الخبرة قليلي لجذب يستخدم والذي ، النظام براس

-الجزء الخامس عشر : 

مفهومان للثورة التقليدي والحداثي كانت القوى االسCCتعمارية كبريطانيCCا وفرنسCCا ثم امريكCCا، ومCCا زالت، تطلCCق على الثورات الوطنيCCة التحرريCCة الحقيقيCCة مصCCطلحات تحقيريCCة مثCCل )تمCCرد مسCCلح(، )ارهاب(، )اعمال عصابات(...الخ، والسCCبب هCCو ان القCCوى الوطنيCCة والثوريCCة في العالم الثالث كانت تحارب االستعمار وتريد طرده واستعادة السCCيادة واالسCCتقالل والثروة الوطنية المغتصبة، او تحريCCر اراض محتلCCة، وبطبيعCCة الحCCال فCCان العمCCل الثCوري المسCCلح والسCCلمي كCان موجهCا ضCد االسCتعمار ومن يدعمCه، ممCا جعCل االوصاف المستخدمة هي التي ذكرناها. واستنادا لCCذلك فCCان مفهCCوم الثCCورة في القرن العشرين اقترن بقوى تناهض السCCيطرة الغربيCCة او االنظمCCة التابعCCة لهCCا، االمCCر الCCذي خلCCق مفهومCCا نمطيCCا سCCاد في االدبيCCات السياسCCية وهCCو ان الثCCورة

مرفوضة من الغرب االستعماري ويحاربها بكل طاقاته.وفي اطار المفهوم الوطني للثورة وجدنا اتجاهين :

1- يوص|ف الثCCورة بانهCCا عمليCCة تغيCCير الواقCCع بصCCورة جذريCCة اتجاه ثوري جذري  وشاملة واقامة واقCCع بCCديل منCCاقض يجسCCد تطلعCCات واهCCداف الجمCCاهير، تقCCوده

القوى الوطنية التي حققت الثورة، 

يعرف الثCCورة بانهCCا اي عمCCل عCCنيف، سCCواء اتجاه أصالحي ترقيعي غير جذري -2 كCCان عفويCCا او منظمCCا او تم بقCCوة تنظيم واحCCد عسCCكري او مCCدني، او تحCCالف تنظيمات واشخاص يختلفون في كل شيء لكنهم يجتمعون حول قاسCCم مشCCتركهو اسقاط النظام، دون اشتراط تحديد اهداف اخرى، والتي تترك لمرحلة الحقة. وهنا وضمن هذين االتجاهين رأينا انقالبات عسكرية، تقدميCCة ورجعيCCة او غامضCCة الهوية، وانتفاضات شعبية مسلحة وسلمية وتمردات مسلحة وتوصCCف بانهCCا ثCCورة من قبCCل القCCائمين بهCCا، وغالبCCا من قبCCل الجمهCCور البسCCيط الCCذي ال يCCدقق في المفاهيم وربما ال يريد دخول معمعة وتعقيدات الفكر والفلسفة. واالتجاه الثCCاني لمفهوم الثورة تميز بعدة سمات اما مجتمعة او منفردة وحسب الحالCCة الواقعيCCة، ومنها انها عفوية وبدون برنامج واضح يستند الى ستراتيجية وطنية متكاملة لذلك تستهدف تحقيق هدف واحد واساس وتترك ما دونه، او انها ردة فعل سCCريع على حالة لم تعد تحتمل وليس فعال اصليا، او انها تحوي تناقضCCات كثCCيرة في صCCفوف الثوار. هذا في حالة النضال ضد نظام ديكتاتوري او فاسد او عميCCل، امCCا اذا كCCان ثمة اسCتعمار يحتCل االرض فCان التقسCCيم السCCابق وجCد ايضCا حيث راينCا ثCورات تحررية لها هدف واحد فقط وتجاهلت مرحلة ما بعد التحريCCر او انهCCا كCCانت تملCCك

ستراتيجية بعيدة المدى تعالج مسألة االحتالل ومسائل ما بعد التحرير.

[79]

Page 80: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

دروس التجربة التاريخية  لننظر في واقع التطورات التاريخيCCة لCCنرى التطCCبيق العملي لتلCCك المفCCاهيم الن من ال يستفيد من تجارب من سCCبقه محكCCوم عليCCه بتكCCرار نفس اخطCCاءه، ولنبCCدأ باالسCالم الCذي قCدم لنCا نحن العCرب اول تطCبيق حي وخالق وانمCوذجي لمفCوم الثورة التقليدي، فلقد كان االسالم كدين بحد ذاته ثCCورة جذريCCة مزدوجCCة الهويCCة، فهCCو كCCان ثCCورة على الشCCرك والكفCCر، من جهCCة، وكCCان ثCCورة على واقCCع فاسCCد ومتخلف وظالم اجتماعيا، من الجهة الثانية، وكCCانت الثCCورة االسCCالمية المحمديCCة العظمى هي في الواقCCع ثCCورة البعث العCCربي االول النهCCا نقلت العCCرب، وماليين النCCاس من غCCير العCCرب، من واقCCع سCCلبي الى واقCCع اخCCر ايجCCابي انتج حضCCارات وتقدما عظيما وغير احوال البشر نحCCو االفضCCل. والغCCريب ان االكثريCCة السCCاحقة من الكتاب تجنبوا استخدام وصف )الثورة االسالمية( على مCCا حCCدث في الجزيCCرة العربيCة على يCد الرسCول الكCريم )ص( وعممCوا مصCطلحا اخCر وهCو )الفتوحCات االسالمية( وغيره مع ان ما حCCدث كCCان، حرفيCCا، اعظم ثCCورة جذريCCة وشCCاملة في حياة العرب والماليين من غير العCرب نقلتهم في ان واحCد، من الشCCرك والكفCر، وهي انحرافCCات روحيCCة، والظلم والفقCCر والتخلCCف، وهي انحرافCCات دنيويCCة، الى

االيمان والعدالة االجتماعية والتقدم العلمي. 

وهنا البد من االشارة لظاهرة مهمة جدا وهي ان من قدم اعظم وصف لما احدثه االسالم حزبا مؤمنا بالله ورسوله لكنه غير ديني وانما هCCو حCCزب قCCومي ووطCCني وهو حزب البعث العربي االشتراكي، الذي اعطانCCا توصCCيفات لالسCCالم عجCCز اكCCبر مفكري التيارات االسالموية المعتدلة والمتطرفة عن التوصل لمستواها التعبCCيري والتطبيقي. فالمرحوم احمد ميشيل عفلق وصCCف االسCCالم بانCCه اعظم ثCCورة في حياة العرب النه حقق انقالبا جCCذريا وشCCامال ايجابيCCا في حيCCاتهم نقلهم من حCCال الى حال نقيض تماما، وقدم افضل تحديد للصلة بين االسالم والعرب حينمCCا قCCال )العروبة جسد روحه االسالم(، وبهذا التشخيص الدقيق جعل عفلCCق االسCCالم روح العرب وما يترتب على ذلك من موت الجسCCد اذا انفصCCل عن روحCCه، ثم تCCوج هCCذا الفهم الثCCوري الجCCذري لالسCCالم بمقولتCCه االشCCهر واالعظم وهي التاليCCة : )كCCان محمدا كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمدا(، بهذه الدعوة وضع عفلق اسس تطهير النفس مسبقا كشرط من شروط الثورة فال ثورة اال بواسطة طليعة تبCCدأ باالنقالب على ذاتها بكل مCCا فيهCCا من سCCلبيات وتربيCCة خاطئCCة فتعيCCد بنCCاء ذاتهCCا وتتخلى عن االخطCاء والسCCلوكيات غCير الحميCدة وتعتنCق عقيCدة خCيرة وتمCارس مضامينها فعال في سلوكها اليومي من اجCCل ان تقبCCل الجمCCاهير بهCCا كطليعCCة او كقيادة لها في بناء مجتمع دنيوي سليم وعادل، ومبدأ االنقالبية في عقيدة البعث

مشتق مباشرة من هذا المفهوم المحمدي وتطبيقا له. فاي ثورة في التاريخ نجحت في الدمج بين منح االنسان روحCا سCامية ومتسCCامية وبين حل مشاكل الناس الدنيويCCة االجتماعيCCة واالقتصCCادية وتحقيCCق العدالCCة غCCير الثورة االسالمية في مرحلة البعث االول؟ واي صلة عضCCوية ال تنفصCCم بين البعث العCCربي االول والبعث العCCربي الثCCاني الCCذي بCCدأ في اربعينيCCات القCCرن الماضCCي متجسدا في نشوء حزب البعث العربي االشتركي وتفجير ثورته الجذريCCة الروحيCCة

؟ ان الصCCلة العضCCوية بين البعCCثين االول1968والماديCCة في العCCراق في عCCام والثاني تجسدت في ان ثورة البعث الثCCاني نقلت النظريCCات من احالم وتطلعCCات

تمCCوز30-17جماهيرية معلقة في سماء االماني الى واقع مادي وروحي، فثCCورة

[80]

Page 81: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

حققت انجازات مادية عظيمة، ابتدأت بتأميم النفCCط وتسCCخير مCCوارده1968عام لحل مشاكل الناس االقتصCادية واالجتماعيCCة كازالCة الفقCر واالميCCة وتCأمين طب مجاني وتعليم مجاني شاملين وخدمات وسلع شCبه مجانيCة مدعومCة االسCعار من قبل الدولة لكل العراقيين، والقضاء على التخلف ونقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا، باالضافة لقيام الدولة بتحقيق انجCCازات روحيCCة منهCCا تعميق وتعزيCCز التربيCCة الدينيCCة وتنقيتهCCا من شCCوائب الرجعيCCة والطائفيCCة، وكCCان اعتبار االسالم دين الدولة الرسمي والشريعة االسالمية المصدر االساس للتشريع

تعبيرا عظيما عنها. وهكذا فان اطالق وصف ثورة على حدثين تاريخيين كCCان صCCحيحا ولم يكن تعبCCيرا عن عواطف فائرة او انفعاالت او استخدام العنف، فلقد تم تغيCCير الواقCCع جCCذريا وانتقل المجتمع من حالة الى حالة نقيضة وايجابية، بتعبCCير اخCCر في الحCCالتين تم تغيير نظام او منظومة فكرية او سياسية باخرى تختلف عنهCCا بCCالوجوه واالسCCماء

والجوهر. 

لقد رسخت القوى الثورية مفهومCCا للثCCورة ونشCCرته عمCCاده تأكيCCد ان الثCCورة هي عمليCCة التغيCCير الجCCذري الشCCامل المتواصCCلة والمتعاقبCCة الخطCCوات والCCتي تبCCدأ باسقاط النظام لكنها تستمر القامة نظام بديل مختلف جذريا عن سابقه ويضمن تحقيق اهداف الشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة االجتماعية، مCCع االنتبCCاه الى ان هذه السلسCCلة من التغيCCيرات تحققهCCا طليعCCة عقائديCCة لCCديها سCCتراتيجية واضحة تبدأ عملية التغيير وتواصلها دون تركها الي طرف اخر. اما اذا كان الوطن محتال فان الثورة هي عمليCة تحريCر الCوطن او االرض المحتلCة من عCدو مغتصCب بقيادة اداة ثورية وتنظيم ثوري يشكل الضمانة االساسCCية لعCCدم ضCCياع الثCCورة او

انحرافها بعد التحرير. وهذا التعريف او التحديد يوجب وجود مرحلتين : مرحلة اسCCقاط النظCCام ومرحلCCة بناء نظام بديل يحقق اهداف الشعب بصورة عملية الن االكتفاء باسCCقاط النظCCام يسمح بتقدم قوى اخرى مجهولة او معروفة الهوية لتحقيCCق الهCCدف التCCالي وهCCو تنصيب نظام اخر وقد يفضي ذلCCك الى المجهCCول وربمCCا يكCCون البCCديل اسCCوأ من النظام الذي اسقط. اما القوى العابرة اي الوقتية، وهي التي ال تملك ستراتيجية وليس لديها افق عقائدي واضCCح وتحركهCCا مشCCاعر صCCادقة من اجCCل ازالCCة الظلم الذي لم يعد يحتمل، فانهCCا تبنت المفهCCوم الشCCعبي السCCاذج والتبسCCيطي للثCCورة وهو القائل بانها كل تغيCير في قمCة السCلطة مصCحوبا بCالعنف او حسCم القCوة، ودون اشتراط ان يكون هناك هدف كبير اخر في مرحلCCة الحقCCة، فCCتركت البCCديل للصدف وتوازنات القوى القائمCCة ودرجCCة الCCوعي، وتمحCCور مفهومهCCا على هCCدف واحد ال غير هو اسقاط النظام. والمفهوم الشCCعبي هCCذا رفضCCته القCCوى الثوريCCة العربية الن منطق القوى الثورية كان مقنعا وصCCحيحا ويقCCوم على عقلنCCة عمليCCة التغيير ورفض جعلها مجرد فورة عاطفية ترفض النظCCام دون ان تCCرى البCCديل او

تعمل بتخطيط على اقامته. وكان ثمة عامل سمح بتغلب المفهوم الثوري للثورة وتنحي المفهوم الشعبي لها في المراحل السCCابقة وهCCو عامCCل حاسCCم ويتمثCCل في ان القCCوى الثوريCCة كCCانت تسيطر على الشارع العربي، وكانت تنظيماتها جماهيريCCة وضCCخمة مقابCCل فئCCات نخبوية وبال قواعد جماهيرية للقوى اليمينية اوالتقليدية التي كانت تسبح في نهر العفوية واالفكار الضبابية والرجعية المتخلفة، او التقدمية والوطنية الغارقCCة في

[81]

Page 82: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

العواطف والمفتقCCرة للCCوعي السCCتراتيجي والعمCCق العقائCCدي. واالن نCCرى عCCودة المفهوم الشعبي للثCCورة تحت ظCCل الهيمنCCة االمريكيCCة اعالميCCا وعسCCكريا وماليCCا وتشجيعه واقصاء المفهوم الجذري والثوري للثورة، في بيئة شن حرب ابادة ضCCد القCCوى الوطنيCCة الثوريCCة تشCCمل ليس ابCCادة البشCCر فقCCط بCCل ايضCCا ابCCادة الفكCCر والعقائد، وهو ما تجلى في قانون يصدر الول مCCرة وهCCو قCCانون )اجتثCCاث البعث( الذي اصدره االحتالل االمريكي وعمل ويعمل بموجبCCه حCCتى االن، كمCCا انCCه يتجلى في بروز اعالم منحاز كليا ويتعمد شيطنة القوى الثورية ومنعها من ايصال رايهCCا وافكارها لكنه اعالم معد جيدا ليكون مؤثرا ومختلفا عن االعالم الرسمي العCCربي

فكانت الجزيرة اول قناة تنشأ طبقا لهذه الخطة. 

حمالت االجتثاث والشيطنة للقوى الوطنية الجذرية والعمCCل المخCCابراتي الطويCCل المدى لشرذمتها، باالضافة الخطاء هذه القوى، ادى الى تغCCييب متعمCCد ومخطCCط للقCCوى الجماهيريCCة المنظمCCة الCCتي كCCانت تقCCود الجمCCاهير في العقCCود السCCابقة وتخوض معارك التحرر وبنCCاء البCCديل الوطCني والتقCدمي، وهكCCذا وجCد فCراغ في الشارع واالعالم تم مأله بالبديل الجاهز وهو افكار ومفاهيم الغرب عبر الوسCCائل التي سادت وانتشرت كالفطر ومنها االنCCترنيت، وكCCان طبيعيCCا ان تCCروج مفCCاهيم جديدة للثورة والتغيير لم تكن مألوفة وال سائدة بل كان ينظر اليها بCCازدراء النهCCا اما ساذجة او تعبير عاطفي قاصر، بل ان مفهCCوم الثCCورة ذاتCCه طCCرأ عليCCه تغيCCير واضCح فلم تعCد الثCورة موجهCة اساسCا لالسCتعمار والنظم التابعCة لCه بCل اصCبح االستعمار هو من يتولى وظيفة الترويج لم يسCCميه )الثCCورة( و التغيCCير، رغم انCCه هCCو وليس غCCيره من زرع الواقCCع الفاسCCد وغCCذاه ونمCCاه ووسCCعه وادامCCه وفCCرض

انظمة تعمل تحت اشرافه المباشر! لقCد تCوفرت حCالتين متزامنCتين ومترابطCتين : حالCة الفCراغ السياسCي المتعمCد والذي يقدم فكرة واحدة طاغية وهي انه ال توجد قوة تستطيع التغيير الن القوى الوطنية المعروفة كانت تعCCاني من االضCCطهاد والتمCزق والشCCيطنة والعCCزل ومن التخبط بسبب شCCدة الضCCغوط الCCتي تعرضCCت لهCCا، وحالCCة ايصCCال قهCCر الجمCCاهير واستغاللها الى مرحلة عدم االحتمال وتبلور استعداد نفسي لقبول اي بديل مهما كCCان بشCCرط ان يخلص الجمCCاهير من ظلم االنظمCCة وقهرهCCا. في ضCCوء هCCاتين الحالتين ماذا نتوقCCع ان يحصCCل؟ بCCالطبع اي انفجCCار سCCوف يحظى بCCدعم شCCعبي شامل وقوي النه يقدم بارقة امCCل ولCCو ضCCعيف بCCالتخلص من الظلم واالضCCطهاد والفساد واالستبداد، وهنا يكمن ذكاء من خطCCط وفجCCر اذ انCCه وبCCدال من مواصCCلة نفس سياسة االفساد واالستبداد ودعم انظمتها قرر التضCCحية بهCCا الجCCل تبCCييض وجهه وتحسين صورته ووضع حد للكره الشديد له بسبب دعمه لالنظمCCة الفاسCCدة

من جهة ودعمه السرائيل وكل اشكال اضطهاد العرب من جهة ثانية. لقد تشكلت معادلة جديدة محرجة ومؤثرة : فاما ان تقبل الجمCCاهير بتغيCCير وحيCCد ممكن وجاهز تدعمه امريكا وحلCCف الCنيتو رغم انهمCا كانCا ومCازاال صCCانع مأسCينا وحامي حكامنا، او بقاء االنظمة بكCل فاشCيتها وفسCCادها، وبمCا ان قهCر وتعCذيب الجماهير وصل مرحلة عدم االحتمال تغلب الشعور بالحاجة للتغيير حCCتى لCCو كCCان مغامرة غير مضمونة، خصوصا وان فكرة معدة سلفا روجت، وهي عبCCارة عن لغم خطير، تقول بان البديل عن النظام الحالي ومهما كان سيئا سوف يكون افضCCل! بماذا يذكرنا هذا الوضع الغريب؟ انه يذكرنا بمثل عCCراقي يقCCول )اذا اردت االرنب

فخذ االرنب اما اذا اردت الغزال فخذ االرنب!

[82]

Page 83: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الجزء السادس عشر : - نCCزوع يصCCيب النCCاس للديكتاتوريCCة ليس حكCCرا عCCل الحكCCام فقCCط بCCل هCCو الميCCل

العاديين أيضا النها ارث اجتماعي نجده او نجد الكثير من اثاره لدى المظلوم الذي يعبر عنه، وهو يضطهد، بعزل مظلوميته عن المنطق وقوانين الحيCCاة االجتماعيCCة وجعلهCCا محض مشCCاعر غضCCب عميCCاء تنتج رد فعCCل ال يCCرى اال منطقCCه وحججCCه ومظلوميته، فيتذكر انه مضطهد لكنه ال يتCCذكر ان االضCCطهاد عالقCCة بين طCCرفين وانه طرف انخرط في عملية او مشكلة فيها طرف اخCCر، وتبعCCا لCCذلك فيهCCا فعCCل ورد فعل، فاذا بادر بعمل ما قد يكون عدائيا، من وجهة نظر الطرف االخCCر، فانCCه يتعرض لرد فعل طبيعي، لذلك فان الحالة المرضية تبرز حينما يCرى ان رد الفعCCل االتي على فعله هو اعتداء عليه واضطهاد اصCCلي لCCه ومبCCادرة من الطCCرف االخCCر وليس ردا على فعلCCه! وهكCCذا يغيب احCد اهم اسCباب فهم وحCل الصCراع ويجعلCCه معقدا وصعب الفهم او الحل. ونرى هذه الحالة بصورة انموذجية االن في الوطن العربي حيث ان اطراف الصراع – وبغض النظCCر عن االختيCCار السياسCCي - ال يCCرى كل منها اال ما يريد رؤيته ويعتم على ما يخدم او يبرر موقف الطرف االخر، وهذه الحالة االنكارية لدور االنCا في خلCق االزمCة تظهCر بصCورة واضCحة عنCدما تحتCدم الصراعات ويبرز نوع من انواع التوزان يجعل المنتصر غير واثق من نصره بل انCCه يذهب ابعد فيعتقد بانه مهزوم وعندها يتبنى فكرة ان عليه ان يقلب الCCدنيا راسCCا على عقب لتجنب الهزيمة وتحقيCCق النصCCر حCCتى لCCو تطلب ذلCCك تحميCCل الطCCرف االخر كل االسباب التي ادت الى الصراع، وحCCتى لCCو اسCCتعان بالشCCيطان مCCع انCCه

يدعي انه عبدالرحمن! كما انه بعزله لمظلوميته عن مظلومية االخر ينشأ قاعدة ادانة االخCCر النCCه ال يهتم بمظلوميته، ويعبر عنها عندما ينتصر بادعاء انCه صCاحب الحCق المطلCق والصCواب المطلق وانه لم يرتكب اي خطأ وال تصرف بطريقة دفعت االخر للCCرد عليCCه، ومن ثم فان االخر هCCو المخطCCأ بصCCورة مطلقCCة وتامCCة وعليCCه ان يتحمCCل العقCCاب في اقصى مدياته قسوة وانتقاما. وهذا المنطق المتوتر ال سبيل لمناقشCCة صCاحبه او تحديد حقه وطرق اخذه! ونجد تلك الحالة واضحة جدا بممارسCCة المضCCطهد )بفتح الهاء( وهو الضحية للعنف المنفلت من كل حد او قيCد بطريقCة بشCCعة تمامCا كمCا فعل مضطهده الجالد! لقد استنسخ المفعول به سلوكية الفاعCCل، وعنCCدما تCCذكره بتلك الحقيقة يقول لك فورا وبحماس وقناعCCة : كال ان الحالCCة تختلCCف فانCCا على

حق وال سبيل للتشكيك بحقي ال جزئيا وال كليا، ولذلك ارد واعاقب من ظلمني. ان الصCCراع السياسCCي في العCCراق، وبCCالطبع في اغلب ان لم يكن كCCل االقطCCار العربية، منذ عقود يقدم لنا صورة واضحة لهذا الخلل النفسي والتربوي، فالقوى السياسCCية الرئيسCCة تعتقCCد بانهCCا تعرضCCت للظلم من الطCCرف االخCCر او االطCCراف االخرى مع انكار ان تكون مساهمة في التسبب بالصراع مباشCCرة او بصCCورة غCCير مباشرة، ولذلك وجدنا ان الوصول لفهم مشترك حول اسباب ازمة العراق وازمCCة االمة العربية، كان صعبا جدا، وصCCار التوافCCق الوطCCني العCCراقي اصCCعب واسCCتبعد حتى االن رغم كل كوارث االمة التي لو وقعت في اي امة اخرى لتوحCCدت قواهCCا فورا دون ابطاء او تردد، ولهذا فاننا نواجه سلسلة كوارث اصCCابت الجميCCع مCCا ان

تنتهي واحدة حتى تبدأ عشرة كوارث متالزمة! 

وهل استغلت هCCذه الحCCاالت كيف نصنف هذا السلوك وتلك الطريقة في التفكير؟ النفسية والتربوية ونميت وضخمت لدعم سياسات معاديCCة لالمCCة العربيCCة؟ لنحCCدد

[83]

Page 84: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اوال مCا هي هCذه الحالCة ونقCول بانهCا نCوع سCرطاني من انCواع غيCاب او ضCعف العقالنية، ولنقر ثانيا بان ما نواجهه هو نوع من انواع تاثير ثقافة قديمة ومتجذرة

Oriental) وهي االسCCتبداد الشCCرقي absolutism)  رىCCرة اخCCا مCCل علينCCذي يطCCال بصCCفته السCCمة المشCCتركة للتربيCCة االجتماعيCCة العربيCCة الموجCCودة حCCتى في المجتمعCCات المدنيCCة العربيCCة في الCCدول المتقدمCCة اجتماعيCCا وبCCدرجات مختلفCCة. فالعربي ابن الصحراء تشرب الالف السنين بثقافة الصCCحراء وقوانينهCCا وتوارثهCCا فكريا وسايكولوجيا جيال بعد جيل، وهي تمجد المركزية االجتماعية داخCCل القبيلCCة واالسرة وبين القبائل، الن مخCCاطر الحيCCاة في الصCCحراء اكCCبر بكثCCير من مخCCاطر الحياة في الغابة او المجتمعات المائية، لذلك تنتج الصCCحراء سCCايكولوجيا مركزيCCة تصل حد االستبداد وتفرض فرضا دور الفرد الحاكم سواء كان شCCيخ قبيلCCة او رب اسرة او حاكم بلد او زعيم حزب، ويبدأ ذلCCك من التربيCCة االسCCرية حيث السCCيطرة للCCCذكر، وللCCCذكر االكCCCبر بالCCCذات، وتمتCCCد لتشCCCمل الجCCCيران والمحلCCCة والقريCCCة والقبيلة...الخ. لكن هذا السلوك االحادي النظرة االناني المنطلق ليس هو الثمرة النمطية لالستبداد الشرقي بل هو نتاج عرضي له يظهر في حاالت التوتر والتأزم الشديدين المصحوبين ببروز مخاطر داهمة ومباشرة في مجتمعات لم تعCCد بدويCCة اال بتأثير السايكولوجيا االستبدادية المتوارثة، فتأخذ المركزية بالتحول الى شCCكل مرضي مخيف ومدمر الن االسCCتبداد الشCCرقي االصCCلي فيCCه قيم تربويCCة ايجابيCCة، منها التضامن االجتماعي والغيرية - عكس االنانية - والشورى القبليCCة والتعCCاطف الرحمي...الخ والتي ضCCعفت بتCCأثير المجتمCCع الحCCديث، وهكCCذا يفقCCد ضCCحية هCCذه التربية القدرة على رؤية الصورة الكاملة ويكتفي بانتزاع الجزء الذي يريCCده منهCCا ويهمل البقية. وربما تكون نزعة الثأر القبلي هي التربية االقرب لحالة انكار حCCق

وصواب االخر وتحميله مسؤولية كل ما حصل ويستوجب العقاب. الغرب يستغل أبشع استغالل بعض ثمرات االستبداد الشرقي لبلورة ونشCCر فكCCرة الجزر المتعددة والمتباعدة للمظلوميات وعدم السماح بردم الفجوات والذي يمهد لبروز جزيرة مظلومية واحدة يجلس فيها الجميع بال جCCدران تحجب الرؤيCCة فCCيرى الفرد فيها كل االخCرين ويسCCمع انCاتهم وشCكاواهم منCCه ومن غCيره، فهي لCذلك جزيرة تحكمها معايير موضوعية وعقالنية تنبه لخطورة اهمال راي الطرف االخCCر ومشاعره فيرى كل مظلوم حدود مظلوميته ويدرك ان االخCCر ايضCCا مظلCCوم وانCCه

ربما يكون مبادرا بظلم االخر الذي ظلمه. 

زراعة الحشائش السامة امريكا واوربا الغربية ال يفكCCران او يخططCCان مثلنCCا يومCCا بيCCوم او تبعCCا للعاصCCفة القائمCة بCل همCا يخططCCان للمسCCتقبل، فكمCا يخطCCط رجCل االعمCال لمسCCتقبل شركته يخطط رجل المخابرات او مركCز البحCوث لمسCتقبل امريكCا بمCا في ذلCك كيفية استعمار العالم وشعوبه باقصر الطرق واقلها تكلفCة واكثرهCا فائCدة. ومن بين ما يخطط له الغرب استغالل نواقصنا باقصCى درجCة ممكنCة ومنهCا النCواقص النفسية والثقافيCة، حيث تمت دراسCة عيوبنCا النفسCية وركCز عليهCا في تحقيCق اهداف سياسية بعيدة المدى، وتتعدد طرق االستفادة من عيوبنCCا النفسCCية، ولكن من اخطرها العمل المنظم العلمي والطبي والنفسCCي على نقCCل حCCاالت نفسCCية بسCCيطة او غCCير خطCCرة الى حCCاالت نفسCCية خطCCرة او تحويلهCCا بالضCCغط الشCCديد

فمCCا هي الحCCاالت  والمستمر الى امراض ذهانية خطيرة ومدمرة لنا ومفيدة لهم.واالمراض التي تستغلها االجهزة االمريكية والغربية المختصة؟

[84]

Page 85: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

(Neuroses)من بين االمراض التي تدرس بعمق وتستغل بقوة األمراض العصCCابية وهي تشمل األمراض النفسية ذات التأثير السلبي المحدود والضعيف نسCCبيا§ علي شخصية المريض والتي ال تحوله الى شاذ صحيا يعزل عن المجتمع بسبب ارتكابCCه

عمله أو عالقاته االجتماعيCCة ولCCذلك )فCCإن اخطاء متكررة تجعله مذموما مدانا في ال يحتاجون إلي الرعايCCة والحجCCز داخCCل مستشCCفيات إال المرضي العصابيين عادة

أنفسهم وعلي المجتمع(. وفي مقدمة األمCCراض نادرا§ وذلك لقلة خطورتهم علي العصابية حاالت الهستيريا والفوبيا )الخوف المرضي( والقلق النفسي واالكتئCCاب النفسي الظرفي، والوسCCاوس القهريCCة، والمخCCاوف بأشCCكالها المتعCCددة، وعCCدم

القدرة على التكيف. أمCCا األمCCراض الذهانيCCة أو العقليCCة فهي أمCCراض½ )تتمCCيز باضCCطراب في األفكCCار والعواطف والوجCCدان، واختالل في اإلرادة، وعCCدم االرتبCCاط بCCالواقع، واضCCطراب الحكم على األمور بصCCورة سCCليمة، وربمCCا فقCCدان البصCCيرة، وفي كثCCير من هCCذه الحاالت يوجد ما ي¤عرف بالضالالت واألفكار االضCCطهادية والظنCCان، كمCCا أنCCه ربمCCا توجد هالوس، خاصة§ الهالوس السCCمعية، كمCCا أن الكثCCير من هCCذه الحCCاالت تتمCCيز بوجود تصرفات غCCير طبيعيCCة، مثCCل عCCدم االهتمCCام بالتواصCCل االجتمCCاعي، وربمCCا يحدث تدهور في الشخصية، الشيء الذي ربما يؤدي إلى إعاقة اجتماعية واضCCحة. من أهم هذه األمراض هو مرض الفصCCام، والCCذي يتكCCون من عCCدة أنCCواع، وكCCذلك

مرض الهوس واالضطراب الوجداني ثنائي القطبية. و في ضCCوء مCCا تقCCدم فCCان العصCCاب ليس لCCه عالقCCة بCCاألمراض العصCCبية، وهCCو ال يتضمن أي نوع من االضطراب التشريحي أو الفسCCيولوجي في الجهCCاز العصCCبي، وهو تحديدا اضطراب وظيفي دينامي انفعالي نفسي المنشأ يظهر في األعCCراض العصابية. وهنا تبدا المشكلة حيث ان باالمكان تحويCCل الحالCCة العصCCابية الى حالCCة

كيCCف ذهانية ولو مؤقتا من اجل تحقيق اهداف سياسية كCCبرى، فكيCCف يتم ذلCCك؟ استغلت امريكCCا الحCCاالت النفسCCية والتربويCCة المضCCطربة وسCCخرتها لخCCدمتها في الوقت الحالي؟ وهل نجحت امريكا في كسر طوق الكراهية الملتف حCCول رقبتهCCا

لعدة عقود من خالل استغالل تلك العقد النفسية؟ لقد اظهرت الدراسCCات والتجCCارب الطبيCCة ان الجواب يتلخص في الفكرة التالية :

والنفسCCية، خصوصCCا الCCتي اجرتهCCا اجهCCزة المخCCابرات الغربيCCة، على االفCCراد او المعتقلين او من يجCCرى التحقيCCق معهم، ان االنسCCان السCCوي، اي غCCير المCCريض، يمكن ان يحول الى مCCريض نفسCCيا بCCل والى مCCريض ذهانيCCا مؤقتCCا، عCCبر تسCCليط ضغوط وتهديدات عليه بمستوى ودرجة ونوعية تفوق قدرته على التحمل، بما في ذلك التعذيب بالجوع والبرد والحرارة والكهرباء ومنCCع النCCوم...الخ، فيقCCع فريسCCة اختالالت نفسية ووظيفية خطرة تجعلCCه يتصCCرف خCCارج طبيعتCCه في حCCدود فCCترة تعريضه لتلك الضغوط، اما اذا استمرت دون توقف حتى بعCCد ظهCCور االضCCطرابات

السلوكية فان االثر قد يصبح دائميا ويفقد االنسان صحته ويتحول الى مريض. 

حينمCCا تصCCل مشCCاعر واسCCتنادا لCCذلك يمكن النظCCر لقضCCية المظلوميCCة كCCاالتي : المظلومية لدى فرد او جماعة الى حد هستيريا التمسك بوجهة النظر، عقب فترة عذابات مركبة التطاق حركت في اعماقه عوامل االضطراب الفكCCري والسCCلوكي، تصبح - المظلومية - حالة مرضية عصابية خطيرة، وتزداد خطورتهCCا باقترابهCCا من الذهانية كلما طالت فترة المعاناة والعذاب وبال توقف، خصوصا في حCCاالت تفجCCر االزمات بصCورة مثCيرة وصCاخبة فتكتسCح ضCحية المظلوميCة وتحولCه الى سCمكة

[85]

Page 86: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ضCCعيفة تتقاذفهCCا االمCCواج العاتيCCة. ولكي توصCCل االنسCCان او المجتمCCع الى هCCذه الدرجCCة من التCCوتر النفسCCي الشCCديد الCCذي يCCؤثر سCCلبا على طريقCCة التفكCCير واالستنتاج عليك ان تخضع االنسان لبيئة شديدة االيذاء لفCCترة طويلCCة تتم خاللهCCا عملية تيئيس االنسان من الفرج ووجود الحل، فCCيركن يائسCCا وهادئCCا ومستسCCلما لكنه في داخله يمور باالنفعاالت ومشاعر الغضب المتطرف، وهي حالCCة تزيCCد من ارتبCCاك حالتCCه االجتماعيCCة والعائليCCة وتنعكس عليهمCCا متجنبCCا االصCCطدام بمسCCبب الظلم االصلي النه يخشاه ويعتقد بانه ال يCCتزحزح. ولCCدينا مثCCل يقCCول )الشCCرطي يفرغ غضبه في زوجته( بمعنى انه يتحمل اهانات الضابط وغير الضابط من الذين ال يستطيع الرد عليهم فيتفجر غضبا لكنه يكتمه خوفا وفي البيت يطلق عواطفCCه المخفية بصورة عنف ضد الزوجة واالوالد. بعض اسباب العنف العائلي يعود لتلCCك الحقيقة، ولكن هCCل اخفCاء او كتم الميCCل للعنCCف بسCCبب الخCوف يزيلCCه؟ طبعCCا ال فالغضCCب المكتCCوم اشCCد قCCوة وخطCCرا من الغضCCب المعCCبر عنCCه، وكلمCCا ازداد كتم الغضب ازدادت قوة دورانه في داخل االنسان مسببة توترات واضطرابات نفسCCية

وسلوكية كثيرة. وهنا مكمن الخطر : ففي الوقت الذي تتاح فيه الفرصCCة النطالق الغضCCب بCCزوال او ضعف سبب الصمت المفCCروض تنطلCCق مشCCاعر الكراهيCCة واالنتقCCام بصCCورة ال عقالنية، وينتقل المظلوم من حالة السكون واالستسالم الى حالة الثورة الجامحة التي ال يحدها منطق سوى منطق االنتقCCام وتCCدمير الجالد ومن يعتقCCد انCCه صCCديق الجالد، واذا شCCعر الضCCحية بعCCد ان فجCCر غضCCبه ان باالمكCCان عCCودة الجالد وقيامCCه باالنتقام منه، فانه يصبح جاهزا لقبول اي خيار من اجل منع عودة الجالد، لسببين االول منع الجالد من االنتقCCام منCCه، والثCCاني الرغبCCة في تحقيCCق حلم قCCديم وهCCو العيش بحرية وبعيدا عن اضطهاد الجالد، وفي هذه اللحظة من تطور خيارات هCCذا االنسان المظلوم يقع تحت هوس مرضي وهو تحت شعور عميCCق بانCه مهCCدد االن وبعد ان ثار على جالده اكثر مما كان مهددا اثناء الصمت االجباري، النه كشف عن

ثورته وتمرده ولم يعد اي شيء مخفيا عن الجالد وجماعة الجالد. لقد اصبح الضحية السابق امام خيارين ال ثالث لهما، من وجهة نظر حالCCة متCCوترة ال مجال فيها للتفكير العميق والهادئ والطويل النفس، وهما اما قاتل او مقتول اي اما النصر او االندحار، واالندحار يعني الموت الحتمي وبطريقة مفزعة تشCCمل تلذذ الجالد العائد باالنتقام ممن ثار ضده. في ضوء ما تقدم يجب ان نلقي الضCCوء على ما يجري االن، فنحن العرب تعرضCCنا الضCCطهاد مCCزدوج، اضCCطهاد الCCديكتاتور الفاسCCد واضCCطهاد االسCCتعمار الCCذي كCCان غالبCCا هCCو مصCCدر قCCوة واسCCتمرارية الديكتاتور، فاقترن وجود االضطهاد الداخلي بعنوان عام ثCCابت هCCو ان االضCCطهاد والقهر من ثمرات العهد االستعماري وممارساته، وهCCذا االقCCتران هCCو الCCذي عCCزز النزعCCCة التحرريCCCة وجعلهCCCا توأمCCCا للنزعCCCة الديمقراطيCCCة في حركCCCات التحCCCرر

الديمقراطي او التحررالوطني. 

امريكCCا الCCتي كCCانت القCCوة الرئيسCCة الCCتي تسCCببت في قيCCام انظمCCة ديكتاتوريCCة وفاسدة وحمتها وادامتها، فكرهها الشCCعب العCCربي باالضCCافة لCCدورها في احتالل فلسطين وتمكين الصهيونية من التنمر على العCCرب واضCCطهادهم بصCCورة دوريCCة ومتتابعة، امريكا هذه اصبحت بحاجة لدعم جماهير عربية لها في تحقيق تغيCCيرات جذرية في المنطقة تضمن لها السيطرة التامة عليها بعCCد ان فقCCدت االنظمCCة اي صلة لها بالناس ولم تعد قادرة على تنفيذ اوامر االستعمار بصورة فعالة وواسعة

[86]

Page 87: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

النطاق بل انها اصبحت عبئا على امريكا من خالل اقتناع الناس بانCCه لCCوال الCCدعم فما الذي يمكن المريكCCا ان تقCCوم بCCه االمريكي لالنظمة لما استمرت في قهرها،

لتحقيق احد اهم اهدافها السCCتراتيجية الجديCCدة وهCCو نشCCر الفوضCCى في الCCوطن العربي كمقدمة البد منها العادة ترتيب وتركيب االوضCCاع العربيCCة بطريقCCة تخCCدم

المصالح االمريكية واالسرائيلية؟ بعد سقوط الخيار العسكري االمCCريكي في غCCزو االقطCCار العربيCCة نتيجCCة الفشCCل الذريع في فرض الهيمنة االمريكيCCة بCالقوة العسCCكرية على العCCراق، وكCCانت تلCCك الخطوة االولى على طريق اعادة ترتيب وتركيب دول المنطقة، لم يعCCد من خيCCار ممكن اال خيار اعادة النظر في سCCتراتيجية االعتمCCاد على نظم فاسCCدة ومسCCتبدة والبحث عن امكانية كسب دعم الجماهير العربية او بعضها على االقل في تحقيق التغيير المنشود، خصوصCCا وان شCCعارات امريكCCا الجديCCدة هي نشCCر الديمقراطيCCة وحماية حقوق االنسان، وبما ان الجماهير العربية تشعر بكراهيCCة شCCديدة المريكCCا فان الحل الوحيد هو التضحية باالنظمة من اجل اقناع اوساط عربية بدعم امريكا، باالضافة العداد البيئة النفسية النصار امريكCCا للعمCCل العلCCني في خدمCCة اهCCدافها

في التغيير دون خوف من اتهامهم بالعمالة ومعاقبتهم. اذا دققنا فيما يحدث منذ انتفاضة تونس ومصCر سCنجد اننCا بCازاء تحCول امCريكي واضCCح ورسCCمي وعملي يقCCوم على اسCCقاط االنظمCCة وتغييرهCCا باالعتمCCاد على حركات شبابية من تحت هذه المرة، وبذلك تضرب امريكا عصفورين بحجر واحCCد : فمن جهة تضرب انظمة تهرأت وعزلت وانتهت صالحيتها وتزيل احCCد اهم اسCCباب كره العرب المريكا، وهو دعمها لالنظمة، ومن جهة ثانية تعCCثر على من يCCدعمها – اي امريكا - تحت تCاثير موقفهCCا الجديCد وهCCو اسCقاط االنظمCة الن هCCذه العمليCCة تحقق حلما جماهيريا حبيبا على قلوب الناس، وبذلك تحل امريكا معضلة معارضCCة االغلبية الساحقة من العرب وشعوب العالم لتدخلها العسCCكري المباشCCر وتخفCCف

كره العرب لها وتعزل او تضعف من يناهض امريكا ويقف ضد خطتها الجديدة. وهذه الحقيقة تنسف الفكرة الساذجة والمغرقة في ايهام الCCذات، او النابعCCة من جهل مطبق بطبيعة امريكا وخططها، والتي تقول بان امريكا تفجأت ب)الثCCورات العربية( وانها تستغلها وتريد ركوب الموجة، الن امريكا ليست ساذجة وال عفويCCة وال تCCترك الغCCد بال سCCيناريوهات كمCCا يفعCCل ابطCCال )ربيCCع العCCرب( الCCذين قCCدموا الشهداء وحينما جاء وقت قطCCف الثمCCار تقCCدم فريCCق بن علي ومبCCارك وقطفهCCا ودفعهم للخلف، بل هي تخطط لكل شيء وتضCCع عشCCرات السCCيناريوهات لحCCدث واحد لتجنب خسارة قد ال تستطيع تعويضها اذا اكتفت بسياسCCات عامCCة وسCCاذجة وقصيرة النظر. نعم اقر واكرر االقرار بان انتفاضة تونس كانت الوحيدة العفويCCة

في انطالقتها ومع ذلك اعترف بانها احتويت فيما بعد كما حصل في مصر. من يريد ان يفهم المنطق االمريكي والخطة االمريكيCCة بال خCCداع للCCذات عليCCه ان يتCCذكر بCCان االنظمCCة العربيCCة بكCCل اسCCتبدادها وفسCCادها كCCانت ثمCCرة السياسCCات االمريكيCCة وقبلهCCا السياسCCات البريطانيCCة والفرنسCCية، وتلCCك السياسCCات لم تكن محض خيار سياسي عابر بل كانت سياسات ستراتيجية مدروسة بالتفاصيل وكCCان مطلوبا االستفادة من النظم العربية حتى وهي تزني وتقتل وتنهب ثم االستفادة

منها وهي تسقط وتزال، تلك هي البراغماتية االمريكية في اوضح صورها. لقد وضع االنسان العربي الذي عانى من االضطهاد واالستغالل لعدة عقCCود امCCام خيارين فاما الترحيب باسCCقاط االنظمCCة ولكن بCCدعم امCCريكي واوربي، او البقCCاء تحت مطرقة الجالد لعقود اخرى مزدحمCCة بكCCل انCCواع العCCذاب واالهانCCات والجCCوع

[87]

Page 88: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

والذل. ولذلك لم تكن الشعارات المركزيCCة في التظCCاهرات العربيCCة محض صCCدفة وال كانت ثمرة قرار شباب اعتقCCد بCCان عليCCه اوال تحقيCCق الديمقراطيCCة ثم البحث فيما بعد عن العدالة االجتماعية والتخلص من النفوذ االجنبي بل كان االمر قCCرارا مدروسا مسبقا من قبل من وضع خطة التغيير في الCCوطن العCCربي وهCCو امريكCCا بالتأكيد، وكان احد اهم االهداف هدف الضغط على الجمCCاهير العربيCCة لتصCCل الى اليأس خالل عقود من العذاب ثم التلويح لهCCا بالحريCCة والخالص ولكن بربCCط ذلCCك بقبول الدور االمريكي فال يبقى امام الجمCCاهير الCCتي رات النCCور في نهايCCة نفCCق االنتظار الطويل سCCوى انتظCCار الوصCCول الى نهايCCة النفCCق، سCCواء كCCان االنتظCCار

منطقيا او مجرد خداع للذات ورغبة حميمة. ولكي يصبح خداع الCCذات ممكنCCا البCCد من نقCCل االنسCCان من الحالCCة الطبيعيCCة الى حاالت تتراوح بين العصCابية والذهانيCCة، ويمكن تحقيCCق ذلCك بممارسCة ضCCغوطات القهCCر واليCCأس وانتظCCار المCCوت في كCCل لحظCCة مجسCCدا في الفقCCر والمCCرض واالهانCCات وظالم الطريCCق وانعCCدام البCCديل الوطCCني او ضCCعفه ووجCCود عمليCCات

ومن بين اهم ثمCCرات حالCCةتصفيات جسCCدية دوريCCة لمن يعCCارض او يرفCCع صCCوته. المرواحة بين العصابية والذهانية التفكير االنتقائي واحادي الجCCانب وتعمCCد تجنب رؤية الصورة الكاملة، ولكي ال يرى االنسان المنغمس في بحر متالطم تسبح فيCCه الكواسج المفترسة كل مكونات الصورة فانه يحدد نظره ويقيد ادراكه ليكCCون في خدمة هدف واحد االنتصCCار على الجالد المحلي حCCتى لCCو تطلب ذلCCك التعCCاون مCCع

وهكCCذا نCCرى المCCرواح بين الجالد االجنCCبي الCCذي يريCCد اسCCتبدال الجالد المحلي. العصابية والذهانية ينكر وهو يرتعش ان امريكا لها صلة بما يحدث، وحينمCCا يحCCرج يقول انها تركب الموجة وتستغل ثورة الشباب، لكنCCه في قCCرارة نفسCCه المعذبCCة يعرف ان امريكا تقف وراءه هو ووراء ما يحدث، وتعذب ضميره فكCCرة انCCه يعCCرف ان امريكا ستقطف الثمCCرات وليس هCCو او الشCCعب، لكنCCه وهCCو يتCCذكر مظلوميتCCه الطويلة والمدمرة يترك الباب مفتوحا لنCCوع من خCCداع الCCذات هCCو االكCCثر خطCCورة على مستقبل االمة كلها يتمثل في قناعته بانه سينتصر وان امريكا ستخرج. هذه هي طريقة تفكير النخب التي تتصدر مشهد )ربيCCع العCCرب(، وليس الشCCعب الCCذي

ثار على الحكام بعد عقود من التضحيات. وهذه هي خطة توتير النفوس وايصالها الى حد الخCCروج عن المCCألوف والطCCبيعي في التفكير في لحظات الحسم، وهي اللحظات المهمة الن المطلوب فيها اتخCCاذ قرار عاطفي بعيد عن الحسابات العقالنية اما عنCCد العCCودة الى الطبيعCCة االصCCلية بعد زوال التوترات العصابية فالتفكير العقالني العائد الى عرشCه لن يعيCد ماكCان

قائما بل سنجد انفسنا امام مشهد كارثي ستبدو كارثة العراق اهون منه. 

هل هناك مبالغات؟ طبعCCا ال فقCCط اسCCتعملوا المنطCCق : من يطلCCق عليهم وصCCف )الثوار( ستجد انهم يCCدينون اي انسCCان اليقبCCل منطقهم حCCتى لCCو كCCان متعاطفCCا معهم في االطCCار العCCام لكنCCه يحCCذر من شCCبح امريكCCا المخيم على المشCCهد كلCCه، ويعجزون عن فهم منطقCه ويتهمونCه بانCه مCع الجالد ضCدهم! لقCد غCابت صCورة االستعمار الذي وضع قدميه على التراب الليبي بعد وضعه على الCتراب العCCراقي، وهو يستعد لوضع اقدامه بثبات في سوريا، والغادري - احمد جلبي سوريا - يصرخ من واشنطن وخدام رمز فساد النظام يغني من تحت اقدام ساركوزي جالد ليبيCCا وقاتل اطفالها ونساءها : تقدمي يا امريكا تقدم يCCانيتو فال حCCل اال بغCCزو سCCوريا ورفع علم اسرائيل فوق بناياتها! والجزائر بدأت تستعد لجCCوالت اسCCقاط النظCCام

[88]

Page 89: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بعد احتالل طرابلس عاصمة ليبيا، واليمن تتصاعد توتراته ونسمع صرخات الحسم ولو ببحر من الدماء والتي لن توصل للحسم ابدا بل النهيار الجميCCع وبال غCCالب او

مغلوب. وفق مفهوم امير قطر الذي قال بعظمة لسانه )لوال الCCنيتو لمCCا انتصCCرت الثCCورة الليبية( لم تعد الثورة هي عملية التغيير لصالح الشعب بCCل اصCCبحت الثCCورة تعCCني اقامة العهد االستعماري الجديد بكل اركانه كما رأيناه في العراق، واالن نراه في ليبيا، وغدا ربما نراه في سوريا واليمن والجزائر، وهو عبارة عن تبشير احتفCCالي سCCادي بCCوالئم القتCCل الجمCCاعي للعCCرب العCCاديين وليس للCCديكتاتور الCCذي يتمتCCع بالرفاهية حتى في سجنه او منفاه! انها الثورة المضادة التي تCCاخرت عقCCودا من

الزمن وما ان اغتيل العراق حتى بدات جحافل الثورة المضادة تتقدم. 

وهكذا وجد االنسان العربي المظلوم لعدة عقود والذي اعلن ثورته الصCCادقة على الديكتاتوريCCة والفسCCاد انCCه يعCCود لفقCCدان االمCCل وتتسCCرب رمCCال الثCCورة من بين اصابعه والCCذعر يهيمن على تقاسCCيم وجهCCه المتعب من جCCراء بCCروز فكCCرة عCCودة الديكتاتوريCCة والفسCCاد بعCCد ان اعلن رفضCCه لهمCCا فلم يعCCد لديCCه من خيCCار سCCوى مواصلة السير نحو اسCCقاط النظCCام بCCاي ثمن وبCCاي طريقCCة حCCتى لCCو جردتCCه من شرفه وقيمه ومبادءه الوطنية، وهذا يحصل فقCط حينمCا يقبCل الCدعم االمCريكي االوربي حتى لو جاء تحت غطاء عثماني، الن المهم لديه هCCو التخلص من احتمCCال

صCCراعا مفتوحCCا دمويCCا الموت اذا عاد الديكتاتور، وهذا بالضبط ما تريCCده امريكCCا : وحشيا ال حدود لالحقاد التي يولدها، ممهدا الطريق لخطوة اخرى ال يسCCتطيع من وقع ضحية توترات العصابية رؤيتها او توقعها الن تفكيره منهك ومسCCتنزف عمCCدا لكي ال يتجاوز نظره ارنبة انفه. ولئن نسى البعض الحكمCCة الرائعCCة القائلCCة )قCCل لي من هCCو صCCديقك اقCCول لCCك من انت( فنحن لم ولن ننسCCاها ابCCدا النهCCا تقCCول

.بحسم تام حينما تدعم امريكا حركة ما فيجب ان نشكك بها ونعزلها ونكشفهاالجزء السابع عشر :-

بعد تناول كل ما سبق بتفاصيل كثيرة يتضح لنا اننا االن نواجه مفهCCومين للثCCورة واضحين وضوح الشمس احدهما اسمه المفهCوم التقليCدي للثCورة واالخCر اسCمه المفهCCوم( الحCCداثي( الطCCارئ والجديCCد للثCCورة، ورغم اننCCا شCCرحنا الكثCCير من الفروقات عبر عرضنا السابق فان الضرورة تقتضي تقCCديم تحديCCد دقيCCق للفCCرق بينهمCCا الن مCCا يجCCري االن، خصوصCCا خلCCط االوراق والمفCCاهيم وتمريCCر حCCزم من االنحرافCCات، لCCه صCCلة سCCببية مباشCCرة بالمفCCاهيم، وهنCCا البCCد من طCCرح السCCؤال التالي : ما الفرق بين المفهوم التقليدي العقالني للثورة والذي الCCتزمت بCCه كCCل القوى الوطنية الثورية لعدة عقود والمفهوم الحداثي السافر لها والCCذي نCCراه بال

عباءة يتستر بها وبال حتى مايوه بكيني يخفي عورته؟

الثورة التقليدية 

ان مCCا يمCCيز المفهCCوم التقليCCدي للثCCورة هCCو انهCCا محكومCCة بعقيCCدة سياسCCية وبستراتيجية بعيدة المدى وبتنظيم جماهيري قوي ومقرر )حزب او جبهة(، وتلCCك هي شروط نجاح الثورة وضمانة جذريتها والطريق الوحيد لوصCCولها الى اهCCدافها

[89]

Page 90: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الحقيقية بال ردة. دعونا نحلل هذه الحقيقة العيانية والمعاشة في العالم في كCCلالعصور.

– العقيدة : لم يشهد التCCاريخ انعطافCCا جCCذريا وانقالبCCا شCCامال وحاسCCما ونقالت1 نوعية اال بفضل وجود عقيدة واضحة اعتنقهCCا بشCCر وارادوا نقلهCCا من افكCCار الى واقع، فاالسالم هو عقيدة دينية ظهرت لتطهCCر االنسCCان من الكفCCر والشCCرك من جهة، ولتغير واقعا اجتماعيا فاسدا وظالما من جهة ثانية، والجهة الثانية هذه هي ما يميز االسالم عن اليهودية والمسيحية واللتان كانتا دعوة دينية روحيCCة معزولCCة عن التطبيق المادي او التجسيد العملي كنمCCط للحيCCاة اليوميCCة. وبسCCبب العقيCCدة تغCير ماليين البشCر وقCادتهم الطليعCة نحCو عصCر جديCد ايمCاني تسCوده العداالCة االجتماعية. واالشتراكية كذلك عقيدة، بكافة مدارسها، تقCCوم على اسCCس ولCCديها اهداف معروفة وواضحة، ومن ينتمي لحCCزب اشCCتراكي يعCCرف انCCه ملCCزم بعقيCCدة اجتماعيCCة لهCCا اهCCداف يجب ان تتحقCCق عCCبر النضCCال، ولCCذلك وجCCدنا في القCCرن العشرين نظما اشتراكية ماركسية، كما في اوربا الشرقية والصين وكوبا وكوريCCا الشCCمالية حققت العدالCCة االجتماعيCCة بازالCCة الفقCCر واالميCCة وتوفCCير احتياجCCات االنسان المادية، كما وجدنا االشتراكية الديمقراطية في بعض بلدان اوربا الغربية مثل السويد والنمسا توفر نوعا ممتازا من الخدمات االجتماعية كالخدمات الطبيCCة والتعليم وغيرهCCا في ظCCل مجتمCCع سCCيادة القCCانون والضCCابط الدسCCتوري. وفي العراق طبق مفهوم قCCومي لالشCCتراكية يتناسCCب مCCع ظروفنCCا الوطنيCCة القوميCCة

( ايجابية بانجازاتها الكبيرة في2003-1968فكانت تجربة العراق في ظل البعث ) مجاالت محو االميCCة والفقCCر وتوفCCير الطب والتعليم المجCCانيين وتأهيCCل عشCCرات االالف من العراقيين، علميا وتكنولوجيا، بعد تسخير الثروة النفطية لتحقيCCق تلCCك

القفزة النوعية في حياة العراقيين.

في كل تلك االنظمة والحاالت فان العقيCCدة كCCانت البوصCCلة الCتي تحCدد االهCداف االجتماعية الكبرى الواجبة التحقيق من قبCCل الحCCزب الطليعي. وبفضCCل العقيCCدة ضعفت واحيانا زالت الحيرة اثناء العمل السياسي التجريبي، الن العقائدي يعCCرف ليس ما يريده في هذه المرحلة بل هو يعرف ايضا ما يريدة ويناضل من اجلCCه في المراحCCل القادمCCة. ال يواجCCه الضCCياع في دروب اختيCCار االهCCداف الكCCبرى بوجCCود عقيدة واضحة مميزة السمات، تلك هي حصيلة تجارب مئات السCCنين، لCCذلك فCCان تقليدية مفهوم الثورة ال تعني قدمها وتجاوز الزمن لها، فالثورة بحCCد ذاتهCCا أكCCبر واعظم عمليCCة تجديCCد مسCCتمر تبCCدأ باالنسCCان وتنتهي بCCالمجتمع، تغCCيره بصCCورة انقالبية اي فورية في فترة ما، وتستمر في تغييره طالما بقيت لالنسCان حاجCات وحقCCوق، وتقليديCCة الثCCورة بهCCذا المعCCنى سCCمة ايجابيCCة وليسCCت سCCمة رجعيCCة او متخلفة، كما أوحى من استخدمها في تقبل المفهوم الحداثي للثورة، وهي سCCمة حتمية لمن يريد حماية الثورة بعد وقوعها وتحققها او اثنCCاء صCCيرورتها وتطورهCCا

[90]

Page 91: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ومنعهCا من االنCزالق في مهCاوي االنحCراف النCاجم عن التجCريب وغيCاب الهويCة العقائدية، وهي بهذا المعنى بوصلة أبقاء التغيير حقيقيا وجCCذريا ويخCCدم الشCCعب واالمة، االمرالذي يجعل هذه الصفة هي النقيض للتجريبية والعفويCCة والفوضCCوية والتي تتميز كلهCCا باالفتقCCار للوضCCوح في االهCCداف الكCCبرى والتCCارجح بين هCCدف

واخر.

– الستراتيجية : رغم حتمية العقيدة اذا كان المطلوب هCو احCداث تغيCير جCذري2 حقيقي فانها تفقد قدرتها على بناء البCCديل اذا لم تكن لCCديها سCCتراتيجية عظمى تحCCدد وسCCائل الوصCCول لالهCCداف الكCCبرى الCCتي وضCCعتها العقيCCدة والعمCCل وفقCCا لستراتيجيات فرعية، اي مرحلية متعاقبCCة ومترابطCCة تكمCCل احCCداهما االخCCرى في منظومة موضوعة ومقررة سلفا، تناسب كل منها مرحلة معينة من التطور وتحل اشCCكاالت تلCCك المرحلCCة. والسCCتراتيجية بهCCذا المعCCنى هي عمليCCة عقلنCCة العمCCل وتCCرتيب اولوياتCCه فال تقCCدم او تغيCCير بال سCCتراتيجية واضCCحة، وال ضCCمانة للنصCCر الكامCCل والحقيقي اال بوجCCود سCCتراتيجية. والسCCتراتيجية أذن هي الضCCامن لتجنب العفوية، بكافة اشكالها مثل االرتجال والفوضوية، في العمل الثوري الCCتي تقCCوم على الهبCCات المؤقتCCة واالنفعCCاالت الوقتيCCة او تمحCCور العمCCل حCCول هCCدف واحCCد وتناسي بقية االهداف المرتبطة به جدليا وتلقائيا فينجح الثائر في تحقيق الهدف االول لكنه يخسر نجاحه بعدم النجCاح في تحقيCق االهCداف االخCرى. والفCرق بين العمل الستراتيجي والعمل العفوي واضح جدا : فالعمل الستراتيجي عمCCل منظم ومتسلس ومتعاقب في خطواته المرسومة، وفي توفير مستلزمات النصر وحسم الصراع، اما العمل العفوي فهو ليس اكثر من رد فعل انفعالي طCارئ على حCدث كبير وقع دون مبادرة من المشارك فيه، او انه ساهم في تفجيره لكنه عCCاجز عن

فهم كيفية االنتقال من مرحلة اولى الى مرحلة ثانية.

مرة اخرى وكما في العقيدة فان تCCوفر السCCتراتيجية اقCCترن بالنجCCاح في تحقيCCق الثCCورة واالهCCداف الكCCبرى بينمCCا اقCCترنت العفويCCة بالفشCCل، فCCالثورات ذات الستراتيجية ونجحت هي ثورات روسيا والصين وكوبCCا والعCCراق، امCCا االنتفاضCCات الCCتي فشCCلت وقهCCرت، فهي الCCتي كCCانت عفويCCة مثCCل الثCCورة الفرنسCCية وثCCورة الشباب في امريكا الشCCمالية واوربCCا الغربيCCة في النصCCف الثCCاني من السCCتينيات

وانتفاضة الشباب هذا العام في تونس ومصر، وهو ما سنوضحه الحقا.

- التنظيم الثوري : ال تكفي العقيدة وال الستراتيجية لتحقيق الثCورة الحقيقيCة،3 الن تفجير الثورة ال يعني النصر بCل البCد لضCمان النصCر من مواصCلة النجCاح في تحقيق اهداف الثورة بتعاقب مرسوم ومسيطر عليCCه، وهCCذا يفCCترض وجCCود قCCوة منظمة قادرة على االمساك بزمام االمور ومنع انفالتهCا او نجCاح طCرف اخCر في انتزاع زمام المبادرة ممن فجCCر االحCCداث اصCCال وسCCار الطCCرف الطCCارئ بهCCا نحCCو اهCCداف تتنCCاقض مCCع اهCCداف الثCCوار االصCCليين. ان القCCوة المنظمCCة هي احCCد اهم

[91]

Page 92: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الشروط العملية لنجاح الثورة ومنع اختطافها او اغتيالها، فCاذا وجCدت عCدة قCوة كتل او قوى متناقضة لكنها تلتقي عند هدف مشترك فانها ما ان تصل اليCCه حCCتى تشرع في الصراع فيما بينها الجل االنفراد بالسيطرة على الوضع ودفCCع التطCCور نحو مسار اخر مختلف عما بCCدات بCCه االنتفاضCCة، ولCCذلك وفي حالCCة غيCCاب القCCوة الواحدة المنظمة فان قيCCام جبهCCة وطنيCCة شCCعبية امCCر ضCCروري بشCCرط التزامهCCا ببرنامج عمل واضح وملزم. ان الثCCورة تشCCبه في بCCدايتها شCCن الحCCرب على عCCدو فلكي تنتصر البد ان تكون لCCديك اهCCداف واضCCحة وتكCCون لCCديك خطCCة سCCتراتيجية تترجم تلك االهداف على مستوى التطCCبيق، كمCCا ان وجCCود جيش منظم ومنضCCبط امر حيوي لتحقيق النصCر، والثCورة تحتCاج لهCذه الشCCروط التنظيميCة لكي تحقCق

النصر وتمنع الفشل والسطو عليها وحرفها وعزل الثوار الحقيقيين.

ما الذي يفCCرض نفسCCه بعCCد هCCذه االيضCCاحات؟ ان احCCد اكCCبر واهم دروس التCCاريخ بكافة مراحله هو الدرس التالي : ثمة متالزمة حتميCCة وهي ان التغيCCيرات الكCCبرى في التاريخ والواقع الحديث كانت نتاج الCCدمج الCCواعي بين ثالثCCة عناصCCر العقيCCدة والستراتيجية والتنظيم، اما االحداث الكبرى التي وقعت لكنها تحولت الى فوضى وعنف وحشي بال اي مضCمون انسCاني عCام فهي تلCك الCتي افتقCرت الحCد هCذه العناصر او كلها واعتمدت فقط، في تفجرهCCا وانطالقهCCا، على الضCCغط المباشCCر المسCCCلط على الجمCCCاهير النCCCاتج عن الظلم، والفقCCCر واالسCCCتبداد، والغCCCزو الخارجي...الخ، فتفجرت اعمال تغيCCير منفلتCCة وعفويCة وال يحكمهCCا تنظيم موحCد ومنسجم وال تنتظم حركتها وتقدمها عقيدة سياسية او سCCتراتيجية تعقلن العمCCل الثوري وتنتزعه من برثن العفوية، لذلك وصلت الى الفشل في تحقيق اي هCCدف غير اسقاط النظام او دحر االحتالل وتحولت الى صراعات داخليCCة دمويCCة لم يكن

اي طرف من اطراف التغيير يريدها.

حقائق الواقع

امامنا تجارب واضحة تؤكد ما قلنا فما يسمى ب )الثورة الفرنسية( لم تكن ثCCورة في الحقيقة وانما كCCانت انتفاضCCة شCCعب جCCوع واهين واسCCتغل ببشCCاعة فCCانفجر بدون وجود عقيدة سياسية بديلة للنظام الملكي او ان العقيCCدة كCCانت عبCCارة عن افكCCار عامCCة لم تتبلCCور بعCCد كحكم القCCانون والديمقراطيCCة وحكم الشCCعب... الخ، فخرجت الماليين من الفقراء بقيادة مثقفين كبار او ناقمين لديهم ثقافة عامCCة، واعCCدم الملCCك والملكCCة وانتهى النظCCام الملكي واقيمت الجمهوريCCة الفرنسCCية، ولكن ما ذا حصل؟ هل زال الظلم والفقCCر واالسCCتغالل؟ كال طبعCCا، فقCCد تCCواترت وتعاقبت عمليات القتل والتصفيات بين الثوار انفسهم ولم يبCCق من الثCCوار قائCCد واحد للوضع فجاء الحل البونابارتي – تدخل العسCCكر وسCCيطرتهم - لينقCCذ فرنسCCا من الفوضى المدمرة التي تسبب بها ثوار كانت العفويCCة محCCركهم االول : تقCCدم الجيش واستولى على السلطة وبدأ عهد نابليون والذي جر فرنسا الى حالة اسوء

[92]

Page 93: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

من حالCCة النظCCام السCCابق، وتمثلت في مCCوت الماليين بسCCبب حCCروب نCCابليون الشهيرة والتي سببت المزيد من الجوع والفقر والظلم والفساد الذي انتقCCل من

فساد عائلة وحاشيتها الى فساد نظام جمهوري بكامله.

كانت االنتفاضة الفرنسية حق مشروع وضرورة البد منها ولكن كان من قام بذلك بال عقيCCCدة وبال سCCCتراتيجية وبال تنظيم شCCCعبي حقيقي منضCCCبط وواع لمهمتCCCه التاريخيCCة، فCCانفتحت الحCCدود الفكريCCة والسياسCCية وتCCداخلت وزال التميCCيز وحCCل االجتهاد الفCCردي فكCCان طبيعيCCا حصCCول الخCCراب الكامCCل بعCCد بCCروز امثCCال الجالد روبسبير الذي اعتمد القتل والتصفيات منهجا له في ابشCCع مرحلCCة ارهCCاب مCCرت بها فرنسا، بدل البنCCاء والتخلص من حكم فاسCCد ومسCCتبد وحCCل مشCCاكل الشCCعب التي انتفض من اجلها. ولهذا فان ما حصCCل في فرنسCCا لم يكCCون ثCCورة بCCل كCCان انتفاضة وصلت الى طريق مسدود بعد اسقاط الملك ونظامCCه فجCCاء البCCديل حكم عسكري صارم بعد موجات عنف رهيبة. وهذا الحكم ينطبCCق على كومونCCة بCCاريس

ايضا.

وفي عصCCرنا الحCCديث حصCCل امCCر مشCCابه الى حCCد كبCCير من حيث النتيجCCة، ففي النصف الثاني من ستينيات القرن العشCCرين تفجCCرت في اوربCCا الغربيCCة وامريكCCا الشمالية انتفاضات شعبية شاملة ضCCد الرأسCCمالية وشCCارك فيهCCا ماليين الشCCباب )اليساري( متجاوزين اليسCCار التقليCCدي بقCCوة وواضCCعين ايCCاه في زاويCCة العزلCCة، وكان هؤالء الشباب عبارة عن بشCCر غاضCCبين من، وعلى، االسCCتغالل الرأسCCمالي وبمCCا ان اليسCCار واالحCCزاب العقائديCCة كCCانت اسCCيرة افكCCار جامCCدة واختراقCCات مخابراتيCCة، حصCCل فCCراغ سياسCCي تمثCCل في عجCCز اليسCCار عن تحقيCCق اهCCداف وتطلعات الجماهير وتراكمت المظالم والقهر لعدة عقود وتوفرت البيئة المثاليCCة النفجارات عنيفة ال يمكن منعها لوجود مشاعر رفض اقوى من كل قمCCع او منCCع، فحصل ما سمي ب)ربيع ثCCورات الشCCباب( في اوربCCا الغربيCCة وامريكCCا الشCCمالية، والذي تمثل في اجتياح الشباب للشوارع والمؤسسات وشل الحياة تقريبCCا، ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟ هل تحققت اهCCداف الشCCباب الCCذي اسCCتخدم بعضCCهم العنCCف

للتعبير عن رفضه وغضبه العارمين؟

كال لم يتحقق شيء من اهداف وتطلعات الشباب، فقد كانت العفوية والفوضCCوية هما السمتان البارزتان في تلك االنتفاضات، ولم يكن هناك تنظيم وال فكر موحCCد وال توجد قيادة مركزية قوية بل بCCرزت رمCCوز شCCبابية اسCCتقطبت ماليين الشCCباب حولها واكتسبت شهرة كبCCيرة، لكن هCCذه الرمCCوز كCCانت عCCاجزة عن طCCرح البCCديل واعجز من ان تفرضه لو كان لديها، فهي قيادة رفض عدمي – نهلسCCتي - لشCCباب كان يتضCايق من مالبسCCه فكيCف يطلب منCه وضCع برنCامج ملCزم وحديCدي لثCورة جذرية؟ وبعد ان تبددت الفورة وتبخر الغضب بتنفيسه بتلك االنتفاضة عاد الجميع الى حالتهم السابقة ولم يبق لهم من أثر سوى الذكريات، وحصل فرق كبير وهCCو

[93]

Page 94: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان اليCCاس ازداد في صCCفوف الشCCباب من التغيCCير، بينمCCا تحCCولت بعض رمCCوز االنتفاضCCات الشCCبابية الى جCCزء من النظCCام الرسCCمي والمثCCال على ذلCCك هCCو المنتفض الفرنسي الذي اكتسب شCهرة والCف الكتب والفت الكتب حولCه وحCول )ثوريته( ريجيس دوبريه الذي اصبح مستشارا للرئيس الفرنسي. كما ان بعض من اراد ان يواصCCل ثورتCCه العفويCCة والفوضCCوية تصCCور ان الفشCCل في ثCCورة الربيCCع االوربي االمريكي الشمالي كانت بسبب سCCلميتها فاختCCار حCCرب عصCCابات المCCدن والتي اجتاحت مدنا اوربية كثيرة مثCCل منظمCCة بCCادر مCCا ينهCCوف والجيش االحمCCر، وكارولس وغيرها، ولكنها ومرة اخرى والنها حركات اما عدمية او عفويCCة تCCرفض االيCCديولوجيا والتنظيم الثCCوري وتعتمCCد المبCCاردة النخبويCCة تالشCCت كمCCا تالشCCت

االنتفاضة الماليينية.

مقابل هذه ااالمثلة القديمة والحديثة لدينا امثلة عملية تؤكد انه ال ثCCورة حقيقيCCة بال عقيدة وبدون ستراتيجية وبغياب التنظيم الثوري المركزي، ففي كوبا والصين وروسيا قبلهم، والعراق في ظل البعث، حصلت ثورات وتحقق تغيCCير جCذري عCبر عن مطCCامح واهCCداف الشCCعب، حينمCCا قCCامت نظم ازالت الفقCCر واالميCCة والظلم االجتماعي واقامت نظاما تعليميا مجانيا راقيا ونظاما طبيا مجانيا ووفرت السكن والطعام الرخيص، ونقلت البلدان من التخلCCف الى التقCCدم العلمي والتكنولCCوجي واالجتمCCاعي، والسCCبب معCCروف : فهCCذه التغيCCيرات تحكمت بهCCا عقيCCدة سياسCCية وستراتيجية بعيدة المدى، وفوق هذا وذاك كان ثمة حزب يقود ويعرف ما يريد من اهCCداف وخطCCوات، وكCCانت لديCCه اداة تنظم جماهيريCCة فعالCCة فكCCان طبيعيCCا ان ال يتوقف عند اسقاط النظام بل واصل العملية الثورية فبنى بديال مختلفا وحقيقيCCا ضمن للشعب مصلحته. كانت هذه القوى تعرف ما تريد وخططت بدقCCة وتفصCCيليا لما تريد من اهداف متعاقبCCة ومتدرجCCة فتجنبت هCCذه الثCCورات الى حCCد كبCCير، في روسCCيا والصCCين وكوبCCا والعCCراق، العفويCCة والتجريبيCCة والفوضCCوية وعملت تحت قيادات مجربة ومعروفة ولديها عقيدة سياسية ووعي سCCتراتيجي وتسCCتخدم اداة تنظيمية جبCCارة، فاكCCدت انCCه ال ثCCورة حقيقيCCة بCCدون الطليعCCة الواعيCCة والمجربCCة

والمستندة الى الجماهير اهدافا وتنظيما ومطامحا.

ثورة البركان وثورة االنسان

ولكي نضع القارئ الكريم في قلب ما نعنيه يجب التمييز بين بركان الطبيعة وهو يثور بعد ان وصلت ضغوطات المصهورات تحت االرض حدا لم تعد االرض تتحملCCه، وبين ثورة االنسان في مجتمع انسCCاني فاسCCد وملغCCوم ومسCCيطر عليCCه من قبCCل انظمة فاسدة وقوى خارجية معروفة، ففي واقعنا العربي ثمCCة خلCCط واضCCح بين ثورة البركان وثورة االنسان، فالبركان يثور حينمCCا تصCCبح الضCCغوط داخCCل االرض شديدة وال تحتملها التربة فوقها فتتشقق االرض وتتدفق نيران ومعادن مصهورة وتسيل نحو الوديان حارقة كCCل شCCيء في طريقهCCا، النهCCا عميCCاء صCCماء بكمCCاء ال

[94]

Page 95: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تحركها سوى اليات قوة االنفجارات والضغط الداخلي المتراكم منذ سنوات وربما منذ قرون، فتحرق االخضر واليابس دون تمييز او وعي. امCCا ثCCورة االنسCCان فهي وان تشابهت مع ثورة البركان في انها نتاج تفجر ما كتم وقمع وخزن من مشاعر رفض وغضب بعد ان وصل مرحلة ال يمكن فيها البقاء دون انفجار، فانهCCا تختلCCف كليا عن ثورة البركان االصم والحجري الن االنسان مخلوق حي وثورته عمCCل حي وواع ومخطط، او على االقل يحركه وعي بوجود مظالم وانحرافات، لCCذلك تكCCون ثورة االنسان محكومة بغاية وهدف واضحين وليس كثورة البركCCان الCCتي ال هCCدف

يحكمها سوى زخم االنفجار الميكانيكي االصم.

ان هذا التميCيز بين ثCورة البركCان وثCورة االنسCان يضCعنا امCام التشCبيه البالغي لثCCورة االنسCCان بثCCورة البركCCان، كمCCا في نشCCيد لبعCCدالحليم حافCCظ )يCCا بCCراكين الغضب(، فهو تشبيه ال يقصد به المطابقة بل توضيح حالCCة الغضCCب الCCتي لم تعCCد قابلة للقمع او االخفاء، ولكن، ورغم ما سبق تأكيCده، حينمCا يكCون الظلم عميقCا ومدمرا لالنسان فان االنسان البسيط المفتقر للوعي الثوري والذي ال يجد قيادة ثوريCCة تقCCوده وتحCCدد طريCCق خالصCCه يتحكم بCCه الCCوعي الميكCCانيكي، والفCCرق بين الCCوعي الثCCوري والCCوعي الميكCCانيكي، واضCCح وهCCو ان االول محكCCوم بمنظومCCة عقائدية وستراتيجية واضحة واطار تنظيمي دقيق فيتحدد مسCCار تخليص االنسCCان من الظلم ويقدم له البCCديل الCذي يجب ان يقيمCه محCل النظCCام الظCCالم وتتقCدم القوة المنظمة لتحقيق ذلك، امCCا الثCCاني اي الCCوعي الميكCCانيكي فهCCو عبCCارة عن وعي ملتصق بما نريد تغييره ولكنه عاجز عن رؤية البديل بنظCCرة بعيCCدة، فCCالظلم بقوته واشتداده يربك االنسان ويجعله احيانا يقبل اي بديل لواقع الظلم حCCتى لCCو كان غامضا وليس من صنعه هو، فالمهم هCCو التخلص من ظلم الحاضCCر وليكن مCCا سيأتي ظلمCا ولكنCه لن يكCون بقسCCاوة الظلم الحCالي. بهCذه المحاكمCة الفكريCة المباشرة والمحكومة بضغط الظلم الشديد يقCع االنسCCان في فخ الCوعي السCCاذج وهو وعي ميكانيكي خطر على الهدف االساس لالنسان وهو تحرره الحقيقي من الظلم. والعفوية في العمل السياسي وكما اثبتت التجارب كلهCCا هي الCCتي تقCCود االنسCCCان البسCCCيط وحCCCتى بعض المثقفين الى الوقCCCوع في مطبCCCات الCCCوعي

الميكانيكي المباشر النها تشبه ثورة البركان وتبتعد عن ثورة االنسان.

وثمCCة مؤشCCر مهم في اللغCCة االنكليزيCCة لهCCذا الفCCرق بين ثCCورة االنسCCان وثCCورة البركان، ففي اللغة العربية نحن نستخدم مصطلح )ثورة البركان( بينما في اللغCة االنكليزية ال يستخدم مصطلح الثورة في وصف انفجار البركان بCCل مصCCطلح اخCCر

( والذي يعني انفجCCار البركCCان، وعCCدم اسCCتخدام مصCCطلح ثCCورة فيEruptionهو ) اللغة االنكليزية يعود الى الحرص على تحديد المفاهيم فالثورة عمل واع لمخلCCوق عاقل هو االنسCCان والطبيعCCة ال تثCCور لسCCبب غCCائي محCCدد بCCل هي تتفجCCر عنCCدما

[95]

Page 96: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تتراكم عوامل الضغط الكمية والميكانيكية، لذلك ال يجCCوز وصCCف عمCCل ميكCCانيكيوطبيعي – نسبة الى الطبيعة – بوصف يصلح لمخلوق راق وحي هو االنسان.

لمفهوم الحداثي للثورة

ينتقد البعض المفهوم التقليدي للثورة ويتبنى مفهوما اخCCرا لم يحCCدد بدقCCة لكنCCه يخرج عن اطارات المفهوم التقليدي، فاذا نظرنCا الى المفهCCوم الCذي يCروج االن للثCCورة، خصوصCCا من قبCCل االعالم االمCCريكي واالعالم التCCابع المريكCCا مثCCل قنCCاة

الجزيرة، نجده عبارة عن مزيج مما يلي :

- من المفهوم الشعبي البسيط والتبسيطي والميكانيكي للثورة والذي يعد كCCل1 تفجر مسلح او سلمي لكنه عاصف جCCدا ثCCورة، بينمCCا هCCو في الواقCCع يCCتراوح بين انتفاضة، كما حصل في تونس ومصر، او عمل مسلح والCرد عليCCه كمCا حصCل في ليبيا، او صراع سياسCCي بين قCCوى تتشCCابه في تكوينهCCا على وجCCه العمCCوم لكنهCCا

تتصارع من اجل السلطة، او ردة مشبوهة تنظمها قوى الثورة المضادة.

– ومن المفهوم االمريكي لها الCCذي يضCCيف شCCرط جعCCل الديمقراطيCCة الهCCدف2 االساس للثورة وعزله عن التحرر من النفCCوذ او السCCيطرة االجنبيCCة وعن التغيCCير

االجتماعي الجذري.

– ومن المفهCCوم العفCCوي للثCCورة الCCذي يفتقCCر للقيCCادة المركزيCCة والواضCCحة،3 واالعتماد على كتل شCCبابية ال خCCبرة لهCCا وقCCدرة لCCديها على اسCCتالم الحكم بحكم صغر سنها وعCدم صCالحيتها السCتالم الحكم، وانعCدام العقيCدة المشCCتركة وتبCني ستراتيجية غائمCCة وعائمCCة هي اقCCرب لمخطCCط انسCCان منهCCك وتعبCCان من القهCCر فيرى ان الخالض يمكن ان يتم باي طريقة وثمن وتلCCك هي الخطCCوة االولى نحCCو

االحتواء وتصفية االنتفاضة وسيطرة اللصوص عليها!

ومن يبحث فيما يجري االن في ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتCCونس ورغم وجCCوداختالفات واضحة يالحظ صحة هذا الرأي وصوابه.

لقد قالت العرب بصواب تام )ان االمور بخواتميها( وخواتيم الثورات التي حققت تغييرات عظمى واضحة وثابتة كما رايناها في العراق وكوبCCا واالتحCCاد السCCوفيتي والصCCين، امCCا خCCواتيم )ثCCورات ربيCCع العCCرب( فهي عبCCارة ان انهCCر دم تسCCيل من اجساد العرب فقط وتزرع الثأرات العميقة بين المواطنين العاديين وفتن طائفية وسياسية تتجذر وتتحCCول الى كCCابوس انتقCCامي رهيب، واالخطCCر انهCCا تنتهي بعCCد رفض عابر للتدخل الخارجي بطلب التدخل االستعماري الغربي، فبعCCد ليبيCCا الCCتي يجري استعمارها االن بكل وضوح نرى ان اقسCCاما، النCCدري كم عCCددها وال وزنهCCا في المعارضة السورية، تتبنى خيار احمد الجلبي حرفيا حينما طالبت فيما اسمته

بتCCدخل الغCCرب صCCراحة ولم نسCCمع بعCCد رد9/9عمدا )جمعة الحماية الدولية( يوم

[96]

Page 97: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االطراف االخرى في المعارضة السورية مما يجعلنا نشعر باننCا بCازاء مشCهد أخCذ يقترب بسرعة من المشهدين العراقي والليبي، وهنا البد من طرح سCCؤال يتكCCرر طرحه الهميته : هل يمكن لالستعمار الغربي ان يدعم ثورة حقيقية؟ ام انCCه منتج

االحتالل والنهب والقهر كما نرى ذلك في فلسطين والعراق؟

حينمCCا نتحCCدث عن خCCواتيم )ربيCCع العCCرب( علينCCا ان نشCCير الى مجموعCCة من المالحظات االساسية والتي تهمل غالبا اثناء البحث والدراسة والجدل، ومنهCCا مCCا

يلي:

– الفCCرق بين المشCCروع والخطCCة : نعم ثمCCة عمليCCة تغيCCير في بعض االقطCCار1  العربية ولكن هل التغيCير هCدف بحCد ذاتCه ؟ ام انCه وسCيلة للوصCول الى اهCداف اخرى ؟ بالطبع التغيير هدف، لكنه مرحلي وسيط النCCه وسCCيلة من اجCCل الوصCCول للبديل، فما معنى اسقاط نظام اذا لم يكن من اجل بديل اخر ؟ لذلك فان التغيير ليس الهدف المطلوب بحد ذاته وانما المطلوب هو التغيCير الCذي يحقCق االهCداف المرسومة بتعاقب حتمي. هنا نجد انفسنا بازاء ضرورة ال يمكن تجاهلهCCا وهي ان التغيير لكي يكون نافعا يجب ان يسCتتبع بتنصCيب البCديل مCع وجCود القCدرة على تحقيق ذلك، وبخالفه فان التغيير يصبح لعبة روليت روسية، اي انتحاريCCة، او على

االقل مقامرة غير مضمونة النتائج.

واالن هناك من يتحدث عما يجري وهو يخلط بين المشروع الثوري والثCCورة، وبين الهدف المرحلي وبين الهدف او االهداف النهائية، وهذا خطCCأ الن المشCCروع ليس ثورة وانما هو نية تحقيق ثورة، والمعيار الCCذي يحCCدد هCCل حصCCلت ثCCورة ام ال، مCCا يتحقCCق في الواقCCع المعCCاش وليس االحالم والرغبCCات، من هنCCا فمن الضCCروري التميCCيز بين المشCCروع والرغبCCة فالمشCCروع يبقى طموحCCا الى ان يتحقCCق، وهCCذا يختلف عن حالة وجود خطCCة تفصCCليلية ) سCCتراتيجية ( حيث يعCCرف الثCCائر طريCCق سيره ومحطات توقفه او االنتقال الى مسار اخر. يجب التأكيد على ان مCCا حصCCل حتى االن هCCو انتصCCار اولي تحقCCق في تCCونس ومصCCر فقCCط بالنجCCاح في تحقيCCق الهدف المرحلي والوسيط وهو اسقاط النظCCام، لكنCCه نجCCاح يواجCCه االن مقاومCCة قوى الردة التي تمسك بمفاتيح السلطة لمنع تحقيق الهدف االخCCر الCCذي البCCد ان

يعقبه لتكون هناك ثورة وهو انشاء نظام وطني بديل حقا.

ان القيادة العسكرية في القطرين الشقيقيين تونس ومصر تحت ) رعاية ( ونظر امريكا منCذ اسCتالم السCادات وبن علي للسCلطة، فمصCر ليسCت بلCدا صCغيرا كي تتركه امريكا لقCCرار السCCادات ومبCCارك واول مظCCاهر التCCدخل لضCCمان السCCير في االتجاه االمريكي المخطط هو االمساك بيد حديديCCة بCCالقوات المسCCلحة والعناصCCر الفعالة في اجهزة االمن والمخابرات، النها هي القادرة على الحسم في مراحCCل االزمات، كما اثبتت تجرية االنتفاضة المصرية الكCCبرى، وهCCذه الحقيقCCة تجلت في

[97]

Page 98: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الغاء المجلس العسكري والءه لمبارك، القائد االعلى له وللقوات المسCCلحة لعCCدة عقCCود، بمجCCرد تخلي امريكCCا عنCCه، وهCCذا المجلس سCCيلغي والءه الي رئيس او

مسؤول كبير حالما تطلب امريكا منه ذلك.

تذكروا ان عددا ليس بالقليل من الضباط الكبار قد تم ) احتCCواءهم ( تمامCCا، بكCCل ما تعنيه كلمCCة احتCCواء من تCCدرجات، من قبCCل امريكCCا اوال بتنظيم دورات تأهيليCCة مهنية عسCCكرية لكنهCCا كCCانت تسCCتبطن تCCدريب اسCCتخباري ايضCCا، او عCCبر وكCCاالت تجارية وشركات ) وهبات ( مالية للقCCوات المسCCلحة تبلCCغ اكCCثر من مليCCار ونصCCف المليار دوالر سنويا. وبما ان المجلس العسكري هو من اسCCتلم الرايCCة من مبCCارك وواصل نفس طريقه السياسي فان مCCا حCCدث في مصCCر هCCو مشCCروع ثCCورة تمت عرقلتCCه وربمCCا سCCيجهض، اال اذا نجح المناضCCلون في مصCCر في فCCرض ارادتهم ونجحوا في اكمCCال المسCCيرة وفرضCCوا نظامCCا وطنيCCا نظيفCCا بCCديال فعنCCدها يمكن التأكيد بان ثورة قد حصلت بالفعل، امCCا االن فCCان مCCا حصCCل ويحصCCل هCCو نضCCال ثCCوري من اجCCل الثCCورة اتخCCذ شCCكل انتفاضCCة شCCعبية هي االعظم في التCCاريخ

االنساني كله نتيجة المشاركة الجماهيرية الواسعة فيها وعفوية هذه المشاركة.

وهنا يجب ان نتذكر ايضا، وان النغفل ابدا، حقيقة تحدد طبيعCCة مCCا يحCCدث وتقCCرر مسCCCاره الCCCرئيس – حCCCتى االن – وهي التاليCCCة : لقCCCد اكCCCدت وثCCCائق ويكيليكس واعترافات المسCCؤولين االمريكCCيين وبعض الشCCباب ومCCا نشCCرته صCCحف ومصCCادر امريكية واوربية كثيرة، أشرنا لبعضها في االجزاء السابقة من هذه الدراسة، بانCCه يوجCCد في صCCفوف الشCCباب والقCCوى السياسCCية الكثCCير من ) خيCCول طCCروادة ( االمريكيCCة اعCCدت بعنايCCة ودربت بدقCCة على كيفيCCة اسCCتالم الحكم في معاهCCد ) الديمقراطية ( و)حقوق االنسان ( وغيرها ودربCCوا على اسCCاليب االتصCCاالت في االنترنيت وغيره وانشاء شبكات وتنظيم العمل ضد النظم والتظCCاهر الجمCCاهيري، واالعتماد على وجود الظلم الفادح الذي تتعرض له الجماهير واسCCتغالله من اجCCل تحشيدها خلف هذا النCCوع من االشCخاص لكي تتم عمليCCة اسCقاط النظCCام بقيCCادة وجوه كسبتها امريكا سلفا. وهذه الحقيقة تطCCرح حقيقCCة اخCCرى وهي ان امريكCCا ليسCCت سCاذجة او عفويCة في عملهCا كي تCترك تطCور االحCداث لعناصCر او قCوى

معادية لها او غير مرتبطة بها.

ويترتب على هاتين الحقيقتين امر خطير يقCCرر مسCCتقبل مCCا يجCCري : ان الحسCCم من قبل قوى وطنية حقيقية ليس مهمة سهلة بوجود هكذا مخططات، من جهCCة،

ونتيجة لضعف وتناثر التنظيمات الوطنية من جهة ثانية.

ان اقرب مثال لما يجري في تCCونس ومصCCر هCCو مشCCروع نيCCل شCCهادة الCCدكتوراه فحينما تدرس للحصول عليها فانت طالب دكتوراه وليس دكتCCورا، وتصCCبح دكتCCورا فقط حينما تحصل على الشهادة بعد انهاء الدراسة، وهذا ينطبق على الفرق بين

[98]

Page 99: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الثورة والطموح الثوري او المشروع الثوري، مع مالحظة ان الثCCورة اكCCثر تعقيCCدا وصعوبة بكثير من نيل الدكتوراه. وهنا وفي ضوء ما تقدم من حقنا ان نتسCCاءل : هل يجوز وصف كل من رفض وتظاهر بالثائر ؟ قد يقول انسCان غCير مثقCف نعم النه يجهل تعقيدات العملية الثورية، ولكن حينمCCا نCCأتي لمثقCCف او مناضCCل عريCCق فالمفروض فيه انه يعرف معنى الثورة وشروطها، ولهCذا فانCه حينمCا يخلCط بين الثورة واالنتفاضة يقCCع في فخ التبسCCيط، اذا افترضCCنا حسCCن النيCCة، او انCCه وقCCع ضحية قصر النفس فاستسهل تحديد االمور خالفا لواقعها، اما اذا كCCان لCCه هCCدف اخر فاننا نواجه خلCCدا نائمCا – اي جاسCوس - او انتهازيCا طموحCه االكCCبر السCCلطة

وليس الثورة.

– ما الضرر الناجم عن الخلط بين المفCاهيم ؟ هCل هCو مجCرد قضCية نظريCة او2 سفسطة كالمية ؟ كال انه ليس مجرد مسألة نظرية وال هCCو سفسCCطة كالميCCة، ان الضرر االهم هو ترويج انطباعات مربكة والدفع باتجاه مواقف خاطئة استنادا لمCCا روج من مفاهيم، فمثال حينما يقول البعض هذه ثورة ويرد االخر بانها انتفاضة او ردة – حسب الحالة الواقعية - وليسCCت ثCCورة فCCان الخالفCCات تنشCCب بين وطنCCيين وتمزقهم االمر الذي يضع الجماهير في حيرة كبيرة النهCCا تCCرى الطالئCCع تتنCCاقض وتختلف مع انها يجب ان تكCCون واعيCCة وتعCCرف وتعي ومتفقCCة فيمCCا بينهCCا، وهCCذا هدف مطلوب امريكيا، فتدخل الصراعات في متاهات الغموض والتنCCاقض، وهكCCذا يمكن امرار المفاهيم واالوصاف المعادية للتحCCرر من قبCCل االسCCتعمار واجهزتCCه، فقناة الجزيCCرة مثال، ورغم انهCCا قنCCاة اعCCتى النظم الرجعيCCة تبعيCCة المريكCCا واداة امريكا االخطر، فانها اخCCذت تصCCدر شCCهادات ) الثCCورة ( وتحCCدد من هم ) الثCCوار (

ومن هم )الوطنيون ( وتمنح عمالء الموساد صفة ) مفكر ( !!!

ولعل من اخطر مظاهر خلط المفاهيم، وما يترتب عليCCه ويرتبCCط بCCه، هCCو تCCرويج فكرة ) ان امريكا ركبت الموجة الن الثورة باالصل عمل جماهيري خالص فCCوجئت امريكا به وصدمها (، لCCذلك قCCررت ركCCوب الموجCCة وتوجيCCه االحCCداث نحCCو اهCCداف تخدمها ! وهنا البد من االنتباه بشدة : فاذا كان المقصود بركوب الموجة من قبل امريكا هو انها عرفت بما يختمر في قلوب وعقول الشعب فسCCارعت الى تفجCCير االنتفاضة قبل وقوعها الجل السيطرة على مسارها وتحديده، فنعم امريكا ركبت الموجCCة، امCCا اذا كCCان المقصCCود هCCو انهCCا لم تكن تعCCرف بمCCا يحCCدث وفCCوجئت باالنتفاضة وارادت أستغاللها بتغيير اتجاهها فهذا خطCCأ فCCادح الن امريكCCا هي من خطCCط لالحCCداث وهي من فجرهCCا – باسCCتثناء تCCونس – وهي من يمسCCك بالخيCCط القوي الذي يحدد مسار االحداث، وثمCCة عشCCرات الوثCCائق منهCCا سCCتراتيجة امريكCCا المنشCCورة والCCتي تؤكCCد على احCCداث تغيCCيرات ديمقراطيCCة في الCCوطن العCCربي ومانشرته ويكيلكس واعترافات ومواقف المسؤولين االمريكيين واالوربCCيين ومCCا كتبCCه عشCCرات الصCCحفيين الغربCCيين كلهCCا تؤكCCد ان امريكCCا هي من خطCCط وفجCCر

[99]

Page 100: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ويسيطر. فقط استعرضوا مCا حصCل في كCل االقطCار العربيCة ستصCلون لنتيجCة واحدة وهي ان من يقول ان امريكا تفاجئت كالذي يخCCدع نفسCCه، او كالCCذي يريCCد

خداع االخرين الخفاء التخطيط االمريكي لما يقع.

الول مرة في تاريخنا المعاصر تتبنى امريكا بقCCوة وبوضCCوح موقCCف دعم اسCCقاط االنظمة والذي مر بمراحل متعاقبة محسوبة بدقة من قبل المخCCابرات االمريكيCCة، بدأت بالمطالبة االمريكية بتحقيق اصالحات بسيطة وعندما استجاب النظام وقرر تحقيق االصCCالح، كمCا في تCونس ومصCر واليمن وسCوريا، رفCع سCقف المطالبCCة وصارت مطالبة باصالحات عميقة وشاملة وجذرية. واخيرا وحينمCا كشCف النظCام نقاط ضعفه وتخلخلت اجهزته واهتزت هيبته وزاد تشجيع الجمCCاهير على التحCCدي بدأت امريكا بالضغط المباشر لتنحي مبارك وبن علي وصالح واالسد، وكانت تلCCك عملية تدرج مخابراتي منظم ومقصود به تخCCدير النظCCام ومنعCCه من االقCCدام على خطوة انتحارية اذا عرف منذ البدايCة ان الهCدف الحقيقي هCو ازاحتCه ومحاكمتCه. وهذه الحقيقة تدحض الرأي القائل بان امريكا كانت التعرف ما تريد او انها غيرت مواقفها. وكل العالم يعرف تصريحات اوبامCCا وهيالري كلنتCCون الCCتي كCCانت تملي على مبCCارك وبن علي مCCا يجب فعلCCه، والCCتي وصCCلت حCCد المطالبCCة باالسCCتقالة

الفورية وبال اي ابطاء.

– مالفرق بين خطأ وخطأ اخر ؟ يمكن لالنسان البسCCيط ان يخطCCأ في الوصCCف3 دون تحميله مسؤولية عدم الدقة او الخطأ، لكن الطCبيب اذا اخطCأ عنCدما شCخ|ص المCCرض ووصCCف الCCدواء فانCCه قCCد يقتCCل مريضCCه او على االقCCل يلحCCق بCCه االذى، والطبيب وظيفته هي ازالة االذي وليس صCCنعه، هنCCا نواجCCه خطCCCأ شCCخص مختص وعارف ولهذا فان االمر يصل حد االتهام بارتكاب جريمة، النه قتل فردا او اصCCابه بضرر. وهذه الحقيقة تضعنا امام قضية خطيرة جدا وهي ان السياسCCي، خصوصCCا القائد والمثقف، اذا اخطأ في الوصف والتقCCويم فانCCه يهCCدد حيCCاة ماليين النCCاس وليس فردا واحدا كما قد يفعل طبيب قليل الخبرة، فعنCCدما يختCCار حCزب او قائCد موقفا ما فانه يؤثر بواسطته على ماليين الناس وربما يCCؤدي الى كCCوارث عامCCة،

فهو لذلك اخطر من طبيب ساذج او ناقص الخبرة بكثير جدا.

– هل كل عالج مناسب لالستعمال ؟ ثمة عالجCCات طبيCCة كثCCيرة اكتشCCفت لكنهCCا4 اهملت النها قاتلة او النها تترك اثارا جانبية خطCCرة، في حين انهCCا تعCCالج امراضCCا قاتلة، والسبب هو ان المنطق يقول بان المطلوب هو الشفاء من المCCرض وليس دفعه للتفاقم الى حد الخطCCر او القتCCل، وفي السياسCCية تنطبCCق نفس القاعCCدة، فاي عالج يؤدي الى تفاقم الحالة وزيCCادة اضCCرارها بCCدل حلهCCا هCCو حCCل مرفCCوض تماما، وما يجري االن يقCدم لنCCا صCCورة مرعبCCة لمCا يوجCد في الواقCع من اعمCال بشعة جدا خصوصا في ليبيا وسوريا، واقل منها في اليمن، كما ان مCا يجCري في مصر من تصعيد مخيف للفتن الطائفية وغيرها يؤكCCد بCCان مCCا يجCCري ليس عمليCCة

[100]

Page 101: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تغيير نحو االفضل بل هي عملية دفCCع االقطCCار العربيCCة الى محCCارق خطCCيرة جCCدا اخذت الجماهير االن وليس غCCدا تعCCاني منهCCا بقCCوة وتهCCدد حياتهCCا وامنهCCا. فهCCل الثورة المطلوبة تحمل في احشاءها المصCCائب للنCCاس العCCاديين ؟ ام انهCCا عمليCCة

تخليصهم من الظلم واالستبداد ؟

لنقبCCل االرقCCام المقدمCCة من ليبيCCا رغم انهCCا اقCCل بكثCCير من االرقCCام الحقيقيCCة للضحايا : ان مقتل اكثر من خمسين الف ليبي حCCتى االن وجCCرح خمسCCة اضCCعاف هذا العدد مؤشر مخيف لما ينتظر ليبيا، الن هذه الدماء في مجتمع قبلي سCCيكون لها اثار خطيرة منها شCق المجتمCع واشCعال فتيCل الثCأر واالنتقCام االن والحقCا، ناهيك عن تعقيدات الوضع ومنها وجود االسCCتعمار في ليبيCCا بقCCوة، ووجCCود قCCوى متناقضة بشدة يريد كل منها السيطرة المنفردة على السلطة وليس بينها قاسم

مشترك سوى اسقاط القذافي، فهل مستقبل ليبيا يبعث على التفاؤل ؟

واذا نظرنا الى سوريا فانها ستواجه كارثة مستقبال اشCCد هCCوال ممCCا تواجهCCه االن من كوارث، فالقتCCل المتبCCادل بين النظCCام ومعارضCCيه يقCدم لنCCا صCCورة عن حجم ونوعية االحقاد الموجودة والتي وجدت االن واضيفت لما كان موجودا، لدرجCCة ان القتل اصبح عبCCارة عن عمليCCات تمثيCCل بCCالجثث ال حCCدود لبشCCاعته، وسCCقط االف السوريين حتى االن ومن المنتظر سقوط اعداد اكبر، فهل هذه الحالة حالة ثCCورة خصوصا وان طلب تدخل االستعمار الغربي اصبح واضCCحا وصCCريحا ؟ هCCل اسCCقاط النظام السوري، بكل ما قيل عنه وبكل ماهو عليه، يستحق ان تواجه سوريا هCCذه الكوارث مع ان باالمكان العثور على حل اخر يجنب سوريا هذه الكCCوارث المرعبCCة

ويوصل لتغيير النظام باقل الخسائر ؟

اما في اليمن فان االحداث تتجه لكارثة انسانية اكCCبر ممCCا يحصCCل االن، فالقبيلCCة هي السيد وهي انقسمت بنسبة تصل للنصف تقريبا بين مؤيد ومعCCارض والعائلCCة انقسمت ايضا والحارات انقسمت وهكذا اصبح اليمن عبارة عن معسكرين بينهمCCا توازن قوى، او توازن رعب، واضح جدا ويستحيل الحسم فيه ولكن سCCتقح ضCCحايا

، ونشCب صCراع بين الملكCيين1962اكثر مما وقعت عند قيام الثورة اليمنية عCام والجمهCCوريين، وليس بين القبائCCل، امCCا االن فCCان اليمن يشCCهد انقسCCام جميCCع القبائل، ولذلك فال حسم بالسالح ابCCدا وان اسCCتخدم للحسCCم فانCCه كارثCCة بشCCرية ووطنية تنتظر اليمن الذي سيزيل كلمة سعيد من بين اوصافه، وهو ما نصلي لله

ان ال يحدث.

اذن هل هذه هي الثورة والتغيير السلمي ؟ ولصCCالح من يحCCدث كCCل ذلCCك وهCCو ال يفضي الي حل وطCني في سCوريا واليمن وليبيCا وغيرهCا ؟ هCل يجCوز اسCتخدام

عالج يقتل المريض بدل معالجة المرض ؟

[101]

Page 102: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

– عند رفض المفهوم التقليدي للثورة ما هي معايير الثورة اذن ؟ اال يؤدي ذلك5 الى فوضى هائلCCة بين صCCفوف المنتفضCCين ؟ ومCCا هCCو البCCديل المفهCCومي ؟ انCCه المفهوم العفوي للثورة وهو لن يفضي اال الى نفس النتيجCة الCتي وصCلت اليهCا االنتفاضة الفرنسية وانتفاضة شباب اوربا وامريكا الشمالية في الستينيات، وتلك هي من اهم دروس التاريخ، اما حاليا فان ما يحدث في مصCCر وتCCونس ينبهنCCا الى خطورة االعتماد على العفوية ووجود هدف واحد فقCCط هCCو اسCCقاط النظCCام دون التفكير بكيفيCCة اقامCCة البCCديل، االن مثال وبعCCد ان مجCCد وبولCCغ في مCCدح المجلس العسكري في مصر من قبل المنتفضين الشباب هنCCاك من يتهمCCه من بين هCCؤالء الشباب بانه الوجه االخCر لمبCCارك، فهCCو لم يلغي حالCة الطCCوارئ بCل عززهCCا بعCCد الهجوم المبارك والضروري على السفارة االسرائيلية، واكد بان اسرائيل ما زالت كما في عهد مبارك ) تابو ( اليجوز مسه ابدا ! والغاز مازال يتدفق على اسCCرائيل والفساد مازال بال حل بCCل بال مؤشCCر لوجCCود اي حCCل، والعالقCات مCCع امريكCCا في افضل احوالها، والفقر زاد واحياء السكن في المقابر مازالت هنCاك، فهCل هنCاك

تغيير حقيقي ؟

لقد ادت احداث مصر وقبلها تونس الى فتح ) صندوق بانCCدورا ( – وهCCو الصCCندوق الذي يضم كل الشرور حسب االسطورة اليونانية - وهنCCا نالحCCظ اهميCCة وخطCCورة الفرق بين الثورة وبين االنتفاضة العفوية، فالثورة تخطCط اول مCا تخطCط لمنCع فتح صCCندوق بانCCدورا وتحكم غلقCCه كاحCCد اهم اهCCدافها، ولكن افتقCCار االنتفاضCCة العفوية للتخطيط الشامل للثورة وفقر الCCوعي السCCتراتيجي والسياسCCي وغيCCاب التنظيم الجمCCاهيري الفعCCال الواحCCد، او الموحCCد، يقCCود الوضCCع الى فتح صCCندوق

باندورا رغما عن الجميع.

– شCCروط اصCCدار االحكCCام الحاسCCمة : كCCل الشCCعوب العريقCCة خصوصCCا العCCرب6 والصCCينيين حCCذروا من الوقCCوع في خطCCأ اصCCدار احكCCام واالنسCCان تحت ضCCغوط عديدة، مثل الجوع والبرد والغضب وضغط الحاجCة البايولوجيCة للتفريCغ والنعCاس والتعب...الخ، لكي ال يتCCأثر من يصCCدر الحكم في محكمCCة بحالتCCه فيظلم بريئCCا او يبرئ مجرما. هذه الحقيقة التاريخيCCة تطCCرح سCCؤاال منطقيCCا وهCCو : لمCCاذا حCCددت الشCCعوب العريقCCة شCCروط من يصCCدر قCCرارا او حكمCCا ؟ ان االصCCل في صCCواب المواقف واالحكCCام هCCو سCالمة حالCة من يصCدرها نفسCCيا وجسCCديا وتCوفر البيئCCة المطلوبة الصدار حكم سليم وبال ضCCغط بيئCCة معينCCة تخCCرج القاضCCي عن مفCCاهيم العدل واالنصاف. االن احد اهم تكتيكات امريكا تكتيك اخراج االنسCCان العCCربي من طبيعته واجباره على التفكير تحت ضغوط هائلة وال تحتمCCل وتفCCوق قCCدرة البشCCر على تحملهCCا الى مCCا النهايCCة، والديكتاتوريCCة والفقCCر الشCCديد والقهCCر القاسCCي لالنسCCان من هCCذه الضCCغوط المصCCنعة، ومCCا يجCCري االن يحCCدث والضCCغوط غCCير

[102]

Page 103: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االنسانية تطوق االنسان من كل جهCCة وتجعلCCه عCCاجزا عن االختيCCار الحCCر، فتCCأتياحكامه متأثرة بواقعه المر والصعب جدا.

وما علينا عدم نسيانه ابدا هو ان امريكا هي من نصب اغلب االنظمة الحالية وهي من حماهCCا وادام وجودهCCا وهي من شCCجعتها على الفسCCاد واالسCCتبداد وهي من زرعت كل مظCCاهر االضCCطهاد واالفقCCار، لCCذلك فCCان من المسCCتجيل تجاهCCل هCCذه الحقيقة التي وضعت االنسان العربي في زاوية خانقة وهو في حالة تفرض عليه اصدار احكام خطيرة. وهنا نعود الى نظرية حافة الموت التي تطبقهCCا امريكCCا من اجCCل دفCCع ماليين النCCاس، الجCCائعين للخCCبز والحريCCة او كالهمCCا، التخCCاذ مواقCCف انفعالية اضطرارية فتقبل هدفا واحدا او ناقصا لكنه يتعلق ببؤسCCها واضCCطهادها، وتترك بقية القضايا، خصوصCا قضCية ان امريكCا هي السCCبب الCرئيس في بؤسCها وشقاءها ! وهذه الحالة تشبه حالة سجين يتعرص للتعذيب الشديد لCCذلك فانCCه اذا وجد سجانا اقل قسوة ويقدم له الماء بعد جولة التعذيب يتقرب منCCه وينسCCى انCه سجان مثل االخر الذي يعذبه وقد يكون نفس السجان الذي يقدم له الماء هCCو من

يعذبه لكنه اقل شراسة من االخر.

ما هي هذه الحالة ؟ انها حالة وضع درجCCات للسCCوء فيقبCCل السCCوء االقCCل مقابCCل التخلص من السوء االشد، وهذه هي حالنا االن : امريكا عرضتنا لبؤس قاتل لعCCدة عقود وحينما بدأت بطرد رجاالتها من الحكم من اجCCل تنصCCيب اخCCرين لم يتلوثCCوا بعCCد وجCCدنا في امريكCCا صCCديقا رغم ان هCCذا ) الصCCديق ( مCCازال يبيCCد العراقCCيين والفلسطينيين والليبيين ! لقد نفست ضCCغوطات عقCCود من الCCزمن والCCتي كCCانت تخم|ر فكرة الثCCورة الجذريCCة واسCCتبدلتها بانتفاضCCة تم قمعهCCا والسCCيطرة عليهCCا، وهكذا علينا ان ننتظر عقودا اخرى كي يتراكم الضCCغط مCCرة اخCCرى وينتج شCCروط حدوث الثورة الحقيقية ! هل ترون اللعبة ؟ من المستفيد ؟ انه امريكا التي برأت نفسCCها من كCCل جرائمهCCا وتحCCولت من عCCدو الى صCCديق بنظCCر البعض، رغم ان الحقيقة يعرفها الجميCع وهي انهCا هي من فCرض علينCا الCديكتاتوريات والفسCCاد

واالستبداد.

لقد حدث انفجCار هائCل رفCع الغطCاء الثقيCل عن انفاسCنا وسCرب اغلب الضCغط القديم، وسمح لنCا بCالتنفس ولCو مؤقتCا وشCعرنا بالراحCة، كمن يغCرق وتتCاح لCه فرصة استثنائية لرفCع راسCه ولCو للحظCات للتنفس ثم يغطس مCرة ثانيCة، لكننCا نواجه وسنواجه اثCCار االنفجCCار وهي نثCCارات الCCدم والنCCار واالشCCالء الممزقCCة هنCCا وهناك، ووليدها الطبيعي ثأرات المستقبل التي تغذيها حمامات الدم الذي يسCCفح االن، وتCCزداد صCCعوبة تحقيCCق االسCCتقرار المطلCCوب للوصCCول الى الفهم السCCليم عندما نجد ان علينا ان نخوض سباقا ماراثونيا لتنظيف بيتنا واعادو ترتيبه مع اننCCا

ال نمسك بالسلطة والثروة التي تمكننا من تحقيق ذلك ! يتبع.

-الجزء التاسع عشر:[103]

Page 104: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

 دور اسطورة )انتهاء االيديولوجيات( فيما يحدث

الحيCCوان وضCCمن لCCه التفCCوق عليCCه واالنتقCCال من ما الذي مCCيز االنسCCان عن -12)التفكCCير المعقCCد  باختصCCار انCCه الحيونCCة التامCCة الى عصCCر الCCذكاء الممCCيز؟

Sophisticated)، وفCCة سCCيرة مختلفCCان كثCCوبما ان هذا المصطلح االنكليزي له مع )نسCCتخدم معنCCيين فقCCط من معCCاني هCCذا المصCCطلح الكثCCيرة وهمCCا : متقCCدم

advanced) ومعقد (complex)درة علىCCرة امتالك القCCو ثمCCان االنسان الحالي ه . التفكCCير المتقCCدم على تفكCCير بقيCCة الحيوانCCات، وتقCCدم هCCذا التفكCCير يتجلى في تعقيده او كونه مركبا وغير بسيط او ميكCCانيكي يعمCCل وفقCCا للفعCCل ورد الفعCCل، فهو يقCCوم على وضCCع ومعالجCCة معCCادالت كثCCيرة من اجCCل الفهم االوضCCح واالدق واالشمل من اجل تحقيق التقCCدم، وعCCدم االكتفCCاء بافكCCار بسCCيطة ينتجهCCا عقCCل

يتعقد العالم والحياة بعد ليجبره ذلك على االنتقال الى مرحلCCة مازال بسيطا ولمالمحاكمات المنطقية والتي تؤدي الى التفكير المعقد.

وهCCذه المCCيزة لم يمتلكهCCا اي حيCCوان سCCوى االنسCCان، وبهCCا تغلب على بقيCCة المخلوقات وانتقل الى مرحلة السCCيطرة على الكCCرة االرضCCية بCCالتفكير المعقCCد، المصحوب بالوحشية المفرطة التي تمثل الجانب االسوأ في الحيوانية وهو )االنا( المتطرفة، اي جعل الذات مركز العالم وتسخير كل شيء لخدمتها حتى لCCو تطلب ذلك ابادة او افناء االخرين، تلك الوحشية البدائية جCCدا الCCتي نراهCCا االن في اكCCثر

االمين العام16/9/2011ولعل ما قاله يوم  شعوب االرض تقدما علميا وتكنولوجيا، للCCنيتو راسموسCCن من ان الحلCCف سCCوف يجعCCل من )القCCالب الليCCبي(، اي غCCزو البلدان االخرى بغطاء محلي يخفي قوات التدخل االسCCتعماري للCCنيتو كمCCا حصCCل ويحصل في ليبيا التي تستعمر علنا االن، انموذجا لغزو بلدان اخرى هو خير مثCCال على الجذر الحيواني المتخلف والوحشي الذي مCCازال يتحكم باالنسCCان، وخطCCورة هCCذا الكالم انCCه يصCCدر من اوربي ينتمي الى بلCCد )متقCCدم انسCCانيا ومسCCالم( كمCCا يقCCال، وعCCرف عنCCه طCCوال حCCوالي القCCرن االبتعCCاد عن الحCCروب والعCCدوان وهCCو السويد، فتخيلوا اذا كان قائCCد سCCويدي يتحCCدث بلغCCة الضCCباع، لغCCة الغCCزو والقهCCر للشCCCعوب االخCCCرى في القCCCرن الحCCCادي والعشCCCرين، وليس في مطلCCCع القCCCرن العشرين، فكيف هي النزعة الحيوانية لدى دول الغرب االستعماري االخCCرى الCCتيغCCزت وابCCادت الماليين مثCCل مCCا قCCامت وتقCCوم بCCه بريطانيCCا وفرنسCCا وامريكCCا؟!

وسنفرد لهذا التصريح مقاال خاصا قريبا لدالالته ومعانيه المستقبلية. ومن ابرز واهم مظاهر التفكير المعقد االعتماد على منظومCCة فكريCCة كCCاداة فهم ومنارة تحديد االتجاه، النه ال يمكن لالنسان ان يتقدم ويحقق النجاة من التحديات المتعددة اال بوجود منCCارة تضCCئ لCCه الطريCCق، فCCيرى مCCا فيCCه من الغCCام ومخCCاطر ووحوش كاسرة، وكانت االديان والحركات االصالحية عبر التاريخ تقدم افكارا عن هذه المنارة او البوصلة وتحددها احيانا، وبفضل هذه المنارة، او البوصCCلة، انتقCCل االنسCCان من التفكCCير الميكCCانيكي، الممCCيز للحيCCوان حCCتى االن، الى التفكCCير

المعقد والعميق الممCCيز لالنسCCان، وصCCار قCCادرا على اجCCراء المحاكمCCات الجدلي* المنطقية والجدلية، وهكذا نجح في الوصول الى مستوى مذهل من تطوير الدماغ االنساني وجعله اداة تغيير للعالم، )البيئCCة، االدوات، اسCCاليب العمCCل...الخ( وليس فقط اداة بحث عن الغذاء واالمان ضمن اطر تحCCددها البيئCCة بصCCرامة، وهي ابCCرز سمات التفكير الميكانيكي الذي كان السمة المشتركة لكل المخلوقCCات الحيوانيCCة

بما فيها االنسان.

[104]

Page 105: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

  كCCان نقلCCة نوعيCCة في حيCCاة( Sophisticated)بهذا المعCCنى فCان التفكCCير المعقCد

االنسان قطعت نهائيا صلته بالتفكير الميكانيكي واصبح كل عمل انساني محكوما ببنية فكرية معقدة هي وعيه االجتماعي، فبدون هذا الوعي ليس ممكنCCا ممارسCCة الحيCCاة بصCCورة خالقCCة وتخCCدم االنسCCان وتCCرك الحيوانيCCة االجتماعيCCة، والCCوعي المقصود ليس مجرد المعرفCCة فCCذلك احCCد الشCCروط، فالبCCد من المعرفCCة الواعيCCة المنظمCCة وليس المعرفCCة الفوضCCوية الCCتي تحقCCق تقCCدما لكنCCه تقCCدم مصCCحوب بالنكبات والكوارث والردات او على االقل مصحوب بالفشل والضCCياع، لCCذلك فCCان المعرفة الواعية هي المعرفة المستندة على قاعCCدة فهم واضCCحة تمكن االنسCCان من معرفة محيطه بصورة سليمة وتوفر له القدرة على العمCCل من اجCCل مواصCCلة

تغيير العالم او تحسين شروط العيش فيه. 

من هنCCا فCCان المعرفCCة الواعيCCة الجدليCCة، وليس المعرفCCة الفوضCCوية او الفرديCCة العدمية التي تخشى االخر وترفض الجماعيCCة والعمCCل الجمCCاعي، هي اداة انسCCنة العالم وتجاوز الوحشية في العالقات بين االمم من جهة، والدفع باتجCCاه مواصCCلة انسCCنة االنسCCان بتغليب المزيCCد من العناصCCر االنسCCانية على الطبيعCCة الحيوانيCCة لالنسان من جهة ثانية، وهنا نصل جوهر الموضوع : فتلك المعرفCCة وذلCCك الCCوعي االجتماعي يتكونان من االيCCديولوجيا والسCCايكولوجيا المترابطتCCان والمتفاعلتCCان، فااليديولوجيا توفر لالنسان منارة تضيء له طريCCق العمCCل، وهي اهدافCCه الكCCبرى المرتبطة بخيط جدلي قوي الن العالم مازال مظلما وظالمCCا، والضCCوء في نهايCCة النفق هنا ضرورة انسانية وحتمية تاريخية البد منها، هذا الضCCوء هCCو االيCCديولوجيا وليس غيرهCCا، وااليCCديولوجيا قCCد تكCCون دينيCCة او قوميCCة او اجتماعيCCة...الخ. امCCا السايكولوجيا فانها، بحكم كونها االطار المتحكم بسلوك االنسان، البد من تمتعها بحالة صحية تحررها من االمراض السلوكية الضارة باالخرين وال تسCCتطيع تحقيCCق ذلك بدون الوعي االيديولوجي، فنحن عندما نعرف ما نريد وما هCCو البCCديل نتقCCدم نحو تصحيح شخصCCية االنسCCان وتغيCCير قواعCCد السCCلوك االجتمCCاعي، من هنCCا فCCان الترابط بين االيديولوجيا والسايكولوجيا يشكل قاعدة الوعي االجتمCCاعي وضCCامن تحرره من التزييف والقهر واالستغالل، كما انها هي البوصلة التي تهدي االنسان للطريCCق الصCCحيح وتمنCCع الطغيCCان واالسCCتعمار، بهCCذا الCCوعي تمكن االنسCCان من التحرر والتقدم وعرف عوائق تقدمه وتحرره من االوهCام واالفكCار الغائمCة الCتي

تمنعه من مواصلة السير في طريق التقدم وخدمة االنسان. واالن تريCCد الرأسCCماليات الغربيCCة وفي مقCCدمتها االمريكيCCة، وهي اعCCتى قالع الوحشCCية واالسCCتغالل، اعCCادة اسCCتعمار العCCالم بعCCد زوال الCCرادع االول لهCCا وهCCو االتحCCاد السCCوفيتي، ولكن، وبمCCا ان العCCالم فيCCه وعي اجتمCCاعي وعCCام متقCCدم ومشترك بين كافة االمم تبلور وتكون خالل القرن االخير، واحد اهم مظCCاهره مCCا يسمى )القانون الدولي( و )حقوق االنسان( و )حريCCة االنسCCان( و)الديمقراطيCCة( و)السيادة( ودور االمم المتحCCدة والمنظمCCات االقليميCCة...الخ، فCCان الراسCCماليات الغربيCCة تواجCCه عقبCCات خطCCيرة وكبCCيرة صCCنعتها هي بالCCذات اثنCCاء صCCراعها مCCع

والبCCد من ازالتهCCا او تغييرهCCا او الشCCيوعية لCCدحر االخCCيرة بشCCعارات انسCCانية،اسقاطها او تحريفها واهمها ما يلي :

[105]

Page 106: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

والCCتي مفCCاهيم السCCيادة واالسCCتقالل والرابطCCة الوطنيCCة او الهويCCة القوميCCة -1 اصبحت االن عقبة امام تحقيق هدف اقامة امبراطورية كونية تستعمر العCCالم الن

هذه المفاهيم تقوم على الدفاع عن الخصوصية والهوية الخاصة والحقوق. الCCتي أنشCCات بهCCدف تحقيCCق سCCيطرة بطيئCCة على العCCالم المنظمات الدوليCCة -2 

بطرق سلمية وتجنب حرب نووية مع االتحاد السوفيتي كاالمم المتحCCدة وميثاقهCCا الذي ينص في ديباجته على تساوي الCدول االعضCاء فيهCا كافCة، بغض النظCر عن حجمها وقCCدراتها، وهي حالCCة تمنCCع الغCCزو والسCCيطرة بCCالقوة رسCCميا، باالضCCافة للمنظمات االقليمية التي تحددت واجباتها واصبح صCعبا تجاوزهCا والقيCام بCالغزو النهCCا قCCامت من اجCCل حمايCCة البلCCدان االعضCCاء فيهCCا من التجCCاوز على سCCيادتها وحريتها ومصالحها، لذلك البد من تغيير مفاهيمها لتكون اداة غزو، كمCCا هي حCCال الجامعة العربية التي اصبحت اداة من اداوت االستعمار الغربي، واذا تعذر تغييرها

فيجب الغاءها. كما ان ثمة امم تقدمت وتطCورت واصCبحت كيانCات فاعلCة ومن غCير الممكن -3 

تجاوزها واسCتعمار العCالم، لCذلك كCان البCد من تفتيتتهCا او خلCق ازمCات تنهكهCا وتجعلها في حالة تراجع، مثل الصين وروسيا الناهضة والهنCCد والبرازيCCل وجنCCوب افريقيا واالتحاد االوربي، رغم الصلة العضوية لالخير بامريكا، وذلك يفسر اسباب اندالع ازمات عرقية وتحريك هويات ما قبل االمة في العالمين الثاني والثالث بعد انهيCCار الشCCيوعية مباشCCرة : العرقيCCة والطائفيCCة والدينيCCة والقبليCCة والجهويCCة

والعائلية...الخ. والCCذي بCCدون مخCCزن الطاقCCة في الCCوطن العCCربي واخCCيرا وليس اخCCرا ثمCCة -4 

السيطرة التامة والثابتة عليCه لن يكCون ممكنCا السCCيطرة على العCالم النهCا – اي الطاقة - روح العالم الحديث، كما وصفها وزير الحرب االمCCريكي االسCCبق هارولCCد

تتطلب اعادة براون، فاصبحت مهمة السيطرة التامة والثابتة على مصادر الطاقة لتكون قادرة على تنفيذ ادوارها في المساعدة على هيمنة تأهيل االنظمة العربية

امريكا والغرب، وهذا يتطلب اول ما يتطلب وضع حد لعزلCة هCCذه االنظمCة بسCCبب فسادها وديكتاتوريتها من خالل تغييرها وتنصCCيب انظمCCة اكCCثر قCCدرة على خدمCCة مصالح االستعمار وتحتاج لزمن طويل الكتشاف تبعيتها للغرب، وذلك هو القاعCCدة

االساسية لتوقيت واتجاه ما يحدث االن. هل يتطلب الوصول الى تحقيق تلك االهداف، خصوصا هدف اعادة نظر الشCCعوب 

او جزء منها على االقل بموقفها من امريكا وهو الكره لها ورفضها وجعلCCه قبCCوال لها وتعاونا معها في تنفيذ مخططات تدمير الهوية، احداث تغيير جذري في تفكير االنسان؟ واذا كان الجواب نعم ماهو هذا التغيير؟ أنه اعCCادة االنسCCان الى مرحلCCة التفكير الميكانيكي وتدمير منظومCCة االفكCCار الCCتي كونهCCا ومنحتCCه سCCمة التفكCCير الجCCدلي، عن طريCCق خلCCق بيئCCة معاديCCة لالنسCCان بشCCدة الجبCCاره على التخلي عن التفكير الجدلي والعودة الى التفكCCير الميكCCانيكي الCCذي يضCCمن اخضCCاع االنسCCان.

كيف يتحقق ذلك؟الدور التوحيدي لاليديولوجيات 

ان وجود ايديولوجيات في العالم يعCني تماسCك الكتCل والشCCعوب ووجCود بوصCلة تحدد لها المسارات الصحيحة وتوفر شرط االنسجام والقوة ووجود حCCافز اخالقي او وطني او قناعة شخصية، وبمCا ان امريكCا تريCد السCيطرة على العCالم بصCورة علنية فان وجود االيديولوجيات يشكل عقبCCة كCCأداء في طريقهCCا الن االيCCديولوجيا عامل توحيد وعلى اساسCCها تتشCCكل الكتCCل الكCCبرى داخCCل االمم، وبفضCCلها يمكن

[106]

Page 107: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الحسم بسCCرعة او حيCCازة شCCروط مقاومCCة قCCوى خارجيCCة قويCCة، وهCCذه الحقيقCCة رايناها بوضوح كامCCل في العصCCر االيCCديولوجي اثنCCاء الحCCرب البCCاردة عنCCدما كCCان الصراع بين ايديولوجيتين هما الراسمالية والشيوعية، باالضافة لذلك فان افتقCCار امريكا لشرط وجود امة متكونة وليس في طور التكون كما هي في واقعهCCا االن، خلق لها مشكلة تعدد الهويات االمريكية وتنCCاقض التوجهCCات الفكريCCة والعقائديCCة للمستوطنين االمريكيين وهي حالة ال تسCCمح بغCCزو العCCالم بقCCوة وارتيCCاح نسCCبي واستمرارية تغذيها رابطة االمCCة الحقيقيCCة، وتلCCك حقيقCCة اكCCدها الغCCزو الفاشCCل للعراق وافغانستان، ولذلك يجب تدمير كل االيديولوجيات االخرى كشCCرط مسCCبق لحرمان االطراف االخرى من القدرة على التماسك والتوحد بكتل كبCCيرة مCCؤثرة : امم او احCCزاب او تيCCارات...الخ. لقCCد قCCدم لنCCا التCCاريخ واحCCدا من اهم دروسCCه وحقائقCCة وهCCو درس ان االيCCديولوجيا كCCانت العامCCل الحاسCCم في تغيCCير العCCالم وتقدمه، ولذلك فان التغييرات التي حصلت بعمل عسCCكري فقCCط لم تبقى وزالت اما التغييرات التي حدثت بقوة االيديولوجيات فقد بقيت ودامت. امريكا تريد قلب اتجاه التطور العالمي واعادة عقارب الساعة الى الوراء بالقوة المفرطة وايصال االنسCCان الى حافCCة المCCوت وتركCCه هنCCاك معCCذبا على نCCار هادئCCة واحيانCCا شCCديدة

السخونة حتى يغير هو وبقرار اضطراري سلوكه وردود افعاله. ومطلع التسعينيات وبعCCد زوال االتحCCاد السCCوفيتي ضCCعف حCCرص1989في عام  

الرأسمالية على التظاهر بالتمسك بمفاهيم القانون الدولي، وافتى )ايCCات اللCCه( االمريكيون بزوال عصر القوميات وتغيير مفهCCوم السCCيادة وجعلCCه سCCيادة ناقصCCة وروجوا الكذوبCة زوال االيCديولوجيات... الخ، وهكCCذا اخCذت الراسCماليات الغربيCCة تتجCCاوز وتخCCرق بفظاظCCة ووقاحCCة مCCا بلورتCCه ووضCCعته هي من انظمCCة وقCCوانين

وكCان اهم وروادع، وشCرعت فCورا بCالتحول علنCا الى انظمCة اسCتبداد متCوحش، مظCCاهر وقاحCCة الرأسCCمالية وكشCCف لطبيعتهCCا هCCو بCCروز مصCCطلح )الرأسCCمالية المتوحشة( الذي عبر عن حقيقة المرحلة الجديدة من تطور الرأسCCمالية الغربيCCة، ومن صاغه اناس من الغCCرب ذاتCCه وليس من مناهضCCي الرأسCCمالية، اعترافCCا بCCان الرأسمالية بعد انتهاء الحرب الباردة قد اصCCبحت وحشCCية، رغم انهCCا وحشCCية منCCذ البداية، االمر الذي عنى واقعيا، وكما الحظ العالم كلCCه في العCCراق وافغانسCCتان، ان الرأسمالية فتحت كل ابواب )صندوق باندورا( الخاص بها، بعد ان كانت تقسط او تمCCوه اطالق شCCروره خوفCCا من الشCCيوعية، لCCذلك كCCان )عCCالم مCCا بعCCد الحCCرب الباردة( هو العالم االكثر وحشية وظالما وعبوديCCة وظلمCCا في التCCاريخ االنسCCاني، بناء على درجة التطور الذي حصل لالنسCCان، لقCCد انفCCرد الCCذئب الهجين )االوربي االمريكي( بالحمالن في العالم وبدء مطاردته لها في بCCراري ليس فيهCCا حCCدود او

جنود حراسة لالمم والشعوب. ( وبروز مقاومة باسلة فيهمCCا2001( وافغانستان )2003لكن تجربة غزو العراق )

اوصلت الرأسمالية كلها وليس الراسمالية االمريكية فقط الى حافة القبر فCCرض على الغرب طرح السؤالين التCCاليين : كيCCف توفCCق الرأسCCماليات الغربيCCة بين مCCا ثقفت الناس عليه طوال قCCرن تقريبCCا وبين ضCCرورات اقامCCة ديكتاتوريCCة عالميCCة مسيطر علبها من قبل الغرب تناقض كل طروحاتها حCCول الديمقراطيCCة والحريCCة وحقCCCوق االنسCCCان وسCCCيادة االمم؟ وكيCCCف تCCCذلل امريكCCCا ومعهCCCا الغCCCرب

عقبCCة وجCCود مقاومCCة مسCCلحة في العCCراق وافغانسCCتان اوصCCلت االسCCتعماريالرأسمالية الى بوابات قبورها؟

عصر المخابرات 

[107]

Page 108: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تبنت امريكا بعد فشلها في العراق وافغانسCCتان سCCتراتيجية جديCCدة اطلCCق عليهCCا مصطلح )القوة الناعمة( بدل ستراتيجية )القبضة الفوالذية( الCCتي اسCCتخدمت في البلCCدين، والقCCوة الناعمCCة تقCCوم اساسCCا على العمCCل المخCCابراتي وليس الحسCCم بالقوة العسكرية وتسCCخير القCCوة العسCCكرية لخدمCCة العمCCل المخCCابراتي خصوصCCا تحقيق انقالب في مواقف الناس تجCCاه امريكCCا، ومن بين اهم عناصCCر القCCوة في هذه الستراتيجية العمل المنظم لتفتيت وعي الناس وزرع مفاهيم وافكار جديCCدة

ومن اهم تسمح بحصول اختراقات امريكية واسعة لجCدار الCوعي الشCCعبي العCام. المفاهيم التي صيغت وروجت عمدا من المخابرات االمريكية ومثقفيها ومفكريها مفهCCوم )زوال عصCCر االيCCديولوجيات(، والCCترويج النشCCط لتلCCك االطروحCCة في الفضCCائيات والنCCداوت والنقاشCCات االكاديميCCة وغيرهCCا حCCتى اننCCا واجهنCCا في التسعينيات عاصفة قوية مخططة تدعو الى تCCرك كCCل ايCCديولوجيا )النهCCا اصCCبحت مفهوما قديما تجاوزه العصر(! والن العصر الجديد بعد زوال الحرب الباردة يتمCCيز بانتهاء االيديولوجيات وهيمنة التفكCCير الCCواقعي، البراغمCCاتي بشCCكل خCCاص، غCCير المقيد بفكرة مسبقة او منظومة افكار صارمة تتحكم بالفرد او الجماعة سياسCCيا واجتماعيا االمر الCCذي يجعCCل الفCCرد والجماعCCة احCCرار في معتقCCداتهم وبال تفكCCير

شامل يغطي كل جوانب الحياة...الخ. ان االدعاء بانتهاء عصر االيديولوجيات من اكبر خدع مرحلة ما بعد الحرب البCCاردة 

الن المرحلة الجديدة من تCCاريخ العCCالم تتمCCيز بانهCCا االشCCد التزامCCا بايCCديولوجيات شمولية مما سبق وفي مقدمتها ايديولوجيا فرض نمط تفكCCير واحCCد، هCCو النمCCط

فكل ذلك وغCCيره عبCCارة عن ،االمريكي، وفرض ارادة واحدة هي االرادة االمريكية وعلينCCا دراسCCة مCCا يلي للتأكCCد من هCCذه ،نهج ايCCديولوجي صCCريح وكالسCCيكي

الحقيقية : غياب االيديولوجيات يضع الشعوب المستعمرة او المستهدفة امام خيار وحيد  -1

، الن غيCCاب او تغCCييب االيCCديولوجيا يعCCني انهCCاء دور القCCوىهCCو الخيCCار التفتيCCتي الرئيسة للتوحيد والتماسك الجماعي للكتCCل واالمم، كالCCدين والقوميCCة والوطنيCCة واالشتراكية وادواتهما التنظيمية، ومن ثم تفجير تناقضات واطالق تيCCارات وكتCCل مجهرية صغيرة تكاد تصبح فردا يتجمع حوله افCCراد، فيعجCCز كCCل منهCCا عن التCCاثير الفعال وتصبح كلها او اغلبها اضعف من ان تردم تناقضاتها، فيتيح ذلك امكانيCCات مفتوحCCة للتCCأثير الخCCارجي عليهCCا واختراقهCCا او عزلهCCا، وفتح سCCواقي نتنCCة من االفكار والتنظيمات التي تتحرك بقوة المال في بيئة ظلم يضع االنسان فيه امام الموت او االنتحار او االستسالم لما كان يرفضه بقوة! ان مCCا حصCCل ويحصCCل في العراق من اطالق منظم لتشكيل احزاب صغيرة ودفع مخCCابرات امريكCCا مCCال لمن يؤسس حزبا او جماعة هو افساد منظم ضمنه دستور االحتالل، ويقدم لنCCا صCCورة مرعبة لكيفية افساد جماعات واجبار كتل على تCCرك شCCرفها وعCCزة نفسCCها وكCCل

قيمة كانت تعتز بها والخضوع لعبودية المال والسلطة الشكلية. 

- مقابل ذلك التفCCتيت المنظم والمسCCيطر عليCCه لاليCCديولوجيات التوحيديCCة في 2 طCCورت وتطCCور المخCCابرات االمريكيCCة خدعCCة صCCنع العCCالمين الثCCاني والثCCالت

االيديولوجيا ونفيها في ان واحد، فهي تنفيها وتعمCCل على تCCدميرها في منCCاطق كيCCف وامم العالم المسCCتهدفة لكنهCCا تعززهCCا وترسCCخها في المركCCز االمبريCCالي،

ذلك؟ لقد طرحت امريكا، عبر ايات الله االمريكيون من )قم( امريكا، بعد التبشCCيربانتهاء االيديولوجيات، مجموعة من المفاهيم االيديولوجية الصريحة ومنها :

[108]

Page 109: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

،توجCCد مركزيCCة امريكيCCة قويCCة ومسCCيطرة أ- نحن نرى ظCCاهرة خطCCيرة وهي انCCه والمركزية هي نمط ايديولوجي الن الغزاة يحتاجون لفكرة تدفعهم للغCزو وكCانت فكرة )نشر الديمقراطية وتحريCCر الشCCعوب( هي التسCCويق االيCCديولوجي الشCCعبي

االمريكي النبعاث االستعمار من جديد. ب- ونشاهد المحافظون الجدد هم من بدأ بتحديد اتجاه امريكا نحو غزو العCCالم بال

والمحافظون الجدد ايديولوجيون من الطراز االول.رحمة، في الغرب لدرجCCة ان بCCوش الصCCغير االيديولوجيا الصليبية ج- وتنتعش بل تتطرف

وغيره يتحدث علنا عن حرب صليبية والحرب الصليبية ايديولوجيا كاملة ومتطرفة. ( وهي فكرة ايديولوجيا صريحة النهCCاصدام الحضاراتد- ويصيغ هنتنغتون نظرية )

تجعل من صراع الثقافات والحضارات اساسا لتطور العالم وصيرورته. ( وهي ايCCديولوجياانتهCCاء الصCCراع ومCCوت االنسCCانه- ويطرح فوكCCو يامCCا نظريCCة )

رسمية تبشر بانتصار الليبرالية االمريكية...الخ. اليس ما معنى تمسك امريكا بسيادتها مع انها تروج لفكرة السCCيادة الناقصCCة؟ و-

ذلك تسويق ايديولوجي يقوم على جعل امريكا مركCCز العCCالم بافكارهCCا واهCCدافها ومCCا دالالت تسCCويق فكCCرة اقامCCة محكمCCة عالميCCة مثCCل المحكمCCةونمCCط حياتهCCا؟

الجنائيCCة الدوليCCة الCCتي بCCادرت امريكCCا الى انشCCاءها لكنهCCا رفضCCت التوقيCCع على اتفاقيتها؟ اليس ذلك كله تعبCCير عن تمسCCك متطCCرف بالسCCيادة االمريكيCCة والCCتي

ترفض سيادة االخرين؟ اليست السيادة مفهوم ايديولوجي؟ وخطCCورة العولمCCة كاطCCار اليسCCت هي ثمCCرة ايCCديولوجيا؟ مCCا معCCنى العولمCCة؟ ز-

لالستعمار المركزي للعالم يتجسCCد في ان امريكCCا الCCتي اطلقت العولمCCة رفضCCت التوقيع على اتفاقيات كثيرة، مثل بعض اتفاقيات منظمة التجارة العالميCCة، النهCCا تفرض على الصCناعات االمريكيCة قيCودا تسCCمح بتفCوق اطCراف اخCرى في نفس المنظمCCة عليهCCا في السCCوق العCCالمي مCCع ان العولمCCة تقCCوم أساسCCا على فكCCرة

اقتصاد السوق. 

- كما يجب ان ننتبCCه الى ان امريكCCا ورغم ادعاءهCCا انتهCCاء عصCCر االيCCديولوجيات3 فانها تصدر بنشاط واضح للعالمين الثاني والثالث ايCCديولوجيات القCCرنين التاسCCع عشر والعشرين، والتي ماتت او ضعفت، من اجل ملء الفراغ االيCديولوجي الCذي نتج عن هزيمة الشيوعية وقمع حركات التحرر الوطني والقوى الوطنية وممارسة التاثير في توجهات الشعوب المضطهدة وخياراتها، التي تضيق الى درجة االنغالق على تيCCارات تCCتراوح بين النيوليبراليCCة والعفويCCة والفوضCCوية واالراديCCة الثوريCCة والبالنكية والبونابارتية الخ وحسب االوضاع المعاشة. لقد وضCCعت امريكCCا معادلCCة

حينما تخلق فوضى شاملة مفهومية وتنظيمية وتطرح مفاهيم خطيرة جدا وهي : مناسCCبة لهCCا فانCCك تسCCتطيع محCCو، او على االقCCل اضCCعاف، المفCCاهيم التوحيديCCة السابقة فيكون لديك بشر لديهم اصCCوات عاليCCة واذرع تسCCتطيع اسCCقاط النظCCام لكنها ال تعرف بعCCد ذلCCك مCCا يجب فعلCCه او تعجCCز عن االتفCCاق على مCCا يجب فعلCCه وعندها يتقدم )مارينز( امريكا العرب لقطف ثمار تضCCحيات الشCCهداء والمعCCذبين،

وتلك هي عملية اطفاء بصيص الضوء في نهاية نفق االنتظار. 

يجب ان الننسى ان نفي االيديولوجيا هو ايديولوجيا بحد ذاته فهذا النفي  – كما4 يقوم على منظومة افكار بديلة لما يرفض وذلك هCCو جCCوهر االيCCديولوجيا في كCCل عصCCر ومكCCان، فنفي االيCCديولوجيا يتم بايCCديولوجيا اخCCرى وليس بقCCوة فCCراغ، ان

[109]

Page 110: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

امريكا وهي تنفي العصر االيديولوجي التحرري الوطني واالشتراكي تدشن عصرا ايديولوجيا جديدا مناسبا لعملية استعمارها للعالم وسندا له وبيئة فكرية ونفسCCية ترجح كفته. ايديولوجيا الالايديولوجيا تنشأ الفCCرد المنعCCزل، الCCذي يشCCبه الجزيCCرة المعزولة، وحينما يجمع االفراد وهم جزر متناثرة يصبح المجتمCCع عبCCارة عن جCCزر متفرقة يجمعها شيء واحد هو البحر المحيط بهCا، والبحCر كتلCة صCماء وعميCاء ال يوحد بل يفرق غالبا بالنحت وتذويب الصخور، لذلك فانه ال يغير تفCCرق الجCCزر وال يجمعها، وتلك هي الممهدات الطبيعيCCة للسCCيطرة االمريكيCCة السCCهلة على االخCCر،

جزيرة منعزلة بعد جزيرة اخرى وباقل المقاومة ان وجدت. 

منذ ستينيات القرن الماضي يتحدث مثقفCCوا الغCCرب ومفكريCCه عن )فجيعCCة مCCوت االنسان( وكانت الوجودية وغيرها من فلسفات انتجهCCا مجتمCCع الضCCياع االنسCCاني وتحويل االنسان الى مجرد رقم او شيء، عبارة عن انعكاس لمCCوت االنسCCان في الغرب وبقاء مخلوق يتضCCايق من اسCCمه ومالبسCCه، فمCCا بالCCك بCCالعيش المشCCترك المريح مع االخر؟ ان كتابا ومفكرين مثل جCCان بCCول سCCارتر والبCCير كCCامو وكافكCCا وغيرهم قدموا صورا مدهشة لموت االنسان وغربته وازمCCة وجCCوده القاتلCCة مثCCل التشCCائم والسCCوداوية، وهي ازمCCة لم تنشCCأ من الحرمCCان المCCادي، كمCCا هCCو حCCال العCCالمين الثCCاني والثCCالث، بCCل من الCCوفرة والرفاهيCCة في مجتمعCCات اسCCتهالكية

% من20 % من موارد البشرية مع انهCCا ال تشCCكل اكCCثر من 80تستهلك اكثر من سكان العالم. اما في امريكا فان فجيعة االنسان وغربتCCه نشCCأت باالضCCافة لنفس السCCبب االوربي، من كونCCه انسCCان بال هويCCة وطنيCCة او قوميCCة او اجتماعيCCة، الن االمريكي مهاجر جديد ولم يصبح بعد مواطن امة بCCل هCCو مCCواطن مجتمCCع شCCركة

كبرى. لذلك تميز الضياع االمريكي بوحشية اشد هوال من وحشية االوربي. وخطورة موت االنسان وشعوره بالغربCCة انCCه مسCCتمر ويحCCدث في القCCرن الجديCCد قرن االتصاالت و)القرية االلكترونية( التي حطمت الكثير من خصوصيات االنسCCان واجبرته على االختالط حتى ولCو في الفضCاء االفتراضCي، لCذلك نالحCظ ان ازمCة وحشية الغرب قد تعمقت وازدادت شراسة بعد ثورة المعلوماتيCCة، فهCCذا االنسCCان الذي يريد العزلCCة وجCCد نفسCCه مجCCبرا على االختالط لCCذلك كCCان طبيعيCCا ان تتCCنزع اساليب تخلصه منه، ومن ابرز تلك االساليب القسوة المفرطة داخل وخCCارج تلCCك المجتمعات. حقا لقCCد تقلصCCت المسCCافات الجغرافيCCة في العCCالم لكن المسCCافات

النفسية والغربة والتوحش بين البشر ازدادت طوال وعرضا وعمقا. لم يكن قتل االنسان في الغرب وتحويله ال جزيرة منعزلة هدفه تصفية حسCCابات تاريخيCCة في المقCCام االول بCCل كCCان عمليCCة مقصCCودة لقتCCل االنسCCان اينمCCا وجCCد انسان، ليصبح العالم كله بال انسان يتعاطف ويفكر كانسان مسCCؤول، وذلCCك احCCد اهم شروط بقاء الرأسمالية، فتنشأ جزر تريليونية من البشر الفرد المنعزل على امتداد القارات، كلها ضCCائعة او مضCCيعة وتتحكم فيهCCا عناصCCر ونخب تملCCك المCCال واالعالم وتسخر الجيوش لالبادة الجماعية وتفتيت من لم يتفتت لقوة لحمته. من

يحكمون العالم االن عبارة عن جثث خرجت لتوها من القبر. ان تعابير سادت في الغرب تقدم لنا فكCرة عن خطCورة ازمCة مCوت االنسCان في الغCCرب : الالمنتمي، الغCCريب المتمCCرد، التمحCCور حCCول الCCذات، العبث، الكارثCCة، المنعCCزل، الالمبCCالي،...الخ، وهCCذه البيئCCة النفسCCية انتجت ضCCرورة النسCCيان امCCا

بممارسة الجنس بافراط او بتعاطي المخدرات.

[110]

Page 111: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الغCCرب االن يريCCد اعCCادة العCCالم الى المربCCع االول : اجبCCار االنسCCان على المCCوت والسماح بخروج جثث ماتت منذ ماليين السCCنين، وليس منCذ االف السCCنين فقCط، من قبورها واجتياحها للعالم بال رحمة. انظروا الى وجوه دونالد رامزفيلد وجورج بوش االبن واالب، وتCوني بلCير، ونسCخه البريطانيCة مثCل كCاميرون، وسCركوزي، و)القديس( المعاصر برلسكوني، سترون جثثا لمصاصي دمCCاء حقيقCCيين يحكمCCون العالم االن او يريدون ذلك، والدليل انهم ال يكتفCCون باالبCCادات الماليينيCCة والنهب العلني لثروات االمم بل انهم يمارسون الكذب والتزوير بال رحمة او توقف، بذكاء

هل رايتم ما حصل ويحصCCل في او بغباء، للتهرب من اثبات التهمة واثبات براءته،العراق وليبيا؟

هذه محاولة لجعل العالمين الثاني والثالث على شاكلة العالم االول الغCCرب الCCذي شهد )موت االنسان( فيه واصبح المواطن جزيرة منعزلة تخاف وتبتعد عن الجCCزر االخرى قدر االمكان، وال يجمعها سوى تنظيم الحياة وهو امر اجباري، ولكن باقل قدر ممكن من المضCCايقات الناجمCCة عن االختالط بين االفCCراد، من زاويCCة واحCCدة وهي ان امريكا تريد جعCCل العCCالم يشCCبهها وهي تحويCCل البشCCر الى جCCزر منعزلCCة ومتفرقCCة تحكمهم الوحشCCية والتCCوحش وكلهم اغCCراب ال يجمعهم سCCوى رابCCط

بايولوجي هو العيش في ظل افكار تناثرية فردية انانية. 

العالمCCان الثCCالث وبعض الثCCاني لم يمت فيهمCCا وهنCCا نواجCCه اشCCكالية وجوديCCة : االنسان بعد، ومازالت الروح االنسانية قوية فيهما وتشكل قوة جبارة في تحقيق التالحم االجتماعي والتعاون بين االفراد ليس بصفتهم جزرا منعزلة بCCل بصCCفتهم مكونات مجتمع متCداخل يقCوم على االختالط والتعCاون وتبCادل الخCدمات ووجCود قيم مشتركة ايجابية، تبدأ بالعائلة والقبيلة والمحلCCة وتنتهي بالقوميCCة والوطنيCCة والCCدين. والجCCل السCCيطرة على العCCالمين البCCد من قتCCل االنسCCان فيهمCCا، كيCCف؟ بتحويل االنسان غصبا عنه الى جزيرة منعزلة، كما في العالم االول، ليس بسCCبب موت االنسان كما في الغرب بCCل بتCCأثير قهCCر وكCCوارث يجب ان تخلCCق اذا لم تكن موجCCودة، وجعلهCCا البيئCCة الCCتي تكفCCل تحطيم بيئتCCه االصCCلية الCCتي تنتج اللحمCCة والتقارب وااللفة االجتماعية، فوضCCع االنسCCان على حافCCة المCCوت بتهديCCد ازمCCات مفتعله واوضاع اجتماعية ال تطاق تCCدفع االنسCCان تCCدريجيا الى قبCCول اضCCطراري لتغيير انماط حياته ومحركات سلوكه العام والخاص، خصوصا اجبCCار االنسCCان على العودة الى الوحش القديم الذي دفنتCCه التطCCورات الحضCCارية عCCبر االف السCCنين، وجعله يتحكم في كل قرارات االنسCCان الحCCالي، وهCCو على حافCCة المCCوت، ولCCذلك يبقى خيار واحد ال غير : البقاء باي ثمن! وهذه حقيقة وليسCCت تنظCCيرا الننCCا في

بعد العدوان الثالثيني وفCCرض الحصCCار الشCCامل والمCCدمر1991العراق ومنذ عام النسانية االنسان نخضع لعملية منظمة ومقصودة لتCCدمير قيم المجتمCCع وروادعCCه وروابطه االصلية، وتسارعت تلك العملية بعد غزو العراق، من اجل انهCCاء العCCراق

 يتبع. الذي نعرفه وضمان السيطرة االستعمارية االمريكية عليه. (حسب تحديدdialectic*الجدلية : هي ليست الجدل الكالمي بل هي الديالكتيكية )

.G.Fالفيلسوف هيغل )) Hegel ان، لهاCفة اليونCود والذي اخذه من فالسCاي وج فكرة ونقيضها وتفاعلهمCCا جCCدليا وانتCCاج فكCCرة اعلى ارقى واعقCCد واكCCثر تقCCدما لكنها تختلف عن مكوناتهCCا االصCCلية، مثCCل المCCاء الCCذي يتكCCون من ذرة اوكسCCجين

( لكنه ال يشبه اي منهما بعد ان انCCدمجا وفقCCدا شCCكلهماH2Oوذرتي هايدروجين )

[111]

Page 112: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وطبيعتهما االولية، لذلك فالجدلية تعني التفكير االرقى واالكCCثر اسCCتيعابا لتعقيCCدالمجتمع واالنسان.

الجCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCزء العشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرين-

تتCCCCCCCCويج المخCCCCCCCCابرات امCCCCCCCCبراطورا واالعالم جيشCCCCCCCCه القCCCCCCCCوي

ان انتزاع االنسان من انسانيته وتدميرها، وهCCو هCCدف امريكCCا وحلCCف الCCنيتو االن، يفضي الى التجرد من كل ايديولوجيا انسانية، واختيار الحروب االهلية او الصراعات االقليمية في العالمين الثاني )اوربا الشرقية( والثCCالث )اسCCيا وافريقيا وامريكا الالتينيCCة(، عبCCارة عن مCدخل البCد منCCه للوصCCول الى ذلCك الهدف، االمر الCذي يفCرض فرضCCا على امريكCCا ومن يقCف معهCCا ويشCCاركها حروبها الصليبية – الصCCليبية بمعناهCCا اللغCCوي وليس الCCديني - خيCCار التCCدمير المنظم لالخCCرين عن طريCCق العمCCل المخCCابراتي ودعمCCه بالعمCCل العسCCكري والدبلوماسCCي واالقتصCCادي وغCCير ذلCCك، على ان يقCCوم االعالم بتمهيCCد كCCل الطرق لCCذلك بصCCفته الحادلCCة االساسCCية الCCتي تبCCني الطCCرق الCCتي يسCCلكهاالغCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCزاة.

( وقبلCه الكتلCة الشCCيوعية في1991لقد ثبت منذ انهيار االتحاد السCCوفيتي ) ( بCCان دور المخCCابرات االمريكيCCة كCCان اهم من العمCCل1989اوربا الشرقية )

العسكري في الوصول الى ذلك الهCCدف السCCتراتيجي، فCCالقوة العسCCكرية ال تستطيع كسب الحرب وحدها مهما كانت متفوقCCة الن الشCCعوب واالمم تCCرد باسCCاليب اخCCرى تعطCCل بعض او كCCل فعاليCCة االسCCلحة المتطCCورة، كحCCرب العصابات، وكانت تجربة العراق بعCCد غCCزوه دليال جديCCدا وخطCCيرا على صCCحة هذه الحقيقة، فالمقاومة العراقية، ورغم انها كانت ومازالت يتيمCCة وبCCدون دعم اقليمي او دولي، نجحت في تحطيم صورة امريكا التي التقهر ومCCرغت انفها في اوحال الفشل والهزيمCCة رغم اسCCتخدام امريكCCا الفضCCل االسCCلحة واعقد التكنولوجيات وممارستها القسى اساليب القمع الجمCCاعي والتعCCذيب وابادتها لمليوني عراقي بعد الغزو فقط، وكان ما فعلته المقاومة االفغانية للغزو االمريكي عامال اخرا دفع امريكا لكشف عيوبها البنيويCCة القاتلCCة، ومCCا تفجر االزمة المالية الخطيرة اال نتيجCCة مباشCCرة لالسCCتنزاف الكبCCير المريكCCا في العراق اوال ثم في افغانستان، ممCCا اجبرهCCا على البحث عن بCCديل اقCCل تكلفة لهCCا واشCCد اسCCتنزافا للمقاومCCة في العCCراق، وكCCان تبCCني سCCتراتيجية القوة الناعمة والتي تقوم على اعتماد العمل المخابراتي كستراتيجية تقCCرر انماط العمل االخCCرى )العسCCكري والديبلوماسCي وغيرهCCا( هCCو الحCل الزمCةفشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCل امريكCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا.

[112]

Page 113: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

من هنCCا فCCان كCCل مCCا نالحظCCه من سياسCCات واسCCاليب امريكيCCة في العCCالم خصوصCCا في منطقتنCCا هCCو ثمCCرة اعتمCCاد هCCذه السCCتراتيجية، الن العمCCل المخابراتي بطبيعته خال من االخالق واالنسانية ويلجأ الحقCCر االسCCاليب من حيث الخداع والتضCليل واالبCادة والغCدر، وباسCاليب بالغCة الCذكاء والتمويCه،

(، ومنIntelligenceولهذا سمي العمل المخابراتي في الغCCرب باسCCم الCCذكاء )اهم تلCCCCCCCCCCCCCك الخيCCCCCCCCCCCCCارات المخابراتيCCCCCCCCCCCCCة مCCCCCCCCCCCCCا يلي :

- الكذب كستراتيجية : في العصر االفتراضCCي – الهوليCCوودي الكCCذب بكافCCة1 اشكاله، ومنه التخيل المفتوح، صار سCCتراتيجية كCCبرى معتمCCدة وليس مجCCرد تكتيCCك من بين تكتيكCCات عديCCدة، كمCCا كCCان الكCCذب عCCبر التCCاريخ االنسCCاني،

تكذب كلهCCاCNN والسي ان ان BBCفقنوات الجزيرة والعربية والبيبي سي وتلفق كلهCCا وتCزور كلهCCا في اطCار سCتراتيجية بCدأ تنفيCCذها بصCورة كاملCCة ومجددة منذ بدء ما اسمته بطلCCة )ثCCورات العCCرب( هيالري كلنتCCون ورفيقهCCا في رقصة التانغو الصهيوني المتطرف برنار هنري ليفي عراب )ثورة( العار في ليبيا ب )ربيع العرب(، وتلك احدى اخطCCر االكCCاذيب الن مCCا نشCCهده االن في الواقع هو جحيم العرب الدموي الذي لم نشهد مثلCCه منCCذ قCCرون، فقCCط اقرأوا ارقام الضحايا من العCرب في ليبيCا وسCوريا واليمن وقبCل كCل ذلCك العراق ستدركون انه جحيم حقيقي الننا في حروبنا مع اسCCرائيل لم نخسCCر يوميا ما نخسره االن فيما بيننا! ولم تعد قناة الجزيرة تابه الكتشاف الكذب، لسبب بسيط وهو انها انشأت واعدت بكوادرها واسCCاليبها من اجCCل لحظCCات الكذب الخالص والCCذي يCCراد بCCه خCCداع كتCCل جماهيريCCة وزجهCCا في صCCراعات مهلكة ومدمرة قبل ان تكتشف انها ضحية اكCCاذيب خالصCCة او شCCبه خالصCCة، وعنCCدها تكCCون هCCذه الكتCCل قCCد ولجت طريCCق الCCدم والثCCأر ولم يعCCد اسCCاسموقفهCا هCو اعCادة النظCر بCل تحقيCق االنتصCار والغلبCة مهمCا كCان الثمن.

ان امريكا وبريطانيا وفرنسا ترى ان وظيفة الكذب الخالص او شبه الخCCالص هي اطالق موجة عارمCCة من الغضCCب الجمCCاهيري، كCCانت تمنعCCه في العقCCود الماضCCية، المعتمCCد على فكCCرة صCCحيحة وهي ان االنظمCCة العربيCCة فاسCCدة ومسCCتبدة، ولكن الكCCذب يتجسCCد في تقCCديم امCCل كCCاذب بقيCCام انظمCCة ديمقراطية غير فاسدة على انقاض ما تهدم ودمر، الن المطلوب ليس انهاء ازمة انظمة فاسدة بل بدا مرحلة الحروب االهلية العربية وعCCدم توقفهCCا اال في هCCدنات مؤقتCCة، ولCCذلك البCCد من قيCCام امريكCCا وفرنسCCا وبريطانيCCا ومن يخدمها باعمال تبدأ من التحريض وتصل حد التدخل المسCCلح بمسCCاعدة بيئCCة الكذب. وعندما تتحقCCق االهCCداف ويكتشCCف الكCCذب فCCان المسCCألة تكCCون قCCد حسمت وتحقق الهCCدف الCCرئيس وهCCو اثCCارة الفوضCCى وسCCفك الCCدماء وزرع الثأرات واالنتقام، اي اشعال فتيCCل ازمCCات متعاقبCCة ومتسلسCCلة ومترابطCCة

[113]

Page 114: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تملك زخمها الذاتي الذي يحركها لتصل الى بالعرب كلهم الى كهوف الظالم والموت. االطراف الدوليCCة اليهمهCCا اكتشCCاف الكCCذب فهي قويCCة بمCCا يكفي لحمايCCة نفسCCها وعنCCدما تنتقCCد من قبCCل برلمانCCات تلCCك الCCدول واعالمهCCا وشرفاءها فان االعتCذار واالعCتراف بوجCود كCذب نتيجCة خطCأ مخCابراتي او خطأ المخبر، هو كل ما تفعله، وتسCCتمر الكارثCCة كمCCا اشCCعلت وتفجCCرت، وال يعاقب احد، هل تتCCذكرون ان العCCراق احتCCل وفقCCا لفكCCرة الكCCذب المتعمCCد؟ اكاذيب بوش الصغير وتوني بلير اشعلت حCCرب غCCزو العCCراق واعتمCCدت على االكاذيب الخالصة المعروفة وعندما تم الغزو وحقق اهدافه الرئيسة االولية، وفي مقدمتها تدمير العراق وابادة مليوني عراقي وتحطيم الدولCCة وتفCCتيت المجتمع وتشريد سبع ماليين عراقي من ديارهم، اعCCترف بCCوش وبلCCير بCCان اسباب غزو العراق كCCانت عبCCارة عن اكCCاذيب، ومCCع ذلCCك اسCCتمر الغCCزو ولميحقق باالمر ولم يعاقب من كذب ومن ارتكب ابشع الجرائم ضCCد االنسCCانية!

واالنموذج العراقي في ممارسة الكذب من قبل الغرب هو الخط الثCابت في نسج وترويج االكاذيب في الغرب حيث يكتفى عند اكتشاف الكذب باالعتCCذار او االعتراف بحصول خطأ ونسيان االمر! اما لدينا فان كشف االكاذيب الCCتي روجتها الجزيرة والعربية فسوف لن يكون له رد فعل حاسCCم وقCCوي مباشCCر بل سيتأخر لفترة، ومن سيتأثر هو مستقبل الجزيرة، على اعتبار ان العربية منذ البداية كانت ومازالت تسمى وبحق )العبريCCة(، وذلCCك الن هويتهCCا كCCانت معادية لالمة وللقضايا العربيCCة وتقCCوم على االنحيCCاز ضCCد القضCCايا الوطنيCCة والقومية وتفتقر للموضوعية االعالمية حتى في حدها االدنى، امCCا الجزيCCرة فانها ارتدت بدلة الموضوعية وعلقت في رقبتها رباط المهنية طوال سنين وكسCCCبت ماليين المشCCCاهدين الCCCذين احترموهCCCا )النهCCCا مهنيCCCة ومحايCCCدة وموضوعية(، وخصوصا النها قامت على كشCCف الجميCCع مCCا عCCدا امCCير قطCCر وعائلته ونظامه، وتلك كانت )هنة خفيفCCة( احتملهCCا المشCCاهد وقبلهCCا كثمن لوجCCود قنCCاة شCCجاعة وموضCCوعية وتكشCCف االنظمCCة بال تCCردد، ولCCذلك فCCان اكتشاف ان الجزيرة كانت تكذب عمدا وتلفق وفقا لتخطيCCط امCCريكي اصCCبح واضحا، سوف يجردها من غطاء الحياد والموضوعية ويحCCول الهنCCة الصCCغيرة الى خطيئة كبيرة، االمر الذي يجردها من )الصCCورة النمطيCCة( الCCتي رسCCمت لها في السنوات السابقة وبدء مرحلة جديدة من عملهCCا الصCCريح في خدمCCة االسCCتعمار والصCCهيونية والرجعيCCة الظالميCCة العربيCCة، بعCCد ان اصCCبح انكCCار اكاذيبهCCا وانحيازهCCا مسCCتحيال، لقCCد فقCCدت الجزيCCرة هالCCة الحيCCاد والمهنيCCة واصبحت مثل اي قناة عربية تحركها الحكومة وتخCCدم اهCCدافها واهCCداف منيسCCCCCCCCCCCي|ر الحكومCCCCCCCCCCCة وهمCCCCCCCCCCCا اسCCCCCCCCCCCرائيل وامريكCCCCCCCCCCCا.

في هذه العملية المخططة الخاسر الرئيس هو االنسان العربي، باماله التي اجهضت، وبدماءه التي سالت بغزارة، وبشهداءه الذين سقطوا وهم يريدون

[114]

Page 115: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اسقاط الديكتاتور من اجل حكم الشCCعب الحقيقي لكنهم رأووا وبعCCد مCCرور شهور فقط وليس سنين انهم كانوا ضحية اكبر عملية خداع قام بها االعالم واستخدمهم، باطالق غضCCبهم وانهCCاء فCCترة منCCع تفجCCره من قبCCل االنظمCCة وبقرار ودعم امريكيين، السCقاط انظمCة بقCوة الجمCاهير، ولكن من قطCف الثمار ليس الجماهير وال قواها الوطنية بCCل وجCCوه اخCCرى من نفس النظCCام حلت محCCل الفاسCCد المسCCتبد المعCCزول لتكCCرر نفس المسCCرحية، والCCتي لن تكتشف اال بعCCد فCCوات الCCوقت وخCCراب البصCCرة. بهCCذا المعCCنى نCCرى الكCCذب ستراتيجية قائمة بذاتها ولم تعد تكتيكا، صحيح انه يخدم ستراتيجية اكبر منCCه وهي تقسCCCيم االقطCCCار العربيCCCة، لكن تلCCCك السCCCتراتيجية العظمى تحتCCCاجلسCCCCCتراتيجيات فرعيCCCCCة مرحليCCCCCة وفي مقCCCCCدمتها اكCCCCCاذيب االعالم.

بهذا الدور الخطير لالعالم تكون فكرة الكاتب االمريكي توني شCCوارتز الCCذيMediaالف كتابا في الثمانينيات عنوانه )االعالم: االله الثCCاني(، ) the Second

God , by Tony Schwartzر من دورCCقد تحققت االن وصار دور االعالم اخط ) الدبابات والصCCواريخ، النCCه تحCCول الى الCCذراع الفوالذيCCة للعمCCل المخCCابراتيالغCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCربي الصCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCهيوني.

- عصر المخابرات : لقد صCCار االعالم )االلCCه الثCCاني( كمCCا وصCCفه شCCوارتز،2 خصوصا التلفاز ثم االنترنيت، الن دوره اصCCبح طاغيCCا في التCCأثير على وعي الناس وتوجهاتهم، فقررت المخابرات استخدامه لتفتيت وتقسCCيم االقطCCار العربية وتحقيق االهداف الكبرى للستراتيجيات الغربية والصهيونية القديمة، والتي تعرقل تنفيذ اغلب عناصرها بعد انشاء الكيان الصهيوني، فكان انشاءقنCCCCCCCاة مCCCCCCCؤثرة وجذابCCCCCCCة هCCCCCCCو الخيCCCCCCCار المخCCCCCCCابراتي االول.

ان انشاء الجزيرة وكما اكدت االحداث االخCCيرة كCCان لCCه اهCCداف بعيCCدة جCCدا، التلفازيCCة واالذاعيCCة،BBCفبعد ان اصبحت القناة البريطانية الCCبي بي سCCي

وغيرهمCCا من االجهCCزة االعالميCCة الغربيCCة مكشCCوفةCNNوالسCCي ان ان بانحيازها فقل تأثيرها وا انعدم، خصوصا اثناء وبعد حرب العCCدوان الثالثيCCني

، برزت ضرورة انشاء قناة باللغCCة العربيCCة تقCCوم1991على العراق في عام على مهنية عالية واداء ممتاز، واالهم ان تتميز بالقCCدرة على كسCCب عقCCول وقلCCوب العCCرب الCCذين سCCحقهم االعالم الحكCCومي المتخلCCف واذاهم االعالم المهني المنحاز الذي يملكه الغرب، فكانت الجزيCCرة هي الخيCCار، بعCCد فشCCل انشاء قناة تلفازية بريطانية بالعربية، فنقلت العناصر االعالمية التي تدربت وتأهلت مهنيCCا، ودون ادنى شCCك درب بعضCCها اسCCتخباريا في بريطانيCCا، الى الجزيرة فظهرت فجاة وبCCدون تCCدرج قنCCاة كاملCCة االركCCان : مقCCدموا بCCرامج

[115]

Page 116: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

مؤهلون، حرفيتهم عاليCة، جCرأة كبCيرة جCدا في نقCد كCل االنظمCة العربيCة باستثناء ممولها امير قطCر طبعCا! وتلCك كCانت الشCCروط المطلوبCة لكسCCب عقول الناس في الوطن العربي، فعلقت الماليين املها على الجزيرة ورات فيها من شدة فرحتها البديل العربي المهني والكفوء والمحايد الذي يسCCلط االضواء على الفساد والديكتاتوريCCة، وكCCان التعCCاطف مCCع العCCراق في بدايCCة انشاءها خطا واضحا، وذلك الن الشارع العربي كان يدعم العراق بعد تعرضه للعدوان الثالثيني وصموده وخروجه ناجحا في منع اسCCقاط النظCCام او غCCزو العراق. هذه القناة، وتحت شعار تجاوز المحظورات الCCتي وضCCعتها االنظمCCة العربية، غطت بعملها كل جوانب الحياة السياسCCية واالخالقيCCة واالجتماعيCCة والفكرية، وكان عملها منظما وقائمCCا على تنفيCCذ خطCCط متتابعCCة مرسCCومة سلفا من قبل االجهزة االمريكية والبريطانية واالسCCرائيلية، ولم يكن خافيCCا على المختصCCين والساسCCة المجCCربين انهCCا كCCانت تقCCوم بCCدور خطCCير يلفت االنتبCCاه يتجCCاوز حCCدود االعالم ويCCدخل في قالع قيم المجتمCCع ومفاهيمCCه وستراتيجيات االمة التقليدية، مثل الCCترويج للتطCCبيع مCCع الكيCCان الصCCهيونيواعCCCCCCCCCادة االعتبCCCCCCCCCار لمفهCCCCCCCCCوم االسCCCCCCCCCتعمار وتمجيCCCCCCCCCده.

في عصر المخابرات تسخر كل العلوم وكل االكتشافات واالختراعCCات الجCCل السيطرة على االمم االخرى واستعمار الغCCرب للعCCالم بحCروب خفيCCة، غالبCCا ليست عسكرية وانما باستغالل محركات االنسان الغريزية من اجل اخضCCاعه لCCه، واسCCتخدام واحCCدة من اعظم انجCCازات امريكCCا وهي هCCولي وود، والCCتي عCCدها غانCCدي اعظم انجCCازات امريكCCا وقCCدمها على انجازاتهCCا التكنولوجيCCة، فهCCولي وود سCCاحرة خطCCيرة تتغلغCCل في النفس وتحCCرك االمCCاني السCCرية للبشر وتدغدغها، خصوصا االماني المستحيلة التحقيق والCCتي يجCCدها امامCCه في افالم هولي وود التي تصنع كل مستحيل من طيران االنسان بال طCCائرة وانما بقدرته، وتغييره لالشياء غCCير القابلCCة للتغيCCير وانتقاالتCCه بين االزمCCان ورؤيCCة مخلوقCCات غCCير موجCCودة لكنهCCا تبCCدو كانهCCا حيCCة امامنCCا، وااللتقCCاء باالموات او بمخلوقات من كواكب اخرى..الخ كل مCCا هCCو مسCCتحيل يمكن ان تحققه لك هولي وود بفضCCل خCCدعها البصCCرية والسCCمعية الخارقCCة للتصCCور، لدرجة ان االبهار يصيب حتى من يعCCرف انهCCا خCCدع سCCنمائية. وهنCCا البCد من االشارة الى حقيقة لم تعد خافية وهي ان هولي وود ال تنتج االفالم بصCCورة عفوية غالبا فاالفالم الكبرى نتاج جهد اطباء وعلماء نفس وكيمياء وفيزيCCاء ورياضيات وخبراء اعالم، ومهندسين...الخ، لذلك فانك حينما تشCCاهدها تظن انها حقيقة وغالبا ما تتصارع فيCCك فكCCرة انهCCا حقيقيCCة وفكCCرة انهCCا خيCCال،ويتمتع بها المثقف قبل االنسان العCCادي رغم انCCه يعCCرف انهCCا محض متعCCة.

لقد دغدغت اجهزة امريكا اعمق مافي االنسان من كوامن غامضة وحركتهCCا واستخدمتها الجل السيطرة عليه، وما يجري االن خضع لنفس قاعCCدة عمCCل

[116]

Page 117: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هولي وود، فمن اجل احداث انتفاضات وثورات في االقطار العربية البد من االعتماد على الحقائق الميدانية واستغاللها لتحريك الماليين وكسب تعاطف حتى اعداء امريكا مع امريكا، ولذلك فان ما يجCCري ليس نتCCاج حCCدث عفCCوي، بل هو ثمرة اعداد طويل وتسخير كل العلوم والفنCCون الجCCل تحقيCCق عمليCCة تفجير انتفاضات عربية تفضي ليس لتحرير االقطار العربية من الديكتاتورية والفساد بل من اجل تقسيم االقطار العربية بعد نشر الفوضى الهالكCCة في كCCل مكCCان. وكCCانت انتفاضCCة تCCونس العفويCCة مناسCCبة لتحديCCد وقت تفجCCير االحداث االخرى من جهة وللسيطرة عCCل عفويCCة انتفاضCCة تCCونس وتحويلهCCاالى جCCCCزء من مخطCCCCط صCCCCنع اكCCCCثر من فيتنCCCCام من جهCCCCة ثانيCCCCة.

وعلينCCا ان نؤكCCد مCCرة اخCCرى واخCCرى وبال كلCCل على مCCا يلي : ان الجمCCاهير العربية خصوصا ماليين مصر كانت تقوم بدور وطني عظيم وخCCرجت بقCCرار ذاتي بعد توفر الفرصة لها والتي منعت طوال عقود، لكن هذه الجمCCاهير لم تكن تحدد مسار االحداث وال اغلب شعاراته بل كCCانت تريCCد تحقيCCق اهCCدافها القديمة والتي وجدت فرصCة في العمCل العلCني من اجCل تحقيقهCا بعCد انرفعت امريكCCCCCCا حمايتهCCCCCCا عن االنظمCCCCCCة ودعمت عمليCCCCCCة تغييرهCCCCCCا.

هل تذكر كم مCCرة وصCCلت في تفكCCيرك الى شCCعور طCCاغ وعميCCق بانCCك على وشك ان تفقCد االمCل نهائيCCا في الخالص من عCذاباتك وتواجCه كارثCة تأبيCCد المعاناة، لكنك في لحظة طارئة ترى بصيص امل يقCCدح في ذهنCCك بواسCCطة مشهد ما، كفيلم مؤثر او حادثة تمس اعمق اعمCCاق االنسCCان، فتصCCبح اسCCير فكرة ان عليك اغتنام الفرصة واالمل الطCCارئ مهمCCا كCCان ضCCعيفا من اجCCل تحقيق التحرر من وضعك الالانساني؟ هل مررت بهذه اللحظCCة؟ اعتقCCد بCCان كل منا مر بها، وهذه الحالة االنسانية الطبيعية هي الCCتي اسCCتغلت من قبCCل المخابرات االمريكيCCة ففجCCرت ليس االمCCل بCCالتغيير بCCل رأينCCا التغيCCير بذاتCCه بسCCقوط نظCCامين فاسCCدين وديكتCCاتوريين كCCانت الماليين تتمCCنى وبال امCCل سقوطهما، وعندها انطلقت كوامننCCا وتراكضCCت امالنCCا المحبطCCة فرحCCة الن االمل بالتغيير طغى، واغلCCق فم المنطCCق والخCCبرة وتCCركت افCCواه العاطفCCة البشرية المشروعة تتحدث وحدها عن بروز فرصة وامل البCCد من اغتنامهمCCا وعدم اضاعتهما. انها لحظات لن تتكرر لذلك البد من العمل والمبCCادرة قبCCلفCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوات االوان.

تلك هي دغدغة مشاعرنا المكتومة وامالنا المحبطة : هCولي وود بكCل ارثهCا وفنها وعلمها وضعت سيناريو التغيير وانتجت فيلما تفاعليا رائعا في مصر، وليس فيلمCا عاديCا، راينCCا فيCCه الماليين تخCرج من اجCل اسCقاط الCديكتاتور

[117]

Page 118: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الفاسد، وبالفعل بقوتها واصرارها سقط ولم يسقطه انقالب عسكري كان سيكون كأي انقالب ال احد يثق به كثيرا وال )يحرث ارض( مصر كلهCCا بقيمهCCا وتقاليدها وروابطها، ويعد مثل عشCCرات االنقالبCCات في حياتنCCا، وذلCCك ليس هو المطلوب، الن المطلوب في الواقع هو صنع احداث كارثية عميقCCة االثCCر تحرك كوامننCCا وتغCCير مجCرى حياتنCCا نحCو الظالم والتشCCرذم، ولCذلك لم تكن صدفة ان االحداث التي تفجرت لم تتمخض عن انتصار وتغيCCير حقيقي، ولم تتوقف بل هي تزداد دمويCCة وعنفCCا وزرعCCا للثCCأرات بين العCCرب، رغم مCCرور ثمانية اشهر كانت كافية للحسم لCCو كCCان الحسCCم مطلوبCCا، بCCل صCCار سCCفك الدماء هو الهدف الحقيقي، كما في ليبيا وسCCوريا واليمن، او ازمCCة تشCCرذمعارمCCCة تجتCCCاح كCCCل الCCCوطن العCCCربي وشCCCملت حCCCتى العائلCCCة الواحCCCدة.

أيهCCا السCCادة : اننCCا نعيش هCCذه المرحلCCة من العمCCل المخCCابراتي الغCCربي الصهيوني الذي عبر عن نفسCCه في قنCCوات تلفازيCCة وافالم مبهCCرة، تنتجهCCا سCCتوديوهات انشCCأت في قطCCر وغيرهCCا، وهCCدفها تمزيقنCCا اربCCا اربCCا وعCCدم السماح بتوقف موجات القتل والتشرذم حتى تنهار كل اقطارنCCا واحCCدا بعCCد االخCCر، االن الCCدور على االنظمCCة الجمهوريCCة وبمسCCاعدة االنظمCCة الملكيCCة، ولكن حالما تنتهي هذه العملية فسوف نرى رؤوس االمراء والملCوك العCرب تتطCCCCCCاير بطريقCCCCCCة اسCCCCCCوأ ممCCCCCCا تطCCCCCCايرت رؤوس الرؤوسCCCCCCاء.

يتبCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCع.

1/10/2011

21اوهام قبCCل االمس في عصCCر مCCا بعCCد الغCCد : نحن وامريكCCا وبيننCCا هCCولي وود

صالح المختار

 تCCCCCذكر دومCCCCCا ان االسCCCCCماك الميتCCCCCه وحCCCCCدها تسCCCCCبح مCCCCCع التيCCCCCار مCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCالكولم مكريCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدج مثCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCل عCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCالمي

[118]

Page 119: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

– الدور المزدوج لالعالم : كما ان االعالم كCCان ومCCازال أداة حصCCول النCCاس3 على كم هائل من المعلومات لم يسCCبق لالنسCCان ان حصCCل عليCCه فانCCه قCCادر ايضا على حجب المعلومات والتعتيم عليها وجعل الكثير من الناس جهلCCة في امور كثيرة خطيرة وحيوية ، طبقCCا لمCCا يريCCدة من يسCCيطر على االعالم رغم انهم يعرفون في االطار العام ومتعلمون بل وربما مختصون ، لذلك ولمعرفة هذه الحقيقة فان من خطط للسيطرة االستعمارية على العالم ، وغيره ايضCا ، وضCCع االعالم في مقدمCCة اسCCلحته حCCتى غCCزو العCCراق ثم وضCCعه في قمCCة اسلحته وفوق بقية االسلحة بعد الفشل امام المقاومCCة العراقيCCة المسCCلحة ، الن التحكم في ردود فعل الرأي العام يشCكل احCد اهم شCروط شCن غCزوات كCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCبرى .

منذ بداية التسعينيات غير االعالم ) الدولي والعربي الرسCCمي ( اهدافCCه وعCCد ما تبقى من حركات تحرر او تنظيمات وطنية العدو االول وشرع بشن حروب شCCيطنة ال رحمCCة فيهCCا لمن تريCCد االمبرياليCCة االمريكيCCة والكيCCان الصCCهيوني تسويد وجهه وعزله بعد ان يصCCبح ، بنظCCر من ليس لديCCه وسCCيلة لمعرفCCة مCCا يجCCري سCCوى االعالم ، شCCيطانا رجيمCCا يسCCتحق االسCCقاط والقتCCل والتCCدمير الشCCامل وبكافCCة الطCCرق المتاحCCة شCCرعية او غCCير شCCرعية ، فالشCCيطنة هي ) الدبابة ( االكثر كفاءة التي تدمر العوائق التي تمنع حCرق اشCخاص واحCزاب وكتل ، لكن تدمير هذه العوائق يسمح بشيطنة المستهدف وبال رحمCCة لدرجCCة ان االبرياء والعاديين من الناس يكونون من ضCCمن من يصCCبون اللعنCCات على من شCCيطنه االعالم وليس االعCCداء التقليCCديين المتنCCا العربيCCة فقCCط نظCCرا العتمCCادهم جميعCCا على مصCCادر اعالميCCة تحتكCCر نشCCر المعلومCCات واالخبCCار والتقارير ، رغم انCه وطCني وبCرئ من اغلب التهم الCتي وجهت لCه ولصCقتظلمCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا بCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه .

واهم عوائCCق منCCع حCCرق وشCCيطنة االخCCرين وجCCود اكCCثر من مصCCدر لالخبCCار والمعلومات لذلك البCCد من منCCع المصCCادر االخCCرى من نشCCرها او على االقCCل حصCCرها ومنCCع انتشCCارها او التشCCكيك بهCCا ، وافضCCل طريقCCة هي التخلي عن االعالم الحكومي البائس والفاشل وتأسيس قناة او اكثر تتمتع بصدقية عالية وتكسب الرأي العام او على االقل اجزاء مهمة منه ، عن طريCCق تبCCني قضCCايا عامCة النCCاس وفي مقCدمتها فضCح االنظمCة وفسCCادها واسCتبدادها وتبعيتهCCا والعمل وفقا لمعايير مهنية صارمة . وهكذا كان تأسيس الجزيCCرة هCCو الخيCCار االمريكي الصهيوني كما اكدت االحداث في هذا العام وحسمت الشكوك التي تبلCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCورت في السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCنوات السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCابقة .

كCCل من يشCCاهد الجزيCCرة منCCذ بدايCCة احCCداث مصCCر يCCدرك فCCورا وبال تCCردد ان للجزيرة وظيفة مخابراتية ، فالطريقة الهسCCتيرية لتغطيCCة الجزيCCرة لالحCCداث

[119]

Page 120: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

العربيCCة منCCذ بدايCCة هCCذا العCCام وتحCCول مقCCدمي الCCبرامج والمCCذيعين الى ) مقاتلين ( يقومون بقصدية واضحة بنشر الفوضى والحCCرب االهليCCة وتعمCCد عدم اطفاء نيران الحرب االهلية ، التي كانوا هم المحرضين عليها ، وتخليهم الصريح عن كل قواعد المهنة الصحفية مثل الموضوعية النسبية والحياد ، كل ذلCCك وغCCيره يؤكCCد انهCCا كCCانت مشCCروعا مخابراتيCCا صCCرفا وان التزامهCCا في السنوات السابقة بقواعد مهنية عالية كان من اجل كسب الثقة ثم بعCCد ذلCCك تبدأ باحقر عمليات الكذب والتزوير والتشويه لما يحدث ليس من اجل اسقاط انظمة فقط بل من اجل تضليل الرأي العام ودفعه في طريق مسCCدود عمCCدا الن ذلك هو ما يساعد على نشر الفوضى الهالكCCة وتقسCCيم االقطCCار العربيCCةتنفيCCCCCCCCCCCCCCذا للمخطCCCCCCCCCCCCCCط الصCCCCCCCCCCCCCCهيوني المعCCCCCCCCCCCCCCروف .

حيث2003وهذه الحقيقة نراها واضحة جدا قبل وبعد غزو العCCراق في عCCام فCCرض تعCCتيم شCCامل على وجهCCة نظCCر العCCراق وقCCواه الوطنيCCة ومقاومتCCه الباسلة ، وحينما كان هذا االعالم يضطر لتقديم وطCني او مقCاوم فانCه يتبCCع تكتيكا خبيثا وهو اختيار طرف صغير الحجم غالبا ، على مستوى حسم االمCCور وانهاء الصراع رغم انه كبير بموقفه الوطني المقاوم ، ويمنع تقديم فصCCائل المقاومة والقوى ذات الجماهيرية الكبيرة والمجربCCة والCCتي تتمCCيز بامتالكهCCا الCCذراع العسCCكري المحCCترف والقCCوي والCCتي تسCCتطيع حسCCم الصCCراعات في مرحلة معينة ، النها تملك امكانيات خلق حالة تCوازن رعب مCع العCدو وقCادرة على الضCCغط عليCCه بفعاليCCة ودفCCع المقاومCCة في طريCCق النصCCر وليس الىمسCCCCCCCCCCCCتنقع المسCCCCCCCCCCCCاومات على حسCCCCCCCCCCCCاب الثCCCCCCCCCCCCوابت .

- صنع اكCCثر من ثCCورة مضCCادة : من بين اسCCاليب المخCCابرات االسCCتفادة من4 التجارب الثورية الحقيقية واقتباس بعض اساليبها الناجحة وتطبيقها ، ومنها دعوة ارنستو تشي جيفارا النشاء اكCCثر من فيتنCCام ، فبعCCد ان نجحت حركCCات التحررالعالمية في دحر االمبريالية االمريكية في بعض بلCCدان اسCCيا وافريقيCCا وامريكCCا الالتينيCCة ، وتعرضCCت امريكCCا السCCتنزاف هائCCل اوصCCلها لحCCد العزلCCة القصيرة بعد هزيمة فيتنام درست خاللهCCا اسCCباب هزيمتهCCا وانتصCCار حركCCات التحCCرر ، عCCادت في عهCCد رونالCCد ريجCCان في الثمانينيCCات لممارسCCة دورهCCا االستعماري العدواني ولكن باساليب جديدة ، ووصCCلت بعCCد غCCزو العCCراق في

الى قناعات جديدة حول اساليب العمل ، وما نCCراه االن من تفجCCر2003عام انتفاضتين كما في مصر وتونس ، او احتجاجات وتظاهرات لقCCوى مختلطCCة ، وطنية وغير وطنية ، خCCرجت عن حCCدود اسCCقاط النظCCام واصCCبحت اداة نشCCر فوضى هالكة النها تدفع للحرب االهلية ، كما في اليمن وسCCوريا ، او تحCCولت الى غزو استعماري رسمي وصريح ، كما في ليبيا ، نقول ما نراه االن ما هCCو اال الصيغة المقلوبCCة لشCCعار جيفCCارا ) لنصCCنع اكCCثر من فيتنCCام ( والCCذي كCCان مصمما الكمال هزيمة امريكا على مستوى كل العالم . االن امريكCCا ان تصCCنع

[120]

Page 121: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

للعرب اكثر من فيتنام الستنزافهم وتدمير ركائز استقرارهم ، وتجريدهم من اي خيار سوى االستسالم المريكا والغرب االسCCتعماري والصCCهيونية وبال قيCCد او شرط ، فاالنسان البسيط بشكل خاص حين يCCرى المCCوت ويعيشCCه ويعCCاني من ويالت نظم فاسدة وديكتاتورية ويفقCCد االمCCل في التخلص منهCCا سCCيقبلبالخيCCCار الCCCذي يبقيCCCه حيCCCا ولCCCو بال اسCCCتقالل وبال كرامCCCة وبال سCCCيادة . ان تفجCCر االحCCداث المCCتزامن والمتعCCاقب في مصCCر وسCCوريا وليبيCCا واليمن والجزائCCر لم يكن صCCدفة وال عمال عفويCCا على االطالق والشCCهور الثمانيCCة الماضCCية قCCدمت عشCCرات االعترافCCات الرسCCمية واالدلCCة والوثCCائق الدامغCCة ، خصوصا تلك التي كشفت عنها ويكيليكس ، الCCتي تثبت ذلCCك وتحسCCم االمCCر ، ولذلك لم نذكر تونس التي شهدت وحدها العمل العفوي الفريد واالسCCتثنائي الذي قدحه انتحار الشهيد محمCCد بCCوعزيزي ، فلقCCد اسCCتغلت امريكCCا ، ومعهCCا اطراف دولية اخرى ، االثار النفسCCية السCCيئة على الجمCCاهير الCCتي نتجت عن سياسCCات الCCديكتاتوريات وفسCCادها ، والCCتي كCCانت من حيث الجCCوهر نتCCاج سياسات هذه االطراف الغربية والصCCهيونية ، الجCCل اجهCCاض موجCCات التغيCCير الوطنيCCة االصCCلية المنتظCCرة منCCذ زمن طويCCل ، ذات الهCCدفين المCCزدوجين والمترابطين عضويا وهما الهدف الوطني التحCCرري من النفCCوذ او السCCيطرة االسCCتعمارية والصCCهيونية او كالهمCCا ، والهCCدف الCCديمقراطي واالجتمCCاعي المتمثCCل في انهCCاء الظلم والفسCCاد والجCCوع واالميCCة والتخلCCف ، وهCCو تغيCCير اختمرت عوامله منذ عدة عقCCود ، وكCCانت امريكCCا هي القCCوة االساسCCية الCCتي اجهضت ذلك التغيير ومنعته علنا ورسCCميا بحمايتهCCا لالنظمCCة ، والسCCؤال هCCو كيف استغلت امريكا هذه االوضاع الفاسدة من اجل خدمة مصCCالحها ومصCCالح الكيCCCCCCCCCCCان الصCCCCCCCCCCCهيوني بCCCCCCCCCCCدل خدمCCCCCCCCCCCة الشCCCCCCCCCCCعب ؟

كان على امريكا ضرب عصفورين بحجر واحد : فمن جهة بCCدل توجCCه الغضCCب العربي ضد مسCCببه الCCرئيس وهCCو امريكCCا والكيCCان الصCCهيوني سCCخر الغضCCب الجماهيري المتراكم لتفتيت االقطار العربية بدل اسقاط االنظمة فقط وهCو تفتيت يخرجها الى االبد من معادالت الصراع الستراتيجي الرئيس مع امريكCCا والكيان الصهيوني والقوى االستعمارية في اوربا ويحول النثCCار المتبقي من تلك االقطار الى ادوات اكثر خدمة للكيان الصهيوني وامريكCCا بالضCCبط مثلمCCا تفعل قطر االن الCCتي كشCCفت االحCCداث عن حقيقCCة انهCCا اداة كاملCCة الخدمCCة المريكا والصهيونية ، وهذا هدف خطير جCCدا يفضCCي تجاهلCCه الى قبCCول اكCCبر كوارثنا في العصر الحCCديث ، ومن جهCCة ثانيCCة تمنCCع امريكCCا تطCCبيق االهCCداف االصCCلية الي انتفاضCCة عربيCCة وهي التخلص من الهيمنCCة والنفCCوذ االمCCريكي والصهيوني الذي ادى الى فقدان االستقالل والعدالة والسيادة وهCCذا الهCCدف الخطCCير راينCCاه بكCCل وضCCوح وبال اي غمCCوض في خلCCو كCCل االنتفاضCCات والتظاهرات من اي شعار معCCاد المريكCCا والكيCCان الصCCهيوني ، وراينCCا العكس تماما وهCCو طلب التCCدخل االمCCريكي المباشCCر في ليبيCCا وسCCوريا واليمن تحت

[121]

Page 122: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

غطCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCاء ) حمايCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة الشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCعب ( !

هل تغيرت امريكا كي نطلب عونها وهي جالدنا الرئيس وجالدينCCا الحكCCام هم ادواتها ؟ وهل يمكن تحت اي ظرف لجالدنا ان يقدم لنا اي خدمة بال ثمن البد ان يكون باهضا ؟ وهل يجب احCCترام ودعم من ال يCCرى مCCا فعلتCCه امريكCCا في العراق وما فعلته هي واداتها اسرائيل في فلسطين ومع ذلCCك يطلب دعمهCCا او يغض النظر عن دعمها ويعده ) امرا اضطراريا ( مع انه امرا مخططا سلفا ويشكل الضمانة الحاسمة الجهاض اي مشروع وطCCني وثCCوري وجعCCل امريكCCا واداوتهCCCا وليس الشCCCباب الCCCرافض من يتحكم بمسCCCار ونهايCCCة االحCCCداث ؟

لقد تصرفت الكثير من عناصCCر وقيCCادات التظCCاهرات على اسCCاس ان امريكCCا صديق وداعم لقضايانا وأنها بريئة مما جرى ويجري لنCCا خصوصCCا في العCCراق وفلسطين ! ان خطورة هذ التوجه الالتحرري والالوطني تكمن في ان امريكا لم تغير سياستها تجاهنا بل عززت عCCداءها لقضCCايانا ، وكCCان اخCCر دليCCل على ذلCCك هCCو موقCCف امريكCCا في االمم المتحCCدة من طلب السCCيد محمCCود عبCCاس باالعتراف بالكيCCان الفلسCCطيني وتهديCCدها باسCCتخدام الفيتCCو ، علمCCا ان هCCذا الكيان الفلسطيني المقزم والمجرد من اي قCCوة ليس سCCوى خيCCار صCCهيونيامCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCريكي معلن . ولذلك فان اهم سؤال هو : اذا كانت امريكا لم تتغCCير بCCل زادت عCCداء للعCCرب فكيف يتوقع اي عاقل لديه ذرة من الوعي ان يكون الدور االمCريكي الريCادي فيمCCا يحCCدث خادمCCا لالمCCة العربيCCة وليس المريكCCا والكيCCان الصCCهيوني ؟ اذا استبعدنا العمالء ، وهم كCCثر الن امريكCCا تكشCCف االن عن اغلى العمالء الCCذين اخفتهم تحت غطاء وطني لهذا الظرف ، فاننCCا نشCCهد حالCCة مأسCCاوية تشCCكل نوعا من خداع الذات ذلCCك الCCذي يجعCCل مثقفين كCCان لهم موقCCف وطCCني من

( والحصCCار )1991قضايا فلسطين والعراق الوطنية والقومية مثل الحرب ) 1991 – ( قام على رفض المريكا وسياسCCاتها2003 ( وغزو العراق ) 2003

لكنهم االن يCCدعمون امريكCCا ويطلبCCون تCCدخلها ! هCCؤالء هم من تغCCير وليس امريكا وتلك مالحظCCة تسCCجل للتCCاريخ وعلينCCا متابعتهCCا بدقCCة وتحديCCد معناهCCاونتائجهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا .

امCCCا االنظمCCCة العربيCCCة الملكيCCCة ، ورغم ان االتهامCCCات الموجهCCCة لالنظمCCCة الجمهورية مثل الديكتاتورية والفساد تنطبق عليها واكCCثر بكثCCير من االنظمCCة الجمهورية ، ورغم بدء التظاهرات فيها فانها ابعدت عن مسلسCCل التغيCCيرات العاصفة وجمدت االنتفاضات فيها وهذا الحال بحذ ذاته يقدم لنا دليال حاسCCما على ان التغييرات الحالية ليسCت مصCممة لخدمCة الشCعب بCل لتوفCير البيئCة المناسCCCCبة لخدمCCCCة االهCCCCداف السCCCCتراتيجية االمريكيCCCCة والصCCCCهيونية .

أذن ما نراه االن هو التطبيق الذكي لشعار جيفCCارا المقلCCوب ، وهCCو ) الثCCورة

[122]

Page 123: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المضCCCادة ( االمريكيCCCة الصCCCهيونية ، حيث ان افضCCCل وسCCCيلة لتحقيCCCق حلم الصهيونية والغرب االستعماري في تقسيم االقطار العربيCCة وانهCCاء صCCراعها مع الصهيونية واستسالمها الكلي للغرب االستعماري هCCو تعريضCCها لتغيCCيرات شاملة وعميقة لكنها ال تقف عند حد اسقاط نظCCام بCCل تسCCتمر بعCCد اسCCقاط النظام لتسقط القطر وتهدم وحدته وتجعله نثارا متوزعا على كيانات قزميCCةمجهريCCة تصCCبح اسCCرائيل وتابعتهCCا قطCCر اكCCبر منهCCا مسCCاحة او سCCكانا .

ان تعCCابير مثCCيرة للسCCخرية مثCCل ) الثCCورة ( و ) االنتفاضCCة ( و ) الحريCCة ( و) الديمقراطية ( تطلقها قناة مثل الجزيرة ، رغم انهCCا قنCCاة عتCCاة االقطCCاع الخادم علنCCا ومباشCCرة السCCرائيل وامريكCCا ، تؤكCCد ان من يعمCCل في الجزيCCرة ويسCCاهم في تغطيCCة االحCCداث مرتCCزق يحركCCه المCCال الحCCرام ومشCCارك في المجCCازر الجماعيCCة الCCتي ترتكبهCCا امريكCCا وحلCCف الCCنيتو وصCCار اداة ليس بيCCد االستعمار بل بيد خدم االستعمار في قطر ، وذلCCك موقCCف لCCه نتCCائج قانونيCCة ستجر العاملين في الجزيرة الى المحاكم ، ان عاجال او اجال ، بتهمة التحريض على االبادة الجماعية للنCCاس العCCاديين بتعمCCد الكCCذب والCCتزوير والمبالغCCات ،وعلى هCCCؤالء ان يسCCCئلوا خCCCبراء القCCCانون للCCCتيقن من هCCCذه الحقيقCCCة .

– زج اوربا في االزمات بعد تشجيع امريكا الحياء النزعة االستعمارية فيهCCا و5 تعزيز حلف النيتو ليكون اداة الحسم وتغيير المعادالت لصCCالح القCCوى التابعCCة المريكا . الن امريكا استنزفت ولم تعCCد قCCادرة على خCCوض الحCCروب مباشCCرة وبصورة كاملة ، لذلك دفعت اوربا للقيام بCCدور مباشCCر في التCCدخل المباشCCر عسCCكريا وامنيCCا وسياسCCيا في االقطCCار العربيCCة ودعم عناصCCر تابعCCة للغCCرب االستعماري وتمكينها من تحقيق تفوق عسكري ، كما حصل في ليبيا ، وكمCCا تهدد اوربا بتكراره في اقطار عربية اخرى وهو مCا اكCCده االمين العCCام للCCنيتو بعCCد احتالل طCCرابلس . وهنCCا يجب االنتبCCاه الى حقيقCCة مهمCCة جCCدا وهي ان هسCCتيريا الغCCزو الCCتي اجتCCاحت امريكCCا ودول اوربيCCة تعCCود لحقيقCCة البCCد من االنتباه اليها وتحليل مغزاها ونتائجها وهي ان امريكCCا تواجCCه حالCCة االقCCتراب من االنهيCCار الشCCامل وهي لCCذلك عCCاجزة عن خCCوض حCCروب اخCCرى وتحCCاول التخلص من غزوها للعCCراق وافغانسCCتان ، بطCCرق مدروسCة تضCمن مصCالحها االستعمارية ، وهCCو مCا دفعهCCا الى جCر اوربCا للحCروب الCتي اوصCCلت االتحCاد االوربي الى االزمة الخطيرة الحالية بعد ان كان متفائال جCCدا بتحقيCCق المزيCCد من التقدم واالستقرار ، وتلك الحقيقة تجعCل الصCراع الحCالي الCذي تشCCارك فيه اوربا وامريكا صراع وجود بالنسبة للنظام الرأسمالي وهو يحتضCCر ، وبCCدأ يواجه ، باالضافة لالزمات المتفاقمة داخليا ووجود مقاومة قويCCة في العCCراق وافغانستان ، تفجر االنتفاضات الشعبية في امريكا واوربCCا حيث تشCCهد اكCCثر من اربعين دولة تظاهرات قوية ضCCد الرأسCCمالية تتنCCامى وتتزايCCد يوميCCا ممCCا يهCCCCCCدد بCCCCCCاغراق الغCCCCCCرب بمCCCCCCا يريCCCCCCد اغCCCCCCراق العCCCCCCرب بCCCCCCه .

[123]

Page 124: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

 االيCCCCديولوجيا : قCCCCوة الماضCCCCي الخالقCCCCة ورافعCCCCة الحاضCCCCر العمالقCCCCة

في ضCCوء مCCا تقCCدم فCCان المCCرء يCCدرك بوضCCوح ان االيCCديولوجيا بشCCكل عCCام وااليديولوجيا الثورية بوجCCه خCCاص ، هي عمCCاد اي مشCCروع للنهضCCة وتحقيCCق التقCCدم ، فال تغيCCير جCCذري حقيقي بCCدون وعي بمCCا يجب اقامتCCه كبCCديل لمCCا يسقط ويقضى عليه ، وال وعي بCCدون ايCCديولوجيا واضCCحة ومحCCددة االهCCداف الكبرى المتعاقبة وليس المتزامنة فقCCط ، الن تCCزامن االهCCداف يخص مرحلCCة واحدة فقط في حين ان تعاقبها هو احد اهم شروط رؤيCCة المسCCتقبل وبنCCاءاطCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCره ومكوناتCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه . ولم يحدث في التاريخ القديم والحديث وقوع تغيير حقيقي ترك بصماته على مسيرة االنسانية بدون ايديولوجيا تسي|ر الثوار وصCCناع التغيCCير . وهنCCا يمكننCCا فهم سCCبب انتكاسCCة االنتفاضCCة في تCCونس ومصCCر وعCCدم تحولهCCا الى ثCCورة حقيقية ، فالشباب الذي بادر بالقيام بها يفتقر للوعي االيديولوجي وان كان واعيا سياسيا بما هو مرفوض وماهو مقبول ، وذلCCك ليس بكCCاف في صCCناعة التاريخ ، فالبد من معرفة تعاقب االهداف وايهما الهدف االول وايهما الهدف الثCCاني او الثCCالث في عمليCCة تعCCاقب منظمCCة يكمCCل الهCCدف الالحCCق الهCCدف السابق ، كالبناء الذي يقCام اساسCه وتبCدأ عمليCة بنCاء جدرانCه ثم سCقفه ثم وضع مكوناته الداخلية التي تمنحه صفة المالذ الصالح للسCCكن ، مثCCل المطبخ وغCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرف النCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوم والحمCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCام الخ . اما ان يعرف المرء كيفية وضCCع االسCCاس لكنCCه ال يعCCرف اكمCCال البنCCاء ويقCCع فريسة للحيرة النه ال يعرف على وجه الدقCCة مCCا هي الخطCCوة التاليCCة وكيCCف يخطوها فتلك هي الهواية وليس االحCCتراف الثCCوري ، والهوايCCة تجCCر صCCاحبها الى كل ما ال يريده ويتناقض مع اهدافCه وعواطفCه ونوايCاه وغالبCا مCا يجCره للتهلكCCCCة والخسCCCCارة بCCCCدل تحقيCCCCق كسCCCCب او قطCCCCف ثمCCCCار مغذيCCCCة .

 النتيجCCCCCCCCCCCCCCCة الحتميCCCCCCCCCCCCCCCة : الفوضCCCCCCCCCCCCCCCى الهالكCCCCCCCCCCCCCCCة

في عصCCر اطلقت عليCCه تسCCمية ) عصCCر المعلومCCات ( واخCCتراع اخطCCر واهم اداوته في البحث وتحديد االهداف والطرق عن طريق المعلوماتية ، يكون من السذاجة والجهل التCامين خCوض صCراع مCع عمالقCة هCذا العصCر الممسCCكين بالمعلومCCات والمسCCتخدمين للمعلوماتيCCة بCCدون التسCCلح بالحCCد االدنى ممCCا يملكون من وسائل وقدرات ، فالعدو وهو يخوض صراع السيطرة على العالم يعرف ما يريد ولديه خطط متنوعCة وتفصCيلية تمتCد لعقCود من الCزمن وليس

[124]

Page 125: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

لسنوات ، ويملك قدرات مادية وفنية تساعده على تحقيق اهدافه ، وهو بهCCذا التسلح متفوق على ما عداه ، لكنه يواجه عالما فيCCه ارادات تتمسCCك بالحريCCة واالستقالل والهوية الوطنية والكرامة االنسانية لذلك فان االرادات الوطنية ، ورغم افتقارهCCا للقCCدرات المكافئCCة لمن يريCCد السCCيطرة على العCCالم كلCCه ، تستطيع المقاومة والتحدي وتحقيق النصر بشرط امتالكها ) خارطة طريCCق ( تسير وفقا لها ولديها علم مسبق بطبيعCCة الطريCCق الCCذي تريCCد الCCدخول فيCCه فترى مخCCاطره ومطباتCCه ، وتكتشCCف الحفCCر المبثوثCCة فيCCه والتعرجCCات الCCتي تظهر وال تفاجئ الثائر ، والتي لو لم يمتلك خارطة طريق واضحة ربمCCا تCCدمر قواه ، وخارطة الطريق هCCذه ليسCCت سCCوى االيCCديولوجيا وفرعهCCا التطCCبيقيوالعملي السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCتراتيجية .

وبهذا المعنى فان االيديولوجيا تحدد لنا االهداف العظمى والهوية الخاصة بنا وموقعنا في الصراع وعنها تنبثق الستراتيجية التي تحدد العCCدو الCCرئيس ، اي االخطCCر ، والCCذي يجب تسCCخير الطاقCCات الرئيسCCة لمقاتلتCCه ووضCCع جCCدول بتسلسل االعداء ودرجات خطورتهم ومعرفCة االصCدقاء ودرجCات صCداقتهم ، وتحديد وسائل خوض الصراع وطCCرق كسCCبه ، واكتشCCاف االهCCداف الحقيقيCCة للعدو الرئيس وتوقCع خططCه بCالعلم وبCالتخمين المخCابراتي ، وهكCذا يكCون الثائر متسلحا بما يكفي لتجنب مهالك الجهل والعفوية اللتCCان تشCCبهان سCCير انسان في عالم جديد عليه او يجهل مسالكه ودروبه فيتعرض لكCCل المخCCاطر والتهديدات دون اسCCتعداد او اعCCداد كCCاف ، ويصCCبح فريسCCة لخطCCط تفصCCيليةوضCCCCCCCCCCCCعها عCCCCCCCCCCCCدو قCCCCCCCCCCCCوي وذكي وقCCCCCCCCCCCCاس جCCCCCCCCCCCCدا .

ان اقرب تشبيه لما تقدم هو استخدام شخص مCCا يقCCود سCCيارة في مدينCCة اوGPSبلد ال يعرفه وال يعرف طرقه لنظام تحديد االتجCCاه العCCالمي (GLOBALE

POSTIONNING SYSTEM)لCCمن اجل ضمان السير االمن والصحيح والموص ( للهدف المطلوب بال مخCCاطر او اضCCاعة وقت او صCCرف الكثCCير من البCCانزين ، فهذا الجهاز يتولى ارشاده بدقة الى هدفه ، بعكس شخص اخر يقCود سCيارته بال هذا الجهاز في مدينة او بلد ال يعرفه او يعرف بعضا منه فيضطر كل فترة للتوقف لسؤال المارة عن الحارات والشوارع والساحات ، اما اذا كان الوقت ليال – وهCCو وقت الثCCورات واالنتفاضCCات - وال يوجCCد من يسCCأله فانCCه يضCCطر للسير عشوائيا نحو هدفه ويجرب كل الطرق المفCCترض انهCCا توصCCله للمكCCان الذي يريده ، وهكذا يتعرض لكل انواع المخCCاطر واقلهCCا خطCCرا ضCCياع الCCوقت والجهد والمال والتيه في الطرقات والعجز عن الوصول للمكCCان المطلCCوب ، وقد يكون لعنصر الوقت في الوصول اهمية حاسمة كأن يكون يحمCCل مريضCCا في حالCCة الخطCCر ويريCCد اقCCرب مستشCCفى وعنCCدها سيعرضCCه للمCCوت قبCCل الوصCول العشCوائي للمستشCفى ، انهCا فوضCى عCدم المعرفCة الهالكCة . ان امريكا ) وكذلك الصهيونية ( وهي تحاربنCCا وتعمCCل السCCتعمارنا كليCCا تسCCتخدم

[125]

Page 126: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ارقى انواع انظمة تحديد االتجاه – خطCCط مخابراتيCCة - من اجCCل الوصCCول الى اهدافها باسرع وقت وباقل التكلفCCات وبال الكثCCير من وجCCع الCCرأس وتخطCCط لحرماننا من امتالك نظام تحديCCد االتجCCاه – ايCCديولوجيا وسCCتراتيجية - بCCترويج فكرة مضللة وهالكة وهي زوال عصر االيويولوجيات في حين اننCCا نعيش فيالواقCCCCCCCCCCCCCCCع اخطCCCCCCCCCCCCCCCر العصCCCCCCCCCCCCCCCور االيديولوجيCCCCCCCCCCCCCCCة .

فمن يكسCCب الحCCرب في ظCCل عCCدم التCCوازن بين من يسCCتخدم نظCCام تحديCCد االتجCCاه ومن يعتمCCد على العفويCCة والجهCCل بCCالطرق واالزقCCة الفرعيCCة وهي اخطر بكثير من الطرق الرئيسة ، او بعض المعلومات المخزونة في ذاكرة قد تكون ضعيفة او تنسى الكثير من تعرجCCات الCCدروب ومخاطرهCCا ؟ بالتأكيCCد ان من يكسب هو الذي يعرف ويرى بعيدا ، والذي يحCCدد ، بدقCCة طريقCCه ويسCCلكه مع اتخاذ كافة االحتياطات وليس من يزج نفسه في ) ماراثون دموي ( يجري في طرق ومدن واحياء ال يعرفها . وامريكا تتعمCCد تشCCجيع من ال يعCCرف ومن ليس لديه قدرة على اسCCتخدام انظمCCة تحديCCد االتجCCاه على الCCرفض والتغيCCير فيضCCيع في منتصCCف الطريCCق ، وهم هنCCا الشCCباب القليCCل الخCCبرة والتجربCCة والوعي السياسي المتخصص وليس العام ، اي المفتقر لاليCCديولوجيا اساسCCا والستراتيجية العظمى الCتي تنبثCق عنهCا ، وهCذا التشCبيه ليس اعتباطيCا بCل تفرضه التجربة المرة لشباب تCCونس ومصCCر الCCذين فجCCروا اعظم انتفاضCCتين وطنيتين لكنهم فقدوهما النهم كانوا بال جهاز تحديCCد االتجCCاه وعرفCCوا فقCCط ميدان التحرير وتجمعوا فيه ، ومن هناك اسقطوا الCCديكتاتور الفاسCCد ولكنهم حينما ارادوا تحديد الطريق نحCو اقامCة البCCديل ارتبكCCوا وضCCاعوا في الCدروب واالزقة الضيقة ، فتقدم من يملك نظام تحديد االتجCCاه وسCCبقهم وفCCرض مCCا يريد ، وهCو المجلس العسCكري لنظCام حسCني مبCارك في مصCر ولنظCام بن علي في تCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCونس .

والعدو ال يكتفي بامتالك وسائل تفوقCCه علينCCا بCCل هCCو أيضCCا يعمCCل بتخطيCCط فعال على تضليلنا ودفعنا للضياع في طرق ودروب فرعية وعرة جدا واحيانCCا خطرة يزجنا فيهCCا لتجنب السCCماح لنCCا بCCالركض في شCCوارع مبلطCCة معالمهCCا واضCCحة بفضCCل انوارهCCا فنحجCCز او نصCCاب بالشCCلل والجCCروح فيهCCا ، وطCCرق التضليل والضياع الفرعيCCة هCCذه هي االعالم االلكCCتروني الشCCامل للحيCCاة من تلفاز وانترنيت واجهزة اتصال ومخاطبة كالتلفون والكومبيوتر ...الخ ، لCCذلك فانCCه جعلCCه اعالمCCا مسCCيطرا عليCCه اكCCثر من سCCيطرة االنظمCCة العربيCCة على اعالمهCCا ، ولكن بطCCرق ذكيCCة ومخطCCط لهCCا ، فCCالجزيرة مثال اكتسCCبت خالل سنوات طويلة سCمعة طيبCة بفضCل مهنيتهCا العاليCة ووجCود مخطCط لتطCور ادائها التزمت به بدقة ، وحينما حصلت على ثقة الماليين من العرب وصCCارت مصدرا رئيسيا لمعلوماتهم ومواقفه وجاءت لحظCCة االسCCتخدام الحقيقي لهCCا عنCCدما تفجCCرت احCCداث مCCا اسCCمته هيالري كلنتCCون ) ربيCCع العCCرب ( تحCCولت

[126]

Page 127: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الجزيرة من قنCCاة موضCCوعية ومهنيCCة تحCCترم الCCرأي والCCرأي االخCCر الى قنCCاة تحارب بصليبية متطرفة احد االطراف وتدعم الطرف االخر وتسCCتخدم الكCCذب والمبالغات والتضليل المتعمد من اجل دفCCع النCCاس في دروب مهلكCCة تتفجCCرفيها الغام الحروب االهلية والمخططة من قبل امريكCCا والكيCCان الصCCهيوني .

ان عصر هيمنة االعالم االلكتروني هو بحق شيطان العصر االيديولوجي االكثر خبثCCا وتضCCليال ووسوسCCة في صCCدور النCCاس ، فهCCو بامتالكCCه وسCCائل االغCCراء ) الصورة المبهرة ، الفكرة الخارقة للنفس بسهولة واالعداد الجيد ، االخCCراج الجيد ...الخ ( يضمن ، على االقل لفترة محددة هي الCCزمن المطلCCوب لحسCCم االمور ، خداع الناس باقناعهم باكل تفاحة ادم المحرمة ، وهي هنCCا التمCCاهيمCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCع مواقCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCف امريكCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا .

ولذلك فان شيطانية االعالم تظهر من خالل شCCرذمته للنCCاس والCCدفع باتجCCاه سيرهم في دروب مغلقCCة او خطCCرة ، ومنعهم من معرفCCة الحقيقCCة خصوصCCا عن طريق عدم السماح بسماع الرأي االخر ، وان سمح بذلك فبطريقة ناقصة وبCCوقت ال يكفي اال للمختصCCرات الCCتي ال توضCCح كامCCل الصCCورة . ان العCCراق المحتل يواجه هذه الحالة من تضليل االعالم خصوصا تضCCليل قنCCاة الجزيCCرة ، فنحن ال نسCCمع راي المقاومCCة العراقيCCة اال نCCادرا بينمCCا نسCCمع اراء الجميCCع خصوصCCا اراء االسCCرائيليين من مسCCؤولين وخCCبراء الCCذين ادخلتهم الجزيCCرة

بيوتنا وغرف نومنا عن عمد وتخطيط .

الجزء الثاني و العشرين: -

 أقCCCCCانيم الخCCCCCراب الثالثCCCCCة : العمامCCCCCة وعقCCCCCدة الدونيCCCCCة والليبراليCCCCCة

تCCCوفرت في امريكCCCا اقالم هي االكCCCثر ابCCCداعا واالدق في كتابCCCة قصCCCص وسيناريوهات الفالم تثير الناس وتستحوذ على مشCCاعرهم النهCCا تتعمCCق في فهم النفس االنسانية وما يلو|عها ويشغلها سرا او علنا ، خصوصCCا في مجCCال االيهام والتوهم وزرع افكار تبدو حلوة وصCCحيحة لكنهCCا في التطCCبيق العملي تصبح مهلكة . تضع مخابرات امريكا ، بالتنسيق المباشر في حاالت كثيرة مCCع سCتوديوهات هCولي وود ، افكCار قصCص وسCينورياهات ) االفالم التفاعليCة (

[127]

Page 128: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الموجهة لنCCا نحن العCCرب من قبCCل كتCCاب امريكCCا والصCCهيونية وهم الخCCبراء ،ThinkالCCذين يطلCCق على بعضCCهم اسCCم خزانCCات التفكCCير ) ) tankلCCوافض ،

ترجمة ) دبابCCات التفكCCير ( النهCCا عناصCCر تقCCوم بوظيفCCة وضCCع خطCCط تCCدمير وازاحة عوائق اختراق وطن ما وشعب ما وهوية ما بقCCوة مفرطCCة كمCCا حCCدث في العراق ، وكما يحدث االن في ليبيCا واليمن وسCوريا ، وقبلهCا في تCونس ومصCCر ، ويCCتركز التأكيCCد في هCCذا الجهCCد المتعCCدد االطCCراف على جعCCل هCCذه االفالم التفاعليCCة مCCؤثرة بقCCوة تكفي لشCCد قسCCم من النCCاس لهCCا وتحطيم حصانته تدريجيا واجالسه ، رغما عن تربيته وحصانته ، في احضان امCCراة ذات اغراء شيطاني لها اسمان احدهما مارلين مونرو واالخر امريكا ، او ) اختيار ( الجلCCوس االجبCCاري على قCCازوق فظيCCع االيالم ال يسCCمح بCCالنوم او الراحCCة ، وعندها يبدأ المعذب بالتنازل تدريجيا عما كان يؤمن به ، او انه يبCCدأ بالهCCذيان بافكCCCCCCCCCCCCCCCار لم يكن يCCCCCCCCCCCCCCCؤمن بهCCCCCCCCCCCCCCCا اطالقCCCCCCCCCCCCCCCا ! وهنا البد ان نسأل : من هم ) ابطال ( هكذا افالم تفاعليCCة ؟ لالجابCCة نتنCCاول االقانيم الثالث الضامنة لخراب هوية وانتماء بعض العCCرب . ان نظCCرة سCCريعة للواقع العربي الحالي تسمح لنا برؤية ثالثة اقانيم خراب في الوطن العCCربيوهي اقنCCCCوم العمامCCCCة واقنCCCCوم الليبراليCCCCة واقنCCCCوم عقCCCCدة الدونيCCCCة :

– أقنوم العمامة : استخدمت امريكا ما اسمته ب) االصولية الدينية ( وتقصCCد6 بهCCا االيCCديولوجيا الدينيCCة المتطرفCCة – االسCCالمية والمسCCيحية واليهوديCCة والهندوسية - منذ نهاية سبعينيات القCCرن الماضCCي في خطCCة انهCCاك االتحCCاد السCCوفيتي تمهيCCدا لتفككCCه كمCCا حصCCل في افغانسCCتان ، وفي سCCحق حركCCة التحرر الوطني العربية والنظم التقدمية والوطنية كما حصل في العراق ، ثم استخدمت امريكCCا التطCCرف الCديني في مرحلCCة الحقCة لشCCن حCروب صCCليبية شاملة على العرب تحت غطاء محاربة االرهCاب الCذي مارسCته تلCك الحركCاتاالسCCCCالموية المتطرفCCCCة الCCCCتي دربتهCCCCا ودعمتهCCCCا ونمتهCCCCا امريكCCCCا . واالن وبعCCCد ان انتهى الCCCدور المرسCCCوم امريكيCCCا وصCCCهيونيا ل) التطCCCرف االسالمي ( المعادي المريكا بعرض فصل قتل بن الدن بدأت امريكا باستخدام ما يسCمى ب ) االسCالم المعتCدل ( لتCدمير مCا تبقى لالمCة من وجCود وهويCة قومية ، وهو استخدام خطير جدا نراه في مصر وليبيا وتونس واليمن ، وقبل ذلCCك في العCCراق ، وتجسCCد في دعم تيCCارات اسCCالموية معروفCCة ليس حبCCا باالسالم ، فامريكا والصهيونية اشد اعداء االسالم ، بCCل النهCCا تيCCارات مغلقCCة التفكير على فكرة واحدة وهي انها مصممة ايديولوجيا على محاربة القوميCCة العربيCCة من جهCCة ، وبسCCبب الطبيعCCة البنيويCCة للحركCCات االسCCالموية ، وكCCل الحركCCCات الدينيCCCة في كCCCل االديCCCان ، القائمCCCة على التشCCCرذم الحتمي فيصCCCCCCفوفها والتناسCCCCCCل الCCCCCCدائم فيمCCCCCCا بينهCCCCCCا من جهCCCCCCة ثانيCCCCCCة . فبما ان الدين الهوت وليس رياضيات فانه قابل للتفسيرات المتناقضة طبقا لفهم او مستوى ثقافة رجCCال الCCدين او حاجCCة الحكCCام ورجCCال الCCدين ، وهي

عام بظهور الملCCل والنحCCل1400حقيقة اكدتها احداث تاريخنا االسالمي منذ

[128]

Page 129: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

والفرق المتطرفة التي مزقت المسلمين شCCر ممCCزق ، ورايناهCCا حاضCCرا في تفريخ االخوان المسلمين فقط لعشCCرات التيCCارات المتناقضCCة ، كمCCا رأيناهCCا في الخمينية التي اشعلت نيران اخطر حCCروب الCCردة الحديثCCة – وهي الحCCرب الطائفيCCة بين السCCنة والشCCيعة والCCتي قCCامت اساسCCا على تنCCاقض تفسCCير النصCCوص واالحCCداث السياسCCية والدينيCCة ، االمCCر الCCذي يحعCCل العCCرب ضCCحية تشCCرذم متسلسCCل ومسCCتمر ومتزايCCد ، وذلCCك هCCو الهCCدف االهم للصCCهيونية والغCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرب االسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCتعماري .

ان مجتمعاتنا كCCانت ، ومCCازال قسCCما كبCCيرا منهCCا ، تحCCترم االحCCزاب والقCCادة الوطنCCيين وتثCCق بهم ، خصوصCCا النهم عوامCCل توحيCCد لالمCCة على قاعCCدة المواطنة المتساوية للجميع وبغض النظCCر عن الخلفيCCة العرقيCCة او الطائفيCCة ونماذج للطهر والعفة ومنCCارات نضCCال ضCCد االسCCتعمار ، لCCذلك فCCان ازاحتهم وتشويه صورتهم شCCرط مسCCبق للبCCدء بمشCCهد درامي كبCCير ينتهي بتراجيCCديا دموية تدفع االمة كلها الى الغرق في نهر االحزان والبكاء والتشرد . ما حدث في العراق يقدم لنا انموذجا لهذا السCCيناريو . وبنفس الCCوقت من الضCCروري تلميع صور رجال دين ليكونوا المراجع االعلى الذين يقبل قادة احCCزاب يCCدهم طاعة ووالء الن ذلك يشكل شCCرطا مسCCبقا للوصCCول الى حالCCة عCCزل القCCوى الوطنيCCة واالنشCCداد الى رجCCال دين محنطين بافكCCار ال صCCلة لهCCا باالسCCالم ، وتستطيع افسCCاد الماليين وتCCدمير قاعCCدة توحCCدهم وهي الرابطCCة الوطنيCCة ، المعبرعنها بمبCدا المواطنCة المتسCاوية ، بعCد ان تجعCل الطائفCة او الخلفيCةاالثنيCCCCCCCCCCCCة هي المرجCCCCCCCCCCCCع الحاسCCCCCCCCCCCCم وليس الوطنيCCCCCCCCCCCCة . وتلك هي المقدمة الضCCرورية لنجCCاح خطCCط امريكCCا والصCCهيونية وايCCران في تدمير وحدة الشعب العربي في كافة اقطاره ودفعCCه الى مسCCتنقع صCCراعات تزيل او تضعف بقCCوة مCCا اسCCتقر في اعمCCاق االنسCCان من قيم تCCالف وطCCني وانسCCجام بين ابنCCاء الشCCعب وتزجCCه في صCCراعات يحكمهCCا رعب الخCCوف من العدو الطCCائفي ، او النظCCام سCCواء كCCان طائفيCCا او فاسCCدا اقامتCCه او دعمتCCه امريكا وقبلها بريطانيا او فرنسا ، وليس الخوف من الصهيونية واالستعمار ، ويصبح التكفير بفتوى االمام او المرجCع في وضCع كهCذا سCيفا مسCلطا على رقCCاب العامCCة ! وهكCCذا يمكن امCCرار مCCا تريCCده امريكCCا من خالل العمامCCة وفتاواهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا . كيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCف يتم ذلCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCك ؟ ليس ثمة شك ، بعCد خCراب العCراق وانتشCCار وبCاء الفتن الطائفيCة في اغلب االقطار العربية ، في ان احدى اخطCCر مشCCاكلنا مشCCكلة مCCا سCCمي تضCCليال ب ) المراجع الدينية ( السنية والشيعية التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في خراب االمة والتسCCبب في كوارثهCCا الحاليCCة ، وهCCذه المراجCCع تتمثCCل في رجال دين او احزاب دينيCCة تريCCد احتكCCار اسCCم اللCCه واالسCCالم وابCCتزاز النCCاس بهما . االن وبعد غزو العراق ودور المراجع الرئيس في انجاحه سنية وشيعية ، من خالل دعمه المباشر بالفتاوى او بالمشاركة في العملية السياسية تحت ظCCل االحتالل ، من جهCCة ، او بتخCCريب جCCزء كبCCير من المقاومCCة المسCCلحة

[129]

Page 130: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

واضعافها عبر محاولة اضفاء طابع طائفي عليها من قبCCل اطCCراف فيهCCا من جهة ثانية ، لم يعد ثمة شCCك في ان اغلب هCCذه المراجCCع ادوات غCCزو وتCCدمير االمCCCCCCCCCة واهالك ابناءهCCCCCCCCCCا ومحCCCCCCCCCو هويتهCCCCCCCCCCا القوميCCCCCCCCCCة .

هذه المراجع تعيش في ظل عالمين عالم الحكام الذين يستخدمونها لتسويق ما يريدون باسم الله ، وعالم االنغالق الفكري والثقافي وعدم معرفة العCCالم الحقيقي حولها النها تعرف اكثر من غيرها ان فتاواهCCا ليسCCت اقCCواال ربانيCCة الترد فهي من بنات تحليالتها الوظيفية ، ولكنها والجCل اشCباع رغبCات ذاتيCة تمرر فتاوى تلحق الضرر الفادح بالدين اوال ثم تصيب النCCاس باضCCرار فادحCCة تصCCCCCCCCCCCCCل حCCCCCCCCCCCCCد المCCCCCCCCCCCCCوت والشCCCCCCCCCCCCCقاء ثانيCCCCCCCCCCCCCا . فمن هم هؤالء الذين تقلدوا بعمليات سرية او شبه سCCرية موقCCع المرجعيCCات الدينيCCة كالصCCفوي السيسCCتاني والصCCهيوني القرضCCاوي ، او تزعمCCوا احزابCCا تستخدم اسم االسالم غطCCاء لهCCا كCCالحزب االسCCالمي العCCراقي ، كي يحكمCCوا علينCCا بCCالكفر ويقCCرروا مصCCائرنا وتوجهنCCا ؟ هCCل هم اتقيCCاء حقCCا ؟ هCCل هم مؤهلون فكريا ونفسيا واخالقيا ووطنيا وشخصيا الصدار الفتوى ؟ وهCCل في االسCCالم حقCCا شCCيء اسCCمه المراجCCع ام انCCه دين قCCام على صCCلة االنسCCان المباشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCرة بربCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه دون وسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCيط ؟

بعد غزو العراق والدور الخطير الذي لعبته المرجعيات الطائفية فيه ، شCCيعية او سنية ، في التمهيد له ودعمه بعد تحققه ، لم يعد ثمة غطCCاء يحمي هCCؤالء واصبح فضحهم واجبا دينيCا ووطنيCا واخالقيCا بنفس الCوقت ، واخرهCا تكCرار تأكيد دونالد رامزفيلد وزير حCCرب غCCزو العCCراق واحCCد اخطCCر مهندسCCي خطCCة

مليون دوالر الصدار فتCCاوى200تدمير العراق بان امريكا سلمت السيستاني تدعم غزو العراق ، وقيام مفتي الصهيونية القطرية القرضاوي باصدر فتوى قتCCل لCCرئيس دولCCة هCCو القCCذافي واضCCفاء اسCCم اللCCه على عمليCCات امريكيCCة وصهيونية تجCCري في عCCدة اقطCCار عربيCCة . ان مCCا سCCنقدمه من فتCCاوى بكCCل تناقضاتها وسذاجات الكثير منها والمعتمدة على تفسيرات وظيفية ومصلحية ، وليس اسالمية ، تسخر لخدمة انظمة او قوى دولية معاديCCة المتنCCا ، سCCيثبت ان اغلب المراجع عبارة عن ادوات افساد واستغالل منظمين للCCدين والنCCاس تستغل من قبل االنظمة والقوى المعاديCCة لالمCCة كاالسCCتعمار والصCCهيونية . وفي الكارثة الدموية الحالية التي تمر بها االمCCة العربيCCة المسCCماة ب ) ربيCCع العرب ( صدرت فتCاوى بلCورت يقينCا بCان اغلب المرجعيCات مخربCة ومعاديCة لالسالم وتسخر لشرذمة االمة وتسليمها لالعداء التقليCCديين لهCCا من صCCهاينة واسCCCCCCCCCCCCCCCتعمار غCCCCCCCCCCCCCCCربي وصCCCCCCCCCCCCCCCفوية فارسCCCCCCCCCCCCCCCية : أ- حينما اشتعلت سوريا بالتظCCاهرات ضCCد النظCCام واخCCرى معCCه كCCان نصCCيبها ورئيسها االسد نصيب االسد من هذه الفتاوى الكثيرة ، ولعل اكثرها خطCCورة وانحرافا عن االسالم وتشويها له وغرابة تصل حد التسCCاؤل عن انسCCانية من اصدرها ماجاء به عضو هيئCCة كبCCار العلمCCاء السCCعودية الشCCيخ صCCالح اللحيCCدان بوصفه للدولة السورية وليس النظام فيها فقط الدولة بC ) الفCCاجرة الخبيثCCة

[130]

Page 131: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الخطيرة الملحدة ( ، هكذا مرة واحدة فاجرة وخبيثة وملحدة ، داعيا ) للجهاد' إلسقاط الرئيس السورى بشار األسCد ( وهي دعCوة تCذكرنا فCورا لخطورتهCا بان اللحيدان لم يصدر مثCل هCذه الفتCوى ضCد امريكCا ولم يCدعو الجهCاد ضCد غزوها للعراق مع ان غزو العراق اخطر بكثير مما يجري في سوريا ، كما انCCه لم يدعو للجهاد ضد الكيان الصهيوني مع انCه يحتCل كCل فلسCCطين والجCوالن واالنهر العربية . هل اكتفى ) المرجع الديني ( اللحيدان بتلك الCCدعوة للجهCCاد ضد سوريا دولة ونظاما ؟ كال انه ) ثائر ( و) مجاهد ( بال حدود لذلك لم يكتفي باالفتاء باسقاط الدولة والنظام ، وهو بالتاكيد ال يعCCرف الفCCرق بينهمCCا ، بCCل ذهب الى اخطر بكثير من ذلك حيث دعا باسCCم اللCCه واالسCCالم الى ابCCادة ثلث الشعب السوري ! لقد دعا قائال بال تردد او خوف من اللCCه ) يCCرى في مCCذهب مالك انه يجوز قتل الثلث ليسعد الثلثان ( !!! هل تصCCدقون مCCا تقCCرأون ايهCCا العCCرب ؟ هCCذا المرجCCع يCCدعو الى ابCCادة ثلث سCCوريا بال اي تCCردد وبغيCCاب تCCام للتسCCCCCاءل الضCCCCCميري عن صCCCCCواب قتCCCCCل ثلث الشCCCCCعب السCCCCCوري !

وحينما يستند اللحيدان الى مالك فانه ينسى االمر االهم وهو ان مالك انسان واالنسان خطاء وناقص مهما كان الن الكمال لله وحده ، ولذلك وجCCدت لCCدينا مذاهب اخرى غير مذهب مالك وهي ال تقر مCCا ذهب اليCCه ، ممCCا يعCCني ان مCCا قاله مالك كان اجتهادا لم يقبله االخCCرون من العلمCCاء ! ورغم هCCذه الحقيقCCة فقد قفز اللحيCCدان الى الCCدعوة البCCادة ثلث سCCوريا وباسCCم من ؟ باسCCم اللCCه وباسم االسالم !!! فهل توجد اسCCاءة وتشCCويه لالسCCالم اخطCCر من هCCذه ؟ اال يفهم هذا )المرجع ( بCCان فتCCوى كهCCذه تؤكCCد امCCام الCCرأي العCCام العCCالمي مCCا تروجه الصCCهيونية وامريكCCا من دعايCCة معاديCCة تقCCول بCCان االسCCالم دين قتCCل وكراهية بدليل ان واحCCدا من اهم مراجCCع السCCعودية يCCدعو علنCCا وبال تCCردد او غموض البادة اشقاء عرب يصل عددهم الى ثلث سCCوريا ، وهي حالCCة فظيعCCة تسمح بقول الصهاينة والغرب االستعماري اذا كان اللحيدان ) العالم والمرجع االسالمي الكبير ( يدعو البادة ثلث سوريا مع ان شعبها عCCربي ومسCCلم فهCCل سيرحم اليهود والنصارى اذا تمكن ؟ لو صدرت هذه الCCدعوة من اسCCرائيلي او امCCCCCCCCCCCCريكي معCCCCCCCCCCCCاد لالسCCCCCCCCCCCCالم لمCCCCCCCCCCCCا صCCCCCCCCCCCCدقناها !

وتصل ظالمية وعجز هذا االنسان عن فهم العالم واالنسCCان والعصCCر الحCCالي الى درجة انه يمهد البادة ثلث السعودية الن الدور قادم عليها مادام المخطط الذي يطبق في مصر وتCCونس وسCCوريا واليمن وليبيCCا والعCCراق والجزائCCر هCCو مخطط امريكي صهيوني ايراني يشمل كل االقطار العربية ولكن خطوة بعCCد اخرى . اننا بازاء مشهد خطير ومثير حد الCCرعب من فيلم تفCCاعلي امCCريكي – صهيوني واضح المعالم يقف فيه من يطلCCق عليCCه لقب ) عCCالم دين اسCCالمي ومرجع دين اسCCالمي ( امCCام الماليين وينقCCل كالمCCه بكCCل المCCؤثرات الفلميCCة االمريكيCCة والصCCهيونية ليCCبيح ابCCادة ثلث سCCوريا في زمن تنفCCذ فيCCه امريكCCا واسرائيل خطة محو الهوية العربية وتقسيم االقطار العربية وبدأ تنفيذ هCCذه الخطة رسميا بغزو العCCراق ، وهCCذه اللقطCCة تشCCكل واحCCدة من اهم مكونCCات

[131]

Page 132: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الفيلم التفاعلي االمCريكي الCذي يعCرض االن تحت تسCمية ) ربيCع العCرب ( . ان هذه الفتوى الداعيCة البCادة ثلث شCعب سCوريا تضCعنا امCام مسCألة اتخCاذ موقف حاسCCم وحCCازم من اولئCCك الCCذين يريCCدون تقريCCر حيCCاة ماليين النCCاس ومصائرهم مCCع انهم يفتقCCرون الى الحCCد االدنى من شCCروط االفتCCاء ، ومنهCCا التوازن والحكمة وبعCCد النظCCر والرحمCCة والثقافCCة الموسCCوعية وليس الجهCCل والعيش في مرحلة مCCا قبCCل التCCاريخ االنسCCاني ، واالهم ان هCCؤالء يفتقCCرون لمشاعر االنسانية والرحمة والخوف من الله ومعرفة العالم الذي نعيش فيه ، وهي دعوة لم تتجرأ حتى اسرائيل وامريكا على البوح بها بهذه الصراحة رغم انهما تقومان باالبادة ! فمن هو هذا اللحيدان كي يقرر مصائر الماليين موتCCا وعCCذابا ؟ ومCCا هي مؤهالتCCه ؟ هCCل يجCCوز جعCCل ابCCادة ماليين السCCوريين ثمنCCامقبCCCCCCCCCCCوال السCCCCCCCCCCCقاط النظCCCCCCCCCCCام وتCCCCCCCCCCCدمير الدولCCCCCCCCCCCة ؟ ب – اما مفتي الصهيونية القطرية د. يوسف القرضاوي فقد صب في خطبCCة الجمعة بقطر جCCام غضCCبه على المشCCايخ الCCذين أفتCCوا بحرمانيCCة ) الثCCورات ( والتظCCاهرات العربيCCة ، ووصCCفهم ليس فقCCط بالجهCCل وعCCدم فهم القCCرآن والسCCنة ، وإنمCCا بالنفCCاق والحCCرص على إرضCCاء الحCCاكم ، وقCCال إن هCCؤالء المشCCايخ ينطبCCق عليهم قCCول اللCCه تعCCالى" اشCCتروا بآيCCات اللCCه ثمنCCا قليال". واضاف قائال ) إن هCCؤالء المشCCايخ أفسCCدوا الCCدين ، وكCCادت فتCCاواهم اآلثمCCة تفشل الثورات العظيمة للشعوب العربية التي حCررتهم من العبوديCة والظلم والبطش ( . واستنكر القرضاوى فتاوى هCCؤالء المشCCايخ بإعتبCCار ) الثCCورات ( خروجا على ولى األمر ، وتساءل باستنكار : ) أى ولى أمر؟ وهو الCCذي أشCCاعالظلم واالسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCتبداد والقهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCر( ! ولئن كان نظيره السعودي اللحيدان قد اباح ابادة ثلث الشعب السCCوري فCCان القرضاوي فجر قنبلة االفتاء المسخر لخدمة االستعمار والصهيونية بقوله : ) إذا كانت المفسدة صCCغيرة ، والمصCCلحة كبCCيرة فيجCCوز تقCCديم المصCCلحة على المفسدة ( !!! ما معنى هذا النص الذي يكمCCل فتCCوى اللحيCCدان ؟ ان المعCCنى الواضح الفتCاء القرضCاوي وامثالCه هCو ان اعمCال النظCام في ليبيCا وسCوريا واليمن هي ) المفسدة الكCCبرى ( الCCتي يجب ان تCCزال بتلقي دعم االسCCتعمار الن االستعمار هو المفسدة الصغرى !!!! بهذا المنطق العجيب الغCCريب الCCذي جعل االستعمار والصهيونية ) المفسدة الصغرى ( يخCCدم القرضCCاوي مباشCCرة حلCCف الCCنيتو والحملCCة االسCCتعمارية الحاليCCة ضCCد االمCCة العربيCCة . لقCCد وضCCع القرضCCاوي بفتCCواه هCCذه ماليين النCCاس في خطCCر التعCCرض اليCCومي للمCCوت بقصCCف قCCوات االسCCتعمار الغCCربي وممهCCدا لغCCزوات غربيCCة صCCهيونية اخCCرى القطCار اخCرى تحت غطCاء قبCول المفسCCدة الصCغرى الجCل ازالCة المفسCCدة الكCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCبرى ! !

ومثلما وقع اللحيدان في فخ العمى االيديولوجي والوظيفي فان القرضCCاوي اكثر خضوعا لمصدر رزقه لذلك اعمته دوالرات قطر عن رؤية مCCا يCCراه طفCCل صغير او اعمى وهو ان ولي امره امير قطر يتمCيز بالفسCCاد العلCني والتبعيCة

[132]

Page 133: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الرسCCمية المريكCCا وخدمCCة اسCCرائيل ، ومCCا وجCCود اخطCCر قواعCCدها في قطCCر واستخدامها فعليا في غزو اقطار العربية اال دليال حاسما على ذلك ، كمCCا ان فتح مكتب اتصال اسرائيلي في قطر وهو بمثابة سCCفارة ، وتبCCادل الزيCCارات مع قادة الكيان الصهيوني دليل حاسم اخر على صهيونية امCCير قطCCر النCCه لميكن مضطرا للقيام بكل ذلك وانما اختCCار هCCذا الطريCCق بال ضCCغوط من احCCد . واستغرب القرضاوي مما يقوله مشايخ سوريا ومCCا يستشCCهدون بCCه ) خطCCأ ( من آيات القرآن ، ومنه قوله تعالى" وال تقف ماليس لCCك بCCه علم إن السCCمع والبصر والفؤاد كل أولئك كCCان عنCCه مسCCئوال " وأكCCد أن هCCذا جهCCل وتحريCCف للكلم عن مواضCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCعه .

وأكد القرضاوى أن هذه الثCCورات نعمCة كCCبرى من اللCCه وآيCة من آيCات اللCCه ، ودعا القرضاوي لكل الثورات العربية بالنصCCر ، وقCCال إن (مكCCر وإجCCرام على عبد اللCCه صCCالح والقCCذافي لن يغCCنى عنهمCCا شCCيئا، وسينتصرالشCCعب اليمCCنى واللييCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCبي والسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوري على الطغCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCاة ) .

بالنسبة للقرضاوي مCا يجCري ثCورات حقيقيCة ومن ينكرهCا كCافر ومن يقCف ضدها اشد كفرا مع ان من يقودها هو حلف النيتو وامريكا ، كما اثبتت احداث ليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن باالدلCCة القاطعCCة . )شCCبكة حCCوار وتجديCCد

( . كمCCا ان رجCCل دين سCCعودي معCCروف هCCو صCCالح بن عبداللCCه15/7/2011 السليمان قال ما يلي : ) هCCذا بيCCان لمCCا نCCراه من ادلCCة لجCCواز مقاتلCCة معمCCر القCCذافي ومن على شCCاكلتة من الطغCCاة وجCCواز األسCCتعانة بطCCيران الحلCCف األطلسي وغيره لضرب قواتة ومخازن ذخيرتة حتى يثCCوب الى رشCCدة ويCCنزل على حكم جموع األمة ولله الفضCCل والمنCCة من قبCCل ومن بعCCد ( ! هCCذا قCCول رجل دين يفترض فيه الرحمCة والعCدل واحCترام شCرع اللCه الCذي حCرم قتCل النفس اال بشCCCCCCروط معروفCCCCCCة وواضCCCCCCحة وبCCCCCCدون اي التبCCCCCCاس .

وذهب القرضاوي إلى أبعد مما ذهب اليه صCCالح بن عبداللCCه السCCليمان بكثCCير فاصدر حكما باإلعدام على معمر القذافي . فقد طلب عبر قناة 'الجزيرة' من المقCCربين من القCCذافي أن يقومCCوا باغتيالCCه ، وأحCCل دمCCه ، وجعCCل من ذلCCك طريقا إلى التوبة والجنة ! وللسخرية فان هيالري كلنتون بطلة ) ربيع العرب ( الرسمية قالت نفس الشCCيء بعCد القرضCاوي وقبCل مقتCل القCذافي بيCوم فهCCل تCCأثرت بالقرضCCاوي ؟ ام ان امريكCCا هي الCCتي طلبت منCCه ، عCCبر سCCيده ومصدر ثراءه الفاحش امCير قطCCر ، اصCCدار الفتCCوى ؟ بهCCذه الCروح الوحشCCية يتصرف المرجع الذي صنعته قطر وكان نكرة ال يعرفه احCCد قبCCل ظهCCوره في قناة الجزيCرة ، وهي وحشCCية تشCCبه وحشCCية اللحيCCدان الCذي دعCا البCادة ثلث الشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCعب السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوري . . مرة اخرى فان التالعب في تفسCCير النص الCCديني سCCواء كCCان نصCCا قرأنيCCا او حديثا نبويا او تفسيرا فقهيا لالقدمين هو اللعبة التقليدية لرجCCال الCCدين في كCCل العصCCور والنظم ، فCCاالختالف حاليCCا حCCول تحديCCد المفسCCدة الصCCغرى وتمييزها عن المفسدة الكبرى يؤكد ان من يقدم الفتوى انسان عCCادي يوجCCد

[133]

Page 134: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

مثله من يناقضه في الرأي والتفسير لنفس النص ، وهي لعبCCة خدمCCة السCCيد الحCCاكم او الغCCزو االسCCتعماري ، مقابCCل مCCال او جCCاه او سCCلطة . وفي حالCCة القرضاوي فان اجتهاده هو اجتهاد فرد وبامكان اي فرد اخر ان يجتهد ويقول كال ان المفسدة الكCCبرى هي االسCCتعمار والصCCهيونية وليس النظم الCCتي هي المفسدة الصغرى ، وهذا ما فعله الكثCCير من رجCCال الCCدين وقCCام القرضCCاوي بحماس بالرد عليهم ! فهل يمكن ان يكCCون اجتهCCاد فCCرد مشCCجعا على تCCدمير وطن وامCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة ونسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCكت عليCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه ؟ ج – ولكي ال يظن احدا بان كل رجال الCCدين تCCابعون للنظم العميلCCة فالبCCد ان نقول بان هنCCاك رجCCال دين رفضCCوا فتCCاوى القرضCCاوي وامثالCCه وعCCبروا عن موقف متوازن ، فعلى النقيض مما ذهب اليه اللحيدان والقرضاوي فقد شد|د علمCCاء دين ودعCCاة سCCعوديون على رفض كالم القرضCCاوي وعضCCو هيئCCة كبCCار العلماء السعوديين الشيخ صالح اللحيدان ، حول سورية وليبيCCا ، وأكCCدوا على أن من الواجب على رجال الدين البعد عن إثارة الفتن والسعي لتهدئة األمور في ما يحدث في بعض الدول العربية بCCدال§ من الخCCروج بCCأقوال قCCد تزيCCد من تأجيج المواطنين أكثر.. مشيرين إلى أن كلمة العالم مسموعة ولهذا يجب أن

.29/6/2011يكCCCون دوره إصCCCالح ذات الCCCبين . ) القCCCدس العCCCربي ) هنا نواجCه المثلبCة االساسCية والمغCامرة الخطCيرة في منح المراجCع الدينيCة صCCالحيات التحCCدث باسCCم اللCCه وقبCCول النCCاس او بعضCCهم لCCذلك : فبمCCا انهCCا مرجعية يمثلها انسCCان وتتجسCCد فيCCه ، وبمCCا ان االنسCCان ، اي انسCCان وبال اي استثناء وحCتى لCو كCCان ) كامCل االوصCCاف ( وعبقريCا ، نCاقص بطبيعتCCه ومن المسCCتحيل وجCCود انسCCان معصCCوم عن الخطCCأ ، فCCان منح المرجعيCCة الدينيCCة صالحيات التحدث باسم الله وحق تقريCCر مصCCير الماليين وتحديCCد مCCا اذا كCCان يجب ان يواصلوا الحياة او يجب ان يموتCوا خطCCأ فCاحش وخطCCر مميت كCCانت اخCCر تجلياتCCه العمليCCة وليس الدعائيCCة تجربCCة العCCراق المحتCCل حيث لعبت المرجعيات الدينية الشCCيعية والسCCنية دور الممهCCد للغCCزو والCCداعم لمCCا نفCCذه داخل العCراق ، ثم اصCبح رجCال الCدين واحCزابهم قاعدتCه السياسCية صCراحة ورسميا وبال اي غموض ، وكان لموقف المرجعيCCات الCCدور االكCCثر حسCCما فياربCCاك النCCاس واضCCطراب وعيهم بالنسCCبة لحقيقCCة الغCCزو ومCCا يجCCري فيCCه . ان احدى الحقCCائق الخطCCيرة الCCتي يجب تCCذكرها دائمCCا هي ان مCCا حصCCل في العراق اكد المريكا والصهيونية بان خير حليف لالستعمار الغربي والصCCهيونية في تنفيذ خطة تقسيم االقطار العربيCCة في سCCايكس بيكCCو الثانيCCة هCCو بعض المرجعيات الدينية وبعض التيارات االسCCالموية ، وهكCCذا نCCرى الخيCCط الواضCCح الذي ينتظم ويوحد ما جرى في العراق مع ما يجري في االقطار العربية االن تحت تسCCCCCCCمية صCCCCCCCهيونية معروفCCCCCCCة وهي ) ربيCCCCCCCع العCCCCCCCرب ( .

الجرس الذي البد ان يكون قرعه عاليا ومستمرا لتنبيCه من نCام هCو مCا يلي : نحن بازاء اجتهاد بشري يفسر النص الديني بطرق متناقضة االمر الذي يجعل اي انسCCان متعلم او مثقCCف وليس رجCCل دين يسCCتطيع تفسCCير النص الCCديني

[134]

Page 135: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بصورة ممتCCازة تتجنب العCCثرات الصCCهيونية للقرضCCاوي واضCCرابه ، وهCCذا هCCو السبب الذي جعل االسالم يتميز بعدم وجود المراجع الكهنوتيCCة فيCCه وحافCCظ على عالقة مباشCCرة بين اللCCه وعبCCده وبCCدون حتميCCة وسCCاطة رجCCل الCCدين .

ان وجود اكثر من تفسير اليات قرانية واحاديث نبوية واحداث تاريخيCCة اصCCبح االن مثلبة نتيجة االستخدام المؤدلج او المسيس لها ، وهCCذه المثلبCCة اصCCبحت اداة لصياغة فتاوى تدعم االحتالل وتمCCزق االمCCة باثCCارة حCCروب طائفيCCة . ان الفتاوى تلCCك تجCCاوزت حCCدود احتمالهCCا واعتبارهCCا رايCCا واجتهCCادا عاديCCا النهCCا اسCCتغلت مباشCCرة وصCCراحة لCCدعم الغCCزو االسCCتعماري الغCCربي القطارنCCا ومحاوالت تقسيمها واصبحت القاعدة االساسية في اقناع البعض من النCCاس بصواب الغزو ودعمه ، وكان ضحيتها الشعب العراقي كله ، الذي فقد بفضCCل دعم المراجع الدينية للغزو وحكوماته اكثر من مليوني شهيد بعد الغزو فقCCط وشرد وهجCCر اكCCثر من سCCبعة ماليين عCCراقي من ديCCارهم ووطنهم باالضCCافة للكثCCير من الكCCوارث المعروفCCة . كمCCا ان هCCذه الثغCCرة هي الCCتي اسCCتغلها ويسCتغلها اليCوم رجCال دين تCابعين النظمCة تخCدم امريكCا مباشCرة ورسCميا لتشريع الغزو باسم الله واالسالم وحصول كوارث الحرب االهلية كمCCا يحCCدث في ليبيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا وسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوريا واليمن . ان افظع جريمة يرتكبها رجال دين مثCCل القرضCCاوي هي تقCديم فتCCاوى تCبيح الغزو وشن حرب على الناس حينما يقول هؤالء : أن االسCCتعانة بالكفCCار عنCCد الضCCرورة هCCو تطCCبيق للقاعCCدة الفقهيCCة المشCCهورة ) الضCCرورات تCCبيح المحظورات ( ومقتضى القاعدة الفقهيCة ) ارتكCاب أخCف المفسCدتين لCدفع أشدهما ضررا§ ( . وبناء على هذه القاعدة راينا القرضاوي يتصCCرف يهسCCتيريا شخص مضطرب نفسCCيا فيقلCCد هسCCتيريا ولي نعمتCCه امCCير قطCCر وهCCو يCCدعو للتCCCCدخل االسCCCCتعماري الغCCCCربي في ليبيCCCCا وغيرهCCCCا ويدعمCCCCه . يتبCCCCع .

[email protected] 28/10/2011

23اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود

صالح المختار

 تCCCCCذكر دومCCCCCا ان االسCCCCCماك الميتCCCCCه وحCCCCCدها تسCCCCCبح مCCCCCع التيCCCCCار

[135]

Page 136: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

 مCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCالكولم مكريCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدج مثل عالمي

د - هذا على الشاطئ الطCCائفي السCCني امCCا على الشCCاطئ الطCCائفي الشCCيعي الصفوي فنجد االمCCر نفسCCه : تحكم مCCزاج ومصCCلحة من يفCCتي ويتخCCذ القCCرار ، فلئن كان القرضاوي واضرابه موظفCون لCدى نظCام تCابع المريكCا والصCهيونية علنا ورسميا فان خامنئي هو السيد المطلق الصالحية والديكتاتور االوحد والذي يحكم رسميا باسم الله وفقا لنظرية والية الفقيه ، وبهذه الصفة يستطيع عزل رئيس الجمهورية المنتخب رغم انه غير منتخب ! انه ظل الله في االرض ، ومCCا يقوله امر ربCCاني واجب التنفيCCذ والطاعCCة ومن يتمCCرد على اوامCCره يحكم عليCCه بالموت الروحي بالتكفير والتمزيق الجسدي عCCبر االعCCدام ! ان خCCامنئي صCCورة مستنسخة من استبداد رجال دين القرون الوسطى في اوربا تماما ، انه القائCCد الفعلي وصانع القرار الحقيقي في معسكر االستعمار االيCCراني ، بعكس رجCCال الدين العرب سنة وشيعة والذين ال يتعدى دورهم التصفيق لالستعمار او للملCCك او الرئيس وتقبيCCل اياديهمCCا ، وخدمCCة بالطهمCCا واسCCرتهما . لننظCCر مCCاذا فعCCل خCCCCCCCCCCCCCامنئي على الشCCCCCCCCCCCCCاطئ الطCCCCCCCCCCCCCائفي الشCCCCCCCCCCCCCيعي ؟

الخالصة الكافية هي ان خامنئي أي|د ما سمي ب) ثورة تCCونس ومصCCر والبحCCرين وحرم المظاهرات في العراق وسوريا ( . هذه خالصة فتCCاواه انهCCا تعبCCير دقيCCق وواضCCCCCCCCCح جCCCCCCCCCدا عن انتقائيCCCCCCCCCة في تحديCCCCCCCCCد الموقCCCCCCCCCف !!!

هنا نواجه ميزة خطيرة في الطائفيCCة - السCCنية والشCCيعية - يجب االنتبCCاه اليهCCا دائما لخطورتهCCا المميتCCة وهي مCCيزة انهCCا تعCCزل العCCربي عن انتمCCاءه الوطCCني وتجCرده من هويتCه القوميCة ثم تغلب انتمCاءه الطCائفي على مCا عCداه وتجعCل الطائفيCCة هي الهويCCة الرئيسCCة المقCCررة لمواقفCCه وخياراتCCه العامCCة خصوصCCا السياسCCية ، فيصCCبح الCCوطن هCCو الطائفCCة وليس ارض اقليم جغCCرافي محCCدد ، ويصCCCبح شCCCركاء المCCCواطن في العيش المشCCCترك ليس ابن الهويCCCة القوميCCCة والوطنية المقيمين منذ زمن طويل جدا على نفس قطعCCة االرض بCCل المنتمين لنفس الطائفة حتى لCCو كCCانوا يعيشCCون في وطن اخCCر وهويCCة قوميCCة اخCCرى ، وهكذا يتحول الوالء من والء للCCوطن القCCومي ، اي الهويCCة القوميCCة ، والCCوطن الجغCCCرافي ، اي حCCCدوده المرسCCCومة بدقCCCة على االرض ، ووطن المواطنCCCة المتساوية والمتسامية فوق فوارق الطائفة والدين واالثنية ، نقول يتحول الى والء مفتوح ومطلق لصالح الطائفة فقط والذي يCCترجم عمليCCا بCCالوالء للمرجCCع االعلى ، وهو اجنبي طبعا وفقا للمفهوم الوطني ، ثم يترجم بدقة اكبر بCالوالء لCCوطن المرجCCع االعلى وليس للCCوطن القCCومي ، وهكCCذا تCCدخل مCCا تعCCدها كCCل الشعوب والقوانين حاضCرا وماضCيا خيانCة عظمى للCوطن تحت غطCاء االنتمCاء الطCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCائفي ! ما هي المخCاطر المنظCورة لهCذا التحCول في الCوالء من والء للCوطن وللهويCة

[136]

Page 137: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

القوميCCة الى والء للطائفCCة ووطن المرجCCع االعلى للطائفCCة ؟ في التطCCبيق العملي فCCان هCCذه المCCيزة جCCيرت واسCCتخدمت لخدمCCة التوسCCع االسCCتعماري االيراني ، من خالل جعل والء بعض الشيعة العCCرب اليCCران ولCCزعيم ايCCران علي خCCامنئي وليس لCCوطنهم العCCراق او البحCCرين او غيرهمCCا ، ولخدمCCة غCCزوات االستعمار االمريكي واالوربي ومن خالل تحويل الصراع من صراع تحرر وطCCني الى صCCراعات طائفيCCة فتت الشCCعب العCCربي وهCCو من اهم اهCCداف امريكCCا واسرائيل ، كما انها ادت الى عزل الكثير من المتCCCاثرين بالتيCCارات االسCCالموية الطائفيCة السCCنية عن الرابطCة الوطنيCة والهويCة القوميCة ومهاجمتهمCا بعنCف وصل حدا اتهام القومية العربيCCة ، من قبCCل هCCؤالء الظالمCCيين انصCCاف االمCCيين والمنغلقين عقليا وفكريا ونفسيا ، بانها ماسونية ! االمCCر الCCذي شCCرذم العCCرب بCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدل توحيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCدهم . لقد دخلنا في مشهد بالغ التعقيد في الفيلم التفاعلي الCذي نشCاهده ونشCارك فيه هذه المCCرة كعCCرب ، فالطCCائفيون من السCCنة اغCCتربوا بCCالتبرؤ من هCCويتهم القومية وجعل الطائفة وطنهم الوحيد حتى وان قالوا انها االسCCالم الحقيقي ، فضاعوا وضيعوا الناس معهم النهم بال مرجعيCCة مركزيCCة توجCCه وتقCCود كمCCا هCCو حCCال الصCCفوية الشCCيعية ، مقابCCل منح الطCCائفيين من الشCCيعة والءهم اليCCران وزعيمه الن والءهم االول للطائفة وليس للCCوطن القCCومي ، وهCCذا االمCCر ظهCCر بخطورته المدمرة اثناء وبعد غزو العراق حيث ساهم في انجCCاح االحتالل ومهCCد لمجCCCCCCCازر جماعيCCCCCCCة نفCCCCCCCذت على اسCCCCCCCس الهويCCCCCCCة الطائفيCCCCCCCة !

ونرى درجة خدمCCة الحCCاكم والخضCCوع التCCام لCCه في مواقCCف بعض رجCCال الCCدين واعتمادهم على معيار شخصي صرف لذلك ال يتورعون عن التنقCCل بين موقCCف وموقف يناقضه بال غموض طبقCا لتوجيهCات جاللCة الملCك او سCيادة الCرئيس ، ففتوى الشيخ بن باز القاطعة بعدم االستعانة بالكفار مطلقا ، الحظوا التأكيد ) مطلقا ( ، ثم فتواه التى حلل فيها االستعانة بالكفار عندما طلبت حكومته منCCه اصدار فتوى بضرب العراق تؤكد انCه كCان موظفCا ينفCذ اوامCر نظامCه !!! كCان

هCCو1991موقف الشيخ عبCCد العزيCCز بن بCCاز قبCCل العCCدوان الثالثيCCني في عCCام التحCCريم القCCاطع لالسCCتعانة بالكفCCار سCCواء اكCCانو من النصCCارى العCCرب او غCCير العرب كما في كتابه ، المبني على الجهل التام بحقيقة القومية العربية وتعمCCد نسCCب معلومCات خاطئCة كليCا لهCا ، المسCCمى ب) نقCد القوميCة العربيCة ( وقCد استدل على صحة فتCCواه بالكتCCاب والسCCنة على فهم ) السCCلف الصCالح( ، وهنCCا تكمن جCذور ظالميCة ورجعيCة وتخلCف هCذه التيCارات الCتي ال تCرى اال الماضCي وتغمض العين عن الحاضCCر وتعمCCل على جCCره للماضCCي الCCذي لم يعCCد مناسCCبا بقوانينه ودرجة تطوره الننا نعيش في عصر جديCد مختلCCف كليCCا ، وهCCذا يتطلب فهم االسCCالم بطريقCCة متطCCورة وعصCCرية وليس مواصCCلة العيش في الكهCCوفالمظلمCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة .

http://www.moqatel.com/openshare/Souwar1/ShkhsiaGal/864.jpgالمصCCCCCCCCCCCCCCCCدر . ما معنى هذه الفتاوى بتناقضاتها البارزة ؟ وهل تناقض تفسيرات رجال الCCدين

[137]

Page 138: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الية واحدة او حديث واحد حالة يمكن ان تمر بدون التأكيد بCCان المقCCدم لنCCا هCCو راي رجCCال عCCاديين ، وغالبCCا انصCCاف امCCيين ، وليس راي االسCCالم ؟ وهCCل هCCذه الفتاوى اكثر من لقطات درامية ومثيرة في الفيلم االمCريكي التفCاعلي اعCدت بعنايCCة ودقCCة لتفعCCل فعلهCCا بعلم او بCCدون علم رجCCال الCCدين المهتمين فقCCط بارضاء السلطان ؟ ان ما ظهر لنا مما سبق عرضه حقائق خطيرة جCCدا البCCد من االنتبCCCCاه اليهCCCCا بدقCCCCة والتعامCCCCل معهCCCCا بحCCCCزم وشCCCCجاعة ومنهCCCCا :

أ– ان نفس االيCCCة ونفس الحCCCديث النبCCCوي يمكن ان يفسCCCرا بطCCCرق مختلفCCCة ومتناقضة تبعا للمفتي المتCCاثر بمسCCتوى وعيCCه وهCCو وعي سCCاذج غالبCCا ، او ان المفCCCCCCCCCCCCCCCCCتي يتحCCCCCCCCCCCCCCCCCرك بCCCCCCCCCCCCCCCCCدافع مصCCCCCCCCCCCCCCCCCالحه .

ب – ان ما يتحكم في اغلب الفتاوى هو مصلحة النظCCام الCCذي يشCCتغل المفCCتي عنCCده او يخدمCCه ، ويسCCاعد على اصCCدار فتCCاوي بطلب الCCدعم االسCCتعماري والصهيوني الجهل المطبق بقضCايا العCالم وبالسCCتراتيجات الدوليCة واالقليميCة واالنغالق على الذات وتحريم كل شCCيء اجنCCبي مCCا عCCدا طلب غزواتCCه الراضCCينا وقتله لشعبنا ، وبCCالطبع فCCان الجهCCل بالقضCCايا السياسCCية الكCCبرى يفضCCي الى السCCذاجة السياسCية الCتي تلعب في حCاالت معينCCة دورا في اصCCدار االفتCCاوى ، وهذه هي حال يوسف القرضاوي واللحيCCدان واضCCرابهما الغCCارقين في الجهCCلالسياسCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCي واالميCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCتراتيجية . ج – ان من يفتي ليست لديه حصانة ضد االستعمار والصهيونية النCCه اصCCال عبCCدا لسيده الحاكم فما يأمره بCCه الحCCاكم يجب ان ينفCCذ بال ابطCCاء وحرفيCCا ، وسCCيده الحاكم عبد مطيع المريكا والصCCهيونية كمCCا اكCCدت كCCل االحCCداث ، ولCCدينا مثCCال واضح جدا على هذه الحقيقة مجسدا في يوسف القرضCCاوي الCCذي يفCCتي بCCأمر من ولي نعمتCCه امCCير قطCCر بجCCواز االسCCتعانة بحلCCف الCCنيتو وبقتCCل القCCذافي واسقاط النظام السوري لكنه يتجاهCCل ان امCCيره يحكم امCCارة وظيفتهCCا االولى هي خدمة امريكا والصهيونية وبال تمويه ، وابرز مظاهر هذه الحقيقCCة ان قطCCر اصبحت برضCCا ولي نعمتCCه واختيCCاره ، وليس اجبCCارا ، اخطCCر قواعCCد االسCCتعمارالعسCCCكرية الCCCتي يشCCCن منهCCCا حروبCCCه وغزواتCCCه كمCCCا حصCCCل للعCCCراق . أذن هنا نواجه الحقيقة التي تجعل امريكا والصهيونية تدعمان رجال الدين ليس حبا بالدين بل توقعا صحيحا لدور تخريبي ممكن لرجال الCCدين الن الكثCCير منهم طائفيون بطبيعتهم ، والطائفي يفرق وال يوحد ابدا ، ويتمثCCل ذلCCك في تمزيCCق االمة شCر ممCزق عن طريCق فتCاوى ذات طCابع طCائفي وليس اسCالمي يمCزق المسلمين ويبعثر طاقاتهم ، او انها فتCCاوى تبلCCغ سCCذاجتها ورجعيتهCCا حCCد انهCCا تصبح مصدر سخرية وتندر واهانة لالسالم ، مثل فتوى جواز ارضCCاع الخCCادم من ثدي سCCيدة الCCدار كي يصCCبح محرمCCا على بناتهCCا ! وهي فتCCاوى مدفوعCCة الثمن ومتناقضة بصورة حCCادة ممCCا يCCؤدي الى تشCCرذم النCCاس وانقسCCامهم الى فCCرق واحزاب وكتل متنCCاحرة من جهCCة ، والحCCط من قCCدر وقيمCCة الCCدين النCCه يعCCرض للنCCCCاس بطريقCCCCة مشCCCCوهة تجCCCCرده من قدسCCCCيته ، من جهCCCCة ثانيCCCCة . في ضوء ما تقدم فان اقنوم العمامCCة هCCو احCCد اهم اعمCCدة الغCCزو االسCCتعماري

[138]

Page 139: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

والممهدين له . ذلك هو الدرس الكبير الذي قدمتCCه العمامCCة الطائفيCCة الشCCيعية والسCCنية في العCCراق ، وتقدمCCه العمامCCة االن في مصCCر حيث تشCCعل التيCCارات الدينية االسالموية والمسCCيحية نCCيران حCCرب اهليCCة في مصCCر ، وفي ليبيCCا حيث اصبح االسالمويون اداة هي االشد وحشية بيCCد االسCCتعمار كمCCا اكCCدت الطريقCCة الحقيرة الغتيال القذافي والعبث بجسده جنسيا وهCCو حي ، وهCCو مCCا سCCنتناولهالحقCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا .

- أقنCCوم الليبراليCCة : الليبراليCCة كCCأي نظCCام سياسCCي بنت زمن معين ونظCCام7 اقتصCCادي - اجتمCCاعي معين وليسCCت ظCCاهرة عالميCCة ، وذلCCك الختالف درجCCات التطCCور االجتمCCاعي والثقCCافي في العCCالم ، ووجCCود مجتمعCCات متقدمCCة مCCدنيا ومؤسسCCاتيا الى جCCانب وجCCود مجتمعCCات تقليديCCة او متخلفCCة ، فهي وليCCدة مجتمعات راسمالية متطورة زال فيها مجتمع القبيلة وعالقات مCCا قبCCل الدولCCة الوطنية وحلت الرابطة الوطنية او القومية محلهما في بداية ظهور الرأسمالية وقضتا على عالقات ما قبل االمة ، فصاغت - الرأسمالية - لهCCا نظامCCا سياسCCيا ينسجم مع ، ويستجيب ل ، متطلبات ودرجة تطCCور ذلCCك المجتمCCع . فالليبراليCCة في امريكCCا وغCCرب اوربCCا كCCانت نتCCاج اسCCتقرار المجتمCCع على قاعCCدة نظCCام رأسمالي مبدأه االساس تقليديا وفي البداية هو ) دعه يمر دعه يعمCCل ( والCCذي يعCCني تحديCCدا تقCCزيم دور الدولCCة وعملقCCة دور منظمCCات المجتمCCع المCCدني كالنقابات واالتحادات الجماهيرية والمنظمات الحقوقيCCة ، الن تلCCك المجتمعCCات صهرت القوى االجتماعية المختلفة في بوتقة المدينة وزالت القرية وتأثيراتهCCا والدين حيد واصبح صلة شخصية والصالت القبلية اندثرت ولم يعد الفCCرد يعCCرف الى اي قبيلCCCCCCCCCCCCCCة كCCCCCCCCCCCCCCان جCCCCCCCCCCCCCCده الخCCCCCCCCCCCCCCامس ينتمي . والمواطنCCة المتسCCاوية قانونيCCا بCCرزت كاسCCاس للنظCCام ودعم النزعCCة الفرديCCة بصCCفتها المحCCرك االسCCاس للرأسCCمالية ، كمCCا ان التطCCور الصCCناعي والتقCCدم التكنولوجي فرضا االرتقاء بالثقافة العامة ، ونشأ مجتمع المعلومات الCCذي منح الفرد حرية وحقوقا اكبر وزادت قيمتCCه وضCCمانات احترامهCCا ، واصCCبح القCCانون رسCCميا وفعليCCا هCCو السCCيد وليس الحكومCCة او الملCCك او الCCرئيس ، وخضCCعت الحكومات للمؤسسات الCCتي تقCCرر مصCCيرها ، لكCCل ذلCCك تقلص دور الدولCCة في الداخل واصبحت الحكومة عبارة عن جهاز اداري في المقام االول تقوده فئCCات مختلفة تواصل نفس العمل في خطه العام عنCCد تغCCير الحكومCCات باالنتخابCCات ، اي تحافCCCCCCCCCCCCظ على دولCCCCCCCCCCCCة المؤسسCCCCCCCCCCCCات والمواطنCCCCCCCCCCCCة .

بهذا المعنى فان الحكومة في الديمقراطية الليبرالية تتوزع الكثCCير من مهامهCCا على منظمات غير حكومية وتضCCعف رسCCميا بينمCCا المنظمCCات الشCCعبية – الCCتي تسمى االن منظمCات المجتمCع المCدني - تعCزز دورهCا وتمCارس عمليتاالضCغط والتأثير على سCCير المجتمCCع والحكومCCة ، فالليبراليCCة بهCCذا التحديCCد ال تصCCلح اال لمجتمع رأسمالي متطور زالت فيه عالقات عالقات ما قبCCل االمCCة ، او اصCCبحت ضعيفة جدا وسادت فيه نزعة جعل حماية حقوق الفرد اساس عمل الحكومCCة . في ضوء ما تقدم يطرح السؤال التالي : هل باالمكان اقامة نظام ليCCبرالي في

[139]

Page 140: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

مجتمع متخلف او تقليدي مازالت عالقCCات مCCا قبCCل االمCCة ، كالعالقCCات القبليCCة والطائفيCCCCة والمناطقيCCCCة ، والتخلCCCCف الثقCCCCافي واالجتمCCCCاعي ومحدوديCCCCة المعلومات ...الخ ، تمارس فيه تأثيرات قوية على الناس والدولة وبالتCالي على الحكومة ؟ الجواب الحاسCCم هCCو كال فالليبراليCCة ال تصCCلح اال لمجتمCCع رأسCCمالي متطCCور ديمقراطيCCا وثقافيCCا وزالت فيCCه تCCاثيرات القبيلCCة والطائفCCة والعCCرق وانتشرت فيCCه المعرفCCة والعلCCوم والفنCCون لدرجCCة ان الفCCرد اصCCبح قCCادرا على التصCCCCCCCCCCرف كأنCCCCCCCCCCه رئيس مجموعتCCCCCCCCCCه غCCCCCCCCCCير الحكوميCCCCCCCCCCة . هنCا نصCل لقضCية جوهريCة ال ينتبCه اليهCا كثCيرون وهي المتمثلCة في السCؤال التالي : هل تجهCل امريكCا هCذه الحقيقCة فتحCاول فCرض ديمقراطيCة ليبراليCة الطابع في مجتمعات متخلفة او تقليدية ، نصف اقطاعية نصف رأسمالية ، مCCع انها ال تصلح لها باي شكل وصورة ؟ كال امريكا تعرف بدقة ان الليبرالية التصلح للعCCالم الثCCالث بCCاي شCCكل وصCCيغة ، خصوصCCا بالنسCCبة للشCCعوب الCCتي مCCازالت عالقات ما قبل االمة مؤثرة فيها كالقبيلة والطائفة والعرق والعائلة ، ومازالت تناضCCل من اجCCل التحCCرر من االسCCتعمار والتبعيCCة واللحCCاق بالعCCالم المتقCCدم واختصCCCCCCCCار الCCCCCCCCزمن لتحقيCCCCCCCCق عمليCCCCCCCCة اللحCCCCCCCCاق الناجحCCCCCCCCة .

وهنا يفCCرض شCCيطان االسCCئلة التفصCCيلية نفسCCه : أذن لم تفCCرض امريكCCا على العرب ديمقراطية ليبرالية وليس غيرها من المحتم ان تكون مشوهة كما حصل في العراق المحتل ؟ الجواب الذي فرضة واقCCع الحCCال هCCو التCCالي : ان امريكCCا تستخدم اللبيرالية بصفتها الوصفة االكثر نجاحا في تفتيت القوة العربيCCة ، الى جانب الطائفية والعرقية ، ففي مجتمعات للقبيلة والطائفة والعائلة والمنطقة تاثير كبCCير ، وفي مجتمعCCات زادهCCا الفكCCري الغCCالب الCCتراث والتخلCCف والجهCCل بالعالم الخارجي كليا او جزئيا او فهمه مشوها ، او االنقطاع عنCCه ومقاطعتCCه ، او تقليده انبهارا دون استيعاب مضامينه وهضم نتاجاتCه ، في هCCذه المحتمعCCات فرض الليبرالية يشبه منح رجل دين وظيفة معالجة امCCراض النCCاس البدنيCCة مCCع انه ليس طبيبا ، وهي حالة تؤدي حتما الى التشرذم والضCياع والعجCز عن جمCع طاقات االمة وتسخيرها لتحرير االرض واالنسCان ، فCالمجتمع يصCبح عبCارة عن برج بابل كل فرد يرطن بلغة وبمفاهيم ال يفهمها غيره ، بل انه قCCد ال يفهمهCCا رغم انCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه يحفظهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCا على ظهCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCر قلب . والمثCCال اليمCCني مهم : فCCرغم ان اليمن فيهCCا نCCوع من الديمقراطيCCة فرضCCها الرئيس علي عبدالله صالح من فوق منذ عدة عقود اال انها قشرة خارجية فقط سرعان مازالت عند تفجر االزمة في اليمن فتوزعت الوالءات حسCCب القبائCCل ، وفي الديمقراطية اليمنية ورغم االستبداد في التقاليد القبلية حصلت انتخابات وعمليات نقCد للCرئيس وللحكومCة ولكن ليس بفضCل قCوة الديمقراطيCة وانمCا استقواء بالقبيلة وبالقبيلة فقط . ان الجرأة في النقد في السCCنوات السCCابقة لالزمة كانت نتاج قوة القبيلة وليس قوة الديمقراطيCCة ، ولكن الرغبCCة في منح صفة الديمقراطية للنظام الجCCل نفي صCCفة التخلCCف وهيمنCCة التقاليCCد القبليCCة كانت دافعا لتقويم خاطئ للوضع اليمCCني باعتبCCار الحالCCة ديمقراطيCCة تعدديCCة ،

[140]

Page 141: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وظهر هذا الخطأ بعد تفجر االزمة حينما تحCولت الديمقراطيCة الى اداة فوضCى استغلتها بعض المشايخ والكتل السياسية المرار مخطCCط تمزيCCق اليمن واعCCادة تقاسCCCCCCCCCCCCCCCCCمه ثCCCCCCCCCCCCCCCCCروة وارضCCCCCCCCCCCCCCCCCا ونفCCCCCCCCCCCCCCCCCوذا .

وهكذا فان تفتيت اليمن وهو خطة امريكية صCCهيونية معروفCCة تشCCكل جCCزء من خطة تفتيت كCCل االقطCCار العربيCCة ، اعتمCCدت في احCCد اركانهCCا االساسCCية على تضليل بعض الشباب والساسة بفكرة ان الضرورة تقتضي بنCCاء تجربCCة ليبراليCCة تتعدد فيها االحزاب وتتداول السلطة كما في الغCCرب ! واالن نCCرى بوضCCوح تCCام بان هذه الدعوة كانت جزء اساسيا من خطة تدمير اليمن وزجه في اتCCون حCCرب اهلية كارثية . ورغم وجود اختالفات في درجات التطور بين االقطار العربية اال انها كلها محكومة بوجود عالقات ما قبل االمة والوطنيCة فيهCا وهي قويCة تبعCا لدرجCCة تطCCور القطCCر ، ومن ثم فCCان الليبراليCCة الCCتي بCCدات امريكCCا بمحCCاوالت فرضها على مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق وغيره اثمCCرت تشCCرذما رهيبCCا ومدمرا لوحدة القطر ومشتتا لطاقاتCه الماديCة والبشCرية وهCذا هCدف مقصCود ومطلCCCCCCوب امريكيCCCCCCا وصCCCCCCهيونيا وليس ثمCCCCCCرة اخطCCCCCCاء التطCCCCCCبيق . باختصار الليبرالية في االقطار العربيCCة هي وصCCفة تخCCريب المجتمCCع وتمزيقCCه شر ممزق ، النها التصCCلح لنCCا بحكم البيئCCة الثقافيCCة واالجتماعيCCة والسياسCCية ، وحينمCCا تفCCرض عمCCدا وتخطيطCCا فانهCCا تفتح ابCCواب االنقسCCامات الالنهائيCCة والمتعاقبة والمستمرة في المجتمع ، وكان قرار ادارة االحتالل في العراق هCCو تمزيCق الشCعب وتفCتيت قCواه عن طريCق لبرلCة – اي جعلهCا ليبراليCة - الحيCاة الحزبية الجديدة بتشجيع تشكيل االحزاب ودفع افراد ال دور كبير وال تاثير لهم ، لتشكيل احزاب وتزويدهم بالمال وكل متطلبات تشكيل االحزاب مع انها تعCCرف ان هؤالء لن ينجحوا في اقامة احCCزاب جماهيريCCة وانمCCا سCCيكون وضCCعها وضCCع حزب الفرد الواحد الذي ال يملك اكثر من انفCCار من عائلتCCه او اصCCدقائه او ممن يدفع لهم من اموال امريكا ، ومن ثم فان طاقات القوى البشرية سوف تتCCوزع بين عشCCرات االحCCزاب المفتقCCرة للقواعCCد الشCCعبية وتنعCCدم فCCرص بنCCاء حركCCة جماهيرية قوية ومؤثرة وقCCادرة على التصCCدي لالسCCتعمار والتCCاثير الخCCارجي . انه التفتيت المنظم للقطر ليس بيد امريكا والكيان الصهيوني مباشرة بل على يد ابناءه الطCامحين للسCلطة والزعامCة بCاي ثمن وبCاي طريقCة فتCأتي امريكCا وتقدم لهم المال والدعم السياسي لتحقيق هذه الطموحات وهي تعرف سCCلفا انها مستحيلة التحقيق . اقنوم الليبرالية تظهCCر خطورتCCه هنCCا بصCCفته الضCCامن الرئيس لدغدغة المطامح االنانية والمطCCامع الخفيCCة للبعض وتنميتهCCا من اجCCل شرذمة الشعب وتبديد طاقاته الكفاحية لمنعه من الوصول الى حالة من القCCوة تنشCCأ عن توحCCد االرادات الوطنيCCة وهي حالCCة تمهCCد للتحCCرر وطCCرد االسCCتعمار واذنابCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCه .

- الجزء الرابع و العشرين :

[141]

Page 142: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

للتخلف مصائب كثCCيرة ولكن احCCدى هCCذه المصCCائب ال – اقنوم عقدة التخلف :8 يركز عليها رغم انها خطCCيرة وهي عقCCدة تقليCCد االخCCر المتقCCدم، فCCالكثير ممن يعادون امريكا سياسيا ترسب في قعCCر نفوسCCهم عقCCدة الدونيCCة تجCCاه الغCCرب، خصوصا تجاه امريكا، لدرجة انهم يتبنون افكار امريكا وانماط حياتهCCا، بCCل انهم يقلدون حتى حركات رؤوساءها! ومن اكCثر االشCياء بعثCا على الحCزن هCو ذلCك السلوك الشCCائن لبعض اليمنCCيين المعارضCCين المتمثCCل في اداء حركCCة امريكيCCة صرفة مع السالم الجمهوري اليمني يقCCوم بهCCا الCCرئيس االمCCريكي، وهي وضCCع اليد اليمنى على الجهة اليسرى من الصدر! لقد رايت ذلك المشهد يقلCCده بعض المعارضCCCCين في اليمن رغم ان احCCCCدا منهم لم يكن ال رئيسCCCCا وال نائبCCCCا في البرلمCCان! وزاد االمCCر في دالالتCCه حينمCCا قCCام اعضCCاء في المجلس االنتقCCالي الليبي، وهو مجلس تابع للنيتو، بعد اغتيال العقيد معمر القذافي بنفس الحركة

فقلدوا الرئيس االمريكي في طريقة االستعداد عند عزف السالم الجمهوري! 

دون ادنى شCCك فهل كان ذلك صدفة؟ ام انه تقليد ببغاوي منبعه عقدة الدونية؟ فان الصحفي اليمني الذي قلCCد بCCوش واوبامCCا بوضCCع يCCده اليمCCنى على الجCCزء االيسCCر من صCCدره عنCCد عCCزف السCCالم الجمهCCوري مصCCطفا مCCع زمالء لCCه من المعارضة كان يعبر اعمق تعبير عن عقدة الدونية تجاه الغرب، معتقدا بCCان هCCذا التقليد يكسبه القيمة بنظر ابناء اليمن! امCCا اعضCCاء المجلس االنتقCCالي الليCCبي فبدون شك انهم مدربون في مراكز التأهيل االمريكيCCة للقيCCام بهCCذه الحركCCات لتقديم فكرة تقول بان امريكا بكل ما فيها قد دخلت حياتنا بما في ذلCCك حركCCة

الجسم عند اداء التحية والسالم الجمهوري. واذا تركنا هذه المسألة الشكلية ذات الداللCCة السCCايكولوجية فاننCCا نجCCد انفسCCنا امام امر اهم واخطCCر وهCCو ان عCCددا ليس بالقليCCل من بين اكCCثر العCCرب تخلفCCا علميCCا وتكنولوجيCCا واجتماعيCCا يتبCCنى مفCCاهيم امريكCCا حCCول المجتمCCع المCCدني والليبرالية وال ينطق باربعة كلمات اال وتكون اثنCCان منهمCCا )منظمCCات المجتمCCع المCCدني( و)الحريCCات الفرديCCة(! ومصCCدر اسCCتغرابنا هCCو ان من يعيش في بلCCد متخلف اجتماعيا وثقافيا من المستحيل عليه ان يتبنى مفاهيما امريكية صCCرفة انتجهCCا مجتمCCع متقCCدم علميCCا وتكنولوجيCCا ولCCه تقاليCCد اجتماعيCCة مناقضCCة كليCCا

فكيCCCف يمكن مثال اقامCCCة منظمCCCات مجتمCCCع مCCCدنيلتقاليCCCد ذلCCCك المجتمCCCع. وديمقراطيCCة ليبراليCCة في مجتمCCع تسCCوده القبليCCة؟ ان القبليCCة هي النقيض العدائي والناقض الكامل لفكرة وتطبيق المجتمCCع المCCدني الن الCCوالء الحقيقي والرئيس هCو للقبيلCة وليس للدولCة وال للنقابCة وال للحCزب غالبCا، في حين ان مدنية المجتمع تفCCترض تطCCورا كبCCير في المجتمCCع يتمثCCل في التخلص الكامCCل والفعلي من صCCالت القبيلCCة والقريCCة والطائفCCة والمنطقCCة قCCدر تعلCCق االمCCر

بالقضايا العامة. اذن السؤال الذي يفرض نفسه هو : كيف تكون هنCCاك منظمCCات مجتمCCع مCCدني في مجتمع تسوده قوانين القبيلة وهي قوانين ما قبل االمة والوطنية والدولCCة الوطنية؟ في اليمن مثال تتصاعد نغمة وجCCود مجتمCCع مCCدني ومنظمCCات مجتمCCع

[142]

Page 143: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

مدني ويضعها البعض من شباب السCCلطة والمعارضCCة فCوق الدولCة! ومCا شCجع على ذلCCك هCCو المنظمCCات الCCتي انشCCأتها امريكCCا بمالهCCا ودعمهCCا مثCCل المعهCCد الديمقراطي اليمني، وقيCCام السCCفارة االمريكيCCة بادخCCال شCCباب وشCCابات كCCثر دورات تعلمهم كيف يعملون في مجتمع مدني ويقيمون منظمات مجتمع مCCدني وكيف يسقطون حكومات ب)طرق سلمية( وينظمون شCCبكات...الخ، ومنهم من منحت جCائزة نوبCل للسCCالم كرمCان توكCل، مCع ان مجتمعهم يختلCف كليCا عمCا تعلموه ودربوا عليه! والهدف واضCCح : اسCCتغالل عقCCد التخلCCف والشCCعور احيانCCا بالدونية لدى البعض عند التعامل مع الغCCرب فيكCCون الحCCل السCCحري هCCو تقليCCدالغرب خصوصا في موضوع الموضات السائدة فكريا وسياسيا وفنيا واجتماعيا. ان االدعاء بامكانية اقامة منظمCCات مجتمCCع مCCدني حقيقيCCة في اليمن، وغيرهCCا من االقطCCار العربيCCة القريبCCة منهCCا في مسCCتوى التطCCور، مسCCألة تبعث على االستغراب، الن القبيلة اقوى من الدولة او على االقل تشكل منافسا قويا لها، واالحداث االخيرة اكدت هذه الحقيقCCة حيث ان ابنCCاء القبائCCل حCCددوا مCCواقفهم بناء على امCCر شCCيخ القبيلCCة وليس امCCر رئيس الCCوزراء او رئيس الجمهوريCCة او قادة االحزاب غالبا، وهذه حقيقة معروفة ومن ينكرها يتعمد التزوير. لقد كانت وظيفة التضليل االمريكي للشCCباب، بفكCCرة وجCCود منظمCCات مجتمCCع مCCدني في اليمن يمكنها فرض ارداتها كما في امريكا الشمالية واتحCCاد اوربCCا، هي تحشCCيد االف الشباب خلف اهداف امريكا بصCCورة مموهCCة اوال، ثم عنCCدما يCCأتي الCCوقت المناسب يبدا الدور االمريكي في توجيه هذا النCCوع من الشCCباب الCCذي درب في معاهد امريكية في اليمن او في امريكا، واعCCد اعCCدادا جيCCدا كي يصCCبح مسCCتعدا للقتCCال دفاعCCا عن فكCCرة )انCCه ينتمي لمنظمCCة مجتمCCع مCCدني تناضCCل من اجCCل حقوق الناس( مع انه يقاتل ابناء شعبه ويدمر وطنCCه ويسCCفح دم رفاقCCه وابنCCاء عمومته دون الوصول حتى لربع ما حلم به الن ارض اليمن حاليا ال تصCCلح لنبتCCة

اسمها المجتمع المدني! وكما في اقنوم الليبراليCة فCان اختيCار امريكCا لتثقيCف شCباب عCرب بافكCار ال تصلح لمجتمعاتهم كفكرة المجتمع المدني واعداد عشرات الشباب للدعوة لذلك وتسCCخير عشCCرات الصCCحف والفضCCائيات للCCترويج لCCه وطمس االفكCCار والنظم المناسبة لدرجة تطور المجتمع يفضي الى نتائج خطيرة منها ان الشCCباب الCCذي يناضل ويضحي من اجل مجتمع مدني ويريد ان يسقط النظام القامته سCCيواجه سدا عاليا يمنع ذلك وهو ليس النظام بل البنى االجتماعيCة التقليديCة الطائفيCة والدينية والقبيلية والمناطقية، باالضافة لالمية والجهل المنتشران على نطCCاق واسع مع ان مفهوم المجتمCع المCدني يتطلب درجCة عاليCة من الثقافCة والعلم

واالنفتاح والتقدم في كافة المجاالت. ونظرا لمعرفة امريكا باستحالة قيام مجتمع مدني في اليمن االن فان اجهزتها االعالمية والثقافية تقوم بدغدغة عقدة الشCCعور بCCالتخلف وتصCCنيع حCCل مزيCCف لعقدة الجهل المموه بCوعي ببغCاوي سCطحي وتكريسCه عCبر االيهCام بمفCاهيم مثيرة للرغبة في سد النقص مثل اقامة المجتمع المCCدني في مجتمCCع مCCا قبCCل االمة وهو مجتمع من المستحيل ان ينشأ فيه مجتمع مدني حقيقي. لCCذلك نCCرى

[143]

Page 144: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان احد اهم اساليب تفتيت المجتمعات العربية هو اضفاء صفة عليهCCا ال تملكهCCا او نها متقدمة عليها بمراحل طويلة وفرض انماط من التفكير متناسبة مع هCCذا االضفاء فتكون النتيجة تفتيت المجتمع عمدا وتخطيطا، وشرذمته عبر االرتبCCاك والتعCCتيم على الهويCCة الحقيقيCCة والخلCCط بين المفCCاهيم، ممCCا يجعCCل ضCCبابية وغموض كل مظاهر المجتمع امCCرا حتميCCا. وهكCCذا يجCCد الشCCباب وغCCير الشCCباب انفسهم امام احباط وفشل كبيرين يزيدان حالة الضياع والدونيCCة بCCدل التخلص

منهما. هنا نواجه حالة كالسيكية تشبه حالCة )وضCCع الرجCل في غCير المكCCان المناسCب له(، وهذه القضية تحتاج لسرد قصة مهمة وذات دالالت وهي قصة عضو رابطCCة الشيوعيين اليوغسالف العميل للمخابرات االمريكيCCة ومCCا كلCCف بCCه. ففي زمن الCCرئيس اليوغسCCالفي الراحCCل جوزيCCف بCCروز تيتCCو كCCانت رابطCCة الشCCيوعيين اليوغسCCالف الحاكمCCة تعتمCCد على احCCد اعضCCاء المكتب السياسCCي وهCCو شCCخص مقرب جدا من تيتو االمين العCCام للرابطCCة ورئيس الدولCCة، ولCCذلك كCCان الوحيCCد الذي يوفد الى الخارج لتمثيCل يوغوسCالفيا في المCؤتمرات الدوليCة، وفي احCد االيCCام اعتقCCل من قبCCل المخCCابرات اليوغوسCCالفية واتهم بالعمالCCة للمخCCابرات االمريكية، فلم يصدق تيتو وظن االمر مكيدة دبرت له نتيجة الحسد والغCCيرة من احتالله موقع الرجل االكثر قربا له، فطلب تيتو جلبه اليه وواجهه وسCCأله : قCCل بصراحة هل اجبرت على االعتراف بانك عميل المريكا؟ فقال كال لقCCد اعCCترفت بمحض ارداتي، فسأله لماذا صرت عميال وانت مقرب مني وتحتل موقعا خطيرا في البلد؟ فقال : لم اكن اظن ان االمر سيصل للعمالة فقCCد حصCCل ان شخصCCا مCCا لحقCCني الى التCCواليت في بلCCد اجنCCبي كنت احضCCر مCCؤتمرا فيCCه وقCCال لي بصراحة هل تريد ان تصCبح عميال المريكCا؟ فطردتCه بشCCدة، وفي العCام التCالي وفي نفس المؤتمر لحقني مرة اخرى وكرر نفس الطلب، فطردته ايضCCا، لكنCCه كCCان ال يمCCل ففي كCCل عCCام كCCان يCCأتي ويسCCألني نفس السCCؤال، فبCCدات اهCCدأ وسألته ماذا تريد مني؟ قال ال نريد منك ان تقوم باي عمل يعرضCCك للخطCCر وال ان تكتب لنا تقارير، فسCCألته مCاذا تريCد اذن؟ قCال سCنعطيك ماليين الCدوالرات ونضعها باسمك في بنك خارج بلدك ال يعرف به احد، ولن نتصل بك ابدا، فعCCدت وانا حائر وسألته قل ماذا تريد اذن مCCني؟ فCCرد بCCبرود انت مسCCؤول عن توزيCCع المختصين على دوائر الدولة وتوفر لها ما تحتاجCCه من خCCبراء فCCاذا قمت بوضCCع الخبير في غCير مكانCه وخCارج اختصاصCه تكCون اديت لنCا الخدمCة الCتي نريCدها وندفع لك الماليين من الCCدوالرات، ولن يكتشCCفك احCCد فCCوافقت وبCCدأت بوضCCع الخبراء في غير اماكنهم فمثال اضع الخبير الزراعي في مصنع ميكانيكي، واضع

المهندس الميكانيكي محررا في جريدة ادبية وهكذا. وهنCCCا ادرك تيتCCCو خبث المخCCCابرات االمريكيCCCة الCCCتي ارادت اربCCCاك المجتمCCCع اليوغوسالفي وحرمانه من الخبرات رغم توفرها فيه عن طريق وضع الشCCخص في غCير مكانCه المناسCب. واالن تقCوم امريكCCا بCزرع افكCCار غريبCCة في رؤوس شCCباب منCCدفعين للتغيCCير، وهي تريCCد التغيCCير ولكن ليس كمCCا يريCCده الشCCباب، فامريكا تريد نشر الفوضى الهالكة وتقسيم االقطار العربية في سCCايكس بيكCCو

[144]

Page 145: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الثانية، بينما الشباب يريد اسقاط انظمة فاسCCدة ومسCCتبدة، فتضCCع المخCCابرات االمريكية لهم، دون علم اغلبهم طبعا، خرائط طريق مضللة وان بدت غير ذلك، ومنها خارطة ال توصل للتغيير المنشود بل تضع الشباب امام الفوضى المدمرة والمهلكة، نتيجة اصرارهم على اسقاط النظام دون وجود بديل لديهم له ودون امتالك القدرة على السيطرة على نتائج االحداث وتطوراتها، وهذه الحالة تشبه حالة العميل اليوغوسالفي الذي كان يضع المختص في عمل ال صلة باختصاصه. ولئن كان هدف امريكا في يوغوسالفيا انذاك هو تخريب المجتمCCع فCCان هCCدفها في الوطن العربي في المرحلة الحالية هCCو دفCCع الشCCباب السCCقاط النظم دون توفCCير القCCدرة لهم على اقامCCة البCCديل، مCCع عجCCزهم التCCام عن السCCيطرة على مجرى بركان الغضب الذي تفجر، فيكون دورهم دور الحادلة التي تمهد الطريق لوصول اخرين غيرهم للسلطة. هذا ماحصل في تونس ومصر، وهCCذا مCCا حصCCل

في ليبيا وما يتوقع ان يحصل في سوريا واليمن اذا سقط النظام. انها في صميم الرغبة في اكتساب اين تكمن عقدتا التخلف والشعور بالدونية؟

صفات تمثل موضة العصCCر فلكي يغطي الشCCخص احساسCCه بالدونيCCة والتخلCCف فانه يلجأ لحيلة ساذجة وهي تتبع وتقليد خطوات االكثر تقدما مع انه يعرف انه العدو وهنا تكمن ماساة هؤالء الشباب، فهم يعرفون ان امريكا هي العدو وانها هي من نصبت اغلب الحكام وهي من حمتهم من الشعب لعCCدة عقCCود وهي من شجعتهم على ممارسة الديكتاتورية وزودتهم بوسائل القمع الحديثة، لكنه اكCCثر من ذلCCك وفCCوق ذلCCك يريCCد ان يبCCدو عصCCريا ويفهم لغCCة العولمCCة ومبتكCCرات ومخترعCCات العصCCر ومنهCCا االنCCترنيت وغCCيره، وبCCالطبع فCCان مفCCاهيم المجتمCCع المدني والليبرالية وزوال الحدود وتماثل القيم تصبح بالنسبة له حقيقة واقعCCة

مع انها زيف ووهم. لقد أصبح العالم اصبح بعد انتهاء الحرب الباردة اكثر تناقضCCا واشCCد صCCراعا بين المفاهيم والقيم، واصبحت البربرية والتوحش هما ابCCرز سCCمات العصCCر فاعيCCد البشر رغما عنهم الى اوضاع تم تجاوزها منذ قرون ومنها وضع شCCريعة الغCCاب وتجريCCد االنسCCان من بدلCCة التمCCدن والحضCCارة وعودتCCه للبس جلCCد الCCذئب او الخروف، ولذلك انشطرت قيم العالم الى عدة اقسام واصبحت عبارة عن كتCCل من التناقضCCات غCCير القابلCCة للتوفيCCق وال يربCCط بينهCCا سCCوى ان البشCCر الCCذين

يعتنقونها يعيشون على نفس الكوكب. تصوروا ان اليمنية محكوم عليها ان ال تظهر اصابع قدميها وال اصابع يديها وان تغطي وجهها ومع ذلك يطلب منها ان تصبح نشطة في مجCCال مسCCاواة المCCراة او تحررهCCا الكامCCل في قفCCزة كبCCيرة نحCCو المجهCCول، كمCCا تعلمهم المعاهCCد االمريكية في امريكا وفي اليمن! نعم انهCCا فكCCرة مدهشCCة ومغريCCة ولكنهCCا في اليمن لعبة قاتلة الن المجتمع منغلق والمراة فيه محكومة بفتاوى رجال الCCدين وتقاليد صارمة للمجتمع. ومع ذلك فان االغراء قويا الى درجة انه يCCدفع البعض لتناسCCي انCCه يمCCني ومحكCCوم بانمCCاط التفكCCير في اليمن، ولCCذلك يقCCع فريسCCة لتناقض صارخ بين تطلCCع صCCميمي وبين مجتمCCع مغلCCق يقمعCCه حCCتى االن. ومCCا

قلناه عن اليمن يقال ايضا عن السعودية وغيرها.

[145]

Page 146: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان امريكا وهي تCCدرب الشCCباب والشCCابات هنا البد من أبراز حقيقة مهمة جدا : على افكار وقيم متقدمة على مجتمعاتهم التهدف الى اعدادهم لتحقيق التغيير المطلوب، وهو تغيير ضروري الن مساواة المCCراة وتحريرهCCا من قيCCود التخلCCف والقمع ضرورة وطنية وانسانية، بل ما تفعله - امريكا - هو زرع االلغCCام ممثلCCة باالوهام، الCCتي تعCCرف انهCCا سCCتنفجر بقCCوة مCCدمرة مCCا تبقى من اسCCتقرار في المحتمع، واطالق موجات غضب وصراعات حادة بين ابناء الشعب الواحد بسCCبب االختالف حCCول مسCCألة اجتماعيCCة ال تحCCل بCCالقوة وال بCCالفرض بCCل بCCالتطور التدريجي والهادئ، لكن اختيار امريكا لفئCCة من الشCCباب دربت واعCCدت وغسCCل

يجCCر الى دماغها لقيادة التغيير الفوري والعنيف، مهمCCا ادعى هCCؤالء السCCلمية، ان المعارضCCة طرح شعارات لن توصل اال الى الفوضى وهو مCCا تريCCده امريكCCا.

اليمنية مثال تتجمع حول حزب االصالح )االخوان المسCCلمين( وهCCو حCCزب ظالمي ورجعي بصورة كاملة، ولذلك فان تحرير المراة متناقض مCCع هويCCة هCCذا الحCCزب وبرنامجه السياسي، فما الذي يحصل حينما يستخدم هذا الحزب شعارات تCCدعم المراة وهو ال يريد فعال ذلك؟ طبعا التشرذم داخل هذه الجماعCCات وليس فقCCط

الصراع بينها وبين القوى الوطنية التقدمية. واالهم ان الهدف لن يتحقق فتحرير المراة في هذه المرحلة بالذات لن يحصCCل ابدا في مجتمع كالمجتمع اليمCCني والمجتمCCع السCCعودي، والمجتمCCع المCCدني لن يقام على االطالق لعدم توفر شروطه الموضوعية، والديمقراطية الليبرالية لن تفضي اال الى الفوضى الهالكة الن التربية االجتماعية تربيCCة هجينCCة تتCCالف من ثقافة بقايا االقطاع ومن رأسمالية مشوهة وناقصة، باالضافة للتقاليد العربيCCة

هCل نسCيتم القبلية وغيرها، وهي تربية ال تسمح بممارسة ديمقراطية حقيقية. ما حصل في العراق من اثام بعد الغزو تحت اسم الديمقراطيCCة مCCع ان التطCCور

االجتماعي في العراق متقدم على مثيله اليمني والسعودي؟ امريكا تزرع االفكار غير القابلة للتطبيق وتروجهCCا وتCدعمها بقCوة وهي تعCCرف انها لن تنمو او تتحCول الى واقCع، بCل كCل مCا سيحصCل، وحصCل بالفعCل، هCو ادخال المجتمع، الذي كان مستقرا على قاعدة التقاليد المتخلفة وكان التطCCور يحصل ويسير ولو ببطء، في مرحلة التخبط والصراعات المعقدة والدموية غالبا وانهيار منظومات القيم التي تحكم المجتمCCع وتضCCمن وحدتCCه واتسCCاق حركCCات

سيره. بأقCCانيم الخCCراب الثالثCCة، العمامCCة والليبراليCCة وعقCCدة الدونيCCة، تريCCد امريكCCا والصهيونية واالستعمار االوربي وايران اعCCدام هويتنCCا وزوال اسCCتقرارنا وفقCCأ عيوننا باظافرنا وحلول الكوارث بنا واحدة اثر اخرى، فمCCا ان ننتهي من واحCCدة ونظن اننا نجونا فاننا نواجه كارثCة اخCرى اشCد هCCوال واطCول زمنCCا : فالعمامCة تفتت الناس بالطائفية، والليبراليCCة تفتت باالنCا الفرديCة التشCCرذمية، والدونيCCة تفتت بالتقليد االعمى الذي يتناقض مع الواقع وينقضه وبالتصلب الذي يعد الية

دفاع الدونية عن نفسها لمنع اكتشافها. ماذا ترون بعد مئات الصCCفحات من التحليCCل والوثCCائق والمواقCCف والمالحظCCات واالستنتاجات؟ اننا بازاء شCيطان رجيم خطCط لجعلنCا ال نسCير اال فCوق الغCام،

[146]

Page 147: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

لذلك فان النجاة مشروطة بعدم دوس االلغام وهذا لن يتم اال بمعرفCة مCا يCدبر لنا في الظالم واكتشاف خارطة االلغCام ونشCCرها لتجنب الCدوس عليهCا، وهCذه الدراسة كانت محاولة لتسليط الضوء على اماكن االلغام، وامل انها بتفاصCCيلها

. وما تبقى هو االسCCتنتاجات الختاميCCة الCCتي نلخص فيهCCا اهم مCCاالكثيرة مفيدةتوصلت اليه هذه الدراسة.

-الجزء الخامس و العشرين: 

مالحظات واستنتاجات ختامية من الضCCروري تثCCبيت اهم االفكCCار والحقCCائق واالسCCتنتاجات والمواقCCف الCCتي

تبلورت او طرحت اثناء التحليل والعرض الجل اكمال الفائدة : ان اهم واول مالحظCCة يجب تثبيتهCCا  – النصر او النصر وال شيء غCCير النصCCر :1

بعد عCرض شCامل لمCا خطCط لCه االعCداء ولمCا ينفذونCه بنجCاح او بفشCCل، هي مالحظة اننا كطليعة مقاتلة لهذه االمة العظيمة تحارب االمبريالية االمريكية بال

وحCCتى االن مصCCممون على مواصCCلة1991توقف وبال هوادة عسكريا منذ عCCام القتال بالبندقية والقلم حتى النصر الحاسم وطرد الغزاة ودفن كل مشاريعهم التقسيمية، وهذه الطليعة القومية العربية مقتدرة وبمستوى التحدي التCCاريخي النها هي، وليس غيرها، التي قتلت المشروع االمبراطوري االمCCريكي العCCالمي عندما تورط قادة المشروع في غزو العCCراق معتقCCدين ان غCCزوه سيضCCيف لهم قوة حاسمة لبدء علميات متعاقبCCة في الغCCزو واسCCقاط االنطمCCة العربيCCة كلهCCا ودون اي استثناء وطنيCCة او تابعCCة، لكن ارادة شCCعب العCCراق العظيم وتصCCميمه على الدفاع عن هويته الوطنية وانتماءه القCCومي وحريتCCه واسCCتقالله وسCCيادته ومنع نهب ثرواته كانت العامل الحاسم في دعم وتوفير فرص القتال الملحمي المستمر والذي في جر امريكا الى قبرها االخير وليس الى اقامCCة امبراطوريCCة

الشر االخطر في التاريخ االنساني. نعم نحن طليعة االمة العربيCCة مصCCممون على دحCCر االمبرياليCCة االمريكيCCة ومن يقف معها من اوربيين وعCCرب وعجم، ونحن نعCCرف )عقب اخيCCل( - اي منCCاطق الضعف – في هذه القوى وسنضرب عليCCه ونكCCرر الضCCرب حCCتى ينتهي الصCCراع بانتصار امتنا العربية، لذلك فمن تصور انني بعرض ما حققتCCه القCCوى المعاديCCة ابعث اليأس وانشر التشائم مخطئ، فما لم نعرف الحقائق كاملة ومCCا لم ننهي فترة خداع الذات وتصوير انفسنا فوق الهزيمة ثم نهزم، ونعرف نقCCاط ضCCعفنا مثلما نعرف نقاط قوتنا، ومالم نفهم العدو وكيف يخطط وكيف ينفCCذ خططCCه، واالهم معرفة كيف يغير خططه وينتقCCل من خطCCة الى اخCCرى ومن تكتيCCك الى

اخر تبعا لتطور المعركة فاننا محكوم علينا بالفناء. المطلوب بال ابطاء او استثناء المعرفة التفصCCيلية بالعCCدو والصCCديق وبانفسCCنا، قدرات وامكانات وممكنات، نقCاط ضCCعف ونقCاط قCوة، االحتمCاالت المتناقضCة لنأخذها في الحسبان ما لم نفعل ذلCCك فاننCCا لن ننتصCCر حCCتى لCCو هزمنCCا العCCدو المشCCترك عسCCكريا، الن المهم هCCو اقCCتران النصCCر العسCCكري بمعرفCCة بيئتCCه وتعقيداته واحتماالت تطور النصر الى هزيمCCة. بهCCذا الفهم كتبت وتنCCاولت كCCل شيء ما يفرحنا وما يزعجنا، الننا لسCCنا في حفلCCة زواج ال تهCCدد امCCة اذا اطلCCق فيها الرصاص عشوائيا بل الننا نمسك امة من يديها واالعداء يدفعونها للهاوية، وعلينا ان نمنع سقوط االمCCة فيهCCا، وان نجCCر االعCCداء الى الهاويCCة، كمCCا فعلت

النصCCر وال شCCيء غCCير النصCCر خيارنCCا المقاومCCة الوطنيCCة العراقيCCة مCCع امريكCCا.[147]

Page 148: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وهدفنا وليس ثمة بين النصCCر وتحقيقCCه اال االرداة الفوالذيCCة للطليعCCة العربيCCة المناضلة في العراق والتي تشكل عنوان فخر وعبقرية االمة العربيCCة في هCCذه

المرحلة التاريخية الخطيرة من الصراعات غير المسبوقة. ان انتصار المقاومة العراقية المسلحة على امريكا يتحقCCق بخطCCوات ثابتCCة وان كCCانت بطيئCCة نسCCبيا، ومCCالم نكمCCل االنتصCCار في العCCراق فلن نسCCتطيع، ولن يستطيع غيرنا، انقاذ بقية اقطار االمة التي تتعرض للتقسيم والفتن الطائفيCCة والعرقية والسياسية التي تحركها امريكCا وايCران والCنيتو واسCرائيل بمسCاعدة حكام عرب وتركيا. المدد عراقي الهويCCة والطبيعCCة واالنقCCاذ يCCأتي من العCCراق، فكما بدأت الكارثة بالعراق حربا عليه وغزوا له من اجل انهCCاء وجCCوده الوطCCني والقCCومي، فCCان الفCCرج سCCيأتي من العCCراق. لهCCذا نقCCول لكCCل عCCربي صCCدمته االنكسارات المتعاقبة تذك|ر ان العراق مازالت فيه مقاومة تقاتل امريكا وتلحCCق بها الهزائم رغم كل التعتيم والتزوير، وتCCذكر ان من صCCمد تسCCع سCCنوات امCCام امريكCCا واوصCCلها الى قبرهCCا النهCCائي قCCادر على تحويCCل الكCCوارث الحاليCCة الى

انتصارات تاريخية حاسمة. هذه هي المالحظة االولى التي نرجو االنتباه اليها ونحن نناقش كCCوارث االمCCة. وارجو تذكر مCا كنت اكتبCCه واقولCه عقب كCCل مقCال او محاضCCرة في السCCنوات العجCCCاف السCCCابقة، ويعCCCرف ذلCCCك االالف من االخCCCوة والرفCCCاق، واكCCCرر االن

النصر او النصر وال شيء غير النصر. القول : 

2– حينمCCا نتحCCدث عن وجCCود مخطCCط : بؤس نظرية تبعيCCة الطليعCCة للجمCCاهير  امريكي – صهيوني - ايCCراني – تCCركي – اوربي مشCCترك عمCCاده تفCCتيت االقطCCار العربية واعادة استعمارها وتقاسمها، وان ما يحدث انما هو تنفيذ لهCCذا المخCCط ارجو االنتباه الى ان ذلك ال يعني ابدا، وال يجوز ان يفسر باي شCCكل او طريقCCة على انCCه انكCCار لCCدور الجمCCاهير العربيCCة والمنتفضCCة ضCCد االنظمCCة الفاسCCدة واالستبدادية، وال انكار لقدراتها الخالقة في التغيير والثورة الشعبية، وال تنصل من حقيقة اننا نمثل ارداة الشCCعب ونسCCتهدي بمصCCالحه االساسCCية، فكCCل ذلCCك ليس موضوعنا وال هو مصدر الخالفات، موضوعنا االصلي هو كيفية التعامل مCCع مCCا يجCCري بCCوعي سCCتراتيجي عميCCق وليس بهبCCات عاطفيCCة وانفعاليCCة تخسCCرنا

الهدف البعيد وال توصلنا اليه مهما قدمنا من تضحيات غالية. لقد عبرت الجماهير العربية في الشهور التسCعة الماضCية عن مواقCف بطوليCة اعادت الروح لالمة كلهCCا من المحيCCط الى الخليج العCCربي، بعCCد فCCترة يCCأس من اسقاط الديكتاتوريات، وانهت فترة اليأس من القدرة على اسقاط االنظمCCة او مواجهتها واسقطت حاجز الخوف منها وشرعت بمسيرة تاريخية عظيمة سوف تكون نهايتها تاريخية ايضا، لكن ما يجب عCCدم اهمالCCه او انكCCاره، اذا اردنCCا ان ال نخدع ذواتنا، هو ان من فجر االحداث – ياستثناء الحدث التونسCCي الكبCCير - ومن يحدد مسCCاراتها ونهاياتهCCا ومن ينصCCب البCCدائل في الحكم ويقCCرر شCCكلها ليس

الجماهير وال الشباب بل امريكا ومن يتعاون معها في تنفيذ خططها. هذه حقيقة بCCارزة رأيناهCCا في تCCونس ومصCCر وليبيCCا ونCCرى بوادرهCCا في اليمن

اذن لسنا هنا بصدد انكار دور الجمCCاهير، وسوريا، تماما كما رايناها في العراق. وال نحن بصدد الحط من شأن انتفاضاتها الوطنية الباسلة بل نحن بصدد التنبيCCه لحقائق الصراع ودور كل طرف فيه، كي نعCCرف الحقيقCCة من منطلCCق معCCروف وهو الحكمة القائلة )معرفة العدو كسCCب لنصCCف المعركCCة(، وانCCا كنت ومCCازلت

[148]

Page 149: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

منذ عقود ابدأ بعرض ما يخطط له االعداء قبل ان اقCCترح مCCا يجب فعلCCه، وتلCCك هي الخطوة االولى على الطريق الصحيح والتي يحب ان تعقبها خطCCوة ال مفCCر منها وهي اننا يجب ان تكون لCCدينا سCCتراتيجيات مضCCادة لسCCتراتيجيات االعCCداء، فالوطنيCCة والشCCجاعة واالسCCتعداد لالستشCCهاد ال تكفي في صCCراعات معقCCدة وتاريخيCCة، فالبCCد من المعرفCCة التفصCCيلية بمCCا يضCCمره االعCCداء حقCCا وليس مايظهرونه، والبد من التخطيط لصراعنا ومعرفة مراحلCCة وتغييراتCCه وانتقاالتCCه

من جبهة الخرى ومن هدف الخر. نحن حزب الجماهير كما نحن طليعتها المقاتلة الCCتي تجCCاوزت الخطCCوط الحمCCر الCCتي وضCCعتها لنCCا قCCوى الغCCرب االسCCتعماري والصCCهيونية منCCذ مطلCCع القCCرن العشCCرين ونجحنCCا في العCCراق في تحقيCCق قفCCزات عظمى في مجCCاالت بنCCاء االنسان وتحريره من العوز المادي والفقر واالمية والمرض وبناء قدراته العامة والمتخصصة في مجاالت العلم والتكنولوجيا، وهذه هي االسباب الحقيقية التي اجبرت القوى المعادية على استهداف العراق وشCCن الحCCروب عليCCه مباشCCرة او بواسطة ايCCران من اجCCل اعCCادة العCCرب للخيCCام والبCCداوة. لCCذلك فنحن ال نخCCدع الجماهير عندما تكون محاطة باالعCCداء او تتعCCرض لخCCداعهم وتضCCليلهم وهي ال تدري على وجCCه الدقCCة من هCCو العCCدو ومن هCCو الصCCديق فنقCCول لهCCا الحقيقCCة ونساعدها على كشف الوجوه ومصادر الخطر، او عندما تعتقد الجماهير بفكCCرة خاطئة فان الطليعة توضح اين يكمن الخطCCأ واين نجCCد الصCCواب، فكوننCCا حCCزب الجماهير وطليعتهCCا ال يعCCني ابCدا التمCاهي مCع كCCل مCا تطرحCه الجمCاهير، الن الطليعة لها دور وهو قيادة الجماهير، واال ما معنى الطليعة؟ وما ضرورة وجCCود

حزب ثوري اذا لم يكن يقود الجماهير؟ ان الف بCCاء الCCوعي السياسCCي يؤكCCد ان الجمCCاهير ليسCCت كلهCCا واعيCCة، ففيهCCا الواعي وفيها المتخلف، وفي الوسط الجماهيري كل انواع التخلCCف واالمCCراض الخطCCيرة اجتماعيCCا ولCCذلك فانهCCا لم تسCCتطع تحريCCر نفسCCها من تلCCك االوضCCاع الفاسCCCدة، كمCCCا ان السCCCتراتيجيات الكCCCبرى للقCCCوى المختلفCCCة، وهي محCCCرك الصراعات، يفهمها الخبراء والمثقفون وليس االنسان البسCيط خصوصCا حينمCا تتدخل المخابرات بهدف التضليل واخفاء الحقائق وهي عملية طبيعيCCة في كCCل

صراع، ولهذا فان الجماهير تحتاج لمن ينور لها الطريق. ان الوعي الجماهيري العام وعي يرى غالبا خطوة واحدة الى امCCام لكنCCه يعجCCز غالبا عن رؤية ما بعد تلك الخطوة من خطوات متعاقبة وحتميCCة الكمCCال النصCCر او ضمانه، وهذا ما رايناه في وعي الجماهير الCCتي انتفضCCت في تCCونس ومصCCر حيث اسCCCقطت الجمCCCاهير النظCCCام الفاسCCCد ولكن من قطCCCف الثمCCCار لم يكن الجماهير وال قواها الوطنية بل نفس رجاالت النظام! وهنCCا يCCأتي دور الطليعCCة الثورية في تسليط االضواء وتبيان الحقCCائق وتبديCCد االوهCCام وتحديCCد االخطCCاء، ولو لم تكن االمور هكذا فال مجال لتحقيق التقCCدم والحريCCة. ان احCCداث التCCاريخ العظمى تؤكد ان كل حركة تاريخية عفوية كCCان مصCCيرها الفشCCل والCCردة، كمCCا تؤكد بالمقابل بان التغييرات العميقة والثابتة في التاريخ كانت نتCCاج التخطيCCط الستراتيجي والعقيدة الواضحة، انظروا كيف انتصر االسالم وانتشCCر، لقCCد كCCان العمCCCل السCCCتراتيجي المنظم هCCCو مفتCCCاح النصCCCر في الCCCدعوة االسCCCالمية

من هنا فان دور الطليعة ليس االنسياق وراء كل ما تطلبه الجمCCاهير المحمدية. او تظن انه صحيح وضروري، بCل هCو دور القائCد الCذي يعCرف بعمCق وشCمولية خطط االعداء وتكتيكاتهم ومناوراتهم وطCCرق عمCCل مخCCابراتهم، ولديCCه تجCCارب

[149]

Page 150: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تمكنه من توقع خطوات االعداء ويسCتعد لهCا بخطCوات مضCادة وبطCرح اهCدافستراتيجية مدروسة بدقة وبعمق وهدوء.

بهذا المعنى فان الطليعة الثورية ليست نسخة مكررة من الجماهير على صCCعيد الوعي والقدرات القيادية بCCل هنCCاك فCCارق كبCCير في درجCCات الCCوعي ونوعيتCCه، فالجمCCاهير تحركهCCا العواطCCف، حCCتى وهي تطCCالب بتحقيCCق اهCCداف مشCCروعة وصحيحة، وهي تسعى لحلول عامة غير محددة المالمح وغير واضحة قد تورطها في نتائج لم تكن تريدها او تتوقعها، وهذا ما راينCCاه في تCCونس ومصCCر مCCؤخرا، بينما الطليعCCة لCديها خCبرات وتجCارب ورؤيCة سCتراتيجية تسCCتخلص من عقيCCدة سياسية واضحة، لذلك تكون عارفة ليس بمCCا تريCCد فقCCط بCCل هي تعCCرف طCCرق تحقيقه وكيفية ردع القوى المعادية الCCتي تتCCدخل اثنCCاء الصCCراع او قبلCCه الجCCل تحقيق اهداف استعمارية، وهذا االمر رأيناه في الديانات والحركCCات االصCCالحية في العالم وقراناه في التاريخ، فالبد من طليعCCة او قائCCد تCCاريخي يبCCدا مسCCيرة

التغيير ويقود الجماهير نحو غد افضل. في ضوء ما تقدم فان االفكار الشعبوية الساذجة التي قالت باننا يجب ان نكون مع الجماهير في كل ما تطرحة وان نسير وراءها هو قول ليس خاطئا فقط بل هCCو خطCCير جCCدا ليس فقCCط النCCه يلغي دور الطليعCCة، وهي ضCCمانة االنتصCCار الرئيسة، بل النه ايضا يسمح بCCامرار خطCCط االعCCداء تحت غطCCاء الجمCCاهير كمCCا يحCCدث االن في عCCدة اقطCCار عربيCCة اسCCتغلت فيهCCا امريكCCا ومن معهCCا الظلم واالستبداد والفساد من اجل اشعال حروب اهليCCة عربيCCة وليس فقCCط اسCCقاط

االنظمة. ومن حسن الحظ ان ما يقع من فواجع عربية قد اقنع الماليين، الCCتي انتفضCCت ورأت في البدايCCة ان مطلب وجCCود سCCتراتيجية واضCCحة للتغيCCير وحتميCCة وجCCود طليعة منسجمة وواعيCCة ليس ضCCروريا وبعضCCهم وصCCفه بانCCه )تCCرف فكCCري(!!! نقول ان ما يقع اقنع الماليين بان التخطيط ووجود سCCتراتيجية وتنظيم شCCعبي قCCوي ضCCرورة ال غCCنى عنهCCا ابCCدا بعCCد ان رات بعينيهCCا كيCCف تم السCCطو على االنتفاضCCتين الوطنيCCتين في تCCونس ومصCCر ومنCCع الشCCعب من جعلهمCCا وسCCيلة التغيير الحقيقي وليس التغيير الذي تريCCده امريكCCا واوسCCاط اوربيCCة واسCCرائيل وايران الصفوية وتركيCCا الطورانيCCة. وزاد االقتنCCاع بين المثقفين العCCرب بخطCCأ نظرية السير االعمى خلف الجمCCاهير عنCCدما رأى هCCؤالء ان الCCدم العCCربي الCCذي يسفك بغزارة فيقتCCل يوميCCا العشCCرات في ليبيCCا وسCCوريا واليمن تجCCاوز حCCدود المقبول من اجل التغيير الداخلي وصار الوضع وضع حرب اهلية مدمرة ال صCCلة لها باقامCCة الديمقراطيCCة والعدالCCة وانهCCاء الفسCCاد وانمCCا هي الهCCدف االسCCاس

للصهيونية وامريكا وقوى اقليمية تعادي العرب. االن هنCCاك نCCوع من الصCCدمة الجماهيريCCة بعCCد ان جCCيرت االنتفاضCCة لخدمCCة مخططات امريكا والصهيونية في نشر الفوضى الهالكة، فقد تحولت االنتفاضة في تونس ومصر الى صراعات طائفية وسياسية مCCدمرة، خصوصCCا بعCCد وصCCول حركة النهضة اليمينية، المرتبطة بامريكا والممولة من قبل انظمCCة الخليج، الى السلطة في تونس مع ان ذلك يعني بCCدء مرحلCCة تCCدمير منظم لكCCل مCCا حققتCCه تCCونس من تقCCدم وعمCCران ومدنيCCة خالل فCCترة االسCCتقالل واعادتهCCا للقCCرون الوسطى رغم كل تصCCريحات الغنوشCCي المطمئنCCة الن الCCذي يقCCرر هCCو امريكCCا

وليس الغنوشي او غيره وامريكا تريد شرذمة كل االقطار العربية.

[150]

Page 151: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كما ان الصدمة الجماهيرية نتجت عن تحول تظاهرات اليمن وسوريا الى حCCرب اهلية حقيقية يقتCCل فيهCCا العشCCرات يوميCCا وهCCو امCCر غCCير مCCألوف وال مقبCCول جماهيريا، واخيرا كان احتالل ليبيا من قبل النيتو الصدمة المروعة التي كشفت حقيقة االسالمويين هناك، فقد قام النيتو، كما اعترفت امريكا وفرنسا رسميا، بزج قواته االرضية الخاصة في عملية احتالل طرابلس واسقاط النظCCام الليCCبي ووقCف خلCف السCتار يCدفع كتCل متوحشCة من الليبCيين )السرسCرية( باللهجCة العراقية و)الزعران(، باللهجة الشامية، الرتكاب جرائم يقشعر لها بدن االنسان الطبيعي باسم الثورة، مثCل اغتصCاب القCذافي وهCو شCيخ في السCCبعين ودس قضيب في مؤخرته وتعذيبه حتى الموت وتصوير ذلك كلCCه وتوزيCCع االفالم على العالم، وتكرار ذلك مع ابنه المعتصم ووزيCCر دفاعCCه ثم نبش قبCCور ام القCCذافي وعمه واقرباءه وحرق العظام، كل ذلك شكل صدمات متعاقبة للجماهير العربية اربكتها وتركت نوعا من اليأس والخوف من المسCCتقبل الن البCCديل الCCذي تريCCد امريكا فرضه هو عصابات متوحشة الى اقصى درجات التوحش وال تعرف معنى الرحمCCة والCCدين واالخالق وكCCل مCCا تعرفCCه هCCو التخCCريب والقتCCل واالغتصCCاب الجنسي لكل مخلوق كبيرا او صغيرا امراة او رجل، ومع ذلك تتستر باسCCم اللCCه

والدين! دعونا االن نCCترك زيCCارة محمCCود جبريCCل، رجCCل امريكCCا االول في ليبيCCا، للعCCراق ومباركته لالحتالل وتقصCCده طلب الخCCبرة من المCCالكي وتجربCCة تCCدمير العCCراق، وهو تطور يقدم لنا بوضوح حقيقة ان مCCا يجCCري في ليبيCCا هCCو احتالل امCCريكي

مموه قليال لكنه واضح وضوح الشمس. اين ذهبت قدرات الجماهير، وهي بالتأكيد هائلة، التي تناضCCل بال طليعCCة واعيCCة ومنسجمة وبال سCCتراتيجية على اكمCCال مسCCيرة اسCCقاط النظCCام وايصCCالها الى

ال شيء ابCCدا سCCوى رطانCCة فارسCCية او دنCCدنات هدف اقامة نظام وطني بديل؟ تركيCCة في اروقCة امريكيCCة – صCCهيونية، فيمCا انهCCر الCدم العCCربي تسCCفح بكCCرم

لقد اكدت الشهور التسع الماضية بؤس نظرية السير وراء الجماهير الحدود له! ونحن مغمضي العيون، هذه النظرية البائسة ورطت الكثير من الناس الوطنيين في كارثة االسهام المباشر في تنفيذ خطط امريكا والكيان الصهيوني القائمCCة على نشر الفوضى الهالكة لتكون الممهCCد الطCCبيعي لتقسCCيم االقطCCار العربيCCة واحدا بعد االخر، على ان تكون نقطة البدء في ذلك هي اسقاط انظمة مدعومة امريكيCCا لكنهCCا اسCCتنفدت اغراضCCها وجCCافت وفCCاحت روائح عفنهCCا فاسCCتحقت الزوال، وبما ان امريكا تريدها )شعبية عربية(، وليس غزوة امريكية كمCCا حصCCل في العراق لتجنب نشوء مقاومCCة مسCCلحة شCCاملة، فCCان اسCCقاط االنظمCCة كCCان يجب ان يكCCون مقدمCCة السCCقاط االمCCة قطCCرا بعCCد اخCCر في جحيم التقسCCيم

والشرذمة. ان احCداث التCاريخ العظمى الCتي غCيرت حيCاة النCاس جCذريا لم نكرر التأكيCد :

تحصCCل بالعفويCCة على االطالق بCCل بالتخطيCCط والCCوعي السCCتراتيجي العميCCق وبوجCCود الطليعCCة المعتمCCدة على جمCCاهير عريضCCة، هCCذا ينطبCCق على الCCدعوة المحمدية الخالدة التي كانت نضاال مخططCCا مCCر بمراحCCل متعاقبCCة مختلفCCة وتم ترتيب االولويات واالهداف طبقا لخصوصCCيات او بيئCCات معينCCة. وينطبCCق كCCذلك على حركات االصالح السياسي واالجتماعي الكبرى التي تركت اثارهCCا العميقCCة في حياة الناس. وبالمقابل فان التاريخ يؤكد بان انتفاضات عفوية او فوضCCوية

[151]

Page 152: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كCCان مصCCيرها الفشCCل والعجCCز عن تحقيCCق اي هCCدف رئيس وتمهيCCد الطريCCقلوصول بدائل اخرى غير التي كان يريدها الشعب مثل الثورة الفرنسية.

واخيرا البد من طCCرح اسCCئلة مؤلمCCة : هCCل الجمCCاهير الCCتي يجب السCCير خلفهCCا وعدم االعتراض عليها هي التي رأيناهCCا في ليبيCCا تمCCارس انواعCCا من السCCلوك

حCCتى الحيCCوان المفCCترس؟ وهCCل الجمCCاهير هي تلCCك الCCتي شCCاركت في يأبCCاه انتخابات اقامها االحتالل في العراق الضفاء الشرعية عليه؟ وهل الجماهير حقا هي التي ترفض اي حل سلمي للحرب االهلية في اليمن وسCوريا مCع ان الحCل السلمي مضمون ومشروط بتغيCCير سCCلمي للنظCCام بضCCمانات دوليCCة واقليميCCة، ومع ذلك يصر هؤالء على التصCCعيد العسCCكري تحت شCCعار سCCاذج هCCو )سCCلمية(،

وتكون النتيجة استمرار الحرب االهلية ومواصلة موت االف العرب اسبوعيا؟ سCCيكتب التCCاريخ قريبCCا جCCدا ان احCCد اهم اسCCاليب المخCCابرات االمريكيCCة كCCان استخدام الجماهير المحرومة والمضطهدة – بدل الغزو العسكري - في اسCCقاط االنظمCCة مCCع وجCCود قCCرار مسCCبق بحرمCCان الجمCCاهير من القCCدرة على تحقيCCق

الهدافها الحقيقية.5/11/2011

-الجزء السادس و العشرين-خطايا عقدة الهزيمة

3– دون ادنى شCك فCان عقCدة الهزيمCة تلعب دورا تخريبيCCا في عقدة الهزيمة :  الوسط الوطني العCCربي، فبعض المثقفين العCCرب، الCCذين كCCانوا دائمCCا مناهضCCين لالستعمار واالمبريالية والصهيونية، اندفعوا في تأييCCد مCCا يحCCدث منCCذ مطلCCع هCCذا العCCام دون تCCدقيق بهويCCة الحCCدث ومن هندسCCه ومن يتحكم بمسCCاره ومن يحCCدد شعاراته واهدافه، الن همهم وهCCدفهم الطCCاغيين كانCCا المشCCاركة في مظCCاهرات جماهيرية حاشدة تريد اسCقاط انظمCة لم يCترك الفسCCاد والديكتاتوريCة، والتبعيCة غالبCا، فيهCا زاويCة نظيفCة، فهCل هCذا هCو دور المثقCف العCربي؟ وهCل الثقافCة الثورية، وهي اهم عناصر الوعي الستراتيجي، تسمح بCCاالنجرار وراء احCCداث قبCCل

فهمها بصورة صحيحة وستراتيجية؟ وهل نطرب لكل عزف مزمار؟ 

لقد اثبتت االحداث في الشهور العشرة الماضية بان الكثCCير من المثقفين العCCرب ليسوا سوى وعاء او ارشيف معلومات وليسوا مثقفين بالمعني الوظيفي لمعCCنى المثقف، فالثقافة ليست مجرد وعاء يختزن المعلومCCات واالفكCCار الكثCCيرة، فتلCCك مهمCCة االرشCCيف المCCادي اي غCCير الحي، امCCا الثقافCCة الوظيفيCCة، والثوريCCة منهCCا بالذات، فهي وسيلة اكتشاف وادراك العالم بكافة الغCCازه ومنعطفاتCCه ومخCCاطره ومطباته وفرصته التاريخية بنفس الوقت، انها ليست التجميع الكمي للمعرفة بل هي كيفية استخدامها وتوظيفها لخدمة هدف انساني كبير او صغير، ولهCCذا يوجCCد فرق نوعي بين االرشيف، الذي يعCCد اكCCبر مخCCزن معلومCCات موجCCود، وبين ثقافCCة االنسان، وابرز مظاهر ذلك حقيقة ان االرشيف خادم لالنسان الCCذي صCCنعه بينمCCا المثقف هو مبCCدع االرشCCيف وغCCيره من ادوات الحيCCاة والمعرفCCة، وبهCCذا المعCCنى الوظيفي فالمثقف مبدع وصانع ومغير بفضCCل ثقافتCCه ووعيCCه، ولهCCذا صCCعد نجم

[152]

Page 153: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المفكCCرين والفالسCفة وحفCروا في ارض النفCوس انهCCرا من الCوعي والمعرفCة، بينما بقي االرشيف مجCCرد خCCزان معلومCCات يتغCCير شCCكله من ارشCCيف ورقي يمأل عمCCارات الى ارشCCيف الكCCتروني )مثال فالش او هارددسCCك( يحمCCل في الجيب، او لوحا )كومبيوترا( صغيرا تحمله وانت في السCCيارة لتقCCرأ فيCCه، ومCCع ذلCCك فCCاللوح

بقي لوحا ارشيفيا وبقي خادما لالنسان وليس العكس. هل المثقف العربي مجرد ارشCCيف يقCCدم الخدمCCة فقCCط ام انCCه عقCCل جبCCار يغCCير

مع االسف ما رأيناه في الشهور الماضية شكل صCCدمة كCCبرى المجتمع والطبيعة؟ مدمرة لمن اعتقد بان المثقف العربي قائد لمجتمعه وانه امCCل االمCCة في التغيCCير الصحيح وانه شعلة تضيء طريق الحياة كي نرى العدو الحقيقي لنCCا كمCCا هCCو وبال رتوش فنتجنبه او نقاتلCCه. المقلCCق من زاويCCة مسCCتقبل االمCCة ان بعض المثقفين الثوريين هم الذين كبوا وتبين ان هذا البعض محض ارشيف معلومات اضيفت اليه عاطفة بشرية هوجاء اربكته وحيرته النه وظف ذاته لخدمة احداث عجز عن التأثير

فيها وبقي اداة من يحركها رغم ان من يحركها هو عدوه الرئيس : امريكا! وكانت عواطف هذا النوع من المثقفين ورغباته العتيقCCة المشCCروعة في التغيCCير الثوري الجذري لالوضاع الفاسدة والمفسدة هي التي جعلته منساقا خلف اوهCCام قاتلة ومدمرة نرى اثارها الكارثية االن متمثلة في بحCCور الCCدم العCCربي المسCCفوح في ليبيا التي احتلت من قبل االستعمار وتسببت في كوارث بشCCرية هائلCCة منهCCا تدمير مدن كاملة واعادة ليبيCCا الى مرحلCCة فقCCر مCCا قبCCل النفCCط وابCCادة عشCCرات االالف الليبCCيين وهCCدر ثCCروات ليبيCCا وتهجCCير الماليين...الخ، ومCCع ذلCCك فCCان هCCذه التضحيات لم تضمن اقامة بديل وطني بل استفاد منهCCا االسCCتعمار فقCCط باعCCادة سيطرته على النفط الليبي رسميا، وفي سوريا واليمن اللتان تتعرضان لنزف دم ال يقبل به اي انسان لديه ذرة ضمير واحساس بالوطنية تتجه االوضCCاع نحCCو غCCزو استعماري، ربمCCا بCCاداة اقليميCCة، وتقسCCيم القطCCرين ونشCCوء واليCCات قزمCCة على

اسس طائفية او اقليمية او غيرها! واالغCCرب ان هCCذا البعض من المثقفين العCCرب الCCذين كCCانوا مناهضCCين المريكCCا والصهيونية لعقود نراهم االن يتماهون مع امريكا ومع اسCCرائيل مباشCCرة او عCCبر رجاالتها الخلص، مثل برنار ليفي وهيالري كلنتون وعبCCدهم المطيCCع امCCير قطCCر، فهCCؤالء هم قCCادة مCCا يجCCري وهم من يقCCرر مسCCار االحCCداث وليس ماليين النCCاس الذين ارداوا التغيير وقدموا الشهداء ونزفوا الدم من اجCCل ذلCCك لكنهم وجCCدوا ان البديل مثال هو راشد الغنوشCCي بكCCل تبعيتCCه ليس لالسCCتعمار وانمCCا لعمالء وعبيCCد االسCCتعمار في قطCCر وغيرهCCا، وكCCانت اول رسCCائله البلغCCة الوضCCوح بعCCد تمكينCCه المخطط من الفوز في االنتخابات التونسCCية هي )حجCCه( الى قطCCر مصCCدر رزقCCه

وماله ودعمه المباشر ليقدم فروض الطاعة والوالء لولي نعمته. وقصة الغنوشي ليست االولى فهناك من يظن انه ذكي ويستطيع اخفاء ارتزاقCCه المريكا عن طريCCق قبض المCCال من وكيCCل او عبCCد امريكCCا وال يقبض مباشCCرة من امريكCCا، لكي يسCCتطيع الCCدفاع عن نفسCCه امCCام اتهCCام بانCCه يقبض من امريكCCا، فالغنوشي يقبض من امير قطر، وكCانت زيارتCه المشCبوهة بكCل المعCايير لقطCر مؤشر حاسم على ان الوكالء والعبيد التابعين المريكا واسرائيل، مثل امير قطCCر،

[153]

Page 154: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هم من يتحكمCCون برجCCاالت المرحلCCة الجديCCدة نيابCCة عن امريكCCا وبتفCCويض منهCCا وبقوتها. ان في ذلك معان متعددة فامريكا تريد القول للعرب ان زعماءكم الجCCدد الذين وصلوا للحكم بعد )ثCCورات( التلCCوث النCCووي ال يسCCتحقون ان نتعامCCل معهم مباشرة وال ان ندفع لهم مباشرة بل نترك االمر لعبيCCدنا واداوتنCCا المبثوثCCة بينكم، فهم ال يسCCتحقون مصCCافحة امريكCCا النهم مرتزقCCة وعمالء، مثلهم مثCCل الجCCنرال االوربي الذي ساعد نابليون على غزو بلده وعندما طلب مصCCافحة نCCابليون وقCCال لCCه انCCا سCCاعدتك على احتالل بلCCدي رفض نCCابليون مصCCافحته وبقي على فرسCCه ورمى له بصرة مال وقال له باحتقار )انني ال اصافح الخونة(. امريكCCا وهي تCCدفع للغنوشي واضرابه عبر قطر تريد ان تكرر قول نابليون للمرتزقCCة العCCرب : )انكم ال تستحقون المصافحة والمال هو ما تستحقونه النكم خونCCة شCCعبكم ومن يخCCون

شعبه جاهز لخيانة كل طرف اخر(. اما الهدف االخر فهو رغبة امريكا في اربCCاك النCCاس ولCCو لفCCترة عCCبر عCCدم حCCرق الحكام الجدد بتقديم المال لهم مباشرة فتترك لهم الفرصة للدفاع عن انفسCCهم بالقبض من عبد رسمي وعلني المريكا والصهيونية مثل امير قطر، وهذا ما فعلCCه الغنوشي وغيره من االسالمويين العرب الذين قبضCCوا ويقبضCCون من عبCCد قطCCر، اوغيره من االزالم المتشحين برداء رجال اعمال او اثريCCاء حCCرب يقCCدمون ماليينالدوالرات نقدا او بصورة مؤسسات اعالمية تكلف الماليين بأمر السيد االمريكي.

لحسن الحظ فان المثقف التونسCCي تصCCدى لهCCذه الظCCاهرة الحقCCيرة عنCCدما قCCام الغنوشي بدعوة امير قطر ليحضCر اول اجتمCاع رسCمي برلمCاني في تCونس بعCد تحررهCCا من النظCCام، في خطCCوة ال يمكن الخطCCأ في تفسCCير معناهCCا، مCCع ان الغنوشي لم يدعوا احدا غير امير قطر وهذه ظاهرة غريبة وخطوة وقحة جدا من الغنوشي اقدم عليها مرغما وهو يعرف معناها ونتائجهCCا ولكنCCه من شCCدة صCCدمته باختيار امريكا وفرنسا واسرائيل له ليفCCوز في انتخابCCات جCCرت في ظCCروف غCCير طبيعية، مع انه لم يكن يتصور حCCتى في احالمCCه انCCه سCCيكون رجCCل المرحلCCة في تونس حتى عندما عاد اليها، فقد وعيCه ورشCده وتصCرف كCاي فاقCد للCوعي بعCد

صدمة تحقيق ما لم يكن يتخيله. ابناء تونس كمCCا كCCانوا طليعCCة االمCCة في تفجCCير الCCرفض الشCCعبي للCCديكتاتوريات والفساد وفتحوا االبواب لكل العرب فCانهم قCدموا الCدليل القCوي والواضCح على انهم ليسوا مجرد خزانات معلومات بل انهم عقول تفكر بحيوية ووضوح ومقCCدرة على كشCCف االالعيب االسCCتعمارية، فلقCCد وقفت اغلب االحCCزاب والشخصCCيات القومية العربية والوطنية التقدمية في تونس ضد دعوة امير قطر وعCCدتها تCCدخال في الشأن التونسي ومساس بحرمة االنتفاضة التونسية وتدنيسا لنقاوتها. ونحن نتمنى ان يحذوا كل مثقCCف عCCربي حCCذو مثقفي تCCونس في ضCCرورة التميCCيز بين دعم المطاليب الجماهيرية وبين قبول وصاية عبيد امريكا كCCامير قطCCر المسCCؤول رسميا عن سفك دماء مئات االالف من العرب بماله ودعايته المضللة عCCبر القنCCاة

الموجهة من قبCCل الموسCاد والمخCابرات االمريكيCCة الCتي تبث من قطCCر الرسميةباسم قناة الجزيرة.

[154]

Page 155: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ولم يكن غريبا ابدا ان المثقف العراقي هو االخر كان طليعيا في فهم مCCا يجCCري فلقد اكد المثقف العراقي المقاوم لالحتالل، خصوصا المثقف البعثي، انه طليعة هذه االمة العربية والعارف بخفايا مCCا تتعCCرض لCCه فقCCام بجCCرأة نCCادرة هي امتCCداد طبيعي لجرأة المقاومCCة العراقيCCة الCCتي مCCرغت انCCف امريكCCا في وحCCل الهزيمCCة، بفضCCح المخطCCط االمCCريكي ومCCيز بوضCCوح وشCCفافية كاملCCة بين دعم االنتفاضCCة الجماهيريCCة وبين االنسCCياق وراء مسCCار االحCCداث الCCذي تقCCرره امريكCCا وليس الجماهير. لقد وقف المثقف العراقي الCCذي يقاتCCل االحتالل االمCCريكي وااليCCراني للعراق، بجرأة وصالبة ورفض االنحناء للعاصفة المصطنعة وهي عاصفة التغاضCCي عن، واحيانا قبول، الدور االمريكي - الصCCهيوني في االحCCداث واعتبCCار البعض لCCه ضرورة مكروهة! لكن المثقف الوظيفي الوطCني المقCاوم في العCراق بطهريتCه ونقاوته القومية والوطنية كشف هذه اللعبة وتصدى لها في البداية وحيدا وتحمل النقد واللوم لعدة شهور حتى من بعض اقرب الناس اليه لكنه االن يتمتع بالمزيCCد من االحترام وتعمقت ثقة الناس به وتوسعت دائرة المنصCCتين لCCه بعCCد ان قCCدمت احCCداث الشCCهور الماضCCية االدلCCة العمليCCة والرسCCمية على ان من يحCCرك االحCCداث ويتحكم بمساراتها ليس الجماهير الرافضة وال المثقفين العرب المشاركين فيهCCا

بل امريكا وادوات امريكا. العراقيون كما كانوا اول من اخترع الحCرف والعجلCة ووضCع اسCس علCوم الفلCك والطب الهندسCCة واول من اقCCاموا حضCCارة معروفCCة وهي الحضCCارة السCCومرية، فانهم في معركة العقل والوعي، خصوصا الوعي الستراتيجي والوعي العقائدي، كCCانوا اول من رفض ابCCتزاز الCCوعي المسCCطح، وابCCتزاز الحCCديث باسCCم الجمCCاهير و)ثوراتها( واصر على عدم السباحة مع التيار الجارف النCCه ليس تيCCار الشCCعب وال تيار التحرر وال تيار اقامة الديمقراطية والعدالة بCل هCو تيCار امريكCا والصCهيونية مائCCة بالمائCCة، وهCCذا شCCرف كبCCير للمثقCCف العCCراقي المقاتCCل وليس الCCذي يلCCوك

عبارات ثورية او يمارس العابا فكريا وهو منزو في مقهى مترف. 

السقوط في ذروة النجاح ومن الظواهر الجديدة المتوقعة ظاهرة السقوط السريع والحاسCCم لتيCCار مرشCCح من قبل امريكا والصهيونية الستالم الحكم قبل ان يستلمه، فلقد جرت العCCادة ان تستلم فئات معينة الحكم وهي غير مكشوفة، اما لعCCدم كشCCف عجزهCCا عن تCCولي الحكم او او لعدم كشف عالقاتها المشCCبوهة او كليهمCCا، ولكن تطCCورات االحCCداث تكشفها تدريجيا وهي في السلطة فنرى الفاشل في الحكم ونرى من له عالقات مشبوهة، هذا ما جرى في العقود الخمسة الماضية، اما االن فCCان تيCCارا اسCCالمويا معينا كشف واحرق قبل استالمه الحكم، فهذا التيار االسالموي كان يدعي انه ضد القمع واالستبداد ومع احترام االنسان وعدم اساءة معاملته حCCتى لCCو كCCان عCCدوا، وكCCان يشCCكو من قسCCوة االنظمCCة عليCCه ورفضCCه السCCاليبها في التعCCذيب وينظم الحمالت ضدها وكانت حمالته ضد المرحوم جمCCال عبدالناصCCر معروفCCة واعتمCCدت على ادعاء انه اضطهد هذا التيار، نقول هذا التيار يقف اليوم عاريا تماما من كCCل

مالبسه وسقطت عمامته ايضا فرأيناه كما خلقه الله.

[155]

Page 156: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان الحدث الليبي حدث كارثي بكل المقاييس، النCCه ادى الى دمCCار المCCدن بصCCورة كاملة واودى بحياة عشرات االالف وهجر الماليين من مدنهم وخلق ثأرات مCCدمرة بين القبائل الليبية سوف تبقى نيرانها متأججCCة لعشCCرات السCCنين، واالخطCCر انCCه شهد ارتكاب جرائم بشعة باسم الله والدين وكان التكبCير باسCم اللCه يتعCالى مCع كل جريمة وكأن ما قاموا به جزء من االيمCCان، ولعCCل اغتصCCاب القCCذافي وادخCCال قضيب في مؤخرته وهو حي، والتمثيل بجثته وجثة الكثCير ممن اغCتيلوا بال رحمCة وهم اسCCرى حCCرب، ونبش القبCCور وحCCرق العظCCام الخاصCCة بعائلCCة القCCذافي! ان ارتكاب تلك الجرائم وغيرها كثير لم يكن دعايCCة مضCCللة بCCل كCCانت جCCرائم موثقCCة بCCافالم صCCورها القتلCCة انفسCCهم مفتخCCرين وسCCعداء ونشCCروها في االنCCترنيت وشاهدها الماليين الذين فجعوا بوحشية من يطلق عليهم اسم )الثوار( وكان اول انطباع لدى تلك الماليين ان هؤالء اسوأ من الوحوش المفترسCCة فهم ال يعرفCCون

معنى الشرف وال الكرامة االنسانية وال الرحمة وال االسالم وال قيم القبيلة. ان ما جرى في ليبيا هو االسوأ في كل الوطن العربي خالل مئات السنين، وحتى قتل العائلة المالكة العراقية ورغم انCه جريمCة اال انCه اخCف ممCا حCدث في ليبيCا فالقتل تم في العراق بسرعة وبالرصاص وسحلت جثCCة عبدااللCCه ونCCوري السCCعيد فقط، كما انها اسوأ من جرائم االحتاللين االمريكي وااليراني للعراق الن المحتل اجنبي واستعماري، لذلك فCCان جCCرائم من اسCCتخدمهم الCCنيتو كواجهCCات السCCقاط النظام في ليبيا هي االسوأ في تاريخ العرب الحCCديث وربمCCا القCCديم ايضCCا، وهي من بين اسوأ جCCرائم العصCCر الحCCديث في العCCالم الCCتي شCCجعتها امريكCCا وفرنسCCا وبريطانيا وايطاليا وطبعا اسرائيل، وشارك في تنفيذها عCCرب منهم امCCير قطCCر، وهذه حقيقة سوف تكون لها عواقب الحقة وسوف يعاقب كل مجرم ساهم فيها

او ايدها مهما طال الزمن. 

ماذا كان رد فعلCCه على الجCCرائم الCCتي السؤال المدمر لهذا التيار االسالموي هو : الجواب واضح جدا فلقد نزع الذئب جلد الحمل عنه بعCCد ان نجح ارتكبت في ليبيا؟

في خCCداع ليلى – كمCCا في قصCCة ليلى والCCذئب – ورأينCCا اشCCد االسCCالمويين نقCCدا للديكتاتوريات ودفاعا عن حقوق االنسان ورفضا لالضطهاد في المراحل السابقة يتسCCابقون في دعم الزعامCة الليبيCCة الجديCدة وتهنئتهCCا لمناسCبة )النصCر(، الCذي ماكان له ان يتحقق لوال النيتو وامريكا واسرائيل وهCCذه حقيقCCة تفقCCأ عيCCون كCCل من ينكرها، مع االهمال التام للجرائم والCرفض الواضCCح الي ادانCة لهCCا حCتى ولCو

بالقول انها جرائم فردية! احد الكتاب االسالمويين المصريين الذي عرف عنCCه انCCه يقبض من اكCCثر من جهCCة تحت غطاء الكتابة في الصCCحف هنCCاك، من الكCCويت ودول خليجيCCة اخCCرى وبنفس الوقت يقبض من ايران، لذلك يدافع عن ايران كمCCا يCCدافع عن دول خليجيCCة، هCCذا الكاتب الذي تخصص بتقCديم فكCرة انCه ليCبرالي مسCلم وانCه مCع احCترام حقCوق االنسان ورفض خرقها وكتب الكثير لدرجة انه وصف بانه مصاب باسCCهال الكتابCCة وكان ينتقد التجربة الناصرية النها اضطهدت االخوان المسCCلمين كمCCا ادعى، هCCذا الكاتب الذي نبهنا اليه مبكرا ولو مع عدم ذكر اسمه لتفاهته، لم ينبس ببنت شفة

[156]

Page 157: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كغيره حول الجرائم في ليبيا بل هو من اشد المهوسين في دعم النظام الجديCCد! وما قيل عن هذا الكCCاتب االسCCالموي المرتCCزق يقCCال عن التنظيمCCات االسCCالموية التي لم تستنكر ولم تدين هذه الجرائم بل تجاهلتها، واالمر المتوقCCع وحصCCل هCCو اقدام الكثير من رموز الظالمية االسالموية على اصدار فتاوى تحلل فيها ما جرى

في ليبيا من جرائم قتل وتمثيل بالجثث وترحب بها وتعدها احكاما الهية! اما بعض التيارات االسالموية العراقية والمصرية واالردنية والسورية وغيرها فقد قدمت التهCCاني لعمالء النCCتيو في ليبيCCا رغم ان بعض من قCCدم التهCCاني واعCCترف بالنظام الجديد كان محسوبا ضمن صفوف مناهضCCي االحتالل االمCCريكي للعCCراق! ووصل البؤس والظالمية والتقية لدى هؤالء حد وضع درجات للخيانة والتعامل مع االستعمار وقبول الدرجة االدنى مع رفض الدرجة االعلى كما فعلت كتلCة عراقيCة عندما دافعت عن اعترافهCCا بالجواسCCيس الCCذين يحكمCCون ليبيCCا رغم انهم اشCCقاء

شرعيين الحمد الجلبي ونسخ معدلة قليال منه! نعم فالذين ارتكبوا كل تلك الجCCرائم في ليبيCCا هل هي لحظة كشف كل االوراق؟

باسم الدين والله وكانت جرائم ال نظير لها، ارتكبوها تحت غطاء وحماية وتشجيع النيتو وامريكا مباشرة ورسميا، االمر الذي يضع هؤالء الذين ايدوا جلبي ليبيCCا في مكان اخر غير مكانهم القديم، ويسلط االضواء على هCCويتهم الحقيقيCCة وادوارهم

فكيCCف يمكن التميCCيز بين جلCCبي الحقيقيCCة وليس الCCدور الCCذي لعبCCوه حCCتى االن. نعم جلCCبي العCCراق العراق وجلبي ليبيا مع انهما كالهما من صنع امريكCCا والCCنيتو؟

جاء محموال على اكتاف امريكيCCة بوضCCوح ورسCميا ولكن من عCرف بمصCير جلCCبي العراق بعد ذلك وهو تحوله الى رمز للحقارة والخيانة الوطنية ممCCا ادى ليس الى حرقCCه كليCCا فقCCط بCCل ادى ذلCCك الى حCCرق كCCل ترتيبCCات االحتالل االصCCلية ومنهCCا االحتالل المباشCCر والصCCريح والحكم المباشCCر والصCCريح لالقطCCار الCCتي تحتCCل واالضطرار لتبCني خطCط تمويCه تمنCع حCرق الجواسCيس والعمالء وتسCCهل خCداع

الجماهير وتورطها في دعم احتالل مموه نسبيا. ما جرى في ليبيا هو ان الجلبي وضع في الخلف ودفعت عناصر غوغاء ومتوحشة الى الواجهة االعالمية، ولم يركز على دور القوات االرضية الخاصة في غزو ليبيCCا وانما ركزت القنوات الصهيونية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على القصف الجCCوي وعلى هCCاتين الصCCورتين )صCCورة الغوغCCاء السرسCCرية وصCCورة القصCCف الجCCوي( ورفضت اظهار غيرهما، الن امريكا ال تريد ان تحرق كل اوراقها مرة واحCCدة كمCCا حصل في العراق، بل كانت تريد استخدام هبCCوط الCCوعي العCCام في ليبيCCا ووجCCود نزعCات وحشCCية وتصCرفات خارجCة عن المCألوف لCدى بعض الليبCيين في تحقيCق االهداف االمريكية والصهيونية وهي تدمير ليبيا وليس اسقاط النظام فقCCط، مCCع اعطاء انطبCCاع بانCCه صCCراع بين الليبCCيين وان الCCنيتو يCCدعم من الجCCو فقCCط. ولكن الحقيقة ظهرت وثبت ان النيتو زج منذ البداية في بنغCCازي وغيرهCCا قCCوات خاصCCة بريطانية وامريكية وفرنسية كانت تحسم المعارك التي يعجز الغوغCCاء السرسCCرية عن حسمها، وتوسع دور القوات الخاصة على االرض باحتاللها لطرابلس مباشCCرة وتسليم المدينة للسرسCCرية، ثم اسCCر القCCذافي من قبCCل القCCوات الخاصCCة للCCنيتو وتسCCليمه للسرسCCرية وامCCرهم بتعذيبCCه ببطء قبCCل قتلCCه مCCع االصCCرار من قبCCل

[157]

Page 158: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

مخCCابرات امريكCCا على قيCCام سرسCCرية ليبيCCا باغتصCCاب القCCذافي جنسCCيا والعبثالجنسي به وهو حي وتصوير ذلك وتعميمه عالميا!

في هاتين الصورتين ظهر النيتو وكانه يقصف من الجCCو فقCCط وتم اخفCCاء وجCCود قCCوات خاصCCة على االرض رغم االعالن رسCCميا عن وجودهCCا من قبCCل بريطانيCCا وفرنسا منذ االسبوع االول لالحداث، وكان الهدف عCCدم الوصCCول الى العزلCCة عن الشعب الليبي كما عوملت امريكا من الشعب العراق اذا استخدمت امريكCCا الغCCزو المباشر والرسCCمي، لCCذلك فCCان دور جلCCبي ليبيCCا كCCان مختلفCCا وان كCCان حاضCCرا، فجلبي ليبيا يملك نفس حقارة وقذارة جلبي العراق النه ايضCCا جاسCCوس ومCCارس القتل ايضا كالجلبي في العCCراق وكCCان موافقCا وداعيCCا لتCCدمير مCدن ليبيCCا وقتCCل عشرات االالف الليبيين وتشريد ماليين الليبيين، لكن معمم بائس وساذج يؤكد ان هناك اختالف بين جلبي العراق وجلبي ليبيا كي يبرر دعمه هو وجماعتCCه لالحتالل

االستعماري لليبيا. 

نعم اين اذن الفرق الجوهري بين غزو العCCراق وغCزو ليبيCCا ودور الجلCCبي فيهمCا؟ يوجد فرق لكنه ثانوي وهو فرق فرضته تجربة الفشل في العراق، ولكن من حيث الجوهر فان جلبي ليبيا اسCCوأ من جلCCبي العCCراق النCCه راى مCCا حصCCل في العCCراق وكان يجب ان يفهم ان االعتماد على امريكا والCCنيتو لن يجلب اال الكCCوارث لليبيCCا

كما جلبها للعراق. مبروك ل)وطنCCيين( واسCCالمويين يريCCدون خCCداع النCCاس بCCالقول ان ماحصCCل في العراق ليس مثل ما حصل في ليبيا، في عملية تضليل هدفها دعم اسCCتعمار ليبيCCا من قبل نفس الجهات التي غزت العراق، ولذلك البد من اعCCادة النظCCر في هCCدف وقوف هؤالء ضCCد االحتالل االمCCريكي للعCCراق وهCCل كCCانوا حقCCا يريCCدون مناهضCCة االحتالل ام اختراق المقاومة ونسفها من الداخل خصوصا بطروحات طائفية كان لها اثر مهم في تقليص نطاق المقاومCCة المسCCلحة في البدايCCة!!! وهCCذا السCCلوك وبكل تأكيد اسهام مباشCCر في شCCيطنة االسCCالم عCCبر فتCCاوى عمCCائم سCCود وبيض تجعل االسالم يبدو كانه يقبل بدرجات دنيا للخيانة والعهر والكفCCر، ولكنCCه يCCرفض

وهذا الموقف سوف نتناوله الحقCCا الدرجات االعلى كما قال معمم عراقي ساذج!بالتفصيل ونفضح القائلين به ونسقط عنهم كل غطاء.

ان الدرس العظيم في الحCCدث الليCCبي هCCو ان توظيCCف او اسCCتخدام الCCدين يصCCبح ممكنا من خالل تقديم رجال دين خصوصا اولئك الذين لم يحرقوا بعد ومثلوا حتى االن دور الوطني والمقاوم لالحتالل، تفسيرات مضللة للراي العام تميز بين عهر وعهر وخيانة وخيانة وخيانة اخرى واحتالل واحتالل اخر، خصوصا استخدام الCCدين لدعم ابناء التيار الظالمي في اقطار اخرى حتى لو كانوا سرسرية وغوغاء وقتلة وعمالء المريكا يقبضون منها علنا، كما حصل مع نائب امير منطقة طرابلس الذي قبض عليه بعد ذهابه الى ايرلندا حيث كان يقيم ووجد لديه مال كبير اعترف بانCCه قبضه من المخابرات االمريكية لقاء مشاركته في اسقاط القذافي. هذا النوع من االسالمويين كشف نفسه وهCCو يبتهج بقCCرار العCCار وهCCو قCCرار امCCريكي صCCهيوني بدعم وصولهم للسلطة على انقاض مدن كاملة وجثث ماليين العرب االبرياء. لقد

[158]

Page 159: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

نسى هCCؤالء معزوفCة حقCوق االنسCCان ومCا تعهCCدوا بCه من الCتزام بالديمقراطيCCة واحترام حقوق االنسان! لنتذكر دائما ان الذئب حالما يتصور انه نجح في اصطياد ليلى ينزع رداء الحمل ليبدأ باكل ضحيته، وهؤالء االن يتصرفون كCذئب حCان وقت

افتراسه للحمل الوديع الغر فنزع غطاء الحمل عنه! 

انها في قلب عملية التضليل للذات قبCل تضCليل االخCر اين تكمن عقدة الهزيمة؟ باقناعها بفكرة خاطئة او مدمرة لكنه وهو يحلم بنصCر انتظCره عقCودا بال تحققCه يرى انه اصبح ممكنا االن فيقامر بكل ثروتCCه على حصCCان واحCCد منتظCCرا من هCCذه المقامرة تحقيق امل عتيق وهCCو النصCCر االن رغم انCCه ال يعCCرف على وجCCه الدقCCة واليقين النتيجة، وبنفس الوقت انه يعرف انه ليس سوى مشCCاهد او مشCCارك في

لنتذكر دائما فيلم تفاعلي يخرجه غيره ويؤلف موسيقاه غيره ويحدد نهايته غيره. ان الفرد المهزوم المنعزل ال يصنع النصر مهما تصور وتخيCCل مثلمCCا ان الحCCالم ال يحقق الزواج بمن يحب مهما طال حلمه، فهو يبقى في سCCريره بينمCCا من يصCCنع الحدث يمر ويجتاز العوائق مستغال قCCوة خيCCال من يحلم ليصCCل الى نهايCCة للفيلم بالتأكيد هي غCCير سCCعيدة بالنسCCبة للنCCائم في سCCريره والضCCوء مطفCCأ وصCCوت ام

 كلثوم يخدره وهي تصدح )هذه ليلتي وحلم حياتي...(17/11/2011

-الجزء السابع و العشرين-

ان االمور بخواتميهامثل عربي

 4– كل العالم، قديما وحديثا، وكCCل من ماهو المعيار االساسي للخطأ والصواب؟ 

لديه حد ادنى من الوعي بمCCا في ذلCCك االطفCCال، يعرفCCون معCCنى المثCCل العCCربي والحكمة العربية الشCCهيرة : )ان االمCCور بخواتيمهCCا(، فال قيمCCة للنوايCCا وال اهميCCة لالدعCCاءات وال للCCبرامج والسCCتراتيجيات بحCCد ذاتهCCا، بCCل القيمCCة، كCCل القيمCCة، والصواب، كل الصواب، في النتائج التي يصل اليهCCا البشCCر فCCردا او جماعCCة اثنCCاء عمله من اجل تحقيق نواياه واهدافه وبرامجه...الخ. فكم من ذوي النوايا الحسCCنة وعدوا بافضل النتائج، وكم من االحزاب والكتل قدمت بCCرامج زاهيCCة ومبهCCرة بمCCا تضCCمنته من اهCCداف رائعCCة، ولكن في النهايCCة فCCان الحكم المطلCCق الصCCواب هCCو

هCCل هنCCاك خالف على هCCذا المبني على النتيجة وعلى ما يتحقق فعال في الواقع. ال احسب ذلك اذا كنا نتحدث مع عقالء ومنطقيين، فحتى اكثر الناس عنادا االمر؟

ال يتجرا على انكار هذه الحقيقة التي تبناهCCا البشCCر منCCذ ماليين السCCنين وصCCارت احدى اهم قواعد الحيCCاة السCCليمة وحكمCCه الCCتي تمCCيز بين الحكيم والناضCCج وبين

الساذج الغر.

[159]

Page 160: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وفي ضوء ما تقدم نطرح السؤال المCCركب التCCالي : مCCاذا تحقCCق في الواقCCع بعCCد اكثر من عشرة شهور على بدء ما سمي من قبل المسؤولين االمريكCCيين رسCCميا ب )الربيع العربي(، والتسمية الصحيحة له هي الشتاء النووي العCCربي بكCCل االثCار

هل تحققت اهداف الوطنيين من الكتل الجماهيرية التي الكارثية للشتاء النووي؟ انتفضت ضد الCCديكتاتوريات والفسCCاد ام تحققت اهCCداف امريكCCا والصCCهيونية في نشر الفوضى والحروب االهلية العربية ومنع وعCCزل الكتCCل الوطنيCCة الCCتي ضCCحت من اجCCل التغيCCير وتسCCليم السCCلطة في تCCونس ومصCCر وليبيCCا لرجCCاالت الغCCرب

الجواب ال يقدمه اال الواقع المعاش، وليس العنCCاد واالنانيCCة خصوصCCا المعروفين؟ اذا تغذت على زاد معCCرفي فقCCير النهمCCا تقCCودان الى المهالCCك وحCCرق الشCCخص، ومهما كان الجواب مرا او صادما لمن اعلن اهداف كCCبرى وظن انCCه قCCادر بفضCCل االف الناس على تحقيقها متجاهال، او ربما جاهال، ان هناك جهات مخططCCة لعبت دورا حاسما في االعداد لما يحصCCل وهي الCCتي تتحكم في مسCCار االحCCداث وليس

الجماهير المنتفضة. في العشرة شCCهور االخCCيرة انقبلت االمCCور راسCCا على عقب تمامCCا ووصCCلت الى الحالCCة الCCتي وصCCفناها وحCCددناها بدقCCة تامCCة، فلم تتحقCCق اهCCداف الجمCCاهير وال طالئعهCا الوطنيCة المنتفضCة في التغيCير الحقيقي المنشCود بCل تحققت اهCداف بقايا النظم التي اسقطت وهي بقايا تابعة المريكا والنيتو دون ادنى شك. دعونCCا

نتناول االمر موضعيا. االن تجCCري عمليCCة واضCCحة لتسCCليم الحكم لتيCCار ظالمي مCCاذا حصCCل في تCCونس؟

يتستر باالسالم لكنه تابع المير قطر علنا وممول منه، والذي هو بدوره دميCCة بيCCد امريكا واسرائيل كمCCا اثبتت الوقCCائع واالعترافCCات، وبمشCCاركة علمCCانيين تCCابعين لفرنسا، اما الشباب الذي ضحى وقاد االنتفاضة التونسية التاريخية، التي كان لها الفضل الى جانب المقاومة العراقية، في تفجير الغضب الشعبي العCCربي واحيCCاء االمCCل بCCبزوغ فجCCر عCCربي جديCCد، فقCCد اسCCتبعد بصCCورة منظمCCة وواضCCحة تمامCCا

فهCل يعCترض احCد واستبدل نظام علماني فاسد ومستبد وتابع بزمCر اسCوأ منCه.على هذه الحقيقة العيانية والمعاشة؟

وفي مصر حصل ما هو اسCCوأ فقCCد اسCCتولى قCCادة جيش مبCCارك والسCCادات، وهم مدجنون كليا من قبل امريكا واسرائيل وكانوا حماة فساد النظCCام وكCCامب ديفيCCد والتطبيع مع اسرائيل، على السلطة وارتكبوا مجازر لم يتجرأ حتى حسني مبCCارك

شهيد مصري وجCCرح30على اتكاب مثلها ففي حادثة واحدة قتل مؤخرا اكثر من اخرين، وتجري عمليCة منظمCة، تمامCا مثCل تCونس، لنقCل السCلطة500اكثر من

لتيCCار اسCCالموي اكCCثر ظالميCCة وخطCCورة من التيCCار االسCCالموي التونسCCي، واخCCر انجازات هذا التيار انه اعلن رسميا انه سيشن حملة ال رحمة فيها على العلمانيين

هذا الكالم قيCCل قبCCل ان يسCCتلم هCCؤالء والتقدميين في مصر ويضع حدا لدورهم! بالتاكيCCد االنمCCوذج المغCCرق في السلطة فتخيلCCوا مCCاذا سCCيفعلون عنCCد اسCCالمها؟

الوحشية والالاخالقية الذي قدمه )ثوار( النيتو في ليبيا سيكون مثيل له في مصر وربما اسوأ منه فعلى االقCCل اسCCالمويوا ليبيCCا لم يهCCددوا بسCCحق خصCCومهم قبCCل

استالم السلطة.

[160]

Page 161: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ولعل ابرز تعبير عن الوضع الحالي في مصر هو رسم كاركتيري نشCCر في جريCCدة مصرية مؤخرا فيه مفرمة لحم ادخلت فيها افعى ضخمة كتب عليها نظCCام مبCCارك

وخرجت منها مجموعة افاعي كتب عليها الحكام الجدد. لم يتحقCCCق اي هCCCدف من اهCCCداف االنتفاضCCCة الشCCCعبية في تCCCونس ومصCCCر، والديمقراطية التي تجري تحت عباءتهCCا الترتيبCCات حاليCCا ديمقراطيCCة المCCال ومن يملCCك االعالم، والتيCCارات االسCCالموية ال ينافسCCها احCCد في هCCذين المجCCالين الن امريكا هي التي ارادت ان يكونوا اثريا بالمال الخليجي وغيره ولم تجفف منابعهم المالية، كما فعلت بصرامة مع التيار القومي العربي المقاوم في العراق، وبقيت ماليين الدوالرات تتدفق عليهم شهريا بال رقيب وسنفسCCر لمCCاذا، ومن ينكCCر هCCذا ليقل لنا ماذا تحقق من االهداف؟ واين )شباب الثورة( الCCذي اختفى من المشCCهد وحل محله تيار اسالموي كCCان ضCCد االنتفاضCCة عنCCدما بCCدأت لكنCCه مCCا ان ادرك من خالل العمل المباشر مع امريكا ان النظام سيسقط، حتى اعلن تاييCCده لالنتفاضCCة واخذ يدعي انه قوتها االساسCCية، وكCCانت قنCCاة صCCهاينة قطCCر الجزيCCرة هي الCCتي تولت تلميع هذه الجماعة ونسب االنتفاضة المصCCرية لهCCا، فCCدفع هCCذه التيCCار الى الواجهة علنا وبال لف او دوران. ويجب ان ال ننسى ما كشف النقاب عنه من قبCCل االعالم االمCCريكي واالوربي حCCول دعم الغCCرب االسCCتعماري التيCCارات االسCCالموية الجل ايصالها للسCCلطة واالجتماعCCات الCCتي جCCرت علنCCا في القCCاهرة وغيرهCCا بين

ممثلي امريكا وهذا التيار. ما معنى دعم امريكCCا ودول اوربيCCة ولذلك البد من طرح السؤال المركب التالي :

التيارات االسالموية ووقوفها ضد التيار القومي العCCربي بثبCCات واسCCتمرارية منCCذ خمسينيات القرن الماضي وحتى االن؟ هل يدعم الغرب االستعماري طرفا مCCا اذا لم يكن هCCCذا الطCCCرف مسCCCتعدا وضCCCامنا لتحقيCCCق االهCCCداف الجوهريCCCة للغCCCرب

تذكروا ما قلناه مCCرارا ان امريكCCا ليسCCت جمعيCCة خيريCCة كي تسCCاعد االستعماري؟ العرب على التحرر من انظمة كCCانت طCCوال اكCCثر من نصCCف قCCرن تCCدعمها، فهي دولة امبريالية جوهر سياساتها الخارجية هو النهب والسطو على ثروات االخCCرين واالثراء على حسCاب مCوت الماليين، ولCذلك فCالمنطق يقCول بانهCا حينمCا تCدعم طرفا ما فمن االكيد انه اما عميل لها او انه قدم لها الضمانات بتحقيCCق االهCCداف االمريكيCCة االساسCCية، ومصCCداقا لتلCCك الحقيقCCة لم يكن اعالن التيCCار االسCCالموي المصري مرارا مؤخرا انه سيحافظ على التطبيع مع اسرائيل صدفة بCCل هCCو جCCزء

من صفقة تسليم السلطة. فهل حدثت االنتفاضة واستشهد العشرات وجرح االالف من اجل ايصال هذا التيار للسلطة ليعيد انتاج مأساة وكوارث الصراعات الطائفية التي سوف تCCدمر الجميCCع

انظCCروا دائمCCا وتقسم االقطار العربيCCة وتمحي الهويCCة العربيCCة ان نجحت الفتن؟ الى العراق وما جرى فيه من جراء فرض امريكا احزاب اسالموية طائفية )شCCيعية وسنية( على العراق فقد احرقت هذه الجماعات الظالميCCة االخضCCر واليCCابس فيCCه بCCدعم امCCريكي كامCCل رغم ان القCCوة االساسCCية في الحكم تحت االحتالل تابعCCة

هل كان ذلك صدفة؟ ام ان امريكا كCCانت تعCCرف سCCلفا ان هCCذه الكتCCل اذا اليران، تمكنت افنت غيرها سواء كان عدوا او صديقا، وانها سوف تدمر كل ما بني فCCوق

[161]

Page 162: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االرض من عمران وتمزق كل مابناه االنسCCان خالل قCCرون من عالقCCات اجتماعيCCة اما ليبيا فمCCؤخرا اعلن رسCCميا ان النفCCط الليCCبي اخضCCع مجCCددا طيبة ومستقرة؟

لسيطرة الشركات الغربية االمريكية واالوربية، وهذا بحد ذاته كCCاف لتاكيCCد ان مCCا جرى في ليبيا غزو استعماري صريح من اجل االستيالء على ثروات ليبيا مباشرة. ان ليبيا وتونس ومصCCر تCCدخل عصCCر الفتن الطائفيCCة البغيضCCة بفضCCل عCCدم فهم اليات العمل السياسي وقواعد تطCCور االحCCداث، امCCا سCCوريا فCCان الطائفيCCة الCCتي زرعت جذورها عمدا منذ ستينيات القرن الماضي فقد اصCCبحت المحCCرك الCCرئيس

لما يجري وهو امر يخدم مباشرة قوى االستعمار. نعم االنتفاضCCة في تCCونس ومصCCر اطلقت المCCارد الجمCCاهيري واسCCقطت حCCاجز الخوف لدى الشعب ولكن، وفي ظل التغCCييب المنظم والتفCCتيت المتعمCCد للقCCوى الوطنية المنظمة، فان وسائل السيطرة، االعالمية خصوصا، وغسل االمغة كفيلة بشCCق الشCCعب والعثCCور على من يؤيCCد المجلسCCين العسCCكريين في تCCونس ومصCCر خصوصا في مصر وفي غيرهما باالضافة لتكCCوين قاعCCدة دعم للتيCCار االسCCالموي،

اليس هCCذا مCCا وبذلك تتم عمليه احتواء الشباب وتصفية نفوذهم ودورهم تدريجيا. مرة اخرى نعم امريكا سحبت الجلبي )العميCCل احمCCد الجلCCبي الCCذي اصCCبح حصل؟

رمزا للخيانة الوطنية على مستوى العالم النه حرض امريكا على غزو العراق( من الواجهCCة في مصCCر وتCCونس وليبيCCا وغيرهCCا ودفعت بCCدال عنCCه التيCCار االسCCالموي

لتحقيق اقصى حد من الخراب والفوضى والدمار في االقطار العربية. ان االعتماد على كتل لم تشهر عمالتها علنا ورسميا كالجلبي، وتشجيع هذا التيار على اثارة حروب داخلية طائفية وعرقيCCة وايديولوجيCCة، هCCو ثمCCرة االسCCتفادة من تجربة فشل غزو العراق، والذي كCCان احCCد اسCCبابه انCCه دفCCع الخونCCة الى الواجهCCة ومثلوا الغزو علنا، لذلك فمن البديهي ان تستبدل امريكا الوجوه واساليب العمCCل وتحاول حمايCCة رجCCال المهCCام التخريبيCCة كي يكملCCوا واجبهم دون عCCزل واحتقCCار الشعب لهم، وليس اكثر اثارة وتاثيرا من اسCCتخدام اسCCم االسCCالم وسCCيلة للغCCزو

والسيطرة في مرحلته الحالية. ولكن لنتCذكر ان امريكCا تCدخل بعض شCباب الفيس بCوك االن دورات اعCداد، كمCا حCCدث في العCCراق، حينمCCا ادخلت امريكCCا العمالء من المعارضCCة العراقيCCة دورات تدريبية في اكثر من بلد اوربي، كي يكونوا جاهزين عنCدما تحCرق ورقCة التيCارات االسالموية وتقصى عن السلطة بعد قيامها باعمCCال تشCCيطنها وتعزلهCCا حCCتى عن اقرب مؤيديها، وعند ذاك ترسل امريكا شباب الفيس بوك المCCدرب والمؤهCCل الى اقطارهم ليحلوا محل االسالمويين الذين استخدموا كاداة لتصفية القوى الوطنية التقدمية التي تشكل القوة االساسية التي تخشاها امريكا لسCCبب بسCCيط وواضCCح وهي انها قوى توحد الشعب بفضCCل تغليبهCCا للرابطCCتين الوطنيCCة والقوميCCة على ماعداهما وهما رابطتCCان توحCCدان وال تفرقCCان، كمCCا اثبتت التجCCارب الحديثCCة منCCذ الخمسينيات وحCتى نهايCة السCCبعينيات، بينمCا التيCCارات االسCالموية فيهCCا عناصCCر طائفيCCة وهي عناصCCر مسCCيطرة واكCCثر نفCCوذا من غيرهCCا واول مCCا يCCترتب على وجودها في السلطة هو تحويل الفتن الطائفيCة الCتي اثارتهCا سCابقا الى حCروب اهلية تضمن تحويل الصراعات من صراعات تحررية ضCCد االمبرياليCCة والصCCهيونية،

[162]

Page 163: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

كما كان الحال منذ الخمسينيات، الى صراعات بين ابناء الCCوطن الواحCCد وهCCذا مCCا يحدث االن في مصر الCCتي لم تعCCرف الطائفيCCة والعنCCف الطCCائفي اال بعCCد صCCعود التيCCار االسCCالموي فيهCCا بواسCCطة السCCادات، وذلCCك من اهم اهCCداف الصCCهيونية

المعلنة. ان ما حصل في ليبيا ومصر وتونس كاف الثبات ان النتCCائج الفعليCCة تتنCCاقض مCCع االهCCداف المعلنCCة للشCCعب خصوصCCا الشCCباب، وان من قطCCف الثمCCار هCCو تيCCارات انتهازية طفيلية ليس لها صلة اصال باالنتفاضة ولكن عفوية االنتفاضة وافتقارهCCا للتخطيط الستراتيجي والتنظيم الجماهيري المتمرس والقادر على فCCرض ارادتCCه

ومن بين اخطCCر مCCا كشCCفت عنCCه .سمحا لالنتهازيين والطفيلCCيين بقطCCف الثمCCار الشCCهور العشCCرة الماضCCية ان اغلب من كCCان يCCرفض التCCدخل االجنCCبي من بين المعارضين للنظم العربية غيروا مواقفهم وقبلوا بالتدخل االجنCCبي واخCCذ اغلبهم يطالب به مباشرة او تحت غطاء اخر، اما غطاء تركي او غطCCاء الجامعCCة العربيCCة، وهم طبعا يعلمون بان تركيا عضو حلف النيتو كايران تماما لديها اطمCCاع توسCCعية معروفة في ارض العرب وهي تحتل االسكندرون وغيرها، وتعلن نخبها كلما واجه العراق ازمة ان كركوك والموصل جCزء من تركيCCا، ويمكننCCا االسCتدالل على تجCذر هذه النزعة التوسعية من خالل اعالن اردوجان علنCCا بCCان سCCوريا جCCزء من تركيCCا! كما ان لدى نخب منها ثأرات مع العCCرب نتيجCCة اتهCCامهم بالمسCCاهمة في اسCCقاط

وموقف هؤالء المعارضين مثل الذي يحرم الخمر لكنه يضعه في الدولة العثمانية. قنينة كوال ويشCCربه، فتركيCCا والجامعCCة العربيCCة جCCزء من المنظومCCة االسCCتعمارية الغربية لذلك فان من قبل بتدخل تركي ومن فوض الجامعة العربيCCة حCCق التCCدخل في سوريا وقبلها في ليبيا ومن دعم )ثوار النيتو( في ليبيCCا كCCل هCCؤالء يشCCربون

خمر الخيانة ولكن بقنينة كوال! واخيرا البد من االعالن بانني تلقيت الكثير من الرسائل التي قال فيها مرسCCلوها انهم يعتذرون على اعتراضهم على ما كتبت بخصوص سايكس بيكCCو الثانيCCة، وانCCا افتخر بانني من اول طرح هذا الموقف في شباط/فبراير من هذا العام والكتابات منشورة وموجودة، فهؤالء خCCالفوني الCCرأي بشCCدة وبعضCCهم قريبCCون جCCدا مCCني، واكدوا ان ما يحصل هو ثورات شعبية وليس سايكس بيكو الثانيCCة، ولم ادخCCل في جدل بيزنطي مع احد، الن العواطف كانت ساحقة وجارفة، بل واصلت تحليCCل مCCا يجري وتقديم تفاصيل دقيقة اكدت احداث الشهور العشرة الماضية انهCCا صCCحيحة مائة بالمائCCة. ومن الطريCCف الCCواجب ذكCCره انCCني حينمCCا اكCCدت ان مCCا يجCCري هCCو سايكس بيكو الثانية في وقتها كان السيد محمد حسCCنين هيكCCل يصCCف في بدايCCة االحداث وما يجري بالثورات ويدعمها، لكنه وبعد حوالي عشرة شهور اعترف بCCان ما يجري هو سايكس بيكو الثانية مستعيرا حرفيا تعابيري ذاتها، ومن يريCCد التاكCCد من ذلك ليراجع حلقات هذه الدراسة المنشورة في الكثير من الشبكات والصCCحف والمنتديات، خصوصا في شبكتي البصرة والمنصور المناضلتين، فهي تحسم امCCر من قCدم الوصCف اصCال والتقCويم الصCحيح لمCا يجCري ومن نقCل عCني دون ذكCر

كتاباتي!

[163]

Page 164: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هؤالء االصدقاء قالوا بان الوضع كان معقدا جدا ومشوشCا جCدا لCذلك خلطCوا بين النوايا وبين الواقع واحلوا تمنياتهم محل الواقع المعاش المناقض لتلك االمCCاني، وكانت النتيجة هي قيامهم بالمشاركة في دعم مخطط لم يضعوه هم وال وضCCعته قوى وطنية على االطالق! الحمد لله الCCذي سCCمح بتكامCCل صCCورة االحCCداث وزوال الغموض في نهايCات االحCداث وتاكCد الجميCع تقريبCا ان مCا حCدث لم يكن ثCورات شعبية بل انتفاضة حصلت في تCونس ومصCر تم اغتيالهCCا، وبقيCCة االحCCداث كCCانت عبارة عن تنفيذ دقيق ومباشر للخطة االمريكية الصهيونية المسماة رسميا وعلنCCا ب)الفوضCCى الخالقCCة( والقائمCCة على اشCCعال فوضCCى مCCدمرة في كCCل االقطCCار العربية بصورة متدرجة تمهيدا لتقسيمها وانهاء الكيانات الوطنيCCة لتلCCك االقطCCار. مع اعادة تأكيدنا بان الجماهير والشباب الذي اسقط النظامين في تCCونس ومصCCر قCCاموا بعمCCل وطCCني حقيقي وبCCدوافع وطنيCCة الشCCك فيهCCا، كمCCا ان قسCCما من المعارضة في سوريا يمثل ارادة الشعب السوري وهو القسم الذي رفض التدخل االجنبي بثبات وبال تردد او غموض الن مطCCاليب الشCCعب السCCوري مشCCروعة ومن الحتمي االستجابة لها باسرع وقت لتجنب انزالق سوريا الى حرب اهلية مفتوحCCة خططت لها امريكا والصهيونية وتنفذها فرنسا وبريطانيا عن طريق تركيا والعبيد

االذالء في الجامعة العربية. االن االغلبية الساحقة من المناضلين العرب ومن مختلCCف التيCCارات يCCرون ان مCCا حدث ويحCCدث هCCو ثمCCرة مباشCCرة لمخطCCط اسCCتعماري صCCهيوني اسCCتغل الفسCCاد والديكتاتوريCCة وفتح المجCCال امCCام الجمCCاهير، بعCCد دفCCاع مسCCتميت عن االنظمCCة، السCCقاطها ولكن بقيCCادات تابعCCة المريكCCا ومعCCدة اعCCدادا جيCCدا النشCCاء الشCCبكات وتنظيم االعتصامات واالحتاجات وصوال السقاط االنظمة، وهCCذا التطCCور مهم الن يحفظ وحدة الوطنيين العرب ويسمح بتعاونهم من اجل وضCCع سCCتراتيجية قوميCCة

لمواجهة هذه المؤامرة الصهيو- امريكية. اذا تجرد كل انسان من العواطف المضللة لقد تاكد الصواب التام للحكمة التالية :

التي تظهر عندما يكتشف انه كان مخطئا فانه سرعان ما سCCيعترف بالخطCCأ، كمCCا فشCCكرا لمناضCCلين عCCززوا ،اعCCترف اصCCدقاء لي، الن )االعCCتراف بالخطCCأ فضCCيلة(

جوهرهم النضالي بنقد الذات بشجاعة. يتبع.2011 تشرين الثاني 28

-الجزء الثامن و العشرين- 

 حينما يتحكم اليأس

- احدى اكبر مشاكلنا، وعيوبنا بنفس الوقت، هي اننا كعرب نفكر بمنطق بسيط5 وغير معقد في االطار العCCام، ينسCCجم مCCع درجCCة تطCCور مجتمعاتنCCا العربيCCة الCCتي خرجت لتوها من مرحلة التفكير السابق للرأسمالية، انCCه مCCزيج غCCير متفاعCCل من القبلي، البدوي، الطCCائفي، العCCرقي، المنCCاطقي، االقطCCاعي واالسCCطوري...الخ، وادخلت قسرا عالما غريبا عليها تماما بطرق تفكيره وانماط حياته ونوعيCCة القيم

[164]

Page 165: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

التي تتحكم به، النه عالم نشCأ في ظCل رأسCمالية غريبCة عن الحالCة العربيCة. ان الرأسمالية وبحكم اعتمادها على التنافس المتحرر من القيود، خصوصا االخالقية، تطور نمطا من التفكير المعقد والحاد الذكاء، فنتيجة للصراع من اجل البقCCاء في مجتمع ال يرحم من ال يملك المال ويسحقه بقسوة فان االنسCCان يتحCCول الى الCCة بحث عن لقمة ونجاة من الموت او التشرد، وحينما يعCثر عليهCا فانCه يبقى اسCير خCCوف من فقCCدانها نظCCرا السCCتمرار التنCCافس المفتCCوح النهايCCات، فحCCتى اكCCثر البورجوازيين ثCCراء يخشCCى ان يسCCتيقظ صCCباحا ليجCCد انCCه فقCCد ثروتCCه ورمي في قارعة الطريق، لذلك وكرد فعل غريزي فانه يراكم االموال ويصبح جمعها وسCCيلة

وبما ان كل راسمالي يتحول الى الة جمع المCCال لضمان مستقبل غامض ومقلق. بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة فان بيئة الراسمالية تصبح بيئCCة معاديCCة لكCCل مCCاهو انسCCاني واخالقي تسCCود فيهCCا روح الغCCدر والتCCأمر بين الرأسCCماليين، وهكذا يصبح العثور على افضل الطرق لحماية النفس والمCCال وتحطيم المنCCافس

جوهر وسائل التعامل في المجتمع. لقد طور االنسان في ظل الرأسمالية اعظم وسCائل االبCداع، الخCيرة والشCريرة، واصبح عدم ضمان البقاء محفزا جبCCارا الختراعCCات واكتشCCافات مذهلCCة لم يشCCهد الجنس البشري مثيال لها، وتحول االنسCCان من انسCCان بسCCيط وطيب الى انسCCان خطر الذكاء ومتوحش الجوهر. وحينما تضع الرأسمالي االمريكي بمواجهة العربي العادي نجد ان طريقة التفكCCير متناقضCCة تمامCCا في كCCل شCCيء، فCCالعربي مCCازال يعيش في مجتمCCع العائلCCة القويCCة والقبيلCCة ذات الروابCCط الرحميCCة والCCدين دين التراحم والتواد، والصلة القومية مازالت توفر تعاطفا بين العربي والعربي االخر، والCCدعم في ظCCل هCCذه القيم لالخCCر وعCCدم سCCحقه بال رحمCCة من سCCمات هCCذه المجتمعات، لذلك فان الفقير والمعدم في الوطن العCCربي لم تتطCCور لديCCه ملكCCة الصراع حتى الموت مع االخر من اجل االستحواذ على المال وحرمCCان االخCCر منCCه بأي طريقة ومهما كانت طبيعتها ال اخالقية وال انسانية. نعم هناك صCCراعات، نعم هناك تنافس من اجل المال لكنه لم يصل بعCCد الى الدرجCCة المعقCCدة الCCتي وصCCل اليهCCا االنسCCان في ظCCل الراسCCمالية، خصوصCCا اشCCكال وطCCرق تصCCفية الخصCCم

والمنافس. في هCCذه المواجهCCة بين عقCCل تطCCور بحCCدة الجCCل البقCCاء وهCCو العقCCل االمCCريكي واالوربي، وبين عقل لم توجد بيئة تجبره على التطور بحدة تأمريCCة شرسCCة وهCCو العقCCل العCCربي فبقيت لديCCه ضCCمانات دعم او حمايCCة اجتماعيCCة اهليCCة )وحكوميCCة احيانا( بCCان ال يمCCوت جوعCCا وال يسCCحق حCCتى حينمCCا يواجCCه الفقCCر، لCCذلك لم يكن مضطرا لتطوير وسائل صراعه لتصل درجCة تعقيCد وخطCورة االنسCان االمCريكي، فكان طبيعيا ان يستطيع االمريكي واالوربي خداع وتضCCليل العCCربي بحكم تقدمCCه الهائل في انماط التفكير وما اوجدته من تكنولوجيات مادية متقدمة وادوات قهCCر

واختراق كالمخابرات البالغة التقدم. ومن مظاهر هذا التقدم والتفوق علينا ظاهرة التخطيط الستراتيجي لدى الغCCرب وانعدامه او ضعفه الشديد لدينا، فهناك يخططون لنصف قCCرن او اكCCثر ويتCCابعون التنفيذ جيال بعد جيل بال انقطاع، والجيل الجديد يكمل ما بدأه الجيل الذي سCCبقه،

[165]

Page 166: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

فتكون النتيجة تحقيق االهCCداف المرسCCومة واحCCدا بعCCد االخCCر، في تتCCابع عقالني مقصود، وبين تحقيق هدف وتحقيق هدف اخCCر فاصCCلة زمنيCCة مقصCCودة من اجCCل تضليل عقل الضحية، البسCCيط وغCCير المعقCCد والCCذي لم يطCCور ملكاتCCه الهجوميCCة المخططة والمبرمجة، بجعل الضحية يعتقد بان ماحصل كان امCCرا ال صCCلة لCCه بمCCا

سيحصل بعد عقد من الزمان او اكثر. ان النخب اليهودية المتطرفة والباطنية، وفيما بعد الصCCهيونية، مثال خططت منCCذ اكثر من الفي عام لالستيالء على فلسCطين تحت شCعار )العCودة الرض الميعCاد(، وكانت االجيال اليهودية االسبق تعلم االجيال الالحقة كل شCCيء حCCول هCCذا الحلم االسطوري حتى تحقق بعد اكثر من الفي عCCام، وهCCذه طريقCCة غريبCCة علينCCا نحن ولم نألفها او نطور مCCثيال لهCCا. وكCCذلك الرأسCCمالية في اوربCCا وامريكCCا الشCCمالية طورت لنفسها خططا للسيطرة على االسواق واالمم االخرى، وعCCرف العCCالم ان الغرب الرأسCCمالي يخطCCط لنصCCف قCCرن وعلى االقCCل ربCCع قCCرن، راينCCا بريطانيCCا تخطط منذ نهاية القرن التاسع عشر وبعد اكتشاف النفط العربي للسCCيطرة على منابع النفط فاصدرت وعد بلفور ودعمت انشاء الحركة الصCCهيونية لتكCCون اطCCارا تنظيميCCا يCCدعم التوسCCع االسCCتعماري الغCCربي واختCCارت فلسCCطين )وطنCCا قوميCCا

في اول مCCؤتمر لهCCا في سويسCCرا. ولم تقتصCCر ظCCاهرة1897لليهCCود( في عCCام التخطيط البعيد المCCدى على الصCCهيونية والغCCرب فحCCتى جيراننCCا في ايCCران وهم شرقيون مثلنا، طوروا نمطا من التفكير البعيد المCCدى منCCذ الفتح االسCCالمي لبالد فارس، حيث عقدت النخب الفارسية المتطرفCCة العCCزم على االنتقCCام من العCCرب لتدميرهم امبراطورية فارس، من خالل اختراق االسالم وشقه بفتنة عمياء تCCدور

عCCام لتبCCدأ مرحلCCة1400حول )حق ال البيت في الحكم( واعCCادة عقCCارب الCCزمن الحروب بين المسلمين انفسهم ثم بين العرب انفسهم بعد تقسيمهم الى شCCيعة

عCCام1400وسنة، وهكذا يتحقق الهدف الذي تبنته النخب القومية الفارسية منCCذ وهو )تدمير ملك العرب(.

اذن خصCCومنا واعCCداءنا الرئيسCCيين الثالثCCة )الغCCرب االسCCتعماري والصCCهيونية والصفوية الفارسية( لديها القدرة على التخطيط الستراتيجي البعيد المدى بينمCCا نحن نفتقر لهCCذه المCيزة. وحCتى حينمCا اجCبرت البيئCCة الالانسCCانية الCتي خلقتهCCا

بعض النخب العربيCCة1948الحروب واالزمCCات والعCCدوانات على العCCرب منCCذ عCCام على تطوير خبرات وانماط تفكير متقدمة واجهت اشكاال مختلفة من التأمر عليها لتصفيتها او شيطنتها وزجها في صراعات مع نخب عربيCCة اخCCرى. وهكCCذا واجهت النخب العربيCCة الCCتي تعلمت وفهمت لعبCCة العCCدو المشCCترك في التخطيCCط البعيCCد المدى وارادت تخطيط عملهCCا المواجCCه لالعCCداء واجهت خطCCة اغراقهCCا المسCCتمر بازمات ومشاكل ما ان تنتهي واحدة حCCتى تفجCCر عشCCرة امثالهCCا من اجCCل اعاقCCة

هذه النخب وارهاقها واجبارها على التراجع واالستسالم او العزلة. مCCCاذا يحصCCCل في بيئCCCة اختالف مسCCCتوى التفكCCCير السCCCتراتيجي بين طCCCرفين

هنا تكمن مشCCكلتنا السCCتراتيجية الCتي اعCاقت او هCCدمت كCCل خطCCوة متصارعين؟ خطوناها الى امام وهي مشكلة اننا ال ننظر ابعد من الصورة التي نراهCCا االن امCCا ما بعد الصورة وما سيجري في الغد فال ننظر اليه بل نرفض ذلك غالبCCا، واذا اراد

[166]

Page 167: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بعضنا المتقدم في وعيه الستراتيجي ان ينظر لما بعد الصCCورة ويحCCاول توقCCع او فهم ما سيحصل في الغد وما بعد الغد فانه سيواجه سيال من االزمات التي تجبره على االلتصاق بالصورة التي نراها فقط الننا في حالة سباق مع الCCزمن من اجCCل

انظروا الى حال االمCCة منCCذ اقامCCة الكيCCان الصCCهيوني النجاة من كوارث تطاردنا. وحتى االن ستجدون تطبيقا لمCCا ذكرتCCه في السCCطور السCCابقة. منCCذ عبدالناصCCر، وقبله محمد علي باشا، وحتى صدام حسين واجه العرب مشكلة التخCCريب المنظم الي مشروع نهضة قومية ووطنية وزج المشروع، رغما عن رواده، في معارك اما جانبية او لم يختارها بهCCدوء وبعCCد دراسCCات متأنيCCة : عبدالناصCCر وضCCع في زاويCCة حرجة اجبرته على ارسال قواته لليمن كي تسحق طاقCCات مصCCر، وصCCدام حسCCين اجبر على دخول الكويت نتيجة التأمر الوقح لحكام الكويت كي تبCدأ عمليCة تهCديم االنمCCوذج النCCاجح والعظيم الCCذي بنCCاه البعث في العCCراق. وفي الحCCاتين حالCCة عبدالناصر وصدام حسين كان العدو لديه خطط ستراتيجية بعيدة المدى بينمCCا كنCCا نلهث خلف االحداث غالبا ونرد عليها بخطوة انية وبال خطة تمتد لعقCCد او عقCCدين من الCCCزمن، كمCCCا فعلت وتفعCCCل الصCCCهيونية والراسCCCمالية الغربيCCCة والصCCCفوية

الفارسية. باستخدام هذا التفوق في طرق التفكير يحاول الغرب والصCCهيونية اجبCCار العCCرب على تغيير مواقفهم تجاههما وتحطيم الخطوط الحمCCر الCCتي رسCCمها العCCرب في نصف القرن الماضي ومنها ان امريكا والصهيونية هما مصCCدر اغلب كوارثنCCا ومن ثم البد من خوض نضال مستمر ضCCدهما حCCتى اسCCتعادة اراضCCينا المحتلCCة وتحريCCر ثرواتنا المغتصبة، فهل نجح الغرب والصهيونية؟ هنا نتناول مCCا يحصCCل منCCذ بدايCCة

هذا العام. دعونا نتذكر احدى حقائق الواقع العCCربي وهي حقيقCCة ان االغلبيCCة السCCاحقة من العرب يؤمنون بان امريكا والصCهيونية مسCCؤلتان عن اغلب كوارثنCCا العامCة، وهي حقيقة جعلت امريكCCا عCCاجزة عن كسCCب عCCدد يكفي لCCدعم سياسCCاتها فاصCCبح من يدافع عن امريكا يوضع فورا في خانة الخيانة الوطنية العظمى، وهذا امر طبيعي جدا الن تحمل الغرب بقيادة امريكا والصهيونية مسؤولية كوارثنا يفضي الى تلCCك النتيجة. وحينما انهار السCCد الCCذي كCCان احCCد اهم عوامCCل منCCع التوسCCع االمCCريكي الصهيوني في الوطن العربي بCCزوال االتحCCاد السCCوفيتي وانكمCCاش الصCCين، بقي السد النفسي العربي المتكون عبر االم ومعاناة عداء امريكا لنا، وبمCCا ان الCCوطن العربي هو اهم مركز للطاقة العالمية، وهي دم الحيCCاة العصCCرية، فCCان السCCيطرة الكاملة وغير المهددة على الوطن العربي خصوصا منCCابع النفCCط اصCCبحت، واكCCثر من اي وقت مضى، احدى اهم اهCCداف امريكCCا في مرحلCCة مCCا بعCCد انتهCCاء الحCCرب

وهي كيCCف نغCCير سCCايكولوجيا العCCرب الباردة، االمر الذي طCCرح مسCCألة حاسCCمة : المبنيCCCة على رفض امريكCCCا والصCCCهيونية ونجعلهم يتقبلCCCون امريكCCCا وقيمهCCCا ومنطلقاتها الفكريCCة واهCCدافها التوسCCعية باالضCCافة لقبCCول التطCCبيع مCCع الكيCCان

الصهيوني؟ الجواب كان بتحطيم الخطوط الحمCCر العربيCCة وفي مقCCدمتها انهCCاء رفض امريكCCا وقيمها ودورهCCا وقبولهCCا بهCCذه الطريقCCة او تلCCك وطمCCر الماضCCي العCCدائي بيننCCا

[167]

Page 168: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وبينها، لكن امريكا مطالبة من اجل الوصول الى هذا الهدف الحيوي بتغيير قواعد لعبتها معنا، فاالنظمة الCCتي تسCCلطت علينCCا واضCCطهدتنا وسCCرقت امCCوال النCCاس كCCانت مدعومCCة من قبCCل امريكCCا او صCCنيعتها ومشCCجعتها على الفسCCاد واالفسCCاد واالستبداد، وكان هذا الدعم هCCو احCCد اهم اسCCباب معCCاداة السياسCCات االمريكيCCة،

لذلك كان البد من تغيير الموقف من انظمة مكروهة ومعزولة. كما ان السبب االخر للعCCداء المريكCCا هCCو دعمهCCا غCCير المشCCروط لغCCزوات الكيCCان الصCCهيوني وعدواناتCCه على العCCرب، لCCذلك كCCان البCCد من تغيCCير ولCCو ظCCاهري في

وفي ضوء ما تقCCدم فCCان المصCCالح السCCتراتيجية االمريكيCCةالموقف من هذا االمر، والصهيونية كانت تفرض تبCCني خطCCتين خطCCة اولى هي )نشCCر الديمقراطيCCة في الCCوطن العCCربي( للتخلص من االرث الثقيCCل لالنظمCCة العربيCCة والتحCCرر من تهمCCة دعمها، وبالطبع فهذا مجرد شCCعار فCCارغ ال مقابCCل لCCه على ارض الواقCCع، وخطCCة ثانية هي تبني حل الدولتين اي االعتراف العربي الكامل باسرائيل مقابCCل اقامCCة كيCCان فلسCCطيني مقCCزم ومجCCرد من اي قCCوة وتCCأثير يعCCزل العCCرب عن اسCCرائيل ويستوعب الالجئين وينهي المطالبات العربية بCCاالرض المحتلCCة، وهكCCذا تسCCتطيع امريكا العثور على من يدعمها علنا ويدافع عن مصالحها بال خوف من اتهامه بانCCه

خائن. هل تكتيCك دعم امريكCا تغيCير االنظمCة العربيCة هدفCه، اذن، تجميCل وجCه امريكCا

وهCCل حقCCا والصهيونية الجل تأهيلهما لدخول بيوتنا واقطارنا بال عوائCCق شCCعبية؟ تريCCد امريكCCا اقامCCة الديمقراطيCCة في االقطCCار العربيCCة؟ ام انهCCا تمهCCد لتسCCليم السلطة عبر انتخابات بيئتها استثنائية ومرتبكCCة ومربكCCة ينتفي فيهCCا االسCCتقرار، وهو من اهم شروط قيام الديقراطية الحقيقية، الى تيCCار اسCCالموي، كمCCا يعCCرف كCCل مطلCCع، انشCCأته بريطانيCCا في عشCCرينيات القCرن الماضCCي من اجCل التصCدي

للشيوعية والتيارات القومية العربية وفرخ تنظيمات كلها طائفية؟الجواب مزدوج وواضح وهو :

اوال : ان الديمقراطيCCCة محرمCCCة على العCCCرب من قبCCCل الغCCCرب والصCCCهيونية، والديمقراطيCCة الCCتي نعنيهCCا هي تلCCك الCCتي تجCCري في ظCCل اوضCCاع طبيعيCCة وبال تاثيرات مصطنعة تخلقها االزمCCات والصCCراعات او تCCاثير االعالم والمCCال، وعنCCدها واذا توفرت هذه الشروط فCCان الشCCعب سCCينتخب من يمثلCCه حقCCا ويحقCCق امانيCCه ويحافظ على حقوقه الماديCة واالعتباريCة وتلCك حالCة مرفوضCة من قبCل الغCرب والصهيونية النها تقود الى تحرير االرض والثروات وطرد االستعمار ومصالحه غير

فهCCل يعقCل ان تسCCاعد امريكCCا والصCهيونية على اقامCة ديمقراطيCCة المشCCروعة، بالطبعتفضي الى هالكهما او على االقل هالك مصالحهما االستعمارية التوسعية؟

كال. لذلك فالحل الديمقراطي االمريكي في الوطن العربي هو حل ينبثق من بيئة االزمات الساخنة التي تقولب اتجاهات قسم من الراي العام بطريقCCة التعCCبر عن مصالح الشعب الحقيقية وانما تهتم بتحقيCCق االمن واالسCCتقرار وانهCCاء الفوضCCى

وغياب الخدمات او ضعفها وانتخاب من يعد بتحقيق ذلك حتى بدون اي ضمانات. ثانيا : ان الوظيفة الوحيدة الممكنCة لتيCار اسCالموي طCائفي، وكمCا اثبتت تجربCة نصCف القCرن الماضCي، هي تمزيCق الشCعب شCر ممCزق النCه في بنيتCه وتكوينCه

[168]

Page 169: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االيديولوجيCCة طCCائفي وال يفCCرخ اال الصCCراع الطCCائفي بين المسCCلمين انفسCCهم، حسب طوائفهم، ومع العرب غCCير المسCCلمين من اجCCل اشCCعال حCCروب الطوائCCف واالديان، ولدينا تجربCCة العCCراق المحتCCل الCCذي كCCانت التيCCارات االسCCالموية الCCركن االساس في نشر هCCدف االحتالل وهCCو اثCCارة الفتن الطائفيCCة، وتجربCCة مصCCر في ظل السادات ومبارك والمجلس العسكري الحCCالي حيث تشCCهد مصCCر بCCروز وضCCع خطCير جCدا لم يكن مألوفCا فيهCا وهCو الصCراع القبطي - االسCالمي والصCراعات االسالمية - االسالمية مثال بين السلفيين والصوفيين. هCCذان المثCCاالن يؤكCCدان ان التنظيمات التي تتستر بالدين البد ان تكون طائفية وتفرق الشعب خصوصا وانها تتعمد ادانة الرابطتين الوطنية والقومية، اللتان توحدان الشعب على اساس مبدأ المواطنة المتساوية وبغض النظر عن الدين واالصل االثني، وبمCCا ان اهم اهCCداف الصهيونية والغرب هو اشعال الفتن الطائفية والعرقية في االقطار العربية فCCان خير من يحقق هذا الهدف هو التيارات االسالموية الطائفية سنية او شCCيعية وهCCو مCCا رأينCCاه بوضCCوح بCCالغ في العCCراق ومصCCر االن. وهنCCا يكمن جCCذر دعم الغCCرب للتيارات االسالموية حتى لو كانت بريئة من اي ارتباط مشبوه بمخCCابرات اجنبيCCة، فهي الضمانة االساسية الشعال الفتن وتسليمها السلطة تحت غطاء ديمقCCراطي

شكلي ليس سوى فتح ابواب جهنم لتدخل الصراعات الطائفية المميتة منها. 

الطعم القاتل منذ مطلع هذا العCCام نCCرى ماليين النCCاس تبتلCCع الطعم القاتCCل، فهي تحت ضCCغط فساد واستبداد االنظمة وافقارهCCا للشCCعب وجCCدت بصCCيص ضCCوء في نهايCCة نفCCق انتظار طويل محكوم باليأس، ولذلك قررت اغتنCCام هCCذه الفرصCCة )فلعCCل النظCCام يسقط ويأتي نظام مهما كان سيئا لن يكون اسوأ من النظام الحالي(، وهي ترى ان امريكا تقف معها في الضغط على النظCام بCل تقCوم بتخيCيره بين الرحيCل او العقاب الصارم، لذلك تحرك شيطان التبرير الذي يوسوس في صدور الناس قائال : هيا لنستغل هذه الفرصة ونعمل مع امريكا السقاط النظCCام فامريكCCا كمCCا يبCCدو تبدلت واصبحت تؤمن بالديمقراطية، والدليل انهCCا تطCCالب اسCCرائيل بقبCCول حCCل

الدولتين، االمر الذي ينسف اسباب كرهنا المريكا. هنا تزاوج شيطانان : شيطان الرغبة الحميمة في التغيير وشيطان تجميل امريكا من خالل المكياج الجميل الCCذي وضCCعته على وجههCCا )دعم التغيCCير واقامCCة كيCCان فلسطيني( فما الضرر من االستفادة من امريكCCا والجمCCاهير قCCادرة على التغيCCير الحقا وطرد عمالء امريكا؟ اذا اردتم معرفة سCCبب غيCCاب اي شCCعار معCCاد المريكCCا في االحداث العربية كلها باستثناء العراق فCCان االمCCر مرتبCCط بهCCذين الشCCيطانين اللعينين، االول يرى امال في امريكا والثCCاني يجمCCل وجههCCا بينمCCا هنCCاك شCCيطان ثالث يقبع في اكثر المناطق ظالما في نفس االنسان وهو شCCيطان خCCداع الCCذات بان هناك امل بان يصبح الشيطان مالكا وان نستطيع حلب الثور، وان نغير المCCاء

ونجعله روبة )زبادي(! في الشCCهر العاشCCر لالحCCداث مازلنCCا نجCCد هCCذه الشCCاطين الثالثCCة وهي تعبث بنCCا

الم يتغير وبمصيرنا وتجر البعض رغما عن موقفه القديم ليقف تحت علم امريكا!

[169]

Page 170: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

و1991موقف الكثير ممن ناهضوا امريكا عنCCد العCCدوان على العCCراق في عCCامي الم نجCCد معممين  فاصبحوا االن ال يجدون حرجا في االصطفاف مع الCCنيتو؟2003

يغيرون كل معاني المنطق ويهملون الذاكرة التي تعرف ان الخيانة درجCCة واحCCدة ومن المستحيل تقسيمها الى درجات بقولهم ان الخيانCCة درجCCات بعضCCها مقبCCول وبعضها االخCر مرفCوض وقCدموا ذلCك باسCم اللCه كمCا يفعCل كCل الطغCاة الCذين اضCCطهدوا الشCCعوب باسCCم الكنسCCية واللCCه؟ االن اصCCحاب )الكنCCائس االسCCالموية( يسيرون على خطى الكنسية في اوربا حرفيا ويبتزون الناس باسم الله، ويفتCCون باباحة الخيانة الوطنية العظمى كما فعل زمالئهم في العCCراق عنCCد دخCCول قCCوات

االحتالل؟ من المشاهد التي كنت اتوقعها مشهد احد االسالمويين الذين كانوا ال يكلCCون من شتم امريكا ورجاالتها والنيتو ودوله، وكانت ابرز سماته الصوت العCCالي المقCCرف وتنائر اللعاب من فمه وهو يشتم امريكCCا، لكنCCه االن يCرقص بكرشCه الضCخم على وحدة ونص للنيتو ولم تعد كلمة امريكا تثير لديه حماس رفضها كما كان قبل ربيع

ل)الربيCCع العCCربي وللثCCوارت االسCCالمية   الغضCCب والكCCوارث، بCCل اصCCبح يفCCتي ولسقوط الطغCاة(، ومتناسCيا ان البCديل ليس سCوى احمCد الجلCبي الCذي زرعتCه امريكا في كل قطر سواء ظهر ببدلة افندي او بعمامة السيستاني او جبة يوسف القرضاوي. هذه هي مصيبة التفكير المسطح والبسيط وهو يقابل تفكCCير امريكCCا

االنجCCرار لتبCCني مCCا لم يكن هCCذا االنسCCان يتصCCوره حCCتى في المعقCCد والخCCبيث : الكوابيس وهو انه يصطف مع امريكا ويتبCCنى شCCعارتها وينفCCذ اهCCدافها في نشCCر الفوضى الهالكة في االقطار العربية وهو يرقص مبتهجا بمCCوت االف العCCرب بيCCد

عرب اخرين! اليست تلك هي ذروة المأساة؟يتبع..........6/12/2011

 الجزء التاسع و العشرين

خطايا الدرخ  

- ولكي النعقCCد االمCCر على غCCير العراقCCيين الCCذين ال يعرفCCون معCCنى مفCCردة6 ) الدرخ ( العراقية نوضحها : انهCCا عمليCCة الحفCCظ على ظهCCر قلب لنصCCوص دينيCCة كأيات القران الكريم او ابيات شعر الجل النجاح في االمتحانات ، لذلك فالدرخ هو الحفظ االعمى المجرد غالبا من الفهم الصحيح والدقيق للمعنى خصوصا اذا كCCان المعنى ينطوي على معCان مختلفCة او تفسCيرات متنااقضCة تتطلب وعيCا يتجCاوز سطحية الدرخ . االن نواجه االثار الكارثية السCCلوب الCCدرخ الCCذي يعCCد اهم سCCمات تربية االحزاب والتيارات االسالموية متجسدا في االنقالب الفضائحي على كل مCCا درخوه في العقود الماضية وتبنيهم لمواقف اقل ما توصف به هCو انهCا متناقضCة مع نصوص ما درخوه ، وهو االنتقال من معاداة امريكCCا واسCCرائيل والتطCCرف في

[170]

Page 171: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ادعاء محاربتهما وممارسة بعض هذه التيارات العمل ) الجهادي ( ضد امريكا ، الىاالصطفاف معهما !

  والن الدرخ فهم سطحي فان اصدار فتاوى او تفسCCيرات تCCبرر هCCذا االنتقCCال هCCو امر طبيعي ، رغم انها تتناقض مع الخطوط العامة لما درخ ، فالدراخون يكرهCCون التعمق والمعادالت المعقدة واليفقهCCون المعCCاني العميقCCة وتCCربيتهم تقCCوم على قشرة رقيقة من االيمان يسهل ازالتها دون االنتبCCاه الى ان ذلCCك مخCCالف لشCCرع الله . ولكي نكون منصCCفين البCCد من القCCول ان هCCذا الجCCزء من الدراسCCة مكCCرس لتنبيه االخCCوة االسCCالمويين الى مخCCاطر مCCا يجCCري االن ومعCCاني ودالالت تبCCدالت مواقفهم ونتائجها القريبة والبعيدة ، من منطلCCق ايماننCCا بCCان االغلبيCCة السCCاحقة من االسالمويين العرب ذات روح والCCتزام وطنCCيين حقيقCCيين ونوايCCاهم صCCادقة ، لذلك فCCالحوار معهم االن هCCو الحCCل وليس التشCCكيك او انكCCار وطCCنيتهم والطعن بها ، وتلك المهمCCة تتطلب الصCCراحة كCCل الصCCراحة الجCCل وضCCعهم امCCام المشCCهد الحقيقي الCCذي ال يCCرون كCCل مكوناتCCه وامCCام النتCCائج الفعليCCة الCCتي تCCترتب على انقالبهم الحCCالي والCCتي من االكيCCد ان اغلبهم ال يراهCCا النCCه درخ كCCل شCCيء ولم يفهمه ، وان رأها فانه يضلل بتفسيرات المنظرين الكبار في هذه التيارات الذين ليس لهم من هم او هدف سCCوى السCCلطة او المCCال او التسCCلط بCCاي ثمن ومهمCCا

كانت النتائج . 

بعد ان اوصلت امريكا وحليفاتهCا الغربيCات بعض االسCالمويين للسCCلطة في ليبيCا وتونس ومصCCر والمغCCرب ، باسCCتغالل حالCCة الطCCوارئ ومعانCCاة النCCاس من القهCCر وقبCCولهم الي حCCل يخفCCف مأسCCاتهم ، انفتحت شCCهيتهم الوحشCCية للحكم وبCCدات الشعارات التي طرحوها في الخمسين سنة الماضية تتساقط واحCCدا بعCCد االخCCر ، فلقد اصدر قادة هذه التيارات فتاوى ، من صنف فتCCاوى الشCCيخ ) وليس السCCيد ( علي السيستاني االيCCراني الجنسCCية في العCCراق الCCتي حللت غCCزو العCCراق ودعت لدعم العملية السياسCية لالحتالل ، ومن صCنف بعض ممثلي التيCارات االسCالموية المصCCرية والتونسCCية الCCذين بح صCCوتهم وهم يصCCرخون بال وعي او تCCأن : نحن لن نمنع الخمور ولن نغلق احياء العهر ولن نمنعها من ممارسة العهر النCCه يCCدر ربحCCا ويشجع السياحة ، ولن نمنع اللبس غCCير المحتشCCم ولن نجCCبر احCCد على تبCCني مCCا نؤمن به ونتركه لقرار الناس ، وسCCنمارس الديمقراطيCCة الغربيCCة بكامCCل اركانهCCا حتى لو لم تكن ارثا اسCCالميا وتتنCCاقض مCCع الشCCورى ...الخ !!!! هCCذه التصCCريحات صدرت وهذه التيارات لم تمارس السلطة بعد ولم ترى امكانيCCة اسCCتمرارها فيهCCا بعد ، ولم تفحص وتدرس االسباب الخفية وغير المباشCCرة وربمCCا المباشCCرة ايضCCا لدعم الغرب لها مباشرة ورسميا بعد ، لكن سكر الوصول الى السCCلطة اقCCوى من

كل تربية حزبية وتعليم طويل اعتمد على اسلوب الماللي في الدرخ . 

رأينا راشد الغنوشي يفقCCد توازنCCه فال يكتفي بCCالقفز فCCورا الى الدوحCCة لتقبيCCل جبين اميرها مموله طوال سCنوات غربتCه وتشCCرده المCترف في لنCدن وبCاريس ،

[171]

Page 172: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

واالعتراف له بفضله في وصول حزبCCة للحكم ، على اعتبCCار ان امCCير قطCCر اصCCبح الوكيل المعتمد رسميا المريكا واسرائيل ، بCCل طCCار الى واشCCنطن بخفCCة مراهCCق ظن ان وقت مقابلCCة معشCCوقته مCCارلين مCCونرو الCCتي رأهCCا طCCوال مراهقتCCه في الشاشة البيضاء وبقي يحلم برؤيتها فلم يصCCدق انCCه سCCيقابلها حCCتى لCCو اصCCبحت مجرد صCCورة في اسCCتديوهات هCCولي وود وزالت من الوجCCود ، ولCCذلك حCCل ضCCيفا عزيزا مكرما على ) عم ( مارلين مونرو وهو اللوبي الصهيوني ) ايباك ( في عقر داره وهو مركCCز دراسCCاته ، وحلب حلبCCا في عمCCل مخCCابراتي يتخCCذ تقليCCديا شCCكل محاضرة ، وهناك اعلن توبتCCه عن اطالق تصCCريحات تCCدعم الموقCCف الفلسCCطيني االصيل والصحيح ، وبتواضع ) ثوار ( الCCنيتو اعCCترف ايضCCا ان موقفCCه قCCد تطCCور ، طبعا باتحاه اعتبار امريكا قبلته وليس الكعبة ، وشدد على انه تونسي وان تCCونس ال تهتم بقضCCCية فلسCCCطين ولن تعتبرهCCCا قضCCCيتها ، وتحلCCCل من كCCCل مواقCCCف االسالمويين الخاصCCة بالتقاليCCد والقيم االسCالمية بالضCبط كمCا فعCCل اخوانCه في

) العقيدة والسالح ( في مصر . 

ماذا رأينا في الواقع وقبل ان يجلس غنوشي واشقاءه المصريين والليبCCيين على كرسCCي الحكم اللعين ؟ راينCCا التCCبرأ الCCواقعي والفعلي من االسCCالم واحكامCCه الملزمة وتقربا فجا ووقحا من الكيCCان الصCCهيوني ومغازلCCة لCCه وممارسCCة الحCCدى اهم االفكار التي بدأ بها السادات خيانته وهي اعتبار رضا اسرائيل مفتاح وصCCوله للسلطة ونجاح بقاءه فيها . اال يستحق هذا االمر الخطير والمثير ان نعود الصCCول وجCCذور وخلفيCCات مCCا يحCCدث االن حCCتى لCCو كCCان معلومCCات سCCبق وان تناولناهCCا وشرحناها ؟ لنتناول هذه القصة بنوع من االختصار الCذي ال يحجب الصCورة ، رغم تكرارنا لطرحها ومناقشتها فهي لخطورتها تستحق حتى التكرار في التنبيه اليها من بCCدايتها ولنسCCCلط الضCCوء على خلفياتهCCا ومحركاتهCCا واالهCCداف الحقيقCCة ل)مؤلفها ( وواضع ) موسيقاها التصويرية ( ومخرج ) احداثها المثيرة ( ، ومصمم ) ازياء ( ابطالها الكCثر . نحن مازلنCا نتCابع االجCزاء المتسلسCCلة للفيلم التفCاعلي االمريكي والذي يعد بحق اعظم ما انتجته هولي وود واثبت صCCدق القائCCد الهنCCدي الكبير غاندي حينما اكد بان اعظم انجازات امريكا ليس التكنولوجيا بل هولي وود

.  

تسلسل تطبيق سياسة ) فرق تسد ( 

مCCا يجCCري االن هCCو التطCCبيق الخالق المتنCCوع االشCCكال للسياسCCة االسCCتعمارية البريطانية التقليدية والتي تبنتها كل قوى االستعمار وهي سياسة ) فرق تسد ( . فما ان اكتشفت اوربا االستعمارية في نهاية القCCرن التاسCCع عشCCر وجCCود النفCCط في وطننا العربي حتى شرعت االمبراطورية التي كCCانت ال تغCCرب عنهCCا الشCCمس بالبحث عن كيفية السيطرة على منابع النفط وما حولهCCا وكيفيCCة تأبيCCد – ابقCCاء ،

ديمومة واستمرار – هذه السيطرة : 

[172]

Page 173: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

- كانت نقطة البداية تقرير ) لجنة االستعمار ( او كما تسمى ايضا ) لجنة بنرمان1 ( التي وضعت دراسة في بداية القرن العشرين قدمت ثالثة توصCCيات االولى منCCع اي شCCكل من اشCCكال الوحCCة العربيCCة ، والثانيCCة منCCع العCCرب من الحصCCول على التكنولوجيا الحديثCCة ، والثالثCCة اقامCCة حCCاجز بشCCري غCCريب بين المشCCرق العCCربي

والمغرب العربي لمنع تالقيه ووحدته القومية . 

- صدر ) وعد بلفور ( الذي اختار فلسطين لتكون ) وطنا قوميCا لليهCود ( وقبلCه2 لم تكن فلسطين هي الهدف الوحيد فلقد كانت امال اليهود تدور حول وطن في افريقيا او في روسيا ، ولكن اكتشاف النفط دفع بريطانيا الى اختيCCار فلسCCطين لتكون ) وطنا قوميا لليهCود ( الجCل هCدف واضCح وهCو اسCتخدام الكيCان الغCريب

المزروع الجل احكام السيطرة على منابع النفط . 

- وفي فترة قريبة صدرت اتفاقية سايكس - بيكو بين بريطانيCCا وفرنسCCا وكانتCCا3 ابرز قوى االستعمار ، وبموجبه قسCCمت االقطCCار العربيCCة ووضCCعت اسCCس نشCCوء الدولة القطرية وترسيخها بدل تنفيذ وعد اوربا بتحقيق الوحدة العربيCCة كمكافئCCة

على دعم العرب للحرب ضد الدولة العثمانية . 

- ونتيجة لتعاظم الحركة القومية العربية المطالبة باالسCتقالل وتحقيCCق الوحCدة4 العربيCCة في بCCدايات القCCرن العشCCرين، وزيCCادة خطCCورة التيCCار القCCومي على

ودعمها لحركات التحررالوطني1917االستعمار بحصول الثورة الروسية في عام في الشرق ووصول نفوذهCا الى االقطCار العربيCة ، بحصCول ذلCك اضCطر الغCرب االستعماري خصوصا بريطانيا الى دعم وتشجيع تشكيل تنظيمCCات باسCCم االسCCالم الجل ان تستخدم لصد الشيوعية ، والتي ركز على الحادهCCا واهمCCل هCCدفها االهم وهو انها تريCCد انهCCاء كافCCة اشCCكال اسCCتغالل االنسCCان لالنسCCان ، لكي يكCCون هCCذا التركيز دافعا لجعل التنظيمات الدينية معادية للشيوعية وللحركات القومية ، التي كانت تناضل ضد االستعمار ومن اجل الوحدة العربية ولCCذلك تحCCالفت مCCع االتحCCاد السCCوفيتي النCCه دعم حقCCوق العCCرب . وممCCا شCCجع على معCCاداة تلCCك الحركCCات االسالموية للحركة القومية سذاجة دعاة القومية االوائCCل الCCتي جعلتهم يشCCبهون انفسهم بالحركات القومية في اوربا وكانت بطبيعتها علمانية عزلت الكنسية عن الدولة ، وهكذا اصبحت اغلب التيارات الدينية معاديCCة للقوميCCة العربيCCة وحركاتهCCا التحررية منذ انشاءها النها اعتقCدت بCان التيCارات القوميCة علمانيCة ملحCدة على الطريقCCة الغربيCCة رغم ان الوضCCع يختلCCف كليCCا في الCCوطن العCCربي حيث لم يكن االسالم ضد الشعوب وال استخدم لقهر الجماهير كما حصCCل في اوربCCا المسCCيحية رغم استغالل االسالم من قبل انظمة وعمامات معروفة ، بل كCCان داعمCCا للثCCورة

ضد االستعمار وعمالءه وداعيا الى تحرير االنسان من االستغالل والظلم . 

- طلب االستعمار من نظم عربية محافظة تولي مسؤولية محاربة االلحCCاد ودعم5 التيارات االسالموية ماليا وسياسيا وحمايتها والترويج لها لتكون مصدا يمنع التيار

[173]

Page 174: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

القومي من التوسع واالنتشار ، فتCCوفرت مصCCادر تكCCون حركCCة اسCCالموية ممولCCة ودقيقCCة التنظيم باالضCCافة لقCCوة الحCCافز الCCديني الCCذي اسCCتخدم لتحريCCك هCCذه الجماعات . وكان التيار القومي العربي التيار االقوى واالكثر تأثير في الجمCCاهير

العربية . 

- باقامة الكيان الصهيوني على حساب الكيان الوطCني الفلسCطيني واعالن انCه6 سيكون بداية النشاء ) اسرائيل الكبرى ( ، او ) اسرائيل التوراتيCCة ( الCCتي وضCCعت لها حدودا تمتد من الفCCرات في العCCراق الى النيCCل في مصCCر ، تعCCاظمت الحركCCة القوميCCة العربيCCة ، بتCCوافر عCCاملين جCCوهريين : عامCCل رفض اوربCCا االسCCتعمارية تحقيCCق وعCCدها بانشCCاء دولCCة عربيCCة واحCCدة ، وعامCCل االعالن الرسCCمي عن ان اسرائيل لن تكتفي بحدود فلسطين بCCل ستتوسCCع على حسCCاب العCCرب وتسCCيطر على منطقة الخصب والCCثراء الواقعCCة بين الفCCرات والنيCCل . ان الحركCCة القوميCCة العربية شهدت اقوى فترات انتعاشها عقب اقامة الكيان الصهيوني وتCCزامن ذلCCك مع توسع الشيوعية في الوطن العربي ، وهكذا كان البد من تنشCCيط وزيCCادة دعم قCCوة تملCCك الCCدافع لمناهضCCة كال الحركCCتين : الحركCCة القوميCCة العربيCCة التحرريCCة والحركة الشيوعية الملحدة . وبالطبع لم تكن هناك قوة تقوم بهCCذا الCCدور سCCوى

التيار االسالموي . 

- وحينما تبلورت حركة شعبية قومية منظمة وقوية واعلنت بالتزامن مع االعداد7 العالن والدة الكيان الصهيوني وهي حركة البعث العربي االشCCتراكي الCCتي ولCCدت

بعCد عCدة سCنوات من االعCداد لوالدتهCا ، كCانت اول حركCة1947رسميا في عام قومية تجمCCع بين الوحCCدة العربيCCة وبين االشCCتراكية العربيCCة ، اي ذات الخصCCائص القومية العربية الCCتي تلCCتزم بمCCا يميزهCCا عن الشCCيوعية خصوصCCا رفض االلحCCاد ، وتؤكد بان القومية العربية جسد روحه االسالم ، رأينا التيCCارات االسCCالموية تقCCف موقفا معاديCCا لنشCCوء حركCCة قوميCCة قويCCة ومنظمCCة سCCادت في الشCCارع العCCربي وتعاظمت قوتها بعد العدوان الثالثي ) شنته بريطانيا وفرنسا واسرائيل في عCCام

( على مصر وتحCCولت التجربCCة المصCCرية تحت قيCCادة عبدالناصCCر من تجربCCة1956 قطرية محصورة بمصر الى تجربة قوميCCة عربيCCة منفتحCCة على القومCCيين العCCرب خصوصا البعثيين ، وكانت ثمرتها االعظم قيام اول وحدة عربية بين مصر وسوريا

واعالن والدة حلم العCCرب االهم حCCتى ذلCCك الCCوقت ) الجمهوريCCة1958في عCCام العربية المتحدة ( .

  - تعاظم الصراع في المنطقة كلهCCا واصCCبحت حركCCة التحCCرر الوطCCني العربيCCة ،8

ممثلة بعبدالناصر والتيارات القومية والوطنية االخرى ، تخوض صراعا مصيريا مع قوى االستعمار الغربي والصهيونية مباشرة ، وكان شعار اسقاط ) حلCCف بغCCداد ( االستعماري عنوانا لمرحلة تاريخية خاضت القوى الوطنيCCة خاللهCCا نضCCاال مشCCرفا متحدة ضد االستعمار وداعميه وهي النظم الرجعية العربيCCة . وفي هCCذه المرحلCCة كانت التيارات االسالموية تقف مع معسكر االسCCتعمار بCCدفع من النظم التقليديCCة

[174]

Page 175: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

التي ناصبت حركة التحرر العربيCCة العCCداء ، وكCCانت تسCCتخدم الCCدين اداة لشCCيطنة القوى القومية العربية من خالل اتهامها بالكفر . ورغم وجCCود تيCCار او اكCCثر كCCان يصدر بيانات ضد االستعمار والصهيونية اال ان وقوفه ضد التيار القومي الذي كان يخوض اشرف معارك االمة مع االستعمار والصهيونية كان مؤشرا لغلبCCة النCCواز ع االيديولوجية القائمة على الدرخ على المصCCلحة الوطنيCCة والقوميCCة لالمCCة . وهنCCا البد من التذكير بخطورة احد اهم دروس التضليل والكذب والشيطنة التي درخهCCا االسالمويون وهو درس ان ) التيار القCCومي ملحCCد وعلمCCاني وماسCCوني ( ولCCذلك فان معارك التيار القومي مع االستعمار والصهيونية لم تحCCرك في تلCCك التيCCارات الشعور بضرورة تغليب المصلحة الوطنية والقومية على االختالفات االيديولوجيCCة بين التيارين القومي واالسالموي وناصبوا التيار القCCومي العCCداء بصCCورة شرسCCة احيانا كما حصل حينما حاول هذا التيار في مصر اغتيال عبدالناصCCر مCCع انCCه كCCان

في ذروة صراعه مع االستعمار . 

- ولكي تكمل وظيفة هذا التيار وهي شرذمة القوى الوطنية من خالل زجها في9 صراعات ثانوية داخلية خصوصا الطائفية فقد بادر شاه ايران محمد رضا بهلCCوي – وليس محمد بCCاقر الصCCدر في العCCراق كمCCا يCCروج - الى انشCCاء حCCزب الCCدعوة في الخمسينيات من القرن الماضي ليكون التنظيم الطCCائفي الشCCيعي الCCذي ينCCافس ويكمل في نفس الوقت دور الطائفية السنية الممثلة بالتيار االسالموي االخواني . ورغم وجCCود اختالفCCات طائفيCCة بين التيCCارين االسCCالمويين فCCان العCCداء للتيCCار القومي العربي كان اقوى من التناقضات الطائفية بينهما فوجCCد قاسCCم مشCCترك

بين الطرفين وهو معاداة التيار القومي العربية بصورة متطرفة . 

- ونتيجة لضخامة التأمر على حركة التحرر العربية ومن اطراف متعددة ولCCديها10 قدرات كثيرة مالية واعالمية ومخابراتية كان تكتيك اشغال التيار القومي بحCCروب وازمات خطيرة ومهلكة تسCCتنزف طاقاتCCه وتعرضCCه للفشCCل والهزيمCCة هCCو الCCذي اعتمد ، فواجه عبدالناصر مسلسCCل حCCروب وازمCCات اشCCعلتها المخCCابرات الغربيCCة والصهيونية وبدعم كامل من النظم التقليدية العربية ، قادت الى وصول التجربCCة

الCCذي شCCنته اسCCرائيل ، وكCCانت الهزيمCCة1967الى مرحلة الهزيمة بعد حرب عام مركبة : فهي لم تكن هزيمة عسكرية فقط بل كانت سياسCCية واقتصCCادية ايضCCا ، فالفقر وحل المشاكل االجتماعية لم يكتمل او فشل ولذلك تقبل كثCCيرون فكCCرة فشل التيار القومي في مصCر ، مCع ان معCCارك االشCغال واالسCتنزاف كCCانت هي السبب الرئيس وليس االفتقار للخطة والنيCCة والقCCرار والCCتي كCCانت اسCCبابا اقCCل

اهمية . 

- وفي تلCCك الفCCترة وقبلهCCا كCCانت القCCوى القوميCCة والوطنيCCة قCCد انجCCرت الى11 صراعات داخلية بينهCCا حCCول السCCلطة ، فتمCCزق الصCCفين الوطCCني والقCCومي شCCر ممزق واخذ الكثير من الناس ينظرون للتيارات الوطنية القومية بشCCيء من عCCدم

[175]

Page 176: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الثقة او عدم الثقة الكاملة وحسب الحCCاالت ، وهكCCذا صCCنع فCCراغ كبCCير كCCان يجبمأله ، فمن يمأل الفراغ ؟

  - هنCCا جCاءت اللحظCCة التاريخيCCة لبCCدء عمليCCة تحقيCCق انقالب سCتراتيجي داخCل12

الCCوطن العCCربي ، فبعCCد تحقيCCق االنقالب السCCتراتيجي االقليمي لصCCالح الكيCCان حان الوقت للقيام بانقالب مكمCCل داخCCل الCCوطن1967الصهيوني بعد حرب عام

العربي للقضاء على التيارات القومية والوطنية والسماح ببدء عملية تفتيت االمة العربيCCة من داخCCل اقطارهCCا وبعمCCل يقCCوم بCCه ابنCCاء هCCذه االقطCCار ذاتهم وليس الصهيونية وال االستعمار كما كان يحصل في الخمسينيات والسCCتينيات : كيCCف تم

ذلك ؟ يتبع .

الجزء الثالثون

 صالح المختارلعنة االستخدام المزدوج للدين

- اسCCتخدام الCCدين كسCCالح في الحCCرب البCCاردة : في مطلCCع السCCتينيات وبدايCCة7 السبعينيات حصل تطوير خطير للفكرة االستعمارية االساسية )فرق تسCCد(، فبعCد اشعال حCCروب بين االنظمCCة العربيCCة التقدميCCة والتقليديCCة في الخمسCCينيات ومCCا بعCCدها، وبعCCد ان اسCCتغلت الصCCراعات العدائيCCة بين القCCوى الوطنيCCة والقوميCCة واليسارية وعمقت في تلك الفترة ايضا، جاء دور الفتن الطائفية لتكCCون رصاصCCة دمدم )رصاصة ال تكتفي باختراق الجسد بل تتفجر داخله ايضا لتمزقه شر ممزق( وتدفع باالمة الى مرحلة الكارثة. وكCCان من اهم وابCCرز مطCCوري هCCذه سCCتراتيجية استخدام الدين لتفتيت االقطار العربية هو زبجنيو بريجنسكي، االسCCتاذ الجCCامعي االمريكي الالمع الذي كتب دراسات طبعت في كتاب عنوانه )بين عصCCرين العصCCر التكنوتروني( صCCدر في النصCف الثCCاني من السCCبعينيات، وفي الكتCCاب يحلCCل دور وتأثير كل من الفكر البورجوازي والفكر الماركسي اللينيني في الصراع المحتدم انCCذاك بين الرأسCCمالية والشCCيوعية، ويصCCل الى اسCCتنتاج خطCCير وهCCو ان الفكCCر البورجوازي ال يملك الجاذبية التي تجعله يحصCCل على دعم جمCCاهيري في حين ان الفكر الماركسي بكافة الوانه لديه جاذبيه وشعبية تتعاظم وتزداد، واذا لم يحصCCلتغيCCCCير فCCCCان مصCCCCير امريكCCCCا والرأسCCCCمالية هCCCCو الهزيمCCCCة واالنCCCCدحار. ويخلص بريجنسCCCكي الى نتيجCCCة هي التاليCCCة : يجب ان نجCCCد البCCCديل الفكCCCري – االيديولوجي الذي يملك جاذبية قوية توازي جاذبيCCة الماركسCCية او تتفCCوق عليهCCا، وزجه في صراع مع الشCCيوعية بCCدال من الفكCCر البورجCCوازي المهCCزوم والمCCأزوم، والبديل الذي يستطيع الحاق الهزيمة بالشيوعية هCCو )االصCCولية الدينيCCة( في كCCل االديCان، اي التطCرف المبCني على العCودة لعصCور هيمنCة رجCال الCدين واشCعال حروب االديCان والطوائCف، وبقCوة التيCارات الدينيCة، الCتي ال تCرى العCالم اال من

[176]

Page 177: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

زاوية محددة تتفوق على اي زاوية اخرى وهي زاوية الصراع بين االلحاد وااليمان الCCدينيين اللCCذان يشCCكالن محCCور كCCل شCCيء ومعيCCار كCCل المواقCCف، يمكن الحCCاق الهزيمة بالفكر الشيوعي النه الحادي رسميا وعمليا. وبما ان االلحCاد والكفCر هCو المركز الرئيس الهتمام هذه التيارات و)جهادها( قبل اي شيء اخCر بمCا في ذلCك قبل الموقف من االستعمار واالمبريالية اللذان يحتالن اراضينا ويسCCرقان ثرواتنCCا ويضCCطهدان شCCعبنا ويبيCCدان االالف منCCا كCCل عCCام...الخ، فCCان على امريكCCا دعم االصوليات الدينية لتكون القوة الCCتي تCCدحر الشCCيوعية، او على االقCCل تسCCتنزفها وتشغلها وتحولهCCا من الهجCCوم الى الCCدفاع، بينمCCا الرأسCCمالية تجلس مرتاحCCة وال تقدم التضحيات الكبرى وتتجنب الهزيمة النهائية وتعيد بنا قوتها مضيفة اليها مCCا تحصل عليه من مكاسب كبرى بفضل التغيCCير السCCتراتيجي الCCذي يمكن ان تحدثCCه صراعات االديان والطوائف بعد هزيمة الشيوعية، هذا ما توصCCل اليCCه بريجنسCCكي

وطبقه الحقا كما سنرى. ولئن شهد القرن التاسع عشر ومطلع القCCرن العشCCرين بCCروز من اطلقت عليهم تسمية )المستشرقين(، وهم نخبة تخصصCCت وتعمقت في فهم االسCCالم والعCCرب لم يتعدى عدددها اصابع اليد، فان النصف الثاني من القرن العشرين شCCهد اعCCداد مئCCات المتخصصCCين في الشCCؤون االسCCالمية من االكCCاديميين في امريكCCا واوربCCا تعمقوا في دراسة االسالم وتياراته ومذاهبه والفت مئات الكتب الCCتي تغطي كCCل تفاصCCيل االسCCالم وتاريخCCه خصوصCCا الفCCرق والنحCCل فيCCه عCCبر التCCاريخ وحاليCCا واالختالفCCات بينهCCا ومراكCCز الحساسCCية وااللم فيهCCا، فتكCCونت معرفCCة تفصCCيلية باالسالم. وبطبيعة الحال سنكون سذجا جدا اذا لم نفCCترض ان الكثCCير ممن ادعCCوا تفهم االسCCالم او االيمCCان بCCه من الغربCCيين او انتقلCCوا الى االسCCالم لم يكونCCوا جواسيس رسم لهم دور محدد وهو اختراق االسالم وتشCCويهه من الCCداخل، وكCCان اهم ما تعلمه الغرب والصهيونية هو ان االسالم فيه فرق ومCCذاهب وان باالمكCCان تقCCديم اكCCثر من تفسCCير الي نص ديCCني وكCCثرة التفسCCيرات تقCCوم على االختالف والتنCCاقض، ومن ثم اسCCتخدام تلCCك االختالفCCات والتناقضCCات لنشCCر االنقسCCامات واالزمCCات والصCCراعات بين المسCCلمين بCCل داخCCل الفرقCCة االسCCالمية الواحCCدة

والمذهب الواحد.

تطبيق نظرية بريجنسكي حينما وصل جيمي كارتر لالدارة في النصف الثCCاني من السبعينيات من القرن الماضي وعين بريجنسكي مستشCCارا لالمن القCCومي بCCدأت عمليCCة تنفيCCذ الخطCCة الجديCCدة الCCتي وضCCعها بريجنسCCكي، فCCدعمت امريكCCا كCCل االصوليات الدينية، االسالمية والمسيحية والهندوسية واليهودية وغيرها، ونسCCقت امريكا مع الكنيسة من اجل بدء عمليات دحر الشCCيوعية وكCCانت بولنCCدا الشCCيوعية اول مركز اختبار في العالم المسيحي، وسخر في الثمانينات اصل البابا البولندي ليكون وسيلة اسقاط النظام الشيوعي فيها، وعندما نجحت العمليCCة بCCدأت رحلCCة تفكك المنظومة الشيوعية في اوربا الشCCرقية. امCCا في العCCالم االسCCالمي، الCCذي توجد فيه اهم مصادر الطاقة وهي روح ودم العصCCر الحCCديث، فقCCد رأينCCا بوضCCوح بان امريكا، وبدعم اوربي، قد ساعدت على تحقيق ثالثة اهداف خطيرة جدا كCCانت االساس الرئيس في تحقيق االنقالب الستراتيجي العالمي فيما بعد لصالح الغرب

االستعماري نهاية السبعينيات : أ – االسالمويون في السلطة : الهدف االول كان ايصCCال تيCCار اسCCالموي، يتظCCاهر

[177]

Page 178: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بالطائفية ويستخدمها كغطاء الخفاء هدفه القومي من اجل التغلغCCل في الCCوطن العربي واختراق وحدة العرب، الى السلطة في ايران عبر اسقاط الشاه وتنصيب خميCCني امCCبراطورا مطلCCق الصCCالحيات بعCCد صCCنع )اسCCطورته( بواسCCطة االعالم الغربي – الصهيوني، وهكذا نشأ قطب اسالموي طCائفي شCيعي قCوي في ايCران نجح في تحقيCCق اسCCتقطاب طCCائفي خطCCير في العCCالم االسCCالمي، خصوصCCا في الوطن العربي، اضعف التيارات القومية والوطنية، وهنا بيت القصCCيد، الن التيCCار القومي العربي كان ومازال الوحيد الذي يضمن توحيد العرب على اساس االنتماء لهوية واحدة هي الهوية القومية تتجاوز الطائفية والعرقيCCة واالختالفCCات الدينيCCة وتضعها تحت السيطرة التامة من خالل قيCام الرابطCة القوميCة على مبCدأ صCريح وثابت وهو المواطنة المتساوية قانونيا وفعليا لكل العرب مهما كانت دياناتهم او

طوائفهم او اصولهم االثنية. ب – تفكيك االتحاد السوفيتي : الهدف الثاني المريكا كان جCر االتحCاد السCCوفيتي لغCCزو افغانسCCتان الجCCل تفكيكCCه، كمCCا اعCCترف بريجنسCCكي مCCؤخرا، بعCCد تنظيم المخابرات االمريكية ل)الجهاد ضد الكفCCار الشCCيوعيين( في افغانسCCتان، فبمCCا ان الكفCCر وااليمCCان هCCو المعيCCار االعظم، وغالبCCا االوحCCد، الCCذي تسCCتخدمه التيCCارات االسالموية في تقرير مواقفها محليا وعالميا، وهو معيار يفضي الى خدمة امريكا والصCCهيونية ويضCCر بCCالعرب ومصCCالحهم جوهريCCا كمCCا سCCنرى، فقCCد وقفت هCCذه التيارات مع امريكا وبريطانيا ضد االتحاد السCCوفيتي، لمCCاذا؟ الجCCواب الكارثCCة هCCو التالي : الن امريكا )مؤمنة( واالتحاد السوفيتي ملحد ولهذا شكل الCCدعم العCCربي، الرسCCمي بالمCCال ودعم التيCCار االسCCالموي بالرجCCال )االفغCCان العCCرب(، القCCوة االساسية في جعل افغانستان )فيتنام االتحاد السوفيتي(، وذلCك كCان اهم هCدفسCCCCCCCCCCCتراتيجي امCCCCCCCCCCCريكي اثنCCCCCCCCCCCاء الحCCCCCCCCCCCرب البCCCCCCCCCCCاردة!!!! ان دعم امريكCCا ضCCد االتحCCاد السCCوفيتي باسCCم االسCCالم يشCCكل تجCCاهال فاضCCحا ومشبوها بكل المقاييس لحقيقتين واقعيتين وهمCCا : الحقيقCCة االولى ان امريكCCا )المؤمنCCCة( وبريطانيCCCة )المؤمنCCCة(، طبعCCCا من وجهCCCة نظCCCر هCCCذا الطCCCرف من االسالمويين، هما العدوان االشد ضراوة للعCCرب والمسCCلمين في العصCCر الحCCديث النهمCCا السCCبب في كوارثنCCا، ومنهCCا احتالل فلسCCطين، تCCذكروا ان وعCCد بلفCCور بريطاني وتذكروا ان تسليم فلسطين للصهاينة كان من قبل االحتالل البريطCCاني لها، واالحواز، تذكروا ان بريطانيا سلمتها اليران، واخCCيرا وليس اخCCرا تCCذكروا ان العراق غزته ودمرته امريكا بدعم بريطاني كامل ثم سلم اليران من قبل امريكCCا، باالضافة لنهب ثرواتنا وزرع مشاكلنا الحالية المعقدة مع ايCCران وتركيCCا من خالل وضع حدود مختلف عليها عمدا، او من خالل تعمد الغرب االستعماري حرماننCCا من فCCرص التنميCCة والتقCCدم الCCتي اتيحت لنCCا. امCCا الحقيقCCة الثانيCCة فهي ان االتحCCاد السوفيني الملحد كان القوة االساسCCية الCCتي دعمت العCCرب وحCCدت من، وحCCددت االستكالب االمريكي - الصهيوني وقدمت للعCCرب كافCCة اشCCكال الCCدعم العسCCكري والسياسCCي واالعالمي والمCCالي وغCCيره، وبفضCCل هCCذا الCCدعم عجCCزت امريكCCا عن تحقيق الكثير من اهدافها، ومنها هدف االنفراد بالعرب وغزوهم كما يحصCCل االنبعCCCCCCCCCCCCCCCCCCCد غيCCCCCCCCCCCCCCCCCCCاب االتحCCCCCCCCCCCCCCCCCCCاد السCCCCCCCCCCCCCCCCCCCوفيتي. لوال غياب االتحاد السوفيتي، والذي تم بمساعدة كبرى وخطيرة مباشرة ورسمية من قبل انظمة عربية وب)جهاد( تنظيمات اسالموية، لما كنCCا نواجCCه كوارثنCCا االن الن مصلحة االتحاد السوفيتي كانت تفرض ابقاء توازن ستراتيجي معCCروف يمنCCع انفراد امريكا بالسCCيطرة على العCالم. وبعCد توريCط االتحCاد السCCوفيتي في غCزو

[178]

Page 179: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

افغانستان سرع هؤالء باستنزافه الى ان اوصCCلوه الى مرحلCCة العجCCز ليس فقCCط عن مواصلة الحرب بل ايضا العجز عن ابقاء تماسك الدولة السوفيتية. لذلك كانت الحCCرب االفغانيCCة هي السCCبب المباشCCر في التعجيCCل بانهيCCار االتحCCاد السCCوفيتي وتفككه وبدء امريكCCا عمليCCة االنفCCراد بالعCCالم دون رادع او رقيب، وهCCذه الواقعCCة تجبرنا على تكرار االشارة الى حقيقة اعترف بها التيار االسCCالموي مفتخCCرا وهي انه ساعد امريكا على تدمير االتحاد السوفيتي مع انه كCCان يعCCرف على االرجح ان غيCCاب االتحCCاد السCCوفيتي سCCوف يسCCمح المريكCCا والصCCهيونية بCCاالنفراد بCCالعرب

واكمال عملية تدميرهم وهم عراة من اي حماية او دعم. ج – أسالمويون يمألون الفراغ : صCCعد التيCCار االسCCالموي الطCCائفي )السCCني( في افغانسCCتان ومنهCCا انتشCCر الى االقطCCار العربيCCة واالسCCالمية بعCCد انتهCCاء الحCCرب االفغانية ضد السوفييت وبدأ هذا التيار بنشر افكCCاره بCCدعم تCCام من قبCCل الغCCرب واالنظمة الخليجية الغنية التي شكلت مصدر ماله الضCخم، الCذي وفCر لCه امكانيCة بث دعايات مؤثرة واسعة النطاق عCCبر محطCCات تلفازيCCة عديCCدة وصCCحف ومنCCابر، وشCCكل دعم االنظمCCة للتيCCارات االسCCالموية، حCCتى خCCارج دول الخليج مثCCل دعم السادات له في مصCCر ضCCد التيCCار القCCومي الناصCCري، واحCCدا من بين اهم اسCCباب انتشاره وملءه للفراغ الذي حصل بضرب الناصرية في مصر وانحسار دور التيCCارالقCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCومي بشCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCكل عCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCام. وهكذا وفرت امريكا البيئة الطبيعية لتحقيق االنقالب السCCتراتيجي الخطCير داخCل الوطن العربي وهو بروز تيارين طائفيين اسالمويين احدهما طائفي )شيعي( لCCه نفوذ قوي مركزه ايران، واالخCCر طCCائفي )سCCني( قCCوي ايضCCا مركCCزه دول الخليج العربي، وبما ان اليد الواحدة التصفق فان وجود تيCCارين طCCائفيين قCCويين شCCرط مسCCبق الشCCعال الفتن الطائفيCCة في الCCوطن العCCربي، وهCCذا مCCا وفرتCCه امريكCCا بمساعدة ايران وانظمCة عربيCة وتيCار اسCالموي سCني طCائفي، تطبيقCا لنظريCةبريجنسكي وغCCيره، هCCل تCCرون االن كيCCف تخطCCط امريكCCا والصCCهيونية لتCCدميرنا؟ وحينما تبدأ عجلة التيار االسالموي بالدوران ال تتوقف ابدا اال حينما ينحر او ينحCCر نفسه بعد نحر االخرين، فحCCرب التيCCار االسCCالموي الحكCCومي واالهلي لم تتوقCCف عند حدود دحر االتحاد السوفيتي فلقد تحول هذا التيار الشيعي والسني الى قوة كبرى واخذت تملء الفراغ الذي نتج عن اضعاف التيار القومي بعد هزيمة حزيران

ولعب دور العدو اللدود للتيار القومي الذي بقي قويا في اماكن اخرى1967عام وفي مقدمتها العراق. ان التيارات القومية والوطنيCCة الCCتي اضCCعفتها الصCCراعات البينية والحروب واالزمات الخارجية لم تعد قادرة على االحتفاظ بقوتها وقيادتهCCا للحركة الجماهيرية كما كانت حتى منتصف الستينات. جاءت التيCCارات االسCCالموية الطائفية النزعة والهوية سCCنية وشCCيعية لتمأل الفCCراغ، فحCCدث انقالب سCCتراتيجيخطير مهد لدفع االقطار العربية كلها نحCCو الهاويCCة والتفكCCك والهCCزائم المريCCرة. في ايCCران، وبغض النظCCر عن االلغCCو الفCCارغ حCCول فلسCCطين، اصCCبح في مرحلCCة خميني نشر ما سمي ب )الثورة االسالمية( هو الهدف وليس تحريCCر فلسCCطين او مواجهة االستعمار، الن مCCا سCCمي بنشCCر )الثCCورة( كCCان يعCCني عمليCCا وفعليCCا فتح جبهات حرب شاملة مع النظم العربية التقليدية منها والتقدمية الوطنية، كما انCCه يفضي حتما عمليا وفعليا، وحتى رسميا في حاالت كثيرة، الى جعCCل الصCCراع بين االسالم من جهة والصليبية واليهودية من جهة ثانية، هو محCCور الصCCراع وجCCوهره وليس الصراع من اجل تحريCCر االرض والCCثروات وطCCرد االسCCتعمار، خصوصCCا وان القاعدة التي استند اليها خميني كانت قاعدة طائفية في المقCCام االول رغم انCCه

[179]

Page 180: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

في تلك الفترة ركز على االسالم وتجنب التطرق المباشر للطائفية، والتي كCCانت وظيفCCة خليفتCCه علي خCCامنئي الCCذي انتقCCل من تضCCليل مCCا سCCمي ب)الثCCورة االسالمية( الى نشر التشيع الصفوي في االقطار العربية. وهذه الحقيقة تنطبCCق على تنظيم القاعدة وتيار )االفغان العرب( الذي اعتبر عمليا في تلCCك الفCCترة ان الجهاد الديني ضد )الكفار( الصليبيين واليهود اهم من النضال الوطني والقCCومي ضد االستعمار والصهيونية، لذلك فان نشCCر االسCCالم في الغCCرب الصCCليبي وغCCيره اهم من تحريCCر فلسCCطين وغيرهCCا، واالسCCلمة هCCذه تعCCني في التطCCبيق العملي اشعال حروب االديان والطوائف لتحCCل محCCل حCCروب التحريCCر، وهCCذا االحالل هCCو الهدف المركزي للغرب االستعماري والصهيونية التي اعتCبرت ان غCزو فلسCطين تحقيق لنبوءة دينية ولذلك كانت تحتاج حCCتى المCCوت لCCبروز تيCCار عCCربي يتخCCذ من االسالم اسما له ويعد اليهود عدوه التقليدي قبCل احتاللهم لفلسCطين كي يقCول بفم مألن : انظروا الى العرب انهم يكرهون اليهCCود منCCذ ظهCCر االسCCالم وحCCربهم حرب دينية قديمة جدا وليس لها صلة بفلسطين. بذلك المنطق تسقط الصهيونية والغرب االستعماري حقوقنCCا القانونيCCة الواقعيCCة في فلسCCطين، والCCتي اصCCبحت القوة االساسCCية الCCتي اقنعت الماليين في العCCالم خصوصCCا في اوربCCا المسCCيحية وغيرها بدعمنا ورفض الصهيونية، وتصبح الحروب الحاليCة حروبCا دينيCة وطائفيCة

وامتداد اوتوماتيكي للحروب القديمة. وكانت اخطر خطCCوة اقCCدم عليهCCا خميCCني في تحقيCCق االنقالب السCCتراتيجي، اي انهاء الصراع التحرري مع االسCCتعمار والصCCهيونية عمليCCا حCCتى ولCCو بقي خميCCني يشتم الصهيونية والشيطان االكبر، هي خطوة اشعال الصCCراعات بين المسCCلمين انفسهم، وكانت الحرب التي فرضها خميني على العراق، من خالل اصCCراره على اسقاط النظام الوطCني فيCه، هي الشCرارة الCتي اشCعلت حريCق المنطقCة كلهCا ونقلتهCCا من مرحلCCة الصCCراع ضCCد االسCCتعمار والصCCهيونية الى مرحلCCة الصCCراعات االسالمية - االسالمية، والCCتي سCCبقتها ورافقتهCCا واعقبتهCCا الصCCراعات العربيCCة - العربية، ثم توجت عملية اغCCراق العCCرب في صCCراعات عبثيCCة باشCCعال الفتنCCة بين الشيعة - والسنة. وهذا التحول هو مCا كCCانت تحتاجCه الصCهيونية والغCCرب الكمCال تطويCCق وعCCزل العCCرب، حيث دعمت الفكCCرة الصCCهيونية القائلCCة بCCان العCCرب والمسCCلمين عCCدوانيين بطCCبيعتهم بCCدليل انهم يتقCCاتلون فيمCCا بينهم السCCبابCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة! طائفي لقد جر التيار االسالموي السني والشيعي االمة الى صCCراعات دينيCCة محضCCة، مCCع المسيحيين واليهود والهندوس وغيرهم، بدل مواصلة النضال على اسس تحرريCCة ووطنية وقومية، فقضية فلسطين هي في المقام االول قضية حقوق نشأت عن احتالل الصهاينة لها دون وجه حق لذلك، وبناء على هذا الطCCابع الحقCCوقي، كCCانت القضية الفلسطينية تكسب الماليين في العالم حتى داخل العCCالم المسCCيحي في امريكا واوربا بل برز يهود ايضا يدعمون القضية الفلسطينية بدرجات معينCCة، لكن شعار الجهCاد ضCد الكفCار الصCليبيين واليهCود والهنCدوس دفCع اصCحاب الCديانات االخCCرى للCCتراجع عن االعCCتراف بحقCCوق العCCرب والتمسCCك بالCCدفاع عن ديCCانتهم المتهمة بالكفر، ووجدوا الحجة لدعم اسCCرائيل علنCCا، كمCCا حصCCل في الهنCCد الCCتي كانت من اقرب اصدقاء العرب والداعمين لقضية فلسطين لكنها وبعد ان رأت ان بعض العرب والمسلمين يدعون لتقسيم الهند ويدعمون انفصCCال كشCCمير وجCCدت

في ذلك مبررا لدعم اسرائيل!!! تصوير قضية فلسطين على انها قضCية اسCالمية امCر ال غبCار عليCه اذا كCان ذلCك

[180]

Page 181: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يعني دعم المسلمين لحق العرب القانوني والواقعي في فلسطين ولكن اذا كان ذلك يعني جعل اسالمية فلسطين هCCو المحCCرك االول واالخCCير من اجCCل تحريرهCCا وليس الحقوق القانونية والقومية فانه في المحصCCلة النهائيCCة والنتيجCCة الحتميCCة عبارة عن دعم لالدعاء اليهودي بان الصراع بين العرب واليهCCود في اصCCله ديCCني، فكان طبيعيا ان يعيد العالم النظر في الموقف من القضية الفلسطينية الCCتي لم تعد من هذه الزاوية قضية حقوق بل قضية صCCراع ديCCني يهCCودي - اسCCالمي. لقCCد حققت الصهيونية حلمها االول وهو اقناع الكثيرين في العالم بان العرب يكرهون اليهCCود السCCباب دينيCCة وليس بسCCبب احتالل فلسCCطين وطCCرد الفلسCCطينيين من

وطنهم. ما الذي ترتب على اعتماد معيار محاربة الكفر والكفار ونشر االسCCالم في العCCالم وهو المعيار االول لالسالمويين بCCدل مواصCCلة النضCCال من اجCCل اسCCتعادة حقCCوق

مشروعة دون زج الدين واحكامه فيه؟نتيجتان ترتبتا على التمسك بمعيار الكفر وااليمان الدينيين وهما :

– التطرف والغزو : التطرف االسالموي قدم المريكا والصCCهيونية والغCCرب حجج1 وفرص أكثر مما توقعتا لشن حروب وغزوات على العرب كما حصCCل مCCع العCCراق، الذي كان توقيت وسبب احتالله واضحا وهو انه بدأ االعداد له بعد ضCCرب الCCبرجين

، فتحت غطاء محاربة التطرف االسالموي تمت اكبر11/9/2001في نيويورك يوم واخطر عمليات تدمير االقطار العربية وهي غزو العراق وما ترتب عليهCCا من اثCCار كارثية عليه وعلى كافة االقطCCار العربيCCة. تحت شCCعار محاربCCة الكفCCار الصCCليبيينقCCدم االسCCالمويون المتطرفCCون اكCCبر واخطCCر فCCرص غCCزو امتنCCا وتCCدميرها.

– االعتدال واكمال التدمير : بعCCد انتهCCا دور التطCCرف االسCCالموي واداءه لكامCCل2 وظيفته المرسومة بدقة سلفا، بدأ دور )االسالم المعتCCدل( واقCترن ذلCك بCاطالق امريكا والصهيونية لخطCCة سCCايكس بيكCCو الثانيCCة والقائمCCة على تقسCCيم االقطCCار العربيCCة، فبعCCد اكمCCال نشCCر الفتن الطائفيCCة بواسCCطة التيCCارات االسCCالموية المتصارعة السنية والشيعية، جاء دور فرض انظمCCة اسCCالموية وصCCفت بالمعتدلCCة لتكمل ما بدأه التيار االسCCالموي المتطCCرف وهCCو تمزيCCق االقطCCار العربيCCة. وتحت تأثير ما سمي ب )الرييع العربي( او )الثورات العربية( بCCدأت امريكCCا والصCCهيونية بتنفيذ خطة خطيرة وهي نشCCر الفوضCCى الهالكCCة، ومن بين اهم شCCروط حصCCول ذلك هو شرط وجود )االسالم المعتدل( في السلطة لضمان االنتقCCال الى مرحلCCة حروب المدن واالحياء داخل االقطار العربية وحروب االقليم الطائفيCCة بين ايCCران الشCCيعية وتركيCCا السCCنية ومعهCCا دول عربيCCة اوصCCلت امريكCCا التيCCار االسCCالموي

المعتدل الى السلطة فيها!نتائج مدمرة

لقد توفرت اهم الشروط المطلوبة الكمال الكارثة وهي : – أشعال حرب اهلية طائفية : ان ايصال امريكا السالمويين للسلطة في تونس1

ومصر االن هدفه االكبر واالخطر هو نقل الصراعات الطائفيCCة من مرحلCCة صCCراع الشارع الى مرحلة الصراع بين حكومة اسالموية واخرين من طائفة اخرى او دين اخر، االمر الCذي يفضCي الى تقسCCيم االقطCCار العربيCCة في النهايCة الجCل ايقCاف حمامات الدم بصفته اهون الشرور! بتأثير وجود احزاب وكتCCل اسCCالموية طائفيCCة في الحكم تعد غير المسلم )المسCCيحي والصCابئي وغيرهمCا( ذميCا حCتى لCو كCان عربيا ينحدر من نسل عدنان وقحطان، والذمي مواطن من الدرجCCة الثانيCCة مهمCCا زوقنCCا ذلCCك، وربمCCا اقCCل، تتCCوفر اسCCباب وحجج تCCدمير مفهCCوم المواطنCCة وتفتح

[181]

Page 182: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االبواب امام حروب داخلية بين المواطCCنين حCCتى تصCCل مرحلCCة عجCCز الجميCCع عن ايقافها، فتصبح دعوة االجنبي اليقافها تحصCCيل حاصCCل الجCCل انقCCاذ المسCCيحيين العرب من االضطهاد. انظروا لما يجري في مصر خصوصا الى االقبCCاط، وانظCCروا لما يجري في واشنطن من اعداد لتقسيم مصر بعCCد اعالن تأسCCيس دولCCة قبطيCCة في الخارج تمهيCCدا لنقلهCCا للCCداخل بعCCد ان تنضCCج ظCCروف مصCCر وهي لن يكتمCCل نضوجها اال بوجود تيار اسCCالموي في السCCلطة. ان مCCا يكتبCCه مCCوريس صCCادق من امريكا ليس رأيا فرديا بل هو ينطق بصوت المستقبل الCذي ينتظCر مصCر اذا حكم

االسالمويون مصر فعال. – االستقطاب الطائفي االقليمي : ان أاليصال المCCبرمج لالسCCالمويين للسCCلطة2

هو، وبدقة تامة، ممهد حتمي لخلق استقطاب طائفي اقليمي يكمل االسCCتقطاب الطائفي داخل االقطCCار العربيCCة! بCCروز مصCCر تحت حكم االسCCالمويين بعCCد تركيCCا وايCCران، ثم تصCCعيد االسCCالمويين للحكم في تCCونس والمغCCرب وليبيCCا، وربمCCا في االردن وسوريا واليمن وغيرها، هو عملية منظمCCة بدقCCة ووضCCوح لخلCCق محCCورين رسميين اسالميين اقليمCيين احCدهما شCيعي تقCوده ايCران واالخCر سCني تقCوده تركيا، وبمستوى دول في حالCة صCراع عCدائي مCزمن ينقCل الطائفيCة من قضCية داخلية الى قضية اقليمية، وتحت ظلCCه تصCCبح ظCCاهرة الكيCCان الصCCهيوني ظCCاهرةطبيعيCCCة وغCCCير شCCCاذة الن الجميCCCع يعمCCCل وفقCCCا الفكCCCاره واهدافCCCه الدينيCCCة. في المعايير الستراتيجية المعروفة فان وجود هCCذين االسCCتقطابين، االسCCتقطاب الطائفي داخل كل قطر واالستقطاب الطائفي االقليمي، يشكل اعفاء السرائيل والمريكCCا والغCCرب االسCCتعماري من واجب التCCدخل المباشCCر والغCCزو ذو التكلفCCة المCCدمرة كمCCا اثبتت تجربCCة العCCراق، واالعتمCCاد مباشCCرة على صCCراعات اساسCCها ومحورها ومحركها طائفي اسالموي، يقCCوم فيهCCا عCCرب مسCCلمون بCCذبح بعضCCهم للبعض االخر، ويتميز كل طرف منهم من بانه اجCل السCCلطة مسCCتعد لتقCديم كCCل الضمانات السرائيل وامريكا مثل المحافظCCة على التطCCبيع واالعCCتراف باسCCرائيل وابقاء القواعد العسكرية االمريكية او استضCCافتها بكCCرم طCCائي، مقابCCل االصCCرار على ذبح الطائفة االخرى وحرمانها من حق الوجCCود، وقبCCل هCCذا وذاك ذبح التيCCار القومي العCCربي المسCCتهدف منCCذ اكCCثر من نصCCف قCCرن والCCذي تعCCرض ويتعCCرضلالجتثCCCCCCCCCCCCCCCاث الCCCCCCCCCCCCCCCدموي المسCCCCCCCCCCCCCCCتمر وبال توقCCCCCCCCCCCCCCCف!

هل ترون ان نتيجة االحداث ال تطابق نوايا المنتفضCCين االصCCالء وال ادعCCاءات انهCCا )ثورات( عربية؟ هل ترون االن كيف تحولت االنتفاضة الوطنية في تونس ومصCCر الى سلم اليصال االسالمويين للسCCلطة وليس كنس الCCديكتاتوريات والفسCCاد مCCع انهم كانوا خارج االنتفاضة او ضدها؟ اال ترون معي االن بان بريجنسكي ال يبتسم وحده بل يبتسم معه نتنياهو وهما يريان عربا كثCCيرين ال يكلCCون عن التعCCتيم على الدورين االمريكي واالسCCرائيلي في اشCCعال )الربيCCع العCCربي( وادامCCة )الثCCورات( العربية؟ انتبهوا الى تسلسل مواقف االسالمويين الخطير منذ الخمسينيات وحتى االن والقCCائم على االصCCطفاف المسCCتمر مCCع الغCCرب االسCCتعماري في مراحCCل التحوالت الخطيرة في العالم ودور هذه المواقف في التسCCبب بكوارثنCCا الوطنيCCة والقوميCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCCة.

الجزء الحادي و الثالثون

[182]

Page 183: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تدمير )الكبار( وتنصيب )الصغار(-أ- - لم اشعر بالحزن والرثاء لحال بعض النخب العربية كما شعرت واشعر منذ بدأ8

البعض يتحCCدث عمCCا يسCCمى تضCCليال ب )المجتمCCع المCCدني( و)منظمCCات المجتمCCع المدني( وضرورة قيامها بدور حاسم في تحديد شكل النظCCام السياسCCي واالطCCر االجتماعية، خصوصا اطروحتها االكثر تضليال القائلة بانها البديل الديمقراطي عن االحزاب الوطنية العريقة...الخ! ولو كان الحديث يجري في تونس ومصر والعراق وسوريا ولبنان فقط مثال لقلنا نعم ثمCCة تقCCدم في اجCCزاء من المجتمCCع في هCCذه االقطار رغم انها كلها مازالت تخضCCع، بهCCذه الدرجCCة او تلCCك، لعالقCCات ومCCؤثرات مجتمعات ما قبل الدولة الوطنية، مثل العشائرية والجهويCCة والطائفيCCة والعرقيCCة والعائليCCة...الخ، فهCCذه البلCCدان فيهCCا نخب وقCCوى سياسCCية تقCCدمت وتطCCورت وتجاوزت عالقات ما قبل الدولCCة الوطنيCCة واظهCCرت في العقCCود الماضCCية دالئCCل تؤكد انها تمثل الشCCعب كلCCه بصCCفته وحCCدة اجتماعيCCة وثقافيCCة منسCCجمة وضCCعت

عالقات ما قبل االمة والوطنية خلفها رغم انها مازالت موجودة. ولكن ان يتم الحCCديث عن منظمCCات المجتمCCع المCCدني في اقCCل االقطCCار العربيCCة تقدما واشدها تمسكا بعالقات ما قبل الوطنيCCة فCCان االمCCر يحتCCاج لوقفCCة متأنيCCة مدققة الن كشف ابعاد ذلك ونتائجه امر مهم من اجل تجنب التCCورط في مواقCCف تثمر نتائج معاكسة لما تريده تلك النخب، او على االقل ما يريده الوطنيون منهم، الن هذه النخب تضم كتال متناقضة الهويCCة والتربيCCة واالتجCCاه، وقسCCم منهCCا وقCCع تحت تأثير الغرب االستعماري وقيمه وتقاليده في فترة تراجع الحركCCات الوطنيCCة وتمزقها وانحسار دورهCCا. انCCا ال فهم كيCCف يطCCالب يمCCني او سCCعودي او خليجي، باستثناء البحرين التي كانت بؤرة تقدم مدني قبل اعادتها لمرحلة ماقبل الوطنية مCCؤخرا بتصCCعيد الطائفيCCة لتكCCون عCCامال مCCؤثرا في تقريCCر الخيCCارات، بCCان تكCCون منظمات المجتمع المدني هي القوة المتحكمة في اتجاه المجتمع والدولة مCCع ان هCCذه المجتمعCCات تحكمهCCا امCCا القبيلCCة، كCCاليمن، او ايCCديولوجيا أسCCالموية وهي

الوهابية كالسعودية. فمن المفCCروض في المجتمCCع المCCدني ومن اساسCCياته انCCه يملCCك ثقافCCة عامCCة مشتركة متطCورة تحكم بتأثيرهCا الدولCة والمجتمCع، وتربيCة راسCخة تحCدد للفCرد مساره وخياراته العامة، فتدفعان بكل عالقات ما قبCCل الوطنيCCة خلفهمCCا وتخضCCع لقوة الهوية الوطنية والحداثة، لكن وجود تأثير اوحد، او طاغ، لثقافCCة وتربيCCة مCCا قبل الوطنية واالمة يجعل النخب والمجتمCCع كلCCه اسCCيرا لثقافCCة وتربيCCة مCCا قبCCل الوطنية واالمة وبذلك يصبح مستحيال قيCCام مجتمCCع مCCدني ومن ثم يصCCبح تشCCكيل منظمCCات مجتمCCع مCCدني حقيقيCCة وفاعلCCة بصCCورة ايجابيCCة مجCCرد خCCداع وتضCCليل

واضحين وعمل لن يؤدي اال الى المزيد من التشتت والتشرذم والضياع. هذه بديهية ال اظن احدا يعي معنى المجتمع المدني يجهلها الن االخير نتاج تطور وتقدم العالقات االجتماعية وازدهار الثقافCCة وتجCCذرها بحيث تصCCبح الوطنيCCة هي العالقCCة الرئيسCCة، ان لم تكن الوحيCCدة الCCتي تتحكم في القCCرارات العامCCة للفCCرد والمجتمCCع وليس العالقCCات السCCابقة لهCCذه المرحلCCة من التطCCور االجتمCCاعي والسياسي. في اوربا الغربية مثال برز المجتمCCع المCCدني بعCCد انتصCCار الرأسCCمالية

[183]

Page 184: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وفرض قيمها وانماط حياتها الن العمل هو الذي اخذ يقCCرر عالقCCات الفCCرد وليس قبيلته او اسرته او اصله الديني والطائفي، فحينما تعمCل في مصCنع او مؤسسCة ما تجد انك مCCع اخCCرين من اقCCوام وثقافCCات ومCCدن وقبائCCل اخCCرى ولكن ضCCرورة الحصول على عمل تجCCبرك على العمCCل معهم، وبمCCرور الCCوقت وتCCوالي االجيCCال تنشأ بيئة نفسية وفكرية واجتماعية جديدة مشتركة تقCCوم بفضCCلها صCCالت مدنيCCة تطمر صالت العشيرة والعائلة الممتدة والدين واالصل العرقي او االثني واللCCون، وان بقيت هذه السمات موجودة فانها تصبح سمات خاصة وثانوية ربمCCا تCCبرز في

البيت والحياة الخاصة لكنها تنحسر وتتراجع او تغيب في الحياة العامة. لذلك فانك حينما تسأل االوربي عن عشيرته يبتسم بسخرية من سذاجتك وجهلك بطبيعCCة المجتمCCع في اوربCCا، وحCCتى الCCدين ورغم تCCأثيره على البعض حصCCر في الكنسية وصار التدين امر شخصي. وهكCذا اصCبح الفCرد ابن وطنCه ودولتCه وليس ابن طائفته او لونه او عرقه، وحلت قيم الوطنية، ثم قيم المجتمع المدني، محCCل القيم االخرى التي اما زالت او تراجعت، وفي مجتمع يملك هذه السمات البCCد من ايجاد صالت اخرى تحقق مصCCالح الجميCCع وتعCCبر عنهCCا وتلCCك هي صCCالت المجتمCCع المدني الCCذي يسCCتمد تCCأثيره من العيش المشCCترك والمصCCالح المشCCتركة واللتCCان

انتجتا هوية مشتركة طاغية. ان النقابات المهنية واالتحادات الثقافيCCة واالحCCزاب الحديثCCة والمجCCالس المحليCCة ولجان حماية المواطن...الخ تمثCCل مجتمعCCا مCCدنيا تجCCاوز عالقCCات مCCا قبCCل االمCCة والوطنية، ولذلك فان شروط العضوية ال تشمل، وال تCCذكر، االصCCول الطائفيCCة او العرقيCCة او اللونيCCة او القبليCCة بCCل تنحصCCر في امتالك صCCفة المواطنCCة في دولCCة تحكمها مصلحة وطنية. وهذه الحالة انتقلت من اوربا الى امريكا الن االخCCيرة هي امتCCداد الوربCCا. وهنCCا البCCد من التميCCيز بين الرغبCCة في الوصCCول لمجتمCCع مCCدني حقيقي وبين وجود هذا المجتمع، فنحن لسنا في مجتمع مدني متكامل حCCتى في االقطار العربية االكثر تطورا اجتماعيا والتي ذكرنا بعضCCها، الن عالقCCات مCCا قبCCل االمCCة والوطنيCCة مCCازالت قائمCCة وتCCتراوح قوتهCCا بين التحكم في المجتمCCع، مثCCل السعودية واليمن ودول الخليج العربي، او التأثير فيه بCCدرجات مختلفCCة، كمCCا هي حCCال تCCونس ومصCCر والعCCراق وسCCوريا، وباالمكCCان احيCCاء وتغليب هCCذه العالقCCات بمخطط ذكي وجعلها تتحكم مجددا في مواقف وسلوك الكثيرين وهCCذا مCCا حصCCل

( واثارته للنزعCCات والنزاعCCات الطائفيCCة وجعلهCCا1979منذ وصول خميني للسطة ).2003اساس عمله وتفاقم ذلك بعد غزو العراق في عام

كنا نمر بمرحلة التقدم نحCCو تعزيCCز التطCCور االجتمCCاعي والثقCCافي1979حتى عام في اطار الرابطتين الوطنية القطرية والقومية العربية، وهذه المسيرة النهضوية بCCدأت في مطلCCع القCCرن العشCCرين كCCرد على االسCCتعمارين العثمCCاني وخليفتCCه االستعمار االوربي، وكانت اهدافنا وطنية وقومية تنحصر في الCCدعوة لالسCCتقالل في اطCCار وطCCني قطCCري والتخلص من االسCCتعمار والعمCCل على تحقيCCق الوحCCدة القومية العربية والعدالة االجتماعية في كل قطCر عCربي. ولCذلك كCانت االحCزاب الوطنيCCة والقوميCCة احزابCCا تجCCاوزت الروابCCط السCCابقة لالمCCة والوطنيCCة وعCCدت

[184]

Page 185: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اعضاءها مجرد مواطنين في الدولة القطرية وبغض النظر عن خلفيCCاتهم الدينيCCةواالثنية وااليديولوجية والعشائرية او القبلية..الخ.

انظروا الى البعث والتيار الناصري ستجدون ان االمة والوطنية كانا ومازاال القوة الرئيسة في تقريCCر المواقCCف وتحديCCد طبيعCCة التنظيم السياسCCي وليس االصCCول الدينيCCة والطائفيCCة والعرقيCCة والعشCCائرية ففي هCCذه التنظيمCCات تجCCد المسCCلم والمسيحي والصابئي وتجد السني والشيعي مثلما تجد ذوي االصول غCCير العربيCCة مثل االكراد والتركمان وغيرهم، تجد كل هؤالء يتمتعCCون بنفس الحقCCوق الحزبيCCة والسياسCCية والوظيفيCCة وبال اي تميCCيز، بCCل ان التسCCاؤل او السCCؤال عن خلفيCCة العضو الدينية او الطائفية او العرقية تعد انحرافا يستأهل التوقف عنCCده لمعرفCCة سببه. وهذه النظرة تنطبق بدرجات مختلفة على بقية القCCوى السياسCCية العربيCCة

التي نشأت في مطلع القرن العشرين ومنتصفه. كان المجتمع العربي في كافة اقطاره يتجه نحو التقدم وتعزيز الرابطCCة الوطنيCCة

وتلCCك هي المقCCدمات الضCCرورية لتبلCCور مجتمCCع واضعاف روابط ما قبل الوطنيCCة لكن تطبيق خطة امريكا والصهيونية والتي التقت مع خطCCة ايCCران مدني حقيقي،

، بايصCCال امريكCCا1979خميCCني والCCتي بCCدأ تنفيCCذ مرحلتهCCا االخطCCر في عCCام والصهيونية لخميني للسلطة وبتعاظم دور صنيعة امريكا المسماة ب )المجاهCCدين االفغان(، احدث ردة حقيقية نحو الخلCCف، فCCدعم الغCCرب والصCCهيونية لمCCا اسCCماه بريجنسكي )االصوليات الدينيCCة(، االسCCالمية واليهوديCCة والمسCCيحية والهندوسCCية، اعاد بعض العرب الى مرحلة ماقبل االمة والوطنية، وانعش التيCCارات االسCCالموية التي تCCرى في الCCدين الهويCCة الوحيCCدة لالنسCCان العCCربي، واسCCتنادا لCCذلك حCCاربت

وتحارب مفهومي االمة والوطنية وتعد القوميين العرب والوطنيين كافة كفارا. ومن المفارقCCات المذهلCCة والCCتي يتجاهلهCCا عمCCدا انصCCار الCCدعوة المشCCبوهة او الساذجة القامة )المجتمع المدني( ان الغرب يقCCوم بعملين في ان واحCCد احCCدهما ينقض االخر : العمل االول انه يدمر نواة المجتمع المدني الحقيقية، الCCتي نشCCات نتيجة لتطور حدث خالل عقود في ظل النضال ضCCد االسCCتعمار والرجعيCCة بقيCCادة القوى الوطنية والقومية التقدمية، وهذا التدمير المنظم السس المجتمع المCCدني يتم عن طريق دعم او تشCCجيع التيCCارات االسCCالموية العCCدو االخطCCر واالثبت لكCCل شكل من اشكال المجتمع المدني، الن هذه التيCارات تحCدد وضCعية المCواطن في ضوء ديانته وطائفته وليس مواطنته، وهذا ناقض حاسم لفكCCرة المجتمCع المCدني

ودينيCCة بين بكافCCة اشCCكالها النCCه يCCزرع، وينمي ثم يفجCCر، تناقضCCات طائفيCCة المواطنين، والعمل الثCCاني ان الغCCرب عCCبر ادواتCCه المحليCCة يCCدعو وينشCCط بقCCوة القامة المجتمع المدني في بيئCCة تفجCCيره لصCCراعات طائفيCCة وعرقيCCة تنسCCف اي اساس لبناء مجتمع مدني، وهذه الحالة ال تؤدي اال الى الصراعات العدائية العبثيCCة المستمرة بين مواطني الدولCCة فيكCCون طبيعيCCا انتشCCار الفوضCCى العارمCCة وعCCدم االسCCتقرار، وتلCCك هي بيئCCة المنCCع الكلي لقيCCام اي شCCكل من اشCCكال المجتمCCع

المدني! هل ذلك جهل امريكي للواقع، سواء الطبيعي المتخلف او للحالة المصطنعة الCCتي تنتج الصراعات، ام انه تجاهل متعمد له؟ علينا دائما ان الننسى حقيقة ثابتة وهي

[185]

Page 186: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ان امريكCCا هي الCCتي وضCCعت التنCCاقض المCCذكور عمCCدا النهCCا لعبCCة مخابراتيCCة في المقام االول هدفها شرذمة كل قطر عربي وعدم بقاء اي ركن من اركان وحدتCCه قائما! فوجود الصراعات الدينية والطائفية واالثنية والقبلية وغيرهCCا مCCع تنشCCيط الCCدعوة القامCCة مجتمCCع مCCدني يشCCكل البيئCCة المثاليCCة للضCCياع وتضCCييع النCCاس وافقادهم بوصلة الوعي السليم نتيجة تركهم اسرى احداث من المستحيل فهمها

او السيطرة عليها. ان الدعم والتصعيد المبرمجين منذ عقCCود للتيCCارات االسCCالموية من قبCCل الغCCرب، تحت غطاء محاربتها لكفر الشيوعية وعزل التيارات القوميCCة والوطنيCCة والقضCCاء عليها، قد حسم امر وجود او عدم وجود منظمات مجتمع مCCدني حقيقيCCة وفعالCCة، فحينما يقول ااالسالموي ان الهوية الدينية هي وحدها المقررة لقيمة ودور افراد المجتمع فانه يريد الغاء الهوية الوطنية الجامعة والموحدة المشتركة والتي يCؤدي الغاءها الى جعل الفرد رغما عنه ابن دينه وطائفته فقط وليس ابن وطن يجمعCCه

مع غير المسلم على قاعدة المساواة التامة. والمصيبة االكبر هي ان هذا التمييز الديني يدخل المواطن في صراع ميتافيزيقي النهاية له مع ابن الدين االخر او ابن الطائفة االخرى، وبغض النظر عن كليشة ان الدين يحترم االخرين، الن الCCدين جوهريCCا يقCCوم على الميتCCافيزيق الCCذي ينCCاقش ماوراء المادة والواقع، وكل طرف متمسك بقدسية حتمية بما يؤمن به، حتى وان تظاهر بغير ذلك، ويقدم ما لديه من حجج ميتافيزيقية ايضا لدعم رايه، وهنا يكمن مقتCCل الميتCCافيزيق، فCCالحجج الميتافيزيقيCCة هي نصCCوص دينيCCة سCCمتها االطغى امكانية تفسيرها بصورة متناقضة استنادا لمرجعيات )روحانية(، اي ميتافيزيقيCCة، ال تناقش فاما ان تقبل كما هي او ترفض كما هي، وبمCCا ان الCCرفض يفسCCر على انه )ردة( عقابها الموت فان الميتافيزيق، في مجال الCCدين والطائفCCة، يقCCدم لنCCا

على طبق من ذهب، وماس ولؤلؤ وفضة، كل اشكال المصائب. ومن بين مصCCادر المصCCائب ان النص الواحCCد من الCCدين يمكن ان يفسCCر ويعCCاد تفسيره بال نهاية الثبات صواب الموقف، الن القضايا الميتافيزيقية ال وجود مادي لها يقدم البراهين الحاسمة على صحة موقCف مCا فينحCل التنCاقض، وهكCذا فCان الصراع الديني، وفرعه الصCCراع الطCCائفي، يتمCCيز بانCCه ال يمكن ان ينتهي بتوافCCق وانما هو عملية تناسل وتوالCد التناقضCات بصCورة ال نهائيCة في رحم ال يعقCر وال

الدين، ولCCذلك ال ميتافيزيق يفقد بويضات النسل ببلوغ )سن اليأس(، فال ياس مع ينتهي الصراع الديني والطائفي ويستمر بكCCل كوارثCCه، اذا بقي محكومCCا بقواعCCد اللعبة الميتافيزيقية، ويكون الحل التقليدي الجاهز لدى رجCCال الCCدين هCCو تصCCفية

الطرف االخر او اخضاعه بالقوة المفرطة. ومن بين اخطر اشكال كارثة الميتافيزق في الدين الصراع على السلطة مع ابناء االديCCان االخCCرى والطوائCCف االخCCرى حCCتى الCCتي تنتمي لنفس الCCدين تحت غطCCاء )اقامة الخالفة االسالمية(، فيبدأ كل طرف بتكفير االخر وتخطئة معتقداته الدينية او الطائفية، وهكذا يتحCول الصCراع من صCCراع ضCCد االسCتعمار والصCهيونية وكCCل

هCCل تCCرون القوى الطامعة في ارض العرب وثرواتهم الى صراع طوائف واديCCان. ما يجري في مصر منذ زمن قصير بين المسلمين والمسيحيين مع ان مصر كCCانت

[186]

Page 187: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

من بين االقطCCار الCCتي تفخCCر بوجCCود مجتمCCع مCCدني فيهCCا ال يمCCيز وال يفCCرق بينمواطنيه؟

وال تنتهي مصائب هذا النمط من التفكCCير عنCCد هCCذا الحCCد الكCCارثي بCCل هي ارانب تتوالد بمعادالت هندسية حينما ينزلق بسببه البعض من المعممين في ساقية نتنة وهي التعCCاون الصCCريح والرسCCمي مCCع االسCCتعمار الغCCربي وطلب دعمCCه عسCCكريا ويقبCCل بCCالتطبيع مCCع اسCCرائيل من اجCCل ان يتسCCلق سCCلم السCCلطة ويجلس على المقعد اللعين لها، وهذه ليست فرضية نظرية وال هي اتهام ظCالم بCل هي واقCع حي رأيناه ونراه االن باعيننا في العراق المحتل، حيث لعب بعض رجال الدين من السنة والشيعة الدور االكثر خطورة في انجاح غزو االستعمار والصهيونية للعراق بفضل فتاوى الدعم له وتكوين قوة اسناد لحكومتCCه، بينمCCا لعب البعض االخCCر من رجال الدين باسم المقاومCCة دورا ال يقCCل خطCCورة في دعم االحتالل عCCبر تفCCتيت المقاومة المسلحة ومنع وحدتها، تحت غطاء وجود خالفات ايديولوجية وتناقضات في المرجعيات بين التيار االسالموي والتيار الوطني والقومي المقCCاوم لالحتالل

بالسالح، وذلك المنع استمر لعدة سنوات مع انها كانت سنوات الحسم! ومن اخطر ما قام به تيار اسالموي معين، محاولته ربط المقاومة بطائفة بعينهCCا واباحة سفك دماء ابناء العراق من الطائفة االخرى، وكان ذلك مCا تحتاجCه امريكCCا وايران لتدمير المقاومة واحتواءها وتشCCويه صCCورتها، فCCالحقت هCCذه الممارسCCات

ضررا فادحا بالثورة العراقية المسلحة وعطلت االنتصار النهائي! ورقص العمائم على اكتاف ماليين العراقيين المشردين وعلى جثث مئCCات االالف من شCCهداء العCCراق انتقCCل الى ليبيCCا الCCتي احتلت تحت غطCCاء فتCCاوى الصCCهيوني االشر يوسف القريضاوي وغيره من اخوته في )العقيدة( من عراقيين كCCانوا مCCع المقاومة العراقية لكنهم في لحظCة طCرب في حضCرة سCلطان الكرسCي دعمCوا )الثورة الليبية( وافتوا بأسم الله، والعزيز القيوم برئ منهم، بوجود عCCدة درجCCات للخيانة بعضها مقبول!!! هل تCCرون الى اين يوصCCل الطCCرب على انغCCام الكرسCCي اللعين؟ وبراءة الله من فتواهم الذليلة تبدو واضحة في حقيقة ان )ثCCورتهم( في ليبيا ماكان لها ان تتطور وتتقوى وتنجح لوال قيام حلف الCCنيتو بقيادتهCCا مباشCCرة وانجاحهCCا بقوتCCه العسCCكرية، خصوصCCا القCCوات الخاصCCة االمريكيCCة والفرنسCCية والبريطانيCCة مCCع كالبهCCا العCCرب الCCتي دخلت ليبيCCا وحسCCمت المعCCارك، ولعبت المخابرات االمريكية دورا حاسما في تحقيCCق االنتصCCار الصCCهيوني في ليبيCCا، بمCCا في ذلك اغتيال معمر القذافي الذي اسرته تلك القوات الخاصة وسلمته للغوغCCاء االسالمويين الوسخين فقتل ومثCCل بجسCCده بطريقCCة حقCCيرة هCCزت نفCCوس اشCCد اعداءه الشرفاء، ومع ذلك فان المعممين لم تهCCتز لهم شCCعرة حمCCراء واحCCدة من

لحاهم ورقصوا وابرقوا يهنئون صهاينة ليبيا بنصر بني صهيون هناك! وفي مصCCر وتCCونس واليمن وسCCوريا، طلبت العمCCائم المخمCCورة بعبCCق السCCلطة رسميا وعلنا التعCCاون مCCع امريكCCا وفرنسCCا وبريطانيCCا وابCCدت حرصCCا شCCديدا على ارضCCاء اسCCرائيل، وتجلى بعض ذلCCك في طلب هCCذا البعض من المعممين تCCدخل امريكا والنيتو لحل الصراع بين السلطة والمعارضة في سوريا واليمن وليبيا، مCCع ان هذه العمائم، المرتدية بدلة افندية احيانا، كانت قبل تلويح امريكا بالسطة لها،

[187]

Page 188: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

عCبر اجتماعCات بعضCها اعلن عنCه وبعضCها انكCر، تظهCر تعففCا فريCدا عن الحكم وكراسيه وموبقاته واثامه وال تسمع منها سوى البسملة وال ترى في يCCدها سCCوى تراقص حبات مسبحة طويلة تزاحم طول اللحى ذات اللون االحمر الطبيعي، غCCير

المصبوغ طبعا! لقد بدأت العمامة تترنح وراحت موسيقى بالطCCات بCCني عثمCCان، وشCCريكهم االول بني قريضة، تهز اوساط اكثر رجال الدين تظاهرا بالرصانة والوقار، واخذت قطع الوقار تتساقط واحدة اثر اخرى تماما مثلما تساقطت قبCCل ذلCCك وقCCارات علمCCاء ومراجCCع قم في فضCCائح ووتCCر جيت والتعCCاون مCCع امريكCCا في تسCCهيل غCCزو

افغانستان والعراق ونشر الفتن الطائفية في الوطن العربي. ونشوة الطرب في بالطات بني عثمان او بالطات بني فارس تجر جرا الى تصفية الطرف االخر في صراع االديان والطوائف ويصبح ذلك هو الهCCدف االسCCمى الCCذي يقرر قيمة واهمية بقيCCة االهCCداف ويحCCدد االسCبقيات بمCCا في ذلCCك هCCدف تحريCCر الوطن المحتل الذي يصبح اقل اهمية من تصفية الخصم من نفس الديانCCة او من الديانات االخرى. وتحقيقا لهذا الهدف غير الديني، رغم تغليفCCه برقCCائق مدموغCCة باسم ابن سيستان او السCCلطان اردوجCCان، يفCCبرك رجCCال الCCدين فتCCاوى بكCCرم ال حدود له لدعم توجههم القائم على دعوة االستعمار للعودة واحتالل البالد وشCCويالعباد، وتلك بدقة تامة هي الردة الوطنية الكالسيكية التي تتم تحت غطاء الدين.

هنا نصل الى قلب الموضوع : ففي ذروة تصاعد الصراعات الطائفيCCة المصCCطنعة او المصنعة في الكثير من االقطCCار العربيCCة نجCد من يجعCCل اقامCة مجتمCع مCدني وتشكيل منظمات مجتمع مدني وظيفته الرئيسة وليس طرد االسCCتعمار واعوانCCه، اي انCCه قلب االولويCCات الصCCحيحة فCCترك االسCCتعمار والصCCهيونية، وهمCCا مصCCدر مشCCاكلنا الCCرئيس، وبCCدأ بالCCدعوة السCCقاط فرعهمCCا، وهCCو االنظمCCة الفاسCCدة والديكتاتورية، بدل الدمج الحتمي بين اسقاط االنظمة وطرد النفوذ االسCCتعماري

والصهيوني وذلك لترابط السبب والنتيجة! 

-1 وفي هذه االجCCواء االصCCطناعية نCCرى كCCل مCCا هCCو ممهCCد للتشCCرذم وبال حCCدود : قيCCادات شCCابة وطنيCCة لكنهCCا سCCاذجة وليس لCCديها تجCCارب مCCع ان التجCCارب في صCCراعات سCCتراتيجية تعCCد من اهم شCCروط النصCCر، ولCCذلك فهي ال تعCCرف مبCCادئ

- واخCCرى ملوثCCة بCCدورات2الصراع وال خبائثه وعمليCCات االلتفCCاف والتمويCCه فيCCه، التدريب المخابراتي التي اقامتها امريكا لها، وكلها تفتقر للحد االدنى من الوعي

وتدفعها امريكا واالعالم الموالي لها لتكون في الصدارة، - صراعات تفجرت قبل وصول السلطة الى يد هؤالء كشCCفت عن وجCCود مئCCات3

التيارات المتناقضة، - تعمد واضح لخرق تقاليد وقيم المجتمع وليس النظم فقط،4 - وجCCود نزعCCات تمنCCع التوحCCد والتالقي مثCCل العفويCCة والفوضCCوية والعدميCCة5

باالضافة للعقد النفسية. - بروز تأثير امريكا والصهيونية بكامل مقوماته، خصوصCCا تقCCرب بعض الشCCباب6

من امريكا واسرائيل رغم انهما ازدادا عداء لنا ولقضايانا المصيرية! مCCا هي هCCذه

[188]

Page 189: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الحالCCCة المربكCCCة والمشوشCCCة للعقCCCل والعاطفCCCة؟ ومCCCاهو دورهCCCا ونتCCCائجدعونا نحلل ذلك من خالل الشواهد الواقعية. استمرارها؟

الثالثون و الثاني الجزء

تدمير )الكبار( وتنصيب )الصغار( - ب- هل يمكن بناء مجتمع مدني ومنظماته في بيئCCة فقCCر : السؤال المثير للشجن هو

او تخلCCف علمي وثقCCافي واجتمCCاعي تنمى فيهCCا، وتنتشCCر وتتعCCاظم، الصCCراعات الطائفية والعرقية او تتغلب المؤثرات القبلية على ماعداها في صالت مواطنيهCCا

فيما بينهم ومع الدولة؟ ان نظCCام الطبقCCات ليس ثمة اال جواب واحد للسؤال السابق وهو محCCزن تمامCCا :

الظالم واالمية والتخلف العلمي والفقر والجهل مؤثرات تجعCل عالقCات مCا قبCل االمة والوطنية كالعشائرية والطائفية والمناطقية...الخ قوية، واحيانا قويCCة جCCدا، لCCذلك تCCزاحم، كمCCا في العCCراق ومصCCر وغيرهمCCا، واحيانCCا تعطCCل كمCCا في اليمن وغيرها، قوانين الدولة ومفاهيم المواطنة والحقCCوق القانونيCCة، وحسCCب الCCدول، لهذا فهي بيئة تنقض نقضا تاما مفهCCوم المواطنCCة المتسCCاوية، وهCCو اسCCاس كCCل مجتمع مدني، النها تضع للمواطنة درجات مختلفة وتمارس التمييز الواضح بجعCCل المواطنين غير المسCCلمين او من الطائفCCة االخCCرى من المسCCلمين مواطCCنين من الدرجة الثانية او اقل، او انها تجعل ابن القبيلة مفضال على اخر من قبيلة اخCCرى وبغض النظر عن المؤهالت او الحقوق، فهل يساعد ذلCك على ترسCيخ او تنشCCيط مفهوم المواطنة الحرة المتساوية وهو جوهر واساس كCCل مجتمCCع مCCدني؟ اليس

الصالت السابقة للوطنية واالمة خطوة باتجاه تدمير ومحو كCCل احياء وتشجيع تلك ما بني من نوايات واسس للمجتمع المدني في العقCCود السCCابقة على يCCد القCCوى الوطنية المختلفة في عCCدة اقطCCار عربيCCة في مقCCدمتها مصCCر والعCCراق وسCCوريا

وتونس؟ ليس ممكنا تجاهل احدى اهم بديهيات العصر وهي التالية : من بين اهم الشروط المسبقة لقيام مجتمع مدني شرط وجود تقدم كبير وملموس في مجCCالي التعلم والثقافة فال مجتمع مدني مع الوجود الفاعل لالميCCة والجهCCل والتخلCCف والفقCCر، الن المجتمع المدني هو مجتمع مواطن حر، وتحرره يتجلى في انCCه يختCCار بCCوعي ومعرفة وحرية مواقفه ويحدد خياراته دون تCCأثير سCCلبي لعالقCCات مCCا قبCCل االمCCة والوطنية او بتأثير الفقر والجهCCل، وعمليCCة االختيCCار ال تصCCبح سCCليمة مCCا لم يكن المواطن عارفا كل شيء حول خياراتCCه من جهCCة، ومتحCCررا من ضCCغوطات العCCوز والحاجة المادية من جهة ثانية، لكي يصبح حرا بالفعل، فهل توفرت هذه الشروط في االقطار العربية خصوصا في اقلها تقدما مثل اليمن والسعودية ودول الخليج

العربي؟ الجواب الواضح هو كال فهذه المجتمعCCات مCCازالت تحت التCCأثير السCCاحق لعالقCCات القبيلCCة وااليديولوجيCCة المتغذيCCة من أرث مCCا قبCCل الCCوعي االجتمCCاعي العصCCري

[189]

Page 190: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

واالنتماء الوطني، باالضافة للدور الخطير الذي تلعبه االميCCة المتفشCCية المقترنCCةبالجهل الواسع النطاق بحقيقة ما يدور في المنطقة والعالم.

ما سبق ذكره بديهيات معروفة بدليل ان امريكا والغرب عامة يطلق علينا وصفات مثCCل العCرب )قبائCل وطوائCف وليسCCوا اممCا( او انهم )شCعوب متخلفCة( او )امم غارقCCة في عالقCCات مCCا قبCCل التCCاريخ الحCCديث(...الخ ولCCذلك ال مفCCر من طCCرح

لم تقوم امريكا، ومعهCCا اوسCCاط اوربيCCة والكيCCان الصCCهيوني، التساؤالت التالية : بدعم افرادا دربتهم هي في معاهدها المتخصصة رسCCميا وعلنCCا، للقيCCام بالCCدعوة لبناء منظمات مجتمع مدني والتشكيك بدور االحزاب الوطنية العريقة في نضCCالها ضد االستعمار والCCديكتاتوريات الحاكمCCة، رغم انهCCا، اي امريكCCا ومن معهCCا، تعمCCل بنشاط ووفقا لخطط مدروسة على ازالCCة نوايCCات واسCCس المجتمCCع المCCدني في االقطCCار الCCتي نمت فيهCCا عن طريCCق دعم التيCCارات االسCCالموية الCCتي تمCCيز بين المسلم وغير المسلم ثم توسع دائرة التميCCيز ليصCCبح تميCCيزا بين مسCCلم ومسCCلم

اخر تبعا لطائفته؟ ولم تشجع امريكا ومن معها القبلية التي تعيد للقبيلة تCCأثيرا قويCCا يCCزاحم الدولCCة واحيانا يزيحها في مسألة الوالء واالنتماء بعد ان اندثر او ضعف بشدة في العقود السابقة في االقطار التي نجحت في اقامة بعض منظمات المجتمع المCCدني مثCCل النقابات وغيرها وترسخت فيها فكرة المواطنCCة؟ ولم تنمي النزعCCات االنفصCCالية لدى االقليات غير العربية في االقطار العربية وتدعمها مع ان ذلك يعيCCد المجتمCCع لمرحلة الصراعات العرقية التي تراجعت كمCCا حصCCل في العCCراق المحتCCل بفCCرض دستور فدرالي يقوم على تقسيم العراق على اسس طائفية ودينية وعرقيCCة مCCع

ان المجتمع كان قبل الغزو مجتمعا بسيطا وملتحما بقوة الهوية الوطنية؟ ان هيمنCCة الصCCالت الCCتي تجعCCل االنتمCCاء والCCوالء للطائفCCة او الCCدين او العCCرق او القبيلة هو القوة المحركة للكتل االجتماعية وليس المواطنة المتسCCاوية والعCCابرة لكCCل عالقCCات مCCا قبCCل الوطنيCCة..الخ البCCد ان يCCؤدي الى نحCCر اهم مCCا في الدولCCة

فيصCCبح االفCCراد متحCCررون من رابطCCة الحديثة وهو مفهوم المواطنة المتسCCاوية، المواطنة المتساوية ويعتقد كل منهم انه افضل واحق من غيره في كل شCCيء او انه مظلCوم ومن ثم عليCه الثCورة ضCد من ظلمCه حCتى لCو ادى ذلCك الى تقسCCيم الوطن واستنزافه وتدميره وجعله لقمة سCائغة للطCامع االجنCبي، وهكCذا تCزجهم هذه الردة في العالقCCات في حالCCة صCCراع مسCCتمر فيمCCا بينهم كقبائCCل وطوائCCف واثنيات مختلفCCة ومتناقضCCة في فهم كCCل شCCيء تقريبCCا تحركهCCا مصCCلحة الهويCCة

الفرعية والضيقة وليس هوية الوطن الواحد ومصلحة الوطن او االمة. لقد نشر الكثير حول قيام امريكا ومخابراتها اما مباشرة او عبر منظمات واجهيCCة بتنظيم دورات لشCCباب وشCCابات عCCرب على كيفيCCة العمCCل ضCCد االنظمCCة، وكCCانت ويكيليكس وليس نحن من كشف عن تدريب امريكا لشCCباب وشCCابات عربيCCات في امريكCCا او في اقطCCارهم في معاهCCد معروفCCة بانهCCا امريكيCCة وتخCCدم االهCCداف المخابراتية االمريكية، وهؤالء الشباب هم من وضعتهم امريكا اعالميا في صCCدارة االحCCداث مثCCل وائCCل غCCنيم في مصCCر وامثالCCه، وغيبت الCCدور الحاسCCم للجمCCاهير والشباب الوطني في جعل العمل ضد االنظمة جماهيريا وواسعا ويعبر عن رغبCCة

[190]

Page 191: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الشعب بالتخلص من االنظمة وليس مجرد اطالق الرفض العفوي المفضCCي حتمCCا الى الفوضCCى المنفلتCCة من اي ضCCابط سCCتراتيجي او مفهCCومي واضCCح. والالفت للنظر ان عملية اعادة تثقيف بعض الشباب العCCرب لم تتوقCCف بCCل اسCCتمرت بعCCد

في محاولCCة فCCرض هCCؤالء الشCCباب2011مرور حوالي العام على بدء احداث عام بكافة الطرق وجعلهم القيادة الرئيسة للعمل التي تقرر مسار االحداث واهCCدافها وليس الجمCCاهير المالينيCCة وشCCبابها الوطCCني، مCCع ان هCCؤالء الشCCباب ال يمتلكCCون سوى الصوت العالي واالرادة على التغيير ويفتقرون الهم شروط النصر الحاسCCم وهو الرؤية الواضحة للهدف الستراتيجي وما يرتبط به من اهCCداف فرعيCCة الحقCCة

بخطوة اسقاط النظام. ففي اليمن مثال تعقد المنظمCCات االمريكيCCة، وهي منظمCCات مخابراتيCCة بالتاكيCCد، حاليا عشرات الدورات التي تستقطب عشرات االالف من الشباب والشCCابات في دورات وظيفتها )تأهيل القيادات( واعداد دعاة )حقوق االنسان(، وهذا الموضCCوع خطير جدا وخطورته لم تعد مؤجلة وتظهر في فترة اخرى بل انها مباشرة وانية، فقCCد تطCCورت وانتقلت دعCCوة هCCؤالء من المنCCاداة بالديمقراطيCCة في اليمن الى الدعوة النتخCCاب المحCCافظين ثم الCCدعوة للفدراليCCة! هCCذا يحصCCل في اليمن البلCCد الذي تشارك القبيلة الدولة نفوذها وتمنعها غالبا من تحقيCCق اهCCدافها في فCCرض سلطتها على الجميع وهي حقيقة اعادت تأكيدها احداث العام الماضي، فهل هCCذا التثقيف خطوة عادية تدخل في اطار التثقيف الديمقراطي؟ ام انها خطوة اخرى على طريق تقسيم اليمن تحت واجهات متعددة منها الفدرالية؟ وهCCل دفCCع اليمن للفدرالية، وهي خطCCوة تأمريCCة اسCCتعمارية دون ادنى شCCك، منفصCCلة عن خطCCوة اخرى حصلت في العراق، وهي بالطبع خطوة استعمارية معروفة، ومازالت تجري فصولها التي وصلت مرحلCة الCدعوة القامCة االقCاليم في االنبCار وديCالى وصCالح

الدين بعد ان كانت مقتصرة على الجنوب وشمال العراق؟ ولكي تتصوروا حجم المؤامرة على وحدة اليمن عليكم ان تعرفوا بCCان االميCCة في

% من السCCكان، ومCCع هCCذا،80 % والفقCCر يشCCمل اكCCثر من 60اليمن تبلغ اكثر من االف منظمة اهلية وجميعها تمولها امريكا عCCدا7ورغم هذا، توجد االن في اليمن

القليل جدا وهي مهمشه ولم تنظم للتظاهرات، ولكنها تعد لCCدور اخCCر الحCCق بعCCد اعدادها وتاهيلها. ومن المالحظ بقدر كبير من القلCق انCه تعقCد هCذه االيCام )في الشهر ين االول والثاني من هذا العام( في صنعاء وفي عCCدن وفي ذمCCار المئCCات من الدورات، وفيها شروط فضائحية بكCCل معCCنى الكلمCCة ومنهCCا اشCCتراط امريكCCا

خCCارج دار المشCCاركات سCCكن المشCCاركات فيهCCا بCCدون محCCرم في مبيت الفتيCCات )فنCCدق او شCCيء يتم حجCCزه باسCCماءهن(! فهCCل هCCذا الشCCرط ممكن تطبيقCCه في اليمن بدون معوقات كبيرة من رجال الدين مثال مع انك تواجCCه في اليمن مشCCكلة انك ال ترى اال السواد الذي يكلCCل كCCل النسCCاء ومن تظهCCر اصCCبع رجلهCCا رغم كCCل

احتشامها تسمع كلمات قاسية فورا من الرجال مثل احتشمي او اخجلي؟ تأهيل) وفي هذا االطار تصرف االف الدوالرات يوميا لمشاريع تحمل عناوين مثل

( اي النسCCاء اللCCواتي يتعرضCCن للعنCCف فيترشCCيد المعنفCCات( و)القيادات الشCCابه اليمن، و)الترشيد( يعني امر واحCCد فقCCط وهCCو تشCCجيعهن على التمCCرد على ظلم

[191]

Page 192: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الرجال والخروج على طاعتهم وعدم التقيد بفكرة )المحرم(، مع ان هذه التقاليد قوية جدا في اليمن والخروج عليها البCCد ان يCCؤدي الى مجCCازر الحقCCا تحت غطCCاء غسل العار او الCCردة وضCCرورة تطCCبيق الحCCد على من تخCCرج على طاعCCة )الCCدين(

والمجتمع، باالضافة لدروس في حقوق االنسان والقانون الدولي! ان ما يحدث في اليمن نتيجة نجاح االحداث في اضعاف دور الدولة وردعها بعد ان كانت تتقاسم السلطة مع القبائل، هو عملية خارجية منظمCCة بدقCCة وجCCزء مكمCCل من خطة تقسيم كل االقطار العربية لتفتيته كليا وانهاء الكيان الوطCCني اليمCCني، ولعل ابرز تعبير عن ذلك حقيقة ان من دربته امريكا في دوراتها التأهيليCCة داخCCل اليمن وخارجه وبصورة علنية تحول فورا واصبح يتمرد كل شيء حCتى على حزبCه الذي كان خاضعا مركزيا له وبأوامره شCCارك في التظCCاهرات، فمثال هنCCاك شCCباب من حزب االصالح )االخوان المسلمين( كانوا قCCد دفعCCوا لسCCاحة التغيCCير من قبCCل احزابهم لكن الكثCCير منهم تCCرك حزبCCه واصCCبح فCCردا متمCCردا على الجميCCع ويهCCدد

الجميع ويدعو للفدرالية والليبرالية والعلمانية في اليمن! ومن مظاهر الفوضى الهالكة في اليمن انه باالضCCافة لCCرفض هCCؤالء المتCCامركين المبCCادرة الخليجيCCه فCCانهم بCCدأوا بمهاجمCCة )مCCرجعهم( االول وهCCو عبدالمجيCCد

من يسCCCمون كبCCCير مراجCCCع االخCCCوان المسCCCلمين في اليمن، وكبCCCار الزنCCCداني ب)العلمCCاء(، اي رجCCال الCCدين، بحجCCة ان هCCؤالء الشCCباب يCCدعمون حكومCCة مدنيCCة وبعضهم طCCالب بفصCCل الCCدين عن الدولCCة ورفض المفهCCوم الCCذي يعطي للمCCراة نصف ما يعطى للرجل، وهو ما فعلته توكل كرمان بعد منحهCCا جCCائزة نوبCCل، رغم انه هؤالء من االخوان المسلمين وانهم في اليمن، حيث تغيب المCCرأة تمامCCا وراء حجCCاب اسCCود ال تCCرى منCCه سCCوى عيCCنين المعCCتين، وليس في تCCونس او مصCCر او

العراق! 

تعليقCCا على سCCلوك(22/1/2012يقول الدكتور عبد الCCرزاق الكنCCدي في مقCCال لCCه ) توكل كرمان بعد منحها جCCائزة نوبCCل مCCا يلي : في مقابلتهCCا مCCع قنCCاة دريم وقCCد سمعت المقابلة كاملة وأود اإلشCCارة إلى بعض النصCCوص محCCل اإلشCCكال العقCCدي والشرعي دون بتر للكالم من سياقه. ويقتطع الكاتب الفقرات التالية ممCCا قالتCCه

)"1كرمان : كيCCف "-2يجب أن يكون الدين مصدر إلهام وليس مصدر تشCCريع(.  – أنCCا ضCCد التميCCيز على -3 أقباط؟ دولة ذات مرجعية إسالمية وفيها يكون في مصر

عالقتي مCع زوجي قائمCة على الشCراكة وليس على صعيد الجنس/ الدين/ العرق،النقاب ليس من اإلسالم في شيء(. -4 )الرجال قوامون على النساء

هذا ما قالته توكل كرمان في مقابلة تلفزيونية علنية شاهدها الماليين، فهCCل مCCا قالته ينسجم مع تربية اليمن ودعوة االخوان المسلمين وهCCو حزبهCCا؟ هCCل اغCCرت السلطة حزب االصالح اليمني وجعلته يتنازل عن قناعاته من اجCCل السCCلطة؟ هنCCا البد من التوضيح فانا صالح المختار البعثي ال اعترض على ما قالته، فهذا امر اخر ليس وقت مناقشته، ولكنني اوضح بان ما قالتCCه يمنيCCة مCCازالت تعيش في اليمن وليس في نيويورك، ومن حزب االخوان المسلمين وهو قول مرفCCوض في اليمن وفي حزبها , هذا جانب مهم جدا، اما الجانب االكثر اهمية فهو انها لم تخرج بهذه

[192]

Page 193: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الطريقة الواضحة جCCدا عن تقاليCCد اليمن والتربيCCة االجتماعيCCة والدينيCCة فيCCه ولم تتبنى هذه االفكار اال بعد اعدادها في دورات تاهيلية في اليمن اقامتها السCCفارة االمريكية وبعد ان اصبحت توكل من اقرب اصدقاء السفارة االمريكية المCCداومين على زيارتها وتلبية دعواتها، فما حصل من تغيير لها والفكارها، أذن، كان بفضCCل امريكا وليس نتاج تطور طCCبيعي ثقCCافي واجتمCCاعي، وهنCCا تكمن خطCCورة دورات االعداد االمريكية للشباب العربي، حيث انهCCا تفصCCلهم عن مجتمعCCاتهم واحCCزابهم واسرهم، ومن ابرز االمثلCة ان والCد توكCل اعلن بصCورة رسCمية ان ابنتCه تتبCنى افكارا ال يقبلها هو، فاذا كان االب يرفض ما تبنته ابنتCCه بفضCCل امريكCCا وحمايتهCCا

لها فما هو رد فعل المواطن اليمني العادي؟ ولكي تكمل امريكا عملية التفتيت المنظم لليمن بجعلها عملية تشCCارك فيهCCا كCCل مكونCCات اليمن الفكريCCة فCCان سCCفارتها في اليمن تسCCتخدم اعضCCاء في الحCCزب االشتراكي، والذي كان ماركسيا لينينيا وسCCيل الCCدم للCCركب من اجCCل الماركسCCية في مجازر جنوب اليمن الشهيرة! ولتوضيح هذه المسCCألة فيمCCا يلي فقCCرات ممCCا وردني في رسالة تقول ما يلي : )بشرى المقطري التي تعتCCبر المحCCرك الCCرئيس

تعز وحتى صنعاء هي )اشتراكيه يساريه( التمCCانع من لمسيرة الشباب الراجله من االعتراف بالحوثي والحراك الجنوبي االنفصCCالي، بCCل وتحمCCل االطCCراف الموقعCCه على المبادرة الخليجية التي كCCانت خطCCوة اليقCCاف نزيCCف الCCدم في اليمن وبغض

وتCCدعو الى النظر عما وراءها، مسئولية التنصل عن هCCذين الكيCCانين االنفصCCاليين داخCCل االحCCزاب نفسCCها، وهي التخلي عن االيCCديولوجيات وتهCCدد بانتفاضCCات من

على وغيرها يروجون لليبراليه بطرق واضحه كما نرى ذلك في صCCحيفة الجمهCCورالنت(.

اقباال شعبيا تجاه هذه المنظمات نظCCرا لتخبCCط وتواصل الرسالة : )كما ان هنالك االحCCزاب الرئيسCCة وعجزهCCا وغيCCاب المرجعيCCة المتفCCق عليهCCا ولCCذلك وجCCد بعض الشباب ان الخيار الوحيد المتبقي هو ان يقود االحداث بنفسه ويتجاوز حتى على قياداته، وتلك حقيقة تشكل تحديا خطيرا لحزب االصالح ولحCCزب المCCؤتمر بشCCكلخاص وتهدد بتشرذم خطير للقوى السياسية اليمنية وافالت الزمام من الجميع(.

هذا النوع المCCدرب امريكيCCا من الشCCباب والشCCابات في اليمن يCCروج لفكCCرة اذن : حقوق المواطن المطلقCCة من اي قيCCد مCCع ان اليمن في النهايCCة تحكمCCه القبيلCCة والقبيلة يحكمها اسCCتبداد الشCCيخ بال ديمقراطيCCة وبCCدون حCCتى الشCCورى، كمCCا ان الدين له سطوة كبيرة جدا ال يمكن التجCCاوز عليهCCا بCCدون عCCواقب خطCCيرة، وتلCCك حقيقة اعادت تأكيدها االحداث االخيرة، فكيف يمكن اقامCCة ليبراليCCة حقيقيCCة في ظل هيمنCCة القبيلCCة وتقاليCCدها ونفوذهCCا القCCوي جCCدا؟ اال يCCؤدي ذلCCك للمزيCCد من التشرذم؟ وكيف تتمرد المراة على تقاليد المجتمع والدين مع ان المجتمع مجتمع ديني؟ اال يفضي ذلك الى تطبيق الحد على النساء اليوم او غدا بعCCد زوال التCCاثير

والحماية االمريكية؟ وكتب لي يمني اخر مطلع عن مسيرة المشي من تعز الى صنعاء وقال حرفيا مCCا يلي )مسيرة تعز بحق اضخم مسلسل لهوليود، والسCCفير االمCCريكي عنCCدما انتقCCد المسيرة كان ينتقدها بحضور توكل كرمان وكبار قيادات حزب االصCCالح )االخCCوان

[193]

Page 194: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

المسلمين( على وجبة عشاء في السفارة فيا للغرابه!!! بالطبع اتهم الحوثي بانه من حركه الى جانب اليساريين وانا مع هCCذا االتهCCام انCCه صCCادق... ووجCCد الحCCوثي فرصه لتجميل وجهه الذي اتضح قبحCCه بهجومCCه ومحاصCCرته للسCCلفين في صCCعده في محاولCCة لتحويCCل صCCعده لمدينCCة شCCيعية بحتCCه ولم تكن تصCCريحات السCCفير االمريكي سوى المنقذ له العادة بناء مسيرة اخرى ستصل غدا الى صCCنعاء قادمCCة

غCCCيره يريCCCد تهميش االخCCCوان والقومCCCيين من الحديCCCدة........ كمCCCا انCCCه مثCCCلوالمؤتمريين واجتثاثهم(! انتهى النص المقتبس من الرسالة.

  ما معنى هCCذه الفقCرة من الرسCالة؟ انهCCا تقCول بCان امريكCCا لم تكتفي بشCCرذمة االحCCزاب الرئيسCCة وتشCCجيع شCCبابها، الCCذين ادخلت الكثCCير منهم دورات تاهيليCCة خاصة، على التمرد على قياداتهم الحزبية التقليدية وعلى تبCCني مفCCاهيم ال يمكن تطبيقها في اليمن مثل الليبراليCCة الخالصCCة والفوضCCوية والعلمانيCCة الغربيCCة كمCCا راينا، بل هي تريد تقسيم اليمن طائفيا، فهي تدعم الحوثيين كايران تماما مثلمCCا فعلت في العراق عندما تعاونت مع ايران الثارة الفتن الطائفية، وهي تصCCر على اسCCتخدام اطCCراف يمنيCCة للقضCCاء على كCCل االطCCراف اليمنيCCة االخCCرى : حوثيCCون انفصاليون في الشCمال وحCراك جنCوبي انفصCالي في الجنCوب، ومCا عCودة علي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي السابق الى الدعوة لفصل الجنوب اليمني بعCCد توقف مؤقت بسبب االضCCطرابات في اليمن اال تعبCCيرا عن هCCذا التوجCCه المCCدعوم امريكيCCا، والصCCراع بين حCCزبي االصCCالح والمCCؤتمر مسCCتمر، والمCCؤتمر واالصCCالح يواجهان ظاهرة تشرذمهما وتفتتهمCCا داخليCCا وخCCروج الكثCCير من شCCبابهما منهمCCا وتبنيهما خيارات فوضوية عدميCCة سCCاذجة، والليبراليCCة الزائفCCة تتعCCايش وتتصCCارع بنفس الوقت مع ديكتاتورية القبيلة، وتنسف االطر الحزبية التقليديCCة في اليمن، والعلمانية الزائفة تواجه ايمانا دينيا قويا ومتجذرا االمر الذي يفجCCر صCCراعات من

نوع اخر لم تالفه اليمن! 

)مشCCكلة االحCCزاب وتوضCCح رسCCالة الشCCاب اليمCCني ابعCCاد كارثCCة اليمن فتقCCول : المشاركة في الثورة المزعومه انها ادخلت من قبل السفاره االمريكيه عن قصCCد

االن الشباب في الفيس بوك تحول اكCCثرهم الى البحثفي حفرة تفوق قامتها... عن الجنس والمتعCCه بعCCد ان كCCان الفيس بCCوك كلCCه سياسCCي(. توجCCه الشCCباب والشابات للجنس والمتعة تطور متوقع ففي مجتمع منغلق جCCدا ال يCCرى فيCCه ابن العم ابنة عمه اال مغطاة بالسواد يصبح الجنس هوسا مكتوما بقوة التقاليد، ولكن عندما تأتي امريكا وتحمي الشCCباب والشCCابات من عقCCاب العائلCCة والمجتمCCع فCCان نزعات الجنس تتفجر بقوة وتطرف ال حدود لهما، ولذلك فCCان الCCدورات التأهيليCCة شجعت على تجاوز المحرم والمCبيت في سCكن خCارج االسCرة، وهنCا تبCدا عمليCة

التحلل االجتماعي المخطط لها امريكيا وصهيونيا. ويجب ان نوضح بتاكيد البد منه بان الحركات الفوضوية والعدميCCة والعفويCCة الCCتي ترفض واقعا بقوة لكنها ال تملك بديال واضحا ربما تستطيع اسقاط النظCCام لكنهCCا بالتأكيد عاجزة عن اقامة البديل النها التعرف ماهو بالضCCبط باالضCCافة الفتقارهCCا

[194]

Page 195: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

للقوة الالزمCCة لCCذلك، وهي حالCCة تCCوفر للقCCوى االخCCرى من نفس النظCCام فCCرض سCCيطرتها واعCCادة انتCCاج النظCCام ولكن بصCCورة محسCCنة قليال، االمCCر الCCذي يCCدفع الشباب الى اليCCأس من التغيCCير واالنصCCراف الى المتعCCة الجنسCCية بصCCفتها هCCدفا بذاته والعبث واليأس، وهذا ما رايناه في ما اسCمي ب )ربيCع اوربCا( وامريكCا في نهايCCة السCCتينيات وكCCانت ثمرتCCه الشCCباب الهيCCبي العCCدمي المنصCCرف للجنس

والالمعنى، وهذا ما نرى بداياته االن في مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها. هذا بعض ما ورد في الرسالة. وفي رسالة اخرى وردتني من شخص اخر نقل لي كيف )ان بشرى المقطري اخذت تتجاوز على الCCذات االلهيCCة فيمCCا تكتب وتهCCاجم من تريد بجرأة غريبة في اليمن المحافظ جدا في تشCCابه متوقCCع مCCع مCCا طرحتCCه توكل كرمان النهما من تربية السفارة االمريكية، مع ذلك لم يتصدى لهCCا احCCد من رجال الدين ال يقافها عند حدها، والسبب واضح جدا فهي محمية من قبل امريكا، وبما ان هدف االسالميين هو الوصول الى السلطة باي ثمن فان غض النظر عمCCا تقوله بشرى المقطري من كفر والحاد ضروري جدا، مع ان هذا الخCCروج كCCان لCCو حصل قبل اعوام الدى الى قطع رأسها فورا من قبل االسCCالميين!(. حسCCب هCCذه الرسالة فان )وصول االسالميين للسلطة اهم من معاقبة من يكفر بالله ويهCCاجم

ذاته جل شأنه(! 

من كCCان يظن ان احCCداث اليمن سCCوف ما هو االستنتاج الCCرئيس وفقCCا لمCCا ورد؟ تتوقCCف عنCCد حCCد اقصCCاء الCCرئيس علي عبداللCCه صCCالح ادرك االن انCCه كCCان واهمCCا فاالحداث اصبحت متسلسلة، كما حصل في العراق، فما ان تنتهي حلقة حتى تبدا حلقة اخرى اخطر واسوأ من سابقتها : بدأت االزمة بمطاليب طالبية مهنية عادية ثم تحولت الى مطاليب سياسية، وعندما استجاب النظام ونفذ او ابدى االسCCتعداد للتنفيCCذ، رفعت المطCCاليب الى مسCCتوى اسCCقاط الCCرئيس صCCالح، وعنCCدما قبCCل الCCرئيس صCCالح التنحي بCCدأت عمليCCة شCCرذمة القCCوى السياسCCية كلهCCا المعارضCCة والحاكمCCة، واخCCذت امريكCCا تنشCCر شCCباب الفيس بCCوك وخCCريجي دورات السCCفارة االمريكية المعروفة ليكونوا بديال عن االحزاب التقليدية، فهCCل انتهت االزمCCة عنCCد

هذا الحد؟ طبعا كال، فهي لن تنتهي اال بتقسيم اليمن شر تقسيم، فال حزب االصالح سيفوز وال حزب المCCؤتمر سCCينجح في البقCCاء في السCCلطة الن امريكCCا خططت لشCCرذمة اليمن من جهة، ومن جهة ثانية تريد دفCع قيCادات جديCدة غCير معروفCة وال توجCد تهم فسCCاد او غيرهCCا ضCCدها، كمCCا هCCو حCCال الكثCCير من زعمCCاء اليمن في الحكم والمعارضCCة، ولCCذلك فCCان شCCرذمة اليمن يجب ان تسCCتمر تحت واجهCCات مختلفCCة والسباب متناقضة وبواسطة عناصر مختلفة ايضا، االمر الذي يفسر اسباب ترويج الفدرالية والليبرالية والعلمانية ودعم روح التمرد حتى على الله! وبالنتيجCCة فCCان الخاسر الوحيد هو شعب اليمن الذي يراد دفعه لكوارث الحروب التي ال تتوقف اال

بعد تقسيمه الى خمسة دويالت على االقل. وفي هذه االحداث تلعب االمية والفقر والتخلف والقبلية دورا حاسما في تخريب

هCCو هCCل والسCCؤال اليمن وتحويل المطاليب العادلCCة الى وسCCائل شCCرذمة لليمن.

[195]

Page 196: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يستطيع عقالء اليمن وهم كثر استخدام الحكمة اليمانية اليقCCاف هCCذا المسلسCCلالكارثي ومنع تطوره ونجاحه؟

ان المشCCكلة الكامنCCة في اليمن والCCتي تسCCمح بCCانخراط شCCباب كCCثر في العمليCCة االمريكية هي ان انصاف االميين واالميين هم القCCوة المعتمCCد عليهCCا في التغيCCير وفي رفضه ايضا، فال وعي وطني عميق لدى هذه الشريحة يCCردعهم عن التحCCول من مناهضة امريكا الى دعمها، لذلك فهذه الشريحة جاهزة لالسCCتغالل والتحريCCك

بكل اتجاه.

الجزء الثالث و الثالثون

ج تدمير )الكبار( وتنصيب )الصغار( هل يقتصCCر التCCأمر الخCCارجي على اليمن نتيجCCة اسCCتغالل تغلب عالقCCات مCCا قبCCل الوطنيCCة فيCCه كالقبليCCة المعCCززة بCCالتخلف واالميCCة والفقCCر المCCدقع لالغلبيCCة من

كال، فلئن كCCانت اليمن تمثCCل حالCCة انموذجيCCة من سCCلبيات التخلCCف المواطCCنين؟ الكبير التي يمكن استغاللها، خصوصا امكانية التCCأثير على شCCرائح شCCعبية واسCCعة حتى من قبل العدو التقليدي لالمة وهو امريكا، فان الحاالت االكثر تقدما وتطورا اجتماعيا وثقافيا واكثر غنى ماليا، كمصر والعراق وتونس وسوريا وغيرهCCا، يمكن ايضا ان تتعرض الستغالل التأثيرات المتنحيCCة السCCابقة للوطنيCCة من قبCCل امريكCCا

وغيرها بطرق عدة. فمصCCر )ام الCCدنيا( والCCتي كCCانت طليعCCة االمCCة العربيCCة في التقCCدم االجتمCCاعي والثقCCافي، وفي تثCCبيت مفهCCوم المواطنCCة المتسCCاوية للجميCCع وبغض النظCCر عن الهوية الفرعيCCة المتنحيCCة، تقCCع اليCCوم فريسCCة لتCCأمر خCCارجي وداخلي خطCCيرين، فالمنظمCCات االمريكيCCة الCCتي دربت شCCباب الفيس بCCوك في اليمن واسCCتخدمتهم لتمزيقه هي نفسها التي قامت بمصCCر بعمCCل اخطCCر واقCCدم عCCبر دورات تدريبيCCة وتأهيلية تخرج منها الكثير ممن يطلق عليهم االن شباب )الفيس بوك( المصريين والذين فعلوا بمصر اسCCوأ ممCCا فعCCل شCCباب الCCدورات االمريكيCCة في اليمن، فقCCد قبضوا المال من امريكا علنا، وادخلوا في دورات تدريبية مخابراتية علنCCا، واخCCذوا يروجCCون الفكCCار غريبCCة على مصCCر وشCCعبها علنCCا كممارسCCة الجنس خCCارج اطCCار الزواج وتشجيع الشذوذ الجنسي، كما سنوضح، مكملين دور حزب امريكCCا القCCديم وهو حزب انصار حسني مبارك وخدمه في اثارة الشغب والمشCCاكل المعقCCدة في

مصر. رغم اننا لم نعلن الحرب) يقول االستاذ محمد سيف الدولة في مقال له ما يلي :

ورغم اننCCCا لم نعلن انسCCCحابنا من معاهCCCدة السCCCالم بCCCل يؤكCCCد ،على اسCCCرائيل على االلتزام بها وبأخواتها من اتفاقيات الغاز ))الجميع(( بمناسبة وبدون مناسبة

ورغم اننا لم ندفع باى قوات إضافية الى سيناء بالمخالفة،والكويز والسياحة..الخ لإلعداد المسموح لنا بها بموجب المادة الرابعة من المعاهدة، ورغم اننا لم نرتكب

[196]

Page 197: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

انتهاك الحكام اى فعل عسكرى او اقتصادى او دبلوماسى يمكن تفسيره على انه ورغم اننا نؤكد كل يوم على التمسك بالعالقات االستراتيجية والخاصCCة ،المعاهدة

رغم كل هذا االلتزام المصرى الرسمى بالصراط المستقيم مع الواليات المتحدة! على الطريقCCة االمريكيCCة االسCCرائيلية المباركيCCة اال ان االمريكCCان لم يتوانCCوا فى االسابيع الماضية عن تهديCCدنا تهديCCدات صCCريحة وواضCCحة بCCانهم سCCيقطعون عنCCا المساعدات العسكرية، بسبب ما اتخذته لجان قضائية مصرية من اجراء تحقيقCCات حول أنشطة غير قانونية تقCوم بهCCا المنظمCات االسCتخباراتية األمريكيCCة الثالث :

المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري وفريدوم هاوس(. يواصل االستاذ سيف الدولة كشف التCCدخل االمCCريكي المباشCCر والضCCغط الشCCديد على المجلس العسCCCكري الحCCCاكم من اجCCCل السCCCماح للمنظمCCCات االسCCCتخبارية

االمريكية بمواصلة نشر افكار في مصر تفضي حتما الى التشرذم فيقول : )فمنذ بضعة ايCCام اعلن الCCبيت االبيض ان الCCرئيس االمCCريكى قCCد اتصCCل بالمشCCير طنطاوى بهذا الشأن وف¤هم من صCCياغة نص البيCCان انCCه ربCCط بين الموافقCCة على

مليCCار $ وبين السCCماح للمنظمCCات3.2قCCرض صCCندوق النقCCد الCCدولى البCCالغ االستخباراتية بالعودة الى النشاط فى مصر. ثم قام عCCدد من اعضCCاء الكCCونجرس بارسال خطاب الى اوباما يحرضCونه على قطCع المسCCاعدات عن مصCر ان لم يتم حل ازمة المنظمCCات المCCذكورة، وقبلهCCا اعلنت فيكتوريCCا نوالنCCد المتحدثCCة باسCCم الخارجيCCة االمريكيCCة انCCه لن يكCCون بمقCCدورهم اقنCCاع الكCCونجرس بالتصCCديق على المساعدات ان ظلت هذه االزمCCة قائمCCة، ثم اعلنت فى مCCؤتمر صCCحفى الحCCق ان االدارة االمريكية تضغط على مصر بكل االساليب والوسائل بما في ذلCCك طريقCCة

ديسCCمبر الماضCCى31العصا والجزرة )هكذا قالت(، وهى الحملة الCCتى بCCدأت يCCوم باتصال بانيتCCا وزيCCر الCCدفاع االمCCريكى بالمشCCير فى اليCCوم التCCالى لتفCCتيش هCCذه المنظمات. ثم مCCا تلى ذلCCك من طوفCCان من الزيCCارات من مسCCئولين وشخصCCيات

مسCCاعدى زيCCر جيفCCرى فيلتمCCان وفرانCCك بCCيرنز امريكيCCة للضCCغط والتهديCCد مثCCل ثم الرئيس االمريكى االسبق جيمى كارتر ثم مايكل بوزنر مسCCاعد وزيCCر الخارجية

الخارجية لحقوق االنسCCان، وأخCCرهم الوفCCد القضCCائى االمCCريكى رفيCCع المسCCتوى مواطCCنين6 برئاسة وزير العدل االمريكى شخصيا الذى يزورنا اآلن، بعد منع سفر

امريكان من السفر النهم محCCل للتحقيCCق، منهم سCCام الهCCود مCCدير فCCرع المعهCCد الجمهCCوري فى مصCCر و هCCو ابن وزيCCر النقCCل االمCCريكى. زيCCارات وتهديCCدات من الكونجرس واتصاالت من اوباما ووزير دفاعه، وتصريحات من الخارجية األمريكيCCة ومقاالت تحريضية فى الصحف االمريكية، وحمالت ضارية ال تCCزاال مسCCتمرة حCCتى كتابCCة هCCذه السCCطور، كلهم يضCCغطون ويتوعCCدون إلرغCCام اإلدارة المصCCرية على الخضوع وإطالق يد المنظمات األمريكية.(. مقال بعنCCوان )ضCCغوط امريكيCCة فCCوق

.29/1/2012العادة( وصلني بتاريخ ماذا يقدم لنا هذا المقال؟ انه يؤكد بوضوح كامCCل ان مCCا يجCCري في اليمن يجCCري مثله في مصر وباقي االقطار العربية لنفس االهداف وبنفس الوسCCائل واالدوات فنفس المعاهد االستخبارية التي تدرب يمنيين على التشرذم والتمرد والفوضوية تقوم بتنظيم شباب في مصر وتدفع الماليين من اجل جعلهم قCCادرين على نشCCر

[197]

Page 198: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

الفوضى والتخريب لوحدة مصCCر، ونفس المعاهCCد تقيم نفس الCCدورات في مصCCر واليمن وغيرهما رسميا، وعندما تتدخل حكومة ما اليقاف ذلك مثلمCCا فعلت مصCCر فCان امريكCا بكCل مسCؤوليها، ابتCداء من الCرئيس وحCتى اصCغر مسCؤول يبCدأون بحمالت ضCCغط شCCديدة وتهديCCدات وقحCCة الجCCل اعCCادة السCCماح لهCCذه المنظمCCات التجسسية بالعمل الحر، وربط ذلCCك بالعالقCCات والمسCCاعدات الماليCCة والعسCCكرية وغيرها، الن عملهCCا هCCو الضCCمانة االساسCCية اليجCCاد بيئCCة التشCCرذم واالنقسCCامات

بكافة اشكالها. ولكي نرى نتائج عمل هذه المنظات باالضافة لما رايناه من كوارث في مصر منCCذ استولى المجلس العسكري على الحكم واعاد انتاج نظCCام حسCCني بCCدون حسCCني، فان ما حدث في بورسعيد كان كارثة وطنية بكل ما تعنيه هذه العبCCارة من معCCنى

قتيل ومئات الجرحى ظاهريCCا نتيجCCة خالفCCات حCCول كCCرة80حيث سقط اكثر من القدم، وهي حادثة تنبهنا الى ان امريكا واسرائيل ال تقبالن بتفتيت مصر طائفيCCا وسياسيا فقط بل هما تريدان تفتيت الناس من طائفة واحدة بصورة عدائية حتى في قضايا الرياضة والفن، وتصل روح العداء حد التنكيل بال رحمة والقتل بال ترددمع اننا نعرف ان الشعب المصري الشقيق هو من اكثر الشعوب هدوءا ومسالمة!

 تبدد الغموض

ان ما سبق عرضه من احداث ومواقف ووثائق تجرنا رغما عنا الى الحقائق التالية: دعم امريكCCا المطلCCق لعمCCل ونشCCاط شCCباب الفيس ان العمل ونقيضه لمCCاذا؟ –1

بوك، وهم حزب امريكCCا الجديCCد بال شCCك، الناشCCطون تحت غطCCاء اقامCCة المجتمCCع المدني وفرض الياته وازالة عمل واليات المجتمCCع التقليCCدي، وهCCذا الCCدعم يقCCوم علنا ورسميا على التدخل المباشر وبقCCوة وعنCCف لCCدعمهم ومنCCع ايقCCاف عملهم، ولكن، وبنفس الوقت، تعمل امريكا وبصورة مباشCCرة وبالواسCCطة على منCCع بنCCاء اسس المجتمع المدني، كما في اليمن عن طريق تنمية ودعم القبليCCة والطائفيCCة والمناطقية...الخ، اما اذا كانت هCCذه االسCCس قائمCCة وبCCدرجات مختلفCCة، كمCCا في مصر والعCCراق وسCCوريا وتCCونس وغيرهCCا، فانهCCا يجب ان تCCزال الجCCل منCCع نشCCوء مجتمع مدني حقيقي عبر تنمية او اثارة او تقوية او احياء او خلCCق، عوامCCل نقض اسCCس بنCCاء هCCذا المجتمCCع كالطائفيCCة او القبليCCة او العنصCCرية او االيCCديولوجيات

الظالمية...الخ. وليسCCت بسCCيطة، هCCدفها تمزيCCق (sophisticatedوهCCذه عمليCCة مركبCCة ومعقCCدة )

المجتمع وتصعيد الصراعات فيه وعCCدم السCCماح بانتهاءهCCا قبCCل التCCدمير الشCCامل للدولة والمجتمع، من خالل توفير وقCCود دائم ومسCCتمر لتCCوالي االزمCCات وتفCCريخ احداها لالخرى، وبطبيعة الحال فان التشرذم وانتشار الهويات الفرعية وطغيانهCCا على الهوية الوطنية يقضي نهائيا على اي امكانية القامة مجتمع مدني، من خالل جعله يبدو كانه عمل خيالي ومن يقومون به انCCاس غCCير واقعCCيين ومعCCادين، ومن ثم يصبح دعCاة اقامCة منظمCات )المجتمCع المCدني( عبCCارة عن اغCراب في احيCCاء مغلقة عليهم، فيغنون ليل نهار ويزعجون النCCاس وهم في عزلCCة تامCCة ولكن بعCCد

[198]

Page 199: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

اثارتهم لزوابع وفتن واضطرابات مدمرة الستقرار الدولCCة والمجتمCCع، وهCCو حCCال يوصل بعضهم في النهاية الى سلوك منحرف جنسيا وسياسيا واجتماعيا واسCCريا،كما راينا ونرى في اليمن ومصر والعراق وليبيا وسوريا، وهو ما سنتناوله الحقا.

ونشير هنا الى ظاهرة مرتبطة بهذه الحقيقة وهي ان امريكا برجالهCCا الرسCCميين وبمنظاتهمCCا االسCCتخبارية الCCتي تعمCCل تحت غطCCاء اتصCCلت وتتصCCل بكCCل القCCوى السياسية في اليمن ومصر وتCCونس وغيرهCCا واعطت االنطبCCاع لكCCل طCCرف بانهCCا تؤيده وتدعمه رغم تناقض هCCذه االطCCراف لكي تشCCحن كCCل طCCرف وتشCCجعه على

مواصلة نهجه المنفرد واالنشقاقي والعدائي. 

ان التثقيCCف على منطلقCCات ليبراليCCة في : مع امريكا ولكن بال عمالة مباشرة –2 معاهد امريكا التجسسية ينمي أسCCوأ مCCا في الليبراليCCة وهCCو روحهCCا وهي ثقافCCة )االناالمتفردة( التي تفضي الى جعل المعيار الفCCردي هCCو المسCCتخدم في تقريCCر كل المواقف، وبما ان الليبرالية تهتم اكثر ما تهتم بتضخيم االنا الفردية وتجعلهCCا محور الكون والوجود فان كل شيء يصبح وجهة نظCCر بمCCا في ذلCCك خCCرق ثCCوابت االمة والتجاوز على حرماتها الوطنية والدينية والقوميCCة والقانونيCCة، مثCCل تحليCCل الخيانة والتجاوز على الذات االلهيCCة وتعمCCد ممارسCCة سCCلوك جنسCCي اسCCتفزازي. والCCدخول في هCCذا النفCCق الليCCبرالي يجعCCل الجواسCCيس الصCCغار ال يعرفCCون انهم جواسيس، وان عرفوا فانهم يعCCدون تعCCاونهم مCCع امريكCCا محصCCور بهCCدف اقامCCة الديمقراطية وليس تنفيذ اوامرها مع انهCCا العCCدو الCCرئيس المتنCCا كمCCا يتجلى في

سياساتها في العراق وفلسطين. ان طريقة اعداد هؤالء توفر لهم قناعة بان ما يفعلونCه هCو قناعCة وليس عمالCة، وهذا بالضبط هو ما تريده امريكCCا واي جهCCاز اسCCتخباري في العCCالم، الن العمالCCة تقترن بالعار والخيانة اما وجهة النظر ومهمCCا كCCانت فانهCCا وفقCCا لنمCCط التفكCCير الليبرالي ال تدخل نظريا في خانة الخيانة وانما هي خيار طبيعي في اطار تفكCCير حر، يجر صاحبه ايضا الى قبول الشذوذ الجنسي وعالقCCات الجنس خCCارج الCCزواج، وهو ما ظهر واضحا في مصر واليمن بعد االحداث االخCCيرة، امCCا في العCCراق فCCان ظهور التفسخ الجنسي بدأ بعد االحتالل وبفضل التشجيع االمريكي، وهCو تشCCجيع يتكCCرر االن في اليمن ومصCCر وغيرهمCCا، من جهCCة، ونتيجCCة لCCترويج ايCCران لCCزواج المتعة الذي ورط الكثير من النساء في عالقات جنسCCية مفتوحCCة من جهCCة ثانيCCة،

مما ساعد على حصول تفسخ اجتماعي واخالقي مقلقين جدا لكل العراقيين. هCCل اليمن وهنا نجCCد انفسCCنا امCCام سCCؤال منطقي وعملي بنفس الCCوقت وهCCو :

بوضعها القبلي واالجتماعي مثال يمكن ان تكون ليبرالية كي يسمح ببروز تيCCارات ان المعاهCCد وافCCراد فيهCCا يتصCCرفون كCCأنهم امريكCCيين بطروحCCاتهم الليبراليCCة؟

والمنظمCCات االمريكيCCة العاملCCة تحت غطCCاء نشCCر الديمقراطيCCة وحمايCCة حقCCوق االنسCCان هي االداة االسCCتخبارية المموهCCة، بCCدليل ان امريكCCا اقCCامت الCCدنيا ولم تقعدها بعد الن مصر اوقفت عمل هذه المنظمCCات رغم ان العسCCكر في مصCCر لم يتراجعوا عن عالقاتهم مع اسرائيل وال اضعفوا عالقاتهم الستراتيجية مع امريكا! ولئن قCCامت مصCCر بمنCCع وكشCCف بعض هCCذه المنظمCCات، ودعمت ذلCCك ويكيليكس

[199]

Page 200: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بنشر اسماء من يزورون السفارة االمريكية ويتلقCCون المسCCاعدات الماليCCة منهCCا، فان اليمن ال يستطيع ذلك الن بعض شيوخ القبائل يحمي من يتعCCاون مCCع امريكCCا ويقبض منها واذا اعتقل فان تلك القبيلة ستعلن الحرب على من يعتقلCCه! وهكCCذا يكون ممكنا تحقيق افضل واوسع اختراق استخباري باقل المشاكل في اليمن، اذ يكفي ان تكسب شيخ قبيلة عبر منح مالية او عقود تجارية او وكاالت تجارية له او لمن يرشحه لكي تصCبح امريكCا مقبولCة وتCروج دعايتهCا وتحمى مصCالحها، وتلCك الحقيقة تفسر لم تشكلت في اليمن مئات المنظمات التي تعمل باسCCم المجتمCCع المدني وتمول مباشرة واحيانا بصورة صريحة دون اثCCارة زوابCCع كتلCCك الCCتي تثCCار

في مصر وغيرها. 

هنا نصل الى الفكCCرة المركزيCCة فعمليCCة شCCرذمة : قادة صغار لكنهم بالبوصلة –3 االحزاب والقوى السياسية الوطنية خالل العقCود الماضCCية بطCCرق مختلفCة كCCانت ممهدات مبرمجة الضعافها او انهاءها الجل خلق فراغ سياسCCي وفكCCري ونفسCCي يطول امده، ثم تبCCدأ عمليCCة مأله ببCCديل مختلCCف تمامCCا عن القCCوى الوطنيCCة النCCه عبارة عن نخب شبابية تفتقر للخبرة والتجارب العمليCCة الCCتي تمكنهم من معرفCCة كيف يسوسون العمليCCة السياسCCية بصCCواب، واذا اضCCفنا الى ذلCCك ان هCCذه النخب ليست منسجمة فكريا ونفسيا وتربويا فهي تضم تيارات واتجاهات متناقضCCة تبCCدأ من الفوضوية والعفوية وتنتهي عند التطرف الCCديني والسCCلفية، وهكCCذا تجCCد بين هذه النخب الملحد والمتطCCرف دينيCCا، وتجCCد المحافCCظ اخالقيCCا والمتحلCCل جنسCCيا

يعمالن سوية ضد النظام القائم. كيCف يمكن لمن يفتقCر للخCبرة والتجCارب ولمن والسؤال المنطقي هو التCالي :

يتميزون بوجود تناقضات حادة بينهم، ولمن ال يمتلكون سوى قCوة ذواتهم كنخب، كيف يستطيع هؤالء النجCCاح في السCCيطرة على السCCلطة والمجتمCCع بعCCد اسCCقاط النظام؟ وهل يمتلكون القدرة العسCCكرية والتنظيميCCة الفاعلCCة الCتي تحافCظ عCل

استقرار الدولة والمجتمع وتمنع تمزقهما بعد اسقاط النظام؟ في الصراعات السياسية المعقCCدة، خصوصCCا ذات الطبيعCCة السCCتراتيجية، ال يمكن كسب المعارك اال بوجود تجربCCة وخCCبرة طويلCCتين ووجCCود تنظيم فعCCال ومنسCCجم ولديه ستراتيجية واضحة المعالم، وتلك هي البوصCCلة الCCتي ال يمكن خCCوض صCCراع بدونها اذا كان المطلوب هو تحقيق النصر الكامل، وليس مجCCرد تفجCCير معركCCة ال نعرف كيف ستنتهي ولصالح من ستنتهي، واكبر دليل على صواب ذلك هو ما الت اليه احداث تونس ومصر بعد تضحيات جسCCام قCCدمها الشCCباب الوطCCني ثم قطCCف الثمار )اصدقاء( امريكا وفرنسا فقط! هنا يظهر التحدي االعظم : فأولئCCك الCCذين يخوضون معCCارك كCCبرى بCCدون تخطيCCط مشCCترك ذو طبيعCCة سCCتراتيجية سCCيجدون انفسم امام خطر الهزيمة او انهم سيحققون نصرا اوليا لكنهم سيصدمون حينما سيتقدم الصفوف من لديه القوة والتنظيم والمال لقطف ثمار تضCCحيات من ثCCار وانتفض ونزف الدم. هذا هو اهم دروس الثورات واالنتفاضات الكبرى في العCCالم قديما وحديثا، فال نجاح في تحقيق النصCCر والوصCCول الى االهCCداف المرسCCومة اال

[200]

Page 201: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

بوجود تنظيم طليعي له قاعدة شعبية واعية ومنظمة ويتحCCرك وفقCCا لسCCتراتيجيةواضحة.

ويزداد الطابع المغامر النتفاضCCة نخب ليسCCت لCCديها نظCCرة سCCتراتيجية وال تنظيم شعبي وعسكري حينما تكCCون هنCCاك قCCوى مخابراتيCCة متقدمCCة االمكانيCCات ولCCديها نفCCوذ وعناصCCر اعCCدتهم سCCلفا لتCCولي االمCCور في لحظCCة مCCا، ممCCا يجعCCل النخب المضCCحية تبCCدو كأنهCCا تمهCCد الطريCCق للشCCيطان كي يصCCل الى السCCلطة ممتطيCCا

ظهورها! فقط انظروا لما حصل في العقCCود االربعCCة االخCCيرة من حCCروب وازمCCات وضCCعت القوى الوطنية المجربCCة في زاويCCة التحCCدي وخنقت هنCCاك، ومن هنCCاك ايضCCا بCCدأ اليأس يدب تدريجيا من هذه القوى مما سمح لقوى اخرى برفCCع رأسCCها والتحCCرك لملء الفراغ الذي اخذ يتسع مع اشتداد الصراع بين االسCCتعمار والقCCوى الوطنيCCة التي فقدت زمام المبCCادرة. واالن وصCCلنا الى رسCCم طريCCق واحCCد فقCCط وهCCو ان الفراغ في الشارع يملء بقCCوى منظمCCة قديمCCة لكنهCCا لم تكن بطلCCة االنتفاضCCات العربيCCة، لكنهCCا على صCCالت بCCالغرب او ان الغCCرب يجCCد فيهCCا خCCير ادوات لتمزيCCق االقطار العربية طائفيا وسياسCيا. ان قيCCام خطCCط امريكCCا والصCهيونية على دعم عناصر ونخب عفوية االتجCCاه وتفتقCCر للخCCبرة،وتتمCCيز بالتناقضCCات العميقCCة فيمCCا بينها ليس سوى وصفة لشرذمة الوطن وتمزيق الشعب ومنع نضاله من الوصCCول للهCCدف المنشCCود وهCCو االسCCتقرار على قاعCCد تحقيCCق مصCCلحة الشCCعب ومنCCع االستغالل وانهاء الفقر واالمية والتخلف واقامة الديمقراطيCCة الحقيقيCCة وتحريCCر

االرض والثروات جنبا الى جنب مع تحرير االنسان. ان تدمير الكبار المجربين وذوي البوصلة، الوطنية والقومية والستراتجية، الهادية واستبدالهم بصغار، عدميين او فوضويين او ليبراليين مقطوعي الجذور، تحركهم المشCCاعر والعواطCCف وتنقصCCهم البوصCCلة ليس سCCوى خطCCوة تمهيديCCة لظهCCور )المهدي المنتظر( وما سيجره ذلك على االمة من كوارث فظيعة سCCتكون كارثتنCCا

كيف سيحصل ذلك؟ .الحالية بالنسبة لها مجرد قرصة نحلة

الجزء الرابع و الثالثون

ممهدات ظهور المهدي المنتظر عندما نركز على ابراز طبيعة بعض الشباب العربي الذي تدربه وتعCCده أمريكCCا في دورات خاصة، تحت غطاء الديمقراطية وحقCCوق االنسCCان وغيرهمCCا، فأنهCCا تفعCCل ذلك لخدمة اهدافها الجهنمية وفي مقCدمتها تصCعيد الصCراعات، خصوصCا الدينيCة والطائفيCCة، وايصCCالها الى حCCد الحCCروب الدمويCCة بين المسCCلمين انفسCCهم وبين المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس..الخ الجل اعفاء النظCCام االسCCتعماري الرأسمالي من مسؤولية الحروب والكوارث وابقاء استغالله قويا ومCCدعوما بقCCوة الحروب الدينيCCة الCCتي تنسCCي النCCاس االسCCتغالل الرأسCCمالي البشCCع وهCCو مصCCدر كوارث البشرية وليس االديان. لذلك فCCان واجبنCCا االول هCCو تبصCCير الCCرأي العCCام، خصوصا هCCذا البعض من الشCCباب العCCربي، بمCCا يخطCCط لنCCا في غCCرف المخCCابرات

[201]

Page 202: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االمريكية والصCهيونية وتحديCدا تلCك الخطCط الCتي تتمCاهى ظاهريCا وشCكليا مCع الهدف االول والمباشر لحركة التحرر الوطني العربية، وهCCو التخلص من االنظمCCة الفاسدة والمستبدة التي كانت ومازالت ركيزة المصالح االستعمارية واداة تصفية القضية الفلسCCطينية لتكCون عمليCة التغيCير مCدخال لتحCول الصCراعات الحقCا الى صراعات غيبية صCرفة اساسCها حCروب االديCان والطوائCف. لCذلك البCد من طCرح

كيف تحقق المخابرات االمريكية التماهي الشكلي مع اهCCداف السؤالين التاليين : وكيCCف الجمCCاهير وبنفس الCCوقت تجهض المشCCروع الثCCوري الوطCCني الحقيقي؟

هنCا نتنCاول بعض اسCاليب تتحول الحCروب السياسCية الى حCروب دينيCة مCدمرة؟المخابرات االمريكية هذه ومنها :

1- ان اختيار شباب ضCCعيف او نCCاقص الثقافCCة، او : شباب تقليدي ناقص الوعي  انه مثقف ادبيا واجتماعيا لكن وعيه الستراتيجي سطحي او معدوم، الجCCل قيامCCه برفض انظمة فاسدة كليCCا ونظCCام عميCCل ومسCCتبد كنظCCامي مبCCارك وبن علي، او انظمة فيهCCا فسCCاد واخطCCاء وتجCCاوزات في نظCCام غCCير عميCCل كالنظCCام اليمCCني، فيؤدي هذا االختيار المتعمد الى مشاركة شCCباب ال غبCCار على وطCCنيتهم ابCCدا في عمل خططت له قوى معادية المتنا كامريكا والكيان الصهيوني بعد ان تثار قضCCايا تبدو صحيحة ومشروعة فيكون رد فعلهم السريع هو المشاركة في رفض النظام. ان مستوى وعي هذا النوع من الشباب ال يؤهلهم الدراك الخطط البعيدة والتي ال يCCرى هCCذا البعض المتخلCCف سياسCCيا واالمي سCCتراتيجيا اهCCدافها الحقيقيCCة مثCCل تقسيم اليمن وتمزيق اواصر الCCرحم بين النCCاس، معتقCCدا انCCه يقاتCCل على اسCCس الحق ورفض الفساد وان تعاونه مع امريكCCا ليس اكCCثر من حاجCCة ال بCCأس بهCCا وال تضر! وهكذا تبدأ رحلة العمل المفتقر للCCوعي العميCCق والقCCدرة على التميCCيز بين نضال من اجل القضاء على اخطاء ومفاسد في النظام الحكومي وبين تجاوز هذا الهCCدف ودخCCول معركCCة تقسCCيم القطCCر. ان قلCCة الCCوعي ووجCCود عوامCCل الفقCCر والتخلف يسمح بكسCCب وتضCCليل الكثCCير من الشCCباب وبCCذلك يتحCCول هCCدف العCCدو الرئيس المتنا العربية الى هدف لشباب وطني غير واع بما يكفي لمعرفة حقيقCCة

االهداف. 

وثمة اسلوب اخر وهو اعداد شباب واع : شباب عصري لكنه اسير وعي احادي  –2 بقضCCايا العصCCر التكنولوجيCCة، كCCاالنترنيت واالتصCCاالت االلكترونيCCة وبعض اوجCCه العولمCCة الشCCكلية مثCCل بعض شCCباب مصCCر، وبفضCCل هCCذه المعرفCCة يCCدرك الجCCزء الوطني من الشباب فداحة ما الت اليCCه اوضCCاع مصCCر تحت نظCCام حسCCني مبCCارك اجتماعيCCا واقتصCCاديا بشCCكل خCCاص، لكنCCه نCCاقص التجCCارب السياسCCية وليس لديCCه معرفة بستراتيجيات القوى المعادية المتنا، باالضCCافة لوجCود عناصCCر من الشCCباب المدرب مسبقا في دورات امريكية، مثل وائل غCCنيم الCCذي عين وكيال لغوغCCل في الشرق االوسط، تدفع االحداث باتجCCاه محCCدد، فينخCCرط الجميCCع في النضCCال ضCCد

النظام بقوة وحماس ويقدم الشباب التضحيات من اجل اسقاطه. لكن هذا النوع من الشباب الغاضCCب بحمCCاس، ونتيجCCة لنقص الCCوعي السCCتراتيجي لديCCه او المعCCد اصCCال لخدمCCة االهCCداف االمريكيCCة والصCCهيونية، ال يمCCانع من اجCCل اسCCCقاط النظCCCام في التعCCCاون مCCCع امريكCCCا ومنظماتهCCCا الواجهيCCCة، كالمعهCCCد الديمقراطي او بيت الحرية، او مع غوغل الCتي كشCCفت دورهCCا المخCابراتي اثنCCاء االنتفاضة المصرية عندما لعبت دورا مباشرا في اسقاط النظام المصري خصوصا من خالل توفير القدرة التكنولوجية للشباب على مواصCCلة االتصCCاالت فيمCCا بينهم

[202]

Page 203: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

هاتفيا بعد ان قطعت الحكومة خدمة االنترنيت والهاتف المحمول فقدمت غوغCCل نظامCCا يمكنCCه اسCCتخدام التلفCCون االرضCCي لتحقيCCق االتصCCاالت البديلCCة. ان هCCذا االستعداد للتعاون مع امريكا مباشرة الناجم عن ضعف او اضعاف الوعي بحقيقCCة الدور االمريكي في الوطن العربي او تجميل هذا الدور وشيطنة القCCوى الوطنيCCة المنظمة فاصبحت لديه ثقافة لكنها احادية الوعي او مشوهة الوعي، فهCCو يعCCرف وبفضل االنترنيت عن الغرب وامريكا اكثر مما يعرف عن مصر في حاالت كثCCيرة، وهو معجب بنمط الحياة االمريكية – وائل غCنيم زوجتCه امريكيCة - ومنسCCحق تحت قوة وتاثير االنترنيت وشبكاته، لذلك يصبح بقCCوة هCCذه الثقافCCة والCCوعي االحCCادي دوره اشد خطرا من اولئك الCذين تنقصCهم الثقافCة والCوعي االجتمCاعي العميCق النه يجر القطر الى مرحلCCة الحسCCم الCCدموي دون ان يكCCون مCCؤهال او قCCادرا على االمساك بمسار االحداث وبذلك يتحCCول، رغمCCا عن نوايCCاه، الى اداة تنجCCز اهCCداف غيره، وغCCيره هCCذا هCCو امريكCCا دون ادنى شCCك كمCCا نCCرى اليCCوم الوضCCع المصCCري المأسCCاوي والCCذي انتقCCل من انتفاضCCة وطنيCCة هي االعظم في التCCاريخ الحCCديث والتاريخ الوسيط، الى فتنة عمياء تسحق عشرات المصريين يوميا قتال او تعCCذيبا،

وجرت مصر جرا بعيدا عن معنى وواقع الثورة المنشودة. 

3– وثمة نوع ثالث ممن تعتمد عليهم امريكا االن وهCCو : تنظميات مغلقة التفكير  التنظيمات االسالموية المنغلقة فكريا على وهم طاغ وهو انها تمثل االسالم وان كل من يختلف معها انما هو كافر وجب تطبيق حدود الشرع بحقCCه، وبمCCا ان هCCذه الكتل عبارة عن معامل لتفCCريخ االجتهCCادات ضCCمن الCCدائرة المغلقCCة فCCان عملهCCا يصبح حرفيا هو التوالد المتجدد والالنهائي للفتن واالنقسامات المصحوبة باقصاء االخCCر غالبCCا بصCCورة عنيفCCة، االمCCر الCCذي يCCوفر افصCCل الفCCرص لتصCCاعد الفتن والصCCراعات الداخليCCة لتصCCل مرحلCCة دفCCع القطCCر لالنهيCCار الكامCCل والتشCCرذم

المأساوي. بهيمنة هذه العناصر الثالثة، ذوي الوعي المتخلCCف، كمCCا في اليمن، وذوي الCCوعي العصري االحادي الناقص، كمCCا في مصCCر، وذوي الCCوعي المنغلCCق، كمCCا في حالCCة تنظيمات اسالموية في مصر وغيرها، على المشهد السياسي تنجح امريكا ومعهCCا الصهيونية وايران في توفير اهم شروط دفع االقطار العربية من حالCCة ماسCCاوية الى اخرى اشد منها حCCتى تصCCل اقطCCار االمCCة العربيCCة كلهCCا وبال اي اسCCتثناء الى مرحلCCة التفسCCخ الCCدوري المحكCCوم بقCCوة تلCCك العناصCCر المدعومCCة من امريكCCا واسرائيل وايران ونظم عربية ال تعرف انها ستصل الى نهايتهCCا المأسCCاوية ايضCCا

الحقا. ان بCCدء االنتفاضCCة في تCCونس بقيCCادة شCCباب وطCCني حقيقي بCCادر لكسCCر طCCوق الصمت واالستخذاء امام االنظمة واحدث اعظم تحرك شعبي معاصCCر في الCCوطن العربي كان عمال عفويا ال صلة الي طCCرف اجنCCبي بCCه، لكن التCCدخل حصCCل الحقCCا وكان استغالل الجيش والنظام السابق هو الوسيلة العادة انتاج نظام جديCCد لكنCCه اشCCد خطCCورة من نظCCام بن علي، كمCCا بCCدات كCCل المؤشCCرات االوليCCة تؤكCCد مثCCل تصريحا الغنوشي في امريكا وسط مجموعة ايبCCاك وتصCCريحات رئيس وزراءه في دافCCوس الداعيCCة لالطمئنCCان على ان تCCونس الجديCCدة مCCع الغCCرب ومCCع الكيCCان الصهيوني، وقيام النفر المتفرنس والمدجن المنصف المCCرزوقي بCCاول عمCCل لCCه كرئيس جمهورية بقطCCع العالقCCات مCCع سCCوريا وليس رفض العالقCCات مCCع الكيCCان الصCCهيوني وال رفض التعCCاون مCCع االحتالل في ليبيCCا، حيث دعى الى الوحCCدة مCCع

[203]

Page 204: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

ليبيCCا المحتلCCة، وتاكيCCده انCCه ورغم علمانيتCCه الفرنسCCية تحت امCCرة الظالمCCيينالتونسيين المغلقي الوعي والذين توجههم قطر مركز اهم قاعدتين امريكيتين.

اما في مصر فان االنتفاضة كانت وطنية من زاوية بعض الشCCباب الCCذي قCCام بهCCا وشCCارك معهم من اعCCدتهم امريكCCا لكنهCCا كCCانت خاضCCعة بصCCرامة تامCCة، كمCCا ثبت الحقCCا، لخطCCة مسCCبقة للسCCيطرة عليهCCا وتوجيههCCا وجهCCة تخCCدم اهCCداف امريكCCا واسرائيل وايران وتركيCCا في تقسCCيم االقطCCار العربيCCة ومنهCCا مصCCر طبعCCا، عCCبر

اشعال فتن تولد احداها االخرى وبمتواليات هندسية وليس عددية. وفي اليمن حيث ان الفساد موجCCود ليس في الحكومCCة فقCCط بCCل في المعارضCCة ايضا وفي هذا الجانب ال فضل لمعارض على مسؤول او العكس، فالفساد المالي عنصر مقبول في اليمن وال ينظر اليه على انه فساد بل هCCو امCCر طCCبيعي، وهCCذه حقيقة اما ال يعلمها من ال يعCCرف اليمن او يتجاهلهCCا عمCCدا، ومن ابCCرز مظاهرهCCا انفراد اليمن وقبل نشر فضائح ويكيليكس بعقود من الزمن بنشر قCCوائم بصCCورة دورية في الصحف العلنية تتضمن اسماء شيوخ قبائل وضCCباط وقCCادة احCCزاب من كافة االتجاهات ورجال دين وصحفيين يقبضون االموال سنويا من السعودية. واذا كانت القوائم الخاصة بالدفع من السCCعودية تنشCCر فCCان قCCوائم الCCدفع من امريكCCا وايران ودول الخليج العربي، وربما اسرائيل، وبريطانيا وغيرها ال تنشر لكنه امCCر معروفة على نطاق عام، وهناك في اليمن من يعد الحصول على مCCال من جهCCات خارجية شطارة وحق وضرورة وليس فسCCادا، وهCCذا البعض ليس الفقCCراء بCCل من

بين علية القوم والمتنفذين في اليمن خصوصا تنفذا قبليا. لذلك فان التظاهرات في اليمن، وتحديدا من زواية االحCCزاب المعارضCCة المصCCابة بالفساد كالنظCCام وليس من زاويCCة الجمCCاهير الفقCCيرة، لم يكن هCCدفها الحقيقي الديمقراطية او القضاء على الفساد، رغم قناعة الكثير من الشباب الصادق الذي شارك فيها بهذه االهداف، بل كانت عبارة عن صراع متعدد االطراف واالتجاهCCات بين اطراف سياسية حركتCCه قCCوى خارجيCCة من اجCCل جCCر اليمن لمخطCCط بCCدأ في العراق وهو تقسيم االقطار العربية فCCالمطلوب في اليمن منCCذ سCCنوات، امريكيCCا

.هCCل هCCذا مجCCرد توقCCعوايرانيCCا وخليجيCCا وصCCهيونيا، هCCو تقسCCيمه وليس اصCCالحه وتحليل يقبل الخطأ؟ كال فقط انظروا اوال لتسلسل وثانيا لتعاقب وثالثCCا لتكامCCلاحداث اليمن سترون ان التقسيم هو الهدف الحقيقي وليس االصالح او التغيير.

لم تكن صدفة ان يأتي التمرد الحوثي، المحرك من قبل ايران والذي انهCCك اليمن بعد القضاء على محاولCCة فسCCخ الوحCCدة اليمينCCة، ولم بشدة وخلخل توازنه العام،

تكن صCCدفة اشCCتعال ازمCCة الجنCCوب وظهCCور الحCCراك الجنCCوبي الCCداعي النفصCCال الجنوب بعد تفاقم ازمة الحوثيين، ولم تكن صدفة انضمام احزاب اللقاء المشترك المعارضة بقيادة حزب االصالح الى العمCل ضCد النظCام مCع ان النظCام كCان وراء تعزيز دور حزب االصالح وحمايته طوال عقود، تلCCك كلهCCا وغيرهCCا كCCانت خطCCوات متعاقبة ومحسوبة ومتكاملة في اطار المخططات المتالقية االمريكية - االيرانية -

الصهيونية الهادفة الى تمزيق وحدة االقطار العربية. وفي هذا التحرك الملغوم بالكثير من القنابCCل نجCCد ان تقسCCيم اليمن هCCو الهCCدف الحقيقي والنهائي، تماما كما حصل في العراق، وكCCان اسCCتغالل الجهCCل واالميCCة

وقCوة والفقر الشديد والفساد المستشري في النظCام والمعارضCة في ان واحCد القبيلCCة من اهم اسCCاليب تحريCCك الجمCCاهير من قبCCل عناصCCر بعضCCها من اشCCدالمستغلين للجماهير والمتجاوزين على مصالحها واموالها كما يعرف ابناء اليمن.

[204]

Page 205: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

في هذه الحاالت الثالثCة )تCونس ومصCر واليمن( لم تكن صCدفة ابCدا ان االحCداث وصلت الى نقطة بعيدة كل البعد عن االهداف الحقيقية للجماهير بCل انهCا انتهت بالوصول الى نقطة نقض اهCCداف الشCCعب وشCCبابه الوطCCني المنتفض والتنCCاقض معها، والنقطة هذه هي تنفيذ اهداف اعداء الشعب واالمة واهمها هCCدف تقسCCيم االقطCCار العربيCCة في سCCايكس بيكCCو الثانيCCة، بزيCCادة حCCدة الصCCراعات وتعقيCCداتها وخطورتها وضمان ديمومتها عبر ايصال فئات منغلقCCة الى الحكم، كاالسCCالمويين في مصCCر، او تابعCCة للخCCارج كالمنصCCف المCCرزوقي رجCCل فرنسCCا، وليس وصCCول حكومCCات وطنيCCة حقيقيCCة تمثCCل ارادة من انتفض ضCCد الفسCCاد والديكتاتوريCCة. وبحصول هذا االنحCCراف فمن الطCCبيعي ان يجCCد الشCCباب الوطCCني، الCCذي اراد من االنتفاضة تغيير االوضاع نحو االفضل وليس دفعها نحو االسوأ، نفسCCه غارقCCا في

بحيرة اليأس والسوداوية واالنعزال والعجز عم الفهم. 

في رسالة وصلتني من )م. ك(، واعتقد انها يمنية، عبرت بلغة بسCCيطة ومباشCCرة عن الواقع المر الجديد، وقدمت تفسيرا صحيحا لما جرى، انقCل بعض مCا ورد في الرسالة بدون اي تصحيح لبعض االخطاء الكتابية : )ال اعرف اين الفرق بين هؤالء وبين االنظمه التي تم حرقها، فالكل يدخل من بوابCCه الغCCرب وامريكCCا واسCCرائيل اسيادهم، وال يسCCتطيعون التصCCرف اال بCCأوامرهم وبالمسCCاعدات الCCتي يقCCدمونها حتى للجيش العCCربي الCCذي المفCCترض يكCCون في منCCائ عن ذلCCك لحمايCCة الCCوطن وليس خدمه امريكا واسرائيل والغرب المحتلون، ومازلنCCا نقCCول ثCCورة والسCCفارة االمريكيه هي التي تحكم بلدان العرب و تديرها وعبر بوابتها الكCCل يCCدخل ويخCCرج ولديه المرسوم والخطط لينفذها سوى احزاب او منظمات مجتمع مدني او اعالم او او او، وبCCاالخر شCCباب الفيس بCCوك والناشCCطات السياسCCيات والحقوقيCCات

ومازلنا نقول قضيه السالم مع اسCCرائيل ودب والفنانين الذين يفتون بكل ما هب وهي التي ال تريد السالم مع العرب حتى وان كفCCروا ودخلCCوا اليهوديCCه لن تقبCCل بهم، الثورات ال تريد فيس بوك يمتكله اسCCرائيل وامريكCCا، وال تريCCد شCCباب فCCارغ العقل، وال تريد رجال وانظمه واحزاب تسارع لتقبيل ايدي المحتل، الثورات تريCCد

مقاومه وجهاد في سبيل احقاق الحق وازهاق الباطل ودمتم(. ماذا يحصل عندما يجتمCCع، هنا نصل الى سؤال العصر وفي كل مصر وهو التالي :

في معكسر واحد وتحت خيمة واحدة، بعض من ظالميي التفكير واالنغالق الديني، وبعض ثان فوضوي ال يعرف اال ما يريده االن ويجهل رغبته في الغد، وبعض ثالث شباب متحمس ال يسCCتطيع انتظCCار اكمCCال شCCروط اسCCقاط نظCCام فاسCCد مسCCتبد وعميل فيتفجر غضبه ويبدا محاولة اسقاط النظام ويسقطه لكنه يتيه ويعجز عن االمساك بزمام االمور النه لم يخطط لكCCل شCCيء ويعCCد العCCدة الصCCحيحة للتغيCCير، وبعض رابع من الشباب مشبوه اعد من قبل مخCCابرات امريكCCا واسCCرائيل وايCCران الجCCل اشCCعال الفتن والفوضCCى وتخCCريب وحCCدة االمCCة بكافCCة اقطارهCCا، واخCCيرا وخامسا ينضم الى كل هؤالء حجم كبير من شباب فقير الثقافة التجربة والوعي، نسأل ماذا يحصل حينما يجتمع كل هCCؤالء بتناقضCCاتهم العميقCCة ويقومCCون بعمCCل

مشترك؟ الجواب قدمه واقع تCونس ومصCر وليبيCا وسCوريا واليمن وليس التمنيCات واحالم منتصف النهار وهو التالي : اذا اجتمCع كCل هCؤالء بكCل تناقضCاتهم وبالالعقالنيCة التي تسير عواطفهم وبوجود عمالء اقوياء بينهم وعملوا من اجل )التغيCCير( فCCان النتيجة الوحيدة المنتظرة هي الكارثة المتعCCددة المراحCCل والمتعاقبCCة الخطCCوات،

[205]

Page 206: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

والتي تفضي الى فوضى هالكة عارمة وشاملة تكون )بيئة( مثالية الختتام الفيلمالتفاعلي االمريكي بظهور المهدي المنتظر.

ولكي تكمل مقومات حصول )ام الكCCوارث( في الCCوطن العCCربي ويضCCمن التالقي االستعماري الدولي واالقليمي تدمير كل بناء وعمارة وابCCادة الماليين من العCCرب االبرياء عCCبر اشCCعال حCCروب داحس والغCCبراء بين كتCCل جماهيريCCة داخCCل االقطCCار العربيCCة وبين دول في المنطقCCة، البCCد من االسCCتثمار االمثCCل لكCCل مCCاروج وعمم وفرض منذ تبنت امريكا خطة استخدام الCCدين كCCأداة اللحCCاق الهزيمCCة بالشCCيوعية وحركات التحرر الوطني، عبر الفضائيات واالعالم وبقوة المال ايضا، وهCCو الفكCCر الغيبي االكثر ظالمية وخطورة والمتبرقع بالدين، فاصCCبحنا نسCCمع فتCCاوى يسCCخر منها طفل في الخامسة من عمره ولكنها تصدق من قبل شيوخ كبار وكتل كبCCيرة

من الناس غسلت ادمغتها عمدا وتخطيطا. وهCCذا االمCCر لم يقتصCCر على العCCرب بCCل هCCو ظCCاهرة عالميCCة تشCCمل المسCCيحية واليهودية ايضا كما شملت االسالم، وما ايصال جورج بوش االبن الغCCبي والسCCاذج والمCCؤمن بخرافCCات )االرميجCCادون( وقيامCCه بشCCن الحCCرب على العCCراق تطبيقCCا ل)ارادة الهية( كما قال وادعCاءه انCه يتكلم مCع ربCه، اال صCورة مجسCCمة لطغيCان الفكر الغيبي وعCCزل الفكCCر العلمي المنفتح. فكيCCف يتم هCCذا االسCCتثمار االمثCCل؟ ببساطة التتويج االمثل لكل ما حصل ويحصل هو باستخدام مسألة ظهور المهCCدي المنتظCCر لبCCدء حCCروب االبCCادة الماليينيCCة للعCCرب طبعCCا وليس لغCCيرهم، ويصCCل االستثمار ذروته بالترويج المتعمCCد لظهCCور اكCCثر من مهCCدي منتظCCر وليس مهCCدي منتظر واحد، لقد وصلنا االن الى ممهCCدات مرحلCCة والدة اكCCثر من مهCCدي منتظCCر بفضCCل انتشCCار الفوضCCى الهالكCCة والمCCوت والتهجCCير المالييCCني وتعميم الفسCCاد االخالقي والمالي...الخ، وربما غدا سنسمع ونرى من يدعي ان علي خCCامنئي هCCو المهدي المنتظر )الشيعي(، وبنفس الوقت سنرى من يقول كال ان اردوغCCان هCCو

المهدي المنتظر )السني(!!! حسنا : عودوا لقراءة ما قاله احمدي نجاد وكرره في السنوات السابقة ومعه عدد كبير من ايات الله العظمى في قم عن قرب ظهور المهدي المنتظCCر، ثم اكملCCوا توقع ما سيحدث بقراءة )تنبؤات( رجل الCCدين الCCتركي عمCCران حسCCين الCCذي نبCCغ فجأة من العدم ولم يكن احد قCد سCمع تنبؤاتCه سCابقا، تمامCا مثCCل نبCCوغ النابغCCة الذبياني في الشCCعر، وهCCو الCCذي توقCCع مCCا يحCCدث االن في الCCوطن العCCربي قبCCل وقوعه، ولكنه عندما كسب اعجاب البعض فجر قنبلته بقوله ان المهCCدي المنتظCCر سيظهر قريبا )لكنه سني وليس شيعيا كما تدعي ايران ومعمميهCCا(، وفي االردن هدد رجل دين بالويل والثبور كل من يعارض توقعه بCCان يظهCCر المهCCدي المنتظCCر

اذن لCCدينا االن والدات في االردن ويكCCون ابن الملCCك االردني عبدااللCCه الثCCاني! متعددة للمهدي المنتظر مهد لهCCا شCباب متنCCاقض االتجCاه نCاقص الCوعي بنشCCره

الفوضى الهالكة، فهل سنحتفي ام سنحتفل بتلك الوالدات؟الجزء الخامس و الثالثون

قابلة المهدي المنتظر : من هي؟ حينما تحل الخرافة محل العلم والتفكير الواقعي ماذا يحصل في الواقع؟ بCCالطبع يصبح كل شيء ممكنا وخصوصا انغالق التفكير على ايمان اعمى بصدق ما يقولCCه معمم ال شك في ايمانه فتبدا الكارثCCة تتخCCذ ابعCCادا اكCCثر خطCCورة! وقصCCة المعمم عمران حسين واحدة من الخرافات البالغة الغباء، وليس الذكاء كما سنرى، ولكنها

[206]

Page 207: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

قبلت من قبل اوساط واسعة، فحينما تهيمن الخرافة وتصبح قاعدة تفكCCير سCCائد ويؤمن بها جمهور كبير من الدهماء الCذين يCرددون شCعارات ال يفقهCون معناهCا، في عصر الماسي والكوارث التي تتوالي وتتراكم بال توقف فتعمي البصCCيرة رغم بقاء البصر شاخصCCا، وتحاصCCر التفكCCير العلمي والموضCCوعي وتعزلCCه بقCCوة، فCCان المثقف العصري سوف يدفن وعيه اما خوفا من الCCدهماء ذوي االصCCوات العاليCCة، او انسياقا وراء االسطورة التي اضCCفيت عليهCCا صCCفة دينيCCة مزيفCة متCCاثرا بقCوة

الموجة الطاغية. وقبل ان اتناول الموضوع البد، اوال، من تسجيل اعتذاري وشكري بنفس الCCوقت،

من هCCذه الدراسCCة وهCCو34اعتذاري من القCCراء عن خطCCا وقعت فيCCه في الحلقCCة وصف عمران حسين بانه تركي مع انCCه ليس كCCذلك وقCCد خلطت بينCCه وبين رجCCل دين تركي شاركه )نبؤاته(، واشكر الرفيق رأفت النه نبهني لخطأي هذا، فهو كما

ف )ولCCد في جزيCCرة ترينCCداد أنCCد توبCCاكو في الكCCاريبي عCCام من أبCCوين 1942يعCCر| مهاجرين من الهند. تخرج من معهCCد العالميCCة في كراتشCCي حصCCل على شCCهادات عدة من جامعة كراتشي، جامعه جزر الهند الغربية، جامعة االزهر ومعهد العالقات الدوليCCة في سويسCCرا عمCCل لسCCنوات عCCدة في وزارة الخارجيCCة في جمهوريCCة

عاش في نيويورك لعشر ليتفرغ للدعوة اإلسالمية 1985لكنه إستقال عام  ترينداد سنوات عمCCل خاللهCCا كمCCدير لقسCCم الدراسCCات اإلسCCالمية في اللجنCCة المشCCتركة للمنظمة اإلسالمية بنيويورك وحاضCCر عن اإلسCCالم في جامعCCات أمريكيCCة وكنديCCة كمCCا شCCارك بحCCوارات ومنCCاظرات ضCCد قساوسCCة وحاخامCCات من المسCCيحيين

رئيس سابق لمعهد العالمية للدراسCCات اإلسCCالمية في كراتشCCي ورئيس واليهود. المجلس اإلسالمي في كراتشCCي ورئيس المركCCز اإلسCCالمي للدراسCCات والبحCCوث

مCCCاذا يجلبفي ميCCCامي ورئيس دعCCCوة تنظيم اإلسCCCالم في شCCCمال أميركCCCا(. للCCدعوة1985طبعCCا مCCا يجلب االنتبCCاه بقCCوة هCCو انCCه تفCCرغ في عCCام  انتبCCاهكم؟

االسالمية وعاش في نيويورك عشCCر سCCنوات وحCCاور قساوسCCة وحاخامCCات يهCCود هناك، وهذا امر له صلة بما قاله الحقا كمCCا سCCنرى الن هCCذه الفCCترة كCCانت فCCترة

تكوينه واعداده الحقيقي ليلعب دوره االن. عمران حسين بدأ )تنبؤاته( فجاة وبدون اي مقدمات وفي عام كارثة غزو العCCراق

فقد ظهر رجل دين بهذا االسم لم نسمع به من قبل واخذ يبشر بما سيحدث 2003 بتأكيCCده ان احCCداثا2003بثقة عالية وبدقة كبيرة مدهشCCة، بCCدا )تنبؤاتCCه( في عCCام

خطCCيرة سCCتقع في الCCوطن العCCربي، )انظCCروا افالم يوتيCCوب تحت اسCCم عمCCران حسين لالطالع على ما قاله(، وبالفعل وقعت تلك االحداث كمCCا )توقعهCCا( او كمCCا

فهل هو متنبأ؟ ام انه محلل ستراتيجي؟ ام انه مرتبط بجهاز مخCCابرات )تنبأ( بها، اعCCد دوره في الفيلم التفCCاعلي الكبCCير ليلعب دور المتنبCCا الCCذي ينشCCر معلومCCات

عند قراءة، او االسCCتعماع مطلوب ترويجها في بيئة معينة سبق خلقها اصطناعيا؟ الصCCوتي، لمCCا قالCCه ستصCCدمون فعال النCCه كشCCف عمCCا سيحصCCل االن منCCذ عCCام

لقد اكد انه سCCتحدث ثCCورات فكيف عرف ما سيحدث وبهذه الدقة المدهشة؟ 2003ضد االنظمة العربية وستسقط هذه االنظمة وهذا ما حدث!

نحن نعلم ان التنبCCؤات مثCCل الCCتي طرحهCCا نوسCCتراداموس كCCانت بصCCيغة اشCCعار ورباعيات تقوم على التعتيم وعدم التوضيح، لذلك كانت غامضة ويمكن تفسCCيرها بصيغ مختلفة ومتناقضة، امCCا مCCا قالCCه عمCCران فهCCو مختلCCف النCCه حCCدد بدقCCة مCCا

وهل يوجد في الواقCCع تنبCCأ دقيCCق باالحCCداث سيحدث وحدث فعال، فهل هو متنبأ؟ بCCالطبع كال، ولكن حينمCCا يصل حد الدقة في وصف وتحديد ما سيحدث ثم يحCCدث؟

[207]

Page 208: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

تسود الخرافة وتنشأ بيئة تملك القCCدرة على ابCCتزاز من بقي لديCCه عقCCل وتفكCCير هCCل تتCCذكرون كيCCف ان عقالني فان كل ما يقال يصدق او على االقل ال يCCرفض،

مثقفين وتكنوقراط عراقيين كبار عصريين تحولCCوا فجCCاة بعCCد الغCCزو الى لطامCCةومتبنين السوأ الخرافات واكثرها فجاجة وتناقضا مع العقل والدين والمنطق؟

نحن نعرف ان التحليل السCCتراتيجي او السياسCCي يعتمCCد على معلومCCات متCCوفرة لكنها ناقصCCة فيقCCوم المحلCCل باكمCCال النقص بتوقCCع مCCا هCCو نCCاقص ومأل الفCCراغ المعلوماتي، فهل كانت تنبؤات عمCران تحليال؟ ام انهCا كشCف عن احCداث سCتقع

فمن اين بعد ان زود عمران بها؟ كان يقول بثقة تامة بCCان تلCCك االحCCداث سCCتقع، عرف وهو معمم مفترض صلته بالمسجد والCCدين؟ وكيCCف عCCرف مCCع ان المعرفCCة بهCCذه االحCCداث تتطلب وسCCائل معروفCCة وهي امCCا اخCCتراق من خطCCط لالحCCداث

واذا كCCان )نابغتنCCا( ومعرفة ما خطط له، او انه زود بهCCا بقCCرار مسCCبق مCCدروس؟ عمران حسين بهذا القدر من )العلم( الغيبي لم لم يتCو قCع احCداثا اخCرى مCدمرة

مثل الحرب العراقية االيرانية وظهور خميني بصفته اخطCCر2003حصلت قبل عام مشعلي حروب الفتن الدموية وغير ذلك؟ لم نبغ فجاة في القرن الجديCCد مCCع انCCه

ان ظاهرة نبوغه المفاجئ في طرح كان موجودا في القرن القديم وعمره كبير؟ احCCداث المسCCتقبل اول ظCCاهرة اسCCتفزازية تضCCعنا امCCام حالCCة اسCCتنفار عقلي ومنطقي عندما يتعلق االمر بما سيحدث مسCCتقبال، فنحن في التحليCCل السياسCCي او الستراتيجي نستخدم الفاظا متواضعة تبتعد عن الجزم الشديد وتعتمد الترجيح، فنقول )ارجح( او )اتوقع( او )ربما(...الخ من الفاظ التحليل العلمي الموضCCوعي، وحتى في حالة الثقة التامة بما سيحصل نتيجة اجتماع المعلومات والتحليل فاننCCا نضع احتمال عدم تحقق ما نقوله او نتوقعه، فهل عمران هذا تحCCدث بلغCCة العCCالم

لقCCد والمحلل الموضوعي ام انه تحدث بلهجة الجزم بان هناك احداثا ستقع حتما؟ جCCزم وحسCCم ولم يCCرجح او يضCCع احتمCCاال للخطCCأ، لCCذلك ال مفCCر من التسCCاؤل

كيف حصل ذلك؟ الجاد : انه يملك قCCدرات خارقCCة تمكنCCه االحتمال االول نحن امام احتمالين ال ثالث لهما :

كCCذبمن معرفة المستقبل، وعندها البد ان نتوقف عند مقولة اسCCالمية شCCهيرة ) ( التي نسب قولها للنبي الكريم )ص(، كما انها تتناقض مCCعالمنجمون ولو صدقوا

اهم ركائز االسالم وهي الشCرك باللCه الن من يعلم بالمسCتقبل مشCرك بقCدرات وفي صCCحيح مسCCلم أن النCCبيالله وحده فهو وحده العالم بCCالغيب وبمCCا سCCيحدث.

فCCإذا .من أتى عرافا§ فسأله عن شيء لم تقبل لCCه صCCالة أربعين ليلCCة )ص( قال : اذن كان الذي يسأل العراف ال تقبل صالته أربعين يوما§ فما بالك بالعراف نفسه؟

دينيا واسالميا تحديدا ليس ثمة تنجيم او عرافCCة تعCCرف المسCCتقبل. فمن هCCو اذنعمران حسين هذا؟ هل مسلم حقيقي؟ ام انه ممثل بارع معد اعدادا ممتازا؟

فهو ان عمران رجل مخابرات مدرب ومعCCد سCCلفا لهCCذا االمCCر االحتمال الثاني اما وفي هCCذا الCCوقت بالCCذات حيث سCCادت الفتن والكCCوارث وروجت اسCCاطير عن المهCCدي المنتظCCر وحوصCCرت الحلCCول الوطنيCCة والقانونيCCة والعقالنيCCة للمشCCاكل الخطيرة وطمرت وترك طريCCق واحCCد للتفكCCير مفتCCوح وهCCو مجئ الفCCرج وحلCCول

وحينما يقول عمران ما قاله فانه يقCCول نصCCا معCCدا لCCه العدل عبر الخرافة فقط. من قبل من خطط لالحداث الخطيرة، وكلف بCCذلك كي تكمCCل الصCCورة المطلوبCCة

ان ما نواجهه احداث دينيCCة الشCCك فيهCCا بCCدليل ان رجCCال الCCدين ودهمCCاءهم وهي الكثر هم من يروجون لها ويقاتلون من اجلها. والمواطن العCCربي البسCCيط أصCCبح مختCCل القناعCCات واهCCتز ايمانCCه بالعCCدل بعCCد ان دمCCرت منطقCCه واسCCتقرار عقلCCه

[208]

Page 209: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

االحCداث الخطCيرة وغCير المتوقعCة من قبلCه، والCتي وضCعته امCام مCوت محقCق بطريقة بشعة تسبقها عمليات اغتصCCاب لزوجتCCه او بناتCCه وقتCCل البنCCاءه وتشCCريد المه وابيه وتهجير منظم لكل احباءه، منCCع الكهربCCاء والمCCاء والطب عنCCه ووضCCعه تحت رحمة شياطين، نطلق عليهم اوصافا مشCCتركة المعCCنى في الCCوطن العCCربي مثل )البلطجية( في مصر و)السرسرية( او )الشقاوات( في العCCراق و)الزعCCران( في الشام، فيصبح هؤالء هم رجال الحكم او المتحكمين بالناس مع ان كل الناس تعCCرف انهم حثCCاالت المجتمCCع ولصوصCCه وقتلتCCه! فهCCل يمكن لهCCذا المCCواطن ان يتجنب اللجCوء لالسCاطير والخرافCات او قبولهCا كوسCيلة وحيCدة متبقيCة النقCاذه

خصوصا وانها تتبرقع باسم الله؟ في هذه البيئة الكارثية حينما يظهر عمران او غيره ويتحدث عن الثورات العربيCCة ضCCد الحكCCام سCCيجد من يتحCCرق شCCوقا لCCذلك الهCCدف الجCCل التخلص من الفسCCاد واالستبداد، ثم يقدم الحل المثالي واالسهل واالكثر قربا للعقلية الخرافيCCة الCCتي سيد|ت عمدا وتخطيطا وهو ظهور المهدي المنتظر والتأكيد على انCCه سCCيأتي بعCCد هذه االحداث الكارثية ل)يخلص الناس من الظلم والجور في اخر الزمان(، وهكCCذا فان الماليين ستصدقة وستسير خلفه، وليس خلCCف من يحمCCل البندقيCCة لمقاتلCCة االشرار ومن يفرض االشرار حكاما، وهي امريكا، فتدخل الجماهير في نفCCق اعCCد سلفا وهو نفق حروب وصراعات عبثية مدمرة داخلية اهلية او مع العدو الديني او الطائفي الخارج، وبالطبع فان هذا النمط من الحCCروب ال يوصCCل بتاتCCا الى الحCCل

المطلوب بل تزداد الكارثة سوء وتتسع وتتعمق. لذلك لم تكن صدفة انه بعد ان طCCرح عمCCران توقعاتCCه حCCول مCCا سيحصCCل اكملهCCا بالقول بان المنقذ هCCو مهCCدي الزمCCان المنتظCCر وليس ارادة الشCCعوب الحCCرة وال طليعتها المقاتلCCة ممثلCCة في المقاومCCة المسCCلحة في العCCراق وفلسCCطين. وهنCCا تظهCCر الثيمCCة )االطروحCCة( االساسCCية للفيلم التفCCاعلي االمCCريكي الCCذي نشCCاهد

وهي اننCCا يجب ان فصوله المتتابعة االكثر درامية وأثارة منCCذ عCCام بشCCكل خCCاص، نؤجل الحسم ونوقف المقاومة بكافة اشCCكالها المريكCCا والصCCهيونية لحين ظهCCور المهCCدي المنتظCCر، وذلCCك اليCCوم لن يCCأتي اال اذا سCCاد الفسCCاد والظلم والحCCروب الدامية، كما يجب حسم امر الهوية الدينية او الطائفية للمهدي المنتظر : هل هCCو شيعي، كما يقول ايات الله في ايران؟ ام هو سني كما يؤكCCد عمCCران وغCCيره من

عمCCران القريضيين الجدد مثل يوسف القرضاوي؟ وهل هCCو مسCCيحي او يهCCودي؟ أذن، وفي هذا االطار، ليس سوى ممثل بارع درب على دوره في نيويورك وادخل في دورات مخابراتيCCة في الثمانينيCCات ومCا بعCCدها ولقن واعCد اعCدادا جيCCدا لهCCذا

الوقت. واالكثر مأساوية هي انه حينما تسود الخرافة وتصبح منهجCCا للتفكCCير يظهCCر اكCCثر من عمران واكثر من احمدي نجاد، ففي تركيا وبعد ان طرح عمران توقعاته حول ظهCCور المهCCدي المنتظCCر )السCCني( ورد عمالء ايCCران عليCCه بقCCوة رافضCCين سCCنية المهCCدي المنتظCCر مؤكCCدين ان المهCCدي المنتظCCر يجب ان يكCCون من ال )الCCبيت(

ناظم الحقاني الCCذي وصCCف وشيعيا حصرا، رأينا فيلما لشيخ تركي كبير السن هو يتحCCدث عن نفس مCCا بانه صوفي وله مقطع يدعي فيه انه اتصل بالرسCCول )ص(،

ليس ضCCروريا انقاله عمران وكأنه يكرر اقواله! وهنا البCCد من االنتبCCاه لمCCا يلي : يكون كل من يقول معلومات كهذه عميCCل للمخCCابرات، فهCCذا فهم سCCاذج لطبيعCCة عمل المخابرات، بل هناك طريقCCة معروفCCة لتسCCريب معلومCCات مخابراتيCCة بغالف ديني، ان من يؤمن بخرافة تنسب للدين يكCCون مسCCتعدا لتقبCCل اي معلومCCة تؤكCCد

[209]

Page 210: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

خرافته، ولذلك وفي حالة رجل دين كبير السن ليس ممكنCCا ان يكCCون عميال لCCذلك يحاط برجل او اكثر في محيطه يسربون له معلومات تؤكCCد مCCا يCCؤمن بCCه فتتعCCزز قناعاته ويبدأ بطرح توقعاته الدينية وكأنها حقائق مسلم بها، معتقCدا بCان العصCر واحداثه تؤكد ما قيل قبل مئات السنين. وهكذا كلما ابتعدنا عن الفيلم االمCCريكي التفاعلي نجد ان تفاصيل االحداث وما يقوله افراد اما اعCCدوا سCCلفا او تم التCCأثير

عليهم بصورة غير مباشرة تعيدنا للفيلم ومأسيه واحداثه. وتظهر اثار العمل المخابراتي في موضوع الترويج لظهور المهدي المنتظر بتذكر تعاقب االحداث، فتعاقبها لم يكن صدفة ابدا بل هCCو مسلسCCل موضCCوع بدقCCة في غرف التخطيط المخابراتي، بحيث ان حدثا يقع وبعد ان يخلق اثاره المطلوبة يبدأ حدث اخر مكمل له، وهكذا نواجه توال متسلسل لالحداث بطريقة تجعل االنطبCCاع االول حقيقة ال يجوز التشكيك بها، واالنطباع الثاني بديهيCCة مسCCلم بهCCا، وعنCCدما تنزاح الحقائق الموضوعية وتحل محلها الخرافات التي تصبح حقائق ال يجCCرا على التشكيك بها احد نتيجة االوضاع النفسية المتوترة بحدة، ندخل نفق يوم )القيامة( المفترض الذي يبشر به المتصهين جورج بوش االبن وامثالCCه ومكملي دوره مثCCل

احمدي نجاد وعمران. علينا ان نكرر وان نذكر بال كلل او ملل بحقيقCCة اساسCCية ال يمكن فهم مCCا يجCCري بCCدون وضCCعها امCCام اعيننCCا وهي ان بCCدء صCCعود التطCCرف الCCديني المسCCيحي واالسالموي واليهودي والهندوسي في نهاية السبعينيات لم يكن صCCدفة ابCCدا بCCل كان مقدمات تمهيدية لما يحدث االن في اطار ستراتيجية كبرى تقوم على تنفيCCذ خطوات متعاقبة بصورة حديدية، فبعد ان صعد منCCاحيم بيجن اليميCCني الصCCهيوني المتطرف، زعيم تكتل الليكود اليميني، الى الحكم في السبعينيات اعقبCCه ظهCCور )المجاهدون االفغان( في افغانستان وجر االتحاد السوفيتي لحرب شرسCCة كCCانت احد اهم اسباب تفككه وانهياره، وفي نفس الفCترة نصCب خميCني حاكمCا اليCران

واطلق اكبر موجة فتن طائفية في الوطن العربي اشCCعلت الحCCرب1979في عام االيرانيCCة ضCCد العCCراق وكCCانت من ممهCCدات غCزوه، فبCCدأ تغيCCير المنCCاخ العCCام في الوطن العربي والشرق كله، واخذت شعارات تتبرقع بالدين مثCل )المCوت لليهCود والنصارى( ترفع من قبل اسالمويين متطرفين، او )الموت لالسالم والمسCCلمين( ترفع من قبل متطرفين مسيحيين ويهود، وتحولت الهند من بلد علماني الى بلCCد وصل فيCCه الى السCCلطة حCCزب قCCومي ديCCني هندوسCCي الول مCCرة الى الحكم في التسعينيات بعد ان شهدت الثمانينيات تزايد شCCعبيته. ومن الظCCواهر المهمCCة جCCدا ظاهرة تطابق نهج وافكار وممارسات كل اطراف التطرف الديني، ففي اسرائيل

تفCCرض على النسCCاء21بCCدأت االصCCولية اليهوديCCة في العقCCد الثCCاني من القCCرن اليهوديات اللباس اليهودي القديم وهو عبارة عن نفس اللباس الذي يسمى لدينا ب )الحجاب( وهو تغطية الجسم كله واظهار العيCCنين فقCCط، واذا بنCCا نكتشCCف ان

الحجاب يهودي االصل! وهكذا حققت امريكا واسرائيل اكبر انتصCCاراتهما علينCCا : فقCCد سCCادت الشCCعارات الدينية والطائفية وحلت محل الشعارات الوطنية والقومية والتحرير واالشCCتراكية ومناهضة االستعمار، وتالقت االصCCوليات الدينيCCة او التطCCرف الCCديني عنCCد نقطCCة مشتركة وهي التمسك بما تم نسيانه او دفنه منذ مئات او االف السCCنين خصوصCCا احياء كل االصول االسطورية والخرافية وفرضها وجعCCل االنسCCان ال يفكCCر اال في بيئتها المعتمة والمغلقة مع ان هذه البيئة ال تنتج اال الحCCروب الدينيCCة والطائفيCCة،

وهنا يكمن الهدف االمريكي الصهيوني.

[210]

Page 211: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

وكانت الثمرة الطبيعية هي بدأ عصر الحروب االهلية العربية وتراجCCع حروبنCCا مCCع اسرائيل وامريكا وتناسي الكثيرين ان امريكا مازالت هي العدو الرئيس وانهCCا لم تتغير نحو االفضل بالنسبة لقضايانا المصCCيرية، خصوصCCا في فلسCCطين والعCCراق، بل ازدادت عداء لنا ودعما للكيان الصCCهيوني ومCCع ذلCCك وجCCدنا من يصCCطف معهCCا

وتCCونس واليمن ويأتمر باوامرها، كمCCا حصCCل ويحصCCل في العCCراق وليبيCCا ومصCCر وسوريا تحت غطاء اسقاط انظمة عربية فاسدة او ديكتاتوريCCة او عميلCCة! وحCCتى حينما تغزونا امريكا فان تلCCك العمليCCة ينظCCر اليهCCا البعض على انهCCا كارثCCة لكنهCCا كارثCCة سCCرعان مCCا تختفي خلCCف ركامCCات االف الجثث في زوايCCا الصCCراعات بين المسCCCلمين والطوائCCCف واالديCCCان، وتحت اطنCCCان من االم التهجCCCير للماليين من ديارهم، مثلما حدث للعراقيين الذين هجر منهم سبعة ماليين وقتل مليونان فقط

مليون عراقي تحت عذاب يومي مستمر نتيجCCة تCCدمير شCCامل30بعد الغزو ووضع ومتعمد للخدمات والتغييب المتعمد ايضا لالمن والغذاء والماء والدواء...الخ. وهذه الحالة هي التطبيق العملي لنظرية حافة المCCوت حيث انCCك عنCCدما تضCCع االنسCCان امام موت محقق ولكنه مؤجل ويقCCترن ذلCCك بعCCذابات مCCا قبCCل المCCوت فانCCه يبCCدا

بالتخلي التدريجي عن قيمه وتربيته وافكاره وانتماءه من اجل البقاء حيا. يتضCCح ممCCا تقCCدم ان الهCCدف االسCCاس في هCCذه المرحلCCة هCCو تصCCفية المقاومCCة المسلحة وداعمتها المقاومة السلمية لالحتالل االمCريكي والصCهيوني وااليCراني، ودفع عمران حسCCين واحمCCدي نجCCاد والقريضCCي يوسCCف وغCCيره الى التحCCدث عن المهدي المنتظر بصفته المخلص الوحيد لنا، ثم يكمل المسيحيون الصهاينة، مثCCل جورج بوش االبن، النص المخابراتي الذكي بتحدثهم عن االرميجاون – اي المعركة الفاصلة - وانها قادمة وان يأجوج ومأجوج قادمان كمCCا قCCال بCCوش، وان المسCCيح الدجال سيظهر ويدعي انه المسيح ثم ينزل من السماء )المسيح الحقيقي(، وهو نسCCخة حرفيCCة من المهCCدي المنتظCCر او العكس صCCحيح، ليقتCCل المسCCيح الCCدجال ويفرض العدل اللف عام قبل انتهاء البشرية وقيام القيامCCة! مCCا هCCذا الCCذي نCCراه ونسمعه؟ انه ليس سوى سيناريو في الفيلم التفاعلي االمريكي االعظم في كCCل

تاريخ هولي وود! واالن وقد وصلنا الى المستنقع النتن للتبشير المتعدد االطراف، اسالموية )سنية وشCCيعية( ومسCCيحية ويهوديCCة، بقCCرب ظهCCور المهCCدي المنتظCCر، او كمCCا يسCCميه المسCCيحيون واليهCCود )المسCCيح(، او )المسCCيح الCCدجال(، ومCCا يسCCبقه من احتCCدام التناقضات الدينيCCة والطائفيCCة وتوغCCل الكثCCيرين في مجاهCCل الخرافCCات وازقتهCCا ومستنقعاتها، هل يCCدرك من شCCارك في موجCCة الفوضCCى الهالكCCة الحاليCCة والCCتي تسي|ر تحت تسمية )الثورات العربية( انه من الممهدين لظهور المهدي في الفيلم

ان مCCا يجCCري ليس سCCوى تمهيCCد منظم لكCCوارث اسCCوأ ممCCا االمريكي التفCCاعلي؟ واجهنCCا حCCتى االن، وللCCتيقن من تلCCك الحقيقCCة دعونCCا نتنCCاول بعضCCا من مظCCاهر الكارثة الحالية غCCير تلCCك الCCتي نراهCCا في انهCCر الCCدم والCCدموع العربيCCة، تلCCك هي معركة تحديد من هو المهCCدي المنتظCCر وهCCل هCCو شCCيعي او سCCني او مسCCيحي او

يهودي، وما تثيره هذه المعركة الغريبة من شجون واالم فظيعة!!!الجزء السادس و الثالثون

قاطعوا الرؤوس بأسم الله ان معرفة االسباب التي جعلت الصهيونية االمريكية تدعم هدف ايصال اسالمويين )انتبهوا اسالمويون وليس اسالميين( للسلطة في الوطن العCCربي تقCCترن بطCCرح سؤال تقشعر لجوابه االبدان، خصوصا ابدان هCCذا الجCCزء من االسCCالمويين بعCCد ان

[211]

Page 212: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يحكموا ويستبدوا ويبيCCدوا االالف ويفسCCدوا ويمارسCCوا بغCCاء الضCCمير، تمامCCا مثCCل مبCCCارك وبن علي واضCCCرابهما، ويجCCCدون انفسCCCهم امCCCام حسCCCاب الشCCCعب

ماذا يحصل حينما يحكم االسCCالمويون في الCCوطن العCCربي والسؤال هو : العسير، وبنفس الCCوقت يكCCون هنCCاك تCCأثير كبCCير جCCدا للمحCCافظون الجCCدد او المسCCيحية

ان االجابCCة على هCCذا الصCCهيونية على قCCرارات االدارة االمريكيCCة بصCCورة فعالCCة؟ السؤال تطرح امامنا صورة واضحة لما ينتظرنا من كوارث اكبر ممCCا واجهنCCا لحCCد

االن. دعونا نبحث في االمر كما حصل وكما تطور، ولكن يجب التذكير ببديهيCCة معروفCCة

ان التصفيق ال يتم بيد واحدة بل بيCCدين اثCCنين، والحCCرب ال تقCCوم اال بوجCCود وهي طرفين وليس طرف واحد لذلك فان اشتعال حروب الحضCCارات حسCCب هنتنغتCCون وشتراوس، او االديان والهويات، غير ممكن اال بوجود طرفين متطرفين دينيا في الحكم ينفي احدهما مبرر وجود االخر وينكر حقCCه ومنطقCCه ويكفCCره ويحلCCل دمCCه ويحرض ضده ويحشد القوى للقضاء عليه، وكل ذلك يتم بأسم الله الذي يسCCتخدم وبنفس القوة من الطرفين المتناقضين عنCCدها تبCCدأ الحCCرب وتأخCCذ بحصCCد ارواح الماليين وليس االالف من االبرياء، والحرب الدينية سCCتكون اسCCوأ حCCروب التCCاريخ وستبدو الحرب العالمية الثانية بالنسبة لها مجرد خدش بسيط الن المتقCCاتلين لن يكونCوا مسCCاقين جCبرا للحCرب بحكم الخدمCة العسCCكرية االجباريCة بCل ان اغلبهم سيكونون من المتحمسين دينيا والباحثين عن الشهادة، مسلمين ومسيحيين سنة وشCCيعة، من اجCCل دخCCول الجنCCة. وهي لCCذلك سCCتكون اول حCCرب بهCCذا الحجم والخطورة الننا لسنا في عصور بدائيCCة حصCCلت فيهCCا حCCروب دينيCCة كCCان القCCوس والرمح هما اهم اسلحتها المتطورة، بل لدينا االن القنابCل الذريCة واسCلحة ابCادة الشعوب في بيئة نميت فيهCا الكراهيCة بصCورة متعمCدة الى درجCة تسCمح باتخCاذ

قرارات االبادة الجماعية بسهولة وبسرعة. 

المسيحية الصهيونية تنتظر عودة المسيح ولكي ال يساء فهم مانكتبه البد من تكرار التوضيح بان المقصود باالسالمويين هو فئات معينة تتستر باالسCCالم، وليس التياراالسCCالمي الصCCحيح، الن عملهم هCCو من اجل اهداف دنيوية او اهداف دينية خاصة متصورة عن سذاجة او عن وعي ملغCCوم والصله له باالسالم الحقيقي، اما المقصود بالمسيحية الصهيونية فهي تلك الفئة من المسيحيين المتطرفين الذين يؤمنون بالعهCCد القCCديم )التCCوراة( ومCCا ورد في الكتب الدينية اليهودية المشكوك بصحتها من افكار ونظريات خصوصCCا الخرافCCات المبشرة بالحروب وابادة االعداء والنظCCر لالخCCرين الجCCوييم )االغCCراب( على انهم اشباه بشر وليسوا بشرا حقيقCCيين يمكن قتلهم والكCCذب عليهم والزنCCا بنسCCاءهم

واستعباد اطفالهم وقتلهم...الخ. المسCCCيحيون الصCCCهاينة هCCCؤالء يؤمنCCCون بCCCان عCCCودة المسCCCيح البCCد ان تقCCCترن ب)االرميجادون( وهي حرب الحسم التي تنتصر فيها اسرائيل على اعداءها، وهم طبعا العرب حسب الروايات الصهيونية والغربية! وهنCCا نجCCد انفسCCنا امCCام )عCCودة المسCCيح المنتظCCر(، ونسCCخته المكCCررة )خCCروج المهCCدي المنتظCCر من غيبتCCه( اي

ولم اخCCذ فما حكاية هCCذه العCCودة المنتظCCرة للمسCCيح والمهCCدي المنتظCCر؟ عودته! كثCCCيرون من مسCCCلمين )شCCCيعة وسCCCنة( ومسCCCيحيين ويهCCCود بالتبشCCCير بقCCCرب

هCCل هي عCCودة مزدوجCCة للمسCCيح وللمهCCدي المنتظCCر؟ ام انهCCا عCCودة ظهورهما؟ لنفس الشخص ولكن باسماء مختلفة؟ وهل هذ العودة المفترضCCة عCCودة دينيCCة ام

[212]

Page 213: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

انهCا عCودة دنيويCة في الواقCع ل)ملCك المCوت( في حCروب يفCترض انهCا سCتبيد وظهCCCور وعCCCودة المسCCCيح االرميجCCCادون ومن يريCCCد التفاصCCCيل حCCCولالماليين؟

اقترح عليه ان يضع تلك الكلمات باللغة العربيCCة او االنكليزيCCة في غوغCCل المهدي واسCCتلمته عبCCد علي سCCلمان دعونCCا ننظCCر فيمقCCال ترجمCCه السCCيد ويقرأ العجب.

مغفال من العنوان ومكCان النشCCر ويتنCاول مCا يسCCمى المسCCيحية الصCهيونية ومCا: تؤمن به فهو مختصر وكاف وواف

الممهدون لعودة المسيح : يقرعون طبول الحرب العالميCCة الثالثCCة...) العنوان هو ورد فيه ما يلي حرفيا : )يعتقد الماليين (والحرب على العراق حرب دينية مقدسة

من األميركيين أن المسCيح لن يCأتي مCرة أخCرى حCتى تتمكن اسCرائيل من ابCادة منافسيها، وان تقوم حرب واسعة النطCCاق في منطقCCة الشCCرق األوسCCط. ويريCCد البعض من هؤالء الناس إشCCعال حرائCCق كبCCيرة من الحCCرب والمCCوت والCCدمار، من

وعلى وفCCق مCCا يقCCول الCCرئيس الفرنسCCي السCCابق اجل ان ياتي المسيح بسرعة. جاك شيراك فان الرئيس بوش اخبره ان هنCCاك حاجCCة للحCCرب مCCع العCCراق كونهCCا سCCتكون سCCببا لتحقيCCق الرؤيCCا المتعلقCCة بنهايCCة العCCالم. وفي سCCفري التكCCوين وحزقيال التوراتيين فان يCCأجوج ومCCأجوج همCCا من قCCوى نهايCCة العCCالم، اذ تقCCول النبCCCؤات انهمCCCا يخرجCCCان من الشCCCمال ويقومCCCان بتCCCدمير اسCCCرائيل ان لم يتم

ايقافهما(. اال يذكركم عنوان هذا المقال بعنوان اخر مطابق له مالحظة من صالح المختار : –

اصبح شائعا لدينا منذ بضعة سنوات وهو )الممهدون لعودة المهدي(؟ ويواصل المقال : )ويعتقد بوش أن الوقت قد حان اآلن لتلك المعركة، على وفق ما يقول شيراك )إن هذه المواجهة قد أذن بها الله الذي يريد استخدام هذا النزاع لمحو اعداء شعبه قبل أن يبدأ عصر جديد، واالن اليوجد سوى شك قليل حCCول أن السبب لقيام الرئيس بوش بشن الحرب على العراق كان، بالنسCCبة لCCه، دينيCCا في األساس. لقد كان مدفوعا باعتقاده بأن الهجوم على العراق في عهد صCCدام كCCان

تحقيقا لنبوءة الكتاب المقدس وانه قد تم اختياره ليكون بمثابة أداة للرب(.  اال يذكركم هذا الطرح بطرح اخر مشابه لدينا يقول مالحظة من صالح المختار : –

بان حربنا مع الغرب ومع اسرائيل حربا دينية وليسCCت حربCCا تحرريCCة او وطنيCCة اوقومية؟

)وذكر بيل مويرز أن منظمة )ايها المسيحيون اتحدوا الجل اسCCرائيل( دعت جميCCع المسCCيحيين لمسCCاعدة الفصCCائل في اسCCرائيل لتمويCCل المسCCتوطنات اليهوديCCة، وطرد جميع الفلسطينيين والضCCغط من أجCCل غCCزو ايCCران كمرحلCCة وقائيCCة، والى دفCع روسCيا للقيCCام بحCرب ضCCدنا تشCCعل الحCرب العالميCCة الثالثCCة وتتبعهCCا حCرب هرمجدون)الحرب الفاصلة( والمجيء الثاني للمسيح، ثم انتقال المؤمنين للجنCCة.

)في وقت قCCريب : ويالحظ الدكتور تيموثي ويبر - وهCCو مسCCيحي إنجيلي مCCا يلي ذكراستطالع اجرته محطة )سى ان ان( ان أكثر من ثلث األميركCCيين يقولCCون أنCCه

، وتفكيرهم يزداد حول كيف ان االحداث الحاليCCة9/11منذ الهجمات اإلرهابية في % فقCCط من جميCCع األميركCCيين يعتقCCدون36قد تؤدي إلى نهاية العالم وفيما ان

% يقولCCون59أن الكتاب المقدس هو كلمة اللCCه، وينبغي أن يؤخCCذ حرفيCCا، فCCان انهم يعتقدون ان االحداث المتوقعة في سفر الرؤيCCا سCCوف يCCاتي وقتهCCا قريبCCا. وتقريبا فان واحدا من كCCل أربعCCة أمريكCCيين يعتقCCد أن احCCداث الحCCادي عشCCر من ايلول قد تنبأ بها الكتاب المقدس، وواحدا تقريبا من كل خمسة يعتقد انCCه اوانهCCا

[213]

Page 214: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

سCCوف نعيش لفCCترة كافيCCة وتCCرى نهايCCة العCCالم. بCCل ان األكCCثر أهميCCة في هCCذه الدراسة، هو ان أكثر من ثلث هؤالء االمريكيين الذين يؤيدون اسرائيل قالوا أنهم يقومون بذلك ألنهم يعتقدون أن الكتاب المقدس يعلمنا ان اليهود يجب ان يكCCون

لهم بلدهم الخاص في األراضي المقدسة قبل ان يعود السيد المسيح(. )ويعتقد الماليين من األميركيين أن الكتاب المقدس يتنبأ المسCCتقبل وأننCCا نعيش في األيCCام األخCCيرة. وتمتCCد جCCذور معتقCCداتهم في ديسبينساشوناليسCCم، وهي اسلوب معين لفهم المقاطع التنبؤية في الكتاب المقCدس، وال سCيما في دانيCال

وحزقيال في العهد القديم وسفر الرؤيا في العهد الجديد(. ليالحظ القCارئ الكCريم الفقCرة التاليCة الCتي تCدعم مCا اكCدنا عليCه في دراسCتنا )اوهCCام عصCCر مCCا قبCCل االمس في عصCCر مCCا بعCCد الغCCد( وهCCو ان امريكCCا تCCدعم االصوليات الدينية الجل تغيير الوضع الستراتيجي الكوني لصالحها تقول الفقرة : ))ومنCCذ بCCدايتها في سCCبعينيات القCCرن الماضCCي، تغلغت ديسبينساشوناليسCCت

dispensationalist)في الثقافة الشعبية عبر مبيعات اليمكن عدها، وعبر حملة جيدة وسCCط الشCCبكة السياسCCية لتعزيCCز وحمايCCة مصCCالح اسCCرائيل. ومنCCذ منتصCCف التسعينيات قCCرأ عشCCرات الماليين من النCCاس، الCCذين لم يCCروا مخططCCا تنبؤيCCا أو يسCCتمعوا إلى خطبCCة عن المجيء الثCCاني للمسCCيح، واحCCدة أو أكCCثر من روايCCات سلسCCCلة )ليفت بيهاينCCCد( الCCCتي أصCCCبحت الناشCCCر األكCCCثر فعاليCCCة ألفكCCCار

ديسبينساتيوناليسم اكثر من أي وقت مضى(. ويتابع المقCCال : )وكمCCا اشCCار بCCول بCCوير الى ان ديسبينساتيوناليسCCم قCCد قCCامت بفعاليCCة بتكCCييف الماليين من األميركCCيين لتكCCون وجهCCة نظCCرهم عن المسCCتقبل سCCلبية إلى حCCد مCCا، وزودتهم بالعدسCCات الCCتي يمكنهم من خاللهCCا فهم أحCCداث العالم. وبفضل وجهات نظر الذين يعلمCCونهم الكتCCاب المقCCدس والCCتي تتغCCير في

على يقين من أن المتCCCاعب في الشCCCرق dispensationalists بعض األحيCCCان فCCCان األوسط أمر ال مفر منه، وأن األمم سوف تحارب األمم االخرى، وأن الوقت الCCذي سيموت فيه ماليين االشخاص نتيجة للحرب النووية سياتي، اما بسCCبب االضCCطهاد الذي يمارسه المسيح الدجال، أو نتيجة للحكم اإللهي. وان السعي إلحالل السCCالم

في الشرق األوسط هو سعي ميؤوس منه وليس هناك فرصة للنجاح(. 

نبي )المسيحية الصهيونية( ملحد يقCCول هل هذا كالم رجال دين مسيحيين؟ ام انه كالم ساسة علمانيين وملحدين؟

المقال : )يعتبر ليو شتراوس اب حركة المحافظين الجدد، بما في ذلك العديد من القCCادة في االدارة الحاليCCة، اي ادارة بCCوش االبن. وفي الواقCCع، فCCان العديCCد من الالعبين الرئيسيين من المحافظين الجدد بما في ذلك بCCول وولفويCCتز وريتشCCارد بيرل وستيفن كامبون واليوت ابرامز، وشولسكي آدم كCCانوا من طالب شCCتراوس

وكCCان شCCتراوس الCCذي ولCCد في جامعة شيكاغو، حيث كان ي¤درس لسنوات عديدة. في ألمانيا، معجبا بالفلسCCفة النازيCة وبمكيCافيلي. ويعتقCد شCتراوس أن النظCام السياسCCي المسCCتقر يحتCCاج الى تهديCCد خCCارجي، واذا لم يكن التهديCCد الخCCارجي موجودا، فيجب أن نصنع واحدا. وعلى وجه التحديCCد، يCCرى شCCتراوس انCCه ال يمكن للنظCCام السياسCCي ان يكCCون مسCCتقرا إال إذا اتحCCد بسCCبب وجCCود تهديCCد خCCارجي. ومقتفيا اثر مكيافيلي، فانه يصر على أنه في حال عدم وجود تهديد خارجي فالبد

اذن من صنعه(.

[214]

Page 215: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

يرد الكاتب االمريكي كCCاالتي : )يCCرى شCCتراوس ولكن ما عالقة كل هذا مع الدين؟ أنه يجب استخدام الدين كوسيلة للتعامل مع الناس لتحقيCCق أهCCداف القCCادة. لكن القادة أنفسهم بحاجة الى عCCدم االيمCCان بالCCدين..... وبمCCا أن هCCؤالء المحCCافظين الجدد كانوا الى حد كبير من خلفيCCات علمانيCCة، فCCان بعض المعلقين يتكهنCCون أن بعض هذا الCCذي يقCCال - سCCوية مCCع دعمهم للCCدين عمومCCا - قCCد يكCCون حالCCة من » الكذب النبيل«، الذي يهدف إلى حماية اآلداب العامة، أو حتى السياسة التكتيكيCCة،

فيا لهCCا من مفاجئCCة ان يكCCون هCCؤالء النCCاس الCذين وذلك لجذب االنصار الدينيين. سنة على االقCCل يCCدفعون باتجCCاه التضCCليل20خططوا للحرب على العراق... منذ

ويقCCول الكCCاتب االمCCريكي في ختCCام مقالCCه مCCا الديني إلثارة المجتمCCع اإلنجيلي؟ ولقد كCCان المسCCيحيون المحCCافظون اكCCبر الCCداعمين للحCCرب على العCCراق.يلي :)

ولقد شاهدت مCؤخرا مجCاميع من الرسCائل غCير المرغCوب فيهCا الCتي تCدعي أن جميع المسCCلمين أشCCرار، وأنهم يريCCدون السCCيطرة على العCCالم وإقامCCة الخالفCCة االسالمية، وانهم يريدون ان تمتلك ايران السالح النووي. انهم يسيئون اسCCتخدام اقتباسCCات من االسCCالم ويسCCتخدمون بيانCCات كاذبCCة في محاولCCة الثCCارة الكراهيCCة

وهم ببسCCCاطة يسCCCعون الى تعزيCCCز قواعCCCد اللعبCCCة الCCCتي يمارسCCCها الدينيCCCة. الشتراوسيين: اثارة المشاعر الدينيCCة - حCCتى لCCو كCCانوا شخصCCيا اناسCCا ملحCCدين –

(.. ترجمCة: عبCCد عليوذلك لخلق »عدو« وتشCCويه صCCورته وذلCك كمقدمCة للحCرب.24-02-2012 سلمان

ماذا نسCCتخلص من هCCذا المقCCال المهم جCCدا لكCCاتب امCCريكي وليس لكCCاتب عCCربي ومسلم؟ الخالصة البالغة الوضوح والدقة هي التالية : ما ورد في الكتاب المقدس في العهد القديم التوراة وبعض العهد الجديد االنجيل من نبؤات سCCتتحقق ومنهCCا

والجCCل الوصCCول الى ذلCCك الهCCدف الحرب الكونية الفاصلة التي ستقتل الماليين، البد من سيطرة التطرف المسيحي وترويج فكرة عودة المسيح الجل حشد مئCCات الماليين من المسيحيين خلف انصCCار عCCودة المسCCيح، على ان يسCCبق ذلCCك تCCدميراعداء اسرائيل وموت الماليين بنشر الفوضى الهالكة باسم الدين وحروب الدين.

ولكن اال يتطلب ذلCCك وجCCود مئCCات الماليين من المسCCيحيين المتطCCرفين دينيCCا؟ كيCCف تسCCتثار مشCCاعر التطCCرف الCCديني وهنا يطCCرح سCCؤال مهم جCCدا وهCCو : نعم

المسيحي في مجتمعات علمانية عزلت الدين في كنيسة ال سلطة لها على الناس منذ مئات السنين؟ الجواب طبعا بخلق تهديد ديني مضCCاد يحCCرك ويحCCيي التطCCرف المسيحي من منطلق مواجهة تهديد ديني اخر خطير! اليسCCت هCCذه الحالCCة تكمCCل وتدعم ما دعCا اليCه زبجCنيو بريجنسCكي في نهايCة السCتينيات وبCدأ تطبيقهCا في منتصف السبعينيات بعد ان اصبح مستشارا لالمن القCCومي في ادارة كCCارتر وهCCو دعم االصوليات الدينيCCة الجCCل تحقيCCق االنتصCCار على الشCCيوعية وحركCCات التحCCرر

اليس دعم الغرب الخاضع لتأثير المسيحية الصCCهيونية لوصCCول تيCCار ات الوطني؟ اسالموية الى الحكم في االقطار العربية جزء من متطلبات اشCعال تلCCك الحCروب

اذ كيف يستطيع الغCCرب العلمCCاني الCCذي تعCCودت شCCعوبه على العلمانيCCة المهلكة؟ وااللحاد لعدة مئات من السCCنين ان يغCCير سCCايكولوجيا النCCاس ومن ثم يعيCCد اليهم التطرف الديني المسيحي من دون وضعهم امام تهديد )اسالمي( مصCCطنع يكCCون مبررا لتغيير قواعد اللعبة السياسية الغربية وتبني خيارات غCCزو االقطCCار العربيCCة

ان دعم الغCCرب وصCCول االسCCالمويين للحكم في والعالم االسالمي ثم كل العالم؟ تونس وليبيا ومصر وربما في اقطار اخرى وقبل ذلCCك دعمهم المعCCروف لوصCCول خميني للسلطة في ايران ليس سوى تمهيدات حتمية لظهور المهدي المنتظر او

[215]

Page 216: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

انCCه بالضCCبط توفCCير يCCد مسCCيحية صCCهيونية واخCCرى يCCد عودة المسCCيح المنتظCCرة!اسالموية متطرفة لكي نسمع التصفيق الحار للطائفية والحروب الدينية.

 االسالمويون ينتظرون المهدي

لئن كانت )عودة المسيح( واضحة المعالم طبقا لالنجيلCCيين وغCCيرهم فCCان ظهCCور المهدي موضوع شائك من حيث التفاصيل الكثيرة جدا، ولكن ثمCCة سCCمة مشCCتركة بين ظهCCور المهCCدي وعCCودة المسCCيح وهي انCCه يعCCود او يظهCCر لكي يقضCCي على مظالم ومفاسد وشرور سادت االرض. كيف يفسCCر االسCCالمويون ظهCCور المهCCدي المنتظCCر؟ فيمCCا يلي خالصCCات مركCCزة لمCCا نشCCر حCCول الموضCCوع في منتCCديات

ويمكن لمن يريد االسCCتزادة وضCCع كلمCCة )ظهCCور المهCCدي( في غوغCCل ودراسات،ليطلع على االف الصفحات :

اوال : رؤية سنية لمسألة المهدي المنتظر : هل المهدي حقيقة أم ال؟ - )اإلمام المهدي هو رجل صالح من ذرية محمد صلى اللCCه عليCCه وسCCلم، يكCCون1

في آخر الزمان، يصلح الله به أمCCر النCCاس، ويمأل األرض قسCCطا وعCCدال كمCCا ملئت ظلما وجورا، واسمه على اسم النبي صلى الله عليCCه وسCCلم فهCCو محمCCد بن عبCCد الله المهدي، أو أحمد بن عبد الله المهدي، وينتهي نسبه إلى فاطمة بنت رسCCول الله صCCلى اللCCه عليCCه وسCCلم، وهCCو من ذريCCة الحسCCن بن علي رضCCي اللCCه عنهم،

وعالمة ظهوره فساد الزمان، وامتالء األرض بالظلم والعدوان...(.ه2 |CCالم، وأنCCه السCCدي عليCCور المهCCلقد جاءت األحاديث الصحيحة الدالة على ظه -

سيكون في آخر الزمان وهو عالمة من عالمات الساعة وشرط من أشراطها ومن هذه األحاديث. اال يتطابق هذا مع ما سبق لنا عرضCCه حCCول المسCCيحية الصCCهيونية في قصتها حول عودة المسيح؟ وعن أبي سعيد الخدري قCCال : قCCال رسCCول اللCCه صلى الله عليه وسلم : " منا الذي يصلي عيسى ابن مCCريم خلفCCه ". اي ان النCCبي

عيسى بعد ان يعود سيصلي خلف المهدي المنتظر. 

الحظوا هذه الفقرة التي تقول بان النبي عيسى سيصلي خلف المهدي المنتظCCر وتCCذكروا ان الصCCهيونية المسCCيحية تCCرفض االعCCتراف بCCان االسCCالم دين سCCماوي ستجدون انفسكم امام فخ قاتل وهو فخ صالة عيسى خلف المهدي المنتظر! هل يقبل الطرف االخر المسيحي الصهيوني المتطرف بصCCالة عيسCCى خلCCف المهCCدي

وال حظوا الفقرة التالية التي تعني المنتظر مع انهم ال يعترفون به وال باالسالم؟ اوال واخيرا التخلي عن المسيحية : )يخرج المهدي المنتظCCر اخCCر الزمCCان... يCCنزل

عيسى يكسر الصCCليب من بعده عيسي ابن مريم فيكسر الصليب ويقتل الخنزير(. اي انه يتخلى عن المسيحية ويعتنق االسالم دينCCا لCCه، والسCCؤال هCCو مCCا ردة فعCCل المسيحية الصهيونية التي ترى في االسالم كله )كذبة كبرى( وليس دينا سCCماويا؟ هCCل سCCيقبل هCCؤالء المشCCحونون بالبغضCCاء لالسCCالم والمسCCلمين بCCالتخلي عن

ويعتقد اهل السCCنة المسيحية رغم انهم االقوى ماديا وتكنولوجيا وماليا واعالميا؟ ان المهدي المنتظر سني دون ادنى شك، وهنا نجد اننا امCCام اصCCرار تCCام على ان كل من يدعي انه المهدي المنتظر من غير اهل السنة دجال ومخادع، وتلCCك بCCذرة حروب بين السنة والشيعة في موضوع ال يخطر على بال منذ عدة اعوام وهو هل المهدي المنتظر سني ام شيعي؟ فاالصل كان ادعCCاء الشCCيعة بCCان المهCCدي منهم

وانه شيعي ولم نسمع اال مؤخرا قصة ان المهدي سني! 

[216]

Page 217: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

نسب الى رسول الله )ص( قوله "ال تقوم ثانيا - الرؤية الشيعية لظهور المهدي : الساعة حتى تمأل األرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج من أهل بيCتي من يمألهCا قسطا وعدال كما ملئت ظلما وعدوانا. ويقCCول مصCCدر اخCCر : يظهCCر حين ال يكCCون للناس خليفة يطبق شرع الله عز وجل : لقد غCCابت الخالفCCة اإلسCCالمية عن األمCCة

سنة من وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ الملCCك العCCاض30بعد مع بني أمية إلى نهاية الدولة العثمانية. وبدأ الحكم الجبري على يد عميل اليهCCود

م وهو مستمر إلى يومنا هذا.. وقد اقترب أفول1924مصطفى كمال أتاتورك سنة واقترب شروق شمس الخالفة الثانية. نجمه وانطفاء شمعته وذبول زهرته...

  مCCا يريدونCCه هCCو االتي : )أن ماذا يريد الطرفين المتنازعين على تمثيل االسCCالم؟

كل األمة تتحدث عن الفتح القريب وكل الدعاة يتحدثون على أن شCCمس اإلسCCالم قريبCCCة الشCCCروق؛ فمنهم من يعCCCبر عن ذلCCCك "بالنصCCCر المCCCبين" ومنهم من يسميه"الخير الكبير" ومنهم من يسمي "الفرج ألمة سيدنا محمد صلى اللCCه عليCCه وسلم" ومنهم من يسميه "بأن خCCيرا كبCCيرا قCCد أتى" ومنهم من يسCCميه "باليسCCر بعد العسر" و"الفرج بعد الشدة" ومنهم... وسCCيدنا رسCCول اللCCه صCCلى اللCCه عليCCه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم يسCCمي هCCذا الفتح الCCذي يتحCCدث عنCCه الجميCCع في القنCCوات الفضCCائية واإلذاعCCات والصCCحف والمجالت وفي المواقCCع االلكترونيCCة "بالمهCCدي" أو "رجCCل من عCCترتي"؛(. أذن اعيCCاد االمCCة اصCCبحت هي اعيCCاد ظهCCور المهCدي وليس تحريCر فلسCCطين والعCراق واالحCواز والجCزر العربيCة وال اسCقاط

االنظمة الفاسدة والمستبدة وال طرد االستعمار!ماذا لدينا االن؟ فخاخ مدمرة ام منارات هادية؟

 ما سبق ذكره من اقتباسات يجرنا جرا ورغما عنا الى الحقائق المأساوية التالية :

ان قصة المهدي المنتظCCر عبCCارة عن مجموعCCة الغCCام خطCCيرة، وليس لغمCCا اوال : واحدا فقط، مصممة لالنفجار المتعدد المراحCCل والمتتCCابع الحلقCCات، فهنCCاك لغم سني – شيعي يتمثل في اصرار كل من الطCCرفين على ان المهCCدي المنتظCCر هCCو من طائفته وليس من الطائفة االخرى، واذا تذكرنا ان الطرفين يعتقCCدان بانهمCCا يمثالن االسالم الحقيقي وان الطرف االخر مغتصب لالسالم او مزور له نعرف ما تضمره صدور المتعصبين في الطرفين من كراهية واستعداد للقتل واالبادة وهCCو مCCا راينCCاه في العCCراق بعCCد االحتالل، كمCCا ان هنCCاك مهCCدي منتظCCر حسCCني واخCCر

واخيرا وليس حسيني لذلك علينا توقع حروب اخرى طاحنة بين الشيعة انفسهم! اخرا علينا تذكر ان المهدي المنتظر الدجال ظهCCر اكCCثر من مCCرة واالن وفي هCCذه المرحلة يوجد من يدعي انCCه المهCCدي المنتظCCر وفي اكCCثر من قطCCر عCCربي، وانCCا شخصيا تسلمت رسائل من اكثر من مهدي منتظر في االعوام السابقة يشCCرحون فيها نظرياتهم وصواب ادعاءهم القناعي باالنضمام اليهم ودعم دعوتهم سياسCCيا

واعالميا! وتعدد ادعاءات المهدوية يفتح ابواب الحرب ضد المهدي الدجال! ان قصة ظهور المهدي المنتظر عبارة عن مجموعة الغام خطCCيرة البCCد ان تنفجCCر بوجه المسلمين محدثة كوارث وفواجCCع اخطCCر ممCCا واجهنCCا حCCتى االن، ولCCذلك ال مفCCر من تفسCCير دعم الغCCرب للتيCCارات االسCCالموية السCCنية والشCCيعية من هCCذه

ان ما يريده الغرب والصهيونية هو اشعال حروب طائفيCCة بين الزاوية. بتعبير اخر المسCCلمين يجب ان ال توقCCف او تتوقCCف اال بعCCد تCCدمير كCCل المسCCلمين خصوصCCا العCCرب منهم. وكارثCCة المسCCلمين ال تظهCCر كاملCCة اال اذا تCCذكرنا ان كCCل طائفCCة

[217]

Page 218: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد36-جزء-

اوهام قبل االمس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وودرفيق صالح المختارل-ل

التختلف مع الطائفة الثانية فقط بل ان الطائفة الواحدة فيهCCا تناقضCCات حيCCة او كامنة سوف تصبح عامل تCاجيج الحCروب الفرعيCCة داخCل الطائفCة الواحCدة وهCCذا االمر نراه االن وقبل الوصول التCCام للحكم. وقصCCة المهCCدي المنتظCCر واحCCدة من

هذه االلغام. 

وقصCCة عCCودة المسCCيح لغم اخCCر ولكنCCه بين المسCCلمين والمسCCيحيين هCCذه ثانيCCا : المرة، وخطورة هذا اللغم انه يقوم على جعل االسCCالم والمسCCيحية على طCCرفي نقيض ومن المستحيل تقاربهما ومن ثم فان الحCCرب الماحقCCة بينهمCCا هي الحكم النهائي. فاالسCCاطير التوراتيCCة وبعض مCCا ورد في االنجيCCل تجعCCل عCCودة المسCCيح مرهونة بابادة العرب، مقابCCل ذلCCك فCCان االسCCالمويين يعتقCCدون بCCان الخالفCCة لن تقوم اال بدحر الصليبيين واليهود في حرب حاسمة! والمهدي المنتظر هو المنقCCذ

وهو االمام وهو القائد وان المسيح سيصبح من اتباعه ويتحول الى االسالم! 

ان ايصCCال الغCCرب لالسCCالمويين للحكم في اقطCCار عربيCCة هدفCCه المباشCCر ثالثCCا : اشعال حروب وضعت الغامها في مفاصل حياتنا مبكرا، واالعداد لحCCروب خارجيCCة شاملة ضدنا تحت غطاء القضاء على التهديد االسالمي. وهكذا فان العرب بشCCكل خاص والمسلمين بشكل عام سيواجهون مسلسل حCCروب مCCا تنتهي واحCCدة حCCتى

تبدأ اخرى الى ان يأتي يوم لن يكون فيه عدد كاف من المقاتلين للقتال. رابعا : ومن ال يفهم او يقبCCل مCCا ذكرنCCاه ويظن اننCCا نبCCالغ مCCا عليCCه اال ان يCCدخل شCCبكات او منتCCديات اسCCالموية شCCيعية وسCCنية ومسCCيحية سCCيجد العجب، وسCCيرى نيران الحرب الشاملة المنتظرة وهي توقCCد االن، فلم يعCCد هنCCاك قاسCCم مشCCترك بين المسCCCلمين انفسCCCهم، ولم يعCCCد هنCCCاك قاسCCCم مشCCCترك بين المسCCCلمين والمسيحيين، والقاسم المشترك الوحيCCد هCCو العCCداء المتطCCرف بينهم، لدرجCCة ان شتم النبيين محمد )ص( وعيسى عليه السالم تم تجاوزه ووصCل بعض من العCرب انفسهم مرحلة الطعن االخالقي بالنبيين واتهامهما بتهم بشعة ال نجرأ حتى على تلفظها، بل ان هناك شCCبكات تلفازيCCة بالعربيCCة تCCروج قصصCCا حقCCيرة ضCCد النCCبي محمCCد باسCCم المسCCيحية ال تسCCمح اال بفCCوران الCCدم واالصCCرار على الCCرد بشCCدة

متطرفة، وهذا بالضبط ما يريده المحافظون الجدد والمسيحية الصهيونية. 

لقد هزتنا من االعماق هجمات قساوسة غربيين ورسامين اوربيين اسCCاءوا لنبينCCا الكريم ولكن االن تم تجاوز ذلك ونبينا يشتم من قبل ناطقين بالعربية وتوجCCه لCCه تهم نعجز عن تكCرار النطCق بهCا، وبطريقCة مذهلCة في جرأتهCا وحقارتهCا، ويCرد مسلمون على ذلك بالطعن بعيسى عليه السالم بنفس الطريقCCة الحقCCيرة، االمCCر الذي يعني ان شروط حرب كسر العظم بين )المسلمين والمسيحيين( قد خلقت، واذا تذكرنا ان شروط حرب طائفية مدمرة بين الشيعة والسنة قد صن|عت خصوصا في العراق وان ذلك ممهد لحروب طائفية بين المسلمين ال يمكن تصور بشCاعتها اال من قبل من عاش في العراق بعد االحتالل وشهد المجCCازر الطائفيCCة خصوصCCا

فان تصCCور مCCا ينتظرنCCا2007 و 2006تلك التي ارتكبها جيش المهدي في عامي كعرب يضعنا امام مستقبل كارثي لم يسبق له مثيل في كل تاريخ كوارث العCCرب

والمسلمين

[218]